أحكام سجود السهو (موضح بالصور)
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سجود السهو (موضحه بالصور)
http://www.7c7.com/vb/imgcache/1171473567_6b6b_58714093.jpg
قال الحسن البصري: العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم لا تضروا بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا
منقووول
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:21]ـ
كثر الله من أمثالك، و وفقك و سدد خطاك
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 03:20]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ابن هاشم ونفع الله بك
ـ[انميرات]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:11]ـ
شكرا ياخ(/)
مشروع علمي جديد لجمع الدراسات والمسائل الفقهية
ـ[عمار محمد مدني]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 05:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فريق عمل ملتقى المذاهب الفقهية يرحب بكم في بيته الجديد،، وكله أمل أن يكون على عاتقكم حجر البناء فالأجر لك أو لأخيك أو للذئب.
وتقوم فكرة هذا الملتقى على ثلاثة أمور رئيسية:
1 - التخصص الفقهي الدقيق.
2 - تجويد المادة الفقهية وإحكامها.
3 - تأطير المناقشات العلمية وضبطها بقانون الجدل والمناظرة.
ويتفرع الملتقى إلى ستة أفرع في ثمانية وعشرين ملتقى:
• الملتقيات العامة:
الملتقى المفتوح
الملتقى الفقهي العام
ملتقى أدب الخلاف، وقانون الجدال
ملتقى التعارف والتهاني
ملتقى استراحة الأعضاء
• ملتقيات المذاهب الفقهية:
ملتقى المذهب الحنفي
ملتقى المذهب الشافعي
ملتقى المذهب الحنبلي
ملتقى المذهب الظاهري
• ملتقيات فقه أركان الإسلام:
ملتقى فقه الصلاة
ملتقى فقه الزكاة
ملتقى فقه الصيام
ملتقى فقه المناسك
• الملتقيات المتخصصة:
ملتقى فقه البيوع، والمعاملات المصرفية
ملتقى فقه الأسرة
ملتقى فقه المواريث، وقسمة التركات
ملتقى فقه الأقضية، والأحكام
ملتقى فقه السياسة الشرعية
ملتقى فقه الأقليات المسلمة
ملتقى فقه النوازل
ملتقى القواعد والضوابط الفقهية
ملتقى الفتاوى، وقرارات المجامع الفقهية
• ملتقيات البحوث، والدورات، والرسائل العلمية:
ملتقى صناعة البحوث العلمية (ورش العمل)
ملتقى الرسائل الجامعية، والمنشورات البحثية
ملتقى الدورات، والدروس العلمية
• الملتقيات الخدمية:
ملتقى الاستشارات، والاقتراحات
ملتقى الدعم الفني، والتطوير
فريق عمل متلقى المذاهب الفقهية.
رابط الموقع
http://www.mmf-4.com/vb/index.php
رابط التسجيل
http://www.mmf-4.com/vb/register.php السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
كتاب " افعل ولا حرج " بين المؤيدين والمعارضين ..
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 06:13]ـ
بعيدا عن الخوض في ترجيح المسائل ..
قرأت موضوعا بعنوان:
[ليكن شعارنا " خذوا عني مناسككم " بدلا من " افعل ولا حرج "]
أثار هذا العنوان حفيظتي وساءني، إذ إن قائل " خذوا عني مناسككم " هو القائل " افعل ولا حرج " بأبي هو وأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ما كنت أود أن نصل إلى هذه المرحلة فتأخذنا العاطفة الممجوجة إلى نبذ شيء من ديننا دون أن نشعر، فكيف نريد أن يكون شعارنا " خذوا عني مناسككم " بدلا من " افعل ولا حرج "، والله جل وعلا يقول (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) والنبي (ص) يقول: " بعثت بالحنيفية السمحة " وهو القائل " افعل ولا حرج ".
إن من كمال ديننا وهيمنته أن جمع بين المتابعة للنبي (ص) والتيسير ورفع الحرج ودفعه والنبي (ص) قال " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه " هذا هو التكامل في ديننا وشرعنا وشعائرنا، ولهذا لا يمكن بحال أن يكون شعارنا " خذوا عني مناسككم " بدلا من " افعل ولا حرج "، بل الواجب أن يكون شعارنا خذوا عني مناسككم وفي نفس الوقت افعل ولا حرج في آن واحد.
إن من الفقه النظر في أحوال الناس ومراعاتها ومراعاة الزمان والمكان على الحد الذي شرعه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " وإلا لكان عنتا وأغلالا ما كتبها الله علينا.
تعجبت كثيرا من كثرة الكتابات والردود التي خرجت عن الموضوعية، على كتاب افعل ولا حرج، مع أن المؤلف لم يخرق إجماعا ولم يأت شاذا، وكل الأقوال التي قال بها ورجحها معتبرة، قال بها الأئمة المعتبرون والمحققون من أهل العلم.
النقد مطلب شرعي والردود بين أهل العلم معلومة مأثورة، ولا غضاضة في هذا ولا حرج ولا بأس، ولكن الحرج والغضاضة والبأس كل البأس، أن تحتوي الأسطر على نقد شخصي وتخرج عن موضوعيتها، ويكون فيها تجريحا وتسفيها.
فـ[رفقا أهل السنة بأهل السنة]
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 07:02]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
تعجبت كثيرا من كثرة الكتابات والردود التي خرجت عن الموضوعية، على كتاب افعل ولا حرج، مع أن المؤلف لم يخرق إجماعا ولم يأت شاذا، وكل الأقوال التي قال بها ورجحها معتبرة، قال بها الأئمة المعتبرون والمحققون من أهل العلم.
النقد مطلب شرعي والردود بين أهل العلم معلومة مأثورة، ولا غضاضة في هذا ولا حرج ولا بأس، ولكن الحرج والغضاضة والبأس كل البأس، أن تحتوي الأسطر على نقد شخصي وتخرج عن موضوعيتها، ويكون فيها تجريحا وتسفيها.
هل حكماكم هذان على كل تلك الكثرة؟ أو على شيء منها؟
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 07:09]ـ
طرح متزن
وفقكم الله تعالى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك .. وصدقت في قولك. إذ إن قائل " خذوا عني مناسككم " هو القائل " افعل ولا حرج " بأبي هو وأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،
اقول فليس بينهما تعارض بحمد الله
والصواب في حديث خذوا عني مناسككم ان كلمة عني ليست في شي من طرق الحديث بعد التتبع الكثير
عن جابر يقول: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمى على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه).
رواه مسلم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 10:53]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 11:24]ـ
بتأمل يسير يتبين أن "افعل ولا حرج" من جملة ما يؤخذ من المناسك أصلاً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 02:24]ـ
الشيخ سلمان العودة-والحق يقال- ضليع في الفقه والحديث معا .. على نحو يندر في الرجال ..
مع حافظة قوية تبارك الله .. ولا أذكر أنها خانته
وفقه الله لما فيه الخير لدينه وأمته
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 08:12]ـ
الأخ الكريم:
يَعمدُ بعضٌ إلى الردِّ بياناً لـ " الفقه الذاتي " لا " الفقه المنهجي "، فغالبُ الردود تبحثُ في نقطةِ مخالفةِ المردود عليه لـ " فقه ذات " أشخاصٍ و ليستْ لغيرِ ذلك.
أحدهم كتبَ و لم يُسَمِّ.
و الردُّ نوعٌ من التوظيفِ للعلم، و العلم برهانٌ و أدبٌ، فخليقٌ بالرادِّ أن ينال حظاً كبيراً.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 08:43]ـ
هناك اجماع من المفتي والفوزان واللحيدان والغديان والعباد على وجود شذوذات كثيرة في كتاب (أفعل ولا حرج) فمنهم من نقده تصريحا ومنهم من نقده تلميحا ومنهم من منع من قراءته بل قال بعضهم يجب أن يحرق؟!
ويكفي لبيان غلط صاحب (أفعل ولا حرج) أنه قيد المطلق واطلق المقيد بأدلة عقلية مصادمة للأدلة النقلية والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 10:40]ـ
هناك اجماع من المفتي والفوزان واللحيدان والغديان والعباد على وجود شذوذات كثيرة في كتاب (أفعل ولا حرج) فمنهم من نقده تصريحا ومنهم من نقده تلميحا ومنهم من منع من قراءته بل قال بعضهم يجب أن يحرق؟!
ويكفي لبيان غلط صاحب (أفعل ولا حرج) أنه قيد المطلق واطلق المقيد بأدلة عقلية مصادمة للأدلة النقلية والله المستعان.
مع مخالفتي لما في كتاب "افعل ولا حرج" إلا أني أستنكر هذه الكلمة منهجياً.
كيف يقال إجماع ويوجد من خالف؟
كيف يقال إجماع ويحصر في من ذكرت من العلماء؟
أمر عجيب!! أن يحصر العلم والفضل والحكمة بل وحتى الإجماع في هؤلاء الفضلاء فقط.
لكن إذا عُرف السبب بطل العجب.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 10:47]ـ
يا وليد هداك الله ورعاك
قد قيدت الإجماع المذكور بقولي (من)!!
فقلت: هناك اجماع من المفتي والفوزان ..... الخ
ويُفهم من هذا أن المذكورين مجمعين على ما ذكرته لك ولا يُفهم من كلامي أنني أنقل اجماع مطلق في المسألة.
فتنبه لذلك واترك عنك رمي التهم جزافا يا رعاك الله
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 10:51]ـ
أثار هذا العنوان حفيظتي وساءني، إذ إن قائل " خذوا عني مناسككم " هو القائل " افعل ولا حرج
لا يجوز لك أساءت الظن في أخيك
ولا أن تستاء من العنوان فهو مستقيم.
فقوله: فلنجعل شعارنا (خذوا عني مناسككم) يشمل قوله صلوات ربي وسلامه عليه (أفعل ولا حرج).
والعكس بالعكس فقول من قال لنجعل شعارنا (أفعل ولا حرج) هو دعوة لترك قوله صلى الله عليه وسلم (لتأخذوا عني مناسككم). فلتتنبه يا رعاك الله
=========
ملحوظة: قد سبقني الأخ عبد الله الشهري وفقه الله في بيان مقصودي فقال وفقه الله: (بتأمل يسير يتبين أن "افعل ولا حرج" من جملة ما يؤخذ من المناسك أصلاً).
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 11:52]ـ
الأخ الفاضل: عبد المحسن بن عبد الرحمن
نعم القائل (خذوا عني مناسككم) أو (لتأخذوا مناسككم) - ولا أرى أن هناك فرقاً بينهما - هو القائل (افعل ولا حرج)، والكاتب لهذا العنوان الذي ذكرته، يجب أن نحسن الظن به، فهو لا يقصد أن نأخذ ببعض أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونترك البعض، بل يقصد أن على المسلم أن يعمل بالسنة ابتداءً ويأتي بمناسك الحج على أكمل وجه، ثم إن حصل خطأ أو تقصير يسأل فنقول له: (أخطأت، وعليك كذا) أو نقول له (افعل ولا حرج).
فلا بد أن نعلم الناس احترام السنة وتقديسها، لا أن نربيهم على ما لا حرج فيه.
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:59]ـ
الكتاب يدل على واسع فقه الشيخ سلمان وتحريره للأدلة .. وعدم تعصبه
أما من أراد الحط عليه بسبب أن بعض الناس انتقده .. كالفوزان وغيره
فهؤلاء حاصل اعتراضهم لا على سلمان .. بل على الأئمة من السلف الذين رجح سلمان أقوالهم في هذه المسائل المنتقدة
ثم المفتي وغيره ليس حجة على غيرهم من المشايخ
والشيخ سلمان ليس حنبليا .. بل آراؤه الفقهية لمن حضر دروسه أرحب .. فتراه ينصر ما يرى الدليل أسعد به وأسند له
ولمن يعترض نسأله ونتحداه: هات لنا قولا منكرا جاء به الشيخ في الكتاب ولم يسبقه إليه أحد من السلف!
ونعوذ بالله من التعصب .. !
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:34]ـ
مع مخالفتي للشيخ سلمان وفقه الله في بعض المسائل التي ذكرها, ولكن لابد من الانصاف والعدل عند الرد عليه , وإنزال الشيخ منزلته , وأن ينظر لهذه المسائل على أنها تحمتل قدرا من النظر والإجتهاد.
وأما القول بأنه جاء بشذوذات كثيرة فهذه دعوى تحتاج إلى إثبات.
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:38]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم ..
الكتاب يدل على واسع فقه الشيخ سلمان وتحريره للأدلة .. وعدم تعصبه
وما دخل هذا الكلام بنقد الشيخ سلمان؛ فليس هو بأوسع اطلاعاً من ابن حزمٍ، أو ابن رشدٍ، وغيرهم .. !
فواسعُ الفقه لا يُعصم من النقد - إن زلَّ -.
أما من أراد الحط عليه بسبب أن بعض الناس انتقده .. كالفوزان وغيره
يبدو أنَّك لم تقرأ الردود؛ فأشهر الردود ردّ الصبيحي، وأبا حسين، والعبَّاد؛ فأين رد الفوزان؟
وما يقع فيه بعض المتعصبين (على) سلمان، يقع فيه بعض المتعصبين (لـ) سلمان!!
فهؤلاء حاصل اعتراضهم لا على سلمان .. بل على الأئمة من السلف الذين رجح سلمان أقوالهم في هذه المسائل المنتقدة
هذا تغريدٌ خارج السرب - رعاك الله -؛ فليس ثمَّة زالٌّ بقصد أو بغير قصد إلاّ وسيجد سلفاً له، فالحُجَّةُ ليست قصراً على مواطن الإجماع!
ثم للشَّيخ مسائل ليس له فيها أئمة بهذا الإطلاق الذي أطلقتَه (جمعاً وإمامةً) ...
ثم المفتي وغيره ليس حجة على غيرهم من المشايخ
لم يدع هذا أحدٌ؛ فنقلُ ردٍ من المفتي لا يستلزم أن يكون قولُه حجةً ..
لكنَّ بعض الناس يطلقُ هذه الكلمة - على صحتها -، ويريد بها باطلاً محضاً؛ فكلّ ما نوقش أو رُدَّ عليه، قال: قول العالم فلانٌ ليس حجة!!
والشيخ سلمان ليس حنبليا .. بل آراؤه الفقهية لمن حضر دروسه أرحب .. فتراه ينصر ما يرى الدليل أسعد به وأسند له
وهل الحنبليَّة عيبٌ؟
ثم هذه كلُّ ينشدها، لكنَّ الخلل يكمنُ في الترجيحات المبنيَّة على قواعد مخروقة ...
فهو يصححُ الحديث، لكنه يستدل بعامٍ مخصص، أو مطلقٍ مقيد .... وهكذا ..
وبحمد الله؛ لا نعرف عالماً مجتهداً إلا وهو يحب الدليل، وينصر ما يراه من خلال هذا النظر ..
لكنّ أقوالهم مختلفة .. لماذا؟
أكلها راجحة؟ كلاَّ ..
المُصيب واحدٌ - بلا شكٍ -؛ فعلى الرائم الحقَّ أن يؤسس قواعده وأصوله بعد تحرٍ تامٍ ..
ولمن يعترض نسأله ونتحداه: هات لنا قولا منكرا جاء به الشيخ في الكتاب ولم يسبقه إليه أحد من السلف!
عجيبةٌ هذه أيها الحبيبُ أبا القاسم ..
هل مقياس النَّكارة أن يأتيَ بقولٍ لم يُسبق إليه؛ فإن جاء بقولٍ سُبِقَ إليه سلمَ من النقد؟!!
راجع هذه - حفظك الله -.
ونعوذ بالله من التعصب .. !
إلاَّ للحق:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 04:31]ـ
كلامك أخي خليل الفوائد بصراحة غريب جدا
فحاصله أنك حملت كل كلامي على أسوأ محامله .. ولن أتجشم الرد على ردودك
غير أني سأكتفي بواحدة وقس عليها البقية .. حتى لا يكون الكلام مجرد نفي عار عن البيان
فردي ليس على من اختلف مع الشيخ في مسائل فرعية في هذا وغيره
ثم اعلم أني من أكثر الناس خلافا مع الشيخ سلمان وفقه الله تعالى .. وبيننا مراسلات كثيرة
وهو يسعد باستدراكاتي عليه
وبهذا تأكد أن لست متعصبا له كما توهمت
والله المستعان
بيان لإساءة الفهم:-
عجيبةٌ هذه أيها الحبيبُ أبا القاسم ..
هل مقياس النَّكارة أن يأتيَ بقولٍ لم يُسبق إليه؛ فإن جاء بقولٍ سُبِقَ إليه سلمَ من النقد؟!!
راجع هذه - حفظك الله -.
ردي موجه لمن تنقص الشيخ وليس لمن اختلف معه
وهذا المتنقص ومن شاكله ممن يدعي أنه سلفيّ ..
وهو يؤلب على الشيخ وأضرابه منذ مدة ..
ليزعم أنه يأتي يالشذوذات التي لم يسبق إليها
فتوجيه الكلام أن ما استنبطه الشيخ ليس عريا
عن الدليل الصحيح
وقال به غير واحد من السلف .. والخلف
فهذا كافٍ في درء التهم الموجهة إليه
وكما أن الشيخ انتقده جماعة .. وافقه آخرون
فلا معنى للتعصب ضده بسبب الكتاب
وفحواه مما يحتمل الاختلاف .. بل قل السعة
وكل ما كتبته أخي الحبيب في تعقبك عليّ ..
أبعدت النجعة فيه ..
ولا حاجة للرد عليه لأنه لا طائل منه
إنما رددت بما يوضح المقصود
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 07:11]ـ
هناك اجماع من المفتي والفوزان واللحيدان والغديان والعباد على وجود شذوذات كثيرة في كتاب (أفعل ولا حرج)
يا رعاك الله:ألا يعتبر هذا الإجماع كذبا
سبحان الله أين الاجماع والكتاب لم يصل إلى كثيرا من المجتهدين أم أنك تحصر المجتهدين فقط في السعودية ثم أين الذين قدموا للكتاب أم أنهم ليسوا من المجتهدين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:32]ـ
والصواب في حديث خذوا عني مناسككم ان كلمة عني ليست في شي من طرق الحديث بعد التتبع الكثير
عن جابر يقول: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمى على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه).
رواه مسلم
قلت: بل هي في بعض طرق الحديث عند البيهقي في السنن 5/ 125
ومستخرج أبي نعيم (2995)
وعزاه بهذا اللفظ لمسلم ابن كثير وغيره ... فإما أنه وهم ... وإما أنه في بعض نسخ الصحيح والأول أقرب ...
ـ[أبو محمد اللبناني]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:45]ـ
إن من يقرأ كتاب الشيخ سلمان لا يمكن إلا أن يحكم لكاتبه بأنه فقيه متمكن, قادر على استخراج علل الأحكام من نصوصها, كما أن أدوات الاجتهاد عنده حاضرة بقوة ظاهرة.
وإلى الأخوة الذين ما زالوا يظنون أن العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه منحصر بحي السويدي وما حوله , أقول لهم أفيقوا أفيقوا
طبعا الكلام موجه إلى غير الجامية والمداخلة فهؤلاء وضعوا أرجلهم في الجنة
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:56]ـ
النبي صلى الله عليه وسلم قال ابتداءاً ((خذوا عني مناسككم)) ..
وقال ((افعل ولا حرج)) لمن أتاه بعد الفعل ..
فمن قال انه لابد أن يكون شعار المفتي ((خذو عني مناسككم)) .. قد اصاب كبد الحقيقة.
لأن الأصل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ديننا ميسر، لمن فعل شيئاً ناسياً أو جاهلاً أو عاجزاً، فأتت كلمة افعل ولا حرج.
وقد نزلت ثلاث كتب على حسب علمي:
الأول / كتاب الشيخ فهد أباحسين بعنوان ((كيف نفهم التيسير)) وهو يناقش منهج الكتاب لا الأقوال.
الثاني / كتاب الشيخ ابراهيم الصبيحي بعنوان ((حتى لايقع الحرج)) وهو يناقش الأقوال ويرد عليها برد علمي رصين كعادة الشيخ وفقه الله.
الثالث / كتاب الشيخ عبدالمحسن العباد وقد شدد الشيخ في ألفاظه، وأخذ يناقش صحة مسمى
((الاسلام اليوم)) ..
نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم ..
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 09:20]ـ
حيَّاك الله أخي الفاضل أبا محمد اللبناني؛ فهذه أول مشاركةٍ لك ..
إن من يقرأ كتاب الشيخ سلمان لا يمكن إلا أن يحكم لكاتبه بأنه فقيه متمكن, قادر على استخراج علل الأحكام من نصوصها,
اعلم أنَّ الحكم لشخصٍ بالفقه لابد أن يكونَ من فقيه - وقد تساهل المتأخرون في هذا -؛ فأصبحَ طالبُ العلمِ المبتدئ يصفُ خلقاً بالفقه والرسوخ!
كما أن أدوات الاجتهاد عنده حاضرة بقوة ظاهرة.
قد يكون هذا صحيحاً؛ لكن هل أدوات الاجتهاد عند الرادِّين عليه حاضرةٌ بقوَّةٍ ظاهرة؟!
فاكتمالُ أدوات الاجتهاد لا تعصم المجتهد - كما لا يخفى -!
وإلى الأخوة الذين ما زالوا يظنون أن العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه منحصر بحي السويدي وما حوله , أقول لهم أفيقوا أفيقوا
نصيحةٌ مسدَّدة ..
ومن هذا الأصل العظيم أقول:
إلى الأخوة الذين ما زالوا يظنون أن - أيَّ شخصٍ - في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه له أن يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء .. أقول: أفيقوا أفيقوا ..
فالعلمُ دين، والدِّينُ له فقهاؤه، والفقهاءُ لهم أصول .. والأصول لابد أن تكون سليمةً من العَوَر!
طبعا الكلام موجه إلى غير الجامية والمداخلة فهؤلاء وضعوا أرجلهم في الجنة
اتَّق الله يا هذا؛ فنحنُ وإن كنَّا نختلف معهم كثيراً؛ لا ينبغي لنا أن نتكلم بهذا الأسلوب ..
فكلامكُ إمَّا حقّاً، وإماَّ استهزاءً ..
فإن كان حقّاً؛ فذلك محرَّمٌ؛ لعدم جواز الشهود لأحدٍ بجنَّة أو نار إلاّ بنص ..
وإن كان استهزاءً؛ فذلك أيضاً غيرُ جائزٍ؛ لأنَّه استهزاء .. !!
فهل يمكن لقالتك هذه أن تكون لا في معرض الجدّ، ولا في معرض الهزل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 09:36]ـ
حيَّاك الله أخي الفاضل أبا محمد اللبناني؛ فهذه أول مشاركةٍ لك ..
اعلم أنَّ الحكم لشخصٍ بالفقه لابد أن يكونَ من فقيه - وقد تساهل المتأخرون في هذا -؛ فأصبحَ طالبُ العلمِ المبتدئ يصفُ خلقاً بالفقه والرسوخ!
قد يكون هذا صحيحاً؛ لكن هل أدوات الاجتهاد عند الرادِّين عليه حاضرةٌ بقوَّةٍ ظاهرة؟!
فاكتمالُ أدوات الاجتهاد لا تعصم المجتهد - كما لا يخفى -!
نصيحةٌ مسدَّدة ..
ومن هذا الأصل العظيم أقول:
إلى الأخوة الذين ما زالوا يظنون أن - أيَّ شخصٍ - في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه له أن يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء .. أقول: أفيقوا أفيقوا ..
فالعلمُ دين، والدِّينُ له فقهاؤه، والفقهاءُ لهم أصول .. والأصول لابد أن تكون سليمةً من العَوَر!
اتَّق الله يا هذا؛ فنحنُ وإن كنَّا نختلف معهم كثيراً؛ لا ينبغي لنا أن نتكلم بهذا الأسلوب ..
فكلامكُ إمَّا حقّاً، وإماَّ استهزاءً ..
فإن كان حقّاً؛ فذلك محرَّمٌ؛ لعدم جواز الشهود لأحدٍ بجنَّة أو نار إلاّ بنص ..
وإن كان استهزاءً؛ فذلك أيضاً غيرُ جائزٍ؛ لأنَّه استهزاء .. !!
فهل يمكن لقالتك هذه أن تكون لا في معرض الجدّ، ولا في معرض الهزل؟!
أوجزت أخي الحبيب فأجدت.
إن العجب لا ينقضي، وإن جاز للعجب أن يتعجب من عجب هؤلاء بأقوام ليسوا بعلماء، ويتركوا العلماء، بل ويلمزوا العلماء! فحق للعجب ذلك!!
عليكم أيها الطلبة بغرز العلماء، فإنهم عدوله.
والله الهادي.
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 10:04]ـ
هناك اجماع من المفتي والفوزان واللحيدان والغديان والعباد على وجود شذوذات كثيرة في كتاب (أفعل ولا حرج) فمنهم من نقده تصريحا ومنهم من نقده تلميحا ومنهم من منع من قراءته بل قال بعضهم يجب أن يحرق؟!
اتق الله يا أباعمر السلفي، وانظر ما تقول.
أما مناقشة المسائل علمياً فهو متاح لكل طالب علم متمكن يحسن الإبحار.
وأما أن تنسب ما قلت إلى أولئك الأئمة فهذا جناية منك عليهم وعلى الناس، فهل لك أن توثق كلامك؟ من منهم قال: " يجب أن يحرق"؟ ومن منهم منع من قراءته؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 10:17]ـ
لو أن مؤلف الكتاب شخص آخر .. ممن يحبهم المتعصبون ..
لما كانت هذه الثورة العارمة .. التي لا معنى له .. ولا وجه
ولا طعم ولا لون
ولا رائحة ..
سوى رائحة الجهل والهوى والعصبية
وأكرر .. ردي ليس على من يختلف مع الشيخ أو غير الشيخ في مسائل اجتهادية
ولكن على التنقص من قدره لأجل هذه الكتاب! ..
ولأخي الفاضل خليل الفوائد .. أقول .. لا بأس في قول الأخ "وضعوا أرجلهم في الجنة" .. لأنه محمول على السخرية
وهؤلاء أهل للسخرية .. فجهودهم في تفريق كلمة المسلمين .. والحط على العلماء .. وفق منهج الجرح والتجريح .. وتخذيل المجاهدين .. إلخ
لا تخفى على أحد .. ولم يقتصر إفسادهم على جزيرة العرب بل يشكو من تيارهم المجافي للحق أهلُ العراق وفلسطين أيضا!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 11:47]ـ
الاخ الكريم أبو فهر السلفي وفقه الله
شكرالك على هذه الفائدة وسؤالي مامدى صحة هذه الرواية وهل هي صحيحة اوروريت بالمعنى كماقلت؟؟؟(/)
المذهب الفقهي. . وعلم الدّلالة
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 08:29]ـ
المذهب الفقهي .. وعلم الدلالة
قال عبدالرحمن بن الملا محمود آل زبيد غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الحمد لله الرحيم الرحمن، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد سيد العُبْدان، وعلى سائر الآل والصُّحبان وبعد
فيسعدني أن أبارك لإخواني من المسلمين والمسلمات قدوم عيد الأضحى المبارك، سائلاً الباري تعالى أن يعيده عليهم وهم على أحسن حال. وأن أُهديهم هذا المقال الوجيز الذي لخصت فيه قراءتي لمدة عشرين سنة في مجال المذاهب والتمذهب وعلم الدلالة، عسى أن ينفع الله به من شاء من عباده فيثيبني عليه مغفرة ورحمة استجابةً لدعاء أخ وفيّ بظهر الغيب، أو أن أستفيد من نقاش إخوتي في الله ما يدعم رؤيتي أو يعمقها أو يثريها. إنه سميع مجيب.
يمكن حصر أسباب اختلاف الفقهاء في صنفين أحدهما تاريخي يتناول ثبوت الخبر [وهو مجال علم الحديث إذ ينقسم فيه الحديث إلى قسمين: مقبول ومردود، يشتمل كل منهما على أقسام. أعلى درجات الصحيح هو المتواتر وأدنى درجات المردود هو الموضوع] وثانيهما دلالي، وأهم الأسباب الدلالية لاختلاف الفقهاء قد لخصها كثيرون منهم ابن رشد في مقدمة (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) حيث قال:"وأما أسباب الاختلاف بالجنس فستة:
أحدها تردد الألفاظ بين هذه الطرق الأربع: أعني بين أن يكون اللفظ عاما يراد به الخاص، أو خاصا يراد به العام، أو عاما يراد به العام، أو خاصا يراد به الخاص، أو يكون له دليل خطاب، أو لا يكون له.
والثاني الاشتراك الذي في الألفاظ، وذلك إما في اللفظ المفرد كلفظ القرء [بفتح القاف] الذي ينطلق على الأطهار وعلى الحيَض، وكذلك لفظ الأمر هل يحمل على الوجوب أو الندب، ولفظ النهي هل يحمل على التحريم أو على الكراهية، وإما في اللفظ المركب مثل قوله تعالى {إلا الذين تابوا} فإنه يحتمل أن يعود على الفاسق فقط، ويحتمل أن يعود على الفاسق والشاهد، فتكون التوبة رافعة للفسق ومجيزة شهادة القاذف.
والثالث اختلاف الإعراب.
والرابع تردد اللفظ بين حمله على الحقيقة أو حمله على نوع من أنواع المجاز، التي هي: إما الحذف، وإما الزيادة، وإما التقديم وإما التأخير، وإما تردده على الحقيقة أو الاستعارة.
والخامس إطلاق اللفظ تارة وتقييده تارة، مثل إطلاق الرقبة في العتق تارة، وتقييدها بالإيمان تارة. والسادس التعارض في الشيئين في جميع أصناف الألفاظ التي يتلقى منها الشرع الأحكام بعضها مع بعض وكذلك التعارض الذي يأتي في الأفعال أو في الإقرارات، أو تعارض القياسات أنفسها، أو التعارض الذي يتركب من هذه الأصناف الثلاثة: أعني معارضة القول للفعل أو للإقرار أو للقياس، ومعارضة الفعل للإقرار أو للقياس، ومعارضة الإقرار للقياس. "
ولما كان الانطلاق (من العموم نحو الخصوص) هو القاعدة الأساس في العلم والتعلم لأسباب عديدة أهمها كون اللغة أهم شفرة دلالية، وكونها ظاهرة اجتماعية مع كون المجتمع أو الحضارة أكبر وحدة دلالية فإن معرفة ما أجمع عليه الفقهاء من دلالات أمرٌ ضروري لكل مسلم ولكل فقيه أو متعلم على سبيل نجاة.
ذلكم أن الدعوة إلى مذهب أهل الحديث تنطلق من إيلاء الأهمية للجانب التاريخي في الفقه مع إهمال أو تقليل لأهمية الجانب الدلالي، وهذا ما جعل الفقهاء لا يولََون الأهمية التي يستحقونها. ولو اقتصر الأمر على متعاطي العلم من الدعاة وأعضاء الهيئات لصغر أمر الخطب ولكنه قد جرأ حتى المبتدئين وأرباع أعشار المتعلمين على جهابذة الفقهاء مما يستدعي وقفة متأنية يستنفر لها أحرار الباحثين, وقد قام أحد الباحثين في مجال الفقه فاستقرى أكبر كتب الفقه المقارن وأشهرها مثل
المجموع للنووي
المحلى لابن حزم
اختلاف الفقهاء للطبري [لم يصل إلينا كاملاً]
مراتب الإجماع لابن حزم
نقد مراتب الإجماع لابن تيمية
المغني لابن قدامة
نيل الأوطار للشوكاني
الاستذكار لابن عبدالبر
بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد
وبعض الشروح الموسوعية كـ
فتح الباري لابن حجر
وشرح النووي على مسلم
فاستخرج منها كل ما قالوا
أجمعوا
إجماع المسلمين
قول صحابي [كابن مسعود] ولا مخالف له يعرف
إجماع العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجد أنهم قد أجمعوا على 14400 مسألة [في طبعته الأولى 9588 مسألة، ولكن الرقم زاد لأنه أضاف مصادر جديدة ولا سيما الاستذكار لابن عبدالبر النمري]
وسمى كتابه (موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)
إن هذا العمل القيم يحل لجميع طلبة العلم في العالم الإسلامي مشكلة السبب (الدلالي) لاختلاف الفقهاء. وقد كانت هذه المسألة هي الشغل الشاغل للصديقين الحميمين والعالمين الجليلين في القرن الخامس الهجري وهما أبو محمد ابن حزم وأبو عمر ابن عبدالبر النمري، نعرف ذلك عنهما من خلال ما كتبا ودونا.
لا شك ّ أنّ جَمْع َ ما أجْمع َ عليه الفقهاء ُ منْ دلالات النصوص ِ الشرعيةِ بين َ دفّتيْ كِتاب هوَ من نعم الله ِ تعالى على المُسلِم المعاصِر، إذ ْأنه ُ قد ْ حل ّ مُشكِلة التمذهُب إلى الأبد، فأصبحنا اليوم نقسم الأ حكام َ الشرعية َ إلى أربعة أقسام
ــــ مُجمع عليه، تضمنته موسوعة الإ جْماع في الفقه الإسلامي،
وهو 14400 مسألة، [يرِد ُ في كتب الفقه بصيغ ـ
أجمعوا ـ لا أعلم فيه خلافا ً ـ اتفقوا ـ وهو إجماع المُسلمين ـ قول صحابيّ
ٍ كابن ِ مسعود ٍ ولا مخالِف له يُعْر َف]
واجب المسلم أن لا يخالف هذا القسم مُطلَقاً
ــــ القسم الثاني مختلَف فيه، تناولته كتب الفقه، وقد اختلفوا لأسباب معرفية، يعود قسم منها إلى التاريخ والتدوين والموقف من الرواة، وقسم منها إلى أسباب دلالية لخصها ابن رُشد في مقدمة البداية.
وواجب المسلم أن يرجِّح َ بين َ أقوالِهِم ولا يَخرجَ عنها.
وضوابِط ُ التر جيح عامة وخاصة، فالعامة عقلية استقرائية، حيث تُخضع المسْألة لمقاصد الشريعة، وأ حسن كتبها (الموافقات للشا طبي)
. أما الخاصة فهي إما تاريخية وسبيل الفقيه المحدث تتبع الرواية من جميعِ وجوهِها.
وقد أصبح اليوم التتبع يسيرا سهلا بمنِّ الله وكرمه على الإنسان بالحاسب الألكتروني.
أو دلالية وهذه تسترشد في تحديد السياق بالتتبع الذي يمدها به علمُ التاريخ (الحديث، المغازي والسير)
وبقواعد النحو والبلاغة لفهم الجُمل،،
إنّ فائدة اختلاف الفقهاء في هذا البابِ هي أنهم قد استوعبوا النظر إلى المسألة من زوايا مختلفة، وافترضوا أسيِقةً، وحاولوا إيجاد الفهم الأمثل للمسائل ضمن مقاصد الشريعة التي اتفقوا عليها في الجملة.
والمتتبع لعبارات مثل ابن حجر في قوله (وتُعُقِّبَ) يجد ثراء ما قدمه الفقهاء في هذا الباب.
ـــــ القسم الثالث ما افترضوه مما لم يقع، وهذا يستفاد منه في ثراء الاحتمالات المتقدمة، وهو وإن كان قسما خاصا إلا أنه دون البواقي في الأهمية، لأنه أشبه بالتمارين الفقهية امتاز بها أهل الرأي من الفقهاء.
ـــــ القسم الرابع ما استجد من مشكلات كقضايا البنوك والأشربة والدخان والألعاب والترفيه. فتوجد قواعد أخلاقية ومقاصدية أمام الفقيه المعاصر ليأخذ بها دون أن يفرِّط في ما تقدم من ضوابط
ومن وجهة نظر كاتب هاته السطور فإن هذا العمل جدير بالاحترام والتقدير، ويحسن أن تتوحد عليه كلمة المسلمين من المنتمين إلى مذهب الأمة [يشمل مذهب الأمة جميع المسلمين المنتمين إلى تراث أهل السنة أو الزيدية أو الإباضية لأنهم لا يضيفون بعد النبي مُشَرعا خلافا لمذاهب المعارضة التي استقلت عن الأمة بأن أضافت مصادر تشريع لا تُقرها أمة الإسلام، ولأن الخلاف بين أعضاء مذهب الأمة خلاف معرفي لا عقدي في الجملة]
فلو أن أهل الدعوة والعاملين في الإعلام الإسلامي أقاموا دورات واسسوا دعوتهم على ما أجمع عليه الفقهاء لكان فيه خير عميم ونفع عظيم.
إن وحدة أمة الإسلام تكون بالدعوة إلى الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، ويكون المرجع هو ما أجمع عليه الفقهاء من دلالات النصوص وليس ما فهمه جماعة دون جماعة وطائفة من أهل العلم دون طائفة.
والله من وراء القصد
وكتبه عبدالرحمن بن الملا محمود
الموصل\قرية العملة
drzubaid@hotmail.com
ذو الحجة 1428هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 10:55]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
والموضوع يقتضي بسطا أكبر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 02:27]ـ
موضوع مهم .. جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:19]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
والموضوع يقتضي بسطا أكبر
الأستاذ العوضي
يشرفني اطلاعُكم
(يُتْبَعُ)
(/)
هو كما ترون موضوع متكامل، يصلح رسالة دكتوراه بعنوان أقسام الأحكام الشرعية،
أو الأحكام الشرعية بين الإجماع والاختلاف،،
وهذا المقال خطة مفصلة تشمل قسم العرض من المقدمة، أو نتائج الخاتمة.
والله الموفقموضوع مهم .. جزاك الله خيرا
الأخ أبا القاسم
شكراً لمروركم وتعليقكم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 11:34]ـ
الدعوة إلى مذهب أهل الحديث تنطلق من إيلاء الأهمية للجانب التاريخي في الفقه مع إهمال أو تقليل لأهمية الجانب الدلالي، وهذا ما جعل الفقهاء لا يولََون الأهمية التي يستحقونها.
لا يسلم أن التقليل من من أهمية فقه الدلالة منطلق للدعوة إلى مذهب أهل الحديث
فاستخرج منها كل ما قالوا
أجمعوا
إجماع المسلمين
قول صحابي [كابن مسعود] ولا مخالف له يعرف
إجماع العلماء
فوجد أنهم قد أجمعوا على 14400 مسألة
قول الصحابي إذا انتشر ولم يعرف له مخالف فقد اختلف في الاحتجاج به, فمثلا يقول الغزالي في المستصفى: " وَقَدْ نَصَّ فِي مَوْضِعٍ أَنَّ قَوْلَ الصَّحَابِيِّ إذَا انْتَشَرَ وَلَمْ يُخَالِفْ فَهُوَ حُجَّةٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ السُّكُوتَ لَيْسَ بِقَوْلٍ، فَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ أَنْ يَنْتَشِرَ أَوْ لَا يَنْتَشِرَ؟ "
هذا فيما انتشر, فضلا عن الذي لم ينتشر, وقد أنبنى على أن المسألة فيها خلاف أصولي وجود الخلاف الفقهي في مسائل كثيرة جدا قد قيل فيها أن الصحابي قال بكذا ولم يعرف له مخالف, فكيف يدعى بعد ذلك أن هذا من الإجماع الذي يجب أن تحمل الأمة عليه!!
نعم قد أرى أنا أو غيري أن قول الصحابي إذا لم يعرف له مخالف حجة أو إجماع سكوتي, ولكن هذا لا يعني أني أجعل المسألة التي احتج فيها به مسألة من مسائل الإجماع, والحال أن غيري لا يرى أن قول الصحابي إذا انتشر ولم يعرف له مخالف إجماع.
فضلا عن أن كثيرا من الإجماعات في الفروع الفقهية تحكى مع وجود المخالف, ولكن الحاكي للإجماع لم يقف عليه, أو أنه لا يعتد بخلافه في الإجماع كما حكي عن صنيع النووي مع الظاهرية, ومقولة الإمام أحمد رحمه الله مشهورة في من ادعى الإجماع
إن هذا العمل القيم يحل لجميع طلبة العلم في العالم الإسلامي مشكلة السبب (الدلالي) لاختلاف الفقهاء.
اختلاف الفقهاء لأجل دلالة النصوص ينبني كثيرا على خلافهم في المسائل الأصولية التي تتعلق بدلالة الألفاظ كمفهوم المخالفة ودلالة العام بعد التخصيص ... آلخ, وهناك مسائل لغوية كثيرة اختلفوا فيها في الأصول وانبنى عليها خلافهم في الفقه, فكيف يزعم أن مجرد تجميع ما حكي أنه إجماع سيرفع هذا الخلاف وتنتهي المشكلة المزعومة!! - ولا أرى الخلاف في مسائل الاجتهاد إلا أمر له حكمة وفيه رحمة إن فقهنا التعامل معه وجعلنا مقصدا اتباع الحق
فأصبحنا اليوم نقسم الأ حكام َ الشرعية َ إلى أربعة أقسام
ــــ مُجمع عليه، تضمنته موسوعة الإ جْماع في الفقه الإسلامي،
وهو 14400 مسألة، [يرِد ُ في كتب الفقه بصيغ ـ
أجمعوا ـ لا أعلم فيه خلافا ً ـ اتفقوا ـ وهو إجماع المُسلمين ـ قول صحابيّ
ٍ كابن ِ مسعود ٍ ولا مخالِف له يُعْر َف]
واجب المسلم أن لا يخالف هذا القسم مُطلَقاً
ليس من واجبنا ألا نخالف الإجماعات الخاطئة المقدوح فيها وما أكثرها, ولا يعني تجميعها في مصدر واحد يعنون له بموسوعة الإجماع أنها أصبحت قطعية, كيف وبعضها اختلف العلماء في حجيته من الأصل كقول الصحابي, وبعضها الخلاف فيها محكي بل ومشهور أحيانا! فهل يجب أن لانخالف زلات العلماء في حكاية الإجماع, وقد عرف بعض العلماء بالتساهل في نقل الإجماع!!
وللفائدة, هذا موضوع بالملتقى بعنوان (مسائل حُكي فيها الإجماع وعند البحث وجدت أنه لم يتحقق):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=70182
ومن وجهة نظر كاتب هاته السطور فإن هذا العمل جدير بالاحترام والتقدير، ويحسن أن تتوحد عليه كلمة المسلمين من المنتمين إلى مذهب الأمة [يشمل مذهب الأمة جميع المسلمين المنتمين إلى تراث أهل السنة أو الزيدية أو الإباضية لأنهم لا يضيفون بعد النبي مُشَرعا خلافا لمذاهب المعارضة التي استقلت عن الأمة بأن أضافت مصادر تشريع لا تُقرها أمة الإسلام، ولأن الخلاف بين أعضاء مذهب الأمة خلاف معرفي لا عقدي في الجملة]
بل الخلاف مع هذه المذاهب المنحرفة عقدي في مسائل مشهورة كالصحابة وتخليد مرتكب الكبيرة وغير ذلك, وليس الخلاف العقدي محصورا في إضافة مشرع أو مصادر تشريع, فضلا عن أن أولئك يصنعون من العقل مشرعا حاكما على الشرع, وكثيرا ما يضربون بالنصوص عرض الحائط
ثم أن هؤلاء لا يعتد بخلافهم الفقهاء في حكاية الإجماع, وفي المقابل لا يحترمون هم إجماعات أهل السنة والجماعة, فأي وحدة هذه التي سنتجها تجميع الإجماعات المحكية في كتب فقهاء أهل السنة؟!
إن وحدة أمة الإسلام تكون بالدعوة إلى الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، ويكون المرجع هو ما أجمع عليه الفقهاء من دلالات النصوص وليس ما فهمه جماعة دون جماعة وطائفة من أهل العلم دون طائفة.
[/ size][/color][/font][/b]
المرجع هو الكتاب والسنة والإجماع الصحيح القطعي, وأول ما يعتنى به مسائل العقيدة التي ركز عليها القرآن ليجعلها أساسا لهذه الأمة, لتنطلق منها وتشيد البنيان عليها في عباداتها ومعاملاتها وسائر شؤون حياتها, وما كانت المشكلة يوما في مسائل اجتهد فيها أهل العلم من الفقهاء, وإنما أصيب الكثيريون في عقائدهم التي دخل عليها دخن الكلام وتخليطات اليونان, لتبتعد شيئا فشيئا عن النصوص التي أمرنا باتباعها وتعظيمها, وبالتالي تبتعد عما كان عليه الصدر الأول من هذه الأمة والذين كانوا متوحدين على اعتقاد صحيح قبل دخول ذلك الدخن وتلك التخليطات وظهور البدع والمحدثات
هذا ماتيسر تعليقه
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 07:45]ـ
لا يسلم أن التقليل من من أهمية فقه الدلالة منطلق للدعوة إلى مذهب أهل الحديث
فضلا عن أن كثيرا من الإجماعات في الفروع الفقهية تحكى مع وجود المخالف, ولكن الحاكي للإجماع لم يقف عليه, أو أنه لا يعتد بخلافه في الإجماع
كم تظن يكون عدد المسائل التي أخطأ أحد هؤلاء في نقل الإجماع أو نفي العلم بالخلاف بها؟
ابن قدامة
ابن حزم
ابن المنذر
ابن عبدالبر
ابن تيمية
االنووي
ابن حجر
الطبري
ابن رشد
؟
كلما زاد توقعك أو ظنك لمسائل ادعاء الإجماع كلما زاد تشكيكك بذاكرة هؤلاء الأعلام
وعلمهم؟
ومهما استطعت أن تجمع من مسائل وقع الخطأ عليها فلن تبلغ 400 مسألة، فتبقى 14000
مسألة مجمع عليها. فانتفى استقراؤكم الناقص مما لا يحسن بمغربي ارتكابه.,
ومقولة الإمام أحمد رحمه الله مشهورة في من ادعى الإجماع
يوجد احتمالان في مقولة أحمد
1 ـ أن الإمام أحمد لم يكن يعني مثل ابن قدامة والنووي وابن المنذر وابن تيمية وابن حزم وابن عبدالبر وابن حجر، وإنما عنى بعض البسطاء ممن يردون ثوابت السنن بادعاء الاجماع.
2 ـ أن يكون بعض الناس من دعاة مذهب أهل الحديث المعاصرين، ومنهم أخونا أبو فاطمة
لم يفهموا مراد الإمام أحمد من كلمته. فوظفوها لصالح تصورهم الناشئ أصلاً عن قصور في الاطلاع
ليس من واجبنا ألا نخالف الإجماعات الخاطئة المقدوح فيها وما أكثرها, ولا يعني تجميعها في مصدر واحد يعنون له بموسوعة الإجماع أنها أصبحت قطعية, كيف وبعضها اختلف العلماء في حجيته من الأصل كقول الصحابي, وبعضها الخلاف فيها محكي بل ومشهور أحيانا! فهل يجب أن لانخالف زلات العلماء في حكاية الإجماع, وقد عرف بعض العلماء بالتساهل في نقل الإجماع!!
التحدي قائم لكل مقتنع برأيك أن تقوموا بحصر المسائل التي توهم في نقل الإجماع عليها علماء الإسلام المذكورون، نحن قلنا 14400 مسألة، فقللوا الرقم برقم، لكي نتوصل معكم إلى حجب الثقة عن علماء الإسلام! وهيهات إن تنفخون إلا في قرب مخرومة
هذا ماتيسر تعليقه
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
------------
الحق أبلج والباطل لجلج، و،
صحيح أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن لي طلب من الإخوة أن لا يردوا على الرقم إلا برقم، وليس بسرد وعظي وكلام إنشائي
فكم سنستفيد نحن المسلمين لو تحول الإخوة الحنابلة وتلاميذ مدرسة علماء الحديث والسلفية إلى الدعوة إلى الله تعالى وما أجمع عليه الفقهاء، وهو الخير العميم والصراط المستقيم. فكم مغرض سوف نخرسه، وشامت باختلافنا سيموت بغيظه؟
وكم سيقوى مذهب الأمة في وجه الروافض ومذاهب المعارضة الباطنية وغير الباطنية؟
وكم سيصحح الإخوة الزيدية والإباضية من تراثهم حين يروننا نضعهم في مكانهم الحق من الأمة، فيقومون بحصر المسائل التي خالف فيها فقهاؤهم ما أجمع عليه
فقهاء الأمصار إن وجد
وكم غلّ سينزع من صدر طالب علم تتلمذ على الأشعرية والماتريدية، أو مسلم مثقف متعاطف مع المعتزلة حين نسعى معه لفهم الأساس المعرفي للخلاف بدل أن نصمه بالضلال ابتداء مما يدل على فقر أخلاقي لا ينكر
فالدعوة إلى الله هي دعوة الإسلام التي جاء بها رسول الله قل هذه سبيلي أدعو إلى الله، وليس إلى أقنعة وشعارات لم تعد تقنع إلا أصحابها،،
فليقم (مذهب الأمة) على محبة الله ورسوله والشيخين على ما أجمع عليه الفقهاء، والمسلم المنتمي إلى تراث أهل السنة والزيدية والأباضية ممن لا يزيدون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرعاً ولا يبغضون الشيخين، هم المؤهلون لحمل لواء الدعوة إلى الله وتوحيد الأمة على التوحيد والعمل الصالح ورسالة الإسلام كما حملها النبي وخلفاؤه الراشدون.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:04]ـ
كم تظن يكون عدد المسائل التي أخطأ أحد هؤلاء في نقل الإجماع أو نفي العلم بالخلاف بها؟
ابن قدامة
ابن حزم
ابن المنذر
ابن عبدالبر
ابن تيمية
االنووي
ابن حجر
الطبري
ابن رشد
؟
كلما زاد توقعك أو ظنك لمسائل ادعاء الإجماع كلما زاد تشكيكك بذاكرة هؤلاء الأعلام
وعلمهم؟
ومهما استطعت أن تجمع من مسائل وقع الخطأ عليها فلن تبلغ 400 مسألة، فتبقى 14000
مسألة مجمع عليها. فانتفى استقراؤكم الناقص مما لا يحسن بمغربي ارتكابه.
من قال أنها مسائل إجماع أصلا؟؟
الكاتب حسب نقلك عنه صرح بأنه يدخل في كتابه كل ما قيل فيه قول فلان من الصحابة ولا يعلم فيه مخالف, وأي طالب علم يقرأ في كتب الخلاف الفقهي يعرف أن الفقهاء يكررون هذه العبارة كثيرا في معرض الاستدلال على المخالفين في مسائل اجتهادية ليست إجماعية
وهناك الاتفاق الذي يطلق على إجماع المذاهب الأربعة, وهذا أيضا ليس إجماعا وهو من شرط الكتاب
وبعض من عددت عرفوا بالتساهل في إطلاق الإجماع على قول الجماهير كابن المنذر, وهو ممن يكثر من ذلك, وأكاد أجزم أن كثير من مسائل الموسوعة هي منقولة عنه
فالإجماع المنضبط هو ما كان في عصر الصحابة وأما بعدهم فتفرق المجتهدون في الأمصار وصعب ضبط أقوالهم وحصر إجماعهم
وغدا إن شاء الله سأذهب للمكتبة العامة وسأحاول أن أمر على الكتاب وأقرأ شرط المؤلف وأفهم منهجه مباشرة بدلا من أخذه بواسطتك, ولعل ذلك يوضح الموضوع في نظري ونظرك إن شاء الله
هدانا الله وإياك إلى الحق, واعلم أني لما رأيت الشدة في أسلوبك رجعت إلى نفسي فاتهمتها فلعلي أنا السبب لشدة أسلوبي في ردي الأول عليك, فاصفح عن أخيك, وأسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق لكل خير
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 10:21]ـ
وغدا إن شاء الله سأذهب للمكتبة العامة وسأحاول أن أمر على الكتاب وأقرأ شرط المؤلف وأفهم منهجه مباشرة بدلا من أخذه بواسطتك, ولعل ذلك يوضح الموضوع في نظري ونظرك إن شاء الله
هدانا الله وإياك إلى الحق, واعلم أني لما رأيت الشدة في أسلوبك رجعت إلى نفسي فاتهمتها فلعلي أنا السبب لشدة أسلوبي في ردي الأول عليك, فاصفح عن أخيك, وأسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق لكل خير
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
لا أبدا،أخي، قلبي عليك أبيض
أمران أحببت أن أخبرك بهما
الأول أن جامع الموسوعة الأستاذ سعدي أبو جيب قد قام فعلا بحصر المسائل من كل نوع وذكر
عددها في المقدمة،، ولعلك تتفضل بنقل تفصيله لنا هنا، فإني بعيد عن بيتي منذ مدة، ولا سبيل لي إلى الكتاب الآن
الثاني أنك تكرر كلمات قيلت في العصر الشفاهي وبداية الكتابي (ق2)، وتريد تطبيقها على
العصر الرقمي.
نعم لم يكن حصر مسائل الإجماع ممكنا، وما يدريه لعل الناس اختلفوا، لكن هذا صحيح
فقط في العصر الشفاهي وربما الكتابي، أما اليوم فهو ممكن وممكن جدا
وأخيرا علينا أن نحذر من تنظيرات الأصوليين البعيدة عن الواقع.
فقول الصحابي الذي لا مخالف له يعرف، لا داعي لكثرة الكلام حوله، وقد قيدوه بلا مخالف له يعرف.
فلو وجد المخالف لما ذكرت المسألة أصلاً
ولسنا نريد التنظير في الهواء، كما ينظر محدّث متأخر للرواية عن المبتدع، فهل نحيي له الموتى من الرواة في القرن الثاني والثالث ليسيروا على تنظيراته!؟؟؟
بل نسعى إلى الحصر والتقسيم الصحيح لنستفيد مما أتاحه الله تعالى لنا وقد أمدنا بذاكرة جبارة اسمها الكمبيوتر لم تكن في متناول منظّري العصر الشفاهي أو الكتابي.
والله من وراء القصد
ـ[ابن اليماني]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 12:53]ـ
المذهب الفقهي .. وعلم الدلالة
قال عبدالرحمن بن الملا محمود آل زبيد غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الحمد لله الرحيم الرحمن، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد سيد العُبْدان، وعلى سائر الآل والصُّحبان وبعد
فيسعدني أن أبارك لإخواني من المسلمين والمسلمات قدوم عيد الأضحى المبارك، سائلاً الباري تعالى أن يعيده عليهم وهم على أحسن حال. وأن أُهديهم هذا المقال الوجيز الذي لخصت فيه قراءتي لمدة عشرين سنة في مجال المذاهب والتمذهب وعلم الدلالة، عسى أن ينفع الله به من شاء من عباده فيثيبني عليه مغفرة ورحمة استجابةً لدعاء أخ وفيّ بظهر الغيب، أو أن أستفيد من نقاش إخوتي في الله ما يدعم رؤيتي أو يعمقها أو يثريها. إنه سميع مجيب.
يمكن حصر أسباب اختلاف الفقهاء في صنفين أحدهما تاريخي يتناول ثبوت الخبر [وهو مجال علم الحديث إذ ينقسم فيه الحديث إلى قسمين: مقبول ومردود، يشتمل كل منهما على أقسام. أعلى درجات الصحيح هو المتواتر وأدنى درجات المردود هو الموضوع] وثانيهما دلالي، وأهم الأسباب الدلالية لاختلاف الفقهاء قد لخصها كثيرون منهم ابن رشد في مقدمة (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) حيث قال:"وأما أسباب الاختلاف بالجنس فستة:
أحدها تردد الألفاظ بين هذه الطرق الأربع: أعني بين أن يكون اللفظ عاما يراد به الخاص، أو خاصا يراد به العام، أو عاما يراد به العام، أو خاصا يراد به الخاص، أو يكون له دليل خطاب، أو لا يكون له.
والثاني الاشتراك الذي في الألفاظ، وذلك إما في اللفظ المفرد كلفظ القرء [بفتح القاف] الذي ينطلق على الأطهار وعلى الحيَض، وكذلك لفظ الأمر هل يحمل على الوجوب أو الندب، ولفظ النهي هل يحمل على التحريم أو على الكراهية، وإما في اللفظ المركب مثل قوله تعالى {إلا الذين تابوا} فإنه يحتمل أن يعود على الفاسق فقط، ويحتمل أن يعود على الفاسق والشاهد، فتكون التوبة رافعة للفسق ومجيزة شهادة القاذف.
والثالث اختلاف الإعراب.
والرابع تردد اللفظ بين حمله على الحقيقة أو حمله على نوع من أنواع المجاز، التي هي: إما الحذف، وإما الزيادة، وإما التقديم وإما التأخير، وإما تردده على الحقيقة أو الاستعارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخامس إطلاق اللفظ تارة وتقييده تارة، مثل إطلاق الرقبة في العتق تارة، وتقييدها بالإيمان تارة. والسادس التعارض في الشيئين في جميع أصناف الألفاظ التي يتلقى منها الشرع الأحكام بعضها مع بعض وكذلك التعارض الذي يأتي في الأفعال أو في الإقرارات، أو تعارض القياسات أنفسها، أو التعارض الذي يتركب من هذه الأصناف الثلاثة: أعني معارضة القول للفعل أو للإقرار أو للقياس، ومعارضة الفعل للإقرار أو للقياس، ومعارضة الإقرار للقياس. "
ولما كان الانطلاق (من العموم نحو الخصوص) هو القاعدة الأساس في العلم والتعلم لأسباب عديدة أهمها كون اللغة أهم شفرة دلالية، وكونها ظاهرة اجتماعية مع كون المجتمع أو الحضارة أكبر وحدة دلالية فإن معرفة ما أجمع عليه الفقهاء من دلالات أمرٌ ضروري لكل مسلم ولكل فقيه أو متعلم على سبيل نجاة.
ذلكم أن الدعوة إلى مذهب أهل الحديث تنطلق من إيلاء الأهمية للجانب التاريخي في الفقه مع إهمال أو تقليل لأهمية الجانب الدلالي، وهذا ما جعل الفقهاء لا يولََون الأهمية التي يستحقونها. ولو اقتصر الأمر على متعاطي العلم من الدعاة وأعضاء الهيئات لصغر أمر الخطب ولكنه قد جرأ حتى المبتدئين وأرباع أعشار المتعلمين على جهابذة الفقهاء مما يستدعي وقفة متأنية يستنفر لها أحرار الباحثين, وقد قام أحد الباحثين في مجال الفقه فاستقرى أكبر كتب الفقه المقارن وأشهرها مثل
المجموع للنووي
المحلى لابن حزم
اختلاف الفقهاء للطبري [لم يصل إلينا كاملاً]
مراتب الإجماع لابن حزم
نقد مراتب الإجماع لابن تيمية
المغني لابن قدامة
نيل الأوطار للشوكاني
الاستذكار لابن عبدالبر
بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد
وبعض الشروح الموسوعية كـ
فتح الباري لابن حجر
وشرح النووي على مسلم
فاستخرج منها كل ما قالوا
أجمعوا
إجماع المسلمين
قول صحابي [كابن مسعود] ولا مخالف له يعرف
إجماع العلماء
فوجد أنهم قد أجمعوا على 14400 مسألة [في طبعته الأولى 9588 مسألة، ولكن الرقم زاد لأنه أضاف مصادر جديدة ولا سيما الاستذكار لابن عبدالبر النمري]
وسمى كتابه (موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)
إن هذا العمل القيم يحل لجميع طلبة العلم في العالم الإسلامي مشكلة السبب (الدلالي) لاختلاف الفقهاء. وقد كانت هذه المسألة هي الشغل الشاغل للصديقين الحميمين والعالمين الجليلين في القرن الخامس الهجري وهما أبو محمد ابن حزم وأبو عمر ابن عبدالبر النمري، نعرف ذلك عنهما من خلال ما كتبا ودونا.
لا شك ّ أنّ جَمْع َ ما أجْمع َ عليه الفقهاء ُ منْ دلالات النصوص ِ الشرعيةِ بين َ دفّتيْ كِتاب هوَ من نعم الله ِ تعالى على المُسلِم المعاصِر، إذ ْأنه ُ قد ْ حل ّ مُشكِلة التمذهُب إلى الأبد، فأصبحنا اليوم نقسم الأ حكام َ الشرعية َ إلى أربعة أقسام
ــــ مُجمع عليه، تضمنته موسوعة الإ جْماع في الفقه الإسلامي،
وهو 14400 مسألة، [يرِد ُ في كتب الفقه بصيغ ـ
أجمعوا ـ لا أعلم فيه خلافا ً ـ اتفقوا ـ وهو إجماع المُسلمين ـ قول صحابيّ
ٍ كابن ِ مسعود ٍ ولا مخالِف له يُعْر َف]
واجب المسلم أن لا يخالف هذا القسم مُطلَقاً
ــــ القسم الثاني مختلَف فيه، تناولته كتب الفقه، وقد اختلفوا لأسباب معرفية، يعود قسم منها إلى التاريخ والتدوين والموقف من الرواة، وقسم منها إلى أسباب دلالية لخصها ابن رُشد في مقدمة البداية.
وواجب المسلم أن يرجِّح َ بين َ أقوالِهِم ولا يَخرجَ عنها.
وضوابِط ُ التر جيح عامة وخاصة، فالعامة عقلية استقرائية، حيث تُخضع المسْألة لمقاصد الشريعة، وأ حسن كتبها (الموافقات للشا طبي)
. أما الخاصة فهي إما تاريخية وسبيل الفقيه المحدث تتبع الرواية من جميعِ وجوهِها.
وقد أصبح اليوم التتبع يسيرا سهلا بمنِّ الله وكرمه على الإنسان بالحاسب الألكتروني.
أو دلالية وهذه تسترشد في تحديد السياق بالتتبع الذي يمدها به علمُ التاريخ (الحديث، المغازي والسير)
وبقواعد النحو والبلاغة لفهم الجُمل،،
إنّ فائدة اختلاف الفقهاء في هذا البابِ هي أنهم قد استوعبوا النظر إلى المسألة من زوايا مختلفة، وافترضوا أسيِقةً، وحاولوا إيجاد الفهم الأمثل للمسائل ضمن مقاصد الشريعة التي اتفقوا عليها في الجملة.
والمتتبع لعبارات مثل ابن حجر في قوله (وتُعُقِّبَ) يجد ثراء ما قدمه الفقهاء في هذا الباب.
ـــــ القسم الثالث ما افترضوه مما لم يقع، وهذا يستفاد منه في ثراء الاحتمالات المتقدمة، وهو وإن كان قسما خاصا إلا أنه دون البواقي في الأهمية، لأنه أشبه بالتمارين الفقهية امتاز بها أهل الرأي من الفقهاء.
ـــــ القسم الرابع ما استجد من مشكلات كقضايا البنوك والأشربة والدخان والألعاب والترفيه. فتوجد قواعد أخلاقية ومقاصدية أمام الفقيه المعاصر ليأخذ بها دون أن يفرِّط في ما تقدم من ضوابط
ومن وجهة نظر كاتب هاته السطور فإن هذا العمل جدير بالاحترام والتقدير، ويحسن أن تتوحد عليه كلمة المسلمين من المنتمين إلى مذهب الأمة [يشمل مذهب الأمة جميع المسلمين المنتمين إلى تراث أهل السنة أو الزيدية أو الإباضية لأنهم لا يضيفون بعد النبي مُشَرعا خلافا لمذاهب المعارضة التي استقلت عن الأمة بأن أضافت مصادر تشريع لا تُقرها أمة الإسلام، ولأن الخلاف بين أعضاء مذهب الأمة خلاف معرفي لا عقدي في الجملة]
فلو أن أهل الدعوة والعاملين في الإعلام الإسلامي أقاموا دورات واسسوا دعوتهم على ما أجمع عليه الفقهاء لكان فيه خير عميم ونفع عظيم.
إن وحدة أمة الإسلام تكون بالدعوة إلى الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، ويكون المرجع هو ما أجمع عليه الفقهاء من دلالات النصوص وليس ما فهمه جماعة دون جماعة وطائفة من أهل العلم دون طائفة.
والله من وراء القصد
وكتبه عبدالرحمن بن الملا محمود
الموصل\قرية العملة
drzubaid@hotmail.com
ذو الحجة 1428هـ
وكل عام وأنتم بخير
ما شاء الله
هذا والله العلم
تحياتي لك ولكل أهل العراق الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 11:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعت على الموسوعة, وقد تأسفت جدا أن الأخ كاتب المقال لم يطلع على مقدمتها قبل أن يطلق الإطلاقات التي في مقاله, ويزعم أن كاتب الموسوعة جمع 14400 مسألة لا يحل لمسلم أن يخالفها
وهنا سأنقل مقتطفات من هذه المقدمة تبين منهج مؤلف الموسوعة, وأنه لم يرد ما ذكره صاحب المقال من قريب ولا بعيد, فإلى ذلك وبالله التوفيق - أذكر كلامي بالأزرق لتمييزه:
قال: " فإن مسائل الإجماع بقيت درا متناثرا في المؤلفات الفقهية العظيمة .. ولقد فزعت إلى تلك المؤلفات الرائعة, ونظمت تلك اللآلئ بكتاب أسميته ((موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)) , سلكتها, ما استثنيت منها واحدة لأني لم ألتزم مفهوما معينا للإجماع, بل أخذت بأنظار العلماء, متجاوزا عن اختلافهم في معنى الإجماع وأركانه وشرائطه .. " ج1 ص8.
وقال: " ولكن ما القول إذا اتفق أكثر هؤلاء وخالف الأقل ... أيكون هنالك إجماع؟.
ذهب جماعة من العلماء بينهم الطبري, وأبو بكر الرازي, وبعض المالكية, وبعض المعتزلة إلى أنه إجماع منعقد, وهو رواية عن أحمد, والمعتمد في مذهب الشافعية كما قال الغزالي.
وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه ليس بإجماع منعقد, وهو رواية عن أحمد, والمعتمد في مذهب الشافعية كما قال الغزالي.
وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه ليس بإجماع منعقد, ولكنه يبقى مع ذلك حجة. وربما ذهب غير هؤلاء إلى التفصيل, ومبناه على شخصية المخالف.
فابن قدامة لا يعتبر إجماع المخالف إذا خالف فعل أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب ... والنووي ينقل بأن الأصح عند الجمهور أن مخالفة داود الظاهري والظاهرية لا تقدح في الإجماع] نقل في الحاشية قول الشوكاني: وعدم الاعتداد بخلاف داود مع علمه وورعه, وأخذ جماعة من الأئمة الأكابر بمذهبه, من التعصبات التي لا مستند لها .. آلخ [. والشوكاني يذهب إلى أنه لا عبرة لمخالفة الخوارج للإجماع ... " انتهى (1/ 23,24).
ثم ذكر تحت فقرة بعنوان (ما يعد إجماعا عند بعض العلماء) مسائل كاتفاق الخلفاء الراشدين وعمل أهل المدينة واتفق أهل البيت وغير ذلك مما يعده بعض العلماء إجماع دون بعض. وأفرد فقرة خاصة ذكر فيها الإجماع السكوتي والخلاف فيه.
وقال في موضع آخر: " الإجماع كأصل من أصول التشريع لا يماري فيه مسلم .. وأما الخلاف الذي كان بين أهل العلم فقد انحصر في أعيان المسائل المجمع عليها, وفي إمكان وقوع الإجماع. وهذا أمر يمليه البحث العلمي والنظر الاجتهادي. فربما بلغ أحد العلماء حكم مجمع عليه لم يبلغ الآخر, وربما اعتقد أحدهم إجماعا في مسألة ليست كذلك عند الآخر, لاختلافهما في تحديد أركان الإجماع وشرائطه, كما يحصل بين أهل العلم من خلاف في الاستدلال بالنصوص, ولا فرق .. " 1/ 28
والمقصود من ذلك أن صاحب الموسوعة ينقل الإجماع بكل أنواعه, قطعيا أو ظنيا, حجة أو غير حجة, مختلفا فيه أم متفقا عليه, وسواء كان الاخلاف ضعيفا أو قويا, كل ذلك داخل في شرطه, وكثير مما في الموسوعة هو من غير القطعي الذي اختلف فيه العلماء بناء على هذا الشرط. فإن قيل: سلمنا وجوده في الموسوعة بناءا على شرط صاحبها, فمن أين لك أنه كثير؟ فأقول: إثبات ذلك من وجهين: الأول: فلأنه إنما ينقل ما في كتب الفقه, ومن له تعامل مع تلك الكتب علم كثرة ما ينقلونه من الإجماعات على هذا النمط في معرض استدلالهم على المخالف, ومن ثم تجد المخالف يرد دليلهم بالطعن في ثبوت الإجماع.
والثاني وهو القاطع: لأنه صرح صاحب الموسوعة بأن الكثرى العظمى من مسائل الإجماع السكوتي الظني الدلالة والذي لا يقف حائلا دون الاجتهاد! , فقال: " هذا وإن الإجماع السكوتي طني الدلالة, يدل على حكمه بالظن الراجح, ولذلك فإنه لا يقف حائلا دون الاجتهاد .. ولا بد من التنويه بأن مسائل الإجماع السكوتي هي الكثرة العظمى من مسائل الإجماع نظرا لانتشار رقعة العالم الإسلامي وصعوبة حصر أهل الاجتهاد. قال ابن قدامة: لا سبيل إلى نقل قول جميع الصحابة في مسألة, ولا إلى نقل قول العشرة, ولا يوجد إلا القول المنتشر ... ويقصد بذلك الإجماع السكوتي.
وإذا كان هذا الحال في عصر الصحابة, فماذا نقول وقد انتشرت كلمة الإسلام فواحة الأريج, عطرة الشذى, من أقصى الأرض إلى أقصاها ...
" 1/ 27
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صاحب الموسوعة:
" مراتب الإجماع:
وبعد:
إن نظرة نلقيها على ما مر توضح أن الإجماع ينقسم في موقف العلماء منه إلى قسمين رئيسين:
القسم الأول: ويحوي:
1 - إجماع المسلمين
2 - إجماع الصحابة
3 - إجماع أهل العلم
وهي ذرى مراتب الإجماع لا يماري فيها أحد.
القسم الثاني: ويضم:
1 - قول أهل العلم مع ندرة المخالف.
2 - قول صاحب لا يعرف له مخالف من الصحابة.
3 - قول عالم لا يعرف له مخالف من العلماء.
4 - نفي العلم بالخلاف.
5 - إجماع أهل الحرمين: مكة والمدينة.
6 - إجماع أهل المدينة.
7 - إجماع الخلفاء الراشدين.
8 - إجماع أهل البيت.
وللعلماء في هذا القسم خلاف, ولكل وجهة نظر, فمنهم من اعتبر ذلك من باب الإجماع, ومنهم من لم يعتبر.
ماذا في الموسوعة؟
نحن في المصادر التي اعتمدنا للتنقيب عن مسائل الإجماع – وهي من أوسع مصادر الفقه المقارن – لم نأخذ بنظرة عالم معين ونرفض أخرى, بل استخرجناها مع وصفها بدقة وأمانة.
وقد بلغت هذه المسائل ثمان وثمانين وخمسمائة وتسعة آلاف [9588] مسألة موزعة على الشكل الآتي:
1 - إجماع المسلمين: أربع وخمسون وستمائة مسألة [654] [6.82%]
2 - إجماع الصحابة: مئتان وعشر مسائل. [210] [2.19%]
3 - إجماع أهل العلم: خمسون وخمسمئة وألف مسألة. [1550] [16.61%]
4 - إجماع ورد مطلقا: ثمان وستون وأربعمائة وأربعة آلاف مسألة. [4468] [46.59%]
5 - قول الصحابي الذي لا يعرف له مخالف من الصحابة: ثمان وأربعون وخمسمائة مسألة. [548] [5.71%]
6 - نفي الخلاف لقول عالم, أو نفي العلم بالخلاف, ثمان وأربعون ومئة وألف مسألة. [2148] [22.40%]
ولئن ظننت أيها القارئ الحبيب أن هذا العدد من المسائل كبير, فاعلم أننا لم نبلغ نصف مسائل الإجماع على قول أبي إسحاق الاسفراييني: " نحن نعلم أن مسائل الإجماع أكثر من عشرين ألف مسألة ". ولعل في قوله هذا قد اعتمد مصادر لم تصلنا, أو أنه أطلق وعنى به كل مسائل الإجماع حسب نظريات علم الأصول وفق ما بينا فيما تقدم.
ولقد خرجنا بعد العمل بالملاحظات الآتية:
الأولى:
إن المسالة الواحدة قد ترد في أكثر من مصدر ويكون وصفها مختلفا جدا, فهي إجماع المسلمين عند مؤلف, واتفاق العلماء عند آخر, ونفي الخلاف عند ثالث
الثانية:
إن بعض أهل العلم قد أطلق الإجماع في مسألة مع أن القائل بها عوام الناس فقط, أو أن القائل بها عالم واحد فقط, أو عدد قليل جدا من العلماء
الأخيرة:
بعض العلماء ينقل الإجماع في مسألة, وغيره ينقل الإجماع على نقيضها, وهو كثير
ثم قال: " وليس لنا بعد وضع القلم إلا أن ندعو الله مخلصين له الدين أن يقيض لهذه الموسوعة من يستدرك ما فات, ويمحص مسائلها وينقدها نقد الخبير البصير. وفي ذلك خدمة لهذا الدين الحنيف, وهو واجد الجزاء الأوفى يوم الحساب. والله عنده حسن الثواب. آمين. "
------- يتبع بخاتمة فيها خلاصة الكلام في المسألة إن شاء الله -------------------
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 07:08]ـ
خاتمة فيها خلاصة الكلام على هذه المسألة:
ذكر صاحب الموسوعة أن إجماع المسلمين, ,إجماع الصحابة, وإجماع أهل العلم هي ذرى مراتب الإجماع لا يماري فيها أحد.
ونحن نريد أن نلخص الكلام في مقامين:
المقام الأول: نسبة ما قيل أنه من هذه المراتب من الموسوعة؟
يظهر من الإحصائية التي ذكرها صاحب الموسوعة أن 2412 من المسائل هي من هذا القسم من الإجماع, وهو ما نسبته 25 % وكسور, أي أن ربع المسائل التي في الموسوعة هي من هذا القسم.
أما باقي المسائل فهي قسمين:
القسم الأول: ما جاء مطلقا, وهي ما يزيد عن 40% من مسائل الكتاب, وهذا القسم لم يأتي لفظه بتعبير يتميز به من أي الأقسام هو, فلا تعرف حقيقته إلا بدراسة المسألة المحكي الإجماع فيها, وقد ينكشف أنه من الظني أو القطعي, أو المختلف فيه أو المتفق عليه, ولا يمكن تصنيفه إلا بالدراسة والتمحيص, ولما كان المؤلف قد قصد المؤلف بالموسوعة جمع كل ما وقع في كتب الفقه من مسائل الإجماع بجميع أنواعه, لم يدرس هذه المسائل ويدقق فيها, بل دعا في نهاية التقديم أن يقيض الله من يقوم بذلك كما مر معنا. فهذا القسم لا يجوز إلزام المسلمين به حتى يمحص ويكشف عن حقيقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلا خذ الإجماعات التي ينقلها ابن المنذر والتي تشكل نسبة كبيرة من هذا القسم, فهل كل ما يذكر ابن المنذر أنه إجماع يكون كذلك, الجواب: لا, لأن ابن المنذر خلافا لأكثر العلماء يرى أن قول الأكثر إجماع, وهذا يجعل إجماعاته محل نظر وتدقيق قبل أن يعتمد عليها ويقال بعدم جواز مخالفتها.
قال د. صغير أحمد حنيف محقق كتاب الإجماع لابن المنذر: " أما ابن المنذر فقد تابع الطبري, ومن سلك مسلكه, فهو يذكر المسألة وإذا كان فيها خلاف شاذ, أو رأي منفرد ليس له سند صحيح, فهو يعتبره إجماع أهل العلم, ولا عبرة عنده بخلاف رجل أو رجلين ".
وخذ هذا المثال من إجماع ابن المنذر, حيث يقول:
" وأجمعوا على أن من أراد الخروج من الحاج عن منى, شاخصا إلى بلده, خارجا من الحرم, غير مقيم بمكة في النفر الأول [ثاني أيام التشريق] , أن ينفر بعد زوال الشمس في اليوم الثاني, إذا رمى في اليوم الذي يلي يوم النفر قبل أن يمشي, وانفرد الحسن والنخعي "
ففي هذا المثال يحكي الإجماع على الرغم من مخالفة الحسن والنخعي, حيث يريان أن من أدركه العصر لزمه المبيت والرمي من اليوم التالي, وقد حكى الإجماع ابن قدامة أيضا بلفظ قريب من لفظ ابن المنذر, على الرغم من هذه المخالفة.
القسم الثاني: قول الصحابي الذي لا يعرف له مخالف وهذا مر أنه قد اختلف فيه, وتحته تفصيل حسب انتشار القول عن ذلك الصحابي أو عدمه. فليس هذا القسم من القطعي الذي لا يجوز لمسلم مخالفته عند كل العلماء, ونسبة هذا القسم تزيد عن 5 %
القسم الثالث: نفي الخلاف لقول عالم, أو نفي العلم بالخلاف, ونسبة هذا 22.40 %, وقول العالم: لا أعلم فيه خلافا نفي للعلم, وعدم العلم ليس علما بالعدم, فمن كشف عن مخالف في هذا القسم فلا يلزمه مخالفة الإجماع, فهذا القسم قبل أن يتحقق من كونه إجماعا من قبيل الظني, وقد يغلب الظن به بحسب قوة العالم القائل به ومدى دقته وقوة إطلاعه, والله أعلم.
المقام الثاني: هل يلزم من نسبة الإجماع الوارد في الموسوعة لهذه المراتب أنه فعلا منها؟
لا يلزم من مجرد نسبة المسألة لمرتبة ما من مراتب الإجماع الذي هو حجة لا يجوز مخالفته أن تكون كذلك في نفس الأمر, فإن صاحب الموسوعة بنى تقسيماته لها على النظر للفظ دون تحقيق نفس المسألة وتمحيصها.
فالخلاصة إذا أن ثلاثة أرباع الموسوعة حسب كلام صاحبها هي مما لا يقطع بكونه إجماعا ملزما بحيث يكون حجة لا تجوز مخالفته لمجرد وجوده في الموسوعة, وأما الربع الذي نسب للقطعي, فقد اعتمد المؤلف في نسبته للقطعية على ألفاظ من حكوه من العلماء, ولم يحقق في ذلك ويبين م الذي ثبت منه فعلا فيكون حجة قطعيا.
والمؤلف لا يلام في ما فعل, فقد عمل عملا ضخما يشكر عليه, واقتصر فيه على الجمع واعترف بذلك النقص, ولذلك دعا الله أم يقيض من يقوم بالتحقيق والتمحيص في تلك المسائل, ليستخرج منها ما كان ثابتا مما لم يثبت.
فائدة
فصل: أثر الحاسب في قطعية الإجماع:
بالنسبة لمسألة أن الحاسب سيسهل الوصول لأقوال العلماء ومن ثم حكاية الإجماع, فهذا غلط, وبيانه أن الموسوعة لم تتبع أقوال العلماء بالحاسب, ثم تحكي الإجماع في المسائل التي لم يوجد فيها مخالف, وإنما عمدت إلى نقل أقوال السابقين في حكاية إجماعات قديمة مع عدم امتلاكهم للحاسب! فلا دخل للحاسب في دقة الإجماعات المحكية في الموسوعة في ذاتها, وإنما يخدم الحاسب في جمع أكبر عدد من الإجماعات المحكية بغض النتظر عن صحتها أولا كما صرح المصنف في مقدمته.
واستطرادا أقول: إن مشكلة صعوبة حكاية الإجماع عن المعاصرين في مسالة لم تزل موجودة, فإن من نستطيع تتبع أقوالهم اليوم عبر وسائل الاتصال المختلفة ليسوا كل المجتهدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم, بل هناك كثير من العلماء لا تنقل إلينا أقوالهم, إما لاستخفائهم تركا للشهرة كما هو حال كثير من الزهاد في بقاع الأرض, أو لاستخفائهم خوفا من بطش المستكبرين, لا سيما إذا كان القول محاربا يردا إخماده لدواع متنوعة.
هذا نهاية ما تيسر في هذه المسألة, فما كان منه صواب فالحمد لله, وما خلا فأستغفر الله منه, والله أعلم, وصلى الله على نبينا محمد
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 11:07]ـ
فائدة نفيسة حول كتاب (مراتب الإجماع) للإمام ابن حزم الظاهري ..
ذكر لفظ (اتفقوا) في كتاب مراتب الإجماع لا يعني موافقة الإمام لهذا القول ضرورة ولا يعني الإجماع الذي يريده الإمام ..
وإذا أردنا أن نصنفه بجملة واضحة يستعملها طلبة العلم اليوم فنقول:كتاب مراتب الإجماع كان القصد منه جمع ما أجمعت عليه الأمة ..
وكذلك تحرير محل الاتفاق بين المذاهب الفقهية ولا يعني موافقته على القول بأنها إجماع ..
وكذلك أيضاً تحرير محل الخلاف بين المذاهب الفقهية ..
فالإجماع الذى لا إشكال فيه وصح عنده فإنه يذكره بلفظ (وأجمعوا، وأجمع ونحوهما) ..
أما تحرير محل الاتفاق فهذا ما يذكره بلفظ (واتفقوا) ..
وهذا ما نفعله اليوم كلنا حين نريد بحث مسألة فننظر في الأقوال كلها ..
فنجعل معنىً واحداً متفقاً عليه بينهم كلهم .. هو محل الاتفاق وإن لم يذكروه نصاً ..
مثلاً لو قيل: قال فلان أن فعل كذا جائز وقال علان أن هذا مستحب
يمكن أن نقول: واتفقوا على أن من فعل كذا فقد أحسن أو أدى ما عليه أو ....
وأما تحرير محل الخلاف فهذا ما يذكره بلفظ (واختلفوا) ..
وبالله تعالى التوفيق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 01:59]ـ
أضافة قيمة يا أبا محمد,
شكرا ,,(/)
تنبيه للصور المكذوبة ... على عظمة الله
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 10:26]ـ
http://www.awlup.com/get-11-2007-0nk3fm1v.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-6z6j46lp.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-49chi5uv.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-w24zqwww.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-mnww5gts.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-1gewd5z3.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-6a1lab75.jpg
http://www.awlup.com/get-11-2007-of8a3psx.jpg
منقول
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 11:34]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 12:56]ـ
موضوع يستحق الإشادة.
آمل من الأخوة التفاعل.
فهو من الموضوعات المهمة والمستجدة.
شكر الله لك أخي العوضي.
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 10:16]ـ
جزاك الله خيرا عوضي
لفتة مهمة ومشكورة
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 10:36]ـ
اخي الفاضل هناك من الحيل ما يضحك عليها العبيط المختل العقل غير السوي قبل من بصره الله بالحق، ولكن اخي حسب علمي بأن من أحجار العقيق ما يشكله الله في داخله وقد شاهدة اكثر من حجر عقيق طبيعي عند الساغة في صنعاء وحضرموت وهي بعد أن تصفى ويستخرج العقيق من بين الحجارة فتظهر عليها صور جميلة لا دخل للضائغ فيها، ومنها ما يجد فيه كلمات واضحة وفي بعض أنوا العقيق شاهدت أول آيات سورة ياسين بأم عيني ولم يكتبها أحد فهل مثل هذه الآشياء فيها لعب حتى إذا أخرجت من الطبيعة حفظك الله، وليس كما يفعله هؤلاء أصحاب الفوتوا شوب ...
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 01:37]ـ
و فيما يلي أمثلة من هذه الحوادث التي ثبت كذبها جميعا:-
1: قصة الفتاة العمانية التي تحولت لعنزة مشوهة لأنها استهترت بقراءة القرآن
الحقيقة: الصورة هي صورة عمل فني لفنانة فرنسية
2: قصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد 3 ساعات فوجدوه متفحماً من أثر عذاب القبر
و نشرت صورة
الحقيقة: الجثة لفتاة؟؟؟؟؟ احترقت في حادث
3 - صورة الجني الذي قام شاب إماراتي بتصويره في كهف و مات الشاب مباشرة بعد تصويره
الحقيقة: الجني عبارة عن نحت متقن في أحد الكهوف و عيونه متصلة بمفتاح كهربائي
لإضاءة العينين باللون الاحمر
4 - صورة لحديقة بألمانيا و قد كونت جذوع الأشجار على الجانبين شهادة التوحيد
مع الأدعاء أن المانيا قد أغلقت الحديقة
الحقيقة: الصورة هي لوحة لفنان؟؟؟؟؟ و قد تم حذف توقيعه من عليها
5 - في أحد المستشفيات الأمريكية جهاز رسم القلب لأحد المرضى يرسم كلمة الله
الحقيقة: منتدى يهودي هو صاحب الإشاعة
6 - إسلام مايكل جاكسون.
الحقيقة: مايكل جاكسون يعلن احترامه للإسلام و لكنه ينفي الدخول فيه
(إِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
7 - صورة الحرمين المكي و المدني تظهر مضيئة في صور التقطتها الأقمار الصناعية ليلاً.
الحقيقة: الصورة ملفقة بالفوتوشوب حيث أنها التقطت نهاراً و تم تغميق المباني المحيطة
بالحرمين للايحاء أنها التقطت في الظلام.
8 - صورة من وكالة ناسا توضح خط على سطح القمر من أثر انشقاقه للنبي.
الحقيقة: الصورة أيضا ملفقة بالفوتوشوب، و بالبحث في موقع ناسا
لم يوجد أي أساس لهذا الخبر
9 - الشجرة التي ضهرت في مصر منقوش عليها إسم الله اعظم
و الحقيقة هي منقوشة بفعل فاعل
إخواني دين الإسلام اكتمل بوفاة النبي صلى الله عليه و سلم ولا يحتاج لمثل هذه القصص
و الأوهام ليقتنع به الناس
فنرجو من كل واحدأن يتأكد من أي شئ يصله قبل نشره بين الناس
لكنه يعبر عن تسرع البعض من الإخوان أو الأخوات في الدعاية عن بعض الأمور
عن طريق الخطأ و هو لا يعرف عن حقيقة الأمر و لم يتثبت
نسأل الله الجليل القدير أن يرينا الحق حقاً و يرزقنا إتباعه
و أن يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه
(منقول)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 02:06]ـ
...................
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 02:24]ـ
الحمد لله وحده ...
الصورة التي فيها اسم الجلالة في مكتوبا في السحاب أذكر أن الحركيين عندنا في الجزائر أيام الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانوا يذكرون أنها ظهرت في إحدى مسيراتهم الاعتصامية في العاصمة الجزائر ...
وكانوا يحتجون على مخالفيهم بأن الله معهم وسينصرهم بهذه الحادثة (شوف قمة الجهل!)، مع أنه ما ثبت أن أحدا رأى اسم الجلالة مكتوبا في السحاب ...
بل وصل الأمر أن نقلوا هذا الأمر للعلامة الألباني عليه رحمة الله، وأذكر أن الشيخ قال لهم: هل ثبت أن رأى هذا أحد؟ فلم يجب أحد!
ثم قال: حتى لو ثبت هذا، فلا علاقة له بالنصر ...
والله المستعان
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 03:14]ـ
8 - صورة من وكالة ناسا توضح خط على سطح القمر من أثر انشقاقه للنبي.
الحقيقة: الصورة أيضا ملفقة بالفوتوشوب، و بالبحث في موقع ناسا
لم يوجد أي أساس لهذا الخبر
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15068
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=106218
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 12:57]ـ
للرفع
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 01:05]ـ
أتذكر فيه موقع أظن اسمه (أقباط مصر) أو (أقباط الولايات المتحدة) - والله نسيت اسمه بالضبط - محجوب وندخله عن طريق بروكسي، المهم أن أعضاءه يخططون لترويج مثل هذي الأكاذيب .. ويشجعون عليها للضحك على المسلمين .. وقد قرأتها بنفسي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 02:04]ـ
اذن فقد أضحكوا الناس على أنفسهم اذ أنهم أكثر الناس اختراعا للخرافات و تصديقا بها منذ القدم حتى ضرب الناس بهم و بقساوستهم المثل
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 03:58]ـ
لا تتعجلوا بالنفي المطلق ... فالكثير من العجائب صادق و مشاهد كما ذكر الأخ صلاح سالم .. !
و ربما كانت لعبة الأعداء مضاعفة الحيلة بالتهوين مطلقا من هذه القصص حتى يذهب الطالح بالصالح؟!
فإياكم أن يضحكوا عليكم مرتين!!:):)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 12:51]ـ
أتذكر فيه موقع أظن اسمه (أقباط مصر) أو (أقباط الولايات المتحدة) - والله نسيت اسمه بالضبط - محجوب وندخله عن طريق بروكسي، المهم أن أعضاءه يخططون لترويج مثل هذي الأكاذيب .. ويشجعون عليها للضحك على المسلمين .. وقد قرأتها بنفسي.
http://www.up-00.com/xafiles/qEN09700.gif
http://www.up-00.com/xafiles/qEN09700.gif
وصلتني على الايميل ..
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 01:07]ـ
الحمد لله وحده ...
الصورة التي فيها اسم الجلالة في مكتوبا في السحاب أذكر أن الحركيين عندنا في الجزائر أيام الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانوا يذكرون أنها ظهرت في إحدى مسيراتهم الاعتصامية في العاصمة الجزائر ...
وكانوا يحتجون على مخالفيهم بأن الله معهم وسينصرهم بهذه الحادثة (شوف قمة الجهل!)، مع أنه ما ثبت أن أحدا رأى اسم الجلالة مكتوبا في السحاب ...
بل وصل الأمر أن نقلوا هذا الأمر للعلامة الألباني عليه رحمة الله، وأذكر أن الشيخ قال لهم: هل ثبت أن رأى هذا أحد؟ فلم يجب أحد!
ثم قال: حتى لو ثبت هذا، فلا علاقة له بالنصر ...
والله المستعان
أخي الفاضل لا أدري عن الحادثة التي ذكرت لكن عندي مقطع فيديو يظهر فيه السحاب على شكل لفظ الجلالة في عرفة يوم الموقف و لكني حاليا بعيد عن جهازي و سوف انزلها لتراها قريبا(/)
«شرح كتاب المناسك من الروض المربع»،لشيخنا العلاَّمة عبد اللَّه بن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 11:08]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شرح كتاب المناسك من الروض المربع»،
لسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حفظهُ اللَّه تعالى،ورعاهُ ـ
الدَّرْسُ الأوَّلُ [25 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45089
الدَّرْسُ (2) [25 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45090
الدَّرْسُ (3) [26 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45102
الدَّرْسُ (4) [26 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45103
الدَّرْسُ (5) [27 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45153
الدَّرْسُ (6) [27 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45152
الدَّرْسُ (7) [28 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45189
الدَّرْسُ (8) [28 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45190
الدَّرْسُ (9) [29 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45230
الدَّرْسُ (10) [29 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45231
الدَّرْسُ (11) [30 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45270
الدَّرْسُ (12) [30 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45315
الدَّرْسُ (13) [1 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45314
الدَّرْسُ (14) [1 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45345
الدَّرْسُ (15) [2 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45344
الدَّرْسُ (16) [2 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45271
الدَّرْسُ (17) [3 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45364
الدَّرْسُ (18) [3 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45365
الدَّرْسُ (19) [4 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45413
الدَّرْسُ (20) [4 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45414
الدَّرْسُ (21) [5 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45430
الدَّرْسُ (22) [5 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45431
الدَّرْسُ (23) [13 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45505
الدَّرْسُ (24) [13 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45508
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 09:42]ـ
بارك الله فيك أخي وغفر لك ..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 10:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 06:29]ـ
بارك الله فيك أخي وغفر لك ..
الموقر العزيز / مُحمَّد بن مسلمة:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 06:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الأخ المكرّم / ابن رشد:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 06:32]ـ
الدَّرْسُ (25) [14 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45528
الدَّرْسُ (26) [14 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45529
الدَّرْسُ (27) [15 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45538
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 02:36]ـ
رفع اللَّه قدر شيخنا ابن جبرين.(/)
ابن عثيمين: التوقيت بغير الأشهر الهلالية توقيت محرم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 12:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه العبارة جزء من خطبة ألقاه ابن عثيمين_رحمه الله _,وإليكم بعض تلك الخطبة ,,ومن أرادها كاملة فليذهب للرابط أسفل
" ..... لقد سمعنا في الإذاعة حث الرئاسة رئاسة القضاء على ترائي هلال رجب ليلة الثلاثين من هذا الشهر لأنه إذا ثبتت رؤيته انبنى عليه دخول شهر شعبان ثم دخول شهر رمضان وقد طلب مجلس القضاء ممن رآه أن يشهد عند أدنى محكمة إليه أيها المسلمون إن الشهور الهلالية التي جعلها الله تعالى لعباده هي مواقيت للناس كما قال الله تعالى (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة: من الآية189) مواقيت للناس من الناس الناس كل بني آدم فهذه الأشهر الهلالية هي المواقيت الدولية العالمية لجميع بني البشر هي التي وضعها الله لهم ولكن من لا يؤمنون بالإسلام ذهبوا إلى مواقيت أهلة إلى مواقيت شهرية لا تمت إلى هذه المواقيت بصلة ثم إنهم نقلوها من ديارهم إلى البلاد الإسلامية التي استعمروها وصارت هذه المواقيت الإفرنجية صارت مواقيت لكثير من المسلمين ولكن بلادنا هذه ولله الحمد بما أنعم الله بها على المحافظة على ما تحافظ عليه من دين الله عز وجل بقيت على الشهور الهلالية التي وضعها الله لعبادة والتي هي مواقيت إسلامية ومواقيت عربية وإنك لتعجب من قوم بقي فيهم أثر الاستعمار حتى بقوا على هذه المواقيت الإفرنجية التي ليس لها أصل محسوس يرجع إليه بل هي تقادير بعضها يصل إلى الواحد والثلاثين يوما وبعضها تسعة أو ثمانية وعشرون يوما وإننا نسأل الله تعالى أن يديم على حكومتنا محافظتها على مثل هذه الأشياء التي يتميز بها المجتمع الإسلامي عن المجتمعات غير الإسلامية ونسأل الله تعالى أن يهدي جميع المسلمين في أقطار الدنيا أن يرجعوا إلى المواقيت الإسلامية التي وضعها الله تعالى لعباده والتي مشى عليها الخلفاء الراشدون من هذه الأمة والتي ما زالت مواقيت المسلمين إلى يومنا هذا ولله الحمد ولهذا أرى وأبدي رأيي من هذا المكان أن التوقيت بغير الأشهر الهلالية توقيت محرم لأنه خلاف ما جعله الله تعالى لعباده ولأنه خلاف ما كان عليه المسلمون منذ وضعوا هذه المواقيت إلى يومنا هذا فلا يجوز لخلف هذه الأمة أن يخالفوا سلف هذه الأمة لما يترتب على ذلك من المضار والتبعية لغيرنا وإنه يجب علينا أن نكون أمة قائمة بذاتها لها شخصيتها وكيانها ولها مميزاتها عن غيرها لأننا دولة إسلامية نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأما أمم الكفر فإنهم لا يشهدون أن لا إله إلا الله ولا يشهدون أن محمدا رسول الله إذن يجب علينا أن يكون لنا ميزة وشخصية منفردة فذة تطبق ما جاء في شريعة الله وما درج عليه سلف هذه الأمة ولا ينبغي لنا لا ينبغي لنا عقلا ولا يجوز لنا شرعا أن نكون أذنابا لغيرنا نتبعهم في كل شيء نافع أو ضار أو لا نفع فيه ولا مضرة بل النافع الذي يمكن أن يكون عليه غيرنا هو موجود ولله الحمد في شريعتنا فما من نافع للناس في دينهم ودنياهم إلا وهو موجود في هذه الشريعة أيها الأخوة إن المضار التي تترتب على تغيير التاريخ الشرعي العربي مضار لا يتسع المجال لذكرها لأن الوقت ضيق وقد كانت الخطبة الأولى كثيرة لأن موضوعها هام ولا أحب أن أشق عليكم بذكر المفاسد التي تترتب على تغيير هذا التوقيت الشرعي الإسلامي ولكنني اسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يقوي المسلمين في جميع أقطار الأرض على أن يكونوا شخصية فذة يتميزون بإسلامهم ومواقيتهم وفي جميع أحوالهم إنه جواد كريم واعلموا أيها الأخوة أنه ما من شيء نافع يكون عليه غير المسلمين إلا وفي الإسلام ما هو أنفع منه ولله الحمد لأن الله عز وجل يقول في كتابه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: من الآية3) فبتمام دين الله وكمال نعمة الله تتوفر جميع نعم الدنيا والآخرة وجميع المصالح والمنافع وتندريء جميع المفاسد والمضار أسأل الله أن يرزقني وإياكم البصيرة في دينه والعمل بما جاء في شريعته وأن يهدي ولاة أمور المسلمين إلى الحق وأن ييسر لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتحثهم عليه وأن يبعد عنهم كل بطانة سوء إنه جواد كريم فاتقوا الله أيها المسلمون واحرصوا على ما ينفعكم في أمور دينكم ودنياكم واسألوا الله أن يهب لكم منه رحمة وأن لا يزيغ قلوبكم بعد إذ هداكم اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات وألف بين قلوبهم واهدهم سبل السلام وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن واجعلهم شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابليها وأتمها عليهم يا رب العالمين (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيم) (الحشر: من الآية10) (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8) اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
http://www.binothaimeen.com/publish/article_508.shtml
والسؤال هنا:هل التحريم مطلق ,ام انه يجوز للحاجة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 02:07]ـ
لا شك أن عبادة الصلاة تابعة في أوقاتها للشمس
وقوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} الآية كما يحتمل أن يعود الضمير على القمر وحده يحتمل الشمس معه بحسب أنهما يتصرفان في معرفة عدد السنين والحساب عند العرب كما قال ابن عطية في المحرر الوجيز
وقال ابن كثير في تفسيره: بالشمس تعرف الأيام وبسير القمر تعرف الشهور والأعوام
ومن الطريف أن الحافظ ابن عبد البر القرطبي قال عن تاريخ ولادته:" ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمانين وستين {يعني 368هـ} وهو اليوم التاسع والعشرون من نونبر {978م}
؟؟؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 03:40]ـ
ارجو ممن قرأ عن هذه المسألة أن يذكر لنا أدلة من حرم
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 11:56]ـ
ومن الطريف أن الحافظ ابن عبد البر القرطبي قال عن تاريخ ولادته:" ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمانين وستين {يعني 368هـ} وهو اليوم التاسع والعشرون من نونبر {978م}
؟؟؟
أخي لم أفهم الطرافة في هذا، أرجوا أن توضح قليلا، فقد حرت.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 12:08]ـ
الطريف يا أخي هو أن الحافظ ابن عبد البر {ت463هـ} على جلالة قدره في العلم والعمل يذكر تاريخ ميلاده بالهجري القمري وبما يوافقهه من الميلادي الشمسي دون أدنى حرج فهل فاته أن هذا حرام إن كذلك حقا؟
وهنا أقف لأترك الجواب لمن لديه أدلة على التحريم كما طلب قبلي الأخ خالد المرسي
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 07:20]ـ
ومن الطريف أن الحافظ ابن عبد البر القرطبي قال عن تاريخ ولادته:" ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمانين وستين {يعني 368هـ} وهو اليوم التاسع والعشرون من نونبر {978م}
؟؟؟
أخي الفاضل.
وقفت على عبارة ابن عبد البر - رحمه الله - في تاريخ الإسلام للذهبي وفي وفيات الأعيان، وليس فيهما ذكر التقويم الميلادي، فرجاء ذكر المصدر - إن كان ذلك لا يشق عليك - فإنني بحاجة ماسة لذلك، بارك الله فيك!!
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 10:53]ـ
من الصادر يا أخي كتاب "الصلة " لابن بشكوال -القسم الثاني / ص679 - الترجمة:1499 / دالدار المصرية للتاليف والترجمة:1966م
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 07:31]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
وللفائدة: النص في كتاب الصلة لابن بشكوال (3/ 974) ترجمة (1513) تحقيق إبراهيم الإبياري - دار الكتاب المصري.
جزاك الله خيرًا يا شيخ محمد على هذه الفائدة.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 08:07]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل و جعل أعمالنا جميعا خالصة لوجهه الكريم
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:15]ـ
أظنها إضافة من المحقق، فلم تكن العرب تعرف أسماء الشهور بالفرنسية أو الانكليزية لكن كانوا أحياناً يستعملون الأسماء السريانية وليس نوفمبر منها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:34]ـ
أميل إلى الإدراج، ولكن ليس من جانب المحقق، بل من صاحب الصلة ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:46]ـ
جاء في "الصلة" - إليكترونية -:
(أحمد بن سعيد بن كوثر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى أبا عمر.
كان فقيهاً متفنناً، كريم النفس أخذ عن جماعةٍ من علماء بلده، وأجاز له جماعة من شيوخ قرطبة مع أبيه، ذكره ابن مطاهر، وقال: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن البيروله، قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عون أنه قال: كنت آتي إليه من قلعة رباح وغيري من المشرق، وكنا نيفاً على أربعين تلميذاً، فكنا ندخل في داره في شهر نونبر، ودجنبر، وينير في مجلس قد فرش بسط الصوف مبطنات ... ) إلخ
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:58]ـ
لا يخفى أن من الأمور البديهية في التحقيق عدم التصرف في النص المحقق لا بالزيادة ولا بالنقصان هذا من جهة ومن جهة أخرى من المعلوم أن الأندلسيين كانوا يستعملون الشهور الشمسية بحكم البيئة ... وهذان نصان صريحان آخران في الموضوع أوردهما ابن بشكوال في الصلة في ترجمة أحمد بن سعيد بن كوثر قال:
" ذكره ابن مطاهر وقال: حدثني عبد الرحمن بن البيرولة قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عون أنه قال: كنت آتي إليه من قلعة رباح وغيري من المشرق وكنا نيفا على أربعين تلميذا فكنا ندخل في داره في شهر نونبر ودجنبر وينير ... "
وفي ترجمة أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال:" وذكر خالد بن سعد قال: حدثت عن شيوخ بني قاسم بن هلال أنهم كانوا لا توقد نار في بيوتهم ليلة ينير ولا يطبخ عندهم شيء"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 09:47]ـ
سمعت الشيخ صالح الفوزان خفظه الله في شرح نواقض الاسلام وهو يجيب علىالاسئلة ,ان الاعتماد على التارخ الميلادي من المولاة المحرمة للكفار
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 08:44]ـ
لكن:مالفرق بين التوقيت الميلادي والتوقيت الشمس؟(/)
<< المَقَامَةُ العَرَفِيَّة >> (مَشاعِرُ واقفٍ بِعَرَفَة وآخر لمْ يَقفْ)
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 11:56]ـ
المقَامَةُ العَرَفِيَّة (!)
أعْظمْ بمَوقفِهم .. أجْمِلْ بِمنزلِهم .. يا ليتني كنتُ فيهم؛ فأفوز فوزاً عظيماً!
لا يَعْرفُ الشَّوقَ إلاَّ من يُكابِدُهُ ** ولا الصبابةَ إلاَّ منْ يُعانيها
قُلوبُهمْ خاشِعَة .. ونُفُوسُهم طامِعَة .. وأرْواحُهُم في الشَّوقِ راتِعةٌ مائِعة .. وبطُونُهم جائَعَة ..
إنْ أكلوا؛ تَقَوَوا بيَسيرٍ مُقَدَّر .. وإنْ شَرِبُوا فَعِوَضٌ عنْ دَمْعٍ تَحَدَّر .. لِسانُ حالِهم: نَفْسِي .. نَفْسي .. نَفَسِي نَفَسِي .. فالسَّاعاتُ معْدودَة .. والأَنفاسُ محْدودَة .. !
رَفَعُوا أكفَّ الضَّراعَة .. لا كُرْهاً؛ بلْ شَوقاً وحُبّاً وطَوَاعَة ..
أحْشاؤُهمْ ذَابتْ حَيَاءا .. وقُلُوبُهمْ تقَطَّعتْ كَمَداً ..
أيْ رَبِّ!
أنا ذلك العَبْدُ الضَّعيف .. المُجْرمُ السَّخيف .. أَتَيْتُكَ جارّاً أذْيالَ ذُنُوبي .. مُثْقَلاً بِقُيُودِي وعُيُوبي؛ فأَرجُو لُطْفكَ يا لَطِيف!
تَجَلَّيتَ لعِبادِك .. وَأَخْدَمْتَ ملائِكَتَكَ لأوْلِيائِك .. فلاَ تَحْرِمْ عبادَك الغُفْرَان .. والفَوْزَ والرِّضْوان؛ لأَنِّي فِيهِم!
فَبِعَظَمَتِك أُقْسمُ!
مَا عَصَيتُك إذْ عَصيتُك؛ جَهلاً بك .. ولا نُكْراناً لاْطِّلاعِك .. ولا اسْتِخْفافاً بعذابِك .. ولا زُهْداً في نَعِيمِك وجنَّتِك .. ولكنْ؛ سَوَّلتْ لي نَفْسي .. وغَرَّني سِتْرُك المُرخَى عليّ .. فعَصَيْتُكَ بِجَهْل .. وخالفْتُك بجَهْل .. فالآنَ هلْ تَقْبَلُني؟!
دَعَوْتُ ورَجَوْت .. ومعَ ذلكَ: (وَاسَوْأتَاهُ مِنْكَ - وإنْ عَفَوْت -)
فَمَا كانَ لعَبْدٍ ضَعيف .. أن يَعْصيَ الغَنِيَّ اللَّطيف - وإنْ عَلِمَ مَغْفِرَتَهُ للتائِبين -!
فوَا عَجَباً كَيفَ يُعْصَى الإلَه ** أمْ كَيفَ يجْحَدُهُ جَاحِدُ
وفي كُلِّ شَيْءٍ لهُ آيَةٌ ** تَدُلُّ على أنَّهُ واحِدُ؟!
شُعُورٌ أذابَ حشَا القُلُوب .. وكادَ أنْ يُخْرِجَ سَوادَ العُيُون .. ويَجْتثَّ جَمالَ الجُفُون!
سُبْحَانَ مَنْ لَوْ سَجَدْنا بالعُيُونِ لَهُ ** عَلَى حِمَى الشَّوْكِ وَالمَحْمِي مِنَ الإبَرِ
لَمْ نَبْلُغ العُشْرَ مِنْ مَعْشَارِ نِعْمَتِهِ ** وَلا العُشَيْر وَلا عُشْراً مِنَ العُشْرِ!
(مَنْ فَاتَهُ في هذا العَامِ القِيَامَ بِـ (عَرَفَة)؛ فَلْيُقِمْ للهِ بحَقِّهِ الذِّي عَرَفَه، ومَنْ عَجِزَ عَن المبيتِ بِـ (مُزْدَلفة) فلْيبت عَزْمَه على طاعة الله وقَدْ قرَّبَه وأَزْلَفَه، ومَنْ لم يُمْكنه القِيَامَ بَأرْجَاءِ الخَيْف؛ فلْيُقْم لله بحقِّ الرَّجاءِ والخَوْف، ومَنْ لم يَقْدِرْ على نَحْرِ هَدْيِهِ بـ (مِنَى)؛ فلَيَذْبَحْ هَوَاهُ هُنَا)! (1)
ولنا – مَعشَر القاعِدين – حظٌ وَنَصيب .. مِنْحةٌ ممّن هو من عباده قَريب .. احْتَسبَها على الله نَبِيُّنا الحَبيب .. بأبي هو وأمِّي (ص) ..
صِيامُ يَومِ عَرفة .. يُكَفِّرُ سنَّةً مضَتْ بِعُيُوبها وأوزارها .. وسَنَةً آتِيَةً لا نَعْلمُ أينَ نَكون .. أفي دُوْرِها أمْ قُبُورِها .. ؟
ما أعظَمَهُ مِنْ يَوْم .. سنَتين بصَوْم .. ليْسَ شَهْراً؛ بلْ يَوم .. فَهُبُّوا أيُّها القَوْم؛ فمنْ وُفِّقَ حقَّقَ الرَّوْم .. وَمَنْ حَرمَ نفْسَهُ اْستَحقَّ التَقْريعَ واللَّوْم ..
رَبَّنا اعْفُ عَنَّا , وتقبَّل منا، وأَلْحِقْنا بالصالحين.
كتَبَهُ / خَليلُ الفوائد – كان اللهُ له –
(9/ 12 / 1428 هـ) صباحاً
_______________
(1) تضمين من (لطائف المعارف)
ـ[العرب]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 12:33]ـ
ما شاء الله.
لا فض فوك، كلمات جميلات، كتب الله أجرك
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 05:28]ـ
(مَنْ فَاتَهُ في هذا العَامِ القِيَامَ بِـ (عَرَفَة)؛ فَلْيُقِمْ للهِ بحَقِّهِ الذِّي عَرَفَه
تصحيحٌ: فليَقم .. بفتح الياء من القيام لا الإقامة ..
________________
جزاك الله خيراً أخي (العرب) ..
محبكم / خليل ,,,
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 02:32]ـ
ماشاء الله مقامة جميلة
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 04:14]ـ
ومع الاقترابِ ..
تذكيرٌ وعظة ..(/)
خطبة عيد الأضحى للشيخ العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 04:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ خطبة عيد الأضحى للشيخ العلامة البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ ‘‘
هذه خطبة عيد الأضحى المبارك للسماحة الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ، نشرت في ’’ آثاره ‘‘ (1/ 405 - 406)، رأيت نقلها في هذا المنتدى للمناسبة و الفائدة، وفقني الله و إياكم لكل خير.
------------
الحمد لله المبدئ المعيد، الولي الحميد، ذي العرش المجيد، الفعال لما يريد، و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و لا ضد و لا نديد، شهادة مخلص في التوحيد، راج للحسنى و المزيد، و نشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله لبنة التمام و بيت القصيد، صلى الله عليه و على آله و أصحابه و أزواجه و ذريته و التابعين، و الناصرين لسنته بالقول و الفعل إلى يوم الدين.
الله أكبر، الله أكبر، عباد الله: إن هذا العيد من شعائر الإسلام العظيمة، و سنن الدين القويمة، شرع الله فيه هذه الصلاة لنجتمع بقلوبنا و أجسادنا، و نتعاطف و نتراحم و نتسامح و نتصافح، و تظهر الأخوة الإسلامية على حقيقتها، و شرع فيه الأضحية لنوسع فيها على العيال، و ندخل الفرح على النساء و الأطفال، و نتصدق منها على الفقراء و السُّؤَّال، و بهذا يشترك المسلمون كلهم في هذا اليوم في السرور، و يتقارب الأغنياء و الفقراء بالرحمة، و تتواصل أرواحهم و أجسادهم بالأخوة و المحبة، و يتذكرون جميعا ما أتى به الدين الحنيف من خير و معروف و إحسان.
الله أكبر، الله أكبر، إن سنة الأضحية مرغب فيها من نبينا صلى الله عليه و سلم من كل قادر عليها لا تجحف حاله، و لما كانت قربة إلى الله فإنه يشترط فيها أن تكون كاملة الأجزاء، سليمة من العيوب لقول الله تعالى في هذا المقام: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون))، و لقوله تعالى في مقام الذم: ((و يجعلون لله ما يكرهون)).
و قد كان نبينا صلى الله عليه و سلم يرغب في التصدق من لحمها على الفقراء في أعوام المجاعة و الفقر كعامنا هذا، و ينهى عن الادخار في مثل هذه الأحوال، فاجمعوا أيها الناس ـ على سنة رسول الله ـ بين سنة الأكل و الصدقة على الفقراء، فإن الوقت وقت عسير، و إن عدد الفقراء ـ و هو إخوانكم ـ كثير.
عباد الله: إن هذه الشعيرة الدينية و أمثالها من الشعائر هي كالربح في التجارة، لا ينتظره التاجر إلا إذا كان رأس المال سالما، أما رأس المال في الدين فهو تصحيح العقائد، و تصحيح العبادات، و تصحيح الأخلاق الصالحة، و اتباع سنة نبينا صلى الله عليه و سلم في كل فعل و ترك، و المحافظة عليها و الانتصار لها، و نبذ البدع المخالفة لها، ثم صرف الوقت الزائد على ذلك في الأعمال النافعة في الدنيا، فإن الله لا يرضى لعبده المؤمن أن يكون ذليلا حقيرا، و إنما يرضى له ـ بعد الإيمان الصحيح ـ أن يكون عزيزا شريفا عاملا لدينه و دنياه، معينا لإخوانه على الخير، ناصحا لهم، آخذا بيد ضعيفهم، محسنا لهم بيده و لسانه، و بجاهه و ماله.
فصححوا عقائدكم في الله، و اعلموا أنه واحد احد، فرد صمد، لا شريك له في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله، هو المتفرد بالخلق و الرزق و الإعطاء و المنع و الضر و النفع. فأخلصوا له الدعاء و العبادة، و لا تدعوا معه أحدا و لا من دونه أحدا، و طهروا أنفسكم و عقولكم من هذه العقائد الباطلة الرائجة بين المسلمين اليوم، فإنها أهلكتهم و أضلتهم عن سواء السبيل، و إياكم و البدع في الدين فإنها مفسدة له، و كل ما خالف السنة الثابتة عن نبينا صلى الله عليه و سلم فهو بدعة.
و صححوا عباداتكم بمعرفة أحكامها و شروطها و معرفة ما هو مشروع و ما هو غير مشروع، فإن الله تعالى لا يقبل منكم إلا ما شرعه لكم على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم.
---------
نقلها لكم /
فريد المرادي (09/ 12 / 1248هـ).
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:36]ـ
جزاكم الله الجنة(/)
خطبة عيد الأضحى لعام 1428هـ .. عيشوا للآخرة:: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 07:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عيد الأضحى لعام 1428هـ .. عيشوا للآخرة
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1412 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1412)
http://www.rslan.com/images/index/lilakhirah.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1412)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1412[/ ... ](/)
[للمُبَاحثة]: هلْ يُمَكَّنُ (المُتَسوِّلون) من شرحِ أحوالهم [في المسجد]
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 03:28]ـ
إذْ إنَّه مما يُقطعُ به يقيناً صدق بعضهم ..
ويُلاحظُ على بعض الأئمة قسوةٌ في زجرهم، وقطع كلامهم، وأمرهم بالتوجُّهِ إلى طرف المسجد ..
فهل يُخاطب هؤلاء الأئمةُ بقول اللهِ تعالى {وأمَّا السئلَ فلا تنهر}، ويكون الاستدلال في محلِّه؟
وهل يُمكَّن (السائل) من شَرح حاله، وما حدث له، ويُبيِّن ما يحتاج من مالٍ؛ كمصاريف علاجٍ، أو إجار بيت .............. ؟
وهل يكون داخلاً في الاستثناء الوارد في الصحيح من عموم التحريم؟
وإن كان داخلاً؛ هل المسجدُ مُرخَّصٌ فيه؟
نأمل مباحثة الموضوع ...
_____________
(تنبيهٌ): لم أقفْ على مفردةِ (التسوّل)، وكذا (المتسوِّل) بالمعنى الدارج لا في كتب اللغة، ولا الفقه على اختلاف مذاهبه .. إلاَّ في كتب المعاصرين؛ فلا أدري من أين أتت؟
فهل من مفيد؟
____________
محبّكم / خليلُ الفوائد.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 04:26]ـ
حياكم الله وبارك فيكم.
لعلك تراجع هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9777
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 05:27]ـ
بارك اللهُ فيك أخي الكريمَ محمداً على نقلك ...
(تنبيهٌ): لم أقفْ على مفردةِ (التسوّل)، وكذا (المتسوِّل) بالمعنى الدارج لا في كتب اللغة، ولا الفقه على اختلاف مذاهبه .. إلاَّ في كتب المعاصرين؛ فلا أدري من أين أتت؟
فهل من مفيد؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 11:00]ـ
(تنبيهٌ): لم أقفْ على مفردةِ (التسوّل)، وكذا (المتسوِّل) بالمعنى الدارج لا في كتب اللغة، ولا الفقه على اختلاف مذاهبه .. إلاَّ في كتب المعاصرين؛ فلا أدري من أين أتت؟
فهل من مفيد؟
يا خليل الفوائد انظر معجم المقاييس، لابن فارس: سول، 3/ 118، تجد بغيتك إن شاء الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 11:02]ـ
وكذا لسان العرب: سول.
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 11:29]ـ
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 8 / ص 299)
السؤال في المسجد
الفتوى رقم (166)
س: حكم السؤال في المساجد، والتقديم لذلك بآيات وأحاديث فيها كثير من الخلط والخطأ فضلا عما يترتب على سؤاله من تخطيه رقاب الناس وقطعه ذكرهم بما يخاطبهم به؟
ج: لا يخفى أن المساجد اتخذت لعبادة الله تعالى من صلاة وتلاوة وذكر واعتكاف وتعلم علم وتعليمه وغير ذلك مما يعود نفعه على عموم المسلمين، ولا يجوز استعمالها لغير ذلك كالبيع أو الشراء أو الحديث في شئون الدنيا ونشد الضالة ونحو ذلك مما لا علاقة له بشئون الدين، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع رجلا ينشد في مسجد ضالة، فليقل لاردها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا» (1) وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لارد الله عليك».
والسؤال محرم في المسجد وفي غير المسجد إلا للضرورة، فإن كان السائل مضطرا إليه لحاجته، وانتفاء ما يزيل عوزه، ولم يتخط رقاب الناس، ولا كذب فيما يرويه عن نفسه ويذكر من حاله، ولم يجهر بمسألته جهرا يضر بالمصلين؛ كأن يقطع عليهم ذكرهم، أو يسأل والخطيب يخطب أو يسألهم وهم يستمعون علما ينتفعون به أو نحو ذلك مما فيه تشويش عليهم في عبادتهم - فلا بأس بذلك، فقد روى أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ " فقال أبوبكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل فوجدت كسرة خبز بين يدي عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه». قال المنذري: وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في سننه من حديث أبي حازم سلمان الأشجعي بنحوه.
فهذا الحديث يدل على جواز التصدق في المسجد، وعلى جواز المسألة عند الحاجة، أما إذا كانت مسألة لغير حاجة أو كذب على الناس فيما يذكر من حاله أو أضرَّ بهم في سؤاله فإنه يمنع من السؤال.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
لقاءات الباب المفتوح - (ج 232 / ص 10) لابن عثيمين رحمه الله تعالى
السؤال: لو وجدت شخصاً يتسول في المسجد يسأل الناس مالاً وأنا لا أعرف هل هو غني أم لا هل أعطيه أو لا أعطيه؟
______________________________ __________
الجواب: أولاً -بارك الله فيك- حسب علمي أن الدولة مانعة من هذا منعاً باتاً؛ لأن هؤلاء قد يكون بعضهم كاذباً، وإذا لم يكن كاذباً شوش على الذين يقضون الصلاة، ثم إن المساجد بنيت للصلاة والذكر وقراءة القرآن وما بنيت للسؤال، فيقال لهذا الرجل: اخرج عند الباب واسأل. السائل: هل أعطيه يا شيخ؟! الشيخ: أنت تعطيه أو لا تعطيه، هذا الذي يغلب على ظنك، لكن أصلاً السؤال في المسجد من الناحية النظامية ممنوع، ومن الناحية الشرعية قد يقول قائل: إنه لا يجوز، وإن كان يوجد حديث في أبي داود: (أن رجلاً سأل الناس في المسجد وأقره النبي صلى الله عليه وسلم). لكن هذا قد يكون لضرورة، والضرورة لها أحكام.(/)
ارجو المساعده
ـ[غاده]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو المساعده
22 - باب الود يتوارث
43 - حدثنا بشر بن محمد قال: اخبرنا عبدالله قال:اخبرنامحمد بن عبدالرحمن عن محمد بن فلان بن طلحه، عن ابي بكر بن حزام عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفيتك ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ((إن الود يتوارث)). ضعيف
كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري .. تحقيق الألباني
س/اريد تخريج هذا الحديث من مصدر آخر بارك الله فيكم
لكم التحيه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 04:26]ـ
إذا ضعف الألباني حديثا فالغالب أنه ضعيف حقا ..
لأن عنده نوع تساهل .. فإذا حكم بالضعف .. فيندر أن يكون الحق خلافه
والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 06:07]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث أخرجه أيضاً البخاري في تاريخه، والحاكم في المستدرك، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني
والحسين المروزي في البر والصلة، والطبراني في المعجم الكبير، والقضاعي في مسند الشهاب، والبيهقي
في شعب الإيمان، وغيرهم
وهو حديثٌ ضعيف(/)
رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى والدته
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 08:46]ـ
رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته: يعتذر فيها عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمرا ضروريا لتعليم الناس
قال رحمه الله:
من أحمد بن تيمية إ لى الوالدة السعيدة، أقر الله عينها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه، وجعلها من خيار إمائه وخدمه. سلام عليكم، ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنا نحمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيئ قدير. ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين، وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما.
كتابي اليكم عن نعم من الله عظيمة، ومنن كريمة وآلاء جسيمة، نشكر الله عليها، ونسأله المزيد من فضله، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد، وأياديه جلت عن التعداد.
وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد، إنما هو لأمور ضرورية، متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا، ولسنا والله مختارين للبعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه. وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم- ولله الحمد- ما تختارون الساعة إلا ذلك، ولم نعزم على الإقامة والاستيطان شهرا واحدا، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم، وادعوا لنا بالخيرة. فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية.
ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة، ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال. ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر، مستخيرون الله سبحانه وتعالى، فلا يظن الظان أنا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه، ولكن ثم أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها، والشاهد يرى مالا يرى الغائب.
والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة، فإن الله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علام الغيوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله، وسخطه بما يقسم له).
والتاجر يكون مسافرا فيخاف ضياع بعض ماله، فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه، وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيرا كثيرا، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار، وسائر الجيران والأهل و الأصحاب واحدا، واحدا،
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما.
تعليق:الحديث:"من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله، وسخطه بما يقسم له " ضعفه الشيخ الالباني انظر حديث رقم: 5300 في ضعيف الجامع(/)
لقاءان مع سماحة العلاّمة شيخ الحنابلة عبد اللَّه بن عبد العزيز بن عَقِيل عبر الإذاعة
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 02:11]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لقاءان في إذاعة القرآن الكريم ضمن برنامج ((في موكب الدَّعوة))
مع سَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَقِيل
إعداد وتقديم: الأستاذ مُحمَّد بن عب داللَّه المشوَّح
سنة 1419هـ
قام بتفريغهما ومقابلتهما: الشَّيْخُ الفاضِل مُحمَّد زيَّاد بن عُمر التُّكْلَة
(1)
= = = = = = = = = = = = = =
[بعد المقدمة والترحيب].
فضيلة الشيخ عبدالله لعلنا نعود قليلا إلى الوراء ونسألكم عن ما يُعرف بمسقط الرأس، أين كانت الولادة والنشأة لفضيلتكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وُلدت في عنيزة سنة 1335 هجرية، الموافق 1916 ميلادية، ونشأت في كنف والدي رحمه الله، وكان من طلبة العلم ومن الشعراء والأدباء في عنيزة المعروفين، فتعلمت الكتابة على يديه، وعلى يد أخي الشيخ عقيل بن عبدالعزيز بن عقيل قاضي العارضة.
ثم دخلت كُتّاب ابن دامغ: عبدالعزيز بن دامغ، في مسجد أم حمار في عنيزة.
ولما فُتحت مدرسة الأستاذ صالح بن صالح دخلت معهم في الفوج الأول، حينما فتحها في البَرغوش قرب الجادة، وتعلمت فيها ما شاء الله.
ثم قدم الشيخ عبدالله القرعاوي من الهند، يحمل معلومات جديدة، ونصح وإخلاص، وفتح مدرسة في جانب بيته في سوق الفَرْعي بعنيزة، وجعل التعليم مجاناً، فرغب الوالد أن أدخل عنده، لأنه يعلّم الناس العلوم الشرعية: الفقه والحديث والتفسير والنحو، مع بقية العلوم الأخرى التي تعلّمها المدارس، فاستفدنا من الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله علوما وآدابا وأخلاقا، وكان حريصا على تلاميذه، يُنفق عليهم من عنده، ويُلزمهم بأن يصلوا الصلوات التي توجد عنده، ويتفقدهم.
ثم بعد ذلك التحقت في طلاب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله، وهو شيخنا وأستاذنا ومعلمنا، وذلك في سنة 1349، وتعلمنا عند الشيخ رحمه الله علوماً عظيمة، من الفقه والتوحيد والتفسير وغيرها.
وفي آخر سنة 1353 أوعز الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى الشيخ عمر بن سليم رحمه الله رئيس قضاة القصيم بأن يختار بضعة عشر من طلبة العلم والمشايخ؛ ليبعثهم إلى منطقة جازان، يكونون قضاة ودعاة ومرشدين، فصار اختيار عمنا الشيخ عبدالرحمن بن عقيل منهم، وكذلك شملني الأمر، وذهبت معهم، فسافرنا مع الشيخ عمر بن سليم رحمه الله إلى مكة للحج سنة 53، وحججنا مع الملك عبدالعزيز، وقابلناه مراراً، وحضرنا مجالسه رحمه الله، ودروسه التي كان تُلقى في مجلسه بعد صلاة العشاء: يجعل جلسة خاصة للمشايخ، في مكة، في قصر السقاف، في سطح هناك كبير، يجلسون الناس على كرويتات، وأمامهم مروحة جلّاسية، لأن الوقت حر، فإذا مرّت من عند أحدهم تنسّم نسيم البَرَاد.
كان الملك عبدالعزيز يجلس هذه المجالس في أثناء الحج؟
أيام الحج يجلس هو ورؤساء الوفود ويجلس هو وكبار المشايخ، لكن بعد العشاء جلسة رسمية للمشايخ، يحضر فيها الشيخ عبدالله بن حسن رئيس القضاة، والشيخ محمد بن مانع، ومشايخ مكة، وأئمة الحرم، وغيرهم.
ثم بعد الحج بشهرين وزعوا المشايخ الذين جاؤوا مع الشيخ عمر بن سليم على مناطق جازان، فكان عمّنا الشيخ عبدالرحمن بن عقيل قاضيا في جيزان، ومعه اثنان، أنا وعلي بن غضيّه، والشيخ عبدالله بن عودة السعوي قاض في صبيا، أبو محمد بن عودة، الشيخ، ومعه عبدالرحمن الجمعي، وصالح الراشد، والشيخ عثمان بن حمد المضيان قاض في أبو عريش، ومعه عبدالله بن عامر وصالح بن حميد، وعبدالرحمن بن محيميد قاض في صامطة، ومعه صالح العمرو، ومحمد الربع، رحمهم الله جميعا، توفوا رحمهم الله.
مكثنا على هذا مدة، كنت مع عمنا عبدالرحمن كملازم قضائي، وفي الإمامة والخطابة والدعوة والإرشاد، وفي معيّته، الخطاب الذي جاءنا محتفظ به، عندي الآن، الذي جاءنا من عبدالله بن حسن، يقول فيه: صدر أمر الملك بتعيين عبدالرحمن بن عقيل قاضياً في جيزان، وبمعيته أنتم وعلي بن غضيه. بمعيّته، ما قال يعني .. لا قال: قاضي، ولا قال: ملازم، ولا قال ..
كم استمر بقاؤكم هناك يا شيخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
استمر بقاؤنا هناك مدة ثلاث سنوات، وبعدها استأذنت، ورجعت إلى وطني عنيزة، ومكثت هناك قرابة سنة.
ولما كان في رجب سنة 58 جاءت برقية من الملك عبدالعزيز إلى أمير عنيزة: بخصوص عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل، بدا لنا به لازم، بلغوه يتوجه إلينا ويراجع أمير بريدة عبدالله بن فيصل. فحاولت الاستئذان من أمير عنيزة، فقال: ليس لي في هذا تصرف، أنا مبلَّغ أنك تسافر.
حاولت الاعتذار؟
الاعتذار، فسافرت إلى بريدة، وحاولت مع الأمير ابن فيصل، فأجابني بمثل جواب أمير عنيزة ابن سليم، وأمر بترحيلي في سيارات الشبيلي التي كانت تحمل الخشب من القصيم إلى الرياض، لأن ما في سيارات متواصلة، والطرق غير معبدة ولا مزفتة، فأمر أمير بريدة ابن فيصل خادمه قال: ركّبوا فلان إلى جانب السواق، لا يركب فوق الخشب. -الناس يركبون فوق الخشب- فسافرنا، وأنا لا أعلم إلى أين أُوَجّه، إنما أنا أروح حسب أمر الملك، فقابلنا الشيخ عمر بن سليم رحمه الله في المستوي، راجعاً من الرياض إلى القصيم، وقد تعطلت سياراتهم، فسلّمنا عليه، وسألناه عن الخبر، قالوا .. أخبرنا تلاميذه الذين معه قالوا: إن عمك عبدالرحمن بن عقيل يلح على الملك عبدالعزيز بالاستقالة، وجاءه برقية، فأرسلها إلى الشيخ عمر، وقال: بلّغونا بمن يصلح بدله. فكتب تحتها حرفين: يصلح بدله ابن أخيه عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل الموجود في عنيزة. فأمر الملك بإحضاركم.
فقلت للشيخ عمر: يا شيخ! قضاء جيزان صعب عليّ، لا أستطيعه، ولكن هذا محمد بن عبدالله التويجري، مطوع القُصيعة سابقاً، هذا الآن قاض في أبو عريش، لو يكون هو في جيزان، لأن جيزان هي المركز العمومي، وأنا أكون في أبو عريش، أسهل عليّ، لأن عمري إذ ذاك 23 سنة، صغير السن. فوافق الشيخ واستحسنه، قال: يراجعون الملك. قلت: إذا رحت ما في مراجعة! اكتب لي الآن! قال: ما معي أوراق ولا عندي شيء! قلت له: أنا معي شنطة فيها أوراق. فحضّرت الشنطة، وأملى عليّ، وكتبت من إملائه كتابا للملك في ذلك، وأخذت الختم وختمته، وأخذت الكتاب، وسافرت معه للرياض.
أبقيت الكتاب عندي، لما سلمت على الملك، الملك أمر بتنزيلنا، نزلنا في بيت، وسلّمنا على المشايخ والإخوان، وجلسنا مع الشيخ محمد بن إبراهيم، أصلي معهم، مكثنا مدة، في الأخير استلحقونا، فلما استلحقونا لإبلاغنا بالأمر عرضت عليهم الكتاب الذي من الشيخ عمر، فاستحسنوه أيضا، وأمروا بذلك. كتب الملك كتابا إلى الأمير فيصل نائبه في الحجاز، وإلى رئيس القضاة، وإلى محمد بن ماضي أمير جيزان بذلك.
فسافرت، وقابلت الملك فيصل هناك، الأمير فيصل، ورئيس القضاة، وابن سليمان، وسافرنا بعد ذلك إلى جيزان، وباشرت العمل في أبي عريش في رمضان سنة 58، وكان عندي شيء من الخبرة بملازمتي مع عمي عبدالرحمن لما كان قاضي في جيزان ثلاث سنوات، وبقيت في أبو عريش مدة سنة تقريبا، ثم نُقلت إلى محكمة فَرَسان، وفرسان هذه جزيرة إلى جانب جيزان، جُزر، وقرى، وبلدان، ليست جزيرة واحدة، مكثت فيها قريب ستة أشهر أو سبعة أشهر، ثم جاء أمر آخر بنقلي وإعادتي إلى أبو عريش، فمكثت في أبو عريش إلى سنة 1364.
ما يقارب خمس سنوات؟
تقريبا خمس سنوات، ثم بعد ذلك أخذت إجازة، جعلت وكيلاً بدلي، وسافرت إلى القصيم، وبقيت هناك مدة، فلما تباطؤوني كتب أمير جازان إلى وزير الداخلية، ثم إلى أمير بريدة، ثم إلى أمير عنيزة، يستحثوني في الرجوع، فاعتذرت بأعذار إذ ذاك وظروف، ورجعت المعاملة، فلما كان بعد شهرين تقريبا جاء مثلها، واعتذرت مرة ثانية، فحينئذ لما رأوا الكتابات هذه ما تفيد أبرقوا للملك، وأبرق الملك إلى أمير عنيزة بأن أتوجه حالاً، فحينئذ لا مناص من تنفيذ أمر الملك.
حجزوا لي بالبريد .. وسافرت فيه إلى الرياض، وسكنت في الرياض مع المشايخ والإخوان، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله إذ ذاك يصحح نسخ كتاب الإنصاف، وكتاب المبدع، لأجل أمر الملك بطبعه، وكان المعني بذلك الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله، وكان يلتمس من الإخوان من يراجع معه النسخ، كل واحد يأخذ نسخة، فطلب مني أن أشاركهم، ففرحت بذلك، وصرت أحضر عند الشيخ محمد بن إبراهيم، آخذ نسخة من المخطوطة، والآخر يأخذ نسخة أخرى، ونقرأ على الشيخ، وإذا استشكل شيء بحثنا فيها، تصحيح الكلمة، وإلا تصحيح مرجعها، أو نحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
صادف إذ ذاك قاضي الخَرْج -الخرج إذا أُطلق في ذلك الوقت المراد به الدِّلَم وما حولها، الذي يرأسه الشيخ عبدالعزيز بن باز، والخرج الآن الموجود يسمونه السَّيْح، لأنه عيون تسيح، وليس قرية، وإنما نخيل، وللملك فيه قصر، ويذهب له الملك بعض الأحيان- فصادف أن أُقيل الشيخ سالم الحناكي رحمه الله من الخرج، فلم أشعر إلا قد بعث لي إبراهيم الشايقي رحمه الله وكان هو من كبار رجال الديوان، وهو المعني بالمشايخ وشؤونهم مع الملك، فأرسل لي الشايقي، وقال: بكرة الساعة الثانية غروبي -بعد طلوع الشمس الضحى- تحضر هنا. فحضرت، فلما دخلت عليه في مجلسه، سلمت عليه، أجلسني وقام بأمر الملك، فسريعاً جاء واحد من الخدام، وقال لي: ابن عقيل؟ ومسك يدي، وأدخلني على الملك، ما في المجلس أحد إلا أربعة أو خمسة بعيدون عن الملك، باعدهم، فسلمت عليه، ففحصني بعينه، ناظرني، وقال: الأمر خير إن شاء الله، نبغيك تصير قاضي عند قصري في السيح بالخرج، فقلت: السهباء؟ فلفت نظره، وقال: لا ... لا .. لا، السهباء بعيدة عندكم، السيح جنب قصري، جنب قصري.
فقلت له: يا طويل العمر أنا ما بعد بلغت مبلغ القضاء، خلوني أقرأ عند الشيخ محمد بن إبراهيم أدرس، وإذا بلغت المبلغ أنا بالسمع والطاعة. فالتفت إليّ ثانية، وقال: محمد بن إبراهيم؟! هذا تراه أخوي وولدي، شاوره ولا تخرج عن رأيه. قال: الشيخ محمد بن إبراهيم أخ لي وابن لي، وشاوره ولا تخرج عن رأيه، تعال يا إبراهيم الشايقي امش مع الأخ، وخلصوه.
فذهبت مع إبراهيم الشايقي وقلت له: ما أستطيع القضاء، أنا أبغي أدرس مع محمد بن إبراهيم! فضحك الشايقي، وقال: الذي دبّر هذا الأمر هو محمد بن إبراهيم، هو الذي عيّنك!
والعجيب أني كنت أمس عند الشيخ، وقبل أمس، وكل يوم أجلس عنده، وما قال لي شيء، ولا أشار لي بشيء، فخرجت من عند الشايقي، وذهبت للشيخ محمد بن إبراهيم، وأخبرته الخبر، فجعل يستطعم مني الكلام: أيش قال لك الملك؟ أن الشيخ محمد بن إبراهيم ولدٌ لي وأخ لي فشاوره ولا تخرج عن رأيه. فقال الشيخ محمد بن إبراهيم: استعن بالله، ما دام أمر الملك عليك استعن بالله وامتثل. فقلت: لا أستطيع أعمل بالقضاء، ولا أستطيع إلا إذا كان أنت تكون مرجعي وأشاورك فيما يُشكل عليّ وما أحتاج إليه من أسئلة، وإلا فأنا ما أستطيع. قال: فيك بركة، فيك بركة، وأنا مستعد لك. أو كلام هذا معناه.
فسافرت إلى الخرج، وبقيت فيه ما شاء الله، أشهر ليست طويلة، أربعة أشهر أو ثلاثة أشهر، ثم استأذنت بإجازة لأذهب إلى محل عملي الأول في أبي عريش، لي فيه أثاث، وعفش، وعائلة، فأذن لي ولي العهد، وأعطاني سيارة، رحت فيها إلى أبو عريش، وخلصت أشغالي، وجئت.
ولما رجعت بلّغني الشايقي، وقال: إنك معيّن الآن في نجران. فذهبت للشيخ محمد بن إبراهيم، وبلّغته بالخبر، فقال: هذا ليس بأمري، قال بلهجته: ما بذا من عندي، أو: ما فهمت. يقول لي. قال: ما يطلع من عندي. أو: ما فهمت. قلت: بلى فهمت. فذهبت للشايقي واعتذرت، فصمم، فصممت أني ما أروح لنجران.
كتب الشيخ على إثر ذلك كتابا -لم أشعر به إلا بعد وفاة الشيخ رحمه الله- إلى ولي العهد، والكتابة عندي، صورتها موجودة الآن، يقول: إلى ولي العهد، بعد السلام، من جهة عبدالله بن عقيل قاضي السيح سابقاً: بلّغتوني بأنه يكون قاضيا في نجران، وهذا لا بأس به، لكن المذكور فيه خير، ويؤمل أن يكون في أنفع من نجران، ونجران يكفيه ناصر بن جعوان قاضي الظهران سابقا، ما بينه وبين نجران إلا ثلاثة أيام، أو عبدالله بن عبدان الموجود الآن في بريدة بدون وظيفة، والسلام عليكم. وعليه ختم. والظاهر أنه بخط ابنه إبراهيم وزير العدل.
فلم أشعر بعد أيام: خمسة أو ستة أو عشرة إلا وقد بلّغني الشايقي مرة ثانية بأنه صدر الأمر بتعييني قاضيا في الرياض.
عام كم هذا يا شيخ عبدالله؟
عام 66 في شوال.
وكنت تلك المدة في الرياض؟
كنت تلك المدة في الرياض، نعم.
كنت تحضر مجالس الشيخ محمد؟
أحضر مجالس الشيخ، وعنده، فتعينت في الرياض، ما هو معنا بالرياض غير الشيخ إبراهيم بن سليمان قاض في الحاضرة، والشيخ سعود بن رشود قاض في البادية.
(يُتْبَعُ)
(/)
مكثنا ما شاء الله، ثم أُقيل الشيخ إبراهيم بن سليمان، وحولوا الشيخ سعود بن رشود من البادية للحاضرة، وعينوا بدل ابن رشود في البادية الشيخ محمد بن مهيزع، وبقيت إلى سنة 70، من سنة 66 إلى سنة 70 في محكمة الرياض.
وفي هذه السنة في آخرها شغرت وظيفة قضاء عنيزة لما أقيل الشيخ عبدالرحمن بن عَودان، فصدر الأمر من الملك عبدالعزيز رحمه الله بأن أسافر إلى عنيزة قاضياً فيها، فاعتذرت وألححت من قبل ولي العهد، ومن قبل الشيخ محمد بن إبراهيم، ولكن بدون جدوى، قالوا إذا صدر الأمر من الملك ما نستطيع، فسافرت إلى عنيزة، وبقيت فيها خمس سنوات، من سنة 70 إلى سنة 75.
ولما فُتحت دار الإفتاء برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وكان يلتمس لها أعضاء: جاءني كتاب من الشيخ وأنا في عنيزة على أننا طلبنا من الملك -لأن الملك سعود إذ ذاك ملك؛ بعد وفاة الملك عبدالعزيز- أن تكون عندنا عضوا في دار الإفتاء، فأحببنا إخبارك حتى أنك تكون على علم. بعدها بيوم أو يومين جاءتني برقية، عندي محفوظة: عينّاك عضوا في دار الإفتاء، فاستعن بالله، وخلّص أعمالك في عنيزة وتوجّه.
باشرت في الإفتاء في 1 رمضان سنة 1375، وبقيت فيها إلى جانب الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله قرابة 16 سنة أو 15 سنة، إلى أن توفي، أستفيد من علومه، وأخلاقه، وآدابه، ومخاطبته للناس، ومراجعته للرؤساء، والمراجعين يراجعونه، والقضاة.
بعد ذلك: بعد وفاة الشيخ صدر أمر من الملك فيصل بأن أنتقل إلى هيئة التمييز، لكن قبل ذلك لما توفي الشيخ محمد بن إبراهيم كان في مكتبه معاملات كبيرة كثيرة ضخمة يتولاها، فأمر الملك فيصل بأن تُشكل لجنة علمية من خمسة من المشايخ ينظرون في المعاملات التي في مكتب الشيخ محمد بن إبراهيم حتى يتمونها، وعيَّن أسماءهم: عبدالله بن عقيل، محمد بن عودة، راشد بن خنين، عمر المترك، عبدالله بن منيع، ويرأسهم أكبرهم سناً، فاجتمعنا ودرسنا الموضوع، وقالوا: إن أكبرهم سنًّا عبدالله بن عقيل، فصرت رئيس اللجنة هذه، ومكثنا فيها مدة حتى خلصنا المعاملات التي فيها، بعد ذلك أمر الملك فيصل بأن أكون عضوا في هيئة التمييز في الرياض، وذلك في سنة 91.
كم كان عدد أعضاء الهيئة في ذلك الوقت يا شيخ عبدالله؟
أعضاء هيئة التمييز: الرئيس عبدالعزيز بن رشيد، والشيخ محمد البواردي، والشيخ محمد بن سليم، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن جبير، وكنت معهم أنا.
بقيت في هيئة التمييز قرابة سنة، من 91 إلى 92.
تشكلت لجنة برئاسة الشيخ محمد بن جبير، اسمها: الهيئة القضائية العليا، وعيّنوني عضواً فيها، انتقلت من هيئة التمييز إلى الهيئة القضائية العليا.
اسمها هكذا أول ما أُنشئت: الهيئة القضائية العليا؟
نعم، يرأسها ابن جبير، وأعضاؤها: عبدالله بن عقيل، وصالح بن لحيدان، وعبدالمجيد حسن، وغنيم المبارك، فبقيت فيها إلى سنة 95 لما تشكل مجلس القضاء الأعلى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 02:25]ـ
(1)
[مقدمة استكمال الحوار في الحلقة الثانية والترحيب بالشيخ مجدداً]
فضيلة الشيخ عبد الله: استكملنا أو تحدثنا في الحلقة الماضية عن شيء مما يمكن أن نسميه تاريخ القضاء في المملكة العربية السعودية، والذي عاصرتم أجزاء كثيرة منه، منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، إلا أن الحديث توقف في اعتقادي عندما تفضلتم بالإشارة إلى إنشاء مجلس القضاء الأعلى، هل لكم أن تتفضلوا فضيلة الشيخ عبد الله بإيضاح لنا وللإخوة المستمعين والمستمعات عن إنشاء هذا المجلس، ثم التحاقكم بالعمل فيه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
سبق أن ذكرنا لكم عما يتعلق بالهيئة القضائية العليا، وأنها أُنشئت لتكون مرجعاً للقضاء فوق هيئة التمييز، ويكون الحُكم إذا صدر من القاضي ولم يَقنع أحد الخصمين بذلك فإنه يُعطى صورة الحكم، صك الحكم، حتى يتأمله ويعد عليه لائحة اعتراضية، بنفسه أو بمن شاء من طلبة العلم أو المحامين أو غير ذلك، ثم يعيده إلى القاضي مع المعاملة، فالقاضي يتأمل فيه، إن وجد فيه ما يوجب الرجوع عما حكم به وإلا رفعه إلى هيئة التمييز، هيئة التمييز لا بد أن يميّزه ثلاثة، إن لم يكن من الحدود، فإن كان من الحدود لابد أن يميّزه خمسة، كل هذا احتياطاً للحقوق والحدود، فإذا صدقته التمييز مثلاً أو لاحظت عليه أو نقضته، ثم لم يقتنع بذلك القاضي وأورد على ما جاء منهم إيرادات، وصار بينهم اختلاف: فالمرجع في هذا إلى الهيئة القضائية العليا، التي يرأسها الشيخ محمد بن جبير إذ ذاك، وكنت إذ ذاك عضواً معهم، فلما أنشئ مجلس القضاء الأعلى، على وقت الملك فيصل رحمه الله، وصار رئيسه هو الشيخ محمد الحركان رحمه الله، صار وزيرا للعدل، ورئيسا لمجلس القضاء الأعلى.
عام كم كان إنشاء هذا المجلس؟
عام 95، على وقت الملك خالد، بعد ذلك صدر المرسوم الملكي من الملك حالد بأن الهيئة القضائية العليا هذه تكون هي الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، وهم الشيخ محمد بن جبير الرئيس، والشيخ صالح بن لحيدان، والشيخ غنيم المبارك، والشيخ عبد المجيد حسن الجبرتي، وأنا معهم.
لكن فاتني أن أذكر قبل ذلك مجلس الأوقاف الأعلى، من على حياة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، لما عُيِّن مجلس الأوقاف الأعلى وصار له أعضاء معيَّنون، منهم مندوب عن القضاء والإفتاء، يعيّنه الشيخ محمد بن إبراهيم، وكان رئيس مجلس الأوقاف الأعلى بالنيابة: الشيخ محمد عمر توفيق رحمه الله، وكتب لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم يطلب منه تعيين عضو من قبله، فأجابه بخطاب برقم وتاريخ على أن مندوبنا هو عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، فتعينتُ عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى، منذ تعينت إلى أن أُحلت إلى التقاعد، مقدار 16 سنة [1]، وذلك عام 87، من 87 إلى عام 1405، وينعقد على حسب ما يتهيأ لهم من المواد، تارة ينعقد في الرياض، تارة ينعقد في جدة، تارة ينعقد في الطائف، تارة ينعقد في المدينة، تارة في مكة، ومن الأعضاء إذ ذاك: الشيخ عثمان الصالح، والسيد حبيب محمود، والسيد أمين عطاس، والشيخ صالح الحصين، ثم بدله محمد الثميري، وتولى على وزارة الحج والأوقاف عدة، منهم محمد عمر توفيق، ومنهم محمد كتبي، ومنهم عبد الوهاب، وغيرهم.
أعود إلى مجلس القضاء الأعلى: مجلس القضاء الأعلى له نظام مصدَّق من المقام السامي، واستمر هذا، وكنت عضواً فيه، ثم بعد أن نُقل الشيخ محمد بن حركان من مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل إلى رابطة العالم الإسلامي، وتعيَّن الشيخ عبد الله بن حميد في مجلس القضاء الأعلى، وتعين الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم في وزارة العدل -كانت بالأول مضمومة للشيخ محمد بن حركان، وبعده فُصلت، جعلت وزارة العدل وحدهم، ومجلس القضاء الأعلى وحدهم- عملنا مع الشيخ عبد الله بن حميد، ثم صدر الأمر بأن أكون أنا رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى.
مجلس القضاء الأعلى له أعمال يومية، تتولاها الهيئة الدائمة التي أرأسها أنا، وله جلسات دورية يرأسها رئيس المجلس، وأعضاؤها أحد عشر عضواً، منهم الخمسة الموجودون الآن، ومنهم رئيس محكمة مكة، ورئيس محكمة المدينة، ورئيس محكمة جدة، ووكيل الوزارة، واثنان أيضاً معهم، فالمقصود أن مجموعهم أحد عشر عضواً، ينعقد دورياً، لتعيين القضاة، أو ترفيعهم، أو إحالة من يُحال منهم، أو أوامر سامية في قضايا مهمة يأمر ولي العهد لأجل أن ينظرها المجلس بهيئته العامة.
يعني يأتي من ولي الأمر أن تُنظر؟
من ولي الأمر .. يعني قضايا تتعلق بإحدى القبائل أو بأحد الأشخاص أو بأحد .. القضايا المهمة يأمر ولي الأمر بأن ينظرها المجلس بهيئته العامة، وإلا الأصل أنه ينظرها المجلس بهيئته الدائمة.
إذاً نستطيع أن نقول هذه هي أبرز اختصاصات مجلس القضاء الأعلى؟
نعم، هذه صفة المجلس.
استمريتم في مجلس القضاء الأعلى كم يا شيخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
استمرينا في مجلس القضاء الأعلى من التاريخ الذي ذكرت لكم في سنة 95 إلى 1405 حين بلغت السن النظامية، سبعين سنة، فصدر الأمر من ولي الأمر -أعزه الله- بالتمديد لنا، مددوا لنا سنة، ثم انتهى العمل.
ولكن بعد ذلك لما أن خادم الحرمين -وفقه الله- وافق على إنشاء بنك إسلامي يعمل بدون فوائد ربوية؛ وأذن لشركة الراجحي المصرفية للاستثمار أن تتولى هذا، وصار فيها مراجعات ومخابرات، وتم هذا: قيل لا بد لهم من هيئة شرعية يصححون لهم معاملاتهم، ويَرجعون إليها في ما يُشكل عليهم، فعُيِّنت هيئة، وعُيِّنتُ رئيساً لها، ومن أعضائها الشيخ صالح الحصيّن، وهو نائب الرئيس، ومنه أعضائها الشيخ مصطفى الزرقا، ومن أعضائها الشيخ عبد الله البسام، ومن أعضاها الشيخ عبد الله بن منيع، ومن أعضائها الشيخ الدكتور عبد الله بن زايد، وأخذنا على هذا مدة، حتى الآن وعمل الهيئة على هذه الصفة.
وما زلتم عضواً معهم؟
ما زلت رئيساً للهيئة إلى الآن، الهيئة الشرعية، تسمى: الهيئة الشرعية في شركة الراجحي المصرفية.
ولما صار في سنة 1418 - العام الماضي- أثير موضوع تحديد حرم المدينة المنورة، وكان قد صدر فيه على وقت الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله قرار من لجنة مكونة من عدة أشخاص، وانتدبني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله إذ ذاك أكون مندوباً عنه أحضر معهم، فحضرنا إذ ذاك، ومشينا على الحدود، وراجعنا كلام العلماء فيما ورد في حدود المدينة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بين لابَتَيها))، وقال: ((ما بين عَيْر إلى ثَور))، وأُثير في هذه السنة، وعُرض على هيئة كبار العلماء بأمر من المقام السامي، فبحثتْ في ذلك هيئة كبار العلماء ووجدت القرار السابق، فرأت الاكتفاء به، لأنه مستوفى، وقد وافق عليه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وقيل: تطبقه لجنة، منهم عبد الله بن عقيل؛ حيث كان معهم فيما سبق، وتعينت اللجنة من: عبد الله بن عقيل، وعبد الله البسام، وعبد الله بن منيع، والسيد حبيب محمود، والشيخ عطية سالم، والشيخ أبوبكر الجزائري، ومعهم مهندسون وخبراء، فاجتمعوا اللجنة في المدينة في شهر ذي القعدة سنة 1418 ومكثت في المدينة مدة تتجول على الحدود والأماكن بمساعدة سمو أمير المدينة، حيث كلهم بذلوا مع الهيئة كل ما يُستطاع، جزاهم الله خيراً، وأصدرت الهيئة قرارها، المؤرخ في 2/ 8/1418، ولما اجتمعت اللجنة هذه وأرادوا أن يبدؤوا بالعمل قالوا: لا بد لهم من رئيس، فتداولوا الرأي فيما بينهم، وقالوا: يكون رئيسهم عبد الله بن عقيل، فبعد أن انتهى القرار أرجعتُه إلى الشيخ عبد العزيز بن باز لعرضه على هيئة كبار العلماء، وعُرض على هيئة كبار العلماء ووافقت عليه، ورُفع إلى المقام السامي: خادم الحرمين الشريفين ليطلع عليه والأمر بتنفيذه، ولا يزال عندهم إلى الآن [2].
وفيه تم تحديد معالم الحرم؟
تم تحديد حدود الحرم بالمدينة على أساس ما ورد في الأحاديث الصحيحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المدينة حرام ما بين عَيْر إلى ثَور))، وفي حديث آخر: ((ما بين لابتيها))، اللابتين: الحرَّتين، الحرتين شرقاً وغرباً، وما بين عير إلى ثور: جنوباً وشمالاً. فحَدَّدها، وفي حديث آخر: ((بَريد في بريد)).
لكن هذه المعالم واضحة ما زالت الآن؟
الآن هي معدّة لأجل الترسيم ووضع الأنصاب بانتظار رجوعها من المقام السامي بالموافقة، وواعدونا بأنهم إذا جاءت نعود مرة ثانية إلى المدينة لنطبقها على موجب التحديد الأول.
شيء طيب، أحسنتم يا شيخ عبدالله، الحقيقة كل ما تفضلتم به كلام جميل ورائع، وبحاجة الناس للاطلاع على هذا التاريخ المهم جدا، سواء كان عن القضاء أو عن الأوقاف أو عن بعض الأمور الأخرى التي كُلِّفتم بالإشراف عليها، أو المشاركة فيها، لكنني أعود فضيلة الشيخ عبد الله كما يقولون: عوداً على بدء، فأكرر سؤالا سبق، وهو: أبرز المشايخ الذين استفدت منهم وتتلمذتم عليهم إجمالاً.
أبرز المشايخ الذين استفدنا منهم وتتلمذنا عليهم: شيخنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي، حيث أنا نشأت معه في مدينة عنيزة، وتتلمذت عليه من صغري، حتى عُيِّنت في الوظيفة، وأخذت عنه العلوم التي كان يدرّسها في الفقه، والتوحيد، والحديث، والعقيدة، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، والنحو، وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أبرز الزملاء الذين كانوا معكم في حلقة الشيخ عبدالرحمن؟
كانوا معنا في ذلك الوقت، منهم: الشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوَّع، تولى القضاء في عدة أماكن: في المجمعة، وفي عنيزة، وفي الخرج، ومنهم الشيخ محمد المنصور الزامل، كان من أكبر تلاميذ الشيخ، وكان يُنيبه في الخطبة، ومنهم عبد العزيز المحمد البسام، ومنهم سليمان الإبراهيم البسام، ومنهم عبد الله العبد الرحمن البسام، ومنهم عبد الله السليمان القاضي، أبو حمد القاضي الذي في المجلة، وغيرهم كثير .. كثير، أفواج كثيرة.
إذاً الشيخ عبد الرحمن يُعتبر شيخكم الأول؟
هو شيخنا الأول.
ثم شيخنا الثاني: محمد بن إبراهيم رحمه الله، الذي مكثتُ معه 16 سنة في دار الإفتاء، نستفيد من علومه، وأخلاقه، واتزانه، وكيف يخاطب الناس على اختلاف طبقاتهم، وهو مرجعٌ للجميع، نحن في دار الإفتاء يأتينا المراجعون من جميع الجهات، منهم من يأتي ابتداء، ومنهم من يأتي مبعوثاً من قبل الجهات المختصة، كلٌّ يراجع في مسائل العلم، ومسائل الدين، ومسائل المشاكل التي تقع بين القبائل، وغير ذلك، فهو رحمه الله علّامة .. علامة، استفدنا منه أخلاق، وعلوم، وآداب، واتزان، ورجولة، رحمه الله.
الشيخ عبدالرحمن بن سعدي لا شك فضيلة الشيخ عبد الله أنه مدرسة كاملة، سواء في علمه أو في أخلاقه، وفي منهجه في التدريس، وتعامله مع طلابه، وهذا شيء مشتهر عنه رحمه الله ..
أبرز الصفات التي كان يحملها الشيخ عبدالرحمن بن سعدي، هل لكم أن تتفضلوا بشيء عنه؟
أول الصفات التي يحملها الشيخ عبدالرحمن بن سعدي أنه ديدنه .. وأنه هجّيراه: نفع المسلمين، صلاح النية للمسلمين، لا يحقد على أحد، ولا يُضمر لأحد سوءاً ولو أساء إليه، ومع ذلك يبذل نصحه للناس، في خطبه، وفي مجالسه، وفي دروسه، حتى في المجالس الخاصة التي يتعامل الناس فيها، لأنه رحمه الله يجيب الدعوة إذا دعي في القهوة خاصة، كما تعلمون: عادة أهل نجد يدعو بعضهم بعضاً للجلوس يتناولون القهوة وما شاكلها، فهو من دعاه إلى قهوة أجابه، فإذا جلس مع المدعوين للقهوة؛ وجعلوا الحديث في شيء: إن كان هذا الحديث نافعاً استمر به، فإن كان أنه مما لا جدوى فيه: أشار إلى بعض تلاميذه أن يُلقي سؤالا أو يبحث بحثا أو يورد مسألة، ثم يتولى الشيخ رحمه الله الجواب عليها والتفريع، ويخاطب كل أناس بمقدار مفهومهم ومعلوماتهم.
فمثلا إذا اجتمع معه طلبة علم بحث معهم بحثا علمياً.
لو فرضنا مثلا هناك أناس آخرون من الجماميل وأهل البَرّ والرحلات، فأدار البحث فيما يتعلق بشؤونهم، وكيف يصلون، وكيف يتيممون، وكيف إذا دخل الوقت، وكيف إذا خرج الوقت.
لو فرضنا مثلا أناس مجتمعين من أهل البيع والشراء والسماسرة، بحث فيما يتعلق بأمور البيع والشراء، وقضايا المبيع، والمواضع الربوية، وما إلى ذلك.
حتى للنساء، له جلسة للنساء، يبحث فيها ما يتعلق بأحكام النساء، وأحكام الحيض، وأحكام التيمم، ونحو ذلك.
فهو رحمه الله يجزئ وقته على حسب ما يتيسر له.
لكن يا شيخ عبدالله أعرف أيضا أنكم تفضلتم بتقديم تفسيره المعروف والمشهور، الذي عرفه القاصي والداني، والموسوم بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، وهو تفسير معروف للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، أبرز الخصائص التي حواها هذا التفسير، مما أوجد له هذا القبول الهائل والكبير بين أوساط طلبة العلم، بل حتى والعلماء وممن يهتمون بتفسير القرآن الكريم.
هذا يعود الله أعلم لأمرين، الأمر الأول: صلاح نية المؤلف، وإخلاصها، وأنه ينوي نفع المسلمين، وتقريب فهم كتاب الله إلى أذهانهم، والثاني: أنه رحمه الله فسّره بعبارة واضحة لا تنبو عنها أذهان طلبة العلم الكبار، ولا تصعب على أذهان المبتدئين، وتَرَك تعقيدات -مثلاً- بعض المفسرين في العبارات النحوية، أو مثلا العبارات التي تأتي في علوم البلاغة، والمعاني، والبديع، والمنطق، ونحو ذلك، تركها، والخوض أيضاً في الصفات، فصار كلاماً واضحاً يأتي به لأجل يبيّن للقارئ معنى الآية المقصود بهذا التعبير، ثم هو سليم، يعني أكثر التفاسير .. المفسرون رحمهم الله كثير منهم لا بد يصير فيه شيء عليه الاعتراض، إما من ناحية الصفات، أو من ناحية بعض التفاسير، وهذا عُرض على المشايخ؛ لما أن الملك عبد العزيز دعا الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في سنة 1360
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل له: تأتي بتفسيرك، فجاء بالتفسير قبل أن يُطبع، في دفاتر مكتوبة مخطوطة، فجاء ووزّعوه على المشايخ، وتأملوه، ونظروا المواضع التي هي مظنة أن يكون فيها إما تأويل لبعض آيات الصفات، أو بعض الأشياء التي اختلف فيها، فاتفقوا كلهم على أنه ما فيه ولا كلمة ولا حرف ولا جملة ولا آية إلا موافقة لمنهج السلف، فلهذه الصفات امتاز هذا التفسير، مع أنه غير مطول، ما أطال به رحمه الله.
شيخ عبدالله، من هذا الحديث الطيب الجميل يقودنا إلى مسألة أخرى، وهي أنكم التحقتم بمدرستين من أعظم وأجلّ المدارس العلمية التي استقى منها العلماء في هذه البلاد، وهما مدرسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، ومدرسة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله، وهما أيضا من العلماء الذين بسط الله لهم قبولاً، وقاموا بدورهم في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والاختلاط بالناس والتنزل معهم، وفتح قلوبهم وأبوابهم للمسلمين جميعاً، هل لكم بوصية لطلبة العلم والعلماء خصوصاً بالسير على هذا المنهج الكريم الذي يوافق منهج سلف هذه الأمة في الارتباط مع الناس عموما ومع طلبة العلم ومع الشباب وتلقينهم وتدريسهم، والتنزل معهم وتوجيههم إلى ما يحتاجون إليه؟
نعم، وأزيد على هذا أن الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، فإنه رَأَس المجلس، وزاملناه في المدة الماضية، في سنة 95 إلى أن توفي سنة 1402، سبع سنوات، وهو أيضا شيخنا وأستاذنا، واستفدنا منه علوم، ومعارف، وحكم، وتجارب، رحمه الله، لأنه معروف بالحذق، والجودة، والعلم الجيد، والاحتراز من الناس، ما شاء الله عليه، فاستفدنا منه أيضا فوائد كثيرة رحمه الله، وهو جزاه الله خيراً أيضاً يعطف علينا ويرى أننا من أخص تلاميذه.
وأما الوصية فأنت أشرت إليها، وجزاك الله خيرا، هذا طيب، الوصية: وصية الله للأولين والآخرين: تقوى الله تبارك وتعالى، وأن على طلبة العلم خاصة، وعلى بقية المسلمين عامة تقوى الله تبارك وتعالى، وأعظم ما يصابر طلبة العلم: حفظ الوقت عن الضياع، كما قال ابن هبيرة -رحمه الله- الوزير:
الوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه * * * وأراه أسهلُ ما عليك يَضيعُ
وأيضا عليهم أن يبذلوا النصح للمسلمين فيما وُلُّوا عليه، إن كان قاضياً، إن كان إماماً، إن كان مدرّساً، إن كان دكتوراً، أن يبذلوا جهدهم ووُسعهم في إيصال المعلومات إلى الطلاب والتلاميذ، وأن يحرصوا على نفعهم، وينبغي للأستاذ أن ينظر إلى مستوى طالب العلم ويخاطبه بكيفية ما يَعلم أنه على مستواه.
وكذلك أيضاً مسألة القضاء: ولله الحمد الحكومة أيدها الله جعلت للقضاة كوادر، وجعلت لهم تعليمات، وجعلت لهم حصانة، وجعلت لهم رواتب مغرية، ومكنتهم من أشياء ما كان الأولون يحلمون بها ولا يتمتعون بها، ما كان الأولون .. الذي يتولى القضاء قبل هذا الوقت إلا .. لهم رواتب، ولهم بَراوي [3] سنوية، إما مقدار من التمر وقت الزكاة، أو مقدار من البُر الحب، وإما خرج بسيط، الآن رتبوا الرواتب، وقرروا لهم المقررات، فعليهم شكر الله في هذه النعمة، وبذل المستطاع، حتى يؤدوا شكر ما أوجب الله عليهم، ويحللوا رواتبهم.
