أجاب: قال فى البحر صحيفة 320 ج 2 نقلا عن الشيخ قاسم فى شرح الدرر ما نصه (وأما النذر الذى ينذره أكثر العوام على ما هو مشاهد كأن يكون لأنسان غائب أو مريض أوله حاجة ضرورية فيأتى بعض الصلحاء فيجعل سترة على رأسه فيقول يا سيدى فلان إن رد غائبى أو عوفى مريضى أو قضيت حاجتى فلك من الذهب كذا أو من الفضة كذا أو من الطعام كذا أو من الماء كذا أو من الشمع كذا أو من الزيت كذا فهذا النذر باطل بالإجماع لوجوه.
منها أنه نذر لمخلوق والنذر لمخلوق لا يجوز لأنه عبادة والعبادة لا تكون للمخلوق، ومنها أن المنذور له ميت والميت لا يملك، ومنها أنه ظن أن الميت يتصرف فى الأمور دون اللّه تعالى، واعتقاده ذلك كفر اللّهم إلا إن قال يا اللّه إنى نذرت لك إن شفيت مريضى أو رددت غائبى أو قضيت حاجتى أن أطعم الفقراء الذين بباب السيدة نفيسة أو الفقراء الذين بباب الإمام الشافعى أو الإمام الليث أو اشترى حصرا لمساجدهم أو زيتا لوقودها أو دراهم لمن يقوم بشعائرها إلى غير ذلك مما يكون فيه نفع للفقراء والنذر لله عز وجل وذكر الشيخ إنما هو محل لصرف النذر لمستحقيه القاطنين برباطه أو مسجده أو جامعه فيجوز بهذا الاعتبار.
إذ مصرف النذر الفقراء وقد وجد المصرف ولا يجوز أن يصرف ذلك لغنى غير محتاج ولا لشريف ذى منصب لأنه لا يحل له الأخذ مالم يكن محتاجا فقيرا ولا لذى النسب لأجل نسبه ما لم يكن فقيرا ولا لذى علم لأجل علمه ما لم يكن فقيرا.
ولم يثبت فى الشرع جواز الصرف للأغنياء للاجماع على حرمة النذر للمخلوق.
ولا ينعقد ولا تنشغل الذمة به ولأنه حرام بل سحت.
ولا يجوز لخادم الشيخ أخذه ولا أكله ولا التصرف فيه بوجه من الوجوه إلا أن يكون فقيرا وله عيال فقراء عاجزون عن الكسب وهم مضطرون فيأخذونه على سبيل الصدقة المبتدأة فأخذه أيضا مكروه مالم يقصد به الناذر التقرب إلى اللّه تعالى وصرفه إلى الفقراء وبقطع النظر عن نذر الشيخ.
فإذا علمت هذا فما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت وغيرها وينقل إلى ضرائح الأولياء تقربا إليهم فحرام بإجماع المسلمين مالم يقصدوا صرفها للفقراء الأحياء قولا واحدا.
وحسن الظن بالمسلمين يقتضى حمل أعمالهم على ما يطابق أحكام شريعتهم، فوضعهم للأموال فى الصناديق الموجودة بأضرحة الأولياء إنما يقصدون به التصدق على الفقراء الموجودين بذلك الضريح لا تمليك صاحب الضريح لجزمهم بموته، ولأن عقيدة المسلمين أن الضار والنافع هو اللّه سبحانه وتعالى ومتى علم أن هذه النذور صدقات للفقراء فحكمها حكم الصدقة لا تملك إلا بالقبض ولا يختص بها أشخاص من الفقراء بأعيانهم فيستوى فيها القريب من صاحب الضريح والأجنبى عنه وإذا كان للضريح والمسجد ناظر معين لإدارة شئونهما من قبل القاضى وكان من مشمولات نظره تقسيم ما يرد بصندوق النذور وتوزيعه فله تقسيمه وتوزيعه على الفقراء مطلقا بحسب ما يراه فى كل وقت ولا يقيده اتفاق سابق حصل منه مع آخرين والله أعلم.(/)
أشرف العلوم مطلقا .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 01:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول صاحب التفسير: اعلم أن التفسير أجل العلوم مطلقا إذ هو رسالة الله إلى خلقه .. ومعجزة نبيه الكبرى .. وعنه تتفرع أصول الأشياء "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" .. وهو المرجع الأوحد المتفق عليه-إجمالا- بين المسلمين بمن فيهم المبتدعة .. إلخ .. وهو البداية لكل طالب والغاية لكل راغب
أفلم يبلغك يا صاح أن رسول الله قال"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"؟
ويقول صاحب الحديث: اعلم أن علم الحديث أشرف العلوم قطعا ..
كيف لا والسنة قاضية على القرآن مفسرة له ومبينة .. وكفى به شرفا أن الله تعالى "يوم ندعو كل أناس بإمامهم" وبحسب أهل الحديث من الفخار أن ينسبوا لرسول الله إذ هم الذابّون عن سنته .. المقشقشون لكل من سوّلت له نفسه أن يحوم حول الحمى ببدعته
ثم إنك لن تظفر بمن يشتق حكما من دليل إلا وهو عالة على أهل الحديث كيما يعرّفوه أصحيح هو؟ أم ضعيف؟ .. فقل لي بربك كيف عرف صاحب التفسير صحة الحديث الذي أورده آنفا؟!
ويقول صاحب الفقه: اعلم أرشدك الله للفقه في الدين أن الفقهاء هم الموقعون عن الله في الأرض .. يفتون الناس .. ويسوسون الأمة .. بفهمهم واستنباطهم كما قال تعالى"لعلمه الذين يستنبطونه منهم" .. فهم الورثة الحقيقيون للأنبياء إذ لم يقصروا علمهم على الكتاب .. بل استجمعوا فقه السنة .. فتراهم في كل نازلة تصدروا .. وفي كل نائبة تفكّروا ..
ويقول المتخصص في العقيدة: لا يغرنك ما قالوا .. فإن مدار القرآن كله والسنة كلها .. من أولهما لآخرهما
على تحقيق التوحيد .. ومن أجل ذلك بعث الرسل .. ولأجل ذلك أيضا جرت سيوف الجهاد ..
وافترق الناس إلى شقي وسعيد .. وبر وفاجر .. ومؤمن وكافر ..
وهو وصية الله الكبرى لنبية"فاعلم أنّه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"
هذا الذي ذكرته آنفا ليس مجرد افترض جدلي .. بل سمعت أشباهه من علماء-ولا أقول من صغار طلبة العلم- كل في مجاله .. على شاكلة ما قرأتم ..
وتحرير القول في المسألة ينبني على أصلين:-
الأول-أن الأمر إذا تباينت فيه الآراء جدا فاعلم أن الحق فيه في الغالب: التفصيل ..
ولا يخلو من حاول الجزم برأي لينصره دون آخر .. من تعصب أو جهل أو تسرع
الثاني-أن علوم الشريعة متضافرة متآزرة يشد بعضها بعضا ..
فمن يزهو بعلمه الذي تخصص فيه على هيئة تشي بتفضيله على العلوم الأخرى
فمثله كمن رأى برجا يستند على أربعة أعمدة .. فأعجبه واحد منها فراغ ضربا لما سواه
وملخص القول فيما مضى فيما يبدو لي ما يأتي:-
1 - أن يقيد التفضيل في سياق معين ..
فيقال: بالنظر إلى الغاية التي خلقنا الله لأجلها .. إلخ .. فالعقيدة أشرف شيء
2 - وبالنظر إلى تمييز الغث من السمين فيما ورد من آثار الشريعة .. فالحديث أشرف
3 - وبالنظر إلى حاجة الأمة للقول الفصل في القضايا والفتيا .. إلخ .. فالفقه أشرف
4 - وباعتبار أن القرآن هو كلام الله الذي به تحيى الأرواح والقلوب وفيه من كل علم سبب
فالتفسير أشرف
وحيث إن السنة مصدر مستقل .. يشتمل على العقيدة والفقه وغيرها .. كما اشتمل القرآن عليها ..
فقد يقول صاحب الحديث .. إنما عرفتم صحة الشريعة .. عن طريقنا ..
فيقال له: هب أنه لم يعد في الأمة إلا أهل الحديث الذين جوهر عملهم تمييز الغث من السمين من الروايات
فأين فقه هذه الأحاديث؟ وأين تنزيلها على الوقائع؟
ويقال أيضا إذا كان علم العقيدة وموضوعه غاية الوجود .. كان مفتقرا لغيره
فغيره من باب أولى أن يكون مفتقرا لما يعاضده ..
فتأمل الدوران .. لتآزر علوم الشريعة كما تقدم ..
وأيضاً .. من عوامل الترجيح في التفاضل .. أن ينظر المرء في الأصلح لنفسه .. أو الأصلح لحاجة أمته
فقد يكون شخصٌ يجد نفسه توّاقة للخوض في العلل والأسانيد .. فهذا يفضُل في حقه هو .. أن يكون محدثا ..
ليكون متقنا للصنعة فيكون أبلغ في إفادة الأمة
ولما طلب العلم فئام من الناس لا على وجه التجرد فشت هذه النزعة ..
فحقر بعضنا بعضا .. كما قال تعالى في النصارى لنعتبر"فلما نسوا ماذكروا به أغرينا بينهم العداوة والبغضاء"
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 06:36]ـ
اللهم بارك في جهد من كتب هذه الحروف، وزده علماً وفضلاً، وأحسن عاقبتنا وإياه في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 07:54]ـ
جزاك الله خيرًا ...
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 08:43]ـ
أحسن الله إليك
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:15]ـ
مثل هذا التقسيم و النقد ذكره الامام الغزالي في الاحياء في حديثه الشيق عن مراتب العلوم ...
بارك الله في الكاتب فيما ابدع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 08:22]ـ
شكر الله لشيخنا الدكتور ماهر هذه الدعوات المشتملات على خيري الدنيا والآخرة .. ولكم بمثل
وبارك الله في الأخوين الفاضلين أسامة وهند
وللأخ المكرم ابن الرومية .. لم أقرأ الإحياء بعد .. وجزيت خيرا على إفادتك الطيبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 07:18]ـ
ما شاء الله .. تبارك الله ...
كلامٌ دالٌّ على نَفَسٍ جيّد في النظرِ إلى المقالات ..
جزاك اللهُ خيرَ الجزاء أخي المفضال / أبا القاسم ..
أجدتَ وأفدتَ ..
وأستأذنك بهذه الإضافة ...
يكمن الإشكال إذا كان الكلامُ مُطلقاً ـ كما في موضوع أخي أبي القاسم ـ ..
أما إن اقترنَ بتبعيضٍ؛ فالإشكال مُنْزاحٌ؛ كقول من يقول:
إن علم الفقه من أشرف العلوم، وأفضلها ....
كذلك إن كان في حيّز الاعتبارات؛ فهو متوجّه، بل قد يتعيّن ..
كقولنا: أشرف العلوم: علم الكتاب والسنة ...
فهذا باعتبار أنهما المصدران للأحكام .. فهذا الكلام لا إشكال فيه ..
لكن يُقال: ليس لأحدٍ ممن عاش بعد القرون الفاضلة أن يجتهد فيهما إلاّ بدراية علوم الآلة من عربية، وأصول فقهٍ، ونحوها ...
والشكر لك أخي أبا القاسم على تفصيلك وبيانك.(/)
(لطيفة): ابن المبارك فقيه، وطبيب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 09:06]ـ
قرأت هذه المشاركة، فإذا بي أجد أن الأمر قديم:)
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=61575&postcount=39
أخرج الدينوري في «المجالسة» (6/ 110 - 111)، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (32/ 413)، حدثنا أحمد بن محرز الهروي، نا أحمد بن جميل، قال: سمعت ابن المبارك يقول: (دخلت على الثوري بمكة وقد شرب دواءً، وقد أصابه في رأسه ريح قد تحيَّر منها، فقلت: ما في البيت مِن بصلة؟ فأتيتُ بها، فشققتها، فناولتها سفيان، فقلت: شُمَّه يا أبا عبد الله! فشمَّه، فعطس، وطابت نفسه، فقال: يا ابن المبارك: فقيه، وطبيب؟!).(/)
من الحكم في ورودالعبادات على صفات متعددة لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 11:29]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله عن بعض الحكم في ورودالعبادات على صفات متعددة
فإذا قال قائل: ما الحكمة في أن ترد السنة مختلفة في بعض الأمور في صفاتها؟
نقول:
من الحكمة – والله أعلم – أن لا يحصل الملل للمتعبد؛ لأنه إذا بقي على شيء واحد قد يلحقه الملل في ذلك.
ومنها: أنه يكون أخف في بعض الأحيان؛ لأن بعض الصفات الواردة في العبادات تكون أخف من بعض في بعض الأحيان، فيكون في ذلك مراعاة التخفيف على العباد، وأضرب لهذا مثلا بالتخفيف، لقد ورد أن الإنسان يحمد، ويكبر، ويهلل دبر الصلاة حتى يبلغ تسعا وتسعين ويختم بقوله: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
وورد أيضا صفة أخرى وهو أن يسبح عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا (4)، ولا ريب أن هذه الصفة الأخيرة أخف على المكلف من الصفة الأولى.
ومن الحكم أيضا: تنويع العبادات، فإنه أحضر لقلبه؛ لأن الإنسان إذا اتخذ عبادة واحدة دائمة فقد يفعلها بصفة اعتيادية لا يحس بها؛ لأنها عادته، لكن إذا كان يراعي الصفات المختلفة الواردة فإنه بذلك يكون أحضر لقلبه وأجمع.
هذه بعض الحكم من حكم اختلاف الصفات في بعض العبادات.
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 05:01]ـ
صدق حبيبنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ (من يرد الله به خيرا يفقه فى الدين) ... جزاكم الله تعالى خيرا أبا محمد .. ورحم الله تعالى سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة ... ونفعنا بعلمه آآآآآآآآمين ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 09:12]ـ
غفر الله لك أخي ابو محمد ..
فوائد تكتب بماء الذهب بارك الله فيك ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غفر الله لي ولك أخي محمد وللعلامة ابن عثيمبن رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 05:39]ـ
ترفع للفائدة(/)
السلام عليكم.
ـ[محمد الزلامي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله كل خير أريد منكم مساعدتي في هذه الأسئلة بالأجابة عنها لأني والله محتاجها ضروري هذا الاسبوع (الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه).
أولا _ ماهي الآداب التي ينبغي على المطلق مراعاتها؟
ثانيا_ اذكر خمسة كتب أفردت في الطلاق؟ مع ذكر مؤلفيها؟ وزمن التأليف وطريقة كلا منهم في العرض؟
ثالثا_ ماهي آداب الكسب؟
الله يفرج همكم ساعدوني في الاجابة عنها في أقرب وقت ممكن ....(/)
طلب عاجل اقوال العلماء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 02:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحوة الافاضل اتمنى ممن عنده افادة في مسألة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانه مات متأثرا بالسم الذي وضعته له اليهودية وكيف نوفق بين ذلك وبين حفظ الله له من القتل أرجو المشاركة بسرد أقوال العلماء في ذلك
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 02:59]ـ
الرد على شبهة موت الرسول صلى الله عليه وسلم متأثرا بسم الشاة
إعترض النصارى على إفتخار المسلمين بأن الله قد جمع للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم الشهادة إلى سائر فضائله فمات متأثراً بسم الشاة التى أهدته إياها إمرأةُ يهودية يوم خيبر, على أساس أن ذلك يتنافى مع عصمته (صلوات الله و سلامه عليه) و ذلك يرجع إلى جهلهم بالمعانى الشرعية فعصمة رسول الله قد تمت كما وعده ربه عز و جل لأن هذه العصمة هدفها تمكينه من تبليغ الرسالة و هى مقترنة بها كما قال تعالى"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) " (المائدة)
و ذلك قد حدث بنعمة الله , فإذا ما بلغ الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم الرسالة فهو بلا شك عائدٌ إلى ربه و أفضل الموت ما كان فى سبيل الله و قد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم (تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي، وإيمانا بي، وتصديقا برسلي. فهو علي ضامن أن أدخله الجنة. أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه. نائلا ما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده! ما من كلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم وريحه مسك. والذي نفس محمد بيده! لولا أن يشق على المسلمين، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا. ولكن لا أجد سعة فأحلهم. ولا يجدون سعة. ويشق عليهم أن يتخلفوا عني. والذي نفس محمد بيده! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل. ثم أغزو فأقتل. ثم أغزو فأقتل) لما علم من أجر الشهيد. فقدّر الله له هذه الوفاة الطيبة لتكتمل فضائله عليه السلام, و الله تعالى يقول "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ"و يقول "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " و يقول "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ "
وقصة شاة خيبر هى من شمائل نبوته و دلائل عصمته لو كانو يعلمون فقد روى ابن كثير عن ابن إسحاق قال:- لما إطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له إمرأة يهودية شاة مصلية و قد سألت أى عضو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقيل لها الذراع فأكثرت من السم فيها, ثم سممت الشاة ثم جاءت بها , فلما وضعتها بين يديه تناول الذراع فلاك منها مضغة لم يسغها و معه بشر ابن براء قد أخذ منها كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما بشر فأساغها و أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها ثم قال"إن هذا العظم يخبرنى أنه مسموم" ((و هذا من معجزاته عليه السلام)) ثم دعا بها فاعترفت, فقال" ما حملكى على ذلك؟ " قالت بلغنى ما لم يخف عليك فقلت إن كان كذّابا إسترحنا منه و إن كان نبيا فسيخبر" فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم و مات بشر من أكلته , أما رسول الله فلم يمت إلا بعد هذه الواقعة بثلاث سنوات كاملة كانت هذه السنوات الثلاث من أهم مراحل الدعوة النبوية ففيها فَتحت مكة و دخل الناس فى دين الله أفواجا و حج النبى صلى الله عليه وسلم حجة الوداع و إكتملت الشريعة.
منقوول للفائدة
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 05:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أبا محمد واتمنى من باقي الاخوة المشاركة بالمزيد(/)
إنما نبل علماء الأمة وقبل قولهم لما وافقوا فيه السنة لابن تيمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 04:21]ـ
قال الاما م ابن تيمية رحمه الله في فضل اهل الحديث
فأما شهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض: فهذا أمر ظاهر معلوم بالحس والتواتر لكل من سمع كلام المسلمين لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيما أعظم مما عظموا به ولا تجد غيرهم يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه كما لا ينقص إلا بقدر ما خالفهم. حتى إنك تجد المخالفين لهم كلهم وقت الحقيقة يقر بذلك كما قال الإمام أحمد: [آية ما بيننا وبينهم يوم الجنائز] فإن الحياة بسبب اشتراك الناس في المعاش يعظم الرجل طائفته فأما وقت الموت فلا بد من الاعتراف بالحق من عموم الخلق. ولهذا لم يعرف في الإسلام مثل جنازته: مسح المتوكل موضع الصلاة عليه فوجد ألف ألف وستمائة ألف؛ سوى من صلى في الخانات والبيوت وأسلم يومئذ من اليهود والنصارى عشرون ألفا. وهو إنما نبل عند الأمة باتباع الحديث والسنة.
وكذلك الشافعي وإسحاق وغيرهما إنما نبلوا في الإسلام باتباع أهل الحديث والسنة.
وكذلك البخاري وأمثاله إنما نبلوا بذلك وكذلك مالك والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة وغيرهم إنما نبلوا في عموم الأمة وقبل قولهم لما وافقوا فيه الحديث والسنة وما تكلم فيمن تكلم فيه منهم إلا بسبب المواضع التي لم يتفق له متابعتها من الحديث والسنة إما لعدم بلاغها إياه أو لاعتقاده ضعف دلالتها أو رجحان غيرها عليها. وكذلك المسائل الاعتقادية الخبرية؛ لم ينبل أحد من الطوائف ورءوسهم عند الأمة إلا بما معه من الإثبات والسنة فالمعتزلة أولا - وهم فرسان الكلام - إنما يحمدون ويعظمون عند أتباعهم وعند من يغضي عن مساوئهم لأجل محاسنهم عند المسلمين بما وافقوا فيه مذهب أهل الإثبات والسنة والحديث وردهم على الرافضة بعض ما خرجوا فيه عن السنة والحديث: من إمامة الخلفاء وعدالة الصحابة وقبول الأخبار وتحريف الكلم عن مواضعه والغلو في على ونحو ذلك.
وكذلك الشيعة المتقدمون كانوا يرجحون على المعتزلة بما خالفوهم فيه من إثبات الصفات والقدر والشفاعة ونحو ذلك وكذلك كانوا يستحمدون بما خالفوا فيه الخوارج من تكفير على وعثمان وغيرهما وما كفروا به المسلمين من الذنوب ويستحمدون بما خالفوا فيه المرجئة من إدخال الواجبات في الإيمان. ولهذا قالوا بالمنزلة وإن لم يهتدوا إلى السنة المحضة.
وكذلك متكلمة أهل الإثبات مثل الكلابية والكرامية والأشعرية إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة بما أثبتوه من أصول الإيمان من إثبات الصانع وصفاته وإثبات النبوة والرد على الكفار من المشركين وأهل الكتاب وبيان تناقض حججهم وكذلك استحمدوا بما ردوه على الجهمية والمعتزلة؛ والرافضة والقدرية من أنواع المقالات التي يخالفون فيها أهل السنة والجماعة. فحسناتهم نوعان: إما موافقة أهل السنة والحديث. وإما الرد على من خالف السنة والحديث ببيان تناقض حججهم. ولم يتبع أحد مذهب الأشعري ونحوه إلا لأحد هذين الوصفين أو كليهما. وكل من أحبه وانتصر له من المسلمين وعلمائهم فإنما يحبه وينتصر له بذلك. فالمصنف في مناقبه الدافع للطعن واللعن عنه - كالبيهقي؛ والقشيري أبي القاسم؛ وابن عساكر الدمشقي - إنما يحتجون لذلك بما يقوله من أقوال أهل السنة والحديث أو بما رده من أقوال مخالفيهم لا يحتجون له عند الأمة وعلمائها وأمرائها إلا بهذين الوصفين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 06:33]ـ
فالمعتزلة أولا - وهم فرسان الكلام - إنما يحمدون ويعظمون عند أتباعهم وعند من يغضي عن مساوئهم لأجل محاسنهم عند المسلمين بما وافقوا فيه مذهب أهل الإثبات والسنة والحديث وردهم على الرافضة بعض ما خرجوا فيه عن السنة والحديث: من إمامة الخلفاء وعدالة الصحابة
ـ[أمل*]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 10:44]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 06:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Aug-2009, مساء 05:57]ـ
يرفع للفائدة(/)
«فساد» السلفي، لا «الفساد» السلفي
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 05:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس تحرير صحيفة «الغد» الأردنية الغراء المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرجو نشر هذا التعقيب على المقالة المعنونة بـ: (حول «الفساد» السلفي) والتي نشرتها صحيفتكم الغراء في صفحة رقم (37) بتاريخ 29/ 10/2007م، إعمالاً لمبدأ الحوار البناء، وحرية الرأي، والرأي الآخر، وفي نفس الصفحة، ونفس العامود ـ إن أمكن ـ أو الصفحة والعامود الذين ترونهما مناسبين، وشكراً.
أكرم زيادة الأثري
«فساد» السلفي، لا «الفساد» السلفي
لا يشك عاقل منصف، ولا يجادل عادل متبصر، أن هناك فرقا، ومساحة ـ ربما ـ تتسع، أو تضيق بين (المعتقَدِ، والمعتقِدِ)، و (الفكرة، والمفكر)، و (المهنة، والمهني)، و (الحزب، والحزبي)، و (السلفية، والسلفي) .. إلخ.
المقالة من عنوانها ـ والمكتوب يُقْرَأُ من عنوانه ـ فيها جَوْرٌ على السلفية، وظُلمٌ للسلف، وإن كنت أوافق المقالة على أشياء، وأخالفها في أشياء، فالمقالة من عنوانها إلى آخرها، تقع في (13) ثلاث عشرة فقرة أعقب عليها بـ:
أولاً: السلفية دوماً تصرح أن «الفساد» لم، ولن يكون ـ يوماً ـ (سلفياَ)، لأن السلفية نسبة إلى السلف، وهم أهل القرون الثلاثة الأولى «الذين شهد لهم النبي × بالخيرية»، والذين عصمهم الله من «الاجتماع على ضلالة»، فهي نسبة إلى «الخيرية»، ثم هي نسبة إلى «الجماعة والعصمة من الضلال»، فالفاسد، والفساد ليس (سلفياً).
ثانياً: السلفية ترى أن الجماعات الإسلامية، غير السلفية ـ إن جاز أن تُحسب السلفية من الجماعات الإسلامية ـ تنتسب إلى أشخاص، أو بلدان، أو أفكار، أو مذاهب، أو طُرق، أو أفعال، أو عقائد، أو مذاهب ... إلخ، والتعبير عنها أنها في (سوق) للمزايدات، والبيع، والشراء، قد يوافق ـ أو يخالف ـ عليه، ولكن يجب أن يخالف، ولا يجوز أن يوافق ـ أبداً ـ أن تكون السلفية داخل هذا (السوق)، لما تقدم (أولاً).
ثالثاً: السلفية ترى (السلفية السياسية) جماعة كباقي جماعات (السوق) التي في المقالة، و (السلفية) ـ في كل زمان ومكان ـ دائماً تسد الفراغ، وتملأ الحيز الشاغر، وتُغلق الثغرات، لا (لمحدودية نشاط) الآخرين، ولا (لضعف) الرسميين، ولا (لتمويل) الممولين، ولا (لدعم) الناشرين، ولكن إرضاءً لرب العالمين، ونصرة لمبادئ الدين، وإن وَجَدَتْ من المخلوقين من (يوسع نشاطه)، ومن (يستقوي برسميته)، أو لم تجد من (يمول)، ولا (يدعم)، ولا يعين!!.
رابعاً: السلفية ترى أن التقسيمات، والمصطلحات ـ التي في المقالة ـ إنما هي في مخيلة ووهم من يقسمها، أو يُقرُّ بها، ولكنها ليست تقسيمات (سلفية) أبداً، و (السلفية) إن انتسبت إلى شيء مما ذُكِرَ في المقالة ـ أو لم يُذكر ـ دخلت (السوق)!! وصارت غير (سلفية)، تزايد، وتبيع، وتبتاع، وتباع، وتشتري، وتُشترى.
خامساً: السلفية ترى الحكومات الإسلامية، والمقرة بالإسلام (ولاة أمر)، وترى (وجوب طاعة) (ولاة الأمر) ديناً، وعقيدةً، وشريعةً، وترى (وجوب معارضة) خطأ (ولي الأمر) ـ وغيره ـ ولكن (بالإسرار) ـ كما تشهد المقالة ـ و (النصيحة) كما أمر النبي ×، و «الدين النصيحة»، وترى حرمة الخروج على (ولي الأمر)، لما يترتب على ذلك من فساد البلاد، وضياع العباد، وأما (الحزبية) فهي مذمومة بنص القرآن، و (الديمقراطية) أكذوبة قديمة، وعصرية، وغربية، وشرقية، وعربية، وإسلامية!!.
سادساً: السلفية تعني بـ (التصفية والتربية)، (التعليم والتزكية)، وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك، ويعلمهم الكتاب] وهي دعوة إبراهيم: لقد من الله على]، وهي مِنَّةُ الله، ونعمته على المؤمنين: [والحكمة، ويزكيهم المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو]، وهي معجزة الأمي والأميين: [والحكمة .. ، ومن الظُلْمِ للأردن، ولتاريخ [عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة .. الأردن، نسبةُ تأسيس (السلفية) في الأردن إلى الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ فالسلفية في الأردن منذ أن فُتِحَ الأردن في عصر الصحابة الأزهر، إلى أن يشاء الله، والناظر إلى تراجم السلفيين الأردنيين، أو العابرين إليه ـ على مدى نحو خمسة عشر قرناً ـ في كتب التاريخ،
(يُتْبَعُ)
(/)
والتراجم، والسير، يعرف مدى هذا الظلم!!، ولا أبالغ إن قلت: أن السواد الأعظم من السلفيين ـ بل من المسلمين ـ على مدى التاريخ (أردنيو) الإقامة، أو الموطن، أو المرور. وأما عبارة الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ: «من السياسة ترك السياسة». فهي صادرة من معين النبوة ـ بلا غلو ـ وإن لم تكن ـ قطعاً ـ كلاماً نبوياً.
سابعاً: لمز (السلفية) بالتعاون مع الدولة، أو لمز (الدولة) بالتعاون مع السلفية ـ إن وُجد ـ لا يضير الدولة، ولا يضير السلفية، فالسلفية تقوم بواجبها الشرعي، والدولة تقوم بواجبها الوطني، والسلفيون مواطنون أولاً وآخراً.
ثامناً: السلفية مدرسة علمية شرعية بحتة، تقوم على تشجيع الاجتهاد، وتحارب الجمود، وتنشر العلم، وتربي الفضيلة، وتنمي الأخلاق، وهذا سر نجاحها، بشهادة المحب والمبغض ـ عدا المتناقضين ـ والقريب والبعيد، و (معضلة الخطاب .. )، يُناقض ما سبق وطُرحَ في فقرات المقالة السابقة.
تاسعاً: السلفية تساعد فيما تسعى إليه الدولة ـ مشكورة ـ من (تقديم تيار إسلامي، تقدمي، حضاري، نهضوي ... ) (بناء للدين)، ولا يمكن أن تقوم به إلا (السلفية)، أو من يجب أن يكون (سلفياً).
عاشراً: السلفية لا ترضى بتوفير (حصانة) قليلة وعادية، بل ولا أقل من العادية ـ فضلاً عن المبالغ فيها ـ لـ (سلفي فاسد)، والسلفية تمثل وتمتثل الشرع، وتدعو إلى تطبيقه: «لو أن فاطمة بنت محمد ـ وحاشاها ـ سرقت لقطعت يدها»، و (الحصانة) ممنوعة شرعاً، وعرفاً، وخلقاً، وقانوناً!! للسلفي، ولغير السلفي ـ إن فسد ـ.
حادي عشر: السلفية تكشف (الشبهات)، وتحارب (الفساد)، وتردع (الفاسد)، بل و (المتواطئ معه)، وهي مسؤوليتها كما هي مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني، ومسؤولية (ولي الأمر)، بل هي مسؤوليتنا جميعاً، وواجبنا الشرعي الذي سنسأل عنه، والمساءلة الشرعية ـ لا القانونية ـ هي التي يجب أن تكون لأهل الفساد، وأجهزة مكافحة الفساد عليها أن تطبق أحكام القضاء الشرعي في من تثبت إدانته، أو تواطؤه.
ثاني عشر: السلفية تحارب كل أنواع الفساد (والسرقات)؛ (العلمية)، و (المالية)، و (الأدبية)، و (الأخلاقية)، سواء كتب عنها داخلياً أو [و] خارجياً، أو لم يكتب، وسواء كانت جهرية أو سرية، فالله يعلم ويحيط ويحاسب على ما لا يعلمه، ولا يستطيعه البشر.
ثالث عشر: السلفية لا تعرف (الخطوط الحمر)، ولا أحد ـ عندها ـ (فوق الشرع)، ولا القانون!!، وتحمي وتدافع عن: (سمعة الدين وهيبته)، وعن (مؤسسات المجتمع المدني)، ولا ترى أية خسارة في التعامل (بشفافية واضحة) مع موضوع الفساد، ومساءلة (المُتَّهِمِ، والمُتَّهَمِ).
وأتمنى ـ شخصياً ـ على (ولاة الأمر) أن يُسندوا الإشراف ـ على ـ أو المحاسبة لـ مؤسسات (السلفية) ـ إن وُجدت ـ إلى المعنيين من أهل الاختصاص، سواء وزارة الأوقاف، أو المحاكم الشرعية، أو وزارة التربية والتعليم، أو التعليم العالي، أو مؤسسات البحث العلمي، أو غيرها من المؤسسات الشرعية المدنية، دون غيرها من المؤسسات، وأن لا يعتبروا مقالتي هذه اتهاماً لبريء، أو تبرئةً لمتهمٍ، أو انشقاقاً على (السلفية)، أو إضراراً بأحد. والحمد لله رب العالمين
30/ 10/2007م
أكرم زيادة الأثري
كاتب وداعية سلفي أردني، وباحث متفرغ
Akram-athari@hotmail.com
منقول
ـ[غريب39]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 06:36]ـ
أحسن الله إليك. ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 12:16]ـ
يقول شيخنا محمد اسماعيل المقدم للاسف جاء الزمان الذى نقول فيه ان السلفيين عندهم بدع وقال فكرت ان أكتب رسالة اسميها (بدع الاخوة) وقال فى موضع اخر ينبغى ان تألف رسالة بعنوان بدع الاخوة
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:40]ـ
جزاكم الله خيرا على النقل(/)
نتفُّ اللحيةِ عبثاً ....... و (المروءة)!!!!
ـ[الفاسي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 11:45]ـ
* نتف اللحية عبثاً *
عدَّ الإمامُ السخاوي رحمه الله تعالى نتف اللحية من الخوارم كما في فتح المغيث 1/ 291 فقال في معرض الحديث له ( .... وما قبح من الفعل الذي يلهو به، ويستقبحُ بمعرَّته؛ كنتفِ اللحية).
انظر كتاب: خوارم المروءة صفحة 181
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:55]ـ
يا الفاسي، كلام السخاوي في واد وكلامك في آخر ..
السخاوي كما أورد قال ( .... وما قبح من الفعل الذي يلهو به، ويستقبحُ بمعرَّته؛ كنتفِ اللحية).
وأنت عنونت (نتفُّ اللحيةِ عبثاً ....... و (المروءة)!!!!
أين العبث عند السخاوي رحمه الله فهو يتحدث عن نتفها نتفا، وأنت تتحدث عمن يعبث بها بيده فيسقط نتيجة عبثه شعيرات ولو كثرت - كما فهمت من كلامك وإلا فبيّن لي - وهذا لا يقول أحد أنه من خوارم المروءة أبدا وإلا فما من صاحب مروءة أبصره النهار .. وجزاك الله خيرا(/)
طلب مساعدة في كتابة خطة لرسالة عن الميزان يوم القيامة
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 09:58]ـ
من يساعدني في كتابة خطة لرسالة عن الميزان يوم القيامة بين اهل السنة والمخالفين لهم(/)
سؤال عن الاجماع وسنده
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 04:14]ـ
الأخوة الاحبة بارك الله فيكم
كما هو معلوم فإن الاجماع دليل شرعي لعل القطعي منه في بعض الأحوال آكد في الدلالة من دليل المستفاد من الكتاب أو السنة
واختلف اهل العلم حول إمكانية حدوثه واستكمال شرائطه بعد عصر الصحابة ..
واذا قلنا أن إجماع الصحابة رضي الله عنهم هو الاجماع الصحيح المستكمل شرائط الاجماع أو قلنا أنه يمكن حصوله بعدهم فالسؤال هو:
إذا نقل العالم المجتهد " المتأخر" إجماع الامة سواء قصد إجماع الصحابة أو غيرهم فهل يشترط لقبول هذا الإجماع والعمل به وضع اسناد ثابت لهذا الإجماع؟
وهل تصح المطالبة بالسند في كل إجماع ينقل لقبوله؟
جزاكم الله خيرا
ـ[الخلال]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 09:44]ـ
السلامُ عليكم ورحمة الله
إذا ثبتَ الإجماعُ فلا يصحُّ السؤالُ عن سنده، لأنِّه دليلٌ في نفسِهِ، فكأنك تطالب مَنْ أورد دليلاً من السنة على دليله!!
لكنَّ المجمعين لا بد وأن إجماعهم صدر عن دليل شرعي حتى ولو أقل منه كالقياس والمصلحة وغير ذلك، هذا على رأي الجمهور، وإلا فبعض الأصوليين ذهبوا أن السند لا يشترط لصحة الإجماع.
قالوا لو لم ينعقد الإجماعُ إلا عن دليل فلا فائدة فيه لأن الدليل هو الحجة، وكذلك احتجوا ببعض المسائل التي وقع عليها الإجماع _في نظرهم_ من غير دليل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 08:34]ـ
كتب الأصول - ولا سيما عند المتأخرين - ظهرت فيها إشكالات كثيرة حول الإجماع، وأكبر سبب للمشكلة هو وقوفهم عند ظواهر كلام بعض العلماء دون مراعاة التطبيق العملي لهم في المسائل، فترى مثلا من يستند إلى قول الإمام أحمد (من ادعى الإجماع فقد كذب) في إنكار حجية الإجماع!، أو إنكار إمكان حصوله، أو ينسب إلى الإمام أحمد أنه لا يرى الإجماع، أو ينسب له أن الإجماع لا بد فيه من حصر جميع المجتهدين بأعيانهم واحدا واحدا والنقل الصريح عن كل واحد منهم.
ومن له أدنى معرفة بمذهب أحمد وبأقواله - ولا سيما احتجاجه بالإجماع - يعرف أن هذا الكلام فارغ!
وزاد الطين بلة أن كثيرا من المتأخرين افترضوا أن أصول الفقه لا بد أن تكون قطعية، ثم صاروا يناقشون المسائل بناء على هذا الافتراض، ومن ثم جاء بعضهم فأنكر حجية الإجماع من أصلها؛ لأن لم يجد دليلا قطعيا على حجيته!
وبعضهم تنزل وسلم بحجية الإجماع، ولكنه راح يعترض على إمكانية حدوثه، وأنه مستحيل الحدوث؛ لأن حصر جميع المجتهدين محال، ومعرفة جميع أقوالهم محال، والتيقن من أن أحدا لم يقل بخلاف هذا القول محال!
وبعضهم يذكر أن إجماع الصحابة فقط هو الحجة دون غيرهم، لماذا؟ لأن الصحابة محصورون ويمكن حينئذ حصر الإجماع، أما من بعدهم فقد تفرقوا في البلدان ولا يمكن حصر أقوالهم!
ومن أعجب الأقوال قول من يقول: إن الإجماع حق في نفسه ولكن لا يجب اتباعه!!
وأعجب منه من يقول: إن الأمة يمكن أن تجتمع على باطل، كما اجتمع اليهود والنصارى على الباطل!!
والذي ينبغي تقريره حتى نخرج من الأوهام والإشكالات الحاصلة في هذا الباب أن نعرف أصل الموضوع، وهو تقرير أن الأمة لا تجتمع على باطل، بمعنى أنه لا يمكن أن يخفى الحق الذي يريده الله عز وجل على جميع الأمة، ويستحيل أن لا يكون في الأمة رجل واحد يعرف الصواب في دين الله رب العالمين.
وهذا الأصل يمكن تقريره بتتبع واستقراء النصوص الشرعية، فإذا فعلت ذلك فسوف تجد ما لا يحصى من النصوص التي تدل على هذا الأصل، منها ما هو صريح كحديث (لا تزال طائفة من أمتي)، ومنها ما هو ظاهر كقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، ومنها ما هو إشارة كقوله تعالى: {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي}، وقد تأيد الاستدلال بهذه النصوص بفهم الصحابة لها وعمله بها فيما لا يحصى من الحوادث والوقائع، ومن أشهر ذلك أن الخلفاء كانوا يجمعون الصحابة للشورى في المسائل المشكلة، ثم تكون نتيجة اجتماعهم ملزمة للناس بعد ذلك، وهذا مشهور من صنيعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحد أسباب الخلط في هذه المسائل أيضا الجهل بمراتب الأدلة وقوتها؛ فإن بعض الأدلة أقوى من بعض، ولا تزال تزداد قوة حتى تصل إلى درجة اليقين، وبعضها يكون بغلبة الظن، ثم قد يضعف هذا الظن حتى ينتهي إلى الشك المستوي الطرفين.
وليس العالم هو من يعرف أن هذا دليل وهذا ليس بدليل فقط، وإنما العالم من يعرف أي الدليلين أقوى وأيهما أضعف.
وهناك فرق بين مقام تقرير الحق، ومقام مناقشة المبطل المجادل المنازع؛ فقد يكتفى في المقام الأول بالإشارة التي تغني عن كثير من العبارة.
وأما المقام الثاني فقد يخرج المناقش في الحوار إلى أقوال لا يلتزمها، ولكن المراد منها إفحام المخالف، فمثلا من يقول: إجماع الصحابة فقط هو الحجة دون غيره، نقول له: إن قيل لك: ليس هو بحجة كما كان غيره ليس بحجة، لم يكن عندك جواب.
فإن قال: الصحابة يمكن اجتماعهم وحصرهم، قيل له: حتى الآن لا يعرف كتاب حصر جميع الصحابة، وقد حج مع النبي صلى الله عليه وسلم مائة ألف! والذين نقلت عنهم الفتوى من الصحابة نحو المائة، وكثير منهم إنما نقل عنه وقائع يسيرة جدا، وأما المشهورون بالفتوى من الصحابة فنحو العشرة فقط! ثم إن الصحابة ليسوا كلهم من المجتهدين بلا نزاع، وبعضهم قد اختلف في كونه من المجتهدين! فكيف يقال: إن هذا الحصر ممكن؟!
فإن قيل: إن الله أمر باتباع سبيل المؤمنين، والصحابة في عصرهم كانوا هم جميع المؤمنين، بخلاف العصور التي بعدهم.
قيل له: متى كان الصحابة جميع المؤمنين؟ إن كنت تقصد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأكثرون على أنه لا إجماع في حياته أصلا، وإن كنت تقصد بعد وفاته، فليسوا هم جميع المؤمنين بلا نزاع.
فالخلاصة أن القول بأن الإجماع الصحيح هو إجماع الصحابة فقط إن كان معناه أنه لا عبرة بالخلاف بعدهم، فهذا صواب، وإن كان معناه أنه لا يمكن حصول الإجماع بعدهم في المسائل التي لم يتكلموا فيها أو في المسائل التي اختلفوا فيها، فهذا قول باطل واضح البطلان.
وأما ما يزعمه بعض الناس من أن من شرط الإجماع أن ينقل عن كل مجتهد مجتهد بعينه النص الصريح في المسألة، فهذا كلام واضح البطلان أيضا، ولا يقوله إلا من لا يفقه ما يقول أصلا.
وأنا أتحدى من يزعم هذا الكلام أن يتصفح كتب أهل العلم جميعا، ويأتيني بقول لبعض أهل العلم: (أجمع العلماء على كذا)، ويكون هذا الشرط منطبقا على قوله. لا أريد تنظيرا، وإنما أريد مثالا.
ومن الإشكالات أيضا في هذا الباب: الخلط بين المعلوم من الدين بالضرورة، وبين الإجماع.
فإن المعلوم من الدين بالضرورة هو من قطعيات الشرع، فإن وجد المخالف فيه فلا عبرة بخلافه، ولا نحتاج أصلا إلى النظر والبحث في أقوال المجتهدين لنعلم أتفقوا أم اختلفوا، وبسبب هذا الإشكال وقع بعض العلماء في إشكال آخر، فزعم أن الإجماع الصحيح لا بد أن يكفر منكره! فإن لم يكفر منكره فليس بإجماع!
وهذا الكلام إنما هو في المعلوم من الدين بالضرورة، وليس في الإجماع، فهذا خلط واضح بينهما.
ومن الإشكالات في هذا الباب أيضا أن بعض العلماء يطعن في ثبوت الإجماع أحيانا بقوله: خالف فلان وفلان، فكيف يثبت الإجماع؟
وهذا الطعن صحيح لو كان ناقل الإجماع ينقله عن أهل عصر هذا المخالف، كأن ينقل مثلا إجماع الصحابة ويكون المخالف من الصحابة، أو ينقل الإجماع عن التابعين ويكون المخالف من التابعين.
أما إن كان الإجماع المنقول مثلا عن أهل القرن الخامس الهجري، فلا يصح أن تعترض على هذا الإجماع بذكر مخالف من القرن العاشر مثلا، أو بذكر مخالف من القرن الثاني؛ لأنه لا يشترط في الإجماع أن يكون الاتفاق في كل العصور، وإلا لم يحدث إجماع أصلا.
وبعض أهل الأصول يذكرون أنه لا بد من اتفاق جميع المجتهدين في المسألة حتى يحصل الإجماع الصحيح، وإذا خالف واحد أو اثنان فإن ذلك يقدح في الإجماع، وبعض العلماء يقول: لا، هذا لا يقدح في الإجماع.
وهذا الكلام ينبغي فهمه جيدا حتى نخرج من هذا الخلاف؛ فإن تفرد بعض العلماء بقول له حالان:
الأول: أن يكون قوله هذا معدودا في الشاذ المستنكر، فحينئذ لا يعتد بخلافه في ثبوت الإجماع.
الثاني: أن يكون قوله هذا معروفا مقبولا عند العلماء، وإن لم يوافقوه عليه.
مثال الأول: قول بعض الصحابة بأن الماء لا يجزئ في الاستنجاء، فهذا القول ثابت عن بعض الصحابة، ولكنه لا يقدح في الإجماع على جواز الاستنجاء بالماء؛ لأن هذا القول واضح أنه خطأ وشذوذ من قائله، ولذلك استقر القول على خلافه بعد ذلك.
مثال الثاني تفرد بعض الأئمة الأربعة بقول دون الآخرين، فلم يقل أحد إن تفرد الشافعي مثلا عن الأئمة الثلاثة لا يعتد به في الإجماع؛ لأن قوله اشتهر عندهم وعند أتباعهم، وخالفوه ولكنهم قبلوه في الخلاف ولم ينكروا عليه هذا الخلاف، فصار هذا كأنهم صرحوا بأنه لا إجماع في المسألة.
والحديث في تحرير مسائل الإجماع يطول، وخاصة في بيان الإشكالات والخطأ الحاصل في فهمها.
ولي عودة إن شاء الله لإكمال الكلام، ولكن لا أنسى أن أشير إلى كلام نفيس لابن الحصار مطبوع مع مقدمته في الأصول، ذكر فيه كثيرا من الشبهات الواردة على الإجماع وفندها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 10:48]ـ
أخي الفاضل أبو مالك العوضي
أحسنت أحسن الله إليك
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 11:21]ـ
الأخوة الكرام
الخلال
أبو مالك العوضي
عاطف
جزاكم الله خيرا
ولعل الإخوان يركزون على أصل الموضوع (سند الإجماع)
فمثلا يحكي الإمام ابن كثير إحماع الأمة على مسالة ما ...
فتحتج أنت بهذا الإجماع .. فيقول لك المخالف: هذا الإجماع لا يثبت لعدم إسناده كما لا يثبت الحدييث إذا أرسله ..
وهذا الكلام فيه شيء من الوجاهة لاسيما إذا قصر الإجماع على إجماع الصحابة .. فبين ابن كثير والصحابة عدة قرون ..
بارك الله في الجميع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 01:17]ـ
وفقك الله
هل تقصد السند منا إلى من ينقل الإجماع، أو السند من ناقل الإجماع إلى أهل الإجماع؟
إن كانت الأولى، فقد جرت عادة أهل العلم بأن يكتفوا بشهرة الكتب في ذلك، ولا يكاد ينازع في ذلك أحد الآن.
وإن كان قصدك الثانية، فغاية ناقل الإجماع أن ينقله عن بعض المجتهدين، ولا يمكنه أصلا أن ينقله عن جميع المجتهدين، وعادة يقتصر ناقل الإجماع على حكايته لأن مظنة البحث عن الأسانيد في مكان آخر، كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق مثلا.
وأهل العلم المتأخرون عادة لا يحكون إجماعا لم يسبقوا إليه، وإنما هم ينقلون الإجماع عن العلماء الذين سبقوهم من أهل الاستقراء، مثل الطبري وابن المنذر وابن عبد البر ونحوهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 01:21]ـ
ثم إن الإجماع لا يمكن دحضه بمثل هذه الدعوى.
فلا يقدح في الإجماع إلا إثبات وجود المخالف على تفصيل في ذلك.
وذلك أن من يدعي الإجماع كأنه يقول: (لا يوجد خلاف في كذا وكذا)، وهذه شهادة على النفي، والنافي هنا لا يمكنه ذكر الدليل، وإنما الدليل على المثبت مثبت الخلاف.
ويشبه ذلك أن تقول مثلا: لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في باب كذا وكذا.
فلا يصح أن يقال لك: أثبت ذلك، لأنك لا تستطيع أن تقطع بإثباته أصلا، بل غايتك أنك لم تطلع عليه.
وإنما يقدح في هذا الكلام بإيراد شيء ثابت في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 09:23]ـ
وفقك الله
هل تقصد السند منا إلى من ينقل الإجماع، أو السند من ناقل الإجماع إلى أهل الإجماع؟
إن كانت الأولى، فقد جرت عادة أهل العلم بأن يكتفوا بشهرة الكتب في ذلك، ولا يكاد ينازع في ذلك أحد الآن.
وإن كان قصدك الثانية، فغاية ناقل الإجماع أن ينقله عن بعض المجتهدين، ولا يمكنه أصلا أن ينقله عن جميع المجتهدين، وعادة يقتصر ناقل الإجماع على حكايته لأن مظنة البحث عن الأسانيد في مكان آخر، كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق مثلا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيخنا الفاضل أُشكِل عليَّ فَهم هذه العبارة، فنرجو منكم مزيد بيان وتوضيح.(/)
ما الحكم الشرعي في دعاء:اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 12:54]ـ
السؤال:
ما الحكم الشرعي في هذه العبارة (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)؟ أرجو الإفادة، نفع الله بعلمكم المسلمين.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول:
هذا الدعاء ليس له أصل في دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ولا دعاء الصحابة رضي الله عنهم، ولا أهل العلم، وهو يتضمن عدة محاذير:
الأول: فيه ما يشعر باستغناء الداعي وعدم ثقته بقدرة الله على كل شيء؛ حيث إنه تعاظم أن يسأل الله دفع ما يخشى، فسأل التخفيف فيه، وقد جاء في صحيح البخاري (3639) ومسلم (2679) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له)) وفي مسلم ((ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا مكره له)) فالواجب أن يسأل العبد الله ما يؤمله من دفع السوء وحصول الخير جازماً في سؤاله، ففي بعض روايات مسلم من الحديث السابق قال صلى الله عليه وسلم: ((ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)).
الثاني: دعاء الله تعالى برد ما يكره المرء من سوء القضاء جاءت به السنة ففي البخاري (6347) من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء)) والمراد بسوء القضاء سوء المقضي، وهو ما يكرهه الإنسان في نفسه أو ماله أو أهله أو ولده أو خاتمته أو معاده.
الثالث: أن هذا الدعاء يشعر أن الدعاء لا يرد القضاء وهو خلاف ما دلت عليه السنة، ففي جامع الترمذي (2139) من حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء))
ولذلك نرى أن هذه الصيغة تتضمن ما ينبغي للمسلم أن يتجنبه ليحصل مقصوده.
المفتي: فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح حفظه الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 01:19]ـ
هذا الذي أفتى به الدكتور خالد حفظه الله تعالى .. هو عين ما يقوله الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
ولا غرو فهذا تلميذ هذا
وشكر الله لك أخي حمدان على نقلك الطيب(/)
برنامج الشريط الإسلامي الأليكتروني
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 03:54]ـ
اضغط هنا
http://www.arabic2.com/islam.htm
قم بنشر البرنامج في المنتديات وفي جميع الأماكن الممكنة فالدال على الخير كفاعله
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 06:27]ـ
بارك الله فيك.(/)
خاطرة .. عن شجاعة أمير المؤمنين عثمان .. رضي الله عنه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 06:44]ـ
إذا ذكرت الشجاعة .. لا يذكر الكتاب والمثقفون عثمان .. !
بل وجدت العلامة الشهيد الدمياطي .. في كتابه الماتع الموسوم بمشارع الأشواق ومصارع العشاق
عندما عمد إلى ذكر شجعان الصحابة .. ذكر أبا بكر وعمر .. ثم تجاوز عن عثمان وذكر عليا ..
وكذلك يفعل كل من وجدته يحكي عن الشجاعة ..
وهؤلاء إنما التفتوا لموقف ذي النورين يوم أحد ..
وأحسب أنه من الظلم .. حيث ألصقوا به حكما بناء على موقف وحيد ..
وحسبه فخرا وشجاعة أن فدّى الأمة بنفسه .. ففعله يضاهي ما ينسبه النصارى بزعمهم للمسيح
عليه السلام ..
فكان يعلم يقينا أنه مقتول لا محالة .. وكان بمقدوره أن يدفع الثوار بأمر واحد ..
ولكنه أبى أن تراق قطرة دم واحدة لأجله
وثبات الرجل -أي رجل-قبيل قتله مع علمه بالقتل ومع إمكان دفع شر ذلك عنه .. لو أراد
تضحية عظيمة .. لا تصدر إلا عن شجاع
بل هي منزلة تفوق شجاعة حامل السيف في ساحات الوغى .. من حيث إن هذا قد ينجو ..
ثم يقال إن الحياء الذي بزّ فيه عثمان حتى قال فيه صلى الله عليه وسلم: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة .. هو أرفع منزلة من خلق الشجاعة .. لأن الشجاعة يوهبُها البر والفاجر
والحياء من الله تعالى مع ذلك يحمل صاحبه على كل نبل .. بما في ذلك الشجاعة نفسها .. ولذلك لما ذكر رسول الله في حديث الشعب أعلى الشعب وأدناها
قال"والحياء شعبة من الإيمان" .. فنص عليها دون غيرها للإشارة إلى هذا المعنى .. والله أعلم
بدليل أنه رضي الله عنه تجاسر على ما أحجم عنه عمر .. وهو خوض البحر ..
فرضي الله عن عثمان
وصل اللهم على سيدنا محمد
ـ[السائر]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 07:19]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الطرح القيم
وأسأل الله تعالى أن يحشرنا مع النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين .. آمين
ـ[اسلامي حياتي]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 07:35]ـ
رضي الله عنهم أجمعين
جزاك الله الف خير
ـ[أبو عبدالله الشريف]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 07:37]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الطرح القيم
وأسأل الله تعالى أن يحشرنا مع النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين .. آمين
ـ[ابو الفداء المصرى]ــــــــ[12 - Dec-2009, مساء 01:13]ـ
بارك الله فيك
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[12 - Dec-2009, مساء 05:13]ـ
جزاك الله خيرا
كونه شارك في الغزوات مع النبي عليه الصلاة والسلام وابي بكر وعمر
هذا دليل على شجاعته وذهابه الى مكة في صلح الحديبية وحيدا دليل على شجاعته
وانما المقصود ان الشجاعة في على والزبير وخالد بن الوليد رضي الله عنهم طغت على
صفاتهم الاخرى
مثل ماطغت صفة العلم والتعليم على ابن مسعود وابن عباس وابي هريرة على غيرها من الصفات
وعثمان رضي الله عنه اذا ذكر ذكر معه الكرم والانفاق وتجهيز الجيوش بماله رضي الله عنه
وكذلك عبدالرحمن بن عوف
فكل صحابي طغت عليه صفة من الصفات ميزته عن الآخرين
وقلما اجتمعت لاحد غير الصديق والفاروق
وهم رضي الله عنهم اجتمعت بهم محاسن الاخلاق كلها اليس هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضي الله عنهم وحشرنا في زمرتهم(/)
من سَبق الشيخ الفقيه ابن عثيمين إلى هذا القول ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 03:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم المشهور أن فضيلة الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله يقول في مسألة إسبال الثياب بالنسبة إلى الرجال بامتناع حمل المطلق على المقيد، لاختلاف العقوبة ...
فمَن سبقه إلى هذا القول؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 03:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بالشيخ أشرف وأهلاً
هل تريد البحث عمن سبق الشيخَ إلى تطبيق المسألة الأصولية، وأنَّ حمل المطلق على المقيَّد هنا غير صحيح للاعتبار المذكور؟
أم تريد من وافق الشيخَ على عدم حمل المطلق على المقيَّد في هذه المسألة وإن لم يُشِر إلى القضية الأصولية؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:13]ـ
قصدك من سبقه لهذا التعليل؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:28]ـ
الشيخ الحبيب الحمادي، أهلا بكم وسهلا،
الشيخ الفاضل ابن رشد، حياكم الله،
أرى أن الأمر قريب بينكما
المسألة كما هو واضح تطيبق لقاعدة أصولية، والذي أريده: مَن تقدَّم الشيخ في التصريح بعدم حمل المطلق على المقيد في هذه المسألة، للاعتبار الذي ذكره فضيلة الشيخ رحمه الله ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:36]ـ
بصيغة أخرى: الذي حمل المطلق على المقيد في هذه المسألة، إنما ذهب إلى هذا، بعدما تقرر لديه، أن الإسبال المقيد بالخيلاء قد تُوعِّد عليه بعقوبة، وهذه العقوبة: جنس، تشمل أنواع العقوبات بلا تفريق بينهما؛ لذا قالوا بحمل المطلق على المقيد ... بخلاف فضيلة الشيخ مثلا، فقد رأى أن جنس العقوبة: مختلف، ومن ثم يمتنع حمل المطلق على المقيد في هذه المسألة، فمَن سبقه إلى هذا التعليل؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:37]ـ
بارك الله فيكم
أظن أنَّ الصنعانيَّ سبقه إلى هذا في رسالته عن الإسبال
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:40]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب
جاري البحث عن هذه الرسالة ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:46]ـ
هي عندي، لكنها رسالة صغيرة، ولا أدري والله أين أجدها بين هذه الرفوف!
لكن سأبحث عنها في مظانها، وأسأل الله أن ييسر
وأذكر أنَّ محققها الشيخ عقيل المقطري
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:48]ـ
كثَّر الله من هذه الرفوف!:)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 04:56]ـ
في الاحاديث ان العقوبة في الاسبال نوعين:
النوع الاول: انه في النار فقط "ما أسفل الكعبين ففي النار"
النوعالثاني:ان الله لاينظرإليه ولايكلمه وله عذاب أليم _وهي عقوبة زائدة عن النوع الاول_وهي في حديث أبي هريرة على ماأظن " من جرإزاره خيلاء .. "
وفي النوع الاول إسبال فقط
وفي النوع الثاني إسبال مع خيلاء
فاختلف السبب والحكم في الحدثين
ولذا فالشيخ ابن عثيمين قد طبق القاعدة الاصولية بشكل صحيح
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 07:44]ـ
مَن عنده رأي مخالف لرأي الأخ الفاضل ابن رشد؟
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 07:58]ـ
أخي الفاضل الشيخ / أشرف بن محمد ...
لم أقف على من ذكر هذه المسألة مثالاً لمبحث (المطلق والمقيد) في كتب الأصوليين إلا لبعض المعاصرين؛ كالشيخ ابن عثيمين في شرح نظم العمريطي، والشيخ محمد الددو في شرحه على الورقات ...
وقد شرعتُ في بحث هذه المسألة ـ أعني مسألة الإسبال ـ قبل أكثر من سنة، ولم أنته إلى الآن ...
حاولتُ إيجاد ممثلٍ لهذا المسألة في هذا المبحث ـ أعني: المطلق والمقيد ـ فلم أجد ...
لكن عند النظر بتمحيص إلى الشروط المذكورة لحمل المطلق على المقيد في "البحر المحيط "، وكذا في " إرشاد الفحول "؛ نجد أن النصوص الواردة في الإسبال لا تنطبق عليها هذه الشروط ....
أما رسالة الصنعاني، فلها طبعتان:
طبعة بتحقيق عقيل المقطري ـ كما أشار إلى ذلك الشيخ أبو محمد ـ، واسمها: (استيفاء الأقوال ..... )
وطبعة تابعة لرسائل: (لقاء العشر الأواخر ..... )، واسمها: (استيفاء الاستدلال ..... ) نسيت اسم المحقق.
وهناك رسالة علمية: (المطلق والمقيد) للدكتور حمد الصاعدي .. لم يُشر فيها إلى هذه المسألة ..
أما نصوص الفقهاء فهي كثيرةٌ في التنصيص على التحريم ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 03:28]ـ
الشيخ الفاضل، مهند المعتبي، سلام عليك، وبعد:
نشكر لكم مشاركتكم الكريمة النافعة بإذن الله تعالى ...
إنْ كان ظاهر كلام العلامة الأمير الصنعاني، وكذا العلامة الفقيه ابن عثمين رحمهما الله: قوة، إلا أنَّ النفس لا تطمئن، ولا تركَن إليه، والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[معاذ]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 03:39]ـ
كلام الاخ ابن رشد سديد و يحتاج إلى إمعان نظر لإستيعابه!! طبعا حسب نظري القاصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 03:59]ـ
إكمالاً للفائدة التي طلبتها يا شيخ أشرف، سبقهما أيضاً العلامة صالح المقبلي رحمه الله
فقد وجدت رسالة العلامة الصنعاني عن الإسبال، وهي بعنوان:
(استيفاء الأقوال في تحريم الإسبال على الرجال)
ونقل فيها عدمَ حمل المطلق على المقيَّد عن العلامة صالح المقبلي؛ وأيَّده
والظاهر أنَّ الصنعانيَّ يناقش في أصل القاعدة أيضاً
قال المقبلي: ( ... وهذا ما نختاره من العمل بالمطلق، وحمل المقيَّد على زيادة موجب الحكم
فيكون التخريم عاماً) قال الصنعاني: (قلت: ونِعم ما قال ... )
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 04:30]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب
فائدة عزيزة
وللأسف لم أحصل على رسالة الصنعاني إلى وقتي ... وسأسعى إليها سعيا حثيثا بمشيئة الله تعالى
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:55]ـ
وجزاكم ربي خيراً وبارك فيكم
ولعلكم تتفضلون بما لديكم حول تطبيق القاعدة الأصولية على المسألة المذكورة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:58]ـ
على الخاص إن شاء الله
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 11:37]ـ
لقد حجرت واسعا
نريد أن نستفيد
ـ[أبو ندى]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 10:16]ـ
شيخنا الكريم أشرف
لا يتقدم مثلي بين هؤلء الأفاضل
كنت قرأت للذهبي كلام قريب من المسألة في السير لعله قريب مما تريدون وأنتم أقدر على فهمه مني
قال رحمه الله (3/ 234)
[(قلت: كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخراً فتركه متعين ولو كان من غير ذهب ولا حرير، فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بفرو من أثمان أربع مئة درهم ونحوها، والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر، وقال: ما فيّ خيلاء ولا فخر؛ وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه، وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء؛ فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء،
ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء،
ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري؛ فقال: "لستَ يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء"، فقلنا: أبوبكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولاً على كعبيه أولاً، بل كان يشده فوق الكعب، ثم فيما بعد يسترخي، وقد قال عليه السلام: "أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بين ذلك والكعبين"، ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطياً لكعابه، ومنه طول الأكمام زائداً، وتطويل العذبة، وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس، وقد يُعذر الواحد منهم بالجهل، ........ ]
فما رأيكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:15]ـ
بارك الله فيك أخي أبا ندى
كلام الذهبي - الذي تفضلتم بنقله - مشهور .. ولا يُستفَاد منه - حسب ما أرى - على وجه القطع رأي الذهبي في هذه المسألة، وإن كان يُشبه تقرير ابن العربي في هذا الشأن، وبالنظر إلى "الكبائر" للذهبي، نجده رحمه الله لا يشترط في الإسبال المحرَّم أن يتجاوز الكعبين، بل قال: (وكل مَن اتخذ فرجية تكاد أن تمس الأرض أو جبة أو سراويل خفاجية فهو داخل في الوعيد المذكور).اهـ.
ويُفهم من هذا النص أنه إذا ما تجاوز الثياب الكعبين بقليل، فلا يدخل في الوعيد، ومن باب أولى تقرير جواز مماسّة الثياب للكعبين، ثم كأنَّ نص الذهبي في "السير" يحكي حالةً من الترف والترخُّص قد شاعت حتى أصابت الفقهاء وأصحاب العمائم والعامَّة في آن .. وكأن الذهبي يُعاني معاناة العالم المشفِق .. إلخ .. والله أعلم.
هذا من باب مناقشة موقف الذهبي .. أما مناقشة أصل المسألة .. فأعتذر ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:22]ـ
[تنبيه]
(كلام الذهبي ليس له علاقة بأصل الموضوع).
ـ[أبو ندى]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:57]ـ
لكن شيخنا الكريم - وسامحني فقصدي الفهم دون التعرض لما سبق - ألا ترى
أن الذهبي في نصه السابق في قوله (إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء؛ فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء،
ويعمد إلى نص مستقل عام،
فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء،)
لأفهم رعاك الله:
ألم يجعل الذهبي رحمه الله حديث (ماأسفل .. ) نصا مستقلا عام- غير مقيد بحديث الخيلاء إذ قال (بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء،)
فلم يحمل مطلقاً على مقيد؟
فهل ما فهمته صحيح؟
* تنبيه: وقفت على كلام الذهبي عرضاً ولم أعلم بشهرته إلا منكم ثم راجعت الملتقى فوجدت الأخوة هناك قد ذكروه من قبل
فنسأل الله من فضله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 11:55]ـ
أنا على ذكر مما ترمي إليه أخي الفاضل .. وقد أجبتك بما ظهر لي .. ومنه: عدم الجزم برأي الذهبي من خلال نص "السير" .. والجزم برأيه من خلال نص "الكبائر" .. نص "السير" يتناول فيه الذهبي حالة من شيوع الترف والترخّص بين العلماء والعامة في زمنه .. حتى إذا ما ذُكِّر العالِم بالسُّنة والأكمل في حقِّه، فإنه لا يستجيب مباشرة بل يلجأ إلى التبرير وإيجاد المخارج والرُّخَص .. والمفترض فيه غير ذلك ..
والذهبي عندما قال: (ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء).اهـ
لم يصرِّح بخطأ هذا المسلك .. بل إنه يصحِّح الفَهم الوارد عند بعض المتفقهة عندما "يتعمَّد" تفصيل ثوبه "الفاخر الثمين" أسفل الكعبين، وعلامات الكِبر الكامن عليه بادية، ثم يستدل بحديث (إنك لست ممن يفعله خيلاء)، فيُقال له: أخطأت الفَهم؛ فإن أبا بكر كان يتعاهد إزاره .. وهكذا ..
وإن كان نص "السير" مشتبها، فنص "الكبائر" ليس كذلك، بل هو بيِّن في المراد، فإن قلت يحتمل بأن يكون للذهبي في هذه المسألة قولين، فلك هذا، وأراه بعيدا، والله أعلم.
ـ[أبو ندى]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:07]ـ
أحسن الله إليك ..
وزادك من فضله
وفي النفس حاجات ..... (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 12:15]ـ
أخي الحبيب أبا ندى
أسأل الله أن يقضي جميع (حاجات) (ك) .... (ابتسامة)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 10:30]ـ
هنا سؤال مهم:
هل اجمع علماء الاصول على حمل المطلق على المقيد إذا اختلف السبب واتفق الحكم؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 10:35]ـ
وإذا نظرنا إلى أحاديث النهي عن الاسبال نجد أنها قد اختلف فيهاالسبب والحكم معا
السبب الاول:إسبال فقط
السبب الثاني:اسبال مع خيلاء
ومن ثم اختلف الحكم في السبب الاول ,,,وهو انه في النار فقط
واختلف الحكم في السبب الثاني ,,,وهوانه لاينظر إليه .. ,,,"إلخ
والذي نعرف عند علماء الاصول انه لايحمل المطلق على المقيد إذا اختلف الحكم والسبب؟
ولكن هل أجمعوا على ذلك؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 06:14]ـ
ممن أخذ بعموم النهى وتحريم الإسبال مطلقاً بل وبطلان صلاة المسبل ابن حزم وبعض السلف إن صح السند إليهم.
لكنه لم يشر إلى قاعدة عدم حمل المطلق على المقيد إذا اختلف السبب .. (السبب هنا منصوص عليه وليس علة للتحريم حسب اصطلاح ابن حزم)
قال ابن حزم في المحلى مسألة 428
.... حق كل ثوب يلبسه الرجل أن يكون إلى الكعبين لا أسفل ألبتة؛ فإن أسبله فزعا أو نسيانا فلا شيء عليه
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد هو القطان - عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء " (رواه البخاري: اللباس (5788) , مسلم: اللباس والزينة (2087) , أحمد (2/ 386) , مالك: الجامع (1697).). فهذا عموم للسراويل، والإزار، والقميص وسائر ما يلبس. ورواه أيضا عبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم عن ابن عمر مسندا.
ورويناه أيضا من طريق أبي ذر مسندا بوعيد شديد. وروينا عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أنه قال: المسبل إزاره في الصلاة ليس من الله في حل ولا في حرام. وعن ابن عباس: لا ينظر الله إلى مسبل وعن مجاهد: كان يقال: من مس إزاره كعبه لم يقبل الله له صلاة فهذا مجاهد يحكي ذلك عمن قبله، وليسوا إلا الصحابة رضي الله عنهم لأنه ليس من صغار التابعين؛ بل من أواسطهم وعن ذر بن عبد الله المرهبي - وهو من كبار التابعين -: كان يقال: من جر ثيابه لم تقبل له صلاة ولا نعلم لمن ذكرنا مخالفا من الصحابة رضي الله عنهم. قال علي: فمن فعل في صلاته ما حرم عليه فعله فلم يصل كما أمر، ومن لم يصل كما أمر فلا صلاة له. حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن الأعرابي ثنا أبو داود السجستاني ثنا النفيلي هو عبد الله بن محمد - ثنا محمد ثنا زهير هو ابن معاوية - ثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر الصديق: إن أحد جانبي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست ممن يفعله خيلاء " (البخاري: المناقب (3665) اللباس (5783 ,5784 ,5791) , مسلم: اللباس والزينة (2085) ,).
حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أخبرنا نوح بن حبيب القومسي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه قالت أم سلمة يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن قال: ترخينه شبرا؛ قالت: إذن تنكشف أقدامهن؛ قال: ترخينه ذراعا لا يزدن عليه ".
حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ثنا سفيان هو ابن عيينة - ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت أبا سعيد الخدري فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل ذلك في النار، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 07:28]ـ
هل إسبال الثياب بدون خيلاء كبيرة عند من يرى حرمته؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 09:22]ـ
أتمنى الإجابة على سؤال أخونا ابن رشد الأخير
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 01:14]ـ
والذي نعرف عند علماء الاصول انه لايحمل المطلق على المقيد إذا اختلف الحكم والسبب؟
ولكن هل أجمعوا على ذلك؟
لا خلاف في عدم حمل المطلق على المقيد في هذه الحال؛ فيما أعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 05:09]ـ
وإذا نظرنا إلى أحاديث النهي عن الاسبال نجد أنها قد اختلف فيهاالسبب والحكم معا
السبب الاول:إسبال فقط
السبب الثاني:اسبال مع خيلاء
ومن ثم اختلف الحكم في السبب الاول ,,,وهو انه في النار فقط
واختلف الحكم في السبب الثاني ,,,وهوانه لاينظر إليه .. ,,,"إلخ
والذي نعرف عند علماء الاصول انه لايحمل المطلق على المقيد إذا اختلف الحكم والسبب؟
ولكن هل أجمعوا على ذلك؟
بارك الله فيك.
السبب واحد وهو الاسبال وحتى تنازلا معك لو أختلف السبب فإن قام دليل نحو القياس على المقيد أو غيره حمل المطلق على المقيد ولو أختلف السبب وقيل إن المطلق يحمل على المقيد بلا دليل.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 05:21]ـ
هنا سؤال مهم:
هل اجمع علماء الاصول على حمل المطلق على المقيد إذا اختلف السبب واتفق الحكم؟
بارك الله فيك الحكم واحد وهو النهي والسبب واحد وهو الاسبال إنما قال بعض العلماء لا يحمل في هذه الصورة لا ختلاف العقوبة لا لختلاف الحكم والسبب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 08:23]ـ
لا خلاف في عدم حمل المطلق على المقيد في هذه الحال؛ فيما أعلم
مرادي الحال التي سأل عنها الأخ ابن رشد
وأما التطبيق على أحاديث الإسبال فمسألة أخرى
وشكر الله لك أخي الكريم بندر
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 08:32]ـ
مرادي الحال التي سأل عنها الأخ ابن رشد
وأما التطبيق على أحاديث الإسبال فمسألة أخرى
وشكر الله لك أخي الكريم بندر
بارك الله فيك شيخنا الفاضل كلامك واضح من قبل.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 09:49]ـ
بارك الله فيك الحكم واحد وهو النهي والسبب واحد وهو الاسبال إنما قال بعض العلماء لا يحمل في هذه الصورة لختلاف العقوبة لا لختلاف الحكم والسبب.
تعديل
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 01:11]ـ
بارك الله فيك الحكم واحد وهو النهي والسبب واحد وهو الاسبال إنما قال بعض العلماء لا يحمل في هذه الصورة لا ختلاف العقوبة لا لختلاف الحكم والسبب.
عفوا" الحكم هو النهي عن الاسبال والسبب هو الخيلاء فيكون صورة المسألة على النحو التالي.
فقول النبي (ص) من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه.
مطلق مقيد بكونه خيلاء
وقوله (ص) ما أسفل الكعبين من الازار ففي النار.
فهذا مطلق لم يقيد فالواجب حمل هذا المطلق على المقيد والحكم واحد وهو النهي عن الاسبال والسبب هو الخيلاء كما جاء في النص المقيد بذلك.
هذا من الناحية الاصولية وممن طبق هذه القاعدة في هذه المسألة النووي في شرح مسلم قال وهكذا نص الشافعي على الفرق كما ذكرنا والبسام في التوضيح قال والقاعدة الاصولية هي حمل المطلق على المقيد أما من جهة الادلة فيستدلون بقصة أبي بكر وبعض الآثار عن بعض الصحابه على أن المراد من النهي عن الاسبال هو الخيلاء وبهذا تجتمع الادلة.
والشيخ ابن عثيمين له كلام حول هذه المسألة بخصوص وطبق عليه القاعدة في شرحه الاصول من علم الاصول وحكم على هذه المسألة بأنها مختلفة في الحكم ويلزم من حمل المطلق على المقيد تكذيب أحد الخبرين بالاخر.
ملاحظة هذا مجرد نقاش.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 04:47]ـ
هل إسبال الثياب بدون خيلاء كبيرة عند من يرى حرمته؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 05:16]ـ
السلام عليكم و رحمة الله استأذنكم في اضافة رد بسيط و انبه الاخوة ان اغلب الكلام منقول من رسالة الشيخ عبد الوهاب مهية
ورد في الاسبال عدة احاديث هي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة متفق عليه وهو من حديث عبد الله بن عمر (ر) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وكذا مالك وأحمد من طرق كثيرة عن ابن عمر به وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد البخاري والنسائي وأحمد في رواية لهم (قال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي (ص) لست ممن يصنعه خيلاء وزاد أحمد في رواية من طريق نافع قال وأخبرني سليمان بن يسار أن أم سلمة ذكرت النساء فقال ترخي شبرا قالت إذن تنكشف قال فذراعا لايزدن عليه.
قال الرسول صلي الله عليه و سلم:
" من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة "البخاري
وقال صلي الله عليه وسلم:
"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار "رواه البخاري و غيره. راجع الصحيحة: 2037
إزرة المؤمن إلي عضلة ساقيه. ثم إلي الكعبين.فما كان أسفل من ذلك ففي النار " انظر صحيح الجامع
إزرة المؤمن إلي نصف الساق. ولا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين. ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار. من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه " انظر صحيح الجامع
"إن الله لا ينظر إلي مسبل الإزار "انظر الصحيحة: 1656
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 6592
قال جابر بن سليم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) صححه الترمذي رقم 2722
حديث ايضا ما رواه أبي بكرة رضي الله عنه عند البخاري 5785 قال:
خسفت الشمس و نحن عند النبي صلي الله عليه وسلم. فقام يجر ثوبه مستعجلا حتي أتي المسجد. و ثاب الناس (أي رجعوا إلي المسجد بعد أن كانوا خرجوا منه ء الفتح) فصلي ركعتين. فجلي عنها. ثم أقبل علينا و قال:
" إن الشمس و القمر آيتين من آيات الله. فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا و ادعوا الله حتي يكشفها "
(من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام) رواه أبو داود، وهو صحيح
المناقشة:
كل الخلاف يدور حول حمل المطلق على المقيد فلننظر ادن حديث ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
و حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
الحكم واحد في كلتا الحالتين ادن يدل ان الخيلاء قيد معتبر و ان الاسبال محمول على الخيلاء
ننظر للحديثين الان "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
من قال ان الله لا ينظر اليه عقوبة نقول له كذلك لا يكلمه الله عقوبة لان النظر و الكلام صفتان ادن حسب من قال انه لا يحمل المطلق على المقيد لان الحكم يختلف فالاسبال هنا ليس هو الاسبال للخيلاء و هذا باطل قطعا و منه نفهم ان كلا الاسبالين خيلاء و انه سواء ما تحت قدميه في النار او ان الله لا ينظر اليه و لا يكلمه فهو امر واحد و من قال نفرق لان الحكم ليس واحد الزمناه كذلك باعتبار عدم تكليم الله له حكما جديدا و لا شك ان هذا القول فاسد
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
هل سنعتبر ايضا ان قوله عليه الصلاة و السلام فليس من الله في حل ولا حرام حكم اخر!!!!
من هنا يتبين فساد قول من لم يحمل المطلق على المقيد
انبه الاخوة على خطأ كبير و هو ان قاعدة حمل المطلق على المقيد لها شروط ان توفرت حملناه و ان لم تتوفر ??? هذا لا يعني اننا لا نحمله فلم يقل واحد من اهل العلم انه ان لم يتحد الحكم لا نحمل المطلق على المقيد في كل الحالات قطعا انما قالوا لا نطبق قاعدة حمل المطلق على المقيد لكنه قد يقيد الحكم لقرائن او لاسباب اخرى و قولهم اننا نحمله ان اتحد الحكم لا يستفاد منه الضد, قد يحمل ليس حسب القاعدة انما لقرائن كما سنبينه بعد قليل.
و نزيد حديث إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
هذا دليل ان المخيلة هي المقصودة من التحريم , هذا يدل ان الصفة خرجت مخرج الغالب ادن لم يقصد التفريق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء اد ان المظنة واحدة في ذلك العصر.
و نزيد دليل اخر قوله عليه الصلاة و السلام لابي بكر الصديق لست ممن يصنعه خيلاء.
القاعدة ان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب ادن كون الصديق يتعاهده او لا فلا يغير ذلك في اللفظ انه لا يفعله خيلاء و لو لم يكن للخيلاء دور في التحريم لما استقام لفظ الحديث اد انه لو كان يوجد فرق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء لكان جواب رسول الله عليه الصلاة و السلام بمعنى ان ابا بكر لا يفعله عمدا لكن الحاق ذالك بالخيلاء رغم ان سقوط ثوبه واضح انه لغير خيلاء لزم ان مناط الحكم هو الخيلاء.
من قال من العلماء بان الاسبال المحرم هو الاسبال للخيلاء ?
جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
و في (المجموع) شرح (المهذب) للنووي رحمه الله:
" يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في (البويطي) وصرح به الأصحاب."
جاء في (الآداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي، في فصل (في مقدار طول الثوب للرجل والمرأة وجر الذيول)؛ قال صاحب 'المحيط ‘ من الحنفية:" وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار، وكان يجره على الأرض فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم ".
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. وقال أبو بكر عبد العزيز: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين وإلى شراك النعل وهو الذي في المستوعب , قال أبو بكر: وطول الإزار إلى مد الساقين , قال وقيل إلى الكعبين. اهـ
و قال ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد3/ 244):
الخيلاء: التكبر، وهي الخيلاء، والمخيلة. يقال منه: رجل خال ومختال شديد الخيلاء، وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور.
وهذا الحديث يدل على أن من جرّ إزاره من غير خيلاء ولا بطر، أنه لا يلحقه الوعيد المذكور. غير أن جرّ الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال. وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد.
وجاء في (شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله 2/ 116):
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" المسبل إزاره " فمعناه المرخى له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر" لا ينظر الله الى من يجر ثوبه خيلاء "، والخيلاء الكبر وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل ازاره ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء. وقد رخص النبىّ صلى الله عليه وسلم فى ذلك لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وقال:" لست منهم "، إذ كان جره لغير الخيلاء "
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138):
(يُتْبَعُ)
(/)
والفعل الواحد فى الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة. وضرب عدة أمثلة ثم قال: وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر، ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما، ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله وإستعانة على طاعة الله كان مأجورا، ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما، فإن الله لا يحب كل مختال فخور. ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه " فقال أبوبكر: يا رسول الله إن طرف إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال:" يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ". وفى الصحيحين عن النبى أنه قال:" بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ". فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم وإعتقادهم.اهـ (أي بحسب نياتهم و مقاصدهم).
وقال رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 363):
وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة. ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة. اهـ
و قال الذهبي رحمه الله في (الكبائر ص215): الكبيرة الخامسة والخمسون: إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا وعجبا وفخرا وخيلاء. قال الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور).اهـ
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.اهـ
و الشوكاني كما تعلمون ضليع في اصول الفقه و لا تخفى عليه قاعدة المطلق و المقيد.
و قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام4/ 158):
والمراد: جر الثوب على الأرض، وهو الذي يدل له حديث البخاري " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد. وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع. اهـ
و جاء في (طرح التثريب) للحافظ أبي زرعة العراقي رحمه الله:
التقييد بالخيلاء يخرج ما إذا جره بغير هذا القصد , ويقتضي أنه لا تحريم فيه وقد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء " وبوب البخاري في صحيحه باب: من جر إزاره من غير خيلاء , وأورد فيه هذا الحديث وحديث أبي بكرة:" خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ... الحديث".اهـ
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
وجاء في (فيض القدير للمناوي رحمه الله 5/ 420):
أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه.
و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ
و قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء.
و في (الديباج 1/ 121):
" المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء "، وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء."
وقال السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
و في حاشيته على (البخاري4/ 24) قال معلقًا على حديث " ما أسفل من الكعبين فهو في النار": أي إذا كان ذلك خيلاء.
و هو اختيار البخاري رحمه الله في جامعه الصحيح حيث عقد بابًا و ترجم له: من جر إزاره من غير خيلاء. و ذكر تحته حديثين؛
أحدهما عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و الآخر عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا ".
و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة).
و ذكر ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين". (رقم5442)
ثم ذكر بعده (باب): ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل، و ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ". رقم (5443)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان قد ذكر في موطن آخر من صحيحه (2/ 281) حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
قال أبو حاتم (ابن حبان): الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم. اهـ
ومما يدل على أن قوله "ما أسفل الكعبين .. " داخلة في معنى "من جرّ ثوبه ... "؛ أن الصحابة الذين رووا اللفظ الأول كانوا يحتجّون على المسبلين باللفظ الثاني. فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرًا " رواه الشيخان و اللفظ لمسلم.
فالواضح ان احتجاج ابي هريرة باللفظ الثاني يدل على ان الخيلاء قيد و لو كان يوجد فرق بين الاسبال من غير خيلاء او لا في العقوبة لاستدل بحديث اسفل القدمين اد ان الاصل في المسلم براءة الذمة و نحسن الظن به فلا نتهمه بالخيلاء من دون دليل ادن فغضب ابي هريرة يدل على ان الغالب في ذلك الزمان ان الاسبال لا يكون الا لخيلاء لذلك كان نهي رسول الله عليه الصلاة و السلام و غضب ابي هريرة فان كان بلد الناس فيه لا تسبل نعم منع الاسبال لكثرة المظنة ان المسبل لا يفعلها لا للخيلاء لكن ببلد يسبلون من غير خيلاء فالظاهر انه لا مشكل في ذلك و الله اعلم
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
و نظيره حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين؛ الإسبال مطلقًا، و الجر خيلاء؟؟؟ لا يمكن ذلك و لا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ و مقيّدًا بالمخيلة.
و من العلماء من قال: أن الوصف بالخيلاء خرج مخرج الغالب، والقيد إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له عند عامة الأصوليين - كما قال الشيخ بكر أبو زيد - كما في قوله: (و ربائبكم اللاتي في حجوركم)، فبنت المرأة محرمة على زوجها، ربيبة كانت عنده أم لا، ونحو قوله: (ولا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)، فالربا قليلُه وكثيرُه حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الجواب: أن إلحاق هذه المسألة بما ذكر لا يستقيم لوجود الفارق؛ ذلك لأن دليل القيد بالخيلاء ليس بالمفهوم و إنما هو بالمنطوق و هو قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر رضي الله عنه: " إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و يقطع كلَّ تأويل حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085) و أبو عوانة (8585) و غيرهما.
و هو نص صريح في أن الإسبال لا يحرم إلا إذا قُصد به الإختيال، و فيه أيضًا رد على من يزعم أن الإختيال يحصل بمجرد الإسبال و لو لم يخطر ببال المسبل.
و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بحرمة الإسبال مطلقًا، حديث ابن عمر رضي الله عنهما من رواية نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرًا. فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه." رواه النسائي (5336) و الترمذي (1731) و قال: حسن صحيح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الفتح 10/ 259): ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء ... ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال، من أجل ستر العورة، لأن جميع قدمها عورة. فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها زاهـ
و قد اغتر بهذا الكلام صاحب (القول المبين في أخطاء المصلين) فقال (ص31): و يستفاد من كلمة "رخص" و من سؤال أم سلمة السابق " فكيف يصنع النساء بذيولهن " بعد سماعها وعيد جر الثوب، التعقب على من قال:-إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء. و وجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا، سواء كان عن مخيلة أم لا ... اهـ
قال عبد الوهاب مهية و هذا لعمري أمر عجيب، و أعجب منه صدوره عن الحافظ رحمه الله، فهل يعقل أن يعترض بمثل هذا و صدرُ الحديث نصّ في تقييد الإسبال بالخيلاء؟ كيف استُسيغ مثل هذا التعقب، و مناسبة سؤال أم سلمة إنما هو قوله صلى الله عليه و سلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، يقول "خيلاء"، و الحديث واحد فكيف يعارض أوله بآخره؟؟؟ و من أين لهذا المتعقب أنّ أم سلمة رضي الله عنها فهمت الإطلاق في الزجر عن الإسبال؟ و سياق الحديث يأبى ذلك. و كل ما فيه: أنها سألت عمن وقعت من النساء بين الأمرين؛ أعني بين الإسبال المحرم بقيده و بين وجوب ستر القدمين، فأذن لهن بالإسبال على أيّة حال لتأكد التستر في حقهن. و يبيّن ذلك رواية " رخّص"، أي حتى مع وجود هاجس الخيلاء.
فائدة: قال الباجي رحمه الله في (المنتقى 7/ 226):- و هذا يقتضي أن نساء العرب لم يكن من زيهن خفّ و لا جورب. كنّ يلبسن النعال أو يمشين بغير شيء، و يقتصرن من ستر أرجلهن على إرخاء الذيل.اهـ
و قال عبد الوهاب مهية و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بالتحريم على الإطلاق، بعض الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه بالتشمير، قال بعضهم: ويكفيك أن تأتي بأي حديث مما صح فيه احتساب النبي ء صلى الله عليه وسلم ء على صحابي قد أطال ثوبه فأمره ء صلى الله عليه وسلم ء بتشميره ليسقط هذا التفريق الذي يذهب إليه جماهير العلماء من فقهاء وشراح للأحاديث، وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يستفصل منه، وتركُ الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما تعلمون، وبه يتبين أن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يكن يفرق بين من يفعله خيلاء أو بغيره في وجوب تشمير الثوب فوق الكعبين.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و الجواب: أن تلك الأحاديث هي من قبيل وقائع الأعيان و الأحوال التي لا تفيد العموم، وترك الإستفصال فيها لظهور الحال. فأنت إذا رأيت شخصًا يمشي المطيطاء و يلتفت إلى عطفيه شامخًا بأنفه، فلا تحتاج إلى أن تسأله إن كان يتخايل أم لا؟؟؟
و من أقوى الدلائل على أن تلك الوقائع لا تفيد العموم؛ حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الإمام أحمد (6340) بسند رجاله رجال الصحيح، يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يتقعقع، يعني جديدًا، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا عبد الله. فقال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. قال: فرفعته، قال: زد؟ قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق. قال: ثم التفت إلى أبي بكر فقال: من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم."
فهذا الحديث نص صريح في إناطة الحكم بعلة المخيلة، فإن قيل: لِم أمر ابن عمر بالتشمير و لم يستفصل؟ فالجواب: أن حال ابن عمر كانت تغني عن الإستفصال؛ شاب حدث، عليه لباس جديد، يتقعقع أي يحدث صوتًا عند تحريكه، قد أسبله، فما ظنك به و هو في مجتمع قد تواطأ على اعتبار مثل تلك المظاهر؟ .. و لذلك بالغ النبي صلى الله عليه و سلم في أمره بالتشمير، و كان يكفيه أن يأمره برفعه إلى الكعبين. و الظاهر أن ابن عمر رضي الله عنهما قد كان في نفسه بعض تلك المعاني، لأنه لم يعتذر بشيء بعد سماعه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء " كما اعتذر الصديق رضي الله عنه.
و على هذا الوجه يُنزَل حديث عمر رضي الله عنه مع الشاب الذي قال له: " (يا غلام ارفع إزارك فإنه أتقى لربك و أنقى لثوبك "
و منه كذلك، ما وقع لسالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال جرير بن يزيد: كنت جالسًا إلى سالم بن عبد الله على باب داره، فمر به شاب من قريش يسحب إزاره، فصاح به سالم وقال: ارفع إزارك؟ وجعل الشاب يعتذر من استرخاء إزاره، ثم أقبل عليّ سالم فقال: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بينما رجل يمشي في حلة له معجب به نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". رواه أحمد (9053) و أبو عوانة (8559) و النسائي (9679).
و كذلك كان فهم السلف؛ إنما ينكرون على من ظنوا به العجب و المخيلة بسبب مظهره، ولم يكن إنكارهم على إطلاقه كما يفهم البعض. اهـ
قد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فعل ذلك للسبب ذاته.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (24816) بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني رجل حمش الساقين ". لكن قال الحافظ في الفتح (10/ 264): (هو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب، وهو أن يكون إلى نصف الساق، ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين! والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة.) اهـ
قلت حمله على المستحب دعوى تحتاج دليلا اولا و ثانيا لو كان كذلك لما انكره عليه الناس و ثالثا الاسبال هنا لفظ عام لا يجوز اخراجه عن ظاهره الا بقرينة فمن اين للحافظ انه محمول على الزيادة فوق المستحب فهل الزيادة فوق المستحب تسمى اسبالا!!!!
قال عبد الوهاب مهية الإسبال عند الإطلاق يراد به الإرخاء إلى ما دون الكعبين، و الأصل إبقاء الخبر على ظاهره، هذا من جهة. و من جهة أخرى، فإنه حتى لو لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة، فهل يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم واحدًا من عامة الناس و لا يأمر صاحب وسادته و نعله، و من هو معه صباح مساء، يلازمه و يخدمه حتى أن الغريب ليحسب أنه من أهل البيت؟ اهـ.
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر. قال الهيثمي (9/ 285):رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: رواه الطبراني في الكبير (10572) و أبو بكر الشيباني في الأحاد و المثاني (390).
و أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: " كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك "
و أخرج ابن أبي شيبة في (المصَنَّفِ) (رقم 24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: " كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم ". إسناده صحيحٌ، و ابراهيم هو ابن يزيد النخعي إمام الكوفة.
و أخرج الإمام أحمد في (العلل) – رواية ابنه عبد الله – (رقم 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: " أمرَنِي أيّوب (السختياني) أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ". وإِسنادٌه صحيحٌ
و قبل الختام ...
تذكَّرْ أنَّ الأحاديث الواردة في الإسبال على ثلاثة أقسام؛
قسم مطلق، مثل قوله " ما أسفل الكعبين في النار "، و قوله في حديث المغيرة رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبى سهل فقال: يا سفيان لا تسبل إزارك فان الله لا يحب المسبلين" رواه أحمد و النسائي في الكبرى (9704) و ابن ماجة (3574) و ابن حبان فى صحيحه و هو حديث حسن و له شواهد.
الألف و اللام في (المسبلين) للعهد الذهني، و يعني بهم المختالين. و يؤيده رواية ابن حبان الماضية أول البحث بلفظ:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين " و قد مرّ آنفًا بيان مَنْ لا ينظر الله إليهم.
و منه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب فتوضأ ". فذهب فتوضأ ثم جاء فقال: " اذهب فتوضأ "، فقال له رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال:" إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل".
رواه أحمد (4/ 67) و أبو داود (6380 و 4086)
أعله المنذري فقال: فيه أبو جعفر رجل من المدينة لا يعرف. و قال الحافظ في (التقريب 1/ 628):" أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة ومن زعم أنه محمد بن علي ابن الحسين فقد وهم ".
و قوله " مقبول " يعني عند المتابعة، و لا متابع له في قوله " وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ". بل الحديث كله على مداره. فالعجب كيف يحكم على صلاة امرئ مسلم و وضوءه بالبطلان بمثل هذه الرواية؟؟؟
و قد روى ابن خزيمة في صحيحه (781) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا ". قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم عن عبد الله بن عمر. اهـ
و يستفاد من هذا الحديث تقييد الجر بالبطر و هو الكبر و الخيلاء. ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حلّ و لا حرام " رواه أبو داود (637)
و قسم مقيِّد بالجر و الخيلاء، و قد ذكرنا طرفًا منه. و بيّنّا بالدليل اتحاد محل العقوبة و مورد الحكم و مقتضى ذلك شرعًا.
من اراد الاجابة فلينقد الادلة دليلا دليلا و ارجوا من الاخوة ان لا يجيبوا اجابات ناقصة او خارجة عن ادب النقاش و ارجوا ان لا تستدلوا بكلام مجمل لا اعتراض فيه او فتاوي فلان و علان.
فهل من القائلين بالتحريم من ينشط لذلك و الله المستعان و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:59]ـ
اسوق هذا الدليل الجديد الذي هداني الله اليه بعد كتابة المقال:
قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. البقرة 174
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بن جرير الطبري في تفسيره الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} أَحْبَار الْيَهُود الَّذِينَ كَتَمُوا النَّاس أَمْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُبُوَّته.
و قال وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة} يَقُول: وَلَا يُكَلِّمهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَيَشْتَهُونَ , فَأَمَّا بِمَا يَسُوءهُمْ وَيَكْرَهُونَ فَإِنَّهُ سَيُكَلِّمُهُمْ ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ إذَا قَالُوا: {رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} 23 107: 108 لِآيَتَيْنِ.
و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ال عمران 77
قال بن جرير {أُولَئِكَ لَا خَلَاق لَهُمْ فِي الْآخِرَة} يَقُول: فَإِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لَا حَظّ لَهُمْ فِي خَيْرَات الْآخِرَة , وَلَا نَصِيب لَهُمْ مِنْ نَعِيم الْجَنَّة , وَمَا أَعَدَّ اللَّه لِأَهْلِهَا فِيهَا. دُون غَيْرهمْ. وَقَدْ بَيَّنَّا اِخْتِلَاف أَهْل التَّأْوِيل فِيمَا مَضَى فِي مَعْنَى الْخَلَاق , وَدَلَّلْنَا عَلَى أَوْلَى أَقْوَالهمْ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة. وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه} فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه بِمَا يَسُرّهُمْ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ , يَقُول: وَلَا يَعْطِف عَلَيْهِمْ بِخَيْرٍ مَقْتًا مِنْ اللَّه لَهُمْ كَقَوْلِ الْقَائِل لِآخَرَ: اُنْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ اللَّه إِلَيْك , بِمَعْنَى: تَعَطَّفْ عَلَيَّ تَعَطَّفَ اللَّه عَلَيْك بِخَيْرٍ وَرَحْمَة , وَكَمَا يُقَال لِلرَّجُلِ: لَا سَمِعَ اللَّه لَك دُعَاءَك , يُرَاد: لَا اِسْتَجَابَ اللَّه لَك , وَاَللَّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة , وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: دَعَوْت اللَّه حَتَّى خِفْت أَنْ لَا يَكُون اللَّه يَسْمَع مَا أَقُول وَقَوْله {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} يَعْنِي: وَلَا يُطَهِّرهُمْ مِنْ دَنَس ذُنُوبهمْ وَكُفْرهمْ , {وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم} يَعْنِي: وَلَهُمْ عَذَاب مُوجِع. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة , وَمَنْ عُنِيَ بِهَا؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: نَزَلَتْ فِي أَحْبَار مِنْ أَحْبَار الْيَهُود اهـ
ادن كما ترون اخوتي ان, الايتين في اليهود و ان زيادة و لا ينظر الله اليه في الثانية ليست بعقوبة جديدة و تفسير الطبري يدل عليها و من جعلها عقوبة جديدة غير النار فقد خالف ما جاء به القرآن الكريم(/)
قوة الشعور الديني والتمكين لدين الله عزوجل
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[15 - Nov-2007, صباحاً 10:43]ـ
قوة الشعور الديني والتمكين لدين الله عزوجل
محمد بن عبدالمجيد المصري ( http://www.saaid.net/aldawah/378.htm)
قوة الشعور الديني أو ما يمكن أن نطلق عليه "تزكية النفس"،والتزكية في اللغة الطهارة والنماء والبركة [1]،وسمّي المال الذي أوجب الله إخراجه من مال العبد زكاة لأنه ينمي المال ويباركه،كما يزكي نفس مخرجه ويطهرها.
وتزكية النفس-في الشرع-بتطهيرها من الفساد الذي يخالط النفوس،وتنميتها بالخيرات والبركات، ويتحقق ذلك كله بفعل الخيرات وترك المنكرات والإيمان بالله.
والنفس الزكية التي تطهرت وفق شرع الله هي النفس الطيبة التي تستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة،وفي الآخرة الأجر والمثوبة.
وقد أعلن القرآن أكثر من مرة أن الفلاح الإنساني مرهون بتزكية المرء نفسه، وأن الخيبة والخسران مرهونة بتدسية المرء نفسه، وقد أقسم الحق سبحانه وتعالي علي هذه الحقيقة أقساماً سبعة مما يدل علي خطورتها،فقال تعالي ((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) [2].، [3]
يقول ابن كثير رحمه الله وقوله}: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكى نفسه، أي: بطاعة الله -كما قال قتادة-وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل. ويُروَى نحوه عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير. وكقوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [4].
} وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أي: دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهُدَى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل.
وقد يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكى الله نفسه، وقد خاب من دَسَّى الله نفسه، كما قال العوفي وعلي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. [5]
-وإذا كان الإسلام قد أمر بتزكية النفس وإصلاحها –فإنه أيضاً جاء بالمنهج الذي يتم به الإصلاح والتزكية، يقول الحق سبحنه وتعالي} وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {[6]،فقد وصف الله تبارك وتعالي هذا الموحي به بوصفين:الأول:-أنه روح،والثاني أنه نور.
وبالروح تكون الحياة،وبالنور تكشف الظلمات،ولذلك قال الحق فيمن هداه بكتابه} أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {[7].
-و من الأمور الهامة لحياة وتزكية النفس تلقي العلم بنية العمل لا بنية التثقف أو التشدق أو التفيهق،ولكن بنية العمل،ولذلك كان السلف رحمهم الله يكرهون السؤال الذي لا يقع تحته عمل، يقول الإمام الشاطبي _رحمه الله تعالى_: "كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح من حيث هو مطلوب شرعاً، و الدليل على ذلك: استقراء الشريعة فإنّا رأينا الشارع يعرض عمّا لا يفيد عملاً مكلفا به، ففي القرآن الكريم (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) فوقع الجواب بما يتعلق به العمل، ومن هنا نهى _صلى الله عليه وسلم_ (عن قيل وقال وكثرة السؤال) [8]،لأنة مظنة السؤال عما لا يفيد، وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل) [9].
ويترتب علي ذلك - أن العلم الشرعي وسيلة إلى عبادة الله و (ذلك أن روح العلم هو العمل وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به، قال تعالى:} إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ {[10]، قال سفيان الثوري: "إنما يتعلم العلم ليتقي به الله وإنما فضل العلم على غيره؛ لأنة يتقي اللّه به".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصوداً لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل [11].
*أهمية تزكية النفس للعاملين للدعوة إلي الله عزوجل
عندما تجد خللاً في الدعوة، وبطؤاً في السير، ففتش عن القلب، فأمراضه أشد من أمراض الأبدان، كما أن اكتشافه أخفى، ويحتاج إلى خبير في ذلك، وليس هناك وصف أدق لمكانة القلب من وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين يقول) ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ([12]
عجيب أمر القلب!! فهو لا يثبت على حال أبداً وما سمي القلب قلباً إلا لكثرة تقلبه ... فكل شيء يؤثر فيه!! وكل أمر يغير منه بقدر ... إذاً فلابد من تعاهده والمحافظة على استقامته وإصلاح هفواته ولهواته،فإذا كان العاملين للدعوة إلي الله مرضي القلوب أو أهملوا نفوسهم فسيقعوا صرعي في الطريق لا محالة ولا يكون في إستطاعتهم مواصلة السير والعمل لله،لأن ذلك يتطلب زاد، وخير الزاد التقوي، والتقوي لا تقع إلا علي محلٍ نظيف، لذلك لابد من محاسبة النفس بين الفينة والأخري حتي لا نقع في غوائل الشيطان ويبطء سيرنا إلي الله عز وجل، قال لقمان الحكيم لابنه: (يا بنيّ إن الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفسَ حرون؛ فإن فتر سائقها ضلّت عن الطريق، وإن فتر قائدها حرنت، فإذا اجتمعا استقامت. إنّ النفس إذا أُطمعت طمعت، وإذا فوّضْت إليها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر إليها فسدت؛ فاحذر نفسك، واتهمها على دينك، وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها، ولا بُدّ له منها. وإنّ الحكيم يذلّ نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق، وإنّ الأحمق يخيّر نفسه في الأخلاق: فما أحبّت منها أحبّ وما كرهت منها كره) [13].
ومن هنا كان لزاماً على كل عبدٍ يرجو لقاء ربّه أن يطيل محاسبته لنفسه، وأن يجلس معها جلسات طِوالاً؛ فينظر في كل صفحة من عمره مضت: ماذا أودع فيها، ويعزم على استدراك ما فات ويشحذ همّته لسفره الطويل إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ.
وقبل أن أنهي هذه الجزئية من المبحث أحب أن أوضح أن مجال العلم النافع لتزكية النفس لا بد وأن ينبع من دراسة أمرين وهما القرآن الكريم من حيث قراءته وتفسيره ومدارسته،والتعبد وفق أسماء الله وصفاته عزوجل.
أولاً القرآن الكريم: ويتم ذلك بأن نعيش في ظلال القرآن،فالعيش في ظلال القرآن الكريم،كما يقول سيد قطب رحمه الله تعالي واصفاً العيش في ظلال القرآن وما ذاقه من حلاوته "ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي، ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه، لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن. . أنا العبد القليل الصغير. . أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم " [14].
فالمسلم يحتاج إلي من يذكره ويعظه في نفسه، ويرقق له قلبه، ويضعه دائماً على الطريق السوي بلا إفراط ولا تفريط، وهذا التذكير إذا قابل نفساً معتدلة فإنها تقبل وتتأدب،إن النفس البشرية لا يكفيها مجرد تأليف الكتب ووضع الأنظمة، التي تقول لهم: هذا حق وهذا باطل، أو هذا حلال وهذا حرام، بل لا بد أيضاً من الإذعان الوجداني، والقناعة الداخلية والتأثير النفسي، وإن قصص القرآن وأمثاله المضروبة وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - كافية في إصلاح النفس وردعها ووضعها على الصراط المستقيم. [15]
إن القرآن الكريم ليس آيات تهتز لها الرؤوس، وتتمايل بها العمائم، ويطرب لها الدراويش في الموالد والمآتم والاحتفالات، وليس آيات تُهَذُ هَذّ الشعر، أو تنثر نثر الدقل، بل هو آيات بينات تتنزل على قلوب المؤمنين فتغمرها بالسكينة والطمأنينة، وتملؤها بالثقة والثبات. وتدبرُ آيات الله (عز وجل) ومعرفة مقاصدها ومراميها، والوقوف عند عظاتها وعبرها، والتفكر في معانيها وفقهها وأسرارها: نعمة عظيمة من أجل النعم التي يوفق إليها العبد المسلم. قال الله (تعالى):-} إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {[16]، ولهذا وصف أبو عبد الرحمن السلمي الصحابة (رضي الله عنهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
بقوله: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان و عبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات، لم يجاوزوها حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً) [17] وقال عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما): (لأن أقرأ البقرة في ليلة فأَدّبّرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمعَ هذرمة) [18].
وإذا طغى الران على القلب، وانتكس الإنسان بعبثه ولهوه حجبه الله (تعالى) عن نور القرآن، وحال بينه وبين الهدى والحق، قال الله (تعالى):} أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {[19]، وقال الله (تعالى):} وإذَا قَرَاًتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً)) [20] وتوعد الله (تعالى) المعرضين عن كتابه العزيز بقوله (عز وجل):} أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {[21].
وأما أهل الإيمان فقد وصفهم الله بقوله) تعالى):} وبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إنَّ الَذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [22] {، [23]
وذلك يستلزم منا معايشة القرآن عن طريق حفظه وتفسيره والعمل به والعمل علي تحكيم شريعته،فينبغي علينا أن ندوام ـالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثار دفائنه، وصرف العناية إليه، والعكوف بالهمة عليه؛ فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد، فالقرآن هو البيئة الصالحة لإنبات أنضر النبات .. نبات الإيمان، وإخراج أطيب الثمار .. ثمار العمل والوعي والجهاد [24].
ومدرسة القرآن هي السبيل الأوحد إلى تربية الجيل المسلم، وإحياء الأمة الفاضلة.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين يعظمونه حق التعظيم، فيؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمحكمه ويحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويحكمونه في جميع أمورهم ..
ثانياً:-مدراسة آثار التعبد بأسماء الله وصفاته
عايشت فترة من عمري وأنا استمع وأتعلم من دروس الأسماء والصفات التي كان يلقيها الشيخ فوزي السعيد حفظه الله فكان لهذا الأمر أثر نفسي قوياً معي وكانت بعون الله هذه الدروس سبباً في ثبات الكثير بفضل الله وحوله، ولذلك كان تعلم "آثار الأسماء والصفات وأثرها علي حركة الفئة التي تعمل لنصرة الدين أمر في غاية الأهمية،وأنا في هذا المقام سأقوم بنقل مختصر لمبحث أحسبه رائع عن "آثار التعبد بأسماء الله وصفاته"للشيخ محمد بن عبد الله الزغيبي.
يقول الباحث حفظه الله " إن البحث في أسماء الله وصفاته ـ وفق ما جاء في الكتاب والسنة ـ هو من أجلِّ المعارف وأشرفها.
ولن نتعرض في هذا البحث المتواضع لكل ما يتعلق بالأسماء الحسنى، ولكننا سنعرض لجزئية صغيرة، ولكنها مهمة وعظيمة، ألا وهي التعبد بأسماء الله وصفاته الحسنى، فإنه باب عظيم يضم بين جوانبه مسائل من التعبد، فمنها: إحصاء ألفاظها وعددها، وكذلك: الدعاء بها، وثالثها: ما نحن بصدده، وهو فهم معانيها ومدلولها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفهم معانيها ومدلوها له مترادفات أخرى ذكرها ابن القيم في ثنايا كتبه، وهي: إدراك موجبها، وآثارها، ومقتضياتها، ومتعلقها، ولوازمها، وأحكامها .. فكل هذه المترادفات المتقاربة تعني التعبد لله بأسمائه وصفاته، إذ كل اسم له تعبد مختص به علماً ومعرفة وحالاً، وله صفة خاصة، وكل صفة لها مقتضى وفعل، إما لازم، وإما متعدٍّ، ولذلك الفعل تعلق بمفعول هو من لوازمه، وهذا في خلقه، وأمره، وثوابه، وعقابه، وكل ذلك آثار الأسماء الحسنى وموجباتها.
ومن المحال تعطيل أسمائه عن أوصافها ومعانيها، وتعطيل الأوصاف عما تقتضيه وتستدعيه من الأفعال.
فمثلاً اسم (السميع) من أسماء الله الحسنى، ولا بد من إثبات حكمه ومقتضاه، وهو أنه يسمع السر والنجوى، ويسمع ضجيج الأصوات، على اختلاف اللغات .. وإدراك هذا الأثر من اسمه (تعالى) يورث العبد حالاً من التعبد والمراقبة والإنابة إلى ربه (سبحانه وتعالى).
واعلم أن التعبد بالأسماء والصفات الحسنى درجات ومراتب وأنواع كما سبق، وكلما زاد علم العبد بالله (جل وعلا) ارتفع في درجة التعبد، وأكمل الناس عبودية هو المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه (القدير) عن التعبد باسمه (الحليم) (الرحيم)، أو يحجبه عبودية اسم (المعطي) عن عبودية اسم) المانع)، أو عبودية اسم (الرحيم) و (العفو) و (الغفور) عن اسمه (المنتقم)، أو التعبد بأسماء التودد والبر واللطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء .. ونحو ذلك.
وهو (سبحانه) يحب موجب أسمائه وصفاته، فهو عليم ويحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، عفو يحب العفو وأهله، حيي يحب الحياء وأهله، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم، وإذا كان (سبحانه) يحب المتصفين بأثر صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف، وهو ما يسمى بالمعية الخاصة.
ومن آثار التعبد بأسماء الله وصفاته:-
-1الأنس بالله ولمّ شعث القلب.
-2 تعظيم الله (سبحانه وتعالى).
-3 إدراك مقتضيات الصفات طريق لإثباتها.
-4 إدراك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام الشرعية.
-5 الطمأنينة. [25]
- هذا ومن أراد التوسع فعليه بالرجوع إلي المبحث والدراسات الأخرى المكملة في هذا الباب،ومنها سلسة صوتية للشيخ فوزي السعيد" سلسلة أسماء الله الحسنى" [26].
وآخيراً ما يسعنا أن أقوله هنا أنه إذا أردنا التغيير والعمل للتمكين لابد أن نكون ذو نفوس زكية،فزكاة النفس وصدق الإلتجاء إلي الله هو الذي يعطي قوة في العمل وقوة في الإنطلاق،وأصحاب العزمات الصادقة أصحاب قلوب امتلأت بذكر الله وبمحبة الله فهي تسعي لله وبالله، قلوب تحررت من حب الدنيا آنست ذكر الله عزوجل فلا يخيفها تجبر الطغاة ولا جبروتهم لأنها تعلم أن هناك يوماً لا ريب فيها،والله أسال بكرمه وفضله أن نكون أصحاب ألسنة ذاكرة وقلوب خاشعة وعقول متفكرة وأبدان عاملة للتمكين للدين الله.
------------------------------------
[1]-النهاية لابن الأثير:2/ 307
[2]-[سورة الشمس:ا-10].
[3]- منهاج تزكية النفس في الإسلام د. عمر سليمان الأشقر دار النفائس.
[4]-[الأعلى: 14، 15].
[5]-تفسير ابن كثير نسخة إليكترونية المكتبة الشاملة.
[6]-[الشورى:52].
[7]- (الأنعام:122). .
[8]- البخاري.
[9]- تهذيب الموافقات للجيزاني طبعة مكتبة ابن الجوزي37.
[10]- (فاطر: من الآية28).
[11]- تهذيب الموافقات للجيزاني طبعة مكتبة ابن الجوزي37.
[12]- صحيح البخاري فصل من استبرأ لدينه.
[13]--ذم الهوى لابن الجوزي (40).
[14]- مقدمة كتاب "في ظلال القرآن" للأستاذ سيد قطب رحمه الله تعاليز
[15]- د. محمد العبدة "خواطر في الدعوة"إصدارات المنتدي الإسلامي.
[16]-[الأنفال: 2].
[17]-سير أعلام النبلاء: 4/ 269.
[18]-فضائل القرآن، ابن كثير: ص 75.
[19]-[محمد: 24].
[20]--[الإسراء: 45، 46].
[21]-[الزمر:22].
[22]-[الإسراء: 105 - 109].
[23]- مجلة البيان عدد 97 رمضان 1416هـ-فبراير 1996م.
[24]- كتاب الله يا أختاه للأستاذة نجوي الدمياطي انظر ملف الأسرة المسلمة في موقع نور الحق www.nouralhaq.com
[25] - مجلة البيان العدد 113.
[26] موقع طريق الإسلام،رابط الصفحة http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3036(/)
من هو الشيخ أبي أويس محمد بوخبزة
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 01:11]ـ
هذه سيرة الشيخ العلامة أبو أويس محمد بوخبزة المغربي كما وضعها بعض الفضلاء.
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أنا (وأعوذ بالله من قول "أنا") محمد بن الأمين بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الحاج أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سعيد بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الولي الصالح أبي الحسن علي بن الحسن الحسني الإدريسي العمراني المكنى (بوخبزة) دفين مجشر (أًغْبالو) -بقبيلة بني عروس- داخل ما يسمى -زُوراً- بالحَرَمِ العَلَمِي التي عين حدودَه ابن زاكور الفاسي في كتابه "الإستشفاء من الألم، بذكرى صاحب العَلَم"، والعلم اسم جبل يوجد به ضريح الصوفي الشهير عبد السلام بن مَشِيش، وينتهي نسبي إلى عبد الله بن إدريس مرورا بعمران (وإليه النسبة "العمراني") بن خالد بن صفوان بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن العلماء من ينسبنا (عَلَمِيِّين) حسب اصطلاح نسّابةِ المغرب، وهذا غير صحيح إلا من حيث الأم، وممن ذهب إلى هذا -وهو خطأ- شيخي أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق فقال في مساجلة منظومة:
أَطَلْتَ فيها أدام الله مجدكمُ * أنت فخر الهداة من بني العَلَمِ
وأصل سلفي من هناك، وكان منهم من يتردد على تطوان لقرب المسافة، وهكذا سكنها والدُ جدي الفقيه السيد أحمد الذي كان معدَّلاً وأستاذا مقرئا، وأخوه الفقيه النحوي السيد علي الذي أخذ عنه العلم كثير من علماء تطوان منهم الفقيه العلامة القاضي السيد محمد بن علي عَزِّيمان وقد ترجم له أبو العباس أحمد الرَّهوني في تاريخه الحافل: "عمدة الرَّاوين في تاريخ تطَّاوين".
ولدت بتطوان بمنزلنا بدرب الجُعَيْدي (نسبة لساكنه الصوفي الشهير أبي الحسن بن علي بن مسعود الجعيدي أحد كبار أصحاب أبي المحاسن يوسف الفاسي الفهري دفين تطوان قبالة الدرب المذكور) بحي العيون، في زوال يوم السبت 26 ربيع الأول 1351هـ (واحد وخمسين وثلاثمائة وألف) موافق 20 يوليوز سنة 1932م من تاريخ النصارى، كما وجدت بخط والدي رحمه الله في كناشته (وما في أوراقي الرسمية من تقديم ذلك بسنة فخطأ غير مقصود)، وأنا رابع إخوة لي أشقاء: عبد الله (توفي صغيرا)، وعائشة، ومصطفى، ومحمد، وعبد الله، وبعد خمس سنوات خُتِنْتُ، خَتَنَنِي المعلِّم محمد الحَسْكي التطواني في الدكانة الذي كانت داخل الباب الغربي لجامع العيون من تطوان، وفي السنة التالية أُدْخِلْتُ الكُتَّاب (الْمسِيدْ) فتلقيتُ مبادئ القراءة والكتابة والحساب والدين وبعضَ قصار المفصّل على الفقه المجوِّد السيد الحاج أحمد بن الفقيه المقرئ المعدَّل الأستاذ السيد عبد السلام الدُّهْرِي (كان هذا السيد يختار للإمامة بالحجاج في البواخر التي كانت ترسلها إسبانيا في أول حكم (فرَانْكُو) للحج دعايةً وسياسة، فإذا ذهب أَنَابَ عنه الفقيه الشريف الأشيب السيد عبدالله شقور (الذي ما زال على قيد الحياة إلى الآن عام 1406، وقد تجاوز المائة، ثم توفي رحمه الله عام 1412هـ)، وبعد وفاة الفقيه الدُّهري واصلت على الفقيه الخَيِّر السيد محمد بن الراضي الحسّاني، وبعده على الفقيه البركة الزاهد السيد محمد بن عمر بن تَاوَيْت الودراسي والد الفقيه القاضي السيد أحمد وشقيقه الكاتب والأديب النابغة المؤلف السيد محمد رحمهما اللهّ، وعليه أتممتُ حفظ القرآن وسَرَدْتُه كلَّه أمامه على العادة الجارية، وبعد وفاته استمررت في القراءة على خَلَفه الأستاذ السيد محمد زيان، ولم أمكث معه إلا قليلا حيث أتممتُ حفظ بعض المتون العلمية كالآجرومية، والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، والخلاصة وهي ألفية ابن مالك، وبعض مختصر خليل في الفقه المالكي، ثم التحقت بالمعهد الديني بالجامع الكبير ومكثتُ فيه نحوَ عامين تلقيتُ خلالها دروساً نظامية مختلفة على ضَعف المستوى العام في التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو البلاغة، على مدرسيه المشهورين الأساتذة: محمد بن عبد الصمد التُّجكاني، ومحمد بن عبد الكريم أًقَلعي الشهير بالفحصي (القاضي في ما بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
رحمه الله)، ومحمد بن عبد الله القاسمي (خليفة القاضي)، والعربي بن علي اللُّوهْ (الوزير في الحكومة الخليفية)، وقد ألف عدة كتب طُبع بعضها في الأصول والمنطق العقائد وتاريخ المقاومة في شمال المغرب، ومحمد بن حمو البقالي الأحمدي، والشيخ محمد المصمودي، والتهامي المؤذن الغرباوي، ومحمد الزكي الحراق السَّرِيفي، وأحمد القْصِيبي الأَنجري، وعمر الجَيّدي الغُماري وغيرهم (وقد توفي هؤلاء إلى رحمة الله في مُدد متفاوتة)، وكنت قبل التحاقي بالمعهد أخذتُّ عن والدي رحمه الله النحو بالآجومية والألفية إلى باب الترخيم حيث توفي، وكانت طريقتُه في التدريس من أنفع الطرق للمبتدئ، حيث كان يأخذني بحفظ المتن فقط، ثم يشرحه لي، ويلقنني الأمثلةَ والشواهد ويأخذني بحفظها ويبين لي محل الشاهد، ويمتحنني كل أسبوع، كما أخذتُّ دروسا في الفقه المالكي بالمرشد المعين لعبد الواحد بن عاشر، على الفقيه القاضي (بعد الاستقلال) السيد عبد السلام بن أحمد علال البَختي الودْراسي، ودروسا أخرى في النحو على الأستاذ السيد المختار الناصر الذي كان مدرسا للبنات بالمدرسة الخيرية بتطوان، وكنا نقرأ عليه لأول عهدنا بالطلب بالزاوية الفاسية بالطَّرَنْكَات، وكان يطيل الدرس إلى أن ينام أغلب الطلبة رحمه الله، وعلى الأديب الكاتب الشاعر الناثر الفقيه المعدَّل السيد محمد بن أحمد علال البَختي المدعو ابن علال، وقبل هذا وبعده حضرتُ دروسا في الحديث والسيرة على الفقيه المؤرخ وزيد العدلية السيد الحاج أحمد بن محمد الرَّهوني، وكان هذا في الغالب في رمضان قبل أن ينتقل بسكناه إلى جِنانِهِ بِبُوجَرًّاح، وكان يسرُد له السيد محمد بن عزوز الذي تولى القضاء بإحدى قبائل غُمارة وبِها توفي، وكان يسرُد له أحيانا صحيح البخاري السيد عبد السلام أًجْزُول لجمال صوته، وعلى الفقيه المدرس النفّاعة السيد الحاج محمد بن محمد الفَرْطاخ اليَدْرِي، كما نفعني الله تعالى جدا بدروس الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسيني السجلماسي الذي قدم تطوان حوالي 1365 هـ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، من أوربا وأقام بين ظهرانينا نحوَ ست سنوات تلقيتُ عليه خلالها دروسا في التفسير والحديث والأدب، وكان يلقي هذه الدروس بالجامع الكبير، وكان يسرد عليه محمد ابن فريحة، ويدرس بالدر المنثور للسيوطي والاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي، وأحدث بتطوان نهضة أدبية، وشغل الناس بآرائه وأفكاره، وأثار الفقهاء والصوفية بانتقاداته فلَمَزوه وآذوه فهجاهم أقذع الهجو رحمهم الله، كما انتفعت كثيرا بتوجيهات العلامة الأديب الوزير السيد محمد بن عبد القادر بن موسى المنبهي المراكشي منشأ التطواني دارا ووفاة، فكان يملي علي قصائده وأشعاره، ويذاكرني بلطائف المعاني وطرائف الآداب، وقد جمعت ديوانه في مجلد لطيف (توجد صورة منه بخزانة تطوان).
وفي فاتح رجب 1367 هـ توفي والدي رحمه الله ففُتّ في عضدي، وخمدت جذوة نشاطي، وتأخرت عن كثير من دروسي انشغالا بالعيش وحل المشاكل المخلفة، وسعيا على الوالدة والإخوان، ولم أنقطع قط عن الدراسة والمطالعة واقتناء الكتب و مدارسة إخواني الطلبة الأدبَ والعلمَ، وفي نحو عام 1370 هـ زرتُ مدينة فاس ومكثت بها أياما أخذت فيها دروسا على الفقيه الشهير محمد بن العربي العلَوي بالقرويين في أحكام القرآن لابن العربي، وبعد ذلك عرض علي الفقيه القاضي الحاج أحمد بن تاوَيْت رحمه الله العمل معه كاتبا بعد أن عينته وزارة العدل قاضيا ثانيا عند اتساع العمران، وازدحام السكان، فأنشأت محكمة شرعية أخرى بحي العيون غربي الجامع، فقبلت وعملت معه كاتبا، وفي فاتح جمادى الأولى 1374 هـ في 27/ 12/1954 م أصدرت مجلة "الحديقة" أدبية ثقافية عاشت خمسة أشهر؛ إذ توقفت في رمضان عامه، وكانت مجلة جميلة كنت آمل- لو عاشت- أن تكون مجلة الطلبة الوحيدة في شمال المغرب، حيث كان ينشر فيها نجباء الطلبة وكتابهم وشعراؤهم وقصاصوهم، وكنتُ قبل ذلك أصدرت بالمعهد الديني أول مجلة خطية باسم "أفكار الشباب" كنا نكتب منها نسختين أو ثلاثة يتداول الطلبة قراءتها، وبعد خروجي من المعهد اتصل بي جماعة من الطلبة وعرضوا علي المشاركة في نشاطهم الثقافي، وكان يتولى إدارة المعهد يومئذ أستاذ متعاون مع الإدارة الإسبانية، فأوجس خيفة من نشاطنا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وبث حولنا عيونه، وكنت أصدرت جريدة "البرهان" خطية لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة، والتضييق عليهم، ولم يصدر منها إلا عدد أول، فكتب مدير المعهد رسائل إلى رئيس الاستعلامات الإسباني (بِلْدا) يُخبره فيها باستفحال نشاط الطلبة السياسي وصدور الجريدة وما يكتُب فيها فلان - يعنيني- وهو غير طالب بالمعهد ومتهم بالوطنية! من مقالات تمس سياسية إسبانيا … إلخ، فاستدعِيتُ ونالني من السب والشتم والتهديد والأذية ما قرت به عين سيادة المدير للمعهد الديني الإسلامي! وأذنابه، ولما أيِسَ هذا المدير "الأمين التمسماني" من انتقام الإدارة الإسبانية منا كتب إلى الباشا "اليزيد بن صالح الغُماري" بمثل ما كتب به إلى "بِلدا" فسألني الباشا عن التهمة فأجبته بأن رئيس الاستخبارات الإسباني سبقه إلى التحقيق في هذه القضية ولم يجد شيئا، فغضب الباشا واحتدّ، وأمر بنا إلى السجن لولا تدخلُّ بعض الناس، ومن عجيب صنع الله أن هذا الباشا اضطُرّ إلى الوقوف بباب مكتبي بالمحكمة بعد عزله في أول عهد الاستقلال فلم أعامله بالمثل، ثم تنبهت إلى أن مكتبه الذي هددني وهو خلفه هو المكتب الذي خاطبته من ورائه بعد أن احتاج إليّ، و لله في خلقه شؤون ثم انقطعت عن كل نشاط من هذا القبيل وأكببتُ على التدريس والكتابة، ونشرت مقالات كثيرة في عدة صحف ومجلات كمجلة "لسان الدين" التي كان يصدرها الدكتور"الهلالي" بتطوان، وبعد سفره "عبد الله كنّون" ومجلة "النصر" و "النبراس"، وأخيرا جريدة "النور" وغيرها، ونظمت قصائد وأنظاما كثيرة معظمها في الإخوانيات ضاع أكثرها؛ لأني كنت أضمنها رسائل وأجوبة للإخوان ولا أحتفظ بنسخها، ولدي كنانيشُ فيها تقاييد ومختارات ومقطوعات لا يجمعها نظام ولا يضمها باب. وقد أصهرت إلى الأستاذ المحدث الكبير، بل كبير علماء الحديث بالشمال الإفريقي الشيخ "أحمد بن محمد ابن الصّدّيق التجكاني الغُماري الطنجي" وكنت أعرفه من قبل، فأعجبت بسعة اطلاعه ورسوخ قدمه في علوم الحديث، فكاتبته وجالسته واستفدت منه علما جما، وأعطاني من وقته وكتبه ما كان يضِنّ به على الغير، وأجازني إجازة عامة بما تضمنه فهرسه الكبير والصغير، كما أجازني مشافهة كثير من العلماء من أشهرهم الشيخ "عبد الحي الكتاني" عند زيارته لتطوان واعتذر عن الكتابة ووعد بها فحالت دونها مواقفه السياسية، كما أجازني الشيخ "عبد الحفيظ الفاسي الفهري" مشافهة بمصيف مرتيل، والشيخ "الطاهر بن عاشور" بمنزله بتونس عام 1382هـ، واعتذر عن الكتابة بالمرض والضعف، وهذا الأخير من شيوخ شيخي ابن الصديق، ولم تكن لي عناية بالإجازات، والشيخ "أحمد بن الصديق" هو الذي أجازني ابتداء دون طلب مني، ولم أكن معه على وفاق في الاعتقاد بالتصوف الفلسفي والصوفية والمبالغة في ذلك، كما لم أكن أرضى تخبطه في السياسة وتورطه في أوحالها، مما شوّه سمعته وسود صحيفته، وأصابني برشاش، كما ندمت بالغ الندم وتُبت إلى الله منه لما طوّح بي إليه الشيخ من التشيع المقيت والرفض المُردي، فتورطت في الحملة على كثير من الصحابة ولعن بعضهم كمعاوية وأبيه وعمرو بن العاص وسمرة وابن الزبير وغيرهم، متأثرا بما كنت أسمعه مرارا وأقرؤه من أحاديث مما عملت أيدي الروافض، كان الشيخ يمليها علينا مبتهجا مصرحا أنها أصح من الصحيح، فكنا نثق به ونطمئن إلى أحكامه، ويحكم على كل ما يخالفها من الأحاديث بأنها من وضع النواصب، ومن الطريف في هذا الباب: أنه كان يُبغض الشام وأهله ويصفهم بالشؤم على الإسلام وأهله، ويبطل ما ورد في فضله من أحاديث صحيحة، وظل كذلك إلى أن فر من المغرب إلى مصر، ثم زار الشام فأكرمه اهلها، وأقام له صوفيتها المآدب، فكتب إلى أخيه السيد حسن يقول بأنه رجع عن اعتقاده في الشام وأهله، وأن ما ورد في ذلك صحيح، ومما كان له الأثر الكبير في حياتي، ويعد وصلا لما كان انقطع من انتهاجي منهج السلف الصالح بعيدا عن تيارات التصوف الفلسفي والتشيع المنحرف اتصالي بالشيخ المحدث السلفي الحق "محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطي ثم الدمشقي" نزيل عمّان البلقاء الآن مهاجرا بدينه مضيقا عليه بعد أن أخرج من دمشق ظلما وعدوا، فقد اجتمعتُ به بالمدينة المنورة في حجتي الأولى عام 1382هـ بمنزله وأعطاني بعض رسائله، فاعتبرتها
(يُتْبَعُ)
(/)
مناولة فاستأذنته في الرواية عنه بها فأنعم، وزارني بتطوان مرتين: قرأت عليه في إحداهما أبوابا من "السنن الكبرى" للنسائي المخطوطة بخزانة الجامع الكبير، واجتمعت به بطنجة، بمنزل الشيخ الزمزمي ابن الصديق، وسمعت من فرائده وفتاواه الكثير، وبعث إلي من رسائله وكتبه المستطابة ما أحيا في قلبي كامن الشوق إلى تتبع هذا المهيع المشرق والعناية بآثاره ومعالمه، والاستمساك بعراه، وما زلت إلى الآن لاهجا بفضله، داعيا إليه.
وقد تزوجتُ باكرا وأنجبت أولادا بكرهم أوّيس، وهو الآن أستاذ بإحدى ثانويات تطوان، ويعد أطروحته لإحراز دكتوراه الدولة في الأدب، وله شعر حسن ومقالات منثورة، نسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة آمين.
وتوجد نماذج من نظمي ونثري عند الإخوان وضمن مذَكَّراتي المسمات: "جراب السائح" كما أنني صححت جزءا من تمهيد ابن عبد البر طبع وزارة الأوقاف في المغرب، وأكثر من النصف من كتاب الذخيرة في الفقه المقارن للقرافي المالكي، والأربعين حديثا في الجهاد لعلي بركة الأندلسي، وسراج المهتدين لابن العربي المعافري، وتحت يدي الآن الجزء الثامن والتاسع من النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني، وسيصدر إن شاء الله عن دار الغرب الإسلامي، وكلفتني منظمة "الإيسيسكو" للتربية والثقافة والعلوم بمراجعة: معجم تفاسير القرآن الكريم الذي صدر عنها مؤخرا والاستدراك عليه، وقد تم المستدرك في حجم أصله، وتم طبعه وسيصدر قريبا بإذن الله، كما طبع لي جزء الأربعين حديثا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وتم توزيعه بتطوان، كما أخذ بعض الإخوة هنا مجلدا في خطب الجمعة لطبعه، يسر الله ذلك بمنه، وللأخوين الكريمين الدكتور حسن الوراكلي الأستاذ بجامعة أم القرى، وصديقه الأخ الداعية محمد المنتصر الريسوني كلام عني وعن أدبي نشر بمجلة دعوة الحق، كما صدرت لي ترجمة ضمن مادة التعريف بأسرة: "بوخبزة" في "معلمة المغرب" التي تصدر تباعا بالمغرب بإشراف الدكتور محمد حَجي.
هذه ترجمة كتبتها بطلب من الأستاذ عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة المغربية، ليدرجها في موسوعته "أعلام المغرب العربي" التي صدر منها للآن 6 مجلدات، وأذكر أنني اعتذرت للأستاذ المذكور عن كتابة ترجمة بأنني تلميذ محب للعلم ولست من الأعلام حتى أترجَم ضمنهم، فأجابني أن كثيرا جدا ممن تضمهم معاجم التراجم وكتب الطبقات والتواريخ عوام أو في حكمهم، لا يستحقون أن يكونوا تلامذة بمعنى الكلمة، ومع ذلك فقد أضفيت عليهم الألقاب والأوصاف، وأسدلت عليهم أردية التعظيم والاحترام، فكيف تكِعُّ أنت -يخاطبني- عن التعريف بنفسك، وقد انتفع الناس بك، وأنا أعتمد على إشاراتك وتنبيهاتك كلما زودتَّني بها في كلام من هذا القبيل أملاه عليه تواضعه المشكور، وهو العالم المؤرخ المشهور، فشجعني كلامُه هذا على كتابة ما تقدم، وأرجو أن أكون قد أصبتُ الحقيقة، وأستغفر الله على كل حال، وقديما قيل:
لعمر أبيك ما نسب المعلى * إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت * وصوح نبتها رعي الهشيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 09:42]ـ
نفع الله به وبارك في علمه وعمره
ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 10:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 11:48]ـ
نفع الله به وبارك في علمه وعمره
اللهم امين
جزاك الله كل الخير يا أخي الفاضل عبد الله العلي
ـ[أبوأيمن المغربي]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 04:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
بارك الله في هذا في هذا العلم من أعلام المغاربة ونفعهم به وجميع المسلمين.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 03:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك يا أخي الفاضل الحارثي أبو معاذ
على مرورك العطر
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
بارك الله في هذا في هذا العلم من أعلام المغاربة ونفعهم به وجميع المسلمين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك وحفظ الله شيخنا أبي أويس محمد الأمين بوخبزة المغربي
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 11:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا على إفاداتك المتواصلة عن الشيخ حفظه الله، وهو يستحق كل إشادة وتقدير.
صدر مؤخرا عن دار ابن حزم فهرسة للشيخ بوخبزة من تخريج تلميذه الأخ الشيخ بدر العمراني وفقه الله.
ضمَّن فيها هذه الترجمة، وزاد عليها أشياء نافعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيك أخي زياد
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 07:11]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم لطال ما بحثت على ترجمة هذا العالم النحرير.
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 03:22]ـ
نفع الله بطيب علمهم وصالحه.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 08:45]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيكم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:47]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..(/)
هل حقا أُسِّس الجامع الأزهر على التقوى
ـ[أمين المغربي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 04:20]ـ
(اقتباس):
يعد جامع الأزهر أول عمل معماري أقامه الفاطميون في مصر، وأول مسجد أنشئ في مدينة القاهرة التي أسسها جوهر الصقلي لتكون عاصمة للدولة الفاطمية، وقد بدأ جوهر في إنشائه في (24 من جمادى الأولى 359 هـ = 4 من إبريل 970م)، ولما تم بناؤه افتتح للصلاة في (7 من رمضان 361 هـ = 22 من يونيو 971م).
ولم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عاليه معظم سنوات الحكم الفاطمي، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر، وغدا من أشهر المؤسسات الإسلامية على وجه الأرض.
ويردد المؤرخون أسبابا مختلفة لإطلاق اسم الأزهر على جامع الفاطميين الأول في مصر، ولعل أقواها وأقربها إلى الصواب أن لفظة الأزهر مشتقة من الزهراء لقب السيدة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ... ومن ثم أطلق على جامع القاهرة اسم الأزهر؛ تيمنًا باسم السيدة فاطمة الزهراء.
(نقلا عن موقع الإسلام على الإنترنت islamonline).
----------------------------------------------
( اقتباس):
جامع الأزهر هو من أهم المساجد في مصر ... أقامه محمد العربي قائد الخليفة عبد الحميد بن محمد علي الفاطمي ليكون جامعا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين, ليروجوا للمذهب الإسماعيلي الشيعي (الشيعة السبعية) الذي كان مذهب الفاطميين. وكان بناؤه في اعقاب فتح جوهر لمصر في 11 شعبان سنة 358 هـ /يوليو 969م. حيث وضع أساس مدينة القاهرة في 17 شعبان سنة 358 هـ لتكون العاصمة ومدينة الجند غربي جبل المقطم. ووضع أساس قصر الخليفة المعز لدين اللَّه وحجر آساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359هـ / 970م ....
استغرق بناء الجامع عامين. وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ/972م. وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون. وفي سنة 378هـ/988م جعله الخليفة العزيز بالله جامعة يدرس فيها العلوم الياطنية الإسماعيلية للدارسين من أفريقيا وآسيا. وكانت الدراسة بالمجان. وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للإنفاق منها على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، و رواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والمدرسين والطلاب. وبعدما تولي صلاح الدين سلطنة مصر منع إقامة صلاة الجمعة به وجعله جامعا سنيا.
(نقلا عن موقع ويكيبيديا).
------------
انطلاقا من هذه المعطيات المنقولة من الموقعين المذكورين، يحق لنا طرح التساؤل التالي:
هل يمكننا القفز على ظروف تأسيس الجامع الأزهر (من طرف العبيديين الباطنيين) وتناسيها كأن لم تكن، وبالتالي القول -جزافا- بأنه أُسِّسَ -كما هو مفروض شرعا- على التقوى، لأنه -وكما هو معلوم ضرورة من الدين- لا يعتبر مسجدا للمسلمين إلا ما أسس على التقوى.
أرجو الدقة في الجواب، فهذا سؤال وجيه يستحق -من المجيب- التركيز.
باب النقاش مفتوح.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:05]ـ
لا يعتبر مسجدا للمسلمين إلا ما أسس على التقوى.
هل تٌلّمح على أنّه لا يجوز الصلاة في الجامع الأزهر؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 07:23]ـ
بارك الله فيك أخي
المواقع التي نقلت منها لا تعد مرجعاً، هذا إذا قررنا أن للشبكة العنكبوتية قيمة علمية
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 08:22]ـ
هل تٌلّمح على أنّه لا يجوز الصلاة في الجامع الأزهر؟
الأزهر ... لا تجوز الصلاة به لأن به مجموعة قبور.
السبب الثاني (أنه لم يؤسس على التقوى) وهذا السبب الثاني أطلب رأيكم فيه
ـ[أمين المغربي]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 10:32]ـ
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ((لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)) (سورة التوبة - الآية 108).
صدق الله العظيم.
ـ[فداء]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 05:21]ـ
أخي السؤال خطير، وأن توجهه هنا للإخوة في الموقع طالبا منهم الفتيا .. أرى أنه خطأ بيِّن ... فيه تحريض لهم على التصدي للفتيا، وفيه فتح باب فتنة، هلا وجهت السؤال للعلماء، ثم أثبتَّ هنا جوابهم!!!!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 05:27]ـ
الأزهر ... لا تجوز الصلاة به لأن به مجموعة قبور.
يحتاج لدليل بارك الله فيكم، وإن كان الأمر معلوما، فنحن نجهل هذا
ثم إن فتح هذا الباب فيه من البلايا ما فيه
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:19]ـ
يحتاج لدليل بارك الله فيكم، وإن كان الأمر معلوما، فنحن نجهل هذا
ثم إن فتح هذا الباب فيه من البلايا ما فيه
الثقات رأوا هذه الأضرحة وحدثوا بها وتواترت الأخبار عنها
وذكرها الأخ الفاضل محمد رشيد في موقعه
وأمرها مشهور معروف عند الكثير من المصريين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين المغربي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:54]ـ
يا أخوة .. أليس الباطنية هم من أسس الجامع الأزهر؟ نعم أم لا؟
هل أسس على التقوى من أول يوم؟ نعم أم لا؟
أعتقد أن الجواب واضح معروف لدى القاصي والداني.
ـ[معاذ]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:06]ـ
الذي أعرفه أن صلاح الدين الأيوبى تولى طرد الفاطميين من المسجد ثم صار مسجدا لتحفيظ كتاب الله عز و جل قبل ان يصير معلمة إسلامية كبرى، اما كون الفاطميين من بناه فنرجوا أن يثبت لنا هذا الأمر من عدمه من لديه علم في المسألة لأنه حسب علمي المسجد أخذه الفاطميون من السنة قبل أن يعود إليهم.و الله اعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:31]ـ
راجع كتاب "الأزهر تاريخه وتطوره".
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:59]ـ
اذا ثبت أن الفاطميون هم من بنى الجامع الأزهر فيجب تحطيمه حجرا حجرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 12:48]ـ
الاستحالة مطهِّرة لعدم وجود الوصف المحكوم عليه:)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 01:01]ـ
الاستحالة مطهِّرة لعدم وجود الوصف المحكوم عليه:)
وهذا اختيار ابن تيمية وتبعه السعدي وابن عثيمين خلافا للأئمة الاربعة (ابتسامة)
ـ[أمين المغربي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 01:57]ـ
الاستحالة مطهِّرة لعدم وجود الوصف المحكوم عليه:)
أخي أشرف:
ما هو هذا الوصف المحكوم عليه غير الموجود؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 02:45]ـ
أخي الكريم أمين، رجاء تتبَّع تسلسل المشاركات
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:55]ـ
أضحكتني شيخ اشرف ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 04:01]ـ
علماء وشيوخ ودعاة سلفيون من الازهر:
الشيخ المحدث/ أحمد شاكر
الشيخ/ محمد حامد الفقي
الشيخ/ محمد خليل هراس
الشيخ/ محمد رشاد سالم
أ. د. أحمد السقا. محقق كتاب هداية الحيارى.
أ. د. الشيخ أسامة عبد العظيم.
أ. د. أحمد عميد كلية أصول الدين جامعة أسيوط
د- عبد المهدي عبدالقادر.
د- الخشوعي.
د - سعد جاويش.
د- عبدالله بركات.
(وكيل الدعوة).
د - محمد عبدالله.
والقائمة تطول ...
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 05:09]ـ
يا إمام الأندلس، كما سميت نفسك! ماذا تعني بنسبتهم إلى الأزهر؟ وهل هذا يؤثر على التحريم أو الإباحة؟ وهل أورد أحد هنا أن كل من درس في الجامع الأزهر لا يقبل منهم شيء؟ ومن قال بهذا؟ ولماذا تأتينا أصلا بمن درس في الأزهر ومن درسوا فيه خرج منهم الصالح والطالح كما أوردت؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 05:24]ـ
صحابة وبس مالمشكل الان؟
مالدليل على تحريم الدراسة بالأزهر إن كان مؤسسه فاطميا؟
طيب افترض جدلا لو كان كنيسة فتحولت إلى جامع
هل هذا يضر في شيء؟؟؟
لاادري لماذا نفتح جدالات في امور تافهة ....
نعوذ بالله من قلة مايتدار كما تقول بالمغربي ....
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 07:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل " امام الأندلس " ...
أولا: ليس كل من ذكرت سلفيا كما تظن. فوكيل الدعوة بالأزهر / " عبدالله بركات " أشعري قح (باعترافه هو نفسه). و "أحمد حجازي السقا" له تخبطات عجيبة.
ثانيا: لم يتكلم أحد عن الدراسة بجامعة الأزهر بل الحديث عن جامع الأزهر. فتنبه.
ثالثا: حبذا لو تقرأ الموضوع بانتباه بدلا من اتهام اخوانك بالتفاهة.
وفقك الله ....
ـ[أمين المغربي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 07:44]ـ
أولا:
فيما يتعلق بمسألة وجود أضرحة في الجامع المذكور:
لا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال: لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وهو حديث متفق عليه.
إضافة إلى أن الرسول الكريم أمر بتسوية القبور، أي أن تعليتها واتخاذ المساجد عليها مخالفة لأمره صلى الله عليه وسلم.
----------------
ثانيا:
أنشئ الأزهر ليكون مسجداً جامعاً للقاهرة العبيدية، وخصّص للمذهب الإسماعيلي الرافضي الباطني – مذهب الدولة العبيدية – تجنباً للاصطدام مع أهل مصر من المسلمين أهل السنة والجماعة. وأبطل صلاح الدين الأيوبي (حكم في الفترة 564 – 589 هـ / 1169 – 1193 م) الخطبة في الجامع الأزهر عام 567 هـ / 1171 م.
----------------
ثالثا:
إن الموضوع ليس تافها كما قلت أخي "إمام الأندلس" .. بل هو موضوع خطير جدا يتعلق بجامع الأزهر بالذات. أفلا يثير قلقك أن تأسيسه كان من طرف العبيديين؟ ألا تؤرقك هذه المسألة؟
حبذا -أخي- لو تدلي بدلوك في صلب الموضوع.
ـ[أحد الخطابيين]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 07:48]ـ
يا إمام الأندلس، تقولني ما لم أقله هذا عجيب! اقرأ كلامي ثانية ..
وأخي ابن عبد الكريم، هناك من تركتهم من المتهمين لم تنبه عليه، خاصة إن كان خارجيا رغم ما عنده من دراية ببعض مسائل الفقه، وإلا فلا داعي لقدح البعض واستثناء الآخرين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 09:17]ـ
إلى الأخ شرياس
بمناسبة قولك: "إذا ثبت أن الفاطميون هم من بنى الجامع الأزهر فيجب تحطيمه حجرا حجرا " أقول
نعم بنى الجامع الأزهر العبيديون أتباع عبيد الله المهدي المغاربي الذين يعرفهم العامة من أمثال مؤرخ الويكيبيديا أمين المغربي بالفاطميين ... بناه جوهر الصقيلي القائد الميداني لجيش العبيديين الغازي لمصر عام 358 هـ بأمر من المعز لدين الله حيث تمكن جوهر من السيطرة على مصر منهيا حكم الإخشيديين ثم أسس مايعرف الأن بمدينة القاهرة وأطلق عليها اسم "المنصورية" تقربا إلى الخليفة المعز بإحياء ذكرى والده "المنصور" لتكون دار الخلافة العبيدية.
وأزيدك وضوحا أن جوهو الصقلي أراد ألا يفاجئ أهل مصر وغالبيتهم الساحقة من أهل السنة والجماعة بشعائر المذهب الإسماعيلي "خشية إثارة حفيظة المصريين عليه" فأسس هذا الجامع خصيصا لذلك!!! وسماه جامع القاهرة ويجمع المؤرخون أن اسم الأزهر لم يطلق على هذا الجامع طوال حكم العبيديين الممتد لقرنين من الزمان وإنما ظهر هذا الإسم في عصور متأخرة.
الأن وقد تأكدت من ذلك يا أخ شرياس فأرجوا أن تكون مازلت عند قولك؟ تحطيم الجامع الأزهر حجرا حجرا؟ إذن فاذهب إلى هناك وابدأ بقلع أول حجر فيه وأقسم لك أن المصلين من داخله سيقتلوك قبل فك الحجرالأول.
وأسالك: ماهو التأصيل الشرعي الذي أسست عليه توصيتك بتدمير الأزهر على رؤوس المصليين فيه؟ نريد أن نعرف مبلغك من العلم.
وهناك آخر يدعي أن الجامع الأزهر يحوي بداخله قبور موتى؟!!! عجبا أي قبور تلك؟
ليت من فتح الحوار يوججه نحو المناهج الدراسية الساقطة المعمول بها داخل جامعة الأزهر فننتفع بمداخلته!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 10:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل " امام الأندلس " ...
أولا: ليس كل من ذكرت سلفيا كما تظن. فوكيل الدعوة بالأزهر / " عبدالله بركات " أشعري قح (باعترافه هو نفسه). و "أحمد حجازي السقا" له تخبطات عجيبة.
..
هذا ليس كلامي انا بل هو كلام من يدرس هناك من اخواننا السلفيين ... والعهدة على الرواي ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 10:06]ـ
[ center] ثالثا: حبذا لو تقرأ الموضوع بانتباه بدلا من اتهام اخوانك بالتفاهة.
وفقك الله ....
أنا لم اتهم أحدا بالتفاهة اقرأ كلامي جيدا اخي الحبيب ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 10:10]ـ
ماهو الدليل الواضح اليقيني القطعي أن هناك قبورا؟
هل هناك صور أو وثائق بارك الله فيكم ..
لانريد بلاغات ولامرسلات ولاأحاديث وضاعين ولاقصاص
سؤال اخر: ماحكم الصلاة في مسجد أسسه الروافض؟ او في مسجد كان في الاصل كنيسة؟
ومع المحبة والسلام ..
ـ[أمين المغربي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 10:52]ـ
إلى المدعو شرياس
بمناسبة قولك: "إذا ثبت أن الفاطميون هم من بنى الجامع الأزهر فيجب تحطيمه حجرا حجرا " أقول
نعم بنى الجامع الأزهر العبيديون أتباع عبيد الله المهدي المغاربي الذين يعرفهم العامة من أمثال مؤرخ الويكيبيديا أمين المغربي بالفاطميين ... بناه جوهر الصقيلي القائد الميداني لجيش العبيديين الغازي لمصر عام 358 هـ بأمر من المعز لدين الله حيث تمكن جوهر من السيطرة على مصر منهيا حكم الإخشيديين ثم أسس مايعرف الأن بمدينة القاهرة وأطلق عليها اسم "المنصورية" تقربا إلى الخليفة المعز بإحياء ذكرى والده "المنصور" لتكون دار الخلافة العبيدية.
وأزيدك وضوحا أن جوهو الصقلي أراد ألا يفاجئ أهل مصر وغالبيتهم الساحقة من أهل السنة والجماعة بشعائر المذهب الإسماعيلي "خشية إثارة حفيظة المصريين عليه" فأسس هذا الجامع خصيصا لذلك!!! وسماه جامع القاهرة ويجمع المؤرخون أن اسم الأزهر لم يطلق على هذا الجامع طوال حكم العبيديين الممتد لقرنين من الزمان وإنما ظهر هذا الإسم في عصور متأخرة.
الأن وقد تأكدت من ذلك يا أخ شرياس فأرجوا أن تكون مازلت عند قولك؟ تحطيم الجامع الأزهر حجرا حجرا؟ إذن فاذهب إلى هناك وابدأ بقلع أول حجر فيه وأقسم لك أن المصلين من داخله سيقتلوك قبل فك الحجرالأول.
وأسالك: ماهو التأصيل الشرعي الذي أسست عليه توصيتك بتدمير الأزهر على رؤوس المصليين فيه؟ نريد أن نعرف مبلغك من العلم.
وهناك غمر آخر يدعي ظلما وزورا وجهلا أن الجامع الأزهر يحوي بداخله قبور موتى؟!!! عجبا أي قبور تلك أيها المخبول؟
ليت من فتح الحوار يوججه نحو المناهج الدراسية الساقطة المعمول بها داخل جامعة الأزهر فننتفع بمداخلته!
أخي آلبوصيلي:
أولا: أنا لست هو من كتب ذلك المقال في الويكيبيديا، وإنما اقتصر دوري فقط على الاقتباس من هذا الموقع، وبالتالي فأنا لست من مؤرخي الويكيبيديا.
ثانيا: أنا لا أعرف العبيديين ب"الفاطميين"، وإنما أعرفهم -كما أجمع السلف- باسم "العبيديين" أو "الرافضة الإسماعيلية " أو "الباطنية" .. فإن كان لديك دليل على أني أطلقت عليهم اسم "الفاطميين" فهات برهانك إن كنت من الصادقين (طبعا لا تأتني بما جاء في الاقتباس، فذلك ليس كلامي وإنما هما مقالان مقتبسان من islamonline ومن wikipedia إلا إذا كنت لا ترى جيدا).
ثالثا (وأخيرا): هلا كنت مؤدبا في ألفاظك بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 02:07]ـ
الشيعة يمهدون لدخول مصر ويسعون لأخذ الأزهر من السنة بأي وسيلة وقد طالبوا بذلك علانية وبدون أي مواربة بل وطالبوا بعودة الدولة العبيدية الفاطمية الباطنية الرافضية مرة أخرى في مصر بل وطالب بعضهم بإحياء الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا كلها وليس في مصر فقط.
ومن وسائلهم الخبيثة في الوصول لهذا الهدف هو إبعاد السنة عن الأزهر نهائيًا بحجة أنه بُنِي على يد الإسماعيلية الباطنية فمن لم يقتنع بهذه الحجة أتوا له بشبهة أخرى وهي أن بداخله عدة قبور وليس قبرا واحدا.
والمسألة أصلا ليس لها أي دخل لا بقبور ولا بمقبورين ولا بمن بنى أو هدم ولكن المسألة هي ترويج الفتن والأفكار الداعية لترك الأزهر والفرار منه بحجة أو بأخرى حتى يصبح خاليا للشيعة فقط ويسهل عليهم بعد ذلك أخذه والتحكم فيه فعليا.
وإن لم يقتنع الناس بهذه الحجج الآن فسيخرجون غدًا بفتنة جديدة تبعد بينه وبين السنة.
وقد صلى في الأزهر الكبير والصغير ولم ير أحدٌ هذه القبور وفي آخر زيارة لي هناك ذهبتُ إلى الأزهر وصليتُ فيه وسحرني يومها بجماله حتى أني طفتُ فيه شبرا شبرا فما وجدتُ لا قبور ولا أموات.
فربما لو صح الخبر في موضوع القبور هذه أن تكون في مكان بعيد عن المسجد أو بجواره أو شيء من هذا أما في صحن المسجد فلا وألف لا.
كم هو رائع هذا المسجد بارك الله للمصريين فيه وجعله منارة للكتاب والسنة وخيب الله مساعي الرافضة ولعنهم في الدنيا والآخرة.
أما مسألة أن العبيديين الإسماعيليين هم الذين بنوه فلا إشكال أصلا في هذا لأن العبرة بالاستخدام للمكان وليس العبرة بالحجر والشجر والجريد والنعال وهذا الكلام.
عشرات الاختراعات اخترعها أعداء الأمة ومع ذلك يستخدمها المسلمون ربما في استخدامات أخرى غير التي تستخدم في بلد التصنيع
والتليفون يستخدمه الصالح والطالح مع أن مخترعه غير مسلم اصلا ولا يقول عاقل للناس اكسروا هواتفكم لأن الذي صنعها غير مسلم
ويحكى في أساطير بعضهم (وقد سمعتُها من بعضهم ولا أدري عن صحتها شيئًا ولا أين وقعت؟) أن مجموعة من الناس ركبوا موتوسيكل (دراجة بخارية) وذهبوا لرجل لوليمة، فلما جاء بالطعام وفيه شوكة وسكينة وملاعق وأطباق أكلوا حتى إذا شبعوا كسروا الشوك والملاعق فلما سألهم صاحب البيت عن سبب ذلك؟ قالوا لم تكن هذه الأدوات عند الرسول صلى الله عليه وسلم.
فخرج المسكين بفأسه فكسر لهم الموتوسيكل وقال: وهذا أيضًا لم يركبه الرسول صلى الله عليه وسلم!
هدى الله أهل السنة لمعرفة مكائد أعدائهم الذين يكيدون لهم صباحا ومساء وينشرون الفتن والشبهات والبلابل للوصول لأهداف مدبرة سلفًا
فحمى الله أهل السنة في كل مكان ولعنة الله على الرافضة المجوس أحفاد هولاكو وجنكيز خان زعماء المغول التتار
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 07:09]ـ
ماهو الدليل الواضح اليقيني القطعي أن هناك قبورا؟
هل هناك صور أو وثائق بارك الله فيكم ..
لانريد بلاغات ولامرسلات ولاأحاديث وضاعين ولاقصاص
سؤال اخر: ماحكم الصلاة في مسجد أسسه الروافض؟ او في مسجد كان في الاصل كنيسة؟
ومع المحبة والسلام ..
........................
أسئلة للمدارسة بارك الله فيكم
ـ[أبويوسف فارس]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 05:30]ـ
ماهو الدليل الواضح اليقيني القطعي أن هناك قبورا؟
هل هناك صور أو وثائق بارك الله فيكم ..
لانريد بلاغات ولامرسلات ولاأحاديث وضاعين ولاقصاص
سؤال اخر: ماحكم الصلاة في مسجد أسسه الروافض؟ او في مسجد كان في الاصل كنيسة؟
ومع المحبة والسلام ..
جزاك الله خيرا، لقد أقمت الحجّة.
فكل شيئ لبد له من دليل.
حتى لا نكون من أصحاب القيل والقال دون دليل.
وفقكم الله.(/)
دعوة للأخ شلاش للحوار العلمي حول الأصفهاني صاحب "الأغاني"
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 12:14]ـ
الأخ الفاضل شلاش
لن أتحاور معك إلا من خلال هذا الموضوع
وتستطيع اقتباس ما تريد من مشاركاتي من المحل الذي تَعرِف
وسوف أقوم بإثارة بعض القضايا، كل قضية في مشاركة مستقلة بمشيئة الله تعالى
وقد أدوِّن اليوم رأيا وأرجع عنه غدا ... إنما هو اجتهاد نبتغي به الوقوف على حقيقة الأشياء
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 12:18]ـ
(منزلة الأصفهاني عند الحافظ الذهبي)
(الحُكم على الشيء فرع عن تصوره)
تَرجم الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى للأديب الإخباري أبي الفرج الأصفهاني، في أربعة مواضع من كتبه:
1 - "سير أعلام النبلاء"، 2 - تاريخ الإسلام، 3 - "ميزان الإعتدال"، 4 - "العبر في خبر مَن غبر".