وأيضا ينبغي لكل قاض أنه مع عمله في القضاء لا يفوته موضوع التدريس، تدريس الإخوان في حلقات المساجد، فإنها هي التي تفيد العلم، وهي التي تفيد الطلاب، وحتى هو نفسُه القاضي أو العالم أو المدرس إذا جلس للناس استفاد مما يعلّم الناس، لأن العلم:
يَزيد بكثرة الإنفاق منه * * * ويَنقص إن به كفًّا شَددتا
أحسنتم يا شيخ عبدالله.
[ثم خاتمة المقدم للبرنامج، وشكر الشيخ]ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كذا.
[2] هذا الكلام سنة 1419، ثم صدرت فيه الموافقة من المقام السامي، ووُضعت الأنصاب والعلامات على حدود الحرم بصفة دائمة إن شاء الله. انظر: فتح الجليل (ص141 - 142).
[3] البروة معناها: المكافأة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 02:30]ـ
المصدر.
( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1782)(/)
نصيحة لشاب؟؟؟؟؟؟؟ من عنده علم فليراجعهالي؟؟
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 11:46]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وبعد:
فإلى من تربع حبه فوق عرش قلبي .. إلى من كاد أن يملك مشاعري .. ، فأصبحت أحبه في الله .. إليك ..
أخي الشاب .. نعم .. إليك أنت أبث شجوني، وخواطري، وهمومي، وقضاياي ..
أشكو نصب يومي .. ، وحر هاجرتي .. أخي الشاب:
قلوب براها الحب حتى تعلقت ... مذاهبها من كل غرب وشارق
تهيم بحب الله، والله ربها ... معلقة بالله دون الخلائق
نعم .. هذا الحب .. متعلق بمحبوب واحد .. ، إنه الله .. نعم، وألف نعم .. نحب من يحب الله .. ، وإذا أحبنا من يحب الله أحببناه .. ، وإذا طلب منا القرب قربناه، وإذا استقال من الخطأ سامحناه .. ، هاذا أقدم نصرناه .. ، وإذا غاب ذكرنا ...
سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
إن هذا الحب، أمر عجيب، نعم، إنه يختلط بالقلب بل بالبدن، من مشاش المخ، إلى أخمص القدم ..
والسؤال الذي ينبغي أن يكون: هل هذا الحب مجرد عاطفة فقط؟! أم ماذا؟! .. ، والجواب عليه: أن هذا الحب من نوع خاص .. نعم .. لأنه في ذات الله جل وعز .. فنحب ما يحب الله، وتحب لأخيك ما تحبه لنفسك .. وتكره له ما تكرهه لنفسك.
أخي الشاب: والله إني لأحب لك الكرامة .. إني أحب لك العزة بالطاعة .. ، ووالله إني لأكره لك التدنس بالمعصية، في مستنقع الرذيلة، وأوحال الانحطاط .. ، والله، ثم والله إني لأحب لك الجنة، نعم .. لك أنت .. كما أحبها لنفسي .. ، وأخاف على طلعتك النظرة، ووجهك الوضيء من لفح النار .. وجه طالما صنته عن المكاره؛ وما يستقذر .. أخشى أن يدنس بالنار .. أخشى أن يغبر في النار .. بل والله إني لأخشى أن تشويه النار شوياً، فتزيل الملامح، وتغير الجوارح.
أخي الشاب: المعصية تكسب صاحبها الذل، والخيبة، والحرمان .. نعم .. الذل، والخيبة، والحرمان .. أقول لك، وكلي شفقة عليك:
أرعني سمعك .. وافتح لي أذنك .. نعم .. لعل هذه العبارات، وهذه الرسالة أن تكون رسالة مباركة في حياتك فيما بعد .. ، فإن القلب إذا عقل، وفهم، ونصح، وعلم، استفاد ...
أخي الشاب: تأمل كلامي هذا حق التأمل .. وأعطني قلبك .. نعم .. أعطني قلبك .. أبث لك فيه خواطر وأشجان طالما صالت، وجالت .. وها هي اليوم تنسكب بين يديك كأريج العطر ..
فيا أيها الحائر في الطريق، ويا أيها الشاب الرقيق، يا من يعاني من كدر، وضيق، اسمع لمقالي فهو مقال ناصح ...
تقضي نهارك حائراً متوجعا ... ما للبكا من يحتويه سواكا
وتبيت ليلك في لهيب سهاده ... ترعى النجوم، وترقب الأفلاكا
فازجر فؤادك يا لبيب عن الهوى ... أتطيع من بعذابه أشقاكا
أتطيع قلبا كلما أيقظته ... وهديته درب الرشاد عصاكا
يا قلب ما لي لا أراك تطيعني ... أتحث نحو المهلكات خطاكا
يا أيها القلب المكبل بالأسى ... مزق بعزم التائبين أساكا
تب واعتبر واندم على ما قد مضى ... وادفن بأمواج الرشاد هواكا
واغسل ذنوبك بالمدامع ساجدا ... فعساك تبلغ ما تريد عساكا
الشاب وحلاوة الأمل ..
ما أجمل الأمل .. حين يحدو مطايا القلب .. ، فهو نور في ظلام، وفرح وسلام .. نعم .. إن العبد ليقبل على ربه، ومولاه فينطرح بين يديه سبحانه .. ويؤمله، ويسأله .. أن يعفو عنه .. نعم .. أن يعفو عن زلاته، وغدراته .. ، وإجرامه .. والله يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
فإنما هي حسرة على الذنب .. فعبرة من الخوف، فدمعة من الوجل، فدعاء مع الذل .. ، فرحمة من الله .. ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] .. وليكن لسان حالك أخي الشاب مرددا:
أمولاي إني عبد ضعيف ... أتيتك أرغب فيما لديك
أتيتك أشكو مصاب الذنوب ... وهل يشتكى الضر إلا إليك
فمن بعفوك يا سيدي ... فليس اعتمادي إلا عليك
الشاب بين الذل .. والإنكسار
عندما يجد الجد، ويتقدم كل بركبه .. تسعد قلوب السابقين، وتألم قلوب المتأخرين عن طريق الخير والصلاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يتمالك الشاب إلا دمعة الندم على ما كان منه من تفريط في أول الزمن .. فرط في الخيرات، وما كان مطيعاً .. ، واشتغل بالملهيات إذ كان مستطيعاً .. ف ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ [الدخان:49] .. يوم لا ينفع الندم ..
أخي الشاب: أين منك: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135].
أخي الشاب: أنت بحاجة إلى ربك جل وعز .. نعم .. أنت بحاجة إلى عونه ..
أخي الشاب: أصدق مع الله .. قف في ظلمة الليل وحيداً، وانطرح بين يديه ذليلاً .. ، وقل: رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ [آل عمران:193] .. قل:
يا نفس توبي فإن الموت قد حان ... واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا
نعم أخي الشاب .. انثر العبرات .. ، واسكب الدمعات، وهات الآهات، والحسرات على ما فات .. فالله يقول: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت:30] ويقول: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ [آل عمران:135].
أخي الشاب: فك أسر نفسك من الهوى .. وأطلق قيدها من رق الشهوة والغفلة ..
أخي الشاب: أنت الخصم، وأنت الحكم .. ولن ينفعك مثل نفسك .. ، وإن لم ترحم نفسك أنت- بترك الذنوب والمعاصي- فكيف تطالب الآخرين أن يرحموك ..
أخي الشاب: اخل بنفسك .. اعترف بذنبك .. تب واستغفر .. وردد .. ربي إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، فاغفر لي .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .. ردد أخي الشاب: كفاني ذنوباً وعصياناً .. فرغ قلبك من الشهوات .. والشبهات .. ابك على خطيئتك .. أبدل الانحراف بالاستقامة، انكسر بين يدي الله .. أظهر الخضوع بين يدي ربك .. استعن بالله .. فوالله ثم والله .. إنك بحاجة إلى ربك.
أخي الشاب: وقتك ثمين .. وأنا أطلت عليك .. فاعذرني .. واعلم أن الكاتب، والقارئ أهل خطأ وزلل ..
من ذا الذي ما أساء قط ... ومن الذي له الحسنى فقط
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وأخيراً: فلا أجد لنفسي بداً من التمثل، بقول الأول:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناس وهو سقيم
والله يرعاك، ويتولانا وإياك ويسدد على طريق الخير مسعاك ...
تم الكلام وربنا محمود ... وله المكارم والعلا والجود
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 11:15]ـ
قرأتها على عجالة .. جزاك الله خيرا .. وبدا لي ثلاث ملاحظات
النظرة .. والصواب بالضاد: النضرة
أصدق .. الهمزة همزة وصل .. فلا تثبتها .. أي اكتبها كذا: اصدق
أبدل الانحراف بالاستقامة .. الباء تتصل بالمتروك .. فالصواب إذن: أبدل الاستقامة بالانحراف
والله أعلم
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 02:17]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 06:29]ـ
جزاك الله خيرا.
مع ملاحظات الأخ أبي القاسم (ابتسامة)(/)
قُربُ الرَّحِيل .. ودُنُوُّ السَّفَر:: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 11:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قُربُ الرَّحِيل .. ودُنُوُّ السَّفَر
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1414 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1414)
http://www.rslan.com/images/index/9orbo.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1414)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُوصِيهِ وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ «يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا أَوْ قَبْرِي». فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1414[/ ... ](/)
بيان أعجبني من الشيخ عطية سالم لأثر ابن عمر في كراهته لبس المنطقة للمحرم
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Dec-2007, صباحاً 06:50]ـ
http://www.archive.org/details/AtiyyahSalim-alMuwatta-alHajj
رقم الملف الصوتي:
00200742. mp3
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:27]ـ
لنفتح باب الحوار في المسألة يا إخوة؛
لأن بعض أهل العلم المعاصرين اختلفوا في لبس النقبة للمحرم - وهي كالتنورة / أو نقول: مثل السروال من الأعلى، ولكنّها بدون ساقين. -
رأيت أحد أقاربي لبسها قبل حلق رأسه.
وفي نظري أنّه ينبغي أن يكون مدار الخلاف في:
هل هي في معنى السراويل التي نهى رسول الله عن لبسها؟
أشكل عليّ تعليل ابن دقيق العيد للنهي في (إحكام الأحكام):
[ومنه: (السراويلات)، لإحاطتها بالوسط إحاطة المحيط.]
ما رأيكم يا إخوة في هذا التعليل،
هل مجرّد الإحاطة بالوسط هي علة النهي عن لبس السراويلات؟
وحينئذ لا يجوز لبس النقبة، ولا لبس شيء فوق الإزار يكون محيطاً بالوسط لغير ضرورة؟
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 09:52]ـ
مجموع فتاوى ابن تيمية:
[واتفق العلماء على أن المحرم يعقد الإزار إذا احتاج إلى ذلك؛ لأنه إنما يثبت بالعقد. وكره ابن عمر للمحرم أن يعقد الرداء، كأنه رأى أنه إذا عقد عقدة صار يشبه القميص الذي ليس له يدان. واتبعه على ذلك أكثر الفقهاء فكرهوه كراهة تحريم، فيوجبون الفدية إذا فعل ذلك. وأما كراهة تنزيه، فلا يوجبون الفدية، وهذا أقرب.].
لعل هذا هو الأصوب في مسألة الرداء كما قوّاه ابن تيمية.
ولعل ابن عمر كره لبس المنطقة كراهة تنزيه، لأن الإزار سيستمسك كاستمساك السروال.
وفتوى الصحابي لها وزن.(/)
ذكر أقوال الرافضة في كتب الفقه المقارن والأصول والمباحث الفقهية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 03:29]ـ
بعض العلماء أو الكتاب قديما وحديثا-غفر الله لهم- .. تراهم إذا كتبوا في الفقه المقارن .. أو الأصول
أو في بعض المباحث الخاصة .. أقحموا آراء الرافضة .. كما لو كان رأيا معتدا به ..
وهؤلاء في الحقيقة وقعوا فيما رغبه الشيعة فلطالما كانوا ساعين أن تعتبر أقوالهم ضمن المذاهب الإسلامية
تمهيدا لجعلهم في إطار المنظومة الإسلامية .. ليسهل عليهم بعد التسلل إلى ما هو أبعد ..
وأرى أن هذا الصنيع قبيح .. مهما كان مقصد صاحبه
اللهم إلا أن يكون الغرض منه بيان شين شريعتهم .. والحط من أصولهم المنحطة أصلا ..
أما أن تذكر أقولهم مع مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وابن تيمية وابن حزم .. إلخ ..
فهذا من العار الذي ينبغي أن يتنزه عنه الفقيه .. إذ ليس من الإنصاف في شيء أن تذكر أقوالهم وقد بنيت على أصول حاصلها هدم السنة .. بله الإسلام ..
وناهيك با فيه من التدليس والتغرير لطلبة العلم وعامة المسلمين إذا رأوا ذلك .. أن يتوهموا كون خلافنا مع هؤلاء فرعيا
والله المستعان
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الحبيب هذة المدرسة هم من أهل التقريب بين السنه والشيعة
لكى يرفعوا الحواجز بين الفريقين قام بهذة الخطوة
وأيضا أخذوا فتوى من الشيخ محمود شلتوت أن المذهب الجعفري صحيح كباقى المذاهب الشافعى وأحمد ومالك وأبو حنيفه
رحمهم الله تعالى
حتى احدهم لما ذكر زواج المتعة توقف فيه وجعل يرجع من ناحيه أضرارة الاجتماعيه والانسانيه
والله تعالى أعلم(/)
ارجو المساعده ....
ـ[غاده]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 02:07]ـ
(((كتاب الأدب المفرد للبخاري تحقيق الألباني)))
حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن فلان بن طلحة عن أبى بكر بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كفيتك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن الود يتوارث))
---ارجوكم اريد ترجمة رواة الإسناد
وهل بشر بن محمد هو بشر ابن محمد السختياني أبو محمد المروزي صدوق رمي بالإرجاء من العاشرة مات سنة أربع وعشرين.روى عن بن المبارك والسيناني وروى له البخاري والفريابي .. ؟؟
علما اني وجدت ترجمة هذا الصحابي في (تقريب التهذيب 124) و (التاريخ الكبير 1/ 84)
قال اخبرنا (((عبدالله))) بحثت عنه في تقريب التهذيب، وتهذيب التهذيب , وتهذيب الكمال ,
والكاشف , والتاريخ الكبير ...... لاكن لم استطع تحديده!!!
كيف اعرف من هو؟؟؟؟؟؟
افيدوني بارك الله فيكم ونفع بكم
لكم التحيه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 07:51]ـ
بارك الله فيك
هو عبد الله بن المبارك الإمام الزاهد المشهور
وإذا وجدت (عبد الله) كذا مطلقا غير مقيد في طبقة شيوخ شيوخ البخاري فهو ابن المبارك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 08:01]ـ
وتمييز المهمل من الرواة له طرق نص عليها أهل العلم منها:
1 - جمع طرق الحديث فقد يكون في بعضها مميزا
2 - النظر في شيوخ وتلاميذ الراوي المهمل وطبقته
وغيرها
وانظري ذلك في كتاب البيان والتبيين لضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين تصنيف د. محمد بن تركي التركي
ومن الطرق التي تخصنا هنا النظر في بعض الكليات التي نص عليها أهل العلم وأخذت بالاستقراء
فمنها أن ابن المبارك وغيره من الرواة لا يقولون حال التحديث إلا (أخبرنا) ونادرا ما يقولون (حدثنا)
ومنها أن بشر بن محمد مختص بابن المبارك ومن أهل بلده وسمع منه كثيرا فإذا وجدت في السند بشر بن محمد عن عبد الله فهو ابن المبارك
وبالجملة إذا وجدت في كتب البخاري بشر بن محمد عن عبد الله فبشر هو المروزي وعبد الله هو ابن المبارك
** ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذئب إمام مشهور وابن المبارك معروف بالرواية عنه
** من المفيد لطالب العلم أن يعرف مثل هذه الأشياء عن أصحاب المصنفات
فمثلا إذا قال البخاري ثنا إسحاق فمن المراد؟ وإذا قال ثنا عبد الله فمن المراد؟ وإذا كان في طبقة شيوخ شيوخ البخاري (يحيى) فمن المراد؟ وهكذا كثير نص عليها الأئمة في كتب الرجال وابن حجر في الفتح
وإذا قال مسلم ثنا زهير أو إسحاق أو أبو بكر فمن المراد؟
وإذا قال أحمد ثنا سفيان فمن المراد؟
وهكذا ...
هذه كليات معرفتها تعين على تمييز المهمل من غير نصب وشدة بحث(/)
نسبة الكتب لمؤلفيها - للمباحثة
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 09:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المَعلوم لدينا أهمية نسبة الكتب لمؤلفيها ذاك أن كثيراً من هذه الكتب إنما اشتهرت بسبب شهرة مؤلفيها خصوصاُ إذا كان من أئمة السلف الذين يرجع لقولهم ويستشهد بآرائهم. وأنا أقترح فتح الباب في هذا المنتدى المبارك للكلام في صحة أو نفي نسبة بعض الكتب لمؤلفيها ونقل كلام أهل العلم في هذا المجال لتكون مرجعاً لمن أراد التحقق من ذلك.
مثال على ذلك: كتاب الروح لابن القيم، تفسير الأحلام لابن سيرين، الإمامة والسياسة لابن قتيبة، الإبانة لأبي الحسن الأشعري، الفقه الأكبر لأبي حنيفة .. وغير ذلك كثير
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 03:24]ـ
صحة نسبة كتاب الروح لإبن القيم:
المفتي:
د. محمد بن عبدالله الخضيري
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو: هل كتاب الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة هو لابن القيم? وإذا كان له فما حكم بعض الجزئيات العجيبة فيه?.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم هذا الكتاب هو للإمام ابن القيم –رحمه الله-، وقد أثبت ذلك جمع من العلماء، وقد تم دراسة الكتاب وتحقيقه في رسالة دكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قام بها د. بسام علي سلامة العموش، وطبع عام 1410هـ، وأثبت أن الكتاب لابن القيم، ودرس بعض المسائل المهمة في الكتاب، كتلقين الميت وسماع الأموات، ووصول ثواب القرب إلى الميت، وعلى كل حال فإن ابن القيم –رحمه الله تعالى- أحد أئمة السنة ومن أرباب المدرسة السلفية، فهو يعتمد على الأدلة من الكتاب والسنة مقدماً لهما على غيرهما معظماً لهما على ما سواهما.
وفي هذا الكتاب ربما اعتمد في بعض المسائل على بعض الآثار والمرويات الضعيفة، وبعض الرؤى والمنامات من باب الاستشهاد والاستئناس بها، وأي كتاب أو مؤلف لا يضيره أن يكون فيه مسألة أو مسائل يخالفها الدليل ما دام صاحبه قد اجتهد في الوصول إلى الحق والعبرة بكثرة الفضائل والكمالات، والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... فكفى المرء نبلاً أن تعد معايبه.
وطالب العلم الباحث يقرأ بدراية وانتقاء، فما وجد في هذا الكتاب أو في غيره قضية لا توافق الدليل أو ربما خالفت نصاً أو إجماعاً فليردها ممن كانت، ويستغفر لصاحبها ويحفظ له محله ومكانته من العلم والدين، ولا عصمة إلا لكتاب الله –تعالى-، ورسله المبلغين في بلاغهم. والله الهادي إلى سواء السبيل. أ هـ
المصدر: موقع الإسلام اليوم
تأريخ الفتوى: 25/ 12/1424هـ
وقال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (ابن قيم الجوزية – حياته وآثاره ص 158 - 161) ما نصه:
توثيق نسبة الكتاب إلى ابن القيم:
وقد انتشر على ألسنة بعض طلاب العلم أن كتاب " الروح " ليس لابن القيم أو أنه ألفه قبل اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
هذا ما تناقلته الألسن ومر على الأسماع في المجالس والمباحثات ولم أر ذلك مدونا في كتاب، ولعل شيئا من ذلك قد دون ولكن لم يتيسر الوقوف عليه.
لهذا فقد اندفعت إلى قراءة الكتاب من أوله إلى آخره قراءة المتأمل الفاحص، فتحصل لي أن هذه نتائج موهومة سبيلعا النقض ونهايتها الرفض المحض. وأنها إنما انتشرت من غير دراسة ولا تحقيق. وأن من يدرس الكتاب يظفر بالنتيجتين الآتيتين:
الأولى: أن الكتاب لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ولا شك في هذا.
الثانية: أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وقد رأيت أن أوضح التدليل على هاتين النتيجتين على ما يلي:
أولا: توثيق نسبة كتاب " الروح " لابن القيم رحمه الله تعالى.
1 - أن طائفة من كبار المترجمين له كابن حجر ومن بعده كما تقدم ذكروا هذا الكتاب في مؤلفاته ولم يتعقبوه بشيء.
2 - أن ابن القيم رحمه الله تعالى قد أشار إليه في كتاب " جلاء الأفهام "في الباب السادس في معرض ذكره لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا خرجت روح المؤمن ... " الحديث فقال: وقد استوعبت الكلام على هذا الحديث وأمثاله في كتاب الروح.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمؤلف قد استوفي الكلام على هذا الحديث وامثاله في كتاب الروح المطبوع.
3 - أن هذا الكتاب قد شهد العلامة البقاعي تلميذ الحافظ ابن حجر أنه من تأليف ابن القيم رحمه الله فإنه قد اختصره بكتاب سماه " سر الروح " بنحو نصف الأصل.
4 - أنه أشار في نفس الكتاب إلى كتابه الكبير في معرفة الروح والنفس، وهذا الكتاب قد ذكره المؤلف أيضا في كتاب " جلاء الأفهام ".
كما ذكر فيه أيضا كتاب الروح.
وذكر كتابه الكبير في " معرفة الروح والنفس " أيضا في كتابه " مفتاح دار السعادة " ويأتي الحديث عنه إن شاء الله تعالى.
5 - أنه في نحو عشرة مواضع من الكتاب ذكر شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، مستشهدا بأقواله وذاكرا لاختيارته على عادته المألوفة في عامة مؤلفاته.
6 - كما نقل عن شيخه أبي الحجاج المزي. وهو من شيوخه وكثيرا ما يعتمده في عامة مصنفاته لاسيما في الفوائد الحديثية.
7 - أن الناظر في أي مسألة من مسائل الكتاب البالغة إحدى وعشرين مسألة يلمح فيها نفس ابن القيم واسلوبه وطريقته المعهودة في البحث والترجيح والاختيار، وسياق الأقوال ومناقشتها وحشر الأدلة ونقدها. وقد أفصح عن ذلك في ثنايا المسألة الخامسة عشر فقال: فهذا ما تلخص لي من جمع أقوال الناس في مصير أرواحهم بعد الموت ولا تظفر به مجموعا في كتاب واحد غير هذا البتة ونحن نذكر مأخذ هذه الأقوال وما لكل قول وما عليه وما هو الصواب من ذلك، الذي دل عليه الكتاب والسنة على طريقتنا التي منَّ الله بها علينا وهو مرجو الإعانة والتوفيق.
وهذا الأسلوب له نظائره في كتبه وتقريراته.
التدليل على أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية:
والتدليل على ذلك من وجهين:
1 - ما تقدم من نقوله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل إن في أول موضع ذكره فيه من كتابه ما يفيد أنه إنما ألفه بعد وفاة شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ يقول: وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسأله عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب.
2 - أنه في مباحث الكتاب العقدية: في توحيد العبادة وفي توحيد الأسماء والصفات يقررها على المنهج السلفي الراشد الخالص من شوائب الشرك ووضر التأويل. وهذا هو الحد الفاصل بين السلف والخلف.
وقد هدى الله ابن القيم إلى ذلك بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية كما أوضحه في " النونية " والله أعلم.
فلعله من مجموع التدليل على هاتين النتيجتين يتبين للقارىء سلامة التوثيق لنسبة هذا الكتاب " الروح " للإمام ابن القيم والله أعلم.ا. هـ.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 03:44]ـ
كتاب الامامة والسياسة لا تصح نسبته إلى ابن قتيبة.
ويجزم المحققون بأن الكتاب باطل ومنسوب لابن قتيبة وذلك للأسباب التالية:
1ـ أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً في التاريخ يُدعى الإمامة والسياسة، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب المعارف، والكتاب الذي ذكره صاحب كشف الظنون باسم (تاريخ ابن قتيبة) والذي توجد نسخة منه بالخزانة الظاهرية بدمشق رقم (80) تاريخ.
2ـ أن المتصفح للكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
3ـ يخالف أموراً متفقاً عليها وكمثال على ذلك ما ذكره تحت عنوان (إباية على كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنه) يقول: (ثم إن علياً كرم الله وحهه أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول أنا عبد الله وأخو رسوله فقيل له بايع أبا بكر فقال أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي).
بينما الثابت في كتاب ابن قتيبة المتفق على نسبته إليه وهو كتاب (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) على أنه يرمي الرافضة بالكفر وذلك لطعنهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ((… وقد رأيت هؤلاء أيضاً حين رأوا غلو الرافضة في حب عليّ وتقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوّته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرّؤهم منهم)) فكيف ينسب
(يُتْبَعُ)
(/)
إليه بعد ذلك كتاب مشحونٌ بالطعن في الصحابة الكرام؟!!!!
4ـ أن المنهج والأسلوب الذي سار عليه مؤلف الإمامة والسياسة يختلف تماماً عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا، ومن الخصائص البارزة في منهج ابن قتيبة أنه يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه، وعلى خلاف ذلك يسير صاحب الإمامة والسياسة، فمقدمته قصيرة جداً لا تزيد على ثلاثة أسطر هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب، ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
5ـ يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً!!!
6ـ حتى أن المستشرقين اهتموا بالتحقيق في نسبة الكتاب وأول من اهتم بذلك المستشرق (دي جاينجوس) في كتابه (تاريخ الحكم الإسلامي في أسبانيا) ومن ثم أيده الدكتور (ر. دوزي) في كتابه (التاريخ السياسي والأدبي لأسبانيا)، وذكر الكتاب كل من بروكلمان في تاريخ الأدب العربي، والبارون دي سلان في فهرست المخطوطات العربية بمكتبة باريس باسم أحاديث الإمامة والسياسة، ومارغوليوس في كتابه دراسات عن المؤرخين العرب، وقرروا جميعاً أن الكتاب منسوب إلى ابن قتيبة ولا يمكن أن يكون له.
7ـ أن الرواة والشيوخ الذين يروي عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
8ـ يبدو من الكتاب أن المؤلف يروي أخبار فتح الأندلس مشافهة من أناس عاصروا حركة الفتح من مثل (حدثتني مولاة لعبد الله بن موسى حاصر حصنها التي كانت من أهله) والمعروف أن فتح الأندلس كان سنة 92 أي قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وواحد وعشرين عاماً!!!!!
9ـ أن كتاب الإمامة والسياسة يشتمل على أخطاء تاريخية واضحة، مثل جعله أبا العباس والسفاح شخصيتين مختلفتين!!! وجعل هارون الرشيد الخلف المباشر للمهدي!!! واعتباره أن هارون الرشيد أسند ولاية العهد لابنه المأمون ومن ثم لابنه الأمين!!! وإذا رجعنا إلى كتاب المعارف لابن قتيبة نجده يمدنا بمعلومات صحيحة عن السفاح والرشيد تخالف ما ذكره صاحب الإمامة والسياسة.
10ـ أن في الكتاب رواة لم يرو عنهم ابن قتيبة في كتاب من كتبه من مثل (أبي مريم وابن عفير).
11ـ ترد في الكتاب عبارات ليست في مؤلفات ابن قتيبة نحو (وذكروا عن بعض المشيخة) (حدثنا بعض المشيخة) ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتاب من كتبه.
12ـ من الملاحظ أن مؤلف الإمامة والسياسة لا يهتم بالتنسيق والتنظيم فهو يورد الخبر ثم ينتقل منه إلى غيره ثم يعود ليتم الخبر الأول، وهذه الفوضى لا تتفق مع نهج ابن قتيبة الذي يستهدف التنسيق والتنظيم.
13ـ أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي عن اثنين من كبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين.
14ـ أن ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة وثقة في علمه ودينه، يقول السلفي (كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة) ويقول ابن حزم (كان ثقة في دينه وعلمه) وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي ويقول عنه ابن تيمية (وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة) وهو خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة. ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين هل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب الإمامة والسياسة الذي شوّه التاريخ وألصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم؟؟!!
منقول من منتدى أهل الحديث (وأوردته للفائدة ولجمع الموضوع في مكان واحد) وانظر كتاب الشيخ مشهور حسن: كتب حذر منها العلماء ج/2 ص 55 - 56، 298 - 301 ونقل الجزم ببطلان نسبته لابن قتيبة عن كثير من المعاصرين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 03:48]ـ
وفقك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72906
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 04:01]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبي مالك
لقد تصاغرت نفسي أن كتبت فيما ظننت أنه لم يطرق بتفصيل من قبل.
لعل الأخوة وانا الصغير فيهم نحاول إثراء الموضوع لأهميته.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:03]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
الموضوع ما زال يحتاج إلى بحث واسع مستفيض، وما كتبه الإخوة قطرة من بحر، وفي كل يوم يظهر جديد للباحثين.
فمثلا: هل اطلع أحد على ما يشكك في نسبة (الورقات) للإمام الجويني؟
الحقيقة لقد كنت أتعجب عند قراءة الورقات، فالأسلوب بعيد تماما عن أسلوب أبي المعالي
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:28]ـ
وفقك الله شيخنا الكريم
ليتك تُعطلِعنا على كلام المشكِّك، فلعلنا نقول به
الورقات نسبها إلى أبي المعالي، السبكي في الطبقات، والسبكي خبير بالأساليب ..
ثم:
ما هي ضوابط الاحتجاج بالأسلوب؟
وهل الأسلوب ثابت غير متغير بتغير الزمن أو باختلاف التصنيف أو الغرض .. وهكذا
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:28]ـ
الفقه الأكبر والفقه الأبسط،
الحيدة للكناني،
رسالة لى أهل الثغري للأشعري.
هذه مشاكل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:49]ـ
وفقك الله شيخنا الكريم
ليتك تُعطلِعنا على كلام المشكِّك، فلعلنا نقول به
الورقات نسبها إلى أبي المعالي، السبكي في الطبقات، والسبكي خبير بالأساليب ..
ثم:
ما هي ضوابط الاحتجاج بالأسلوب؟
وهل الأسلوب ثابت غير متغير بتغير الزمن أو باختلاف التصنيف أو الغرض .. وهكذا
جزاك الله خيرا
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
الأسلوب ليس دليلا قاطعا، ولكنه قرينة، وقد تختلف قوة وضعفا بحسب مرانة الباحث بأسلوب المؤلف، وخبرته بها، فمثلا إذا قرأت مقالا لأحد المعاصرين من غير أن تعرف اسمه فإنك تكاد تقطع أنه ليس لشيخ الإسلام ابن تيمية للاختلاف الواضح جدا في الأسلوب.
وأما أن (السبكي) خبير بالأساليب فلم يتبين لي وجهه، ثم هل أنت تقلد السبكي؟
[تذكر مناقشتنا في نسبة القول لابن القيم ... ابتسامة]
وأما اختلاف الأسلوب باختلاف الزمن، فهذا أمر واقع معروف، ولكنه لا يمنع من تمييز الأسلوب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:52]ـ
قال الدلجي في [الفلاكة والمفلوكون]:
((ولذلك تروج بعض الكتب بنسبتها إلى رجل مرموق بعين الجلالة كما فعل في الورقات حيث نسبت إلى إمام الحرمين، وليست له بشهادة عباراته الفائقة الرائقة في باقي كتبه ومخالفة الورقات لما في البرهان في التصحيح والحكم، وكما فعل في السر المكنون وفي المضنون به على غير أهله حيث نسبا إلى الغزالي كما قاله الإسنوي في الطبقات وليسا له كما ذكره في الطبقات، ولذلك أيضا تجد البحث النفيس يلقيه الباحث بين الأفاضل فيبادرونه بالإنكار والتزييف والمناقشة ويضايقونه فيه حتى يقول لهم: هذا البحث قاله الإمام فخر الدين الرازي أو الزمخشري مثلا أو من في معناهما، فحينئذ يرجعون إلى ذلك البحث بالتأويل والتثبت ويعترفون بحسنه وربما يزيدونه توجيها وتقريرا))
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 06:04]ـ
[بيان وجه الفارق بين موضوع ابن القيم، ونسبة قول له، وبين السبكي والورقات]
شيخنا الكريم
هناك فرق
ابن القيِّم لم يُصرِّح بقول .. بل انتزَعه البعض من صنيعه
أما السبكي، فلم ينسب رسالةً مجهولة الهوية - أعني: الورقات - إلى الجويني، نتيجة خبرته بأسلوبه
بل السبكي صرَّح وقال دون اشتباه: له - أي الجويني - "الورقات" في الأصول ..
والأصل التسليم للعالِم، إلا إذا تبيَّن بالدليل والبرهان أن الحق خلافه ..
والسبكي نعم خبير ومدقق وبحاثة جليل القدر .. لا شك عندي في ذلك ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 06:53]ـ
وكلام الدلجي لا يرقى لمستوى النقض المحكم، بل ضعيف، وإن قلت: هو اجتهاد ظهر له، ورأي رآه، فلعله يكون أوفق وأحسن .. والله أعلم.
ثم هل قد اطمأنت نفسك شيخنا الفاضل إلى نفي نسبة "الورقات" إلى أبي المعالي رحمه الله وغفر له .. ؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 06:55]ـ
وفقك الله
بل هما سواء يا أخي فتأمل! وليس الكلام هنا للموازنة بين صنيع ابن القيم وصنيع السبكي، وإنما بين صنيع (المنتزع) وصنيع السبكي، فتأمل!
فأنت سلمت للسبكي هذه النسبة، ولم تسلم لغيره نسبة الكلام لابن القيم، وبما أنك تخطئ من ينسب الكلام لابن القيم فيمكننا أن نخطئ السبكي في نسبة الكتاب للجويني على قولك.
قياس كلامك الصحيح أن تقول: لم يصرح ابن القيم ولم يصرح الجويني.
أو تقول: صرح فلان بمراد ابن القيم وصرح السبكي بالنسبة للجويني.
تأمل مرة أخرى!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 06:57]ـ
وكلام الدلجي لا يرقى لمستوى النقض المحكم، بل ضعيف، وإن قلت: هو اجتهاد ظهر له، ورأي رآه، فلعله يكون أوفق وأحسن .. والله أعلم.
ثم هل قد اطمأنت نفسك شيخنا الفاضل إلى نفي نسبة "الورقات" إلى أبي المعالي رحمه الله وغفر له .. ؟
وفقك لله
بغض النظر عن صحة كلامه أو خطئه، فإن الذي يظهر لي أن كلامه ليس ضعيفا؛ لأنه استند إلى أمرين كلاهما في غاية القوة:
الأول: أن كلامه في الورقات مخالف لكلامه في الكتب الأخرى.
الثاني: أن أسلوبه ضعيف جدا موازنة بكتبه الأخرى.
وأنا لم تطمئن نفسي إلى شيء، وإنما وضعت المسألة للمباحثة والمدارسة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 07:00]ـ
صنيع المنتزِع: معنوي
صنيع السبكي: مادي
تأمل الفارق!
(ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 07:01]ـ
لم أفهم شيخنا الفاضل، كيف ذلك؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 07:03]ـ
قلتَ: (الأول: أن كلامه في الورقات مخالف لكلامه في الكتب الأخرى.).اهـ
قال الدلجي - حسب نقلك -: (ومخالفة الورقات لما في البرهان).
السؤال:
1 - هل ليس للجويني إلا "البرهان" في الأصول؟
2 - هل تم الوقوف على تاريخ هذه التصانيف؟
3 - كم نسبة المخالفة؟
4 - من سبق الدلجي في التنبيه على هذا الأمر خاصة مع اشتهار الورقات واهتمام أهل العلم بها؟
وقول الدلجي: (وليست له بشهادة: عباراته الفائقة الرائقة في باقي كتبه).اهـ
قلت: وهل "المختصر" يحتمل عبارات فائقة رائقة؟ وكيف تصح المقارنة على التحقيق بين مطوَّل ومختصر؟ وبين غرض وغرض آخر مختلف؟ وكيف يصح نفي النسبة نتيجة الاحتكام إلى متغيِّر، ألا وهو الاجتهاد والنظر في المسائل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 07:36]ـ
وفقك الله
أقترح أن نبحث في شروح الورقات المتاحة وننظر فيمن تعرض لبحث ذلك.
هذه الأسئلة تحتاج إلى شهور من البحث والدراسة كي تحصل على جوابات دقيقة فيها، وربما يكون بعض من درسوا الكتاب في الرسائل الجامعية قد ألم ببعض هذه المسائل
وأما أن المختصر يحتمل عبارات فائقة رائقة فيجب أن تلاحظ يا أخي الفاضل الفرق بين طريقة المتقدمين والمتأخرين في المختصرات؛ فالجويني من المتقدمين نسبيا، وانظر مثلا إلى الطحاوية وهي مختصر في العقيدة ومع ذلك فعباراتها رائقة جدا تختلف عن طريقة المتأخرين في وضع المتون.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 09:01]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم، وأنا أقدِّرك وأعلم إنصافك
أرجو منك أن تتفضل وتتكرَّم علينا بترجمة للدلجي تُبيِّن لنا منزلته من العلم الشريف، وبالأخص فيما يتعلَّق بباب النقد والتمحيص والتعقُّب، ومدى عناية واحتفال أهل العلم به ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 09:10]ـ
وبين يدي دراسة للدكتورة فوقية حسين محمود: "الجويني، إمام الحرمين"، ودراسة أخرى: للدكتور محمد الزحيلي، بنفس العنوان، وقد شكَّكا في بعض مصنفات الجويني، إلا أنهما قد تلقيا الورقات بالقبول .. وقاما بسرد الشروح عليها واحتفال أهلم العلم بها ..
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 07:09]ـ
بطلان نسبة كتاب (نهج البلاغة) الى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)
سؤال الى فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هل تصح نسبة كتاب (نهج البلاغة) لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وتقبلوا منا خالص الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
نهج البلاغة هو مجموعة خطب منسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجامعه هو الشريف المرتضى، نقيب العلوية، أبو طالب، علي بن حسين بن موسى الكاظم، كما ذكر ذلك الذهبي في السير (17/ 589) وقيل: جامعه أخوه الرضي، كما ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/ 313).
وقد قرأت الكتاب فوجدت أن شقشقة ألفاظه وتراكيبه وأسجاعه وغرائبه مما لا يصدق أحد أن مثل أمير المؤمنين يقولها؛ فإن فيها من التكلف والإغراب والنكارة ما لا يخفى على أحد.
وخطب علي رضي الله عنه مبثوثة في كتب الأدب والتاريخ، كتاريخ الطبري وابن كثير والأصفهاني، وابن عبد ربه، وتواريخ الخلفاء، وفي خطبه من القوة والبلاغة والسهولة ما يليق بمقامه رضي الله عنه فهو أحد فصحاء العرب ومقاويلهم ومصاقع خطبائهم.
أما هذه الأسجاع والغرائب فهي من فعل المتأخرين، وهذا لا يمنع أن يكون في الكتاب أشياء صحيحة مما قاله الإمام رضي الله عنه، وفيه ما ينقض أقاويل الشيعة وعقائدها فيه، وفي أصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم ورضي الله عنهم أجمعين.
وقد شهد بذلك جمع من المؤرخين، فقال الذهبي عن الكتاب:" كتاب "نهج البلاغة" , المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ , ولا أسانيد لذلك, وبعضها باطل , وفيه حق , ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها , ولكن أين المنصف؟!! ".
وقال في ميزان الاعتدال (3/ 124): ومن طالع كتاب نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة، والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل ".
وقال ابن خلِّكان (3/ 313): وقد قيل: إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه، وأن الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه ونحو هذا ذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم (8/ 121) وابن كثير في البداية والنهاية في التاريخ (12/ 53) وغيرهم من أهل التحقيق.
وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 14) عن أبي إسحاق قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه، قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله، أي علم أفسدوا.
كما روي عن طاووس قال: أتي ابن عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه، فمحاه إلا قدر ... وأشار سفيان بن عيينة بذراعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن علياً رضي الله عنه من الأئمة المهديين، وهو أول من أسلم من الصبيان، وزوج بنت رسول الله، وصفيه وحبيبه، ورابع خلفائه، وهو من أكثر الصحابة زهداً وأعظمهم شجاعة وبأساً، وله من الصدق والعدل والإنصاف ما هو فيه بالمحل الأرفع، وسيرته دروس تتلى يتعلم منها الناس مكارم الأخلاق، ولم يكن من شأنه السب والشتم، وحاشا مثله من مثل ذلك، وقد أنكح بنته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان مع إخوانه من الصحابة على سنة الوفاق والمحبة والإخاء الذي عقده بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت أفعاله أكثر من أقواله وبلاء الناس أبداً هو الغلو في الأكابر ونسج الأساطير حولهم، فيسيئون إليهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والله أعلم.
موقع الاسلام اليوم - تاريخ الفتوى 2/ 11/1423 هـ
وهذا تحرير من عبد الله زقيل بعنوان كِتابُ " نَهْجِ البَلاغَةِ " في مِيزانِ أهلِ السنةِ والجماعةِ"
الحَمْدُ لِلَّهِ وبَعَدُ؛
كما هو معروف شهرة كتاب " نهج البلاغة " عند أهل السنة والشيعة، ولكن لأهل السنة رأي في نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه، وفي المقابل يستميت الرافضة في إثبات نسبة الكتاب إليه رضي الله عنه.
وفي هذا المقال نُورد رأي أهل السنة من خلال كلام العلماء في صحة نسبة الكتاب لكي لا يغتر السني بما يزخرفه الشيعة من كثرة النقول عنه.
من هو مؤلفُ كتاب " نهج البلاغة "؟؟؟؟
- ذكر الإمام الذهبي في السير (17/ 589) الاختلاف في مؤلف الكتاب فقال:
المُرْتَضى، عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُوْسَى القُرَشِيُّ العَلاَّمَةُ، الشَّرِيْف ُ، المُرْتَضَى، نَقِيْبُ العَلَوِيَّة، أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بن مُوْسَى القُرَشِي ُّ، العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ، المُوْسَوِيُّ، البَغْدَادِيُّ، مِنْ وَلد مُوْسَى الكَاظِم.
وُلِد َ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة ٍ. وَحَدَّثَ عَن ْ: سَهْلِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيباجِي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْزُبَانِي ّ، وَغيرهمَا. قَالَ الخَطِيْب ُ: كَتَبْتُ عَنْهُ.
قُلْت ُ: هُوَ جَامعُ كِتَابِ (نَهْجِ البلاغَة)، المنسوبَة أَلفَاظُه إِلَى الإِمَامِ عَلِيّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وَلاَ أَسَانيدَ لِذَلِك َ، وَبَعْضُهَا بَاطِل ٌ، وَفِيْهِ حق ٌّ، وَلَكِن فِيْهِ مَوْضُوْعَاتٌ حَاشَا الإِمَامَ مِنَ النُّطْقِ بِهَا، وَلَكِنْ أَيْنَ المُنْصِف ُ؟!
وَقِيْل َ: بَلْ جَمْعُ أَخِيْهِ الشَّرِيْف الرَّضي.ا. هـ.
- وقال أيضا في الميزان (3/ 124): وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة.
وانظر لسان الميزان (4/ 256 – 258) في ترجمته.
- وقال ابن كثير في البداية والنهاية (12/ 56 – 57) في سنة ست وثلاثين وأربع مئة عند ترجمة الشريف المرتضى:
قال: ويقال: إنه هو الذي وضع كتاب " نهج البلاغة ".ا. هـ.
فائدةٌ:
- ذكر الحافظ ابن كثير في ترجمة الشريف المرتضى أمورا عجيبة ومن ذلك:
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الشريف الموسوي، الملقب بالمرتضى ذي المجدين - كان أكبر من أخيه الرضي - ذي الحسبين، نقيب الطالبين، وكان جيد الشعر على مذهب الإمامية والاعتزال يناظر على ذلك، وكان يناظر عنده في كل المذاهب، وله تصانيف في التشيع؛ أصولا وفروعا، وقد نقل ابن الجوزي في ترجمته أشياء من تفرداته في التشيع، فمن ذلك أنه لا يصح السجود إلا على الأرض أو ما كان من جنسها، وأن الاستجمار إنما يجزئ في الغائط لا في البول، وأن الكتابيات حرام، وذبائح أهل الكتاب حرام، وكذا ما ولوه هم وسائر الكفار من الأطعمة، وأن الطلاق لا يقع إلا بحضرة شاهدين، والمعلق منه لا يقع وإن وجد شرطه، ومن نام عن صلاة العشاء حتى انتصف الليل وجب قضاؤها، ويجب عليه أن يصبح صائما كفارة لما وقع منه.
ومن ذلك أن المرأة إذا جزت شعرها يجب عليها كفارة قتل الخطأ، ومن شق ثوبه في مصيبة وجب عليه كفارة يمين، ومن تزوج امرأة لها زوج لا يعلمه وجب عليه أن يتصدق بخمسة دراهم، وأن قطع السارق من أصول الأصابع.
قال ابن الجوزي: نقلتها من خط أبي الوفاء بن عقيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وهذه مذاهب عجيبة تخرق الإجماع، وأعجب منها ذم الصحابة، رضي الله عنهم. ثم سرد من كلامه شيئا قبيحا في تكفير عمر وعثمان وعائشة وحفصة، رضي الله عنهم، وقبحه وأمثاله إن لم يكن تاب، فقد روى ابن الجوزي قال: أنبأنا ابن ناصر، عن أبي الحسن بن الطيوري قال: سمعت أبا القاسم بن برهان يقول: دخلت على الشريف المرتضى أبي القاسم العلوي في مرضه، وإذا قد حول وجهه إلى الجدار، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، فأنا أقول: ارتدا بعد ما أسلما؟! قال: فقمت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت الزعقة عليه.ا. هـ.
- وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان في ترجمة المرتضى:
وقد اختلف الناس في كتاب " نهج البلاغة " المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هل هو من جمعه أم جمع أخيه الرضي؟.
وقد قيل: إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه.ا. هـ.
وقال القنوجي في أبجد العلوم (3/ 67) عند ترجمة الشريف المرتضي:
وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة، المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب، هل هو جَمَعَه، أم جَمْعُ أخيه الرضي؟ وقد قيل: إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه.ا. هـ.
- وقال محب الدين الخطيب في تعليقه على " المنتقى من منهاج السنة " (ص 20):
وهذان الأخوان تطوعا للزيادة على خطب أمير سيدنا علي بكل ما هو طارئ عليها وغريب منها؛ من التعريض بإخوانه الصحابة، وهو بريء عند الله عز وجل من كل ذلك، وسيبرأ إليه من مقترفي هذا الإثم.ا. هـ.
- وقال أيضا (ص 508):
ومن المقطوع به أن أخاه علي بن الحسين المرتضى المتوفي سنة (426 هـ) شاركه في الزيادات التي دُسَّت في النهج، ولا سيما الجُمل التي لها مساس بأحباب علي وأولياء النبي صلى الله عليه وسلم كقول الأخوين أو أحدهما: لقد تقمصها فلان، وما خرج من هذه الحمأة.ا. هـ.
- وقد رجح الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتاب " (ص 72) أن الكتاب من وضع الاثنين فقال:
والذي يظهر لي أنه من وضع الاثنين ... ومما يدل على أن كتاب " نهج البلاغة " إما من وضع المرتضى أو له فيه مشاركة قوية ما فيه من الاعتزاليات في الصفات، والمرتضى كما ذُكر في ترجمته من كبار المعتزلة.ا. هـ.
آراءُ علماءِ أهلِ السنةِ في كتابِ " نهج البلاغة ":
تكلم علماء أهل السنة على كتاب " نهج البلاغة " بأدلة ظاهرة واضحة ساطعة بما لا يدع مجالا للشك أن الكتاب يستحيل أن ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإليك بعضا من أقوالهم.
- قال الخطيب البغدادي في الجامع (2/ 161):
ونظير ما ذكرناه آنفا أحاديث الملاحم، وما يكون من الحوادث، فإن أكثرها موضوع، وجُلها مصنوع، كالكتاب المنسوب إلى دانيال، والخُطب المروية عن علي بن أبي الخطاب.ا. هـ.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (8/ 55 – 56):
وأيضا؛ فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق ولا هي مدح، ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه، وكلاهما مخلوق ...
وأيضا؛ فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي، ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره.
ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا كذب، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك، ومن الذي نقله عن علي، وما إسناده، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من
(يُتْبَعُ)
(/)
كذبها؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها.ا. هـ.
- وقال الإمام الذهبي في الميزان (3/ 124):
ومن طالع كتابه " نهج البلاغة "؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحطُّ على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل.ا. هـ.
- وجاء في كتاب مختصر التحفة الإثنى عشرية (ص 36):
ومن مكائدهم – أي الرافضة – أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات ما هو بريء منه ويحرفون عنه، فمن ذلك " نهج البلاغة " الذي ألفه الرضي وقيل أخوه المرتضى، فقد وقع فيه تحريف كثير وأسقط كثيرا من العبارات حتى لا يكون به مستمسك لأهل السنة، مع أن ذلك أمر ظاهر، بل مثل الشمس زاهر.ا. هـ.
- وقال الشيخ الفوزان في " البيان " (ص72):
ثم نقل ابن حجر في لسان الميزان كلام الذهبي مقررا له.
فهؤلاء الأئمة: شيخ الإسلام، والإمام الذهبي، والحافظ ابن حجر؛ كلهم يجزمون بكذب نسبة ما في هذا الكتاب أو أكثره إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنه من وضع مؤلفه.ا. هـ.
- وقال الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر في ضوء الكتاب والسنة " (ص 164) بعد أن نقل كلام العلماء في تكذيب نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه:
ونعم ما قاله هؤلاء العلماء رحمهم الله، فإن الناظر في محتويات هذا الكتاب، وفي مضمون خُطبه يجزم بأنه مكذوب على علي إلا كلمات يسيرة وردت عنه، ويتأكد هذا الحكم بالأمور التالية: ... وذكر ثلاثة أمور.ا. هـ.
- وقال الشيخ الدكتور ناصر القفاري في " أصول الشيعة " (1/ 389):
فتراهم مثلا يحكمون بصحة كتاب نهج البلاغة، حتى قال أحد شيوخهم المعاصرين – وهو الهادي كاشف الغطاء في مدارك نهج البلاغة -: إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين رضي الله عنه اعتمادا على رواية الشريف ودرايته ووثاقته .. حتى كاد أن يكون إنكار نسبته ليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات اللهم إلا شاذا منهم. وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
مع أن كتاب النهج مطعون في سنده ومتنه، فقد جُمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي، وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصا فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج، وأما المتهم – عند المحدثين – بوضع النهج فهو أخوه علي.ا. هـ.
بعض أهل السنة ينسب الكتاب إلى علي رضي الله عنه:
وبالرغم من تكذيب هؤلاء الأعلام من علماء أهل السنة نسبة الكتاب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وُجد من أهل السنة من يجزم أن الكتاب من كلام علي رضي الله عنه.
- قال الشيخ مشهور حسن في " كتب حذر منها العلماء " (2/ 251):
وقد قال محمد محيى الدين عبد الحميد في مقدمة تعليقه عليه إنه من كلام علي رضي الله عنه، وقال: إنه يعتقد أن محمد عبده كان مقتنعا بأن الكتاب كله للإمام علي رضي الله عنه وإن لم يصرح بذلك، وحتى إنه ليجعل ما فيه حجة على معاجم اللغة.
وذهب محمد الخضري بك إلى أنه من وضع حيدرة.ا. هـ.
ثم نقل الشيخ مشهور رد محمد العربي التباني على محمد الخضري بك بطلان نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه من عشرة أوجه، فليرجع إليها. ولولا خشية الإطالة لنقلتها بنصها.
وقد استهجن الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر " (ص 166) موقف محمد عبده من الكتاب حيث قام محمد عبده بشرح ألفاظ الكتاب.
قال الدكتور: وليس بمستغرب أن يصدر هذا الافتراء عن الشريف المرتضى، إنما المستهجن موقف الشيخ محمد عبد الذي قام بشرح ألفاظ هذا الكتاب، وكان يمر بالعبارات التي تذم الشيخين، والصحابة، والنصوص التي توحي بأن عليا يعلم الغيب، وغيرها من النصوص المستنكرة، دون أن يعلق بكلمة واحدة، وكأنها مسلمات عنده.
ولم يكن هم الشيخ سوى شرح الألفاظ، وتقريب المعاني إلى القاريء بأسلوب ميسر ليحببه إلى النفوس، ويشجع على قراءته، والغريب أيضا أنه عبر في بعض المواضع عن أهل السنة بقوله: " عندهم ". ولا أدري أين كان يضع الإمام نفسه وقتئذ؟!.ا. هـ.
وقد رد الشيخ صالح الفوزان في كتاب " البيان لأخطاء بعض الكُتاب " (ص 69 – 85) على الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو الذي كتب بحثا بعنوان: " نهج البلاغة بين الإمام علي والشريف الرضي " في مجلة كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية " بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (العدد الخامس – عام 1395 هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 09:50]ـ
شيخنا ياسر برهامى سئل فى موقعه عن بن عطاء السكندرى رحمه الله تعالى وكتاب بحر الدموع قال هو لايعرف هذا الكتاب انتهى
ثم انا رأيت مع أخ كتاب اسمه بحر الدموع لبن الجوزى فليفدنا أحد
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 10:58]ـ
هل الفقه الأكبر ينسب الى أبي حنيفة؟
قال الشيخ سفر الحوالي في مقدمة شرحه للعقيدة الطحاوية:
الواقع أن الإمام أبو حنيفة رَحِمَهُ اللَّهُ نُسِبَتْ إليهِ بعضُ الكتبِ التي لم يكتبها ولم يؤلفها، وإنما كتبها عَلَى ما يبدو أحد أئمة الحنفية المسمى أبي مطيع البلخي الحكم بن عبد الله، ونسبها إِلَى الإمام أبي حنيفة.
وفيها حق كثير لاشك فيه، لكن يهمنا أن نعرف أنها ليست لأبي حنيفة، فرسالة العالم والمتعلم، ورسالة الفقه الأكبر وإن كَانَ أكثرها صحيح، وشرحت عَلَى أنها للإمام أبي حنيفة، لكنها من الناحية العلمية توثيقاً للكتاب ليست لأبي حنيفة.
والحكم نفسه ضعيف؛ بل هو متهم بالوضع.
ولأن المؤلف حنفي -والحنفية هم أكثر الْمُسْلِمِينَ في ذلك العصر بل هم الدولة- انطلق المُصنِّف في شرحه عَلَى أن هَؤُلاءِ الحنفية يُثبتون ويعتقدون أن الفقه الأكبر صحيح وثابت عن أبي حنيفة، وربما يقولون: إن الحكَم -وهو أبو مطيع البلخي - ثقة.
وقال عند شرحه لقول ابن أبي العز الحنفي:
(والذي يدل عليه كلام الطّّحاويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: أنه تَعَالَى لم يزل متكلماً إذا شاء كيف شاء، وأن نوع كلامه قديم، وكذلك ظاهر كلام الإمام أبي حنيفة -رضي الله عنه- في الفقه الأكبر .. )
قال:
في طبعة الشيخ الأرنؤوط أن المتن الذي نقله المصنف، نقله من نفس متن شرح الفقه الأكبر وقد سبق الحديث عن كتاب الفقه الأكبر، ونسبته إِلَى الإمام أبي حنيفة صحيحة عند الحنفية، وأما إذا نظرنا إِلَى رجال السند فإنه يشك في نسبته إليه، بل لا يصح السند لأنه مروي من طريق أبي مطيع البلخي وهو الحكم بن عبد الله أحد فقهاء الحنفية في القرن الثالث، وهو ضعيف في الرواية؛ بل قد اتهم بأكثر من الضعف، ومع ذلك فهو من فقهاء الحنفية المعتبرين في الفقه، وهم يوثقونه، ويرون أن ما ينسبه إِلَى الإمام أبي حنيفة فهو كلام موثوق مقبول.
وكتاب الفقه الأكبر -على ما فيه من بعض الأخطاء التي هي من وضع أبي مطيع البلخي؛ إلا أن الذي يبدو عند التحقيق أن الكتاب له أصل عن الإمام أبي حنيفة، ولكن أبا مطيع البلخي أضاف إليه من عنده أشياء ونسبه كله للإمام أبي حنيفة رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، ولو أن الحنفية -على ما في الكتاب من بعض المخالفات كما في مسألة الإيمان- التزموا بما فيه لكان أهون، ولكنهم ليسوا متمسكين بما في الفقه الأكبر مع أنهم يصححون نسبته إِلَى الإمام أبي حنيفة -رَحِمَهُ اللهُ- وليسوا أيضاً عَلَى ما في هذه العقيدة الطّّحاويّة (المتن) مع أن الإمام أبو جعفر الطّّحاويّ من كبار أئمتهم المعتبرين المعدودين، وهم مع ذلك قد خالفوا هَؤُلاءِ الأئمة.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.cat&categoryid=1
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:09]ـ
إلا أنهما قد تلقيا الورقات بالقبول .. وقاما بسرد الشروح عليها واحتفال أهلم العلم بها ..
جزاك الله خيرا
وأقوى من هذا تلقي أهل العلم لهذا المتن بالقبول، وكثرة شارحيه وناظميه ودارسيه قديما وحديثا.
ولكن يعكر على هذا أن بعض شراحه يقول في ابتداء الشرح: (كتاب الورقات المنسوب لإمام الحرمين)، كما قال ابن الفركاح في مقدمة شرحه، وكذلك ابن إمام الكاملية في مقدمة شرحه.
وليس في كلمة (المنسوب) طعن في النسبة، ولكن فيها إشارة إلى أن هذه النسبة لم تثبت بدليل قاطع.
ويقال إن أقدم شرح للورقات هو شرح العلامة ابن الصلاح، وقد ذكر مشهور حسن سلمان في مقدمة شرحه على الورقات أنه قد انتهى من تحقيقه، ولا أدري أطبع أم لا؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:25]ـ
بارك الله فيك
هذا معلوم
المقصود: أن صاحب الدراسة المستقلة المعاصرة - وقد ذكرت لك دراسة د: فوقية والزحيلي - الأصل أنه في هذه الدراسة يجتهد في الاستقصاء والتتبع والتمحيص والتدقيق والتحليل .. فإذا تتابع أصحاب الدراسات المستقلة المعاصرة الجيدة على تلقي مسألة بالقبول .. فهذا له قوة خاصة .. وهذا واضح
أما قول ابن الفركاح، فقد وقفت عليه في رسالة الماجستير تحقيق الباحثة التي لا يحضرني اسمها .. ووقفت على كلمة المنسوب .. وهي جديرة بالتأمل .. وقد تعجبت من الباحثة كيف لم تعلِّق على هذا الحرف .. والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:29]ـ
وبالنسبة لقولي المعنوي والمادي في م15
فأقصد بالمعنوي أن مَن انتزع قول ابن القيم إنما انتزعه نتيجة فِكر ونظر وتأمل
أما المادي، فأعني به، أن السبكي قد وقف على مصنَّف الورقات للجويني، وأمسك المصنَّف بيده، وقد نُسِب إلى الجويني
بارك الله فيك شيخنا الحبيب (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:34]ـ
بارك الله فيك
هذا معلوم
المقصود: أن صاحب الدراسة المستقلة المعاصرة - وقد ذكرت لك دراسة د: فوقية والزحيلي - الأصل أنه في هذه الدراسة يجتهد في الاستقصاء والتتبع والتمحيص والتدقيق والتحليل .. فإذا تتابع أصحاب الدراسات المستقلة المعاصرة الجيدة على تلقي مسألة بالقبول .. فهذا له قوة خاصة .. وهذا واضح
أما قول ابن الفركاح، فقد وقفت عليه في رسالة الماجستير تحقيق الباحثة التي لا يحضرني اسمها .. ووقفت على كلمة المنسوب .. وهي جديرة بالتأمل .. وقد تعجبت من الباحثة كيف لم تعلِّق على هذا الحرف .. والله أعلم
كلامك صحيح يا شيخنا الفاضل
ولكن لا يخفى عليك ما ابتلينا به في هذا العصر من مدعي الشهادات والدراسات والبحوث، الذين يتتايع (بالياء) بعضهم وراء بعض آخذين الكلمات من بعضهم، سرقة أو نقلا بغير تمحيص ولا فحص ولا تدقيق، بعد أن صار التصنيف بضاعة والتأليف للربح لا لتعليم الصناعة.
وأما عجبك من صنيع الباحثة فلا أراه في محله والله أعلم؛ فأغلب ظني أنْ لم يرد في خاطرها إشكال على الإطلاق، ولكنك تحسن الظن بالمعاصرين (ابتسامة)
يا راجل!! (الرجالة مش عارفين يحققوا حاجة، عايز الحريم كمان تعرف تحقق - ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:37]ـ
وبالنسبة لقولي المعنوي والمادي في م15
فأقصد بالمعنوي أن مَن انتزع قول ابن القيم إنما انتزعه نتيجة فِكر ونظر وتأمل
أما المادي، فأعني به، أن السبكي قد وقف على مصنَّف الورقات للجويني، وأمسك المصنَّف بيده، وقد نُسِب إلى الجويني
بارك الله فيك شيخنا الحبيب (ابتسامة)
وفقك الله، وما الفرق بينك وبين السبكي في هذا الأمر؟ كلاكما أمسك الكتاب بيده ووقف عليه وقد نسب للجويني (ابتسامة)
المشكلة يا شيخنا الفاضل أن السبكي ليس معاصرا للجويني، فالاعتماد على قوله لا يصح أن يكون من باب الرواية، فهو - شئت أو أبيت - من باب الاجتهاد، أو من باب النقل الذي لا يعرف مصدره، فهو يدور بين الاجتهاد والانقطاع.
ولا أدري لماذا قصرت الأمر على السبكي، فكثير من أهل العلم ينسبون الورقات للجويني، وكلامهم مجتمعين أقوى من كلام السبكي منفردا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:45]ـ
شيخنا الحبيب
الورقات له مخطوطات عديدة (لم أقف عليها)
ثم أنا لم أقصر الأمر على السبكي .. وإنما ذكرت السبكي .. (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:50]ـ
كيف عرفت أنني أقصد (قصرتَ)، ربما تكون (قصرتُ) .... ابتسامة
إما أن تعترف أنك عرفت ذلك اجتهادًا من نص كلامي، وحينئذ تسلم بفهمنا لكلام ابن القيم، وإما أن تخطئ نفسك (ابتسامة)
وإذا افترضنا أنني أقصد (قصرتَ) فالمراد أن المستدل عادةً يحتج بأقوى ما عنده، ولا يعقل مثلا أن يكون في المسألة إجماع فتحتج بقول أحد العلماء، ولا يعقل أن يكون في المسألة حديث صحيح فتحتج بالضعيف أو المرسل، وهكذا.
يا شيخنا الفاضل ما تدقش الله يكرمك (ابتسامة)، أحسن مش هتخلص معايا (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:06]ـ
السبكي جليل الشأن .. وهو صاحب نقد وتحليل (مش سهل يعني)
أما لماذا اقتصرت عليه .. مع هذا الجمع .. في أُولَى مشاركاتي في هذا الموضوع .. فلهذا أسباب عدة ..
وبالنسبة لابن القيِّم .. أنا أعترض على أن يُقال: (قال ابن القيم كذا) .. وأوافق على قول: (ظاهر صنيع ابن القيم كذا)
هذا رأيي .. (ولو عايز شيخنا العزيز تدق: دق) (ابتسامة)
ولمَن لا يعرف لهجتنا، فنقول "على السريع": (ما تدقش) = (لا تدقِّق) المعنى المراد: تَغافل عن دَقيق الكلم والفعال، مما يُستحسن غض الطرف عنه .. والله أعلم، ومعذرة من أبي مالك أن وردت مورده .. وموارده كثيرة، سدَّد الله قلمه ولسانه وكيبوورده ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:09]ـ
يا راجل!! (الرجالة مش عارفين يحققوا حاجة، عايز الحريم كمان تعرف تحقق - ابتسامة)
الحريم ده قالت إنه عندها زوج متخصص قوي في التحقيق. فحاجة دي معقولة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:11]ـ
هل دراسة الدكتورة فوقية موجودة على الشبكة؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:13]ـ
لا أدري شيخنا الكريم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:27]ـ
حبذا من ذكر أدلتها هنا ولو تلخيصا. . .
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:35]ـ
حتى تعرف صدق كلامي يا شيخنا الفاضل انظر ما يقول الدكتور محمد الزحيلي في مقدمة كتابه عن الدكتورة فوقية!
يقول:
((كانت تستشهد بالبحوث والمصطلحات والفصول التي تتصل بالكلام والمنطق والفلسفة، وأغفلت شخصية إمام الحرمين الفقهية والأصولية)).
ويقول:
((وقد يصدم القارئ عندما يراها تصنف بعض كتبه الأصولية في الكتب الفقهية وبالعكس، وأنها ذكرت كتاب العقيدة النظامية مخطوطا، مع أنه طبع ونشر منذ نصف قرن))
ورأيت في كتاب آخر نقل عنها أنها ذكرت أن شروح الورقات خمسة عشر شرحا!!
مع أن الشروح أكثر من هذا بكثير، حتى إن بعضهم أوصلها إلى ثمانين شرحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 03:52]ـ
هي ذكرت أن شروح الورقات تربو على (15) شرح
والطبعة التي بين يدي لدراسة د: فوقية ط1384 هـ 1964م ..(/)
ما معنى مصّ رسول الله صلى الله عليه و سلم للسان الحسن بن علي
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 09:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد الإمام أحمد في مسنده من حديث معاوية رضي الله عنه قال:
(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو قال شفته يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
فماذا قال الشراح في هذا الحديث بالتفصيل؟
لأن هناك من النصارى من يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 11:26]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
الأخ الفاضل ... لا إشكال عندي أبداً في أن يقبّل الأب أو الجد حفيده الصغير على هذه الصفة محبةً ...
* تأمل رد الدكتور: بسام الغانم في ملتقى أهل الحديث على مثل هذا:
(هذا الحديث رواه أحمد في مسنده 28/ 62 ح16848 طبعة الرسالة وقال محققوه: إسناده صحيح 0
وقد أشكل على بعض الناس تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بهذه الصفة، وغاب عنهم أنه كان طفلا صغيرا وهو سبط النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد يكون عندما قبله ذلك التقبيل رضيعا، ولا إشكال في تقبيل أب لابنه الرضيع على هذه الصفة كما لا يخفى على عاقل 0 ولكن قد يكون هناك إشكال في قول معاوية رضي الله عنه آخر الحديث لأن هذا الأمر وحده لا يكفي في النجاة من عذاب الله ولهذا ختم الله تعالى سورة التحريم بذكر امرأة نوح وامرأة لوط فكون كل منهما زوجة نبي لم يغن عنهما شيئا وكانتا من أهل النار يذكر بهذا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن، ومعلوم أن مثل ذلك التقبيل يكون بين الأزواج 0 وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى عبدالله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه 0 ولم يغن عنه ذلك كله من الله شيئا كما لايخفى عليكم 0 لكن يمكن أن يقال: إن ماذكره معاوية رضي الله عنه من عدم تعذيب من كان كذلك إنما يكون مع توافر شروط أخرى 0) ..
ثم إليك هذا الرابط لعله ينفع:
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=7963
بارك الله فيك ..
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:24]ـ
ولعلك تستفيد من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100186
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 12:47]ـ
أولا: لا بد من إمعان النظر في سند الحديث وصحته والتثبت من ذلك.
ثانياً: نصيحة لإخواني الذين يجادلون النصارى ويتحاورون معهم أو يشتركون في منتديات تجمعهم بهم - أن ينأوا دائماً في الحوار معهم عن أي موضوعات فرعية أو أحداث قد وقعت أو آراء فقهية أو أحكام شرعية، وليكن الحديث عن أصول الدين الاسلامي وأصول المسيحية، فمن أقر بالمبادئ وبأصول أي دين سهل عليه قبول ما بعد ذلك، ومن ثبت عنده فساد دين من أصوله وأساس عقيدته فلا تقوم محاسن التشريعات والفروع بعد ذلك برفعه أو نصرته.
والقرآن الكريم لا يجادل أهل الكتاب الا في أصول دينهم والحديث عن بشرية المسيح الذي كان يأكل ويشرب وأن خلقه من غير أب يسير على الله الذي خلق آدم من تراب وغير ذلك - وأصل دين النصارى يقوم على ثلاث مبادئ باطلة فطرة وعقلا ينبغي التركيز عليها في الحوار معهم وهي:
أولها: إدعاؤهم أن خطيئة آدم بالأكل من الشجرة خطيئة مطلقة ليست مثل أي خطيئة ولا حتى الكفر فإن الكفر يمكن التوبة منه (في حين انها مثل أي خطيئة فكان ينبغي أن تمحى بالتوبة والانابة مثل باقي الذنوب).
ثانيها: أن خطيئة آدم هذه قد تلبست ببنيه من بعده فكل البشر ورثوا خطيئة آدم (في حين أن كل انسان ينبغي أن يحاسب على ما اقترفته يداه ولو أخذ انسان بجريرة غيره لعده العقلاء ظلماً)
ثالثها: أن الخلاص من هذه الخطيئة لا يمكن أن يكون إلا بفداء مطلق مثلها وليس يكون هذا الفداء إلا ابن الله الذي نزل الى الأرض ليقتل ويصلب فيفدي بدمه البشرية كلها (ولو فرض صحة لزوم الفداء فكيف يكون بواسطة ابن الاله في حين أن المذنب هو الانسان)؟
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:34]ـ
الأخت إيمان، و الأخوان أبو عبد الله و شريف .. جزاكم الله خيراً و نفع بكم(/)
أوقات الإجابة/نظم الشيخ الكريم أحمد المعلم حفظه الله.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 10:51]ـ
أوقات الإجابة
نظم: الشيخ الكريم أحمد بن حسن المعلِّم حفظه الله
إن رمتَ أوقات الإجابةِ فادعُ////// مِنَ الثلثِ الأخيرِ وعند هطل الوابلِ
أو بين تأذينٍ وبين إقامةٍ //////وكذا السجود فجِدَّ فيه وحاولِ
وابغِ الإجابةَ في القتالِ إذا التقى////// أنصارُ ملتنا بأهل الباطلِ
ولمن أفاقَ من المنامِ فجاء بالـ////// تهليلِ والذكرِ الشريفِ الفاضلِ
وتحرَّ ساعةَ جمعةٍ وزمانها //////قبل الغروبِ وليس بالمتطاولِ
ويجابُ مظلومٌ ويُعطى صائمٌ //////وكثير ذكر مع إمامٍ عادلِ
وكذاك دعوة غائبٍ لمحبةٍ //////تُرجى ويعطى مثلها بالكاملِ
ودعا المسافر لا يردُ ووالدٍ ////// لبنيه فاجهد في الدعاء وواصلِ
هذي هي الأوقاتُ والفرضُ التي////// تُرجى لنيل مطالبٍ ومسائلِ
والكل قد صحَّ الحديثُ بذكرهِ //////فتحيَّنوا وادعوا لهذا القائل
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 05:02]ـ
أوقات الإجابة
نظم: الشيخ الكريم أحمد بن حسن المعلِّم حفظه الله
//////وكثير ذكر مع إمامٍ عادلِ
ممكن تذكر لنا الدليل على أن دعوة الإمام العادل من الدعوات المجابة
هذي هي الأوقاتُ والفرضُ التي//////
أظن والله أعلم هذه هكذا" هذي هي الأوقاتُ والفرص التي""
وأخيرا جزاك ربي خيرا يا أبا عائشة على هذا النقل الماتع
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 05:20]ـ
شكر الله عملك
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 10:12]ـ
بارك الله فيكم أجمعين.
نعم أخي المبارك محمد تصحيحك للبيت في مكانه.
أما الدليل:
فقد أخرجه الترمذي في السنن بلفظ (ثلاثة لاترد دعوتهم .. الإمام العادل)،وأيضاً أبو نعيم في الحلية بلفظ (أربعة دعوتهم مستجابة) والله أعلم
وللإمام الصنعاني نظم في هذا الباب سماه (الإصابة في الدعوات المستجابة) قال الصنعاني رحمه الله:
الحمدلله الذي يجيب ... داعيه فصلاً فلا يخيب
ثم صلاة الله تغشى من دعا ... إلى سبيل الرشد كل من دعا
وآله الدعاة للرشاد ... من حبهم زاد إلى المعاد
وبعد فاسمع أيها الإنسان ... يظمأ له عند اللبيب شان
أرجوزة سميتها الإصابة .. تجمع كل دعوة مجابة
فدعوة الصائم حين يفطر ... مجابة والحاج حين يُصدر
والوالدين والإمام العادل ... والقوم من ثلاثة ففاضل
.... إلى آخرها
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 05:57]ـ
احسنت ابا عائشة فشيخكم بحاجة لنشر علمه ,,,(/)
فتاوى صاحبِ الفضيلةِ العلاَّمة سَعد بن ناصر الشّثريّ، [من موقعه الرّسميّ]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:08]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
فتاوى صاحبِ الفضيلةِ العلاَّمة سَعد بن ناصر الشّثريّ
ـ عضو هيئة كبار العلماء،وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ـ،
[من موقعه الرّسميّ]
س: شيخنا الفاضل - حفظه الله تعالى -
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله - شيخنا - وبياكم وجعل الجنة مثواكم، عسى أن تكونوا بخير حال، وأن يجزيكم عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
وبعد؛
هل من خبر عن تحقيقكم لمصنف ابن أبي شيبة؟
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لازال العمل جاريا في طباعة المصنف حيث تم صف إثني عشر مجلدا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:19]ـ
س: كيف أصور المسألة فقهياً أي التكييف الفقهي للمسألة كيف يكون وماهي المراحل التي أتخذها في تكييفي للمسألة؟
ج: 1 - قسم المسألة بما يمكن من أنواع التقسيمات.
2 - أعرف الأوصاف التي تناط بها الأحكام الموجودة في المسألة.
3 - ألحق المسألة بالمسائل التي توجد فيها هذه الصفات في الأحكام الشرعية.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:24]ـ
س: السلام عليكم
الأخّ العزيز في الإسلام
الشيخ سعد بن ناصر الشثري
وصلني خلال الموقع على الإنترنت عرف
ahlalhdeeth.com
بأنّك أنتجت مجرى بحث إلى البئر عرف كتاب الحديث المعروف مصنف ابن أبي شيبة، مستند على حوالي أربع عشرة مخطوطة مكتوبة باليد مختلفة
إحدى الروايات المشهورة التي بعض العلماء من الماضي ناقشت من ذلك الكتاب التالي
حدثنا وكيع عن موسى بن عمير عن علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يمينه على شماله في الصلاة.
بعض العلماء في الماضي إدّعى بأنّ هذه الرواية تجد أيضا بالتعبير الإضافي: "تحت السرة" في نهاية الحديث
سؤالي لك يمكن أن تخبرني إذا عثر على هذا التعبير الإضافي في أيّ من المخطوطات نظرت فيه. إذا كان الأمر كذلك أيّ المخطوطات لها هذه الإضافة وهل هي نسخة أصيلة أو ليست؟
رجاء زوّد نفس قدر الخلفية تفصّل كمحتملة على هذه الرواية التي عندك في حيازتك، كما أهيّئ مقالة على هذه القضية في إنجليزية حاليا.
ج: ورد في نسخة محمد عابد السندي بعد هذا الأثر زيادة (تحت السرة) ولم ترد في بقية النسخ , ولعله سبق نظر من الناسخ لأن الأثر الذي بعده وردت فيه هذه الزيادة وهو من كلام إبراهيم النخعي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:27]ـ
س: سؤالي هو: ما حكم قول عبارة " أن الدين تجربة روحية "
و أنا أعلم معناها الباطل عند العلمانيين و كذلك أهل الكشف و الأباطيل ..
و لكني أريد بسؤالي: هل تقال هذه العبارة أم لا؟
نفع الله بعلمكم.
ج: لا يجوز وصف الدين بأنه تجربة لأنه يراد بها عند بعض من يطلقها عدم وجود يقينيات في الأديان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:42]ـ
س: ما حكم القول على الله بلا علم؟
ج: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول على الله بلا علم من كبائر الذنوب
قال تعالى: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ? [سورة الأنعام، الآية: 21]
وقال: ? وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ? [سورة الأنعام: 168 ـ 169].
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:45]ـ
س: ما حكم العمل في بنك ربوي كالبنك الامريكي؟
ج: السلام عليكم
لا يجوز أن تعمل عملا محرما أو عملا يعين على محرم , فأما إن كان عملك لا تؤدي فيه أمرا محرما ولا يعين على محرما فيجوز ذلك
من أمثلة الأمور المحرمة: الربا والقمار والعينة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:49]ـ
س: ما حكم تسمية الأبناء والبنات بأسماء الصحابه والصحابيات؟ وهل للمسمي أن يحتسب أجراً نتيجة هذا الفعل؟
ج: ليس هذا من أمور العبادات وبالتالي لا يناسب أن ينوي الإنسان بذلك التقرب لله تعالى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:59]ـ
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة سعودية عمري 39، أعطتني صديقتي كتاب أدعية مكتوب عليه حجاب وقالت لي إنه يحقق الأمنيات، وضعته في قماش أخضر وعلقته في شعري وتحققت لي بعدها 3 أمنيات مع العلم ان الكتاب كله سور من القران الكريم، ثم قالت لي احدى قريباتي ان هذا شرك بالله، ما الحكم؟ وماذا علي ان أفعل الآن؟ احرقت الكتاب هل علي شيء آخر؟ وهل أشركت بالله؟
ج: لا يعد هذا شركا وإنما هو بدعة محرمة وكبيرة تدخل في قول النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ» وتدخل في امتهان الآيات القرآنية واستعمالها في غير ما وضعت له، وعليك بالدعاء قال تعالى: ? وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ? [سورة غافر، الآية: 60]
وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:05]ـ
س: هل لتعرض شيخ الاسلام في مجموع الفتاوي الى الكلام حول مسألة التفريق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؟
ج: يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة ولذلك قال كما في مجموع الفتاوى 3/ 129: (هَذَا اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ) وانظر اعتقاد أهل السنة للالكائي 1/ 24 وتاريخ الإسلام للذهبي 30/ 462 وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 208 والحطة في ذكر الصحاح الستة 1/ 41.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:22]ـ
بارك الله فيك أخي ونفع بك ..
وجزاك خيرا الجزاء.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:32]ـ
الأخ الحبيب / مُحمَّد بن مسلمة:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم، ودعائكم.
أخوكُم المحبّ
سَلْمَانُ بنُ عَبدِ القَادِرِ أبُو زَيدٍ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:35]ـ
س: ما حكم استعمال مثبت الشعر الخالي من الكحول و هل يصح الوضوء عند استعمال مثبت الشعر؟
ج: لا مانع من استعمال مثبت الشعر إن لم يكن مشتملا على نجاسة أو محرم ولا يمنع وصول الماء وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عند إحرامه استعمل ماء تثبت شعره.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:47]ـ
س: سماحة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو أني تزوجت وبعد العقد وقبل الدخول في هذه الفترة كنت في تخيلات مع نفسي وتحصل هذه التخيلات بمفردي، وكنت أتخيل في عقلي أني في مشكله مع الزوجة، وذات مره كنت أتخيل أني في مشكله واني أطلق زوجتي واذكر أن لساني تلفظ باللفظ الصريح، و أنا أصلا لم انوي ولم اقصد الطلاق، ولكن مع هذه التخيلات حصل هذا الأمر، رجعت إلى نفسي هل هذا طلاق وهل يقع في هذه الحالة؟ قلت بما أني لم انوي ذلك فهو ليس طلاق، ولو انه طلاق سوف أراجعها مضت الأيام ودخلت بزوجتي ولكن بقيت أفكر في الموضوع واشغلني كثير بعد فتره وبعد أن رزقنا بمولود (بعد سنتين تقريبا) كنت اقرأ في كتب أهل العلم ووجدت أن الطلاق بعد العقد وقبل الدخول لا رجعة فيه ولا عده ولابد من عقد جديد، عندها اغتميت كثيرا فيما لو وقع الطلاق تلك المرة، وبقيت في حيرة من أمري والله المستعان، ماالحكم، وما توجيهكم لي وجزاكم الله خيرا.
ج: لم يقع الطلاق منك إذا كان الحال كما ذكرت لما يأتي:
1 - حديث النفس بالطلاق لا يقع به الطلاق لقول النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ» أخرجه البخاري.
2 - إخبار الإنسان أنه قد طلق بناءً على ظن خاطىء بأن الطلاق قد وقع منه لا يُعد طلاقاً.
وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:43]ـ
س: فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداءة شيخي الفاضل أخبركم أني أحبكم في الله وأسأل الله أن يجمعني بكم في الدنيا على طاعته وفي الدنيا في جنته ودار كرامته وبعد.
هل يجوز وقوف مشرف الصبيان في المسجد بجوارهم في الصف الأخير المخصص للصبيان - على القول بهذا -، وذلك حتى لا يحدث منهم تشويش أثناء الصلاة؟
وجزاكم الله خيرا.
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أَحبك الله وجمعني وإيام على الخير، ويجوز لمشرف الصبيان أن يقف بجوارهم في الصف إذا كانوا مميزين - على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأنه لا يُعد منفرداً فلا يدخل في حديث: «لا صَلَاةَ لمنْفَرِد خَلْفَ الصَّفِّ». رواه أحمد وابن ماجه. وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:50]ـ
س: هل زيادة "و مغفرته " عند رد السلام ثابتة في الحديث؟
ج: زيادة (ومغفرته) وردت في حديث معاذ بن أنس الجهني أخرجه أبو داود بإسناد ضعيف جداً فلا يعول عليه وقد ورد عن ابن عباس وابن عمر النهي عن هذه الزيادة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:52]ـ
س: السلام عليكم يا فضيلة الشيخ إني أحبكم في الله
أريد منكم نصيحة تشرح صدري و تطمأن بالي و تعينني على الثبات على هذا الدين العظيم الذي من تبعه نجى و من تخلى عنه هلك و كيف أكتسب الصدق مع الله و كيف أنجو من الفتن؟
أفيدوني أفادكم الله و بارك الله في علمكم و عمركم آمبن.
ج: اجعل الآخرة بين عينيك وأعلم بأنك ستنتقل إليها قريباً.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:56]ـ
س: يوجد هذه الرواية في مصنف ابن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن موسى بن عمير عن علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يمينه على شماله في الصلاة
بعض العلماء في الماضي إدّعى بأنّ هذه الرواية تجد أيضا بالتعبير الإضافي: "تحت السرة" في نهاية الحديث
سؤالي لك يمكن أن تخبرني إذا عثر على هذا التعبير الإضافي في أيّ من المخطوطات نظرت فيه. إذا كان الأمر كذلك أيّ المخطوطات لها هذه الإضافة وهل هي نسخة أصيلة أو ليست؟
ج: ليست هذه الزيادة في النسخ الأصلية.
للفائدة انظر المشاركة رقم (3). ( http://alukah.net/majles/showpost.php?p=74230&postcount=3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:05]ـ
س: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم روى الإمام مسلم عن خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله يقول: "من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك" -فهل كلمة شيء تعم كل شيء حتى الحيوانات الضارة مثلا و جزاك الله خيرا-
ج: شيء نكرة في سياق النفي فتكون عامة حتى ماذكرت.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:08]ـ
س: فضيلة الشيخ ما يجب على أهل رجل خرف لا يصوم هل يخرجون فدية
أرجو أن توضحوا لنا الحكم وذكر أقوال أهل العلم بهذه المسألة
ج: ليس عليه فدية ولا قضاء ولا إطعام لزوال عقله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:10]ـ
س:هل يجوز في زكاة الذهب التقدير بمعنى اني اقدر الفلوس 500 او اكثر بدل الذهاب به الى السوق وازنه وهل في الذهب المعد للبس وزينه زكاة
ج: فيه الزكاة، ويمكن معرفة وزنه بواسطة الميزان ولو لم يذهب الإنسان بالذهب للصاغة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:13]ـ
س: سها الامام وزاد بركن وسط الصلاة مع علم المأموم هل يتابع او لا؟؟؟
لو سمحتم وما هو مذهب الحنابلة فيه ..
ج: لا يجوز متابعته لأن هذا الفعل ليس من جنس الصلاة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:15]ـ
س: هل يجوز للإخوة أن يعطوا لأختهم زكاة الفطر أو زكاة المال؟
علما بأن أختهم هذه حالها كالآتى
أرملة لها ثلاث أبناء فى المدارس منهم ولد مريض له علاج دائم لأنه كبده مريض ..
دخلها عبارة معاش زوجها الزهيد وهى تعمل أحيانا بالأجرة فى الأراضى ..
لها ميراث من أبيها قطعة أرض ولكن لم تستلمها من إخوتها كعادة بعض أهل القرى ولكنهم يزرعون الأرض ويعطونها جزء من المحصول أونقود تقريبا كل عام
ج:إذا كان مدخول هذه المرأة لا يكفي حوائجها وكان للإخوة أبناء ذكور جاز لهم إعطاؤها من زكاتهم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:24]ـ
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب
تقبل الله الصيام والقيام بشهر الخير شهر رمضان
عندي سؤال شغلني جداااا وارجوان تكون الاجابة بتفصيل وبسط جميل بارك الله فيكم:
السؤال هو:
العوارض كونية:
1 - : كالصغر،
2 - والجنون،
3 - والعته،
4 - والنسيان،
5 - والغفلة،
6 - والنوم،
7 - والإغم ...
ج: راجع كتابنا المذكرة في أصول الفقه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:29]ـ
س: فهل يجوز لموزع البضائع أن يبيع البضاعة على أصحاب المحلات التجارية بسعر أقل مما يبيعه على عامة الناس، فمثلاً: ــ
أن يكون عنده نوع من الفاكهة يبيعه على أصحاب المحلات التجارية بخمسين ريالاً، وعندما يأتيه أحد من عامة الناس يبيعه عليه بستين ريالاً.
وكذلك الحال عندما يبيع على صاحب محل تجاري وهو صديق له فيبيع له بخمسة وأربعين ريالاً ويبيع لأصحاب المحلات التجارية الأخرى بخمسين ريالاً.
وفي كلا الحالتين يكون هذا البائع هو صاحب البضاعة ولي أجيراً.
ج: يجوز لدخوله في عموم قوله تعالى: ? وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ ? [سورة البقرة، الآية: 275].
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:33]ـ
س: ما الحكم لو تقدمت العقيقة على الختان يعنى لو ذبحت العقيقة قبل ختان المولود بزمن متباعد وشكرا.
ج: يجوز لعدم وجود دليل يشترط ذلك.(/)
وما أضعف حجة من يرد القيامة وقد أنفق عمرا طويلا في العلم ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:50]ـ
قال أبو عبد الله المقري في كتاب [القواعد]:
((يكره تكثير الفروض النادرة، والاشتغال عن حفظ نصوص الكتاب والسنة والتفقه فيهما بحفظ آراء الرجال والاستنباط منها والبناء عليها وبتدقيق المباحث وتقدير النوازل فالمهم مقدم.
وما أضعف حجة من يرد القيامة وقد أنفق عمرا طويلا في العلم فيسأل عما علم من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يوجد عنده أثارة من ذلك. بل يوجد قد ضيع فرضا كثيرا من فروض العين من العلم بإقباله على حفظ فروع اللعان والمأذون وسائر الأبواب النادرة الوقوع وتتبع سائر كتب الفقه مقتصرا من ذلك على القيل والقال معرضا عن الدليل والاستدلال.
بل الواجب الاشتغال بحفظ الكتاب والسنة وفهمهما والتفقه فيهما والاعتناء بكل ما يتوقف عليه المقصود منهما، فإذا عرضت نازلة عرضها على النصوص، فإن وجدها فيها فقد كفي أمرها، وإلا طلبها بالأصول المبنية هي عليها، فقد قيل: إن النازلة إذا نزلت أعين المفتي عليها.))
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:58]ـ
سبحان الله .. كلام جميل يشرح الصدر
المقري هذا عقلية تستحق الدراسة
وأنا أبحث عن القواعد له نسخة مصورة، خاصة تلك المحقَّقة في رسالة علمية ..
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الأصيل ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:01]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
ولكن ينبغي أن يُفهم كلام المقري على وجهه، فإن الكلام موجه إلى طبقة العلماء، فلا ينبغي أن يتمسك به الصغار في الانصراف عن طلب العلم على الجادة المعهودة، بدعوى الأخذ مباشرة من النصوص.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:30]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
كلام المقري ناطق بما ذكرتم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:12]ـ
وبالمناسبة يا شيخنا الفاضل
فإن صفة هذا الرجل الحازم التي في توقيعكم فيها نظر (ابتسامة)
لأن الحزم هو الأخذ بالاحتياط، وليس من الاحتياط أن يتعرض للموت المتيقن لاحتمال موت مظنون (هيكون إيه يعني أقصى حاجة يلاقيها في الصدَر - ابتسامة)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 06:47]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
ولكن ينبغي أن يُفهم كلام المقري على وجهه، فإن الكلام موجه إلى طبقة العلماء، فلا ينبغي أن يتمسك به الصغار في الانصراف عن طلب العلم على الجادة المعهودة، بدعوى الأخذ مباشرة من النصوص.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:18]ـ
جزاك الله خيرا، نقل وافق خواطر في نفسي منذ أمد بعيد، رحم الله المقري. والعجب أنك تجد من عناية بعض المهتمين بفروع المذهب وأقوال الإمام أنهم يتكلفون تكلفاً قبيحاً في توجيه أقواله والجمع بينها كما يُفعل بنصوص الوحي، فتارة يقولون قوله هذا - عند التعارض - مقيد للأول، وهذا مخصص لذاك، ... إلى آخر ذلك مما لا ينقضي منه العجب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 09:45]ـ
... هذا ليس من التكلف القبيح يا أخ عبدالله، بل العجب مما تعجب منه، بل المصير إلى ما ذكرتَ متعيَّن عند اختلاف أقوال الإمام، وهذا من كليَّات مسائل العلم الضابطة له، ومَن لم يُحسِن توجيه أقوال إمامه بخاصة، وتوجيه أقوال أهل العلم بعامة، فلا محالة أنه واقع في الغلط والاضطراب والاختلاف والتناقض .. والله أعلم.
(ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:21]ـ
وفقك الله
إذا لم نحسن فهم كلام أهل العلم، فهل يُتوقع منا أن نفهم كلام الشارع؟!
وإذا كنا سنلجأ إلى ضرب أقوال الإمام بعضها ببعض ونبذها بالتناقض، فهل يُمكن أن يكون لدينا المقدرة على الجمع بين أقوال الشارع؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:25]ـ
منهج أهل العلم قديما وحديثا أنهم يتعاملون مع النصوص الشرعية على أنها نصوص عربية يجري عليها ما يجري على النصوص العربية من إطلاق وتقييد ومفهوم ومنطوق .... إلخ إلخ.
وإنما ابتدع بدعة التفريق بينهما أناس ممن ينتسبون للفقه وليسوا منه في شيء.
ومن لم يعرف طريقة أهل العلم في أنهم يطلقون في موضع الإطلاق ويقيدون في موضع التقييد، ويتكلمون إجمالا في موضع ثقة منهم بأنهم قد فصلوا في موضع آخر، ويعممون أحيانا ثقة منهم بأنهم قد خصصوا في موضع آخر ... إلخ إلخ.
أقول: من لم يعرف طريقة أهل العلم في مثل ذلك فلا يمكن أن يحصل علما صحيحا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
وأما (عدم الاحتجاج بأقوال الرجال) المنقول عن ابن الجوزي، فهو في حقيقة الأمر احتجاج بأقوال (ابن الجوزي)!!
وينظر هنا للفائدة:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1019
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:13]ـ
... هذا ليس من التكلف القبيح يا أخ عبدالله، بل العجب مما تعجب منه، بل المصير إلى ما ذكرتَ متعيَّن عند اختلاف أقوال الإمام، وهذا من كليَّات مسائل العلم الضابطة له، ومَن لم يُحسِن توجيه أقوال إمامه بخاصة، وتوجيه أقوال أهل العلم بعامة، فلا محالة أنه واقع في الغلط والاضطراب والاختلاف والتناقض .. والله أعلم.
(ابتسامة)
حديثي إنما هو عن التكلف القبيح لا غير. (تبسُّم)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:25]ـ
وأما (عدم الاحتجاج بأقوال الرجال) المنقول عن ابن الجوزي، فهو في حقيقة الأمر احتجاج بأقوال (ابن الجوزي)!!
وينظر هنا للفائدة:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1019
تأكد من نوع هذا الاحتجاج الذي ذمه ابن الجوزي، ماصفته؟ ثم اسأل نفسك: هل احتجاجي - بزعمك ولفظك - بكلام ابن الجوزي من ذلك الضرب؟!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:35]ـ
حديثي إنما هو عن التكلف القبيح لا غير. (تبسُّم)
(ابتسامة)
بارك الله فيك
إذا لجأ الفقيه إلى توجيه أقوال إمامه بذِكره أن النص (أ) للإمام متقدِّم .. وأما نصه الآخر (ب) متأخر .. أو أن النص (أ) لا يتعارَض مع النص (ب) لأن النص الأول مطلق والآخر مقيَّد .. وهكذا
فإذا كان ذلك كذلك،
فكيف يتم لك تمييز بين ما هو متكلَّف وغير متكلَّف ..
ثم: هل تُوقِفنا على بعض الأمثلة التي وسمتها بقولك: (التكلف القبيح).اهـ. شريطة أن تكون هذه الأمثلة من نوع ما ذكرتَ سابقا في مشاركتك برقم (7) ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:22]ـ
التكلف الذي أعنيه تكلم عنه أحد العلماء المتقدمين، يذم فيه ما ذكرت، قرأته قديماً ونسيت اسم الكتاب، إن أسعفتني الذاكرة نقلت النص، وفيه وصف لطرف من طرق تكلف بعض الأصحاب. إن طال العهد فلا تتهمني بالفرار، وإن فررت فلن يعجزك اللحاق بي:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 07:03]ـ
لو قلت لك: قال فلان الفلاني: (لا تحتج علي إلا بأقوال الرجال) أليس هذا مناقضا لكلام ابن الجوزي؟!
راجع الرابط الذي أحلتك عليه ثم نتناقش.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:50]ـ
قرأت موضوعك على الرابط قبل عدة أشهر. وهي خواطر في محلها. ولكن رغم إصرارك على مراجعة موضوعك، فإنه لا علاقة - إن أردنا الدقة - له بما أردته منك.
ما طبيعة الاحتجاج الذي يقصده ابن الجوزي؟
هل احتجاجي - تنزلاً مع عبارتك - بكلام ابن الجوزي من جنسه؟
ثم هناك فرق بين الاحتجاج بالأسماء والاحتجاج بالأقوال؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:51]ـ
وفقك الله
ما الفرق بين الاحتجاج بالأسماء والاحتجاج بالأقوال؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 03:06]ـ
وفقك الله
ما الفرق بين الاحتجاج بالأسماء والاحتجاج بالأقوال؟
سبحان الله، يا شيخنا الحبيب: الفرق واضح. ولكن لا مانع من ذكر الفرق إن أردت.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 03:13]ـ
وفقك الله يا شيخ
المقصود الفرق الذي له علاقة بمسألتنا هنا، لا مطلق الفرق، وقد ظننت هذا واضحا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 03:31]ـ
وأما (عدم الاحتجاج بأقوال الرجال) المنقول عن ابن الجوزي، فهو في حقيقة الأمر احتجاج بأقوال (ابن الجوزي)!!
وينظر هنا للفائدة:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1019
وهل هذا هو المنقول عن ابن الجوزي، حتى يكون له علاقة بمسألتنا؟
قارن بتوقيعي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 03:51]ـ
وفقك الله
ماذا يقصد ابن الجوزي من كلامه؟ هل يقصد أن تقول: (حجتي هي بشر) و (حجتي هي إبراهيم بن أدهم)؟!!
لا يقصد ابن الجوزي ذلك، وإنما يقصد الاحتجاج بأقوالهم؛ وقد صرح بذلك في آخر عبارته إذ قال: (فتقول: قال .... وقال ... )
فكلامه عن الاحتجاج بأقوالهم لا بأنفسهم، كما هو واضح.
هل عرفت أهمية مراعاة القرائن في فهم الكلام؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 04:59]ـ
... ظننت أنك ستحسن غير هذا.
لا بد لكل "قائل" من "اسم" أصلاً، توضيح هذا تحصيل حاصل.
الخلاصة: أليس يوجد أمثلة لأناس من أهل التقليد المذموم رزيتهم أنهم يقدمون القائل على المقول؟ إذا قيل لهم الصواب كذا، قالوا: ولكن فلاناً قال كذا، تعميهم جلالة القائل عن صحة المقول، أوافق الكتاب والسنة أم لا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 05:05]ـ
ألم أقل لك إنه لا خلاف بيننا أصلا في كثير من الأمور؟
هل نحن نتناقش الآن في أن هناك من الناس من يقلد بغير فهم ولا علم؟
هذا أمر واضح لا يحتاج لنقاش، ولذلك لم أتطرق له، ولا أريدك أن تتطرق له.
نقاشنا هنا في أمرين:
- الأمر الأول: أن كلام أهل العلم ينبغي أن يفهم بناء على ما صرحوا به في مواضع أخرى، لا أن يضرب بعضه ببعض للوصول إلى الفهم الذي تريده بغير مراعاة القرائن.
- الأمر الثاني: أن الكلام الذي يوجه لأهل العلم الكبار قد يختلف عن الكلام الذي يوجه للمبتدئين والصغار، فلا يصح أن أقول لطالب علم مبتدئ: خذ من الكتاب والسنة مباشرة بغير أن تدرس مبادئ العلوم، وبغير أن تثني الركب عند أهل العلم، وبغير أن تتعلم منهم صحة الفهم والأدب وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:30]ـ
ألم أقل لك إنه لا خلاف بيننا أصلا في كثير من الأمور؟
الحمد لله، موافقتكم شرف، وموافقتي اطمئنان.(/)
أقبل على شأنك ... ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:20]ـ
شاع بين الناس أن يسأل بعضهم بعضا عن السن، ولعل ذلك لارتباط السن عند أكثر الناس بمقدر التحصيل والعلم، وهو خطأ كبير، فكم من كبير أضاع عمره فيما لا يفيد، وكم من صغير استفاد من وقته فكان اليوم في حقه كالسنة في حق غيره.
إذا لم يكن مر السنين مترجما ................... عن الفضل في الإنسان سميته طفلا
وما تنفع الأعوام حين تعدها ................... ولم تستفد فيهن علما ولا عقلا
قال أبو عبد الله المقري [كما نقل عنه تلميذه في الإحاطة]:
سأل أبو الحسن بن موسى أبا الطاهر السلفي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا الفتح بن زيان بن مسعدة عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت محمد بن علي بن محمد اللبان عن سنه فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت حمزة بن يوسف السهمي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت بعض أصحاب الشافعي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا إسماعيل الترمذي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت الشافعي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت مالك بن أنس عن سنه، فقال: أقبل على شأنك،
ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:23]ـ
وقال ابن الجوزي في [صيد الخاطر]:
((وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم؛
فإنه إن كشف مقدار سنه استهرموه إن كان كبيرا، واحتقروه إن كان صغيرا.
وإن كشف ما يعتقده ناصبه الأضداد بالعداوة.
وإن كشف قدر ماله استحقروه إن كان قليلا، وحسدوه إن كان كثيرا.
وفي هذه الثلاثة يقول الشاعر:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ................ سنٍ ومالٍ ما استطعتَ ومذهبِ
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ................ بمموّه وممخرق ومكذبِ
وقس على ما ذكرت ما لم أذكره، ولا تكن من المذاييع الغر الذين لا يحملون أسرارهم حتى يفشوها إلى من لا يصلح.
ورب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان.))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 02:29]ـ
والبيت الأخير يروى:
................. بمعكر وبحاسد ومكذب
ويروى:
................. بمكفر وبفاضح ومكذب
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:11]ـ
قال ابن بشكوال {ت578هـ} في الصلة في ترجمة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد ابن الحشا قاضي طليطلة {ت473هـ}:
"قرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقريء قال:سألت القاضي أبا زيد عن سنه فقال:لا أعرفك بسني لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال: ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت شيخي عبد الله بن عبد الوهاب الأصبهاني عن سنه فقال:ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت شيخي أحمد بن إبراهيم بن الصحاب عن سنه فقال:ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت المزني عن سنه فقال: ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت الشافعي عن سنه فقال: ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال لي:ليس من المروءة أن أخبرك بسني،إذا أخبر الرجل عن سنه إن كان كبيرا استهرم، وإن كان صغيرا استحقر "
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:13]ـ
لأبي الوليد الباجي رحمه الله:
إذا كنت أعلم علما يقينا * * * بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ظنينا بها * * * وأجعلها في صلاح وطاعة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:18]ـ
وفقك الله
(ضنينا) بالضاد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:22]ـ
جميل .. هذا مسلسل بـ"أقبل على شأنك" ..
:)
شكراً لكم على هذه التذكرة النافعة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:29]ـ
ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه
هل يقصد سؤال الرجل عن سنه؟
وهل صحيح هو ليس من المروءة أم فيه نظر؟
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:40]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مالك وكثر من أمثالك ورحم الله رجلا أهدى إلي عيوبي ولا شك أن الصواب ما قلت:"ضنينا " وما حدث هو أنني نقلت البيتين وفيهما "ظنينا" - دون أنتبه - من مقدمة محقق كتاب "التعديل والتجريح لمن خرجه عنه البخاري في الجامع الصحيح "صديقي وزميلي الدكتور أحمد لبزار رحمه الله - وكان ضريرا - {1/ 80}
ـ[الفاروق]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:01]ـ
هذا الحديث أرويه مسلسلا عن الشيخ أبي الفيض محمد بن ياسين الفاداني رحمه الله وغيره
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:13]ـ
فعلى ذلك ينبغي أن أسألك عن سنك أخي الفاروق حتى أرويه عنك مسلسلا (ابتسامة)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 04:40]ـ
سألت مالك بن أنس عن سنه، فقال: أقبل على شأنك،
ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه
لله درك أبا مالك، ما أبهى دررك، كم صار هذا شغلاً شاغلاً لبعض الناس. وليتها تقف عند هذا الحد، بل ينبني عليها تصديق وتكذيب، وتباغض وشحناء، فيا ليت قومي يعقلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفاروق]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 05:10]ـ
فعلى ذلك ينبغي أن أسألك عن سنك أخي الفاروق حتى أرويه عنك مسلسلا (ابتسامة)
لله درك يا أبا مالك ... أنت عليم معلم.
حفظك الله وبارك فيك
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 09:09]ـ
قال أبو زرعة العراقي في (الذيل على العبر) (2/ 537) عن عبد الرحيم الإسنوي: " سألته عن مولده فقال: ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنه "
قال الشيخ مشهور حسن – حفظه الله -: ينسب هذا القول إلى مالك، ولكنه لم يثبت عنه، قال القرطبي: وقد روى الناس عن مالك أنه قال: من مروءة الرجل ألا يخبر بسنه، لأنه إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا استهرموه.
ثم قال: وهذا قول ضعيف، لأن مالكا لا يخبر بسن رسول - الله صلى الله عليه وسلم – ويكتم سنه، وهو من أعظم العلماء قدوة به، فلا بأس أن يخبر الرجل بسنه كان كبيرا أو صغيرا.اهـ
المروءة وخوارمها ص 68.
أستاذنا الفاضل أبا مالك: كم سنك؟
لك الخيار بين الإجابة الصريحة، أو أن تسوق لنا إسناد أخينا الفاروق. (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 11:37]ـ
لا يا عم!
الإجابة الصريحة أسهل (ابتسامة)
ـ[الفاروق]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 01:20]ـ
قال أبو زرعة العراقي في (الذيل على العبر) (2/ 537) عن عبد الرحيم الإسنوي: " سألته عن مولده فقال: ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنه "
قال الشيخ مشهور حسن – حفظه الله -: ينسب هذا القول إلى مالك، ولكنه لم يثبت عنه، قال القرطبي: وقد روى الناس عن مالك أنه قال: من مروءة الرجل ألا يخبر بسنه، لأنه إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا استهرموه.
ثم قال: وهذا قول ضعيف، لأن مالكا لا يخبر بسن رسول - الله صلى الله عليه وسلم – ويكتم سنه، وهو من أعظم العلماء قدوة به، فلا بأس أن يخبر الرجل بسنه كان كبيرا أو صغيرا.اهـ
المروءة وخوارمها ص 68.
أستاذنا الفاضل أبا مالك: كم سنك؟
لك الخيار بين الإجابة الصريحة، أو أن تسوق لنا إسناد أخينا الفاروق. (ابتسامة)
بورك فيكم أخي الكريم
أستغرب من كون الرواية ضعيفة
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 07:22]ـ
جزيت خيرا فائدة لطيفة .....
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:16]ـ
كتب الأخ المشكور أبومالك العوضي - أعانه الله وسدَّد على طريق الخير خطاه -:
(بينا أنا أقلب أوراقي، وأتأمل في مدوناتي، إذ وقفتُ على هذه الكلمات التي كنتُ كتبتُها منذ أربع عشرة سنة، فأعدتُ تأملَها، وحمدتُ الله عز وجل على الاحتفاظ بها، وصرتُ كأني في حلم أستعيد هذه الأيام وكأنها رأي عين.
وهذا ما كتبتُ:
تمت لي عشرون سنة ... ).اهـ
تاريخ الإضافة: 16/ 08/2007 ميلادي - 2/ 8/1428 هجري
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1181
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:48]ـ
ما شاء الله ما شاء الله (ابتسامة)
دا انت بتدعبس ورايا بقى يا شيخنا الفاضل (ابتسامة)
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 03:06]ـ
دا انت بتدعبس ورايا بقى
((ظلمات بعضها فوق بعض)) [ابتسامة]
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 02:59]ـ
ما شاء الله ما شاء الله (ابتسامة)
دا انت بتدعبس ورايا بقى يا شيخنا الفاضل (ابتسامة)
علشان تخللي بالك بس يا شيخنا (احترس) (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 03:10]ـ
فعلا لا بد من الاحتراس منك، فلا أدري ربما تكشف بعد ذلك أسبابا للجرح تؤدي إلى إسقاطي في باب الرواية (ابتسامة)
بقولك إيه؟! سبني في حالي، وإلا هطلعلك المستخبي من أخطائك اللغوية!!!
(ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 04:18]ـ
/// لا يكاد يصحُّ في المسلْسَلات شيءٌ.
/// وقد تقدَّم بيان ضعف هذا النقل عن الإمام مالك من مشاركة أحد الإخوة.
/// ثم مسألة خرم بعض الأمور للمرؤة تختلف باختلاف الزمان والمكان.
ـ[الفاروق]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
/// لا يكاد يصحُّ في المسلْسَلات شيءٌ.
/// وقد تقدَّم بيان ضعف هذا النقل عن الإمام مالك من مشاركة أحد الإخوة.
/// ثم مسألة خرم بعض الأمور للمرؤة تختلف باختلاف الزمان والمكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
أتفق معك أخي الكريم عدنان في أن اكثر المسلسلات ضعيفا.
أما هذا الأثر فأظنه صحيحا، وكنتُ استغربتُ كلام الشيخ مشهور وموافقته للقرطبي في تضعيفه.
ملاحظة: ورد في "العجالة" للشيخ الفاداني في هذا الحديث (أبو عيسى الترمذي)، وأظنه خطأ، والصواب (أبو اسماعيل الترمذي). والله اعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:56]ـ
فإني سألت حمزة بن يوسف السهمي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت بعض أصحاب الشافعي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا إسماعيل الترمذي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
لا أظن السند هكذا فليحرر
وهذا سياق الشيخ أبي خالد السلمي له من الملتقى
قبلوا على شأنكم فإني سألت الشيخ عبد الله بن صالح العبيد التميمي النجدي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الشيخ عبد القادر بن كرامة الله البخاري عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الشيخ محمد عبد الباقي الأيوبي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الشيخ صالح بن عبد الله السناري المكي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الشيخ محمد بن خليل القاوقجي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الشيخ عابداً السندي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت السيد عبد الرزاق البكري عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت محمداً طاهر بن إبراهيم الكردي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت عبد الله بن سالم البصري عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت عيسى الجعفري عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت عليّاً الأجهوري عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت البرهان العلقمي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الشرف عبد الحق السنباطي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت أبي عن سنه عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت أبا القاسم عبد الرحمن بن مكي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت أبا طاهر السِلَفي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت أبا الفتح بن زيان عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت علي بن محمد اللبان عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت محمد بن عدي المنقري عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت أبا عيسى الترمذي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت بعض أصحاب الشافعي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت محمد بن إدريس الشافعي عن سنه فقال أقبل على شأنك فإني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال: " أقبل على شأنك" وقال: " ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا استهرموه "
ـ[الفاروق]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:08]ـ
قال أبو عبد الله المقري [كما نقل عنه تلميذه في الإحاطة]:
سأل أبو الحسن بن موسى أبا الطاهر السلفي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا الفتح بن زيان بن مسعدة عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت محمد بن علي بن محمد اللبان عن سنه فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت حمزة بن يوسف السهمي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت بعض أصحاب الشافعي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا إسماعيل الترمذي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت الشافعي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت مالك بن أنس عن سنه، فقال: أقبل على شأنك،
ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه
فيه تقديم وتأخير كما ذكر الأخ الكريم أمجد
والصواب:
فإني سألت حمزة بن يوسف السهمي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا بكر محمد بن عدي المنقري عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك
فإني سألت أبا إسمعيل الترمذي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك
فإني سألت بعض أصحاب الشافعي عن سنة، فقال لي: أقبل على شأنك
فإني سألت الشافعي عن سنه، فقال لي: اقبل على شأنك
فإني سألت مالك بن أنس عن سنه، فقال: "اقبل على شأنك ليس من المروءة للرجل أن يخبر بسنه ".
هكذا ساقه المقري في " نفح الطيب " 5/ 207، وكذا أورده ابن الجوزي في "المنتظم"، وفي "شذرات الذهب " لابن العماد.
قلت: وبعض أصحاب الشافعي:إما أن يكون البويطي كما جاء مصرحا به في بعض الروايات، أو أن يكون الربيع كما جاء مصرحا به في بعض الروايات أيضا، والله أعلم
ووجدت لهذا الأثر طريقا أخرى عند أبي نعيم في "الحلية" فقد رواه عن محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال سأل رجل الشافعي عن سنه فقال ليس من المرؤءة أن يخبر الرجل بسنه سأل رجل مالكا عن سنه فقال أقبل على شأنك
وكنت ذكرت في المشاركة السابقة أن (أبو اسماعيل الترمذي)، جاءت في " العجالة المسلسلة " وفي " المناهل المسلسلة " (أبو عيسى الترمذي)
فليحرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:47]ـ
/// لا يكاد يصحُّ في المسلْسَلات شيءٌ.
/// وقد تقدَّم بيان ضعف هذا النقل عن الإمام مالك من مشاركة أحد الإخوة.
/// ثم مسألة خرم بعض الأمور للمرؤة تختلف باختلاف الزمان والمكان.
بارك الله فيكم ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=396038&postcount=53
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 03:55]ـ
فعلا لا بد من الاحتراس منك، فلا أدري ربما تكشف بعد ذلك أسبابا للجرح تؤدي إلى إسقاطي في باب الرواية (ابتسامة)
حاشاك يا أبا مالك .. كيف لا والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، فالمشكِل من مشاركاتك يُحمَل على المبيَّن منها، ومشاركاتك المتأخِّرة الظاهرة التعارض مع أخرى متقدِّمة، فإنْ أمكن الجمع، فبها ونعمت، وإلا فالترجيح، أو النسخ، أو الاستشكال لا سيَّما وأنت بين أظهرنا، ولو أقسمت على شيء قد بان لنا خلافه، لا نقول كذب (معاذ الله)، بل نقول (سها فأخطأ)، وكل ذلك وغيره ونحوه، إنما يُتكلَّف له، بعد سبر الحال، واستقراء المقال، والله أعلم. (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 08:13]ـ
إيه يا شيخنا!!
كدت تصنف كتابا في أصول الفقه عني (ابتسامة)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:39]ـ
احسنت ابا مالك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 02:39]ـ
بارك الله فيكم.
قال البيهقي في سننه (1/ 253، 254):
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، ثنا أبو قلابة، حدثني أحمد بن حنبل -سنة ست عشرة ومائتين، وقلت له: كم سنك يا أبا عبد الله؟ قال: أربع وخمسون أو خمس وخمسون-، قال: ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، حدثني إسحاق بن حازم، عن ابن مقسم -يعني: عبيد الله-، عن جابر بن عبد الله، قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ماء البحر، فقال: " هو الطهور ماؤه، الحل ميتته ".
ـ[الفاروق]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 05:47]ـ
بارك الله فيكم.
قال البيهقي في سننه (1/ 253، 254):
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، ثنا أبو قلابة، حدثني أحمد بن حنبل -سنة ست عشرة ومائتين، وقلت له: كم سنك يا أبا عبد الله؟ قال: أربع وخمسون أو خمس وخمسون-، قال: ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، حدثني إسحاق بن حازم، عن ابن مقسم -يعني: عبيد الله-، عن جابر بن عبد الله، قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ماء البحر، فقال: " هو الطهور ماؤه، الحل ميتته ".
بورك فيكم وجزاكم الله خيرا
وفي "المنتظم" لابن الجوزي المجلد 18 في ترجمة أبي بكر بن أبي طاهر ويعرف أبوه بصهر هبة الله البزار.
ولد بالبصرة ونشأ بها وكنا نسأله عن مولده فقال: أقبلوا على شأنكم فاني سألت القاضي أبا المظفر هناد بن ابراهيم النسفي عن سنه فقال: أقبل على شأنك فاني سألت أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك فاني سألت أبا بكر محمد بن علي بن زحر المنقري عن سنه فقال: أقبل على شأنك فاني سألت أبا أيوب الهاشمي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك فاني سألت أبا اسمعيل الترمذي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك فاني سألت البويطي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك فاني سألت الشافعي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك فاني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك ثم قال لي: ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنه.
قال لنا شيخنا محمد بن عبد الباقي ووجدت في طريق آخر قيل له: قال: لأنه إن كان صغيرًا استحقروه وإن كان كبيرًا استهرموه ثم قال لنا: مولدي في يوم الثلائاء عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة
ـ[الفاروق]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 06:03]ـ
مجلة المنار 7/ 258
إخبار الإنسان بعمره
(س 30) ومنه: رأيت ببعض الكتب المعتمدة أن الشيخ محمد بن أبي بكر ابن الحاج قاضي غرناطة سئل عن عمره فلم يجب قائلاً: إنه ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه كذا قال الإمام مالك ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم أهتد لفائدة هذا الحظر الذي نسبه لإمام دار الهجرة؛ لأنه يظهر بادئ بدء أن هذا القول مخالف لما هو مسطر بكتب تراجم الرجال حيث نجد فيها أعمار الأعيان المترجم لهم , ولا شك أن ذلك سرى
للمؤلفين بأحد وجهين إما بالتواتر والنقل عن أولئك الأعيان أنفسهم , وإما بالوقوف على تقييدات وقع العثور عليها بعد وفياتهم , فإذا سلمنا أن ما نسب للإمام مالك صحيح الرواية فلا يمكن تأويله إلا بأنه ليس من المروءة أن يقوم الإنسان خطيبًا بين الناس مجاهرًا بعمره من دون أن يسأل عن ذلك؛ لأن صنيعه والحالة تلك يعد ضربًا من الهذيان , ولم يطالبه أحد بالتعريف بعمره. وأما إذا عكسنا النازلة وفرضنا أن الرجل يسأله سائل عن سنه سيما إذا كان ذلك لمصلحة مثل إشهار
فضله وتعريف الناس به، فلا شبهة في أن النص المعزو لسيدنا مالك بن أنس لا ينطبق على هاته الحال , ولا يقال: إنه غير صاحب مروءة إذا أجاب سائله عن سؤاله , وأنت ترى أن تسجيل الأعمار بالبلاد الإفرنجية ضربة لازب على الذكر والأنثى , وأن مشاهير رجالهم معروفة أعمارهم ومرسومة تحت كل ورقة , ولم يضرهم ذلك شيئًا, ولم يحس أحد ثمن مروءتهم فما معنى هذا الحظر علينا حتى في الجزئيات التي لا علقة لها بالدين مثل هاته , أفتونا بما علمكم الله من العلم لا زلتم
محط رحال المستفيدين.
(ج) إن المسألة ليست من أمر الدين في شيء , وإذا صحت الرواية عن الإمام مالك فهو لا يقصد بها الحظر الشرعي بمعنى أنه يقول: إن إخبار الإنسان بعمره محرم أو مكروه شرعًا، كلا إنها مسألة أدبية , وكانوا لا يرون من الأدب ولا من الذوق أن يسأل الانسان عن عمره أو عن ماله أو أن يخبر هو بذلك بغير سبب، كما هو مذكور في كتب الأدب والمحاضرة , ولا يزال كثير من الناس لا سيما الشيوخ في البلاد الإسلامية على هذا الرأي أو الذوق , ويختلف سببه باختلاف الأشخاص , ولعل الشيوخ يحبون أن يكونوا دائمًا على مقربة من عصر الشباب , وقلما يوجد شاب يحب أن يظن أن سنه أكثر مما هي في الواقع، إلا إذا توهم أن في ذلك نقصًا من مهابته كأن يكون ذا منصب أصابه في سن الصبا , ويرى أن الناس لو علموا بسنه لاستكثروه عليه كما جرى للقاضي يحيى بن أكثم فقد نقل ابن خلكان
عن تاريخ بغداد للخطيب أن يحيى بن أكثم ولي قضاء البصرة وسنه عشرون سنة أو نحوها فاستصغره أهل البصرة , فقالوا: كم سن القاضي؟ فعلم أنه قد استُصغِر فقال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيًا على مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيًا على اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قاضيًا على أهل البصرة. فجعل جوابه احتجاجًا، وجملة القول أنهم كانوا لا يستحسنون أن يسأل المرء عن عمره أو ماله أو يخبر هو به , وما كانوا يقولون ذلك إلا لحاجة , وأن الإحساس الذي كان عند الشيوخ فيما يظن هو أن ذلك السن يستلزم تذكر الموت وقرب الرحيل , وأما إحساس الشبان فهو ما ذكرناه آنفًا من توهم الاستصغار، وهذا هو السبب في الاختلاف في تحديد أعمار
أكثر العلماء والعظماء , وعدم الجزم بتاريخ مواليدهم وبناء تاريخهم على وفياتهم.
فإن قيل: إن الكاملين من الأئمة والفضلاء يجلون عن كتمان أعمارهم لمثل هذا الإحساس. نقول: نعم , ولكنهم يجارون من يعاشرون على ما يستحسنون ويستقبحون ما لم يخل بالمصلحة كما قلتم؛ لأنه من آداب المعاشرة العامة , والمروءة تختلف باختلاف عرف الناس، ألا ترى أن أكثر أهل المشرق يرون كشف الرأس في المحافل مخلاًّ بالمروءة , ويرى عكس ذلك الإفرنج ومن قلّدهم في آدابهم.
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:27]ـ
جزيتم خيرا
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 01:34]ـ
مجلة المنار 7/ 258
إخبار الإنسان بعمره
(س 30) ومنه: رأيت ببعض الكتب المعتمدة أن الشيخ محمد بن أبي بكر ابن الحاج قاضي غرناطة سئل عن عمره فلم يجب قائلاً: إنه ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه كذا قال الإمام مالك ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم أهتد لفائدة هذا الحظر الذي نسبه لإمام دار الهجرة؛ لأنه يظهر بادئ بدء أن هذا القول مخالف لما هو مسطر بكتب تراجم الرجال حيث نجد فيها أعمار الأعيان المترجم لهم , ولا شك أن ذلك سرى
للمؤلفين بأحد وجهين إما بالتواتر والنقل عن أولئك الأعيان أنفسهم , وإما بالوقوف على تقييدات وقع العثور عليها بعد وفياتهم , فإذا سلمنا أن ما نسب للإمام مالك صحيح الرواية فلا يمكن تأويله إلا بأنه ليس من المروءة أن يقوم الإنسان خطيبًا بين الناس مجاهرًا بعمره من دون أن يسأل عن ذلك؛ لأن صنيعه والحالة تلك يعد ضربًا من الهذيان , ولم يطالبه أحد بالتعريف بعمره. وأما إذا عكسنا النازلة وفرضنا أن الرجل يسأله سائل عن سنه سيما إذا كان ذلك لمصلحة مثل إشهار
فضله وتعريف الناس به، فلا شبهة في أن النص المعزو لسيدنا مالك بن أنس لا ينطبق على هاته الحال , ولا يقال: إنه غير صاحب مروءة إذا أجاب سائله عن سؤاله , وأنت ترى أن تسجيل الأعمار بالبلاد الإفرنجية ضربة لازب على الذكر والأنثى , وأن مشاهير رجالهم معروفة أعمارهم ومرسومة تحت كل ورقة , ولم يضرهم ذلك شيئًا, ولم يحس أحد ثمن مروءتهم فما معنى هذا الحظر علينا حتى في الجزئيات التي لا علقة لها بالدين مثل هاته , أفتونا بما علمكم الله من العلم لا زلتم
محط رحال المستفيدين.
(ج) إن المسألة ليست من أمر الدين في شيء , وإذا صحت الرواية عن الإمام مالك فهو لا يقصد بها الحظر الشرعي بمعنى أنه يقول: إن إخبار الإنسان بعمره محرم أو مكروه شرعًا، كلا إنها مسألة أدبية , وكانوا لا يرون من الأدب ولا من الذوق أن يسأل الانسان عن عمره أو عن ماله أو أن يخبر هو بذلك بغير سبب، كما هو مذكور في كتب الأدب والمحاضرة , ولا يزال كثير من الناس لا سيما الشيوخ في البلاد الإسلامية على هذا الرأي أو الذوق , ويختلف سببه باختلاف الأشخاص , ولعل الشيوخ يحبون أن يكونوا دائمًا على مقربة من عصر الشباب , وقلما يوجد شاب يحب أن يظن أن سنه أكثر مما هي في الواقع، إلا إذا توهم أن في ذلك نقصًا من مهابته كأن يكون ذا منصب أصابه في سن الصبا , ويرى أن الناس لو علموا بسنه لاستكثروه عليه كما جرى للقاضي يحيى بن أكثم فقد نقل ابن خلكان
عن تاريخ بغداد للخطيب أن يحيى بن أكثم ولي قضاء البصرة وسنه عشرون سنة أو نحوها فاستصغره أهل البصرة , فقالوا: كم سن القاضي؟ فعلم أنه قد استُصغِر فقال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيًا على مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيًا على اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قاضيًا على أهل البصرة. فجعل جوابه احتجاجًا، وجملة القول أنهم كانوا لا يستحسنون أن يسأل المرء عن عمره أو ماله أو يخبر هو به , وما كانوا يقولون ذلك إلا لحاجة , وأن الإحساس الذي كان عند الشيوخ فيما يظن هو أن ذلك السن يستلزم تذكر الموت وقرب الرحيل , وأما إحساس الشبان فهو ما ذكرناه آنفًا من توهم الاستصغار، وهذا هو السبب في الاختلاف في تحديد أعمار
أكثر العلماء والعظماء , وعدم الجزم بتاريخ مواليدهم وبناء تاريخهم على وفياتهم.
فإن قيل: إن الكاملين من الأئمة والفضلاء يجلون عن كتمان أعمارهم لمثل هذا الإحساس. نقول: نعم , ولكنهم يجارون من يعاشرون على ما يستحسنون ويستقبحون ما لم يخل بالمصلحة كما قلتم؛ لأنه من آداب المعاشرة العامة , والمروءة تختلف باختلاف عرف الناس، ألا ترى أن أكثر أهل المشرق يرون كشف الرأس في المحافل مخلاًّ بالمروءة , ويرى عكس ذلك الإفرنج ومن قلّدهم في آدابهم.
لا فض فوك وأحسن الله إليك، ومعذرة المرة دي ياأبا مالك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 12:13]ـ
معذرة من ماذا يا أخي الكريم؟؟
الخطأ الكبير الذي أشرتُ إليه هو الربط بين السن والعلم كما هو واضح من سياق كلامي.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 06:04]ـ
الحمد لله وحده ...
ما فعله الشيخ أشرف بن محمد كنت قد فعلته حين قرأت هذه المقالة قبل أشهر .. فالظاهر المترصدين بالشيخ أبي مالك كُثر.
مبتسم ..
على كل حال أنا ليا عندو هدية من موضوع قديم، كان قال هيديهالي لما ينزل مصر قريبا ..
بس الظاهر كانت اشتغالة ..
وكنت فاكر إن المعلومة دي هتساعدني في الحصول على حقي بكام رسالة تهديد كدة على الخاص ..
لكن الظاهر نقبي طلع على شونة
سامح الله أخي أشرف
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 10:44]ـ
اليوم 1/ 4/2008 بدأتُ في اختراق العام الخامس والخمسين من عمري.
هل منكم مَن يقوم بالتعزية؟
أكرمكم الله تعالى
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 11:09]ـ
اليوم 1/ 4/2008 بدأتُ في اختراق العام الخامس والخمسين من عمري.
هل منكم مَن يقوم بالتعزية؟
أكرمكم الله تعالى
كنا نقول (في الرواية المنسوخة): أخانا / العراقي الأصيل.
صرنا نقول (في الرواية الناسخة): سماحة الوالد / يحيى صالح.
(ابتسامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 06:59]ـ
أضحك الله سنك يا إبراهيم
لقد شخنا (بدون ياء)، أما سماحة الوالد هذه فلا أرى إطلاقها إلا على الأفاضل.
نسأل الله حسن الختام.
نسيتُ أن أسألكم:
إذا متُ - والعياذ بالله - هل ستدعون لي؟
لا تنسوني لو تكرمتم، فأنا في أشد الحاجة للدعاء (وأنا ميت).
وهذه حقيقة أرجو أن لا يحملها إخواني على محمل الهزل.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 08:06]ـ
غفر الله لنا و لكم يا شيخ يحيى وبارك في عمركم و عملكم و ختم لنا و إياكم بالخير.
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 10:22]ـ
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات.
آمين.
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 10:57]ـ
إيه أبا مالك!!! ما زلت منذ عرفتك ترقى مراقي العلم والأدب.
لله بطن حملتك.
أشهد الله وملائكته ومن اطلع على كلماتي من الخلق، أني أحبك فيه، فاسلم لمحبيك.
أما أنت يا شيخ يحيى صالح، ندعو لك في حياتك، وبعد مماتك إن امتدت بنا حياة بعدك، ووالله استشعرت من كلماتك شيئا لا أدري ما هو، ولكن بارك الله في عمرك، وأقر عينك بالي تحب، والذي نحب، وخاصة اندحار حصب جهنم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 11:33]ـ
حفظكم الله يا شيخ يحيى وبارك فيكم ..
وأقول للأخ أبي مالك العوضي: مترصدوكم كثر، فقد سمعتكم في أحد أشرطتكم - أظنه الأول -التي أنزلتموها في المجلس عن صناعة المعاجم أنكم بحثتم مسألة ما من عشرين سنة!
والتسجيل موجود ومثبت فالإنكار ليس في صالحكم (ابتسامة) ..
وأتمنى منكم أن تترصدوني في الأخطاء اللغوية فأنعم به من ترصد!
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 12:23]ـ
اللهم بارك فى الحميع واحفظهم جميعا من كل سوء و أطل فى الخير أعمالنا اختم لنا جميعا بخاتمة السعادة .................. آمين
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 06:56]ـ
لا أملك إلا أن أقول لجميع إخواني الأحبة في الله تعالى:
جزاكم الله خيرًا عن حسن دعائكم و لكم بمثل
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:09]ـ
اليوم 1/ 4/2008 بدأتُ في اختراق العام الخامس والخمسين من عمري.
هل منكم مَن يقوم بالتعزية؟
أكرمكم الله تعالى
تعزية ايه يا مولانا:)
ما شاء الله، ما شاء الله
مش قلتلك ان سمعتك = لواء
(ابتسامات)
محبك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:29]ـ
ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنهسبحان الله!
يا مولانا أنتم تقولون هذا، وفي أول مكالمة هاتفية بيني وبينكم سألتَني عن سني، وقد استحضرتُ هذا الأثر ساعتها، وكنتُ بجوار مكتبي وبه إجازاتي، وفيها إجازات بهذا الأثر عن اثني عشر شيخا، فأردتُ أن أردّ عليكم به مع سرد الأسانيد!!!!!!!!!! لكن خشيتُ عليكم من ثقل فاتورة الهاتف الدولي (ابتسامة)
فاكتفيتُ بالرد الصريح، فأعلمتَني أننا من جيل واحد، وأننا في الهوا سوا، يعني راحت علينا، ربنا يرزقنا حسن الختام.
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق
أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 09:48]ـ
سبحان الله!
يا مولانا أنتم تقولون هذا، وفي أول مكالمة هاتفية بيني وبينكم سألتَني عن سني، وقد استحضرتُ هذا الأثر ساعتها، وكنتُ بجوار مكتبي وبه إجازاتي، وفيها إجازات بهذا الأثر عن اثني عشر شيخا، فأردتُ أن أردّ عليكم به مع سرد الأسانيد!!!!!!!!!! لكن خشيتُ عليكم من ثقل فاتورة الهاتف الدولي (ابتسامة)
فاكتفيتُ بالرد الصريح، فأعلمتَني أننا من جيل واحد، وأننا في الهوا سوا، يعني راحت علينا، ربنا يرزقنا حسن الختام.
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق
أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
وهذا ترصد اّخر (ابتسامة) ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 10:01]ـ
وهذا ترصد اّخر (ابتسامة) ..
ومن أدراك أني سأخبر أحدا بسني ليعلم منه سن أبي مالك؟
لا تخف يا أبا مالك .... سرّك في بِير (السن والاسم الحقيقي كمان)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 10:27]ـ
والاسم الحقيقي كمان
ده معروف من زمان على صفحات الألوكة الأصل
دير بالك يا أبو مالك الكل بترقبك وبترصدك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 10:39]ـ
يا جماعة الخير أنا خلاص سلمت السلاح واستسلمت ورفعت الراية البيضا (ابتسامة)
دخيلكم شوي شوي على خويكم!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 11:24]ـ
دخيلكم شوي شوي على خويكم! إنجليزي ده يا مرسي!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 09:08]ـ
يا مرسي!
كمل كده الاسم ثلاثي ..
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 11:35]ـ
أخونا عيد أصاب أبا مالك في مقتل
ـ[تميم]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 04:27]ـ
أخونا عيد أصاب أبا مالك في مقتل
نعم صدقت ... أصابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 04:40]ـ
الاخ الفاظل ابراهيم اليس الصحيح لغة كم ضمى من عمرك او كم عمرك ان كان الصحيح كم مضى من عمرك تخبرنا عن سنك وان كان الصحيح لغة كم همرك قد نجوت (ابتسامة) ..
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 05:03]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم أليس الصحيح لغة كم مضى من عمرك أو كم عمرك إن كان الصحيح كم مضى من عمرك تخبرنا عن سنك وإن كان الصحيح لغة كم عمرك قد نجوت (ابتسامة) ..
بطاقة هوية الأستاذ الفاضل / أبي مالك العوضي
الاسم: مرسي.
السن: 35 عاما.
سني = (سن يحيى صالح - سن أبي مالك) + 12
(ابتسامة)(/)
من كتاب كناشة النوادر للشيخ عبد السلام هارون
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 07:41]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد,
فهذا الموضوع هو ذكر لبعض النوادر التى قيدها شيخ
من أعلام المحققين فى هذا العصر وهو الشيخ عبد السلام هارون
وذلك في كتابه المسمى كناشة النوادر
وسأحاول هنا ذكرطرف منها من انتقائى
آملا أن ينتفع بها إخواننا فى المنتدى
وقد وضعت لكل فائدة عنوانا من تحريرى
وما تحته هو من كلام الشيخ مع إيضاح ما يتطلب الإيضاح
وفقني الله وإياكم لكل خير ..
وآلان أترككم مع طليعة هذه الفوائد
1 - جنازة مهيبة لإمام أهل السنة:
يقول البغدادى فى تاريخ بغداد
ويروى بسنده إلى بنان أن أحمد القصبانى أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر
قال فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة
وحَرَز من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألف إمرة ..
2 - تفسير أكلة الجزور
يقول الشيخ عبد السلام هارون عن كلمة أكلة جزور أنها كلمة يراد بها التعبير عن قلة القوم
ثم يقول مانصه:
وهى عبارة تحتاج إلى تفسير لم تذكره المعاجم.وليس أعلى وأوثق من تفسير الرسول الكريم لها حين سأل الغلامين اللذين وُجدا على الماء .. (الشيخ يتحدث عن يوم بدر)
قال لهما: كم القوم؟ قالا لاندري. قال كم ينحرون كل يوم؟ قالا: يوما تسعا ويوماعشرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" القوم فيما بين التسعمائة والألف".
وتفسيره أن أكلة الجزور يكونون مائة عدا ... انتهى
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:53]ـ
يقول البغدادى فى تاريخ بغداد
ويروى بسنده إلى بنان أن أحمد القصبانى أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر
قال فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة
وحَرَز من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألف إمرة ..
كنا نعد هذا من المبالغات حتى رأينا جنازتي الإمامين الجليلين ابن باز وابن عثيمين تغمدهما الله بواسع رحمته
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 07:25]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل بحر القلزم أسعدني مرورك ورحم الله تعالى الشيخين ابن باز وابن عثيمين
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 11:31]ـ
لماذا توقفت عن انتقاء الفوائد من كناشة النوادر لشيخ المحققين عبد السلام هارون؟
أرجو أن تكمل ما بدأت به تكرما، أو تحميل كل ذلك في المرفقات ان لم يكن لديك وقت وهو الأفضل.
ولا يثبطك قلة المهتمين والمتابعين فلكل شخص عذره ورب عذر أقبح من ذنب.
جزاك الله كل خير(/)
ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 10:40]ـ
السلام عليكم
من يفسر هذا الكلام يا إخواني يقول الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع في باب: كراهة حبس الكتب المستعارة عن أصحابها وما جاء في الأمر بتعجيل ردها إلى أربابها رقم (487) قال رحمه الله: أخبرني علي بن أحمد المؤدب، نا أحمد بن إسحاق، نا ابن خلاد، نا محمد بن يوسف العسكري، نا إبراهيم بن حرب، قال: «كان أبو الوليد الطيالسي إذا استعدي عنده أن فلانا حبس عن فلان سماعه، تقدم إلى صاحب الربع فحبسه، وكان يبعث بخاتمه إليه، وهو العلامة بينه وبينه».
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفاروق]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:50]ـ
معناه والله أعلم:
كان اذا استعار أحد من أحد سماعه (أي مسموعاته) الأحاديث التي سمعها، وحبس هذه المسموعات عن الشيخ صاحب السماع صاحب الكتاب الأصلي، يبدو أنه كان يرسل الى صاحب الربع (المسئول عن السجن) واحيانا كان يبعث خاتمه اليه لينفذ فيه حكم السجن.
كان يفعل هذا رحمه الله ليحفز المستعير على رد الكتاب الى صاحبه، وحتى لا يكرر هذا الفعل.والله أعلم
هكذا فهمتها.
ومن كان عنده مزيد فليزدنا وليفدنا
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:59]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا أخي الفاروق
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:36]ـ
توضيح آخر لكلام الخطيب رحمه الله في نفس الباب (489) قال رحمه الله: ولأجل حبس الكتب امتنع غير واحد من إعارتها، واستحسن آخرون أخذ الرهون عليها من الأصدقاء، وقالوا الأشعار في ذلك. أنا محمد بن الحسين القطان، أنا دعلج، أنا أحمد بن علي الأبار، نا أبو غسان الرازي، نا جرير، عن حمزة الزيات، قال: «لا تأمنن قارئا على صحيفة، ولا جمالا على حبل»
وجزاك الله خيرا وجعل الفردوس مثواك(/)
«فَتَاوَى العُلمَاءِ الأبرَار فِي التَّحْذِيرِ مِن أعيَاد الكُفَّار»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:13]ـ
«فَتَاوَى العُلمَاءِ الأبرَار فِي التَّحْذِيرِ مِن أعيَاد الكُفَّار»
عيد رأس السنة الإفرنجية – عيد الحب
عيد الأم و الأسرة – أعياد الميلاد
عيد الوطن
جمع وإعداد
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ،ولِوَالدَيْهِ،ولِمَشَايخِهِ،ولجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله، نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه بعض فتاوى علماء الأمة تحذر المسلمين من أنواع عديدة من أعياد الكفار من اليهود، والنصارى، والوثنيين والبوذيين وغيرهم ... التي ما أنزل الله بها من سلطان وقد رأيتُ أن أجمع ما يسر الله لي من فتاوى الأئمة المعاصرين لتسيهل البحث عنها للباحث وتبيين خطرها على الذين يحتفلون بها.
ومما يؤسف له أن بعض المسلمين قد خُدعوا ببعض الناس الضالين الذين أباحوا لهم كثيراً من الأمور مجاراةً للكفار ... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ» ولكن كما أخبر الصادق المصدوق أيضاً أنه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق ...
واسأل الله تعالى أن يجعل في هذه الفتاوى ما يردع الناس عن مثل هذه المحرمات كما أسأله سبحانه أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب.
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و كتب / سلمان بن عبد القادر أبو زيد
1426هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:36]ـ
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء
عن حكم الاحتفال بحلول عام 2000 الإفرنجي وما يتعلق به من أمور
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين، والمحالة استفتاءاتهم إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (3825) وتاريخ 21/ 7 / 1420 هـ، ورقم (3829) وتاريخ 21/ 7 / 1420 هـ، ورقم (3841)، وتاريخ 22/ 7/ 1420 هـ، ورقم (3847)، وتاريخ 22/ 7 / 1420 هـ، ورقم (3962)، وتاريخ 28/ 7 /1420 هـ ورقم (4028) وتاريخ 5/ 8 / 1420 هـ.
وقد سأل المستفتون أسئلة عن حكم الاهتمام بالألفية الإفرنجية والاحتفال بها وغير ذلك من الأمور المتعلقة بها، نكتفي بذكر سؤالين منها:
ففي أحدها يقول السائل: نرى هذه الأيام ما تبثه وسائل الإعلام من رصد الأحداث والإجراءات بمناسبة حلول عام 2000 الميلادي، وبداية الألف الثالثة، والكفار من اليهود والنصارى وغيرهم يبتهجون بذلك ويعلقون على هذه المناسبة آمالا. والسؤال يا سماحة الشيخ: إن بعض من ينتسب للإسلام صاروا يهتمون بذلك، ويعدونها مناسبة سعيدة، فيربطون زواجهم أو أعمالهم بها، أو يقومون بوضع دعاية لتلك المناسبة على محلاتهم أو شركاتهم، وغير ذلك مما يسوء المسلم، فما حكم الشرع في تعظيم هذه المناسبة، والاحتفاء بها، وتبادل التهاني من أجلها شفهيا أو بطبع البطاقات. . إلخ. وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وجاء في سؤال آخر: يستعد اليهود والنصارى لحلول عام 2000 حسب تاريخهم بشكل غير عادي، لترويج خططهم ومعتقداتهم في العالم، وبالأخص بالدول الإسلامية، وقد تأثر بعض المسلمين بهذه الدعاية، فأخذوا يعدون لها العدة، ومنهم من أعلن عن تخفيض على بضاعته بهذه المناسبة، ويخشى أن يتطور الأمر إلى عقيدة المسلمين في موالاتهم لغير المسلمين. نأمل بيان حكم مجاراة المسلمين للكفار في مناسباتهم، والدعاية لها، والاحتفال بها، وحكم تعطيل الأعمال في بعض المؤسسات والشركات بهذه المناسبة.
وهل فعل شيء من هذه الأمور وما شابهها أو الرضى بها يؤثر على عقيدة المسلم؟
وبعد دراسة اللجنة للأسئلة المذكورة أجابت بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإسلام والهداية إلى صراطه المستقيم، ومن رحمته سبحانه أن فرض على عباده المؤمنين أن يسألوه هدايته في صلواتهم، فيسألوه حصول الهداية للصراط المستقيم والثبات عليها، ووصف سبحانه هذا الصراط بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وليس صراط المنحرفين عنه من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين.
إذا علم هذا، فالواجب على المسلم معرفة قدر نعمة الله عليه، فيقوم بشكر الله سبحانه، قولا وعملا واعتقادا، وعليه أن يحرس هذه النعمة ويحوطها ويعمل الأسباب التي تحفظها من الزوال.
وإن الناظر من أهل البصيرة في دين الله في عالم اليوم، الذي التبس فيه الحق بالباطل على كثير من الناس، ليرى بوضوح جهود أعداء الإسلام في طمس حقائقه، وإطفاء نوره، ومحاولة إبعاد المسلمين عنه، وقطع صلتهم به، بكل وسيلة ممكنة، فضلا عن تشويه صورته، وإلصاق التهم والأكاذيب به، لصد البشر جميعا عن سبيل الله، والإيمان بما أنزله على رسوله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، ومصداق ذلك في قول الله تعالى ? وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ?] سورة البقرة الآية 109 [وقوله سبحانه: ? وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ? [سورة آل عمران الآية 69] وقوله جل وعلا: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ? [سورة آل عمران الآية 149] وقوله عز وجل: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ? [سورة آل عمران الآية 99] وغيرها من الآيات.
ولكن - ومع ذلك كله - الله عز وجل وعد بحفظ دينه وكتابه فقال جل وعلا: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [سورة الحجر الآية 9] فالحمد لله كثيرا، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة، فالحمد لله كثيرا، ونسأله سبحانه وهو القريب المجيب أن يجعلنا وإخواننا المسلمين منهم، إنه جواد كريم.
هذا واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهي تسمع وترى الاستعداد الكبير والاهتمام البالغ من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم ممن ينتسب للإسلام بمناسبة تمام عام ألفين واستقبال الألفية الثالثة بالحساب الإفرنجي - لا يسعها إلا النصح والبيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة، وحكم الشرع المطهر فيها، ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم ويحذروا من الانحراف إلى ضلالات المغضوب عليهم والضالين.
فنقول:
أولا: إن اليهود والنصارى يعلقون على هذه الألفية أحداثا وآلاما وآمالا يجزمون بتحقيقها أو يكادون، لأنها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا، كما يربطون بعضا من قضايا عقائدهم بهذه الألفية، زاعمين أنها مما جاءت في كتبهم المحرفة، والواجب على المسلم ألا يلتفت إليها، ولا يركن إليها، بل يستغني بكتاب ربه سبحانه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - عما سواهما، وأما النظريات والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهما.
ثانيا: لا تخلو هذه المناسبة وأشباهها من لبس الحق بالباطل، والدعوة إلى الكفر والضلال والإباحية والإلحاد، وظهور ما هو منكر شرعا، ومن ذلك: الدعوة إلى وحدة الأديان، وتسوية الإسلام بغيره من الملل والنحل الباطلة، والتبرك بالصليب، وإظهار شعائر الكفر النصرانية واليهودية، ونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي تتضمن: إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة إلى الله، وإما استحسان بعض ما فيهما مما يخالف دين الإسلام، أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالإسلام بإجماع الأمة. هذا فضلا عن كونه وسيلة من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: استفاضت الأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم، ومن ذلك مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم بها، والعيد: اسم جنس، يدخل فيه كل يوم يعود ويتكرر يعظمه الكفار، أو مكان للكفار لهم فيه اجتماع ديني، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة فهو من أعيادهم، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك، وكذلك ما قبله وما بعده من الأيام التي هي كالحريم له، كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.
ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الأعياد: قوله تعالى: ? وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ? [سورة الفرقان الآية 72] في ذكر صفات عباد الله المؤمنين، فقد فسرها جماعة من السلف؛ كابن سيرين، ومجاهد، والربيع بن أنس: بأن الزور هو: أعياد الكفار، وثبت عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، أنه قال: «قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر» خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح.
وصح عن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - أنه قال: «نذر رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم» خرجه أبو داود بإسناد صحيح.
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم»، وقال أيضا: «اجتنبوا أعداء الله في عيدهم».
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة.
رابعا: وينهى أيضا عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها:
1 - أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل.
2 - المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة، من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي.
3 - ومن أعظم المفاسد أيضا - الحاصلة من ذلك: أن مشابهة الكفار في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? [سورة المائدة الآية 51] وقال سبحانه: ? لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ? [سورة المجادلة الآية 22]
خامسا: بناء على ما تقدم فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا أن يقيم احتفالات لأعياد لا أصل لها في دين الإسلام، ومنها الألفية المزعومة، ولا يجوز أيضا حضورها ولا المشاركة فيها، ولا الإعانة عليها بأي شيء كان؛ لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله، والله تعالى يقول: ? وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? [سورة المائدة الآية 2]
(يُتْبَعُ)
(/)
سادسا: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم، ومن ذلك إشهار أعيادهم وإعلانها، ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة إليها بأية وسيلة، سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية، أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها، أو الأنشطة الرياضية، أو نشر شعار خاص بها.
سابعا: لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار ومنها الألفية المذكورة ونحوها مناسبات سعيدة وأوقاتا مباركة، فتعطل فيها الأعمال وتجرى فيها عقود الزواج، أو ابتداء الأعمال التجارية، أو افتتاح المشاريع وغيرها، ولا يجوز أن يعتقد في هذه الأيام ميزة على غيرها؛ لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام، ولأن هذا من الاعتقاد الفاسد الذي لا يغير من حقيقتها شيئا، بل إن هذا الاعتقاد فيها هو إثم على إثم. نسأل الله العافية والسلامة
.
ثامنا: لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار؛ لأن ذلك نوع رضى بما هم عليه من الباطل، وإدخال للسرور عليهم. قال ابن القيم - رحمه الله -:
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: (عيد مبارك عليك)، أو (تهنأ بهذا العيد) ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. ا هـ.
تاسعا: شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي أجمع عليه الصحابة - رضي الله عنهم -، وأرخوا به بدون احتفال، وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرنا إلى يومنا هذا؛ لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض، كالتاريخ الميلادي، فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
هذا ونوصي جميع إخواننا المسلمين بتقوى الله حق التقوى، وبالعمل بطاعته والبعد عن معاصيه، والتواصي بذلك والصبر عليه.
وليجتهد كل مؤمن ناصح لنفسه حريص على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيرا، وليدع بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم (1) والحمد لله رب العالمين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (2)
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو: عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
عضو: بكر بن عبد الله أبو زيد
= = = = = = = = = = = = = = =
(1) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (770)
(2) ((فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (ج26/ ص 402).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:39]ـ
يتبع ـ إن شاء اللَّه تَعالى ـ.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 07:18]ـ
كنت أود وضع هذه المشاركة فى موضوع (وجهة نظر اخرى فى عيد الميلاد) لكن الظاهر انه حذف فأضعها هنا
قال الشيخ محمد اسماعيل فى اخر درس من تفسير سورة
فكذلك الدنيا. ومن الأمثلة أيضاً: ما رواه بعضهم أن رجلاً كان يمشي في صحراء، فوجد بئراً على طرفيه حبلان مثبتان، حبل من اليمين وحبل من الشمال، فتعلق بالحبلين ونزل ليشرب من هذا البئر، فلما توسط البئر وجد أمامه كوه أو فجوة في جدار البئر فيها عسل، وإذا به يمكث ليتناول هذا العسل، فإذا بفأرين من أعلى: فأر أبيض وفأر أسود، فأتى كل واحد منهما ليأكل طرف هذا الحبل وكل منهما في جهة، وإذا به ينظر في القاع فيرى وحوشاً وثعابين ونحوها، فهو في هذه الحالة يرى عمره، ويرى الحبل ينقرض في أعلى، ويرى العاقبة وأنه سيقع فريسة هذا التنين أو الوحش، ومع ذلك أخذ يتمادى في تناول هذا العسل، ويتلاهى عن المصير الذي ينتظره عما قريب. فهذا مثل الدنيا، قالوا: فالفأر الأسود هو الليل، والفأر الأبيض هو النهار، فهما يأكلان عمره، وهذا الحبل هو عمره، فالحبل الأيام، والليل والنهار يقربان عمره، فالإنسان في الحقيقة ينقص عمره بمرور السنوات، فقد سبق في المقادير أن هذا الإنسان يعيش فترة مسماه كتبها له، فكلما مر يوم اقترب من القبر أكثر، فالعد في الحقيقة هو تنازلي وليس تصاعدياً، فهو يفقد من عمره كل يوم يمر خلافاً للجهلة الذين يقولون: عقبى مائة سنة، ويهنوا الإنسان، وأنا إلى الآن أعجب: كيف أن الإنسان يحتفل بما يسمى عيد الميلاد؟ فهل هذا عيد يقتضي الفرحة أم يقتضي الحزن والخوف من الله سبحانه وتعالى؟! لقد صرت الآن أقرب إلى القبر، وعمرك محدود لا محالة لا يزيد وإنما ينقص. فكلما مرت سنة صرت أقرب إلى لقاء الله، فهذا اليوم المفروض أن يكون وقت عزاء وحزن وغم وهم إن لم تكن تستدرك هذه الأيام الماضية. فالإنسان يتلهى في الدنيا، وينهمك في تعاطي هذه الشهوات، والعمر يقرض من فوق وينتظره المصير تحت في العذاب، فهذا مثال من الأمثلة.(/)
فضلُ الذِّكْرِ وآدابُه
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:36]ـ
فضل الذِّكْرِ وآدابُه
المراد بالذكر:
هو الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل الباقيات الصالحات وهي
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة.
ويطلق ذكر الله أيضا ويراد به: المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه، كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنفل بالصلاة "1". ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه، وإن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل "2"، فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفي النقائص عنه ازداد كمالا، فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالا، فإن صحح التوجه وأخلص لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال.
وقال الفخر الرازي: المراد بذكر اللسان: الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد.
والذكر بالقلب: التفكر في أدلة الذات والصفات، وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطَّلع على أحكامها، وفي أسرار مخلوقات الله.
والذكر بالجوارح: هو أن تصير مستغرقة في الطاعات، ومن ثم سمى الله الصلاة ذكرا فقال:
? فاسعوا إلى ذكر الله?. [فتح الباري 11/ 212 - كتاب الدعوات]
من آداب الذكر
- ينبغي أن يكون الذاكر على أكمل الصفات، فإن كان جالسا في موضع استقبل القبلة، وجلس متذللا متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه، لكن إن كان بغير عذر كان تاركا للأفضل.
- وينبغي أن يكون الموضع الذي يذكر فيه خاليا "3" نظيفا، فإنه أعظم في احترام الذكر والمذكور، وينبغي أن يكون فمه نظيفا، فإن كان فيه تغير أزاله بالسواك.
- والذكر محبوب في جميع الأحوال إلا في أحوال استثناها الشرع منها:
- في حالة الجلوس على قضاء الحاجة.
- في حالة الجماع.
- في حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب.
- في القيام في الصلاة، ليشتغل بالقراءة في السرية أو الإنصات في الجهرية.
- في حالة النعاس.
- المراد من الذكر حضور القلب، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر، ويتعقل معناه.
- يستحب قطع الذكر في الأحوال التالية ثم العودة له بعد زوالها:
- إذا سُلِّمَ عليه رد السلام ثم عاد إلى الذكر.
- إذا عطس عنده عاطس شَمَّته ثم عاد إلى الذكر.
- وكذا إذا سمع الخطيب.
- إذا سمع المؤذنَ أجابَهُ في كلمات الأذان والإقامة ثم عاد إلى الذكر.
- وكذا إذا رأى منكرا أزاله، أو معروفا أرشد إليه أو مسترشدا أجابه.
- وكذا إذا غلبه النعاس أو نحوه، وما أشبه هذا كله.
- الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها، واجبة كانت أو مستحبة لا يحسب شيء منها ولا يعتد حتى يُتَلَفَّظَ به بحيث يُسْمِعُ نفسه إذا كان صحيح السمع."4"
إعداد:
أبي معاذ زياد الجابري السلفي
[1] وقال سعيد بن جبير رحمه الله: كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله. وقال عطاء رحمه الله: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا. [الأذكار-للنووي]
[2] قال الإمام النووي رحمه الله في الأذكار: " ...... والأفضل ما كان بالقلب واللسان جميعا ..... ، ثم لا ينبغي أن يترك الذِّكر باللسان مع القلب خوفا من أن يُظَنَّ به الرياء، بل يذكر بهما جميعا ويقصد به وجه الله تعالى، فقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله: [ترك العمل لأجل الناس رياءٌ، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما]، ولو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس، والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة، لانسد عليه أكثر أبواب الخير، وضيَّع على نفسه شيئا عظيما من مهمات الدين، وليس هذا طريقة العارفين".
[3] من كل ما يشغل البال ويحصل من وجوده الاشتغال والوسواس.
[4] الأذكار – للإمام النووي باختصار.
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 09:53]ـ
يرفع(/)
وصية لقمان
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:49]ـ
المحاضرة التي ألقاها فضيلة العالم الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
عام 1423 ه الموافق 2002 م
لمحات قرآنية تربوية
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الوصية من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13 وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ 16 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ17 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ 19
تلك هي الوصية وقد بدأت بذكر إتيان لقمان الحكمة
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" 12
* الحكمة
والحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فلا بد من الأمرين معا: القول والعمل، فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم.
فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل.
والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
* الله تعالى مؤتي الحكمة
ولذلك نلاحظ أنه تعالى قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه. والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه ألبتة.
قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجن
فعندما ذكر الشر بناه للمجهول، وعندما ذكر الخير ذكر الله تعالى نفسه.
وهذا مطرد في القرآن الكريم، ونجده في نحو: "آتيناهم الكتاب" و "أوتوا الكتاب" فيقول الأولى في مقام الخير، وإن قال الثانية فهو في مقام السوء والذم
وقال تعالى: " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً 83" الاسراء
فعندما ذكر النعمة قال: (أنعمنا) بإسناد النعمة إلى نفسه تعالى. وعندما ذكر الشر قال: "وإذا مسه الشر" ولم يقل: إذا مسسناه بالشر
ولم ترد في القرآن مطلقا: زينا لهم سوء أعمالهم، وقد نجد: زينا لهم أعمالهم، بدون السوء، لأن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه، ولما كانت الحكمة خيرا محضا نسبها إلى نفسه
ـ إن قيل: فقد قال في موضع: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
فالرد أنه عز وجل قد قال قبلها: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول
* مقام الشكر
ـ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لها دلالتان:
الأولىـ أن الحكمة لما كانت تفضلا ونعمة فعليه أن يشكر النعم، كما تقول: لقد آتاك الله نعمة فاشكره عليها. والله آتاه الحكمة فعليه أن يشكره لأن النعم ينبغي أن تقابل بالشكر لموليها. (آتاك نعمة الحكمة فاشكره عليها)
الثانية ـ أن من الحكمة أن تشكر ربك، فإذا شكرت ربك زادك من نعمه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 7) " ابراهيم
ولو قال غير هذا، مثلا (فاشكر لله) لكان فيه ضعف، ولم يؤد هذين المعنيين.
وضعف المعنى يكون لأن الله تعالى آتاه النعمة "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
فإن قال بعدها: (فاشكرلله) فهذا أمر موجه لشخص آخر وهو الرسول، فيصير المعنى: آتى الله لقمان الحكمة فاشكر أنت!!
كيف يكون؟
المفروض أن من أوتي الحكمة يشكر
ولذلك قال: "أن اشكر لله" فجاء بأن التفسيرية
ولو قال أي تعبير آخر لم يؤد هذا المعنى
* الشكر والكفر
وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
"يشكر" قال الشكر بلفظ المضارع، والكفران قاله بالفعل الماضي "ومن كفر"
من الناحية النحوية الشرط يجعل الماضي استقبالا، مثال (إذا جاء نصر الله)، فكلاهما استقبال.
ويبقى السؤال: لماذا اختلف زمن الفعلين فكان الشكر بالمضارع والكفر بالمشي على أن الدلالة هي للاستقبال؟
من تتبعنا للتعبير القرآني وجدنا أنه إذا جاء بعد أداة الشرط بالفعل الماضي فذلك الفعل يُفعل مرة واحدة أو قليلا، وما جاء بالفعل المضارع يتكرر فعله
مثال: " وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا92" النساء
وبعدها قال: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا 93" النساء
فعندما ذكر القتل الخطأ جاء بالفعل الماضي لأن هذا خطأ غير متعمد، إذن هو لا يتكرر
وعندما جاء بالقتل العمد جاء بالفعل المضارع (ومن يقتل) لأنه ما دام يتعمد قتل المؤمن فكلما سنحت له الفرصة فعل. فجاء بالفعل المضارع الذي يدل على التكرار
مثال آخر: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 19" الاسراء
فذكر الآخرة وجاء بالفعل الماضي لأن الآخرة واحدة وهي تراد.
لكن عندما تحدث عن الدنيا قال: "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145" آل عمران
لأن إرادة الثواب تتكرر دائما
كل عمل تفعله تريد الثواب، فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34" إبراهيم
فالشكر يتكرر، كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا
أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، لا ينبغي أن يكرر هذا الأمر لأنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى ولا يحتاج إلى تكرار، أما الشكر فيحتاج إلى تكرار لأن النعم لا تنتهي
وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي
* الله غني حميد
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
جاء بإنما التي تفيد الحصر، أي الشكر لا يفيد إلا صاحبه ولا ينفع الله ولا يفيد إلا صاحبه حصرا
أما الله فلا ينفعه شكر ولا تضره معصية
(((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)))
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قال فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
جمع بين هاتين الصفتين الجليلتين الحميد أي المحمود على وجه الدوام والثبوت وهو تعالى غني محمود في غناه
ـ قد يكون الشخص غنيا غير محمود
ـ أو محمودا غير غني
ـ أو محمودا وهو ليس غنيا بعد، فإن اغتنى انقلب لأن المال قد يغير الأشخاص وقد يغير النفوس كما أن الفقر قد يغير النفوس
ـ وقد يكون الشخص غنيا وغير محمود لأنه لا ينفع في غناه، ولا يؤدي حق الله عليه ولا يفيد الآخرين، بل قد يجر المصالح لنفسه على غناه
ـ وقد يكون محمودا غير غني، ولو كان غنيا لما كان محمودا، فإن اجتمع الأمران فكان غنيا محمودا فذلك منتهى الكمال
وفي آية أخرى في السورة نفسها قال: " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
نقول: فلان غني أي هو من جملة الأغنياء، وقد يكون ملكا معه أغنياء
فإذا قلت هو الغني فكأن الآخرين ليسوا شيئا بالنسبة إلى غناه وهو صاحب الغنى وحده
فلماذا قال ها هنا فإن الله غني حميد وهناك في السورة نفسها هو الغني الحميد؟
نلاحظ أن في هذه الآية لم يذكر له ملكا ولا شيئا
وهذا حتى في حياتنا اليومية نستعمله نقول أنا غني عنك
كما قال الخليل أبلغ سليمان أني عنه في جو ** وفي غنى غير أني لست ذا مال
فقد تقول: أنا عني عنك، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ذا ثروة ومال
فهنا لم يذكر الله سبحانه لنفسه ملكا
المعنى أن الله غني عن الشكر وعن الكفر لا ينفعه شكر ولا يضره كفر
أما في الآية الأخرى فقد ذكر له ملكا " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
فعندما ذكر له ملك السموات والأرض المتسع، فمن أغنى منه؟ فقال هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
أهمية الحكمة في الوعظ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 13
من هنا بدأت الوصية، فلماذا صدر بقوله: "ولقد آتينا .. " وكان يمكن مثلا
أن يحذفها؟
الحكمة لها جانبان: جانب قولي وجانب عملي، وحكمة لقمان ليست فيما ذكره من أحاديث وأقوال وما قاله لابنه من الوصية، وإنما أيضا في العمل الذي فعله وهو تعهده لابنه وعدم تركه بلا وعظ أو إرشاد، وفي هذا توجيه للآباء أن يتعهدوا أبناءهم ولا يتركوهم لمعلمي سوء ولا للطرقات.
وصدر بالحكمة وهي ذات جانبين قولي وعملي لأمر آخر مهم، فعندما وصى ابنه فهل من الحكمة أن يوصي ابنه بشيء ويخالفه؟
هذا ليس من الحكمة ولو فعله فلن تنفع وصيته، لو خالف الوعظ عمل الواعظ والموجه لم تنفع الوصية بل لا بد أن يطبق ذلك على نفسه، فعندما قال آتينا لقمان الحكمة علمنا من هذا أن كل ما قاله لقمان لابنه فقد طبقه على نفسه أولا حتى يكون كلامه مؤثرا لذلك كان لهذا التصدير دور مهم في التربية والتوجيه.
ففي هذا القول ولقد آتينا لقمان الحكمة عدة دروس مهمة: الأول فيما قاله من الحكمة، الثاني في تعهده لابنه وتربيته وتعليمه وعدم تركه لأهل السوء والجهالة يفعلون في نفسه وعقله ما يشاء، الثالث قبل أن يعظ ابنه طبق ذلك على نفسه فرأى الابن في أبيه كل ما يقوله وينصحه به من خير، لذلك كان لهذا التصدير ملمح تربوي مهم وهو توجيه الوعاظ والمرشدين والناصحين والآباء أن يبدؤوا بأنفسهم فإن ذلك من الحكمة وإلا سقطت جميع أقوالهم
التعهد بالنصح مع حسن اختيار الوقت
"وَهُوَ يَعِظُهُ
نحن نعرف أنه يعظه ويتضح أنه وعظ من خلال الآيات والأوامر وسياق الكلام، فلماذا قال وَهُوَ يَعِظُهُ
فيها دلالتان
ـ من حيث اللغة: الحال والاستئناس للدلالة على الاستمرار
وهو يعظه اختار الوقت المناسب للوعظ، ليس كلاما طارئا يفعله هكذا، أو في وقت لا يكون الابن فيه مهيأ للتلقي، ولا يلقيه بغير اهتمام فلا تبلغ الوصية عند ذلك مبلغا لكنه جاء به في وقت مناسب للوعظ فيلقي ونفسه مهيأة لقبول الكلام
فهو إذن اختار الوقت المناسب للوعظ والتوجيه
ـ والأمر الثاني وَهُوَ يَعِظُهُ
فهذا من شأن لقمان أن يعظ ابنه، هو لا يتركه، وليست هذه هي المرة الأولى، هو من شأنه ألا يترك ابنه بل يتعاهده دائما، وهكذا ينبغي أن يكون المربي.
فكل كلمة فيها توجيه تربوي للمربين والواعظين والناصحين والآباء
الرفق في الموعظة
يا بني
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة تصغير للتحبيب، أي ابدأ بالكلام اللين اللطيف الهين للابن وليس بالتعنيف والزجر. بل بحنان ورقة لأن الكلمة الطيبة الهينة اللينة تفتح القلوب المقفلة وتلين النفوس العصية، عكس الكلمة الشديدة المنفرة التي تقفل النفوس. لذلك قال ربنا لموسى عن فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44" طه
وأنت أيها الأب إن أجلست ولدك إلى جانبك ووضعت يدك على رأسه وكتفه، وقلت له يا بني، فتأكد أن هذه الكلمة بل هذه الحركة من المسح تؤثر أضعاف الكلام الذي تقوله، وتؤثر في نفسه أكثر بكثير من كل كلام تقوله وتزيل أي شيء بينك وبينه من حجاب وتفتح قلبه للقبول.
وعندها فهو إن أراد أن يخالفك فهو يخجل أن يخالفك، بهذه الكلمة اللطيفة الشفيقة تزيل ما بينك وبينه من حجاب، ويكون لك كتابا مفتوحا أمامك، وعندها سيقبل كلامك والكلمة الطيبة صدقة
لذلك بدأ بهذه الكلمة مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولايترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه
ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
ولقد تعلمت درسا في هذه الحياة قلته لابني مرة وقد اشتد في أمر من الأمور في موقف ما، وأنا أتجاوز الستين بكثير، وكان الموقف شديدا جدا، وقد فعل فعلته في جهة ما وخُبّرت بذلك فجئت به ووضعته إلى جنبي وقلت له: يا فلان تعلمت من الحياة درسا أحب أن تتعلمه وهو أنه بالكلمة الشديدة الناهرة ربما لا أستطيع أن أحصل على حقي ولكن تعلمت أنه بالكلمة الهينة اللينة آخذ أكثر من حقي
أس الوصية
يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
أولا التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء
ثانيا العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه
التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه، ولن يترك ما تعلمه حتى لو كان أستاذا جامعيا في أرقى الجامعات، هذا ما شهدناه وعايناه بأنفسنا
فهذا الأمر يكون للصغير والكبير، تعلمه لابنك وهو صغير، ويحتاجه وهو كيبر، أما العبادة فتكون بعد التكليف
ثالثا ـ أمر آخر أنه أيسر، فالأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف
ثم قال إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر: إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
لو تقدم شخصان إلى وظيفة أحدهما يعلم أمر الوظيفة ودقائقها وأمورها وحدودها، ويعبر عن ذلك بأسلوب واضح سهل بين، والثاني تقدم معه ولكنه لا يعلم شيئا ولا يحسنها وهو فيه عبء، وعنده قصور فهم وإدراك، فإن سوينا بينهما أفليس ذلك ظلما؟
ولو تقدم اثنان للدراسات العليا وأحدهما يعرف الأمور بدقة ويجيب على كل شيء، وله أسلوب فصيح بليغ لطيف، وآخر لا يعلم شيئا ولا يفقه شيئا ولم يجب عن سؤال ولا يحسن أن يبين عن نفسه، فإن سويت بينهما أفليس ذلك ظلما؟
والفرق بين الله وبين المعبود الآخر أكبر بكثير، ليست هناك نسبة بين الخالق والمخلوق، بين مولي النعمة ومن ليس له نعمة، فإن كان ذاك الظلم لا نرضى به في حياتنا اليومية فكيف نرضى فيما هو أعظم منه
فهذا إذن ظلم، وهو ظلم عظيم
والإنسان المشرك يحط من قدر نفسه لأن الآلهة التي يعبدها تكون أحط منه، وقصارى الأمر أن تكون مثله، فهو يعبد من هو أدنى منه، أو بمنزلته، فهذا حط وظلم للنفس بالحط من قدرها، إنه ظلم لأنه يورد نفسه موارد التهلكة ويخلدها في النار وهذا ظلم عظيم
وأمر آخر أن الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع
فهو بهذه النهاية إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.
*عظم حق الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14
ـ (ووصينا) من قائلها؟
هذه ليست وصية لقمان، هذا كلام الله، لقمان لم ينه وصيته، هذه مداخلة، وستتواصل الوصية فيما بعد.
قبل أن يتم الوصية قال الله وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ، ولم يدع لقمان يتم الوصية، بل تدخل سبحانه بهذا الكلام، وذلك لأسباب:
ـ أولا: أمر الوالدين أمر عظيم، والوصية بهما كذلك، فالله تعالى هو الذي تولى هذا الأمر، ولم يترك لقمان يوصي ابنه به، فلما كان شأن الوالدين عظيما تولى ربنا تعالى أمرهما، لعظم منزلتهما عند الله تعالى.
ثانيا ـ لو ترك لقمان يوصي ابنه يا بني أطع والديك لكان الأمر مختلفا.
لأننا عادة ة في النصح والتوجيه ننظر للشخص الناصح هل له في هذا النصح نفع؟ فإن نصحك شخص ما فأنت تنظر هل في هذا النصح نفع يعود على الناصح؟
فإن كان فيه نفع يعود على الناصح فأنت تتريث وتفكر وتقول: قد يكون نصحني لأمر في نفسه، قد ينفعه، لو لم ينفعه لم ينصحني هذه النصيحة.
لو ترك الله تعالى لقمان يوصي ابنه لكان ممكنا أن يظن الولد أن الوالد ينصحه بهذا لينتفع به، ولكن انتفت المنفعة هنا فالموصي هو الله وليست له فيه مصلحة.
ـ وقال: (ووصينا)، ولم يقل: وأوصينا
والله تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهماً، لذلك يستعمل وصى في أمور الدين، وفي الأمور المعنوية
"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132" البقرة
"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ 131" النساء
أما (أوصى) فيستعملها الله تعالى في الأمور المادية: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" النساء
لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إلا في مكان واحد اقترنت بالأمور المادية وهو قول السيد المسيح: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً 31" مريم
في غير هذه الآية لم ترد أوصى في أمور الدين، أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلاة بالأمور المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصلا.
قال وصى وأسند الوصية إلى ضمير التعظيم (ووصينا) والله تعالى ينسب الأمور إلى نفسه في الأمور المهمة وأمور الخير
ـ ولم يقل بأبويه بل اختار بوالديه
الوالدان مثنى الوالد والوالدة، وهو تغليب للمذكر كعادة العرب في التغليب إذ يغلبون المذكر كالشمس والقمر يقولون عنهما (القمران)
والأبوان هما الأب والأم ولكنه أيضا بتغليب المذكر ولو غلب الوالدة لقال الوالدتين، فسواء قال بأبويه أو بوالديه فهو تغليب للمذكر، ولكن لماذا اختار الوالدين ولم يقل الأبوين؟
لو نظرنا إلى الآية لوجدناه يذكر الأم لا الأب: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
فذكر أولا ا لحمل والفطام من الرضاع (وفصاله) ولم يذكر الأب أصلا
ذكر ما يتعلق بالأم (الحمل والفصال) وبينهما الولادة
والوالدان من الولادة، والولادة تقوم بها الأم
إذن: أولا (المناسبة) فعندما ذكر الحمل والفصال ناسب ذكر الولادة.
ثانيا: ذكره بالولادة وهو عاجز ضعيف، ولولا والداه لهلك فذكره به.
ثالثا إشارة إلى انه ينبغي الإحسان إلى الأم أكثر من الأب، ومصاحبة الأم أكثر من الأب، لأن الولادة من شأن الأم وليست من شأن الأب.
لذلك فعندما قال (بوالديه) ذكر ما يتعلق في الأصل بالأم، ولذلك فهذه الناحية تقول: ينبغي الإحسان إلى الوالدة قبل الأب وأكثر من الأب
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك لا تجد في القرآن الكريم البر أو الدعاء أو التوصية إلا بذكر الوالدين
لا الأبوين
أمثلة:
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23" الاسراء
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 36" النساء
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 151" الأنعام
وكذلك البر والدعاء والإحسان
"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41" ابراهيم
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً28" نوح
"وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً 8" العنكبوت
" وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً 15" الاحقاف
لم يرد استعمال (الأبوين) إلا مرة في المواريث، حيث نصيب الأب أكثر من نصيب الأم، أو التساوي في الأنصبة
لكن في البر والتوصية والدعاء لم يأت إلا بلفظ الوالدين إلماحا إلى أن نصيب الأم ينبغي أني كون أكثر من نصيب الأب
كما ان لفظ (الأبوان) قد يأتي للجدين: "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ 6" يوسف
ويأتي لآدم وحواء: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ 27" لأعراف
فاختيار الوالدين له دلالات مهمة
ثم هو هنا لم يأت بالأب أصلا بل قال (حملته أمه وهنا .. ) ولم يرد ذكر للأب أبدا، لذلك كان اختيار الوالدين انسب من كل ناحية
قد تقول إن هذا الأمر تخلف في قصة سيدنا يوسف عندما قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" يوسف فاختار الأبوين
الجواب: لم يتخلف هذا الأمر، فعندما قال رفع أبويه لم يتخلف وإنما هو على الخط نفسه، وذلك لما يلي:
ـ أولا: في قصة يوسف لم يرد ذكر لأم مطلقا
ورد ذكر الأب فهو الحزين وهو الذي ذهب بصره .. الخ
ولم يرد ذكر للام أصلا في قصة يوسف
ـ ثانيا في هذا الاختيار أيضا تكريم للأم لأنه قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100"
فالعادة أن يكرم الابن أبويه، ليس أن يكرم الأبوان الابن
ولكن هنا هم خروا له سجدا
فالتكريم هنا حصل بالعكس من الأبوين للابن
ولذلك جاء بلفظ الأبوين لا الوالدين إكراما للام فلم يقل: ورفع والديه
وفيها إلماح آخر أن العرش ينبغي أن يكون للرجال
فلما قال أبويه هنا ففيه تكريم للأم، ويلمح أن لعرش ينبغي أن يكون للرجال، ويناسب ما ذكر عن الأب إذ القصة كلها مع الأب، فهو الأنسب من كل ناحية
وهنا قد يرد سؤال: إن الأم هي التي تتأثر وتتألم أكثر وتحزن فلماذا لم يرد ذكرها هنا؟ ألم تكن بمنزلة أبيه في اللوعة والحسرة؟
لا .. المسألة أمر آخر، أم يوسف ليست أم بقية الإخوة، هي أم يوسف وأخيه فقط، ولذلك فيكون كلامها حساسا مع إخوته، أما يعقوب عليه السلام فهو أبوهم جميعا، فإذا عاتبهم أو كلمهم فهو أبوهم، أما الأم فليست أمهم، فإذا تكلمت ففي الأمر حساسية، وهذا من حسن تقديرها للأمور فكتمت ما في نفسها وأخفت لوعتها حتى لا تثير هذه الحساسية في نفوسهم
وهذا من حسن التقدير والأدب، فلننظر كيف يختار القرآن التعبيرات في مكانها ويعلمنا كيف نربي ونتكلم مع أبنا ئنا(/)
طريقُ الإصلاح شاقٌّ وطويل) للشيخ بكر أبوزيد
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:53]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه، و بعد.
ففي كتاب العلامة الشَّيخ بكر بن عبدالله أبو زيد -شفاه الله و عافاه-:
(المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية) بعد سرده لأحداث سجن شيخ الإسلام و ترسيمه بالإقامة الجبرية، قال (بعد السجنة الأخيرة وهي السابعة):
"و فيها حصل له من الفتوح الربانية بالعلم و العبادة، ما يبهر العقول، و صدر منه من الكتب و الرسائل و الفتاوى العجب العجاب، مع أنه في آخر وقته مُنِع القلم و الدواة و الكتب و الرقاق.
و هذه السياقات تفيد أن طريق الإصلاح شاقٌّ و طويل، و محفوف بالمخاطر، و الأذايا، و المكاره، فلا بد للداعي من الصبر و التحمّل، و لكن ليس معنى هذا أن يشحن امرؤٌ نفسه بالمُشَاقَّة،و ليس له رصيد من علم، و لا حصانة من إخلاص و لا لسان صدق في الأمة، ثم يقول: لي قدوة بشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-!!
فإن هذا من التعرُّض للبلاء بما لا يطاق، و له من المردودات السالبة على مسيرة الدعوة و العلم ما لا يخفى، و الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
و يذكّرني في الوصية بالصبر في سبيل الدعوة:
أنه لمّا تخرج فوجٌ من الجامعة الإسلامية بمدينة النبي صلى الله عليه و سلم بعد سنة 1385هـ؛ أعدّ حفل التخرج وكانت كلمة الأساتذة لشيخنا العلامة الشيخ (محمد الأمين الشنقيطي) المتوفى سنة 1393هـ -رحمه الله تعالى- فاخذ في كلمته يوصي بتقوى الله و الصبر على ما يلاقيه الداعي إلى الله من المشاق، و قال ما محصله: إن طريق الدعوة شاق و طويل، و مملوء بالشوك و الحُفَر فتسلّحوا بالإيمان و الصبر و التحمّل ... إلخ.
فكانت وصيةً وقعت في القلوب موقعاً.
ثم كان من الحضور الشيخ (محمد محمود الصَّواف) المتوفى سنة 1413هـ -رحمه الله- فعقَّب على ما ذكر، و قال ما محصّله: إن طريق الدعوة سهلٌ، و مفروش بالورود و الرياحين، و العالم الإسلامي يفتح ذراعيه لاستقبالكم ... إلخ.
فعقَّبَ عليه الشيخ الأمين –رحمه الله تعالى- بقوله:إذا كان ما يقوله الصوّاف صحيحاً فليرجع إلى مسقط رأسه: العراق. داعيةًً إلى الله لينظر ماذا سيلاقيه؟!
فضجَّتْ الصالة بالتكبير، وانصرف الحضور وهم للأمين شاكرون؟! "
ص37 - 38
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 02:27]ـ
بارك الله فيكم و رحم الله الشيخ بكر أبو يد
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:48]ـ
جزاكم الله الخير في الدنيا و الآخرة.(/)
إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة. (1) العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 06:23]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، أما بعد:
فهذه فوائد جليلة، اقتنصتها من " شرح عقيدة أهل السنة والجماعة " للعلامة محمد بن صالح بن عثيمين، جعل الله تعالى شآبيب الرحمة والرضوان عليه، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، انتخبتها من هذا الشرح العظيم، خلال تدريسها و توضيحها لبعض الإخوة، بعد صلاة الفجر من كل يوم، فأردت أن أتحف بها إخواني، راجيا الله تعالى أن يكتب لي بها الأجر، وأن يدخرها لي سبحانه وتعالى، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وقد كتبتها على هيأة فوائد متسلسلة، أعنون لكل فائدة بما يدل عليها، ويلخصها.
وإلى المقصود والله المستعان:
الفائدة 1:
إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه.
قال - رحمه الله تعالى -:
[الدليل على علو الله تعالى بذاته بالإجماع:
أن الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين كلهم مقرون بأن الله تعالى فوق كل شيء بذاته، والدليل على إجماعهم من وجه خفي
، وينبغي لطالب العلم أن يعلمه لما فيه من الفائدة:
يقال مثلا: نصوص الكتاب والسنة دالة على العلو بالذات، ولم يرد عن الصحابة الكرام قول واحد فسر هذه الأدلة بخلاف ظاهرها، إذاً هم مجمعون على مدلولها، ولهذا إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه.
وهذا المسلك لإثبات الإجماع قد يخفى على كثير من الناس.].
الفائدة 2:
مناظرة الشيخ لطائفة من الحلولية:
قال – رحمه الله تعالى -:
[اجتمعت في أناس من الذين يقولون – والعياذ بالله -: إن الله بذاته في كل مكان، وكان ذلك يوم النحر بمنى، فقلت لهم: أمس كنتم في عرفة؟ قالوا: نعم.
فقلت: كيف كنتم تدعون الله؟ تقولون: يا رب وأيديكم إلى الأرض، أم إلى اليمين، أم إلى اليسار؟!!
فقالوا: إنما نرفع أيدينا إلى السماء، لأن السماء قبلة الداعي!!، - انظر الشيطان كم لبس-.
سبحان الله، أنت عندما تستقبل القبلة، وأنت تدعو تكون قبلتك القبلة، وليست السماء، ولكنك ترفع يديك للمدعو لا شك].
الفائدة 3:
أقسام سمع الله – جل جلاله وتقدست أسماؤه-:
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وهو السميع البصير}، السميع من أسماء الله تعالى، وقسّمه العلماء إلى قسمين:
1 - سمع إجابة. 2 - سمع إدراك.
سمع الإجابة قال تعالى: {إن ربي لسميع الدعاء}، فمعنى لسميع هنا أي: لمجيب، لأن مجرد السمع ليس فيه ذاك الثناء، وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوى، والتوسل إلى الله عز وجل بمجرد إدراكه للصوت ليس وسيلة في الواقع، ولكن التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل، ومنه أيضا قول المصلي: سمع الله لمن حمده، يعني: استجاب الله لمن حمده.
2 - أما سمع الإدراك فينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - تارة يكون للتأييد. 2 - تارة يكون للتهديد.
3 - تارة يكون لبيان شمول إدراكه عز وجل.
1 - أما الإدراك الذي يكون للتأييد: كقوله تعالى لموسى وهارون: {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}، هذا ليس مجرد إخبار موسى وهارون أن الله يسمعهما، ويراهما، بل المراد التأييد والنصر وما أشبه ذلك.
2 - الإدراك الذي يكون للتهديد: كقول الله عز وجل: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء}.، فهذا للتهديد، بدليل قوله تعالى: {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}.
ومثل قوله تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}، هذا أيضا للتهديد، لقوله: {بلى ورسلنا لديهم يكتبون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الإدراك الذي يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى والله يسمع تحاوركما}.، ولهذا قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها – " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في طرف الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض حديثها "، هذا المراد به بيان شمول سمع الله تعالى لكل شيء، فإنك إن تكلمت في بيتك فالله يسمع، وإن تكلمت في ملأ، فالله تعالى يسمع، بل إن حدثت نفسك فالله يعلم، فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "].
الفائدة 4:
أقسام بصر الله عز وجل:
قال – رحمه الله تعالى -:
[{البصير} معناه ذو البصر، ويطلق على: العليم؛ ويطلق على: الرائي، فهو بصير رؤية، وبصير علم، فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء، وإن خفي، وإن بعُد، فإنه تعالى يراه، لا يغيب عنه شيء.
كذلك البصير بمعنى عليم به، مثل قوله تعالى: {والله بصير بما تعملون}، وقوله تعالى: {والله بصير بالعباد}، وما أشبه ذلك، فالمعنى عليم بهم، ولهذا جاءت معداة بالباء، فيقال بصير بكذا، ولو كان البصير هنا بمعنى الرؤية، لقال يبصرهم، فقوله تعالى: {أبصر به وأسمع} الظاهر أنه يشمل الأمرين جميعا، وإن كان قد يقول قائل: إن " أسمع " لما ذكر السمع هنا أوّله على أنه بصر الرؤية، فنقول: إن كونه شاملا أحسن].
الفائدة 5:
لا بأس أن يحذف ذكر المشيئة إذا قصد الإخبار عما في نفسه في المستقبل لا عن الفعل.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقوله تعالى: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} .... يستفاد من هذا الجزء من الآية أن الإنسان لا يعلم ماذا يكسب غدا، وإن قدّر أنه سيفعل كذا فإنه لا يعلم هل سيحصل أو لا، ولهذا قال الله تعالى لنبيه: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.
فإذا قال قائل: إني سأزور فلانا غدا، وهو لا يقصد الفعل، وإنما يقصد الإخبار عمّا في نفسه، فإنه لا بأس أن يحذف ذكر المشيئة، فهذا جائز، ولهذا جاءت الآية الكريمة: {إني فاعل ذلك غدا}، أما لو جزم وقال: إني سأزور فلانا غدا يقصد الفعل، فلا يقول ذلك إلا مقرونا بالمشيئة لقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.
الفائدة 6:
يصح قول: خبرة الله، والتي اشتُق منها اسم الخبير.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {إن الله عليم خبير} نستفيد من هذا الجزء من الآية علم الله عز وجل، وخبرته .... ].
الفائدة 7:
قصة عجيبة يذكرها الشيخ.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وما تدري نفس بأي أرض تموت} ..... وذكر لي أحد الثقات من أصحابنا أنهم كانوا في حج على الإبل، قبل أن تأتي السيارات، وخرجوا من مكة ومعهم رجل أمه مريضة، فارتحل الناس في آخر الليل، وجلس هذا الرجل عند أمه يمرضها، فلما أصبح، وإذا القوم قد ساروا، فذهب في أثرهم فتاه!، وكان ذلك في الجبال الحجازية، وسار يمشي حتى ارتفع النهار، فإذا خباء قوم صغير بدو، فذهب إليه فسلم، وسأل أين طريق نجد، فقالوا: طريق نجد وراءك بكثير، لكن انتظر وأنخ البعير، واسترح، وسندلك، يقول: فلما أناخ بعيره، وأنزل أمه من البعير، فما أن وصلت إلى الأرض حتى فاضت روحها!! مع أن هذا المكان لا يدري عنه إطلاقا!، ولا يفكر أن يصل إليه!، لأنه من أهل عنيزة، ولكن الله تعالى قد قضى أن تموت هذه الأم في ذلك المكان، فتاهَ الرجل ليصل إلى المكان الذي علم الله تعالى أن المرأة ستموت فيه، وأمثال هذا كثير].
قصة أخرى يسوقها الشيخ:
[ونؤمن بأنه: {ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ويعلم مستودعها، كل في كتاب مبين}. ........ وحدثني رجل أنه كان عند بئر مطمورة – أي ليس بها ماء – فكان يرى حية تخرج كل يوم في الصباح، وتنصب نفسها كأنها عود، فيقع عليها طائر فتأكله، وهذه الحية كانت عمياء لا تستطيع أن تسعى في الأرض تطلب الرزق، فانظر كيف ساق الله الرزق إليها وهي في جحرها عمياء ولا تستطيع الخروج، إذن ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها].
وقصة أخرى يسوقها الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
[ ... وجاء في الحديث: " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ".
وحدثني من أثق به أن رجلا كان يمنع زوجته أن تتصدق على أي مسكين يطرق الباب!، فطرق الباب مسكين ذات يوم، وقال: إنه عارٍ ليس عليه ثياب، تقيه من البرد، فرقت الزوجة لحاله، - كما رق أبو هريرة -، وأعطته كساء وثلاث تمرات، وكان زوجها نائما في المسجد، فرأى أن القيامة قد قامت، وأن الناس في موج عظيم، وحر شديد، وشمس محرقة، وإذا بكساء يعلو رأسه، وفيه ثلاثة خروق، فرأى ثلاث تمرات جاءت وسدت هذه الخروق، فتعجب وانتبه من نومه مذعورا!، وقص على زوجته هذه الرؤيا، ففهمت الزوجة أن هذه الرؤيا سبب الكساء الذي تصدقت به والتمرات، فقالت له: حدث كذا وكذا، فقال لها: لا تردي مسكينا بعد اليوم، فهذا الرجل نبهه الله عز وجل، وهذا مصداق لحديث: " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة "].
الفائدة 8:
الفرق بين قول الأشاعرة والمعتزلة في صفة الكلام:
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وقالت الأشعرية الذين تذبذبوا بين أهل السنة والمعتزلة قالوا: إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم في نفسه، وما يُسمع فإنه مخلوق خلقه الله تعالى ليعبر عما في نفسه.
فما الفرق إذن بين المعتزلة والأشعرية؟
الفرق: أن المعتزلة يقولون: لا ننسب الكلام إليه وصفا، بل فعلا وخلقا.
والأشاعرة يقولون: ننسب الكلام إليه وصفا لا باعتبار أنه شيء مسموع، وأنه بحروف، بل باعتبار أنه شيء قائم بنفسه، وما يسمع أو يكتب فهو مخلوق؛ فعلى هذا يتفق الأشاعرة والمعتزلة في أن ما يُسمع أو يكتب مخلوق، فالأشاعرة يقولون: القرآن مخلوق، والمعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، لكن المعتزلة يقولون: إنه كلامه حقيقة، كما أن السموات خلقه حقيقة، وقالت الأشاعرة: ليس هو كلام الله تعالى حقيقة، بل هو عبارة عن كلام الله!!، فصار الأشاعرة من هذا الوجه أبعد عن الحق من المعتزلة، وكلتا الطائفتين ظالم، لأن الكلام ليس شيئا يقوم بنفسه، والكلام صفة المتكلم، فإذا كان الكلام صفة المتكلم، كان كلام الله صفة، وصفات الله تعالى غير مخلوقة، إذ إن الصفات تابعة للذات، فكما أن ذات الرب عز وجل غير مخلوقة، فكذلك صفاته غير مخلوقة، وهذا دليل عقلي واضح ... ].
الفائدة 9:
الكلام عن المعية.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .... بل الذي لا يليق بالله تعالى أن نفهم من المعية الاختلاط، والحلول في المكان، كما قالت الجهمية، ولهذا لما ظهر هذا القول المبتدع الضال، صار السلف يقولون: هو معنا بعلمه، ففسروا المعية بلازمها، وهو العلم، على أن لازم المعية ليس العلم فقط، كما صرح بذلك ابن كثير في " التفسير "، وصرح به ابن رجب في " جامع العلوم والحكم "، بل هو معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وقدرته وربوبيته، وغير ذلك من معاني الربوبية، لكن فسرها من فسرها من السلف بالعلم ردا على الجهمية الذين قالوا: وهو معنا بذاته في مكاننا، ولهذا في عبارة السلف – أظنه عبد الله بن المبارك – قال: " ولا نقول كما تقول الجهمية: إنه معنا ها هنا وأشار إلى الأرض "، فيجب أن نعرف أن السلف قد يفسرون الشيء بالمعنى، أي بلازمه حذرا من معنى باطل اتخذه الناس في ذلك الوقت .. ].
الفائدة 10:
كلام جميل ومتين في نزول الرب – سبحانه وتعالى -.
قال – رحمه الله تعالى -:
[(ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا) ... (ينزل) الفعل مضاف إلى الله تعالى، فيكون ينزل هو بنفسه، ولا حاجة إلى نقول: بذاته، - كما ذكرت قبل قليل -، لأن كل فعل أضافه الله إلى نفسه، فهو منسوب إليه نفسه.
(السماء الدنيا) (الدنيا): يعني القربى من الناس، وهي أسفل السموات، ينزل جل وعلا نزولا يليق به سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن نتصور كيفيته، ولو حاول الإنسان أن يتصور كيفيته لأنكره، ولهذا فإن الذين حاولوا أن يتصوروا الكيفية أنكروها، وقالوا: كيف نؤمن بأنه عال ثم ينزل إلى السماء الدنيا، هذا مستحيل!!، فنقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تحاول أن تتصور الكيفية، لأنه نزول يليق به ولا ينافي كماله، والصحابة – رضوان الله عليهم – لما حدثهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا، ما قالوا: كيف ينزل يا رسول الله؟ هل هم لا يعرفون؟! إنهم يعرفون، لكن عندهم من الأدب مع الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ما منعهم من أن يسألوا كيف ينزل].
الفائدة 11:
ضابط الصفات الخبرية.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والإكرام: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وجه الله عز وجل صفة من صفاته، والوجه صفة خبرية، وليس صفة معنوية، ولا فعلية.
والضابط في الصفات الخبرية المحضة، قال شيخ الإسلام – رحمه الله – من صفات الله تعالى ما مسماه أبعاض لنا، وأجزاء لنا.
الوجه مسماه بالنسبة لنا بعض، واليد كذلك، وهذه صفات خبرية محضة، العقل لا يدركها، ولولا أن الله أخبرنا عنها ما علمنا بها].
الفائدة 12:
توجيه التشبيه في قوله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}، التشبيه هنا تشبيه للطي بالطي ... ].
الفائدة 13:
هل يجوز لنا أن ندعو من على من ينكر رؤية الله بألا يرى الله؟!
قال الشيخ – رحمه الله تعالى -:
[ .. هل لنا أن نقول: اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها؟!!
نعم، نحن نقول ما قال هو على نفسه، هو يقول: أنا أحرمهم منها، ولم ندعُ عليهم عدوانا، لأنهم لما أنكروا الرؤية، سيقولون نحن محرومون منها، سواء دعوتم، أو لم تدعوا، وأقول: إن من قال ة: اللهم اجعلهم ممن ينظرون إليك يوم القيامة لكان معتديا في الدعاء، لأنهم يرون أن رؤية الله الله محال.
وهؤلاء لو دعوت لهم، وقلت: اللهم اجعل هؤلاء ممن ينظرون إليك يوم القيامة، فسيقولون: نعوذ بالله!!!، ولقالوا: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية، إنه لا يحب المعتدين}، وإنه معتد في الدعاء، لأنك سألت ما لا يجوز.
وإذا قلت: اللهم احرم من لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، احرمه من رؤيتك، فيقولون: أحسنت، بارك الله فيك، هذا ما نريد!!!.
لكن في ظني أنه في قرارة نفسه، لو قلنا أمامه: أسأل الله أن يحرمك من رؤيته يوم القيامة، سيقشعر جلده، وسينقبض قلبه، وإن كان هو بلسانه لا يصدق، فسوف يرى أن هذا الدعاء عظيم، لأني أدعو به وأنا مؤمن بأن الله يُرى حقا، وإنني إذا قلت: اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها، فسوف يتأثر بلا شك، حتى وإن صمم عنادا].
الفائدة 14:
ثناء الشيخ على كتاب (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب).
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. وقد ألف الشنقيطي – رحمه الله تعالى – صاحب " أضواء البيان " رسالة سماها " دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب " ذكر فيها ما بلغه علمه من الآيات التي ظاهرها التناقض، وجمع بينهما، فليرجع إليها فإنها مفيدة].
الفائدة 15:
من كان علمه قليلا.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ومن توهم التناقض في كتاب الله، أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو بينهما، فذلك إما لقلة علمه، يعني أن علمه قليل، ما راجع، ولا أدرك العلم، ومن كان علمه قليلا فناد عليه بالجهل!].
الفائدة 16:
قصة حمار الفروع!.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. يذكر أن بعض الحفاظ كان يحفظ كتاب الفروع في الفقه لمحمد بن مفلح، أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – وكان – أي ابن مفلح - من أعلم الناس بآراء شيخ الإسلام في الفقه، حتى كان تلميذ شيخ الإسلام ابن القيم يرجع إلى محمد بن مفلح صاحب الفروع فيما يتعلق بفقه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – وكان أحد الطلبة قد حفظ الكتاب من ألفه إلى يائه حفظا تاما، كما يحفظ الفاتحة، ولكن لا يفهم شيئا إطلاقا، فكان طلاب العلم يأتون إليه، لأن الكتب في ذلك الوقت قليلة، يقولون له: ماذا ذكر صاحب الفروع في الفصل الفلاني مثلا، فيسرد عليهم الفصل والباب، وكل شيء، حتى كانوا يلقبونه مع الأسف بحمار الفروع!! لأن الحمار يحمل أسفارا، ولا يفهم معناها، وكان في الحقيقة لا ينبغي أن يوصف بهذا، وكان ينبغي أن يوصف بحافظ الفروع، لكن على كل حال، أقول لكم:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الناس بعضهم يكون قاصر الفهم، يحفظ ولا يفهم].
الفائدة 17:
مسألة التعمق في فهم صفات الله، وصفة الشم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... من ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل، فإن هذا معرك ضنك، وباب ضيق، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب، وأنى لهم ذلك، اللهم إلا بكسره، والكسر معناه الهدم والدمار، فبعضهم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، ويثبت ما ليس بلازم، مثلا: يقول لك: إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، فهل يلزم من ذلك أن الله يشم؟! وهل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف؟ لأن الأنف أداة الشم، وكما ثبت في الحديث أن لله أصابع، فيقول: كم عدد أصابع الله عشرة أو عشرون أقل أو أكثر؟! وكل هذا من التنطع المحرم، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " هلك المتنطعون "، قال ذلك تحذيرا من التنطع، لأن الصحابة أصفى منا قلوبا، وأغزر منا علوما، وأقوى منا فهوما، وأشد منا حرصا، لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم – عن مثل هذا إطلاقا، ولما قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يمل حتى تملوا "، ما قالوا: يا رسول الله: هل الله يمل؟! وأي إنسان يقول: إنهم قالوا: هل الله يمل، نقول له: هات الدليل؛ بل سكتوا وعرفوا المراد، وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك ألا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه.
هذا هو الأدب مع الله ورسوله.
والله الموفق].
الفائدة 18:
هل يجوز أن نسمي ملك الموت بعزرائيل؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. ورد في بعض الإسرائيليات أن اسمه عزرائيل، وليس كذلك، ولهذا لا يحل لنا أن نسميه عزرائيل لعدم ثبوت ذلك عن الله تعالى، أو رسوله عليه السلام، بل نقول كما قال ربنا عز وجل: {ملك الموت}].
الفائدة 19:
كلمة رائقة مهمة للدعاة: ينبغي للداعية أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. وهنا نقرر أنه يجب على الداعية أن يشهر نفسه بأنه يدعو إلى الله لا إلى فرض السيطرة أو إتمام الكلمة أو إبراد الغيرة، لأن هذا خطأ، أي وسيلة يحصل بها المقصود، ولو فيها غضاضة عليك فاعملها، حتى لو شاهدت الرجل يفعل المنكر أمامك، لكن ترجو أن يصلح فاصبر، لأن المقصود ليس أن تطفئ حرارة الغيرة، أو أن تنتقم لنفسك، بل المقصود إصلاح هذا الرجل ودعوته إلى دين الله عز وجل.
لا تكن ممن يدعو لنفسه، بل كن ممن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حتى لو أفضى الحال أن تضحك في وجه هذا الفاسق من أجل إدخال السرور عليه واستعداده لقبول ما تقول، فافعل فإنه لا يضر؛
لقد تنازل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن حق كبير كبير رجاء الإصلاح، وذلك في غزوة الحديبية، حصل من جملة الشروط الثقيلة أن يرد هذا الذي جاء معتمرا إلى بيت الله عز وجل، بينما لو جاء أعرابي من أخبث الناس شركا ليدخل يعتمر، فلا يُرد.
هذه غضاضة عظيمة، والتزم عليه الصلاة والسلام بأن لا يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، أملى على الكاتب اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: ما نعرف الرحمن، اكتب باسمك اللهم، مع أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن؛ ولما قال: هذا ما قضى عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال: لا تكتب: رسول الله!، لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، ولا صددناك، قال: اكتب: محمد بن عبد الله، فكتب؛ ولكنه قال: " والله إني لرسول الله وإن كذبتموني "، حتى لا يفهم فاهم زوال وصف الرسالة له، فتنازل الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن:
1 - الصد.
2 - منع كتابة الرحمن.
3 - منع كتابة رسول الله.
4 - من جاء منهم مسلما وجب أن يرده إليهم، ومن ذهب منا إليهم لا يرد!.
هذا من أثقل ما يكون، ومع ذلك قبل الرسول – عليه الصلاة والسلام -، لأنهم أبوا أن يجروا الصلح إلا على هذا، فما قدموا تنازلا وكانوا معاندين، وقد أقسم عليه الصلاة والسلام – حين بركت الناقة ألا يسألوا خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم، ومن ثم فعل عمر ما فعل نحو هذا الشرط، على كل حال المقصود هو أن الإنسان ينبغي له أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه].
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة 20:
أقسام العلماء.
قال – رحمه الله تعالى -:
[العلماء فيما نرى ثلاثة أقسام:
1 - عالم دولة: وهو الذي ينظر ما تشتهيه الدولة، فيلوي أعناق النصوص إلى ما تريد.
2 - والثاني: عالم أمة: وهو الذي ينظر إلى ما يصلح للناس ويروق لهم، فيحرف النصوص من أجل أن يوافق أهواء الناس، وهذا كثير.
3 - الثالث: عالم ملة: وهو الذي يقول بالملة، وينتصر لها، وهذا الأخير هو العالم الرباني].
الفائدة 21:
موضع يحسن الوقوف عليه.
قال - رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب} هنا يحسن الوقف، ثم تبتدئ فتقول: {وما هو من الكتاب} لأن قوله: {وما هو من الكتاب} رد لقوله: {لتحسبوه من الكتاب}.
وقوله تعالى: {ويقولون هو من عند الله} قف أيضا {وما هو من عند الله} ابتدئ].
الفائدة 22:
معنى {يلوون ألسنتهم}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واللي نوعان:
1 - لي معنوي، وهو التحريف المعنوي.
2 - ليٌّ لفظي، وهو التحريف اللفظي.
وجعل بعض العلماء من اللي اللفظي: أن تتلو النصوص غير القرآنية بتلاوة النصوص القرآنية، يعني مثلا، تقرأ الحديث وكأنما تقرأ القرآن، لأنك إذا قرأت الحديث بنغمة قراءة القرآن أوهم السامع بأنه قرآن، فيدخل ضمن قوله {يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب}.
الفائدة 23:
معنى (ما كان)، و (ما ينبغي) في الكتاب والسنة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وإذا جاء في القرآن {ما كان} فهو نفي: إما لانتفائه شرعا، وإما لانتفائه كونا، وإما لانتفائه شرعا وكونا، المهم أم " ما كان " و " ما ينبغي " و ما أشبه ذلك من التعبيرات في القرآن، تدل على أن الشيء ممتنع غاية الامتناع].
الفائدة 24:
لطيفة تؤخذ من قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله}، وبه الرد على غلاة المتصوفة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... فالرسل – عليهم الصلاة والسلام – ينهون عن الشرك، ويأمرون بالتوحيد وتحقيق التوحيد وإكمال التوحيد، وهم أبعد الناس عن أن يقولوا: كونوا عبادا لنا من دون الله، ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة: أن من ورث الأنبياء لا يمكن أن يقول للناس: كونوا عبادا لي من دون الله تعالى، والعلماء ورثة هم الأنبياء، فلا يمكن لعالم أن يلزم الناس بقوله، لأنه لو ألزم الناس بقوله، فكأنما قال: كونوا عبادا لي من دون الله تعالى، وبهذا نعرف الرد على أولئك المشايخ كبيري العمائم، الذين يغرون شعوبهم، ويستخدمونهم تماما، حتى بلغني أن من المشايخ من يقول: أنا شيخ معصوم، أنا يحل لي أن أتزوج ألف امرأة!!، وفعلا يزوجونه!!!.
بعض المشايخ – من جهة ما يقولون لي – إن عنده خمسين امرأة تزوجا لا تسريا!!، لأنه معصوم، أو لأنه قد وصل إلى الغاية!، ولهذا يقولون: إن عبادة الأنبياء وسيلة، فإنهم لم يصلوا إلى الغاية، فعبادتهم عبادة العوام؛ أما الخواص فعبادتهم خاصة ما يحتاج إلى أمر ونهي!، لأنهم وصلوا إلى الغاية، أرأيت لو سافرت إلى مكة، فالعصا معك، والجمل معك، فإذا وصلت إلى مكة وضعت العصا، وسيبت الجمل،
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
فيقولون: العبادات وسائل إلى وصول الغاية والحقيقة، فإذا وصل الإنسان إلى الحقيقة والغاية فلا أمر ولا نهي، يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، فهذا هو الكفر بعينه].
فائدة 25:
مسألة العذر بالجهل.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزا حكيما}.
هذه الآية فيها رد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، لأنه لو كان الإنسان مجبرا على عمله لكان لهم حجة، سواء بعث إليه الرسل أم لم يبعثوا، لكن بعث الرسل يقطع الحجة، وفيه أيضا رد على من قالوا:: إنه لا عذر بالجهل، لأن الله تعالى قال: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} مفهومه: لولا الرسل لكان للناس على الله تعالى حجة، لأنهم كانوا جاهلين، فالصواب الذي لا شك فيه، والذي تدل عليه الأدلة أن الإنسان معذور بالجهل فيما يفعله، ثم إن كان ينتسب إلى الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو مسلم، وإن فعل ما يكفر إذا لم تقم عليه الحجة، وإن كان لا ينتسب إلى الإسلام فهو كافر، لكنه إذا كانت الحجة لم تبلغه، فإن القول الراجح أنه يمتحن يوم القيامة بما شاء الله عز وجل، ثم إما إلى الجنة، وإما إلى النار].
الفائدة 26:
الرد على من قال: إن إدريس قبل نوح عليهما الصلاة والسلام.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... قوله تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
فذكر الله تعالى أنه أرسل نوحا وإبراهيم، وأن النبوة والكتاب كانت في ذريتهما، وهذا يدل على أنه لا رسول قبل نوح، وبهذا نعرف أن من قال من المؤرخين: إن إدريس كان جد نوح، فهذا قول باطل، لأنه يستلزم أن يكون هناك رسول قبل نوح، وهو مخالف للقرآن؛ وأما السنة فدليلها أن نوحا أول الرسل أنه في حديث الشفاعة المتفق عليه أنهم يأتون إلى نوح،ويذكرونه بنعمة الله، ومنها أنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، وهذا صريح بأن أول الرسل نوح .. ].
الفائدة 27:
عبارة: " الدين صالح لكل زمان ومكان ".
قال - رحمه الله تعالى -:
[ .. ولأنه خاتم النبيين كانت شريعته صالحة لكل زمان ومكان، وليس معناها: أنها تتغير بتغير الزمان، بل معناها: أن من تمسك بها صلح له الزمان في كل وقت، ولهذا قد يتوهم بعض الناس أن معنى صالح لكل زمان ومكان أنها تكيف بتكيف الناس!، وأن الناس إذا كان عندهم عمل كثير يلهيهم عن الصلاة، قلنا لهم: إما ألا تصلوا الظهر والعصر، لأنه وقت عمل!، وإما أن تجمعوهما إلى المغرب والعشاء، كما يوجد بعض العمال الآن، فقد بلغني أن بعض العمال يجمع الصلوات الخمس كلها عند النوم!!، لو قلنا: إن الدين يتكيف لكان هذا صحيحا، ولكن غلط.
معنى قول من قال: إنه صالح لكل زمان: أنه لا ينافي الإصلاح ولا الصلاح في أي زمان كان، تمسك بالدين يصلح لك أمر الدين والدنيا].
الفائدة 28:
أفضل الأنبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن كيف الرد على من استدل بقوله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. وفي يوم القيامة يأتي الناس أكابر الأنبياء لطلب الشفاعة، حتى تنتهي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدل على أنه – عليه الصلاة والسلام – أفضل الرسل ..... ثم إبراهيم، فإن قال قائل: كيف تقول ذلك؟! أو كيف يكون ذلك، وقد قال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}، ومن المعلوم أن التابع أقل درجة من المتبوع؟
فيقال: هنا لا تفاضل، لأن الملتين واحدة، وهي التوحيد، لكن ذكر إبراهيم لأن اليهود يقولون: نحن أولى بإبراهيم!، والنصارى يقولون: نحن أولى بإبراهيم!، فقال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}، وعلى هذا فما خالف هدي الرسول، فقد خالف هدي إبراهيم، فيكون في ذلك إقامة الحجة على من قال: إنه أولى بإبراهيم من محمد – عليه الصلاة والسلام -، ولهذا قال الله عز وجل مصرحا بذلك في قوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم لذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا}، والذين اتبعوه في زمن رسالته، أما بعد بعثة الرسول – عليه الصلاة والسلام – فأولى الناس بإبراهيم محمد – صلى الله عليه وسلم -].
الفائدة 29:
كلام متين جميل للشيخ، يرد فيه على من يدعو الرسول والأولياء.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وكذبوه ضمنا في قوله: {لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}، فصاروا يدعون الرسول – عليه الصلاة والسلام – بأن يجلب لهم الخير، ويدفع عنهم الشر، ويقولون: هذا من تعظيمه!!، هذا من محبته!!؛ وإذا نُهوا عن ذلك، قالوا للناهي: أنت تبغض الرسول!، وأنت منتقص للرسول – عليه الصلاة والسلام – وما أشبه ذلك!، فأي الفريقين أحق بالصواب؟ النافي؛ أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول – عليه الصلاة والسلام -، لأنه كذبه، ووقع فيما نهى عنه حيث قال: لا تغلوا في، ولكنه أبى إلا أن يغلو في الرسول – عليه الصلاة والسلام -.
فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
{فإنما عليك البلاغ} فقط، {والله بصير بالعباد}، {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد}، فوظيفتهم البلاغ، أن يبلغوا ما أنزل إليهم.
أما أن ينفعوا الناس أو يضروهم فلا.
لكن يأتي إنسان مشبّه للعامة يقول: الرسول نفعني، فقد دلني على الخير، وبيّن لي الخير، وحذرني من الشر، وبيّن لي طرق الشر فنفعني، فما الجواب؟
نقول: هذا للرسول ولغيره، حتى العلماء يفعلون مثل ذلك، لكن هل يماك الرسول أن يوفقك أن تهتدي؟! لا يملك، وهذا هو بيت القصيد أن الرسول لا يملك، أما أن يبلغ الرسالة فهو يملك هذا كغيره، حتى العلماء يملكون ذلك الشيء، لكن يملك أن يوفقك ويهديك؟! كلا، لكان استطاع أن يهدي عمه الذي دافع عنه، واستمات في المدافعة عنه، ما ملك أن ينفعه، وهو يدعوه عند موته في أضيق ما يكون، ويقول له: " قل لا إله إلا إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله "، فعجز الرسول عن ذلك.
فكان آخر ما قال به أبو طالب: إنه على ملة عبد المطلب].
الفائدة 30:
كل مسألة تتعلمها فهي إكرام من الله تعالى.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. الرسالة من أكبر النعم بعد الهداية للإسلام، وحينئذ نقول: من ورث الأنبياء في علمهم، ودعوتهم إلى الله، واستقامة حاله، فقد أكرمه الله تعالى، بل كل مسألة يمن الله عليك بعلمها فهي إكرام من الله تعالى لك، لأنك زدت على الجاهل مرتبة.
فيجب على طالب العلم أن يشعر بأن الله تعالى أكرمه بما منّ عليه من طلب العلم، كما أكرم الرسل بالرسالة].
الفائدة 31:
معنى قوله تعالى: {أكملت لكم دينكم}.
قال – رحمه الله تعالى –
[{أكملت لكم دينكم}، أي: جعلته كاملا، وليس المعنى أنني ختمته، لأنه قد نزلت آيات بعد هذه الآية].
الفائدة 32:
من اعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله.
قال الشيخ – رحمه الله تعالى -:
[ .. من يعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله، ويجعله قانونا مشروعا يرجعون إليه عند التنازع، دون الرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم هو يصلي ويصوم ويزكي، نقول: إنه كافر، ولو صلى، وصام، و لو زعم أنه مسلم، لأنه آمن بعض، وكفر بعض].
يتبع .......
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 06:26]ـ
الفائدة 33:
كفر من ادعى النبوة، وكفر من صدقه.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستندين إلى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}، وبهذا نعرف أن مسيلمة كذاب، والذين جاءوا بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقولون: إنهم أنبياء كذابون أيضا، وما أكثر ما يوجد في بعض البلدان الإسلامية من يخرج ويقول: إنه نبي يوحى إليه.
أنا أسمع أنه يوجد الآن في أفريقيا، وفي آسيا أناس يدّعون هذا!، هؤلاء نقول: إنهم كفرة، ومن صدقهم فهو كافر].
الفائدة 34:
الرد على الرافضة في ادعائهم حب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
قال – رحمه الله تعالى –
[ ... علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كان يعلن على منبر الكوفة – وهو أمير المؤمنين – يعلن صراحة بأن خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر.
والعجب أن الرافضة يدّعون ولايتهم لعلي، وهم يكذبون علي بن أبي طالب، لأنه إذا قال: خير هذه الأمة أبو بكر، ثم عمر، وهو قد بايع أبا بكر، وبايع عمر، يعني أنه كذاب فيما يقول، وأنه منافق، لأنه بايع على خلاف ما في قلبه، وهذا أكبر طعن في علي بن أبي طالب، ويدّعون أنهم أولياؤه، وما كانوا أولياؤه، إن أولياؤه إلا المؤمنون].
الفائدة 35:
ذكر الأدلة على أحقية أبي بكر الصديق بالخلافة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق – رضي الله عنه، نؤمن بهذا، أنه أفضلهم، وأنه أحقهم بالخلافة؛ أما كونه أفضلهم، فلأن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل: أي الرجال أحب إليك؟ قال: " أبو بكر " صراحة؛ وقال علنا على المنبر: " لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر "؛ والخليل هو صافي المحبة البالغ ذروتها، ولهذا امتنع الرسول – عليه الصلاة والسلام – أن يجعل له من أمته خليلا، لأن قلبه قد امتلأ بمحبة الله عز وجل.
ونؤمن كذلك بأنه أحقهم بالولاية، لوجود شواهد:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في إمامة الصلاة، والصلاة أفضل شعائر الإسلام، فجعله خليفة له عليهم في أعظم شعائر دينهم وهي الصلاة، فكيف لا يكون خليفة بأمور دنياهم.
ثانيا: أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في قيادة الحجيج سنة تسع من الهجرة، حيث جعله الأمير على الحجاج، والحجاج كما تعلمون دائرتهم أوسع مما في المدينة، فجعله هو الأمير عليهم.
ثالثا: أن الرسول قال: " لا يبقى في المسجد باب إلا سُد إلا باب أبي بكر "؛ مما يدل على أنه الخليفة بعده، حتى يسهل وصول الناس إليه، لأن بابه في المسجد، وحتى يسهل وصوله أيضا إلى الناس.
رابعا: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لامرأة أتته في حاجة، فوعدها القادم، فقالت: أرأيت إن لم أجدك؟! قال: " فأت أبا بكر " وهذا كالنص الصريح على أنه الخليفة من بعده.
وأيضا قال – صلى الله عليه وسلم -: " يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر ".
والأدلة على هذا كثيرة.
فلا شك أن أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – هو أفضل الأمة، وأحقهم بخلافة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
الفائدة 36:
الحسن – رضي الله عنه – هو حقيقة الذي فدى الناس بتنازله عن الخلافة، وهو أفضل من الحسين – رضي الله عنه -.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أشار إلى ذلك في قوله للحسن: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين "، فنال السيادة في الدنيا والآخرة، - رضي الله عنه -، وأخوه الحسين شاركه في السيادة في الآخرة، حين قال الرسول – عليه الصلاة والسلام -:
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "، ولكن السيادة في الدنيا والآخرة إنما هي للحسن – رضي الله عنه -، وهو أفضل من الحسين بلا شك، لما له من الآيات الفاضلة، والمنة على المؤمنين عموما، حيث تنازل عن الخلافة التي يسعى إليها أكثر الناس، تنازل عنها من أجل الإصلاح، وحقن الدماء، فهو حقيقة الذي قد فدى الناس بتنازله عن الخلافة، فجزاه الله خيرا عن أمة محمد.].
الفائدة 37:
حجة عقلية في ترتيب الأفضلية بين الخلفاء الراشدين، نوقش فيها الشيخ.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وما كان الله تعالى – وله الحكمة البالغة – ليولي على خير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه، وأجدر بالخلافة، هذا احتجاج بمقتضى الحكمة، وقد ورد فيه نقاش، فبعض العلماء أو بعض الإخوان يقول: أليس قد وُلّي على المسلمين في الخلافة، وفيهم من هو خير منه؟! نقول: بلى، لكن ليس في زمن خير الأمة، صحيح أنه ولي بعد الخلفاء الراشدين على الأمة الإسلامية من ليس هو خير الأمة، لكن نحن نتكلم على خير الأمة، فما كان الله ليولي على هذا الشعب المختار رجلا، وفيهم من هو خير منه، لأن هذا تأباه حكمة الله – عز وجل، وأما بعد ذلك، فلا شك أن من الخلفاء من هو أدون، وأدون بكثير من كثير من الشعوب].
الفائدة 38:
مسألة مهمة ينبغي أن نتنبه لها متعلقة بالتفضيل بين الصحابة، والمناقب: الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، المفضول من هؤلاء ربما يكون له خصيصة يتميز بها عن غيره، لكن الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق، وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها، حتى تزول عنا إشكالات كثيرة، الفضل المطلق شيء، والمقيد شيء، فلا يتعارضان، فلا يلزم من ثبوت الفضل المقيد أن يثبت الفضل المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق بأن ينتفي الفضل المقيد، فمثلا من الصحابة من له ميزة خاصة، فمثلا: الشيطان يفر من عمر، ولكنهم لم يلمسوا ذلك في أبي بكر، مع أن أبا بكر أفضل منه؛ عثمان – رضي الله عنه – قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما جهز جيش العسرة: " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم "، وقال: " من يشتري بئر رومة، وله الجنة "، اشتراها عثمان، وتزوج عثمان اثنتين من بنات الرسول – عليه الصلاة والسلام -، ولم يحصل ذلك لغيره، فله ميزات، ولا نقول: إنه يلزم من ذلك أن يكون أفضل من عمر، لأن عمر فضله مطلق، وهذا فضل مقيد؛ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – له ميزات أيضا، قال النبي – صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم – يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ".
فميزه بالمحبة، وبأن يفتح على يديه، وحين سأل عنه، قالوا: إنه يشتكي عينيه، فأمر به، فأتى، فبصق في عينيه فبرأ، كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية، وقال: " انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم "؛ هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر، ولا لعمر، ولا يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما، كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك، وجزع – رضي الله تعالى عنه -،قال: تخلفني في النساء والذرية، أو كلمة نحوها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "؛ وهذه خصيصة له، لأنه خلفه في أهله، كما خلف موسى هارون في قومه، بل أعظم من ذلك، أمر النبي – عليه الصلاة والسلام – من أدرك أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء، وهذه الخصيصة لم تصر لأحد من الصحابة، مع أن الصحابة أفضل من أويس، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم أفضل من أويس بلا شك، و لكن هذه خصيصة له، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر، ولا من عمر، ولا من عثمان، ولا من علي، ولا من غيرهم أن يدعوا له؛ ولا نقول: إن هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل؛
بل إن الرسول أخبر بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة، ولا يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة، فهذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك، وأيضا ربما تُتخذ هزوا، فتصبر وتتحمل، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة.
وهذه الفائدة تنفعنا أن الفضل منه مطلق، ومنه مقيد، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق ألا يكون للمفضول فضل مقيد].
الفائدة 39:
لماذا أخر الإيمان في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.
قال – رحمه الله تعالى –
[ ... فإذا قال قائل: لماذا أخر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ لأن الإيمان بالله يكون منهم ومن غيرهم، حتى الأمم السابقة تؤمن بالله، لكن الميزة العظيمة التي حصلوا بها على هذه الفضيلة، وهي الأمر بالمعروف، والنهي المنكر].
الفائدة 40:
كلما بعد العهد بالرسالة، ضعفت الفضيلة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[يقول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وكلما بعد العهد بالرسالة ضعفت الفضيلة، وهذا يؤخذ من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – حين شكا إليه الناس ما يجدونه من الحجاج بن يوسف الثقفي؛ قال: إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " لا يأتي على الناس زمان، إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ".
الفائدة 41:
توجيه حديث: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ... ).
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم .. ، نؤمن بذلك لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله "، وهذه بشرى سارة لهذه الأمة، أنه لن يعدم الحق منها جميعا، بل لابد أن يكون فيها من هو على الحق ظاهر، بمعنى أنه يبين الحق ويوضحه، ولا يلزم من ذلك أن يكون منتصرا، بل هو منصور، ولكنه ليس بمنتصر، بمعنى: أنه قد يكون ليس عنده القدرة على الجهاد، إلا أنه معصوم من أن يُقضى عليه، والواقع شاهد بذلك والحمد لله تعالى، فإن الأمة الإسلامية لم تزل فيها طائفة منصورة على الحق إلى الآن، وإلى أن يأتي أمر الله، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبر، وخبره – صلى الله عليه وسلم – صادق، ولا يمكن أن يتخلف، وهذه الأمة أو الطائفة هم أهل السنة والجماعة].
الفائدة 42:
الطعن في الصحابة الكرام، طعن في أربع جهات.
قال – رحمه الله تعالى -:
(يُتْبَعُ)
(/)
[ .. ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم وجوبا، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأما أن ننشر مساوئهم بين الناس، ونقول: فلان فعل كذا، وفلان فعل كذا، فلا شك أنه محرم، لأنه إذا كان ذلك حراما بالنسبة لغيرهم، فكيف بالنسبة لهم، والطعن في الصحابة في الواقع يتضمن الطعن في أربع جهات:
أولا: طعن فيهم، وهو واضح صريح.
الثاني: أنه طعن في الشريعة، لأنهم الواسطة بيننا وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فهم الذين نقلوا الشريعة إلينا، فإذا طعنا فيهم صارت الشريعة مشكوكا في صحتها، وعزوها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم.
الثالث: أنه طعن في الرسول – عليه الصلاة والسلام -، وذلك أن من كانوا أصحابه على جانب من الفسق والفجور، فإن ذلك قدح في مقامه، إذا كان العرف بين الناس الآن أن الرجل الشريف إذا كان أصحابه ومن حوله قد طُعنوا بالفسق والفجور وغيرها، فلا شك أن هذا قدح فيه، وإن لم يكن مثلهم في الفجور والفسق، لكن كان على الإنسان الشريف أن يصطحب أناسا شرفاء، أما أن يصطحب أناسا على جانب من الفسق والفجور، فهذا لا شك أنه عيب فيه، وإن لم يكن على شاكلتهم من الفجور وغيرها.
رابعا: طعن في جانب الرب عز وجل، فإنه طعن في حكمته أن يهيأ لهذا الرسول الكريم الذي هو أفضل الخلق عند الله عز وجل أناسا فجرة كفارا فساقا، كما يقول الرافضة في أصحاب الرسول – عليه الصلاة والسلام – إلا نفرا قليلا من أهل البيت].
الفائدة 43:
لا يجوز أن نقرأ خلاف الصحابة، وفتنهم على العامة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وجب علينا أن نكف عن مساوئهم، وألا نظهرها للناس، حتى لو فرضنا أن إنسانا يقرأ في " البداية والنهاية "، وأتى على وقعة الجمل، أو صفين، أو غيرها، ما يخدش كرامة الصحابة عند العامة الذين لا يفهمون، فالواجب ألا نقرأ، أما إذا كنا نريد أن نقرأها على طلبة العلم لنمحص ما فيها مما دخلها من الزغل والكذب، فإنه لا بأس، بل قد يجب].
الفائدة 44:
طريقة القرآن إذا ذكر مفضلا، ومفضلا عليه: ذكر المنقبة العامة للجميع.
قال – رحمه الله تعالى -:
[سبحان الله تعالى!، في القرآن الكريم لما ذكر فضل من أنفق قبل الفتح وقاتل، فإنه قد يذهب القلب إلى التنقص من حق المُفضل عليهم فقال: {وكلا وعد الله الحسنى}، وإن اختلفوا في الفضل؛ وهذه طريقة القرآن: أنه تعالى إذا ذكر مفضلا، ومفضلا عليه، ذكر المنقبة العامة للجميع؛
قال الله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان} قد يبدر إلى الذهن التنقص من حق داود، فقال عز وجل دفعا لهذا {وكلا آتينا حكما وعلما}، ثم ذكر منقبة خاصة له في مقابل قوله تعالى: {ففهمناها سليمان}، فقال عز وجل: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن}].
الفائدة 45:
مراحل حياة الإنسان، وغلط من يقول: إن المثوى الأخير هو القبور.
[الإنسان له مراحل:
المرحلة الأولى: في بطن أمه.
الثانية: في الدنيا.
الثالثة: في البرزخ.
الرابعة: يوم القيامة، فهي المرحلة الأخيرة، ولهذا يغلط من يقول في الميت: إنه نقل إلى مثواه الأخير، فإن هذا لو كان الإنسان يعتقده تماما لكان كافرا، لأن من قال: إن المثوى الأخير هي القبور، فقد أنكر البعث، ويكون كافرا، ومع الأسف أن هذه الكلمة شائعة بين الناس، فكثير ما نسمع في الصحف، وغير الصحف يقولون: انتقل إلى مثواه الأخير، وهذا غلط، المثوى الأخير: إما الجنة، وإما النار].
الفائدة 46:
بطلان قصة نصيحة إبليس لأبوينا آدم وحواء في تسمية ولدهما بعبد الحارث.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ورد عن ابن عباس أو غيره أن حواء لما حملت، أتاها الشيطان، وقال لها ولآدم: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، سمياه عبد الحارث أي: الولد، وإلا فسيخرج ميتا، وفي النهاية سمياه عبد الحارث.
هذه القصة لا شك أنها مكذوبة، كيف تسلل إليهما ليقبلا كلامه، ويقول لهما: أنا صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة؟!! أهذا كلام متوسِّل متضرع لقبول قوله؟!! أم هذا مما يوجب النفور من قوله؟!! الثاني بلا شك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا لو كان آدم فعل ذلك – وحاشاه منه – لكان شركا، والشرك أعظم من الكبائر فضلا عن الصغائر، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر مما يحتج بأكله من الشجرة، وأظن أنا ذكرناها في " شرح كتاب التوحيد " وذكرنا حوالي ثمانية أوجه تدل على بطلانها].
الفائدة 47:
هل الصراط طريق حسن واضح، أو أنه أدق من الشعرة، وأحد من السيف؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[في هذا خلاف بين علماء أهل السنة، منهم من قال بالثاني، ومنهم من قال بالأول، وليس هناك أدلة واضحة تفصل بين القولين، فمعتقدنا في ذلك أن نقول: الله أعلم، لكن نؤمن بهذا الصراط].
الفائدة 48:
عصاة الموحدين هل يدخلون نار الكافرين،أو في نار أخرى؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. في هذا قولان للسلف:
منهم من قال: إنه يكردس في نار جهنم التي هي نار الكافرين، لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار، لأن الله تعالى حرم على النار أن تأكل أعضاء السجود، يعني: الجبهة والكفين والركبتين وظهر القدمين، لكن بعض العلماء يقولون: إنها نار ليست كالنار الأم، وهي النار التي تفنى، أما النار التي هي النار الأم فلا تفنى، وهذا ظاهر كلام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في " الوابل الصيب "، أن النار التي تفنى هي نار المعذبين بذنوبهم فقط، لا نار الكافرين، فنار الكافرين لا تفنى، وأشد مرارة، هذا قول بعض العلماء.
والقول الثاني: أن هؤلاء الذين يكردسون في النار عند مرورهم على الصراط يكردسون في نار جهنم، لكن الله على كل شيء قدير، يمكن أن تكون نار جهنم لهؤلاء بردا وسلاما، ولهؤلاء شديدة الحرارة، إنما نحن نؤمن بأن هذا الصراط على جهنم، وأن الناس يعبرون عليه، وأن منهم من يكردس ويلقى في النار، وظاهر النص أنها النار التي للكافرين، لكن من الجائز أن تكون سلاما وبردا على غير الكافرين، والله على كل شيء قدير].
الفائدة 49:
شهيد، شيخ، إمام، ألقاب صارت رخيصة!!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. كل من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد، لكن لا تقل: فلان شهيد، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية، أو عصبية، وما أشبه ذلك.
لكن مع الأسف الشديد، إن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة، كما صارت كلمة شيخ، فالآن كلمة شيخ رخيصة، يعني يقال للإنسان الذي لا يعرف كوعه من كرسوعه يقال له: شيخ.
وتجده يجلس في مجلس كله عوام، ثم يقوم يتكلم بكلام فصيح بين، وعن شجاعة، فيقولون: هذا عالم، لا نظير له، فيكون عندهم شيخ الشيوخ.
وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام، الآن لو صنف الإنسان كتابا مختصرا من أبسط ما يكون، قالوا: هذا إمام!!، سبحان الله تعالى! الإمام لابد أن يكون عالما كبيرا متبوعا، وليس كل إنسان يؤلف يسمى إماما، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا، صارت الألقاب تشوش، فعندما تقرأ كتابا صغيرا لأحد المؤلفين، وتقول: قال الإمام فلان ابن فلان! ماذا يظن السامع؟، يظن أنه إمام من أكابر العلماء، وهذا لا يجوز، أن نصف الإنسان بما لا يستحق، لأن هذا فيه شيء من الكذب.
كذلك أصبح يقال لمن قتل نفسه: إنه شهيد!، والذين يضعون المتفجرات في بطونهم، ويموتون بها!، يقال عند بعض الناس: إنه شهيد، ونحن نقول: إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم، لكننا ما نعيِّنُه، ونبرأ إلى الله تعالى من هذا، لكن نقول: كل إنسان قتل نفسه، فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم؛ أما الرجل الذي قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا الحق، فهذا لا يعذبه الله عز وجل.
أرأيت أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا، فقال المشرك: لا إله إلا الله، فقتله أسامة متأولا، يظن أنه قالها تعوذا من القتل، وخوفا منه، فلو وقع لنا مثل هذا، لكنا نظن كما ظن أسامة!، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبخه، وقال له – وجعل يكررها -: " قتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله "، حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ!، حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام.
إذن الشهادة أمر مهم خطير جدا، فإذا فعل الإنسان فعل مؤمن تقي، تقول: أحسبه كذلك، والله حسيبه، وأرجو له التوفيق، وأرجو له الجنة، وأرجو له الثواب، حتى تسلم والحمد لله؛
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول: هل يضره إذا لم نشهد له أنه شهيد، وكان شهيدا عند الله تعالى؟! لا يضره.
وهل ينفعه إذا شهدنا له أنه شهيد، وهو ليس شهيدا عند الله؟ لا.
إذن ما الفائدة في أن نُعَرّض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس].
الفائدة 50:
هل نشهد للكافر المعين الذي مات بالنار؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[نقول: كل كافر في النار، وكل مشرك شركا أكبر في النار، وكل منافق في النار، هذا عموم نشهد به.
الآن يوجد رؤساء كفرة يموتون، مثل رئيس اليهود الذي قتل، والذي مات، فهل نشهد بأنه بعينه في النار؟
أنا أرى الاحتياط وبراءة الذمة أن لا نشهد.
ولكن ليست شهادتنا لهذا بالنار في التحرز منها، كشهادتنا لكافر معلن للكفر، لكنه ما مات على الكفر، فهذا ربما يُهْدى فيما بعد، أما إنسان مات على الكفر نشهد أنه إلى آخر لحظة من حياته ما علمنا أنه أسلم، فالشهادة بالنار لهذا قريبة، لكن مع هذا نقول: الاحتياط ألا تشهد، فإن شهادتك له بالنار إن كان ليس من أهلها لن تؤثر، وإن كان من أهلها فلا حاجة لشهادتك هو من أهل النار، لهذا نرى الشهادة بالنار لكافر على قيد الحياة لا تجوز، لا شك، لاحتمال أن يسلم، وكم من كافر أسلم، أما إذا مات على الكفر، ولم نعلم أنه قال يوما من الدهر: لا إله إلا الله، فهذا أيضا لا نشهد له بالنار احتياطا، ومعلوم أن الحكم الاحتياطي ليس كالحكم المجزوم به].
الفائدة 51:
الكافر لا يفتن في القبر!، وإنما المنافق.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. "فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد، وأما الكافر فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "
الحديث ورد بلفظ: " وأما الكافر أو المنافق "، وإذا طبقت هذا الجواب وجدته ينطبق على المنافق، فالمنافق لا يستطيع أن يجيب، حتى وإن كان يجيب به في الدنيا بأفصح عبارة، فإنه في القبر يقول: " ها ها لا أدري "، وفكر في قوله: " ها ها " تجد كأنه يعلم الشيئ، ولكن نسيه، أو عجز عن النطق به، وهذا يكون أشد حسرة مما لو كان لم يعرفها، مثلا: لو ضاع منك مائة ريال كان ذلك أشق عليك مما لو كنت لم تملكها مهن قبل، فهكذا العلم إذا أضعته بعد حصوله، صار أشد عليك مما لو لم تدركه أولا.
إذن الذي يظهر لي أن الذي يُسأل المؤمن والمنافق، أما الكافر فلا يسأل، لأنه لا حاجة لسؤاله، فالامتحان إنما هو للاختبار، والكافر ساقط من أصله، فلا يُسأل؛ ولذلك يوم القيامة لا يحاسبون، وإنما تنشر أعمالهم ويجزون بها، ويقال: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}؛ لكن لو ثبت عن الرسول – عليه الصلاة والسلام – ثبوتا صريحا لا شك فيه أن الكافر يسأل، فنقول: سمعنا وصدقنا وآمنا.
أمَاَ ولفظ الحديث هكذا: " سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "، فإن ذلك يكون جوابَ من قال ذلك، وهو المنافق الذي لم يدخل الإيمان في قلبه، ثم المعنى يقتضي ألا يُسأل الكافر أيضا، لأن السؤال للاختبار والامتحان، والكافر ساقط من الأصل، مثل طالب لا يحصل في كل الدروس إلا على صفر، فهذا لا نختبره، لكن طالب فيه احتمال، فهذا هو الذي يُسأل.
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة].
الفائدة 52:
توفيقك لشكر نِعَم الله نعمة تستحق الشكر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. قال بعض العلماء: إن توفيقك للشكر نعمة تستوجب الشكر، لأن كثيرا من الناس حُرم الشكر، فإذا أنعم الله عليك، ووفقك لشكر النعمة واستعمالها في طاعة، فهذه نعمة تحتاج إلى شكر؛ وفي هذا يقول الشاعر:
إذا كان شكري نعمةً اللهُ أنعمها**عليَّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله **وإن طالت الأيام واتصل العمر]
الفائدة 53:
عذاب القبر يشبه تواتر القرآن!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. أما السنة فقد تواترت بذلك (أي: عذاب القبر) تواترا لا نظير له، فكل مسلم يقول في صلاته: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك، ولأن جميع الأحاديث الواردة في التواتر لا يمكن أن تكون كأحاديث عذاب القبر، لأن عذاب القبر كل الناس يستعيذون منه في صلاتهم، فهذا يشبه تواتر القرآن الذي يقرأه الصغير والكبير].
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة 54:
قراءة بعض الشباب ما يتعلق بأوصاف الحور العين وما يتعلق به من ذكر مفاتنهن!
السؤال:
بالنسبة لوصف الجنة ونعيمها، يوجد بعض الناس، وخاصة بعض الشباب، من يكثرون في قراءة ما يتعلق بأوصاف الحور العين، خاصة ما ذكره الإمام ابن القيم في " نونيته "، مما يثير شهوتهم، ومع ذلك إذا نُصِحوا، يقولون: نحن نتصبر بهذا!! فهل هذا له وجه؟ أم أنهم يُنصحون بالابتعاد عن هذا؟
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[ما أرى هذا، ولِمَ لا يرون النار أيضا ووعيدها؟!! الناس الآن هم إلى ذكر الوعيد أحوج منهم إلى ذكر الوعد، لأن أغلب الناس قد فتنته الدنيا، فيحتاج إلى كابح، فالناس ليسوا مقبلين الآن حتى نذكر لهم الأشياء التي تحثهم على التقدم، الناس الآن مدبرون إلا ما شاء الله؛ فهنا نرى أن الإنسان إذا أراد أن يرجح أحد الجانبين عن الآخر، الترغيب أم الترهيب، نرى في الوقت الحاضر أن يقدم الترهيب، على أني لا أوافق على هذا، لكن أقول: إذا كان ولابد، والذي ينبغي أن نسلك طريقة القرآن: ترغيب وترهيب، أما ما ذكره ابن القيم في وصف الحور العين، وتشبيهها، وما شابه وقال:
إذا انحدرت وجدت أمرا هائلا!
هذا ما ينبغي أن يقال، خصوصا عند الشباب].
الفائدة 55:
مذهب الأشاعرة في القدر لا يمكن أن يتصوره إنسان!!.
سؤال:
هل يصح القول: إن مذهب الأشاعرة هو مذهب أهل السنة في باب القدر؟!
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[لا، أبدا، مذهب الأشاعرة في باب القدر يشبه مذهب الجبرية، بل هو في الحقيقة مذهب لا يمكن أن يتصوره الإنسان!، يقولون: الله خلق الفعل، وفعل العبد كسبه!، سبحان الله، كيف هذا؟!! لكنهم يتناقضون مثلما تناقضوا في الكلام، وهو أعظم من هذا، قالوا: إن الله يتكلم، ولكن كلامه في نفسه، وما سمعه جبريل فهو مخلوق!!].
السائل:
يعني الكسب هنا يشبه ماذا؟! نفهم إيش معناه؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ما أنت بفاهمه!!، ما أنت بفاهمه!!، حتى هم يقولونه، ولا يفهمونه!!، ولهذا يقولون: ثلاثة أشياء ما لها أصل، أو ما لها معنى: من جملتها الكسب عند الأشعري!].
الفائدة 56:
مراتب القدر.
قال رحمه الله تعالى –:
[ .. والمراتب الأربع هي:
1 - العلم. 2 - الكتابة. 3 - المشيئة. 4 - الخلق.
جُمعت هذه المراتب الأربع في بيت:
علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُهُ ** وخلقُهُ وهو إيجاد وتكوين].
الفائدة 57:
مشيئة الله نوعان.
قال - رحمه الله تعالى -:
[ ... ونحن بدأنا بالعلم – أي في مراتب القدر – لأنه هو السابق، فإن الله لم يزل، ولا يزال عليما، ثم بالكتابة لأنها بعده، ثم بالمشيئة لأنها بعد ذلك، ولكن لاحظ أن المشيئة – مشيئة الله للأشياء – فيها شيء مقارن، وفيها شيء سابق، الشيء السابق: هو أن الله عز وجل بعلمه القديم شاء كل ما أراد أن يفعله من الأصل، لكن المشيئة المقارنة هي مرادنا هنا، وتكوين المشيئة المقارنة عند الفعل: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}، وبعد المشيئة يكون الخلق، ولهذا يجب على الطالب إذا أراد أن يذكر المراتب أن يذكرها مرتبة].
سؤال:
المشيئة بعد الكتابة، مع أن الكتابة لا تكون إلا بمشيئة الله عز وجل!!
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[المشيئة نوعان: مشيئة سابقة، وهذه تابعة للعلم، ومشيئة مقارنة للفعل، وهذه مقارنة للفعل، يعني قد شاء الله – مثلا – أن يفعل العبد كذا، وكذا، في يوم كذا، وكذا، في ساعة كذا، كذا، في بلد كذا، وكذا، هذا شاءه من قبل، وهو كائن في علمه عز وجل، لكن المشيئة الحادثة التي يكون بها الفعل متأخرة عن الكتابة].
الفائدة 58:
قول بعض الناس: ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بالأشاعرة!!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. إن بعض الجهال والمعاندين يقولون: ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بمذهب الأشاعرة، سبحان الله!! مذهب الأشاعرة الباطل يُبطل به الباطل!!!؛ لكن يدفعون بالكتاب والسنة].
الفائدة 59:
قول: هذا بفضل الله ثم بخبرتي.
السؤال:
هل يجوز للرجل أن يقول بالنسبة للنِّعم التي عنده، مثلا: مال كثير، أن يقول: أوتيته بفضل الله عز وجل، ثم بخبرتي، أو مثل هذه الأمور ينبغي دائما أن يحيلها على الله؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال – رحمه الله تعالى -:
[لا بأس أن يقول هذا بشرط: ألا يُغَلّب قولَه: بخبرتي، على قوله بفضل الله، لأن بعض الناس قد يقدم فضل الله لفظا!، لكن في قلبه أن الخبرة أبلغ في حصول هذا الشيء، فإذا كان يخشى على نفسه من ذلك فلا يقوله، وإذا كان يريد أن يقول: بخبرتي من أجل أن يحث الناس على فعل الأسباب، كان هذا خيرا].
الفائدة 60:
التكبر على المتكبر!
السؤال:
التكبر على المتكبر جائز؟
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[هذا لا يجوز، ولكن إذا قال: المعزر للمتكبر محمود؟
يجوز أو لا، أسألك!].
السائل:
يجوز.
الشيخ: [المعزر يعني المؤدب، المعزر للمؤدب محمود؟ هه.
السائل:
لكن المتكبر متكبر!
الشيخ: [لا يجوز على المتكبر، ولا التكبر على المتكبر أبدا، لكن إذا كان لك السلطة والتأديب، فلان مؤدب للمتكبر محمود].
السائل:
لكن هو يمر ولا يسلم!، فهل إذا مررت أنا عليه أسلم؟!
الشيخ: [إي نعم سلم، وإلا فهل إذا صعّر لك خده، تصعر خدك له؟!!!].
الفائدة 61:
هل نفعل كفعل الرجل من بني إسرائيل حينما رمى دين الرجل في زجاجة في البحر، وقال: اللهم إنك أنت كنت الكفيل .. ؟
السؤال:
هل يعمل بما ورد في الصحيح من أولئك الرجلين من بني إسرائيل اللذين استدان أحدهما من الآخر، ثم لم يجد سببا لأن يوصل له دينه في وقته، فرماه في البحر متوكلا على الله، خاصة إذا كان مبلغا كبيرا؟!
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[الآن هناك وسائل].
السائل:
إذا انقطعت السبل؟
الشيخ: [إذا انقطعت السبل بالكلية، فليسلك أقرب الطرق وليدعُ الله، الاعتماد على الدعاء المحض بدون فعل الأسباب، هذا إذا انقطعت الأسباب، والله تعالى قد يوصله بما شاء، عن طريق الملائكة أو غيرها، لكن ما دام العبد يمكنه أن يفعل الأسباب، فهو مأمور بها].
الفائدة 62:
اللوح المحفوظ.
قال – رحمه الله تعالى -:
[اللوح المحفوظ، يعني المحفوظ عن الأيدي، المحفوظ عن التغيير، لوح لا يناله أحد، ولا يتغير ما فيه، ولا ندري هل هذا اللوح من خشب أو من حديد أو من فضة أو من ذهب أو من نور، الله أعلم، ولكن نؤمن بأنه لوح محفوظ، كتب الله فيه مقادير الخلق، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ولا نعلم كيفية الكتابة].
الفائدة 63:
الرد على الجهمية في استدلالهم بقوله تعالى {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} على أن القرآن مخلوق.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. والعجب أن الجهمية استدلوا بهذه الآية الكريمة على أن القرآن مخلوق، وهذا الاستدلال باطل، لأن المخلوق منفصل بائن عن الخالق، إذ إن المخلوق يستلزم ثلاثة أشياء: خالق، وخلق، ومخلوق، فالمخلوق إذاً ليس من صفات الخالق، أما الذي من صفات الخالق الخلق، فهل القرآن شيء بائن منفصل، يعني محسوسا ينظر بالعين؟
أو هو كلام من صفات المتكلم؟ الثاني؛ إذاً كيف تقولون: إن الله خالق القرآن؟!!
لا يمكن أبدا، بل القرآن وصفه، لأنه كلامه، ووصف الإنسان ليس من مفعولاته، فمثلا: أعطيتك تمرة، أكلتها، فهل فعلك هو التمرة؟ لا، ولكن التمرة مأكولة، والأكل غير المأكول، وهل أنت الأكل؟! لا، أنت آكل، ومضغك أكل، والممضوغ مأكول.
إذا فيجب على الإنسان أن يفرق بين المفعول البائن، وبين الفعل الذي هو وصف الفاعل، فالقرآن كلام، والآية لا تدل على أن القرآن مخلوق، لأن الله تعالى قال: {خالق كل شيء}، أي: فيلزم أن يكون المخلوق بائن منفصل].
الفائدة 64:
إذا قال الأطباء: بقاء الجنين – بعد نفخ الروح فيه - في بطن الأم يعرضها للخطر، فلابد من إسقاطه.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. فإذا كانت امرأة في بطنها جنين، والجنين حي، وقيل لها: إما أن نقتل الجنين وتسلمين أنت، وإما أن نُبقي الجنين وتهلكين، إذا قال العقلانيون: إذا بقي الجنين وماتت، لابد أن يموت!، فحينئذ نكون قد قتلنا نفسين، وإذا قتلنا الجنين، وأخرجناه قتلنا نفسا واحدة، والعقل يرى أن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفسين.
فالجواب: نقول: إذا بقي الجنين في البطن، وماتت الأم، ثم مات الجنين، فموت الجنين هنا بفعل الله، وليس بفعلنا، لكن لو قتلناه، صار موته بفعلنا فلا يحل].
الفائدة 65:
(يُتْبَعُ)
(/)
خاتمة ذهبية: من الذي ينتفع بأصول الإيمان والعلوم الإسلامية؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[وبذلك انتهى الكلام على الأصول الستة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها، وهذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فكثير من الناس – نسأل الله ألا يجعلنا منهم – يقرأون هذه الأركان ويجيدونها تماما، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما، الإيمان بالله يتضمن كذا، والإيمان بالملائكة يتضمن كذا، والإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، وهذا مفهوم معلوم، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان، السلوك الصواب، وإذا شئت أن ترى، انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس، والمعاهد، والجامعات تجده أمما، فلو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأته، لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية، والدليل على هذا: أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب، ولكن هل يبر والديه؟ أبدا، وأنا لست أقول كل الناس، الحمد لله في الناس خير، لكن أقصد العامة، وكثير من الناس يقرأ أن صلة الرحم واجبة، ولكن هل كل إنسان يصل رحمه؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم، ويزور صديقه مساء وصباحا، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة، وعند المناسبات، أين التطبيق؟!
الكذب، كل طالب يعرف أن الكذب حرام، ومع ذلك يكذب، يقرأ أن الغش حرام، ثم يأتي ويقول: هل الغش في الامتحان حرام؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه!
المهم أن أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول – عليه الصلاة والسلام – لا تنفع الإنسان إلا إذا قبلها، وتأثر بها، وانتفع بها، أما مجرد النظر، فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية، ويكون عنده من الاستنباطات، واستخراج الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس، بل الآن هناك كفار يؤلفون في اللغة العربية، ويحللونها فقها وتعبيرا، ومع ذلك هم كفار، فلهذا نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا].
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 11:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي علي ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 10:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي علي ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبكم بارك.
الله يحفظكم أخي الكريم.
ـ[ساعي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 09:07]ـ
بارك الله فيك
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 06:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 08:12]ـ
الأخوين الفاضلين ساعي وناصرا جزاكما الله خيرا على مروركما.(/)
نصيحة لغشاق الصور
ـ[طارق المغربي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من أبلغ كيد الشيطان وسخريته بالمفتونين بالصور. إنه يمني أحدهم أنه إنما يحب ذلك الأمرد أو تلك المرأة الأجنبية لله تعالى لا للفاحشة وبمؤاخاته. وهذا من جنس المخادنة, بل هو مخادنة باطنة, كذوات الأخدان اللاتي قال الله تعالى ((محصنات غير مسفحات ولمتخذات أخدان))) سورةالنساء 25 تتمة بعد صلاة العشاء
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 01:46]ـ
يا أخي طارق بارك الله فيك لقد انتهى زمن المفتونين بالمردان كان دلك زمن شيخ الاسلام ابن حزم ابن تيمية و ابن قدامة
ـ[طارق المغربي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
يأخي الكريم لقد ظهر في زمننا هذا جميع الفتن والفواحش التي كانت وما لم تكن
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 08:24]ـ
بارك الله فيك يا أخي طارق و حفظك الله من كل شر و مكروه.،عموما اللوطية لم تندثر،و لا زال الدعاة إليها يروجون لها،فما هو منشأ هذا الشدود .........(/)
الابتعاد عن الجدال
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 12:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول بعضهم منافحاً عن انتشار الجدال كما تراه: إنّ الخصام مطلوب , لإنّ به يدافع المتسنن عن الحق , ولا سيما مع انتشار الطوائف المبتدعة , والفرق الضالّة , والصواب أن الجدال عن الحق إن احتيج اليه كان مشروعاً , وقد يجب على القادر عليه إن تعيّن ذلك دفاعاً عن الحقّ , فإنّه من جملة الجهاد , وقد جاء في الحديث:" جاهدوا الشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم (أحمد وأبوداود عن أنس , وهو في صحيح الجامع الصغير للألباني رحمه الله) ,
بل جاء ذكر الجهاد بالقلب أيضاً في الحديث الصحيح , وهو على كل حال من درجات تغيير المنكر , وحكى الله تعالى جدال خليله إبراهيم , وكليمه موسى , وخطيب الأنبياء شعيب , وغيرهم, لقومهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فالأمر متوقف على الحاجة , وقال الليث بن سعد رحمه الله:" بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط " , وقال الذهبي في السير في ترجمته معلقاً:" كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ,ونالك والأوزاعي , والسنن ظاهرة عزيزة , فأمّا في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد فظهرت البدعة , وامتحن أهل الاثر , ورفع أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم , فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة , ثم كثر ذلك , واحتجّ عليهم العلماء إيضاً بالمعقول , فطال الجدال , واشتدّ النزاع وتولّدت الشُبه ".
فالخصام إنّما يكون في الله ,كما قال تعالى:" هذان خصمان اختصموا في ربّهم " , قيل اختصموا في ذاته أو صفاته أو في دينه , أو في جميع ذلك , وهذا أعلى درجات الإختصام في الحقّ , ومن دعاء النبي صلّى الله عليه وسلم:" اللهمّ لك أسلمت , وبك آمنت , وعليك توكلت , وإليك أنبت ,وبك خاصمت , وإليك حاكمت ,,, " , في هذه المقاطع كلّها قُدّمت حروف الجر ومجروراتها على الأفعال , وهذا مُشعر بإرادة التّخصيص , وإفادة الحصر , أي لا أخاصم إلاّ فيك , ومن أجلك , أو إنّما أخاصم بما أعطيتني من البرهان , ولقنتني من الحجّة.
فراجع نفسك قبل الخصام في أشياء: هل تعرف ما تُخاصم عنه أو فيه معرفة شرعية جيدة , حتى يكون خصامك قائماً على الحجّة والبرهان ? , أم أنت مُجرّد متعصّب لقولٍ سمعته , أو شخص أحببته ? , وهل هذا الأمر ممّا يسوغ فيه الخصام ? , فإنّنا كثيراً ما نرى ذلك من غير سبب مشروع , وذلك كالجدال في المسائل العلمية التي اختلف النّاس فيها لاختلاف أهل العلم , بل لاختلاف الصّحابة فيها , والمجزوم به أنّ النزاع فيها لا ينتهي , وما المصلحة الشرعية المترتّبة على هذا الخصام الذي أقدمتَ عليه ? , وهل هناك مفسدة تترتّب عليه ? , وما قياس المصلحة إليها ? , حتى إذا تزاحمتا نظرت في الأمر فأقدمت على إحداهما وتركت الأخرى حسب قانون تزاحم المصالح والمفاسد الذي يعرفه العلماء , وما الدّافع لك إلى الخصام ? , فهل خصامك في الله ?, وهل تريد الوصول إلى الحق ? , أم أن الباعث لك على ذلك إنّما هو الهوى والشُبهة ?, ومن هذا الذي تخاصمه ?, إذ كثيراً ما لا يُثمر ذلك نفعاً , إن لم يكن من تُجادله من أقرانك علماً , ومن أترابك سناً.
وأنت إذا رجعت إلى كتاب الله ألفيت الجدال منهياً عنه , أو مأذوناً فيه بقيد التي هي أحسن , والشيئ إذا أذن فيه مقيّداً دلّ ذلك والله أعلم على أن الأصل فيه عدم المشروعية , وإنما أجيز للحاجة , قال الله تعالى:" ولا تُجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم " , فالجدال وإن احتيج إليه أحياناً , فليس عليه المعول , ومن تفقّه في الأحكام نفر من الخصام ومسبباته , وتشوّف إلى الوفاق ومقتضياته , فإن اضطرّ إليه خاصم في الله , ولا يكون ذلك إلاّ بعد العلم بأحكام الله , وقد قيل لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله , الرجل يكون عالماً بالسنة أيجادل عنها ? , قال: لا , ولكن يخبر بالسنّة , فإن قبلت منه وإلاّ سكت " (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 94
وخير ما نختم به أبيات لأبي مصعب بن عبد الله الزبيري:
اأقعد بعدما رجفت عظامي ** وكان الموت أقرب ما يليني ?
أجادل كل معترض خصيم ** وأجعل دينه غرضاً لديني ?
فأترك ما علمت لرأي غيري ** وليس الرّأي كالعلم اليقيني!!
وما أنا والخصومة وهي لبس ** تصرف في الشّمال واليمين ?
والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 07:32]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا عبد القادر.
وللفائدة من البحاث الجيدة المتعلقة بهذا الموضوع:
- منهج الجدل والمناظرة في تقرير مسائل الاعتقاد. للدكتور عثمان بن علي حسن.
وهو في الأصل رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراة من قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود - الرياض.
وقد طبع بدار إشبيليا - الرياض سنة 1420هـ = مجلدين (1275 صفحة).
- أصول الجدل في الكتاب والسنة. تأليف الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان.
طبع بمكتبة ابن القيم - الكويت سنة 1422هـ = مجلد واحد (604 صفحة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 04:06]ـ
جزاكما الله خيرا.
وهناك كتاب رائع بعنوان: أيها الأصدقاء تعالوا نختلف! نظرات إسلامية في فقه الائتلاف. للدكتور: أحمد البراء الأميري.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:53]ـ
جزاكم الله خيراً ..(/)
تتمة نصيحة لعشاق الصور
ـ[طارق المغربي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقال في حق الرجال ((محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)) 2 فيظهرون للناس أن محبتهم تلك لله تعالى, ويبطنون اتخاذها خدنآ, يتلذذون بها فعلآ, أوتقبيلآ, أوتمتعآبمجرد النظر والمخادنة, والمعاشرة, واعتقادهم أن هذا لله, وأنه قربةوطاعة. هو من أعظم الضلال والغي ,وتبد يل الدين, حيث جعلوا ماكرهه الله سبحانه محبوبآله, وذلك من نوع الشرك والمحبوب المتخذ من دون الله طاغوت, فإن اعتقادكون التمتع بالمحبة والنظر والمخادنة وبعض المباشرة لله, وأنه حب فيه.كفروشرك, كاعتقاد محبي الأوثان في أوثانهم.
وقدينلغ الجهل بكثيرمن هؤلاء إلى أن يعتقد أن التعاون على الفاحشة تعاون على الخيروالبر, وأن الجالب محسن إلى العاشق, جدير بالثواب, وأنه ساع في دوائه وشفائه, وتفريج كرب العشق عنه, وأن///من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة/// 3
____________________________
هذا الفصل من إغاثة اللهفان للإمام ابن القيم الجوزية
2 سورة المائدة اية5
3 حديث صحيح, أخرجه مسلم (9962) وأحمد (2\ 252) والترمدي (1425)
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 08:26]ـ
جزاك الله خيرا(/)
فوائد نفيسة من حلقة القطوف الدانية للشيخ صالح المغامسي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 01:40]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فلقد شاهدتُ حلْقةً ممتعةً من حلقات البرنامج النافع (القطوف الدانية) في قناة المجد المباركة في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة وثمان وعشرين وكان مقدِّمُ البرنامج الأستاذَ (تركي الشهري) وفقه الله وضيفُ البرنامج الدائم هو صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله، وقد تم اللقاءُ داخل رحاب مسجد قُباء المبارك بالمدينة النبوية على صاحبها أفضل سلام وأزكى تحية.
وقد انقسم البرنامج إلى ثلاثة أقسام:
1 - مقدمة عن تاريخ مسجد قباء وفضله.
2 - مفاتيح تدبر القراّن الكريم.
3 - تطبيق عملي على ثلاث اّيات كريمات من القراّن الكريم.
وقد حوى البرنامج على فوائدَ كثيرةٍ؛ لذلك رأيتُ أن أنقلَ إليكم بعضا منها، مع التنبيه على أنني قد أتصرف في الترتيب والتقسيم؛ لأنه كما لا يخفى أن طابع البرامج التلفزيونية يختلف عن طابع الكتابة والله الموفق.
الفوائد
أولا:مقدمة عن تاريخ مسجد قباء وفضله
1 - قُباء في الأصل مكان لبئر، وسمييت المكان بذلك على اسم البئر.
2 - دخل النبي صلى الله عليه وسلم قُباء في يوم الثامن من ربيع الأول، ورجح الشيخ أن ولادته الشريفة كانت في يوم التاسع من ربيع الأول، وبذلك دخل النبي صلى الله عليه وسلم قُباء وقد أتم ثلاثة وخمسين عاما.
3 - بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجد قباء قبل أن يدخل إلى المدينة المنورة.
4 - كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إليه كل سبت، ويرى الشيخ أن اختيار يوم السبت تحديدا؛ حتى يتفقد النبي صلى الله عليه وسلم من تغيب عن حضور الجمعة من بني عمرو بن عوف، وكان أحيانا يأتي راكبا وأحيانا يأتي ماشيا، وهذا التنوع لسببين:
أ - لأن التنوع في العبادة أدفع إلى النشاط وأبعد للساّمة والملل.
ب- الاقتصار على الركوب فقط أو المشي فقط سيوهم في نفوس المسلمين وجوب ذلك.
5 - من أتى هذا المسجد متطهرا وصلى ركعتين فله ثواب عمرة، والتعبير بركعتين من باب ضرب المثل فقط، فمن صلى فيه العشاء مثلا - وهي أربع ركعات - فله الثواب، ومن صلى فيه ركعة وتر فله الثواب.
6 - وَسع الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه المسجد توسعة جنوبية، ثم وُسع في عهد الملك فيصل ثم في عهد الملك فهد.
ثانيا:مفاتيح تدبر القراّن الكريم.
1 - الابتعاد عن حطام الدنيا:
* قال سفيان الثوري رضي الله عنه: (لا يجتمع فهم القراّن بقلب من اشتغل بحطام الدنيا)
- واستدل الشيخ على هذا بقوله تعالى في سورة الحجر: (ولقد اّتيناك سبعًا من المثاني والقراّن العظيم) 87 ثم بعد ذلك يقول: (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم و لا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين) 88
- ملاحظة: انشغال المرء بما يعينه على أمور حياته ليس من حطام الدنيا.
2 - العلم بلغة العرب
* قال مجاهد رحمه الله: (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الاّخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب)
* وقال الإمام مالك رضي الله عنه: (لا أوتي برجل غير عالم بلغات العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا)
فإن اللغة العربية هي لغة القراّن الكريم كما قال تعالى: (بلسان عربي مبين) الشعراء 195
* القدر المطلوب علمُه من لغة العرب:
أ - النحو وقواعده الإجمالية، وأن يعرف طرفا من اختلاف النحويين، و لا يشترط الإغراق في ذلك.
ب - العلم بأساليب العرب في كلامها، وهذا لا يتأتى إلا بالاطلاع على الشعر العربي في زمن الاحتجاج - إلى قبيل منتصف القرن الثاني الهجري تقريبا - فإن الشعر هو ديوان العرب كما روي ذلك عن عمر رضي الله عنه، والمفسر يحتاج إليه في تفسيره، كما نقل عن ابن عباس أنه كان يسأل عن معان من كتاب الله عز وجل، فيقال له: وهل تعرف العربُ هذا في كلامها؟ فيقول نعم ويدلل على ذلك بشاهد من الشعر.
مثال على ترجيح أحد المفسرين لقول من الأقوال اعتمادا على الجانب اللغوي:
اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى في سورة هود 40 (وفار التنور)
- فقال بعضهم: تنوير الصبح.
- وقال بعضهم: طلع الفجر.
- وقال بعضهم: أشرف الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال بعضهم: انبجس الماء من وجه الأرض.
- وقال بعضهم: هو التنور الذي يخبز فيه.
وهذا الأخير هو ترجيح إمام المفسرين الطبري رحمه الله؛ لأن هذا هو مشهور كلام العرب:
قال في تفسيره (ج15 ص321): (وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله: (التنور)، قول من قال: "هو التنور الذي يخبز فيه"، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حجَّة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها. وذلك أنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به، لإفهامهم معنى مَا خاطبهم به.)
3 - السير على منهج السلف واتباع سبيلهم:
ومن أهم سماته:
أ - يقدمون النقل على العقل في تفسير القراّن عامة وفي تفسير نصوص الأسماء والصفات خاصة.
ب - يجمعون بين القراّن والسنة.
ج - رفض ما دونه الفلاسفة والمتكلمون.
د - ينبذون التقليد الأعمى و لا يتعصبون لمذهب بعينه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتحدث عنهم (ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قلتُ: هذه المقولة في مجموع الفتاوى ج3 ص347
- وقد حدث في هذا خلل من بعض الفرق المبتدعة نتيجة عدم سيرهم على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم، وهذا الخلل يتمثل في جوانب عديدة منها:
أ - الخلل في باب الأسماء والصفات:
ووقع فيه المعتزلة وغيرهم.
وقد وضع العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله قواعد لعدم الخلل في هذا الباب وهي:
أ - تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين.
ب - الإيمان بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، فليس أحد أعلم بالله من الله عز وجل ثم رسول صلى الله عليه وسلم.
ج - قطع الطمع عن إدراك الكيفية.
قلت: انظر أضواء البيان ج3 ص19 في تفسيره الماتع لقول الله تعالى (إن هذا القراّن يهدي للتي هي أقوم ........ الاّية) الإسراء 9
ب - النظرة السطحية للقراّن وعدم التقيد بفهم السلف
وقد وقع فيه الخوارج وغيرهم، حيث كفروا عليا رضي الله عنه؛ لأنه حكم الرجال والله عز وجل يقول: (إن الحكم إلا لله) فأجروا الاّية بسطحية ولم يفهموها بفهم الصحابة رضوان الله عليهم.
4 - فهم مقاصد القراّن الكريم:ومنها:
أ - إخراج الناس من الظلمات إلى النور:
(الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) إبراهيم 1
ب - بناء مجتمع مسلم:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) البقرة 151
ج - نبذ الشرك:
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) الأحقاف 5
د - تنصيب أمير مسلم يجتمع عليه المسلمون بعيدا عن التفرق:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ...... الاّية) اّل عمران 103
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ..... الاّية) النساء 59
فائدة من الشيخ:
الطب عبارة عن تجريب لأدوية نفعت في علاج مرض معين، فهكذا يمكن أن يجرب الاستشفاء ببعض اّيات القراّن من أمراض معينة بشرط أن لا ينسب ذلك إلى الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم وأن لا يقطع بها، بل تكون من باب التجريب وقد تجدي أو لا تجدي، و لا يقال عن هذا إنها من البدع؛ لأننا لم ننسبها إلى الشرع المطهر.
مثال:
ذكر الشيخ أن مما جرب أن قراءة قوله تعالى (رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين) أربعين مرة في سجدة بنية الشفاء من العقم يأتي بنتيجة، وذكر الشيخ أنه أخبر اثنين بهذا، فاتصلا به وبشراه بأنهم قد شفوا ولله الحمد.
فهذه مفاتيح لتدبر القراّن بالإضافة إلى الاستعداد الفطري للمرء والموهبة والذكاء ونحو ذلك.
ثالثا:تطبيق عملي على ثلاث اّيات كريمات من القراّن الكريم:
الاّية الأولى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة 260
فوائد من الاّية
1 - لا بد على المفسر أن يستحضر قبل تفسيرها أن إبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن وهو إمام الحنفاء وهو خير البشر بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، فإذا تقرر هذا انقطع إثبات الشك لإبراهيم عليه السلام، وهذا ما أدركه سلف الأمة.
2 - استدل بعض العلماء على رفعة نبينا صلى الله عليه وسلم بهذه الاّية، وذلك لأن إبرهيم عليه السلام قد طلب أن يرى اّيات ربه، بينما نبينا صلى الله عليه وسلم أراه الله إياها دون طلب منه، فقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء 1
ولكن يشكل على هذا القول قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام 75
والجمع أن يقال إن إبراهيم عليه السلام طلب رؤية اّيات فأراه الله إياها، وأراه الله اّيات دون طلب منه، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يطلب شيئا.
3 - في هذه الاّية دليل على مقصد قراّني وهو (إدراك المحسوسات أعظم تأثيرا في النفس من إدراك المدلولات)
الاّية الثانية:
لْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة 5
فوائد من الاّية
1 - إباحة الطيبات على المسلمين، فليس من الإسلام تحريم الطيبات، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطيبات فكان يحب الدباء وكان يأكل اللحم ويفضل كتف الشاة ..... إلخ
2 - العفة شرط في الكتابية التي يتزوجها المسلم.
3 - إذا أسلم الزوجان الكافران في وقت واحد أبقي على زواجهما، أما إن أسلم الزوج قبل زوجته الكتابية فالزواج على ما هو عليه؛ لإباحة زواجه من كتابية، أما إن أسلمت الزوجة قبل زوجها فإنها تفارقه ورج الشيخ أنها تعود إليه إن أسلم قبل انقضاء العدة، وهكذا الحال إن أسلم الزوج قبل زوجته الكافرة غير الكتابية.
4 - ليس معنى إباحة الزواج من أهل الكتاب أن دينهم حق، كما قالت بعض نساء أهل الكتاب لو كنا على باطل لما تزوج المسلمون منا، فختم الله تعالى الاّية بقوله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
الاّية الثالثة
(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء 114
فوائد من الاّية
1 - ذكر بعض العلماء أن المقصود بالصدقة هي الصدقة المعروفة، وذكر بعضهم أنها تشمل جميع أعمال الخير من التسبيح والتحميد .... إلخ
واختار الشيخ القول الأول.
2 - في هذه الاّية دلالة على أن غالب مجالس الناس في غير ما ينفع.
3 - على الأثرياء أن يتصدقوا بأنفسهم، ونعلم أن هناك دورا عظيما للجمعيات الخيرية، لكن أيضا على الغني أن يعود نفسه أن يوصل الصدقة إلى الفقير بنفسه، وأن يعود أولاده على ذلك، ونذكر المسلمين بالصدقة خصوصا مع حلول فصل الشتاء.
4 - في هذه الاّية بيان المنزلة العظيمة للإصلاح بين الناس، فلهذه المنزلة العظيمة ترك النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومسجده وذهب لبني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، وتأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر؛ حتى أقام بلال رضي الله عنه، وأم المسلمين أبو بكر، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يصلي فنبه الناس أبا بكر لهذا، فتأخر أبو بكر، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، فدل ذلك على عظيم منزلة الإصلاح بين الناس، إذ تولاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، ولم ينتدب لها أحدا.
5 - على العكس من ذلك فإن الإفساد بين الناس من أسوأ الأعمال وأبغضها إلى الله عز وجل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
و لا تنسوني والشيخ وجميع المسلمين من صالح دعائكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 08:57]ـ
جزاك الله خيرا وبورك فيك.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 01:29]ـ
جزاكم الله خيرا على الفوائد النفيسة ونفع الله بكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 10:58]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 11:33]ـ
جزاكم الله خير الجزاء و أتمّه و أوفاه ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:10]ـ
وجزاك بمثله أختي الكريمة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:23]ـ
جزاك الله خيرا
للبرنامج منتدى خاص به فى منتديات الصفوة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 10:41]ـ
جزاكم الله خيرا أخي خالدا .... نعم أعلم ذلك.
ـ[طالبة السنة]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 12:23]ـ
جهد موفق بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:29]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ محمد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 04:40]ـ
الأخت الفاضلة طالبة السنة: جزاك الله خيرا وبارك فيك.
الأخ الحبيب الغالي ابن رجب: جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحمدا لله على سلامتكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 03:44]ـ
وهذا الأخير هو ترجيح إمام المفسرين الطبري رحمه الله؛ لأن هذا هو مشهور كلام العرب:
قال في تفسيره (ج15 ص321): (وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله: (التنور)، قول من قال: "هو التنور الذي يخبز فيه"، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حجَّة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها. وذلك أنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به، لإفهامهم معنى مَا خاطبهم به.)
مثال اّخر رأيته في تفسير الإمام الطبري رحمه الله في تفسسير كلمة (بردا) في قوله تعالى (لا يذوقون فيها بردا و لا شرابا) حيث يقول:
(وقد زعم بعض أهل العلم بكلام العرب أن البرد في هذا الموضع النوم، وأن معنى الكلام: لا يذوقون فيها نوما ولا شرابا، واستشهد لقيله ذلك بقول الكنديّ:
بَرَدَتْ مَرَاشِفُها عَليَّ فَصَدَّني ... عَنْها وَعَنْ قُبُلاتِها البَرْدُ
يعني بالبرد: النُّعاس، والنوم إن كان يُبرِد غليلَ العطش، فقيل له من أجل ذلك
البرد فليس هو باسمه المعروف، وتأويل كتاب الله على الأغلب من معروف كلام العرب، دون غيره.)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 04:19]ـ
رائع جدا!
قناة المجد رائعة كم تمنيت متابعتها وخاصة هذا البرنامج؛ فإني أسمع به وثناء الناس عليه.
جزاك الله خيرا ونفعك ونفع بك
ـ[ابن رشد]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 09:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 07:56]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 11:48]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.(/)
ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي 2
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 11:01]ـ
قال رحمه الله (489): ولأجل حبس الكتب امتنع غير واحد من إعارتها، واستحسن آخرون أخذ الرهون عليها من الأصدقاء، وقالوا الأشعار في ذلك.
أنا محمد بن الحسين القطان، أنا دعلج، أنا أحمد بن علي الأبار، نا أبو غسان الرازي، نا جرير، عن حمزة الزيات، قال: «لا تأمنن قارئا على صحيفة، ولا جمالا على حبل»
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفاروق]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 06:24]ـ
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فإن معنى كلامه الأول واضح لا يحتاج الى تفسير ... فهو يريد فيه أن كثيرا ممن يستعيرون الكتب لا يرجعونها الى أصحابها، وكل صاحب مكتبة يعير منها يجد مصداق هذا واضحا جليا، ولقد استعار بعضهم من كتبي الجزء الثالث من "المجموع" للنووي ولم يرجعه، وآخرُ الجزء السادس عشر من "تفسير الطاهر بن عاشور " وآخرُ المجلد 22 من مجموع فتاوى شيخ الاسلام فضلا عن غيرها ولم ترجع الى خزانة كتبي فاضطررت الى شرائها من جديد، وصارت مكتبتي في أعمق ركن من أركان بيتي حتى يسهل الاعتذار ممن يطلب رؤيتها.
ومن الطُّرَف أن أحد الطلاب دخل مكتبة كبيرة جدا لصديق له فرأى فيها كتابا أحب أن يستعيره.
فقال له صاحب المكتبة: الا أمر الاستعارة.
فقال الطالب: وَلِمَ؟!! أقسم أني سأعيده.
فقال صاحب المكتبة: هل ترى هذه المكتبة الكبير ة!!! كلها استعارة من الناس.
وفي الفقرة الثانية أشار الى أن الأصدقاء من أكثر الناس تأخيرا في رد الكتب،وذلك لعلو منزلتهم عند أصدقائهم، فالحياء يمنع الصديق طلب الكتاب، والمستعير قد ينسى، فيرث المستعير الكتاب قبل موت صاحبه، لذا فقد كان بعضهم يستعير كتبا من صديقه كلما استعار الصديق كتابا منه، او ربما طلب منه رهنا حتى يضمن ارجاعه.
اما ما رواه عن الزيات حمزة رحمهما الله، فأراد حمزة أن يبين مقدار النهم عند القاريء لامتلاك الكتاب، وشهوة امتلاك الكتب التي لا يستطيع المرء تحصيلها، أشد من شهوة الطفيلي البَطِن الى اللحم. (ابتسامة)
أما صاحب الجِمال فالحاجة ترغمه على استعمال الحبل، وهذه من الكلمات المحفوظة عند العرب ويقولون أيضا: ولا تأمنن امرأة على عطر، ولا شابا على فتاة، ولا فقيرا على مال عام.
هكذا فهمت النص، والله أعلم، ومن كان عنده مزيد فليزدنا.
ـ[ابواحمدالاثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 05:31]ـ
وللجاحظ قول مشهور: (أحمق من أعار كتاباً، وأحمق منه الذي يردّه)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 07:39]ـ
تعازينا لطلبة العلم المفلسين (ابتسامة) ...(/)
الحمامات في الدين والأدب والتاريخ
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 11:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمامات جمع حمام وهي مرفق ضروري في الحياة البشرية المتحضرة وقدعرف قبل مجيء الإسلام بقرون ويبدو أن بلاد الحجاز لم تعرفه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الغالب عليها الحر ومن ثم لم يحتج أهلها الى الحمام، وكذلك كان الشأن على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم حماما و لا خلفاؤه المذكورون آنفا، والحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الحمام موضوع انظر: فتاوى ابن تيمية:21/ 301
وعلي رضي الله عنه " لما قدم العراق كان بها حمامات وقد دخل الحمام غير واحد من الصحابة، وبني بالجحفة حمام دخلها ابن عباس وهو محرم " نفسه
وروى الترمذي والحاكم بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ... "
و خصص شيخ الإسلام ابن تيمية لموضوع الحمام نحوا من 43 صفحة من الجزء 21 {من 300 الى 342} في سياق حديثه عن غسل الجنابة
وللحمام في الشعر حديث طويل الذيل كقول القائل:
وللحمام حاءات ثمان * * * إذا كملت فقد كمل النعيم
فحمام وحناء وحوض * * * وحكاك له حجر يحوم
وحجام يزين ثم يعطي* * * حديدته وأنت به عليم
وحاء حديث من تصغي إليه* * * رخيم الدل منظره وسيم
وحاء ثامن وهو المؤدي * * * إليه وذاك الحاء العظيم
وقول الآخر:
إن حمامنا الذي نحن فيه * * * هو في حاجة الى الحمام
فدخلنا ونحن أبناء سام* * * وخرجنا ونحن أبناء حام
وقول الآخر في حمام:
هناك حمام بناه الفنش * * * وهو الذي قد كان فيه الفحش
من الرجال ومن النسوان * * * بكشف أعضاء لهم حسان
وفي "الأنيس المطرب بروض القرطاس" لابن أبي زرع " أن رجلا من اليهود احتفر أساس دار يبنيها لسكناه بقنطرة عزيلة من المدينة المذكورة - يعني مدينة فاس - والموضع يومئذ شعراء بالطخش والبلوط والطرفاء وغير ذلك، فوجد في الأساس دمية رخام على صورة جارية منقوش على صدرها بالقلم المسند:" هذا موضع حمام عمر ألف سنة ثم خرب فأقيم موضعه بيعة للعبادة "
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 12:56]ـ
نقل أبو منصور الثعالبي في تقبيح الحمام: "قال بعض السلف - القائل في بهجة المجالس أبو هريرة -:بئس البيت الحمام يكشف العورة ويذهب بالحياء، وفي الخبر أن الحمام من بيوت الشياطين
وذم الفضل الرقاشي الحمام فقال: يهتك الأستار ويذهب بالوقار ويؤلف بين الأقذار "
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 09:43]ـ
إن الحديث في هذا الموضوع عن الحمامات العامة بالدرجة الأولى وفي آداب دخولها يقول ابن جزي في القوانين الفقهية في الكتاب الجامع الباب الثاني عشر لدخول الحمام:
" وهو للرجال دون النساء بعشرة شروط:
1 - أن يدخل وحده أو مع قوم يستترون ويتعمد أوقات الخلوة
2 - أن يستر عورته بإزار صفيق
3 - أن يستقبل الحائط لئلا يقع بصره على محظور
4 - أن يغير ما يرى برفق
5 - أن لايمكن الدلاك من عورته من السرة الى الركبة إلا امرأته ومملوكته
6 - أن يدخله بنية التداوي والتطهر من الوسخ
7 - أن يدخله بأجرة معلومة بشرط أو عادة
8 - أن يصب الماء على قدر الحاجة
9 - أن يتذكر به جهنم
10 - إن لم يقدر على دخوله وحده أن يكتريه من قوم يحفظون أديانهم."
* أما النساء فاختلف في دخولن فقيل يمنعن من الحمام إلا من ضرورة كالمرض أو شدة البرد وشبه ذلك، وقيل إنما منعن حين لم يكن لهن حمامات منفردة فأما مع انفرادهن دون الرجال فلا بأس، ثم إذا دخلت فقيل تستر جميع جسدها، وقال ابن رشد لا يلزمها من الستر مع النساء إلا ما يلزم الرجل ستره من الرجال فإن النساء مع النساء كالرجال مع الرجال
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 09:52]ـ
مما قيل في هجاء حمام:
وحمام عدمنا الماء فيه * * * وأبكانا به لدغ الهوام
فلولا الدمع لم يبتل جسمي * * * ولولا الشمس لم تدفأ عظامي
وجدنا فيه شيخا لوذعيا * * * كبير السن محني السنام
فقلنا هل رأيت الماء فيه * * * فقال نعم ولكن في المنام
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 08:52]ـ
مما ينسب إلى لإمام الشافعي رحمه الله قوله:
جسمي على البرد ليس يقوى * * * و لا على شدة الحرارة
فكيف يقوى على جحيم * * * وقودها الناس والحجارة
ولأبي محمد ابن السيد البطليوسي رحمه الله:
أرى الحمام موعظة وذكرى * * * لكل فتى أريب ذي ذكاء
يذكرنا عذاب ذوي المعاصي * * * وأحيانا نعيم الأتقياء
شقا هجر يشوب نعيم وصل * * * وحر النار في برد الهواء
إذا ما أرضه التهبت بنار * * * تبادر سمكه هطلا بماء
كصدر الصب جاش بما يلاقي * * * فلج الطرف منه بالبكاء
كأن له حبيبا بان عنه * * * فبان وخانه حسن العزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 08:58]ـ
كثيرا ما كانت الحمامات تبنى بجوار المساجد، ويحرص أصحابها على فتحها قبل الفجر بمدة كافية لاغتسال الجنب وغيره ثم حضور الصلاة بعد ذلك مع الجماعة في وقتها
وقد عد بعض العلماء الحمام من المرافق السبعة اللازم وجودها في المصر، وإلى ذلك يشير العلامة محمد بن الحسن الحيمي:
المصر في صحة التجميع مشترط * * * فاسمع حقيقة ما يحويه تفصيلا
وال، وقاض،طبيب، جامع، وكذا * * * سوق، ونهر، وحمام كما قيلا
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 01:54]ـ
يقول محمد بن جابر في رجزه المسمى بنزهة الناظر:
و إنما الحمام كان الفنش * * * ذاك الذي إذ كان، كان العيش
والمقصود بذلك حمام بناه بمكناسة الزيتون بالمغرب - في العشر الثانية من القرن السابع الهجري - رجل اسمه يحيي بن غنصالية {غنصاليس} مهاجر إسباني معروف بابن أخت الفنش استوطن مكناسة مظهرا لدين الإسلام، وكان الحمام كبيرا حفيلا محكما وعمر هذا الحمام ما شاء ثم خرب منذ زمان
وفي معارضة رجز ابن جابر الآنف الذكر قال الشيخ الحطيب أحمد بن سعيد الغفجميسي:
هناك حمام بناه الفنش * * * وهو الذي قد كان فيه الفحش
من الرجال ومن النسوان * * * بكشف أعضاء لهم حسان
لأجل هذا نابه الخراب * * * فلم يكن بعد به طياب1}
بل بان منه الماء والأكواب* * * فما له في جوفه انسكاب
وصار مأوى البوم والوطواط* * * من غير درهم و لا قيراط
والعنكبوت عمرت أركانه* * * بنسج أرديتها المهانة
كذاك عقبى كل شكل زاه* * * حيد به عن طاعة الإلاه
1} الطياب:في اللغة العامية المغربية هو شخص مستخدم بالحمام يقوم بملء الماء للمستحمين وكيس أجسادهم و يعينهم على الغسل ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 02:44]ـ
مؤلف في الموضوع:
* "تأنيس أرباب الاستحمام بما قيل من الأشعار في الحمام " لمحمد بن ابراهيم بن محمد الخضرمي
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 03:13]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:33]ـ
قراءة القرآن في الحمام:
روى محمد بن سحنون في "كتاب آداب المعلمين " عن أبيه قال: حدثني سحنون عن عبد الله بن نافع قال: سمعت مالكا يقول:" لا أرى لأحد أن يقرأ القرآن وهو مار على الطريق إلا أن يكون متعلما، ولا أرى أن يقرأ في الحمام "
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 08:48]ـ
مؤلف آخر في الموضوع:
*- "مقالة في الحمامات" لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن خالد العروف بابن الجزار {القرن 4 هـ} ذكره أحمد بن القاسم ابن أبي عيينة في عيون الأنباء في طبقات الأطباء
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 08:58]ـ
هذا الزمن أصبح فيه الحمام وسخ في عرض داخله
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 12:23]ـ
لقد تطورت اليوم الحمامات وتعددت فمنها الراقي جدا المزدان بالصهاريج والمبلط بالفسيفساء والرخام والمتوفر على مختلف وسائل الراحة والاستجمام و هناك من الحمامات فعلا الرديء الوسخ وكل ذلك يستحق الدراسة والوصف الدقيق خصوصا من الجوانب: المعمارية والوظيفية والأخلاقية والاجتماعية والصحية والاقتصادية ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيكم ...
لابن عماد الأفْقَهِسي -الأب-الشافعي رسالة اسمها (القول التمام في آداب دخول الحمام) طبعت بدار ابن حزم سنة2000م، وهو أفضل ما ألف في هذا الباب.
وهناك رسالة من تأليف حافظ المغرب عبدالحي الكتاني اسمها (الإلمام بآداب الحمام) وهي مخطوطة.
وأظن ان للعلامة ناصر الكتاني رسالة مطبوعة في هذا الشأن.
وللدكتور قطب الريسوني رسالة مطبوعة اسمها (آداب الذهاب إلى حمام السوق).
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 12:38]ـ
بارك الله في الأخ الحميدي وشكر سعيه على هذه الإضافات القيمة التي من شأنها أن تثري هذا الموضوع وتسير به إلى الأمام في خطوات موفقة نحو الإلمام بكل جوانبه
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:42]ـ
من المؤلفات كذلك في الموضوع:"حدائق النمام في الكلام على ما يتعلق بالحمام " لأحمد بن محمد الحيمي الكوكباني {ت 1153هـ} تحقيق: عبد الله محمد الحبشي / الدار الميمنية للنشر و التوزيع، و دار المناهل للطباعة و النشر و التوزيع الطبعة الثانية:1406ه=1986م(/)
فتوى بأنّه لا يجوز القطعُ بالجنّة لأحدٍ إلاّ بنصّ للإمام الحافظ عبدالغنيّ المقدسي
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:00]ـ
فتوى بأنّه لا يجوز القطعُ بالجنّة لأحدٍ إلاّ بنصّ للإمام الحافظ أبي محمّد عبدالغنيّ بن عبدالواحد المقدسي
(ت 600هـ)
للشيخ عمار تمالت
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أمّا بعد:
فهذه فتوى سنّيّة، ومسألة سلفيّة، أجاب بها الحافظ الإمام السلفيّ أبو محمد عبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسي المتوفّى سنة 600هـ على سؤالٍ رُفع إليه حول بدعةٍ خطرت في اعتقاد أحد العلماء الفقهاء من أتباع المذاهب في عصره، ولعلّها من ثمرات التعصّب المذهبي المقيت، وهي زعمُه أنّ الأئمّة الأربعة أصحاب المذاهب الفقهيّة كلّهم في الجنّة قطعاً دون استثناء، وأنّ من لم يعتقد غيرَ هذا فقد كفر، فرفع الحافظ عبد الغنيّ قلمه وخطّ بيراعه هذه الفتوى الذهبيّة التي إن دلّت على شيءٍ فإنّما تدلّ على عظمة عقيدة السلف في القلوب، وأنّها لا تقبل عاطفةً ولا تسلّم لشبهةٍ، فبيّن رحمه الله بالأدلّة القاطعة والبراهين الساطعة أنّ من عقيدة أهل السنّة التي يلزم كلَّ أحدٍ التسليمُ لها أنّهم لا يشهدون بالجنّة لأحدٍ ـ كان من كان ـ سوى من شهد له الربُّ سبحانه في كتابه أو شهد له النبيُّ صلى الله عليه وسلّم بذلك، وقدّم رحمه الله لفتواه بتقدمةٍ منهجيّة تُعدُّ قاعدةً لكلّ من أراد أن يُفتي في مسألةٍ أو يُجيبَ على نازلةٍ.
أمّا المُفتي في هذه المسألة فهو (1): الحافظ أبو محمد عبد الغنيّ بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور الجمّاعيليّ المقدسيّ الدمشقيّ الصالحيّ، وُلد بجمّاعيل – من قرى فلسطين – سنة 541هـ، ونشأ نشأةً علميّةً منذ صغره، ولمّا كان في سنّ الشباب – في العشرين من عمره – رحل إلى بغداد عاصمة العلم لأخذ العلم وسماع الحديث وكان في مرافقته ابنُ خاله الموفّق ابن قدامة (ت 620هـ)، وكانت هذه الرحلة أوّل رحلةٍ للحافظ عبد الغنيّ، ثم تتابعت رحلاتُه إلى مختلف المدن والبلدان تتبّعاً للإسناد وجمعاً للحديث وتفقّهاً فيه، فرحل إلى كلٍّ من: الإسكندريّة، وأصبهان، وهمذان، والموصل، وغيرها، وبذلك نمت حصيلةُ الحافظ العلميّة، وكثر شيوخُه، وتعدّدت مرويّاتُه، ثم تفرّغ رحمه الله إلى تبليغ علمه وتدريسه، وكان له مجلسُ علمٍ في الجامع الأموي بدمشق، وكثر بذلك تلاميذُه و انتشر علمُه وخبرُه وبالخصوص علم الحديث الذي يُعدُّ رحمه الله حامل لوائه في دمشق، وقد لقّبه الضياءُ المقدسي (محمد بن عبد الواحد المتوفّى سنة 643هـ) بأمير المؤمنين في الحديث، وقال فيه شيخُه أبو اليُمن الكندي (زيد بن الحسن المتوفّى سنة 613هـ): «لم يكن بعد الدارقطني مثلُ الحافظ عبد الغنيّ»، وكان الحافظ عبد الغنيّ رحمه داعياً إلى الالتزام بمنهج السلف في صفات الله سبحانه، حيث إنّه كان يُشهِرُ أحاديث الصفات في مجلسه بدمشق، حتى سبّب له ذلك محنةً عظيمةً تعرّض لها هو وأصحابُه من الأشاعرة الحاقدين.
وقد عُني الحافظ عبد الغنيّ بالتأليف (2) في الحديث وعلومه خصوصاً، فجمع أحاديثَ الأحكام المتّفق على صحّتها في كتابه «عمدة الأحكام من أحاديث سيّد الأنام» ذلك الكتاب الذي سارت به الركبان واعتنى به العلماء شرحاً وتدريساً، وجمع في رجال الكتب الستّة كتاباً سمّاه «الكمال في أسماء الرجال» عوّل عليه المزّي في كتابه «تهذيب الكمال»، كما جمع أحاديثَ الصفات في كتابٍ، وله «السنن»، و «السيرة النبويّة» مختصر نافع، وله أجزاء حديثيّة في مواضيع مختلفة تدلّ على سعة علمه وإتقانه طُبع منها: «الترغيب في الدعاء» و «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» و «ذكر النار» و «التوحيد» و «تحريم القتل» و «فضائل رمضان» وغيرها.
توفّي الحافظ عبد الغنيّ سنة 600هـ إثر مرضٍ شديد منعه من الكلام والقيام، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنّاته ونفع بعلومه ومؤلّفاته.
أمّا الفتوى التي أنشرها في هذه المجلّة الغرّاء (3) فهي محفوظة بخطّه رحمه الله في دار الكتب الظاهريّة بدمشق برقم 3814 ضمن المجموع 78، وقد اعتمدتُ في إخراجها على النسخة المصوّرة بمكتبة الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة.
http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/img/maqdessi/makhtouta.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
نصّ الفتوى:
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يقول سيِّدُنا الشيخُ الإمامُ الفقيهُ العالمُ الزاهدُ الورِعُ ـ وفَّقه اللهُ لطاعته، وجمع له خيرَ الدارين برحمته، وكان به حفيًّا، وعنه راضياً مرضيًّا ـ في رجلين فقيهين عالمين على مذهبٍ واحدٍ ومقالتُهم واحدة، وقد اختلفا في أئمَّة المسلمين وهم: الشافعي، ومالك، وأحمد، وأبي حنيفة رضي الله عنهما (4)، فقال أحدُهما: الأئمّةُ في الجنّة إن شاء الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكمُ ما يريد، وقال الآخر: هما في الجنّة قطعاً ومن لا يقول هذا ويعتقدُه فقد كفر، ويقول: قد أمِنَّا عليهم لأنّ كلّ من مات قد أُمن عليه أن يُمكر به، ويقول: قد أمِنَّا عليه المكر، وقال الأول: إنّما قولي: إن شاء الله أنفي عنّي علمَ الغيب وأُسلِّمُ الأمرَ إلى الله تعالى، ومن لا يقول هذا ويعتقدُه فقد كفر، أفتِنا لما يكون فيه المصلحة والهداية يرحمك الله.
الجواب، والله الموفِّق
أسألُ اللهَ أن يُوفِّقَنا وإِيّاكم لما يُحبُّ ويرضى من القول والعمل والنيّة، وأن يُلهمنا رُشدَنا، ويرزقنا العملَ بكتاب ربّنا تبارك وتعالى واتّباعَ سنّة نبيِّنا صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم تسليماً.
اعلموا ـ رحمنا الله وإيّاكم ـ أنّ الواجبَ على كلّ مسلم العملُ بما في كتاب الله عزّ وجلّ والانقيادُ له إذا نزلت به حادثةٌ، فإن وجد حكمَ تلك الحادثة في كتاب الله تعالى فهو المفروضُ عليه واللازمُ له، وإن لم يجد فيه فلْيطلبْ حكمَها في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن وجد حكمَها فالواجبُ عليه امتثالُ أمره واتّباعُ حكمه، فإن لم يجد نظر في إجماع الأمّة، فإن كان ما حدث له ممّا اجتمعت الأمّةُ عليه فلا يسوغ له إلاّ اتّباعُ ما أجمعوا عليه وانتهوا إليه.
فلْينظر القائلُ بأنّ الأئمّةَ المذكورين ـ رضوانُ الله عليهم ورحمتُه ـ في الجنّة قطعاً في كتاب الله، فإن كان ذلك فيه فلْيقل به، فإن لم يكن فيه وكان في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا حرج عليه في القول به، وإن كان ممّا أجمعت عليه الأمّةُ فلْيسلكْ سبيلَهم ويتّبعْ في ذلك منهجَهم، وإلاّ فلْيتّق اللهَ ربَّه ويُراجعْ نفسَه أن يقولَ على الله سبحانه ويحكمَ عليه بما لم يأتِه منه دليلٌ واضحٌ ولا برهانٌ لائحٌ.
وقد قال عزّ وجلّ:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللهِ الكَذِبَ (5) (، وقد قال عزّ وجلّ:) إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ والبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ [وأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً] وأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (6) (. وقال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم ـ فيما روى عنه العرباضُ بنُ سارية السلمي رضي الله عنه ـ: «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومُحدثات الأمور؛ فإنّ كلَّ بدعة ضلالةٌ» (7)، وهذا مختصرٌ من حديثه، وقد أوردوا في لفظه زيادةً حسنةً عزيزةً، فقال عليه أفضلُ الصلاة والسلام: «تركتُكم على البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغُ عنها بعدي إلاّ هالكٌ» (8).
وقد ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم من روايةٍ أخرى معنى ما تقدّم من رواية جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه أنّه قال عليه السلام: «وكلُّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلّ ضلالةٍ في النار» (9).
والقول بأنّ الأئمّة في الجنّة قطعاً قولٌ مُحدَثٌ مُخترَعٌ ليس له في كتاب الله أصلٌ ولا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكرٌ، وقد ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «ستفترقُ أمّتي على ثلاثٍ وسبعين فرقةً كلّها في النار إلاّ واحدةٌ» (10)، وقد نُقِل في بعض الروايات أنّه سُئل عن الناجية فقال: «ما أنا عليه وأصحابي»، وفي لفظ قال: «وهي الجماعةُ، والجماعةُ كتابُ الله وسنّةُ رسوله»، وقد قال الله عزّ وجلّ:) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (11) (.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى على من له أدنى نظر في النقل ومعرفة بأخبار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوانُ الله عليهم والتابعين لهم بإحسان وهلمّ جرًّا إلى زماننا هذا، من سائر الأئمّة والعلماء الذين يُقتدى بهم ويُعوَّل عليهم ويُرجَع إلى أقوالهم: أنّهم لم يُنزلوا أحداً جنّةً ولا ناراً، سوى من نزّله اللهُ ورسولُه، فشهدوا للعشرة بالجنّة، الذين شهد لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالجنّة.
فصحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم ـ من رواية سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل ـ أنّه قال: «عشرةٌ من قريش في الجنّة: أبو بكرٍ في الجنّة، وعمرُ في الجنّة، وعثمانُ في الجنّة، وعليٌّ في الجنّة، وطلحةُ في الجنّة، والزبيرُ في الجنّة، وعبدُ الرحمن بنُ عَوْفٍ في الجنّة، وسعيدُ بنُ أبي وقّاصٍ في الجنّة، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرّاح في الجنّة، وسعيدٌ في الجنّة» (12)، وله طرقٌ كثيرةٌ، وفي ألفاظه اختلافٌ ليس هذا موضعَ ذكرها.
وصحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه شهد لثابتِ بنِ قَيْس بنِ شمّاسٍ الأنصاريِّ (13) وعبد الله بنِ سلامِ ابنِ الحارث (14) وبلالِ بنِ رباحٍ (15) والعُمَيْصاءِ بنتِ مِلْحانَ أمِّ سُلَيْمٍ - وهي أمّ أنس بن مالك - (16) في جماعةٍ سواهم، وشهد لأهل بدرٍ بالجنّة، وكذلك أهل الحُدَيْبِيَة (17) الذين بايعوه تحت الشجرة - وهي بيعةُ الرضوان - الذين قال الله عزّ وجلّ فيهم:) لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة، (18) (فنحنُ نشهدُ لهم كما شهدَ لهم النبيُّ المُصطفى صاحبُ الشرع، ومن سوى هؤلاء نُمسِكُ عنهم، ونرجوا للمُحسِن أفضلَ الرجاء، ونخافُ على المُسيءِ، وعلى هذا درَجَ العُلماءُ قديماً وحديثاً، لا نعلمُ بينهم في ذلك خلافاً.
ولو كان هذا القائلُ ممّن أتعبَ نفسَه في الأسفار، وركِبَ الأخطارَ إلى الأقطار في طلب الآثار، ولاقى علماءَ الأمصار، ونظر في كتب السنّة القديمة والجديدة، لعرفَ صوابَ ما قُلناه وصحّةَ ما ذكرناه، لكنّا نرجوا من الله عزّ وجلّ أن يُبيِّنَ له الصوابَ، وينزعَ عن مخالفة السلف الصالح، ويسلُك سبيلَهم، ويقتفي آثارَهم، ففي اتِّباعهم الرشدُ والهدى.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) توسّع في ترجمته الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (21/ 443 - 461) وابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» (2/ 5 - 34).
(2) قد استقصيتُ ذكرَ مؤلّفاته مع نسخها في تحقيقي لكتابه «تحريم القتل وتعظيمه» (ص 46 - 59).
(3) وقد سبقني إلى إخراجها الأستاذ الدكتور خالد مرغوب في رسالته للماجستير «الحافظ عبد الغنيّ المقدسي محدِّثاً».
(4) كذا في الأصل.
(5) الآية 7 من سورة الصفّ.
(6) الآية 33 من سورة الأعراف، وما بين المعقوفين سقط من قلم المصنّف.
(7) طرف من حديث طويل أخرجه الإمام أحمد (4/ 126 - 127) وأبو داود (رقم: 4607) والترمذي (رقم: 2676) وغيرُهم، وهو في «صحيح الجامع» (2549).
(8) «صحيح الجامع» (رقم: 4369).
(9) أخرجه النسائي والبيهقي، وانظر: «خطبة الحاجة» (ص 27 - 30).
(10) حديث صحيح أخرجه ابن ماجه وغيره، وهو في «السلسلة الصحيحة» (رقم: 1492) بطرقه.
(11) الآية 115 من سورة النساء.
(12) أخرجه بهذا اللفظ البزّار (4/ 95 و 99) والحميدي (1/ 45) وغيرهما، وهو عند الإمام أحمد وأبي داود والترمذي بغير قيد «من قريش»، وهو حديث صحيح.
(13) أخرج ذلك مسلم (188).
(14) أخرج ذلك الإمام أحمد (1/ 169 و 183) والحاكم (3/ 416)، وهو حديث حسن.
(15) أخرج ذلك البخاري (1149) ومسلم (2428).
(16) أخرج ذلك البخاري (7/ 34) ومسلم (2456).
(17) في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة: عن جابر أنّ عبداً لحاطب جاء رسول الله يشكو حاطباً فقال: يا رسول الله ليدخلنَّ حاطبٌ النارَ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذبتَ لا يدخلُها؛ فإنّه شهد بدراً والحديبيةَ».
(18) الآية 18 من سورة الفتح.
http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/articles/fatwa-maqdissi.htm
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:ولهم في الشهادة بالجنة ثلاثة أقوال منهم من لا يشهد بالجنة لأحد إلا للأنبياء وهذا قول محمد بن الحنفية والأوزاعي
والثاني أنه يشهد بالجنة لكل مؤمن جاء فيه نص وهذا قول كثير من أهل الحديث
والثالث يشهد بالجنة لهؤلاء ولمن شهد له المؤمنون كما قال النبي صلى الله عليه و سلم أنتم شهداء الله في الأرض وقال يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار قالوا بم يا رسول الله قال بالثناء الحسن والثناء السيئ فأخبر أن ذلك مما يعلم به أهل الجنة وأهل النار وكان أبو ثور يقول أشهد أن أحمد بن حنبل في الجنة ويحتج بهذا.
منهاج السنة (5|295)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وقال طائفة بل من استفاض من بين الناس إيمانه وتقواه واتفق المسلون على الثناء عليه كعمر بن عبدالعزيز والحسن البصرى وسفيان الثورى وأبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد والفضيل بن عياض وأبى سليمان الدارانى ومعروف الكرخى وعبدالله بن المبارك رضى الله عنهم وغيرهم شهدنا له بالجنة لأن فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه و سلم مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال وجبت وجبت ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال وجبت وجبت قالوا يا رسول الله ما قولك وجبت وجبت قال هذا الجنازة أثنيتم عليها خيرا فقلت وجبت لها الجنة وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرا فقلت وجبت لها النار قيل بم يا رسول الله قال بالثناء الحسن والثناء السىء.
مجموع الفتاوى (18|314)(/)
كن علميًّا ..... ولا تكن مطيِّباتيًّا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنتشر في المنتديات العلمية ظاهرة اصطلحت على تسميتها (المطيِّباتيَّة) ولا مشاحة في الاصطلاح.
وهذه الظاهرة رأيت لها ثلاث صور (ولعل غيري يرى أكثر)
الصورة الأولى: من تراه يدخل إلى موضوع محتدم علميا بين طلاب العلم والمشايخ الأفضال، وكل يدلي بدلوه، ويأتي بدليله، فيرد عليه الآخر بالردود العلمية والتقسيمات المنطقية في مساجلة علمية باهرة، فإذا بهذا (المطيباتي) يقتحم هذا السجال العلمي، ويخوض في ذلك البحر اللجي، ولا يجد ما يشارك به لقلة بضاعته، فلا يجد ما يشارك به إلا قوله لهذا: رفقا رفقا، وللآخر: لا داعي للحدة، وكأنه سمع صوت صرصرة القلم وهو يكتب فأزعجته حدة الكاتب!
ولمن عجيب ما أذكره في هذا المجلس أني وجدت أحد الفضلاء (ولن أذكر الأسماء لعدم التجريح) يكتب موضوعا علميا يختص بعلم الحديث رواية، فرد عليه بعض المشايخ الفضلاء ردا منطقيا، فجاء أحد (المطيباتية) يقول للشيخ المفضال صاحب الرد: على رسلك فالأخ أحوج إلى بيانك ورفقك فهو يتكلم بطريقة عاطفية!
كذا قال هذا المسكين وهو لا يدري أن من يظن أنه يدافع عنه من الشيوخ المحققين المخضرمين!
وأنا لا أقصد هذا الأخ بعينه، ولا هذه الحادثة بعينها، ولكني أتكلم عن الظاهرة، فمثل هذه المشاركات تفسد النقاش العلمي، وتطيل المشاركات بالغث الوعر، فلا هو أثرى الموضوع، ولا ترك الأمر لأهله، وإنما كما يقال عندنا في مصر (جاء ليهدي النفوس)
الصورة الثانية: أصحاب (البركلة) و (الجزلخة) و (الفتحلة)، فهؤلاء نوع من (المطيباتية) لا يعرفون من المشاركات إلا: بارك الله لك، وجزاك الله خيرا، وفتح الله لك، وهي كلمات طيبة إذا وضعت في موضعها، كأن يكتب أحد الأفضال موضوعا قيما فتأتي المشاركات من كل حدب وصوب بالثناء والدعاء فهذا لا بأس به، لما فيه من إسعاده وتشجيعه على استمرار العطاء.
لكن تكمن مشكلة هذه الصورة من (المطيباتية) فيما لو كان صاحب الموضوع يريد جمع مادة علمية في موضوع ما، مثل: الكتب التي تشترط كذا، العلماء الذين كنيتهم كذا، المسائل التي فيها كذا، وغير ذلك، فيذكر ما لديه وهو يريد من إخوانه إثراء الموضوع بما عندهم من علم، لكن ما إن يذكر بضع مواضع حتى ينهال (المطيباتية) بالبركلات والجزلخات فيسودون عشرات الصفحات في ذلك حتى يمل القارئ ويثبط الكاتب ويضيع رونق الموضوع.
فكم من عنوان جذبني بحلاوته فدخلت لأجد صاحب المشاركة قد أبدع فيما ذكر، فعندما أرى الموضوع في كذا صفحة يسيل لعابي لهذه المادة العلمية القيمة، فلما أتصفح إذا بتسعة أعشار المشاركات (تطييب خواطر) فيتحول فرحي غما.
الصورة الثالثة: (المطيباتية) الطفيليون الذين يهيمون في المشاركات بلا غاية، فيدخلون في روضة علمية ماتعة، كل من فيها يسقيها، فهي غضة الأغصان، فإذا بهم يأتون بما لا صلة له ولا قرابة ولا نسب بهذا الموضوع من المشاركات، مثل: ما رقم الشيخ فلان، وما لون حذاء الشيخ علان، والنهاردة السبت ولّا الأحد، ويا ريت حد يقولي الساعة كام، وهكذا يخبط ما شاء بلا معنى ولا قصد ويفسد تسلسل النظم، فينفرط العقد.
فإلى كل هؤلاء أوجه نصحي وأنا أولى بالنصح منهم:
كونوا علميين .... ولا تكونوا مطيباتيين
وجزاكم الله خيرا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 04:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مشكلة الشبكة بصفة عامة، والمنتديات العلمية الجادة بصفة خاصة أنك تجد: الشيخ الفاضل، والأديب، والدكتور، والتلميذ، والجاهل، والأمي، و وووو ....
وهذه مسألة يصعب ضبطها!
فهل نقول لمن أراد المشاركة: صور لنا بطاقتك الشخصية، وجميع الشهادات التي تحملها، حتى نرضى بك عضوا في المنتدى؟!
وقد حصل معي مرة هنا: أن أحد المشايخ الأفاضل اشتكى من مدح أحد الإخوة له، وراسلني على الخاص، فتهمت الموقف، وحذفت المشاركات المذكورة
فإذا بالرد يأتيني: لن أشارك معكم هنا .... أخوكم: فلان .... دكتوراه في مصطلح الحديث
هذه العبارات أحزنتني كثيراً، فما معنى: لن أشارك هنا، وما معنى أن تختم كلامك بـ: دكتوراه ...
فمن كان يشارك هنا أو في مكان آخر بنية معينة، لا يريد وجه الله تعالى، فأقول له: أحسن الله عزاءك
ومن الصعب التعامل مع أناس لا نعرفهم، يختبئون وراء شاشات الحاسوب، وكلهم بذهنية معينة، وفكر معين
والأمر يحتاج إلى دراسة نفسية جادة
والمثال الذي ذكرتَه محزن حقاً، وقد وقع من قبل لأحد الشيوخ الأفاضل، وأجزم أنه سيقع في المستقبل مادام الاشتراك على الانترنت مفتوحا للجميع
والله أعلم
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
كلامٌ سديدٌ في أكثره ...
(بارك الله فيك):)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
والذي يزعج أكثر من هذا
تحول النقاش من من نقاش حول الفكرة والقول إلى النقاش حول الشخص والذات
فالله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 04:08]ـ
دائمًا أرى النفعَ في مواضيع أخي عيد فهمي.
ويكفي كلما رأيتُ اسمه، تذكرتُ: "تهذيب الكمال"، والجهد الطيب الذي بذله في إصلاح بعض ما وقع فيه.
وهنا؛ يأتي ليفتح بابًا جديدًا إلى الخير.
وأُضيف صورة أخرى.
ربما لظروف خاصة بي، عرفتُ بعض المخاطر التي يدبرها أعداء الإسلام لنا.
وهناك متخصصون منهم، يجوبون المنتديات التي يكثر فيها الحوار بين طلبة العلم.
فترى حوارًا حول موضوع كذا، يشارك فيه مجموعة من الإخوة، وكلٌ يعرض ما عنده في مودة ورحمة.
وفجأة يدخل هذا العدو، بعد أن تسمى، أو تَكَنَّى، أو تلقب، بأسماء المسلمين.
وينتقي (بخبث) كلمة من هذا الأخ، وغيره، تحتمل التأويل، ويبدأ في الوقيعة بينهم.
وللأسف، أنا وأنت، ننساق وراءة.
فيزداد الطينُ في نبعٍ كان صافيًا، وتنزل الشتائم والاتهامات بأرض كانت مهدًا لقول الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
ويعود الحقد، والكراهية، والمرض، والقلق، ليسكن قلوبًا كانت تبحث عن الصراط المستقيم.
أذكر مرةً، في أحد المنتديات، وفي نقاش طيب، دخل أحدهم، فكتب: إن الشيخ فلان، سرق جميع تحقيقاته من الأخ فلان، ونسبها إلى نفسه!!
وكنتُ أعرف الشيخ والأخ، والذي دخل وكتب، وقامت الدنيا، وأغلق الموضوع، ونسي الجميع الموضوع الذي كان محل النقاش.
والشيخ المظلوم أصيب بمرض السكري، وجميع المؤلفات التي قيل: إنه سرقها، عليها اسم صاحبها، ولم ينسبها إلى نفسه.
فاحذروا، فالأمر خطير.
ـ[السويدي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 11:37]ـ
فترى حوارًا حول موضوع كذا، يشارك فيه مجموعة من الإخوة، وكلٌ يعرض ما عنده في مودة ورحمة.
وفجأة يدخل هذا العدو، بعد أن تسمى، أو تَكَنَّى، أو تلقب، بأسماء المسلمين.
وينتقي (بخبث) كلمة من هذا الأخ، وغيره، تحتمل التأويل، ويبدأ في الوقيعة بينهم.
وللأسف، أنا وأنت، ننساق وراءة.
أحسنت
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 11:31]ـ
جزاكم الله خيرا
ما أحوجنا لهذا الموضوع
أتسمح لى شيخنا أن أنقل الموضوع وأنسبه لكم؟
أرجو من الأخوة الأفاضل ان وجدنى فى بعض المواضيع (مطيباتيا) فليخبرنى سريعا قبل أن يفتضح الأمر (ابتسامة)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 11:38]ـ
لا بأس إن شاء الله
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:39]ـ
شيخنا واستاذنا الفاضل المفضال عيد بن فهمي حفظك الله ورعاك
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
قد أرسلت لفضيلتكم رسالة على الخاص أرجو ان تتفضلوا بقرائتها والرد عليها في اقرب وقت
أرجو أن لا أكون اثقل عليكم بطلبي
ولا اكون مطيباتيا بمشاركتى (ابتسامة)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:05]ـ
موضوع قيم جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 02:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المطيباتية يجعلون الوصول إلى المعلومة داخل الموضوع صعبا بل بعض الأحيان قد يكون مملا لكنهم في الجانب الآخر يشجعون من يكتب على الاستمرار في الكتابة ومن يأتي بالفوائد على الاتيان بالمزيد منها كما أنهم في بعض الأحيان يحاولون نزع فتيل الصراع والتفرقة أو تقريب وجهات النظر ويلطفون الجو بعبارة مطيباتة جميلة تخف فيها الحدة وتهدأ فيها النفوس ولابأس أن يصعب على الباحث الوصول إلى مبتغاه وهذا قد يجعل الفائدة تثبت لأنه لم يصل إليها إلا بعد تعب ومشقة ألم تتذكر فعل ابن حبان في التقاسيم والأنواع حينما صعب الوصول إلى الحديث إلا بعد تعب فذللها ابن بلبان الفارسي في الاحسان فأحسن.
اقتراح:
/// لو أن كل كاتب لموضوع يجمع شتات موضوعه في ملف في نهاية المطاف ثم يحرره ويرفقه في آخر الموضوع لكان من الإحسان إلينا
/// كما أني أقترح على إدارة المجلس الموقر أن تثبت موضوعا للمرفقات المحررة من قبل أعضاء المجلس ليسهل الوصول إليها مع الأخذ في الاعتبارإلغاء جميع مشاركات المطيباتيه
/// كن مطيباتيا علميا مفيدا ولاتكن علميا مجردا
/// قراءة الموضوع دون التعليق عليه أو إبداء الرأي حوله بالذم أو الاستحسان لايفيد الكاتب بالتغذية الراجعة عن عمله وكتابته بل قد يدفعه إلى الظن بأن موضوعه ليس هاما أو مفيدا فينصرف إلى غيره مما هو أقل منه والسبب عزوف المطيباتية عن الدخول.
/// لاأتصور أن كل من هو مسجل في المجالس العلمية على مستوى من العلمية حتى يكتب موضوعا قويا أو يشارك مشاركة مفيدة فالأعضاء يتفاوتون في قدراتهم العلمية مما يجعل المشاركات في المجالس حسب هذه المقولة قاصرة على النخبة من الأعضاء وهذا غير مرغوب فيه لأن الذي لايشارك قد لايهتم بمتابعة مايكتب وبالتالي يقل القراء من الأعضاء بل قد يقل القراء والمتابعين من خارج المجلس ,انظر إلى مجالس أهل العلم كابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وغيرهم من أهل العلم يحضر مجالسهم من هو مبرز في العلم ومن هو متوسط ومن هو دون ذلك ولايمنع الجاهل من المشاركة بسبب أن مشاركته غير مفيدة لطلاب العلم الحاضرين ولم يقل أحد أنهم قد ضيعوا أوقاتهم مع أن أوقات هؤلاء العلماء ثمينة وغالية وتحسب بالثواني بل أقل من ذلك.
/// بعض مشاركات المطيباتية قد يكون فيها إجمام وترويح عن النفس للقاريء بسبب جفاف بعض الموضوعات العلمية مما ينشط الذهن ويشحذ الهمم ويعيد النشاط ألم تر أنهم يجعلون بعض المُلح في ثنايا بعض الكتب لهذا الغرض.
جزاك الله أخي عيد على فتح الموضوع وأظن إن لم أكن واهما أني قد قرأت موضوعا شبيها بهذا في مجلس المخطوطات لكن هذا المكان يختلف عن مجلس المخطوطات.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 01:04]ـ
أقول لكم: جزاكم الله خير.
وأريد بهذه الكلمة شيئان على الأقل:
1 - الدعاء بمعنى الكلمة،
2 - تعليم الموضوع حتى يسهل عليّ الوقوف عليه في المستقبل بمجرد أن أبحث عنه باسمي أنا في خاصية البحث بالملتقى.
(ولست بواجد لهذا الأخيرا بدلا)
فهل تُرون أن صنيعي هذا من التطيبية. .؟
ودمتم / لمحب الملتقى.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 01:27]ـ
فهل تُرون أن صنيعي هذا من التطيبية. .؟ لو كان ذلك كذلك؛ لكنا كلنا مطيباتية!!!
لكن المقصود من يفعل ذلك بلا حاجة وإنما كأنه يحسب أن المشاركة في أي موضوع فرض عين.
واحنا يشرفنا مشاركاتك يا نضااااااااااال حتى لو كانت تطييب (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 03:39]ـ
لو كان ذلك كذلك؛ لكنا كلنا مطيباتية!!!
لكن المقصود من يفعل ذلك بلا حاجة وإنما كأنه يحسب أن المشاركة في أي موضوع فرض عين.
واحنا يشرفنا مشاركاتك يا نضااااااااااال حتى لو كانت تطييب (ابتسامة)
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل.
كلامكم الأول - الجملة الأولى والثانية - علميٌّ مستقيم لا غبار عليه.
ولكن الأخير - الجملة الثالثة - تطيباتي بحتٌ لا نجد إلى ساحة العلم له سبيلا (ابتسامة)
أضحك الله أسنانا جميعا، وأذكر نفسي بقول حبيبي (ص): (ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة).
طبعًا، التطييب المحذور لا يدخل في هذي ولا في تلك. . . بل هو نوع آخر مستحب فراقه.
فليس لذكري هذا الحديث غرض سياسي ولا تكتيك حربي ( http://alukah.net/majles/showpost.php?p=78150&postcount=59) ، بل مجرد نقل وتقدير. وقد أطلت هنا عليكم التطييب، فعذرا بعد عذر والسلام!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 12:03]ـ
فليس لذكري هذا الحديث غرض سياسي ولا تكتيك حربي ( http://alukah.net/majles/showpost.php?p=78150&postcount=59) ، بل مجرد نقل وتقدير. وقد أطلت هنا عليكم التطييب، فعذرا بعد عذر والسلام!
أضحك الله سنك.
التوقيع: (مطيّباتي)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:24]ـ
اضغطوا على كلمة (تكتيك حربي)، فإن بها رابط مباشر.
وفاح مسك السلام.
ـ[أسماء]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم عيد فهمي على هذا الطرح الممتاز ....... و تنبه الهام جدااااااااا للأعضاء
بوركت أخي الكريم
و إن شاء الله ما نكون من أصحاب (البركلة) و (الجزلخة) و (الفتحلة)، فهؤلاء نوع من (المطيباتية)
أو أصحاب المشاركات (تطييب خواطر) أو ناس متطفلين (الطفيليون الذين يهيمون في المشاركات بلا غاية)
بل نكون أصحاب هدف ..... هدف نبيل و راقي ......... العلم ........ و المعرفة ......... الدقيقة ....... و الصحيحة
بإذن الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[الفيومي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 11:08]ـ
أشكر الشيخ عيد على هذا الموضوع الماتع النافع ...
ولي عدة تطييبات:
1. أقترح أن يضاف في برمجة المنتدى: أيقونة شكر (بجوار أيقونة الرد)، ولا يظهر هذا الشكر إلا على الخاص للكاتب الأصلي (أو يجعل أمكانية حذف مشاركات الشكر من الموضوع)، أو أي آلية أخرى يراها المختصّون.
وهذه رأيتها في أحد المنتديات (لا أذكره).
2. أرجو من المشرفين بشدة: أن يحذفوا جميع المشاركات الغير مفيدة -داخل المواضيع الجادة-، وعلى المشارك أن لا يتضايق من ذلك (فهذا مجلس علمي)، ويمكن الاعتذار له على الخاص.
3. لو فُرض أن بعض المشاركين يتضايق من حذف بعض مشاركاته الغير مفيدة؛ وقد يؤدي به ذلك إلى ترك المجلس؛ فحيّاه الله في استراحة المنتدى و ..... ؛ وإلا فهو وشأنه.
وأن يكون المشاركون قلة جادّين: خيرٌ من أن يكونوا كثرة غير مفيدين (فهذا مجلس علمي، لا استراحة دردشة).
ولا يُفهم كلامي الدعوة إلى الشدة والجفاف في المشاركات؛ فالظرف والمزاح المباح بضوابطه طيب جدًا، ولكن الكلام على المشاركات التافهة التي تعكّر على المواضيع الجادة وتخرجها عن مسارها وتطيلها بلا فائدة -كما ذكر الشيخ عيد-.
وأكرر الشكر على هذا الموضوع النافع (التطييبة الأخيرة):)
وجزاكم الله خيرا.(/)
نصيحة في الصبر على أذى المنافقين للإمام الشوكاني رحمه الله تحقيق عمار تمالت
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:05]ـ
نصيحة في الصبر على أذى المنافقين والتحذير من أخلاقهم للإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى
للشيخ عمار تمالت
إنّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له.
وبعد؛ فإنَّ الله عزَّ وجل قد هدانا للإيمان، وبيَّن لنا أوصافَ المؤمنين، ودعانا إلى التحلِّي بها وملازمتِها حتى يكمل إيمانُنا ويثبت، وهي التي ترجمَها النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم في سيرته العطرة، واتبعها أصحابُه من بعده، ومن تبعهم إلى يوم الدين من العلماء والصالحين؛ وحذَّرنا من كلِّ ما يُنقِصُ إيمانَنا أو يُبطِلُه، من العقائد والأخلاق والأعمال. ([1])
وإنَّ من الأخلاق السيِّئة التي تُنقِصُ الإيمان، وأحياناً تُضادُّه وتُعرضُه للبطلان: خُلُقَ النفاق، الذي اتَّصفَ واختصَّ به قومٌ دُخلاء على المسلمين، يُظهرون الإيمان والإسلام، ويُبطِنون ما يخالفُ ذلك من العقائد والأعمال، ويسعون في الكَيْد للمسلمين وإعاقة دعوتهم بوسائل مخفيَّة وطرق مشبوهة، لكن سرعان ما تنكشفُ أسرارُهم وتظهرُ حقيقتُهم بين المسلمين بسبب ما يسلكونه ويتَّصفون به من بعض الصفات التي بيَّنها الله عزَّ وجل في مواضع من كتابه الكريم.
وبين يديك أخي القارئ نصيحةٌ في بيان أحوال أهل النفاق وسلوكهم مع المسلمين المؤمنين، وما ينبغي للمسلمين أن يسلكوه تجاه كيد هؤلاء القوم وأراجيفهم الباطلة؛ كتبها الإمامُ العالمُ القُدوةُ الناصحُ محمد بن علي بن محمد الشَّوْكاني.
والإمام الشوكاني ([2]) فقيهٌ مجتهدٌ، من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء، وُلد بهجرة شَوْكان ـ قريةٌ من بلاد خَوْلان باليمن ـ سنة 1173ه، وهاجر مع أبيه إلى مدينة صنعاء، فنشأ بها وحفظ القرآن الكريم، ثم انصرف إلى التعلُّم، فحفظ جملةً من المتون والكتب العلميّة في مختلف الفنون، ثم شرع في القراءة على علماء عصره، فقرأ وسمع عليهم كتباً لا تُحصى في علوم عدَّة، وبعد أن نضج في العلم تفرَّغ لإفادة الطلبة، فكانت له في اليوم الواحد أزيَد من عشرة دروس في علوم متعدِّدة، إلى جانب ذلك كان مشتهرًا بالفتوى فكانت تأتيه الفتاوى والنوازل من مختلف مناطق اليمن وغيرها، وكان لا يأخذ على الفتيا شيئًا من المال؛ بل كان يقول: أنا أخذتُ العلمَ بلا ثمن فأريدُ إنفاقَه كذلك، وصنَّف الإمامُ الشوكانيُّ تصانيف عدَّة تنيفُ على المائة مصنَّف، ما بين مطوَّل ومختصر، وامتازت مصنَّفاتُه بالتَّحقيق والرجوع إلى الأدلَّة الشرعيَّة في مختلف المسائل، فمن مصنَّفاته: «فتح القدير» في التفسير، و «نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار» في الحديث، و «إرشاد الفحول في تحقيق الحق من علم الأصول» في أصول الفقه، و «السيل الجرّار على حدائق الأزهار» في الفقه، وغير ذلك كثير، وتوفي رحمه الله تعالى قاضيًا بمدينة صنعاء سنة 1250ه.
وهذه النصيحة التي نحن بصدد نشرها في هذه المجلَّة الغرَّاء يوجدُ أصلُها الخطِّي ضمن المجموع رقم (86) من مجاميع مكتبة الجامع الكبير بمدينة صنعاء، ونُسختُها كتبها المؤلِّف بخطِّ يده، ولم يذكر تاريخَ كتابتها، لكن يُرَجَّح أنّه كتبها سنة 1239ه، لمِا قُيِّد في آخرها من قراءة أحد تلامذته عليه.
http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/img/nassiha-chewkani/makhtouta.jpg
وهذا نصّ النصيحة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد؛ فإنَّا رأينا من بعض أهل عصرنا من يتَّصفُ بالأوصاف التي ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز، حيث قال عز وجل: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون (118) هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور (119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط? [آل عمران: 118 - 120]، انظر كيف وصف سبحانه ما يقع من هذه الطائفة من الخبال والخذلان ووِدادة ما يُعنِتُ أهلَ الإيمان، وظهورِ البغضاء ـ التي محلُّها القلوب ـ بترجمةِ الألسن عنها وظهورِها منها، وأنَّ ذلك الذي تُبديه الألسنُ من الأفواه إنَّما هو البَعض، وما تُخفيه الصدورُ أكبرُ، ثم ختم الآية بأنَّ هذا البيان الربَّاني بالآيات القرآنيّة إنَّما يفهمُه مَن يتعقَّلُ الأمورَ كما ينبغي، ويفهمُها كما يجب، لا مَن كان غافلاً بَليدَ الفهم ضعيفَ العقل، فإنَّه يلتبسُ عليه صنيعُ هؤلاء المنافقة، الذين يُبطِنون ما لا يُظهِرون، ولكنْ فلتاتُ ألسُنهم وما تَجيشُ به خواطرُهم ممَّا استجنَّ في قلوبهم من الغيظ: يستدلُّ به العُقلاءُ على ما وراءه ويتعقَّلُ به ما خلفه من العداوة الكامنة، كموت النار في صمم الأحجار.
ثم أوضحَ لعباده المؤمنين أنَّهم قد اغترُّوا بظواهر أحوالهم وما تلقَّوْه من نفاقهم، فأحبُّوهم مع أنَّهم لا يُحبُّونهم، وأنَّ المؤمنين ـ على طريقة الإيمان الخالص التامِّ ـ بالكتاب كلِّه، وأضدادُهم لا يؤمنون أصلاً؛ بل ينافقونهم فيقولون آمنَّا، وذلك مجرَّدُ قول باللِّسان لا حقيقة له ولا اعتقاد قلب.
ثمَّ بالغ الربُّ سبحانه في غَيْظ هؤلاء المنافقين ومزيد بُغضهم وتكالبهم في العداوة للمؤمنين فقال: ?وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ?، والبلوغُ إلى هذا الحدِّ لا يكون إلاَّ لالتهاب صدورهم وتسعُّر قلوبهم واضطرام خواطرهم، كما تراه فيمن بلغ به الغيظُ إلى عضِّ أنامله، فإنَّه لا يكون ذلك إلاَّ لأمر قد فدحه وبلغ منه إلى الغاية التي ليس وراءها غاية.
ثم علَّم الله المؤمنين بما يقولونه لهم عند ذلك، وأمر رسولَه صلى الله عليه وسلَّم أنْ يقول لهم:?مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ?، فانظر هذا الأدبَ الإلهي، والتعليمَ الربَّاني، فإنَّك لو جئتَ بكلِّ عبارةٍ في الردِّ على هؤلاء المنافقة لم تجدْ جواباً أبلغ من هذا، ولا أقطعَ لظهورهم، ولا أنكأ لقلوبهم وأخرس لألسنهم منه، فإنَّ غاية ما يتأثَّر عن مزيد العداوة هو الغيظ، فإنْ تعاظمَ وتفاقم وأفرط بصاحبه بلغ به الموتَ، فإذا قلتَ لمن غلتْ مراجلُ قلبه واضطرمت نيارُ جوفه واضطربت أمواجُ صدره بما جلبتْه عليه عداوتُه لك من الغيظ: «مُتْ بغيظك»، فقد بلغتَ من نكايته مبلغاً لا تفي به عبارةٌ ولا يُحيطُ به قولٌ؛ لأنَّك جئتَ بغاية ما يبلُغ إليه كيدُه وينتهي إليه غيظُه، وقلتَ له: «مُتْ بغيظك» فإنَّك لم تضرَّ به إلاَّ نفسَك، ولم ينجعْ إلاَّ فيك، ولا بلغ هذه الغايةَ إلاَّ منك، وعند أنْ يسمع هذا الجوابَ يزدادُ غيظًا إلى غيظه، وبلاءً إلى بلائه، ومحنةً إلى محنته، فكانت الثمرةُ التي استفادها من عداوته وما حمله من حسده هو هذا العذاب العظيم والبلاء المُقيم، ولم ينلْ أهلَ الإيمان من ذلك شيءٌ أصلاً، فجارَ كيدُه عليه، ولا يحيقُ المكرُ السيِّءُ إلاَّ بأهله، ويرجعُ بغيُه إليه: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم? [يونس: 23]، وعاد نكثُه إلى نفسه: ?فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ?، وحلَّ خداعُه به: ?يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم? [البقرة: 9] ([3]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أخبر سبحانه عباده المؤمنين بأنَّه عليمٌ بما تُجنُّه الصدورُ وتُخفيه القلوبُ، وفي ذلك تسليةٌ للمؤمنين عظيمةٌ عمَّا يكادُ يلحقُ بهم من غَمٍّ، لما يسمعونه من جَلَبَة المنافقين عليهم، وصَوْلَتهم وعداوتهم لهم؛ لأنَّ ما كان بعلمِ الربِّ سبحانه وكائنٌ لديه فهو المُجازي لفاعله المنتصِف من قائله، وكفى به سبحانه مُنصِفاً من الظالمين ومُنتقمًا من المُتخلِّقين بأخلاق المنافقين.