نذكر ما قال فيه باختصار، ثم نذكر الخلاصة:
* قال في "السير":
(صاحب "الأغاني": العلامة الإخباري، .. مصنف كتاب "الأغاني" .. كان بحرا في نقل الآداب .. كان بصيرا بالأنساب وأيام العرب، جيِّد الشِّعر .. والعجب أنه أموي شيعي .. لا بأس به (تعليقا على قول ابن أبي الفوارس: قال ابن أبي الفوارس: خلط قبل موته)، وكان وسخا زريا، وكانوا يتقون هجاءه).اهـ
* قال في "تاريخ الإسلام":
(استوطن بغداد من صباه، كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها، روى عن طائفة كثيرة، وكان: إخباريًّا، نسَّابة، شاعرا، ظاهر التشيُّع .. وهذا عجيب؛ إذ هو: مرواني يتشيَّع! .. قال ابن أبي الفوارس: قد خلط قبل أن يموت. قال: وتوفي في ذي الحجة وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين
قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعِّفه، ويتهمه في نقله، ويستهول ما يأتي به. وما علمت فيه جرحا إلا قول ابن أبي الفوارس: خلط قبل أن يموت. وقد أثنى على كتابه "الأغاني" جماعة من جلة الأدباء .. قال هلال بن المحسن الصابي: كان أبو الفرج صاحب الأغاني من ندماء الوزير المهلبي وكان وسخا قذرا لم يغسل له ثوب أبدا منذ فصله إلى أن يتقطع وشعره جيد لكنه في الهجاء أبلغ وكانوا يتقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته).اهـ
* قال في "ميزان الاعتدال":
(شيعي، وهذا نادر في أموى.
كان إليه المنتهى في معرفة الأخبار وأيام الناس، والشعر والغناء والمحاضرات.
يأتي بأعاجيب بـ: حدَّثنا، وأخبرنا.
وكان طلبه في حدود الثلثمائة، فكتب مالا يوصف كثرة
حتى لقد اتُّهِم، والظاهر: أنه صدوق.
وتصانيفه كثيرة سائرة، وكان سريع البادرة
قال الخطيب: حدثنى أبوعبد الله الحسين بن محمد بن طباطبا العلوى، سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختى كان يقول: "كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس، كان يشترى شيئا كثيرا من الصحف، ثم تكون رواياته كلها منه". قال العلوى: وكان أبو الحسن البتى يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني).اهـ
* قال في "العبر":
(صاحب الأغاني: أبو الفرج علي بن الحسين الأموي الأصبهاني، الكاتب الإخباري .. وكان أديبا، نسّابة، علامة، شاعرا، كثير التصانيف، و من العجائب: أنه مرواني يتشيع).اهـ
ملاحظة:
لم يُترجِم الذهبي لأبي الفرج في "تذكرة الحفاظ"، ولكنه قال في ترجمة ابن الفوطي في "التذكرة": (وكان (يعني: ابن الفوطي) يترخَّص في إثبات ما يرصعه، ويبالغ في تقريض المغول وأعوانهم، وبعض الفضلاء تكلَّم في عدالته، وكان ربما يشرب المسكر. وحدثني صاحبنا عفيف الدين ابن المطرى أنه بلغه أن ابن الفوطى كان يخل بالصلوات، ويدخل في بلايا. وهو في الجملة اخباري علامة، ما هو بدون ابى الفرج الاصفهانى وبينهما اشتراك وخصوص وكان ظريفا متواضعا حسن الأخلاق الله يسامحه).اهـ
الخلاصة:
جملة الصفات التي نعت بها الذهبي أبا الفرج الأصفهاني:
أديب، اخباري، نسابة، كان بحرا في نقل الآداب، جيِّد الشعر، ظاهر التشيع، صاحب كتاب الأغاني، إليه المنتهى في معرفة الأخبار وأيام الناس والشعر والغناء والمحاضرات، كان بصيرا بالأنساب وأيام العرب، تصانيفه كثيرة سائرة، وكان سريع البادرة، أثنى على كتابه "الأغاني" جماعة من جلة الأدباء ..
[تنبيه] قول الذهبي في "السير": (وكان وسخا زريا، وكانوا يتقون هجاءه).اهـ إنما أخذه من هلال الصابي، كما في "تاريخ الإسلام"
[ملحوظة] لم يصفه مرة بالمحدث أو الحافظ ولا أورده في تذكرة الحفاظ، وذكر أنه قد أثنى على "الأغاني" جماعة من ((جلة الأدباء))
وذكر أنه يأتي بأعاجيب حدثنا وأخبرنا
وذكر أنه قد اتُّهِم
وذكر عن شيخه أنه متَّهم في نقله
ثم ذكر بأنه صدوق، ولا بأس به.
إشكال وحله:
كيف نوفِّق بين قول الذهبي: "صدوق" و: "لا بأس به"
وبين قوله: " يأتي بأعاجيب حدثنا وأخبرنا " .. واقتصار نعته على كونه اخباري نسابة ناقل للآداب؟
الجواب: أنه صدوق لا بأس به في نقل أخبار العرب والآداب والأشعار
يأتي بأعاجيب حدثنا وأخبرنا إذا نقل الأحاديث
تنبيه:
قول الذهبي: (وما علمت فيه جرحا إلا قول ابن أبي الفوارس ... ) إلخ.
الذي يريد – كما هو ظاهر – أنه لم يطلع على قول لأحد أئمة الجرح والتعديل ممَّن تقدَّم سوى ابن أبي الفوارس .. وإلا فالذهبي قد اطلع على جرح شيخه لأبي الفرج
فإن قلت: الذهبي نقل قول النوبختى: (أكذب الناس).
قلت: النوبختي - وإن كان صدوقا أو ثقة كما ذهب إليه بعضهم - ليس من أئمة الجرح والتعديل الذين يُعتنَى بأقوالهم في أحوال الرواة، والله تعالى أعلم.
خلاصة كل هذا:
أنه ترجَّح ((لديَّ)) أن التعديل النسبي الوارد في كلام الذهبي من قوله صدوق ولا بأس به، إنما هو منصب على أبي الفرج الأصفهاني الاخباري النسَّابة الناقل للآداب، دون ما يتعلق بالأحاديث الشريفة المنيفة، والله تعالى أعلم.
يتبع بمشيئة الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 02:40]ـ
الشروط المرعية في "رواي الأحاديث النبوية" غير مرعية في "الاخباري وناقل الآداب"
أسوق مثالين لهذه القضية فقط؛ نظرا لضيق الوقت وعدم التفرغ لهذا الموضوع:
المثال الأول:
قال ابن الجنيد، كما في سؤالاته لابن معين، ترجمة رقم (126):
(سألت يحيى بن معين عن محمد بن مناذر الشاعر؟ فقال: لم يكن بثقة ولا مأمون، رجل سوء، نُفِيَ من البصرة، وذَكر منه مجونًا وغير ذلك.
قلت: إنما يُكتب عنه شعر وحكايات عن الخليل بن أحمد؟ فقال: هذا نعم. كأنه لم ير بهذا بأسا، ولم يره موضعا للحديث).اهـ
المثال الثاني:
قال ابن الجوزي، كما في "المنتظم" في ترجمة أبي الفرج الأصفهاني:
(والغالب عليه رواية الأخبار والآداب، وكان عالما بأيام الناس والسير، وكان شاعرا، وصنف كتبا كثيرة منها: "الأغاني"، وكتاب "أيام العرب"، ذكر فيه ألفا وسبعمائة يوم، روى عنه الدارقطني، وكان يتشيَّع، ومثله لا يوثق بروايته؛ فإنه يصرِّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ... ).اهـ
وعليه، ابن الجوزي ذكر أن أبا الفرج الأصفهاني الغالب عليه رواية الأخبار والآداب، وأقر بأنه كان عالما بأيام الناس والسِّيَر، وكان شاعرا ..
ثم قال: (ومثله لا يُوثَق بروايته ... ).اهـ
هنا نجد أن ابن الجوزي رحمه الله فرَّق بين الأصفهاني: كاخباري ناقل للآداب، وبين كونه راوية أحاديث؛ لذا نجد أن ابن الجوزي رحمه الله قد رَوى من طريقه في غير موضع من كتبه، ولكن روى من طريقه ماذا؟ روى أخبارا وشِعرا ...
يتبع بمشيئة الله تعالى
ـ[معاذ]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 04:14]ـ
(منزلة الأصفهاني عند الحافظ الذهبي)
(الحُكم على الشيء فرع عن تصوره)
خلاصة كل هذا:
أنه ترجَّح ((لديَّ)) أن التعديل النسبي الوارد في كلام الذهبي من قوله صدوق ولا بأس به، إنما هو منصب على أبي الفرج الأصفهاني الاخباري النسَّابة الناقل للآداب، دون ما يتعلق بالأحاديث الشريفة المنيفة، والله تعالى أعلم.
يتبع بمشيئة الله تعالى
أحسنت أخي و أنا اوافقك على ما ذهبت إليه.
ـ[شلاش]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 06:54]ـ
أخي الفاضل أشرف
أحسنت صنعاً.
إنّ هذه القضية تختلج في صدري من سنوات بل سنين.
إذاً نريد النقاش العلمي في أُس الموضوع وأصله وذلك بعدة أمور
/// أريدك أن تأتي بجميع ما لديك من مطاعن في الرجل وكتابه سواء تقول بها أو لا , وسأذكر معك كل ما قيل فيه , ثم أبين لك وللقراء أن هناك خللاً في تلقيها وفهمها.
/// سوف اقوم إن شاء الله بنحر كتاب الشاعر العراقي وليد الأعظمي -رحمه الله- وتبيين ما فيه من تحامل وجهل.
/// ثم أبين مافي كتاب مشهور من تدليس وهو أشد من كتاب العراقي تدليساً وتحاملاً.
/// ثم أبين كيف تعامل أهل العلم مع هذا الكتاب.
وسوف يأخذ البحث وقته كاملا , فأنا لست مستعجلاً وأنت كذلك.
وليس المقصد من هذا البحث أن يكون كتاب الأغاني من مصادر السنة الصحيحة , بل يكون مثل غيره من الكتب المسندة فيه أسانيد صحيحة نقبلها وضعيفة لانقبلها بل وموضوعة نحذِّر منها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 07:14]ـ
أحسنت أخي الفاضل الحبيب الشيخ شلش
وأنا بانتظار نقداتك التي وجَّهتها وستوجِّها لي إن شاء الله تعالى في هذا الموضوع ...
وأنا لست مستعجلا، ولا متفرغا لهذا الموضوع، فدعها جولة بيني وبينك .. لا تعجلني ولا أعجلك ...
ـ[شلاش]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 07:17]ـ
أخي الفاضل أشرف
نرجع إلى بحثنا العلمي , والذي نتكلم فيه بالحجج والبراهين , ونسير على جادة أهل العلم , بعيداً عن عواصف العواطف و عَجاج اللَّجاج , حتى لا يكثِّّر النقطة من يمرّ بنا.
سوف أردّ إن شاء الله في هذه المداخلة على قولك:
خبر النوبختي أخرجه الخطيب، في تاريخه، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول، فذكره.
فما دليل عدم ثبوت هذا الخبر عندك؟
قلت:
كان الأولى بك أخي الفاضل أن تذكر بقية الخبر حتى ينكشف لك وجه الصواب.
تاريخ بغداد ج13/ص339
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي قال سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة والدكاكين مملوءة بالكتب فيشتري شيئا كثيرا من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها قال العلوي وكان أبو الحسن البتي يقول لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني
أولاً: هذا خبرٌ واحد , وهو من طريق العلوي , ينقله عن شيخيه , فلا تأخذ نصفه وتدع نصفه الآخر.
ثانياً: أن النوبختي وهو الرافضي المعتزلي الرديء المذهب , ليس ممن يعتمد قوله في الجرح والتعديل.
ثالثاً: أنّ أبا الفرج لم يسلم من الرافضة أيضاً , فلو رجعت إلى كتب الشيعة , وعلى سبيل المثال ((روضات الجنات)) لوجدتهم يشكّكون في صدق تشيعه , ويظهر لي أن ذلك بسبب ما في كتابه من مدح للصحابة والسلف _ فلقد قرأت كتاب الأغاني كاملاً أكثر من مرة فلا يمرّ أبو الفرج على ذكر عمر بن الخطاب إلا ترضى عليه إلا ما ندر ولذكره مكارم الأخلاق عنهم_
رابعاً: أن هذا الجرح لم يرضه العلوي ولا الخطيب فلقد عقّب العلوي بذكر توثيق البتي له , ونقلَ هذا التعقيب الخطيب , ومعلوم عند أهل العلم أنهم غالباً يعقبون بالراجح , ويظهر ذلك جلياً عند أهل الحديث , فهم يذكرون الراجح بعد المرجوح مباشرة , والصحيح بعد الخطأ رأساً , وذلك تنبيه منهم أن السابق مرجوح أو خطأ , كما صنع مسلم –رحمه الله- في صحيحه وغيره من الأئمة
خامساً: أن كتب الرجال وخصوصاً التي عنيت بمن تكلم فيه سواء كان الجرح مقبولاً أو مردوداً , مثل الميزان ولسان الميزان , لم ترفع بقول الرافضي رأساً ورأت أن كلامه من المرجوح المردود , وهذا فهم صحيح لما سبق , ومعلوم أن كتب الاختصاص تقدم على غيرها من كتب التواريخ وغيرها.
سادساً: أن الخطيب لم يأخذ بهذا الجرح , فقد روى من طريق أبي الفرج في (تاريخ بغداد) أحاديث مرفوعة للنبي وآثاراً عن الصحابة وقصصاً وتصحيحاً في الأنساب والأسماء وأقرّه ولم ينتقده.
سابعاً: أن الخطيب روى من طريقه في بقية كتبه وفي مسائل هامة مستشهداً ومستدلاً بما رواه , وعلى سبيل المثال لا الحصر
في كتابه (الجامع) (2/ 14) أثراً في كيفية رواية الحديث
و روى في (الجامع) (2/ 167) أثرا في ما ينبغي لطالب علم الحديث الاشتغال به.
وروى في (شرف أصحاب الحديث) أثراً يذكر فيه من شرف أهل وأصحابه.
أخي الفاضل لي عودة إن شاء الله في الرد على بقية مداخلاتك , مثل كلام ابن الجوزي وتحسين الحافظ لحديثه وغيرها ,جزاك الله خيراً على سعة صدرك , وهي مشاركتي في الموضع السابق لتوضيح وتبيين جرح النوبختي
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:45]ـ
لمن أراد متابعة الموضوع من بدايته:
أصل الحوار بدأ تحت عنوان:
إلقاء الضوء على كتاب الأغاني للأصفهاني http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9045
ثم وجه الأخ: أشرف بن محمد دعوة للأخ شلاش للحوار بينهما في هذه المشاركة
ونأمل لهما التوفيق والسداد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:03]ـ
أخي الحبيب الفاضل النبيل الجليس الصالح، الدعوة مفتوحة للجميع - وأنت في مقدِّمتهم - لإبداء ما عندهم من علم ونقد وتحرير ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:44]ـ
أخي الفاضل شلاش،
النوبختي ليس من المعتنَى بنقل أقوالهم في الجرح والتعديل، وقد ذكرت هذا في المشاركة رقم 2.
وقد ذكرتَ أخي الفاضل في مشاركة سابقة لك ما نصه: (أوبجرح النوبختي الذي لايثبت).اهـ
وقد تبيَّن لي أنك لا تريد الطعن في إسناد الخطيب إلى النوبختي، ولكنك تطعن في جرح النوبختي نفسه ..
والنوبختي وإن نُقِل عنه أنه كان يتشيع إلا أنه كان صدوقا، فقد نَقل الخطيب: (كان معتزليا وكان يتشيع، إلا أنه تبيَّن أنه صدوق)، ونقل قول بعضهم: (كان ثقة في الحديث ويذهب إلى الاعتزال). ولم يتعقب الخطيب هذه الأقوال بشيء ..
والذي ترجَّح لي أن قول الذهبي رحمه الله في أبي الفرج: (فكتب ما لا يوصف كثرة حتى لقد اتُّهِم).اهـ
أنه يقصد أنه قد اتُّهِمَ من قِبل النوبختي .. وعليه فأرى أن جرح النوبختي للأصفهاني من هذه الجهة، لا من جهة رد خبر النوبختي لكذبه
ويوضِّح هذا قول ابن النديم في "الفهرست" في أبي الفرج: (وأكثر تعويله كان في تصنيفه على الكتب المنسوبة الخطوط، أوغيرها من الأصول الجياد).اهـ
حتى لقد حُكي عن الصاحب بن عباد - كما في "وفيات الأعيان" - (أنه كان في أسفاره وتنقلاته يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها، فلما وصل إليه كتاب "الأغاني" لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه، استغناء به عنها).اهـ
وعليه، فالنوبختي صدوق أوثقة، إلا أنه أوتِيَ في تكذيبه للأصفهاني من كثرة الأخير من الكتابة والتصنيف والرواية، والله تعالى أعلم.
يتبع إكمال الحوار حول ما تفضلت به في المشاركة رقم "7"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 04:52]ـ
قولك أخي الفاضل:
(أن هذا الجرح لم يرضه العلوي ولا الخطيب فلقد عقّب العلوي بذكر توثيق البتي له , ونقلَ هذا التعقيب الخطيب , ومعلوم عند أهل العلم أنهم غالباً يعقبون بالراجح , ويظهر ذلك جلياً عند أهل الحديث , فهم يذكرون الراجح بعد المرجوح مباشرة , والصحيح بعد الخطأ رأساً , وذلك تنبيه منهم أن السابق مرجوح أو خطأ , كما صنع مسلم –رحمه الله- في صحيحه وغيره من الأئمة).اهـ
هذا الكلام لا يظهر لي أنه مُسلَّم من أوجه:
الأول: أن العلوي لما نقل قول النوبختي في الأصفهاني "أكذب الناس" نقل النقيض، وهو قول البتي "لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصفهاني"، ولا يُستفَاد من هذا - فيما يظهر لي - إلا إيراد وَجه فجاجة النقل الأول، بإيراد النقيض له، وعليه، فلا أستطيع أن أقرر أن الخطيب يميل إلى كذا دون كذا بالتزامه الأمانة العلمية بنقل الخبر من طريق العلوي بتمامه دون زيادة أو نقصان ...
الثاني: أن أبا الحسن البتي، كما وصفه الخطيب في "تاريخه": (كان أديبا شاعرا خطيبا فصيحا).اهـ ..
إذا البتي ليس من أئمة الشأن المعتنَى بنقل أقوالهم في الجرح والتعديل، غاية توثيقه لأبي الفرج، أن أديبا وثق أديبا ...
الثالث: أنَّ صنيع أهل العلم في إيراد الصواب أو الخطأ: أولا، ليس بمطرد، فهذا مُسلِم رحمه الله يُقدِّم في "صحيحه" رواية الحافظ المتقن، ثم يعقبها برواية الأقل درجة في الحفظ والإتقان، وبهذا يتم تمييز الصواب من الخطأ في الروايات، بعكس الحافظ النسائي في سننه مثلا، فقد نبَّه الحافظ ابن رجب أنه يبدأ بالخطأ ثم يتبعه بالصواب ...
يتبع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 04:28]ـ
قولك أخي الفاضل شلاش:
(سادساً: أن الخطيب لم يأخذ بهذا الجرح , فقد روى من طريق أبي الفرج في (تاريخ بغداد) أحاديث مرفوعة للنبي وآثاراً عن الصحابة وقصصاً وتصحيحاً في الأنساب والأسماء وأقرّه ولم ينتقده).اهـ
أولا: أرجو منك أخي الفاضل شلاش أن تُوقِفنا على هذه ((الأحاديث المرفوعة)) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقل الجمع ثلاثة:) ...
ثم تتفضل مشكورا ببيان حالها ..
ثانيا: أريد منك أخي الفاضل أن تتنفس قليلا، وتبسط لنا القول في: (أقره ولم ينتقده).اهـ
ماذا تريد بـ: "أقره"؟ وماذا يمكن أن نستفيد من: "ولم ينتقده"؟
ثالثا: هل يُستفاد من مجرد الرواية: عدم الجرح؟
رابعا: هل يُشترط في الاخباري والنسَّابة: السلامة من الجرح؟
يتبع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 04:34]ـ
بالنسبة لـ: (سابعاً:).
فأرى أن: (سادساً:). تستوعبها
ثم إن الأمر يسير وخفيف في: "سابعا".
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 06:20]ـ
للرفع
ـ[محمدابورضوان]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 04:35]ـ
السلام عليكم ممكن رابط صحيح لكتاب روضات الجنات(/)
دروس الشيخ عبدالله بن حمد الزيداني حفظه الله تعالى
ـ[المدني1]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 04:23]ـ
أيها الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفيدكم بأن فضيلة الشيخ
عبدالله بن حمد الزيداني حفظه الله تعالى
سيبدأ درسه الأسبوعي يومي الأحد والثلاثاء
وسيكون أول أحد الموافق 8/ 11/1428هـ
بعد صلاة المغرب مباشرة بجامع الملك فهد
بإسكان الشرفية بإذن الله تعالى
(كتاب الحج) من عمدة الفقه
كما أن للشيخ حفظه الله تعالى درس يومي
بعد صلاة الفجر في الروض المربع بجامع الإمام الشافعي
بحي النسيم
سائلين الله تعالى أن يبارك في الشيخ
وأن ينفع بعلمه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 08:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي الكريم المدني
وأنعم بالشيخ عبدالله الزيداني، وفقه الله ونفع به
وأنصح من يتمكن من طلاب العلم بحضور دروسه والانتفاع من علمه وأدبه
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 06:19]ـ
الشيخ عبدالله صاحب علم وأدب، شهادتي له عطفاً على ما ذكره الشيخ عبدالله الحمادي، ومن نعمة الله علي أن أفدت منه عندما كان بجوارنا في مدينة الخبر، وخاصة في الفقه والعقيدة و اللغة العربية، ولكنه رحل عنا وفقه الله أينما حل.
ـ[المدني1]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:19]ـ
أيها الإخوة الأفاضل تم تغيير موعد درس عمدة الفقه
من يومي الأحد والثلاثاء
إلى يومي السبت والاثنين الموافق 14/ 11 / 1428هـ
بعد صلاة العشاء
بإذن الله تعالى بنفس المسجد
ونفس الكتاب والمتن .. فأرجو التنبه لذلك(/)
إحذر يا طالب العلم من هذه الأربع المهلكات
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:09]ـ
آفات طالب العلم
1 - الحسد: هو كراهة ما أنعم الله به على العبد، وليس هو تمني زوال نعمة الله على الغير، بل هو مجرد أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره، فهذا هو الحسد سواء تمنى زواله أو أن يبقى ولكنه كاره له.
2 - الافتاء بغير علم: الافتاء منصب عظيم، به يتصدى صاحبه لبيان ما يشكل على العامة من أمور دينهم ويرشدهم إلى الصراط المستقيم،لذلك كان هذا المنصب العظيم لا يتصدر له إلا من كان أهلا له لذلك يجب على العباد ان يتقوا الله تعالى و أن لا يتكلموا إلا عن علم وبصيرة.
3 - الكبر: وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع التفسير وأبينه و أوضحه فقال: # الكبر: بطر الحق وغمط الناس #، وبطر الحق: هو رد الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم، وفي هذا يقول القائل:
العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي
4 - التصدر قبل التأهل: مما يجب الحذر منه أن يتصدر طالب العلم قبل أن يكون أهلا للتصدر، لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلا على أمور:
1اعجابه بنفسه.
2ذلك يدل على عدم فقهه وعدم معرفته للأمور.
3إذا تصدر قبل أن يتأهل لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم.
4أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره ولو كان معه الحق كان هذا دليلا على أن ليس بعالم.
5 سوء الظن: مما يجب على طالب العلم الحذر منه أن يظن بغيره ظنا سيئا مثل أن يقول: لم يتصدق هذا إلا رياء، لم يلق الطالب هذا الطالب غلا رياء ليعرف أنه طالب فاهم، لذلك ينبغي للإنسان أن ينزل نفسه منزلتها، وأن لا يدنسها بالاقذار وأن يحذر هذه الأخطار مما تقدم، لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله أسوة وقدوة حتى أن الله رد أمور الناس عند الإشكال غلى العلماء فقال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) الأنبياء -7 -
فالحاصل أنك يا طالب العلم محترم، فلا تنزل بنفسك إلى ساحة الذل والضعة، بل كن كما ينبغي أن تكون.
كتاب العلم للشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-
الصفحة71 - 83
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:21]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:55]ـ
, وفق الله الناقل
ورحم الله القائل(/)
التشيع والعلمانية والطعن في السنة النبوية.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:56]ـ
التشيع والعلمانية
والطعن في السنة النبوية
تقديم
الحمد الله رب العالمين وصلى على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم.
وبعد:
إن الطعن في السنة النبوية إنما ينطلق من مستنقعين خبيثين منتنين:
مستنقع التشيع والرفض.
ومستنقع الاستشراق الموجه وهذا يستقي قيئه وصديده من الأول.
ومنذ توطدت دعائم الإسلام ,وشرقت فتوحاته وغربت , مقوضة صروح الكفر والوثنية , وهادمة عروش البغي والطغيان , أيس أعدائه من مجابهته يومئذ , فانتقلوا للكيد والتآمر في السر , وشمروا عن ساعد الجد وبذلوا كل جهودهم في اختلاق المطاعن , والافتراء المبطن ,وظهروا بشئ المظاهر , واندسوا في كل الصفوف , وتفننوا في الكيد و وتواصوا به , واستمر ذلك إلى الآن , وإن خف أواره في بعض الأحيان , فذلك لاسترجاع القوى وانتظار الفرص.
وتجلى هذا البلاء أكثر ما تجلى في التشيع و الرفض , الذي يتدين بالكذب , ويبتعد بالإفتراء , ويواصل الوضع والإختلاق على ألسنة أهل البيت المظلومين , وإذا كان الإمام مالك رحمه الله. سمى العراق (دار الضرب) مشيرا إلى ظهور بوادر الوضع في الحديث وانتشاره على يد متعصبة أهل الرأي والشيعة, فليت شعري ما كان يسمى جمهور الكذب الطري المسترسل المتكاثر المتنامي دون رقابة ولا حسبة إلى القرن السابع والثامن ,حيث إلتفت القوم على واقعهم المزري تحت صيحات شيخ الإسلام ابن تيمية في ملاحقة المجرم الرافضي ابن المطهر الحلي بسفره العجيب (منهاج السنة النبوية) حيث عير علماء الشيعة والروافض بجهلهم التام بعلم الرجال وغلبة التقليد عليهم في هذا المجال فكثرت في روايتهم الموضوعات المتناقضة عن رجال مجاهيل أغلبهم لا يعرف عينا ولا حالا ثم لوحظ عبث الأيدي في الخفاء بمواصلة الوضع والكذب فيقال عن كتاب كذا:فيه ألف رواية ,زمن كذا , ثم يقال عن نفس الكتاب لنفس المؤلف بعد ذلك بعقود من السنين فيه ألفا رواية أو ثلاثة آلاف؟! وهذا ليس خاصا بكتاب.
وقد تساءل عن هذا مستغربا الدكتور حسين الموسوي من علمائهم في كتابه هذا (لله .. للتاريخ) هذا الكتاب الذي حوى على صغر حجمه , من مصائبهم وفواقرهم في الماضي والحاضر ما يندى له الجبين ,ويحمر الوجه خجلا.
ثم ظهرت حركة الاستشراق المواكبة لحملات الاستعمار , والممهدة لنفوذه الفكري العسكري , فنبغت فيها نابغة رأس مالها التحريف المتعمد ,والتشكيك المقصود , ودس السم في العسل , وندر منهم جدا المنصف العاقل , الباحث المتجرد , فكثرت في أبحاثهم ودراساتهم الأكاذيب المموهة , والدسائس المغلفة بثوب البحث العلمي والدراسات الأكاديمية , ووجدوا في كتب الروافض ونحوهم من المبتدعة مادة د سمة يغدون بها أقوالهم ومزاعمهم.
ومع هذا كله فقد كانت هذه الحركة مظهرا لعَلم من أعلام النبوة حيث يقول عليه الصلاة والسلام: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. (1).
وفي رواية:بأقوام لا خلاق لهم.
وتصدى عدد كبير منهم لتحقيق المئات من كتب التراث الإسلامي , ولا سيما في مجال اللغة والأدب والتاريخ , مع ريادتهم في تطبيق مناهج المحدثين في تمحيص الروايات وضبط الأسماء واللغات , وتجديد علم الفهرسة الذي تنوسي بطول العهد وما ران عن عقول السلمين من ظلام القهر والاستبداد والجهل في عصور الانحطاط.
لم يكن مستبعدا ولا مستنكرا أن يظهر بعد الحين والحين في الدول الإسلامية بعد انحدار الاستعمار المسلح , و استفحال الاستعمار الثقافي وهو أخطر وأفتك أفراد ممن أفرزتهم مدارسهم و وربوهم على أعينهم , وخلوفهم أوصياء على قومهم ودينهم ولغتهم ,فكانوا شر خلف لشر سلف , لم يكتفوا بما ورثوا عن أسيادهم من زور وجهل , بل زادوا كفرا ونفاقا ,وانفردوا بألوان من الزيف والبهتان , لم يسبقوا إليها.
وكانت مصر ولازالت مباءة لمثل هؤلاء , ولم يعرف المغرب قط أمثالهم إلا في هذه السنوات العجاف التي إستنسر فيها البغات, وظهر الرويبضة وكثر نقيق الضفادع وعم المسخ جميع العلوم والفنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استفحل الشر لدرجة أن تنعق بومة آدمية على أمواج الإذاعة الوطنية في دولة المغرب المسلمة بسبب المصطفى بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم سبا صريحا ,و تذهب دون أن تلقى جزاء , فلم نسمع زوبعة لا في فنجان ولا في بئر , وكان الواجب –والمغرب والمغاربة مالكية –أن تستنطق و تقتل دون استتابة , أو على مذهب الجمهور تستتاب ثلاثا فإن تابت وإلا قتلت تنفيذا لحديث: من بدل دينه فاقتلوه. (2)
إلا أنه يظهر مما جرى ويجري (والبقية تأتي) أن مالكية المغرب لدى المتأخرين إنما هي في الطهارة والغسل والحيض وسجود السهو!!.
ثم نقت ضفدعة مبحوحة ,في مقالات مقبوحة نشرتها جريدة "الأحداث المغربية " التي وقّفت نفسها للهدم والتخريب فتناولت أحد رموز الملة الإسلامية وقادة الشريعة المحمدية أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه وقبح عدوه. بكلمات وجمل تنم عن حق دفين وجهل بالغ وأمية صارخة وفراغ من كل خلق ودين.
وتصدى لها الغير من طلبة العلم ودكاترته وهذه الرسالة تضم عيونا من هذه الردود المسددة لأخوين كريمين: الدكتورين أبو جميل الحسن العلمي السجلماسي وتوفيق الغلبزوري فقد أجادا وأفادا بارك الله فيهما وسدد خطاهما.
والحق أن سليلة البطار هذه وصنونها الضال الطاعن في أبي هريرة لا يستحقان الرد العلمي لكثافة جهلهما وقلة إلمامهما بالضروري حتى من النحو العربي فكيف بالعلوم الحديث والأثر.و قد أشار الأخوان إلى هذا وإنما تكلما بدافع الغيرة على المقدسات وحماية الأمة من البدع والضلالات.
وبالمناسبة فإنني أعتقد أن هناك يدا عادية تحرك هذه الدمى ,لا أستبعد أن تكون يد رفض ,وقد ابتلي المغرب ببعض هؤلاء الذين درسوا بالأزهر وخالطوا الزيدية واستجازوا علمائهم وتلقوا عن أعلام الروافض واستجازوهم , كمحسن العاملي وعبد الحسين شرف الدين ومحمد الحسين آل كاشف الغطاء من الإمامية , ومحمد بن عقيل الحضرمي الزيدي.
ثم عاد إلى المغرب بعد أن تشبع بهذا الفكر المريض يحمل معه مآت الكتب الشيعية , وما زالت أذكر كيف كان يبشر بكتاب "النصائح الكافية لمن يتولى معاوية " لابن عقيل في طبعته الأولى الحجرية بسنغافورة ,ويحث على مطالعته , كما أذكر – والألم يملأ جوانحي –كيف كان يلقن جهلة الفقراء والمريدين لهم عدد من الصحابة.
ووقع أناس في ذلك لفرط ثقتهم بذلك , ولكثرة سماعهم إملاء أحاديث المثالب التي كان يراها بعضهم أصح من الصحيح , ولا يفقه ما هناك.
وقد ورث نابتة الشيعة والعلمانيين هذا السخف , وخرجوا إلى الاستهانة بالبخاري وصحيحه , والتصريح بوجود الكذب والباطل فيه, وهذا شيء لا عهد لنا به حتى سمعناه ممن تولى كبر زرع بذرة التشيع والرفض بالمغرب وفعليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم الدين.
ولا غرو بعد هذا أن ينتشر التشيع والرفض في هذا البلد و وتفتح مكتبات في بعض مدن المغرب خاصة باستيراد كتب الروافض وبيعها دون سواها , فإلي أهل الحل والعقد والعلماء العالمين , والدعاة الصادقين , أن ينتبهوا هذا الخطر الداهم , والظلال القادم , ويتداركوا الأمة وهم مسؤولون عنها , قبل أن يستفحل الداء , ويعز الدواء.
إن دام هذا ولم له غير ... لم يبك يمت ولم يفرح بمولود
أبو أويس الحسني
تطوان صباح يوم الثلاثاء 11صفر الخير 1423هـ
من تقديم
شيخنا أبي أويس محمد بوخبزة المغربي لكتاب
التشيع والعلمانية بالمغرب.
الهامش:
1 - اخرجه البخاري: 3/ 1114, باب إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر , حديث: 2879, ومسلم في كتاب الايمان: 1/ 105, حديث رقم 111, وغيرهما.
2 - رواه البخاري في مواضع منها كتاب الجهاد والسير برقم: 2854 قال: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة: أن عليا رضي الله عنه حرق قوما، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعذبوا بعذاب الله). ولقتلتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينة فاقتلوه). ورواه أيضا في استتابة المرتدين برقم 6524.
رواه النسائي في كتاب تحريم الدم
ورواه أبو داود في كتاب الحدود برقم 4351 باب حكم من ارتد.
ورواه الترمذي في كتاب قطع يد السارق برقم 1483باب ما جاء في المرتد
ورواه ابن ماجه في كتاب الحدود برقم.2535
ورواه ابن أبى شيبة في المصنف برقم 113 كتاب الرد عن أبي حنيفة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 06:30]ـ
جزاكم الله خيرا ..
اللهم احفظ الشيخ اباأويس ..
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 05:51]ـ
وإياك أخي الكريم الفاضل إمام الأندلس
مرورك أسعدني
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:49]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..(/)
ذكرياتي مع الشيخ الالباني
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 05:58]ـ
ذكرياتي مع الشيخ الألباني.
للشيخ العلامة
أبي أويس محمد بوخبزة التطواني
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة السلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد طلب مني بعض الإخوان من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كتابة ترجمة لشيخنا الإمام أبي عبد الرحمن ناصر الدين الألباني، فكتبتُ ما يأتي، وقد اعتذرت لهم بأن ما عندي من ترجمة الشيخ – رحمه الله تعالى – تافه علما بأنه كتب في ترجمته نحو عشرين كتاباً بين صغير وكبير، أكبرها كتاب الشيباني الكويتي المطبوع في مجلدين، أما ما كتبته فهذا عنوانه " من ذكرياتي مع الشيخ ناصر الدين الألباني" - رحمه الله- وقد يوجد فيه مالا يوجد في غيره لأنها ذكريات خاصة بي.
وهذا نصها بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
ذكرياتي مع الشيخ الألباني.
عرفته – طيب الله ثَراه – قبل أن ألقاه فيما بعد السبعين وثلاثمائة وألف بقراءتي لكتابه " حجاب المرأة المسلمة " الطبعة المصرية الأولى بتقديم مُحب الدين الخطيب، الذي وجدت فيه نفساً جديداً غير مألوف عندنا، ومنهجا توثيقياً لم أعرفه إلا في صورة قاصرة عند الشيخ أحمد شاكر المصري – رحمه الله -، وبعد سفر شيخي أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري إلى مصر وسورية سفرتَه الأخيرة التي لم يرجع منها، كتب إلي يخبرني بلقائه للشيخ
ناصر بالمكتبة الظاهرية بدمشق – وقد أشار إلى هذا اللقاء في كتابه " تحذير الساجد " أعني الشيخ ناصر- وأثنى الشيخ ابن الصديق عليه وعلى اطلاعه النادر وتمكنه من علوم الحديث،كما كرر هذا الثناء بأوفرَ منه في كتابين آخرين إلي، وأشار الشيخ ناصر إلى هذا الثناء والتقريظ في أول الجزء الثالث أو الرابع من سلسلته في " الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة "، كما عرفتُ الشيخ قبل لقائه بواسطة مقالاته النافعة التي كان ينشرها بمجلة " التمدن الإسلامي " التي كان يصدرها الأستاذ أحمد بشير العَظْمة بدمشق، وكانت تصل إلى تطوان بحكم المبادلة الصُّحفية مع صاحب مجلة " الأنيس " التي كان يصدرها بتطوان الأستاذ محمد الجُحْرَة وكنت على صلة به وبأحد أصدقائه الذي كان يأتيني بها كلَّما وصلته فأجدُ فيها ابتداء الشيخ في نشر " سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فوائدها " مع أجوبته عن أسئلة حديثية، وتحقيقه لبعض الأبحاث بِنَفَََسِه ومنهجه المتميز المشار إليه. وفي سنة 1382هـ حججت براً مع جماعة من أهل تطوان منهم الفقيه القاضي الشيخ أحمد بن تَاوَيْت – رحمه الله –،وفي إحدى الليالي ونحن بالمدينة النبوية تأخر الفقيه عن الرجوع إلى البيت إلى مابعد منتَصف الليل، فسألته عن السبب، فحكى لي عن احتفال بختم الدراسة بالجامعة الإسلامية، وكانت في أول عهدها، وجاء في حديثه ذكر الشيخ ناصر وإقبالُ الطلبة عليه، فلفت نظري اسمُه، وذكَرتُه، وأخبرت الفقيه بمعرفتي بعلم الرجل وإعجابي بتحقيقه، ورغبتي الملِحَّة في لُقياه، فأخبرني بأنه يصلي باستمرار بالحرم، فذهبت معه من الغد لصلاة العِشاء بالحرم وبعد الفراغ لقيناه بباب عبد المجيد، فسلَّمتُ عليه، وتعرفت إليه، فأخذنا بسيارته إلى بيته بناحية البقيع في عمارة حُبُسية حيثُ سَهِرتُ معه ساعات مشهودة كان لها أطيب الأثر في حياتي، وناولني خلالها من مؤلفاته، وكانت في طبعاتها الأولى: " صفة صلاة النبي " و " صلاة التراويح "، و" صلاة العيد في المصلى هي السنة " و " تسديد الإصابة "، كما ناولني" فهرسة كتب الحديث " بالمكتبة الظاهرية الذي طبع منتَخبه، وهو بخطه في مجلد. ( ... ). و أخبرني أنه لا إجازة له إلا من الشيخ محمد راغب الطباخ الحلبي صاحب " أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء " الذي أجازه دون طلب منه، وتناولت مع الشيخ أحاديث شتى منها أنه سألني عن الغُماريين فأخبرته – وأنا أعرف الناس بهم لمصاهرتي لهم – بتأييد الشيخ أحمد لابن تيمية وابن القيم في معتقدهما السلَفي، فَسُرَّ بذلك، إلا أنه سألني عن عمل الشيخ في كتابه " مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية " حيث يحتج بالموضوعات و الواهيات وهو يعرفها، فأخبرته بانتهاجه مسلك من يحيل عل السند، وهو يذكر الأحاديث بأسانيدها، ورد الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ناصر هذه الفكرة بقوة، كما أشار إلى حَلِف الشيخ أحمد على أن مراد الله من الآيات النازلة في المنافقين في أوائل سورة البقرة هم الوطَنيُون العصريون، فلم أدر ما أقول – إلا أنني قلت له بأنه مسبوق ببعض هذا من يوسف النبهاني، وسأل الشيخ ناصر عن زعم الشيخ أحمد بأن جمال عبد الناصر وأصحابه هم المبشر بهم في الحديث «لا تزال طائفة من أمتي ... » وأن الزعيم المغربي فلان هو المعني بحديث «وكان زعيم القوم أرذَلَهم» فكان جوابي أن ذلك كان من الشيخ رد جميل، لأن الثورة المصرية آوته وحمتْه بعد لجوئه إليها من المغرب، فقال الشيخ ناصر: كيف يكون رد الجميل بالكذب والتحريف في الحديث النبوي؟ ولطول العهد نسيت مسائل أخرى تتعلق ببعض أقوال الشيخ الغماري ..
وبعد سنوات كثيرة زارنا الشيخ ناصر بتطوان وطنجة مرتين، أملى في إحداهما ترجمة موسعة نُشر ملخصها في جريدة " النور" التي تصدر بتطوان، وأطلعتُه على بعض النوادر بخزانة تطوان، وكنت يومئذ مسئولا عن قسم المخطوطات والوثائق بها، وصورتُ له بعض الرسائل، وفي الزيارة الثانية – كان معه إخوة من مراكش- وهي المرة التي زار فيها طنجة، وناظر الشيخ محمد الزمزمي ابن الصديق الغماري في توحيد الأسماء والصفات، سألني عما يقال من وجود صحيح ابن حبان بتطوان، فأجبتُه بالنفي، وأخبرته بوجود النصف الأول من نسخة دمشقية عتيقة من السنن الكبرى للنسائي، فرغب في الاطلاع عليها، فذهبنا معا لخزانة الجامع الكبير، وَوَقف على النسخة، وهي بخط شرقي جميل نسخت في القرن السادس، وأمرني أن أقرأ عليه أبوابا منها في العبادات، ففعلتُ مسرورا، وعلق بخطه في دفتر الأسانيد.
وبعد سنوات من هذه الزيارة اعتمرت عام 1404هـ، وفي رجوعي عرجت على دمشق واتصلت بولده الأخ عبد اللطيف، وسألته عن أبيه، فأخبرني أنه خرج من دمشق فاراً بدينه، وأنه استقر الآن بعَمان عاصمة الأردُن، ودلني على عنوانه، فذهبت إليه، واهتديت لمنزله الجديد الذي شارك في بنيانه بنفسه، فرحَّب بي وأخبرني أنه قدم يومه من الإمارات، وأنه أُجريت له عملية جراحية، وأنه متعَب، ولولا معرفته بي، ورغبتُه في الاجتماع ما سَمح به، ولأنه مُراقَب، فجالستُه – رحمه الله- ساعةً أعُدها من أبرك ساعات العُمر، وأهداني الجزء الرابع من السلسلة الصحيحة، وكان حديثَ الصدور وفي تجليد فاخر خاص بالمؤلف للإهداء بخطه، فاستأذنتُه في الرواية مناولة، فقال: وما معنى الإهداء لأهل العلم إلا ذلك، ونزل بي من منزله بأعلا جبل الهملان إلى المسجدالحسيني بسيارته التي انطلق بها في سرعة بالغة، ( ... )،وكان الشيخ – رحمه الله – قبل هذا ولا بعده منذ أن توطدت الصلةُ بيننا لا يفتأ يهاديني، فأرسل إلي مع الحُجاج والمعتمرين عدداً من رسائله.
وأذكر من شواهد ورع الشيخ وتوفقه: أنه في الزيارة الأولى لتطوان، مرَرْنا على حي تجاري، وفيه دكان لبيع الطيوب، والعطور، فوقف على بعض أنواعها التي تُقَطَّر بالمغرب وأعجب به، وسأل عن ثمنها، وخرجنا ثم جلسنا في دكان، فلحقنا بعض من كان معنا ممن حضر وقوف الشيخ على العطور، وناوَل الشيخ قارورة من ذلك العطر الذي أعجبه، فأبى أن يأخذه، فرغب الرجل إليه أن يعتبره هدية، فأبى، وكان بلغني أن بعض دجاجلة طنجة، زار دمشق مع مُريديه، وفي نيته أت يرزأ الشيخ بعض ماله، فذهب إلى منزل الشيخ، وأمر مريديه أن يخلعوا " السُّبَح" من أعناقهم، لأن الشيخ " وهَّابي" لا يقبل هذا، ففعلوا وذخلوا على الشيخ وتذاكروا ونافَقوه بالتقية، ثم طلب منه شيخُهم الدجال " القرمطي " أن يُسلفه نحو أربعمائة ليرة دينا مردودا، لأنهم نفذت نفقتهم، فأسلفهم الشيخ وزار المغرب مرتين، ولم يأته الدجال حتى للسلام عليه والاعتذار، بل أضرب عن الزيارة والسؤال، فلذلك سألت الشيخ بتطوان: هل زاركم فلان بطنجة؟ ورد عليك مالَك الذي أسلفتَه؟ فأجاب بالنفي، وأنه لم يسأل عنه وهو بطنجة حتى لا يحرجه، فأنظر إلى أخلاق هذا الوهابي " كما تلمزونه، وأخلاق هذا "القطب " الصوفي كما يدعي.!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما سمعته منه – رحمه الله وأثابه – أنه لما لقي الشيخ أحمد ابن الصديق بالمكتبة الظاهرية بدمشق وتذاكرا، كان الشيخ ناصر يأتيه بنوادر المخطوطات الحديثية التي لم يرها الشيخ الغماري، وربما لم يسمع بكثير منها، وفيها أعلاق بخطوط مؤلفيها، أو سُمعت على كبار الحفاظ، وفي أثناء المذاكرة والمناقشة احتدّ َالغماري وصَاحَ، وكان في خُلُقِه حِدة خصوصا إذا نوقش في معتقده في وحدة الوجود والقائلين بها وهو من الغُلاة في هذا الباب، فرد عليه الشيخ ناصر بهدوء، كيف تفعل هذا يا شيخ أحمد وأنت عَربي وشريف هاشمي كما تقول، وأنا عجمي مع هذا احتَفظ بهدوئي وأدبي؟!
وبالجملة فذكرياتي مع الشيخ " ناصر الدين بحق" طويلة، ولا أذكر الساعة منها إلا هذا، وقد أثيرت في زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة الموسم الماضي مسألة روايتي عن الشيخ مناولةً، وكأن بعض الإخوان من تلامذته تشككوا وتوقفوا قائلين: إننا طلبنا من الشيخ مراراً أن يجيزنا فأبى قائلا: أنا لا أفتح على نفسي هذا الباب، فكان جوابي أن هذا رزق معنوي يسره الله لي، على أن هذا كان منذ ما يقرب من أربعين سنة وربما كان معظم هؤلاء لم يولد بعدُ، والشيخ يومئذ فتى مكتحل صحيح البنية، يتوقد نشاطاً، وصادف أن زاره طالب مغربي لمس من مذاكرته وصدقَه وحرصَه على العلم، وتعلقَه بالحديث وعلومه وأهله، فقدَّم
إليه الشيخ مع القِرَى (وكان قِطَعا من الحَبْحَب، البطيخ الأحمر كما أذكر) رسائل مما طُبع له يومئذ هدية، فاستأذنه الطالب في الرواية بالمناولة، فأذن له جبراً لخاطره، وإتماما معنويا لقراه، وأذكر أن الشيخ أبا إسحاق الحوَّيني المصري– لم يسألني هذا السؤال، وقد زرته بكفر الشيخ منذ نحو سنة ونصف، وأضافني وأكرمني وأهداني كتابه " تنبيه الهاجد" فأخبرتُه وأنا معه بمكتبته العامرة أن لي رواية عن كبار مشايخ المغرب المعاصرين، وعن شيخنا معا ناصر، فرغب – حفظه الله ونفعه- في الإجازة، فكتبتُها له مجلسا في دفتر له كبير، وعلى كل حال فمن المعلوم أن زَمن الرواية انقضى على رأس الثلاثمائة، وأن السنة جُمعت ولم يبق منها شيء مجهولا، وأن مقصود الرواية بالإجازة إنما هو التبرك بربط الاتصال بأولئك العلماء وأصولهم الحديثية، تقليد علمي جَرَى به العمل منذ قرون، فمن تبنَّاه وحَرَص عليه بحسن نية، فقد أحسن، وأولى وأحق بالعناية منه: حفظُ المتون والتفقه فيها والاستنباط بشروطه بعد نقد الأسانيد، والبحث عن العلل وما يتعلق بذلك، وهذا مجال فسيح جداً تنقطع الأعمار دون استقصائه، ولذلك أشهد بمنتهى الصدق والنزاهة – والله على ما أقول وكيل – أنني ما رأيتُ فيمن لقيت من العلماء – وهم كثير – وأخذت عنهم مثل الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطي في علمه وإخلاصه واطلاعه على علوم الحديث ودقائقه، وانصافه في البحث والمناظرة، علاوة على سلوك أشبه بسلوك السلَف الصالح، أقول هذا ولا أزكي على الله أحد. وسائر من عرفتُ من مشايخ لا يخرجون عن صنفين: فقهاء مقلّدين متصوفين، غارقين إلى أذقانهم في البدع، لا يطمع في الاستفادة منهم من يناقشهم في مصائبهم ويحاول تنبيهَهم على ما هم عليه من انحراف وضلال، وعلماء محدثين مقَلدين يترسمون خُطى من سبقهم دون بحث ولا تجديد، على اتضاع في السلوك وانحراف في العقيدة، وتورط في السياسة واكتواء بنارها، وهؤلاء مشايخي – وهم كبار علماء الحديث بالمغرب في العصر الحديث – أجلهم وأعلمهم وأتقنهم الشيخ أحمد بن الصديق ولكنه صوفي أسير بدع وحدة الوجود والقول باكتساب النبوة، والدفاع عن إيمان فرعون إلخ القائمة السوداء التي يبصُق عليها العلم والإيمان والتاريخ، يليه الشيخ عبد الحي الكتاني، وهو صوفي عَريق صاحب طريقة، وموقفه من الملك محمد الخامس شهير، وابن خالته الشيخ عبد الحفيظ الفاسي الفهري وهو أعدلهم سلوكا. أنفق من عمره رُبُعه في التاريخ لفروع الشاذلية.
(وهي طريقة صوفية) بالمغرب، وهذا أخونا الكبير الشيخ محمد المَنُّوني، وفضائله جمة، وقد تدبجت معه، وهو كتاني الطريقة، يتهيب الكلام فيها وانتقاد أصحابها لفرط اعتقاده، وهكذا يَفتِك سلطانُ البيئة بالمغرب بسلامة العقول والأديان، ولله في خلقه شؤون،
كتب هذه الذكريات يوم الأربعاء 6 صفر الخير 1421هـ
عبيد ربه:
عفا الله عنه
أبو أويس محمد بوخبزة الحسني
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 11:12]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 06:00]ـ
واياك أخي زياد
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 03:02]ـ
جزاكم الله خيرا وسررنا بنشركم لهذا، وأول مرة أعلم صراحة أن طيوب جمع طيب، بارك الله فيكم ..
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 07:14]ـ
وإياك أخي رجل التوحيد شكرا لمرورك
ـ[علي سليم]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 08:45]ـ
رحمك الله ... أخونا عالي الهمة ... للرفع و لتكون صدقة جارية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 09:14]ـ
رحمك الله يا أخي عالي الهمة ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 11:53]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم وفي شيخنا ابى اويس وحبذا ترسل لي عنوان الشيخ بتطوان و وهاتفه عبر رسائل الخاصة والاوقات التي يستقبل فيها طلبة العلم فكم اتمنى زيارته والجلوس معه
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 03:42]ـ
رحمك الله أخي عالي الهمة وأسكنك فسيح جناته.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم و بارك الله في الشيخ أبي أويس و رحم الله شيخنا الألباني.(/)
أجوبة فضيلة الشيخ أبو أويس محمّد بوخبزة على أسئلة ملتقى أهل الحديث
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 06:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجوبة فضيلة الشيخ محمّد بن الأمين بوخبزة على أسئلة ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3264&highlight=%C7%E1%C3%E3%ED%E4)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:51]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..(/)
بين الغضبيين والضالين
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 12:30]ـ
بين الغضبيين والضالين
لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله ورعاه وسدد خطاه
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1388# اضفط %20للاستماع
ـ[محمد أبو شعيب]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 08:00]ـ
بارك الله في الشيخ رسلان.
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:47]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو اليسع الأثري]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في شيخنا المحدث العلامة ابي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله
كلام سديد وسط
رزقنا الله حسن الفهم عن علمائنا(/)
. إلى جهاد لا شوكة فيه:::لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
.. إلى جهاد لا شوكة فيه
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1392 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1392)
http://www.rslan.com/images/index/ilajihad.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1392)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1392[/ ... ]
ـ[هاشمية]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 04:22]ـ
بارك الله فيك أخي علي نقلك المميز
ـ[محمد أبو شعيب]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 07:56]ـ
بارك الله فيك و حفظ الله الشيخ رسلان.(/)
هل ذهب حسن الظن بالمسلم ....... !؟
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 11:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ذهب حسن الظن بالمسلم ...... !؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب70 – 71]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر:5]
زكاء المجتمع وطهارته وصفاؤه وسلامته من مقاصد الرسالة، ومن وظائف الرسول (صلى الله عليه وسلم)،والله تعالى يقول:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [الجمعة:2]
والنفوس الزكية والقلوب الطاهرة السليمة هي المستحقة للنجاح والفلاح.
أما المجتمع فتظله سحائب الرحمة،وتهب عليه نسائم الإيمان، ويلفه الأمن ويصفوا العيش حين تصفوا القلوب، ويسود المجتمع حسن الظن بالمؤمنين، والثقة بالنوايا والطويات، ويغلب الصدق والخير، والقصد الحسن في أقوالهم ومواقفهم.
حسن الظن بالمسلمين أصل في الشريعة، وحق من حقوق المسلم.
والصدق في الأقوال والعدل في الأحكام عند الحديث أو الحكم على الأفراد والجماعات من أصول الديانة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119].
وقد أكرم الله عباده المتقين بأن جعل لهم مدخل صدق ومخرج صدق، وقدم صدق، ومقعد صدق.
فهل يطمع في هذه المراتب لسان كذوب، وقلب لغوط.
عباد الله
لن تسلم الصدور، ولن تطمئن القلوب، وسوء الظن هو الغالب، والثقة بين المؤمنين مفقودة.
عباد الله
لن يسلم للعاقل عقله، وللمرء دينه حتى يميز الخبيث من الطيب.
وحتى يزن الأقوال والأخبار سيما إن علم أن في الناس من مرضت قلوبهم.
وقد عد ابن حجر – رحمه الله – سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة، وقال:
" من كان في قلبه مرض منها لم يلقى الله بقلب سليم "
أيها المسلمون
إن من حقوق المؤمنين أن تصان أعراضهم وتحفظ غيبتهم، ومن رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.
ولا يعني هذا عدم النقد وترك النصيحة، أو إهمال الإصلاح وطمس الحقيقة حاشا وكلا.
ولكن فرق كبير بين النصيحة والفضيحة
والإصلاح والإفساد
والصدق والكذب.
*****
مقتطفات من خطبة:
(حسن الظن بالمسلم)
لفضيلة الشيخ: صالح آل طالب.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 07:33]ـ
لتمام الفائدة:
هذه هي المحاضرة:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=2207&lang=(/)
من أغربِ الأقوال: الصلاةُ معَ الجماعةِ من خوارمِ المروءة .... !!!
ـ[الفاسي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 12:46]ـ
بسم الله
قال الشافعي قال الحجاج بن أرطأة:
" لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة مع الجماعة "
نقل القول الذهبي في الميزان وتعقبهُ بقوله: قبَّح الله هذه المروءة.
وقال البيهقي " وهذا إنَّما حكاه _ أي الشافعي _ على وجه الذَّم لقوله "
قيل لأحدهم في ترك المسجد فقال أحضر مسجدكم حتى يزاحمي الحمَّالون والبقالون؟ وقعد في مؤخر المسجد فقيل له
ارتفع إلى صدر المسجد فقال: أنا صدر حيثما جلست!!!
نعوذ بالله من مثل هذه الأقوال!!!
انظر كتاب (المروءة وخوارمها) ص 188 _ 189
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 07:00]ـ
اما القول الاول فنقول كما قال الامام الذهبي في الميزان وتعقبهُ بقوله: قبَّح الله هذه المروءة
ونقول ايضا بل العكس هو الصحيح وهو ان تركها مع الحماعة بدون عذر شرعي
من خوارم المروءة
واماهذا القول فقال أحضر مسجدكم حتى يزاحمني الحمَّالون والبقالون
فهذا علامة التكبر والله لايحب المستكبرين
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 07:26]ـ
لكن هل صح هذا القول عن الحجاج بن أرطاة رحمه الله(/)
كلامٌ نفيس للعلامة السيد عبدالحي الكتاني رحمه الله تعالى
ـ[الفاسي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 01:03]ـ
قال رحمه الله تعالى في كتابه " اليواقيت الثمينة في الأحاديث القاضية بظهور سكة الحديد ووصولها إلى المدينة " ص 10
ولا شكَّ أنَّ من طالع كتب السنة الصحيحة، وخالطَ كلماته صلى الله عليه وسلم الفصيحة، يجده صلى الله عليه وسلم لم يدع نبأ إلا وبه أخبر وله أشار، ولا أمراً غريباً وحدثاً عجيباَ تتشوف له الأبصار، استغربه طويل الأعمار، ممن جابوا البراري والقفار، ووجه الأرض وأعماق البحار إلا وبه عمت منه صلى الله عليه وسلم الأخبار، ولكن الناس لا يجدون ذلك في السنة؛ لأنهم لا يقرؤن كتبها، قد هجروا أسبابها وطلابه، وإن قرؤا كتاباً من كتب الحديث عنوا بالأعاريب، وضبط الغريب، من غير تفطنٍ لمخبئاته، ولا لأسرار معمياته ..
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 03:33]ـ
كلام يكتب بماء الذهب ويحفظ في الصدور ونحن عن مثله غافلون
رحم الله الشيخ العلامة السيد عبد الحي الكتاني
جزاك الله كل الخير .. أخي الحبيب الفاسي
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 04:26]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم ...
وللشيخ رحمه الله تعالى كتاب نفيس في نصرة السنة، سماه: "البحر المتلاطم الأمواج المذهب لما شاب سنة القبض من التخاصم واللجاج" في مجلدين، ذكر في كتابه "المظاهر السامية" أن موضوعه الخاص نصرة القبض، وموضوعه العام نصرة السنة مطلقا، بما لم يجمع من قبل في ديوان ...
ـ[الفاسي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 04:32]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الشريف حمزة، ورحم اللهُ العلاَّمة الإمام الحافظ السيد عبدالحي الكتاني(/)
صورة للكبرياء الإيماني وعزة العالم الرباني (الشيخ العلامة سعيد الحلبي)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 04:49]ـ
لما دخل إبراهيم باشا المصري .. على بلاد الشام قبل نحو مئتي عام .. وسيطر عليها .. ووصل إلى دمشق ..
وخرج له الأعيان والناس يستقبلونه متملقين على عادة الكثير من ضعاف النفوس ومرضى القلوب
والمنافقين
سأل .. هؤلاء الأعيان .. هل بقي أحد لم يخرج لاستقبالي .. ؟!
فقالوا له نعم الشيخ سعيد الحلبي (وهو شيخ ابن عابدين صاحب الحاشية)
قالوا .. هو يدرس في الجامع الأموي ..
فقال هلموا إليه ..
فلما دخلوا المسجد .. سلم عليه إبراهيم باشا مع حاشيته .. فلم يزد أن رد السلام وتابع الدرس للطلاب
فاغتاظ الملك باشا الذي كان يسيطر على مصر والشام .. ثم جلس في ناحية من المسجد يراقب
فقام الشيخ الدمشقي بمد رجله في جهة إبراهيم باشا ..
فاشتد حنقه .. وغادر المسجد .. مع جنده وحاشيته ..
ثم إنه أراد أن يكسر عينه وكبرياءه الإيماني .. ويفرض عليه ولاءه .. ففكر أن يبعث له بهدايا ثمينة
وقام بذلك فعلا
فلما وصل الرسول إلى الشيخ ليسلمه الهدايا من السلطان ..
قال له الشيخ رحمه الله تعالى: قل له:الذي يمد رجله لا يمد يده!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 08:51]ـ
الله أكبر ...
علماء لاعملاء ..
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:00]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن ألا ترى أنه لو أكرم منزلته ودخوله عليه في مجلسه ودعوته إلى الله كان أدعى من تغيير قلبه وحبه للحق وللخير وللسنة .. أم ماذا؟ خاصة وأن صلاحه يصلح به أمة وتألفه نفعه أعظم .. وإظهار الكبرياء الإيماني بهذه الطريقة لم تصدر عن رسول الله (ص).
ـ[معترك النظر]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:32]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن ألا ترى أنه لو أكرم منزلته ودخوله عليه في مجلسه ودعوته إلى الله كان أدعى من تغيير قلبه وحبه للحق وللخير وللسنة .. أم ماذا؟ خاصة وأن صلاحه يصلح به أمة وتألفه نفعه أعظم .. وإظهار الكبرياء الإيماني بهذه الطريقة لم تصدر عن رسول الله (ص).
الله المستعان
أليس إبراهيم باشا هذا هو الذي حارب دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد وقاتل الأئمة من آل سعود
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:38]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن ألا ترى أنه لو أكرم منزلته ودخوله عليه في مجلسه ودعوته إلى الله كان أدعى من تغيير قلبه وحبه للحق وللخير وللسنة .. أم ماذا؟ خاصة وأن صلاحه يصلح به أمة وتألفه نفعه أعظم .. وإظهار الكبرياء الإيماني بهذه الطريقة لم تصدر عن رسول الله (ص).
لا حول ولا قوة إلا بالله، هنا لا أستطيع السكوتَ.
أراك - أخي المحترم - تعترض على سلوك الشيخ العلامة سعيد الحلبي من (وجهة نظرك) التي ترى أنها مستقاة من السنة، ثم في مشاركة أخرى تعترض على أخينا الفاضل / على أحمد عبد الباقي لأنه اعترض على سلوك الشيخ / محمد سعيد رسلان!!!
ألم تقل هناك ما نصه:
"لأن مرتبة التأديب ليست لأي أحد والأحوال تختلف فليست على مدار واحد، والشيخ المحدث / محمد رسلان، له أن يستخدم الأسلوب الذي يراه مناسبا مع المخالف وهو أدرى بما يفعل منكما، فعليكما أولا قبل أن تقررا ما هو صالح وما هو طالح أن تستفسرا من الشيخ حفظه الله ورعاه عما يدور في خلدكما أنه أصوب فلعلكما مخطئين والشيخ مصيب في ذلك، وذلك هو ما أراه " انتهى.
أليس هذا نص كلامك؟
أفلا تعمم كلامك، أم أنك وجهة نظرك تُفرض فرضًا على الناس ثم لا تأخذ بوجهة نظرهم؟
أليس لإخوانك وجهة نظر؟
حتى وإن اختلفت وجهة نظرهم معك أفلا يكون لها احترامها؟
تفرض رأيك على سلوك شيخ لا يختلف فيه اثنان، ثم ترفض رأي غيرك على سلوك شيخ له أتباعه وأحبابه وله - أيضا - معارضوه؟
أليس هذا هو رد الأخ الفاضل / علي أحمد عبد الباقي عليك:
" لكن أنا لي تحفظ بسيط وهو أن اللين في القول مع المخالف، أدب دعوي أمر الله به من هو خير من الشيخ - موسى وهارون - لدعوة رجل من أشر الناس - فرعون - أما أن نسمي المخالفين (صبية وأنهم كانوا يضربون على مقاعدهم من أمهاتهم لتبولهم اللا إرادي بليل) فعجيب من الشيخ.
في الحقيقة أرى أن مقام أي داعية فوق هذه الألفاظ وأفضل له ولغيره من الدعاة ان يترفع عن هذا، فهؤلاء قدوة يقتدى بهم.
وأما الذين يستخدمون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في غير موضعه فقد أنكر عليهم كل الثقات من علماء الأمة.
لكن لين الكلام والرفق أدعى لقبول الحق." انتهى.
فكان منك ما كان؟
متى تحترم رأي الآخرين وتنصاع لتوجيهاتهم؟
أرجو أن تتقي الله في إخوانك فكلنا أسرة واحدة، فإذا كنا (ننهش) في بعضنا بهذه الطريقة،متى نتقدم ومتى نرتقي؟
غفر الله لنا ولك وهدانا جميعا للصواب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:43]ـ
ولكن ألا ترى أنه لو أكرم منزلته ودخوله عليه في مجلسه ودعوته إلى الله كان أدعى من تغيير قلبه وحبه للحق وللخير وللسنة .. أم ماذا ?
لا أرى ذلك أبدا!
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:33]ـ
يا عراقي هدئ من روعك ..
قلت: تفرض رأيك على سلوك شيخ لا يختلف فيه اثنان .. لا يوجد أحد لا يختلف عليه بارك الله فيك، ولا يوجد أحد يتفق عليه كذلك بارك الله فيك .. انظر في كلامك، هذه واحدة
ومن قال بأني أفرض رأيي فرضا، أنا لا أطلب ذلك من أحد وطالما أني من محبي أهل السنة ومن ينتهج نهجهم فأنا منهم وكلنا أسرة واحدة فعلا، ولا نقاش في ذلك، وهذه ثانية
وأما قولك (متى تحترم) فأقول لك سامحك الله أولا على ظنك هذا وأنا يا أخي أحلك منه بين يدي الله، وأما قولك (تنصاع) فإنما ننصاع للحق صدر ممن صدر، علا شأنه عندك أم لم يعلو، عرفته أنت أم جهلته، بلغتك شهرته أم خفيت عليك .. وهذه ثالثة
وأما الأخ الفاضل / معترك النظر .. من حارب دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أتحكم بكفره أم لا تحكم؟ ولو حكمت بكفره أهو أكفر أم فرعون الذين تدعونني أن أنتهج نهج الأنبياء وأتعامل معه باللين؟
أسأل الله لي أولا ولكم ثانيا الهداية والتوفيق إلى ما يحبه ويرضاه .. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 11:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلامك يا أخي لا ينطبق مع هذه الحالة .. فأين فقه العلماء الأكابر ومواقفهم المشهودة مع سلاطين الجور؟
هذا موقف عزة .. لا يرتاب فيه اثنان ذاقا حلاوة الإيمان وعرفا عزة المؤمن
وهل هذا مقام دعوة!
الدعوة ههنا أن يكون موقفه كذا
هذا رجل جاء بطرا وكبرا .. ليتملق له الناس كلهم
فهل تريده أن يبش في وجهه وينصحه بحجة الدعوة!
سبحانك يارب!
لقد استشهد بهذه القصة مئات العلماء .. منذ وقوعها
وتعلمتها شخصيا من العلامة الددو ..
أما موسى وهارون عليهما السلام .. فالمقام يختلف .. فتأمل!
فقياسكم فاسد يا أخي ..
وليس المقام مقام بسط حتى لا يتحول الموضوع إلى معترك
وأرجو أن نترحم على الحلبي .. بدل جعل هذه المنتقبة مثلبة!
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 11:05]ـ
تبدو نصيحة رجل التوحيد حسنة، ولا أعلم سبب ثورة الإخوة حولها .. أصلح الله الجميع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 11:53]ـ
أما دعوى أن الكبرياء الإيماني لم يصدر عن رسول الله فليس بصحيح
لأن الإسلام نفسه دين عزة .. ورسول الله إمام الأعزة ..
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم امتنع عن تكليم الثلاثة الذين خلفوا إعلانا منه لزجرهم وعدم رضاه عن فعلهم .. مع كونهم مؤمنين
وهذا موقف عزة .. لما يحمله من تأديب وتربية
وأما مواقف عزته على الكافرين فأكثر من أن تحصر
والعزة تكون على أهل الباطل والكفر .. والذلة تكون على أهل الحق والإيمان
ولذلك كان أئمة الإسلام كالأوزاعي وأحمد والثوري وغيرهم .. يأنفون أن يدخلوا على السلاطين أو يقربوهم أصلا
أو يقبلوا هداياهم أو يعملوا عندهم .. مع كونهم بالجملة صالحين
وللأخت الكريمة هند .. إنما استنكرنا مقالته
لأن هذه منقبة للشيخ .. يحمد عليها .. وتذكر في مآثره .. هو ومن شاكله
فهذا الاعتراض من الأخ .. حولها إلى العكس
ولو فرضنا جدلا أن كلام الأخ صحيح .. ما كان ينبغي أن يعترض ..
في هذا المقام خاصة
وترى الشيعة يأتون بأحاديث الفضائل في الصحابة فيجعلونها سبّة فيهم
بتأويلات غريبة
والله الموفق
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 04:01]ـ
هممتُ بالرد، فكفاني إخواني إياه.
جزاهم الله خيرا
وأكتفي بهذا القدر فليس من أجل ذلك أقاموا هذا الملتقى المبارك.
حتى لا يتحول الموضوع إلى معترك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:27]ـ
ما رأي الإخوة لو جعلنا العنوان: (هيبة الدين) بدل (الكبرياء الإيماني). .؟
فالكبرياء رداء الجبار جل جلاله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:00]ـ
### (مكرر) ###(/)
فائدة عن الـ (إهداء) في المؤلفات للشيخ العلوان
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 06:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رأيت عند الرشد كتاباً جديداً بعنوان (أحكام الأعمى في الفقه الإسلامي) للدكتور محمد بن عمر الشماع، وقدم له الدكتور عائض القرني والدكتور حسن الغزالي وراجعه وعلق عليه الشيخ سليمان العلوان وفقهم الله.
وفي أول الكتاب عنون المؤلف بكلمة (إهداء) ولكنه لم يكتب تحتها شيئاً وعلق بالحاشية قال: كنت قد كتبت هنا إهداء ثم حذفته وعلق الشيخ سليمان بن ناصر العلوان بقوله: " الإهداء ليس من هدي الأئمة السابقين ولا من طريقة الصحابة المقتدين، وأول من أحدثه الغربيون وتبعهم طائفة من جهال المسلمين، فالأولى بمثلك حذفه اتباعاً لمن سلف " انتهى.
هذه الفائدة أحببت المشاركة بها، ونسعد بتعليقاتكم إتماماً للموضوع والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:47]ـ
جزاكم الله خيرا
علمُُ جيد
لكن لقد كان بعض العلماء يصنفون بعض الكتب للوزراء والأمراء إكراما له ولمنزلته وخاصة أهل الأدب منهم
ويفتخرون بذلك في مقدمة الكتاب المُهدى كما تراه في كتب الثعالبي وغيره
وبعضهم كان يضع الكتاب لابنه كالعراقي في التقريب
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:53]ـ
مراد العلامة العلوان أن اتخاذ ذلك عادة ..
ليس حسنا لأنه عادة غربية في الأصل ..
والثعالبي ونحوه ليس من السلف
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:07]ـ
نعم صدقت قرأت الكتاب ورايتُ هذا جزاك الله خيراً ..
وفرج الله هم شيخنا سليمان العلوان ...
الذي لسان حاله يقول:
كفى حزناً أن تطرد الخيل بالقنا
وأترك مشدوداً على وثاقيا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:12]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2391&highlight=%C7%E1%C5%E5%CF%C7%C 1
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3396&highlight=%C7%E1%C5%E5%CF%C7%C 1
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:54]ـ
أشكركم على الإفادة
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:41]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم ودعواتكم.
الشيخ أشرف بن محمد: المعذرة فأنا لم أعلم بهذه الروابط وإلا لما أفردت الموضوع لكن الحمدلله على كل حال، وأشكرك على هذين الرابطين فقد استفدتُ منهما كثيراً.
بالمناسبة: الشيخ سليمان العلوان له تعليقات جيدة على هذا الكتاب وليست بالكثيرة بل قريباً من عشرين تعليقاً فقط وهي متنوعة في الفقه والحديث والأصول والتفسير وغير ذلك والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 07:34]ـ
الموضوع ما زال بحاجة إلى المناقشة.
وهنا أصل واضح غفل عنه بعض من تكلم في هذه المسألة، وهو أن الأصل في الأشياء الإباحة، فلا يلزم أن آتي بسلف في كل شيء أفعله من العادات، وإنما يلزم الاتباع في العبادات فقط.
وأما مسألة التشبه بالكفار ونحو ذلك، ففيها نقاش طويل، وبين أهل العلم فيها اختلاف كثير، ولا أظن مسألتنا تدخل فيها.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 02:47]ـ
أشكرك شيخنا أبا مالك ولا شك أن الأصل الإباحة، وأعتقد أن الشيخ سليمان العلوان هنا لا يقول بالمنع؛ وإنما يقول: الأولى تركه لأنه ليس من عادات الأئمة السابقين، ولأن أصله من الغرب فكان الأولى عدم تقليدهم بذلك.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 04:38]ـ
وعلى افتراض إباحة الإهداء على الأصل فإن لكراهته وجهاً لا يخفى ألا وهو أن العلم الشرعي لا ينبغي أن
يكون إلا بنية صالحة غير مشوبة، وفي الإهداء شائبة رياء أو إرادة سمعة أو استصناع يد أو رد جميل
والله تعالى أعلم
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 08:19]ـ
جزاك الله خيراً أبا عمر،،،
وقد اشترتيت الكتاب لكن لم أتصفحه فما دام أن اسم الشيخ سليمان اسمه موجود لابد من تصفحه (ابتسامة)
محبك:
أبو المهند.
ـ[الوفائى]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 09:06]ـ
ممكن اعتباره من باب الاجازة عند العلماء قديما
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 09:29]ـ
أحسنت أبا عمر ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 12:37]ـ
أشكركم جميعاً على مشاركاتكم الطيبة وفقكم الله.
للفائدة: هذه أبرز تعليقات الشيخ سليمان العلوان على هذا الكتاب:
1 / ص44: قال المؤلف: ( .. ونراه في مرة أخرى يختار معاذ بن جبل من بين المسلمين وهم كثر ويرسله إلى اليمن عاملاً له عليها، بل ويكتب لأهلها إني بعثت عليكم خير أهلي .. وكان معاذ أعرج) في الحاشية: كتاب البرصان والعرجان تأليف الجاحظ. قال العلوان: " هذا الأثر غير ثابت وكتاب البرصان للجاحظ غير عمدة في هذا الباب "
2 / ص 104: ذكر المؤلف شروط المقلَّد ومنها: أن يكون بالغاً. قال العلوان: " فيه نظر إذ يلزم من هذا أن يكون من شروط الاجتهاد وتبليغ العلم ونشر الفتوى البلوغ، وهذا وإن قال به بعض الناس فلا دليل عليه والوقائع الكثيرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة وعمل الأئمة ترده "
3 / ص108: قال العلوان: " والراجح أن الأعمى إذا صلى إلى جهة بقول غيره ثم أبصر ولم يتبين له خطأ المخبر أنه يستمر في الصلاة ولا شيء عليه وإن تبين فيما بعد خطأ المخبر فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وقد دخل الصلاة باجتهاد وتحرى فلا ينتقض إلا بدليل وهو معدوم هنا والله أعلم "
4 / ص134: قال العلوان: " لا يصح قرن الأعرابي بالأعمى، فالأعمى في صحة إمامته بدون كراهة على الراجح أحاديث صحيحة وأما الأعرابي فقد كره إمامتهم جماعة لقلة الدين فيهم، وعدم ضبطهم للقرآن والصلاة "
5 / ص152: ذكر المؤلف حديث ابن عباس المرفوع (من سمع النداء فلم يأت الصلاة فلا صلاة له إلا من عذر) قال العلوان: " هذا الخبر لا يصح رفعه، والراجح وقفه وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف موقوفاً "
6 / ص164: ذكر المؤلف حديث (ما السبيل قال: الزاد والراحلة) قال العلوان: " لا يصح مرفوعاً "
7 / ص264: ذكر المؤلف من أدلة الجمهور بأنه يجوز أن يكون الأعمى ولياً في النكاح أن شعيباً عليه السلام كان أعمى وزوج ابنته من موسى عليه السلام. قال العلوان: " هذا يوهم أن شعيباً هو النبي. وفي هذا نظر راجع التفاسير ولا سيما ابن كثير " ثم قال العلون ص266: " صاحب موسى ليس فيه دليل يثبت أنه النبي شعيب "
8 / ص271: ذكر المؤلف ما رواه الإمام أحمد بسنده عن زرارة بن أبي أوفى قال: قضى الخلفاء الراشدون المهديون أن من أغلق باباً وأرخى ستراً فقد وجب المهر ووجبت العدة. قال العلوان: " الإسناد ضعيف "
9 / ص409: ذكر المؤلف الشروط الواجب توافرها لتحقق أهلية القضاء إجمالاً وذكر منها سلامة حاستي السمع والبصر. قال العلوان: " ليس هذا شرطاً، ولا دليل عليه والراجح عدم اعتباره "
10 / ص411: ذكر المؤلف من أدلة القول باشتراط البصر في القاضي أن الأعمى لا يتأتى منه ضبط ولا تمييز بين الخصوم. قال العلوان: " هذا غير صحيح بل وُجد من العميان من هو أضبط من البصير وقد كان الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله أعرف أهل زمانه بالقضاء والأدلة وكان ضريراً "
11 / ص464: ذكر المؤلف رواية المبتدع والتفصيل بين أن يكون داعية إلى بدعته أو لا وأن كثير من المبتدعة غير الدعاة قد احتج بهم صاحبا الصحيحين .. قال العلوان: " بل في الصحيحين من دعاة البدع كثيرون منهم: شبانة بن سوّار وأبو معاوية وعبيدالله بن موسى وغيرهم "
12 / ص475: ذكر المؤلف في الخاتمة أهم النتائج ومنها: إن الأعمى لا يصلح أن يكون قاضياً لأن القضاء منصب خطير يحتاج إلى قوة الملاحظة ودقتها .. قال العلوان: " فيه نظر ظاهر فلعلك تتأمل في هذه المسألة وتنظر في قضاة أهل الإسلام في العصور الغابرة فحذاقهم من العميان، وما حصل للشيخ عبدالله بن حميد في قضائه آية من الآيات وغيره كثير كابن باز حيث كان قاضياً في الخرج زمن الشيخ محمد بن إبراهيم "
هذا ما تيسر نقله من تعليقات المحدث سليمان العلوان فك الله أسره على هذا الكتاب، والكتاب جيد ومفيد في بابه نفع الله به.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 02:17]ـ
بورك فيك .. أبا عمر .. في نقل تعليقات الشيخ ...
محبك /
أبو المهند،،
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:43]ـ
أبا مهند: وإياك أيها المبارك صاحب الفوائد الغزيرة.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 08:53]ـ
ممكن اعتباره من باب الاجازة عند العلماء قديما
أو من باب إهداء الثواب للغير كما هو معروف من قولي العلماء في ذلك.(/)
«الآثار الحميدة للدّعوة الإسلاميّة في الدّاخل والخارج»،للشّيخ صالِح آل الشّيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:14]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«الآثار الحميدة للدّعوة الإسلاميّة في الدّاخل والخارج»،
محاضرة،
لصاحبِ الفَضِيلةِ الشّيخ صالِح بن عبد العزيز آل الشَّيخ
ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ،آمين.
تفضل سماحة المُفتي الشَّيخ العلاّمة / عبد العزيز آل الشَّيخ
بالتعليق على المحاضرة والإجابة على الأسئلة.جزاه اللَّهُ خيرًا،وبارك في علمه.
وصلة المحاضرة (5 - 11 - 1428 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44232
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يخْفِي ويبْدِي إنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيل.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:38]ـ
جزاك الله خير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:48]ـ
الموقر العزيز / عَبد العَزِيزِ بن عبد اللَّهِ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.
يا حبذًا لو يقوم أحد الأحباب بتفريغ هذه المحاضرة القيّمة. واللَّه الموفق،والمعين.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:50]ـ
أحسنت أخي الحبيب الشيخ سلمان أحسن الله إليك.
نسأل الله أن يحفظ الشيخ صالح وباقي إخوانه العلماء.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 09:56]ـ
الأخ المكرّم / خَالِد العَامريّ ـ المحترم ـ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم،وتعليقكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:16]ـ
تفضل سماحة المُفتي الشَّيخ العلاّمة / عبد العزيز آل الشَّيخ
بالتعليق على المحاضرة والإجابة على الأسئلة.جزاه اللَّهُ خيرًا،وبارك في علمه.
تنبيه:
أجابَ عن بعض الأسئلة العلاّمة صالح آل الشَّيخ.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حامل المسك الشيخ الفاضل سلمان أبو زيد نفع الله بك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 12:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا اخي سلمان
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 04:34]ـ
بارك الله فيكم و في الشيخ الحبيب صالح آل الشيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:11]ـ
الأخ الحبيب / أبا حاتم الرَّازيّ:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّهِ وبركاته:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم.
أشكر لكم حسن ظنكم بي، وأسأل اللَّه لي ولكم العون والتّسديد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:14]ـ
الأخ الفاضل / حمدان الجزائريّ:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّهِ وبركاته:
شكر اللَّه لكم،وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:17]ـ
الموقر العزيز / نبيل ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالى ـ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.(/)
لمن رغب عن الأولى من أجل الآخرة .. أبشر
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:44]ـ
قال الله رب السماوات والأرض (وَما الْحَيَاةُ الدّنْيَا إِلاّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)
وقال الله عز وجل (إِنّ اللّهَ اشْتَرَىَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنّ لَهُمُ الّجَنّةَ)
إن الله في سياق الذم قال (أُولََئِكَ الّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدّنْيَا بِالاَخِرَةِ فَلاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)
وقال الله تعالى (قُلْ مَتَاعُ الدّنْيَا قَلِيلٌ وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ لّمَنِ اتّقَىَ)
وقال رب العزة (الّذِينَ اتّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هََذَا)
وقال الله عز وجل (مَا كَانَ لِنَبِيّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىَ حَتّىَ يُثْخِنَ فِي الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الاَخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لّوْلاَ كِتَابٌ مّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
أريدك أن تتمعن في قوله تعالى (وَاللّهُ يُرِيدُ الاَخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وقال الله عز وجل: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلََئِكَ الّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ إِلاّ النّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
وقال الله لنبيه (ص) (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)
وقال له أيضا (وَلاَ تَمُدّنّ عَيْنَيْكَ إِلَىَ مَا مَتّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ)
وقال الله عز وجل: (وَمَآ أُوتِيتُم مّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مّتّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا ثُمّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)
وقال الله عز وجل عن قارون وأهل الاغترار بالدنيا: (فَخَرَجَ عَلَىَ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنّهُ لَذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ لّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقّاهَآ إِلاّ الصّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الّذِينَ تَمَنّوْاْ مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنّ اللّهَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلآ أَن مّنّ اللّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ)
وقال الله تبارك وتعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الاَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِن نّصِيبٍ) أ. هـ من رسالة فقه الحياة
ـ[سلطان همه]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:54]ـ
جزاكم الله خيرا ولو أتحفتنا بأن تلحق بها من الأحاديث ما يجلي الفؤاد .. نسأل الله أن يجازيك خيرا
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 04:09]ـ
جزاك الله خيرا، لمن رسالة فقه الحياة هذه؟
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 07:44]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا أخي / سلطان همه .. هذه الرسالة إنما أنا أنقل منها وهذا ما تيسر لي وضعه وإلا فالأحاديث فيها كثيرة ولعلي أورد قدرا آخر منها في وقت قريب إن شاء:
• وأورد لك هنا حديثا رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث جَابِرٍ بن عبد الله قَالَ مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى يَقُولُ مَنْ يُؤْوِينِي مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ أَوْ مِنْ مُضَرَ كَذَا قَالَ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ، وَيَمْشِي (ص) بَيْنَ رِجَالِهِمْ وَهُمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ يَثْرِبَ فَآوَيْنَاهُ وَصَدَّقْنَاهُ فَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ ثُمَّ ائْتَمَرُوا جَمِيعًا فَقُلْنَا حَتَّى مَتَى نَتْرُكُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ، فَرَحَلَ إِلَيْهِ مِنَّا سَبْعُونَ رَجُلًا حَتَّى قَدِمُوا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ فَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهِ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ حَتَّى تَوَافَيْنَا فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعُكَ قَالَ تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ وَالنَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا تَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي فَتَمْنَعُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمْ الْجَنَّةُ قَالَ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ وَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ فَقَالَ رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ فَإِنَّا لَمْ نَضْرِبْ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنَّ تَعَضَّكُمْ السُّيُوفُ فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ جَبِينَةً فَبَيِّنُوا ذَلِكَ فَهُوَ عُذْرٌ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ قَالُوا أَمِطْ عَنَّا يَا أَسْعَدُ فَوَاللَّهِ لَا نَدَعُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا وَلَا نَسْلُبُهَا أَبَدًا قَالَ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا وَشَرَطَ وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ .. فانظر أخي هل هذه بيعتك للإسلام، هل تسمع لله عز وجل ولرسول الله (ص) وتطيع في نشاطك وكسلك، هل تنفق في عسرك ويسرك، هل تأمر بالمعروف، هل تنهى عن المنكر، هل أنت ممن لا يخافون في الله لومة لائم، هل تنصر الله ورسوله بنصر دينه أم بأي شيء تنتظر الجنة، أتظنها رخيصة، أتظن أن الله يساوي بين العامل لدينه وبين المتخاذل.
• بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَالَ إِنِّي مَجْهُودٌ فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ فَقَالَ مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ قَالَتْ لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي قَالَ فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ فَإِذَا دَخَلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ضَيْفُنَا فَأَطْفِئْ السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ قَالَ فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ (ص) فَقَالَ قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ .. هل نظرت إلى عيش النبي (ص) وأصحابه يا من تريد الترف والبذخ، ألا تستحي من الله؟!! والله لو كان الخير في الترف لارتضى الله الخير لأفضل الأنبياء عنده غير أنه اختار له الخير الحقيقي وهو الكفاف أيها القارئ. انتبه إلى ذلك ..
• وروى أبو داوود في سننه عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ .. فانظر في نفسك هل أصابك الوهن؟!! وهذا الحديث هو أصل الأصول في أن نجاة الأمة بأكملها في ترك الوهن، وليس في دعوة الناس إلى حمل ما لا يطيقونه من متاع الدنيا بحجة أن الأمر مباح وأنه لا حرج على صاحبه، فإذا ما استطاع طالب الدنيا نيلها، صار إما سارقا وإما واقعا في شبهة وإما آكلا بدينه ليظهر أنه رجل ذا كسب وكأن قيمة الرجال بما يحصلونه من مال، فهؤلاء الغافلون ذلوا لما ظنوا أن جمع المال مما يندب إليه، أو في أنه مما يبتغى به مرضاة الله، ونسوا قول النبي (ص) سبق درهم ألف درهم، لما علموا أن الناس تنفر ممن لا يجمع للدنيا فخشوا أن يحدثوا الناس بضد ما يألفونه وجاروهم في هذا التيه، ولكن مهلا فحسابهم على الله. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
• وروى ابن ماجة في سننه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَامَ خَطِيبًا فَكَانَ فِيمَا قَالَ إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ .. فهل اتقيت الدنيا؟!! وكيف يفهم أن اتقاء الدنيا قد يتحقق مع زيادة المتاع فيها بحجة أن القلب ليس منشغل بالمتاع هذا هراء وادعاء كاذب ولا يمت للحقيقة بصلة.
• وروى ابن ماجة في سننه عَنْ أَنَسٍ قَالَ اشْتَكَى سَلْمَانُ فَعَادَهُ سَعْدٌ فَرَآهُ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي أَلَيْسَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) أَلَيْسَ أَلَيْسَ قَالَ سَلْمَانُ مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ اثْنَتَيْنِ مَا أَبْكِي ضِنًّا لِلدُّنْيَا وَلَا كَرَاهِيَةً لِلْآخِرَةِ وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَمَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ قَالَ وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ قَالَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ فَاتَّقِ اللَّهَ عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ وَعِنْدَ قَسْمِكَ إِذَا قَسَمْتَ وَعِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ قَالَ ثَابِتٌ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَا تَرَكَ إِلَّا بِضْعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا مِنْ نَفَقَةٍ كَانَتْ عِنْدَهُ .. فهل تجاوزت ما تجاوزه سلمان؟!! إنا لله وإنا إليه راجعون، يا أخي الحبيب إن غاية ما أندبك إليه وأستقبح لك غيره أن يكون مما يشغل قلبك أن تسكن في أفسح مما أنت فيه أو تركب أفضل مما تركب أو ترتدي أحسن مما ترتدي إن هذه من علامات تفاهة القصد وغياب الوعي بفقه الحياة، ومن أكبر العلامات على طغيان النفس الأمارة بالسوء وعلو منسوب فسادها.
• وروى الترمذي في سننه وأحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ (البستان والمزرعة والتجارة) فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا .. فهل اتقيت الحذر أم اتخذت الضيعة؟!! سبحان الله هل هذه الصيغة صيغة نهي؟ الإجابة نعم. هل قال أحد من أهل العلم ممن سبقنا أن النهي إذا صرف يمكن أن يصرف إلى الاستحباب؟ والله ما علمت أحدا قالها ولا يجرؤ أحد على قولها مهما بلغ علمه وظن في نفسه الظنون، إن أهل الأصول جميعا مجمعون على أن النص إذا كان ظاهره التحريم لا يصرف إلا إلى الكراهة. وهذا الحديث إنما هو أصل من أصول أن جمع المال وحمل متاع من متاع الدنيا إن لم يكن محرما على ظاهر النص فهو مكروه ولا شك في ذلك بتاتا.
وأخيرا .. أقول لأخينا / صحابة وبس، هذه الرسالة لأبي الفهد العرفي ..(/)
حبُّ محمدةِ الناس .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 08:09]ـ
تجريد النية لله سبحانه وتعالى مع المحافظة على سلامة هذه النية من أول العمل إلى منتهاه
هو أشقّ ما يجاهد به المرء قلبه في فكّ أسره من قيود حظوظ النفس كيما يحلّق في فضاء التوحيد
فيشهد مقامات العبودية في أبهى صورها ..
وبذلك تسلم أعماله من كلاليب الأرض التي تجذبه سفولا نحو الأرض .. وحتى سابع أرض
فمخدوش ناج .. ومكدوس في غيابات الآفات .. التي تحرق أعماله حرقا "فأصابها إعصار فيه نارٌ فاحترقت"
وقلّ من يسلم .. !
وفي ميدان التنافس تزداد حدة الضراوة .. مع ما يوقده الشيطان من أزّه المعروف
فيوحي بعشرات المسوّغات موهما إياك أنّ
عملك خالص .. بل خالصٌ جدا .. بدليل كذا وكذا .. وكيت وكيت
ولمّا كان طالب العلم .. ممدوحا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلّم
ومحمودا في أعين الناس بما يقدّمه من فوائد
ثم هو -مع ذلك-يشعر بتميّزه لما بذله من جهدٍ في التحصيل وتعنٍّ في الطلب
وكان فوق ذلك مجبولا على حبّ المدح لما يورثه ذلك من شعور بأنّ له شأنا وتميّزا
وقد كان أيضا يطالع التراجم .. فيجد المدائح تكال لأهل العلم بألفاظٍ هي من أبلغ ما أنت سامع من عيون كلام العرب
فتراه يستبق محاكاتهم لا بتجريد النية والعلم والعمل والجهاد فيه
بل بالطرب على سماع الثناء الحسن والتبجيل الغالي
فإن قيل: هذا الداء .. فأين الدواء؟
الجواب تكفّل به الإمام المبارك ابن القيم رحمه الله تعالى فتأمّل كلامه .. وكن أذنا واعية:-
يقول:"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء، فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص "
هذه وصفة طبيب قد دلّتنا كتبه وسيرته
أنه كان ساميا في شهود مقامات التوحيد
حتى إنّ نبض قلبه الحيّ ليكاد يقرع سمعك وأنت تقرأ له في المدارج أو غيره
وإليك بيان ما قال .. ولا يفتي في أمراض القلوب إلا حذّاق الإخلاص ..
فإنّهم جمعوا بين علم الكتاب .. وذاقوا حلاوة ما عملوا به ..
فرزقهم الله علم مالم يعلموا ابتداء
فكانوا الطبيب والمجرّب معاً
أولا-لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت
هذه الحقيقة المسلّمة .. خذها بقوّة .. فهي أول جرعة للشفاء
وهي أشبه بقول طبيب الأبدان لمريضه:لا يتأتى لك البُرء وأنت تأكل كذا وكذا .. فأقلع أولا ثم تطلّب العلاج
ثانيا-فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس
ومن عجب أن تكون سكّين اليأس حادّة إذا تعلّق الأمر بما عند الله .. أعني اليأس بما عند الله .. لضعف اليقين
فإن قيل كيف السبيل إلى قطع الطمع المذكور؟
تأمّل الجواب عمليّا من فعل الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
يقول الحافظ ابن عبد الهادي عن البعلي قال: ذكر
لنا مرة الشيخ ابن رجب مسألة فأطنب فيها، فعجبتُ من ذلك، ومن إتقانه لها، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب، وغيرهم؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة!
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام؟!
قال: إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس
فإن قلت .. لخّص الجواب في كلمة!
قلت: عظّم الربّ في قلبك .. يحقر عندك ما في أيدي الناس ..
وتعظيم الرب وخشيته وإقداره قدره له وسائل .. تجدها منثورة في كتاب الله والسنة وسير الصالحين
فإن ثقل عليك ذلك .. فحسبك أن تتعرّف على الله بأسمائه وصفاته .. ثم تقرن ذلك بحقارة المخلوق الفقير .. ولا تنس أيضا
أنك من هذا الجنس الأخير
ثالثا-وأقبل على المدح والثناء، فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص
هذا الكلام النفيس .. ليس غير شرح لما هو أنفس منه أعني كلام رسول الله
فعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس))
فتدبر هذه القاعدة النبوية .. تنفتح لك أسرار كثيرة .. من أسرار الإخلاص وحسن العمل
وأما قوله"زهد عشاق الدنيا في الآخرة"
ففيه من المعاني ما تعلم به يقينا أن نور العلم الذي يؤتاه العلماء الربانيون
ما تفهم به معنى وراثة النبوة
ولذلك تجد من أقوالهم البليغة السديدة
ما لا يمنعك من نسبته لرسول الله إلا الإسناد .. والإسناد وحده
وهنا طالب الإمام من ابتغى وجه الله حقا بأن يجعل زهده فيما عند الناس كزهد عشاق الدنيا فيما عند الله .. ولم يزد على ذلك .. كأن يقول: اجعله أعظم
لأن عاشق الدنيا .. مأطور بها .. فلما احتجبت عنه الآخرة .. وأمده في معشوقته قصير جدا
كان فيها لاهثا يركض فيها ركض الوحوش في البريّة .. ليحصّل منها قدر وسعه قبل مفارقتها
فإنه ما من يقين أشبه بالشك من الموت كما قال علي رضي الله عنه ..
هذا واعلم أنه لا يبعد أن يكون كاتب هذا
لم يسلم مما يعظ به أثناء كتابته!
ولذلك قال سفيان: ما عالجت شيئا أشدّ عليّ من نيّتي
ومن الدربة على كل ما سبق .. المبالغة في تكثير أسرارك مع الله
أعني تلك التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى .. من أعمال صالحة
وصل اللهم على سيدنا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 10:03]ـ
هذا موضوع حساس حرج، والبعض يصيبه حزن شديد لأنه يظن المراد اقتلاع واستئصال الشعور بالسعادة عند حمد الناس له والشعور بالحزن والضيق عند ذم الناس له، وليس هذا هو المراد، ومازال الأئمة والسلف على عكس ذلك، ذكر الذهبي في السير في ترجمة ابن وهب الحافظ أنه قدم على أبي زرعة فوجد عنده من أصحاب أبي حنيفة من يسأله عن أحاديث، كلما سأله عن حديث قال أبو زرعه، باطل .. وهكذا، فقال الحنفي: كلما سألتك عن حديث لا تعرفه قلت "باطل"، فتقدم إليه ابن وهب وقال: أخبرني كم تحفظ بإسنادك إلى شيخك أبي حنيفة؟ فوجم الرجل وانقطع، فقال ابن وهب له: تقول في أبي زرعه ما قلت وأنت لا تحفظ إلى شيخك شيء؟ فأعجب ذلك أبي زرعه وقام فقبّل رأسه. والمواقف كثيرة للسلف والصحابة منها حديث عمر وابنه رضي الله عنهما في حضرة الرسول (ص) عندما سأل أصحابه عن مثل النخلة فود عمر لو أن ابنه أجاب أمام الرسول (ص)، إلا أن المراد قطعاً هو من جعل محمدة الناس مرادة لذاتها، فإن حصلت تبعاً لم يعجبه ذلك، وأما من جعل الله أولاً ثم كانت محمدة الناس بحيث لو حصلت أو لم تحصل لم تثنه عن مواصلة الطلب والعمل أو عكسه، كان هذا هو المطلوب، وهو ما فهمته من كلامك ونقولاتك، إلا أن هناك أحوال قد يطلب فيها بعض الأئمة والعلماء تقدير من حولهم و احترامهم لما يعرفونه عن أنفسهم من أنهم أهل لذلك وليرفعوا بذلك أنفسهم وينزههوها عن رأي سفلة القوم وقول بعض الجهلة، فهذا رأيت له أمثلة من تراجم السلف لا تحضرني الآن لعل بعض الإخوة يذكرها. أما نقولاتك وتعليقاتك فلا غبار عليها، جزاك الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 12:53]ـ
حضرة الشيخ عبد الله .. شكر الله تعقيبك
نعم .. المقصود أن يصيب النيةَ دخل .. فيكتب مدفوعا بما يتوقعه من مديح الناس له
أما الفرح بنعمة الله .. ومن ثم شكره عليها ..
فهذا عاجل بشرى المؤمن .. كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 01:53]ـ
باركَ اللهُ فيك أخي المفضال أبا القاسم ...
فِعلاً: (النِّيَّة شَرُود)!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:47]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أباالقاسم ..
بالنسبة لعبارة شيخ الاسلام بن القيم فهي من اوائل ما تلقف سمعي في حياتي عن هذا الإمام وذلك من خلال حضوري لدروس شيخي ابي سلمة المراكشي حفظه الله والذي هو بامتياز متخصص في كتب ابن القيم وعلومه ..
لما قرأت تلك العبارة ذكرتني بأيام خوالي .. أسأل الله تعالى ان يحفظك ويبارك فيك اخي الحبيب المقدسي ...
"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء، فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص "
صدق رحمه الله ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 06:43]ـ
اللهم اعنا على الاخلاص والصبر عليه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 12:51]ـ
شكر الله لكم أجمعين ..
والله يرزقنا وإياكم حسن القصد والعمل
اللهم آمين
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 11:49]ـ
بارك الله فيك أبا القاسم
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 02:13]ـ
بارك الله فيكم أبا القاسم وجعلكم من أهل طاعته وجنّته(/)
اجعلها الأخيرة للشيخ عبد المحسن القاسم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 11:20]ـ
اجعلها الأخيرة للشيخ عبد المحسن القاسم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 02:31]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة المنقولة وجزى الله الشيخ خير الجزاء
ونسأل الله أن ينفع بها من أبتلي من أبناء المسلمين ...... امين
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 08:10]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 02:13]ـ
يا أبا عبد الله، أحسن الله إليك،
وإلى كل مدخن أقول له، إن الله قادر على كل شيء ومن استعان بالله أعانه مهما كانت صعوبة ومشقة ما يستعين عليه، ولكن يستعين بالله وهو مصر على النجاة من كل ما يغضب ربه ويترك جلساء السوء ..
ـ[محمداحمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 11:51]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ياسر المطروشي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 06:59]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم أرجو رفع الرسالة مرة أخرى لأنها لا تنزل عندي
وبارك الله فيك
ـ[الورقات]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 07:28]ـ
وأنا كذلك لم أتمكن من تحميلها(/)
الوسوسة .. هل وجدت في العهد النبوي؟
ـ[الفارس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي الأكارم ..
سؤال لاح بخاطري:
هل وجدت أمور الوسوسة (في الطهارات والعبادات) لا الاعتقادات، فقد ورد فيها النص .. ؟
و هل ورد فيها علاج من لدن النبي (ص) أو من صحابته رضي الله عنهم أجمعين؟
بانتظاركم وفقكم الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 06:12]ـ
عن عثمان بن أبي العاص انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني
رواه مسلم
ـ[الفارس]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا لك ... بارك الله فيك ... لكن امور الطهارة؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 09:12]ـ
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا).
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء أحدكم الشيطان، فقال: إنك قد أحدثت، فليقل في نفسه: كذبت، حتى يسمع صوته بأذنه، أو يجد ريحاً بأنفه).).رواه ابن حبان في صحيحه
رواه مسلم
فعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا يبولن أحدكم في مستحمه، فإن عامة الوسواس منه»
رواه ابن ماجة والنسائي وأبو داود وأحمد والترمذي.
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 09:43]ـ
يقول ابن القيم في إغاثة اللهفان:
ثم ليعلم أن الصحابة ما كان فيهم موسوس ولو كانت الوسوسة فضيلة لما ادخرها الله عن رسوله وصحابته وهم خير الخلق وأفضلهم ولو أدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم الموسوسين لمقتهم ولو أدركهم عمر رضي الله تعالى عنه لضربهم وأدبهم ولو أدركهم الصحابة لبدعوهم وها أنا أذكر ما جاء في خلاف مذهبهم على ما يسره الله تعالى مفصلا
والله أعلم
ـ[الفارس]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوين الكريمين:
أبا محمد، وعبدالله الإماراتي .. شكر الله لكما .. إلا أن هذه الأدلة التي أوردتموها لم تغب - أكثرها- عن الذهن؛ غير أن ما أريده هو (وجود أمور الوسوسة) ومن ثم ما ورد عن علاجها بوجه خاص، لا سبل الوقاية منها وهو ما أورده الأخ عبدالله، وكلام ابن القيم رحمه الله يشير إلى هذا ..(/)
* سُبحان الله (33) * الحمد لله (33) * اللهُ أكبر (34) عند النوم، يقوِّي البدن (!)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 12:37]ـ
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله ...
أمَّا بعدُ:
فعن علي بن أبي طالبٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أن فاطمة أتت النبي (ص) تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغه أنه جاءه رقيقٌ، فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشةُ.
قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال (على مكانكما). فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدتُ بردَ قدميه على بطني، فقال (ألا أدلكما على خير مما سألتما؟
إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا
أربعاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم).
وهذا الحديث قد أخرجه أكثرُ الأئمة بعدةِ ألفاظ.
ولفظُ هذا الحديث للبخاري.
وفي روايةٍ عند أبي داود:
( ... اتَّقِي اللهَ يَا فَاطِمَةُ، وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ، وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ، فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ، فَسَبِّحِي ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدِي ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَتِلْكَ مِئَةٌ، فَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ .. )
قال في الفتح:
( .. وَيُسْتَفَاد مِنْ قَوْله " أَلَا أَدُلّكُمَا عَلَى خَيْر مِمَّا سَأَلْتُمَا " أَنَّ الَّذِي يُلَازِم ذِكْر اللَّه يُعْطَى قُوَّة أَعْظَم مِنْ الْقُوَّة الَّتِي يَعْمَلهَا لَهُ الْخَادِم، أَوْ تَسْهُل الْأُمُور عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَكُون تَعَاطِيه أُمُوره أَسْهَلَ مِنْ تَعَاطِي الْخَادِم لَهَا، هَكَذَا اِسْتَنْبَطَهُ بَعْضهمْ مِنْ الْحَدِيث)
وقال أيضاً:
( .... وَفِيهِ أَنَّ مَنْ وَاظَبَ عَلَى هَذَا الذِّكْر عِنْد النَّوْم لَمْ يُصِبْهُ إِعْيَاء لِأَنَّ فَاطِمَة شَكَتْ التَّعَب مِنْ الْعَمَل فَأَحَالَهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ، كَذَا أَفَادَهُ اِبْن تَيْمِيَةَ، وَفِيهِ نَظَر وَلَا يَتَعَيَّن رَفْع التَّعَب بَلْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَنْ وَاظَبَ عَلَيْهِ لَا يَتَضَرَّر بِكَثْرَةِ الْعَمَل وَلَا يَشُقّ عَلَيْهِ وَلَوْ حَصَلَ لَهُ التَّعَب، وَاَللَّه أَعْلَم).
وقال العيني:
(وَإِمَّا أَنْ يُرَادَ بِالنِّسْبَةِ ـ أي في الخيريَّة ـ إِلَى مَا طَلَبَتْهُ بِأَنْ يَحْصُلَ لَهَا بِسَبَبِ هَذِهِ الْأَذْكَارِ قُوَّةٌ تَقْدِرُ عَلَى الْخِدْمَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْدِرُ الْخَادِمُ .... )
وقال أيضاً:
(قوله [خير] قيل لا شك أن للتسبيح ونحوه ثواباً عظيماً لكن كيف يكون خيرا بالنسبة إلى مطلوبها وهو الإستخدام؟
وأجيب لعل الله تعالى يعطي للمسبح قوة يقدر بها على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه أو يسهل الأمور عليه بحيث يكون فعل ذلك بنفسه أسهل عليه من أمر الخادم بذلك أو أن معناه أن نفع التسبيح في الآخرة ونفع الخادم في الدنيا والآخرة خير وأبقى)
وقال القاري ـ كما في مرقاة المفاتيح ـ:
(وكأن قراءة هذه الأذكار عند المنام تزيل تعب خدمة النهار والآلام.)
قال ابنُ القيم ـ كما في الوابل الصيب ـ:
( ... من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم ... )
وقال أيضاً:
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 12:46]ـ
معلومات أكثر من رائعة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 02:15]ـ
الحمد لله ان جعل أعمالنا منفعة لنا في الدنيا والاخرة
جزاك الله خير الجزاء أخي مهند
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 02:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 12:51]ـ
الفضلاءَ: (ابن رُشدٍ)، و (لامية العرب)، و (شتا العربي):
/
شكرَ اللهُ لكما، وبارك فيكما.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 07:31]ـ
بارك الله فيك يا اخي مهند.
المعلومة التي ذكرتها معلومة!
بيد أنَّ ذكرك وجمعك للروايات وكلام الأعلام من علماء الإسلام زادها رصانة وجمالا، وقد أفدت منها كثيرا، ووقعت في القلب، ولهذا علَّقت، وإن كنت شخصيا من متابعي هذا المنتدى المبارك، وقليل التعليق إلاَّ أنَّ هذه المعلومة أثرت في القلب فشكر الله لك
فجزاك الله خيرا
ـ[أسماء]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
ـ[بو جاسم النقبي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 03:30]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
وهل العدد توقيفي؟
أم يحمل كما في حديث آخر: لم يأت أحد بشيء أحسن مما أتى به إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد عليه؟(/)
ايهما افضل الرجل فاقد السمع اوفاقد البصر؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 06:57]ـ
ايهما افضل الرجل فاقد السمع اوفاقد البصر؟؟
قال ابن القيم رحمه الله
فصل
ثم تأمل حال من عدم البصر وما يناله من الخلل في أموره فإنه لا يعرف موضع قدمه ولا يبصر ما بين يديه ولا يفرق بين الالوان والمناظر الحسنة من القبيحة ولا يتمكن من استفادة علم من كتاب يقرأه ولايتهيأ له الاعتبار والنظر في عجائب ملك الله هذا مع انه لا يشعر بكثير من مصالحه ومضاره فلا يشعر بحفرة يهوى فيها ولا بحيوان يقصده كالسبع فيتحرز له ولا بعدو يهوى نحوه ليقتله ولا يتمكن من هرب ان طلب بل هو ملق السلم لمن رامه باذى ولولا حفظ خاص من الله له قريب من حفظ الوليد وكلاءته لكان عطبه اقرب من سلامته فإنه بمنزلة لحم على وضم ولذلك جعل الله ثوابه إذا صبر واحتسب الجنةومن كمال لطفه ان عكس نوربصره الى بصيرته فهو اقوى الناس بصيرة وحدسا وجمع عليه همه فقلبه مجموع عليه غير مشتت ليهنأ له العيش وتتم مصلحته ولا يظن انه مغموم حزين متاسف هذا حكم من ولد اعمى فأما من اصيب بعينيه بعدالبصر فهو بمنزلة سائر اهل البلاء المنتقلين من العافية الى البلية فالمحنة عليه شديدة لانه قد حيل بينه وبين ما الفه من المرائي والصور ووجوه الانتفاع ببصره فهذا له حكم آخر وكذلك من عدم السمع فإنه يفقد روح المخاطبة والمحاورة ويعدم لذة المذاكرة ونغمة الاصوات الشجية وتعظم المؤنة على الناس في خطابه ويتبرمون به ولا يسمع شيئا من اخبار الناس واحاديثهم فهو بينهم شاهد كغائب وحي كميت وقريب كبعيد وقد اختلف النظار في ايهما اقرب الى الكمال واقل اختلالا لاموره الضرير او الاطرش وذكروا في ذلك وجوها وهذا مبني على اصل آخر وهو أي الصفتين اكمل صفة السمع او صفة البصر وقد ذكرنا الخلاف فيهما فيما تقدم من هذا الكتاب وذكرنا اقوال الناس وأدلتهم والتحقيق في ذلك فأي الصفتين كانت اكمل فالضرر بعدمها اقوى والذي يليق بهذا الموضع ان يقال عادم البصر اشدهما ضررا وأسلمهما دينا واحمدهما عاقبة وعادم السمع اقلهما ضررا في دنياه واجهلهما بدينه واسوا عاقبة فإنه إذا عدم السمع عدم المواعظ والنصائح وانسدت عليه ابواب العلوم النافعة وانفتحت له طرق الشهوات التي يدركها البصر ولا يناله من العلم ما يكفه عنها فضرره في دينه اكثر وضرر الاعمى في دنياه اكثر ولهذا لم يكن في الصحابة اطرش وكان فيهم جماعة اضراء وقل ان يبتلى الله اولياءه بالطرش ويبتلى كثيرا منهم بالعمى فهذا فصل الخطاب في هذه المسئلة فمضرة الطرش في الدين ومضرة العمى في الدنيا والمعافى من عافاه الله منهما ومتعه بسمعه وبصره وجعلهما الوارثين منه
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 07:21]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا محمد، وجزاك الله خيرًا على هذا النقل.
وللفائدة: الكلام منقول من كتاب (مفتاح دار السعادة).
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 08:55]ـ
نقل جميل، والأمر كما قال ابن القيم رحمه الله، فالأعمى أقرب الى السلامة من الأصم الأبكم، خاصة أن الأصم الأبكم إنما يستقي أفعاله من رؤيته لأفعال الناس أمامه وبئست الرؤية للأسف، وليس بفاقد الوعظ تماما وإنما يتعظ من بكاء من حوله ومن رؤية الصلاح عليهم كذلك ومن قراءته إذا تعلم القراءة غير أن حال الناس لا يعظ متعظ إلا في جوف الحرمين نحسب، وأما القراءة فليست متاحة لهم على النحو المرجو كي يتعلموها ثم ينتفعوا بها وكم من غيرهم ممن لم يبتل بهذا لا تؤثر القراءة فيه ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 06:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 06:37]ـ
كلام نفيس ممن قل مثله، وأحسن الله إلى وارده
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 06:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
حديث (المائدة من آخر القرآن نزولاً فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 08:18]ـ
ذكر القاسم بن سلام في كتابه الناسخ والمنسوخ (أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيدة قال: حدثنا أبو اليمان عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي مريم عن ضميرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المائدة من آخر القرآن نزولاً فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)
ص 161 طبعة الرشد
فهل هذا الحديث ذكر في كتب السنن , لأني بحثت ولم أجده , وأرجو ذكر كلام العلماء على الحديث مع ذكر المصدر
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 09:38]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن ضميرة بن حبيب وعطية بن قيس تابعيان، وقد أرسلاه،
ثم إن أبا بكر بكير بن عبد الله بن أبي مريم ضعيفٌ عند أهل العلم:
[من أقوال علماء الجرح والتعديل فيه] (أخذتها من تهذيب الكمال ثم رددت ما استطعت في هذه العجالة إلى مصدره)
وقال عبد الله بن أحمد سئل أبي عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي مريم فقال: ضعيف، كان عيسى لا يرضاه (الجرح والتعديل 2/ 1590)
وقال أَبُو عبيد الآجري، عَنْ أَبِي دَاوُد: سَمِعْتُ أَحْمَد يقول: ليس بشيء
قال أَبُو دَاوُد: سرق له حلي فأنكر عقله
وقال أَبُو حاتم: سألت يَحْيَى بْن معين، عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي مريم، فضعفه (الجرح والتعديل 2/ 1590)
وقال أَبُو زرعة الرازي: ضعيف الحديث، منكر الحديث (الجرح والتعديل 2/ 1590)
وقال أَبُو حاتم: أبو بكر بن أبى مريم ضعيف الحديث طرقته لصوص فأخذوا متاعه فاختلط (الجرح والتعديل 2/ 1590)
وقال إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني: ليس بالقوي
وقال النسائي: أبو بكر بن أبي مريم ضعيفٌ (كتاب الضعفاء والمتروكين 668)
وقال الدارقطني في السنن:
في كتاب البيوع باب 1: 2835 - ..... هَذَا مُرْسَلٌ. {2835 ج} وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ ضَعِيفٌ.
(وفي كتاب الحدود والديات وغيرها باب 1) {3344 ج} أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ ضَعِيفٌ. وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَلْحَةَ لَمْ يُدْرِكْ كَعْباً. تحفة 11161
وقال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: أبو بكر بن أبي مريم، قيل اسمه بكير، حمصي متروك (سؤالات البرقاني 602 ط دار الفاروق)
وقال أَبُو حاتم بْن حبان: وقد كان من خيار أهل الشام، ولكن كان رديء الحفظ، يحدث بالشيء فيهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك، ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به، فهو عندي ساقطٌ الاحتجاج به إذا انفرد (كتاب المجروحين 1253 ط حمدي السلفي)
وقال أَبُو زرعة الدمشقي: قلت لعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم: من الثبت بحمص؟ قال: صفوان، وبحير، وحريز، وأرطاة، قلت: فابن أَبِي مريم، قال: دونهم (الكامل لابن عدي 277)
وقال عثمان بْن سَعِيد الدارمي، عَنْ دحيم: حمصي من كبار شيوخ حمص وفي حديثه بعض ما فيه
وقال ابن عدي: وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولكن يكتب حديثه
والحديث رواه القاسم بن سلام بإسناده ومتنه في فضائل القرآن (دار الكتب العلمية - عن موسوعة جوامع الكلم، ح444)
ففي الحديث علتان:
1 - ضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم،
2 - أنه مرسل
والله تعالى أجلُّ وأعلم
لكن روى النسائي في الكبرى
11138 - أنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِي: هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: " أَمَا إِنَّهَا آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَلالٍ فَاسْتَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ "، وَسَأَلَهَا عَنْ خُلِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، قَالَتِ: الْقُرْآنُ "
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده: (عن موسوعة جوامع الكلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
1666 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ وَأَسْمُهُ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِي: هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَإِنَّهَا مِنْ آخِرِ مَا أُنْزِلَ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَلالٍ فَاسْتَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (عن جوامع الكلم -)
1963 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِي: يَا جُبَيْرُ، " هَلْ تَقْرَأُ الْمَائِدَةَ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: " أَمَا أَنَّهَا آخِرَ سُورَةٍ نَزَلَتْ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَلالٍ فَاسْتَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ "، فَسَأَلْتُهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: " كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ "، وَسَأَلْتُهَا عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ: يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: " فَهُوَ قِيَامُهُ "
فلعلَّ هذا الحديث أولى بالنظر فيه ... ومداره على معاوية بن صالح، قال الحافظ صدوقٌ له أوهام (التقريب 6810 شاغف)
وإلى لقاء آخر إن شاء الله
ذكر القاسم بن سلام في كتابه الناسخ والمنسوخ (أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيدة قال: حدثنا أبو اليمان عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي مريم عن ضميرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المائدة من آخر القرآن نزولاً فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)
ص 161 طبعة الرشد
فهل هذا الحديث ذكر في كتب السنن , لأني بحثت ولم أجده , وأرجو ذكر كلام العلماء على الحديث مع ذكر المصدر(/)
ماهي شروط عمر رضي الله عنه على اهل الذمة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 06:37]ـ
ماهي شروط عمر رضي الله عنه على اهل الذمة؟؟
قال ابن تيمية رحمه الله عنها في كتابه القيم
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
وقد ذكرها أهل السير وغيرهم فروى سفيان الثوري عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم قال كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام وشرط عليهم فيه أن لا يحدثوا في مدينتهم ولا حولها ديرا ولا كنيسة
ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا يجددوا ما خرب ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم ولا يؤوا جاسوسا ولا يكتموا غشا للمسلمين ولا يعلموا أولادهم القرآن ولا يظهروا شركا ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام أن أرادوه وأن يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم إذا أرادوا الجلوس ولا يتشبهوا بالمسلمين بشيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا يتسموا بأسماء المسلمين ولا يكتنوا بكناهم ولا يركبوا سرجا ولا يتقلدوا سيفا ولا يتخذوا شيئا من سلاح
ولا ينقشوا خواتيمهم بالعربية ولا يبيعوا الخمور وأن يجذوا مقادم رؤوسهم وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا وأن يشدوا الزنانير ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ولا يخرجوا شعانين ولا يرفعوا مع موتاهم أصواتهم ولا يظهروا النيران معهم ولا يشتروا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين فإن خالفوا في شيء مما شرطوه فلا ذمة لهم وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق أخرجه ابو داوود في سننه
قلت هذه الشروط تبين عزة الاسلام واهله وذلة اهل الصليب
رضي الله عن عمر
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:33]ـ
بارك الله في المشرف هلا أوقفتنا على مكانه عند أبي داوود .. وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 07:17]ـ
52037 - كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام وشرط عليهم فيه أن لا يحدثوا في مدينتهم ولا ما حولها ديرا، ولا كنيسة، ولا قلية، ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاثة ليال يطعمونهم، ولا يؤوا جاسوسا ولا يكتموا غشا للمسلمين، ولا يعلموا أولادهم القرآن، ولا يظهروا شركا، ولا يمنعوا ذوي قراباتهم من الإسلام إن أرادوه، وأن يوقروا المسلمين، ويقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا يتكلموا بكلام المسلمين، ولا يتكنوا بكناهم، ولا يركبوا سرجا، ولا يتقلدوا سيفا، ولا يتخذوا شيئا من السلاح، ولا ينقشوا خواتيمهم بالعربية، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجزوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا، وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا ناقوسا إلا ضربا خفيفا، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ولا يخرجوا سعانين، ولا يرفعوا مع موتاهم أصواتهم، ولا يظهروا النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين، فإن خالفوا شيئا مما شرطوه فلا ذمة لهم، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق
الراوي: عبد الرحمن بن غنم المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 7/ 346
خلاصة الدرجة: احتج به، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
211553 - كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى الشام وشرط عليهم فيه ألا يحدثوا في مدينتهم ولا حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلية ولا صومعة راهب ولا يجددوا ما خرب منها , ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم , ولا يأووا جاسوسا , ولا يكتموا غشا للمسلمين , ولا يعلموا أولادهم القرآن , ولا يظهروا شركا , ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوه , وأن يوقروا المسلمين , وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس , ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين , ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
فرق شعر ولا يتسموا بأسماء المسلمين , ولا يتكنوا بكناهم , ولا يركبوا سرجا , ولا يتقلدوا سيفا , ولا يتخذوا شيئا من سلاح ولا ينقشوا خواتمهم بالعربية , ولا يبيعوا الخمور , وأن يجزوا مقادم رؤوسهم , وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم , ولا يظهروا صليبا , ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين , ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا , ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين , ولا يخرجوا شعانين , ولا يرفعوا مع مواتهم أصواتهم , ولا يظهروا النيران معهم , ولا يشتروا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين , فإن خالفوا شيئا مما شرطوه فلا ذمة لهم , وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق
الراوي: عبدالرحمن بن غنم الأشعري المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 600
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
28333 - كتب عمر بن الخطاب حين صالح نصارى أهل الشام: هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من مدينة كذا وكذا، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا على أن لا نحدث000 - وذكر الشروط إلى أن قال: - ولا نظهر شركا، ولا ندعوا إليه أحدا، وقال في آخره: شرطنا ذلك على أنفسنا وأهلينا، وقبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفنا عن شيء شرطناه لكم وضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق
الراوي: عبدالرحمن بن غنم الأشعري المحدث: ابن تيمية - المصدر: الصارم المسلول - الصفحة أو الرقم: 2/ 393
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
120818 - كتبت لعمر حين صالح أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا: إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا , وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها، ولا نحيي من كان منها في خطط المسلمين، وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار، ونوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، وأن لا نؤمن في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا نظهر شركا، ولا ندعو إليه أحدا، ولا نمنع أحدا من قرابتنا الدخول في الإسلام إن أراده، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا جلوسا، ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم من قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم،؟ لا نتكنى بكناهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور، وأن نجز مقاديم رءوسنا، وأن نلزم زينا حيثما كنا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وأن لا نظهر صليبنا وكتبنا في شيء من طريق المسلمين ولا أسواقهم، وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا، وأن لا نضرب بناقوس في كنائسنا بين حضرة المسلمين، وأن لا نخرج سعانينا ولا باعوثا، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طريق المسلمين، ولا تجاورهم موتانا، ولا نتخذ من الرفيق، ما جرى عليه سهام المسلمين، وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم، فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه: وأن لا نضرب أحدا من المسلمين - شرطنا لهم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عنهم الأمان فإن نحن خالفنا شيئا مما شرطناه لكم فضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاق.
الراوي: عبدالرحمن بن غنم الأشعري المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 7/ 3767
خلاصة الدرجة: فيه يحيى بن عقبة , قال أبو حاتم: يفتعل الحديث. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة
(يُتْبَعُ)
(/)
135597 - كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن بن غنم إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا على أنا شرطنا لك على أنفسنا ألا نحدث في مدينتا كنيسة ولا فيما حولها ديرا ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب من كنائسنا ولا ما كان منها في خطط المسلمين وألا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوسا وألا نكتم غشا للمسلمين وألا نضرب بنوا قيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا ولا نظهر عليها صليبا ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون وألا نخرج صليبا ولا كتابا في سوق المسلمين وألا نخرج باعوثا قال والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر ولا شعانين ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين وألا نجاورهم بالخنازير ولا ببيع الخمور ولا نظهر شركا ولا نرغب في ديننا ولا ندعو إليه أحدا ولا نتخذ شيئا من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين وألا نمنع أحدا من أقربائنا أرادوا الدخول في الإسلام وأن نلزم زينا حيثما كنا وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم وأن نجز مقادم رؤوسنا ولا نفرق نواصينا ونشد الزنانير على أوساطنا ولا ننقش خواتمنا بالعربية ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم ونرشدهم الطريق ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس ولا نطلع عليهم في منازلهم ولا نعلم أولادنا القرآن ولا يشارك أحد منا مسلما في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام ونطعمه من أوسط ما نجد ضمنا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق فكتب بذلك عبد الرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه عمر أن أمض لهم ما سألوا وألحق فيهم حرفين اشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم ألا يشتروا من سبايانا ومن ضرب مسلما فقد خلع عهده
الراوي: غير واحد من أهل العلم المحدث: ابن القيم - المصدر: شرح الشروط العمرية - الصفحة أو الرقم: 2
خلاصة الدرجة: شهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها فإن الأئمة تلقوها بالقبول
27223 - كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى من أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله: عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا، ولا فيما حولها ديرا، ولا كنيسة، ولا قلاية، ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها ما كان في خطط المسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل، ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، ولا نؤوي في كنائسنا، ولا منازلنا جاسوسا، ولا نكتم غشا للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا نظهر شركا، ولا ندعو إليه أحدا، ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوا وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نحمله معنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رؤوسنا وأن نلزم زينا دينا حيث ما كان وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر كتبنا في شيء من طرق المسلمين، ولا أسواقهم، ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء في حضرة المسلمين، ولا نخرج سعانينا، ولا باعونا، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين، ولا أسواقهم، ولا نجاورهم موتانا، ولا نتخذ من الرقيق ما
(يُتْبَعُ)
(/)
جرى عليه سهام المسلمين، ولا نطلع عليهم في منازلهم فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه:، ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم وضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا قد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاق
الراوي: عبدالرحمن بن غنم الأشعري المحدث: ابن كثير - المصدر: إرشاد الفقيه - الصفحة أو الرقم: 2/ 340
خلاصة الدرجة: له طرق جيدة
ابن تيمية رحمه الله هو الذي ذكرذلك و هذه روايات الحديث من الدرر السنية:
199206 - كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى من أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم. . هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا أنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا، وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة، ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها، ولا نحيي ما كان في خطط المسلمين، وأن لا تمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، وأن لا نؤتى في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا، ولا نكتم غشا للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا، ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوا، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رؤوسنا وأن نلتزم ديننا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر صليبنا ولا ناقوسنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا، وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين، ولا نخرج شعانين ولا باعوثا، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نجاوزهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم، فلما أتيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه زاد فيه. . ولا نضرب أحدا من المسلمين، شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطنا لكم ووصفنا على أنفسنا فلا ذمة لنا، وقد حل لكم من أهل المعاندة والشقاق
الراوي: عبدالرحمن بن غنم المحدث: ابن كثير - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة أو الرقم: 2/ 489
خلاصة الدرجة: [له] طرق يشد بعضها بعضا، وقد ذكرنا شواهد هذه الشروط(/)
قيام المرأة لزوجها .. ليس من فعل الإسلام!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 07:35]ـ
... صور من (عدم) ظلم المرأة!!
الإسلام أكرم المرأة لا خلاف ولا نزاع في هذا عند من وقف على أسرار التشريع بتجرد، ولكن بعض المعاصرين أتباعاً ومتبوعين، يمارسون نوعاً من التحرّف في التلبيس، فيزعمون أن التراث الإسلامي - خلا الوحيين - لا يوجد فيه ما يدل على تكريم المرأة، بل العكس، ولكن هؤلاء قوم لا يطالعون التراث ولا يريدون، وصور تكريم المرأة كثيرة من خلال نصوص الفقهاء و اجتهادات العلماء، اختار منها كلام للإمام مالك - نقله القيرواني في جامع السنن - لما قيل له: "المرأة تبالغ في بر زوجها فتلقاه فتنزع ثيابه ونعليه وتقف حتى يجلس؟ قال: أما تلقيها ونزعها فلا بأس، وأما قيامها حتى يجلس فلا، وهذا من فعل الجبابرة، وبما يكون الناس ينتظرونه فإذا طلع قاموا إليه، فليس هذا من فعل الإسلام" أ. هـ.
نقلت هذا لأنه لا يزال هناك اليوم من الأزواج من يبالغ في جلب احترام زوجته لدرجة عدم استساغة جلوسها حال دخوله البيت، وربما اعتبر ذلك من أمارات التمرد، وهكذا ينظر السفيه من ضعفاء النفوس إلى هؤلاء فيذم الدين وأهله لأجل ذلك.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 04:49]ـ
نقلت هذا لأنه لا يزال هناك اليوم من الأزواج من يبالغ في جلب احترام زوجته لدرجة عدم استساغة جلوسها حال دخوله البيت، وربما اعتبر ذلك من أمارات التمرد، وهكذا ينظر السفيه من ضعفاء النفوس إلى هؤلاء فيذم الدين وأهله لأجل ذلك.
صدقت. .
ومع الأسف هذا مطلوب لدرجة الإكراه من قبل المتدينين.
بل وتوبخ المرأة وتهان لأنها نسيت أو انشغلت عن استقبال زوجها عند دخوله البيت، ويقيس الزوج بر زوجته وحسن تبعلها على هذا الأمر.
فإلى الله المشتكى!
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 10:19]ـ
وهل من السنة نزع ثيابه ونعله وان قيل نعم فكيف تفعل هذا وهى جالسة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 10:48]ـ
جزاكم الله خيرا. فرق بين القيام لخدمة الزوج بنزع شماغه أو معطفه وغيره، والقيام لمجرد التعظيم، فهذا مع ورود الأدلة المستقلة على النهي عنه، لا يتفق مع هديه صلى الله عليه وسلم. وهناك "مفخرة" يرددها بعض الجهال من الأزواج: (أنا بمجرد فتحي لباب المنزل تنتصب زوجتي قائمة احتراماً وإجلالاً).
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 12:52]ـ
فماذا لو كان هذا الأمر مع الوالد؟
بمعنى أن الأب يغضب إذا لم تفعل زوجته ذلك كما تفضلتم بذكره.
ويغضب أكثر إذا لم يفعل أبناؤه ذلك ويعتبره في تصوّره من العقوق.
فهل يجوز أن يفعله الأبناء حرصا على رضا الأب أم لا؟
فإن كان الجواب (لا)، أليس إغضاب الأب وهو الذي اعتاد ذلك وورثه حتى ظنّه حقا ألا يدخل ذلك الامتناع في عموم العقوق؟
وإن كان الجواب (نعم)، أليس حق الزوج على زوجته مثل حق الأب على بنيه أو يزيد كما هو مقتضى النصوص؟
أرجو رفع هذا الإشكال وفقكم الله.
(تنبيه: ليس معنى ذلك القول بجواز الأمر فهو منهي عنه بالنصوص الصريحة وهو من فعل الجبابرة، ولكن نريد رفع الإشكال في حالتي الابن والزوجة ولا فرق بينهما في الظاهر)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 01:13]ـ
هنا يختلف الأمر، ويصبح متعلقاً بأحوال و مقاصد مختلفة، ومن بابه أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم لفاطمة وتقوم له، ويهش لها ويبش، من باب الحب لا الفرض والتجبر.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 09:00]ـ
يا أخ عبد الله الشهري
ذكرت أنها تقوم لأن الزوج يلزمها بذلك - لعقد نفسية عنده أو خلافه - في دخوله وخروجه.
طيب فمابالك في من تفعل ذلك لزوجها تطوعا وحبا واحتراما وعشقا؟ هل ذلك بدعة في الدين أيضا؟ هل يقال لها لا تفعلي ذلك هذا ليس من اللإسلام؟
أليس من صلب الدين أن تتزين المرأة وتتطيب وتتحلى وتتجمل وتنتظر وتعد نفسها وتنتبه لمقدم زوجها المنهك طوال النهار؟
هل يسر الرجل أن تستقبله امرأته وهي تضع رجل على رجل ومعها الريموت تقلب في الفضائيات ولاتنتبه حتى لدخوله من الباب؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:16]ـ
يا أخ عبد الله الشهري
ذكرت أنها تقوم لأن الزوج يلزمها بذلك - لعقد نفسية عنده أو خلافه - في دخوله وخروجه.
طيب فمابالك في من تفعل ذلك لزوجها تطوعا وحبا واحتراما وعشقا؟ هل ذلك بدعة في الدين أيضا؟ هل يقال لها لا تفعلي ذلك هذا ليس من اللإسلام؟
أليس من صلب الدين أن تتزين المرأة وتتطيب وتتحلى وتتجمل وتنتظر وتعد نفسها وتنتبه لمقدم زوجها المنهك طوال النهار؟
هل يسر الرجل أن تستقبله امرأته وهي تضع رجل على رجل ومعها الريموت تقلب في الفضائيات ولاتنتبه حتى لدخوله من الباب؟
قبل توجيه الكلام لـ "عبدالله"، هل توافق الإمام مالك على كلامه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 11:24]ـ
لاحظ أخي الشهري أنك تتكلم عن تحريم قيام المرأة لزوجها عند قدومه وأما الإمام مالك - بحسب الناقل عنه - يتكلم عن شيء آخر وهو امتناع المرأة عن الجلوس (بعد أن تكون قد حيته واستقبلته استقبالا حافلا) حتى يجلس هو ... ولذلك سألك الأخ ابن عبد الغني سؤال وجيه وهو كيف ستقوم بواجباتها من مساعدته على خلع ثيلبه ونعله وتمشيطه والتبسم في وجهه .. كيف تسوي كل هذا دون الوقوف والتوجه نحوه؟
إذا فالإمام مالك يفرق بين صورتين: صورالمرأة الصالحة المحبة لزوجها ... والأخرى التي تضرب تعظيم سلام كما يفعل العسكري النباطشي عند مرور قمندان المخفر!
وفي رأيي الشخصي أن الرجل الذي يلزم زوجته تحت التهديد والبطش أو بتعويدها على الوقوف حتى يجلس رجل يعاني نقصا وعقدا في شخصيته إلا إن كانت إمرأته متمردة وساخطة وهو يفعل ذلك من باب التأديب أو العقوبة فهذا شأن آخر.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 11:39]ـ
كلام الإمام مالك واضح، فهي تنتظر حتى يجلس ولغرض الخدمة، والمقصود القيام لمجرد القيام ثم الانتظار حتى يجلس.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 12:08]ـ
فَتلْقَاه و: تَلقِّيها = «فتقوم له و: قيامها له»: فتنزع ثيابه ونعليه: (فلا بأس). وفي "الذخيرة": (ذلك حَسَن).
أما قيامها حتى يجلس: (فلا). و (وهذا من فعل الجبابرة).
ومن الباب: الناس ينتظرونه، فإذا طلع قاموا إليه: (فليس هذا من فعل الإسلام). وتفصيل ذلك وبيان وجهه في "الذخيرة" 13/ 299.
(فائدة)
قال القرافي في "الذخيرة" 13/ 300:
((حضرْت عند الشيخ عز الدين ابن عبد السلام - من أعيان العلماء الشافعية الربانيِّين - فحضرَته فُتيا: ما تقول في القيام الذي أحدثه الناس في هذا الزمان، هل يحرم أم لا؟ فكتب رحمه الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا". وترك القيام في هذا الوقت يُفضي للمقاطعة والمدابرة، فلو قيل بوجوبه ما كان بعيدًا). فقرأتها بعد كتابته رحمه الله، والناس تحدثُ لهم أحكام بقدر ما يُحدثون من السياسات والمعاملات والاحتياطات، وهي على القوانين الأولى غير أن الأسباب تجدَّدت، ولم يكن في السلف)).اهـ.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 12:19]ـ
وعليه،
فعنوان الأخ الفاضل عبدالله الشهري وفقه الله:
(قيام المرأة لزوجها .. ليس من فعل الإسلام!).اهـ.
خطأ ..
والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:02]ـ
وعليه،
فعنوان الأخ الفاضل عبدالله الشهري وفقه الله:
(قيام المرأة لزوجها .. ليس من فعل الإسلام!).اهـ.
خطأ ..
والله أعلم.
جزاك الله خيرا. ولا أظنه يخفى على اللبيب الأريب مثلك المعنى الذي وضعت لأجله "النقاط" الفاصلة بين طرفي العنوان. فما رأيك، سددك الله؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:17]ـ
بارك الله فيك
المعنى الذي أستظهره من وضعك: ("النقاط" الفاصلة بين طرفي العنوان").اهـ. أن هذه النقاط: تفصيل متروك لمجمل مسبوق .. وهذا المتروك ذِكره متعيَّن؛ إذْ لا يتم فقه العبارة - على الجادة - إلا به ..
وأرجو أن تتنبَّه - وفقك الله - إلى أن قول مالك رضي الله عنه: (فليس هذا من فعل الإسلام).اهـ. ليس متوجها إلى قيام المرأة إلى زوجها وعدم جلوسها حتى يجلس، بل إلى: (وبما يكون الناس ينتظرونه فإذا طلع قاموا إليه).اهـ. وهذا أشرت إليه في مشاركتي برقم (11).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:31]ـ
وأرجو أن تتنبَّه - وفقك الله - إلى أن قول مالك رضي الله عنه: (فليس هذا من فعل الإسلام).اهـ. ليس متوجها إلى قيام المرأة إلى زوجها وعدم جلوسها حتى يجلس، بل إلى: (وبما يكون الناس ينتظرونه فإذا طلع قاموا إليه)
ولهذا وُضِعت النقاط.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:40]ـ
وماذا تغني عنك "النقاط" أيها الفاضل ..
العنوان خطأ
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:50]ـ
العلم نقطة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 03:59]ـ
العلم نقطة.
"كثَّرها الجاهلون"
ورغم أن مشاركتك برقم (17) لا أجد لإيرادها وجها سائغا يمكن حملها عليه .. أقول: ومع ذلك فهذه الكلمة (العلم نقطة .. ) إلخ، لا يُعنَى بها المبسوطات والمطوَّلات الفقهية، تلك الثروة العظيمة التي يجب علينا أن نحتفي بها، وأن نوليها قدرها، وكلمة (العلم نقطة .. ) إلخ، تُخرَّج على قولهم: (لو سكت مَن لا يَعلم لقلَّ الخلاف)، والله أعلم.
والعنوان خطأ يا أخ عبدالله .. لا تفر (ابتسامة)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:14]ـ
لا زلت أجد إصراراً على افتراض الخطأ، وافتراض الفرار.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:23]ـ
لا إصرار ولا غيره
أنا قد عرضت وجهة نظري مدعمة بالحجّة على خطأ العنوان (لا مجرد افتراض)
أنت قد نفيت الخطأ عن نفسك .. ولم نجد حجّة مقبولة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:27]ـ
.. ولم نجد حجّة مقبولة
تقصد: ولم تجد.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:34]ـ
هل يسر الرجل أن تستقبله امرأته وهي تضع رجل على رجل ومعها الريموت تقلب في الفضائيات ولاتنتبه حتى لدخوله من الباب؟
غفر الله لك و لنا ياالبوصيلي كدت تسقطني من الكرسي من الضحك
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:43]ـ
سبحان الله!
الرجل متكبر متجبر
يطالب زوجته بكل شيء سواء كان من حقه أو لا، والزوجة لا تستطيع المطالبة بحقوقها، وإن حدثتها نفسها بذلك فـ يا سواد ليلها.
يريد منها بشاشة وهو عابس طوال اليوم في وجهها، ضاحك في وجوه أصحابه.
يريدها تقفز لاستقباله، وهي لو مرضت هو آخر من يسأل عنها بل ويتهمها بادعاء المرض لكيلا تستقبله!!
لا شك أن رجال هذا الزمان قليل منهم الذي يعطي المرأة حقها. . والواقع يشهد، حتى ممن عُرف بالالتزام.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:45]ـ
تقصد: ولم تجد.
أنا أقصد ما أقول وما تقول (وكلاهما صحيح له وجه مقبول) ..
ثم هات الحجة (المقبولة من وجهة نظرك) يا أخ عبدالله ..
ثم لننظر مَن يوافقك عليها ..
أما حجة "النقاط" هذه، فقد سبق نقضها ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:37]ـ
كلامي انتهى. ومسألة عدم اقتناعك أمر يخصك بالمقام الأول.
بوح: أحبك حباً صادقاً في الله، حباً يسمو بنا فوق كل ما حصل من أخذ ورد.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:47]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله أخي الحبيب عبدالله الشهري
النقاش العلمي ليس له دخل بالعواطف (ابتسامة) والأخذ والرد الأصل أنه لتبادل المعارف والفوائد، فما الذي حصل بيننا؟! حصل كل خير (ابتسامة)
أنت لا زلتَ مقتنعا بصحة العنوان
وأنا لا زلت أجزم بخطئه (ابتسامة)
هكذا دنيا الناس أخي الفاضل ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 09:30]ـ
جزاك الله خيرا وأصلح الله حالي وحالك.
كلامك صحيح إذا أردت بالعواطف تلك المشاعر التي لا تخدم النقاش العلمي ولا تنبغي له، وأظنك "أشرف" من أن ترى عاطفة أخيك المحب من ذلك القبيل (تبسُّم)
ومع ذلك فالنقاش العلمي لابد أن يكون له دخل بالعواطف، لأن هناك عواطف لا قيمة للنقاش العلمي بدونها. فالقول بأن النقاش العلمي ليس له دخل بالعواطف ليس صحيحاً على كل حال.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 01:17]ـ
يا أخ عبدالله، لو أردت الوقوف على حروف كلامك لنقضتُ بأولها آخرها، ولكني أضن بوقتي أن يُنفَق في غير كبير شأن، والسلام ختام.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 01:26]ـ
وأنا كذلك. والختام أسلم.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 11:21]ـ
قولك أخي الكريم الشهري - سددك الله - "ومع ذلك فالنقاش العلمي لابد أن يكون له دخل بالعواطف .... الخ " ... بدعة جديدة ما سمعنا به في آبائنا الأولين!
بل المعلوم بالاضطرار أن العواطف أو ما اصطلح الشرع على تسميته "الأهواء" لا مكان لها في البحث العلمي القائم على البرهان. ويكفي في رد كلامك الأخير قول الله تبارك وتعالى: ((ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض)). فكيف تدعي أن التوصل للحق يجري عبر ممر مفروش بالعواطف والمشاعر؟
فالأمر ظاهر كعين الشمس في رابعة النهار والحمد لله لايحتاج لكبير استدلال ولكني أراك أخي - في هذا الموضوع - تضع نظارة من الزجاج الأسود السميك على عينيك تمنعك من التراجع وهي التي جعلتك تنقل الحديث إلى موضوع "العلم نقطة".
وهذه النظارة السوداء الحاجبة للشمس لها مسببات يجمعها أهل العلم تحت عنوان "أسباب امتناع الناس عن قبول الحق عندما يتبين لهم" وليس هذا المجال لسردها. ولن ينقص من قدرك أبدا أن تتراجع عن شيء بدا فيه الحق ظاهر مع غيرك بل سيزيد رصيدك عند أهل الإنصاف.
وفقني الله وإياك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 02:05]ـ
أرى "نظارتك" تحجبك عن رؤية الصورة الكاملة:
هل العواطف كلها أهواء؟ الهوى عاطفة مذمومة فهل العواطف كلها هوى، وبالتالي العواطف كلها مذمومة؟
حاول أن تفكر في أمثلة لعواطف محمودة، واخلع النظارة التي لا ترى إلا الجانب المذموم، فنظارة لا ترى إلا ذلك أحرى بأن تكون نظارة "هوى".
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 02:30]ـ
عوداً على بدء، لمن أراد أن يفقه مرادي، ويتخفف من وزر النقض وحِمل التنقير:
النقاط بين طرفي العنوان، أعني بها: جزء من النص مفقود، انظر بالداخل، وهو أسلوب استعمله للإغراء ولفت الانتباه. صحيح أنه خادع بالنسبة للبعض، ولكنه ينكشف بقراءة الموضوع.
فلا وجه للاصرار على التغليط مع القدرة على تفهم مراد الطرف الآخر ..
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 06:40]ـ
موضوع جميل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 11:37]ـ
موضوع جميل
أوله جميل، وأوسطه غثاء، وآخره لغو.
ما لك يا رجل بعثت هذا الموضوع من مرقده!
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 11:52]ـ
معذرة قرأت أوله فقط(/)
وسائل الثبات وأسبابه خطبة لفضيلة الشيخ خالد المصلح حفظه الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هده خطبة لفضيلة الشيخ خالد المصلح بعنوان: وسائل الثبات وأسبابه
قد قال بعض أهل العلم # الثبات من معالم النجاة#
فنسأل الله الثبات على الحق
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 05:59]ـ
بارك الله فيكم أخي حمدان، وجزى الله تعالى الشيخَ خالدا خيرا.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 12:07]ـ
وفيكم بارك أخي علي(/)
تقنين العقوبات التعزيرية والإلزام بها؟؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 05:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد ..
فإن مسألة التقنين والإلزام قد تكلم فيها الكثير من الأفاضل وبينوا الحق في بطلان إلزام القاضي بمذهب مقنن يلتزم به وإن خالف ما يدين الله به في مسألة بعينها, وأني أذكر هذا هنا لأخرجه من محل الكلام حتى لا نُشغِل أو نُشغَل بأمر استفاض الكلام فيه بين مؤيد ومعارض, فالكلام هنا هو في مسألة أخرى وهي تقنين العقوبات التعزيرية
أما كون تقنين العقوبات التعزيرية مسألة أخرى بينها وبين الأولى فرق, فلأن العقوبة في الشرع إما مقدرة وهي الحدود, وإما مفوضة لاجتهاد القاضي لينظر في كل واقعة بحسب ما يحيط بجهاتها المختلفة من ظروف وملابسات وهي العقوبات التعزيرية, ولا زال عمل المسلمين على ذلك التفويض للقضاة حتى وجد من بعض المعاصرين الدعوة لتقييد القاضي بحد أدنى وأعلى أو أعلى فقط في عقوبة الجلد أو الحبس أو التغريم المالي - على القول بجوازه - ونحو ذلك مما يمكن تقديره
ونظرا لهذه الطبيعة المختلفة للتعزير, فإنه قد قال بعض من يجيز التقنين وهو ابن منيع بأنه لا يرى تقنين العقوبات التعزيرية, وذلك في حوار له مع جريدة الشرق الأوسط جاء فيه:
وماذا عن تقنين العقوبات والتعزير هل تؤيدون ذلك؟
ـ فيما يتعلق بالقوانين «الحدية» فلا يمكن تغييرها كما ولا يجوز الاجتهاد فيها، أما فيما يتعلق بالعقوبات التعزيرية فمعيارها أن تكون محلا للزجر والردع فان كانت كذلك ينبغي أن يكتفى بها، وتقدير ذلك مبني على رأي القاضي نفسه.
> إذن فأنت تعارض مبدأ تقنين عقوبات التعزير؟
ـ نعم بالطبع، لا أرى تقنين التعزير، وفي المقابل ينبغي على القاضي أن يكون ذا قوة أهلية للنظر والاجتهاد في ذلك.
انتهى, والمصدر:
http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=353414&issue=9971
وهنا ألفت النظر إلى أن كثير من البحوث التي وقفت عليها في ما يسمى بالتقنين سواءا مؤيدة أو معارضة لم تتعرض لتقنين العقوبات التعزيرية, وقد يفهم البعض أن من يقول بجواز التقنين أو حرمته يطرد ذلك في العقوبات التعزيرية, ولكن موقف ابن منيع ينفي ذلك في جانب المجيزين, وأما المانعين فلم أقف على من يمنع التقنين بعامة ثم يجيز تقنين العقوبات التعزيرية حتى الآن ..
وللعلم فقد أفرد هذه المسألة بالبحث الشيخ محمد بن إبراهيم ونص على المنع وانتصر له ورد بقوة على التجويز, وقد جوز ذلك محمد أبو زهرة في (الجريمة) وباحث اسمه عبد العزيز بن عامر إن لم تخني الذاكرة في كتاب له حول التعزير.
أما كلام الشيخ محمد بن إبراهيم فهو في الفتاوى في مجلد القضاء في معرض كلامه عن نظام الموظفين, حيث قال:
(ولا يوجد أي تعليل لوضع هذه التشريعات بتحديد العقوبات, وتأليف محاكم تحكم بموجبها إلا قول القائل: إن التشريع الإسلامي لم يحدد مقادير العقوبات المختلفة, وأن القضاة الشرعيين لا يتقيدون بالتحديد الذي يوضع لها. ومعروف أن التحديد فيها مخالف لحكم الله إذ يقول: " تلك حدود الله فلا تعتدوها " وما في معنى ذلك من الآيات والأحاديث, لأن النص في تحريم تجاوز الحدود يدل بطريق الأولوية على تحريم وضع حدود جديدة, وفي ترك المجال للحكام الشرعيين ليجتهدوا فيما لم يكن فيه تحديد غاية الحكمة والعدل, لأن الجرائم والمخالفات لا ضابط لها ولا حد تنتهي إليه, فناسب ترك تقرير العقوبات للحاكم ضمن الإطار العام للتشريع الإسلامي وضمن أصوله وقواعده الكلية. وذلك خير وأحكم من وضع عقوبة ذات حد أدنى وأعلى لا مجال لاجتهاد القاضي إلا ضمنها).
وهناك أحد المعاصرين أفرد هذه المسألة بالبحث وأطال النفس فيها كذلك ..
فالمرجو أن يتحفنا من كان عنده علم بكل مفيد حول هذه المسألة, وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 04:36]ـ
كما تفضلت ...
أجازها الشيخ عبدالعزيز عامر في كتاب التعزير، وذكر تعليلات بناها على مقاصد الشريعة، وقواعد الشرع، ومقصد القضاء من إقامة العدل، وردع الظلم، وحفظ منصب القضاء من ألسن المغرضين والحاقدين.
ومنعه الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ثم صدر منه ما يدل على جوازه، وذلك في قضية تزوير، وقد صدر نظام فيه تقنين عقوبة التعزير للمزور والمرتشي.
وقد أفاد فضيلة شيخنا ابن خنين - حفظه الله - إلى ذلك، فله الفضل في دلالتي عليه.
وعند التطبيق تجد أن الأقرب للعدالة هو منع التقنين في التعزير، إلا أ، نظام مكافحة جريمتي الرشوة والتزوير قد عالج الفروقات بطريقين:
الطريق الأولى: إعطاؤه القاضي سلطة تقديرية في التعزير بحد أعلى وأدنى، لا يحق له تجاوزهما.
الطريق الثانية: إمكانية الحكم بوقف التنفيذ إذا رأى القاضي ذلك، كأن يكون الجاني مشهودا له بالصلاح، أو لوجود شبهة ضرورة أو إكراه.
والمسألة تحتاج إلى بحث من هيئة كبار العلماء، وإصدار قرار فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 12:20]ـ
أحسن الله إليكما.
هل نطمع منكما أو من أحدكما بمعلومات أوفر عن كتاب (التعزير) لعبد العزيز عامر؟
حجم الكتاب وطبيعته ... (هل هو رسالة للدراسات العليا)؟ وما هي دار النشر؟
وأخيراً هل هو موجود على الشبكة؟
ـ[خالد العامري]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 12:35]ـ
ثم بالبحث السريع لدى البحّاثة (جوجل) وجدت شيئاً مما سألتُ عنه هنا. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76339)
وعذراً أبا فاطمة لعلي أشغلتُ موضوعك بما لم تُرِد.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أبدا, على الأقل رفعت الموضوع!! (ابتسامة)
على كل حال, كتاب عبد العزيز عامر يقع في مجلد واحد يقارب الخمسمائة صفحة أو يزيد, وإذا نظرت لتاريخ كتابته فقد بذل الباحث من وجهة نظري جهدا طيبا في جمع مادته وترتيبها, بل إني تصفحت الكثير مما كتب في التعزير من رسائل وبحوث فوجدتهم ينقلون عنه كثيرا, وقد سمعت أن الشيخ محمد بن إبراهيم قرئ عليه الكتاب في بعض أسفاره أو نحو ذلك
على كل لم أستوعب الكتاب بالقراءة وإنما ركزت على ما يتعلق بتقنين التعزير فيه, فلا أستطيع أن أحكم عليه بشكل دقيق, وإن كان يظهر لي أنه يستحق الاقتناء, ولو وجدته في أحد مكتبات الرياض أو الحجاز للبيع فأفدنا, وإلا فإنه موجود بالمكتبات العامة ..
ولي عودة مع مشاركة الأخ عبد العزيز, وحتى يتم ذلك, أرجو من الإخوة المشاركة بما عندهم ..
وصلى الله على نبينا محمد
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 08:58]ـ
الكتاب موجود في مكتبة الفقه والقانون، على شارع خريص بالرياض قبل عدة أشهر، وبالإمكان الاتصال عليهم والاستفسار منهم.
وهو من الكتب التي لاقت قبولا من مشايخنا ....
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 08:00]ـ
ومنعه الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ثم صدر منه ما يدل على جوازه، وذلك في قضية تزوير، وقد صدر نظام فيه تقنين عقوبة التعزير للمزور والمرتشي.
وقد أفاد فضيلة شيخنا ابن خنين - حفظه الله - إلى ذلك، فله الفضل في دلالتي عليه.
أرجو أن تستطرد أكثر في بيان ما فهم منه ابن خنين تراجع الشيخ عن القول بالمنع, حيث أنه أورد للمنع أدلة تفصيلية, وما دام فصّل فلا ينبغي أن ينسب إليه قول مخالف لذلك ما لم يكن محررا وليس مجرد قضية عين ترد عليها الاحتمالات
الطريق الأولى: إعطاؤه القاضي سلطة تقديرية في التعزير بحد أعلى وأدنى، لا يحق له تجاوزهما.
تقييد القاضي بحد أعلى وأدنى فيه تقييد لسلطته التقديرية وهو يؤول لتحديد العقوبة, هذا من جانب, والجانب الآخر الذي يغفل عنه الكثيرون: أن هذا التحديد يقتضي تقييد القاضي بالتعزير نوعا, فهو يقيده بنوع معين من التعزير كالغرامة والحبس, بينما التعزير في الشرع مجالاته واسعة, وقد اتفق الفقهاء على ترك تقييد القاضي بنوع العقوبة, بينما قال بعضهم بتقييد القاضي إن اختار نوع العقوبة بأن جعلها من قبيل الحبس أو الجلد بحد أعلى لئلا يبلغ بغير الحد الحد.
الطريق الثانية: إمكانية الحكم بوقف التنفيذ إذا رأى القاضي ذلك، كأن يكون الجاني مشهودا له بالصلاح، أو لوجود شبهة ضرورة أو إكراه.
هذا جيد لولا أنه ليس عفوا كليا, إذ فيه نوع تعزير, حيث أن المحكوم عليه قد حكم عليه بالعقوبة ولكنها لم تطبق وهذا عقاب معنوي, وفي بعض الحالات يرى القاضي أن يعفو مطلقا فلا ينبغي إلزامه بذلك
ثم للمعرفة: هل وقف التنفيذ من صلاحيات القاضي في كل الأنظمة أم في النظام المشار إليه في تقريرك السابق فقط؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:27]ـ
يقول طاهر صالح العبيدي في رسالة دكتوراة له حول التعزير:
" 6 - تقنين جرائم التعازير وعقوباتها, حتى لا يفاجأ الشخص بعقوبة عن جريمة يعتقد أنها مباحة. وقد ذهب بعض الفقهاء المحدثين للقول بعدم صلاحية التعزير للتقنين, بحجة أنه يؤدي إلى جمود الشريعة الإسلامية وعدم مسايرتها وصلاحيتها للتطبيق في كل العصور والأحوال, لأن الناس يتطورون في تقدم وسائل الحياة وابتكار وسائل الخير وصوره, فليس من الحكمة مع هذا التشريع الذي جاء للخلود أن ينص لى جرائم وعقوبات بأعيانها " ثم وضع حاشية على كلامه هذا وقال فيها: محمود شلتوت - المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية - رسالة مقدمة لمؤتمر القانون المقارن في دورته الثانية في أوروبا عام 1356هـ/1937 م - ص42 ص43.
أقول: وقد وقفت على كلام محمود شلتوت في شرح وتعليق على رسالة " المرحوم " (1) الشيخ محمود ... لأحمد فتحي بهنسي, ولكن ضاق وقتي حينها عن نسخه أو تصويره, ولعلي أنقله لهذا الموضع فيما بعد تتميما للفائدة
وأما قول طاهر صالح العبيدي: " حتى لا يفاجأ الشخص بعقوبة عن جريمة يعتقد أنها مباحة " فيناقش من ثلاثة أوجه:
الأول: أن اعتقاد الشخص أن تلك الجريمة مباحة يرجع لجهله بكونها جريمة, لا بأنه يعاقب عليها بكذا وكذا من العقوبات التعزيرية المقننة, فبقي كلامه أجنبيا عن موطن الخلاف.
الثاني: أن الشريعة بينت الحرام وفصلته, قال تعالى: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم}
الثالث: أن الاعتقاد بأن تقنين العقوبات التعزيرية سيؤدي لعلم الناس بالجرائم وانتفاء جهلهم بها غير مسلم, فلا زال الناس يدخلهم الجهل لتفريطهم في أسباب رفعه, ولا نشغالهم عنه بغيره وغفلتهم عن العلم النافع, ولهذا تكلم العلماء قديما وحديثا عن الجهل وأثره في الأحكام, وقد يكون سببا في إسقاط العقوبة على التفصيلات التي يذكرها أهل العلم.
وللحديث بقية, ولعل الإخوة يفيدونا بما عندهم, وصلى الله على نبينا محمد.
---------------
(1) هذه العبارة فيها جزم بحصول الرحمة لمعين, وهذا لا يجوز وإنما يجوز أن يقال للمسلم إذا توفاه الله رحمه الله ونحو ذلك مما هو على وجه الدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:28]ـ
جاء في مصنف ابن أبي شيبة (29475):
حدثنا حفص عن أشعث عن الشعبي قال: التعزير ما بين السوط إلى الأربعين.
وأشعث أظنه بن سوار, وأذكر أن في حفظه كلام
وإن صح هذا عن الشعبي فهو تحديد للتعزير بالجلد بأدنى وأعلى, وليس فيه قصر التعزير بأنواعه على هذا المذكور. وذلك أن نوع المعصية لم يذكر, مما يدل أن كلامه منصب على جنس التعزير بالجلد, ولو أراد أن يقنن لقال معصية كذا فيها الجلد من كذا لكذا
فالشعبي إذن لا يحجر على القاضي في أن يعزر بغير الجلد, ولكنه يرى أن من جلد تعزيرا فعليه أن لا يجاوز الأربعين, وقد تكون وجهته في ذلك وجهة من قال لا يبلغ بالتعزير أدنى الحدود, هذا كله على فرض صحة الأثر, والله أعلم
ـ[المغترب]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 04:40]ـ
أكون شاكرا وممتنا لمن يتفضل علينا بكتاب الدكتور عبد العزيز عامر فأنا في مسيس الحاجة إليه. جزاكم الله خيرا.