ثم بيَّن سبحانه لعباده حالَ هؤلاء بأكمل بيانٍ، وأَوضحَه بأتمِّ إيضاح، بحيث لا يبقى بعده رَيْبٌ، ولا يختلجُ عنده شكٌّ، فقال: ?إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا?، فجعل سبحانه مجرَّدَ مسِّ الحسنة للمؤمنين موجبًا لمُساءة المُتخلِّقين بأخلاق المنافقين، ومجرَّدَ إصابة ما يُساءُ به المؤمنون مُقتضيًا لحصول الفرج لهم، وليس بعد هذا من العداوة شيءٌ، فإنَّه النهايةُ التي ليس وراءها نهايةٌ، والغايةُ التي ليس بعدها غايةٌ.
ثم شدَّ سبحانه قلوبَ عباده المؤمنين، وطمَّنَ خواطرَهم، وأثلجَ صدورَهم، أنَّهم مع الصبر والتقوى لا ينالُهم من تلك الصَّولاتِ شيءٌ، ولا يعلَقُ بهم من تلك القعاقعِ ([4]) أمرٌ، ولا يصلُ إليهم ضررٌ البتَّة، كما يفيدُه قولُه سبحانه: ?لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا?، فجاء بلفظ شيء الذي يتناول مثقالَ الذرَّة وما دونه، فضلاً عمَّا فوقه، وليس بعد هذه التسلية الربَّانيَّة والتعزية الرحمانيَّة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد؛ فإنَّ هذه الألفاظ اليسيرة والكلمات الموجزة أفادتْ ما لم تُفدْه بلاغاتُ البُلغاء وفصاحات الفُصحاء، فإنَّ غاية ما نجدُه من كلامهم في هذا الشأن هو كقول قائلهم ([5]):
إن يسمعوا سُبَّةً طارُوا بها فَرَحًا
مِنِّي ومَا سمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
وكقول الآخر ([6]):
إن يسمعوا الخير يُخفوه وإن سمعوا
شرًّا أذاعوا وإن لم يسمعوا أفكوا
فإنَّ غاية ما في هذين البيتين أنَّهم يُخفون المحاسن وينشرون المساوئ، فأين هذا ممَّا وصفه الله سبحانه عنهم من إساءة الحسنة لهم وفرحهم بالسيِّئة؛ فإنَّ هذا أمرٌ وراء الإخفاء والإذاعة؛ فإنَّها لا تتأثَّرُ القلوبُ بالإساءة والفرح إلاَّ بعد تمكُّن العداوة والبغضاء تمكُّنًا زائدًا، وأما مجرَّد الإخفاء للخير والإذاعة للشرِّ فإنَّ ذلك يحصلُ لمن بُلي بمجرَّد الحسد.
ومع هذا؛ فإنَّ هذا النَّظْمَ القرآنيَّ يدلُّ على أنَّ مجرَّد ما يصلُ إلى المؤمنين مما يسمَّى حسنة يتأثَّر عنه المُساءةُ لأعدائهم، ومجرَّد ما يصلُ إلى المؤمنين مما يسمَّى سيِّئة يتأثَّرُ عنه الفرحُ لأعدائهم، كما يدلُّ عليه تنكيرُ الحسنة والسيِّئة، فإنَّ الظاهر فيه أنَّه تنكيرُ التحقير، فالحسنة الحقيرةُ والسيِّئةُ الحقيرةُ ـ وإن بلغت إلى الغاية في الحقارة ـ يتأثَّرُ عنها ذلك، فكيف بما كان فوق ذلك!
فإن قلتَ: قد ذكر الله سبحانه في هذه الآيات أوصاف أهل النفاق وما كانوا عليه، فمِن أين لك أنَّ بعض أهل عصرك كذلك؟
قلتُ: من وجدنا منه هذه الأوصاف التي اشتمل عليها الكتابُ العزيز فقد صدق عليه ما ذكره الله سبحانه في هذه الآيات، ولا شكَّ أنَّ المُتخلِّق بأخلاق المنافقين، المُقتدي بهم فيما كانوا يعاملون به المؤمنين لاحقٌ بهم، وغايةُ الأمر أنْ نتورَّعَ عن الحكم بالنفاق ونقول: من اتَّصف بهذه الأوصاف فهو مُتخلِّقٌ بأخلاق المنافقين، وهذا كلامٌ صحيحٌ لا يدفعُه دافعٌ ولا يردُّه رادٌّ، بل السنَّة المُطهَّرة تشهدُ له شهادةً أوضحَ من شمس النهار، وتُنادي عليه بأعلى صوتٍ، وذلك أنَّه صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ـ كما في «الصحيحين» وغيرهما ([7]) ـ أنَّه قال في تبيين أخلاق النفاق أنَّها: «إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»، هكذا في الأحاديث الصحيحة من طرق عديدة، وقال مَنْ كَانَتْ فِيهِ خصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الخِصَالِ كَانَتْ فِيهِ خصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ المُنَافِقِينَ، وَمَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ فَقَدْ كَمُلَ فِيهِ النِّفَاقُ، هكذا وقع القضاءُ النبويُّ على كل مُتخلِّقٍ بهذه الأخلاق أو ببعضها من أهل الإسلام، والأحاديثُ في هذا الباب متواترةٌ، يعرفُها من يعرفُ
(يُتْبَعُ)
(/)
السنَّةَ المُطهَّرةَ.
وقد وجدنا ـ ووجد غيرُنا ـ من المتخلِّقين بهذه الأخلاق من يعلمُ من بُحِث عن أحواله أنَّه إذا لم يكن فيه كلُّ هذه الخصال ففيه بعضُها، وإذا شئتَ أن تعرفَ صحَّةَ هذا فانظرْ إلى من غَلَب عليه، أنَّه إذا لاقاك عظَّمَك وأثنى عليك وتودَّدَ إليك، وإذا فارقَك قامَ وقعد بذمِّك، وأظهر من العداوة لك والبغضاء ما يقدرُ على إظهاره، كما قال الشاعر ([8]):
ويُجيبُني إذا لاقيتُه
وإذا يخلو له جسمي رتعْ
ويراني كالشجا في حَلْقه
عَسِرًا مخرجُه ما ينتزع
وهكذا من وعدَك فأخلفَك، أو حدَّثك فكذبَك، أو عاهدك فغدرَك، أو أمَّنتَه فخانَك، فمن وجدتَه هكذا وحكمتَ عليه بما حكم عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم كان الحقُّ بيدك والصوابُ ما فعلتَه، ومن أنكر عليك ذلك فقد أنكر الشرعَ الواضحَ والسنَّةَ المتواترةَ.
اللَّهم أصلحنا وسائرَ عبادك، وادفعْ عنا شرَّ الأشرار وكيدَ الفجَّار، يا من لا إله غيرُه ولا ملجأ سواه، وحسبُنا الله ونعم الوكيل.
http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/articles/nassiha-fi-essabr-li-echewkani.htm
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) لم يضع المؤلِّف عنوانًا لما كتبه، وقد وضعته اجتهادًا.
([2]) له ترجمة ذاتيَّة في «البدر الطالع» (2/ 214 ـ 225)، وممَّن ترجم له: زبارة في «نيل الوطر» (2/ 297 ـ 302)، والبغدادي في «هدية العارفين» (2/ 365)، وصديق حسن خان في «التاج المكلل» (ص 305 ـ 317)، وغيرهم.
([3]) وقد كتب المصنِّف كلمة «يخادعون» هكذا بضم الياء وألف بعد الخاء، وذلك على قراءة غير الكوفيين وابن عامر الشامي.
([4]) «القعاقع» جمع قعقعة، وهي اضطراب الصوت، انظر: «اللسان» (ق ع ع) و «تاج العروس» (ق ع ع (
([5]) أورده ابن هشام في «مغني اللبيب» (1/ 908) بدون ذكر قائله.
([6]) هو: طُرَيْح بن إسماعيل الثَّقفي، والبيت من قصيدة له أوردها الصدر البصري في «الحماسة البصرية» (2/ 21)، وعنده: «كذبوا» بدل «أفكوا».
([7]) الحديث أخرجه البخاري (34) ومسلم (58) وغيرهما.
([8]) هو: سُوَيْد بن أبي كاهل اليَشْكُري، والبيتان في «ديوانه» ص (30).
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 05:20]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير
موضوع رائع و قيم
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك
نفع الله بك ورفع قدرك ولا حرمك الأجروالثواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(/)
من جواهر السلف "1"
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من جواهر السلف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الأصول المقررة عند سلفنا الصالح بغضُ أهل الأهواء والبدع، والبراءةُ منهم، ووجوبُ معاداتهم ومجانبتهم في كل شيء، وتركُ محبتهم وموالاتهم؛ وذلك لخروجهم من السُّنَّة وابتداعهم في الدين.
قال الشيخ إسماعيل الصابوني –رحمه الله– في وصف عقيدة السلف وأصحاب الحديث: " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مَرَّت بالآذان وَقَرَّت في القلوب ضَرَّت، وجَرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت" [عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص298 - 299].
وقال الشاطبي –رحمه الله–:/" إن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع، والتشريد بهم، والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه. وقد حذَّر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم –حسبما تقدم– وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء" [الاعتصام 1/ 171].
فيا طالب العلم إليك من جواهر السلف في التحذير من أهل الأهواء والبدع:
قال ابن عباس: " لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 453].
قال عمر بن عبد العزيز: " من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل" [أخرجه الدارمي 1/ 68].
قال أبو قلابة: " لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 453 - 436].
قال عمران القصير: " إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت" [أخرجه ابن بطة في الكبرى ص405].
قال سلام بن أبي مُطيع: " إن رجلاً من أصحاب الأهواء
قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 440].
قال أسماء بن عبيد: " دخل رجلان من أهل الأهواء على ابن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث. قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومانِّ عني أو لأقومنَّ. قال: إني خشيت أن يقرآ عليَّ آية فيحرفاها فيقرَّ ذلك في قلبي" [أخرجه الدارمي 1/ 81].
فانظر يا طالب العلم، كيف رفض ابن سيرين أن يسمع منهم حديثا نبويا أو آية قرآنية، فحذارٍ أن تغتر بمن يُلبِّس عليك، فالذي يدخل القلب من الصعب أن يخرج، فاحرص على السُّنَّة.
قال محمد بن النضر الحارثي: " من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه" [أخرجه اللالكائي 1/ 153].
وقال عمرو بن قيس الملائي: " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150].
قال يحيى بن أبي كثير: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 458].
فيا طالب العلم، كيف بالذي يجالسهم ويآكلهم، ويمازحهم ويآنسهم، ويصحبهم بل ويألبهم على طلاب العلم السلفيين!! فكن على حذر تسلم من شرهم.
قال أبو قلابة: " إن أهلَ الأهواء أهلُ الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار" [أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 184].
قال الأوزاعي: " عليك بأثر من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراءَ الرجال وإن زخرفوا لك بالقول" [ذكره الذهبي في العلو (المختصر) ص138].
عن ابن طاووس، عن أبيه قال: " إن رجلاً قال لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. قال: فقال ابن عباس: الهوى كله ضلالة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 58].
قال الفضيل بن عياض: " أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. [أخرجه اللالكائي 2/ 638].
قال أبو الجوزاء: " لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء" [أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/ 476].
قال أبو قلابة: "ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 460].
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أرطأة بن المنذر: " لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149].
قال عبد الله بن المبارك: " صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة" [أخرجه اللالكائي 1/ 159].
قال الفضيل بن عياض: " من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175].
قال سعيد بن عنبسة: " ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152].
كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف" [أخرجه اللالكائي 1/ 152].
عن ابن عمر: " أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام". [أخرجه الدارمي 1/ 68].
وقال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ... ) الآية [الأنعام: 68]: " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه، فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير. وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر" [فتح القدير 2/ 128].
وقال البغوي: " فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا" [شرح السنة 1/ 224].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(/)
(لطيفة): بعد أن قرأتُ جُزءاً من موافقات الشاطبيّ .. منعني الشاطبيُّ من الإتمام!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:17]ـ
بعد أن اطَّلعتُ على تهذيب الجيزاني – والذي أرى أنَّه قد وُفِّقَ في تهذيبه وإن اختلف معي بعض الأحبَّة – خلصتُ إلى نتيجةِ أنَّ المتخصِّص والمُتفنِّن؛ لابدَّ أن يقرأ الأصل – أعني الموافقات – لأمورٍ لا تخفى ..
وهذا الكتابُ في الحقيقةِ عجبٌ عُجاب .. قد لا يعرفُ قدرَه إلاَّ من سبرَ غَوْرَه! – وإن كنتُ لستُ منهم - ..
وليس هذا موطنُ الكلامِ عن موافقات الشاطبيُّ؛ فهو بحقٍّ أنموذجٌ للعالِمِ المُتَشرِّب، والريَّان المتأرِّب، على ديانةٍ عظيمةٍ – كذا نحسبُه رحمه الله - .. !
ونقدُه في مسائل علميَّة كانت أو عمليَّة لا يُنقصُ من مقداره ..
لمَّا عقدتُ العزمَ بعد - أن حضرتُ جملةً من شرحِه على أحد العلماء – على قراءتِه ومدارسته .. بدأتُ – بحمد الله - ..
وفعلاً استلذَّ العقلُ، وطَرِبَ الفؤادُ بتسعِ مقدِّمات من أولَّه؛ إذا بالشاطبيِّ – رحمهُ اللهُ – ينهاني عن الإتمام – مع شوقي للولوج في المقدَّمة العاشرة -، بل أستطيعُ القول بأنًَّه – رحمه الله – قد زجرني!؛ إذ قال (1/ 124):
( .. ومن هنا لا يُسْمح للنَّاظرِ في هذا الكتاب أن ينظرَ فيه نظرَ مُفيدٍ أو مُستفيد؛ حتى يكون ريَّانَ من عِلمِ الشَّريعةِ؛ أصُولها وفرُوعها، منقولِها ومعقولِها، غيرَ مخلدٍ إلى التقليد والتعصب للمذهب، فإنَّه إنْ كان هكذا خِيفَ عليه أن ينقلبَ عليه ما أُودِعَ فيه فِتْنةً بالعَرَض - وإن كان حكمةً بالذات - والله الموفق للصواب)!
فهلْ من شافعٍ لي عند الإمام؛ لأكملَ القراءة والإتمام؟:)
إذْ إنَّ شرطَ الرِّيِّ صعبٌ؛ فلو شرط التأصيل؛ لكان ثمَّ مخرجٌ!
مُحبُّكم / خليلُ الفوائد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:29]ـ
وفقك الله
انظر إلى كلمة (خيف)، واستحضر محل (الشاطبي) بين لأهل العلم، تجد لنفسك (مخرجا) إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 08:01]ـ
أستطيعُ القول بأنًَّه – رحمه الله – قد زجرني؛ إذ قال (1/ 124)
( .. ومن هنا لا يُسْمح للنَّاظرِ في هذا الكتاب أن ينظرَ فيه نظرَ مُفيدٍ أو مُستفيد؛ حتى يكون ريَّانَ من عِلمِ الشَّريعةِ؛ أصُولها وفرُوعها، منقولِها ومعقولِها، غيرَ مخلدٍ إلى التقليد والتعصب للمذهب، فإنَّه إنْ كان هكذا خِيفَ عليه أن ينقلبَ عليه ما أُودِعَ فيه فِتْنةً بالعَرَض - وإن كان حكمةً بالذات - والله الموفق للصواب)!
فهلْ من شافعٍ لي عند الإمام؛ لأكملَ القراءة؟:)
إذْ إنَّ شرطَ الرِّيِّ صعبٌ؛ فلو شرط التأصيل؛ لكان ثمَّ مخرجٌ!
مُحبُّكم / خليلُ الفوائد.
بارك الله في علمكم، ونفع بكم، ورفع قدركم بتواضعكم
قد أمكنت اليوم قراءته بمساعدة الموسوعات ومعجمات المصطلحات
وما أرى الشاطبيّ رحمه الله قد عنى من كان بمثل خلقكم
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 08:29]ـ
الأخ الفاضل المشرف / العوضي ..
سرَّني مرورك، ودعاؤك، واختصارك المفيد، وتنبيهك السديد ..
لكن من خلال تأمُّلي لعبارة (خيفَ) أرى أنّه قصد بها .. قوله: (غيرَ مخلدٍ إلى التقليد والتعصب للمذهب .. )
أماَّ اشتراط الرِّيّ؛ فلعمق ما كتب، وأسهب وأطنب؛ فمن لم يكن قد قرأ كتب الفقه والأصول والاعتقاد؛ فسيعصبُ عليه معاناة (الموافقات)؛ لكثرة تفريعه، وكأنَّه لا يخاطبُ إلاَّ عالماً أو متقدِّماً في العلم ..
بارك الله في علمكم، ونفع بكم، ورفع قدركم بتواضعكم
قد أمكنت اليوم قراءته بمساعدة الموسوعات ومعجمات المصطلحات
وما أرى الشاطبيّ رحمه الله قد عنى من كان بمثل خلقكم
رعاك الله شيخنا الفاضل عبد الرحمن .. !
وأنَّى لي ذلك!
بل لا أخفيك سِراًّ أنني سأعصي الإمام؛ وسأواصلُ الإتمام .. لعلي أبلغ المرام .. وأنقِّحُ الأفهام بالإفهام ..
لكنَّها لطيفةٌ أحببتُ أن أضعها بين يديّ أحبَّتي ..
وبلا شكٍّ أنَّ الريَّ الذي طلبُه الإمام؛ بعيدٌ عنِّي .. لكنَّها الهمَّة التي ينبغي أن ينشدها كلُّ طالبِ علمٍ ..
أسعدني تعليقُك حبيبنا عبد الرحمن .. وإن كانَ ما وصفتَني به محضُ حسنِ الظن ..
جعلني الله خيراً مما تقول، وغفر لي ما لا تعلم ..
محبك / خليلُ الفوائد ..
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 03:25]ـ
بارك الله فيكم ..
وأوصي بقراءةِ تقديم الشيخ / بكر أبو زيد للموافقات، وكذا مقدمة الشيخ مشهور.
وأرجو التنبُّه لأن بعض الإلزامات والنقد التي وجهها المحقق المدقق / دراز لا يسلم له فيها، بل القول قول الشاطبي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:47]ـ
لطيفة فعلا
واستلال موفق
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:11]ـ
من لُطفك يا أبا محمد!(/)
وقال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ الإمام البشير الإبراهيمي عليه رحمة الله
ولما ذكرنا من علاقة العرب بالضّبّ سمّوا به على عاداتهم في التسمية بالأشجار والنبات والأحجار والحيوان , ولهذه الأسماء العربية المنقولة من أسماء الجماد والنبات والحيوان فلسفة خاصّة كنت أمليت فيها دروساً عديدة على تلامذة دار الحديث بتلمسان في 1357هجرية وكتبها عنّي التلاميذ وجعلتها مقدمة لدرس أنساب العرب , وقد سئل بعض العرب , مالكم تسمّون أبناءكم بأسماء قبيحة جافية, وتسمون عبيدكم بأسماء حسنة كسرور ورباح ? فأجاب العربي: إننا نسمي عبيدنا لأنفسنا أمّا أبناؤنا فهم لعدوّنا , يعني أن العبيد للخدمة والمهن المنزلية أو للقيام على الماشية , وكلّها سلمٌ واطمئنان , فكان المناسب هذه الأسماء المفرحة التي تجري مجرى الفأل.
وأمّا الأبناء فمرمى العرب من كثرة النّسل لاعتزاز بهم والاعتماد عليهم في الغارات والانتصاف من الأعداء , وأليق الأسماء بهذه المواقف: "جندل" و "ونهشل" و "صخر" و " ليث" و "فهد" و " عوسجة" و " حرب" لأنها تثير في نفوس الأعداء خيالات من معانيها , ومن الغريب أن العرب لم تسمّ ضبّاً بلفظ المذكر إلاّ قليلاً , وأغلب ماسمّت به ضبّة بلفظ المؤنث وهو علم على عدّة قبائل يُطلقون عليها ضباب.
ومن أشهر من تسمّى بهذا الاسم ضبّة بن أدّ بم طابخة وهي قبيلة مشهورة يعُدّها النسّابون الجمرة الثالثة من جمرات العرب , وجمرات العرب هي قبائل استقلّت ولم تحالف غيرها لعزّها ومنعتها , ولفظها مأخوذ من التجمّر , وهو التجمّع , وهذه الجمرات هي نمير بن عامر وضبّة بن أدّ والحارث بن كعب , ويقول علماء النّسب إنّ الجمرتين الأخيرتين انطفأتا بالمحالفة لأنّ ضبّة بن أدّ حالفت الرّباب والحارث بن كعب حالفت مذحج , وبقيت نمير بن عامر جمرة متّقدة لم تحالف أحداً إلى أن جاء الاسلام , وكما تسمّى هذه القبائل جمرات تسمّى جماراً.
يقول الفرزدق: (خطرات ورائي دارمي وجماري) ونسيت الشطر الأول.
ومما يطربني من كلام الشعراء في ذكر الجمرة والجمار قول مهيا الديلمي تلميذ الشّريف الرّضى في إحدى قصائده
يابنة (الجمرة) من (ذي يزن) ** في الصميم العدّ والبيت الرّحيب
يابني: إنّ مما آسف عليه أسفاً لا ينقضي , ضياع هذا العلم من بيننا , علم أنساب العرب وأيام العرب وأمثال العرب , وإنها لكنوز من المعارف وأجزاء كاملة من التاريخ والأدب ومحال أن يزدهر الأدب العربي ويؤثر آثاره المرغوبة في ناشئتنا إلاّ اذا استكمل الأدباء هذه الأجزاء المفقودة. انتهى كلامه رحمه الله
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 10:57]ـ
لقد كان الشيخ البشير الابراهيمي زيادة على امامته في علوم اللغة والبيان فقد كان رحمه الله نسّابة حافظ لأنساب العرب ولذلك ذكره الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه النفيس " طبقات النسّابين "
قال حفظه الله:" الإبراهيمي الإدريسي السلفي. م سنة 1385 ه رحمه الله تعالى.
ترجم لنفسه ترجمة حافلة في: مجلة للغة العربية بمصر وفيها قال: " وأخذت أنساب العرب وأدبهم الجاهلي والسيرة النبوية عن الشيخ محمد عبد الله زيدان الشنقيطي وهو أعجوبة الزمان في حفظ اللغة العربية وأنساب العرب، وحوادث السيرة " أه.
وبيت الفرزدق الذي أشار اليه الشيخ هو:
وإذا كلاب بني المراغة ربضت ... خطرت ورائي دارمي وجماري
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيرااا(/)
وقفة: رأي الشيخ محمد الجيزاني - وفقه الله - في خروج المرأة في التلفاز.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 02:15]ـ
قال الدكتور محمد بن حسين الجيزاني - حفظه الله - في كتابه (حقيقة الضرورة الشرعية وتطبيقاتها المعاصرة) (ص 99):
6 - إظهار وجه المرأة في الصحف والمجلات أو على شاشات التلفاز؛ بناءً على أن ذلك من متطلبات التأثير الإعلامي، وأنه قد بات ضرورة حضارية.
وهذا مخالف لمبادئ الشريعة ومسلماتها التب تنهى المكلف وتنأى به عن أسباب الفتنة ودواعيها، فمن ذلك أنه الله - عز وجل - نهى المرأة عن إسماع الرجال صوت خلخالها؛ لما في ذلك من الفتنة. قال تعالى: " ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " ولا شك أن نظر الرجال إلى وجه المرأة أشد فتنة واعظم إثارة وتحريكاً للشهوة من سماع صوت خلخالها، كيف وصورة المرأة في الصحف والمجلات وشاشات التلفاز تتكرر رؤيتها ويدام النظر إليها بإمعان.
وإن تعجب فاعجب ممن ظن أن خروج المرأة على شاشات التلفاز سائغٌ شرعاً طالما أنها التزمت بتغطية كامل بدنها، وإن ظهر منها الوجه واليدان؛ فظن بعضهم ارتباط قضية إظهار وجه المرأة على شاشات التلفاز بمسألة اجتهادية، ألا وهي حكم كشف الوجه واليدين:
فمن قال بوجوب تغطية الوجه واليدين منع من خروجها على شاشات التلفاز، ومن أباح كشف المرأة وجهه ويديها قال بجواز خروجها على شاشات التلفاز.
وهذا ظن فاسد، ينبئ عن جهل صاحبه بمقاصد الشريعة الإسلامية وحكمة التشريع الرباني، أو عدم اكتراثه بها.
ذلك أن خروج المرأة على شاشات التلفاز مع إظهارها للوجه واليدين يتنافى مع مقصود الشارع من الحجاب المأمور به؛ أكان هذا المأمور به هو تغطية كامل البدن مع الوجه واليدين أو كامل البدن ما عدا الوجه واليدين.
ذلك أن فرض الحجاب - على كلا القولين - مقتضاه بحسب مقصود الشارع أن تكون المرأة بمنأى عن أعين الرجال، كما قالقت فاطمة - رضي الله عنها -: (خير للنساء ألا يرين الرجال ولا يرونهن) وذلك بأن تتحرز المرأة عن الخروج من بيتها ما أمكنها ذلك، فإن دعت حاجة إلى خروجها كان عليها الابتعاد عن مواطن الفتنة ومرامي الأنظار، ثم غن رآهاه أحد كانت متبذلةً، مستخفيةً، متواريةً عن أعين الرجال.
كيف وهي تذهب بطوعها إلى محطات البث وتجلس باختيارها أما الكاميرات - أو الأعين - الواسعة وتحت الأضواء الساطعة، وهذا المقام - كما هو معلوم - يتطلب منها إبداء قدر من زينتها وتحسين مظهرها، مع التميز باللباقة وحسن الإلقاء، والقدرة على الحوار، والتعامل اللطيف مع الآخرين.
فأين الحشمةُ والحياء؟ وما فائدة الحجاب؟!
إن هذا - بلا شك أو ريب - يتنافى مع مقصود الشارع في فرض الحجاب على النساء؛ سواء قلنا إن الحجاب الشرعي يكون بتغطية الوجه أو من غير تغطيته.
فيا غربة الإسلام وأهل الإيمان في هذا الزمان، والله وحده المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 12:13]ـ
يا ليت قومي يعلمون!
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 04:18]ـ
لله در هذا العالم الفحل ... فخر علماء ودعاة جيزان
لقد أصاب كبد الحقيقة وجوهر القضية
وجزى الله الناقل خيراً
ـ[السويدي]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 06:48]ـ
نسأل الله الحماية فنحن في إنحدار شديد
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 07:56]ـ
أيها الإخوة الفضلاء:
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 10:02]ـ
هذا كلام سديد .. ولله الحمد
والملاحظ دقة الشيخ الجيزاني وفقه الله تعالى وسدده
وكنت أقول نحو هذا الكلام لمن يحتج بجواز كشف الوجه ..
قائلا:لا إنكار في مسائل الخلاف .. وليس من حقك أن تثرّب عليهم
فكان الجواب: إن التلفاز مخلوق ليشاهده الناس أصلا
وظهور المرأة عليه دعوة للناس كلهم أن يتعمدوا النظر
فهو أشبه بمن يقدم لك الإثم على طبق .. ويشهيه لك .. ثم يقول اطعَمه .. وذُقه .. ثم لا تأكله!
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 10:21]ـ
قال الدكتور محمد بن حسين الجيزاني - حفظه الله - في كتابه (حقيقة الضرورة الشرعية وتطبيقاتها المعاصرة) (ص 99):
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - إظهار وجه المرأة في الصحف والمجلات أو على شاشات التلفاز؛ بناءً على أن ذلك من متطلبات التأثير الإعلامي، وأنه قد بات ضرورة حضارية.
وهذا مخالف لمبادئ الشريعة ومسلماتها التب تنهى المكلف وتنأى به عن أسباب الفتنة ودواعيها، فمن ذلك أنه الله - عز وجل - نهى المرأة عن إسماع الرجال صوت خلخالها؛ لما في ذلك من الفتنة. قال تعالى: " ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " ولا شك أن نظر الرجال إلى وجه المرأة أشد فتنة واعظم إثارة وتحريكاً للشهوة من سماع صوت خلخالها، كيف وصورة المرأة في الصحف والمجلات وشاشات التلفاز تتكرر رؤيتها ويدام النظر إليها بإمعان.
وإن تعجب فاعجب ممن ظن أن خروج المرأة على شاشات التلفاز سائغٌ شرعاً طالما أنها التزمت بتغطية كامل بدنها، وإن ظهر منها الوجه واليدان؛ فظن بعضهم ارتباط قضية إظهار وجه المرأة على شاشات التلفاز بمسألة اجتهادية، ألا وهي حكم كشف الوجه واليدين:
فمن قال بوجوب تغطية الوجه واليدين منع من خروجها على شاشات التلفاز، ومن أباح كشف المرأة وجهه ويديها قال بجواز خروجها على شاشات التلفاز.
وهذا ظن فاسد، ينبئ عن جهل صاحبه بمقاصد الشريعة الإسلامية وحكمة التشريع الرباني، أو عدم اكتراثه بها.
ذلك أن خروج المرأة على شاشات التلفاز مع إظهارها للوجه واليدين يتنافى مع مقصود الشارع من الحجاب المأمور به؛ أكان هذا المأمور به هو تغطية كامل البدن مع الوجه واليدين أو كامل البدن ما عدا الوجه واليدين.
ذلك أن فرض الحجاب - على كلا القولين - مقتضاه بحسب مقصود الشارع أن تكون المرأة بمنأى عن أعين الرجال، كما قالقت فاطمة - رضي الله عنها -: (خير للنساء ألا يرين الرجال ولا يرونهن) وذلك بأن تتحرز المرأة عن الخروج من بيتها ما أمكنها ذلك، فإن دعت حاجة إلى خروجها كان عليها الابتعاد عن مواطن الفتنة ومرامي الأنظار، ثم غن رآهاه أحد كانت متبذلةً، مستخفيةً، متواريةً عن أعين الرجال.
كيف وهي تذهب بطوعها إلى محطات البث وتجلس باختيارها أما الكاميرات - أو الأعين - الواسعة وتحت الأضواء الساطعة، وهذا المقام - كما هو معلوم - يتطلب منها إبداء قدر من زينتها وتحسين مظهرها، مع التميز باللباقة وحسن الإلقاء، والقدرة على الحوار، والتعامل اللطيف مع الآخرين.
فأين الحشمةُ والحياء؟ وما فائدة الحجاب؟!
إن هذا - بلا شك أو ريب - يتنافى مع مقصود الشارع في فرض الحجاب على النساء؛ سواء قلنا إن الحجاب الشرعي يكون بتغطية الوجه أو من غير تغطيته.فيا غربة الإسلام وأهل الإيمان في هذا الزمان، والله وحده المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كلام مسدد بحاجة للتأمل وأخذ العبرة
فجزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 02:17]ـ
بارك الله فيكما، ونفع بكما
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 01:59]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله من أين جئتم بهدال الحكم أوجدتموه في اية محكمة أو سنة صحيحة وهده العلل بارك الله فيها من أين جئتم بها وكيف عرفتم أن مقصود الشارع من الستر هو منع الفتنة وكيف تحرمون ما عفى الله عنه بل يلزمكم أيضا أن تحرموا ركوب المرأة للخيل لانها تكون بادية و مرتفعة!!!!!!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 02:47]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله من أين جئتم بهدال الحكم أوجدتموه في اية محكمة أو سنة صحيحة وهده العلل بارك الله فيها من أين جئتم بها وكيف عرفتم أن مقصود الشارع من الستر هو منع الفتنة وكيف تحرمون ما عفى الله عنه بل يلزمكم أيضا أن تحرموا ركوب المرأة للخيل لانها تكون بادية و مرتفعة!!!!!!
أخي الكريم ما هي علاقة ركوب المرأة الخيل بالظهور في التلفاز عجباً لك!
الا تعلم أن التلفازَ من الامكان المختلطة التي نهى الشارع عن تواجدِ المرأة فيها!
الا تعلم أن الله عزوجلَ أمر المرأة بملازمة بيتها وزجها!
الا تعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام جعل صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجده!
أخي الناقل جزاك الله خيرا وبارك فيك
!
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 04:03]ـ
جزاك الله خيرا ..
وحفظ الله الشيخ الجيزاني ..
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 10:29]ـ
عندي إشكال، وبودي لو تصدى له أحد من الإخوة الفضلاء ليحله، وهو: أن الصحابة كانوا يصفون عائشة رضوان الله على الجميع بالفصاحة والبيان ولاشك أن من الفصاحة حلاوة نطق الحروف وحسن مخارجها ولاشك أن هذا من النساء أكثر حلاوة؟!، والحال كذلك بالنسبة للخنساء عندما أنشدت أمام النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أيضا أن إنشاد الشعر أشد من الكلام والخطاب العادي وقد يكون فيه انفعال وتأثر فهل يكون في هذا منافاة للستر والحشمة والحياء؟
أفيدونا بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 07:45]ـ
شكر الله لكم ياشيخ عبدالله
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 09:20]ـ
أنصح الإخوان جميعاً بإقتناء جميع مؤلفات الشيخ د. محمد الجيزاني. فهي مفيدة جداً ومركزة , ونحتاجها كثيراً خصوصا في هذه الأزمنة , وقد أصدرت حديثاً دار المنهاج شيئاً منها.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 05:22]ـ
منقول قيم
جزاك الله خيرا(/)
إذا أردت أن تقوي رجاءك بالله أدخل. منتهى الرجاء للعلامة السعدي في الله عز وجل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 07:41]ـ
قال العلامة السعدي – رحمه الله تعالى – عند تفسير قوله تعالى:
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}:
[ .. والأملُ بالربِّ الكريمِ، الرحمنِ الرحيمِ، أنْ يَرى الخلائقُ منه، منَ الفضلِ والإحسانِ، والعفوِ والصفحِ والغفرانِ، ما لا تُعبِّرُ عنهُ الألسنةُ، ولا تتصورُهُ الأفكارُ، ويتطلعُ لرحمتِهِ إذْ ذاكَ جميعُ الخلقِ لما يشاهدونَهُ، فيختصُّ المؤمنون بهِ ورسلُهُ بالرحمةِ.
فإن قيل: من أين لكم هذا الأمل؟ وإن شئت قلت: من أين لكم هذا العلم بما ذكر؟
قلنا: لمِاَ نعْلَمُهُ منْ غلبةِ رحمتِهِ لغضبِهِ، ومن سَعَةِ جودِهِ، الذي عَمَّ جميعَ البرايا، ومما نشاهده في أنفسنا وفي غيرنا، من النِّعَم المتواترة في هذه الدار، وخصوصا في فَصْلِ القيامة، فإن قوله: {وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} مع قوله {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} مع قوله صلى الله عليه وسلم: " إن لله مائةَ رحمةٍ أنزل لعباده رحمة، بها يتراحمون ويتعاطفون، حتى إن البهيمة ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تطأه -أي:- من الرحمة المودعة في قلبها، فإذا كان يوم القيامة، ضم هذه الرحمة إلى تسع وتسعين رحمة، فرحم بها العباد "
مع قوله صلى الله عليه وسلم: " لَلّهُ أرحم بعباده من الوالدة بولدها " فقل ما شئت عن رحمته، فإنها فوق ما تقول، وتصور ما شئت، فإنها فوق ذلك، فسبحان من رحم في عدله وعقوبته، كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته، وتعالى من وسعت رحمته كل شيء، وعم كرمه كل حي، وجل مِنْ غَنِيٍّ عن عباده، رحيم بهم، وهم مفتقرون إليه على الدوام، في جميع أحوالهم، فلا غنى لهم عنه طرفة عين].
انتهى كلامه - رحمه الله تعالى -.
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:50]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 08:53]ـ
آمين، وإياكم، والسموحة أخي المكرم فإني للتو رأيت ردكم.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 02:06]ـ
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 01:02]ـ
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
آمين.
وأرجو الله تعالى أن تقوم الإدارة الموقرة - سددها الله تعالى - بتصحيح همزة القطع في " أدخل " إلى " ادخل " أي همزة وصل، أم أنه يسرها أن ترى مثل هذا الخطأ في لغة العرب متواصلا في العنوان؟!!
ـ[قلب طيب]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:18]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.(/)
هل ما ستقرأونه في موضوعي يعتبر تعدياً على حق الجار؟؟ أفيدوني
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الأفاضل و الاخوة الغر الميامين، أعرض عليكم قضيتي وأسعفوني بالإجابة لا حرمكم الله من الأجر.
أنا مستأجر شقة في الطابق الثاني من العمارة لكن الحوش تابع لشقتي و جزء من الشقة عبارة عن ديوان للرجال لكنه مفصول عن الشقة في منطقة الدرج المؤدي إلى شقتي لأن المالك أراد أن يستفيد من الديوان فيقوم بإيجاره مستقلاً عن الشقة لأن له باباً خارجياً يؤدي مباشرة إلى الشارع.
المشكلة أن هذا الديوان فيه نوافذ على حوشي، فقبل أن أستأجر الشقة طلبت من المالك أن يفصل منطقة الشبابيك بفاصل حتى أتحرك أنا وأهلي براحتنا فلم يقم بذلك، وجاءت أسرة و استأجرت هذا الديوان، وبدون أن يعلمونني قاموا بكسر أحد النوافذ التي هي في بيتهم لكي يتموا كسر الجدار و عمل باب لأنهم يريدون أن يأخذوا جزءاً من حوشي ويجعلوه كمطبخ لهم، و كل هذا بدون أن يستأذنونني.
وكان هذا في ثاني أيام العيد و مع تعديه علي لم يأتِ حتى ليهنئني بالعيد.
المهم أنني عندما علمت أنهم يريدون ذلك تساهلت معهم (و يا ليتني ما فعلت)، إذ أنني اتفقت مع أختيّ أنهم إذا أرادوا جزءاً من الحوش فلا مانع من ذلك، ونكون ضربنا عصفورين بحجر الأول أننا سنرتاح من قصة النوافذ و الثانية رعاية لحق الجار و تساهلاً معه و تسهيلاً عليه.
وبعد يوم جاءوا بالعمال ليكسروا الجدار بدون أن يخبرونا أيضاً.
مع العلم أنني قد أخرج من البيت ولا أرجع إلا متأخراً، وليس مع أختيَّ أحد.
وبعد أن كسروا الجدار وضعوا باباً من جهتهم لكنه يفتح في حوشي مباشرة و كأنهم في بيتي، وهذا بدون إذني، وكان من المفترض أن يضعوا ذلك الحاجز (الذي ذكروه أولاً لأخذ ذلك الجزء من حوشي) وحتى هذه اللحظة بابهم على حوشي مباشرة.
ثم بعدها أخبرتني أختي أن أحدهم كان داخل الحوش و يتكلم بصوت مسموع.
أما اليوم فبعد أن جئت قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً قالت لي بأنها سمعت باب الشقة قد فتح و أُغلق ثم فتح باب الحوش أيضاً. فقلت لها لعل هذا صوت باب جارنا الآخر .. فقالت لي أنا متأكدة بنسبة 99.9% أن هذا صوت بابنا ..
سؤالي أيها الأفاضل:
هل يجوز لي بعد كل ما فعله هذا الجار من تعدي أن أُغلق له بابه الذي من جهتي وأضع عليه قفلاً؟؟ وذلك حتى لا أعيش في قلق و شك هل هو هذا الرجل أو هو باب أحد الجيران و لكي أطمئن على عرضي
ولا أخفيكم أنني قد عزمت على إغلاق هذا الباب (الكارثة) لكنني أريد مشورتكم و رأيكم.(/)
النحت .. هي النظرة الأخيرة
ـ[زياد]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:57]ـ
النظرة الأخيرة .. النحت
نظرة أخيرة على فنون اللغة .. ميدان قل من يخوضه .. ومرتقاً يصعب ..
فإن فزت به فأنت من شبت وتشببت في اللغة .. فلك حق النحت فيها
النحت: هو استخراج مفردةٍ قد اختصرتها من جملة طويلة.
وانظر مثالاً لما يتصدع منه النحت .. فكلمة البسملة نحتت من بسم الله الرحمن الرحيم
والحوقلة اشتقت من لا حول ولا قوة إلا بالله
والحيعلة اختصرت من حي على كذا .. وزيد فيها حي على الصلاة والفلاح
والنحت ضرب من الاختصار .. ودرب صعب لا يسلكه إلا الكبار .. ولنحذر السفر بلا عدة .. ولكن أعرف من اللغة ما يقوم به لسانك
تنبيه: كنت أكتب هذه النظرات على عجل وبلا مراجعة .. وأعلم أن الأمثلة قليلة ولكن من أراد التوسع فعليه بالبحث عن هذه المواضيع
زياد الطرباق
ziad_321@hotmail.com
من بلد الغربة(/)
سبحان معلّم الإنسان: لو كان ابن القيم يعلم الغيب لما قال بعض ما قال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:03]ـ
قال - رحمه الله - في مفتاح دار السعادة (1/ 489):
(( ... وكذلك اعطاهم من العلوم المتعلقة بصلاح معاشهم ودنياهم بقدر حاجاتهم كعلم الطب والحساب وعلم الزراعة والغراس وضروب الصنائع واستنباط المياه وعقد الابنية وصنعة السفن واستخراج المعادن وتهيئتها لما يراد منها وتركيب الادوية وصنعة الاطعمة ومعرفة ضروب الحيل في صيد الوحش والطير ودواب الماء والتصرف في وجوه التجارات ومعرفة وجوه المكاسب وغير ذلك مما فيه قيام معايشهم ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له كعلم الغيب وعلم ما كان وكل ما يكون والعلم بعدد القطر وامواج البحر وذرات الرمال ومساقط الاوراق وعدد الكواكب ومقاديرها وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى وما في لجج البحار واقطار العالم وما يكنه الناس في صدورهم وما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد)) ..... إلى أن قال - رحمه الله -: ((فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه ولم يحصل الا على الجهل المركب والخيال الفاسد في أكثر امره وجرت سنة الله وحكمته ان هذا الضرب من الناس اجهلهم بالعلم النافع وأقلهم صوابا فترى عند من لا يرفعون به رأسا من الحكم والعلم الحق النافع مالا يخطر ببالهم اصلا وذلك من حكمة الله في خلقه وهوالعزيز الحكيم ولا يعرف هذا الا من اطلع على ما عند القوم من انواع الخيال)).
قلت: وقد أصبح ممكناً متيسراً الكشف عما تحت الثرى - كالمعادن والبترول - بالأجهزة الدقيقة والأقمار الصناعية، وكذلك حصر أقطار العالم ومعرفتها فالأقمار تلتقط الصورة الجوية للدول والقارات والممالك والمدن بل حتى القرى ودقائق تضاريسها - لا تنس قوقل إرث المتاح للجميع! - وكذلك تيسر معرفة مافي لجج البحار بواسطة الأقمار كذلك بالمسح الجوي الحديث والغواصات المتقدمة وغيرها، وتيسر معرفة الكثير عن أعداد الكواكب في الكون المنظور والمجرات وما بداخلها وأبرز خصائصها إلى غير ذلك. {علم الإنسان مالم يعلم}، رحم الله ابن القيم، ونعوذ بالله من أن نكون ممن إذا استغنى طغى {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 11:24]ـ
ما علمه الانسان ليس إلا أقل القليل " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً "
فلم يحصر الانسان أقطار العالم كما ذكرت فلربما علم عدد الكواكب في حارته الشمسية (أقصد مجموعته الشمسية) وكل يوم يكتشف عن تفصيلاتها ما لم يكن يعلمه بالأمس، والكون أعظم وأوسع بكثير ويضم الملايين من المجموعات والمجرات مثل المجموعة الشمسية، بل كل يوم يكتسب فيه علماً زائداً يكتشف في نفس الوقت مقدار جهله لأنه يعلم الكثير عن سعة الكون وعظمه، وهكذا في كل مجال علمي يفتح الله فيه على الانسان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 12:55]ـ
صدقت، جزاك الله خيرا. وابن القيم لم يرد العلم المطلق بحصر هذه الأشياء وغيرها، فهذا لرب العالمين فقط، ولا يقول به أحد، وإنما أراد من تكلف علم ما ذكرت بالوسائل المتاحة في زمنه، وهذا صحيح. أما اليوم فهل كان يخطر ببال ابن القيم - على سبيل المثال - أن الرجل يستطيع أن يسافر من أقصى مشرق العالم إلى مغربه في ساعات؟
ـ[وافي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 01:40]ـ
على هذه القاعدة سأقول: لو كان الخلفاء الأربعة يعلمون الغيب لما قالوا بعض ما قالوا.
و من تبعهم بإحسان أيضاً.
و القرون المفضلة أيضا ..
علم السفر بساعات قليلة كان قبل ابن القيم بقرون .. فالرحلات الجوية مستمرة من عواصم الدول إلى مكة والعكس بأسرع من طائرات الكونكورد .. شهد على هذا ابن القيم وشيخه أحمد بن تيمية و الأئمة من قبلهم .. و هذا ثابت لا يحتاج إلى تفصيل .. فقد كانت الجن تفعل هذا بإخوانها من الإنس، وما كان المسافر يعرف طيف طار كما ذكر ابن تيمية ذلك.
بل لم نسمع قط بحوادث الجن في السماء أو تأخير رحلة، إذن كان طيرانهم أفضل من طائراتنا من هذه الحيثية.
- أما عدد الكواكب وتقديرها فلا يعلمه إلا الله تعالى، والتلسكوبات الكبار لم تدرك رمية سهم، كيف والله موسع في الكون كما قال سبحانه وتعالى.
-أما لجج البحار فلا يعلم ما فيها إلا الله تعالى، وأقل دليل على ذلك تلك السلحفاة التي تحملها شاحنة البضائع الكبيرة والتي ما عُلم بربع حجمها، فكيف نصفه!
وذلك الحبار الضخم الذي يأكل الإنس وسمك القرش، ما كان معروفا .. وكل يوم يظهر ما يجد فيُحرج البشرية.
أما أقطار العالم فما تعلمها البشرية، بل أخفى الله تعالى بعضها، منها سد يأجوج ومأجوج، ومنها جزيرة الدجال .. فلا قوقل ولا غيره يحيط بها.
أما المعادن فهي تُستنبط من الأرض من قبل الإسلام، و نظرة في كتب التاريخ والجغرافيا تكفي. ومنه سُمي النبط بذلك لكونهم يستنبطون الماء.
- هذا ما أحببتُ أن أبينه لك أخي، وللإخوة جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 03:28]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأكارم. ولا زلت أنتظر من يفهم موضوع المشاركة المطروحة حق الفهم. وأما كون ما في لجج البحار وبطون الأرض وما في السماء لا يعلمه إلا الله فهذا ليس موضوع المشاركة ولا مقصود ابن القيم وليس فيه عند الجميع أدنى نزاع أصلاً. ليس الحديث عن عالم الغيب حتى نقول لا يعلمه إلا الله، ولا نتحدث عن الإحاطة الكاملة بكل عالم الشهادة حتى نقول لا يعلم ذلك إلا الله. الأمر الآخر: هل يجب أن يكون ابن القيم - رحمه الله - مُحقاً على كل حال؟ هل يجب توجيه كلامه بحيث نفترض أن مقولته تنطبق على كل عصر ومصر، شاملة لما كان ويكون؟
ـ[أمل*]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 07:46]ـ
أخي الكريم
مابلغه العلم الحديث في علم الفلك والفضاء والنبات وغيره لايعد شيئا، بل مايجهله الناس في ذلك أكثر ممايعلمونه بكثير
(ويخلق مالاتعلمون).
ثم ماذكره-ابن القيم- من باب التأملات وليس من باب الأحكام والتشريع
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:08]ـ
لازلت ... لازلت
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:23]ـ
أحسنت شيخنا الفاضل / عبدالله الشهري .........
و قد قلت قريبا من كلامك هذا من يومين لبعض الإخوة , و لعل هذا من " عجائب الاتفاقات " كما يقول شيخنا / أبا مالك!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:39]ـ
جزاك الله خيرا، يبدو أن فهمك للمقصود أورَدَنَا "عجائب الاتفاقات"، و هذه مما يندر!
ـ[أمل*]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:57]ـ
(مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له كعلم الغيب وعلم ما كان وكل ما يكون والعلم بعدد القطر وامواج البحر وذرات الرمال ومساقط الاوراق وعدد الكواكب ومقاديرها وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى وما في لجج البحار واقطار العالم وما يكنه الناس في صدورهم وما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد)
أرجو الإنتباه:
علم الغيب: لاأحد يعلمه
علم ماكان وكل مايكون: لاأحد يعلم كل ماكان وكل مايكون
والعلم بعدد القطر وامواج البحر وذرات الرمال: لاأحد يعلم عددالقطر وعدد امواج البحر وعدد ذرات الرمال
ومساقط الاوراق وعدد الكواكب ومقاديرها: لاأحد يعلم عدد مساقط الأوراق
وعددالكواكب ومقاديرها
وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى وما في لجج البحار واقطار العالم: لاأحد يعلم مافوق السماوات بالتفصيل ولاماتحت الثرى ولاأحد يعلم كل مافي لجج البحار وكل مافي أقطار العالم
وما يكنه الناس في صدورهم وما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد:لاأحد يعلم مايكنه الناس في صدورهم وماتحمل كل أنثى من جنين هل هو ذكر ام أنثى؟ حتى مع المنظار لازال الأطباء يخطئون أحيانا، ولايعلمون تفاصيل الجنين الدقيقة وهل هو شقي أم سعيد الخ ....
صدق ابن القيم رحمه الله
هل يجب توجيه كلامه بحيث نفترض أن مقولته تنطبق على كل عصر ومصر، شاملة لما كان ويكون؟
ابن القيم مقولته تنطبق حتى في عصرنا هذا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 03:18]ـ
المسألة هي أكبر من حصرها في كلام ابن القيم وحده بل هي تتعلق بمعنى "العلم" ومراتب العلوم و مقدار الأولوية التي يمكن منحها للعلوم الطبيعية كما بحثها قديما الامام الغزالي و غيره ممن مارس جل علوم عصره على ضوء ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم {العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة , أو سنة قائمة , أو فريضة عادلة} ... بعد البركان المعرفي الذي فجره غيرنا مستغلا جهودنا بعد ان لم نقدرها و الذي أثر على كافة أوجه حياتنا البعيدة و القريبة ... هل تمكن اعادة النظر في التعاريف و التقييمات السابقة قبل أن يعرف الناس كل هذا الزخم العلمي المعرفي الواسع -و يظهر نفعه في أمور الدين كما في أمور الدنيا وأن بعض هذه العلوم تعين في معرفة الله و خشيته و الدعوة اليه و الجهاد فيه أيما اعانة- و التفصيل في النظر الى قدر كل علم طبيعي على حدة؟؟ أم أن الأمر باق على ما هو عليه و أن هذه العلوم مهما ابهرتنا تبقى في أهدافها -و ان تحقق أكثرها خيالا -منحطة الى رتبة "العلم المفضول " و الفضول المعرفي فيها قاصر عن استحقاق أن يفني المرء في تتبعه حياته؟؟
ـ[كارم محمود]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 03:51]ـ
جزاكم الله خيرا.لا ارى في مفهوم كلام ابن القيم اي تعدي او تسرع او تعميم. وقد نهينا عن التكلف. غفر الله للجميع.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 06:07]ـ
(مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له كعلم الغيب وعلم ما كان وكل ما يكون والعلم بعدد القطر وامواج البحر وذرات الرمال ومساقط الاوراق وعدد الكواكب ومقاديرها وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى وما في لجج البحار واقطار العالم وما يكنه الناس في صدورهم وما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد)
أرجو الإنتباه:
علم الغيب: لاأحد يعلمه
علم ماكان وكل مايكون: لاأحد يعلم كل ماكان وكل مايكون
والعلم بعدد القطر وامواج البحر وذرات الرمال: لاأحد يعلم عددالقطر وعدد امواج البحر وعدد ذرات الرمال
ومساقط الاوراق وعدد الكواكب ومقاديرها: لاأحد يعلم عدد مساقط الأوراق
وعددالكواكب ومقاديرها
وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى وما في لجج البحار واقطار العالم: لاأحد يعلم مافوق السماوات بالتفصيل ولاماتحت الثرى ولاأحد يعلم كل مافي لجج البحار وكل مافي أقطار العالم
وما يكنه الناس في صدورهم وما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد:لاأحد يعلم مايكنه الناس في صدورهم وماتحمل كل أنثى من جنين هل هو ذكر ام أنثى؟ حتى مع المنظار لازال الأطباء يخطئون أحيانا، ولايعلمون تفاصيل الجنين الدقيقة وهل هو شقي أم سعيد الخ ....
صدق ابن القيم رحمه الله
هل يجب توجيه كلامه بحيث نفترض أن مقولته تنطبق على كل عصر ومصر، شاملة لما كان ويكون؟
ابن القيم مقولته تنطبق حتى في عصرنا هذا
لا زال هناك إصرار على علم "الإحاطة"، وليس هذا فقط هو مفهوم كلام ابن القيم، وليس هناك ما يدعو للإصرار على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 01:15]ـ
جزاكم الله خيرا.لا ارى في مفهوم كلام ابن القيم اي تعدي او تسرع او تعميم. وقد نهينا عن التكلف. غفر الله للجميع.
صدقت، وابن القيم أحكم من أن يصنع ذلك، ولم يفعل شيئاً سوى أنه تكلم عما عَلِم بما عَلِم، ولكن العلوم والإمكانات لم تتوقف عند زمنه بل ولا عند توقعه. ومع ذلك أعجبتني عبارته والتفاتته الجميلة حيث قال: ((ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له)). وهي في غاية الروعة إذا علمنا أن كثير من علماء الفيزياء - العمالقة منهم على وجه الخصوص - مثل جون بارو وَ تبلر وغيرهما قد صنّفا كتاباً ضخماً في مناسبة "خلقة الكون لخلقة بني الإنسان"، بحيث يصعب تصور وجود الكون على هيئته الحالية دون أن يوجد النوع الإنساني، وهو مبدأ اشتهر مؤخراً، اسموه "المبدأ الإنساني العلمي".
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 05:01]ـ
غلب على ظني أن الأخ عبد الله في هذه المشاركة ينتقد ابن القيم رحمه الله وخصوصا على قوله
[ CENTER]
إلى أن قال - رحمه الله -: (([ COLOR="DarkRed"] فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه ولم يحصل الا على الجهل المركب والخيال الفاسد في أكثر امره وجرت سنة الله وحكمته ان هذا الضرب من الناس اجهلهم بالعلم النافع وأقلهم صوابا فترى عند من لا يرفعون به رأسا من الحكم والعلم الحق النافع مالا يخطر ببالهم اصلا وذلك من حكمة الله في خلقه وهوالعزيز الحكيم ولا يعرف هذا الا من اطلع على ما عند القوم من انواع الخيال
فالأخ عبد الله لا يوافق شيخ الإسلام ابن القيم على ما يقول حول هذا المبحث والله اعلم
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هون على نفسك أخي الكريم
كلا يؤخذ من قوله و يرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم ..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 09:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هون على نفسك أخي الكريم
كلا يؤخذ من قوله و يرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم ..
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وليتنا نفهم قول مالك جيدا وننزله منازله اللائقة به.
فمن أصاب الحق لا يقال له كلا يؤخذ من قوله ويرد؟!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 09:36]ـ
... حتى من أصاب الحق، يقبل الحق منه، ويقال له ذلك، لعدم العصمة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 12:48]ـ
... حتى من أصاب الحق، يقبل الحق منه، ويقال له ذلك، لعدم العصمة.
من أصاب الحق في مسألة لا يقال له ذلك لأنه عصم من الخطأ بتوفيق الله في هذه المسألة
فما الداعي لأن يقال له تلك المقولة؟!
أنتظر الإجابة فضلا لا أمرا
وتنبه أن النقاش الآن منفصل عن أصل الموضوع حتى لا نتشعب!!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 01:20]ـ
وتنبه أن النقاش الآن منفصل عن أصل الموضوع حتى لا نتشعب!!
أفضل أن استجيب لتنبيهك ... لذلك لا داعي لتشعيب الموضوع بالإجابة على سؤالك:)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 02:20]ـ
رحم الله شيخ الاسلام ابن القيم
كلامه المنقول اعلاه كله درر
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 05:09]ـ
آمين، وقلما يجود الزمان بمثل هذه العالم.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 02:39]ـ
أخي الكريم عبد الله فتح الله عليك ..
أتمنى أن تتحفنا بكل نافع وجديد
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 02:01]ـ
أفضل أن استجيب لتنبيهك ... لذلك لا داعي لتشعيب الموضوع بالإجابة على سؤالك:)
إذن نعود إلى أصل الموضوع كما أشرت بذلك وقد أحسنت في هذا.
هل صدقا ما فهمته من موضوعك يا أخي عبد الله
وهو أنك ترى أن ابن القيم رحمه الله ابعد النجعة وتخطى حدود ما يعلمه إلى نفي ما لا يعلمه؟!!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 07:07]ـ
وهو أنك ترى أن ابن القيم رحمه الله ابعد النجعة وتخطى حدود ما يعلمه إلى نفي ما لا يعلمه؟!!
جزاك الله خيرا. بناء على معطيات زمانه، لم يبعد ابن القيم النجعة ولم يتخط حدود علمه إلى نفي ما لا يعلم، وإنما قال بما يظن حسب علمه. لذلك أنا لا أرى ما ترى أني أراه.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 12:54]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه ولم يحصل الا على الجهل المركب والخيال الفاسد في أكثر امره وجرت سنة الله وحكمته ان هذا الضرب من الناس اجهلهم بالعلم النافع وأقلهم صوابا فترى عند من لا يرفعون به رأسا من الحكم والعلم الحق النافع مالا يخطر ببالهم اصلا وذلك من حكمة الله في خلقه وهو العزيز الحكيم ولا يعرف هذا الا من اطلع على ما عند القوم من انواع الخيال. أهـ
لله دره وجزيت خيرا يا عبد الله على هذا النقل الذي يتحدث عن اناس هم بيننا الآن أرجو الله ألا اكون ولا تكون منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 06:46]ـ
آمين، وخاصة أصحاب الجهل المركب.(/)
هل هناك ما يثبت أن هاجر كانت جارية لسارة زوجة ابراهيم عليه السلام؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 01:12]ـ
هل هناك ما يثبت أن هاجر كانت جارية لسارة زوجة ابراهيم عليه السلام - بخلاف حديث أبي هريرة في كذبات إبراهيم الثلاث؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 09:55]ـ
أرجو ممن عنده علم أن يفيدني .... وجزى الله خيراً من ساعدني
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 01:46]ـ
حديث رقم: 2492
صحيح البخاري > كتاب الهبة وفضلها > باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هاجر إبراهيم بسارة فأعطوها آجر فرجعت فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة
وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخدمها هاجر).
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 02:55]ـ
جزاك الله خيراً.
ولكني أقصد هل هناك غير حديث أبي هريرة هذا، فإن هذه القصة قصة ابراهيم وسارة ودخولهما على الملك وإخدامها هاجر إنما قد رويت عنه موقوفة عليه وأحياناً مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم، فالأمر يدخله الاحتمال وهناك من أهل العلم من يرجح في هذه الحالة الحكم بوقفه قال في الباعث الحثيث:
" إذا روى بعض الثقاة الضابطين الحديث مرسلاً، وبعضهم متصلاً، أو بعضهم موقوفاً، وبعضهم مرفوعاً، أو وصله هو أو "رفعه في وقت وأرسله ووقفه في وقت فالصحيح أن الحكم لمن وصله أو رفعه، سواء كان المخالف له مثله أو أكثر؛ لأن ذلك زيادة ثقة وهي مقبولة. ومنهم من قال: الحكم لمن أرسله أو وقفه. قال الخطيب: وهو قول أكثر المحدثين، وعند بعضهم الحكم للأكثر، وبعضهم للأحفظ، وعلى هذا لو ارسله أو وقفه الأحفظ لا يقدح الوصل والرفع في عدالة رواية، وقيل يقدح فيه وصله ما أرسل الحفاظ "
وفي العهد القديم ذكرت قصة ابراهيم وسارة ودخولها على الملك ثلاث مرات، وهو شيئ عجيب إذ أن العهد القديم ليس كالقرآن، فالقرآن يسرد القصص ومواطن العظة والعبرة فيه، فيمكن ان تتكرر القصة باساليب مختلفة لإلقاء الضوء على موقف معين، أما العهد القديم فيسرد القصص كتاريخ مرتبط بالزمن فلا معنى مطلقاً لتكرار القصة بهذه الصورة إلا إذا كانت تكررت ثلاث مرات وهو بعيد جداً، لذا فالأقرب أنهم يريدون تأكيد معنى معيناً بها - وهو التأكيد على أن هاجر كانت أمة لسارة وليست صنواً لها، وعليه يظهر فضل سارة التي هي أم اسحاق الذي هو جدهم، على هاجر التي هي أم اسماعيل جد العرب.
لذا فإني أبحث عن تأكيد لهذه القصة في تراثنا الاسلامي الثابت الصحيح.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 12:12]ـ
اخي الكريم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري مبينا انه صح مرفوعا
((((وقد اورده المصنف من وجهين عن ايوب وساقه على لفظ حماد بن زيد عن ايوب، ولم يقع التصريح برفعه في روايته،
وقد رواه في النكاح عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد فصرح برفعه لكن لم يسق لفظه،
ولم يقع رفعه هنا في رواية النسفي ولا كريمة، وهو المعتمد في رواية حماد بن زيد، وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر غير مرفوع،
والحديث في الاصل مرفوع كما في رواية جرير بن حازم
وكما في رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين عند النسائي والبزار وابن حبان
وكذا تقدم في البيوع من رواية الاعرج عن ابي هريرة مرفوعا،
ولكن ابن سيرين كان غالبا لا يصرح برفع كثير من حديثه.)) انتهى كلامه رحمه الله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 08:59]ـ
يا أخي الكريم، أعلم ان ابن حجر قد رجح رفعه، ولكني ذكرت أن بعض اهل العلم - حتى ولو كان قولهم مرجوحاً عندك - قالوا فيما اختلف في رفعه ووقفه ان الأولى الحكم بوقفه، فهب أني قلدت مذهبهم في ذلك أكان علي من جناح؟؟؟!!!
وقد ذكرتَ فيما ذكرت عن ابن حجر رحمه الله أن ابن سيرين كان غالبا لا يصرح برفع كثير من حديثه ....... علام يعود الضمير في كلمة حديثه؟؟ وما الداعي لابن سيرين رحمه الله على جلالة قدره وجليل مقامه في العلم لأن يفعل ذلك؟
أخي - وفقك الله وأعانك - أنا أسال سؤالاً محددا، هل كون هاجر جارية لسارة -رحمهما الله- ثابت بأي رواية غير ما ذكر؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 01:55]ـ
أخي الكريم، حتى على فرض أن الصواب هو كون الخبر موقوفا على أبي هريرة أو غيره، فهو خبر غيبي ومثله لا يقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع، وعليه فالحجة قائمة به، والله أعلم.
ملحوظة - وهي خارجة عما تسأل عنه - في الخلاف بين العلماء على الحديث المختلف في وقفه ورفعه .. أنا أسألك، ان ثبت نص من طريق صحيح بصيغة رفع، وثبت في طريق آخر نفس النص ولكن بالوقف على صحابي من الصحابة، ولربما كان هو راو المتن الآخر المرفوع .. ألا يكون حملنا للحديث على الوقف وليس الرفع، ردا لما ثبت بسند صحيح معتبر أن اللفظ فيه مرفوع وأنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟
ان العقل يحتمل أن يروي الصحابي الحديث الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بالرفع مرة وبدون الرفع مرة أخرى، من دون أن يصرح أو يوهم بأن هذا كلامه هو والقائل به من عند نفسه! أما أن يكون الحديث في الحقيقة موقوفا عليه ومن كلامه هو، ثم يروى على أنه مرفوع فهذا لازمه تكذيب الذين نقلوا الرواية بالرفع، ولا يجوز وقوع ذلك من عدول فضلا عن صحابة كرام! فعلى أي مستند يرون رجحان حمله على الوقف؟
هذا سؤال للمدارسة وليس للمحاججة، وفقني الله واياك والمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 02:07]ـ
ماادري اخي شريف هل تطعن فيما رواه البخاري في صحيحه اوانك لم تتامل ما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري
كذا تقدم في البيوع --يعني من صحيح البخاري- من رواية الاعرج عن ابي هريرة مرفوعا،
وتقول علام يعود الضمير في كلمة حديثه
اقول الضميريعودعلى ابن سيرين ومايرويه من احاديث.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 11:29]ـ
الأخ الفاضل: أبو الفدا
أما عن أن الحديث لو كان موقوفاً على ابي هريرة فله حكم الرفع لأن مثله لا يقال بالرأي - فغير مسلم إذ انه من الممكن أن يكون مما تلقاه أبو هريرة عن كعب الأحبار حيث كان يجالسه فهو في هذه الحالة من الاسرائليات التى لا يشهد لصحتها شرعنا.
أما بخصوص الخلاف في الحكم بالرفع والوقف إذا ورد الحديث مرفوعاً وموقوفاً، فالعلماء لهم آراء مختلفة في ذلك، ولا يؤخذ على من حكم بالوقف في هذه الحالة أنه قد رد الرواية المرفوعة، بل رجح رواية على رواية.
حيث لدينا في حالة ورود الحديث مرفوعاً وموقوفاً احتمالان:
* أن يكون الحديث من قول الصحابي فيخطئ بعض الرواة ويرفعه للنبي، وهو الاحتمال الأقرب نظراً لن ما يتناقله الناس في الغالب إنما هي اقوال النبي صلى الله عليه وسلم.
* أن يكون الحديث من قول النبي فيذكر الراوي السند كله حتى الصحابي فقط ولا يذكر النبي - وهذا هو الاحتمال الأبعد عقلياً، إذ ما الذي يجعل أحد الرواة يفعل ذلك وكيف يُخفي عن الناس ان صاحب القول إنما هو المعصوم، وفي ذلك تقليل من قيمة المروي وإفقاده لعصميته فتأمل!!!
لذلك قال من قال - وصفهم الخطيب بانهم اكثر المحدثين - أنه في هذه الحالة يحكم على الحديث بالوقف وليس بالرفع.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 12:03]ـ
أخي: أبو محمد الغامدي حفظك الله ووفقك
اعتدت دائما على رقتك ولطفك في مشاركاتك معى - بيد أن كلمة " تطعن في ما رواه البخاري في صحيحه " التي ألقيتها في وجهي بمشاركتك الأخيرة كانت شديدة علي.
نحن في هذا المنتدى المبارك نتناقش ونتجادل ونتعلم ونخطئ ونصيب ويصحح بعضنا لبعض ويتاح للانسان أن يقول ما في نفسه ويحكي ما يدور بخاطره، وأظن أن مناقشة ترجيح وقف حديث في البخاري على رفعه، حتى لو رجح ابن حجر رفعه ليس مجاوزة للحدود ولا تستلزم الرمي بالطعن في مرويات الصحيح - ولا سيما أننا نستند الى آراء لعلماء الحديث الذين وضعوا علم المصطلح - أو على الأقل هكذا فهمناها - وليس إلى هوى شخصي،
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 03:11]ـ
اخي الكريم شريف شلبي حفظك الله ووفقك
معذرة على الشدة في ردي الأخيرعليك وماقصدت الاخيرا ا
وقدذكرت احنمالا غير الطعن في مرويات الصحيح
وهو انك لم تتامل ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 02:23]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عذرك مقبول، وقصدك مأجور إن شاء الله - وجزاك الله خيراً 00000بيد أنه ما زال في صدري شيء من رفع هذا الحديث.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 06:28]ـ
قال ابن سيرين كل ماحدثتكم موقوفا عن أبى هريرة فهو مرفوع (الكلام بالمعنى) قرأت هذه الفائدةفى كتاب الجديع تحرير علوم الحديث ولا أتذكر موضعه بالضبط
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 10:15]ـ
بصرف النظر عن ثبوت نسبة هذا القول لابن سيرين أو عدمه - تُرى ما الذي يدعو ابن سيرين رحمه الله - مع عظيم قدره وجلال مكانته -الى فعل ذلك: أن يحدث بالحديث وينسبه لأبي هريرة في حين انه مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، هل يكسل عن ان يقول سبعة احرف: " عن النبي "؟؟؟؟!!!(/)
نداء إلى طلاب العلم في مدينة الرياض
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى طلاب العلم
إلى ورثة الأنببياء
إلى من أثنوا ركبهم ليل نهار عند العلماء
أشكوا إليكم بثي وحزني بعد الله
انا اريد طلب العلم لكن لا اعرف العلماء والمشايخ الذين لديهم حلقات لطلاب العلم المبتدئين ولا من أين ابداء
فهل الشيخ صالح الفوزان وعبد الله بن جبرين وعبد الرحمن البراك وعبد الكريم الخضير وغيرهم من كبار العلماء لديهم دروس للمبتدئين وعناية بهم
ان كان كذلك فأرشدوني ودلوني اليهم
واين مسجد الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤن الإسلامية الذي يقيم دروسه فيه وهل لديه دروس للمبتدئين
وهل من الممكن ان تذكروا لي أفضل شيخ في العقيدة وأفضل شيخ في الفقه وكذلك في الحديث وفي التفسير واللغة العربية لأنه لا يخفى عليكم ان لكل شيخ علم يتميز به
اكثرت عليكم بالاسألة لكن لا تلوموني فانا في حيرة من أمري
وجزاكم الله ألف خير وجعل الجنة مثواي ومثواكم وغفر الله لنا ولكم جميعاً
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:22]ـ
حياك الله أخي الكريم.
كبار علماء أهل السنة في زماننا هم:
- شيخنا العلامة الإمام عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين: تقام دروسه في جامع الراجحي في شبرا، كل يوم وكل الأوقات ما عدا العصر. جدول الدروس. ( http://www.ibn-jebreen.com/dros.php)
- شيخنا العلامة الإمام عبدالرحمن بن ناصر البراك: تقام دروسه في جامع الفاروق بجانب بيته.
- شيخنا العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي: تقام دروسه في جامع الراجحي. جدول دروسه ( http://www.sh-rajhi.com/weektab.asp)
- شيخنا العلامة عبدالكريم الخضير: تقام دروسه في جامع أبا الخيل بجوار بيته.
- شيخنا المحدث سعد بن عبد الله آل حميد: له درس يوم السبت في جامع القاضي بعد المغرب.
وغيرهم كثير.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 06:45]ـ
بارك الله فيك أخي وليد ...
لكن أنا لا أنصح المبتدئ أن يذهب إلى الشيخ عبدالكريم الخضير فالشيخ يناسب من له باع في الطلب.
وإني أنصحك أخي الحبيب إيماض البرق أن تذهب إلى جامع عثمان بن عفان في حي الوادي شمال شرق الرياض فإن عندهم دروس للتأصيل العلمي وقد شرفت الدورة الأولى على الانتهاء وستبدأ من جديد لعلها في بداية شهر صفر ولك أن تذهب وتسألهم ... فلا تفوتها إن أردت التأصيل العلمي لأنهم فعلا مهتمين بالمبتدئين ويعملون اختبارا لكي يأخذ الطالب شهادة مصدقة من جامعتنا الحبيبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
والمتون هي:
ثلاثة الأصول , كتاب التوحيد , الأربعين النووية , العقيدة الواسطية , نخبة الفكر , متن الورقات , متن الآجرومية , منهج السالكين.
وبعدها -بإذن الله- سيسهل عليك أي منهج تطلبه.
وبالله التوفيق.
ـ[مناهل]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 07:33]ـ
هنيئا لأهل الرياض رياض العلم ..
زادكم الله من فضلة ..
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:16]ـ
جزاكم الله ألف خير وغفر لكم
أخي وليد الدلبحي حفظك الله لكن لم اجد لشيخ ابن جبرين والشيخ الراجحي في جداولهم دروس للمبتدئين
أخي مالك حفظك الله سوف اذهب الى الجامع بإذن الله لكن أتمنا ان اطلب العلم تحت يد العلماء الربانيين الكبار فاهل من خبر عن دروسهم المخصصه للمبتدئين
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:19]ـ
هنيئا لأهل الرياض رياض العلم ..
زادكم الله من فضلة ..
آمين وزادك الله من فضله
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 10:52]ـ
اين طلاب العلم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:39]ـ
اين طلاب العلم
أخي الفاضل
زر موضوعنا الموسوم بالدورات النافعة في الصيفية الماتعة
تجد بغيتك إن شاء الله تعالى وهذا رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4222
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:21]ـ
بارك الله فيك أخي وليد ...
لكن أنا لا أنصح المبتدئ أن يذهب إلى الشيخ عبدالكريم الخضير فالشيخ يناسب من له باع في الطلب.
هذا رأيك ونحترمه، ولكن من يعرف الشيخ ويعرف دروسه فلا يقول هذا الكلام، ودروس المشايخ والعلماء، لا يؤخذ منه علم فقط بل يؤخذ منه سمت وأخلاق، والله الموفق لكل خير.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:37]ـ
جزاكم الله ألف خير وغفر لكم
أخي وليد الدلبحي حفظك الله لكن لم اجد لشيخ ابن جبرين والشيخ الراجحي في جداولهم دروس للمبتدئين
أخي مالك حفظك الله سوف اذهب الى الجامع بإذن الله لكن أتمنا ان اطلب العلم تحت يد العلماء الربانيين الكبار فاهل من خبر عن دروسهم المخصصه للمبتدئين
إتماماً لكلام أخينا الفاضل - وليد الدلبحي -
فإن رمت طلب العلم على العلماء الربانيين، فإن لم يكن العلامة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير منهم فلا أدري من يكون منهم!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 03:05]ـ
هذا رأيك ونحترمه، ولكن من يعرف الشيخ ويعرف دروسه فلا يقول هذا الكلام، ودروس المشايخ والعلماء، لا يؤخذ منه علم فقط بل يؤخذ منه سمت وأخلاق، والله الموفق لكل خير.
اخي وليد بارك الله فيك لعل الاخ يقصد ان الشيخ يسهب في شروحه ويتوسع وان هذا صعب على من كان في بداية الطلب لكثرة المعلومات وانه ليس كمن يشرح بشكل مختصر
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 03:14]ـ
إتماماً لكلام أخينا الفاضل - وليد الدلبحي -
فإن رمت طلب العلم على العلماء الربانيين، فإن لم يكن العلامة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير منهم فلا أدري من يكون منهم!؟
أخي المزروعي بارك الله فيك والله ثم والله أنني اتمنا ان اطلب العلم تحت يد هذا العالم الرباني وانه اول من كان على بالي وليس في هذا نقص من قدر العلماء الآخرين لكن للأسف ليس لديه دروس للمبتدئين وشكراً لمرورك
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:19]ـ
أقترح عليك أيها الأخ المبارك أن تعكف على أشرطة الإمام العلامة محمد الصالح العثيمين تغمده الله بواسع رحمته، وأن ترتب لك جدولاً زمنياً، وإذا أشكل عليك شيء فاتصل بطلابه الذين لازموه وأخذوا عنه.
وهذا بكل تأكيد إضافة إلى المشاركات السابقة جزى الله كاتبيها خيرا
ـ[ابوفهد]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم انصحك بالذهاب للشيخ فهد العيبان حفظه الله
فهو يعتني بالتأصيل العلمي وعنده درس يومي قبل صلاة المغرب
بساعة عدا ايام الاربعاء والخميس والجمعه
والشيخ يشرح المتون العلمية المختصرة في كل فن
فقد انتهى الشيخ من شرح الاصول الثلاثة والآن شرع في
شرح كتاب التوحيد.
فأوصيك بالشيخ فمسجده في حي الروضة جنوب مخرج 11
والله الموفق ..
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 08:14]ـ
أقترح عليك أيها الأخ المبارك أن تعكف على أشرطة الإمام العلامة محمد الصالح العثيمين تغمده الله بواسع رحمته، وأن ترتب لك جدولاً زمنياً، وإذا أشكل عليك شيء فاتصل بطلابه الذين لازموه وأخذوا عنه.
وهذا بكل تأكيد إضافة إلى المشاركات السابقة جزى الله كاتبيها خيرا
بارك الله فيك كيف يمكن الحصول على أشرطة الشيخ العثيمين؟
هل توجد في التسجيلات؟
أم بطلب خاص؟
وهل هي مجانية؟
وماهي الفنون التي شرحها و مسجلة؟
وجزاكم الله خيراً و آسف على كثرة أسئلتي ولكن لأهميتها
و آسف لتطفلي
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 03:38]ـ
أقترح عليك أيها الأخ المبارك أن تعكف على أشرطة الإمام العلامة محمد الصالح العثيمين تغمده الله بواسع رحمته، وأن ترتب لك جدولاً زمنياً، وإذا أشكل عليك شيء فاتصل بطلابه الذين لازموه وأخذوا عنه.
وهذا بكل تأكيد إضافة إلى المشاركات السابقة جزى الله كاتبيها خيرا
أقتراحك اخي الكريم في محله ولقد اشتريت شرح الآجرومية وشرح نخبة الفكر ولم اجد الاصول الثلاثة
ولكن لا يمنع هذا من الطلب عند العلماء وانا ان يسر الله لي الطلب سأجمع بين شرح الشيخ الملقي وشرح ابن عثيمين وهذا ما اخطط له
وبارك الله فيك اخي وشكراً لمشاركتك
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 03:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم انصحك بالذهاب للشيخ فهد العيبان حفظه الله
فهو يعتني بالتأصيل العلمي وعنده درس يومي قبل صلاة المغرب
بساعة عدا ايام الاربعاء والخميس والجمعه
والشيخ يشرح المتون العلمية المختصرة في كل فن
فقد انتهى الشيخ من شرح الاصول الثلاثة والآن شرع في
شرح كتاب التوحيد.
فأوصيك بالشيخ فمسجده في حي الروضة جنوب مخرج 11
والله الموفق ..
بارك الله فيك هل من الممكن ان تصف المسجد بدقة وهل هذا الشيخ احد طلاب الشيخ ناصر العمر
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 03:47]ـ
بارك الله فيك كيف يمكن الحصول على أشرطة الشيخ العثيمين؟
هل توجد في التسجيلات؟
أم بطلب خاص؟
وهل هي مجانية؟
وماهي الفنون التي شرحها و مسجلة؟
وجزاكم الله خيراً و آسف على كثرة أسئلتي ولكن لأهميتها
و آسف لتطفلي
ان كنت من سكان الرياض تجد جميع الاشرطة في تسجيلات الاستقامة في حي الملز او اي تسجيلات اسلامية في السعودية وهي ليست مجانية
ان اردتها مجانيه تجدها في موقع الشيخ على الانترنت او موقع طريق الاسلام او موقع الشبكة
الاسلامية
الفنون كثيرة ادخل على احد المواقع السابقة الذكر وستجد ما يسرك
ـ[العرب]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 10:03]ـ
أنصحك بالشيخ فهد العيبان فهو يهتم بالتأصيل للمبتدئين
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 10:36]ـ
ماشاء الله
نعمة تحسدون عليها يا أهل الرياض فانتم في خير عظيم وهذا نفتقده كثيرا في الجزائر فالجلوس أما الكبار وتلقي العلم والادب بين يديهم له لذة عظيمة وفق الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 12:56]ـ
أنصحك بالشيخ فهد العيبان فهو يهتم بالتأصيل للمبتدئين
هل من الممكن أخي الكريم ان تصف المسجد بدقة وجزاك لله الف خير
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 04:36]ـ
ان كنت من سكان الرياض تجد جميع الاشرطة في تسجيلات الاستقامة في حي الملز او اي تسجيلات اسلامية في السعودية وهي ليست مجانية
ان اردتها مجانيه تجدها في موقع الشيخ على الانترنت او موقع طريق الاسلام او موقع الشبكة
الاسلامية
الفنون كثيرة ادخل على احد المواقع السابقة الذكر وستجد ما يسرك
... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 01:15]ـ
هناك الشيخ عبد الله الفنتوخ
بيته في سلطانه.بجوار جامع وزير العدل ..
من العلماء الكبار ومتميز جدا في العقيدة والتفسير
عين قاضيا من قبل الشيخ محمد بن ابراهيم ,ثم طلب الاعفاء فأعفي
وهذا الشيخ يستقبل كل من أراد ان يقرأ عليه في أي فن أراد ,وسواء كان الطالب مبتدأ أو متوسط او متظلع
ويستقبلهم في من بعد صلاة الفجر إلى السابعة والنصف يوميا
ثم بعد العصر إلى العشاء الساعة التاسعة والنصف
وفترة المغرب مخصصة للتفسير
وهذا الجدول كل يوم بلااستثناء
وهونادرة في بذل نفسه للعلم وتعليمه خصوصا في هذا الزمان
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 03:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم انصحك بالذهاب للشيخ فهد العيبان حفظه الله
فهو يعتني بالتأصيل العلمي وعنده درس يومي قبل صلاة المغرب
بساعة عدا ايام الاربعاء والخميس والجمعه
والشيخ يشرح المتون العلمية المختصرة في كل فن
فقد انتهى الشيخ من شرح الاصول الثلاثة والآن شرع في
شرح كتاب التوحيد.
فأوصيك بالشيخ فمسجده في حي الروضة جنوب مخرج 11
والله الموفق ..
وانا اوافق الأخ الرأي فعليك بالشيخ فهد العيبان في هذه الفترة وجامع عثمان ابن عفان.
وفقك الله واعانك ونفعك ونفع بك.
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 01:12]ـ
هناك الشيخ عبد الله الفنتوخ
بيته في سلطانه.بجوار جامع وزير العدل ..
من العلماء الكبار ومتميز جدا في العقيدة والتفسير
عين قاضيا من قبل الشيخ محمد بن ابراهيم ,ثم طلب الاعفاء فأعفي
وهذا الشيخ يستقبل كل من أراد ان يقرأ عليه في أي فن أراد ,وسواء كان الطالب مبتدأ أو متوسط او متظلع
ويستقبلهم في من بعد صلاة الفجر إلى السابعة والنصف يوميا
ثم بعد العصر إلى العشاء الساعة التاسعة والنصف
وفترة المغرب مخصصة للتفسير
وهذا الجدول كل يوم بلااستثناء
وهونادرة في بذل نفسه للعلم وتعليمه خصوصا في هذا الزمان
جزاك الله خير أخي
هل من الممكن ان تصف بيته لا حرمك الله الأجر
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 10:45]ـ
اشكر جميع الأخوة الذين شاركوا واقول لكم جزاكم الله الف خير وابشركم بأنه ان شاء الله سابداء مع الشيخ فهد العيبان بأذن الله تعالى وقد وجدت المسجد بعد جهد جهيد ودرس الشيخ سيتوقف ابتدأ من يوم الثلاثاء غداً الموافق 29/ 12/1428هـ
وسيبدأ الدروس في يوم الاثنين من اول اسبوع دراسي في النصف الثاني والشيخ وصل في منتصف كتاب التوحيد
واتمنا من الجميع التوفيق والسداد لما يحبه الله ويرضاه
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 03:33]ـ
هنيئا لأهل الرياض رياض العلم ..
زادكم الله من فضلة ..
وهنيئا لأهل المدينة روضة الشيخ صالح المغامسي، زادهم الله من فضله.
أخي المبارك: إيماض البرق، بما أنك من المبتدئين في طلب العلم، فأنصحك بالالتحاق بالأكاديمية العلمية المفتوحة في قناة المجد، وابدأ معهم من المستوى الأول، وتدرج في الطلب، فهم يبدؤون بشرح المتون المختصرة فالمبسوطة، وستنل خيرا كثيرا بإذن الله، جميع الدروس مسجلة صوتيا عبر موقع الأكاديمية، وإليك الرابط:
http://www.islamacademy.net/Arabi
زادنا الله جميعا علما وإيمانا ويقينا صادقا.
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:25]ـ
جزاك الله خيراً أخي قطرة مسك وشكراً على الرابط(/)
(زكاة القلب) ابن القيم رحمه الله تعالى
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
زكاة القلب
الزكاة في اللغة: هي النماء والزيادة في الصلاح وكمال الشيء يقال: زكا الشيء إذا نما.
قال الله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) [التوبه: 103]
فجمع بين الأمرين: الطهارة والزكاة لتلازمهما.
فإن نجاسة الفواحش والمعاصي في القلب بمنزلة الأخلاط الرديئة في البدن وبمنزلة الرغل في الزرع وبمنزلة الخبث في الذهب والفضة والنحاس والحديد فكما أن البدن إذا استفرغ من الأخلاط الرديئة تخلصت القوة الطبيعية منها فاستراحت فعملت عملها بلا معوق ولا ممانع فنما البدن.
فكذلك القلب إذا تخلص من الذنوب بالتوبة فقد استفرغ من تخليطه فتخلصت قوة القلب وإرادته للخير فاستراح من تلك الجواذب الفاسدة والمواد الرديئة , زكا ونما وقوى واشتد وجلس على سرير ملكه ونفذ حكمه في رعيته فسمعت له وأطاعت فلا سبيل له إلى زكاته إلا بعد طهارته كما قال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) [النور: 30] فجعل الزكاة بعد غض البصر وحفظ الفرج.
(إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لأبن القيم ص 59 ج1 _دار التراث القاهرة.
نقله أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.(/)
ْْ’’ فَصْلٌ ‘‘ في بيانِ ما نُسِبَ للأَئمَّة واشْتَهر؛ وهُوَ غَيْرُ ثَابتٍ عَنْهُم!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:54]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسَّلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد؛ فالنَّقلُ عن أهل العلمِ أمرٌ جلل؛ لا ينبغي التَّسرُّع فيه بحجَّة أنَّه ليس قولاً على النبي ..
وكمْ من نقلٍ بجناحيْه طار، أو على ساقيه سار، لو علمَ به صاحبُه؛ لصاح: ياللعار .. ياللشَّنار؟!
فحفظاً لحقوق علماء الملَّة .. وحُماةِ بيضة الإسلام .. ومن باب ردِّ جمائلهم، وتعداد فضائلهم؛ أذاكرُ أحبَّتي هذا الموضوع؛ علَّ الله ينفعُ به فئاماً من النَّاس، رسَّختْ أقوالاً في الراس، وأثبتته في الدَّفتر والقرطاس .. وليس لها من الحقِّ ذَنَبٌ ولا أساس ....
فهلمُّوا نتذاكر ما اشتهر من أقوال .. دون الفِعال .. عن أئمة الدين، ومصابيح العلم .. [عَقَديَّة أو فقهيَّةً أو حديثيَّةً أو حتى من اللطائف والأخبار ... ] .. وليس لها زمامٌ أو خطامٌ ..
ولعلِّي أطرح ما لديَّ غداً - إن شاء الله - .. أطال الله أعمارنا على الطاعة .. محبُّكم / خليلُ الفوائد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:25]ـ
موضوع وعر
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:46]ـ
موضوع وعر
رعاك الله أخي أشرف ..
ما محلُّ وعر من الإعراب؟
لم أقصد الإحاطة؛ بل ما اشتهر - رعاك الله - ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 12:28]ـ
الأخ خليل الفوايد
هذا باب جليل من أبواب العلم، ولا يصلح لمقلد ..
وأنت قد قلت بأنه لعلك غدا .. إلخ
والصبح قريب
وسننظر في طريقتك إن شاء الله في إيراد القول المنسوب وكيفية التعامل معه .. ونرجو أن نستفيد منك، نفع الله بك.
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 12:51]ـ
رعاك الله شيخنا الفاضل / أشرف بن محمد ..
هذا باب جليل من أبواب العلم، ولا يصلح لمقلد ..
لستُ أنفي أنَّه لا يصلحُ لمقلِّد؛ فلذلك نهيب بالمقلَّدة أن لا يُشاركونا في الموضوع:)!
لكن ثمَّة حقاً للمتَّبعين - إذ الاتباع درجة بين الاجتهاد والتقليد - أن يشاركوا ..
كذلك الحقُّ مفسوحٌ للنَّقلة .. إذ لا يبعد أن يكون الطالبُ قد وقف - من خلال جرده - على نفيٍّ من عالمٍ موسوعيِّ؛ فنرجو منه إفادتنا ...
أخي الحبيب / لا تبخل علينا بما تقف عليه؛ فسوف ندعو لك:)!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:01]ـ
"التعالم": المبحث الرابع، في التوقِّي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم، بكر أبوزيد، ص99 - 106، ط1: مكتبة التربية الإسلامية، 1408 هـ.
"كشف الأجلة عن الغلط على الأئمة": بكر أبوزيد، (؟).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:10]ـ
ويُستفاد بالتأصيل للشيخ بكر، وقصص لا تثبت لمشهور .. وهذا باب عريض .. يحتاج إلى فهم ثاقب وتحرير دقيق وتفتيش وتنقيب .. والله المستعان.
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:22]ـ
هناك مسائل كثيرة ..
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:31]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / أشرف.
___
قال الذهبي - رحمه الله - في السير:
( .. وَبَلَغَنَا عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ أَلْفَاظٌ قَدْ لاَ تَثْبُتُ، وَلكِنَّهَا حِكَمٌ، فَمِنْهَا:
مَا أَفْلَحَ مَنْ طَلَبَ العِلْمَ إِلاَّ بِالقِلَّةِ.
وَعَنْهُ، قَالَ: مَا كَذَبْتُ قَطُّ، وَلاَ حَلَفْتُ بِاللهِ، وَلاَ تَرَكْتُ غُسْلَ الجُمُعَةِ، وَمَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، إِلاَّ شبعَةً طَرَحْتُهَا مِنْ سَاعَتِي.
وَعَنْهُ، قَالَ: مَنْ لَمْ تُعِزُّهُ التَّقْوَى، فَلاَ عِزَّ لَهُ.
وَعَنْهُ: مَا فَزِعْتُ مِنَ الفَقْرِ قَطُّ، طَلَبُ فُضُوْلِ الدُّنْيَا عُقُوبَةٌ عَاقَبَ بِهَا اللهُ أَهْلَ التَّوْحِيْدِ.
وَقِيْلَ لَهُ: مَا لَكَ تُكْثِرُ مِنْ إِمسَاكِ العَصَا، وَلَسْتَ بِضَعِيْفِ؟
قَالَ: لأَذْكُرَ أَنِّي مُسَافِرٌ.
وَقَالَ: مَنْ لَزِمَ الشَّهَوَاتِ، لَزِمَتْهُ عُبُوْدِيَّةُ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا.
وَقَالَ: الخَيْرُ فِي خَمْسَةٍ: غِنَى النَّفْسِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَكَسْبُ الحَلاَلِ، وَالتَّقْوَى، وَالثِّقَةُ بِاللهِ. وَعَنْهُ: أَنْفَعُ الذَّخَائِرِ التَّقْوَى، وَأَضَرُّهَا العُدْوَانُ.
وَعَنْهُ: اجتِنَابُ المَعَاصِي، وَتَرْكُ مَا لاَ يَعْنِيْكَ، يُنَوِّرُ القَلْبَ، عَلَيْكَ بِالخَلْوَةِ، وَقِلَّةِ الأَكْلِ، إِيَّاكَ وَمُخَالَطَةُ السُّفَهَاءِ، وَمَنْ لاَ يُنْصِفُكَ، إِذَا تَكَلَّمْتَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْكَ، مَلَكَتْكَ الكَلِمَةُ، وَلَمْ تَمْلِكْهَا.
وَعَنْهُ: لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ بِشَيْءٍ لأَعْقَلِ النَّاسِ، صُرِفَ إِلَى الزُّهَّادِ.
وَعَنْهُ: سِيَاسَةُ النَّاسِ أَشَدُّ مِنْ سِيَاسَةِ الدَّوَابِّ.
وَعَنْهُ: العَاقلُ مَنْ عَقَلَهُ عَقْلُهُ عَنْ كُلِّ مَذْمُوْمٍ.
وَعَنْهُ: لِلْمُرُوْءةِ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ: حُسْنُ الخُلُقِ، وَالسَّخَاءُ، وَالتَّواضُعُ، وَالنُّسُكُ.
وَعَنْهُ: لاَ يَكْمُلُ الرَّجُلُ إِلاَّ بِأَرْبَعٍ: بِالدِّيَانَةِ، وَالأَمَانَةِ، وَالصِّيَانَةِ، وَالرَّزَانَةِ.
وَعَنْهُ: لَيْسَ بِأَخِيْكَ مَنْ احتَجْتَ إِلَى مُدَارَاتِهِ. (10/ 99)
وَعَنْهُ: عَلاَمَةُ الصَّدِيقِ أَنْ يَكُوْنَ لِصَدِيقِ صَدِيقِهِ صَدِيقاً.
وَعَنْهُ: مَنْ نَمَّ لَكَ، نَمَّ عَلَيْكَ.
وَعَنْهُ، قَالَ: التَّوَاضُعُ مِنْ أَخْلاَقِ الكرَامِ، وَالتَّكبرُ مِنْ شِيَمِ اللِّئَامِ، التَّواضُعُ يُوْرِثُ المَحَبَّةَ، وَالقنَاعَةُ تُوْرِثُ الرَّاحَةَ.
وَقَالَ: أَرْفَعُ النَّاسِ قَدْراً، مَنْ لاَ يَرَى قَدْرَهُ، وَأَكْثَرُهُم فَضْلاً، مَنْ لاَ يَرَى فَضْلَهُ.
وَقَالَ: مَا ضُحِكَ مِنْ خَطَأِ رَجُلٍ، إِلاَّ ثَبَتَ صَوَابُه فِي قَلْبِهِ.) ..
السير (19/ 79)
هل تحتاج هذه إلى اجتهادات شيخ أشرف؟:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:34]ـ
وهنا - رعاك الله - بيانٌ لقصَّة الإمام مالك في: (ليس من المروءة أن يخبر الرجلُ بسنِّه) ....... :)!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=396038&postcount=53
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:03]ـ
أخي الفاضل خليل الفوايد
الأقوال - بوجه عام - ليست على درجة واحدة .. فمن الأقوال أقوال يُمَر عليها ويُؤنَس بها ويُستفاد منها ما صادفت أصلا من أصول الشرع القويم .. وفي المقابل من الأقوال أقوال بها تتبايَن المناهج .. وتتغاير المشارب .. فلمثل هذه يُشد المئزر .. ويُهجَر الفراش .. ويُنفَض النوم .. وتُجرَد المطوَّلات ..
والمبدأ العام الذي ينشده كل طالب - بحق وصدق - هو (التحفُّظ في نسبة الأقوال) .. باستخدام دقيق اللفظ .. والتحرُّز من الإطلاق .. والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:08]ـ
وأما مشاركة أخي الفاضل العزيز العاصمي، فقد مَنَّ الله عليّ بشهود مولدها في حينه .. (:
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:24]ـ
"طبقات الشافعية الكبرى": السبكي، (9/ 240/س13 - ... ).
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:26]ـ
رعاك الله شيخنا الفاضل / أشرف ..
والمبدأ العام الذي ينشده كل طالب - بحق وصدق - هو (التحفُّظ في نسبة الأقوال) .. باستخدام دقيق اللفظ .. والتحرُّز من الإطلاق .. والله أعلم.
كلامٌ ثمين .. أخذتَ كتابك باليمين ..
لا يخفاك أنَّ من أقوى أسباب ذلك: سوءُ فهم العبارات؛ فيأتي الإطلاق المستحقّ للإزهاق!
من أشهر ما انتشر النقل - بل الاشهار - عن السبكي أنَّه يقول بالتعارض الحقيقي في الشريعة!
بل في آخر مباحث الروضة أيام الدراسة الجامعيَّة - في باب التعارض - درَّسنا أ. د / .......
وأصَّل هذا ثمَّ ردّ عليه ردّاً طويلاً!
وقد فنَّد هذه التهمة .. بنيونس الولي في رسالته القيمة: (ضوابط الترجيح عند وقوع التعارض لدى الأصوليين)؛ والكتاب ليس بحوزتي الآن ...
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:45]ـ
بالنسبة لما نسب للأئمة الأربعة من المسائل والرسائل العقدية فهناك كتاب (براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة) للشيخ عبدالعزيز الحميدي (رسالة دكتوراه).
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 02:42]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد الرحمن الحجري ..(/)
تقلص نفوذ المذاهب
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 07:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... لا يخفى عمن له بصيرة بالواقع الاتجاه العام , الذي يسلكه الفقه في هذه الأعوام , فإني لا أشك أنه متّجه الآن إلى الإندماج , وأن الأمة سائرة منذ حين إلى تقلص نفوذ المذاهب الفقهية وقلّة مالها من رواج , كما كان عليه الأمر في القرنين الثالث والرابع, إلاّ أن الأمر يومئذ كان متجها نحو استحكام المذهبية , وهو الآن متجه نحو ضعفها وانفراط أمرها , مع الفارق في الأسباب , وفي المستوى العلمي لدى الناس , ومما ساعد على ذلك , وسائل الإتصال , وسرعة الانتقال , وفشو الكتب والتسجيلات , واستفحال أمر الفضائيات والقنوات , ومن أهم هذه الأسباب ذهاب الخلافة الإسلامية , وضعف ارتباط الحكم بالدين , بل انتقاض عرى الحكم بما أنزل الله في الجملة , فلم يعد الأمر نزاعاً مذهبياً , بل صار حكماً لا علاقة له بالشرع , هذا إلى قلة تدارس الكتب الفقهية المذهبية , لما يغلب عليها من التعقيد وكثرة التفاصيل , " واختلاف منهجيتها عن منهجية التعليم الحالي " , في مقابل كثرة الكتب والرسائل العلمية من المذاهب الأخرى , , وسهولة مأخذها , وتناولها لبعض النوازل التي لم تتناول من وجهة نظر المذهب السائد , بل إن كثيراً ممن يزعمون أنهم متقيدون بمذهب ما , ويتبجحون بهذه العبارة , لا يلتزمون المذهب , لا في شؤونهم الخاصة, ولا فيما قد يجيبون غيرهم من السائلين , فالزّمن الذي نعيشه , ليس زمن التقليد الخالص للمذاهب , كما كان عليه الأمر منذ نحو القرن , وليس هو بزمن التحرّر , كما كان عليه في العصر الأول , الذي لا أرى أنّه يتكرّر , وإنما هو أشبه بما كان عليه الأمر في القرنين الثالث والرابع , مع التباين الكثير بينهما , قال ولي الله الدهلوي:" فالكتب والمجموعات محدثة , والقول بمقالات الناس , والفتيا بمذهب الواحد من الناس , واتخاذ قوله والحكاية له في كل شيئ , والتفقه على مذهبه , ولم يكن الناس قديماً علىذلك , في القرنين: الأول والثاني. (الانصاف في بيان اسباب الاختلاف).
والحق أن الاجتهاد قد تناقص ابتداء من نهايات القرن الرابع , حيث وضعت المختصرات , وأخلد الفقهاء إلى التقليد من غير نظر في الأعلم بل بحسب الاتفاق , والتشهي والتعظيم , والعادة , والبلد , فلو أراد الطالب اليوم في المغرب أن يتمذهب لأبي حنيفة لعسُر عليه , كما لو أراد أن يتمذهب لابن حنبل ببخارى ". (سير أعلام النبلاء)
قال شارح المراقي: الظاهر أن مذهب مالك يتعين على جل أهل المغرب , إذ لا يكاد يوجد فيهم من يعرف فقه غيره من المذاهب ,,, " (نثر البنود على مراقي السعود)
ولكني لا أحسب أن الأمر الآن كما قال.
والمنتظر ممن عرف هذه الحقائق أو بعضها , أن يضع في حسبانه هذا الذي ذكرت إذا ألّف , فلا يجاري المغالين في غلوائهم , ولا يساكن المتعصبين في جحورهم , بل يقف موقف الوسط , وهو يقتضي منه أن يحاول بيان راجح الأقوال من مرجوحها , وقويّها من ضعيفها , بحسب الإمكان , حتى يستمرّ انتفاع الأمة بتلك التآليف , ولا تغدوا نسياً منسياً , كما هو الواقع اليوم ,
والله أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:08]ـ
بارك الله فيكم أخى الكريم ووفقكم وسددكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:57]ـ
المذهب ما هو إلا مدرسة لتنظيم طلب العلم، وليس إلها يعبد، أو نبيا يجب اتباعه.
وتقلص المذاهب هذا الذي تقوله دونه خرط القتاد!
وأئمة المذاهب أصلا على مر العصور يرجحون ما يخالف المذهب، فالنووي يرجح ما يخالف مذهب الشافعي، وابن عبد البر يرجع خلاف مذهب مالك، وابن الهمام يرجح خلاف مذهب أبي حنيفة، وابن تيمية يرجح خلاف مذهب أحمد.
بل حتى ابن حزم يخالف داود أحيانا، ولا إشكال في ذلك ولا نكير.
وكثير من علماء المذاهب لهم أياد بيضاء في الدعوة إلى اتباع الدليل ونبذ التعصب، مثل الإمام الشاطبي والإمام القرافي والإمام ابن حجر والإمام أبو عبد الله المقري، والإمام أبو شامة، وغيرهم كثير.
بل كثير من أئمة المذاهب أنفسهم كانوا ينكرون على أصحابهم العصبية للمذهب وترك اتباع الدليل، أو الاستدلال بما لا يصح، كما في الرسالة المشهورة من البيهقي لأبي محمد الجويني.
والنووي رحمه الله في مقدمة المجموع قال إن أصحاب الشافعي وافق اجتهادهم اجتهاده، فليسوا مقلدين له، ولذلك قد يختارون مذهبه القديم وقد يختارون مذهبه الجديد، وقد يختارون ما يخالف مذهبه أصلا لأنه غير جار على قواعده، أو لأنه قد صح فيه الحديث الذي لم يبلغه أو غير ذلك.
ومذهب الحنفية نفسه الذي يشتهر عند الناس بأنه يخالف النصوص، وجدنا أكبير صاحبين لأبي حنيفة وهم أبو يوسف ومحمد بن الحسن يخالفان أبا حنيفة في ثلثي المذهب!! وقصة رجوع أبي يوسف لكلام مالك في قدر الصاع مشهورة، فأين التعصب المزعوم؟!
فالتوسط والاعتدال المطلوب ليس في نبذ المذاهب، وإنما في نبذ التعصب.
وأكثر الذين يخالفون المذاهب الأربعة ويدعون لتركها هم من أشد الناس عصبية واتباعا للهوى وبعدا عن الإنصاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيك شيخنا ابا مالك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:29]ـ
وهو الآن متجه نحو ضعفها وانفراط أمرها
وهذا الضعف في أهل العصر لا في مذاهب أسلافنا
فهذا الأمر يعد من عيوب هذا العصر
هذا إلى قلة تدارس الكتب الفقهية المذهبية , لما يغلب عليها من التعقيد وكثرة التفاصيل , " واختلاف منهجيتها عن منهجية التعليم الحالي "
في كل مذهب من المذاهب الأربعة كتب غير معقدة سهلة المأخذ والتعقيد إنما هو في بعض الكتب
على أنه قد يكون سبب التعقيد قدم عصر المؤلف فمثلا كتب الشافعي رحمه الله تعتبر عند أهل عصرنا معقدة أما في عصر الشافعي فليس الأمر كذلك
لأن كل مصنف إنما يكتب بلغة أهل عصره
إذا علم ذلك لم يختص هذا الأمر في كتب المذاهب بل في أغلب الكتب المتقدمة وإن شئت فقل الكتب التي كتبت بلغة بعيدة عن لغة أهل العصر
على أن هذا ليس عيبا في تلك الكتب ومؤلفيها
بل العيب في أهل العصر لأن المطلوب منهم أن يسألوا العلماء ووظيفة العلماء نقل كلام المتقدمين بلغة العصر لتسهيل الفهم
وأيضا فإن تعلم العربية وفنونها مطلوب لمثل هذه الأمور وكذا فهم مصطلحات أهل الفن
وتناولها لبعض النوازل التي لم تتناول من وجهة نظر المذهب السائد
هذا نادر ويندر أكثر بالنسبة لمجموع المذاهب الأربعة
كما أن العكس وارد على تلك المذاهب التي عنيت فما من مذهب إلا وفيه نقص
بل إن كثيراً ممن يزعمون أنهم متقيدون بمذهب ما , ويتبجحون بهذه العبارة , لا يلتزمون المذهب , لا في شؤونهم الخاصة, ولا فيما قد يجيبون غيرهم من السائلين
هذا ليس بعيب إذا ترك مذهبه لدليل راجح
قال ولي الله الدهلوي:" فالكتب والمجموعات محدثة , والقول بمقالات الناس , والفتيا بمذهب الواحد من الناس , واتخاذ قوله والحكاية له في كل شيئ , والتفقه على مذهبه , ولم يكن الناس قديماً علىذلك , في القرنين: الأول والثاني. (الانصاف في بيان اسباب الاختلاف).
المذموم الزام الناس بمذهبٍ واحد أما التفقه على مذهبه والتمذهب به مع عدم التعصب فمحمود بالاتفاق
فإني لا أشك أنه متّجه الآن إلى الإندماج
إن كنت تقصد حمل الأمة على قول واحد ونبذ المذاهب فهذا متعذر
بل هو مخالف للسنن الكونية
فلابد لمن يفر من المذاهب أن يوقع الناس في مذاهب غيرها كما هو ملاحظ الآن
وأضرب مثالا واحدا للتوضيح فكثيرا من طلبة العلم اليوم نبذوا المذاهب وتمذهبوا بمذهب الشيخ الألباني رحمه الله
وبالجملة من طالب بنبذ المذاهب فقد طالب بنبذ تراث الأسلاف ولا فرق
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الإخوة الأفاضل على تعليقاتهم المفيدة
حقيقة إخوتي أن الكتب المؤلفة على مذهب من المذاهب الفقهية المتبعة , مازال نافعاً , وإجازة العالم تلميذه في كتاب معين حسنة , إذا كان القائم بذلك ذا قدرة علمية على تمييز أقوال الأئمة , مما نسب إليهم على وجه التخريج , أو غيره مما اعتمد عليه في هذه النسبة , وأهم من ذلك أن يكون له قدرة على بيان ما تيسر له من أدلة للأقوال , ورصد ماكان على خلاف الدليل من الكتاب أو السنة أو غيرهما , إذ لا يخلوا مذهب من المذاهب من بعض الأقوال الضعيفة.
إن هذا المنهج , زيادة على كونه هو المطلوب شرعاً , فإنه هو الذي يفضي إلى اهتمام الناس بهذه المختصرات , وتجنب ما يؤدي إليه الأسلوب الجاري العمل به منذ قرون من التعصب للمذاهب لدى فريق من الناس , وفي هذا الصدد قلا الشيخ محمد صالح بن عثيمين-رحمه الله-:" ... وعلى هذا لا حرج عليه أن يفقه تلامذته على مذهب الإمام أبي حنيفة , بشرط إذا تبين له الدليل بخلافه , تبع الدليل وتركه , ووضح لطلبته أن هذا هو الحق , وأن هذا هو الواجب عليهم " (فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله)
وقبله قال الذهبي-رحمه الله-:" ولكن شأن الطالب أن يدرس أولاً مصنفاً في الفقه , فإذا حفظه وطالع الشروح , فإن كان ذكياً فقه النفس , ورأى حُجج الأئمة فليراقب الله وليحتفظ لدينه , فإنّ خير الدين الورع ... " (سير أعلام النبلاء)
و يقول الشيخ محمد بن عمر بازمول " من تفقه بكلام إمام من أئمة المسلمين , وقدم كلام غيره , مادام لم يقف على دليل يجب المصير إليه , مع حرصه على الاتباع وترك التقليد , ولا لوم عليه " (الانتصار لأهل الحديث , تأليف محمد بن عمر بازمول)
والله أعلم(/)
حديث رائع وعظيم عن فضل الذكر
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
حديث عندما سمعت به للوهلة الاولى تعجبت كثيرا انظرو كم هو جميل
عن أم هانىء رضي الله عنها قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت يا رسول الله قد كبرت سني وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله مائة تهليلة قال أبو خلف أحسبه قال تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لاحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت رواه أحمد بإسناد حسن واللفظ له والنسائي ولم يقل ولا يرفع إلى آخره والبيهقي بتمامه ورواه ابن أبي الدنيا فجعل ثواب الرقاب في التحميد ومائة فرس في التسبيح وقال فيه وهللي الله مائة تهليلة لا تذر ذنبا ولا يسبقها عمل "رواه ابن ماجه بمعناه باختصار ورواه الطبراني في الكبير بنحو أحمد ولم يقل أحسبه وصححه الشيخ الالباني في الصحيحة برقم1316 وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم 1553.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:51]ـ
بارك الله فيك.
قال عبد الله بن أحمد -في زياداته على المسند (6/ 344) -: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن خلف، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قال: قالت: مرَّ بي ذات يوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، إني قد كبرت وضعفت -أو كما قالت-، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال: " سبحي الله مائة تسبيحة؛ فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة؛ تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة؛ فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي الله مائة تهليلة -قال ابن خلف: أحسبه قال: تملأ ما بين السماء والأرض-، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به ".
وأخرجه النسائي في الكبرى (10613) عن إبراهيم بن يعقوب، عن سعيد بن سليمان، به.
قال الألباني -رحمه الله- في الصحيحة (3/ 303): (وأما أبو صالح، فهو ذكوان السمان الزيات، وكنت قديمًا قد سبق إلى وهلي أنه أبو صالح باذان مولى أم هانئ، فأوردت الحديث من أجل ذلك في " ضعيف الجامع الصغير " برقم (3234)، فمن كان عنده فليتبين هذا، ولينقله إلى " صحيح الجامع " إذا كان عنده).
ولم يذكر الشيخ -رحمه الله- حجته في كونه ذكوان السمان، وقد أخطأ في ذلك:
- فإن مولى أم هانئ هو المشهور بالرواية عنها، وإذا أطلق أبو صالح في الرواية عنها فالمقصود هو،
- ولم أجد من ذكر رواية أبي صالح ذكوان السمان عن أم هانئ،
- وقد جعل المزيُّ -في تحفة الأشراف (12/ 450) - روايةَ النسائي للحديث تحت ترجمة (باذان، وقيل: باذام أبو صالح -مولى أم هانئ- عن أم هانئ)،
- ثم قد جاءت روايتان فيهما التصريح بأن أبا صالح الذي في الإسناد: هو باذان مولى أم هانئ:
فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 254، 255) قال: قال لي عبد السلام بن مطهر: حدثنا موسى بن خلف، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ ... به،
وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 414) والدعاء (328) -وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (7803) - قال: حدثنا محمد بن الفضل السقطي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا موسى بن خلف العمي، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب، عن أم هانئ ... به.
وهاتان الروايتان صحيحتان، وبهما يتبين أن أبا صالح الذي في الإسناد إنما هو مولى أم هانئ الضعيف، لا ذكوان السمان الثقة.
وقد قال البخاري بعد سوقه إسناد الحديث: " ولا يصح هذا عن أم هانئ ".
فالحديث كما حكم إمام المحدثين -رحمه الله-.
والله أعلم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ محمد على الافادة
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:21]ـ
جزاك الله خيرا لكن لفت انتباه اقصد بصححه الشيخ الالباني يعني حسنه
استغفر الله العظيم واتوب اليه
ـ[الشريف خالد]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 01:29]ـ
بالفعل حديث عظيم المنفعة بارك الله بك وجزاك خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:29]ـ
اخي الكريم محمد بن عبدالله وفقك الله
قال الامام ابن تيمية في الرد على من ضعفوا أبا صالح باذام، مولي أم هانئ،.اثناء كلامه على حديث لعن زائرات القبور
وانهم نقلوا ان الامام أحمد قال: كان ابن مهدي ترك حديث أبي صالح، وكان أبو حاتم يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه تفسير، وما أقل ما له في المسند، ولم أعلم أحدًا من المتقدمين رضيه.
قلت: الجواب على هذا من وجوه:
وأما أبو صالح: فقد قال يحيي بن سعيد القطان: لم أر أحدًا من أصحابنا ترك أبا صالح مولي أم هانئ، وما سمعت أحدًا من الناس يقول فيه شيئًا، ولم يتركه شعبة ولا زائدة، فهذه رواية شعبة عنه تعديل له، كما عرف من عادة شعبة. وترك ابن مهدي له لا يعارض ذلك، فإن يحيي بن سعيد أعلم بالعلل والرجال من ابن مهدي، فإن أهل الحديث متفقون على أن شعبة ويحيي بن سعيد أعلم بالرجال من ابن مهدي، وأمثاله.
وأما قول أبي حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، فأبو حاتم يقول مثل هذا في كثير من رجال الصحيحين، وذلك أن شرطه في التعديل صعب، والحجة في اصطلاحه ليس هو الحجة في جمهور أهل العلم.
/وهذا كقول من قال: لا أعلم أنهم رضوه. وهذا يقتضي أنه ليس عندهم من الطبقة العالية، ولهذا لم يخرج البخاري ومسلم له، ولأمثاله. لكن مجرد عدم تخريجهما للشخص لا يوجب رد حديثه. وإذا كان كذلك، فيقال: إذا كان الجارح والمعدل من الأئمة، لم يقبل الجرح إلا مفسرًا، فيكون التعديل مقدمًا على الجرح المطلق
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8056
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 11:42]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.(/)
أرجو شرح مقولة من كلام المفسر: الرازي , ضروري
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصفة السابعة؛ قوله: {وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّاراً شَقِيّاً} وهذا أيضاً يدل على قولنا لأنه لما بين أنه جعله براً وما جعله جباراً فهذا إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جباراً وغيره بار بأمه، فإن الله تعالى لو فعل ذلك بكل أحد لم يكن لعيسى عليه السلام مزيد تخصيص بذلك، ومعلوم أنه عليه السلام إنما ذكر ذلك في معرض التخصيص
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:52]ـ
الصواب أن يقال ((إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جباراً وغير بار بأمه))، والله أعلم.
أما مراد الرازي، فهو يريد أن يبين أن التخصيص لا يلزم منه نفي أصل الصفة المُخصِصَه عما عداه. فكون عيسى براً بوالدته لا يلزم منه كون سائر الناس عاقين بأمهاتهم. بل قد يوجد من يشترك مع عيسى في أصل الصفة فيكون فيهم بارّين ولكنهم ليسوا في درجة عيسى، فاختص عيسى بذلك لكمال بره بوالدته، وهو بهذا يريد أن يقرر فائدة أصولية وهي أن تخصيص شيء أو إنسان بصفة لا يلزم منه نفي تلك الصفة عما أو عمن سواه. فلا يلزم أن تنتفي الصفة المذكورة عن غير عيسى ليكون له عليه السلام مزيد تخصيص.
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:18]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ماذا تقولون لمن فهم مراد الرازي بـ (أن في الناس من هو بار بأمه لكن جبار, ومنهم من يكون متواضع لكن غير بار بأمه , لكن الله خصص عيسى عليه السلام ببره وتواضعه)؟
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 11:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو الرد ضروري , جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 11:44]ـ
أعتذر عن التأخير. ولكني رجعت إلى كلام الرازي فوجدته كما نقلتِ، على الصواب ((فهذا إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جباراً وغيره بار بأمه)). وبهذا يختلف المعنى، وبالتالي التعليق، فيكون المقصود والله أعلم:
أن الرازي أراد أن ينبه على التلازم - في الغالب من الطباع - بين صفة البر وصفة عدم الجبروت وهي التواضع، فلا تكاد تجد برّاً بأمه إلا وهو متواضع غير متجبر. فلو استطاع جبار أن يكون براً بأمه لما كان لتخصيص عيسى باقتران الصفتين فائدة، والتجبر صنو العقوق ومبعثه فلا يكاد يجتمع شيء من ذلك مع البر الصادق بالأم.
وننتظر من الإخوة إفادة أو تصحيح إن وجد.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 01:02]ـ
أولا: مقولة الرازي بها تصحيف يسير لكنه مؤثر وصوابها: فهذا إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جبارًا وغيرَ بارٍّ بأمه
ثانيا: تفسير أخينا الفاضل: فلا تكاد تجد برّاً بأمه إلا وهو متواضع غير متجبر. فلو استطاع جبار أن يكون براً بأمه لما كان لتخصيص عيسى باقتران الصفتين فائدة، والتجبر صنو العقوق ومبعثه فلا يكاد يجتمع شيء من ذلك مع البر الصادق بالأم. فهو خلاف مقصود الرازي، فمقصود كلامه:
أن فعل العبد مخلوق لله تعالى لأن الآية تدل -عنده- على أن كونه براً إنما حصل بجعل الله وخلقه وهذا يحسن إذا جعل الله غيره جبارًّا وغيرَ بارٍّ بأمه، فأما لو كانت أفعال العبد غير مخلوقة لله فلا معنى لتخصيص عيسى (ص) بذلك.
وهو بذلك ينصر نظرية الكسب المشهورة عند الأشاعرة.
والدليل قوله قبل ذلك:
(وهذا أيضاً يدل على قولنا)
ويقصد قوله السابق بأسطر قليلة:
(وهذا يدل على قولنا: إن فعل العبد مخلوق لله تعالى لأن الآية تدل على أن كونه براً إنما حصل بجعل الله وخلقه)
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 01:48]ـ
جزاك الله خيرا على التعليق، ولعلك قد لحظت أني تنبهت للتصحيف و أشرت إليه في مشاركة سابقة، ثم ترددت في تصويبي، وهو مؤثر بلا شك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 07:30]ـ
ومع ذلك كلام الرازي، على هامش موضوع الكسب، غير دقيق لأن "الجعل" في الآية جعل شرعي كوني، لتكلمه في المهد بذلك خرقاً للعادة، أما الجعل الذي يقصده الرازي فهو الجعل الكوني الذي يشمل أفعال عموم الناس، ولذلك الاستدلال من قبل الرازي بخصوص الآية على عموم خلق الأفعال غير مناسب، والقرآن فيه أدلة أنسب وأصرح لهذا المقام كقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون)(/)
ما حكم اشتراط الاشتراك السنوي للحصول على التخفيضات
ـ[معاند]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 03:01]ـ
السلام عليكم ..
أحد المتاجر تبيع السلع و المواد الغذائية بأسعار رخيصة جدا، و أقل من سعر السوق، و يشترط للحصول على الأسعار الرخيصة، الاشتراك بقيمة أربعون دولارًا سنويا، و عليها يتم منحك بطاقتين لك و لصاحبك ..
و بمجرد حصولك على هذه البطاقة يحق لك شراء هذه السلع بالأسعار المخفضة، و بدونها ستباع لك بسعر السوق ..
فلا أعلم هل الاشتراك بمثل هذه المتاجر للحصول على أرخص الأسعار جائز أم لا .. مع التوضيح لو تكرمتوا
ـ[معاند]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:20]ـ
???
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:09]ـ
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 14 / ص 54)
بطاقة المعلم
الفتوى رقم (19558)
س: حكم بطاقة المعلم، والتي يؤخذ عليها رسوم معينة؛ من أجل حصوله على تخفيضات من بعض الفنادق والمستشفيات والمراكز والمحال التجارية؟
ج: بطاقة المعلم على هذا النظام المذكور، وهو: أخذ الرسوم عليها، غير جائزة شرعا؛ لما فيها من الغرر وأكل المال بالباطل، وبناء على ذلك فلا يجوز إصدارها ولا التعامل بها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... .......... عضو ............... عضو ............... نائب الرئيس ................. الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(/)
من لقاء شيخنا بوخبزة بالشيخ حسين العويشة حفظهما الله تعالى
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 01:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فهذه هي الزيارة الأولى للشيخ حسين العويشة لشيخنا بوخبزة في داره, حضرتها واستمتعت في الجلسة بالحديث إلى الشيخ العويشة وكان خفيف الظل مرحا قوي العبارة تشعر بقوته في كلامه. متمالك ثابت في تصرفاته سهل العبارة. وهذه الكلمات الأخيرة من بعض ما لقطته من حديثهما
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 04:48]ـ
جزاك الله وحفظك على ما تقوم به من افادة لاخوانك.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:12]ـ
تبادر إليّ من العنوان أن الشيخ بو خبزة هو الذي زار الشيخ العوايشة
لو كان العنوان هكذا ...
من لقاء الشيخ العوايشة بشيخنا (أبو خبزة) حفظهما الله تعالى
ـ[الدكتور ماجد الشيحاوي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 11:51]ـ
تبادر إليّ من العنوان أن الشيخ بو خبزة هو الذي زار الشيخ العوايشة
لو كان العنوان هكذا ...
من لقاء الشيخ العوايشة بشيخنا (أبو خبزة) حفظهما الله تعالى
صدقت وانا اول ما رايت الموضوع ظننت ذلك
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:01]ـ
توصلنا بموقع الشيخ بوخبزة حفظه الله بخصوص هذا اللقاء مايلي:
لقاء الشيخ محمد بوخبزة بالشيخ حسين العويشة
<رسالة>
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فهذا إعلام بلقاء شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله تعالى بالشيخ حسين العويشة حفظه الله تعالى
زاره في أواخر شهر ذي القعدة من هذا العام ودام اللقاء نحو ثلث ساعة كان حافلا. وكنت حاضرا. تذاكر الشيخان بعض ذكرياتهما مع شيخهما العلامة ناصر الدين الألباني شهد فيها الشيخ العويشة بسبق الشيخ في الدعوة إلى الله وذكر أنه لا يحب السياحة إنما قصد زيارة الشيخ لفضله وعلمه وقال العويشة عند إعلان انتهاء الزيارة
وإني أتمثل قول الشاعر
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
فرد شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله حالا
ولو نعط الخيار لما افترقنا ولكن لا خيار مع الزمان
أرسله أحد طلبة الشيخ حفظه الله
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 02:14]ـ
الأأخ عالي الهمة أنا أرسلته , وقد ذكرت ذلك هناك ...
ـ[محب عبد القاهر]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 07:23]ـ
شكرا لكم على ما تنشرونه من جديد.(/)
من أقوال الشيخ البشير الإبراهيمي-رحمه الله-
ـ[ركاب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 10:16]ـ
قال الشيخ -رحمه الله- لما تحدث عن تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي: تحرير العقول أصعب و أشق من تحرير الحقول؛ ذلك أن تحرير الحقول يستطيع أن يقوم به كل شخص؛ أما تحرير العقول فلا يقدر عليه إلا راسخ في العلم عميق في الفهم، صادق في العزم، مخلص في القصد.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 12:06]ـ
لهذا الشيخ الأعجوبة كلمات رائعة وعبارات صادقة ونفس أدبي رائق نقل شيئاً من إبداعه الشيخ المفضال د. محمد بن إبراهيم الحمد -نزيل الزلفي _ في كتابه الماتع (الصداقة بين العلماء) فليُراجع.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 02:13]ـ
إن للإمام الإبراهيمي لمسات بيانية في كل ما تخطه يمينه
يقول رحمه الله عند ذكره لمسائل الفقه وكيف يكون تعلمه:"جهل المسلمون حقائق دينهم، وجهلوا الحكم المنطوية تحت أحكامه، ومن أسباب ذلك جفاف الفقه عند الفقهاء لأخذهم إياه من كتب تعلم الأحكام ولا تبين الحكم، فأثر ذلك في نفوس المتفقهة ـ وهم مرجع العامة في سياسة الإفتاء ـ آثارا سيئة، منها اعتبار تلك الأحكام تعبدية تحفظ ألفاظها ولا يتحرك الفكر في التماس عللها وطلب حكمها وتعرف مقاصد الإسلام منها وتصفح وجوه المصلحة والمفسدة فيها". و"لو أن فقهاءنا أخذوا الفقه من القرآن، ومن السنة القولية والفعلية، ومن عمل السلف، أو من كتب العلماء المستقلين المستدلين التي تقرن المسائل بادلتها، وتبين حكمة الشارع منها، لكان فقههم أكمل، وآثاره الحسنة في نفوسهم أظهر، ولكانت سلطتهم على المستفتين من العامة أعمق وأنفذ، ويدهم في تربيتهم وترويضهم على الاستقامة في الدين أعلى".
ولا يكتفي الإبراهيمي بالكلام النظري في بيان خطر جهل الفقيه بمقاصد الشريعة وعدم توظيفه لها في علاج مشكلات الناس، بل يضرب لذلك مثلا عمليا بمشكلة الطلاق وكيف ساهم الجهل بمقاصد التشريع في استفحالها وعموم تأثيرها على حياة المسلمين. وفي ذلك يقول الإبراهيمي: "إن من يأخذ فقه الطلاق من آية: ((الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)) وما بعدها من الآيات الآمرة بالوقوف عند حدود الله الناهية عن تعديها، أو من آية: ((وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ))، أو من آية الحكمين ووعد الله بالتوفيق عند الإصلاح، وبالإغناء من واسع فضله عند التفرق، أو من تخيير النبي أزواجه بين حالين: أحدهما التمتيع والسراح الجميل .. من أخذ فقه الطلاق من هذا المنبع العذب يعلم أي حكم مبثوثة تحت كل كلمة وكل جملة. ومن تفقه هذا الفقه ونشره في الناس يبعد جدا أن يتلاعب بتلك العقدة الإلهية التي عقدها الله بين الزوجين، فيضعها في موضعها المعروف بين المسلمين الآن…
هذا الجمود في الفقه والفقهاء، وذلك الخلاف الواصل بين طرفي الإباحة والحظر في المسألة الواحدة، هما اللذان سهلا على المسلمين تعدي حدود الله في الطلاق، وأفضيا بهم إلى هذه الفوضى الفاشية في البيوت، والى ارتفاع الثقة بين الأزواج والزوجات.
وزاد الطين بلة وضع منحرف لمكان الزوجة من زوجها، حتى أصبح متخلخلا متزلزلا لا استقرار له، وما جاء هذا التخلخل إلا من سوء فهم من الرجل، انبنى عليه سوء تصرف منه في الحق الذي خوله الشارع، وهو أنه يملك العصمة. وما جاء سوء الفهم إلا من سوء التفهيم من الفقيه، فالفقيه لا يعرف إلا أن العصمة بيد الزوج، لأنه لا يجد في كتب الفقه إلا هذا، وهو حق في أصل الشريعة، ولكن الإسلام لا يعطي هذه الحقوق أو هذه الامتيازات إلا للمسلم الصحيح الإسلام، القوي الإيمان. فهو يكل إليه عهدا ويستحفظه على أمانة، اعتمادا على رشده، وثقة بإيمانه، أما إعطاء هذه الامتيازات إلى الجاهلين المتحللين من قيود الإسلام فهو لا يقل شناعة وسوء أثر عن إعطاء السلاح للمجانين".
ولا بأس أن نختم دراستنا هذه، بوصية وجهها الإبراهيمي إلى المعلمين بوجه عام يبين لهم فيها المنهج السليم الذي ينبغي اتباعه في تعليم التلاميذ وتربية ملكاتهم العقلية، أعتقد أنها وصية ينبغي أن يلزم بحفظها وتنفيذها كل من يتصدى لتعليم الناس أحكام دينهم أو يجيبهم عن تساؤلاتهم الفقهية مبينا أحكام الشرع فيها. قال الإبراهيمي وهو يتحدث عن كيفية تعليم الناشئة: "ربوهم على بناء الأمور على أسبابها، والنتائج على مقدماتها علما وعملا، واعلموا أن العلم يبدأ مرحلته الأولى من هذه البسائط التي تقع عليها حواسكم في الحياة كل لحظة فتحتقرونها ولا تلقون لها بالا، مع أن مجموعها هو العلم إذا وجد ذهنا محللا، وهو الحياة إذا وجدت عملا مفصلا. بينوا لهم الحقائق، واقرنوا لهم الأشباه بالأشباه، واجمعوا النظائر إلى النظائر، وبينوا لهم العلل والأسباب، حتى تنبت في نفوسهم ملكة التعليل، فإن الغفلة عن الأسباب هي إحدى المهلكات لأمتكم، وهي التي جرت لها هذه الحيرة المستولية على شواعرها، وهذا التردد الضارب على عزائمها، وهذا الالتباس بين المتضادات في نظرها.
امزجوا لهم العلم بالحياة، والحياة بالعلم، يأت التركيب بعجيبة، ولا تعمروا أوقاتهم كلها بالقواعد، فإن العكوف على القواعد هو الذي صير علماءنا مثل (القواعد)، وإنما القواعد أساس، وإذا أنفقت الأعمار في القواعد فمتى يتم البناء؟ ".
وبعد، فهذه لمحات موجزة من فقه الإبراهيمي العميق ونظراته الدقيقة في إطار الممارسة الفقهية، لا أدعي أنها وافية بالموضوع، وإنما هي مجرد لمحات يكفيها شرفا أن تثير الالتفات إلى الموضوع وتنبه إلى أهمية دراسته بصورة أوسع.
والله ولي الهداية والتوفيق، والهادي إلى أقوم طريق.
مقتبس من كلام الدكتور مسعود فلوسي (لمحات من الفكر الفقهي عند محمد البشير الإبراهيمي)(/)
صالح بن علي الناصر
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاخوة من يتحفنا بترجمة العلامة صالح بن علي الناصر رحمه الله الذي كان من ضيوف البرنامج الاذاعي الشهير "نور على الضرب" وله جزيل الشكر
وفقكم الله
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 06:32]ـ
عفوا على الغفلة، اسم البرنامج هو "نور على الدرب"
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:58]ـ
لا احد يعرف الشيخ؟
قد رأيت اسمه على رأس شيوخ الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس ...
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 11:01]ـ
للرفع ...
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 09:25]ـ
فقيه حنبلي، ذكره الشيخ العلامة محمد الفراج ضمن شيوخه وقال: وهو أعلم من رأيت بالفقه الحنبلي
توفي بعد 1400 هـ رحمه الله وغفر له
وهذا مقال فيه ذكر للشيخ رحمه الله
بقلم: الشيخ عبدالملك القاسم
من التفت يمنة ونظر يسرة يطاله العجب من حال العالم الإسلامي .. عكوف على القبور ونذر على العتبات وتقديس للأولياء واستغاثة بغير الله، شرك في العبادة وبدعة في الدين وانحراف عن المنهج. وهذه النظرة السريعة مدعاة إلى القول بعظم مسؤولية العلماء والدعاة في هذه البلاد التي لم يصبها ولله الحمد ما أصاب الآخرين من أدران الشرك وأحوال البدع.
وعظم المسؤولية ينبع من واجب التبليغ والنصيحة لهذا الدين التي أمرنا بالقيام به، يتبعه ولله الحمد تيسر أمور الاتصال وسهولة التنقل ووفرة المادة وهي وسائل لا تُبقي عذراً.
والحديث متصل عن الدعوة، فقد التقيت بشاب في مقتبل العمر قبل سنوات وعرفني بنفسه. من شمال المغرب العربي، حديثه الإسلام وهمه الإسلام.
قال محدثي ونحن في رحاب الكعبة المشرفة: هذه بلاد خير ودعوة ومنارة علم وهداية، واسترسل في حديثه وأنا مُنصت ألحظ فرحه وعذوبة كلماته، وفجأة وهو يتحدث ضغط على يدي وقال: لكن في هذه البلاد علمين .. هنيئاً لكم بهما
أرهفت سمعي وأعرته قلبي وأصوات الدعاء و التكبير تتوالى من الطائفين والراكعين.
قال: الأول .. هو عالم الأمة شيخ العلماء وإمام أهل السنة في زمانه، يسير بينكم وتتلفتون منه وتصدرون عن علمه. إنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
قلت له: وصلكم علمه وخبره .. تعجب من سؤالي واستدراكي فقال: هؤلاء العلماء مثل الأفلاك العالية يستنير بها السائرون ويستدل بها الحائرون .. لنا في الشيخ نصيب وضرب لنا من علمه بسهم .. هو العلامة نعرف حديثه ونتلقى إجابته، بل ولا أبالغ .. نميز أنفاسه. ثم أسهب في الحديث وأنا غارق في صمت طويل ونبهتني ضغطة ثانية على يدي ليذكرني بالعلم الثاني.
قلت له: من هو؟!
قال: إنه برنامج نور على الدرب .. لا تحده الحواجز ولا تمنعه السدود ولا ترده القيود عبر الأثير يصلنا ونحن مجتمعون حول المذياع والبعض يقوم مجتهداً بتسجيله وتفريغه في دفاتر وأوراق لتعم الفائدة .. يتداولها الأقارب ويتدارسها طلبة العلم.
اسم على مسمى، له نفع عظيم وقبول كبير، نعد الأيام ونستعجل الساعات لسماعة وتسجيله.
سحابة حزن مرت أمام عينيه وهو يقول .. مُنعت عنا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وعوضنا الله خيراً.
استرجع الذاكرة سنين وقلت له: رحم الله الشيخ صالح العلي الناصر فقد سن في الإسلام سنة حسنة .. فهو أول من بدأ هذا النور ومات - رحمه الله - ولا يزال هذا الدرب مستمراً يزخر بنجوم العلم ومصابيح الدجى ..
وحديث الفرح يقترب من الوداع عاتبني .. ترددون أرضنا قاحلة وصحراؤنا مجدبة .. ليت ما عندكم من العلماء عندنا لرأيت!!(/)
ماالسبب؟؟؟
ـ[غاده]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
((الأدب المفرد للإمام البخاري))
لماذا اطلق البخاري لفظ المفرد على كتابه؟؟؟؟
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 02:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لأن "الصحيح" يشتمل على كتاب "الأدب" فأراد التمييز، والله اعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 03:04]ـ
الأمر كما قال أخونا الشيخ أشرف.
الجامع الصحيح للبخاري رحمه الله يحتوي على كتاب (الأدب) ومن المعلوم أن البخاري رحمه الله قد اشترط لنفسه أعلى شروط الصحة في هذا الكتاب.
فأفرد كتاب (الأدب المفرد) وخرج فيه ما لم يخرجه في كتاب الأدب من صحيحه.
ـ[غاده]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 07:19]ـ
بارك الله فيكم .... وجزاكم الله عني خير الجزاء(/)
خللٌ جللٌ في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ... آه لو كان مكرورا!!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 04:37]ـ
وقفت في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض رده على الفخر الرازي في كتابه «الأربعين في أصول الدين» على هذا الكلام:
مجموع الفتاوى (ج 6/ص 275)
((الثَّانِي أَنَّ وُجُوبَ اتِّصَافِهِ بِهَذَا الْكَمَالِ وَتَنْزِيهُهُ عَنْ النَّقْصِ لَمْ تَذْكُرْ فِي كُتُبِك عَلَيْهِ حُجَّةً عَقْلِيَّةً؛ بَلْ أَنْتَ وَشُيُوخُك كَأَبِي الْمَعَالِي وَغَيْرِهِ تَقُولُونَ: إنَّ هَذَا لَمْ يُعْلَمْ بِالْعَقْلِ؛ بَلْ بِالسَّمْعِ وَإِذَا كُنْتُمْ مُعْتَرِفِينَ بِأَنَّ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةَ لَمْ تَعْرِفُوهَا بِالْعَقْلِ. فَالسَّمْعُ إمَّا نَصٌّ وَإِمَّا إجْمَاعٌ وَأَنْتُمْ لَمْ تَحْتَجُّوا بِنَصِّ؛ بَلْ فِي الْقُرْآنِ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ نَصٍّ حُجَّةً عَلَيْكُمْ وَالْأَحَادِيثُ الْمُتَوَاتِرَةُ حُجَّةٌ عَلَيْكُمْ. وَدَعْوَى الْإِجْمَاعِ إذَا كَانَتْ أَزَلِيَّةً وَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْمَقْبُولُ صَحِيحَ الْوُجُودِ فِي الْأَزَلِ. وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّ كَوْنَ الشَّيْءِ قَابِلًا لِغَيْرِهِ نِسْبَةً بَيْنَ الْقَابِلِ وَالْمَقْبُولِ، وَالنِّسْبَةُ بَيْنَ الْمُنْتَسِبِينَ مُتَوَقِّفَةٌ عَلَى تَحَقُّقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ، وَصِحَّةُ النِّسْبَةِ تَعْتَمِدُ وُجُودَ الْمُنْتَسِبِينَ. فَلَمَّا كَانَتْ صِحَّةُ اتِّصَافِ الْبَارِي بِالْحَوَادِثِ حَاصِلَةً فِي الْأَزَلِ: لَزِمَ أَنْ تَكُونَ صِحَّةُ وُجُودِ الْحَوَادِثِ حَاصِلَةً فِي الْأَزَلِ.))
فتعجبت من الكلام الأخير الملون باللون الأحمر ماذا يقصد به شيخ الإسلام؟ فبحثت في تعليقات الشيخ ناصر بن حمد الفهد في كتابه: «صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف» التي وضعها الإخوة بارك الله لهم مع النسخة الموجودة على الشاملة، فلم أرَ أي تعليق!
فازداد عجبي!
فلا الكلام مفهوما!
ولا يصح أن يكون هذا الكلام لشيخ الإسلام!
وما هي دعوى الإجماع الأزلية؟
وكيف يقول شيخ الإسلام: إن كون الشيء قابلا لغيره نسبة بين القابل والمقبول، والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين. فلما كانت صحة اتصاف الباري بالحوادث حاصلة في الأزل لزم أن تكون صحة وجود الحوادث حاصلة في الأزل؟
وماذا ترك لأهل الكلام؟
ثم كيف يرد على نفسه بعد ذلك ويقول: فيقال لك: هذا الدليل بعينه موجود في كونه قادرا فإن كون الشيء قادرا على غيره نسبة بين القادر والمقدور والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقيق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين؟
ثم كيف يكمل جوابه بعد ذلك فيقول: الجواب الثامن: أن يقال: فرقك بأن وجود القادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور ووجود القابل لا يجب أن يكون متقدما على وجود المقبول؛ فرق بمجرد الدعوى. وقد جاء التعليق عليه: هكذا بالأصل. أي أنه بدأ جوابه بالثامن ولم يذكر قبله عددا!!
كل هذا الخلل، ولم أجد تعليقا عليه يوضح سببه، حتى تيسر لي الاطلاع على كتاب «الأربعين في أصول الدين» للرازي فبحثت عن هذا الموضع، فوجدت الأمر جللا:
فمن بعد آخر موضع رد عليه شيخ الإسلام في (ص 274) من المجلد السادس، سقط من كلام الرازي ما يقرب من ستة أسطر!!
فما مقدار ما سقط معه من كلام شيخ الإسلام؟
فكل ما جاء من بعد قول شيخ الإسلام: (ودعوى الإجماع) هو من كلام الرازي لكنه مبتور من أوله، ونهايته هي ما قبل قول شيخ الإسلام: (فيقال لك)
ولكي تتضح الصورة سأورد النص بعد إضافة السقط بلون أزرق، ووضع نقاط مكان السقط الآخر من كلام شيخ الإسلام، فيكون كالآتي:
((الثاني: أن وجوب اتصافه بهذا الكمال وتنزيهه عن النقص لم تذكر في كتبك عليه حجة عقلية؛ بل أنت وشيوخك كأبي المعالي وغيره تقولون: إن هذا لم يعلم بالعقل؛ بل بالسمع وإذا كنتم معترفين بأن هذه المقدمة لم تعرفوها بالعقل. فالسمع إما نص وإما إجماع وأنتم لم تحتجوا بنص؛ بل في القرآن أكثر من مائة نص حجة عليكم والأحاديث المتواترة حجة عليكم. ودعوى الإجماع .................... (بقية كلام شيخ الإسلام)
(يُتْبَعُ)
(/)
(بداية كلام الرازي) [واعلم أن هذا الدليل مبني على ثلاث مقدمات:
المقدمة الأولى: إنه لو كانت ذاته قابلة للصفة المحدثة لكانت تلك القابلية من لوازم ذاته. والدليل عليه: أنها لو لم تكن من اللوازم لكانت من العوارض. فكانت الذات قابلة لتلك القابلية، فقبول تلك القابلية إن كان من اللوازم فهو المقصود، وإن كان من العوارض فيفتقر إلى قابلية أخر. ويلزم إما التسلسل، وإما الانتهاء من لوازم الذات. وهو المطلوب.
.............................. .................... (رد شيخ الإسلام)
المقدمة الثانية: إن القابلية] إذا كانت أزلية وجب أن يكون المقبول صحيح الوجود في الأزل. والدليل عليه أن كون الشيء قابلا لغيره نسبة بين القابل والمقبول والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين. فلما كانت صحة اتصاف الباري بالحوادث حاصلة في الأزل لزم أن تكون صحة وجود الحوادث حاصلة في الأزل.
فيقال لك: هذا الدليل بعينه موجود في كونه قادرا فإن كون الشيء قادرا على غيره نسبة بين القادر والمقدور والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقيق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين))
إن الخطورة هنا ترجع إلى عدة أمور:
الأول: نسبة كلام كبير المتكلمين لشيخ الإسلام مع أنه يرد عليه ويبطله.
الثاني: ضياع كلام شيخ الإسلام، والذي لا يعلم قدره ومقداره إلا الله، لكن قوله بعد ذلك: (الجواب الثامن) ينبئ أن الأمر عظيم.
الثالث: عدم التنبيه على ذلك ليتنبه من لا دربة له بكتب شيخ الإسلام وطريقة كلامه.
الرابع (وهو أخطرها وأعظمها): أن هذا الموضع يختلف عن بقية مواضع السقط في مجموع الفتاوى أن الكلام جاء موصولا ببعضه ليس فيه ما يشير لوجود سقط في المخطوط، ففي المواضع الأخرى تجد مثلا: سقط بالأصل قدر كذا، بياض بالأصل، أو غير ذلك.
أما أن يأتي الكلام موصولا بلا تنبيه، فلو كان ذلك سهو من الجامع رحمه الله وطيب الله ثراه فهو أمر عظيم، وإن كان ذلك في الأصل المخطوط فالمصيبة أعظم.
إخواني قد وصل إلى مسامعي أن الأصول التي اعتمد عليها الشيخ عبد الرحمن وابنه محمد رحمهما الله تعالى ما زالت موجودة عند ورثتهما كالشيخ عبد الملك القاسم وغيره.
فهل من محب لشيخ الإسلام من قاطني المملكة يحاول الوصول إلى هذه الوصول بالاتفاق مع الورثة ويعكف عليها بعض طلاب العلم المجتهدين لإصلاح ما وقع من خلل في المجموع إكمال المسيرة المباركة التي بدأها الشيخان الجليلان عبد الرحمن وابنه؟
فأخشى ما أخشاه أن يكون هذا النوع من السقط خصوصا قد تكرر في مواضع أخرى من المجموع ولم ينبه عليه.
وآه لو كان مكرورا.
أخوكم المحب/ عيد فهمي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 07:56]ـ
جزاك الله خيرا، وفي كتب شيخ الإسلام الأخرى تجد تفصيلا لهذه المسألة يتضح منه المراد، كدرء التعارض وبيان التلبيس.
وهذا الأمر - أعني السقط والتحريف - واقع في كثير من الكتب ولا يختص بشيخ الإسلام، والله المستعان.
ومن ذلك يتضح لنا صحة ما قاله الدكتور رمضان عبد التواب من أن مهارة التحقيق ودربة التصحيح والتدقيق لا يختص بها من يعمل في هذه الصناعة، وإنما هي أمر لازم لكل طالب علم لكي يكون على يقين من صحة ما يقرؤه في الكتب المطبوعة.
فإن المحققين المتقنين قلة قليلة، والكتب التي يعتمد عليها في دقة الضبط كبيض الأنوق!
ولذلك أيضا يتضح لنا صحة ما قاله أهل العلم بأن القول لا ينسب لقائله بمجرد عبارة مقتطعة من سياقها حتى يرجع إلى كلامه في مواطن أخرى وفي باقي كتبه.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 08:14]ـ
شكر الله لك غيرة أخينا عيدا
وبيض الله وجهك أبا مالك
كلام مقنع فجزاك الله خير الجزاء
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 09:02]ـ
وهذا الأمر - أعني السقط والتحريف - واقع في كثير من الكتب ولا يختص بشيخ الإسلام، والله المستعان. وفقك الله.
المشكلة الكامنة هنا، والتي تختلف عن باقي مواضع السقط حتى في مجموع الفتاوى، هي عدم التنبيه، ووصل الكلام ببعضه بحيث يخفى على القارئ موضع السقط، فبدون الوقوف على كتاب "الأربعين" لن نعرف منتهى كلام ابن تيمية ومبدأ كلام الرازي.
نعم مهارة التحقيق ودربة التصحيح تجعل طالب العلم يعلم أن هاهنا خللا، لكنها لن تمكنه من معرفة سببه هل هو سقط أم تحريف؟
والأمر الثاني: ضياع كلام شيخ الإسلام وهو بلا شك ثمين كباقي كلامه وردوده، فما حجم ما ضاع؟
أليس قوله بعد ذلك: (الجواب الثامن) ينبئ أن ما ضاع أكثر من أن يوصف بالكثير!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 10:37]ـ
نعم كلامك صحيح يا شيخنا الفاضل
وقد لاحظت اختلالا في ترتيب أرقام الردود أيضا في بيان تلبيس الجهمية.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 01:36]ـ
شيخ الإسلام رجل
لم يفهم كلامه مخالفوه فأبغضوه
ولم يفهم كلامه موافقوه فأهملوه
فهو يحتاج إلى من يعرف قيمة كلامه بغض النظر وافقه أم خالفه
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:36]ـ
شيخ الإسلام رجل
لم يفهم كلامه مخالفوه فأبغضوه
ولم يفهم كلامه موافقوه فأهملوه
فهو يحتاج إلى من يعرف قيمة كلامه بغض النظر وافقه أم خالفه
والله المستعان
صدقت ياشيخنا الفاضل .... زادك الله علمًا و عملًا .. افتقدنا مواضيعك ومشاركاتك النافعة ..... أسأل الله أن تكون بخير ..
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 01:59]ـ
رحم الله اهل هذا الفن اعني تحقيق النصوص وتوثيقها امثال العلامة احمد شاكر ومحمود شاكر ابوفهر والعلامة الكبير عبد السلام هارون ومن على منهجهم العلمي وللحق فان العلامة احمد بن عبد الحليم الملقب بابن تيمية كان له منهج خاص فى الرد على مخالفيه فهو مع تمسكه بالشرع الحنيف قد يرد البدعة من نفس كلام المبتدعة ولهذا كان الافاضل من اهل العلم يقولون انه يجب قراءة رد الشيخ كاملة ولا يجب الاعتماء على الانتقاء من الكلام حتى يتضح المعنى والله اعلم(/)
الإمامُ أحمدُ - رحمه الله - يُثني على المُوَفَّقِ ابنِ قُدَامة!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 05:50]ـ
قال الحافظُ الضِّياءُ: رأيتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ في النَّوم؛ فألقى عليَّ مسألةً، فقلتُ: هذه في الخِرَقيّ.
فقال: ما قصَّر صاحبُكُم " المُوَفَّقُ " في شرحِ الخِرَقِيِّ!
السِّيَر (22/ 167)
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 04:56]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 08:57]ـ
موافقة لطيفة من لطيف
وسبحان من شابه بينك وبين الذي في بالي
فكأنكما نفس الشخص وإن كنت أعلم يقينا خلاف ذلك
بوركت
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 02:07]ـ
بارك الله فيكم ..
أخي أبا القاسم:
[النَّاسُ كأسراب القطا] ..(/)
أخطأ الألباني وهو على الحق ... وأصاب أبو زهرة وهو على الباطل
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 08:28]ـ
وقفت على ردٍّ للشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة «مختصر العلو» يردّ به على أبي زهرة فيما نقله عن ابن تيمية، يقول فيه (ص 39):
رويدك يا فضيلة الشيخ فأنت تعلم أن ابن تيمية لا يفسر الاستواء بشيء مما ذكرت وإنما بالعلو وكتبه طافحة بذلك، فلماذا أوهمت القراء خلاف الواقع فهلا جريت على سننك في نقل أقوال ابن تيمية وأنت تشرح عقيدته ورأيه أم ضقت ذرعا بالتزام النقل الصحيح فأخذت تنسب إليه ما ليس بصحيح تارة بالتلويح كما فعلت هنا وتارة بالتصريح كما فعلت في كتابك الآخر (المذاهب الإسلامية) إذ قلت في بحث (السلفية) والإمام ابن تيمية (ص 320):
(وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن والسنة عن أوصافه سبحانه. . . . ويثبتون الاستقرار على العرش)
فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علما بأنه أمر زائد على العلو وهو مما لم يرد به الشرع
قلت: رحمك الله يا شيخ شيوخنا، لقد صدق أبو زهرة في نقله، ولم تصب بإنكارك عليه.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/ 404):
وكذلك هو بكل مكان يراك لا يخفى عليه شيء مما في الأماكن هو فيها بالعلم بها والإحاطة فكيف يسوغ لأحد أن يقول: إنه بكل مكان على الحلول مع قوله: {الرحمن على العرش استوى} أي استقر؟ قال الله تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} أي استقررت ومع قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}؟. وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرتفع إليه عمل هو عنده؟
وإن كان قد نقل ذلك عن ابن قتيبة، لكنه قال في (5/ 519):
وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير: إن معنى استوى على العرش: استقر وهو قول القتيبي
وهو ظاهر في أن هذا هو الذي يختاره شيخ الإسلام رحمه الله.
وقد بيّن رحمه الله أن الاستواء على الشيء يرد في لسان العرب ويراد به العلو والااعتدال والاستقرار عليه، ومن فسره بمعنى العلو فقد فسره بجزء معناه وليس في ذلك نفي لباقي المعاني.
وقد بيّن في موضع آخر ثلاثة فروق مهمة بين العلو والاستواء:
الأول: أن علو الله ليس مختصا بالعرش فالله فوق كل شيء أما الاستواء فهو أخص من العلو وهو خاص بالعرش دون غيره من المخلوقات
الثاني: أن العلو وصف لازم له سبحانه كالعظمة والكبرياء لا ينفك عنه بحال، بينما الاستواء فعل يفعله سبحانه بمشيئته وقدرته بدلالة قوله {ثم استوى على العرش}
الثالث: أن العلو من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع، بينما الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر.
فقال في (5/ 522 - 523):
فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل: الاستواء علو خاص، فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء [مستويا عليه]، ولكن كل ما قيل فيه إنه استوى على غيره؛ فإنه عال عليه: والذي أخبر الله أنه كان بعد خلق السموات والأرض "الاستواء" لا مطلق العلو، مع أنه يجوز أنه كان مستويا عليه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء، ثم لما خلق هذا العالم كان عاليا عليه ولم يكن مستويا عليه؛ فلما خلق هذا العالم استوى عليه.
فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه: {ثم استوى}.
ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع
وقال في (17/ 374 - 375)
وأما استوى على كذا فليس في القرآن ولغة العرب المعروفة إلا بمعنى واحد. قال تعالى: {فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه} وقال {واستوت على الجودي} وقال: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} وقال: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} وقد {أتي النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الغرز قال: بسم الله فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله} {وقال ابن عمر: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج لما استوى على بعيره} وهذا المعنى يتضمن شيئين: علوه على ما استوى عليه واعتداله أيضا. فلا يسمون المائل على الشيء مستويا عليه
ورحم الله الشيخ الألباني، حيث أنكر ذلك فقال (ص 15):
وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه الله تعالى وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل
وقدكان يريد الحق ويسعى إلى التنزيه، فخطؤه مغفور له إن شاء الله.
وهو مسبوق في إنكار ذلك، فقد صرح الإمام الذهبي في ترجمة (البغوي) أنه لا يعجبه تفسير (استوى) بـ (استقر)
والحق أحق أن يتبع، ولا مزيد على ما وضحه شيخ الإسلام رحمه الله من هذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 08:35]ـ
ألا رحمة الله على جميع مشايخنا من أهل السنة
الله غفرًا
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 09:36]ـ
وممن أخطأ في نفي تفسير الاستواء بالإستقرار العلامة بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 11:20]ـ
بارك الله لك يا شيخ عبد الرحمن
في الحقيقة معجم العلامة بكر أبي زيد من المؤلفات الماتعة النافعة؛ لكن لي عليه ملاحظات كثيرة لعلي أفرد لها موضوعا خاصا إن يسّر الله لي ذلك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 09:57]ـ
لازم القول ليس بقول
هذه قاعدة مشهورة عند أهل العلم
وهنا ابو زهرة يلزم أهل السنة وشيخ الإسلام بأنهم يثبتون لله استقرارا على العرش وهذا باطل
وكل ما في الأمر أن بعض أهل السنة فسروا معنى أستوى في الآية بمعناها اللغوي وهو أستقر واستشهد ابن قتيبة بهذا المعنى في معرض رده على دعاة الحلول وأن الباري تعالى في كل مكان بذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وهو معنى صحيح لكلمة استوى من جملة معاني كثيرة مثل علا وأرتفع وقصد وغيرها , ولكن لا يلزم من هذا أن أهل السنة يثبتون الإستقرار كما زعم أبو زهرة عامله بفضله أو بعدله إن كان يستحق.
فكيف أصبح هو صاحب الحق؟؟؟
جاء في فتاوى شيخ الإسلام (1/ 485):
لْ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ كَانُوا يُقِرُّونَ أَفْعَالَهُ مِنْ الِاسْتِوَاءِ وَالنُّزُولِ وَغَيْرِهِمَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " تَفْسِيرِهِ " ثِنَا عِصَامُ بْنُ الرواد ثِنَا آدَمَ ثِنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} يَقُولُ: ارْتَفَعَ. قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ الْحَسَنِ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ وَالرَّبِيعَ بْنَ أَنَسٍ مِثْلُهُ كَذَلِكَ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي " صَحِيحِهِ " فِي " كِتَابِ التَّوْحِيدِ " قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} ارْتَفَعَ فَسَوَّى خَلْقَهُنَّ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} عَلَا عَلَى الْعَرْشِ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " تَفْسِيرِهِ " فِي قَوْلِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} وَرُوِيَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَعَنْ الْحَسَنِ وَعَنْ الرَّبِيعِ مِثْلُ قَوْلِ أَبِي الْعَالِيَةِ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قَالَ: فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الطلمنكي: وَأَجْمَعُوا - يَعْنِي أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ - عَلَى أَنَّ لِلَّهِ عَرْشًا وَعَلَى أَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَتَدْبِيرِهِ بِكُلِّ مَا خَلَقَهُ قَالَ: فَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ مَعْنَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} وَنَحْوُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّ ذَلِكَ عِلْمُهُ وَأَنَّ اللَّهَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ بِذَاتِهِ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ كَيْفَ شَاءَ. قَالَ: وَقَالَ أَهْلُ السُّنَّةِ فِي قَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الِاسْتِوَاءُ مِنْ اللَّهِ عَلَى عَرْشِهِ الْمَجِيدِ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} وَبِقَوْلِهِ: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} وَبِقَوْلِهِ: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ}. إلَّا أَنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ مِنْ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ فِي هَذَا عَلَى أَقْوَالٍ: فَقَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ إنَّ الِاسْتِوَاءَ مَعْقُولٌ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمَنْ تَابَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُمْ كَثِيرٌ: إنَّ مَعْنَى اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ: اسْتَقَرَّ وَهُوَ قَوْلُ القتيبي وَقَالَ غَيْرُ هَؤُلَاءِ: اسْتَوَى أَيْ ظَهَرَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: اسْتَوَى بِمَعْنَى عَلَا وَتَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَوَيْت عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ بِمَعْنَى عَلَوْت عَلَيْهِ وَاسْتَوَيْت عَلَى سَقْفِ الْبَيْتِ بِمَعْنَى عَلَوْت عَلَيْهِ وَيُقَالُ: اسْتَوَيْت عَلَى السَّطْحِ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} وَقَالَ: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} وَقَالَ {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} وَقَالَ: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بِمَعْنَى عَلَا عَلَى الْعَرْشِ. وَقَوْلُ الْحَسَنِ: وَقَوْلُ مَالِكٍ مِنْ أَنْبَلِ جَوَابٍ وَقَعَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَأَشَدِّهِ اسْتِيعَابًا لِأَنَّ فِيهِ نَبْذَ التَّكْيِيفِ وَإِثْبَاتَ الِاسْتِوَاءِ الْمَعْقُولِ وَقَدْ ائْتَمَّ أَهْلُ الْعِلْمِ بِقَوْلِهِ واستجودوه وَاسْتَحْسَنُوهُ.أهـ المقصود
فلماذا نسب أبو زهرة لشيخ الإسلام القول بالإستقرار ولم يعتمد قوله (وقول الحسن وقول مالك من انبل جواب ..... وَقَدْ ائْتَمَّ أَهْلُ الْعِلْمِ بِقَوْلِهِ واستجودوه وَاسْتَحْسَنُوهُ)؟؟
الجواب عند من يفهم طريقة خصوم أهل السنة في الخصومة
عافانا الله ومن يقرأ والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 10:45]ـ
من من السلف من صحابة النبي أو التابعين من فسر الاستواء على العرش صراحةً بالاستقرار عليه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 11:10]ـ
من الواضح أن الأخوين أبا عمر وشريفا -وفقهما الله- لم يقرآ الموضوع كاملا، وإلا ففيه إجابة على كليهما
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 12:51]ـ
تقول: لازم القول ليس بقولوهل عندما ينقل شيخ الإسلام عن ابن المبارك وكثير غيره من أهل السنة فيقول: وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير: إن معنى استوى على العرش: استقرهل هذا لازم قول أم قول صريح؟
هدانا الله وإياك.
وتقول: وهنا ابو زهرة يلزم أهل السنة وشيخ الإسلام بأنهم يثبتون لله استقرارا على العرش وهذا باطلوالله ما ألزمهم بل نقل قولهم بمعناه وقد نقله ابن تيمية بلفظه، فهلا فهمت المسألة قبل الاعتراض؟
وقول ابن المبارك وغيره من أهل السنة عندك: باطل!!!!!
وتقول: وكل ما في الأمر أن بعض أهل السنة فسروا معنى أستوى (كذا!) في الآية بمعناها اللغوي وهو أستقر (كذا!) وهل ترى أنت تفسيرهم ذلك: باطل؟!!! كما قلت قبلُ: وهذا باطل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتقول: وهو معنى صحيح لكلمة استوى من جملة معاني كثيرة مثل علا وأرتفع (كذا!) وقصد وغيرها,
أولا: إذا كان معنى صحيحا فهل أنت ممن يثبت المعنى الصحيح للفظ ويفوض الكيف، أم أنك ممن يفوضون المعاني الصحيحة؟!!!
ثانيا: ما معنى جمعك بين (علا وارتفع) و (قصد) ولا يطلقان على معنى واحد؟
لن أرد عليك بل سأترك شيخ الإسلام يرد قولك. قال في مجموع الفتاوى (ج 5 / ص 521)
ومن قال: استوى بمعنى عمد: ذكره في قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال: عمدت إلى كذا وقصدت إلى كذا ولا يقال: عمدت على كذا ولا قصدت عليه مع أن ما ذكر في تلك الآية لا يعرف في اللغة أيضا ولا هو قول أحد من مفسري السلف؛ بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك كما قدمناه عن بعضهم. وإنما هذا القول وأمثاله ابتدع في الإسلام لما ظهر إنكار أفعال الرب التي تقوم به ويفعلها بقدرته ومشيئته واختياره؛ فحينئذ صار يفسر القرآن من يفسره بما ينافي ذلك كما يفسر سائر أهل البدع القرآن على ما يوافق أقاويلهم
وقال: لو كان هذا يعرف في اللغة: أن استوى على كذا بمعنى أنه عمد إلى فعله وهذا لا يعرف قط في اللغة لا حقيقة ولا مجازا لا في نظم ولا في نثر.
وفي قوله كفاية.
ثالثا: ما معنى قولك بعد ذلك: (وغيرها) وما هي تلك المعاني الأخرى التي أجملتها في هذا اللفظ؟
الآن تيقنت أنك لم تقرأ كلام شيخ الإسلام في المسألة أصلا.
يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج 17 / ص 374)
ومن قال: الاستواء له معان متعددة فقد أجمل كلامه فإنهم يقولون: استوى فقط ولا يصلونه بحرف وهذا له معنى. ويقولون: استوى على كذا وله معنى. واستوى إلى كذا وله معنى. واستوى مع كذا وله معنى. فتتنوع معانيه بحسب صلاته. وأما استوى على كذا فليس في القرآن ولغة العرب المعروفة إلا بمعنى واحد. فهل تعرف هذا المعنى الواحد الذي أراده شيخ الإسلام؟
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وتقول: ولكن لا يلزم من هذا أن أهل السنة يثبتون الإستقرار (كذا!) كما زعم أبو زهرة عامله بفضله أو بعدله إن كان يستحق.فهل ابن المبارك وكل من وافقه ليسوا عندك من أهل السنة؟
اللهم رحماك.
وتقول: فَقَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ إنَّ الِاسْتِوَاءَ مَعْقُولٌ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمَنْ تَابَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُمْ كَثِيرٌ: إنَّ مَعْنَى اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ: اسْتَقَرَّ وَهُوَ قَوْلُ القتيبي.
وَقَوْلُ الْحَسَنِ: وَقَوْلُ مَالِكٍ مِنْ أَنْبَلِ جَوَابٍ وَقَعَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ
وما هو قول الحسن وقول مالك؟
أي: ما هو المعنى المعلوم للاستواء عندهما؟
أيسر لك السؤال أكثر لتتمكن من فهمه: بماذا فسّر الحسن ومالك الاستواء؟
أمهلتك سبع سنين كسني يوسف لتجيب هذا السؤال اليسير.
وتقول بعد ذلك: فلماذا نسب أبو زهرة لشيخ الإسلام القول بالإستقرار ولم يعتمد قوله (وقول الحسن وقول مالك من انبل جواب ..... وَقَدْ ائْتَمَّ أَهْلُ الْعِلْمِ بِقَوْلِهِ واستجودوه وَاسْتَحْسَنُوهُ)؟؟
فمعنى ذلك أنك تجد تعارضا بين القولين!
فأكرر السؤال: بماذا فسّر الحسن ومالك الاستواء على العرش؟
وتقول في النهاية: الجواب عند من يفهم طريقة خصوم أهل السنة في الخصومة
عافانا الله ومن يقرأ والله المستعانأنت لأن تفهم طريقة أهل السنة وكلامهم أحوج منك لأن تفهم طريقة خصومهم.
رحم الله السراج البلقيني حيث يقول:
لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
الأخ شريف: من من السلف من صحابة النبي أو التابعين من فسر الاستواء على العرش صراحةً بالاستقرار عليه؟ ألا يكفيك قول ابن المبارك ومن تابعه حتى ابن تيمية؟
أمّا إن كنت تقصد طبقة الصحابة وطبقة التابعين خصوصا -وهو ظاهر كلامك- فمَن منهم صح عنه قول: القرآن غير مخلوق؟
أرجو أن تفهم مقصد كلامي.
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 01:29]ـ
فرق بين إثبات الإستقرار كصفة و هذا لم يرد و بين القول بأن من معاني الإستواء: الإستقرار
لذلك من أراد أن أهل السنة يثبتون الإستقرار على العرش كصفة لله تعالى - و هو مراد الأشاعرة في تشنيعهم على أهل السنة - فهذا باطل و لم يقل به أحد
أما إذا أراد أحد أن المقصود بأن الإستواء من معانيه الإستقرار كما ذكر الأئمة فهذا صحيح
علما بأن بعض أهل العلم كالذهبي و الألباني أنكروا اللفظة و رأوا أنها زائدة على معنى العلو
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:37]ـ
[/
السؤال
UOTE] الأخ شريف: ألا يكفيك قول ابن المبارك ومن تابعه حتى ابن تيمية؟
أمّا إن كنت تقصد طبقة الصحابة وطبقة التابعين خصوصا -وهو ظاهر كلامك- فمَن منهم صح عنه قول: القرآن غير مخلوق؟
أرجو أن تفهم مقصد كلامي. والله ولي التوفيق. [/
السؤال
UOTE]
لا أقصد سوى أن نتحقق من أي لفظ أو تعبير نطلقه على الله عز وجل بخلاف ما أطلقه تعالى عن نفسه أو ما أطلقه رسوله فيما صح عنه، فالصحابة فيما أعلم لم يكونوا يتجاوزون اللفظ القرآني. وقول ابن المبارك مثلاً من الذي رواه من أصحاب الكتب المعتمدة وهل يصح السند اليه، أم أنه يكفي رواية شيخ الاسلام له؟ ومن هم الذين تابعوه في قوله؟ وهل صحت عنهم الرواية بذلك؟
أم ترى أنني أتجاوز الحد بمثل هذه الأسئلة ويجب أن أسلم بما يروى؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:50]ـ
الأخ شريف: ألا يكفيك قول ابن المبارك ومن تابعه حتى ابن تيمية؟ أمّا إن كنت تقصد طبقة الصحابة وطبقة التابعين خصوصا -وهو ظاهر كلامك- فمَن منهم صح عنه قول: القرآن غير مخلوق؟
أرجو أن تفهم مقصد كلامي. والله ولي التوفيق.
أقصد أنه ينبغي التحري قبل اطلاق اي لفظ او تعبير يختص بالرب عز وجل، ويا حبذا الاقتصار على اللفظ القرآني الوارد في ذلك أو السنة الصحيحة كما كان يفعل السلف.
وبخصوص ما ذكر عن ابن المبارك - فمن من أصحاب الكتب المعتمدة روى هذا القول؟ وهل صح السند اليه؟ ومن هم الذين اتبعوه على هذا القول؟ وهل صحت الرواية عنهم؟ أم يكفي أن شيخ الاسلام ذكر ذلك في كتابه؟ أم أنني تجاوزت الحد بالتساؤل عن ذلك؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 03:31]ـ
أهل السنة يثبتون معنى الصفة ويفوضون الكيف.
لا أعلم في ذلك خلافا
فقول القائل: فرق بين إثبات الإستقرار كصفة و هذا لم يرد و بين القول بأن من معاني الإستواء: الإستقرار لا معنى له، وإلا فهذا يلزم أيضا في تفسير استوى بمعنى ارتفع. فهل تنفي الارتفاع كصفة لأنها لم يرد بها القول؟
وقولك: أما إذا أراد أحد أن المقصود بأن الإستواء من معانيه الإستقرار كما ذكر الأئمة فهذا صحيح فإذا كان صحيحا فلمَ لا تثبته؟
وقول الآخر: وبخصوص ما ذكر عن ابن المبارك - فمن من أصحاب الكتب المعتمدة روى هذا القول؟ وهل صح السند اليه؟ ومن هم الذين اتبعوه على هذا القول؟ وهل صحت الرواية عنهم؟ أم يكفي أن شيخ الاسلام ذكر ذلك في كتابه؟ أم أنني تجاوزت الحد بالتساؤل عن ذلك؟
فهذا يبين أن معتقد أهل السنة في الأسماء والصفات غير واضح عند كثير من المنتسبين لمنهج اهل السنة.
فالسؤال الذي لا بد أن يوجه للجميع.
هل أنتم على منهج أهل السنة في إثبات معنى الصفة المعروف في لسان العرب وتفويض الكيف أم لا؟
فإذا كانت الإجابة: لا.
فلا معنى لمناقشتكم لأن الكلام موجه لمن هم على منهج اهل السنة.
وإذا كانت الإجابة: نعم.
ونحسب هذا هو جواب جميع رواد هذا المجلس المبارك.
فيكون السؤال التالي هو:
هل من معاني الاستواء الاستقرار أم لا؟
فإن كانت نعم لزمكم إثباته بغض النظر عن عدد من نقل عنهم أو أسانيد ذلك النقل.
والله الموفق.
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 03:57]ـ
أهل السنة يثبتون معنى الصفة ويفوضون الكيف.
لا أعلم في ذلك خلافا
فقول القائل: لا معنى له، وإلا فهذا يلزم أيضا في تفسير استوى بمعنى ارتفع. فهل تنفي الارتفاع كصفة لأنها لم يرد بها القول؟
وقولك: فإذا كان صحيحا فلمَ لا تثبته؟.
كيف لا معنى له: هل تثبت الإستقرار كصفة أم كمعنى من معاني الإستواء؟؟؟ إن كانت الأولى فهذا لم يرد و باب الصفات توقيفي لا مجال فيه للإجتهاد
أما تفسير استوى بارتفع فأيضا هذا من معاني الإستواء فلا يُثبت كصفة بل كمعنى
أما قولك: " فإذا كان صحيحا فلمَ لا تثبته؟ " فلا أدري من أين استنتجت هذا!
قد بينتُ سابقا أن الاستقرار إن كان من معاني الإستواء فهذا صحيح لا أنها صفة فتنبه بارك الله فيك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 06:05]ـ
هل تثبت الإستقرار كصفة أم كمعنى من معاني الإستواء؟؟؟ إن كانت الأولى فهذا لم يرد و باب الصفات توقيفي لا مجال فيه للإجتهادمنذ متى وأهل السنة يثبتون اسم الصفة كصفة، أما معناها فلا؟
هذا أشبه بمذهب المفوضة منه بمذهب أهل السنة.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 06:45]ـ
كيف لا معنى له: هل تثبت الإستقرار كصفة أم كمعنى من معاني الإستواء؟؟؟ إن كانت الأولى فهذا لم يرد و باب الصفات توقيفي لا مجال فيه للإجتهاد
أما تفسير استوى بارتفع فأيضا هذا من معاني الإستواء فلا يُثبت كصفة بل كمعنى
أما قولك: " فإذا كان صحيحا فلمَ لا تثبته؟ " فلا أدري من أين استنتجت هذا!
قد بينتُ سابقا أن الاستقرار إن كان من معاني الإستواء فهذا صحيح لا أنها صفة فتنبه بارك الله فيك
هذا الكلام من (أعجب) و (أغرب) ما يمكن لمسلم أن يسمعه فضلا عن أن يقوله، ما بالك بأن يعتقده؟!!!
ما الفرق - أخي الحبيب - بين إثباتنا أن الاستقرار (من) معاني الاستواء، وبين إثباتنا إياه - الاستقرار - صفةً لله عز وجل؟
أنثبتُ وننفي في آنٍ؟!!!
يارب علمنا إنك على كل شيء قدير
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:53]ـ
بارك الله فيكما , من قواعد أهل السنة أن الصفات توقيفية و هذا أمر معلوم إلا أن خفي على شيء فترفقا بي , و باب الإخبار أوسع من باب الصفات
فالمطلوب:
اذكرا لي نصا من الكتاب أو السنة على إثبات صفة الإستقرار
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:04]ـ
اذكرا لي نصا من الكتاب أو السنة على إثبات صفة الإستقرارفاذكر لي نص من الكتاب او السنة على إثبات أن القرآن غير مخلوق.
أهذا حال من ينتسبون إلى أهل السنة؟
ماذا تركنا لأهل البدع من الحجج الواهية؟
اللهم غفرانك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:09]ـ
لا علاقة لهذا بذاك يا شيخنا الفاضل , بل مثالك هذا خارج محل النزاع
الصفات توقيفية: هل توافقني في ذلك أم تخالف؟؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:16]ـ
ملاحظة: أنا ما خالفتُ في أن الاستقرار من معاني الإستواء , إنما أصل الخلاف ان معاني الصفات إنما هي من باب الإخبار لا الوصف - لتوضيح معنى الصفة - و لهذا لما يدعي المبتدعة على اهل السنة انهم يثبتون الاستقرار على العرش يجاب عليهم من وجهين:
الأول: هل يقصد هذا المبتدع معنى الإستواء و ان من معانيه الإستقرار؟ فلهذا شنّع على أهل السنة؟ فإن قصدها فإن هذا عند أهل السنة من باب الإخبار لا باب الصفات و المعنى اللغوي للإستواء معلوم عند العرب , فتندفع بذلك شبهته
الثاني: أم انه يقصد ان أهل السنة يثبتون صفة الإستقرار؟ إن كان هذا مرامه فهذا بهتان بل أهل السنة لا يثبتون من الصفات إلا ما صحّ من الكتاب و السنة
و الثاني هو مسلك الأشاعرة و من سار على دربهم في التشنيع على خصومهم أهل السنة , و لهذا أنكر الشيخ الألباني على أبي زهرة و محمل كلام الشيخ الألباني على أن مفهوم كلامه في بحثه " السلفية والامام ابن تيمية " أن أهل السنة يثبتون الإستقرار كصفة لله تعالى و هذا لم يرد فلهذا أنكر عليه الشيخ الألباني رحمه الله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 12:09]ـ
اعذرني إذا قلت لك إنك لم تفهم المسألة من أصلها.
فسؤالي لك الآن، وأرجو الإجابة عنه دون زيادة ولا نقصان؛ لأن على أساس الإجابة سأكمل المحاورة.
أنت تثبت صفة الاستواء على العرش لله تعالى، هذا لا أشك فيه إن شاء الله.
والآن السؤال:
ما معنى استواء الله على العرش عندك؟
لاحظ شرطي جيدا إجابة تامة لا نقص فيها يستدرك، ولا زيادة تحذف.
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 12:21]ـ
بل فهمتها و لله الحمد , أما سؤالك لي فهو معلوم مما أثبته أهل السنة و لا أخالف في ذلك - و قد سبق و بينتُ مرادي بأعلاه لو رجعت الى مشاركتي السابقة حيث قلت فيها " أنا ما خالفتُ في أن الاستقرار من معاني الإستواء " - كما قال كبيرنا الإمام ابن القيم:
ولهم عبارات عليها أربع ******** قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر، وقد علا، وكذلك **** ارتفع الذي ما فيه نكران
وكذاك قد صعد الذ ي هو رابع ***** وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ****** أدرى من الجهمي بالقرآن
و لكني أردت تبيين القيد بين إثبات و إثبات: إثبات معاني و إثبات صفات و الثاني هو ما أنكره الشيخ الألباني رحمه الله على أبي زهرة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 01:09]ـ
يا أخي
أحسن الله إليك.
الألباني نفى تماما ثبوت الاستقرار عن ابن تيمية، وهذا نص كلامه:
فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش
فمن أين أتيت بأنه يفرق بين الصفة والمعنى وهو لم يقله أصلا؟ بل أطلق النفي.
ـ[أبوعبيدة السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 02:02]ـ
جزاكم الله خيرا على العرض الممتع , و بارك الله فيكم , وعلم الجميع العلم النافع. (ابتسامة)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 08:47]ـ
بارك الله في أخينا المقدادي وسبحان من قال {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ?لَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ?لَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ?لأَلْبَابِ}
وصلى الله وسلم على القائل ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))
وأما أخي عيد فله أقول هلا ترفقت يا رعاك الله؟
وانصحك بعدم العناد فإنك تتكلم في أمر معلوم من الدين بالضرورة عند طلاب العلم من أهل السنة والجماعة المتبعين للسلف بإحسان وليس هو كذلك عند العوام.
ونحسبك مريدا للحق وجانبت طريقه والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 12:19]ـ
لا أدري ماذا أقول؟
ألهذا الحد بلغت غربة العقيدة السلفية بين من ينتسبون إليها؟
من المعاند من جعل من معاني الاستواء على العرش (قصد) وقد وصف ابن تيمية قائل ذلك بأنه من (سائر أهل البدع)؟
أم من زعم أن استوى على العرش لها عدة معانٍ، وأبطل قوله شيخ الإسلام فقال: (وأما استوى على كذا فليس في القرآن ولغة العرب المعروفة إلا بمعنى واحد)؟
يا قوم تعلموا العلم قبل أن تنطقوا بكلام أهل البدع وأنتم لا تشعرون.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:35]ـ
بارك الله فيكما , من قواعد أهل السنة أن الصفات توقيفيةما معنى قولك الصفات توقيفية؟
وأسأل: هل تثبت لله مثلا (اللمس) أم لا؟
وهذا لم يرد بنصه لا في الكتاب ولا في السنة.
أرجو الإفادة ولي في هذا الموضوع مبحث لعلي أفرده بمشاركة بعد قراءة الرد.
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 04:32]ـ
يا عيد تعوذ بالله من شر نفسك يا أخي!!
تتهمني بقول أهل البدع قائلاً: (يا قوم تعلموا العلم قبل أن تنطقوا بكلام أهل البدع وأنتم لا تشعرون).
وتزعم أن شيخ الإسلام وصف من فسر (استوى) بـ (قصد) أنه قول أهل البدع؟!!
يقول شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (3/ 451):
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البغوي الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْفَرَّاءُ الْمُلَقَّبُ بـ مُحْيِي السُّنَّةِ فِي تَفْسِيرِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ مُفَسِّرِي السَّلَفِ: أَيْ ارْتَفَعَ إلَى السَّمَاءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَابْنُ كيسان وَجَمَاعَةٌ مِنْ النَّحْوِيِّينَ: أَيْ أَقْبَلَ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِ. وَقِيلَ: قَصَدَ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي تَفْسِيرِهِ. قَالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} أَيْ عَمَدَ إلَى خَلْقِهَا.أهـ
ولعلك فهمت فهما خاطئا ولو تأملت كلام شيخ الإسلام الذي نقلته وهو:
قال في مجموع الفتاوى (ج 5 / ص 521):
ومن قال: استوى بمعنى عمد: ذكره في قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال: عمدت إلى كذا وقصدت إلى كذا ولا يقال: عمدت على كذا ولا قصدت عليه مع أن ما ذكر في تلك الآية لا يعرف في اللغة أيضا ولا هو قول أحد من مفسري السلف؛ بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك كما قدمناه عن بعضهم. وإنما هذا القول وأمثاله ابتدع في الإسلام لما ظهر إنكار أفعال الرب التي تقوم به ويفعلها بقدرته ومشيئته واختياره؛ فحينئذ صار يفسر القرآن من يفسره بما ينافي ذلك كما يفسر سائر أهل البدع القرآن على ما يوافق أقاويلهم
تجده يضعف هذا المعنى ولا شك , ثم قال أن هذا القول ابتدع في الإسلام لما ظهر انكار افعال الرب - إلى هنا لم يصف اصحاب القول بالمبتدعة وان كان القول مبتدع في نفسه عنده رحمه الله - فحينئذ صار يفسر القرآن من يفسره بما ينافي قول المنكرين لافعال الرب سبحانه - لعله يقصد ابن قتيبة وابن الجوزي -
ثم قال كما يفسر سائر اهل البدع القرآن بما يوافق اقاويلهم (ومن هنا أوتيت يا عيد اعاد الله عليك رشدك).
فالقول وإن كان ضعيف وشبيه بطريقة أهل البدع ولكنه قول منسوب للسلف كما نسبه ابن القيم في نونينه الشافية.
فلا يجوز لك أن تأخذ مفهوم كلام شيخ الإسلام ثم تقرر منه أن هذا قول لأهل البدع يا عيد فتشابه أبو زهرة بالحكم باللازم على أهل السنة هداك الله ورعاك.
فإن لم تقتنع بهذا وسلمت لك جدلاً
فهل أنت تتجاهل أن ابن القيم اثبت معنى (قصد) ونسبه للسلف؟
أو أنك تجعل ابن القيم من زمرتنا ويشمله ما تقول وأنه قال بقول أهل البدع؟!
فالفصل أن شيخ الإسلام وصف لفظة (قصد) بأنه من أضعف الأقوال في معنى استوى ودلل على قوله ثم شبه طريقة من فسر بهذا التفسير أنه مثل صنع أهل البدع وهذا لا يخرجه من أنه قول للسلف في معنى استوى والدليل أن تلميذ شيخ الإسلام حكاه عن السلف وهو افهم مني ومنك بمذاهب السلف إلا إذا كان عندك رأي أخر.
هداك الله ووقاك شر نفسك
ورحم الله من قال: (المحجوج ينطق بكل شيء)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 05:03]ـ
عجبا لا فهمت كلام شيخ الإسلام ولا حتى كلامي، لقد قلتُ بالحرف الواحد
من المعاند من جعل من معاني الاستواء على العرش (قصد).فهل تعلم واحدا فقط من أهل السنة فسر الاستواء على العرش بالقصد كما فعلتَ وجعلته من جملة المعاني كـ (علا) و (ارتفع)
أمهلتك ما تشاء من الأيام والشهور والسنين والدهور أن تأتي بنقل واحد عن اهل السنة والجماعة يثبت القصد من معاني الاستواء على العرش.
واعذرني فأنت تحتاج أن تتعلم اللسان العربي أولا لتعرف الفرق بين:
(استوى على) وهو موضوعنا.
و (استوى إلى) وهو موضوع آخر.
وصدق القائل:
(التحدي بالعلوم غريزة في الطبع، لا يصبر عنه الجهال، ولأجله كثر الخلاف بين الناس، ولو ينكث من الأيدي من لا يدري، لقل الخلاف بين الخلق)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 08:55]ـ
يا عيد أعادك الله للطريق.
قال شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله كما نقله المقدادي وفقه الله:
ولهم عبارات عليها أربع ******** قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر، وقد علا، وكذلك **** ارتفع الذي ما فيه نكران
وكذاك قد صعد الذ ي هو رابع ***** وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ****** أدرى من الجهمي بالقرآن
فاعلم علمك الله علما نافعا بأن هذه المعاني الأربع هي ما أرتضاه أهل السنة لتفسير كلمة استوى في القرآن على اختلاف مواضعها في الآيات.
وقد توقف بعض أهل السنة في بعض هذه المعاني لبعض اللوازم الباطلة كما نقلت عن شيخ الإسلام في معنى (صعد) وكما أشار أخونا المقدادي من توقف الذهبي ومن بعده الألباني وغيرهما في معنى (أستقر) لما يلزم منه إثبات المماسة ولكنهم مجمعون على المعنيين الأخرين وهما (علا) و (أرتفع).
وأجمعوا أن هذه الآيات (آيات الإستواء) تدل على صفتين من صفات الرب جلا وعلا وهما صفة الإستواء على العرش وصفة العلو.
ولم يثبتوا من هذه الآيات إلا ما ذكرت لك , ولا يجوز إثبات ما عدهما كصفات للرب جل و عز.
والفرق بينهما أن صفة الإستواء خبرية وأما صفة العلو فخبرية عقلية كما قال الائمة.
وأما التعمق في البحث للإنتصار للنفس ليس من منهج أهل السنة اتباع السلف بإحسان , فأمسك أمسك الله عنك كل شر.
وفي الختام السلام
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 01:03]ـ
لماذا هذه الحيدة؟
هذه الأربعة التي ذكرها أهل السنة بفضل الله أثبتها جميعا
لكن أين (قصد) التي ذكرتها أنت من جملة المعاني؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهو معنى صحيح لكلمة استوى من جملة معاني كثيرة مثل علا وأرتفع وقصد وغيرها
{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}
يا غربة السلفية بين من يتجملون بنسبة (السلفي).
لقد صرنا في عصر ينطق فيه من شاء بما شاء بلا ضابط ولا رادع.
ثم يتبجحون بتخطئة ابن تيمية وتوهيم ابن القيم!!!
اللهم رحماك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 03:25]ـ
هداك المولى يا عيد
اعلم وفقك الله إن (صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
وقد أثبت (قصد) بما نقلته لك عن شيخ الإسلام كما ترى هنا:
يقول شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (3/ 451):
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البغوي الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْفَرَّاءُ الْمُلَقَّبُ بـ مُحْيِي السُّنَّةِ فِي تَفْسِيرِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ مُفَسِّرِي السَّلَفِ: أَيْ ارْتَفَعَ إلَى السَّمَاءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَابْنُ كيسان وَجَمَاعَةٌ مِنْ النَّحْوِيِّينَ: أَيْ أَقْبَلَ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِ. وَقِيلَ: قَصَدَ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي تَفْسِيرِهِ. قَالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} أَيْ عَمَدَ إلَى خَلْقِهَا.أهـ
[/ COLOR])[/COLOR]
ومع ذلك لا غضاضة عندي من أن اُهنئك بهذا النصر المؤزر.
ولكن هل تركت اعتقادك الباطل بنسبة إثبات الإستقرار على العرش عن أهل السنة والجماعة وشيخ الإسلام تبعا لإفتراء أبو زهرة.
وهذا هو المهم يا أخي هداك الله.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 03:41]ـ
ما زلت لا تفرّق بين (استوى إلى) و (استوى على)
فما حيلتي معك لترجع إلى الحق:
لي حيلة ٌ في من ينمُّ ... وليسَ في الكذّاب حِيله
من كان يخلفُ ما يقو ... لُ فحيلتي فيهِ قليله
يا أخي:
ائتني بنقل واحد فقط لا غير عن أهل السنة في تفسير (استوى على العرش) -وليس (استوى إلى السماء) - بـ (قصد) كما صنعت
وهو معنى صحيح لكلمة استوى من جملة معاني كثيرة مثل علا وأرتفع وقصد وغيرها
وكفاك من هذا التحايل.
أنا لست في حرب حتى تهنئني بالفوز.
بل أنا منافح عن العقيدة السلفية وأئمة السلف ممن تطاولوا عليهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
أمّا قولك:
اعلم وفقك الله إن (صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
فهذا لا يحتاج إلى ردّ فوالله ما قاله قبلك عالم ولا جاهل ولا عاقل ولا .............
فهنيئا لك أنك أول من يقول: إن (صعد) بمعنى (عمد) و (قصد).
وطبعا آخر من يقول ذلك أيضا، فلا أظن انك ستجد من يتابعك عليه.
وأقول كما قال الإمام الجليل:
((لقد آن للشافعي أن يمد رجليه))
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 12:25]ـ
اعلم وفقك الله إن (صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
معقول!!!!!!!!!!!!!!!
أيصل العناد إلى هذا الحد؟
والله لقد بحثت في جميع المعاجم لأجد (صعد) بمعنى (قصد) أو (عمد) فما وجدت.
ومع ذلك اتهمت نفسي
فسألت أحد أساتذتي في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر عن ذلك؟
فقال لي: من الـ ...... الذي قال ذلك؟
كلمة أستحيي من ذكرها.
كل هذا حتى لا يعترف أنه أخطأ.
فيأتي بخطأ لا يختلف عليه اثنان؟ ولا ينطق به صغار طلاب لعلم؟ بل ولا عوام الناس؟
اللهم قنا شر أنفسنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 02:07]ـ
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (1/ 1673):
باب الواو والياء:
فصل السين:
............. واسْتَوَى: اعْتَدَلَ و الرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً و إلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ.أهـ المقصود
فأتق الله يا عيد وكفّر عن يمينك الكاذبة في قولك: أمّا قولك: إن (صعد) بمعنى (عمد) و (قصد).
فهذا لا يحتاج إلى ردّ فوالله ما قاله قبلك عالم ولا جاهل ولا عاقل ولا .............
لا حول ولا قوة إلا بالله هو حسبي ونعم الوكيل
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 02:28]ـ
والله لقد بحثت في جميع المعاجم لأجد (صعد) بمعنى (قصد) أو (عمد) فما وجدت.
أتقوا الله في أيمانكم يا إخواني
فهذا دليل استهانة بالحلف بالجبار جل جلاله
وخذوا هذه العبرة وتعلموا هذا الورع من سلفنا الصالح.
قال الخطابي رحمة الله في كتابه (شأن الدعاء):
كان بعض من أدركنا من مشايخنا قل ما يذكر اسم الله - جل و عز - إلا فيما يتصل بطاعة أو قربة , وكان يقول للرجل إذا جزاه خيراً: جزيت خيراً , وقل ما يقول: جزاك الله خيراً , إعظاماً للاسم أن يمتهن في غير قربة أو عبادة؟!!
وقال الخطابي رحمه الله في نفس الكتاب:
روينا عن عون بن عبد الله أنه كان يقول: ((ليعظم أحدكم ربه , أن يذكر أسمه في كل شيء)).
لله درهم
فخذها يا أبو امامة تنفعك في دينك.
ولا تنسى تخبر شيخك الأزهري بما وجدته الآن عند الفيروزآبادي.
صدق الله {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 04:54]ـ
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (1/ 1673):
باب الواو والياء:
فصل السين:
............. واسْتَوَى: اعْتَدَلَ و الرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً و إلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ.أهـ المقصود
فأتق الله يا عيد وكفّر عن يمينك الكاذبة في قولك:
لا حول ولا قوة إلا بالله هو حسبي ونعم الوكيل
للأسف أخي العزيز / "ابو عمر" يبدو أنك لم تنتبه لمشاركة شيخنا الفاضل / " عيد فهمي ":
ما زلت لا تفرّق بين (استوى إلى) و (استوى على)
فما حيلتي معك لترجع إلى الحق:
لي حيلة ٌ في من ينمُّ ... وليسَ في الكذّاب حِيله
من كان يخلفُ ما يقو ... لُ فحيلتي فيهِ قليله
يا أخي:
ائتني بنقل واحد فقط لا غير عن أهل السنة في تفسير (استوى على العرش) -وليس (استوى إلى السماء) - بـ (قصد) كما صنعت ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 11:53]ـ
صدقت يا ابن عبد الكريم.
فهو يجهل ويجهل أنه يجهل.
فقول الفيروزآبادي هو في تفسير استوى إلى السماء:
واسْتَوَى: اعْتَدَلَ و الرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً و إلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ
وهو ينقل ما جاء في ذلك.
وقد سبق نقل مثله عن ابن تيمية وغيره.
لكن ....
هل لديك نقل واحد عن عالم أو جاهل أو عاقل أو ...........
على قولك:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
اعلم وفقك الله إن (صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
والله الذي لا إله غيره لم يقله أحد قبلك.
لكن من الواضح أنك لم ولن تفهم، لا ما تقرأ، ولا ما تكتب.
ــــ
وما زلت أسألك أيضا:
هل لديك نقل واحد عن واحد من أهل السنة (أخشى أن تستشهد لي بأحد المتكلمين فلا يبعد ذلك على مثلك) في تفسير: (استوى على العرش) بمعنى قصد
يا بؤس للجهل ضرّارًا بأقوامِ
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 12:39]ـ
سبحان الله العظيم
فوالله ما رأيت مثل هذا قبل الآن!!!!!!!!!!!!!!!!
ما علاقة ما نقله ذلك الـ .... عن الفيروزآبادي بما قاله
إن الفيروزآبادي ينقل ما جاء في معنى (استوى إلى السماء) من تفسيرات، وهو مسبوق بذلك.
تفسير الطبري (ج1 / ص 429)
وقال بعضهم:"ثم استوى إلى السماء"، عمدَ لها. وقال: بل كلُّ تارك عملا كان فيه إلى آخر، فهو مستو لما عمد له، ومستوٍ إليه.
وقال بعضهم: الاستواء هو العلو، والعلوّ هو الارتفاع.
تفسير البغوي (ج 1 / ص 78)
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: أي ارتفع إلى السماء. وقال ابن كيسان والفراء وجماعة من النحويين: أي أقبل على خلق السماء. وقيل: قصد لأنه خلق الأرض أولا ثم عمد إلى خلق السماء.
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 403)
وهكذا تأول هؤلاء قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} قالوا قصد وعمد
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 521)
ومن قال: استوى بمعنى عمد: ذكره في قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال: عمدت إلى كذا وقصدت إلى كذا
فالعزو إليه دون هؤلاء سفول من سفول
ومن الواضح أن الـ ... ليس لديه خبرة في البحث حتى في المعاجم، فما نقله عن القاموس موجود في غيره:
تهذيب اللغة (ج 4 / ص 340)
وقال الزجاج: قال قوم في قوله عز وجل: (ثم استوى إلى السَّماء) عَمَدَ وقَصَد إلى السماء، كما تقول فرغ الأمير من بلد كذا وكذا، ثم استوى إلى بلد كذا وكذا، معناه: قصد بالاستواء إليه. قال: وقول ابن عباس في قوله: (ثم استوى إلى السماء) أي صعد
ولكن ما علاقة ذلك بهذا القول الذي أُقسم على قسم شيخنا الفاضل الجليل عيد بن فهمي بل وأزيد عليه أنه ما قاله أحد من العالمين سوى أبي عمر
ومن أراد أن يبحث عن معنى (صعد) أيها الـ ... فيبحث عنه في باب الدال، فصل الصاد.
وليس في باب الواو والياء، فصل السين!!!!!!!!!!!!!
ولكن كما قال إمام اللغة الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى:
الناس أربعة:
رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه
ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه
ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
فسبحان ربي
ما أصبرَ شيخنا عليك!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 02:06]ـ
فخذها يا أبو (الصواب: أبا) امامة تنفعك في دينك.
ولا تنسى (الصواب: تنس) تخبر شيخك الأزهري بما وجدته الآن عند الفيروزآبادي.
صدق الله {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
فعلا:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
لن أزيد على ما ردّ به الأساتذة الفصحاء عليك.
كنت أظنك تعاند وتكابر أن تقبل الحق.
لكن من يعاند ويكابر يحتاج إلى عقل يعرف به الحق أما من لا عقل له فكيف يكابر؟
وأعدك أني سأخبر شيخي الجليل الأزهري بـ .....
ولكن دعني آتيك بمثل طريف على كلامك وما يؤدي إليه فهمك الـ .... :
أنت رأيت في القاموس المحيط: باب الواو والياء، فصل السين
واسْتَوَى: اعْتَدَلَ، والرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً و إلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ
فاستنبطت من ذلك أن:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
(صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
/////////
فلو جاء من هو مثلك ولا أظن أن في العالمين من بلغ مبلغك من الـ .... ورأى في القاموس المحيط: باب النون، فصل الجيم
الجَوْنُ: النَّباتُ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِهِ، والأحْمَرُ، والأبْيَضُ،و الأسْوَدُ، والنَّهارُ.
فسيستنبط من ذلك كما استنبطت أنت أن:
(الأبيض)، و (الأسود) بمعنى واحد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقد روي عن جعفر الصادق رحمه الله مثل ما نقله الأخ الكريم أبو شعبة عن الخليل:
الرجال أربعة:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه
ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
وصدق الله:
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
وأردد مع شيخنا الكريم حفظه اله ورعاه:
يا بؤس للجهل ضرار بأقوامِ
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 02:13]ـ
ترفقوا إخوانى عفا الله عنكم, فما رأينا هذه الحدة و الإيذاء و لا حتى قريب فى الملتقيات العلمية .. أما فى غيرها, فجائز.
أقترح أن يحصر إخواننا و مشايخنا المشرفون الحوار بين الأخوين الفاضلين المقدادى و عيد.(/)
من لى بالدليل وله دعوة فى السحر
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 11:20]ـ
السلام عليكم
معلوم أن القول الراجح وجوب خدمة المرأة لزوجها والأدلة كثيرة اشهرها خدمة السيدة فاطمة فى بيت على رضى الله عنهما بعلم النبى صلى الله عليه وسلم واقراره وليس سؤالى عن هذا انما السؤال عن خدمة المرأة لأهل زوجها فالعرف جرى فى مصر خاصة فى الريف ان المرأة تخدم الزوج وامه واباه بل واخواته الذين لم يتزوجوا بعد وقد سمعت من كثير من اهل العلم ان المرأة ليست ملزمة بخدمة اهل زوجها الا ان يكون تفضلا منها لكرم خلقها ولكن لأاجد دليلا فى المسئلة وبحثت ولم اوفق فهل اجد من يدلنى على الدليل على عدم وجوب خدمة المرأة لأهل زوجها خاصة اننا طلاب العلم نجد معارضة شديدة ممن يقدسون الأعراف والعادات وهم كثر
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 01:02]ـ
صحيح البخارى - (ج 8 / ص 8)
2097 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى غَزَاةٍ، فَأَبْطَأَ بِى جَمَلِى وَأَعْيَا، فَأَتَى عَلَىَّ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «جَابِرٌ». فَقُلْتُ نَعَمْ. قَالَ «مَا شَأْنُكَ». قُلْتُ أَبْطَأَ عَلَىَّ جَمَلِى وَأَعْيَا، فَتَخَلَّفْتُ. فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بِمِحْجَنِهِ، ثُمَّ قَالَ «ارْكَبْ». فَرَكِبْتُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «تَزَوَّجْتَ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا». قُلْتُ بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ «أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ». قُلْتُ إِنَّ لِى أَخَوَاتٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ، وَتَمْشُطُهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ. قَالَ «أَمَّا إِنَّكَ قَادِمٌ، فَإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ». ثُمَّ قَالَ «أَتَبِيعُ جَمَلَكَ». قُلْتُ نَعَمْ. فَاشْتَرَاهُ مِنِّى بِأُوقِيَّةٍ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلِى، وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ، فَجِئْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، قَالَ «الآنَ قَدِمْتَ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ «فَدَعْ جَمَلَكَ، فَادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ». فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ، فَأَمَرَ بِلاَلاً أَنْ يَزِنَ لَهُ أُوقِيَّةً. فَوَزَنَ لِى بِلاَلٌ، فَأَرْجَحَ فِى الْمِيزَانِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَلَّيْتُ فَقَالَ «ادْعُ لِى جَابِرًا». قُلْتُ الآنَ يَرُدُّ عَلَىَّ الْجَمَلَ، وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْهُ. قَالَ «خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ».
فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 313)
وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّة خِدْمَة الْمَرْأَة زَوْجهَا وَمَنْ كَانَ مِنْهُ بِسَبِيلٍ مِنْ وَلَد وَأَخ وَعَائِلَة، وَأَنَّهُ لَا حَرَج عَلَى الرَّجُل فِي قَصْده ذَلِكَ مِنْ اِمْرَأَته وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَا يَجِب عَلَيْهَا، لَكِنْ يُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ الْعَادَة جَارِيَة بِذَلِكَ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُنْكِرهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
شرح ابن بطال - (ج 14 / ص 45)
عون المرأة زوجها فى ولده من غيرها ليس بواجب عليها،
شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 203)
وَفِيهِ جَوَاز خِدْمَة الْمَرْأَة زَوْجهَا وَأَوْلَاده وَعِيَاله بِرِضَاهَا وَأَمَّا مِنْ غَيْر رِضَاهَا فَلَا.اهـ
طرح التثريب - (ج 7 / ص 112)
وَفِيهِ جَوَازُ خِدْمَةِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا وَأَوْلَادَهُ وَأَخَوَاتِهِ وَعِيَالَهُ وَأَنَّهُ لَا حَرَجَ عَلَى الرَّجُلِ فِي قَصْدِهِ مِنْ امْرَأَتِهِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَا يَجِبُ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا تَفْعَلُهُ بِرِضَاهَا.
قلت:أما الدليل بعدم الوجوب فهو عدم الدليل على الوجوب إذ أن من قال بوجوب خدمة المرأة لأهل زوجها لزمه الدليل على ذلك اللهم إلا أن يكون من طاعة الزوج والله أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 01:33]ـ
من يدلنى على الدليل على عدم وجوب خدمة المرأة لأهل زوجها خاصة
الدليل هو الاستصحاب.
براءة الذمة من الوجوب والتكليف حتى يأتى دليل
والدليل السابق لا ينهض للوجوب كما قال أخونا ونقل.
والاستصحاب أقوى الأدلة بعد الكتاب والسنة والإجماع المتيقن.
والاستصحاب دليله حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أكثر الصحابة رضي الله عنهم عليه السؤال، فقال حديثاً كان نبراساً لكل إمام وعالم، ولكل عامي وجاهل، وفيه: (وما سكت عنه فهو عفو) أي ما سكت عنه الشرع ولم يذكره في النصوص بحكم شرعي فهو معفو عنه، لا يطالب المسلم به ولا يجب عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 02:46]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا احسنتم واجدتم
ولا مانع ان كان عند بعض الأخوة مزيد لزيادة المنفعه ولاينقص من جهدكما فكما فى الحديث نهمان لايشبعان طالب علم وطالب مال والله اعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 01:41]ـ
اخي الكريم اذا كان خدمة الزوج وهو الذي ورد في النصوص الشرعية الامر بطاعته قد اختلف العلماء في وجوبها والراجح كما ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وجوب خدمته فكيف باهل الزوج الذين لم ترد فيهم نصوص شرعيه
ونقول لمن يلزمها بذلك اين دليلك ولن يجد على ذلك دليلا
فنبقى كما قال اخونا الفاضل أبو محمد العمرى على الاستصحاب وهو براءة الذمة من الوجوب والتكليف حتى يأتى دليل
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خير مشرفنا الغالى انتفعت والله بمداخلتك القيمة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 10:38]ـ
أما خدمة الزوج فلا دليل مستقل على وجوب ذلك ..
لكن دليله عام وهو أن المرأة مأمورة بطاعة زوجها .. في المعروف
وإذا علم أن حق الزوج عليها أعظم من حق أبيها وأمها ..
كان ذللك متصورا من حيث النظر أيضا
لكن أن يجعلها خادمة عند أهله .. ويلزمها به .. فليس له ذلك
لأنه لا حق لهم عليها أصلا لا شرعا ولا عقلا .. فإلزامها بذلك خروجٌ عن الطاعة الواجبة إلى الإهانة المحرمة
بقي أن أبلغك بالدعوة المرادة في السحر على الخاص
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 11:50]ـ
الأخ الحبيب أبو القاسم
قولك
لأنه لا حق لهم عليها أصلا لا شرعا ولا عقلا .. فإلزامها بذلك خروجٌ عن الطاعة الواجبة إلى الإهانة المحرمة
ماذا لو قالوا لك إنه لن يجعلها مُهَانة ولا خادمة بل تؤدى حقها عليهم معززة مكرمة!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 12:06]ـ
لعلك أخي الفاضل تقصد تؤدي حقهم عليها .. وليس العكس ..
وأنا أنفي وجود هذا الحق شرعا
فإلزامها به .. هو الإهانة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 12:10]ـ
لعلك أخي الفاضل تقصد تؤدي حقهم عليها .. وليس العكس ..
نعم ... سبق قلم منى
وأنا أنفي وجود هذا الحق شرعا
نعم وما دليل هذا؟
هذا ما يسأل عنه أخونا ابن عبد الغنى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 12:50]ـ
سبحان الله (:
الدليل يطلب ممن يثبت الحق ..
ومع هذا أقول
الدليل أن الله تعالى أمر بالطاعة في المعروف
وتعدية الخدمة إلى أهله ليس معروفا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 02:16]ـ
ولماذا لا تستدل بالاستصحاب
براءة الذمة من الوجوب والتكليف حتى يأتى دليل
والاستصحاب أقوى الأدلة بعد الكتاب والسنة والإجماع المتيقن.
والاستصحاب دليله حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أكثر الصحابة رضي الله عنهم عليه السؤال، فقال حديثاً كان نبراساً لكل إمام وعالم، ولكل عامي وجاهل، وفيه: (وما سكت عنه فهو عفو) أي ما سكت عنه الشرع ولم يذكره في النصوص بحكم شرعي فهو معفو عنه، لا يطالب المسلم به ولا يجب عليه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم بن عبد الغنى نفعني الله واياك بماعلمنا
وشكرا للاخوة. الكرام .. و بارك الله فيكم جميعا ...(/)
الشيخ صالح الحديثي
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 01:01]ـ
السلام عليكم
ايها الاخوة
من يعرف شيئا عن الشيخ صالح الحديثي، كنت قد حضرت له دروسا في المسجد النبوي في اول رمضان. وهو اعمى لا يبصر حفظه الله
وفقكم الله
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 02:08]ـ
معروف
وتتلمذت على يده
الزاد
وعمدت الاحكام ..
هل من خدمه!
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 02:51]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا ريان
هل لديك معلومات اخرى عن الشيخ حفظه الله (تاريخ الميلاد، النشأة العلمية،الشيوخ، التلاميذ ... )
وفقك الله
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 12:34]ـ
أي نعم
الشيخ يبلغ من العمر ستين سنة
وشيوخه بن باز والغديان واحمد بن حجر ال بوطامي
ونشأ في القصيم المكان الذي يرجع إليه الشيخ ... ومن أقرانه الشيخ عبد العزيز الراجحي
ولعلنا في القريب العاجل نطبع سيرة مختصرة للشيخ حفظه الله
وفقك الله
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 01:51]ـ
احسنت يا ابا ريان
وكنت اظن الشيخ اسن
في انتظار الترجمة
وفقك الله و حفظ الشيخ الفاضل صالح الحديثي
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 11:06]ـ
ما زلنا ننتظر الترجمة يا ابا ريان
وفقك الله
ـ[الخزرجي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 11:08]ـ
أعرف عنه أنه متواضع لدرجة لا توصف.
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 11:48]ـ
الترجمة؟!!
بارك الله فيكم.
وهذه دروس صوتية للشيخ صالح الحديثي:
http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarpage&schid=33926&audiotype=all(/)
إشكال: بين البراء من المشرك & الزواج من الكتابة!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الفضلاء .. السلام عليكم ورحمة الله
مما لا شك فيه أن المسلم الذي استقر في قلبه حب الله ودينه وشرعته، يبغض الكفر وأهله؛ فأشكل علي أن يسمح الشارع بزواج المسلم بالكتابية.
إن المتأمل لحال المسلم هنا، يراه - غالبا - إنما يريد الكتابية لجمالها، أليس في حب الزوجة الكتابية هنا - أو الأمة الكتابية - نفيا لبغض الكافر؟
أفيدوني أثابكم الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 09:09]ـ
حياك الله يا أخي طرح هذا الموضوع بصورة قريبة على هذا الرابط من قبل:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2216&highlight=%C7%E1%D2%E6%C7%CC+% C7%E1%DF%CA%C7%C8%ED%C9
فراجعه لعله يفيدك.
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 10:05]ـ
الاخ عبدالملك السلام عليكم
الحب قسمان , حب طبعي وحب شرعي , فالمنفي المحرم هنا هو الحب الشرعي , اما الحب الطبعي كمحبة الزوجة او الوالدين او الابناء الكفار فلا علاقة له بالشرع , الا اذا طغى على الشرع كما في قوله تعالى (قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم - الى قوله - أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله) الاية من التوبة 24 , فهنا محبة الزوجة طغت على محبة الشرع فحرمت , حتى وإن كانت الزوجة مسلمة.
وها انت تحب كثيرا من الاشياء مع كون هذا الحب لا علاقة له بالشرع , فما دل الدليل على تحريم حبه حرم.
وقد قال تعالى عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام (إنك لا تهدي من احببت) فذكر محبة نبيه لعمه مع ثبوت كفره محبة طبعية كما ذكر ابن كثير رحمه الله , ولا يعني ان يكون هذا الحب شرعيا.
اما المقصود من اباحة الزواج بالكتابية - ِمع ما تقرره قاعدة يجوز تبعا مالا يجوز استقلالا - كالمقصود من اباحة سكنى اهل الكتاب (اهل الذمة) في بلاد المسلمين لغرض اسلامهم , مع ان المسألة خلافية كما في قوله تعالى (ولا تمسكوا بعصم الكوافر).
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 01:26]ـ
الفاضلان الكريمان
شكر الله لكما(/)
رمز الوفا في ترتيب غزوات المصطفى/ نظم الشيخ الكبير أحمد المعلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 11:31]ـ
حمداً لمن ميَّزَ بالجهادِ ////// أمّتنا عن سائرِ العبادِ
وبعثَ المختارَ بالسيفِ إلى ////// أن يُفردَ الرحمنُ جلّ وعلا
بالدين حتى لا يُرى معبودُ //////في الأرض إلا مَن له الوجودُ
فشمَّرَ المختارُ في الجهادِ////// حتى أقام الدينَ في البلاد
وهذه منظومتي رمزُ الوفا////// رتَّبت فيها غزوات المصطفى
وهي التي صاحبها الرسولُ////// حيثُ السرايا أمرُها يطول تلبيةً للبعض من أحبابي////// كي يسهل الحفظ على الطلاب
أولُها كان إلى وَدَّان ////// ثم بواط ياأخا العرفانِ
ثم التي تُعرف بالعُشَيرة ////// فبدر الأولى كما في السيرة
ثم التي تعرف بالفرقان ////// مظهرةالحق على الطغيانِ
من بعدها سار إلى سُلَيم ////// ثم السَّويق ِبعد يا حميمي وبعدها ذو مر ثم الفُرعُ ////// وقينقاع بهدهنَّ فجعوا وبعدهنَّ خرجوا نحو أُحُد ////// وبعدها تذكر حمراء االأسد
ثم النَّضير طحنتها الدائرة ////// ثم مشى القومُ لبدرالآخرة
ثم المريسيع على الصحيح ////// وارجع إلى الفتح ترى الترجيح
فدومة الجندل ثم الخندق////// قريظةُ من بعدها قد مزَّقوا
وبعدها عُسْفَان هذا الأرجحُ////// ثم الحُديْبِيَة حيث اصطلحوا
ثم إلى قَرَدٍ قد ساروا ////// ثم على خيبرَ قد أغاروا
من بعدها ساروا إلى وادي القرى ////// ذاتِ الرقاع بعدَهنَّ فانظرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 12:07]ـ
جزيت خيرا أبا عائشة (أبو عبدالله) إبتسامة ,,
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 02:14]ـ
شكر الله عملك، وليتك أخي تجمع المنظومات التي أرفقتها في الموقع تجمعها في موضوع واحد حتى لا يفوتنا منها شيء، فما شاء الله عليك إنك تختار أسهل الأمور، ثم تخرجها لنا منظومة بنظم متوسط أو قصير نستفيد منه، ومن الأمثلة التي أعجبتني نظم أوقات الإجابة، ولا قصور في المنظومات التي أرفقتها، لا أقول إلا بارك الله فيك وفي الناظم.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 04:51]ـ
حقيقة " منظومة رائعة: واختيار رائع شكرا لك أبا عائشة، وأنا أوافق الأخ طلال لو أنك تجمع هذه المنظومات وتجعلها على "الورد "حتى يمكن أن يستفاد منها وتحفظ عندنا ..
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 09:53]ـ
الأحباب:ابن رجب، وأبو طلال العنزي، ومحمد السعيدي،أسأل الله أن يحفطكم ويوفقكم ... وإن شاء الله سأفعل في المنظومة المرتقبة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 10:34]ـ
واياكم ابا يونس إبتسامة,, هل لازال الشيخ عندكم ,,
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 02:47]ـ
أحسن الله إليكم(/)
أين مصدر هذه القصة التي ذكرها الشيخ الددو عن القاضي عبد الوهاب؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 02:27]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
ذكر فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو حفظه الله في شرحه للورقات أن القاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي رحمه الله من أهل بغداد، وأراد الخروج منها غضباً لسوء معاملة أهلها له، فخرج فلقي بعض عوام الناس خرجوا ليجمعوا الحطب؛ ليبيعوه في بغداد، فإذا اثنان منهم يتكلمان في قضية الاستثناء، فقال أحدهما للآخر: لو لقيت ابن عباس رضي الله عنهما لقلت له: لو كان الانفصال في الاستثناء مقبولاً لقال الله تعالى لأيوب عليه السلام: استثن ولم يقل له: (خذ بيدك ضغثاً فاضرب به)! فإن أيوب عليه السلام حلف أن يضرب عدداً من الأسواط لا يتحمله المضروب، فبعد الندم على ذلك أمره الله أن يأخذ بيده ضغثاً من النخل -يجمع عدداً من العثاكيل- فيضرب به ولا يحنث، فجعل ذلك مانعاً من الحنث، ولو كان الاستثناء كافياً هنا لقال: استثن، قل: إن شاء الله، فيخرج من عهدة اليمين، فرجع القاضي إلى بغداد وترك سفره، وقال: بلد حطابه -أي: الذين يجمعون الحطب- يناقشون ابن عباس بالقرآن لا يخرج منها. انتهى كلامه.
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=150941
أين مصدر القصة؟؟ لأني لم أجدها في ترجمته في هذه الكتب:
1 - ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض.
2 - الديباج المذهب في أعيان المذهب لابن فرحون.
3 - وفيات الأعيان لابن خلكان.
4 - تاريخ بغداد للخطيب.
5 - البداية والنهاية لابن كثير.
6 - حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي.
بل كل هذه الكتب ذكرت أنه هاجر إلى مصر، بعد ضيق عيشه ببغداد .... فأين مصدر القصة وجزاكم الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 10:08]ـ
طبقات الشافعية الكبرى - (ج 1 / ص 200)
وذكر أن أبا بكر بن العربي رحمه الله قال سمعت فتاة من بغداد تقول لجارتها لو كان مذهب ابن عباس في الاستثناء صحيحا لما قال الله تعالى لأيوب عليه السلام (وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث) بل كان يقول استثن حكاه أبو العباس القرافي
تفسير القرطبي - (ج 6 / ص 274)
قال ابن العربي: وكان أبو الفضل المراغي يقرأ بمدينة السلام، وكانت الكتب تأتي إليه من بلده، فيضعها في صندوق ولا يقرأ منها واحدا مخافة أن يطلع فيها على ما يزعجه ويقطع به عن طلبه، فلما كان بعد خمسة أعوام وقضى غرضا من الطلب وعزم على الرحيل، شد رحله وأبرز كتبه وأخرج تلك الرسائل، فقرأ فيها ما لو أن واحدا منها يقرؤه بعد وصوله ما تمكن بعده من تحصيل حرف من العلم، فحمد الله ورحل على دابة قماشه وخرج إلى باب الحلبة طريق خراسان، وتقدمه الكري بالدابة وأقام هو على فامي يبتاع منه سفرته، فبينما هو يحاول ذلك معه إذ سمعه يقول لفامي آخر: أما سمعت العالم يقول - يعني الواعظ - أن ابن عباس يجوز الاستثناء ولو بعد سنة، لقد اشتغل بذلك بالي منذ سمعته فظللت فيه متفكرا، ولو كان ذلك صحيحا لما قال الله تعالى لايوب: " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث " وما الذي يمنعه من أن يقول: قل إن شاء الله! فلما سمعه يقول ذلك قال: بلد يكون فيه الفاميون بهذا الحظ من العلم وهذه المرتبة أخرج عنه إلى المراغة؟ لا أفعله أبدا، واقتفى أثر الكري وحلله من الكراء وأقام بها حتى مات.
تفسير الألوسي - (ج 11 / ص 215)
ومن غريب ما يحكى أن رجلاً من علماء المغرب أحب أن يرى علماء بغداد ويتحقق مبلغ علمهم فشد الرحل للاجتماع معهم فدخل بغداد من باب الكرخ فصادف رجلين يمشيان أمامه يبيعان البقل في أطباق على رؤوسهما فسمع أحدهما يقول لصاحبه: يا فلان أني لأعجب من ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كيف جوز فصل الاستثناء، وقال بعدم تأثيره في الأحكام ولو كان الأمر كما يقول لأمر الله تعالى نبيه أيوب عليه السلام بالاستثناء لئلا يحنث فإنه أقل مؤنة مما أرشده سبحانه إليه بقوله تعالى: {فَخُذْ * بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضرب بّهِ وَلاَ تَحْنَثْ} وليس بين حلفه وأمره بما ذكره أكثر من سنة فرجع ذلك الرجل إلى بلده واكتفى بما سمع ورأى فسئل كيف وجدت علماء بغداد؟ فقال: رأيت من
(يُتْبَعُ)
(/)
يبيع البقل على رأسه في الطرقات من أهلها بلغ مبلغاً من العلم يعترض به على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فما ظنك بأهل المدارس المنقطعين لخدمة العلم. والإنصاف أن هذا الاعتراض على علامة يستكثر ممن يبيع البقل والله تعالى أعلم بصحة النقل،
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (ج 3 / ص 325)
قال ابن العربي المالكي: سمعت فتاة ببغداد تقول لجارتها: لو كان مذهب ابن عباس صحيحاً في الاستثناء ما قالله تعالى لأيوب: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضرب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ} [ص: 44] بل يقول استثن بإن شاء الله – انتهى
أحكام القرآن لابن العربي - (ج 3 / ص 266)
نُكْتَةٌ: كَانَ أَبُو الْفَضْلِ الْمَرَاغِيُّ يَقْرَأُ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، فَكَانَتْ الْكُتُبُ تَأْتِي إلَيْهِ مِنْ بَلَدِهِ، فَيَضَعُهَا فِي صُنْدُوقٍ، وَلَا يَقْرَأُ مِنْهَا وَاحِدًا مَخَافَةَ أَنْ يَطَّلِعَ فِيهَا عَلَى مَا يُزْعِجُهُ أَوْ يَقْطَعُ بِهِ عَنْ طَلَبِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ، وَقَضَى غَرَضًا مِنْ الطَّلَبِ، وَعَزَمَ عَلَى الرَّحِيلِ شَدَّ رَحْلَهُ، وَأَبْرَزَ كُتُبَهُ، وَأَخْرَجَ تِلْكَ الرَّسَائِلِ وَقَرَأَ مِنْهَا مَا لَوْ أَنَّ وَاحِدَةً مِنْهَا قَرَأَهَا فِي وَقْتِ وُصُولِهَا مَا تَمَكَّنَ بَعْدَهَا مِنْ تَحْصِيلِ حَرْفٍ مِنْ الْعِلْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَرَحَّلَ عَلَى دَابَّتِهِ قاشه، وَخَرَجَ إلَى بَابِ الْحَلْبَةِ طَرِيقِ خُرَاسَانَ، وَتَقَدَّمَهُ الْكَرِيُّ بِالدَّابَّةِ، وَأَقَامَ هُوَ عَلَى فَامِيٍّ يَبْتَاعُ مِنْهُ سُفْرَتَهُ؛ فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَاوِلُ ذَلِكَ مَعَهُ إذْ سَمِعَهُ يَقُولُ لِفَامِيٍّ آخَرَ: أَيْ فُلَ، أَمَا سَمِعْت الْعَالِمَ يَقُولُ يَعْنِي الْوَاعِظَ: إنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يُجَوِّزُ الِاسْتِثْنَاءَ وَلَوْ بَعْدَ سَنَةٍ، لَقَدْ اشْتَغَلَ بَالِي بِذَلِكَ مِنْهُ مُنْذُ سَمِعْته يَقُولُهُ: وَظَلَلْتُ فِيهِ مُتَفَكِّرًا؛ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا لَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِأَيُّوبَ: {وَخُذْ بِيَدِك ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ}.
وَمَا الَّذِي كَانَ يَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ حِينَئِذٍ: قُلْ إنْ شَاءَ اللَّهُ؟ فَلَمَّا سَمِعْته يَقُولُ ذَلِكَ قُلْت: بَلَدٌ يَكُونُ الْفَامِيُّونَ بِهِ مِنْ الْعِلْمِ فِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ أَخْرُجُ عَنْهُ إلَى الْمَرَاغَةِ؟ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا؛ وَاقْتَفَى أَثَرَ الْكَرِيِّ، وَحَلَّلَهُ مِنْ الْكِرَاءِ، وَصَرَفَ رَحْلَهُ.
وَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - (ج 2 / ص 13)
ذكر ابن النجار في تاريخ بغداد في أثناء حرف الشين المعجمة ان أبا إسحاق المروزي أراد الخروج مرة من بغداد فاجتاز في بعض الطرق وإذا برجل على رأسه سلة فيها بقل وهو بمصل على ثيابه وهو يقول لآخر معه مذهب ابن عباس في الإستثناء غير صحيح إذ لو كان صحيحا لما قال الله تعالى لأيوب عليه السلام وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث بل كان يقول له استثن ولا حاجة الى هذا التحيل في البر قال فقال الشيخ ابو اسحاق بلدة فيها رجل يحمل البقل وهو يرد على ابن عباس لا تستحق ان يخرج منه
التقرير والتحبير - (ج 2 / ص 224)
أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيَّ أَرَادَ مَرَّةً الْخُرُوجَ مِنْ بَغْدَادَ فَاجْتَازَ فِي بَعْضِ سِكَكِهَا بِرَجُلٍ عَلَى رَأْسِهِ بَاقِلَاءُ، وَهُوَ يَقُولُ لِآخَرَ مَعَهُ لَوْ صَحَّ مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ لَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِأَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَخُذْ بِيَدِك ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} بَلْ كَأَنْ يَقُولَ اسْتَثْنِ وَلَا حَاجَةَ إلَى هَذَا التَّحَيُّلِ فِي الْبِرِّ فَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ بَلْدَةٌ فِيهَا رَجُلٌ يَحْمِلُ الْبَقْلَ، وَهُوَ يَرُدُّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُخْرَجَ مِنْهَا
شرح الكوكب المنير - (ج 2 / ص 156)
وَفِي تَارِيخِ بَغْدَادَ لِابْنِ النَّجَّارِ: أَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ أَرَادَ الْخُرُوجَ مَرَّةً مِنْ بَغْدَادَ، فَاجْتَازَ بَعْضَ الطَّرِيقِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ عَلَى رَأْسِهِ سَلَّةٌ فِيهَا بَقْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ لِآخَرَ: مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَرَاخِي الِاسْتِثْنَاءِ غَيْرُ صَحِيحٍ وَلَوْ صَحَّ لَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَخُذْ بِيَدِك ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} بَلْ كَانَ يَقُولُ لَهُ: اسْتَثْنِ، وَلَا حَاجَةَ إلَى التَّوَسُّلِ إلَى الْبِرِّ بِذَلِكَ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: بَلْدَةٌ فِيهَا رَجُلٌ يَحْمِلُ الْبَقْلَ يَرُدُّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ يُخْرَجُ مِنْهَا
هذا ماوجدته حول القصة ولم أجد ذكرا أنها وقعت للقاضي عبدالوهاب بن نصر الملكي فالله أعلم بصحة ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 10:38]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يا شيخ إبراهيم.(/)
تنقية العام الهجري من البدع والعوائد!!
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:36]ـ
تنقية العام الهجري من البدع والعوائد!! إخواني الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله
بعد أيامٍ قلائلَ نَصِلُ إلى رأسِ السنةِ الهجرية (1428هـ)،
ونستشرفُ عاماً جديداً (1429هـ)
وقد بدأتْ تستفحلُ عوائدُ واختراعاتٌ بين المسلمين ما أنزل الله بها من سلطانٍ
فلنحاولْ حصرَ هذه الأخطاءِ والتجاوزاتِ والبدعِ والخرافاتِ تحذيراً للمسلمين من الوقوع فيها
وتنقيةً للشريعة مما داخلها وتصفيةً للحنيفية السمحة مما علق بها من الأكدار والغبار.
»»» هاكم طرفاً من هذه الأخطاء والبدع:
(1) رسائل الجوال فيها: اختم عامك بصيام يوم أو صلاة أو صدقة أو .... هذا تشريع بغير دليل!!
(2) رسائل الجوال فيها: الطلب من الناس بالدعاء ولاستغفار والتوبة إلى الله في نهاية العام. هذا تشريع بغير دليل!!
(3) رسائل جوال فيها: الاستسماح وطلب العفو والغفران لكل الإساءات في حق إخوانه المسلمين!!
(4) التنادي إلى خصوص محاسبة النفس في نهاية العام،، مع أن المسلم مطالب بالمحاسبة في كل وقت ويوم!!
(5) التهنئة بالعام الهجري الجديد، كيف تتم التهنئة بأيام وسنين مضت من أعمارنا؟!
(6) شرب الحليب في صباح اليوم الأول للعام الجديد لتبدأ القلوب صافية بيضاء مع السنة الجديدة زعموا!!
(7) الدعوة إلى الاحتفال بالعام الجديد، والمطالبة بإجازة رسمية بهذه المناسبة!!
إلى آخر الأخطاء ....
أرجو منكم المشاركة بزيادة علم أو دليل أو تعليل أو مداخلة أو وجهة نظر أو بالدلالة على روابط مفيدة ...
أشكرك لكم تفاعلكم الكريم، وإسهامكم العظيم في إثراء هذا الموضوع ...
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 10:44]ـ
أين مشاركاتكم بارك الله فيكم؟!
إخواني طلبة العلم والدعاة إلى الله:
حالوا معي حصر ما وقفتم عليه من البدع والعوائد قديما وحديثاً
التي اعتاد الناس فعلها في كل نهاية عام أو مطلع عام
دعونا ننهض لمناهضة الدخائل التي ما أنزل الله بها من سلطان
لكم شكري وتحياتي(/)
في محل المجاز من القسمة اللفظية
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 01:12]ـ
السؤال: قسَّم العلماءُ الحقيقةَ إلى ثلاثة أقسامٍ: (شرعيةٍ، لغويةٍ، عرفيةٍ) فهل -على رأيهم- أنّه لا مجازَ؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فأهل العلم يقسِّمون اللفظَ إلى: لغويٍّ وشرعيٍّ وعُرفيٍّ ومجازيٍّ، وبرهان ذلك: أنَّ اللفظ إذا استعمل فيما وضع له كان حقيقةً لغويةً بالوضع أي بالوضع اللغوي، وإذا استعمله أهل العرف العام أو الخاص كان حقيقة عرفية، وإذا استعمله الشرعُ فيما شَرَعَهُ بِهِ سُمِّيَ حقيقةًَ شرعيةً، وإذا كان اللفظ استُعمل في غير ما وضع له على وجه يصح كان مجازًا، فالفرق بين الحقائق الثلاث أنَّها موضوعة بحسب الاستعمال، فإن استعملها العرف كانت حقيقة عرفية وإلاَّ فهي حقيقة شرعية أو لغوية بخلاف المجاز فهو: اللّفظ المستعمل في غير ما وضع له، فلو قال قائل: «الأسد»، فهو موضوع في الحقيقة اللغوية على الحيوان المفترس، وإذا قال قائل: «الصلاة»، فهي في اللغة: الدعاء لكنَّ الشرعَ استَعْمَلَها في الحقيقة المتمثلةِ في الأفعال والأقوال المبتدئة بالتكبير المختتمة بالتسليم، فإذا أُطلقت الصلاة فلا ينصرف الذهن إلاَّ للحقيقة الشرعية ما لم ترد قرينة صارفة إلى غيرها، كذلك إذا أطلق لفظ «الأسد» فلا ينصرف الذهن إلاَّ إلى الحيوان المفترس، ولا ينتقل إلى غيره إلاَّ بقرينة صارفة، فلو قال قائل: «رأيت أسدًا يرمي بالنبل، أو شاهرًا سيفه» لكانت قرائن دالة على عدم إرادة المعنى الحقيقي لوجود تلك القرائن فكان مجازًا، وكذلك اللفظ إذا استعمله على العرف العام «كالدابة» مثلاً، فإنها في اللغة تستعمل على كلِّ ما يَدِبُّ على الأرض لكن أهل العرف العام استعملوها لذوات القوائم الأربع، كذلك «الرفع» و «النصب» و «الجر» فلها معان في اللغة، لكن أهل العرف الخاص استعملوا الرفع للضم، والنصب للفتح، والجر للكسر، فإذًا ما استعمله أهل الوضع والشرع والعرف فهي حقائق وضعية أو شرعية أو عرفية وما استعمله في غير موضوعه الأصلي فهو مجاز وليس حقيقة، ولكل مجاز قرينة لأنه على خلاف الأصل.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
من فتاوى شيخنا محمد علي فركوس حفظه الله(/)
شرح كتاب الجنائز من (عمدة الفقه)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 03:31]ـ
كتاب (الجنائز)
الجَنَائز: جمع جِنازة، ويقال: جَنَازة.
وقيل: الجِنازة: الميت، والجَنازة: النعش، ويقال: عكسه؛ فيكون الأعلى للأعلى والأدنى للأدنى. (أي أن: مفتوح الجيم للميت الذي هو أعلى النعش، ومكسور الجيم للنعش الذي هو تحت الميت).
*مسائل: يسن الإكثار من ذكر الموت والاستعداد له بالتوبة من المعاصي والخروج من المظالم؛ لما روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله (ص): (أكثِروا ذكرَ هاذِم اللذات) أي: قاطِعِها. لأنه يرقِّق القلوب ويعين على العمل للآخرة.
ويسن تلقين المحتضِر: لا إله إلا الله، ولا ينبغي إضجاره بذلك والإكثار عليه، ويسن توجيهه إلى القبلة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: (وإذا تيقن موته أُغمِضَت عيناه) لأن النبي (ص) أغمض أبا سلمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأمر بذلك، (وشُدَّ لحياه) بعصابة أو لفافة لئلا تدخله الهوام أو الماء في وقت تغسيله أو لكيلا يتشوه خلقه، (وجعل على بطنه مرآة أو غيرها كحديدة) لئلا ينتفخ بطنه، (فإذا أخذ في غسله سُتِرَت عورته) فيجب ستر ما بين سرته وركبته ويحرم النظر إلى ذلك حتى على الغاسل، وقد سُجِّي النبي (ص) ببُردٍ حبرة.
قال: (ثم يعصر بطنه عصراً رفيقاً) ليخرج ما كان من فضلات البطن، (ثم يلف على يده خِرقة فينجِّيه بها ثم يوضئه) ولا يجوز أن يباشر الغاسل مسح عورته بيده دون تغطية، (ثم يغسل رأسه ولحيته بماء وسدر) لقوله (ص) في شأن المُحْرِم الذي وقَصَتْه دابته: (اغسلوه بماء وسِدْر)، وقوله لِلّاتي غسلن ابنَته: (اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً إن رأيتُنَّ ذلك بماء وسدر)، (ثم شقه الأيمن ثم الأيسر) لقوله: (ابْدأنَ بميامنها) ويعم البدن بالماء، (ثم يغسله مرة ثانيةً وثالثةً) استحباباً لا وجوباً، (ويجعل الطيب في مَغابِنِه) أي: في مجامع الأوساخ كالإبط وباطن الركبة ونحوها، (ويجمِّر أكفانه) أي يبخِّرها، وقد حكاه ابن المنذر إجماعاً، (وإن كان شاربه أو أظافره طويلة أخذ منه) لأنه في معنى التغسيل، وقد كان مسنوناً حال حياته. وهذا هو المذهب ولكنّه خلاف الراجح؛ إذ لا يثبت في ذلك سُنّة، ولا حاجةَ إلى الأخذ من ذلك ولا من شعر عانته. (ولا يسرح شعره) حتى لا يتقطع ويسَّاقط.
مسألة: في أي شيء يكون كفن الرجل؟ وكيف يكون كفن المرأة؟
يسن أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب بِيض ليس فيها قميص ولا عمامة؛ لما في الصحيحين من قول عائشة رضي الله عنها: كُفِّن رسول الله (ص) في ثلاثة أثواب بِيض سَحُولِيَّة من كُرْسُف ليس فيها قميص ولا عمامة [1].
قال المصنف: (يُدرَج فيها إدراجاً) فيُبسَط أوسع الأثواب الثلاثة، ثم يبسَط الثاني عليه، ثم الثالث، ثم يوضَع الميت عليها، ثم يُثنَى الطرف الأيمن للثوب الأعلى على شقه الأيمن، ويُرَد طرفه الأيسر على شقه الأيسر فوق الطرف الأيمن، ويُفعَل بالثاني والثالث كما فُعِل بالأول.
قال: (وإن كُفِّن في قميص وإزار ولفافة فلا بأس) لأفضلية الأول وعدم وجوبه؛ فيؤزر بالإزار ويلبس القميص ثم يلف باللفافة. وقد ألبسَ النبيُّ (ص) عبدَ الله بن أُبَيّ قميصه لمّا مات، فدل على جواز ذلك.
أما المرأة فتُكفَّن في خمسة أثواب: (دِرع، وإزار، ومِقنَعَة، ولفافتين) فالدرع كالقميص له كُمَّان، والمقنعة ما يُغَطَّى به الرأس. ودليل استحباب ذلك ما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث ليلى بنت قانف الثقفية -رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ فيمن غَسَّل أمَّ كُلْثُوم بنتَ رسولِ الله (ص) عند وفاتها، فكان أولُ ما أعطانا رسول الله (ص): الحقْوَ، ثم الدِّرْعَ، ثم الخمارَ ثم المِلْحَفةَ، ثم أُدْرِجَتْ بعدُ في الثوب الآخِر، قالت: ورسولُ الله (ص) عند الباب معه كفنها، يْنَاوِلُنَاهَا ثوباً ثوباً.
ولكنَّ الحديثَ ضعيف، ورُوِي عن عمر (ص) أنه قال: تُكفَّن المرأة في خمسة أثواب.
*مسألة: الحقوق المتعلقة بالتَّرِكَة على الترتيب:
1 - حق تغسيله وتكفينه ودفنه وتجهيزه.
2 - الدَّين برهن.
3 - الدَّين بلا رهن.
4 - الوصية فيما دون الثلث لغير وارث.
5 - الإرث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيُخْرج أولاً من تركة الميت نفقة تغسيله وتكفينه ونحو ذلك، فإن بقي من تركته شيء قُدِّم سداد الدين الذي هو في مقابل رهن، ثم بقية ما ذُكِر على الترتيب أعلاه.
مسألة: أحق الناس بغسل الميت والصلاة عليه ودفنه على الترتيب:
1 - الوصي؛ لأن أبا بكر أوصى أن تغسله زوجه أسماء بنت عُمَيس -رضي الله عنها- فقُدِّمَت على غيرها لأجل ذلك.
2 - الأب ثم الجد.
3 - الأقرب فالأقرب من العصبات، فيقدَّم الابن ثم ابنه، ثم الأخ من الأبوين.
4 - ذوو الأرحام.
إلا أن الأمير يُقَدَّم في الصلاة على الأب ومن بعده ممن ذُكِر، فتكون أحقيته بذلك بعد الوصي مباشرة.
قال المصنف: (وأَولى الناس بغسل المرأة أمُّها ثم جدتها ثم الأقرب فالأقرب من نسائها) على نظير ما ذكرنا.
مسألة: (مَن تعذر غسله لعدم الماء أو لخوف عليه من التقطع) كالحريق فإنه يُيَمَّم، وكذلك الحكم في رجلٍ مات بين أجنبيات أو امرأة ماتت بين رجال. وإذا مات الشهيد في المعركة لم يغسل ولم يُصَلَّ عليه، ويدفن بدمه وثيابه التي قتل فيها؛ لأن النبي (ص) أمر بدفن قتلى أُحد في دمائهم ولم يغسلوا ولم يُصَلَّ عليهم. البخاري.
واختار ابن القيم -رحمه الله- التخيير في الصلاة عليهم خاصة؛ فإن شاء فعلها وصلى، وإن شاء تركها .. على أن المجد ابن تيمية-جد شيخ الإسلام- رحمه الله قال: وقد رويت الصلاة عليهم بأسانيد لا تثبت. وهذا محل نظر، والله أعلم.
مسألة: (والمحرِم يغسَل بماء وسدر، ولا يُلبَس مخيطاً ولا يُمَس طيباً ولا يغطى رأسه، ولا يُقطَع شعره ولا ظفره) ويجنب سائر محظورات الإحرام؛ لما في الصحيحين أن النبي (ص) قال في شأن المحرِم: (اغسلوه بماءٍ وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تُمِسُّوه طِيباً، ولا تُخمِّروا رأسه، ولا تحنِّطوه، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً).
*مسألة: الجنين إذا تم له أربعة أشهر ثم سقط ميتاً صُلِّي عليه، وإن كان دون ذلك لم يصلَّ عليه.
مسألة: صفة صلاة الجنازة:
يكبر أربعاً يرفع يديه مع كل تكبيرة، ويقرأ بعد التكبيرة الأولى: سورة الفاتحة، وبعد الثانية: يصلي على النبي، وبعد الثالثة: يدعو للميت- وبالوارد أفضل، وقد ذكره المصنف، وبعد الرابعة: يسلم تسليمة عن يمينه كما ثبت ذلك عن عدد من الصحابة. ويتابِع التكبير قبل رفع الجنازة إن فاته بعضُه وخشي أن تُرفَع.
مسألة: من فاتته الصلاة على الميت جاز له أن يصلي على قبره إلى شهر مِن دفنِه، أما بعد هذه الفترة فلا يجوز له ذلك؛ لأن أم سعد ماتت والنبي (ص) غائب، فلما قَدِم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر. الترمذي والبيهقي، وهو من مراسيل ابن المسيب.
قال الإمام أحمد: (أكثر ما سمعتُ هذا)، وقيل: إن العظام غالباً ما تبلى بعد هذه المدة. والله أعلم.
والأقرب أنه يجوز أن يصلي على قبره ولو بعد سنين؛ لصلاته (ص) على شهداء أُحُد آخر حياته.
*مسألة: الدفن:
1 - يستحب في لحد (أن يحفر حتى إذ وصل إلى قرار القبر في حائطه جعل مكاناً يسع الميت، وأما الشق فأن يَحفِر في وسط القبر كالنهر ويبني جانبيه).
2 - لا يُدخل القبر آجُرّاً –وهو الطين المطبوخ- ولا خشباً ولا شيئاً مسته النار.
3 - يسن أن يقول من ينزل الميت: (بسم الله، وعلى ملة رسول الله).
4 - يوضع على شقه الأيمن مستقبل القبلة.
5 - يجعل تحت رأسه لَبِنة.
6 - يجعل تحت ظهره من الخلف ما يسنده حتى لا ينكب على وجهه أو ينقلب على ظهره.
7 - يهال عليه التراب.
8 - يرفع القبر قدر شبر على الأكثر ليُعرَف فلا يوطأ بالنعال.
9 - توضع عليه الحصباء ويرش عليه الماء.
10 - يستحب الدعاء والاستغفار للميت مستقبلين القبلة بعد الفراغ من دفنه.
11 - تحرم إهانة القبور بالمشي عليه ووطئها والجلوس عليها؛ لأن حرمة الميت كحرمته حياً.
12 - لا يُجَصَّصُ القبر، ولا يرفَع، ولا يبنى عليه، ولا يكتَب، ولا يذبح عنده.
13 - لا يدفن الميت في الأوقات الثلاث الواردة في حديث عقبة ? عند مسلم، وقد تقدم في باب الساعات المنهي عن الصلاة فيها.
مسألة: يستحب تعزية أهل الميت فيقال: (إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى فلتصبروا ولتحتسبوا) أو غير ذلك مما يصبرهم ويهون عليهم مصابهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- والبكاء على الميت غير مكروه إذا لم يكن معه نَدْب (تعداد لمفاخر ومحاسن الميت) ولا نياحة (رفع الصوت والصياح بتعداد ذلك والجزع)، وقد جاء التحذير الشديد من النياحة؛ ففي صحيح مسلم قوله (ص): (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)، وبَرِئَ (ص) من الصالقة. متفق عليه، وهي النائحة.
مسألة: لا بأس بزيارة القبور للرجال، بل هي سنة إذا كان القصد تذكر الآخرة. أما النساء فقد جاء المنع من زيارتهن للقبور، والمذهب أنها مكروهة؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: نُهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعزَم علينا. متفق عليه. والرواية الثانية: التحريم، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله محتجاً بقوله (ص): (لعن الله زَوَّارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُّرُج) الترمذي وصححه.
قال المصنف: (ويقول بها إذا مر بها أو زارها: سلام عليكم دارَ قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم لا تحرِمنا أجرهم ولا تفتِنَّا بعدهم، واغفر لنا ولهم، نسأل الله لنا ولكم العافية) لما في صحيح مسلم من حديث بريدة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى المَقَابِرِ أنْ يَقُولَ قَائِلُهُمْ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أهلَ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنينَ وَالمُسلمينَ، وَإنَّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ للاَحِقونَ، أسْألُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَة).
مسألة: زيارة القبور على ثلاثة أنواع:1 - شرعية: زيارة الاتعاظ والدعاء للميت.
2 - بدعية: الدعاء والتعبد لله عندها معتقداً فضيلة ذلك العمل.
3 - شركية: دعاء الميت والاستغاثة به وسؤاله.
مسألة: هل يصل ثواب الأعمال المهداة إلى الميت؟
قال المصنف: (وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك) وهذا ما نص عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
قال شيخ الإسلام: [الصحيح أنه ينتفع الميت بجميع العبادات البدنية من الصلاة والصوم والقراءة، كما ينتفع بالعبادات المالية من الصدقة والعتق ونحوهما باتفاق الأئمة].
والمنصوص في الشرع على كونه يصل ثوابه للميت ما يلي:
1 - الدعاء والاستغفار.
2 - الصدقة.
3 - الحج والعمرة.
4 - الصيام.
فهل يقاس عليها غيرها من العبادات البدنية كالصلاة والتلاوة والذكر؟
مال إلى أن كل عمل يُهدى ثوابه للميت فإنه ينفعه: شيخُ الإسلام ابن تيمية، ونصر هذا القول ابنُ القيم. رحمهما الله تعالى.
تنبيهات:
1 - لا يشرع أن يقرأ دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة؛ لعدم ثبوته فيها، ولأن مبنى هذه الصلاة على التخفيف فلا قراءة فيها بعد الفاتحة ولا ركوع ولا سجود.
2 - يحرم أن يصلي عند القبر إلا صلاة الجنازة.
3 - صلى النبي (ص) على النجاشي ملك الحبشة صلاة الغائب، فهل يصلى على كل غائب [توفي خارج البلدة]؟ أم يخص به أناس دون أناس؟ (خلاف بين أهل العلم رحمهم الله تعالى) ولذلك حالتان:-- الأولى: أن يكون ذلك الغائب لم يصل عليه – كمن مات غريقاً أو أسيراً في بلاد كفر وحرب – فالحكم أنه يصلى عليه صلاة الغائب.
- الثانية: أن يكون قد صُلِّي عليه، ففيه ثلاثة أقوال مشهورة:-
1 - أنه يصلى عليه، وهو مشهور المذهب.
2 - أنه لا يصلى عليه، وهو اختيار شيخ الإسلام.
3 - أنه إن كان ممن له فضل وسابقة على المسلمين فإنه تصلى عليه صلاة الغائب، وهو الأقرب إن شاء الله، وقد ذكر عن الإمام أحمد أنه قال: (إذا مات رجل صالح صُلِّي عليه)، واستبعد بعضهم أن يكون النجاشي لم يصلَّ عليه ببلده وأنه لم يُسلِم معه أحد من قومه لذا يترجح القول الثالث، والله أعلم.
وصلى الله على النبي الأكرم، وعلى آله وصحبه وسلم
----
(1) سَحولية: نسبة إلى سَحول، مدينةٍ باليمن، والكُرْسُف: القطن.
ـ[يسري سويدان]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 10:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن الشرح؟؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 04:24]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو شرحي أنا على المتن.(/)
أسماء يوم القيامة ...
ـ[الرضاب المعسول]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 07:06]ـ
اسماء يوم القيامة: عدها الغزالي والقرطبي فبلغت خمسين اسماً كما يقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري.
ومن اسهر هذه الاسماء:
1 - يوم القيامة: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (87) النساء
وسميت بذلك لما يقوم فيها من الامور العظيمة التي بينتها النصوص
2 - اليوم الآخر: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ (البقرة 177) وأحياناً يسميه بالآخرة أو الدار الآخرة. وسمي ذلك اليوم باليوم الاخر لانة اليوم الذي لايوم بعده.
3 - الساعة وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر. إنما سميت بالساعة لانها تأتي بغتة في ساعة.
4 - يوم البعث: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ (الحج 5) وقال ابن منظور "البعث: الاحياء من الله تعالى للموت وبعث الموتى نشرهم يوم البعث.
5 - يوم الخروج: يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (الذاريات 42).سمي بذالك لان العباد يخرجون فيه من قبورهم عندما ينفخ في الصور.
6 - القارعة: كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4القارعة). قال القرطبي: إنما سميت بذلك لانها تقرع القلوب بأهوالها.
7 - يوم الفصل: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً (17 النبأ) سمي بذلك لان الله يفصل فيه بين عبادة فيما كانوا فيه يختلفون.
8 - يوم الدين: وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20الصافات) وسمي بذلك لان الله يجزي العباد ويحاسبهم في ذلك اليوم.
9 - الصاخة: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33عبس) قال القرطبي: قال عكرمة: الصاخة النفخة الاولى والطامة النفخة الثانية.
10 - الطامة الكبرى: فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34النازعات). سميت بذلك لانها تطم على كل أمر هائل مفظع.
11 - يوم الحسرة: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39مريم).
12 - الغاشية: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1 الغاشية)
13 - يوم الخلود: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34ق) سميت بذلك اليوم بيوم الخلود لان الناس يصيرون إلى دار الخلد.
14 - يوم الحساب: إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26 ص) وسمي بذلك اليوم بيوم الحساب لان الله يحاسب فيه عباده.
15 - الواقعة: إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1 الواقعة) قال ابن كثير وسميت بذلك لتحقق كونها ووجودها.
16 - يوم الوعيد: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20 ق)
17 - يوم الآزفة: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18 غافر) سميت بذلك لأقترابها.
18 - يوم الجمع: لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7 الشورى) وسميت بذلك لان الله يجمع فيه الناس جميعاً.
19 - الحاقة: الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3 الحاقة) وسميت بذلك لان فيها يتحقق الوعد والوعيد.
20 - يوم التلاق: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15 غافر)
21 - يوم التناد: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32 غافر) وسميت بذلك لكثرة مايحصل من نداء في ذلك اليوم.
22 - يوم التغابن: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ (9 التغابن). سمي بذلك لان اهل الجنة يغبنون اهل النار.
والسر في تعدد هذة الاسماء كما قال القرطبي: وكل ماعظم شأنه تعددت صفاتة وكثرت أسماؤه.
تلخيص من كتاب القيامة الصغرى
للشيخ عمر الأشقر
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 07:40]ـ
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:48]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم انا نعوذ بك من النار يا حي يا قيوم(/)
المبشرات والفتن أوخريطة المستقبل من خلال السنة النبوية
ـ[أبو الخير الأحمدي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 07:45]ـ
المبشرات والفتن
أو
خريطة المستقبل
من خلال السنة النبويةالأستاذ الدكتور شرف القضاة
كلية الشريعة – الجامعة الأردنيةبسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد؛
فقد اعتنى الإسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة بموضوع المبشرات والفتن، واعتنى بذلك الصحابة ومن بعدهم من العلماء، وقد كثر الكلام في أيامنا عن المستقبل، وعما يمكن أن يحدث فيه، وذلك أملا في انحسار الواقع الأليم الذي يعيشه الناس بعامة، والمسلمون بخاصة.
والمتكلمون والكاتبون في ذلك بين مُفْرِط ومُفَرِّط، وبين حالم ويائس، ولكل من الموقفين خطورته، ولا شك أن تقويم ذلك وعلاجه إنما يكون من خلال الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
وقد رغب الأخوة في جمعية المحافظة على القرآن الكريم حفظهم الله أن أكتب في ذلك ولو شيئا يسيرا، وأن أُدَرِّسَه في الدورة الشرعية الرابعة المنوي عقدها في صيف عام 1424هـ / 2003م فجزاهم الله خيرا.
وقد قرأت حول هذا الموضوع كثيرا سواء في المصادر القديمة أو الكتب والمقالات الحديثة، ونظرا لضيق الوقت وكثرة الالتزامات فقد كتبت هذا البحث المختصر على عجل آملا أن يكون مما قل ودل، وقد قسمته إلى مقدمة وقسمين:
المقدمة: وفيها الأهداف والأهمية والتاريخ والمصدر والأقسام.
القسم الأول: منهج التعامل مع نصوص المبشرات والفتن.
القسم الثاني: أهم النصوص الصحيحة الواردة في ذلك.
ولن يكون حديثنا في هذا البحث عما حدث وانتهى بل عما سيحدث، أو عن أمور حدثت بداياتها، ولكنها لا تزال تتكامل، ولم تنته بعد.
وقد أرفقت ذلك بالتوضيح والتعليق المختصر الذي يناسب المقام، مستعينا بالله تعالى، ومستندا إلى أهم المصادر في الحديث النبوي الشريف وشروحه المعتمدة.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يسدده وينفع به.
والحمد لله رب العالمين
لتحميل البحث كاملا مرفق هنا
ـ[أبو الخير الأحمدي]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 02:06]ـ
للفائدة(/)
وصفه سريعة، في متناول الجميع إن شاء الله، لتقوية الحفظ.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 08:40]ـ
سأل محمد بن أبي حاتم البخاري رحمه الله: ((هل من دواء يشربه الرجل، فينتفع به للحفظ؟ فقال: لا أعلم، ثم أقبل عليّ، وقال: لا أعلم شيئاً انفع للحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر)).
أعلام النبلاء (12/ 406).
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:56]ـ
وصفة ناجحة ومضمونة بإذن الله تعالى ولكنها مرة (ضم الميم وتشديد الراء)
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 10:17]ـ
... أيها الحبيب، جرّب ... وينقلب العلقم عسلاً.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 12:49]ـ
جزاكم الله خيراً ..
و نُضيف أيضا .. كثيراً مما يتضمنه هذان البيتان:
شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نورٌ ... ونور الله لا يهدى لعاص.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 02:50]ـ
ما المراد بنهمة الرجل
بارك الله فيكم
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 05:07]ـ
قال ابن فارس في معجمه (5/ 365):-
النون والهاء والميم أصلان صحيحان أحدهما صوت من الأصوات والآخر ولوع بشيء
فالأول النهيم صوت الأسد ... فأما الآخر (وهو المراد من قول الإمام البخاري) فالنهمة بلوغ الهمة في الشيء
وهو منهوم بكذا مولع به، قال الخليل في العين (4/ 61): وفي الحديث (منهومان لا يشبعان منهوم بالعلم ومنهوم بالمال)
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 05:15]ـ
وأما مداومة النظر-إتماما للفائدة- فهي الضبط و الإتقان وطريقه التكرار، وللشناقطة تميزهم في هذا.
ـ[الشهاب]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 08:24]ـ
شكرا لك ... وبارك الله فيك ...
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 01:50]ـ
فالنهمة بلوغ الهمة في الشيء
بارك الله فيكم
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 12:48]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 06:37]ـ
وصفة لا يعرفها إلا مَنْ سَعِدَ بتذوقها، بورك في جهودك أخي.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 04:53]ـ
جزيتم خيرا جميعا.,
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 10:04]ـ
وأما مداومة النظر-إتماما للفائدة- فهي الضبط و الإتقان وطريقه التكرار، وللشناقطة تميزهم في هذا.
و سمعت مرة الشيخ الددو يقول ان من الموريتانيين من يحفظ مختصر خليل كله, و ما أدراك ما مختصر خليل.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 10:18]ـ
من سار على الدرب وصل .. ومن سأل الله التوفيق نال خير الدنيا والاخرة
((وكما قبل بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى))
اخواني في الله أحببت ان اضع بين يديكم طريقة الحفظ عند الشناقطة الذين برزوا على غيرهم في هذه العصر في قوة الحفظ وهذ فضل الله يؤتيه من يشاء.
((ولهم في الحفظ وسائل وطرق أجملها فيما يلي: ـ
أولاً: التعليم الزّمَرِيّ أو ما يسمى بلغة المحاظر (الدولة) وهو دراسة جماعية يشتركفيها مجموعة من الطلبة متقاربي المستويات يقع اختيارهم على متن واحد يدرسونهمعاً، حصةً حصةً، يتعاونون على تكراره واستظهار معانيه (15)، يتحاجون فيه، ويُنَشّطبعضهم بعضاً على المواصلة والاستمرار ومدافعة السآمة والملل. أذكر وأنا في المرحلة (المتوسطة الإعدادية) أنني أدركت مجموعة من طلاب العلم الشناقطة (دولة) في المسجدالنبوي في شعر المعلقات.
ثانياً: تقسيم المتن إلى أجزاء وهو ما يعرف بلغةالمحاظر (الأقفاف) مفردها: قُفّ. والمشهور في المحاظر أن متوسط درس أو قف المتن المنظوم خمسة أبيات لا يزيد عليها إلا المبرزون الأذكياء. وأما المتون المنثورةفيتعارف أهل المحاظر على تقسيم شائع بينهم، فمثلاً مختصر العلامة الشيخ خليل عندهم ثلاثمائة وستون (16) قفاً، ولا تخفى فائدة هذا التقسيم للمتن المراد حفظه، فيعرف الطالب مواضع الصعوبة من السهولة فيحتاط في المراجعة والتكرار، كماأن تخزين المادة في الذاكرة مرتبة منتظمة أيسر في استظهارهاواسترجاعها.
ويرى الشناقطة ـ وهم مضرب المثل في قوة الحافظة والذكاء ـ أن (القف) الكثير لا يستطيع استيعابه مع الاحتفاظ به في الذاكرة إلا قلة من الحفاظ ولذلك عمدوا إلى تجزئة كل متن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسارت عندهم هذه العبارات مسار المثل: (قفْ أف) أي أنه بمثابة الريح (أف اسم صوت) يمر عابراً فلا يستقر منه شيء فيالذاكرة.
(نص لا بُدّ الُ يْخصّ) أي أن النصف لا يمكن الاحتفاظ به جملةفلا بدأن ينسى قارئه بعضه أو يعجز عن استيعابه أصلاً.
(الثلث يوترث) أي أن ثلث القف يعلق بالذاكرة فلا ينساه قارئه حتى يموت كأنه يورث من بعده (17).
ثالثاً: وحدةالمتن واستيفاؤه: فينصحون الطالب أن يشتغل بدراسة متن واحد يفرغ قلبه له، ويستجمع قوته لحفظه ولا يجمع إليه غيره، ولا ينتقل عنه حتى يستوفي دراسته كله، بل يرون أن جمع متنين معاً يحد من قدرة الطالب على الاستيعاب فيظل جهده الذهني موزعاً بين عدة متون لا يكاد يتقن أياً منها، كما أن بتر المتن دون حفظه كله يضيع جهد الدارسه هباءً، وينم عن كسل وقصور في همة الطالب، ويمثلون لمن يروم حفظ نصين في وقت واحدبالتوأمين؛ فلا سبيل إلى خروجهما معاً في آن واحد، بل لا بد أن يسبق أحدهما الآخر، ونظموا هذا المبدأ بقولهم:
وإن تُرد تحصيلَ فَنّ تَمّمهْ وعن سواهُ قبل الانتهاءِ مَه
وفي ترادف الفنون المنعُ جا إذ توأماناجتمعا لن يخرجا (18)
رابعاً: صياغة المتن المنثور نظماً:
لقد وظف الشناقطةملكَة الشعر كثيراً في تيسير العلوم للحفظ، وضمان حظ أوفر من القبول والبقاء له، ولذا غلبت الصبغة النظمية في نظام الدرس المحظري. وكما هو معلوم فإن النظم أسهل حفظاً واستحضاراً من النثر، قال ابن معط ـ رحمه الله ـ في خطبة ألفيّة فيالنحو:
لعلمهم بأن حفظ النظم وفق الذكي والبعيد الفهم
لاسيما مشطور بحر الرّجز إذا بُني على ازدواج موجز
وفي المحضرة قلّ أن تجدمتناً يُدرس في فن إلا وجدت من نظمه حتى يسهل حفظه على الطلاب، فمن ذلك (19) أن أبابكر بن الطفيل التشيتي ـ رحمه الله ـ (ت 1116هـ) نظم كتاب (قطر الندى) لابن هشام ـرحمه الله ـ.
والعلامة محمد المامي الشمشوي ـ رحمه الله ـ (ت 1282هـ) عقد كتابالأحكام السلطانية للماوردي بنظم سماه (زهر الرياض الورقية في عقد الأحكامالماوردية).
والعلامة الأديب عبد الله بن أحمد أُبّه الحسني نظم كتاب (مجمعالأمثال) للميداني.
خامساً: تركيزهم على بداية الحفظ والمراجعة المستمرةللمحفوظ، فعدد تكرار الطالب المتوسط للقدر المراد حفظه من مائة مرة إلى ألف مرة، ويسمونه بلغة المحاضر (أَقَبّاد) فيجلس طالب العلم يكرر لوحة بصوت مرتفع في الصباح (20) ثم يعود إليه بعد الظهر ثم بعد المغرب ثم من الغد يبدأ بمراجعته وتسميعهقبل أن يبدأ في درس جديد، وهكذا يفعل مع الدرس الجديد وفي نهاية الأسبوع تكون مراجعة لما حفظ من بداية الأسبوع مع ما قبله من المتن حتى ينتهي من المتن بهذه الطريقة، ثم يأخذ متناً آخر وتصبح لهذا المتن الأول ختمة أسبوعية يمر عليه كله، وبعد تثبيته في الذاكرة ومزاحمة غيره له، لا يصل الإهمال والانشغال أن يترك ختمةشهرية للمتن، وأعرف من المشايخ في المدينة النبوية من عنده ختمة أسبوعية للألفيةولمختصر خليل وختمة شهرية للمتون القصيرة كـ (لامية الأفعال) في الصرف لابن مالكوالبيقونية والرحبية وبلوغ المرام وغيرها.
سادساً: حفظ النص قبل الحضور إلى الشيخ ليشرحه، وهذه من أهم الطرق التي تعين الطالب على متابعة الحفظ دون انقطاع أوتأخر، وكان شيخنا الشيخ سيد أحمد بن المعلوم البصادي ـ رحمه الله ـ لا يشرح لأيطالب نصاً حتى يسمعه منه غيباً، فيبدأ الشيخ في شرحه وتفكيك ما استغلق على الطالبفهمه.
سابعاً: لا يحفظ الطالب إلا ما يحتاجه ويمارسه في حياته من العلوم والأبواب في الفن. فالطالب إذا كان يقرأ مختصراً فقهياً مثلاً، وبلغ في المتن كتابالحج، ولم يكن من أهل الوجوب والاستطاعة فإنه يتعداه إلى غيره وهكذا في أبوابالفرائض والقضاء والجهاد وقِس على ذلك بقية الأبواب في الفنون المختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامناً: تأثر البيئة بالحركة العلمية: فقد خالط حفظ العلم في بلاد شنقيط حياة الناس هناك؛ ففي بلاد الزوايا (21)، يعتبرون من تقصير الأب في حق ابنه إذا بلغ وهو لا يحفظالقرآن حفظاً متقناً ولا يعرف من الأحكام ما يقيم به عباداته، ولا من العربية مايصلح به لسانه، بل ينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار وأنه قد عق ابنه وقصّر فيتربيته. وكان من عادة أهل الشيخ القاضي (اجيجبه) أن لا يتسرول (22) الشاب منهم حتى يتم دراسة مختصر خليل، فحفظ المختصر عندهم شرط معتبر للرجولة وسمة للنضج.
وتجد أمثال العامة ومخاطباتهم خارج حلقات الدرس قد صبغت بلون المتون السائدة؛ فمن أمثالهم إذا أرادوا وصف الشيء بأنه بلغ إلى منتهاه يقولون: (لا حِق فلا إشكال) أيوصل في كذا إلى ذروته وعبارة (لاحق فلا إشكال) هي آخر جملة في مختصر الشيخ خليل.
ومن أمثالهم قولهم: (وحَذْفُ ما يُعلم جائز) وهو جزء من بيت من خلاصة ابن مالك في الألفية.
تاسعاً: عقد مجالس للمذاكرة والإنشاد والألغاز في العطلةالمحضرية. وهي عطلة نهاية الأسبوع العمرية (الخميس وجناحاه مساء الأربعاء وصباحالجمعة).
فيعقد طلاب (الدولة) أو المنتهون مجالس السمر وغالباً تكون ليلة الخميسأو الجمعة يتذاكرون فيها ما درس خلال الأسبوع ويتبارون في تجويد حفظه وإتقانه، أويحددون باباً أو فصلاً من كتاب يتحاجون فيه، وأعرف عدة مجالس في المدينة المنورةعقدت لهذا الغرض منها مجالس لبعض النساء عَقَدْنَهُ لمذاكرة حفظ القرآن والفقه والسيرة النبوية، ومن ذلك ما يُروى أن محمد بن العباس الحسني ـ وهو راوية شعر ـادعى ليلة في مجلس سمر أنه لا يسمع بيتاً من الشعر إلاّ روى القطعة التي هو منها، وذكر الكتاب الذي توجد فيه، فتصدى له حبيب ابن أمين أحد تلامذة العلامة حُرْمةبن عبد الجليل ـ رحمة الله على الجميع ـ فسأله من القائل:
لو كنت أبكي علـ ىشيء لأبكاني عصر تصرّم لي في دير غسّانِ
فقال ابن العباس: نسيت قائل هذاالبيت وهو من قطعة أعرفها في حماسة أبي تمام، فدعي بالكتاب، وقلب ورقة ورقة، فلمتوجد فيه فقال لهم حبيب: ها هي بقية الأبيات وذكرها:
دير حوى من (ثمار) الشامأودها وساكنوه لعمري خير سكان
دهراً يدير علينا الراح كل رشاخمصان غض بزنديه سُواران
وقال: إن القطعة من إنشائه، نظمها تعجيزاً لزميله، وساق دليلاً على صحة قوله أن دير غسان لا وجود له في أديرة العرب.
كان شيخا لمحضرة الفقيه اللغوي الشاعر حرمة بن عبد الجليل (ت 1234هـ) ـ رحمه الله ـ حاضراًفالتفت إلى تلميذه حبيب وأنشأ على البديهة:
لله درك يا غليّم منفتى سن الغليم في ذكاء الأشيب
لستَ الصغير إذا تَنِدّشريدةٌ وإذا تذاكر فتيةٌ في موكب
إن الكواكب في العيونصغيرة والأرض تصغر عن بساط الكوكب (23)
عاشراً: اغتنام لحظات السحر في تثبيتالحفظ، فلا تكاد تجد طالباً من طلاب المحضرة في وقت السحر نائماً بل يزجرون عنالنوم في هذا الوقت.
حدثني الوالد ـ حفظه الله ـ قال: كان إذا صعب علينا حفظ شيء انتظرنا به السحر فيسهله الله علينا، ولا ريب أنها لحظات مباركة؛ لأنها وقت النزول الإلهي، ووقت الهبات والأعطيات (24). وساعات السحر هي لحظات الإدلاج التي أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسير إلى الله فيها كما في صحيحالبخاري ـ رحمه الله ـ (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدّلجة) وهي سير آخرالليل (25).
وذكر أهل العلم بالتفسير آثاراً عن بعض الصحابة والتابعين ـ رضي الله عن الجميع ـ في انتظار يعقوب ـ عليه السلام ـ لزمان الإجابة حين قال له أبناؤه: ((يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)) [يوسف: 97] فقال: ((قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إنَّهُ هُوَ الغَفُورُالرَّحِيمُ)) [يوسف: 98] أنه أخّرهم إلى وقت السحر (26).
وضابط وَقت السحر على الصحيح أنه قبل طلوع الفجر بساعة تقريباً على ما حققه الحافظ ـ رحمه الله ـ فيالفتح.
وبعدُ .. أخي القارئ الكريم:
بهذه العوامل والأسباب خطف علماءالشناقطة المتجولون الأضواء، وبهذه الطرق والأساليب في الحفظ بزّواغيرهم في العلوم التي شاركوهم فيها، فهل تجد في هذه الإجابةالمقتضبة ما يشحذ همتك ويحرك إرادتك ويكون مثالاً لك تحتذيه، ويستحثك لجعلالحفظ أهم طرق العلم الشرعي؟! ذلك ما كنا نبغي، وفضل الله واسع، وكم ترك الأولللآخر ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ)) [المطففين: 26].
وصلىالله وسلم وبارك على النبي وعلى آله وصحبه أجمعين.
((منقول ـ، مع حذف))
واني سائل اخا انتفع بهذا الذي نقلته دعوة صالحة في الغيب
ـ[الجندى المجهول]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 04:35]ـ
جزاك الله خيرا واتماما للفائدة هل من وصفة عشبية بجانب هذا لتقوية الذاكرة فأنا أعانى الكثيييير من النسيان المفرط دلونى بالله عليكم وليتقدم المجرب بورك فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 10:38]ـ
لتقوية الحفظ وإبعاد النسيان خطوات
الأولى: الإخلاص
الثانية: إدمان الاستغفار
الثالثة:لزوم باب الافتقار
الرابعة: مراقبة الله (طاعته - اجتناب معصيته) في العلن والإسرار
الخامسة: جَعْلُ الهُمُومِ هَمَّا واحداً مع شدة الإقبال والعناية والإيثار
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 01:52]ـ
جزاك الله خير وجعلها في حسناتك
ـ[ابوحرب]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 05:47]ـ
أضيف لما سبق:
- الاستعانة بالله - عز وجل -، وأنى لمن ترك الاستعانة بربه أن يعان؟
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
- البعد عن المعاصي والذنوب يقول الإمام الشافعي - رحمه الله -:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يُعطى لعاصي
- من أراد الحفظ فلا بد أن يجعل وقتاً مناسباً من يومه، ويكون تاركاً الشغل بالدنيا ظاهراً وباطناً.
- عدم الاستعجال ولو أن من أراد الحفظ مشى في خطى ثابتة بهدوء وتؤده؛ لحصل له ما يريد، أما الاستعجال فلا يورث إلا الحرمان، وقد قيل: "من استعجل الشيء قبل أوانه؛ عوقب بحرمانه"،
- قوة الإرادة، وحضور العزيمة
همة تنطح الثريا وعزم نبوي يزعزع الأجبالا
همة يستسهل فيها الصعب، ويستلذ في سبيلها المشاق
لأستسلهن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
همة يسير بها صاحبها رابط الجأش، ثابت الخطى، قوي الإرادة، صادق العزيمة
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا(/)
تفنيد الشيخ رشيد رضا لاتهامات المشايخ المقلدين للامام محمد عبده واثبات سلفيتهما
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 01:46]ـ
الكاتب: محمد رشيد رضا بمجلة المنار مجلد 33 صفحة 373 وما بعدها:
وأما جريدة المقطم فما نشر فيها بقلم الشيخ الدجوي (عضو هيئة كبار العلماء) من الطعن في الأستاذ الإمام (محمد عبده) فهو كذب وتحريف بجهل وسوء نية نبينه ليقيس عليه قارؤها غيره مما ينشره هذا الشيخ، ويعلم أن سبب إعراضنا من قبل ومن بعد عن الرد عليه هو ما صرَّحنا به في المنار من عدم ثقتنا بنقله ولا بعلمه ولا بفهمه ولا بحسن نيته. قال في مقالة المقطم الذي صدر في تاريخ 16 جمادى الأولى 6 سبتمبر ما
نصه: (ومن الغريب أن صاحب المنار - أي الشيخ رشيد رضا - يقول: إن مشيخة الأزهر تمنع الاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله) إلى أن قال: (وإني لأعجب له كيف يقول: إن الأستاذ الإمام كان ينقم على الشيخ أحمد الرفاعي - من علماء الأزهر - وأمثاله عدم الأخذ من القرآن والسنة، فهل يريد أن يقول: إن الأستاذ الشيخ محمد عبده كان مجتهدًا يأخذ من الكتاب والسنة، وهو الذي يرميه في الجزء الأول من المنار سنة 1350 صحيفة (21) بالجهل بالسنة، وأنه كان يجمع الصلوات؟ ومعنى ذلك عند كثير ممن يقرأ عبارته هذه أن الشيخ عبده كان لا يصلي، فهل يتفق هذا والاجتهاد في الدين؟ وهل يرى صاحب المنار أن الجهل بالسنة لا ينافي الاجتهاد؟ ا. هـ بحروفه.
هذا نص ما نشر في المقطم بإمضاء (يوسف الدجوي من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف) وإننا نبين ما في هذا القول من الكذب والتحريف والجهل بأصول الدين وفروعه؛ ليعتبر به مَن يظنون أن جميع أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر ثقات يصدقون فيما ينقلون، وأمناء على العلم والدين فيما يثبتون وينفون. وإنني قبل أن أنقل لهم نص عبارة تلك الصفحة بحروفها أبين لهم أنها جاءت في مقدمة الجزء الأول من (تاريخ الأستاذ الإمام) في سياق الاستدلال على أنني سلكت في هذا التاريخ مسلك المؤرخ العادل فيما للأستاذ رحمه الله تعالى وما عليه، لا مسلك دعاة الأحزاب السياسية والاجتماعية والدينية الذين يقتصرون في الكلام عن زعمائهم وأئمتهم على بيان ما لهم دون ما عليهم، فالعبارة مجملة في المقدمة مبينة بالتفصيل في موضعها من التاريخ، وهذا نص عبارة المقدمة:
فإذا رأى القارئ أنني على إعجابي بسعة علومه ورسوخه في معارفه التي كان بها جديرًا بلقب الأستاذ الإمام، الذي قبله وأجازه الرأي العام، أثبت أنه كان مقصرًا في علوم الحديث من حيث الرواية والحفظ والجرح والتعديل كغيره من علماء الأزهر. هذا نص العبارة بحروفها، وهاك بيان ما فيها من افتراء الكذب والجهل.
الشواهد على افتراء هذا الطاعن الكذب:
(الفرية الأولى) زعم هذا المفتري أنني رميت الأستاذ الإمام بالجهل بالسنة بالإطلاق الذي يدل على أنه غير عالم ولا مطلع على كتب الحديث الصحيحين
وموطأ مالك والسنن الأربعة وشروحها وكتب الجرح والتعديل أيضًا.
ومن المعلوم الذي لا مراء فيه أن رواية الحديث وحفظه قد فقدا من الأزهر منذ قرون كما بينته في كتابي (المنار والأزهر) وكذلك العناية بالجرح والتعديل، وهذا لا يقتضي الجهل المطلق بالسنة نفسها في هذه القرون، فإن العلم بها من كتبها المدونة التي شرحها الحفاظ والفقهاء كافٍ فيما اشترطه علماء الأصول للاجتهاد كما سيأتي، وهو الذي كان له بقية في عهد تلقي الشيخ محمد عبده للعلم في أواخر القرن الهجري الماضي، وزالت في هذا القرن باعتقاد مثل الرفاعي وتلاميذه
ومتبعيه كالدجوي والظواهري أنه لم يبق للعلماء بها حاجة في معرفة الإسلام والعمل به؛ لأن العمدة في عقائده عندهم كتب المتكلمين، وفي أحكامه كتب المتفقهين المقلدين، وأما حكمه وآدابه وسياسته وحججه على المخالفين فمما لا يخطر ببالهم أنها من هدايته، وأنها تطلب من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وقد أقمنا عليهم الحجة بالمنار وبتفسير المنار، وبكتاب (الوحي المحمدي) المقتبس من نوره، والذي شهد من اطلع عليه من علماء العصر وعقلائه بأن لم يسبق له نظير
في إثبات النبوة المحمدية، وحجة الإسلام على أهل العلوم المادية، والحضارة العصرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة القول أن قولي: إنه مقصر في الرواية والحفظ والجرح والتعديل كغيره لا يقتضي عدم علمهم بهذه الثلاثة مطلقًا، وأن عدم العلم لا يدل على جهلهم بالسنة نفسها، فكيف أباحت له ديانته التعبير بذلك ونقله عني؟
(الفِرْيَتَان الثانية والثالثة) نقله عني أنني قلت: (إنه كان يجمع الصلوات) هكذا بالجمع والإطلاق وهو كذب مفترًى، وهذا نص عبارتي بحروفها:
(وإنني على إعجابي بقوة تدينه، وحسن تعبده، ومحافظته على تهجده، صرحت بأنه كان يجمع بين الصلاتين في الحضر أحيانًا ترخصًا اجتهاديًّا خالف فيه المذاهب الأربعة، ولكنه وافق حديثًا صحيحًا أخذ به غيرهم من الأئمة). فزَعْمه أنني قلت: إنه كان (يجمع الصلوات) بهذا الإطلاق يتضمن فريتين (أولاهما) دلالة اللفظ على أنه كان يجمع الخمس كلها، وأنا لم أقلها، وإنما قلت:
(بين الصلاتين) والعامي يعلم الفرق بين الصلاتين والصلوات كلها، وكل متفقه في دينه يعلم أن الجمع بين الصلاتين كالظهر مع العصر والمغرب مع العشاء مشروع دون جمع الصلوات كلها. (الثانية) دلالة الإطلاق على أنه كان يفعل ذلك دائمًا، وأنا لم أطلقه في الصلاتين كما أطلقه هو في الجمع، بل قلت: إن الأستاذ قد يفعله أحيانًا أخذًا بحديث صحيح في الجمع بينهما أعني في الحضر.
وأقول هنا: إن هذا الحديث الذي أشرت إليه قد رواه الإمام مالك في الموطأ والإمام الشافعي في سننه، ومسلم في صحيحه، وأصحاب السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما حاصله أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر والعصر جميعًا ثمانيًا والمغرب والعشاء جميعًا سبعًا من غير خوف ولا سفر ولا مطر (لئلا يحرج أمته).
(الفرية الرابعة) قوله: إن معنى عبارتي عند كثير ممن يقرؤها (أن الشيخ عبده كان لا يصلي) بهذا الإطلاق، وقد رأيتم أن عبارتي صريحة في الإعجاب بقوة تدينه، وحسن تعبده، ومحافظته على تهجده، فهل يكون المتصف بهذه الصفات - ومنها المحافظة على التهجد بالصلوات في جنح الظلام - تاركًا للصلوات الخمس المفروضة على الإطلاق؟ كلا إن المفتري نفسه -على سوء فهمه وسوء نيته- لا يفهم هذا من العبارة، ويعلم أنه لا يوجد عاميٌّ يفهمه منها فضلاً عن خاصيٍّ، ولهذا حرَّفها بما تقدم فكيف أباح علمه ودينه وأمانته ذلك؟
(الفرية الخامسة) زعمه أنني قلت: (إن الأستاذ الإمام كان ينقم على الشيخ أحمد الرفاعي عدم الأخذ من الكتاب والسنة) وأنا لم أقل هذا، وإنما نشرت في السنة الأولى من المنار الذي صدر في شعبان 1316 (محاورة في إصلاح التعليم في الأزهر أنكر فيها الأستاذ الإمام على الشيخ أحمد الرفاعي قوله عن علم الحديث: لا حاجة إليه في هذه العصور ألبتة، وقوله في تعليله إنه: (لا يجوز لمسلم أن يأخذ بالحديث بل الواجب الأخذ بكلام الفقهاء، ومن ترك كلام فقهاء مذهبه للأخذ بحديث مخالف له فهو زنديق). قلت: (فتعجب الأستاذ وقال: أنا أرى أن الذي يترك كلام صاحب الشريعة المعصوم الذي يعتقد صحته وأنه قاله، ويأخذ بكلام فقيه يجوز عليه ترك الحق عمدًا وخطأ هو الزنديق).
(فقال الشيخ صاحب الكلمة (أي الرفاعي) يجوز أن يكون الحديث الذي يأخذ به ضعيفًا أو موضوعًا) فأجابه الأستاذ (إن كلامنا في حديث يُعْتَقَدُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ولا أقدر أن أفهم معنى إسلام رجل ينبذ ما يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله لقول أيِّ إنسان من الأناسي). فعلم من هذا أنني لم أقل: إن الأستاذ الإمام نقم من الشيخ أحمد الرفاعي عدم
الأخذ من الكتاب والسنة أي الذي هو شأن المجتهد، فالأستاذ الإمام كان يعلم أن الرفاعي هذا لم يكن مجتهدًا ولا ممن يبيح الاجتهاد، وسأذكر الفرق بين ما قلته وما افتراه هذا المدعي للعلم عليَّ، ولو كان رواة الكتاب والسنة كلهم مثله لضاع الإسلام كله، ولم يثق أحد منه بشيء، ولكان المسلمون في دينهم كالذين من قبلهم في تحريف بعض كتبهم وإضاعة بعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه خمس شواهد على افتراء هذا العضو من هيئة كبار العلماء وتحريفه للكلم، وتجرده من الأمانة في العلم، والصدق في النقل، ومن فقد الأمانة والصدق، فأي شيء يبقى عنده من فضيلة العلم؟ إلا أن فقدهما ثبوت لثلثي النفاق، والثلث الثالث من العلم الفهم، وهاؤم اقرءوا الشواهد من عبارته المتقدمة على مبلغ حظه منه.
الشواهد على عدم الفهم أو العلم (الشاهد الأول) فهم عضو هيئة كبار العلماء المذكور أن ما قلته في إنكار الأستاذ الإمام على الشيخ أحمد الرفاعي يدل على أنني أقول: إنه مجتهد يأخذ من الكتاب والسنة، والعبارة لا تدل على ذلك بالمطابقة ولا بالتضمن ولا بالالتزام، فإن موضوعها أن يعرف مسلم حديثًا صحيحًا ويعتقد أنه صحيح كأن يطلع في كتب الحديث الصحاح عليه، أو يرى في الكتب المعتمدة أنه رواه الشيخان في صحيحهما أو أصحاب السنن وصححوه، ثم يقول له أحد المنتمين إلى فقه المذهب بوجوب مخالفته له وأنه إنما يجب عليه العمل بالمذهب دون الحديث، فهل مقتضى دين الإسلام أن يطيع المسلم هذا الفقيه أو اللابس لباس العلماء الفقهاء. وإن كان يعتقد أنه بطاعته يكون عاصيًا لرسول الله؟ أو أن يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمره الله، وكما بلغ عباده قوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران: 31) وقوله: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (النساء: 14). قال الشيخ أحمد الرفاعي عفا الله عنه , ويقول الشيخ الدجوي تاب الله عليه: إنه يجب عليه أن يتبع العالم المنتمي للمذهب، ويحرم عليه أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم لأن اتباع الرسول اجتهاد خاص بالمجتهدين، بل قال الأول: إن الذي يقول: أتبع الرسول في مثل هذا الحديث دون المذهب فهو زنديق، ونحن نقول: إن هذا ليس من دعوى الاجتهاد المطلق في شيء، كما يعلم من تفسير
علماء الأصول للاجتهاد وهو استفراغ الفقيه الجهد لتحصيل الظن بحكم شرعي، ومن اتفاقهم على أن ما فيه نص يمتنع الاجتهاد فيه. مثال ذلك أن يرى المسلم المتعلم في صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنن أو يسمع من قارئها أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (يحذر ما صنعوا) ولعن المتخذين عليها السراج، وهذا الأخير في السنن
الأربع وغيرها، فيعتقد أنه يحرم عليه ما ذكر، ومنه نذر الشمع وإيقاده على قبر من قبور أهل البيت أو غيرهم من المشايخ المعتقدين وهي كثيرة، ثم يفتيه الشيخ الدجوي أو الشيخ الظواهري مثلاً بأنه مشروع ويثاب عليه بناء على أنهما من علماء المذهب ونقلته، فهل الواجب عليه أن يعمل بما فهمه من الحديث أم بقول الشيخ الأكبر شيخ الأزهر والشيخ الدجوي مفتي مجلة نور الإسلام؟ بل نقول: هل يكون زنديقًا إذا عمل بالحديث وامتنع من نذر الشمع أو تقديمه لأجل أن يوقد على القبور، وإن خالف مفتيه منهم ما يعتقده هو من حديث الرسول الصحيح الصريح
في لعن فاعله، وإن كان أيضًا لا يأمن أن يكون جاهلاً بالنص النبوي وبمذهب الإمام معًا، ولا أن يكذب في الفتوى، وأن يتبع فيها المنفعة والهوى، كما يعلم من كثير منهم، فهم يفعلون البدع والخرافات التي لم يقل بها إمام مجتهد قط، ويدعون فيما يبغون من اتباع الناس لهم حمل الناس على اتباع الأئمة الذين هم أعلم بالسنة؟ إن غرور بعض علماء السوء بنسبتهم إلى الأزهر، ومجازفتهم بإطلاق لقب الكفر والزندقة على من لا يقلدهم في دينه على جهلهم وعدم أمانتهم، ويخالف في ذلك ما يعلم من كلام الله ورسوله النبي الواضح - لهو مصاب في الإسلام كبير، إن كلمة الزنديق التي أطلقها الشيح أحمد الرفاعي على من يخالف فقيه مذهبه ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم دونه معناها من لا دين له، ويقول بعض الفقهاء: إن الزنديق كافر لا تقبل توبته فلا بد من قتله، ولو كانت حكومة عصرنا تأخذ بأقوالهم
(يُتْبَعُ)
(/)
لفعلوا بنا شرًّا مما فعلته الكنيسة في عهد محاكم التفتيش المشهورة في قرونها الوسطى من قتل الناس وتعذيبهم حتى بالنار لمخالفتهم لفهم رؤسائها. ولكن الله عز وجل يقول في رسوله صلى الله عليه وسلم في آخر سورة النور: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور: 63).
بل الأمر في صد المسلمين عن دين الله بدعوى حماية المذاهب أعظم من ذلك، وهو حمل الناس على تقليدهم في مسائل الاعتقاد والإيمان بما يخالف ظاهر القرآن، كما فعل هذا الطاعن في الأستاذ الإمام في المقال الذي نشره في جريدة الإسلام فقد صرح فيه بكفر من يؤمن بظاهر القرآن في صفات الله عز وجل، فهو قد بدأ يجعل جريدة الإسلام كمجلة نور الإسلام، صادة عن اتباع القرآن، واتباع خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة والسلام في كل من العقائد والعبادات والأعمال،
بتأويلات مبتدعة اجتهادية ما أنزل الله بها من سلطان، وهو ليس بأهل للاجتهاد فيما دون هذا من فروع الأحكام، ولا فيما يعيش به من شراب وطعام، وهم يقررون أن المقلد في عقيدته مختلف في صحة إيمانه، وإننا نذكر هنا عبارته مع الإشارة إلى بطلانها بالإيجاز استطرادًا.
قال في أول الصفحة 13 من السنة الثانية من جريدة الإسلام: (يتمسك كثير من الناس بظواهر الآيات وهو غلط فاحش يؤدي إلى الكفر، وقد قال لي قائل: يجب اعتقاد أن الله في السماء فإنه يقول: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ} (الملك: 16) إلخ فمن لم يعتقد ذلك فهو كافر، فقلت له: إن من يعتقد ذلك على ظاهره فهو الكافر). هذا نص عبارته بحروفها، لم ننقلها كما ينقل أقوالنا بحسب ما يزعم من معانيها مع تحريفها، وإننا لم يبلغنا أن أحدًا من مبتدعة هذه الأمة ولا من أهل
الكتاب تجرأ على مثل هذا القول في كتاب ربه، فزعم أن المؤمن به على ظاهره هو الكافر به، أي دون من يحرفه أو يتأوله برأيه أو تقليده ولو لبعض أدعياء العلم.
نعم إنه علَّل زعمه أن المؤمن بظاهر القرآن هو الكافر بقوله: (فإنه جعل لله ظرفًا يحيط به، ومكانًا يستقر فيه، ومن اعتقد ذلك فيه، فقد شبهه بخلقه، ومن شبَّهَه بخلقه فهو كافر) وهذا الاستدلال باطل من وجوه أكتفي منها في هذا الاستطراد من ناحية اللغة بأن لفظ السماء في أصل اللغة: ما علاك، ولا يلزم أن يكون ظرفًا ولا مكانًا، بل المعلوم من جملة الآيات أن المراد بالسماء في هذا المقام إما العلو المطلق، وإما العرض الذي هو أعلاها، واستواؤه تعالى على عرشه
يقتضي أنه فوقه بالمعنى اللائق به، وأنه فوق جميع خلقه بائن منهم حيث لا مكان ولا زمان {وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ} (البروج: 20). وأكتفي من جهة العقيدة بأن الإيمان بظاهر القرآن واجب بالإجماع فإن أو هم تشبيهًا جزمنا بأن التشبيه غير ما ورد بدليل العقل والنقل، وفوَّضْنَا الأمر في كيفية ذلك وتأويله أي ما يؤول إليه إلى الله عز وجل، لقوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} (آل عمران: 7) وهو ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث والفقه المجتهدين، وكل مسلم يعتقد أن ربه وخالقه مُنَزَّه عن مشابهة عبيده المخلوقين، ولا يحتاج إلى تأويل كلامه برأيه كالملاحدة أو المبتدعين، ولازم المذهب ليس بمذهب، على أن اللزوم هنا ممنوع،
وناهيك بمنعه في باب التكفير. وإذا كان من يؤمن بحقيقة الآية ويتأول ظاهرها المشكل عنده بما يعطيه أسلوب اللغة لا يكون كافرًا، ولكنه إذا خالف فيه المأثور عن السلف يكون مخطئًا أو مبتدعًا، وإذا أطلق العنان لكل متأول تتفرق الأمة شيعًا، فكيف يحكم بكفر المؤمن بالظاهر المأمور به في ضمن الإيمان بكتاب ربه، ومقتضى إيمانه بالظواهر أن يكون منزهًا له عن التمثيل بخلقه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة القول أن تكفير هذا الدعي في نسب العلم لمن يؤمن بظاهر الآيات المتشابهات، وهو تكفير لسلف الأمة من الصحابة والتابعين وحفاظ الحديث والأئمة المجتهدين، وهو عين ما يتهم هو به أئمة المحدثين، ومن بعدهم من السلفيين، ولا شبهة له إلا دعوتهم الناس إلى اتباع ما أنزل الله، وما بيَّنه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه لا يفهم ذلك ولا يعقله؛ لأنه لا يفهم القرآن ولا لغته، ولا يعلم ما ورد من بيان السنة له، ولا آثار السلف الصالح في عقائد الملة، فعلم منه أن ما كفرهم به هو صحيح الإيمان، وأن ما يدعو الناس إليه هو عين الكفر والابتداع،
فإن كان معذورًا بالجهل، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى بعد ما هديناه إليه من العلم، وآية التوبة أن ينشر هذه الحقيقة في المجلتين اللتين يبث فيهما دعوته إلى ترك الناس عقائد القرآن وهداية السنة. ثم أعود إلى بيان بقية الشواهد على جهله بالاصطلاحات العلمية فأقول:
(الشاهد الثاني) في سؤاله إياي هل أريد أن أقول: إن الشيخ محمد عبده كان مجتهدًا يأخذ من الكتاب والسنة وقد رميته بالجهل بالسنة - إلى قوله - (وهل يرى صاحب المنار أن الجهل بالسنة لا ينافي الاجتهاد)؟ أقول: (أولاً) قد علم مما سبق في بيان مفترياته أنني لم أرم الأستاذ الإمام بالجهل بالسنة ولا بترك الصلاة (وثانيًا) أنني لم أعن بعبارتي تلك أن الأستاذ كان مجتهدًا وهي لا تدل على هذا (وثالثًا) هب أنني أردت منها أنه كان مجتهدًا وهو كذلك، فما ذكرته من تقصيره في الحفظ والعناية بالجرح والتعديل لا ينافي الاجتهاد كما صرح به علماء الأصول الذين قرأ المفتري كلامهم، ولم يفهمه أو نسيه أو تناساه، اتباعًا لهواه في الطعن على المرحوم الأستاذ الإمام وعلى صاحب المنار. قال التاج السبكي في الكلام على ما يُشْتَرَط في المجتهد من العلم بالحديث من جمع الجوامع (ويكفي في زماننا الرجوع إلى أئمة ذلك) قال شارحه المحلي في بيان هؤلاء الأئمة من المحدثين كالإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم فيعتمد عليهم في التعديل والتجريح لتعذرهما في زماننا.
(الشاهد الثالث) إن فرضنا أنني عنيت بإنكار الأستاذ الإمام على الشيخ أحمد الرفاعي أنه يدل على جواز الاجتهاد في موضوعه الذي بَيَّناه آنفًا فهو يصدق بالاجتهاد الجزئي دون الاجتهاد الكلي الشامل لجميع الأحكام، وقد صرح علماء
الأصول بجوازه، وهو بديهي، وإن لم يصرحوا به، ولا سيما الاجتهاد في بعض الأحكام الجزئية كالذي فسرنا به المسألة، وهو إيقاد السُّرج على القبور، وقولهم: يشمل الاجتهاد في بعض أبواب الفقه برمتها كالفرائض فمن العلماء المتأخرين من نبغ فيه دون بقية الأبواب، فجوازه وإمكانه في المسائل الجزئية أَوْلَى. فعُلِمَ مما ذكر كله في هذا العضو من أعضاء هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أنه لا ثقة بنقله ولا بصدقه ولا بأمانته ولا بفهمه، وأنه مغرور بلقبه وبثقة
شيح الأزهر به، لموافقته له في رأيه ومشربه، حتى بلغ من غروره الطعن على أئمة الكتاب والسنة في مجلة المشيخة وغيرها والتسلق إلى محاولة تصحيح أغلاطهم. وتنفير الناس من كتبهم الداعية إلى الاهتداء بالنصوص، وزعمه أنهم بهذه الدعوة يكفرون جميع المسلمين؛ لأن اتباع الكتاب والسنة حتى في العقائد يؤدي عنده إلى الكفر والمروق من الدين.
فعلى شيخ الأزهر أن يَكُفَّهُ عن إفساد عقائد عوام المسلمين الذين يغترون بلقبه وثقة المشيخة به، وإلا كان شريكًا له في إثمه، وإن ادعى الشيخ الأكبر أنه مصيب فإنا ندعوه هو - أي شيح الأزهر - ومن شاء من هيئة كبار العلماء المنافقين لهما (إن وجدوا) إلى المناظرة الكتابية في هذه المسائل، وعرض ما يكتب على علماء الأمة وعقلائها في العالم الإسلامي كله، فالعلم بالإسلام حر مطلق من قيود الرياسة الدولية والشهادات الرسمية، والسيطرة الكهنوتية، والسلام على من اتبع الهدى.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 04:34]ـ
جزاك الله خيراً على تبيين الحق(/)
موقع متميز بصاحبه.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني , اخواتي , الافاضل الاكارم الاعزاء
ابشركم بأنه تم الانتهاء او سوف يتم الانتهاء قريبا جدا جدا من ان شاء وتصميم اكبر موقع عن الرسول محمد
صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ((ولأنه موقع شرعي ويخص نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم استطع وضعه في الإستراحة)) نسأل الله أن يحفظه من الشبهات والتحريف
أكبر موقع لرسول الله
يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز
:
?لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ?
(التوبة: 128).
يالها من كلمات بديعة من رب العزة يخاطب بها القلوب المؤمنه
وياله من تقديم وتعريف رائع برسوله الكريم ووصفه الجميل بأنه من أنفسكم , وعزيز وحريص ورؤوف ورحيم
ما أبدع كلمات الخالق وماأبلغها من صفات للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام
فكيف لانحبه وكيف لايدخل قلوبنا ويستقر ويكون أحب الينا من الدنيا ومافيها
فكيف لانلتمس من هذه المحبه ونسير على خطاه ونهتدى بهديه صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله بكرمه و فضله تم الإنتهاء من موقع رسول الله
http://www.rasoulallah.net (http://www.rasoulallah.net/)
مميزات الموقع
لمن أراد ان يتعلم مختصر السيرة النبوية بصورة مبسطة بلا إخلال في المضمون فله ذلك عن طريق قبسات من السيرة _هنا
o لمن أراد ان يتبحر في السيرة النبوية بأدق تفاصيلها فله ذلك عن طريق
السيرة لإبن هشام _هنا
الرحيق المختوم باللغة العربية و الإنجليزية هنا
زاد الميعاد في هدي خير العبادلإبن القيم هنا
o يمكنك الحضور يوميا الى مجلس من مجالس الحديث
o لمن أراد أن يتبع رسول الله في جميع جوانب حياته فله ذلك_هنا_
o حاولنا ان نربط بين السيرة في أمهات الكتب و المقالات و بين الدروس الصوتية و شروح السيرة وهذا العمل ما زلنا نقوم به
o لمن أراد أن يستعين بأكثر من الف سُنّة في اليوم و الليلة فله ذلك _هنا_
o لمن أراد أن يستعين بالوصايا النبوية في تربية أطفاله_هنا_
o لمن أراد أن يستعين بوصايا الرسول في التعامل مع أخطاء الناس هنا
o لمن أراد أن يستعين بأكثر من ألف سُنّة في اليوم و الليلة _هنا_
o جمعنا كل الشبهات المثارة حول رسول الله و تم ترجمتها والرد عليها _هنا_
يمكنك ارسال نسخة من الوثيقة المترجمة الى صديقك الذي لا يجيد العربية دون الحاجة لفتح الصفحة المترجمة بواسطة "أرسل الصفحة مترجمة الى صديق
o مع باقي أقسام الموقع
أصحاب الرسول
لمادا ندرس السيرة؟
الرسول كأنك تراه
نبوئات بظهور الرسول
شمائل الرسول
الرسول زوجا
الصلاة على الرسول
غزوات رسول الله
وفاة رسول الله
الرسول يأمر وينهي
أقوال المستشرقين المنصفين
معجزات الرسول
نبوئات الرسول
الرسول في القرآن
حقوق الرسول على أمته
o
o الموقع لم ينتهِ بعد، فما زال أمامنا الكثير لتعريف العالم بأخلاق وشمائل و سُنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم
o سنجمع بإذن الله كل ما يتعلق بالحبيب و نعرف العالم به، سنقرأ لك ما كُتِب عن المصطفى في المؤلفات الأدبية و أمهات الكتب و نقربه لك بكل يسر و سهولة
من أراد الانضمام الى فريق الموقع فعليه التفضل بزيارة صفحة فريق العمل
o
o أخي .. أختي .. نرجو ان يكون الموقع سبب في زيادة محبتك لرسول الله
إن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي الدواء لو أن أفئدتنا كانت أوعية لهذا الحب.
ونحن الذين حيل بيننا وبين رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم تكتحل أعيننا بمَرآه وحُجبنا عن رؤيته بزمن يبلغ مداه أربعة عشر
قرناً، لا بدّ أن يستبدّ بنا الحنين إليه، ولا بدّ أن يستبدّ بنا الشوق إليه ...
إلى الذي تشوَّق إلينا قبل أن نتشوَّق إليه. ألا تذكرون يوم زار البقيع قُبيل وفاته، سلّم على أهل البقِيع ومعه ثلّة من أصحابه ثم قال: «وَدِدتُ أنّي قد رأيتُ إخواننا» قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال «بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعدُ وأنا فَرَطُهم على الحَوض» (رواه النسائي
أرأيتم كيف تشوّق رسول الله إلينا؟ أفلا نُبادله شوقاً بشوق، أفلا نبادله حنين بحنين , وحباً بحب؟!
إننا بحاجة إلى أن نجدد حبنا لرسول الله، وليس حُبُّنا لرسول الله إلا غُصناً متفرّعاً عن حبنا لله سبحانه وتعالى!
وأين نحن من حنين جذع النخلة فى المسجد إليه عليه أفضل الصلاة والسلام.
يقول الله عز وجل: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ? (آل عمران: 31)، ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي? أي فاتبعوا رسول الله، لاحِظوا هذا الربط، يقول لي الله عز وجل: «أتحبني؟ أتحب مولاك وخالقك؟»، «نعم يا رب». قَدِّم البرهان على ذلك. برهان محبتي لله اتباعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ?مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ? (النساء: 80). تعالوا نجدد بيعتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تركَنا على سنة بيضاء نقية ظاهرها كباطنها لا يزيغ عنها إلا هالك، لا تبتعدوا عنه، لا تبتعدوا عن سنة نبيكم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
تعالوا نحرص على أن نتبع حبيبنا المصطفى ولا نبدّل ولا ندل فيه ,,,,,,,,,,
رجاء أن لم تستطع الاشتراك فمرر الرسالة لغيرك لتحصل على ثواب الدال على الخير
وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:45]ـ
صدقتَ أخي الحبيب
أنا محتاج أن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 07:28]ـ
مرحبا بك وبكل عراقي أصيل
اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 07:32]ـ
مشايخي الافاضل:
ماحكم الإستعانه هنا وهل هي من أنواع الشرك حيث لايجوز الإستعانة إلا بالله؟؟
o لمن أراد أن يستعين بأكثر من الف سُنّة في اليوم و الليلة فله ذلك _هنا_
o لمن أراد أن يستعين بالوصايا النبوية في تربية أطفاله_هنا_
o لمن أراد أن يستعين بوصايا الرسول في التعامل مع أخطاء الناس هنا
o لمن أراد أن يستعين بأكثر من ألف سُنّة في اليوم و الليلة _هنا_
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 10:17]ـ
الاستعانة هي طلب العون، ويكون من الله عز وجل أو خلقه أو الآلات أو الوسائل المادية أو المعنوية وغير ذلك.
أما الممنوع فهو الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل أو فيما هو من اختصاص الرب عز وجل.
والاستعانة مثل السؤال، ففي الحديث مثلاً: إذا سألت فاسأل الله - أي فيما هو من اختصاص الله عز وجل - وإلا لزمك ان تحرم أن يسأل الرجل زوجته أن تعد له طعاما ً، والطالب أن يسأل شيخه في العلم، والمدير أن يسأل موظفيه تأدية أعمالهم - والله اعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 10:26]ـ
جزاكم الله خيرا ,,
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 11:56]ـ
شكر الله لك أختي لامية العرب
ورزقنا وإياكم الحب الحقيقي للمصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 08:04]ـ
الأخ الفاضل شريف شلبي
جزاك الله خير الجزاء على الإفادة والمرور الكريم
الأخوان (ابن رجب) و (ابو القاسم)
بارك الله فيكما ورزقنا الله وإياكم صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 10:41]ـ
بارك الله في القائمين على الموقع ووفقهم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 07:41]ـ
بارك الله في القائمين على الموقع ووفقهم
اللهم آمين وبارك فيك أخي الفاضل
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله فيكم
اللهم ارزقنا محبة الرسول وأرزقنا اتباع سنته
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 01:30]ـ
بارك الله فيكم
اللهم ارزقنا محبة الرسول وأرزقنا اتباع سنته
اللهم آآمين يا حي يا قيوم
بارك الله فيك يا ابا وئام
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 01:19]ـ
بارك الله فيكم و رزقنا و إياكم محبة النبي صلى الله عليه و سلم و اتباع سنته
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 10:16]ـ
بارك الله فيكم و رزقنا و إياكم محبة النبي صلى الله عليه و سلم و اتباع سنته
اللهم امين
نسأل الله ان يرزقنا واياك شفاعته صلى الله عليه وسلم(/)
حدّ الحِدّة المشروع ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:47]ـ
جاء في خلال أبي بكر الصديق"وكان فيه حدة"
وأما عمر الفاروف فحدته أشهر من أن تذكر .. أي في الحق
وفي البخاري في معرض قصة عن سعد "وكان فيه حدة"
وكانت أم المؤمنين عائشة تعتريها حدة كأبيها .. تأمل قولها:"أحرورية أنت .. ! "
وقولها:"لقد قفّ شعر رأسي .. " .. وقولها:" .. فقد أعظم على الله الفرية .. "
وقولها"أجعلتمونا كالبهائم" .. وقولها لابن أختها عروة"بئسما قلت يا ابن أختي .. "
ولا أعرف صحابيا اشتهر بالحلم مثل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..
فقد ضرب فيه المثل .. ولذلك قال ابن عمر: أبي خير منه وهو أسود منه
وإذا تجاوزنا الصحابة إلى من بعدهم ..
فعن إسماعيل بن أبي حكيم "وغضب عمر بن عبد العزيز يوما وكان فيه حدة"
وكان الأئمة كمالك والشافعي .. ربما احتدوا على سائل ..
حتى لو كان ظاهر سؤاله مشروعا .. كقوله أرأيت .. لو كان كذا .. إلخ
أما ابن حزم فهو مدرسة وحده في الحدة! .. حتى قارنوها بسيف الحجاج
ثم ابن تيمية .. فكانت تعتريه حدة ما يلبث أن يقهرها بالحلم ..
وكذا ابن القيم على نحو أقل ..
وهكذا إلى عصرنا الحاضر .. وأرغب عن تسمية بعضهم .. اكتفاءا بما قيل
وقبل ذلك .. حدة الأنبياء .. فهذا موسى الكليم يحكي الله عنه"وألقى الألواح"
"وأخذ برأس أخيه يجره إليه"
والمقصود أن الحدة ليست مذمومة لذاتها ولا على إطلاقها ..
فإنا نسمع كثيرا ممن يلوم بعض طلبة العلم كلما احتد .. مطالبا إياه أن يلزم اللين
ولا يخفى ما في ذلك من تثبيط الحماسة والغيرة في حس المؤمن
والناس في ذلك مراتب:-
-فإن احتد على من تلبس بكفر .. عملا أو قولا .. فهذا هو المتعين
وإن خلا من التعمر لأجل ذلك .. فلا حظ له من الإيمان ..
وتأمل شدة الخطاب القرآني في بيانه"وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم"
ولهذا لم ينكر رسول الله على أبي بكر قوله لعروة "امصص بَظر اللات"! .. فقد جاء كافرا متهكما
-وإن احتد على انتهاك محارم الله .. فهو واجب أيضا ..
ولذلك شواهد من السنة .. كيوم أن نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الذهب وألقاه أرضا ..
وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده!
-وإن احتد على من فعل مكروها .. فهذا له وجه بحسب حال الواقع في المكروه
فإن كان من أهل الديانة المتينة .. وتكرر منه ذلك ..
ولكن ضابطه ألا تكون الحدة موهمة أن الفعل محرم
-وإن احتد على المستكثر من فضول المباحات .. فكسابقه ..
بشرط ألا يثرّب على فاعله تثريب الواقع في المكروه فضلا عن المحرم ..
إلا أن يبلغ مقاما .. يستهجن منه ذلك ..
ومن ذلك قول عمر لجابر بن عبد الله: أكلما اشتهيتم اشتريتم!
-وإن احتد على ما من يخالفه في مسألة اجتهادية مما يسوغ فيها الخلاف ..
فهذا مذموم .. بالإجماع
إلا أن يكون هذا القول السائغ ذريعة معروفة لارتكاب منكر في حالة أو زمان معين .. فهنا له وجه
-وإن احتد على من قال بقول ضعيف .. فمقبول .. لأن حاديه على ذلك نصرة الدليل
الذي هو قال الله قال رسوله .. بشرط ألا تجاوز الحدة ههنا تسفيه صاحب القول
-وإن احتد على من جاء بقول شاذ .. لا ينهض به دليل ولا أثارة من علم السلف
فهذا احتداد وجيه .. حفاظا للشريعة .. وصيانة للسنة
-وإن احتد على من يقول بقول يلزم منه التذرّع به إلى منكر أو الإفضاء إلى ضرر
فهذا احتداد وجيه .. ذبا عن حياض الشرع .. ولهذا احتد الإمام مسلم على القائل بقول البخاري من اشتراط ثبوت اللقي ..
وهكذا ..
ولهذه الحدة المشروعة ضوابط .. حتى يؤجر صاحبها عليها وتكون مستحبة محمودة منها:-
-أن يراعي مراقبة الله عز وجل .. فإن من يحتدّ على أخيه .. قد يفضي به إلى استعظام نفسه .. والعجب بها .. حيث تمعّر وجهه غضبا لله عز وجل .. فأشبه رسول الله في كونه لم يكن يغضب إلا أن تنتهك محارم الله تعالى
فعليه أن يسائل نفسه أحدته خالصة لله .. أم لنفسه حظ منها؟
-وأن يقدّر هذه الحدة بقدرها .. فلا يحتد على ارتكاب محرم .. كما يحتد على ارتكاب مكروه
مع مراعاة ما تقدم من اعتبار المقام والحال
-وألا تكون حدته وغضبه مشتملة على منكر .. فيقع في إنكار منكر يراه .. بوسيلة منكرة
فإن قيل فما بال موسى ألقى الألواح .. وظاهر الفعل كفر؟!
فالجواب أن موسى استغلق الغضب عليه عقله من تعظيمه للشريعة وامتلاء صدره بالتوحيد .. وإجلال الله عز وجل .. وحبه لربه .. فلم يتمالك نفسه .. ولم يتحكم بشعوره لأن قومه عبدوا العجل .. والحال أنه لم يمض على تنجية الله إياهم إلا زمن يسير .. ولهذا عذره الله تعالى
-وألا يغلب على الظن أن هذه الحدة صادة لمن احتُدّ عليه عن الحق
إلا أن تكون مقالته عامة .. مؤثرة .. فتقدم مصلحة النفع العام على شعوره الخاص
هذا ما تيسر على عجالة ..
ولم أقصد الإحاطة بل التنويه بذكر بعض الملامح
مع التنبيه أن الأصل في علاقة المسلمين الرفق واللين ..
كما قال تعالى"رحماء بينهم" .. وقال"أذلة على المؤمنين"
بل هو الأصل في دعوة الكفار .. ومنه قوله تعالى"فقولا له قولا لينا"
وقوله"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
وقد أصّل رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الأصل فقال"ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه"
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:04]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب اللبيب أبوالقاسم ونفع بك ..
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة ..
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:25]ـ
جزيت الجنة، وبارك الله فيك وزادك الله من فضله(/)
سؤال عن صفات عيسى-عليه السلام- (ضروري)
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 08:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تدخل الآية الكريمة: (وأوصاني بالصلاة والزكاة) و (إني متوفيك) في صفات عيسى - عليه السلام-؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:07]ـ
هذه من أخبار عيسى عليه السلام وأموره
أن من شأنه أن أخبر بهذا .. وأن الله متوفّيه أي مستوفي لبثه في الأرض .. على قول
أو موفّيه أجله بعد أن ينزل في آخر الزمان ..
وقوله"متوفيك ورافعك إلي" لا يقتضي التعقيب بينهما لأن الواو لا تفيد ذلك
ويمكن عدّه من صفاته بأنه كان عبدا ربانيا يلتزم وصاة ربه .. وأنه مخصوص بشيء غاير فيه الأنبياء
وهو نزوله ورفعه(/)
التَّأْريخُ الهِجْرِيُّ .. إلَى أيْن؟!؛ للعلاَّمة / عبدِ اللهِ بن صَالحٍ الفَوْزَان
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:48]ـ
التأريخ الهجري إلى أين؟
من الظواهر السيئة التي برزت في بلاد المسلمين ترك التأريخ الهجري، والاستغناء عنه بتأريخ النصارى المسمى بالتأريخ الميلادي، والذي لم يُبن على يقين، وإنما عرف بعد ميلاد المسيح عليه السلام بقرون عديدة، وأُدخل عليه من التعديلات ما هو معترف به لدى عقلائهم.
يقول جورج شها: ومن اسمه يظهر أنه منهم-: (ولذلك لم يكن من السهل التثبت بالضبط من وقت الميلاد، بل الظاهر أنهم أخطئوا في حسابهم، فعينوا تأريخاً قبل وقوع الميلاد بأربع سنين على الأقل) [1]
وإن مما يؤسف عليه أن ترى كثيراً من المسلمين يتنكرون لتأريخهم، ويحاولون نسيانه أو حصره في مجالات ضيقة، لا تعني صورة مشرفة تدل على العناية به، والاهتمام بما يدل عليه من المعاني، في حين أن العديد من الأمم الأخرى كاليهود والنصارى تؤكد حرصها وتمسكها بالتأريخ الذي له صلة بمعتقدها وموروثاتها الدينية.
لقد رضي هذا التأريخ القمري الهجري واعتمده في أمور الدين والدنيا أفضل القرون من هذه الأمة، استناداً إلى قول الحق تبارك وتعالى ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)) (البقرة:189).
واعتماداً على اتفاق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حتى أصبح هذا التاريخ من مزايا الأمة الإسلامية، انفردت به عن غيرها من الأمم، فأشهر الحج وصوم رمضان، وصوم النفل وعيد الفطر وعيد الأضحى، وحول الزكاة والآجال في البيوع والإجارات وسائر العقود، وأحكام العدد وبعض الكفارات وغيرها كثير، كلها مربوطة بالتاريخ الهجري، حكمة من الله تعالى ورحمة بهذه الأمة وحفظاً لهذا الدين، لاشتراك الناس في هذا الحساب وتعذر الغلط والخطاء فيه، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب.
إن التقويم بالقمر هو الأصل، وهو المعروف عند العرب منذ القدم، ولذا جاء في معاجم اللغة أن الشهر معناه القمر.
يقول الرازي: (واعلم أن مذاهب العرب من الزمان الأول أن تكون السنة قمرية لا شمسية، وهذا حكم توارثوه عن إبراهيم وإسماعيل– عليهما الصلاة والسلام– فأما عند اليهود والنصارى فليس كذلك) [2]
إن إقصاء التأريخ أو محاولة إقصائه عن حياة المسلمين هو جزء من العداء الموجه لهذه الأمة في عقيدتها وأخلاقها، وشخصيتها ومنهجها هذا من جهة، ومن جهة أخرى ما مُني به المسلمون في هذا العصر من محبة التشبه بأعداء الدين، والإعجاب بما هم عليه، واقتباس مناهجهم وأوضاعهم، حتى أدى ذلك إلى ضعف المسلمين وخضوعهم لغيرهم، وتخليهم عن كثير من أحكام دينهم وأخلا قهم، وثمة سبب ثالث له أثر في إقصاء هذا التاريخ، ألا وهو كثرة الوافدين واختلاطهم مع المسلمين، وتسليمهم مقاليد البيع والشراء في كثير من المجالات، وهم ممن يسارع إلى اعتماد تاريخ النصارى، إما لجهلهم بالتاريخ الهجري لكونهم لم يعتادوه، أو للكيد للمسلمين والرغبة في القضاء على تاريخهم حتى يُنسى، ولهذا فرض أعداؤنا هذا التأريخ الذي فيه ربط لأجيال المسلمين بتاريخ النصارى وأعيادهم، عن تاريخهم الهجري الذي ارتبط بنبيهم صلى الله عليه وسلم وبشعائر دينهم وعبادتهم، ولأجل أن يشعر المسلمون بالتبعية والانقياد لغيرهم، هذا هو قصد الأعداء من فرض تاريخهم، ولو كان هذا التاريخ مسألة تقويم فقط يراد به عدُّ الأيام لما رأيت هذا السعي الحثيث لإبعاده وتنشئة الأجيال على نسيانه.
إن مما يدعو إلى العجب أن ترى الكثير ممن ينتسب إلى الإسلام يسارع في تبعيته للغرب، ويكون عوناً لهم على تحقيق مآربهم وتنفيذ مخططاتهم في بلاد المسلمين عن قصد أو عن غير قصد، حتى ظهر في هذا العصر من يتنكر لهذا التاريخ المجيد الذي بني على أسس سليمة، وقواعد ثابتة، ومقاصد سامية، ويعتاض عنه بتاريخ لا يمت إلى الإسلام بصلة، وليس له أيُّ معنى من المعاني التي تنادي إلى الأخذ به.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تاريخ النصارى تاريخ روماني الأصل، عَدَّلَهُ بعض الملوك ورهبان النصارى ونسبوه إلى ميلاد المسيح عليه السلام بعد مولده بستة قرون أو ثمانية قرون تقريباً، والأشهر الميلادية التي يدور عليها فلك هذا التاريخ تحمل في اشتقاقها ومعناها معاني وثنية، ذات ارتباط بآلهة الرومان وعظمائهم، وحتى أيام الأسبوع تحمل هذه المعاني عندهم.
والتاريخ الهجري الذي هو شعار الأمة الإسلامية لم يُبن على ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على مبعثه، وإنما بني على حدث عظيم فرق الله فيه بين الحق والباطل، إنه يوم الهجرة الذي أعقبه قيام الدولة العظمى دولة المسلمين في المدينة، بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بعد أن كان المسلمون يعيشون في مكة أفراداً مطاردين، ليسوا لهم كيان يجمعهم، ولا دولة تحميهم، حقاً إنه حدث عظيم، جدير بأن يتذكره المسلمون على مَرِّ الدهور، وتنشأ على معرفته ووعيه الأجيال، وأن يكون شعاراً بارزاً ومَعْلَماً من معالم حضارة المسلمين.
أنا لا أنكر أن مسألة الأخذ بتاريخ النصارى قد تكون اضطرارية في بعض الحالات بسبب ضعف المسلمين، لكن لا بدَّ أن يُعتمد معه التاريخ الهجري ليكون متبوعاً لا تابعاً، ويعلم العدو الماكر أننا لم نتخلَّ عن تاريخنا، ولن نرضى به بديلاً، لكن ما العذر لمن يمكنه الأخذ بالتاريخ الهجري واعتماده في جميع شؤونه، وليس بحاجة – فضلاً عن الضرورة – للأخذ بتاريخ النصارى؟!
إني لأعجب ويعجب غيري ولاسيما هنا في بلاد الحرمين – حرسها الله – ممن يؤرخ بتاريخ النصارى لأناس لا يعرفون شيئاً عن هذا التاريخ، لا يعرفون اسم الشهر، ولا بدايته، ولا نهايته، تأخذ الورقة من مستوصف أو مصنع أو محل تجاري على اختلاف نوع بضاعتها، وإذا على طرتها قد سَجَّلَ لك المسؤول تاريخاً لا تعرف لا أصله ولا فصله، حتى إنه إذا كان يتضمن موعداً مستقبلاً ذهبت تقابله بالتاريخ الهجري لتحفظ هذا الموعد.
فيا أيها المسلمون لا تكونوا عوناً لأعدائنا في تحقيق مآربهم فينا، بل علينا أن نعتز بديننا وبأخلاقنا، وبما سار عليه سلفنا الصالح الذين حقق الله لهم النصر والعز والتمكين في الدنيا، ووعدهم عظيم الأجر في دار كرامته.
إن علينا أن نتمسك بتاريخنا الهلالي الهجري الذي يعني اعتزازنا بديننا، وحفاظنا على شخصيتنا الإسلامية المتميزة عن غيرها، والتي لا ترضى بحال أن تكون تابعة لغيرها، ما دام أن الله تعالى أعزها بهذا الدين ورضيه لها لقيادة البشرية، والصعود بها في معارج الرقي والكمال.
http://www.alfuzan.islamlight.net/in...k=view&id=2617 (http://www.alfuzan.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2617)
ـ[العرب]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 10:56]ـ
جزاه الله خيرا، ونفع بشيخنا وبناقل الخبر
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 01:43]ـ
أنا لا أنكر أن مسألة الأخذ بتاريخ النصارى قد تكون اضطرارية في بعض الحالات بسبب ضعف المسلمين، لكن لا بدَّ أن يُعتمد معه التاريخ الهجري ليكون متبوعاً لا تابعاً، ويعلم العدو الماكر أننا لم نتخلَّ عن تاريخنا، ولن نرضى به بديلاً، لكن ما العذر لمن يمكنه الأخذ بالتاريخ الهجري واعتماده في جميع شؤونه، وليس بحاجة – فضلاً عن الضرورة – للأخذ بتاريخ النصارى؟!
إني لأعجب ويعجب غيري ولاسيما هنا في بلاد الحرمين – حرسها الله – ممن يؤرخ بتاريخ النصارى لأناس لا يعرفون شيئاً عن هذا التاريخ، لا يعرفون اسم الشهر، ولا بدايته، ولا نهايته، تأخذ الورقة من مستوصف أو مصنع أو محل تجاري على اختلاف نوع بضاعتها، وإذا على طرتها قد سَجَّلَ لك المسؤول تاريخاً لا تعرف لا أصله ولا فصله، حتى إنه إذا كان يتضمن موعداً مستقبلاً ذهبت تقابله بالتاريخ الهجري لتحفظ هذا الموعد.
فيا أيها المسلمون لا تكونوا عوناً لأعدائنا في تحقيق مآربهم فينا، بل علينا أن نعتز بديننا وبأخلاقنا، وبما سار عليه سلفنا الصالح الذين حقق الله لهم النصر والعز والتمكين في الدنيا، ووعدهم عظيم الأجر في دار كرامته.
إن علينا أن نتمسك بتاريخنا الهلالي الهجري الذي يعني اعتزازنا بديننا، وحفاظنا على شخصيتنا الإسلامية المتميزة عن غيرها، والتي لا ترضى بحال أن تكون تابعة لغيرها، ما دام أن الله تعالى أعزها بهذا الدين ورضيه لها لقيادة البشرية، والصعود بها في معارج الرقي والكمال.
http://www.alfuzan.islamlight.net/in...k=view&id=2617 (http://www.alfuzan.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2617)
جزى الله الشيخ عبدالله الفوزان خيرًا، وبارك فيك ...(/)
من كلام أبي حيان التوحيدي
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 12:59]ـ
قال في البصائر والذخائر 2/ 113: (فلك الحمد يا مظهر الكون، ويا قديم العين، ويا عليًّا عنّا بلا كيف وأين)
في المقطع السابق توقفت عند كلمة (أين) فهل ترون فيها شيئا أيها الفضلاء؟
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 12:37]ـ
يا أخي طلال فر من عقيدة أبي حيان فرارك من الأسد، فهو يقررها على طريقة أهل الاعتزال ...
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 06:32]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا التفاعل، وقد قيل لي أنه ممن يقول بالحلول، ولم أقبل، ولم أنف، ومما يجعلني أقرأ في كتبه أنها تنتمي إلى الأدب.
أرجو أن يبين لي هذا الموضع.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:54]ـ
والشكر موصول لك أخي أبا طلال، ثم إني أقول فر من عقيدته، وليس من أدبه لأن أبا حيان من أعظم أدباء اللغة العربية على الإطلاق - بما فيهم الجاحظ -، فإذا كان ذلك كذلك فلا تتعب نفسك في تتبع ألفاظه العقدية ....
أما عقيدته فلا تذهب بعيداً فيها، فإن له من الأعداء ما جعله يصنف على أنه أحد زنادقة الإسلام الثلاثة، والعارفون بأخباره لا يقبلون هذا، إلا أنهم لا يبرئونه من التهمة، والحذر من أمثاله مطلوب لأنه من الأدباء الذين يخلطون الأدب بالفلسفة حتى لقب بفيلسوف الأدباء ... والكلام عن أبي حيان ذو شجون ....
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 10:14]ـ
أخي الفاضل / أبو طلال.
كما قال لك أخونا أحمد الفارس = فإن أخفَّ درجات أبي حيان أنه من أهل الاعتزال.
والعبارة التي نقلتها: ((عليًا عنا بلا كيف وأين)) تتضمن نفي صفى الاستواء على العرش، وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة وما عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من القول بأن الله عالٍ على الخلق مستوٍ على العرش والاستواء والعلو معلوما المعنى مجهولا الكيف.(/)
أرجو الرد جزاكم الله خيرا .. ضروري
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الردود على شبهة البنوة والألوهية (عيسى -عليه السلام) واحدة؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:39]ـ
يرجى توضيح السؤال
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 03:49]ـ
عند الرد على شبهة البنوة والألوهية التي زعمها النصارى - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا- هل استطيع دمج ردود الشبهتين لأني سأرد -ان شاء الله- من القرآن؟
لأني لم استطع فصلها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 04:01]ـ
لا أدري ما وجه الفصل وعدم الفصل في كلامكم
ولكن الذي يظهر ضرورة الفصل؛ لكي لا يتوهم أحد وجود التلازم بين البنوة والألوهية، أو بين عدم الألوهية وعدم البنوة.
فالألوهية منفية عن عيسى بأدلة قطعية يقينية لا يرتاب فيها أحد، ولا تعلق لها بالبنوة أو عدمها.
وأما البنوة فهي منفية أيضا بأدلة أخرى لا تعلق لها بالألوهية أو عدمها.
والذي يسلم بعدم الألوهية يسهل تسليمه بعد ذلك بعدم البنوة، فلذلك ينبغي الابتداء من الأعلى.(/)
*مهم* قال العلامة ابن عثيمين: هذه مسألة ينبغي لطلبة العلم أن ينبهوا العامة عليها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 05:57]ـ
قال العلامة ابن عثيمين في تفسير سورة النساء في قوله تعالى:
{لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} [النساء: 7]:
[ومن فوائد الآية: التحذير مما يتهاون به بعض الناس اليوم، يموت الميت عن زوجته وبناته، وله أبناء عم عصبة ليسوا في البيت، فتجد أهل الميت يأكلون من طعام البيت، وينتفعون بأجهزته، كالثلاجات وغيرها، دون أن يستأذنوا من لهم حق في الميراث، وهذا لا يجوز، لأنه إذا مات الميت فبدل أن يكون مالُهُ له شخصيا، صار موزعا بين ورثته، كل وارث يستحق من هذا الميراث قلّ المال أو كثر.
وهذه مسألة ينبغي لطلبة العلم أن ينبهوا العامة عليها، لأن العامة قد لا يفهمون، وإلا فعندهم – ولله الحمد – ورع، عندهم ورع يردعهم عن هذا، لكنهم لا يفهمون].
انتهى من شريط (3) وجه أ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 07:19]ـ
يرفع للتنبيه والتذكير.
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:50]ـ
جزيت خيراً على هذا الانتقاء المميز لهذه الفائدة الثمينة؛؛
ولكن؛ أين الورع من أناس اليوم؟ والله المستعان!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:00]ـ
جزيت خيراً على هذا الانتقاء المميز لهذه الفائدة الثمينة؛؛
ولكن؛ أين الورع من أناس اليوم؟ والله المستعان!!
وإياكم أخي الكريم أبا عمر.
صدقت-للأسف- فمراقبة الله عزوجل ضعفت في قلوب كثير من الناس والله المستعان.(/)
لا أخوة بين المسلمين والكافرين ولا دين حق غير دين الإسلام
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 07:01]ـ
لا أخوة بين المسلمين والكافرين ولا دين حق غير دين الإسلام
من املاءات الشيخ ابن باز رحمه الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد: فقد نشرت صحيفة عكاظ في عددها 3031 الصادر بتاريخ 27/ 8/1394هـ خبرا يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في مسجد قرطبة، وذكرت فيه أن الاحتفال بذلك يعد تأكيدا لعلاقات الأخوة والمحبة بين أبناء الديانتين الإسلام والمسيحية. انتهى المقصود.
كما نشرت صحيفة أخبار العالم الإسلامي في عددها 395 الصادر بتاريخ 29/ 8/1394هـ الخبر المذكور وذكرت ما نصه (ولا شك أن هذا العمل يعتبر تأكيدا لسماحة الإسلام وأن الدين واحد) إلى آخره.
ونظرا إلى ما في هذا الكلام من مصادمة الأدلة الشرعية الدالة على أنه لا أخوة ولا محبة بين المسلمين والكافرين، وإنما ذلك بين المسلمين أنفسهم، وأنه لا اتحاد بين الدينين الإسلامي والنصراني، لأن الدين الإسلامي هو الحق الذي يجب على جميع أهل الأرض المكلفين إتباعه، أما النصرانية فكفر وضلال بنص القرآن الكريم، ومن الأدلة على ما ذكرنا قول الله سبحانه في سورة الحجرات: إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B1%5D) الآية، وقول الله عز وجل في سورة الممتحنة: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B2%5D) الآية، وقوله سبحانه في سورة المجادلة: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B3%5D) وقوله تعالى في سورة التوبة: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B4%5D) الآية وقوله سبحانه في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B5%5D) وقوله عز وجل في سورة آل عمران: إِنَّ لداِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B6%5D) الآية، وقوله تعالى في السورة المذكورة: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B7%5D) وقوله عز وجل في سورة المائدة: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B8%5D) الآية، وقوله سبحانه في سورة المائدة أيضا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#9%5D) الآية، وقوله تعالى في سورة الكهف: قُلْهَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B10%5D) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو
(يُتْبَعُ)
(/)
المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يكذبه)) الحديث رواه مسلم، ففي هذه الآيات الكريمات والحديث الشريف وما جاء في معنى ذلك من الآيات والأحاديث ما يدل دلالة ظاهرة على أن الأخوة والمحبة إنما تكون بين المؤمنين أنفسهم.
أما الكفار فيجب بغضهم في الله ومعاداتهم فيه سبحانه، وتحرم موالاتهم وتوليهم حتى يؤمنوا بالله وحده ويدعوا ما هم عليه من الكفر والضلال.
كما دلت الآيات الأخيرة على أن الدين الحق هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وسائر المرسلين، وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن معاشر الأنبياء ديننا واحد)) رواه البخاري في صحيحه، أما ما سواه من الأديان الأخرى سواء كانت يهودية أو نصرانية أو غيرهما فكلها باطلة، وما فيها من حق فقد جاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم به أو ما هو أكمل منه، لأنها شريعة كاملة عامة لجميع أهل الأرض، أما ما سواها فشرائع خاصة نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي أكمل الشرائع وأعمها وأنفعها للعباد في المعاش والمعاد كما قال الله سبحانه يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B11%5D) الآية، وقد أوجب الله على جميع المكلفين من أهل الأرض اتباعه والتمسك بشرعه، كما قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر صفة محمد عليه الصلاة والسلام: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B12%5D) ثم قال عز وجل بعدها: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B13%5D) ونفى الإيمان عن جميع من لم يحكمه، فقال سبحانه في سورة النساء: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B14%5D) وحكم على اليهود والنصارى بالكفر والشرك من أجل نسبتهم الولد لله سبحانه، واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله عز وجل بقوله تعالى في سورة التوبة: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَقَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كره المشركون [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#%5B15%5D) .
ولو قيل أن هذا الاحتفال يعتبر تأكيدا لعلاقات التعاون بين أبناء الديانتين فيما ينفع الجميع، لكان ذلك وجيها ولا محذور فيه، ولواجب النصح لله ولعباده رأيت التنبيه على ذلك؛ لكونه من الأمور العظيمة التي قد تلتبس على بعض الناس.