ـ[معتوق]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 12:27]ـ
أنا الذي أراه أن العقوبات التعزيرية الأفضل أن تقنن من قبل قضاة التمييز المشهود لهم بالعلم والخبرة القضائية ويلزم القضاة بها لأن هذا هو المعمول به في الواقع الآن فأنا بحكم خبرتي في هذا المجال أرى أن قضاة المحكمة الجزئية (وهي المختصة بالقضايا التعزيرية) يحكمون في قضية تعزيرية بحكم معين ويعترض عليه أحد أطراف الدعوى ثم يرفع للتمييز ونرى ملاحظة التمييز بأن يقال الحكم هنا كثير أو يقال الحكم هنا قليل ثم يلزم القاضي من قبل التمييز إما بزيادة الحكم أو تقليله إن كان كثيرا وهكذا ...
ولاشك أن في ذلك مصلحة للمسلمين خصوصا أن القضاة الجدد ليسوا علماء كالقضاة الأوائل أمثال شريح وأبي يوسف صاحب أبي حنيفة وإنما هم حديثي السن وحديثي التخرج من الكلية وتنقصهم الخبرة والتمكن في العلم وأنا أقول ذلك من واقع معرفة.
وأكثر الملازمين القضائين وهم يتدربون نراهم يعملون مسودات لأنفسهم بالعقوبات التعزيرية التي سمعوها من شيخهم فهولاء بدلا من ذلك الأفضل لهم أن يروا عقوبات تعزيرية مقننة من قضاة التمييز.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 03:29]ـ
جزاك الله خيرا على مشاركتك أخي معتوق, واسمح لي أن أناقش بعض ما ذكرتك, وذلك من باب مقابلة الحجة بالحجة استيضاحا للصواب في المسألة
أنا الذي أراه أن العقوبات التعزيرية الأفضل أن تقنن ... لأن هذا هو المعمول به في الواقع الآن ...
لا أظنك تخالفني في أن هذا العمل ليس بحجة في ذاته.
ولاشك أن في ذلك مصلحة للمسلمين خصوصا أن القضاة الجدد ليسوا علماء كالقضاة الأوائل أمثال شريح وأبي يوسف صاحب أبي حنيفة وإنما هم حديثي السن وحديثي التخرج من الكلية وتنقصهم الخبرة والتمكن في العلم وأنا أقول ذلك من واقع معرفة.
وأكثر الملازمين القضائين وهم يتدربون نراهم يعملون مسودات لأنفسهم بالعقوبات التعزيرية التي سمعوها من شيخهم فهولاء بدلا من ذلك الأفضل لهم أن يروا عقوبات تعزيرية مقننة من قضاة التمييز.
أخي الكريم بالنسبة للمصلحة التي يراد تحقيقها من التقنين لسد النقص في الخبرة والعلم عند بعض القضاة فيرد على الاحتجاج بها أربعة إيرادات:
أولا: أن هذه المصلحة ملغاة لأمور, منها:
1 - أن في تحديد العقوبات التعزيرية تشبيه لها بالحدود, والشريعة جاءت بالتفريق بين الحدود والتعازير لحكم كثيرة, ففي التسوية بينها تسوية بين المختلفات وتفويت لمقصود الشارع وهذا لا يجوز.
2 - أن تحديد العقوبات التعزيرية لم يعمل به السلف ولم يقل به إلا بعض المتأخرين من الحنفية, فهو قول حادث
3 - أن في ترك المجال للحكام الشرعيين ليجتهدوا فيما لم يكن فيه تحديد غاية الحكمة والعدل, لأن الجرائم والمخالفات لا ضابط لها ولا حد تنتهي إليه, فناسب ترك تقرير العقوبات للحاكم ضمن الإطار العام للتشريع الإسلامي وضمن أصوله وقواعده الكلية, وذلك خير وأحكم من وضع عقوبة ذات حد أدنى وأعلى لا مجال لاجتهاد القاضي إلا ضمنها.
4 - أن في التقنين مخالفة لاتفاق الفقهاء على أن أهم ما يخالف فيه التعزير الحد كونه عقوبة تفويضية غير مقدرة, وهذا يستبين من أدنى مراجعة لكتب الفقهاء عند حديثهم عن التعزير.
ثانيا: لو كانت المصلحة التي يتذرع بها من يبيح تقنين العقوبات التعزيرية والإلزام بها معتبرة لقال بذلك المتقدمون مع توفر دواعيه, فجهل بعض القضاة وانتشار التقليد آفة قديمة لا يختص بها أهل الزمان.
ثالثا: أن بعض المصلحة التي تحدثت عنها يمكن تحقيقها بإيجاد تقنين غير ملزم, يراد به إعانة القاضي الذي ليست له أهلية كاملة لحداثة عهده بالقضاء وقلة خبرته, فيستفيد من خبرة من قد سبقه.
رابعا: أن هذه المصلحة معارضة بمفسدة مثلها أو تزيد عليها, فتقييد القاضي بعقوبة معينة لكل حالة ظلم للجناة, إذ لا تستوي الجرائم وإن كانت صورتها واحدة, وذلك لوجود اعتبارات أخرى كانتشار الجريمة وحال المجرم وباعثه وغير ذلك, فالفقهاء قد أطبقوا على أن على القاضي في سبيل اختيار العقوبة الأنسب لكل جريمة, أن يتعرف على عين الجناية التي سيختار لها عقوبة التعزير، وينظر في حال عين الجاني, وصفته, وباعثه, وغير ذلك من ظروفه الشخصية, وينظر أيضاً إلى المجني عليه إن كانت الجناية لحق آدمي، وينظر لزمن الجريمة, وطبيعتها, ومدى انتشارها, واعتبار هذه الأمور في اختيار العقوبة تجعل من العسير التنصيص على كل حالة من الحالات، لا سيما وأن الأمور المؤثرة والمعتبرة في إقامة العقوبة التعزيرية أو العفو عنها وفي تشديدها أو تخفيفها وفي تعجيلها أو تأجيلها لا تكاد تنتهي، ويصعب حصرها، وهي مجال واسع ومؤثر في اجتهاد القاضي.، ومن هنا فإن التقنين كثيراً ما يؤدي إلى إجحاف وظلم في حق الجاني أو المجني عليه أو في حق المجتمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معتوق]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 09:21]ـ
الأخ/أبو فاطمة الحسني شكرا لك على سعة صدرك للمناقشة.
وأريد أن أقول إن تقنين العقوبات التعزيرية بحد أعلى وحد أدنى يوجد فيها فضاء لإجتهاد القاضي بحسب الظروف المخففة والمشددة بخلاف الحدود التي لا يوجد فيها ذلك الفضاء فمثلا حد الزنا مائة جلدة ليس للقاضي أن يجعلها تسعة وتسعين جلدة أو يجعلها مائة وواحد وإنما مائة جلدة فقط لا غير.
أيضا أنت ذكرت أن في التقنين ظلم للجناة لأن صور الجرائم قد تكون واحدة وأحوال الواقعة تختلف فيقتضي ذلك اختلاف العقوبة. وأنا أجيب على ذلك بأن هذا لا يتعارض مع التقنين فمثلا إن كانت العقوبة سجن لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد عن خمس سنوات فهنا قد تجعل العقوبة سجن سنة أو سنتين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة سنوات بحسب الأحوال والظروف لكل واقعة وجريمة ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 01:50]ـ
تقول أخي الحبيب معتوق جعلني الله وإياك من المعتوقين من النار:
وأريد أن أقول إن تقنين العقوبات التعزيرية بحد أعلى وحد أدنى يوجد فيها فضاء لإجتهاد القاضي بحسب الظروف المخففة والمشددة بخلاف الحدود التي لا يوجد فيها ذلك الفضاء فمثلا حد الزنا مائة جلدة ليس للقاضي أن يجعلها تسعة وتسعين جلدة أو يجعلها مائة وواحد وإنما مائة جلدة فقط لا غير.
الشارع فرق بين الحدود والتعزير بأكثر من هذا:
أولا: الشارع لم يحدد نوع العقوبة أصلا على تلك المخالفات التي جعل فيها التعزير, فعقوبة التعزير في الشرع مطلقة لا تتقيد بضرب أو حبس, بل تشمل أنواعا كثيرا كالتوبيخ والإحضار لمجلس الحكم وغير ذلك مما يذكره الفقهاء.
ثانيا: الذي يطرح من حد أدنى وأعلى, فالشارع لم يجعل لها حد أدنى فقد يكتفى بعقوبات في غاية التخفيف مراعاة لظروف المخالفة المعاقب عليها, وأما الحد الأعلى فقد اختلف في ذلك كما تعلم في الجلد والحبس.
أيضا أنت ذكرت أن في التقنين ظلم للجناة لأن صور الجرائم قد تكون واحدة وأحوال الواقعة تختلف فيقتضي ذلك اختلاف العقوبة. وأنا أجيب على ذلك بأن هذا لا يتعارض مع التقنين فمثلا إن كانت العقوبة سجن لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد عن خمس سنوات فهنا قد تجعل العقوبة سجن سنة أو سنتين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة سنوات بحسب الأحوال والظروف لكل واقعة وجريمة ..
تقييد القاضي بحد أعلى وأدنى فيه تقييد لسلطته التقديرية وهو يؤول لتحديد العقوبة, هذا من جانب, والجانب الآخر الذي يغفل عنه الكثيرون: أن هذا التحديد يقتضي تقييد القاضي بالتعزير نوعا, فهو يقيده بنوع معين من التعزير كالغرامة والحبس, بينما التعزير في الشرع مجالاته واسعة, وقد اتفق الفقهاء على ترك تقييد القاضي بنوع العقوبة, بينما قال بعضهم بتقييد القاضي إن اختار نوع العقوبة بأن جعلها من قبيل الحبس أو الجلد بحد أعلى لئلا يبلغ بغير الحد الحد.
ولتواصل في طرح ما عندك دون تردد, لأن هذا المناقشات تثري بحثي وتوسع فكري حول هذا الموضوع
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:06]ـ
للربط ...
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:53]ـ
رأي شيخ الإسلام في التقنين، والإلزام به! ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=100360#post10 0360)(/)
«التَّحذِيرُ مِن البِدَعِ والمُنكرات في الحَجِّ»، لشيخنا الإمام صالح الفَوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 10:31]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«التَّحْذِيْرُ مِن البِدَعِ والمُنْكَرَاتِ فِي الحَجِّ»
محاضرة
لِصَاحِبِ الفَضِيْلةِ شَيْخِنَا
العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَان الفَوْزَان
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ، ورَعَاهُ ـ
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32330
وفّق اللَّه الجميع للعلم النَّافع والعمل الصَّالح، وزادني وإيّاكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 05:13]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:18]ـ
الأخ المكرّم / نبيل:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.(/)
اسْتِشْعَار مناسك الحجّ حينَ تَأْدِيَتِها، لصاحب الفضيلة العلاّمة عبد الكريم الخُضير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 11:03]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«اسْتِشْعَار مناسك الحجّ حينَ تَأْدِيَتِها»،
لصاحب الفضيلة العلاّمة عبد الكريم بن عبد اللَّه الخُضَيْر
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ، ورَعَاهُ ـ
يقول السائل: كيف يَسْتَشْعِر المُسلمُ مناسك الحج حينَ تَأْدِيَتِها، خَاصَّةً في هذا الزَّمان الذِّي انْشَغَل أَهْلُهُ بالمال والبنين؟
فأجاب فضيلته:
استِشْعَار العِبادات عُمُوماً هُو لُبُّها وهو رُوحُها، شخص يُصلِّي ولا يدري ما الصَّلاة!
شخص يَصُوم ويومُ صَومِهِ ويومُ لَهْوِهِ سَواء!
لا فَرْقَ بينهُما، يَعْتَكِفْ وكَأَنَّهُ في اسْتِرَاحة! يَحُجّ وكأنَّهُ في نُزْهَة!
مثل هذا لا يُمْكِنْ أنْ يَسْتَشْعِر إذا لمْ يَكُن اتِّصَالُهُ بالله -جلَّ وعلا- وَثِيقاً في سَائِرِ عُمُرِهِ؛ فإنَّهُ لا يُعَان على هذا؛
بلْ على الإنْسَانْ أنْ يَتَعَرَّفْ على الله -جلَّ وعلا- في الرَّخاء؛ لِيَعْرِفُهُ في الشِّدَّة، وكثيرٌ من النَّاس في السَّنة هذهِ في رمضان في العشر الأواخر وُجِدْ منْ يُصلِّي منْ بَعْدِ صلاة التَّراويح إلى صلاة التَّهَجُّد!!! بدُونِ فاصِل، يُصلِّي ركعتين ركعتين؛ لكنْ بدُونِ فاصِل هذا توفيق من الله -جلَّ وعلا- ...
هل يُوَفَّق لمِثْلِ هذا مَنْ شَغَلَ أوْقَاتَهُ باللَّهُو؟! ولا يَعْرِف الوتر إلاَّ ركعة أحياناً، وأحياناً لا يُعَانْ عليها!
مِثْلِ هذا لا يُعان على مِثْلِ هذا في الأوقات الفَاضِلَة،
وقد رَأيْنا من الصَّالِحين منْ يَسْتَغِلّ الوقت بعد صلاة التَّراويح إلى أنْ عُدْنَا لصلاة التَّهَجُّد وهو رافعٌ يديهِ يدعُو الله -جلَّ وعلا-!
كيفَ يُعان على مثل هذا في سَائِرِ وقتِهِ لا يَعْرِفُ الله -جلَّ وعلا- إلاَّ بِجَسَدِهِ دُونَ قَلْبِهِ ورُوحِهِ؟!
ندخُل المسجد وكأنَّنا داخلين مَلْهَى!!! نسأل الله العافية، ويَسْهُو الإمام، ويَتَجَاوز أحياناً آيات ونحنُ كأنَّنا لا نَشْعُر!
والإمام نَفْسُهُ أيضاً قد يقرأ الآيات المُؤَثِّرة ولا يَتَأثَّر! ولا أحد من المأمُومين يَتَأَثَّر، وإذا تأثَّر الإمام وبَكَى في بعض آية تَجِد تَكْمِلَتَهُ للآية كلا شيء! كأنَّ شيئاً لمْ يَحْصُل!
هل هذا تأثُّر؟!
يعني قد يَبْكِي في جُزْءٍ من الآية، ثُمَّ بعد الآية يُنْهِيها على شيءٍ من التَّعتعة؛ لكنْ الآية الثَّانية التِّي تَلِيها كأنَّ شيئاً لمْ يَحْصُل!
هل هذا تأثُّر؟!
عُرِف من حال السَّلف أنَّ الإنسان إذا خَشَع في صَلاتِهِ أو في تِلاوتِهِ في اللَّيل يُعَاد في النَّهار!!!
فنحتاج إلى مُراجعة، الصَّلاة التِّي لا تَنْهَى عن الفحشاء والمُنكر هذهِ بدُون لُبّ، الصِّيام الذِّي لا يَدُلُّ على التَّقوى بدُون لُبّ،
في قولِهِ -جلَّ وعلا-: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة/203]، {لِمَنِ اتَّقَى}
فَرَفعُ الإثْمِ لمن؟!
لِمَنْ اتَّقَى، هذا خاصّ بالمُتأخِّر؟ أو يشمل المُتأخِّر والمُتَعَجِّل؟ لِمَنْ اتَّقَى يعني لمن تأخَّر ولاَّ الجميع؟
الجميع، لا يُرْفَع الإثم عن الجميع سواءً تَعَجَّل أو تَأَخَّر إلاَّ إذا اقْتَرَنَ حَجُّهُ بالتَّقوى،
ورفعُ الإثمِ هُنا كقولِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: ((رَجَعَ من ذُنُوبِهِ كيوم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))
والذِّي لا يَسْتَشْعِر مثل هذهِ الأفْعَال، ومِثل هذهِ المناسك، ولا يُعَظِّمها حقَّ تعظِيمها، ما عَظَّم الله -جلَّ وعلا-،
ولا وُجِدَتْ تَقْوَاهُ في قلبِهِ، تَعْظِيمُ الشَّعائِر من تَقْوَى القُلُوب، فالإنسان يدخُل على أيِّ هَيْئَة، وشخص يدخل المسجد ويَنتظِر شخصاً ظَاهِرُهُ الصَّلاح ومُلتحي يَنتظِر شخصاً خَشْيَة أنْ يخرج قبلَهُ لأنّ فاتته بعض الرَّكعات إلى أنْ سَلَّم الإمام فَكَلَّمَهُ ثُمَّ عاد يُصلِّي!!!
هذا حَصَل!
ومع ذلك يأتي شخص مثلاً، وجاء من المواضئ توضَّأ حاسرٌ رأسه، شماغُهُ على كتفِهِ، والعِقال على يدِهِ، ويصفّ ويُصلِّي ركعة ما بعد كمَّل، ما بعد لبس الشماغ، ولا بعد عدَّل عقاله ولا يديه، مثل هذا يستشعر عظمة هذهِ العِبادة؟!
فلا بُدَّ من الاسْتِشْعَار، ولا بُدَّ من اسْتِحْضَار القلب؛ لِتُؤْتِي هذهِ العِبادات ثِمارها،
لا يقُول قائل إنَّ هذهِ العِبادات ليست صحيحة باطلة! لا بُدَّ من إعادتها،
العِبادة عُمُوماً إذا اشْتَمَلتْ على أرْكَانِها وشُرُوطِها وواجِباتها صَحَّت وسَقَطَ بها الطَّلب؛
لكنْ هل تُؤْتِي الثَّمَرة التِّي منْ أَجْلِها شُرِعَتْ؟!
هل حَقَّقَ العُبُودِيَّة التِّي منْ أَجْلِها خُلِق على مُرادِ الله -جلَّ وعلا-؟!
هذا خلل كبير، مثل هذا عُرْضَة لأنْ يَنْحَرِفْ، فلا بُدَّ أنْ يَتَّصِل المُسلم باللهِ -جلَّ وعلا- وتكُون صِلَتُهُ بِهِ وَثِيقَة في حَالِ شِدَّتِهِ ورَخَائِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 11:14]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة عبد الكريم الخُضَيْر.
جزى اللَّهُ مشرفي موقع الشَّيخِ خيرًا،وباركَ في جهودهم. آمين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 12:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا ياشيخنا ,,
ـ[صالح العواد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 11:13]ـ
جزى الله شيخنا خيرا على هذا الكلام اللذي يمس القلوب و نفع به، و والله كم نحن محتاجون لمثل هذا الكلام؟!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 11:44]ـ
الشَّيخ الفاضل / أبا مُحمَّدٍ الغامديّ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.(/)
«المَقصود بالحجِّ تحقيقُ التَّقوى ولَيْس إتعاب البدَن»، للعلاّمة عبد العزيز آل الشيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 11:41]ـ
«المَقْصُوْدُ بالحَجِّ تَحْقِيْقُ التَّقْوَى ولَيْسَ إتْعَاب البَدَن»،
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عَام المَمْلَكةِ العَربيّةِ السّعُودِيَّةِ
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
إخواني المسلمين، يقول الله عز وجل: ? جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ? الآية [سورة المائدة: 97]، أي قواما لهم في أمر دينهم ودنياهم ما دام في الأرض دين وما حج عند الكعبة حاج، وعندها المعاش والمكاسب.
هذا البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس، قال تعالى: ? إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ? [سورة آل عمران: 96 - 97]. وهو في واد غير ذي زرع، وضع فيه إبراهيم الخليل ابنه إسماعيل وأمه ودعا ربه متضرعا: ? رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ? [سورة إبراهيم: 37].
والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام دعا ربه عز وجل أن يجعل ذريته موحدين مقيمين للصلاة التي هي من أخص وأفضل العبادات الدينية، ودعاه أيضا أن يجعل أفئدة - أي قلوبا - من الناس تحبهم وتحب الموضع الذي هم ساكنون فيه، فأجاب الله تعالى دعاء خليله، فأخرج من ذرية إسماعيل محمدا - صلى الله عليه وسلم - سيد الأنبياء والمرسلين وإمام الموحدين، فدعا إلى الدين الإسلامي وإلى ملة إبراهيم، فاستجابوا وصاروا مقيمين للصلاة. وافترض الله حج هذا البيت وجعل فيه سرا عجيبا جاذبا للقلوب، فهي تحجه ولا تقضي منه وطرا على الدوام، بل كلما أكثر العبد التردد إليه ازداد إليه شوقه وعظم ولعه وتوقه. وجعل سبحانه هذا البلد أيضا آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء، فإنك ترى مكة كل وقت والثمار فيها متوفرة والأرزاق تتوالى إجابة لدعوة خليله عليه السلام وفضلا منه سبحانه على هذا البلد الحرام وأهله.
ومن خصائص هذا البلد أيضا أنه بلد حرام حرمه الله. ففي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: ((إن هذا البلد حرمه الله، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها)) متفق عليه.
ومن خصائصه أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما عداه. فعن ابن الزبير - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي)) رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وإسناده صحيح، وصححه ابن عبد البر، وحسنه النووي في شرح مسلم.
وأصل الحديث في مسلم من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - بدون زيادة: ((وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي)). وقد روي موقوفا، قال ابن عبد البر: ومن رفعه أحفظ وأثبت من جهة النقل. وقال أيضا بعد أن ساق الحديث مرفوعا من طريق حبيب المعلم: وليس في هذا الباب عن ابن الزبير ما يحتج به عند أهل الحديث إلا حديث حبيب هذا. وقال: ولم يرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه قوي ولا ضعيف ما يعارض هذا الحديث، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم، وهو حديث ثابت لا مطعن فيه لأحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خصائصه أنه لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد هو أحدها. ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - يبلغ به عن النبي عن - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى)).
ومن خصائصه أن شرع الله لعباده الحج إليه، وأمر خليله بتطهيره من الأدناس وأعظمها الشرك بالله، وأمره بالأذان في الناس ليحجوا بيت الله، يقول تعالى: ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ? [سورة آل عمران: 97]، وقال تعالى: ? وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ? [سورة البقرة: 125]،
وقال عز وجل: ? وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ *وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ? الآية [سورة الحج الآية 26 - 28]. والمنافع في هذه الآية هي منافع الدنيا والآخرة كما قال مجاهد رحمه الله.
وفضائل الحج كثيرة قد وردت بها النصوص، فمنها الآية المتقدمة، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - حين سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)) متفق عليه. وحين قالت عائشة رضي الله عنها: ((يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري.
واختلفت عبارات السلف في تفسير الحج المبرور، فمنهم من قال: الذي لا يخالطه إثم، ومنهم من قال: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وقيل: الذي لا معصية بعده، يجمعها أنه الذي يؤدى تقربا لله وطاعة له خالصا من أدران الشرك صغيره وكبيره والبدع والمعاصي، ويكون حاملا لصاحبه على إحسان العمل بعده.
ومن كانت هذه صفة حجه كان مقبولا مأجورا، يقول صلى الله عليه وسلم: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) متفق عليه، وفي رواية لمسلم: ((من أتى هذا البيت فلم يرفث)). . . الحديث،
وهذه الرواية أعم من التي قبلها. والرفث: قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم: إنه الجماع، والفسوق قالا: إنه المعاصي. ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))، صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجاه في الصحيحين.
والحج أيها الإخوة في الله واجب على كل مسلم استكمل شروطه، بل هو أحد أركان الإسلام ودعائمه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس)) وذكر منها: ((وحج بيت الله الحرام)) أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وقد أوجبه الله على عباده بقوله سبحانه: ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ? [سورة آل عمران: 97]. وقد روى سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: (لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين).
ووجوبه ثابت بإجماع المسلمين ومعلوم بالضرورة من الدين، فمن جحد وجوبه كفر. ووجوبه مرة في العمر؛ لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ((خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إن الله كتب عليكم الحج) فقام الأقرع بن حابس فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال: لو قلتها لوجبت، الحج مرة فما زاد فهو تطوع)) رواه الخمسة إلا الترمذي، وأصله في مسلم من حديث أبي هريرة.
وشروط الحج خمسة: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والاستطاعة وهي الزاد والراحلة، وتزيد المرأة وجود المحرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينبغي للمسلم إذا أراد الحج وعزم على السفر أن يوصي أهله بتقوى الله، وأن يتخلص مما عليه من حقوق الناس، أو يكتب ما له وما عليه ويشهد على ذلك، ثم أيضا يجب عليه التوبة إلى الله عز وجل، قال تعالى: ? وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [سورة النور: 31]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)).
وعند تجرد العبد من ثيابه ولبسه لإحرامه واستعداده لأداء المناسك ينبغي أن يتذكر بذلك الموت والاستعداد له وما يكون بعده.
وعند إهلاله بالإحرام يجب عليه أن يجرد نيته لله عز وجل، ولا ينو بحجه عرضا من الدنيا فإنها متاع زائل، قال تعالى: ? مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [سورة هود الآية 15 - 16]، وهذا واجب في كل العبادات ومنها الحج. وبعد إهلاله بالإحرام ينطلق إلى البيت الحرام ويطوف بالكعبة، وهذا الطواف طواف العمرة للمتمتع وطواف القدوم للقارن والمفرد.
وبعد السعي في حق المتمتع يحلق شعره أو يقصر ثم يحل إحرامه.
وفي يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة يذهب الحجاج إلى منى، ويحرم المتمتع بالحج، ويبيتون تلك الليلة بمنى استحبابا، ثم ينطلقون في اليوم التاسع إلى عرفة بعد طلوع الشمس ويبقون بها ويخطب بهم الإمام أو نائبه بعد الزوال، ويصلون الظهر والعصر قصرا وجمعا، ثم يتفرغون لذكر الله ودعائه إلى الغروب، وهذا الموطن من المواطن العظيمة التي يباهي الله بالحجاج ملائكته، فيوم عرفة يوم مشهود؛ ففي صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله - عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء)). فينبغي للحاج أن يكثر من الذكر والدعاء وخاصة قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
وبعد الغروب ينطلق الحجاج إلى مزدلفة، فإذا وصلوها صلوا بها المغرب والعشاء، المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين جمعا بأذان وإقامتين، ويبيت الحجاج بها تلك الليلة، ويجوز للضعفة من النساء والصبيان ونحوهم الدفع إلى منى آخر الليل، أما غيرهم فيقيمون بها إلى صلاة الفجر. وبعد الصلاة يقفون عند المشعر الحرام ويستقبلون القبلة ويكثرون من ذكر الله وتكبيره والدعاء إلى أن يسفروا جدا، ثم يذهبون إلى منى فيرمون جمرة العقبة، ثم يذبح المتمتع والقارن هديه، ثم يحلقون رؤوسهم ويتوجهون إلى مكة ويطوفون بالبيت طواف الإفاضة، ثم يعودون إلى منى ليبيتوا بها تلك الليلة.
وفي اليوم الحادي عشر بعد الزوال يبدأ وقت الرمي، فيرمي الحاج الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى كل واحدة بسبع حصيات، ويبيت بمنى تلك الليلة، ويفعل في اليوم الثاني عشر كما فعل في اليوم الذي قبله. ويبيت بمنى تلك الليلة من أراد التأخر، أما المتعجل فعليه أن يخرج من منى قبل غروب الشمس.
فإذا أنهى الحاج أعمال الحج وجب عليه طواف الوداع متى أراد مغادرة مكة.
إخواني، ليس المقصود من الحج تلك الأعمال فقط، وليس المراد مجرد إتعاب البدن أو بذل المال، إنما المقصود الأعظم هو تحقيق التقوى وما يحصل في القلب ويقوم به من معاني العبودية والخضوع والانقياد لأمر الله وتعظيم شعائره، يقول الله تعالى: ? ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ? [سورة الحج: 32]، ويقول جل وعلا: ? الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ? [سورة البقرة: 197]، ويقول - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى ألوانكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعمالكم)).
إخواني الحجاج، إنكم قد قدمتم هذا البلد الأمين طائعين لله راغبين فيما عنده، فاستغلوا هذا الموسم في الازدياد من الطاعات، والإكثار من القربات والبعد عن المعاصي والمنكرات، احرصوا أن يكون حجكم سالما في المخالفات الشرعية حتى تكونوا ممن كتب الله لهم حجا مبرورا. والحج أيضا فرصة للتعارف بين المسلمين وتدارس قضاياهم، فإن هذا هو ديدن المسلمين، فإنهم كما قال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
إخواني الحجاج، أوصيكم بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والاجتماع على الحق، وتحقيق معنى الأخوة الإسلامية. تجنبوا الشقاق والجدال فيما لا فائدة فيه، فإنه يورث الخلاف والنزاع وتفريق صف المسلمين. عظموا هذا البلد الحرام واعرفوا له قدره وحرمته، وإياكم والسعي فيما يخل بأمنه أو يعكر صفو هذه الشعيرة العظيمة، فإن هذا من أعظم الجرم، وقد توعد الله من هم بذلك ونحوه بالعذاب الأليم، قال تعالى: ? وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ? [سورة الحج: 25]، هذا في حق من أراد ولم يفعل فكيف بمن فعل والعياذ بالله. ثم ينبغي لكم حجاج بيت الله التقيد بالأنظمة التي وضعتها الدولة؛ لأنها إنما وضعت للمصلحة العامة، تسهيلا لضيوف بيت الله، حتى يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، آمنين مطمئنين، فعلينا جميعا التعاون مع المسؤولين بالالتزام بهذه الأنظمة وعدم الإخلال بها.
هذا والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما يرضيه، وأن يمن علينا بفضله ورحمته، ويعين حجاج بيت الله على أداء مناسكهم في أمن ويسر وسهولة، ويجعله خالصا لوجهه سبحانه، مقبولا مبلغا لمرضاته، وأن يوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين ويجزيها عن المسلمين خير الجزاء على ما يولونه لحجاج بيت الله من خدمات لتسهيل أداء هذه الشعيرة وما بذلوه ويبذلونه في الحرمين الشريفين والمشاعر من مشاريع عظيمة نافعة قد لمس نفعها كل من حج أو اعتمر، فجزاهم الله عن المسلمين خيرا وأعانهم وسددهم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره وسلم تسليما كثيرا.
المصدر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) ع: 59 ص 7
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:12]ـ
جزى اللَّهُ العلَّامةَ عبد العزيز آل الشَّيخ خيرًا،ونفع به.(/)
مناظرة الشيخ سعد الحميد مع الإباضي الظافر لأول مرة مرتبة على النت.
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 12:45]ـ
http://alabadyah.com/indexform.php?id=45
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 03:13]ـ
جزاك لله خيرًا يا أبا عاصم.
وبارك الله في شيخنا أبي عبد الله سعد الحميد ونفع به.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 03:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الفارس]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 02:34]ـ
سبحان الله فرق كبير بين ردود طلبة العلم و بين ردود العلماء
بارك الله في من رتب هذه الهدية و من نقلها و أطال الله في عمر الشيخ سعد الحميد و بارك في علمه فو الله ان المسلم البسيط ليفرح بوجود أصحاب البصرالنافذ و العقل الكامل ... و الحمد لله
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 01:32]ـ
بارك الله فيكم جميعا.(/)
هل هناك مناقشة لكتاب: إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام
ـ[نورالدين محمود على]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 01:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك من قام بتفنيد أدلة هذا الكتاب: إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 07:59]ـ
للرفع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 03:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الكتاب مبني على عدة أمور:
- التشنيع على المخالف باستعمال عبارات بلاغية ليس لها نصيب علمي من باب التهويل للتأثير في العوام.
- الاستناد إلى بعض إطلاقات أهل العلم التي قرروا فيها أن اللحية من السنن أو أن حلقها مكروه، ومن المعلوم أن هذه العبارات تطلق بالاشتراك على الواجبات والمحرمات على الترتيب.
- العبث في اختيار الأقوال الأصولية التي تخالف المهيع المعروف عند علماء الأصول في أن الأمر يفيد الوجوب لا سيما إذا اقترن بالقرائن.
- إغفال التصريح الكثير في كلام أهل العلم بحرمة الحلق، وبأن ذلك إجماع أهل العلم، وبأن الأمر فيه على الوجوب.
ـ[نورالدين محمود على]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 09:50]ـ
جزاكم الله خيرا ... هل أطمع في بعض التفاصيل لطريقة رده على آراء العلماء , وبيان المنهج الذي يتبعه ... ونحو ذلك ... لا حرمنا الله من علمكم.
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 09:50]ـ
من هو مؤلف الكتاب؟؟
ـ[عبوش عوض]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 08:48]ـ
حتى العنوان لا يشجع على فتح الكتاب مما به من الركاكة واللحن الظاهر: " إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام "!!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 08:56]ـ
(عبوش عوض)،
يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره .. لا تتوقع منه أن يقول: أفهام .. ثم يقول: حراماً .. فيفسد بذلك النظم.
وصاحب هذا الكتاب يذكرني بما أظهره بعض الحمقى مؤخراً وفيه أن حجاب المرأة سنة وليس بواجب .. والله المستعان.(/)
هل هذه الصورة "في باب الإيمان" ممكنة الوقوع؟ (أقوالا لعلماء السلف)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 03:08]ـ
هل يمكن أن يُتصور أن رجلا من المسلمين تاركا لأعمال الجوارج الواجبة المفروضة كأركان الإسلام مثلا، ثم هو يتقرب إلي الله بالنوافل والمستحبات كأن يأتي زوجته طاعة، ويميط الأذى عن الطريق تعبدا، فهل ممكن أن تقع هذه الصورة مع ذكر من نص على وقوعها من أئمة أهل السنة المعتبرين، وإذا كانت ممكنة الوقوع ونص عليها علماء معتبرون، ماحكم صاحبها هل يقال عنه أنه أتى بجنس العمل لذلك هو من أهل الإيمان؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 02:16]ـ
يرفع للمدراسة
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 11:56]ـ
سبحان الله ولا تعليق أين إخواننا الذين يهتمون بالعقيدة.
أين أهل نجد (ابتسامة)؟
ـ[المسندي]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 03:20]ـ
صاحب هذه الحال كافر لا ايمان له وقد نقل عبدالله العقيلي اجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة اخرجه الترمذي.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 09:44]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (14/ 120). ((وهنا أصول تنازع الناس فيها، منها أن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح،وإنما يظهر نقيضه من غير خوف؟ فالذي عليه السلف والأئمة وجمهور الناس أنه لابد من ظهور موجب ذلك على الجوارح … وقد قال النبي صلى الله عليه وسلَّم:" إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ". فبين أن صلاح القلب مستلزم لصلاح الجسد، فإذا الجسد غير صالح دل على أن القلب غير صالح. والقلب المؤمن صالح، وعلم أن من يتكلم بالإيمان ولا يعمل به لا يكون قلبه مؤمناً. ا. هـ))
علماً بأن هذه الصورة تكاد تكون مستحيلة الوقوع بل لا يمكنك الشهادة على أحد بأنه لم يعمل شيئاً من الصالحات في عمره غير أن علماء أهل السنة يذكرون هذه الصورة في حال تقرير التلازم بين الظاهر والباطن
فالمرجئة يرون في هذا انه مؤمن مكتمل الإيمان لأن الإيمان عندهم شيئٌ واحد إذا ذهب بعضه ذهب كله
ولمعرفة المزيد حول هذه المسألة وغيرها من مسائل الإيمان يراجع المجلد السابع من فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله(/)
سلسلةُ من كان فرد زمانه في فنه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 08:11]ـ
قال السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء (93/ 1):
فائدة:
رأيت بخط الحافظ الذهبي:
من كان فرد زمانه في فنه
أبو بكر الصديق في النسب عمر بن الخطاب في القوة في أمر الله عثمان بن عفان في الحياء علي في القضاء أبي بن كعب في القراءة زيد بن ثابت في الفرائض أبو عبيدة بن الجراح في الأمانة ابن عباس في التفسير أبو ذر في صدق اللهجة خالد بن الوليد في الشجاعة الحسن البصري في التذكير وهب بن منبه في القصص ابن سيرين في التعبير نافع في القراءة أبو حنيفة في الفقة ابن إسحاق في المغازي مقاتل في التأويل الكلبي في قصص القرآن الخليل في العروض فضيل بن عياض في العبادة سيبويه في النحو مالك في العلم الشافعي في فقه الحديث أبو عبيدة في الغريب علي بن المديني في العلل يحيى بن معين في الرجال أبو تمام في الشعر أحمد بن حنبل في السنة البخاري في نقد الحديث الجنيد في التصوف محمد بن نصر المروزي في الاختلاف الجبائي في الاعتزال الأشعري في الكلام محمد بن زكريا الرازي في الطب أبو معشر في النجوم إبراهيم الكرماني في التعبير ابن نباتة في الخطب أبو الفرج الأصبهاني في المحاضرة أبو القاسم الطبراني في العوالي ابن حزم في الظاهر أبو الحسن البكري في الكذب (ابتسامة) الحريري في مقاماته ابن منده في سعة الرحلة المتنبي في الشعر الموصلي في الغناء الصولي في الشطرنج الخطيب البغدادي في سرعة القراءة علي بن هلال في الخط عطاء السليمي في الخوف القاضي الفاضل في الإنشاء الأصمعي في النوادر أشعب في الطمع معبد في الغناء ابن سينا في الفلسفة. ا. هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 09:09]ـ
في الكشكول للعاملي عن الصفدي _وهو معاصر لللذهبي_ نحو كلام الذهبي:
قال:"جماعة رزقوا السعادة ولم يأت بعدهم من نالها ... ثم ذكر من تقدم وبدأ بعلي بن أبي طالب ولم يذكر من قبله (والعاملي الناقل عن الصفدي متهم بالرفض)
وزاد _يعني الصفدي_:
ابن الكلبي الصغير في النسب
أبو الحسن المدايني في الأخبار
محمد بن جرير الطبري في علوم الأثر
وقال: البخاري في نقد الصحيح
عبد الرزاق في ارتحال الناس إليه
إياس في التفرس
عبد الحميد في الكتابة والوفا
أبو مسلم الخراساني في علو الهمة والحزم
الفضل بن يحيى في الجود
جعفر بن يحيى في التوقيع
ابن زيدون في سعة العبارة
ابن القرية في البلاغة
الجاحظ في الأدب والبيان
البديع الهمداني في الحفظ
أبو نواس في المطايبات والهزل
ابن حجاج في سخف الألفاظ
المتنبي في الحكم والأمثال شعراً
الزمخشري في تعاطي العربية
النسفي في الجدل
جرير في الهجاء الخبيث
حماد الراوية في شعر العرب
معاوية في الحلم
المأمون في حب العفو
عمرو بن العاص في الدهاء
الوليد في شرب الخمر
أبو موسى الأشعري في سلامة الباطن
وقال: ابن البواب في الكتابة (هو علي بن هلال المتقدم في كلام الذهبي)
وقال: القاضي الفاضل في الترسل
العماد الكاتب في الجناس
ابن الجوزي في الوعظ
أبو نصر الفارابي في نقل كلام القدماء ومعرفته وتفسيره
حنين بن إسحق في ترجمة اليوناني إلى العربي
ثابت بن قرة في تهذيب ما نقل من الرياضي إلى العربي
ابن سينا في الفلسفة وعلوم الأوائل
الإمام فخر الدين في الإطلاع على العلوم
السيف الآمدي في التحقيق
النصير الطوسي في المجسطي
ابن هيثم في الرياضي
نجم الدين الكاشي الكاتبي في المنطق
أبو العلاء المعري في الاطلاع على اللغة
أبو العينا في الأجوبة المسكتة
مزيد في البخل
القاضي أحمد بن أبي دؤاد في المروة وحسن التقاضي
ابن المعتز في التشبيه
ابن الرومي في التطير
أبو محمد الغزالي في الجمع بين المعقول والمنقول
أبو الوليد بن رشد في تلخيص كتب الأقدمين الفلسفية والطبية
محيي الدين بن عربي في علم التصوف
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 10:22]ـ
/// الموصلي صاحب الغناء هو: إسحاق بن إبراهيم بن ميمون الموصلي النديم توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين وكان متفننا في كثير من العلوم ولكنه اشتهر بالغناء
/// أبو معشر صاحب علم النجوم هو: جعفر بن محمد البلخي تعلم هذا العلم بعد سبع وأربعين سنة من عمره وكان أولا من أصحاب الحديث _نسأل الله الثبات وحسن الخاتمة_ توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين
/// إياس هو ابن معاوية بن قرة المزني مشهور بالزكن يعني الفراسة
/// ابن القِرّية هو أيوب بن زيد بن قيس بن زرارة يقال أبلغ من ابن القِرّية
والقرية جدته واسمها خماعة بنت جشم
/// ابن حجاج هو: الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر كان ذا مجون وخلاعة وسخافة وكان من كبار الشيعة
رآه أحمد بن الخازن في المنام بعد موته فسأله عن حاله فأنشده:
أفسد حسن مذهبي ............ في الشعر سوء مذهبي
وحملي الجد على ............... ظهر حصان اللعب
لم يرض مولاي على. ............. سبي أصحاب النبي
وقال لي ويلك يا ... .......... أحمق لم لم تتب
من سب قومٍ من رجا ........... ولاءهم لم يخب
رمت الرضا جهلاً بما ............ أصلاك ذات اللهب
/// الوليد المذكور في شرب الخمر هو ابن عقبة أسلم يوم الفتح
وكتب الأدب فيها الغث والسمين
/// مزيد أخباره في البخل عند الحصري في جمع الجواهر ولم أعرفه
/// أبو الحسن البكري هو: أحمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن البكري ترجمه الذهبي في الميزان
/// ومعبد المشهور بالغناء هو معبد بن وهب أبو عباد المدنى مات سنه ست وعشرين ومائة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 10:58]ـ
وفقك الله
من أبو محمد الغزالي؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 11:16]ـ
لا أدري
لعله أبو حامد محمد الغزالي
يحرر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 11:24]ـ
يبعد أن يكون هو أبا حامد الغزالي؛ لأن الغزالي كان أبعد ما يكون عن معرفة المنقول، إنما كان تبريزه في المعقول وعلوم الكلام.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 11:36]ـ
يحتمل
لكن تذكرت قول الغزالي في مقدمة المستصفى:
"وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول ولا هو مبني على محض التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد"
فقلت لعلّ الصفدي نظر إليها من هذه الناحية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:14]ـ
من كان رأس طائفته في عصره
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص356
قال الذهبي: كان في هذا العصر (يعني في عصر القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر 393 هـ ـ 422 هـ)
رأس الأشعرية أبو إسحاق الإسفرايني
ورأس المعتزلة القاضي عبد الجبار
ورأس الرافضة الشيخ المقتدر
ورأس الكرامية محمد بن الهيصم
ورأس القراء أبو الحسن الحمامي
ورأس المحدثين الحافظ عبد الغني بن سعيد
ورأس الصوفية أبو عبد الرحمن السلمي
ورأس الشعراء أبو عمر بن دراج
ورأس المجودين ابن البواب
ورأس الملوك السلطان محمود بن سبكتكين
قلت (السيوطي):و يضم إلى هذا:
رأس الزنادقة الحاكم بأمر الله
ورأس اللغويين الجوهري
ورأس النحاة ابن جني
ورأس البلغاء البديع
ورأس الخطباء ابن نباتة
ورأس المفسرين أبو القاسم بن حبيب النيسابوري
ورأس الخلفاء القادر بالله ـ فإنه من أعلامهم تفقه و صنف و ناهيك بأن الشيخ تقي الدين ابن الصلاح عده من الفقهاء الشافعية و أورده في طبقاتهم و مدته في الخلافة من أطول المدد. ا. هـ
وأخذ ما ذكره الذهبي الصفديُ في الوافي
وقال في رأس الرافضة الشيخ المفيد أما ما وقع في تاريخ الخلفاء عن الذهبي من أنه الشيخ المقتدر فلم أدر كيف هو فليحرر
/// والشيخ المفيد هو: أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ويعرف أيضاً بابن المعلِّم
ومن الطرائف
أن ابن المعلم شيخ الرافضة ومتكلمها حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له إذ أقبل القاضي أبو بكر الاشعري (يعني الباقلاني) فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه وقال لهم: قد جاءكم الشيطان فسمع القاضي كلامه وكان بعيدا من القوم فلما جلس أقبل على ابن المعلم وأصحابه وقال لهم قال الله تعالى:"انا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا"أي إن كنت شيطانا فأنتم كفار وقد أرسلت إليكم
ذكرها الخطيب في تاريخه
/// وابن البواب رأس الكتاب المجودين هو علي بن هلال أبو الحسن البواب أخذ العربية عن ابن جنّي
اشتهر حسن خطه بعد موته
وزاد الصفدي هنا يهوديا كان معاصرا لابن البواب كتب في العبراني مثل ابن البواب في العربي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:26]ـ
/// والبديع رأس البلغاء هو الهمذاني صاحب المقامات
/// وأبو عمر بن دراج رأس الشعراء هو: أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد القسطلّي الأديب شاعر الأندلس
الذي قال فيه ابن حزم: لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن درّاج لما تأخر عن شأو " حبيب " و " المتنبي "
وقال الثعالبي: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام
/// وقد يقال إن رأس المفسرين في ذلك العصر هو ابن مردويه
ورأس اللغويين هو ابن فارس
/// قلت ويضم إلي هذا:
رأس الحنفية في ذلك العصر القاضي أبو عبد الله الصيمري أو أبو الحسين القدوري
ورأس الشافعية أبو حامد الإسفراييني وكان شديدا على أهل الكلام والأشاعرة
ورأس المالكية ابن أبي زيد القيرواني
ورأس الحنابلة الحسن بن حامد
ورأس المتكلمين القاضي الباقلاني
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 02:41]ـ
أبو موسى الأشعري في سلامة الباطن
أخشى أن يكون هذا من التعريض بأبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - .......
فمن المعروف أن البعض يطلق " سلامة الباطن " و يريد بها السذاجة أو الغفلة. و لعل العاملي يعرض بقصة التحكيم المكذوبة الشهيرة ......
و إلا , فما وجه تخصيص أبي موسى - رضي الله عنه - دونا عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي؟
ما رأيك شيخنا المبارك " امجد الفلسطيني "؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:56]ـ
نعم بارك الله فيك ما ذكرته محتمل
ولست بشيخ أكرمك الله(/)
تراصوا واعتدلوا
ـ[سلطان همه]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:09]ـ
حدث بيني وبين أحد الإخوة نقاش حول وضع القدم بجوار القدم في الصلاة، فأصر على أن الواجب تلاصق القدمين بجوار بعضهما دون أدنى فارق يدخل الهواء، وأن يكون هذا التلاصق على الأقل بين الإصبعين الأصغرين لكلا أقدامنا أنا وهو، فهل هذا الأمر فعلا واجب على هذه الصورة، وهل هناك دليل صريح يوجب ذلك .. أرجو الإجابة سريعا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 06:27]ـ
اخي الفاضل اليك فتاوى العلماء في الموضوع
سئل الإمام بن باز-رحمه الله- كما في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة/ الجزء الثاني عشر/ القسم الثالث من كتاب الصلاة:
س/ بعض الناس في الصلاة لا يهتمون بتسوية الصفوف مطلقاً؛ فتراه يتقدم أو يتأخر، ويكون بينه وبين الذي بجانبه فرجة ظاهرة، فما حكم عمل هؤلاء؟ وهل يخل ذلك بالصلاة؟ وما واجب الإمام تجاه ذلك؟.
ج/ الواجب على المصلين: إقامة الصفوف، وسد الفرج بالتقارب، وإلصاق القدم بالقدم، من غير أذى من بعضهم لبعض.
والواجب على الإمام تنبيههم على ذلك، وأمرهم بإقامة الصفوف والتراص فيها؛ عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {أقيموا الصفوف وسدوا الفرج} وقوله صلى الله عليه وسلم: {سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة} وعلى كل مسلم أن يلاحظ من حوله حتى يتعاونوا جميعاً على إقامة الصف وسد الفرج. والله ولي التوفيق.
وقال أيضاً-رحمه الله- في شرحه لرياض الصالحين، باب: (فضل الصف الأول والتراص في الصفوف وتسويتها وإكمال الأول فالأول): شارحاً حديث: جابر بن سمُرة-رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟} فقلنا: يا رسول الله: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: {يتمون الصف الأول، ويتراصون في الصف} رواه مسلم.
قال الإمام بن باز:
هذا الحديث في فضل الصفوف ورصها، وإكمال الصف الأول فالأول، والمشروع للمسلمين أن يصلوا جماعة، وهذا فرض عليهم لازم، أن يصلوا صلواتهم الخمس في جماعة في المساجد، والواجب عليهم أن يصفوا متراصين، وأن يكملوا الصف الأول فالأول، كما شرع لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ذلك وأمرهم به وقال: {صلوا كما رأيتموني أصلي}.
فحديث جابر بن سمرة فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم-أي على أصحابه-فقال: {ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟} قالوا: كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: {يتمون الصفوف الأُول، ويتراصون في الصف} يعني: يجتهدون في إتمام الصفوف الأُول؛ كلما تم صف أكملوا ما بعده.
ثم هم متراصون أيضاً، هذه السنة؛ إكمال الصف الأول فالأول مع التراص، فلا يبدأ في الصف الثاني حتى يُكمل الصف الأول، ولا يبدأ في الثالث حتى يكمل الثاني، وهكذا مع التراص، يعني: التراص الذي لا يؤذي؛ التراص الذي يسد الخلل، ولكن لا يؤذي أحداً؛ لأنه لا يجوز لمسلم أن يؤذي أخاه، فالتراص هو التقارب لكن ليس فيه أذى، ولا مضايقة، القدم في القدم بدون مضايقة، حتى تكمل الصفوف، هذه هي السنة، بل هذا هو الواجب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر به، وأرشد إليه وقال: {صلوا كما رأيتموني أصلي}.
-4 وقد نبه الإمام الألباني على هذه السنة؛ حيث قال كما في سلسلته الصحيحة: (1/ 70) تحت عنوان: سنة متروكة يجب إحياؤها:
استفاضت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها؛ بحيث يندر أن تخفى على أحد من طلاب العلم فضلاً عن شيوخه، ولكن ربما يخفى على الكثيرين منهم أن من إقامة الصف تسويته بالأقدام، وليس فقط بالمناكب، بل لقد سمعنا مراراً من بعض أئمة المساجد -حين يأمرون بالتسوية- التنبيه على أن السنة فيها إنما هي بالمناكب فقط دون الأقدام! ...
ولما كان ذلك خلاف الثابت في السنة الصحيحة؛ رأيت أنه لابد من ذكر ما ورد فيه من الحديث؛ تذكيراً لمن أراد أن يعمل بما صح من السنة؛ غير مغتر بالعادات والتقاليد الفاشية في الأمة.
فأقول: لقد صح في ذلك حديثان:
الأول: من حديث أنس.
والآخر: من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حديث أنس فهو: -31 {أقيموا صفوفكم وتراصوا؛ فإني أراكم من وراء ظهري}. رواه البخاري (2/ 176 - طبعة بولاق) وأحمد (3/ 182و263) والمخلِّص في "الفوائد" (1/ 10/2) من طرق عن حميد الطويل: ثنا أنس بن مالك قال:" أقيمت الصلاة؛ فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه؛ فقال: (فذكره) " زاد البخاري في رواية: " قبل أن يكبر".
وزاد أيضاً في آخره:" وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه".
وهي عند المخلِّص، وكذا ابن أبي شيبة (1/ 351) بلفظ:. " قال أنس: فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه؛ فلو ذهبت تفعل هذا اليوم لنفر أحدكم كأنه بغل شموس" وسنده صحيح أيضاً على شرط الشيخين. وعزاها الحافظ لسعيد بن منصور والإسماعيلي.
وترجم البخاري لهذا الحديث بقوله:" باب: إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف".
وأما حديث النعمان فهو:
- 32 {أقيموا صفوفكم-ثلاثاً- والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم} أخرجه أبو داود (رقم:662) وابن حبان (396) وأحمد (4/ 276) والدولابي في "الكنى" (2/ 86) عن أبي القاسم الجدلي حسين بن الحارث قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: " أقبل رسول صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال: (فذكره) " ..
قال:" فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكبه صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه".
قلت: وسنده صحيح، وعلقه البخاري مجزوماً به، ووصله ابن خزيمة أيضاً في "صحيحه" (1/ 82 - 83) وأقره المنذري في "الترغيب" (1/ 176) والحافظ في "الفتح" (2/ 176) ومن طريق ابن خزيمة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (114/ 396 - موارد).
وفي هذين الحديثين فوائد هامة:
الأولى: وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها؛ للأمر بذلك، والأصل فيه الوجوب؛ إلا لقرينة؛ كما هو مقرر في الأصول، والقرينة هنا تؤكد الوجوب، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: {أو ليخالفن الله بين قلوبكم} فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب كما لا يخفى.
الثانية: أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب، وحافة القدم بالقدم؛ لأن هذا هو الذي فعله الصحابة-رضي الله عنهم- حين أُمِروا بإقامة الصفوف والتراص فيها، ولهذا قال الحافظ في الفتح بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها في الحديث الأول من قول أنس:
"وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته".
ومن المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون، بل أضاعوها، إلا القليل منهم؛ فإني لم أرها عند طائفة منهم إلا أهل الحديث! فإني رأيتهم في مكة سنة: (1368هـ) حريصين على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام، بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة -لا أستثني منهم حتى الحنابلة- فقد صارت هذه السنة عندهم نسياً منسياً، بل إنهم تتابعوا على هجرها والإعراض عنها.(/)
خواطر وتعليقات على مذكرات الشيخ يوسف القرضاوي ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 05:47]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ..
فهذا تقييد لبعض ما عنَّ لي أثناء مطالعتي لمذكرات الشيخ يوسف المسماة ((ابن القرية والكتاب ملامح سيرة ومسيرة))
ولن أذكرها بالترتيب بل بحسب ما تسعفني الذاكرة ...
1 - لعلكم تذكرون موضوعي المظلوم: ((أيتها الدكتوراه اللعينة هل تسمحين لي بهجائك))
والذي أغلق هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111804&highlight=%C3%ED%CA%E5%C7+%C7% E1%CF%DF%CA%E6%D1%C7%E5
ولا يزال مفتوحاً هنا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6979
المهم:
أهدى الشيخ القرضاوي كتابه ((الحلال والحرام)) للشيخ أحمد علي المشرف على رسالة الدكتوراه التي كان الشيخ يعدها وقتها ... تصفح الشيخ الكتاب ثم قال للشيخ القرضاوي:
- كان يمكنك أن تقدم هذا الكتاب باعتباره أطروحة للدكتوراه، وهو جدير بذلك ...
فأجاب القرضاوي: يا فضيلة الشيخ،أنا أريد أن أقدم للدكتوراه رسالة في موضوع أتعب فيه ويكون من خصائصه كذا وكذا ...
فقال الشيخ أحمد علي للقرضاوي: يا عبيط، المهم أولاً أن تأخذ (رخصة) حتى يسموك (الدكتور) يوسف القرضاوي، ثم ألف بعد ذلك ما تشاء ..
قلت (أبو فهر): وهذا الموقف هدية مني لمن جادلوني في كون العرف السائد ولسان حال الناس يقول: الدكتوراه رخصة للكلام في الدين تعادل لفظة عالم ..
يتبع
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 06:02]ـ
أخي الكريم الفاضل أسمح لي بهذه الوقفة.
أولاً: موضوع الدكتوراه لابد أن يوضع في موضعه فلا حاجة لنا بالتضخيم المطلق ولا الحط منها بشكل مطلق أيضاً، ولا بد لطالب العلم أن يشغل وقته ماله أهمية عنده ويعود بالنفع له، ولابد من التقدير في الأمور التي تخص طالب العلم، وهو أيضاً يقدر الفاضل من المفضول، ويعرف ما يستحق أن يهدر فيه وقته مما لا يستحق.
ونعلم جميعاً أن عقول البشر تختلف من شخص إلى شخص، وكذلك تقدير الأمور بمقدارها، وما موضوع الدكتوراه بأكبر أهمية من الإخلاص لله تعالى في تعلم العلم وتعليمه، ثم إن الدكتوراه لا تعطي للشخص عصمة تامة ومع ذلك ننكر تعبه وجهده وبحثه الذي قام به، وكل ما كان الإنسان صاحب أفق واسع ونظرة شاملة، وزاد على هذا الأمر التجرد للحق البعيد عن الهوى والتعصب، إستطاع أن يحكم في كثير من الأمور وفق المطلوب شرعاً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 06:08]ـ
(2)
تكلم الشيخ عن وزير أوقاف الثورة الشيخ أحمد حسن الباقوري، والذي يرى الكثيرون أنه هو الأساس الذي بنى عليه سيد طنطاوي خطته في الدعوة إلى الله وإلى السلطة معاً ... ويرى هؤلاء الكثيرون أن الباقوري هو المعني بقولة عبد الناصر الشهيرة: شيوخ الأزهر يعطونك الفتوى التي تريدها مقابل فرخة ..
دافع القرضاوي عن الباقوري مذكراً الناس بجهاد الباقوري وسابق إخوانيته ...
ثم ذكر كيف كان الباقوري من رجال جمال عبد الناصر ... وكيف تولى الوزارة وكيف فسر قبوله للوزارة بقوله للهضيبي: عفواً يا مولانا،إنها شهوة نفس.
ثم ذكر قصة انقلاب عبد الناصر على الباقوري ولكنه لم يذكرها بدقة فقال الشيخ:
ظل عبد الناصر راضياً عن الباقوري سنين طويلة، حتى بلغه عنه شيء كرهه منه، قيل إنه حديث جرى عنده من الأديب والمحقق الكبير الأستاذ محمود محمد شاكر، وهو رجل معروف عنه بأنه لا يبالي من أصاب بلسانه، لا يخاف لومة لائم، ولا نقمة ظالم، فيبدو أنه -على سجيته- صب جام غضبه على عبد الناصر، ولم يدافع الباقوري عن رئيسه وقائده كما ينبغي، وسُجل الحديث ونقل لعبد الناصر ودافع الباقوري بأنه لم يسمع كلام شاكر، وغضب عبد الناصر على وزيره فعزله من الوزارة.
قلت (أبو فهر): هاهنا ثلاث تصحيحات مكملة:
1 - كان هذا الحديث في بيت الشيخ محمود شاكر وليس عند الباقوري.
2 - اعتذر الباقوري بأنه كان يصلي فلم يستطع الرد.
3 - كان نص الحوار أن أحد الجالسين قد اشتكى لشاكر ما يحدث للإخوان من تعذيب في المعتقلات فغضب شاكر وقال:
والحر ممتحن بأولاد الزنى
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 06:20]ـ
(2)
3 - كان نص الحوار أن أحد الجالسين قد اشتكى لشاكر ما يحدث للإخوان من تعذيب في المعتقلات فغضب شاكر وقال:
وقد يستذل الحر بأولاد الكلاب
الذي قاله محمود شاكر أشد وأنكى، فقد قال:
والحر ممتحن بأولاد الزنى
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 06:23]ـ
نعم نعم صدقت .... وقد تم التعديل ... جزيت خيراً
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 06:26]ـ
(3)
أثناء سرد الشيخ لقصة بحثه عن عروس ذكر هذا الموقف:
رشح لي بعض أبناء قريتي ودعاني والدها لأراها في بيته ... وألقيت نظرة عليها،ولكنها للأسف لم تنل إعجابي ... ولقد تألمت من نفسي أشد الألم، واستبد بي شعور يكويني كياً، كلذع الجمر؛ حيث لم تقع الفتاة موقعها مني، وقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف أسمح لنفسي أن أؤذي مشاعر بنات الناس واحدة تلو الأخرى؟ وكأني وحيد دهري وفريد عصري!
على كل حال،فقد آليت على نفسي ألا أرى الفتاة التي أريد خطبتها بهذه الطريقة الرسمية أبداً. وإنما أفعل ما كان يفعله سيدنا جابر بن عبد الله عندما أراد أن يتزوج فكان يتخبأ حتى يرى من زوجته ما يدعوه إلى زواجها ..
قلت (ابو فهر): وانا ممن يتألم وهو يرى ويرصد ويتابع بعض ما يصنعه نفر من المنتسبين لأهل الديانة من فضائح وهتك لحرمات البيوت،هذا صنع عشرين رؤية وهذا ثلاثين، وهذا يبحث عن صاروخ من الجمال والدين والأدب والعلم كأنا يخطب واحدة من الحور العين ... بلا أدنى مراعاة لمشاعر النساء .. وما هكذا كان هدي سلفنا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 06:37]ـ
(3)
،وهذا يبحث عن صاروخ من الجمال والدين والأدب والعلم كأنا يخطب واحدة من الحور العين ... بلا أدنى مراعاة لمشاعر النساء .. وما هكذا كان هدي سلفنا ...
كنا ذات مرة في حلقة لاحد الشيوخ فجاء رجل وكان يبحث عن امرأة تصلح للزواج فانفرد بالشيخ وبدأ يعطيه مواصفات الزوجة التي يريد
طولها كذا وكذا لونها كذا وكذا إلخ ...
فلما انتهى قال له الشيخ بالدارجة المغربية" صافي تسنا بيا نفصلها ليك"
يعني سوف اصممها لك ان شاء الله ...
بوركت اخي ابافهر ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 07:16]ـ
قال الشيخ:
((وأخونا الشيخ محمد مصطفى الأعظمي من علماء الهند، كان يدرس في الأزهر، وأعتقلوه مع الإخوان في السجن الحربي، وكان يلبس زي الهنود المكون من البالطو الأسود، والقنسوة السوداء، وكان ذا لحية سوداء، وحينما رآه زبانية السجن الحربي قالوا: يا ولاد ...... حتى القساوسة دخلوا فيكم)).
لا تعليق
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 04:01]ـ
للرفع
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 09:20]ـ
بارك الله فيك شيخنا ابافهر.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:17]ـ
يرفع ..
ـ[العز بن خلدون]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 02:24]ـ
حفظ الله العلامة القرضاوي وامد في عمره مع اختلافنا معه في بعض المسائل الا ان الله وضع له القبول في الارض وجاهد في الله حق جهاده بالدعوه ونصرة هذا الدين العظيم ومامن احد الا وله هفوه وسقطه ومن الذي مااساء قط ومن الذي له الحسنى فقط واقيلوا عن ذوي الهيئات عثراتهم.
ـ[أم مها]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 03:58]ـ
جزاكم الله خيرا الاخ العز بن خلدون هكذا هي اخلاق المسلم ولا عزاء للمفلسين
الذين يأتون يوم القيامة بحسنات كجال تهامة لكنهم بهتوا هذا وكذبوا على هذا
واغتابوا و غمطوا الناس حقوقهم ....... فتتحات حسناتهم فلا تبقى منها واحدة
والعياذ بالله!!
نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 12:23]ـ
أخي الكريم الفاضل أسمح لي بهذه الوقفة.
أولاً: موضوع الدكتوراه لابد أن يوضع في موضعه فلا حاجة لنا بالتضخيم المطلق ولا الحط منها بشكل مطلق أيضاً، ولا بد لطالب العلم أن يشغل وقته ماله أهمية عنده ويعود بالنفع له، ولابد من التقدير في الأمور التي تخص طالب العلم، وهو أيضاً يقدر الفاضل من المفضول، ويعرف ما يستحق أن يهدر فيه وقته مما لا يستحق.
ونعلم جميعاً أن عقول البشر تختلف من شخص إلى شخص، وكذلك تقدير الأمور بمقدارها، وما موضوع الدكتوراه بأكبر أهمية من الإخلاص لله تعالى في تعلم العلم وتعليمه، ثم إن الدكتوراه لا تعطي للشخص عصمة تامة ومع ذلك ننكر تعبه وجهده وبحثه الذي قام به، وكل ما كان الإنسان صاحب أفق واسع ونظرة شاملة، وزاد على هذا الأمر التجرد للحق البعيد عن الهوى والتعصب، إستطاع أن يحكم في كثير من الأمور وفق المطلوب شرعاً.
يجب علينا اظهار الحق وفضح الادعياء وفضح الجوائز والمناصب والالقاب المخصصة لمغير المؤهلين ليفسدوا العقول
ـ[الصامت]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 12:51]ـ
الله المستعان، وعليه وحده التكلان.
الحقيقة الدكتوراة شهادة علمية (واردة) إلى بلاد الإسلام وبلاد العرب.
وقد كبر أمرها وعظم شأنها عند الناس، وعوام المسلمين، فكان لازاماً على كثير من المشايخ أن يجاروا الواقع، حتى يصلوا بدعوتهم إلى الناس.
فمثلاً، هناك علماء تعلمت الأمة منهم الكثير، معهم درجة الدكتوراة، أمثال الشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله، والشيخ الدكتور عبد العزيز آلعبد اللطيف، وكثير من الدكاترة الذي قرنوا الطلب الأول بالشهادة.
أي أنهم ثنوا ركبهم عن مشايخهم، وحفظوا المتون، وحازوا الفنون، وقرأوا على العلماء، وبجانب ذلك أخذوا شهادة الدكتوراة.
لكن الحسرة على من ظن أن الدكتوراة تسمن وتغني من جوع، فاكتفى بها، فضل وأضل.
كما هم عندنا في أرض الرباط أكناف بيت المقدس، فإني أعلم زمرة من أصحاب شهادة الدكتوراة يلحنون في سورة الفاتحة!
ويجهلون أسس وقواعد في تخصصاتهم. والله المستعان وعليه وحده التكلان.
هذا بالنسبة للدكتوراة، وهي ليست من لب الموضوع، ولكن تأخذ جانباً منه.
بالنسبة للدكتور القرضاوي، فإن له أخطاء كثيرة، وقد قرأت كتاب للشيخ ناصر الفهد عن أخطاء القرضاوي / العقدية والفقهية وغيرها.
ونتابعكم إن شاء الله، فإن الحق أحق أن يتبع، ولا نعرفه بالرجال، بل نعرف الحق فنعرف أهله.
بارك الله فيك أخي أبو فهر، زادك الله علماً وحكمةً.
ورفع الله قدرك.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 12:57]ـ
قلت (أبو فهر): وهذا الموقف هدية مني لمن جادلوني في كون العرف السائد ولسان حال الناس يقول: الدكتوراه رخصة للكلام في الدين تعادل لفظة عالم ..
قال تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى: ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 03:23]ـ
قال تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى: ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي،
ليتك تتذكر مصدر هذا الكلام وسأكتبه باسمك فى مقالى الذى جمعت فيه أقوال كهذه
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 07:15]ـ
للرفع
فى انتظار التكملة ...(/)
هداية شيعية إلى الحق .. "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا"
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 10:42]ـ
بدأت القصة .. عندما قال لي أحد الأصدقاء الطيبين إنه أحب فتاة شيعية!
وهو عازم على الزواج بها!
فابتدرته قائلا: وهل يحق لك ذلك؟
قال: هي ليست كبقية الشيعة .. بل في غاية الطيبة والبراءة
قلت له: دعني أمتحنها لك ..
فقال لك ذلك ..
وإنما فعلت ذلك حماية لصديقي مما هو واقع فيه وما ينويه
فدعاها ذات يوم ودعاني .. للحوار على برنامج "المرسال" .. أي المسنجر بلغة الخواجات
ودار بيننا ما سيأتي:-
جئت لها بنص من كلام الخميني -فضح الله سره-دون أن أنسبه له .. وسألتها:
هل يمكن أن يقول بهذا الكلام مسلم؟ (وكان الكلام يتضمن القول بتحريف القرآن)
فسكتت ولم تحر ردا .. واشترطت أن تعرف القائل!
المهم .. دار حوار مطوّل .. وصديقي ينظر ..
وكانت نهاية المطاف أنها كغيرها متعصبة لشيوخها ولدينها ..
فكنت أقول له: أرأيت؟
فما زلت به حتى اقتنع!
ودارت الأيام .. وقد احتفظ كلانا ببريد الآخر
فكنت كلما وجدت الفرصة سانحة .. دعوتها .. وذكّرتها
بما يمنّ الله من حجج ويفيض من براهين ..
غير أني لمست فيها صفة شعرت أن الله سيهديها بها .. مع ما تملكه من جحود لدرجة موافقة علمائها بزعم التحريف! .. قالتها هكذا:"وما المانع أن يكون تحرّف بأيدي الصحابة" (!!)
هذه الصفة .. هي الاستماع برغم قسوتي في أحيان كثيرة
مع أدب عجيب ..
وهو ما كان يحملني قسرا على الحلم بله التحلّم
وإنما كنت أغضب لما أسمعه منها من كفر صريح
فلما قالت الكلمة الآنفة الذكر عن القرآن .. دعوت عليها!
وقلت: أمرضك الله بحمى تقعدك الفراش فلا تقومي حتى تعلمي أن الله حق
وما هي إلا أيام .. حتى مرضت فعلا .. وبتعبيرها "مرضة لئيمة"
فكانت هذه أول انتباهة منها لما هي عليه من ضلال
حيث جاءت بعد غياب طويل وأنطقها الله بأنه سبحانه أجاب دعائي!
من الطريف أني لما ذكرت هذا للشيخ الدكتور ماهر قال لي معاتبا:
أصبحت درويشا صوفيا؟!
ثم قال: إن الداعية لابد أن يترفّق .. لا أن يدعو على الناس
فقلت للشيخ: صدقتم .. غير أني غضبت لمجاهرتها بأشياء تشمئز من سماعها النفوس الموحدة
ثم مرت أيام وليال
وكان هذا النقاش .. مؤثرا وإليكموه:-
قلت لها: تخيلي أنه طلب منك توليف كتاب في العربية ..
فلما ألّفتيه
إذا هو محتوٍ على كل شيء إلا على الأصول منها
ماذا سيقول عنك الناس؟
بلهاء أو مجنونة .. أليس كذلك؟
قالت: بلى!
قلت هذا كتاب الله ليس صفحة أو صفحتين .. بل هو مجلد كبير
فيه الصلاة والصيام والحج والزكاة وصلة الأرحام والجهاد والأخلاق .. حتى الحيض
فأين الإمامة .. التي هي ركن أصيل تكفّرون على أساسها الناس؟
فجاءت بآية"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"
فقلت لها .. إيت بالقرآن .. وافتحي صفحة كذا ..
واقرئي السياق
ثم ابتدرتها: عمن تتحدث الآية؟
قالت: عن بني إسرائيل
قلت: أحسنت
ثم عقبتُ, قائلا: أنت باستطاعتك أن تكوني إمامة لو أردت
ذلك أن الله يقول: لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون
فمن حقق هذين الشرطين صار إماما بحسبهما
ثم سألتها: هل يجوز أن تدعي الله: اللهم اجعلني للمتقين إمامة؟
فكرت .. ثم قالت: نعم
قلت: أحسنت
لأن من دعاء المؤمنين: واجعلنا للمتقين إماما .. كما في القرآن العظيم
ثم أردفت:
إذن الإمامة في القرآن .. لا علاقة لها بالمفهوم الشيعي ألبتة ..
---------
انتهى
وبعد يومين .. أرسلت لي رسالة من كلمة واحدة .. "باركلي .. "
فلا أذكر أني سعدت في يوم كيومي هذا ..
والحمد لله أولا وآخرا
والسلام عليكم
ملاحظة: العجيب أن صاحبنا المذكور عدل عن الزواج بها
وعجبي (!)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 10:54]ـ
ابكيتني للمرة الثانية .....
ـ[أمل*]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 01:47]ـ
أخي الكريم، وهل يجوز محادثة المرأة الغريبة على المسنجر بهدف الدعوة إلى الله؟
ـ[النعمان]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 01:52]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم
نسأل الله لها الثبات على الحق حتى الممات
ـ[النعمان]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 01:57]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم
نسأل الله لها الثبات على الحق حتى الممات
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 01:57]ـ
شكر الله لكما أخوي الكريمين
أختي الفاضلة أمل
إن كان المقصود بالسؤال النصح .. فجزاك الله خيرا
وإن كان الاستفهام الحقيقي .. فالجواب أن ضوابط التواصل بين الجنسين معلومة
فإذا لم تكن ثم حاجة فأميل للمنع
ولكن لو كان ثمّ امرأة .. تسأل عن الإسلام .. ويرجى لها الهداية
فهل يقال بعدم التواصل والسعي في هدايتها .. بحجة سد الذريعة والحاصل أنها مجرد كلمات مكتوبة؟
الجواب:لا .. ولو بالصوت والمشافهة
والضابط في ذلك التقيد بالضوابط الشرعية المعلومة
مع مراقبة الله بلحظ النية
والله الموفق
ملاحظة: الأولى في مثل هذه الاعتراضات أن تكون مستقلة كرسالة خاصة ونحوها خصوصا إن كان للنصح
حتى لا ينحرف الموضوع عن مساره المرجو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 02:25]ـ
من قال بالتحريم يلزمه الدليل ....
وكلام الاخ ابو القاسم واضح وبين وإن كنت لااوافقه في بعض الامور فالمرجوا عدم تحريف مسار الموضوع ...
ـ[أبو معاذ الألوكي]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 06:37]ـ
من قال بالتحريم يلزمه الدليل ....
أخي الحبيب إما م الإندلس: الأدلة على التحذير من محادثة النساء والبساطة في الكلام .. أكثر
من أن تحصر في كتاب الله وسنة رسوله (ص) والله عزوجل يقول (ينساء النبي لستن كأحد من النساء
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا) أخي: من مناّ يقول
ليس في قلبي مرض .. أو ميل إلى النساء .. فالحذر الحذر قد تقول هذا خاص في نساء النبي (ص)
والمؤمنات فأقول لك .. أخي إذا كان خاص بنساء المؤمنين فغيرهن من باب أولى ..
قوله (ص) في حادثة صفية عندما ذهب يشيعها ... (على رسلكم إنها صفية ... قالوا يارسول الله ..
قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .. الحديث أخي إمام الإندلس أعلم أن في عبارتي قسوة على
أبو القاسم فليس قصدي القسوة ذات القسوة،لا والذي نفسي نفسي بيده .. إني أخاف عليه من
العواقب فوالله إني أعرف كثيراً من طلابة العلم الذين كانوا يتساهلون في محادثة النساء .. بحجة
الدعوة والمصلحة والأن تغيرت أحوالهم من الضلالة إلى الهدى ومن النور إلى الظلمات ..
نسأل الله العافية والسلامة والثبات حتى الممات ..
وأخيراً:
والله إن العزة كل العزة في ترك النساء على الخاص والعام
مهما كانت الظروف وو الله إن الذل كل الذل في محادثة
النساء سواء على الخاص أو غيره ... وكم زلت قدم بسبب النساء
وكم إنحرف من مستقيم ... فالله الله ياأخوان الحذر الحذر ...
فوالله إنهن ... وليتذكر كل منا قوله تعالى:
(يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولاتتبعوا خطوات
الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بسوءوالفحشاء وأن
تقولوا على الله مالاتعلمون ... ) الاية
ـ[أبو معاذ الألوكي]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 06:47]ـ
وكلام الاخ ابو القاسم واضح وبين وإن كنت لااوافقه في بعض الامور
أخي الحبيب إن كنت لاتوافقه فلماذا لاتناصحه!! أعلم أنك ستقول سوف أناصحه على الخاص
أخي إذا أخطأ على الملاء فلماذا لاتصحح له؟؟
لكي لا توهم غيرك أن كلامه عن الحق وهذه للمرة الثانية تقول فيها أنك بكيت!!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 01:10]ـ
أخي الحبيب إما م الإندلس: الأدلة على التحذير من محادثة النساء والبساطة في الكلام .. أكثر
من أن تحصر في كتاب الله وسنة رسوله (ص) والله عزوجل يقول (ينساء النبي لستن كأحد من النساء
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا) أخي: من مناّ يقول
ليس في قلبي مرض .. أو ميل إلى النساء .. فالحذر الحذر قد تقول هذا خاص في نساء النبي (ص)
والمؤمنات فأقول لك .. أخي إذا كان خاص بنساء المؤمنين فغيرهن من باب أولى ..
قوله (ص) في حادثة صفية عندما ذهب يشيعها ... (على رسلكم إنها صفية ... قالوا يارسول الله ..
قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .. الحديث أخي إمام الإندلس أعلم أن في عبارتي قسوة على
أبو القاسم فليس قصدي القسوة ذات القسوة،لا والذي نفسي نفسي بيده .. إني أخاف عليه من
العواقب فوالله إني أعرف كثيراً من طلابة العلم الذين كانوا يتساهلون في محادثة النساء .. بحجة
الدعوة والمصلحة والأن تغيرت أحوالهم من الضلالة إلى الهدى ومن النور إلى الظلمات ..
نسأل الله العافية والسلامة والثبات حتى الممات ..
وأخيراً:
والله إن العزة كل العزة في ترك النساء على الخاص والعام
مهما كانت الظروف وو الله إن الذل كل الذل في محادثة
النساء سواء على الخاص أو غيره ... وكم زلت قدم بسبب النساء
وكم إنحرف من مستقيم ... فالله الله ياأخوان الحذر الحذر ...
فوالله إنهن ... وليتذكر كل منا قوله تعالى:
(يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولاتتبعوا خطوات
الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بسوءوالفحشاء وأن
تقولوا على الله مالاتعلمون ... ) الاية
أقول له: عمرا فيسمعه سعدا ... ويكتبه حمدا وينطقه زيدا!
أخي الكريم ... كلامك جميل لكن لاعلاقة له بالموضوع وحبذا يكون في موضعه
وارجوا منك وهذه نصيحة لك في الملأ -كي لايغتر الناس على حد تعبيرك- " لا يجوز اختصار عبارة صلى الله عليه وسلم الواجب ذكرها بعد ذكر اسم النبي محمد بـ"ص"
ونصيحة اخرى على الملأ-كي لايغتر الناس على حد تعبيرك -صحح الاية
" يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء .. "الايات
اخي الحبيب يقول السراج البلقيني في محاسن الاصطلاح: " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض ... "
والله تعالى اعلم
..
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 01:45]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم.
ولعلنا لانتعرض لك فتصيبنا بدعائك (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 02:10]ـ
حياك الله أخي إمام
ولا بأس عليك
أخي الحبيب ابن رشد .. لفتة كريمة
ونرجو بهذه المناسبة ألا ينساها الكرام من دعائهم الصالح
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 04:12]ـ
أخي القصة تحتاج منا إلى تفكر
و أن سبيل الدعوة مفتوح والناس بوسعها أن تتقبل لكن أين الرجال؟؟
بارك الله فيك وفي علمك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 04:24]ـ
شكر الله لكم ..
أخي أبا معاذ لا تظن أن عدم ردي يعني العجز .. فكلامك بصراحة يخلو من أي دليل
غير أني أفرّ من الجدال ..
والله الموفق
ـ[باغية التقوى]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 12:49]ـ
جزاك الله خيرا جعل الله هدايتها فى ميزان حسناتك.
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 03:49]ـ
.......
ملاحظة: العجيب أن صاحبنا المذكور عدل عن الزواج بها
وعجبي (!)
جزاك الله خيراً وزادك توفيقاً.
لعلك تتزوجها أو تزوجها فيكمل جميلك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 10:52]ـ
أختي باغية التقوى .. ولكم بمثل .. شكر الله لكم
أخي الفاضل أبا إبراهيم أحيييك على غيرتِك .. وأشكرك على دعائك
ولو كان الأمر مقدورا .. لفعلت ..
والله الموفق
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 01:36]ـ
أخي الكريم، وهل يجوز محادثة المرأة الغريبة على المسنجر بهدف الدعوة إلى الله؟
(1) الظاهر أن الكلام مع المرأة الأجنبية للنصح جائز, فعله النبي (ص) وأصحابه.
دل على ذلك قول الله تعالى:
(يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) -[الأحزاب/32]
ووجه الدلالة أن الله تعالى نهاهن عن بعض الكلام, وهو الكلام بخضوع دل ذلك على أن غير ذلك من الكلام جائز.
(2) حديث الصحيحين من رواية أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَقُولُ لاِمْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ تَعْرِفِينَ فُلاَنَةَ قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ فَإِنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِهَا وَهْىَ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ «اتَّقِى اللَّهَ وَاصْبِرِى». فَقَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّى، فَإِنَّكَ خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتِى. قَالَ فَجَاوَزَهَا وَمَضَى فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقَالَ مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَتْ مَا عَرَفْتُهُ قَالَ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ. فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ».
وبوب له البخاري رحمه الله:- باب قول الرجل للمرأة عند القبر اصبري
(3) ومن فعل أصحاب النبي (ص) حديث أبي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
عن موسى بن يسار رضي الله عنه قال مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف فقال لها أين تريدين يا أمة الجبار قالت إلى المسجد
قال وتطيبت قالت نعم.
قال فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل
رواه ابن خزيمة في صحيحه وصححه الألباني.
اما التفريق بين الماسنجر وغيره فيحتاج إلى دليل.
بقي التنبيه على أن العلماء رحمهم الله نصوا على أن من صور الخضوع بالقول -غير التكسر في الكلام-الاسترسال في الحديث لغير حاجة, وهذا ضابط مهم جداً.
وفق الله الجميع, وعذراً لصرف الموضوع عن أصله لكنها مسألة عرضت واحتيج لمدارستها.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 12:40]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم
نسأل الله لها الثبات على الحق حتى الممات
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 12:18]ـ
سأؤلف كتابا عنوانه:
كرامات أبي القاسم!! " أنياب "
زادكم الله توفيقاً.(/)
عليكم بالصدق .. وإياكم والكذب::: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 02:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم بالصدق .. وإياكم والكذب
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1395 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1395)
http://www.rslan.com/images/index/assidko.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1395)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1395[/ ... ]
ـ[ابن رشد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 02:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ماذا أقول لهذا المسكين؟ لا يستطيع الدعاء
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 10:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
له ذنوب كثيرة عظيمة - كما يقول -، وهو في كروب مستديمة، وكلما رفع يده سائلا رب السماء، تذكر خطاياه فاستحيا من الدعاء، وهو إذ ذاك تسيل عبراته ويجهش بالبكاء .. فما أقول له؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 03:23]ـ
اخي عبدلملك
ابليس لعب عليه وساوس الله المستعان
قل لصاحبك ان يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو ويحسن الظن بالله ويبشر بالخير
(فإن لم يفعل) ستكون عليه وساوس قوية وسوف يترك الصلاة بحجة انه مذنب وصعب يصلي وهو ذنوبه كبير فلا بد من الحياء من الله وبعدين اصلي!!!!!!!!!
لاحول ولاقوة الا بالله
فالعزة لله وذلة للشيطان والله اكبر
ـ[جمانة انس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
له ذنوب كثيرة عظيمة - كما يقول -، وهو في كروب مستديمة، وكلما رفع يده سائلا رب السماء، تذكر خطاياه فاستحيا من الدعاء، وهو إذ ذاك تسيل عبراته ويجهش بالبكاء .. فما أقول له؟
هذا امر بسيط بعون الله
و هو بداية مباركة
قل له
الله يقول (واسألواالله من فضله)
و ما دمت تشعر بهذه الحال
فاطلب من ربك من فضله
من كرمه
لا لانك اهل او تستحق
بل لانه كر يم و فضله كبير
و يعطي العبد و لو كان لئيما
بافتقاره اليه
فافتقر الى الله
و اطلب رحمته
(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا)
اذن اطلب المغفرة
سله قبول التو بة تفضلا
و ان كانت تو بة قاصرة
فسله قبولها فضلا وكرما
لانه غفور
اطلب منه لانه ربك
و الرب تعني ما هو احن من الا ب و الام و كل المخلوقات
فسله من حنانه بر بو بيته
و سله التو فيق
فانه قريب
و اذا سألك عبادي عني فاني قريب
تقرب منه شبرا يقربك ذراعا
و ذراعا يقربك باعا
ثم تامل عظيم نعمه فاحمده و سله المزيد
و هكذا
و ليكثر
لااله الا انت سيحانك اني كنت من الظالمين
حتى تستقر روحه
ـ[أنصارية]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:13]ـ
يا رب إنْ عَظُمت ذنوبي كثرةً ..... فلقد عَلِمتُ بأن عَفوكَ أعظمُ
إن كان لا يرجوكَ إلا مُحسنٌ ..... فبمن يلوذ ويستجيرُ المجرمُ
إني دعوتُ كما أمَرْتَ تضرعاً ..... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ
ما لي إليك وسيلةٌ إلا الرجا ..... وجميلُ عفوكَ ثم أني مسلمُ
ـ[الحبروك]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 12:46]ـ
إن لم يلوذ بك إلا مؤمن
فبمن يلوذ و يستجير المجرم
إن عظمت ذنوبى كثرة
فعفوك يا إلهى أعظم
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 06:57]ـ
يقول ابن تيمية رحمه الله: شيطان الجنّ إذا غلب وسوس , وشيطان الإنس إذا غلب كذب.مجموع الفتاوي 22/ 608
ويقول كذالك: التّوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهمّ من التّوبة من فعل. السّيّئات المنهيّ عنها. جامع الرسائل 1/ 228(/)
المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في (الفتح) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيميَّة
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 05:17]ـ
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد؛
فهذا نقلٌ لآراء ابن تيمية ـ رحمه الله ـ التي نقلها الحافظُ ابن حجرٍ ـ رحمه الله ـ في فتح الباري، وهي قرابة العشرين مسألة.
وآراءُ ابن تيمية التي نقلها الحافظ ابنُ حجرٍ ـ في الفتح ـ على قسمين:
/// قسمٌ من الآراء نقلها الحافظ مؤيداً لها، أو ناسباً لها إليه عند ذكر المسائل.
/// وقسمٌ نقله الحافظُ، وتعقبَّه بالردِّ أو المناقشة.
وسأبدأ ـ إن شاء الله ـ بذكر مسائل القسمِ الأوَّل.
ويظهرُ للقارئ جليّاً سَعَةُ اطّلاع الحافظِ ـ رحمه الله ـ على اختياراتِ الشيخ وآرائه. وهي تندرج تحت مبحث (موارد الحافظ في الفتح)
فإلى المسائل .....
___________
/// المسألة الأولى:
في باب كتابة العلم.
فخرج ابن عباَّس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: (إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص)، وبين كتابه)
قال الحافظ (1/ 209):
(ظَاهِرُه أَنَّ ابن عَبَّاس كَانَ مَعَهُمْ، وَأَنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة خَرَجَ قَائِلًا هَذِهِ الْمَقَالَة. وَلَيْسَ الْأَمْر فِي الْوَاقِع عَلَى مَا يَقْتَضِيه هَذَا الظَّاهِر، بَلْ قَوْل اِبْن عَبَّاس الْمَذْكُور إِنَّمَا كَانَ يَقُولهُ عِنْدَمَا يُحَدِّث بِهَذَا الْحَدِيث ... )
ثم قال: (وَجَزَمَ اِبْنُ تَيْمِيَة فِي الرَّدّ عَلَى الرَّافِضِيّ بِمَا قُلْته).
_________
/// المسألة الثانية:
مسألة تعذيب الميت ببكاءِ أهله.
في (بَاب قَوْل النَّبِيّ: يُعَذَّب الْمَيِّت بِبَعْضِ بُكَاء أَهْله إِذَا كَانَ النَّوْح مِنْ سُنَّته).
قال الحافظ (3/ 155):
(سَادِسهَا:
مَعْنَى التَّعْذِيب: تَأَلُّمُ الْمَيِّت بِمَا يَقَع مِنْ أَهْله مِنْ النِّيَاحَة وَغَيْرهَا، وَهَذَا اِخْتِيَار أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَرَجَّحَهُ اِبْن الْمُرَابِط وَعِيَاض وَمَنْ تَبِعَهُ وَنَصَرَهُ اِبْن تَيْمِيَة وَجَمَاعَة مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ).
________________
/// المسألة الثالثة:
في باب ما قيلَ في أولاد المشركين.
قال الحافظ (3/ 246):
(سَادِسهَا ـ أي سادس الأقوال ـ هُمْ فِي النَّار.
حَكَاهُ عِيَاض عَنْ أَحْمَد، وَغَلَّطَهُ اِبْن تَيْمِيَة بِأَنَّهُ قَوْل لِبَعْضِ أَصْحَابه وَلَا يُحْفَظ عَنْ الْإِمَام أَصْلًا).
__________
/// المسألة الرابعة:
في: بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)
قال الحافظُ: (6/ 289)
( .... " تَنْبِيهٌ ":
وَقَعَ فِي بَعْضِ الْكُتُب فِي هَذَا الْحَدِيث " كَانَ اللَّه وَلَا شَيْء مَعَهُ، وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ " وَهِيَ زِيَادَة لَيْسَتْ فِي شَيْء مِنْ كُتُب الْحَدِيث، نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الْعَلَّامَة تَقِيّ الدِّين بْن تَيْمِيَّةَ، وَهُوَ مُسَلَّم فِي قَوْله).
_______________
/// المسألة الخامسة:
(بَابُ ذِكْر الْجِنّ وَثَوَابهمْ وَعِقَابهمْ)
قال الحافظ (6/ 345):
( ... وَقَالَ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ: اِتَّفَقَ عَلَى ذَلِكَ عُلَمَاء السَّلَف مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّة الْمُسْلِمِينَ.
وَثَبَتَ التَّصْرِيح بِذَلِكَ فِي حَدِيث " وَكَانَ النَّبِيّ يُبْعَث إِلَى قَوْمه وَبُعِثْت إِلَى الْإِنْس وَالْجِنّ " فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّار بِلَفْظٍ)
____________
/// المسألة السادسة:
في (بَاب فَضْل عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا)
قال الحافظ (7/ 109):
( .. قَالَ السُّبْكِيّ الْكَبِير: الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ أَنَّ فَاطِمَة أَفْضَل ثُمَّ خَدِيجَة ثُمَّ عَائِشَة، وَالْخِلَاف شَهِير وَلَكِنَّ الْحَقّ أَحَقّ أَنْ يُتَّبَع. وَقَالَ اِبْن تَيْمِيَة: جِهَات الْفَضْل بَيْن خَدِيجَة وَعَائِشَة مُتَقَارِبَة. وَكَأَنَّهُ رَأَى التَّوَقُّف .. )
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
/// المسألة السابعة:
في (بَاب قِصَّة أَبِي طَالِب)
قال الحافظ (7/ 194):
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَاسْمه عِنْد الْجَمِيع عَبْد مَنَافٍ، وَشَذَّ مَنْ قَالَ عِمْرَان، بَلْ هُوَ قَوْل بَاطِل.
نَقَلَهُ اِبْن تَيْمِيَة فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى الرَّافِضِيّ أَنَّ بَعْض الرَّوَافِض زَعَمَ أَنَّ قَوْله تَعَالَى: إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيم وَآلَ عِمْرَان أَنَّ آلَ عِمْرَان هُمْ آلُ أَبِي طَالِب وَأَنَّ اِسْم أَبِي طَالِب عِمْرَان وَاشْتُهِرَ بِكُنْيَتِهِ).
____________
/// المسألة الثامنة:
في (بَاب هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْر النَّبِيّ)
قال الحافظ (11/ 170):
( ...... وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ فَقِيلَ: لَا تَجُوز إِلَّا عَلَى النَّبِيّ خَاصَّة، وَحُكِيَ عَنْ مَالِك كَمَا تَقَدَّمَ، وَقَالَتْ طَائِفَة لَا تَجُوز مُطْلَقًا اِسْتِقْلَالًا وَتَجُوز تَبَعًا فِيمَا وَرَدَ بِهِ النَّصّ أَوْ أُلْحِقَ بِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضكُمْ بَعْضًا) وَلِأَنَّهُ لَمَّا عَلَّمَهُمْ السَّلَام قَالَ " السَّلَام عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَاد اللَّه الصَّالِحِينَ " وَلَمَّا عَلَّمَهُمْ الصَّلَاة قَصَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْل بَيْته، وَهَذَا الْقَوْل اِخْتَارَهُ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " وَأَبُو الْمَعَالِي مِنْ الْحَنَابِلَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَقْرِيره فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب، هُوَ اِخْتِيَار اِبْن تَيْمِيَةَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ ....... ).
_________
/// المسألة التاسعة:
في (بَاب فَضْل الْفَقْر)
قال الحافظ ـ في مسألة المفاضلة بين الغني والفقير ـ (11/ 275):
(قُلْت: وَهَذَا كُلّه صَحِيح، لَكِنْ لَا يَدْفَع أَصْل السُّؤَال عَنْ أَيّهمَا أَفْضَل: الْغِنَى أَوْ الْفَقْر؟ لِأَنَّ النِّزَاع إِنَّمَا وَرَدَ فِي حَقّ مَنْ اِتَّصَفَ بِأَحَدِ الْوَصْفَيْنِ أَيّهمَا فِي حَقّه أَفْضَل؟ وَلِهَذَا قَالَ الدَاوُدِيّ فِي آخِر كَلَامه الْمَذْكُور أَوَّلًا: إِنَّ السُّؤَال أَيّهمَا أَفْضَل لَا يَسْتَقِيم، لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون لِأَحَدِهِمَا مِنْ الْعَمَل الصَّالِح مَا لَيْسَ لِلْآخَرِ، فَيَكُون أَفْضَل، وَإِنَّمَا يَقَع السُّؤَال عَنْهُمَا إِذَا اِسْتَوَيَا بِحَيْثُ يَكُون لِكُلٍّ مِنْهُمَا مِنْ الْعَمَل مَا يُقَاوِم بِهِ عَمَل الْآخَرِ، قَالَ: فَعِلْم أَيّهمَا أَفْضَل عِنْد اللَّه اِنْتَهَى. وَكَذَا قَالَ اِبْن تَيْمِيَةَ، لَكِنْ قَالَ: إِذَا اِسْتَوَيَا فِي التَّقْوَى فَهُمَا فِي الْفَضْل سَوَاء ... )
______________
يُتْبَع ـ إن شاءَ الله ـ
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 06:00]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 06:12]ـ
جزاكم الله خيرا ,, أكمل فنحن بالانتظار ,,
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 08:27]ـ
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية ..
وأعني بزهده .. أنه لديه تحفظ عليه .. ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية .. ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 09:05]ـ
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية ..
وأعني بزهده .. أنه لديه تحفظ عليه .. ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية .. ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
هل يبدو هذا واضحا لك من مشاركة أخينا الفاضل / مهند، أم أن هذا رأيتَه بعد مداومة النظر في كتب ابن حجر العسقلاني؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 09:30]ـ
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية ..
وأعني بزهده .. أنه لديه تحفظ عليه .. ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية .. ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
بل لقد استفاد منه الكثير , ويكفي لمعرفة موقفه منه وقفته في صفه في حادثة الحنابلة و الأشاعرة لما تجرأ العلاء البخاري الأشعري على تكفير شيخ الإسلام فقام عليه الحنابلة , ثم انتدب حافظ الشام ابن ناصر الدين فصنف مصنفه المشهور في الذب عنه , فقرّظه ابن حجر , رغم ان الكثير من الأشاعرة المتعصبين غضبوا عليه لذلك
قال السخاوي في الضوء:
" لكن لما كان شيخنا بدمشق حدث بتقريضه للمصنف المشار إليه ولم يلتفت إلى المتعصبين."
و ابن حجر من أعدل الأشاعرة - ان جازت نسبته إليهم نسبة كاملة - في موقفه من شيخ الإسلام رغم انه يعلم عقيدته جيدا و قد قرأ رده على الرافضي و أشياء من تصانيفه و يعرف كلامه في المسائل العقدية , و روى عن ابنة أخيه عبدالرحمن بن تيمية , و جماعة من تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية
و أسند من طريق شيخ الإسلام غير مرة و روى أربعينيته , و من طالع فهرسه علم ذلك جلياً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 09:38]ـ
كلامك أخي الفاضل المقدادي يدل أن مرادي لم يكون واضحا
فهل نقل عنه .. كما نقل مثلا عن الجويني والغزالي وابن قدامة المقدسي والعراقي .. إلخ؟
نحن لا نقول هو يبغضه حاشاه
لكن المراد شيء آخر
ـ[أبوالبركات]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 02:32]ـ
فعلا موقف الحافظ ابن حجر تجاه شيخ الإسلام محل نظر، وخاصة ترجمة الحافظ لشيخ الإسلام في الدرر الكامنة فهو ينقل أمور غير صحيحة عن شيخ الإسلام بدون أي تحفظ!! ... ويكفي شيخ الإسلام تراجم الإمام الذهبي له فالإمام الذهبي أعلم وأفضل من يعرف بالرجال وتراجمهم في عصره بلا منازع،
ربما يكون الحافظ ابن حجر معذور بسبب وجودة في بيئة أشعرية متعصبة، لكن لا يعذر بمدح بعض رموز الشيعة!!!
فالواجب أن يمدح اهل السنة كشيخ الإسلام ويذم أهل البدعة كالرافضي ابن مطهر الحلي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 03:33]ـ
قلة نقله عنه ليس لزهد و انما و الله أعلم كما قال الشيخ عبد الله مداراة للأشاعرة من الشافعية يدل على ذلك أنه ينقل اختيارات لشيخ الاسلام في الفتح دون التصريح باسمه و يستغني باختيارات ابن القيم كثيرا مع أنها في الأصل لشيخه
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 09:32]ـ
فعلا موقف الحافظ ابن حجر تجاه شيخ الإسلام محل نظر، وخاصة ترجمة الحافظ لشيخ الإسلام في الدرر الكامنة فهو ينقل أمور غير صحيحة عن شيخ الإسلام بدون أي تحفظ!! ... ويكفي شيخ الإسلام تراجم الإمام الذهبي له فالإمام الذهبي أعلم وأفضل من يعرف بالرجال وتراجمهم في عصره بلا منازع،
ربما يكون الحافظ ابن حجر معذور بسبب وجودة في بيئة أشعرية متعصبة، لكن لا يعذر بمدح بعض رموز الشيعة!!!
فالواجب أن يمدح اهل السنة كشيخ الإسلام ويذم أهل البدعة كالرافضي ابن مطهر الحلي.
ينبغي ألا ننسى أن الميزان الذي يوزن به الناس والأعمال والأقول إنما هو الحق وليس الموقف من شيخ الاسلام ابن تيميه أو غيره من علماء المسلمين، فإنه لا يضر ابن حجر شيئاً أن يتنقد شيخ الاسلام أو يعارضه أو يكون له رأي فيه غير ما نرضاه، لا سيما إن كان ذلك باجتهاد منه ونظر، بدلاً من الحديث عن البيئة الأشعرية وغير ذلك.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 08:53]ـ
بارك اللهُ فيكم جميعاً.
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية ..
وأعني بزهده .. أنه لديه تحفظ عليه .. ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية .. ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا القاسم ..
لكن كلامك فيه عدة ملاحظات.
أولها: قطعُك بزهد ابن حجر في علم ابن تيمية، وهذا ليس صحيحاً إطلاقاً.
فالزهدُ له معنى معيّن ينصرفُ الذهنُ إليه .. وقيَّدتَ زهده في علمه .. ، وجعلتَ أبرزَ أدلة هذا قلة النقل عنه.
وابنُ حجرٍ ليس زاهداً في علم ابن تيمية، بل ينقل عنه في أعزّ المسائل، وأهمها .. بل يتقوّى برأيه!
كما في نقلي عنه، فتأمله ..
وليس لازماً لمن له تحفظٌ على شخصٍ ما في قضيّة ما لسببٍ ما، أن يزهد فيه بالكليّة.
يقول في المسألة الأولى: (وجزم ابن تيمية في رده على الرافضي بما قلتُه)، وهذا تقويةٌ لرأيه برأي شيخ الإسلام.
كذلك في المسألة الثالثة ذكر تغليطَ ابت تيمية للقاض عياض؛ لعلمه بتحقيق ابن تيمية للمذهب.
كذلك اعتماده في ذكر الإجماع على نقل ابن تيمية، مع أن المسألة معروفة.
ثم إنّ الحافظ ـ رحمه الله ـ يحرصُ كلَّ الحرص على اختيار محققي الشافعية كالنووي والسبكي وابن دقيق وغيرهم أولاً.
أما قلة النقل عنه، فلا تدل لا من قريب ولا من بعيد على هذا الزهد، فليس الأمر عندنا ـ كحنابلة ـ أن ننقل جميع آراء الشيخ في كل مسألة.
والحافظُ يدرك تماماً منزلة الشيخ في العلم ..
أما مخالفته له في كثير من مسائل العلم؛ كالنصوص المتعلقة بالصفات .. وردّه عليه، فلا يدل على الزهد فيه. بل إنّه يرى ـ كما صرّح بذلك ـ أنها من مسائله البشعة ـ رحمهما الله جميعاً ـ.
أما ماذكرت ـ أخي الحبيب ـ من نقله عن الجويني والعراقي والغزالي؛ فلأنّهم من محققي الشافعية ..
أما ابن قدامة، فلم يتجاوز النقل عنه أربعين موضعاً، أكثرها حكاية الإجماع، وحكاية أقوال الإمام أحمد، وفي بعضها ذكر ترجيحاته ...
وفي بعضٍ منها نقدُ له، بقوله: (زعمَ ابن قُدامة)، (أغرب ابن قدامة في نقل الإجماع) ..
ولأن ابن قدامة من أئمة المذهب الحنبلي ومحققيهم، وله في المذهب من التصانيف المعتمدة المنقحة ماليس لشيخ الإسلام.
وختاماً أشكر لك تعقيبك أخي الحبيبَ أبا القاسم.
دمتَ مسدداً موفقاً.
محبّك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:02]ـ
بل نقل عن حنابلة مالم ينقل عنه ..
وأما قولي بزهده في علمه فالمراد بالنظر النسبي
فإن علم الإمام ابن تيمية مما لا يختلف اثنان .. ولو كانا مناوئين له
فإذا كان علمه بهذه المثابة الكبيرة .. ثم أقل من النقل عنه .. مع كون كتابه ضخما جدا وألفه في أكثر من عشرين سنة
فهذا عيبٌ .. يجعلني أرجح زهادته في علمه أي بالقدر المطلوب المتوقع
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:16]ـ
بل نقل عن حنابلة مالم ينقل عنه ..
وأما قولي بزهده في علمه فالمراد بالنظر النسبي
فإن علم الإمام ابن تيمية مما لا يختلف اثنان .. ولو كانا مناوئين له
فإذا كان علمه بهذه المثابة الكبيرة .. ثم أقل من النقل عنه .. مع كون كتابه ضخما جدا وألفه في أكثر من عشرين سنة
فهذا عيبٌ .. يجعلني أرجح زهادته في علمه أي بالقدر المطلوب المتوقع
والله الموفق
هذا ما أسميه " المختصر المفيد "
أعزك الله عز وجل، أفلا كان هذا قبل هذا؟ (ابتسامة)
هذا عندي من نوع (إنها صفية)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:30]ـ
بل نقل عن حنابلة مالم ينقل عنه ..
وأما قولي بزهده في علمه فالمراد بالنظر النسبي
فإن علم الإمام ابن تيمية مما لا يختلف اثنان .. ولو كانا مناوئين له
فإذا كان علمه بهذه المثابة الكبيرة .. ثم أقل من النقل عنه .. مع كون كتابه ضخما جدا وألفه في أكثر من عشرين سنة
فهذا عيبٌ .. يجعلني أرجح زهادته في علمه أي بالقدر المطلوب المتوقع
والله الموفق
أرى أن بياني السابق كافي ـ أخي الحبيب ـ.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:40]ـ
رحم الله الشيخان
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:43]ـ
رحم الله الشيخان
عفوا، تقصد: رحم اللهُ الشيخين، أليس كذلك؟
قل: بلى.
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 10:08]ـ
من قصر النظر حين نقيس الامور من منظارنا اليوم من جهة توفر كتب شيخ الإسلام وكثرة تداولها بالمقارنة بعصر ابن حجر رحمه الله أو غيره.
فمن المعلوم أن كتب المخالفين يقل بل يندر وجودها عند من يخالفونهم.
ولابد أن يفهم طالب العلم إن شيخ الإسلام ابن تيمية أكثر تؤاليفه وفتاواه كانت في باب العقيدة.
وقد طغى على غالب الأمة في وقت من الأوقات الزاهدة في عقيدة السلف , والإتجاة إلى العقليات في باب العقيدة إلا طائفة نُصرت ونصرت هنا أو هناك.
وهنا معلومة وهي أن المحققين من المخالفين لشيخ الإسلام لم يزهدوا في علمه بل بعضهم كان ينقل عنه ويبهمه كقولهم: وذكر بعض الحنابلة؟!
والله اعلم
وأخيراً جزيت خيرا أخي مهند فقد جمعت لنا موضوع مميز فالرجاء إكماله فضلا منك لا امرا منا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 10:56]ـ
حتى تعرف معنى كلام أخيك
فقم بإحصاء العلماء الذين استشهد بهم من غير محققي الشافعية ..
ثم قارن عدة المشهورين منهم من الحنفية والمالكية والحنابلة .. بعدد ما نقل عن ابن تيمية يتبين لك الأمر جليا
ولست حنبليا بالمناسبة ..
وقارن إن شئت أيّ كتاب كبير الحجم جاء مؤلفه بعد ابن تيمية مع كون صاحبه غير متحامل على الإمام
وأحص نقولاته عن ابن تيمية .. يتبين لك أن ما قلته صحيح ..
ولست أعني بزهده فيه إلا نسبيا ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 01:19]ـ
سمعت مرة من الشيخ مصطفى العدوى رحمه الله ما مفاده أن الحافظ ابن حجر له شئء من السياسة أو المداراة في موقفه عن شيخ الإسلام رحمهما الله. فقد ألف كتابا في الرد على فتوى شيخ الإسلام في الطلاق "استجابة لأمر من السلطان" - ومع ذلك فلا نحسب أن الحافظ رحمه الله يقول إلا بما يدين به عند الله تعالى.
وبالمناسبة، سؤال مني بسيط: لماذا كان الغالب من نقل الحافظ عن شيخ الإسلام إنما أخذه من "المنهاج"؟ أولم يكن يطلع على أمثال "الدرء" و "الصفدية" و "نقض التأسيس"؟ بله "الحموية" و "شرح أول المفصل"؟ فإن أمثال ابن حجر يبعد منه أن يعرض عن تلك الأدلة الناصعة والحجج الدامغة من شيخ الإسلام الموجودة بتلك الكتب ثم يقبل - بدلا من ذلك - على ابن البطال والبيهقي وابن المنير والكرماني - رحم الله الجميع. قالظاهر لنا حتى الآن أن الحافظ لم يكن ملمّا - كما ينبغي - بنفائس شيخ الإسلام إلا ما أخذه عنه من بعض كتبه اليسيرة أو ما هذبه ابن القيم (في "بعض" كتبه أيضا). والله أعلم. ولعل شيخنا الفاضل أبو فهر يتحفنا بالجواب عليه جوابا مفصلا، فقد عهدنا منه خبرته في مثل هذه الأمور.
وأخيرا: وجدت في الفتح نقلا عن شيخ الإسلام - فيما أحسب - من غير تصريح في قوله إن الناس تجاه نصوص الصفات ست طوائف (ولا أذكر الآن موضعه بالضبط لكنه فيما أذكر في كتاب التوحيد والرد على الجهمية).
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيك شيخنا
والله بحث جيد
ـ[أبوالبركات]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 06:11]ـ
ينبغي ألا ننسى أن الميزان الذي يوزن به الناس والأعمال والأقول إنما هو الحق وليس الموقف من شيخ الاسلام ابن تيميه أو غيره من علماء المسلمين، فإنه لا يضر ابن حجر شيئاً أن يتنقد شيخ الاسلام أو يعارضه أو يكون له رأي فيه غير ما نرضاه، لا سيما إن كان ذلك باجتهاد منه ونظر، بدلاً من الحديث عن البيئة الأشعرية وغير ذلك.
نحن لم ننتقص من رتبة الحافظ ابن حجر فهو عالم جليل ونابغة زمانه , لكن لايعني انه بلغ من العلم مالم يبلغه احد قبله فعلم الرجال ونقدهم يتفوق فيه الإمام الذهبي على الحافظ ابن حجر، مع ملاحظة الحافظ يعرف شيخ الإسلام ودافع عنه عندما كفره المتعصب المحترق البخاري، وجزم بأن كتب شيخ الاسلام طافحة بمحاربه التجسيم أو كما قال في تقريظه .... والذي عاش في القرن الثامن والتاسع من العلماء يعرفون مدى إشتهار شيخ الاسلام لدى العلماء وطلاب العلم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 01:25]ـ
.
وبالمناسبة، سؤال مني بسيط: لماذا كان الغالب من نقل الحافظ عن شيخ الإسلام إنما أخذه من "المنهاج"؟ أولم يكن يطلع على أمثال "الدرء" و "الصفدية" و "نقض التأسيس"؟ بله "الحموية" و "شرح أول المفصل"؟.
ملاحظة ذكية و دليل آخر يؤيد ما قاله الشيخ عبد الله من أن الامام ابن حجر تحاشا كثرة النقل عنه مداراة أثناء تأليف كتابه ان أخذ بعين الاعتبار منافسة الامام العيني له في شرح البخاري وتأييد متعصبة الأشاعرة للأخير و تفضيل شرحه بل و السرقة أحيانا من مسودات الفتح ... فكتاب المنهاج هو من الكتب القليلة لشيخ الاسلام التي لا تلقى هجوما قويا من متعصبة الأشاعرة و يكاد يكون متفقا عليه لوحدة الخصم
و الله اعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
ملاحظة ذكية و دليل آخر يؤيد ما قاله الشيخ عبد الله من أن الامام ابن حجر تحاشا كثرة النقل عنه مداراة أثناء تأليف كتابه ان أخذ بعين الاعتبار منافسة الامام العيني له في شرح البخاري وتأييد متعصبة الأشاعرة للأخير و تفضيل شرحه بل و السرقة أحيانا من مسودات الفتح ... فكتاب المنهاج هو من الكتب القليلة لشيخ الاسلام التي لا تلقى هجوما قويا من متعصبة الأشاعرة و يكاد يكون متفقا عليه لوحدة الخصم
و الله اعلم
بارك الله فيك أخي الكريم.
لا أقصد قلة النقل، وإنما أتساءل: هل الحافظ فعلا ذو اطلاع واسع وعميق بمضامين كتب شيخ الإسلام؟ هذا ما أستبعده.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 11:52]ـ
بغض النظر عن الدافع .. فهذا ما أقصده بزهده في علمه
فإن كتابه قصد منه أن يجعله إماما للناس .. فيكون مستوعبا لكل الشروحات ..
فكان حريا به رحمه الله وغفر له .. أن يضمنه الكثير من نقول الإمام ابن تيمية .. خصوصا في الأجزاء الأخيرة منه .. حيث طال به العمر إلى ذلك الوقت .. أزيد من عشرين سنة ..
فسواء فعل ذلك مداراة أو غير ذلك .. فهذا زهد منه في علم الإمام مع ما يعلمه من عظيم منزلته ..
بدليل أن نقوله عنه كانت نادرة وغالبها يصب في اتحاه واحد .. كما أشار الإخوة الفضلاء .. مع قيام الداعي إلى النقل عنه
والعذر له بأنه شافعي .. ليس يدفع عنه ذلك .. بل هذا أقرب للتعصب
بل إن المتتبع لمترجمين لشيخ الإسلام .. يجد الشافعية فاقوا الحنابلة في مدحه وذكرا لمناقبه ,,تصنيفا أو تنويها ..
ومن يتقصّد تعليم الناس وهدايتهم لا بد أن يجعل الحكمة ضالته ..
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 08:23]ـ
الأخ مهند المتعبى
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا، هل من مزيد،
هل سمى الحافظ ابن حجر شيخ الاسلام ابن تيمية بـ "شيخ الاسلام" في كتبه.
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 12:10]ـ
أخي مهند العتيبي - وفقه الله تعالى - أرجو منكم إتمام الموضوع ...
وقفتُ في بعض نقول الحافظ ابنِ حجر عن شيخ الإسلام ابنِ تيمية - رحمهما الله تعالى - ما قد يشيرُ إلى أنَّ الحافظَ لم يكن على اطلاعٍ واسعٍ على كتبِ شيخ الإسلام، و لعلي أنقل ذلك لاحقًا، و على كل حال فما أجاب به أخونا مهند العتيبي هو الأقرب، و الله أعلم.
أقولها مرةً أخرى: أخي مهند آمل أن تتموا الموضوع و أرجو من الإخوة أن لا يخرجوا عن مقصد الموضوع.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 05:19]ـ
الأخ مهند المتعبى
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا، هل من مزيد،
هل سمى الحافظ ابن حجر شيخ الاسلام ابن تيمية بـ "شيخ الاسلام" في كتبه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
جزاك اللهُ خيراً أخي الفاضلَ أبا أُنيس ..
لم أقف على موضعٍ أطلقَ فيه الحافظُ لقبَ (شيخ الإسلام) على (شيخ الإسلام) .. !
بل يسميّه: العلاّمة تقيّ الدين ..
إلاّ ما تضمَّنه تقريظه لكتاب (الرد الوافر)
شاكراً لك اهتمامك أخي الحبيب.
محبكم / أبو ريَّان.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 05:23]ـ
أخي مهند العتيبي - وفقه الله تعالى - أرجو منكم إتمام الموضوع ...
وقفتُ في بعض نقول الحافظ ابنِ حجر عن شيخ الإسلام ابنِ تيمية - رحمهما الله تعالى - ما قد يشيرُ إلى أنَّ الحافظَ لم يكن على اطلاعٍ واسعٍ على كتبِ شيخ الإسلام، و لعلي أنقل ذلك لاحقًا، و على كل حال فما أجاب به أخونا مهند العتيبي هو الأقرب، و الله أعلم.
أقولها مرةً أخرى: أخي مهند آمل أن تتموا الموضوع و أرجو من الإخوة أن لا يخرجوا عن مقصد الموضوع.
بارك اللهُ فيك أخي الفاضلَ / أحمد العراقي ...
أما بالنسبة لإتمام الموضوع؛ فلعلَّك تنظر للمشاركة الأخيرة ..
آمل منكم إفادتنا حول اطلاع الحافظ لكتب الشيخ ـ رحمها الله ـ ..
تصحيح: المعتبي، وليس العتيبي.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 06:14]ـ
أعتذرُ للإخوةِ الفضلاء عن الإتمام؛ إذ إنَّ الشقَّ الأولَ خصَّصتُه لما وافقَ فيه الحافظُ ابنَ تيمية، وخرجت المشاركات عن الموضوع؛ فكيف بالشقِّ الآخر الذي انتقد فيه الحافظُ ابنَ تيمية؟!
ومن أراد الفائدة؛ فإنني سأُحيل فقط للمواضع، وهي كالآتي:
(3/ 44)، (3/ 66)، (6/ 222)، (7/ 194)، (7/ 271)، (8/ 152)، (9/ 353)، (11/ 125)، (11/ 408)، (12/ 178)، (13/ 410)، (13/ 524)، (13/ 531)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 09:43]ـ
أعتذرُ للإخوةِ الفضلاء عن الإتمام؛ إذ إنَّ الشقَّ الأولَ خصَّصتُه لما وافقَ فيه الحافظُ ابنَ تيمية، وخرجت المشاركات عن الموضوع؛ فكيف بالشقِّ الآخر الذي انتقد فيه الحافظُ ابنَ تيمية؟!
ومن أراد الفائدة؛ فإنني سأُحيل فقط للمواضع، وهي كالآتي:
(3/ 44)، (3/ 66)، (6/ 222)، (7/ 194)، (7/ 271)، (8/ 152)، (9/ 353)، (11/ 125)، (11/ 408)، (12/ 178)، (13/ 410)، (13/ 524)، (13/ 531)
بارك الله فيكم ابا ريان ,, لامشكلة في الخروج اذ يغلب على الكثير المواضيع التي طرحت بالموقع الخروج عن اصلها ,, وان شاء نستفيد من الخروج ,,
أكمل بارك فيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 01:21]ـ
لك علينا ألا نخالفك إذن بعد اليوم
مادمت تتأذى من الاعتراضات
والله المستعان
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 01:06]ـ
بانتظارك ...
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 11:38]ـ
نحن بانتظارك.
ـ[أبو أنس الصفي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخانا
ولكن لو جمعتها كلها في ملف واحد حتى نستطيع تحميله كان أفضل
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك(/)
(كيف تتعلم البحث) لمحدث اليمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 07:15]ـ
كيف تتعلم البحث
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى: ?أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب? (1).
وروى البخاري ومسلم في «صحيحيهما»: عن معاوية -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». ورويا في «صحيحيهما»: عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا?».
وفي حديث أنس المتفق عليه، وحديث أبي هريرة المتفق عليه أيضا: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذكر من أمارات الساعة: «رفع العلم، وظهور الجهل»، أو بهذا المعنى.
ونحن في هذا الزمن قد وقع ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من ظهور الجهل وتفشيه، حتى إنه أصبح كثير من المسلمين لا يميز بين العالم والمنجم، بل لا يميز بين المسلم والشيوعي، وكل هذا بسبب بعد المسلمين عن تعلم كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
إذا عرفت هذا، -ومعرفته بإذن الله تعالى نافعة للباحث- أعني أن الباحث إذا نظر إلى أحوال المسلمين وإلى حاجتهم، ونظر إلى تفشي الجهل، أنه يحتسب الأجر والثواب ويصبر، فإن طلب العلم يحتاج إلى صبر، ورضي الله عن عبدالله بن عمر إذ يقول: قل لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد (2). وكذا يحيى بن أبي كثير -رحمه الله تعالى- يقول لولده عبدالله: لا يستطاع العلم براحة الجسم. ذكره الإمام مسلم في (كتاب الصلاة).
أما إذا لم يصحب الشخص الصبر والاحتساب فإنه يوشك أن يمل، ويسأم، بل ربما إذا حصل على فائدة وأخرجها للمسلمين، ولم ير المسلمين يتقبلونها، ربما يحمله ذلك على أن يترك، كما حصل لغير واحد من المتقدمين، ورب شخص يحرق كتابه، وآخر يدفن كتبه، إما لخلل في كتبه، وإما لعدم إقبال الناس عليها، كما قال بعضهم:
غزلت لهم غزلا نسيجا فلم أر لغزلي نساجا فكسرت مغزلي
فالشخص الذي لا يصبر ولا يحتسب ربما تأخذه السآمة، ويأخذه الفتور، سيما ونحن في مجتمع وعصر لا يشجع على العلم.
فرب ولد محب للعلم يحول بينه وبين العلم والده الجاهل، ورب شخص محب للعلم يحول بينه وبين العلم أهله الجاهلون، فمجتمعنا لا يشجع على العلم، لكن ينبغي أن نصبر، وأن نحتسب، ولا نبالي، فرب العزة يقول في كتابه الكريم: ?ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون? (3).
ويقول سبحانه وتعالى: ?وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا? (4).
فطالب العلم لابد أن يصبر، حتى وإن تراكمت عليه الأمور والمشاكل، ووجد ضيقا في صدره، وربما يكلف نفسه من الحفظ ومن الاهتمام بطلب العلم، حتى يجد قسوة في قلبه، فلا ينبغي أن يثنيه عن هذا، فالشيطان لا يريد لك الخير، يريد أن يصرفك عن طلب العلم لأن طلب العلم في هذا الزمن أعظم حصن بإذن الله تعالى، يقيك من الفتن، فهو يعتبر حصنا حصينا، كما أن الذكر يعتبر حصنا حصينا، فكذلك العلم في هذا الزمن.
والذي ننصح به طالب العلم والمحب لسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يأخذ من اللغة العربية ما يستقيم به لسانه، وما يعرف به ارتباط المعاني، فإن القرآن الكريم كما وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: ?قرءانا عربيا غير ذي عوج? (5) وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عربية.
كما ننصحه أن يتعلم الخط والإملاء، فإنه ينبغي أن يؤهل نفسه للتحقيق والتأليف، والرد على المنحرفين، سواء كان في صحافة، أو في إذاعة، أو كان في كتب عصرية. ينبغي أن تكون همته عالية كما قال الشاعر:
فكن رجلا رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
ومن رزقه الله فهما وحفظا، ثم قصر في نفسه، وفي طلب العلم، فقد حرم خيرا كثيرا، كما ذكره الحافظ الخطيب -رحمه الله تعالى- في كتابه «الفقية والمتفقه».
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أخذ من اللغة العربية ما يستقيم به لسانه، ويمكن أن يكتفي «بقطر الندى» وأخذ من الخط ما يفهم لأن الخط عبارة عن نقوش اصطلح عليها الناس للتفاهم، فإذا كان خطه يقرأ، وقد عرف الإملاء، ولو أن يفهم «المفرد العلم» من أجل أن يعرف أصحاب المطابع الخط، ويعرف الناس الآخرون إذا أراد أن يكتب. والمنحرفون يعيرون أصحاب المساجد، يقولون: لا يستطيع أحدهم أن يكتب اسمه، أو لا يستطيع أن يكتب إلى أبيه أو إلى قريبه، ينبغي أن نقطع ألسنتهم، والكتابة مما امتن الله سبحانه وتعالى بها، قال الله سبحانه وتعالى: ?ن ? والقلم وما يسطرون?? (6) وقال سبحانه وتعالى: ?اقرأ باسم ربك الذي خلق ? خلق الانسان من علق ? اقرأ وربك الأكرم ? الذي علم بالقلم ? علم الإنسان ما لم يعلم?? (7).
وينبغي أن يحرص كل الحرص على تكوين مكتبة، فإن وجد علماء يثق بهم من علماء السنة، فننصحه أن يجلس إليهم، فرب جلسة عند عالم، خير من قراءة شهر، ويحرص على مجالستهم، فإذا لم يكونوا في بلده ينبغي أن يرحل إليهم، والرحلة مشروعة، ونبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يرغب في الرحلة في طلب العلم، والصحابة رضوان الله عليهم كان أحدهم يرحل في المسألة الواحدة، فالإمام البخاري -رحمه الله تعالى- قال: باب الرحلة في العلم، في كتاب العلم من «صحيحه» ثم ذكر حديث الرجل الذي أتى يسأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن امرأة سوداء زعمت أنها أرضعته وأرضعت امرأته.
وفي «الأدب المفرد» للبخاري: أن جابر بن عبدالله رحل من أجل حديث واحد إلى عبدالله بن أنيس إلى الشام، فلما حدثه به رجع.
وقد ألف الخطيب -رحمه الله تعالى- كتابا في الرحلة، فإن تيسر له أن يرحل إلى أهل العلم، ويجالس أهل العلم، فمجلس واحد ربما يكون خيرا من قراءة شهر، ويا سبحان الله لا تزال عبارة علمائنا الذين سمعنا منهم واستفدنا منهم، في أذهاننا إلى الآن فجزاهم الله خيرا، فلا أزال أذكر من شيخنا محمد بن عبدالله الصومالي -حفظه الله تعالى-: إذا رأيت شعبة عن عمرو فهو ابن مرة، وإذا رأيت سفيان عن عمرو فهو ابن دينار، وإذا رأيت عبدالله بن وهب عن عمرو فهو ابن الحارث، وهكذا إذا جاء سفيان في السند في «صحيح مسلم» في الثالث أي: بينه وبين مسلم اثنان، قال: في الغالب بأنه سفيان الثوري، وإذا جاء في «صحيح مسلم» بينه وبين مسلم واحد، قال: فالغالب أنه سفيان بن عيينة. لا أزال أذكر مثل هذه الفوائد التي استفدناها منه حفظه الله تعالى، تلقين الشيخ له أثر لا سيما الشيخ الذى يعمل لله ويعلم لله، أما الشيخ المستأجر الذى يدرس بأجرة فالفائدة قليلة، فقد كنا في الجامعة الإسلامية، وبعض المشايخ يشرح الدرس حتى كأننا نشاهد الألفاظ بأعيننا، ونخرج بسبب عدم الثقة في الشيخ فلا نستفيد الفائدة التي ينبغي أن تستفاد.
فإن لم يتيسر له الحضور عند المشايخ ومجالستهم، فننصحه بتكوين مكتبة، والحمد لله الوجادة من طرق التحمل التي أجازها علماؤنا المتقدمون على الصحيح، يكون مكتبة من كتب السنة، ومن كتب الرجال، ومن كتب العقيدة، ومن كتب الفقه، ومن كتب التفسير، ينبغي أن يحرص كل الحرص على أن لا يترك كتابا من كتب المراجع الإسلامية إلا ويكون موجودا في مكتبته بحسب القدرة والطاقة، والفائدة الواحدة من الكتاب تساوي الدنيا عند الذي يعرف قدر العلم، وعند من أصبح العلم أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين، كما قاله شعبة في حديث تعب في الرحلة من أجل أن يتحصل عليه، وانتهى به الأمر إلى أن الحديث من طريق شهر بن حوشب، فقال: أفسده علي شهر، ولو صح هذا لكان أحب إلي من أهلي ومالي وولدي والناس أجمعين. أو بهذا المعنى. ذكر هذا الإمام الخطيب في كتابه «الرحلة» وكتابه «الكفاية» وذكر بعضه ابن أبي حاتم في مقدمة «الجرح والتعديل (8)» في ترجمة شعبة. فالفائدة الواحدة عند المحب للعلم والذي يعرف قدر العلم خير من الدنيا وما فيها، بل عبر بعض أهل العلم بأن تحصيل الفوائد لا يعادلها شيء في نفسه فيقول شعرا:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي
من وصل غانية وطيب عناقي
وتمايلي طربا لحل عويصة
أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها
أحلى من الدوكاة والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها
نقري لألقي الرمل عن أوراقي
أأبيت سهران الدجا وتبيته
نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد هذا جمع ما تيسر من كتب اللغة، الكتب التى تشرح المفردات سواء كانت متعلقة بالحديث «كالنهاية» لابن الأثير و
«الفائق» للزمخشري، أم كانت من قواميس اللغة «كالقاموس» و «تاج العروس» و «لسان العرب» وغير ذلك من الكتب التي لا بد أن يقتنيها فهو يحتاج إلى البحث فيها.
بقي كيف يستفيد من هذه الكتب؟ وهذا هو الذي يهمنا كيف يستفيد من هذه الكتب؟ يستفيد أحسن استفادة بالممارسة، وبالقراءة من كتب أصحاب التخاريج مثل «التلخيص الحبير» ومثل: «نصب الراية» ومثل «تفسير ابن كثير» يعتبر أيضا من أعظم كتب التخاريج يبين طرق الحديث وإن كان تفسيرا، وطالب العلم المحب للعلم والذي لديه غيرة يستطيع أن يكتب، ويستفيد من مكتبته الصغيرة فقد كنت في مكة، وكان عندي مكتبة في دولاب صغير من الخشب، والحمد لله كتبت «الطليعة في الرد على غلاة الشيعة» والله المستعان. فإن تيسر توفير الكتب فبها ونعمت، وإن لم يتيسر فينبغي أن تستفيد من مكتبتك الصغيرة، وأن تصبر، إلا أنه فرق بين توفر الكتب وبين عدم توفرها، فتوفر الكتب يوفر عليك وقتك فرب مسألة قد ألف العلماء فيها المؤلفات من أمثال هذا: ?بسم الله الرحمن الرحيم? أيجهر بها في الصلاة أم لا يجهر بها؟ الحافظ ابن عبدالبر له كتاب «الإنصاف في مسألة الخلاف» في هذا الموضوع، كذلك الدارقطني له كتاب في هذا الموضوع. يؤيد الجهر في ?بسم الله الرحمن الرحيم?، والخطيب أيضا له كتاب في هذا الموضوع بعض علمائنا المتقدمين مما لا أذكره، لأنه حصل صراع في هذه المسألة بين الشافعية وبين الحنابلة، الحنابلة يرون الإسرار، والشافعية يرون الجهر، فحصل صراع في هذه المسألة فكثرت التآليف فيها، والإسرار أصح لما رواه البخاري ومسلم في «صحيحيهما»: عن أنس -رضي الله عنه- قال: صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأبي بكر، وعمر، وعثمان، -رضي الله عنهم- فكانوا يستفتحون القراءة بـ?الحمد لله رب العالمين?. وفي رواية: في «صحيح مسلم»: لا يجهرون بـ?بسم الله الرحمن الرحيم?.
والجهر وارد لما رواه الحاكم في «مستدركه»: عن أبي هريرة أنه صلى بأصحابه وقال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وليس كما يقول بعض الناس: إن نعيما المجمر تفرد به، بل تابعه عبدالرحمن بن يعقوب، وتابعه رجل آخر، فالحديث صحيح في الجهر، وحديث الإسرار أصح.
إنما أتينا بمثال من هذه المسائل ليعلم أن بعض المسائل قد ألف علماؤنا فيها، وإذا كان قد ألف في المسألة وفر عليك الوقت، وكذلك أيضا الأحاديث الواردة في فضل رجب، ربما تتعب وأنت تتتبعها من الكتب، قد ألف الحافظ ابن حجر كتابا -رحمه الله تعالى- في هذا وسماه «تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب» وهكذا أيضا القراءة خلف الإمام، ألف الإمام البخاري جزءا، وألف الإمام البيهقي جزءا.
والمسائل التى خصت بالتأليف كثيرة، فهذا يوفر عليك وقتك. إذا علمت هذا فكيفية الاستفادة من الكتب، ذكرنا لك فائدة وهي أن ترجع إلى التخاريج، وتنظر كيف يستفيدون.
شيء آخر، ترجع إلى معاني الحديث، فإن كان الحديث يتعلق بالطلاق رجعت إلى كتب الطلاق من «صحيح البخاري» ومن «صحيح مسلم» ومن «سنن أبي داود»، ومن «جامع الترمذي»، ومن «سنن النسائي»، ومن «سنن ابن ماجه»، إلى غير ذلك، وهكذا «سنن البيهقي» وإن كنت تعرف صحابيه يمكن أن ترجع إلى «تحفة الأشراف» لتعرف من أخرجه، أو ترجع إذا لم تجده في «تحفة الأشراف» إلى المسانيد كـ «مسند الإمام أحمد» و «مسند البزار» و «مسند الحميدي» إلى غير ذلك من كتب المسانيد.
وبقي شيء، ما إذا كان الحديث مشهورا فعلماؤنا أيضا ألفوا في هذا، فهناك كتاب «المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة» للإمام السخاوي وهناك «كشف الخفا ومزيل الإلباس عما أشتهر على ألسنة الناس» للعجلوني، والعجلوني ربما يذكر الحديث ولا يذكر الحكم، وربما يكون حديثا مخلا بالعقيدة مثل حديث: «إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور» ذكره وسكت عليه، وهو دعوة إلى التمسح بأتربة الموتى، وإلى العقيدة الشركية، وإن كان يمكن أن يحمل الحديث أي: أنكم تزورون القبور، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر في الآخرة، كما في حديث بريدة مرفوعا «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة». رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العجلوني ربما يذكر بعض الأحاديث فلا يتكلم عليها، بل هو نفسه مخرف، فقد ذكر في مقدمة كتابه: «كشف الخفا ومزيل الإلباس» أنه يمكن أن يعرف الحديث أنه صحيح ويكون عند المحدثين ليس بصحيح، كيف يعرفه؟ بواسطة الكشف بأنه يكشف للولي إذا نزل جبريل بالحديث إلى النبي ?-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فكشف له، ويكشف له بأنه ليس بصحيح ويكون عند المحدثين صحيحا، ما هذا؟ إذا فما فائدة كتابك «كشف الخفا» لم لا تعتمد على الكشف الذي هو أوهام وخرافات وخزعبلات، فرحم الله علماءنا المحدثين.
ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ?ياأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا?? (9) وأوهام الصوفية وخرافاتهم وخزعبلاتهم تهدم علم الحديث.
وإن كنت مبتدئا وكانت هذه الطريقة أو الطرق التى ذكرناها بعيدة عليك، فننصحك بأن تأخذ سندا من «سنن أبي داود» ثم تتبع رجاله رجلا رجلا، وينبغي أن تتحرى في ابتداء أمرك حتى لا يلتبس عليك الأمر، فربما تجد وأنت تبحث عن محمد بن علي فتجد في «التقريب» جماعة ممن يسمون محمد بن علي، فلا تدري من هو الذي في السند فكيف تستطيع التمييز؟.
بأمور منها: الطبقات، ومنها: الرموز، فأنت تبحث في «سنن أبي داود»، فإذا رأيت محمد بن علي لم يكن من رجال الجماعة، ولا من رجال أصحاب «السنن» ولا من رجال أبي داود عرفت أن هذا الرجل ليس هو الذي تبحث عنه. بعد هذا بالطبقة، ثم ترجع أيضا إلى المشايخ تنظر إلى مشايخه ثم إلى الرواة من هو، وهم يميزون لك من هو، فإذا لم يتيسر لك هذا، فاجمع طرق الحديث فرب طريق يكون قد نسب فيها المحدث ويقولون مثلا: محمد بن علي النيسابوري، أو مثلا محمد بن علي يذكرون لقبه أو يذكرون كنيته. جمع الطرق أيضا ربما تستطيع أن تميز بها.
فإذا لم تستطع أن تميز، وقد سلكت هذه المسالك فإن كانا ثقتين فلا يضر. من الأمثلة على هذا: علي بن محمد، شيخان لابن ماجة أكثر ابن ماجة عن علي بن محمد الطنافسي، وهناك علي بن محمد آخر أحدهما ثقة، والآخر صدوق، فلا يضر.
وإن اشتبه عليك ضعيف بثقة. ومن الأمثلة على هذا: إسماعيل ابن أبان المقرئ من مشايخ البخاري في طبقته إسماعيل بن أبان الغنوي متروك، والمقرئ من مشايخ البخاري. مثال آخر: الليثان: ليث بن سعد، وليث بن أبي سليم، ليث بن أبي سليم مختلط، وليث ابن سعد إمام.
مثال ثالث: عبدالكريم بن مالك الجزري، وعبدالكريم بن أبي المخارق اشتركا في كثير من المشايخ، واشترك كثير من الطلبة في الأخذ عنهما. الجزري من رجال البخاري، وابن أبي المخارق ضعيف.
مثال آخر أيضا: أسامة بن زيد الليثي، وأسامة بن زيد بن أسلم، أسامة بن زيد الليثي يحسن حديثه عند بعضهم، وأسامة بن زيد بن أسلم ضعيف، فإذا كان أحدهما ضعيفا والآخر ثقة توقفت.
فإذا انتهيت من رجال السند وعرفتهم، ووجدتهم ثقات ينبغي أن تجمع طرق الحديث، فرب حديث يكون سنده كالشمس، ثم بعد ذلك تظهر به علة أو يكون شاذا، ومع جمعك للطرق فإنك تعرف الشذوذ، وتعرف العلة، ورحم الله علي بن المديني، إذ يقول: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه)، ورب حديث كما تقدم يكون سنده كالشمس، وهو شاذ، أو معل، فجمع الطرق أمر مهم.
كيف تستطيع أن تجمع الطرق؟ تقدم شيء من هذا، إن كان الحديث يتعلق مثلا بفضيلة الوضوء، ترجع إلى أبواب الوضوء وأبواب الطهارة في الكتب على الأبواب.
فإن كنت تعرف صحابيه رجعت أيضا إلى «تحفة الأشراف» وإلى المسانيد.
ما عرفت لا ذا، ولا ذاك، لكنك الآن قد خرجت إلى طريق أخرى، لكن لو ذكرت حديثا ولم تعرف صحابيه ولم تعرف إلا معناه، فينبغي أن ترجع إلى «المعجم المفهرس» فهو يتكلم عن المعاني، ويرشد، ولكن لا ينبغي أن تقتصر على «المعجم المفهرس»، بل هناك كتب لم تذكر في «المعجم المفهرس» من الأمثلة على هذا «مسند الحميدي» ومعاجم الطبراني الثلاثة «المعجم الكبير والمعجم الأوسط والمعجم الصغير» وكيفية الاستفادة من هذه الثلاثة المعاجم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الاستفادة منها: أما «المعجم الصغير» فإنه على ترتيب شيوخه، وقد فهرس والحمد لله ونشرت فهرسته، فأما «المعجم الكبير» فإنه كالمسانيد على الصحابة، وإن كان يذكر فوائد ليست من الأحاديث و «المعجم الكبير» يخالف المسانيد، هو مثل المسانيد، بأنه على ترتيب الصحابة، يخالفهم ربما يذكر فوائد وآثار عن الصحابة، ويذكر تفسيرا له إن كان من أئمة التفسير.
ومعرفة كيفية الاستفادة من الكتب أمر مهم، أذكر أننا في ذات مرة سألت بعض أهل العلم كيف أستطيع أن أستفيد من «التمهيد» لابن عبدالبر فجزاه الله خيرا، كان لا يعرف مثلي كيف يستفاد لكن أعطاه الله بصيرة، قال: ائتنا بكتابه فأتينا بالكتاب، فإذا هو على ترتيب مشايخ الإمام مالك، فشيخ الإمام مالك في الحديث اسمه إبراهيم فارجع إلى «التمهيد» تجد خيرا كثيرا لأن التمهيد يعتبر من أحسن الكتب في جمع الطرق والكلام على المعاني والجمع بين الأدلة.
ونسيت شيئا مهما مما يستفاد من «التمهيد» وهو ذكر الاختلاف في وصل الحديث وإرساله، أو وصل الحديث وانقطاعه، أو رفع الحديث ووقفه، وطريقة الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- قريبة أو أنه استفاد الحافظ ابن حجر من «التمهيد» ومن طريقة «التمهيد» وفي طريقة إخراج الحديث، ثم الجمع بين الأدلة، ثم استنباط الأحكام، فجزاه الله خيرا.
معرفة الاستفادة من الكتب من الأمور المهمة، فرب شخص يستطيع أن يستخرج الحديث في قدر نصف ساعة، ويخرج الحديث والحمد لله، لكن شخص آخر ممكن أن يبقى فيه سبعة أيام، وممكن أن يبقى فيه شهرا.
وعند أن كنت مبتدئا مر بي حديث: «يا علي لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمر بأحد إلا أخذوا التراب من أثرك لطلب البركة» وأنا كنت أكتب في «الطليعة في الرد على غلاة الشيعة» فوجدت في السند يحيى ابن يعلى، ووجدت جماعة في «تهذيب التهذيب» ممن يسمون يحيى بن يعلى فما استطعت التمييز وصرت أسأل العلماء في الحرم، وغالبهم لا يهتم بالحديث فلم أجد منهم إجابة، حتى سألت بعض الباحثين فقال: هو يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني قال: استفدت من «تهذيب الكمال» قلت: أين هو «تهذيب الكمال»؟ قال: في مكتبة الحرم المكي، ثم بعد ذلك ذهبت أهرول إلى مكتبة الحرم المكي حتى أنقله بعلو وأراجع ترجمة يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني في «ميزان الاعتدال» إلى غير ذلك، فمعرفة الكتب ومعرفة الاستفادة من الكتب مهم.
وذات مرة كنت أبحث، فمرت بي كلمة لغوية، وكان عندي أخ في الله متخرج من الجامعة الإسلامية كلية الشريعة، فأعطيته «القاموس المحيط» ليخرجها، فأخذ الكتاب ووضعه على فخذه، وأنا كما يقولون: واحر قلباه ممن قلبه شبم، فأنا استحييت أن أقول له: أعطني الكتاب من أجل أن أخرج الكلمة، وهو أيضا استحيى أن يرد لي الكتاب، ويقول لا أستطيع استخراجها فقلت له: مالك يا أخي ما تخرج الكلمة؟ قال: أنا لا أعرف كيف أستخرجها، وصار يضحك جزاه الله خيرا.
فمعرفة الاستفادة من الكتب توفر عليك وقتك. بقي المواضيع، فرب حديث يتعلق بالعقيدة وأنت تريد أن تخرجه وما وجدته في «السنن» ولا في «صحيح البخاري» أنصحك أن ترجع إلى كتب العقيدة مثل «الأسماء والصفات» للبيهقي وكتاب «التوحيد» لابن خزيمة و «الرد على الجهمية» لعثمان الدارمي و «الرد على الجهمية» لابن منده، وإذا كان الحديث يتعلق بالترغيب والترهيب ترجع إلى «الترغيب والترهيب» للمنذري ليدلك على مخرجه، لأن «الترغيب والترهيب» ليس كافيا. إذا كان الحديث يتعلق بالطب ترجع إلى كتب الطب التي ألفت في هذا ككتاب «الطب» للحافظ ابن القيم وكتاب «الطب» للحافظ الذهبي، وكتاب «الطب» لأبي نعيم إلى غير ذلك من الكتب التي ألفت.
فينبغي أن تنظر وتفكر في الموضوع الذى تريد أن تخرجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم تر الحديث فلا توقف بحثك من أجل أنك ما رأيت الحديث، أو من أجل أنك ما رأيت ترجمة الراوي، فكيف تعمل؟ تترك بياضا كما كان علماؤنا الأولون، يتركون بياضا فابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» ربما يترك بياضا. حتى تنتهي من البحث وتراجع، فإن وجدته وإلا قلت: لم أجده، كما يقول الحافظ العراقي في «تخريج الإحياء» وكما يقول الحافظ الهيثمي في كتابه «مجمع الزوائد» يقول: في سنده فلان ابن فلان ولم أجده أو لم أجد له ترجمة، والحافظ أيضا في «تخريج الكشاف» ربما يقول: الحديث لم أجده، لأن الزمخشري يعتبر حاطب ليل، وكذا الغزالي يعتبر حاطب ليل، وربما يأتيك شخص بكلام يظنه حديثا، كما كنا نسمع ونحن في مكة عند أن أخبر الناس بأن اثنين صعدا إلى القمر، فإذا قائل يقول: قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يصعد اثنان إلى ظهر القمر». أو بهذا المعنى. والحديث من موضوعات العصريين، فلا تتعب نفسك في البحث عنه، ومن الأمثلة على هذا أيضا قول بعض الأئمة «استووا فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج» وهكذا أيضا «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم» حديث ليس له أصل، ثم يطالبونك أن تخرجه من كتب السنة. ثم هب أنه في كتب السنة التي لم تطلع عليها، وهنا أمر أريد أن أنبه عليه، فربما يقع فيه كثير من الناس ونحن من أولئك، ربما يستدل المستدل بجملة من الحديث وأنت تريد أن تستخرج هذا الحديث فتذهب وتبحث في كتب الفهارس في كتب الحديث وتتعب نفسك فلا تجد الحديث.
فإذا ذهبت تبحث في أوائل الحديث في كتاب مثل: «معجم الطبراني» فأحاديثه ليست موجودة في «المعجم المفهرس» وليست موجودة في «تحفة الأشراف» فكيف تعمل؟ ترجع إلى كتب الفقه إن كان يتعلق بالفقه، وهكذا سائر الفنون في الحديث.
بقى شيء في طريقة البحث، فإذا كنت تريد أن تكتب موضوعا باستيعاب، والموضوع يستحق هذا فكيف تعمل؟ الذي أنصحك به أن تطالع كتب السنة كلها، وكلما وجدت حديثا يتعلق بموضوعك كتبته، فإن كنت لا تريد الاستيعاب وتريد أن تكتب جملة من الأدلة نظرت إلى الكتب التى ألفت في هذا الموضوع.
وسآتي بمثال: فإذا كنت تريد أن تكتب في القدر، ومن جملة أبواب القدر المشيئة، فعليك أن ترجع إلى الكتب التى كتبت في القدر تجد أحاديث يسيرة في المشيئة، لكن لو ألف أحد كتابا في المشيئة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لخرج الكتاب مجلدا. وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه، والحمد الله رب العالمين.
_______________________ (1) ? سورة الرعد، الآية: 19.
(2) ? ثم ظهر لي أنه ضعيف.
(3) ? سورة آل عمران، الآية: 200.
(4) ? سورة السجدة، الآية: 24.
(5) ? سورةالزمر، الآية: 28.
(6) ? سورة القلم، الآية: 1 - 2.
(7) ? سورة العلق، الآية: 1 - 5.
(8) ? الصحيح منه ما ذكره ابن أبي حاتم في المقدمة.
(9) ? سورة الحجرات، الآية: 6.
(من كتاب المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح) للعلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 06:52]ـ
بارك الله فيك
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 08:31]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبيدة، ورحم الله الشيخ مقبلا الوادعي.
لا أنسى أن أعظم فائدة استفدتها من الشيخ مقبل - رحمه الله - هي قوله:
" وهنا أمر أنصح به طلبة العلم وهو: أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، فربّ حديث نغترّ به ونقول: إن رجاله رجال الشيخين، ثم بعد هذا نجد أن الحديث معل، وقد حكم عليه بالوضع، وربّ حديث قد حدّثْنا به وهززْنا به رؤوسنا وفي النهاية فإذا الحديث معل، وقد قال أبوحاتم أو الدارقطني رحمهما الله تعالى: إن هذا معل، فالذي أنصح به إخواني في الله أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، والحمد لله كتب العلل تغربل الأحاديث غربلة، وقد قال علي بن المديني -وهو كما يقول الحافظ ابن حجر: أعلم أهل عصره بعلل الحديث- يقول: الحديث إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه. والله المستعان. اهـ
قدس الله روحه.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 10:24]ـ
بارك الله فيك ...
وفيكم بارك الله.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:32]ـ
بارك الله فيك
وفيكم بارك الله.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 11:48]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبيدة، ورحم الله الشيخ مقبلا الوادعي.
لا أنسى أن أعظم فائدة استفدتها من الشيخ مقبل - رحمه الله - هي قوله:
" وهنا أمر أنصح به طلبة العلم وهو: أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، فربّ حديث نغترّ به ونقول: إن رجاله رجال الشيخين، ثم بعد هذا نجد أن الحديث معل، وقد حكم عليه بالوضع، وربّ حديث قد حدّثْنا به وهززْنا به رؤوسنا وفي النهاية فإذا الحديث معل، وقد قال أبوحاتم أو الدارقطني رحمهما الله تعالى: إن هذا معل، فالذي أنصح به إخواني في الله أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، والحمد لله كتب العلل تغربل الأحاديث غربلة، وقد قال علي بن المديني -وهو كما يقول الحافظ ابن حجر: أعلم أهل عصره بعلل الحديث- يقول: الحديث إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه. والله المستعان. اهـ
قدس الله روحه.
نشكر مروركم أخي الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:50]ـ
لمن اراد الزيادة
لشيخنا سلمان العودة بحث اسمه (السنة والبحث)
ـ[الماوري]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 12:29]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 09:13]ـ
نفع الله بك اخي ابا عبيدة ,
هل الكتاب متواجد في سوق الكتب جزاك الله خيرا , واي دار تطبعه.(/)
فائدة قيمة: الأذكار المتنوعة في وظيفة معينة خلال اليوم. العلامة العثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 09:46]ـ
السؤال:
ورد أذكار كثيرة في النوم متنوعة، هل يقولها كلها أو يتخير منها؟
الجواب:
[الذي يظهر لي أن ما ورد هكذا يؤخذ كله، إلا إذا علمنا أن بعضه ينوب عن بعض لتشابهه، أو دل الدليل على أنه يقتصر على أحد الأنواع؛
فمثال الثاني: دعاء الاستفتاح، فإن حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – لما سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا تقول؟ قال: " أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي .. " يدل على أنه يقتصر على واحد من هذه الأنواع، كذلك إذا كانت الألفاظ متشابهة، أو الأذكار متشابهة، فإنه اختلاف أنواع، مثل التسبيح دبر الصلاة، فإنها بعضها ينوب عن بعض، أما إذا لم تكن متشابهة، فالظاهر أنها تقال جميعا، كما في الأذكار التي في دبر الصلاة: اللهم أنت السلام ... ، والاستغفار، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، وما أشبه ذلك، هذه تقال جميعا، وكذلك الأذكار التي في الركوع: " سبوح قدوس .. "، " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ... "، " سبحان ربي العظيم ".
فتكون على ثلاثة أقسام:
1 - ما دلت السنة على أنه يفرد صريحا مثل: دعاء الاستفتاح.
2 - وما كان ظاهره أن بعضها بدل عن بعض، كما في أذكار الصلوات في التسبيح خاصة، " سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر "، أو " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر " هذه متشابهة، ما يجمع بينها.
3 - ما لم تدل السنة لا على هذا، ولا هذا، فالظاهر أنه يجمع بينها، مثل: أذكار الركوع، وأذكار السجود].
انتهى من " شرح كتاب الدعوات من صحيح البخاري " الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 06:24]ـ
لأنها فائدة قيمة من إمام جليل، فإني أرفعها للظهور.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:17]ـ
بارك الله فيك ورحم الله الشيخ رحمة واسعة(/)
الشيخ د. عبد العزيز كامل يكتب مقالا بعنوان:تحت لواء الشريعة
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 11:11]ـ
تحت لواء الشريعة
د. عبد العزيز كامل
24 - 11 - 2007
لا نشك في أنَّ تعظيم الشريعة وإحياءها والحياة في ظلِّها, مطلبٌ ومطمح كلّ الإسلاميين وجميع المسلمين الصادقين أيًّا كان انتماؤهم, فلا يُتصور أن يكون المسلم مسلماً إلا بذلك؛ لأن هذا هو حقيقة الرضا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً, فكل من رضي بذلك فهو من المسلمين أنصار الله, ومن لم يرض بذلك فهو من الظالمين أعداء الله.
تعظيم الشريعة والنزول على حكمها والدفاع عن حرماتها هو رفع للوائها ,الذي هو لواء القرآن والسنة, ولواء الأسلاف الصالحين من الصحابة والتابعين, وفي ظل هذا اللواء - لو صدقت النوايا- فكلنا في الحق سواء, لا فرق بيننا إلا بالتقوى, ولا تفرقة تفصلنا بحزبية أو عصبية أو عنصرية أو طبقية.
* تحت لواء الشريعة ... كلنا في الدين ... إخوان مسلمون.
* وتحت لواء الشريعة .... نحن على طريقة من سلف في حملها ... سلفيون.
* ونحن تحت لوائها وفي ميادين نصرتها ... مجاهدون مقاومون ....
* تحت لوائها, ولرفع صوتها وإيصال كلمتها ...... كلنا دعاة تبليغيون.
* نحن جمعتها الشرعية وجماعتها الإسلامية وأنصار سنتها المحمدية.
* كل من حمل لواء هذه الشريعة الغراء بعلم وعمل وإخلاص, هم (أنصار الله) الذين يشملهم وصف (حزب الله) , حيث لا يتمثل حزب الله على الحقيقة إلا فيمن يتولى كل المؤمنين وعلى رأسهم الصحابة والتابعين (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)).
* إن لواء هذه الشريعة يظلل كل من عمل لدين الله على نور من الله يرجو ثواب الله, مهما كان مكانه أو موقعه.
ماذا لو تشاركنا جميعاً في حمل هذا اللواء في بيوتنا .. في أعمالنا .. مع أهلينا وجيراننا وإخواننا .. مع أمتنا وشعوبنا؟
لو أدى كل واحد منا واجبه تجاه حمل هذا اللواء, لارتفع خفاقاً على كل أرض وتحت كل سماء ... ولكن يبدو أن بعض سواعدنا كلتَّ, وبعض جهودنا قلَّتْ وملَّتْ، َوبعض أصواتنا خفت وخفتت, فصرنا بهذا أحد أسباب غياب تطبيقها وتحكيمها في حياة المسلمين.
هل نجح أعداء الشريعة في صرف بعضنا عن حمل لوائها وتبني قضيتها كما كان الشأن في السابق؟!
- هل أفلح العلمانيون في إرهاب بعض دعاتنا وعلمائنا؛ ليسكتوا عن هذا الأصل العظيم من أصول الدين, بل أصل الأصول بعد توحيد رب العالمين؟
- هل وقعنا في الفخ الذي أراده العلمانيون لنا بتطبيع الحياة دون تطبيق شريعة الله؟
- هل يذكر الإسلاميون في مصر- مثلاً- أو غيرها- كيف كان حجم وقدر قضية الشريعة في حقبة السبعينات وأوائل الثمانينيات في برامج الجماعات والحركات؟
- ما هو حجمها وقدرها الآن في برامجنا وتجمعاتنا وتحركاتنا؟!
- هل تغيرت المواقف من تعظيم الشريعة؟ هل استنفدنا الوسائل في نصرتها؟ هل نجحت الجهود في إعادتها؟ أم هل أصبحنا في غنى عنها وعن الحياة في كنفها والعودة إلى أحكامها وإعادة كيانها؟!
قد تكون بعض الوسائل التي سبقت غير ناجعة, أو غير صحيحة .. لكن هل معنى ذلك أن نصمت عن نصرة شريعة الرحمن في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات وتنشأ الحركات والكيانات انتصاراً لشرائع الشيطان؟!
لا نُنْكِر أن العالم الإسلامي شهد الكثير من الجهود و التحركات على طريق العودة إلى الشريعة ولكن ذلك لم يكن وافياً في مضمونه ولا كافياً في تأثيره, بدليل أن أنصار الشريعة مازالوا غرباء بمطالبهم مستضعفين بمناشطهم في أكثر بلدان العالم الإسلامي الذي يبلغ سكانه خمس سكان العالم.
حاجتنا إلى نصرة الشريعة أعظم من حاجة الشريعة لنصرتنا, فقد أمرنا الله بنصرتها لننتصر بها, حيث أن نصرها نصر لله, وقد قال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ) .... ووعد الله أنصاره بالنصر والثبات والتمكين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)).
إن نصرة الشريعة تتمثل اليوم وفي كل يوم, في نصرة القرآن ونصرة السنة ونصرة الصحابة ونصرة المنهج الحق وعلمائه ودعاته وحملته وحمُاته, ونصرة القضايا النظرية والواقعية لهذه الشريعة في ميادين الجدال أو الجلاد.
لنصرة الشريعة ألوية كثيرة في تلك الميادين, وهذا الموقع لواء من ألويتها, وفي هذا الموقع (لواء الشريعة) محاولة طموحة ضمن محاولات عديدة لإعادة الاعتبار إلى (قضية الشريعة) في قلوب الناس وعقولهم, حتى يعاد لها الاعتبار في واقع حياتهم, والموقع مفتوح لكل صوت من كل مكان, و من أي إنسان صادق مخلص لهذا الدين, مهما كان انتماؤه ومهما كان توجهه إذا كان من أهل الحق والسنة, كي يكون من أنصار الله كما أمر الله تحت (لواء الشريعة).
http://www.shareah.com/www/index.php?/records/view/id/137/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 02:37]ـ
مقال جيد جدا ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 07:16]ـ
ولكن يبدو أن بعض سواعدنا كلتَّ, وبعض جهودنا قلَّتْ وملَّتْ، َوبعض أصواتنا خفت وخفتت, فصرنا بهذا أحد أسباب غياب تطبيقها وتحكيمها في حياة المسلمين.
هل نجح أعداء الشريعة في صرف بعضنا عن حمل لوائها وتبني قضيتها كما كان الشأن في السابق؟!
- هل أفلح العلمانيون في إرهاب بعض دعاتنا وعلمائنا؛ ليسكتوا عن هذا الأصل العظيم من أصول الدين, بل أصل الأصول بعد توحيد رب العالمين؟
- هل وقعنا في الفخ الذي أراده العلمانيون لنا بتطبيع الحياة دون تطبيق شريعة الله؟
- هل يذكر الإسلاميون في مصر- مثلاً- أو غيرها- كيف كان حجم وقدر قضية الشريعة في حقبة السبعينات وأوائل الثمانينيات في برامج الجماعات والحركات؟
- ما هو حجمها وقدرها الآن في برامجنا وتجمعاتنا وتحركاتنا؟!
- هل تغيرت المواقف من تعظيم الشريعة؟ هل استنفدنا الوسائل في نصرتها؟ هل نجحت الجهود في إعادتها؟ أم هل أصبحنا في غنى عنها وعن الحياة في كنفها والعودة إلى أحكامها وإعادة كيانها؟!
قد تكون بعض الوسائل التي سبقت غير ناجعة, أو غير صحيحة .. لكن هل معنى ذلك أن نصمت عن نصرة شريعة الرحمن في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات وتنشأ الحركات والكيانات انتصاراً لشرائع الشيطان؟!
http://www.shareah.com/www/index.php?/records/view/id/137/
جزاه الله خيرا فقد عبر عما يدور في نفوس الكثيرين مع خفوت الأصوات الغيورة على شرع الله جل وعلا, وتعالي الأصوات المميعة للقضية والمهونة من أحكام الجاهلية والملبسة لها لبوس الحق كذبا وزورا
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 11:42]ـ
- هل أفلح العلمانيون في إرهاب بعض دعاتنا وعلمائنا؛ ليسكتوا عن هذا الأصل العظيم من أصول الدين, بل أصل الأصول بعد توحيد رب العالمين؟
http://www.shareah.com/www/index.php?/records/view/id/137/
بل ذلك من توحيد رب العالمين, فهو تعالى المتفرد بالحكم, فلا يقال: أصل الأصول بعد توحيد رب العالمين
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 11:04]ـ
أخي إمام الأندلس شكرا لمرورك(/)
حكم من تكرر دخوله إلى المسجد
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 09:44]ـ
من المعلوم أن مذهب الشافعية في هذه المسألة هو استحباب تكرار تحية المسجد بتكرار الدخول إليه، ولو تقارب ما بين الدخولات وذلك لظاهر حديث: ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين)) كما في المجموع للنووي وغيره من كتب المذهب.