واسأل الله أن يوفقنا وسائر المسلمين للأخوة الصادقة في الله والمحبة فيه ومن أجله، وأن يهدي أبناء البشرية جميعا للدخول في دين الله الذي بعث به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، والتمسك به وتحكيمه ونبذ ما خالفه، لأن في ذلك السعادة الأبدية والنجاة في الدنيا والآخرة، كما أن فيه حل جميع المشاكل في الحاضر والمستقبل أنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#1/) سورة الحجرات الآية 10. [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#2/) سورة الممتحنة الآية 4.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#3/) سورة المجادلة الآية 22.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#4/) سورة التوبة الآية 71.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#5/) سورة المائدة الآية 51.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#6/) سورة آل عمران الآية 19.
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#7/) سورة آل عمران الآية 85.
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#8/) سورة المائدة الآية 72.
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#9/) سورة المائدة الآية 73.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#10) سورة الكهف الآيات 103 - 105.
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#11/) سورة المائدة الآية 48.
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#12/) سورة الأعراف الآية 157.
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#13/) سورة الأعراف الآية 158.
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#14/) سورة النساء الآية 65.
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#15/) سورة التوبة الآيات 30 - 33.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 05:16]ـ
السلام عليكم
أحب أن أنبه إلى أن مصطلح الأخوة الدينية هو خاص بالمسلمين فقط.
وأما الكفار فالأخوة بيننا وبينهم أخوة إنسانية فقط وفي ذلك يقول الله تعالى: (وإلى عاد أخاهم هودا) فهو أخوهم في الإنسانية والعشيرة وليس في الديانة.
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 07:51]ـ
جزاكم الله خيرا على النقل القيم
وفي حقيقة الامر بعض من يدين بهذه الافكار " الاخوة مع الاديان .. التسامح .. التقارب (تحت ستار التحاور) " البعض منهم ما هو الا ماسوني روتاري همه هدم الاسلام اولا و الاديان الاخرى(/)
مواساة أهل قلسطين -الحجاج المحاصرين خاصة وأهل فلسطين عامة-رسالة ذهبية من الشيخ الهصور
ـ[عيووووون]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 08:50]ـ
مواساة أهل قلسطين - الحجاج المحاصرين خاصة وأهل فلسطين عامة- رسالة ذهبية من الشيخ الهصور
في ظل هذه الأحداث التي يمر بها ذلك الشعب المقهور
تحت بطش الفراعنة الجدد
وحقد عباد الصليب
وكيد أحفاد القردة والخنازير
وخذلان المخذلين
أبعث إليكم رسالة ذهبية من الشيخ الهصور مواساة لهذا الشعب
المرابط حول الأقصى
عسى الله أن يجعل من بعد همٍّ فرجا ومن بعد الضيق فرجا ومخرجا
صبرا إخوتي صبرا ** إن بعد العسر يسرا
مقطع صوتي من رسالة إلى أهل فلسطين من الشيخ الهصور فضيلة الشيخ /فوزي السعيد
فارس منابر مصر
http://upload.9q9q.net/file/z3yTtsdB9iG/01
.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 08:55]ـ
شكر الله لك ..
ونعجب من سكوت مطبق لكثير من المشايخ ..
والأمر جد جلل ..
ولقد كنت أرى بعض الناس في المطارات .. يتذمرون لمجرد تأخر الموظف قليلا ..
وهم في التكييف .. والراحة ..
وهؤلاء يقضي منهم يوميا أناس وهم عالقون بين البحر والبر .. في ظروغ غاية في الصعوبة ..
كله بسبب الذلة المضروبة علينا معشر المسلمين .. على أيدي اليهود والصليبيين ومن سار على خطاهم
وسارع فيهم
والله المستعان
ـ[عيووووون]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:05]ـ
وهذا رابط الخطبة كاملة بعنوان
" رسالة إلى أهل فلسطين"
لفضيلة الشيخ الهصور
http://upload.9q9q.net/file/PSOUutKLGzu/Resala.wma
مع العلم أن هذا الرابط لا يغني عن تحيل المقطع الأول
ـ[عيووووون]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيك أخي "أبو القاسم" ونفع الله بك
اللهم فرج عن إخواننا المرابطين حول الأقصى
ـ[ابن رشد]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 02:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
اللهم انصر اهلنا في غزة ,وألهمهم الصبر.
ـ[عيووووون]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 04:57]ـ
شكرا لك أخي الغالي ابن رشد
وأسأل الله العظيم بحوله وقوته أن يفرج كرب أهلنا في غزة
وأن يلهمهم من اليقين ما يهون به عليهم مصائب الدنيا
ـ[عيووووون]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 11:33]ـ
في أصداء الهجمة الصهيونية البربرية على أهلنا في غزة أرسل هذه الكلمات
فلسطين مهلا ولا تجزعي
ولا تيأسي إن ديني معي
لئن ضيعتك دموع النفاق
فيفديك نحري مع المدمع
(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون
من الله ما لا يرجون)
*.*.*.*.*(/)
سؤال الى اهل الحديث
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 11:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت احد المحاضرين يذكر اثناء محاضرته هذا الحديث:
"ما من عين الا ويتبعه شيطان"
فما صحته؟
وفقكم الله(/)
نقل عن الإمام أحمد -رحمه الله- بحثت عنها كثيراً فلم أجدها.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 08:00]ـ
قيل للإمام أحمد: كيف ينوي في طلبه العلم؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه، ورفع الجهل عن غيره، ينوي به ذلك
فما هي مصادر هذه الرواية؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 08:17]ـ
(قَالَ مُهَنًّا: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: حَدِّثْنَا مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ؟ قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ. قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ. قُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ يُصَحِّحُ النِّيَّةَ؟ قَالَ: يَنْوِي يَتَوَاضَعُ فِيهِ، وَيَنْفِي عَنْهُ الْجَهْلَ).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 08:27]ـ
جزاك الله خير يا شيخ أشرف ما هو المصدر؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 08:38]ـ
انظر: طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى، 2/ 476، ت: د: العثيمين، والآداب الشرعية، لابن مفلح، 2/ 37، ط: مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 04:39]ـ
وإذا أردت الاستزادة من المراجع أخي الفاضل وليد، فيمكنك مراجعة: "الفروع" لابن مفلح، و"غذاء الألباب"، للسفاريني.(/)
فائدة أفضل الذكر من: كتاب الفوائد
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 02:29]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام شمس الدين محمد بن ابى بكر ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:
من الذاكرين من يبتدئ بذكر اللسان وإن كان على غفلة، ثم لايزال فيه حتى يحضر قلبه فيتواطآ على الذكر. ومنهم من لايرى ذلك ولايبتدئ على غفلة بل يسكن حتى يحضر قلبه فيشرع في الذكر بقلبه فإذا قوى استتبع لسانه فتواطآ جميعآ.
فالأول ينتقل الذكر من لسانه إلى قلبه.والثاني ينتقل من قلبه إلى لسانه، من غير أن يخلوا قلبه منه، بل يسكن أولا حتى يحس بظهور الناطق فيه. فإذا أحس بذلك نطق قلبه ثم انتقل النطق القلبي إلى الذكر اللساني ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء منه ذاكرا.
وأفضل الذكر وأنفعه ماواطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده.
كتاب الفوائد الصفحة -323 -
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 04:43]ـ
جميلة بارك الله فيك ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 06:53]ـ
وفيك بارك أخي عالي الهمة(/)
الحكيم عبدالرحمن بن قاسم النجدي ينصح المبتعثين وولاة الأمر!!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 02:53]ـ
نصحية أطلقها قبل عقود من الزمن وكأنه يرى ما يحدث اليوم. هو وأمثاله من الغيورين هم الجديرون بوصف "أهل الحل والعقد"، ولا أنفع لولي الأمر - اليوم - من مشورة أمثالهم.
قال رحمه الله في حاشيته على الدرر السنية:
((لهذا يجب علينا ألا نرسل أبناءنا وهم صغار، إلى بلاد الكفار للتعلم، لأن النشء إذا شب بينهم، لا بد أن يتخلق بأخلاقهم و الأوفق بالمسلمين إذا أرادوا تعليم أولادهم، بعض العلوم الحديثة كالميكانيكا والهندسة: أن يفتحوا المدارس في بلادهم، ويجلبوا لها هؤلاء المهندسين، وبهذا يمكن حفظ أخلاق النشء ودينهم)).
الدرر السنية (15/ 480)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 08:03]ـ
رحم الله الشيخ ابن قاسم وغفر له وجمعنا به في الجنة ..
وجزاك الله خيرا أخي عبدالله على هذه الفائدة خيرا الجزاء ونفع بك ..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 02:04]ـ
رحمه الله
نسخة لوزارة التعليم العالي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 09:22]ـ
جزيت خيرا ياشيخ عبدالله ,,
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 06:38]ـ
... من صحيفة الوطن، اليوم السبت 3 محرم 1429هـ الموافق 12 يناير 2008م العدد (2661) السنة الثامنة
عبدالله ناصر الفوزان
مناقشة هادئة: لا دراسة في أمريكا دون اختلاط
هل يتصور أحد أن الدراسة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان والصين وكافة الدول التي نبعث لها أبناءنا وبناتنا تكون بدون اختلاط بين الطلبة والطالبات في الفصول ... ؟؟ لا ... أبداً ... هذا غير ممكن ... إذن هل يتصور أحد أن تلك الدول يمكن أن تنظم برامج دراسية وفصولاً خاصة لطلبتنا وطالباتنا لا يكون فيها اختلاط .. أيضاً هذا غير ممكن.
سماحة المفتي وجامعة الإمام يدركان بالتأكيد 100% أن الدراسة في جميع الدول التي يتم ابتعاث طلبتنا وطالباتنا لها تتم في فصول تضم الجنسين البنات والبنين ... ويدركان 100% أنه لا يمكن أن توفر تلك الدول برامج وفصولاً خاصة لأبنائنا وبناتنا ليس فيها اختلاط .. وبالتالي فهما يدركان 100% أن أبناءنا وبناتنا الذين يتم ابتعاثهم يدرسون في الدول المبتعثين لها في فصول تضم الجنسين "البنين والبنات" ... بل ولا بد أنهما يدركان أن أبناءنا وبناتنا أحياناً يدرسون معاً في فصل واحد وهذا أمر يدركه الجميع.
وجامعة الإمام عندما بدأت سياسة الابتعاث وقبلت أن ترعى الملتقى الذي تنظمه وزارة التعليم العالي للمبتعثين والمبتعثات بهدف إرشادهم وتوجيههم وتوعيتهم بطبيعة الأوضاع والمجتمعات التي سيذهبون لها، إنما كانت بكل هذا مؤيدة للابتعاث وداعمة له، كما أن سماحة المفتي عندما قبل أن يشترك في برامج تلك الملتقيات، إنما فعل ذلك - كما يبدو - لأنه موافق على الابتعاث، بل وربما مؤيد له ولذلك جاء مشكورا للملتقى الثامن لتوجيه الطلبة والطالبات.
وإذا كان الأمر كذلك فما هو قصد سماحة المفتي عندما تطرق للاختلاط وهو يتحدث للطلبة والطالبات في ملتقى المبتعثين الثامن للطلبة والطالبات الذي نظمته وزارة التعليم العالي برعاية جامعة الإمام وحرّمه بل وشدَّد على تلك الحرمة قائلاً - كما نقلت صحيفة الوطن - ((إن الاختلاط في الدراسة لا يجوز سواء النساء أو الرجال فلا خير في علم فيه اختلاط وبدون محرم)) كما نقلت صحيفة "الوطن" في عددها الصادر يوم الاثنين 29/ 12/1428 "الطبعة الثالثة".
هل كان يقصد أنه لا بد أن يذهب مع الطالبة محرمها للفصل وأنه لا ينبغي لأي طالب أن يقبل بالدراسة في فصل فيه بنات إلا إذا كان معهن في الفصل محارمهن ... ؟؟ أم كان يقصد أنه إذا لم يتوفر فصول في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها ليس فيها اختلاط فينبغي أن يمتنع طلبتنا وطالباتنا عن الدراسة ويعودوا لأوطانهم ... ؟ إن سماحة المفتي موافق فيما يبدو من حيث المبدأ على سفر أبنائنا وبناتنا لتلك الدول بدلالة تلك التوجيهات السديدة لسماحته للطلبة والطالبات التي أجاز فيها لهم حضور أعياد غير المسلمين هناك، وحضهم على الحلم وعدم الغضب عند تعرضهم لاستفزازات تتعلق بعقيدتهم والاكتفاء بإظهار الصورة الحقيقية للإسلام وحذرهم من الانسياق خلف
(يُتْبَعُ)
(/)
التقاليد والسلوكيات غير الحميدة ... وإذن فما هو قصد سماحته عندما أكد للطلبة والطالبات تحريم الاختلاط ... ؟ هل كان يظن أنه من الممكن للطالبة والطالب الذهاب إلى هناك والدراسة مع تجنب الاختلاط ... ؟؟
بصراحة ... فالذي دعاني للكتابة أن ذلك القول الذي قد يعتبره المفتي وجامعة الإمام عابراً لا يمكن - في رأيي - أن يكون كذلك، بل هو قول قد يؤثر تأثيرا قوياً على نفسية الطلبة والطالبات، وقد يؤدي إما للعدول عن الابتعاث ممن هو في طريقه لذلك، أو قطع الدراسة ممن قطع شوطاً كبيراً، أو قد يؤدي على الأقل لتأنيب الضمير والحيرة والقلق والألم النفسي العميق، وهذا سيؤثر سلباً على التحصيل العلمي لأبنائنا وبناتنا هناك وقد يؤدي للفشل ... فهل هذا وارد في حسبان سماحة المفتي وجامعة الإمام ... ؟؟
ثم هل الاختلاط في الفصول هناك هو الاختلاط الوحيد الذي يمكن أن يحصل ... إنه أسهل أنواع الاختلاط لأنه يتم داخل مؤسسات تربوية محترمة ... بخلاف الاختلاط في السوبرماركت والنوادي والمقاهي والمنازل والشوارع ... فالحياة هناك وفي مختلف دول العالم لا تأخذ بنظام الفصل بين الجنسين الذي نأخذ به نحن، فلماذا يا ترى يتم الاهتمام والحديث عن الاختلاط في الدراسة طالما أن هناك موافقة وقبولاً على السفر لمجتمع يقوم على الاختلاط ... ؟ ثم أليس الابتعاث ضرورة ... وأليس للضرورة أحكام أخرى ... ؟
كنت أرجو عدم إلقاء هذه المسؤولية على أكتاف الطلبة الضعيفة ... وإذا كان لا بد من إبراء الذمة فلا أظن في هذا إبراءً للذمة لأن الأمور معروفة ومكشوفة وتجاهل ذلك قد يكون من باب دفن الرؤوس في الرمال ... فالمسألة محسومة في نظري، فإن كانت هناك موافقة على سياسة الابتعاث فلا بد أن ندرك أن الدراسة وكل الحياة الاجتماعية هناك تقوم على الاختلاط ولا بد أن يؤخذ ذلك في الاعتبار أثناء توجيه الطلبة والطالبات ..
ختاماً الطالب والطالبة فتحت لهما الحكومة مشكورة باب الابتعاث واختارتهما وأرسلتهما هناك، وسماحة المفتي وجامعة الإمام جزء من الحكومة، وقد طلبت منهما الحكومة توجيه الطلبة والطالبات إلى كل ما من شأنه إراحتهم نفسياً وتجنيبهم المشاكل ومساعدتهم على النجاح وحمايتهم من الفشل لا تعذيبهم نفسياً وتأنيب ضمائرهم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 07:20]ـ
الله المستعان
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وقال الآخر ..
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء
(يرفع للمسؤلين ولأولياء الأمور)
رحم الله علماء الأمة رحمة واسعة وجزاك الله خيرا اخي عبد الله الشهري
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 09:07]ـ
... قبل الدفعة الجديدة.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 12:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الله الشهري أنا أكن لك تقديرا واحتراما لذا لا أرضى من واحد هذه منزلته عندي أن يتعرض للمفتي بهذه الطريقة.
نعم ليس للمفتي ولا لابن باز ولا للعثيمين ولا لابن قاسم أي قداسة، ولكن لهم قدرهم وفضلهم، ومثل هذه القضايا أحب لك أن تهاتف الشيخ فيها أو تراسله أو تخاطب العلماء الذين تعرف أن لديهم مقدرة على التغيير أو على مخاطبة المفتي. أما عرضها في المنتديات فلا!
حفظك الله وشرح صدرك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الله الشهري أنا أكن لك تقديرا واحتراما لذا لا أرضى من واحد هذه منزلته عندي أن يتعرض للمفتي بهذه الطريقة.
نعم ليس للمفتي ولا لابن باز ولا للعثيمين ولا لابن قاسم أي قداسة، ولكن لهم قدرهم وفضلهم، ومثل هذه القضايا أحب لك أن تهاتف الشيخ فيها أو تراسله أو تخاطب العلماء الذين تعرف أن لديهم مقدرة على التغيير أو على مخاطبة المفتي. أما عرضها في المنتديات فلا!
حفظك الله وشرح صدرك.
سبحان الله يا أخي! ما المشكلة، أخبرني فلقد فاجأتني، وجئتني من حيث لا أحتسب!!
ـ[بن قاسم]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 02:34]ـ
جزاك الله خير ...
ورحم الله الشيخ وجمعنا به في جنات النعيم .. آمين
ـ[بن قاسم]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 02:42]ـ
وقال رحمه الله - في مقدمة المجلد 15 من الدرر: (والله أسأل أن يوفق علماء هذا العصر الذين هم مابين قاضٍ ومعلم وغيرهم بأن يتساعدوا مع ولاة الأمر على أن يخففوا وطأة هذه المنكرات التي حدثت فيبينوا ماتهدم مما أطده سلفهم إلى أن يعود الأمر إلى نصابه)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 12:25]ـ
سبحان الله يا أخي! ما المشكلة، أخبرني فلقد فاجأتني، وجئتني من حيث لا أحتسب!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المبارك راجع المشاركة رقم 5.
ألا تلاحظ فيها شيئا؟؟؟ ثم اقرأ مشاركتي السابقة ...
أعلم أنك تقصد الخير ... وأن هذا الموضوع مهم وخطير، ولكن لو خلا من التعرض للمفتي ولجامعة الإمام.(/)
صلاة الفجر ونوم من العيار الثقيل!
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 05:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرف رجلاً صالحاً -أحسبه كذلك والله حسيبه- لديه مشكلة في النوم، نومه ثقيل جداً
الرجل ينام مبكراً، وفي نيته القيام لصلاة الفجر، ويضع منبهاً بجانب رأسه، ويوصي زوجته أن توقظه، فلا يقوم من شدّة ثقل نومه!
يقول أنه يقوم أحياناً بصعوبة لأداء صلاة الفجر في وقتها، وأحياناً كثيرة لا يقوم وكأنه ميّت!
هو يحس بالحسرة والندم في كل يوم تفوته فيه صلاة الفجر جماعة في المسجد، ويريد منكم صادق الدعاء له
السؤال: ما الحكم الشرعي في هذه المسألة؟ هل يُعذر؟ أم يؤاخذ؟ (أمر محيّر)
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
لقاءات الباب المفتوح - (ج 196 / ص 12) للشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى من المكتبة الشاملة
لسؤال: ما حكم تأخير الصلاة بسبب النوم؟
______________________________ __________
الجواب: إذا لم يصل الإنسان من أجل النوم، فهذا لا شيء عليه، لكن إذا استيقظ فعليه أن يصلي، لقول النبي (ص): (من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) ولأن النبي (ص) كان في سفر فناموا عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس وأيقظهم حر الشمس، فصلاها بعد ذلك، لكن يجب على الإنسان إذا أراد أن ينام أن يتخذ الاحتياط، يجعل عنده آلة منبهة، أو يوصي أحداً أن يوقظه، وأما أن ينام هكذا وهو يعرف أنه إذا استغرق في النوم ألا يصحو إلا متأخراً فقد فرط، لكن أحياناً يكون الإنسان يسمع المنبه -الساعة- لكن لا يدري هل هو نائم أم هذا حلم! فيبقى في منامه، فالمهم أنه متى كان معذوراً بالنوم فإنه يصلي إذا استيقظ ولا حرج عليه. أهـ
قلت: وانظر إلى قصة صفوان بن المعطل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ (ص) وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ، وَلا يُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ: وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ. قَالَ: فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا قَوْلُهَا: يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ، فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ وَقَدْ نَهَيْتُهَا. قَالَ: فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتْ النَّاسَ. وَأَمَّا قَوْلُهَا: يُفَطِّرُنِي، فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ فَتَصُومُ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، فَلا أَصْبِرُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَوْمَئِذٍ: لا تَصُومُ امْرَأَةٌ إِلا بِإِذْنِ زَوْجِهَا. وَأَمَّا قَوْلُهَا: إِنِّي لا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ، لا نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ: فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ.
رواه أبو داود (2459). وأبو يعلى في مسنده برقم 1037 ,1174 وأحمد 3/ 85 والطحاوي في مشكل الآثار 2/ 424: و صححه ابن حبان (4/ 354)، والحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3/ 441)، والألباني في " إرواء الغليل " (7/ 65).
والأمر ليس بالمحير كما ترى ورحمة الله واسعة إذ لم يكلفنا مالانطيق فهذا الرجل إن كان حاله كما ذكر فليس عليه بأس ولا تثريب والله أعلم(/)
خطورة الولع بالتجريد والتصنيف على الدقة في تحديد مذاهب العلماء ومناهجهم ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 07:52]ـ
البحث في تحقيق تأثر العلوم الإسلامية وناقليها بالمنطق الأرسطي = بحث شائق جداً، ومرهق جداً، وموغل في القِِدم جداً، وهو فوق كل ذلك مزلة أقدام ....
والشيء الذي أردتُ الإشارة إليه الآن هو أن هذا البحث لا يكون النظر فيه بالسطحية والتجريد اللذان يتبعهما بعض الباحثين ...
فتكاد تشم من سطحيتهم هذه أن:
من تأثر بأرسطو لابد أن يصرح وينادي ويذكر أرسطو في تعداد مشايخه ومن أخذ عنه العلم ...
ومن تأثر بالمعتزلة لابد أن يطوف بعتبات واصل والهذيل والنظام والجاحظ ...
والسني سني محض دائماً ولابد ...
والمعتزلي معتزلي محض دائماً ولابد ...
فمن صحت سنيته بطل اعتزاله ...
ومن قلى المنطق وجفاه .... يستحيل عند إخواننا هؤلاء أن يتأثر به وهو لا يشعر ...
وكل ذلك من السطحية والتجريد اللذان لا يليقان بمسائل العلم ولا بدارس أحوال البشر وتقلبهم في العالمين ...
ولنضرب على ذلك مثالاً:
الإمام أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت 207) ..
قال الأزهري فيه: ((كان من أهل السنة)).
وقال الجاحظ: ((دخلتُ بغداد حين قدمها المأمون سنة أربع ومائتين، وكان بها الفراء، فاشتهى أن يتعلم الكلام، ولم يكن له طبع فيه)).
وقال أحمد: ((كنتُ أحسب الفراء رجلاً صالحاً حتى رأيت كتابه في معاني القرآن)).
ويقول شيخ الإسلام في نص له يبين مراد أحمد: ((و هذا الذي قالوه له معنى صحيح و هو قول الفراء و أمثاله لكن لم يقله أحد من مفسري السلف و لهذا كان أحمد بن حنبل ينكر على الفراء و أمثاله ما ينكره و يقول كنت أحسب الفراء رجلا صالحا حتى رأيت كتابه فى معاني القرآن)).
ويقول في موضع آخر: ((هو الفراء و أمثاله ممن أنكر عليهم الأئمة حيث يفسرون القرآن بمجرد ظنهم و فهمهم لنوع من علم العربية عندهم و كثيرا لا يكون ما فسروا به مطابقا)).
وقال المرزباني عنه: ((وكان يميل إلى الاعتزال)).
وقال ابن النديم: ((كان الفراء يتفلسف في تأليفاته وتصنيفاته؛ حتى يسلك في ألفاظه كلام الفلاسفة)).
وقال ياقوت الحموي: ((وكان ... متكلماً يميل إلى الاعتزال)).
وقال السيوطي: ((وكان يحب الكلام،ويميل إلى الاعتزال)).
وكانت للفراء صلة وثيقة بالأخفش المعتزلي ....
وبعد كل ما تقدم ....
فأنت تجد في كلام الفراء اعتزاليات ....
وأنت تجد في كلام الفراء نقضاً لاعتزاليات أخرى ...
وأنت تجد في كلام الفراء موافقات كثيرة لأهل السنة ...
ما حدا ببعض الباحثين إلى عده من الأشاعرة ... رغم كون الأشعري لم يولد بعد (!!!!!!!!)
وزعم آخرون أنه توسط بين أهل السنة والمعتزلة ..
وعده آخرون مضطرب المذهب ...
وكل هذه أقوال تعوزها الدقة، وإنما أتي أصحابها من قبل حب التجريد والتصنيف ...
والفراء –ومثله كثير من أهل العلم- عالم مجتهد لم ينص على قاعدة منهجية يسير عليها في الاعتقاد تُسهل نسبته لفرقة ما، وهو في زمان لم تكن فيه اللافتات الإعلانية قد وجدت بعد ... فلا منطق أرسطو ينادي على نفسه أنا منطق أرسطو ... ولا الاعتزال ينشر علمه في صوامع وصلوات وضع خصيصاً لنشر علم المعتزلة ....
وكانت الحياة العلمية يومها في بغداد والبصرة والكوفة والحجاز ومصر والشام تموج موجاً ...
والعالم –الفراء وغيره- صاحب عقل يقابل ويحاجج ويقبل ويرفض ....
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط ...
وتدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيدحضها ويرفضها وهي عنده فكرة وفقط ...
وحتى لو نسب هذه الفكرة للمعتزلة أو غيرهم فلازالت عنده فكرة وفقط ...
يدخل عليه القياس والتعليل والحدود والتركيب .... قد يراها فلسفة ومنطقاً يروم اتباعه كم يقول الجاحظ ...
وقد لا تعدو أن تكون عنده سبيل نحوي وفقط ....
والخلاصة:
أن التجريد والتصنيف لا يسلم في كثير من الأحيان، والإصرار على الألقاب وأن يرفع الفرء على طيلسانه راية أرسطو معيب جداً ....
والأصل فيما كانت هذه صفته أن يوصف حاله في كل أحواله من غير الحرص على تصنيف ذلك تحت اسم معين ... ومن غير البحث عن العلامة التجارية المسجلة باسم أرسطو على صفحات كتب الفراء ...
للبحث والتوسع انظر: ((أبو زكريا الفراء ومذهبه في النحو واللغة)) لأحمد مكي الأنصاري، و ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة)) لمحمد الشيخ ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 08:37]ـ
سلمت يمينك اخي أبا فهر ..
أما ترى معي أن الإمام ابن حزم أيضا يستحق هذا التوصيف أخي الكريم
في كونه أيضا كالفراء:
"والعالم –الفراء وغيره- صاحب عقل يقابل ويحاجج ويقبل ويرفض ....
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط ...
وتدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيدحضها ويرفضها وهي عنده فكرة وفقط ...
وحتى لو نسب هذه الفكرة للمعتزلة أو غيرهم فلازالت عنده فكرة وفقط ..... "
وعليه فيكون من اعتبره جهميا جلدا قد اجتهد فأخطا في تصنيفه ... بغض النظر عن زلات ابن حزم في بعض مسائل المعتقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 09:32]ـ
سلمت يمينك اخي أبا فهر ..
أما ترى معي أن الإمام ابن حزم أيضا يستحق هذا التوصيف أخي الكريم
في كونه أيضا كالفراء:
"والعالم –الفراء وغيره- صاحب عقل يقابل ويحاجج ويقبل ويرفض ....
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط ...
وتدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيدحضها ويرفضها وهي عنده فكرة وفقط ...
وحتى لو نسب هذه الفكرة للمعتزلة أو غيرهم فلازالت عنده فكرة وفقط ..... "
وعليه فيكون من اعتبره جهميا جلدا قد اجتهد فأخطا في تصنيفه ... بغض النظر عن زلات ابن حزم في بعض مسائل المعتقد.
كلامك محل تأمل مني أخي الحبيب ...
وربما صح إطلاق لفظ جهمي جلد على الموضع الذي وافق فيه الجهمية بعينه ... أما في كل شأنه فلا بالطبع ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 02:35]ـ
فائدة قيمة شيخ أبوفهر كم نحتاجها في كثير من المنتديات والتجمعات
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 04:48]ـ
يُشيرُ أبو فهر إلى مسألة دقيقةِ، بعيدة الغَوْر ..
فجزاك الله خيراً أبا فهر ..
مما ينبغي الإشارةُ إليه .. أن بعض الباحثين حينما يريد دراسةَ ترجمةٍ لعالمٍ من خلال تفسيره، أو شروحه، أو مصنَّفاته عموماً ...
أول شيءٍ يبادر إليه (مواطن الصفات)؛ فإنْ أوَّل؛ قيل: أشعري أو معتزلي ..
وإن أثبتَ قيل: سلفي ..
وهذا خطأ!
فالمذهب الأشعري له أصوله، وقواعده، ومنظِّروه .. لا يقتصدر على باب (الصفات) فقط ..
فهناك: باب القدر، وأفعال الله، وأفعال العباد ..
وهناك: باب الإيمان، وحدّه، ودخول الأعمال فيه ...
وما إلى ذلك ..
وبعض المصنِّفين: مؤولة أقرب من كونهم أشاعرة!
أو بمعنى أدق: أشعريٌّ في الصفات ..
دُمتَ مسدَّداً أبا فِهر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 06:49]ـ
وفقك الله يا شيخنا أبا فهر
ولكن ألا ترى أن كلامك هذا ينطبق على ما وصفتَ به الجصاص من أنه معتزلي؟
ثم إن مجرد التوافق في الآراء لا يبيح للباحث أن ينسب هذا العالم أو ذاك إلى أنه اقتبس من فلان أو علان؟
فلماذا نقول: تأثر فلان بمنطق أرسطو؟ ما دام الأمر لا يعدو كونه توافقا في الآراء واجتهادا؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 08:19]ـ
شكر الله لك يا أبا فهر
مع أن كثيرا من أهل السنة ينسبون العالم إلى مذهب بمجرد موافقته لهم في أصل، كوسم بعضهم الأعمش بالتشيع أو الإرجاء، وهو كثير في كتب العقيدة المسندة ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 09:11]ـ
سلمت يمينك اخي أبا فهر ..
أما ترى معي أن الإمام ابن حزم أيضا يستحق هذا التوصيف أخي الكريم
في كونه أيضا كالفراء:
"والعالم –الفراء وغيره- صاحب عقل يقابل ويحاجج ويقبل ويرفض ....
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط ...
وتدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيدحضها ويرفضها وهي عنده فكرة وفقط ...
وحتى لو نسب هذه الفكرة للمعتزلة أو غيرهم فلازالت عنده فكرة وفقط ..... "
وعليه فيكون من اعتبره جهميا جلدا قد اجتهد فأخطا في تصنيفه ... بغض النظر عن زلات ابن حزم في بعض مسائل المعتقد.
سبقت الى ما كان في ذهني من تساؤل ... و أضيف خاصة أن شيخ الاسلام كان يقول فقط وافق الجهمية في كذا أو تجذ عنده من موافقة الجهمية و المعتزلة في كذا ... و لم يقل كما فال ابن عبد الهادي جهمي جلد:)
جزاك الله خيرا على التأمل العميق شيخنا أبا فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 11:21]ـ
للفائدة ....
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 07:06]ـ
السلام عليكم ... شيخنا أبا فهر مواضيعك كلها تحتاج لتأمل ففيها من الموضوعية والجمالية والرصانة ما الله به عليم ...
ولكني أرفض بشدة أن يقال عن ابن حزم أنه جهمي ... فابن حزم رضي الله عنه لما قال ما قال كان مجتهدا ووقافا عند النص ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 09:35]ـ
أحسنت يا أبا فهر، وأربأ بكلامك عن أن يأخذه قليلو الحظ من العلم على أنه ادخال لأهل البدع الكبرى في عموم أهل السنة. فالاعتزال منهج مخالف لمنهج أهل السنة والناس بتفاوتون في مقدار ما قد يقع في أقوالهم وتصوراتهم من موافقة للسنة أو موافقة لما يخالفها، وآحاد ذلك هي آحاد الأقوال في مختلف المسائل عند كل عالم من العلماء، فمن اجتمعت فيه كل أقوال المعتزلة أو أهمها وأعظمها فسادا وبطلانا فهو من المعتزلة تصنيفا .. ولكن من وافقهم في بعض ما ذهبوا اليه مع موافقة أهل السنة في غيره، وغلب عليه موافقة أهل السنة في أصوله ومسالكه، لم يكن من السائغ أن يغلب المتأخرون عليه النسبة الى الاعتزال .. وفي جميع الأحوال فكل قول مخالف للحق يجب طرحه وذمه والتحذير منه مهما عظم شأن قائله وفضله، فان كان من أهل الفضل فانه يقال عنده اعتزال في مسألة كذا، أو تجهم في مسألة كذا، لموافقته ذلك المنهج الفاسد في تلك المسألة بالتحديد، ولكن لا يقال هكذا باطلاق هو معتزلي أو جهمي، والله أعلم.
ولعله تبقى الاشارة الى ضابط مهم وهو حال المتلبس بالبدعة أو بالباطل الجلي في مسألة من المسائل من طلب الدليل ومن مناقشة معاصريه له فيها، فان كان داعيا الى باطله مصرا عليه وعرف عنه ذلك، وجب ذمه والتحذير منه ونسبته الى أهل الأهواء، فليس من أهل السنة الا من علم عنه اتباع السنة والدوران مع الدليل الصحيح حيث دار، كبرت المسألة أو صغرت .. وهذا ضابط قد يخفى على بعض المعاصرين عند تلقفهم لكلام المتقدمين واطلاقهم التجريدات والتصانيف في شأنهم على نحو ما يصنعون، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 10:37]ـ
بارك الله فيك واعتبار الغلبة مهم طبعاً ....
أما حال المخالف ومناقشة معاصريه فكما أومأت لك في الموضوع الآخر=شيء لا يكاد يوقف عليه ببينة ظاهرة ...
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 01:55]ـ
ولكني أرفض بشدة أن يقال عن ابن حزم أنه جهمي ... فابن حزم رضي الله عنه لما قال ما قال كان مجتهدا ووقافا عند النص ...
الله المستعان , أي نصوص التي وقف عندها ابن حزم في مباحث الأسماء والصفات والقدر والتعليل والحكمة! ولكن كما قيل , ليته كان ظاهرياً في الإعتقاد كما كان في الفقه.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 04:46]ـ
وهل تظنه اتبع هواه وتَقَصَّدَ مخالفة القران والسنة في المسألة؟!!!
أبرأ إلى الله من هذا القول
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 08:48]ـ
وهل تظنه اتبع هواه وتَقَصَّدَ مخالفة القران والسنة في المسألة؟!!!
أبرأ إلى الله من هذا القول
وهل كل مبتدع تظن أنه اتبع هواه وتَقَصّد مخالفة القرآن والسنة!
القول بأنه كان وقافاً عند النص!! أي النصوص تقصدون , مقالات أرسطو واليونانيين؟؟ هذه أقرب إجابة. وإلا للزم قولك أن القرآن والسنة _ أي النصوص _ تدعو للتجهم والإعتزال.
كثير من أئمة المعتزلة والأشاعرة لم يتقصد مخالفة القرآن والسنة , بل وكانوا يظنون أن غيرهم مجسمة وأنهم هم رافعوا لواء التنزيه. وأنهم على الحق الذي ليس بعده حق. ومع ذلك نسميهم أشاعرة ومعتزلة.
فهذا هو الأصل فيهم , وإن كنا نعذرهم بالتأويل. و إن لم تفعل يلزمك أن يصبح كل المعتزلة والأشاعرة أهل سنة وجماعة حتى يأتي الدليل على تَقصد مخالة القرآن والسنة!!! وهذا من أبطل الباطل.
ثانياً: وإن كنتُ لم أرغب في التعليق عليها سابقاً , لكن لطالما استطردنا فما بد.
العيب على ابن عبدالهادي بقوله جهمي جلد , واستحسان القول بأنه وافق الجهمية في كذا وكذا!
هناك ميزان توزن به الفرق والمقالات. وهذا الميزان له ثلاثة شعب.
الأولى الأسماء والصفات , الثانية القدر ومباحثه , الثالثة الوعد والوعيد.
فلو خالف الإنسان في واحدة فمن الممكن أن أقول هو في الجملة من أهل السنة ووافق الجهمية أو الأشاعرة في كذا. ولكن أن أعمد إلى رجل مخالف في الثلاثة و أقول هو من أهل السنة ولكن وافق فلان في كذا وكذا. فهذا هو التمحك بعينه , فأي مسائل ينسب بعدها لأهل السنة غير هذه المسائل؟؟؟
أعتذر لشيخنا أبي فهر على الخروج بالموضوع عن منحاه.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 01:28]ـ
كلامي عن الإمام حزم ومثيله من الإئمة (من الذين اجتهدوا في هذه المسائل وأخطأوا) فلاعبرة بقولك وهل كل مبتدع تظن أنه اتبع هواه وتَقَصّد مخالفة القرآن والسنة
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في رسالته الماتعة "رفع الملام": (وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته؛ دقيق ولا جليل؛ فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) إهـ كلامه رحمه الله
قلت:فرق بين من كان مبتدعا أصالة وبين إمام (الأصل فيه اتباع السنة) اجتهد فأخطأ فوافق اجتهاده بدعة معينة غير قاصد لها والله المستعان
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 02:54]ـ
كلامي عن الإمام حزم ومثيله من الإئمة (من الذين اجتهدوا في هذه المسائل وأخطأوا) فلاعبرة بقولك وهل كل مبتدع تظن أنه اتبع هواه وتَقَصّد مخالفة القرآن والسنة
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في رسالته الماتعة "رفع الملام": (وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته؛ دقيق ولا جليل؛ فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) إهـ كلامه رحمه الله
قلت:فرق بين من كان مبتدعا أصالة وبين إمام (الأصل فيه اتباع السنة) اجتهد فأخطأ فوافق اجتهاده بدعة معينة غير قاصد لها والله المستعان
سبحان الله , وكيف يكون الإنسان مبتدعاً أصالةً , هل يدخل حضانة المبتدعة من صغره!
الأخ الفاضل إمام الأندلس , أنت تقول " فرق بين من كان مبتدعا أصالة وبين إمام (الأصل فيه اتباع السنة) اجتهد فأخطأ فوافق اجتهاده بدعة معينة غير قاصد لها ".
وأقول لك , أين أصول ابن حزم العقدية الموافقة لأهل السنة أصلاً حتى إذا اجتهد وحاد عن الحق تأولنا له. إن استطعت أن تبرهن أن موافقة ابن حزم للجهمية _ وليس للأشاعرة _ في مباحث الأسماء والصفات , وكذا موافقته للقدرية في مباحث القدر , ومشاركته لبعض أصول المرجئة في الوعد والوعيد , كانت مبنية على أصول أهل السنة والجماعة فهاتها ننتفع بها. وإن لم تجد إلا الكلام على الإمامة و الإجتهاد فاعذرني أن أكمل هذه المشاركة. وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 03:04]ـ
للفائدة ....
251 - ابن حزم وموقفه من الإلهيات
أحمد بن ناصر الحمد
جامعة أم القرى
أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من جامعة الملك عبد العزيز بتقدير ممتاز
623 صفحة
9 ميجا
صفحة الكتاب:
http://www.archive.org/details/ihmeihme
رابط مباشر:
http://ia341013.us.archive.org/1/items/ihmeihme/ihme.pdf
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد ألا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 05:12]ـ
أين أصول ابن حزم العقدية الموافقة لأهل السنة أصلاً حتى إذا اجتهد وحاد عن الحق تأولنا له. إن استطعت أن تبرهن أن موافقة ابن حزم للجهمية _ وليس للأشاعرة _ في مباحث الأسماء والصفات , وكذا موافقته للقدرية في مباحث القدر , ومشاركته لبعض أصول المرجئة في الوعد والوعيد , كانت مبنية على أصول أهل السنة والجماعة فهاتها ننتفع بها
أصوله هي الوقوف مع النص فهو سائر بسيرهما محجم بإحجامهما ... ألا تكفيك هذه ... وهي لعمري أم الأصول ...
ثم ما فائدة أصولك إن أدت بك إلى القول بفناء النار (أنا أحترم كل الأئمة وأعذرهم ولكن ما حيلتي مع أهل التعصب)
وقل لي بربك اين ذكرت أسم " صفة" افي (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) ... أفصح عن برهانك ... وأنا جازم بأنك لن تستدل إلا بأقوال الرجال ...
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 05:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم من نصائح شيخنا العلامة ابي خبزة التطواني حفظه الله: (نصيحتي لنفسي ولإخوتي - ألهمني الله وإياهم الصواب - أن نُعنَى بأنفسنا وتقويم اعوجاجنا والتزود من العلم النافع والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتناولُ بعض من يشتط ويغلو، بالنقذ البناء مطلوب في جميع الأحوال ولجميع الناس لانعدام العصمة ... ) فخذها أخي نصيحة من عالم مجرب سبر أحوال الناس وهو الان شارَف على العقد الثامن من عمره.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 05:56]ـ
يا شيخ عبدالرحمان , أنت تقول:
أصوله هي الوقوف مع النص فهو سائر بسيرهما محجم بإحجامهما ... ألا تكفيك هذه ... وهي لعمري أم الأصول ...
فيما يظهر لي أن هذه دعوى تحتاج إلى برهان .... هل كلام ابن حزم في الإلهيات يقف عند النص! لو قلتَ أصوله في الفقه كذلك لهان الأمر , ولكن أن تجعل هذه هي أصوله في الاعتقاد. فهذا ما يحتاج إلى دلائل ودونك كلامه في كتبه فأفدني بما وقفتَ عليه.
وهل أصول أهل السنة والجماعة تؤدي إلى القول بفناء النار؟ قل هاتوا برهاكم.
فشيخ الإسلام إن صح ذلك عنه _ وهو محل نظر شديد _ فهو في ذلك وقف مع ظاهر بعض النصوص. أما من ينفي الحياة عن الله عز وجل ويقول هو اسمه الحي ولكنه ليس له حياه , فهل هذا وقوف مع النص! أتركك تتأمل.
وانظر أخي الكريم ولا تتعجل , فكلامك هذا والله باب للطعن في الكتاب والسنة , فلو قلنا أن ابن حزم كان وقافاً عند النص في الأصول , فمعنى هذا الكلام أن ظاهر النصوص تدل على نفي الصفات والتجهم والإعتزال والقول بالقدر وكل هذا , فلا تدع دفاعك عن أحد الأئمة ينقلب إلى طعن في النص.
وإن ظللنا نتكلم حتى القرن القادم بدون أدلة عملية فلا فائدة أصلاً من الحوار , والسلام عليكم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 06:58]ـ
قال الإمام الحبر صالح بن مهدي المقبلي: "ومن الخاصة قسم رابع ثلة من الاولين وقليل من الاخرين أقبلوا على كتاب والسنة وساروا بسيرهما وسكتوا عما سكتا عنه وأقدموا وأحجموا بهما وتركوا تكلف ما لا يعنيهم وكان تهمهم السلامة وحياة السنة اثر عندهم من حياة نفوسهم وقرة عين أحدهم تلاوة كتاب الله وفهم معانيه على السليقة العربية والتفسيرات المروية ومعرفة ثبوت حديث نبوي لفظا وحكما فهؤلاء هم أهل السنة حقا و الفرقة الناجية ... "
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 08:43]ـ
لاحرمت الأجر أبا فهر ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 03:21]ـ
هذا أفضل و أدق التقييمات التي قرأتها في تحديد مذهب الامام ابن حزم و منهجه وهو أبعدها عن التجريد و النمطية
"وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من الملل والنحل إنما يستحمد بموافقة السنة والحديث مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة وكذلك ما ذكره في باب الصفات فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة ويعظم السلف وأئمة الحديث ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك.
لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر
وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 02:26]ـ
هذه مناشدة للإمام الأعظم ابن حزم رضي الله عنه في كتابه "الفصل" ص167 ج1:
(فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم، ونحن نجمع لكم بعون الله الكلام في ذلك، ألزموا القرآن وسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -،وما مضى عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون واصحاب الحديث عصرا عصرا، الذين طلبوا الاثر فلزموا الأثر، ودعوا كل محدثة فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار، وبالله تعالى التوفيق)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 04:07]ـ
http://alukah.net/majles_1/showthread.php?t=5055
" لزوم التَّفريق عند مطالعة السِّير بين وصف (الجهميَّة) و (التَّجهُّم) وتقييده بـ (كذا" ( http://alukah.net/majles_1/showthread.php?t=5055)(/)
عندي إشكال بالنسبة للأذكار عقب الصلوات
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن حبان رحمه الله في صحيحه -في كتاب الصلاة- التسبيحَ عقب الصلوات بعدد معلوم فقال:
ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير للمرء بعدد معلوم في عقب صلاته
[2011] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا وكيع قال حدثنا عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي فقال سبحي الله عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك.
ثم قال في الحديث رقم 2013:
ذِكرُ ما يغفر الله جل وعلا ذنوب العبد به من التسبيح والتحميد والتكبير إذا قالها المرء في عقب الصلاة بعدد معلوم
[2013] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمران بن بكار ومحمد بن المصفى قالا حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال حدثنا مالك عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله ثلاثا وثلاثين دبر صلاته وحمده ثلاثا وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين وختم المئة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه رفعه يحيى بن صالح عن مالك وحده.
فهل بعد أن يتم الواحد التسبيح و التحميد والتكبير عشراً ثم يدعو، يبدأ تسبيحاً و تحميداً و تكبيراً جديداً يتم فيه إلى تسع و تسعين ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير؟؟
أم أنه مخير بين هذا و ذاك؟؟
وهل جميع أذكار الصلوات المكتوبات يمكن أن تذكر في النوافل أيضاً؟
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 06:15]ـ
يرفع
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 11:11]ـ
الذي عليه أهل العلم أن ينوع بين هذه الأذكار ولم أعلم بأحد أنه قال يجمع بينهم، وهذا كلام النووي وابن حجر، وابن رجب قبله، والذي أعلمه أن هذه الأذكار مختصة بدبر المكتوبات فقط والله أعلم
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 01:26]ـ
يقول الشيخ ابن عثيمين في شرحه على الزاد:
((ثم يقول ما وَرَدَ من الذِّكرْ.
والتَّرتيب بعد الاستغفار، وقوله: «اللَّهمَّ أنت السَّلامُ، ومنك السَّلامُ» لا أعلم فيه سُنَّة، فإذا قَدَّم شيئاً على شيء فلا حَرَجَ.
والمهمُّ أن يحرِصَ الإنسانُ على ما وَرَدَ عن النبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام في هذا الباب، ومنه التسبيح والتحميد والتكبير وقد وَرَدَ على عدَّة أوجه:
الوجه الأول أن يقول: «سبحان الله» ثلاثاً وثلاثين، و «الحمد لله» ثلاثاً وثلاثين، و «الله أكبر» ثلاثاً وثلاثين، ويختمُ بـ «لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كُلِّ شيء قدير» فتكون مِئَة.
الوجه الثاني أن يقول: «سبحان الله» ثلاثاً وثلاثين، و «الحمد لله» ثلاثاً وثلاثين، و «الله أكبر» أربعاً وثلاثين، فيكون الجميع مِئَة.
الوجه الثالث أن يقول: «سبحان الله» عشراً، و «الحمد لله» عشراً، و «الله أكبر» عشراً، فيكون الجميع ثلاثين.
الوجه الرابع أن يقول: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» خمساً وعشرين مرَّة، فيكون الجميع مِئَة.
وهذا الاختلاف مِن اختلاف التنوُّع، وقد مَرَّ علينا أنه ينبغي للإنسان في العبادات الواردة على وجوه متنوِّعة أن يفعل هذا تارةً وهذا تارةً))
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 08:24]ـ
أخوي الكريمين أبو عبد الرحمن، ومالك بن أنس
أسأل الله أن يجمعنا بكم في الفردوس الأعلى
ـ[أم معاذة]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 12:46]ـ
، والذي أعلمه أن هذه الأذكار مختصة بدبر المكتوبات فقط والله أعلم
صحيح وهذا الكلام سمعته من الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - في فتاوى نور على الدرب(/)
ارجو المساعدة
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 01:33]ـ
تعلمون حاجة الناس الى معرفة الاحكام الشرعية في امور حياتهم ولذا يقوم بعض طلبة العلم في جمع اسئلة الناس في ابواب متفرقة واخراج كل باب في كتاب
المطلوب منكم وفقكم الله ذكر الابواب التي بحاجة الى معرفة الاحكام الشرعية فيها
مثال: فتاوى الصيد -فتاوى السفر - فتاوى المساجد
ماهي الابواب التى يحتاج الناس معرفة الاحكام الشرعية فيها بوركتم(/)
(واضربوهم عليها لعشر) .. بيان لسن الضرب أم بيان للسن الذي يجب فيه الضرب؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 01:55]ـ
أطرحها أمام الفضلاء أمثالكم للنقاش.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 06:34]ـ
وفقك الله
ما الفرق بينهما؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 02:13]ـ
وفقك الله
أظنه أحسن الله إليه يقصد بسن الضرب أي السن الذي يبدأ فيه بضرب الصغير فقبل ذلك لا يضرب مطلقا
وأما السن الذي يجب فيه الضرب أي السن الذي يلزم ولي الصغير أن يضربه فيه على ترك الصلاة وإن كان يجوز أن يضربه قبل ذلك لا على وجه الإلزام.
وفي انتظار توضيح الشهري حفظه الله
فأهل مكة أدرى بشعابها
ـ[الخالدي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 07:36]ـ
و أتمنى ممن تكلف بحث المسألة أن يتناول كلام التربويين في أن الضرب وسيلة غير مفيدة في بناء الإنسان؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 10:57]ـ
سمعتُ الشيخ الألباني رحمه الله في أحد أشرطته، يرى أنه لا يجوز الضرب قبل سن العاشرة لأي أمر ويستدل بالحديث من باب قياس الأولى فترك الصلاة أهم الأمور في الإسلام ولا يضرب عليها قبل العاشرة، فمن باب أولى سائر الأمور
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 12:54]ـ
جزاكم الله خيرا، والشيخ عيد أعاد الله عليه أعياد المسرة، لم يبعد. أريد بقولي (بيان لسن الضرب) أي السن الذي يباح لولي الأمر أن يضرب فيه إن كان ضارباً. وبقولي (بيان للسن الذي يجب فيه الضرب) أي دخول السن الذي يُلزَم فيه ولي الأمر بالضرب، فالسن هنا من جنس الأحكام الوضعية، كقولنا إذا بلغت المحيض فلتحتجب وقولنا إذا حال الحول فزك ما بلغ النصاب، فيوجد الحكم الشرعي مع وجود الحكم الوضعي، فيكون التقدير: اضربوهم إذا بلغوا عشراً ولم يصلوا، فالأمر هنا طلب جازم. أما القرينة التي تؤيد المعنى الأول - الإباحة - فأولها عدم وجوب الصلاة على الصبي، وقرينة لغوية هي مجيء لام التوقيت في قوله "لعشر"، ولم يقل (واضربوهم إذا بلغوا عشراً)، وهو فرق دقيق يناسب مقام الإباحة، كأن التقدير: فأما من كان ضارباً فليضرب بعد عشر، فيكون الأمر هنا أكثرأحواله الطلب غير الجازم وأقلها الإباحة.
وسبب إيراد المسألة من أصلها أن كثيراً من الناس فهم من ظاهر الحديث اللجوء للضرب وحده أو الشروع في الضرب بمجرد بلوغ عشر وهذا التصرف على عواهنه له آثاره السلبية، ولا يقال لا يحتمل ظاهرالنص غيره.
ـ[شلاش]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 03:53]ـ
وفق الله الجميع لما يحبه الله ويرضاه
أخالف أخي عيد وكذلك صاحب الموضوع في فقههم للحديث.
والصحيح أنه لايُضرب الأبناءُ قبل العشرِ , وذلك في الصلاة فقط , وهو تأديب للصغار على الصلاة , بل قد وَرَد في بعض طرق الحديث ((وأدّبوهم عليها لعشر)).
والتأديب للصلاة لا يكون إلا بعد بلوغ عشر سنوات , لما رواه أحمد في المسند (284\ 11) , وأبو داود في السنن (237\ 1) عن عبدالله بن عمرو قال:قال رسول الله (ص): ((مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً , واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً , وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).
واللفظ لأحمد , وعند أبي داود ((وإذا بلغ عشر سنين ... )) , وعند أبي داود أيضاً ((واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ... )).
وهذه الروايات ترد على أخي الشهري في ما استنبطه لغة.
أمّا التأديب لغير الصلاة فجائز دون العشر و فوقها.
وقد ورَدَ أنَّ النبي (ص) ضرب الحسن رضي الله عنه عند ما أخذ تمرةً من تمر الصدقة وقال له (كِخْ كِخْ)
قال ابن حجر رحمه الله فتح الباري ج3/ص355
(عن أبي هريرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم تمرا من تمر الصدقة والحسن في حجره أخرجه أحمد قوله فجعلها في فيه زاد أبو مسلم الكجي من طريق الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد فلم يفطن له النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام ولعابه يسيل فضرب النبي صلى الله عليه وسلم شدقه وفي رواية معمر فلما فرغ حمله على عاتقه فسال لعابه فرفع رأسه فإذا تمرة في فيه قوله كخ بفتح الكاف وكسرها وسكون المعجمة مثقلا ومخففا وبكسر الخاء منونة وغير منونة).
وقال أيضاً بعد حديث أبي هريرة (وفي الحديث دفع الصدقات إلى الإمام والانتفاع بالمسجد في الأمور العامة وجواز إدخال الأطفال المساجد وتأديبهم بما ينفعهم ومنعهم مما يضرهم ومن تناول المحرمات وإن كانوا غير مكلفين ليتدربوا بذلك واستنبط بعضهم منه منع ولي الصغيرة إذا اعتدت من الزينة وفيه الإعلام بسبب النهي ومخاطبة من لا يميز لقصد إسماع من يميز لأن الحسن إذ ذاك كان طفلا)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 06:48]ـ
الأخ شلاش، وفقه الله، تأمل كلام أخيك الفقير وأعط نفسك فرصة للقراءة بين السطور تجد أنك موافق لي في الحكم النهائي: أن الضرب غير واجب. ثم - وفقك الله للتريث - ماذا تريد أت تخالف الأخ "عيد" فيه وهو لم يقل شيئاً بعد وإنما أراد توضيح المراد بسؤالي لا الإدلاء برأيه الخاص في المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 07:45]ـ
الأخ عبد الله الشهري وفقه الله
لم يظهر لي فرق بين (اضربوهم لعشر) و (اضربوهم إذا بلغوا عشرا) فإن (إذا) أيضا للتوقيت كما أن اللام للتوقيت.
والإشكال ليس في اللام، وإنما في صيغة الأمر (اضربوهم) فهل هي للوجوب أو للاستحباب أو للإباحة؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 01:56]ـ
جزاك الله خيرا على ما أشرت إليه، وهو كذلك، وقد تجاوزت الجزء المتعلق بوظيفة اللام لما أطلعنا الأخ شلاش على ألفاظ أخرى للحديث، وإن كان هناك فرق طفيف من جهة أنه قد يراد بها "بعد" كما في قوله تعالى ((أقم الصلاة لدلوك الشمس)) أي بعد، ذكره ابن هشام في المغني، أما إذا فهي بمجرد تحقق بلوغ ذلك الحد في الزمن، ولذلك صلحت لتعليق جواب الشرط عليها، أما اللام كما في المثال السابق، فمساحة الزمن ممتدة ومطلقة بعد بلوغ ذلك الحد في الزمن، ومثلكم تكفيه الإشارة لباعكم الطويل في هذا المجال.
ـ[شلاش]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 05:29]ـ
الأخ الشهري وفقه الله
لقد تأملت كلامك جيداً ولم أجد بين السطور شيئاً , ووجدتُ كلاماً مضطرباً , من بداية سؤالك إلى آخر إجابتك.
أمّا مخالفتي لفقهك للحديث فلا تحتاج إلى كثير تأمل
هذا سؤالك (واضربوهم عليها لعشر) .. بيان لسن الضرب أم بيان للسن الذي يجب فيه الضرب؟
وهذا جواب الأخ عيد أظنه أحسن الله إليه يقصد بسن الضرب أي السن الذي يبدأ فيه بضرب الصغير فقبل ذلك لا يضرب مطلقا
ثم هذا ردك عليه والشيخ عيد أعاد الله عليه أعياد المسرة، لم يبعد.
ثم رصعّتَ الصفحة بإجابة حالها كحال أصحاب التلول , تصلح أن تكون مع هؤلاء ومع هؤلاء , ونهاية المطاف هي مع من غلب.
الخلاصة: أن الصبي يضرب للتأديب قبل بلوغ العشر وبعدها , أمّا التأديب بالضرب للصلاة فلا يجوز إلا بعد العشر , وهو ضرب رياضة وتأديب , لأنه لم يكلّف بعد.
وليتك أخي تشفع الجواب بالدليل من الكتاب والسنة , وفقنا الله وإيّاك للخير
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 08:27]ـ
و أتمنى ممن تكلف بحث المسألة أن يتناول كلام التربويين في أن الضرب وسيلة غير مفيدة في بناء الإنسان؟
نقول قال رسول الله وتقول قال التربويون؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:51]ـ
الشيخ الفاضل شلاش، لم أطرح هذه المشاركة إلا لأستفيد من علم ونقاش
الإخوة أمثالكم، وقد حصلنا منكم على ماتيسر، ونضحت آنيتك بما فيها، فجزاك الله خيرا، والحمد لله على كل حال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:21]ـ
نقول قال رسول الله وتقول قال التربويون؟
شكر الله لك غيرتك الحميدة أيها الفاضل، ولكن كأني بالأخ الخالدي يريد الحديث عن تعميم الضرب على العملية التربوية، وجعله خياراً أولياً، وهذا ما لا يتفق مع هديه (ص)
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 06:54]ـ
أخي عبدالغني إفقه ما أقول ثم قل ما تشاء!! جزاك الله خيراً أخي عبدالله على حسن ظنك.
ـ[محمد السالم]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 10:18]ـ
هل يجوز ضرب الصبي تأديبا قبل العشر؟
حديث النبي صلى الله عليه وسلم (واضربوهم عليها لعشر) صريحه جواز الضرب لابن عشر سنوات، ومفهومه المخالف المنع من ضرب من كان دون العشر، فهل هذا المفهوم معتبر أم ليس كذلك؟
الظاهر أن هذا المفهوم غير معتبر، وذلك أن أمره عليه السلام بضربه إذا بلغ العشر من أجل أن الغالب فيمن دون العشر عدم العصيان وعدم المخالفة لأمر الوالدين، بل الغالب على الابن في هذه السن تقليد والديه، وذلك لكثرة خلطة الابن لوالده في هذه الفترة وعدم اختلاطه بالأجانب، فإذا بلغ سن العاشرة فما دونها بدأ في مخالطة الأجانب فتأثر بأخلاقهم وتعلم منهم، فلربما يكتسب من هذه الخلطة أخلاقا سيئة، فأمر الشارع بتأديبه بالضرب حينئذ.
ثم إن هذا المفهوم معارض بعموم النصوص الكثيرة الآمرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحسن تأديب الأبناء ورعايتهم من دون تفرقة بين بين السن العاشرة وما قبلها
ومن المعلوم والمتفق عليه أن الابن حين يبلغ العاشرة فإنه لا يضرب إلا للتأديب كترك صلاة أو فعل محرم وما أشبه ذلك، لا يضرب لمجرد بلوغه العشر، فالعلة في ذلك التأديب، وهذه العلة تستوي فيما لو كان الابن دون العشر أو قبل العشر.
ومن البعيد جدا أن يقال إن من كان عمره تسع سنوات واثني عشر شهرا إلا يوما إنه لا يضرب إذا ترك الصلاة، فإن دخل في اليوم الذي بعده وجب ضربه على ذلك، هذا بعيد جدا.
والجارية تبلغ بدخولها في سن التاسعة، أي أنها تصير مكلفة بالتكاليف الشرعية، فإذا تركت الصلاة صارت آثمة ومتعرضة للوعيد، فكيف يقال لوليها لا تضربها إذ هي لما تدخل بعد سن العاشرة!! هذا بعيد جدا.
ـ[الخالدي]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 12:47]ـ
لأحد أحفاد الشيخ حمود التويجري وهو (محمد ابن الشيخ عبدالله) بحثٌ في (التأديب البدني للطفل في ضوء السنة) قال عنه: (في هذا البحث جمعت ما تيسر من الأحاديث التي لها علاقة بتأديب الأطفال بالضرب أو ما شابهه، ومنها1 - تم التوصل إلى حكم هذا الأمر، وقد أوردت آراء المتخصصين في التربية ومواقفهم تجاه هذه القضية) لكنه لم ينشر حتى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سحابة مطر]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 03:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصبي اذا بلغ 14 وترك الصلاة ولم يبلغ الحلم بعد هل يضرب ام يوجه واذا لم ينفع معه النصح ماذا يجب علي؟ نفعنا الله بعلمكم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 09:18]ـ
العلماء يقيمون المظنة مقام الوقوع - إن صحت العبارة - لأن الحلم أو الرشد مما يخفى فجعلت السن علامة ظاهرة. والسن هي 15 سنة عند عامة العلماء، إلا أن يحتلم قبل ذلك وهو علامة ظاهرة كالسن. فمتى سبق أحدهما دخل في مرحلة التكليف وهنا لا يضرب لأنه لو كان الاستمرار على الضرب مفهوماً من الحديث لساغ ضرب الشاب والكهل والعجوز والهرم وهذا لو لم يكن فيه إلا عدم فعل السلف لكفى إضافة إلى أن ضرب المكلف أقرب لصلاحيات من يملك حق التعزير، والحل أن يهجر ويعنف متى لم يفد معه النصح الإرشاد.
ـ[عبد الكريم جاموس]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:44]ـ
لأحد أحفاد الشيخ حمود التويجري وهو (محمد ابن الشيخ عبدالله) بحثٌ في (التأديب البدني للطفل في ضوء السنة) قال عنه: (في هذا البحث جمعت ما تيسر من الأحاديث التي لها علاقة بتأديب الأطفال بالضرب أو ما شابهه، ومنها1 - تم التوصل إلى حكم هذا الأمر، وقد أوردت آراء المتخصصين في التربية ومواقفهم تجاه هذه القضية) لكنه لم ينشر حتى الآن.
أخي الفاضل جزاك الله خيرا لهذه المشاركة
لكن متى ستخرج هذه الابحاث الى النور واذا امكن نم أصحابها ان يرفوها على النت لتعم الفائدة اذا بدنا ننتظر دور النشر للنشرها هذا سأخذ زمن طويل وممكن ايضا ان لا تكون ببلدنا فيصعب الوصل اليها وشرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
هل كتاب الكنى للبخاري هو كتاب مستقل أم أنه من التاريخ الكبير
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 09:29]ـ
هل كتاب الكنى للبخاري هو كتاب مستقل أم أنه من التاريخ الكبير؟
يقول الشيخ المعلمي رحمه الله في خاتمة طبع كتاب الكنى ص 94 - 97
البحت عن كتاب الكنى للامام البخاري
بقلم الاستاذ الفاضل الناقد في الرجال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني دام فضله
الحمدالله الذى لا تحصى نعمه ولا يتناهى جوده وكرمه وأشهد ان الااله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
اما بعد فان جمعيتنا العلمية دائرة المعارف العثمانية لما اعتزمت طبع الكتاب الجليل التاريخ الكبير للامام ابى عبد الله محمد بن اسمعيل البخاري رحمه الله تعالى ظفرت بالجزء الرابع منه في الخزانة الآصفية بحيدر آباد الدكن فسارعت إلى استنساخه ثم بعد البحث والتنقيب علم بأن في بعض مكاتب اسلامبول نسخة من الكتاب وفى المكتبة المصرية نسخة اخرى فاستحصلت الجميعة على صور ما خوذة منها وعند المقابلة تبين ان المصرية منقولة عن الاسلامبولية. ووجد في آخر المجلد الرابع من النسخة الآصفية زيادة مشتملة على الكنى لا توجد في الاسلامبولية مع ان في آخر الاسلامبولية ما لفظه. " كمل جميع كتاب التاريخ الكبير. . . " وذلك صريح في ان ابواب الكنى المتصلة بآخر النسخة الآصفية كتاب مستقل عن التاريخ.
ولكن الذى تبين لنا بامعان النظر أن هذا الجزء المشتمل على الكنى تأليف البخاري قطعا وانه ان لم يكن قطعة من التاريخ فهو تتمة له
فان ابن ابى حاتم مع اقتقائه في ترتيب كتابه اثر البخاري في التاريخ غالبا قال في اواخره " باب ذكر من روى عنه العلم ممن عرف بالكنى ولا يسمى " ثم اقتفى في الترتيب اثر البخاري في هذا الجزء غالبا وربما سماه كقوله " أبو المعلى بن رؤبة كذا قال البخاري. في كتابه. . . " وراجع رقم (685) من هذا الجزء ووجدنا ابن عبدالبرفى الكنى من الاستيعاب ربما نقل عن هذا الجزء فيما يظهر كقوله في الترجمة الرابعة من باب الخاء من كنى الاستيعاب " أبو خالد ذكره البخاري قال قال وكيع عن الاعمش عن مالك بن الحارث عن ابى خالد وكانت له صحبة قال وفدنا إلى عمر رضى الله عنه ففضل اهل الشام " وتجد هذه العبارة بتغيير يسير في الترجمة رقم 224 من هذا الجزء. وقد نقل ابن حجر في كتبه كثير اعنها تارة يسميها " الكنى المفردة " وتارة " الكنى المجردة " قال في ترجمة ابى حريزة " ذكره البخاري في الكنى المفردة واورد له من طريق هشيم عن ابى اسحاق الكوفى وهو الشيباني عن ابى حريزة " فان نحو هذا تجد في هذا الجزء في ترجمة ابى حريزة رقم 204. وقال في ترجمة ابى سلالة " قال أبو عمر تبعا لابي حاتم حديثه عند حكام ابن مسلم عن عنبسة بن سعيد عن عاصم بن عبيدالله عن عبد الله بن عبد الله عنه " وهذا ما خوذ من كلام البخاري في الكنى المفردة راجع ترجمة ابى سلالة في هذا الجزء رقم (356) وانظر ترجمة ابى نجيح العبسى في الاصابة وفيها عن البخاري انه ذكره " في الكنى المفردة " وترجمته وفى هذا الجزء رقم (833) وفى تهذيب التهذيب (12 - 161) أو عبيدة عن انس في القراءة في الظهر وعنه سفيان بن حسين ذكره البخاري في الكنى المجردة " راجع رقم (448) في هذا الجزء. وفى تعجيل المنفعة ص 507 " أبو على الكاهلى عن ابى موسى الاشعري ذكره الحاكم ابو احمد فيمن لم يسمه ونقل ذلك عن البخاري في الكنى المجردة " وراجع رقم (453) في هذا الجزء وربما اقتصر على قوله " كتاب الكنى " أو الكنى " أو " ذكره البخاري " فقط ويظهر من مواضع في كلامه انه وقف على هذا الكتاب وفى مواضع انما ينقل عنه بواسطة كتاب الكنى للحاكم ابى احمد كأنه كان في نسخته نقص. وقد عد في مقدمة الفتح تصانيف البخاري إلى ان قال " وكتاب الكنى وذكره الحاكم ابو احمد ونقل منه " المقدمة طبعة ميرية ص 493
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى تهذيب التهذيب (5 - 358) في ترجمة عبد الله ابن فيروز " قال ابو احمد الحاكم في الكنى قال مسلم ابو بشر - يعنى بالمعجمة قال - وقد بينا ان ذلك خطأ اخطأ فيه مسلم وغيره وخليق ان يكون محمد - يعنى البخاري قد اشتبه عليه مع جلالته فلما نقله مسلم من كتابه تابعه عليه ومن تأمل كتاب مسلم في الكنى علم انه منقول من كتاب محمد وحذو القذة بالقذة وتجلد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائله والله يغفر لنا وله ". اقول لكن السخاوى وغيره ذكروا ان كتاب الكنى لمسلم خاص بكنى من عرفت اسماؤهم راجع فتح المغيث ص 424 وغالب هذا الجزء في كنى من لم تعرف اسماؤهم ثم ظهر لى ان كتاب مسلم في الكنى معظمه فيمن عرفت اسماؤهم واقله فيمن لم تعرف اسماؤهم فقد نقل عنه ذكر من لم يعرف اسمه ففى ترجمة ابى خيرة من التعجيل " خفى ذلك على البخاري وعلى من تبعه كمسلم والحاكم ابى احمد وغيرهم فذكروه فيمن لا يعرف اسمه " التعجيل ص 482. وفى تهذيب التهذيب فيمن كنيته أبو عمر " ويؤيد ذلك ان مسلما وغيره ذكر والصيني فيمن لا يعرف اسمه " - ج 12 ص 177.
وفيه في ترجمة ابى عمران الانصاري " قال الحاكم ابو احمد اخرجه محمد بن اسمعيل في التاريخ في باب سليم وباب سليمان وهو بسليمان اشبه وكأنه غلط في نقله فأسقط النون وربما يقع له الخطأ لا سيما في الشاميين ونقله مسلم في كتابه قتابعه على خطائه " تهذيب (12 - 185). اقول فقول الحاكم ابى احمد , ,
ومن تأمل كتاب مسلم في الكنى علم انه منقول من كتاب محمد،، يعنى البخاري اراد بكتاب البخاري التاريخ مع هذا الجزء من الكنى، نقل مسلم كنى من عرفت اسماؤهم من التاريخ كنى من لم تعرف اسماؤهم من هذا الجزء وقد علمت تسمية الحافظ ابن حجر لهذا الجزء " الكنى المفردة " أو " الكنى المجردة " والاسم الاول يقتضى انها ليست من التاريخ لان معناه الكنى المفردة عن التاريخ كما سموا كتاب الادب للمؤلف " الادب المفرد " يريدون المفرد عن الجامع الصحيح.
والاسم الثاني محتمل والظاهر ان معناه الكنى المجردة عن الاسماء أي انها فيمن لم تعرف الا كنيته مجردة عن الاسم وذلك بالنظر إلى الغالب. وبالجملة فعبارة الحاكم ابى احمد " علم انه منقول من كتاب محمد " واراد ما يشمل اصل التاريخ وهذا الجزء مع ما يدل عليه صنيع ابن ابى حاتم كما تقدم ظاهر في ان هذا الجزء ان لم يكن من التاريخ فهو تتمة له والله اعلم) انتهى.
منقول
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 08:14]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ذكر الحافظ ابن حجر أن التاريخ الكبير رواه عن البخاري:
أبو عبد الله محمد بن سليمان بن فارس
المعجم المفهرس 630 – ص166 في طبعة دار الرسالة.
وذكر ابن خير الأشبيلي في فهرسه (ط دار الخانجي 1417هـ ص 204):
التاريخ الكبير المبسوط، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في ثلاثين جزءا، من رواية:
1 - ابن الفضل الفسوي
2 - وأبي أحمد الدلال
3 - وأبي الحسن محمد بن سهل المقرئ (وهو راوي النسخة المحفوظة بمكتبة كوبريلي، والنسخة المحفوظة بمكتبة أيا صوفيا، وكذلك نسخة المكتبة الأزهرية (وهي قطعة صغيرة) عن البخاري، كما في أول المجلد الأول من التاريخ، ط دائرة المعارف العثمانية،)
ونسخة مكتبة أحمد الثالث باستانبول (برقم 2969) ليس فيها كتاب الكنى، كما ذكر د/ محمد بن عبد الكريم بن عبيد، في تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير، مكتبة الرشد 1420هـ، ومنه استفدت الكلام على النسخ الخطية.
وأما كتاب الكنى فرواه عن البخاري أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن شعيب المعروف بالغازي، كما جاء في أول الطبعة المنشورة (ط دائرة المعارف العثمانية)
فالظاهر من اختلاف الرواة أن الكنى كتاب مستقل،
والله تعالى أعلم(/)
تطاول الأنترنيين على العلم والعلماء!!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 11:19]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
لقد أصبح النت مرجعا للفتوى، والله المستعان، وتطاول أصحاب النت الذين لم يتحصرموا ولم يتزببوا!!
وإلا فقولوا لي بربكم - وأعني طلبة العلم - متى كانت فتوى كبار العلماء تنقل، ثم لا يُلقى لها بالا، إلا حينما أصبح النت سيد الموقف؟!، بل الطامة الكبرى، أن تكون فتوى العالم الكبير التي تنقل في النت في عين هذه المسألة أو أختها، وإذا بذاك الذي لم يتحصرم، ولم يتزبب لا يرفع بها رأسا، ثم تطاول النّتّيون، وصاروا يردونها علانا جهارا، وبعض طلبة العلم ممن تتلمذ على المشايخ لا يحرك ساكنا!!!
إلى الله نشكو، لقد أسقطوا هيبة العلماء.
إلى الله نشكوهم.
اللهم سلم سلم.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 06:13]ـ
(متى كانت فتوى كبار العلماء تنقل، ثم لا يُلقى لها بالا) ..
(فتوى) في ماذا؟ - الغلو في التكفير، أوالأعياد، أوالإرجاء، .. -
و (تُنقل) ممن؟
ومن الذي لا يُلقي لها بالا؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 02:15]ـ
ذكرتني يا أخي ببعض الناس.
فقد كانوا لا يلقوا بالاً لفتاوى اللجنة الدائمة في الحكم بغير ما أنزل الله أو فتوى عدم شرعية المقاطعة أو في بعض الرجال.
ولما تكون الفتوى في رجال أخرين أو في تكفير الليبرالية وغيرها تجد كل بالهم ملقى إليها.
وكلا الفتاوى حق ويُعرف مقصودها لأنها من أهل دليل وفقه نحسبهم والله حسيبهم.
فالباعث لقبول الثانية ورد الأولى ومحاربتها من هولاء الناس هو باعث هولاء الأنترتيون
وهو
الهوى
أعاذنا الله وإياكم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 02:31]ـ
ذكرتني يا أخي ببعض الناس (أستغفر الله إن كان في كلامي لمز) (!!!)
فقد كانوا لا يلقون بالا لفتاوى اللجنة الدائمة وعلمائنا الكبار في التحذير من التحزب واتهام الدعاة بالباطل كما في الحديث الذي دار بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله و الشيخ سفر الحوالي.
ولما تكون الفتوى في رجال آخرين مثل (العودة والقرني) ولو كانت الفتوى قديمة ومردودة تجد كل بالهم ملقى إليها.
فالباعث لقبول الثانية ورد الأولى ومحاربتها من هؤلاء الناس هو باعث هولاء الأنترتيون وهو الهوى ومثل هؤلاء يا ليت يريحونا ويطلعون من المجلس.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 03:02]ـ
من عجائب الأمور في هذا الباب ,
قول أحد الأخوة في مناقشة حول ترك العمل بالكلية , " أحد طلبة العلم عند الدكتور فلان سيرد على اللجنة الدئمة "
قلتُ: هل تدهور بنا الحال إلى هذه الهوة. و الله ما هذا إلا الهراء بعينه.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 03:53]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
لقد أصبح النت مرجعا للفتوى، والله المستعان، وتطاول أصحاب النت الذين لم يتحصرموا ولم يتزببوا!!
وإلا فقولوا لي بربكم - وأعني طلبة العلم - متى كانت فتوى كبار العلماء تنقل، ثم لا يُلقى لها بالا، إلا حينما أصبح النت سيد الموقف؟!، بل الطامة الكبرى، أن تكون فتوى العالم الكبير التي تنقل في النت في عين هذه المسألة أو أختها، وإذا بذاك الذي لم يتحصرم، ولم يتزبب لا يرفع بها رأسا، ثم تطاول النّتّيون، وصاروا يردونها علانا جهارا، وبعض طلبة العلم ممن تتلمذ على المشايخ لا يحرك ساكنا!!!
إلى الله نشكو، لقد أسقطوا هيبة العلماء.
إلى الله نشكوهم.
اللهم سلم سلم.
والحمد لله رب العالمين.
جزاك الله خيراً
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:37]ـ
كلمة حق تقال في النت:
لقد فرق أكثر مما جمع!!!!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:51]ـ
لازال المقال عائمًا!
وقول الأخ أبي عمر السلفي: (أو في تكفير الليبرالية) .. إن كان يقصدني، فبودي أن يُصرح بهذا، وينصح علنًا، لأناقشه، فقد تعودت - ولله الحمد - على الوضوح. ونصيحتي لنفسي وللإخوة جميعًا: البعد عن التحزبات التي أضرت بأهل السنة. ومنها الحزبية السلفية التي وقع فيها بعضهم، ردة فعل لحزبية غيره. ويبقى باب الرد العلمي والمناصحة بين أهل السنة مفتوحًا. مع مشاركتهم جميعًا في نشر التوحيد والعقيدة السلفية والعلم المستند للدليل. والله الهادي.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:59]ـ
هذا المقال .. أصلا .. يصح فيه (رموا غيرهم بدائها وانسلوا) ..
فأبو عمر والفضلي .. تعودنا على شذوذاتهما .. ولذلك لم يحتملا .. فكتبا هذا ..
وتأمل اعتراضات أبي عمر .. يريد أن يسفه كل من لم يكن على منهجه الغلط .. فيقسم السلفية على مزاجه .. ويسب الإخوان ..
والمشايخ .. ممن لم يوافق نحلته .. وهواه .. ثم يدافع عن الليبراليين .. ومقالتهم كفر صريح .. ! فإذا توقفنا في أحد الليبراليين .. فإنما لعذر ما ..
ثم لايريد أن يقاطع الصهاينة الذين يذبحون إخوانه .. مع كونه متخاذلا عن نصرتهم بالكلية بل معاديا لهم سابا مسفها
هذه هي بضاعتهم الرديئة .. وقس عليها
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخوة المنتمين للسلفية بكل تياراتها ...
خذوها من مصرى مسكين يقبع فى آخر الصف ...
أذكركم بما يلى:
- ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46 - الأنفال)
- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59 - النساء)
- صحيح مسلم: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم قال إسحق أخبرنا و قال عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:48]ـ
وبعض طلبة العلم ممن تتلمذ على المشايخ لا يحرك ساكنا!!!
إلى الله نشكو، لقد أسقطوا هيبة العلماء.
إلى الله نشكوهم.
اللهم سلم سلم.
فعلا سمعنا من يقول:" الشيخ ابن باز طعن في السلفية طعنة شديدة "!
ولم نر أحدا تحرك من أهل السلفية الحزبية؟!
ونحو هذه العبارات كثير جداً.
فاللهم سلم سلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 10:14]ـ
هذا المقال .. أصلا .. يصح فيه (رموا غيرهم بدائها وانسلوا) ..
فأبو عمر والفضلي .. تعودنا على شذوذاتهما .. ولذلك لم يحتملا .. فكتبا هذا ..
هذا ما أعنيه، وعليه فقس:
الشيخ سفر أعلم من هؤلاء جميعا بالواقع والعقيدة أيضا .. وما يفوقونه بالفقه .. أو الحديث ..
لايحتاج له في الغالب في هذه القضايا ..
وقد أفتى هؤلاء الفضلاء الكبراء فتاوى مغلوطة .. بسبب ما نناقشه ..
كفتوى الألباني في خروج أهل فلسطين منها .. وفتوى العثيمين في تحريم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد اليهود .. وفتوى ابن باز في السلام مع اليهود
والعلة في الجميع واحدة .. هو عدم الإلمام الكافي بحقيقة ما يجري
وأنا مصر أنك لا تعرف العلامة سفر الحوالي .. وتهضمه حقه
ثم من ثلّث الكبَر في هؤلاء؟
العلامة العلوان أعلم من هؤلاء جميعا عندي .. وفي خبايا الزوايا ما لا تعلمه ..
لماذا نحكر العلم العظيم والرسوخ فيه فيمن اشتهروا؟
لا أظن أن مثل هذا الهذيان يحتاج إلى تدليل على بطلانه، وإنما يحتاج إلى من ينافح عن أئمة العصر وكبرائهم حتى لا يتطاول عليهم المتطاولون، ويحتاج إلى من يقول له اكسر قلمك، واعرف على من تتكلم!!!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 10:36]ـ
وقد أفتى هؤلاء الفضلاء الكبراء فتاوى مغلوطة .. بسبب ما نناقشه ..
كفتوى الألباني في خروج أهل فلسطين منها .. وفتوى العثيمين في تحريم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد اليهود .. وفتوى ابن باز في السلام مع اليهود
والعلة في الجميع واحدة .. هو عدم الإلمام الكافي بحقيقة ما يجري
إلى صاحب هذا الكلام: مهلاً أخي الحبيب، فقد تجاوزت
ليس من حقك تخطئة الأئمة الكبار بهذه الطريقة، ولو كان عندك علم فاطرحه، أما هكذا فلا!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 10:48]ـ
قطع الكلام من سياقه صنو الكذب والتحريف
فحسبي الله ونعم الوكيل
وأنت تعلم يا فضلي أنه لا يوافقك على آرائك وطروحاتك أحد ههنا .. إلا في القليل النادر
فلذلك تلجأ لمثل هذه المواضيع التي تظهر فيها التوجع والأسى ..
وأنتم من أعظم من يبث الفرقة بين طلبة العلم خاصة والمسلمين عامة .. حين تقصرون مفهوم السلفية على فكركم ..
ولن أهبط لمستوى ما فعلت فهذا من العبث حيث بلغ بك الفراغ درجة
أن تبحث في مواضيعي .. ثم تنسخ ما تزعم أنه ينصرك ..
فهلا اتقيت ربك واستعملت وقتك فيما يصلحك ..
بدل هذا الذي تصنع؟
ألهذا الحد بلغت حرقتك وحقدك؟
والسلام عليكم(/)
خواطر لابي عبدالله مصوبة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 12:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خواطر
الخاطرة الأولى::
كيف هي علاقتنا بالله عز وجل
نعم ماهي علاقتنا بالله!! الناظر في واقعنا ــــــ إلا من رحم الله ــــــــ يرى عجباً،قصور كبير في التواصل الروحي بالله العظيم، نعم نصلي، ونصوم، ونزكي، ونحج ... ولكن ما تأثير هذه العبادات على أرواحنا، هل نجد في أنفسنا روحانية العبادة، ولذة المناجاة، ترى في أنفسنا وبين إخواننا التواصل الحميم، والكلام الجميل، والمحبة الصادقة، والعلاقة القوية ... ولكنه مع العظيم الكريم منقطع الحبال، والله المستعان.
الخاطرة الثانية:
كيف علاقتنا بمحمدعليه الصلاة والسلام .. فهل نحن محمديون، فهل إذا ذُكر طابت أنفسنا للقائه، كيف حالنا مع سنته،إن القارئ لسيرته صلى الله عليه وسلم يرى عجباً، أدب رفيع، وأخلاق جميلة، والكلمة الطيبة، فهل اقتدينا به في حياتنا، هل نتذكره عند فعل أمر من الأمور، ونقول: ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا، والله إن الحياة لتحلوا بذكره،
الخاطرة الثالثة:
كيف علاقتنا بالوالدين؟؟
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا).
الوالدان رأس مالنا، وركنان من أركان سعادتنا، الوالدان كلمة رنانة لها في قلوب البارين حلاوة، فهل ذقناها!!، من لم يطعم حلاوة البر مع والدية فليراجع نفسه.
وأحب أن أنوّه على أنه ينبغي للشخص أن ينظر في أشياء عملية يتعمد إصدارها ابتداءً قبل أن يكلّف من قبل والديه بها، فهنا البر أكمل وأجمل .. كأن يشتري لهما ابتداءً قبل أن يطلبا منه أو يأتي ليقبلهما في رأسيهما في سفر أو غيره ... وغير ذلك مما تنفتح له قلوب والديه، والحديث عن الوالدين يطول، والله المستعان
أخوكم أبو عبدالله(/)
شرح العقيدة الواسطية (كاملا-بالصوت والصورة) لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 03:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح العقيدة الواسطية
جديد => (73 محاضرة بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=125 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=125)
http://www.rslan.com/images/index/alwassitiyah1.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=125)
نبذة عن السلسلة: فهذه جملة وافرة من «التقريرات السَّنِيَّة على شرح الواسطية» يقوم فيها الشيخ - حفظه الله تعالى - بشرح «العقيدة الواسطية» متكئًا على شرح الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - لهذه العقيدة التي تُعَدُّ من أجمع ما كُتِب في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
لتحميل ملف (عناصر أشرطة السلسلة) اضغط هنا
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 مقدمة الشيخ الشارح: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
2 بداية من «المقدمة» إلى قوله «وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله»
3 بداية من قوله «وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» إلى قوله «إلى قيام الساعة»
4 بداية من قوله «أهل السنة والجماعة» إلى قوله «وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله»
5 بداية من قوله «والبعث بعد الموت» إلى نهاية «المبحث الرابع»
6 بداية من «المبحث الخامس» إلى قوله «وبما وصفه به رسوله»
7 قول شيخ الإسلام «من غير تحريف ولا تعطيل»
8 بداية من قوله «ومن غير تكييف» إلى ذكر الجواب المُفَصَّل
9 بداية من قول الشارح «فتبين أن التمثيل منتفٍ سمعًا و ... » إلى قول شيخ الإسلام «بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء»
10 بداية من قوله «بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء» إلى قوله «ولا يلحدون في أسماء الله وآياته»
11 قول شيخ الإسلام «ولا يلحدون في أسماء الله وآياته»
12 بداية من قوله «ولا يكيفون ولا يمثلون» إلى قوله «فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره»
13 بداية من قوله «فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره» إلى قوله «بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون»
14 بداية من قوله «ولهذا قال سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}» إلى قول الشارح «هناك عدة طرق لإثبات الصفة»
15 بداية من قول الشارح «هناك عدة طرق لإثبات الصفة» إلى قول شيخ الإسلام «فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون»
16 بداية من قوله «فإنه الصراط المستقيم» إلى قوله «التي تعدل ثلث القرآن»
17 بداية من قوله «التي تعدل ثلث القرآن» إلى قوله «حيث يقول: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}»
18 بداية من قوله تعالى «{لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}» إلى قوله تعالى «{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}»
19 بداية من قوله تعالى «{وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا}» إلى قول شيخ الإسلام «ولهذا كان من قرأ هذه الآية ... »
20 بداية من «وقوله سبحانه: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}» إلى «وقوله سبحانه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}»
21 بداية من «وقوله: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}» إلى «الآية الرابعة في تفصيل صفة العلم لله تعالى»
22 «صفة القوة لله عز وجل وأدلتها» إلى «وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}»
23 بداية من «وقوله: {إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}» إلى «الآية الثالثة في إثبات صفتي المشيئة والإرادة»
24 بداية من «الآية الرابعة في إثبات صفتي المشيئة والإرادة» إلى «أقسام الإرادة»
25 بداية من «الآية الأولى في إثبات صفة المحبة» إلى «الآية الثامنة في إثبات صفة المحبة»
26 بداية من قول الشارح «نثبت المحبة بالأدلة العقلية» إلى «الآية الثانية في إثبات صفة الرحمة»
27 بداية من «صفة الرحمة لله تعالى والآيات الدالة عليها» إلى «صفة الرضى»
28 بداية من «آيات صفات الغضب والسخط والكراهية والبغض» إلى «الآية الثالثة من آيات صفة المجيء والإتيان»
(يُتْبَعُ)
(/)
29 بداية من «آيات صفة المجيء والإتيان» إلى «صفة الوجه لله تعالى»
30 إثبات اليدين لله تعالى
31 إثبات العينين لله تعالى
32 بداية من «صفة السمع والبصر لله تعالى» إلى «صفة المكر والكيد والمِحال لله تعالى»
33 صفة العفو والمغفرة والرحمة والعزة والقدرة
34 بداية من «إثبات الاسم لله تعالى» إلى «الآية السابعة والثامنة من آيات الصفات المنفية في تنزيه الله ونفي المثل عنه»
35 بداية من «الآية التاسعة والعاشرة من آيات الصفات المنفية في تنزيه الله ونفي المثل عنه» إلى «الآية الثانية عشرة»
36 استواء الله تعالى على عرشه
37 بداية من «إثبات علو الله على مخلوقاته» إلى «الآية الرابعة من آيات إثبات علو الله على مخلوقاته»
38 بداية من «الآية الخامسة والسادسة من آيات إثبات علو الله على مخلوقاته» إلى «إثبات معية الله تعالى لخلقه وفيه مباحث»
39 بداية من «إثبات الكلام لله تعالى» إلى «إثبات أن القرآن كلام الله»
40 بداية من «قول أهل السُّنَّة: وإليه يعود» إلى «إثبات أن القرآن مُنَزَّل من الله تعالى»
41 بداية من «إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة» إلى قول شيخ الإسلام «وهذا الباب في كتاب الله كثير ... »
42 فصل: «في سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»
43 بداية من فصل: «في أحاديث الصفات» إلى «الحديث الثالث: في إثبات الضحك»
44 بداية من «الحديث الرابع: في إثبات العَجَب وصفات أخرى» إلى «الحديث السادس: في إثبات الكلام والصوت»
45 بداية من «الحديث السابع: في إثبات الكلام أيضًا» إلى «الحديث الحادي عشر: في إثبات العلو أيضًا»
46 بداية من «الحديث الثاني عشر: في إثبات المعية» إلى «الحديث الخامس عشر: في إثبات قُرب الله تعالى»
47 بداية من «الحديث السادس عشر: في إثبات رؤية المؤمنين لربهم» إلى «فصل: مكانة أهل السُّنَّة والجماعة بين فرق الأمة واتصافهم بالوسطية»
48 بداية من «فصل: في المعية وبيان الجمع بينها وبين علو الله واستوائه على عرشه» إلى «فصل: في قُرب الله تعالى وإجابته وأن ذلك لا ينافي علوه وفوقيته»
49 فصل: في الإيمان بأن القرآن كلام الله حقيقةً
50 بداية من «فصل: في الإيمان برؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة» إلى «فصل: في الإيمان باليوم الآخر»
51 بداية من «فصل: في القيامة الكبرى» إلى الأمر الثالث مما يكون يوم القيامة «وتدنو منهم الشمس»
52 بداية من الأمر الرابع مما يكون يوم القيامة «ويُلجمهم العَرَق» إلى الأمر السادس مما يكون يوم القيامة «وتُنشر الدواوين»
53 بداية من الأمر السابع مما يكون يوم القيامة «ويحاسب الله الخلائق» إلى الأمر التاسع مما يكون يوم القيامة «الصراط»
54 تتمة الأمر التاسع مما يكون يوم القيامة «الصراط» , مرورًا بالشفاعة وغيرها إلى نهاية «فصل: في القيامة الكبرى»
55 بداية من «فصل: في الإيمان بالقدر» إلى «فصل: في درجات الإيمان بالقدر»
56 بداية من قوله «علم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال» إلى قوله «لا رب سواه»
57 بداية من قوله «أمر العباد بطاعته وطاعة رسله, ونهاهم عن معصيته» إلى قوله «سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة»
58 بداية من قوله «ويغلو فيها - أي: في درجة المشيئة والخلق - قوم من أهل الإثبات» إلى «فصل: في الإيمان»
59 تتمة «فصل: في الإيمان»: بداية من قوله «وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية»
60 فصل: في موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة
61 تابع «فصل: في موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة»: بداية من قوله «ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر ... »
62 تابع «فصل: في موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة»: بداية من قوله «ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم»
63 تتمة فصل: في موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة
64 فصل: في كرامات الأولياء
65 فصل: في طريقة أهل السُّنَّة العملية
66 تتمة «فصل: في طريقة أهل السُّنَّة العملية» إلى «فصل: في منهج أهل السُّنَّة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الخصال»
67 بداية من قوله «ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا» إلى قوله «ويأمرون بالصبر على البلاء»
68 بداية من قوله «ويأمرون بالصبر على البلاء, والشكر عند الرخاء, والرضى بمُر القضاء» إلى قوله «والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل»
69 بداية من قوله «والرفق بالمملوك» إلى قوله «كلها في النار إلا واحدة, وهي الجماعة»
70 بداية من قوله «وفي حديث: هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» إلى «الخاتمة»
71 قراءة متن العقيدة الواسطية
72 حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
73 تتمة «حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى»
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=125[/ ... ]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 04:36]ـ
بوركت.(/)
القلائد العتاق من شرح الشيخ يوسف الغفيص لحديث الإفتراق
ـ[الخالدي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أما بعد:
فهذه مسائل نفسية اقتبستها من شرح الشيخ المبارك يوسف الغفيص لكلم الإمام ابن تيمية على حديث الإفتراق.
المسألة الأولى:
(إنه لا يفقه القول بالتكفير إلا من كان فقيهاً بقول السلف في باب الإيمان وقولهم فيه)
المسألة الثانية:
السؤال الأول، وهو: ماذا يقصد بالقول عن قولٍ ما، أو فعلٍ، أو تصديق: إنه مذهب للسلف؟ قيل: هذا السؤال يترتب على إجابته عدة أمور فيها تعدد: قد يكون مترادفاً، وقد يكون متنوعاً: الأمر الأول: أن هذه المسألة سنةٌ لازمة لا يجوز لأحدٍ أن يخالفها، وأن ما خالفها يكون بدعةً وضلالة. الأمر الثاني: أن من تقمص مخالفة هذه المسألة فقد تقمص ضلالةً، ومن دعا إليها فقد دعا إلى ضلالة. الأمر الثالث: أنه لا يجوز الاجتهاد بخلاف ما قيل عنه أنه قولٌ أو مذهب للسلف. هذه حقائق لابد أن تكون بينةً لطالب العلم، وهي تترتب على القول عن قولٍ ما أو فعلٍ ما: إن هذا مذهبٌ للسلف، أو من مذهب السلف كذا، أو السلف يقولون كذا، فضلاً عن القول: إن قولاً ما أو فعلاً ما مخالفٌ للسلف، فإن هذا آكد في التصريح ... والمتضمنات لهذه الجملة. إذا عرف هذا المعنى؛ تبين أن ما يقال فيه: إنه مذهب للسلف، فإن معناه: أنه من جنس مسائل الإجماع، أي أنه إجماعٌ وهديٌ ولزومٌ لا يجوز لأحد الاجتهاد بخلافه ... وهذه المسألة لابد من ضبطها على هذا التقدير، وإذا تم ضبطها تبين أنه لا يجوز القول عن مسألةٍ من مسائل الخلاف بين الأئمة: إن هذا القول هو طريقة السلف؛ مع العلم أن في المسألة خلافاً بين فقهاء السلف أنفسهم.
المسألة الثالثة:
مسألة الاستدلال على الأقوال الفقهية هي مسألة فيها قدر من الإغلاق -أي: من جهة ضبطها- ويراد بهذا الإغلاق أنه أحياناً تظهر بعض الظواهر من النصوص، ومع ذلك الجماهير من أئمة السلف على خلاف هذا الظاهر الذي بلغ المتأخرين، وصار عندهم من صريح الاستدلال ... القصد: أن مسألة الاستدلال مسألة فيها إغلاق على المتأخر في الغالب، بمعنى أن لها استقراءً. وقد شاع في هذا العصر بين طلبة العلم بحوثٌ فاضلة في مسألة الفرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في مسألة الحديث والتصحيح والتضعيف والإعلال ... إلى غير ذلك، ويقال مثله أو أجل منه: الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في مفهوم ونظم الاستدلال الفقهي.
المسألة الرابعة:
تحصيله (أي مذهب السلف) من جهة النقل يكون بوجهين: الوجه الأول: أن يستفيض ذكر هذا القول أو هذه المسألة في كلام الأئمة المتقدمين، ولا يظهر بينهم من أعيانهم منازع" ... الوجه الثاني في ضبط النقل: أن ينص بعض علماء الإسلام الكبار من المعروفين بالسنة على أن هذا إجماعاً عند السلف.
المسألة الخامسة:
قد تحقق لنا بالسنة الصريحة وبالأصول الشرعية أن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بدعة، لكن السؤال: هل تعيين هذه المخالفة يكون بالاجتهاد أو بالإجماع؟ هذا هو محل الإشكال عند بعض السلفيين في هذا العصر، الصواب: إنه بالإجماع، وأما إذا اجتهد مجتهد في دراسة قول مالك أو أبي حنيفة أو الثوري أو فلان وفلان من الفقهاء، وبان له أن قوله مخالف لسنة، ولهدي نبوي، فلا يجوز له أن يصف قول هذا الإمام بهذه المخالفة، أو أن يقول: إن قوله بدعة
المسألة السادسة:
أقوال السلف المعتبرة اللازمة هي الإجماعات المنضبطة، بل إن شيخ الإسلام رحمه الله يذهب إلى أكثر من هذا، فهو يقول: "إن الإجماع المنضبط الذي يلزم به مذهب السلف هو إجماع الصدر الأول كالصحابة رضي الله عنهم ومن لزم قولهم، قال: إذ بعدهم كثر الاختلاف" فعند شيخ الإسلام ضبطٌ وتحقيقٌ لمسألة الإجماع، وأنها معتبرة بإجماع الصدر الأول كالصحابة وأئمة التابعين، وأمثال هؤلاء من طبقات الأئمة الذين انضبط إجماعهم.
المسألة السابعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: "وقد استعمل طائفةٌ من متكلمة الصفاتية المنتسبين للسنة والجماعة، واعتبر ذلك طائفة من الفقهاء -من أصحابنا وغيرهم- أنهم يعتبرون مذهب السلف بالفهم، فإذا تحصل لواحدٍ منهم في مسائل من النظر أن هذا هو الموافق للكتاب والسنة، أو لبعض أصول السلف، جعل هذا قولاً للسلف. قال: لأن السلف عنده لا يخرجون عن الكتاب والسنة، فإذا تحقق له جزماً في قولٍ ما أنه موافق للكتاب والسنة جعله قولاً للسلف". محصل هذا الطريق: هو تحصيل مذهب السلف بالفهم. أي: أن يقول قائل عن قولٍ ما أو فعلٍ ما أو تصورٍ ما: هذا مذهب للسلف، ومن خرج عنه فقد خرج عن مذهب السلف، وهو من أهل البدع أو ما إلى ذلك. فإذا أورد عليه سؤال: أين استفاضة ذكر هذا المفهوم أو هذا القول أو هذا التقرير في كلام الأئمة؟ أو من نقل الإجماع؟ قال: هذا محصَّل بدراسة أصول السلفية وبضبطها وبظاهر الكتاب والسنة، والسلف لا يخرجون عن الكتاب والسنة ... إلخ. ولذلك: من يعين مسائل من اجتهاده وفهمه أنها مذهبٌ للسلف يجد عند التحقيق -ولا بد- مخالفاً من السلف لقوله، كمن يقول -مثلاً-: إن وضع اليدين على الصدر بعد الركوع مخالفٌ للسلفية، نجد أن من أئمة السلف من يذهب إلى شرعية وضع اليدين على الصدر بعد الركوع. وليس المقصود من هذا الترجيح في المسألة، فهي على كل حال مسألة سهلة، مترددة من جهة الاستدلال. وهذا لا يعني التهوين من شأن السنن والاتباع؛ فإن المسلم مأمورٌ باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى، والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الظاهر والباطن، ولكن العزمات أمرٌ شديد؛ فالصحابة بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم اختلفوا كثيراً، مع أنهم أدركوا صاحب النبوة، وأدركوا هديه وأقواله، ومع ذلك ترددوا واختلفوا في مسائل كثيرة. فالعزمات ليست من المقامات الفاضلة، وليست من تحقيق العبادة؛ لأن في العزمات قدراً من الجزم على صاحب الشريعة، والإبطال للقول الآخر بأنه بدعة، والذي قد يكون في نفس الأمر هو من السنن، ولهذا من ورع السلف أنهم ما كانوا يصيرون إلى العزمات إلا في الأمور البينة التي انضبط دليلها أو إجماعها.
المسألة الثامنة:
لا يجوز إضافة مسائل إلى مذهب السلف إلا وقد انضبط دليلها وإجماعها إما استفاضةً وإما نقلاً. ولو أن السلفيين في هذا العصر التزموا المنهج الذي قرره شيخ الإسلام، والذي قد درج عليه الأئمة، فإنهم لا يمكن أن يختلفوا في مسائل تصنف على أنها سلفية ... و لذلك ظاهرة تعدد التجمعات السلفية، وكلٌ منها يزعُم أنه السلفي وحده أو بجماعته أو بطائفته ليست ظاهرةً شرعية؛ لأن هذه الجماعة المؤمنة المنصورة الناجية هي جماعةٌ واحدة، ولو انضبطت على الإجماع لاتفقت. ولهذا: من أسباب انقسام السلفيين فيما بعد عصر الأئمة أو في العصور الفقهية المتأخرة أو في عصرنا هذا: هو أنهم استعملوا طريق الفهم لتحصيل مذهب السلف ... وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه -وهو في صحيح مسلم - كان عليه الصلاة والسلام يردد في الخطب: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد) فما كان منضبطاً عند الأئمة أنه هدي لرسول الله فهذا مذهبٌ للسلف، وما تردد فيه الأئمة من السلفِ على تعيين هديه صلى الله عليه وسلم أو الجزم به، فهذا مما يرجح فيه ولا يوصف أحد الأقوال بأنه سنةٌ سلفية. وبهذا الطريق يصح أن يقال: إن مذهب السلف مذهب واسع.
المسألة التاسعة:
إذاً: هاتان مسألتان لابد من ضبطهما: المسألة الأولى: ماذا يقصد بمذهب السلف؟ والمقصود به أنه سنةٌ لازمة، وأن الاجتهاد بخلافه محرم، وأن تقليد المجتهد بخلافه محرم، وأن القول المخالف يكون بدعةً وضلالاً، ويلزم من هذا أن يكون عند المجتهد المخالف له -ولابد- تفريطاً، وإذا كان بعد شيوع القول السلفي وبلوغه إياه لم يتبعه فإنه يكون مشاقاً لله ورسوله .. هذه لزومات تلزم في كل ما قيل عنه مذهب السلف. وهذه اللزومات إذا ما اعتبرناها بالمسألة الثانية، وهي أن مذهب السلف هو الإجماع لا تشكل؛ لأن كل من خرج عن الإجماع المنضبط يسوغ أن يقال عنه: إنه مفرط، وأن اجتهاده لا يجوز، ويسوغ كذلك أن يقال عنه: إنه لا يجوز متابعته في اجتهاده. حتى لو عرض هذا من إمامٍ فاضل كحماد بن أبي سليمان، قيل: إن قوله بدعة خارج عن الإجماع. ولذلك نجد أن الذين خرجوا عن الإجماع المنضبط هم أئمة أهل البدع، من الخوارج والشيعة والمتكلمين وأمثال هؤلاء، وإن كان قد يعرض أن يخرج بعض أئمة السنة عن بعض مسائل السلف كخروج حماد، لكن هذا نادر، فإن الذي كان مطرداً عند الأئمة هو أن الذي يخرج عن سنتهم ولزومهم هم أئمة أهل البدع، الذين لا يعتبرون منهجهم وطريقة هدي صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام. المسألة الثانية: بم يحصل مذهب السلف؟ بأحد طريقين: الطريق الأول: النقل، وله وجهان: الوجه الأول: الاستفاضة، كاستفاضة قولهم: الإيمان قولٌ وعمل، وتواردهم على ذلك، لذلك لما جاء حماد بعد هذه الاستفاضة أصبح قوله بدعةً. الوجه الثاني: أن ينص بعض علماء الإسلام المعتبرين في ضبط مذهب السلف أن هذا إجماع ولا ينخرم. و الطريق الثاني ... هذا طريق طائفةٍ من أهل البدع من متكلمة الصفاتية، وإذا قال الإمام ابن تيمية: متكلمة الصفاتية فإنه يقصد ابن كُلاب و الأشعري وأمثالهم، ممن يحصلون مذهب السلف بطريق الفهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخالدي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 12:00]ـ
و جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 07:04]ـ
تسلم أيها الفاضل على نقلك لهذه الدرر.
الشيخ يوسف أحسبه من أهل الرسوخ العلمي، تابعت له حلقات "قناة المستقلة "عن شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أبدع أيما إبداع حفظه الله ونفعنا بعلمه.
استمر رعاك الله من صاحب همة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:07]ـ
جزاكم الله خيرا بالانتظار نحن ,,,
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 08:58]ـ
هل له أشرطة أو شروح في السوق؟
وهل له كتب منشورة؟
ـ[الخالدي]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 11:41]ـ
تسلم أيها الفاضل على نقلك لهذه الدرر.
الشيخ يوسف أحسبه من أهل الرسوخ العلمي، تابعت له حلقات "قناة المستقلة "عن شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أبدع أيما إبداع حفظه الله ونفعنا بعلمه.
استمر رعاك الله من صاحب همة.
جزاك الله خيراً. أخي الغالي.
ـ[الخالدي]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 11:44]ـ
جزاكم الله خيرا بالانتظار نحن ,,,
حياكم الله أخي.
ـ[عادل الجهني]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 01:41]ـ
الشيخ الغفيص حفظه الله له جملة من الدروس موجودة في التسجيلات وفي بعض المواقع كموقع البث الإسلامي منها شرح العقيدة الواسطية والطحاوية والتدمرية والإيمان لأبي عبيد وقراءة موضوعية لكتاب الإعتصام
ـ[الخالدي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 06:44]ـ
هل له أشرطة أو شروح في السوق؟
وهل له كتب منشورة؟
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119
لا يوجد له كتب (منشورة) حتى الآن حسب علمي
ـ[تابع السلف]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:20]ـ
عليكم بتعليقاته على الطحاوية
لا يفوتكم هذا العلم
والشرائط موجودة بموقع الشبكة الإسلامية ومفرغة
ـ[تابع السلف]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:28]ـ
عليكم بتعليقاته على الطحاوية
لا يفتكم هذا العلم
والشرائط موجودة بموقع الشبكة الإسلامية ومفرغة
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:37]ـ
بارك الله فيك على النقل
وبارك الله في الشيخ على كلامه
ـ[تابع السلف]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الهجرة]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 10:10]ـ
هل يوجد من لديه حلقات قناة المستقلة للشيخ يوسف الغفيص-حفظه الله - التي تحدث فيها عن ابن تيمية رحمه الله.
يا حبذا أن ترفع على الموقع هنا للفائدة .. و لكم جزيل الشكر
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 06:59]ـ
الشيخ الغفيص حفظه الله له جملة من الدروس موجودة في التسجيلات وفي بعض المواقع كموقع البث الإسلامي منها شرح العقيدة الواسطية والطحاوية والتدمرية والإيمان لأبي عبيد وقراءة موضوعية لكتاب الإعتصام
جزاك الله خيراً أخي.
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 07:01]ـ
عليكم بتعليقاته على الطحاوية
لا يفتكم هذا العلم
والشرائط موجودة بموقع الشبكة الإسلامية ومفرغة
لاهنت أخي.
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 07:02]ـ
بارك الله فيك على النقل
وبارك الله في الشيخ على كلامه
و فيك أخي.
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 07:04]ـ
هل يوجد من لديه حلقات قناة المستقلة للشيخ يوسف الغفيص-حفظه الله - التي تحدث فيها عن ابن تيمية رحمه الله.
يا حبذا أن ترفع على الموقع هنا للفائدة .. و لكم جزيل الشكر
لم ترفع مجدداً على الشبكة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 11:28]ـ
هذا الشرح من أقوى وأنفس ماسمعت حتى الآن
وأوصي بجميع دروس الشيخ يوسف وفقه الله
وقد اطلعت على رسالته الدكتوراة (التداخل العقدي بين الفرق) فرأيت عجبا!!، يسر الله خروج هذه الرسالة.
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 09:54]ـ
الأمر كما قلت بارك الله فيك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 09:53]ـ
للرفع
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 05:40]ـ
بارك الله فيك أخي الخالدي وجزيت خيراعلى هذا النقل الذي جاوز الجوزا وجازا
للرفع
ـ[صالح العواد]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 01:50]ـ
أشرطة الشيخ قليل منها في تسجيلات الراية و التقوى (الرياض) و أكثرها في تسجيلات البخاري (مكة) ..
و يقال: أن له كتبا ستنزل في المكتبات قريبا ..
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 06:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الخالدي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 10:47]ـ
عبدالله العلي ... حياك الله أيها اللطيف
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:59]ـ
بارك الله فيك أخي الخالدي وجزيت خيراعلى هذا النقل الذي جاوز الجوزا وجازا
للرفع
أهلا بك أخي ... بارك الله فيك ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 02:01]ـ
أشرطة الشيخ قليل منها في تسجيلات الراية و التقوى (الرياض) و أكثرها في تسجيلات البخاري (مكة) ..
و يقال: أن له كتبا ستنزل في المكتبات قريبا ..
أتمنى ذلك ... حياك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخالدي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 11:20]ـ
العفو أخت ناجية ... بارك الله فيك ..(/)
مارأي الأخوة الأفاضل في من يقول:الحمد الله،كلما قام أوجلس ...
ـ[السويدي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأي الأخوة الأفاضل في من يقول:الحمد الله،كلما قام أوجلس أو حتى لو كح
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:28]ـ
لا بأس بذلك والله أعلم، فذكر الله يشرع الإكثار منه في كل وقت وفي كل حال من قيام وقعود وعلى جنب، والحمد من الذكر، والإنسان في كل لحظة يتقلب من نعمة إلى أخرى من نعم الله عز وجل فيحسن الإكثار من الحمد.
ـ[السويدي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:30]ـ
جزاك الله خيرا
أشكل علي ملازمة الحمد كلما سعل والمعلوم من السنة أنه يحمد الله إذا عطس
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:58]ـ
وإياكم وبارك الله فيكم.
حمد الله عند العطاس يتأكد، لكن لا يعني هذا عدم الحمد عند غيره.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:05]ـ
هناك أناس يلهمون الذكر دون شعور منهم
وهذه نعمة من الله تعالى .. فلا يقال بأن هذا بدعة .. !
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:13]ـ
هناك أناس يلهمون الذكر دون شعور منهم
سمعتُ من الشيخ محمد حسين يعقوب أن العلامة ابن باز رحمه الله كان كذلك، فيقول كان أثناء طعامه يذكر الله، وأثناء حديثه مع الناس ...... إلخ
لله درك يا إمام!.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:26]ـ
شكر الله لك الفائدة أخي الفاضل محمد
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 07:29]ـ
هذا أمر طيب -والله أعلم- أن يحمد الإنسان ربه في كل شيء فهو يتقلب في نعم الله حتى البلاء من اليقين والرضا بالقضاء والقدر أن يحمد الله عليه (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات)
هذا والله أجل وأعلم-وكلامي هذا لا يستند الى فتوى, (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 02:22]ـ
ماشاء الله عليه. ليتني مثله. أحسبه من الشكارين ومن الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:44]ـ
فاتني أن أقول إن هذا الأمر محمود جدا إن كان صاحبه يمارسه على سبيل العبادة لا العادة وأخطر مدخل من مداخل الشيطان على الإنسان العابد هو أن يحول عبادته لعادة يؤديها بشكل أوتوماتيكي. وقد رأيت بعيني بعض البشر ممن يحافظون على البسملة قبل الأكل ويحمدون الله بعده لايتركون مثل هذا ولو مرة واحدة وهم من أفسق الناس وأشدهم تفلتا من الإسلام.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 04:09]ـ
يحول عبادته لعادة يؤديها بشكل أوتوماتيكي. وقد رأيت بعيني بعض البشر ممن يحافظون على البسملة قبل الأكل ويحمدون الله بعده لايتركون مثل هذا ولو مرة واحدة وهم من أفسق الناس وأشدهم تفلتا من الإسلام.
سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله!
يعني الفاسق خلاص ما يذكر الله إلآ عادة لا عبادة!! هل شققت عن قلبه وعلمت نيته؟
الفاسق مسلم. . وأعرف والله أحدهم يتورع عن أكل الربا أكثر من بعض الصالحين، بل ولم يكتتب ولو في سهم شركة واحدة خوفا من أن تكون أرباحها قد طالها ربا.
النية ما يعلم بها إلا الله عز وجل. . وقد رأينا العجب من بعض الصالحين ولم نره في الفساق ولا عجب فنحن في زمن العجائب والمتناقضات!!
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 09:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
مرة سئل معالي الوزير الشيخ صالح -حفظه الله- ما رأيكم؟
فأجاب الشيخ هذه الكلمة ما ينبغي،لأن الذي يريد معرفة الحق عليه أن يقول ما حكم الشرع في كذا، ماهو حكم من ..
أما قول ما هو رأي الإخوة؟ فأظن أن هذا ما يصلح والله أعلم
ـ[مستور الحال]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 07:52]ـ
سمعتُ من الشيخ محمد حسين يعقوب أن العلامة ابن باز رحمه الله كان كذلك، فيقول كان أثناء طعامه يذكر الله، وأثناء حديثه مع الناس ...... إلخ
لله درك يا إمام!.
وأنا سمعتها عن شيخ ثقة بمكة كان يأكل مع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز على صحن واحد فكان يقول الحمد لله مع كل لقمة، فسأله أحدهم فقال: يا شيخ هل وردت الحمد لله مع كل لقمة؟ - أو ما في معنى السؤال - فأجاب الشيخ رحمه الله: لكن هذا من استشعار النعمة.
أ. هـ باختصار.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) وهذا من تمام التعبد والتفكر والتذكر، مع حضور النية واستشعار عظمة المولى جل وعلا، والله أسأل أن يجعلنا من "الذاكرين الله كثيراً والذاكرات".
ـ[أم البررة]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 01:28]ـ
بارك الله فيكم
لعله من المناسب أن أطرح مسألة قريبة من مسألتكم، وهي في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: إن الله يحب الرجل يأكل الأكلة فيحمده عليها -أو كما قال-
هل المقصود بالأكلة هنا: الوجبة، أم النوع، أم اللقمة؟ أم الجميع؟(/)
ما هو الصحيح في رمي الجمار هل يجعل مكة عن يمينه ومنى عن يسارة أم يستقبل الكعبة
ـ[السويدي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 03:14]ـ
ما هو الصحيح في رمي الجمار
هل يجعل مكة عن يمينه ومنى عن يسارة
أم يستقبل الكعبة ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:25]ـ
الكل جائز، لكن الأفضل أن يجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه لما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ "أَنَّهُ حَجَّ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَآهُ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"
ـ[السويدي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:27]ـ
جزاك الله خيرا
هل هذا في الجمار كلها أم في جمرة العقبة فقط
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:57]ـ
في الجمرة الصغرى يجعل الجمرة عن يساره ويستقبل القبلة، وفي الجمرة الوسطى يجعل الجمرة الوسطى عن يمينه ويستقبل القبلة.
بارك الله فيكم.(/)
ما رأيكم بكلام الشيخ ابن جبرين عن الحلف بالمصحف (حكم و رب المصحف)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 05:21]ـ
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين عن حكم قول (و رب المصحف)؟
فقال: لا يجوز هذا القسم، لأن المصحف هو كلام الله سبحانه، و كلام الله صفة من صفاته، و لذلك لو قلت ورب المصحف أو و رب القرآن جعلت القرآن مخلوقا. و نظير ذلك لو قلت: و رب الرحمن، و رب الرحيم، و رب القادر.
و إضافة المُقْسَم به لله سبحانه يكون في المخلوقات المضافة إلى الله سبحانه مثل:
ورب الكعبة، و رب البيت، و نحوها.
و لذلك إذا أتيت لتقسم بالمصحف فتقسم به مجردا فتقول: و المصحف، و القرآن.
" مما سمعته من الشيخ ابن جبرين في برنامج الجواب الكافي و نقلته بتصرف ".
أرجوا الجواب خصوصا و قد نقل شيخ الاسلام هذا الأثر عن ابن عباس في مجموع الفتاوى (ج12 ص505):
وعن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل وقال: اللهم رب القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عباس فقال: مه؟! القرآن منه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:40]ـ
إن صح ما نقلت فقد وهم الشيخ عفا الله عنه
فأهل العلم يفرقون بين القرآن الذي هو كلام الله
وبين المصحف الذي هو صحف كتبت عليه القرآن.
لذلك قالوا لا يقال قرآن أبوبكر وقرآن عثمان وقرآن ابن مسعود رضي الله عنهم
ولكن يقال مصحف ابوبكر ومصحف عثمان ومصحف ابن مسعود رضي الله عنهم
لذلك لا تستغرب إن جاءك سؤال يقول:
أجاز أهل العلم بيع المصحف ولم يجوّزوا بيع القرآن!!!
فما الفارق؟
والله اعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:49]ـ
ما أجرأك على الشيوخ .. والعلماء ..
فاكفف عنا غثاءك ياهذا .. ولو كانت الفتيا لشيخ آخر تتعصب له .. لوجدت لها مئة تأويل
وكلام الشيخ صحيح على اعتبار أن المصحف .. قد يطلق أيضا على المسطور فيه .. من إطلاق الكل وإرادة الجزء
فالمصحف والقرآن .. من قبيل الألفاظ المتكافئة التي تدل على ذات واحدة
هذا هو العرف المستعمل فيهما .. والمتبادر للفهم ..
وهذا التفريق اللغوي وإن كان صحيحا .. لكن لايلزم منه توهيم الشيخ العلامة ابن جبرين
بزعمك
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:56]ـ
الشيخ لم يَهِم، و من كلامي أعلاه يتضح ان الحديث ليس متوجها عن حكم الحلف بالقران.
او التفريق بين بين المصحف المطبوع من ورق و غلاف
كلا
و لكن هذا القول الذي ذكره الشيخ حفظه الله يلزم منه القول بخلق القران أم لا.
فتنبه و لا تتسرع!
و أما ما تتحدث عنه فهو موضوع آخر تماما و لا علاقة له بموضوعنا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:14]ـ
أبدا لا يلزم منه قول بخلق القرآن ..
بل هو يفر من ذلك
فيقول لو قلت ورب القرآن .. بمنزلة قولك ورب الكعبة ..
جعلت القرآن مخلوقا
ولهذا .. قال بعدم الجواز .. لأن القرآن كلام الله وهو صفته ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:20]ـ
قال ابن قدامة رحمه الله:
(فَصْلٌ: وَإِنْ حَلَفَ بِالْمُصْحَفِ، انْعَقَدَتْ يَمِينُهُ. وَكَانَ قَتَادَةُ يَحْلِفُ بِالْمُصْحَفِ.
وَلَمْ يَكْرَهْ ذَلِكَ إمَامُنَا، وَإِسْحَاقُ؛ لِأَنَّ الْحَالِفَ بِالْمُصْحَفِ إنَّمَا قَصَدَ الْحَلِفَ بِالْمَكْتُوبِ فِيهِ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، فَإِنَّهُ بَيْنَ دَفَّتَيْ الْمُصْحَفِ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ.)
فهذا يناقض تماما الإطلاق الذي ذكره الأخ أبو عمر، وقطعا فتوى فضيلة والدنا العلامة ابن جبرين حفظه الله وبارك في عمره وعمله وعلمه وصحته وذريته هي الصحيحة.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:37]ـ
أخي أبو القاسم
قد يكون حديثي فيه إيهام.
أنا لا أقصد أنه يلزم من كلام الشيخ أنه يقول .... كلا و حاشا.
و إنما أنا أتحدث عمن قال بهذا القول من حلف فقال:
و رب المصحف، و هو يقصد كلام الله سبحانه لا الورق و الحبر و الغلاف.
و هل العلماء متفقين على هذا القول أم لا.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:50]ـ
أتيتكم بالخبر اليقين و جزى الله شيخنا ابن جبرين خير الجزاء
يقول الشيخ بكر أبو زيد شفاه الله
في المناهي اللفظية
والقرآن: ?
(يُتْبَعُ)
(/)
الحلف بصفة من صفات الله تعالى مثل: القرآن. والمصحف. وآيات الله.
وعزة الله. وقدرة الله.
وحياة الله.
وعلم الله.
قاعدة الشريعة المطردة، أنه لا يجوز الحلف والقسم إلا بِاللهِ - تعالى - أو باسم من أسمائه، أو صفة من صفاته - سبحانه -؛ لأن الحلف يقتضي التعظيم الذي لا يشاركه فيه أحد، وهذا لا يصرف إلا لله تعالى؛ ولهذا كان الحلف بغير الله - تعالى - من المخلوقين كافة: شركاً بالله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((منْ حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) أي: شركاً أصغر؛ لأن من يؤمن بالله إذا حلف بغيره، لا يقصد أن عظمة المخلوق المحلوف به مثل عظمة الله الخالق سبحانه، وبهذا التعليل صرف علماء التوحيد ظواهر هذه النصوص من الحديث المذكور وما في معناه إلى هذا المعنى: (الشرك الأصغر الذي لا يخرج عن الملة) أما إذا اعتقد المساواة فهو شرك أكبر. إذا عُرِف هذا فإن الحلف بصفة من صفات الله المذكورة، يمين شرعية منعقدة، يجب على من حنِث بها: الكفَّارة.
لكن إذا كان الحلف بصفة من صفات الله - تعالى - المذكورة، تستنكره نفوس العامة، فعلى المسلم احتساب الأجر بصرف حلفه بالله تعالى، وبعد تبصيرهم بجواز الحلف بصفة من صفات الله تعالى، فلا عليهم إذا فقهوا؛ إذ القلوب ضعيفة، والشُّبهُ خطافةٌ.
إذا عُلِم هذا فإن الحلف بالمصحف أو بلفظ: ((والقرآن الكريم)) هو حلف بصفة من صفات الله - سبحانه -؛ إذ القرآن مشتمل على كلام الله، وكلام الله من صفاته، فصار كما لو قال الحالف: ((وكلام الله)) فهذا حلف جائز، وقد أقام هذا أهل السنة على أهل البدعة مقام الحجة عليهم في قولهم الباطل: ((بخلق القرآن)). ولا يشكل عليك أن الحالف بالمصحف قد يريد الحلف بالورق والجلد؛ لأنَّ المصحف الكريم لا يسمى مصحفاً إلا بما فيه من كلام الله المجيد.
واعلم أيضاً: أنَّ الحلف بآيات الله، الجائز، هو الحلف بآيات الله الشرعية: ((القرآن الكريم))، أما الحلف بآيات الله الكونية القدرية وهي مخلوقاته من إنس وجن فلا يجوز قولاً واحداً.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 01:16]ـ
أبو عمر السلفي، هداني الله وإياه، رأيتك وهمت الشيخ -حفظه الله- وأنت بهذا الوهم أحق بهذا الوهم.
ثم إن كان هذه طريقة طالب العلم مع فتاوى أهل العلم، فأي عمل يطلبه، وأي طريقة يسلكها، أخي الكريم قبل أن تهجم على الشيخ وتجهله وكأنه من صغار طلاب العلم.
أخي الكريم، افهم كلام الشيخ، وتعرف على ما يقصده، أو أن الشيخ عبد الله -حفظه الله- خارج من قياس العلماء عندك، أو أنه لا يعتبر من العلماء المعتبرين عندك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 01:52]ـ
شيخنا وليد:
إذا كان أبو عمر السلفي هو نفسه صاحب هذا الموضوع و ليس الأمر فقط تشابه في الأسماء فليس غريبا أن يصدر منه ما صدر منه
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=185665&cnt=-2&Sec=0#205551
عصمنا الله و إياكم من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
و أطال الله في عمر علمائنا على طاعته و متعنا بهم و بعلمهم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 10:28]ـ
أبو عمر السلفي، هداني الله وإياه، رأيتك وهمت الشيخ -حفظه الله- وأنت بهذا الوهم أحق بهذا الوهم.
ثم إن كان هذه طريقة طالب العلم مع فتاوى أهل العلم، فأي عمل يطلبه، وأي طريقة يسلكها، أخي الكريم قبل أن تهجم على الشيخ وتجهله وكأنه من صغار طلاب العلم.
أخي الكريم، افهم كلام الشيخ، وتعرف على ما يقصده، أو أن الشيخ عبد الله -حفظه الله- خارج من قياس العلماء عندك، أو أنه لا يعتبر من العلماء المعتبرين عندك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الأخ وليد سدده الله
أبدا معاك من حيث انتهيت
الشيخ ابن جبرين هو من العلماء عندي , وإن كنت لا أقره على مخالفته لإجماع كبار علماءنا في تسويغه الجماعات والأحزاب وثناءه عليها وخصوصا جماعتي الإخوان والتبليغ عفا الله عنه.
واعلم وفقك الله بأني أقول أخطأ ابن باز عندما أكون على يقين من خطأه وهو من هو عندي رحمه الله رحمة واسعة.
فبالتالي لن أتردد في تخطئه من هو دونه بالحجة والبرهان.
وليتك ناقشت ما أوردته بدل الدخول في النيات كما تدندن على مخالفيك وتتهمهم به.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله – تعالى – من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان: والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله – عز وجل – وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة – رحمهم الله - ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله – عز وجل – فيقول: والله، ورب الكعبة، أو والذي نفسي بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديهم فيها تشويش، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى. أهـ
واصحح الآن: كنت اعتقد أن الشيخ واهم فيما ذهب إليه ,
والآن أقول أن ما ذهب إليه عفا الله عنه وما ذهب إليه العلامة بكر أبوزيد شفاه الله وختم له بالصالحات هو المذهب.
والأولى ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو عندي أرجح وليس أولى فقط لما قدمت لك والحجة ظاهره عليه ولا نص في المسألة من كتاب أو سنة أو قول صاحب فيما اعلم.
ثم إن من يجوّز الحلف بالمصحف هل يجوّز قول (قرآن عثمان)؟
فإن فرّق بينهما فاليطرد هذا التفريق حتى يستقيم له الأمر وإلا حصل التناقض.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 10:35]ـ
شيخنا وليد:
إذا كان أبو عمر السلفي هو نفسه صاحب هذا الموضوع و ليس الأمر فقط تشابه في الأسماء فليس غريبا أن يصدر منه ما صدر منه
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=185665&cnt=-2&Sec=0#205551
عصمنا الله و إياكم من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
و أطال الله في عمر علمائنا على طاعته و متعنا بهم و بعلمهم
آمين
ثم أقول:
ماذا نقمت على أبو عمر السلفي الذي أحلت على موضوعه في الرابط يا أخي أحمد؟
ولإبراء الذمة وخشية قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زورا "
أقول: لست والله أنا بذاك المحال عليه ,
ويشرفني تطابقي الكنى ولم أجد منه إلا نقل مدقق واحترام لأهل العلم فلتتدبر موضوعاته ففيها خير كثير , والمعصوم صاحب القبر صلى الله عليه وسلم.
والله اعلم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 02:39]ـ
أبو عمر السلفي هداني الله وإياه.
أولاً:
قبل أن تتعلم العلم والأحكام تعلم الأدب والإحترام مع أهل العلم، وقبل توهيم العلماء وتخطأتهم تعلم كيف تتلق العلم، وتعرف الحق من الصواب، وتعلم أن "أن الثقة قد يخطأ وأن الضعيف قد يصيب"، وتذكر حديث "صدقك وهو كذوب"، ولتكن هذه القاعدة نصب عينيك أن الإنسان قد يكون مخطأ في جميع أموره ولكن قد يوفق للصواب في مسألة فلابد أن تقبلها ولو كانت منه، فكيف بعالم رباني وإمام جبل وشيخ جليل، كشيخنا العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، فلابد على طالب العلم أن يتعلم العلم الذي يقوده إلى الحق وطلبه، بعيداً عن التجريح ونقد كلام الكبار، دون تحري، ودون معرفة المقصود من الكلام.
ثانياً: قلت:
الشيخ ابن جبرين هو من العلماء عندي , وإن كنت لا أقره على مخالفته لإجماع كبار علماءنا في تسويغه الجماعات والأحزاب وثناءه عليها وخصوصا جماعتي الإخوان والتبليغ عفا الله عنه.
فأقول لك: ومن أنت ومن تكون حتى نحفل بكونك تعترف بأن الشيخ ابن جبرين عالم عندك، مهما حصل ومهما كان يبقى الشيخ ابن جبرين عالم وتبقى مجهول الحال مجهول العين وغيرها. فلا نعتد بإعترافك هذا أخي الكريم، ثم لتعلم وفقك الله أن الله جل جلاله خلق الخلق وهو أدرى بهم وبحالهم، وأمرهم ونهاهم وهو الذي يحاسبهم، وتذكر أن النسائي -رحمه الله- أخرج في سننه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر" وهذا الأمر ينطبق على العلماء، فتبقى هذه الباقعة -في نظرك- عند الشيخ محل نظر وإجتهاد قابله للأخذ والرد، ولا يكره الشيخ أو تحرق كتبه، ويبدع على هذا الأمر، فلمن أراد الحق عليه التجرد الخالص من الطامع كافة.
ثالثاً: قلت:
واعلم وفقك الله بأني أقول أخطأ ابن باز عندما أكون على يقين من خطأه وهو من هو عندي رحمه الله رحمة واسعة.
تبقى المسألة محصورة في الفرق الشاسع بين العالم المعروف المجتهد وبين المجهول الذي لا يعرف، وتذكر أخي الكريم أن الإمام مسلم أخرج في صحيحه عن الإمام محمد بن سيرين قوله: "هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"، فلا بد من معرفة المعترض على العلماء والمشايخ من هو وماهي مكانته العلمية، وعلى هذا الأساس يسير طالب العلم، وليس كل ناعق يؤُخذ منه قوله.
رابعاً: قلت:
وليتك ناقشت ما أوردته بدل الدخول في النيات كما تدندن على مخالفيك وتتهمهم به.
أقول: ليت ما كتبته كان حقاً أو كان من العلم في شيء حتى تطالبنا بالرد عليه، بل هو جهل وللأسف أنه من الجهل الذي لا ينفع بل يضر صاحبه، وهذا واضح فبعد أن وهمت الشيخ عدت لتعتذر وتقول أن هذا القول هو قول المذهب!!!!، أين أنت من التحري قبل التهم والتجهيل والصعود على أكتاب العلماء، فالله المستعان.
ثم لتعلم وفقك الله أنه لا يوجد لي أعداء إلا من جعل العلماء له مرمى، وسلم منه اليهود والنصارى والمجوس والرافضة والمبتدعة ولم يسلم منه أخوانه في الدين، ولا العلماء الراسخين، فهؤلاء هم أعداء كل منصف وصاحب حق، من أهل السنة والجماعة.
رابعاً: قلت:
واصحح الآن: كنت اعتقد أن الشيخ واهم فيما ذهب إليه ,
فأقول لك، لماذا إذاً التسرع والجرأة في التجهيل والكلام بغير علم، ألا تعلم يا أخي الكريم أنك تتكلم في دين الله، وتوهم عالم من علماء أهل السنة، فلماذا هذا الأسلوب الذي لا يدل إلا على تعالم واضح بين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
خامساً: قلت:
والأولى ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو عندي أرجح وليس أولى فقط لما قدمت لك والحجة ظاهره عليه ولا نص في المسألة من كتاب أو سنة أو قول صاحب فيما اعلم.
أعيد وأقول: من أنت ومن تكون، وهل أنت أهلاً للمحاكمة بين قول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وبين قول الشيخ ابن جبرين -حفظه الله-، وهل أنت أهل للنظر ومعرفة الصواب من الخطأ وأنت أصلاً تجهل أن ماذهب إليه الشيخ ابن جبرين هو المذهب فقمت بتوهيم الشيخ، كيف لك أن تعرف الصواب والخطأ وترجح، سبحان الله أنه والله لأمر عجيب!!!.
سادساً: أقول لك: أخي الكريم والله إني ناصح لك مشفق، إتق الله في هذا الأسلوب وهذه الطريقة، ولتعلم أن هذا الأمر لا ينفع، ولا يفيد، ولا ينفع والله إلا العلم الخالص لله والعمل الخالص، وتعلم العلم لنفع النفس أولاً ونفع الأمة ثانياً هو ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته، وتذكر وفقني الله وإياك، أن من تصدر قبل أوانه، وتعجل الخير قبل وقته، وصعد على أكتاف العلماء، سريعاً والله ما يجد عواقب هذا الأمر إما في الدنيا أو في الأخرة.
والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 04:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لما سئل عن حكم الحلف بالمصحف؟: .......... إلى أن قال:
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله – تعالى – من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان: والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله – عز وجل – وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة – رحمهم الله - ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله – عز وجل – فيقول: والله، ورب الكعبة، أو والذي نفسي بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديهم فيها تشويش، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى .........
المصدر فتاوى العقيدة الصفحة:78
ـ[خالد العامري]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 11:50]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً.
كلام الشيخ واضح ولا يحتمل كل هذا الخلاف بين من نحسب أن مطلوبهم الخير.
واسمح لي أخي الكريم عبد الرحمن النافع أن أستشكل وجه المعارضة بين أثر ابن عباس الذي أورده شيخ الإسلام وكلام الشيخ ابن جبرين؛ فالذي يظهر أن الأثر الوارد مما يؤيد فتوى الشيخ الجبرين -حفظه الله- ويعضده = بله يعارضه!
وبعض من شارك -للأسف- لم يفرق بين حكم الحلف بالمصحف أو القرآن وبين الحلف بلفظ (ورب المصحف) وبينهما فرق ولا ريب، فليُتنبّه!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 11:57]ـ
يا أبا عمر جزاك الله خيرا
أنت تتحدث في موضوع آخر و مختلف تماما عما نتحدث فيه، كنت اتمنى لو أنك أنك تأملت قليلا في المسألة قبل أن تخطئ الشيخ.
ثم إن الشيخين لا يختلف رأيهما عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بل هما متفقان فيما ذهبا إليه، و محل الإشكال أن القول موهم للعالم فضلا عن الجاهل العامي و لذلك كل المشايخ الثلاثة فضلوا عدم استخدامه حتى لا يلبس على العامة، و موضوع الإشكال عندي هو الإيهام في المسألة أولا.
ثم حكم من قال: و رب المصحف أو ورب القرآن ثانيا
هذا هو محل الإشكال، أما ما ذكرته فهو موضوع ثاني و لا غبار عليه، و نحن لا نقصد المصحف من ورق و غلاف، و إنما القرآن الذي هو كلام الله سبحانه.
و أنا قد طرحت الموضوع في ملتقى أهل الحديث، و نبهني أحد الإخوة أنني أخطأت في العنوان إذ أنني اطلب الرأي في كلام الشيخ، فكان تنبيها في محله، و رددت عليه بأني تبيين كلام الشيخ و شرحه و ليس الحكم عليه و تقييمه، مع تأكيدي بالطبع بأن الشيخ ليس بمعصوم.
و إليك كلام بن عثيمين رحمه الله:
(279) سئل فضيلة الشيخ: عن حكم حلف بالمصحف؟
فأجاب قائلاً: هذا السؤال ينبغي أن نبسط الجواب فيه وذلك أن القسم بالشيء يدل على تعظيم ذلك المقسم به تعظيماً خاصاً لدى المقسم، ولهذا لا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله - تعالى - بأحد أسمائه، أو بصفة من صفاته مثل أن يقول: والله لأفعلن، ورب الكعبة لأفعلن، وعزة الله لأفعلن، وما أشبه ذلك من صفات الله- تعالى-.
والمصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله - تعالى -من صفاته وهو - أعني كلام الله - صفة ذاتية فعلية؛ لأنه بالنظر إلى أصله وأن الله لم يزل ولا يزال موصوفاً به لأن الكلام كمال فهو من هذه الناحية من صفات الله الذاتية إذ لم يزل ولا يزال متكلماً فعالاً لما يريده، وبالنظر إلى آحاده يكون من الصفات الفعلية لأنه يتكلم متى شاء قال الله - تعالى -: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول: له كن فيكون ((1) فقرن القول بالإرادة وهو دليل على أن كلام الله يتعلق بإرادته ومشيئته - سبحانه وتعالى - والنصوص في هذا متضافرة كثيرة وأن كلام الله تحدث آحاده حسب ما تقتضيه حكمته، وبهذا نعرف بطلان قول من يقول: إن كلام الله أزلي، ولا يمكن أن يكون تابعاً لمشيئته، وأنه هو المعنى القائم بنفسه، وليس هو الشيء المسموع الذي يسمعه من يكلمه الله - عز وجل - فإن هذا قول باطل حقيقته أن قائله جعل كلام الله المسموع مخلوقاً.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كتاباً يعرف باسم "التسعينية بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله - تعالى - من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان: والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله - عز وجل - وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة - رحمهم الله - ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله - عز وجل - فيقول: والله، ورب الكعبة، أو والذي نفسي بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديهم فيها تشويش، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى، وإذا كان الحلف إنما يكون بالله وأسمائه وصفاته فإنه لا يجوز أن يحلف أحد بغير الله لا بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ولا بجبريل، ولا بالكعبة، ولا بغير ذلك من المخلوقات، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت". وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". فإذا سمع الإنسان شخصاً يحلف بالنبي، أو بحياة النبي، أو بحياة شخص آخر فلينهه عن ذلك، وليبين له أن هذا حرام ولا يجوز، ولكن ليكن نهيه وبيانه على وفق الحكمة حيث يكون باللطف واللين والإقبال على الشخص وهو يريد نصحه وانتشاله من هذا المحرم؛ لأن بعض الناس تأخذه الغيرة عند الأمر والنهي فيغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يشعر في هذه الحال أنه ينهاه انتقاماً لنفسه فيلقي الشيطان في نفسه هذه العلة، ولو أن الإنسان أنزل الناس منازلهم ودعا إلى الله بالحكمة واللين والرفق لكان ذلك أقرب إلى القبول وقد ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف". ولا يخفى على الكثير ما حصل من النبي، صلى الله عليه وسلم، في قصة الأعرابي الذي جاء إلى المسجد فبال في طائفة منه فزجره الناس، وصاحوا به، فنهاهم النبي، صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلما قضى بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "إن هذهالمساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر وإنما هي للتكبير والتسبيح وقراءة القرآن". أو كما قال، صلى الله عليه وسلم، ثم أمر أصحابه أن يصبوا على البول ذنوباً من ماء، فبهذا زالت المفسدة وطهر المكان، وحصل المقصود بالنسبة لنصيحة الأعرابي الجاهل، وهكذا ينبغي لنا نحن في دعوة عباد الله إلى دين الله أن نكون داعين إلى الله - سبحانه وتعالى - فنسلك الطريق التي تكون أقرب إلى إيصال الحق إلى قلوب الخلق وإصلاحهم والله الموفق ....
المجموع 2 - 167
(286) وسئل فضيلته: عن حكم القسم بصفة من صفات الله تعالى؟
فأجاب قائلاً: القسم بصفة من صفات الله - تعالى - جائز مثل أن تقول: وعزة الله لأفعلن، وقدرة الله لأفعلن وما أشبه ذلك، وقد نص على هذا أهل العلم حتى قالوا: إنه لو أقسم بالمصحف لكان جائزاً لأن المصحف مشتمل على كلام الله وكلام الله من صفاته.
و هذا إلى لم يجب عليه الإخوة.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 12:03]ـ
أخي خالد العامري
الآن زال الإشكال و في كل مسألة إذا أعاد المرء تأملها اتضحت له
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 12:17]ـ
أبو عمر السلفي، أنت خطأت الشيخ من دون أن تفهم المسألة ثم لما أردت أن تعتذر كان إعتذارك أقبح من ذنبك، و لو كان من غيرك قد أقبل و لكن من شخص اعتاد على الخوض في لحوم العلماء و الدعاة و نصب المشانق باسم الجرح و الجرح.
اما صاحب الرابط فإني أشك - و اسمح لي - بأنه ليس أنت
و كثر ما أثار استغرابي تزكيتك و لمواضيعه و لنقوله، و كلامك كلام شخص عارف به و ليس لاول مرة يقرأ أو يسمع عنه و خصوصا ان الموضوع الذي اعطيتك رابطه اكثر من مئة رد بمعنى أن قد يأتي في 150 صفحة على الاقل!!!
عموما كنت هو ام لا، إلا أن المنهج هو ذاته نفس المنهج.
و لك ان تعجب من شخص قال لي: إنني أعتبر ابن جبرين عالما و لكن لا اخذ منه الفتوى في المنهج؟!!!!!!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 08:38]ـ
الله المستعان يا وليد الدلبحي!!
يا رجل دين الله أحق بالدفاع عنه والغيرة عليه.
وأراك ادعيت دعاوي اعرض من الحقيقة.
هل إذا قال الرجل منا وهم الشيخ الفلاني يكون طاعنا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة يا وليد عندك هي التصنيف الذي تفر منه وتحذر الناس عنه في زعمك وانت واقع فيه وهذا من الفظائع والله المستعان.
وليتك بصاحب حجة تنطلق منها ولكنه الحب والعاطفة والإنحياز لقول رجل بدون حجة من الشرع إلا شبهات نعوذ بالله من الشبهات.
يا رجل والذي لا اله إلا هو إنك تنهى عن فعل وتقع في مثله والبيان هو:
إن سألتك الآن عن علماء عدول أهل سنة يصدعون بها مزكون من أهل الفضل وعددهم فوق العشرة.
هل ستقول فيهم ما وجهتني إليه؟
أم ستقول اين الثرى والثريا!!
ولو سألتك عن حجتك لن تجدك إلا متبع لما تسمعه ممن تغتر به وإن كثر علمه ولكنه عديم الحجة في جرحه لهولاء الأفاضل
ثم اعلم وفقك الله أن الجهالة عندك ليست على مقياس أهل العلم وإنما بالموافقة
فإن وجدت ابو عمر يقول ما يوافقك لن تصفه بالجهالة بل هو عدل ثبت والله المستعان
غير ان العلماء من قديم إذا كثرت روايات الرجال ولم يجدوا من عدله سبروا رواياته وقارنوها بروايات الثقات وهنا الفيصل.
وأنا ولله الحمد لن تجدني إلا ناقلا أو محتجا بما فيه حجة لمن يعقلها ويخاطب بها
وأما المقلدة فلا حيلة لي فيهم الله يتولى عباده والله المستعان.
وأما مسألتنا وللأسف ليست السبب في التشنيع عليّ وتخطئتي ولكني لو اشدت بالشيخ ابن جبرين لما كان هذا كله نعوذ بالله من الخذلان.
وأقول لمن يقلد الإمام أحمد والشيخ ابن جبرين وحتى الشيخ ابن عثيمين في هذا القول وهي جواز الحلف بالمصحف بسبب أننا نعلم أن الحالف يقصد كلام الله الذي في المصحف.
فهل يجوز أن نقول والشريط (الذي فيه كلام الله) ونحلف بالإسطوانة التي فيها كلام الله ونحلف بها ونقول (والإسطوانة)؟!!
وهل الحلف بالمصحف , وبرب المصحف , وبالقرآن , وبرب القرآن سواء؟
ما لكم كيف تحكمون
الوهم لا يخلو منه أحد والمعصوم صاحب القبر صلى الله عليه وسلم وطالب العلم ينصاع للحق والحق لا يكون بالتقليد لكن بالحجة والتأييد والله المستعان.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 08:44]ـ
أبو عمر السلفي، أنت خطأت الشيخ من دون أن تفهم المسألة ثم لما أردت أن تعتذر كان إعتذارك أقبح من ذنبك، و لو كان من غيرك قد أقبل و لكن من شخص اعتاد على الخوض في لحوم العلماء و الدعاة و نصب المشانق باسم الجرح و الجرح.
اما صاحب الرابط فإني أشك - و اسمح لي - بأنه ليس أنت
و كثر ما أثار استغرابي تزكيتك و لمواضيعه و لنقوله، و كلامك كلام شخص عارف به و ليس لاول مرة يقرأ أو يسمع عنه و خصوصا ان الموضوع الذي اعطيتك رابطه اكثر من مئة رد بمعنى أن قد يأتي في 150 صفحة على الاقل!!!
عموما كنت هو ام لا، إلا أن المنهج هو ذاته نفس المنهج.
و لك ان تعجب من شخص قال لي: إنني أعتبر ابن جبرين عالما و لكن لا اخذ منه الفتوى في المنهج؟!!!!!!
جزيت خيرا يا أحمد محمد الأحمد على هذا التكذيب واللقاء يوم الوعيد
المنهج هو المنهج الحق منهج من ننقل عنهم من كبار العلماء.
وأما الشيخ ابن جبرين عفا الله عنه وعلى مثله فقس من اهل الفضل أن قال لك في دين الله ما ليس منه لا يحل لك أخذه إلا إن كنت صاحب هوى براءك الله من اتباعه
والله المستعان على ما تصفون
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:02]ـ
أعجب من إخواني العاقلين العالمين من المشرفين الأفضال وغيرهم
كيف يضيعون أوقاتهم في الرد على الجاهل الأحمق المتمادي في جهله وحماقته الذي ينسب نفسه إلى السلف كذبا وزورا المدعو (أبو عمر السلفي)!
يخطئ العلماء وهو لا يدري أي شيء عن أي شيء!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد دخل في موضوع عقدي كتبته هاهنا فأفسده بسفاهته وحماقته.
وتمادى في كبر وعناده حتى جاء بما لم يسبقه إليه عالم ولا عاقل، بل ولا جاهل ولا ......
فقال في الرد عليّ:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
هداك المولى يا عيد
اعلم وفقك الله إن (صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
كذا قال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أرأيتم جهلا وحماقة وسفاهة أشد من ذلك؟!!!!!!!!!!
فردّ عليه أحد الإخوة الأفضال:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أمامة الجيزي
معقول!!!!!!!!!!!!!!!
أيصل العناد إلى هذا الحد؟
والله لقد بحثت في جميع المعاجم لأجد (صعد) بمعنى (قصد) أو (عمد) فما وجدت.
ومع ذلك اتهمت نفسي
(يُتْبَعُ)
(/)
فسألت أحد أساتذتي في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر عن ذلك؟
فقال لي: من الـ ...... الذي قال ذلك؟
كلمة أستحيي من ذكرها.
كل هذا حتى لا يعترف أنه أخطأ.
فيأتي بخطأ لا يختلف عليه اثنان؟ ولا ينطق به صغار طلاب لعلم؟ بل ولا عوام الناس؟
اللهم قنا شر أنفسنا
فرد ذلك الجاهل ردًّا يد على أنه أجهل من حمار قومه فقال:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (1/ 1673):
باب الواو والياء:
فصل السين:
............. واسْتَوَى: اعْتَدَلَ و الرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً وإلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ.أهـ المقصود
وقال أيضا متبجحا:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
فخذها يا أبو امامة تنفعك في دينك.
ولا تنسى تخبر شيخك الأزهري بما وجدته الآن عند الفيروزآبادي.
صدق الله {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
وسأترككم لتروا ردود غيري عليه، وإن كنت أعلم أن هذا الجهل بيّن لكل أحد:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعبة محمد بن ناجى
سبحان الله العظيم
فوالله ما رأيت مثل هذا قبل الآن!!!!!!!!!!!!!!!!
ما علاقة ما نقله ذلك الـ .... عن الفيروزآبادي بما قاله
إن الفيروزآبادي ينقل ما جاء في معنى (استوى إلى السماء) من تفسيرات، وهو مسبوق بذلك.
تفسير الطبري (ج1 / ص 429)
وقال بعضهم:"ثم استوى إلى السماء"، عمدَ لها. وقال: بل كلُّ تارك عملا كان فيه إلى آخر، فهو مستو لما عمد له، ومستوٍ إليه.
وقال بعضهم: الاستواء هو العلو، والعلوّ هو الارتفاع.
تفسير البغوي (ج 1 / ص 78)
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: أي ارتفع إلى السماء. وقال ابن كيسان والفراء وجماعة من النحويين: أي أقبل على خلق السماء. وقيل: قصد لأنه خلق الأرض أولا ثم عمد إلى خلق السماء.
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 403)
وهكذا تأول هؤلاء قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} قالوا قصد و عمد
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 521)
ومن قال: استوى بمعنى عمد: ذكره في قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال: عمدت إلى كذا وقصدت إلى كذا
فالعزو إليه دون هؤلاء سفول من سفول
ومن الواضح أن الـ ... ليس لديه خبرة في البحث حتى في المعاجم، فما نقله عن القاموس موجود في غيره:
تهذيب اللغة (ج 4 / ص 340)
وقال الزجاج: قال قوم في قوله عز وجل: (ثم استوى إلى السَّماء) عَمَدَ وقَصَد إلى السماء، كما تقول فرغ الأمير من بلد كذا وكذا، ثم استوى إلى بلد كذا وكذا، معناه: قصد بالاستواء إليه. قال: وقول ابن عباس في قوله: (ثم استوى إلى السماء) أي صعد
ولكن ما علاقة ذلك بهذا القول الذي أُقسم على قسم شيخنا الفاضل الجليل عيد بن فهمي بل وأزيد عليه أنه ما قاله أحد من العالمين سوى أبي عمر
ومن أراد أن يبحث عن معنى (صعد) أيها الـ ... فيبحث عنه في باب الدال، فصل الصاد.
وليس في باب الواو والياء، فصل السين!!!!!!!!!!!!!
ولكن كما قال إمام اللغة الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى:
الناس أربعة:
رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه
ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه
ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
فسبحان ربي
وردٌّ آخر:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أمامة الجيزي
فعلا:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
لن أزيد على ما ردّ به الأساتذة الفصحاء عليك.
كنت أظنك تعاند وتكابر أن تقبل الحق.
لكن من يعاند ويكابر يحتاج إلى عقل يعرف به الحق أما من لا عقل له فكيف يكابر؟
وأعدك أني سأخبر شيخي الجليل الأزهري بـ .....
ولكن دعني آتيك بمثل طريف على كلامك وما يؤدي إليه فهمك الـ .... :
أنت رأيت في القاموس المحيط: باب الواو والياء، فصل السين
واسْتَوَى: اعْتَدَلَ، والرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً و إلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ
فاستنبطت من ذلك أن:
(صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
فلو جاء من هو مثلك ولا أظن أن في العالمين من بلغ مبلغك من الـ .... ورأى في القاموس المحيط: باب النون، فصل الجيم
الجَوْنُ: النَّباتُ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِهِ، والأحْمَرُ، والأبْيَضُ،و الأسْوَدُ، والنَّهارُ.
فسيستنبط من ذلك كما استنبطت أنت أن:
(الأبيض)، و (الأسود) بمعنى واحد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقد روي عن جعفر الصادق رحمه الله مثل ما نقله الأخ الكريم أبو شعبة عن الخليل:
الرجال أربعة:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه
ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
وصدق الله:
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
وأنا أعجب من صبر إخواننا المشرفين على أمثالك من الحمقى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:04]ـ
يا أبا عمرأنت لم تقرأ ما كتب الإخوة؟! المسألة التي نتحدث عنها مسألة أخرى، هم يتحدثون عن القسم بكلام الله و ليس عن الورق و الحبر و الغلاف المحتوي لكلام الله سبحانه!
فهل يجوز أن نقول والشريط (الذي فيه كلام الله) ونحلف بالإسطوانة التي فيها كلام الله ونحلف بها ونقول (والإسطوانة)؟!!
و من قال أننا نتحدث عما تتحدث عنه!!
أنت الآن لم تفهم المسألة، و لم تفهم كلام الشايخ، و لم تفهم ردود الإخوة، و تنسب للعلماء مذاهب و أقوال لم يذهبوا إليها، و مع ذلك تخطيء العلماء الكبار و توهمهم، ما لك كيف تحكم؟!
وفوق ذلك تجادل و تناقش و تصر على خطأك. امرك عجيب حقا.أما أخي وليد فقد أحسن و أصاب فجزاه الله خيرا.
وأما مسألتنا وللأسف ليست السبب في التشنيع عليّ وتخطئتي ولكني لو اشدت بالشيخ ابن جبرين لما كان هذا كله نعوذ بالله من الخذلان.
نحن لا نريد مدحا للشيخ و إنما نريد فهما صحيحا لكلامه، و لا أخفي أنني كنت أطمع بعشر الثناء الذي للكاتب قلته في الشيخ ابن جبرين، و أما الاسلوب فهو هو، و ليست هذه قضيتنا قضيتنا هذا الفكر و المنهج الفاسد الذي تتبناه.
فإن وجدت ابو عمر يقول ما يوافقك لن تصفه بالجهالة بل هو عدل ثبت والله المستعان
مسألة جديدة تضاف لعلم الجرح و الجرح: حكم تزكية الرجل لنفسه!!
أخي أبا عمر اتق الله سبحانه و راجع ما كتبته و كتبه الإخوة، و لكن وأنت هادئ أما الخطأ فإن الجميع يخطيء
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:25]ـ
لا عطر بعد عروس أخي عيد فهمي و جزاك الله خيرا، و للأسف أن هذا و أمثاله يرون أنهم حاملي لواء الجرح و التعديل في هذا الزمان و الأعجب أن يأتي شخص و يرى من نفسه الأهلية على هذا الأمر
و لعل هجومه المبكر على الشيخ و انتصاره (للدين؟!!) لأن الشيخ عندهم و بزعمهم غير مؤصل في مسائل العقيدة!!!!!!!!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:55]ـ
لا يعرف الألِف من (كوز الدرة) ويخطئ الشيخ ابن جبرين حفظه الله!!!!!!!!!!!!!
لا يعرف شيئا عن لغته التي يتكلم بها ويتهم الأديب الفصيح سيد قطب رحمه الله بالجهل المركب!!!!!!!!!!!!!
غبي من الأغبياء ويحذر من تقليد الإمام أحمد وابن جبرين والعثيمين!!!!!!!!!!!!!!
أحمق من الحمقى يحشر نفسه بين أهل العلم والفضل بل ويتطاول عليهم!!!!!!!!!!!!!
أقولها لك يا أبا عمر السلفي رافعا صوتي:
يا حُمَيقاء ... ليس هذا عُشّك فادرجي
ـ[محمد الخليل]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:29]ـ
وأنت ياعيد عفا الله عنك ألم تفعل فعل أبي عمر
قال أبو عمر: وهم ابن جبرين
وقلت أنت: أخطأ الألباني
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:39]ـ
ما أشبه قولك بمن قال: قال الله: فويل للمصلين ... ثم وقف
أكمل الجملة:
أخطأ الألباني وهو على الحق
ـ[محمد الخليل]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:54]ـ
نعم وهو (أعني الألباني) على الحق
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 10:09]ـ
قال الجبار سبحانه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
والمهم الآن حتى يستفيد من يطلع ولا يشتبه عليه مقالك الباطل عن أهل السنة في صفة الإستواء
فهل لازلت تعتقد يا فهمي عيد أرشدك الله لتقواه: أن إثبات المعنى يلزم منه إثبات الصفة كما تبعت في ذلك الشيخ الأشعري أبو زهرة - عفا الله عنه - في تشغيبه على أهل الحق؟؟؟
فالمهم هو تعليم الناس العقيدة الصحيحة وليس التلبيس عليهم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 12:00]ـ
فالمهم هو تعليم الناس العقيدة الصحيحة وليس التلبيس عليهم.وما هي العقيدة الصحيحة عندك؟
أهي تأويل (استوى على العرش) بـ (قصد) كما قلته أنت اتّباعا لأسلافك من أهل التحريف والتعطيل الذين يسمون أنفسهم -زعموا- (أهل التأويل)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لي حيلة ٌ في مَن ينمُّ ... و ليسَ في الكذّاب حِيله
من كان يخلفُ ما يقو ... لُ فحيلتي فِيهِ قليله
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 03:31]ـ
وما هي العقيدة الصحيحة عندك؟
أهي تأويل (استوى على العرش) بـ (قصد) كما قلته أنت اتّباعا لأسلافك من أهل التحريف والتعطيل الذين يسمون أنفسهم -زعموا- (أهل التأويل)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لي حيلة ٌ في مَن ينمُّ ... و ليسَ في الكذّاب حِيله
من كان يخلفُ ما يقو ... لُ فحيلتي فِيهِ قليله
ابرأ إلى الله من التأويل الباطل وأهله.
وإنما أنا نقلت عن السلف أنهم فسروا كلمة (استوى) بـ (قصد) وهذا معنى صحيح ولا ينازع في هذا إلا جاهل.
ويكذب من يقول أنني قلت ان معنى (استوى على العرش) كذا مضافة أنها تفسر بـ (قصد).
فهل تبرأ يا عيد من قولك: (إثبات المعنى يلزم منه اثبات الصفة) كما تابعت الأشعري أبو زهرة؟
لا تحد وأجب يا رجل فالفضيلة في الأوبة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 04:07]ـ
الأخوين الكريمين: عيد وأباعامر: لنستفيد جميعًا من نقاشكما - وأنتما جميعًا من أهل السنة -، بودي لو قللتما من الكلمات والأوصاف المشحونة. خاصة من الأخ عيد.
وأطالب الأخ وليد (المشرف) أن يقوم بدور ضابط الحوار. ليستمر علميا مفيدًا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 07:59]ـ
ويكذب من يقول أنني قلت ان معنى (استوى على العرش) كذا مضافة أنها تفسر بـ (قصد)
ألم أقل لك: وليس في الكذّاب حيلة
أليست هذه هي مشاركتك في الموضوع السابق:
وكل ما في الأمر أن بعض أهل السنة فسروا معنى أستوى في الآية بمعناها اللغوي وهو أستقر واستشهد ابن قتيبة بهذا المعنى في معرض رده على دعاة الحلول وأن الباري تعالى في كل مكان بذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وهو معنى صحيح لكلمة استوى من جملة معاني كثيرة مثل علا وأرتفع وقصد وغيرها , ولكن لا يلزم من هذا أن أهل السنة يثبتون الإستقرار كما زعم أبو زهرة عامله بفضله أو بعدله إن كان يستحق.
فما هي الآية التي كنا نتحدث عنها؟
أليست (استوى على العرش) دون غيرها
وما معنى جمعك لـ (علا) و (ارتفع) و (قصد) في مساق واحد؟
أليس لتسويتك بينها
بل ألم تقل بالحرف الواحد:
اعلم وفقك الله إن (صعد) و (عمد) و (قصد) بمعنى واحد.
أليس ذلك صريحا في تسويتك بين (صعد) و (قصد)
أم هناك مجال للتأويل والتحريف؟
فمَن الذي يكذب أيها الـ ......
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
/// هذا المجلس هو مجلس علمي المفترض فينا أن نناقش الفكرة التي تطرح وليس شخص صاحب الفكرة
/// الأدب مع المخالف سمة من سمات أهل السنة والحديث في الرد , والتعنيف ليس له فائدة بل قد يحجم الانسان عن قبول الحق بسبب الشدة والدخول في النوايا وتحقير الآخرين وازدرائهم وتصنيف الناس على أساس حزبي
/// الأدب في الرد مع العلماء مطلوب وعدم توهيمهم إلا بعد أخذ الوسع في البحث والتنقيب والسؤال وفهم مرادهم وتكون أيضا العبارة فيها لين وأدب واستدلال على الوهم الذي وقع
/// قال الإمام الدارمي في رده على بشر المريسي ص115:أرأيتك إن عرضت بالقران أنه مخلوق مربوب لما أنه قد قال بعض الناس: يارب القرآن فجعلته مخلوقا بذلك فقد قال الله تعالى {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} أفتحكم على عزة الله بقوله {رب العزة} كما حكمت على القرآن؟ ويحك إنما قوله {رب العزة} يقول ذي العزة وكذلك ذو الكلام كقوله {ذو الجلال والإكرام}.اهـ
المنتقى من فتاوى الفوزان - (ج 5 / ص 3)
ـ ما الفرق بين هذه الأقسام، وهل هي جائزة: أقسم بآيات الله، أقسم بكلمات الله، أقسم بالقرآن، أقسم برب القرآن؟
كلها جائزة إلا الأخير (برب القرآن)، لا يقال: رب القرآن، بل يقال: منزل القرآن.
أما الإقسام بآيات الله، الإقسام بالقرآن. . . هذا كله جائز؛ لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى؛ فهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى، والقسم إنما يكون بالله جل وعلا أو بصفة من صفاته، وكلامه من صفاته، ولكن الإقسام بالآيات إذا كان المقصود بها الآيات الكونية؛ الشمس والقمر والسماء والأرض؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بالمخلوق.
فتاوى الشبكة الإسلامية - (ج 176 / ص 242)
عنوان الفتوى: حكم قول (يا رب القرآن)
تاريخ الفتوى: 21 رمضان 1426
السؤال
بعد الشكر والتقدير إلى لجنة الفتوى: الله رب العالمين وكل ما سوى الله عالم. والمعروف أن القرآن الكريم كلام الله غيرمخلوق. فهل يجوز أن نقول "يا رب القرآن" في الدعاء مع أنه غير مخلوق؟
أفيدونا يرحمكم الله وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقرآن كلام الله تعالى وليس بمخلوق كما دل على ذلك الكتاب والسنة واتفاق الأئمة من أهل السنة الجماعة، وعليه .. فلا يجوز أن يقال يا رب القرآن لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته، وصفاته ليست مخلوقة كذاته فلا يصح أن يقال يارب القرآن. إلا إذا قصد القائل بقوله (يا رب القرآن) أي يا صاحب القرآن كما يقال يا صاحب العزة والجلال ونحو ذلك فلا بأس. والأولى الابتعاد عنه لما في ذلك من الإيهام على بعض السامعين.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:02]ـ
لديك مشكلة في الإلزمات!!
فأنت تعتقد الشيء ثم تلزم به مخالفك وهذا ليس بجيد هداك الله!
لم تجد لي سياق يدل على أنني قلت ما تعتقده , فتلزمني بما ليس بلازم.
فموضوعنا كان عن صفة الإستواء وهي صفة اثبتها اهل السنة من عدة نصوص ومنها {ثم استوى إلى السماء}
فلماذا تلزمني بالأية الأخرى {ثم استوى على العرش}
هل وجدتني نصصت على هذا؟؟
راجع وفقك الله القاعدة المشهورة (لازم القول ليس بلازم إلا أن يلتزمه القائل)
والآن هل تستطيع الإجابة لنستفيد مما عندك وفقك المولى لرضوانه
هل تبرأ يا عيد من قولك: (إثبات المعنى يلزم منه اثبات الصفة) كما تابعت الأشعري أبو زهرة؟
لا تحد وأجب يا رجل فالفضيلة في الأوبة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:19]ـ
المنتقى من فتاوى الفوزان - (ج 5 / ص 3)
ـ ما الفرق بين هذه الأقسام، وهل هي جائزة: أقسم بآيات الله، أقسم بكلمات الله، أقسم بالقرآن، أقسم برب القرآن؟
كلها جائزة إلا الأخير (برب القرآن)، لا يقال: رب القرآن، بل يقال: منزل القرآن.