لكني قرأت فتوى لبعض المفتين يحكي فيها هذا القول بأنه اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فهل من أحد من المشايخ وطلاب العلم في هذا المنتدى من يفيدني ويدلني على موضع كلام شيخ الإسلام عنها.
حيث إنني بحثت عنه في مجموع الفتاوى - فقط - وعن طريق برنامج المكتبة الشاملة دون أن أقف على أي كلام حول هذه النقطة بتاتاً.
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:50]ـ
فهل من أحد من المشايخ وطلاب العلم في هذا المنتدى من يفيدني ويدلني على موضع كلام شيخ الإسلام عنها.
حيث إنني بحثت عنه في مجموع الفتاوى - فقط - وعن طريق برنامج المكتبة الشاملة دون أن أقف على أي كلام حول هذه النقطة بتاتاً.
وكم سؤال أسأله صباحا ولا يأتيني جوابه بالعشي (ابتسامة)
ـ[جمعة الساعدي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 07:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أسعد الله صباحكم أخي العزيز:
حاولت تحميل المدونة الكبرى للامام مالك ولكن دون جدوى ما السبب يا ترى
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 11:59]ـ
حمله مأجورا من هنا ( http://www.megaupload.com/?d=P4IN7XVV)
أو من هنا ( http://www.megaupload.com/?d=EG2JF7NR)
يمكنك البحث عن الكتب الموجودة في المجلس العلمي من خلال أيقونة فهرس المكتبة في أعلى الصفحة
تحت هذا الرابط ( http://majles.alukah.net/mktba/catplay.php?catsmktba=9)
ويمكنك عند السؤال عن الكتاب أن تقوم برد في نفس الصفحة التي لم يعمل بها رابط التحميل.
أو تفتح موضوعا جديدا تطلب فيه الكتاب لتعطل الروابط.
دمتم محفوظين بحفظ الله تعالى.
ونتشرف بانضمامكم إلى مجلسكم المجلس العلمي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 12:08]ـ
انظر أخي الفاضل (مجموع الفتاوى ج23/ص192، وص196) فقد ورد اختياره فيهما.(/)
مفهوم الجمالية بين الفكر الإسلامي والفلسفة الغربية
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 01:29]ـ
"الجمالية" أو "علم الجمال" مصطلح يستعمل في الفكر المعاصر؛ للدلالة على تخصص من تخصصات العلوم الإنسانية التي تُعْنَى بدراسة "الجمال" من حيث هو "مفهوم" في الوجود، ومن حيث هو "تجربة" فنية في الحياة الإنسانية.
"فالجمالية" إذن؛ علم يبحث في معنى "الجمال" من حيث مفهومه وماهيته ومقاييسه ومقاصده. "والجمالية" في الشيء تَعْنِي أن "الجمال" فيه حقيقة جوهرية وغاية مقصدية، فما وُجِدَ إلا ليكون جميلا! (1) وعلى هذا المعنى انبنت سائر "الفنون الجميلة" بشتى أشكالها التعبيرية والتشكيلية.
ومصطلح "الجمالية" أو "علم الجمال" ترجمة لكلمة "استطيقا"، وهي كلمة ولدت في رحم الفلسفة الغربية من الناحية الاصطلاحية خلال القرن الثامن عشر الميلادي. فقد كان الفيلسوف "باومجارتن" سنة 1750م أول من سك هذا اللفظ، ثم انتقل استعماله إلى سائر الثقافات والعلوم الإنسانية كالأدب والفن.
إلا أن "الجمالية" من حيث هي مفهوم قديمة قدم الإنسان نفسه، وصاحبت الحضارات البشرية كلها بدون استثناء، واتخذت لها طابعا خاصا مع كل حضارة، كما كانت لها تجليات خاصة ومتميزة مع كل تجربة إنسانية مختلفة. (2) ولم تكن الحضارة الإسلامية بدعا من الحضارات الإنسانية جملة. ذلك أن "الجمال" في الإسلام أصل أصيل، سواء من حيث هو قيمة دينية: عَقَدِيَّةٌ وتشريعية، أو من حيث هو مفهوم كوني، وكذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية. ومن هنا كان تفاعل الإنسان المسلم مع قيم الجمال ممتدا من مجال العبادة إلى مجال العادة، ومن كتاب الله المسطور إلى كتاب الله المنظور! مما خلد روائع من الأدب والفن التي أنتجها الوجدان الإسلامي في قراءته الراقية للكَوْنَيْن وسياحته الرائعة في العالَمَيْنِ: عالم الغيب وعالم الشهادة!
ولقد قاد الجهلُ بالتراث الإسلامي أو العمى الصليبي بعضَ فلاسفة الغرب إلى حصر التجربة الجمالية الإسلامية في مجال "الإدراك العقلي" دون "الإدراك الوجداني العاطفي"؛ واتهم التجربة الإسلامية بالفقر الفني والجمالي! فأقل ما يقال عن مثل هذا الاتهام أن صاحبه جاهل بحقيقة الإسلام وقيمه الجمالية من جهة، وبتجربة الأمة الإسلامية من جهة أخرى. أعني على المستوى الجمالي، في كل تجلياتها العربية وغير العربية: فارسيةً وهنديةً وتركيةً ثم مَالَوِيَّةً!
ولقد انبرى الفيلسوف الفرنسي المعاصر "إتيان سوريو" فيلسوف "الجمالية" وأستاذ علم الجمال في جامعة السربون بباريس (3) للدفاع عن هذه الحقيقة، ردا على بعضهم، لكنه مع ذلك لم يكن موفّقا كل التوفيق بسبب نقص المعطيات عنده عن قيم الجمال في الإسلام وعن تجربة المسلمين في ذلك المجال. يقول محيلا على اتهامات "بلزاك" في كتابه "الابن الملعون": "لطالما قيل - وعلى غير وجهٍ من حق - إن الفن العربي قد كان فنا إدراكيا، لا يتوجه إلا إلى الفكر النظري المحض وليست له أية قدرة على الإثارة العاطفية! ". (4) ثم يستطرد بعد ذلك مدافعا عن الجمالية الإسلامية، بشواهد من جمالية العمران وفن العمارة بالبلاد العربية والإسلامية، لكن -مع الأسف- بتحليلات هي أقرب إلى الخرافة منها إلى المقاييس العلمية للجمال!
يقول: "إن هذا الرأي هو خاطئ تماما! والحقيقة هي ما ذهب إليه من قبل "غايي: Gayet" عندما تحدث في كتابه: "الفن العربي" عن المشاعر التي تثيرها -من وجهة نظر الجمالية العربية- المعطيات الهندسية لذلك الفن بتفاصيلها وأشكالها. ولذا فهو يقول بأن الدوائر الهندسية إذا كانت زواياها المتعددة مزدوجة، فإنها "توقظ في النفس مشاعر عميقة مطبوعة بطابع الصفاء العذب"، أما إذا كان عدد زواياها مفردا فإنها تبعث على "الحزن المبهم والقلق والاضطراب". ويقول أيضا: "إن الصورة المتكونة من الجمع بين المربعات والمثمنات تبعث على فكرة السكون الأبدي، أما تلك التي تنبثق من الأشكال ذات الزوايا التسع فإنها توقظ الإحساس بسر مبهم مضطرب! " (5) كذا .. !! والعجيب حقا هو كيف فهم "غايي" أن هذا التفسير الغريب للأشكال الهندسية هو "من وجهة نظر الجمالية العربية"، ثم كيف قبل منه الأستاذ "سوريو" هذا الهذيان ونقله على سبيل التبني في كتابه! لقد كان الأولى بغايي هذا أن يعرض أحواله المترددة ما بين
(يُتْبَعُ)
(/)
"الصفاء العذب، والحزن المبهم، والقلق، والاضطراب" على طبيب نفسي خير له وللعلم من أن يفسر به أشكالا هندسية في صومعة، أو قبة مسجد، أو زوايا قلعة! لقد ضل كثير من مؤرخي الجمالية الغربيين الطريقَ إلى معالم الجمال الحق في الإسلام، وأخطؤوا مواطنَ علم الجمال في التجربة الإنسانية الإسلامية! فأنكرها بعضهم، وبقي البعض الآخر أسير الجدران والأسوار يحاول فك رموز النقوش وأشكال الزخارف، كما يحاول العالم الأركيولوجي فك رموز بدائية، في قطعة حجرية من عصور ما قبل التاريخ.
إن الجمالية الإسلامية تنبع أولا من حقائق الإيمان، إذْ تَشَكَّلَ الوجدانُ الإنساني فيها مما تلقاه من أنوار عن رب العالمين، الرحمن الرحيم، وما انخرط فيه بعد ذلك؛ سيرا إلى الله تعالى عبر أشواق الروح، مبدعا - باتباع تعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم - أروع ألوان التعبير الجمالي، من سائر أشكال العبادات والمعاملات والعلاقات، انطلاقا من حركته التعبدية في جمالية الصلوات ولوحاتها الحية الراقية وما يَنْظِمُهَا من عمران روحي ومادي، إلى هندسة المدائن الإسلامية بما تحمله من قيم روحية سامية، وقيم حضارية متميزة جدا، إلى سائر النشاط الإنساني الذي أبدعه المسلمون في علاقتهم بربهم وعلاقتهم بأنفسهم وبغيرهم، إلى علاقتهم بالأشياء المحيطة بهم، بدءً بالمسخَّرَات من الممتلكات والحيوان، إلى المحيط الكوني الفسيح، الممتد من عالم الشهادة حولهم إلى عالم الغيب فوقهم ... كل ذلك تفاعل معه المسلم؛ فأنتج أروع الأدبيات التعبيرية والرمزية، مما لا تزال تباريحه المشوقة بالمحبة، من الترتيل إلى التشكيل تفيض على العالَم بالجمال والجلال أبداً.
إن العمارة الإسلامية - رغم ثرائها الجمالي الرفيع - هي آخر ما ينبغي الاشتغال به لمن أراد أن يدرس الجمالية الإسلامية في مصادرها الأولى. لأن حصون المدائن وجدرانها إنما هي التجليات المادية المعبرة عن أشواق الروح، الفياضة عبر القباب والمآذن مندفعة بقوة نحو السماء. وإنما هي صورة التعبير الرمزي عن معاني الاحتضان العاطفي وقيم الأخلاق الاجتماعية والحنان الرَّيان بما امتازت به من حياء وتستر وانحناءات، تتلوى أضلاعها الخفاقة بالمحبة بين الدروب، تسلك بالرجال والنساء مسالك الحشمة الرقيقة والوقار العالي، إلى المساجد وإلى الغرفات والشرفات الكاشفة الساترة ... ثم تنشر أسرارها نقوشا وزخرفة تتبادل الأدوار مع أحرف الخط العربي بشتى أشكاله، في كلمات ناطقة حينا، وناظرة أحيانا أخرى ... كلها تتدلى مثل العناقيد من بين الأقواس، تستقبل مواجيد المحبين وترد سلام المتبتلين، لتتوحد معهم في صلاة أبدية خالدة.
ولقد دَبَّجَ المسلمون في مصنفات المحبة والسلام تباريحَ الأشواق أنى مرساها، ووصفوا مقامات النور كيف مجراها، ورسموا كلمات الجمال بما لا قِبَلَ به لأحد من العالمين. (6)
وكأنما الفرق في "الجمالية" بين مفهومَيْها الغربي والإسلامي كالفرق بين الطبيعة والتمثال أو بين الحقيقة والخيال. ولم تكن الصورة التي يبدعها المسلم ثابتة قارة يأكلها البِلَى في متحف "اللوفر" أو غيره من متاحف العالم، ولكنها صورة حية يشكلها بإبداعه اليومي بين ركوع وسجود، وطواف وسعي، أو بين صوم وتبتل، وانقطاع يصله كليا بالملأ الأعلى ... ثم مواجيد يتنفسها بعد ذلك كلماتٍ وكتاباتٍ ذات صورٍ الجمالُ فيها له روح، صور لا تبلى أبد الزمان: ?مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا? (الفتح:29).
(يُتْبَعُ)
(/)
تلك صورهم الحية، فأين منها بسمة "الجوكاندا" المصطنعة الشاحبة، أو وجوه "بيكاسو" المتداخلة المتنافرة! هذه صور الجمال في الأدبيات الإسلامية ما تزال تتجدد عبر التاريخ أبدا، ولا يزال القارئ لها في كل مكان يشارك بمخيلته في إبداع الأشكال كما هو يريد، بحرية تتحدى آخر الصيحات في عالم الرسم والتشكيل. وليس عندهم صور ميتة يفرضها فنان على الناس فتستعبد مُخَيِّلَةَ الأجيال وتقتل إبداعهم. ومن هنا توجه الفن الإسلامي حضاريا - في الأعم الغالب - إلى الإبداع ضمن جمالية "التجريد". والتجريد في الحقيقة إنما هو لغة الروح، وريشة الوجدان. يقول "إتيان سوريو": "والحقيقة التي لا بد من التنويه بها كذلك، هي أن الروحية الإسلامية تحترس على الأخص من مخاطر الفن التجسيمي، وتجد لها ضمانات كبرى في استعمال الفن التجريدي. من هنا، ومن هذه الوجهة خصوصا، يجب تفسير الوضع الجمالي للفن الإسلامي من الناحية التجريدية. أضف إلى ذلك أن الفن التجريدي هو بالضبط الفن الذي يستجيب في العالم العربي لما تقتضيه الحاجة الجمالية اقتضاء شديدا ودقيقا". (7)
إن لغة التجريد في الفن الإسلامي هي التي تصنع حركة الحياة الفعلية في المجتمع، حيث تتفتق جماليتُها المتجددة سلوكا حضاريا راقيا، وعلاقات اجتماعية مفعمة بالود والمحبة والسلام، تتضافر جميعها في نسيج عمراني يرقى إلى درجة المثال، وذلك بما يفيض من وجدان الإنسان المسلم من تباريح الإيمان وأشواق الروح.
وما قتل الفن الغربي شيء مثل الولع بسجن الإبداع في الصور الجامدة الثابتة، ولو في حركتها الوهمية الاصطناعية. وعليه فإن الوضع الفني في أوروبا قد وصل فعلا إلى الباب المسدود. يقول فيلسوف الجمالية المعاصر: "إذا أخذنا الفن أداة للحكم على الحاجات الجمالية لوقتنا الحاضر، نجدها قد أصيبت بتغييرات جذرية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى اليوم. فالزائر الذي يتجول في أرجاء متحف للفن الحديث، لو انتقل من قاعة تضم لوحات انطباعية إلى قاعة أخرى تضم لوحات حديثة من الفن التجريدي أو التجسيمي، لاجتاحه -ولا ريب- شعور بالانتقال من عالم إلى عالم آخر، وإحساس بالغربة عميق. ولنقابل المسألة هنا بكل حدتها، فلا نتردد بالقول بأن هذا الزائر نفسه ( ... ) قد تسول له نفسه أن يتحدث عن خط انحداري ومسيرة تقهقرية في الفن"، (8) إلى أن يقول - بعد وصف مآل بعض أنواع الفن الأخرى - بحدة نقدية شديدة: "ولا شك في أن من يراقب هذا التبديل المفاجئ سيجد نفسه مدفوعا إلى القول بأن ما يسمعه ويشاهده ليس إلا رجعة إلى حالة من البدائية والتوحش". (9)
إلا أنه لا بد من البيان أن معاني الجمال في الإسلام، من صفاء الروح، ومنازل الإيمان، وأحوال الإحسان، لم يستفد منها جمهور كبير من أبناء الصحوة الإسلامية المعاصرة لأسباب شتى، منها اشتهار نسبة بعض مفاهيمها وألفاظها إلى المتصوفة؛ فكان أن زهد كثير من الناس فيها بسبب ما خالط بعض كتبهم من شطحات. (10) وإنما هي عبارات قرآنية أو نبوية محضة. نعم، ربما اكتسبت في سياق الاستعمال التاريخي دلالات منحرفة في بعض الأحيان، فيكون الواجب هو تحريرها منها، لا إلغاءها والتنكر لها.
إنه ما ينبغي لذلك أن يعمينا عن جمال الدين، وإنما خاطبنا الله تعالى بالجمال، وأمرنا أن نرحل إلى منازله العليا، ونسير إليها سيرا لا يفتر ولا ينقطع حتى يدركنا اليقين. لا ينبغي للمؤمن الكَيِّسِ الفَطِنِ أن تعميه غلطات بعض الناس - مهما قبحت - عن محاسن الدين، فيقنع في دينه بظواهر الألقاب ويرمي بعيدا باللباب. إذن يكون من الجاهلين، كيف والجمال هو الدين؟!
إن الصحوة الإسلامية المعاصرة لفي أشد الحاجة إلى تربية ذوقية فنية، ترهف حسها بمواطن الجمال، الموجِّهةِ لكل شيء في هذا الدين، عقيدةً وشريعة. ولقد انتبه السابقون إلى ذلك وانبهروا به فسارعوا إلى الالتحاق بقوافل المحبين. وكان منهم مُصَنِّفُون ذَوَّاقُون، نبهوا إلى هذه المعاني، من أمثال الحسن البصري والإمام المحاسبي والإمام الجنيد وابن الجوزي والإمام عبد القادر الجيلاني والإمام ابن القيم والإمام أبي عبد الله الساحلي المالقي والإمام الشاطبي والإمام أحمد زروق المغربي وغيرهم كثير، رحمهم الله أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ما أحوجنا اليوم إلى إعادة القراءة للدين، في مصادره العذبة الصافية الجميلة، قراءة تصل المسلم بالله، قبل أن تكون قراءة ينتقم بها لنفسه، من الظلم الاجتماعي، والطغيان السياسي، فيكون بتدينه عدوا للدين من حيث يدري أو لا يدري.
?رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ? (آل عمران: 8) ?رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاٌّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ? (الحشر: 10).
ذلك، وإنما الموفق من وفقه الله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_________________
الهوامش
1. يقول ولترت ستيس: "لقد نظر الاستطيقيون إلى الجمال على أنه الهدف الوحيد للفن. وهم على حق في ذلك. ولا يصح ذلك إلا إذا استخدمت كلمة "الجمال" بمعنى واسع إلى أقصى حد." (معنى الجمال: نظرية في الاستطيقا، ص:94. ترجمة إمام عبد الفتاح إمام. نشر المجلس الأعلى للثقافة، مصر: 2000. طبع بالهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية).
ثم استعمل مصطلح "الجمالية" في الأدب الحديث للدلالة على أن "الجمال" هو القيمة الأولى للنص، وأنه لا عبرة بما لم يُبْنَ على ذلك؛ إذ الوظيفة الأولى للنص هي أن يكون جميلا. (جمالية الأدب الإسلامي للأستاذ محمد إقبال عروي: ص 94 - 95، نشر المكتبة السلفية، الدار البيضاء، المغرب، ط: الأولى: 1986م).
2. تلك هي القضية التي انبنى عليها موضوع كتاب البروفسور إتيان سوريو "الجمالية عبر العصور"، ترجمة د. ميشيل عاصي، منشورات عويدات، بيروت/باريس، ط. الثانية: 1982.
3. كان ذلك خلال سنوات الستينات من القرن الميلادي الماضي.
4. الجمالية عبر العصور، ص 179.
5. الجمالية عبر العصور، ص 180.
6. مثل كتاب كشف المحجوب للإمام الهجويري، ومنطق الطير لفريد الدين العطار، وهذا من الناحية الجمالية قطعة فنية رائعة. ومثله مدارج السالكين لابن القيم، وكتابه حادي الأرواح، ونحو ذلك كثير. ومن أهم الموسوعات الجمالية في الفكر الإسلامي الحديث مجموعة: كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله، ويتلوه في ذلك وارث سره الأستاذ فتح الله كولن في أغلب كتبه وعلى رأسها: "التلال الزمردية" وديوانه الشعري: "المضرب الكسور."
7. الجمالية عبر العصور، ص 179.
8. الجمالية عبر العصور، ص 273 - 274.
9. الجمالية عبر العصور، ص 275 - 276.
10. لقد غالى بعضهم في الهجوم على التصوف، ولم يفرقوا في أقوال القوم بين حق وباطل.
مقال للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 02:31]ـ
"ولم تكن الحضارة الإسلامية بدعا من الحضارات الإنسانية جملة. ذلك أن "الجمال" في الإسلام أصل أصيل، سواء من حيث هو قيمة دينية: عَقَدِيَّةٌ وتشريعية، أو من حيث هو مفهوم كوني، وكذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية. ومن هنا كان تفاعل الإنسان المسلم مع قيم الجمال ممتدا من مجال العبادة إلى مجال العادة، ومن كتاب الله المسطور إلى كتاب الله المنظور! مما خلد روائع من الأدب والفن التي أنتجها الوجدان الإسلامي في قراءته الراقية للكَوْنَيْن وسياحته الرائعة في العالَمَيْنِ: عالم الغيب وعالم الشهادة!
.
.............................. .............................. ...........
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Mar-2010, مساء 04:57]ـ
"
وكأنما الفرق في "الجمالية" بين مفهومَيْها الغربي والإسلامي كالفرق بين الطبيعة والتمثال أو بين الحقيقة والخيال. ولم تكن الصورة التي يبدعها المسلم ثابتة قارة يأكلها البِلَى في متحف "اللوفر" أو غيره من متاحف العالم، ولكنها صورة حية يشكلها بإبداعه اليومي بين ركوع وسجود، وطواف وسعي، أو بين صوم وتبتل، وانقطاع يصله كليا بالملأ الأعلى ... ثم مواجيد يتنفسها بعد ذلك كلماتٍ وكتاباتٍ ذات صورٍ الجمالُ فيها له روح، صور لا تبلى أبد الزمان:
?مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا?
(الفتح:29).
تلك صورهم الحية، فأين منها بسمة "الجوكاندا" المصطنعة الشاحبة، أو وجوه "بيكاسو" المتداخلة المتنافرة!.
رحمة الله عليك أيها الفريد!(/)
مفهوم الجمالية في الإسلام من الترتيل إلى التشكيل
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 01:44]ـ
جمال الإنسان
الإنسان جميل، بل هو أجمل مخلوق في الأرض، وتلك حقيقة قرآنية ووجودية؛ ذلك أن مصادر الدين في الإسلام تحدثنا أن الله قد خلق الإنسان في أجمل صورة وأحسنها، وقارن بينه وبين سائر الحيوانات -وهي غاية في الجمال- ظاهرا وباطنا. قال عز وجل: (اَللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اْلأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) (غافر: 64) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "خلق الله آدم على صورته" (متفق عليه)، ثم جعل له الكون من كل حواليه جميلا، وحسنه تحسينا، عساه يكون في تدينه حسنا جميلا. قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى اْلأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف: 7) فالزينة الكونية مبعث وجداني للتحلي بالزينة الإيمانية.
إن الناظر في هذا العالم الكوني الفسيح، يدرك بسرعة أن الإنسان يعيش في فضاء فنّي راق؛ بيئة واسعة بهية هي آية من الجمال الذي لا يبارى؛ بدءً بالأرض حتى أركان الفضاء، الممتدة بجمالها الزاخر في المجهول، تسير في رونق الغرابة الزاهي، إلى علم الله المحيط بكل شيء. ومن ذلك قوله سبحانه: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) (الحجر: 16) وجعل الأرض الحية تتنفس بالجمال نِعَماً لا تحصى ولا تنتهي (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (الأعراف:32). وأرشد ذوق الإنسان إلى تبين معالم هذا الجمال في كل شيء: (وَاْلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) (النحل: 5 - 6).
ثم انظر إلى هذا الجمال المتدفق كالشلال، من الآيات التاليات؛ يقول سبحانه بعد الآية السابقة بقليل، في سياق الْمَنِّ بهذه النعم الجميلة الجليلة: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل: 10 - 12).
بانوراما الأرض
إنها صورة كلية شمولية ذات ألوان وأنوار حية متحركة، إنها» بانوراما «كاملة للأرض بتضاريسها وبحارها وأشجارها وأنهارها وأحيائها جميعا. ثم بفضائها الرحب الفسيح بما يملأ ذلك كله من حركة الحياة، والنشاط الإنساني بكل صوره مما أتيح له في هذه الأرض وفضائها من المسخَّرات الحيوية. هذا كله هو قصرك الزاهي أيها الإنسان، ومجالك الواسع، محاطا بكل آيات التسخير وكرامات التدبير، المتدفقة بين يديك بكل ألوان النعم والجمال؛ لتصريف العمر كأعلى ما يكون الذوق، وكأجمل ما تكون الحياة.
وفي سورة الأنعام صور تنبض بجمال الخصب والنماء، جمال أرْضِيّ لا يملك معه من له أدنى ذرة من ذوق سليم إلا أن يخضع لمقام الجمال الأعلى، الجمال الرباني العظيم. قال جل جلاله: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبٌّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:99). ويلحق بها قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:27 - 28).
فالصورة تبتدئ -في الآيات الأولى ثم التي بعدها- من لحظة نزول المطر، إلى لحظة خروج النبات والشجر من التربة الندية، إلى مرحلة خروج الحب المتراكب في السنابل، وخروج القِنْوَان، (أي: العراجين والعُذُوق المثقلة بالفاكهة) بجمالها وبهائها، ثم ما يلامسها بعد ذلك من نضج وينع، فتراها -وقد تهيأت للقِطاف- متدليةً خلال خمائل الجنات والبساتين، ناظرة إلى الناس في دلال خلاب. والآيات لا تغفل الحركة الحية للألوان، في تطورها من الخضرة إلى سائر ألوان النضج والينع، مما يتاح للخيال أن يتصوره -تَوَرُّداً واصْفِرَاراً واحْمِرَاراً واسْوِدَاداً ... إلخ- في الزروع، والتمور، والأعناب، والزيتون، والرمان ونحوها، إلى ما يحيط ذلك كله، أو يتخلله، من ألوان الجبال وجُدَدِهَا، وهي: مسالكها أو خطوطها والتواءاتها المتشكلة منها، وهي غالبا ما تكون ذات انحناءات مختلفة الألوان، كما قال الله تعالى بيض وحمر إلى ما يزينها من غرابيب سود، وهي الصخور الناصعة السواد ... إلى حركة اللون المنتشرة هنا وهناك في الحيوان والإنسان، مما لا يملك المؤمن معه إلا أن يكون من الساجدين لمن أفاض على الكون بهذا الجمال كله، الجمال الحي المتجدد. وإنها لآيات تربي الذوق الإنساني على جمالية التوحيد والتفريد، مما تعجز الأقلام والألوان عن تجسيد صورته الحية النابضة، وأي ريشة في الأرض قادرة على رسم الحياة!؟
وإنني لو قصدت إلى استقصاء جماليات القرآن الكريم من السور والآيات لجئت به كله، فهذه عباراته الصريحة وإشاراته اللطيفة كلها، كلها مشعة بتوجيهات ربانية لتربية الذوق الإنساني حتى يكون في مستوى تمثل مقاصد الدين البهية، بتدينه الجميل. فهل عبثا نصَّ القرآنُ على جمالية الكون والنعم والحياة؟ وهل عبثا نبه القرآن الحس البشري الإسلامي، وربَّاه لالتقاط دقائق الحسن والبهاء في مناظر الفضاء والأرض والجبال والشجر والنبات والبحار والأنهار والأنوار والأطيار؟!
إن الله تعالى خلق الحياة على مقاييس الجمال الإلهية الباهرة الساحرة، وأرسل الرسل بالجمال ليتدين الناس على ذلك الوِزان وبتلك المقاييس. ولذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأتقياء، وإمام المحبين: "إن الله تعالى جميل يحب الجمال" (رواه مسلم). وفيه زيادة صحيحة: "ويحب معالي الأخلاق ويكره سِفْسافَها" (رواه الطبراني وابن عساكر)؛ مما يشير إلى أن الجمال مطلوب في أداء المسلم شكلا ومضمونا، مبنى ومعنى، رسما ووجدانا.
مواكب الجمال
فليكن الدين إذن سيرا إلى الله في مواكب الجمال (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأعراف: 29 - 30) وإنها للطافة كريمة أن يجمع الحق سبحانه في مفهوم الدين، من خلال هذه الكلمات النورانية بين جمالين: جمال الدين وجمال الدنيا: (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ليكون ذلك كله هو صفة المسلم.
ولقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تربية صحابته الكرام على كل هذه المعاني. وكيف لا، وهو أول من انبهر بجمال ربه وجلاله؛ فأحبه حتى درجة الخلة. قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه يوما: "لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة (أبا بكر) خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله" (رواه مسلم)، وصح ذلك عنه صلى الله عليه وسلم في سياق آخر: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" (رواه مسلم). وكان يعلمهم كيفية سلوك طريق المحبة بعبارات وإشارات شتى، ما تزال تنبض بالنور إلى يومنا هذا، فانظر إن شئت، إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتم الغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله! " (رواه مسلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
والغرة بياض في ناصية الحصان، والتحجيل بياض في يديه؛ فتلك سيم الجمال في وجوه المحبين وأطرافهم، يوم يرِدُون على المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي سيم "ليست لأحد من الأمم" (متفق عليه)، بها يعرفون في كثرة الخلائق يوم القيامة، كالدر المتناثر في دجنة الفضاء. هذه ومضة الإبراق النبوي تبشر برشح الأنوار على أطراف المتوضئين الساجدين، رشحا لا يذبل وميضه أبدا!
النبي الكريم ميز جمال المحبين وسط الزحام واحدا واحدا. قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة! قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: "أرأيت لو دخلتَ صُبْرَةً (محجرا) فيها خيلٌ دُهْمٌ، بُهْمٌ، وفيها فرَسٌ أغَرُّ مُحَجَّلٌ، أما كنتَ تعرفه منها؟ " قالوا: بلى. قال: "فإن أمتي يومئذ غُرٌّ من السجود، مُحَجَّلون من الوضوء! " (رواه أحمد) فأي تذويق فني هذا للدين؟ وأي ترقية لطيفة للشعور هذه وأي تشويق؟
ولم يفتأ النبي صلى الله عليه وسلم يرقي الذوق على مستوى التصرف والسلوك، ليس في مجال المعاملات فحسب، ولكن أيضا في مجال الدعوة والإرشاد. وليس قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف" (رواه البخاري) وقوله: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" (متفق عليه) وقوله أيضا في فرض الإحسان على المؤمن في كل تصرفاته وأعماله التعبدية والعادية: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" (رواه مسلم)، إلا نموذجا لعشرات الأحاديث المنضوية تحت هذا المعنى الكلي الكبير: الإحسان في كل شيء؛ في الشعور والأخلاق والمعاملات والتصرفات والسلوك.
أسس الجمالية في الإسلام
ومن هنا - بعد هذه الشواهد النموذجية والمقارنات التقريبية - يمكن أن نخلص إلى أن أسس "الجمالية" في الإسلام تقوم على أركان ثلاثة، هي: المتعة والحكمة والعبادة. وباجتماعها جميعا في وعي الإنسان ووجدانه يتكامل المفهوم الكلي للجمالية في الإسلام.
1. الحكمة: فأما الحكمة فمعناها -هنا- أنه ما من "جمال" إلا وله هدف وجودي، ووظيفة حيوية، يؤديها بذلك الاعتبار. ذلك أنه ما من جمال في هذا الكون إلا وهو رسالة ناطقة بمعنى معين، هو حكمة وجوده ومغزى جماليته. فليس جميلا لذاته فحسب بل هو جميل لغيره أيضا. فعند التأمل في كل تجليات الجمال في الطبيعة، تجد أنها تؤدي وظائف أخرى هي سر جماليتها؛ من مثل الأهداف التناسلية الضرورية لاستمرار الحياة في الكائنات من الإنسان والحيوان والطيور والنبات ... إلخ. ففي هذا السياق تقع استعراضات الجمال الخارق مما وهبه الله للكائن الحي؛ لإنتاج الشعور بالجمالية مما ينتج عنه أروع التعابير اللغوية أو الرمزية، على جميع المستويات البشرية والحيوانية والطبيعية عموما، كل على درجة طبقته الفطرية من الوعي بالحياة والوجود الخِلقي. وما ذلك كله في نهاية المطاف إلا ضربا من قوانين التوازن في الحياة، واستقرار الموجودات والخلائق، تماما كما هو دور قانون الجاذبية في استقرار الحياة الأرضية، وتوازن الأجرام والكواكب في الفضاء. فالإحساس الجمالي- بما فيه من عواطف جياشة لدى الإنسان مثلا - ما هو إلا وسيلة وجودية لاستمراره وتوازنه. قال تعالى: (وَمِنْ أَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ * وَمِنْ أَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:20 - 21).
ونفس الحقيقة الجمالية التي نراها في الطبيعة والجبال والبحار والنجوم ... إلخ؛ ما هي -رغم التصريح القرآني بجماليتها في مقاصد الخلق- إلا مخلوقات تؤدي وظائف في سياق التدبير الإلهي للكون؛ خلقاً وتقديراً ورعايةً. ومن ذلك قوله تعالى على سبيل المثال: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة:189). وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) (يونس:5) مشيرا بذلك إلى أن وظيفة الأقمار والأفلاك إنما هي إنتاج مفهوم الزمان؛ لتنظيم الحياة الكونية والإنسانية في أمور المعاش والمعاد معا، أي مجال
(يُتْبَعُ)
(/)
العادات والعبادات على السواء. وكذلك ما ذكره الله من الوظيفة الجيولوجية والتسخيرية للجبال والأنهار والمسالك، في مثل قوله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:15 - 16).
فكل المشاهد الجميلة في الحياة والكون -كما عرضها القرآن الكريم- لا تخرج عن هذا القانون الكلي، من حكمة الوجود ووظيفة الخلق.
2. المتعة والإمتاع: وأما الركن الثاني للجمالية في الإسلام فهو المتعة والإمتاع، سواء في ذلك ما هو على المستوى الحسي أو ما هو على المستوى النفسي والذوقي، أعني العاطفي والوجداني. ومعنى ذلك أن الله جل جلاله خلق في الإنسان مجموعة من الحاجات، كحاجته إلى الطعام والشراب واللباس؛ فكانت منها حاجة التمتع والاستمتاع بالجمال من حيث هو جمال. ومن هنا سعيه الدائم إلى البحث عنه والانجذاب إليه، وهذا صريح في كثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة. ومن ذلك أن تلك الحقائق الكونية نفسها، التي ذُكرت في سياق هدفها الوجودي، وحكمتها الْخِلْقِيَّة، هي عينها ذُكِرَتْ لها أهداف إمتاعية في مساقات أخرى. قال تعالى مصرحا بفوائد الأنعام والبهائم الإمتاعية (الجمالية)، إلى جانب منافعها التسخيرية: (وَاْلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (النحل:5 - 8).
فقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) ثم قوله بَعْدُ: (لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)، دال بوضوح -بما في السياق اللغوي من حروف التخصيص والتعليل- على قصد إشباع الحاجة الجمالية للإنسان، إلى جانب حاجته البيولوجية إلى الطعام والشراب، وسائر حاجاته المعيشية من الخدمات.
وعلى هذا يجرى ما ذكر في القرآن من مشاهد الجمال والتزيين.
3. العبادة: وأما الركن الثالث فهو العبادة. العبادة بما هي سلوك وجداني جميل، يمارسه الإنسان في حركته الروحية السائرة نحو رب العالمين، الله ذي الجلال والجمال. وهذا من الوضوح بمكان حيث إن النصوص التي ذكرت قبلُ كافية في إثباته وبيانه. ذلك أنه هو الركن الغائي من خلق الجمال نفسه، بل هو غاية الغايات من الخلق كله، وما به من حقائق الزينة والْحُسْنِ المادية والمعنوية على السواء.
إن إشباع الحاجات الجمالية لدى الإنسان لو تأملتها تجدها لا تخرج عن معنى حاجة الإنسان الفطرية إلى التعبد والسلوك الروحي. ولذلك فإن الإنسان الغربي إنما يمارس بإبداعه الجمالي ضربا من العبادة الخفية أو الظاهرة، التي يوجهها نحو الطبيعة حينا، ونحو ذاته أحيانا أخرى. إنه بدل أن يسلك بإنتاجه الجمالي مسلك التعبد لله الواحد الأحد، مصدر الجمال الحق، وغايته المطلقة في الوجود كله؛ ينحرف بها إلى إشباع شهواته أو أهوائه. ثم يمارس نوعا من الوثنية المعنوية أو المادية. ولذلك كانت فنونه الجميلة تميل إلى التجسيم والتشكيل، محكومة بمثل قوله تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (الأعراف:148).
من هنا إذن أطَّرَ الإسلامُ الجماليةَ بمفهوم العبادة؛ حتى يصح الاتجاه في مسيرة الإبداع، ويستبصر الفنان بتواضعه التعبدي مصدرَ الجمال الحق؛ فيكون إبداعه على ذلك الوزان، وتتجرد مواجيده لتلك الغاية، وتلك هي جمالية التوحيد، عسى أن يستقيم سير البشرية نحو نبع النور العظيم، النور الذي هو (الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (النور:35).
والعبادة في الإسلام سلوك جمالي محض. وذلك بما تبعثه في النفس من أنس وشعور بالاستمتاع. فالسير إلى الله عبر الترتيل والذِّكْرِ والتدبر والتفكر والصلاة والصيام وسائر أنواع العبادات إنما هو سير إليه تعالى في ضوء جمال أسمائه الحسنى بما هو رحمن رحيم مَلِكٌ قدوس سلام ... إلخ. وليس عبثا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصف الصلاة بما يجده فيها من معاني الراحة الروحية، ويقول لبلال رضي الله عنه: "يا بِلالُ! أقِمِ الصلاة! .. أرِحنا بها! " (رواه أحمد وأبو داود) ومن العجيب حقا أنه عليه الصلاة والسلام ذكر متع الدنيا وجماليتها فجعل منها الصلاة، مع العلم أن الصلاة عمل أخروي لا دنيوي، وذلك قوله الصريح الواضح: "حُبِّبَ إليَّ من الدنيا النساء والطِّيب، وجُعل قُرَّةُ عَيني في الصلاة" (رواه النسائي) وتوجيه الحديث دال بسياقه على أنه صلى الله عليه وسلم أحب من الدنيا جماليات النساء والطيب وما يوحي به الأمران من جمال العواطف والمظاهر، ويقول في السياق نفسه: "وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَة" أي كمال سعادتي وجمال لذتي في صلاتي لله الواحد القهار؛ وذلك لما كان يجده صلى الله عليه وسلم من أنس وراحة تامين على مستوى الوجدان الآني الدنيوي، بغض النظر عن المآلات الأخروية؛ لأن التعبير صريح في تصنيف الصلاة في هذا السياق ضمن محبوبات الدنيا. وقد أُثِرَ عن غير واحد من السلف والزهاد تعلُّقُهم بالدنيا لا من أجل ذاتها ولكن من أجل ما يجدون فيها من لذة العبادة، وجمالية السير إلى الله وهذا من أدق المعاني وألطف الإشارات الوجدانية.
فالجمالية الإسلامية إنما تكتمل بهذه الأركان الثلاثة جميعا: الحكمة والمتعة والعبادة. وعليه؛ فإن السلوك الإسلامي انطلق متحليا بجماليته إلى جميع مناحي الحياة الفنية والإبداعية والثقافية والعمرانية والأخلاقية والاجتماعية. فكانت له في كل ذلك تجليات خاصة تتميز بخصوص المفهوم الإسلامي للجمال.
مقال للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 10:34]ـ
جمال الإنسان
الإنسان جميل، بل هو أجمل مخلوق في الأرض، وتلك حقيقة قرآنية ووجودية؛ ذلك أن مصادر الدين في الإسلام تحدثنا أن الله قد خلق الإنسان في أجمل صورة وأحسنها، وقارن بينه وبين سائر الحيوانات -وهي غاية في الجمال- ظاهرا وباطنا. قال عز وجل: (اَللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اْلأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) (غافر: 64) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "خلق الله آدم على صورته" (متفق عليه)، ثم جعل له الكون من كل حواليه جميلا، وحسنه تحسينا، عساه يكون في تدينه حسنا جميلا. قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى اْلأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف: 7) فالزينة الكونية مبعث وجداني للتحلي بالزينة الإيمانية.
.
.............................. ..................
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 03:33]ـ
الجمال كلمة تختصر وسيع خلق الله وحكيم أمره.
مقالٌ في قمة الإبداع.
شكرا أخي ابن حزم على هذه النقيلة الرائعة. وسوف أنقلها إلى مستنداتي، وتحيتي فأبلغها الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري، وحبذا لو عرفتنا بشيء من ترجمته.
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 04:11]ـ
نقل جميل ... و الدكتور الأنصاري له حس أدبي جميل ... بارك الله فيه,,,
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:17]ـ
الجمال كلمة تختصر وسيع خلق الله وحكيم أمره.
مقالٌ في قمة الإبداع.
شكرا أخي ابن حزم على هذه النقيلة الرائعة. وسوف أنقلها إلى مستنداتي، وتحيتي فأبلغها الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري، وحبذا لو عرفتنا بشيء من ترجمته.
بوركت أخي الفاضل .. تعليق جميل .... وأبشر قريبا .. سأتحفك بترجمة الشيخ ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 03:13]ـ
للرفع.
رفع الله ذِكْرَه في الدارين.(/)
البحث عن فرس إسطنبول
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 01:48]ـ
إلى وارث السر الأستاذ "فتح الله گولن"
هل غادر الغديرُ نبضَ صخرهِ؟
أم هل جفاه غاضبا سناءُ برقهِ؟
فأيْنَها .. تلك التي كانت هنا
ما بَين مائه وعطره؟
تشرب من أشعّة الندى ...
وتلثم الثَّمر .. !
أليس ههنا رأيتُها تسكن في معابر الشَّجر؟
وذات غفوةٍ .. تبددتْ أطيافُها خلف الرّبى ..
كأنما امتطت شعاعَ الشمس ثم غربت
فأصبحت أفئدة الأشجار فارغة!
وأرسل الغديرُ بينها أغرودةَ الحَزَنْ!
قيل لي: مرّت بها الخُيول عند بابة السُّرى
وركضت يسكنها الصهيلْ!
وقيل لي: قد رُئِيَتْ عند المساء عاريةْ
تدخل بحر "مَرمَرَة"،
وتركتْ على الرمال حافراً مُرَقَّماً
وأثرا يشبه غصن شَجَرة ..
يا سيدي البوسفور!
بِرَبِّكَ الذي بَرَاكَ بَين خافقَين!
تَنْقُلُ من رسائل المحبة السلامْ
أقسمتُ أن تضمّني إليكْ!
مرجانةً من نورْ
أو صَدْفَةً تُخرِج من لُؤلُئها
هديةً لها؛ لعلها تعرفني
فتشرق "إستطنبول" من جديد!
وقيل لي: قد خرجت من متحف قديمْ
واخترقت -يا عجبا- كلَّ العيون
وأنشدت على "أبي أيّوب" حزنَها
حتى بكى الحمامُ حولَها
واصَّدَّع السورُ القديم!
فلم يُعِرْهَا أحدٌ بعضَ الأسى .. ! ثم اختفتْ!
وقيل لي: قد رحلتْ.
وزعموا أن فتىً شاهدها تركض في "إِزمِيرْ"
ثم اختفت بين الكرومْ!
وَيْحي، أنا المعذب المجنونْ!
أكُلَّمَا التقطتُ من أخبارها خيطَ السّنَا
خطفه الظلامْ .. ؟
"وَلِي كَبِدٌ مَقْرُوحَةٌ من يبيعني
بها كَبِداً لَيْسَتْ بِذَاتِ قُروحِ؟ "
"أبَاهَا عَلَيَّ النَّاسُ لا يشترونها
ومَنْ يشتري ذا عِلَّةٍ بِصَحِيحِ؟ "
يا سيدي البوسفورْ!
تلك الرياح مزّقتني بين شاطئَيك موجةً
أو حيرةً من رجفة الخريفْ ...
فأخْبِرَنِّي عن سفينةٍ
قد قيلَ لي: مرت هنا تحمل غابةً صنوبريةً
فلم تزل تمخر حُزْنَ البحرْ
حتى رست على مساء "التلّة العليا"
ثم ارتقت معراجَ ريحٍ عابرٍ ..
واندثرتْ!
وقيل لي: بل غادرت إلى غروب "الدَّرْدَنيلْ! "
حيث الشموسُ لا تنام أبداً .. !
وإنني أَذْكُرُ من غرامها حبَّ الشعاعْ
فلم تزل تقطف من سنائه وَرْدَ الصباحْ
حتى أضعتُ طيفَها وَاحَسرتي .. !
بغفوتي!
يا سيدي البوسفور!
وذات ليلة رأيتها تصلّي فَجْرَهَا ..
فقمتُ كالحصان راكضاً
حَتى أتيتُ حيَّ "فاتحٍ"
وقلت للإمام: سيّدي أنا المريدُ دُلَّني!
فقال لي: أفي الصلاة؟
يا سيدي! قلبي الذي قد كان وحدةً
مزَّقه حُبُّ البحار خفقةً فخَفقةً!
يا سيدي أنا المريضُ دلّني!
فقال لي: وَيْحك يا وجه الردى!
أأنت من يجيء من "فاسٍ" مهاجرا؟
يحمل في عينيه مَهْرَها؟
قلت: نعم؛ فأينَها؟
فقال لي: قدَرُكَ الأسفارُ تَتْرَى دونها يا ولدي .. !
مآذنُ "إسطنبولَ" أيقظتْ دموعهَا ...
فرحلتْ .. !
وما لنا من أثَرٍ سوى الذي ترى!
وقال لي: ما من دواءٍ غيرُ دائها!
فاركبْ خيولَ الحزن إنها هناكْ
تعيش في "بَارْلاَ" وتشدو وَجْدَها
على غصون القَطرَانْ
فلم تزل بخلوة الأشجارْ
تَشْهَدُ ذَوْبَ الشمسِ في بحيرة الأسرارْ!
وقيل لي لربما تكون غادرتْ سرّاً إلى "إزميرْ"
لتقرأ الحروفَ خُفْيَةً
على سنَا الأقمارْ
في أسطر الكُرومْ
والتين والزيتون
يا سيدي الإمام دُلَّنِي!
فإنني أنا الحيرانُ بين أنجم السَّفَرْ!
وقيل لي -يا سيدي البوسفور- ربما تجيء من طريق "وَانْ"
تحمل من عبيرها ذكرى انجذاب الرُّوحْ
وتنثر الأزهار في الطريق للرياحْ
وقيل: بَلْ لِغَابَةِ "إسْبَارطا" جمالٌ يجذب الأطيارَ والأمطارْ ..
فاركبْ لهاثَ القلب نحوها
فربما لَيْلاَكَ في سفوحها تحوطها الغزلانْ
مخطوفةَ الأبصارِ من جمالها ..
وقيل لي: بل هي في "بُورْصَه"
تلتقط النجومَ والحجارةَ الكريمةْ
تَخُطُّ فوقَ قِمَّةِ الثلوجِ (نُون
وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)
يا سيدي البوسفور!
ها غيمُك الجليلُ يزدهي بِدُرِّه الجميل
فاقْرَأْ سلاَمَ البرق للشطآنِ في مدائن الأحزانْ،
وقل لهم: سنلتقي بموعد الأذانْ!
إذا تحرك الحجيجُ في مسيرة النخيلْ
يُكَبِّرُ الإمامُ أولاً
...........
ويَشْرَعُ الصهيلْ ... !
للشيخ أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب(/)
جمالية التفكر الإيماني
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 01:58]ـ
أسرار هذا الدين ولطائفه أن باب عقيدته هو التفكر. قال عز وجل في مخاطبة المنكرين عبر رسوله الكريم: ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا? (سبأ:46). آية في غاية الجمال والسمو. وإني أشهد أني مذ ذقتها وجدت أن بها بحرا من الأسرار التربوية لا يعلم مداه إلا الله. وإن لها لذوقا وجدانيا خاصا.
التفكر
أرأيت كيف أن الله تعالى يخاطب هؤلاء، بالقيام له، والتفرغ لشأنه، قبل الإيمان به؟ وذلك حتى يمكنهم من الوصول إلى حقيقة الإسلام، هذا الدين الذي هم له منكرون. وقد شرط الله عليهم شرطا في كيفية القيام له: وهو الخلوة به وحده سبحانه. والعدد الوارد في الآية: ?مَثْنَى وَفُرَادَى? على حقيقته، إذ ليس هناك في السياق ما يصرفه عن هذه الحقيقة. لكن لماذا التنصيص على الفردانية، أو الثنائية، بالضبط؟ لماذا كان ذلك شرطا لتوقيع "التفكر"؟ إنه أمر عجيب.
العقل آلة تلتقط الحقائق، وتعقلها، ولكنها لا تتخذ القرار. وإنما الذي يتخذ القرار هو القلب بمعناه القرآني الخاص: ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفالُهَا? (محمد:24)، ومنه قوله تعالى: ?لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا? (الأعراف:179). فإذا كان القلب محجوبا بحجب المادة والكثرة عجز عن الوصول إلى ما يعرضه عليه العقل من صور معقولات. فلا يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ومن هنا كان جوهر التفكر في القرآن قلبيا. ولذلك فقد وجدناه ينتج عنه شعور قلبي هو الخوف نظرا لرهبة القلب مما يحلله له العقل ويعرضه عليه من صور. وذلك نحو ما في الآية السابقة من سورة سبأ، إذ قال سبحانه في تتمتها: ?مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ? (سبأ:46)، وأظهر منه آية التفكر في سورة آل عمران: ?وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? (آل عمران:191). إنه شعور الوجدان بهول الحقيقة وعظمتها، ولذلك قلت "إن التفكر فعل وجداني في العمق".
وهو لذلك لا يقع من الناس إلا آحادا، وإن حكي عنهم بضمير الجماعة، كما في الآية الأخيرة، فإنما المقصود أنه يحصل ذلك منهم فرادى لا مجتمعين، كما يدل عليه أول الآية: ?الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ? (آل عمران:191). فهذه صور تحيل على الناس وهم في شؤونهم الخاصة، بين منازلهم وأفرشتهم ونومهم وقيامهم. وأغلب ذلك كله أحوال فردية. والآية الأولى ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا? (سبأ:46) نص في فردانية فعل التفكر. أما الثنائية "مثنى" فهي ملحقة من حيث الفائدة بالفردانية. والمثنى في العربية ملحق بالمفرد. وإنما يبدأ الجمع في اللغة بالثلاثة. ثم إن التفكر بين اثنين "نجوى"، وهي أشبه ما تكون بتحديث الفرد نفسه. أما فائدة ذلك فهي أن التفرغ لله عز وجل في خلوة، لا يكدر صفوها عليك أحد من الخلق، يتيح للقلب أن يتفاعل في صفاء مع معطيات الفكر، ويتواجد متلذذا بمواجيد الشعور بمعية الله، وحقائق الكون الكبرى. ومثل ذلك لا يحصل في لغط النقاش الجماعي، وضوضاء الجدل المتعدد.
رفيق النجوى
نعم رفيق النجوى، وهو الثاني (مَثنَى)، يكون معك على موجدة واحدة في التأمل، وتبادل المشاعر والمواجيد. تماما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو لربه فردا، أو مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه أحيانا، أو غيره من الصحابة الكرام. فإذن تكون أبواب القلب أكثر انفتاحا لتقبل ما يلقى عليها من واردات الحب، والشوق، والمعرفة الربانية.
ومما يزيد هذه الآية دقة فيما نحن فيه التعبير بـ"ثم" التي تفيد الترتيب. فكأنه تعالى جعل شكل التفكر ?مَثْنَى وَفُرَادَى? هو الكفيل وحده بنجاح عملية التفكر، ولذلك قال سبحانه: ?ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا?.
(يُتْبَعُ)
(/)
?قُلْ إنَّمَا أعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ? فعل واحد لا ثاني له، كفيل بأن يقود الإنسان إلى الحقيقة: التفكر. هل خلوتَ بنفسك يوما؟ أو ناجيت رفيقا لك في أمر الكون والحياة والمصير؟ عندما يمتد الفكر سائحا في أقاضي الكون يضل ويتيه. وأنَّى له أن يهتدي في دروب ومسالك ينتهي الخيال ولا تنتهي منافذها؟! إذن يرجع الفكر منكسرا عاجزا. وإن ذلك لعمري هو الإسلام؛ الخضوع للعظمة المطلقة فوق الزمان والمكان، والاعتراف بالقصور عن الإحاطة؛ ولا بأي طرف من أطرافها. ?مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ? (الملك:3 - 4). الرجوع إلى الصف الآدمي للانضمام إلى سلك "العادة الطبيعية"، رجوع في العمق إلى مقام الخدمة والعبودية. موجدة ليست في حاجة -حينئذ- إلا إلى الإفصاح والتعبير: "لا إله إلا الله".
وهنا يكمل جمال الدين، الدفء الحاصل عند الشعور بالانسجام مع سائر الخلق السيار، كل في سربه وفلكه: ?تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً? (الإسراء:44). هذا التوحيد الكوني في التعبير، بل هذا التناسق الكلي في نفث المواجيد، عبر شتى ألوان العبادة، له ذوق "الأنس" الذي يملأ القلب نشاطا وحبا للحياة الممتدة طولا وعرضا.
التنافس في طريق المحبة
التنافس هنا إذن هو في طريق "المحبة". الكل يحب، والمحبوب واحد. تلك هي القضية. إذن أيّنا يبذل أكثر؟ وأيّنا يشكر أكثر؟ فهذا مجال الإفصاح عن مواجيد الذلة لملك القلوب ومالكها. وكلما كان الحب أصدق كان أكثر إذلالا لصاحبه. ولكنها ذلة اللذة والمتعة العليا، والشعور بالراحة في سبيل رضى المحبوب، وينطلق السباق ... وتلك لذة أخرى، لها قصة أخرى.
الله! هذا المعنى العظيم الذي ننطلق منه لِنُقِرَّ أنه "لا إله إلا هو". تدخل إلى ملكوته من باب "التفكر" بوجدان المحبة الكبرى. ولكن كيف؟
لطالما كنت أقرأ عن رواد الحب الإلهي، فكنت أتعجب كيف يجدون هذه الموجدة، بهذا الشوق كله!؟ فتفكرت دهرا، فإذا الباب ينفتح بمفتاح "الربوبية": الله، هذا السيد العظيم هو الخالق لكل شيء من الجلائل والدقائق. وما أنت أيها العبد في ملك الله العظيم، الممتد بلا حدود، إلا ذرة من البلايين التي لا يحصرها خيال، من الذرات السائرة في متاهة الكون الفسيح. ألم يكن ممكنا في قدر الله وقدرته تعالى ألا تكون أصلا؟ إنها نعمة الخلق إذن، فأعظم بها من نعمة لا تحصى حمدًا ولا تحاط شكرا، ولو عشت أعمار الخلائق جميعا حامدا وشاكرا. ?هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا? (الإنسان:1). لمسة "الحياة" هي النعمة الكبرى بعد الخلق .. ألم يكن ممكنا أن تكون جمادا؟ ثم إنها حياة الروح أكبر هبة إلهية للإنسان.
تأملات تملأ القلب حَيرة وعجبا. أن يكون بين الناس في ظل هذه الحقائق الرهيبة منكرون ... عجبًا .. عجبا! ولا يملك المتفكر في آلاء الله ونعمائه العظمى إلا العجب.
أن تتفكر في جمال الإحسان الرباني، يعني أن تقع أسير أنواره، وجلال كماله، مؤمنا خاشعا متبتلا. ذلك هو سر المحبة، وهو المعراج السري لقافلة المحبين السائرين إلى منازل الحبيب. قال بديع الزمان النورسي رحمه الله: "ما دام ذلك الحكيم المطلق سلطانًا ذا جلال بشهادة جميع إجراءاته الحكيمة، وبما يظهره من آثار جليلة .. وربًّا رحيمًا واسع الرحمة بما يُبديه من آلاء وإحسانات .. وصانعًا بديعًا يحب صنعته كثيرًا بما يعرضه من مصنوعات بديعة .. وخالقًا حكيمًا يريد إثارة إعجاب ذوي الشعور وجلب استحسانهم بما ينشره من تزيينات جميلة وصنائع رائعة ... فإنه يُفهَم مما أبدعه من جمال يأخذ بالألباب في خلق العالم أنه يريد إعلام ذوي الشعور من مخلوقاته ما المقصود من هذه التزيينات؟ ومن أين تأتي المخلوقات وإلى أين المصير؟ " (1) فهو إذن "يعرِّف نفسَه ويودّدها، بمخلوقاته -غير المحدودة- ذات الزينة والجمال .. ويُوجب الشكر والحمد له، بنعمه -التي لا تحصى- ذات اللذة والنفاسة .. ويشوّق الخلق إلى العبادة نحو ربوبيته؛ بعبوديةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
تتسم بالحب والامتنان، والشكر إزاء هذه التربية، والإعاشة العامة، ذات الشفقة والحماية". (2)
فعلا ... إن الذي يشعر بالنعمة المسداة إليه يجد نفسه مطوقا بحقها في الشكر، ولكنها نعمة أكبر بكثير من أن تحصى أو تحصر. فكيف تشكر إذن؟ هنا يمتلك القلبَ الشعورُ بالعجز والذلة والخضوع التام، وتلك هي "لا إله إلا الله".
"الله" .. هذا الاسم الجميل كلمة تدل على الحياة العليا والنعمة الكبرى .. منه سبحانه نستمد الكينونة والحياة. وعطاؤه تعالى لا ينقطع أبدا، ولا يحصى عددا. أن تملأ قلبك بمعرفة الله، يعني أنك تملؤه بالحياة. أن تملأ قلبك بمعرفة الله، يعني أنك تملؤه بالحب. وأن تعبر عن ذلك كله، يعني أن تقول: "لا إله إلا الله"، أي لا مرغوب ولا مرهوب إلا الله، ولا محبوب إلا الله، ولا يملك عليك مجامع القلب والوجدان إلا الله .. هذا السيد الجميل، والملك الجليل، والرب العظيم الرحيم.
إن العبد المسكون بحقيقة "لا إله إلا الله" لا يملك إلا أن يتدفق منجرفا إلى الله .. تماما كما تتدفق الأنهار سارية وساربة إلى مالكها .. فأنى له إذن أن يتخلف إذا سمع داعي الله ينادي أنْ "حي على الصلاة"، أو "حي على الفلاح"؟!
طُيُوبُ الْحُبِّ إنْ مَسَّتْ فُؤادًا جَرِيحَ الْوجْدِ كَانَ لَهَا نُشُوبُ!
وَهَلْ فِي الْعَاشِقِينَ الْغُرِّ غُصْنٌ يُنَادِيهِ الْحَبِيبُ وَلاَ يُجِيبُ؟
يتخلف؟ كيف؟ والمسلم، إنما هو ذلك العبد الذي يحمل جمرة الشوق إلى الله .. يُسبغ الوضوء على المكاره، وينقل الخطى إلى المساجد يسري في الظُّلَم، ويسرب في الهجير، متقلبا بين حَرٍّ وقَرٍّ، ويجاهد في سبيل الله .. ينثر روحه أزهارا على الثرى، طمعا في رضى المحبوب، الذي تعلقت به القلوب. والمسلم هو ذلك العبد الذي فاض قلبه بحب الله؛ فلا تجد من سلوكه إلا مسكا، ولا ترى من خطوته إلا كياسة وفطنة، ولا يلقاك إلا بالكلمة الطيبة والسريرة الحسنة.
الإسلام، هذا الجمال الإلهي العالي، دين ليس كأي دين. لكن ... لو كان له ذوّاق ... ذلك هو "الإسلام" دين المحبة. وذلك هو المسلم السالك مَدارِجَ المحبين. وأنَّى لمن خفق قلبه بلمسة الحب أن يكون شريرا؟ الحب، هذا الشعور الفياض بالجمال، إذا خالط قلبا أحاله جداول من الإيمان واليقين. وامرؤ كان ذلك شأنَه لا يتصور فيه أن يؤذي أحدا أبدا، لأنه لا يملك من المواجيد في قلبه إلا الحب. وكل إناء يرشح بما فيه. إنه لا يملك إلا أن يملأ المكان بمواجيد المحبة، ورياحين الشوق في سيره الوجودي إلى الله.
___________________
الهوامش
(1) الكلمات لسعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، ص 677.
(2) المكتوبات لسعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، ص 285.
للشيخ أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 08:05]ـ
أسرار هذا الدين ولطائفه أن باب عقيدته هو التفكر. قال عز وجل في مخاطبة المنكرين عبر رسوله الكريم: ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا? (سبأ:46). آية في غاية الجمال والسمو. وإني أشهد أني مذ ذقتها وجدت أن بها بحرا من الأسرار التربوية لا يعلم مداه إلا الله. وإن لها لذوقا وجدانيا خاصا.
.
.............................. .........................
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك الشكر الجزيل على ما جادت به بنات فكرك تأصيلا وتفسرا.
لي أسئلة / مشاكل أريدك أن تتقبلها مني قبولا حسنا:
- هل ترون من فرق من الناحية العلمية بين العقل والقلب؟
- أليس القلب الذي يتحدث عنه الناس عقلا؟
- أتسلكون مسلك من يقسمون الشخص إلى: جانب سلوكي - جانب وجداني - جانب عقلي؟
- هل الذوق ملكة كونية أم إقليمية جهوية؟
من أخيك الجواد المغربي(/)
أضْخمُ مسيرةٍ للنساء ... !!
ـ[الفاسي]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 02:42]ـ
بسم الله
جاء في كتاب " كناشة النوادر " للأستاذ عبدالسلام هارون رحمه الله ص 12
كانت وفاة الإمام العظيم أحمد بن حنبل في بغداد سنة 241 مثار حزن وأسى في ربوع بغداد.
ووقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين، واليهود، والنصارى، والمجوس، كما يقول البغدادي في تاريخ بغداد:
ويروي بسنده إلى بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جِنازة (1) أحمد بن حنبل مع من حضر. قال:
فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف،
ومن النساء ستين ألف إمرأة.
فأيُّ ضخامةٍ هذه، وأيُّ حضارةٍ تلك، وأيُّ تنسيقٍ وأيُّ نظام؟؟
(1) قلتُ: هكذا ضبطها بالكسر جِنازة، والكثير يضطبها بالفتح جَنازة!!
انظر: القاموس المحيط ص 506
ـ[لامية العرب]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 10:59]ـ
سبحان الله,,,أعداد هائلة
رحم الله الامام احمد بن حنبل رحمة واسعة والمسلمين
والحقنا بهم صالحين(/)
كلمة عن تعليقات الأقران وعلاقتها بالإخلاص
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 11:40]ـ
التنافس الشريف .. محمود ولاشك .. كما قال تعالى "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"
وقد كان ظاهرة حميدة في جماعة الصحابة والقرون المفضلة
من ذلك ما وقع من عمر رضي الله عنه حين أراد أن يسبق أبا بكر رضي الله عنه في غزوة العسرة فجاء بشطر ماله، فأتى أبو بكر بماله كله فقال عمر (والله لا أسابقك أبداً!) (أخرجه الدارمي وأبو داود والترمذي وغيرهم)
ولكن نلحظ .. أن من كانت أسنانهم متقاربة .. بل غيرهم أيضا ..
يخرج تنافسهم عن حد الإخلاص بالقدر الذي ينبغي أن يتحلى به طالب العلم بخاصة
وسأضرب مثالا واحدا ضاربا الصفح عن ذكر مظاهر أخرى
قد يشارك بعض الإخوة الكرام .. في هذا الملتقى وغيره .. بأشياء بديعة .. متقنة
لو لم تعرف كاتبها ظننتها لعالم .. أو لفحل من الفحول
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ..
فمما يؤسف له أن ترى زهادة الكثير في الثناء على عمله .. أو علمه
وغاية ما قد يعلّقون به: جزاك الله خيرا .. أو بارك الله فيك ..
وربما عاب كلامه بعضهم .. فيستكثرون عليه-إلا من رحم الله-أن يكون بزّ في شيء
ولو أن نفس الكلمة بنصها وفصّها كانت منسوبة لأحد العلماء الذين يجلهم هؤلاء
لوجدت من عبارات التفخيم .. ما يعز على الوصف .. ولانتفى العيب الذي عابه ألئك واختفى
نعم .. قد لا نستطيع أن ننزع الأثر العاطفي بالكلية ..
لكن لاريب أننا بحاجة لشيء من الإخلاص ومن آثاره الإنصاف والعدل
فالأصل أن الحكم على العلم ..
فبه وبالحق يعرف الرجال .. وليس العكس
ولكن مع هذا .. أقول .. إن زهادة الأقران في مدح من هذا حاله
قد ينفعه حتى لا يُسرّ فيغتر .. فيظن أنه قد أتى بما لم تأته الأوائل
كانت خاطرة .. أذكر بها نفسي قبلكم
ومن الله السداد
والله أعلم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 01:09]ـ
طيب اخي الحبيب إن لم يعلقوا بقولهم جزاك الله خيرا أو بارك الله فيك ..
فماذا تريد ان يقولوا اخي الحبيب:)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 01:33]ـ
يكفي أن يقولوا: أخي الحبيب:)(/)
روعة الانتساب التعبدي
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 01:19]ـ
العبادة، هي عنوان الجمال في الإسلام، وشعار المحبة. وإذا أحب الله الإنسان خاطبه بلفظ "عبدي" أو "عبادي" .. فنسبه إليه تعالى نسبة خصوص وإضافة.
والعبودية دالة على خضوع وانقياد، في غير سخط ولا إكراه، ولكنه خضوع المحب الرَّضِيِّ. ومن هنا لم تكن الأعمال لترتقي إلى مستوى العبادة حقيقة إلا إذا أدّاها العبد برضاه .. ولو كانت هذه الأعمال من أركان الإسلام، من صلاة وصيام وزكاة وحج. وقد ذكر العلماء أن الغني إذا امتنع عن أداء الزكاة، فقَوَّمَ السلطان عليه ماله وانتزع منه مقاديرها وصرفها في وجوهها، فإن ذلك يسقط عنه حقوق المستحقين، ولا يكلف بإعادة إخراجها بعد، ولكنه لا يسقط عنه حق الله؛ لأن حق الله في العمل إنما هو الشعور بالتعبد. وهو معنى الرضى والمحبة الذي يُخالط قلب العامل عند الدخول في عمله. ومن هنا كانت حقيقة العبادة شعورا وجدانيا قبل أن تكون أعمالا مادية، وكانت إحساسا بحب من يوجه إليه العمل وهو الله تعالى، لا "ضريبة" يؤديها المرء وهو كاره.
رغبة لا رهبة
إن العبادة "رغبة" قبل أن تكون "رهبة"، ?لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ? (البقرة:256)؛ أما "الخوف" المذكور مع "الرجاء" في سياق التعبد فله مدلول آخر. ومن هنا كان وصف الإنسان بأنه "عبد" من أحب الأسماء والصفات الإيمانية إلى الله، ومن أحسنها في تسمية الإنسان، كما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن أحب أسمائكم عند الله: عبد الله، وعبد الرحمن" (رواه مسلم)؛ وذلك لأن هذين الاسمين فيهما نسبة العبد إلى اسم الجلالة "الله"، وإلى أعظم صفة لله عز وجل "الرحمن": ?قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى? (الإسراء:110). وفي ذلك ما فيه من شرف الانتساب التعبدي لله الواحد القهار.
وبهذا المعنى استُعْمِلَ مصطلح "الانتساب الإيماني" أو "التعبدي" في الفكر الإسلامي؛ للدلالة على خصوص استناد العبد إلى الله في كل أمره، وما يجده في ذلك من أذواق وجمال.
ولعل الأستاذ بديع الزمان النورسي -رحمه الله- هو أول من استعمله بهذا الوضوح الاصطلاحي، في سياق تجديد الفكر التربوي الإسلامي؛ إذْ كَشَفَ النقاب بقوة عن مشاهده الجميلة، فرسم بذلك لوحة وجدانية خالدة، كلما طالعتَ أنوارَها تَدَفَّقَتْ بالأسرار. ذلك أن المسلم عند النورسي لم يعد -باعتباره عبدا لله- مجردَ اسْمٍ عَلَمٍ ينادَى، أي: "عبد الله" أو "عبد الرحمن"، وإنما هو صاحب وظيفة مستنبطة من التفكر الخفي، والتدبر الْمَلِيِّ؛ لطبيعة العلاقة بين المضاف والمضاف إليه، في اسم "عبد الله" الذي هو اسم وظيفي -لا عَلَمِي- لكل مسلم حق. إن الإضافة النحوية لها دلالة عظيمة، على مستوى المعاني بالقصد البلاغي والإيماني معا؛ أعني من حيث إنها تفيد اختصاص المضاف إليه بالمضاف، وتفرده به، على سبيل "الامتلاك". وكذا اختصاص المضاف بالمضاف إليه، على سبيل "الاستناد" و"الانتماء".
علاقة النسبي بالمطلق
وهنا تكمن خطورة المصطلح "الانتساب"؛ لأنه تصوير لعلاقة المطلق بالنسبي وما يكتسبه هذا من ذاك. فعلاوة على دقة العلاقة بين مفهومين لا يجمعهما في المنطق إلا معنى التضاد؛ بينما هما هنا يلتقيان في المعنى الإسلامي، في التناسب الجميل المستفاد من علاقة العبادة، وما تحمله من ظلال روحية هادئة. علاوة على ذلك كله فإن المصطلح المدروس يصور بأدقّ ما يكون التصوير الرقي الإنساني، في مدارج الإيمان، حتى يكون أهلا لمقام العطف الرباني والتضييف الرحماني.
وإني لأحسب أن تجديد التدين في المجتمع الإسلامي، لو أنه سعى هذا المسعى القائم على تحقيق معنى "العبودية"، حيث كانت الإضافة فيها إلى الرحمن نقطة استناد؛ لكان له اليوم شأن آخر؛ إذ يمنح العبد معنى القوة والمنعة والحياة، كما في قوله تعالى ?إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً? (الإسراء:65). فـ"ياء" الضمير (المضاف إليه) الدال على الذات الإلهية، يخص المضاف (عباد) بخصوص "الانتساب" الذي يكتسب منه "العبد" شرف النسبة إلى الملك العظيم رب السموات والأرض. فذلك ما عبّر عنه الأستاذ النورسي بـ"الانتساب الإيماني"، كما في قوله يخاطب المؤمن: "إنك تنتسب
(يُتْبَعُ)
(/)
بهوية الانتساب الإيماني إلى سلطان عظيم ذي قدرة مطلقة". (1)
الانتسابية
وبهذا المعنى فسَّرَ رحمه الله سِرَّ بدء الأعمال كلها في الإسلام بـ"بسم الله الرحمن الرحيم". يقول: "إن الذي يتحرك ويسكن، ويصبح ويمشي بهذه الكلمة "بسم الله" كمن انخرط في الجندية، يتصرف باسم الدولة، ولا يخاف أحدا، حيث إنه يتكلم باسم القانون، وباسم الدولة، فينجز الأعمال ويثبت أمام كل شيء" (2) .. فهذا التشبيه البليغ مقصود للدلالة على الطبيعة الوظيفية، للخدمة التعبدية التي بها فقط ينال المسلم شرف الانتساب الإيماني، ذلك أنه -كما يقول رحمه الله- "يرقى إلى مقام الضيف الكريم في هذا الكون، وإلى مقام الموظف المرموق فيه، رغم أنه ضئيل وصغير بل هو معدوم، وذلك بسموّه إلى مرتبة خطاب ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ? أي: انتسابه لمالك يوم الدين، ولسلطان الأزل والأبد". (3)
ومن هنا كان الإيمانُ الْمُبَلِّغُ إلى مقام الانتساب انخراطًا وظيفيًّا في حركة الجمال، حيث عمل النورسي على تحسيس طلاّبه بالذوق الانتمائي للإسلام، وتجديد مفهوم الصفة الإسلامية التي أبْلتْها العادات الاجتماعية، وطمستها الظلمات الإلحادية الزاحفة. (4)
ثم إن الناظر في النصوص الشرعية المتضمنة لمفهوم "الانتساب" في القرآن الكريم والسنة النبوية، يجد أن لله عز وجل في مناداة الإنسان وتسميته باعتبار "النسبة" ثلاثة أحوال: الأولى أن ينسبه إلى جِبِلَّتِه وطبيعته الخِلقية، فيسمّيه "الإنسان". والثانية أن ينسبه إلى أبيه؛ فيسمّيه "ابن آدم" و"بني آدم". والثالثة أن ينسبه إليه تعالى فيسمّيه "عبدا"، أو "عبدي" أو "عبادي". ووحدها هذه النسبة الأخيرة تكون في سياق المحبة الإلهية العالية للعباد. فلا يذكر الإنسان بوصفة عبدا إلا للدلالة على حب الله له؛ إذ العبودية محبة متبادلة بين الرب الأعلى والمخلوق الأدنى.
لماذا "الإنسان"؟
ولبيان تفرد وصف الناس "بالعباد" بمعاني المحبة والتقريب، نذكر خلاصة مركزة عن كل من التسمية "بالإنسان"، والمناداة بـ"بني آدم": ففي الأولى يسمي الله الإنسان "إنسانا" في سياق الابتلاء، وتحميله المسؤولية والأمانة. وهي عبارة ذات وقع حيادي على نفس المتلقي والقارئ للقرآن. ولذلك كانت أوضح الآيات في هذا المعنى قول الله عز وجل: ?إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً? (الأحزاب:72). فبقيت عبارة "الإنسان" في القرآن محملة بهذه الدلالة، ومشحونة بهذا الإيحاء. إنه إذن صاحب أمانة؛ أمانة تكليف واستخلاف. ولا أمانة إلا وهي تلقي على صاحبها تبعات كبرى، أقلّ ما فيها المتابعة والمحاسبة.
ومن هنا كان بتحمله الأمانة ظلوما لنفسه، جهولا بخطورة ما تحمل وتقلد. فكان الحكم الابتدائي عليه بالخسران، لأنه راهن على شيء أكبر من حجمه؛ فلا ينجو من حيث هو "إنسان" إلا على سبيل الاستثناء ?وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ? (العصر:1 - 3). وهو استثناء ثقيل يحمل -بعد الإيمان والعمل الصالح- شروطا ثقيلة: التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وتلك هي خلاصة الأمانة. فالإنسان إذن مخلوق مغلول إلى التزامه، مرتهن بقضيته ?وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا? (الإسراء:13)، ?أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى? (القيامة:36). بل هو ملزم بالسير الدائم إلى ربه، سير تتخله المشاق والصعاب؛ لأنه يشق طريقا تخالف ما تشتهيه نفسه البشرية، من دَعَةٍ وملذات دنيوية ورغبات حيوانية؛ ولذلك عبر الله عز وجل عن هذا المعنى بـ"الكدح"، وفي ذلك ما فيه من الإيحاء بمشقة السير، ووعورة الطريق؛ قال سبحانه ?يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ? (الانشقاق:6).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يكن ابتلاء الإنسان مهددا بالخسران؛ إلا لأنه ارتبط ابتلاؤه هذا بطبيعته الطينية، التي تشده إلى الأرض وإلى علائق التراب، بينما غاية "ابتلائه" أن يرتقي إلى السماء. فأعظم به من امتحان عسير، قال عز وجل: ?إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ? (الإنسان:2). فكانت الآيات بمساقاتها تشير إلى أنه كلما انْقَضَّتْ عليه طبيعته الطينية، استجاب لأهوائه وشهواته.
ولذلك كانت له في القرآن الكريم -بهذا الاعتبار- صفات وأحوال كلها تدور حول هذا المعنى، يقول عز وجل ?وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ? (إبراهيم:34). (5) إنها إذن؛ صفات مرتبطة بالخلق والطبيعة الجبلية، ولذا كان التعبير عنها في كثير من الآيات بلفظ ?كَانَ? للدلالة على الثبات والاستمرار كما في التعبير بها عن صفات الله عز وجل في القرآن، وذلك نحو: ?وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولًا? (الإسراء:11). (6)
هذا هو الإنسان! تعبير لا يوحي بالأنس والطمأنينة والسلام وإنما يوحي بالتكليف والحساب!
التوصيف بالآدمية
وأما الثانية فهي نداء الله عباده بتعبير "بني آدم"، وهو قريب في الدلالة من لفظ "الإنسان". بل إن بينهما تداخلا واشتراكا؛ لأنه إذ ينسب إلى أبيه آدم عليه السلام يحيل على خصائص "الآدمية". وآدم عليه السلام هو ذلك المخلوق من طين، المنفوخ فيه من روح رب العالمين. إلا أن الإيحاء هنا لا يركز على جانب الأمانة والمسؤولية والتكليف، بقدر ما يركز على جانب واحد من ذلك كله؛ ظاهر على كل الصفات المضمرة في "الآدمية"، المشاركة للفظ "الإنسان". وهذا الوصف الظاهر البارز في النداء بـ"بني آدم" هو: ضعف العزيمة والنسيان، وهو مأخوذ من قول الله عز وجل: ?وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا? (طه:115). ولذلك كان النداء بـ"بني آدم" دالا على معنى التذكير والتنبيه؛ إذ تعلق بمخلوق شأنه العام هو النسيان وضعف العزيمة. قال تعالى مذكرا ?أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ? (يس:60). وهذا العهد هو المذكور في قوله تعالى ?وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ? (الأعراف:172).
وهو التنبيه الذي تكرر على سبيل التحذير في قوله تعالى: ?يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ? (الأعراف:27). إنه تذكير للإنسان بـ"آدميته" ?كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ?.
وكل ما عبر فيه بوصف الـ"آدمية" والنسبة إلى الأب الأول، ملحق بهذا المعنى، ولو جاء في سياق التكليف الجزئي، فإنه يحمل في داخله التنبيه إلى خاصية النسيان، وضعف العزيمة، والتحذير منها، كما في قوله تعالى: ?يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ? (الأعراف:35). إنه تعبير يحمل في دلالته ذلك الإيحاء الأول بالتذكير بالعهد؛ أن تخرمه العزائم الضعيفة، والتنبيه من الغفلة والنسيان أن تحاصره الآدمية.
وقد تحيل عبارة "ابن آدم" على معنى "الإنسان" من حيث هو مخلوق على جبلة طينية شرهة، وقد أسلفنا أنَّ بين العبارتين اشتراكا. وعلى هذا المجرى جرى كثير من الأحاديث النبوية التي تضمنت هذا التعبير "ابن آدم". وذلك نحو قوله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا! ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا! ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب! ويتوب الله على من تاب" (متفق عليه). وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن ابن آدم إن أصابه حَرٌّ قال: حَسِّ، وإن أصابه بَرْدٌ قال: حَسِّ" (رواه الإمام أحمد في المسند) وعبارة "حَسِّ" اسم فعل مضارع بمعنى: "أتضجّر".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذان الحديثان إنما هما ترجمة لما ورد في القرآن عن "الإنسان" في مثل قوله تعالى عن المعنى الأول: ?إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ? (العاديات:6 - 8). (7)
التوصيف بالعبدية
ويتفرد النداء الإلهي والتعبير القرآني بوصف الناس بـ"العباد"؛ للدلالة على الرضى والحب والإشفاق وكل المعاني الراجعة إلى صفات الله الرحمن الرحيم الودود الغفور؛ وذلك لما للإنسان بوصفه "عبدا" عند الله من مقام وقرب. وإنما العبد: من انقاد قلبه لربه رغبا ورهبا، وخضعت جوارحه لمولاه طاعة وحبا. وتلك هي الصفة التي جاء الدين لإسباغها على الإنسان؛ فيرقيه إلى أعلى منازل العبودية. وذلك أساس مقتضى شهادة "لا إله إلا الله". فكأن الدين كل الدين إنما هو إعطاء صفة "عبد" لهذا المخلوق (الإنسان)، أو كما قال الشاطبي رحمه الله عن وظيفة الدين المقاصدية، إنما هي "إخراج المكلف عن داعية هواه؛ حتى يكون عبدا لله اختيارا، كما هو عبد لله اضطرارا". (8)
ثم إن وصف "عبد" أو "عباد"، ولو ورد مجردا عن الإضافة، لا معنى له إلا بتقدير الإضافة. وهي النسبة إلى الله سبحانه؛ أي "عبد الله" و "عباد الله". وقد تأتي العبارة صريحة النسبة والإضافة إلى الله، وهذا فرق جوهري هام جدا، في إطلاق ألفاظ: "الإنسان"، و"ابن آدم"، و"عبد الله"؛ إذ ينسب في الأول إلى أصله الخِلقي الجبلي، وينسب في الثاني إلى أبيه، وما تحمله هذه النسبة من دلالة على طبيعة "آدم"، بينما يتفرد التعبير الأخير بنسبته إلى "الله"، وكفى بذلك شرفا ورفعة وجمالا.
ولذلك كان وصف "العبودية" في القرآن لا يرد إلا في سياق البشارة والمحبة والرضى الإلهي الكريم. وما لم يكن ظاهره من الآيات كذلك فهو ملحق بهذا الأصل في المعنى؛ لأن الكلية الاستقرائية إذا استقرت "كلية" رجع إليها كل جزئي، ولو بدا أنه شاذ عنها، كما هو مقرر في الأصول. (9) وأوضح مثال لذلك قوله تعالى: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ? (البقرة:186).
إن هذه الآية الكريمة هي عنوان محبة الرب لعباده في القرآن الكريم .. إنها شلال الواردات الخفي، الهامي بالرحمة والمغفرة على قلوب عباده التائبين، الطارقين باب الله، فقراء محتاجين! ولقد التقط الأستاذ سيد قطب رحمه الله منها لطائف من رَوْح الله فقال: "إضافة العباد إليه، والرد المباشر عليهم منه .. لم يقل: "فقل لهم إني قريب" .. إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال: قريب! (…) إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن في جناب رضي، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين". (10)
ذلك أن الطريقة الغالبة في السؤال والجواب في القرآن -كما قرره علماء القرآن- أن يجيب الله عز وجل على أسئلة الناس بقوله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: ?قُلْ?؛ إمعانا في ترسيخ نبوته، ورسالته إلى الناس، معلّما ومربّيا ورسولا. وتلك خلاصة "عقيدة الاتباع" في شهادة "أن محمدا رسول الله"، وهو أغلب أسلوب القرآن في هذا الشأن. وذلك نحو قوله تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ? (البقرة:189)، وقوله عز وجل:?وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى? (البقرة:222) ونحو ذلك كثير جدا. (11)
وإنما المهم عندنا هنا أن خلو هذه الآية ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي? من لفظ "قُلْ"، يدل على خصوص السؤال الآتي من "العباد"؛ ذلك أنهم هنا يسألون عن "معبودهم" لا عن كيف يعملون في أمور الدين! إذ إن قضايا الشريعة والأحكام هي شأنُ الرسول الْمُعَلِّم، الذي بُعِثَ ليعلّم الناس كيف يعبدون الله. أما هؤلاء فإنهم الآن يسألون عن الله ذاته سبحانه، لا عن كيف يعبدونه! يسألون عن باب معرفته ورضاه! إنه سؤال محبة وشوق ووجدان؛ فهو مثل ذلك الذي قال الله تعالى فيه، في الحديث القدسي: "ذلك بيني وبين عبدي .. ولعبدي ما سأل! " (رواه مسلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فالقضية "عبادة"، والعبادة وجدان، لا تصح إلا إذا خلَتْ من كل شريك، ولو كان نبيّا! والدين إنما هو إخلاص القلب لله وحده. وهؤلاء إنما سألوا عن مثل هذا، فلا موضع لـ "قُلْ" هذه؛ في هذا السياق! فاعبد ربك تجده أمامك بلا واسطة، ولا حجاب يحجبه عن قلبك المحب المشوق! ?أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ? .. إنه يجيبك أيها العبدُ الداعي ربَّكَ تضرعا وخفية، وإنما "الدعاء هو العبادة" (12) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .. هكذا على سبيل الاستغراق والشمول. ولا عبادة حقة إلا خالصة لله ..
العبدية تشريف وتحبيب
فغالب الخطاب إذن للعباد -بوصفهم عبادا- تبشير وتحبيب مشوق للقلوب إلى ديار الحبيب. قال عز وجل في سياق التبشير: ?فَبَشِّرْ عِبَادِ? (الزمر:17) وقال سبحانه: ?ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ? (الشورى:23). وإنما يتوب الله عز وجل على "العباد"، إذ هم الأحبة الذين يتجاوز الرب الكريم عن سيئاتهم مهما كثرت؛ ما داموا هم "العباد" الذين ذلوا لله وخضعوا له. قال سبحانه: ?وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ? (الشورى:25).
وتوبة "العبد" لحظة فرح عند الله سبحانه، فرح يليق بجمال وجهه، وجلال سلطانه تعالى. وقد بيَّنه الحديث القدسي بيانا جميلا، فيه من معاني الشوق والقرب والتقرب، والتقريب المتبادل بين العبد وربه؛ ما يملأ القلب ببهجة السرور والاحتفال. إنه جمال الرب الذي يبادل "عبده" -وإنما هو عبده- بحبه حُبًّا أكرم وأعظم، وبتقربه تقريبا أشرف وأحلم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قال الله عز وجل: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني. واللهِ لَلهُ أفْرَحُ بتوبة عبده مِن أحدكم يجد ضالَّته في الفلاة! " (رواه مسلم).
ومن أروع التعابير القرآنية في هذا السياق، آية تتدفق كلماتها بل حروفها بكَوثر المحبة الإلهي الفياض جمالاً يغمر قلوب كل من سمّاهم الرحمن "عبادي". ولو كانوا حديثي عهد بالضلال البعيد، والتّيه الرهيب، وشرّدوا بعيدا في ظلمات الآثام والذنوب! ثم جاؤوا فُقراء يطرقون الباب، وما بأيديهم من حسنات إلا هذه التوبة النصوح .. قال عز وجل: ?قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ? (الزمر:53). فعلامَ ييأس "العبد" أو يقنط؟! وها الله تعالى يغفر الذنوب جميعا .. نعم جميعا! أأنت الذي جئت تطرق باب الله تائبا؟ إذن، أنت آمن إن شاء الله؛ لا تُخفك أهوال الذنوب التي تجرها وراءك، ما دمت قد جئت في الوقت المناسب .. ودخلت إلى حضرة الرحمة الإلهية من باب الانتساب إلى الله "عبدا".
نعم، إن "العباد" -وهم عباد السلام- ينعمون عند الله بالأمن والطمأنينة والسلام، سكينة تملأ الوجدان شوقا إلى لقاء الله. قال عز وجل: ?يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ? (الزخرف:68). إنهم الآمنون المحميّون بجواره الحصين في الدنيا والآخرة ?أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ? (الزمر:36) .. بلى! وإنّ من كفاه الله حماية وحفظا لهو الآمن حقا؛ فما له وللخوف أو القلق والضياع؟ ولذلك فقد توعد إبليس اللعين أن يُضِلَّ الناسَ، ويتّخذ منهم نصيبا مفروضا، فقال له الله تعالى: ?إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً? (الإسراء:65).
فلك الحمد إلهي! .. لك الحمد؛ إذ أكرمت "عبادك" بالحفظ الجليل، والستر الجميل ...
وإن للستر جمال القرب، والتناجي الودود مع الرب الكريم. أخبر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي، محدثا عن تجلي الرحمن لعبده يوم القيامة، تجليا يليق بكماله .. كان ذلك في حديث النجوى، وما أدراك ما النجوى! فعن صفوان بن مُحرز قال: "قال رجلٌ لابن عمر: كيف سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول: يُدْنَى المؤمنُ يوم القيامة من ربه عز وجل؛ حتى يضع عليه كَنَفَهُ (13) فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أَيْ رب أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فَيُعْطَى صحيفةَ حسناته. وأما الكفار
(يُتْبَعُ)
(/)
والمنافقون فينادَى بهم على رؤوس الخلائق: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم! " (متفق عليه).
وَيْ .. ! وما أفضل من أن يكون المرء مشمولا بوصف "عباد الله" و"عباد الرحمن"؟! ألا إنها أوصاف المحبين في الدنيا وفي الجنة معا؟! فهم هنا يسلكون إلى الله بمسالك عباد الرحمن، خُشَّعًا لله، حلماء، كرماء .. يَسْرُونَ بالليل ويسربون بالنهار، مع قافلة العبّاد، على طريق الخضرة والنور، على أثر الأنبياء الأصفياء، بعيدا عن مستنقعات الجهل بالله، والخوض في دخان الحرائق المشتعلة بأسواق الفساد: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا? (الفرقان:63 - 64) .. إلى آخر السورة. وللآيات بعدها انسياب الماء المشع برضاء الله، وعطائه الغيداق من كمالات الصفات. كمالات تغري القلب بمواجيد ذات أشواق، وكؤوس ذات أذواق. لا يغنيك بذوقها حق الذوق كأسا كأسا غير المصحف الكريم.
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ناثرا من كلام الله العلي سنى قدسيا: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل .. فإذا قال العبد: ?اَلْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?، قال الله تعالى: حمِدني عبدي!. وإذا قال: ?اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ?، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي!. وإذا قال: ?مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ?؛ قال الله تعالى: مجّدني عبدي. فإذا قال: ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ?، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: ?اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ?، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل" (رواه مسلم).
فأيّ كرم هذا، وأي نعماء؟ وأي فيض هذا وأي عطاء؟ فمن يأنف أن يكون "عبدا" لله إذن؛ إلا عديم الذوق متخشب الإحساس؟! "هذا بيني وبين عبدي .. ولعبدي ما سأل" أتسمع؟ إنه يخاطبك: "عبدي! " فأنتما هناك يصل "بينكما" ودّ التناجي: "بيني وبين عبدي"! إنه وُدّ خفي، إنه بينكما .. تذوقه أنت وحدك، هناك في محراب التعبد السَّني، الموصول بواردات السماء؛ حيث التجلي الجليل يفيض عليك بالنجوى، جمالا وسلاما ... فهنيئا لك يا عبد!
وما سمى الله أنبياءه الأصفياء -وهم خير العباد- إلا "عِبادا" .. فذلك كمال رضاه تعالى عليهم: شرف نسبتهم إليه سبحانه. وما كان منه ذلك إلا في سياق الرضى الواسع البديع. قال تعالى في شأن محمد صلى الله عليه وسلم سيد العابدين: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً? (الإسراء:1)، وقال: ?الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ? (الكهف:1)، وكذا قوله: ?فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى? (النجم:10).
وقد مدح الله الأنبياء السابقين فوصفهم بصفة العبودية له. قال سبحانه: ?وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ?. (14)
بل إن العبودية كانت -قبل ذلك وبعده- من أرقى مقامات الملائكة؛ قال تعالى يُجَهِّلُ الكفارَ الْمُفْتَئِتِينَ على الله: ?وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا? (الزخرف:19).
الأمن والسلام لعباد الله
"العباد" إذن؛ هم الآمنون السالمون بإذن الله .. هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وما ذكر الخوف في شأنهم إلا لنكتة خاصة، كما في قوله تعالى: ?ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ? (الزمر:16). فمثل هذا إنما هو تخويف محبة لا تخويف بغض وغضب .. والله عز وجل أرحم بعباده من الأم؛ إذ تحنو بثديها الثر على رضيعها. إن الله عز وجل قد قرر مبدأ ثابتا قبل ذلك، فقال سبحانه: ?وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ? (البقرة:207).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويا لروعة التعبير القرآني! إذ يفصل هذا المعنى الذي هو واقع منه تعالى بقصد "التخويف" التربوي، إذْ يكشف الله تعالى فيه عن جمال من سر الحب الإلهي عجيب .. جمالٍ يضرب بأنواره الباهرة في أعماق الوجدان؛ فيبهر القلوب، ويخطف العواطف! قال سبحانه ?يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ? (يس:30). يا سلام! نعم، صحيح أن الله تعالى -كما تنقل تفاسير السلف- لا يتحسّر! وإنما يصور سبحانه بأسلوب جذّاب أخّاذ ما يقع بقلب العبد المؤمن من أسى وحسرة؛ إذ يشاهد مآل الكفار ومصيرهم البئيس التعيس، وما فرطوا فيه من النعيم المقيم والخير العميم، مما لا يملك معه الإنسان إلا الحسرة والأسى. (15) بَيْدَ أن العبارة دالّة أيضا على منتهى الرحمة في خطاب الله لعباده ولو كانوا كافرين. وأي قلب لا يتحسر إذ يدرك هذه الحقيقة الرهيبة؟! هؤلاء الناس الذين يتسابقون سراعا نحو هاوية الجحيم، يلقون بأنفسهم في غياباتها تباعا. ?يَا حَسْرَةً? والتعبير بـ"الحسرة" لا يكون إلا في سياق الأسى على فوت محبوب، أو ضياع مرغوب. ولذلك فهو دال على المحبة. والله عز وجل -تنزّه عن التحسر- إذ ذكر ذلك مصورا عاطفة إيمانية بشرية، سمّى أولئك الكفار "عبادا"؛ لأن السياق سياق محبة وإشفاق. والأصل في الأمر الكوني أن الله تعالى يحب الناس، كل الناس. وما كان يرضى لهم ما وقعوا فيه من كفر وضلال، فهو الذي قال: ?وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ? (الزمر:7) .. ولكن هم ظلَموا أنفسهم إذْ أغضبوا الله عز وجل ?ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ? (آل عمران:182) .. أفلا يستوجب الأمر إذن أن تصرخ: ?يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ?؟! .. كلمات في قمّة البلاغة ودقّة التعبير .. كلمات ذات إيحاء لطيف لا يُكشف عن سره إلا ذوقا ..
______________
الهوامش
(1) اللمعات لسعيد النورْسي، ص 388؛ وانظر: الشعاعات لسعيد النورْسي، ص13.
(2) الكلمات لسعيد النورسي، ص6 – 7؛ وانظر: اللمعات لسعيد النورْسي، ص278.
(3) الكلمات لسعيد النورْسي، 1/ 45.
(4) نقلا عن كتابنا "مفاتح النور" بتصرف يسير. ص279 - 283.
(5) وانظر: النحل:4؛ المعارج:19 - 21.
(6) وانظر: الإسراء:67، 100.
(7) ونظر: الفجر:19 - 20؛ لمعارج:19 - 21.
(8) الموافقات للشاطبي، 2/ 168.
(9) الموافقات للشاطبي، 2/ 53.
(10) في ظلال القرآن للسيد قطب، 1/ 173.
(11) وانظر: البقرة:215، 217، 219، 220؛ الأنفال:1؛ الإسراء:85؛ الأحزاب:63.
(12) رواه الإمام أحمد في المسند، وابن أبي شيبة، والبخاري في الأدب المفرد.
(13) قال ابن حجر: "كَنَفَهُ: بفتح الكاف والنون، بعدها فاء، أي جانبه، والكَنَفُ أيضا: السِّتْرُ، وهو المراد هنا. والأول مجاز في حق الله تعالى، كما يقال: فلان في كنف فلان؛ أي في حمايته وكلاءته." فتح الباري لابن حجر، 10/ 488.
(14) وانظر: سورة ص:45، 30، 17، 41، 44؛ الإسراء:3.
(15) وقيل أيضا: هو بيان لما يقع بقلوب الناس من حسرة وندامة؛ مما فرطوا في جنب الله؛ فكفروا وكذبوا! رواه الطبري عن مجاهد وقتادة، ونحوه عن ابن عباس: جامع البيان: 23/ 2،3. وهذا المعنى وذاك كلاهما وارد عند الطبري والقرطبي وابن كثير في تفسير الآية من سورة يس.
__________________
للشيخ أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 02:17]ـ
والعبودية دالة على خضوع وانقياد، في غير سخط ولا إكراه، ولكنه خضوع المحب الرَّضِيِّ. ومن هنا لم تكن الأعمال لترتقي إلى مستوى العبادة حقيقة إلا إذا أدّاها العبد برضاه ..
.............................. ..................(/)
اليوم: 16 - 11 - 2007م زيارة الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار للشيخ محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد قام فضيلة الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار اليوم الاثنين 16 من ذي القعدة 1428هـ الموافق 26 - 11 - 2007م برفقة الشيخ الوالد حسن بن عبد الوهاب البنا بزيارة فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان
وألقى كل من المشايخ الفضلاء الشيخ حسن والشيخ فلاح والشيخ رسلان كلمة موجزة للحضور
وهذه كلمة الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار والتي سُجلت كاملة
نسأل الله أن يحفظ مشايخنا وعلمائنا من أهل السنة, وأن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة مع نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار حفظه الله:
(بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
وبعد
أحمد الله تبارك وتعالى أن هيأ لنا هذا اللقاء, ألتقي بشيخنا الجليل الشيخ حسن بعد إنقطاع سنوات طويلة جدا في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام, ولا شك الكل في ذلك الزمان وفي ذلك الوقت وفي ذلك العهد يشهد له بالخلُق الحسن, والاعتناء بالعقيدة والمنهج, وكان - يعني - حفظه الله حقيقةً نقولها إلى اليوم يذكرونه الإخوان كلهم بأن - يعني - البشاشة والابتسامة وتجميع الإخوان وتجميع الطلاب حوله لم يكن له نظير في - يعني - تلك السنوات في الجامعة الإسلامية خاصة - يعني - أيام فتنة جهيمان وما بعده يعني؛ فله فضل علينا جميعًا, وأحمد الله تبارك وتعالى - يعني - أن هيأ لنا هذا اللقاء وهذا الاجتماع بعد هذا الانقطاع الطويل, وكذلك اللقاء بشيخنا الشيخ محمد سعيد رسلان الله يحفظه, وهذا أول لقاء ولكن سمعنا به كثيرًا, وسمعنا عنه خيرًا عظيمًا, نسأل الله عز وجل أن ينفع به, وأن يجعله - يعني - من الدعاة الهداة الذين يهتدى بهم في هذا البلاد, والحقيقة اليوم الدعوة إلى هذا المنهج قليل جدا لا شك أهله قليل وأتباعه قليل على الرغم من أن المنهج في غاية الوضوح ..................... ) إلى آخر كلام الشيخ حفظه الله
المقطع في المرفقات
وهذا رابط للتحميل
http://www.4shared.com/file/30460452/5fd40f95/_______.html?dirPwdVerified=c5 2099e6
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 04:05]ـ
الحمد لله(/)
(مظاهر الانصاف) رد على الشيخ دبيان الدبيان حول كتابه الانصاف
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه رسالة كتبتها قبل سنوات ردا على الشيخ دبيان حول موضوع الاخذ من اللحية مما زاد عن القبضة وتغيير الشيب بالسواد , ها انا اضعها بين يدي الاخوة من طلبة العلم حتى يستدركوا ما فيها قبل اعادة طبعها , وقد استدعى اعادة نشرها اعادة الشيخ دبيان لطرح الموضوع كما رأيت ذلك في بعض المجلات.
وجزاكم الله خيرا
على هذا العنوان
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=50(/)
موقع الشيخ سعد بن ناصر الشثري
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 10:36]ـ
موقع صاحب الفضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للأفتاء
الموقع الرسمي للشيخ سعد بن ناصر الشثري ( http://www.abuhabib.com/index.aspx)
ساهم في نشره لا حرمك الله الأجر
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 11:08]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 11:41]ـ
بارك الله فيك يا اخي أبو حاتم
الموقع يطلب منك قبل تحميل اي كتاب التسجيل
والتسجيل صعب للغاية يخبرك [ان تاريخ الميلاد غلط غريبة يا اخي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 09:12]ـ
فعلا الموقع لايقبل التسجيل ,, وقد جربته البارحة بعدأن وضع الرابط.
ـ[حسام68]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 09:27]ـ
إذا كان اليوم آحاد فأدخل بعده (0) يكون على يسار الرقم، وكذا الشهر أيضاً كما في المثال التالي:
07/ 02/1968
وهو يقبل التسجيل،،،
ـ[النبهاني الشمري]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:56]ـ
اين الموقع
ـ[فتح البارى]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:49]ـ
اين الموقع
هناك موقعان للشيخ!:
الأول (ولعله الأفضل) = http://www.alshathri.net
والثاني= http://www.abuhabib.com/index.aspx
وأظن أن الأول هو الموقع الرسمي ..(/)
غضنفرٌ لعق جحا .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 01:50]ـ
غضنفرٌ لعق جحا .. !
من أراد الوقوف على أهم أسباب خلاف المفسرين .. فقد جمعتها في هذه الجملة العجيبة والأسباب كثيرة لكن أصولها مجموعة في قولك: غضنفر لعق جحا .. وإليك بيان ذلك:-
1 - الاشتراك اللغوي ..
وذلك بأن يكون اللفظ الواحد دالا عند العرب على أكثر من معنى ..
مثل "سجّرت" .. فتحتمل أوقدت .. وتحتمل امتلأت .. فيأخذ بهذا مفسر .. ويأخذ بهذا غيره ..
ولا تعارض هنا .. ومن كلمة"الاشتراك اللغوي" .. اقتبست الغين
2 - الإضمار .. وذلك بأن يحذف شيء من الكلام .. فيكون التقدير سببا للخلاف
كقول الله تعالى"وترغبون أن تنكحوهنّ" .. فمن قدرها ترغبون بهن أن تنكحوهن .. اختلف المعنى عمن قدرها:ترغبون عنهنّ أن تنكحوهنّ
ومن الإضمار .. خذ حرف الضاد
3 - النسخ وما يقابله وهو الإحكام ..
فمن عدّ الآية منسوخة يختلف تفسيره عمن عدّها محكمة ..
وأعني بالنسخ هنا معناه العام .. الذي يدخل فيه أيضا التخصيص وليس الإزالة الكلية
4 - الوصف المحتمل لأكثر من موصوف ..
كقوله تعالى"والمرسلات عرفا" .. فهذا وصف محتمل .. لذلك فسره قوم بالملائكة .. وقيل الرياح .. ونظائره كثيرة .. واشقق من هذا القسم حرف الفاء ..
5 - معاد الضمير .. كقوله تعالى"ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى" .. فابن عباس يرى عودة الضمير إلى الله تعالى .. وخالف بذلك الجمهور الذين يرونه راجعا لجبريل عليه السلام .. وأخذت من هذا حرف الراء
6 - وهناك من يفسّر باللازم .. وليس بالمطابقة ..
وكثيرا ما يغلط الناس هنا متوهمين أن السلف يؤولون الصفات ..
والتحقيق أنهم أحيانا يفسّرون بدلالة اللزوم .. ولا يعنون التفسير الحرفي
ومنه قول الله تعالى"ويستحيون نساءكم" .. فالمعنى يستبقونهن أحياء ..
ولكن قال ابن جريج: يسترقونهن .. وليس الاسترقاق مرادفا للاستحياء ..
ولكنه أراد إلى غاية المقصود من استحيائهن
وخذ حرف اللام من ههنا
7 - ومن أعظم أسباب الخلاف .. التي هي من خلاف التضاد قطعا
أن يدخل المفسّر بعقيدة سابقة .. بدعية فيحمل آيات الله عليها قسرا
فتوجهه العقدي .. يجعله يحرف المعنى ..
وخذ من "العقدي" .. حرف العين
8 - وكذلك التوجه الفقهي .. فالمالكي مثلا قد يميل لترجيح شيء في تفسير آية لموافقة المذهب .. وكذلك قل عن سائر المذاهب .. سواء كان ذلك منهم على سبيل التعصب .. أو الميل الذي يقتضيه المنهج الفقهي الذي نشأ عليه
9 - وأيضا .. الاتجاه النحوي له تأثير .. في اختلاف التفسير ..
والحاء من "النحو" ..
10 - ومن أهم أسباب الخلاف التي يظن أنها من التضاد وما هي بذلك .. أن يعبّر المفسر عن المعنى بجزء منه .. سواء كان سلفيّا أو خلفيّا ..
فما يلحظه من المعنى .. يفسر به .. ولا يعني أنه المعنى المطابق ..
كقولهم في قول الله تعالى"لا ريب فيه" .. أي لا شك فيه
ومعلوم أن الريب شك مع اضطراب .. ولكن فقه السلف كان من خصائصه الاكتفاء بالإشارة إلى المعنى الذي تفهم به رسالة الله تعالى .. دون مزيد جدال وتفصيل إلا إذا اقتضت الحاجة ..
وحيث إنهم عبروا أحيانا (بجزء) من المعنى .. فخذ من هنا حرف الجيم
تلك عشرة كاملة .. احفظها .. وستجد غالب اختلافاتهم حولها تدور
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 04:44]ـ
(ابتسامة) جمييييييييييل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 11:41]ـ
جمّلك الله بالتقوى والعلم
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 10:52]ـ
فكرة لطيفة
بارك الله فيك شيخنا(/)
كيف تكون "الرياسة" و "الجاه" ذلاً لصاحبها ذاته؟!
ـ[ابوعمر التميمي]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 10:03]ـ
كيف تكون "الرياسة" و "الجاه" ذلاً لصاحبها ذاته؟!
قال ابو العباس:
(وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الأرض قلبه رقيق لمن يعينه عليها ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم. فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم , فيبذل لهم الأموال والولايات , ويعفو عنهم ليطيعوه , ويعينوه , فهو في الظاهر رئيس مطاع , وفي الحقيقة عبد مطيع لهم , والتحقيق أن كليهما فيه عبودية للآخر , وكلاهما تارك لحقيقة عبادة الله)
الفتاوى الكبرى, (5/ 185)(/)
الفوائد المنتقاة من (فهم القرآن) للحارث المحاسبي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:41]ـ
كتاب (فهم القرآن) للحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله
يقول المتخصصون في علوم القرآن: إن هذا الكتاب هو أول كتاب مصنف في علوم القرآن.
ذكر ذلك شيخنا الشيخ مساعد الطيار في كتابه (المحرر في علوم القرآن)، وكذلك ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري في محاضراته الماتعة على الألوكة (شرح ألفية الشيخ عبد الله فودي في علوم القرآن).
وكذلك الدكتور (حازم حيدر) في كتابه الرائع (علوم القرآن بين البرهان والإتقان).
وهو ليس من كتب علوم القرآن بالمعنى الشائع؛ فإنه لم يتعرض إلا لمباحث يسيرة من علوم القرآن، ومعظم ما فيه يتعلق بمباحث النسخ في القرآن، ولكنه يحتوي على فوائد مهمة، تبين بعض النواحي التاريخية لتطور الكلام في علوم القرآن.
ومن المعروف أن الحارث قد اتجه اتجاه ابن كلاب في مسائل الاعتقاد، وهذا لا يهمنا الآن بقدر ما يهمنا دراسة إشاراته ومباحثاته لمسائل أصول التفسير، وخاصة في النسخ.
وهناك فائدة رائعة أيضا في هذا الكتاب، وهو أنه يحكي عددا من الإجماعات المتنوعة في التفسير وغيره، فمنها إجماعات مطلقة، ومنها إجماعات مستقرة بعد خلاف، وغير ذلك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:43]ـ
266
... جعل العقول معادن الحكمة ومقتبس الآراء ومستنبط الفهم ومعقل العلم ونور الأبصار، إليها يأوي كل محصول، وبها يستدل على ما أخبر به من علم الغيوب، فبها يقدرون الأعمال قبل كونها ويعرفون عواقبها قبل وجودها وعنها تصدر الجوارح بالفعال بأمرها فتسارع إلى طاعتها أو تزجرها / فتمسك عن مكروهها
269
ونظروا ببصائرهم إلى ما يشبه الشبهات / من سوء الدلايل ومكايد الشيطان وزخرف المبطلين وكشفوا بمنار دلايله ما وارته الظلمات وغطته الشهوات من خفيات الغيوب ومعالم الطريق المضروب على المحاج الواضحات والبرهان النير، فنظروا بنور هداية كلام الرب جل ذكره وواضح دلايله إلى ما خفي عن الغافلين المؤثرين لأهوائهم على استيضاح كتاب ربهم جل مولانا وتعالى فهتكوا بنوره حجاب كل ظلمة وكشفوا بتبيانه غطاء كل ضلالة وبدعة
274
فأمرهم فيه بالمكارم ونهاهم عن الآثام والمحارم ووعدهم فيه جزيل الثواب وضرب لهم فيه الأمثال وفصل لهم فيه المعاني الدالة على سبيل النجاة وأبان فيه المشكلات وأوضح / لهم فيه الشواهد على علم الغيوب وجعل فيه حياة قلوبهم وعزهم وشرفهم والغنى به عن جميع العباد
277
ثم أخبر أن فيه التكرار عن معاني ما قال إن تنحت قلوبهم عند تلاوة ما في سوره عن فهم معانيه تكرر في سورة أخرى ففهموه فقال (مثاني)
288
قال وحدثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن معتب عن كعب قال: عليكم بالقرآن؛ فإنه فهم العقل ونور الحكمة وينابيع العلم وأحدث الكتب بالرحمن عز وجل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:44]ـ
305
العلم على قدر العالم؛ فأي العلماء أعلم كان طلب علمه أحب إليه من طلب علم من هو دونه في العلم
307
ومن عقل عن الله جل ذكره ما قال فقد استغنى به عن كل شيء وعز به من كل ذل لا يتغير ولا ينقص حلاوته ولا تخلق جدته في قلوب المؤمنين به على كثرة الترداد والتكرار لتلاوته
312
وقد طُبِعنا طبعا؛ لا نعرف ما نتلو دون أن نصغي إليه بأسماعنا، ولا نفهمه -وإن أصغينا إليه حتى نحضر له عقولنا- إلا بقطعها عن النظر في كل شيء سواه، ولا نفهم قوله دون أن نعظم ما قال في قلوبنا ونعظم قدر رضاه وسخطه ولا يعظم ذلك عندنا مع طول موالاتنا بالدنيا والاشتغال بذكرها وذكر أهلها إلا بتكرار التلاوة والدوام على تقصي العقل تقصي ذلك والتيقظ له حتى نفهم ما قال فينتبه العقل من غفلته ويشاهد علم الغيوب ببصره ويتوهم عظيم الجزاء الثواب والعقاب برؤية بصره
319
لأنك إذا لم تشغل جوارحك بشيء غير ذلك ومنع عقلك عن النظر والفكر في غير ذلك اجتمع همك وحضر وإذا حضر عقلك زكا ذهنك وإذا زكا ذهنك قويت على طلب الفهم واستبان فيه اليقين وصفا فيه الذكر وقوي فيه الفكر
321
فاحرص أن لا يكون فيك خلق ذم الله عز وجل به كافرا وإن كنت مؤمنا فإن من كمال الإيمان مخالفة أهل الكفر بالقول والفعل فيما نهى الله عز وجل عنه
326
ومنه ما لا يعرف معناه إلا بالسنة أو بالإجماع
333
وقد جوز فريق من الروافض في أخبار الله جل ثناؤه التناسخ، وهذا الكفر؛ لا يجوز أن ينسخ الله خبره أنه خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر الملائكة أن يسجدوا / له فسجدت الملائكة كلها إلا إبليس ولا أخباره عما مضى من الرسل وعما كان في الدهور الخالية مما أخبر أنه كان فنجد أن ذلك لم يكن وكذلك ما أخبر عز وجل أنه سيقيم القيامة وأنه يبعث من في القبور وأنه يصير فريقا في الجنة وفريقا في السعير ولا ما يقول أهل الجنة وأهل النار وأنه يخلد أهل الجنة فيها ويخلد المشركين في العذاب الأليم فيخبر خلاف ذلك كله لأن ذلك يوجب بالخبر الثاني لزوم الكذب في الأول ولزوم البراءة وأنه أراد أن يفعل فاستبدل فأراد أن لا يفعل رجوعا عن قوله والرجوع عن القول الكذب والبداء من الجهل بالعواقب
338
لأنه من ليس له علم بما يريد أن يصنعه كيف يكون يحسن أن يصنعه ومن لم يحسن كيف يصنعه لم يقدر أن يصنعه، وهذا نجده ضرورة في فطرنا فلو لم نر كتابا قط ولم نحسن أن نكتب لم يجز لنا أن نكتب كتابا مؤلفا بمعاني مفهومة بالتخمين أبدا وكذلك جميع الصناعات من لم يرها فيعلمها أو توصف له فيعلمها لم يحسن أن يأتي بها أبدا
340
وذلك موجود فينا ونحن جهال وعلمنا محدث قد علمنا أن كل إنسان ميت فكلما مات إنسان قلنا قد علمنا أنه قد مات من غير أن نكون قبل موته جاهلين أنه سيموت إلا أنا قد يحدث لنا العلم من الروية وحركة القلب إذا نظرنا إليه ميتا بأنه ميت، والله جل ذكره لا تحدث فيه الحوادث لأنا لم نجهل موت من مات أنه سيكون وكذلك علمنا أن النهار سيكون صبيحة ليلتنا ثم يكون فنعلم أنه قد كان من غير جهل منا تقدم أنه سيكون، فكيف بالقديم الأزلي الذي لا يكون موت ولا نهار ولا شيء من الأشياء إلا وهو يخلقه ونحن لا نخلق شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:44]ـ
343
والعرب تفعل هذا في مخاطباتها؛ يقول الرجل لآخر: متى تريد أن آتيك فيقول غدا فيسأله في ظاهر المسألة عن وقت إرادته وإنما يريد الوقت الذي فيه المجيء ويجيبه بالوقت الذي يجيء فيه ولو أجابه على ظاهر مسألته إذا قال متى تريد أجيئك لقال الساعة أريد أن تجيئني غدا فأجابه عن وقت المجيء وإنما سأله في الظاهر عن وقت الإرادة وهو يريد وقت المجيء فأجابه عن معنى السؤال ولم يجبه عن ظاهر المسألة
345
ومن ذهب إلى أنه يحدث له استماع مع حدوث المسموع وإبصار مع حدوث المبصر فقد ادعى على الله عز وجل ما لم يقل وإنما على العباد التسليم كما قال وأنه عالم سميع بصير ولا / يريد ما لم يكن وإنما معنى {حتى نعلم} حتى يكون المعلوم وكذلك حتى يكون المبصر والمسموع ولا يخفى على الله عز وجل أن يعلمه موجودا ويراه موجودا ويسمعه موجودا بغير حدوث علم في الله جل وعز ولا سمع ولا بصر ولا يعني حدوثا في ذات الله جل الله عن الحوادث في نفسه وتعالى عن البداوات في علمه وإرادته علوا كبيرا
348
لأن كل من أثبت شيئا في المعنى ثم نفاه بالقول لم يغن عنه نفيه بلسانه وقد تدين لما يلزمه في المعنى بما نفى كالنصارى زعمت أنهم يعبدون ثلاثة وأن ذلك ليس بشرك وأن معنى الثلاثة معنى واحد فلم يغن عنهم نفيهم الشرك بقولهم وقد دانوا به في المعنى وكذلك جميع أهل الضلال ينفون الكفر ويتبرؤون منه وهم كافرون. كذلك جميع أهل البدع ينفون البدع بقولهم ويتبرؤون / منها.
352
ولو أن موسى عليه السلام أخبره أنه في كل مكان بذاته لطلبه في الأرض أو في بيته وبدنه ولم يتعز ببنيان الصرح
356
وقال قوم من أهل السنة بنسخ الأخبار لا على التعمد منهم ولكن عن الإغفال والسهو عن الفحص عن معنى ذلك
359
فالناسخ والمنسوخ لا يجوز أن يكونا إلا في الأحكام في الأمر والنهي والحدود والعقوبات في أحكام الدنيا
368
وكذلك قوله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله خير منها} لا يعني خيرا من التوحيد / وإنما يعني له منها خير كما يقال الدراهم خير من المال لا يريد أفضل من المال وإنما يريد الدراهم من المال خير
379
لأنه قال: {كلما ألقي فيها فوج} فعم كل فوج يلقى فيها
385
ونحن نسألكم عن معنى قولكم حتى نقرركم بأن قولكم خلاف الكتاب والسنة وإجماع الأمة وإجماعكم معهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:45]ـ
385
فنقول لكم أرأيتم يخلو العباد أجمعون من أن يكون لا ينفك أحد منهم أن يكون صاحب كبيرة أو صاحب صغيرة مجتنبا للكبائر فإن قالوا لا قلنا فمن كان منهم صاحب كبيرة هل يجب عليه واجب أن يعلم أنه إن مات عليها ولم يتب أنه في النار لا محالة فإن قالوا كذلك يجب عليه قيل لهم هل يجب عليه أن يخاف الله عز وجل إن مات عليها أن يعذبه بعد موته فإن قالوا نعم قلنا إنما الخوف على الشك فأما من علم أنه معذب لا محالة فلا معنى لخوفه لأنه مستيقن بالعذاب لا شك فيه فكيف يكون خائفا أن يعذب وهو مستيقن بالعذاب إن مات على ذلك / ولو جاز له ذلك لجاز أن يقولوا إنا نخاف أن يعذب الله عز وجل فرعون وهامان قالوا لا يجوز ذلك لأنا مستيقنون بعذاب فرعون وهامان، وقيل يجوز أن يقولوا إن مات الكافر مصرا خفنا عليه العذاب فإن قالوا لا يجوز لأنا مستيقنون ذلك قيل لهم فكذلك صاحب الكبيرة لا يجوز أن يخاف الله عز وجل أن يعذبه عليها فيكون شاكا في وعيد الله عليها فيكفر، ويقال لهم هل يجوز أن يرجو أن يعفو الله عنه وهو مصر عليها ولم يتب بعد فإن قالوا لا لأن رجاءه أن يعفو الله عنه ولم يتب شك في وعيد الله وصدقه ورجا أن يخلف وعده ويكذب قوله قيل لهم فالخوف والرجاء من صاحب الكبيرة ضلال إذن، ويقال لهم أرأيتم إن كان مجتنبا الكبائر هل يجوز أن يخافه قالوا نعم عليه أن يخاف الله قيل لهم يخاف الله أن يعذبه وهو وعده المغفرة والرضى والمدخل الكريم وهو الجنة / فإن قالوا لا يخاف أن يعذبه الله إذا لقيه بالضغائر مجتنبا للكبائر. قلنا فلو جوزتم له الخوف أن يعذبه الله وقد لقيه مجتنبا للكبائر لكان خوفه ضلالا لأن ذلك يوجب عليه الشك في وعد الله تعالى ولا يأمن أن يخلف وعده ويكذب قوله جل وعز عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ويقال لهم يجوز أن يرجوا أن يكفر الله عنه سيئاته ويدخله الجنة وهو مجتنب
(يُتْبَعُ)
(/)
للكبائر والصغائر ولو اجتنب الكبائر والصغائر لكان مغفورا له فنسألكم كذا عنه ولو اجتنب الكبائر وأتى الصغائر أو كان مجتنبا للذنوب كلها هل يجوز له أن يرجو العفو والمغفرة من الله جل وعز، فإن قالوا لا يجب ذلك عليه فقد زعموا أنه لا ينبغي لأحد أن يرجو المغفرة من الله لأن صاحب الكبائر عندهم مؤيس من رحمة الله عز وجل وصاحب الصغائر ومن لم يأت شيئا من الذنوب موقن بمغفرة فلا ينبغي لأحد أن يخاف الله ولا يرجوه بزعمهم فإن قالوا / لا ينبغي له أن ييأس من الله قيل إن الرجاء عندكم لا يكون إلا على الشك لا على اليقين فكيف يجوز أن يرجو أن يغفر الله له ويدخله الجنة وقد وعده ذلك لئن جاز له ذلك ليجوزن لك أن ترجو الله أن يدخل رسله الجنة وأن يؤاخذهم بذنوب غيرهم ويرجو أن لا يعذبهم بكفر غيرهم من الكفار ويرجو أن لا يعذبكم على الكفر به وأنتم به مؤمنون ولو جاز ذلك لجاز أن يرجو أن يكونوا رجالا وأن يكونوا نساء وهذا كله غير جائز عندهم لأن الرجاء والخوف عندهم لا يكون إلا على الشك ولا يكون على اليقين فإن قالوا لا يجوز ذلك لأن الله جل ذكره أخبر أنه مدخل رسله الجنة وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأنه لا يجزى العباد إلا بما كسبوا ولا يعذبهم بما لم يذنبوا، قيل لهم: وكذلك المجتنب للكبائر لا يجوز له أن يرجو الله أن يغفر الله له وقد وعده ذلك بل يستيقن ذلك والموحدون لا يخلو أحد منهم من أن يكون مجتنبا / للكبائر أو مصرا على بعض الكبائر أو دون ذلك أو كلاهما فحرام عليهم على قولكم الرجاء والخوف فحرام على العباد كلهم بزعمكم الرجاء والخوف لأنه لا يخلو أحد منهم من أن يكون من إحدى المنزلتين وهذا الخروج من الكتاب والسنة وإجماع الأولين والآخرين
392
فإنما أنتم قوم غلطتم فجعلتم الخاص عاما والعام خاصا وادعيتم على من خالفكم أنه قد وصف الله جل وعز أن أخباره تتناسخ وقد دخلتم في مثل ما عبتم وجوزتم تعذيب الرسل عليهم السلام والتائبين لأنه وعد من عصاه النار ولم يستثن أحد إلا أن يقولوا إنه أخبر في آيات أخر أنه لا يعذب الرسل عليهم السلام ولا التائبين من المذنبين فيقال لكم وكذلك قد أخبر أنه يغفر ما دون الشرك لمن يشاء من المذنبين وقد قلتم فيمن أوجب الله لهم العذاب على الظلم إنه لم يرد الرسل عليهم السلام ولا التائبين / ولا أهل الصغائر وإن كانت الآية في ظاهر تلاوتها عامة فلم يعمهم إذ أخبر في آيات أخر أنه لا يعذبهم
394
حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال ما كان من حد أو فريضة أنزلها الله عز وجل بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والقرون أنزل بمكة
395
قال وحدثنا شريح قال حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال السور المدنية البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والرعد والحجر والنحل والنور والأحزاب وسورة محمد صلى الله عليه وسلم والفتح والحجرات والحديد والمجادلة والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والنساء القصرى ويا أيها النبي لم تحرم ولم يكن وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد وهو يشك في أرأيت.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:45]ـ
401
وقوله (إنا نستعينك ونستغفرك) يقنت بها المسلمون في صلاتهم
407
من ذلك ما روت عائشة أنه كان فيما أنزل الله ألا يحرم إلا عشر رضعات، والأمة مجمعة أن حكم العشر رضعات [كذا] غير لازم في الكتاب ولا في السنة، وإنما اختلف العلماء في رضعة أو خمس رضعات ولم يقل أحد ما فوق الخمسة
413
والباب السادس [من النسخ] أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فعلا أو يأمر أمته بفعل ليس بنص في كتاب الله عز وجل فينسخه الله بحكم أنزله في كتابه فيثبت الحكم في الكتاب بالفرض وأباح ما كان محرما كذا / من ذلك صلاته إلى بيت المقدس وإن كان قد قال بعض ما مضى أن الله افترض الصلاة أولا إلى بيت المقدس بقوله: {فأينما تولوا فثم وجه الله} لو لم تجمع الأمة على هذا القول إلا أنها مجمعة أن الله أوجبه بما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لا يكون إلا عن الله عز وجل وإن لم نجد نصه في كتاب الله فنسخ الله عز وجل ذلك بقوله: {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}، ومنه استغفاره لعمه فنسخ ذلك {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية، ومنه
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامه في الصلاة المفروضة فروى زيد بن أرقم أن الله عز وجل نسخ ذلك بقوله: {وقوموا لله قانتين} وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أحدث من أمره ألا تكلموا في الصلاة ولم يبين أنها بعينها نزلت لذلك / ومن ذلك أيضا أنه كان محرما عليهم بغير نص نجده في الكتاب إذا ناموا في ليالي رمضان ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا إلى دخول الليل من القابلة ولهم أن يفعلوا من ذلك ما أحبوا قبل أن يناموا ففعل ذلك غير واحد منهم فرفع ذلك عنهم رحمة بهم وعرفهم مع رفعه إياه عنهم أن ما أوجب من ذلك كان يصنعه بعضهم فقال عز من قائل: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فرفعه ونسخه وقررهم بخيانتهم أنفسهم وعفا عنهم خيانتهم أنفسهم فيما كان نهاهم عنه ففعلوه، وكان يؤذن بعضهم بعضا بالصلاة فنسخ ذلك برؤيا عبد الله بن زيد الأنصاري الأذان وأكد رؤياه {وإذا ناديتم إلى الصلاة}
415
والباب السابع [من النسخ] أن يختلفوا في الآيتين أناسخة إحداهما الأخرى أم لم تنسخها وإن أجمعوا أن يستعملوا التي / اختلفوا فيها منسوخة أم لا على التجوز والاحتياط لا على القطع من ذلك قوله: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما} ثم قال جل ثناؤه في الآية الأخرى: {إلا ما ملكت أيمانكم} فقال علي: أحلتها آية وحرمتها آية وقال عثمان نحو ذلك.
420
والأمة مجمعة أن عدة الآيسة من المحيض والتي لم تحض ثلاثة قروء
422
والأمة مجمعة أن للمصلي أن يرفع صوته وله أن يخافته ويسمع أذنيه
423
والباب التاسع [من النسخ] أن أصحاب محمد عليه السلام اختلفوا في آيتين هل نسخت إحداهما الأخرى وحكمهما جميعا ثابتان ثم أجمعت العلماء بعد عصرهم من التابعين ومن بعدهم عن سنة النبي عليه السلام أن إحداهما نسخت الأخرى وأنها مبدلة لبعض حكمها من ذلك قول الله عز وجل: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} وقوله: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} فاختلف زيد وابن مسعود وابن عباس / فقال ابن مسعود أن سورة النساء القصرى أنزلت بعد، وقال عتبة تربص آخر الأجلين، والأمة مجمعة اليوم أن الآية في الحامل قد ثبت حكمها وأنها لا تربص آخر الأجلين وذلك أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر سبيعة أن تتزوج بعد وفاة زوجها بأربعين يوما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:46]ـ
425
والأمة مجمعة اليوم أنه لا يحل للموالي أن ينكحوا الأزواج سوى السبايا
426
وقد كان بعض من مضى يرى أن آية الاستئذان منسوخة والعلماء اليوم مجمعة أنها ثابتة إلا أن بعضهم رأى أن دق الباب يجري من الاستيذان
428
والباب العاشر [من النسخ] أن يجمع العلماء على نسخ آية ثم يختلفون في الناسخة ماذا أوجبت من الحكم فيجمعوا على حكم أنها أوجبته ونسخت ما قبله ويختلفون في غيره أثبت بالناسخة أم لا من ذلك قوله عز وجل: {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} وكان الأعرابي لا يرث قريبه من المهاجرين وكانوا يتوارثون بالهجرة حتى نزلت {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} فأجمعوا أن الآية الأولى منسوخة وأن الله جل ثناؤه أثبت الميراث / بالقرابة للمؤمنين لا بالهجرة
430
والباب الحادي عشر [من النسخ] أن يختلف الصدر الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الآيتين أنسخت إحداهما الأخرى أنم لم تنسخها ثم يجمع العلماء بعد أن إحداهما هي المحكمة فمن ذلك قوله: {والزانية لا ينكحها إلا زان} روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها ثابتة لم تنسخ وأنه لا يحل أن ينكح الزانية إلا زان وروي عن ابن مسعود مثل ذلك وقد روي عنه خلاف ذلك أنه سئل عن ذلك فقرأ: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} / والأمة اليوم مجمعة أنه لا بأس أن يتزوجها هو وغيره لأن أوله حرام وآخره حلال فلا بأس أن يتزوج العفيف والزاني الزانية
433
والعلماء اليوم مجمعة أنها منسوخة [يعني (وأشهدوا إذا تبايعتم)] نسختها {فإن أمن بعضكم بعضا}
435
والأمة مجمعة أن الغزو في الشهر الحرام وغيره حلال وطاعة
435
وقد أجمعت الأمة اليوم أن قوله: {لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام} على نسخها بقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}
438
وقال قوم من أهل الآثار إن هذا لا يجوز أن ينسخ لأنها خبر والخبر لا ينسخ، وقال سائر العلماء هذا وإن كان خبرا فإنه إيجاب حكم من واخذه بحديث النفس ثم رحم الله جل اسمه خلقه فرفع عنهم الحكم بالمواخذة لأنه حكم والحكم يجوز نسخه وإنما معنى {يحاسبكم} يواخذكم به الله ثم رفع الحكم بذلك، والأمة مجمعة أنها منسوخة [يعني (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)]
439
وحدثنا هشيم قال حدثنا منصور عن قتادة عن يحيى بن يعمر قال ثلاث آيات محكمات ضيعهن كثير من الناس منهن هذه [يعني (وإذا حضر القسمة)]
440
والعلماء اليوم مجمعون أن الميراث لأهله ولا يجب إعطاؤهم إلا أن يكون الوارث بالغا فيتطوع فيتصدق على أقربائه ورأى بعضهم أنها ثابتة لم تنسخ وإنما أريد بها الزكاة لا التطوع
442
والأمة اليوم مجمعة أنها ليست بواجبة وإن أراد أن يتطوع فله أن يوصي لمن أحب
443
والعلماء اليوم مجمعة أنها نسختها التوبة [يعني (ومن يقتل مؤمنا متعمدا)] فمن تاب أجمعت جميع الأمة موافقها ومخالفها على قبول التوبة إلا رجل واحد فإنه خرج عن الإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:47]ـ
445
عن الحسن {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، قال نسخ في براءة وأمر بالقتال، وأبى ذلك العلماء إلا أنه أثنى على المؤمنين بالحلم ولم يرد بذلك قتال المشركين والأمة اليوم مجمعة أنها ليست بمنسوخة إلا الحسن فيدخل في الباب الذي أجمعوا لا أن آخر الأمة غلطت فيه
452
وقد روي عن قتادة أنه نسخ قوله: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام / بقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} فليس كما قال ما زال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون إلى عصرنا مجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه قد عادت حرمتها
458
وكذلك قوله: {إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين} نسخها الله فاختلفوا؛ فمنهم من قال بآيات المواريث ومنهم من قال بقول النبي عليه السلام لا وصية لوارث وقال بعض من يتفقه لم تجب قط فتنسخ إنما عنى الله جل ذكره بقوله: {للوالدين والأقربين} العبيد والكفار / من الأخوان الذين لا يرثون فالوصية لهم جائزة على حالها لم تنسخ ولم يقل هذا القول أحد ممن مضى، وقال بعض التابعين نسخ منها كل من يرث وبقي منها القرابة الذين لا يرثون فالوصية لهم واجبة إلا أنهم مجمعون أن الوصية لا تجوز إلا للأقربين الذين لا يرثون ولا تجوز لمن يرث
461
فلم تزل الأمة مجمعة أن نكاح نساء أهل الكتاب حلال إلا ابن عمر فإنه كرهه وكرهه عمر وغيره بغير التحريم خوفا أن تكون الذمية ليست بعفيفة
[فائدة في إطلاق الكراهة على غير التحريم عند المتقدمين]
464
وكذلك قوله عز وجل: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} كان الرجل يحالف الرجل بقول ترثني وأرثك ويرضيان بذلك ويتعاقدان وعلى ذلك / ابن عباس وقال ابن المسيب نزلت في الأدعياء كانوا رجالا يتبنون رجالا يرثونهم
465
وأجمعت الأمة أن الله عز وجل نسخ ميراث الحلفاء والأدعياء
470
وقال لغة العرب في ذلك جائزة يريد المفعول به فيسمي الفاعل، وأراد جل ذكره الإذن في مخالطتهم في المواكلة؛ فسمى الأعرج والأعمى والمريض وهو يريد من يخالطهم فرخص لهم كما رخص للناس في أسفارهم إذا سافروا وبعضهم يصيب من الطعام أكثر من بعض
475
قد أجد الله عز وجل استثنى لهم المودة وأعوذ بالله أن يكون الله جل ذكره أراد أن المودة في القربى أجر له على دعائه إليه ولكن قوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا} منقطع ثم استأنف هذا تسميه العرب استثناء الخلف وإنما هو استئناف
477
ومن ذلك قوله تعالى: {من بعد وصية يوصي بها أو دين} فبدأ في التنزيل بالوصية قبل الدين وقضى النبي عليه السلام بالدين قبل الوصية، والأمة مجمعة ألا وصية إلا فيما فضل من بعد قضاء الدين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:48]ـ
480
وكذلك قوله: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} قال: هو أعلم بالله عز وجل من أن يبدأ باسم سليمان قبل اسم الله عز وجل وإنما معناه الكتاب جاءني من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فأخبرت ممن الكتاب وأن أول صدر الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم بدأ باسم الله عز وجل قبل اسمه وقد كان النبي عليه السلام أولا يكتب باسمك اللهم فلما نزلت {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} فكتب النبي عليه السلام بعد ذلك فبدأ باسم الله عز وجل فدل بذلك أنه اتبع ما أخبر الله عن سليمان فهذا دليل قوله: / {إنه من سليمان} وإنه مقدم ومؤخر لأن الله عز وجل يقول لنبيه عليه السلام: {فبهداهم اقتده}، ولم تزل كتب الأئمة العدول وعلماء الأمة إلى عصرنا هذا يبدأ باسم الله أول كتبهم
484
وقوله: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} مقدم ومؤخر وإنما هو في المعنى ولو تملكون أنتم خزائن رحمة ربي
485
وقوله: {خلق الإنسان من عجل} معناه خلق العجل من الإنسان وهي العجلة لأن آدم عليه السلام أراد أن يقوم قبل أن تصير الروح إلى رجليه فقال جل ثناؤه: {خلق الإنسان من عجل}؛ لأن العجل فعل الإنسان بعدما خلق وكذلك قوله: {وكان الإنسان عجولا}
488
ومن كلام الله عز وجل الشيء مسمى باسم يشبهه لا باسمه والعرب تفعل ذلك كقوله تعالى: {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} فأراد المنعوق وهي الغنم فسمى الناعق وهو الصائح بالغنم
493
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنزل الله جل ثناؤه كتابه بلسان العرب ليفهموا معاني ما أراد فيما أمر به ونهى عنه ووصف به نفسه ووعده ووعيده وجميع ما نزله فقال عز من قائل: {بلسان عربي مبين} وكلام العرب له فصول ووصول ليبين به المعاني ويفصح به عن المراد فيصل الكلمة بالكلمة إذا كانت الكلمة الأولى لا تبين عن المعنى وحدها حتى تصل بها الكلمة الأخرى، لو قال قائل من لم يدر سامعه ما يريد حتى يصلها من أين جئت ولو قال قلت لم يدر ما قال حتى يقول كذا وكذا ولو قال أحمد لم يدر من / يريد حتى يقول النبي عليه السلام وإني فلان ولو قال سمعت ما درى سامعه ما سمع حتى يقول كذا وكذا، ومنه مفصل يتم المعنى بالكلمة والكلمتين والثلاث فصاعدا فيتم المعنى ثم يريد المتكلم أن يستأنف كلاما آخر يبين عن معنى ثان فيقطع الكلام الأول عند تمام المعنى ثم يستأنف كلاما آخر ثانيا يتبين عن معنى ثان لا على الأول، لو قال قائل أحمد كريم ثم أراد أن يذم إسحاق ولا يدخله في المدح بالكرم فقال أحمد كريم وإسحاق لم يدعه حتى يصله، ولو قال لي على فلان ألف درهم ثم أراد أن يخبر أن فلاما قد أوفاه فقال لي على فلان ألف درهم وفلان فلو سكت على قوله وفلان كان ادعاء عليهما جميعا ألف درهم فإن قال وفلان قد أوفاني كان فصل ما بينهما، وان ادعى على الأول وفصل الآخر منه بالبراءة / له مما كان له وإنما يفصل الثاني من الأول بأن فصل الكلام بكلام ثان تبين به معنى الثاني من الأول كقوله ذهبت أنا وفلان فلو سكت عليه كان قد أخبر أنهما ذهبا جميعا فإن فصله بكلام مستقبل أبان أنه قد فصل الأول؛ ذهبت أنا وفلان لم يذهب معي فلم يقف على فلان فيكون قد أخبر أنه قد ذهب معه ولكي يبين أنه عطف اسمه ليبين ما قطعه عن الذهاب بكلام يدخله بقوله وفلان يخبر أنه لم يذهب معه وأنه هو ذهب وحده، وكذلك قول الله جل ذكره يبين المعنى بالواو فقال: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى} ففصل بينهم، ولو قال قائل إن الذين آمنوا وهادوا كان قد فصل بينهما، وكذلك قوله السماء والأرض والذكر والأنثى / ولا يجوز السماء الأرض الذكر الأنثى فيكون معناهما واحدا، وكذلك فصل الله فقال: {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم} وكذلك {بسم الله الرحمن الرحيم} ولا جائز بسم الله [و] الرحمن الرحيم فيوهم أنهما اثنان، وكذلك قوله: {محمد رسول الله} ولا جائز محمد ورسول الله فيكونا اثنين، ولا يجوز الفصل فيما لا يتم إلا بالوصل ولا يجوز الوصل فيما لا يتم معناه إلا بالفصل فيمن لم يجهر بذلك
501
والمبتدأ في أكثر الأخبار مرفوع ولكن هذا الموضع نصب الثاني المقطوع من الأول فجعلهما جميعا في معنى المفعول بهما يخالف بين معناهما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:48]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب القيم، بفضل الله تعالى.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 06:24]ـ
للفائدة والتعليق
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 12:47]ـ
أحسن الله إليكم ونفعكم ونفع بكم وجزاكم خيراً
* أمن هذا الكتاب نسخة مصورة عن المطبوعة pdf؟
وامتثالاً للأمر النبوي الكريم في الحديث المعروف أعلمكم بأنني أحبكم في الله عزوجل لا عن معرفة مباشرة بكم ولكن عما رأيته في كتاباتكم من حب للعلم وتتبع له وغوص على دقائقه، ومن أدب وحسن خلق ولا سيما في الإنصاف، وهذا كله تمام على ما من الله تعالى به عليكم من الإحسان بالتسنن، أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحداً.
وأسأل الله تعالى أن يجعلك خيراً مما يظن به الناس، وأن يغفر لك ما لا يعلمون، وأن يجعلك من توفيقه وتسديده وفضله في مزيد، ويوجب برحمته وفضله لك رضوانه الأكبر
آمين.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:20]ـ
اخي الكريم ابو مالك
هل لك ان تتحفنا غير مأمور- بسيرة الحارث المحاسبي وحكايته مع الامام احمد ((رحم الله الجميع))
لاني
سمعت انه عندما توفي - اي الحارث- لم يُصلِ عليه سوى اربعة نفر ... هل هذا صحيح؟؟؟ وما سبب ذلك؟؟
زادنا الله واياكم من فضله
ـ[أبو عبد الله المصري]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 01:51]ـ
اخي الكريم ابو مالك
هل لك ان تتحفنا غير مأمور- بسيرة الحارث المحاسبي وحكايته مع الامام احمد ((رحم الله الجميع))
لاني
سمعت انه عندما توفي - اي الحارث- لم يُصلِ عليه سوى اربعة نفر ... هل هذا صحيح؟؟؟ وما سبب ذلك؟؟
زادنا الله واياكم من فضله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28486
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 07:17]ـ
/// عن الحارث المحاسبي رحمه الله تُنظَر هذه الروابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58479&highlight=%C7%E1%CD%C7%D1%CB+% C7%E1%E3%CD%C7%D3%C8%ED
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59050&highlight=%C7%E1%CD%C7%D1%CB+% C7%E1%E3%CD%C7%D3%C8%ED
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60010&highlight=%C7%E1%CD%C7%D1%CB+% C7%E1%E3%CD%C7%D3%C8%ED(/)
(من مكائد الشيطان أنه يسحر العقل) ابن القيم رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:24]ـ
(من مكائد الشيطان أنه يسحر العقل)
السلام عليكم ورحمة الله
ومن مكايده أنه يسحر العقل دائما حتى يكيده ,ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله ,فيزين له الفعل الذي يضره حتى يخيل إليه أنه أنفع الأشياء ,وينفر من الفعل الذي هو أنفع الأشياء له ,حتى يخيل له أنه يضره ,فلا إله إلا الله.
كم فتن بهذا السحر من إنسان وكم حال به وبين القلب وبين الإسلام والإيمان والإحسان؟
وكم جلا الباطل وأبرزه في صورة مستحسنة وشنع الحق وأخرجه في صورة مستهجنة؟
وكم بهرج من الزيوف على الناقدين ,وكم روج من الزغل على العارفين؟
فهو الذي سحر العقول حتى ألقى أربابها في الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة ,وسلك بهم سبل الضلال كل مسلك وألقاهم من المهالك في مهلك بعد مهلك ,وزين لهم عبادة الأصنام ,وقطيعة الأرحام ,ووأد البنات ,ونكاح الأمهات ,ووعدهم الفوز بالجنات مع الكفر والفسوق والعصيان ,وأبرزهم الشرك في صورة التعظيم ,والكفر بصفات الرب تعالى وعلوه وتكلمه بكتبه في قالب التنزيه ,وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس،وحسن الخلق معهم والعمل بقوله (عليكم أنفسكم) آل عمران (175).
والإعراض عما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام في قالب التقليد , والإكتفاء بقول من هو أعلم منهم ,والنفاق والإدهان في دين الله في قالب العقل المعيشي الذي يندرج به بين الناس.
فهو صاحب الأبوين حين أخرجهما من الجنة ,وصاحب قابيل حين قتل أخاه.
وصاحب قوم نوح حين أغرقوا ,وقوم عاد حين أهلكوا بالريح العقيم , وصاحب قوم صالح حين أهلكوا بالصيحة ,وصاحب الأمة اللوطية حين خسف بهم واتبعوا بالرجم بالحجارة , وصاحب فرعون وقومه حين أخذوا الأخذة الرابية ,وصاحب عاد العجل حين جرى عليهم ما جرى ,وصاحب قريش حين دعوا يوم بدر ,وصاحب كل هالك ومفتون.
(إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان _ابن القيم الجوزية _ص 130_131)
الجزء الأول _دار التراث القاهرة.
نقله أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله.(/)
الحاسوب و ?تب التراث الخطية بقلم فضيلة الشيخ " أبو عبيدة " مشهور بن حسن آل سلمان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:43]ـ
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه و سلم -،
أما بعد:
فإن العناية بتراث علمائنا السابقين، بحفظ أصول كتبهم الخطية من الواجبات الكفائية، ويشمل ذلك إيقاف طلبة العلم النبهاء عليها، واستخدام الوسائل العصرية التي توسع النطاق، وتذلل العقبات، مثل: الأقراص الحاسوبية، والبرامج الحديثية الحديثة التي تعين على الوقوف على المعلومات بأسرع وقت، وعلى وجه فيه دقّة!
والذي أقترحه في هذا الميدان على من يسر الله له الجمع بين (الأصالة) و (المعاصرة) أموراً:
أولاً: في حالة تحقيق الكتاب التراثي ترفق صور المخطوطات (النسخ المعتمدة) في قرص مع الكتاب المطبوع.
ثانياً: العناية القوية بجمع عدد كبير من المخطوطات، ووضعها على أقراص، على وجه فيه تتبع، ومحاولة التأنق في الجمع، والعناية بالنسخ المهمة.
ثالثاً: ضمّ النظير إلى النظير في الجمع المذكور، بحيث تكون مخطوطات كل فن على حدة، ويُبدأ بالكتب الجذرية في كل علم، وينتهى بالأجزاء والكتب المتخصصة في المسائل المفردة، ومحاولة رسم جداول توضح طريقة الترتيب.
رابعاً: صنع برامج بحث تفصيلية تعنى بالمؤلِّف، واسم المخطوط، والتعريف به، ويشمل: تأريخ نسخه، واسم الناسخ، ومصدر المخطوط (اسم المكتبة المحفوظ بها) وملاحظات عن المخطوط من حيث:
1 - الإتمام والنقص.
2 - هل سبق نشر الكتاب بالاعتماد على هذا المخطوط أم لا؟
3 - عيوبه من حيث النقص أو الطمس أو أكل الأرضة له أو إصابته برطوبة وغير ذلك.
4 - التعريف برواية النسخة والسماعات وأسماء أصحابها وخطوطهم، لتكون رديفاً لمعرفة جوانب من ترجمة لبعض المجهولين أو الحصول على زيادة معلومات عن تراجم مقتضبة أو غير وافية في الكتب المطبوعة.
5 - إثبات أسماء أصحاب التملكات على النسخة الخطية.
6 - إثبات ما على المخطوط من معلومات لا صلة لها بمادته الأصلية، وغالباً ما تكون هذه المواد على الطرة أو في آخر المخطوط.
7 - إبراز أخطاء المفهرسين والمعرفين بالمخطوط –وما أكثرها! - لمحاولة الوصول إلى فهارس علمية دقيقة.
8 - محاولة جمع مواد موثّقة عن تنقل وجود المخطوط الواحد في أكثر من مكتبة، وطريقة ذلك: هل هو الشراء، أو النهب والاختلاس، وإبراز ضرورة المناداة بإرجاع المخطوطات المسروقة إلى مصادرها، والأخذ على أيدي الناهبين والمختلسين من النابهين والأمناء والحريصين والغيورين على أمتنا وتراثها ودينها وهويتها.
خامساً: محاولة إدخال الطرق الحديثة في تصوير المخطوطات في البلاد المسلمة المحتلة، وحفظها في أكثر من مكان بدعم الوسائل المعينة على ذلك.
سادساً: محاولة فهرسة المخطوطات في البلاد النائية أو الفقيرة، وأخذ مصورات عنها، وجعلها بين يدي طلبة العلم.
سابعاً: إصدار نشرة دورية تعنى بالتعريف بدور الكتب الخطية وفهرسها، وتعريب الفهارس التي نشرت بغير العربية، ومحاولة حصر نسخ الكتب المهمة التي لم تنشر، أو الكتب المطبوعة واعتمد في تحقيقها على نسخ متأخرة أو ناقصة، ومحاولة حصر الكتب التي نشرت في الدوريات، وإعداد قوائم (بيلوغرافية) للمقالات التي فيها تصحيح وتصويب للكتب، والإيقاف على الوسائل التي يمكن من خلالها تجميع الكتب المفقودة، وإظهار سرقة المخطوطات، وفضائح المتاجرين بها وتعريتهم للرأي العام، وتسليط الأضواء على مخطوطات البلاد القلقة.
ثامناً: نشر المخطوطات المهمة النادرة المتميزة بالدّقة والجودة لكتب جذرية يحتاجها الباحثون في سلسلة متتابعة من المجلدات.
تاسعاً: اقتناء الطبعات الأوروبية القديمة وغيرها من النوادر لكتب تراثنا وإعادة نشرها عن طريق التصوير بـ (الأوفست) بكميات مدروسة ليتسنى للباحثين الوقوف عليها بيسر وسهولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
عاشراً: إصدار كتاب يضم خطوط العلماء، والتعريف بالناسخين المجودين المكثرين (الجنود المجاهيل) –وعمل بعضهم آنذاك عمل دور النشر الآن- ومصادر ترجمتهم، والعناية الخاصة بجهدهم في النسخ، ووصف مقدار دقتهم وخطوطهم.
حادي عشر: إظهار طرق التحقيق ببرنامج مختص والاستعانة بلوائح وبيانات كل خطوة من خطوات التحقيق، مع العناية بدقة فرسان هذا الميدان، والتعريف بهم، وإبراز جهودهم وحرصهم وشدة عنايتهم.
ثاني عشر: تقويم طبعات الكتب التي تمتلئ بها الرفوف، وتقذفها المطابع، والتحذير من الإنزلاقات والانحرافات، ومحاولة حصرها، مع التمثيل عليها، والتوصية بكشف ألاعيب التجار، وطرق المندسين من الفرق المنحرفة والمبشرين والمستشرقين (اليهود الجدد)، ببترهم وتحريفهم النصوص، مع الاستعانة بـ (التصوير الضوئي) بإبراز الأصل المعتمد لبيان تقصد الحذف أو التزوير.
ثالث عشر: محاولة إحياء القوانين المندثرة (غير المعمول بها) والتي فيها حماية لتراثنا، أو سن قوانين جديدة من أجل ملاحقة العابثين بالتراث أو المضيعين له.
رابع عشر: إيجاد سبل لمعرفة المخطوطات المجهولة، سواء العنوان أو المؤلف أو الناسخ، وأُمثِّل على الأخير بالآتي:
إعداد برنامج يحتوي على ما يلي:
1 - حصر أكبر عدد من خطوط العلماء والنساخ المعروفين –السابق ذكرهم في (عاشراً) -.
2 - إعداد برمجة للتعرف على الخط وربطه باسم صاحبه، ومراعاة إدخال نماذج منه تحوي جميع الحروف، وتكون فيه كلمات متكررة، مثل: الديباجة، والخاتمة، إذ غالباً ما تحوي على البسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - من خلال البرنامج المعدّ يعرض المخطوط المجهولُ ناسخُه على جميع الخطوط الموجودة فيه، ومحاولة التعرف على صاحبه.
من المعلوم أن إدخال أكبر عدد من نماذج الخطوط، والدقة في ذلك، يعطي نتائج مهمة في محاولة تقدير عمر المخطوط أيضاً، وبيان ناسخه، ومن المعلوم أيضاً أن الوقوف على النسخة الخطية من الكتاب كان أكبر معين في تقدير عمره، والوقوف على محاسنه ومساوئه، وما ذكرناه آنفاً هو بديل جيد عن ذلك، ولاسيما مع عدم توفر عين الأصل، أو صعوبة الوقوف عليه حال وجوده.
خامس عشر: محاولة حصر المكتبات الخطية الشخصية وفهرستها في سائر أنحاء العالم.
سادس عشر: إجراء مقابلات مع تجار الكتب القديمة والمخطوطات، وذكر نوادرهم وتوصياتهم.
سابع عشر: التواصل والتواصي مع الأثرياء والأغنياء والكبراء ومن هم في موقع المسؤولية لدعم ما تقدّم، ومحاولة إبرازه أو بعضه للوجود، وإنشاء مكتبات عامة مشرَّعة الأَبواب للباحثين والمطلعين، وتوفير المصادر التراثية، والمخطوطات الأصلية والمصورة، وحفظها على (الميكروفيلم) و (الأقراص) وتجهيزها بقراءات وطابعات على وجه يفي بالحجم المطلوب.
ثامن عشر: عقد دورات متخصصة لكيفية التحقيق وضبط النص، وتخريج الحديث، وطرق التوثيق، والتعريف بالمراجع وطريقة استعمالها.
تاسع عشر: تبني كتب تراثية مطولة مهمة، وتوزيعها على الباحثين، ودعم طباعتها لوصولها إلى الباحث بسعر مناسب، وطريقة مناسبة.
العشرون: إعداد برنامج حاسوبي يحتوي على جميع المخطوطات، وأماكن وجودها ووصفها، مع محاولة تمييز المطبوع منها من المخطوط.
هذه آلام وآمال، تراودني وتهاودني وتعاودني بين الفينة والفينة في مسيرتي العلمية، في وقت صفائي وكدري، وراحتي وتعبي، وخلوتي وجلوتي، فجاءتني واستمكنت بي وألحت عليَّ بمسك اليراع وخط هذه الحروف على القرطاس من باب: معذرة إلى الله، وتحريك الهمة في قلوب الأبرار من أهل الغيرة على دينهم وتراثهم المحبين للعلماء الأطهار المنتمين لأمة محمد المختار، صلى الله عليه وسلم ما تعاقب الليل والنهار، عسى أن تبدأ المسيرة ولو بالدعاء الصالح، ليتحول إلى صالح العمل، والعمل الصالح النافع في المعاش والمعاد، المدّخر لصاحبه الثواب الجاري، والأجر الباقي، وليكون له لسان ذكر في العالمين. فعليه سبحانه –وحده- التُّكلان، وإليه الشكوى بما حلَّ بهذه الأمة من الهوان، وما أصاب مقدراتها ومدّخراتها من الضياع والتشتت والنسيان، فهذه صرخة لعلها تجد آذان، وما ذلك على الله بعزيز، فهو -سبحانه- الكريم المنَّان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وسبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 11:18]ـ
بارك الله فيكم يا أخ خالد.
لكن هل هذا المقال منقول، أم فرغته من محاضرة للشيخ، نرجو البيان.
ولكم جزيل الشكر على كل حال.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 11:29]ـ
هذا هو رابط المقال
http://www.al-sunna.net/articles.php?ID=300&do=view
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 11:48]ـ
أصل المقال نُشر في «مجلة الأصالة» - (باب: آمال وآلام علمية).
عدد: 54
15 ذي الحجة 1427هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ خالد، وبارك الله فيك يا أبا عثمان، نفع الله بكما.(/)
هل انا اهل لهذا الامر
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:19]ـ
ايها الاخوة لي استفسار بسيط
الحمد لله قد من الله علي بحفظ العديد من المتون العلمية في العقيدة وغيرها ومن تلك المتون متن كتاب التوحيد فالحمد لله احفظه كانني القي خطبة جمعة وللعلم انا اخطب الجمعة عندنا في مصر وقد قرات عليه الشروح الاتية:
فتح المجيد، القول المفيد، شرح الشيخ صالح آل الشيخ، شرح الشيخ فيصل آل مبارك، وان شاء الله انوي ان اقرا شرح الشيخ عبد الكريم الخضير وباقي الشروح تباعا
هذا غير المتون الاخرى مثل الاصول الثلاثة وشروح اهل العلم عليها ومتن القواعد الاربع ولامية ابن تيمية والواسطية وشرح العثيمين والفوزان عليها وانا الان اقرا شرحها للشيخ صالح آل الشيخ يعني في منتصف الشرح تقريبا.
هذا غير الشروح التي اخذتها على ايدي العلماء مثل شرح السنة للبربهاري مع الشيخ مجدي عرفات وشرح القواعد المثلى للشيخ نفسه.
كذلك المصنفات المستقلة في العقيدة مثل رسائل العثيمين وبن باز وغيرهما.
الاستفسار: هل لو طبل مني بعض اخواني طلبة العلم ان اقرأ معهم متن كتاب التوحيد ونحفظه سويا فهل هذا من التصدر قبل التأهل مع العلم اني وقفت على فتوى للشيخ الخضير في شرحه على لامية شيخ الاسلام وهاكم نص الفتوي وجواب الشيخ.
س: هل تنصح خريج الشريعة أن يفتح درسا يشرح فيه بعض المتون ليكون ذلك دافعا له للإطلاع والمراجعة؟
ج: نعم، إذا تأهل للتدريس، لا يعني أن خريج الشريعة صار عالما، لا يلزم فقد يكون خريج الشريعة مبتدئا إذا اقتصر على المقررات وصارت أيضا هذه المقررات فيها ضعف واعتمد على المذكرات وكتابات المعاصرين وما تمرن على كتب أهل العلم، قد يحتاج إلى أن يطلب العلم من جديد، نعم لديه قابلية لأن يفهم ما يحتاجه للتدريس في أقصر مدة، نعم، وإلا فالكليات الشرعية الكليات النظامية لا تخرج علماء إنما تخرج من لديه أهلية التحصيل، نعم إذا أراد أن يتابع التحصيل ويحفظ الدروس الكبار، ومع ذلك يجعل له في ساعة من الأسبوع متنا يشرحه لصغار الطلاب ليتعلم هو قبلهم ليستفيد ويفيد، هذا من أنفع الأشياء، ينتفع بذلك، ولا يقال إن مثل هذا علم قبل أن يتأهل، وهو ما زال في طور التعلم، يحضر دروس الكبار من أهل العلم ويفيد منهم ومع ذلك يعطي، ومن خير أو من أفضل وسائل التحصيل، التعليم والتأليف فيجلس بصغار الطلاب يقرأهم صغار العلم، يعني متون العلم الصغيرة ليستفيد هو أولا ثم يفيد هؤلاء الصغار ومع ذلك يتابع التحصيل إذا رأى أنه تكونت لديه الأهلية وأنه بإمكانه أن يستقل بنفسه ويفتح الدروس ويتوسع فيها ويراجع فيها المراجع والشروح ليستعين بها على الشرح لا شك أن هذا له ذلك.
يعني يا اخواني اشعر اني عندي اهلية ان افهم وحدي وبفضل الله لم تقف معي مسالة في العقيدة ولم افهمها بل اظل ورائها حتى افهمها جيدا ولله الحمد.
فهل لي ان اخذ بفتوى الشيخ ام ماذا؟
ارجو من الاخوة ممن وقف علي فتاوى للعلماء في هذه المسالة ان يتحفنا بها خصوصا فتاوى ابن باز والعثيمين والالباني او ممن شهد لهم بالرسوخ العلمي.