أما الإقسام بآيات الله، الإقسام بالقرآن. . . هذا كله جائز؛ لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى؛ فهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى، والقسم إنما يكون بالله جل وعلا أو بصفة من صفاته، وكلامه من صفاته، ولكن الإقسام بالآيات إذا كان المقصود بها الآيات الكونية؛ الشمس والقمر والسماء والأرض؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بالمخلوق.
جزيت خيرا على الفوائد أخي أبراهيم
وهذه المسألة لها جانبين:
1 - الحذر من الحلف بغير الله تعالى أو صفة من صفاته وهو شرك أصغر نعوذ بالله من ذلك.
2 - الحذر من القول بخلق القرآن وهو كفر نعوذ بالله من ذلك.
ونستطيع الفرار من هذه المحاذير بالتفريق بين القرآن والمصحف كما هو الواقع.
فتعريف القرآن هو: كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته.
والمصحف هو: صحف كتبت عليها كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته.
ولا سيما أن القرآن سابقاً على عهد الإمام أحمد رحمه الله لم يكن يحفظ إلى بطريقتين:
1 - حفظ صدور.
2 - حفظ سطور.
وأما اليوم فتعددت طرق حفظ السطور فليس المصحف هو الذي يحفظ فيه القرآن ولكن هناك وسائل حديثة لم تكن على عهد السلف مثل الشريط السمعي والإسطوانات الحاسوبية وغيرها من الشرائح الإلكترونية.
ونعلم أن الإمام احمد قد استنكر عبارة (لفظي بالقرآن مخلوق) وهو معنى صحيح ومع ذلك لقطع الشبهة قال من قال هذه العبارة فهو مبتدع.
فالخروج من المحذور يكون بالتفريق بين القرآن والمصحف.
والأمر واسع والله تعالى اعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:09]ـ
أيها الكذّاب الأشر!!!!
اقرأ كلامك جيدا:
المشاركة الأصلية بواسطة ابو عمر السلفي
وكل ما في الأمر أن بعض أهل السنة فسروا معنى أستوى في الآية بمعناها اللغوي وهو أستقر واستشهد ابن قتيبة بهذا المعنى في معرض رده على دعاة الحلول وأن الباري تعالى في كل مكان بذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وهو معنى صحيح لكلمة استوى من جملة معاني كثيرة مثل علا وأرتفع وقصد وغيرها
فما هذه (الآية) -وليس الآيات يا من تتخذ الكذب دينا- التي (فسّر) فيها (بعض أهل السنة) (استوى) بمعنى (استقر) وهو (معنى صحيح) من جملة معاني منها (قصد)؟
أليس هذا كلامك؟
إذا زعمتَ أن هذه الآية هي: {ثم استوى إلى السماء} فقل لي مَن قبلك زعم أن من تفسيراتها (استقر) فهذا لم يقله سني ولا أشعري ولا جهمي ولا معتزلي ولا عاقل ولا مجنون ولا جاهل ولا .....
وإذا زعمت أن الآية هي: {ثم استوى على العرش} فهذا ما ألزمتك به فلمَ تحيد وتراوغ وتجحد بها وقد استيقنت نفسك أنك ضال مضل كذّاب أشر.
ما لي في الكذّاب حيلة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:18]ـ
لن تؤذي إلا نفسك يا أخي بهذه الألفاظ!
واعلم أن إلزامك لي بهذا ليس بصواب كما هو الزامك لاهل السنة باثبات الإستقرار على العرش كصفة للباري؟!!
فأنا بين عذرين إما أنني أتكلم عن معنى (استوى) مجرداً عن الإضافة وهذا من اللوازم المتاحة
وإما أنني أخطأت فقلت (الأية) بدل أن أقول (الأيات) التي جاءت بلفظ استوى في القرآن وهذا من اللوازم المتاحة.
فهل عقلت يا صاح أن لازمك ليس بلازم لي ما لم التزمه.
ارشدك الله للطيب من القول
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:20]ـ
أما قولك:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
ولكن لا يلزم من هذا أن أهل السنة يثبتون الإستقرار
فأقول لك: بل يثبتونه أيها المبتدع الضال المحرّف المخرّف.
وقد ذكره ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وقد أرسلت إليك رابطا فيه ردّ سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على سؤال:
هل يقال: الله استقر على العرش؟
فأجاب: نعم ...
فهل سمعته؟ أما أن الشيخ ابن باز رحمه الله عند جماعتكم من أهل البدع أيضا؟
والله إنكم أيها الجاميّة الشوهاء بلاء على المجتمع بأسره لا توقرون عالما ولا تحسنون علما ولا تعرفون معروفا ولا تنكرون منكرا إلا ما أُشرب من هواكم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:24]ـ
وأنصحك أن ترسل سؤالك هذا لهيئة كبار العلماء بالمملكة وانظر بماذا سيجيبونك:
هل بإثبات الاستقرار أم بنفيه؟
وأنا أعلم بفضل الله بماذا سيجيبونك.
وأظن أنّك لن تقبل قولهم، فعند جماعتكم هم رجال والحمقى مثلك رجال.
يا حميقاء ليس هذا عشكِ فادرجي
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:26]ـ
هل تقصد أن ابن تيمية وابن القيم وابن باز رحمهم الله يثبتون (استقر على العرش) كصفة كمال للباري جل في علاه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:32]ـ
اعلم هداك الله للطيب من القول
بأن أهل السنة لا يثبتون إلا ما أثبته الله تعالى أو أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم
لذلك لا يزيدون عن ان يقولوا نثبت لله جل وعز صفة الإستواء على العرش كما أخبر الله تعالى عن نفسه في كتابه.
فإن سألهم متنطع عن الإستواء قالوا:
الإستواء معلوم المعنى: ويرتضون لتفسيرها اربع كلمات كمعاني ولا يثبتون منها صفات للباري جل في علاه وهي (ارتفع , صعد , علا , استقر).
والكيف مجهول: لا يعلمه إلا الله تعالى.
والإيمان به واجب.
والسؤال عنه بدعة.
والتعمق اكثر من هذا وتقويل السلف ما لم يقولوا (يدخل في قولهم والسؤال عنه بدعة) فاحذر التعمق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:36]ـ
يا مراوغ!!!!
أليس هذا كلامك:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
ولكن لا يلزم من هذا أن أهل السنة يثبتون الإستقرار
فأنا أردّ على كلامك هذا دون غيره
وأقول لك أنهم يثبتون الاستقرار على العرش الذي زعمت أنهم لا يثبتونه.
وأتحدّاك أن تثبت ضدّ ذلك.
وراسل هيئة كبار العلماء واذكر لهم كلامك هذا بنصه.
فإن ردّوا عليك بخلاف ذلك فقل فيّ ما تشاء وشنّع عني بما تشاء.
وها قد أتحت لك الفرصة لتنال منّي.
فاغتنمها وراسلهم وأخبرني بالردّ.
أخشى أن يصل بك العناد إلى الـ .... وأنت لا تشعر
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:42]ـ
الإستواء معلوم المعنى: ويرتضون لتفسيرها اربع كلمات كمعاني ولا يثبتون منها صفات للباري جل في علاه وهي (ارتفع , صعد , علا , استقر)
كنتُ أظنّك جاهل تحتاج إلى تعليم ولو بالتعنيف.
لكنك أظهرت الآن حقيقتك أيها الجهمي
فأهل السنة عندك لا يثبتون (العلو) صفة للباري؟!!!
ظننت أن الشبهة عندك في (الاستقرار) فقط.
فاتضح أنك مبتدع ضال تتستر في مسمّى (السلفي).
فاعلم أنه أهل السنّة قاطبة يثبتون (العلو) وأنه (صفة) للباري وليس مجرد (معنى) وهو ما يميزهم عن سائر أهل البدع والضلال.
بل هي عندهم من (الصفات الذاتية) اللازمة له سبحانه.
وأعتذر للـ (جاميّة) إذ نسبتك إليهم، وهم على ما فيهم ليس فيهم (جهمي) مثلك.
نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:45]ـ
ولكن لا يلزم من هذا أن أهل السنة يثبتون الإستقرار كصفة كما أثبتوه كمعنى.
لا تبتر كلامي ومقصدي الذي تفهمه جيدا.
أفهم يا أخي وفقك الله للفهم:
أهل السنة يثبتون (استقر على العرش) اثبات معنى لقوله تعالى (استوى على العرش)
ولكنهم لا يثبتون (استقر على العرش) كصفة للباري جل في علاه.
فهم لا يثبتون إلا بدليل ولا ينفون إلا بدليل
فأخرج من قولتك الشنيعة التي وافقت فيها الشيخ ابو زهرة - عفا الله عنه - بالزام اهل السنة أنهم يثبتون لله استقرارا على العرش وهم براء من اثبات هذا المعنى كصفة للباري جل في علاه.
هل فهمت؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:47]ـ
الإستواء معلوم المعنى: ويرتضون لتفسيرها اربع كلمات كمعاني ولا يثبتون منها صفات للباري جل في علاه وهي (ارتفع , صعد , علا , استقر)
كنتُ أظنّك جاهل تحتاج إلى تعليم ولو بالتعنيف.
لكنك أظهرت الآن حقيقتك أيها الجهمي
فأهل السنة عندك لا يثبتون (العلو) صفة للباري؟!!!
ظننت أن الشبهة عندك في (الاستقرار) فقط.
فاتضح أنك مبتدع ضال تتستر في مسمّى (السلفي).
فاعلم أنه أهل السنّة قاطبة يثبتون (العلو) وأنه (صفة) للباري وليس مجرد (معنى) وهو ما يميزهم عن سائر أهل البدع والضلال.
بل هي عندهم من (الصفات الذاتية) اللازمة له سبحانه.
وأعتذر للـ (جاميّة) إذ نسبتك إليهم، وهم على ما فيهم ليس فيهم (جهمي) مثلك.
نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:50]ـ
فاعلم أنه أهل السنّة قاطبة يثبتون (العلو) وأنه (صفة) للباري وليس مجرد (معنى) وهو ما يميزهم عن سائر أهل البدع والضلال.
بل هي عندهم من (الصفات الذاتية) اللازمة له سبحانه.
أحسنت في هذا التصويب وابرأ إلى الله أن انفي عن الله اتصافه بالعلو.
ولكنه تصويب معيب فغرضك هداك الله الانتصار للنفس.
وإلا لو رجعت لكثير من كلامي السابق يبين لك اثباتي للعلو وقد قدمت أنه صفة خبرية عقلية.
وليس لك مستمسك في هذا
والحمد لله أنني على قيد الحياة لهذه اللحظة حتى اصوب سبق القلم وجل من لا يسهو.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:59]ـ
أحسنت في هذا التصويب وابرأ إلى الله أن انفي عن الله اتصافه بالعلو.
خير رجوعك إلى الحق هنا وعدم إصرارك على الباطل كسابق عهدك.
وها قد تبين لك الآن أن الشيطان هو الذي يملي عليك الآن ما تكتب لعدم إذعانك إلى الحق فكثر غلطك:
فمرّة تقول (صعد) بمعنى (قصد) فيضحك عليك القاصي والداني.
ومرة تنفي (العلو) صفة للباري فيبرأ منك جميع أهل السنة
والآن أقول لك:
ما من سؤال سألتَه -بفضل الله- إلا وله عندي إجابة إجابة شافية.
ولكن:
هل تسأل سؤال متعلم مسترشد فأعلمك؟
أم تسأل سؤال معاند مكابر فأعرض عنك؟
إن كانت الأولى فمرحبا بك.
وإن كانت الثانية فويل لك من شيطانك الذي لن يتركك حتى يجعلك تتبرأ من عقيدة أهل السنة كلها وأنت لا تشعر.
وقد كنتَ في مشاركتك السابقة قاب قوسين أو أدنى من ذلك، لولا أنّ منّ الله عليك بأنْ وفّقني لتنبيهك ولو بالشدّة.
فالآن أنا منتظر إجابة السؤال.
وآمل أن تكون التي هي أحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:10]ـ
هذا سؤال متعلم مسترشد:
هل يلزم من إثبات معنى (استقر على العرش) من اثباته كصفة لله جل في علاه؟؟
ارشدني ارشدك الباري ولا يضيع لك اجر.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:38]ـ
هذا سؤال متعلم مسترشد:
هل يلزم من إثبات معنى (استقر على العرش) من اثباته كصفة لله جل في علاه؟؟
ارشدني ارشدك الباري ولا يضيع لك اجر.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
والآن أقول لك -مستعينا بالله جل في علاه-:
لا بد قبل أن نجيب عن هذا السؤال أن نعرف ما هي الصفة؟
أو بمعنى أدق ماذا كان يقصد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم بقولهم هذا صفة من صفات الله؟
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:40]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم العرف
المنتقى من فتاوى الفوزان - (ج 5 / ص 3)
ـ ما الفرق بين هذه الأقسام، وهل هي جائزة: أقسم بآيات الله، أقسم بكلمات الله، أقسم بالقرآن، أقسم برب القرآن؟
كلها جائزة إلا الأخير (برب القرآن)، لا يقال: رب القرآن، بل يقال: منزل القرآن.
أما الإقسام بآيات الله، الإقسام بالقرآن. . . هذا كله جائز؛ لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى؛ فهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى، والقسم إنما يكون بالله جل وعلا أو بصفة من صفاته، وكلامه من صفاته، ولكن الإقسام بالآيات إذا كان المقصود بها الآيات الكونية؛ الشمس والقمر والسماء والأرض؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بالمخلوق.
جزيت خيرا على الفوائد أخي أبراهيم
وهذه المسألة لها جانبين:
1 - الحذر من الحلف بغير الله تعالى أو صفة من صفاته وهو شرك أصغر نعوذ بالله من ذلك.
2 - الحذر من القول بخلق القرآن وهو كفر نعوذ بالله من ذلك.
ونستطيع الفرار من هذه المحاذير بالتفريق بين القرآن والمصحف كما هو الواقع.
فتعريف القرآن هو: كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته.
والمصحف هو: صحف كتبت عليها كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته.
ولا سيما أن القرآن سابقاً على عهد الإمام أحمد رحمه الله لم يكن يحفظ إلى بطريقتين:
1 - حفظ صدور.
2 - حفظ سطور.
عندنا مثل عامي يقول " عنز و لو طارت "
يا أبا عمر ما الفرق بين كلام الفوزان و بين كلام الجبرين و ابن عثيمين و ابو زيد؟ كلهم يقولون بنفس القول!
أم أن لكلام الشيخ صالح ظهر و بطن لا يفهمه الا انت؟
يا اخي اتق الله سبحانه و دع المكابرة و اقرأ كلام العلماء بتمعن و تأمل
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:40]ـ
قد أدّى ظهور فرق الضلال وخوضهم في صفات الله بالتحريف والتطيل من جهة أو بالتحريف والتمثيل من جهة أخرى.
أدّى ذلك إلى أن لجأ السلف إلى تفصيل القول في الصفات وتقسيمها لردّ شبه الطائفتين جميعا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:43]ـ
فقالوا:
إن صفات الباري سبحانه تنقسم إلى صفات ذاتية وصفات فعلية
والصفات الذاتية هي التي لا تنفك عنه بحال
وأما الصفات الفعلية فهي التي ترتبط بالمشيئة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:47]ـ
والصفات الذاتية قسموها إلى قسمين:
صفات عقلية وهي المعلومة بالعقل والسمع معا.
وصفات خبرية وهي المعلومة بالخبر فقط.
وهذا هو الفرق الدقيق بين العلو كصفة والاستواء كصفة:
وهذا ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله تعالى حيث قال:
((فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل: الاستواء علو خاص، فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء [مستويا عليه]، ولكن كل ما قيل فيه إنه استوى على غيره؛ فإنه عال عليه: والذي أخبر الله أنه كان بعد خلق السموات والأرض "الاستواء" لا مطلق العلو، مع أنه يجوز أنه كان مستويا عليه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء، ثم لما خلق هذا العالم كان عاليا عليه ولم يكن مستويا عليه؛ فلما خلق هذا العالم استوى عليه.
فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه: ثم استوى.
ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع)) مجموع الفتاوى (5/ 522 - 523)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:48]ـ
وعندما ظهر الأشاعرة وافقوا في إثبات الصفات العقلية دون الخبرية.
وحصروا هذه الصفات العقلية في سبع صفات لا غير وهي:
الحياة، الإرادة، القدرة، العلم، السمع، البصر، الكلام.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:08]ـ
وسموا هذه الصفات بصفات المعاني.
وأثبتوا معها سبع صفات أخرى وسمّوها: الصفات المعنوية.
وهي عندهم عبارة عن الأوصاف المشتقة من صفات المعاني السبع المذكورة، وهي كونه تعالى قادرًا، وكونه مريدًا، وكونه عالمًا، وكونه حيًا، وكونه سميعًا، وكونه بصيرًا، وكونه متكلمًا.
وعدهم لها صفات زائدة على صفات المعاني، مبني على ما يسمونه الحال المعنوية. زاعمين أنها أمر ثبوتي ليس بموجود، ولا معدوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:20]ـ
وكانوا بذلك أول من فرّق بين الصفة وبين معنى الصفة.
وهو ما ذكرتَه أنت من قبل -وقد علمتُ الآن أنّك لم تقصد موافقتهم- لكن هذا ما كان، والحمد لله الذي هدانا للحق.
وقد أدّى بهم هذا الفهم المغلوط إلى تقسيم الصفات تقسيمات أخرى زيادة على ما اتفق عليه أهل السنة قبل ظهورهم
فتراهم يقسمون الصفات إلى:
صفات نفسية، وصفات سلبية، وصفات معان، وصفات معنوية، وصفات فعلية، وصفات جامعة، وصفات إضافية
وكل هذا من وساوس الشيطان، ولو ذهبت أبيّن لك معنى تقسيمهم ذلك وما فيه من الأغاليط لاحتاج إلى كراريس، لكن أكتفي بالإشارة إليه الآن لعلي أفرده ببحث مستقل.
وأما باقي صفات الباري فإنهم اتفقوا على إنكارها.
لكن اختلفو في كيفية الإنكار:
فذهبت طائفة وهم متقدموهم إلى إثبات ألفاظها دون الخوض في معانيها وهم من يطلق عليهم: المفوّضة
وذهبت طائفة إلى إثبات معان لها لكن بحسب فهمهم لا بما ورد في اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن وهم من يطلق عليهم: المؤوّلة.
وأرى أن أفرد هذا الموضوع ببحث مستقل أيضا يليق به بعيدا عن عنوان هذا الموضوع الذي لا يتناسب مع ذلك.
فنظرة إلى ميسرة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:28]ـ
ولكن حاول ألا تذهب بعيدا يا رعاك الله
فالسؤال هو:
هل يلزم من إثبات معنى (استقر على العرش) اثبات الإستقرار كصفة لله جل وعز؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:28]ـ
وأنصحك أخي أبا عمر أن تترك المجادلة مع الإخوة في الشيخ ابن جبرين حفظه الله فهو من جملة أهل العلم يجتهد فيصيب ويخطئ
فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد. أحسبه كذلك والله حسيبه.
ومن علامة فلاح طالب العلم ترك الوقيعة في علماء أهل السنة وإن خالفهم في الرأي.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
محبكم جميعا/ عيد فهمي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:33]ـ
ولكن حاول ألا تذهب بعيدا يا رعاك الله
فالسؤال هو:
هل يلزم من إثبات معنى (استقر على العرش) اثبات الإستقرار كصفة لله جل وعز؟ يا أبا عمر
لو أجبتك مباشرة بدون مقدمات قد نعود مرّة أخرى إلى الجدل العقيم.
وأنا أضع هذه المقدمات حتى يسهل فهم النتيجة
أما إن كنت تريد النتيجة مباشرة فأنا على استعداد.
لكن بشرط أن لا تجادلني فيها حتى أفرد لها موضوعا مستقلا أوضح فيها ذلك لك ولجميع الإخوة الكرماء.
فأنت أمير نفسك.
إن شئت انتظرت حتى أشرح القضية في موضوع مستقل.
وإن شئت استعجلتُ لك الجواب النهائي بشرطي المذكور.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:39]ـ
جزيت خيرا على النصيحة بخصوص الشيخ ابن جبرين.
والآن هات النتيجة وفقك الله للصواب ولك ما طلبت
اعانك الله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:46]ـ
جزيت خيرا على النصيحة بخصوص الشيخ ابن جبرين.
والآن هات النتيجة وفقك الله للصواب ولك ما طلبت
اعانك اللهبارك الله لك على استجابتك.
ولذلك سأعطيك النتيجة مع إضافة يسيرة نافعة لحسن أدبك في الردّ وفقك الله.
الجواب:
نعم نثبت (الاستقرار على العرش) كـ (صفة فعلية) للباري سبحانه، وإثباتها كـ (صفة فعلية) ليس بأغرب من إثبات (النزول) و (المجيء) و (الإتيان) وغيرها كـ (صفات فعلية) له سبحانه.
وانتظر موضوعي فستجد فيه ما يشفي العليل ويروي الغليل في هذه القضية إن شاء الله تبارك وتعالى هو عوني وحسبي ونعم الوكيل.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 03:01]ـ
أنا على يقين من هذه النتيجة عندك!
ولن اناقشك الآن كما طلبت ووعدتك
ولكن سوف أنتظر افرادك لما وعدت به
فإن وجدت حقا اقررتك وان وجدت باطلا رددته عليك نصحا وشفقة بك وبمن يقرأ
وختاما انصحك بالإستشارة ثم الأستخارة قبل أن تبث ما تنوى بثه.
ولا حول ولا قوة إلا بالله هو حسبي ونعم الوكيل.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 10:37]ـ
والصفات الذاتية قسموها إلى قسمين:
صفات عقلية وهي المعلومة بالعقل والسمع معا.
وصفات خبرية وهي المعلومة بالخبر فقط.
وهذا هو الفرق الدقيق بين العلو كصفة والاستواء كصفة:
أحسن الله إليكم ... قد يُفهم من تنبيهكم على هذا الفرق الدقيق عقب ذكر القِسمين حشر (صفة الإستواء) ضمن الصفات الذاتية.
ولا أظنك تعني هذا.
ونصيحتي لنفسي وللأخوة الكرام التأني عند الخوض في الكلام في العقائد فإنها تحتاج إلى رويّة وضبط.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 10:47]ـ
أحسن الله إليكم ... قد يُفهم من تنبيهكم على هذا الفرق الدقيق عقب ذكر القِسمين حشر (صفة الإستواء) ضمن الصفات الذاتية.
ولا أظنك تعني هذا.
ونصيحتي لنفسي وللأخوة الكرام التأني عند الخوض في الكلام في العقائد فإنها تحتاج إلى رويّة وضبط. أحسن الله إليك
كيف يفهم هذا من كلامي وقد ألحقته بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وفيه:
المشاركة الأصلية بواسطة عيد فهمي
فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه: ثم استوى.
ولو رجعت للموضوع الأصلي ستجد كلامي فيه واضحا:
حيث قلت في الفرق بين العلو والاستواء:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
الأول: أن علو الله ليس مختصا بالعرش فالله فوق كل شيء أما الاستواء فهو أخص من العلو وهو خاص بالعرش دون غيره من المخلوقات
الثاني: أن العلو وصف لازم له سبحانه كالعظمة والكبرياء لا ينفك عنه بحال، بينما الاستواء فعل يفعله سبحانه بمشيئته وقدرته بدلالة قوله: {ثم استوى على العرش}
الثالث: أن العلو من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع، بينما الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر.
وانظر كلامي كله هاهنا غير مأمور:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=75699&postcount=1
والله الموفّق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 10:56]ـ
بارك الله عليك ...
لم يخف عليّ كلام شيخ الإسلام المنقول، ولكن تنبيهك على الفرق بعيد ذكر القسمين موهم، وفيه إجمال في موضعٍ يقتضي التفصيل.
وتنبيهي إنما ينصرف إلى الموضع المشار إليه حسبُ.
زادكم الله حرصاً.
ـ[علي النجيدي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 05:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما ذكر الأخ الكريم نقلا عن فتوى هو ما عن في ذهني ان القائل ان كان يقصد رب بمعنى صاحب فالظاهر انه لا باس
كما ورد في قصة يوسف عليه السلام.(/)
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 01:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير هم القائلون بأنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فكيف نصدقهم أو نكذبهم؟ وهناك من يقول إنه رآه صلى الله عليه وسلم في اليقظة ...
وفي الصحيحين:"من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي"
وفي الصحيح كذلك:" من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي "
آمل أن يسهم الإخوان الكرام في إغناء هذا الموضوع بوافر علمهم وصائب اجتهادهم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 01:42]ـ
عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي
قال أبو عبد الله قال بن سيرين إذا رآه في صورته).
رواه البخاري
فنساله ونقول صفه لنا فاذالم يره على صورته الثابته في السنة الصحيحة فهو لم يره كان يقول رايته شخصا طويلا او اسودا اوغيرذلك(/)
حوارات ولقاءات مع الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 02:07]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
حِوَارَاتٌ وَلِقَاءَاتٌ
مَعَ فَضِيلَةِ الشَّيخِ الإمَامِ العلّامَةِ مُحَمَّد الحَسَن ولد الدَّدَو الشَّنقِيطيِّ
حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
مَاذَا يَقُولُ الوَاصِفُونَ لَهُ ... وَصِفَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الحَصْرِ
هُوَ حُجَّةٌ للهِ قَاهِرَةٌ ... هُوَ بَينَنَا أُعجُوبَةُ الدَّهْرِ
هُوَ آيَةٌ لِلخَلْقِ ظَاهِرَةٌ ... أنْوَارُهَا أرْبَتْ عَلَى الفَجْرِ
الضبط الصحيح: الدَّدَو وليس الدَّدُو
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44 093&d=1170445172(/)
خاطرة: تَحريكُ مَشَاعِرٍ وسَلْوةُ ضَمِير [أَنْتَ عَزِيزٌ وغَالٍ يا طَالبَ العِلمْ]
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 03:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
أنت عزيز وغالي يا طالب العلم ....
كلمةٌ نَدَرَ سماعها ... ونبرةٌ عزّ قائلها
يا طالب العلم أنتَ أنتَ من اصطفاك الله واجتباك ..
يا طالب العلم أنتَ أنتَ مَنْ بالفضائل جمّلك ربّك وحلاك
لستُ بصدد بيان وحي ربنا فيك ... ولا أقاويل أهل العلم فيك ...
الزمان زمان غربة ... والنفس مستوحشة ..
إن نظرت أيمن منك رأيت ما لاعينك عليه صابرة من شهوات مفزعة ...
وإن نظرت أشأم منك رأيت ما حسرته أشعلت في القلب كمداً من شبهات مقلقة ...
وإن ... وإن ...
يا طالب العلم لا تجزعنّ من زمانك ...
زمان تخلى فيه أهله عن فضلائهم ... إلا من رحم ربّك ..
زمان إلتفّ حطمتهم على جسومٍ ألمعية خواء ...
زمانٌ لا تدري أعقلاءٌ أصحابه أم أودت سكرات الترف فغطت شمائله ...
زمان ترى الرجل الضعيف الهزيل فيه قد إشرأبّت أفئدة من هم على شاكلته به ...
إلا من رحم الله
يا طالب العلم ... أنت بالعلم عزيز غال ... إي وربي ... عند ربك
يا طالب العلم ... أحزِنتَ لفوات إحترامك ..
أم قد جزعت ... من قلة إلتفاف الأعناق من حولك ..
أم شككت في موعود ربّك ...
لا ... ما هذا الظن بك ... ولا همس خواطر الضعف طرقت إليك ...
يا طالب العلم اعرف موعود الله ونوائله ...
وأيقن بصدق خبر المولى وأيام الله
لك العزة شئت أم أبيت .. ولك الرفعة إن زممتَ نفسك وحكمتها ...
أين أهل الدنيا منك ... وأين طلاب رميمها ...
وأين أهل الطنابر الرنانة .. ممن تعلقت بهم قلوب البعض ..
وأين أهل الدساكر الجبارة منك ... ممن فزعت قلوب كثير منهم
ماتوا وانقضوا ... ولم يبق إلا أمثالك ممن عرفوا مقدار نعمة ربهم عليهم فأدوا ما عليهم ...
يا طالب العلم لا تغرنك زينة الدنيا وزخارفها ..
ولا يهولنك تجمهر الطغاة والطغام حول تافه متفه ...
ولا تتحسرن على قلة الوافدين ... فتلك أقدار قدرها حكيم خبير
هي تذكرة لشحذ همتك ... وتبصرة لشد أودك
ثق بموعود الله يأتك الفرج ... ولا تعجلن ...
ارفع رأسك بالعلم مبتغيا أجرك من كريم ... تجد رؤوس أقوام لك قد ذلّت ...
واعتن بالعلم عملاً ولباساً عليك تلبسه ... تجد من موعود الله عاجل البُشَر
يا طالب العلم أنتَ أنتَ عزيز وغال
من عرف ما هو مشتغل به ... هان عليه ما سواه ..
إن جمع الناس دنياهم ... فهو بدينه قد حاز السعادة بأكملها ..
وإن رَكَنَ الناس إلى هممهم من زخرف فانٍ ... فظنَّ أنه قد فاته الركب فقد احتقر ما عظّم الله
اللهَ اللهَ يا طالب العلم ... شدّ أزرك ... وجدّد العهد بنيّتك ..
وحرّك مشاعر العظمة بما عندك من فضل مولاك .. واستغن به عن متاع هو قليل والله قليل ..
اللهم اهد قلوبنا ... وثبتنا على محابك ومراضيك
وارزقنا العلم الذي ننشغل به عمن سواك
واجعل ما وهبتنا تعظيماً لك ولما تُحب ربنا
واجعل علمنا موفوراً .. بالإخلاص والإتقان والقبول
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 01:30]ـ
بارك الله فيك، ونفعنا بهذه الكلمات الطيبة
اللهم اهد قلوبنا ... وثبتنا على محابك ومراضيك
وارزقنا العلم الذي ننشغل به عمن سواك
واجعل ما وهبتنا تعظيماً لك ولما تُحب ربنا
واجعل علمنا موفوراً .. بالإخلاص والإتقان والقبول
اللهم آمين(/)
قرأتُ مسألةً ... !
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 04:15]ـ
قرأت مسألة ضمن اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي رحمهما الله، وهذه المسألة - على غير العادة - حاولت توثيقها من كتب شيخ الإسلام رحمه الله، ولكني لم أجدها، فهل وقف على كلامه فيها أحد من الإخوة؟!
جاء في الاختيارات العلمية " ص80، ط: الفقي " ما نصه:
((ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة، وهو أصح الوجهين لأصحابنا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بإصبعه إذا دعا)).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 09:05]ـ
أظنها في القواعد النورانية .. بتحقيق محمد الفقي(/)
بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 09:22]ـ
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14، 15].
قال العلامة السعدي في تفسيره:
[{بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} أي: شاهد ومحاسب، {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} فإنها معاذير لا تقبل، ولا تقابل ما يقرر به العبد، فيقر به، كما قال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
فالعبد وإن أنكر، أو اعتذر عما عمله، فإنكاره واعتذاره لا يفيدانه شيئا، لأنه يشهد عليه سمعه وبصره، وجميع جوارحه بما كان يعمل، ولأن استعتابه قد ذهب وقته وزال نفعه: {فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}].
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 03:16]ـ
جزاك الله خيرًا على الفائدة.
نسأل الله أن يبصرنا بعيوب أنفسنا في الدنيا
وأن يرزقنا قبل الموت توبة، وأن يغفر لنا وأن يسامحنا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 09:37]ـ
جزاك الله خيرًا على الفائدة.
نسأل الله أن يبصرنا بعيوب أنفسنا في الدنيا
وأن يرزقنا قبل الموت توبة، وأن يغفر لنا وأن يسامحنا.
آمين، وإياكم.
بارك الله فيكم على مروركم.(/)
أنواع التفاؤل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الدكتور متفائل]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 11:17]ـ
والتفاؤل انواع:
1 - تفاؤل غافل يكون إلى الاستهتار والتسيب أقرب منه إلى أي شيء آخر,,
او قد يكون ضروبا متتاليه من الاحلام والاوهام ..
2 - تفاؤل واعي يحمل صاحبه الى الجد في نظره إلى نفسه وإلى الاشياء والاشخاص
إلى الحياة كلها .. فهو التفاؤل المنقذ الذي يخلصك من الأفكار
السوداء ويوجهك نحو العمل الإيجابي المثمر.
والتفاؤل ليست حالة نفسيه يمكن ان تنتابك أحيانا وتختفي احيانا أخرى,,
بل هو موقف يختاره العقل من بين جميع المواقف وتتبناه الإراده قدما وتدعمها
الثقه بالنفس, والعلاقه بين التفاؤل والثقه بالنفس علاقه متوازنه.
والانسان المتفائل لماذا لايكون انت؟؟؟
اترك الانهزاميه واليأس والفكره القاتله [[مافي فايده]] لماذا لاتقول كل شيء
ممكن ... والنجاح اقرب إلينا من الفشل ..
هل تظن ان الانسان المتفائل المبتسم إنسان بلا مشاكل؟؟
بالطبع لا .. إنه كأي انسان يمر بالصدمات والازمات الشديده .. ومكائد .. وعدوات ..
لكنه لايهرب يواجه بروح الايمان والحب والمرح .. يواجه بالكلمه الطيبه والثقه بالنفس ..
والتفاؤل ليس هبة أو منحة بل هو كالزهره العاطره أو الثمره الطيبه اللذيذه
يأتي عقب غرس بذوره في العقل والقلب ثم تتعهد هذه البذره
بالرعايه الدائمه والمتواصله والمستمره ... فهو نتائج جد
واجتهاد في سبيل إصلاح النفس وتنوير العقل وبناء الشخصيه القويه
الواثقه بنفسها والقادره على اكتساب ثقة الناس ..
جاء في الحديث النبوي<<تفاءلوا بالخير تجدوه>>
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 12:08]ـ
كلماتك جميلة
ولكن الحديث: تفاءلوا بالخير تجدوه لا أصل له.
وفي الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) كفاية؛ ففيه تحفيز للتفاؤل.
ـ[هنامتفائل]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 01:06]ـ
شكرا
ـ[حارث البديع]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 09:15]ـ
نحتاج لهذه المواضيع بكثرة خاصة في
زمن ساد فيه اليأس على بعض النخب
ومن ترقب حال امتنا وجدها مقبلة على نصر عظيم
لكن السؤال هل سنكون نحن حامليه ام0000000.(/)
احفظ الاحياء
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 11:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاخوة
اريد ان اطرح موضوعا نادرا
من هم العلماء والشيوخ الذين اشتهروا بالحفظ من الاحياء و من هو حافظ العصر؟
وفقكم الله(/)
ترجمة الشيخ العلامة: صالح بن عبدالرحمن الأطرم - رحمه الله -
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:39]ـ
اسمه:صا لح بن عبد الرحمن بن عبد الله الأطرم.
· ولد رحمه الله في مدينة الزلفي عام 1353هـ.
· حفظ القرآن في الكتاتيب في مدينة الزلفي.
· درس مبادئ العلوم الشرعية في مدينة الزلفي ثم انتقل لمدينة الرياض في حدود سنة 1364هـ.
· من أوائل من درس في كلية الشريعة.
· بعد تخرجه من كلية الشريعة درَس في معهد الرياض العلوم الشرعية بالإضافة إلى علوم اللغة والأدب.
· حصل على الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء في عام 1404هـ عن رسالته التي كانت بعنوان (الأيْمان وأحكامها).
· درَس في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
· في 8/ 6/1413هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء
· من أبرز صفاته رحمه الله أنه كان يتصف بالصدق والوضوح ومحبة طلابه والبعد عن الكلام في أعراض الناس والنصيحة بالتي هي أحسن.
· تميز الشيخ رحمه الله بتبحره في علمي الفقه والعقيدة.
· من أبرز مشايخه:
1. سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله.
2. سماحة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله.
3. فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله.
4. فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
5. فضيلة الشيخ محمد البحيري رحمه الله - من علماء الأزهر.
· من أبرز مؤلفاته:
1. جريمة الحرابة.
2. الوصية.
3. أسئلة وأجوبة في العقيدة.
4. وحقق رحمه الله مناسك النووي.
5. وكتب عن سيرة شيخه سماحة السيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بمساعدة تلميذه الأستاذ الدكتور عبد الله العمار.
· شارك رحمه الله في كثير من المناشط العلمية والدعوية من أبرزها التالي:
1. كان خطيباً للجمعة لأكثر من أربعين سنة.
2. درَس العلوم الشرعية المختلفة في كثير من مساجد وجوامع المملكة العربية السعودية.
3. له برامج ومشاركات كثيرة في إذاعة القرآن الكريم وخاصة فيما يتعلق في علم العقيدة.
4. كان له رحمه الله عناية خاصة بدعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
· من أبرز طلابه:
1. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (مفتي عام المملكة العربية السعودية).
2. معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ (وزير العدل السعودي)
3. معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (وزير الشؤون الإسلامية السعودي)
4. معالي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العجلان (رئيس محاكم القصيم الأسبق والمدرس في الحرم المكي)،
5. معالي الشيخ محمد بن عبد الله العجلان (قاضي التمييز بمكة المكرمة والمدرس بالمسجد الحرام
6. معالي الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله العجلان (مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا وعضو مجلس الشورى السعودي).
7. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور فالح بن محمد الصغير (المشرف على موقع السنة النبوية وعلومها).
8. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن موسى العمار (المدرس في كلية الشريعة).
9. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن صالح الأطرم (عضو مجلس الشورى السعودي) وهو أحد أبناءه رحمه الله.
01. فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن اللاحم
11. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير.
21. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس (إمام وخطيب الحرم المكي).
31. فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم (إمام وخطيب الحرم المكي)
41. فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ (إمام وخطيب المسجد النبوي)
51. فضيلة الشيخ عبد المحسن القاسم (إمام وخطيب المسجد النبوي)
· مرض رحمه الله في بداية عام 1420هـ ولازمه المرض وكان صابراً محتسباً وفي فترات نشاطه رحمه الله كان يقرأ عليه بعض تلاميذه وطلابه المقربين ويشرح ويبين لهم رحمه الله مع ما يعانيه من الألم والمرض.
· توفي رحمه الله في مدينة الرياض صباح يوم الجمعة 25/ 12/1428هـ وصلي بعد صلاة العصر في جامع الراجحي وصلى عليه سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وجمع كبير من العلماء وطلبة العلم وعدد غفير من المصلين ودفن في مقبرة النسيم رحمه الله رحمة واسعة.
http://www.alssunnah.com/articles.aspx?id=2289&selected_id=-2292&page_size=5&links=False
* أتمنى أن يقوم أحد من طلابه أو غيرهم بكتابة ترجمة وافية مطولة عن الشيخ - رحمه الله -
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اغفر له و ارحمه برحمتك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 03:48]ـ
لا حول ولاقوة إلا بالله اللهم اغفر له وارحمه
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 04:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ,,
جزاكم الله خيرا ابا الخطاب(/)
رجاء الي المهتمين بعلم أصول التفسير
ـ[أحمد نجم 5000]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أنا مهتم بعلم أصول التفسير جزاكم الله خيرا وقد وجدت كتابا على الشبكة ولكن لا أعرف مؤلفه ولا أعرف عنه الا أنه تحقيق الدكتور/ محمد عبد الرحمن شميلة الأهدل
الأستاذ المساعد في جامعة أم القرى وأسم الكتاب {السفير في أصول التفسير} أنظر الرابط http://saaid.net/Doat/alahdal/alahdal.htm وهذا موقع الشيخ http://www.ahdal.com/ ولا يوجد أي معلومات عن الكتاب فمن يعرف أي معلومات عنه يدلنى دله الله على الخير وجزاكم الله خيرا وبارك الله في هذا الموقع فهو كخضراء الدمم والحمد لله رب العلمين
ـ[أحمد نجم 5000]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 05:56]ـ
السفير في اصول التفسير/ تأليف عبدالحليم محمد سرور *
بـ سرور , عبدالحليم محمد
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، 1405 هـ
أهذا هو الكتاب؟
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 06:55]ـ
نعم أخي الكريم الكتاب من تأليف عبدالحكيم محمد سرور وتحقيق الدكتور عبدالرحمن بن عبدالرحمن بن شميلة الأهدل وقد طبع في دار حراء في مكة.
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 07:10]ـ
أخي الكريم لماذا لا تراسل المحقق على موقعه وترتاح من عناء السؤال؟
ـ[أحمد نجم 5000]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 07:49]ـ
جزاكم الله خيرا أخواني(/)
هجر المخالف والتجريح في العلماء
ـ[أبومنصور]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 05:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقالة رائعة جدا للشيخ الدكتور الصادق الغرياني حول ما يقوم به البعض – هداهم الله – من لمز وغمز وتجريح لاهل العلم والدعاة وتصنيفهم انهم من أهل الاهواء والمبتدعة الى اخر تلك المسميات تحت دعوى ان ذلك هو منهج السلف.
http://www.tanasuh.com/supjects/articles-%20lectures/3.pdf
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 05:46]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=213
ـ[أبومنصور]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 09:08]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم على هذه الاضافة المميزة .... واعتقد ان مقال الشيخ الغرياني يصب في نفس الاتجاه ... لكن هو يناقش ظاهرة امتحان الناس وتصنيفهم التي حمل لواءها بعض القوم هداهم الله.(/)
هل يوجد أمثلة على الإفراط في تحكيم العُرف كقاعدة فقهية؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 05:42]ـ
"العادة محكمة" و "العرف كالشرط"، إلى غيره من الصياغات المشابهة التي تعود لمعنى واحد. ما حد العرف؟ حتى لا يكون هناك إسراف في الاعتماد عليه، وهل يوجد أمثلة - من وجهة نظرك - على الإفراط في في تطبيق هذه القاعدة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 03:34]ـ
حد العرف المعمول به شرعا هو ما يكون شائعا ولا يخالف المنصوص
فإن كان عرفا خاصا فلا يجب العمل به على غير أهله، وإن كان مخالفا للنصوص فهو ساقط.
قال ابن عابدين:
والعرف في الشرع له اعتبار .................. لذا عليه الحكم قد يدار
وله رسالة في المسائل المبنية على العرف، فراجعها إن شئت.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 08:10]ـ
قد يكون من الأمثلة بيع الوفاء الذي اشتهر في بعض الأزمنة وعمل به الناس فأجازه بعض الحنفية للحاجة
قال ابن عابدين في حاشيته:
" وله: (وفي الاشباه الخ) المقصود من هذه العبارة بيان حكم العرف العام والخاص، وأن العام معتبر ما لم يخالف نصا، وبه يعلم حكم بيع الوفاء وبيع الخلو لابتنائهما على العرف ".
ومعلوم أن هذا البيع هو من القرض الذي جر نفعا, ولذلك اعترض جماعة من الحنفية على إجازته, والمسألة مشهورة
وقد يقال أن بيع الوفاء مبني على الحاجة لا العرف, إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أن من أسباب تكوُّن العرف الحاجة العامة
وهناك نقد آخر يوجه لبناء تجويز بيع الوفاء على العرف وهو أن العرف في العمل به عرف خاص لا عام, فقد جاء في غمز عيون البصائر وهو شرح للأشباه:
" تنْبِيهٌ: هَلْ يُعْتَبَرُ فِي بِنَاءِ الْأَحْكَامِ الْعُرْفُ الْعَامُّ أَوْ مُطْلَقُ الْعُرْفِ وَلَوْ كَانَ خَاصًّا؟ الْمَذْهَبُ الْأَوَّلُ: قَالَ فِي الْبَزَّازِيَّةِ مَعْزِيًّا إلَى الْإِمَامِ الْبُخَارِيِّ الَّذِي خُتِمَ بِهِ الْفِقْهُ: 43 - الْحُكْمُ الْعَامُّ لَا يَثْبُتُ بِالْعُرْفِ الْخَاصِّ وَقِيلَ: يَثْبُتُ (انْتَهَى) ...
وَفِيهَا مِنْ الْبَيْعِ الْفَاسِدِ فِي الْكَلَامِ عَلَى بَيْعِ الْوَفَاءِ فِي الْقَوْلِ السَّادِسِ مِنْ أَنَّهُ صَحِيحٌ.
قَالُوا لِحَاجَةِ النَّاسِ إلَيْهِ فِرَارًا مِنْ الرِّبَا فَأَهْلُ بَلْخِي اعْتَادُوا الدَّيْنَ، وَالْإِجَارَةَ وَهِيَ لَا تَصِحُّ فِي الْكَرْمِ، وَأَهْلُ بُخَارَى اعْتَادُوا الْإِجَارَةَ الطَّوِيلَةَ وَلَا يُمْكِنُ فِي الْأَشْجَارِ فَاضْطُرُّوا إلَى بَيْعِهَا وَفَاءً.
وَمَا ضَاقَ عَلَى النَّاسِ أَمْرٌ إلَّا اتَّسَعَ حُكْمُهُ (انْتَهَى).
وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْمَذْهَبَ عَدَمُ اعْتِبَارِ الْعُرْفِ الْخَاصِّ، وَلَكِنْ أَفْتَى كَثِيرٌ مِنْ الْمَشَايِخِ بِاعْتِبَارِهِ ... "
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 09:50]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإفادة. هناك أحوال قد يتطور فيها الاعتماد على العرف ليتوصل به إلى تقرير ما لا أصل له. ومن ذلك أن لأهل العلم أو النسك والعبادة عادة جارية في التميز عن سائر الناس بزي معين ولباس مشهور يُعرفون به.
----------------------------------------------
((لا يشرع للدعاة اتخاذ أمور لتكون شعاراً لأهل النسك والعبادة كارتداء لباس معين ونحوه، فإن هذا من البدع التي لم يأمر بها الله ولا رسوله)). [1]
============================== ===
[1] نقلاً عن "قواعد وضوابط في فقه الدعوة عند شيخ الاسلام ابن تيمية"، وراجع الفتاوى (21/ 117) لنظائر من أصل هذه القاعدة.
ـ[معاند]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 12:22]ـ
جزاك الله خير يا أخي الشهري على ما تفضلت به من السؤال المهم ..
برأيكم هل قيادة المرأة للسيارة من الإفراط في تحكيم العرف كقاعدة فقهية؟
ـ[معاند]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 04:29]ـ
للرفع رفع الله قدر الكاتب و الإخوة
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم خير الجزاء على إثارتكم هذه المسألة المهمة التي كثر اللغط فيها والتذرع بها للتملص من التشريع؛ كغيرها من مسائل التوسط ومقاصد الشريعة ....
لا يعتد بالعرف أي عرف؛ وبالعادة أي عادة إلا إذا وافقت الشريعة الإسلامية موافقة.
الأعراف المخالفة للشريعة الإسلامية باطلة.
ليس المقياس في العرف طول أمد الناس به، بل موافقته النصوص الشرعية نصا أو روحا.
والله الموفق للصواب.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 12:16]ـ
ومما يتعلق بهذا الموضوع، ما أسماه الأصوليون: المصلحة الملغاة في باب المصلحة المرسلة، كمن يقول: جرى العرف عندنا بخلوة الرجل مع المرأة الأجنبية، لغرض التعليم والتدريب، وهذه مصلحة. فيقال: لا نخالفك أنها مصلحة ولكن الشريعة أهدرتها لأنها تفضي إلى مفسدة أعظم وهي مفسدة تعطيل النصوص الصريحة بحرمة الخلوة [1].
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] والضرورة تبيح الخلوة، كأن تكون المرأة في سفر فتفقد محرمها الذي ليس لها غيره ن فإن لها أن تنيب من تثق به وتلازمه.(/)
متى يخرج المسلم من دائرة أهل السنة والجماعة؟ الشيخ بن عثيمين يجيبك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:22]ـ
سئل الشيخ -رحمه الله-: عن أبرز خصائص الفرقة الناجية؟ وهل النقص من هذه الخصائص يخرج
الإنسان منها؟
الجواب: أبرز الخصائص للفرقة الناجية هي التمسك بماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة،والعبادة والأخلاق،والمعاملة،والمعاملة،هذه الأمور الأربعة تجد الفرقة الناجية بارزة فيها:
ففي العقيدة: تجدها متمسكة بما دل عليه كتاب الله،وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من التوحيد الخالص في ألوهية الله،وربوبيته،وأسمائه وصفاته.
وفي العبادات: تجد هذه الفرقة متميزة في تمسكها التام وتطبيقها لماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات في أجناسها،وصفاتها، وأقدارها، وأزمنتها، وأم كنتها وأسبابها، فلاتجد عندهم ابتداعا في دين الله، بل هم متادبون غاية الأدب مع الله ورسوله لايتقدمون بين يدي الله ورسوله في إدخال شيء من العبادات لم يأذن به الله.
وفي الأخلاق: تجدهم كذلك متميزون عن غيرهم بحسن الأخلاق كمحبة الخير للمسلمين وانشراح الصدر، وطلاقة الوجه، وحسن المنطق والكرم، والشجاعة إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق و محاسنها.
وفي المعاملات:تجدهم يعاملون الناس بالصدق، والبيان اللذين أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:ّالبيعان بالخيار مالم يتفرقا فإن صدقاوبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتمامحقت بركة بيعهماّ -أخرجه البخاري-
والنقص من هذه الخصائص لا يخرج الإنسان عن كونه من الفرقة الناجية لكن لكل درجات مما عملوا، والنقص في جانب التوحيد ربما يخرجه عن الفرقة الناجية مثل:الإخلال بالإخلاص وكذلك في البدع ربما يأتي ببدع تخرجه عن كونه من الفرقة الناجية.
أما في مسألة الأخلاق والمعاملات فلا يخرج الإخلال بهما من هذه الفرقة وإن كان ذلك ينقص مرتبته .................
لذلك أرى أن الواجب على المسلمين الذين ينتسبون إلى السنة أن يكونوا أمة واحدة وأن لا يحصل بينهم تحزب،وهذا ينتمي إلى طائفة،والأخر إلى طائفة أخرى والثالث إلى طائفة ثالثة،وهكذا بحيث يتناحرون فيما بينهم بأسنة الألسن، ويتعادون ويتباغضون من أجل اختلاف يسوغ فيه الإجتهاد، ولا حاجة إلى أن أخص طائفة بعينها، ولكن العاقل يفهم ويتبين له الأمر.
فأرى أنه يجب على أهل السنة والجماعة أن يتحدوا حتى وإن اختلفوا فيما يختلفون فيه فيما تقتضيه النصوص حسب أفهامهم فإن هذا أمر فيه سعة ولله الحمد، والمهم ائتلاف القلوب واتحاد الكلمة ولاريب أن أعداء المسلمين يحبون من المسلمون أن يتفرقوا سواء كانوا أعداءا يصرحون بالعداوة،أو أعداء يتظاهرون بالولاية للمسلمين،أو للإسلام وهو ليسوا كذلك، فالواجب أن نتميز بهذه الميزة التي هي ميزة للطائفة الناجية وهي الاتفاق على كلمة واحدة.
المصدر/ فتاوى العقيدة الجزء الثاني -191 - فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله.(/)
ياأهل الحديث؟؟؟ الرجاء المساعده
ـ[غاده]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 08:53]ـ
كتاب الأدب المفرد .... باب فضل صلة الرحم
52 - حدثنا محمد بن عبيدالله قال: حدثنا ابن ابي حازم ,عن العلاء, عن ابيه, عن ابي هريره قال ((اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله! إن لي قرابة اصلهم ويقطعون ,واحسن إليهم ويسيئون إلي , ويجهلون علي واحلم عنهم.قال: (لئن كان كما تقول كأنما تسفهم المل ,ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك))
محمد بن عبيد الله هل هو:محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيدبن أبي زيد القرشي الأموي أبو ثابت المدني قال أبو حاتم صدوق وذكره بن حبان في كتاب الثقات وروى له البخاري و النسائي.
(تهذيب الكمال 26/ 47) (تهذيب التهذيب 9/ 288) (الكاشف 2/ 197)
**** كما اريد ترجمة العلاء بارك الله فيكم
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:22]ـ
أحسن الله إليك
العلاء هو ابن عبد الرحمن مولى الحرقة مشهور فيه اختلاف انظري ترجمته في التهذيب وغيره
ولا أظنك تريدين ترجمته بل تريدين تعيينه وترجمته متيسرة إن شاء الله
وهذه سلسلة مشهورة وهي العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رويت بها أحاديث كثيرة
ويحسن بطالب العلم حفظ مثل هذه السلاسل المشهورة كمالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
والأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود
والزهري عن سالم عن أبيه
وغيرها كثير ووضعت فيها كتب
وينظر في تراجم رواتها لأنها تتكرر معه كثيرا في كتب الحديث فإذا درسها سهل عليه الحكم على السند وتعيين المهمل ونحو هذا
ـ[غاده]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 02:14]ـ
اثابك الله وبارك فيك(/)
المساعدة: مؤتمر عن الجماعات السلفية
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 03:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني بارك الله فيكم هناك مؤتمر عن الجماعات السلفية التي في خارج شبه القارة الهندية , وأحد الأخوة ممن كلف بكتابة موضوع في هذا ويريد معلومات عن أي جماعة سلفية , وتكون موثقة
وبارك الله في جهودكم ...(/)
فالحذر الحذر أيها الرجل!!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 03:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ?لْكَوْثَرَ * فَصَل لِرَبكَ وَ?نْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ?لأَبْتَرُ}
فوائد من تفسير «سورة الكوثر» لشيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله:
قال رحمه الله:
«سورة الكوثر» ما أجلها من سورة! وأغزر فوائدها على اختصارها، وحقيقة معناها تُعلم من آخرها،
وفيها جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ورده لأجل هواه، أو متبوعه، أو شيخه، أو أميره، أو كبيره. كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات وتأولها على غير مراد الله ورسوله منها، أو حملها على ما يوافق مذهبه، ومذهب طائفته، أو تمنى أن لا تكون آيات الصفات أنزلت، ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أقوى علامات شناءته لها:
1 - كراهته لها: أنه إذا سمعها حين يستدل بها أهل السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك، وحاد ونفر عن ذلك، لما في قلبه من البغض لها والنفرة عنها فأي شانىء للرسول أعظم من هذا.
2 - وكذلك أهل السماع الذين يرقصون على سماع الغنا والقصائد والدفوف والشبابات إذا سمعوا القرآن يتلى ويقرأ في مجالسهم استطالوا ذلك واستثقلوه، فأي شنآن أعظم من هذا، وقس على هذا سائر الطوائف في هذا الباب.
3 - وكذا من أثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة، فلولا أنه شانىء لما جاء به الرسول ما فعل ذلك، حتى إن بعضهم لينسى القرآن بعد أن حفظه، ويشتغل بقول فلان وفلان.
وقوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ?لاَْبْتَرُ} [الكوثر: 3] أي مبغضك، والأبتر المقطوع النسل، الذي لا يولد له خير ولا عمل صالح فلا يتولد عنه خير، ولا عمل صالح.
قال أبي بكر بن عياش: أهل السنة يموتون، ويحيى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لهم نصيب من قوله: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4] وأهل البدعة شنؤا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان لهم نصيب من قوله: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر:3].
فالحذر الحذر أيها الرجل من أن تكره شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. أو ترده لأجل هواك، أو انتصاراً لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات، أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله، والأخذ بما جاء به، بحيث لو خالف العبد جميع الخلق، واتبع الرسول ما سأله الله عن مخالفة أحد فإن من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعاً للرسول، وإلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول ما أطيع. فاعلم ذلك واسمع، وأطع واتبع، ولا تبتدع. تكن أبتر مردوداً عليك عملك، بل لا خير في عمل أبتر من الاتباع ولا خير في عامله والله أعلم. أنتهى من مجموع الفتاوى (16/ 528) بتصرف غير مخل
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 04:05]ـ
أخي أبا عمر، ما عهدناك من ذوي القص واللصق!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 09:18]ـ
يا ملا وفقك الله لمحابه
تدبر كلام شيخ الإسلام فلم أنقل إلا حقا
وإنما يذم القص واللصق عند نقل الباطل أو الحق الذي يراد به الباطل والله المستعان.
ولو أقتصر البعض بقص ولصق كلام أهل العلم الموافق للكتاب والسنة على هدي سلف الأمة لأنتهى الخلاف.
وقد ذُكر عن علي رضي الله عنه أنه قال: العلم نقطة كثرها الجاهلون.
والله الموفق
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 08:54]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عمر على النقل الطيب من الجهبذ تقي الدين
زدنا من مثل هذه الفوائد ... ولاتحرمنا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:32]ـ
وفيك بارك وزادك من فضله
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 04:24]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 01:36]ـ
أصلحك اللهه و هداك أخي(/)
ما يطلبه المستمعون!!!
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 06:21]ـ
ما يطلبه المستمعون
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
موقف الخطباء بإزاء مطالب المستمعين متباينة ما بين الانصياع التام إلى الإعراشض التام ولكل منهما أضراره ومخاطره، نعرض لها في إيجاز ثم نُلقي الضوء على طريقة متوسطة بينهما.
فأما الذين يرفعون شعار ما يطلبه المستمعون فيرون أن جمع الناس على سماع الخطبة أو الدرس لكي ينتفعوا به غرض أساسي للداعي، فلذلك فإنهم يبذلون كل ما يمكن أن يؤدي إلى ذلك، وما يطلبه المستمعون متنوع ولا يخلو كثير منه من مفاسد ومن ذلك:
1 - الإسراف في سرد القصص مع العناية بالجزئيات والتي تلجئ صاحبها إلى كثيراً إلى الإسرائيليات في التفسير، وإلى كتب السيرة والتاريخ المتهالكة، والمستمع من هذا النوع لا يحب من الداعي أن يقطع عليه تسلسل القصة بذكر فائدة أو عبرة ولا يقبل غالباً أن تتحول قصص الصالحين إلى دعوة إلى الاقتداء بهم، ولا قصص الذين ظلموا أنفسهم إلى دعوة إلى التفتيش في النفس عما يمكن أن يوجد فيها من أمراض، وخلاصة الأمر أن هذا النوع من المستمعين يريد من الداعي أن يتقمص دور منشد الربابة في الأدب الشعبي، وللأسف يتجاوب كثير من الدعاة مع هذا الطلب فيقع أسيراً لهذا الأسلوب الذي لا يكاد يحرك في المستمعين أي عمل بناء.
2 - وأفحش من ذلك من يعمد إلى القصص المتهالكة من أصلها لما فيها من الإغراب، وهذه النوعية من طلبات المستمعين ليست عديمة الفائدة أو محدودة النفع فحسب، ولكنها كثيراً ما تحتوي على مخالفات عقدية وشرعية كقصة حمامة المسجد، وقصة الغرانيق، والقصة المطولة لهاروت وماروت وغيرها كثير.
3 - ومما يلحق بهذا، الإسراف في ذكر القصص الواقعية وهي وسيلة من وسائل العظة والعبرة، ولكن الخطورة هنا أن في قصص القرآن والسنة يكون هنالك أصل للقصة من الوحي وهذا الأصل يمثل مضماراً للشارح والواعظ، ومع هذا انحرف من انحرف فكيف إذا كانت القصة من أصلها من نسج الواعظ لاسيما إن كان ممن يقعون تحت تأثير الجمهور، فالجمهور يريد القصة محبوكة ولا يريد من القاص أن يقفز فوق التفاصيل مع أن هذا هو الذي ينبغي توفيراً للوقت لاستنباط المواعظ والدروس، وتتأكد أهمية القفز فوق التفاصيل إذا كانت القصة تتعرض لحياة المنغمسين في الشهوات، ولكن للأسف فكثير ممن يعتمد هذا الأسلوب يسرف في ذكر تفاصيل المنكرات إلى الدرجة التي يُخشى معها أن تكون وسيلة لمعرفة الكثيرين بهذه المنكرات ومن ثم سعيهم لتجربتها.
4 - وقريب من هذا من يرفع شعار "لا حياء في الدين" وهذا الشعار على إطلاقه هكذا يوهم معنى فاسداً، بل أثنت عائشة -رضي الله عنها- على نساء الأنصار اللاتي لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين، والفرق بين التعبيرين ظاهر، فالأول ينفي وجود الحياء والثاني يبين أن الحياء مع وجوده لم يكن مانعاً من التفقه في دين الله تعالى، ووجود الحياء يعني أن الملقي والمتلقي كلاهما سوف يلجئان إلى الكناية والتورية والإشارة إلا فيما لابد منه، ولذلك أعرض النبي –صلى الله عليه وسلم- عن تعليم من سألته عن كيفية التطهر من الحيض -لأنه بوسعها أن تتعلم ذلك من النساء- فقال لها (سبحان الله تطهري) متفق عليه، فقامت عائشة رضي الله عنها بتعليمها.
وبعض من يرفع هذا الشعار -"لا حياء في الدين"- يكثر من عرض الموضوعات التي تحتاج إلى الحياء وهو يتناولها بلا حياء، وازداد الأمر سوءاً هذه الأيام بعرض هذه الأمور على شاشات الفضائيات والمتحدث لا يدري حال المستمعين، فربما كانوا على مقهى والغاديات والرائحات أمامهم، وربما كانوا مجموعة من الأصدقاء في زيارة مختلطة رجالاً ونساء -على ما جرت عليه عادة أهل هذا الزمان- فيأتي هذا البرنامج ليزيد الطين بلة، بل ولعل أخوة أشقاء شباباُ وفتيات يجلسون أمام الشاشة وغير ذلك مما يندى له الجبين، ومع هذا يبقى هذا طلباً ملحاً لعدد كبير من المستمعين الذين يبحثون عن الإثارة ولو في درس شرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - ومن هذه الإثارة إلى إثارة أخرى، وهي شهوة التشفي في الآخرين، وهي آفة تصيب كثيراً من الناس فلا يكاد يلتقي منهم اثنان إلا ويبحثان عن عدو مشترك يجتمعان على افتراسه، ونتيجة لهذا تنتشر مجالس الغيبة، ولكن يزداد الأمر إثارة إذا كان الجمع كبيراً وكان المتحدث بليغاً، وكلما كان الشخص موضوع الجلسة مستأهلاً لما يقال فيه وأكثر، ونحن لا نعني بذلك عدم تنبيه الأمة إلى مظاهر أعداء دينها لها حتى لا تنخدع بدعاوى السلام وزمالة الأديان، ولكن الأمر يتجاوز ذلك غالباً إلى نوع من تبرئة المتكلم والمستمعين معه من أية مسئولية مع أن الله تعالى يقول: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) (آل عمران: 120)، وهذه التي لا يحب المستمعون أن يعرج الخطيب عليها مع أنها هي التي يجب أن تأخذ النصيب الأوفر، ثم أن الأمر يجر إلى تتبع أخبار الساسة والفنانين ولاعبي الكرة مما يستوي في علمها الداعي والمدعو وربما فاق فيها المدعو الداعيَ بمراحل، ولكنه يريد أن يسمعها في قالبها الخطابي الرنان طالما وجد الداعي الذي يلبي طلب المستمعين.
6 - ولا يمكننا أن نترك أصحاب اتجاه "ما يطلبه المستمعون" دون أن نعرج على مسألة الفكاهات والطرائف التي اعتاد بعض الإخوة الأفاضل إطلاقها في أثناء حفلات الأفراح وأشباهها، فقد كانت في أول أمرها فقرات قصيرة لمواقف طريفة صادقة من كتب الأدب أو التاريخ أو من الواقع، ثم كان التنازل عن شرط صدقها، والأخطر من هذا التنازل عن شرط عدم مخالفتها للشرع، فكثير من هذه الطرائف فيها على سبيل المثال أن أحد الحمقى فهم آية كذا خطأ وهذا مما لا ينبغي أن ينتشر على وجه التندر حيث يبقى في مخيلة السامع ارتباط هذه الآية بهذه الطرفة، وفيه تجرئة للناس على اختلاق مثل هذه الطرائف، بل إن ما يحكى من طرائف عن النحويين يصب هو الآخر في خانة الأعداء الذين يريدون أن ينفِّروا الناس عن لغة العرب لكي يبعدوهم عن الإسلام.
وبعد هذه الجولة في أنواع الموضوعات التي يطلبها المستمعون والتي تجد من يستجيب لها من الدعاة، نشير إلى أن المستمعين قد يطلبون السجع المتكلف في بعض الأحيان فيتبارى بعض الخطباء في إنشاء أطول فقرة مسجوعة وهذا مما يجبر المتكلم على التكرار غير المفيد، وربما أوقعه في بعض المعاني غير السليمة ثم أن السامع يظل كاتماً أنفاسه وهو يتابع الجمل المسجوعة المتتالية دون أن يجد أي فرصة لكي يأخذ أي شيء من معانيها، ويقارب ذلك الأشعارُ الكثيرة المليئة بالألفاظ الغريبة فتكون عالة على الفكرة لا خادمة لها، وتساعد على تشتت ذهن السامع تشتتاً كبيراً ومن ذلك الكلام بالعامية لاسيما على المنبر بدعوى أن الناس لا يفهمون العربية، بينما يوجد كثير من الألفاظ الفصيحة التي يفهم العامة معناها، ويوجد كثير من الحيل التي تجعل الخطيب يوصل المعنى للسامع العامي وإن لم يكن قد علم معنى كل كلمة من مفردات كلامه.
وهذه المعاني قد أشار إليها كثير من دعاة الدعوة السلفية –بفضل الله تعالى- فنبهوا خطباءهم على ألا يستجيبوا لضغوط الجمهور وأن يحرصوا على تقديم النافع الذي يرتقي بمستوى الفرد والأمة، وكالعادة حصل انحراف في التطبيق من بعض هؤلاء الخطباء فصار عند إعداده لخطبة وكأنه سوف يحدث نفسه، فعلى مستوى الموضوع تجد عنده قائمة أولويات لا تتغير زماناً ومكاناً، وطريقة العرض طريقة واحدة هي التي دَرَسَ بها الموضوع ولو كان قد درس هذا الموضوع في عدة مرات وببناء جزل، فهو لا يفكر في عرض الموضوع إلا بهذه الطريقة، وعلى مستوى الأسلوب تجده يرى أن استخدام الشعر منقصة والجناس عيب إلى آخر هذه الصور المعروفة وإن كان هذا النموذج آخذ في التناقص لصالح النموذج الآخر، ولأن التوسط في ذلك هو الأفضل والأولى فإليك أخي الكريم بعض النصائح التي تعين على الاقتراب من هذا النمط الوسطي، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل شخص بصمته الشخصية التي تختلف عن الآخر.
1 - يجب على الداعي أن تكون له رؤية شاملة عن دين الله عز وجل تضم العقائد والعبادات والأخلاق والآداب والمعاملات، وهذه الرؤية يجب أن يحصلها من خلال دراسة منهجية تضمن عدم الشطط والانحراف في فهم أي جانب من جوانب الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - يجب على الداعي أن يعرف الواقع الذي يعيش فيه – دون الاستغراق في التفاصيل غير الهامة - من أحوال أمة الإسلام وأحوال مجتمعه، وما يشيع فيه من منكرات وما يوجد فيه من معاني الخير.
3 - يقوم الداعي في كل منبر من منابر الدعوة - الخطبة، الدرس، الكلمة المكتوبة، بل عبر الزيارات الاجتماعية واللقاء العابر- بتكرار ما لديه من قضايا يريد تأصيلها عبر أولويات عامة تجعل العقيدة وأصول العبادات على رأس سلم الأولويات، وكذلك النهي عن أصول المنكرات والدعوة إلى العمل من أجل الإسلام، وعبر أولويات خاصة تناسب الشخص والمجموعة المخاطبة.
4 - يجب أن يدرك الداعي أن الطريقة التي درَسَ بها أي قضية لاسيما قضايا الاعتقاد ليست دائماً هي الطريقة المثلى لعرضها، فيمكن عرضها في ثنايا قصة أو من خلال تفسير آية أو شرح حديث.
5 - يجب على الداعي أن يحاول قدر الإمكان مخاطبة جميع من أمامه على اختلاف أفهامهم وليحرص على أن يتكلم بكلام – يرضي الخاصة ولا يتعالى على العامة- وهو أمر صعب ولكنه يسير على من يسره الله له، وفرق بين من لا يضع هذا الأمر نصب عينه وبين من يضعه ويحاول أن يقترب منه شيئاً فشيئاً.
6 - ومما ينبغي أن يحرص عليه الداعي قياس مدى استيعاب السامعين لكلامه وليستعن في هذا برأي إخوانه، على ألا يغتر بمن عادته المدح، ولا ينشغل كثيراً بمن عادته الذم.
7 - دور الداعي يقارب دور مدرب اللياقة البدنية في أنه ينبغي أن يعطي جرعة أعلى من القدرة الحالية للمدعو من ناحية عموم الموضوع وجزالة الأسلوب على أن تكون الزيادة بمقدار يستوعبه المدعو، وذلك مع استمرار قياس قدرة الناس، وأظن أن عموم الناس لديهم قدرة على استقبال كثير من المعاني الشرعية بدرجة أعلى بكثير مما نتصور.
8 - لا ينبغي أن يصدم الخطيب السامعين في إعراضه عن موضوع يراه السامعون واجب الوقت مهما رآه هو مكرراً ومعاداً، فلا أقل من التعريج عليه ومثال ذلك الأفراح والأعياد مع الأخذ في الاعتبار أنه قد يُقبل في درس مالا يقبل في آخر، وعلى أية حال فإن أمور الشرع مترابطة بدرجة لا تُعيي أي متكلم بأن يخرج من موضوع إلى آخر.
9 - المحسنات البلاغية عامل أساسي في تأثير الكلام في السامع وإنما ننكر على من يستغرق فيها بحيث تشغله وتشغل سامعه عن أي فائدة أخرى في الكلام وعلى هذا فيجب أن يحرص الخطيب على وضوح الفكرة التي يريد أن يوصلها وعلى أن يكون ذلك من خلال نور الوحيين الشريفين الكتاب والسنة، وهذا لا يمنع من بعض المثيرات البلاغية وكلها أساليب واردة في القرآن والسنة، من استفهام يحرك به ذهن السامع أو من مشاكلة لفظية تستريح لها الأذن، وقد يحتاج الأمر -لاسيما إذا طال- إلى كسر رتابة النثر بشيء من الشعر شريطة أن يكون واضح المعنى وإلا فإنه يشتت السامع بدلاً من أن ينشطه، وفي الجملة يجب أن يعرف الداعي والخطيب أنه جاء ليحدث الناس ويفيدهم علماً وعاطفة، وأن دوره في أن يستعمل ما أوتي من أدوات في سبيل هذه الغاية النبيلة.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 06:47]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6229
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:38]ـ
حياك الله أخي عدنان وجزاك الله خيرا على المرور الكريم
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 05:06]ـ
بارك الله فيكم
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 05:29]ـ
وبارك الله فيك أخي أبا العباس ونفع الله بك(/)
الحزبية المقيتة
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 08:10]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد:
هذا المقال للأخ الموحد نشره بتاريخ 19/ 7/1999 بشبكة سحاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا تزال قناعتي تزداد يوما بعد يوم بأن الحزبية والتقليد الأعمى والتعصب المظلم من أعظم الأمراض التي تنخر في جسد ما يسمى " بالصحوة الاسلامية ".
وهي سمة من سمات اهل البدع في القديم والحديث، فالشيخ لا يمكن نقده ولا الاعتراض عليه، ومقياس الولاء والبراء لك ان تكيل المديح لشيخه وان تغض الطرف عن مساوئه.
اما ان يذكر غيره من الناس فلا مانع من تشريحه وتقطيع أوصاله بحجة الذب عن الدين والتحذير من الضالين.
واذا ذكر هو قيل لك: هلا ذهبت إليه، ونصحته.
ما أقبحها من مناهج، وما أسوأها من مباديء، تفتقد الصدق، وتكيل بمكيالين.
ولا ينجي من الحزبية ان تقول بأعلى صوتك: انك سلفي. شعارك " ما انا عليه وأصحابي ".
واذا قلت لأحدهم هذه الحقيقة أرغى وأزبد.
لكن ان كنت تقول هذا عن غير شيخه، قال لك: صدقت، فها نحن نرى من يزعم السلفية ثم يحيد عنها. وربما قال لك: نعم هناك من يتستر بالسلفية!!
لقد مقت هذه الحزبية منذ سنين ولله الحمد، وأدركت انه ما من تجمع يدين بالولاء لشيخ او جماعة الا وفي أتباعه قدر من هذه الحزبية المقيتة، تقل وتكثر.
وخذ هذا المثال: يوجد في كل تجمع الأمي والجاهل والمبتديء والمقصر، لكن أضعف هؤلاء ينال من الولاء والمحبة والنصرة ما لا يحصل عليه من كان خارج " التجمع " ولو كان عالما كبيرا، وداعية موفقا، ولو كان خلافه في جزئية تقبل الخلاف.
بل لا مانع ان تذكر امامه جبال العلم وشيوخ الإسلام مجردين عن الألقاب، اما ان تذكر شيخه كذلك، فتلك جناية لا تغتفر، أين احترام العلماء؟!!! أين أين؟!
قلت: حقا أين احترام العلماء؟!!
عندها يقال لك بكل صدق!!!: هم رجال ونحن رجال!
فما أقبح هذا التفكير، وما أظلمه. والله اني لأمقته مقتا لا أستطيع ان أصفه.
من مظاهر الحزبية المقيتة التي بدأت تظهر في هذا الموقع: ان المسائل الشرعية حين تعرض عرضا علميا موثقا يتوارى الحزبيون المقلدون، ويزداد تخفيهم واحجامهم، حتى إذا سنحت لهم الفرصة لاقحام " الأسماء والشعارات " اجلبوا بخيلهم ورجلهم، فأين كنتم يا أعداء أنفسكم؟
أين كانت الغيرة على الدين يا من انتم غلاء الأسعار وهلاك الديار؟؟
هذه البضاعة التي يحسنها القوم، فلان وفلان، وقيل في فلان، ومدحوا فلانا!!
أما مسائل الدين، ومواطن الخلاف، فلا يملكون فيها حجة ولا دليلا، اللهم الا التشنيع والافتراء والكذب.
وهذا حال أهل البدع قديما، حين يعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة، يلجؤون الى التشنيع بالألقاب والأسماء، فكم قيل عن أهل السنة أنهم مشبهة مجسمة حشوية
وكم قيل عن دعاة الحق والصدق انهم خوارج يكفرون الناس!!!
وان شئت فارجع الى أي كتاب لخصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لترى ذلك جليا واضحا.
واذا لم تجد الألقاب والأوصاف، شغلوا العامة عن جوهر مسائل النزاع الى تعظيم الأشخاص وتقديسهم، فتراهم يقولون: انتم تسيئون الى الكبار!!!! هذا طعن في الفقهاء والمحدثين منذ زمن الأشعري إلى عصر شيخ الإسلام!!!!
وفلان من الاشاعرة مدحه فلان واثنى عليه فلان!!!
يخيل لبعض الحمقى ان من انتسب إلى الاشاعرة مثلا او اي جماعة أخرى لا عجب في خطئه ووقوعه في الانحراف الموجب للرد والإنكار، بينما من انتسب الى السلف الصالح من أهل السنة فقد جاوز القنطرة واخذ شهادة العصمة، ووجب التوقف عن نقده امام العامة حتى لا يساء الى المنهج، بل ووجب حمل مساوئه على الإحسان ما أمكن، فما أقبحها من عقول، وما أظلمه من منهج!
ان التحري والإنصاف والعدل اما ان يساق للجميع او يحرم منه الجميع.
وان الشعارات مهما كانت جميلة، الا انها لا تكفي للعصمة!!
وان الشيخ مهما كان ذا فضل، فلا مانع من نقده وتصويب خطئه.
واليك هذا المثال: حين ألف مراد شكري " أحكام التقرير في أحكام مسألة التكفير " وقدم له وأثنى عليه وقام على طباعة كتابه: علي حسن عبد الحميد الحلبي الاثري.
(يُتْبَعُ)
(/)
عندها وقف الحزبيون المتعصبون للأشخاص موقف الدفاع عن الكتاب وما فيه، ولو بدا لأحدهم ان فيه قضايا غريبة، لا يتوقع ان تكون صحيحة!
لكن الضجيج والصخب الذي يعطيه الحزبيون لشيوخهم يحول بينهم وبين مجرد التفكير فضلا عن النقد.
وحتى بعد رد اللجنة الدائمة وتحذيرها من هذا الكتاب، ودمغها لما فيه بأنه مذهب الإرجاء، بقي المتعصبون يراوحون مكانهم، لا يجرؤون على إشاعة الرد، ولا تعميم الفائدة، ولا ذم الكاتب!!!
ولو كانت الزلة من خارج " حزبهم " ثم جاء رد اللجنة لطاروا به كل مطير، ولوزع بالمجان أمام أبواب المساجد، لتحطيم الشخص وإسقاطه. اما لو كان ذلك لنشر الحق فما باله يختلف من موطن عن موطن.
اما اني اشهد الله على بغض كل حزبي متعصب، وبغضي للحزبي الذي يذم الحزبية أشد.
من علامة الحزبي الهالك انه لا يهمه كلامك ولا استشهادك، وانما يهمه "الأسماء الجميلة"التي تكثر الترحم عليها وذكرها في حديثك. وهمه ان يعرف من اي بلد أنت، ثم من تعرف. فإذا كنت لا تحفل بذكر أسماء مقلديه، او قلت انك لا تعرف فلانا، فهنا تناولتك مباضع الجراح، واعمل فيك سيف التصنيف، وقلما تنجو من احد الأوصاف: سروري قطبي حزبي!!! او " سكوتي "، وهو أخطرهم، فما أقبحها من عقول!
الى الراكضين في الفتنة أقول:
أي إنسان تسول له نفسه هنا ان يجرفنا إلى الحزبيات العفنة، والتعصب المقيت للأشخاص، فلا يحلمن بذلك.
من أراد النقاش العلمي في أي قضية من قضايا الخلاف فليكتب.
ومن أراد مناقشة أي عالم مع الأدب والاحترام فليفعل.
أما من استخدم أساليب المبتدعة في تلقيب أهل الحق بالألقاب المنفرة، فلا مجال له هنا.
اما من كانت مطيته: فلان مدحوه، وفلان ذموه، فلا مكان له هنا.
وليسمه دعاة الحزبية تهديدا او إنذارا او ما شاؤوا، فلست عليهم بحريص.
أسأل الله ان ينقي صفوف المسلمين من هذا الكدر.
علق الأخوة على هذا الموضوع، ومنهم الأخ الحبيب الكريم مشارك حيث قال:
أخي الحبيب الموحد حفظه الله و بارك فيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فطالما يا أخي أنك تكلمت عن الحزبية المقيتة، فنرجوا حفظك الله أن تتكلم أيضا عن الفردية التي قد تكون مميتة.
وكان جوابي:
جزا الله الإخوة خيرا، ونفع بهم جميعا.
الأخ الفاضل .. مشارك
حال أخيك الموحد كما قيل:
تكاثرت الظباء على خراش **** فما يدري خراش ما يصيد
أعجبني قولك: الفردية المميتة.
والقسمة ليست ثنائية، بل ثلاثية: طرفان ووسط
حزبية مقيتة، فردية مميتة،
والوسط: عمل جماعي مشروع، الولاء والبراء فيه على الإسلام.
فأنا مع شرعية العمل الجماعي، ولست مع الحزبية.
توضيح:
إقامة الولاء والبراء على أصول الإسلام الكلية او اصل منها: لا بد منه.
وإقامة الولاء والبراء على اسم شخص او شعار مستحدث: بدعة.
وكذلك: إقامة الولاء والبراء على مسألة جزئية فرعية، او مسألة الخلاف فيها معتبر وسائغ.
وجماع ذلك ما قاله الشاطبي رحمه الله في الاعتصام:
ان الفرقة لا تصير فرقة الا اذا:
1 - تحزبت على اصل كلي مخالف لاهل السنة والجماعة.
2 - او تحزبت على " جزئيات " كثيرة مخالفة، تقوم مقام الأصل الكلي.
فمن سلم من الأمرين كان له حق الولاء المبذول لأهل السنة، ثم الناس فيه على قدر أعمالهم وطاعتهم، فيوالى الرجل على قدر دينه.
وهذا استطراد رأيته متمما لموضوع الحزبية، وأتمنى ان يشارك الإخوة بتأصيل هذه القضية. والله اعلم.
[نشر هذا المقال بتاريخ 19/ 7/1999، بشبكة سحاب].
كتبه ... الموحد
منقول من هذا الرابط: http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/10.htm
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 09:02]ـ
خلاصة المقال: ذم التعصب لشيخ أو جماعة وادعاء الكمال لهما
هل فهمي صحيح؟
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 10:52]ـ
أظن أن الأخ الموحد يقصد الحزبية بجميع أنواعها الرسمية و الغير الرسمية و الحزبية لشيخ أو جماعة أو بلد أو غيرها.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 08:24]ـ
ما رأيك أخ عليش في من يطلق على الشيخ الألباني لقب: "إمام الزمن"
وماذا يكون رسول الله صلى الله عيه وسلم إن كان الشيخ الألباني هو إمام الزمن؟
أليست هذه الصورة هي الحزبية المقيتة في أبشع صورها؟
أم لك رأي آخر؟
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:13]ـ
أظن أن الأخ الموحد لا يقصد شيخا بعينه، لكن الحزبية هي الحزبية فكما يوجد هناك من يتحزب للشيخ الألباني يوجد من يتحزب للشيخ ابن جبرين، و كما يوجد من يتحزب للشيخ ربيع المدخلي هناك من يتحزب للشيخ سفر الحوالي، و للأسف الشديد كلما وجدت حزبية لشيخ وجدت حزبية أخرى كرد فعل لهذه الحزبية و الله المستعان.
لكن السؤال المطروح: هل إذا كان هناك من يتحزب للشيخ الألباني كما قال الأخ آلبوصيلي هل لنا نحن أن نرد هذه الحزبية بالتحزب على الطعن في الشيخ الألباني؟(/)
قصيدة مبكية في رثاء فلسطين.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. هذه قصيدة جميلة جدا تشبه الى حد كبير مرثية أبي البقاء الرندي لبلاد الأندلس. وهي من روائع الشعر العربي. للشاعر المغربي المدني الحمراوي.مصدرها مجلة دعوة الحق المغربية العدد الثاني. السنة الخامسة عشر صفر1392/ابريل 1972.
اه على المسجد الأقصى وقبلته +++++++++++كيف استحل حماه بعد رفعته
اه على مسجد الاسراء حل به +++++++++++ اجرام صهيون فلننهض لنجدته
أما له من بني الاسلام منتصر +++++++++++ يصد عزم العدى عن هدم بنيته
أما له أمة تصون ساحته +++++++++++ بلى. له امل في غوث أمته
لهفي على سلف حموا جوانبه +++++++++++ لهفي على الغر من أبناء ملته
لهفي على عمر الفاروق حين أتى +++++++++++ والأرض ترجف اجلالا لهيبته
لهفي عليك صلاح الدين من بطل+++++++++++ مجاهد مخلص وفى بذمته
من لي بمثلها والدهر منعكس+++++++++++والخطب مستفحل من هول حدته
والمسلمون لهم في الأرض منتبذ ++++++++++ والدين محتجب في ليل غربته
لكنها ليلة بالفجر مشعرة+++6+++++++ عما قريب نرى أنوار سطعته
فهذه همم تبدو طلائعها+++++++++++ على وطيس الفدى وخط جبهته
ثارت الى شرف الجهاد في حنق +++++++++++ على عدو طغى بغيا بشوكته
فجرعته كؤووس الغم مترعة ++++++++++ وأصبحت ابرا في جفن مقتله
فدب في جمعه رعب يخالجه +++++++++++ حتى كأن الردى من تحت خطوته
فليس في عيش أمن ولا ثقة +++++++++++ يمشي على حذر من فرط خيفته
صهيون كان يرى أن الحمى همل++++++++++++ وأن حارسه صريع علته
لكنها منية أوحى بها طمع ++++++++++++ غطت ضلالته على بصيرته
حتى رأى للفدى نارا مؤججة +++++++++++ راحت تخاطبه بنفس لهجته
بالنار في أكر الفولاذ تقذفه +++++++++++ فجللت بالأسى افاق عيشته
أبطالها صبر يحمون رايتها +++++++++++ كأنهم عاصف دوى بهبته
كالمحق ان ضربوا كالرعد ان قصفوا+++++++++++ كالبرق ان وثبوا في ومض خطفته
يرى عدوهمو فتكا به هجمو ++++++++++ ولا يرى بشرا وافى بهجمته
يباغتون العدى جنا يطير بهم ++++++++++ عز يجنحه افراط سرعته
مجاهدون لهم بالله معتصم ++++++++++ والحق يسندهم بركن حجته
والعرب في مشرق الدنيا ومغربها+++++++++++ صف يؤيدهم بكل قوته
وللحمى أمل في صدق حملتهم ++++++++++ وموقف صبروا في ضيق شدته
تحملوا بالرضى عبئا به نهضوا ++++++++++ وشاقهم شرف قاموا برتبته
عرق العروبة حقا في جوانحهم ++++++++++ يسري بعزته وطهر فطرته
هم الأباة الفداة ان فخرت بهم++++++++++ أنل فخارا يطن لحن نغمته
فالأرض معجبة بهم اذا ذكروا ++++++++++وذكرهم عطر الدنيا بنفحته
ذكرت ما صنعوا فقلت يا طربا ++++++++++ وعمني شرف منهم بسمعته
وقلت منشرحا مرحى وصحت بها+++++++++++كهاتف جلجلت أجراس صيحته
كأنني بهموا والنصر يقدمهم ++++++++++ غدا الى حرم يحظى ببغيته
فيستعيد الحمى عزا بمقدمهم ++++++++++ وتنجلي غمم بنيل منيته
وكيف لا وقلوب اللاجئين لها++++++++++ +حنين منتظر ليوم عودته
لهم اذا ذكروا ديارهم حرق ++++++++++ وكلهم حالم بجو قريته
يحيون في أمل يحيي عزائمهم +++++++++++ فالعود مطمعهم على صعوبته
والعزم ان صح كان الفوز تابعه +++++++++++ فالمرء منتصر بفضل همته
وما رأيت سوى عزم يلوذ به++++++++++++ قد استبسلت ابطال نخبته
وقر في وعيه نصر سيحرزه +++++++++++ وان يطل أمد بيوم دورته
يشرى لبني قومي فانهموا +++++++++++ مصممون على نصر برمته
فالعرب ما نكصوا يوما ولا جبنوا +++++++++++ ولا يضعضعهم جور بصولته
شعارهم ابدا صون الحمى شرفا +++++++++++ وطرد مغتصب من ساح بيضته
لولا مبادرة الى مصاولة +++++++++++ لكان زلزلنا يأس بصدمته
لكنها همم قامت بواجبها ++++++++++ فأنقذت شرفا من هول نكبته
فلا أخاف على الأقصى فان له +++++++++++ من يفتدي أرضه بحر مهجته
جند عزائمهم حرى مصممة +++++++++++ ودربهم ناهج الى محطته
صهيون ايقنها صدقا فسوف يرى+++++++++++ غدا بلا مرية عقبى جريمته
كفى جماعته خزيا ومثلبة ++++++++++ اهدار ما نادت الدنيا بحرمته
ان كان قد شرد الاحرار مغتصبا +++++++++++ وعاث في أرضهم بغيا بسطوته
فلينتظر ليلة ليلاء تفجأه +++++++++++ بهول قارعة تلوي بنعرته
فالثأر يطلبه. والحق ينذره ++++++++++++ والعار يلحقه من سوء فعلته
فما فلسطين لو يدري البغاة سوى+++++++++++ قبر لهم عمقوا اغوار حفرته
للعرب مرجعها وان ابت احن ++++++++++++ ولج ذو صلف يطغى بعدته
انا وان دبروا مكرا ذو ثقة +++++++++++ بالله فالكل في ملموم قبضته
نسعى بما ملكت أيماننا رصدا ++++++++++ +ولن نحيد عن الأقصى وبلدته
فيا حماة الحما لله موقفكم +++++++++++ لوذوا بتاريخنا ووحي عزته
صونوا تقاليد شعب مسلم عرفت ++++++++++ في الحق شدته ونبل نخوته
حمى وما زال يحمي خير مأثرة +++++++++ حضارة شهدت بيمن طلعته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 04:16]ـ
رائعة
لكن يبدو أن الشاعر في خصام مع الهمزات!!
شكرا لك وفقك الله
حمى وما زال يحمي خير مأثرة +++++++++ حضارة شهدت بيمن طلعته
؟؟؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:03]ـ
لا ينسب ما وجد من أخطاء إملائية للشاعر
بل للناقل يا أختي أو المنقول عنه
شكر الله أخي المغربي
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 07:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. جزاك الله خيرا أخي أبو القاسم والشكر موصول للأخت الحزينة أذهب الله حزنها أما بالنسبة للأخطاء المطبعية فهي موجودة بالأصل الذي نقلت منه. ولم أزد شيئا من عندي.
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:15]ـ
شكر الله لكم على النقل(/)
من قراءاتي (2): كيف نُفرق بين الابتلاء والعقوبة؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 09:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا وقعت مصيبة على مسلم، يتساءل الناس، بل حتى من وقعت عليه: هل هذا ابتلاء؛ لإيمانه؟ أو هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها؟
يتردد هذا كثيرًا في الأذهان عند المصائب. وقد رأيتُ كلامًا متعلقًا بهذا التساؤل في رسالة قيّمة - لم تُطبع بعد -للدكتور حسن الحميد - وفقه الله -: عنوانها " سُنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن " قال فيها (ص 386 - 388):
(هل يُعد كل ابتلاء مصيبة جزاء على تقصير؟ وبالتالي فهل كل بلاء ومصيبة عقوبة؟
وتلك مسألة قد تُشكل على بعض الناس. ومنشأ الإشكال فيما أرى: هو الاختلاف في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة، وكيف يكون الجزاء على الأعمال.
فعلى حين يرد التصريح في بعضها بأن كل مصيبة تقع فهي بسبب ما كسبه العبد، كقوله تبارك وتعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
نجد نصوصاً أخر تصرح بأن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل). كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.
وبأن البلاء يقع –فيما يقع له- على المؤمنين ليكشف عن معدنهم ويختبر صدقهم (ولنبلونكم حتى نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم).
فلو كان كل بلاء يقع يكون جزاء على تقصير؛ لكان القياس أن يكون أشد الناس بلاء الكفرة والمشركين والمنافقين، بدليل الآية السابقة (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ... )!.
والذي يزول به هذا الإشكال بإذن الله تعالى، هو أن ننظر إلى هذه المسألة من ثلاث جهات:
الأولى: أن نفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا.
فالمؤمنون لابد لهم من الابتلاء في هذه الدنيا، لأنهم مؤمنون، قبل أن يكونوا شيئاً آخر، فهذا خاص بهم، وليس الكفار كذلك. (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون).
الجهة الثانية: أنه لا انفصال بين الجزاء في الدنيا والجزاء في الآخرة.
فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.
فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة. وهذا أرفع منزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.
ومن كان دون ذلك فجزاؤه بما كسبت يداه في هذه الدنيا بحسب حاله.
وليس الكفار كذلك؛ فإنهم (ليس لهم في الآخرة إلا النار)، فليس هناك أجور تضاعف ولا درجات ترفع، ولا سيئات تُكفّر. ومقتضى الحكمة ألا يدّخر الله لهم في الآخرة عملاً صالحاً، بل ما كان لهم من عمل خير، وما قدّموا من نفع للخلق يجزون ويكافئون به في الدنيا، بأن يخفف عنهم من لأوائها وأمراضها. وبالتالي لا يمن عليهم ولا يبتليهم بهذا النوع من المصائب والابتلاءات.
فما يصيب المؤمنين ليس قدراً زائداً على ما كسبته أيديهم، بل هو ما كسبوه أو بعضه، عُجل لهم، لما لهم من القدر والمنزلة عندالله.
وهذه يوضحها النظر في الجهة الثالثة وهي:
أن نعلم علم اليقين أن أي عمل نافع تقوم به الجماعة أو الأمة المسلمة، فإنها لابد أن تلقى جزاءه في الدنيا، كما يلقى ذلك غيرها، بل أفضل مما يلقاه غيرها. وهذا شيء اقتضته حكمة الله، وجرت به سنته. كما سبق بيانه في أكثر من موضع.
ولهذا صح من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة. يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها).
والخلاصة:
أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.
وأن المؤمنين يجزون بحسناتهم في الدنيا والآخرة، ويُزاد في بلائهم في الدنيا ليكفر الله عنهم من خطاياهم التي يجترحونها، فلا يُعاقبون عليها هناك، وحتى تسلم لهم حسناتهم في الآخرة.
وأما الكفار فيُجزون بحسناتهم كلها في الدنيا، فيكون ما يستمتعون به في دنياهم – مما يُرى أنه قدر زائد على ما أعْطيه المؤمنون- يكون هذا في مقابلة ما يكون لهم من حسنات. وليس لهم في الآخرة من خلاق. والله أعلم).
ـ[الداعية]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 09:16]ـ
بارك الله في علمكم وجزاكم خيرا.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 09:25]ـ
أحسن الله إليكم، ولكن هل الذنب نفسه من الرجل الصالح يعتبر من البلاء.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 08:33]ـ
موضوع متميز لايقدر علي سبر أغواره إلا المتميزون ... جاري القراءة في الموضع بتأن.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 09:55]ـ
موضوع جيد ومفيد جزاك الله خيراً ولكن قولك: أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب غير مسلم به - فللمنازع ان يقول فما بالك بما يصيب الأولاد الصغار ممن لم يجر عليهم القلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:39]ـ
لم ينحل الإشكال في كلامه .. كما أوهم الشيخ في بدايته
بل الأولى أن يقال:-
إن من الناس من يعاقبون بسبب معاصيهم .. ومنهم من يبتلى لرفعة درجته ..
أما التمييز .. فمما لا يعلمه إلا الله تعالى ولا يصح الجزم به ..
ولا يلزم أن كل بلاء يكون بسبب معصية ..
لأن قوله تعالى"وما أصابكم من مصيبة" .. حكم في المصائب ..
والابتلاءات ليست مرادفة للمصائب
وأيضا فالذنب اليسير جدا .. إذا اقترفه صاحب الإيمان العظيم
سبب لإيقاع البلاء به مبالغة في رفعة درجته .. ولا يقال هذا عقوبة ذاك الذنب
وهذا وجه آخر للجمع
والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:46]ـ
جزاك الله خيرا. استأذنك في تحرير بعضاً من جانب هذه المسألة.
قال صلى الله عليه وسلم ((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا من البغي و قطيعة الرحم)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث نص في التلازم بين "العقوبة" و "الذنب"، فالأدق ان يقال لا عقوبة إلا بذنب، والمصيبة أعم من العقوبة لأن الله تعالى يقول ((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)) فقد تكون في الذنب وبلا ذنب لسبب مقتض مصلحته أعظم من مصلحة مراعاة عبد من العباد، ولذلك قال عن نفسه جل وعز ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)). فكل عقوبة بذنب وليست كل مصيبة بذنب، وكذا الابتلاء كما سيأتي، ولذلك قال تعالى عن الموت ((فأصابتكم مصيبة الموت)) فسماه مصيبة وهو يصيب كل إنسان، من أشرف الأنبياء إلى أكفر الخلق. أما البلاء فهو لفظ مشترك، وهو أحق بالتريث في النظر مما سبق من الألفاظ، لأنه قد يراد به النعمة وقد يراد به النقمة، فمن الأول قوله تعالى - على قول من قال أنها النعمة - ((إن هذا لهو البلاء المبين))، قال بعضهم: أي الفضل والنعمة وقال آخرون: أي النقمة أو نحواً من هذا، وأقرب من هذا وأصرح قوله تعالى ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة)). وقال تعالى ((وإذ ابتلى إبراهيم ربه))، وهو كما ترى مما لا تعلق له بالذنب وإنما الابتلاء لمجرد الزيادة في اليقين الرفعة، قال تعالى (نرفع درجات من نشاء))
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 11:47]ـ
... وقد جاء لفظ "المصيبة" يراد به العقوبة: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)). كما هي العادة بمجيء العام على معنى بعض أفراده، وقد تقدم أن المصيبة أعم من العقوبة، مشتملة عليها.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 01:19]ـ
بارك الله فيكم موضوع مميز وكنت افكر فيه منذ زمن.
والابتلاءات ليست مرادفة للمصائب
ما الفرق بين المصيبة والابتلاء فيما يصيب المسلم؟؟ وكيف يتم التمييز بين العقوبة والمصيبة عندما - مثلا - يحدث زلزل يموت فيه الالاف من المسلمين او فيضانات او غير ذلك .. ما الضابط في ذلك؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 01:33]ـ
الجزم بالتمييز .. ليس بمقدور أصلا
فهو موكول إلى الباري سبحانه
والمؤمن الحق .. تراه أميل لكونها عقوبة من كونها ابتلاء
لأنه يبوء أبدا بذنبه ويعترف بتقصيره
والله أعلم
ـ[أم عبدالملك]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:43]ـ
أحسن الله إليكم، ولكن هل الذنب نفسه من الرجل الصالح يعتبر من البلاء.
.....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:59]ـ
قال ابن الوزير اليماني: (( ... وهو أن كل ضر وشر في الدنيا والآخرة، فإنما هو بذنوب العباد، وما تستوجبه وتستدعيه من العقوبات)).
إيثار الحق، ص 427.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 08:36]ـ
بارك الله فيكم جميعًا وفي إضافاتكم القيّمة ..
الخلاصة في نظري (وأرجو منكم التصحيح) - وأنا أتكلم عن المسلمين لا الكفار؛ لأن لهم سُننًا خاصة بهم -:
(1 - الابتلاء والعقوبة معرض لها كل بشر. ماعدا الأنبياء بعد نبوتهم، فلا تلحقهم عقوبة، إنما ابتلاء. أما قبل النبوة فلا مانع؛ كما في قصة آدم عليه السلام.
2 - لايمكن التفريق بين الابتلاء والعقوبة بدقة. لأنهما متشابهتان؛ فهما كل ما يصيب المرء ويؤذيه. لكن قد تستفاد التفرقة من القرائن. فمن اشتُهر بالإيمان والعمل الصالح؛ يُظن أن ما أصابه ابتلاء. ومن لم يشتهر بذلك، بل بضده، يُظن أنها عقوبة.
3 - على كلا الحالين. المسلم على خير. إما ابتلاء لرفعة الدرجات. أو عقوبة معجلة وتنبيه.
والله أعلم ..
وهنا فوائد من تعليقات الإخوة في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122317
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 05:50]ـ
ثم وجدتُ هذا الكلام المناسب؛ للشيخ مرعي الكرمي - رحمه الله -، في كتابه " دفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدَر "، (ص 127 - 128):
قال: " الثالث: أنا نراه تعالى يؤلم الأطفال إلى الغاية، وكذلك بقية الحيوانات التي لا تكليف لها أصلاً.
و لعل الجواب: أن هذا ليس من باب العقاب؛ لأن العقاب أن تقع تلك العقوبة في مقابلة الذنب بخصوصه، و أما هذا فلعله من باب الابتلاء و الاعتبار: " فاعتبروا يا أولي الأبصار "، و مما يدل على أن هذا ليس من باب العقوبة أن الله سبحانه وتعالى لا يُعاقب أنبياءه ورسله الكرام، مع أنا نجدهم من أشد الناس بلاءً، و فيهم من قُتل و نُشر بالمنشار، فظهر أن جهة البلاء غير جهة العقوبة؛ لأن العقوبة هي التي تقع في مقابلة الذنب لما مر، لقولة تعالى: (ذوقوا ما كنتم تكسبون)، و قوله تعالى: (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون)، و قوله تعالى: (ذلك بما قدمت يداك)، وأما ما يقع لا في مقابلة ذنب؛ فهو بلاء و ابتلاء من الله تعالى لعباده، لكن يبقى الكلام في نفس هذه الحكمة الكلية في هذه الحوادث، فهذه ليس على الناس معرفة أسرارها الحقيقية، و يكفيهم التسليم لمن قد علموا أنه بكل شيئ عليم، و أنه أرحم الراحمين ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:15]ـ
رائع بوركت ياشيخ سليمان.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:04]ـ
... بارك الله فيكم ...(/)
إلى متى الجزم بهذه المقولة؟!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله:
لا أجيد كتابة مقدمات، وسأطرح موضوعي مباشرة بدونها فلتعذروني.
كثيرا ما نسمع أو نقرأ فيما يندرج تحت مسمى (المحاضرة الوعظية أو الإرشادية) بعض العبارات التي نعدها من الحكم التي لا تقبل التشكيك في فائدتها أو صحتها، بل وننظر إليها على أنها حكمٌ مقدسة، ونجزم جزما بواقعيتها.
أمثال:
(دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا)
وكذلك الأبيات:
من يزني في قوم بألفي درهم،،،،،، في أهله يزنى بغير الدرهم
إن الزنا دين إذا استقرضته،،،،،، كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
لو كنت حراً من سلالة ماجد،،،،،، ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم
وما ذكر أعلاه يستشهد به في التحذير من الزنا، وأثناء سرد قصص للعابثين بالأعراض.
حتى إني رأيت من العوام من يجزم بأن فلانًا الزاني سوف يرى عاقبة فعله في محارمه! ولم يكن جزمه سوى ترجمة لما في نفسه من أمنيات خفيات بأن يحقق الله ما جزم به، ويبتلى الزاني في بناته. وإلا لماذا الجزم بحدوث أمر (جرم أخلاقي) يستحي المرء من التفكير فيه بله تمني وقوعه لبنات المسلمين؟!!!
عذرا!! لكن هذا ما يعنيه جزمه .. (من وجهة نظري طبعا).
لماذا تعامينا عن الحديث: (لا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه) فكيف بمن يتمنى لو أن الابن لحق بأبيه في الجرم الأخلاقي حتى وإن كان الابن بريئا فيكفي أن أباه مجرم لتحل عليه اللعنة ويبتلى في عرضه بذنب غيره؟!!
بل لماذا تجاهلنا قول الله جل في علاه: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟ واستشهدنا بحكم عقيمة تتناول أمورا من الغيبيات التي لا يصح الجزم بها؟.
قد يقال: ذلك للترهيب والتخويف. فأقول: من أراد الفجور فسوف يفجر ولن يصده إلا الخوف من ربه سبحانه، فإن عُدم الخوف من جبار السموات والأرض فلن يصده أحد لا محارمه ولا غيرهم ولا خوفه على محارمه؛ فلماذا نستخدم هذه الحكم الخالية من الحكمة التي قد تضر أكثر مما تفيد؟
ثم تأمل البيت الأخير وما خط بالأحمر منه، أكاد أسفه قائل هذه الأبيات وأستغفر الله من قولي هذا (ولا أعلم قائلها) ولكن لم نحتقر أبا الزاني وأجداده؟ ألأن ابنهم عبث بأعراض الناس؟ يا إخوان وما ذنب الأموات لنقدح في حسبهم ونسبهم بسبب خلف لهم اتبعوا شهواتهم؟
إذن ماذا نقول عن العابد الزاهد إذا ابتلي بولد عاق فاجر؟ أم إن الفاجر نستكثر عليه ذرية صالحة، ونتحسر على العابد ونشفق إذا لم يرزقه الله بذرية صالحة.
هذا ما أردت قوله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:15]ـ
جزاك الله خيراً
بل أنتِ سعيدة .. إن شاء الله
وما انتقدتِه انتقده غيرُك من المشايخ وطلبة العلم، وأراها وجهة نظر صحيحة. بارك الله فيك
وأخيراً .. لمَ نخاف النقد؟! اكتبي: أخطأتُ في كذا .. أو الأفضل أن يغيَّر كذا إلى كذا .. وهذه محمدة لا مذمة.
وفقكم الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:50]ـ
اختي الكريمة كلامك فيه نظر
وذلك لان الجزاء من جنس العمل فهذه سنة الله في شرعه وقدره، ولكن هذا لا يقال إنه مطرد في كل شيء، لكن هذا هو الغالب أن الجزاء يكون من جنس العمل كما قال –تعالى-:" ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون" [النمل:50]، وقال –سبحانه وتعالى-:"وجزاء سيئة سيئة مثلها" [الشورى:40]، وقال –تعالى-:"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" [البقرة:194] وكذلك في الإحسان من عفا عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه، قال –تعالى-:"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" [الرحمن:60]، وهذه الآيات هي الأصل في هذه المقولة أن الجزاء من جنس العمل
يقول الإمام الحافظ شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله، في كلام له عن ان
الجزاء من جنس العمل
لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر فمن ستر مسلما ستره الله
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةمن كرب يوم القيامة
ومن أقال نادما أقال الله عثرته يوم القيامة
ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن ضار مسلما ضار الله به
ومن شاق شاق الله عليه ومن خذل مسلما في موضع يجب نصرته فيه خذله الله في موضع يجب نصرته فيه
ومن سمح سمح الله له والراحمون يرحمهم الرحمن وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ومن أنفق أنفق عليه ومن أوعى أوعى عليه
ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه ومن تجاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى الله عليه فهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل وهو إلحاق النظير بالنظير واعتبار المثل بالمثل.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 07:55]ـ
أخي أبا محمد
هو يعاقب، لا أهله
وجزاؤه (هو) من جنس عمله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 08:05]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:: (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم و بروا آباءكم تبركم أبناؤكم و من أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض.).
رواه الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 08:23]ـ
أولاً: قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 62):ضعيف الإسناد
ثانياً: على فرض قبوله يقال:
يجازى العفيف ويكرَم بأن تعف امرأته، ولا عكس.
كما نقول: الرجل الصالح يصلِح الله له أهله وذريته في الغالب، وليس معناه أنه إن عصى وأفسد في الأرض أن زوجَه الطيبة تُفسَد.
فلو كانت المرأة عفيفة صالحة، هل نقول: إنه مَن يزنِ يُزنَ بامرأته؟!!
وأصول الشريعة وعدلها يأبيان ما ذكرتَ أخي الكريم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 09:25]ـ
الأخ الفاضل أبا يوسف التواب
جزاك الله خيرا ولم أكن أعلم عن اعتراض بعض علمائنا على هذه الحكم لكن الغريب أن بعض دعاتنا لا زال يعتمد عليها أو يستشهد بها في محاضراته.
وحقيقة أنا معك في قولك:
وأصول الشريعة وعدلها يأبيان ما ذكرتَ أخي الكريم.
بارك الله فيك
الأخ الفاضل أبا محمد
جزاك الله خيرا وإني أتساءل بناء على تعقيبك: ألم تكن زوجة نبي الله نوح كافرة؟ وكذلك زوجة لوط عليه السلام؟
بارك الله فيك
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركة الأصلية بواسطة: أبو حازم الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك شيخنا المسيطير.
الذي يظهر أن المرء لا يعاقب بفعل غيره كما قال تعالى: ولا تزر وازرة وز أخرى وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وقال تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها، وقد حرم الله عز وجل الظلم على نفسه، فليس لزوجة الزاني وابنته واخته ذنب فيما يرتكبه، وقد بين الله عقوبة الزاني شرعا بالحد في الدنيا واستحقاق العقاب يوم القيامة إن لم يتب، بالإضافة إلى حق المخلوق في عرضه، ولم يذكر في القرآن ولا السنة ما يدل على هذه القاعدة بل النصوص تنفي أن يعاقب المرء بفعل غيره، وما ذنب المرأة الصالحة أن بليت بزوج فاسق او أب فاسق او أخ فاسق وهي مطيعة لله صالحة حافظة لعرضها.
غيري جنى وأنا المعاقَبُ فيكم فكأنني سبّابة المتندم
لكن قد يعاقب المرء بالوحشة والشك الذي يقلقله جزاء لما صنعه وربما يكون سبباً في طلاق زوجه فيكون قد حفظها الله من عواقب معاصيه كما يعاقب بالفقر والحرمان من الطاعة والأمراض وانتهاك عرضه الشخصي بالألسنة وغير ذلك من العقوبات المعنوية والحسية.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4734
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 05:18]ـ
جزاك الله خيرا أبا جهاد على هذه الإضافة القيمة
وأقدم اعتذاري للإخوة في المجلس على طرح موضوع سبق طرحه في المجلس ووالله ما علمت به.
وفق الله الجميع لمرضاته
ـ[أحمد محمد الأحمد]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:45]ـ
هناك أمور يستنبطها العلماء و أهل الفضل من سنن كونية كثر وقوعها، و هي لا تعني أن تصيب 100 % و لكنها قد تحصل.
ثم التحذير و الوعظ لا يصح أن نقول عنه أنه حكم شرعي مثلا، و لذلك لا تلزمنا تجاوزات العامة، و لما أتى ذلك الرجل لابن عباس قال هل للقاتل من توبة؟
قال: لا!
و لذلك فهذه كلأحاديث الضعيفة مثلا التي يذكرها الكثير من أهل العلم و منهم ابن القيم استئناسا.
و اذا تكرر وقوع الشيء، فلنعلم أنه محتمل فيحذر الناس منه.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:12]ـ
و لذلك فهذه كلأحاديث الضعيفة مثلا التي يذكرها الكثير من أهل العلم و منهم ابن القيم استئناسا.
بالنسبة للأحاديث الضعيفة؛ فلا أظن أن نشرها يصح ولو من باب الاستنئاس. يكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) فما بالك بمن يساعد على انتشارها وهو يعلم بضعفها؟ في الحديث الصحيح غنية عن الاستشهاد بالضعيف
أذكر كلاما للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذا الموضوع في شرح البيقونية، ارجع إليه من فضلك.
و اذا تكرر وقوع الشيء، فلنعلم أنه محتمل فيحذر الناس منه.
محتمل نعم، لكن الجزم به فلا، وأما عن تكرار وقوعه فمن مشاهداتي أنا شخصيا: أن الرجل وإن كان فاسقا مرتكبا للكبائر ومجاهرا بها؛ فإن أسرته لا تشابهه في أخلاقه، ولا تتبعه في خطواته نحو الرذيلة، وإنه لمن الظلم أن نتوقع أن تلحق به أسرته في ارتكاب الكبائر.
لا يا إخواني لا ... نحذر من الكبائر لكن ليس بهذا الأسلوب. وإنا لنتمنى الستر والعافية للمسلمين على حد سواء، ولا نتوقع منهم ارتكاب الموبقات بزعم التحذير أو بغية الإصلاح!
جزاك الله خير أخي الكريم(/)
عقبات في طريق الالتزام 1 - (غض البصر) من كلام الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:55]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى سادتنا من آل بيته الطاهرين المطهرين وأئمتنا من صحابته الراضين المرضيين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين:
وبعد:
فكثيراً ما يجد أحدنا في صدره حرجاً من مسائلَ تقف عائقاً أمام التزامه واستقامته , وتحمله الحرقة التي يجدها في صدره على البحث عن سبيل للخلاص , وما أبرئ نفسي فأنا أول أولئك, فالاستقامة وإن كانت ظاهرة على علانياتنا إلا أنّا نصارع بواطننا صراعاً شديداً على اتحادها مع الظاهر في الخير وجعلها مجلبةً لثناء الله علينا في الملإ الأعلى كما كانت ظواهرنا سببا في ثناء أهل الأرض وثقتهم العمياء في أهل الاستقامة والالتزام , وهذا ما حمل بعض الذئاب على لبس جلود الضأن لاصطياد الفرائس باسم الدين وكان لهم ذلك ولا حول ولاقوة إلا بالله.
وقد أحببت إيراد هذه العقبات على شكل حلقات أجعل كل واحدة منها عن مرض معينٍ يقف عائقا أمام الالتزام الحقيقي , وسأجعل التوجيه والعلاج من كلام فضيلة الوالد الشيخ العلاّمة محمد بن محمد المختار الشنقيطي -المدرس بالحرم النبوي الشريف- حفظه الله تعالى ,وهذه الأجوبة منه حفظه الله وإن كانت ارتجالاً وغير مُعَدٍّ لها فقد كتبتها بنصها أسأل الله النفع بها لي وله ولقارئها وناشرها, ومن بين تلك الأمور التي تحمل على الهم والكدر ,مجاهدة الواحد منا نفسه على غض بصره عن المحارم , خصوصا في ساعة الخلوة - التي لا يرافقنا فيها إلا الملكان وكفى بهما زارجاً -لو كانت قلوبنا حيةً عامرة- نسأل الله ذلك - على جهاز الحاسب ,وعند التنقل بين القنوات ومشاهدة المجلات ووقوع البصرعلى النساء المتبرجات في الأسواق والطرقات وغير ذلك من المواطن التي لا يثبت فيها إلا من ثبته الله , زقد سئل شيخنا عن هذا الداء السؤال التالي:
فضيلة الشيخ: كثيرا ما نقع في النظر الحرام لضعف شهوتنا عندنا فهل من نصيحة من فضيلتكم. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
الله المستعان! من شغل نفسه بالحرام؛ شغله، ومن شغل نفسه بالحلال؛ شغله الله عن الحرام، ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يشغلنا بطاعته عن معصيته، وبمحبته ومرضاته عما يسخطه، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه، ويغنينا بفضله عمن سواه.
أخي في الله! إن الفتن من رتع فيها؛ نال بلاءها، وأصيب بدائها.
الفتن إذا انشغل عنها الإنسان بذكر الله ووطّن نفسه وقلبه وقالبه بمرضاة الله؛ ثبته الله على طاعته، ومحبته ومرضاته؛ قال: ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أُشربها نكت في قلبه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصبح على قلبين: على أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض، وعلى أسود مربادًّا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أُشرب من هواه)).
هذا الحديث الذي قاله من لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه تجده أمام عينيك، من التفت إلى الفتن وخرج خاوي القلب من ذكر الله، وخاوي القالب من طاعة الله، وأخذ يتلفّت يمينا وشمالا، جاء باكيا، خرج مفتونا، ورجع مفتونا، ولربما دخل إلى مسجده فلم يعرف كيف يصلي -والعياذ بالله -.
((على أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه)): فهو إذا مرّ خارجا من بيته وخارجا من سوقه إلى مسجده وإلى عبادته وإلى أشرف شيء من طاعة الله –عز وجل- لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، فتجده يلتفت يمينا ويلتفت شمالا، وينظر إلى هذه وتلك، ثم يصيح ويقول: إن الفتن أمرضتني، وإني لا أستطيع أن أصلي في الحرم؛ لأن الفتن مليئة عند الحرم، وإنني وإنني ... ولكن إذا رزقه الله – عز وجل - استقامة القلب؛ استقام قلبه واستقامت جوارحه، من امتلأ قلبه بالخوف من الله عز وجل، ولسانه بذكر الله؛ فأصبح ذكّارا شكّارا أواها مخبتا منيبا تجده يخرج من بيته إلى المسجد ما بين التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل وقراءة القرآن وعمارة الوقت بشيء يرضي الله يحس أن هذه الدقائق هي رأس ماله من هذه الدنيا، وأن هذه الدقيقة إذا ذهبت فلن تعود إليه أبداً،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحس أنه إذا ذكر الله أن الله يذكره، وأنه إذا ذكر الله أن الله يثبّته ويحبّه ويعينه ويسدده.
يا هذا! لم خرجت من بيتك خاوي القلب من ذكر الله.
يا هذا! إن الشيطان لن يستطيع أن يطرق قلب عبد يقول: لا إله إلا الله.
يا هذا! انظر إلى حالك حينما أرسلت النظر، ومتعت نفسك يمينا وشمالا، ثم تصيح وتقول: الفتن! وطّن نفسك بطاعة الله.
البعض تجده يقول: لا أستطيع أن أحبس نفسي عن الغيبة، ولا أستطيع أن أحبس نفسي عن النميمة، لا أستطيع أن أحبس نفسي عن السب والشتم؛ لأنه عوّد لسانه، فلما جاءته الفتنة في غيبة الناس، وسبهم، وشتمهم، واتباع عوراتهم، وكشف سوءاتهم، والجرح، واللمز حتى للأخيار والصالحين يأتي يوم من الأيام لا يستطيع أن يكفّ لسانه عن سب المسلمين، فتصبح أسود مربادًّا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أُشرب من هواه.
طالب العلم الإنسان الصالح الذي يحس أن هذه الحياة هي رأس ماله من هذه الدنيا، وأنه كم من طريح على الفراش وهو سقيم مريض الله يمتّعه بالصحة والعافية، وأن الله أعطاني نعمة البصر التي لو أطفئ نورها ما استطاع أطباء الدنيا أن يرجعوه إليه طرفة عين ولا أقل من ذلك، لما يخرج من بيته وهو ذاكر لله بقلبه أنه في نعم الله لما يخرج من بيته لكي يصلي الصلاة، فيتذكر أن وهو رب أسرة وقائم على أسرته فيتذكّر رب الأسرة الذي هو طريح الفراش، ويتذكّر رب الأسرة الذي شغله أبناؤه وبناته وأمواله عن أن يخرج إلى بيت الله، إذا خرج بهذا القلب الذي هو معمور بنعمة الله – عز وجل - وبتوحيد الله وبذكر الله – عز وجل - هل يجد فراغاً لكي يلتفت إلى فتنة، أو يلتفت إلى محنة، كلا والله، ((على أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض))، تريد العافية في بصرك كُف بصرك، والغريبة جرب هذا الأمر تمر يوما من الأيام خارجا من بيتك فتراقب بصرك فتشتغل بقراءة القرآن بذكر الله سبحانه وتعالى لا ترسل بصرك في حرمة، فإذا وجدت الحرمة مباشرة تغض وتكره وتتألم وتقول: يا رب، اغفر لي ذنبا بليت به بالنظر إلى هذه الحرمة، فإذا مرت المرة الأولى ثم المرة الثانية ثم المرة الثالثة لن تأتي المرة الرابعة تمر عليك امرأة فتضرك بإذن الله – عز وجل -؛ لأن هذا الباب أقُفلت عليك فتنته حتى تصبح على قلبين: على أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض، ما وجد الشيطان طريقا إلى مثل هذا، الذي يخرج من بيته وهو يحس أن هذه الساعات والدقائق ينبغي أن تُعمر بذكر الله – عز وجل - وينشغل بذكر الله والتسبيح والتحميد والتكبير لن يجد فتنة تصرفه عن طاعة الله إن صدق مع الله، وعليك أخي في الله أن تعيد النظر في أخلاقك وفي تصرفاتك، هذه الفتن مرتع وخيم لمن تساهل فيها يجلس الرجل على القنوات -والعياذ بالله- ويقلب نظره في المحرمات، يجلس يستمع الملهيات والمغريات ثم يصيح ويقول ما أستطيع.
يأتي طالب علم ويقول: والله أريد أن أغض بصري عن الحرام وما أستطيع، إذا أردت أن تعرف مكانك في هذه الفتنة فانظر كيف تدعو من يسمون بغير الملتزمين، إذا جئت إلى شخص عاصٍ وقلت له: يا أخي، جرب الالتزام والطاعة والاستقامة ترى فيها خيراً كثيراً، قال لك: والله ما أستطيع، تقول له: كيف ما تستطيع، ونقول لك: يا هذا كيف ما تستطيع أنت أن تغض بصرك، وكيف أنت ما تستطيع نفس الجواب؛ السبب أنها أماني من الشيطان، ثم هناك شعور في النفس يشعر الإنسان أنه إذا وقع في الفتنة مرة خلاص ما يمكن أن يتركها، كذب وفجر إبليس ولُقم الحجر، بل تقول: لي رب الذي خلق لي هذا البصر قادر أن يصرفه عن حرمات الله – عز وجل -، وإذا استدمت ذكره وشكره وحرّمت هذا البصر عن محارم الله ليبوأنّك الله في الدنيا مبوّأ صدق، وإذا بكت العين من خشية الله، واستدامت النظر في كتاب الله وكتب العلم، ودائما الإنسان ينظر إلى الفتنة متى إذا الفتنة شيء كبير فيا لله العجب من عبد يرتع في ذكر الله في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ثم يصرف بصره عن طاعة الله إلى محارم الله! هل نقص عليك شيء وأنت في طاعة الله؟!
هل تحس أن هذا النظر للحرام وأنت خارج إلى مسجدك أو إلى أي طاعة من طاعة الله – عز وجل - بل حتى لو خرجت إلى السوق هل هذا النظر يكمل فيك ناقصا؟! ويصلح فيك فسادا ويرفع منك ضعة؟
لا والله، على العكس تماما، الشعور بالنقص البعض إذا التزم بالخير يحس أن أهل الشهوات أنهم فوق، والله لو علم أن أهل الشهوات يبكون بكاء الليل والنهار مهما تمتعوا فإن متعهم عذاب، ومهما وجدوا من الملهيات والشهوات فإنها جحيم لا يطاق، وإن الذي أنت فيه من نضارة وجهك ونور الإيمان في وجهك وفي قلبك يتمنّونه صباحاً ومساءاً فاحمد نعمة الله عليك، ولا تزدري ما أعطاك الله تحس أن هؤلاء أن الله فضّلك عليهم تفضيلا عظيما ولا تشعر بالنقص.
نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك، اللهم اغننا بفضلك عمن سواك، اللهم اجعل ما وهبت لنا من الأعمار ومن الليل والنهار في محبتك ومرضاتك وذكرك وشكرك والإنابة إليك، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك، يا مصرف القلوب صرّف قلوبنا في محبتك، اللهم اجعلنا ممن اصطفيتهم واجتبيتهم وهديتهم إلى صراط مستقيم، اللهم اجعلنا ممن استغنى بك فأغنيته، واستكفى بك فكفيته، واستعاذ بك فأعذته، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اصرف أبصارنا، وجوارحنا، وظواهرنا وبواطننا عن الفتن، وعن كل شيء لا يرضيك عنا ولا تتوفانا إلا وأنت عنا راض يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمر الهمداني]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:32]ـ
جزاك الله خير اخي ابوزيد الشنقيطي
وكتب الله اجر شيخنا العلامة محمد الشنقيطي
موضوع جميل مفيد اريد ان اعلق على كلام الشيخ ولكن غلبني من الفوائد الجمة
استاذنك ان احفظه لدي
ـ[أم عبدالملك]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:32]ـ
جزاكم الله خيرا ..
قال الله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... } سورة النور
ممن تغض المؤمنة بصرها؟
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:01]ـ
والله المستعان وعليه التكلان
اللهم ثبتنا على الطاعة والإخلاص
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:41]ـ
جزاكم الله خيرا ..
قال الله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... } سورة النور
ممن تغض المؤمنة بصرها؟
قال ابن كثير رحمه الله:
(فقوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} أي عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا , واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدث أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالت [فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا منه فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوعمياوان أنتما؟ أوألستما تبصرانه] ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت .. ) 3/ 378
وقال القرطبي رحمه الله (فأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار عما لا يحل فلا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة ولا المرأة إلى الرجل فإن علاقتها به كعلاقته بها وقصدها منه كقصده منها وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فالعينان تزنيان وزناهما النظر]) 12/ 200
وقال ابن عاشور رحمه الله (أردف أمر المؤمنين بأمر المؤمنات لأن الحكمة في الأمرين واحدة وتصريحا بما تقرر في أوامر الشريعة المخاطب بها الرجال من أنها تشمل النساء أيضا. ولكنه لما كان هذا الأمر قد يظن أنه خاص بالرجال لأنهم أكثر ارتكابا لضده وقع النص على هذا الشمول بأمر النساء بذلك أيضاً)
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سلمة أنه قال سألت فاطمة بنت قيس فأخبرتني أن زوجها المخزومي طلقها فأبى أن ينفق عليها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نفقة لك فانتقلي فاذهبي إلى ابن أم مكتوم فكوني عنده فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده)
قال محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله:
[ش (تضعين ثيابك عنده وفي الرواية الأخرى فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك) هذه الرواية مفسرة للآولى ومعناه لا تخافين من رؤية رجل إليك وقد احتج بعض الناس بهذا على جواز نظر المرأة إلى الأجنبي بخلاف نظره إليها وهذا قول ضعيف بل الصحيح الذي عليه جمهور العلماء وأكثر الصحابة أنه يحرم على المرأة النظر إلى الأجنبي كما يحرم عليه النظر إليها لقوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} ولأن الفتنة مشتركة وكما يخاف الافتتان بها تخاف الافتتان به ويدل عليه من السنة حديث نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة أنها كانت هي وميمونة عند النبي صلى الله عليه وسلم قد خل ابن أم مكتوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه فقالتا إنه أعمى لا يبصر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفعمياوان أنتما؟ أليس تبصرانه؟ وهذا الحديث حديث حسن رواه أبو داود والترمذي وغيرهما قال الترمذي هو حديث حسن) انتهى
وقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأت في كتاب الحلال والحرام في الإسلام للشيخ: أحمد عساف، ما يلي: نظر المرآة إلى ما ليس بعورة من الرجل، أي ما فوق السرة وتحت الركبة مباح، ما لم تصحبه شهوة أو تخف منه فتنة، واستدل بذلك على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن لعائشة - رضي الله عنها - أن تنظر إلى الحبشة وهم يعلبون بحرابهم في المسجد النبوي، وظلت تنظر إليهم حتى سئمت هي فانصرفت، ويقول صاحب الكتاب: كذلك نظر الرجل إلى ما ليس بعورةٍ من المرأة، أي إلى وجهها وكفيها فهو مباح، ما لم تصحبه شهوة أو تخف منه فتنة، واستدل على ذلك بحديث عائشة - رضي الله عنها - حيث أخبرت أن أسماء دخلت على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في لباس رقيق يشف عن جسمها، فأعرض عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه). رواه أحمد ومسلم .. الخ.، وبعد ذلك قال صاحب الكتاب: [إن النظرة البريئة إلى غير عورة من الرجل أو المرأة حلال، ما لم تتخذ صفة التكرار، أو التحديق الذي يصحبه غالباً التلذذ، وخوف الفتنة]. السؤال: ما رأي سماحتكم في مثل هذا الكلام؟ أفيدونا أفادكم الله؟
فأجاب بالتالي:
أما قوله فيما يتعلق بنظر المرأة إلى الرجال من غير شهوة ومن غير تلذذ فيما فوق السرة ودون الركبة فهذا لا حرج فيه؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أذن لعائشة في النظر إلى الحبشة، ولأن الناس مازالوا يخرجون إلى الأسواق الرجال والنساء، وهكذا في المساجد تصلي المرأة مع الرجال وتنظر إليهم كل هذا لا حرج فيه إلا إذا كان نظراً خاصاً قد يفضي إلى فتنة أو تلذذ أو شهوة هذا هو الممنوع، أما إذا كان نظراً عاماً من غير تلذذ ولا شهوة ولا قصد الفتنة ولا خشية الفتنة فلا حرج فيه لما علمت من جواز صلاة المرأة خلف الرجال في المساجد، وخروجها للأسواق لحاجتها، ونظر عائشة للناس في المسجد وهم يلعبون من الحبشة في المسجد كل هذا من الدلائل على جواز النظر من المرأة للرجال من دون قصد شهوة ولا تلذذ، وهذا مستثنى من قوله جل وعلا: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [(31) سورة النور]. فالله قال: يغضضن من أبصارهن ما قال: يغضضن أبصارهن من فدل ذلك أن تغض منها، ولا تغضها كلها، لها النظر إلى طريقها إلى ما أمامها إلى الجماعة أمامها لتسمع ما يقال ولتعي ما يقال ولتنظر ما يفعله الإمام أو ما يفعله الناس حتى تقتدي بهن وتنظر أمامها في الأسواق ولو كان أمامها رجال كل هذا لا حرج فيه، أما إذا كان النظر يفضي إلى الفتنة أو ما التلذذ أو مع تكرار النظر للرجل فهذا هو الذي يمنع منه، أما نظر الرجل إلى المرأة فهذا لا يجوز، بل الواجب عليه غض البصر لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن نظر الفجأة، قال: (اصرف بصرك). وفي اللفظ الآخر قال: (إن لك الأولى وليس لك الثانية). فدل ذلك إلى أن الرجل، لا؛ لأن الخطر عليه أكبر، ولأن شهوته أشد، فالفتنة عليه بهذا النظر عظيمة، فليس له أن يديم النظر، وليس له أن يتابع النظر لو صادفها مكشوفة المرأة فعليه غض البصر وعليها أن تحتجب منه وليس لها أن تكشف وجهها ولا رأسها ولا بدنها، بل عليها أن تستر نفسها وتحتجب، وعليه أن يغض البصر ومتى صادفها فجأة في شارع أو في باب أو غير ذلك صرف بصره، هذا هو الواجب عليه عملاً بقوله - جل وعلا -: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [(30) سورة النور]. وعملاً بالأحاديث الدالة على أن غض البصر أمرٌ لازم من جهة الرجل، حتى قيل يا رسول الله: أرأيت نظر الفجأة؟ قال: (اصرف بصرك). يعني متى فاجئها ولمحها وجب صرف البصر حتى لا يفتن. وأما حديث عائشة في قصة أسماء فهو حديث ضعيف لا يجوز التعلق به فهو حديث رواه أبو داود ما رواه مسلم في الصحيح، لا، رواه أبو داود وجماعة لكن ما رواه مسلم في الصحيح، وله ثلاث علل عند أهل العلم، معلول بثلاث علل، إحداها: أن خالد بن دريك الذي رواه عن عائشة لم يسمع منها، فهو منقطع. العلة الثانية: أنه من رواية سعيد بن بشير، وهو ضعيف الرواية لا يحتج به. والعلة الثالثة: أنه من رواية قتادة عن خالد، وقتادة مدلس وقد عنعن ولم يصرح بالسماع، والمدلس إذا عنعن لا يحتج به حتى يصرح بالسماع. فهذه ثلاث علل تدل على عدم صحة الحديث وأنه حديث واهي لا تقوم به الحجة ولا يتعلق عليه، ثم لو صح لكان محمولاً على ما كان قبل الحجاب، لو صح لكان هذا قبل الحجاب، أما بعد الحجاب فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجاب، وأمر الله بالحجاب - سبحانه وتعالى - في قوله: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. وهذه آية الحجاب. وهكذا قوله سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ [(31) سورة النور]. الآية. والوجه من أعظم الزينة، فعرفت بهذا أن الحديث حديث أسماء لا حجة فيه لضعفه، وأنه لو صح على سبيل الفرض لكان محمولاً على ما قبل الحجاب؛ لأن آية الحجاب صريحة في المنع وما جاء في معناها. بارك الله فيكم. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله ابوحسام]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
للرفع ...(/)
عقبات في طريق الالتزام 2 - (الرياء) من كلام الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:57]ـ
قال حفظه الله في أحد دروسه في شرح السسن للترمذي –ويبدو أنه بعد انقطاع يسير- في باب بَاب مَا جَاءَ فِيمَنْ أَمَّ قَوْماً وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
- فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وأياكم الإخلاص في القول والعمل -، وحري بطلاب العلم وبأهل العلم دائماً أن يتذكروا حق الله-عز وجل- في إخلاص العمل لوجهه ونحن في بداية دروس هذه العطلة الصيفية بل ينبغي في كل حال أن يوصي بعضنا بعضاً بالإخلاص؛ لأن الله أحب من عباده المخلصين وبارك أقوالهم وأعمالهم ونفعهم بعلومهم في الدنيا والآخرة، ولله يومٌ ينفع فيه الصادقون صدقهم، فحري بالمسلم دائماً أن يتذكر حق الله-عز وجل- في إخلاص العمل لوجهه، وتجديد النية في طلب العلم لوجه الله-عز وجل- فمن أخلص لله على أتم الوجوه وأكملها وفى الله له، وكانت له ثمرة العلم على أتم الوجوه وأكملها ولا أوفى من ربك ولا أصدق منه قيلاً، ولا أتم منه عهداً-عز وجل- كما قال وقوله الحق: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ}، وقال الله حينما بعث من بني اسرائيل أثني عشر نقيباً قال الله: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ} فالله مع من معه، ومع من أخلص لوجهه وأراد ما عنده، وكان أهل العلم-رحمهم الله- يوصي بعضهم بعضاً أن يذكروا طلابهم بالإخلاص لوجه الله، وما دخلت الدواخل ولا نزعت البركة من العلم بشيء أعظم من الرياء فيه أو قصد غير وجه الله - فنسأل الله بعزته وقدرته أن يستل من قلوبنا إرادة غير وجهه، وأن يغفر لنا ما سلف وكان، وأن يبارك لنا فيما بقي من أعمارنا من أزمان-.
وفي مقدمة شرحه لعمدة الأحكام ورد غليه السؤال التالي:
هذا سائل صدر سؤاله بحبه لكم وجميعنا هنا نشاركه في مشاعره ونقول: يعلم الله العلي القدير أننا نحبكم في الله. سؤاله عن الإخلاص كيف يكون في طلب العلم وكيف نقدر عليه؟
الجواب:
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
-فأشهد الله العظيم رب العرش الكريم على حبكم فيه، وأسأل الله العظيم أن يجمعنا بهذا الحب في دار كرامته-.
أما ما سألت عنه أخي في الله من الطريق للإخلاص فنحن ذكرنا أن الإخلاص واجب على طالب العلم ولكن يسأل سائل كيف السبيل إلى هذا الإخلاص؟
هناك أمران مهمان يعينان بإذن الله-عز وجل- على الإخلاص لوجهه:
الأمر الأول: كثرة الدعاء؛ فإن الإنسان لا ينال الخير إلا بفضل الله- عز وجل - فاسأل الله أن يجعلك مخلصاً وادعو الله في سجودك وفي مواضع الإجابة التي ثبتت بها السُّنة أن يجعلك مخلصاً وأن ينفعك بهذا العلم.
وأما الأمر الثاني: الذي يعين على الإخلاص فهو كثرة ذكر الآخرة فإن الإنسان إذا استشعر أن الله سيسأله عن هذا العلم وأن الله سيحاسبه أخلص لوجه الله-جل جلاله-، والله ما من كلمة فتعلمت أو تتعلمها إلاَّ وقفت بين يدي الله- عز وجل - يسألك هل تعلمتها لوجهه أو تعلمتها لأحد سواه، فمن علم أن الله سائله وأن الله محاسبه فإن ذلك يعينه على الإخلاص لوجه الله-جل جلاله-.
كذلك - أيضاً - يذكر من الآخرة أهوالها وشدائدها ويعلم أنه لا ينتفع من هذ العلم إلا إذا أراد وجه الله –جل جلاله-، وأن الله يفزع عنه تلك الأهوال والشدائد إذا أخلص في هذا العلم فيبلغه منازل الصديقين وهم العلماء العاملون بعلمهم هذه من الأمور التي تعين على الإخلاص لوجه الله-جل جلاله-.
كذلك - أيضاً - مما يعين على الإخلاص كثرة قراءة تراجم السلف الصالح فإنها تعين على انكسار القلوب وإرادة وجه الله-جل وعلا- في العبادات والطاعات والقرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك - أيضاً - مما يعين على الإخلاص الزهد في الدنيا فإن الإنسان إذا احتقر الدنيا وأهانها جاءته صاغرة ذليلة ولا يجتمع في قلب الإنسان العلم والدنيا فإما علم يراد به وجه الله، وإما دنيا تأتي على ما هناك فلا يجتمع إرادة الدنيا وإرادة وجه الله-جل جلاله-، ولذلك قال-تعالى- في الحديث القدسي: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) فيخلص الإنسان لوجه الله-جل جلاله- ويعلم أنه إذا ترك الدنيا أقبل على الآخرة فهذه من الأمور التي تعين على الإخلاص في العلم، وكلما وجدت الإنسان نزيهاً عفيفاً عن الدنيا معرضاً عنها دون غلو وتنطع كلما وجدته أصدق الناس في العلم وأصدقهم في ضبطه وتحصيله ونفع المسلمين، وكذلك انتفاعه هو بعلمه الذي يحمله - نسأل الله العظيم أن يبلغنا ذلك -، والله - تعالى - أعلم
وفي شرحه لدروس الترمذي: بَاب مَا جَاءَ أَنَّهُ يُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ فِي الرُّكُوعِ جاءه السؤال التالي:
في قول النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((لأن يهدي الله بك رجل واحداً خير لك من حمر النعم)) هل هذه الهداية هي هداية الكافر إلى الإسلام أم هداية العاصي إلى الطاعة أم كلتا الهدايتين؟ بماذا يوصى السالك في طريق الهداية؟
الجواب:
أما بالنسبة لسياق الحديث وسباق الجملة فإنها خاصة بالهداية إلى الإسلام؛ وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال هذه الكلمة لعلي- وأرضاه- يوم خيبر، ولا شك أنهم نازلون بساحة يهود بخيبر وهم على الكفر يدعوهم إلى الإسلام كما أمر به-عليه الصلاة والسلام- في سياق الحديث نفسه، فالسياق يقتضي تخصيص بالهداية إلى الإسلام.
وأما بالنسبة لعموم اللفظ فاللفظ يشمل جميع الهداية: ((فالآن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)) أي وربي؛ لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً في شرائع الإسلام كلها قليلها وكثيرها صغيرها وكبيرها وظاهرها وباطنها سرها وعلانيتها كلها ما هدى عبدا إلى شيء منها إلا جعل الله له في ميزان حسناته مثاقيل الحسنات، وأوجب له رفعة الدرجات، فكم من سنة تكلم بها العبد! مخلصاً لوجه الله-سبحانه وتعالى - هادياً وداعياً إلى الله بها سمعتها أمم وانتفعت بها أمم وكتب الله له مثل أجر من عمل بتلك السنة إلى قيام الساعة، فُيكتب له أجر من سمع وأجر من عمل بعد سماعه، وأجر من تعلم ممن سمع منه إلى قيام الساعة، وهذا فضل العظيم فإن من دعاء إلى هدىً كان له أجره وأجر من عمل به إلى قيام الساعة لا ينقص من أجورهم شيئاً، وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: ((أن العبد إذا نشر له ديوانه وأقيم له ميزانه جاءت أعمال كالغمامات فيقول يا رب ما هذا؟ فيقول سنن هديت إليها كان لك كأجر من عمل بها)) فالعاملون بالعلم هم وما عملوا به وما علموه في ميزان حسنات من تعلم منه فهذا فضل عظيم لكل من دعا إلى الله، ولذلك تهون المشاق والمتاعب، وتذلل المصاعب في سبيل الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة لله، وإقامة حجة لله على خلق الله، فمن حمل هذا النور بين دفتي صدره وهو يرجو رحمة ربه، وتكلم به والجنة والنار بين عينيه، ودعا إليه وهو يرجو رحمة الله فيما يقوله وما يدعو إليه فإن الله-سبحانه وتعالى - يكتب له كلماته، بل يكتب له حروف الكلمات، وتسطر تلك الكلمات في ديوان عمله يراها أمام عينيه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولا يمكن أن ينتفع الداعية لدعوته وكلمته ونصيحته وإرشاده ودلالته إلا إذا أراد وجه الله وابتغى ما عند الله فعظمت الآخرة في عينيه وامتلأ بها قلبه فأصبحت أكبر همه ومبلغ علمه وغاية رغبته وسؤله فعندها لا يبالي بأي مشقة ولا يبالي بأي تعب ولا نصب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أراد الله أن يتمم عليه النعمة صرف عنه الدنيا كلها بمدحها وثنائها وما يكون فيها من زينتها حتى يخلص لله في آخرته فيكون من عباده المصطفين الأخيار كما قال- سبحانه وتعالى -: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} فخير ما يوصى به الداعية إلى الله، وخير من يوصى به من يتكلم في سبيل الدعوة إلى الله ودلالة الخلق الله على الله أن يريد وجه الله- سبحانه وتعالى - وأن يتذكر وأن يجعل نصب عينيه ذلك الموقف الذي يقف فيه بين يدي ربه فيقول الله له: ((- عبدي - ألم تكن جاهلاً فعلمت؟ فيقول: بلى - يا رب - فيقول: ألم تكن وضيعاً فرفعتك ألم تكن كذا وكذا .. ؟ فيقول: بلى - يا رب - فيقول الله: ماذا عملت لي؟)) فإذا استشعر هذا الموقف توجه إلى الله بقلبه وقالبه وأراد الله بقوله وعمله فعظمت أقواله وأعماله وانتفع الناس من علمه وبارك الله في دعوته وخرجت الكلمات القليلة فثقل الله-عز وجل - أجورها بالإخلاص فكم من عمل قليل عظمته النية! وكم من كلام يسير بارك الله فيه بالنية!.
فأهم ما يوصى به إنسان الإخلاص، والإخلاص ينبغي أن يكون مع طالب العلم، ومع الداعية، ومع العالم، ومع كل مسلم في كل لحظة وفي كل وقت، وكان بعض طلاب العلم يقول لبعض أقرانه الذين يطلبون معه العلم يقول: وددت أني أذكر بالإخلاص في كل لحظة والله لا أسام ولا أمل " لا أمل؛ لأنه حق الله الذي يقوم عليه الدين كله فالدعوة لا تمحق بركاتها بشيء مثل انصراف عن الإخلاص والغفلة عن الإخلاص، فيذكر العبد ربه بقلبه بالإخلاص فيملأ قلبه بالله- سبحانه وتعالى - وهو يستشعر أن الله- سبحانه وتعالى - سيعظم جزاءه، ولذلك كان أئمة السلف ودواوين العلم يطيبون هذا العلم ويطيب علمهم بالإخلاص فما وضع الله البركة في أقوالهم وأعمالهم وعلومهم وتعليمهم للناس وكتبهم إلا بالإخلاص، وما كانوا كذلك إلا حينما انصرفوا عن الخلق للخالق وأرادوا ما عند الله وفضلوه وعظموه على ما سواه.
فهذا عطاء بن أبي رباح كان من الموالي وكان-رحمه الله- بحالة في منظره، فقد كان-رحمه الله- أشل وكانت صورته ليست كغيره في جمال المنظر والحال؛ ولكنه كان إماماً في العلم والعمل، وكان يملأ قلوب الناس بعلمه وصلاحه وورعه، وذكر بن خلكان-رحمه الله- أنه كان يصيح الصائح في الحج لا يفتي الناس في المسائل إلا عطاء بن أبي رباح من علمه وتقواه! دخل إلى بيت الله الحرام ودخل معه سليمان بن عبد الملك وهو خليفة المسلمين فقال: - يا عطاء - سلني حاجتك؟ - وهو إمام زمانه وعالم أوانه -، فوقف أمام خليفة المسلمين فقال له: - سلني حاجتك -؟ فقال: - يا أمير المؤمنين - إني لأستحي أن اسأل أحداً في بيت الله-سبحانه وتعالى -! استحي من الله أن اسأل أحداً في بيت الله، فلما خرج من المسجد قال: - يا عطاء - سلني حاجتك قال: - يا أمير المؤمنين - أن يغفر لي ربي ذنبي! فقال: - يا عطاء - ليس ذلك إلي إنما سألتك أن تسألني حاجتك من الدنيا قال: - يا أمير المؤمنين - إني لم أسأل الدنيا من يملكها أفأسألها من لا يملكها! ما سألت الدنيا من يملكها- سبحانه وتعالى - ولا سألت ربي أن يعطيني الدنيا أفأسألها من لا يملكها! -فرحمهم الله برحمته الواسعة وأنار قبورهم بأنواره الساطعة- لما أخلصوا لربهم وأرادوا وجه، فالعلم يطيب والدعوة إلى الله تطيب، ولا يعذب الإنسان ولا يفتن بشيء، كالإخلاص يعذب من أجله ويفتن من أجله حتى يصبح ذلك دليلاً على صدقه وإرادته لله-جل جلاله- تخرج من بيتك، وإذا بك تستولي عليك الخطرات والوساوس من المدح والثناء، ولربما زكاك الناس ومدحوك، ولربما دخل عليك الداخل حتى في أبسط الأشياء وأقلها في نظر الإنسان، قد يُفتن بها عن سبيل الإخلاص في دعوته، فالله الله الإخلاص الذي عليه صلاح الدين والدنيا والآخرة وصلاح الأقوال والأعمال.
نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يرزقنا الإخلاص لوجهه وابتغاء ما عنده
ـ[عبدالله ابوحسام]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 06:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
مساءل فقهية تتعلق بدماء النساء للشيخ محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالحرم النبوي -
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:20]ـ
السؤال الأول:
كما لا يخفاكم أن كتاب الحيض يعتبر من أهم الكتب التي اعتني العلماء-رحمهم الله-بمسائلها ولكن يلاحظ أن مسائله تحتاج إلى شيء من المنهجية والعناية فهلا تفضلتم ببيان بعض الأمور المهمة التي تساعد طلاب العلم على ضبطه وإتقانه .. ؟؟
الجواب: بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فلا حول ولا قوة إلا بالله الأمر كله بتوفيق الله عز وجل، وإذا ألهم الله عبده الصواب سهل له طريقه وثبته عليه -ونسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل- وما توفيقنا إلا بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله،لكن هناك أمور إذا تيسرت لطالب العلم خاصةً في الأبواب الصعبة تكون معينة له على الضبط والتحصيل وباب الحيض كما ذُكر باب مهم، الإمام أحمد -رحمه الله-وهو في جلالة علمه وقدره-رحمه الله برحمته الواسعة- " يقول مكثتُ في الحيض تسع سنين حتى علمته "، وهذا يدل على عظم هذا الباب وخاصة أن مسائله تتعلق بالعبادات وبالمعاملات والناس يقعون فيه في حرج عظيم ويُشكل على طلاب العلم ضبطه وذلك لأسباب خاصة عند تشعب المسائل وتعددها، وكان بعض المشائخ -رحمه الله- يلاطف إذا قيل له إن باب الحيض باب مهم أو باب مزعج أو باب يحتاج إلى ضبط يقول هذا الباب صعب عليَّ أن أفهمكموه وصعب أن تفهموه لأنني لا أحيض ولا تحيضون، فالإشكال في باب الحيض أن الرجل يتعامل مع شئ على سبيل التصور لا على سبيل التطبيق فهو شيء ينقل للإنسان دون أن يعلم حقيقته في الغالب، وإن كان لا يخلو الإنسان مع وجود الأهل والزوج قد يطلع على بعض الأمور وقد يدرك بعض الأمور لكن من صعوبة هذا الباب وجود قضية التصور، ولذلك قد يقع بعض طلاب العلم في شيء من اللبس المبني على فرضية سؤال لا حقيقة له لأنه لم يعلم الحيض ما هو ولذلك يفرض أشياء في ذهنه فإذا لم يكن هناك منهج في دراسة أبواب الحيض ومسائل الحيض ربما أن طالب العلم يصل إلى شيء من التشويش في مسائله وعدم ضبطه، ولكن هناك أمور: أولها: باب الحيض يحتاج إلى قضية التصور، وقبل أن يدخل طالب العلم لأي مسألة وهذه قاعدة ومنهجية متبعة في مسائل الخلاف الفقهي، أي مسألة خلافية بين العلماء لا تدخل فيها ولا تحاول أن تبحثها حتى تتصورها التصور الكامل وهذا التصور يحتاج منك إلى الرجوع إلى الحقائق الشرعية التي يسمونها مثلاً التعريفات اللغوية الموجودة في كتب اللغة، قالوا مثلاً الصفرة الكدرة قبل أن تبحث موقف العلماء من الصفرة والكدرة تسأل ماهى حقيقة الصفرة وماهي حقيقة الكدرة؟ وتستعين بعد الله عز وجل بسؤال أهل الخبرة من العلماء أو من الناس أو تبحث في كتب اللغة التي تصور هذه الحقائق هذه الحقيقة اللغوية.ثانياً: الحقيقة الشرعية للمصطلح الذي تريد أن تبحث عن موقف العلماء -رحمهم الله- منه، بعد الإلمام بجزئية التصور ينتقل طالب العلم إلى جزئية الأحكام، فإذا كان الحكم مجمعاً عليه فلا إشكال وإن كان مختلفاً فيه كما ذكرنا في المسائل الخلافية تنتقل للأقوال وتراعي فهم كل قول ومراده، يعني شخص يقول الصفرة والكدرة بعد الطهر ليست بشيء والصفرة والكدرة في امكان الحيض حيض تحتاج أن تعرف ما معنى قوله بعد الطهر، وما معنى قوله في امكان الحيض كل قول يرد في المسألة تحاول أن تتصوره كذلك.
بعد ما تنتهي من جزئيات الأقوال تنتقل إلى تحديد محل الخلاف بين الأقوال التي وردت في المسألة، إن كان الأول يقول هي حيض والثاني يقول ليست بحيض تعرف الذي أين ينحصر محل الخلاف فالصفرة والكدرة تحدد محل الخلاف في الصفرة والكدرة، في التمييز تحدد محل الخلاف في التمييز، وهكذا تحديد محل الخلاف بعد الأقوال.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن تنتهي من تحديد محل الخلاف تبحث في الأدلة والردود والمناقشات ثم تتوصل إلى القول الراجح في المسألة، طبعاً هذا يحتاج إلى الرجوع إلى العلماء ومن قرأ باب الحيض يفضل أن يقرأه أولاً بقول واحد بالدليل -يعني لا يقرؤه بالخلافات-، إنما يقرؤه بقول واحد بالدليل بعد أن يتقن هذا القول يلقى الله سبحانه وتعالى بقول له دليل -يعني لا مانع أن تقرأ متناً فقهياً في كتاب الحيض-؛لكن بشرط أن يكون مدللاً له دليله وتفهم هذا الاستدلال، بعد أن تضبط هذا القول تنتقل إلى من خالفك وما دليله وما حجته وهل الحق فيما قرأته أو عند من خالفك، هذا بالنسبة لمسألة الضبط الأولى للمسائل، بعد هذا تبقى مسألة ترتيب الأفكار لا تدخل لخلاف أولجزئيات في الحيض حتى ترتب هذه الجزئيات على ما قبلها فلا يستطيع طالب العلم أن يدخل في مسائل الطهر قبل أن يعرف أقل الحيض وأكثر الحيض، فأولاً يضبط أقل الحيض ويضبط أكثر الحيض ثم بعد ذلك يبني على ما اختل أو مسائل المستحاضة التي يحتاج فيها إلى معرفة الطهر وعلامة الطهر ونقاء المرأة والحكم بطهرها، لابد من ترتيب الأفكار تبدأ بأقل الحيض قبل أن تبحث أكثر الحيض تبدأ بأقل سن تحيض فيه المرأة قبل أن تبحث ما هو آخر سن وهو سن اليأس إلى غير ذلك من الأمور التي ينبغي أن يراعيها الإنسان في ترتيب الأفكار.
كان العلماء -رحمهم الله- يبتدنون أولاً بذكر أقل سن تحيض فيه المرأة، وبعد ذلك يبدؤون بمسألة المبتدئة وهي المرأة التي وقع معها الحيض لأول مرة، ثم يذكرون تمييزها ثم يذكرون العادة ثم يتوسعون بعد ذلك في مباحث الاستحاضة ومسائلها.
بعد ترتيب الأفكار وهي الجزئية الثالثة بعد أن يرتب طالب العلم الأفكار وينتقل لباب الحيض بأفكاره يحرص على كثرة المراجعة؛ لأن باب الحيض إذا لم يراجع ويستديم طالب العلم مراجعته فإنه سرعان ما ينساه يحتاج إلى كثرة مراجعة ومذاكرة، ولذلك يستحب لطالب العلم أن يحضر مجالس العلم معه طالب أو طالبين أو ثلاثة يراجع معهم في الأسبوع مرة أو مرتين وهذا مما ينبغي وهو الرفقة في طلب العلم هذا أيضاً مما يعين، تبقى أمور مساعدة وهي أن باب الحيض قد يحصل فيه الملل والسآمة؛ ولكن علمك أن الله يأجرك، وعلمك أن الله يثيبك وأن الله لا يضيع سعيك، وأنك على ثغر من ثغور الإسلام بضبطك لهذا الباب وضبطك لهذه المسائل، وأن الله يفرج بك كربة السائل وأن الله عز وجل يجعل لك من دعاء المسلمين وصالح رجائهم مما تفرجه عنهم من الكربات إذا سألوك، أو أنزلوا بك المسائل يهون عليك هذه الصعاب بإذن الله عز وجل، طالب العلم كلما أصابته السآمة والملل في طلب العلم يتعزى بعظيم الأجر من الله، ولابد في العلم من السآمة والملل ولكن حاجتان تنتبه لهما:
إياك أن تتكلم عن هذه السآمة تقول مللت وسئمت لا ينبغي هذا، فإن الله يغفر لك ما في نفسك من السآمة من العلم ما لم تتكلم أو تتحدث، فبعض طلاب العلم يقول هذا باب مزعج هذا باب ممل هكذا لا يجوز للإنسان أن يتكلم بشيء فيه حط أو نقص لهذا العلم، العلم يجل ويكرم ولا يهان، ويعز ولا يذل، ويحفظ ولا يضيع إن قدرت على ضبطه فاحمد الله الذي وفقك والفضل كله لله، وإن لم تقدر على ضبطه وتحصيله فرد ذلك إلى ذنوبك، كان شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: إنه ليستغلق عليَّ في المسألة فأستغفر الله وأكثر من الاستغفار حتى يفتح الله علي وهو خير الفاتحين، فقد يحرم الله طالب العلم الفهم بسبب الذنوب فإذا وجدت سوء الفهم لاترده إلى الباب ولا إلى المسائل؛ لأن الله وصف العلم بأنه ثقيل: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} (1) ولكن رد ذلك إلى ذنوبك وإلى تقصيرك وأنك لم تعط العلم كليتك، ولذلك كانوا يقولون أعط العلم كلك يعطك بعضه، فكيف بمن أعطى العلم بعضه؟؟ فعلى العموم لابد من دفع هذه السآمة في الكتب التي قد يظن أنها مملة أو قد يشعر الإنسان بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيء الثاني: لا تعرض عن مجالس العلم ولووجدت شيئاً من السآمة والملل فقل هذا علم ومادام أنه يؤخذ من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرها أئمة عرفوا بأمانتهم وإخلاصهم من أئمة السلف- رحمهم الله-ومن اهتدى بهديهم من ا لخلف فقل إنني على خير يؤخذ من كتاب الله ورحمة ما دمت في هذا المجلس الذي يذكر فيه الله عز وجل وأرجو من الله أن يعظم لي الأجر، فقد يكون أجر الإنسان في مجالس العلم التي تكون عزيزة وثقيلة قد يكون أعظم من المجالس التي يأنس فيها ويرتاح بمعرفة بعض الأمور، على العموم على طالب العلم أن يضبط هذه المسائل ويفضّل أن يكون هناك شيئاً من التركيز ثم يأخذ الإنسان الشريط للدرس ثم يراجعه وينقله ويمليه، ثم يحاول أن يكرره ثم يذاكر وبإذن الله عز وجل إذا خلصت النية وصحت العزيمة فما بعد ذلك إلا التوفيق من الله- نسأل الله العظيم أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه-، والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
تعرضتم لمسائل دم النفاس عند بيانكم لمسائل الحيض وابتدأتم ببيانها وذكرتم أحوال دم الولادة قبل وبعد النفاس والسؤال لو وقعت الولادة بدون دم فخرج الولد بدون دم فهل تعتبر المرأة طاهرة وهل يجب عليها أن تغتسل في هذه الحالة .. ؟؟
الجواب: أما بالنسبة لكون المرأة تضع الولد بدون دم فللعلماء قولان مشهوران في هذه المسألة:
الجمهور على أنه يجب عليها أن تغتسل.
وقال بعض العلماء وهو رواية عن الإمام أحمد -رحمه الله- وقول أهل الرأي: لا يجب عليها أن تغتسل.
والجمهور يعللون الغسل ليس لدم النفاس وإنما يعللوه بمسألة أخرى وهى أن خروج المني يوجب الغسل وهذا بالإجماع والنصوص دالة على هذا، فهم يقولون الولد منعقد من المني من مني المرأة ومن مني الرجل والمرأة إذا أنزلت منيها وأخرجته وقذفته فإنه بالإجماع أنه يجب عليها أن تغتسل؛ لكن أولئك ردوا بأنه قد استحال وباستحالته خرج عن حكم الأصل فوجب أن يعطى البراءة الأصلية؛ لأن:" الأصل براءة الذمة حتى يدل الدليل على شغلها "، ولكن الأحوط أن تغتسل الأحوط أنها تغتسل وهو الذي تطمئن إليه النفس، والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
في المسألة السابقة لو قلنا بعدم وجوب الغسل عليها فهل يجب عليها أن تتوضأ، ولماذا .. ؟؟
الجواب:
تبقى مسألة الوضوء هل تتوضأ إذا خرج منها الولد بدون دم؟ الجواب جمهور العلماء على أنها تتوضأ؛ والسبب في هذا أن الولد لا يخلو من رطوبة ولا يخلو من خروج علق معه وهذه الرطوبة نجسة؛ لأن الحديث الصريح في قوله-عليه الصلاة والسلام-: ((ليغسل ما أصابه منها)) والولد إذا خرج يصيبه شيء مما ثمَّ في الفرج، ومن هنا يجب عليها أن تتوضأ بلا إشكال؛ ولكن الخلاف في الغسل على الصورة التي ذكرنا، والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
لو وقعت الولادة بدون دم في نهار رمضان وكانت المرأة صائمة فهل تؤثر في الصيام؟ ولماذا؟ وهل قول بعض العلماء -رحمهم الله- بإيجاب الغسل في حال الولادة بدون دم يتفرع عليه القول بفساد الصوم التفاتاً لانعقاد المني .. ؟؟
الجواب:
إذا كانت صائمة وولدت ولداً بدون دم فهذه المسألة جمهور العلماء على أن صومها يلزمها أن تعيده؛ والسبب في هذا أنهم يقولون الجمهور الذين قالوا بوجوب الغسل يقولون: أنه يلزمها أن تعيد هذا الصوم؛ وذلك لأن خروج المني يوجب فساد الصوم لكن هناك قول وهو الذي يعني تطمئن إليه النفس أن صومها صحيح؛ والسبب في هذا وهو يختاره جمع من أصحاب الإمام الشافعي، وكذلك هو قول الحنفية وقول الحنابلة أنه لا يجب عليها أن تعيد هذا الصوم؛ والسبب في ذلك أننا لو قلنا إن هذا الولد أصله مني فإنه مني خرج بغير اختيار كما لو احتلمت وهي نائمة فإنه لا يؤثر في صومها، وبناءً على ذلك يقوى القول بأن صومها صحيح ولا يلزمها أن تعيده؛ لأنه ليس ثم دم يوجب فساد صومها، والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
في الولادة القيصرية إذا أُخرج الجنين من البطن ولم يخرج الدم من الرحم فهل تكون المرأة طاهرة .. ؟؟
الجواب:
في الولادة القيصرية إذا خرج الولد من البطن بدون دم فإنه يحكم بطهر المرأة، وليست هي بنفساء؛ وذلك لأن الله رتب النفاس على وجود الدم ولا دم، والله تعالى أعلم.
السؤال السادس:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا ولدت المرأة وخرج معها يسير من الدم ثم طهرت تماماً فهل يجب عليها الصوم والصلاة وتعتبر طاهرة أو لابد من تمام الأربعين يوماً .. ؟؟
الجواب:
المرأة النفساء إذا انقطع عنها الدم قبل تمام الأربعين مثل ما ورد في السؤال جرى معها الدم مدة ثم انقطع وأرادت أن تصوم وتصلي فإنه يلزمها أن تصوم وتصلي، أما الصوم فإنها إن طهرت أو انقطع عنها دم النفاس ورأت علامة طهرها قبل دخول الفجر نوت الصوم وصامت وصومها صحيح، وكذلك بالنسبة للصلاة فإنها لازمة لها لأنها طاهرة والحكم مرتب على وجود الدم ولا دم، والله تعالى أعلم.
سؤال عن أقل النفاس؟
الجواب:
الخلاف بين العلماء في أقل الحيض، وأما بالنسبة للنفاس فإنه لا حد لأقله؛ بل ذكرنا أنها حتى لو ولدت بدون دم فهذا لا إشكال أنها لا تعتبر نفساء بمعنى أنها لا تأخذ النفاس من كل وجه، وأما بالنسبة لدفعة الدم التي تكون بعد الولادة لو جرى معها الدم نصف ساعة أو ساعة فهي نفساء بقدر نصف ساعة أو ساعة، فلو أنها خلال الساعة هذه استغرقت وقتاً للصلاة ثم طهرت بدخول الوقت الثاني لزمها أن تصلي الصلاة الثانية دون الأولى؛ لأنها نفساء في الساعة الأولى دون الثانية، والله تعالى أعلم.
السؤال الثامن:
إذا أسقطت المرأة جنينها في حالة فزع أو نحوها فخرج معها دم بعد سقوطه فهل يعتبر هذا الدم دم نفاس أو لا يعتبر .. ؟؟
الجواب:
الإسقاط إذا أسقطت المرأة جنينها أو أُسقطت بفزع أو خوف أو حملت شيئاً ثقيلاً فأسقطت فلا يخلو الذي تسقطه من حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون فيه صورة الخلقة: إما أن يكون تام الخلقة، أو يكون ناقص الخلقة المهم أن فيه شيئاً من التخلق، فالدم الذي يجري معها في حكم دم النفاس.
والحالة الثانية: أن تسقط وليس فيه شيء من الخلقة كالعلقة والمضغة ونحو ذلك، فإنه يعتبر دم استحاضة ولا يوجب ما يوجبه دم النفاس على أصح قولي العلماء،والله تعالى أعلم.
السؤال التاسع:
إذا ولدت المرأة ورأت الدم عشرين يوماً ثم طهرت خمسة أيام ثم عاودها الدم عشرين يوماً أخرى فما الحكم .. ؟؟
الجواب:
هذه المسألة تعرف بمسألة التلفيق في دم النفاس، فالمرأة النفساء نفاسها أمده الأربعون فهي تجلس إلى الأربعين إذا استمر معها الدم فإذا انقطع الدم دون الأربعين وطهرت ثم عاودها فإنه يعتبر من دم النفاس، فلو أنه جرى معها عشرين يوماً نفاساً ثم انقطع خمسة أيام أو ستة أيام ثم عاودها؛ فإنها تضيف هذه الأيام إلى أيام نفاسها حتى تحتسب أمد النفاس المعتبر، والله تعالى أعلم.