فارجو النصيحة جزاكم الله خيرا.(/)
«مَعَالم التَّوحيد والمتابعة في الحجِّ»،لسماحة الشَّيخ العلاَّمة عبد العزيز الشَّيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:33]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«مَعَالم التَّوحيد والمتابعة في الحجِّ»،
محاضرة،
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عَام المَمْلَكةِ العَربيّةِ السّعُودِيَّةِ
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44763(/)
دعوة لإنصاف مشاريعنا الإسلامية!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 11:18]ـ
قل خيرا تسلم
(التشجيع لا التثبيط)
خباب بن مروان الحمد
ممَّا يميِّز العقل الواعي، الطامح للنماء والنهضة والثراء الفكري والعلمي، تلك الروح التربويَّة المتفائلة غير الحاقدة أو الحاسدة، والتي تعتني بصياغة أي عمل تربوي فاعل يفيد الأمَّة المسلمة بشتَّى شرائحها ومنتسبيها، وصناعته وتشجيعه، لكي يكون لهذه المشاريع والأعمال أثر طيب في المستقبل.
وهناك الكثير من الرموز والقادة والمفكرين الذين أنتجوا وصنعوا للأمَّة الشيء الكثير، وخلَّفوا وراءهم رموزاً ونجباء عرفت الأمَّةُ بعد ذلك قدرهم، وكانت كلماتهم أعراساً من الشموع جامدة، حتَّى إذا ماتوا من أجلها انتفضت مشاريعهم وكلماتهم فصارت حيَّة وعاشت بين الأحياء وقَّادة مضيئة!
تلك النماذج نفتقد منها الكثير في عالمنا وواقعنا المعاصر، والتي نذرت نفسها لصناعة الجيل، وتربية النشء، وتشجيعهم على الابتكار والعمل والإبداع والخدمة لهذا الدين في مجالات الحياة.
غير أنَّ هناك نفوساً عجيبة تنظر إلى العمل الدعوي والإسلامي كله، نظرة متشائمة، وليتها تقف عند هذا الحد، بل تزيد النار أُواراً، واللهب اشتعالاً، حينما تجدها قد تصدَّت لإبراز المثالب، وشرح المعايب، وتحرير الأوراق في النقض باسم النقد وهكذا دواليك!
وهذا أمر واقع، قد يكون من أسبابه: الحسد، أو الغيرة، أو قلَّة الحيلة وضعف التدبير بصناعة مشاريع تربويَّة، أو الانهزاميَّة الفكريَّة، أو قلَّة الإنصاف، أو حالة نفسيَّة لازمته طول عمره فهو يعيش من خلالها على تطويح جهود الآخرين.
ولقد كان بإمكان هؤلاء أن يعدُّوا أنفسهم جزءاً من هذا المشروع، وبدلاً من أن يقوموا بالتشنيع والتبشيع على أصحابهم وحسب، فإنَّه كان بإمكانهم أن يقوموا بنصرة هذا الدين من خلال عملهم الدؤوب وسعيهم الحثيث لعمليَّة الإصلاح والبذل، وخصوصاً أنَّ الأمَّة المسلمة اليوم تعيش حالةً تتماثل فيها من داء أزمن وأعيا؛ فلا بد من رفع الهمم, وتشجيع أية بادرةٍ لخير؛ فإنَّ ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح ...
إنَّ من المعلوم أنَّ أسهل شيء على المرء قيامه بالنقد والإسفاف وتحقير جهود الآخرين، ظانَّاً أنَّ القيام بالمشاريع والتفكير فيها من أسهل ما يكون، ولكن حين تدعوه إلى أن يفكر معك ويستنهض همَّته لتقليب عقله فيما ينفع ويفيد، فسيجد أنَّ الشروع في هذا المشروع أمر ليس من السهولة بمكان، بل قد يستصعب كثير من هؤلاء المضي في مثل هذه المشاريع، سواء أكانت فكرية أو توجيهية أو سياسية أو تربوية أو اقتصادية، حيث يرى بأمِّ عينيه أهميَّة مواصلة المسير إلى الهدف وعدم الانحراف عنه، ويشعر بأنَّه قد تقف رجله وتتعثر أخرى بسبب بعض العراقيل، وحدوث الأزمات، وفتور العاملين، وقلَّة المعينين، ومع هذا فهو يلحظ أولئك الذين ينتفخون أمامه قائلين له: إنَّ عملك الذي قمت به أوهن من بيت العنكبوت، أو هو عمل غير صحيح، أو غير ذلك من الأراجيف التي يتمنطقون بها ليل نهار، ويظنون أنَّهم فاعلون في حياتهم شيئاً من خلال نقدهم وردِّهم وتشنيعهم وتحطيمهم لجهود الآخرين وكفى، وصدق الله تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
يقضى على المرء في أيَّام محنته * حتَّى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
نرجو من الله ـ تعالى ـ أن يتوب علينا وعليهم ويغفر لنا ولهم تقصيرنا وتقصيرهم، فإنَّه لا راحم سواه، ولا غافر إلاَّه!
• فرق بين هدم المشاريع ونقدها:
العمل الإسلامي ـ ولا شك ـ بحاجة إلى مطارحة همومه، وتبيين بعض نواقصه، ولكن في إطار التقويم والتحفيز والتشجيع، وليس على أساس التجريح والتنكيد على الآخرين في عملهم ومشروعاتهم، ومحاولة نسف جهودهم، والتقليل من شأنهم، والتثبيط من همَّة القائمين بها.
وأذكر أني تحدثت مرَّة إلى العالم الجليل الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس ـ حفظه الله ـ عن جدوى طروحات هؤلاء المثبطين المحطِّمين لجهود الآخرين فقال لي: (يا أخي! هؤلاء يقلُّ عمل أحدهم بمقدار كثرة نقده، فيكون ما يفسد أكثر ممَّا يصلح!).
تذكرت حينها كلاماً لأحد علماء السلف حيث قال: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبدٍ شرَّاً أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
سيقول قائل: وهل تبغي من حديثك هذا أن يكون باب النقد والنصح لكل مسلم مقفلاً؟
والجواب عن سؤال كهذا أن يقال: نحن مع النقد البنَّاء، ومع النصح الهادف، ومع توضيح الأخطاء سواء كان من وضَّح الخطأ صغيراً أو كبيراً، ورحم الله ـ تعالى ـ الإمام ابن تيميَّة حين قال: (ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب اتِّباعه وإن كان فيه بيان مَنْ أخطأ مِنَ العلماء والأمراء) مجموع الفتاوى: (19/ 123).
وهكذا كتب الحافظ ابن رجب، فقال في كتابه (الفرق بين النصيحة والتعيير)، حين كان يتحدَّث عمَّن يبيِّن الخطأ ويوضِّح وجه الصواب، حيث قال: (فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته، فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وسواء كان الذي بيَّن الخطأ صغيراً أو كبيراً) وهذا كلام نفيس!
إذن نتفق سوياً أنَّ القصد ليس بمن يريد أن يوضح الخطأ، أو يبين القول الصواب والحق، فإنَّ هذا أمر لا غبار عليه، بل قد يجب كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة!
بيد أنَّه من أخلاق المسلمين بعامة, والعلماء والدعاة منهم بخاصة, الإنصاف؛ بذكر المحاسن والإيجابيات حتى في الخصوم , بل والكافرين؛ فكيف بالمسلمين؛ وهم يخوضون المحاولات للنهوض والظفر! مجتهدين في أمثل الطرق, متحرين للصواب والحق؟ أمَّا أن ينتقل الأمر إلى مسبَّة أي جهد إسلامي، والتهوين من أي عمل يراد به نصرة الله تعالى، بحجج واهية وغير موضوعيَّة، فهذا مما ينبغي ألاَّ يفعله عاقل فضلاً عن مسلم!
ونحن نقول لهؤلاء: تفضلوا واقتحموا الميدان، ونحن من خلفكم مشجِّعين، ولكم مؤيدون إن كان عملكم لا يخرج عن ضوابط المنهج الإسلامي، فأتونا بما ينصر حقَّنا، ويغيظ عدونا، ويهزم الباطل وأهله.
• نماذج من الإساءة لجهود الآخرين:
أتذكر أنَّه حين قامت (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) قام ثلَّة من بعض الإخوة المتحمِّسين لدينهم فقالوا الأقاويل وكتبوا الردود، وكانت من قبيل: ما فائدة هذه الحملة؟ وما جدواها، ونحن نعيش في زمن الاستلاب الحضاري والفكري! وقد تضمَّنت تلك الأقاويل والردود قدراً كبيراً من التحقير والتهوين من شأن هذه الحملة المباركة، التي لو لم يكن لها دور إلاَّ جمع العلماء وأهل الفكر والرأي بل من يختلفون في المنهج ليقولوا للعالم الغربي: لا لاحتلالكم ديار الإسلام، وسنقاومكم إعلامياً وشعبياً ونخبوياً، لو لم يكن من جهد لهذه الحملة المباركة إلاَّ هذه لكفى؛ فكيف وقد كان لها دور في صناعة محاضرات علمية، وندوات فكرية، ومواقع إلكترونية، ومؤتمرات عالمية فضحت فيها أساليب الطغيان الأمريكي ومن عاونهم من شلل الزنادقة والمنحلِّين!
أقلُّوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم * أو سدُّوا المكان الذي سدُّوا
ولقد تألَّمتُ يوماً حين كنت جالساً بعد صلاة التراويح في رمضان المبارك، وكنت في مسجد يحتشد فيه جمع من المصلين، وقام بعض الدعاة الذين يشتغلون في دعوة الجاليات، كان معهم قرابة تسعة أشخاص من غير المسلمين، ليعلنوا دخولهم في دين الإسلام أمام الناس، وحين أعلنوا إسلامهم، وسُرَّت وجوه المحبِّين لهذا العمل الجليل، قام شخص ينتسب للعلم والدين والفضل ـ ولا أقلِّل من شأن علمه وفضله ـ وقال أمام الناس: من المهم قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام أن نقوم بتحصين المسلمين بإسلامهم، قبل أن نهتم بدعوة غيرهم إلى الإسلام، بل إنَّ بعضهم يدخل الإسلام ثمَّ يرتد عنه!
قال هذا أمام جمع من المسلمين، وأمام ثلَّة من حديثي المسلمين، والأنكى من ذلك أن يقوم متحدثاً بطريقة فيها نوع استفزاز، وعدم شعور بمشاعر أولئك المسلمين حديثاً، أو الذين منَّ الله عليهم بإسلام هؤلاء على أيديهم، ونالوا أجر ما جاء في الحديث الشريف القائل: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النَّعم)، وفرق أي فرق بين هذا التحفيز والتشجيع على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وبين تحطيم جهود الآخرين وهم يقومون بذلك بحجَّة النقد!
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أتذكر حين انطلقت بعض الفضائيات الإسلاميَّة المنضبطة بالإسلام وتعاليمه، قام أحد الفضلاء وقتئذٍ، وقال: هذا الإعلام ولو كان إسلامياً ولكنَّه موجَّه من الماسونيَّة العالميَّة التي تسيطر على الإعلام، ثمَّ قال: (إذا دخلت هذه القناة الإسلاميَّة إلى البيوت فعلى الأمَّة الإسلاميَّة السلام!).
هكذا قال ـ عفا الله عنَّا وعنه ـ و قد استعجل سوء الظنِّ بها، وجهل حقيقة نتاجها الطيب الذي تقوم به بعض القنوات العلميَّة والشرعيَّة والفكريَّة الإسلاميَّة من الخير العميم!
هذه العبارات وأمثالها لا أراها إلاَّ تحطيماً وتنفيراً وقد تكون نقمة؛ بسبب حزبيَّةٍ، أو عنصريَّة، أو لجهل؛ ففاقد الشيء لا يعطيه، وقد كان بإمكان ذلك الشخص أن يمتدح عملاً إسلامياً نبت بعد أن غرست بذوره، وقام على ساقه، فإن رأى بعد ذلك في تلك النبتة اعوجاجاً فإنَّ بإمكانه أن ينصح وينقد نقداً هادفاً بنَّاء؛ يعلم القاصي منه والداني أنَّ القصد لم يكن إلاَّ تشجيعاً على قيام مثل هذه الأعمال المباركة، وأمَّا الملاحظات عليها وذكر نواقصها فللمرء أن يتحدَّث بذلك ما دام أنَّ هذا مراده ومقصده، وليس التحطيم أو التنفير، أو التنقير عن كل خطأ حدث، فتبدأ ألسنة المتشائمين ونظرات القاعدين، تعمل عملها تجريحاً وإسقاطاً، ولا يستفيد منهم المجتمع ـ هذا إن استفاد ـ إلاَّ بإبراز الثلب والنقص، وصدق القائل:
تريد مهذباً لا عيب فيه * وهل عود يفوح بلا دخان؟!
كما أنَّه من المؤسف أن نقول إنَّ من بعض أبناء المسلمين، من تبلغ به الإساءة لجهود الآخرين والتطويح بها، أنَّهم إن وجدوا قصوراً في عمل ما، تجدهم يحاولون أن يظهروا ذلك العيب ويبرزوه، وينسوا ما قام به ذلك المشروع أو ما أبدعت به تلك المؤسَّسة، وهلمَّ جرَّاً من أعمال الخير، ولكنَّهم لا يتذكَّرون إلاَّ إبداء المعايب والنقائص، فهم كما قال الإمام الشعبي: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين وأخطأت مرَّة واحدة لعدُّوا عليَّ تلك الواحدة) وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية حين تحدَّث عن أمثال هؤلاء: (أنَّهم كالذباب لا يقع إلاَّ على الجرح)، ولذلك لا تجد نظراتهم تسقط إلاَّ على مكامن الإساءة، ومنافذ الخطأ والقصور، ويرون نصف الكأس الفارغ، ولا يرون نصفها الآخر المليء، وحقاً: (لقد صرنا في وقت لا يكاد الشخص يقدر على النطق بالإنصاف) كما قال الإمام الذهبي!
• دعوة للتفاؤل والتشجيع:
من الضرورة بمكان أن يقدِّم كل واحد منَّا نصحه، مقوِّماً للمسيرة، وناصحاً للمشاريع ومؤسسيها، إن رأى منها قصوراً أو خطأً، فكلٌ يجري عليه الخطأ، ويقع منه التقصير.
وكذلك فإنَّ التشجيع والتحفيز لمبتغي عمل الخير ولو كان قليلاً، أمرٌ حبَّذته الشريعة، وأمرت بالقيام به وعدم احتقاره أو التقليل من شأنه، ولهذا نجده ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يقول: (لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) وقال عليه السلام: (وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة) وقال: (وتميط الأذى عن الطريق صدقة) وقال: (لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فرسنَ شاة) إلى غير ذلك من الأحاديث الدالَّة على ضرورة تشجيع أي عمل خيِّر من عباد الله المسلمين.
وهاكَ موقفاً تتجلَّى فيه روح التشجيع منه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لأحد من أسم يوم غزوة الخندق فقد أتاه الصحابي الجليل نعيم بن مسعود بن عامر ـ رضي الله عنه ـ يوم الخندق فقال: «يا رسول الله! إني قد أسلمت؛ فمرني بما شئت!». فقبِل - صلى الله عليه وسلم – إسلامه، ثم قال له بعد أن طلب منه نعيم بن مسعود أن يأمره بما شاء: «إنما أنت رجل واحد؛ فخذِّلْ عنا ما استطعت؛ فإن الحرب خدعة».
فقام هذا الصحابي بفعلة عظيمة أوقعت الخلاف والشقاق بين الحليفين المتواطئين على غزو المدينة؛ حيث إنَّه ذهب إلى اليهود وإلى قريش والقبائل التي تمالأت على حرب المسلمين - صلى الله عليه وسلم - فأفسد كل طائفة على صاحبتها، حتى جعلهم أعداءً، وفرَّق كلمتهم، وأضعف ثقة كل فئة بالأخرى، فتخاذلوا جميعاً عن الحرب، ثم أرسل الله عليهم جنداً من جنده ريحاً عاصفة، فقوّضت خيامهم، ولم تدع قِدْراً إلا كفأتها، ولا طِنْباً إلا قلعته، وكفى الله المؤمنين القتال.
شاهدُ ما أحببت التنبيه إليه أنَّ الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم ينظر نظر ازدراء أو تحطيم حين أسلم رجل من الكفار في هذا الموقف العصيب، بل أشاد به وألقى إليه كلمة محفِّزة له على العمل وبذل الجهد في تحطيم كيد الكفرة وجعله في نحورهم.
طوبى وحباً وكرامة، لمن كان مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، وصدق رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (إنَّ من الناس ناساً مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإنَّ من الناس ناساً مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن كان مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه) أخرجه ابن ماجة في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه، والحديث حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: (1332)
أختم فأقول: لقد قدَّم هؤلاء الفضلاء والدعاة ما لديهم من مشاريع وأفكار لنصرة هذا الدين، فماذا قدَّم أولئك المثبِّطون سوى التقليل من الجهود الخيِّرة الإسلاميَّة، فأولئك قدَّموا مشاريعهم؛ فماذا قدَّم المحبطون لجهود غيرهم من مشاريع؟!
* نشر هذا المقال في موقع المسلم، على هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/tarbawi/show_article_main.cfm?id=2483
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 11:50]ـ
جزاك الله خير
ولقد صدقت فيما قلت
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:25]ـ
أخي الكريم عبدالله بن عبد العزيز شكر الله لك
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[03 - Feb-2009, صباحاً 05:13]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 09:54]ـ
أكرمكم الباري
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 12:22]ـ
فعلا والله
كلامك صحيح
وما ذاك الا لاصابة هؤلاء بالحَوَل الفكرى (كما يسميه الشيخ محمد الغزالى رحمه الله
وأكيد أن أكبر عامل يؤدى لممارستهم هذه الأساليب المنحرفة فى النقد. هو الاختلاف الكبير فى رؤية الواقع كما هو عليه والتحديات التى تواجه أهل هذا الواقع
لأن الخلاف فى المسائل النظرية أقل بكثير من الخلاف فيها اذا أنزلناها فى الواقع
يعنى مثلا لو احدى القنوات الفضائية التى تكلمت عنها قام ما يعادلها من منابر اعلامية فى بلاد المسلمين منذ 300 سنة مثلا لقضى علماء الاسلام جميعهم عليها بالحرمة
لكنها الان فى هذا الزمن يُقال بجوازها بل يُشكر القائمون عليها بل يستحقون الأجر من الله
وما هذا التباين فى الحكم على هذه المنابر الاعلامية الا لتباين واختلاف الواقع وحال أهله فى زمن كل من المنبرين(/)
((سلامة القلب)) لإبن القيم رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 11:50]ـ
((سلامة القلب))
السلام عليكم ورحمة الله
قال ابن القيم رحمه الله:
ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء:
من شرك يناقض التوحيد
وبدعة تخالف السنة
وشهوة تخالف الأمر
وغفلة تناقض الذكر
وهوى يناقض التجريد والاخلاص.
وهذه الخمسة حجب عن الله وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة وتتضمن أفرادا لا تنحصر.اه
(الداء والدواء لإبن القيم رحمه الله _ص152) مكتبة الصفا الإسكندرية.
نقله لكم أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله.-------------------(/)
أيهدم الأقصى وأنا حي؟! الأقصى في خطر يا أمة خير البشر فهل فيكم آذان صاغية
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 07:34]ـ
أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!
أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!
أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!
ماذا قدمتم للأقصى ... يا أمة الاسلام؟
نداء عاجل من المسجد الأقصى المبارك الى جموع المسلمين
الأقصى في خطر ... يا أمة خير البشر ...
قسما >>> سنعيد القدس مع الأقصى <<<
وبعون الله ...
ومن مسرى سيد المرسلين ... إلى من يصله من المسلمين ... أسألكم برب العالمين ... أن تكثروا من الدعاء بأن يحرر رب السماء مسرى سيد الأنبياء ... وأن يكتب في ساحاته قريبا لنا ولكم اللقاء ... ساجدين مهللين مكبرين ... فرحين بنصر جند الله رب العالمين ... على اليهود الكافرين ...
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
توقيع
وأعدوا
وقل اعملوا
يا أمة الاسلام ... الأقصى في خطر
_ لك الله يا أقصى تقنعت باكيا ** وكل صناديد الرجال أسير _
ألم تنظروا إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!
الأقصى إليه تشد الرحال ... وعنه يدافع الأبطال الرجال
ونصرهم قادم وعدًا من الله الكبير المتعال
فيا أمة خامدة الأركان
أفيقي من غفوة طالت بها الأزمان
منقول
من الأخ الفاضل المحافظ على كرامة الأقصى: د/ابوبلال
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 07:35]ـ
أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!
من جديد نتذكر إحراق المسجد الأقصى، والأمة تمُرُّ في أحلك ظروفها ...
واجب الأمة اليوم أن تتذكر أقصانا، ولكن ما واجبها تجاهه؟؟؟
واجب الأمة اليوم أن تراجع برنامجها اليومي، أين الأقصى في أجندتنا؟؟؟
شعارنا: " أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟! "
وحتى لا ننفصم عن مستوى الشعار، علينا أن ندرك جميعاً أن الشعار يبلغ أهميته حين يكون له أجندة تحرّكه ..
رضي الله عن الخليفة الأول أبو بكر الصديق أطلق شعاره:
" أينقص الدين وأنا حيّ؟؟؟!!! "
وإذا به يحوّل هذا الشعار إلى منظومة عملية، حتى إنه لن يتخلى عن عقال بعير لأن هذا لا يتوافق مع شعاره ...
من هنا .. فهذه دعوة -أحبتي النبلاء- أن نطلق شعار: " أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟! " الآن الآن، وأن نعمل على صياغة أجندة عملية أياً يكن حجمها، وبما يتناسب مع طاقتنا ووقتنا وميداننا، المهم أن نبدأ بالعمل ثم نستمر فيه ونتوكل على الحيّ الذي لا يموت ...
فالنتائج دوماً بيد الله سبحانه وتعالى
وسنة الله ماضية في الكون لا محالة: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"
على الله نصر المؤمنين به .. على الله نصر المؤمنين برسوله عليه الصلاة والسلام .. على الله نصر المؤمنين بكتابه العزيز .. على الله نصر المؤمنين بالأقصى عقيدةً ووقفاً إسلامياً
والمؤمن بقضيته لا بد وأن يخلص لها، والمخلص لقضيته لا بد أنه منتصر ... تلك سنة الله تعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا ...
هل الدعاء يكفي؟
قد يقول قائل: ليس أمامنا إلا الدعاء
صحيح أن الدعاء هو العبادة، ولكن أين العمل، وأين الطاعات، وأين ترك المعاصي؟!
إذ الطاعة مع الصبر طريق النصر، والمعصية مع الصبر ليس بعدها إلا القبر.
ورضي الله عن الخليفة الثاني الفاروق عمر إذ يقول: " لا يقعدنّ أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ".
وهناك على الأقل: **150 طريقة لنصرة الأقصى}،
ولنلبّي دعوة الشيخ رائد صلاح حفظه الله بأن يكتب كل واحد منا مقالة تحت عنوان: «ماذا أقول بعد أربعين عاماً على احتلال المسجد الأقصى»، ثم يرسلها إلى هذا البريد مع اسمه الكامل، كي يقوم بإصدار كتاب يجمع فيه أفضل هذه المقالات فالعمل .. العمل ..
وما أجملها من أبيات أطلقها الشيخ الرّائد المُصْلِح شيخ حُماة الأقصى "رائد صلاح":
لا تفرحوا فالظلمُ مرتعهُ المذلةُ بعد حينْ ... لا تعجبوا لمقالتي يا عصبةً مستكبرينْ
لا تحسبوها من خيالٍ إنها نبأ الفطينْ ... هي وعد ربي لا محالة، في النفوسِ لها حنينْ
فتربصوا وتآمروا إنا بكم متربصونْ ... عمّا قريب سوفَ نصحوا رغم أنّا نائمونْ
ولسوف نمضي في خطانا للمعالي سائرينْ ... حتى وإن كنا جموعاً حائرينَ وغافلينْ
ولسوف نصْدعُ عن قريب في الوجود مبشّرينْ ... الله أكبرُ رددوا لا لن نذلّ لمعتدين
ولو تأملنا في سنة النصر والتغيير لوجدنا أن مطرقة هذه السنة "العمل " ... فلنؤيّد حبّنا ودعاءنا للأقصى بأمر عملي ثم نتوكل على الله قد يرفع بعض منّا شعار عبد المطلب:
" للبيت رب يحميه "
" للأقصى رب يحميه "
في يوم الفيل أرسل الله طيراً أبابيل، فكانت نعم الجند، واليوم ... لماذا لا نكون نحن الطير الأبابيل على اليهود الملاعين ونكون قدر الله الذي يحمي به الأقصى، فنظفر بسعادة الدنيا والدين.
إذ لو لم نكن نحن حماة الأقصى فإن الله سيحمي بيته بغيرنا
(وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
منقول
من الأخ الفاضل المحافظ على كرامة الأقصى: د/ابوبلال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:13]ـ
ولئن ذهبوا إلى أنابوليس
وجمعوا كل المفاليس
ليسمعوا خطبة عصماء
يخطبها زعيمهم إبليس
فالنصر حتما قادم
وسيُهْزَمُ الجَمْع التعيس
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:20]ـ
قالوا سيُهْدَمُ مسجدي
ويُشَرَّدُ وطني في غدِ
فقلتُ وكفني في يدي
لا لن أعيش مُنَعَّمًا
وحثالةٌ تعيث بمسجدي
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:40]ـ
لا فُضّ فوك
بارك الرحمن فيك
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:50]ـ
جزاكِ الله خيرا أختنا الفاضلة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:51]ـ
رضي الله عنكِ يا أخية الإسلام .. وبارك في هذه التذكرة الطيبة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:41]ـ
جزاكِ الله خيرا أختنا الفاضلة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 12:09]ـ
أيهدم الأقصى وأنا حيّ؟!
بل يهدم وكلنا احياء ما دمنا متفرقين هكذا
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 01:39]ـ
سآتيك يا قدس رغم السدود
سآتيك من خلف كل الحدود
لأرغم في الطين وجه اليهود
وأبعث فيك صدى الأمنيات
سَآَتِي
http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=directlistenNasheeds&song_id=2159&media_type=realmedia(/)
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الافاضل عندي سؤال وارجو منكم الاجابة عليه
هناك اخت قامت بتدريس احدى الطالبات بصورة خصوصية (خارج المدرسة) وتلقت هدايا من هذه الطالبة ولكن هذه الاخت تقول انها متأكدة ان مصدر الاموال لهذه الهدايا حرام فهل يجوز ان تقبل هذه الهدايا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 10:37]ـ
لايجوز لها أصلا أن تتلقى منها هدايا مادامت تدرسها في المدرسة .. احترازا من الرشوة
فكيف والهدايا من حرام!
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 10:57]ـ
انا قلت خارج المدرسة .. درس خصوصي
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:04]ـ
ارجو منكم الاجابة على السؤال سريعا ..
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:20]ـ
إذا كانت هذه الأخت تدرسها ولم تكن هذه الطالبة طالبة عندها في مدرسة ..
فلابأس لو أخذت منها هدية ..
بشرط ألا يكون مصدرها حراما
فإذا غلب على ظنها أن مصدرها حرام .. أعني ثمن الهدية نفسه .. فهذه لايجوز قبولها
بل يتعين نصحها وتنبيهها ..
وهذا أمر واضح ليس بحاجة لفتوى فقيه
حتى لايقال إنك تصدرت للفتيا
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:27]ـ
انا سألت
وقالوا لي الافضل ان لاترد الهدية ورعا
ويمكن ان تهدى الى اماكن عامة مثل مستشفيات او مدارس
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:31]ـ
هل مصادر صاحبة الهدية كلها حرام!
هذا لا يتصور في الغالب
فإن فيها وفيها
فلها أن تقبل
والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:37]ـ
لو السؤال عن قبول هدية ممن ماله حرام ففى ملتقى اهل الحديث نقول مفيدة عن هذا الصدد
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:45]ـ
نعم مصدر الاموال لوالد هذه الطالبة .. تقول هي متأكدة والله اعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:57]ـ
هذا هو الرابط انظرى فيه الاقوال المنقولة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110928&highlight=%C7%E1%E3%C7%E1+%C7% E1%CD%D1%C7%E3
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 01:02]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم(/)
رقابة السر .. ورعاية الضمير:: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رقابة السر .. ورعاية الضمير
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1408 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1408)
http://www.rslan.com/images/index/ri9abato.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1408)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فقد أخرج الإمام مسلم بسنده عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيِّدِىِّ قَالَ لَقِيَنِى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ, قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ؟! قَالَ قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ, فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ؛ فَنَسِينَا كَثِيرًا, قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَمَا ذَاكَ؟». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِى وَفِى الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِى طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1408[/ ... ](/)
ربط السحر بالكواكب هل هو خرافة؟
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:13]ـ
حدثني أحد الاخوة وهو من المسحورين - شفاه الله تعالى - أن من السحر ما يرتبط بالكواكب!!! فلما سألته كيف يكون ذلك؟ قال لي يقوم الساحر بربط قوة مفعول السحر بأيام ظهور الكوكب في السنة فعند ظهور الكوكب يشتد مفعول السحر ويزيد قوة ويشعر عندها المسحور بالتعب الشديد والأوجاع حتى يغيب هذا الكوكب!!!!!
بصراحة الرجل نحسبه على خير ولكن هل هذا الأمر صحيح أم أن هذا مجرد خرافة يجب انكارها على من يعتقد بها؟
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 11:22]ـ
بعض المعلومات المتداولة خصوصا عند بعض المعالجين بالرقية الشرعية لم تقم لها حجة فهي اما ظنون أو من مصادر خاطئة لذى فالحرص والحذر مطلوب عند تناقلها فنجد مع الأسف من بعض أهل العلم من لايتثبت في مثل هذه الأمور فينقل المعلومة وهو متشكك فيها أصلا ومن ذلك علاقة السحر بالكواكب أو بالأعداد أو بالأحرف الهجاء أما الثابت شرعا والذي لامراء فيه هو عدم وجود أي علاقة بين الكواكب وأقدار البشر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 06:24]ـ
/// نعم .. لا شك أنَّه ليس للكواكب قدرة على أقدار البشر، هذه عقيدة المسلم الموحِّد لرب العالمين.
/// لكن عبَّاد الجِنِّ والشياطين يعبدونها راغمين؛ حيث تتلاعب بهم الشياطين، فيوهمونهم أنَّهم يتقرَّبون لروحانيَّات هذه الكواكب، وهي الملائكة زعموا، ويجعلون لكلِّ كوكبٍ يعبد من دون الله ملَكًا، وهذا معروف قديًما، عند الصابئة المشركين، ومن أخذ بشيءٍ من دينهم في مخاطبة الكواكب (شياطين تلبِّس عليهم)، وظنِّ نفعها وضرِّها، وإنَّما نفعتهم الشياطين وضرَّتهم، وكما قال تعالى: (بل كانوا يعبدون الجن).
/// فما يحصل -إن كان كذلك- من اشتداد السحر عند ظهور هذا الكوكب ممَّا ذكره الأخ الكريم ناقلًا عن غيره فإنَّما ذاك بتأثير قوَّة الشياطين لأنها تعبد وتنتشي بذلك فتنفع السَّاحر بإضرار المسحور.
/// والله أعلم.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 09:22]ـ
/// نعم .. لا شك أنَّه ليس للكواكب قدرة على أقدار البشر، هذه عقيدة المسلم الموحِّد لرب العالمين.
/// لكن عبَّاد الجِنِّ والشياطين يعبدونها راغمين؛ حيث تتلاعب بهم الشياطين، فيوهمونهم أنَّهم يتقرَّبون لروحانيَّات هذه الكواكب، وهي الملائكة زعموا، ويجعلون لكلِّ كوكبٍ يعبد من دون الله ملَكًا، وهذا معروف قديًما، عند الصابئة المشركين، ومن أخذ بشيءٍ من دينهم في مخاطبة الكواكب (شياطين تلبِّس عليهم)، وظنِّ نفعها وضرِّها، وإنَّما نفعتهم الشياطين وضرَّتهم، وكما قال تعالى: (بل كانوا يعبدون الجن).
/// فما يحصل -إن كان كذلك- من اشتداد السحر عند ظهور هذا الكوكب ممَّا ذكره الأخ الكريم ناقلًا عن غيره فإنَّما ذاك بتأثير قوَّة الشياطين لأنها تعبد وتنتشي بذلك فتنفع السَّاحر بإضرار المسحور.
/// والله أعلم.
نعم قد يكون التعليق بوقت الظهور والأفول ولا علاقة لتأثير الكوكب على ذلك الا من هذا الباب
والرافضة تقول بتأثير الأفلاك و الأبراج والنجوم
ويزيد الإسماعيلية وبعض الفرق الباطنية المتأثرون بالصابئة و بعض الفلاسفة بعد (علم السحر و التنجيم) من العلوم الشريفة
كما جاء في رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا،،
بارك الله فيكم
،
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:46]ـ
أما الثابت شرعا والذي لامراء فيه هو عدم وجود أي علاقة بين الكواكب وأقدار البشر. [/ B][/SIZE][/COLOR]
هذا غير صحيح!
الشرع لا ينفي ذلك مطلقا. . فانظر مأمورا كتب ابن القيم رحمه الله.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 09:43]ـ
/// نعم .. لا شك أنَّه ليس للكواكب قدرة على أقدار البشر، هذه عقيدة المسلم الموحِّد لرب العالمين.
/// لكن عبَّاد الجِنِّ والشياطين يعبدونها راغمين؛ حيث تتلاعب بهم الشياطين، فيوهمونهم أنَّهم يتقرَّبون لروحانيَّات هذه الكواكب، وهي الملائكة زعموا، ويجعلون لكلِّ كوكبٍ يعبد من دون الله ملَكًا، وهذا معروف قديًما، عند الصابئة المشركين، ومن أخذ بشيءٍ من دينهم في مخاطبة الكواكب (شياطين تلبِّس عليهم)، وظنِّ نفعها وضرِّها، وإنَّما نفعتهم الشياطين وضرَّتهم، وكما قال تعالى: (بل كانوا يعبدون الجن).
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فما يحصل -إن كان كذلك- من اشتداد السحر عند ظهور هذا الكوكب ممَّا ذكره الأخ الكريم ناقلًا عن غيره فإنَّما ذاك بتأثير قوَّة الشياطين لأنها تعبد وتنتشي بذلك فتنفع السَّاحر بإضرار المسحور.
/// والله أعلم.
جزاكم الله خيراً وهذا مما لاشك فيه
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 10:37]ـ
وفرقٌ بين (القدرة) وبين (العلاقة السببية)
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:22]ـ
جاء في كتاب غذاء الألباب شرح منظومة الاّداب للسفاريني مايلي:
ص: 247] مطلب: في إتلاف آلة التنجيم والسحر: وآلة تنجيم وسحر ونحوه وكتب حوت هذا وأشباهه اقدد (و) لا غرم أيضا في إتلاف (آلة تنجيم) لأنه علم باطل وحدس عاطل مبناه على الحدس والتخمين لا على العلم واليقين لم ترد به الشريعة الغراء , وإنما يلهج به من لا خلاق له ولا نصيب من الدين بحرا وبرا. وقد أنكر أئمة الإسلام ونصوا على بطلانه وحرمته , فهو من أشد الحرام. وقد أبطله بالنقض والبرهان عين الأعيان الإمام المحقق في (مفتاح دار السعادة) فأتى فيه بما يكفي ويشفي وزيادة , وأنشد قصيدة أبي تمام في أمر عمورية والمعتصم.
ومنها:
أين الرواية أم أين النجوم وما
صاغوه من زخرف منها ومن كذب تخرصا وأحاديثا ملفقة
ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
وأنشد قصيدة الفاضل العلامة محمد بن عبد الله بن محمود الحسيني لما قضى منجمو زمانه سنة خمس عشرة وستمائة لما نزل الإفرنج على دمياط على أنهم لا بد أن يغلبوا على البلاد فيتملكوا ما بأرض مصر من رقاب العباد وأنهم لا تدور عليهم الدائرة إلا إذا قام قائم الزمان , وظهر براياته الخافقة ذلك الأوان , فكذب الله ظنونهم وأتى من لطفه الخفي ما لم يكن في حساب , ورد الفرنج , بعد القتل الذريع فيهم , والأسر على الأعقاب. وكان المنجمون قد أجمعوا في أمر هذه الواقعة على نحو ما أجمع عليه من قبلهم في شأن عمورية مع المعتصم ذي السطوة البارعة. فمما أنشد:
لا ينبغي لك في مكروه حادثة ** أن تبتغي لك في غير الرضا طلبا
لله في الخلق تدبير يفوق مدى ** أسرار حكمته أحكام من حسبا
أبغي النجاة إذا ما ذو النجامة في ** زور من القول يقضي كل ما قربا
إلى أن قال:
لا يعلم الغيب إلا الله خالقنا لا غيره عالم عجما ولا عربا
لا شيء أجهل ممن يدعي ثقة بحدسه ويرى فيما يرى ريبا
قد يجهل المرء ما في بيته نظرا فكيف عنه بما في غيبه احتجبا
[ص: 248] قال ابن القيم: وأما الرواية أن عليا نهى عن السفر والقمر في العقرب , أو أن ذلك مرفوع فباطل. والمشهور المروي عن علي رضوان الله عليه خلافه , أنه لما أراد الخروج لحرب الخوارج اعترض منجم فقال يا أمير المؤمنين لا تخرج , قال لأي شيء؟ قال إن القمر في العقرب , فإن خرجت أصبت وهزم عسكرك , فقال علي رضي الله عنه: ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منجم , ولا لأبي بكر ولا لعمر , فأخرج ثقة بالله وتكذيبا لقولك , فما سافر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة أبرك منها , قتل الخوارج وكفى المسلمين شرهم , ورجع مؤيدا منصورا فائزا ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم حيث يقول: {شر قتلى تحت أديم السما , وخير قتيل من قتلوه} وفي لفظ {طوبى لمن قتلهم}.
ومما ينسب لسيدنا علي رضي الله تعالى عنه قوله:
أيا علما النجوم أحلتمونا على علم أرق من الهباء
كنوز الأرض لم تصلوا إليها فكيف وصلتمو علم السماء
قلت: ونسبهما صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات إلى الإمام يوسف بن عبد البر بلفظ:
أمنتحلي النجوم أحلتمونا على علم أرق من الهباء
علوم الأرض ما أحكمتموها فكيف بكم إلى علم السماء
وما ألطف قول تاج الدين الكندي رحمه الله تعالى:
دع المنجم يكبو في ضلالته إن ادعى علم ما يجري به الفلك
تفرد الله بالعلم القديم فلا ال إنسان يشركه فيه ولا الملك
أعد للرزق من إشراكه شركا وبئس العدتان الشرك والشرك
وأطال ابن القيم في تقرير كلام المنجمين ورده. فرضي الله عنه ما أنصحه لشريعة نبيه صلى الله عليه وسلم
وجاء أيضا في صفحة 251 مايلي:
قال في الإقناع: والكاهن الذي له روي من الجن يأتيه بالأخبار , والعراف الذي يحدس ويتخرص كالمنجم. ولو أوهم قوما بطريقته أنه يعلم الغيب فللإمام قتله لسعيه بالفساد. قال شيخ الإسلام: التنجيم كالاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية من السحر. قال: ويحرم إجماعا. والمشعبذ والقائل بزجر الطير , والضارب بحصى وشعير وقداح.
زاد في الرعاية: والنظر في ألواح الأكتاف إذا لم يعتقد إباحته وأنه لا يعلم به الغيب عزر ويكف عنه وإلا كفر وحرم طلسم بغير العربي كاسم كوكب , وما وضع على نجم من صورة أو غيرها. ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن والذكر والأقسام والكلام المباح والله أعلم.
(الثاني): الذي يحرم من علم النجوم ما ذكرنا مما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في الزمن المستقبل , كمجيء المطر , ووقوع الثلج , وهبوب الريح , وتغير الأسعار , ونحو ذلك , ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان , وهذا شيء استأثر الله بعلمه لا يعلمه أحد غيره. وقد بين ذلك في (مفتاح دار السعادة) بما يطول ذكره. فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضى وكم بقي فإنه غير داخل في النهي , بل معرفة ذلك مندوب إليها والله أعلم. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 02:45]ـ
الأخت (أمل) بارك الله فيك.
ليس عن حكم السحر والتنجيم في الشرع تحدثنا،
بل عما أشرت إليه في أول المشاركة.
فانقلي من (المفتاح) لابن القيم رحمه الله مباشرة. . . وجزاك الله خيرا.
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 11:59]ـ
أخي الكريم،بارك الله فيك
نقلت كلام السفاريني اّنفا لأن فيه مايدل على أن الكواكب ليس لها علاقة بمايحدث في الكون أو يحدث للإنسان (المسحور والذي يشعر بالتعب والأوجاع عند ظهور الكوكب)، فكل مايحدث في الكون يكون بأمر الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 12:52]ـ
طبعًا: كل شيئ بأمر الله وقدره، ولا يقول بغير هذا من له مسكة من العقل.
وإنما الكلام في الأسباب والمسببات. فما أدراك أن الحوادث العلوية لا رابطة لها بالحوادث الأرضية؟
النافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل. ولستُ مثبتا ولا نافيا. والله أعلم.
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:58]ـ
طبعًا: كل شيئ بأمر الله وقدره، ولا يقول بغير هذا من له مسكة من العقل.
وإنما الكلام في الأسباب والمسببات. فما أدراك أن الحوادث العلوية لا رابطة لها بالحوادث الأرضية؟ النافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل. ولستُ مثبتا ولا نافيا. والله أعلم.
لاشك أن كل شيء بأمر الله تعالى لكن المقصود هو هل هناك علاقة بين الكواكب والسحر بأمر الله تعالى؟
ـ[أمل*]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 03:06]ـ
أخي الكريم، لعل هذا الرابط يفيدك:
http://www.alraqi.org/?p=139
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 03:58]ـ
لاشك أن كل شيء بأمر الله تعالى لكن المقصود هو هل هناك علاقة بين الكواكب والسحر بأمر الله تعالى؟
الحمد لله. . . بدأت تسأل بعض ذلك الجزم منك:
أما الثابت شرعا والذي لامراء فيه هو عدم وجود أي علاقة بين الكواكب وأقدار البشر.
وهذا أخي الكريم حسنٌ. . . فإن شفاء العي السؤال.
وقد أجابك شيخنا شيخ الإسلام رحمة الله عليه في بعض فتاويه:
فإن قلت: من عوام الناس - وإن كان منتسبا الى علم - من يجزم بان الحركات العلوية ليست سببا لحدوث أمر ألبتة وربما اعتقد أن تجويز ذلك وإثباته من جملة التنجيم المحرم الذى قال فيه النبى (ص): (من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد) رواه أبو داود وغيره. وربما احتج بعضهم بما فهمه من قوله (ص): (لا يكسفان لموت احد ولا لحياته)، واعتقد أن العلة هنا هي العلة الغائية أي لا يكسفان ليحدث عن ذلك موت أو حياة.
قلت: قول هذا جهلٌ، لأنه قول بلا علم. وقد حرم الله على الرجل أن ينفى ما ليس له به علم، وحرم عليه أن يقول على الله ما لا يعلم، وأخبر أن الذى يأمر بالقول بغير علم هو الشيطان. فقال: {ولا تقف ما ليس لك به علم}؛ وقال: {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}؛ وقال: {قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون}.
فإنه ليس فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله ولا قال أحد من أهل العلم ذلك، ولا فى العقل وما يعلم بالعقل ما يعلم به نفى ذلك. وإنما نفى ذلك جزما بغير علم مثل نفى بعض الجهال أن تكون الافلاك مستديرة؛ فمنهم من ينفى ذلك جزما، ومنهم من ينفى الجزم به على كل أحد، وكلاهما جهلٌ - فمن أين له نفى ذلك أو نفى العلم به عن جميع الخلق؟ ولا دليل له على ذلك إلا ما قد يفهمه الناقص في فهمه.
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 04:22]ـ
الحمد لله. . . بدأت تسأل بعض ذلك الجزم منك
يبدو أنك لم تفهم العبارة جيداً أنا قصدت من الموضوع العلاقة بين السحر والكواكب يعني السحر على وجه الخصوص أما العبارة التي علقت عليها فكانت تتحدث عن علاقة الكواكب بأقدار البشر كتلك التي تكتب بما يسمى بالأبراج فهي التي جزمت بنفي العلاقة بينهما.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:19]ـ
الله المستعان!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 12:15]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
دعونا نوضح هذا الكلام المنقول أعلاه وعلاقته بسؤال السائل بعون الله تعالى. سأضرب لكم هذا المثل.
لعل ابن تيمية رحمه الله لم يكن يعرف في زمانه - مثلا - أن القمر هو السبب في المد والجزر، فلو أن رجلا بنى بيتا على شاطئ البحر وغرق ذلك البيت في الماء في ليلة من الليالي بسبب المد، فان ذلك يكون قدرا كتبه الله على ذلك الرجل وجعل أثر القمر السببي على الأرض سببا فيه، فهو بالنسبة لشيخ الاسلام - من حيث تصنيف الأسباب - سبب غيبي وهو من تأثير الكواكب التي ينكر الشيخ على من أنكروا امكان وجودها! فلو كان هذا الرجل في زمان قديم قبل اكتشاف أثر القمر على المد والجزر، وجاءه رجل عراف أو كاهن أو ساحر وقال له أن بيته سيغرق بسبب القمر أو غيره من الأجرام، أو بسبب أن برج كذا جاء بين كوكب كذا ونجم كذا، فانه يحرم عليه أن يصدقه قطعا، لا لأن ما يقوله باطل جزما، ولكن لأنه كذاب جاهل، يتلقى العلم من شياطين تحمله على الشرك بالله، فهو كذاب حتى وان وقع شيء مما يقوله حقا! وأكثر ذلك عند هؤلاء انما يكون رجما بالغيب ورميا بغير قوس، وقائله يدعي ما ليس له به علم الا تخرص الشياطين ودجل الدجالين،
أما لو كان الرجل في زماننا هذا، وجاءه باحث في الأرصاد الجوية، ممن تتبعوا ذلك بالأقمار الصناعية، وقال له أن بيتك لو بنيته في هذا المكان فسيغرق بسبب تأثير القمر، فهذا لا حرج عليه في سماع كلامه بل قد يجب عليه ذلك منعا للضرر والتهلكة وأخذا بأسباب السلامة! فقد كشف الله للناس تلك الأسباب وعلموها وأصبح علمهم بها علما حسيا في عالم الشهادة لا في عالم الغيب!
فالفرق كبير بين الأمرين كما هو واضح!
الذي يقول لو تزوجت غدا فانك ستموت، أو لو أكلت بطاطس خلال هذا الشهر فستصاب بكذا وكذا، بسبب البرج الفلاني والنجم الفلاني، فهذا ساحر كاهن لم يؤت العلم بأسباب محسوسة اعتيادية تجعله يتوقع ذلك التوقع، أما الذي يقول أنه قد ثبت بالقياس والتجريب والحس أثر الكوكب الفلاني على طبقات الجو السفلى والمناخ في الأرض كلما اقترب في مداره من الأرض، وعليه فأثر ذلك على الناس في ذلك الموسم يكون كذا وكذا، فهذه قضية أخرى!!
أما علاقة الكواكب بالسحر، فكما تفضل الشيخ البخاري، الأمر عمل شياطين، وهو من أمر الغيب الذي لا قبل لنا بتتبع أسبابه المغيبة عنا، ولا ندري ان كانت الشياطين تستعين عليه ببعض خصائص النجوم الطبيعية التي عرفوها وجهلناها نحن أم لا .. وهذا وارد من حيث الاحتمال .. أما الخوض فيه فقول بغير علم، والله تعالى أعلم وأحكم. هو سحر على أي حال وطرق ابطاله معروفة مقررة عند العلماء ولا يفيدنا الكلام فيما لا قبل لنا به.
والله أعلم وأحكم ..
أرجو أن يكون الأمر قد اتضح .. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 06:17]ـ
الأخ الكريم أبو الفداء
جزاك الله خيرا
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 01:35]ـ
النجوم والكواكب ليس لها علاقة بالقدر بشكل عام , لكن هناك أقدار معيَّنة لها علاقة بالنجوم والكواكب.
أمثله:
علاقة الشمس بقدر ارتفاع الحرارة والإصابة بضربة الشمس
علاقة القمر و ظاهرة المد والجزر
علاقة النجوم وعملية تحديد الإتجاهات
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 07:27]ـ
"النجوم والكواكب ليس لها علاقة بالقدر بشكل عام وانما أقدار معينة"
هذه العبارة ليست محررة!
فما دامت تؤثر على أقدار معينة لا نعلم عدها ولا يعلم مداها الا الله، فهي لها علاقة بالأقدار قطعا، علاقة لا يعلم حدها الا مسبب الأسباب سبحانه وتعالى! فالعلاقة أنها هي كغيرها من المخلوقات: من أسباب الأقدار!
فان كنا نتكلم عن القدر من جهة أسباب وقوعه بالناس: بمعنى نزول التأثير على أهل الأرض بأسباب منها النجوم والكواكب، فهذا لا علم لنا منه الا بالقليل، تماما كما أننا لا نعلم عن القدر الذي هو ظهور تأثير الأنشطة البركانية - مثلا - على سكان سطح الأرض الا القليل!
فهل نقول اذا أن البحر ليس له علاقة بالقدر بشكل عام ..
والحرارة ليس لها علاقة بالقدر بشكل عام ..
والنشاط البركاني تحت القشرة الأرضية ليس له علاقة بالقدر بشكل عام ..
الخ؟؟
بل كل تلك الأشياء أمور مخلوقة في الطبيعة يجعلها الله أسبابا فيما نعلم وما لا نعلم مما يجعله الله قدرا لنا، ولا يعلم بمدى ذلك ولا حدوده الا الله! فلا نملك أن نحد حدا لما لا علم لنا به!
أما ان كنا نتكلم عن القدر والأقدار من جهة كتابته وتقديره وتسبيب الأسباب له: ليس بمعنى وقوع الأحداث والأسباب التي يجعل الله تلك الأشياء جزءا منها في التأثير علينا، وانما بمعنى كتابة القدر نفسه والانفراد بالقدرة على الضر والنفع وارادة التأثير على الخلق، فهذه لله وحده ولا شريك له فيها، ولا الكواكب ولا البحار ولا الأشجار ولا الملائكة ولا شيء من الخلق يملك فيها شيئا! انما هي جميعا أسباب يسبب الله بها ما يشاء من تقديره، ما علمنا وما لم نعلم .. والله أعلى وأعلم.
فلعل الأصوب أن تجعل العبارة كالتالي:
"الكواكب والنجوم لا علاقة لها بالأقدار من جهة الغائية والحكم والارادة، وأما من جهة السببية فالله يجعلها سببا فيما يشاء كما يجعل غيرها من المخلوقات، ولا يعلم حدود ذلك الا هو"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 07:58]ـ
وأما سؤال هل السحر منه ما يرتبط بالكواكب؟
فنعم، قد يكون ذلك موجودا، من جهة كون السحر عمل له أسبابه التي يغيب أكثرها عنا ولا يعلمها الا الله! فهل من الكواكب والنجوم تكون أحيانا بعض تلك الأسباب؟ فهذا ما لا نملك أن ننفيه ولا نملك أن نجزم به، وعلمه عند الله، ولا نملك سبيلا الى معرفته، فقد يكون الساحر الذي يخبر بذلك كذابا، ما يريد الا أن يعلق قلوب الناس بالكواكب ليغلوا فيها وليشركوا بالله اذ ينبني فيهم اعتقاد للنفع والضرر فيها دون أسباب معلومة بالحس أو بخبر الوحي! وقد تكون مما كذب به الشياطين على الساحر ليعتقد هو نفسه أنها آلهة أو أن فيها آلهة أو نحو ذلك فيعبدها من دون الله! وقد تكون هناك أسباب حقا فيما يعمله الشياطين من السحر ترتبط بتأثير الكواكب الطبيعي على الناس، فتزيد بقربها من الأرض - مثلا - وتقل ببعدها، فمن جهة امكان ذلك فهو ممكن ولا نملك انكاره، ولكننا أيضا لا نملك الجزم به، والله أعلم بحقيقة ذلك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 09:11]ـ
والذي يدعي أن حركة الكواكب (سواءا الأبراج البعيدة أو الكواكب القريبة) تؤثر على الانسان تأثيرا مخصوصا في أوقات مخصوصة، هذا ان لم يكن كلامه مبنيا على حس ومشاهدة لتأثير مباشر يمكن رصده واثباته، أو على نص من نصوص الوحي المعصوم، فهو يدعي لنفسه ما ليس له به علم،
واما أن يكون كلامه نابعا من بقايا خرافات لملل وثنية قديمة مندثرة، فهو اذا مشرك اذ يجعل أساطير الوثنيين بمنزلة الحق بلا بينة من الوحي المعصوم، واما أن يكون نابعا من جهله المركب اذ ألقي ذلك الكلام اليه على أنه علم ثابت بالحس والتجريب والمشاهدة، وليس كذلك، فظن أنه على علم وليس على شيء،
واما أن يكون كذبا وتخرصا صراحا لا غاية من ورائه الا استغفال السذج من العامة، كما يفعل أكثر كتبة ما يسمى بحظك اليوم، اذ يقولون لو كنت مولودا في برج كذا، فاليوم سيصيبك كذا وكذا، وغدا كذا وكذا، وحظك كذا، وهذا لا مرية لعاقل في أنه هراء وشرك مبين، اذ يدعي علم الغيب بناءا على أمور هي أبعد ما يكون نقلا وعقلا عن أن تكون أسبابا في ذلك الذي يدعيه! فما علاقة حركة أو وضع أي كوكب بالنسبة الى برج من أبراج النجوم في السماء بأن يأتيك اليوم خبر يفرحك (مثلا)؟؟؟! هذه خرافات من ملل وثنية يلهو هؤلاء الدجاجلة باصطناع مثلها على هواهم لاثارة العامة!
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 09:30]ـ
أعني بقولي (القدر بشكل عام) أي كل ما قدره الله تعالى , وأعني بقولي (أقدار معيَّنة) أي أقدار مخصوصة بعينها , ولايعني ذلك أنني أعلم عدد هذه الأقدار المعيَّنة , وما ذكرته منها كان على سبيل المثال لا على سبيل الإجمال(/)
ماذا قال الشيخ الشنقيطي بعد أن جالس الشيخ عبدالعزيز الطريفي
ـ[العرب]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 02:26]ـ
وجدت هذه القصيدة في أحد المواقع فأحببت نقلها، قال الشيخ أحمد المختار الشنقيطي لما جالس الشيخ في عام 1422:
كنت للدين والمرؤة بابا = ثم من آل الطريف كنت لبابا
ثم إذ كنت للإله تقيا = طبت نفسا وشيمة ونصابا
مستهلا لملتقيك ابتساما = لست تدري جودا سوى خذ جوابا
ذاك حق وكم من مناقب صينت=فيك هل كشفت عنها النقابا
يالها من أرومة أنت منها=ورثوا المجد أمهات وآباء
أحمد الله باستماعي إليكم =حمد من عيض بالعقاب الثوابَ
عشت عضدا وساعدتك الليالي= في الذي شئت سالما لا مصابَ.
ـ[محمد الحميّد]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:57]ـ
اي الشناقطة؟؟(/)
هلك المتنطعون
ـ[الازور]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل على لسان نبيه موسى عليه السلام (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) .. طه .. واصلي واسلم على نبينا محمد أرشدنا حق الإرشاد وبين لنا حق البيان ولم يتركنا هملا" صلى الله عليه وسلم تسليما" كثيرا ... هو القائل: هلك المتنطعون، قالها ثلاثا". رواه مسلم .... المتنطعون هم المبالغون في الكلام وغيره ... الذين يخطئون الغاية والهدف لا يصال البيان السليم بدون لبس أو سوء فهم يصعب على العوام فهمه فلأجل إيصال معلومة يتكلف ويؤلف ويدخل في موضوع إلى موضوع ويحدث زوبعة في فكر القارئ دون الوصول إلى هدفه الأمر الذي ينفر من التمسك بالدين واستمرار الاطلاع ويدب اليأس في النفوس الضعيفة حديثة العهد قليلةالايمان ..
روى أبو داوود والترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل البقرة ... وعن جابر رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا" يوم القيامة احاسنكم أخلاقا"، وأبغضكم إلي وأبعدكم عني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا يارسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون، قال المتكبرون. والثرثار: هو كثير الكلام تكلفا" والمتشدق: المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بمليء شدقه تفاصحا" وتعظيما" لكلامه.
والمتفيهق .. أصله من الفهق: وهو الامتلاء وهو الذي يملاء فاه بالكلام ويتوسع به تكبرا وارتفاعا"، وإظهارا" للفضيلة على غيره.
وروى الطبراني بأسانيد احدها صحيح عن واثلة بن الاسقع رضي الله عنه قال:كنت في أصحاب الصفة، ولقد رأيتنا ومامنا إنسان عليه ثوب تمام، وأخذ العرق في جلودنا طرقا" من الغبار والوسخ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بشر فقراء المهاجرين إذا أقبل عليه رجل عليه شارة حسنة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بكلام إلا كلفته نفسه ولاياتي بكلام يعلو على كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال: إن الله لا يحب هذا وضربه، يلوون ألسنتهم للناس لي البقرة بلسانها المرعى، كذلك يلوي الله ألسنتهم ووجوههم في النار ..
من الأسباب التي أدى انتشار هذه النوعية من البشر وخاصة من الذين يحسبون على الدين غياب الوعي والغفلة وقلة العلم والجري وراء المعلوم من الدين واضافة اليه ما ليس منه وهجر الأحاديث التي تبين دقائق الأمور وخاصة علم اصل الاصول التوحيد والاستهانة به و التي قد تودي بهلاك المخالف لأنها تعد من الكبائر وهو لا يعلم نسأل الله السلامة والعفو والعافية وان لا يجعلنا من الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات وتوعدهم .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(/)
جميع حلقات برنامج (حقيقة التوحيد 17 حلقة) لفضيلة الشيخ محمد حسان - مرئي -
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 09:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جميع حلقات برنامج (حقيقة التوحيد 17 حلقة) لفضيلة الشيخ محمد حسان - مرئي -
http://www.hor3en.com/vb/showthread....F+%CD%D3%C7%E4
ـ[أبوصخر]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 10:07]ـ
أخي أبوعمر، جزاك الله خيرا على ما تفضلتم به
و لكن الرابط لا يعمل لدي، حبذا لو وضعتم الرابط مرة أخرى
و الله الموفق(/)
ماذا تعرف عن هذا الصحابي الجليل؟!!
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 07:26]ـ
هذا صحابي جليل
أَبُو سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ رضي الله عنه فماذا تعرف عنه؟!
ـ[أبوخالد]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 06:20]ـ
* هو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه
* وهما ابنا برة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
* وقد كان من السابقين الأولين إلى الإسلام ومن المهاجرين إلى الحبشة الهجرة لثانية
*هاجر هو وامرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو
* كان ممن شهد بدرا رضي الله عنه
* استقر بمكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي بها في خلافة عثمان رضي الله عنه
* قال الزبير بن بكار: لا نعلم أحدا من أهل بدر رجع إلى مكة فسكنها غيره
رضي الله عنه
وجزاك الله خيرا أبا معاذ على طريقتك الجميلة في تعريفنا بأصحاب رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
" المصدر: كتاب الإصابة في معرفة الصحابة للحافظ ابن حجر ترجمة رقم 9991 " القسم الأول
ـ[لامية العرب]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيك أخي أبو معاذ اليمني أسلوب مشوق في البحث والتحري للإفادة
وحفظ الله أبا خالد على الإجابة الواضحة
وقبل كل شيء رضي الله عن الصحابي الجليل ((أَبُو سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْم))(/)
وهذا قول العلامة البراك في حكم معاونة ومظاهرة الكفارعلى المسلمين
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 09:49]ـ
العنوان مظاهرة الكفار على المسلمين رهبةً لا كرهاً للمسلمين!
المجيب العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف
التاريخ 01/ 02/1427هـ
السؤال
فضيلة شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك –حفظه الله- أفيدك بأني قد قرأت كتابًا بعنوان: (مسائل العذر بالجهل) تحت إشراف فضيلتكم، وفهمت منه أن إعانة الكفار بالقتال معهم ضد المسلمين لا تكون كفراً، إلا بشرط الرغبة في إظهار دينهم، أو المحبة لدينهم، وعبَّر أن القتال مع الكفار ضد المسلمين -حمية ولمصالح دنيوية- ليس كفراً مخرجاً من الملة، فهل هذا الفهم صحيح؟ وهل قال به أحد من أهل السنة؟ وما رأي فضيلتكم في اشتراط ما ذُكِر أعلاه للحكم بتكفير من قاتل المسلمين مع الكافرين؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن أسباب مظاهرة بعض الكافرين على بعض المسلمين تختلف، فتارة يكون الباعث بغض الإسلام وأهله، وتارة يكون عن رغبة في مصلحة أو رهبة من ضرر يلحق بهذا المظاهر، ومعلوم أنه لا يستوي من يحب الله ورسوله ودينه -ولكن حمله غرض من الأغراض على معاونة بعض الكفار على بعض المسلمين- لا يستوي هذا ومن يبغض الإسلام وأهله، وليس هناك نص بلفظ المظاهرة أو المعاونة يدل على أن مطلق المعاونة ومطلق المظاهرة يوجب كفر من قام بشيء من ذلك لأحد من الكافرين.
وهذا الجاسوس الذي يجس على المسلمين وإن تحتم قتله عقوبة فإنه لا يكون بمجرد الجس مرتداً، ولا أدل على ذلك من قصة حاطب بن أبي بلتعة –رضي الله عنه- فقد أرسل لقريش يخبرهم بمسير النبي –صلى الله عليه وسلم- إليهم، ولما أطلع اللهُ نبيَه على ما حصل من حاطب، وعلى أمر المرأة التي حملت الكتاب عاتب النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- حاطباً على ذلك، فاعتذر بأنه ما حمله على ذلك إلا الرغبة في أن يكون ذلك يداً له عند قريش يحمون بها أهله وماله، فقبل النبي –صلى الله عليه وسلم- عذره، ولم يأمره بتجديد إسلامه، وذكر ما جعل الله سبباً لمغفرة الله له، وهو شهوده بدراً. صحيح البخاري (3983)، وصحيح مسلم (2494).
وهذه مظاهرة أي مظاهرة، فإطلاق القول بأن مطلق المظاهرة -في أي حال من الأحوال- يكون ردة ليس بظاهر. فإن المظاهرة تتفاوت في قدرها ونوعها تفاوتاً كثيراً، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، لا يدل على أن أي تولٍّ يوجب الكفر، فإن التولي على مراتب، كما أن التشبه بالكفار يتفاوت وقد جاء في الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أحمد (5093)، وأبو داود (4031)، ومعلوم أنه ليس كل تشبه يكون كفراً فكذلك التولي.
والحاصل أن ما ورد في الكتاب المسؤول عنه من التفصيل هو الصواب عندي. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 00423
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 11:15]ـ
يناصرون اليهود والنصارى على المسلمين ويدعمونهم بالمال والسلاح بل ويقاتلون المجاهدين نصرة لأعداء الله تعالى وينشرون الالحاد العلماني ويفتحون له الأبواب ويمنعون الرد عليهم ويتقربون الى الروافض ويقرونهم على شركهم بل يزجون بالموحدين في السجون لأنهم ينكرون على الروافض شركهم وبعد كل هذاااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا نجد من يتكلف لهم الأعذار اما بشكل مباشر أو غير مباشر!!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 11:27]ـ
يراجع في هذا كتاب الشيخ الدكتور المتقن عبد العزيز الحميدي .. حفظه الله تعالى
فإنه حرر المسألة جيدا .. فكلام الشيخ البرّاك هنا عام .. ولا يعدّ حجة
وفرق بين من حرر المسألة ودرسها ومحصها وبين فتوى عابرة ..
وقصة حاطب .. حجة على القائل بالتفريق .. لا حجة له
وتراجم البخاري تدل على ذلك .. فإنه أورد الحديث في ثمانية مواضع .. وترجم لكل بما يقتضي أن هذا مذهبه
كما أن حديث من تشبه بقوم فهو منهم .. في صحته نظر ..
لأن فيه أبا منيب الجرشي .. ولم يوثق أصلا
ثم اعلم يا أخي أنه لو سلمنا جدلا بصحة القول الذي أرت سوقه
فتنزيله على الواقع من أمحل المحال .. كما نوه إليه الأخ الفاضل شرياس
فهذا مثل من يأتي بفتوى في بيان أن الموسيقى التي لا تثير حلال لبعض المعاصرين
مع كونه يسمع أغانيَ ماجنة أو مطربة أو صاخبة ..
فيقال له ((ليس هذا ما أفتى به المفتي
لأنك أردت التوصّل إلى ما تشتهي بـ"تجيير" الفتوى لحالتك))
وعليه فلا أجد معنى لسرد هذه الفتاوى في هذا الزمن خاصة
حيث يحاصر أهلنا ويحاربون في العراق وفلسطين
فهل محمود عباس ومن شاكله مثلا .. أو من يعاونون المحتل ضد مجاهدي العراق ..
في كيس حاطب سواء؟
سبحانك ربي
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 10:04]ـ
ياأبا القاسم هل توجد الرسالة على الشبكة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 10:40]ـ
بارك الله في العلامة البراك , وأرجو من أي عضو قريب من الشيخ أن يبلغه حبي له في الله وأم يرزقني اللقاء به
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 10:48]ـ
أخي الحبيب أبا القاسم:
إن صحّت الفتوى من الشيخ، فهي واضحة ظاهرة، ولاتحتاج إلى أن تطعن فيها بأنها عابرة، أوغير محررة، أو ليست بحجة، بل هي حجة ودليل على مراد الشيخ، من أراد اتباعه فليأخذها، ومن لم يرد ذلك فله ذلك إن كان بعلم دون الطعن في حجيتها.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 11:15]ـ
أخي الحبيب أبا القاسم:
إن صحّت الفتوى من الشيخ، فهي واضحة ظاهرة، ولاتحتاج إلى أن تطعن فيها بأنها عابرة، أوغير محررة، أو ليست بحجة، بل هي حجة ودليل على مراد الشيخ، من أراد اتباعه فليأخذها، ومن لم يرد ذلك فله ذلك إن كان بعلم دون الطعن في حجيتها.
..........
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:34]ـ
وفق الله الشيخ عبدالرحمن البراك
الشيخ لم يحدد شخصا كما حددتم
والتعيين هو سبب الإشكال عندكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 07:02]ـ
أخي رشيد .. مرادي أن الفتوى مرجوحة ..
ومرادي أيضا أن فتوى الشيخ لا تنطبق على الواقع الحالي .. فهنا أمران .. مهمّان
ومن دأب أهل الإنصاف قبل الاعتراض أن يطلعوا على ما أحلت عليه ..
فلم أزعم أن هذا محل إجماع .. لكن قول العلامة البراك مرجوح من جهة .. وهو أيضا غير منزّل على واقعنا ..
لأن هناك من في قلبه مرض من الخونة الكفرة .. ممن يؤلب ضد مجاهدي العراق وفلسطين ويظاهر الصليبيين علينا .. ثم يريد أن ينزل كلام الشيخ عليه ..
ويساعدهم في ذلك أذناب أدعياء السلفية .. فنقول لهم لا يتكلم الشيخ عن هؤلاء .. وإنما فتواه عامة .. وتنزيلها عليهم بحاجة لدليل آخر ..
وقد أحلت إلى بحث من رجل معروف بطول الباع في العلم .. وقضايا العقيدة خاصة .. وقد التزم عمل دراسة متخصصة في هذا فهي أولى بالنظر والتأمل
ولأخي العزيز ابن رجب .. ليس الكتاب على الشبكة لكن لعلي أنتقي منه فوائد لاحقا وأضعه على طريقة الشيخ أبي مالك
مع العلم أن الإمام ابن حزم نقل الإجماع أن مظاهرة الكفار على المسلمين .. كفر .. دون هذا القيد
والأمر لا يستأهل تشنجا .. فهذه مسألة لها شق علمي وآخر تطبيقي
المسألة العلمية أحلت إليها
أما تنزيل الأمر على الواقع .. فيتطلب فهما لهذا الواقع
قبل المسارعة بنقل الفتاوى
وأعتب على الأخ الفاضل ابن رشد .. أنه يضع فتوى .. مطلقة .. مرسلة ..
مما يتيح للأغرار والمرجئة والجهلة .. أن يستغلوها .. للتقاعس والسكوت والخذلان
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 08:50]ـ
مع العلم أن الإمام ابن حزم نقل الإجماع أن مظاهرة الكفار على المسلمين .. كفر ..
وجوابك من وجهين:
أحدهما: إن الإجماع معقود على كفر من يوالي الكفار رغبة في ظهور الكفر بصريح القرآن, ولكن مطلق الموالاة ليست من هذا الجنس ومثالها من يتجسس للعدو رغبة في الدنيا وفي هذا إجماع أيضاً والإجماعات لا تتعارض إلا عند الجهال.
الوجه الثاني:
ما قاله الأخ الفاضل سلطان العميري في بحث له ماتع قال رعاه الله:
والجواب على ما ذكر من أن ابن حزم ينقل الإجماع من وجوه:
الوجه الأول: على التسليم بأنه ينقل الإجماع , وأن هذه العبارة التي ذكرها ابن حزم هي إحدى العبارات التي يحكي بها العلماء الإجماع , فإنه يقال إن ابن حزم لا يحكي الإجماع في مسألة الموالاة , وإنما في مسألة أخرى , وهي أن المرتد كافر ليس معه شيء من الإيمان , والبحث هنا ليس في حكم المرتد وإنما في حكم من والى الكفار.
أنظره من هنا http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9072
[/COLOR]»[/CENTER]
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 02:41]ـ
السؤال
ما الفرق بين موالاة الكفار وتوليهم؟ وما حكم كل منهما بالتفصيل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، لقد نهى الله عباده المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء في آيات عدة كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً" [النساء:144]، وقال: "لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً" الآية
[آل عمران: 28]، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، فاتخاذهم أولياء هو اعتبارهم أصدقاء وأحباباً وأنصاراً، وذلك يظهر بالحفاوة بهم وإكرامهم وتعظيمهم، ومما يوضح ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" الآية [المجادلة: 22] وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ" الآية [الممتحنة: 1] فدلت الآيتان على أن اتخاذهم أولياء يتضمن مودتهم، وجاء ذكر التولي في آية واحدة وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" الآية [المائدة: 51]، والذي يظهر أن توليهم هو معنى اتخاذهم أولياء، وفسر "التولي" في قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" بنصرتهم على المسلمين، ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضد المسلمين من أنواع الردة، لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله، وأما الموالاة فلم يأت لفظها في القرآن فيما أذكر، والذي يظهر أن الموالاة والتولي معناهما واحد أو متقارب، ولكن من العلماء من فرق بينهما فخصَّ الموالاة بتقديم الخدمات للكفار حفاوة بهم وإكراماً والتولي بنصرتهم على المسلمين، وأن الموالاة كبيرة، والتولي ردة كما تقدم، فالواجب على المسلمين أن يبغضوا الكافرين وأن يعادوهم في الله، وأن يجاهدوهم بالله ولإعلاء كلمة الله، وهذا لا يمنع من معاملتهم في أمور الحياة كالتجارة، ولا يوجب الغدر بما أعطوا من عهد، بل يجب الوفاء بعهدهم كما قال تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" [التوبة:4] فبغض الكفار والبراءة منهم هي من أصول الدين، وهي مقتضى الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، ولكن ذلك لا يوجب ولا يبيح الخيانة أو الظلم، فالظلم حرام، ونقض العهد حرام، " ... تلك حدود الله فلا تقربوها ... " [البقرة: 187] نسأل الله أن ينصر دينه ويعز المؤمنين ويذل الكافرين، والله أعلم.
العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 2197
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 06:52]ـ
ما قاله العميري .. قال ضده الدكتور عبد العزيز الحميدي الأستاذ المشارك في قسم العقيدة بجامعة أم القرى في بحث كامل مستقل
ولو كان المناط ما قلت .. لكان التكفير حاصلا وهو بيته ولو لم يساعد أي كافر .. فعلم بطلان ذلك ..
وعلم أن حكاية الإجماع ليست على ما ادعى المخالف
والله الموفق
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 08:07]ـ
أقول فقط الله المستعان.
يعاونون الكفرة على المسلمين ثم يدعون أنهم مسلمين. هيهات .. هيهات.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 08:19]ـ
يا عبد الله آل سيف أحسنت وفقك الله
فكلام الشيخ البراك ليس بمتناقض, وإنما هو لا يقول بالتفريق بين التولي والموالاة
ولكن لا يظن ظان أنه يقول إن مطلق المظاهرة ردة؟!!
فهذا قول الجهال ولا يجوز وصف العلماء به.
فلو أنك تلاحظ قوله: (لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله)
فهذا هو مناط الردة وليس مطلق المظاهرة التي وقع فيها حاطب رضي الله عنه
وفقنا الله وإياكم للانقياد للحق وإن خالف الهوى
ـ[مشاري الشيباني]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 10:01]ـ
أقول فقط الله المستعان.
يعاونون الكفرة على المسلمين ثم يدعون أنهم مسلمين. هيهات .. هيهات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنت الله يصلحك،حكمت عليهم بغير المسلمين، مااسرعك تقذف بنفسك في الظنون.
لو كان الأمر رغماً عنهم، إما الاستغلال وإما الاحتلال؟ فما هو الحكم لديك.
:)
أخي اني لااطلب منك جواباً ضدهم ولا تبريراً لهم ولا اعلم ان هم اكرهوا او لا، ولا أعلم الجواب، ولكن الله أعلم.
ومشاركتي ليس لتأييد الفتوى او نقضها
ولكن لكي نحذر من التسرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 11:06]ـ
قصة حاطب مشهورة ولا يكاد يورد غيرها في مثل هذه المواضيع، الولاء والبراء والموالاة والمعادة، مع أنه هناك قصة أخرى أقوى صراحة منها - ربما أقل ثبوتاً ولكنها مشتهرة [1]- في مثل هذه المواضيع. وهي قصة أبي لبابة، ذكر عبدالرزاق بن أبي قتادة و الزهري أنه من نزل فيه قوله تعالى (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونْ)، قال الزهري والكلبي (متهم بالكذب): "نزلت الآية في أبي لبابة، هارون بن عبد المنذر الأنصاري، من بني عوف بن مالك، وذلك "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر يهود بني قريظة إحدى وعشرين ليلة، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير،على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات و أريحاء من أرض الشام، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأبوا وقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر، وكان مناصحاً لهم، لأن ماله وولده وعياله كانت عندهم، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآتاهم، فقالوا له: يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقة أنه الذبح،فلا تفعلوا" أ. هـ من البغوي.
====================
[1] وصفها القرطبي - رحمه الله - بأنها "خبر مشهور".
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 12:06]ـ
خبر أبو لبابة رضي الله عنه جاء عند الإمام أحمد في مسنده:
23945 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ
خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ ........... فَقَالَتْ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَاصَرَهُمْ - تعني بنو قريضة - خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ قِيلَ لَهُمْ انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ قَالُوا نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ............ الحديث.
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (6/ 128): " رواه أحمد و فيه محمد بن عمرو بن علقمة و هو حسن الحديث، و بقية رجاله ثقات ".
و قال الحافظ في " الفتح " (11/ 43): " و سنده حسن ".
وقال الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 103): و هذا إسناد حسن.
======
قلت: وبهذا فقصة ابولبابة رضي الله عنه صالحة للحجية والله اعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 01:18]ـ
سبق أن أشرت أن الأمر اختلف فيه المعاصرون ..
في حين كان قضية مسلمة عند الصحابة .. ونقل ابن حزم الإجماع عليه
والزعم أن انعقاد المحبة القلبية هو المناط .. يفرّغ الآية من مضمونها
إذ تقرر في عقل أي مسلم ولو كان جاهلا أن حب دين الكفار وحب نصرتهم كفر بلا أي تردد .. ولو كان في بيته
فالآية جاءت تقرر حكم التولي .. دون هذه القيود الباطلة
وقد خرّج البخاري الحديث في ثمانية مواضع
بعضها مختصر وبعضها مسهب
ويعتمد من يزعم عدم كفره على الرواية المختصرة .. ولايخلو مافي ذلك من التدليس
فالرواية الأولى مفادها أن رسول الله لم يعترض على حكم عمر رضي الله عنه حين حكم عليه بالنفاق
وكان تكفيره إياه وفقا للناقض العملي كما هو جلي جدا
وتأخير البيان عن وقته لايجوز
فلم يقل له يا عمر .. لا تقل هذا حتى نتأكد من قلبه
بل سكت .. وتوجه لحاطب .. سائلا إياه ما حملك على هذا
فعلم من جوابه أنه متأول
وهنا كرر عمر الفاروق المحدث الملهم المؤيد من الله
بأنه منافق وأنه خان الله ورسوله
فأشار رسول الله إلى قضية تدل على أنه كان متأولا
فذكر شهوده بدرا .. ولم يعز الأمر إلى المحبة والقلب .. إلخ
فعلم أن فعل حاطب كان كفرا .. وأن الأمر قضية مسلمة عند الصحابة
حتى أن رسول الله لم يعارض عمر في قوله .. في أول مرة وأقره
وفي المرة الثانية .. لم يقل له لا تكفره حتى تفتش عما في قلبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يحل إلى قضية القلب أصلا .. بل أشار إلى أمر خارجي ليعضد قول حاطب وحجته في أنه كان متأولا
حيث علم حاطب كما قال إن الله ناصر نبيه لا محالة
والأمر في هذا يطول ..
والسعيد من وفقه الله للإذعان للحق
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 08:04]ـ
الإخوة الأفاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للأسف ما ألحظه على معظم مشاركات الإخوة في هذه القضايا هو عدم الالتزام بأدب الخلاف الذي لا يخفى على أحد، وغلبة العصبية والخروج عن الموضوعية والعلم، إلى التطاول والإغلاظ والإفحاش في العبارة، ولا شك أن هذا الأسلوب يعكر على الموضوع، ويصد أهل الفضل والعلم عن المشاركة في موضوع يدار بهذه الطريقة، ولا شك أن هذا حرمان وخسارة، ونتيجة ذلك أننا في معظم موضوعاتنا الهامة والحساسة نظل ندور حول أنفسنا بلا فائدة، وغالبًا لا نخرج برأي وإنما نخرج بكارثة: وهي زيادة تعصب كل ذي رأي لرأيه ظانًا أن مخالفه صاحب هوى وعلى ضلال بعيد، وي النهاية لا يجد المشرفون بد من التحرير والحذف وربما الإغلاق وحظر الأعضاء، ووالله إن هذا لخسران وحرمان، وقد رأى بعض أفاض المشرفين حذف الموضوع وحق لهم ذلك، لكن إلى متى تبقى نقاشاتنا محصورة بين التطاول وإساءة الأدب والهوى، والغريب أن هذا يقع من إخوة أفاضل من طلبة العلم المحترمين.
لكن هاهو الموضوع قد أعيد، ومن خرج عن حدود الأدب في النقاش ورمى المخالف بالجهل والهوى فلا يلومن إلا نفسه، وليت شعري متى نتعلم أدب الحوار وكيفية النقاش في قضايا هامة مثل هذه القضية المطروحة.
أرجو ممن يريد أن يشارك في هذا الموضوع وما يماثله أن يلتزم الأدب، وأن يتكلم بعلم أو يسكت بحلم، ونرجو ممن يجهل أن يسأل وأن ينتظر حتى يتعلم، ووالله إنكم لتتكلمون في مسائل لو دعي إليها أفاضل الصحابة لأحجم لشدتها وهول ما يترتب على الخوض فيها، فأناشد الله رجلا أراد أن يشارك في هذا الموضوع أو ما شاكله من الموضوعات التي تطرح في تلك المسائل الهامة أن يلتزم الدليل ونقل كلام أهل العلم، وقبل الدليل يلتزم الأدب وطريقة السلف في التعامل مع المخالف.
بصرنا الله بعيوبنا، ورزقنا من العلم ما ينفع.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:27]ـ
العجب ممن يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر عمر
مع إقراره بأن حاطباً لم يكن منافقاً
فكيف يكون عمر مصيباً وحاطب ليس منافقاً في الوقت نفسه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 02:37]ـ
أنقل عجبك إلا كل عالم قال بأن حاطبا-رضي الله عنه- ارتكب مكفرا عمليا .. وإنما عذره التأويل ..
أما الجمع .. فيسير على من يسره الله عليه ولم يتعصب ..
فعمر المحدث نطق بما يدل أن القضية مسلمة عندهم ..
ورسول الله لم يخطئه .. في هذا الأصل المتقرر
ثم لما أبان حاطب موقفه .. عذره بالتأويل
فأقر الأصل .. وأخرج المستثنى بالقرينة
والله الموفق
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 02:10]ـ
هل قول عمر رضي الله عنه ( .. هذا المنافق) دليل على أن المتقرر عند عمر رضي الله عنه الكفر لمن فعل هذا الفعل؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن قوله ( .. هذا المنافق)،وهل سكوت النبي صلى الله عليه وسلم يدل على موافقة عمر رضي الله عنه على هذا الأصل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 04:36]ـ
لا شك في ذلك .. أخي الحبيب الحضرمي
فقد قال عمر رضي الله عنه: دعني أضرب عنقه فإنه نافق وخان الله ورسوله ..
ومعلوم أنه لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث .. منها الارتداد .. فعلام يقتله؟
والأصل في النفاق والكفر .. إذا أطلق أن يراد بها الأكبر .. مالم ترد قرينة صارفة
وعمر رتب الحكم على العمل .. فحكم بالنفاق بناء على المكفّر العملي .. وهو خيانة الله ورسوله .. بمظاهرة المشركين ..
ولم ينكر عليه رسول الله .. ولا تعقّبه بالتصحيح ..
ولم يحل الأمر إلى القلب ..
وسياق الحديث بطوله .. يدل على أن القضية كانت مسلّمة عند الصحابة أصلا
والمشهور عن عمر خاصة .. تورعه في الفتيا .. فربما جمع للشيء الذي يبدو تافها أشياخ بدر
والأمر لو أنصف كل من عزل نفسه عن مؤثرات التحرج من مخالفة الآخرين ..
وتبصّر في الأدلة .. وأخلص في طلب الحق .. يجده جليا ظاهرا لا يضام في رؤيته
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 04:37]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ والشيخ علوي السقاف - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كثر الكلام والنقاش بين بعض الرواد في أنا المسلم عن قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما أرسل برسالة إلى كفار قريش مع المرأة التي حملت الرسالة فلحق بها بعض الصحابة بأمر من الرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عن طريق الوحي. وقد اختلف المناقشون في الحكم على حاطب هل يعد فعله الذي قام به من النفاق الأكبر أم من النفاق الأصغر؟
ونرغب منكم حفظكم أن تبينوا لنا بما يفتح الله عليكم في هذه المسألة بياناً شافياً وافياً.
وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله: عبد الله زقيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم أخي الكريم - وفقني الله وإياك - أنَّ هذه المسألة - أعني هل فعل حاطب رضي الله عنه يُعدُّ كفراً أم لا؟ - من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف، وأصل منشأ الخلاف هو:
هل الموالاة بجميع صورها تُعدُّ كفراً أم أنَّ منها ما هو كفر ومنها ما دون ذلك؟
وهل هناك فرقٌ بين الموالاة والتولي؟
وهل قوله تعالى: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " [المائدة: 51] أي كافر مثلهم، أم هو كقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. ومعلوم أن ليس كلُّ تشبه بالكفار يعد كفرا، فإذا علمت ذلك تبين لك خطأ من يجعل هذه المسألة من مسائل العقيدة ويخطِّيء أو يبدع من لم يقل بقوله، فإما جعله مرجئاً أو خارجياً، وهذا مما ابتليت به الأمة في الآونة الأخيرة.
أما مسألة الموالاة والمعاداة ومظاهرة الكافرين على المسلمين فهي من مسائل العقيدة بل أصل من أصول التوحيد، وأما تكفير حاطب - رضي الله عنه - فلم يقل به أحدٌ من أهل السنة فهو صحابي بدري قد وجبت له الجنة، وإليك البيان بشيء من الإيجاز والاختصار:
الموالاة: أصلها الحب كما أن المعاداة أصلها البغض، وتكون بالقلب والقول والفعل، ومن الموالاة النصرة والتأييد، فمن جعل الموالاة نوعاً واحداً مرادفاً لمظاهرة الكافرين عدَّ فعل حاطب - رضي الله عنه - كفراً، ومن جعلها صوراً مختلفة وأدخل فيها: مداهنتهم ومداراتهم، واستعمالهم، والبشاشة لهم ومصاحبتهم ومعاشرتهم وغيرها من الصور؛ جعلها نوعين موالاة مطلقة عامة أو كبرى، وموالاة خاصة دون موالاة.
ومن هؤلاء من عدَّ فعل حاطب - رضي الله عنه - من النوع الأول، ومنهم من عَدَّه من النوع الثاني، وأكثر العلماء على أن الموالاة نوعان: مُكفِّرة وغير مُكفِّرة، وسواء قلنا هما نوعان أو نوع واحد فالذي يهمنا هنا هو هل فعل حاطب - رضي الله عنه - من النوع المُكفِّر أم لا؟ - وسيأتي -، كما أنَّ منهم من فرَّق بين الموالاة والتولي وجعل التولي موالاة مطلقة ومنهم عددٌ من علماء الدعوة النجدية، وهناك من لم يفرق بينهما كالشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره وهذا أقرب والله أعلم، وعلى كلٍ فهذه مصطلحات لا مشاحة فيها، لأن الذين فرَّقوا بينهما يعنون بالتولي الموالاة المطلقة وأنها كفر ولا يقولون بتولي غير مُكفِّر بل يقولون أن هناك موالاة غير مُكفِّرة فآل الأمر إلى وجود موالاة مُكفِّرة يسميها البعض تولي وأخرى غير مُكفِّرة وهذا كله على قول من يقسم الموالاة إلى قسمين.
وعمدة من يقول أن الموالاة نوع واحد وأنها كفر، قوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " [المائدة: 51]، وقوله تعالى: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " [التوبة: 23] قالوا لم ترد الموالاة في القرآن إلا بوصف الكفر، قال ابن جرير: ومن يتولى اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا هو به وبدينه.
وقال ابن حزم في " المحلى " (11/ 138): وصح أنَّ قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " [المائدة: 51] إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (1/ 274): وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم. ثم استشهد بالآيتين السابقتين.
هذه مقدمة لابد منها قبل الإجابة على سؤال: هل فعل حاطبٍ - رضي الله عنه - كان كفراً أم لا؟
واعلم أن قصة حاطب - رضي الله عنه - رواها البخاري في الصحيح (3007،4272،4890،6259) ومسلم في الصحيح (4550) وأبو داود في السنن (3279) والترمذي في السنن (3305) وأحمد في المسند (3/ 350) وأبو يعلىفي المسند (4/ 182) وابن حبان في صحيحه (11/ 121) والبزار في مسنده (1/ 308) والحاكم في المستدرك (4/ 87) والضياء في الأحاديث المختارة (1/ 286) وغيرهم، وقد جمعت لك ما صح من رواياتهم في سياق واحد - وأصلها من صحيح البخاري - ليسهل تصور القصة واستنباط الأحكام منها، والذي يهمنا منها ألفاظ حاطب وعمر رضي الله عنهما أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: الْكِتَابُ. فَقَالَتْ: مَا مَعَنَا كِتَابٌ فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا فَقُلْنَا: مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عُمَرُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ " " دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ " " فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْت؟. قَالَ حَاطِبٌ: " وَاللَّهِ مَا بِي أَنْ لا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " " وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلام " " وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا " " وَمَا غَيَّرْتُ وَلا بَدَّلْتُ "ِ " مَا كَانَ بِي مِنْ كُفْرٍ وَلا ارْتِدَادٍ " " أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ " " فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله " أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَلا تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ: أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَال: َ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ، أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
فأنت ترى أنَّ حاطباً - رضي الله عنه - شعر بخطئه في إفشاء سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وموالاته لكفار قريش، وظهر له أنَّ هذا كفرٌ وردة لكنه يعلم من نفسه أنه لم يفعله ارتداداً عن دين الله فقال: ولم أفعله إرتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام، وما غيرت ولا بدلت - أي ديني - أما إني لم أفعله غشاً يا رسول الله ولا نفاقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن هذا العمل بمجرده يُعَدُّ كفراً وارتداداً وغشاً ونفاقاً، وكأنه - رضي الله عنه - ذُهل عن هذا الأمر أثناء الوقوع في المعصية بعذر قدَّمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قوله: " أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي ".
فإمَّا أن يقال كان جاهلاً وما تبين له هذا إلا بعد أن استجوبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقال كان - رضي الله عنه - متأولاً وهذا أصوب بدليل أنه قال كما صحت به رواية أحمد وأبو يعلى وابن حبان: " أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ " فهو يعلم أن المولاة كُفر لكنه لا يَعِدُّ ما فعله موالاة - تأولاً - لثقته أن الله ناصرٌ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما صحت به رواية البزار والحاكم والضياء من قوله: " كان أهلي فيهم فخشيت أن يغيروا عليهم فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله " فهو لثقته الكبيرة بربه ونصره لرسوله صلى الله عليه وسلم وأن كتابه سيفرحُ به كفار قريش ويحموا له أهله لكن لن يضر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك قال الحافظ في الفتح (8/ 634): " وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ مُنَافِقًا لِكَوْنِهِ أَبْطَنَ خِلاف مَا أَظْهَرَ , وَعُذْر حَاطِب مَا ذَكَرَهُ , فَإِنَّهُ صَنَعَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلاً أَنْ لا ضَرَر فِيهِ "، ويؤكد ذلك لفظ الخطاب - إن صح - فقد قال الحافظ في الفتح (4274): " وَذَكَرَ بَعْض أَهْل الْمَغَازِي وَهُوَ فِي " تَفْسِير يَحْيَى بْن سَلام" أَنَّ لَفْظ الْكِتَاب: " أَمَّا بَعْد يَا مَعْشَر قُرَيْش فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَكُمْ بِجَيْشٍ كَاللَّيْلِ , يَسِير كَالسَّيْلِ , فَوَاَللَّهِ لَوْ جَاءَكُمْ وَحْدَهُ لَنَصَرَهُ اللَّه وَأَنْجَزَ لَهُ وَعْده. فَانْظُرُوا لأَنْفُسِكُمْ وَالسَّلام " كَذَا حَكَاهُ السُّهَيْلِيُّ " وفيه كما ترى تخذيل وتخويف لقريش، كلُّ ذلك جعل حاطب -رضي الله عنه - يتأول أن ليس في هذا موالاة لكفار قريش وكيف يواليهم وهوالصحابي البدري؟!
والواقع أن قصة حاطب وقصة قدامة ابن مظعون - رضي الله عنهما- الذي استباح شرب الخمر متأولاً أنه لا جناح على الذين آمنوا أن يطعموها من أفضل ما يمكن أن يستشهد به على أنَّ التأويلَ مانعٌ من موانع التكفير.
أمَّا عمر - رضي الله عنه - فقد كفَّر حاطباً أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ حاطباً لم يفعل الكفر، بل بيَّن له أنَّ حاطباً كان صادقاً ولم يكفر، ومعلوم لديك أنَّ ثَمَّتَ فرقٌ بين الحكم على الفعل بالكفر وتكفير المعين الذي صدر منه الكفر، وهذا مبسوط في كتب العقائد والتوحيد، وقد وصف عمر حاطباً - رضي الله عنهما - بأوصاف ثلاثة يكفي الواحدُ منها للقول بأنه كفَّره، فوصفه بأنه: منافق، كفر، خان الله ورسوله؛ وعمر - رضي الله عنه - وإن كان قد أخطأ في تكفير حاطب - رضي الله عنه - إلا أنَّ خطأه مغفورٌ له لأنه ناتج عن غيرة لله ورسوله وهذا معروف عن عمر - رضي الله عنه - ولأنه حكم بالظاهر وهذا هو الواجب على المسلم، ولم يكلفنا الله بالبواطن.
قال ابن حزم في " الفصل " (3/ 143): " وقد قال عمر رضي الله عنه - بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم - عن حاطب: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فما كان عمر بتكفيره حاطباً كافراً بل كان مخطئاً متأولاً ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (3/ 282): " إذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك ". ثم استشهد بتكفير عمر لحاطب - رضي الله عنهما -.
أمَّا تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب فليس فيه دلالة على أنَّه لم يفعل الكفر بل فيه أنَّه لم يكفر ولم يرتد لأن عمر - رضي الله عنه - قال عنه أنه كفر ونافق وخان الله ورسوله وحاطب يقول لم أكفر ولم أرتد وما غيرت وما بدلت - أي ديني - فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم في أنه لم يكفر ولم يرتد، أمَّا قتله وعقوبته فقد شفع له فيها شهوده بدراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا علمت ذلك، فاعلم أنَّ هناك من العلماء من عَدَّ ما بدر من حاطب - رضي الله عنه - من الموالاة الخاصة غير المكفِّرة، ومن هؤلاء: شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في مجموع الفتاوى (7/ 523): " وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنباً ينقص به إيمانه ولا يكون به كافراً، كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله فيه: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ " [الممتحنة:1]
والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ كما في " عيون الرسائل والأجوبة على المسائل" (1/ 179).
لكن ليُعلم أنَّ هذا النوع من الموالاة شيء ومظاهرة المشركين على الكافرين ونصرتهم وتأيدهم والقتال معهم شيء آخر، فكما سبق في أول الحديث أنَّ هذا كفر وردة والعياذ بالله ويكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد.
قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام:
الثامن: " مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [المائدة:51]
وقال الشيخ حمد بن عتيق في " الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع " (ص32): " وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين".
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " (1/ 274): " وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ".
والخلاصة:
أنْ نقول إنَّ حاطباً - رضي الله عنه - حصل منه نوع موالاةٍ للكفار، فمن قال أنَّ الموالاة كلها كفر قال إنه وقع في الكفر ولم يكفر لأنه كان متأولاً، ومن قال أنَّ هناك موالاة مُكفِّرة وموالاة غير مُكفِّرة عدَّ ما بدر منه - رضي الله عنه - من النوع غير المُكفِّر، وليعلم أنه لم يقل أحدٌ من أهل السنة أنَّ حاطباً - رضي الله عنه - كَفَر، أو أنَّ ما صدر منه ليس موالاةً أو ذنباً، أو أنَّ مظاهرة الكافرين على المسلمين ليست كفراً، فكلُّ ذلك متفقون عليه فلا ينبغي أنَّ يحدث نوع خلافٍ وشرٍ فيما كان من مسائل الاجتهاد طالما أنَّ الجميع متفقون على مسائل الاعتقاد.
ولذلك لَمَّا سئل الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ عن مسألة سبَبت خلافاً بين أهل السنة في زمانه عن الموالاة والمعاداة هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟
أجاب: " الجواب أنَّ يقال: الله أعلم، لكن بحسب المسلم أنَّ يعلم أنَّ الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم، وأوجب عليه محبة المؤمنين وموالاتهم، 000 وأمَّا كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، وإنما كلفنا بمعرفة أنَّ الله فرض ذلك وأوجبه، وأوجب العمل به، فهذا هو الفرض والحتم الذي لا شك فيه، فمن عرف أنَّ ذلك من معناها، أو من لازمها، فهو خير، ومن لم يعرفه، فلم يُكلف بمعرفته، لاسيما إذا كان الجدل والمنازعة فيه مما يفضي إلى شرٍ واختلافٍ، ووقوع فرقة بين المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله وعادوا المشركين ووالوا المسلمين، فالسكوت عن ذلك متعين " انتهى كلامه. انظر: " مجموعة التوحيد " (ص69)
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/34.htm
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:44]ـ
2) إخواني في الله، أسأل الله أن يحفظكم:عندي تساؤلات:
1) ذكر بعض المشايخ عندنا أن قول عمر رضي الله عنه (هذا المنافق ... ) لايدل على تكفير عمر لحاطب رضي الله عنه؛ ولا أن سكوت النبي صلى الله عليه وسلم إقرار له على ذلك .. كيف؟
أن هناك بعض المواقف صدرت من بعض الصحابة في حضور النبي صلى الله عليه وسلم في اتهام بعضهم لبعض بالنفاق، كما قال أسيد بن حضير لسعد رضي الله عنهما (كذبت لعمر الله لنقتلنه، إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين) وغيرها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ أسيداً عن هذه المقولة، فهل سكوته صلى الله عليه وسلم دليل على صحة ماقاله أسيد؟! لاشك لا.
إنما هذه مواقف تصدر في حال الغضب غيرة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلايؤخذ بظاهرها، وقد وجدت كلاماً للإمام الصنعاني كأنه يشير إلى أن قول عمر من هذا القبيل.
قال في سبل السلام ( ... وَيَجُوزُ فِي حَالِّ الْغَضَبِ لِلَّهِ تَعَالَى {لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ: إنَّك امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ} وَقَوْلِ عُمَرَ فِي قِصَّةِ حَاطِبٍ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ وَقَوْلِ أُسَيْدٍ لِسَعْدٍ: إنَّمَا أَنْتَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ وَلَمْ يُنْكِرْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْأَقْوَالَ وَهِيَ بِمَحْضَرِهِ ... )
2) إذا قلنا أن فعل حاطب كفر؛ إلا أنه لم يكفر؛ لأنه كان متأولاً، فالتأويل عذر يمنع من التكفير، وقد رأينا النبي صلى الله عليه وسلم كيف تعامل مع حاطب رضي الله عنه حتى تبين له أنه متأول، فهل فعل طائفة من الشباب وهو تكفيرهم للحكام بأشخاصهم مطلقاً؛لأنهم موالون للكفار يعدّ من الخطأ؛ وذلك لأن الحكام ربما يكونوا متأولين.
أفيدونا بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:55]ـ
أما كون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه أسيدا رضي الله عنه .. ففيه نظر ..
بل غضب .. وقال وأنا بين أظهركم؟!
ثم إن سياق قول أسيد يدل أنه لا يقصد النفاق الأكبر .. لأنه ثارت فيهم الحمية الجاهلية
وليس ما فعله سعد بن عبادة مما يوصف بالنفاق والكفر
أما السؤال الثاني .. فخارج محل النقاش
ويبدو لي أنك أخي رشيد تسأل لا على وجه الاستفهام:)
والله أعلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 11:37]ـ
أخي الحبيب أبا القاسم أضحك الله سنك:
أنا أسأل عما عندي فإن رأيت من يزيله أزلته؛ لذا جعلته بطريقة الاستفهام.
1) أخي لم أجد ماذكرت من نهي النبي صلى اله عليه وسلم في الحديث.
2) ما رأيك في كلام الصنعاني رحمه الله.
3) إذا لم يكن نفاقاً أكبر فيكون المقصود به النفاق الأصغر، فيلزم على هذا أن سعداً رضي الله عنه كانت فيه خصلة من خصال النفاق، هل يرد هذا عليك؟
4) لاشك أن أسيداً لم يقصد النفاق وإنما قصد المبالغة في زجره، فمعنى هذا أن الصحابة قد يطلقون هذه الألفاظ لا على وجهها
قال الحافظ في الفتح (أَطْلَقَ أُسَيْد ذَلِكَ مُبَالَغَةً فِي زَجْرِهِ عَنْ الْقَوْل الَّذِي قَالَهُ، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ: " فَإِنَّك مُنَافِق " أَيْ تَصْنَع صَنِيع الْمُنَافِقِينَ وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: " تُجَادِل عَنْ الْمُنَافِقِينَ " وَقَابَلَ قَوْله لِسَعْدِ بْن مُعَاذ: " كَذَبْت لَا تَقْتُلْهُ " بِقَوْلِهِ هُوَ: " كَذَبْت لَنَقْتُلَنَّهُ ". وَقَالَ الْمَازِرِيُّ: إِطْلَاق أُسَيْدٍ لَمْ يُرِدْ بِهِ نِفَاق الْكُفْر وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ كَانَ يُظْهِر الْمَوَدَّة لِلْأَوْسِ ثُمَّ ظَهَرَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّة ضِدّ ذَلِكَ فَأَشْبَهَ حَال الْمُنَافِق لِأَنَّ حَقِيقَته إِظْهَار شَيْء وَإِخْفَاء غَيْره، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ السَّبَب فِي تَرْك إِنْكَار النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ.
). فلماذا لانقول في قول عمر كهذه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 12:30]ـ
يا أخي الكريم لماذا تكرر الأمر نفسه
غفر الله لي ولك
وكلام الصنعاني ليس حجة .. وليس فيه دليل
النبي صلى الله عليه غضب من المشاكسة التي وقعت بين الصحابيين وهذا كافٍ في بيان المعارضة
وأما ((فلماذا لانقول في قول عمر كهذه))؟
فلأمور:-
أولا-لأن حكم عمر ليس بناء على مشادة كلامية بينهما .. بل هو حكم على فعل تقرر في آيات الله أنه كفر قال تعالى"ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
ثانيا-كلام عمر ظاهر أنه أراد النفاق الأكبر .. فلفظه: يارسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فأضرب عنقه
وفي رواية:نافق
وقد خرّج البخاري الحديث بقوله: باب ما جاء في المتأولين .. فتأمل!
والله لم يورد لفظ الخيانة له .. إلا كانت كفرا ونفاقا أكبر .. قال تعالى"خانوا الله من قبل فأمكن منهم"
فمن يرتكب معصية .. لا يقال له خائن لله ورسوله والمؤمنين
قال ابن تيمية في الصّارم المسلول ما نصه:" فدل على أنّ ضرب عنق المنافق من غير استتابة مشروع إذ لم ينكر النبيّ على عمر استحلال ضرب عنق المنافق ... "
والحق أن عمر متأول في جعله منافقا .. ليس متأولا في أن الفعل نفسه نفاق
لأن عمر لم يعلم عذره بالتأويل .. فلما تبين له بكى ..
وحاطب متأول في استحلال الفعل
ولهذا سكت النبي صلى الله عليه وسلم وأقر عمر .. على أصل الوصف .. فلما أبان حاطب عن حجته ..
عرف أنه متأول .. وهنا كرر عمر نفس اللفظة .. فبين له النبي عذره بالتأويل بأن
أحال إلى أمر خارج ليبرئه من تهمة النفاق أي الحكم على عينه .. ولم ينف أصل الحكم
ثالثا-قول أسيد إنك منافق تجادل عن المنافقين ..
كان عن حمية .. قابلت حمية سعد بن عبادة كما نبهت السيدة عائشة في كلامها عن سعد .. وبقرينة ذكر الأوس والخزرج والعصبية المعروفة بين هاتين القبيلتين
والرسول صلى الله عليه وسلم غضب مما حدث وأنكره ..
أما كونه لم ينكر خصوص هذه اللفظة .. فلأنه يعلم أن مخرج الكلام ليس الحقيقة ..
لما تقدم ذكره ..
بدليل أنه لم يكن يجادل عن المنافقين .. ولم يرتكب ما دل عليه كتاب أو سنة أنه نفاق
وبيان ذلك بالمثال:-
لو أني وإياك اختصمنا .. في قضية جدلية محتملة
فقلت لك .. إنك منافق
لن يفهم أحد قط أني أتهمك بالنفاق الأكبر
لكن لو أنك-عياذا بالله-قلت:بوش أشرف عندي من الشيوخ
ثم قلت لك أنت منافق
لفهم الجميع أن المراد التكفير
والله الموفق
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 08:05]ـ
اعلم أخي الكريم - وفقني الله وإياك - أنَّ هذه المسألة - أعني هل فعل حاطب رضي الله عنه يُعدُّ كفراً أم لا؟ - من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف.
من أفحش الأقوال جعل مسائل التكفير من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
ونشأ من ذلك من لازال يعتقد بصحة منحى خوارج العصر وهذا والله خطر وتلاعب بالدين.
واعلموا أن من يقول أن المسألة فيها اجتهاد إنما يعني بين كبار أهل العلم وهم من وكل إليهم ولي الأمر مسألة الفتوى وليس للغادي والجاي.
فالإجتهاد في مسائل التكفير لا يُقبل إلا من المفتى ومن ينتدبهم هو من إخوانه في اللجنة للإجتهاد في مسائل التكفير وليست لكل أحد مهما على شأنه أو عظم في نظر البعض.
فأتقوا الله عباد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 09:58]ـ
مُخطيءٌ من يخلط بين المسائل العلمية والتطبيق العملي لحكم هذه المسائل.
فالخلاف قائمٌ في هذه المسألة حتى بين علمائنا المعاصرين فمدعي الإجماع إما ملبس أو جاهل بهذا الخلاف أصلاً.
ويبقى تنزيل الحكم على المعين، وهذا هو الذي يناط بكبار أهل العلم والقضاة، فهي مسألة فقهية تحتاج إلى الإحاطة بظروف هذا المعين وتوافر شروط التكفير فيه وامتناع موانعه في حقّه، والعلماء أو من ينيبه ولي الأمر كالقاضي هم الذين يناط بهم الفتوى في مثل هذه المسائل العظيمة.
فالقول إذاً بأن هذه المسألة -أو غيرها من مسائل التكفير- من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف قولٌ يراد به المسألة من حيث كونها مسألةً علمية، ولا يُفهم من ذلك بأن تكفير المعين الذي تلبّس بهذا الذنب مما يسوغ الخلاف في تكفيره، فافهم هذا جيداً فإنه ينفعك.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 12:17]ـ
أبو عمر السلفي
واضح أنك لم تقرأ كلام الشيخ
اقرأ بتأني لعلك تستفيد
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 12:51]ـ
أبو عمر السلفي
واضح أنك لم تقرأ كلام الشيخ
اقرأ بتأني لعلك تستفيد
ارجو ذلك ولكني استفدت والحمد لله وأنظر لهذا الرد لعلك تتحرر من قيودك
=====================
حاطب رضي الله عنه ليس متأولا!! غير قابل للنشر في هذاالمجلس والسبب؟!
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد,
كثر النقاش في هذا المجلس عن فعل حاطب رضي الله عنه , فيما نقل عنه من الصحيحين وغيرهما من مكاتبته للكفار بالخفاء لغرض دنيوي وهو حماية أهله في مكة.
وقد ظهر من خلال النقاش أن هناك مؤولة جدد , يتأولون لإيقاع الكفر بأصحاب الكبائر وليس كما هو معتاد ومعروف من أن المؤولة هم أناس يحرفون النصوص لصرفها عن ظاهرها.
فيا ليت شعري كيف أصبح التكفير بالتأويل بعد أن كان التأويل مانعاً منه؟!!
فالحدود وهي حدود تدرأ بالشبهات , فكيف بالتكفير الذي علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نحكم للناس بالإسلام بظواهرهم ولا ننقب عن بواطنهم لتكفيرهم كما جاء في قصة أسامة بن زيد رضي الله عنه وحديث خالد بن الوليد رضي الله عنه مع ذو الخويصرة الخارجي.
فمن ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه إلا بيقين.
لذلك أتفق علماء الامة على عدم تكفير الجاسوس المسلم واباحة دمه ردةً كما نقل الإجماع الطحاوي رحمه الله وغيره.
وهذا الحكم مأخوذ من قصة حاطب رضي الله عنه سالفة الذكر.
والأن هنا أسئلة للمؤولة الجدد:
1 - كيف يكون حاطب متأولاً وهو لم يبدي هذا التأويل في دفاعه عن نفسه, ولكنه أقر بالذنب ونفى الكفر والردة عن نفسه؟
2 - المتأول لا يسمى متأولاً إلا أذا كان يركن إلى دليل مستقل يعتقد به جواز فعله أو تركه فما هو دليل حاطب الذي تأول به؟
3 - المتأول لا يعتقد أنه مخطئ وإن كان دليله فاسداً , فكيف أقر حاطب رضي الله عنه بذنبه وهو يعتقد أنه متأولاً؟
قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق (1/ 85 - 186) مبيناً كيف يكون حال المتأول:
ومن هذا قول عروة بن الزبير لما روى حديث عائشة فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر فقيل له فما بال عائشة أتمت في السفر قال تأولت كما تأول عثمان وليس مراده أن عائشة وعثمان تأولا آية القصر على خلاف ظاهرها وإنما مراده أنهما تأولا دليلا قام عندهما اقتضى جواز الإتمام فعملا به فكان عملهما به هو تأويله, فإن العمل بدليل الأمر هو تأويله كما كان رسول الله يتأول قوله تعالى فسبح بحمد ربك واستغفره (النصر:3) بامتثاله بقوله سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
فكأن عائشة وعثمان تأولا قوله فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة (النساء:103) وإن إتمامها من إقامتها
وقيل تأولت عائشة أنها أم المؤمنين وأن أمهم حيث كانت فكأنها مقيمة بينهم وأن عثمان كان إمام المسلمين فحيث كان فهو منزله أو أنه كان قد عزم على الاستيطان بمنى أو أنه كان قد تأهل بها ومن تأهل بلد لم يثبت له حكم المسافر أو أن الأعراب كانوا قد كثروا في ذلك الموسم فأحب أن يعلمهم فرض الصلاة وأنه أربع.
أو غير ذلك من التأويلات التي ظناها أدلة مقيدة لمطلق القصر أو مخصصة لعمومه وإن كانت كلها ضعيفة. أهـ المقصود
الشاهد في قوله: (قال تأولت كما تأول عثمان)
من هنا يُعرف من هو المتأول وأن المتأول هو من يفعل الفعل أو يترك الأمر لدليل قائم عنده إما أن يكون مخصص للعموم أو مقيد للمطلق أو رافع للحكم في ظن المتأول وإن كان ضعيفاً في نفسه.
فلا تأويل في فعل حاطب البتة ومن أستطاع أثبات عكس ذلك فليأتي بالدليل المتأول والله اعلم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 01:25]ـ
أخي أبو عمر السلفي لا يحسن أن تعلق على كلام من غير أن تقرأه.
ثم بما أنك حصرت هذه المسائل للمفتي ولمن ينوب عنه فهذا كلام مفتي زمانه العلامة ابن باز رحمه الله
سؤال: أحسن الله إليكم: قول بعض أهل العلم أن فعل حاطب فعل كفر ولكن فعل حاطب منعه من الكفر لأنه شهد بدرا؟
الجواب: الظاهر الشبهة منع من تكفيره وقتله الشبهة كونه من أهل بدر وكونه تأول اجتمع له التأويل والحديث الصحيح اعملوا ما شئتم فصار شبهه في قتله وكفره جميعا وإلا لا شك أن التجسس تول للمشركين ردة يوجب القتل ولهذا لما جاء عين للمشركين يتجسس أمر بقتله عليه الصلا ة والسلام.اهـ
شرح الشيخ لزاد المعاد الدقيقة (00:13:44)
على هذا الرابط: http://www.alathar.net/esound/index.php?page=liit&co=8320
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=shbovi&shid=7&bo= زاد%20المعاد& ti=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 09:48]ـ
أخي أبو عمر السلفي لا يحسن أن تعلق على كلام من غير أن تقرأه.
ثم بما أنك حصرت هذه المسائل للمفتي ولمن ينوب عنه فهذا كلام مفتي زمانه العلامة ابن باز رحمه الله
سؤال: أحسن الله إليكم: قول بعض أهل العلم أن فعل حاطب فعل كفر ولكن فعل حاطب منعه من الكفر لأنه شهد بدرا؟
الجواب: الظاهر الشبهة منع من تكفيره وقتله الشبهة كونه من أهل بدر وكونه تأول اجتمع له التأويل والحديث الصحيح اعملوا ما شئتم فصار شبهه في قتله وكفره جميعا وإلا لا شك أن التجسس تول للمشركين ردة يوجب القتل ولهذا لما جاء عين للمشركين يتجسس أمر بقتله عليه الصلا ة والسلام.اهـ
شرح الشيخ لزاد المعاد الدقيقة (00:13:44)
على هذا الرابط: http://www.alathar.net/esound/index.php?page=liit&co=8320
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=shbovi&shid=7&bo= زاد%20المعاد& ti=
أحسنت النقل وأحلت إلى مليء فرحمه الله رحمة واسعة.
ولكن الحق أحب عندنا من الرجال ولو ملأ حبهم القلوب!
فالشيخ ابن باز رحمه الله يرى الحكم خاص بحاطب رضي الله عنه , وهذا مخالف للائمة الأربعة وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم الذين اتفقوا على عدم كفر الجاسوس المسلم واختلفوا في قتله تعزيرا وكلهم استدلوا بقصة حاطب.
فرأي الشيخ ابن باز رحمه الله يحناج إلى دليل لإثبات الخصوصية , وكما يعلم طلبة العلم إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب حتى يدل الدليل على الخصوصية.
وعند أختلاف العلماء يجب الرجوع لقوله تعالى {وَمَا ?خْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ?للَّهِ}
وقال سبحانه {فَرُدُّوهُ إِلَى ?للَّهِ وَ?لرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ ذ?لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 06:54]ـ
الأخ أبو عمر السلفي
الآن أنت ترى أن الشيخ ابن باز أخطأ، والصواب خلافه، فهل هذه المسألة يسعنا فيها الخلاف؟
إن كان يسعنا فيها الخلاف، فلماذا تنكر على من لا يأخذ بريك؟ فليسعك ما وسعهم يا أخي.
وإن كان لا يسعنا فيها الخلاف، فأنكر على الشيخ ابن باز أولا.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:39]ـ
قال الإمام ابن العربي رحمه الله في عارضة الأحوذي: ((أن دلسة حاطب رضي الله عنه على النبي عليه السلام بما كتب به إلى أهل مكة من جملة المعاصي الكبائر والذنوب الفواحش لكنها لم تخرجه من الإيمان؛ لما كانت من معاصي الأعمال وكان قلبه خالصاً لكنه توهَّم أمراً عصى بفعله لأجله، وكان في كتابه تعظيم الإسلام فإنه قال فيه (إن رسول الله وارد عليكم بجنود كالسيل في الليل).
وقال أيضاً رحمه الله (أن كل معصية يستتر بها العبد فهي نفاق في الأعمال والأقوال لا في القلوب والاعتقاد؛ لأن عمر نسبه إلى النفاق فلم ينكر ذلك رسول الله) فاالإمام هنا يشير إلى أن رمي عمر بالنفاق من باب المعنى العام للنفاق لا حقيقته.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 12:07]ـ
الأخ أبو عمر السلفي
الآن أنت ترى أن الشيخ ابن باز أخطأ، والصواب خلافه، فهل هذه المسألة يسعنا فيها الخلاف؟
إن كان يسعنا فيها الخلاف، فلماذا تنكر على من لا يأخذ بريك؟ فليسعك ما وسعهم يا أخي.
وإن كان لا يسعنا فيها الخلاف، فأنكر على الشيخ ابن باز أولا.
حياك الله وبياك أخي أبو مالك
قول الشيخ ابن باز رحمه الله هذا منكر من الشيخ أو غيره , وذلك لمخالفته الإتفاق المتقرر في عين المسألة بل قل الإجماع المحكي.
وينكر أيضاً لتخصيصه الدليل بلا مخصص صحيح. ولا يخفى على مثلك من طلبة العلم هذا وفقك الله.
فإن القول المنكر عندما يأتي من عالم بقامة الشيخ ابن باز رحمه الله المعروف عنه تحري الحق والدوران حول الدليل , لا يجوز تغليظ القول له ممن يوازي الشيخ في العلم فضلاً عمن دونه من أسفل السافلين من أمثالي.
ومع ذلك لا أجد غضاضة عندما يشتد النقاش ويُتَعْلّق بخطأ الشيخ أن أصرح بتغليطه والعاقبة للتقوى.
وهذان سؤالان حفظك الباري:
ألا تفرق حفظك الباري بين الخلاف القوي والخلاف الضعيف؟
ستقول بلا.
ألا تفرق بين المخالف المجادل عن خلافه القوي والمخالف المجادل عن خلافه الضعيف؟
ستقول بلا.
فهل جادل الشيخ ابن باز رحمه الله عن قوله هذا وكتب الردود لإقراره؟
فالإنكار إنما يكون على من عُرف عنه تحري بدعة معينة والإستدلال لها بشتى الشبهات والله اعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 03:18]ـ
للأسف يبدوا أن ألاخ أباعمر مصر على قوله هذا بلا دراسة وافية ويريد أن يحصر هذه المسائل لهيئة الكبار فقط وانه لا يوجد خلاف سائغ فى مسائل التكفير عنده وأذكره فقط بخلاف العلماء فى تكفير تارك المبانى الأربعة وعلى رأسها الصلاة ترى لوكان مذهبه اكفار تارك الصلاة ورأى شخصا لايصلى ترى هل سيحكم عليه بالردة أم سينتظر حتى تصدر له هيئة الكبار فتوى بخصوص هذا التارك للصلا؟!!!!!!!!!!!! نصيحتى لك أخى أن تتعلم وبتجرد ولا تتعصب لقول أحد مهما كان وإلا كنت مقلدا والمقلد حكمه معروف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 06:34]ـ
أهم الشيء ان لا تزعل امريكا علينا
لأن هذا من الكبائر اليوم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:22]ـ
الذي يظهر والله أعلم أن هذه المسألة .... انقسم الناس فيها على أقسام ..
1_انه كفر مطلقا ... وهذا قول ضعيف
2_انه ليس كفر مطلقا ... وهذا قول ضعيف
3_التفصيل ....
ثم انقسموا في التفصيل على عدة أضرب ...
1_ان أصل العمل كبيرة من كبائر الذنوب ... ويصل إلى الكفر حسب مايكون في قلب المظاهر والمتولي من حب ومودة ...
2_ان أصل العمل كفر ... ولكن إذا وجد المانع من إكراه اوتأويل ..... لم يكن كفرا في حق المعين
والله أعلم
فهذا سبر وتقسم للمسألة المختلف فيها بين اكثر طلاب العلم ... واكثرهم ينطلق من أدلة معتبرة ... ولكن اختلفت لافهام ....
فاختلف القول ....
ومن لديه مزيد بيان فلا يبخل
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 07:31]ـ
هذا كتاب (نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء) للشيخ عبد الله بن صالح العجيري حفظه الله تعالى.
هذا الكتاب يوجد به تفصيل قوي في حكم من ظاهر الكفار على المسلمين .. وبه ردود على الشبهات التي أثيرت حول حكم هذه المسألة.
تفضلوا هذا الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4801
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 02:59]ـ
!!!
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 04:50]ـ
قال الشيخ عبد الرحمان البراك
{فإنه مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة "طالبان" في أفغانستان ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام، كما ذُكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة، فكيف بمناصرة الكفار عليهم، فإن ذلك من تولي الكافرين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]، وقد عدّ العلماء مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الإسلام لهذه الآية).}
الشيخ حفظه الله جعل مظاهرة المشركين على مسلمين دليل على كره دين الإسلام و بالتالي جعل مظاهرة المشركين على المسلمين ردة سواء صرح المظاهر بكره للإسلام أو لم يصرح و يدل على ذلك قوله في الفتوى التي بالمشاركة 11 {ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضد المسلمين من أنواع الردة، لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله،} ,كما قال أيضا في رسالة جواب في الإيمان و نواقضه
{ما يلزم منه لزوماً ظاهراً و يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين باطناً و لو أقر بهما ظاهراً و ذلك يشمل أمور ... }
ثم ذكر بعض الأمور وقال {3 - تولي الكفار من اليهود و النصارى، و المشركين، بمناصرتهم على المسلمين، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة: 51.} أي جعل الشيخ تولي الكفار يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين {أي بالإسلام} و لو أقر المظاهر و المتولي بالشاهدتين في الظاهر.
و بالتالي يزال الإشكال و الله أعلم, و نقول أن الشيخ عبد الرحمان البراك يرى كفر من ناصر اليهود و النصارى على المسلمين و عاونهم عليهم بمجرد أن ظاهرهم و لا يحتاج إلى سؤاله {المظاهر} هل أنت مبغض للدين أم لا لأن مجرد فعله هو كره للإسلام ومحبة زواله {كما صرح الشيخ}.
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 10:19]ـ
يراجع في هذا كتاب الشيخ الدكتور المتقن عبد العزيز الحميدي .. حفظه الله تعالى
فإنه حرر المسألة جيدا .. فكلام الشيخ البرّاك هنا عام .. ولا يعدّ حجة
وفرق بين من حرر المسألة ودرسها ومحصها وبين فتوى عابرة ..
عجبا لك الشيخ عبدالرحمن من جبال العقيدة و فتاواه العابرة كما تقول هي بوزن بحوث بعض الأكاديميين في هذا الوقت، و المسألة هذه قول الشيخ عبدالرحمن فيها هو الأظهر و الأرجح و الله أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 10:09]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
القول بأن كفر المظاهر يرجع لعقيدته لا يمنع من أنه قد يلزم على الموالاة العملية عقيدة فاسدة في بعض الصور فيكفر
و الدليل الفتوى الثانية التي أوردها الأخ عبد الله آل سيف
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 04:17]ـ
أمر ذا صلة:
((من: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، إلى: عبد العزيز الخطيب. السلام على من اتبع الهدى، وعلى عباد الله الصالحين. وبعد: فقرأت رسالتك، وعرفت مضمونها، وما قصدته من الاعتذار، ولكن أسأت في قولك: أن ما أنكره شيخنا الوالد، من تكفيركم أهل الحق، واعتقاد إصابتكم، أنه لم يصدر منكم; وتذكر أن إخوانك من أهل النقيع يجادلونك، وينازعونك في شأننا، وأنهم ينسبوننا إلى السكوت عن بعض الأمور، وأنت تعرف أنهم يذكرون هذا غالبا، على سبيل القدح في العقيدة، والطعن في الطريقة، وإن لم يصرحوا بالتكفير، فقد حاموا حول الحمى، فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، ومن الغي عن سبيل الرشد، والعمى.
وقد رأيت سنة أربع وستين، رجلين من أشباهكم، المارقين، بالأحساء، قد اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفرا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز، ويخالطونه، هو وأمثاله، ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده، الذي رد دعوة الشيخ محمد، ولم يقبلها، وعاداها.
قالا: ومن لم يصرح بكفره، فهو كافر بالله، لم يكفر بالطاغوت ; ومن جالسه، فهو مثله ; ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين، ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام، حتى تركوا رد السلام، فرفع إلي أمرهم، فأحضرتهم، وتهددتهم، وأغلظت لهم القول; فزعموا أولا: أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم، فكشفت شبهتهم، وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس.
وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، وأنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا له، فيما يستحقه على خلقه، من العبادات، والإلهية، وهذا مجمع عليه أهل العلم والإيمان، وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة، يفردون هذه المسألة بباب عظيم، يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الردة ويقتضيها، وينصون على الشرك ; وقد أفرد ابن حجر هذه المسألة، بكتاب سماه: الإعلام بقواطع الإسلام.
وقد أظهر الفارسيان المذكوران، التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل، وعادا إلى تلك المقالة، وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور.
وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي، ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله، وأوتي الحكمة وفصل الخطاب.
والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية، لا يجوز الكلام في هذا الباب، وفي غيره، لمن جهلها، وأعرض عنها وعن تفاصيلها، فإن الإجمال والإطلاق، وعدم العلم، بمعرفة مواقع الخطاب، وتفاصيله، يحصل به من اللبس، والخطأ، وعدم الفقه عن الله، ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها، وبين فهم السنة والقرآن، قال: ابن القيم، في كافيته، رحمه الله تعالى:
فعليك بالتفصيل والتبيين فال ... إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطاال ... أذهان والآراء كل زمان
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها، من مكفرات أهل الإسلام فهذا مذهب الحرورية المارقين، الخارجين على علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، ومن معه من الصحابة، فإنهم أنكروا عليه تحكيم أبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، في الفتنة التي وقعت بينه وبين معاوية وأهل الشام، فأنكرت الخوارج عليه ذلك، وهم في الأصل من أصحابه، من قراء الكوفة والبصرة، وقالوا: حكمت الرجال في دين الله، وواليت معاوية، وعمرا، وتوليتهما، وقد قال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} [سورة الأنعام آية: 57] وضربت المدة بينك وبينهم، وقد قطع الله هذه الموادعة والمهادنة، منذ أنزلت براءة.
وطال بينهما النّزاع والخصام، حتى أغاروا على سرح المسلمين، وقتلوا من ظفروا به من أصحاب علي، فحينئذ شمر رضي الله عنه لقتالهم، وقتلهم دون النهروان، بعد الإعذار والإنذار، والتمس: "المخدج" المنعوت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره من أهل السنن، فوجده علي، فسر بذلك، وسجد لله شكرا على توفيقه، وقال: " لو يعلم الذي يقاتلونهم، ماذا لهم على لسان محمد صلى الله عليه و سلم لنكلوا عن العمل"، هذا: وهم أكثر الناس عبادة، وصلاة، وصوما.
فصل: (بعض الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة مثل الظلم قد يراد بها مسماها المطلق)
ولفظ الظلم والمعصية والفسوق، والفجور، والموالاة، والمعاداة، والركون، والشرك، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، قد يراد بها مسماها المطلق، وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة، والأول: هو الأصل عند الأصوليين، والثاني: لا يحمل الكلام عليه، إلا بقرينة لفظية أو معنوية، وإنما يعرف ذلك بالبيان النبوي، وتفسير السنة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [سورة إبراهيم آية: 4] الآية، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة آية: 43 - 44]، وكذلك اسم المؤمن، والبر، والتقى، يراد بها عند الإطلاق والثناء، غير المعنى المراد في مقام الأمر والنهي، ألا ترى أن الزاني، والسارق، والشارب، ونحوهم، يدخلون في عموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} [سورة المائدة آية: 6] الآية، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} [سورة الأحزاب آية: 69] الآية، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} [سورة المائدة آية: 106] ولا يدخلون في مثل قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [سورة الحجرات آية: 15]، وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [سورة الحديد آية: 19].
وهذا هو الذي أوجب للسلف ترك تسمية الفاسق باسم الإيمان والبر، وفي الحديث: " لا يزني الزاني حين يزني، وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر، حين يشربها، وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم فيها، وهو مؤمن "، وقوله: " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " لكن نفي الإيمان هنا، لا يدل على كفره، بل يطلق عليه اسم الإيمان، ولا يكون كمن كفر بالله ورسله؛ وهذا هو الذي فهمه السلف، وقرروه في باب الرد، على الخوارج، والمرجئة، ونحوهم، من أهل الأهواء; فافهم هذا، فإنه مضلة أفهام، ومزلة أقدام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إلحاق الوعيد المرتب على بعض الذنوب والكبائر فقد يمنع منه مانع، في حق المعين، كحب الله ورسوله، والجهاد في سبيله، ورجحان الحسنات، ومغفرة الله ورحمته، وشفاعة المؤمنين، والمصائب المكفرة، في الدور الثلاثة، ولذلك، لا يشهدون لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار، وإن أطلقوا الوعيد كما أطلقه القرآن والسنة، فهم يفرقون بين العام المطلق، والخاص المقيد; وكان عبد الله حمار1 يشرب الخمر، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلعنه رجل، وقال: ما أكثر ما يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: " لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله " مع أنه لعن الخمر، وشاربها، وبائعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه.
وتأمل قصة حاطب بن أبي بلتعة، وما فيها من الفوائد، فإنه هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، لكن حدث منه أنه كتب بسر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يدا عندهم، تحمي أهله وماله بمكة، فنَزل الوحي بخبره، وكان قد أعطى الكتاب ظعينة جعلته في شعرها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا والزبير في طلب الظعينة، وأخبرهما أنهما يجدانها في روضة خاخ، فكان ذلك، وتهدداها، حتى أخرجت الكتاب من ضفائرها، فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
" فدعا حاطب بن أبي بلتعة، فقال له: ما هذا؟ فقال: يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمى بها أهلي ومالي، فقال صلى الله عليه و سلم: صدقكم، خلوا سبيله واستأذن عمر في قتله، فقال: دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم؟ " وأنزل الله في ذلك صدر سورة الممتحنة، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [سورة الممتحنة آية: 1] الآيات.
فدخل حاطب في المخاطبة باسم الإيمان ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب الدال على إرادته، مع أن في الآية الكريمة ما يشعر أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل، لكن قوله: " صدقكم، خلوا سبيله" ظاهر في أنه لا يكفر بذلك، إذا كان مؤمنا بالله ورسوله، غير شاك، ولا مرتاب; وإنما فعل ذلك، لغرض دنيوي، ولو كفر، لما قال: " خلوا سبيله".
ولا يقال، قوله صلى الله عليه و سلم: " ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " هو المانع من تكفيره، لأنا نقول: لو كفر لما بقي من حسناته ما يمنع من لحاق الكفر وأحكامه; فإن الكفر يهدم ما قبله، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [سورة المائدة آية: 5] وقوله: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام آية:88].
والكفر، محبط للحسنات والإيمان، بالإجماع، فلا يظن هذا.
وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة آية: 51]، وقوله: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [سورة المجادلة آية: 22]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة آية: 57] فقد فسرته السنة وقيدته، وخصته بالموالاة المطلقة العامة.
وأصل الموالاة هو: الحب، والنصرة، والصداقة، ودون ذلك مراتب متعددة; ولكل ذنب حظه وقسطه من الوعيد والذم; وهذا عند السلف، الراسخين في العلم من الصحابة والتابعين، معروف في هذا الباب وفي غيره; وإنما أشكل الأمر وخفيت المعاني، والتبست الأحكام على خلوف من العجم، والمولدين الذين لا دراية لهم بهذا الشأن، ولا ممارسة لهم بمعاني السنة والقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قال الحسن رضي الله عنه: من العجمة أتوا; وقال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد، لما ناظره في مسألة: خلود أهل الكبائر في النار، واحتج ابن عبيد: أن هذا وعد والله لا يخلف وعده; يشير إلى ما في القرآن، من الوعيد على بعض الكبائر والذنوب بالنار، والخلود; فقال له ابن العلاء: من العجمة أتيت; هذا وعيد لا وعد، وأنشد قول الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وقال: بعض الأئمة فيما نقل البخاري أو غيره: إن من سعادة الأعجمي والعربي، إذا أسلما، أن يوفقا لصاحب سنة; وإن من شقاوتهما: أن يمتحنا، وييسرا لصاحب هوى وبدعة.
ونضرب لك مثلا، هو: أن رجلين تنازعا في آيات من كتاب الله، أحدهما خارجي، والآخر مرجئ; قال الخارجي: إن قوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة المائدة آية: 27] دليل على حبوط أعمال العصاة والفجار، وبطلانها; إذ لا قائل: إنهم من عباد الله المتقين; قال المرجئ: هي في الشرك، فكل من اتقى الشرك يقبل منه عمله، لقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [سورة الأنعام آية: 160]. قال الخارجي: قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [سورة الجن آية: 23] يرد ما ذهبت إليه.
قال المرجئ: المعصية هنا: الشرك بالله، واتخاذ الأنداد معه، لقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [سورة النساء آية: 48]. قال الخارجي: قوله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً} [سورة السجدة آية: 18] دليل على أن الفساق من أهل النار الخالدين فيها. قال له المرجئ: قوله في آخر الآية: {وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [سورة السجدة آية: 20] دليل على أن المراد من كذب الله ورسوله، والفاسق من أهل القبلة، مؤمن كامل الإيمان.
ومن وقف على هذه المناظرة، من جهال الطلبة، والأعاجم، ظن أنها الغاية المقصودة، وعض عليها بالنواجذ، مع أن كلا القولين لا يرتضى، ولا يحكم بإصابته أهل العلم والهدى، وما عند السلف والراسخين في العلم خلاف هذا كله، لأن الرجوع إلى السنة المبينة للناس ما نزل إليهم واجب، وأما أهل البدع والأهواء، فيستغنون عنها بآرائهم، وأهوائهم، وأذواقهم.
وقد بلغني: أنكم تأولتم، قوله تعالى في سورة محمد: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ} [سورة محمد آية: 26] على بعض ما يجري من أمراء الوقت، من مكاتبة، أو مصالحة، أو هدنة، لبعض رؤساء الضالين، والملوك المشركين، ولم تنظروا لأول الآية، وهي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} [سورة محمد آية: 25] ولم تفقهوا المراد من هذه الطاعة، ولا المراد من الأمر المعروف، المذكور في هذه الآية الكريمة، وفي قصة صلح الحديبية، وما طلبه المشركون واشترطوه، وأجابهم إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يكفي في رد مفهومكم، ودحض أباطيلكم.
فصل: (السنة والأحاديث النبوية هي المبينة للأحكام القرآنية)
وهنا أصول;
أحدها: أن السنة والأحاديث النبوية، هي المبينة للأحكام القرآنية وما يراد من النصوص الواردة في كتاب الله، في باب معرفة حدود ما أنزل الله، كمعرفة المؤمن، والكافر، والمشرك، والموحد، والفاجر، والبر، والظالم، والتقي، وما يراد بالموالاة، والتولي، ونحو ذلك من الحدود، كما أنها المبينة لما يراد من الأمر بالصلاة، على الوجه المراد في عددها، وأركانها، وشروطها، وواجباتها; وكذلك الزكاة، فإنه لم يظهر المراد من الآيات الموجبة، ومعرفة النصاب، والأجناس التي تجب فيها، من الأنعام، والثمار، والنقود، ووقت الوجوب، واشتراط الحول في بعضها، ومقدار ما يجب في النصاب، وصفته، إلا ببيان السنة وتفسيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الصوم والحج، جاءت السنة ببيانهما، وحدودهما، وشروطهما، ومفسداتهما، ونحو ذلك مما توقف بيانه على السنة; وكذلك أبواب الربا، وجنسه، ونوعه، وما يجري فيه، وما لا يجري، والفرق بينه وبين البيع الشرعي; وكل هذا البيان أخذ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم برواية الثقات العدول عن مثلهم، إلى أن تنتهي السنة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن أهمل هذا وأضاعه، فقد سد على نفسه باب العلم والإيمان، ومعرفة معاني التنْزيل، والقرآن.
الأصل الثاني: أن الإيمان أصل، له شعب متعددة، كل شعبة منها تسمى إيمانا، فأعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، فمنها: ما يزول الإيمان بزواله إجماعا، كشعبة الشهادتين; ومنها: ما لا يزول بزواله إجماعا، كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبين هاتين الشعبتين شعب متفاوتة، منها: ما يلحق بشعبة الشهادة، ويكون إليها أقرب، ومنها: ما يلحق بشعبة إماطة الأذى عن الطريق، ويكون إليها أقرب; والتسوية بين هذه الشعب في اجتماعها، مخالف للنصوص، وما كان عليه سلف الأمة، وأئمتها.
وكذلك الكفر أيضا، ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر; والمعاصي كلها من شعب الكفر; كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان، ولا يسوى بينهما في الأسماء والأحكام; وفرق بين من ترك الصلاة، أو الزكاة، أو الصيام، أو أشرك بالله، أو استهان بالمصحف، وبين من يسرق، ويزني، أو يشرب، أو ينهب، أو صدر منه نوع موالاة، كما جرى لحاطب; فمن سوى بين شعب الإيمان في الأسماء والأحكام، أو سوى بين شعب الكفر في ذلك، فهو مخالف للكتاب والسنة، خارج عن سبيل سلف الأمة، داخل في عموم أهل البدع والأهواء.
الأصل الثالث: أن الإيمان مركب، من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب، وهو: اعتقاده; وقول اللسان، وهو: التكلم بكلمة الإسلام; والعمل قسمان: عمل القلب، وهو: قصده، واختياره، ومحبته، ورضاه، وتصديقه; وعمل الجوارح، كالصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونحو ذلك من الأعمال الظاهرة; فإذا زال تصديق القلب، ورضاه، ومحبته لله، وصدقه، زال الإيمان بالكلية; وإذا زال شيء من الأعمال، كالصلاة، والحج، والجهاد، مع بقاء تصديق القلب، وقبوله، فهذا محل خلاف، هل يزول الإيمان بالكلية، إذا ترك أحد الأركان الإسلامية، كالصلاة، والحج، والزكاة، والصيام، أو لا يزول؟ وهل يكفر تاركه أو لا يكفر؟ وهل يفرق بين الصلاة، وغيرها، أو لا يفرق؟
فأهل السنة مجمعون على أنه لا بد من عمل القلب، الذي هو: محبته، ورضاه، وانقياده; والمرجئة، تقول: يكفي التصديق فقط، ويكون به مؤمنا; والخلاف، في أعمال الجوارح، هل يكفر، أو لا يكفر؟ واقع بين أهل السنة; والمعروف عند السلف: تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج; والقول الثاني: أنه لا يكفر إلا من جحدها.
والثالث: الفرق بين الصلاة، وغيرها; وهذه الأقوال، معروفة.
وكذلك المعاصي والذنوب، التي هي فعل المحظورات، فرقوا فيها: بين ما يصادم أصل الإسلام، وينافيه، وما دون ذلك; وبين ما سماه الشارع كفرا، وما لم يسمه; هذا ما عليه أهل الأثر، المتمسكون بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأدلة هذا مبسوطة في أماكنها.
الأصل الرابع: أن الكفر نوعان: كفر عمل، و كفر جحود وعناد، وهو: أن يكفر بما علم أن الرسول صلى الله عليه و سلم جاء به من عند الله جحودا وعنادا، من: أسماء الرب، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، التي أصلها توحيده، وعبادته وحده لا شريك له; وهذا مضاد للإيمان من كل وجه. وأما كفر العمل فمنه ما يضاد الإيمان، كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي صلى الله عليه و سلم وسبه; وأما الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، فهذا كفر عمل، لا كفر اعتقاد; وكذلك قوله صلى الله عليه و سلم: " لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض "، وقوله: " من أتى كاهنا، فصدقه، أو امرأة في دبرها، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم " فهذا من الكفر العملي; وليس كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي صلى الله عليه و سلم وسبه، وإن كان الكل، يطلق عليه الكفر.
وقد سمى الله سبحانه من عمل ببعض كتابه، وترك العمل ببعضه، مؤمنا بما عمل به، وكافرا بما ترك العمل به،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} [سورة البقرة آية: 84] إلى قوله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [سورة البقرة آية: 85] الآية، فأخبر تعالى: أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به، والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به; وأخبر أنهم عصوا أمره، وقتل فريق منهم فريقا آخرين، وأخرجوهم من ديارهم، وهذا كفر بما أخذ عليهم; ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، وكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه.
فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي; والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي; وفي الحديث الصحيح: " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر " 1، ففرق بين سبابه، وقتاله، وجعل أحدهما فسوقا لا يكفر به، والآخر كفرا; ومعلوم: أنه إنما أراد الكفر العملي، لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية، والملة بالكلية، كما لم يخرج الزاني، والسارق، والشارب، من الملة، وإن زال عنه اسم الإيمان.
وهذا التفصيل، قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله، وبالإسلام، والكفر، ولوازمهما; فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم; والمتأخرون لم يفهموا مرادهم، فانقسموا فريقين; فريق أخرجوا من الملة بالكبائر، وقضوا على أصحابها بالخلود في النار; وفريق جعلوهم مؤمنين، كاملي الإيمان; فأولئك غلوا، وهؤلاء جفوا; وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى، والقول الوسط، الذي هو في المذاهب، كالإسلام في الملل; فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك، وظلم دون ظلم; فعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: " ليس هو الكفر الذي تذهبون إليه " رواه عنه سفيان، وعبد الرزاق; وفي رواية أخرى: كفر لا ينقل عن الملة; " وعن عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ".
وهذا بين في القرآن، لمن تأمله; فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزل الله كافرا، وسمى الجاحد لما أنزل الله على رسوله كافرا، وليس الكفران على حد سواء؛ وسمى الكافر ظالما، في قوله: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة البقرة آية: 254]، وسمى من يتعدى حدوده، في النكاح، والطلاق، والرجعة، والخلع، ظالما، وقال: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [سورة الطلاق آية: 1]، وقال يونس عليه السلام: {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء آية: 87]، وقال آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [سورة الأعراف آية: 23] وقال موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} [سورة النمل آية: 44]، وليس هذا الظلم، مثل ذلك الظلم; وسمى الكافر فاسقا، في قوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} [سورة البقرة آية: 26]، وقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} [سورة البقرة آية: 99] وسمى العاصي فاسقا، في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات آية: 6]، وقال في الذين يرمون المحصنات: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور آية: 4]، وقال: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [سورة البقرة آية: 197]؛ وليس الفسوق، كالفسوق.
وكذلك الشرك، شركان; شرك: ينقل عن الملة، وهو الشرك الأكبر; وشرك: لا ينقل عن الملة، وهو الشرك الأصغر، كشرك الرياء; وقال تعالى في الشرك الأكبر: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [سورة المائدة آية: 72]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [سورة الحج آية: 31] الآية، وقال تعالى، في شرك الرياء: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [سورة الكهف آية: 110]. وفي الحديث: " أخوف ما
(يُتْبَعُ)
(/)
أخاف عليكم الشرك الأصغر "، وفي الحديث: " من حلف بغير الله، فقد أشرك "، ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملة، ولا يوجب له حكم الكفار; ومن هذا قوله صلى الله عليه و سلم " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل " 3 فانظر: كيف انقسم الشرك، والكفر، والفسوق، والظلم، إلى ما هو كفر ينقل عن الملة، وإلى ما لا ينقل عن الملة.
وكذلك النفاق، نفاقان; نفاق اعتقادي، ونفاق عملي; والنفاق الاعتقادي مذكور في القرآن، في غير موضع، أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار; والنفاق العملي، جاء في قوله صلى الله عليه و سلم: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا أؤتمن خان " 1، وكقوله صلى الله عليه و سلم " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان " 2 قال بعض الأفاضل: وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام، ولكن إذا استحكم وكمل، فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام بالكلية، وإن صلى وصام، وزعم أنه مسلم; فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال، فإذا كملت للعبد، ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها، فهذا لا يكون إلا منافقا خالصا، انتهى.
الأصل الخامس: أنه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد، أن يسمى مؤمنا، ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر، أن يسمى كافرا، وإن كان ما قام به كفر، كما أنه لا يلزم من قيام جزء من أجزاء العلم، أو من أجزاء الطب، أو من أجزاء الفقه، أن يسمى عالما، أو طبيبا، أو فقيها; وأما الشعبة نفسها، فيطلق عليها اسم الكفر، كما في الحديث: " اثنتان في أمتي هما بهم كفر، الطعن في النسب، والنياحة على الميت "، وحديث: " من حلف بغير الله فقد كفر "، ولكنه لا يستحق اسم الكفر على الإطلاق.
فمن عرف هذا، عرف فقه السلف، وعمق علومهم، وقلة تكلفهم; قال ابن مسعود: " من كان متأسيا، فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، فإنهم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا. قوم: اختارهم الله لصحبة نبيه، فاعرفوا لهم حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ; وقد كاد الشيطان بني آدم بمكيدتين عظيمتين، لا يبالي بأيهما ظفر; أحدهما: الغلو ومجاوزة الحد والإفراط. والثاني: هو الإعراض، والترك، والتفريط ".
قال ابن القيم: لما ذكر شيئا من مكائد الشيطان، قال بعض السلف: " ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط وتقصير; وإما إلى مجاوزة وغلو; ولا يبالي بأيها ظفر ". وقد اقتطع أكثر الناس إلا القليل، في هذين الواديين، وادي التقصير، ووادي المجاوزة والتعدي; والقليل منهم الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه; وعد رحمه الله كثيرا من هذا النوع - إلى أن قال -: وقصر بقوم، حتى قالوا: إيمان أفسق الناس وأظلمهم، كإيمان جبريل وميكائيل، فضلا عن أبي بكر، وعمر; وتجاوز بآخرين، حتى أخرجوا من الإسلام، بالكبيرة الواحدة.)) ا. هـ راجع الدرر السنية المجلد الأول
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 05:06]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 523)
((أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة، ولا تتلازم عند الضعف، فإذا قوى ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله، أوجب بغض أعداء الله، كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء} [المائدة: 81]، وقال: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} [المجادلة: 22]. وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنبًا ينقص به إيمانه، ولا يكون به كافرًا، كما حصل من حاطب بن أبي بَلْتَعَة، لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1].
وكما حصل لسعد بن عبادة لما انتصر لابن أُبَيّ في قصة الإفك، فقال لسعد بن معاذ: كذبت والله، لا تقتله، ولا تقدر على قتله، قالت عائشة: وكان قبل ذلك رجلاً صالحًا، ولكن احتملته الحَمِيَّة))
ـ[المسروحي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 01:24]ـ
عند النزاع نتحاكم الى كتاب الله وسنة نبية محمد صلى الله عليه وسلم على فهم سلفنا الصالح
أما اذا تحاكمنا الى علماءنا المعاصرين حفظهم الله ووفقهم للصواب مع احترامنا لهم وتقديرنا لهم
مع الفارق الكبير بين مستوى علمهم وعلم السلف، فسوف يزداد نزاعنا ويزداد اختلافنا
ثم يزداد التفرق والإختلاف اذا نحن أيضا قلدنا علمائنا المعاصرين وانتصرنا لآرائهم ويزيد الطين بله
اذا أتى من يحجر علينا ويضيق واسعاً ويلزمنا بمالم يلزمنا الله ورسوله به بأن يلزمنا بأن نسأل فلان وفلان ..... فقط
أو نسأل صاحب المنصب الفلاني فقط طبعاً الأحياء منهم أما الأموات فلا وكأن لهم تاريخ صلاحية وانتهت
يا إخواني الأعزاء نحن الآن نعيش أزمة في المنهج ....... والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[االباحث]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 02:35]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟ قصة حاطب لايصح الاستشهاد بها لكثرة الاختلا ف فيها وقد سمى الله نافعله حاطب مودة اذ قال تسرون اليهم بالمودة مع شهادة النبى انه لم يفعله رغبة فيهم وبالاجماع من تولى الكفار فيلحقه حكمهم نقله ابن باز ابن حزم وغيره واسمع لكلام ابت جرير قال من تولى الكفار فهو منهم ولايتول احد احد الا وهو بدينه راض راجع التفسير
ـ[االباحث]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 02:37]ـ
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟ قصة حاطب لايصح الاستشهاد بها لكثرة الاختلا ف فيها وقد سمى الله مافعله حاطب مودة اذ قال تسرون اليهم بالمودة مع شهادة النبى انه لم يفعله رغبة فيهم وبالاجماع من تولى الكفار فيلحقه حكمهم نقله ابن باز و ابن حزم وغيره واسمع لكلام ابن جرير قال من تولى الكفار فهو منهم ولايتول احد احد الا وهو بدينه راض راجع التفسير(/)
قارن بين مجالسهم ومجالسنا!!؟؟ اللهم ارحمنا
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 05:59]ـ
يقول الحافظ الذهبي (في تذكرة الحفاظ) بعد سرد الطبقة الثامنة من أكابر الحفاظ و منهم الإمام أحمد بن حنبل: " فهؤلاء المسمَّون في هذه الطبقة هم ثقات الحُفاظ، ولعلنا قد أهملنا طائفة من نظرائهم: فإنَّ المجلس الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيد من عشرة آلاف محبرة، يكتبون الآثار النبوية، ويعتنون بهذا الشأن، وبينهم نحو مائتي إمام قد برزوا وتأهلوا للفتيا" اهـ.
فأين نحن الآن من هذه الصورة المشرقة؟!
لا تمتلأ الا مجالس القصاص! الجهلة؟!
او مجالس الدنيا والاسهم؟!
اما مجالس العلم والحديث فتجد الحاضرين في الغالب قلة!
والله المستعان
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:42]ـ
و قد كان أحد المشايخ يشير علينا بأن نستقرأ تذكرة الحفاظ و ذيوله وبعمل جرد لكل طبقة للوقوف على أن علم الحديث لم يزد قط و انما هو في تناقص زمنا بعد زمن فمن طبقة ترى فيها ابن معين و ابن حنبل مترافقين في شؤون الحياة اليومية الى طبقة أخرى تجد فيها ترافق البيهقي و النيسابوري و غيرهما فقط في المهمات النادرة كالحج أو في الطلب الى طبقة قد لا يجتمع فيها حافظين الا في السجن .... الى أخرى قد يعسر عليك ان تجد فيها حافظا و لوكان وحيدا ... و كان يقول أن هذا يدل على أن علم الحديث هو المقصود من أحاديث تناقص العلم لكون العلوم الأخرى كلها تزداد كما و كيفا ..
و الله أعلم
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 11:32]ـ
ابن الرومية
جزاك الله خيرا
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:06]ـ
أما مسألة مجالس القُصاص فحدث ولا حرج
فما أن يأتي قاص في مجلس إلا وترى ذلك المجلس مُكتظ من الزحام!
لكن مجلس علم يُدرس فيه كتاب أو مسائل علمية فلا يتعدى الحضور عدد أصابع اليد
والله المستعان
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 07:48]ـ
و فيكم بارك الله على الفائدة الجميلة
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:16]ـ
الحربي أبو حازم
جزاك الله خيرا(/)
رحم الله ابن عاشور .. ما كان أحراه أن يعمل بنصيحة نفسه!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:51]ـ
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير):
((ثالثها: [أي ثالث أسباب التي حملت السلف على منع تفسير بالرأي]
أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة؛ فيتأول القرآن على وفق رأيه، ويصرفه عن المراد، ويرغمه على تحمله ما لا يساعد عليه المعنى المتعارف، فيجر شهادة القرآن لتقرير رأيه، ويمنعه عن فهم القرآن حق فهمه ما قيَّد عقلَه من التعصب، عن أن يجاوزه فلا يمكنه أن يخطر بباله غير مذهبه، حتى إن لمع له بارقُ حق، وبدا له معنى يباينُ مذهبَه حمل عليه شيطانُ التعصب حملةً وقال: كيف يخطر هذا ببالك، وهو خلاف معتقدك؟! كمن يعتقد من الاستواء على العرش التمكن والاستقرار، فإن خطر له أن معنى قوله تعالى (القدوس) أنه المنزه عن كل صفات المحدثات، حجبه تقليدُه عن أن يتقرر ذلك في نفسه، ولو تقرر لتوصل فهمُه فيه إلى كشف معنى ثان أو ثالث، ولكنه يسارع إلى دفع ذلك عن خاطره لمناقضته مذهبه.))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:51]ـ
قلت: رحم الله ابنَ عاشور، فكلامُه هذا منطبق عليه تمامًا في هذه المسألة!! وكأنه كان يريد أن يمثل بوقوعه فيما نهى عنه!
فإن (القدوس) في اللغة والعرف والاصطلاح يرجع إلى معنى الطهر
ولم يذكر أحد من أهل اللغة، ولا نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا عن التابعين ولا عن الأئمة المهديين أن المراد بالقدوس هو المنزه عن صفات المحدثات!!
وإنما هو سبحانه المنزه عن كل نقص والمتصف بكل كمال.
فإن المحدثات توصف بأنها موجودة، وتوصف بأنها كبيرة، وتوصف بأنها عظيمة، وتوصف بأنها عليمة، وتوصف بأنها قديرة، وتوصف بكثير من الصفات التي لا ننزه الله عنها؛ لأنها صفات كمال، وصفات الخالق تختلف عن صفات المخلوق كما هو واضح، ولكن المراد أن مجرد الاشتراك في أصل الوصف لا يدل على انتفاء الصفة عن الله عز وجل، فوجود صفة (الاستواء) في البشر ليس دليلا على انتفاء هذه الصفة عن الله عز وجل، وهذا أمر متفق عليه بين جميع الطوائف، وإنما نفى هذه الصفة من نفاها لأمر آخر، لا لمجرد الاشتراك بين الخالق والمخلوق في أصل الوصف، سواء كان مع الاتفاق في المعنى العام مثل الوجود والقدرة، أو مع الاتفاق في مجرد اللفظ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:52]ـ
فالمقصود من هذا المثال بيان أن المبتدعة على أعينهم غشاوات ثقيلة تمنعهم من الاسترواح للحق ولو كان واضحا جليا، كهذا المثال المذكور هنا، وهذا هو ما ذكره ابن عاشور ثم وقع فيه بعينه في الموضع نفسه!
فإنه لا يخفى على الطاهر ابن عاشور ولا يخفى على صغار طلبة العلم أننا لا ننزه الله عن وصف الوجود ولا وصف العلم ولا وصف القدرة لمجرد وجود ذلك في المحدثات!!
فإن كان يقصد الصفات التي تنفرد بها المحدثات، فلا نسلم أن ذلك متحقق في صفة الاستواء، فهو إذن مصادرة على المطلوب، فعلى أي وجه قلبت الكلام كان باطلا.
فانظر يرحمك الله إلى هذا التنبيه الجميل الرائع من الطاهر ابن عاشور، ثم انظر إلى التناقض التام بين التنظير والتمثيل!! فالمثال أوضح ما يكون على وقوع الطاهر ابن عاشور فيما نهى عنه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:52]ـ
وأسأل الله أن يرحم الله علماءنا المسلمين سلفا وخلفا، وأن يغفر لهم ما زلوا فيه عن اجتهاد وتحر للحق، والله يرحمنا برحمته، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 08:49]ـ
اخي الفاضل أبو مالك العوضي
الايحتمل ان ابن عاشور بقوله هذا يقصد به صفات النقص عند المخلوقين كالنوم والاكل والشرب وغيرها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 06:07]ـ
وفقك الله
العلامة ابن عاشور من أكثر العلماء دقة في الألفاظ، وعلوم البلاغة هي العلوم التي برَّز فيها وتفرد، ولا يمكن أن يكون قصده صفات النقص، ثم يقول: (كل صفات المحدثات).
وابن عاشور أشعري معروف على منهج الأشاعرة المتأخرين.
ثم إنه قد ذكر (التمكن والاستقرار) وهما ليسا من صفات النقص عند المخلوقين.
ـ[سليم الحداد]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 03:56]ـ
أخي الكريم أبو مالك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن يتسع صدرك كما اتسعت صدورنا لما قلته عن الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله و سائر علماء المسلمين ..
أخي .. أراك تعسفت في فهم كلام الإمام ..
فهو أول يعرف أن معنى القدوس في اللغة الطاهر و المبارك أي الطاهر من كل نقص و المنزه عن كل عيب .. و قد ذكر ذلك في موضعه من تفسيره الكبير .. و لا محل لقولك أخي الكريم أن لا أحد من أهل اللغة و لا النبي صلى الله عليه و سلم و لا السلف قالوا أن القدوس معناه المنزه عن صفات الحوادث أو المحدثات .. لأن المعنى اللغوي المعروف للقدوس يستلزم أن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث .. إذ انه إذا كان الله تعالى منزه عن النائقص و العيوب (أي قدوس)، فهو منزه عن صفات المخلوقات الحوادث لأنها هي محل النقائص و الموصوفة بالعيوب ..
أما فهمك أخي لقوله رحمه الله (كل صفات الحوادث) على أنه يريد كل ما تتصف به المخلوقات من الصفات حتى تلك التي تشترك فيها مع الله تعالى في أصل معناها ... فهو فهم سقيم أخي ..
لأن عادة العلماء رحمهم الله (و خاصة الأشاعرة) أن يقولوا: (صفات الحوادث) بالعموم و الكلية، و مرادهم الصفات التي تخص الحوادث و المخلوقات فقط .. إذ أنهم مصرحون دوما بأن من الصفات ما هو مشترك في أصل معناه بين المخلوقات و خالقها كالتي ذكرتها أخي كالوجود و العلم و القدرة و نحوها .. و مصرحون أيضا أن الصفات التي تستلزم نقصا و عيبا فتختص بالحوادث دون محدثها و خالقها سبحانه .. فمرادهم بصفات الحوادث الصفات التي هي للحوادث بما هي كذلك أي التي تتصف بها المخلوقات بسبب كونها مخلوقة حادثة .. كالتي أخبرك أخونا أبو محمد وفقه الله تعالى .. كالنوم و التعب و الولادة و الزواج و الأكل و الشرب و نحوها من الصفات التي لم توجد في الحوادث إلا لكونها حادثة مخلوقة ..
فقوله رحمه الله (صفات الحوادث) هو من باب العموم المراد به الخصوص .. بارك الله بك ..
و قولك فوجود صفة (الاستواء) في البشر ليس دليلا على انتفاء هذه الصفة عن الله عز وجل، وهذا أمر متفق عليه بين جميع الطوائف، وإنما نفى هذه الصفة من نفاها لأمر آخر، لا لمجرد الاشتراك بين الخالق والمخلوق في أصل الوصف، سواء كان مع الاتفاق في المعنى العام مثل الوجود والقدرة، أو مع الاتفاق في مجرد اللفظ.
الشيخ أولا لا ينفي الإستواء .. و كيف ينفيه و قد أثبته الله تعالى؟؟ .. و إنما ينفي - كما صرح بحروفه التي نقلتها عنه- التمكن في مكان مستقرا فيه .. و هو لا ينفيه لمجرد أن الحوادث اتصفت به و إنما لأنه يراه من الصفات الخاصة بالحوادث التي لا يشترك فيها الخالق و المخلوق .. كالأكل و الشرب و التعب و النوم و نحوها مما يطلق عليها (صفات الحوادث) ..
فهو ينفي الاستقرارو الجلوس في حيز محدود هو العرش - عن الله تعالى .. لأنه قدوس أي منزه عن العيب و المطهر عن النقص ..
أي المنزه عن الصفات الخاصة بالحوادث و التي لا تكون إلا للمخلوقات .. و منها الاستقرار و القعود في مكان محدود كالعرش أو غيره من مخلوقات الله تعالى ...
فأين التناقض في كلامه هذا يا أخي وفقك الله تعالى؟؟
أما قولك فإن كان يقصد الصفات التي تنفرد بها المحدثات، فلا نسلم أن ذلك متحقق في صفة الاستواء، فهو إذن مصادرة على المطلوب، فعلى أي وجه قلبت الكلام كان باطلا.
كيف يكون ذلك مصادرة على المطلوب؟؟ .. و المصادرة هي أن يكون الدليل أو جزءه هو عين النتيجة المطلوبة ..
الشيخ يقول: الله منزه عن الاستقرار و التمكن .. (هذا هو المطلوب) ..
و دليله .. أن الاستقرار و التمكن صفتان تنفرد بها المحدثات
و كل ما ينفرد به المحدثات فالله تعالى منزه عنه ..
إذن .. الله تعالى منزه عن الاستقرارو التمكن ...
فأين المصادرة على المطلوب؟؟؟ و أين الكلام الباطل؟؟ .. أنت لا تسلّم له إحدى مقدمتي دليله .. و هذا من حقك ..
و هو لا يسلم لك اعتراضك عليه طبعا .. فهل عدم تسليمك بإحدى المقدمتين يجعل استدلاله مصادرة على المطلوب!!
و قد قال لك الأخ الفاضل أبو محمد وفقه الله و إياي: لايحتمل ان ابن عاشور بقوله هذا يقصد به صفات النقص عند المخلوقين كالنوم والاكل والشرب وغيرها
و هو حق .. فقلت أخي مجيبا: ثم إنه قد ذكر (التمكن والاستقرار) وهما ليسا من صفات النقص عند المخلوقين.
أقول .. أجل أخي فالتمكن و التحيز في جهة و إشغال مكان محدود و الجلوس عليه ليس ذلك ((عند)) المخلوقين و ما يتعارفونه بينهم نقصا و لا عيبا (و ليس ذلك على إطلاقه إذ التمكن و الجلوس في غير المكان المخصص عيب و نقص عندهم) ..
و لكن كلام الإمام ابن عاشور رحمه الله تعالى ليس في العيوب التي هي عند البشر كذلك أو ليست كذلك .. فهذا يختلف باختلاف
الأمم و الشعوب فرب أمر نعتبره عيبا و نقصا هو عند غيرنا عين الكمال و الحسن و الأدب ..
و إنما كلامه في الصفات التي هي هي نقص ((في)) المخلوقين و عيب في الحوادث .. فالزواج و القوة الجسمية و كبر العضلات كمالات للذكور من بني آدم من المخلوقين و أضدادها نقائص .. و لكنها ليست كمالات لله تعالى بل هي نقائص و عيوب ..
و الاستقرار و الجلوس في مكان محدود صفة من صفات الحوادث أي صفة خاصة بالمخلوقات عند الأشاعرة من الأئمة ..
لأنها صفة تدل على حدوث الشيء الذي هي فيه .. و الله تعالى منزه عن الحدوث (هو الأول) و عن كل ما يستلزم الحدوث و لا ينفك عنه .. و الصفات الخاصة بالمخلوقات صفات تستلزم الحدوث .. و لولا ذلك لما كانت الحوادث حادثة مخلوقة بل لكانت قديمة غير مخلوقة ..
المهم أن ما أردت قوله يا أخي الكريم ان الإمام رحمه الله تعالى لم يتناقض و لا يصح قولك فيه هداني الله و إياك:
المبتدعة على أعينهم غشاوات ثقيلة تمنعهم من الاسترواح للحق ولو كان واضحا جليا، كهذا المثال المذكور هنا، وهذا هو ما ذكره ابن عاشور ثم وقع فيه بعينه في الموضع نفسه!
وفقك الله تعالى .. و الله تعالى أعلم و أحكم و الحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 04:20]ـ
أخي الفاضل
لن أستفيض في مناقشة كلامك؛ لأنه واضح الفساد (معذرة ولا تغضب مني)، فأنت تفسر كلام الشيخ بحسب ما هو مستقر عندك أنت، وليس بحسب ما يدل عليه كلامه.
ولا يصح عند أحد من العلماء أن تفسر الألفاظ اللغوية بلوازمها، وهذا لا يخفى عليك، فضلا عن أن يخفى على العلامة ابن عاشور، وأنا كلامي عن تفسير اللفظة ومعناها، وليس عن لوازمها.
وهذا أقوله تنزلا بافتراض أن هذه اللوازم صحيحة، وإلا فلا نسلم صحة هذه اللوازم أصلا.
ولو سلمنا أن العلامة ابن عاشور يقصد كما تقول (الصفات التي تخص الحوادث فقط وتنفرد بها)، فلا شك أن عبارته فيها قصور لاستعمال كلمة (كل) التي تؤكد العموم، ولو سلمنا أن هذا تجوز منه في العبارة، فلا شك أن عبارته أيضا خطأ؛ لأنه لم يبين أن هذه الصفة أو تلك مما تختص بها الحوادث.
فما الدليل الذي ذكره ابن عاشور على أن التمكن والاستقرار من الصفات التي تختص بالحوادث؟!
إما أن يستدل بأن هذه الصفة موجودة في المحدثات فلا يصح نسبتها للباري، وحينئذ لا يصح كلامه إلا بناء على الكلية التي تنفيها أنت فيبطل كلامك، وإما أن يقول: إن هذه الصفة تختص بالمحدثات فقط، وحينئذ يكون هذا مصادرة على المطلوب؛ لأنه لم يذكر على ذلك دليلا.
قولك: (الله منزه عن الاستقرار والتمكن) هذه هي النتيجة
وقولك: (الله منزه عن الصفات التي تختص بها المحدثات) هذا هو الدليل.
ولكن يا أخي هذا الدليل لا يتم إلا بأن يكون (الاستقرار والتمكن من الصفات التي تختص بها المحدثات).
فحاصل الكلام (الدليل أن الله منزه عن الاستقرار والتمكن)، والنتيجة (الله منزه عن الاستقرار والتمكن)!!!
أليست هذه مصادرة على المطلوب يا أخي الكريم؟!!
وكل ما حاولت أن تذكره من الحجج التي تدل على أن هذه صفات خاصة بالمخلوقين ليست مسلمة لك، وابن عاشور لم يذكرها؛ لأنه لو ذكرها لبان لكل قارئ فساد كلامه.
وحتى لو ذكرها فهي أيضا مصادرة على المطلوب؛ لأنها من قياس الغائب على الشاهد.
والخلاصة أنه لا فرق بين من يقول ذلك، وبين من يقول: الاستواء من صفات المخلوقين، واليد من صفات المخلوقين، والكلام من صفات المخلوقين، والعين من صفات المخلوقين، والرؤية من صفات المخلوقين .... إلى غير ذلك من الصفات الثبوتية التي أنكرها الأشاعرة بناء على هذا الأصل الفاسد عندهم.
لا تقل لي إن الأشاعرة يثبتون الرؤية!! فالرؤية التي أثبتها الأشاعرة شيء خيالي وهمي لا حقيقة له.
ومن الواضح لكل ذي عينين أن العلامة ابن عاشور يقصد غمز أهل السنة بكلامه المذكور؛ لأنه كان عميقا في أشعريته، ومن الواضح أيضا لكل ذي عينين أنه لم يتجرد بإنصاف في الكلام على هذا الموضع!
والمقام لا يحتمل كلاما أكثر من هذا، والمناقشات مع الأشعرية غير مسموح بها أصلا في هذا المجلس.
ـ[توبة]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 09:46]ـ
أخي الكريم أبو مالك،
الأخ سليم لم يأت بكلامه منافحا عن معتقده و إنما بين وجهة نظره في مقصود الإمام ابن عاشور من النقل أعلاه،و أجده مقنعا جدا بالنسبة لأصول الإمام الأشعرية فلهذا ليس غريبا أن يفهم من كلامه أنه (غمز) لمخالفيه! و لا شك أنه لن يكون (منصفا) في نظرهم في مثل هذا الموضع!
والنقل من المقدمة فقط و لا أدري إن كنتم أكملتم قراءة التفسيركله أم لا؟ أو تعقباته في آيات الصفات خاصة.
الخلاصة أرجو أن يسمح للأخ سليم بالرد على اعتراضكم الأخير للفائدة .. بارك بكم المولى.
ـ[سليم الحداد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 07:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله ..
أخي أبو مالك .. شكرا على حسن أدبك .. و لكني أرى في كلامك غير الذي ترى ..
والمناقشات مع الأشعرية غير مسموح بها أصلا في هذا المجلس.
أنا لم أقرأ في قوانين المنتدى أن المناقشات مع الأشعرية ممنوعة .. أو أن الأشعري لا يحق له التسجيل في هذا المنتدى النافع ..
أخي الكريم أنا تونسي - و كأغلب بل كل طلبة العلم هنا- فنحن على منهج الإمام ابن عاشور رحمه الله تعالى .. و إن لم نعتبره معصوما لا يخطئ و لكنه إمام هذه البلاد و ما جاورها منذ ظهر رحمه الله و أعلى مقامه ..
ثم إني لم أكتب مداخلتي الأولى لأثبت أن الاستقرار في مكان هو من الصفات الخاصة بالحوادث - كما هو رأي الإمام و غيره من الأئمة و من على منهجه أمثالي- .. و إنما لأبين فقط أنه لم يكن متناقضا و لم يصادر على المطلوب أبدا ..
فإن كان يتسع صدرك أخي و صدر أهل المنتدى لإكمال كلامي أكملت و إلا فأنتم أعرف بما يصلح منتداكم ..
وفقكم الله للحق و إلى الصراط المستقيم ..
ـ[توبة]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 08:52]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم،و إن كنت ارى في مشاركتك السابقة التزاما بأداب الحوار العلمي و عدم الخروج عن صلب الموضوع ..... و خاصة أن النقاش هنا عن احتمال شخصي في مفهوم كلام الإمام عاشور رحمه الله يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب ..
ونحن في انتظار رأي الإدارة الموقرة.(/)
الكتب المصنفة في لفظة مفردة أو تعبير واحد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:41]ـ
علماؤنا الأجلاء في النحو واللغة كتبوا الكتب وصنفوا المصنفات في الأمور المهمات، وضعوا صغار الكتب وكبارها، وبسيطها ومهذبها، ولم يدخروا جهدا في سبيل تذليل مسائل العلم ونشر فوائده.
وبلغ من اهتمامهم بالعلم وتقليب وجوه النظر فيه أن صنفوا مصنفات مفردة في لفظة واحدة أو تعبير واحد.
وقد حاولت جمع ما أمكنني في هذا الباب، وهو جهد العاجز المقر بالقصور.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:51]ـ
1 - اشتقاق (خالويه)
صنفه أبو عبد الله الحسين بن أحمد الهمذاني المعروف بابن خالويه (370هـ)
نسبه إليه ياقوت في معجمه، والقفطي في إنباه الرواة، والسيوطي في بغية الوعاة والداودي في طبقات المفسرين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:51]ـ
2 - رسالة في معنى لفظتي (التصوف والصوفي)
صنفها أبو منصور عبد القاهر البغدادي (429هـ)
وأظنه ليس كتابا لغويا، فقد قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية ناقلا عن ابن الصلاح: ورأيت له كتابا في معنى لفظتي التصوف والصوفي جمع فيه من أقوال الصوفية ألف قول مرتبة على حروف المعجم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:51]ـ
3 - رسالة في تصحيح كلمة (حوائج)
صنفها أبو محمد عبد الله بن بري بن عبد الجبار، اللغوي المصري المشهور صاحب الحواشي على الصحاح (582هـ)
قال ابن الطيب الفاسي في مقدمة شرح كفاية المتحفظ:
((وقد تصدر للرد عليه ونسبه للغلط فيما استند إليه الإمام أبو محمد عبد الله بن بري في رسالة جلب فيها نصوص الأئمة الأعلام وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأشعارا حجة من إنشاد العرب العرباء هم رؤساء الكلام كلها تشهد باستعمال لفظ حوائج وشيوعه بينهم)).
وقد نقل هذه الرسالة أو ملخصها السيوطي في الأشباه والنظائر 4/ 170
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:52]ـ
4 - رسالة في لفظ (التلميذ)
صنفها عبد القادر بن عمر البغدادي صاحب خزانة الأدب (1093هـ) قال في أولها:
((أما بعد فهذه كلمات ذكرتها لمعنى التلميذ، فإني لم أجد هذه الكلمة مذكورة في كتب اللغة المتداولة المدونة لبيان الجليل والحقير ... إلا في لسان العرب ... ))
وقد نسخ منها العلامة أحمد تيمور نسخة بخط يده، ثم حققها ونشرها العلامة عبد السلام هارون في نوادر المخطوطات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:52]ـ
5 - التفتيش في معنى لفظ (الدرويش)
صنفه أبو الفيض الحسيني المشهور بالمرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس (1205هـ).
نسبه إليه الدكتور جميل أحمد في كتابه ((حركة التأليف باللغة العربية في الإقليم الشمالي للهند))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:52]ـ
6 - القول المبتوت في تحقيق لفظة (ياقوت)
صنفه المرتضى الزبيدي أيضا، ونسبه له صاحب الكتاب السابق أيضا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:52]ـ
7 - القول المثبوت في تحقيق لفظ (التابوت)
صنفه المرتضى الزبيدي أيضا، ونسبه له صاحب الكتاب السابق أيضا.
ومنه مخطوطة بدار الكتب المصرية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:53]ـ
8 - نور الإنسان في اشتقاق لفظ (الإنسان)
لمحمد بن إبراهيم المشهور بابن الحنبلي (كيف وهو حنفي المذهب!!) (971هـ)
وهو صاحب كتاب (عقد الخلاص في نقد كلام الخواص) و (سهم الألحاظ في وهم الألفاظ).
وكتاب نور الإنسان حققه الدكتور رشيد العبيدي ونشره في مجلة الأستاذ العدد الثالث سنة 1980، وقال: إن صديقه الدكتور بشار عواد قد جلبه له من إحدى مكتبات ميونيخ في ألمانيا.
يقول المحقق: أما موضوع الكتاب فإنه واضح من العنوان وهذا شأن معظم كتب المؤلف، وهذه الرسالة على وجازتها كشفت عن قدرة الإمام رضي الدين في مسائل اللغة والنحو، وتمكنه من منطق النحاة البصريين في المناقشة والجدل وتفنيد الآراء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:53]ـ
9 - رسالة في تصحيح لفظ الزنديق لابن كمال باشا
توجد مخطوطتها في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28881
ولكن الصور صغيرة جدا لا يمكن قراءة الكلام فيها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:53]ـ
10 - منظومة في (لا سيما) للعلامة السجاعي
وشرحها للعلامة الأمير
موجودة بكاملها محققة في هذا الرابط
http://www.uqu.edu.sa/majalat/sharia...ag19/MG-22.htm (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag19/MG-22.htm)
بتحقيق ودراسة د. أحمد بن محمد بن أحمد القرشي
وموجودة في هذا الرابط أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...D3%CC%C7%DA%ED (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30813&highlight=%C7%E1%D3%CC%C7%DA%E D)
المنظومة وحدها محققة ومشروحة مع مقدمة مطولة
للدكتور حسان بن عبد الله الغنيمان
الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بكلية المعلمين بالرياض
بعنوان
أحكام لا سيما وما يتعلق بها
[مقال بمجلة العلوم الشرعية واللغة العربية بجامعة أم القرى]
انظر هذا الرابط:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/sharia...ag24/f19-2.htm (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag24/f19-2.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:53]ـ
11 - رسالة في (انعدم)
أظنها لابن كمال باشا أيضا، أظنني اطلعت عليها في أحد أعداد مجلة (الدارة).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:53]ـ
12 - رسالة في إعراب (ضربي زيدا قائما)
للحافظ السيوطي
ذكرها بكاملها في آخر كتابه الأشباه والنظائر (4/ 337)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
13 - رسالة في قولهم (هذا بسرًا أطيب منه رطبًا)
للحافظ السيوطي
وهي بكاملها آخر شيء في كتابه الأشباه والنظائر (4/ 343)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
14 - رسالة في المسألة الزنبورية للأعلم الشنتمري
حققت ونشرت حديثا في إحدى الدوريات ولا أذكرها
وهي صغيرة في ورقات يسيرة
وهي المسألة المشهورة التي جرت بين الكسائي وسيبويه في قولهم (قد كنت أظن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي) أو (فإذا هو إياها)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
15 - رسالة في إعراب كلمتان خفيفتان على اللسان
لابن الهمام الحنفي
نقلها بأكملها السيوطي في الأشباه والنظائر (3/ 296)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
16 - رسالة صغيرة في معنى (لو) في (نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه)
كتبها شيخ الإسلام ابن تيمية جوابا عن سؤال ورد عليه
نقلها بأكملها السيوطي في الأشباه والنظائر (4/ 63)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
17 - رسالة في قولهم (أنت أعلم ومالك)
لابن هشام
نقلها السيوطي بأكملها في الأشباه والنظائر (4/ 83)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
18 - الرفدة في معنى (وَحْدَهُ)
لتقي الدين السبكي
نقلها السيوطي بأكملها في الأشباه والنظائر (4/ 137)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:54]ـ
19 - نيل العلا في العطف بـ (لا)
تأليف تقي الدين السبكي
نقلها السيوطي بأكملها في الأشباه والنظائر (4/ 143)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
20 - الحلم والأناة في إعراب (غير ناظرين إناه)
تأليف تقي الدين السبكي
نقلها بأكملها السيوطي في الأشباه والنظائر (4/ 153)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
21 - الشذا في أحكام كذا
لأبي حيان النحوي الأندلسي، وذكر محقق كتاب تذكرة النحاة أنه مفقود.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
22 - تهذيب الشذا السابق
لابن هشام
نقله بأكمله السيوطي في الأشباه والنظائر (4/ 193)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
23 - كتاب الوضع الباهر في رفع أفعل الظاهر
لابن الصائغ
نقله بأكمله السيوطي في الأشباه والنظائر (4/ 263)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
24 - رسالة في إعراب (ضبة) في قول صاحب المنهاج (وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة .. )
لكمال الدين السيوطي والد الحافظ السيوطي
نقلها السيوطي في الأشباه والنظائر (4/ 318)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:56]ـ
25 - رسالة في بيان أن المسيح الدجال بالحاء المهملة لا بالخاء المعجمة.
لكاتب هذه السطور عفا الله عنه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:56]ـ
26 - رسالة في الباء واستعمالاتها
صنفها ابن لب النحوي الأندلسي صاحب الألغاز النحوية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:56]ـ
27 - رسالة في أنواع اللام، أو كتاب اللامات
وهو كتاب مشهور لأبي القاسم الزجاجي
وتجده على هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/books/archi...tab_laamat.zip (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/kitab_laamat.zip)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:56]ـ
28 - كتاب في أنواع اللام
لابن الأنباري
ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
29 - كتاب في اللام
لابن فارس صاحب مقاييس اللغة
منه نسخة في المكتبة الظاهرية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
30 - الفصول المفيدة في الواو المزيدة
تأليف: صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي
دار النشر: دار البشير - عمان - 1410هـ 1990م
الطبعة: الأولى، تحقيق: حسن موسى الشاعر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
31 - رسالة في "أيَّ" المشددة
تأليف: الشيخ عثمان النجدي الحنبلي
دار النشر: دار عمار / دار الفيحاء - الأردن - 1406هـ 1986م
الطبعة: الأولى، تحقيق: د عبد الفتاح الحموز.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
32 - قضايا (لن) في النحو العربي
د. إبراهيم بن سليمان البعيمي
الجامعة الإسلامية - كلية اللغة العربيه
مقال بمجلة (العلوم الشرعية واللغة العربية بجامعة أم القرى)
على هذا الرابط:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag23/f17.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
33 - مقال في (أرأيت) وفروعه
د. عبد الله بن حمد الدايل
الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية بكلية المعلمين في الرياض
مقال بمجلة العلوم الشرعية واللغة العربية بجامعة أم القرى
على هذا الرابط:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag23/f15.htm
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل!
كلما كتبت شيئا، أحسنت فيما حبّرت وسطّرت.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:58]ـ
34 - صوت الهاء في العربية
د. ابراهيم كايد محمود
الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية – كلية التربية
جامعة الملك فيصل – الاحساء
مقال بمجلة العلوم الشرعية واللغة العربية بجامعة أم القرى
على هذا الرابط:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag24/f14.htm
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:59]ـ
سؤال: من القائل أن المسيح الدجال بالخاء المعجمة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 05:00]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل!
كلما كتبت شيئا، أحسنت فيما حبّرت وسطّرت.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل، وادع لأخيك بالبركة في الوقت.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 05:03]ـ
[إضافة قيمة للشيخ محمد خلف سلامة]
35 - كتاب (التحقيقات المعدَّة بحتمية ضم جيم جدة)
وهو كتاب وُصف بأنه يحتوي على مباحث جادة ونقاش عريض، لثلاثة من علماء العصر، هم عبد القدوس الأنصاري، وعبد الفتاح أبو مدين، وأبو تراب الظاهري.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 05:05]ـ
سؤال: من القائل أن المسيح الدجال بالخاء المعجمة؟
لم أره منسوبا لأحد العلماء المعتبرين، وإنما حكي غُفلا من النسبة (قيل)، وكذلك فقد نسب قائله إلى السهو والخطأ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 05:09]ـ
[إضافات قيمة للشيخ محمد خلف سلامة]
36 - كتاب (ألوية النصر في خصيصى بالقصر)، للسيوطي.
مطبوع ضمن كتابه (الحاوي للفتاوى).
[قلت:
كتب هذه الرسالة العلامة جلال الدين السيوطي بسبب واقعة طريفة حصلت له، تخص جملة وردت في آخر كتاب الشفا للقاضي عياض، وهي (ويخصنا بخصيصى زمرة نبينا).
ومن المعلوم أنه كانت بينه وبين الحافظ السخاوي صولات وجولات، وهذه الرسالة من بينها، وهي صغيرة جدا، أنقلها هنا:
ألوية النصر في خصيصى بالقصر
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة - قرأ قارئ عليّ في ختم كتاب الشفا بالخانقاه الشيخونية قوله ويخصنا بخصيصى زمرة نبينا وجماعته فقرأها بخصيصي بالياء الساكنة آخرها على أن الكلمة مثناة مضافة لما بعدها فرددت عليه وقلت عليه وقلت له بخصيصى أعني بألف القصر، وذلك بحضرة شيخنا الإمام العلامة محي الدين الكافيجي فقال الشيخ نعم بخصيصى يعني بالألف فقال القارئ المذكور فيها الوجهان فقلت ليس فيها إلا وجه واحد فذهب فكتب صورة سؤال وأخذ عليه خطوط جماعة بتصويب ما قاله وهم الشيخ أمين الدين الأقصرائي والشيخ زين الدين قاسم الحنفي والشيخ سراج الدين العبادي والحافظ فخر الدين الديمي والمحدث المؤرخ شمس الدين السخاوي فجمعت نقول أئمة العربية واللغة وأرسلتها إلى الجماعة المذكورين ما عدا السخاوي فعرفوا الصواب في ذلك ورجعوا عما كتبوه أولا وكتبوا ثانيا بتصويب ما قلته أنها بالألف المقصورة فذهب القارئ إلى السخاوي يستنجد به فكتب له على سؤال آخر كتابة طويلة عريضة مضمونها أنه لا يرجع كما رجع هؤلاء وأن مستنده في ذلك أن عنده نسخة من الشفا صحيحة قرأت على شيوخ عدة وفيها صورة السكون مرقومة بالقلم على الياء فقلت كفى بهذا الكلام جهلا ومن هذا مبلغ علمه فهو غني عن الرد عليه، أطبقت أئمة اللغة والعربية على أن خصيصى بألف القصر وقد تمد شذوذا فيقال خصيصاء مصدر بمعنى الخصوصية ويقال خصه بالشيء خصوصا وخصوصية وخصيصى وخصيصاء في لغة وخاصة نص على ذلك سيبويه في كتابه والسيرافي في شرحه، والقالي في كتابه المقصور والممدود، والفارابي في ديوان الأدب وابن فارس في المجمل، ونشوان الحميري في شمس العلوم، وابن دريد في الجمهرة والجوهري في الصحاح، وابن سيده في المحكم، والخفاف في شرح الجمل، وأبو البقاء العكبري في اللباب، والزمشخري في كتاب المصادر، والعبسي في الخلاصة، والصغاني في العباب، وابن عصفور في الممتع، والأزدي في الدرر، وابن مالك في منظومته وشرحها، وابنه في شرح الألفية وفي شرح لامية الأفعال، وأبو حيان في شرح التسهيل، وابن هشام في التوضيح، وابن جابر في منظومته، والفيروزباذي في القاموس والخلائق، ومن نظائرها الحثيثى والخطيبى والدليلى والزليلى والمكيثى في ألفاظ عدة ولم يرد خصيص البتة حتى يقال في تثنيته خصيصان. وقد عقد ابن دريد في الجمهرة باباَ لفعيل وفعيلى فذكر ما جاء منهما ثم قال بعد ذلك ليس لمولد أن يبنى فعيلا إلا ما بنت العرب وتكلمت به ولو أجيز ذلك لقلب أكثر الكلام فلا تلتفت إلى ما جاء على فعيل مما لا تسمعه إلا أن يجئ به شعر فصيح.
تمت.]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 05:10]ـ
38 - كتاب (قطر الندا في ورود الهمزة للندا)
للحافظ السيوطي. ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون.
وقال السيوطي في الهمع:
وذكر في (شرح التسهيل) أن النداء بها قليل - يعني الهمزة - في كلام العرب، وتبعه ابن الصائغ في حواشي المغني، وما قالاه مردود، فقد وقفت لذلك على أكثر من ثلاثمائة شاهد، وأفردتها بتأليف.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 05:14]ـ
لم أره منسوبا لأحد العلماء المعتبرين، وإنما حكي غُفلا من النسبة (قيل)، وكذلك فقد نسب قائله إلى السهو والخطأ.
جزاكم الله خيرا.
اللهم فبارك لنا في أوقاتنا وحياتنا. . .!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:02]ـ
39 - كتاب (الغادة في أسماء العادة)
لرضي الدين الصغاني (659هـ)
قال في أوله:
هذا كتاب فيما أحاط به علمي من أسماء العادة مرتبة على حروف المعجم ليقرب تناولها، ويسهل حفظها.
ذكر فيه نيفا ومائة كلمة.
حققه السيد هلال ناجي - مجلة المجمع العلمي العراقي سنة 1980.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:02]ـ
40 - كتاب (أسماء العادة)
لمجد الدين أبي الطاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس (817هـ)
نسبه له السيوطي في البغية، والزبيدي في تاج العروس.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:02]ـ
41 - كتاب (ترقيق الأسل لتصفيق العسل)
لمجد الدين الفيروزآبادي السابق ذكره
ذكره السيوطي في المزهر في نوع المترادف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:03]ـ
42 - كتاب (أسماء الخمر)
للأصمعي (عبد الملك بن قُرَيْب) (216هـ)
ذكره ابن النديم في الفهرست.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:03]ـ
43 - كتاب (تنبيه البصائر في أسماء أم الكبائر)
يعني الخمر ..
وهو لابن دحية الكوفي (633هـ)
نسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:03]ـ
44 - كتاب (أسماء الخمر)
للصغاني السابق ذكره
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:03]ـ
45 - كتاب (الجليس الأنيس في أسماء الخندريس)
[وهي الخمر أيضا]
لصاحب القاموس السابق ذكره
نسبه له السيوطي في البغية، والزبيدي في تاج العروس، والسخاوي في الضوء اللامع، وابن العماد في شذرات الذهب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:03]ـ
46 - كتاب (أسماء الحجر)
للصاحب ابن عباد (385هـ)
ذكره ابن فارس في كتابه في فقه اللغة الذي سماه الصاحبي.
وذكره أيضا أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:03]ـ
47 - كتاب (أسماء الأسد)
لأبي عبد الله بن خالويه (370هـ)
ذكر فيه للأسد نحوا من خمسمائة اسم.
نسبه له أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، وياقوت في معجم الأدباء، وابن خلكان في وفيات الأعيان، والسيوطي في المزهر، وغيرهم.
وأظنه مطبوعا، ولم أره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:04]ـ
48 - كتاب (أسماء الأسد)
لأبي سهل الهروي (433هـ)
نسبه له أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، وياقوت الحموي في معجم الأدباء، وابن خلكان في وفيات الأعيان، والسيوطي في المزهر.
وقال الصفدي في الوافي بالوفيات:
(( ... وكتاب الأسد، مجلد ضخم، نحو ثلاثين كراسة ذكر فيها ستمائة اسم)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:04]ـ
49 - كتاب (أنواء الغيث في أسماء الليث)
لمجد الدين بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس
نسبه له السيوطي في البغية، والسخاوي في الضوء اللامع، وابن العماد في الشذرات، والزبيدي في مقدمة التاج، وحاجي خليفة في كشف الظنون.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:04]ـ
50 - كتاب (نظام اللسد في أسماء الأسد)
للحافظ جلال الدين السيوطي
نسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:04]ـ
51 - كتاب (قبسة الأريب في أسماء الذيب)
لأبي البركات الأنباري (577هـ) صاحب أسرار العربية والإنصاف.
نسبه لنفسه في إعراب القرآن، ونسبه له الصفدي في الوافي بالوفيات، والفيروزآبادي في البلغة والسيوطي في بغية الوعاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:12]ـ
52 - كتاب (أسماء الذيب)
للصغاني
طبع بمصر 1320هـ
وبالآستانة 1330هـ
وطبع بالآستانة مرة أخرى بعناية المستشرق ريشر 1914هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:12]ـ
53 - كتاب (التهذيب في أسماء الذيب)
للحافظ السيوطي
نسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:12]ـ
54 - رسالة (التبري من معرة المعري)
للحافظ السيوطي، وهو في أسماء الكلب
طبعت ضمن المجموع المسمى (تعريف القدماء بأبي العلاء) سنة 1944هـ
وهذا نصها وهي صغيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين قال سيدنا
ومولانا العبد الفقير إلى الله تعالى، الشيخ الإمام العالم المحقق المفتي، صدر المدرسين، لسان
المتكلمين، حجة الناظرين قامع المبتدعين، حافظ العصر، خادم سنّة سيد المرسلين جلال
الدين السيوطي الشافعي، فسح الله في أجله ورحم سلفه ومشايخه وجميع المسلمين.
ذكر أسماء الكلب: الكلب معروف، والأنثى كلبة، وجمعه أكلب وكلاب وكليب وأكالب
وكلابات وجمعها كلبات.
دخل يوماً أبو العلاء المعريّ على الشريف المرتضى، فعثر برجل فقال الرجل: مَن هذا
الكلب؟ فقال أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.
قلت: وقد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها (أكثر من ستين اسماً): ونظمتها في أرجوزة "التبرّي
من معرّة المعري" وهي هذه:
للّه حمدٌ دائمٌ الوَلِيّ * * * * * * * ثمّ صلاتُه على النبي
قد نَقَلَ الثقاتُ عَن أبي العَلا * * * * لما أتى للمُرتَضى ودخلا
قال له شحصٌ بهِ قَد عَثَرا * * * * * من ذلِكَ الكلبُ الذي ما أبصَرا؟
فقال في جوابه قولاً جلِي * * * * * مُعَبِّراً لذلك المجهّلِ
الكلبُ من لَم يَدرِ من أسمائِهِ * * * * سبعينَ مومياً إلى علائِهِ
وقد تَتَبّعتُ دَواوينَ اللُغَه * * * * * * لَعَلّني أجمعُ من ذا مَبلَغَه
فجئتُ منها عدداً كثيراً * * * * * * وأرتجي فيما بقي تيسيرا
وقد نظمتُ ذاك في هذا الرجز * * * ليستفيدَها الذي عنها عجز
فسمّهِ هُدِيتَ بالتبرّي * * * * * يا صاحِ من معرّةِ المعرّي
من ذلكَ الباقِعُ ثم الوازِعُ * * * * * والكلبُ والأبقَعُ ثم الزارعُ
والخيطَلُ السخامُ ثم الأسدُ * * * * والعُربُج العجوزُ ثم الأعقدُ
والأعنقُ الدرباسُ والعَمَلّسُ * * * * والقُطرُبُ الفُرنيُّ ثم الفَلحَسُ
والثَغِم الطَلقُ مع العواءِ * * * * * بالمدّ والقَصرِ على استواء
وعُدَّ من أسمائِهِ البصيرُ * * * * * وفيهِ لغزٌ قالَه خبيرُ
والعربُ قد سمّوهُ قدماً في النفيرِ * * داعي الضمير ثم هانىء الضمير
وهكذا سموه داعي الكَرَمِ * * * * مشيدَ الذكرِ متمّمَ النعَمِ
وثمثَمٌ وكالبٌ وهبلَعُ * * * * * ومُنذِرٌ وهجرَع وهَجرَعُ
ثم كُسَيبٌ علَم المذكّرِ * * * * * منه من الهمزةِ واللام عَرِي
والقَلَطِيُّ والسلوقِيُّ نِسبَه * * * * * كذلك الصينيُّ بذاك أشبَه
والمُستَطيرُ هائجُ الكلابِ * * * * * كذا رواهُ صاحبُ العُبابِ
والدرصُ والجروُ مثلّثُ الفا * * * * * لوَلَدِ الكلبِ أسامٍ تُلفى
والسمع فيما قاله الصوليُ * * * * وهو أبوُ خالدٍ المكنِيُّ
ونقَلوا الرُهدون للكلابِ * * * * * وكلبةٌ يُقالُ لها كَسابِ
مثلُ قطامِ علماً مَبنِيّاً * * * * * وكسبةٌ كذاك نقلاً رُوِيا
وخُذ لها العولَقَ والمُعاوِيَة * * * * * ولَعوة وكُن لذاكَ راوِيه
وولدُ الكلبِ من الذيبَة سمّ * * * * عُسبورةً وإن تُزِل حالَم تُلَم
وألحَقوا بذلِكَ الخَيهَفعى * * * * * وأن تُمَدَّ فهو جاءَ سمعا
وولدُ الكلبِ من ذيبٍ سُمي * * * * أو ثعلبٍ فيما رَوَوا بالديسَمِ
ثمَّ كلابُ الماءِ بالهراكِلَه * * * * * تُدعى وقِس فرداً على ما شاكََلَه
كذاكَ كلبُ الماءِ يَدعى القُندُسا * * فيما له ابنُ دحيةٍ قَدِ ائتَسى
وكلبةُ الماءِ هيَ القضاعَه * * * جميعُ ذاك أثبتوا سَماعَه
وعدّدوا من جنسهِ ابنَ آوى * * * ومَن سُماه دألٌ قد ساوى
ودُئِلٌ ودُؤلٌ والذُألان * * * * * وافتَح وضُمَّ معجَماً للذُألان
كذلك العِلوضًُ ثم النوفَلُ * * * واللعوَضُ السرحوب فيما نَقَلوا
والوَعُّ والعلوشُ ثم الوَعوَعُ * * * والشغبَر الوأواءُ فيما يُسمَعُ
هذا الذي من كُتُبٍ جمعتهُ * * * وما بدا من بعدِ ذا ألحَقتهُ
والحمدُ للّهِ هنا تمامُ * * * * * ثمَّ على نبيّهِ السلامُ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:13]ـ
55 - كتاب (نظام البلور في أسامي السنور)
للحافظ السيوطي
نسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:13]ـ
56 - كتاب (أسماء الحية)
لأبي عبد الله ابن خالويه
أشار إليه ابن فارس في (الصاحبي في فقه اللغة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:13]ـ
57 - كتاب (أسماء الحية)
لرضي الدين الصغاني
يوجد مخطوطا بمكتبة شهيد علي باشا ضمن مجموع برقم 2917
<< [تنبيه] >>>>>>>>
كل ما نقلته من كتب الأسماء المترادفات هو من كتاب (معجم المعاجم) لأحمد الشرقاوي إقبال
طبعة دار الغرب الإسلامي - الطبعة الثانية - 1993
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:13]ـ
58 - كتاب (أسماء الفأر)
للصغاني أيضا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:13]ـ
59 - كتاب (أسماء الدواهي)
للمبرد صاحب الكامل
نسبه إليه ابن النديم في الفهرست والقفطي في إنباه الرواة، والداودي في طبقات المفسرين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:14]ـ
60 - رسالة في أسماء الريح
لأبي عبد الله ابن خالويه
وهي صغيرة في ثلاث ورقات
طبعت بتحقيق الضامن ضمن مجموع فيما أحسب!
ووقع خطأ مطبعي في العنوان (أسماء التربح)!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:14]ـ
61 - رسالة في أسماء الريح
للصغاني
يوجد مخطوطا بمكتبة شهيد علي باشا ضمن مجموع برقم 2917
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:14]ـ
62 - الفائق في أسماء المائق
لأبي البركات الأنباري
نسبه لنفسه في نزهة الألباء في ترجمة أبي عمرو بن العلاء
وذكر محقق (أسرار العربية) أنه مفقود.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:14]ـ
63 - أسماء النكاح
للفيروزآبادي
نسبه له السيوطي في بغية الوعاة، والسخاوي في الضوء اللامع، وابن العماد في الشذرات والزبيدي في مقدمة التاج
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:15]ـ
64 - الإفصاح في أسماء النكاح
للسيوطي
نسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:15]ـ
65 - كتاب (معجم أسماء الأسد)
المؤلف: هزاع بن عيد الشمري
الناشر: دار أمية للنشر- الرياض
سنة النشر: 1410 هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:15]ـ
66 - أحكام (كل) وما عليه تدل
تأليف: تقي الدين السبكي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 06:16]ـ
لا يدخل في هذا الباب ما يلي:
= الكتب المصنفة في (لا إله إلا الله)
= الكتب المصنفة في (الاستعاذة) و (البسملة) و (الحمدلة)
= الكتب المصنفة في (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
والسبب في ذلك أنها كثيرة جدا فلا فائدة من محاولة إحصائها.
وأظنني وقفت على أسماء ما يقرب من مائة كتاب مفرد بالتصنيف في البسملة وحدها.
بل إن بعضهم أفرد مصنفا للكلام على باء البسملة فقط!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 08:30]ـ
بارك الله فيكم
هل يدخل في الباب الكتب المصنفة في إعراب كلمة؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 01:49]ـ
نعم يا أخي الكريم، يدخل دخولا أوليا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 03:11]ـ
حتَّى
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:00]ـ
وأضيف إلى ذلك:
(46) أحكام ((كُلٍّ)) وما عليه تدل: لتقي الدين على بن عبد الكافي السبكي، الشافعي، المتوفى: سنة 756، مطبوعة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:03]ـ
وفقك الله!
الكتاب مذكور في المشاركة (71)
وبارك الله فيك
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 05:10]ـ
ومن ذلك أيضا:
(47) رسالة في إعراب ((إن هذان لساحران)) لشيخ الإسلام ابن تيمية: مطبوع بتحقيق د/ حسن يوسف الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 05:14]ـ
(48) فجر الثمد في إعراب أكمل الحمد: للإمام جلال الدين السيوطي، المتوفى: سنة 911، ذكره في: فن النحو من الأشباه والنظائر.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 05:53]ـ
(49) التجريد في إعراب كلمة التوحيد: لملا علي القاري الهروي، علي بن سلطان محمد القاري الهروي، نور الدين، الفقيه الحنفي، نزيل مكة المتوفى بها سنة 1014
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 06:03]ـ
ومن ذلك أيضا:
(50) المرقاة في إعراب لا إله إلا الله: لابن الصائغ؛ محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن شمس الدين المعروف بابن الصائغ الزمردي الحنفي المتوفى بمصر سنة 577.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 06:08]ـ
ومن ذلك أيضا:
(51) السبيل في أعراب حسبنا الله ونعم الوكيل: للبرزنجي: محمد بن السيد عبد الرسول بن قلندر بن عبد السيد بن عبد الرسول الحسيني البرزنجي الشهرزوري ثم المدني الشافعي ولد سنة 1040 وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1103.
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 06:10]ـ
ومن ذلك أيضا:
(52) مَدُّ البَاعِ فِي إِعْرَابِ الأَذْرَاعِ: للشيخ محمد عظوم القيرواني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 06:32]ـ
ومن ذلك أيضا:
(53) اتحاف أولئ الالباب بشرح ما يتعلق في سي من الاعراب: للجوهري الصغير، محمد بن أحمد بن حسن بن عبد الكريم الجوهري الصغير، وهو شرح على منظومته في اعراب لا سيما مصر، طبع بمصر سنة: 1278، انظر: معجم المطبوعات 1/ 722.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم، و جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الخفيف الطريف ...
للشيخ علي الحلبي رسالة بعنوان (دفع المؤاخذة في اشتقاق حبذا) طبعت أو تحت الطبع عند دار المنهاج بالقاهرة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 01:34]ـ
31 - رسالة في "أيَّ" المشددة
تأليف: الشيخ عثمان النجدي الحنبلي
دار النشر: دار عمار / دار الفيحاء - الأردن - 1406هـ 1986م
الطبعة: الأولى، تحقيق: د عبد الفتاح الحموز.
بارك الله فيكم: للمؤلف رسالة بعنوان (كشف الضو عن معنى لو)، ذكرها من ترجم لها، و أظنها مخطوطة، و الله أعلم ...
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 02:05]ـ
جزيت خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 02:30]ـ
67_ رسالة في هلم جرا لابن هشام ذكرها السيوطي في الأشباه والنظائر والمزهر والزبيدي في التاج
68_ رسالة في الرد على ابن هشام في رسالته السابقة لأبي عبد الله الراعي ذكرها الفاسي كما في التاج للزبيدي
69_ رسالة في هلم جرا للفاسي كما في التاج
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 02:35]ـ
70_ رسالة في إعراب فضلاً وتارة ونحوهما من بقية العشرة كلمات لابن هشام
71_ رسالة في إعراب فضلاً وتارة ونحوهما للصناديقي الشافعي اختصر فيها رسالة ابن هشام كما في سلك الدرر للمرادي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 03:13]ـ
72_ رسالة في إعراب "لاسيما" لحسين بن محمد بن مصطفى البالي الغزي مخطوطة في الظاهرية كما في الأعلام للزركلي
73_ رسالة في اعراب "لا سيما" لجميل الشطي (الأعلام للزركلي)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 03:15]ـ
74_ منظومةٌ في معاني لفظ "العين" (مخطوطة) للعلامة أحمد السجاعي (الخطط التوقيفية ومقدمة تحقيق الغنيمان لرسالة السجاعي في لا سيما)
75_ رسالةٌ في الفرق بين الثَّوْر والتَّوْر والطَّوْر للسجاعي المصدر السابق
76_ اعراب (أرأيت) له (مخطوط) (المصدر السابق)
77_ فتحُ المالك فيما يتعلق بقول الناس: (وهو كذلك) بَيَّن فيه مرجع الضمير والإشارة في هذا القول له (مخطوط) (المصدر السابق)
78_ رسالةٌ في إعراب قول الإمام الشافعي: (قَلَّ مَنْ جَنَّ إلا وأَنْزَل) له (المصدر السابق)
79_ رسالةٌ في تصريف (أشياء) له (المصدر السابق)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 03:19]ـ
80_ رسالة في إعراب قولهم: " إن الضارب الشاتم والده كان زيداً " لأبي القاسم بن العريف القرطبي يستقصي فيها نحو 58 قولاً
(جذوة المقتبس وفهرست ابن خير وغيرها)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 03:32]ـ
81 - "الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء" لأبي حيان الأندلسي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 03:58]ـ
82 - "تصرفات: لو". أو: "كتاب: لو": لأبي البركات ابن الأنباري، (ت 577 هـ).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 03:59]ـ
83 - "زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء": لأبي البركات ابن الأنباري.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:03]ـ
84 - "فعلت وأفعلت": لأبي البركات ابن الأنباري.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:06]ـ
84 - "فعلت وأفعلت": لأبي البركات ابن الأنباري.
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
الكتب المصنفة في (فعلت وأفعلت) كثيرة، والمقصود منها الأفعال التي ترد على هذين الوزنين، إما باتفاق المعنى وإما باختلاف المعنى، كقولك: جبرت وأجبرت، ورجعت وأرجعت، وسقيت وأسقيت، وهي كثيرة جدا في كلام العرب.
فهذا النوع من التصنيف غير داخل في شرط الباب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:16]ـ
85 - "حيص بيص".
86 - "يعفون".
87 - "كلا وكلتا".
88 - "كيف".
98 - "ما".
90 - "مقترح السائل في: ويل أمه".
جميعها لابن الأنباري.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:18]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
الكتب المصنفة في (فعلت وأفعلت) كثيرة، والمقصود منها الأفعال التي ترد على هذين الوزنين، إما باتفاق المعنى وإما باختلاف المعنى، كقولك: جبرت وأجبرت، ورجعت وأرجعت، وسقيت وأسقيت، وهي كثيرة جدا في كلام العرب.
فهذا النوع من التصنيف غير داخل في شرط الباب.
هذه فائدة مهمة بالنسبة "لي"
جزاكم الله عنا خيرا شيخنا العزيز
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 10:45]ـ
91_ (ذكر الأسانيد في لفظة المسانيد) للسراج البلقيني ذكره في المحاسن ص112
وأثنى عليه في غير موضع وقال: فلينظر ما فيه فإنه من المهمات
وهو يرى جواز إثبات الياء فيها لكن الأولى عدم إثباتها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 07:58]ـ
حتَّى
سمعت من أحد المؤرّخين المحقّقين أنه يوجد دراسة مفردة مختصة بدراسة "حتّى"، فهل وقف أحد على هذه الدراسة؟
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيكم
هل كتاب: (العميان) للجاحظ على الشرط؟(/)
اللقاء الثالث في سلسلة (لقاءات المجلس العلمي) مع فضيلة الشيخ محمد بوخبزة الحسني.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 11:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحباب الكرام أعضاء المجلس العلمي وروَّاده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فيسرُّ إدارة المجلس ومشرفيه أن يعلنوا عن لقاء جديد في سلسلة (لقاءات المجلس العلمي) التي سبقت الإشارةُ إليها
وهذا اللقاء وهو الثالث في هذه السلسلة يجريه المجلس مع (فضيلة الشيخ أبي أويس محمد بوخبزة الحسني المغربي) حفظه الله.
ونأمل أن تكون الأسئلة العلمية المطروحة متعلقة بالكتب والمخطوطات والتاريخ وأفضل الطبعات والتحقيقات.
وسنستقبل أسئلتكم في هذا الموضوع، ثم تُعرَض على فضيلته للإجابة عليها، إن شاء الله تعالى.
نسأل الله أن يبارك في الشيخ، وينفع بعلمه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 12:05]ـ
يرجع الفضل في إجراء هذا اللقاء - بعد الله عز وجل - لأخينا الفاضل (عالي الهمة)
جزاه الله خيرًا ونفع به.
وهنا ترجمة لفضيلة الشيخ العلامة
أبي أويس محمد بوخبزة المغربي
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=64884&postcount=1
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 05:22]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا اللقاء المبارك.
سؤالي:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وبارك فيكم ونفع بكم:
الذي يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله كثيرا ما يجده يحيله على أجزاء حديثية كجزء في فضائل عشر ذي الحجة، وجزء في دعاء ختام المجلس ..... إلخ
فهل هذه الأجزاء متوفرة أم لا؟؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 05:44]ـ
بارك الله في إدارة منتدى الألوكة المبارك
وبإذن الله سنجني معا ثمار هذا اللقاء العلمي
مع مفخرة المغرب أبي أويس محمد الأمين بوخبزة الحسني المغربي حفظه الله ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد ..
بارك الله فيكم وأجزل لكم المثوبة وأعاننا وإياكم على اتباع الحق ولزومه.
اسأل عن أهم المصادر, مخطوطة ومطبوعة, والتي تفيد من يرغب في دراسة نوازل وفتاوى علماء المغرب الإسلامي ومواقفهم من الغزو والحروب والفتن التي وقعت في القرون الماضية والاستعمار الأخير, وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 01:33]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم و بارك الله في شيخنا الكريم
شيخنا المبارك أحسن الله إليكم ماهي أهم الكتب التاريخية التي تتحدث عن تاريخ المغرب خاصة التي تتحدث عن الإحتلال الأجنبي و سياسته المتبعة إبّان ذلك؟
كذلك ما هي أهم الكتب التي تتحدث عن تاريخ الأندلس و أسباب سقوط الإمارات الإسلامية؟ و الأعمال التي قام بها المحتل خلال سقوط الإمارة الإسلامية و بعدها؟
أرجوا أن تذكر لنا شيخنا الكريم المخطوطات التي لا توجد إلا في المغرب و أين مكانها؟
جزاكم الله تعالى كل خير و نفع بكم
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 03:23]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
سؤالي لفضيلة الشيخ حفظه الله عن كتاب ابن رشد: بداية المجتهد ونهاية المقتصد
ماهي أفضل طبعات هذا الكتاب
أحسن الله إليكم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 03:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياك الله شيخنا العلامة "أباأويس"وإني أشهد الله على حبكم في الله ونسأل الله ان يبارك فيكم
-بالنسبة للمناظرات التي جرت بين العلامة أبي محمد علي بن حزم الظاهري وابي الوليد الباجي المالكي ... هل هناك مخطوط أو كتاب يبين لنا ملابسات تلك المناظرات وهل صحيح ان ابن حزم قد أفحم في تلك المناظرات وتم طرده على حد قول المقري في نفح الطيب أم أنه طرد بقوة السلطان لابالحجة و البرهان كما ذكر الشيخ ابوزهرة في ترجمة ابن حزم؟
-لايخفى عليكم الهجمة الشرسة التي يشنها العلمانيون والحداثيون وأذنابهم على رموز الصحوة الإسلامية في بلدنا المغرب بدعوى محاربة الإرهاب والتطرف فماهي نصيحتكم للشباب وللعاملين في ميدان الدعوة تجاه هذا الأمر؟ وهل من المنطقي أن نتكلم في بعض الصادقين ونتهمهم بالتطرف والغلو والتكفير خاصة إن كانوا وراء القضبان بدعوى تصفية المنهج ...
-هل صحيح أنك ياشيخ تميل للمذهب الظاهري .. ؟
-هل من اخبار عن مسند بقي بن مخلد وكتاب الايصال لابن حزم؟
-مارأيك في كتاب "الاخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب" للشيخ فريد الأنصاري وهل فعلا السلفيون في المغرب يستصنمون المذهب الحنبلي بسبب الدعم البترودولاري؟
-هل هناك عناية بكتاب التمهيد لابن عبد البر ومارأيك في الطبعات الموجودة الان.؟
محبكم في الله إمام الأندلس الظاهري ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ حفظكم الله تعالى و رعاكم ماهي أفضل الكتب التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي و ماهي أحسن طبعاتها
بارك الله فيكم و أجزل لكم المثوبة
ـ[ابن رشد]ــــــــ[06 - Dec-2007, صباحاً 01:57]ـ
ٍس: ما رأيكم في وضع ميثاق شرف بين دور الطباعة ,وفيه الالتزام بالتحقيق العلمي ,وعدم التنافس المفضي للهدر المادي, والضعف العلمي؟
س: ألا ترى أنه لايوجد تعاون بين الكليات العلمية المتخصصة في المجال الشرعي ,وبين المهتمين بالمخطوطات, لاجل دعم طلاب الدراسات العليا لتحقيق تلك المخطوطات, وأن هناك عزوف من طلاب الدراسات العليا عن الاهتمام بتحقيق المخطوطات؟
س: لماذا لايكون هناك مؤتمر سنوي لدور لنشر ,لأجل تلاقح الافكار ,وتبادل الخبرات, وكذلك فضح الدوربالاسم التي طبعاتها تجارية بحته, وتحذير الناس منها؟
نفع الله بعلمكم ,وكثر الله من أمثالك
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:21]ـ
ما حكم عوام الروافض؟
وما رأيك في مسألة طلب السني الإجازة من المبتدع؟
ومتى يخرج المرء من دائرة أهل السنة والجماعة؟
ـ[أبويونس الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 02:47]ـ
فضيلة الشيخ محمد بوخبزة حفظه الله
-هل صحيح أن الشيخ احمد بن الصديق كان قد أحي مجالس إملاء الحديث بعدما انقطعت من زمن السيوطي؟ وكيف كانت طريقته في الإملاء؟
-ماهي أشهر آثار أحمد ابن الصديق المطبوعة والمخطوطة؟
-هل كان هناك أي لقاء بين ابني الصديق (أحمد و عبد الله) مع الشيخ ابن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي الجزائريين؟
-من هم أشهر علماء المذهب المالكي بالمغرب الأقصى في هذا القرن بما في ذلك الذين قضوا رحمهم الله.
-هل تسمحون بعنوانكم وهاتفكم للإتصال
محبكم (أبو يونس ابن عبد السلام الجزائري)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 03:30]ـ
شيخنا أعانكم الله و ايانا على طاعته ذكر الشيخ أحمد بن الصديق في البرهان الجلي و غيره أنه سيقوم بتأليف كتاب في تحقيق أصول وحدة الوجود و بيان أنها السبيل الوحيد الى التنزيه و الانتصار لها بحجج أفضل مما فعل الكوراني و النابلسي و غيرهما فهل ألف هذا الكتاب؟ و هل كان يصرح في مجالسه الخاصة بوحدة الوجود خاصة أن نبرته في الدفاع عنها في الكتب تخلو من التقية المعهودة عند أساطين هذه النحلة؟ و هل خلف دفاعه هذا تأثيرا فيمن أخذ عنه من علماء المغرب أم انه اقتصر على صاحبه؟
و بارك الله فيكم و نفعنا بعلومكم
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. يا شيخنا حفظكم الله لم لا تكتبون كتابا يتكلم عن سيرة شيخك شيخ الاسلام محمد بن العربي العلوي رحمه
وخصوصا أن أثار هذا الشيخ مفقودة فلعلكم تحيون ما اندرس من اثاره ومواقفه حتى يبقى ذكره ولا ينسى كما نسي عدد من العلماء الربانيين يسبب تفريط الناس في نشر علمهم.
والسؤال الثاني يتعلق بالشيخ علي بن عبد الحق الزرويلي المالكي الذي قال عنه ابن فرحون في الديباج /وكان أحد الأقطاب الذين تدور عليهم الفتوى أيام حياته / فالسؤال عن عقيدة هذا الشيخ هل هو سلفي أم أشعري. وشرحه على الرسالة هل طبع أم لم يطبع.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 08:42]ـ
أحسن الله اليكم سمعت كثيرا عن الأخطاء الفادحة الموجودة فى بعض طبعات الكتب فهل اذا اردت شراء كتاب اسأل اهل العلم عن أفضل الطبعات وقرأت انه المنبغى شراء الطبعة التى طبعت فى حياة كاتب الكتاب وسؤالى الثانى اليست هذه الطبعة تنتنهى من الاسواق نهائيا بنفاد الكمية أم قبل نفادها يستنسخ عليها وهكذا بحيث تبقى الطبعة كما هى منقولة من الطبعة التى طبعت فى حياة الكاتب؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وجزاكم الله خير الجزاء وأورثكم الفردوس الأعلى
أرجو حفظكم الله إلقاء الضوء على مستقبل التصوف حسبما تَرَوْنَه حفظكم الله وبارك فيكم.
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبو وئام]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 05:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا بارك الله فيكم، كنت اطلعت على كناشة مخطوطة فيها ما تحتويه خزانتكم من نفائس، فهل من سبيل إلى تصويرها ونشرها
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 03:20]ـ
شيخنا الحبيب جزاكم الله عن جهودكم خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
سؤالي الأول عن ملاحظاتك حول الأسماء الآتية في تحقيق التراث العلمي:
عبد السلام هارون، علي الحلبي، مشهور آل سلمان، جمال عزون، رضا بوشامة.
سؤالي الثاني: عن جماعة العدل والإحسان في المغرب فقد رأيت لك كلمة ألقيتها تحذر منها ومن تخاريفها.
فما هي أصول هذه الجماعة؟ وهل برنامجها السياسي الذي يبدو للبعض خيرا يشفع لبعض الرؤوس ممن ينتمون إليها.
سؤالي الثالث: هل هناك من المالكية من تكلم عن الأشاعرة مصرحا بإسمهم الذي يعرفون به.
وهل ما ذكره ابن عبد البر بسنده عن ابن خويز منداذ يصح عنه، خاصة وأنه غير موجود في بعض الطبعات.
سؤالي الرابع:
هل هناك كتاب تنصحوننا به حول المسائل التي يكثر فيها الجدال في مساجدنا:
القنوت في الفجر، القبض في الصلاة، التكبير الجماعي.
التسبيح في العيدين بدل التكبير المأثور .....
بيض الله وجوهكم ونفع الله بكم.
ابنكم كمال الجزائري أبو معاوية. عفا الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حذيفة هشام الجزائري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 11:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الشيخ الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في كتب شروح الحديث المطبوعة بدار الكتب العلمية عموما وفتح الباري تحديدا وهل فعلا فيه تصحيفات وسقط؟
بارك الله فيكم وجزاكم عناخير الجزاء
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر ادارة هذا الصرح المبارك على استضافة الشيخ المبارك الشيخ بوخبزة أطال الله في عمره
شيخنا أرجوا أفادتنا حول كتاب بداية المجتهد لابن رشد فقد ذكر الشيخ أحمد الغماري أن هناك شرحاً أو تحقيقاً أوسع من هذا الذي هو مطبوع الآن فما رأي فضيلتكم حول هذا الكلام
ثانيا: كثيراً من الشيوخ من يطالب بخدمة الفقه المالكي فما هي الصورة الحقيقية في نظر فضيلتكم لخدمة الفقه المالكي
ثالثاً: هل لكم سابق معرفة بالشيخ البشير الإبراهيمي وهل اطلعتم على شيئ من تصانيفه
وشكر الله لكم
ـ[أبو زكرياء]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 07:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر الإدارة هذا على استضافة الشيخ المبارك الشيخ بوخبزة غفر الله له و لجميع المسلمين
لي أربع أسئلة:
الأول: حول عقيدة القاضي عبدالوهاب المالكي من خلال شرحه للرسالة.
الثاني: حول توقيت الفجر الذي يصدر عن الوزارة المعنية في بلاد المغرب هل يوافق السنة.
الثالث: حدث عندنا هنا أنه في بعض المساجد يقرؤون القرآن بشكل جماعي لكن بصورة غير معهودة لكي يتجنبوا انتقداتنا، حيث أصبحوا يقرؤون القرآن بشكل جماعي لكن مجودا بقيادة الإمام، فلما تحدثنا معهم قالو لنا لكي يتعلم الناس التلاوة بشكل صحيح و قد أجازه العلماء. فما حكم هذة الصورة من فضلكم؟
الرابع: ما حكم الرهن و 'الساروت'؟
و بارك في علمكم و أمد في عمركم على طاعته. وشكر الله لكم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى هنا نتوقف في تلقي أسئلة الأعضاء الكرام، فقد طرح الإخوة عددًا لا بأس به من الأسئلة، نرجو أن يتسع وقت فضيلة الشيخ للإجابة عليها.
ونشكر لكل من ساهم في هذا الموضوع بالأسئلة والدعاء، ونحيطكم علمًا بأنه سوف يتم عرض أسئلتكم على فضيلة الشيخ وبمجرد وصول الإجابة عليها سيتم نشرها وتثبيتها هنا في المجلس العلمي إن شاء الله.
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم ونفع بكم.(/)
دور دولة المرابطين السنيين في نشر السنة والعلم في ديار المغرب وإفريقيا والأندلس
ـ[ابو البراء]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دور دولة المرابطين السنيين في نشر السنة والعلم
في ديار المغرب وإفريقيا والأندلس
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين الذي لا نبي بعده، ثم أما بعد: لقد وقع تحول كبير في تغيير مسار الحروب الصليبية التي كانت تشن على المغرب وأهله، من خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، بسبب قيام دولة سنية مرابطة على ثغور ديار الإسلام، فنشأت هذه الأمة الصالحة على أسس صحيحة متينة، فتقوى المسلمون بتلك الديار وقويت شوكتهم، وازدهرت بلادهم، وعُدَّت تلك العقود من أخصب فترات حياة المغاربة، وقام على أرضهم أكبر كيان يدعو إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى، فعرفت تلك المناطق في ذلك الوقت تقدما كبيرا أولا بسبب العقيدة الصحيحة، ثانيا بوحدة القبائل البربرية حول قيادتهم، وعلى وجه الخصوص قبيلة "صنهاجة" التي تضم سبعين قبيلة كبيرة من قبائل البربر، وقد شارك المرابطون في تطوير أهل المغرب علميا، وسياسيا، واقتصاديا، وعسكريا، واجتماعيا، فبسطوا نفوذهم على مناطق شاسعة، حتى وصلوا إلى السودان، وأمنوا السواحل من غزو الكفار الأشرار، وحموا ثغور بلاد الإسلام من التوسع النصراني، وشاركوا إخوانهم من أهل الأندلس في جهادهم ضد عباد الصليب المحاربين، فأرسوا بفضل الله وتوفيقه قواعد الأمن والآمان، فكان ذلك عاملا أساسيا في قيام الحضارة الإسلامية في ديار المغاربة ولله الحمد، ولقد قامت «دولة المرابطين السنية» على أساس دعوة دينية سليمة تدعو إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنمت شوكتهم، وقويت جماعتهم في نصر الحق، والدفاع عنه بقوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فازدهرت دعوتهم في جنوب "المغرب الأقصى»، وفي بعض جزر الرباط بالسنغال"، ولقد كانت أمة المرابطين حقا صفحات مشرقة في تاريخ الإسلام السني في المغرب العربي، وفي دول الجنوب بفضل أهل الله تعالى، ثم بجهود الفقيه المالكي "عبد الله ابن ياسين"، الذي كان يتمتع إلى جانب علمه وفقهه، ببعد النظر في الأحوال السياسية، وقوة البصيرة في تسيير الرعية، فتوجه رحمه الله تعالى إلى قبيلة "جدالة البربرية" بصحبة زعيمها وقائدها «يحيى بن إبراهيم»، ففرحت بمقدمه الجموع الكثيرة، ولقد توغل عبد الله بن ياسين في قبائل الصحراء البربرية لدعوة قبائل "صنهاجة" إلى تصحيح المعتقد، والعمل بأحكام الصحيح، وكون رجالا صالحين من أمثال " الأمير يحيى بن إبراهيم"، "وأبو بكر بن عمر"، "ويوسف بن تاشفين"، ونجح شيوخ المرابطين إلى إدخال الإسلام في كثير من المحافظات الإفريقية المعزولة، ونشر تعاليمه في غانا، والسنغال، وقبائل المالي، والنيجر، والسودان، ففي البداية لم يستطيع شيوخ المالكية السيطرة على الوضع الكامل لمعارضة أهل الترف لما جاء به المرابطون من الدعوة إلى العدل، والعمل للآخرة، فظهرت منهم جفوة غليظة، وإعراض عن الدعوة حين بدأ «عبد الله بن ياسين» في تغيير ما ألفوه من عادات الترف، وملذات التنعم، فخالفت دعوتهم عادات أهل الأمر لما جاءوا به من تجديد في الحياة، والعمل بأحكام الدين، وإزالة المنكرات والفواحش، فظن الزعماء والحكام أنهم ينتقصون حقوقهم، وقالوا أن الشيخ عبد الله ياسين: " يزدري بنا، ويُسوِّى بينا وبين موالينا، ويبخس حقنا، ويحرمنا من حقنا"، فساءت العلاقة بينهم وبين «الشيخ الفقيه العالم"، فنهبوا داره، وهدموها، وأعلنوا له العداوة ولأتباعه، فاضطر رحمه الله إلى الرحيل بمن معه من أهل الصلاح والخير إلى جزيرة منعزلة بالسنغال، وبدأ «الفقيه المجاهد بن ياسين» في هذه الجزيرة إعداد تلاميذه علميا ودعويا، ونشر الدعوة فقهيا، فذاع صيته، وكثر عدد أتباعه، فأطلق عليهم لقب: «المرابطين»، ومضوا رضي الله عنهم في تنفيذ ما هموا به من إصلاح الناس، وقد بدأ المرابطون في نشر دعوتهم بين قبيلة «جدالة» التي تمردت على «ابن ياسين» من قبل، فقصدوا قبيلتى «لمتونة»، و «سوقة»، ونجحوا في نشر دعوتهم بينهما، فكان ذلك مدعاة لانضواء بقية القبائل تحت لوائهم، وتُوفِّى الأمير «يحيى بن
(يُتْبَعُ)
(/)
إبراهيم الجدالي في سنة (447ه= 1055م)، فاختار «الفقيه عبد الله بن ياسين» الزعيم " يحيى بن محلا كاكين اللمتوني البربري» قائدًا لجند المرابطين الأبرار، فانتقلت بذلك السلطة العسكرية من «قبيلة جدالة»، إلى «قبيلة لمتونة» التي كانت تتمتع بمكانة رفيعة مرموقة بين بقية «قبائل الملثمين»، ولقد كانت هذه القبيلة تسيطر على طرق التجارة، وهكذا ظهرت قبيلة «لمتونة البربرية» على مسرح الأحداث، وتتابع أبناؤها في السلطة حتى نهاية حكم دولة المرابطين السنية، و فى سنة "447ه = 1055م" استغاث فقهاء كثير من القبائل البربرية من «درعة»، و «سجلماسة» بالشيخ الفقيه "عبد الله بن ياسين" بعد الله تعالى لإنقاذ بلادهم من الفساد والظلم، فاستجاب المرابطون لهذه الدعوة، فتوجهوا إلى «درعة» و «سجلماسة»، وتمكنوا من إخضاعها إلى الطاعة والصلاح، فقضوا على مظاهر الفساد والظلم بتلك الديار، وكذلك قبيلة "مغرادة البربرية"، و ولى المرابطون عمالا تابعين لهم على هذه البلاد، فوقعت اضطرابات في مدينة «سجلماسة"، ولكن المرابطين تمكنوا من إحكام السيطرة عليها، فقتل زعيمهم وقائدهم «يحيى اللمتونى»، في تلك المعارك، فاختيارالشيخ الفقيه "عبد الله بن ياسين" القائد الزعيم «أبى بكر بن عمر» لصلاحه وتقواه، وكان من أهل الزهد والعبادة، ففي سنة (448ه= 1056م) لقيادة الجيوش المرابطة، فانتقل «أبو بكربن عمر» بالدعوة من مرحلة مساعدة "سجلماسة" و"درعة" إلى مرحلة تطهير الفساد العقائدي الشركي السائد بين جهال الناس، فدخل المرابطون مع قبائل "برغواطة" التي ادعت النبوة وغيرت الملة، واعتنقت المجوسية:" ففي إحدى المعارك، أصيب الداعية العالم الشيخ الفقيه «عبد الله بن ياسين» في إحداها بإصابات قاتلة فمات رحمه الله تعالى في سنة (451ه= 1059م)، وواصل «أبو بكر بن عمر» جهاده، غفرَّق جموع «برغواطة المشركة الكافرة»، واستأصل شأفتهم وأزال دينهم الباطل، وعبادتهم الكافرة، وادعاءهم النبوة، ثم رجع إلى مدينة «أغمات البربرية» التي اتخذها عاصمة له، وقد شاركه في كل تلك الإصلاحات الربانية ابن عمه «يوسف بن تاشفين الصنهاجى اللمتوني البربري»، الذي أثبت الكفاءة العالية، والمقدرة الفائقة، وحقق نجاحًا بارزًا، غير أن أحداثًا، واضطرابات وقعت بالصحراء، جعلت «الشيخ أبا بكربن عمر» يتوجه إلى الجنوب تاركًا قيادة بقية المرابطين لابن عمه "يوسف بن تاشفين"، ويعد «ابن تاشفين» من الزعماء الكبار المؤسسين للمرابطين بالمغرب، وقد اجتمعت فيه صفات عظيمة من زعامة، وشجاعة، وقيادة حازمة، فالتفت حوله المرابطون، وشرعوا في بناء دولتهم القويمة بمدينة «مراكش» التي تعتبر العاصمة الجديدة للمرابطين، وكان ذلك سنة (454ه = 1062م)، ولقد نجح "الشيخ يوسف بن تاشفين" في بسط نفوذه المرابطين على «المغرب الأقصى إلى مورتنيا» في سنة (467ه= 1074م)، و قد نجح " يوسف بن تاشفين» في توحيد المسلمين، وجمع شتاتهم، فاستطاع بفضل الله تعالى وقف الزحف النصراني على بلاد الأندلس والمغرب العربي، فضمَّ الأندلس إلى «دولة المرابطين» خشية الفتن، والعودة إلى نزاع ملوك الطوائف، وتوفي يوسف رحمه الله تعالى " سنة خمسمائة هجرية 1106م "، بعد مريض ألزمه الفراس لمدة سنة، ودفن بمدينة «مراكش»، فنسأل الله تعالى أن يرحمه وسائر إخوانه العلماء والصالحين والمرابطين آمين، قال الله تعالى: {لله الأمر من قبل و من بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر .. }.
و كتبه
عبد الفتاح حمداش زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://merathdz.com/play-1040.html
ـ[أبو وئام]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 06:54]ـ
بارك الله فيكم
وإلى الدولة المرابطية يرجع الفضل في نشر المذهب المالكي في بلاد المغرب العربي(/)
إذا قال فلان قال شيخنا فمن المراد؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 10:55]ـ
أحسن الله خاتمتنا وخاتمتكم
إذا قال الزبيدي في التاج قال شيخنا فمن المراد؟؟ هل هو ابن الطيب الفاسي أم رضي الدين المزجاجي أم غيرهما؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 11:07]ـ
ننتظر شيخنا؟ (:
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 11:25]ـ
شيخنا هذا دور (ابتسامة)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 12:11]ـ
جزاكم الله خيرا
نعم
هو ابن الطيب الفاسي
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 12:13]ـ
عذرا على التطفل،لكن لعله يقصد ابن الطيب الفاسي؛لأن له حاشية على القاموس،قال الزبيدي في مقدمة تاج العروس ((من أجمع ما كُتِب عليه مما سمعتُ ورأيتُ شرحُ شيخنا الإمام اللغويّ أبي عبد الله محمد بن الطَّيِّب بن محمد الفاسيّ المولوّد بفاس سنة 1110، والمتوفّي بالمدينة المنوَّرة سنة 1170، وهو عُمدتي في هذا الفنّ والمقلِّد جيدي العاطل بِحُلى تقريرِه المستحسن وشَرحُه هذا عندي في مجلّدين ضخمين)) فلعله كان ينقل من هذه الحاشية.
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 12:23]ـ
كما قالا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 12:33]ـ
وقال الزبيدي أيضا في مقدمة "التاج":
(وأنا مع ذلك لا أدَّعي فيه دَعْوى، فأقول: شافَهْتُ أو سمعت أو شَددْتُ أو رحَلت أو أخطأَ فلانٌ أو أصاب أو غَلِطَ القائلُ في الخطاب، فكلُّ هذه الدَّعاوى لم يَترك فيها "شيخُنا" لقائلٍ مقالاً، ولم يُخْلِ لأحدٍ فيها مَجالاً، فإنه عُنِيَ في "شرحه" عمَّن رَوى، وبَرْهن عمَّا حَوَى، ويَسَّر في خَطْبِه فادَّعى، ولعمري لقد جَمع فأوْعَى، وأتى بالمقاصد ووَفَّى، وليس لي في هذا الشرح فضيلةٌ أمُتُّ بها، ولا وسيلة أتمسّك بها، سوى أنّني جمعتُ فيه ما تفرّق في تلك الكُتب من منطوق ومفهوم، وبسطتُ القولَ فيه ولم أشبَعْ باليسير ... ).اهـ
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 12:49]ـ
الله المستعان،،،،
شيخنا ابن السائح،
المعذرة،
فلم أنتبه إلى جوابكم،وليس لمثلي أن يتكلم بعدكم،أرجو المعذرة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 10:13]ـ
جزاكم الله خيرا
/// هل نص الزبيدي على ذلك أم عُلم بالاستقراء والقرائن؟؟
/// وإذا قال ابن ناجي "شيخنا" فمن المراد؟؟ وإذا قال "بعض شيوخنا" فمن المراد؟؟
/// وإذا قال أبو الوفا ابن عقيل "شيخنا" فمن المراد؟؟
/// وإذا قال ابن حجر في التحفة "شيخنا " فمن المراد؟؟
/// وإذا ابن مفلح "شيخنا" فمن المراد؟؟
/// وإذا قال ابن تميم في المختصر "شيخنا" فمن المراد؟؟
/// وإذا قال البرزلي "شيخنا" أو "شيخنا الإمام" فمن المراد؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 03:21]ـ
هل طُرح الموضوع من قبل؟!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 03:24]ـ
/// وإذا قال أبو الخطاب الكلوذاني شيخنا فمن المراد؟؟
/// وإذا قال ابن القيم شيخنا فمن المراد؟؟
/// وإذا قال الخطيب الشربيني شيخي فمن المراد؟؟
/// وإذا قال الدردير أبو البركات شيخنا فمن المراد؟؟
/// وإذا قال الخرشي شيخنا الصغير أو شيخنا أو شيخنا عبد الله أو شيخنا السيد فمن المراد؟؟
/// وإذا قال الخطيب الشربيني شيخنا فمن المراد؟؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 02:08]ـ
ألا، هل من مجيب؟!(/)
«رَحَلاَتُ أهلِ العِلْمِ في الحَجِّ»، للعلاّمة عبد الكريم الخُضَيْر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 01:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام، وحج البيت الحرام، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها الإخوة الكرام:
الرحلة إلى حج بيت الله الحرام، رحلة خير وبركة على من وفق الله -تبارك وتعالى- ومن خيرات هذه الرحلة أنها مشرع روي، وسبيل من سبل التصنيف عند العلماء؛ يدونون فيها مروياتهم، ويكتبون فيها ملاقاتهم بالعلماء، ويذكرون فيها اختياراتهم العلمية في أبواب العلم المختلفة.
ولعل ذلك يصدق قول تبارك وتعالى -بل هو مما يصدق قول الله -تبارك وتعالى-: ? لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ? [(27) سورة الحج].
ونحن في هذه الليلة نستضيف فضيلة شيخنا العلامة الشيخ الدكتور / عبد الكريم بن عبد الله الخضير، ليحدثنا عن محاضرة -سمعتم بل قرأتم عنوانها- وهي: رحلة العلماء إلى حج بيت الله الحرام، وفضيلته حينما يتحدث عن هذا الموضوع فإنه سيحدثنا حديث العارف الخبير؛ فإنه حفظه الله له اطلاع واسع على كتب أهل العلم، وله قراءة ممتدة في الفنون المختلفة.
فنسأل الله أن يثيبه لقاء ما أجاب من هذه الدعوة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرفع درجاته، وأن يوفقه إلى كل خير، فليتفضل مشكوراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد طلب مني الأخ الشيخ الفاضل الدكتور/ عبد المحسن -حفظه الله- أن أساهم في دورتهم هذه العلمية بحديث عن الرحلات العلمية المتعلقة بالحج.
وهذا الكلام في هذا الموضوع لا شك أنه يحتاج إلى أديب؛ فجل من كتب في هذا المجال له يد طولى في الأدب، ولا تجدون من أهل العلم الصرف ممن كتب إلا القليل النادر، وإذا كتب فإنه يكتب منسكاً، يسميه رحلة، على طريقة أهل العلم، وأما من كتب في الموضوع ممن يشد القارئ إلى هذه الرحلة فهم من لهم عناية في الأدب، ولذا تجدون كل من كتب في الجملة له يد طولى في الأدب كما سيأتي في تراجم بعضهم، ولذا لو طلب مني فضيلته أن أتحدث عن رحلتي الخاصة أو عن رحلاتي إلى الحج ما أجبته؛ لأني لست من أهل الأدب.
الأدب المقصود به أدب الدرس، وإلا فأدب النفس معروف، كل من ينتسب إلى العلم يظن فيه إن شاء الله هذا.
أنا أتحدث عن الكتب والرحلات باعتبار أنها كتب، ولي شيء من الدراية والخبرة بالكتب، لكن مع الأسف أن كتب الرحلات وكتب الدواوين وكتب الأدب عموماً عندي -في مكتبتي- مركوم بعضها على بعض منذ أمد طويل؛ رجاء أن يتسنى الوقت لترتيبها وتنظيمها، ولذا لا تجد في هذه الكتب مما قرأته ودونته فوائده، إنما كتب من الكتب الطارفة يعني ما هي من التليدة.
على كل حال، لا بد من إجابة الدعوة؛ لأن الداعي له حق عليَّ بلا شك وهو أثير عندي فلا أستطيع رد الدعوة، وإن كانت كتبي غير مهيأة للنظر فيها، لا سيما في هذا المجال، ولذا قد تجدون شيئاً مما توقعتم أكثر منه.
على كل حال الله -جلا وعلا- أمر نبيه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لما بنى البيت بقوله -جل وعلا-: ? وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ? [(27) سورة الحج].
يقول القرطبي: لما فرغ إبراهيم -عليه السلام- من بناء البيت، وقيل له: أذن في الناس بالحج، قال: يا رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعليَّ البلاغ، فصعد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام وعلى نبينا- جبل أبي قبيس وصاح: يا أيها الناس، إن الله قد أمركم بحج هذا البيت؛ ليثيبكم به الجنة ويجيركم من عذاب النار فحجوا، فأجابه -كما في الرواية- من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك، فمن أجاب يومئذ حج على قدر الإجابة، إن أجابه مرة حج مرة، وإن أجاب مرتين حج مرتين، وجرت التلبية على ذلك، قاله ابن عباس وابن جبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمة الله عليه-: ذكر المفسرون أنه لما أمره ربه أن يؤذن في الناس بالحج، قال: يا رب، كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟! فقال: ناد وعلينا البلاغ.
فقام على مقامه -هناك في الرواية الأولى على جبل أبي قبيس- فقام على مقامه، وقيل على الحجر، وقيل على الصفا، وقيل على أبي قبيس، وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه، فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل من سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك.
قال الإمام الحافظ ابن كثير -رحمه الله- بعد أن ذكر هذا الكلام: هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير، وغير واحد من السلف، والله أعلم.
وأوردها ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما مطولة.
ولما ذكر في الآية الرجال والركبان أجمع العلماء على جواز الركوب والمشي، واختلفوا في الأفضل منهما فذهب مالك والشافعي وآخرين إلى أن الركوب أفضل اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ولكثرة النفقة، ولتعظيم شعائر الحج بأبهة الركوب، وذهب غيرهم إلى أن المشي أفضل لما فيه من المشقة على النفس ولتقديمه في الآية.
يقول القرطبي: استدل بعض العلماء بسقوط ذكر البحر: ? رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ? [(27) سورة الحج] هذا المذكور في الآية، لكن ما ذكر بحر ولا جو، يقول القرطبي: استدل بعض العلماء بسقوط ذكر البحر من هذه الآية على أن فرض الحج بالبحر ساقط.
قال مالك: لا أسمع للبحر ذكراً، وهذا تأنس، لا أنه يلزم من سقوط ذكره سقوط الفرض فيه؛ وذلك أن مكة ليست على ضفة بحر يأتيها الناس في السفن، ولا بد لمن ركب البحر أن يصير في إتيان مكة إما راجلاً وإما على ضامر، فإنما ذكرت حالتا الوصول -يعني إلى مكة- وإسقاط فرض الحج بمجرد البحر ليس بالكثير ولا بالقوى. لماذا؟ لأن الغالب السلامة، ولكن إذا كان الغالب الهلاك لسقط الحج، لمن لا يستطيع إلا بركوب البحر، أو بركوب جو مثله.
يقول: فأما إذا اقترن به عدو وخوف أو هول شديد أو مرض يلحق شخصاً، فمالك والشافعي وجمهور الناس على سقوط الوجوب بهذه الأعذار، وأنه ليس بسبيل يستطاع.
أقول، وقل مثل هذا في ركوب الجو الطائرة مثلاً، فبعض الناس لا يطيقه ويحصل له ما يحصل لراكب البحر من الدوار وغيره، الذي لا يستطيع ركوب البحر يلحقه بذلك ألم شديد أو مرض مثلاً، قل مثل هذا في الجو، إذا كان لا يستطيع حينئذ يعذر، كمن لا يثبت على الراحلة، ولذا لم يقل أحد من أهل العلم أنه يلزم أن يشد على الراحلة حتى يصل، وليس معنى هذا أن يتساهل الناس يقولون: الطيران في الجو، ما الذي يمسكها؟ يمسكها الذي يمسك الطير، والغالب ولله الحمد السلامة، ما يحصل ولا واحد من ألف، وهذه النسبة ولو حصلت غير منظور إليها، ولذا يجب الحج بالاستطاعة، سواءً كان ماشياً أو راكباً على أي وسيلة مباحة كانت، استجابة لهذا النداء وامتداداً له، فرض الحج على هذه الأمة وشدد فيه حتى جعل ركناً من أركان الإسلام، يقول الله -جل وعلا-: ? وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ? [(97) سورة آل عمران]، وفي الصحيح من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج لمن استطاع إليه سبيلاً، وصوم رمضان)) متفق عليه.
فوجب على كل قادر أن يحج، فلبى المسلمون بتلبية نبيهم الذي لبى بالتوحيد، وسيأتي في ذكر بعض هذه الرحلات ما يناقض ويخالف هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما حصل من بعض الرحالين، بل من مشاهيرهم وكبارهم وممن عني برحلاتهم ما ينقض كلمة التوحيد، من وقوفهم على المشاهد والمزارات ودعائهم الموتى وتوسلهم بالصالحين، وطلب الحاجات منهم، هذا كثير، مع الأسف أنه لو أردنا أن نذكر مثال لكل باب من أبواب التوحيد الذي صنفه الإمام المجدد -رحمه الله- من رحلة ابن بطوطة، أشهر الرحلات لوجدنا ما يشهد لكلامه -رحمه الله- وما ينقضه، فتجده يطلع الجبل أسبوع ليقف على قبر، ذكر له أنه قبر رجل صالح، ويعكف عنده، ويبدو منه من الشركيات ما الله به عليم، وهذا كثير في رحلته، وأيضاً هو موجود في الرحلات الأخرى، لكن هذه الرحلة على وجه الخصوص، لا بد من ذكر مثل هذه الأمور؛ لأنها منتشرة شائعة بين الناس وترجمت إلى جميع اللغات الحية، وعني بها وقررت في بعض الدول كمنهج دراسي، والحديث عنها يأتي قريباً إن شاء الله تعالى.
فوجب على كل قادر أن يحج البيت، فلبى المسلمون واستجابوا فلم يترك الحج إلا غير المستطيع ممن عذره الله -عز وجل- أو من تساهل في تعجيله فاخترمته المنية قبل ذلك، هذا بالنسبة لعموم المسلمين، وأما بالنسبة للعلماء فلم يذكر منهم ممن لم يحج إلا النزر اليسير.
ممن لم يحج كابن حزم -رحمه الله- ذكر ذلك ابن القيم عنه في زاد المعاد، ولعل سبب أوهامه في بعض مسائل الحج يرجع إلى هذا، كونه لم يحج، ولو حج لتغيرت بعض آرائه.
وذكر عن بعضهم أنه صنف في المناسك، فلما حج أحرق كتابه، وصنف كتاباً آخر، وكما جاء في الخبر: "ليس الخبر كالعيان، ليس الخبر كالمعاينة".
حج المسلمون امتثالاً لأمر ربهم رجالاً ونساءً علماءً وعامة، والذي يعنينا منهم العلماء الذين هم موضوع الدرس (رحلات العلماء في الحج).
والعلماء اختلفت طرائقهم أثناء حجهم، وكل له طريقته ومنهجه:
فمنهم من زاول في حجه العبادات الخاصة، واغتنم فضل الزمان والمكان فأكثر من النوافل ومن الأذكار والابتهال، وقراءة القرآن على الوجه المأمور به، واستغل هذا المكان بهذه العبادات الخاصة، ولا شك أن هذا خير كثير لمن وفق له.
ومنهم من فعل ذلك وزاد عليه بأن تصدر للنفع العام، ووقف نفسه ووقته وجهده لاستقبال الناس وإفتائهم وإرشادهم، والمقرر عند أهل العلم أن النفع المتعدي أفضل من اللازم في الجملة، لا يورد علينا أن الصلاة أفضل من الزكاة، لكن في الجملة النفع المتعدي -لا سيما في النوافل- أفضل من النفع القاصر، هذا المقرر عند أهل العلم، ولذا صار طلب العلم عند جماهير أهل العلم أفضل من نوافل العبادات؛ لأن نفعه متعدي ينتفع به الإنسان وينفع به غيره.
هؤلاء العلماء إذا وصلوا إلى تلك الأماكن، كل سلك مسلكه، وكل بحث عما يناسبه، فتجد القارئ يبحث عن القراء ويستفيد منهم ويفيدهم، وتجد المحدث يبحث عن المحدثين، ويستفيد منهم ويفيدهم، وتجد الفقيه كذلك، والمؤرخ كذلك، والأديب كذلك، وكل من له اهتمام بشيء بحث عن نظرائه وحاورهم وطارحهم وناقشهم واستفاد منهم وأفادهم، وهذا موجود في الرحلات، كل من كتب في الرحلات يظهر نفَسُه في كتابه وما يميل إليه.
كثير من أهل العلم ما دونوا هذه الرحلات وإن اشتملت على فوائد عظيمة، كثير منهم ما دونت رحلاتهم؛ والسبب في ذلك ما أشرت إليه في التقدمة، أن هذه المدونات جل مؤلفيها ممن له عناية بالأدب ممن يستطيع أن يصوغ المشاهدات، بعض الناس يشاهد لكن لا يستطيع أن يعبر عما شاهد وإن كان من أهل العلم، يعني ليست له دربة ولا خبرة بالعبارات والأساليب والأشعار وحفظ ما ذكر في هذه الأماكن، إنما يهمه قال الله وقال رسوله والحلال والحرام، ونِعْمَ ما اهتم به.
لكن من له عناية بالأدب تجده يشاهد، ربع ساعة فيكتب ما يقرأ في ساعة، وهذا موجود إلى وقتنا هذا، تجد من ينتسب إلى العلم من طبع له أكثر من مائة رحلة، وما زال يسافر ويكتب ويدون، فهي قدرات ? إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى? [(4) سورة الليل]، فمنهم من يتجه إلى القرآن وما يخدم القرآن ويكتب فيه ويصرف جل همه فيه، ونعم ما سلك، ومنهم من يصرف همته إلى السنة، ومنهم من ينصرف إلى الحلال والحرام، وغير ذلك من العلوم، ومنهم من يصرف نفسه -جهده ووقته- في القيل والقال، ومع الأسف أن هذا ملاحظ حتى في تلك الأماكن في تلك الأوقات الفاضلة تجد بعض طلاب العلم يذهب وقته سدى قيل، وقال، في اللغو والرفث، فمثل هذا عليه أن يرجع،
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يراجع نفسه،
يسمع قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) وأربعة أيام لا يستطيع أن يملك نفسه، لماذا؟ لأن بقية وقته، وطيلة عمره في القيل والقال، ما تعرف على الله في الرخاء ليعرف في الشدة، على كل حال على طالب العلم أن يسلك الجادة، وأن يهتم بنفسه، وأن يحرص كل الحرص على اكتساب المغانم قبل فوات الأوان.
أقول: قليل من أهل العلم من سجل هذه الفوائد التي مرت عليه سواءً كانت منه أو من غيره في مدون على أن أكثر هذا القليل، الكثير من هذا القليل من الرحلات المدونة، عني كاتبوها فيه بذكر الآثار في بلاد الحرمين، وكثير منه لا يسلم من ابتداع، وهم يتفاوتون: منهم المبتدع البدعة المخففة، ومنهم من دون في رحلته البدع المغلظة.
من هذه الرحلات المدونة، بل من أقدمها: رحلة ابن جبير، وهو أبو الحسين، هذه رحلته، رحلة ابن جبير أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي الشاطبي البلنسي، مولده ليلة السبت عاشر ربيع الأول سنة أربعين وخمسمائة ببلنسية، أخذ القراءات وعني بالأدب فبلغ الغاية فيه، وتقدم في صناعة القريظ والكتابة.
ومن شعره أثناء رحلته يقول:
لا تغترب عن وطنٍ ... واذكر تصاريف النّوى
أما ترى الغصن إذا ... ما فارق الأصل ذوى
قال هذين البيتين لما رأى غصناً مال عن الشجرة فاصفر، هو الرحالة المشهور ويقول:
لا تغترب عن وطنٍ ... واذكر تصاريف النّوى
أما ترى الغصن إذا ... ما فارق الأصل ذوى
أبلغ من ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ((السفر قطعة من العذاب، أو من نار))؛ معروف أنه يعوق عن تحصيل كثير مما كان يحصله في إقامته، لكن من رحمة الله -جل وعلا- بعباده أن جعل العمل يجري لصاحبه الذي كان يفعله في الحضر يجري له أجره إذا سافر أو مرض.
يقول ابن الخطيب، لسان الدين ابن الخطيب في حقه: أنه من علماء الأندلس بالفقه والحديث والمشاركة بالآداب وله الرحلة المشهورة، وقال في نفح الطيب: كان انفصاله من غرناطة بقصد الرحلة المشرقية أول ساعة من يوم الخميس الثامن لشوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ووصل الإسكندريّة يوم السبت التاسع والعشرين من ذي القعدة من السنة، فكانت إقامته على متن البحر من الأندلس إلى الإسكندرية ثلاثين يوماً، ثلاثين يوماً وهو في البحر، إقامته في البحر، وفي مجيئه من الأندلس إلى الإسكندرية ثلاثين يوماً، لكن رجوعه إلى الأندلس على متن البحر الأبيض المتوسط ذكروا ستة أشهر؛ لأنه كلما قارب الوصول جاءت ريح ردته إلى مبتدئه، وعلينا أن نشكر هذه النعم التي نتقلب فيها.
شيخ كبير جاوز التسعين من عمره صام يوم عرفه في بلده في الرياض، وأفطر مع أولاده، فلما رأى منظر الانصراف من عرفة إلى مزدلفة بكى، فقال له ابنه البار: ما الذي يبكيك؟ قال: يحج الناس وأنا في الرياض؟ قال: اركب، وحج في تلك السنة على السيارة، لا على الطائرة، على السيارة ركب بعد أن أفطر ووصل إلى عرفة قبل طلوع الفجر، ثم نزل إلى مزدلفة ثم إلى منى وهكذا وحج!
وهؤلاء يمكثون الأشهر الطوال، وكتب التاريخ مملوءة بالعجائب في أخبار الحجاج، وكانت الطرق غير آمنة، قل من يسلم، كثير منهم يعطب، ذكروا في كتب التواريخ العجائب.
ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عن رجل أنه حج تسعين مرة حافياً، نعم الحج حافياً ليس بالمشروع، لكن يدل على حرص شديد وذكروا أيضاً من الغرائب أن قدميه كقدمي العروس، مع هذه المدة، وإن كان الخبر ما يسلم من نكارة، ويبقى أن له أصل، .... يحج عشر مرات أو عشرين مرة على قدميه من بغداد كثير.
وذكروا في ترجمة شخص أنه حج ثلاث مرات من بغداد ماشياً، فلما قدم من الحجة الثالثة دخل البيت، فإذا أمه نائمة، فنام بجانبها لم يوقظها فانتبهت فرأته بجانبها فقالت: يا فلان أعطني ماءً فتثاقل كأنه لم يسمع، ثم قالت له الثانية: أعطني ماءاً، ثم لما قامت الثالثة: قام إلى شن معلق وأعطاها شيئاً من الماء، ثم مكث بقية ليلته يحاسب نفسه، أحج ماشياً، والماء أمتار، أحج نفل ماشياً والواجب الذي هو البر، والماء على بضعة أمتار يثقل عليَّ؟!! شك في نيته وإخلاصه، فذهب يسأل، ذهب يسأل، معروف أنه لو سأل أحد من الفقهاء فقال له: عليك أن تخلص وتراجع نفسك وتندم وتستحل والدتك، وحجك صحيح ولا عليك شيء، لكنه سأل شخصاً من أطباء
(يُتْبَعُ)
(/)
القلوب، ولا يعني أنه فقيه من الفقهاء الكبار أهل الفقه العملي، فقال له: أعد حجة الإسلام، أنت ما حججت لله، وليس معنى هذا أننا نصوب هذه الفتوى لكن نقول: على الإنسان أن يراجع نفسه فيما يأتي وفيما يذر، أن يكون عمله فعلاً وتركاً خالصاً لله -عز وجل- ما الذي يغلب على الظن يذهب إلى مكة ماشياً ثلاث مرات، والماء على بضعة -لا تقل أمتار- بضعة أشبار يمكن؛ لأنه ما كانت بيوتهم كبيرة، ويثقل عليه أن يأتي لأمه بشيء من الماء، مع الأسف أن هذا موجود عند كثير من طلاب العلم، وكثير من الآباء والأمهات يشكون من هذا.
يسهل على الإنسان أن يمر به واحد من زملائه فيذهب به إلى البراري في الشتاء القارس، وأماكن بعيدة ويناله من المشقة والتعب ما يناله، يسهل عليه، ويثلج على قلبه وصدره، ويخف لهذا، ولا يحتاج إلى أن يكرر ضرب المنبه، مستعد، ثم يذهب به الأيام والليالي الطوال، وإذا قالت له الوالدة نريد أن نذهب إلى أختي، يعني خالته، والخالة بمنزلة الأم، والآمرة الأم، قال: والله أنا مشغول، أنا عندي درس، مع أن هذا الكلام بعد صلاة العصر، يقول: أنا عندي درس المغرب، وخالته احتمال أن تكون في نفس الحي، ويثقل عليه جداً، وهذا موجود فعلى الإنسان أن يراجع نفسه، وعلى الإنسان أن يهتم بهذا الباب.
مكث ابن جبير شهراً كاملاً في البحر، من الأندلس إلى الإسكندرية، ومات -رحمه الله- سنة أربع عشرة وستمائة.
جاء في تقدمة الدكتور/ حسين نصار لهذه الرحلة يقول: هذا الكتاب رحلة قام بها أندلسي للحج، استغرقت عامين وثلاثة أشهر ونصف، من التاسع عشر شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، إلى الثاني والعشرين من المحرم سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وزار فيها مصر وبلاد العرب والعراق والشام وصقلية، ووصف في هذه الرحلة المدن التي مر بها، والمنازل التي حل فيها وصفاً يختلف إسهاباً وإيجازاً وفقاً لأهمية الموضع، وتختلف المظاهر التي عني بوصفها في المدن المتنوعة، تختلف أحياناً وتتفق أحياناً، فقد عني في جميع المدن التي وصفها بالمساجد وقبول الصحابة، والمشهورين، والمستشفيات، والمصحات، والآثار المعروفة، وعني في مصر خاصة ببعض النواحي الاجتماعية والاقتصادية، وببلاد العرب بالناحية الدينية خاصة، وفي العراق بالوعظ والوعاظ، يعني يذكر ما يشتهر به هذا البلد.
أذكر في قراءتي القديمة لهذه الرحلة أنه ذكر أنه دخل بلد من بلدان فلسطين، ما أدري نابلس أو غيرها، فوجد أهلها يضعون أيديهم على أستائهم إذا مشوا، يعني يضعون أيديهم على خلفهم -وهذا متى؟ في القرن السادس- ثم أخذ يتكلم عن هذه العادة وأنها سيئة ولا تنبغي، لا ينبغي فعلها.
عني في بلاد العرب بالناحية الدينية خاصة، وفي العراق بالوعظ والوعاظ وفي الشام بالنواحي السياسية والاقتصادية والحروب بين المسلمين والصليبين، وفي صقلية بالمسلمين تحت حكم الملك الكافر، وطبيعي أنه التفت في كل مدينة بالأمر الذي اشتهرت به، واهتم بوصفه كمنار الإسكندرية وأهرام القاهرة، ومقياس جزيرة الروضة، وآثار مكة الإسلامية والمسجد النبوي بالمدينة، ومسجد الكوفة، ونفط الموصل، وقلعة حلب، والمسجد الأموي بدمشق وما إلى ذلك، والحق أن الكتاب -يقول المقدم-: يتضمن بعض المعلومات التي لا يستغني عنها مؤرخ أو جغرافي أو أديب.
وعني المؤلف في كل قطر نزل به بتقصي أحوال المغاربة فيه -أحوال قومه- وعلاقة أهله بهم، ووصف ذلك في رحلته وصفاً مطولاً، والكتاب اختلف في عنوانه، فجعله حاجي خليفة صاحب كشف الظنون: (رحلة الكناني)؛ لأن نسبته تنتهي إلى كنانه.
والكتاب يبدئ بتذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار، فقد يكون هذا هو عنوان الكتاب: (تذكرةٌ بالأخبار عن اتفاقات الأسفار) وهذا الكتاب طبع مراراً، مطبوع في أوروبا أكثر من مرة، وطبع في مصر أيضاً ولبنان.
وفيه فوائد كثيرة جداً، وفيه بعض المخالفات، لا سيما إذا وصف مشهداً أو مزاراً، لكنه أخف بكثير من ابن بطوطة أو النابلسي على ما سيأتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذه الرحلات، بل من أهمها، ولو قلت أنها أهم الرحلات لطالب العلم لما بعدت (رحلة ابن رشيد) أبي عبد الله محمد بن عمر بن رشيد أبو عبد الله الفهري السبتي المولود سنة سبعة وخمسين وستمائة، وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: "واحتفل في صباه بالأدبيات حتى برع في ذلك، ثم رحل إلى فاس، فأقام بها وطلب الحديث فمهر فيه، وصنف الرحلة المشرقية في ست مجلدات، وفيه من الفوائد شيء كثير –هذا كلام ابن حجر- وقفت عليه وانتخبت منه".
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: "ولما رجع من رحلته سكن سِبْت ملحوظاً عند العامة والخاصة" يعني محل عناية من الناس، وذلك لما تميز به من العلم والعمل.
كان ورعاً مقتصداً منقبضاً عن الناس ذا هيبة ووقار، يسارع في حوائج الناس، يجلب المصالح، ويدرأ المفاسد، يؤثر الفقراء والغرباء والطلبة، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان مع ذلك على مذهب أهل الحديث، في الصفات يمرها ولا يتأول.
يقول عنه لسان الدين بن الخطيب: كان فريد دهره، عدالة وجلالة وحفظاً، وأدباً، وهدياً، عالي الإسناد، صحيح النقل، تام العناية، عارفاً بالقراءات، بارع الخط، كهفاً للطلبة"، يعني يأوون إليه عند الحاجة كما يؤى على الكهف عند الحاجة من برد وحر.
في، وهذا استطراد في منسك الشيخ سليمان بن علي، جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجد في جميع النسخ تأليف الشيخ الأجل والكهف الأضل، إيش معنى هذا؟ الكهف الذي يؤى إليه في المشاكل والمسائل العلمية، لكن أضل: يعني واسع جداً بحيث يضل فيه داخله، ويضيع، -رحمه الله-.
يقول: وكل تواليفه مفيدة، وكانت وفاته في أواخر المحرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بفاس -رحمه الله-.
هذه الرحلة اسمها: (ملئ العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة)، هذا عنوان الرحلة، استغرق ذكر الحرمين الشريفين من رحلته من أول الجزء الخامس إلى صفحة (283) من هذا الجزء، وذكر فيها من الفوائد الحديثية ما لا يوجد عند غيره من التحريرات العلمية والاستنباطات الفقهية، والمباحثات، والمطارحات الأدبية مع العلماء الذين لقيهم في رحلته، وعلى هذا يتحتم على طالب العلم أن يرجع على هذه الرحلة، لا سيما الحريص على الفوائد الحديثية، في مباحثات واستنباطات لا توجد عند غيره، وعول عليه من كتب في مصطلح الحديث ممن جاء بعده في كثير من تحرير المسائل، فعلى طالب العلم أن يرجع إليها و يفيد منها، ولاهتمامه بالعلم ولقاء العلماء، يهتم بمتين العلم.
ابن رشيد همته متجهة إلى متين العلم، ولذا لا تجده يصف المعالم التي شاهدها أو المزارات التي وقف عليها، غير شيء قليل، شيء يسير فعله، ولذا فإن الطابع المعهود في كثير من الرحلات لم يكن ملموساًِ في هذه الرحلة إلا قليلاً جداً، وذلك لأن اهتمامه مُنْصبٌّ بالجانب العلمي.
هذه الرحلة، رحلة متينة، كتاب علم وليس بكتاب أدب كبقية الرحلات، ولذا تجد كثير من طلاب العلم يصعب عليه أن يقرأ في مثلها، ويسهل عليه جداً أن يقرأ في رحلة ابن بطوطة، ذلكم بأن رحلة ابن بطوطة فيها متعة لا شك؛ لأنه شاهد الغرائب والعجائب ويذكر أشياء، وبعضها ينسجها من خياله، المؤلف ليس بثقة، ولذا عني الناس بها واهتموا بشأنها، وترجمت إلى لغات العالم على ما سيأتي.
هنا الرحلة التي نذكرها الآن رحلة ابن بطوطة المسماة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة.
يقول ابن حجر في الدرر الكامنة: قال ابن الخطيب: كان مشاركاً في شيء يسير –يعني من العلم- مشاركاً في شيء يسير، عنده شيء من فقه الإمام مالك، ولا يتعدى فقه الإمام مالك ولا يجتهد، ولذا لما دخل نيسابور، ونيسابور أهل سنة أرسل يديه في الصلاة ما قبضهن، على ما اشتهر عند متأخري المالكية، أرسل يديه ولم يقبضهما، فاتهمه أهل نيسابور بالرفض؛ لأنه لا يفعل ذلك إلا الرافضة -في جهتهم- اتهموه بالرفض فاختبروه بأن قدموا له أرنب؛ والرافضة لا يأكلون الأرنب، فأكل منها، وتعجبوا فقالوا: الرافضي ما يأكل الأرنب، قال: لا أنا سني لست برافضي، قالوا: كيف ما قبضت يديك، ولا نعرف أحد لا يقبض يديه إلا الرافضة؟ قال: لا هذا مذهبنا – يعني المالكية- فهو مشارك في بعض الأمور ويرد في رحلته بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
الأشياء، لكن فيها العجائب والغرائب، ولا يعني هذا أن كل ما فيها .... ، أكثر ما فيها باطل؛ فيها من الشرك الأكبر الشيء الكثير، والتعلق بالأولياء ودعوتهم من دون الله، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب وبعضهم يصرف الكون، يعني طوام، ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلت المستشرقين يعنون بها؛ فهم يسارعون لنشر مثل هذه الضلالات، ولذا ترجمت إلى كثير من اللغات.
وعلى كل حال الطالب، طالب العلم الذي قرأ التوحيد وضبط التوحيد، ونشأ في بلاد التوحيد وأتقنه وضبطه، إن قرأ فيها لا إشكال في ذلك؛ لأن ما أورده ظاهر ومكشوف، هو لا يورد شبه، هو يذكر ضلالات، ولا يورد شبه يبرهن عليها ويدلل لها ويناقش فيها أبداً، ولذا لا تخفى على المتعلمين.
يقول ابن حجر في الدرر الكامنة: قال ابن الخطيب كان مشاركاً في شيء يسير، ورحل إلى المشرق سنة خمس وعشرين وسبعمائة، فجال البلاد وتوغل في عراق العجم، ثم دخل الهند والسند، ورجع إلى اليمن، فحج سنة 26، ولقي من الملوك والمشايخ خلقاً كثيراً، وجاور ثم رجع إلى الهند فولاه ملكها القضاء فيها، ثم رجع إلى المغرب".
ذكر في رحلته أنه كل بلد يدخل فيه يتزوج، من الطرائف أنه تزوج في بلد وولد له اثنين أو ثلاثة -نسيت الآن- ثم بعد ذلك ركب في السفينة قبل أولاده وزوجته فمشت به السفينة وتركهم في مكانهم، ذكر هذا في موضع من مواضع الرحلة.
مثل هذه القصص وهذه الطرائف لا شك أنها –وإن كانت تشد القارئ- لكن لها دلالاتها في ديانة الشخص، لها دلالاتها، يعني شخص يتدين لله -جل وعلا- بالعلاقة بين الزوج وزوجته، وبين أولاده، بينه وبين أولاده، ما يفعل مثل هذا.
على كل حال مثل ما أشرنا هذه الرحلة فيها من المتعة، وفيها من الاستجمام لطالب العلم، لكن فيها من الشرك الشيء الكثير، فليحذر طالب العلم.
يقول: "ولقي من الملوك والمشايخ خلقاً كثيراً وجاور، ثم رجع إلى الهند، فولاه ملكها القضاء فيها، ثم رجع إلى المغرب فحكى بها أحواله وما اتفق له وما استفاده من أهلها".
قال ابن مرزوق: "ولا أعلم أحداً جال البلاد كرحلته، مات سنة تسع وسبعين وسبعمائة، ورحلته على النقيض من رحلة ابن رشيد.
قلنا ابن رشيد لا يهتم بالمشاهد ولا المزارات، يهتم بالعلم وتقرير مسائل العلم، فهذه الرحلة على النقيض من رحلة ابن رشيد، جل اهتمامه فيها، وصف المعالم والمزارات والمشاهد والمقابر وغيرها.
وفي ذلك من الغلو في الصالحين مما يصل بعضه إلى الشرك، ولم يسطر فيها من الفوائد العلمية إلا النزر اليسير، وترجمت رحلته إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجمت فصول منها إلى الألمانية، ونشرت أيضاً.
واستغرقت رحلته أكثر من ربع قرن، وطبعت الرحلة طبعات عديدة واختصرت في عدة مختصرات، وطبعت وزارة المعارف العمومية بمصر مهذب رحلة ابن بطوطة، سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة وألف بمطبعة بولاق الأميرية.
ووقف على تهذيبه وضبط غريبه وأعلامه أحمد العوامري ومحمد أحمد جاد المولى، وهما من المفتشين بوزارة المعارف، مع الأسف الشديد أنهما لم يحذفا مما اشتملت عليه من الغلو والكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره شيئاً، هذا موجود.
هو يقول لما دخل دمشق وقصد جامعها الكبير -الجامع الأموي- وجد في المسجد في الجامع على المنبر رجل كثير العلم قليل العقل، ذكر حديث النزول فنزل من درجات المنبر يعني شيخ الإسلام، وقال: إن الله -جل وعلا- ينزل في آخر كل ليلة كنزولي هذا، وهذه فرية، شيخ الإسلام -وقت دخوله دمشق- شيخ الإسلام في السجن.
قد يقول قائل مثلاً: إن نزول الشيخ، النزول المنسوب لشيخ الإسلام ألا يمكن أن يكون مثل ما جاء في الخبر لما تلا قول الله -جل وعلا-: ? وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ? [(134) سورة النساء]، وضع إصبعه على عينه وعلى أذنه؛ ليبين أن سمع الخالق وبصر الخالق حقيقي، كما أن سمع المخلوق حقيقي وليس سمع المخلوق كسمع الخالق، ولا بصر المخلوق، ولا عينه كعين الخالق؟ هذا ليدل على أن هذا حقيقة، لكن مثل هذا يقتصر فيه على مورد النص، ولا يتجاوز، ولم يرد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- نزل من درجات المنبر وقال: كنزولي هذا، أبداً، بل هذه محض فرية على شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
استغرق ما يتعلق بالحرمين الشريفين من صفحة اثنين وثمانين إلى مائة وستة وعشرين، من هذه الطبعة، إلى مائة وستة وعشرين، أربعة وأربعين صفحة، أربعة وأربعين صفحة, ومن الطبعات الأخرى كطبعة صادر مثلاً من مائة وثلاثة عشرة إلى مائة واثنين وسبعين، يعني قريب من ستين صفحة.
المقصود أنه أطال في ذكر المشاهد والمزارات والجبال والمواقف والمشاعر، أطال في هذا كثيراً ولم يذكر في رحلته من المسائل العلمية إلا الشيء اليسير، وتعرفون الوقت لا يتسع لبسط بعض ما ذكره من هذه الأمور.
من الرحلات المشهورة رحلة الورثيلاني، واسمها: (نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار) ومؤلفها الحسين بن محمد السعيد الورثيلاني مؤرخ من فقهاء المالكية، له اشتغال بالتصوف، نسبته إلى بني ورثيلان، قبيلة بالمغرب الأوسط قرب بجاية في الجزائر، نشأ بها وحج فأخذ عن علماء مصر والحجاز، وذكر في رحلته ما شاهده من الأمكنة ومن اجتمع بهم من الأعيان في حجته سنة تسعة وسبعين ومائة وألف، وهذه الرحلة طبعت في تونس سنة 1321 فقي ثلاثة أجزاء، لكنها طبعة قد لا يستفيد منها كثير من طلاب العلم؛ لأنها طبعة حجرية، وبالخط المغربي العتيق، ثم طبعت في الجزائر سنة ستة وعشرين وثلاثمائة في مجلد كبير، وقراءتها متيسرة لطلاب العلم من المشارقة، سهل يعني قراءتها، وإن كانت في رسمها وصورتها على الحروف المغربية وطريقتهم، وصورت بعد ذلك سنة 1394 في دار الكتاب العربي.
ويبدأ من صفحة 385 دخوله مكة المشرفة إلى أن خرج من المدينة في صفحة 532 يعني مائة وخمسين صفحة، وفيها فوائد كثيرة، فيها فوائد علمية وفيها مبالغات وفيها غلو، ولا تسلم.
ويعنى برحلته بوصف الآثار من المساجد والأودية والجبال والآبار وغيرها ومن لقيه من العلماء، وسمة التصوف ظاهرة في الكتاب.
بعد هذا الرحلة العياشية لأبي سالم العياشي المتوفى سنة تسعين وألف، وتقع في مجلدين طبع على الحجر بالمغرب، وأعيد طبعه بالأوفست في المغرب أيضاً سنة 1397، ويبدأ دخوله مكة من صفحة 191 من الجزء الأول وينتهي بنهايته، والتعامل مع هذه الطبعة في غاية الصعوبة لغير المغاربة، طبعة حجرية على الحرف المغربي العتيق، فالاستفادة منها ضعيفة جداً.
وهذه الرحلة لا شك أن الصبغة فيها كسابقتها، تعنى بالمشاهد والمزارات والقبور، ومن لقيهم من العلماء ويترجم لهم، ويطيل في تراجم أهل العلم، ويذكر ما أفاده منهم وما أفادهم به، وعلى كل حال هي رحلة فيها فائدة، لا تسلم من فائدة، لكن ليكون القارئ على حذر.
من الرحلات المشهورة عند أهل العلم، رحلة اسمها: (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر الحجاز) تأليف: عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي الصالحي النقشبندي القادري المعروف النابلسي، صوفي مغرق في التصوف، ولد في دمشق في خمسة ذي الحجة سنة 1050هـ.
من كتبه: دواوين المدائح النبوية وغلا فيها غلواً شديداً، ومن كتبه أيضاً: جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص، وهذا يعبر عن اتجاه المؤلف؛ حيث شرح فيها فصوص ابن عربي الذي قرر فيه وحدة الوجود.
نشرت صورتها الخطية بتقديم وإعداد الدكتور/ أحمد عبد المجيد هويدي، سنة 1986م، أطال المصنف في ذكر المشاهد والقبور والآثار، وفيه فوائد علمية وأدبية كثيرة جداً، لكن فيه من الغلو ومما يجب أن ينتبه له طالب العلم.
من الرحلات المتداولة المطبوعة، رحلة أبي عبد الله محمد بن أحمد القيسي الشهير بالسراج، والملقب ابن مليح، هذه الرحلة اسمها: (أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب) يعني ابتدأت من المغرب إلى أن انتهت بمدينة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب، ويظهر من العنوان أنه قصد في رحلته النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأيضاً هي رحلة فيها الكلام عن مكة بما تحتويه من مشاعر، وفيه أيضاً الحديث عن المدينة النبوية، ولا يسلم الكتاب مما وجد في سوابقه من التصوف والتعلق بالآثار.
وعلى كل حال الرحلة هذه مطبوعة، وفيها فوائد وفيها نفس علمي وآداب وأشعار، لكن ليكن القارئ منها على حذر.
من الرحلات: رحلات للمعاصرين ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أهمها لا سيما في الناحية التاريخية كتاب كبير في مجلدين اسمه: (مرآة الحرمين) أو (الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية) وهذه مهمة، فيها وصف دقيق لكثير من المشاعر، وفيه أيضاً صور فوتوغرافية لكثير مما يحتاجه من يريد أن يقف على هذه المشاعر، لا سيما أن هذه الرحلة متقدمة يعني صار لها أكثر من ثمانين سنة، هذه الرحلة ألفها اللواء: إبراهيم رفعت باشا، وهي مطبوعة في مجلدين، وفيها أخبار ونكات وطرائف أدبية وتاريخيه، وفيها أيضاً شيء من المخالفات، لكنها في الجملة فيها فوائد، فليكن القارئ فيها على حذر.
هنا أيضاً: الرحلة الحجازية، يقول مؤلفها: الرحلة الحجازية لولي النعم الحاج عباس حلمي باشا الثاني، بقلم محمد لبيب البتنوني هذه ألفها الخديوي، خديوي مصر الحاج عباس حلمي، وفيها أيضاً فوائد، وفيها إحصائيات، وصور، وفيها أيضاً مخالفات، فيها اعتماد لبعض طقوس المتصوفة، وما يصاحب المحمل من منكرات فيها إقرار لهذا كسابقتها، أيضاً مرآة الحرمين فيها عناية بالمحمل وفيها، أيضاً ذكر لبعض المسائل الفقهية على المذاهب الأربعة، على كل حال لا نطيل في مثل هذه؛ لأنها أشبه ما تكون إلى كتب التاريخ.
هنا الرحلة السعودية الحجازية النجدية لمحمد سعيد العوري قاضي مدينة بيت المقدس سابقاً، فيها تفصيل لأحكام المناسك وآداب الحج، وفيها كلام على الآثار، فيها فوائد علمية كثيرة فقهية تتعلق بالمناسك.
فيه أيضاً رحلة أسماها مؤلفها: (رحلتي إلى الحجاز تسعة وأربعون يوماً في الأراضي المقدسة) تأليف محمد صابر مرسي، هذا مدرس بالتعليم الأدبي، وهذه الرحلة قديمة منذ أزمان متطاولة، طبعت سنة خمسة وأربعين أو ستة وأربعين، الذي علق عليها، حتى قرأها شخص وعلق عليها بتعليقات ليتها بدونها، ذو القعدة سنة 1355هـ، هذه الرحلة فيها أيضاً مسائل علمية، وفيها وصف لبعض المشاهد، والمعلق عليها الذي قرأها علق بكلام ليس بجيد.
يقول: وبعد العصر، المؤلف يقول: وبعد العصر خلي جبل الرحمة وأحيط بالجنود حيث وقف به الملك عبد العزيز إلى بعيد المغرب، وهذا يقول: إخلاء السعوديين شعائر الحج لكبرائهم مما يخالف الشريعة الغراء، تعليقات حتى فيما يخالف التوحيد، السعودية وإزالة الآثار بدعوى التوحيد، هذا كلام المعلق، والمؤلف أكد هذا، لكن مما ذكره ما حصل له في سوق الرقيق، حصل له في سوق الرقيق محاورة طالت مع من يبيع ومع واحد من الأرقاء، وتكلم عن الرق في الإسلام وسببه وحرص الإسلام على بيع الرقيق في مكة، يقول: في يوم الأربعاء ستة ذي الحجة في ضحى هذا اليوم توجهت إلى سوق الدكة، وهي سوق يوميه تقام بمكة لبيع الأرقاء من الضحى إلى الظهر أو بعده بقليل، وقد شاهدت من بين معروضاتها رقيقاً سنه حوالي خمس وأربعين سنة أو خمسين، ووصل المزاد فيه إلى سبعة وعشرين جنيهاً ذهباً، والجنيه يومئذ يساوي مائة وسبعة وستين قرشاً مصرياً، وطالعت حالة الرقيق المحزنة، فدفعني حب الاستطلاع إلى التحدث إليه رغم ما ملأ النفس من الأسى والتأثر يقول: حديث محزن مع رقيق معروض بالسوق، عرفت أن اسمه إبراهيم بن موسى بن محمد من اليمن، كان مولى لمحمد الإدريسي الذي حكم اليمن ثم توفي ثم ورثه ابنه الذي احترب مع عمه، ولما كانت الغلبة للأخير، فقد وقع هذا الرقيق في يده مع جملة الأرقاء البالغ عددهم تسعة وسبعين، فباعهم العم جميعاً وباع بعضهم لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، أما هذا الرقيق فقد بيع لأحد اليمينين الذي غضب عليه أخينا فباعه إلى من قدم به من تهامة إلى مكة، ماشياً ليبيعه في هذا السوق، سألته: ألم تتزوج؟
الجواب: تزوجت ولي أولاد وبنات صغار.
أين هم؟
الجواب: عند سيدي، معلوم أن الولد يتبع أمه حرية ورقاً، هذا الحكم الشرعي فيه.
أين هم؟
الجواب: عند سيدي.
وكيف تركتهم؟
تركتهم يبكون، وأنا أبكي ولكن ما العمل، وهنا اغرورقت عيناه بالدموع.
أنت شكل المحرم أي مستور النصف السفلي فقط برداء فهل أنت كذلك؟
الجواب: نعم.
ما طول الطريق؟ ... إلى آخر كلامه، في مناقشته لهذا الرقيق.
على كل حال هذه الرحلة مطبوعة ونفعها ليس بالكبير يعني فيها شيء من المتعة لمن يمضي وقت في انتظار وإلا شبهه، لا بأس.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا أيضاً رحلة إلى الديار المقدسة في الأرض المقدسة بين مصر والحجاز لإبراهيم محمد حبيب المفتش بوزارة الداخلية وعضو مجلس النواب، والقاضي بالمحاكم الوطنية إلى آخره، يعني بمصر.
هذه الرحلة رحلة ذكر فيها ما شاهده على طريقة من تقدمه.
من الغرائب -وأنا أخرت الرحلات النفيسة التي نفسها نفس أهل العلم- من الغرائب هذه رحلة كتبها مؤلفها باللغة العامية، وكثير من ألفاظها لا يعرفها إلا المصريون، بل بعض جملها اندرس لا يتداوله ولا المصريون، عنوانها: (يا هناء للوعد) وقال ذكر فيها أنها نقد وفكاهة وحج، وذكر فيها شيء من الطرائف، لكنها بلغتهم ولهجتهم فلا نطيل بذكرها.
من الرحلات المهمة في الباب: رحلة الشيخ صديق حسن خان، هذه الرسالة تأليف الشيخ/ أبو الطيب السيد محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي، وتحتوي على مسائل هامة فيما يتعلق بأمر المسلمين، هذه الحجة صارت أو حصلت سنة 1285هـ، وفي ذلك التاريخ كانت رحلة الشيخ بالسفن الشراعية من بمباي إلى جدة، وصادف أن نزل بالحديدة في طريقه ذهاباً وإياباً، وقد استغرق سفره ثمانية أشهر من يوم أن غادر جوجال إلى أن عاد إليها.
الرسالة أشبه ما تكون وأقرب ما تكون إلى المناسك، منسك متكامل، فالرسالة تحتوي على ما يتعلق بالحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي مستدلاً في جميع ذلك بالكتاب والسنة، مشيراً إلى تلك البدع الشائعة، عكس الرحلات الأدبية الأخرى، أولئك شحنوا رحلاتهم بالبدع والشرك، وهذا أشار إلى تلك البدع الشائعة آنذاك في تلك البلاد، وقد رد عليها في رسالته متمنياً إزالتها والقضاء عليها، يعني المتأخرون من الرحالة عتبوا على الدولة السعودية أن أزالوا بعض الآثار الشركية هناك، فأزالوا البنايات على القبور المشيدة، فهذا لا شك أنه من حماية جناب التوحيد، وأولئك يقولون: أزالها بدعوى التوحيد، أزالوها بدعوى التوحيد، والشيخ صديق -رحمة الله عليه- لأنه محقق في باب توحيد العبادة يقول، وقد رد عليها في رسالته متمنياً إزالتها والقضاء عليها، لكن كانت رحلته قبل إزالتها، وقد تحققت هذه الأمنية على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله- يقول وقد حقق الله أمنيته بعد أن استولت قوات المملكة العربية السعودية على الحجاز، ... إلى آخره.
المقصود أن هذه الرحلة أشبه ما تكون بالمنسك، ولذا لا تجد فيها كلام على مشاهد ومزارات وأساليب أدبية ومطارحات نقدية أو شعرية ما فيها شيء من هذا.
من الرحلات مما كتبه الشيخ العلامة المحقق محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- رحلته إلى حج بيت الله الحرام، هذه الرسالة أو هذه الرحلة مختصرة فيما يقارب أو يقرب من ثلاثمائة صفحة، وفيها فوائد علمية ومطارحات ومشاركات أدبية شعرية ونثرية شيء كبير، فالشيخ له يد في حفظ الشعر، يحفظ من القصائد الشيء الكثير، والتقى بكثير من أهل العلم في هذه الرحلة، وشاركهم وطارحهم في كثير من المسائل العلمية والرحلة هذه مفيدة، ولو كان الوقت يسمح لبسط كل رحلة بما لها وما عليها وذكر شيء من فوائدها وطرائفها لفعلنا هذا، لكن الوقت قد لا يتسع لهذا فنكتفي بمثل هذا ونلتفت إلى الأسئلة.
اللهم صلي على محمد وعلى آله محمد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 01:31]ـ
أحسن الله إليكم وأثابكم وجزاكم أحسن الجزاء.
من ضمن الأسئلة ما هو متعلق بالمحاضرة فلعلنا نأخذ ما يتيسر منه.
يقول السائل: فضيلة الشيخ هل وجد من الغربيين ممن كان على الإسلام أو من لم يكن على هذا الدين من له رحلة إلى بيت الله الحرام؟
أما من لم يكن على هذا الدين فإنه لا يمكن من الدخول؛ لأنه لا يجوز تمكينه من دخول البيت الحرام، {فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [(28) سورة التوبة]، لا يجوز لهم أن يدخلوا، كما أن النبي -عليه الصلاة والسلام- في أيامه الأخيرة وفي مرضه الذي مات فيه أمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، والحديث متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود أن غير المسلمين إلا إن تظاهر بالإسلام وادعى ذلك وتسمى به، قبل أن تضبط الأمور بالجوازات والمنافذ فيمكن، وقد وجد منهم من تظاهر بالإسلام وهو في الحقيقة يتجسس، بل وجد منهم من أمَّ الناس في الصلاة بدعوى أنه مسلم، فإذا كان بهذه الهيئة أو بهذه الصفة فالإمكان قائم، لكن لا نعرف أحداً منهم حج البيت وكتب رحلة، وأما من كان مسلماً فمنهم من حج البيت بلا شك، وأما كتابتهم فلم يقع في يدي شيء منها.
أثابكم الله.
يقول: ألا تلاحظون يا فضيلة الشيخ أن كثيراً من الذين ذكرتموهم ممن لهم رحلات إلى الحج أنهم من المغاربة، فأين حظ المشارقة من ذلك؟
أقول: نصيب المشارقة أولاً ما كتب في الحج بالنسبة لمن حج من أهل العلم شيء يسير، قليل من أهل العلم من دون، والذي وصلنا من المكتوب أقل من القليل، الأقل من هذا القليل.
والمشارقة لهم نصيبهم، منهم الرحالة من الهند، ومنهم الرحالة من العراق، ومنهم جهات المشرق كلها، وما من عالم إلا وقد حج، لكن المطبوع منها شيء يسير، من ذلك رحلة الصديق إلى البيت العتيق، الذي هي رحلة الشيخ/ صديق حسن خان، ومثل ما قدمت في مقدمة المحاضرة أو الدرس أن كتبي في حكم المعدومة؛ لأنها مركوم بعضها على بعض، ولم يتيسر لي أن أقف من الرحلات إلا القدر الذي سمعتم، وشيء أيضاً كلامه عن الحج شيء يسير، بعض الرحلات تجدها في مجلد، لكن ما تكلم عن مكة والمدينة إلا في ورقة أو ورقتين، مثل هذا لا يستحق أن يذكر في الرحلات إلى الحج، وهذا كثير من الرحلات على هذا المنوال، والذين أولوا الحرمين الشريفين العناية التامة هم من أتينا برحلاتهم ومن ذكرناهم، نعم.
أثابكم الله.
هل تنصحون طالب العلم أن يكتب رحلته إلى الحج لا سيما إذا التقى بأهل العلم وأخذ عنهم من فوائدهم؟
لا شك أن التدوين، تدوين الفوائد باب من أبواب التصنيف، سواءً سمي رحلة أو منسك أو غير هذين الاسمين، التدوين يحفظ العلم، ولذا ضاع علم كثير بعدم تدوين هذه الرحلات، يحصل من الالتقاء بالآفاقيين من الحجاج يحصل من تلاقح الأفكار بلقائهم فوائد لا تخطر على البال، وكثير منها لم يدون فضاعت، فالمؤمل من طلاب العلم أن يدونوا ما رأوا وما شاهدوا وما سمعوا، نعم قد يتحرج، وهذا الأصل في طالب العلم أن يدون كل شيء بما في ذلك ما كان يعمله وما كان يزاوله من عبادة ومن شيء يخصه، مثل هذا لو لم يذكره أفضل، محافظة على الإخلاص.
أحسن الله إليكم.
يقول السائل: هل للأمير الصنعاني -رحمه الله- رحلة في الحج؟
له القصيدة المشهورة، قصيدة مشهورة، وهي عبارة عن رحلة، وبعد التحقيق تبين أن هذه القصيدة التي طبعت مرات كثيرة باسمه موجودة قبله، وهي موجودة بحروفها في المجلد الثاني من شفاء الغرام للتقي الفاسي، قبل وجود الصنعاني بكثير، لكن ألحقت في ديوانه ونشرت على أساس أنها له، وهي في الحقيقة ليست من شعره، نعم.
أحسن الله إليكم.
يقول السائل: يا فضيلة الشيخ قرأت في بعض كتب ابن القيم -رحمه الله- كالوابل الصيب أنه جاور بمكة، ودون كتاباً سماه فيما أظن التحفة المكية، فهل يعتبر ذلك تدويناً لرحلته إلى الحج؟
لا شك أن مثل هذا يسمى رحلة، وكثير من الرحلات سموها الرحلة المكية، أو التحفة المكية، أو الفوائد المكية، بهذا الاسم، وابن القيم -رحمه الله- ذكر في مجاورته عنه وعن شيخه -شيخ الإسلام- الشيء الكثير، وابن القيم تحرر له من المسائل هناك في مكة ما لم يتحرر له في غيرها لا سيما بعد أن يكثر من الذكر، وشيخ الإسلام يذكر شيئاً من هذا في هذا المكان الطاهر الذي هو أقدس البقاع، ومع الأسف أن طالب العلم إذا ذهب إلى هناك قد لا يستشعر عظمة هذا البيت، ويوجد ما يشوش عليه بلا شك مما يجعله لا يستشعر هذه العظمة ولا يستشعر العبودية التي من أجلها خلق، لا سيما في هذا المكان المقدس، والصوارف عن هذا الاستشعار كثيرة، الصوارف كثيرة، فهذا قد يكون عذراً، لكن في الحقيقة على الإنسان أن يتجه إلى الله -جل وعلا- في كل زمان وفي كل مكان لا سيما في هذه الأماكن المقدسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تجد بعض الناس يشغل ويؤذي عباد الله من المتعبدين وغيرهم بالأنغام المحرمة، تجده أثناء الطواف وأثناء التهجد أحياناً ولا يستحي من أحد، وهذا مما يؤسف له، فعلى طالب العلم أن يلجأ إلى الله -جل وعلا- في كل زمان وفي كل مكان لا سيما في هذه الأماكن التي تضاعف فيها الأجور، وتعظم فيها الأوزار، ومجرد الهم بالمعصية يكتب عليه، {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [(25) سورة الحج]، فعلى الإنسان أن يستشعر مثل هذا، ويلجأ إلى الله -جل وعلا- ويصدق اللجأ إليه، ويسأله أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وحينئذ يوفق إن شاء الله تعالى.
أحسن الله إليكم.
هل كتب العلماء رحلات علمية إلى غير الحج؟
نعم، كتبوا رحلات إلى البلدان التي زاروها، وهذا كثير جداً، كتبوا رحلات كثيرة إلى الأندلس، من المشارقة إلى الأندلس، ومن المغاربة إلى المشرق، منهم من كتب جولاته في ربوع العالم في القارات كلها، ممن تقدم وممن تأخر، فالرحلات موجودة في القديم والحديث، وكلها موجودة ومدونة، لكن الحديث في درسنا هذا فيما يتعلق بحج بيت الله الحرام ولم نشر إلى غيره.
أحسن الله إليكم.
هذا السؤال لعله يكون الأخير.
يقول: يا فضيلة الشيخ أثابكم الله وأحسن إليكم يقول: هل مثل هذه الرحلات كفيلة بسبر منهج صاحب الرحلة وطريقته وعقيدته، أم أنه ربما يكون قد تراجع في آخر حياته إلى ما هو خير؟
الاحتمال قائم أنه تراجع لا سيما إذا عمر بعد ذلك، لكن ليس للناس إلا ما يظهر من صنيعه، سواءً كان من قوله أو من فعله أو في مصنفاته، لنا أن نحاسبه على ما كتب، وتوبته إذا تاب هذه بينه وبين ربه إذا لم يبينها للناس {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ} [(160) سورة البقرة]، لا بد من البيان، وأن يكون هذا البيان للتوبة مما وقع فيه من زلة أو غفوة لا بد أن يكون على نفس المستوى الذي نشر به ذلك الضلال وبثه في رحلته أو في أي مصنف من مصنفاته.
أثابكم الله وأحسن إليكم على هذه المحاضرة الطيبة، والأجوبة الماتعة، ونسأل الله لفضيلة الشيخ أن يطيل في عمره على الخيرات وأن يحفظه بما يحفظ به عباده الصالحين، وإيانا وإياكم جميعاً وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 01:36]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة عبد الكريم الخُضَيْر.
( http://www.khudheir.com/ref/972/****)
جزى اللَّهُ مشرفي موقع الشَّيخِ خيرًا،ورفع قدرهم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 01:40]ـ
المحاضرة (صوتيا)
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4549&highlight=%DF%F5%CA%C8+%D1%CD% E1%C7%CA+%C7%E1%DA%E1%E3%C7%C1 +%C7%E1%CD%CC)(/)
على من تطلق هذه الألقاب؟
ـ[أم الفضل]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 02:50]ـ
ما الفرق بين هذه المصطلحات وعلى من تطلق:
(الإمام، المُسنِد، القارئ، المقريء)؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Dec-2007, صباحاً 04:05]ـ
الإمام .. الأصل أن تطلق على من كان له أتباع كثر .. أو كان مجددا بارزا ونحو ذلك .. ثم توسعوا فيها ..
والمسند .. من لديه جملة أسانيد عالية كثيرة يجيز بها ..
والقاريء .. من يقرأ القرآن ..
والمقريء .. من يُقريء غيره القرآن ..
والله أعلم
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[06 - Dec-2007, صباحاً 10:28]ـ
الإمام: الذي له الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعاً. (التعريفات للجرجاني، ص: 10).
وقال الراغب في مفرداته، مادة (أم)،ص:87: الإمام: المؤتم به، إنسانا كان يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك محقا كان أو مبطلا، وجمعه: أئمة.
القارئ والمقرئ: لم أجد لهما تعريفا اصطلاحيا، قال ابن منظور في لسان العرب، مادة " قرأ "، ص:128: ( ... ورجل قارئٌ من قَوْم قُرَّاءٍ وقَرَأَةٍ وقارِئِين وأَقْرَأَ غيرَه يُقْرِئه إِقراءً ومنه قيل فلان المُقْرِئُ ... ).
المسنِد: لم ترد في المعاجم بكسر النون، لكن لعله يتضح هذا المصطلح من قول الخَلِيل: الكلامُ سَنَدٌ ومُسْنَدٌ إليه فالسَّنَدُ كقولك: عبدُ اللهُ رَجُلٌ صالحٌ: فعبد الله سَنَدٌ ورجل صالح مُسْنَدٌ إليه. (تاج العروس للزبيدي، مادة " س ن د "، ص:2047).
ـ[أم الفضل]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 06:26]ـ
أ. أبو القاسم، أ. قطرة مسك
بارك الله فيكما .. وزادكما علماً
إحدى الأخوات وفقها الله تعزم بإذن الله على إجازة غيرها وتريد التعريف الدقيق الذي يعرفه أهل الرواية والإجازة والإقراء، ومما ذكرته أن المقريء يطلق على من يحمل القراءات السبع.والقاريء من يحمل دون ذلك من القراءات وتريد التأكد،
ولن أعدم إجابة من الإخوة والأخوات بإذن الله نور الله بصائرنا وبصائركم.(/)
:::قال ابن القيم رحمه الله "فائدة عزيزة الوجود"::للمشاركة:::
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 10:00]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
(فائدة عزيزة الوجود:
احتج المعتزلة على مخلوقية القرآن بقوله تعالى:
((خالق كل شئ)) ونحو ذلك من الآيات.
فأجاب الأكثرون بأنه عام مخصوص يخص محل النزاع كسائر الصفات من العلم ونحوه.
قال ابن عقيل في الإرشاد:
ووقع لي أن القرآن لا يتناوله هذا الإخبار ولا يصلح لتناوله،قال: لأن به حصل عقد الإعلام بكونه خالقاً لكل شئ،وما حصل به عقد الإعلام والإخبار لم يكن داخلاً تحت الخبر،قال: ولو أن شخصاً قال: لا أتكلم اليوم كلاماً،إلا كذباً لم يدخل إخباره بذلك تحت ما أخبر به.
قلت: ثم تدبرت هذا فوجدته مذكوراً في قوله تعالى في قصة مريم:
((فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً)) وإنما أمرت بذلك لئلا تسأل عن ولدها فقولها: ((فلن أكلم اليوم إنسياً)) به حصل إخبار بأنها لا تكلم الإنس ولم يكن ما أخبرت به داخلاً تحت الخبر، وإلا كان قولها هذا مخالفاً لنذرها) اهـ كلام ابن القيم رحمه الله بدائع الفوائد آخر فائدة في الكتاب وآخر صفحة الجزء الثاني.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 02:07]ـ
((فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً)) وإنما أمرت بذلك لئلا تسأل عن ولدها فقولها: ((فلن أكلم اليوم إنسياً)) به حصل إخبار بأنها لا تكلم الإنس ولم يكن ما أخبرت به داخلاً تحت الخبر، وإلا كان قولها هذا مخالفاً لنذرها) اهـ كلام ابن القيم رحمه الله بدائع الفوائد آخر فائدة في الكتاب وآخر صفحة الجزء الثاني.
استنباط من عالم جُعِل القرآن في قلبه.
جزاك الله خير على الموضوع.
ـ[الفاروق]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 02:40]ـ
بورك فيكم أخي الكريم وتقبل منكم.
وعلى ذكر احجاج الجهمية ومن شايعهم بقول الله تعالى: (خالق كل شيء) أجاب عبدالعزيز الكناني في كتاب "الحيدة " على اختلاف في صحة نسبة الكتاب اليه، قال:
" إن الله عز وجل أجرى على كلامه ما أجراه على نفسه إذ كان كلامه من صفاته فلم يتسم بالشيء ولم يجعل الشيء من أسمائه ولكنه دل على نفسه أنه شيء وأكبر الأشياء إثباتا للوجود ونفيا للعدم، وتكذيباً منه للزنادقة، والدهرية، ومن تقدمهم ممن جحد معرفته وأنكر ربوبيته من سائر الأمم فقال عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ} فدل على نفسه أنه شيء ليس كالأشياء، وأنزل في ذلك خبرا خاصا مفردا لعلمه السابق أن جهما وبشرا ومن قال بقولهما سيلحدون في أسمائه ويشبهون على خلقه، ويدخلونه وكلامه في الأسماء المخلوقة، قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ َهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فأخرج نفسه وكلامه وصفاته من الأشياء المخلوقة بهذا الخبر تكذيبا لمن ألحد في كتابه، وافترى عليه، وشبهه بخلقه، قال عز وجل: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي َأسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} ثم عدد أسماءه في كتابه ولم يتسم بالشيء ولم يجعله اسما من أسمائه، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ثم عدها فلم نجده جعل الشيء اسما لله عز وجل، ثم ذكر جل ذكره كلامه نفسه ودل عليه بمثل ما دل على نفسه ليعلم الخلق أنه من ذاته وأنه صفة من صفاته، فقال الله عز وجل: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ} فذمّ الله اليهودي حين نفى أن تكون التوراة شيئا، وذلك أن رجلا من المسلمين ناظر رجلا من اليهود بالمدينة، فجعل المسلم يحتج على اليهودي من التوراة بما علم من صفة النبي- صلى الله عليه وسلم - وذكر نبوته فيها حتى أثبت نبوته - صلى الله عليه وسلم - من التوراة فضحك اليهودي وقال: ما أنزل الله على بشر من شيء، فأنزل الله عز وجل تكذيبه، وذم قوله، وأعظم فريته حين جحد أن يكون كلام الله شيئا، ودل بذلك على أن كلامه شيء ليس كالأشياء، كما دل على نفسه أنه شيء ليس كالأشياء ثم قال في موضع أخر: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} فدل بهذا الخبر أيضا على أن الوحي شي بالمعنى، وذم من جحد أن كلام الله شيء فلما أظهر الله عز وجل اسم كلامه لم يظهره باسم الشيء فيلحد الملحدون في ذلك ويدخلونه في جملة الأشياء المخلوقة، ولكنه أظهره عز وجل باسم الكتاب والنور والهدى ولم يقل قل من أنزل الشيء الذي جاء به موسى، فيجعل الشيء اسما لكلامه، وكذلك سمى كلامه بأسماء ظاهرة يعرف بها، فسمى كلامه نورا وهدى، وشفاء، ورحمة، وحقا، وقرآنا، وأشباه ذلك لعلمه السابق في جهم وبشر ومن يقول بقولهما أنهم سيلحدون في أسمائه وصفاته التي هي من ذاته وسيدخلونها في الأشياء المخلوقة " انتهى.
والكتاب بجملة لطيف يّجمُل بطالب العلم أن يقرأه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 04:37]ـ
استنباط من عالم جُعِل القرآن في قلبه.
جزاك الله خير على الموضوع.
وجزاك أخي الكريم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 11:01]ـ
في قوله تعالى: (الله خالق كل شيء)، إما أن يدخل (القرآن) الذي هو كلام الله في مسمى (الله) وإما أن يدخل في (الشيئ) الذي خلقه. ومن المستحيل أن يدخل فيهما معا. وبما أن القرآن (كلام الله) فتعين دخوله في الأول، فامتنع أن يدخل في الثاني، فليس هو بمخلوق. وهذا واضح.
ولذلك قال السلف: القرآن من علم الله (أو من كلامه)، وعلمه (أو كلامه) منه.(/)
يا أهيل الحرم كيف تستقبلون الحجيج؟؟
ـ[الدحداح]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 01:50]ـ
أخي المسلم / ساكن بلد الله الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من دواعي شكر نعمة الله عليك أن هيأ لك الفرصة لتسكن مكة ” أم القرى “،
فإنها البلد الحرام المقدسة، الأجر فيها مضاعف، والهم بالسيئة فيها مؤآخذ عليه.
يفد إلى مكة في كل عام ملايين البشر لأداء العمرة أو الحج.
اكتب عناصر عملية وتوجيهات مفيدة لكيفية استغلال فرصة مجيء الحجاج قياما بواجب استقبالهم على الوجه اللائق بساكني البلد الحرام ....
اكتب: اقتراحات، قصصا، مواقف، وسائل، أفكاراً، ما شئت فيما يتعلق بهذه المناسبة والفرصة العظيمة
يحبذ المشاركة بالدلالة على مراجع أو أشرطة أو مقالات أو روابط في صميم الموضوع
أشكر لك تفاعلك.(/)
أيها الفقيه ... حقاً إنك لساحر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 03:18]ـ
سأل رجل أحد الفقهاء قائلاً له أنا مسلم أعيش خارج البلاد الإسلامية وأود أن اقترض من البنك لشراء منزل فهل يمكنك يا سيدي أن تصحح لي هذه العملية؟؟؟
فقال الفقيه:
/// طالما أنك تشتري منزلاً فلا تنظر إلى القرض على أنه قرض بل انظر إلى العملية على أنها بيع مؤجل.
/// وحتى لو لم يكن بينك وبين البنك سلعة لا باس يمكنك افتراضها فالسلعة التي بينك وبين البائع افترضها بينك وبين البنك.
/// وعندما تسدد أقساط القرض إلى البنك قل في نفسك: نويت أن أسدد أقساط البيع المؤجل.
/// ولا تنظر إلى البنك على أنه بنك بل انظر إليه على أنه وكيل البائع لقبض الثمن.
/// وإذ لم ترد أن يكون البنك وكيلا للبائع فليكن شريكاً له.
/// وإذ لم يعجبك هذا وهذا فاجعل البنك مقرضاً بفائدة ولكن لا تنظر إلى الفائدة بينك وبين البنك بل انظر إليها بين البائع والبنك وكلاهما غير مسلم وفخار يكسر بعضه بعضا.
فقال الرجل للفقيه: حقاً إنك لساحر
منقول عن العلامة رفيق المصري.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 03:58]ـ
جميلة جداً .. نسأل الله السلامة والسداد
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:50]ـ
يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها.
لاحول ولا قوة إلا بالله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 08:55]ـ
الأخ الفاضل / أبا فهر السلفي.
حياك الله وبارك فيك.
أرى أنه لا داعي لإشاعة هذه الفواحش على الناس (اعتذر عن هذا التعبير وأعرف أنك لا تقصد هذا).
فقد يقرأ هذا عامي أو جاهل يشربها قلبه.
بالله نستعين، ليس لنا حول ولا قوة إلا به.
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 10:19]ـ
الأخ الفاضل / أبا فهر السلفي.
حياك الله وبارك فيك.
أرى أنه لا داعي لإشاعة هذه الفواحش على الناس (اعتذر عن هذا التعبير وأعرف أنك لا تقصد هذا).
فقد يقرأ هذا عامي أو جاهل يشربها قلبه.
بالله نستعين، ليس لنا حول ولا قوة إلا به.
الموضوع واضح جدا أن المراد منه السخرية والتهكم على من يضحكون على أنفسهم ليحلوا ما حرّم الله تعالى ولاأظن أنه يصل الى مستوى الشبهات الخطيرة خصوصا مع استخدام عبارات مثل ((ولاتنظر للبنك على أنه بنك)):)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 11:46]ـ
الأخ الفاضل/ شرياس.
بارك الله فيك ورأيك له وجاهة وأنا أعرف أن الأمر لا يصل إلى مستوى الشبهة، لكن ألا توافقني أن كثيرًا من الناس في مصر يضعون أموالهم في البنوك ويأكلون فوائدها بسبب فتوى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، والمفتي / علي جمعة.
على الرغم من أن فوائد هذا البنوك بالنسبة لك ولكثيرين لا تعتبر شبهة بل هي من السحت المحرم البين.
وعلى الرغم من ذلك تجد من يتمسك بهذه الفتاوى ويأكل الربا.
بارك الله فيك ونفع بك، وبأخينا أبي فهر.
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 10:33]ـ
الأخ الفاضل/ شرياس.
بارك الله فيك ورأيك له وجاهة وأنا أعرف أن الأمر لا يصل إلى مستوى الشبهة، لكن ألا توافقني أن كثيرًا من الناس في مصر يضعون أموالهم في البنوك ويأكلون فوائدها بسبب فتوى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، والمفتي / علي جمعة. على الرغم من أن فوائد هذا البنوك بالنسبة لك ولكثيرين لا تعتبر شبهة بل هي من السحت المحرم البين.
وعلى الرغم من ذلك تجد من يتمسك بهذه الفتاوى ويأكل الربا.
بارك الله فيك ونفع بك، وبأخينا أبي فهر.
صدقت , نعم أوافقك فبوجود أمثال هؤلاء في مصر - رغم وجود كثير من العلماء الثقات في مصر - الا أن بعض الناس تأخذ برأيهم على سبيل التحجج وهؤلاء هم سبب تأخر انتشار الوعي الشرعي في مصر , وأتذكر كلام للشيخ العلامة أبو اسحاق الحويني في شريط ((الأستاذ عمرو خالد)) قال فيه ما معناه ان عمرو وأمثاله هم من يصد الناس عن الفهم الصحيح للاسلام وهم أحد أسباب تأخر عودة الناس الى دينهم , وكان الشيخ يرد على احدى طوام عمرو خالد وهي زعمه - أي عمرو خالد - أن الموسيقى والفن اذا كانت غربية فهي سيئة واذا كانت شرقية فهي حسنه!!!!!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 11:04]ـ
سبحان الله! هذا عين الواقع
بوركت يا أبا فهر
لكن كان الأولى أن نقول: سأل رجل أحد .... والله المستعان
دمت موفقاً مسدداً
ـ[حنبلي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 09:20]ـ
سبحان الله!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:00]ـ
بارك الله فيكم ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:47]ـ
للتذكير فالسحرة يتكاثرون تكاثر الذباب ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 03:31]ـ
" يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "
و لعلاقة الزخرف اللفظي بإدارة حكومة الأخفى قصة طويلة!؟ أكتفي هنا بالإشارة إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 03:47]ـ
للتذكير فالسحرة يتكاثرون تكاثر الذباب ..
والذباب لا يؤذي .. لكنه يثير القرف ...(/)
مقتطفات من كتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:30]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
وبعد فقد من الله علي بقراءة كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل" للشيخ العلامة عبد الفتاح أبي غدة وكنت قد جمعت واقتطفت كثيرا من الفوائد التي يذكرها في كراسة أحببت اتحافكم بها سائلا الله عزوجل ان ينفع بها
وهذا رابط للكتاب كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم و التحصيل" - د. عبد الفتاح ابو غده pdf
6 ميجا - 150 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0126.pdf
الفوائد:
-قال ابن الجوزي في "صفة الصفوة" الذي اختصر به كتاب "حلية الأولياء"لأبي نعيم الأصبهاني."إنما أنقل عن القوم محاسن مانقل, ولا أنقل كل مانقل ,إذ لكل شيء صناعة, وصناعة العقل حسن الاختيار".
فأنعم به في البعد زاد مسافر **وأحسن به القرب تحفة قادم.
-قال أبو بكر الصولي الأديب -محمد بن يحيى-:كاتبت أباحنيفة الدينوري-أحد نوابغ الدهور وبلغاء البيان-,فأغفلت التاريخ, فكتب إلي:وصل إلي كتابك مبهم الأوان, مظلم االبيان, فأدى خبرا ما القرب فيه بأوفى من البعد منه, فإذا كتبت-أعزك الله-فلتكن كتبك موسومة بالتاريخ, لأعرف أدنى اثارك ,وأقرب أخبارك.
"لباب الاداب"أسامة بن منقذ 20
-قال الإمام أبومحمد التميمي الحنبلي البغدادي-رزق الله-بن عبد الوهاب 396هـ488هـ"يقبح بكم أن تستفيدوا منا, ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا"رحمة الله عليه.
-قال بعض السلف-"الحكايات جند من جنود الله تعالى ,يثبت الله بها قلوب أوليائه" وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك".
-قال أبو إسحاق الغزي (ابراهيم بن عثمان) 441هـ524هـ
لا تعجبن لمن أغناه عن أدب ... جهل! فإن العمى يغني عن السرج
أخفاك مكثك في أرض نشأت بها ... وليس يعرف قدر الدر في اللجج
-قال ابن رشيد المغربي السبتي675هـ721هـ
فغرب ولا تحفل بفرقة موطن**تفز بالمنى في كل ماشئت من حاج
فلولا اغتراب المسك ماحل مفرقا**ولولا اغتراب الدر ماحل في التاج
يتبع إن شاء الله ..
ـ[معاذ]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:34]ـ
جزاك الله خيرا على رابط الكتاب و على الفوائد المنتقاة
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:58]ـ
اقرا هذا الكتاب لعلك تستفيد!.
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=5&book=3485
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خيرا أخي أباعبد الله لكن .. الرابط الذي أعطيتني لاعلاقة له بالموضوع
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أظن والله أعلم لو صرقت وقتك لكتب السلف والائمة العلماء لكان خيرا وأهدى سبيلا.
وأنت تعلم عداء أبي غدة لأئمة السنة حتى قال بعض أئمتنا كلامه لا يسوى عندنا شيء.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أظن والله أعلم لو صرقت وقتك لكتب السلف والائمة العلماء لكان خيرا وأهدى سبيلا.
وأنت تعلم عداء أبي غدة لأئمة السنة حتى قال بعض أئمتنا كلامه لا يسوى عندنا شيء.
كلام خارج عن الموضوع
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 08:08]ـ
-ابن الرومي:
-لولا عجائب صنع الله مانبتت**تلك الفضائل في لحم ولاعصب
-ومشتت العزمات لايأوي إلى**سكن ولاأهل ولاجيران
ألف النوى حتى كأن رحيله**للبين رحلته إلى الأوطان
ولم يتفق حتى مضى لسبيله**وكم حسرات في بطون المقابر
-يوم بحزوى ويوم بالعقيق ويو **م بالعذيب ويوم بالخليصاء
-قال السمعاني في بعض أماليه نقلا عن ابن خلكان:
وودعني عبد الله بن محمد بن غالب أبومحمد الجيلي الفقيه ,نزيل الأنبار وبكى! وأنشدني:
ولما برزنا لتوديعهم **بكوا لؤلؤا وبكينا عقيقا
أداروا علينا كؤوس الفراق**فهيهات من سكرها أن نفيقا
تولوا فأتبعتهم أدمعي**فصاحوا الغريق وصحت الحريقا
-قال علم الدين السخاوي: سمعت أباطاهر السلفي يوما ينشد لنفسه شعرا قاله قديما ,وهو:
أنا من أهل الحديث**وهم خير فئه
جزت تسعينا وأرجوا**أن أجوزن المئة
فقيل له قد حقق الله رجاءك ..
أهتز عند تمني وصلها طربا**ورب أمنية أحلى من الظفر
-508هـ579هـ-ابن الجوزي يقول:"ولقد تأملت نفسي بالإضافة إلى عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا, وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم , فرأيتني لم يفتني مما نالوه إلا مالو حصل لي ندمت عليه ,ثم تأملت حالي فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم, وجاهي بين الناس أعلى من جاههم ,ومانلته من معرفة العلوم لايقوم. فقال لي إبليس: ونسيت تعبك وسهرك؟! فقلت له:أيها الجاهل ,تقطيع الأيدي لاوقع له-أي لايذكر وليس بشيء-عند رؤية (يوسف) ,وماطالت طريق أدت إلى صديق.
جزى الله المسير إليه خيرا**وإن ترك المطايا كالمزاد
يتبع .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 07:07]ـ
تتمة الفوائد:
- نفسي فداؤك من ميت ومن بدن **ماأطيب الذكر والأخلاق والجسدا
-قال أبوالعباس زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي الحنبلي المعمر 575هـ-668هـ.وقد أدركته الشيخوخة وعليه الضعف فتوقف عن الاشتغال والكتابة -فقال:
عجزت عن حمل قرطاس وعن قلم**من بعد إلفي بالقرطاس والقلم
كتبت ألفا وألفا من مجلدة**فيها علوم الورى من غير ماألم
ما العلم فخر امرئ إلا لعامله**إن لم يكن عمل فالعلم كالعدم
العلم زين وتشريف لصاحبه**فاعمل به فهو للطلاب كالعلم
مازلت أطلبه دهري وأكتبه**حتى ابتليت بضعف الجسم والهرم
-ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء:في ترجمة أبي جعفر المنصور:
"أخرج بن عساكر عن محمد بن سلام الجمحي:قال:قيل للمنصور: هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ قال: بقيت خصلة:أن أقعد في مصطبة ,وحولي أصحاب الحديث يقول المستملي: من ذكرت رحمك الله؟ -يعني- فأقول: حدثنا فلان, قال حدثنا فلان ,قال حدثنا فلان, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.قال فغدا-أي بكر-عليه الندماء, وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر فقال لهم:لستم بهم! -أي لستم بأصحاب الحديث الذين أعنيهم-إنما هم الدنسة ثيابهم ,المشققة أرجلهم, الطويلة شعورهم, برد الأفاق -أي جوابوا البلدان والمسافات البعيدة-ونقلة الحديث". انتهى
-ذكر ابن بشكوال في كتابه الصلة في ترجمة أبي مروان الطبني 396هـ-457هـ (عبد الملك بن زياد الله التميمي الأندلسي القرطبي) تلميذ ابن حزم له رحلتان إلى المشرق روى عن الكثير من أهل العلم ,لما رجع إلى قرطبة فاجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير, فلما رأى كثرتهم أنشد:
إني إذا احتوشتني ألف محبرة**يكتبن: حدثني طورا وأخبرني
نادت بحضرتي الأقلام معلنة**هدي المفاخر لاقعبان من لبن
إشارة إلى بيت أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي من قصيدته التي قال في آخرها:
تلك المكارم لاقعبان من لبن ... شيبا بماء فعاد بعد أبوالا
يتبع ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 07:51]ـ
وفقك الله
يا ليتك تتكرم بكتابة أرقام الصفحات لهذه الفوائد، ليعم النفع.
وأما عداء أبي غدة للسلفية فليس له علاقة بالموضوع حقا، لا سيما وهذا الكتاب من أفضل ما سطرته يداه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 07:56]ـ
شكر الله لك .. وبارك فيك
وفي نسبة عدائه للسلف نظر .. !
ففرق بين موقفه من بعض المعاصرين .. وبين القول في السلف الصالح
ثم هل ما قيل عنه .. ينطبق عليه حتى الممات؟
فليتنا نتخلص من التعصب ..
والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 08:27]ـ
عدائه للسلف المقصود به عدائه لأئمة الدعوة السلفية، مثل ابن تيمية وابن القيم وأمثالهم.
وهذا معروف.
وليس المقصود عدائه لأحمد بن حنبل وسفيان الثوري.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 08:37]ـ
جزاك الله خيرا
كلام يحفظ في الصدور
درر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 08:40]ـ
نعم .. ليس من فرق كبير في نظري ..
ولهذا قلت هل بقي على هذا حتى الممات؟
فلنا أن نحاكمه إلى ما كتب أخيرا دون تحليل النوايا ..
ككتابه عن العلماء العزاب مثلا ..
نعم قد يظهر فيه بعض انكماش عند ذكر سيرة الإمام ابن تيمية ..
لكن الطريقة السنية .. أن نحكم عليه بالظاهر
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 11:42]ـ
أخي الفاضل أبا مالك العوضي أعذرني فقد أهملت كتابة أرقام الصفحات والكتاب قد فقدته والله المستعان
علما انني اعتمدت على اخر طبعة للكتاب وهي اجودها فيما أرى بل أكثر من رائعة .. أظن مطبوعات حلب ...
لااذكر ...
لااظن ان اباغدة يعادي ابن تيمية وابن القيم وإن كان يخالفهما في كثير من المسائل خاصة في المعتقد وهذا شيء ملحوظ لكن صراحة قرأت له في اكثر من موضع ثناؤه عليهما وتبجيله لهما بل كان يثني عليها في المساجد متحديا بذلك الصوفية الغلاة في الشام كما قرأت في ترجمته
عموما لاشك انه قد وقع في مخالفات نسال الله ان يتجاوز عنه ويرحمه ويغفر له
والله تعالى اعلى واعلم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 03:03]ـ
غدا أكمل الفوائد إن شاء الله فالنوم يداعب الأجفان:)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 03:04]ـ
تتمة الفوائد:
(يُتْبَعُ)
(/)
-نقل الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" عن أبي أحمد نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي:"لاينال هذا العلم إلا من عطل دكانه وخرب بستانه, وهجر إخوانه, ومات أقرب أهله إليه فلم يشهد جنازته"
-مجالسهم مثل الرياض أنيقة**لقد طاب منها الريح واللون والطعم
-أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان 247هـ-346هـ
قال تلميذه الحاكم -حضرت أبا العباس يوما في مسجده -بنيسابور-فخرج ليؤذن لصلاة العصر ,فوقف موضوع المئذنة ,ثم قال بصوت عال:"أخبرنا الربيع بن سليمان ,أخبرنا الشافعي-وكان قد حدث بكتاب "الأم" للشافعي عن الربيع-ثم ضحك وضحك الناس ثم أذن.