السؤال العاشر:
ما الحكم إذا جاوز دم الولادة أربعين يوماً ولم تر علامة الطهر .. ؟؟
الجواب:
هذه المسألة أكثر النفاس، المرأة النفساء إذا جاوزت الأربعين يوماً فإنه يحكم بكونها مستحاضة كما في الحديث الصحيح "كانت النفساء تجلس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً"، فهذا يدل على أن أمد النفاس هو الأربعون وأن ما جاوز الأربعين يعتبر استحاضة إلا في بعض المسائل الخاصة المستثناة، والله تعالى أعلم.
السؤال الحادي عشر:
امرأة ولدت وجرى معها دم النفاس عشرين يوماً ثم طهرت بعد ذلك فهل يجوز لزوجها أن يأتيها .. ؟؟
الجواب:
مسألة جماع الرجل لامرأته قبل تمام أمد النفاس، هذه المسألة جمهور العلماء على أنه يجوز له أن يأتيها؛ ولكن الإمام أحمد كان يكره إتيانه لها قبل تمام الأربعين، وهذا أمر سألت بعض الأطباء وذكر حتى بعض العلماء-رحمهم الله- أنه أمر طبي أكثر من أنه شرعي من ناحية الشرع لا بأس ويجوز له لكنه لا يحمد قبل الأربعين أن يأتي المرأة، ولعل في جلوس المرأة إلى الأربعين حكمة بعد الولادة، ولذلك لا يحمد إتيانها قبل الأربعين أما لو أتاها فإنه لا حرج عليه، وجماهير العلماء على جواز ذلك، والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني عشر:
هل الحامل تحيض وعلى القول بعدم حيضها إذا جرى معها الدم وهي في حالة الحمل فما حكمه .. ؟؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحامل لا تحيض على أصح قولي العلماء -رحمهم الله-، وكانوا يستدلون بقوله عز وجل: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (1) قالوا جعل الله عز وجل حيضها لحملها، ولذلك قالوا إنها إذا وطئت وانعقد جنينها أنها لا تحيض، ويؤكد هذا بعض الأطباء ويقولون: إن المرأة الحامل لا تحيض في الغالب، وعلى هذا أصح الأقوال أن المرأة الحامل لا تحيض، وبناءً عليه فالدم الذي تراه أثناء حملها يعتبر دم استحاضه لا دم حيض إلا إذا سبق الولادة بيوم أو يومين إلى ثلاثة أيام ففيه الخلاف الذي سبق ذكره وإن كان الصحيح أنه يعتبر استحاضة، والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث عشر:
وهل يأخذ هذا الدم حكم الحيض في تحريم الطلاق .. ؟؟
الجواب:
أما بالنسبة للحامل فيجوز أن يطلقها الرجل وهي حامل؛ حتى إن بعض العلماء –رحمهم الله-استدلوا بقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((ليطلقها وهي حائل أوحامل)) فلما ذكر في حديث ابن عمر أجاز له أن يطلقها وهي حامل دل على أن الحامل لا تحيض؛ لأن الطلاق أثناء الحيض لا يجوز وقد دل على ذلك دليل القرآن ودليل السنة وهذا مما يؤكد رجحان مذهب من يقول إن الحامل لاتحيض، ومن هنا فالطلاق أثناء الحمل جائز وحكى غير واحد الإجماع عليه أثناء الحمل إذا كان أثناء الحمل ولم تستبن على القول بأنها تحيض لم تستبنه حيضاً أنه يجوز، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليطلقهاحائلاً أو حاملاً)) حائلاً يعني: ليست بذات حمل " طاهراً أو حاملاً" طاهراً:أي بعد نقائها من الحيض أو حاملاً أثناء حملها للولد، فدل على أنها ليست بحائض وأن الحامل يجوز طلاقها والإجماع محكي على هذا إلاَّ على القول بأنها أي الحامل تحيض إذا وافق حيضها؛ ولكن على هذا القول عند المالكية-رحمهم الله- الذين يقولون بهذا القول يقولون إن علة الحيض نفسها غير موجودة لأنه إذا كانت حاملاً فإن أمدها وأجلها هو وضع الحمل؛ والسبب في منع الرجل أن يطلق المرأة أثناء الحيض هو إطالة العدة على المرأة، وخوفاً من أن يتبين أنها حامل في حال تطليقه لها في الطهر الذي مسها فيه، فقالوا: إن هذا لا يتأتى في الحمل فيجوز له أن يطلقها ولكن مع الكراهة، وإن كان الصحيح كما ذكرنا أنه يجوز أن يطلقها وهو مذهب القائلين بأن الحامل لا تحيض، وهو أصح الأقوال خاصةً وأن السنة دالة على جواز تطليق المرأة حال الحمل، والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع عشر:
هل يجوز للمرأة أن تستخدم حبوب منع الحمل وكذلك حبوب منع العادة الشهرية وإذا فرضنا أنها استعملت حبوب منع العادة فلم يجر معها الدم فهل تعتبر طاهرة وما حكم صلاتها وصومها وطوافها في هذه الحالة .. ؟؟
الجواب:أما حبوب منع الحمل فإنه لا يجوز للمرأة أن تستعملها لما فيها من الضرر، ومخالفة سنة الله التي شرع الله من أجلها النكاح قال صلى الله عليه وسلم: ((تناكحوا تكاثروا فإني مفاخر بكم الأمم يوم القيامة)) فجعل علة النكاح أن تكون وسيلة لكثرة الأمة وتعظيم سوداها، وهذا هو مقصود الشرع من النكاح فإذا أصبحت تأخذ حبوب منع الحمل فإنها تخالف المقصود من النكاح، ولذلك لايجوز لها إلا في حالات الضرورة وهي:
أن يكون حملها مؤدياً إلى هلاك الولد أو هلاكها أوهلاكهما معاً وهذه مثل حالات الحمل المنتبذ أو الحمل القنوي أو الحمل المهاجر هذه أحوال اضطرارية؛ لأن الجنين ليس بغالب على الظن أنه ينجو فحينئذٍ يكون حملها معرضاً للخطر دون ضمان لسلامته، أما إذا كانت قادرة على الحمل وكانت ستلد فلا يجوز لها، فإن كان ذلك لخوف العيلة وخوف النفقة فالأمر أعظم والأمر أشد، والإجماع منعقد على تحريم تعاطي الأسباب الموجبة لمنع الحمل خوفاً من الضيعة وخوفاً من الفقر؛ فإن الله عز وجل تكفل بأرزاق العباد، وما على المسلم إلا أن يفوض أمره إلى الله عز وجل في هذه الأمور وكم من ولد جعله الله قرة عين لوالده، فكان مجيئه سبباً في خير على والده وخير على والديه، وهذا أمر دلت العادة والتجربة عليه فإن الله عز وجل يبارك في الولد ويجعل بعض الولد مباركاً قال الله سبحانه وتعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ} (1) فالله عز وجل قد يبارك، وبعض البنات قد يأتين للوالدين فيكن سبباً في الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
على الوالدين وهذا من حسن الظن بالله عز وجل وقوة الرجاء في الله عز وجل، وكم من فقير كان في ضيعة وفقر والله عز وجل أغناه وزاده من الخير بعد كثرة الولد، كان في فقر وشدة حينما كان وحيداً ومع أهله وزوجه فلما تزوج وكثر ولده عظم يقينه بالله ففتح الله له أبواب الرزق وأبواب الخير والبركة،كذلك أيضاً على المرأة ألا تضعف فالمرأة إذا ضعفت بل إن الإنسان من حيث هو إذا سلمَّ أمره لله وفوض أمره إلى الله وأحسن الظن بالله -سبحانه- فإن الله يعطيه فوق ما يرجو وفوق ما يأمل، فأي أمر من أمور الدنيا تقبلته بالنفس المطمئنة والصدر المنشرح وفي نفسك حسن الظن بالله فإن الله لا يخيبك، فقد جاء في الحديث: ((أنا عند حسن ظن عبدي بي)) فإذا كانت المرأة مومنة بالله مؤقنة بالله عز وجل فإن الله لا يضيعها، كان الناس في فقر وكانوا في شدة وكانت المرأة ترعى الغنم في البادية ولا تجد إلا القليل من الطعام تقوم بولادتها بنفسها وتأتي بولدها حاملة له وقد وضعته في شعب أو في واد؛لأنها كانت قوية اليقين بالله عز وجل، وكان النساء على الفطرة وكانوا على الإيمان بالله عز وجل وحسن الظن بالله وكم من نساء تجد لو تأمل الإنسان ونظر في عماته وخالاته والنساء الأول وجد المرأة تضع العشرة والعشرين والخمسة عشر بل حتى إلى الثلاثين من الولد، والله يبارك في عمرها ويبارك في صحتها وكانوا في فقر وكانوا في شدة لكن كان عندهم الإيمان بالله والثقة بالله عز وجل.
لكن لما أصبحت المرأة تسيء الظن بالله عز وجل وأصبحت المخاوف، وكل يوم يأتي شيء جديد أنه يقع كذا ويحدث كذا وأصبحت المرأة كل شهر تفحص وكل أسبوع تفحص وكل ثلاثة أيام ولو كان بيدها كل يوم وكل ساعة تفحص؛ وكل ذلك من ضعف اليقين والإيمان بالله ليس معنى هذا أن نترك الطب وفوائد الطب؛ ولكن المراد أن لا نغلوا وأن لا نتوسع في هذه الأمور وأن لا نعظم الأسباب حتى يحس الإنسان أن الأمور مقيدة بالأسباب، وأنه إذا كان عنده عشرة من الولد و بعد خمس سنوات أو ستة سنوات يكون عنده خمسة أو ستة من الولد من الذي سيصرف على دراستهم وطعامهم ولباسهم وشرابهم هذا التفكير وهذا الإغراق في مثل هذه الأمور لا ينبغي لمسلم، ينبغي عليه أن يحسن الظن بالله وأن يعلم أن الله تكفل بأمره وتكفل برزقه وأن عليه أن يفكر في شيء واحد وهو الإيمان بالله والثقة بالله-سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (1): {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (2) ليس بيد الناس أن يرزقوا ولكن اللقمة لا تستطيع أن ترفعها إلى فمك ولا إلى فيك ولا أن تطعم نفسك إلا أن يطعمك الله: ((يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم)) الغني الثري الذي عنده الملايين ومئات الألوف تجدها معه وتمد له السفرة فيها عشرات الألوان من الطعام وهو يجلس على صحن واحد منها منعه الأطباء من كلها؛ لأن الله لم يطعمه ما كتب الله له طعماً والفقير تجده في آخر عمره في السبعين والثمانين يأكل ما لذ وطاب من الطعام كل الطعام يأكله ولا يمنع من شيء من قوة وعافية، فالأرزاق بيد الله والطعام من الله والشراب من الله.
الإغراق في الأسباب حتى إن المرأة تخاف من الحمل والله- تعالى-يقول: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} (3) وما الذي جعل بر الوالدة آكد من بر الوالد لما تحملت وعانت، المرأة تريد حملاً بدون تعب وتريد ولادة بدون عناء!! كيف ترتفع درجات النساء؟ وكيف يساوين فضل الرجال؟ في كثير من الأمور التي خص الله بها الرجال من الجهاد والجماعة وغير ذلك من الأمور التي تكون للرجال دون النساء، مثل هذه الكربات ومثل هذا الألم والضيق والهم والغم هو الذي يرفع الله به درجتها ويعظم به أجرها ويصلح به حالها، فالإغراق في التفكر في هذه الأمور إلى درجة قطع النسل يعني هذا قطع للنسل بالتدريج، فتجد من كفر بالله وألحد في دين الله وضل عن سبيل الله يتكاثرون؛ ولكن أولياء الله وأهل طاعته يفكرون كيف يحدون من هذا التكاثر؟!! ما يجوز لا يجوز للمسلم أن يفكر مثل هذا التفكير ولا يجوز للمسلمة أن تقطع عن نفسها نعمة الله عز وجل، الله أعلم كم من عقيم يتفطر قلبه الصباح والمساء يريد الولد ويريد الذرية، والله ينعم
(يُتْبَعُ)
(/)
عليكِ وينعم على زوجك ويقر عينك بالزوج الذي ينجب وأنت تنجبي فتكفر نعمة الله!! ويرد فضل الله!! -نسأل الله السلامة- تتعاطى المرأة بيدها منع فضل الله عليها هذا لا ينبغي ولا يجوز للمرأة أن تتعاطى مثل هذه الأسباب، والأدهى والأمر أن تتعاطى أموراً تكون محل الشبهة القوية حتى على القول بجوازها، كوضع اللولب فإن وضع اللولب من المجرب:
أولاً: يحتاج إلى إيلاج في الفرج ومس للفرج ونظر إلى الفرج، وهذه لو قامت به امرأة فإن العلماء يختلفون في كثير من مسائله فكيف إذا كان في الغالب لا يقوم بها إلا رجل مع أنها تربك العادات وتجعل المرأة في حيرة من صلاتها وصيامها، أين نحن من الإيمان بالله وتقوية الصلة بالله عز وجل أمرنا الله أن نأخذ بالأسباب؛ لكن الأسباب ليست بشيء إذا لم يرد الله أن تتسبب وأن يكون منها ما يكون، فإن إبراهيم ألقي في النار وهي سبب في الإحراق والهلاك والدمار والله- تعالى- يقول: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} (1) فإن في الشجرة من الخضرة وقوة الجلد ما ليس في الآدمي الذي إذا اصطلى جسمه بالنار احترق بسرعة أكثر من الشجر ففي الشجر من الماء ومكافحة الحرارة أكثر من الآدمي، ومع ذلك يقول الله-تعالى- لما رمي إبراهيم: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (2) قلنا يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فجعلها الله برداً له وسلاماً باليقين بالله وحسن الظن في الله حينما نظر إلى السبب فتوكل على الله الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، فعلى الأمة أن تتقي الله في نفسها، وعلى المؤمنات أن يتناصحن وأن يخوفن بعضهن بالله عز وجل، ننتظر الذرية الصالحة ننتظر الذرية الطيبة خاصة من الشاب الصالح والشابة الصالحة المؤمنة ننتظر من يترعرع في بيت يؤمن الله بالله عز وجل يمقت الخَلقَ وينظر إليهم نظر المقت إلا لمن آمن به عز وجل ذكروا أن رجلاً من الأطباء جاءه رجل مسلم في بلاد الهند جاءه يريد منه أن يوقف أو يستأصل رحم زوجته فلما سأله هذا بكى الطبيب فاستعجبّ المسلم من ذلك واستغرب ما يكون من بكائه، فسأله عن سبب البكاء فقال: إن وزجته أنجبت أربعة من الولد- هذا الطبيب يحكي للرجل الذي يريد أن يوقف النسل بالطريقة التي ذكرناها-، فقال هذا الطبيب: إنه هو وزوجته أنجبت له أربعة من الأولاد فلما أنجبت الأربعة قالت له: ما دام هذا الأمر هكذا فأرادت أن تستأصل هذا الشيء ولا تحمل فاتفقت معه على ذلك، فأعطاها إبرة كانت سبباً في عقمها وانقطاع نسلها، ويشاء الله أن يترعرع الأربعة ثم يذهبون في حادث واحد الأربعة من الولد!! ولا يبقى إلا هو وزوجته فكلما جاءهم إنسان وهو يريد منه أن يتعاطى هذا السبب يبكي؛ لأنه يتذكر مع أنه كافر بالله عز وجل ومع هذا يتذكر ما كان منه فعلى المؤمن أن يحمد نعمة الله عز وجل ويشكر الله على فضله، وما يدريك أن هذا الولد الأخير هو الذي فيه الخير والبركة.
وحدثني الوالد -رحمه الله- عن رجل من أصدقائه بلغ تسعين سنة وهو من حملة كتاب الله عز وجل أن أمه حملت تسعة من الولد كلهم إناث كلهن بنات فلما حملت به وهو العاشر شاء الله عز وجل أنها يئست وعقدت العزم على أنها تسقط هذا الجنين، وذهبت إلى العطار هذا في القديم وهذا الكلام في أوائل القرن الماضي ورأيت هذا الرجل وهو من أهل الفضل وعُمر وكان من أصدقاء الوالد -رحمه الله-، هذا الرجل الصالح يقول: إنها حملت به فلما أعطيت هذا الدواء قيل لها تشربيه على الريق في السحر قبل الفجر قبل أن تطعمي شيئاً أول ما تستيقظين تشربين هذا الدواء ليكون سبباً في الاسقاط، فلما استيقظت في الفجر وكان الناس فيهم خير فسمعت صائحاً يصيح وهو يدعو الله ويقول: يا أرحم الراحمين، فاقشعر بدنها لما سمعت كلمة يا أرحم الراحمين مادام أن الله عز وجل موجود لماذا لا أتوكل على الله وأفوض أمري إلى الله؟ والله يقولها للوالد يحكيها عن والدته وهي امرأة كان فيها خير وصلاح يقول: فأسقطت الدواء وعقدت العزم على أنها لا تمس هذا الحمل بسوء، و يشاء الله أن يكون ذكراً وأن يكون من أصلح أبنائها وبناتها، فهذا كله بالثقة بالله، توكل على الله فالإنسان إذا أحسن الظن بالله عز وجل ليس لنا قيمة في هذه الحياة إلا بالإيمان، ومهما فكرت في أمورك
(يُتْبَعُ)
(/)
وشئونك وبيتك وزوجتك أن تقودها بغير الإيمان بالله فلن توفق ولن تعان ضع أمرك كله لله وأي شيء يتنافى مع عقيدتك وإيمانك بالله وحسن ظنك بالله فارمه جانباً وتوكل على الله فإن الله يأتي بالفرج لعبده من حيث لا يحتسب، ومتى ظنت أم إسماعيل أن فَرَجها ومخرجها يأتي من تحت قدم ولدها بالإيمان بالله: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
فعلى العموم أوصي المؤمنات وأوصي المؤمنين أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحمدوا الله على فضله وأن يشكروه وأن يحسنوا الظن بالله وأن لايتعاطو هذه المواد.
بقية المسألة الثانية: لو تعاطت أسباب منع الحيض مثلاً منع العادة أو منع الحمل قلنا لا يجوز؛ لكن لو أنها شربت ما يقطع حيضها أو يمنع حيضها ثم جاء الشهر كاملاً وصامت وصلت وطافت وأدت عمرتها فما حكم عبادتها؟؟ الصحيح أنها إذا لم تر الدم أنها تعتبر طاهرة وصومها صحيح وصلاتها صحيحة وطوافها بالبيت صحيح، وذلك لأن الله رتب الحكم على وجود الدم والدم ليس بموجود وهذا هو أصح قولي العلماء -رحمهم الله-، والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس عشر:
ذكرتم في أثناء حديثكم عن أقل الحيض أن العلماء -رحمهم الله- اختلفوا في هذه المسألة وذكرتم القول الراجح حبذا لو بينتم لنا أقوالهم لنا في هذه المسألة المهمة مع ذكر الأدلة وما هو القول الراجح .. ؟؟
الجواب: هذه المسألة من مشهورات مسائل الحيض ما هو أقل الحيض؟ للعلماء قولان:
جمهور العلماء على أن للحيض حداً أقلياً من حيث الجملة، هذا مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة على أن للحيض حداً أقلياً إذا لم يبلغ هذا الحد فليس بحيض.القول الثاني: أنه ليس للحيض حد أقلي، وبهذا القول يقول فقهاء المالكية والظاهرية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وطائفة من المحققين-رحم الله الجميع-.
الذين قالوا للحيض حد أقلي اختلفوا على قولين:
القول الأول: أقل الحيض يكون يوماً وليلة.
والقول الثاني: يقول أقل الحيض ثلاثة أيام.
القول الأول للشافعية والحنابلة، والقول الثاني للحنفية -رحم الله الجميع-.بالنسبة لأدلة هؤلاء الذين يقولون باليوم والليلة أو بالثلاثة أيام، القسم الأول الذي يقول باليوم واليلة يحتج بالعادة والعرف، ولذلك ذكر الإمام ابن قدامة -رحمه الله- في المغني أنهم استدلوا بما ورد عن السلف أنهم وجدوا امرأة تتحيض يوماً وليلة هذا أقل ما وجد هذا الذي بلغهم من العلم وهو أقل ما وجد، فقالوا نستند إلى العرف لأنه ليس ثّمَ نص، والذين قالوا ثلاثة أيام الذين هم الحنفية فاحتجوا بحديث ضعيف، وقد أجمع العلماء على ضعفه أقل الحيض ثلاثة أيام ولكنه حديث ضعيف ولم يصح إسناده.
أما الذين قالوا ليس له حد أقلي هذه المسألة تكلم عليها العلماء -رحمهم الله- وبينوا أنه ليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على أن للحيض حداً أقلياً بحيث إذا نقص عنه فهو ليس بحيض، وقالوا إن الأصل أن المرأة إذا بلغت سن الحيض ورأت الدم فهي على العادة الغالبة المطردة أنها تحيض فنحكم بكونها حائضاً ما لم تجاوز أكثر الحيض فنحكم بأن الزائد استحاضة ثم عندهم تفصيل فيما ترد إليه، على العموم أصح الأقوال أنه ليس للحيض حد أقلي، هناك دليل يتمسك به الذين يقولون الحنفية يقولون النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دع الصلاة أيام أقرائك)) فقال أيام والأيام جمع والجمع أقل ما يصدق ثلاثة فلا أقل من ثلاثة أيام؛ ولكن أجيب على هذا الاستدلال بأنه خرج مخرج الغالب والقاعدة في الأصول:" أن النص إذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومه" هذا بالنسبة لمسألة أقل الحيض فعلى هذا الصحيح أن الحيض ولو دفعة واحدة يعتبر حيضاً مادام أنه في مكانه وزمانه، والله تعالى أعلم.
السؤال السادس عشر:
على المسألة السابقة ما هي ثمرة الخلاف وما هي فائدته .. ؟؟
الجواب:
هذا الخلاف محقق وله فائدة وثمرة حاصلها: أننا إذا قلنا ليس للحيض حد أقلي فلو كان عمر المرأة تسع سنين ورأت الدم بعد التسع سنين رأته ساعتين، ثلاث ساعات، أربع ساعات، عشر ساعات فهو حيض عند من يقول إنه ليس له حد أقلي؛ لأنه يرى قليل الدم وكثيره حيضاً على هذا الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
على القول بأنه لابد من يوم وليلة يقولون: كل امرأة بلغت تسع سنين ولم تحض من قبل، لا بد لحكمنا بكونها حائضاً أن يأتيها الدم ويستمر يوماً وليلة فإن انقطع قبل اليوم والليلة فليست ببالغة وليست بحائض، وهذا الدم ليس له معنى وليس له تأثير هذا بالنسبة للتحديد باليوم والليلة.
بالنسبة للثلاثة نفس الحكم يرون أنه لا يحكم بحيضها إلا إذا جاوزت إلى ثلاث فإذا كانت يوماً أو يومين فليست بحائض ولا يحكم ببلوغها، وهكذا بالنسبة لبقية المسائل.
هناك من فوائد الخلاف: أنه لو جرى مع المرأة الدم ولم تكن لها عادة ولا تمييز وجاوز أكثر الحيض الذي هو خمسة عشر يوماً فعند أصحاب قول اليوم والليلة يردونها يقولون: تتحيض يوماً وليلة فتحسب من الخمسة عشر يوماً التي مضت يوماً وليلة حيض والباقي استحاضة، ويلزمها أن تقضي الصلوات التي تركتها أثناء هذه المدة والصحيح ماذكرناه، والله تعالى أعلم.
السؤال السابع عشر:
بالنسبة للعادة في الحيض ذكرتم أن المرأة تصبح ذات عادة إذا حاضت ثلاثة أشهر متتابعة بعدد واحد دون اختلاف والسؤال لو فرضنا أن المرأة لأول مرة جاءها الحيض ومكث معها الدم خمسة أيام أو ستة فما حكمها .. ؟؟
الجواب: إذا كانت المرأة لأول مرة تحيض وجرى معها الدم خمسة أيام لأول حيضة لها فإنها تعتبر الخمس حيضاً، ولذلك يقول المبتدئة عادتها أول مرة يعني ما انقطع من دون أكثر الحيض يعتبر كله حيضاً فلو انقطع لستة أيام أو سبعة أيام أو ثمانية أو عشرة مادام أنه لأقل الحيض فإنه حيض؛ ولكن عند من يقول اليوم والليلة يردها إلى اليوم واليلة حتى تستمر ثلاثة أشهر بمعنى واحد، هذه من فوائد الحيض بيوم وليلة أن عند من يقول أنه لاحد لأقله يقول: إن المرأة إذا جاءها الحيض لأول مرة خمسة أيام فهي حائض خمسة أيام فإذا جاء الشهر الثاني خمسة أيام فهي حائض خمسة أيام والشهر الثالث خمسة أيام فكأنه يرى أن عادتها بالمرة الأولى.
وأما بالنسبة لمن يرىأن اليوم والليلة هي أقل الحيض يقول: إنها ترد إلى الأصل في الحيضة الأولى والحيضة الثانية وتحكم بكونها معتادة من الحيضة الثالثة وتمكث الخمس من الحيضة الثالثة وتقضي بقية الأيام لأنه تبين أنها حائض فيها والصحيح ما ذكرناه أنه ليس لحده أقل، وبناءً على ذلك فإنها تمكث الخمسة أيام حاكمة على نفسها بكونها حائضاً، والله تعالى أعلم.
السؤال الثامن عشر:
ما هو الحكم إذا اختلفت العادة والتمييز فهل الأقوى العادة أم التمييز مع ذكر الدليل .. ؟؟
الجواب: هذه مسألة خلافية إذا كانت المرأة لها أيام معينة تحيضها وميزت دمها فمثلاً لها خمسة أيام تحيضها من كل شهر وتعرف لون حيضها أنه أحمر غامض فجاءها الشهر بعد ماثبت لها العادة وثبت لها التمييز فوجئت بشهر من الشهور يأتيها ستة أيام بلون واحد ثم انقطع بعد السادس فهل نردها إلى عادتها أو نردها إلى تمييزها؟ عندها عادة وعندها تمييز، فبعض العلماء يقول: العادة أقوى من التمييز فنقول تحيضي خمسة أيام حتى يأتيك في الحيض الثاني وتنتقلين إليه بانقطاع الدم وعلامة الطهر، وأما إذا لم ينقطع واستحاضت حتى بلغت أكثر الحيض فترد إلى عادتها ويستدلون بحديث فاطمة -رضي الله عنها- وحديث أم حبيبة-رضي الله عنها-: ((لتنظر الأيام التي كانت تحيضهن قبل أن يصيبها الذي أصابها)) فإذا خلفت قدرها فلتغتسل فردها إلى العادة، وهذا يدل على أنها أقوى من التمييز، ثم إن التمييز حديثه فيه كلام؛ ولكن العادة أحاديثها في الصحيحين ومجمع على ثبوتها، ولذلك يقوى القول بتقديم العادة على التمييز وتكون المرأة في هذه الحالة عاملة بعادتها، والله تعالى أعلم.
السؤال التاسع عشر:
إذا جرى الدم مع المرأة بعد الولادة أربعين يوماً ثم تغير بصفات دم الحيض فهل نحكم بكونها حائضاً أو مستحاضة .. ؟؟
الجواب: بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فإذا جرى مع المرأة دم النفاس ثم انقطع ثم عاودها الدم بصفات دم الحيض وميزته وتأكدت أنه حيض فإنها تنتقل من كونها نفساء إلى كونها حائضاً ولا تحكم بكونها مستحاضة؛ لأن التمييز في هذا معتبر، والله تعالى أعلم.
السؤال العشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أفضل ما يستغل به المسلم وقته هو العمل الصالح الذي يذهب معه في قبره وحشره فما هي أفضل الأعمال التي يقضي بها المسلم وقته وجهونا في ذلك .. ؟؟
الجواب:
أحب الأعمال إلى الله عز وجل توحيده والإيمان به وحسن الظن به عز وجل وصدق اللجأ إليه، ولذلك عظم الله في كتابه أعمال القلوب من خشيته -سبحانه- والخوف منه وحبه -سبحانه- والتوكل عليه، وكذلك ما يصحب ذلك من أعمال الجوارح التي تزيد الإيمان بالله عز وجل وإذا وقر الإيمان في القلب صدقه العمل، ولا صلاح للقلوب إلا بالإيمان بالله والتوكل على الله وكمال اليقين في الله عز وجل، وإذا صلح القلب بالإيمان صلحت الجوارح قال صلى الله عليه وسلم ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) ولا يمكن للقلب أن يصلح إلا بالإيمان بالله قال الله- تعالى-: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (1) فإذا آمن العبد بربه وأصبح وأمسى وليس في قلبه إلا الله ولا يرجوا إلا رحمة الله، ولا يخاف إلا من الله إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، إذا كمل إيمانه بالله وعظم يقينه في الله فإنه ينال السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، فأول ما ينبغي على من يريد أن يلقى الله عز وجل بأحب الأعمال وأفضل الأعمال أن يصلح ما بينه وبين الله ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَانُ وُدًّا} (2) فيجعله الله محل الحب ومحل الإجلال ويصلح له ما يكون بينه وبين أهله وزوجه، قال الله عن نبيه زكريا: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} (3) فالله يصلح لك جميع الشئون ويتولى لك جميع الأمور متى ما أمسيت وأصبحت مؤمناً به، متوكلاً عليه مفوضاً أمورك كلها إلى الله، ووالله إن الإنسان يعلم الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه أننا لانأسف في هذه الدنيا على ذهاب الأموال، ولا على ذهاب الأولاد، ولا على غيرها من ما فيها من لذات الدنيا وشرورها؛ ولكن والله نأسف أننا نخرج وما قدرنا الله حق قدره، الإنسان إذا أمسى وأصبح في نعمة عبدٍ، تحدث بنعمة العبد صباحاً ومساءً وحفظ معروفه وذكره بين الناس، ولكن قل أن يذكر فضل الله وإحسانه، وهو في كل طرفة عين وفي كل لمحة بال يغدق الله عليه من النعم ويدفع الله عنه من الشرور والنقم ما لا يعلمه إلا هو عز وجل، فالواجب على الإنسان إذا فكر أن يعمر وقته: أن يعلم أن الله لا يبارك له في هذا الوقت وأن الله لا يصلح له وقته ولا يضع له فيه الخير والبر إلا إذا أصلح ما بينه وبين الله بصلاح قلبه، ويملأ قلبه من إجلال الله وتوحيده وتعظيم الله عز وجل فإذا فعل ذلك آثر ما عند الله على ماعنده وآثر الآخرة على الدنيا وبذلك يشمر عن ساعد الجد في طاعة الله ومرضاة الله ولا تكل له عزيمة ولا تفنى له نفس في طلب ما عند الله عز وجل من رضوانه العظيم ومحبته الكريمة –ونسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل- فإذا أراد المسلم أن يصلح الله له وقته وأن يصلح له عمره حرص على فضائل الأعمال التي تثبت الإيمان في القلب وتزيد الإنسان تمسكاً بطاعة الله وأحبها إلى الله وأزكاها عند الله كثرة الصلوات وكثرة النوافل قال صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)) فيستكثر المؤمن من النوافل ويحرص على أنه يمسي ويصبح وله في صحيفة عمله من النوافل خاصة في قيام الليل، فنوافل الصلوات لها سر عظيم في حفظ الإنسان والله- تعالى- جعل الصلاة من أعظم القربات التي يحفظ بها العبد، يحفظ بها من الفتن ومن الشهوات، وكان بعض العلماء والأئمة إذا اشتكي إليهم من الفتن أمر بالصلاة، وذكر صاحبها بالصلاة وقال له لن تفتن ما دمت محافظاً على الصلاة فإن الله يقيم للعبد أمر الدنيا والآخرة بالصلاة، ولذلك جعل الجنة مقرونة بإقام الصلاة وثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن من حفظ للصلاة طهارتها وركوعها وسجودها ووقتها وأداها على وجهها صعدت إلى السماء وعليها نور ففتحت لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى ماشاء الله وتقول حفظك الله كما حفظتني)) ولن تجد شاباً ملتزماً على طاعة الله -لأن أكثر ما يتعرض للفتن الشباب-
(يُتْبَعُ)
(/)
ولن تجد شاباً يحرص على أنه لا يؤذن للصلاة إلا وهو في المسجد ولا تقام الصلاة إلا وهو في المسجد ولا يخرج من المسجد إلا بعد إتمام أذكار الصلوات إلا وجدته أشرح الناس صدراً وأقواهم قلباً وجناناً؛ ولكن بمجرد ما يفرط في هذه الأمور فتجده يقول إنه ملتزم ومهتد بالله عز وجل فلا يأتي الصلاة إلا في آخرها وإذا انتهى من صلاته شوش فكره بما يكون من أمور الدنيا ويريد بعد ذلك ثبات القلب وصلاح الحال، لابد للإنسان من التضحية لابد للإنسان إذا راد أن يبارك الله له وأن يكون من أهل الفضائل ومن الأعمال الصالحة أن يقدم، وما يقدم لنفسه من الخير يجده عند الله عز وجل، فهذا الالتزام وهذه الهداية تحتاج إلى اغتنام العمر في مرضات الله حتى يكون إنساناً صادقاً في التزامه، فإذا كان المسلم محافظاً على الصلاة فإنها من أحب الأعمال إلى الله.
وأعظمها أجراً عند الله، كذلك أيضاً من أحب الأعمال إلى الله عز وجل بعد إقامة حقه بر الوالدين فإذا أمسى الإنسان وأصبح فلينعم عينه ولتقر عينه ببر والده وبر والدته وليهنأ بساعةٍ تمر عليه وقد بر فيها والده ووالدته، وإذا كانا أمواتاً تمر عليه الساعة وقد ترحم على أبٍ ميتة أو على أم ميته فسأل الله أن يغفر لها وأن يرحمها وأن يفسح لها في قبرها، كلٌ منا يسأل نفسه خاصة إذا كان الوالدان أمواتاً ماالذي قدمه للوالدين؟ ومتى يذكر الوالدين في صالح دعائه؟ ومتى يبتهل إلى الله؟ وكان الواجب عليه أن لايفتر عن ذكر جميلهم وفضلهم، والله لو سبقهم الإنسان لما فترت ألسنتهما إلا في القليل عن ذكرك والدعاء لك والترحم عليك فينبغي للإنسان أن يحفظ هذا العمل الصالح الذي هو بر الوالدين.
كذلك أيضاً من فضائل الأعمال التي يحبها الله ويثبت بها قلب العبد على الهداية صلة الرحم من زيارة الأعمام والعمات والأخوال والخالات، أهله كلهم والقرابات والرحم من أقارب الزوجة امتثالاً لقول الله عز وجل: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} (1) صلتهم بصلة الله والإحسان إليهم.
كذلك أيضاً من فضائل الأعمال تفقد الجيران والإحسان إليهم والوصاية بهم خيراً وتفريج كرباتهم إذا احتاجوا إلى مساعدة الإنسان أو الوقوف معهم، وبذلك وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة ما وصاه: ((إذا طبخ المرق أن يكثر منه حتى يتعهد منه الجيران)) فالإحسان إلى الناس خاصة من كان قريباً من الإنسان كجيرانه يحسن إليهم ولا يسيء ويكرمهم ولا يهين ولا يرون منه إلا الخير ولا يذكرهم إلا بخير، إن رأى منه سراء شكر لله عز وجل أن وفقه للجار الصالح وإن رأى ضراء صبر واحتسب الأجر عند الله.
كذلك أيضاً من الأعمال الصالحة التي يحبها الله عز وجل السعي في تفريج كربات المسلمين خاصة الأرامل، فإذا رأيت أرملة أو ضعيفة في شارع وهي تسأل سترت عورتها وفرجت كربتها وأعطيتها ما تجود به نفسك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الساعي على الأرملة واليتيم كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر)) فيجعل الإنسان له بيتاً فيه أرملة تعول أيتاماً يتعهدها في الأسبوع يتعهدها في الشهر، إن استطاع يتعهدها في اليوم فلعل الله أن يجعل لها دعوة في الغيب تكون سبباً في سعادتك في الدنيا والآخرة، هذه الأمور كلها تعين الصالح على صلاحه وتعين طالب العلم على طلبه وتعين المهتدي على هدايته لابد للمسلم أن يسعى في مرضاة الله وأن يستجيب لأمر الله: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (2) -نسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن بالعافية غدونا وآصالنا وأن يختم بالسعادة آجالنا -إنه ولي ذلك والقادر عليه
السؤال الحادي والعشرون:
إذا مضت أربعون يوماً على النفساء ولم تر الطهر مع أن الدم انقطع عنها لكن يخرج معها صفرة وكدرة فهل يجب عليها الاغتسال والصلاة؟
الجواب:
إذا كانت النفساء قد مضت لها أربعون يوماً وهي نفساء فقد انتهى أمد النفاس وما تراه من بعد ذلك فهو استحاضة وليس بدم نفاس، سواء كان أحمر أو كان أكدَر أو كان أصفر فهو دم استحاضة لكن إذا اتصل النفاس بالحيض مثلاً انتهت الأربعون ثم بدأ دم مختلف على لون دم الحيض وصفات دم الحيض فحينئذ تكون انتقلت من النفاس إلى الحيض وحكمها حكم الحائض، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الثاني والعشرون: هل المذي في المرأة كالمذي في الرجل؟؟
والمذي في المرأة يقول طائفة من العلماء إنه هو الرطوبه التي تكون في الفرج نزلت منزلة المذي لحكمةٍ من الله -سبحانه وتعالى-، ولذلك يكثر هذا السائل عند وجود الملاعبة كالمذيسواء بسواء0
واختلف العلماء -رحمهم الله- في رطوبة فرج المرأة ففقهاء الحنفيه وقول عند الشافعيه ووجه عند الحنابلة على الطهارة وفقهاء المالكية وقول عند الشافعية ووجه عند الحنابلة على النجاسة.
واحتج الذين قالوا بطهارة رطوبة فرج المرأة بالأصل قالوا إن الأصل طهارة الرطوبة حتى يدل الدليل على النجاسة وليس ثَّم دليل يدل على نجاسة رطوبة فرج المرأة فحكمها كحكم سائر رطوبة البدن فكما أن رطوبه الإبط لا يحكم بنجاستها ورطوبة الرفغ التي تكون اسفل من الركبة لايحكم بنجاستها فكذلك بالنسبة لرطوبة الفرج.
واحتج الذين قالوا بنجاسة رطوبة المرأة بما ثبت في الصحيح من حديث عثمان رضي الله عنه وأرضاه- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرمن جامع أهله ولم ينزل أن يغسل ذكره وما أصابه منها، وقد ثبت في هذا الحكم حديثان صحيحان عن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا، وبناءً على ذلك فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لغسل العضو بعد الجماع يدل دلالةً واضحةً على كون ذلك الشيء -أعني الرطوبة نجساً-، وقالوا إن رطوبة المرأة حكمها كحكم مذي الرجل فتكون نجسةً بجامع كون كل منهما فضلةً تخرج عند الشهوة.
والذي يترجح في نظري والعلم عند الله هوالقول بنجاسة رطوبة المرأة على ظاهر السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن إذا غلبت الرطوبة المرأة وعسر عليها أن تحترز من هذه الرطوبة فحكمها كحكم المستحاضه سواءً بسواء وقد فصل بعض العلماء-رحمهم الله- فيما يجب على المرأة إذا أصابتها الرطوبة وغلبتها كدم الاستحاضه فقالوا إنها تغسل الفرج فإذا كانت الرطوبة يمكن أن تنحبس بالقطن ونحوه فإنها تضع القطن كما أمر به رسول صلى الله عليه وسلم المستحاضة، وأما إذا غلبتها الرطوبة وأمكنها أن تتلجم تلجمت فإن ثجت الرطوبة وغلبتها فإنها تتوضأ لدخول وقت كل صلاة كما تقدم معنا في المستحاضة سواء بسواءً.
وبناءً على هذا فإن خلاصة القول في رطوبة فرج المرأة أنها نجسة وذلك لظاهر دلالة السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يخفف على النساء في هذه الرطوبة إذا غلبتهن وأصبح من العسير أو مما يشق عليهن أن يمنعن هذه الرطوبة أو أن يتقينها لكثرتها وصعوبة التحرز منها.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 12:54]ـ
بوركتم(/)
لا لتفريق المسلمين
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:40]ـ
إن مما يحز في النفوس ويدمي القلوب تناحر المسلمين على عتبات المنهج فبعد حربهم العقائدية على الشرك ومظاهره واكتساحهم معاقله انقلبوا على بعضهم مبدعين ومفسقين فأنهكوا أنفسهم في حرب هم الخاسر الوحيد فيها
قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وتناسوا أو تغافلوا عن أعدائهم الذين اجتمعوا عليهم ولم يكفهم تفرقهم في الأمصار والأفكار حتى خاضوا الفتن فلا تكاد تنطفئ فتنة حتى توقد أخرى.
ولقد جرى الداء مجرى العروق من الدم فبعد أن كان الصبي يفطم على التوحيد صار يفطم على التجريح.
ومن آثار الداء أن ترى لحوم العلماء على موائد الفضلاء بله السفهاء فتجد طالب العلم شغله الشاغل تتبع الردود فتمر عليه السنون ولم يحصل من العلم سوى قيل وقال وترى العامي أول ما يستقيم وتظهر عليه علامات الصلاح يبدأ بشتم العلماء والحط من أقدارهم وتعليق القوائم ورفع الأقلام وتجفيف الصحف ولقد قال الشيخ المطلق حفظه الله-في وصف صنف من الناس اشتغلوا بالتجريح- (والذين يأخذون بالظِنّة، والذين لايقبلون التوبة، والذين لا يناقشون الناس، ولا ينشرون الخير).
ومن آثار هذه الفتنة انتقال سلسلة التكفير إلى التبديع فترى في أسباب تجريح الشيخ ثناؤه على فلان وقد جرح فلان هذا لثنائه على علان.
ومن آثارها القفز على السرائر والتجرؤ على الألفاظ الشرعية كباطني ومنافق وأشر من الروافض واليهود.
ومن آثارها الخلط بين بابين الأول الحكم على الرجال والثاني الرد على الأقوال قال الشيخ العثيمين رحمه الله (: إذا كان الإنسان يتكلم عن الشخص تقويماً له - يعني ليقيمه كما يقولون - فالواجب ذكر الحسنات والسيئات وحينئذٍ إما أن تطغى السيئات على الحسنات، فيكون من قسم أهل الذم والقدح وإما أن يكون بالعكس فيكون من قسم أهل المدح، هذا إذا أردت أن تقوّم الرجل أما إذا أردت أن ترد عليه بدعته، فليس من المستحسن إطلاقاً أن تذكر حسناته، فإن ذكر الحسنة له في مقام الرد عليه يوهن الرد ويضعفه، ويقول المخاطب أو القارئ يقول: إذا هذا يقابل هذا والحمد لله!، فلكل مقام مقال، فالتقويم له شيء أو له حال، وحكم والرد على الباطل له حال.).
وهذه نقول لبعض أهل العلم في الحث على اجتناب الطعن والتشهير بالعلماء قال العثيمين رحمه الله
وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون
وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرّح العالم، لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشي من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح.
وهذه نصيحة للشيخ الفوزان حفظه الله- أنا أقول اتركوا الكلام في الناس
أتركوا الكلام في الناس فلان حزبي فلان كذا أتركوا الكلام في الناس ابذلوا النصيحة وأدعو الناس إلى اجتماع الكلمة
وإلى تلقي العلم عن أهل وإلى الدراسة الصحيحة إما دراسة دينية وهذه أحسن أو دراسة دنيوية تنفع نفسك وتنفع مجتمعك أما الاشتغال بالقيل والقال فلان مخطئ وفلان مصيب هذا هو الذي ينشر الشر ويفرق الكلمة ويسبب الفتنة ... إذا رأيتَ على أحدٍ خطأ .. تناصحه بينك وبينه مب تجلس في مجلس تقول فلان سوى كذا وفلان سوى كذا ... تناصحه فيما بينك وبينه .. هذه النصيحة أما كلامك في المجلس عن فلان هذه ليست نصيحة هذه فضيحة .. هذه غيبة .. هذه شر.
ومن كلام الشيخ بكر أبوزيد وإذا علمت فشوّ ظاهرة التصنيف الغلابة وأن إطفاءها واجب فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقا منها إنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم –ذبيحا- فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمي ثم يرميه في الطريق ويقول أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان ....... إنهم بحق رمز الإرادة السيئة يرتعون بها بشهوة جامحة، نعوذ بالله من حالهم لا رعوا. اه
قال الله تعالى- وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا -
الرجاء من الإخوة الذين يريدون أن يثروا الموضوع بمشاركاتهم تجنب ذكر أسماء الشيوخ والجماعات زادكم الله هدى.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 04:55]ـ
[ quote= أبوعبيدة الغريب;78588] إومن آثار الداء أن ترى لحوم العلماء على موائد الفضلاء بله السفهاء فتجد طالب العلم شغله الشاغل تتبع الردود فتمر عليه السنون ولم يحصل من العلم سوى قيل وقال وترى العامي أول ما يستقيم وتظهر عليه علامات الصلاح يبدأ بشتم العلماء والحط من أقدارهم وتعليق القوائم ورفع الأقلام وتجفيف الصحف ولقد قال الشيخ المطلق حفظه الله-في وصف صنف من الناس اشتغلوا بالتجريح- (والذين يأخذون بالظِنّة، والذين لايقبلون التوبة، والذين لا يناقشون الناس، ولا ينشرون الخير).
ومن آثار هذه الفتنة انتقال سلسلة التكفير إلى التبديع فترى في أسباب تجريح الشيخ ثناؤه على فلان وقد جرح فلان هذا لثنائه على علان.
صدقتَ ونصحتَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 04:03]ـ
سلم الله لسانك وبوركت أناملك، وها أنا أنقل موضوعك هذا في ملتقياتنا (ملتقيات شبكة البصير الإسلامية)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 01:09]ـ
جزاك الله خيراً، ونسأل الله جل وعلا أن يرفع عنا هذه الفتنة.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 04:10]ـ
بارك الله فيكم -أبو يوسف التواب الشيخ ياسين الأسطل شريف شلبي-.
اللهم اجعل اقوالنا تصديقا لأفعالنا.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13240(/)
كيف حالك أيها المسجد في صلاة الفجر .. ؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 06:21]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد:
فإنَّ واقعنا المرَّ الأليم الذي نتجرع فيه غصص التفريط في شعائر الله يفرض علينا أن نتبصر بمواقع الزلل منا في فسحة الإمهال قبل ان تنقضي الآجال ونصير إلى الزوال فتكون الحسرة والوبال , وقد وجدت نفسي وبعضَ المسلمين لا يكاد يسلم لنا أسبوع أو شهر من تغيب فاضح بلا عذر شرعي عن جماعة المسلمين في صلاة الفجر و وبعضنا هداه الله لا تشهد له الأرض بوطأة قدمٍ ذهاباً للمسجد في هذه الفريضة -عياذا بالله- حتى أصبحت الصورة العامة في مساجد المسلمين تنبئ الناظر أن هذا الفرض أوجب وآكد في حق من انحنت ظهورهم واشتعلت لحاهم وروسهم شيباً فهم أكثر رواده المساجد في هذه الساعة ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.!
فأين شبابنا عن صلاة الفجر.؟
إنهم وللأسف -إلا من رحم الله- ظالمون لأنفسهم يبيت أحدهم يبارز الله بمحارمه في ساعة التنزل الإلهي لا يستحي من الله يتراقص ويتمايل وينتهك الأعراض ويصول ويجول وكأن إنعام الله عليه بالشباب والفراغ من الشواغل والسلامة من العلل لا يُشكَرُ الله عليه إلا بهذا حتى إذا طلع النهار انقلب على وجهه حتى يعلف مما كتب الله من طعام يزيد به بنيته لتأكله النار -إن لم يتداركه الله برحمته- فكيف تنتصر أمةٌ هم شبابها الريُّ والشبع واللعب والتكاثر .. ؟
ومن شبابنا من يسهر حتى يأذن الفجر بالطلوع وينام ويمنيه الشيطان الرجيم بالاستيقاظ , وهيهات هيهات , ولا يشعر إلا وقد ودعته صلاة الفجر وداعاً لا لقاء بعده أبداً إلا بين يدي الله سبحانه وتعالى يحاسب عن تقاعسه وتصامم أذنه عن داعي ربه وعندها تكون الحسرة والندم ويعض على أصابعه من شدة الألم ,بينما لو كان على موعد إقلاع رحلةٍ أو تقديمٍ لوظيفة أو استقبال ضيف عزيز لما لذَّ له منامٌ, فلم كانت محاب الله ومراضيه أهون علينا من هذه الأمور.؟
يقول الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي -المدرس بالحرم النبوي الشريف- حفظه الله:
في شرح سنن الترمذي (بَاب مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ فِي الْجَمَاعَةِ)
يقول-عليه الصلاة والسلام-: ((بشر المشّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)): قوله: ((في الظلم)) جمع ظلمة، والمراد بذلك: ظلمة الليل في أول الليل في صلاة العشاء، وظلمة آخر الليل حينما تكون صلاة الفجر، فدل على اختصاص هاتين الصلاتين بهذه الفضيلة المذكورة.
وقوله-عليه الصلاة والسلام-: ((بالنور التام يوم القيامة)): النور ورد عن النبي أن الحسنات والطاعات تكون نوراً للمؤمن، فهي نورٌ للمؤمن في الدنيا ونورٌ له في قبره ونورٌ له في حشره ونشره بين يدي ربه، فأمّا كونها نوراً على الإطلاق فإن النبي قال كما في الصحيح: ((الصلاة نور)) قال العلماء: إن النبي أخبر أن الصلاة نور، فهي نورٌ على الإطلاق، ويشمل ذلك نور الدنيا والآخرة؛ لأن قوله: ((نور)) نكرة والنكرة تفيد العموم ولذلك ترى المصلين وجوههم مشرقة مضيئة بخلاف من يترك الصلاة-نسأل الله السلامة والعافية- فعلى وجوههم قترة وعليها ظلمة المعاصي-نسأل الله السلامة والعافية-، وأمّا كون القبر ينور بالطاعة فيدل على ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي أنه دخل على أبي سلمة وأرضاه- وقد فاضت روحه إلى ربه ومولاه، وقد شخص ببصره وعيناه فأغمض-صلوات الله وسلامه عليه- عينيه وقال: ((إن البصر يتبع الروح)) ثم سمع الصياح في داخل البيت فقال-عليه الصلاة والسلام-: ((لا تقولوا إلا خيراً فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون))، ثم قال-عليه الصلاة والسلام-: ((اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونوّر له فيه)): فأخبر-صلوات الله وسلامه عليه- بأن القبور تنور ويكون نورها على قدر الطاعات والخير والاستقامة من العبد؛ لكن الحديث الذي معنا أخبر فيه النبي بنورٍ خاص وهو النور يوم القيامة: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} فهذا النور يكون في عرصات يوم القيامة، فإما أن يكون نوراً على الصراط إذا اجتازه المؤمن فإنه يكون له النور على قدر العمل فمن كان نوره عظيماً مرَّ كالبرق، ومن كان نوره دون ذلك كان كالريح المرسلة، أو كأجاود الخيل، و من كان قليل الخير والطاعات أطفئ نوره وأضئ له إذا أُطفئ له كادت كلاليب النار أن تتخطفه فناجي من النار أو مخدوش، فعلى قدر الخير والاستقامة يكون النور، وقال بعض العلماء: إن النور يكون في الحشر قبل الصراط فالناس يوم القيامة إذا حشروا ونشروا بين يدي الله جبار السماوات والأرض وعرضوا فإنه تكون للقيامة أحوال وعرصات ومواقف مختلفات متباينات فتارةً يكون النور وتكون الظلمة فيحشر الله المطيعين والعاصين، فأما المطيع فإنه يتلألأ وجهه بنور الطاعة والخير والاستقامة، وأما من عصى الله فإن وجوههم تكون عليها قترة-نسأل الله السلامة والعافية-: {وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
وقوله-عليه الصلاة والسلام-: ((بالنور التام يوم القيامة)): فيه دليل على فضل الصلوات عموماً وصلاة الفجر والعشاء، وأن الموفق السعيد يحرص على حصول هذا الخير والفضل، قال بعض العلماء-رحمهم الله-:
إن هذه الفضيلة المذكورة في هذا الحديث الشريف لا تكون إلا بالنية الخالصة الصادقة التي يراد فيها وجه الله سبحانه وتعالى فإذا وفق الله العبد وأراد أن يتم له النور رزقه الحرص على هاتين الصلاتين خاصة صلاة الفجر، وبشائر القبول والتوفيق للموفقين أن تجده بمجرد صلاته للعشاء يحمل هم القيام لصلاة الفجر قد جعل الله الآخرة أكبر همه ومبلغ علمه وغاية رغبته وسؤله لا يحمل هم القيام لمصالحه الدنيوية؛ ولكن الآخرة خير وأبقى ومن هنا يحمل هم القيام لشهود هذه الصلاة حتى إن بعض الصالحين إذا وفق لصلاة العشاء أكثر من الدعاء أن يوفقه الله لشهود صلاة الفجر، ثم يأخذ بالأسباب المعينة على شهودها لينال هذا الفضل العظيم، فينام مبكراً حتى إذا سمع داعي الله إلى الصلاة قام من فراشه مجيباً ذلك الداعي بكل همة ونشاط فلا يقوم وهو كسول وفيه الخمول ولكن يقوم بنفس أبية صادقة في طلب رحمة الله ومرضاة الله عز وجل، يستشعر أن الصلاة تشفع له في لقاء الله ونور له بين يدي الله فعندها يهب قوي النفس مرتاح البال منشرح الصدر حتى إذا مضى إلى بيوت الله آثر أن يمشي بقدميه مع قدرته على الركوب، يستشعر أن الله يسمعه ويراه فهو في ظلام الليل وكونه في شدة الظلمة قلبه مليءٌ بالإيمان بالله عز وجل أن الله مطلع على خروجه، وأن الله عالم بحركاته وسكناته فيتملق ربه بصالح العمل يذكره ويشكره ويسأله المزيد من فضله ولفضل الخروج في هذا الوقت إلى بيوت الله وشهود الفضائل في مساجد الله فهذا الوقت وقت النور والخير ففي الحديث الصحيح عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى صلاة الفجر قال: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وأعظم لي نوراً)) فلا إله إلا الله ما أفضلها من طاعة وأجلها فتلك هي الساعات التي تُشحذ فيها همم المؤمنين والمؤمنات فيخرجون من بيوتهم بقلوب مطمئنة وصدور منشرحة ونفوس زاكية مرضية راضية، ولذلك إذا أراد الله بالعبد التوفيق وفقه لشهود هذا الخير العظيم، فإذا صلى الصلاة ووقف بين يدي الله عز وجل أتم للصلاة ركوعها وخشوعها، فلو كان في أشد التعب والنصب فإنه يقبل على الله قلباً وقالباً يستشعر الآيات والعظات كأنه في أتمِّ ما يكون من الراحة والهناء، فإذا أراد الله أن يتمم نعمته وأن يبارك له في خيره وبره ورحمته وفقه للجلوس إلى طلوع الشمس فجلست تلك النفس الطيبة والروح الزاكية تذكر ربها وتثني على خالقها لا يستشعر أن له فضلاً على الله وإنما الفضل كل الفضل لله، وكأن لسان حاله يقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا يتصور كم من مريض يتمنّى خروجه وشهوده، ويتصور كم من محروم يتمنّى أن يكون معه في مسجده وصفه، ويتذكر من حُرم هذا الخير العظيم، فيقول: اللهم لك الحمد أن اخترتني ووفقتني فإذا وفق لهذا الفضل العظيم خرج من بيت الله-جل وعلا- وقد أرضا ربه واطمأن قلبه وأصاب الخير العظيم ففتح الله في وجهه أبواب الخير ويسر له الرزق وبارك له في يومه وأهله وولده وأصبح يرى بركة ذلك الخير والطاعة في جميع أحواله وشؤونه، فالقلوب تحبه وتجله؛ لأن العمل الصالح يوجب محبة الناس والأنس بالعبد وهيبته وإكرامه وإجلاله، والعكس بالعكس-نسأل الله السلامة والعافية-، فإذا نادى منادي الله على المحروم تسلطت عليه النفس التي تأمر بالسوء تسلطت عليه نفس أمّارةٌ بالسوء وشيطان مريد فقال: انتظر فما زلت في التعب والنصب لم تقم الصلاة فلا تعجل فلعلك أن تدرك الإمام حتى إذا قارب وقت الإقامة خذله عدو الله فغفت عيناه عن فريضة الله، ولم يستشعر إلا والإمام قد سلم من الصلاة فودعته صلاة الفجر وداعاً لا لقاء بعده أبداً إلا بين يدي الله سبحانه وتعالى يحاسب عن تقاعسه وتصامم أذنه عن داعي ربه وعندها تكون الحسرة والندم ويعض على أصابعه من شدة الألم؛ ولكن ولات حين ساعة مندم يقول: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}.
-فنسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يلهمنا فعل الخيرات، وأن يعيننا على إقامة الصلوات، اللهم ارزقنا خشوعها، والقيام بحقوقها، واجعلها شفيعة لنا بين يديك، يا أرحم الراحمين -(/)
ونحن نطمع طمعا شديدا أن ندخل في المعطوفين!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
بيان المقصود بـ (السلف) للشيخ الدكتور محمد أمان الجامي رحمه الله
رئيس قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً
عند شرحه للتدمرية وقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل).
قال الشيخ الجامي رحمه الله: (نقف عند السلف، من هم السلف؟ ومتى سموا بالسلف؟ وما السبب في هذه التسمية؟ وهل هناك أناس غير السلف؟ هنا بحث ينبغي أن يفهمه طالب العلم.
السلف من حيث اللغة كل من سلفك وسبقك، كل من سبقك من آبائك وأجدادك وشيوخك سلفك، إذن سلفنا كل من سبقنا بالإيمان بالله وبرسوله وبكتابه وبالعمل بذلك، أولئك هم السلف، بالنسبة للتابعين سلفهم الصحابة، وبالنسبة لتابع التابعين سلفهم الصحابة والتابعون، وبالنسبة لنا: الصحابة والتابعون وتابع التابعين حتى أتباع التابعين ممن لم يغيروا ولم يبدلوا من سلفنا لأنهم سبقونا إلى هذا الميدان إلى هذه العقيدة.
لفظة (السلف) لقب اصطلاحي، (السلف وأهل السنة والجماعة والأثري) هذه الألفاظ الثلاثة اصطلح عليها بعد أن تغيرت الأحوال وقل الذين يتبعون الصحابة، أي في عهد العباسيين بعد أن دخل علم الكلام فغير مفاهيم كثيرة ونضج هذا العلم وغطى على منهج السلف حتى كاد يُجْهَل كما قال المقريزي عند ذلك إذا رأوا إنسانا ملتزما متمسكا ينهج منهج الصحابة قالوا هذا سلفي، هذا أثري، أي يتبع السلف ويتبع الأثر، الأثر السنة، وقالوا هذا من أهل السنة والجماعة، وفي وقت متأخر ربما أطلقوا على هؤلاء أنه حنبلي نسبة إلى الإمام أحمد صاحب الامتحان الذي امتحن ونجح نجاحا جعل أهل عصره يعترفون له أنه إمام أهل السنة والجماعة وقامع البدعة، لذلك كل من ينسب إليه يقال له حنبلي، ومن توفيق الله تعالى كل الذين تمذهبوا بمذهب الإمام أحمد حتى في الفقهيات كانوا كلهم على منهج السلف إلا الأفراد القليلين الذين تأثروا بالأشعرية فيما بعد.
الشاهد لفظ السلف، عندنا (سلف) و (سلفيون) و (خلف) والناس ثلاثة في هذا الباب، إما سلف وهم الذين عنتهم الآية الكريمة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " هؤلاء هم السلف الأول وهم الجماعة، أما السلفيون داخلون في هذا العطف العظيم عطفهم الله على السابقين بقوله " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان " هؤلاء هم السلفيون، الذين اتبعوا السلف بإحسان، أي قبل أن يغيروا أو يبدلوا ونهجوا نفس المنهج، هؤلاء والذين اتبعوا السلف بإحسان هم السلفيون.بقي فريق ثالث (الخلف) كل من جاء بعد من قبله مغيرا لما كان عليه من قبله ومخالفا لمن كان قبله يقال له (خَلَفَ) أو (خلْف) لأنه خالف وقد أطلق القرآن على هؤلاء لقب (الخلْف) في موضعين " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " في سورة مريم، وقال " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب " في آل عمران أطلق القرآن على الخَف لفظة الخلف بالسكون في موضعين، الغالب كما يقول أهل اللغة: إذا كان مخالفا لمن قبله إلى الشر الغالب بالسكون (الخلْف) وقد يطلق بالخلَف.
إذن الناس في هذا الباب ثلاثة: (سلف) (وسلفي) (وخلْف أو خلَف) ولا يوجد في باب العقيدة المذاهب الأربعة، لا توجد في هذا الباب المذاهب الأربعة، هما مذهبان (سلفي) (وخلفي) لا ثالث لهما، أما في باب الفروع كما يعلم طلاب العلم المذاهب المشهورة عند المسلمين أربعة وإلا هي أكثر من أربعين، مذاهب أهل العلم في الفقهيات كما تعلمون من دراسة كتب الفقه والحديث أكثر من أربعين فقيها، لكن هؤلاء الأربعة بارك الله في تلامذتهم وسجلوا آراءهم واستنتاجاتهم واستنباطاتهم فعرفت مذاهبهم وإلا يوجد من هو أعلم من بعضهم، قيل: الليث بن سعد أعلم من مالك، هما يعيشان في وقت واحد، الوقت الذي كان يعيش فيه مالك في هذا المسجد يعيش الليث بن سعد في مصر إمام أهل مصر.
الشاهد في بابنا هذا المذهب مذهبان (حق) و (باطل):
أما مذهب السلف فكله حق لأنه ليس مذهبا وضعيا اجتهاديا وقد أثنى الله على السلف في الآية السابقة من قال الله فيهم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها " هذا الوعد العظيم والثناء العظيم إنما هو لخير هذه الأمة " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم " ونحن نطمع طمعا شديدا أن ندخل في المعطوفين " والذين اتبعوهم بإحسان " من فاز بهذا العطف فقد فاز ولكن نستعيذ بالله أن نكون ممن غير وبدل، هذا الذي ينبغي أن يفهم، لأن علم هذا الباب علم عملي ليس علم حكاية لذلك ينبغي أن تُعرف هذه الطوائف وهذه الطبقات من الناس والعمل على ضوء ذلك العلم.أهـ (من شرحه للتدمرية الشريط الأول) أنظر مكتبة الشيخ الألكترونية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 03:50]ـ
إذا رأوا إنسانا ملتزما متمسكا ينهج منهج الصحابة قالوا هذا سلفي، هذا أثري، أي يتبع السلف ويتبع الأثر، الأثر السنة
مشكلتنا يا أخ الآن فيمن يزكي نفسه بالانتساب للسلفية وهو أبعد ما يكون عنها.
لذا كانت المسميات اليوم للبعض غطاء لمنهجهم الفاسد، حتى إن الواحد منهم يصدق نفسه معصوم.
الله لا يشغلنا إلا بطاعته
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:35]ـ
الأمل الراحل
لا عليك بمن أخطأ - في ظنك - ولكن عليك بنفسك فحاول أن تكون من المعطوفين في قوله تعالى {والذين اتبعوهم بإحسان}
فهذا هو الغرض من نشر هذا العلم النافع.
واعلم أن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله الذي افنى عمره وهو يُدرّس العقيدة السلفية الصحيحة ويدافع عنها يقول: " نحن نطمع في أن نكون من المعطوفين "!!؟
فإذا كان من كانت تلك حاله يطمع مجرد طمع!
فهل تعتقد أن مثلي يجرؤ على أن يزكي نفسه وأنه من الفرقة الناجية؟!!
ولكني أرجو الله أن يقبضني وأنا على دربهم بدون تبديل ولا تغيير.
وقد قيل " من جهل شيء عاداه ".
وأحسن منه قول الصادق المصدوق: " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ".
ـ[ابن رشد]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 09:44]ـ
اللهك اجعلنا جميعا من المعطوف عليهم آمين
بارك الله فيك أخي أبوعمر
ـ[عامي فقير]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 01:37]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عمر ورحم الله الشيخ العلامة محمد أمان الجامي
وعجبي لا ينقضي ممن يفرق بين منهج محمد أمان وبقية علماء السنة بلا دليل ولا برهان نسأل الله السلامة والعافية
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 07:00]ـ
لا عَجَبْ , فالسلفيّه أصبحت شِعَار , كُلٌّ يرُدده , الفاجر والتقي ,, المُبتدع وغيره ,, للأسف نسوا أن العمل هو المحك , أما المُسميّات التي يُطلقها الآخرون على أنفسهم , ماهيّ إلا سِتار , ليخفوا بهِ جُنحتهم ,, فإلى الله المُشتكى!
كالقائل:
وكُلٌّ يدعّي وصلاً بليلى ** وليلى لا تُقِرُ لهُمْ بِذاكَا ..
قال الشيخ المُربي " مُحمّد صالح العُثيمين " (رحمه الله)
((أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالإمام وهو ما أرشد إليه النبي ? في قوله: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين .. والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى (السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف)) (1)
--------------------
(1) شرح الأربعين النووية، حديث (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، ص (308، 309).
أ. هـ
رَحِمهُ الله وغَفَرَ لهُ
منقول
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4241&highlight=%C7%E1%CD%CC%C7%C8
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 11:29]ـ
اللهك اجعلنا جميعا من المعطوف عليهم آمين
بارك الله فيك أخي أبوعمر
اللهم آمين
بارك الله فيك يا ابن رشد.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 11:34]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عمر ورحم الله الشيخ العلامة محمد أمان الجامي
وعجبي لا ينقضي ممن يفرق بين منهج محمد أمان وبقية علماء السنة بلا دليل ولا برهان نسأل الله السلامة والعافية
لا عليك يا أخي وأسال الله أن يهدي الضال ويفقه الجاهل ويتوب على الباغي
فمنهم إخوان لنا ولكنهم بغوا علينا.
وفي هذا النقل عن إمام العصر الشيخ ابن باز رحمه الله تطييب لخاطرك:
قال الشيخ الوالد ابن باز رحمه الله تعالى:
في شريط الأسئلة السويدية الجزء الثاني مايلي عندما سأله أحد الحضور أن ينصح الشباب من الجامية ظانا انها فرقة خطيرة:
فقال رحمه الله::::::: (
هل هناك فرقة تسمى جامية؟؟؟ هل قصدهم بذلك القذف في الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله؟؟؟ هذا السائل مخطئ خطأ عظيم وللاسف جانب الصواب .... الشيخ محمد امان الجامي والشيخ ربيع المدخلي وكل مشايخ المدينة من المشايخ السلفيين المعروفين لدينا بالعلم والعقيدة السليمة واوصي الشبابا بالاستفاده منهم وقراءة كتبهم وطلب العلم عندهم .... ومن قال عنهم جامية فقد سبقوه اسلافهم عندما قالوا اننا وهابية فنقول لهؤلاء على فهمهم نحن وهابية جامية كلنا جامية لانها مصطلح جديد اخترعه جهال يريدون قذف دعوة الشيخ محمد عبدالوهاب فكلنا جامية وهابية لأننا سلفيين ان شاء الله تعالى) .... أهـ
(((((المرجع)))) شريط الأسئلة السويدية الجزء الثاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 11:37]ـ
لا عَجَبْ , فالسلفيّه أصبحت شِعَار , كُلٌّ يرُدده , الفاجر والتقي ,, المُبتدع وغيره ,, للأسف نسوا أن العمل هو المحك , أما المُسميّات التي يُطلقها الآخرون على أنفسهم , ماهيّ إلا سِتار , ليخفوا بهِ جُنحتهم ,, فإلى الله المُشتكى!
لافض فوك
وأنا من الشاهدين على كلامك وكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورحمكِ.
ولكن عليك بطلب العلم عن أهله , حتى يكون الميزان عندك الشرع وليس العاطفة والعقل.
فإن كان الشرع ميزانك عرفت الصالح من الطالح {وأتقوا الله ويعلمكم الله}.
ارشدك الله لمحابه
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 04:26]ـ
يرفع للفائدة(/)
أسئلة للأخوة الكرام خاصة الأخ عيد فهمي
ـ[عامي فقير]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 08:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم إخواني الكرام
أولا: لقد دخلت منتداكم هذا عن طريق الصدفة وقد كنت أبحث عن كتاب للشيخ الريسوني كل بدعة ضلالة ولكني لم أجد ضالتي فرأيت أن أتجول بين صفحات المنتدى لكن سرعان ما قرأت شيئا أذهلني
والله إنكم أيها الجاميّة الشوهاء بلاء على المجتمع بأسره لا توقرون عالما ولا تحسنون علما ولا تعرفون معروفا ولا تنكرون منكرا إلا ما أُشرب من هواكم.
والقول للأخينا عيد فهمي وفقه الله لكل خير
وأقول أنا لست سلفيا ولا إخوانيا ولا تبليغيا بل عامي لست من طلبة العلم ولا حتى من طلابه الصغار والأمر يرجع لسببين تقصيري وقلة أهل العلم أو انعدامهم في بلدنا لكن أريد إدراك الحق
ومررت القول على أن اخانا من أعداء المنهج السلفي وهذا شأنه وفقه الله لكن لما تابعت مناقشته للأخينا أبو عمر السلفي وجدت انه يدافع عن الشيخ ابن باز رحمه الله فستغربت كثيرا
كيف الرجل يطعن في علم من أعلام السلفية الشيخ محمد أمان الجامي ويزكي علما آخر
ألا يعلم أن الشيخ ابن باز قد أثنى على الشيخ محمد أمان الجامي بعد موت هذا الأخير أي الشيخ محمد؟؟؟
وقوله جامية يقتضي أن هذه جماعة منظمة لها تكوينها الخاص لعله يفيدنا بهذا
ثم ما الذي خالف الشيخ محمد علماء السنة فيه حتى ينسب إليه جماعة معينة؟
ألم يسأل الشيخ الفوزان عن الجامية فرد القول وأثنى خيرا على الشيخ محمد أمان وقال أن هذا من الحسد؟؟؟
ألم يثني الشيخ اللحيدان على محمد أمان؟؟
ألا يقتضي من أخينا عيد الفهمي ومن على شاكلته أن يقولوا عن هؤلاء الأئمة أنهم جامية
هذا وليعلم الإخوة الكرام أني كنت متردد جدا في كتابة هذا الموضوع لكن والله أحب أن أعرف ماذا خالف الشيخ محمد أمان فيه علماء السنة حتى تنسب إليه جماعة برمتها؟؟؟
فإن كان خالف في شيء فبينوه لنا حفظكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 08:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك ليس الكلام في الشيخ الجامي رحمه الله فقد أفضى لما قدّم
ولكن الكلام فيمن انتسبوا إليه وأطلقوا ألسنتهم في أهل العلم بدعوى أنهم أهل جرح وتعديل.
والعيب في جماعة انتسبت لشخص ليس معناه العيب في الشخص نفسه.
فمثلا عندما نعيب على الأشعرية لا نقصد ذمّ الإمام الأشعري لأننا نعلم أنه رجع إلى عقيدة أهل السنّة في آخر عمره.
ولن أطيل في توضيح هذا الأمر فهو واضح لِمَن تدّبره
والله الموفّق
ـ[عامي فقير]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:57]ـ
حياك الله أخي الكريم
لكن أعذرني ففهمي قاصر وعلمي ضئيل
ولست أريد الدخول في جدال فكما ذكرت لست لا سلفيا ولا إخوانيا ولا تبليغا إنما انا من عوام الناس
قلت بارك الله فيك وزادك الله علما ورفعة
ولكن الكلام فمن إنتسبوا إليه
أقول: لا أعلم من السلفين الذين يدافعون عن الشيخ محمد أمان أحدا ينتسب إلى الشيخ رحمه الله بل لا يرضون ذلك للأنفسهم ودونك شريط للشيخ عبد العزيز الريس أظن إسمه حقيقة الجامية
قلت: وأطلقوا ألسنتهم في أهل العلم
أقول: هذا كلام مجمل يحتاج إلى تفصيل فلم أسمع من أحد من السلفيين -الجامية عندكم- يطعن في الشيخ الألباني أو ابن باز والفوزان والليحدان وغيرهم كثير وهم أكثر الناس دفاعا عنهم فيما أعلم فياريت بينت من هم هؤلاء العلماء
قلت: والعيب في جماعة إنتسبت
أقول: هذه جاء الرد عليها بانهم لا يرضون بهذا التسمية بارك الله فيك ونفع بك
قلت: ليس معناه العيب في الشخص نفسه واستدللت على ذلك بمثال الأشاعرة والإمام الأشعري
أقول: الإمام الأشعري كان على هذه العقيدة كما ذكرت وخالف معتقد أهل السنة قبل ان يمن الله عليه بالهداية
لكن أين مخالفة الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله لعلماء السنة وما هي العقيدة التي جاء -من قبل ومن بعد- بها حتى تنسب إليه جماعة ما؟
فلو قلت انا مثلا أن فلان وهابي -كما يرمي أهل البدع أهل السنة - يعني أنه يدعوا لما يدعوا إليه الإمام محمد بن عبد الوهاب أو لا؟
ولو قلت فلان إخواني - انه ينتسب إلى الإخوان المسلمين ويحمل فكرهم- وقس على ذلك
وأنت بارك الله فيك سقت الكلام في سياق الذم والسب والشتم والرمي بالعظائم فرميتهم بأنهم بلاء على المجتمع بأسره
فلو قلت بارك الله فيك الجبرنيون بلاء على المجتمع بأسره؟ ماذا كنت سترى؟
فإن كنت عالما بأن الشيخ قد أفضى لما قدم فدع عنك هذه التسمية بارك الله فيك وكفاك غيبة للناس فقد قيل أشقا الناس من إشتغل بالناس عفانا الله وإياك من هذا الداء الخطير
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:23]ـ
يا أخي الفاضل
هذه المسألة واضحة وضوح الشمس وهي أقل من أن يدور فيها جدل ويضيع فيها الوقت، ولو تخيرت من مسائل العلم ما ينفعك وينفع إخوانك لكان أفضل. بارك الله فيك.
ولذلك سوف أغلق هذا الموضوع.(/)
أسباب التوفيق
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:14]ـ
التقوى
التقوى وأنها البداية الصحيحة في الطلب
أولاً: التقوى وأنها البداية الصحيحة في الطلب: لقوله تعالى: {. . . وَََاتَّقُواْ اللَّهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (1).
فقد اشتملت الآية على أمر ووعد؛ أمر بالتقوى، ووعد بالعلم الذي هو معقد كل عز، ومجمع كل فضيلة.
ويعلمكم اللَّه: أي: كل خير يحبه، ويرضاه.
فلكي تبدأ البداية الصحيحة، ويقال لك في الملإ الأعلى: يا باغي الخير أقبل (!) وتضع لك الملائكة أجنحتها، رضاً بما تصنع، ويستقيم لك الطريق؛ فلا ترى فيه عوجاً، ولا أمتاً، وتُكفى العثار وتكفى أن ترهق صعوداً؛ فلا عقبات، ولا عثرات؛ عليك أن تلبس نعال التقوى؛ فهي على صعاب الطريق أقوى (!) ومادتها اجتناب المحارم (!) وإياك ونعال المعاصي. . فلا يقال لك: اخلع نعليك (!) أو ارجع على عقبيك (!) أو ليس هذا بعشك فادرجي. . (!) فليس في هذا الطريق مع غياب التقوى، ووجود المعاصي محابة، فانظر نعليك، قبل أن تُرَدَّ على عقبيك، وتُذَادَ عن حياض العلم ذوداً كغرائب الإبل.
فلن يستقيم لك السير في طريق العلم كما تريد ما لم تستقم على مراد الله، فلا للذنوب والمعاصي والآثام؛ فإذا زلت بك القدم، وألممت بذنب؛ فقم واستغفر؛ وإياك أن تقيم عليه صريعاً، ولا تجعلها الزلة التي تودي بك.
* التقوى تحفظ القلوب من مفسداتها:
والتقوى حافظة للقلوب من مفسداتها، ومما يكدر صفوها، ويذهب طراوتها، وكفى بها أنها تعصم صاحبها الذنوب؛ فإن الذنوب تميت القلوب، وحياة القلوب ترك الذنوب؛ كما قال ابن المبارك عليه رحمة اللَّه:
رأيت الذنوب؛ تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب؛ حياة القلوب
وخير لنفسك؛ عصيانها
فقلب رانت عليه الذنوب بما كسب صاحبه، وأحاطته الشهوات، وجاءه موجها من كل مكان؛ فغمرته، وعن ربه حجبته؛ أنى له العلم (؟!).
* إشارة لطيفة لأبي حامد الغزالي لمن أراد المعرفة من كتابه: ((الإحياء)):
قال أبو حامد رحمه اللَّه تعالى: ((أنوار العلوم لم تحجب من القلوب لبخل، ومنع من جهة المنعم تعالى عن ذلك، بل لخبث وكدورة، وشغل من جهة القلوب؛ فإنها كالأواني مادامت مملؤة بالماء لا يدخلها الهواء، والقلب المشغول بغير اللَّه لا تدخله المعرفة بجلاله)).
قلت: وهذا كلام نفيس ينبغي لطالب العلم أن يهتم له؛ فإنه يربو على الغاية في الإرشاد والتذكير، لمن أراد مواصلة المسير.
* إشارة لطيفة لابن القيم لمن أراد صفاء قلبه من كتابه: ((الفوائد)):
قال الإمام الرِّبِّيُّ ابن قيّم الجوزية قدس اللَّه روحه: ((فمن أراد صفاء قلبه فليؤثر اللَّه على شهوته، فإن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن اللَّه بقدر تعلقها بتلك الشهوات)).
* إشارة أخرى للمؤلف في أن العمى عمى البصيرة:
قلت: فالعلم لشرفه، ورفعته لا يدخل إلا القلوب الصافية الرقيقة، فاحرص على صفاء قلبك ورقته؛ يمتلىء بالحكمة والفقه في الدين إن كنت في ذلك من الراغبين.
وليكن لك قلب تعقل به، وأذن تسمع بها، ولا عليك إن لم يكن لك عين تبصر بها؛ {. . . فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (2).
قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (3).
فأين العين ههنا (؟) لا محل لها (!) إذاً اقطع علائق قلبك بالشهوات يبصر، ويرى.
وقد أحسن القائل:
القلب يدرك ما لا عين تدركه
والحسن ما استحسنته النفس لا البصر
وما العين التي تعمى إذا نظرت
بل القلوب التي يعمى بها البصر
* من آثار المعاصي حرمان العلم:
قال ابن قيم الجوزية رحمه اللَّه تعالى: ((وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب، والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا اللَّه.
فمنها: حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه اللَّه في القلب، والمعصية تطفىء ذلك النور.
ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقد ذكائه، وكمال فهمه، فقال: إني أرى اللَّه قد ألقى على قلبك نوراً؛ فلا تطفئه بظلمة المعصية)) (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو عبداللَّه محمد بن إدريس قدس اللَّه روحه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور اللَّه لا يهدى لعاصي
* نور اللَّه والمعصية لا يجتمعان في قلب واحد:
إذاً نور اللَّه، والمعصية لا يجتمعان في قلب امرئ أبداً، فحيث كان في القلب أحدهما فلا مكان للآخر.
فإذا شكوت سوء حفظ، أو عدم فهم؛ فلعمر إلهك إنها الذنوب، فكم قطعت بطالب علم، وأثقلته وأقعدته (؟!) وكم أوقرت من أذن، وجعلت على بصر غشاوة (؟).
فالزم حماك اللَّه حمى التقوى؛ تكن في طلب العلم أقوى.
((سئل أبو هريرة رضي الله عنه عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقاً ذا شوك (؟) قال: نعم، قال:كيف صنعت (؟) قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه، أو جاوزته، أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى.
وأخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال:
خل الذنوب صغيرها
وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أر
ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى
قال ابن رجب رحمه اللَّه: وأصل التقوى: أن يعلم العبد ما يتقي ثم يتقي، قال عون ابن عبد اللَّه: تمام التقوى أن تبتغي علم ما لم يعلم منها إلى ما علم منها)) (5).
قال الشاعر:
وبالتقى تغنم الإصلاح في عمل
وتستفيد به علماً بلا سهر
ونفع ذلك لا يحصى له عدد
ونص ذلك في آي الكتاب قُري
يتبع إن شاء الله
ــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة الآية: (282).
(2) سورة الحج الآية: (46).
قال بشار بن برد الشُعبي
عميت جنيناً والذكاء من العمى
فجئت عجيب الظن، للعلم موئلا
وغاض ضياء العين للعلم رافداً
لقلب إذا ما ضيع الناس حصَّلا
قلت: مما من شكٍّ أن بشار بن برد ـ أعمى البصيرة ـ مخطىء في نسبة الذكاء إلى العمى فليس الذكاء كما يقول من العمى، فقد عمي جنيناً وأعمى الله بصيرته كبيراً فجمع الله له بين الاثنين عياذاً بالله رب العالمين فقد كان شعوبياً إبليسيّاً يؤثر عبادة النار على الواحد القهار ويفضل إبليس على آدم عليه السلام، وقد نص الله في كتابه أنه لا يلزم من عمى العين عمي البصيرة وقد يجتمعان كما هو حال بشار وحينئذ ليس لمن هذا حاله عند الله إلا النار عياذاً به تعالى.
(3) سورة ق الآية: (37).
(4) ابن قيم الجوزية (الداء و الدواء) (فصل آثار المعاصي).
(5) ابن رجب الحنبلي (جامع العلوم والحكم) (1/ 402) تحقيق شعيب الأرناؤوط، و إبراهيم باجس.
ضبح العاديات -وكتب أبو عبيد العمروني
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 07:43]ـ
الإحسان
ثانياً: الإحسان: لقوله تعالى: {. . . وَكَذَلِكِ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (1)، وذلك بعد ما أخبر سبحانه عن يوسف وموسى عليهما السلام، وما آتاهما من العلم، وأصبغ عليهما من الفضل.
والإحسان كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، ومسلم ابن الحجاج، وأصحاب السنن: ((أن تعبد اللَّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) (2).
وليس المراد، ولا المقصود بالعبادة ههنا ما قد علمت، وعملت فحسب، بل العبادة: ((اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال، والأعمال الباطنة والظاهرة)) (3).
واقرأ إن شئت قوله تعالى: {. . . وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (4)، فهذا من العبادة؛ أي: مما يحبه اللَّه ويرضاه.
قال ابن رجب رحمه اللَّه تعالى: ((قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تفسير الإحسان: ((أن تعبد اللَّه كأنك تراه. . . إلخ)) يشير إلى أن العبد يعبد اللَّه على هذه الصفة، وهي استحضار قربه، وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية، والخوف، والهيبة، والتعظيم، كما جاء في رواية أبي هريرة: ((أن تخشى اللَّه كأنك تراه)).
ويوجب أيضاً النصح في العبادة، وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها)) (5).
قلت (أبو عبيد العمروني): والخشية ثمرة من ثمار المعرفة والعلم باللَّه الذي أثنى الله على أهله بقوله: {. . . إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ. . .} (6)، فالخشية رأس الإحسان، وليست لأحد كما ينبغي إلا لمن قدر اللَّه حق قدره، ومن جاء بها فقد جاز القنطرة في العلم، والعبادة معاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلم باللَّه وما هو عليه من كبرياء، وعظمة، وجبروت؛ يثمر الخشية، ويولد الخوف، وذلك مدعاة إلى الإحسان في القول، والعمل.
فعلى هذا الإحسان من روافد العلم، كما التقوى، وبالعلم يستزاد من الاثنين معاً، فلا بد لنيلهما من العلم، ولا طريق إلى العلم إلا بهما.
فتعرَّف على اللَّه تكن من المحسنين، وأحسن تكن من العارفين.
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه اللَّه: ((إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته)) (7).
وبالجملة فقد اشتمل الإحسان من المعاني على كل جميل، ضمنه اللَّه قوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (8).
فالأسوة الحسنة التي لنا في رسول الله هي مقام الإحسان الذي أنزله الله إياه في جميع العبادات؛ فليس فوق الإحسان إمكان ونبينا صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم كما قد عُلم أكمل الخلق في جميع مقامات العبودية، وقد كان خلقه القرآن كما أخبرت بذلك أمنا عائشة رضي اللَّه عنها والقرآن يهدي للتي هي أقوم وقد كان صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم: ((يصل الرحم، ويحمل الكل، ويكسب المعدم، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق)).
ـــــــــــــــــ
(1) سورة يوسف الآية: (22)، والقصص الآية: (14).
(2) البخاري (كتاب الإيمان) (باب سؤال جبريل النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعلم الساعة)، ومسلم (كتاب الإيمان) (باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان) (حديث رقم / 1)، وأبو داود (كتاب السنة) (باب في القدر) (حديث رقم/ 4695)، والترمذي (أبواب الإيمان) (باب ما جاء في وصف جبريل للنبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم الإيمان والإسلام) (حديث رقم/ 2610) والنسائي (كتاب الإيمان وشرائعه) (باب نعت الإسلام) (حديث رقم / 4993)، وابن ماجه (كتاب السنة) (باب في الإيمان) (حديث رقم/ 63).
(3) ابن تيمية (رسالة العبودية) (مجموع الفتاوى) (10/ 149).
(4) سورة آل عمران الآية: (143).
(5) ابن رجب الحنبلي (جامع العلوم والحكم) (1/ 126) تحقيق شعيب الأرناؤوط، و إبراهيم باجس.
(6) سورة فاطر الآية: (28).
(7) مسلم (كتاب الصيد والذبائح) (باب الأمر بإحسان الذبح والقتل، وتحديد الشفرة) (حديث رقم 1955)، وأبو داود (كتاب الضحايا) (باب في النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة) (حديث رقم 2814)، والنسائي (كتاب الضحايا) (باب حسن الذبح) (حديث رقم 4417، 4418، 4419)، وابن ماجه (أبواب الذبائح) (باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح) (حديث رقم 3170).
(8) سورة الأحزاب الآية: (21).
ضبح العاديات
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 06:10]ـ
المحب الكبير .. آمين
الدعاء
ثالثاً: الدعاء: لقوله تعالى: {. . . وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} (1).
وقوله: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن أَزْوَاجِنَا وَذُرِّياتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (2).
وقد كان من دعائه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم: ((اللهم إني أسألك علماً نافعاً، وأعوذ بك من علم لا ينفع)) (3).
وهذا الإمام الجليل ابن تيمية رحمه اللَّه يقول عن نفسه: ((ربما طالعت على الآية الواحدة مائة تفسير))؛ ثم يسأل اللّه قائلاً: ((يا معلم آدم وإبراهيم علمني))، وينطلق إلى المساجد المهجورة حيث لا يراه أحد، يمرغ وجهه في التراب افتقاراً، وانكساراً للَّه سائلاً الفهم، قائلاً: ((يامعلم إبراهيم علمني))؛ فيفتح الله عليه ويهديه لما اختلف فيه، وبذلك بَزَّ الأقران، وساد في الإسلام؛ وأعلى اللَّه كعبه، ورسخ في العلم قدمه.
إنه الدعاء. . فهل عجزت عنه؛ فإن أعجز الخلق من عجز أن يدعو.
قال الشافعي رحمه اللَّه تعالى:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
فعليك بالدعاء فإنه سهام الليل التي لا تخطي وكن موقناً من الإجابة ترى من ربك كل خير تتمناه، وترجوه، أما قرأت قوله تعالى: {. . . فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ. . .} (4) (؟!).
فما ظنك بالقريب المجيب الذي يدعو عباده إلى دعائه بقوله: {. . . أدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (5) (!).
بل ويتوعد أولئك الذين يستكبرون عن دعائه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (5).
فأي كرم أعظم من هذا (!) وأي رحمة أوسع من هذه، أن تقاد إلى الخير قوداً؛ وتوعد بالعذاب إن رغبت عنه (!).
فسل ربك العلم: ((. . . . . . . . . وأخلص في السؤال إذا سألتا)).
وأدمن قرع الأبواب ـ ولا تقل: ((طرقت الباب حتى كَلَّ متني)) ـ تتيسر لك الأسباب.
قال محمد بن بشير:
لا تيأسن وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
وقال الألبيري:
ولازم بابه قرعاً عساه
سيفتح بابه لك إن قرعتا
ـــــــــــــ
(1) سورة طه الآية: (114).
(2) سورة الفرقان الآية: (74).
(3) أخرجه ابن حبان، وصححه (باب الاعتصام بالسنة) (ذكر ما يجب على المرء أن يسأل الله جلا وعلا العلم النافع)، والنسائي في (السنن الكبرى) (كتاب الاستعاذة) (الاستعاذة من علم لا ينفع) والهيثمي في (المجمع) (كتاب الأدعية) (باب الأدعية المأثورة عن رسول الله) من طريق عائشة وقال: (رجاله ثقات) ومن طريق جابر، وقال: (إسناده حسن).
(4) سورة البقرة الآية: (186).
(5) سورة غافر الآية: (60).
ضبح العاديات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 05:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا هناك خطأ في المقالة الأولى: التقوى
((. . . . . . . ووجود المعاصي محابة. . . . .))
الخطأ: محابة.
الصواب: محاباة.
بارك الله فيك
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 02:25]ـ
الاجتهاد في الطلب مع الإخلاص فيه
رابعاً: الاجتهاد في الطلب مع الإخلاص فيه: لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (1).
قلت (ابوعبيد): قوله: {جَاهَدُواْ}؛ دل على تحتم المجاهدة دون معالي الأمور، فإنها لا تدرك براحة الجسم، بل ببذل الجهد والكد في الطلب تكتسب، قال تعالى عن موسى في طلبه الخضر رجاء أن يتعلم منه: {لَقَدْ لَقِيْنَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} (2).
وهو الذي لو شاء الله أن يطلعه على الغيب لفعل، ولكفاه عناء السفر.
قال الشافعي رحمه اللَّه:
بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلاً
يخوض البحر من طلب اللآلي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
وقوله: {فِيْنَا}؛ دل على تحري الإخلاص، والنصح في المجاهدة، فإذا اجتمع الإخلاص مع المجاهدة؛ كانت الثمرة: {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.
ثم اعلم؛ حاطك اللَّه أن الاجتهاد في الطلب يستدعي ويتطلب أمرين اثنين، وسببين عظيمين هما: الصبر واليقين، فلا مجاهدة لمن لا صبر ولا يقين له، ومنزلة الصبر واليقين من المجاهدة؛ كمنزلة الرأس من الجسد، وكلما كمل الصبر، وقوي اليقين؛ كلما كانت المجاهدة أعظم.
ــــــــــــــــ
(1) سورة العنكبوت الآية: (69).
(2) سورة الكهف الآية: (62).
ضبح العاديات
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 04:47]ـ
الصبر واليقين
خامساً: الصبر واليقين: لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِئَايَاتِنَا يُوقِنُونَ} (1).
قال أهل العلم في تفسيرها: ((بالصبر واليقين؛ تنال الإمامة في الدين)).
والصبر: ((حبس النفس على ما تكره)).
واليقين: ((استقرار الإيمان في القلب)) (2)؛ حتى يطمئن به، فكأنك ترى الأمر رأي عين، شاهده قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى. . .} (3).
وقوله: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْ يَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَينَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا. . .} (4).
وقوله: {وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (5).
((يقال في اللغة: يقن الماء في الحفرة، أي استقر)) (2).
واجعل نصب عينيك قول القائل:
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبِرا
وقل دائماً وردد:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
فلن تنال ما تتمن إلا على جسر من التعب.
قال الشاعر:
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها
تنال إلا على جسر من التعب
وكما قد قيل: ((بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى)).
إنه الصعود إلى المعالي فليس بالشيء الهين اليسير، إنه المجد، والرفعة؛ بضاعة غلا ثمنها، وعز طلابها، ولكنها نعم البضاعة.
واعلم؛ حاطك اللَّه أن للعلم لذةً، و ((حلاوة ستغيب عنك مرارة الصبر))، وتنسيك ((رعيك في الدُّجَى روض السُّهَاد))، وأن للنجاح والظفر عرشاً لا يجلس عليه إلا الصُّبْر من الرجال.
فلن يتأتى لك ما تريد إلا بعزم من حديد، فعليك بالجد والمجاهدة، والصبر والمصابرة، ومخادعة النفس لشرف ونفاسة ما تطلب، فقد قطعت دون ذلك أعناق كثير من الرجال؛ وما أدركوا منه شيئاً، فشمر تشمير من لا يألو جهداً، ولا يضيع وقتاً. . فالتعب حاصل ولا بد؛ فكن كبير النفس، عالي الهمة، يقظ القريحة، عميق الفكرة، نافذ البصيرة، حسن التفاؤل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
ـــــــــــــــــ
(1) سورة السجدة الآية: (24).
(2) الحكيم الترمذي (نوادر الأصول) (1/ 187) تحقيق مصطفى عبد القادر عطا.
(3) سورة البقرة الآية: (260).
(4) سورة المائدة الآية: (112).
(5) سورة الأنعام الآية: (75).
ضبح العاديات
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 04:25]ـ
التفرغ للطلب
التفرغ للطلب، واغتنام أوقات الشباب
سادساً: التفرغ للطلب، واغتنام أوقات الشباب: وذلك قبل أن تطرق بنكدها، ودواهيها أم طبق؛ (!) فتنتهي قبل أن تبدأ، وتنقطع قبل أن تصل.
فالفرار، الفرار من الملاهي والأشغال؛ فإن العلم لا يتأتى لمن تشتت همه، وكثر غمه، وشُغل فكره. . فأرح الخاطر من الخواطر؛ فإنها له فواقر (!).
وللَّه در الشافعي إذ يقول:
لا يدرك الحكمة من عمره
يكدح في مصلحة الأهل
ولا ينال العلم إلا فتىً
خال من الأفكار والشغل
لو أن لقمان الحكيم الذي
سارت به الركبان بالفضل
بُلِي بفقر وعيال لما
فرق بين التبن والبقل (1)
وقد كان السلف يحبذون أوقات الشباب للطلب، فإنها ربيع العمر، إذا صوح نبته قبل جني ثمرته، وقطفها؛ فليكبر على صاحبه أربعاً لوفاته.
قال الشافعي:
ومن فاته التعليم وقت شبابه
فكبر عليه أربعاً لوفاته
ذلك أن العلم هو الحياة، فمن سعادة المرء، وجده أن يوفقه اللَّه في هذه المرحلة وما قبلها من سني عمره لطلب العلم.
* المبادرة إلى التحصيل وقطع العلائق:
قال ابن جماعة الكناني رحمه اللَّه: ((على طالب العلم أن يبادر شبابه وأوقات عمره إلى التحصيل، ولا يغتر بخدع التسويف، والتأميل، فإن كل ساعة تمضي من عمره؛ لا بدل لها، ولا عوض عنها، ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة، والعوائق المانعة عن تمام الطلب، وبذل الاجتهاد، وقوة الجد في التحصيل؛ فإنها كقواطع الطريق)) (2).
فيا أخا الشباب؛ اغتنم هذه العطية، والمنحة الربانية، في تحصيل العلوم الشرعية؛ تكن عند ربك مرضياً؛ قبل أن ينفرط عقد شبابك، ويختل نظامك.
* نصيحة حفصة بنت سيرين لمعشر الشباب:
عن هشام بن حسان قال كانت حفصة تقول لنا: ((يا معشر الشباب، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب؛ فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب)) (3).
قلت: إن لم تأخذ من نفسك وقت شبابك؛ فلن تجد في شيخوختك ما تأخذه سوى الحسرة، والندامة، وعض الأنامل، وقرع السن؛ هذا إن وجدت سناً تقرعها (!).
ـــــــــــــــــ
(1) قلت: قول الإمام الشافعي في البيت الأخير في حق لقمان جانب فيه الصواب، فقد كان لقمانُ عبداً حبشياً نجاراً، وهل من فقر فوق أن يكون الإنسان عبداً مملوكاً (؟!) وهل خفي على الشافعي قوله تعالى عن لقمان: {وإذ قال لقمان لابنه. . .} فقد كان لقمان فقيراً ذا عيال ومع ذلك فرق بين التبن والبقل، بل وآتاه الله ما لم يؤت كثيراً من العالمين ففرق بين الحق والباطل، والطيب والخبيث، حتى صارت الحكمة عَلَماً عليه، فرحم الله الشافعي.
(2) ابن جماعة الكناني (تذكرة السامع والمتكلم) (الباب الثالث في آداب المتعلم) (النوع الثالث) (ص 73) تحقيق وتعليق محمد هاشم الندوي.
ملاحظة: لم يكن النقل لجميع نصوص ابن جماعة في كتابي هذا عن هذه الطبعة التي أعزو إليها الآن، ولكن لما ضاعت تلك وتوفرت هذه عزوت إليها؛ ولذلك قد يلحظ القارئ زيادة: ((على طالب العلم. . .))، في أول النص، وليست هي هنا في هذه الطبعة.
(3) ابن الجوزي (صفة الصفوة / 4/ 21) بضبط وحاشية إبراهيم رمضان وسعيد اللحام.
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 06:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك كل خير
موضوع غاية في رائعة
وفقك الله ورعاك ونفع بك، ورفع قدرك ولا حرمك الأجروالثواب
وجعلها في ميزان حسناتك
وابعد عنك البلاء
وجعلك في الفردوس الاعلى
((اللهم إني أسألك علماً نافعاً، وأعوذ بك من علم لا ينفع)) .... آمين يا رب العالمين
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 02:36]ـ
أسماء .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك ووقاكم ربي حر السموم
ترك الشبع
سابعاً: ترك الشبع: فإنه طريق إلى البطنة، وقد قيل: ((البطنة تذهب الفطنة)).
قال الأعشى الكبير ميمون بن قيس:
(يُتْبَعُ)
(/)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . والبطنة يوماً قد تأفن الأحلاما
والبطنة: كما قال ابن منظور: ((امتلاء البطن من الطعام)).
وقيل: ((الشره وإدخال الطعام على الطعام))، وتأفن: تفسد، والأحلام: العقول.
وقد هنا للتحقيق؛ أي: افسادها للعقول متحقق، فلا فطنة مع بطنة.
قال النضر بن شميل رحمه اللَّه: ((لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه)).
قلت (الكاتب): لعله قصد رحمه اللَّه شدة العناية، والرعاية للعلم، إلى درجة مدافعة الجوع، مع ما فيه من مصادمة الفطرة؛ فإن الجوع الذي يقلق الحشا، ويذهب عن الذهن الصفا ليس بمحمود شرعاً، فلو كان كذلك لما ربط نبينا صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم على بطنه الحجر دفعاً له، ولما استعاذ منه في دعائه بقوله: ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع)) (1).
وكما استعاذ صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم من الجوع، فقد استعاذ من النفس التي لا تشبع، فالخير بين ذين، وليختر امرؤ لنفسه ما اختاره العقلاء، فقد اختاروا الاعتدال؛ فإنه حسنة بين سيئتين قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} (2).
وهو هدي النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم عن مقدام بن معد يكرب قال سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) (3).
* من أعظم الأسباب المعينة على الفهم عند ابن جماعة:
قال ابن جماعة: ((من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال، والفهم، وعدم الملال، أكل القدر اليسير من الحلال، قال الشافعي رضي الله عنه: ما شبعت منذ ست عشرة سنة (4).
وسبب ذلك أن كثرة الأكل؛ جالبة لكثرة الشرب، وكثرته جالبة للنوم، والبلادة، وقصور الذهن، وفتور الحواس، وكسل الجسم. . .)) (5).
وقال أيضاً: ((. . . والذهن الصحيح أشرف من تبديده، وتعطيله، بالقدر الحقير من طعام، يؤول أمره إلى ما قد علم. . .، ومن رام الفلاح في العلم، وتحصيل البغية منه، مع كثرة الأكل، والشرب، والنوم؛ فقد رام مستحيلاً في العادة)) (6).اهـ
قلت: وهكذا يخسر الطالب أسمى المطالب، ولا يعني هذا أن تمنع نفسك حقها من الطعام؛ بل إن لنفسك عليك حقاً، فالمطلوب الاعتدال في غير سرف ولا تقتير، فلا بطنة تأفن العقل، ولا جوع يقلق الذهن، والحشا، وخير الأمور أوسطها.
قال الشاعر:
واخش الدسائس من جوع ومن شبع
وبالتوسط في الأمرين فالتزم
واقنع بأيسر زاد أنت نائله
فرب مخمصة شر من التخم
وقال الإمام الأديب الشاعر القحطاني رحمه اللَّه في نونيته السلفية:
لا تحشُ بطنك بالطعام تسمناً
فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفاً
فاللَّه يبغض عابداً شهواني
أقلل طعامك ما استطعت فإنه
نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه
شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه
فهما له مع ذا الهوى بطنان
وقال سحنون: ((لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع)).
ــــــــــــــــ
(1) رواه أبو داود (كتاب الوتر) (باب في الاستعاذة، حديث رقم 1547)، والنسائي (كتاب الاستعاذة) (الاستعاذة من الجوع، حديث رقم 5470، والاستعاذة من الخيانة، حديث رقم 5471)، وابن ماجه (كتاب الأطعمة) (باب التعوذ من الجوع، حديث رقم 3354)، وابن حبان (كتاب الاستعاذة) (ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الجوع والخيانة، حديث رقم 1005)، والنووي (الأذكار، رقم 1187) وصحح إسناده.
(2) سورة الفرقان الآية: (67).
(3) رواه الترمذي (كتاب الزهد) (باب ماجاء في كراهية كثرة الأكل حديث رقم 2380)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأحمد في (المسند) من حديث المقدام بن معد يكرب.
(4) تمام نص الشافعي كما حدث بذلك الربيع بن سليمان: ((ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن، ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة)).
(5) ابن جماعة الكناني (تذكرة السامع والمتكلم، الباب الثالث في آداب المتعلم، النوع السادس) (ص 76، 77) تحقيق وتعليق محمد هاشم الندوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) المصدر السابق: (ص 77).
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:07]ـ
بارك الله فيك يا بونوره
خاصية استقبال البريد في بريدك مغلقه؟؟
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 08:36]ـ
بارك الله فيك يا بونوره
خاصية استقبال البريد في بريدك مغلقه؟؟
وفيك بارك يا عزيزي حمدان
عذرا .. لقد تم فتح البريد
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 09:11]ـ
الرحلة في الطلب
الرحلة في الطلب لتلقي العلم عن أهله
ثامناً: الرحلة في الطلب لتلقي العلم عن أهله: لقوله تعالى: {. . فَلّولاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ. .} (1).
وقوله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً. . .)) (2).
قال أبو حيان:
إذا رمت العلوم بغير شيخ
ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى
تصير أضل من توما الحكيم
فأقوم سبيل جرت به سنة الأولين هو تلقي العلم عن أهله مشافهة، ومزاحمة العلماء بالركب (3)، فليس ثم من يوحى بعد النبي إليه، ولم تعد الملائكة تتنزل على أحد بعد الرسل.
وقد قيل: ((من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده)).
وهذا موسى كليم اللَّه عليه السلام والذي اصطفاه اللَّه على الناس برسالاته؛ يرحل في طلب العلم، ويضرب في الأرض يبتغي الخضر ليتعلم على يديه، وقد لقي من المشقة، والنصب دون ذلك الأمر ما لقي؛ حتى قال: {لَقَدْ لَقِيْنَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} (4).
حتى إذا أدرك بغيته قال: {. . . هَلْ اتَّبعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَداً} (5).
فلا يتأتى للمبتدئ الذي لم يؤسس نفسه بعد، ولم يستكمل الآلات الشرعية، ومازال في مهد العلم صبياً؛ الفهم عن اللَّه ورسوله؛ ما لم يتلق العلم عن أهله مشافهة، ولا مناص (!) فمن سلك سبيلاً غير هذه في الطلب، والتحصيل، ورام خلاف ذلك؛ فقد أبعد النجعة وضيع أيامه.
وهذا الذي ذكرته ههنا عبر عنه الإمام الشافعي بقوله: ((وصحبة أستاذ)) وإن كنت أقول: إن الشيخ أو الأستاذ؛ لن يشق رأسك بالمنشار، أو قلبك بالحديد؛ ليملأه علماً وحكمة (!). . هيهات. . أن يكون هذا إذا ما كنت بليد الطبع، أغلف القلب؛ وإنما يبصرك الطريق، ويجعل حبلك بالعلم وثيقاً.
فعليك أن تتقن على أيدي الأشياخ الأصول؛ لئلا تحرم الوصول، وتخسر المنقول.
وهذا هو الأصل في التلقي والطلب، فإذا أتقنتها، وأجدت الصنعة، وأحكمت آلتك عليهم، وتخرجت بهم؛ فلك بعد ذلك أن تطالع الكتب، وتنهل من معينها؛ فإن الانكباب على المطالعة، وإدامة النظر في الكتب؛ هو المدرسة الثانية ـ بعد الأستاذين ـ التي يتخرج منها الطالب المُجِدُّ عالماً نحريراً، ومعلماً قديراً.
ـــــــــــــــــــ
(1) سورة التوبة الآية: (122).
(2) الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان عن أبي الدرداء بلفظ: ((يطلب)) بدل ((يلتمس))، وصححه ابن حبان.
(3) لحديث جبريل الطويل؛ الذي رواه عمر رضي الله عنه، قال: ((. . . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه. . .)).
(4) قلت: من ضلالات معروف الرصافي التي لا يحيط بها إلا الله علما أنه عندما أراد مدح المتنبي لم يجد أحداً ينتقصه ليرفع أبا الطيب؛ غير نبي الله موسى عليه السلام فقال في قصيدة تحمل اسم المتنبي يمدحه فيها:
لو حاز موسى مضاء عزمته
ما تاه في التيه عندما دخله
وهذه الكلمة منه هي به كفر ـ عياذاً بالله ـ فموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فكيف يرفع فوقه شاعراً يتبعه الغاوون (؟!) فهذ ا استخفاف وتعريض برسول كريم كليم. . وهل يطيق المتنبي ما أطاق موسى عليه السلام (؟!) وأيم الله إن العزم الذي آتاه الله موسى ما حاز منه المتنبي مثقال ذرة؛ فأين الثرى من الثريا (؟!) وقد كان معروف بالدعوة إلى التبرج والسفور معروفاً.
(5) سورة الكهف الآية: (66)
ضبح العاديات
.(/)
مسائل في المجاز (4) .. الردُّ على قولهم: إنَّ اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:05]ـ
(4)
الردُّ على قولهم: إنَّ اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح
لعل أبا هاشم الجبائي كان هو أوَّل من تكلم في ذلك من المسلمين , فأخذ أبو عبد الله البصريُّ المعتزلي لفظ الوضع من كلام شيخه أبي هاشم في بدء اللغة , فأدخله في حدِّه للحقيقة والمجاز , ثم زاد فيه أبو الحسين البصري المعتزلي لفظ الاصطلاح؛ وقولهم: إن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح ينسب إلى الفيلسوف اليوناني ديموقراطيس (1) , وهو من فلاسفة القرن الخامس قبل الميلاد , وهو من الفلاسفة الذريِّين , وهم أول من تكلم في الذرة وزعموا أن الكون كله مادة , وتلك المادة تتكون من ذرات , والذرات لا أول لها , فيهم من الدهريين الذين يقولون إن العالم لا أوَّل له , ولا يؤمنون بالغيب , وأكثر ما بقي من تراث ديموقراطيس هو ما نقله أرسطو في كتبه , وقسم تراسيليوس كتب ديموقراطيس إلى روابيع , وجعلها ثلاث عشر رابوعة , فيها اثنان وخمسون رسالة , وقيل: ستون رسالة , ومنها رابوعتان في اللغة والموسيقى والفن (2) , ولا يبعد أن أولئك المعتزلة كانوا وجدوا كلامه في بدء اللغة في بعض كتب أرسطو وشروحها , وكان بأيديهم كثير من تلك الكتب والشروح , وكان منهم من ينقل عن اليونانية بنفسه إلى آخر المائة الرابعة وبعدها , ولا يكتفون بما نقله حنين بن إسحاق وابنه إسحاق بن حنين , ولا ما نقله المترجمون قبلهما وبعدهما , وكان النظام وغيره قد نقلوا كثيراً من كلام ديموقراطيس وأصحابه في الذرة , وسمَّوها الجزء الذي لا يتجزأ , والجوهر الفرد , فكلام المعتزلة في الجزء الذي لا يتجزأ وكلامهم في بدء اللغة , وكلاهما نقلاً عن أولئك الفلاسفة الدهريين ديموقراطيس وأصحابه , ولم يك كلامهم بعيداً عن أولئك المعتزلة , ولعله لذلك قرن عبد القاهر الجرجاني بينهما , ولما أطال الكلام في المجازات والاستعارات , اعتذر بقوله: إن الكلام في الجزء الذي لا يتجزأ يملأ أجلاداً كثيرة.
وتكلم ديمواقرطيس في التاريخ , والأخلاق والسياسة واللغة وقال: إنها كلها ترجع إلى المادة والذرات , وكلام ماركس ولينين في التاريخ والسياسة مثل كلامه فيها , وقال ماركس: إنه أول عقل موسوعي بين مجموعة الفلاسفة اليونان , وقا ل لينين: إنه أعمق وأذكى رجل أوضح الفكر المادي في العصر القديم , وهو موجد الذرية وصاحبها. اهـ
وأعجب أصحاب دارون بقول ديموقرطيس في بدء اللغة , وذلك أنه يضاهي قولهم في التطور والنشوء والارتقاء , وكلامهم في بدء اللغة هو نفس كلام ديموقراطيس , أو هو بيان وتفصيل له , واتبعهم جورجي زيدان في كتابه: ((الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية)) وغيره ممن اغترَّ بهم.
وأولئك الفلاسفة يزعمون أن الإنسان كان لا يتكلم , ولم تكن له لغة , وكان يعيش كما يعيش الحيوان , ثم إنه حكى الأصوات التي يسمعها من الريح والماء والرعد وغيرها , فنشأت له بذلك ضعيفة , ثم تطورت تلك اللغة شيئاً فشيئاً , وكثر الناس وصاروا يعيشون بعد التفرق في جماعات , فتواضعت كل جماعة منهم على لغة يتكلمون بها , وساعدتهم اللغة الأولى , والأصوات التي كانوا ينطقون بها على ذلك التواضع والاصطلاح , وأنهم وضعوا الألفاظ أولاً للصور المحسوسة , وأنهم وضعوا تلك الألفاظ للصور عشواء من غير أن يدل اللفظ على خاصة أو صفة في تلك الصورة , ثم صارت تلك الصور المحسوسة رمزاً لما لها من الخصائص والصفات المعقولة , ونقلت تلك الألفاظ من الصور المحسوسة إلى الصفات المعقولة في تلك الصور وغيرها , وشبَّه الإنسان المعقولات بالمحسوسات فالإنسان عند أولئك الفلاسفة وضع الألفاظ أولا للمحسوسات , ثم نقلها إلى المعقولات , وشبه المعقولات بالمحسوسات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأولئك الفلاسفة اليونانيون كانوا وثنيين , والوثنية أينما كانت تعبد الصُّور وهم كانوا يجعلون لكل شيء إلها , للحرب إليه , وللحب إله , وللمطر إله , وللريح إله , وغيرها , ويجعلون لكل إله صورة , فتكون ذلك الإله رمزاً لما ينفعهم به بزعمهم , فكذلك زعموا أن الألفاظ وضعت للصور , ثم صارت الصورة رمزاً للصفات المعقولة , ونقلت الألفاظ من الصور إلى الصفات وذلك القول هو شعبة من وثنيتهم , وعبادتهم للصور وسفاهة أحلامهم , وكفرهم بالغيب.
وقول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة هو بعض قولهم في بدء الخلق , وهو باطلٌ كله وضلالٌ مبين , والقرآن يكذبه , والله تعالى خلق آدم بيده , وأسجد له ملائكته , وعلمه البيان , وعلمه الأسماء كلها وأمره ونهاه , وأسكنه جنته , وأهبطه منها , وأنزل إليه كلمات , وتاب عليه , وكان آدم أتم وأعظم خلقاً من بنيه , ولا زال الخلق بعده ينقص والأحاديث في ذلك بينة , ولا ريب أن لسان آدم كان لساناً تاماً بيناً , وأن آدم عليه السلام ذكر به الله تعالى , وذكر به ملائكته ,وجميع خلقه , وتكلم به عن الغيب والشهادة , وما يبصره بعينه , ويسمعه بأذنه , ويمسه بيده , ويعقله بقلبه , وتوسوس به نفسه , ونبّا بالأسماء كلها , وتكلم به بنوه من بعده حتى تفرقوا , فاختلفت ألسنتهم ونقصت.
فقولهم: إن الإنسان كان لا يتكلم ثم حكى ما يسمع من أصوات الرعد , والريح وغيرها , ثم اجتمعت كل أمة فتواضعت على لغة , ووضعوا الألفاظ أولاً للمحسوسات , ثم نقلوها بعد للمعقولات , كل ذلك باطل , لا برهان له.
وذلك القول الدهري الوثني يقيد البيان بالحسِّ , ويجعل القلب عبداً أسيراً للصور المحسوسة , لا يعقل شيئاً إلا أن يشبهه بتلك الصور , ويجعل الإنسان عاجزاً أن يتكلم عن شيء من الغيب إلا أن يشبهه بشيء من الشهادة , وأن يذكر الله إلا أن يشبهه بخلقه والبيان الذي علمه الله الإنسان أعظم وأعم من ذلك , والإنسان به يذكر الله وخلقه , ويتكلم عن الغيب والشهادة , ولا يشبه الله بخلقه ولا الغيب بالشهادة.
وأنكر قول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة كثير من المتقدمين والمتأخرين والعرب والعجم (3).
وأبو هاشم الجبائي وأصحابه أخذوا كلام أولئك الفلاسفة في بدء اللغة وتركوا كلامهم في بدء الخلق وحسبوا أنهم بذلك لم يخالفوا القرآن , وزعم ابن جنِّي أن قول الله تعالى: ((وعلم آدم الأسماء كلها)) لا يتناول موضع الخلاف , وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن يواضع عليها. قال: وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة , فإذا كان ذلك محتملاً غير مستنكر سقط الاستدلال به (4) اهـ؛ وذلك التأويل الذي زعمه ابن جنِّي لم يقل به أحد قبله , وآدم عليه السلام حين خلقه الله تعالى لم يكن معه بشر غيره , فمن الذي واضعه آدم على اللغة , والله تعالى كلم آدم , وكلم آدم ربه , وكلم الملائكة , وكلم زوجه , وكلمته زوجه , ووسوس الشيطان لهما وكلمهما ,والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة , وكلها حجة بينة على أن الله تعالى علم آدم الكلام والبيان، والقول الذي نقله ابن جني في أن اللغة بدأت بحكاية الأصوات المسموعة من الرعد والريح وغيرها , وقال: إنه عنده وجهٌ صالحٌ ومذهبٌ متقبَّل أهـ هو طور من الأطوار التي ذكرها القائلون بالوضع والاصطلاح , قالوا: إنه كان قبل الوضع والاصطلاح وليس هو قولاً وحده كما حسب ابن جنِّي.
وزعم أبو عبد الله البصريُّ وأصحابه أن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة , فصارت الحقيقة عندهم هي اللفظ المستعمل ليدل على شيء محسوس , والمجاز هو تشبيه المعقول بالمحسوس , ونقل اللفظ من المحسوس إلى المعقول , وزعموا أن لفظ أسد وضع للسبع أولاً , وضع لصورة ذلك السبع , وضع لها عشواء من غير أن يدل على شيء لا شجاعة , ولا غيرها , ثم صارت تلك الصورة المحسوسة رمزاً للجرأة والشجاعة , فسمِّي الرجل الشجاع أسداً , وشبه الرجل بالسبع ونقل ذلك اللفظ من تلك الصورة المحسوسة إلى الشجاعة المعقولة , ولعله ذلك قال السكَّاكي: إن لفظ أسد وضع للهيكل المخصوص , ولم يقل للحيوان , ولا السبع , ولا غيرها من الألفاظ التي ذكرها من قبله , ولا ريب أنه اختار ذلك اللفظ الهيكل المخصوص قصداً وعمداً , وأراد أن يؤكد به قول أولئك الفلاسفة , إن اللفظ وضع أولاً للصورة وحدها
(يُتْبَعُ)
(/)
من غير شيء فيها , وضع لها عشواء , ذلك الصوت لتلك الصورة , وكان الجرجاني قبله زعم أن لفظ أسد وضع للشجاعة في تلك الجثة والصورة خاصة دون غيرها , وكلام السكَّاكي أشبه بمذهب أولئك الفلاسفة من كلام الجرجاني , وهو يدل على أن السكَّاكي كان أدرى بذلك المذهب الدهري الحسي في اللغة من الجرجاني وغيره , وكان لسان السكاكي وألفاظه أقرب إلى كلام أولئك الفلاسفة الدهريين وألفاظهم , ولعله لذلك فرَّق أولئك المعتزلة بين الاسم والصفة , وزعم أبو علي الفارسي وغيره منهم أن الاسم يكون واحداً وغيره صفات عند أولئك المعتزلة (5) , والأسد له اسم واحد عند العجم وليس عند العرب (6)؛ وأراد أولئك المعتزلة أن يجعلوا الاسم للصورة وحدها دون ما فيها من الصفات , ولعلهم لذلك زعموا أن لفظ أسد نقل من السبع إلى الرجل الشجاع , ولم يزعموا أن لفظ الشجاع ليس اسماً لتلك الصورة , وأن اسمها هو الحية , وهذه الصورة صورة الحية ليست هي عندهم رمز الشجاعة وصورتها ولكن صورة الشجاعة عندهم هي الأسد.
وكذلك زعم أولئك المعتزلة أن لفظ اللسان وضع أولاً لذلك اللحم الذي يتكلم به الإنسان خاصة , ثم نقل إلى الكلام الذي يلفظ الإنسان به , ولفظ جناح وضع في أصل اللغة لجناح الطائر خاصة , ثم شبِّه به جناح الرجل , وجناح الملك , وجناح الجيش , وغيرها , ولفظ رأس وضع لرأس الإنسان خاصة , ثم قيل: رأس الأمر ورأس القوم , ورأس المال , ورأس الجبل , وغيرها , ولفظ اليد وضع لتلك الجارحة من الإنسان خاصة , وغيره مشبَّه به ,وغير ذلك من زعمهم , وجعلوا يدعون في كل معقول أنه مشبه بمحسوس , وأن اللفظ وضع للمحسوس حقيقة , ثم نقل إلى المعقول مجازاً , وزعم ابن جنّي وغيره أنه لابد في كل مجاز من التوكيد والتشبيه , والتوكيد عنده هو تشبيه المعقول بالمحسوس والعرض بالجوهر.
ولما زعم أولئك المعتزلة أن تلك الألفاظ وما يشبهها وضعت كلها في أصل اللغة لتلك الصورة المحسوسة , قالوا: إنها لا تليق بالله تعالى , وإنها تشبيه لله عز وجل بتلك الصور المحسوسة فأخذوا يخبطون ويتهوكون في تأويلها بتلك المجازات والاستعارات , وزعموا أنهم بذلك يوحدون الله تعالى , وينزهونه عن مشابهة خلقه , واتبعوا أولئك الفلاسفة , وأعجبهم ذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة , وحسبوه حجة يجادلون بها عن بدعتهم , وتلك المجازات والاستعارات التي يذكرونها كلها تشبيهات , واللغة كلها عند أولئك الفلاسفة الذين اتبعوهم هي تشبيه للمعقول بالمحسوس والغائب بالشاهد , وسلفهم من المعتزلة والجهمية الذين أحدثوا تلك البدعة ونفوا تلك الألفاظ عن الله تعالى , كانوا مثل أولئك الفلاسفة عجماً , قلوبهم أسيرة للصور , وألسنتهم مقيدة بالتشبيه , فلذلك أحدثوا تلك البدعة وأهلكتهم العجمة.
واتبعهم عبد القاهر الجرجاني وغيره , وحسب أن تلك التشبيهات والتمثيلات والمجازات والاستعارات هي أسرار البلاغة , ودلائل الإعجاز , وتشبيه المعقول بالمحسوس على طريقتهم هذه هو عجزٌ وعيٌّ وليس بلاغة وإعجازاً , وأي بلاغة أو إعجاز في ذلك التشبيه الحسي؟ ولو كانت أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز في شيء من تلك المجازات والاستعارات , والتشبيهات والتمثيلات , لكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نزل القرآن بلسانهم فعلموا إعجازه وآمنوا به , أسبق الناس إلى بيان تلك المجازات والاستعارات , وذكرها لمن بعدهم؛ لئلا يخفى عليهم إعجاز القرآن.
وذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة كله باطلاً , لا حجة له , ولعل بعض اللغويين قبل أبي هاشم وأصحابه كانوا يقولون به , ويبدءون اشتقاق الألفاظ من شيء محسوس , فيزعمون أن ذلك اللفظ كان لكذا وكذا من المحسوسات , ثم ينتقلون منه إلى غيره , ولكن أبا هاشم وأصحابه كانوا هم أول من صرح بذلك القول وأظهره , ونقلوه عن الفلاسفة , واحتجُّوا به لبدعتهم.
وقولهم: المحسوسات والمعقولات , والحسي والمعنوي , كلها من ألفاظ المتكلمين , وليست من كلام العرب , وكلها تقسيمات باطلة , وتلك الألفاظ والتقسيمات كانت أضر شيء على دين الناس وقلوبهم , وكانت أفسد شيء لفطرتهم وبيانهم.
========================== (الح واشي)
1 - ترجمته في ((طبقات الأطباء الحكماء)) لابن جلجل ص 33 , رقم (11) , و ((الملل والنحل)) (2/ 112, 114 , رقم (11) , و ((فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط)) ص 93 - 101 , و ((تاريخ الفلسفة اليونانية)) وولتر ستيس , ترجمة /مجاهد عبد المنعم ص 65 - 69الذريون , و ((خريف الفكر اليوناني)) د. عبد الرحمن بدوي , ص 170 , و ((موسوعة الفلسفة)) له 1/ 507 - 509 الذريون , وعربه بعضهم ديموكريت
2 - ((فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط)) ص 94
3 - ومنهم فرنسوا لامي (1636 - 1711) , ودوبونال (1754 - 1840) , وغيرهما , وانظر: ((اللغة)) ج. فندريس , ص 29 - 42 , ترجمة الدواخلي والقصاص , و ((الفلسفة اللغوية)) جورجي زيدان , ص 127 - 129 , و132 - 134 و ((علم اللغة)) د. علي وافي , ص88 وما بعدها , و ((المدخل إلى علم اللغة)) د. رمضان عبد التواب , ص111 , و ((في علم اللغة العام)) د. عبد الصبور شاهين ص 71 , وغيرها.
4 - الخصائص: (1/ 41)
5 - الصاحبي: (ص114) , المزهر: (1/ 404 - 405)
6 - الصاحبي: (ص21)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:04]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 02:15]ـ
وجزاك الله خير الجزاء ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 02:10]ـ
للفائدة
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 03:25]ـ
وفقك الله أخي.
وأظن والله أعلم أن كلام القوم عن حلول الأعراض بالأجسام وتفريع التعطيل عن ذلك ما هو إلا نتيجةٌ لهذه السفسطة.
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق.(/)
تذكير المؤمن الأبي بتأريخه الهجري
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكير المؤمن الأبي بتأريخه الهجري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه أجمعين
أما بعد:- فإن لكل أمة لغتها وثقافتها وحضارتها التي تتمسك وتعتز بها، وتربي عليها أبناءها، ومما لاشك فيه إن لكل حضارة تأريخها الذي يبين بدايتها ويوضح تجربتها في الحياة، ويميزها عن غيرها من الأمم، وثم ارتباط كبير بين ثقافة الأمة وعقيدتها وبين تأريخها، حيث أنه من الواضح أن لقيم أي أمة وعقيدتها وثقافتها تأثيرا كبيرا على مكونات تاريخها ((بداية العام _ الأعياد – المواسم – أسماء الشهور، كما سيتبين في ثنايا في هذا البحث بإذن الله، ولهذا كله كان هذا البحث المتواضع عن التاريخ الهجري ((تعريفة وأصله وبدايته ومشروعيته وأهميته، وما يرتبط به من بدع محدثات))
أولاً: - تعريف التأريخ:-
قال ابن منظور:- أرخ التأريخ تعريف الوقت والتوريخ مثله، أرخ الكتاب ليوم كذا: وقته. وقال الفيروز أبادي أرخ الكتاب وأرّخه وآرخه وقته وفي المعجم الوسيط:- التأريخ: جملة الأحوال والأحداث التي يخرج بها كائن ما، ويصدق على الفرد والمجتمع، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية، ويقال:- فلان تاريخ قومه إليه ينتهي شرفهم ورياستهم، والتأريخ:- تسجيل هذه الأحوال.
وقال المناوي في قيض القدير:_
وقيل – أي التأريخ - هو قلب التأخير، وقيل معرب لاعربي. قلت وقيل هو مشتق من الإرخ بكسر الهمزة أو الفتح وتعني: وليد البقرة الوحشية،وقيل مشتق من اللفظ الفارسي (ماه روز) وتعني حساب الشهور والأعوام وقيل مشتق من الكلمة السامية التي تعني القمر والشهر وهي في اللغة العبرية (يرخ) وقيل وهي عربية جنوبية، أرسل يعلي بن أمية كتابا مؤرخا إلى عمر من اليمن فقال عمر هذا حسن فأرخوا)
ثانياً: ـ فوائد التأريخ:-
للتأريخ فوائد كثيرة، في استقلالية الأمة وخصوصيتها وتميزها عن غيرها من الأمم، إضافة إلى حفظ حقوق الناس وضبط أمورهم ومعاملاتهم ولذلك قال المناوي:- (فلا غنى عن التأريخ في جميع الأحوال الدنيوية والأخروية) وذكر قصة تبين بعض فوائد التأريخ فقال:- وقع في زمن الخطيب البغدادي أن يهوديا اظهر كتابا فيه أن المصطفى صلى الله علية وسلم أسقط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة جمع منهم على ذلك، فوقع التنازع فيه فعرض على الخطيب فتأمله، ثم قال:- هذا زور، لأن فيه شهادة معاوية وإنما اسلم عام الفتح، وفتح خيبر سنة سبع، وشهادة سعدبن معاذ وكان مات عقب قريظة، ففرح الناس بذلك
ثالثاً:- بداية التأريخ:-
قال ابن الجوزي:-
لما كثر بنو ادم أرخو بهبوطه فكان التأريخ إلى الطوفان، ثم إلى نار الخليل، ثم إلى زمن يوسف، ثم إلى خروج موسى من مصر ببني إسرائيل، ثم إلى زمن داود، ثم سليمان، ثم عيسى، وقيل: أرخت اليهود بخراب بيت المقدس، والنصارى برفع المسيح)
وقال الزهري والشعبي:- كان بنو إبراهيم يؤرخون من نار إبراهيم إلى بنيان البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ثم أرخ بنو إسماعيل حتى تفرقوا، فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا بمخرجهم، حتى مات كعب بن لؤي، فأرخوا من موته إلى الفيل، حتى أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة، وقد كان كل طائفة من العرب تؤرخ بالحادثات المشهورة فيها ولم يكن لهم تاريخ يجمعهم.
رابعاً:- التأريخ في الإسلام
روى الحاكم في الإكليل وابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي سلمه عن الزهري:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ التأريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول) لكن هذا الحديث لا يثبت، فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح:_ وهذا معضل، والمشهور خلافه وأن ذلك في خلافة عمر) وقال ابن عساكر:- والمحفوظ أن الآمر بالتأريخ عمر) وقال ابن الأثير:-والصحيح المشهور أن عمر بن الخطاب أمر بوضع التأريخ)
قال الحافظ ابن حجر:- وقيل أول من أرخ التأريخ يعلي بن أميه حيث كان باليمن) أخرجه أحمد بن حنبل
(يُتْبَعُ)
(/)
بإسناد صحيح لكن فيه انقطاع بين عمرو بن دينار ويعلي، وروى ابن خثيمة من طريق ابن سيرين قال:- قدم رجل من اليمن فقال: رأيت باليمن شيئا يسمونه التأريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا، فقال عمر هذا حسن فأرخوا) وقال ابن كثير في البداية والنهاية:- قال الواقدي وفي ربيع الأول من هذه السنة أعني سنة ست عشرة كتب عمر بن الخطاب التأريخ، وهو أول من كتبه)
خامساً:- سبب التأريخ عند المسلمين
ذكر في ذلك أكثر من سبب، ولا تعارض بينها ولا مانع من وقوعها جميعا، فتكون كلها أسبابا لبداية التأريخ عند المسلمين، وقد تقدم ما ذكره الحافظ ابن حجر عن ابن سيرين قال:- قدم رجل من اليمن فقال:- رأيت باليمن شيئا يسمونه التأريخ يكتبونه عام كذا وشهر كذا، فقال عمر هذا حسن فأرخوا)
وقال ابن الأثير:_ وسبب ذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ، فجمع عمر الناس للمشورة، فقال بعضهم: أرخ بمبعث النبي، وقال بعضهم:- بمهاجرة رسول الله، فقال عمر:- بل نؤرخ بمهاجرة رسول الله، فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل) قاله الشعبي, وقال ابن كثير في البداية والنهاية:-
وقد ذكرنا سببه في سيرة عمر، وذلك أنه رفع إليه صك مكتوب لرجل على آخر دين يحل عليه في شعبان، فقال: أي شعبان؟ أمن هذه السنة؟ أم التي قبلها؟ أم التي بعدها؟ ثم جمع الناس فقال:- ضعوا للناس شيئا يعرفون فيه حلول ديونهم، فيقال أنهم أرد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم, كلما هلك ملك أرخومن تاريخ ولاية الذي بعده، فكرهوا ذلك، ومنهم من قال:- أرخوا بتاريخ الروم من زمان ابن اسكندر, فكرهوا ذلك،
وقال قائلون:- أرخوا من مولد رسول الله، وقال آخرون:- من مبعثه علية السلام، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون:- أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث، فاستحسن ذلك عمر والصحابة. فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
سادساً:- من أي الشهور أرخوا التأريخ؟
قال الإمام البخاري في صحيحة في كتاب مناقب الأنصار:- باب التأريخ من أين أرخوا التأريخ، ثم قال:- حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال:- ما عدوا من مبعث النبي ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة) قال الحافظ ابن حجر:- قوله (مقدمه) أي زمن قدومه، ولم يرد شهر قدومه، لأن التاريخ إنما وقع من أول السنة)
قال ابن كثير:- وأرخوا من أول السنة من محرمها، وعند مالك رحمه الله فيما حكاه عنه السهيلي وغيره أن أول السنة من ربيع الأول لقدومه عليه السلام إلى المدينة، والجمهور على أن أول السنة من المحرم، لأنه أضبط، لئلا تختلف الشهور، فإن المحرم أول السنة الهلالية العربية.
وقال ابن الجوزي:- ((ولم يؤرخوا بالبعث لأن في وقته خلافا، ولامن وفاته لما في تذكره من التألم، ولامن وقت قدومه المدينة, وإنما جعلوه من أول المحرم, لأن ابتداء العزم على الهجرة كان فيه, إذ البيعة كانت في ذي الحجة, وهي مقدمة لها, وأول هلال هل بعدها المحرم, ولأنه منصرف الناس من حجهم فناسب جعله مبتدأ))
قال ابن حجر معلقاً على هذا الكلام:- ((وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم))
سابعاً:- التأريخ الهجري القمري هو التأريخ الشرعي:-
يجب على المسلم أن يعلم أن التاريخ الهجري المرتبط بالهلال هو التاريخ الشرعي الصحيح الذي شرعه الله تعالى لجميع الشرائع، إلا أن اليهود والنصارى تركوه وابتدعوا التأريخ الشمسي والميلادي كما سيأتي بيانه،
قال القرطبي رحمه الله في جامع أحكام القرآن: في تفسير قوله تعالى ((إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله)) هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط، وإن لم تزد على اثني عشر شهراً، لأنه مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين، وإن كان منها ما ينقص
والذي ينقص لا يتعين له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسيره لنفس الآية (فأخبر الله أن هذا هو الدين القيم، ليبين أن ما سواه من أمر النسيء وغيره من عادات الأمم ليس قيما، لما يدخله من الانحراف والاضطراب) وقال رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للحج .... ) فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم، وخص الحج بالذكر تميزا له ولأن الحج تشهده الملائكة وغيرهم، ولأنه يكون في آخر الحول، فيكون علما على الحول كما أن الهلال علم على الشهر)
وقال ابن القيم رحمه الله:-
(ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره ونزوله، لا حساب الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمهٌ، وحفظاً للدين لاشتراك الناس في هذا الحساب، وتعذر الغلط والخطأ، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والخطأ ما دخل في دين أهل الكتاب) وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في بيان ابتداع اليهود والنصارى للتأريخ الشمسي:- ((وقد بلغني أن الشرائع قبلنا أيضا إنما علقت الأحكام بالأهلة وإنما بدل من بدل من أتباعهم، وما جاءت به الشريعة هو أكمل الأمور وأحسنها وأبينها وأصحها وأبعدها من الاضطراب، وذلك أن الهلال أمر مشهود مرئي بالإبصار ومن أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار، ولهذا سموه هلالا، لان هذه المادة تدل الظهور والبيان إما سمعا وإما بصرا))
وقال رحمه الله أيضا عن بعض المتشبهين بالنصارى في توقيت صيامهم (وكل ذلك بدع أحدثوها باتفاق منهم خالفوا بها الشريعة التي جاءت بها الأنبياء، فان الأنبياء ماوقتوا للعبادات إلا بالهلال، وإنما اليهود والنصارى حرفوا الشرائع تحريفا ليس هذا موضع ذكره)
ثامناً:- نشأة التأريخ الميلادي الشمسي المبتدع:-
كان التأريخ معروفا عند الرومان منذ 750 سنة قبل ميلاد المسيح، وكان هذا التقويم قمريا، حتى سنة 46 قبل الميلاد، حين استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري (سوريجن) وطلب منه وضع تأريخ حسابي يؤرخ به، فوضع له تأريخا مستندا إلى السنة الشمسية، وبقي هذا التأريخ معمولا به في أوربا وغيرها حتى القرن السادس أو الثامن من ميلاد المسيح، عندما رجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية نسبه إلى ميلاد المسيح عيسى، وأن تكون بدايته (يناير ميلادي) وهو يوم ختان المسيح، وكان ميلاده في (25 ديسمبر) لكنه لم يكن كامل الدقة فأجرى عليه تعديلات جديدة من بابا النصارى (جرريجوري الثالث عشر) لتلافي الأخطاء الواقعة، وذلك في سنه 1582، ثم انتشر العمل به في اغلب الدول النصرانية بعدا أن كان انتشر العمل به في الكنيسة الغربية (المذهب الكاثوليكي) فقط، ومازال هذا التأريخ الشمسي الميلادي المبتدع ينتشر حتى صار معمولا به في أغلب الدول الإسلامية إلا من رحم الله، وترتب على ذلك الزهد بالتأريخ الهجري الشرعي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تاسعاً:- أهمية التمسك بالتأريخ الهجري:-
إن من الواجب على المسلمين حكومات وشعوبا الاعتزاز بتأريخهم الهجري والتمسك به والتأريخ به وعدم التأريخ بالتأريخ الميلادي لعدة أمور، ومن أهمها:
1 - لأن العمل بالتاريخ الهجري دين يتقرب به العبد إلى الله لارتباطه بالهلال الذي ترتبط به الكثير من العبادات والأحوال الشخصية والمعاملات كالصوم والعيدين ووجوب الزكاة، والبلوغ والتكليف وعدة المطلقة والإجار ومواعيد الديون وغيرها، ومن القواعد الشرعية:- (مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب) وقد قال الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) و قال تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه ما فال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:- إذا رأيتموه – أي الهلال _ فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا)
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - لإجماع الصحابة على العمل بهذا التأريخ ولا تجتمع الأمة على ضلاله، وينبغي أن يلاحظ في إجماعهم عدة أمور:- أن الصحابة سموه تأريخا إسلاميا، واعتبروه رمزا إسلاميا ولذلك ربطوه بيوم الهجرة العظيمة، وإنهم كرهوا تواريخ الأمم الأخرى ومن ضمنها التأريخ الميلادي، وأيضا فإن هذا التأريخ لم يكن لعباداتهم فحسب، بل لعباداتهم ومعاملاتهم ودينهم ودنياهم ويؤكد لك ما تقدم ذكره من أن سبب وضعه كان أمرا دنيويا.
3 - لأنه من وضع وأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وسنته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:- فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) رواه أحمد أبو داود الترمذي
4 - أن الأمة الإسلامية بسلفها وخلفها وأئمتها وأعلامها تعاقبت على هذا التأريخ جيلا بعد جيل، ولم تعمل بالتأريخ الميلادي إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية ودخول الاستعمار الصليبي لبلاد المسلمين عام 1340 من الهجرة.
5 - لارتباط هذا التأريخ بحدث عظيم له تأثير الكبير على قيام دولة المسلمين وعزهم واستقلاليتهم عن المشركين
6 - لأنه سبب كبير في عز الأمة واستقلاليتها وتميزها عن باقي الأمم الكافرة، ومما يؤكد ذلك أن أول الأعمال التي قام بها من قضوا على الخلافة العثمانية في تركيا هو:- إ حلال التأريخ الميلادي النصراني محل التأريخ الهجري الإسلامي.
7 - لأن للتأريخ الهجري تأثيرا كبيرا على عقيدة الولاء للمؤمنين، والبراءة من اليهود والنصارى والمشركين، ولذلك عد بعض العلماء:- التأريخ بالتأريخ الميلادي النصراني من موالاة النصارى.
8 - لسهولة التأريخ الهجري ويسره ووضوحه، والله تعالى يقول (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ويقول (ما جعل عليكم في الدين من حرج)
9 - لارتباط التاريخ الميلادي بعقيدة النصارى ودينهم، وهو ولادة المسيح ابن الله في زعمهم وعقيدتهم وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
10 - لأن التأريخ الميلادي الشمسي يقترن بتمجيد اثني عشر إلها مزعوما من آلهة الرومان الأسطورية، وعلى سبيل المثال لا الحصر:-
شهر (يناير) وهو اسم إلههم يانوس، وهو إله الشمس
شهر (مارس) وهو إله الحرب وحامي الرومانيين عندهم. وكذلك اسم الأيام تقترن بتمجيد الهتهم المزعومة.
يوم الأحد ( sunday ) معناه:- الشمس المقدسة يوم الثلاثاء ( tusday) وهو اسم الإله عندهم (تير)
* شبهتان والجواب عليهما:-
1 - العمل بالتأريخ الميلادي الشمسي لأنه يدور مع الفصول الأربعة دورة ثابتة، تسهل على الفلاحين والصيادين والمسافرين وغيرهم مواعيد أعمالهم وهذا غير متيسر بالتأريخ الهجري.
والجواب عليها:- أن المسلمين يستعملون البروج كالحمل والثور والجدي وغيرها في هذه الأمور الدنيوية وكل برج بعدد ولا يتغير وقته، وهذه البروج معروفه عند العرب من قديم، واكتفوا بها عن التأريخ الميلادي الشمسي وبها كانوا يعرفون وقت النتاج والتأبير وغير ذلك.
2 - أن التأريخ الميلادي يحدد المواعيد الهامة مثل مواعيد المستشفيات والزواجات وغيرها وهذا لا يتيسر في التأريخ الهجري لارتباطه بالهلال.
والجواب عليها:- أن الحل تحديد المواعيد بتحديد الأيام كالأحد أو الخميس، وهكذا مع التأريخ الهجري، وإذا حدث اختلاف في التاريخ فإنه سيكون طفيفا جدا، ولا يتجاوز رقما أو رقمين عادة، ويكون علاجه وتصحيحه بتحديد اليوم باسمه، ولا حاجة حينئذ للتأريخ الميلادي الذي يترتب على التأريخ به مفاسد كثيرة، مقابل ما يترتب على التأريخ به من مصالح قليله، يمكن تحصيلها ببدائل أخرى سالمة من كل مفسدة.
عاشراً:- بدع محدثات في نهاية السنة الهجرية وبدايتها:-
قبل ذكر هذه البدع والمحدثات، لابد أن نبين أنه مامن عمل صالح إلا ويشترط فيه شرطان هما:-
1 - الإخلاص لله تعالى كما قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)
2 - المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم كما روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منة فهو رد). وفي رواية لمسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
3 - وقد قال العلماء لابد من موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة في ستة أمور:-
1 - الصفة:- مثل صفة الصلاة والحج.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - القدر:- مثل قدر صلاة الظهر أربع ركعات.
3 - الزمن:- كأوقات الصلاة والصيام والحج
4 - المكان:- مثل مشاعر الحج (منى – مزدلفة – عرفات)
5 - الجنس:- مثل بهيمة الأنعام في الأضحية والهدي.
6 - السبب:- وهو ما يتعلق ببحثنا هذا، فأي عبادة وجد سببها في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلها، ففعلها بدعة محدثة، مثل الاحتفال بالمولد النبوي وغير ذلك، ولا يعتذر عن ذلك بقول بعضهم عند فعل البدع (إنما أردنا التقرب إلى الله بعبادته)
فإن الله تعالى بعث إلينا نبياً يعلمنا ويدلنا على مايحبه ويرضاه من العبادات والأعمال الصالحة.
ولذلك خرج ابن وضاح عن الأعمش أنه ذكر لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن ناسا بالكوفة يسبحون بالحصى بالمسجد، فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوما من الحصى، قال:- فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول:- لقد أحدثتم بدعة وظلما، وقد فضلتم أصحاب محمد علما) وقال الشاطبي:- في كتابه الاعتصام:- الباب الخامس:- في أحكام البدع الحقيقية والإضافية والفرق بينهما، ثم قال:- ومن البدع الإضافية التي تقرب من الحقيقية:- أن يكون أصل العبادة مشروعا ألا أنها تخرج عن أصل شريعتها بغير دليل توهما أنها باقية على أصلها). ومثال ذلك أن يقال:- إن الصوم في الجملة مندوب إليه لم يخصه الشارع بوقت دون وقت ولا حد فيه زمان دون زمان، ماعدا ما نهي عن صيامه على الخصوص كالعيدين وندب إليه على الخصوص كعرفة وعاشوراء، فإذا خص منه يوما من الجمعة بعينها، أو أيام من الشهر بأعيانها، لا من جهة ما عينه الشارع، كيوم الإربعاء مثلاً ُفي يوم الجمعة , والسابع والثامن في الشهر، وما أشبه ذلك ,فلا شك أنه رأي محض بلا دليل،
ضاهى به تخصيص الشارع أيام بأعيانها دون غيرها، فصار التخصيص من المكلف بدعة، إذ هي تشريع بغير مستند)
قلت:- (وعلى هذا تدور بدع ومحدثات نهاية السنة وبدايتها, حيث أنه تخصيص أيام بعينها للاستغفار أوالدعاء أو المحاسبة, وهذا التخصيص رأي محض بغير دليل من الكتاب ولا من السنة, فأصبحت بهذا بدعة محدثة يجب الحذر منها والابتعاد عنها, وفي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الخير والكفاية والتمام والكمال.
إذا علم ذلك فإليك بعضاً من البدع والمحدثات في نهاية السنة الهجرية:-
1/ختم السنة بالاستغفار أو الأعمال الصالحة في آخر يومٍ منها.
2/تعظيم آخر جمعة من السنة بالاستغفار أو الدعاء.
3/اعتقاد أن هناك صحائف لأعمال الإنسان تطوى في آخر السنة.
4/أمر الناس وحثهم على محاسبة أنفسهم في آخر السنة.
وإنما كانت هذه الأمور من البدع لأن الشارع لم يجعل نهاية السنة ميداناً لمحاسبة النفس, ولم يثبت فضيلة للاستغفار أو الدعاء أو الأعمال الصالحة في آخر يوم أو جمعة من السنة, ولم يثبت أيضاً أن صحائف الأعمال الصالحة تطوى نهاية السنة.
قال الشيخ بكر أبو زيد:- إن اختراع أدعية وأذكار مرتبه لبعض الأزمان من ساعة أو يوم، أو ليله، أو أسبوع، أو شهر، أو عام، لم يقم عليها دليل , يكون بدعةً في الدين وتعبداً بما لم يأذن به الشرع الكريم,
ويجر إلى مضارعة للكافرين من اليهود والنصارى والوثنين في تقديسهم بعض الأزمان الحولية فما دونها وما يحدثونه فيها من الأذكار والترانيم ,ثم قال وفقه الله:- دعاء آخر السنة:- لم يثبت في الشرع شيئاً من دعاء أو ذكر لآخر العام وقد أحدث الناس فيه من الدعاء،ورتبوا مالم يأذن به الشرع فهو بدعةً لا أصل له.
· بدع ومحدثات بداية السنة الهجرية:-
1 - أذكار بداية السنة، قال الشيخ بكر أبو زيد:- دعاء أول السنة لا يثبت في الشرع شيء من ذكر أو من دعاء لأول العام، وهو أول يوم أو ليلة من شهر محرم، وقد أحدث الناس فيه من الدعاء والذكر والذكريات وتبادل التهاني وصوم أول يوم من السنة وإحياء ليلة أول يوم من محرم بالصلاة والذكر والدعاء، وصوم أآخر يوم من السنة إلى غير ذلك مما لا دليل عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - التهنئة في بداية السنة، والاحتفال بذلك:- في إجابة الفتوى رقم (1002) للجنة الدائمة:- (الأعياد في الإسلام ثلاثة:- يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، ويوم الجمعة، أما أعياد الميلاد الفردية وغيرها مما يجتمع فيه من المناسبات السارة كأول يوم من السنة الهجرية والميلادية، ويوم نصف شعبان، أو ليلة النصف منه، ويوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ويوم تولى زعيم الملك أو لرئاسة جمهورية مثلا، فهذه وأمثالها لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي بالخير، فهي من البدع المحدثة، التي سرت إلى المسلمين من غيرهم، وفتنوا بها، وقد قال النبي (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقال (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) وهذا ظاهر فيما إذا كان الاحتفال لتعظيم من احتفل من أجله، أو لرجاء بركته أو المثوبة من القيام به كمولد النبي صلى الله عليه وسلم، أما مالم يقصد التبرك ولا المثوبة، كالاحتفال بميلاد الأولاد، وأول السنة الهجرية أو الميلادية، وبيوم تولي الزعماء لمناصبهم، فهو وإن كان من بدع العادات، إلا أن فيه مضاهاة للكفار في أعيادهم، وذريعة إلى أنواع أخرى من الاحتفالات المحرمة، التي ظهر فيها معنى التعظيم والتقرب لغير الله، فكانت ممنوعة، سداً للذريعة، وبعداً عن مشابهة الكفار في أعيادهم، واحتفالاتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين:- شاع في بعض البلاد الإسلامية الاحتفال بأول يوم من شهر محرم من كل عام، باعتباره أول أيام العام الهجري، ويجعله بعضهم إجازة له عن العمل، كما يتبادلون فيه الهدايا المكلفة مادياً؟
فأجاب فضيلته بقوله:- تخصيص الأيام أو الشهور أو السنوات بعيد، مرجعه إلى الشرع وليس إلى العادة، ولهذا لما قدم النبي المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال:- ما هذا اليومان؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال:- ((إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)) ولو أن الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات لأحدث الناس لكل حدث عيداً، ولم يكن للأعياد الشرعية كبير فائدة))
ثم إنه يخشى أن هؤلاء اتخذوا رأس السنة أو أولها عيداً متابعة للنصارى ومضاهاة لهم يتخذون عيداً عند رأس السنة الميلادية، فيكون في اتخاذ شهر المحرم عيداً محذورٌ آخر.
3 - ما ينتشر عند بعض الناس من تخصيص أول يوم من محرم بلبس الثياب البيض وشرب الحليب تفاؤلاً باللون الأبيض أن تكون سنتهم الهجرية الجديدة سالمة من كل سوء ومصيبة، فأما لبس الثياب البيض فحث
(1) عليه الشارع بقوله صلى الله عليه وسلم ((البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم)) أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وصححه ابن ماجه والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
لكنه لم يقيد لبسها بأول يوم من المحرم، وتقييد اللبس به من البدع، وأما شرب الحليب في أول يوم من المحرم فلم يثبت به دليل فهو من البدع المحدثة.
وختاماً فإن من الواجب على كل مسلم أن يتمسك بتأريخه الهجري ويعتز به ويحافظ عليه، وأن يحرص على إخلاص العبادة لله وحده، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يحذر من البدع والمحدثات في الدين.
والله أسأل أن يفقهنا وإخواننا المسلمين في دينه، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، ويعصمنا مما يغضبه ويأباه.
وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين , وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه إمام وخطيب جامع الربع بالرياض
وليد بن علي المديفر
30/ 12 / 1428 هـ
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 03:32]ـ
بارك الله فيك.
ـ[الازور]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 08:06]ـ
جزاك الله خير واحسن اليك(/)
حقوق الأبناء لفضيلة الشيخ العلامة: محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ,أيها الأفاضل والفضليات أعضاء وزوار هذا الملتقى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه محاضرة بين أيديكم عن حقوق الأبناء لفضيلة الشيخ العلامة: محمد بن محمد المختار الشنقيطي – المدرس بالحرم النبوي الشريف – حفظه الله وهي من ضمن دورته في فقه الأسرة جزاه الله خيراً ونفع به وآتانا ما آتاه وزيادة. قال حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فسيكون حديثنا اليوم عن حقوق الأولاد هذه النعمة العظيمة التي أمتن الله بها على عباده وهي نعمة الولد؛ إنما تكون نعمة حقيقية إذا قام الوالدان بحقها وحقوقها وأحسنا في رعايتها، وقد جاءت نصوص كتاب الله وسنة النبي-صلى الله عليه وسلم- تبين المنهج الأكمل والطريق الأمثل في تربية الأولاد.
الأولاد ... نعمة من نعم الله-عز وجل-، هذه النعمة رفعت الأكف إلى الله بالضراعة أن يكرم أصحابها بها، فقال الله عن نبي من أنبيائه: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}.
وقال الله عن عباده الأخيار: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}.
الأولاد والذرية تقر بهم العيون وتبتهج بهم النفوس وتطمئن إليهم القلوب إذا طابوا وقام الوالدان على رعاية الأولاد والعناية بهم وأداء حقوقهم كاملة على الوجه الذي يرضي الله-عز وجل-.
وحقوق الأولاد قسمها العلماء إلى قسمين:
القسم الأول: ما يسبق وجود الولد.
والقسم الثاني: ما يكون بعد وجوده. فالله حمل الوالدين المسئولية عن الولد قبل وجود الولد وحملهما المسئولية عن تربيته ورعايته والقيام بحقوقه بعد وجوده.
فأما مسئولية الوالدين عن الولد قبل وجوده فإنه يجب على الوالد ويجب على الوالدة أن يحسنا الإختيار، فيختار الأب لأولاده أما صالحة ترعى حقوقهم وتقوم على شئونهم، أماً أمينة تحفظ ولا تضيع وعلى الأم أيضاً أن تختار زوجاً صالحاً يحفظ أولادها ويقوم على ذريتها فاختيار الزوج والزوجة حق من حقوق الولد، ولذلك قال- صلى الله عليه وسلم -: ((تنكح المرأة لأربع، لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).
اظفر بذات الدين حتى ترعى الذرية وتقوم على إصلاحها وتربيتا على نهج ربها، اظفر غنيمة وفوز.
وكذلك المرأة تختار الزوج الصالح الذي ترضى دينه وأمانته وخلقه وإذا أساء الرجل في اختيار زوجته ونظر إلى حظه العاجل من جمال ومال ونسي حقوق أولاده فإن الله يحاسبه حتى ذكر بعض العلماء: أن الزوج لو أختار الزوجة وعلم أنها لا تحسن إلى ذريته من بعده فإن الله يحمله الإثم والوزر لما يكون منها من إساءة إلى ولده، وكذلك المرأة إذا لم تحسن الاختيار لزوجها وعلمت أنه زوج يضيع حقوق أولاده وفرطت وتساهلت وضيعت فإن الله يحاسبها عما يكون من إثم ذلك الزوج وأذيته لأولادها، حق على الوالدين أن يحسنا الإختيار وأن يكونا المنبت الطيب هو الذي يبعث عنه الإنسان، فالناس معادن كما أخبر سيد البشر- صلى الله عليه وسلم - فيهم المعدن الكريم الذي طابت أصوله وإذا طابت الأصول طابت الفروع.
إن الأصول الطيبات لها فروع زاكيه، والله-سبحانه وتعالى- يقول: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} فإذا كان معدن المرأة كريماً من بيت علم أو دين أو عرف بالصلاح والإستقامه فإنه نعم المعدن ونعم الأمينة التي ستحفظ الأولاد والذرية في الغالب، وكذلك الرجل إذا كان معدنه طيباً فإنه سيكون حافظاً لأولاده، ولا يعني هذا أن المرأة إذا ابتليت بزوج مقصر أنها تيأس بل ينبغي عليها أن تحاول وأن تستعين بالله في إصلاح ذريتها وأولادها فإن الله-عز وجل- يقول: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ} فربما يكون الزوج غير صالح؛ ولكن الله يخرج منه ذرية صالحة وقد يكون الزوج صالحاً ويخرج الله منه ذرية غير صالحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج الله من أبي جهل عكرمة وهو من خيار أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم - وقائد من قواد المسلمين وعظم بلاؤه في الدين وقد يخرج الميت من الحي كما في ولد نوح-عليه السلام-.
فالمقصود أن الأصل والغالب أنه إذا طاب معدن المرأة أن يطيب ما يكون منها من ذرية هذا هو الحق الأول، وإذا أختار الإنسان الزوجة فمن حقوق ولده أن يسمي عند إصابة أهله؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم - ذكر التسمية عند الجماع أنها حرز وحفظ من الله للولد من الشيطان الرجيم قال العلماء: وهذا حق من حقوق الولد على والده إذا أراد أن يصيب الأهل.
وإذا كتب الله بخروج الذرية فليكن أول ما يكون من الزوج والزوجة شكر الله-عز وجل- من أراد أن يبارك الله له في نعمة من نعمه فليشكر الله حق شكره؛ لأن النعم لا يتأذن بالمزيد فيها والبركة إلا إذا شكرت، وإذا نظر الله إلى عبده شاكراً لنعمه بارك له فيما وهب وأحسن له العاقبة فيما أسدى إليه من الخير.
فأول ما ينبغي على الوالد والوالده إذا رأيا الولد أن يحمدا الله على هذه النعمة وأن يتذكرا العقيم الذي لا ذريه له وأن يسأل الله خير هذا الولد وخير ما فيه فكم من ولد أشقى والديه وكم من ولد أسعد والديه فيسأل الله خيره وخير ما فيه ويستعيذ به من شره ويعوذ بالله من ذرية السوء.
ثم إذا كتب الله ولادة الولد فهناك حقوق أجملها العلماء منها حق التسمية أن يختار له أفضل الأسماء وأكرمها لأن الأسماء تشحذ الهمم على التأسي بالقدوة، ولذلك قال بعض العلماء: خير ما يختار الأسماء الصالحة وأسماء الأنبياء والعلماء والفضلاء لأنها تشحذ همة المسمى إلى أن يقتدي وأن يأتسي قال- صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري: ((ولد لي الليلة ابن سميته على اسم أبي إبراهيم)) فسمي إبراهيم على اسم أبيه، ولذلك قالوا: أنه يراعى في الاسم أن يكون اسماً صالحاً ولا يجوز للوالدين أن يختارا الاسم المحرم وهو الاسم الذي يكون بالعبودية لغير الله كعبد العزى ونحو ذلك من الأسماء كعبد النبي وعبد الحسين ونحو ذلك من الأسماء التي يعبد فيها البشر للبشر؛ وإنما ينبغي أن يعبد العباد لله جلا جلاله وهي الأسماء المحرمة.
كذلك ينبغي أن يجنب الولد الأسماء القبيحة والأسماء المذمومة والممقوتة والمستوحش منها حتى لا يكون في ذلك اساءة من الوالدين للولد.
قالوا: من حقه أن يختار له أفضل الأسماء وأحب الأسماء إلى الله ما كان للعبودية لله كعبدالله، وعبدالرحمن ونحو ذلك من الأسماء التي تكون مصدرة بالعبودية لله-عز وجل-.
وينبغي أن يجنبه كذلك ما ذكره العلماء من الأسماء المكروهة التي فيها شيء من الدلال والميوعة التي لا تتناسب مع خشونة الرجل، والعكس أيضاً فإن البنت يختار لها الإسم الذي يتناسب معها دون أن يكون فيه تشبه بالرجال وقد جاء عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- أنه سمى بنته عاصية كما ذكر الإمام الحافظ أبو داود وغيره النبي- صلى الله عليه وسلم - اسمها إلى جميلة فقد جاء عنه-عليه الصلاة والسلام- في أكثر من حديث أنه غير الأسماء القبيحة فمن حق الولد على والديه إحسان الاسم، والأسماء تكون للوالد ولا حرج أن تختار الأم لابنها وابنتها لا حرج في ذلك ولا باس إذا اصطلحا بالمعروف ومن حقوق الولد ان تكون التسمية في أول يوم من ولادته أو ثاني يوم أو ثالث يوم أو سابع يوم لا حرج والأمر في ذلك واسع، وقد جاء عنه-عليه الصلاة والسلام- في حديث الحسن عن سمرة أنه ذكر العقيقة فقال: ((كل غلام مرهون بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى)) فقال بعض العلماء: تستحب التسمية في السابع ولكن الجواز يجوز في أول يوم لحديث البخاري: ((ولد لي الليلة ابن سميته على اسم أبي إبراهيم)). فهذا يدل على مشروعية التسمية في أول يوم ولاحرج في ذلك والأمر واسع.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك من حقه أن يختن الولد سواء كان ذكراً أو أنثي فالختان مشروع للذكور ومشروع للإناث وهذه المسألة ليست محل نقاش حتى يسأل فيها غير العلماء أو يرجع فيها إلى آراء الناس وأهوائهم؛ وإنما ينظر فيها إلى الشرع يقول- صلى الله عليه وسلم -: ((إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل)) فالذي يقول ليس في الشريعة دليل يدل علي مشروعية ختان الإناث جاهل لا يعرف ما ورد في نصوص السنه عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فإنه قال: ((إذا التقى الختانان)) فبين-صلوات الله وسلامه عليه- أن المرأة تختن كما يختن الرجل، قال العلماء: إن هذا يخفف من حدة الشهوة من المرأة وهذا من حقها أن تختن ويراعى ختانها، وكذلك الذكر يختن هذا إذا كان في صغره.
كذلك أيضاً من أعظم الحقوق وأجلها حسن التربية والرعاية للابن والبنت، ولقد رغب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في هذا العمل الصالح حتى ثبت في الحديث الصحيح عنه أنه قال: ((من أبتلى بشيء من هذه البنات فرباهن فأحسن تربيتهن وأدبهن فأحسن تأديبهن إلا كن له ستراً أو حجاباً من النار)). فهذا يدل على فضيلة تربية الابن وتربية البنت على الخصوص على طاعة الله، قال العلماء: إنما ذكر البنت لأنها هي المربية غداً لأبنائها وبناتها والقائمة على حقوق بعلها وبيت زوجها فلذلك ذكر رعاية البنات وإلا فالفضيلة موجودة.
أيضاً لمن رعى الأبناء وقام عليهم وأدبهم فأحسن تأديبهم، ومن هنا قال-عليه الصلاة والسلام- يبين حسن العاقبة لمن أنعم الله عليه بهذه النعمة وهي تربية الولد تربية صالحة ذكر حسن العاقبة فقال: ((إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث، صدقه جاريه وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له)). قال العلماء: إن الله-عز وجل- يحسن المكافأة لعبده على ما كان منه من رعايته لولده فكما أحسن إلى ولده في الصغر يجعل الله له إحسانه نعمة عليه حتى بعد موته، بل إن الذي يربى في الصغر ويحسن تربيه أولاده يرى بأم عينيه قبل أن يموت حسن العاقبة في ولده، ولهذا تجد من ربى ابنه على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وعلى ما يرضي الله-عز وجل-، إذا كبر فرق عظمه ووهن وأصابه المشيب والكبر وجد أبنه بجواره يساعده ويقوم على شأنه ويحفظ أمواله أميناً راعياً حافظاً على أتم الوجوه وأحسنها. وهذه هي ثمرة العمل الصالح وثمرة من ربى وتعب على تربية أبنائه، والعكس فمن ضيع ابناءه فإن الله يريه في الحياة قبل الموت شؤم ما كان منه من التقصير فيصيبه الكبر فيهن عظمه ويرقد ويجد من تعب الحياة وشظفها فيأتي ابناءه ليكيدوا له ويؤذوه ويذلوه ويروه سوط العذاب في الدنيا قبل الآخرة وهذه كله من عواقب سوء التربية-نسأل الله السلامة والعافية-، فلذلك رغب النبي- صلى الله عليه وسلم - في هذا العمل الصالح وهو تربيه الأبناء، رغب فيه لعلمه بحب الله لهذا العمل وحبه-سبحانه- لمن قام به على أتم الوجوه وأكملها وخير ما يربى علية الأبناء وأكد وأوجب ما يرعى من تربية الأبناء التربية الايمانية.
فأول ما يغرس الوالدان في قلب الولد الإيمان بالله-عز وجل- الذي من أجله خلق الله خلقه وأوجدهم. {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} فأول ما يعتني به غرس الإيمان وغرس العقيدة لا إله إلا الله تغرس في قلب الصبي فيعتقدها جنانه ويقر بها وينطق بها وينطق بها لسانه وتعمل بها وبلوازمها جوارحه وأركانه قال الله-تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} فأول ما ابتدأ به وأول ما قام ودله عليه في وعظه ونصحه وتوجيهه أن ذكره بحق الله-جل جلاله- وبين له أن ضياع هذا الحق هو الظلم العظيم؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه وليس هناك أعظم من أن يصرف حق الله-جل وعلا- في عبادته لغيره كائن من كان ذلك الغير، ولهذا وعظ لقمان وابتدأ موعظته بهذا الأصل العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)