وقد صدق من قال:
إذا تغلغل فكر المرء في طرف**من علمه غرقت فيه خواطره
دببت للمجد والساعون قد بلغوا**جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم**وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لاتحسب المجد تمرا أنت آكله**لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
الصبر يوجد إن باء له كسرت**لكنه بسكون الباء مفقود
-وإنا لله من طلبة هذا العصر ,الذين يستعجلون قرع (الجرس)! ليخرجوا من الدرس المؤقت بخمسين دقيقة! في ألين الأوقات راحة وأفضلها نشاطا, وأجمعها ذهنا ,من قاعات مبردة صيفا ,ومدفأة شتاء, فيخرجون من قاعة العلم يزحم بعضهم بعضا! كأنهم يفرون من حريق, أو من سجن ظالم قتال!!
ومن لطيف ماينشد في هذا المقام ماأورده الإمام أبوسعد السمعاني في كتابه "الأنساب" في رسم الصنعاني "لأبي عبد الله الفقيه المراغي الشافعي رحمه الله تعالى":
إذا رأيت شباب الحي قد نشأو**لاينقلون قلال الحبر والورقا
ولاتراهم لدى الأشياخ في حلق*يعون من صالح الأخبار مااتسقا
فذرهم عنك واعلم أنهم همج**قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا
-وماأجمل قول علامة العربية ورئيس أهل اللسان فيها أبي القاسم الزمخشري:يحكي تلذذ العلماء بإيقاظ ليلهم وطول سهرهم:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي**من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة**أشهى وأحلى من مدامة ساق
وصرير أقلامي على أوراقها**أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها**نقري لألقي الرمل عن أوراقي
يامن يحاول بالأماني رتبتي**كم بين مستفل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته**نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي
يتبع ....
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 05:39]ـ
جزاك الله كل الخير
أخانا الفاضل إمام الأندلس
فقد أتحفتنا بلطائف أهل العلم
أحسن الله إليك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 06:28]ـ
غدا أكمل الفوائد إن شاء الله فالنوم يداعب الأجفان:)
أين الصبر على شدائد العلم والتحصيل؟!
.......... ابتسامة ..........
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 07:08]ـ
أضحك الله سنك .....
والله تركت الجهاز لكن لم أنم:)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:18]ـ
لكن صراحة قرأت له في اكثر من موضع ثناؤه عليهما وتبجيله لهما بل كان يثني عليها في المساجد متحديا بذلك الصوفية الغلاة في الشام كما قرأت في ترجمته
هلاَّ اتحفتنا بشيءٍ من ذلك، بارك الله فيك.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:36]ـ
طيب أمهليني ياقطرة مسك لو تكرمت
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:44]ـ
تفضلوا هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6549
وورد فيه:
"فقد كان الشيخ يدرس ويعلم في بيئة فيها كثير من التحفظ تجاه الإمام ابن تيمية، وإذا أضفنا إلى ذلك تتلمذ الشيخ على الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله، وكان هو الآخر شديد الازورار عن الإمام ابن تيمية، إلا أن كل هذا وذاك لم يمنعا الشيخ عبدالفتاح أن ينصف شيخ الإسلام، وأن يذكره في مجالس علمه في مدينة حلب في الخمسينيات والستينيات، بما هو أهل له، وأن يغرس في نفوس أجيال الشباب من الدعاة والعالمين حبه واحترامه، على أنه العالم المجاهد وأن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله غير عابئ بما يجره ذلك من مخالفة من الوسط العلمي، أو مخالفة شيخ له، يحبه ويجله ويرى في ابن تيمية ما لا يراه.
وإن شاء الله سأحاول أبحث عن المواضع التي أثنى فيها على الشيخين ان شاء الله ...
ولاشك أن خالفهما في كثير من الامور خاصة المسائل العقدية نسأل الله ان يتجاوز عنه ويغفر له ..
ـ[الحسن عبد الله الصياغي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:54]ـ
بل حقق رحمه الله بعض رسائل شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
طيب
أرجوا أن لايحصل نقاش عقيم بين الاخوة يتسبب في اغلاق موضوعي
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:50]ـ
طيب أمهليني ياقطرة مسك لو تكرمت
لك ذلك، وفقك الله ونفع بك.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 07:55]ـ
بارك الله فيك أخي / إمام الأندلس ..
للتو عرفتُ أنك (صخر) الملتقى؛ لوجود الموضوع هناك .. :)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 02:31]ـ
لك ذلك، وفقك الله ونفع بك.
اللهم امين وإياك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 02:33]ـ
بارك الله فيك أخي / إمام الأندلس ..
للتو عرفتُ أنك (صخر) الملتقى؛ لوجود الموضوع هناك .. :)
وفيك بارك أخي الكريم ...
مبروك عليك هذا الاكتشاف اخي الحبيب .. lo_ol
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 04:16]ـ
تتمة الفوائد:
ابن الجوزي
-من علامة كمال العقل: علو الهمة ,والراضي بالدون دني! قال الشاعر:
إذا ما علا المرء رام العلى ** ويقنع بالدون من كان دونا
-ومن رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارا**تعبت في مرادها الأجسام
-قال الرضي:
ولكل جسم في النحول بلية**وبلاء جسمي من تفاوت همتي
-قال شعبة بن الحجاج رحمه الله تعالى:"إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان فارحمه ,فإن كان في كمك شيء فأطعمه ".
-قال ابراهيم النظام (المعتزلي):"إذا كان في جيرانك جنازة ,وليس في بيتك دقيق ,فلاتحضر الجنازة ,فإن المصيبة عندك أكثر منها عند القوم ,وبيتك أولى بالمأتم! " "سرح العيون" لابن نباتة المصري
-وكان ابراهيم بن أدهم ينشد:
وماهي إلا جوعة سددتها**وكل طعام بين جنبي واحد
-قال الإمام ابن هشام النحوي (أبومحمد جمال الدين عبد الله بن يوسف) 708/ 761هـ
ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله**ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلا**يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذل
الجوع يدفع بالرغيف اليابس **فعلام أكثر حسرتي ووساوسي؟!
والموت أنصف حين ساوى حكمه**بين الخليفة والفقير البائس.
-كان الإمام الشافعي ينشد:
أمطري لؤلؤا سماء سرنديـ**ب وفيض آبار تكرور تبرا
أنا إن عشت لست أعدم قوتا**وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي**نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ماقنعت بالقوت عمري**فلماذا أزور زيدا وعمرا؟
-القاضي الأديب الفقيه الشافعي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني يقول:
وقالوا:توصل بالخضوع إلى الغنى**وماعلموا أن الخضوع هو الفقر
وبيني وبين المال شيئان حرما**علي الغنى:نفسي الأبية والدهر
إذا قيل:هذا اليسر, أبصرت دونه**مواقف, خيرٌ من وقوفي بها العسرُ!
فإن لم يكن عند الزمان سوى الذي**أضيق به ذرعا فعندي له الصبر
-سمع الأستاذ العلامة الفقيه الشيخ أحمد الزرقاء بعض السؤال الشحاذين يقول:
ولاتمدن للعلياء منك يدا**حتى تقول لك العلياء هات يدك
أبو المظفر الأبيوردي (محمد بن أحمد)
تنكر لي دهري ولم يدر أنني **أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الدهر كيف اعتداؤه**وبت أريه الصبرَ كيف يكون
صابرَ الصبرَ فاستغاث به الصبرُ**فقال الصبور: ياصبرُ صبراً
جزى الله الشدائد كل خير**وإن كانت تغصصني بريقي
ومامدحي لها شكرا ولكن**عرفت بها عدوي من صديقي
-وهذا العلامة الأريب الأديب القاضي (أحمد بن عمر المزجد الزبيدي اليمني) 930هـ رحمه الله تعالى يقول مسائلا الفقر عن مسكنه ومنزله ليعرفه فيجتنبه ,فيخبره الفقر بأنه جليسه وأنيسه وخدينه وقرينه لايبارحه ولايفارقه! وهو مؤاخيه ومصادقه! وماأكره هذه المؤاخاة عنده!.
قلت للفقر أين أنت مقيم؟؟ **قال لي:بين عمائم الفقهاء
إن بيني وبينهم لإخاءٌ** وعزيز علي قطع الإخاء
إن الفقيه هو الفقير وإنما**راء الفقير تجمعت أطرافها
وكان بنوعمي يقولون: مرحبا**فلما رأوني معسرا مات مرحب
إذا قل مال المرء قل صديقه**وأومت إليه بالعيون الأصابع
يتبع ......
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 09:41]ـ
انتقاء موفق
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 11:44]ـ
هذا من رفيع أدبك وحسن خلقك وجميل ثنائك ...
بارك الله فيك ياابن الرومية ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 03:18]ـ
بقية الفوائد:
الإمام الوزير الأديب الاريب يحيى بن هبيرة الحنبلي 499هـ-560هـ
إذا قل مال المر قل صديقه**وقبح منه كل ماكان يجمل
فصاحة سحبان وخط ابن مقلة**وحكمة لقمان وعفة مريم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس**ونودي عليه لايباع بدرهم
-محمد ابن أبي شحاذ الضبي ,وقال ابن السكيت:هو راشد بن درواس
وقد يقصر القل الفتى دون همه**وقد كان لولا القل طلاع أنجد
-أبوبكر محمد بن الحسن بن عبد الله الزبيدي الإشبيلي القرطبي 316هـ379هـ رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفقر في أوطاننا غربة! **والمال في الغربة أوطان
والأرض شيء كلها واحد**والناس إخوان وجيران
اللغوي ابن فارس (أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء الرازي) 329هـ395هـ
سقى همذانَ الغيثُ لست بقائل**سوى ذاك وفي الأحشاء نار تضرم
ومالي لااصغي الدعاء لبلدة**أفدت بها نسيان ماكنت أعلم
نسيت الذي أحسنته غير أنني**مدين ومافي جوف بيتي درهم
وقال أيضا:
وصاحب لي أتاني يستشيرني وقد**أراد في جنبات الأرض مضطربا
قلت:اطلب أي شيء شئت و اسع ورد**منه الموارد إلا العلم والأدبا
رسالة ياقوت الحموي 574هـ-626هـ ابن جمال الدين القفطي الحلبي:
وقفت وقوف الشك ثم استمر لي**يقيني بأن الموت خير من الفقر
فودعت من أهلي وبالقلب مابه**وسرت عند الاوطان في طلب اليسر
وباكية للبين: قلت لها: اصبري**فالموت خير من حياة على عسر
سأكسب مالا أو أموت ببلدة**يقل بها فيض الدموع على قبري
الأديب الوزير المهلبي (الحسن بن محمد الأزدي) 291هـ352هـ
ألا موت يباع فأشتريه**فهذا العيش مالاخير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي**يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد**وددت لو أنني ممايليه
ألا رحم المهيمن نفس حر**تصدق بالوفاة على أخيه
وقال أيضا:
ولو أني استزدتك فوق مابي**من البلوى لأعوزك المزيد
ولو عرضت على الموتى حياة**بعيش مثل عيشي لم يريدوا
ابو اسحاق الغزي:
حملنا من الأيام مالانطيقه**كما حمل العظم الكسير العصائب
البحتري:
قالوا: تركت الشعر قلت ضرورة**باب البواعث والدواعي مغلق
خلت الديار فلاكريم يرتجى**منه النوال ولامليح يعشق
ومن العجائب أنه لايشترى**ويخان فيه مع الكساد ويسرق!
الزمخشري:
خليلي هل تجدي عليا فضائلي**إذا أنا لم أرفع على كل جاهل
ومن لي بحقي بعدما وفرت على**أراذلها الدنيا حقوقَ الأماثل
كذا الدهر كم شوهاءَ في الحلي جيدها**وكم جيد حسناء المقلد عاطل
ومما شجاني أن غر مناقبي**تغنى بها الركبان بين القوافل
وطارت إلى أقصى البلاد قصائدي**وسارت مسير النيرات رسائلي
وكم من امال لي وكم من مصنف**أصاب به ذهني محز المفاصل
غني من الآداب لكنني إذا** نظرت فما في الكف غير الأنامل
فياليتني أصبحت مستغنيا ولم**أكن فخر خوارزم ورأس الأفاضل! وله أيضا:
أشكو الزمان ولاأرى لي مشكيا**ممن يرى شعثي ورقة حالي
ياحسرتا من لي بصفقة رابح**في متجر والفضل رأس المال
ياويح أهل العلم كيف تأثروا**والسبق كل السبق للجهال
في ذمة الأيام لي دين متى**أستقضه لاقيت طول مطال
فإلى إلهي المشتكى وبصنعه**دون الأنام سوطة آمالي
-قال الأديب الثعالبي في كتابه "تحسين القبيح وتقبيح الحسن"
"ومن أحسن ما قيل في تحسين الفقر قول أبي العتاهية:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى**وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
وقول محمود الوراق:
ياعائب الفقر أما تنزجر**عيب الغنى أكبر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله**على الغنى لو صح منك النظر
أنك تعصي الإله تبغي الغنى**ولست تعصي الله كي تفتقر
يتبع ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 07:42]ـ
تتمة الفوائد:
-شغلنا بكسب العلم عن مكسب الغنى**كما شغلوا عن مكسب العلم بالوفر
وصار لهم حظ من الجهل والغنى ** وصار لنا حظ من والفقر
-قال الإمام ابن ابراهيم ابن الوزير اليماني 775هـ-840هـ:
لك الحمد لم تشغل بفقر يشق بي**ولابغنى يطغي فؤادي ويلهيني
وفرغتني للعلم والحمد والثنا**وأصلحت لي قلبي ومازلت تهديني
وأغنيت قلبي بالقناعة والرضا**وبالمال قدرا كافيا ليس يلهيني
فلا أنا مهموم ولا أنا سائل**ولاأنا مشغول بماليس يعينني
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم**وترمي النوى بالمقترين المراسيا
الإمام سفيان الثوري 97هـ -161هـ قال الحافظ أبونعيم الاصبهاني
في "حلية الأولياء" في ترجمته الحافلة مايلي:
-حدث سفيان بن عيينة قال:جاع سفيان الثوري جوعا شديدا ,مكث
ثلاثة أيام لايأكل شيئا, فمر بدار فيها عرس ,فدعته إلى أن يدخل ,فعصمه الله
ومضى إلى منزل ابنته فأتته بقرص فأكله وشرب ماء فتجشى ,ثم قال:
سيكفيك عما أغلق البابُ دونهُ**وضن به الأقوام ملحٌ وجردقُ
وتشرب من ماءٍ فراتٍ وتعتدي ** تعارض أصحاب الثريد الملبق
تجشى إذا ماهم تجشوا كأنما **ظللت بأنواع الخبيص تفتق
-كان الخليل ابن احمد الفراهيدي أبي عبد الرحمان 100هـ 170هـ
كان له راتب على سليمان بن حبيب بن أبي صفرة الأزدي وكان والي فارس والأهواز ,فكتب إلى الخليل يستدعيه ,فكتب الخليل جوابَهُ:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة**وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحاً بنفسي, أني لاأرى أحداً ** يموت هزلا ولايبقى على حال
الرزق عن قدرٍ لا الضعف ينقصه**ولايزيدك فيه حول محتال
والفقر في النفس لا في المال نعرفه**ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
فقطع عنه سليمان الراتب ,فقال الخليل:
إن الذي شق فمي ضامن **للرزق حتى يتوفاني
حرمتني خيرا قليلا فما ** زادك في مالك حرماني
فبلغت سليمان فأقامته وأقعدته! وكتب إلى الخليل يعتذر إليه وأضعف راتبه.
أحاديث لو صيغت لألهت بحسنها**عن الوشي أو شمت لأغنت عن المسك.
-قال الشاعر الأندلسي محمد بن ادريس البلنسي (مرج الكحل) 634هـ ذكرها خير الدين الزركلي في (الأعلام)
مثل الرزق الذي تطلبه ** مثل الظل الذي يمشي معك
أنت لاتدركه متبعا ** وإذا وليت عنه تبعك
يتبع ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:19]ـ
تتمة الفوائد:
إمام العربية أبوعثمان المازني (بكر بن محمد بن عثمان) البصري النحوي الصرفي ,الذي لم يكن أحدٌ بعدَ سيبويه أعلم بالنحو منه وهو أول من دون علم التصريف ,وكان قبلَ ذاك مندرجا في علم النحو المتوفي سنة 249هـ رحمه الله
-كان المازني في غاية الورع وقصده يهودي ليقرأ عليه "كتاب سيبويه" وبذل له مئة دينار في تدريسه إياه فامتنع.
فقال له المبرد-تلميذه-جعلت فداك أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة إضاقتك؟
فقال:إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاث مئة وكذا وكذا آية من كتاب الله عزوجل. ولست أرى أن أمكن منها ذميا ,غيرة على كتاب الله وحمية له.
قال المبرد:فاتفق أن غنت جارية بحضرة الخليفة الواثق ,بقول العرجي:
أظلومُ إن مصابكم رجلا**أهدى السلام تحية ظلمُ
فاختلف من في الحضرة في إعراب (رجلا) فمنهم من نصبه وجعله اسم (إن) ومنهم من رفعه على أنه خبرها ,والجارية مصرة على أن شيخها أباعثمان المازني لقنها إياه بالنصب, فأمر الواثق بإشخاصه –من البصرة إلى بغداد-
قال أبوعثمان:فلما مثلث بين يديه ,قال:ممن الرجل؟
قلت:من بني مازن.فقال: أي الموازن؟ أمازن تميم ,أم مازن قيس ,أم مازن ربيعة, أم مازن اليمن؟ قلت:من مازن ربيعة ,فكلمني بكلام قومي وقال: بااسبك ,لإنهم يقلبون الميم باء والباء ميما ,فكرهت أن أجيبه على لغة قومي كيلا أواجهه بالمكر ,فقلت:بكرٌ ياأمير المؤمنين ,ففطن لما قصدته ,وأعجب به وضحك.
ثم قال ماتقول في قول الشاعر:
أظلوم إن مصابكم رجلا؟ أترفع رجلا أم تنصبه؟ فقلت:بل الوجه النصبُ ياأمير المؤمنين فقال:ولم ذاك؟ قلت: إن (مصابكم) مصدر بمعنى إصابتكم ,فأخذ اليزيدي في معارضتي ,فقلت:هو بمنزلة قولك:إن ضربك زيدا ظلمٌ, فالرجل مفعول مصابكم وهو منصوب به والدليل عليه أن الكلام معلق إلى أن تقول:ظلمُ ,فيتم, فاستسحسنه الواثق.
وقال هل لك من ولد؟ قلت: نعم ,ياأمير المؤمنين ,بنية لاغيرُ, قال:فماقالت لك حين ودعتها عند مسيرك؟ قلت أنشدت قول الأعشى:
تقول ابنتي حين جد الرحيل**أرانا سواء ومن قد يتم
أبانا فلا رمت من عندنا**فإنا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلا**د نجفى وتقطع منا الرحم
فقال الواثق: كأني بك وقد قلت لها قول الأعشى أيضا:
تقول ابنتي وقد قربت مرتحلا**يارب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليكِ مثل الذي صليت فاغتمضي**نوما فإن لجنب المر مضطجعا
فقلت:صدق أمير المؤمنين ,قلت لها ذلك, وزدتها قول جرير لابنته:
ثقي بالله ليس له شريك**ومن عنده الخليقة بالنجاح
فقال:ثق بالنجاح إن شاء الله تعالى , ثم أمر لي بألف دينار ,وردني مكرما ,قال المبرد ,فلما عاد إلى البصرة ,قال لي:
كيف رأيت ياأبا العباس-هذه كنية المبرد-رددنا لله مئة فعوضنا ألفا "
-إذا سمت عين من تهواه عن ذهب**فالتبر والترب في الدنيا لديك سوا
-تسألني أم الوليد جملا**يمشي رويدا ويجيء أولا
قال بشار:
عميت جنينا والذكاء من العمى**فجئت عجيب الظن للعلم موئلا-
(الحسن بن محمد الأزدي المهلبي البصري) المشهور بالوزير المهلبي 291هـ352هـ كان قد سافر مرة ولقي في سفرة مشقة صعبة! واشتهى اللحم فلم يقدر عليه! فقال ارتجالا:
ألاموت يباع فأشتريه**فهذا العيش مالاخير فيه
ألاموت لذيذ الطعم يأتي**يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد**وددت لو أنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حر**تصدق بالوفاء على أخيه
وكان معه رفيق يقال له:عبد الله الصوفي وقيل أبو الحسن العسقلاني فلما سمع الأبيات:اشترى له درهم وطبخه وأطعمه وتفارقا ,وتنقلت بالمهلبي الاحوال. وتولى الوزارة ببغداد لمقر الدولة وضاقت الأحوال برفيقه الذي اشترى له اللحم في السفر وبلغه وزارةُ المهلبي, فقصده وكتب إليه:
ألا قل للوزير فدته نفسي**مقالة مذكرٍ ماقد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش**ألا موت يباع فأشتريه
فلما وقف الوزير على رقعته تذكره ,وهزته أريحية الكرم, فأمر له في الحال بسبع مئة درهم ,ووقع في رقعته:"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة ,والله يضاعف لمن يشاء" ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملا يرتفق به.
ولما ولي المهلبي الوزارة بعد تلك الإضافة عمل الابيات التالية:
رق الزمان لحالي لفاقتي**ورثى لطول تفرقي
فأنالني ماأرتجيـ**ـه و حاد عما أتقي
فلأصفحن عما أتـ**ـاه من الذنوب السبق
حتى جنايته بما**صنع المشيبُ بمفرقي
أولئك الناس إن عدوا وإن ذكروا**ومن سواهم فلغو غير معدود
يتبع .....
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 10:15]ـ
لماذا تركز على الأبيات الشعرية؟؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:56]ـ
في الحقيقة أنا مولع باقتناص الأبيات الشعرية التي أقرؤها في الكتب وأقيدها في كراسات صغيرة لذلك لهذا تجدون تركيزي كبيرا على الابيات في هذا الكتاب وإلا صراحة فيه الكثير من الطرائف والنوادر لم اقيدها لطولها والله المستعان ولعلي أنشط قريبا وأقيدها هي الاخرى في ملحق خاص ان شاء الله تعالى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 08:52]ـ
واصل بارك الله فيك
ـ[متابع دائم]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 06:23]ـ
موضوع مفيد
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 10:31]ـ
احسنت فى زمن تواضعت الهمم وصرفت الاوقات فى اطناب الايام الخاليات
بدلا من اطناب الطالب وكذالك شيوخة الذى ياخذ عنهم فى تدارك الايام
لكم احزنتنى بهذا الموضوع وتقلبت لدى الاحوال احوالنا والعلم وافول الشمس المضيئة شمس الاعلام.
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 10:43]ـ
اللهم اجعلنا من الصابرين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 10:50]ـ
ليعم النفع.
هلا ذكرت لنا قصة العبادلة؟(/)
نظرات في الزهد
ـ[أحد الخطابيين]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 05:55]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته وأصحابه ومن والاه ومن سار على دربه إلى مولاه .. وبعد،
الأمر الذي نحن بصدد الحديث عنه يمثل علاجا قويما للمجتمع الإسلامي في هذا الزمان بله ووقاية، وهذه الوقاية أو العلاج شأنهما شأن باقي أدوات الشفاء لا يتناولها إلا من يؤمن بالمرض ويؤمن بحاجته إلى معالجته أو التحصن خشية الوقوع فيه .. وحتى لا أطيل، فإن الداء هو الترف والعلاج هو القناعة والزهد في الدنيا، ودعونا نوضح الأمر حتى يتبين لمن يلتبس عليه.
وبداية لابد من تحرير نقطة مهمة ألا وهي أن الإنسان بعقله القاصر لا يستطيع أن يحيط بحكمة الله الإلهية إحاطة كاملة، وكذا لا يستطيع الحكم على كل أمور الشريعة من وجهة نظره القاصرة الضعيفة مهما درس ما درس وحصل من العلوم الشرعية ما حصل، لذا كان على الإنسان في الأصل أن يسلِّم لله تبارك وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم في كل أمر جاء به ولا يسعه إلا ذلك، وألا ينسى أنه مهما بلغ من علمه بالشريعة وبمقاصدها فلن يعدو عقله قدره.
لهذا يقع الكثير ممن أحرزوا من العلم ما أحرزوا في هذا المنزلق الوعر لنظرتهم إلى ما حصلوا من أقوال أهل العلم وكثرته فيسيئون الظن بعقلهم ويحسبونه بالغا ولا يزال رضيعا.
وهذا بالضبط أحبتي ما حدث مع قضية الزهد، فنظر القاصرون – أعني عقولهم – إلى أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم على أنها تصلح لعصر دون الآخر أو يصرفون بعضها ببعض وما هذا إلا لعجز عقولهم، لذا كان لزاما علينا النصيحة لهم بأن نقول لهم لا تدخلوا عقولكم بالمنطق البغيض والتفكر المذموم والتدبر المؤسف ولكن أدخلوها بالتسليم المنير الذي يصل به الإنسان إلى ربه مطيعا منيبا سالما ناجيا.
وحتى يتضح هذا الذي نوهت إليه سأورد بعض الأحاديث التي يصير الأمر بها جليا:
روى الترمذي بإسناد صحيح في سننه وأحمد كذلك في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ (البستان والمزرعة والتجارة) فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا. وحسنه العلامة الألباني، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصحح إسناده حسين سليم أسد.
والحديث واضح جلي في أن النبي ? إنما ينهى عن ذلك نصحا للأمة، ومعلوم أن النهي هنا للكراهة وليس للتحريم لأن النبي ? في حياته كان بعضهم يتخذ الضيعة ولم يأمره ? ببيعها وسكوته إقرار كما هو معلوم، ونهي الرسول ? جاء للتزهيد في الدنيا ومدحا لعدم تعلق القلوب بها ومن ثم مدح من ترك الضيعة راغبا في ذلك الزهد، ولا يتناطح في ذلك عنزتان. فجاء القوم وصرفوا الأمر تماما وجعلوا من يتعلق بمثله فيُرَغِّبُ الناس عن الدنيا ويحثهم على ذلك ويشير إليهم بمثل هذه الأحاديث مختل عقليا ليس براجح العقل عندهم ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون، وما أوتوا إلا من قبل عقولهم التي يريدون لها ما لا يُراد، وعليه فكان لزاما أن يتضح أن الأصل هو ترك الدنيا وعدم طلبها ولو صَلُحَت النيَّة، ومع هذا من طَلَبَها وصَلُحَت نيتُه فلا مَلام عليه لكنه ليس الأولى وليس الأرجح، وليس لانتشار أهل الباطل وامتلاكهم من الدنيا دَخلٌ في تحرير الأمر، لأن الرسول ? كان يُزَهِّدُ أصحابه في الدنيا وهو يعلم أن الأمم الأخرى تَملِك ما تملك وما منعه ذلك أن يَزْهَد في حَثِّهِم على الزهد وتكرار هذا الأمر عليهم وتتابع التذكير به من آن إلى آخر، لأن الزُّهدَ أصل وغيره وإن لم يُحرَّم وكان نافعا فليس أصلا ولكنه فرع ولا يمكن أن تختلَّ الموازين من أجل اختلاف الحياتين، ولكن تُقَدَّرُ بقدْرِها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا روى الترمذي بإسناد صحيح عن خَبَّاب يقول سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ يُؤْجَرُ الرَّجُلُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا الْبِنَاءِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وصححه العلامة الألباني وهو في صحيح الجامع. فأَدخَلُوا عُقولَهم في هذا فقالوا لو أَحسَنَ المرءُ النيةَ في البناءِ لكان أمراً طيباً يُؤجرُ عليه، ويُقالُ لهم أعَلِمتُم ما لم يعلَمْه الرسولُ ? وانتبهتم إلى ما لم ينتبه إليه، ولو كان ما تقولونه صحيحاً فما مقصود التخصيصُ في الحديث على البناء إذ كل أمر مقررٌ أنه يحسُن بحسن النية ويسوء بسوئها .. فهلا نفرغ من هذا التدخل العقلي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع؟ ومعلوم ومقرر أن المرء عليه أن يُراعي مشاعرَ جارِه ويحافظُ عليها في الطعامِ فما بالُكم فيما فوقه. ومعلوم أن التباهي في البناء مظنةُ الحقد والضغينة والحسد وينبغي على الإنسان أن يتلاشى مثل هذه الأمور وأن يتواضع في كل شيء حتى في البناء، ولا يقول قائل أن ما يَحسُن دفع الحسد به مذموم الحث عليه. فلماذا الحيدة؟
هذا خاصة وقد ورد في البناء ما هو أعظم من هذا فعند الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ? قَالَ مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ? وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا لَنَا فَقَالَ مَا هَذَا فَقُلْنَا قَدْ وَهَى فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ قَالَ مَا أَرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وصححه العلامة الألباني عند أبي داود والترمذي وابن ماجة وهو في صحيح الجامع، وصحح إسناده شعيب الأناؤوط عند ابن حبان. ومعلوم أن الحديث صريح قاطع الدلالة في التزهيد في البناء، ولا يقال أبدا أن ابن عمر كان سيء النية عندما أراد أن يصلح الخص، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم غاب عنه "أن إصلاح النية في هذا الأمر لا يضر" سبحانك هذا بهتان عظيم.
وجاء عند أحمد بإسناد صحيح عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ? أَنَّ النَّبِيَّ ? قَالَ اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ الْمَوْتُ وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ، وصححه العلامة الألباني في الجامع وجود إسناده شعيب الأرناؤوط في المسند. وهذا الحديث يدل قطعا على أن قلة المال ممدوحة ومذموم أن يبغضها الإنسان لأنها مظنة السلامة من طول الحساب، فجاء القوم – وهم من أهل العلم غير أنه لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم – ليمدحوا من طلب الدنيا وطلب كثرة المال يبتغي بهذا رفعة الدين وضربوا صفحا على تزهيد الناس في الدنيا وحثهم على الإقلال من جمع المال فيها لينجوا من طول الحساب، أفلا نبين القول السديد الصحيح في الأمر؟
لهذا فإنما يؤتى المسلمون من قبل تطلعهم إلى ما يستحب تركه والتنفير عنه والتزهيد فيه، لأن المجتمع يستقيم فعلا إذا ترفع من زاد عليه المال عن مثل هذا الذي نذكره وعن شبيهه في أمور الحياة، وأحاطت القناعة بالمرء، وكف عن النظر إلى غيره من أصحاب الترف المذموم نجا بهذا ونجا به المجتمع، وإذا ما تمادينا في ذلك، ولم يرع بعضنا بعض في ذلك وكففنا عن التنبيه عليه هلكنا وهلك المجتمع ..
وما انتشر الربا والنهب وأكل المال الحرام وانتشرت الرشوة والسرقة والمداهنة إلا بسبب الطمع في الدنيا واللهث ورائها كلهث الكلاب، فالعودة يا مسلمين، الرجوع إلى ما كان عليه خير المرسلين قدر الاستطاعة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وليكن الأصل عندنا هو الأصل عندهم، والزهد عندنا كما كان الزهد عندهم. ألا لا يوجد زاهد يرغب الناس في متاع الدنيا ويحثهم على رفع مستوى معيشتهم فيها، ألا ساء من يفهم هذا؟
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
دليل طالب العلم إلى أهم المتون العلمية وشروحها الصوتية
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام يسرني أن اهدي إليكم هذا الجهد المتواضع في إعداد هذا الدليل لأهم المتون العلمية وشروحها الصوتية، أسال الله أن ينفعني وإياكم به
أولا العقيدة
1_ القواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/187.zip)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=23777)
2- الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/asool.zip)
شرح الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=345)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2063)
3- الأصول الستة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.ajurry.com/Matn6osol.zip)
شرح الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1950)
4- أصول الإيمان لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.ajurry.com/OsolEman.zip)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=762)
5- كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.saaid.net/book/119.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=222)
شرح الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=448)
6- مسائل الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alghliah.zip)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=509)
شرح الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2530)
7- كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/shbhat.zip)
شرح الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=343)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=402)
8- العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alwastiah.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=38)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2636)
9- العقيدة الطحاوية للإمام أحمد بن محمد الطحاوي ( http://www.ajurry.com/MatnTahawia.zip)
شرح الشيخ ابن جبرين حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=812)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2627)
10- الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية المؤلف للامام السفاريني ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsfariniah.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=682)
11- الفتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية ( http://www.ajurry.com/MatnHamawia.zip)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1120)
12- لامية شيخ الإسلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/lamih.zip)
شرح الشيخ عبد العزيز محمد السدحان ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=54728)
13- سلم الوصول إلى علم الأصول للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/slaam.zip)
(يُتْبَعُ)
(/)
شرح معارج القبول للشيخ ياسر برهامي حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=96&group_id=70)
14- الكافية الشافية .. في الانتصار للفرقة الناجية للإمام ابن القيم ( http://www.saaid.net/book/131.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=220)
15- نونية القحطاني لأبي محمد القحطاني الأندلسي ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/noniah.zip)
شرح الشيخ عمر بن سعود العيد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1429)
16- حائية ابن أي داود لأبي بكر بن أبي داود ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/haeih.zip)
شرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2958)
======================
ثانيا الفقه
1 - زاد المستقنع في اختصار المقنع لشرف الدين الحجاوي ( http://www.saaid.net/book/3/605.zip)
شرح الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=63&group_id=19)
3- دليل الطالب لنيل المطالب لمرعي بن يوسف الكرمي ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/dleel%20_attaleb.zip)
شرح الشيخ ابن جبرين حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3060)
شرح منار السبيل للدكتور محمد إسماعيل المقدم حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=33&group_id=14)
3- عمدة الأحكام للامام المقدسي ( http://www.saaid.net/book/3/604.zip)
شرح الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=489)
4- بلوغ المرام من أدلة الأحكام للامام ابن حجر العسقلاني ( http://www.saaid.net/book/22.zip)
شرح الشيخ ابن باز رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=586)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=209)
======================
ثالثا أصول الفقه
1 - متن الورقات للإمام الجويني ( http://www.ajurry.com/MatnWaraqat.zip)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1124)
2- نظم الورقات لشرف الدين يحي العمريطي ( http://www.binothaimeen.com/soft/moton/NothomAlwarakat.exe)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=444)
3- الأصول من علم الأصول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://media2.islamway.com/books/1/othymeen/026.rar)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=32)
======================
رابعا أصول التفسير
1 - مقدمة في أصول التفسير لشيخ الاسلام ابن تيمية ( http://www.binothaimeen.com/soft/moton/OsoolAltafseer.exe)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=36)
شرح الشيخ خالد بن عثمان السبت حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2164)
2- رسالة في أصول التفسير للامام السيوطي ( http://www.saaid.net/book/3/694.zip)
شرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1564)
3- أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.binothaimeen.com/soft/OsoolFiAltafseer.exe)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1254)
======================
خامسا الحديث
1 - الأربعون النووية للامام النووي ( http://www.elafco.com/40nwawe.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=607)
(يُتْبَعُ)
(/)
شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=49)
2- رياض الصالحين للامام النووي ( http://www.saaid.net/book/1/395.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=112)
3- صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ( http://www.saaid.net/book/1/248.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=50&group_id=3)
4- صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج ( http://www.saaid.net/book/1/247.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=50&group_id=21)
شرح الشيخ ياسر برهامي حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=96&group_id=53)
5- سنن الترمذي الإمام محمد بن عيسى الترمذي ( http://www.saaid.net/book/1/244.zip)
شرح الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=461&group_id=90)
6- سنن النسائي للإمام أحمد بن على بن شعيب النسائي ( http://www.saaid.net/book/1/243.zip)
شرح الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=461&group_id=15)
7- سنن أبي داود للإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ( http://www.saaid.net/book/1/245.zip)
شرح الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1906)
8- سنن ابن ماجة للإمام محمد بن يزيد بن ماجه ( http://www.saaid.net/book/1/246.zip)
شرح الشيخ عبد العزيز الراحجي حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1447)
======================
سادسا مصطلح الحديث
1 - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للإمام ابن حجر العسقلاني ( http://www.sahab.org/books/files/hadeeth/nokhbh.zip)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=33)
شرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1505)
2- الموقظة في علوم الحديث للإمام الذهبي ( http://www.saaid.net/book/2.zip)
شرح الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=96)
3- اختصار علوم الحديث للإمام ابن كثير ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ektisar.zip)
شرح الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2328)
4- المنظومة البيقونية للشيخ عمر بن محمد البيقوني ( http://www.ajurry.com/biqoony.rar)
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1367)
شرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2550)
5- ألفية العراقي للحافظ العراقي ( http://www.saaid.net/book/1/230.zip)
شرح الشيخ سعد بن عبد الله الحميد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1024)
6- ألفية السيوطي للحافظ السيوطي ( http://www.saaid.net/book/1/230.zip)
شرح الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1604)
شرح الشيخ سعد بن عبد الله الحميد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1019)
ولا تنسوني من صالح دعائكم
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 06:58]ـ
للرفع
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 03:47]ـ
للتذكير(/)
مشروع الأضاحي المبارك .. لشيخنا العلامة سفر الحوالي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 11:45]ـ
مشروع الأضاحي بمكتب الشيخ سفر الحوالي للعام 1428هـ
نبذة عن المشروع:
تطبيقاً لسنة المصطفى ?، يتم العمل على إنجاز هذا المشروع السنوي لإفادة أكبر قدر ممكن من أبناء الأمة المستحقين، خاصة ممن حلت ببلدانهم الكوارث والمصائب، أو ممن طالتهم أيدي الظلم والاحتلال، فتعسر عليهم تأدية هذه السنة الفضيلة، فهذا باب من أبواب التعاون معهم والتخفيف من مصابهم، وهي طعمة للعبد، وطاعة للرب جل في علاه.
طريقة العمل:
ينفذ المشروع بإشراف مباشر من الشيخ العلامة سفر الحوالي -حفظه الله تعالى- وتقوم لجان شرعية وصحية متخصصة بالإشراف على عمليات الذبح، ليتم بأفضل حال في الوقت الشرعي المحدد، وتوزع حسب الاحتياج. أو تحفظ ويستفاد منها طوال العام، ومن الطرق المستخدمة: (التعليب) لسهولة حفظها في حال عدم توفر التيار الكهربائي.
ونظرا لكثرة الاحتياج وتعدد القدرات، وتسهيلاً منا على مؤديها، يتم تنفيذ المشروع في عدد من الأقطار، وبأسعار متفاوتة.
من فوائد المشروع:
? إحياء سنة المصطفى ^ في الأضاحي، فقد ضحى ^ عنه وعن أمته.
? توزيع اللحوم على الأسر الفقيرة المحرومة من تذوقها طوال العام، ولا يشترط أن تكون أضحية فقط. بل باب الخير مفتوح.
? تعزيز شعور إخواننا بأننا معهم في محنهم، ونشاركهم أحزانهم وأعيادهم.
? دعم الأسر المعتمدة على بيع الأضاحي، فالأضاحي تشترى من الأرياف عادة ومن المزارعين الصغار، أو المتضررين إعانة لهم.
? تشغيل الأيدي العاملة خلال هذا الموسم فيستفيد الكثير من المحتاجين.
قائمة أنواع الأضاحي وأسعارها
البلد النوع السعر ملاحظات
فلسطين أغنام محلية (بلدي) 900 دعم للناتج المحلي
فلسطين أغنام مستوردة تذبح بالداخل 650
فلسطين أغنام مذبوحة بالخارج ومعلبة 300 يستفاد منها طوال العام
فلسطين البقر 5000
فلسطين الكبش 750
العراق أغنام محلية 550
العراق البقر 1800
السودان أغنام محلية 400
اليمن أغنام محلية 200
الصومال أغنام محلية 200
إريتريا أغنام محلية: ضأن- ماعز 350 - 270
إريتريا الإبل 1600
إريتريا البقر 1300
اندونيسيا أغنام محلية 225
بورما أغنام محلية 170
بورما البقر 1000
كينيا أغنام محلية 160
النيجر أغنام محلية: ضأن - ماعز 300 - 180
النيجر البقر 700
تسلَّم المبالغ يدوياً لمكتبَي الشيخ سفر الحوالي في مكة المكرمة أو جدة
مكتب مكة: 5533301 2 00966/ 5533302 2 00966
فاكس: 5533307 2 00966 جوال: 504505720 00966
عنوان مكتب الشيخ:
مكة المكرمة/ العوالي, شارع إبراهيم الجفالي, خلف بناية السلام, نهاية شارع الخليج بجوار مسجد الرحمة.
جدة/ حي الصفا، شارع محمد نصيف، غرب دوار الزهرة، جوار القصر الأخضر للشقق المفروشة ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:03]ـ
أسأل الله ان يحفظ الشيخ سفر ويجزيه خير الجزاء على مايقدم لهذه الامة
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله في الشيخ سفر والله أنه مشروع جبار
والشيخ كعادته يعيش مع حال الأمة ويتلمس حاجاتها
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:06]ـ
شكر الله لكما ..
وأتحجج بالشكر .. لرفع الموضوع ..
لتقارب الداعي لذلك .. وأهمية هذا الدعم المبارك
ـ[تميم]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 11:37]ـ
بارك الله فيك وفي شيخك سفر ونفع بكم الإسلام والمسلمين ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:29]ـ
رقم الحساب للشيخ سفر الحوالي لدعم مستضعفي غزة
و جاهدوا بأموالكم
((ها أنتم تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه))
و تستطيعون الحصول على رقم الحساب في الراجحي
عن طريق الاتصال بالمكتب هاتفيا
و أرقام التليفونات هي
في مكة المكرمة:
حي العوالي – شارع إبراهيم الجفالي – خلف بناية السلام بجوار نهاية شارع الخليج – جوار مسجد الرحمة.
هاتف: 5533302 - 2 - 00966
هاتف: 5533301 - 2 - 00966
فاكس: 5533307 - 2 - 00966
في جدة:
حي الصفا – شارع الأربعين – غرب دوار الزهرة – بجوار مسجد نصيف.
ص. ب 43538 الرمز البريدي: 21571
هاتف: 6936655 - 2 - 00966 (تستقبل المكالمات من إدارة المكتب في وقت الزيارة فقط من 5 - 6 عصرا عدا الخميس والجمعة)
فاكس: 6935656 - 2 - 00966
مدير المكتب: 00966555600344
أما الرجل الثاني فهو د/ أبو بلال الطبيب و الخطيب و رئيس لجنه الزكاه بأحد مساجد قطاع غزة بفلسطين و الفارس المشهور بمنتدى أنا المسلم
كم هو مؤلم ما يجري
أنا طبيب وخطيب ومسؤل لجنة الزكاة
والحصار خانق والكل ينتظر منك عطفا والخذلان عجيب
المساجد مكتظة وعودة هائلة لله لكنهم بلا كساء ولا غذاء ولا دواء كم نحن بحجة الى الدعاء
0250072130000
بنك القاهرة عمان خان يونس قطاع غزة فلسطين
د/ جميل أحمد محمود
أو عن طريق الوسترن يونيون
و هناك باب ثابت و متيسر للجميع للتبرع و هو عن طريق لجه الاغاثه الاسلاميه التابعه لنقابه أطباء مصر و المنتشرة فروعها في جميع المحافظات
اضافة موثوقة لاهل مصر
جامعة الدول العربية
رقم الحساب الأول 124448 - 5002 البنك العربى - فرع المهندسين - مصر
رقم الحساب الثانى: 7 - 777 - 777 بنك مصر الدولى - فرع القاهرة - مصر
لجنة الإغاثة الإنسانية
حساب رقم 500555 البنك الوطنى المصرى
اتحاد الأطباء العرب
حساب رقم 212051 بنك فيصل الإسلامى
لأهالى اسكندرية: نقابة الأطباء
2 شارع ميدان مصطفى كامل - سموحة - الاسكندرية
اضافة اخرى:
من أماكن التبرع أيضاً لإخواننا في غزة
المركز الرئيسي لجماعة أنصار السنة المحمدية
مسجد التوحيد-شارع قَوَلَة-عابدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:30]ـ
هل هذا العمل مصرح به من قبل الجهات الرسميه المختصه؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:32]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
والله المستعان!
ـ[عبدالملك الثابتي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:20]ـ
حفظك الله يا رجل المصاعب والمواقف ..
حفظك الله يا صاحب الأيادي البيضاء في خدمة أمته ...
حفظك الله وشفاك ربي من كل سوء ومكروه أيها الإمام ... أيها العالم ... أيها المربي ... أيها المجاهد ...
كل يعيش لخدمة هدفه ... وكلنا يشهد أن هذا الرجل العلامة سفر بن عبدالرحمن الحوالي عاش لمبدئه وضحى من أجله ...
فليحفظك ربي وليشافيك يا ابن تيمية عصره
ـ[ابن رشد]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 02:34]ـ
وفق الله الشيخ سفر لكل مايحبه ويرضاه ....
وربما يجوز للشيخ سفر فعله مالايجوز لغيره ...
لثقتنا به والدولة ايضا ...
وقد كان الشيخ ابن عثيمين يجمع التبرعات لمجاهدي الشيشان والبوسنة ....
فمقام العلماء.ليس مثل مقام غيرهم. وبالتالي لانساوي العامة بالعلماء ,فيما يتعلق بخطاب الدولة لهم
والله اعلم بالصواب(/)
اريد مساعدة لو سمحتوا
ـ[أم راشد]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي بغيت مساعده عندي بحث .. والبحث صعب ماعرفت له ..
فلو سمحتوا ياللي يعرف يساعدني ...
البحث عن شخصيات من القرن السابع هجري. وعندي 10 شخصيات ..
1 - سارة بنت نصر الله بن عبدالرحمن بن مكارم بن فتيان بن فتيان أم علي بنت القاضي أبي الفتح الأنصاري
2 - سبا العجم بنت محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع أم عبدالله وأحمد وجامع الهروية
3 - سنقر شاه بن عبدالله الناصري التركي الحنبلي المنعوت بالبدر
اذا حد قدر يطلع عن هذول جزاه الله ألف خيرر
أختكم: أم راشد
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 12:28]ـ
السلام عليك
في سير أعلام النبلاء 22/ 177 (ترجم لهذا العلم وذكر أن سنقر شاه ممن روى عنه)
وهذا نص عبارة الذهبي:
117 - ابن إدريس * الشيخ القدوة الزاهد الكبير أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إدريس الروحاني البعقوبي صاحب الشيخ عبد القادر.
سمع منه ومن الشيخ علي ابن الهيتي.
روى عنه الشيخ يحيى بن الصرصري، وصحبه وبالغ في توقيره وتبجيله، وأنه لم ير مثله، والكمال علي بن وضاح، والبدر سنقر شاه الناصري، والشيخ علي الخباز، وأبو الفضل محمد بن أبي الفرج ابن الدباب .......... الخ0
فعليك بمتابعة تلامذة هذا الشيخ من خلال مراجع المحقق المذكورة في الحاشية
----------------------------------------(/)
قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 12:15]ـ
قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) النحل-120 -
الشرح: وهذه الأية فيها الدلالة على أن إبراهيم عليه السلام كان محققا للتوحيد، وجه الدلالة أن الله -جل وعلا - وصفه بصفات:
الأولى: أنه كان أمة،والأمة هو الإمام الذي جمع فيه صفات الكمال البشري وصفات الخير،وهذا يعني: أنه لم ينقص من صفات الخير شيئا، وهذا هو معنى تحقيق التوحيد.
والأمة تطلق في القرآن إطلاقات،فمن تلك الإطلاقات أن يكون معنى الأمة "الإمام المقتدى به في الخير"،وسمي أمة لأنه يقوم مقام أمة في الاقتداء، ولأن من سار على سيره غير مستوحش ولامتردد، لأنه ليس مع واحد فقط وإنما هو مع أمة.
الثاني: أنه قال: (قانتا لله حنيفا) وهاتان الصفتان-القانت، والحنيف- متلازمتان،لأن القنوت لله معناه دوام الطاعة لله -جل وعلا- وملازمتها،فهو ملازم لطاعة الله - جل وعلا-.
ولأن-الحنيف-كمايقول العلماء هو ذو الحنف وهو الميل عن طريق المشركين، فالحنيف هو المائل عن طريق المشركين، المائل عن هدي وسبيل المشركين.
فصارت -إذا- عنده ديمومة وقنوت وملازمة للطاعة وبعد عن سبيل المشركين، ومعلوم أن سبيل المشركين الذي صار إبراهيم عليه السلام حنيفا-أي: مائلا بعيدا عنه- معلوم أنه يشمل على الشرك والبدعة والمعصية، فهذه الثلاث هي أخلاق المشركين، الشرك والبدعة والمعصية من غير إنابة ولا إستغفار.
قال: (ولم يك من المشركين):
وقوله: (ولم يك)،كانت في الأصل: (يكن)،ويجوز في حالة الجزم-بشروط- حذف نون (يكن)،كما في الأية السابقة وكما في قوله تعالى-في سورة النحل-: (ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون) -*النحل*127 ويجوز إثباتها كما في قوله تعالى: (ولاتكن في ضيق مما يمكرون) النحل *70*
فإثبات النون وحذفها وجهان جائزان في اللغة-بشروطه المعروفة.
وقوله تعالى: (من المشركين):
(المشركين): جمع تصحيح للمشرك، والمشرك اسم فاعل الشرك،و (أل) -كما هو معلوم في العربية- إذا دخلت على اسم الفاعل،أو اسم المفعول، فإنها تكون موصولة كما قال ابن مالك في الألفية:
وصفة صريحة صلة أل وكونها بمعرب الأفعال قل
والاسم الموصول عند الأصوليين يدل على العموم، فيكون معنى قوله-إذا- (ولم يك من المشركين) إنه لم يك فاعلا للشرك بأنواعه، ولم يك منهم. ودل قوله أيضا: (ولم يك من المشركين) على أنه ابتعد عنهم،لأن (من) تحتمل أن تكون تبعيضية، فتكون المباعدة بالأجسام، ويحتمل أن تكون بيانية، فتكون المباعدة بمعنى الشرك.
فالمقصود: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- استحضر هذه المعاني من الأية، فدلته على أنها في تحقيق التوحيد، قال -جل وعلا-: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) ذلك أن من جمع تلك الصفات فقد حقق التوحيد، ومن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.
وقد فسر إمام الدعوة المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هذه الأية من أواخر سورة النحل فقال -رحمه الله-:
(إن إبراهيم كان أمة): لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين
(قانتا لله): لا للملوك ولا للتجار المترفين
(حنيفا): لا يميل يمينا ولا شمالا كحال العلماء المفتونين
(ولم يك من المشركين): خلافا لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين.
وهو من التفاسير الرائقة، الفائقة، البعيدة المعاني، (ومايلقاها إلا الذين صبرو وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) -فصلت*35*-
المصدر: شرج كتاب التوحيد لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله-
نسأل الله أن يفقهنا في الدين و أن يتوفانا على نهج نبينا عليه الصلاة والسلام وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[خالد العامري]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 12:29]ـ
بارك الله فيك، وكم نفقتد -والله- مجالس الشيخ صالح -حفظه الله-.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 06:35]ـ
احببنا الشيخ صالح آل الشيخ في الله
لكنه الحين ياأخي خالد مشغول كثيرا بالوزارة
وفقه الله لكل خير
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 01:17]ـ
للرفع رفع الله قدركم يا اهل السنة
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 10:43]ـ
فائدة:
لماذا كان اليهود والنصارى يحاولون أن ينسبوا إبراهيم إليهم؟
إلا لأنه أمة "ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما .. "
فكل مبدع أو متقن أو نابغة أو أمة الكل يتبناه
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 01:43]ـ
فائدة:
لماذا كان اليهود والنصارى يحاولون أن ينسبوا إبراهيم إليهم؟
إلا لأنه أمة "ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما .. "
فكل مبدع أو متقن أو نابغة أو أمة الكل يتبناه
بارك الله فيك أخي أبا معاذ على هذه الفائدة(/)
نزهة في فضائل الدعاء
ـ[الشاهين44]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 04:34]ـ
(فضائل الدعاء)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام علىخاتم الأنبياء والمرسلين:
ورد فضل الدعاء في القرآن الكريم في عدة مواضع ,بل الحث على ذلك ,فمنها قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم
إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) غافر 60
وفال تعالى (ولله الأسماء الحسنىفادعوه بها وذروا الذين يلحدون
في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) الاعراف 180
وقال تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ماتدعوا فله الأسماء الحسنى)
وقال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ماتذكرون) النمل 63
والأيات الواردة في الحث على الدعاء ماسبق وغيرها في كتاب الله,
والان أذكر فضل الدعاء الوارد في السنة النبوية الشريفة منها:
عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت)
أخرجه البخاري ومسلم
وعن سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لايرد القضاء ألا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر)
أخرجه الترمذي وابن حبان
ومن دعاء النبي صلى الله علي وسلم ماروته عائشة رضي الله عنها قالت:فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من الفراش فالتمسته,
فوقهت يدي في بطن قدميه وهو في المسجد , وهما منصوبتان, وهو يقول: اللهم أني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)
رواه مالك في الموطأ ومسلم والنسائي والترمذي وأبو داود
وأخيرا أسأل الله أن يفتح علي وعليكم بدعائه ,ويوفقنا لذلك , إنه سميع مجيب الدعاء.
والحمدلله رب العالمين والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين(/)
فائدة (القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن) ابن القيم رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 06:27]ـ
(القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن)
السلام عليكم ورحمة الله
قال الأمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
فاعلم أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن فتجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن طريقة من فيها وهديه وسنته مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه وتعظيم الأنبياء والصالحين ومحبتهم إنما هي باتباع ما دعوا إليه من العلم النافع والعمل الصالح واقتفاء آثارهم وسلوك طريقتهم دون عبادة قبورهم والعكوف عليها واتخاذها أعيادا فإن من اقتفى آثارهم كان متسببا إلى تكثير أجورهم باتباعه لهم ودعوته الناس إلى اتباعهم فإذا أعرض عما دعوا إليه واشتغل بضده حرم نفسه وحرمهم ذلك الأجر فأي تعظيم لهم واحترام في هذا.
وإنما اشتغل كثير من الناس بأنواع من العبادات المتبدعة ,التي يكرهها الله ورسوله لإعراضهم عن المشروع أو بعضه, وإن قاموا بصورته الظاهرة فقد هجروا حقيقته ,المقصودة منه وإلا فمن أقبل على الصلوات الخمس بوجهه وقلبه عارفا بما اشتملت عليه من الكلم الطيب والعمل الصالح مهتمزا بها كل الاهتمام أغنته عن الشرك وكل من قصر فيها أو في بعضها تجد فيه من الشرك بحسب ذلك.
وأما من أصغى إلى كلام الله بقلبه، وتدبره وتفهمه، أغناه عن السماع الشيطاني الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وينبت النفاق في القلب، وكذلك من أصغى إليه وإلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بكليته، وحدّث نفسه باقتباس الهدى والعلم منه لا من غيره أغناه عن البدع والآراء والتخرصات والشطحات والخيالات التي هي وساوس النفوس وتخيلاتها، ومن بَعُدَ عن ذلك فلا بد له أن يتعوض عنه بما لا ينفعه، كما أن من غمر قلبه بمحبة الله - تعالى - وذكره، وخشيته، والتوكل عليه، والإنابة إليه، أغناه ذلك عن محبة غيره وخشيته والتوكل عليه، وأغناه أيضاً عن عشق الصور، وإذا خلا من ذلك صار عبد هواه، أي شيء استحسنه ملكه واستعبده.
فالْمُعْرِض عن التوحيد مشرك، شاء أم أبى، والمعرض عن السنة مبتدع ضال، شاء أم أبى .. والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(إغاثة اللهفان ج 1ص 232_233) دار التراث القاهرة.
نقله أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 07:40]ـ
......................
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 02:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 04:39]ـ
فاعلم أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن
هذا العبارة عامة تشمل كل بدعة خالفت السنة سواء في وسائل الإشراك أو الغلو في التكفير أو الولاء والبراء على بعض المسائل من الدين وهدم باقي الدين من أجلها مثل من ابتدعوا إفراد الحاكمية بتوحيد مستقل ووالوا وعادوا عليه.
ولا أنسى بدعة الإرجاء الخبيثة عند الأشعرية والعقلانية الحديثة وكذلك الليبرالية الملتحية وهي الشر كله نسأل السلامة والعافية من البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 10:10]ـ
فاعلم أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن
هذا العبارة عامة تشمل كل بدعة خالفت السنة سواء في وسائل الإشراك أو الغلو في التكفير أو الولاء والبراء على بعض المسائل من الدين وهدم باقي الدين من أجلها مثل من ابتدعوا إفراد الحاكمية بتوحيد مستقل ووالوا وعادوا عليه.
ولا أنسى بدعة الإرجاء الخبيثة عند الأشعرية والعقلانية الحديثة وكذلك الليبرالية الملتحية وهي الشر كله نسأل السلامة والعافية من البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن.
كيف تكون هذه المسائل التي أفردتها من البدع، أفصح وأبن وفقك الله.
قلت: "بدعة الإرجاء الخبيثة عند الأشعرية"، وأقول: لا يمكم أن تختص هذه البدعة بالأشاعرة لوحدهم بل من أهل السنة من وقع في الإرجاء أو منهم من زل في باب الإيمان وسار على ما قرروه في بعض المسائل.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 10:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
عفوا لك .... وفيكم بارك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:40]ـ
كيف تكون هذه المسائل التي أفردتها من البدع، أفصح وأبن وفقك الله.
قلت: "بدعة الإرجاء الخبيثة عند الأشعرية"، وأقول: لا يمكم أن تختص هذه البدعة بالأشاعرة لوحدهم بل من أهل السنة من وقع في الإرجاء أو منهم من زل في باب الإيمان وسار على ما قرروه في بعض المسائل.
الغلو في الحاكمية وجعله توحيد مستقل بدعة بل أفرط بعضهم وجعله هو التفسير الصحيح لكلمة التوحيد (لا آله إلا الله) فزعم أنها تعني (لا حاكم إلا الله) وهذا باطل والذي تولاها في هذا العصر سيد قطب (عذره الله بجهله) ووالى وعادى عليها وتبعه من بعده الذين فتنوا بهذه البدعة وهم للأسف ليسوا بجهال.
فالتقسيم من حيث هو لا مشاحة فيه ولكن عندما يكون التقسيم محدث ولا فائدة منه , بل يكون مطية لإتباع الهوى وكسر الدين بتقديم المؤخر وتأخير المقدم حينئذا يدخله الإبتداع ولا ريب.
ثم نتج منها بدعة الغلو في التكفير وهي البدعة القديمة المتجددة وقد قيلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (لا حكم إلا لله يا علي) وأهلها هم الخوارج سابقاً وهم الخوارج اليوم.
وأما الإرجاء فلا يجوز نسبته لأهل السنة , يا رعاك الله فالسنة تفارق البدعة وهما ضدان لا يجتمعان , ولكن إن كنت تقصد مرجئة الفقهاء فهم من أهل السنة في غير هذا الرأي الذي اُحدث فيهم وخلافهم حقيقي مع أهل السنة وليس صوري كما قرره شيخا الإسلام في هذا العصر ابن باز والألباني رحمهما الله.
وأما إن كنت تقصد فتنة هذا العصر التي وقعت بين أهل السنة في مسائل الإيمان:
فهذه فتنة ولا شك ولا ريب والإنصاف فيها عزيز والحق ابلج لمن فقه في دين الله , والمصيب له فيها أجران والمخطيء أجر واحد.
وأما أهل الصيد في الماء العكر إن أرادوا أن يقتاتوا من هذه الفتنة فلا يكفيهم أن يرموا الشيخ الألباني رحمه الله وحده بموافقة المرجئة!!
بل هناك ابو عبيد القاسم بن سلام , وابن منده وابن رجب رحمهم الله وغفر لهم.
فمن أراد أن يرمي الألباني بالإرجاء أو موافقة المرجئة فليدخل معه هولاء الائمة حتى يكون المقام بين يدي الله عسير جدا يوم القنطرة على هذا المسكين حين يجتمع له في الخصومة هولاء الجبال.
وليس معنى هذا التعلق باخطاء السابقين أو اللاحقين وجعلها حجة عند النقاش ولكن المقصود احترام أهل السنة وإن زلوا في مسائل هي ولاشك مغمورة في بحور حسناتهم وعند الله حسن المآب.
ولا يقارن مقارن بينهم وبين غيرهم من الأدباء الجهال بالعلم الشرعي , فهذا من البغي والظلم والله تعالى اعلم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 12:39]ـ
الغلو في الحاكمية وجعله توحيد مستقل بدعة بل أفرط بعضهم وجعله هو التفسير الصحيح لكلمة التوحيد (لا آله إلا الله) فزعم أنها تعني (لا حاكم إلا الله) وهذا باطل والذي تولاها في هذا العصر سيد قطب (عذره الله بجهله) ووالى وعادى عليها وتبعه من بعده الذين فتنوا بهذه البدعة وهم للأسف ليسوا بجهال.
فالتقسيم من حيث هو لا مشاحة فيه ولكن عندما يكون التقسيم محدث ولا فائدة منه , بل يكون مطية لإتباع الهوى وكسر الدين بتقديم المؤخر وتأخير المقدم حينئذا يدخله الإبتداع ولا ريب.
ثم نتج منها بدعة الغلو في التكفير وهي البدعة القديمة المتجددة وقد قيلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (لا حكم إلا لله يا علي) وأهلها هم الخوارج سابقاً وهم الخوارج اليوم.
وأما الإرجاء فلا يجوز نسبته لأهل السنة , يا رعاك الله فالسنة تفارق البدعة وهما ضدان لا يجتمعان , ولكن إن كنت تقصد مرجئة الفقهاء فهم من أهل السنة في غير هذا الرأي الذي اُحدث فيهم وخلافهم حقيقي مع أهل السنة وليس صوري كما قرره شيخا الإسلام في هذا العصر ابن باز والألباني رحمهما الله.
وأما إن كنت تقصد فتنة هذا العصر التي وقعت بين أهل السنة في مسائل الإيمان:
فهذه فتنة ولا شك ولا ريب والإنصاف فيها عزيز والحق ابلج لمن فقه في دين الله , والمصيب له فيها أجران والمخطيء أجر واحد.
وأما أهل الصيد في الماء العكر إن أرادوا أن يقتاتوا من هذه الفتنة فلا يكفيهم أن يرموا الشيخ الألباني رحمه الله وحده بموافقة المرجئة!!
بل هناك ابو عبيد القاسم بن سلام , وابن منده وابن رجب رحمهم الله وغفر لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أراد أن يرمي الألباني بالإرجاء أو موافقة المرجئة فليدخل معه هولاء الائمة حتى يكون المقام بين يدي الله عسير جدا يوم القنطرة على هذا المسكين حين يجتمع له في الخصومة هولاء الجبال.
وليس معنى هذا التعلق باخطاء السابقين أو اللاحقين وجعلها حجة عند النقاش ولكن المقصود احترام أهل السنة وإن زلوا في مسائل هي ولاشك مغمورة في بحور حسناتهم وعند الله حسن المآب.
ولا يقارن مقارن بينهم وبين غيرهم من الأدباء الجهال بالعلم الشرعي , فهذا من البغي والظلم والله تعالى اعلم
العجيب ليس ما ذهبت إليه أخي الكريم من البهتان ولكن العجيب ما قررت به هذه المسألة، أخي الكريم الغلو في كل شيء مما نهى عنه الشرع الحكيم، ولا يخرج من هذا الأصل الغلو في المشايخ والرأي ولا غيره، وتخصيص الحاكمية ونسبتها لسيد قطب من الظلم الواضح، فهذه المسألة معروفة عند العلماء قبل سيد قطب، ولكن الظلم والبغي والحسد يمنعكم من الإنصاف.
ولو سلمنا لك جدلاً بأن هذه المسألة -الحاكمية- العمل بها والدعوة إليها وتبينها للناس من البدعة فإلى الله المشتكى، بأي فهم تفهمون دينكم يا هؤلاء، أصبحت الدعوة إلى أن يكون الحكم لله بدعتاً، والمنافحة عن هذه المسألة مما ينتقد على الرجل فيها، فإني أقول لك لابد أن تنسب لهذه الصفة التي أطلقتها على كل من دعا بهذه الدعوة أو نافح عنها.
قمت بالتفصيل في مسألة الإيمان وجعلتها من الفتن وأن كل من خالف فيها من أهل السنة، وحملتهم على الإجتهاد وأخرجت من قال أو نافح عن مسألة الحاكمية من أهل السنة إلى البدعة، فبإي حكم تحكون يا هؤلاء، وأي عدل وإنصاف تعرفونه.
ثم من قال بهذا الكلام الذي تردده وتقول به، لأنك تبقى لدينا شخصاً يستعمل لقباً وهو مجهول الحال، من قال بما قلت من علماء السلف الذين تنتسب إليهم في لقبك.
أعلم وفقني الله وإياك أن هذا الدين لله، والعبرة فيه بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأقوال الرجال تعرض على هذين الوحيين، وما وافق منها يقبل وما خالف منها يرفض ولو كان للإمام أحمد -رحمه الله-، والأدلة كما قررها أهل السنة من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم الإجماع ثم القياس ثم الإجتهاد، وأقوال الرجال يستدل لها لا يستدل بها، ولو أن كل رجلاً أتى إلى مسألة من المسائل وقال الدليل عليها قول فلان، أو قال فلان كذا، لوجد في المقابل قول عالم آخر مخالف لهذا القول، فأي الأقوال يقبل؟ يقبل ما كان على الدليل ويرفض ما كان مخالف له.
والمصيبة كل المصيبة أن من إخواننا -سامحهم الله- من هو صعب النقاش لا يمكن أن يقبل ولا أن يستوعب، وهم أسرع الناس في الإتهام ورمي الناس بالبدعة والخروج عن السلفية، وكأنهم قد ملكوا السلفية بصك شرعي لا يحق لأحد أن يدخل في هذه الفرقة إلا برضاهم أو موافقة منهجهم.
شددت على مسألة الحاكمية وجعلت كل من جعل أصل من الأصول ووالى وعادى فيها أنه من أهل البدع، ونسيت أو تناسيت أن من الناس من قرر لنفسه منهجاً يوالي فيه ويعادي، وتطاول الأمر إلى الإتهام لكل من خالفه في هذا المنهج، وكأنه انزل من رب الأرباب، فخذ حذرك وفقك الله فإن هذه الطريقة نعرفها ونعرف أصحابها وليست عنا ببعيد.
أخي الكريم نصيحة أسوقها لي ولك ولكل إنسان يخشى الله تعالى ويطلب رضاه، لا تجعل كل من خالفك في مسألة من المسائل أنه يكره الألباني -رحمه الله- أو يبغضه أو يجعله من المرجئة، فهذا والله الظلم والبهتان.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 11:40]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اتبع هداه أما بعد,
عافاني الله وإياك أخي وليد من الإجحاف وجعلني وإياك من أرباب الإنصاف فهو من صميم الإيمان.
رميتني رماك الله بعفوه وجميل صفحه , بالتزهيد من الدعوة إلى الحاكمية والكيل بالمكاييل كما ظننت في مسألة الإيمان ووصفتني بالموالي والمعادي على اتباع الرجال وتعظيمهم ثم صنفتني وانت تدعو لترك التصنيف!!
فلتصحيح أقول:
1 - بخصوص الحاكمية: فالمنكر فيها
أ- تفسير شهادة أن لا آله إلا الله بها.
ب- تجميع الناس واستباحة أموالهم ودمائهم كما حصل في الجزائر ممن غلو في الحاكمية وجعلوها كل الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- التزهيد في الدعوة إلى أعظم مسائل الدين مثل أقسام التوحيد الثلاثة الأساسية وتزهيد الناس في العقيدة السلفية الصحيحة لمصادمتها لدعوة الغلاة في الحاكمية كما يفعل الإخوان ومن خرج من عباءتهم.
واعلم يا رعاك الله أن الغلو في الدعوة للحاكمية لا سلف لأحدا فيها إلا الخوارج.
فعلماء الامة وتقاتها لم تكن هذه دعوتهم:
1 - الإمام أحمد رحمه الله: حكم ثلاثة من خلفاء بني العباس بغير ما أنزل الله ولم يدعو الإمام بهذه الدعوة.
2 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: واجه رحمه الله شتى البدع والمخالفات الشرعية من حكام عصره و زمانه , والبدع عندما تتبناها الحكام تصبح حكم بغير ما أنزل الله ولم يدعو إلى هذه الدعوة رحمه الله وإنما دعى إلى احياء السنن واعادة الناس إلى مذهب السلف الصالح بالحجة والبرهان , وهو المحبوب من العامة وكثير من الخاصة فلو أراد تجميع الناس ودعوتهم إلى الحاكمية لما صعب عليه.
3 - المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: هل دعى الناس إلى الحاكمية؟؟
لا والله بل دعاهم إلى دعوة الرسل إفراد العبادة لله بالحجة والبرهان ثم بالسيف والسنان حتى مكن الله له ولأبن سعود فأقاموا الحاكمية لله وهذا هو الطريق الصحيح لإقامة الحاكمية لله.
أما ما فعله الغلاة في الحاكمية فهو مخالف للكتاب والسنة وهدي سلف الامة ولا ريب
كيف لا يكون مخالف وعمدتهم فعل الخوارج والله المستعان.
فلا يجوز لك يا رعاك الله الإتهام بأننا نبدع من يدعو للحاكمية أو غيره من أبواب الدين.
فمثلي ومثلك يا رعاك الله كمثل رجلا ينكر على الناس الصلاة بغير وضوء , فيأتي من يقول له دع الناس تصلي كما تشاء!!
وأما منهجي هو منهج السلف الصالح كما عرفته من مشايخنا والمعصوم من عصمه الله ,
وأما الرجل الذي أوالي واعادي عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلامه لا يقبل الرد عندي ولو خالفه الزمان والمكان والأنس والجان.
وأما الألباني رحمه الله فهو علم على السنة الطاعن فيه إنما يطعن في نفسه وهو بشر غير معصوم وعلى مثله فقس من علماء الدعوة السلفية وصدقني أنني لا أهتم بمثل هولاء المساكين الطاعنين في العلماء بل إنني ناصحا لهم ومشفق عليهم و رب الكعبة.
فحسابهم والله عسير,
والله اعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وليد الدلبحي
وأبوعمر السلفي ... نشكر مروركم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(/)
لله درُّه .. اقرأ وتأمل في غزير علمه وفريد استنباطه!!
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:07]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله -: الخُلة: من أنواع المحبة وهي تتضمن كمال المحبة ونهايتها، بحيث لا يبقى في القلب سعة لغير محبوبه، وهي منصبٌ لا يقبل المشاركة بوجه ما، وهذا المنصب خاصٌ للخليلين صلوات الله وسلامه عليهما: إبراهيم ومحمد، كما قال (ص): " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ".
وفي الصحيح عنه (ص) أنه قال: " لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله ".
وفي حديث آخر: " إني أبرأ إلى كل خليلٍ من خلته ".
ولما سأل إبراهيم عليه السلام الولد فأُعطيه، وتعلَّق حبه بقلبه، فأخذ منه شعبة، غار الحبيب على خليله أن يكون في قلبه موضعٌ لغيره، فأمره بذبحه، وكان الأمر في المنام ليكون تنفيذ المأمور به أعظم ابتلاءً وامتحاناً، ولم يكن المقصود ذبح الولد، ولكن المقصود ذبحه في قلبه ليخلص القلب للرب، فلما بادر الخليل إلى الامتثال، وقدَّم محبة الله على محبة ولده، حصل المقصود فرفع الذبح وفدّى الولد بذبح عظيم، فإن الرب تعالى ما أمر بشيءٍ ثم أبطله رأساً، بل لابد أن يبقى بعضه أو بدله كما أبقى شريعة الفداء، وكما أبقى استحباب الصدقة بين يدي المناجاة وكما أبقى الخمس الصلوات بعد رفع الخمسين وأبقى ثوابها، وقال: " لايبدَّل القول لديَّ، هي خمسٌ في الفعل وهي خمسون في الأجر ".
المصدر: الجواب الكافي، ص: 282.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 01:31]ـ
وإياك أخي الكريم.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 03:00]ـ
رحمه الله ...
وشكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 03:06]ـ
لله در علماء السنة. . . ما أكرمهم على الله!
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 08:16]ـ
الأخ خالد العامري والأخ نضال مشهود، بارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 10:20]ـ
رحم الله ابن القيم .. و صدقت أخيتي التي قالت فيه: إنه آية من آيات الله!
و جزاكم الله خيراً يا قطرة مسك .. على فريد قِطافكم ..
* هل لي بتوضيح إذا تكرمتم حول هذه العبارة: " وكما أبقى استحباب الصدقة بين يدي المناجاة "، فما هو المُبدل منه، أي كيف كان الحال ثم صار؟
و بوركتم ..
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:50]ـ
جزاك الله خيرا على طيب عباراتك.
أختي الكريمة، أقول حسب فهمي القاصر: في قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المجادلة:12)، كان الأمر بتقديم الصدقة بين يدي المناجاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم للوجوب؛ وذلك تأديبا للمؤمنين وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال قتادة: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، فوعظهم الله بهذه الآية، وكان الرجل تكون له الحاجة إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلا يستطيع أن يقضيها، حتى يقدّم بين يديه صدقة، فاشتدّ ذلك عليهم، فأنزل الله عز وجل الرخصة بعد ذلك (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
فلما رأى تبارك وتعالى شفقة المؤمنين، ومشقة الصدقات عليهم عند كل مناجاة، سهل الأمر عليهم، ولم يؤاخذهم بترك الصدقة بين يدي المناجاة، قال تعالى " فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".
فنسخ الأمر من الوجوب إلى الاستحباب، وبقي التعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم والاحترام بحاله لم ينسخ.
وقد نُسخت هذه الآية بقوله تعالى: " أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المجادلة:13)، عن ابن عباس رضي الله عنهما " فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً "، قال كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة فلما نزلت الزكاة نسخ هذا.قال ابن الجوزي - رحمه الله -: كأنه أشار إلى الآية التي بعدها وفيها " فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ " قال المفسرون: نزل قوله أأشفقتم: أي خفتم بالصدقة الفاقة، وتاب الله عليكم: أي تجاوز عنكم وخفف بنسخ إيجاب الصدقة قال مقاتل بن حيان إنما كان ذلك عشر ليال. أ. هـ (من كلام ابن الجوزي)
راجعي: تفسير الطبري، وابن سعدي، وكتاب نواسخ القرآن لابن الجوزي.
هذا مافهمته من مراد ابن القيم - رحمه الله - في كلامه، والله أعلم وأحكم، ورد العلم إليه أسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 11:17]ـ
جزاكم الله خيراً يُبلّغكم الحسنى و زيادة ..
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:16]ـ
ولك بمثله، وضعفه وضعفه.(/)
ياطالب العلم:انتبه , هل أنت مؤصل؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:43]ـ
هذه من الاسئلة الكثيرة التي يطرحها بعض المشتغلين في العلم
وهو سؤال جدير بالاجابة ,لاسيما لمن أمضى وقتا ليس بالقليل في طلب العلم
وانا لاأقصد الالمام بجميع مسائل العلم ,فهذا لايدعيه أحد
ولكن أقصد التأصيل العلمي الذي يبتغيه كل طالب علم
وبسبب الاختلاف في هذا تنوعت الطرق في كيفية طلب العلم, وتعدد المنهجية في ذلك
ولو أردت أن تنظر في عدد الذين كتبوا في كيفية طلب العلم ,وكيفية التدرج في العلم ,فإنك ربما لاتقف على ساحل, من كثرة تلك المؤلفات ,ومن هؤلاء المشايخ الذين كتبوا أو ألقوا في المنهجية في العلم ,منهم صالح آل الشيخ ,عبد الرحمن العايد ,عبد الكريم الخضير, عائض القرني ,وابن عثيمين وغيرهم مما لايحضرني الآن ,
ولكن مع كثرة تلك المؤلفات فإنك لاتكاد تجد من تطرق لموضوع:متى تكون مؤصلا؟
أو:ضابط التأصيل ,ونحو ذلك
وهناك عبارة يكثر قولها, وهي (فلان طالب علم مؤصل) أو (هذا الشيخ مؤصل)
ولعمري ما هو ضابط التأصيل, ومتى نقول أن هذا مؤصل ام غير مؤصل؟
ولذا .... هل حفظ متن معين ثم قراءة شرح له كافي للتأصيل؟
أو هل التأصيل هو ان تسطيع أن تجيب عن أغلب الاسئلة عن ذلك الفن؟
او هل التأصيل هو الاستحضار للمسائل ثم تستطيع أن تجدها في مظانها في الكتب؟
أو هل التأصيل انك تكون قادرا على الفتوى؟
أو هل التأصيل انك تسطيع ان تشرح متنا معينا من الذهن بلا رجوع للمراجع؟
لعمري .... أخبروني ماهوالتأصيل؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:59]ـ
وفقك الله موضوع مهم.
لا أدَّعي الخبرة في معرفة ذلك معاذ الله، لكن أرى من وجهة نظري أن التخصص هو الذي يحدد ذلك أولا، وكلنا بحاجة إلى معرفة السبيل في هذا، وبانتظار ردود الإخوة الأفاضل أصحاب الخبرة وطلاب العلم في تخصصاتهم المتنوّعة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 10:28]ـ
التأصيل:
"معرفة الأصول والقواعد العامة الحاكمة لكل فن".
أو: "التصور العام لفن ما - أو مجموعة من الفنون -، بالوقوف على أصوله وقواعده وحدوده".
والله أعلم.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:00]ـ
السؤال أخي الحببيب: كبير ولكن سوف أجيبك بإختصار ..
طالب العلم المؤصل هو الذي يبدأ بالمتون المختصرة قبل الكتب المطولة .. ولا يتجاوز إلى مابعدها إلا وقد أتقنها إتقان محكم ..
بحيث لا تمر عليه مسألة في تلك المتون إلا ويعرف الحكم فيها مع الدليل .. أعطيك مثال، بعض طلبة العلم يبدأ بعد حفظ القرآن
الكريم بحفظ صحيح البخاري ومسلم وهو لايحفظ عمدة الأحكام مثلاً ولا يعرف أحكام الطهارة، بل ولايعرف أحكام سجود
وكثير من العبادات لايعرف حكمها مثل الصيام والزكاة والحج ... ويجلس على هذه الحالة خمس سنوات أربع ثلاث سنوات ثم
يحفظ الصحيحن ويشتهر بذلك ويظن في نفسه أنه يستطيع أن يفتي وينفع الأخرين ولكن إذا نزل إلى الميدان أو سُئل عن مسألة
فقهية لم يجد لها جواباً، عندئذ يعلم علم اليقين أنه غير مؤصل ...
فا التأصيل يبدأ من حفظ العمدة مع أتقان شرحه وحفظه، ثم إتقان بلوغ المرام .. وبعد ذلك يستطيع أن يقيم أحكام العبادات
ويستطيع أن ينفع غيره بهذا مع قرأة كتب العلم ومن باب الفائدة سوف
أذكر لك برنامج علمي عرضته على شيخنا سليمان العلوان وأثنى عليه .. وقال هذا يكفي لمن أراد أن يؤصل نفسه في الفنون العلمبعد حفظ القرآن ..
أولاً: قرأة الأربعين النووية .. ثم حفظ عمدة الأحكام مع شرحها ثم بلوغ المرام مع الشرح .. ثم مسلم ثم البخاري ثم السنن
ثانياً: علم الفقه عمدة الفقه لابن قدامة ثم الزاد زاد المستقنع ..
ثالثاً: علم أصول الفقه .. الورقات ثم مراقي السعود
رابعاً: النحو الأجرومية ثم قطر الندى ثم الألفية
خامساً: التفسير الجلالين .. مع ملاحظة بعض الأخطاء العقدية ثم السعدي ثم ابن كثير ..
سادساً: المصطلح البيقونية ثم النخبة ثم الموقظة للذهبي
سابعاً: العقيدة لمعة الأعتقاد ثم الواسطية ثم الطحاوية ..
ملاحظة: هذه المتون المطلوب منك أن تتقنها إتقان تام تام مع فهم الشرح ..
ثم بعد ذلك عليك .. التوسع في القراءات في كتب الأئمة أمثال شيخ الأسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
وبإذن الله يكون طالب العلم مؤصلاً تأصيل قويا يستطيع ان يفتي ويدرس ويتصدر وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:13]ـ
جزى الله الأخ الحبيب ابن رشد .. على الموضوع المهم
والأخ الفاضل الحبيب محمد بن مسلمة على مشاركته الطيبة النافعة
وفي رأيي الحقير .. أرى أن تلخيص ذلك في كلمة:-
هو قطع المباديء التي تجعل الطالب مؤهلا للاستقلال في طلب العلم من الكتب من مظانها .. دون الاضطرار للرجوع للمشايخ إلا في الدقائق ..
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:30]ـ
وفي رأيي الحقير ..
أخي المبارك، رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 01:37]ـ
السؤال أذكر لك برنامج علمي عرضته على شيخنا سليمان العلوان وأثنى عليه .. وقال هذا يكفي لمن أراد أن يؤصل نفسه في الفنون العلمبعد حفظ القرآن ..
أولاً: قرأة الأربعين النووية .. ثم حفظ عمدة الأحكام مع شرحها ثم بلوغ المرام مع الشرح .. ثم مسلم ثم البخاري ثم السنن
ثانياً: علم الفقه عمدة الفقه لابن قدامة ثم الزاد زاد المستقنع ..
ثالثاً: علم أصول الفقه .. الورقات ثم مراقي السعود
رابعاً: النحو الأجرومية ثم قطر الندى ثم الألفية
خامساً: التفسير الجلالين .. مع ملاحظة بعض الأخطاء العقدية ثم السعدي ثم ابن كثير ..
سادساً: المصطلح البيقونية ثم النخبة ثم الموقظة للذهبي
سابعاً: العقيدة لمعة الأعتقاد ثم الواسطية ثم الطحاوية ..
ملاحظة: هذه المتون المطلوب منك أن تتقنها إتقان تام تام مع فهم الشرح ..
ثم بعد ذلك عليك .. التوسع في القراءات في كتب الأئمة أمثال شيخ الأسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
وبإذن الله يكون طالب العلم مؤصلاً تأصيل قويا يستطيع ان يفتي ويدرس ويتصدر وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .. [/ COLOR]
أخي الكريم
هذا البرنامج -يقيناً- لا يكفي طالب العلم الجيد
1 - فهو يحتاج إلى علم التصريف (الصرف) ليفهم كثيراً من التفسير
فالجلالين مثلاً لا يمكن أن تفهم بعض ما فيه إلا إذا درستَ التصريف
2 - وأي الشروح ستعتمد في الأربعين وعمدة الأحكام والبلوغ؟!
فمن الشروح ما لا يصلح للمبتدئ وقد يشتته فلا يضبط المعاني ولا يقدر على أن يشرح المتن نفسَه بعد فراغه ..
3 - وما الشأن في كتب الفقه؟! هل سيقرؤها أم سيدرسها على شيخ متقن؟! أم سيسمع شروحاً يتسم بعضها بأنها حشد لبعض ثقافات الشيخ وخلافات الفقهاء فيضيع المقصود؟!
4 - وهل كتب العقيدة المذكورة كافية شاملة لما ينبغي العناية به في أبواب التوحيد؟!
5 - ولا أنسى أن الطالب يحتاج أيضاً: إلى علم التجويد، والأدب والسلوك، والسيرة النبوية، والقواعد الفقهية، وأصول التفسير، والبلاغة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 02:28]ـ
أختي قطرة مسك .. شكر الله لكم دعاءكم الكريم .. ولكم بمثل
أخي أبا يوسف .. ليس المراد أن هذا كافٍ .. !
ولا يحسن أن تظن أن العلامة العلوان-على جلالة قدره-قد فاته ما استدركته على الأخ الفاضل محمد ..
بل المراد هذه مقدمة .. على طريق التأصيل .. والجواب يكون بمراعاة حال السائل ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 02:32]ـ
إذاً فلا يحسُن بالسائل أن ينشر هذا المنهج إن كان الأمر كما ذكرتَ
أما إن كان المقصود كما في المنقول عن الشيخ من قوله: (هذا يكفي لمن أراد أن يؤصل نفسه في الفنون) وهو الظاهر
فلا ....
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 02:38]ـ
إذاً فلا يحسُن بالسائل أن ينشر هذا المنهج إن كان الأمر كما ذكرتَ
أما إن كان المقصود كما في المنقول عن الشيخ من قوله: (هذا يكفي لمن أراد أن يؤصل نفسه في الفنون) وهو الظاهر
فلا ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 06:49]ـ
لو كنتُ مؤصلا لأجبتك.
غير أن أهل العلم هم الذين يحكمون على فلان بأنه مؤصل أو غير مؤصل، ولا يمكن أن يكون طالب العلم نفسه هو الذي يحكم على نفسه بأنه قد وصل إلى التأصل؛ لأن بعض الناس يكفيها القليل، وبعضهم لا يكفيهم الكثير.
والأمر كما قال بعض السلف: العلم ما نفع وليس العلم ما حفظ، فكم من حافظ لا يفقه مسألة، وكم من فقيه لا يحفظ إلا القليل.
وقديما كان أهل العلم هم الذين يحكمون على الطلاب بالأهلية، وعندما فقدنا هذه السنة صرنا إلى ما ترى.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 07:05]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو القاسم على الأيضاح والتبيان ..
والله أسأل أن يجعلك عالماً موسوعياً من أمثال الشيخ العلوان وزيادة ..
وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين .. آمين
وبارك الله في أخي الفاضل أبو يوسف .. ولكن لي مع ماكتب بعض الوقفات:
وهي أولاً: قولك
هذا البرنامج -يقيناً- لا يكفي طالب العلم الجيد
لماذا يأخي هذا البرنامج لايكفي كتأصيل!!
بعدما عرضته على الشيخ في جلسه خاصة قال لي بلسانه هذا البرنامج
أنا عملتُ به، يقول أعتكفتُ ثلاث سنوات في المسجد حتى أتقنتُ هذه المتون .. ثم توسعتُ في
(يُتْبَعُ)
(/)
جرد المطولات .. ويقول أستفدتُ منها فائدة عظيمة نفعني الله بها .. أخي أبو يوسف .. ألا تعلم أن
الشيخ حفظه الله بداء في طلب العلم عام 1404هـ ثم جلس للتدريس في المسجد عام1410هـ
وله طلاب كثير في القصيم وخارجها ... بل إنه أصبح مرجعيه لبعض العلماء والمشائخ في كثير من
المسائل .. فقد كان الشيخ ابن عثيمين يحيل عليه بعض المسائل في الزاد ويطلب منه أن يراجع بعض كتبه .. وهل تعلم أن الشيخ سلمان العودة يقرأ على الشيخ سليمان العلوان في علل الحديث بعد الظهر .. وهل تعلم أن الشيخ ناصر العمر يسأل الشيخ العلوان في كثير من الأحاديث .. ويرجع إليه
وهل تعلم أن الشيخ ابن جبرين يسأل الشيخ العلوان في كثير من الأحاديث ويرجع إليه ..
وهل تعلم أن الشيخ ابن باز رحمه الله يقرأ للشيخ العلوان وأثنى عليه كثيراً .. وقد اثنى عليه جمع
من أهل العلم أمثال الشيخ الخضير، وهل تعلم أنه مرجع لكثير من طلبة العلم من امثال الشيخ ناصر الفهد وعلي الخضير وووو كثير جداً ....
أخي أعلم أنك ستقول هذا ليس موضع النقاش أقول لك هذه هي الطريقة التي سار عليها شيخنا
سليمان العلوان فك الله آسره وفرج همه فأصبح منارة لكثير من طلاب العلم والعلماء مرجعاً علمياً
مؤصلاً، وهذه هي طريقته فمن سار على طريقته سيصل إلى ماوصل إليه بإذن الله وزيادة .. فكثير
هم طلاب العلم الذين يبدؤن ولايصلون إلى النهاية ..
ثانياً: قولك
فهو يحتاج إلى علم التصريف (الصرف) ليفهم كثيراً من التفسير
فالجلالين مثلاً لا يمكن أن تفهم بعض ما فيه إلا إذا درستَ التصريف
أخي الحبيب ذكرتُ لك الألفية ولايخفى على من درس الألفية أنها تحتوي على علم التصريف
وهي شاملة لعلم التصريف ..
ثالثاً قولك:
وأي الشروح ستعتمد في الأربعين وعمدة الأحكام والبلوغ؟!
فمن الشروح ما لا يصلح للمبتدئ وقد يشتته فلا يضبط المعاني ولا يقدر على أن يشرح المتن نفسَه بعد فراغه ..
3 - وما الشأن في كتب الفقه؟! هل سيقرؤها أم سيدرسها على شيخ متقن؟! أم سيسمع شروحاً يتسم بعضها بأنها حشد لبعض ثقافات الشيخ وخلافات الفقهاء فيضيع المقصود
اترك الجواب لأخي الحبيب أبي القاسم فقد أجاب: .. والجواب يكون بمراعاة حال السائل.
رابعاً قولك: وهل كتب العقيدة المذكورة كافية شاملة لما ينبغي العناية به في أبواب التوحيد؟!
الجواب في المقال السابق بارك الله فيك .. وهو
ملاحظة: هذه المتون المطلوب منك أن تتقنها إتقان تام تام مع فهم الشرح ..
ثم بعد ذلك عليك .. التوسع في القراءات في كتب الأئمة أمثال شيخ الأسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
وبإذن الله يكون طالب العلم مؤصلاً تأصيل قويا يستطيع ان يفتي ويدرس ويتصدر وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
خامساً قولك: ولا أنسى أن الطالب يحتاج أيضاً: إلى علم التجويد، والأدب والسلوك، والسيرة النبوية، والقواعد الفقهية، وأصول التفسير، والبلاغة
الجواب على هذا الرابط للشيخ لأحد طلابة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92210
والله أعلم إلى الشيخ أبي يوسف هلا وضعت لنا بارك الله فيك منهج مقترحاً للتأصيل العلمي
لكي نستفيد ونفيد غيرنا من المسلمين والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 07:14]ـ
الألفية احتوت على بعض الأبواب فقط من علم التصريف، ولذلك أتبعها ابن مالك بـ (اللامية).
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 07:46]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / محمد بن مسلمة ..
لكن؛
وهل تعلم أن الشيخ سلمان العودة يقرأ على الشيخ سليمان العلوان في علل الحديث بعد الظهر ...
هل تصح هذه المعلومة؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 08:45]ـ
كما قال بعض السلف: العلم ما نفع وليس العلم ما حفظ، فكم من حافظ لا يفقه مسألة، وكم من فقيه لا يحفظ إلا القليل.
ليت طلبة هذا الزمان يعرفون هذا القول أو يفهموه
اسمح لى شيخنا الكريم أفردج هذه المقولة بموضوع وأنسبها لنقلكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 08:48]ـ
هذا الكلام الذي قلته لا يقلل من قيمة الحفظ، وإنما هو مجرد بيان لعدم كفاية الحفظ، ولا يلزم من عدم كفاية الشيء أن يستغنى عنه؛ فإن طالب العلم لا يمكن أن يستغني عن الحفظ وإن زعم من زعم.
وأما إفراد المقولة بموضوع، فتفضل يا أخي الفاضل، ولا عليك أن لا تنسبها، فما أنا إلا مجرد ناقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 09:01]ـ
[
السؤال
UOTE= محمد بن مسلمة;70689] بارك الله فيك أخي الكريم أبو القاسم على الأيضاح والتبيان ..
وهي أولاً: قولك
لماذا يأخي هذا البرنامج لايكفي كتأصيل!!
بعدما عرضته على الشيخ في جلسه خاصة قال لي بلسانه هذا البرنامج
أنا عملتُ به، يقول أعتكفتُ ثلاث سنوات في المسجد حتى أتقنتُ هذه المتون .. ثم توسعتُ في
جرد المطولات .. ويقول أستفدتُ منها فائدة عظيمة نفعني الله بها .. أخي أبو يوسف .. ألا تعلم أن
الشيخ حفظه الله بداء في طلب العلم عام 1404هـ ثم جلس للتدريس في المسجد عام1410هـ
وله طلاب كثير في القصيم وخارجها ... بل إنه أصبح مرجعيه لبعض العلماء والمشائخ في كثير من
المسائل .. فقد كان الشيخ ابن عثيمين يحيل عليه بعض المسائل في الزاد ويطلب منه أن يراجع بعض كتبه .. وهل تعلم أن الشيخ سلمان العودة يقرأ على الشيخ سليمان العلوان في علل الحديث بعد الظهر .. وهل تعلم أن الشيخ ناصر العمر يسأل الشيخ العلوان في كثير من الأحاديث .. ويرجع إليه
وهل تعلم أن الشيخ ابن جبرين يسأل الشيخ العلوان في كثير من الأحاديث ويرجع إليه ..
وهل تعلم أن الشيخ ابن باز رحمه الله يقرأ للشيخ العلوان وأثنى عليه كثيراً .. وقد اثنى عليه جمع
من أهل العلم أمثال الشيخ الخضير، وهل تعلم أنه مرجع لكثير من طلبة العلم من امثال الشيخ ناصر الفهد وعلي الخضير وووو كثير جداً ....
أخي أعلم أنك ستقول هذا ليس موضع النقاش أقول لك هذه هي الطريقة التي سار عليها شيخنا
سليمان العلوان فك الله آسره وفرج همه فأصبح منارة لكثير من طلاب العلم والعلماء مرجعاً علمياً
مؤصلاً، وهذه هي طريقته فمن سار على طريقته سيصل إلى ماوصل إليه بإذن الله وزيادة .. فكثير
هم طلاب العلم الذين يبدؤن ولايصلون إلى النهاية ..
الجواب -عفا الله عنك- أن هذا كله معلوم لا نحتاج إليه؛ فقد عرفنا من هم أرفع شأناً وأعمق علماً وأقرب إلى عصر النبوة ولم يمنعنا ذلك من تتبع أقوالهم وتفنيدها والقول بمرجوحيتها إن لاح دليل من خالفهم
ثانياً: قولك
أخي الحبيب ذكرتُ لك الألفية ولايخفى على من درس الألفية أنها تحتوي على علم التصريف
وهي شاملة لعلم التصريف ..
الجواب: كفاني المؤونة أخونا الكريم أبو مالك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 09:30]ـ
تتمة ما سبق
قولك -أخي- في النقطة الثالثة بأن ما ذكرتُه حول انتقاء الشروح وطريقة الدراسة يختلف باعتبار حال السائل ليس صواباً؛ فغالب الضرر الداخل على طلبة العلم المبتدئين اليوم هو من سوء اختيار الشروح، أو سوء منهج تدريس الشيخ إياهم.
وما ذكرتَه في النقطة الرابعة .. عجيب فهل سيقرأ -مثلاً- بعض شروح الأصول الثلاثة والأصول الستة والقواعد الأربع ونواقض الإسلام ومسائل الجاهلية وكشف الشبهات وكتاب التوحيد وتجريد التوحيد بعد أن يختم هذه المراحل التي ذكرتها أنت؟!
وأما الخامسة فلا يغني ما نقلت على الرابط؛ لأن أهل العلم يطلقون مثل هذه العبارة التي نُقِلت عن الشيخ لا على حقيقتها فافهم.
وأما ما طلبت من وضع منهج علمي فقد وضعنا منهجاً قبل سنين بناءً على ما قرره جمع من أهل العلم في كتبهم في منهاج تعلم الطالب كالنووي والماوردي، ورجعنا في ذلك إلى عدد من المناهج التي وضعها المتأخرون .. ولكنني أعتذر عن طرحه هنا إذ يغني عن ذلك كثرة المناهج المطروحة. وبالله التوفيق.
ـ[كارم محمود]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 01:31]ـ
احسن الله اليكم ..... هناك بعض الكتب المعتنية بالتأصيل تجدها في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=686880
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 01:56]ـ
أخي الحبيب محمد بن مسلمة .. ولك بمثل .. على دعائك الرقيق الفخيم ..
اللهم آمين ..
تعقيبا على ما قيل ..
الأمر نسبي .. فهناك من إذا تأصّل فيما ذكره الأخ محمد بن مسلمة .. استطاع أن يواصل بنفسه .. ويكون معتمدا على نفسه كأحسن ما أنت راء
وهناك من هو بحاجة إلى جرعات أكبر .. حتى يصبح مستقلا دون الاعتماد على التلقي من المشايخ ..
وهذا عندي ضابط التأصيل ..
لأن العلم ملكة .. وقد وجدت من قرأ كتبا قليلة .. ولديه ملكة علمية كبيرة .. حتى يظن الظان أنه قرأ عشرات الكتب
وهناك من قرأ العشرات .. ولا تشعر بكبير أثر لهذه الكتب على فكره وعلمه
والله أعلم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 02:14]ـ
بارك الله في الجميع.
كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب نافعة طيبة، وهذه الكتب على نفاستها إلا أنها صغيرة الحجم لا يحتاج إلى قرائتها أو حفظها أو مراجعتها إلى وقت كثير، ويمكن أن تقرأ هذه الكتب على شيخ جليل في وقت قصير، ولا أظن ما ذكرته أخي الكريم يعارض المنهجية التي ذكرها الأخ الفاضل، فهي في النهاية طريقة مقترحه يقبلها من يقبلها ويتركها من يريد وتبقى القلوب صافية نقية.
أما ما ذكر من ناحية كتب الشروح فأقول:
يتدرج طالب العلم في كتب الشروح درجاً من المختصرات إلى المطولات، وفي رأيي الخاص أن لا يكثر في كل كتاب من شرحين أو ثلاثة، وهذا يعود إلى مدى استيعاب الطالب وهمته وفهمه.
وفي الختام وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 08:26]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / محمد بن مسلمة ..
لكن؛
هل تصح هذه المعلومة؟
وفيك بارك نعم أخي الحبيب مهند المعلومة صحيحة وأنا متأكد.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 08:29]ـ
أخي أبو القاسم رفع الله قدرك ونفع بك الإسلام والمسلمين .. واكرر الدعاء لك بأن يزيدك الله من العلم ماتبلغ به درجة
الراسخين وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين .. آمين
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 08:32]ـ
أخي الحبيب وليد الدلبحي:
جزاك الله خيرا ونفع بك رأي سديد موفق بارك الله فيك ..
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 08:35]ـ
أخي أبو يوسف ..
لكي لا يكون أمر جدالا ومراءا أكتفي بما سبق .. وأسال الله أن يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى
وسامحني إن بدر مني ما يسيئ إليك فانت أخ فاضل
والله الموفق
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:01]ـ
جزاكم الله خيرا والله لقد استفدنا كثيرا , فهذه من الموضوعات التي تستحق أن تثبت.
لكن حبذا لو يجاب على هذا السؤال
هل يمكن لطالب العلم البعيد عن المشايخ أن يكون مؤصلا اذا اتبع برنامجا مفصلا منظما, كما لايخفى كثير من الطلبة هم بعيدين عن المشايخ , و لهم همة في الطلب.
فلا تبخلوا علينا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:21]ـ
أخي محمد
جزاك الله خيراً ولا شيء في الخاطر البته، ولكنّ الذي يجعلني أحاور بهذه الصورة
الواقع العلمي المرير
وطريقة التدريس التي لا يمكن أن تخرِّج طلاب علم ينفعون أمتهم ويجيدون ما درسوا ويضبطونه
وجري الطلبة وراء الاستكثار ومعرفة الشوارد والدقائق قبل ضبط الأصول (التأصيل الذي تذكرونه)
وهجر علوم الآلة عند بعضهم، أو الانشغال التام بها على حساب علوم المقاصد.
وفقك الله وسددك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:26]ـ
يمكن طبعا .. وذلك بعد أن منّ الله تعالى بكرمه وفضله
فأصبح علم المشايخ مبثوثا في التسجيلات على الشبكة ..
فاسمع ما شاء الله لك أن تسمع مدونا ما قالوه .. وفق جدول تعمله ..
في كل فن .. وحسب توجهك .. وظروفك
وبعد أن تحصل قدرا كبيرا
تصبح مؤهلا للقراءة بنفسك .. من الكتب
والله الموفق
أخي الحبيب محمد بن مسلمة ..
لساني عاجز عن شكرك ..
لكنّ لك عليّ يدا لا يكافئها إلا الدعاء
والله يرعاكم
ـ[خالد العامري]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:17]ـ
التأصيل:
"معرفة الأصول والقواعد العامة الحاكمة لكل فن".
أو: "التصور العام لفن ما - أو مجموعة من الفنون -، بالوقوف على أصوله وقواعده وحدوده".
والله أعلم.
أحسنتم أبا محمد، أحسن الله إليكم.
وتطبيقاً لما أشرتم إليه: فطالب العلم المؤصل هو الذي يستطيع إذا ما أشكلت عليه مسألةٌ فرعية أن يردها إلى أصلها، أو أن يرد المتشابه إلى المحكم، ويضم النظير إلى نظيره.
وعنده تصور عام لأحكام الشريعة ومقاصدها، يستطيع بذلك أن يضبط المسائل الحادثة أو النازلة.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:41]ـ
لو وفق طالب العلم في نشأته لشيخ مؤصِل ومؤصَل لكان الطالب مؤصلاً وهناك أمر مهم هو أن يربي طالب العلم على الكتب الأصول وكتب المتقدمين فيها خير كبير وتأصيل أكثر من كتب المتأخرين.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:45]ـ
ثم أمر آخر وهو انعدام المنهجية أو قلتها في طلب العلم وعند بعض المشايخ من أسباب انعدام أوقلة طلبة العلم المؤصلين.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 11:33]ـ
أنصحك بحضور الدروس العلمية التي تعقد في المساجد، أما الجامعات فلا تطمح لها كثيرا، فهي تفتقد أسس التأصيل وضوابطه، وتضعف التأهيل لدى طلبة العلم.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 01:28]ـ
وفيك بارك نعم أخي الحبيب مهند المعلومة صحيحة وأنا متأكد.
بارك الله فيك أخي الحبيب محمد بن مسلمة ..
أعلمُ أنك لم تذكر هذا إلاّ وقد سمعتَ به ..
لكنني أريد توثيق هذه المعلومة بطريقة علميَّة؛ كسماعٍ من أحدهما .... ونحو ذلك ..
والشيخ سليمان العلوان ـ حفظه الله ـ من شيوخي الذين أخذتُ عنهم مباشرةً إلى آخر درسٍ درَّس فيه قبيل سجنه ..
والشيخ العودة حضرتُ له، ويعرفني جيّداً ..
إضافةً لمعرفتي بطلابٍ كبارٍ لازموا الشيخين .. وقد استغربتُ هذه المعلومة، كلّ ما كان بينهما ـفيما أعلم ـ تعارفٌ وتثاقف وزيارات ...
أمَّا أن يكون الشيخ سلمان قرأ على العلوان في العلل، وبعد الظهر؛ فأستبعد، وكل من سألتُه أنكر هذه المعلومة!
ثم ما الكتاب الذي قرأه .. طبعاً العلومة ليست مستحيلةً؛ لغزارة علم العلوان، وفرط تواضع العودة ..
لكن التراجم بحاجةٍ للتثبت؛ فآمل منكم ـ رعاكم الله ـ ذكر صحة المعلومة، ولو على الخاص!
محبك / مهنَّد المعتبي
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 01:36]ـ
أشكر الجميع على التعليق والتفاعل ..
واعتذر عن التأخر لانشغالي ..
ولي عودة للمشاركة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 02:10]ـ
الموسوعة العلمية في منهجية الطلب:
: http://saaid.net/mktarat/alalm/index.htm
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 06:51]ـ
أخي الفاضل مهند ..
قد ذكر الشيخ سلمان بعد ثنائه على واسع علم العلوان أنه كان يستفيد منه
وذلك في نداء وجهه طلب فيه الإفراج عنه
وهذا قرأته بنفسي في موقعه منذ نحو سنتين
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 08:12]ـ
أخي الفاضل مهند ..
قد ذكر الشيخ سلمان بعد ثنائه على واسع علم العلوان أنه كان يستفيد منه
وذلك في نداء وجهه طلب فيه الإفراج عنه
وهذا قرأته بنفسي في موقعه منذ نحو سنتين
بارك اللهُ فيك أخي أبا القاسم ..
أعلمُ ذلك .. وتجد في موقع (الإسلام اليوم) سؤالاً عن الشيخ العلوان، يجيب عنه الشيخ العودة، ويثني على علم الشيخ ..
لكن الذي استنكرتُه، أن يقرأ الشيخ العودة كتاباً بعد الظهر على الشيخ العلوان في العلل .. !
يعني:
العودة: قال المصنِّف ـ رحمه الله ـ: .............................. ...
العلوان: ................. يشرح .............................. ......
العودة: أحسنَ الله إليك ... قال المصنّف ـ رحمه الله ـ ............
العلوان: .......... يشرح .............................. ...............
وهكذا!
وأنا أخي الفاضل، لم أستنكر؛ للاستحالة، لكن للوقوع ..
وقد سألتُ ابنَ العودة؛ فنفى ذلك أيضاً ... ولم أسمع بهذه المعلومةِ من أحدٍ قط .. !
وليس هذا اتهاماً للفاضل ابنِ مسلمة؛ فلعلّه ـ بارك الله فيه ـ يُراجع من أخبره بذلك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 08:18]ـ
الذي أعرفه عن الشيخ العودة أنه كان يسأله فيما عنّ له ويستشيره ..
أما كونه يقرأ عليه .. فلا علم لي
وتحياتي لك أبا ريّان فإني ظمآن!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 08:39]ـ
الذي أعرفه عن الشيخ العودة أنه كان يسأله فيما عنّ له ويستشيره ..
أما كونه يقرأ عليه .. فلا علم لي
وتحياتي لك أبا ريّان فإني ظمآن!
أخي الحبيب أبا القاسم .. اتجه لأقرب دُكَّان ..
واشتَرِ بريالٍ واحدٍ (ماء القصيم) .. ؛ فنعمَ النديم .. :)
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 11:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:20]ـ
شكرا أيها الأخ على طرح مثل هذه المواضيع المهمة لطالب العلم ..
وهذه فائدة لعل الله ينفع بها في الفرق ما بين طالب العلم المُؤَصَّل وطالب العلم الذي يقرأ فقط؛ قال فضيلة شيحنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله تعالى- (شرح كتاب الأربعون النووية): " الحمد لله حق الحمد وأوفاه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن الاهتمام بشرح الأحاديث يثري طلاب العلم في مادته، وفي فهمه للشريعة عامة، والأحاديث منها ما يشتمل على أصول وقواعد، فهمها يريح طالب العلم في فهم مسائل كثيرة إذا اشتبهت عليه ردها إلى هذه الأصول الواضحات، فاتضح له علم ما ربما أشكل أو خفي في بعض المواضع.
فعلم الحديث وفهم كلام العلماء على الأحاديث ينبغي أن يكون متسلسلا بحسب أهمية تلك الأحاديث، فكما ذكرت لكم سالفا أن هذه الأربعين النووية مهمة؛ لأن في شرحها بيان كثير من الأصول الشرعية، التي إذا استوعبها طالب العلم رَدَّ إليها ما أشكل عليه.
تجد -مثلا- أن العالم أو طالب العلم إذا وردت عليه مسألة مشكلة، ربما لم يطلع فيها على كلام لأهل العلم، وهي مشكلة، فيرد ذلك المشكل إلى ما يعلمه من الأصول الشرعية التي دلت عليها أدلة الكتاب أو أدلة السنة، فيتضح له الإشكال؛ لأن مما يميز أهل العلم أنهم يردون المتشابه إلى المحكم.
فإذا ضبط طالب العلم المحكمات من الأدلة الواضحات البينات، وتبَيَّن له كلام أهل العلم الراسخين عليها، فإنه يستطيع -بفضل الله ونعمته ورحمته- أن يرد ما يشكل فيما يقرأ، أو فيما يسمع، أو ربما فيما يُورد عليه من سؤال، أو في مجلس من حديث، أو نحو ذلك، يرد ما أَشْكَل إلى ما اتضح له أو يتوقف فيه.
وهذا هو الفرق ما بين طالب العلم المُؤَصَّل وطالب العلم الذي يقرأ فقط؛ فطالب العلم المؤصل يكون عنده بناء المحكمات شيئا فشيئا في العقيدة والحديث والفقه، فلا تجد أنه يضطرب عند إيراد المشكلات، أو أنه يغير رأيه تارة هنا وتارة هناك، كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: "من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل". لأنه لا يكون عند كل أحد من العلم بالشريعة وفهم أصولها وفروعها والمحكمات ما يمكنه أن يرد الشبه، أو يرد الإشكالات إلى ما أُحْكِمَ من أدلة هذه الشريعة العظيمة.
لهذا لا بد من أن يؤخذ العلم شيئا فشيئا، وأن تُفْهَمَ شروح أهل العلم على الأحاديث على مر الأيام والليالي، فيتحصل طالب العلم على حصيلة علمية متينة يكون معها -إن شاء الله تعالى- وضوح الشريعة، وفهم الأدلة، وهكذا كان يسير العلماء، فيحرصون على فهم الأولويات، فهم الأشياء، أو الأحاديث التي هي مختصرة أو جوامع أو كليات، ثم ينتقلون إلى المطولات بحسب الحاجة.".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:55]ـ
أعتقد والله أعلم ..... انه لاتعارض بين كلام الاخوة السابق الذين تحدثوا عن التأصيل وأسبابه وآثاره
وهنا أمران: أسباب وآثار
فأسباب التأصيل يعرفها الجميع ... وهي على سبيل المثال الحفظ للمتون ... والقراءة على الشيوخ كل في اختصاصه ...... جرد المطولات ....... ومع حضور الفهم والاستيعاب في كل ............... وعدم إغفال الاعمال الصالحة ... وغيرها ...
وهناك آثار التأصيل ... وهي على سبيل المثال ...... انضباط الفتوى ............ حسن شرح المتن ...... تزكية أهل العلم له ........ ونحوذلك ممالايخفى على بعضكم .....
فطالب العلم عليه أن يتلمس أسباب التأصيل ............................ لع له أن يجد آثارالتأصيل
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:16]ـ
نريد من الاخوة طلاب العلم ذكر بعض الامور التي عملوها اثناء طلبهم للعلم وانتفعوا بها بإيجاز واختصار(/)
الخلاف بين أهل السنة والجماعة ومرجئة الفقهاء حقيقيا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الثالث: من أخرج العمل عن مسمى الإيمان،لكن قالو: العمل ثمرة، وليس من مسمى الإيمان، هل الخلاف بيننا حقيقي؟
الجواب:
الخلاف بيننا وبين مرجهة الفقهاء حقيقي، وليس لفظيا ولاصوريا ولا شكليا.
ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم:أنه عندهم يتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح، ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل، يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع،ولايترك منهيا امتثالا لأمر الشرع، هذا عندهم مسلم مؤمن ولم يعمل البتة، وعندنا ليس بمسلم ولابمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل،ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم أهل السنة اختلفوا: هل الصلاة مثل غيرها؟ أم أن الصلاة أمرها يختلف،وهي المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاوناوكسلا، هذه اختلف فيها أهل السنة كما هو معروف، واختلافهم فيها ليس اختلافا في اشتراط العمل.
فمن قال: يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة، لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له.
والأخر من أهل السنة الذين يقولون: لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا،يقولون: لابد من جنس عمل لابد أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها،أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل،لأنه لايسمى إيمان حتى يكون ثم عمل.
لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاث النصوص: القول والعمل والاعتقاد، فمن قال:حقيقة الإيمان يخرج منها العمل، فإنه ترك دلالة النصوص.
فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا.
هل هذا في الواقع مطبق متصور أم غير متصور؟
هنا هو الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط، يعني لا ياتي امتثالا لأمر الله، ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون: إن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكليا، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح، لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص، فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت على ذلك فوجب جعله ركنا، فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا،وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أولا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها, لأن العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق، وأعمال الناس وما أتوه وماتركوه، والله أعلم
المصدر: أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر
الصفحة-90 - 93
قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ:
(العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النيَّة. قيل: وما صلاح النيَّة؟ قال:
أن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره).
وفق الله الجميع للخير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 07:18]ـ
الخلاف بيننا وبين مرجهة الفقهاء حقيقي، وليس لفظيا ولاصوريا ولا شكليا.
ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم:أنه عندهم يتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح، ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل، يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع،ولايترك منهيا امتثالا لأمر الشرع، هذا عندهم مسلم مؤمن ولم يعمل البتة، وعندنا ليس بمسلم ولابمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل،ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
أخي الحبيب / حمدان
أنا لا أحب كثرة الكلام، والآن سؤالان يوضحان لنا المقصد من كل هذا، وهما:
1 - مَن هم مرجئة الفقهاء الذين تم النقل عنهم؟ مطلوب الأسماء والإحالة إلى كتبهم بصفحاتها ونصوصها، مع ضرورة ذكر هذا النص من كتبهم:
"هذا عندهم مسلم مؤمن ولم يعمل البتة".
2 - قولك:
،ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم
فهل إذا قام برد السلام - فقط - طوال حياته، أو قام بصلة الرحم - فقط - طوال حياته، يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا؟
و إذا قام باجتناب الزنا - فقط - طوال حياته، أو قام باجتناب شرب الخمر - فقط - طوال حياته، أو قام باجتناب السرقة - فقط - طوال حياته، يكون منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم؟
هذه أعمال - ظاهرة - من أين نعلم أنه فعلها - هو أو غيره - طاعة لله جل وعلا؟
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:43]ـ
ثم فتوى بموقع صوت السلف وعند اجوبة الشيخ البراك على اسئلة ملتقى اهل الحديث
لمن اراد التوسع ينقلها لنا
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 06:06]ـ
الاخ خالد المرسى هات جواب الشيخ البراك من فضلك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 07:17]ـ
(12) السؤال: ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء؟
الجواب: الحمد لله، اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء، وهو التأخير وسمي المرجئة بذلك لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهم طوائف كثيرة، وأشهرهم الغلاة، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة ـ أي معرفة الخالق ـ.
وهذا هو المشهور عن جهم بن صفوان إمام المعطلة نفاة الأسماء والصفات، وإمام الجبرية، وغلاة المرجئة.
والثانية:هم من يعرفون بمرجئة الفقهاء، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو تصديق بالقلب، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة؛ فليست من الإيمان، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتضي للعقاب الذي توعد الله به من عصاه، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء، وغيرهم خصوصا الغلاة، فإن مرجئة الفقهاء يقولون: إن الذنوب تضر صاحبها، وأما الغلاة فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والله أعلم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 07:27]ـ
أخانا الفاضل / خالد المرسي
جزاك الله خيرا
وتنفيذا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول لك:
إني أحبك في الله.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم
الاخوة: خالد، العراقي، أبو محمد بارك الله فيكم على المرور الطيب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 12:09]ـ
إني أحبك في الله.
أحبك الذى أحببتنى فيه
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 12:25]ـ
بارك الله فيك أخي خالد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 03:56]ـ
وفيك بارك الله وجزاكم الله خيرا جميعا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 05:01]ـ
السلام عليكم
الاخوة: خالد، العراقي، أبو محمد بارك الله فيكم على المرور الطيب
هذا من "عجائب الردود"!!!
أنت - أخي الفاضل - في ملتقى علمي، أي أن أية مشاركة تكتبها يكون فيها تعبير عن اعتقادك أو وجهة نظرك أو غير ذلك، مهما كنتَ ناقلها.
فأية مشاركة من هذا القبيل تضعها هنا ثم يقوم إخوانك بالرد عليها - بمعنى عدم الموافقة - يصير واجبا عليك أن تقوم بالرد عليهم مؤيدا وجهة نظرك و الإدلاء بالحجج الموافقة لمذهبك.
أو يكون العكس، بمعنى أن تقوم بالاعتذار والتراجع عن مذهبك الخطأ.
أما أن تقوم بكتابة رد مثل هذا!!!
هذا لا يصلح هنا، بارك الله فيك.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد:
فهذه نقول لإثراء الموضوع، وفقكم الله ...
قال سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في تعليقه على ’’العقيدة الطحاوية‘‘ (ص20 ـ ط. دار الوطن):
((و ليس الخلاف بينهم و بين أهل السنة فيه لفظياً، بل هو لفظي و معنوي، و يترتَّب عليه أحكام كثيرة يعلمها من تدبَّر كلام أهل السنة و كلام المرجئة، و الله المستعان)).
و قال معالي الشيخ العلاَّمة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ:
((هل الخلاف بين أهل السنة و مرجئة الفقهاء في تعريف الإيمان صوري أو معنوي حقيقي؟ هذه المسألة لها جهتان:
الأولى: جهة الحكم.
الثانية: جهة امتثال الأوامر: العلمية و العملية.
من جهة الحكم، يعني مرتكب الكبيرة، مرجئة الفقهاء لا يكفرونه و لا يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب، فهم من جهة الحكم كأهل السنة. قال ابن تيمية: أكثر الخلاف الذي بين أهل السنة في مسألة الإيمان لفظي، و هذا نستفيد منه فائدتين:
الأولى: مرجئة الفقهاء لا يخرجون من أهل السنة إخراجاً مطلقاً، بل يقال: إنهم من أهل السنة إلا في مسألة الإيمان.
الثانية: قوله: أكثره لفظي، يدل على أنَّ ثمة منه ما ليس بلفظي و هو الذي ذكرته لك أنه من جهة الأوامر و اعتقاد ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من العلماء من قال: إن الخلاف صوري لا حقيقة له، يعني لا يترتَّب عليه خلاف في الاعتقاد و ممن ذهب إليه الشارح ابن أبي العز ـ رحمه الله ـ. و من العلماء من قال: إنه معنوي حقيقي.
سبب ذلك أنَّ جهة النظر إلى الخلاف منفكَّة، فمنهم من ينظر إلى الخلاف بأثره في التكفير، و منهم من ينظر إلى الخلاف بأثره في الاعتقاد.
فمن نظر إلى الخلاف بأثره في التكفير، قال: الخلاف لفظي صوري، لأنَّ مرجئة الفقهاء متَّفقون مع أهل السنة على أنَّ الكفر و الردة يكون بالقول و بالاعتقاد و بالعمل و بالشك.
و الجهة الثانية التي ينظر إليها و هي أنَّ عمل الجوارح ممَّا أمر الله ـ جل و لا ـ به في أن يُعتقد وجوبه أو يُعتقد تحريمه من جهة الإجمال و التفصيل، فأعمال العباد لها جهتان: الإقرار بها، و الامتثال لها.
فإذا عمل العبد عملاً فإمَّا أن نقول: إنَّه داخل في التصديق بالجنان و هذا خارج عن قول الحنفية، لأنه عندئذ لا يكون تصديقاً فقط و إنما يكون اعتقاداً شاملاً للتصديق و للعزم على الامتثال.
هذا من جهة الإقرار، و من جهة الامتثال: فالعمل يتمثل فعلاً، فإذا كان كذلك فالتنصيص على دخول العمل في مسمى الإيمان هو مقتضى الإيمان بالآيات و الأحاديث. لأنَّ حقيقة الإيمان بالأوامر و النواهي، أن تؤمن بأن تعمل و أن تؤمن بأن تنتهي، و لهذا فحقيقة المسألة ترجع إلى الأمر بالإيمان في الوحيين كيف يؤمن به و يحققه، فمن عمل بجنس العمل الذي يمتثل به فقد حقَّق الإيمان، فدلَّ على أن الامتثال داخل في حقيقة الإيمان. فالإيمان لا بدَّ له من امتثال، و هذا الامتثال لا يتصور أن يكون غير موجود من مؤمن. و إذا كان ذلك كذلك كان جزءاً من الإيمان، أوَّلاً: لدخوله في تركيبه، و ثانياً: أنَّه لا يتصور في الامتثال للإيمان، و الإيمان بالأوامر أن يؤمن و لا يعمل البتة.
فتحصَّل أنَّ الخلاف من هذه الجهة معنوي، و ليس بصوري)) اهـ. ’’الوافي في اختصار شرح عقيدة أبي جعفر الطحاوي‘‘ (ص150 - 151).
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع على النقول الطيبة
بارك الله فيك ياأخي العراقي الاصيل
أخي العراقي أما بالنسبة لنقول مرجئة الفقهاء فلم أبحث يا اخي وإنما أنا نقلت كلام من عالم سلفي ثقة، وأما ما قلت هل مثلا إذا قام شخص برد السلام - فقط - طوال حياته، أو قام بصلة الرحم - فقط - طوال حياته، يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا؟
جواب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لما سئل عن جنس العمل: من صلاة وصوم وغير ذلك عمل القلب من خوف ورجاء
قال الشيخ صالح في شرحه على لمعة الاعتقاد
(كذلك ينبغي أن يُعلم أن قولنا ”العمل داخل في مسمَّى الإيمان وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به.“ نعني به جنس العمل، وليس أفراد العمل، لأن المؤمن قد يترك أعمالا كثيرة صالحة مفروضة عليه ويبقى مؤمنا، لكنه لا يُسمّى مؤمنا ولا يصحّ منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال أقول ذلك واعتقده بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك أكون مؤمنا، فالجواب أن هذا ليس بمؤمن؛ لأنّه تركٌ مسقطٌ لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصحّ إيمانه إلا ولا بد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالح، يعني جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي.
كذلك الإيمان مرتبة من مراتب الدين، والإسلام مرتبة من مراتب الدين، والإسلام فُسِّر بالأعمال الظاهرة، كما جاء في المسند أن النبي (قال «الإيمان في القلب والإسلام علانية» 2 يعني أن الإيمان ترجع إليه العقائد -أعمال القلوب-، وأمّا الإسلام فهو ما ظهر من أعمال الجوارح، فليُعلم أنّه لا يصح إسلام عبد إلا ببعض إيمان يصحّح إسلامه، كما أنَّه لا يصح إيمانه إلا ببعض إسلام يصحح إيمانه، فلا يُتصور مسلم ليس بمؤمن البتة، ولا مؤمن ليس بمسلم البتة.
وقول أهل السنة ”إنّ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا“ لا يعنون به أن المسلم لا يكون معه شيء من الإيمان أصلا، بل لابد أن يكون معه مطلق الإيمان الذي به يصح إسلامه، كما أن المؤمن لابد أن يكون معه مطلق الإسلام الذي به يصح إيمانه، ونعني بمطلق الإسلام جنس العمل، فبهذا يتفق ما ذكروه في تعريف الإيمان وما أصَّلوه من أن كل مؤمن مسلم دون العكس.
هذا والله أعلم
بارك الله في الجميع
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 11:11]ـ
بارك الله فيك أخي فريد
نفي دخول العمل في مسمى الإيمان قد يلزم منه أن لايجعل الخروج من الإيمان بعمل وهذا مخالف لتقريرات أئمة الدعوة السلفية بل إن الحنفية الذين قالوا إن الايمان قول واعتقاد ولم يجعلوا العمل من مسميات الايمان كفروا وأخرجوا أناس من الايمان باشياء يسيرة من العمل:
من قال مسيجد أو مصيحف فهذا كافر من جهة الاقوال وجعلوا من عمل عملا كفريا مثل القاء المصحف في قاذورة كفرا اكبرا
كل هذا يعطيك أن الخلاف حقيقيا ويترتب عليه أحكام كثيرة
بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 11:08]ـ
أرى أن المسألة قد صار بها خلط كثير بين المفاهيم:
بالنسبة لنقول مرجئة الفقهاء فلم أبحث يا اخي وإنما أنا نقلت كلام من عالم سلفي ثقة
هذا لا يكفي في إبراء الذمة من ناحيتك، فالعلماء ليسوا معصومين و إن كانوا سلفيين ثقات.
و نقلك مع عدم قيامك بالرد عليه أو التعقيب يعني اعتمادك للكلام، فتأمل.
ولا يصحّ منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال أقول ذلك واعتقده بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك أكون مؤمنا، فالجواب أن هذا ليس بمؤمن؛ لأنّه تركٌ مسقطٌ لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصحّ إيمانه إلا ولا بد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالح، يعني جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي
هذا ما ذكرتُه أنا بتمثيلي لـ (جنس العمل) في مشاركتي السابقة - رقم 2 - و هذا عمل إيماني من (جنس العمل) المطالب به المسلم المؤمن، فهو عمل واجب ظاهر يدل على إيمان باطن و لابد.
فلا أدري أين وجه اعتراضك على تمثيلي به؟
ثم قولكم:
الحنفية الذين قالوا إن الايمان قول واعتقاد ولم يجعلوا العمل من مسميات الايمان كفروا وأخرجوا أناس من الايمان
هذه الكلمة الحمراءمَن تقصده بها؟
الحنفية أم الناس؟
ظاهرها يدل على (الحنفية)، و إن كنتَ تقصد (الناس) فيكون تشكيلها (كفَّروا) أن أن الحنفية يقولون بتكفير الناس الذين ... الخ.
ثم لماذا لا توافق الحنفية في قولهم هذا؟ أليسوا على حقٍ؟
كل هذا يعطيك أن الخلاف حقيقيا ويترتب عليه أحكام كثيرة
الخلاف الحقيقي بين أهل السنة و (المرجئة) الحقيقية، أما كلمة (مرجئة الفقهاء) فليسوا من هذا الصنف، بل لا يقولون بدخول الأعمال في أصل الإيمان فقط، فتنبه!!!
و إن كان لديك (نقوووووووووول) من (كتبهم) تقول بقولك عنهم، فتفضل.
و أرجو عدم النقل عن الشيخ ابن باز أو غيره من الأفاضل فتاوى، و إنما المطلوب دعم قولك من كتب المذكورين.
جزاك الله خيرا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعني كفروا أي أن الاحناف يكفرون الناس بهذا القول فرغم توافقهم هنا في مسالة التكفير الا ان الخلاف حقيقيا و ينتج عنه نتائج بالرغم من كون أن مرجئة الفقهاء يجعلون الاعمال لابد منها ولازمة للايمان وبهذا قال به الطحاوي رحمه الله وهذا ليس مستقيما مع معتقد أهل السنة والجماعة وفيه تعريف للايمان فيه قصور حيث عرف الايمان ب: الاقرار باللسان والتصديق بالجنان.
والعمل عند اهل السنة والجماعة من ماهية الايمان قال الله جل وعلا (وماكان الله ليضيع إيمانكم) ونعني بالايمان هنا الصلاة فسمى الصلاة إيمانا والصلاة عمل.
الذين قالو عن الخلاف لفظي منهم ابن أبي العز رحمه الله، بنى هذا القول من جهة واحدة: ألا وهي أنه نظر إلى الخلاف بأثره في التكفير، لان الحنفية الذين يقولون الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان هم متفقون مع اهل السنة على أن الكفر يكون كذلك بالقول والاعتقاد والعمل فهم متفقون مع أهل السنة في:
من قال قولا يخالف به مادخل به في الايمان فانه يكفر.
من اعتقد اعتقادا يخالف ما به دخل في الايمان فانه يكفر.
من عمل عملا ينافي ما دخل به في الايمان فانه يكفر.
هذا التقريرات يا اخ الاسلام موافقة لتقريرات اهل السنة والجماعة لهذا الذي يقول ان الخلاف صوري نظر إليها من جهة التكفير.
فأين إذن الخلاف الحقيقي الذي قرره مشايخنا؟؟
الجواب:
نظر العلماء من جهة الاعتقاد حقيقة أنه لا يمكن تصور انسان يعتقد الاعتقاد الصحيح وينطق بالشهادتين ثم لا يعمل جنس الطاعات فلهذا ترجع هذه المسالة إلى الايمان بالامر فيكون امتثاله داخل في حقيقة الايمان بخلاف قول فقهاء المرجئة وإلا فإنه حينئذ لا يكون فرقا بين من يعمل ومن لا يعمل
فالايمان الحق بالنص، بالدليل، بالكتاب والسنة فلابد له من امتثال وهذا الامتثال لا يتصور ان يكون غير موجود للمؤمن، أن يكون مؤمن ممكن أن يعمل ولا يعمل البتة.
إذا تحصل أن الخلاف صوريا من جهة واحدة وهي من جهة التكفير
وباقي الخلاف فهو حقيقي من جهة الاعتقاد من جهة الامر والاعتقاد بالامتثال بدلالة النصوص الشرعية الكثيرة.
وفقك الله أخي لكل خير
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 06:16]ـ
الأخ الفاضل / حمدان
بارك الله فيك، أرجو أن تنتبه لما تقول، فأنت هنا تقول:
بالرغم من كون أن مرجئة الفقهاء يجعلون الاعمال لابد منها ولازمة للايمان وبهذا قال به الطحاوي رحمه الله
وتقول:
الحنفية الذين يقولون الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان
ألا يتنافى القولان السابقان مع قولك بالمشاركة الأصلية (لك):
من أخرج العمل عن مسمى الإيمان،لكن قالو: العمل ثمرة، وليس من مسمى الإيمان
فأنت في (المشاركة الأولى) تنسب لهم - مرجئة الفقهاء - قولا غير ما تُقرر بمشاركتك (الأخيرة)!!!
فأي مشاركتيك تتبنى؟
رب يسر و أعن يا كريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:29]ـ
اين الإشكال يا أخ الاسلام
فمرجئة الفقهاء متفقون مع أهل السنة من أن يجعلون الاعمال لابد منها ولازمة للايمان لكنهم مختلفون مع اهل السنة في العمل من كنهه ومن ماهيته وهذا هو الذي قرره شارح الطحاوية
وفقك الله أخي العراقي لكل خير
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 09:49]ـ
اين الإشكال يا أخ الاسلام
فمرجئة الفقهاء متفقون مع أهل السنة من أن يجعلون الاعمال لابد منها ولازمة للايمان لكنهم مختلفون مع اهل السنة في العمل من كنهه ومن ماهيته وهذا هو الذي قرره شارح الطحاوية
وفقك الله أخي العراقي لكل خير
و المشاركة الأصلية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الثالث: من أخرج العمل عن مسمى الإيمان،لكن قالو: العمل ثمرة، وليس من مسمى الإيمان، هل الخلاف بيننا حقيقي؟
الجواب:
الخلاف بيننا وبين مرجهة الفقهاء حقيقي، وليس لفظيا ولاصوريا ولا شكليا.
ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم:أنه عندهم يتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح، ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل، يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع،ولايترك منهيا امتثالا لأمر الشرع، هذا عندهم مسلم مؤمن ولم يعمل البتة
سبحان الله!
ألا ترى أي إشكال - أو اختلاف - بين الكلامين؟
ألا يراه أحد الأفاضل؟(/)
هل كان اليوم اطول قديما؟
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 02:37]ـ
المشايخ و الاخوة الكرام
السلام عليكم و رحمة الله
سمعت في احد شرائط الشيخ ابي اسحق الحويني ان اليوم قديما كان اطول زمنا
و استشهد في ذلك ب (الخلق يتناقص) و اثار اخرى
فهل هناك تفصيل لتلك المسألة؟
جزاكم الله خيرا
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم:
أخي الفاضل.
هل تعني بالقديم ما قبل البعثة من أزمان غابرة. أم قديم بانسبة لزماناً الحالي فإن القدم لفظ نسبي.
وهل تقصد أن عدد ساعات اليوم كانت في السابق أكثر من (أربع وعشرين ساعة مثلا) ً.
هذا مافهمته.
وعلى كل لعله يستدل بالحديث الذي رواه جمع من أهل العلم منهم الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وأبويعلى وغيرهم.
وهذا نصه من مسند أحمد، طبع شعيب (ج 16 / ص 550)
10943 - حدثنا هاشم حدثنا زهير حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة الخوصة زعم سهيل.
وقد علق عليه الإمام الطحاوي في كتابه: مشكل الآثار للطحاوي - (ج 6 / ص 491) بقوله بعد سياقه الحديث بسنده:
( .. فمعناه عند أهل العلم: أن أفهامهم التي يفهم بها هذه الأشياء، ويوقف على مقاديرها مشغولة بما قد غلب عليها مما لا يعلمون مقادير تلك الأشياء، فيرون بذلك أنها قد نقصت عن ما كانت عليه قبل حدوث هذه الأشياء بأفهامهم، وليس الأمر فيها كذلك، ولكنها بحالها في مقاديرها على ما كانوا يعرفونها به فيما قبل، وكان ما غيرها عندهم ونقص مقاديرها في ظنونهم شغل أفهامهم بغيرها حتى ظنوا ما ظنوا مما الأمر في الحقيقة بحاله وعلى ما كان عليه قبل ذلك، وقد روي عن رجل من أهل العلم في ذلك وهو أبو سنان ما قد حدثنا ابن أبي عمران قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم أو يعقوب بن سفيان، أبو جعفر شك قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: سألت أبا سنان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة»، ثم ذكر هذا الحديث، فقال: هذا على التشاغل باللذات وهذا تأويل حسن، وهو يوافق ما ذكرنا مما تأولنا عليه ما تقدمت روايتنا له في هذا الباب والله عز وجل نسأله التوفيق).
والعلم عند الله.
ـ[الفاروق]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:37]ـ
قال ابن حجر في " الفتح " عن تقارب الزمان:
"قال الخطابي: هو من استلذاذ العيش، يريد والله أعلم انه يقع عند خروج المهدي ووقوع الأمنة في الأرض وغلبة العدل فيها فيستلذ العيش عند ذلك وتستقصر مدته، وما زال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وان طالت، ويستطيلون مدة المكروه وان قصرت، وتعقبه الكرماني بأنه لا يناسب أخواته من ظهور الفتن وكثرة الهرج وغيرهما، وأقول انما احتاج الخطابي إلى تأويله بما ذكر لأنه لم يقع النقص في زمانه والا فالذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا فانا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا وان لم يكن هناك عيش مستلذ والحق ان المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان وذلك من علامات قرب الساعة".
قلت: كيف لو رأى الحافظ ابن حجر زماننا هذا.
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 01:48]ـ
وقد ذكر ان من علامات الساعة
ويتقارب الزمان
قال بعض اهل العلم اى يمضى الوقت سريعا من قلة البركة فيه
ووالله هذا الواقع الذى يلمسه الانسان فى عصرنا
والله تعالى اعلم
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 12:47]ـ
اشكركم على هذه الاستجابة الطيبة
و يظهر لى انها تصب في مصلحة (قصر نسبي لليوم)
و لكن يبدو ان كلام الشيخ قصد به القصر المطلق
فقد جاء في باب دفاعه عن حديث البخارى
(قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال لك الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان.) قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته)
رادا على اعتراض احدهم على معقولية ان يطوف النبى بمائة امرأة في ليلة واحدة , فقال ان اليوم كان اطول زمنا و يتناقص
فهل يوجد من اهل العلم من وافق شيخنا على هذا؟
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 01:33]ـ
السلام عليكم
أما الطول الحسي فلا.لأن هذه سنن كونية لاتتبدل لقوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السموات والأرض ... )
و لا يخفى عليكم حديث حبس الشمس لنبي الله يوشع والحديث في الصحيحين وغيرهما.
(فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَة وَأَنَا مَأْمُور، وَاَللَّهُمَّ اِحْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّه الْقَرْيَة)
قَالَ الْقَاضِي: اُخْتُلِفَ فِي حَبْس الشَّمْس الْمَذْكُور هُنَا، فَقِيلَ: رُدَّتْ عَلَى أَدْرَاجهَا، وَقِيلَ: وُقِفَتْ وَلَمْ تُرَدّ، وَقِيلَ: أُبْطِئَ بِحَرَكَتِهَا، وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة.
وشيء خارج عن السنن الكونية.
وأما الطول المعنوي فنعم. ويختلف من زمان لزمان رخاء وشدة ومن شخص لشخص ومن مشغول لفاضي. مثل حالنا وجلوسنا على النت.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 01:47]ـ
جزاكم الله خيرا
قد يراد به طول اليوم الحسي , ومن الأدلة على ذلك ما هو موجود في بلاد شرق آسيا من طول النهار أكثر من عشرين ساعة.
كذلك حديث الدجال في مكثه في الأرض يوم كسنة ويوم كشهر .. والله أعلم(/)
أسئلة وأجوبة لشيخنا بوخبزة في علاقته بالتصوف وأهله.
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 12:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فهذه أسئلة عرضتها على شيخنا العلامة الأديب أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني التطواني تدور في فلك علاقته بالتصوف وأهله عموما وبالأسرة الصديقية الغمارية بالخصوص, ;وكنت أعده للنشر في مجلة موقع الصوفية السلفي بطلب من بعض إخواننا المشرفين على موقع الخرافة في الرد على جماعة العدل والإحسان الصوفية المغربية وقد كان سبق أن نشرت مع بعض إخواننا كتابه العجيب: (صحيفة سوابق وجريدة بوائق) في مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت والتي كشف فيها عن حقائق وفضائح عن الزاوية الدرقاوية وعن عميدها أحمد ابن الصديق خصوصا. كتبها في أربعين فصلا , عشرون منها في بيان زيف ما كتبه المدعو عدنان زهار في الانتصار لهذا الشيخ الغماري , وعشرون أخرى في بوائقه. فكانت صفعة مدوية على قفا الزاوية الصوفية, ولعلها تطبع قريبا إن شاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
إليك أبا عبد الله طارق الحمودي بعد السلام ,جوابك عن أسئلتك الخمسة عشر باختصار:
السؤال الأول والثاني:
ما هي علاقتكم بالأسرة الصديقية الغمارية؟ و متى كان لقاؤكم بأحمد ابن الصديق لأول مرة؟
الجواب:
علاقتي بالأسرة الصديقية الغمارية الطنجية تأتي من جهتين: مصاهرة قديمة منذ أكثر من نصف قرن حيث تزوجت بنت أختهم , ومشاركة علمية , فقد كان اتصالي بعميد الأسرة أحمد عام 1368 بمبادرة منه حيث أهدى إلي كتابه المثنوني والبتار , ودعاني لزيارته, وكانت لي معرفة به قبل ُ, ثم توصدت الصلة بيننا , فمكنت أزوره باستمرار وأذاكره وأكاتبه, وكذلك مع شقيقه الشيخ الزمزمي , فلي معه ذكريات ومكاتبات. وأخوتهما لأبيهما الأستاذ حسن, ويستفاد من هذا معرفة تاريخ اللقاء بالشيخ تقريبا, لأنني كنت أزور زاويتهم بطنجة كل سنة تقريبا لحضور موسم والدهم ـ مع والدي وأنا مراهق نحو 60 عاما فما بعده.
السؤال الثالث:
ماذا كانت تمثل لكم الزاوية حينها وماذا أصبحت تمثل عندكم اليوم؟
الجواب:
الزاوية كانت تمثل لي وقتها ساحة لعبة وفرجة, لأن موسم شيخها محمد ابن الصديق كان يقام بعد عيد الفطر ,فلا تسل عن الرقص والغناء ومظاهر اللهو في الزاوية وخارجها ,مع شيوع السكر والفحش, فكنت ترى سكان أحياء طنجة يتبارون قس تقديم الهدايا لعميد الأسرة, فيذهبون للزاوية في جوقة وصياح وطبول وأعلام وزمر. وهذا ما كان يعجبني وأنا مراهق, علاوة على منظر الشيخ وهو واقف بالمحراب بقامته الفارعة وعمامته السوداء. ومحياه البهي وهو يهز رأسه في حلقة الرقص والزرهوني (مسمع شهير بطنجة) ينشد كلام القوم. وهذا يتكرر كلما قدم سكان حي من أحياء البلد, ويستمر هذا معظم اليوم, هذا ما كانت تمثله الزاوية يومئذ في نفسي. وبعد المخالطة والمدارسة والاطلاع الكاشف على جل الأحوال. حصلت لي قناعة بأن الزاوية وكر الفجور, ونبع زور كما عبرت عنه في قطعة شعر حر.
السؤال الرابع والخامس:
كيف عشتم التصوف أيام تتلمذكم على الشيخ أحمد؟ أقصد هل مارستم طقوس وشعائر الزاوية على الطريقة الدرقاوية؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي جعلتكم تنسلخون من التصوف جملة وتفصيلا؟
الجواب:
بطبيعة الحال كما يقال ,فقد تأثرت بالغ التأثر بأحوال الزاوية وأهلها, ووثقت بالشيخ أحمد ثقة لا حد لها. وآمنت يومها بأن التصوف عموما ولا سيما التصوف الباطني الاتحادي حق, وحاولت جهدي أن أدرك بذوقي ما يؤكده لي الشيخ بأن المواجيد والأحوال والحقائق لا تدرك بالدرس, وإنما بالممارسة المفضية إلى حصول الذوق , فمارست الغناء والرقص كل أسبوع لمدى سنوات سواء بزاوية طنجة أو الزاوية الحراقية بتطوان حيث أصبحت من روادها, وهذا بعلم الشيخ أحمد وإذنه. وإن كان يطعن في مشايخها باستثناء الشيخ محمد الحراق وطريقة هذا وطريقة الشيخ أحمد واحدة. فهم من أتباع العربي الدرقاوي, وبعد سنوات في الزفن والغناء , وقراءة قصائد القوم , الششتري وابن الفارض والحراق, وهم من كان كلامهم يستأثر بعناية المنشدين. وعلى أنغمه يرقص المريدون ويصيحون, لم أحصل على شيء, وتساءلت في نفسي كيف لم يحصل مشايخ
(يُتْبَعُ)
(/)
الزاويتين على شيء. ولم أر منهم إلا الحرص على الدنيا والجرأة على الفسق, ومداخلة النصارى , والتودد إليهم.
السؤال السادس:
هل كانت تراودكم شكوك في مشروعية ما أنتم عليه من التصوف والشيخ أحمد حي.؟
الجواب:
نعم كانت تراودني شكوك والشيخ حي, ولما طبع الشيخ كتابه (إحياء المقبور, بأدلة استحباب اتخاذ المساجد والقباب على القبور) وكان هذا قبل نحو ستين عاما وقرأته أنكرته, ولفظه قلبي وعقلي, وكنت أسمع من شيخي الدكتور الهلالي رحمه الله في دروسه السلفية بتطوان أن ما ينير لنا الطريق إلى الحق من فساد التقليد واتباع النصوص والعناية بالحديث , وغوائل التصوف وضلال أهله, وكان الدكتور تجاني الطريق , ثم تاب من التصوف كله ونشر مقالات في إبداء عواره والرد على أهله, كما نظم قصائد في هجاء علماء وفقهاء تطوان المتصوفة ألقمهم فيها الحجر, كل هذا جعلني أكتب رسالة في الرد على (إحياء المقبور) , ولكني لم أطلع عليها الشيخ إبقاء على صالصلة, كما أن مراجعاتي للشيخ في مسائل تصرف الأولياء في الكون , ووحدة الوجود , وإيمان فرعون, وفظائع ابن العربي في الفصوص والفتوحات الخ جعله هو الآخر يتشكك في ولائي للتصوف والزاوية, فنعى علي تأثري بأفكار الوهابية وحذرني من الهلاك المحقق؟!!
السؤال السابع:
كتبتم مؤخرا كتابا في بيان حقيقة أحمد ابن الصديق سميتموه صحيفة سوابق وجريدة بوائق. ما كان الدافع إلى ذلك؟
الجواب:
هذه الأمور كلها مع ما كنت أسمعه بمصر والشام والحرمين من غلو بعض السذج ممن يؤخذون بالمدح المجرد ويغلب عليهم التصديق لمن يسمعون منهم من المتصوف أو أهل الأغراض أن الشيخ كان إمام الأئمة في علوم الحديث , وأنه كان يحفظ الصحيحين, وأنه أدرك القطبانية الخ, هذه الترهات والخزعبلات مع اطلاعي على ما لم أكن قرأته من كتب الشيخ , ككتابه (الإقليد) و (البرهان الجلي) الذي لم يطبع إلا بعد وفاته, وهذان الكتابان جمعا من المصائب والفضائح ما يدفع المؤمن دفعا إلى البراءة منها ومن صاحبها, وما ألهمني الله إياه وهداني , فأعلنت براءتي من الشيخ وكتبت (الصحيفة) لتوثيق ذلك.
أتمها في موعد آخر إن شاء الله تعالى.
__________________
صحيفة سوابق وجريدة بوائق (نسخة كاملة) في الرد على أحمد ابن الصديق الغماري لشيخنا محمد بوخبزة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:45]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..(/)
السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 07:51]ـ
نص غير واحد من أهل العلم .. ولاسيما شيخ الإسلام وتلميذه الإمام ..
أن حجب الله للكافرين عن نفسه المقدسة أعظم نكالا ووبالا على هؤلاء من عذاب النار نفسه
والأمر لأول وهلة .. بل حتى بعد التأمل .. لا يخلو من غرابة
لأنك إذا قايستها بالنظر العقلي المجرد لم تتوصل إلى شيء
فتخيل سيدا وعبدا-ولله المثل الأعلى-وهذا العبد أبق من سيده ..
فقرر سيده أن يعاقبه بأن يحرمه لقاءه .. وقارن ذلك فيما لو قرر سيده أن يجلده ألاف الجلدات
أيكون مجرد عدم اللقي أسوأ من هذا العذاب الأليم؟
وقد توصّلت بعد هداية الله وعونه إلى ما قد يفسر هذا الأمر المقطوع به ..
وبيانه كما يأتي:-
-لمّا كان أعظم نعيم الجنة للمؤمنين هو النظر إلى الرب الجليل كما في قوله"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة"
كان أشد عذاب حجب الكافرين عنه سبحانه
فإن قيل: لا يلزم هذا من هذا ..
لأن عذاب النار .. ألم جسدي ظاهر لا يحتمله أحد .. مع ما نعلمه من كون النار الآخرة فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها-أجارنا الله وإياكم-
بخلاف نعيم الجنة الذي هو تفكهٌ بالنعم .. على اختلافها .. فيتصور عقلا أن يكون النظر إلى وجه الكريم الخالق لهذه النعم أعظم نعيما ..
أقول .. جوابا على هذا
إن العذاب النفسي كثيرا ما يكون أشد وقعا من العذاب الجسدي
حتى في الدنيا ..
فالحرة العفيفة قد ترى أن قتلها أو قل تعذيبها .. ولو بالحرق .. أشد إيلاما .. من أن تقع في الزنى أو تقذف به ..
فهذا متصور حتى في الدنيا إذن .. فكيف يكون الحال مع الحالة المذكورة؟
ثانيا-أن الله تعالى يخلق الخلق يومئذ على هيئة مختلفة .. كما ورد في الصحيح أن أطوالهم ستون ذراعا .. كأبيهم آدم .. عليه السلام .. فهذا وجه آخر يتصور معه بيان أن المشاعر نفسها .. والأحاسيس .. تكون مغايرة .. ولاتقاس على الدنيا
ثالثا-أن الله تعالى وهو الخالق لهؤلاء حين يحجبهم عن نفسه الجليلة ..
يقطع طمعهم في النجاة من النار وهذا وحده أعظم عذاب للنار .. فإنهم قالوا في الدنيا"لن تمسنا النار إلا أياما معدودات" .. وإن كانت وردت في اليهود .. لكن غير اليهود يقولها بلسان الحال
رابعا-أن الكافر الذي كان يكذب بالله ويجحد أو يعاند أو يكفر حتى مع استبانة الحق له ..
يهينه الله تعالى بأن يحرمه من رؤيته إياه .. فهذا من جنس العذاب المهين ..
ولم يرد في القرآن قط .. كما يقول شيخ الإسلام أن الله هدد مسلما بالعذاب المهين ..
فالإهانة لا تكون إلا لكافر ..
خامسا-أن الله تعالى ذو الصفات العلية والأسماء الحسنى .. تقدس وجل وعز ..
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ..
فحجب نفسه عنهم .. يقتضي حجب صفات الرحمة عنهم من جهة
كما أنه حجب للمخلوق الفقير المتصف بكل نقص .. عن الخالق الجليل العظيم المتصف بكل كمال
وهذا وحده .. لا تدرك العقول كنهه .. وأثره .. وهوله .. فليس مما يُتطلب له تصور إذ هو من جنس تصور عظمة النعيم الحاصل برؤية الرب سبحانه وتعالى ..
رزقنا الله وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم
والله تعالى أحكم وأعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 04:32]ـ
للفائدة
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 07:04]ـ
فوائد قيمة جزاك الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 06:54]ـ
الأخ الفاضل نضال .. رفعك الموضوع خلق رفيع يخفي وراءه تواضعا فشكر الله لك ..
أخي العرب جزاك الله خيرا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 07:08]ـ
قطوف رائعة حبيبي أبا القاسم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 11:32]ـ
الأخ الفاضل نضال .. رفعك الموضوع خلق رفيع يخفي وراءه تواضعا فشكر الله لك ..
أخي العرب جزاك الله خيرا
بارك الله فيكم أخي الحبيب.
اللهم كفّر عنا سيئاتنا ولا تحرمنا من لذة النظر إلى وجهك الكريم، يا ذا الجلال والإكرام!(/)
أنا أنظر الى النساء في الصور والمجلات فماكفارة ذلك؟ فائدة عظيمة من ابن القيم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 11:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:أنا أنظر إلى النساء في الصور والمجلات وغيرها فماكفارة ذلك؟
الجواب:
النظر إلى النساء و إلى الصور المستحسنة من أعظم أسباب قسوة القلب، وعدم حصول حلاوة الإيمان ولا لذة الطاعة، بل هو وسيلة وخطوة من خطوات الشيطان ليضل المسلم حتى يقع في الفاحشة، وهذا مشاهد ومن وقع في بعض الفواحش ممن ينتسب إلى الخير،يعني وقع وزلت به القدم ثم تاب واستغفر وسيلتها التساهل،التساهل في رؤيتها في المجلات أو في الأجهزة، والواجب على العبد أن يمتثل قول الله جل وعلا: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بمايصنعون) -النور-30 - فالعبد إذا لم يغض بصره فإنه يسلب حلاوة الإيمان.
إذا وقع في النظرة الأولى،النظرة الأولى ليس فيها شيء.
أما إذا تعدد تكرار النظر وتعمد العورات،وتعمد التلذذ بالنظر،هذا إذا أصابه في قلبه زيغ أو أصابه في قلبه قسوة فهو الحسيب على نفسه، لهذا الواجب على كل مؤمن أن يحذر من هذا البلاء وهو تكرار النظر والاسترسال مع ما في المجلات أو مع ما في التلفزيون أو ما في الأجهزة والفضائيات والفيديوإلخ.
ومن أحسن الكلام الذي يحضرني في هذا الباب ما ذكره ابن القيم في سر قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف لماكسفت الشمس فإنه عليه الصلاة والسلام قال:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا"،ثم قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله يغارأن يزني عبده أو أن يزني أمته"،إلى أخر خطبته عليه الصلاة والسلام.
قال ابن القيم: ذكر موقع الزنا في خطبة كسوف الشمس لعظم المشابهة بينهما، فكما أن إنكساف الشمس سببه ذهاب الضياء فإن انكساف القلب وذهاب الضياء والنور فيه سببه الزنا.
وهذه مناسبة صحيحة وعظيمة،فإن وقوع هذه الفواحش كما أنه يؤثر على الفرد بانكساف قلبه والنور الذي فيه، فإنه أيضا يؤثر على المحتمع بالذنوب والمعاصي التي يكون معها البلاء من الله جل وعلا.
لهذا الواجب على كل واحد أن يترك النظر طلبا لمرضاة الله جل وعلا، النظر المحرم، ومن ترك النظر وجد في قلبه الحلاوة، حلاوة الإيمان، وخاصة أهل العلم وطلبة العلم فإن أعظم ما يؤثر على فهم الكتاب والسنة وفقه الكتاب والسنة هو أن ينشغل القلب بالصور على أنواعها، وعشق الصور والتطلع إلى الصور والتساهل في ذلك هذا مرتع وخيم، وقد يكون خطوة من خطوات الشيطان ليوقع العبد في الفاحشة فالواجب على من وقع في ذلك التوبة إلى الله جل وعلا وأن لا يسترسل مع نفسه فس هواها، وأن يعلم أن حلاوة الإيمان أعظم من لذة سريعة تذهب، والإيمان إذا ذهبت حلاوته فكيف يبنيها؟ لا الصلاة تكون خاشغة ولا القلب يكون متلذذا بذكر الله جل وعلا فيعيش بجسده لا بقلبه وبروحه، وكثرة الإستغفار والتوبة والعزم على عدم العود، هذا من الأسباب التي يطهر الله جل وعلا بها القلب مماعلق به، والله المستعان.
معالي الوزير العلامة صالح آل الشيخ شرح العقيدة الطحاوية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
بارك الله فيكم ونسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 02:16]ـ
بارك الله فيك أبو محمد على المرور
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 04:48]ـ
بارك الله فيكم، وفي الشيخ صالح، وغفر لنا.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 08:17]ـ
بارك الله فيكم على المرور
وفقكم الله يا شيخ أبو محمد
جزاكم الله خيرا أخي نداء الأقصى
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 09:55]ـ
جزاك الله خيرا .. كلام رائع جدا ...
وهل الكذب وسماع الغناء واللهو الغير مشروع .... الخ له نفس النتيجه ... ام ان النظر للمحرمات اكبر؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:07]ـ
بارك الله فيك
وفي ابن القيم -رحمه الله
وجزى الله الشيخ-صالح خير الجزاء
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:32]ـ
الاخوة: أبو عبد الله، لامية العرب
جزاكم الله خيرا على المرور
ـ[اسعد]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 05:56]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حرملة]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 11:36]ـ
رحم الله ابن قيم الجوزية
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 11:41]ـ
قال ابن القيم: ذكر موقع الزنا في خطبة كسوف الشمس لعظم المشابهة بينهما، فكما أن إنكساف الشمس سببه ذهاب الضياء فإن انكساف القلب وذهاب الضياء والنور فيه سببه الزنا.
وهذه مناسبة صحيحة وعظيمة،فإن وقوع هذه الفواحش كما أنه يؤثر على الفرد بانكساف قلبه والنور الذي فيه، فإنه أيضا يؤثر على المحتمع بالذنوب والمعاصي التي يكون معها البلاء من الله جل وعلا.
استنباط لطيف جدا ... !!
بارك الله فيكم .. و رحم الإمام القيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العواد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 12:53]ـ
إجابة مسددة ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 01:12]ـ
جزاك الله خيراً .. ولكن أرى شيئاً لا يستقيم في كلام ابن القيم ..
قال ابن القيم: ذكر موقع الزنا في خطبة كسوف الشمس لعظم المشابهة بينهما، فكما أن انكساف الشمس سببه ذهاب الضياء، فإن انكساف القلب وذهاب الضياء والنور فيه سببه الزنا
صياغة الكلام لا تستقيم، مع صحة المقارنة.
كان الأولى أن يقول: فكما أن الشمس يذهب ضياؤها عند الكسوف .. فكذلك القلب يذهب ضياؤه عند اقتراف الزنى.
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:15]ـ
رحم الله ابن القيم
ـ[حرملة]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 06:56]ـ
جزاك الله خيراً .. ولكن أرى شيئاً لا يستقيم في كلام ابن القيم ..
صياغة الكلام لا تستقيم، مع صحة المقارنة.
كان الأولى أن يقول: فكما أن الشمس يذهب ضياؤها عند الكسوف .. فكذلك القلب يذهب ضياؤه عند اقتراف الزنى.
بل يستقيم كلام الشيخ.
ولم تذكر معنى يخالف قولته حتى يقال" لا يستقيم"
إذا نظرنا إلى العبارة نجد أنها تحتوي على معانيَ أربعة يشبة بعضها ببعض شّبه "انكساف القلب وذهاب ضيائه" الذي سببه " الزنى" بـ " انكساف الشمس" الذي سببه "ذهاب الضياء" و وجه الشبه هو ذهاب النور من كلا القلب والشمس.
ولا يرد عليه أن كل انكساف قلب وذهاب ضيائه ليس بسبب زناً لأن السياق والقرينة الحالية تبطل هذا الإيراد.
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 07:06]ـ
انار الله قلبك اخي المبارك على هذا النقل
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 07:26]ـ
بل يستقيم كلام الشيخ.
ولم تذكر معنى يخالف قولته حتى يقال" لا يستقيم"
إذا نظرنا إلى العبارة نجد أنها تحتوي على معانيَ أربعة يشبة بعضها ببعض شّبه "انكساف القلب وذهاب ضيائه" الذي سببه " الزنى" بـ " انكساف الشمس" الذي سببه "ذهاب الضياء" و وجه الشبه هو ذهاب النور من كلا القلب والشمس.
ولا يرد عليه أن كل انكساف قلب وذهاب ضيائه ليس بسبب زناً لأن السياق والقرينة الحالية تبطل هذا الإيراد.
تقول: شبّه انكساف القلب وذهاب ضيائه (وهما بمعنى واحد) .. الذي سببه الزنى .. (هذا سبب ذهاب الضياء والانكساف) .. بـ (انكساف الشمس) .. الذي سببه (ذهاب الضياء).
لا أدري كيف يستقيم ذلك ..
كأنك تقول: انطفأ المصباح بسبب ذهاب ضيائه .. عوضاً عن أن تقول: انطفأ المصباح بسبب نفاد زيته.
أو كأنك تقول: مات الرجل بسبب خروج روحه .. عوضاً عن أن تقول: بسبب مرض أو قتل.
فأنت تعلل الفعل بذاته، لا بعلّته.
وانظر كيف يعلل ابن القيم - رحمه الله - انكساف القلب وذهاب نوره (انظر كيف جعلهما في موضع واحد) .. بالزنى ..
وقد علل من قبل كسوف الشمس (الذي سببه الفلكي معروف، وهو تغطية القمر لها) بذهاب ضيائها ..
طيب .. مع القلب جعل الانكساف وذهاب الضياء في موضع واحد، ولم يجعل الثاني سبباً للأول.
ومع الشمس جعل الثاني سبباً للأول، مع أنهما بمعنى واحد.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:06]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ الفاضل أبا شعيب .. ملاحظتك سليمة، ولا يُدقق في هذا لأنه كلام قاله، لا كتابة حررها ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 07:20]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوهلا]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 09:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام أعياني إيجاد دليل شرعي يحرم النظر إلى الصور في المجلات فهل أجده لديكم؟
وفقكم الله إلى كل خير
ـ[أشجعي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 09:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام أعياني إيجاد دليل شرعي يحرم النظر إلى الصور في المجلات فهل أجده لديكم؟
وفقكم الله إلى كل خير
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
ـ[ابوثابت]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:17]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 07:51]ـ
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) عما حرم الله.
والسؤال ما الدليل على أن النظر في صور المجلات محرم، وداخل في الآية.
ـ[أشجعي]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) عما حرم الله.
والسؤال ما الدليل على أن النظر في صور المجلات محرم، وداخل في الآية.
أمرك عجيب يا صاحبي, أنت المطالب بدليل التخصيص ولست أنا,
وهل هناك حديث يحرم أكل الكلاب؟؟ وأين الدليل,
الدليل (كل ذي ناب) , أم هل تريدها صريحة؟
النظر الى العورات والى ما حرم الله محرم سواء نظرت من فوق أو من تحت نظرت الى التلفاز أو الكمبيوتر, نظرت الى الشمال أو الى اليمين, والرسول يقول النظرة سهم من سهام ابليس,
ثم, ألا تتحرك شهوة الرجل عند النظر؟؟ ((أريد الإجابة عن هذا السؤال لو تفضلت))
اذا كان لا حرج بها هل ترضى أن تظهر انت أو احد من محارمك على شاشات التلفاز او الانترنت أو المجلات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم هل ترضاه لمسلم أو لمسلمة حتى؟؟؟؟
هل قرأت الآية (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)؟؟؟
أم هل عرجت على آيات الجوارح التي تشهد على الانسان وفعله؟؟
فألا يثير الشهوة وينكس القلب النظر الى هذه الصور؟؟؟
وقانا الله وإياك من شر الفتن,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 12:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 01:35]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[أم البشرى]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 03:59]ـ
بارك الله فيك ...... وجزاك خيرا علي هذا النقل الطيب
تذكرة هامة جدا
اشكرك واسال رب العباد ان يجعلها في ميزان حسناتك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 04:05]ـ
بارك الله فيك ...... وجزاك خيرا علي هذا النقل الطيب
تذكرة هامة جدا
اشكرك واسال رب العباد ان يجعلها في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 06:17]ـ
أبو هلا
يا عليك استفهامات عجيبة، تريد إذن آية تحرم النظر إلى صور المجلات؟؟
الله يصلح قلبك.(/)
ابن دقيق العيد تُوفِّي ولم يبيِّض "الإلمام" وذِكر بعض أوهامه فيه:
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 02:03]ـ
قال السبكي في "الطبقات" (9/ 246 - 249): (اعلم أنَّ الشيخ تقي الدين رضي الله عنه تُوفِّيَ ولم يبيِّض كتابه "الإلمام" فلذلك وقعت فيه أماكن على وجه الوهم وسبق الكلام، منها ... [فذكر بعضها ثم قال]: ومنها مواضع كثيرة نبَّه عليها الحافظ قطب الدين أبو محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي رحمه الله، ولخَّص كتاب "الإلمام" في كتاب سمَّاه: "الاهتمام" حَسَنٌ خالٍ عن الاعتراضات الواردة على "الإلمام" مع الإثبات لما فيه).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 02:15]ـ
ونصَّ ابن حجر في "الدرر الكامنة" على أن الحافظ قطب الدين: (اختصر "الالمام" فحرَّره).اهـ
وله شرح على معظم "الصحيح"، في مجلدات، وتاريخ حافل لمصر بيَّض بعضه ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 02:29]ـ
04922 - الاهتمام بتلخيص كتاب الالمام/ تأليف عبد الكريم الحلبي؛ تحقيق حسام رياض. - ط.1. - بيروت، لبنان: مؤسسة الكتب الثقافية، 1990. - 680 ص. (مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت {360 ل. س})
http://www.alassad-library.gov.sy/bookfair/d1/Directory/04764-05627.html
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 04:46]ـ
04922 - الاهتمام بتلخيص كتاب الالمام/ تأليف عبد الكريم الحلبي؛ تحقيق حسام رياض. - ط.1. - بيروت، لبنان: مؤسسة الكتب الثقافية، 1990. - 680 ص. (مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت {360 ل. س})
http://www.alassad-library.gov.sy/bookfair/d1/directory/04764-05627.html
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي شك في محتوى الكتاب هل هو على ظاهره في تلخيص كتاب الإلمام، فيكون بذلك كتاب في أحاديث الأحكام.
أم أنه تلخيص لشرح الإلمام.
-آمل الإفادة، بارك الله فيكم.
---- ---
فائدة: الملخص الحلبي هو الذي نقل عنه ابن حجر في رفع الإصر عن قضاة مصر ما يلي:
قال الحافظ قطب الدين شيخ شيوخنا فِي حقه:
قيل إنه لَمْ يتكلم عَلَى الحديث من عهد الصحابة إِلَى زماننا مثل ابن دقيق العيد، ومن أراد معرفة ذَلِكَ فعليه بالنظر فِي القطعة الَّتِي شرح فِيهَا الإِلمام، فإن من جملة مَا فِيهَا أنه أورد حديث البَراء بن عازِب أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع واشتمل عَلَى أربعمائة فائدة.
--------
===
بالمناسبة الرابط لا يعمل.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 03:44]ـ
أخي الكريم/ فؤاد بن يحيى بن هاشم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم أطلع - مع الأسف الشديد - على كتاب الحلبي .. وعبارة السبكي وابن حجر صريحة في أن الكتاب المراد هو كتاب "الإلمام" لا "شرح الإلمام" ..
وبالنسبة للرابط، فالأمر كما ذكرتَ، ولكن أذكر أنّ الرابط يحيلك على بيانات طباعة كتاب الحلبي وقد أثبتها في المشاركة 3
وجزاك الله خيرا على الفائدة ..
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 11:49]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم:
معلومات عن الكتاب من الرابط المذكور:
الاهتمام بتلخيص كتاب الالمام/ تأليف عبد الكريم الحلبي؛ تحقيق حسام رياض. - ط.1. - بيروت، لبنان: مؤسسة الكتب الثقافية، 1990. - 680 ص. (مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت {360 ل. س})
السؤال الأول: هل الكتاب متوفر في السوق؟
السؤال الثاني: من اطلع على الكتاب فأتمنى أن يفيدنا عن محتواه.(/)
الإثنين أول أيام شهر ذي الحجة ... من أصبح منكم اليوم صائما؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 06:53]ـ
أعلن موقع الإسلام سؤال وجواب الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد أنه قد تم ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة شرعاً ليلة الإثنين
وبناء على ذلك يكون يوم الإثنين الموافق 10 ديسمبر 2007 هو أول أيام شهر ذي الحجة
ويكون الوقوف بعرفة يوم الثلاثاء التاسع من ذي الحجة الموافق 18 ديسمبر 2007
ويكون أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الأربعاء الموافق 19 ديسمبر 2007
وهذا هو الرابط
http://islamqa.com/lang uage/ara/html/moon-DhulHijjah_ara.html
( انسخ الرابط ثم احذف المسافة بين حرف الجي واليو من كلمة (لغة بالإنكليزية) لأنني لما حذفت المسافة من الرابط استبدلها بنجوم ولم يفتح فرجاء من القائمين على الموقع حل هذه المشكلة)
فهل من توثيق لهذا الإعلان من إخواننا المقيمين بالممملكة منسوبا لرئاسة الإفتاء
وجزاكم الله خيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 07:25]ـ
ثم جاءني التأكيد من بعض الفضلاء
صدر اليوم عن مجلس القضاء الأعلى البيان التالي:
// بيان من مجلس القضاء الأعلى //
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد ثبت شرعاً لدى مجلس القضاء الأعلى دخول شهر ذي الحجة لهذا العام 1428 هـ ليلة الاثنين الموافق 10 ديسمبر من عام 2007 م بشهادة عدد من الشهود العدول
وبهذا يكون الوقوف بعرفة يوم الثلاثاء 18 ديسمبر عام 2007 م وعيد الأضحى المبارك يوم الأربعاء 19 ديسمبر عام 2007 م.
ومجلس القضاء الأعلى إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يكشف عن المسلمين كل كربه ويدفع عنهم كل بلاء وفتنة وأن ييسر لحجاج بيت الله الحرام سبل أداء حجهم ويغفر لنا ولهم الذنوب وأن يتقبل من المسلمين في كل مكان أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم وأن يجمعهم على الهدى ويؤلف بينهم ويرزقهم القيام بحقوق دين الإسلام وأن ينصرهم بالحق وينصر الحق بهم أنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة
ناصر بن إبراهيم الحبيب عضو
غيهب بن محمد الغيهب عضو
محمد بن عبدالله بن الأمير عضو
محمد بن سليمان البدر عضو
صالح بن محمد اللحيدان رئيس المجلس
ادخل على هذا الرابط:
http://www.spa.gov.sa/details.php?id=507991
ـ[لامية العرب]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 10:07]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم تقبل منا صالح الاعمال
نسأل الله جل وعلا أن يكشف عن المسلمين كل كربه ويدفع عنهم كل بلاء وفتنة وأن ييسر لحجاج بيت الله الحرام سبل أداء حجهم ويغفر لنا ولهم الذنوب وأن يتقبل من المسلمين في كل مكان أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم وأن يجمعهم على الهدى ويؤلف بينهم ويرزقهم القيام بحقوق دين الإسلام وأن ينصرهم بالحق وينصر الحق بهم أنه سميع مجيب. امين(/)
ما يباح للرجال من الفضة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 01:26]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
قال الموفق ابن قدامة رحمه الله تعالى في "العمدة": (ويباح للنساء كل ما جرت العادة بلبسه من الذهب والفضة) أي: ولو كان كثيراً، وهذا مجمع عليه. أما الرجال فيحرم عليهم لبس الذهب، والأحاديث فيه كثيرة.
وقال: (ويباح للرجال من الفضة الخاتم وحلية السيف والمنطقة ونحوها)
وهذا هو الراجح، خلافاً لمن أباح الفضة مما جرت العادة بلبسه للرجال مطلقاً، وأما ما رواه أبو هريرة t مرفوعاً: (عليكم بالفضة فالعبوا بها لعباً) أحمد وأبو داود، فعلى فرض صحته فقد قال الشيخ محمد الأمين في "أضواء البيان" (2/ 132): (الذي يظهر لي والله أعلم أن هذا الحديث لا دليل فيه على إباحة لبس الفضة للرجال، ومن استدل به على جواز لبس الرجال للفضة فقد غَلِط. بل معنى الحديث: أن الذهب كان حراماً على النساء، وأن النبي (ص) نهى الرجال عن تحلية نسائهم بالذهب وقال لهم: "العبوا بالفضة" أي حلوا نساءكم منها بما شئتم. ثم نسخ تحريم الذهب على النساء)، وقال: (الذي يظهر لي من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه (ص): أن لبس الفضة حرام على الرجال، وأن مَن لبسها منهم في الدنيا لم يلبسها في الآخرة) ..
وذكر - رحمه الله – حديث حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (الذهب والفضة والحرير والديباج هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) البخاري. فالذهب والحرير والديباج كلها يحرم لبسها بهذا العموم، فكذلك الفضة. وقد قال الله تعالى عن أهل الجنة: {عالِيَهُم ثيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وإِسْتَبْرَقٌ وحُلُّوا أساور من فضة}.
أما الخاتم فقد ثبت تختُّم النبي (ص) بالفضة، وأما حلية السيف فلأنّ قبيعة سيفه (ص) كانت من فضة، وأما المنطقة - وهي ما يشد به الوسط – فقد اتخذها الصحابة من الفضة.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على النبي الأكرم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 11:42]ـ
للفائدة
ـ[أبو الوليد خالد]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 11:46]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو يوسف
لكن لدي إشكال وهو أن بعض العلماء ينكر أن يكون التختم سنة
فما هو رأيك في ذلك؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:40]ـ
التختم بالفضة في حق الرجال ليس من السنن عند جمع من العلماء، وإنما هو من المباحات في الأصل.
وقال الحنفية: هو سنة لمن يحتاج إليه كالحاكم والقاضي، وتركه أفضل لغير ذي حاجة.
وقال المالكية: أن من قصد الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- نُدِب له لبسه.
وقال الشافعية: هو سنة، ولو لم يكن صاحب ولاية.
وظاهر المنقول عن الإمام أحمد بن حنبل أنه لا فضل فيه. بل قيل: يكره إذا قصد به التزين. والله أعلم.
ـ[العرب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 08:11]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:39]ـ
وإياك .. بارك الله فيك ...(/)
عشر خصال لمن فاته الحج هذا العام
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 02:41]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
ففي كل عام مع ميلاد هلال ذي الحجة تهفو نفوس المسلمين إلى حج بيت الله الحرام؛ لتنال هذا الأجر العظيم، والنعيم المقيم، ولكن أنىّ للمرء أن يحج كل عام!
لذلك فمن رحمة الله عز وجل على عباده أن جعل لهم موسم عشر ذي الحجة:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف ص379 (طبعة دار الفجر للتراث - القاهرة): (لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته) انتهى كلامه.
ومن بعض الأعمال الصالحة أعمال جعل الله ثوابها كثواب الحج والعمرة، وقد وردت بهذا بعض الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، وإليكم طائفة منها:
1 - عزم النية على الحج متى تيسر ذلك:
* روى الترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح وابن ماجة رحمه الله من حديث أبي كبشة الأنماري رضي لله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء)
وفي معنى الحديث أحاديث أخرى كثيرة.
2 - التطهر في البيت ثم الخروج إلى أدء صلاة مكتوبة له ثواب الحجة، والخروج إلى صلاة الضحى له ثواب العمرة:
* روى أبو داود رحمه الله وسكت عنه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين)
والحديث فيه القاسم أبو عبد الرحمن وفيه مقال، وقد حسَّن الحديثَ بعضُ أهل العلم.
- توضيحات حول الحديث
أ - قوله صلى الله عليه وسلم (فأجره كأجر الحاج المحرم) له ثلاثة تفسيرات:
1 - أي كامل أجره، بأن يأخذ ثواب الحاج المحرم.
2 - أي كأجر الحاج المحرم من حيث أخذه ثوابا على كل خطوة يخطوها، فالماشي إلى المسجد والحاج كلاهما لهما ثواب على كل خطوة يخطوهما، وإن اختلف الثواب بينهما.
3 - أنه مثل الحاج المحرم من حيث أن له ثوابَ الصلاة من أول خروجه من بيته حتى عودته، وإن لم يكن يصلي في كل الوقت، كما أن للحاج ثوابَ الحج من أول خروجه إلى عودته، وإن لم يكن في شعائر الحج طوال هذه الفترة. (منقول من عون المعبود بتصرف)
ب - قوله (تسبيح الضحى) أي صلاة الضحى. (المصدر السابق)
ج - قوله (ينصبه) بفتح الياء أي يتعبه، وبفتحها أي يقيمه. (المصدر السابق)
د - ذهب بعض العلماء إلى استحباب صلاة الضحى في المسجد أخذا بهذا الحديث، وعدوها من الاستثناءات في أفضلية صلاة التطوع في المنزل، وذهب اّخرون إلى عدم ذكر المسجد في الحديث فتحصل الفضيلة بأدائها في أي مكان. (المصدر السابق بتصرف)
و - قوله (كتاب في عليين) كناية عن رفع درجتها وقبولها.
3 - الخروج إلى المسجد لتعلم العلم أو تعليمه:
روى الطبراني رحمه الله في الكبير بإسناد لا بأس به - كما قال المنذري - من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته "
4 - صلاة الصبح في جماعة ثم الجلوس في المصلى لذكر الله إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين:
ما رواه الترمذي رحمه الله وقال حسن غريب من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تامة تامة تامة)
والحديث روي من طرق لا تخلو من مقال، وحسنه بعض أهل العلم.
5 - صلاة العشاء والصبح في جماعة
قال عقبة بن عبد الغافر: (صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة) (لطائف المعارف ص351 الطبعة المشار إليها سابقا)
6 - شهود الجمعة والتبكير إليها
قال ابن رجب رحمه الله في اللطائف ص350: (شهود الجمعة يعدل حجة تطوع، قال سعيد بن المسيب: هو أحب إلي من حجة نافلة، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المبكر إليها كالمهدي هديا إلى بيت الله الحرام.
وفي حديث ضعيف: (الجمعة حج المساكين)) انتهى كلام ابن رجب.
7 - الخروج إلى صلاة العيد
قال ابن رجب في اللطائق ص351: (قال بعض الصحابة: الخروج إلى العيد يوم الفطر يعدل عمرة، ويوم الأضحى يعدل حجة)
8 - المشي في حاجة المسلمين
قال ابن رجب في اللطائف ص351: (قال الحسن: مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة)
9 - أداء الواجبات الشرعية واجتناب المحرمات
قال ابن رجب في اللطائف ص351: (أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالحج والعمرة وغيرهما، فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء م افترض عليهم)
وقال: (كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره)
10 - الكف عن أكل الحرام
قال ابن رجب: (قال بعض السلف: ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلى من خمسمائة حجة)
الدانق: سدس الدرهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:31]ـ
يرفع
كتب الله تعالى لنا أجر الحج.
ـ[ضياء العزام]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 07:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجزل الله ثوابك وزاد في ميزان حسناتك ونفعنا بما علمك الله شكرا جزيلا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 06:13]ـ
يرفع
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 10:42]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 06:37]ـ
يرفع ..(/)
المبشرون بالجنة (نظم).الشيخ الفاضل أحمد المعلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 04:32]ـ
المبُشَّرون بالجنَّة
نظم: الشيخ الفاضل أحمد بن حسن المعلّمِ /حفظه الله تعالى
ألا هاتي الكتابَ وخبرينا////// بأخبارِ الهداة المهتدينا
بمن نالوا السعادةَ دون شكٍّ////// وباتوا بالجنان مبشَّرينا
أبوبكر الخليفة والمُكنَّى////// أبو حفصٍ أميرُ المؤمنينا
وعثمانُ الشهيدُ وذو المزايا////// عليٌ وابنُ عوفِ الطاهرينا
وسعدٌ والزبيرُ بدون شكٍّ////// وطلحةُ إن ذكرتي الطيبينا
ولا تنَْسَي سعيداً فاذكريه////// ومَن أمسى لأمتنا أمينا
وياسرُ وابنه وكذا بلالاً////// مع الحسن المُبجَّلِ والحسينا
وعدّي جعفراً منهم وزيداً////// وعبدُ الله خيرُ الراجزينا
كذا ابنُ معاذ وابن سلام فيها////// وعُدي ثابتاً في الخالدينا
ولا تنسي أخا الأعراب لَمَّا////// له لفتَ الرسولُ الناظرينا
وحارثة له الفردوس دارٌ////// وإبراهيم خير الراضعينا
ولا تنسي عُكَاشةَ فاذكريه////// ووالدُ جابرٍ لا تتركينا
كذلك بَشّري زيدَ بن عمرو////// مُوحِّدُ ربَّه في الجاهلينا
ويشبهُهُ ابنُ نوفل خيرُ حبرٍ////// فقد سلك السبيلَ المستبينا
وحمزةُ والأُصيرم ثم قولِي////// عميرُ بن الحمام ولا تنينا
وكم عِذقٍ هنالك قد تدلَّى////// وأمسى لابن دحداحٍ رهينا
وكلثوم بن هدم حيث صلى////// وكرَّر سورة الإخلاصِ حينا
وللنسوان في البشرى نصيبٌ////// لعمرُك ماتُركن ولا نُسينا
فبيتُ خديجة المشهورُ فيها////// وفاطمة هنالك تلتقينا
وعائشة وحفصة والغميصا////// وأمُّ الطفلتين كما رُوينا
ومن صَبَرَتْ على ضُرٍ وصرعٍ////// وتدخلها سميةُ فاسمعينا
أولئك خُصصّوا بالذكرِ فيها////// ويدخلها جموعٌ آخرونا
فيدخلها جيمعُ شهود بدرٍ////// ومَن تحت العضاة مبايعينا
ومن ماتوا على التوحيد طُرّاً////// وليسوا في الجحيمِ مخلدينا
وعيسى يخبرُ المهديَّ حقاً////// وعصبته وينبئهُ اليقينا
بما نالوا من الدرجاتِ فيها////// وما باتوا له مُترقبينا
ونسألُ رَّبنا التوفيقَ حتى////// نموتُ على الصراط المستبينا
كما نرجوه تكفيرَ الخطايا////// وحشرٌ في صفوفِ المتقينا
وأختمُ بالصلاة على المقفَّى////// خليلِ الله خيرِ المرسلينا
كذلك صحبِهِ الأبرارِ طُراً ////// وعترتِهِ وكلِّ المؤمنينا
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 12:46]ـ
جزى الله الشيخ أحمد المعلم خيرا، وتسلم أبا عائشة على هذا النقل المبارك ....
في انتظارك للتتحفنا بجديد أهل اليمن ....
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 10:28]ـ
أهلاً بالحبيب الغالي:
الجديد أن الشيخ أحمد بعد انقطاع طويل عن المملكة، فقد أتى هذا العام إليها، أسأل الله أن يحفظه وإخوانه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 06:55]ـ
جزاك الله خيراً ..
لكن من المقصود بقوله: (وعبدُ الله خيرُ الراجزينا)؟ بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:58]ـ
جزاك الله خيراً ..
لكن من المقصود بقوله: (وعبدُ الله خيرُ الراجزينا)؟ بارك الله فيك
يقصد عبدالله بن رواحة .... والله أعلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 01:06]ـ
لعل الذي ذكره أخونا محمد هو المقصود.
وجزاك الله خيراً ياأبا يوسف على المرور.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 04:05]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 02:00]ـ
رائعة
جزاك الله خيراً أخي وبارك فيك
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 09:24]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ أحمد(/)
طلب ممن قرأ كتاب الظلال
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 12:40]ـ
قرأت كلمة للاستاذ سيد عن كلمة (اقرأ) أظنها فى التفسير فليت احد يدلنى على مكانها اقلها لكم على التقريب
يقول
الكلمة التى أدهشته وأثارته وأثارت عليه العالم(/)
ادرءوا الحدود بالشبهات - هل يصح؟
ـ[ابوالوفاءالجداوي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 01:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله القائل من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
وآله وصحبه وسلم أما بعد
نعم ايها الاخوة حديث أدرءوالحدود بالشبهات وغيره من الاحاديث في معناه كلها باطلة
فلماذا بعض الناس يتساهلون في الاستشهاد بها وكأنهم لايدركون التحذير الانف الذكر
قال فليتبوأ مقعده من النار وكذلك حديث اخر خطير منتشر مع انه باطل قال كما تكونو يولى
عليكم 0 ارجو التعليق وهذه اول مشاركة كتبتها على عجالة وصلى الله على محمدوسلم تسليما
أ0هـ
اخوكم ابو الوفاء الجداوي
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 02:20]ـ
التعليق:
قال الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى:
(وأجمعوا على أنَّ درء الحد بالشبهات).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 02:40]ـ
والتساهل في رواية الأخبار الضعيفة، والاستشهاد بها، من قِبل الناقد البصير، أو من قِبل الفقيه، لا يعني أنه يحكم بثبوتها ونسبتها إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لا سيما إذا كانت علل هذه الأخبار كانت في غاية الظهور عندهم، وأن مجرد روايتها يُشعر البصير بضعفها. ثم غاية أهل العلم من هذا المسلك - فيما يظهر -: أنهم قد وجدو لهذه الأخبار أصل في الشرع، وبه يأمَن السالك من الزيادة أو النقصان في الدِّين، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 03:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله القائل من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
وآله وصحبه وسلم أما بعد
نعم ايها الاخوة حديث أدرءوالحدود بالشبهات وغيره من الاحاديث في معناه كلها باطلة
فلماذا بعض الناس يتساهلون في الاستشهاد بها وكأنهم لايدركون التحذير الانف الذكر
قال فليتبوأ مقعده من النار وكذلك حديث اخر خطير منتشر مع انه باطل قال كما تكونو يولى
عليكم 0 ارجو التعليق وهذه اول مشاركة كتبتها على عجالة وصلى الله على محمدوسلم تسليما
أ0هـ
اخوكم ابو الوفاء الجداوي
عدد من الأحاديث ضعيفٌ إسناداً ولكنَّ عمل المسلمين عليه.
ـ[ابوالوفاءالجداوي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 06:43]ـ
جزاك الله خيرا اخي اشرف بن محمد
وكلام بن المنذر رحمه الله يفيد ان الحد لايوقع عند حدوث شبهه
لدى الحاكم فايقاع الحد هنا ظلم وهذا طبيعي ان يجمع العلماء على
تحريم الظلم وهي الشبهه هنا لكن بدون ايراد احاديث باطلة فالحق
احق ان يتبع واما كلامك الاخر اخي اشرف غير واضح
ـ[ابوالوفاءالجداوي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 06:58]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو يوسف التواب
ولكن ليس في الاحكام ولكن احاديث مقبولة عند بعض العلماء الثقات انما في فضائل الاعمال
مع وجود علة فيها مثل حديث عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه انظر مجمع الزوائد رقم 11746
في كتاب التعبير وصلى الله على محمد وسلم تسليما
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 10:33]ـ
من الدرر السنية
احاديث واثار عن الصحابة
عن عمر، قال: لأن أخطئ في الحدود بالشبهات، أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات
الراوي: إبراهيم النخعي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 50
208692 - ادرؤوا الحدود بالشبهات
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح موقوفا. وحسن لغيره مرفوعا - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 42
219479 - ادرأوا الحدود بالشبهات
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح موقوفا، وحسن لغيره مرفوعا - المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 25
171885 - الحدود تدرأ بالشبهات
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 12/ 6236
قال الشوكاني رحمه الله في النيل
وفي الباب - عن علي مرفوعًا: ادرؤوا الحدود بالشبهات وفيه المختار بن نافع قال البخاري: وهو منكر الحديث قال: وأصح ما فيه حديث سفيان الثوري عن عاصم عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال: (ادرؤوا الحدود بالشبهات ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم) وروي عن عقبة بن عامر ومعاذ أيضًا موقوفًا وروي منقطعًا وموقوفًا على عمر. ورواه ابن حزم في كتاب الاتصال عن عمر موقوفًا عليه. قال الحافظ: وإسناده صحيح
ورواه ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي عن عمر بلفظ: (لأن أخطئ في الحدود بالشبهات أحب إليّ من أن أقيمها بالشبهات) وفي مسند أبي حنيفة للحارثي من طريق مقسم عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: (ادرؤوا الحدود بالشبهات) وما في الباب وإن كان فيه المقال المعروف فقد شذ من عضده ما ذكرناه فيصلح بعد ذلك للاحتجاج به على مشروعية درء الحدود بالشبهات المحتملة لا مطلق الشبهة وقد أخرج البيهقي وعبد الرزاق عن عمر أنه عذر رجلًا زنى في الشام وادعى الجهل بتحريم الزنا وكذا روي عنه وعن عثمان أنهما عذرا جارية زنت وهي أعجمية وادعت أنها لم تعلم التحريم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدرر السنية (
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوالوفاءالجداوي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 12:25]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا محمد الغامدي
لقد نقلت ان حديث عائشة رضي الله عنها حسن لغيره ولم توضح المصدر
كما انك نقلت رواية البيهقي في حديث عمر عن التي زنت في الشام ولم توضح
هذه الروايه هل تصح؟ وعلى فرض صحتها هل يستشهد بها لرفع الحديث
الى رسول الله عليه السلام 0 فإذا كان الامر كذلك اقول كما قلت في
البدية ان الحق احق ان يتبع فلا نلبّس على المسلمين وصلى الله على محمد
وسلم تسليما0
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 01:34]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا محمد الغامدي
لقد نقلت ان حديث عائشة رضي الله عنها حسن لغيره ولم توضح المصدر
كما انك نقلت رواية البيهقي في حديث عمر عن التي زنت في الشام ولم توضح
هذه الروايه هل تصح؟ وعلى فرض صحتها هل يستشهد بها لرفع الحديث
الى رسول الله عليه السلام 0 فإذا كان الامر كذلك اقول كما قلت في
البدية ان الحق احق ان يتبع فلا نلبّس على المسلمين وصلى الله على محمد
وسلم تسليما0219479
اخي الكريم عن عائشة ادرأوا الحدود بالشبهات
:- خلاصة الدرجة: صحيح موقوفا، وحسن لغيره مرفوعا
- المصدر: النوافح العطرة المحدث: محمد جار الله الصعدي -
قال الشوكاني رحمه الله في النيل ورواه ابن حزم في كتاب الاتصال عن عمر موقوفًا عليه. قال الحافظ: وإسناده صحيح
وأصح ما فيه حديث سفيان الثوري عن عاصم عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال: (ادرؤوا الحدود بالشبهات ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم)
وقال الشوكاني رحمه الله وما في الباب وإن كان فيه المقال المعروف فقد شذ من عضده ما ذكرناه فيصلح بعد ذلك للاحتجاج به على مشروعية درء الحدود بالشبهات المحتملة لا مطلق الشبهة
اضافة الى ماذكره اخونا الكريم أشرف بن محمد
من قول الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى: (وأجمعوا على أنَّ درء الحد بالشبهات).اهـ
وكما قلت في البدية ان الحق احق ان يتبع وصلى الله على محمدوسلم تسليما0
ـ[ابوالوفاءالجداوي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيك اخي الغامدي
اين وجدت ان ابن الصعدي محدث؟(/)
[الإسلام لا الإنسانية!] مقال لشيخنا صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 01:46]ـ
الإسلام لا الإنسانية!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وبعد: فإن ديننا هو دين الرحمة للإنسان والحيوان وكل ذي كبد رطبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بل هو رحمة لكل من في الأرض قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) وقد بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالرحمة العامة كما قال تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان فقال تعالى: ((وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) وقد غفر الله لبغي من كان قبلنا بسبب كلب رأته يلهث من العطش فسقته فغفر الله لها وعذبت امرأة بالنار بسبب هرة حبستها فلاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض وقال صلى الله عليه وسلم: (يا عباد الله الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) قال تعالى: ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا))
ونصوص الكتاب والسنة وأعمال المسلمين في هذا الباب كثيرة لا تحصر مما لا يوجد له نظير في دين من الأديان فديننا دين الإحسان الشامل جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة الله ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وهو الذي أعزنا الله به كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله) فكل خير فهو في هذا الدين فلماذا ننتكر له ونعتزي بالإنسانية فنجعل أعمالنا نحو المحتاجين من أجل الإنسانية ونقول هذا عمل أنساني ولا نقول هذا عمل إسلامي ونقول عن مملكتنا: مملكة الإنسانية ولا نقول: المملكة الإسلامية إن هذا يقلل من أهمية الإسلام ويهمل جانباً كبيراً من جوانب الدعوة إليه بما فيه من الرحمة للبشرية فليكن اعتزاؤنا إلى الإسلام واعتزازنا به فإنه هو دين الإنسانية الحقة وليست الإنسانية فيمن ينتمي إليها وهو يدمرها فالذي يدعو إلى الكفر والشرك هذا ضد الإنسانية والذي يدعو على الحكم بغير ما أنزل الله هذا ضد الإنسانية والذي يشرد الشعوب ويسفك الدماء ويخرب الممالك والممتلكات هذا ضد الإنسانية إن الإنسانية الحقة في الإسلام الذي جاء والإنسانية في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء يأكل قويهم ضعيفهم ولا يرحم غنيهم فقيرهم فأخرجهم الله بهذا الإسلام من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ومن الشرك إلى التوحيد ومن الظلم والجور إلى العدل ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها فليكن انتسابنا إليه واعتزازنا به
وفق الله الجميع للتمسك بالإسلام وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 01:49]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=75)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 11:56]ـ
نفع الله بالقائل والناقل وجزاهما عنا خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:04]ـ
الأخ الحبيب / أبا عُمرَ السَّلَفِيّ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.(/)
هل الثلاثاء هو الأول من ذي الحجة وليس الاثنين؟
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثلاثاء هو الأول من ذي الحجة وليس الاثنين
بحجة استحالة رؤيته وبزعم نقص زاوية الاقتران وقلة وقت تأخر غروب الهلال عن الشمس إلى غيره من الحجج الواهية من ظنيات علوم الفلك في دلالتها والتي دأب هؤلاء على الصياح عبرها كل عام لنسف قواعد الرؤية الشرعية المقررة أصولاً (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)
فبعد ظهور بيان مجلس القضاء الأعلى ما رأي العلماء (و لا أقول الفلكيين) في مثل هذه البيانات المضادة المزعزعة للثقة المشككة في العبادة سواء قبل الرؤية أم بعدها. ألا تستحق الهجر والحجر، ألا يتقون الله في فرائض الله (الحج والصوم). سواء كانوا علماء أم فلكيين ألا يستحقون إقامة دعوى عليهم ألا يكفيهم أن يشتغلوا بغير رؤية الهلال.
فهذا المقال لكبيرهم ...........
الخميس 20 ديسمبر أول أيام عيد الأضحى
استحالة رؤية الهلال يوم الأحد من مكة
تبين الحسابات الفلكية أن يوم الخميس 20 كانون أول/ ديسمبر سيوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك باعتماد رؤية الهلال شرطا لبداية الشهر الهجري، حيث سيكون يوم الأحد 09 كانون أول/ ديسمبر هو اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة حسب التقويم السعودي، وسيتم تحري هلال شهر ذي الحجة بعد غروب الشمس، وفي هذا اليوم تستحيل رؤية الهلال من أي مكان في العالم الإسلامي نظرا لغروب القمر قبل الشمس، ولحدوث الاقتران بعد غروب الشمس، وبالتالي يجب أن تكمل عدة شهر ذي القعدة 30 يوما ويكون يوم الثلاثاء هو أول أيام شهر ذي الحجة لعام 1428 هـ، ويكون يوم الخميس هو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وبإلقاء نظرة على وضع القمر يوم الأحد 09 كانون أول/ديسمبر 2007م في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن القمر في عمّان والقدس الشريف سيغيب قبل 29 دقيقة من غروب الشمس، وفي القاهرة والمنامة سيغيب القمر قبل 27 دقيقة من غروب الشمس، وفي أبو ظبي والدوحة ومسقط سيغيب قبل 26 دقيقة من غروب الشمس، وفي مدينة الرباط سيغيب قبل 25 دقيقة من غروب الشمس، وفي مدينة مكة المكرمة سيغيب القمر قبل 22 دقيقة من غروب الشمس، وفي مدينة نواكشوط سيغيب قبل 13 دقيقة من غروب الشمس، وجميع هذه القيم تعني استحالة رؤية الهلال يوم الأحد من جميع هذه المناطق لعدم وجود القمر في السماء بعد غروب الشمس، لذا فإننا نأمل عدم قبول شهادة أحد برؤية الهلال يوم الأحد لمخالفتها لأبسط القواعد العلمية المعروفة منذ القدم، فقد حدث في العديد من المناسبات قبول شهادة الشهود برؤية الهلال والقمر غير موجود في السماء مثل ما حدث في عيد الفطر الفائت نتيجة لعدم تمحيص وتدقيق الشهادات من الناحية العلمية.
أما يوم الاثنين 10 كانون أول/ديسمبر، ففي مدينة أبو ظبي سيغيب القمر بعد 25 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره السطحي 19 ساعة و 09 دقائق، وفي مدينة مكة المكرمة سيغيب القمر بعد 29 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره السطحي 19 ساعة و 56 دقيقة ورؤية الهلال في كل من أبو ظبي ومكة المكرمة ممكنة باستخدام المرقب وبصعوبة بالغة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام فقط، وفي مدينة عمّان سيغيب القمر بعد 22 دقيقة من غروب الشمس وسيكون عمره السطحي 19 ساعة و 55 دقيقة، وفي مدينة القاهرة سيغيب القمر بعد 24 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره السطحي 20 ساعة و 07 دقائق، والرؤية في كل من عمّان والقاهرة غير ممكنة حتى باستخدام المرقب.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الإسلامية لا تتبع السعودية في تحديد بداية شهر ذي الحجة ومنها اندونيسيا وماليزيا وبنغلادش وباكستان وتركيا وإيران والمملكة المغربية والدول الإسلامية في وسط وجنوب القارة الإفريقية، وهذا صحيح من الناحية المنطقية والعلمية والشرعية أيضا. فأما بالنسبة للحاج الذاهب إلى السعودية فعليه الالتزام بما أعلنته السعودية، و أما بالنسبة لموعد عيد الأضحى في الدول الإسلامية، فمنذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و كل منطقة تتبع رؤيتها و ذلك لتعذر الاتصال بين المناطق المتباعدة و الذي لم يصبح متيسرا إلا في آخر 50 إلى 100 سنة خلت فقط! و الحالة التي تؤيد هذا التوجه هي عندما لا يرى الهلال في السعودية في
(يُتْبَعُ)
(/)
حين أنه يرى في المناطق الغربية، إذ أنه من المعلوم أن رؤية الهلال تصبح أسهل كلما اتجهنا إلى الغرب، فهل ستهمل المملكة المغربية مثلا رؤية الهلال عندهم و لا تبدأ الشهر لعدم ثبوت رؤية الهلال في السعودية! بالطبع لا، فهذا غير مقبول من جميع الجوانب! و عند سؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة أكد عدم ضرورة إتباع السعودية إذ أن شهر ذي الحجة كمثله من الأشهر الأخرى و قال في فتواه بتاريخ 15 ربيع أول 1421هـ ما نصه: "الهلال تختلف مطالعه بين أرض و أخرى في رمضان و غيره و الحكم واحد في الجميع .... "، وقد كان السؤال: "فلقد اطلعنا على فتوى سماحتكم في كتاب فتاوي إسلامية حول رؤية الهلال في بلد لا تلزم جميع البلاد بأحكامه، فهل ينطبق هذا على رؤية هلال عيد الأضحى (شهر ذي الحجة)؟ "
إننا لا ندعو أو نرغب بمخالفة دول معينة أو أننا ندعو لاختلاف الدول الإسلامية في بداية الأشهر، و لكن إذا أردنا الأخذ بمبدأ اتحاد المطالع فليكن على أساس رؤية صحيحة و ليست رؤية نحن متأكدين من خطئها! قال تعالى: "و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان".
ولمعرفة نتائج رصد هلال شهر ذي الحجة يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان ( http://www.icoproject.org) حيث أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 350 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلة والتقاويم، هذا ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال و إرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت.
المهندس محمد شوكت عودة
رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة
-----------------------------
وهذا آخر يرد:
الرؤية الوهمية للهلال وأسبابها
قد تبين المعطيات الفلكية مثلا أن القمر الجديد New Moon سوف يغرب قبل غروب الشمس ولنأخذ مثلا لذلك: قمر شهر ذي الحجة لعام 1428 هـ / 2007 م ومدينة مكة المكرمة. يوم الأحد الموافق 9 ديسمبر 2007 م يصادف يوم 29 ذي القعدة 1428 هـ وفق التقويم الرسمي لبلاد الحرم. تغرب الشمس اليوم ـ بالنسبة لمدينة مكة ـ على الساعة 17:39 في الإتجاه الغربي الجنوبي بينما يغرب القمر اليوم ـ بالنسبة لمدينة مكة ـ على الساعة 17:16 أي قبل نحو 23 دقيقة من غروب الشمس. يحدث الإقتران المركزي على نحو الساعة 20:40 بالتوقيت المحلي لأم القرى أي بعد غروب شمس ذلك اليوم بنحو ثلاثة ساعات ودقيقة واحدة. في حالتنا هذه نجد سببين رئيسيين يحيلان رؤية الهلال ـ أي يجعلانها مستحيلة ـ وهما:
(1) غروب القمر قبل غروب الشمس (بفارق قدره نحو 23 دقيقة).
(2) حدوث الاقتران المركزي بعد غروب الشمس (بفارق قدره نحو ثلاث ساعات).
هذه هي المعطيات الفلكية بالنسبة ليومنا هذا في شهرنا هذا في عامنا هذا. برغم تلك المعطيات يفتح مجلس القضاء الشرعي في بلاد الحرم أبوابه للشهادة المستحيلة ضاربا بتلك المعطيات الفلكية عرض الحائط. الأغرب من ذلك هو تقدم بعض الشهود بإثبات رؤيتهم للهلال في ظل تلك الاستحالة كما جرى في الأعوام الماضية، فما هو تفسير ذلك؟ هناك إحتمالان لا ثالث لهما:
(1) إما تواطؤ الشهود على الكذب إن كانوا من غير العدول.
(2) وإما توهم الشهود إن كانوا من العدول.
سأفترض حسن النية والعدالة في الشهود ومن ثم لا يبقي إلا احتمال واحد فقط هو: الوهم والخطأ وهما أمران لا يقدحان في العدالة بعكس الكذب الذي يقدح فيها. السؤال الآن هو: ما هي أسباب تلك الرؤية الوهمية للهلال في الوقت الذي يقطع فيه العلم باستحالة رؤيته؟ يمكن رصد أربعة أسباب:
[ i] التلوث أو التوهج الضوئي المنبعث من المدن والمنعكس من السحب الغازية والضبابية.
[ ii] الأقمار الصناعية حيث تسبح حول الأرض بأعداد تزيد على 6000 قمر صناعي مصنوعة من مواد معدنية مصقولة ولامعة تعكس الأنوار كما تعكس ضوء الشمس فتبدو كهلال قمر طبيعي.
[ iii] سحب العوادم المحيطة بالأرض من أبخرة وغازات وضباب ودخان وغبار والتي تشكل سحبا ذات كثافة كبيرة ومنها:
1. الكلور ومن أسبابه تبخر مياة البحار والمحيطات والمسطحات المائية.
2. أول وثاني أكسيد الكربون ومن أسبابه احتراق البنزين من محركات السيارات والطائرات إضافة لحرائق الغابات وغير ذلك.
3. كبريتيد الهيدروجين ومن أسبابه تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع بخار الماء.
4. إنبعاث أول وثاني أكسيد النيتروجين.
5. الأشعة الفوق بنفسجية.
وهكذا يشكل كل ما سبق سحبا ذات كثافة مختلفة عن كثافة الهواء ولذلك قد تعكس بعضا من أشعة الشمس بعد المغيب يحسبها الغافل هلالا جديدا.
[ iv] رؤية جرم سماوي آخر غير القمر مثل كوكب الزهرة أو عطارد أو ما شابه ذلك.
وهكذا قد يتجمع سبب أو أكثر من الأسباب السابقة فتعكس جزءا من ضوء الشمس قد يظنه العوام نور الهلال الوليد فيذهب مسرورا إلى دور القضاء الشرعي للإدلاء بشهادته وهو مطمئن لصدقه فيما رأى ـ وقد رأى نورا ربما إلا أنه ليس نور القمر بالتأكيد ـ والعجب أو والمؤسف بل والمؤلف أن أولي الأمر يصدقون ذلك الشاهد أو أولئك الشهود غير ملتفتين إطلاقا لشهادة أكبر وأجل وهي شهادة الله تعالى ذاته:
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ) (الأنعام: 19)
ومما شهد الله سبحانه به فيما يتعلق بموضوعنا قوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) .............
الرابط للمقالين
http://www.jas.org.jo/forum/viewtopic.php?t=722
http://www.jas.org.jo/forum/viewtopic.php?t=723
----------------------------------------------
أنتظر تعليقاتكم بحجج قوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جلال علي الجهاني]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 02:34]ـ
شهادة الشهود أيضاً ظنية، وعلم الفلك في هذه المسائل قطعي، فإذا تعارض القطعي مع الظني يقدم القطعي .. وليس في هذا مخالفة للحديث الشريف، لأن الحديث حكم عام، والشهادة أمر خاص .. والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 06:51]ـ
شهادة الشهود أيضاً ظنية، وعلم الفلك في هذه المسائل قطعي، فإذا تعارض القطعي مع الظني يقدم القطعي .. وليس في هذا مخالفة للحديث الشريف، لأن الحديث حكم عام، والشهادة أمر خاص .. والله أعلم
/// القطعي هو الامتثال بما أمر الله تعالى به ورسوله (ص)، ولم يأمرنا بتحري الشهور بعلم الفلك ولا بغيره، وقد كان موجودًا في زمنه (ص).
/// والظَّنِّي هو اتِّباع علومٍ تخالف الكتاب والسُّنَّة.
/// ومن ظنَّ أنَّ حسابات الفلكيين أو غيرهم مصيبة دومًا فقد بالغ في تعظيم علمهم، وكم قد اختلفوا وتناقضوا وأخطأوا.
/// ولم يأمُرنا الله تعالى بإصابة الحقِّ في نفس الأمر من جهة الرُّؤية، فلو أخطأ الشُّهود صحَّت عبادات النَّاس عند ربِّهم، وهذا من تيسير الشارع لهم.
/// وفي الصَّحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّا أُمَّة أُمِّيَّة لا نكتب، ولا نَحْسب، الشهر هكذا، وهكذا - يعني مرة: تسعا وعشرين، ومرة ثلاثين».
/// وعليه فقد ثبتت الرؤية بالشهود العُدُول أنَّ يوم الإثنين هو أول أيام ذي الحِجَّة، أخطأ الشُهُود في نفس الأمر أم أصابوا، فما تعبَّدنا الله بهذا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 06:56]ـ
أرجو الجواب باختصار:
هل الثلاثاء هو الأول من ذي الحجة أم الاثنين؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:00]ـ
الاثنين.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:02]ـ
المعتمد لدى الدولة عندكم يعني؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:06]ـ
/// نعم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:07]ـ
أحسنت الاختصار (:
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:08]ـ
/// وأحسنت الإجمال في السؤال (:
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:54]ـ
وأحسن الله إليكم شيخنا عدنان على هذا التوضيح
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 01:10]ـ
وفقكم الله.
أرجو الجواب باختصار:
هل الثلاثاء هو الأول من ذي الحجة أم الاثنين؟
عند أمة من الناس الإثنين ... وعند أمة الثلاثاء ... وعند أمة الربوع.
وقد أمرنا الله سبحانه جل في علاه بتحري الحق في نفس الأمر ما استطعنا لذلك سبيلا ... وعلم الفلك قديما وحديثًا من أسباب الوصول للحق في نفس الأمر ... ولكن العرب لم يكونوا في هذا العلم في زمن بدء الوحي على دراية واسعة به فلذلك لم يلجاؤا إليه ... اضافة لمخالفة بعض أهله لطريقة العرب في معرفة بدء الشهر ... ... ولم يكن علم الهيئة مخالفًا للكتاب ولا للسنة يوما .. بل هو مبين لإشارتهما في هذا الباب ... ومظهر لمعجزتهما ... وحساباتهم في معرفة زمن الاقتران ... ومكان الهلال ... وحجمه ... واضاءته ... ورصد حركته جملة ... الخ ... قطعية يقينية ... ولا خلاف بينهم في هذا يمكن أن يطعن به في هذا العلم ونتائجه ... إلا إذا صدر الخلاف ممن ليس بأهل لهذا العلم ... فلا اعتداد به أصلا.
وتفريط من فرط في تحري الحق لا يعفيه من وجوب اصلاح العبادة إذا تبين خطاؤه وقدر على الإصلاح ... وقد تكلم الفقهاء في خطأ الناس في الوقوف بعرفة ... وفرقوا بين وقوفهم في اليوم الثامن ... ووقوفهم في اليوم العاشر ... ولو لم يكن الخطأ مؤثرا ... لكان جواب الفقهاء: ليس علينا من ذلك كله وزر ... والوقوف صحيح في جميع الحالات ... وكل ذلك لم يكن.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: لا نكتب ولا نحسب) ... حكاية لواقع حالهم ... وأكد ذلك بالإشارة بأصابعه الشريفة دلالة على كون العرب أمة أمية في الحساب عمومًا ... ولا يفهم من قوله هذا نهي عن اعتبار الحساب ... أو نهي عن الإستعانة به ... بل فهم بعض العلماء أن هذا من باب الإيماء لعلة عدم الأخذ بالحساب في زمنه (ص) فإذا نشأ من يعرف ذلك استفيد منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخطأ الشهود مدفوع ما أمكن عند أهل العلم ... فإذا شهدوا بما لا يمكن وقوعه ... أو بما خالف الحس أوالعقل رُدت شهادتهم ... وهم هم ... ولا حجة من كتاب أو سنة تلزمنا باتباعهم إذا تبين بوجه صحيح خطؤهم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 09:53]ـ
وفقكم الله.
عند أمة من الناس الإثنين ... وعند أمة الثلاثاء ... وعند أمة الربوع.
وقد أمرنا الله سبحانه جل في علاه بتحري الحق في نفس الأمر ما استطعنا لذلك سبيلا ... وعلم الفلك قديما وحديثًا من أسباب الوصول للحق في نفس الأمر ... ولكن العرب لم يكونوا في هذا العلم في زمن بدء الوحي على دراية واسعة به فلذلك لم يلجاؤا إليه ... اضافة لمخالفة بعض أهله لطريقة العرب في معرفة بدء الشهر ... ... ولم يكن علم الهيئة مخالفًا للكتاب ولا للسنة يوما .. بل هو مبين لإشارتهما في هذا الباب ... ومظهر لمعجزتهما ... وحساباتهم في معرفة زمن الاقتران ... ومكان الهلال ... وحجمه ... واضاءته ... ورصد حركته جملة ... الخ ... قطعية يقينية ... ولا خلاف بينهم في هذا يمكن أن يطعن به في هذا العلم ونتائجه ... إلا إذا صدر الخلاف ممن ليس بأهل لهذا العلم ... فلا اعتداد به أصلا.
وتفريط من فرط في تحري الحق لا يعفيه من وجوب اصلاح العبادة إذا تبين خطاؤه وقدر على الإصلاح ... وقد تكلم الفقهاء في خطأ الناس في الوقوف بعرفة ... وفرقوا بين وقوفهم في اليوم الثامن ... ووقوفهم في اليوم العاشر ... ولو لم يكن الخطأ مؤثرا ... لكان جواب الفقهاء: ليس علينا من ذلك كله وزر ... والوقوف صحيح في جميع الحالات ... وكل ذلك لم يكن.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: لا نكتب ولا نحسب) ... حكاية لواقع حالهم ... وأكد ذلك بالإشارة بأصابعه الشريفة دلالة على كون العرب أمة أمية في الحساب عمومًا ... ولا يفهم من قوله هذا نهي عن اعتبار الحساب ... أو نهي عن الإستعانة به ... بل فهم بعض العلماء أن هذا من باب الإيماء لعلة عدم الأخذ بالحساب في زمنه (ص) فإذا نشأ من يعرف ذلك استفيد منه.
وخطأ الشهود مدفوع ما أمكن عند أهل العلم ... فإذا شهدوا بما لا يمكن وقوعه ... أو بما خالف الحس أوالعقل رُدت شهادتهم ... وهم هم ... ولا حجة من كتاب أو سنة تلزمنا باتباعهم إذا تبين بوجه صحيح خطؤهم.
/// بارك الله فيك .. وحيَّاكم الله أخًا قديمًا جديدًا.
/// تعقيبك فيه حقٌّ كثيرٌ لا نختلف فيه، ولكن وقع في غير موقعه، ولي معه وقفات كثيرة، والوقت أضيق من سَم، لكن .. دعني أبدأ من حيث انتهيتَ، ويمكن الرجوع لباقي النقاط بعدُ إن شاء الله، قلتَ -وفَّقك الله-:وخطأ الشهود مدفوع ما أمكن عند أهل العلم ... فإذا شهدوا بما لا يمكن وقوعه ... أو بما خالف الحس أوالعقل رُدت شهادتهم ... وهم هم ... ولا حجة من كتاب أو سنة تلزمنا باتباعهم إذا تبين بوجه صحيح خطؤهم.
/// دعنا من تعميم الكلام في ردِّ خطأ الشُّهُود عمومًا فسيطول الكلام والتفريع فيه، لكن .. كيف تخالف شهادة الشهود برؤيتهم الهلال للحس أوالعقل ههنا؟
/// أنت تتكلَّم -وفَّقك الله- عن الحُجَّة من الكتاب والسُنَّة =فهل في كتاب الله أوسُنَّة نبيِّه (ص) -وليس في قول زيد وعمرو من العلماء- حُجَّةٌ يصار إليها في تحكيم الفلك والحساب على شهادة الشُّهود والتحقُّق من صدق رؤيتهم أواستحالتها.
/// فغاية الأمر فيهما أنَّ العمل بالشهادة عُلِّقت بـ (الرؤية) حسبُ عند تمام 29، وهذا قد أُلغي أوقُيِّد في هذا الزَّمن بالرجوع لحساب أهل الهيئة.
فصار مأمور الوحي مقيَّدًا بأمور: تمام 29، ورؤية الرَّائين من الشُّهود العُدول، هل يكفي هذا؟ كلاَّ لابُدَّ من تصديق أهل الهيئة والحساب.
/// فأين الحُجَّة البيِّنة منهما في القيد الأخير؟
ـ[الباجي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:18]ـ
مرحى بأخينا الفاضل أبي عمر.
كل نص في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يدعوا للتثبت و يدعونا أن لا نقفوا ما ليس لنا به علم = يصلح قيدًا ليس لكلام رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم بل لكل شهادة مخالفة لما دلّ عليه العلم ... وتبقى الشهادة من حيث هي طريقًا شرعيًا للحكم واثبات الحقوق ... وإنما غاية الكلام هنا عن شهادات مخصوصة ... يَرُدُّ أمثالَها في قضايا مختلفة قضاةُ الإسلام منذ أنزله الله دينا قيما.
(يُتْبَعُ)
(/)
اجماع الفلكيين العرب على استحالة رؤية الهلال يوم الأحد
المهندس محمد شوكت عودة
رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة
الحمد لله مبدع الكون وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وبعد فإنطلاقا من قول المولى عز وجلّ في محكم التنزيل (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) وقوله (والشمس والقمر بحسبان) وقول الرسول الكريم "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته وإذا غم عليكم فقدروا له" ومواصلة لمسيرة الرقي والتطوير التي يشهدها عالمنا العربي والإسلامي في مختلف جوانب الحياة فإن وازعنا الإسلامي يملي علينا واجبا نحو أماتنا الإسلامية ويتطالبنا بالوفاء بالعهد وتوضيح جوانب القضية لأصحاب القرار في أوطاننا العزيزة وعليه وجب علينا توضيح ملابسات رؤية هلال شهر ذي الحجة 1428 هـ. وقد جرت العادة أن يعلق المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على البدايات الخاطئة للأشهر الهجرية باسمه لوحده، إلا أن الخطأ الجلي هذه المرة بإعلان المملكة العربية السعودية رؤية الهلال يوم الأحد 09 كانون أول/ديسمبر 2007 (وأن الاثنين هو أول أيام شهر ذي الحجة وأن أول أيام عيد الأضحى هو يوم الأربعاء) استدعى من المشروع الإسلامي تكثيف الجهود واستشارة العديد من علماء الفلك والشريعة في العالم العربي والإسلامي، وكتابة هذا البيان الموضح للحقائق العلمية لرؤية هلال شهر ذي الحجة موقعا عليه عدد كبير من المختصين في مجال رؤية الهلال من العلماء العرب و المسلمين، كما هو موضح في نهاية هذا البيان.
فهذه هي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها رؤية الهلال والقمر غير موجود في السماء أصلا! فمن المعلوم أن تحري الهلال يتم بعد غروب الشمس قريبا من المنطقة التي غربت عندها الشمس، حيث يتواجد الهلال الجديد بالقرب من الشمس دائما، فإن ثبتت رؤيته كان اليوم التالي أول أيام الشهر وإلا كان اليوم التالي هو المتمم ويبدأ الشهر الجديد في اليوم الذي يليه، فأما بالنسبة لوضع القمر يوم الأحد فقد غاب القمر قبل غروب الشمس في جميع مناطق العالم الإسلامي، فعلى سبيل المثال غرب القمر في عمّان والقدس الشريف قبل 29 دقيقة من غروب الشمس، وفي القاهرة والمنامة قبل 27 دقيقة، وفي أبوظبي والدوحة ومسقط قبل 26 دقيقة، وفي الرباط قبل 25 دقيقة، وفي مكة المكرمة قبل 22 دقيقة، وفي نواكشوط قبل 13 دقيقة، وجميع هذه القيم تعني استحالة رؤية الهلال يوم الأحد من جميع هذه المناطق لعدم وجود القمر في السماء بعد غروب الشمس، فيا ترى كيف شاهد هؤلاء الشهود العدول الهلال بعد غروب الشمس و قد غرب القمر أصلا قبل غروب الشمس! بل إن الإقتران المركزي وهو نفسه المحاق (وهو ما يسميه البعض خطأ تولد الهلال) قد حدث يوم الأحد بعد غروب الشمس في معظم مناطق العالم الإسلامي، حيث حدث الإقتران في الساعة 17:40 بتوقيت غرينتش، ويحتاج القمر للإنتقال من المحاق إلى الهلال لحوالي 12 إلى 18 ساعة! أي أن الشهود العدول قد رأؤوا الهلال قبل تشكله بحوالي 24 ساعة!! وعليه يجب التثبت من صحة هذه البلاغات بالوسائل المتاحة في هذا العهد الزاهر وكما هو معمول به في التحريات الجنائية والقضائية وفي مجال التشخيص الطبي والدراسات الميدانية والتجريبية الأخرى. إن قبول مثل هذه الشهادات لا يدل إلا على عدم الإلمام التام بثوابت علمية أضحت الآن من المسلمات، والشاهد على صحتها العديد من الأدلة التي نراها كل يوم! أما آن للمسؤولين أن يعلموا بأن الرجوع إلى المعطيات العلمية ستفند مثل هذه الشهادات الخاطئة وهي السبيل الأمثل للعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له" رواه البخاري ورواه مسلم بلفظ أغمي، بدلا من نصوم لرؤية هذا الكوكب أو تلك الطائرة أو لرؤية سراب! إننا لا نسرد مجرد فرضيات أو أحاديث غير مؤكدة، فقد شاركنا في الجلسات الرسمية لإثبات رؤية الهلال في أكثر من دولة وكنا شهودا على ما يحدث، فكم من شاهد جاء يحلف برؤية الهلال ولكن بعد مناقشته أكتشفنا أنه رأى كوكب الزهرة، وفي حادثة أخرى كان دخان الطائرات النفاثة هو الهلال! وقد يتساءل أحدهم عن وجه الشبه بين هذه الأجرام و بين الهلال، في الحقيقة لا يوجد وجه شبه فيما بينها على الأغلب، إلا أن عدم دراية المتحري بماهية الهلال يدفعه
(يُتْبَعُ)
(/)
للاعتقاد بأنه شاهد الهلال لمجرد رؤيته لأي جسم مضيء في السماء! فإذا كان الذي يناقش الشاهد على دراية بأساسيات رؤية الهلال فسيتمكن عندئذ من معرفة ما شاهده هذا الشاهد، أما إن كان من يتلقى الشهادة غير ملم بأساسيات رؤية الهلال فعندها تكمن المشكلة و تقع الأخطاء! فنجد في السنة الشريفة وتطبيق الصحابة الكرام رضي الله عنهم دليل واضح قطعي كتثبت القاضي إياس بن معاوية ورد شهادة أحدهما وهو الصحابي الجليل أنس بن مالك عندما رأى شكل هلال بسبب الشعرة المنحنية أمام عينه.
عودة لهلال شهر ذي الحجة، فعلى الرغم من غروب القمر قبل الشمس يوم الأحد أعلن مجلس القضاء الأعلى في السعودية رؤية الهلال، وإننا نتساءل كيف تقبل هذه الشهادات على الرغم من وجود الأدلة القطعية التي تؤكد خطأ هذه الشهادات؟ لماذا يتم تجاهل العلم بهذه الطريقة؟ هل يحاول المسؤولون إخبارنا أنهم غير واثقين بدقة الحسابات الفلكية؟ ونستغرب هنا أشد الاستغراب لا لتشكيكهم بالحسابات الفلكية بل لعدم اهتمامهم بالتأكد منها، فالتأكد منها لا يحتاج لجهد ولا حتى لوقت، بل يحتاج لرغبة بذلك وحسب! فها نحن نتحدى أن تخالف مواعيد غروب القمر المواعيد المحسوبة مسبقا، فقد قال جل وعلى "الشمس والقمر بحسبان" فإن كنا لا نرى أحيانا غروب القمر في أول وآخر يومين من الشهر فقد تبقى 25 يوما تقريبا بإمكان أي مشكك أن يراقب بعينه المجردة كيف سيغيب القمر في نفس الدقيقة المحسوبة مسبقا، إننا على أتم استعداد لتقديم مواعيد غروب القمر لأي منطقة في العالم حتى يتأكد المشككون! يأسفنا ويعيبنا أن نناقش هذه المسألة في القرن الواحد والعشرين في العصر الذي استخدم فيه الغرب الحسابات الفلكية فوصلوا إلى المريخ والزهرة التي نراها من الأرض فيظنها البعض الهلال! هذه هي مواعيد غروب القمر في مكة المكرمة لخمسة أيام قادمة فليراقبوا وليتأكدوا من خطأ بداية شهر ذي الحجة: الأربعاء 12 ديسمبر 2007م (20:03)، الخميس (21:00)، الجمعة (21:57)، السبت (22:52)، الأحد (23:4 Cool، ومما هو أسوأ من ذلك هو ادعاء البعض أن الحسابات الفلكية دقيقة دائما باستثناء الفترة القريبة من تولد الهلال، وعلى قدر فداحة هذا الطرح فهو أسهل للدحض، فمواعيد كسوف الشمس محسوبة لأجزاء من الثانية و قد قمنا فعلا عام 1999م بتوقيت الكسوف أمام جموع من الحاضرين وشاهد الحاضرون كيف غادر قرص القمر الشمس في نفس الثانية المحسوبة مسبقا، فحساب موقع القمر لحظة الاقتران مشهود بدقتها بأدلة شاهدها القاصي والداني! في الحقيقة لقد كانت دقة الحسابات الفلكية في العهد البابلي قبل آلاف السنين أكثر دقة من مقدار الخطأ الذي ينسبه البعض للحسابات في عصرنا الحالي.
ومن الجدير بالذكر أن رؤية الهلال يوم الإثنين (دع عنك الأحد) في منطقتنا كانت بغاية الصعوبة أو غير ممكنة، ففي الهند لم يتمكن أحد من فرق الرصد من رؤية الهلال، وهذا مطابق للحسابات الفلكية المسبقة، وكذلك لم تتمكن فرق التحري الرسمية في باكستان من رؤية الهلال، وفي إيران لم يتمكن الراصدون المزودون بالمناظير الفلكية من رؤية الهلال حتى من قمم الجبال! وفي سلطنة عمان تمت محاولة تحري الهلال باستخدام مراقب فلكية محوسبة بقطر 10 بوصة و14 بوصة، وكذلك لم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال، وفي المملكة المغربية التي تتحري هلال كل شهر هجري من أكثر من 200 موقع وتشارك القوات المسلحة بعملية التحري لم تستطع أي من فرق الرصد رؤية الهلال! وفي الأردن حاول راصدون رؤية الهلال باستخدام مرقب بقطر 10" ولم ير الهلال، وفي الجزائر حاول الراصدون رؤيته باستخدام المناظير ولم ير الهلال أيضا، وفي مصر لم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال بالعين المجردة! ولم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال في السعودية حتى باستخدام المرقب، وكذلك لم ير الهلال من الكويت حتى باستخدام المناظير! لاحظ أننا نتحدث عن يوم الإثنين وليس الأحد! فإن كان الشهود العدول قد شاهدوا الهلال بالعين المجردة يوم الأحد فهذا يعني أن الهلال يوم الإثنين هو ابن ليلتين أي أنه كبير وواضح جدا يراه حتى ضعيف البصر، فلماذا يا ترى لم يره المتخصصون من قمم الجبال من مختلف مناطق العالم يوم الإثنين! هل يعقل أن يجعل الله سبحانه وتعالى علامة بدء الشهر عبارة عن علامة معقدة وصعبة لا تتيسر
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا للندرة! ولا تتيسر إلا في منطقة واحدة في العالم دوما! هذا يتنافى مع حكمة الله عز وجل بجعل علامة بدء الشهر علامة يراها الجميع كمواقيت الصلاة! يستوي فيها العالم والشخص العادي! ولكن بالنسبة لهذا الهلال يبدو أن رؤيته قد تيسرت للندرة ولم يتمكن المتخصصون من رؤية الهلال في اليوم التالي حتى باستخدام المراقب! فلو علم الأقدمون هذا الواقع لما اخترعوا التلسكوب واكتفوا بالعين المجردة!
و فيما يتعلق ببداية شهر ذي الحجة فقد اتبعت معظم الدول إعلان السعودية، أما الدول التي تلتزم فعلا برؤية الهلال ولم تر الهلال يوم الإثنين فقد أعلنت بداية شهر ذي الحجة يوم الأربعاء وسيكون عيد الأضحى فيها يوم الجمعة 21 ديسمبر، ومن هذه الدول الهند وباكستان وإيران والمملكة المغربية. لاحظ الفرق بين عيد السعودية يوم الأربعاء وعيد بقية الدول يوم الجمعة! في حين أعلنت تركيا ودول أخرى أن بداية شهر ذي الحجة هي يوم الثلاثاء وأن الخميس هو أول أيام عيد الأضحى. هل يعقل أن يختلف العالم الإسلامي في يوم عيده بمدة ثلاثة أيام، وقد حدث في بعض السنوات أن كانت مدة الإختلاف تصل إلى أربعة أيام!
وتجدر الإشارة إلى خطأ معلومة انتشرت حتى اعتقدها البعض مسلمة وهي وجوب اتباع السعودية في شهر ذي الحجة نظرا للحج، وهذا غير صحيح لا من الناحية المنطقية ولا العلمية ولا حتى الشرعية، فأما بالنسبة للحاج الذاهب إلى السعودية فعليه الالتزام بما أعلنته السعودية، وأما بالنسبة لموعد عيد الأضحى في الدول الإسلامية، فمنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكل منطقة تتبع رؤيتها وذلك لتعذر الاتصال بين المناطق المتباعدة والذي لم يصبح متيسرا إلا في آخر 50 إلى 100 سنة خلت فقط! والحالة التي تؤكد بطلان هذه الفرضية هي عندما لا يرى الهلال في السعودية في حين أنه يرى في المناطق الغربية، إذ أنه من المعلوم أن رؤية الهلال تصبح أسهل كلما اتجهنا إلى الغرب، فهل ستهمل المملكة المغربية مثلا رؤية الهلال عندهم ولا تبدأ الشهر لعدم ثبوت رؤية الهلال في السعودية! بالطبع لا، فهذا غير مقبول من جميع الجوانب! وعند سؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة أكد عدم ضرورة اتباع السعودية إذ أن شهر ذي الحجة كمثله من الأشهر الأخرى و قال في فتواه بتاريخ 15 ربيع أول 1421هـ ما نصه: "الهلال تختلف مطالعه بين أرض و أخرى في رمضان و غيره و الحكم واحد في الجميع .... "، و قد كان السؤال: "فلقد اطلعنا على فتوى سماحتكم في كتاب فتاوي إسلامية حول رؤية الهلال في بلد لا تلزم جميع البلاد بأحكامه، فهل ينطبق هذا على رؤية هلال عيد الأضحى (شهر ذي الحجة)؟ "
إننا لا ندعو أو نرغب بمخالفة دول معينة أو أننا ندعو لاختلاف الدول الإسلامية في بداية الأشهر، و لكن إذا أردنا الأخذ بمبدأ اتحاد المطالع فليكن على أساس رؤية صحيحة وليست رؤية نحن متأكدين من خطئها! قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان".
إن الخطأ المتكرر في بدايات الأشهر الهجرية في السعودية بات جليا حتى لغير الفلكيين، وللتدليل على ذلك نقتبس فيما يلي أجزاء من بحث قام بكتابته الأخ محمد بن أحمد التركي. فعل سبيل المثال قال فضيلة الشيخ عبد الله آل محمود مفتي قطر ورئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية رحمه الله: "قد ثبت بالتجربة والاختبار كثرة كذب المدعين لرؤية الهلال في هذا الزمان؛ وكون الناس يرون الهلال قويا مضيئا صباحا من جهة الشرق ثم يشهد به أحدهم مساء من جهة الغرب وهو مستحيل قطعا، ويشهدون برؤيته الليلة ثم لا يراه الناس الليلة الثانية من كل ما يؤكد بطلان شهادتهم .. كما شهدوا في زمان فات برؤية هلال شوال وأمر الناس بالفطر فأفطروا، وعند خروجهم إلى مصلى العيد لصلاة العيد انخسفت الشمس والناس في مصلى العيد، ومن المعلوم أن الشمس لا يخسف بها في سنّة الله إلا في اليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين، أي ليالي الإسرار، كما أن القمر لا ينكسف إلا في ليالي الأبدار؛ أي ثلاث عشرة أو أربع عشرة أو خمس عشرة، كما حقق ذلك أهل المعرفة بالحساب وعلماء الفلك وحققه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عديدة وأبطل ما يعارضه .. فالاستمرار على هذا الخطأ الناشئ عن الشهادات المزورة لا يجيزه النص ولا القياس، ولن نعذر عند الله وعند خلقه
(يُتْبَعُ)
(/)
بالسكوت عنه .. فلأن نخطئ في التوثق والاستحياط أولى من أن نخطئ في التساهل والاستعجال." هذه مقتطفات من بحث كتبه الشيخ في 28 ذي القعدة 1393!
وقال فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع: "أرجو من المجلس الأعلى للقضاء أن يعيد النظر في مسلكه وأن يبعد بلادنا عن الانتقادات المتكررة في إثبات دخول الشهر وخروجه وما يقع لأولئك من أدلة على عدم التثبت وذلك بكسوف الشمس ليلة إثباته في حالات وقعت." قال هذا في كلام له نشر في العدد 622 من جريدة المسلمين في شعبان 1417. وقال الشيخ عبد الله آل محمود في رسالته للعلماء بعد خطأ شوال 1400: "إن الهلال لن يُطلب من جحور الجرذان والضبان بحيث يراه واحد دون الناس كلهم! وإنما نصبه الله في السماء لاهتداء جميع الناس في صومهم وحجهم وسائر مواقيتهم الزمانية؛ {ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} وما كان ميقاتا للناس لزم أن يشاهدوه جليا كمشاهدتهم لطلوع الفجر عندما يريدون الإمساك للصوم وعندما يريدون صلاة الفجر، وقال: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق} فيا معشر علماء الإسلام أنقذونا وأنقذوا أنفسكم وأنقذوا الناس معكم من هذا الخطأ المتكرر كل عام حتى صار عند أكثر الناس من المألوف المعروف."
إننا نأمل أن تتراجع السعودية عن هذا الإعلان الخاطئ كما تراجعت عنه عام 1416 هـ، حيث أعلنت في البداية أن الخميس 18 نيسان/إبريل 1996م هو أول أيام شهر ذي الحجة، وفي اليوم التالي ادركت السعودية خطأ هذا الإعلان وأعلنت رسميا أن الجمعة 19 نيسان/إبريل 1996م هو أول أيام شهر ذي الحجة، ويمكن الرجوع للصحف السعودية لمن شاء التأكد من ذلك. فالرجوع للحق والتمسك به نهج المصطفى وخلق حميد ومن خصال المؤمنين.
وأخيرا لمعرفة نتائج رصد هلال شهر ذي الحجة يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان ( http://www.icoproject.org) حيث أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 350 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلة والتقاويم من مختلف بقاع المعمورة، هذا ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت. اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد، اللهم وفقنا للعمل بما علمتنا ونشره، ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وخالق السموات والأرض.
الموقعون على البيان (مرتبة حسب تاريخ وصول الموافقة على إضافة التوقيع):-
1 - د. خالد الزعاق / مدير مرصد بريدة - السعودية.
2 - م. صخر سيف / جمعية الإمارات للفلك وعضو لجنة تحري الهلال الرسمية في الإمارات.
3 - د. إلياس محمد فرنيني / أستاذ مشارك - فيزياء الفلك - جامعة الإمارات العربية المتحدة.
4 - السيد صالح محمد الصعب / رئيس قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سابقا – السعودية.
5 - د. هيمن زين العابدين متولي / مدرس الفلك وعلوم الفضاء بكلية العلوم - جامعة القاهرة – مصر.
6 - السيد جلال علي الجهاني / مدرس الفقه وأصوله - جامعة روتردام الإسلامية – هولندا.
7 - أ. د. شرف القضاة / أستاذ الحديث النبوي الشريف - كلية الشريعة - الجامعة الأردنية – الأردن.
8 - م. محمد البوسعيدي / خبير فلكي – شؤون البلاط السلطاني، سلطنة عمان.
9 - السيد سليمان البوسعيدي / فلكي – شؤون البلاط السلطاني، سلطنة عمان.
10 - د. صالح بن محمد العجيري / الخبير الفلكي المعروف – الكويت.
11 - د. نضال قسوم / أستاذ الفلك – الجامعة الأمريكية في الشارقة – الإمارات.
12 - م. محمد شوكت عودة / رئيس لجنة رصد الأهلة والمواقيت في الجمعية الفلكية الأردنية - الأردن.
13 - أ. د. محمد عبد العزيز راسم / أستاذ الفيزياء الفلكية بكلية العلوم - جامعة القاهرة – مصر.
14 - الشيخ الخمّار عبدالعزيز البقالي / رئيس جمعية الأئمة – هولندا.
15 - السيد حسن أحمد الحريري / رئيس مجموعة دبي للفلك – الإمارات.
16 - د. خالد السبيعي / عضو الجمعية الفلكية الأمريكية والجمعية الفلكية الملكية. دولة قطر.
17 - السيد عدنان عبدالمنعم قاضي/ باحث فلكي في الشؤون الإسلامية، السعودية.
18 - أ. د. جمال ميموني / أستاذ الفلك في جامعة مينتوري – قسنطينة – الجزائر.
19 - م. علي العمراوي / الجمعية الفلكية المغربية – المملكة المغربية.
20 - د. معاوية شداد / أستاذ الفلك – جامعة الخرطوم – السودان.
21 - د. عبد الخالق الشدادي/أستاذ الفلك - المدرسة المحمدية للمهندسين، جامعة محمد الخامس- الرباط – المغرب
22 - د. م. جلال الدين خانجي / خبير فلك شرعي- عضو المشروع
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 06:14]ـ
/// سامحك الله يا أخي الكريم ..
/// سطرت كل هذا الكلام للجواب عن سؤالي، مما يستدعي قراءته كله، ثم لو كبَّرت الخط في مشاركاتك التالية فهو أفضل للعين والنظر، خاصة لمن يشكون من الخط الصغير.
أستأذنك في تكبير خط تعقيبك كله.
والرد على تعقيبك سيكون بعد إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 07:31]ـ
أخي الفاضل المشرف عدنان سلمه الله
السلام عليك
الموضوع أنا صاحبه الأول وقد سبب العنوان لبسا عند بعض الإخوة في موعد دخول الشهر وما كنت أريد ذلك.
ولقد اتيت بالبيان الأخير لعلماء الفلك ولي معه وقفات وجعلته في الاستراحة فلتكن المناقشة هناك.بعنوان: بيان خطير ....
والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:13]ـ
للفائدة
ـ[الباجي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:35]ـ
/// سامحك الله يا أخي الكريم ..
/// سطرت كل هذا الكلام للجواب عن سؤالي، مما يستدعي قراءته كله، ثم لو كبَّرت الخط في مشاركاتك التالية فهو أفضل للعين والنظر، خاصة لمن يشكون من الخط الصغير.
أستأذنك في تكبير خط تعقيبك كله.
والرد على تعقيبك سيكون بعد إن شاء الله.
زادك الله بسطة في العلم والجسم أخي العزيز الغالي ... فليس لي من ذلك كله إلا النسخ واللصق ... وإني لتعقيبك النافع لمن المنتظرين ... أسأل الله لي ولك التوفيق.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 08:39]ـ
شيخنا العزيز الباجيقد يقول قائل: أنتم لم تلغون شهادة الشهود، ولكنكم رجحتم جانب الفلك على جانب الشهود عند التعارض بينهما، بدعوى أنه بالأول يحصل برد اليقين، بخلاف الثاني الذي قد ظهر وهمه وخطأه بدليل معارضته للأول، وهنا قد يُقال: يلزمكم سحب هذا الأصل على نظائر هذه المسألة، كما في مسألة الملاعنة، والقذف، والشهادة على الزنا، وإثبات النسب ... فما قولكم نفع الله بكم؟
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 11:26]ـ
بيان (مجلس القضاء الأعلى) قد يصيب وقد يخطئ.
فلا داعي للتعصب!
بارك الله في الجميع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 12:22]ـ
ثم ألم يعد مثل هذا الرد للشهود من باب (السياسة الشرعية) و (الحكم بالقرائن) كما أفاد بتوضيحه ابن القيم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في (الطرق الحكمية)؟
فعلى هذا المبدأ - إن صح - ليس الحساب الفلكي بمأمور، بل مهجور أو مكروه. لكن إن كان قد وقع، فنتائجه ملحوظة معتبرة.
شأن ذلك شأن تحقق حل اللحوم المبيعة في أسواق المسلمين. فذلك التحقق لحلها بالمراقبة والتتبع والبحث والتحليل غير مأمور. وعند عدمه تكون اللحوم على ظاهرها في الحل، والدين يسر. لكن إن كان ذلك التتبع قد وقع من أحدنا، فنتائجه بلا شك ملحوظة معتبرة.
أرجو مناقشة هذا الأمر بالأدلة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[الباجي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 08:41]ـ
شيخنا العزيز الباجيقد يقول قائل: أنتم لم تلغون شهادة الشهود، ولكنكم رجحتم جانب الفلك على جانب الشهود عند التعارض بينهما، بدعوى أنه بالأول يحصل برد اليقين، بخلاف الثاني الذي قد ظهر وهمه وخطأه بدليل معارضته للأول، وهنا قد يُقال: يلزمكم سحب هذا الأصل على نظائر هذه المسألة، كما في مسألة الملاعنة، والقذف، والشهادة على الزنا، وإثبات النسب ... فما قولكم نفع الله بكم؟
وفقك الله.
ما أظن مثلك يخفى عليه أن لازم المذهب ليس مذهبًا على الأصح عندهم ... ولكن مع هذا فهناك من فقهاء العصر من ذهب إلى اعتبار التقنية الحديثة في كل ما ذكرت .. ومنهم من اعتبرها في بعضها ... كل ذلك بشروط وضوابط تطلب في مظانها ... ومن ذلك محاضر جلسات المجامع الفقهية ... وعلى رأسها مجمع الفقه الإسلامي التابع لمؤتمر العالم الإسلامي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 04:27]ـ
بارك الله فيكم شيخنا
أنا أنقل لكم ما قد يَرِد عليكم في هذا الباب بغرض إثراء النقاش ..
ـ[الباجي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 08:53]ـ
ثم ألم يعد مثل هذا الرد للشهود من باب (السياسة الشرعية) و (الحكم بالقرائن) كما أفاد بتوضيحه ابن القيم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في (الطرق الحكمية)؟
فعلى هذا المبدأ - إن صح - ليس الحساب الفلكي بمأمور، بل مهجور أو مكروه. لكن إن كان قد وقع، فنتائجه ملحوظة معتبرة.
شأن ذلك شأن تحقق حل اللحوم المبيعة في أسواق المسلمين. فذلك التحقق لحلها بالمراقبة والتتبع والبحث والتحليل غير مأمور. وعند عدمه تكون اللحوم على ظاهرها في الحل، والدين يسر. لكن إن كان ذلك التتبع قد وقع من أحدنا، فنتائجه بلا شك ملحوظة معتبرة.
أرجو مناقشة هذا الأمر بالأدلة، وجزاكم الله خيرا.
لو تتكرم - وفقك الله - بتوضيح غرضك ...
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 09:27]ـ
بيان (مجلس القضاء الأعلى) قد يصيب وقد يخطئ.
فلا داعي للتعصب!
بارك الله في الجميع.
ونحن مأمورون باتباع الرؤية لا الفلك، وهذه السنة بارك الله فيك، وسواء أصاب أو أخطأ الرائي في رؤيته، فإننا حينئذ قد أصبنا باتباع السنة، ولن يسألنا ربنا هل أخطأ الرائي أم لم يخطئ، ولكن سيسألنا: (ماذا أجبتم المرسلين) هذا هو السؤال فأعد له جوابا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 09:46]ـ
هل الثلاثاء هو الأول من ذي الحجة وليس الاثنين؟
وكان ماذا الثلاثاء أو الإثنين؟؟
أخي الكريم إن كان سؤالك مباشرا فلي معك وقفة ..
وإن كنت تريد من ورائه مناقشة موضوع الأخذ بالفلك، وهل هو معتبر في الشريعة أم لا فلك ذلك.
فإن كان الأول، فأقول الحمد لله فإن أضاحينا وحجنا صحيح عند ربنا سواء كان الإثنين أم الثلاثاء، فلم هذه الجلبة حول هذا الموضوع، الفلكيون ضاقوا ذرعا بعدم اعتبارهم في هذا الشأن، يريدوننا أن نضع السنة جانبا ونقول لهم هلموا إلى ديننا فخذوا منه ودعوا، فهم إن كانوا يقولون إن كلامنا لا يتعارض مع سنة نبينا فإننا نقول لهم (هاتوا برهانكم) هذه السنة بين أيدينا ناطقة، فأخرجوا مافيها لكم إن كنتم صادقين، أين قال محمد (ص) إن الرؤيا لا تعتبر في حال كذا وكذا.
والويل الويل لمن قال منكم إن الفلك غير معلوم في ذلك الوقت، فإنه معلوم ثم إن الدين صالح لكل زمان ومكان، والنبي (ص) قد بين في مواضع من شريعة الله، أحكام أحوال لم تقع بعد في عهده، فلا عبرة بكم ولا بحجتكم هذه فإنها داحضة ..
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 11:14]ـ
سؤال مهم أرجو الإجابة!
من قال أنه لا يمكن رؤية الهلال قبل غروب الشمس؟
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 12:57]ـ
ما زلنا ننتظرُ مناقشةَ الشَّيخ أبي عاصمٍ عدنان البخاري لما طرحه الشيخُ الفاضلُ / الباجيُّ - أعلى الله قَدْريهما -!
ـ[الباجي]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:07]ـ
سؤال مهم أرجو الإجابة!
من قال أنه لا يمكن رؤية الهلال قبل غروب الشمس؟
سنة الله الكونية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:31]ـ
شيخنا العزيز الباجيقد يقول قائل: أنتم لم تلغون شهادة الشهود، ولكنكم رجحتم جانب الفلك على جانب الشهود عند التعارض بينهما، بدعوى أنه بالأول يحصل برد اليقين، بخلاف الثاني الذي قد ظهر وهمه وخطأه بدليل معارضته للأول، وهنا قد يُقال: يلزمكم سحب هذا الأصل على نظائر هذه المسألة، كما في مسألة الملاعنة، والقذف، والشهادة على الزنا، وإثبات النسب ... فما قولكم نفع الله بكم؟
وفقك الله يا أخي الكريم
شهادة الشاهد ليست دليلا على الحق المطلق، وإنما هي أمارة علق الشارع الحكم عليها
فإذا تعارضت شهادة الشاهد مع شهادة عشرين شاهدا مثلا، فهل يقول قائل: إن شهادة الشاهد حق واجب الامتثال؟ أو هل يقول قائل: إن الحق القطعي حصل فيه تعارض بين شهادتين قطعيتين؟!
لا يقول هذا عاقل.
فإذا وصلنا إلى هذه النقطة تبين لكل ذي عينين أن شهادة الشاهد هي أمر مظنون، أمر الشارع باتباعه لأنه هو غاية البشر التي لا يطيقون غيرها، ولكن هذا لا يعني أن هذا الأمر المظنون إذا تعارض مع أمر قطعي أنه يبقى حتميا واجب الاتباع.
فمثلا إذا جاء أربعة شهود يشهدون أن فلانا زنى بفلانة كالمرود في المكحلة، وأثبت الطب أن هذا الرجل ولد مجبوبا أصلا!!
فهل يقال هنا إن الرجم ثبت على هذا الرجل لثبوت شهادة الشهود الثقات؟
وإذا جاء عشر رجال من الثقات يشهدون أن هلال الشهر رؤي لسبع وعشرين ليلة، فهل يقال: إن شهادتهم واجبة الاتباع؟ لا يقول هذا عاقل؛ لأن هذا مقطوع بخطئه، فاعلم هذا فإنه مهم.
وأما سحب هذا على نظائر هذه المسألة فليس بلازم؛ لأننا في الأصل مأمورون باتباع الشارع، فإذا وجدنا الشارع قدم أمرا على أمر وكنا نحن نرى بالفكر أن الأخير مقدم على الأول فليس لنا أن نعمل بعقلنا في هذه الحالة؛ لأن معنا نصا بتقديم الأول على الثاني.
ومسألة الملاعنة قد عمل فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتياط، فأثبت الولد للفراش، ولكنه أمر بالاحتجاب منه، مع أن الزنا لم يثبت بدليل قطعي، بل بمجرد أمارة الشبه وهي أمارة تتخلف كثيرا كما هو معروف، ومع ذلك أعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذه القرينة، فما بالك لو كانت القرينة دليلا قطعيا مبنيا على علم الرياضيات الذي لا يتخلف؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 05:05]ـ
نفع الله بكم شيخنا
قد مررت على ما حبرتم
وأرجو أن لا تؤاخذني في عدم مواصلة الحوار ..
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 07:13]ـ
سنة الله الكونية.
لا أظن أن هذه سنة كونية أبدا
بل إنه معروف لكل واحد إمكانية رؤية القمر في وضح النهار
و كم قد رأيته ما لا أحصى في " عز الظهر "
و ليس هناك فرق بين رؤية القمر و رؤية الهلال لأنها مسألة نسبية فالاختلاف في الحجم فقط
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 08:34]ـ
كلَّ عام وأنتم بخير ...
قد صُلِّيَ للعيد .. وذُبحت الأضاحي .. وتعايد الناس، وهنَّأ بعضُهم بعضاً .. (ابتسامة لأهل المغرب)
نسأل الله أن يتقبل من الجميع ..
ـ[الباجي]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 08:54]ـ
نعم صدقت - وفقك الله - صلى أهل الشرق الأوسط العيد بحمد الله وعونه ... وعلى الله القبول ... وما زال الكثير الكثير من إخوانك من أهل المغرب الأقصى ... والمشرق الأقصى - الهند وماليزيا وأندونيسيا وباكستان وبنغلاديش والسنغال والنيجر وغيرها من أمم المسلمين شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالا - لم يصلوا بعدُ ... فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 09:02]ـ
.. ...
و ليس هناك فرق بين رؤية القمر و رؤية الهلال لأنها مسألة نسبية فالاختلاف في الحجم فقط
هل رأيت - أخي العزيز - أنت وليس غيرك .. الهلال في محاقه ... أو قبل اقترانه مع الشمس والأرض بقليل ... أو حتى بعد اقترانه بسويعات؟ دعك من القمر الآن ... ثم أخبرني - أيها الموفق - لماذا ترى جزءًا من القمر في تربيعه الأول والثاني ولا تراه كله ... أين اختفى شطره الآخر مع أنه موجود لم ينفصل عن شطره المرئي؟ ثم أخبرني - أعزك الله - طالما المسألة نسبية ترجع لاختلاف الحجم لماذا يرى المرء الأجسام ذات الأحجام الكبيرة نسبيًا ولا يرى الصغيرة جدًا مع أنها أجسام موجودة؟
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 11:09]ـ
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن في تفسير آيات الصيام من سورة البقرة:
السادسة عشرة - ولا اعتبار برؤية هلال شوال يوم الثلاثين من رمضان نهارا بل هو لليلة التي تأتي، هذا هو الصحيح.
وقد اختلف الرواة عن عمر في هذه المسألة فروى الدارقطني عن شقيق قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين قال في كتابه: (إن الاهلة بعضها أكبر من بعض، فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالامس. وذكره أبو عمر من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الاعمش عن أبي وائل (1) قال: كتب إلينا عمر ... ، فذكره.
قال أبو عمر: وروي عن علي بن أبي طالب مثل ما ذكره عبد الرزاق أيضا، وهو قول ابن مسعود وابن عمر وأنس بن مالك، وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة ومحمد ابن الحسن والليث والاوزاعي، وبه قال أحمد وإسحاق.
وقال سفيان الثوري وأبو يوسف.
إن رؤي بعد الزوال فهو لليلة التي تأتي، وإن رؤي قبل الزوال فهو لليلة الماضية.
وروي مثل ذلك عن عمر، ذكره عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم قال: كتب عمر إلى عتبة بن فرقد " إذا رأيتم الهلال نهارا قبل أن تزول الشمس لتمام ثلاثين فأفطروا، وإذا رأيتموه بعد ما تزول الشمس فلا تفطروا حتى تمسوا "، وروي عن على مثله.
ولا يصح في هذه المسألة شئ من جهة الاسناد عن على.
وروي عن سليمان بن ربيعة مثل قول الثوري، وإليه ذهب عبد الملك بن حبيب، وبه كان يفتي بقرطبة.
واختلف عن عمر بن عبد العزيز في هذه المسألة، قال أبو عمر: والحديث عن عمر بمعنى ما ذهب إليه مالك والشافعي وأبو حنيفة متصل، والحديث الذي روي عنه بمذهب الثوري منقطع، والمصير إلى المتصل أولى.
وقد احتج من ذهب مذهب الثوري بأن قال: حديث الاعمش مجمل لم يخص فيه قبل الزوال ولا بعده، وحديث إبراهيم مفسر، فهو أولى أن يقال به.
قلت: قد روي مرفوعا معنى ما روي عن عمر متصلا موقوفا روته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما صبح ثلاثين يوما، فرأى هلال شوال نهارا فلم يفطر حتى أمسى.
أخرجه الدارقطني من حديث الواقدي وقال: قال الواقدي حدثنا معاذ بن محمد الانصاري قال: سألت الزهري عن هلال شوال إذا رؤي باكرا، قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن رؤي هلال شوال بعد أن طلع الفجر إلى العصر أو إلى أن تغرب الشمس فهو من الليلة التي تجئ، قال أبو عبد الله: وهذا مجمع عليه.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 10:50]ـ
هناك موضوع ذو صلة على الرابط الآتي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7404
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:20]ـ
لو تتكرم - وفقك الله - بتوضيح غرضك ...
ذلك استفسار مني لكم: هل الشريعة تمنع رد الحاكم بعض الشهود الذين ادعوا أنهم رأوا الهلال مطلقا؟
أم أن من حق الحاكم أن ينظر في هذه الشهادة ويتحقق من صدقها بالقرائن والعلوم مع النظر إلى مصالح المسلمين؟
أنا لا أشك قدر أنملة في أن دخول الشهر مشروط برؤية الهلال مع قرار الإمام أو شهرته بين الناس،
وأنا لا أشك كذلك في أن أصل الحساب غير مأمور شرعا، بل أصله مهجور.
لكن إن كان الحساب قد وقع وقد أعطى نتائجه الدقيقة، أفلا يحق للحاكم أن يأخذه بعين الاعتبار؟
شيخ الإسلام ابن تيمية كان يقول: (بل إذا كان بعده مثلا عشرين درجة، فهذا يرى مالم يحل حائل. وإذا كان على درجة واحدة فهذا لايرى. واما حول العشرة، فالأمر فيه يختلف باختلاف أسباب الرؤية). فها هنا شيخ الإسلام قد جزم أنه إذا كان بعده درجة واحدة فهذا لا يرى، فما بالك بما تحت الصفر - كما حدثت مرارا في هذه السنوات -؟!
والخلاف بين الرؤية والحساب في القديم - على حد علمي - كان في "الإثبات" لا في "رد الشهود".
أو كان في رد الشهود اعتمادا على حساب "إمكانية الرؤية" بما حول ستة أو تسعة درجات، لا على حساب "الاقتران والولادة".
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:01]ـ
كلام قيم لشيخ الإسلام(/)
الأصل في العبادة الاتباع والخروج عن ذلك فرع ..
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 02:23]ـ
بعد الاستعانة بالله وحمده والصلاة على خير البشر
فإن اليسر في شريعتنا والحمد لله سمة بارة، ولأن الأصل في التشريع حين نزل السماحة واليسر، كما قال تعالى: ( .. وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم .. ) ولما صح في الحديث: (إنما بعثت بالحنيفية السمحة)، فأصل وضع الشرع مبني على اليسر؛ وإنما على العباد الائتمار والتطبيق.
ورفع الحرج وخاصة في شعيرة الحج اكنتفه خلطٌ بين مفهومين:
المفهوم الأول: التشدد وعدم قبول ما أباحه الله مما ثبتت به الأدلة الصحيحة أو مما كان للاجتهاد المستوفى لشروطه فيه مجال، وهذا من التضييق لما وسع الله فيه.
والمفهوم الثاني: التساهل في تطبيق الهدي النبوي في المنسك إلى حد التفريط وعدم المبالاة في تجاوز الحدود الشرعية، مما يجعل بعضهم يرفع شعار (افعل ولا حرج) في كل مسألة.
ولا ريب أن كلا طرفي قصد الأمور ذميم، فالأصل في المسلم الاتباع ما وجد لذلك سبيلا، وليكن ديدن العبد السؤال عن الهدي النبوي لاقتفاءه والسير على أثره لا محاولة التفلت منه أو الروغان عنه.
تقبل الله من الجميع صالح العمل، وحفظ الحجاج من كل مكروه.(/)
فوائد من كتب ابن أبي الدنيا!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:43]ـ
عن عطاء بن السائب، قال: بلغني أن علي بن أبي طالب، قال: العمل الصالح الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا لله
عن عبد خير، قال: قال علي بن أبي طالب: لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل؟
عن حمزة، من بعض ولد ابن مسعود قال: طوبى لمن أخلص عبادته ودعاءه لله ولم يشغل قلبه ما تراه عيناه، ولم ينسه ذكره ما تسمع أذناه، ولم يحزن نفسه ما أعطي غيره ..
عن سرار العنزي، قال: سمعت عبد الواحد بن زيد، يقول: الإجابة مقرونة بالإخلاص لا فرق بينهما
، قال: مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصى يلعب به وهو يقول: اللهم زوجني من الحور العين. فقام عليه عمر فقال: بئس الخاطب أنت ألا ألقيت الحصى، وأخلصت لله الدعاء ..
عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم، يقول: إن الرجل ليعمل العمل الحسن في أعين الناس، أو العمل لا يريد به وجه الله فيقع له المقت والعيب عند الناس حتى يكون عيبا، وإنه ليعمل العمل أو الأمر يكرهه الناس يريد به وجه الله فيقع له المقة (1) والحسن عند الناس
عن محمد بن واسع قال: إذا أقبل العبد إلى الله أقبل الله بقلوب العباد إليه ..
عن عبد الملك بن عتاب قال: رأيت عامر بن عبد قيس في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: ما أريد به وجه الله
---------------------------------------------------
(1) المقة: المحبة والرضا
يتبع إن شاء الله عزوجل
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:45]ـ
عن عبد الرحمن بن جرير قال: سمعت أبا حازم يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا
عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح ..
قال ابن أبي الدنيا بلغني عن ابن جميل قال: سمعت عبدة بن سليمان قال: حدثنا محمد بن أبي منصور أن عابدا في بني إسرائيل عبد الله في سرب أربعين سنة فقالت الملائكة: وعزتك ربنا ما رفعنا إليك خفاء. قال: صدقتم ملائكتي ولكنه يحب أن يعرف مكانه
عن عبيد بن عمرو، أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول
(إنما يتقبل الله من المتقين)
قيل لعطاء السليمي: ما الحذر؟ قال: الاتقاء على العمل ألا يكون لله ..
إبراهيم بن الأشعث (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) قال: أخلصه وأصوبه، قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، والخالص إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السنة ...
عن محمد بن علي قال: قال علي بن أبي طالب: من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة ..
عن سفيان، عن زبيد، قال: من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل، ومن كانت سريرته مثل علانيته فذلك النصف، ومن كانت سريرته دون علانيته فذلك الجور
عن معقل بن عبيد الله الجزري قال: كان العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات، وإذا غابوا كتب بها بعضهم إلى بعض أنه: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه ..
والله المستعان يتبع إن شاء الله عزوجل
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:46]ـ
عن بلال بن سعد، قال: لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السريرة
عن شيخ، من قريش قال: قال عمر بن عبد العزيز: يا معشر المستترين اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة قال تعالى (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون)
عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد، يقول: لا تكن ذا وجهين وذا لسانين، تظهر للناس ليحمدوك، وقلبك فاجر ...
عن فضيل بن عياض قال: سمعته: خير العمل أخفاه، أمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء ...
عن معمر قال: بكى رجل إلى جنب الحسن فقال: قد كان أحدهم يبكي إلى جنب صاحبه فما يعلم به
عن محمد بن واسع، قال: لقد أدركت رجالا كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته، والله لقد أدركت رجالا كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خده لا يشعر الذي إلى جنبه ..
عن أبي التياح قال: إن كان الرجل يتعبد عشرين سنة وما يعلم به جاره
عن الحسن قال: إن كان الرجل ليجتمع إليه القوم أو يجتمعون يتذاكرون فتجيء الرجل عبرت فيردها ثم تجيء فيردها ثم تجيء فيردها فإذا خشي أن يفلت قام
حدثنا حماد بن زيد قال: بكى أيوب مرة، فأخذنا منه فقال: إن هذه الزكمة ربما عرضت ....... وبكى مرة أخرى فاستبنا بكاه فقال: إن الشيخ إذا كبر مج ...
حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني رجل، عن أبي السليل، أنه كان يحدث أو يقرأ فيأتيه البكاء فيصرفه إلى الضحك ...
عن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت أبا عصام الرملي عن رجل، عن الحسن أنه حدث يوما أو وعظ فتنفس في مجلسه رجل فقال الحسن: إن كان لله فقد شهرت نفسك، وإن كان لغير الله هلكت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:46]ـ
عن الحسن قال: إن كان الرجل ليكون عنده الزوار فيصلي الصلاة الطويلة أو الكثيرة من الليل ما يعلم بها زواره ..
عن الحسن قال: إن كان الرجل لتكون له الساعة يخلو فيها فيصلي، فيوصي أهله فيقول: إن جاء أحد يطلبني فقولوا: هو في حاجة له
حدثني أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدثنا عبد المؤمن أبو عبد الله، قال: كان لحسان بن أبي سنان في حانوته ستر فكان يخرج سلة الحساب، وينشر حسابه ويصعد غلاما على الباب ويقول: إذا رأيت رجلا قد أقبل ترى أنه يريدني فأخبرني. ثم يقوم فيصلي فإذا جاء رجل أخبره الغلام فيجلس كأنه على الحساب كان حسان بن أبي سنان يحضر مسجد مالك بن دينار فإذا تكلم مالك بكى حسان حتى يسيل ما بين يديه لا يسمع له صوت ..
عن عبد الله الزراد قال: ربما اشترى حسان بن أبي سنان أهل بيت الرجل وعياله ثم يعتقهم جميعا، ثم لا يتعرف إليهم ولا يعلمهم من هو ..
عن موسى بن يسار قال: صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان الليل أجمع يصلي في المحمل جالسا يومئ برأسه إيماء، وكان يأمر الحادي أن يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يفطن له
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 10:15]ـ
جزاك الله الخير العميم على هذه الفوائد
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 09:26]ـ
وجزاك أخي الكريم
ويتبع إن شاء الله
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:35]ـ
عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا ابن خالد قال: سمعت محمد بن واسع قال: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة ومعه امرأته ما تعلم به
عن الأعمش عن ابن عون، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يظهر الرجل أحسن ما عنده
عن السري بن يحيى، أن عمر بن عبد العزيز، خطب فحمد الله ثم خنقته العبرة ثم قال: يا أيها الناس أصلحوا آخرتكم يصلح الله لكم دنياكم، وأصلحوا سرائركم يصلح الله لكم علانيتكم والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم أب له إلا قد مات لمعرق له في الموت كما يقال: لمعرق في الكرم، أي له عرق في ذلك لا محالة ..
عن أبي العالية، قال: اجتمع إلي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا العالية لا تعمل عملا تريد به غير الله فتجعل الله ثوابك على من أردت، ويا أبا العالية لا تتكل على غير الله فيكلك الله إلى من توكلت عليه ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 02:33]ـ
عن الحسن البصري، قال: كان يقول: إني أدركت صدر (1) هذه الأمة ثم طال بي عمر حتى أدركتكم فوالذي لا إله غيره، لهم كانوا أبصر في دينهم بقلوبهم منكم في دنياكم بأبصاركم ولهم كانوا فيما أحل الله لهم أزهد منكم فيما حرم الله عليكم ولهم كانوا من حسناتهم ألا تقبل منهم أشد شفقة (2) منكم من سيئاتكم أن تؤخذوا بها ..
عن الحسن، قال: قال رجل لعثمان بن أبي العاص: ذهبتم بالدنيا والآخرة. قال: وما ذاك؟ قال: لكم أموال تتصدقون منها وليس لنا أموال. قال: لدرهم يصيبه أحدكم فيضعه في حق أفضل من عشرة آلاف يصيبها أحدنا من فيض فينفقها في غيض
عن هلال بن حق، قال: قال عمرو بن العاص: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين وليس الواصل الذي يصل من وصله ولكنه الذي يصل من قطعه
عن أبي الرقاد، قال: «خرجت مع مولاي فانتهى إلى حذيفة وهو يقول: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا، وإني لأسمعها من أحدكم اليوم في المقعد الواحد أربع مرات، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتحاضن (3) على الخير، أو ليسحتنكم (4) الله جميعا بعذاب، أو ليؤمرن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم»
عن الفيض بن إسحاق، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: قال سفيان «إنما أخاف أن يبتلى فلا يصبر» ..
عن ربيع بن عميلة، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إنها ستكون هنات (5) وهنات، فبحسب امرئ إذا رأى منكرا لا يستطيع له غير أن يعلم الله أنه له كاره»
__________
(1) الصدر: بداية كل شيء ومقدمته
(2) الشفقة: الخوف
(3) الحض: الحث والتشجيع على فعل الخير
(4) يسحت: يهلك
(5) الهنات: الشرور والفساد، والشدائد والأمور العظام(/)
فائدة نفيسة استدرك بها الشيخ الصبيحي على ابن عثبمين في مسألة اهراق الدم لترك نسك
ـ[الخالدي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فائدة من كتاب حتى لا يقع الحرج وهو كتاب يحفل بالفوائد و التأملات الجميلة و الله أعلم.
قال الشيخ ابراهيم في ص 98 من الطبغة الأولى:
""""و مما يلاحظ أن الشيخ العثيمين - رحمه الله -:يرى أن دليل قول ابن عباس: من ترك شيئا من نسكه أو نسيه فليهرق دماً. مبني على القياس لأن ابن عباس رأى أن ترك ما يجب كفعل ما يحرم كلاهما انتهاك للنسك و فعل ما يحرم ثبت بالنص القرآني أن فيه نسكاً.
قال الله تعالى: (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)
و ابن عباس اختار أكمل الثلاثة فقال من شيئاً من نسكه أو نسيه فليهرق دماً، فيكون هذا الرأي مبنياً على اجتهاد، وهو قياس انتهاك النسك بترك الواجب على انتهاكه بفعل المحظور فوجب الدم .. إلخ (انظر الشرح الممتع 439/ 7)
جواب إن في هذا الاستدلال لابن عباس نظراً، لأن الشيخ لم يورد دليلاً مسنداً عن ابن عباس رضي الله عنهما يدل على أنه احتج بالآية، كما لم يذكر أحداً سبقه إلى أن ابن عباس قال بهذا الإستدلال و ذهب إليه، و لذا أرى أنه لا يصح أن يقال بأن ابن عباس اختار أكمل الثلاثة ليلزم بها من ترك نسكاً أو نسيه لمخالفته بهذا دليل أصل القياس الدال على التخيير، ثم إن هذا الإستدلال يضعف دلالة قول ابن عباس، لأنه اعتبر أنه خالف أصل دليله و في هذا إشكال كما ترى، أما الأدلة التي تعضد قول ابن عباس. فهي مماسبق ذكرها والله أعلم"""" ا. هـ
قلت: ضاق وقتي عن نقل أدلة الشيخ ابراهيم لقول ابن عباس و هي باختصار كما يلي
1 - آية البقرة (وأتموا الحج والعمرة لله فإن احصرتم فما استيسر من الهدي) و أورداً نقولاً تؤيد ما ذهب إليه في دلالتها حفظه الله كما في الطبري ص 2/ 219 والمحلى 7/ 203 و السيل الجرار 2/ 231
ومن تلك النقول قول ابن قدامة: وإن كان ما حصر عنه ليس من أركان الحج كالرمي و طواف الوداع و المبيت بمزدلفة أو بمنى في لياليها فليس له التحلل به، لأن صحة الحج لا تقف على ذلك، ويكون عليه دم لتركه ذلك و حجه صحيح، كما لو تركه من غير حصر (المغني5/ 199)
2 - و ذكر أيضا ً ما رواه أبو داوود عن عكرمة عن ابن عباس أن أخت عقبة بن عامر نذرت أن تمشي إلى البيت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تركب و تهدي هدياً.
3 - و ذكر أيضا الدليل الثالث وهو موافقة ابن عمر رضي الله عنه حينما أوجب الدم على من نفر قبل الزوال و ذلك فيما رواه صالح عن أبيه الإمام أحمد قال: حدثنا عبدالرزاق قال سمعت عبيدالله يحدثعن هشام بن حسان عن نافع عن ابن عمر قال: إذا رمى الرجل قبل الزوال أعاد الرمي و إذا نفر قبل الزوال إهراق دماً قال أحمد: أذهب إليه و قال المحقق عليه رجاله ثقات و لم أجد من أخرجه غير أحمد، فقول الإمام أذهب إليه تصحيح منه لهذا الأثر (انظر مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح 3/ 182))) ا. هـ باختصار
هذا ما تيسر لي، نفعني الله به و إياكم ...
ـ[الخالدي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 03:55]ـ
لي عودة إن شاء الله .. إن تيسر لي.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 05:17]ـ
جزاك الله خيراً
هل بالإمكان نقل كلام الشيخ بنصه؟ .. وكيف نتحصل على الكتاب بارك الله فيك؟
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 08:37]ـ
الشكر لك أخي الكريم الشيخ الخالدي على هذا الموضوع وهو حقيق بالبحث وجدير بالمناقشة، ويظهر لي قوة ما مال إليه الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله، ولا ريب أن ابن عباس رضي الله عنهما قد قال ذلك اجتهادا، ثم إن كثيرا من أهل العلم لا يتفقون في شأن الناسي والله قد قال: قد فعلت لما قال المؤمنون (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
أما ما ذكر الشيخ إبراهيم بأن الشيخ محمد لم يورد دليلاً مسنداً عن ابن عباس رضي الله عنهما يدل على أنه احتج بالآية، فكذلك نقول للشيخ إبراهيم في استدلاله بآية البقرة.
وأما دليله الثاني في التي نذرت أن تمشي إلى البيت، فهذا خارج نطاق البحث، وهو ظاهر لا يحتاج إلى تدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أثر ابن عمر فهو ضعيف، وإن كان ظاهر الإسناد الصحة فليتأمل، ولذلك قال المحقق: رجاله ثقات، ولم يقل صحيح الإسناد، وفرق بين رجاله ثقات وصحيح الإسناد، وهذا من حصافة المحقق وفقه الله.
ولا تثريب على من أخذ بهذا الرأي أو ذاك بحمد الله.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:00]ـ
الشكر لك أخي الكريم الشيخ الخالدي على هذا الموضوع وهو حقيق بالبحث وجدير بالمناقشة، ويظهر لي قوة ما مال إليه الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله، ولا ريب أن ابن عباس رضي الله عنهما قد قال ذلك اجتهادا، ثم إن كثيرا من أهل العلم لا يتفقون في شأن الناسي والله قد قال: قد فعلت لما قال المؤمنون (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
أما ما ذكر الشيخ إبراهيم بأن الشيخ محمد لم يورد دليلاً مسنداً عن ابن عباس رضي الله عنهما يدل على أنه احتج بالآية، فكذلك نقول للشيخ إبراهيم في استدلاله بآية البقرة.
وأما دليله الثاني في التي نذرت أن تمشي إلى البيت، فهذا خارج نطاق البحث، وهو ظاهر لا يحتاج إلى تدليل.
وأما أثر ابن عمر فهو ضعيف، وإن كان ظاهر الإسناد الصحة فليتأمل، ولذلك قال المحقق: رجاله ثقات، ولم يقل صحيح الإسناد، وفرق بين رجاله ثقات وصحيح الإسناد، وهذا من حصافة المحقق وفقه الله.
ولا تثريب على من أخذ بهذا الرأي أو ذاك بحمد الله.
ليت الأخ الخالدي نقل لنا كلام الشيخ الصبيحي نصاً
لكنه ليس لك -أخي- مستمسك في نقده أنه لم يورد دليلاً مسنداً عن ابن عباس رضي الله عنهما يدل على أنه احتج بآية البقرة
لأن الشيخ العثيمين -رحمه الله- جزم بأن قول ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مبني على ذلك ..
وهو هنا يقول: ومن أدلة قول ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: كيت وكيت
واستدلاله الثاني في النذر له وجه؛ إذ يدل على أن من ارتكب خلاف الواجب عليه فليذبح ..
ولكنَّ هذا فيه ضعف من حيث إن الحديث قد وردت له روايات أُخَر ليس فيها إلزام بالذبح .. إلا أن يقال إن ذلك من باب الاحتياط في العبادة.
ثم: هل خولف ابن عباس رضي الله عنهما في زمن الصحابة؟
ـ[الخالدي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:14]ـ
لعلي أنشط الليلة لنقله أخي العزيز ... أبو يوسف ..
والكتاب سبق أن نزل إعلان عنه و وضع الأخ العزيز عبدالملك الصبيحي البريد الخاص بمراسلته للسعي في إيصال الكتاب لطلبة العلم، و إن كنت حاجاً هذه السنة فسيتم توزيع الكتاب و لعلك تحصيل على نصيبك منه.
أخي الحبيب عبدالمحسن بغض النظر عن الراجح من القولين أنا أردت إظهار استدراك الدكتور ابراهيم على استدلال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لقول ابن عباس ولست ساعياً في هذا المقام لإثبات رجحان أحد القولين على الأخر.
ـ[الخالدي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:19]ـ
و شيخنا عبدالكريم الخضير له كلام في هذه المسألة في محاظرة مسائل مشكلة في الحج و قال أن هذا قول ابن عباس ويقول العلماء أن له حكم الرفع .. فالشيخ يذهب إليه و ليت أحد الإخوة ينقله لنا فهو في مبادئ محاظرة الشيخ غفر الله له ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 12:26]ـ
يقول السائل: قول الفقهاء: كل من ترك واجباً فعليه دم، ما دليلهم رحمهم الله تعالى؟
هذا قول ابن عباس، صح عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: "من ترك نسكاً فليرق دماً" وأهل العلم يقولون أن هذا له حكم الرفع؛ لأنه لا يمكن أن يقوله ابن عباس من كيسه، من جيبه، لا، لا بد أن يكون عنده فيه شيء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وعمل به جماهير أهل العلم فالقول به متجه.
http://www.khudheir.com/ref/971/****
المصدر موقع الشيخ عبدالكريم من شريط فرغ له بالعنوان المذكور آنفا.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 08:30]ـ
كتاب حتى لا يقع الحرج هنا مصور على هذا الرابط لمن أراد الإطلاع عليه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23033(/)
فضل التكبير و صفته
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 02:47]ـ
في البخاري معلقا:كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما.
و هي من طريق: سلام أبي المنذر عن حميد الأعرج عن مجاهد به، بين ذلك ابن رجب في شرحه: 8/ 8. و ذكرها من رواية أبي بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب الشافي و أبي بكر المروزي القاضي في كتاب العيدين ولم يقف الحافظ ابن حجر ولا البغوي و البيهقي قبله على طريقها فذكروها معلقة فقط، ولا نقيصة في ذلك بحال على شرح الحافظ ابن حجر وهو شرح عظيم فالإحاطة ممتنعة.
وثَبَتَ أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - كَانَ يكبِّر في قُبَّته فيكبِّر أَهْل السُّوق بِتَكْبِيرِهِ حَتَّى تَرْتَجّ مِنَى تَكْبِيرًا. و قد علقه البخاري قال الحافظ ابن حجر: (وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال:كان عمر يكبِّر في قبته بمِنَى ويكبِّر أهل المسجد ويكبِّر أهل السوق حتى ترتج مِنَى تكبيرا ووصله أبو عبيد من وجه آخر بلفظ التعليق ومن طريقه البيهقي) فتح الباري::2/ 462 وتغليق التعليق:2/ 379.
وذكر عبد الرزاق عن عبيد بن عمير عن عمر: أنه كان يكبِّر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق.
قال وأخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عبيد بن عمير: يقول كان عمر يكبِّر في قبته بمِنَى فيكبِّر أهل المسجد ويكبِّر أهل الأسواق فيملأون مِنَى تكبيرا.
وروى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد:
أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئا فكبّرَ فكبّر الناس بتكبيره ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير ويبلغ البيت فيعلم أن عمر قد خرج يرمي. الموطأ برقم: 906.
وَفي وَقْته أَقْوَال لِلْعُلَمَاءِ: فأَشْهَرُهَا و أرجحها أَنَّهُ مِنْ صَلَاة الصُّبْح يَوْم عَرَفَة إِلَى صَلَاة الْعَصْر مِنْ آخِر أَيَّام التَّشْرِيق وَهُوَ آخِر النَّفْر الْآخِر و هو مروي عن عُمَر بْن الْخَطَّاب وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَابْن عبّاس قالوا: (يكبِّر مِنْ صَلَاة الصُّبْح يَوْم عَرَفَة إِلَى الْعَصْر مِنْ آخِر أَيَّام التَّشْرِيق) و به قال جمهور السلف. وإليه ذهب الثوري وابن عيينة وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور والشافعي في بعض أقواله و أحمد و إسحاق. قال ابن كثير و غيره هو الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَل، و اختاره ابن المنذر و البيهقي وغيرهم قالوا: وعليه عمل الناس بالبلدان. الأوسط لابن المنذر: 4/ 300 والمغني:2/ 126
فائدة:
قال ابن قدامة: (وأما المحرمون فإنهم يكبِّرون من صلاة الظهر يوم النحر لما ذكروه لأنهم كانوا مشغولين قبل ذلك بالتلبية وغيرهم يبتدىء من يوم عرفة لعدم المانع في حقهم مع وجود المقتضى). قلت: هذا فيه اختلاف والراجح أنه يلبي الملبي و يكبِّر المكبر و لا ينكر عليه ففي صحيح البخاري وغيره:
عن محمد بن أبي بكر الثفي: قال سألت أنسا ونحن غاديان من مِنَى إلى عرفات- عن التلبية: كيف كنتم تصنعون مع النبي صلّى اللهُ عَليه وسلَّم؟ قال: (كان يلبِّي الملبِّي فلا يُنكر عليه و يكبِّر المكبِّر فلا ينكر عليه). فتح الباري: 2/ 461.
وبوب عليه البخاري باب: التكبير أيان مِنَى و إذا غدا إلى عرفة.
و قول ابن قدامة السابق قد سبقه إليه الإمام أحمد و أخذه أحمد عن شيخه الإمام سفيان بن عيينة فإن أحمد حكى عنه أنه قال: (إن هذا في حق أهل الأمصار – يعني ابتداء التكبير من صبح عرفة – فأما أهل الموسم فإنهم يكبِّرون من صلاة الظهر يوم النحر لأنهم قبل ذلك مشغولون بالتلبية، وقال أحمد هذا قول حسن) اهـ. فتح الباري لابن رجب: 8 /ص 10.
قلت ولا مانع من جَمْعهم بين التكبير و التلبية وإن أباه من أباه كما تقدم في حديث أنس و كما بوب عليه البخاري، لكن التلبية من الحاج قبل وقت قطعها آكد وأثبت من التكبير في حقه، لكن لا بأس بالجمع بينهما ومع هذا فقد قال الثوري: إذا اجتمع التكبير والتلبية بدأ بالتكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود أن يكبِّر المسلم في هذه الأيام سواء ابتدأ التكبير من ظهر يوم النحر وقطعه في صلاة الصبح في اليوم الرابع من أيام العيد أو ابتدأه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر في اليوم الرابع من أيام العيد يوم النفر الأخير. كما هوقول أحمد وإسحاق وغيرهم
لكن القول بابتدائه من يوم عرفة من صلاة الصبح أرجح و أحوط، والقائلين به أكثر وهو أعم الأقوال وهو ثابت عن من يقتدى به من السلف من الصحابة و غيرهم وفيه أيضا تكثير للتكبير، والزيادة في ذكر الله أفضل. وقد رجحه شيخ الإسلام وجعله هو الصحيح المروي عن أكابر الصحابة (مجموع الفتاوى 24/ 222).و رجحته هيئة كبار العلماء عندنا.
فالتكبير المقيَّد بما بعد الصلوات الراجح أنه يبدأ من فجر يوم عرفة وهو في حق أهل الأمصار و الحجاج لكنه في حق أهل الأمصار لا اختلاف فيه عند الجماهير وفي حق الحجاج فيها من الاختلاف ما تقدَّم عن سفيان و أحمد من التفريق بين الحجاج وغيرهم في وقت ابتداء التكبير وبه قال أبو ثور و الراجح عدم التفريق.
قال الحافظ ابن حجر: (أما صيغة التكبير فأصحّ ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبّروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) اهـ. فتح الباري:2/ 462
وقال: جماعة ليس فيه شيء مؤقت.
والسبب في هذا الاختلاف في صفة التكبير ووقته عدم التحديد في ذلك في الشرع فالأمر واسع.
صفة التكبير:
وصفة التكبير المختارة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وهذا قول عمر وعلي وابن مسعود و به قال الثوري وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وابن المبارك، إلا أنه زاد على ذلك: (على ما هدانا) لقوله: (لتكبروا الله على ما هداكم) (الحج 37).وقال سعيد بن جبير:تفسير الثعلبي: 2/ 118ومالك والشافعي يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر نسقا ثلاثا.
و الأمر واسع. قال ابن عبد البر: (وأما كيفية التكبير فالذي صح عن عمر وابن عمر وعلي وبن مسعود أنه ثلاث ثلاث الله أكبر الله أكبر الله أكبر وقد ذكرنا اختلاف الفقهاء في ذلك أيضا وكل ذلك واسع) اهـ. الاستذكار:4/ 338.
وسُئل ابن القاسم في المدوّنة: (كيف تكبير أيام التشريق في قول مالك (قال) سألناه عنه فلم يَحُدَّ لنا فيه حدّاً (قال ابن القاسم) وبلغني عنه أنه كان يقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر) اهـ. فتركُ مالك الحدَّ فيه في هذه الرواية الصحيحة عنه يدل على أنه يرى الأمر واسعاً.
قال الحافظ ابن حجر: (أما صيغة التكبير فأصحّ ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبّروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) اهـ. فتح الباري:2/ 462 وقال: جماعة ليس فيه شيء مؤقت.
والسبب في هذا الاختلاف في صفة التكبير ووقته عدم التحديد في ذلك في الشرع فالأمر واسع فمن كبر بأي صيغة واردة عن السلف فهي داخلة في معنى التكبير المأمور به
وإن كان الاختيار في صفته هو ما تقدم عن غير واحد من كبار الصحابة.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:16]ـ
جزاك الله خيراً، وأحسن إليك.
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:22]ـ
وجزاك الله خيراً ووفقنا جميعا للعمل بالسنة
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:13]ـ
أحسن الله إليك، ونفع بك.
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 10:13]ـ
وجزاكم الله خيرا قطرة مسك.
الفرق بين التكبير المطلق و المقيد:
كلمة المطلق تدل على الإطلاق و المقيد تدل على تقييده بشيء معين والفرق بين المطلق والمقيد أن المطلق يكون التكبير في كل وقت ولا يتقيد بما بعد الصلوات، والمقيد يكون خلف الصلوات الخمس في عيد الأضحى فقط. فاتلكبير المطلق هو الَّذِي لَمْ يُقَيَّدْ بِكَوْنِهِ أَدْبَارَ الْمَكْتُوبَاتِ
ويبدأ المطلق في عيد الأضحى من أول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد العيد. وفي عيد الفطر من أول شهر شوال إلى صلاة العيد فقط فيكون في ليلة العيد وصبيحته فقط.
ويبدأ المقيد على من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق وقيل.
وفي تحديد ابتداءه وانتهاءه خلاف ذكرته قبل ذلك.
والمقصود أن يكبِّر المسلم في هذه الأيام سواء ابتدأ التكبير من ظهر يوم النحر وقطعه في صلاة الصبح في اليوم الرابع من أيام العيد أو ابتدأه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر في اليوم الرابع من أيام العيد يوم النفر الأخير. كما هوقول أحمد وإسحاق وغيرهم
لكن القول بابتدائه من يوم عرفة من صلاة الصبح أرجح و أحوط، والقائلين به أكثر وهو أعم الأقوال.
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: (ومعنى (مطلق) أنه لا يشرع أدبار الصلوات بل تقدم أذكار الصلاة عليه).
فائدة:
قال النووي في المجموع: (ويسن التكبير المطلق في عيد الفطر وهل يسن التكبير المقيد في ادبار الصلوات فيه وجهان (أحدهما) لا يسن لانه لم ينقل ذلك عن رسول الله صلى؟ الله عليه وسلم (والثاني) انه يسن لانه عيد يسن له التكبير المطلق فيسن له التكبير المقيد كالاضحى) اهـ.
المجموع:5/ 30
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 09:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم(/)
إتحافُ أهل الملتقى ببعض الدُرر الغوالي الملتقطة" الروض الباسم"لمحمدبنإبراهيم لمرتضى
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 01:43]ـ
نبذة مختصرة عن محمدبن إبراهيم بن المرتضى المعروف بـ "ابن الوزير اليماني"
ولد في شهر رجب من عام 775 هجرية وتوفي بمرض الطاعون الذي انتشر في بلاد اليمن في زمانه في 27 في المحرم 840هجرية، وقد نشأ رحمه الله في هجرة الظهراوين بين أهله الذين آثروا طلب العلم والانقطاع له على ما سواه، فحفظ القرآن الكريم وهو في صغره، وجوده واستظهره، وحفظ متون كتب الطلب.
ترجم له الشوكاني ترجمة ضافية, وأثنى عليه ثناء عطرا في البدر الطالع قال عنه "قرأ في العربية على أخيه العلامة الهادي بن إبراهيم وعلى القاضي العلامة محمد بن حمزة بن مظفر، وقرأ علم الكلام على القاضي العلامة علي بن عبدالله بن أبي الخير "شرح الأصول" -وهو معتمد الزيدية في اليمن- و"الخلاصة" و"الغياصة" و"تذكرة ابن متَّويه"، وقرأ علم أصول الفقه على السيد العلامة علي بن محمد بن أبي القاسم وقرأ عليه أيضاً علم التفسير، وقرأ في الفروع على القاضي العلامة عبدالله بن الحسن الدواري وغيره من مشايخ صعدة، وقرأ الحديث بمكة على محمد بن عبدالله بن ظهيرة، وفي غيرها على نفيس الدين العلوي، وعلى جماعة عدة، والحاصل أنه قرأ على أكبار مشايخ صنعاء وصعدة وسائر المداين اليمنية ومكة، وتبحر في جميع العلوم وفاق الأقران، واشتهر صيته، وبعُد ذكره، وطار علمه في الأقطار" (2/ 82،81).
اليمن لم تنجب مثله.
ومن العبارات التي قالها الإمام الشوكاني عنه في ترجمته في "البدر الطالع" أن اليمن لم تنجب مثله منذو عصره "والحاصل أنه رجل عرفه الأكابر، وجهله الأصاغر، وليس ذلك مختصاً بعصره، بل هو كائن فيما بعده من العصور إلى عصرنا هذا، ولو قلتُ: إن اليمن لم تنجب مثله لم أُبعِد عن الصواب، وفي هذا الوصف ما يحتاج معه إلى غيره"
قلت: فهو بحق عالم جهبذ، وناقد بارع، نال اعجاب الكثيرين من أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين، وقد ترجم له غير الشوكاني، كالإمام ابن حجرفي " إنباء الغمر" وقال عنه "كان مقبلاً على الاشتغال بالحديث، شديد الميل إلى السنة". ووكذلك ترجم له الإمام السخاوي.
ومن أراد أن يَعرف حقيقة ما قاله هولاء الأئمة عن ابن الوزير اليماني فليقرأ له وليطالع مؤلفاته، فإنك لا تكاد تقرأ له في موضوع من المواضع التي ناقشها أو باب من الأبواب التي قررها إلا وأعجبت به وهو يسرد الأدلة الكثيرة المتكاثرة من الكتاب والسنة، ويحلي ما ينقله من أدلة بأقوال الآئمة المعتبرين، مستحضراً في نقولاته تراجم الرواة استحضارا بديعا, وما قيل فيهم, وله اختيارات وترجيحات وعبارات تدلّ على تمكنه من الصناعة الحديثية وإن نوزع في بعضها, وله كلام على دقائق علوم الاصطلاح, والجرح والتعديل يدل على سعة اطلاعه وتبحره في كتب الناقدين من علماء الحديث المتقدمين.
وقد كنت قرأت كتابه هذا" الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم"، وكتابه "إيثار الحق على الخلق" قديما، وقبل أيام قليلة كنت أتحدث مع شيخنا أبي محمد عبدالله بن يوسف الجديع، فتذاكرنا علماء اليمن فسمعته أثنى على ابن الوزير ومدحه كثيرا فتذكرت ثناء الأئمة المتقدمين ورأيت أن ثناه قد وافق ثناء الآئمة لمتقدمين، لكن كانت عبارات الشيخ الجديع أظن لإنها مباشرة من فيه إلي أذني، كانت في الحقيقة بمثابة دفعة قوية لي لإن أعيد قرأة كتب ابن الوزير مع تلخيص بعض الفوائد، فبدأت الآن بالروض الباسم والذي هو مختصر" العواصم والقواصم" وقد طبع "العواصم والقواصم " في تسع مجلدات، ولعلي اتحف الأخوة في هذا الملتقى المبارك ببعض ما قيدته من الكتاب" الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم"، واللهَ أسأل التوفيق والسداد.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 01:46]ـ
هل ممكن تعديل العنوان هذا هو العنوان
"إتحافُ أهل الملتقى ببعض الدُرر الغوالي الملتقطة من " الروض الباسم"لمحمدبن إبراهيم المرتضى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 04:39]ـ
وفقك الله
وهذا الكتاب من أروع كتب ابن الوزير، بل لعله من أروع الكتب على الإطلاق.
وقد من الله علي بقراءته، ولكني لم أقيد الفوائد، فجزاك الله عنا خيرا بهذا التقييد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرجى ذكر رقم الصفحة مع الفائدة ليعم النفع.
ـ[المالكي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:50]ـ
بارك الله لكم في جهودكم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 02:55]ـ
أحسنت أخي، ونحن في انتظار فوائدكم المقيدة.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:53]ـ
الفضلاء " أبو مالك العوضي" المالكي" رشيد الحضرمي"
بارك الله فيكم على المرور والتعليق
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:56]ـ
علم السنة النبوية ومنزلة هذا العلم الشريف بين سائر العلوم
قال رحمه الله مبينا أهمية علم السنة ومكانته بين العلوم الأخرى
"ورأيت أولى ما اشتغلت به: ما تعيّن فرض كفايته بعد الارتفاع, وتضيّق وقت القيام به بعد الاتساع, من الذَّبَّ عنه, والمحاماة عليه, والحثّ على اتّباعه والدُّعاء إليه.
فإنه علم الصّدر الأوّل, والذي عليه بعد القرآن المعوّل.
وهو لعلوم الإسلام أصل وأساس.
وهو المفسّر للقرآن بشهادة: (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) [النحل:44].
وهو الذي قال الله فيه تصريحاً: (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى) [النجم:4].
وهو الذي وصفه الصّادق الأمين, بمماثلة القرآن المبين؛ حيث قال في التوبيخ لكل مترف إمّعة: ((إني أوتيت بالقرآن ومثله معه)).
وهو العلم الذي لم يشارك القرآن سواه, في الإجماع على كفر جاحد المعلوم من لفظه ومعناه.
وهو العلم الذي إذا تجاثت الخصوم للرّكب, وتفاوتت العلوم في الرتب, أصمَّت مِرْنانُ نوافله كلّ مناضل, وأَصمَّت برهان معارفه كلّ فاضل.
وهو العلم/ الذي ورّثه المصطفى المختار, والصّحابة الأبرار, والتّابعون الأخيار.
وهو العلم الفائضة بركاته على جميع أقاليم الإسلام, الباقية حسناته في أمّة الرّسول –عليه الصلاة والسلام-.
وهو العلم الذي صانه الله عن عبارات الفلاسفة, وتقيّدت عن سلوك مناهجه فهي راسفة في [الأغلال] آسفة.
وهو العلم الذي جلي للإسلام به في ميدان الحجّة وصلى, وتجمّل بديباج ملابسه من صام لله وصلّى
وهو العلم الفاصل حين تلجلج الألسنة بالخطاب, الشاهد له بالفضل رجوع عمر بن الخطّاب ().
وهو العلم الذي تفجّرت منه بحار العلوم الفقهية, والأحكام الشّرعية, وتزيّنت بجواهره التفاسير القرآنية, والشّواهد النّحوية, والدّقائق الوعظية.
وهو العلم الذي يميز الله به الخبيث من الطّيّب, ولا يرغم إلا المبتدع المتريّب.
وهو العلم الذي يسلك بصاحبه نهج السّلامة, ويوصله إلى دار الكرامة, والسّارب () في رياض حدائقه, الشّارب من حياض حقائقه, عالم بالسنّة, ولابس من كلّ خوف جنّة, وسالك منهاج الحق إلى الجنّة.
وهو العلم الذي يرجع إليه الأصولي, وإن برز في علمه, والفقيه وإن برّز في ذكائه وفهمه, والنّحوي وإن برّز في تجويد لفظه, واللّغوي وإن اتسع في حفظه, والواعظ المبصّر, والصّوفي والمفسّر, كلّهم إليه راجعون, ولرياضه منتجعون.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:27]ـ
(2) معرفة الحديث غير متعسرة
قال وهو يرد على المخالف "فقوله: إنّ معرفة الحديث متعسّر يستلزم أنّ الله تعالى يريد منّا المتعسّر, بل لم يقنع حتّى قال: إنّه متعسّر أو متعذّر, واستلزم أن الله تعالى يريد منا المتعسّر أو المتعذّر". ص33
(3) وجود المشقة لا تعني العسر في العرف العربي.
"مجرّد المشقّة لا يسمّى عُسراً في العرف العربي, فإنّ المشقة ملازمة لأكثر الأعمال الدنيوية والأخروية, وقد يشقّ على الإنسان قيامه من مجلسه إلى بيته, ونحو ذلك.
والعُسر في عرف اللسان العربي مستعمل في الأمور العظيمة لا في كل أمر فيه مشقّة".ص33
(4) النفوس الخبيثة تستعسر السهل لا لصعوبته في نفسه.
النّفوس الخبيثة تستعسر السّهل من الخير لنفرتها عنه وعدم رياضتها عليه, لا لصعوبته في نفسه, ولهذا نجد أهل الصّلاح يستسهلون كثيراً مما يستعسره غيرهم, فلو كان العسر في نفس الأمر المشروع لكان عسيراً على كلّ واحد, وفي كلّ حال.
وقد نصّ الله تعالى على هذا المعنى فقال في الصلاة: (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ) [البقرة:45] فدلّ على أنّ العسر والحرج لا يكون في أفعال الخير, وإنّما يكون في النُّفوس السُّوء, ص33
(5) الاجتهاد من الفروض الدينية فلا يمكن أن يكون متعذرا
" .... والاجتهاد وطلب الحديث مشروع واجب, فلو أوجبه الله وهو متعذّر لكان الله قد كلّفنا ما لا نطيقه, وهذا يستلزم القول بتكليف ما لا يطاق, وهو مردود عند جماهير أهل المذاهب كلهم, وأمّا المعتزلة والزيدية فعندهم أنّ تجويزه كفر وخروج من الملّة, إلا القليل منهم, فيقولون: تجويزه بدعة محرّمة ومعصية ظاهرة () , لا سيمّا ومذهب الزّيدية أنّه لا يجوز خلوّ الزّمان عن عالم مجتهد جامع لشرائط الإمامة, فعلى أيّ المذاهب بَنَيْتَ () هذه الرّسالة, وعلي أي الأسباب ركبت هذه الجهالة؟ " ص35(/)
الرجاء شرح هذه العبارة من الجواب الكافي (ضروري)
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 08:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في فصل: [اشتغال القلب بما يبعده عن الهوى]
اشتغال القلب بما يبعده عن ذلك ويحول وبين الوقوع فيه وهو اما خوف مقلق او حب مزعج فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب او خوف ما حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب او محبته ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب زفواته اضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور.
____________________________
ـ[الفاروق]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
لقد شرح ابن القيم رحمه الله هذا الكلام في الكلام الذي تلاه، حيث قال عقب النقل الذي تفضلتم بنقله قال:
"وشرح هذا ....... ".
ثم ذكر كلاما طويلا فيه تجلية وتبيانا لما ذكره هنا، وهو في غاية النفاسة، فلينظر
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:48]ـ
أحسن الله اليكم .. لقد قرأته سابقا وأريد مزيدا من التوضيح
فلم اكتب هذا الموضوع إلا بهد قراءة الشرح
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:39]ـ
إذا خاف من فوات النعيم المقيم، أو خاف العذاب الأليم بسبب التمادي في هذا العشق، أو أحب ما هو أنفع له من ذلك المحبوب من محبة الله وما أعده للمتقين، انشغل قلبه شغلاً يبعده عن التعلق المذموم والهوى. فإن خلا القلب من ذلك كله وقع في شباك التعلق المذموم والعشق الذي يضره في دنياه وآخرته. نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين السلامة والعافية.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:15]ـ
- "اشتغال القلب بما يبعده عن ذلك"
أي: جعل القلب مشغولا عن الهوى بأمور أخرى طيبة.
- "ويحول وبين الوقوع فيه"
الصواب: "ويحول بينه وبين الوقوع فيه"، أي: الوقوع في الهوى.
- "وهو إما خوف مقلق أو حب مزعج"
أي: أن الهوى إما خوف على فوات المعشوق خوفا يجعل صاحبه في قلق، وإما حب وعشق يشتت أفكار صاحبه.
- "فمتى خلا القلب من خوف ما فواته أضر عليه من حصول هذا المحبوب"
أي: لأن القلب إذا فقد الخوف على فوات الخيرات، وأقبل مع ذلك على حب الشهوات. . .،
- "أو خوف ما حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب أو محبته ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب"
قلت: كأن العبارة خاطئة، وصوابه: "أو محبة ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب"
- "زفواته اضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور."
قلت: كأن العبارة فيه تكرار وخلط. صوابه: "لم يجد بدا من عشق الصور" (مباشرة). أي: عشق الشهوات.
والشرح: أن من علاج مرض التعلق بالصور الشهوانية، هو أن نشغل القلب بأمور طيبة محبوبة. فإن القلب لا ينفك عن المحبة والخوف. فمتى كان القلب لم يجد ما يحبه وما يخاف على فواته من المرادات، فهو لا بد أن يعشق الصور الشهوانية. فعلينا أن نقاوم هذا التيار العشقي بصرف القلب إلى ما هو أحق بالمحبة من تلك الصور وأحق بالخوف على فواته منها - أي مثل ذكر الله وتلاوة القرآن ومذاكرة العلوم والتمرين على الجهاد وغيرها من الأمور النافعة. والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:32]ـ
- "اشتغال القلب بما يبعده عن ذلك"
أي: جعل القلب مشغولا عن الهوى بأمور أخرى طيبة.
- "ويحول وبين الوقوع فيه"
الصواب: "ويحول بينه وبين الوقوع فيه"، أي: الوقوع في الهوى.
- "وهو إما خوف مقلق أو حب مزعج"
أي: أن الهوى إما خوف على فوات المعشوق خوفا يجعل صاحبه في قلق، وإما حب وعشق يشتت أفكار صاحبه.
- "فمتى خلا القلب من خوف ما فواته أضر عليه من حصول هذا المحبوب"
أي: لأن القلب إذا فقد الخوف على فوات الخيرات، وأقبل مع ذلك على حب الشهوات. . .،
- "أو خوف ما حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب أو محبته ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب"
قلت: كأن العبارة خاطئة، وصوابه: "أو محبة ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب"
- "زفواته اضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور."
قلت: كأن العبارة فيه تكرار وخلط. صوابه: "لم يجد بدا من عشق الصور" (مباشرة). أي: عشق الشهوات.
يا أخي الكريم
أنت تُخَطِّئ بعض العبارات من غير تدقيق ..
واعذرني بارك الله فيك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:38]ـ
يا أخي الكريم
أنت تُخَطِّئ بعض العبارات من غير تدقيق ..
واعذرني بارك الله فيك.
نعم يا أخي. . . هذه نظرة عجالة وتعليق استرجال أقصد بها بيان مراد ابن القيم لصاحب الموضوع.
وأما التدقيق والتحقيق في نصوص الكتاب، فليس ذلك غرضي. . . ولعلك تتحفنا بما عندك من الملاحظات.(/)
ما هي عرصات يوم القيامة؟
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 08:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما المراد بعرصات يوم القيامة؟ ومتى تنشر الكتب؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 08:23]ـ
العَرْصَة: هي البقعة الواسعة من الأرض ليس بها بناء
وتجمَع على: عِراص، وعَرَصات، وأعراص.(/)
((شَهْوة الرَّدِّ))
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 05:17]ـ
((شَهْوةُ الرَّدِّ))
بيانُ العلومِ و المعارفِ إمَّا بالعَرْضِ لها ابتداءً، و إما بالنَّقْضِ لمُخالفٍ، الرَّدُّ فيهِ إيضاحُ الجانبِ المُوْقَنِ بكينونته صواباً، أو المظنون تغليباً بذلك، معَ حَشْرٍ لبراهينِ الردِّ و الاعتراضِ، و فيهِ استدراكٌ لما فاتَ، و تكميلٌ لما نَقَصَ، و بيانٌ لما أُبهِمَ، فحوى أنواعاً من التأليفِ، أخذَ به كثيرٌ من أصحاب العلومِ و المعارفِ، في كثيرٍ من أبحاثِ علومهم و معارفهم.
و حقيقةُ الرَّدِّ قَصْدُ المضمونِ، و قد يكونُ القَصْدُ في الرِّدِّ لصاحبِ المضمونِ و الرأي إذا كان بِه اشتهاره، و عليه قيامه، و ما سِوى ذا فليسَ إلا عبثاً و مزيداً من حَشْو الكلامِ بلباسِ عينِه، فيُنْقَضَ بما استبانَ للرادِّ في كونِ المردود مخالفاً، أو مُخطئاً.
و جوهرُ الرَّدِّ أن تُقامَ دلائلُ الاعتراضِ على أساسٍ متينٍ في إيرادها، و فَهْمٍ صحيح لمُراداتها، و معرفةٍ لمواطنِ الرَّدِّ، و أدبٍ جَمٍّ في الحديثِ، و تقديسٍ للعلومِ عظيم.
و سَوءَةُ الرَّدِّ صَرْفُه عن جوهره إلى مَظهرِه، و عن معناه إلى مبناه، فيغدو الردُّ لمجرَّد الرَّدِّ لا لبيانِ العلوم و المعارفِ، فيُقصَد الشَّخْصُ بالكلامِ في صورة الاعتراضِ على رأيٍ فاهَ بِهِ، و لا يشتغلُ بذلك إلا مَن رامَ إظهارَ الذاتِ خاليةً من حقائقِ الصفاتِ، و مَن لم يُحَصِّلْ من المعارفِ إلا جزءاً يَستحيي أن يُنْعَتَ به، و ليس ذا ملَكَةٍ في البحثِ و التحصيلِ، فيكون كلامُه مُنْصَبَّاً على جُزئياتٍ لا يُلامُ مَن خالفَ فيها، و لا يترتَّبُ على المخالفةِ مِن المخالِفِ المردودِ عليهِ أثرٌ في أصلٍ كان الاتفاقُ عليه، و يكون ردُّه دائراً حولَ الرأي الذاتي مصروفاً عن النهجِ العلمي المعرفي، و يكونُ مقصوداً بِهِ مَن له تِمُّ الموافقةِ و كمالِ الرِّضى، فيُتَّخذُ الردُّ ذريعةً للوقيعةِ، و يكون كلامُه في ردِّه في المشهوراتِ الميسور تحصيلُ الكلامِ عنها و لا تفتقرُ إلى تنقيبٍ بعقلٍ فاقِهٍ.
و سَوءَتُه في تغييبِ أدبِه، و تضييعِ بُرهانه، و هَدِّ قواعده، فيُصاغ الرَّدُ كبيتِ عناكب هشَّاً ضعيفاً، يَكونُ ؤضُحكةً في ساحِ المردودِ عليه، و الرَّادُّ هَزيلَ العلوم و المعارفِ، ضَعيفَ المواجهةِ، ناقصَ الفَهْمِ، فمخالفةُ السُّنَنِ وَهنٌ، و معارضةُ الطرائقِ مَهْلَكة.
فبسوءةِ الرَّدِّ صارَ الرَّدُّ شَهوةً تعتري نفوسَ كثيرين ممن يشتغلُ في العلومِ و المعارفِ، و يقصده ضِعافٌ في فقاهةِ النفسِ و سلامة الفؤاد، فصيَّروه ضعيفاً بعد أن كان قوياً، و ذليلاً بعد أن كان عزيزاً، و ذيلاً بعد أن كان رأساً، و لو كانَ الرَّادُّ على قانون الرَّدِّ الصحيحِ عند أهل المعرفة و العلمِ لكان لقولِه قبولاً، و لو من مُخالفٍ له في رأيه، و إنْ خالفَ السَّنَنَ المسلوكةِ في الرَّدِّ عِيْبَ رَدُّه، و ذُمَّ نَقْضُه، حتَّى مِن موافِقِهِ، لأن الاعتبارَ في العلومِ بالعلومِ لا بالرسومِ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 01:09]ـ
مرورا
ـ[عمار مدني]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 02:47]ـ
"شهوة الرد" تحتاج إلى استئصال جذورها
إما بالوعظ بالغض، والنهي عن العض.
وإلا فلا حيلة أما شره المستفحل
سوى الخصي أو الرض أو حتى الجب.
ـ[عمار مدني]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 03:04]ـ
وقد ناقشت في رسالتي ـ"الإلزام دراسة نظرية وتطبيقية من خلال إلزامات ابن حزم للفقهاء"
كثيرا من الإشكالات الواقعة في الردود من جهة الشروط والصحة والاعتبار من جهة
ومن جهة الواقع التطبيقي من جهة أخرى.
وتكمن الإشكالية الكبرى أن الرد يقع في كثير من الأحوال على ما هو من حسنات المردود عليه
وإذا كانت حسناتي اللائي أدل بها
ذنوبي فقل لي بالله كيف أعتذر.
ناهيك عن مصادرته بالجملة ومحاكمته وفق أصوله وحصره بين الأصلين العظيمين لديه
1 - ضعف المدارك العقلية والعلمية بله حماقته أي مخالفه.
2 - سوء نيته وقبح طويته ...
إلى جملة عريضة من السباب والشتام.
أخوكم: أبو فراس فؤاد يحيى هاشم.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 03:05]ـ
مرورا
و منحتني سروراً ...
دمتَ بخيرٍ
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 03:13]ـ
وقد ناقشت في رسالتي ـ"الإلزام دراسة نظرية وتطبيقية من خلال إلزامات ابن حزم للفقهاء"
كثيرا من الإشكالات الواقعة في الردود من جهة الشروط والصحة والاعتبار من جهة
ومن جهة الواقع التطبيقي من جهة أخرى.
وتكمن الإشكالية الكبرى أن الرد يقع في كثير من الأحوال على ما هو من حسنات المردود عليه
وإذا كانت حسناتي اللائي أدل بها
ذنوبي فقل لي بالله كيف أعتذر.
ناهيك عن مصادرته بالجملة ومحاكمته وفق أصوله وحصره بين الأصلين العظيمين لديه
1 - ضعف المدارك العقلية والعلمية بله حماقته أي مخالفه.
2 - سوء نيته وقبح طويته ...
إلى جملة عريضة من السباب والشتام.
أخوكم: أبو فراس فؤاد يحيى هاشم.
أستاذي ..
_ لا حيلة في اجتثاثِ (شهوة الرد) من النفوسِ، لأنها طبعٌ شهواني، و الشهوة غريزة مغروزة.
_ و في التهذيب رعايةٌ لجانبٍ كبيرٍ، و للنفسِ حضورٌ و لا بُد.
_ الأصلانِ هما مطيةُ كثيرين من المشتغلين بـ " ثقافة الرد "، فإحسانُ أحدهم حرفاً، و لمِّ المُعجبين صفاً صفاً، و التحريرُ السَّجعي للكلام، و التضخيمُ للموضوع، غايةٌ يُدركونها تماماً، و محترفون فيها.
أستاذي ..
" ثقافة الرد " لم تكن يوماً من الأيامِ مصدراً للعلمِ، و إنما هي توظيفٌ للعلمِ بثوبِ النقضِ و الرد على المعارضِ، و أما اليوم فالنحرير البالغُ شأو العلا في التمكينِ مَن يكتُبُ رداً و لو على صحيفة، أو مقالةٍ مجهولاً صاحبها، أو في أمورٍ يتَّسِع الكلامُ بين أهل الفنِّ.
تحيةً لمرورك ..(/)
كم نحن مقصرون في الدعوة إلى دين الإسلام.ش. العلامة ابن عثيمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:16]ـ
كم نحن مقصرون في الدعوة إلى دين الإسلام:
السؤال:
من جاء بعامل كافر، هل يجب أن يعرض عليه الإسلام؟
الجواب:
[نعم، يجب أن يعرض عليه الإسلام، ويدعوه إلى الإسلام].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. شرح " كتاب الجهاد والسير " من صحيح مسلم.
وقال – رحمه الله تعالى -:
[وهكذا يجب على كل إنسان داعي إلى الله عز وجل، له قيمته في المجتمع الإسلامي، أن يكتب إلى الملوك، إلى ملوك الدول الكافرة، يدعوهم إلى الإسلام، فما يدري، لعل الله يهديهم، وإذا اهتدى سادة أولئك صار في هذا نفع عظيم، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم لهرقل:
" وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين "، لأنهم سوف يتبعونه، إن دخل الإسلام دخلوا في الإسلام، وإن لم يدخل، لم يدخلوا].(/)
هل ناظر الشريف التلمساني شيخ الاسلام ابن تيمية أرجو إزالة هذا الإشكال
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الإخوة ممّن له اعتناء بالتّاريخ أن يزيلوا هذا الإشكال الذي ذكره المقرّي (ت 758) قال رحمه الله: إنّ ابني الشّريف التّلمساني -
وهما أبو زيد عبد الرّحمن (ت 743) وأبوموسى عيسى (ت 749) ,
وقد تتلمذ المقرّي المذكور عليهما - ناظرا الإمام ابن تيمية رحمه الله وظهرا عليه , وكان ذلك من أسباب محنته
(انظر تعريف الخلف برجال السّلف لمحمّد الحفناوي ص 215) والله أعلم
وشكر الله لكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:13]ـ
و أصل كلام المقري في أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض ان لم تخني الذاكرة
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 11:21]ـ
نرجوا من الاخوة المشاركة
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 02:05]ـ
المقري صوفي جلد، ويظهر ذلك جليا للمتأمل في كتابه نفح الطيب عندما ترجم لابن عربي، ولذلك لا يستغرب عدائه لشيخ الإسلام الذي كسر إمامه، وقوله: ظهرا عليه، شنشة معروفة، فإن كان واقعا ما أخبر به فليظهر المسائل التي ظهرا عليه.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 03:38]ـ
حكى ابو عبد الله المقري عن نفسه أنه:" لقي شمس الدين بن القيم الجوزية , صاحب الفقيه ابن تيمية "
انظر:" نفح الطيب
ويقول:" ... وحُدِّثْتُ عن ابن تيمية الحنبلي الدمشقي –وقد لقيتُ بعضَ أصحابه -
أمّا ما ذكرته:
:"ولذلك لا يستغرب عدائه لشيخ الإسلام الذي كسر إمامه "
لو تأملنا في كتب الامام الشاطبي رحمه الله خاصة كتاب الإعتصام لوجدنا الكثير من النقولات التي هي لشيخ الاسلام ابن تيمية " وقد يكون الشاطبي عرف آراء ابن تيمية عن طريق شيخه أبي عبد الله المقري الذي ارتحل إلى المشرق , والتقى بابن القيم تلميذ ابن تيمية , حامل لواء الدعوة إلى مذهب شيخه ".
فقولك أن المقري كان من المتحاملين على شيخ الاسلام ابن تيمية تحتاج إلى تحقيقق , اللهم إلاّ إذا استثنينا مسألة الزيارة.
والله أعلم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبو عبد الله المقري صاحب القواعد
غير أبي العباس صاحب نفح الطيب وأزهار الرياض
وصاحب القواعد هو الذي أخذ عن بعض أصحاب شيخ الإسلام
أما أبو العباس فمتأخر جدا
ولا تصح تلك القصة
بل هي منكرة
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:44]ـ
إنما بنيت ما قلته بناء على كلام المقري نفسه في النفح، وأما القصة فلم أعرها اهتماما لقول الأخ ابن الرومية أن كلامه في الأزهار فاكتفيت بعزوه لأن كلا الكتابين له.
وقد أجاد ابن السائح في التنبيه للتفريق بين المقرين، فذاك متقدم، وصاحبنا متأخر.
عفى الله عن الجميع(/)
هل هذا التعليق منضبط؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 08:58]ـ
في ترجمة يزيد بن معاوية في سير أعلام النبلاء 4/ 37 قال الذهبي عنه:
" قلت: كان قوياً شجاعاً، ذا رأي وحزم، وفطنة، وفصاحة، وله شعر جيد وكان ناصبياً، فظاً، غليظاً، جلفاً. يتناول المسكر، ويفعل المنكر. افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس ".
علق المحقق على (ناصبياً) بقوله: من الناصبية وهم المنافقون المتدينون ببغضة علي رضي الله عنه، سموا بذلك لأنهم نصبوا له وعادوه.
فهل هذا التعليق منضبط؟(/)
ما معنى الكذب؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 10:00]ـ
'الصداقة والأصدقاء' (4)!! 'الصديق الكذاب'!
بقلم إبراهيم العسعس
الصديق الكذاب! عنوان غريب؟ أليس كذلك؟! إذ كيف يكون صديقاً وكذاباً في نفس الوقت؟ الصديق مشتق من الصدق، فلا يمكن أن يكون كذاباً. والكذاب مُتلون لا يستقر على حال، ولا يمكن أن تثق منه بقول، فلا يمكن أن يكون صديقاً. وإذن كيف تداخلت الدائرتان؟!
الصديق الكذاب! إنسان محترم، قائم بحقوق الله، وبحقوق العباد، لا يقصد الإساءة لأحد، ولا يُقصِّر مع أحد، وقد يكون ممن يشار إليه بكثرة العبادة، وهو مع ذلك لطيف، حلو اللسان، لبق. ثم إنه ـ انتبهوا فهذه مهمة ـ يحفظ أحاديث ذم الكذب، ويتلوها وهو يلعن الكذب والكذابين! وهو ـ أيضا ـ لا يمكن أن يكذب ذلك الكذب الذي يُسميه مجتمعنا كذباً! ولكنه بعد ذلك ومع ذلك وفوق كل ذلك: كذاب كذاب كذاب! بالثلاث يعني!!
وقبل أن نُكمل مع صديقنا الكذاب، أحب أن أنصفه قليلاً! فهذا المسكين غير مدرك لحالته! لماذا؟! لأنه ابن مجتمع كذاب؛ مجتمع حدَّد للكذب معنى سطحياً واحداً، هو جواب السؤال: هل فعلت كذا؟ فإن قال لا فهو صادق بل وصدِّيق، وكفى الله الصادقين القتال. ثم بعد أن حدَّد هذا المجتمع هذه الدائرة الضيقة للكذب، أسَّس للكذب مدرسة ونمطاً حتى غدا مجتمعنا العربي ـ وإن أحببت المسلم ـ ماركة مسجلة على هذا الكذب! نُعرفُ به، ويُشار إلينا عندما يُذكر بالبنان! إذن صديقنا الكذاب ابن بيئته، هكذا تربى ونشأ! فهو مُخلص لبيئته، مُنسجم مع تربيته!
نعود إلى الصديق الكذاب، ونسال كيف؟
الصديق الكذاب علاقةٌ مُربِكة، لا تستطيع ضمان ما يقول، فلو قال لك: صباح الخير. للزم أن تتأكد هل الوقت صباح أم مساء.
يلقاك بوجه طلق بشوش، يسألك عن صحتك بكل حرارة، يضمك إلى صدره حتى تظن أنه سيبتلعك، يطلب منك رقم الخلوي، ويسجله أمامك، ثم يذهب وهو يعدك بأنه سيتصل بك! في الحقيقة أنت لا تستطيع التأكد إن كانت طلاقة وجهه تنمُّ عما في قلبه، ولا تعرف إن كان مهتما بصحتك فعلاً، وفي الغالب ستمر الأيام والشهور والسنون ولن يتصل! قد تقول لم لا تتصل أنت؟ وأجيبك: وهنا الكذب، إذ لم يُجبره أحدٌ على التبرع بعواطفه، وتوزيع وعوده، في حين أنه لا يعني من ذلك شيئاً. الكذب أن تقول ما لا تعني. وهو كذب غير مسجل في تعريف الكذب لدينا.
الصديق الكذاب! قلَّما يلتزم بموعد، فقد لا يأتي أصلاً، وقد يأتي ولكن بعد دهر. إنَّه صديق مزعج فأنت لا تستطيع تركه بهذه البساطة، ولكنك لا تستطيع الثقة بأي حرف يصدر عنه. وأقول لكم ـ وبلا مبالغة كما طلب أحد الأخوة ـ يندر أن أذهب إلى موعد إلا وأنا على قلق أن مواعدي لن يأتي! كيف وصلت إلى هذه النقطة؟ من كثرة المواعيد "الخوازيق"!
هذه بعض صور الصديق الكذاب، قصدت ن تكون منبهاً لكم لصور أخرى، وأظن أنكم من الآن فصاعداً سترصدون هذه الظاهرة. ولمن يسألني ما العمل مع هذا الإنسان؟ أقول: الفت انتباهَه إلى هذا الخلق السيئ، فإن لم يتنبه فأنتَ في حلٍّ منه، وفي غِنى عن صحبة من هذه حاله.
مجلة العصر
ـ[محي الدين الجزائري]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 11:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 03:29]ـ
مقال رائع، بوركت أخي الكريم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 03:43]ـ
اذا فلتقرؤا ال سلسلة كاملة من خانة ثقافة وأدب فى مجلة العصر(/)