ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 11:39]ـ
5 ـ ردّ الشَّيخِ الفَاضلِ عَلي رضا بنِ عبدِ اللَّهِ:
((الرد على الخياط الذي ضعف حديث الست من شوال وقال ببدعيته))
من أعجب ما وقفت عليه من الجهل بهذا العلم الشريف؛ بل من التعالم فيه وفي فقه: ما كتبه الأستاذ جميل خياط في جريدة المدينة ليوم الجمعة 7 شوال 1425 هـ عنونه بقوله: (صيام الست من شوال فيه أقوال .. !!)
وقد ذهب الخياط في هذا المقال إلى ضعف الحديث الذي نصه: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر).
بل استنتج في كلامه الأخير عن هذا الحديث أنه من البدع!
وأقول: هذا ردي على الخياط الذي يظهر فيه جلياً موقع هذا الرجل من العلم:
((حديث صيام الست من شوال صحيح جداً وما كتبه الخياط مردود))
قرأت ما كتبه الأستاذ جميل خياط في زاوية (فقهيات) في الصفحة الإسلامية من جريدة المدينة ليوم الجعة 7 شوال 1425هـ عن صيام الست من شوال وأن الحديث الوارد فيه بلفظ: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر): ضعيف لوجود: سعد بن سعيد في
سنده، وقد نقل ذلك عن العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه ((شرح سنن أبي داود)) (814/ 2431)،
وأن علته الثانية هي: أنه قد ثبت النهي عن الصيام بعد انتصاف شهر
شعبان حماية لرمضان من أن يُخلط فيه صوم غيره، فكيف بما يُضاف إليه بعده!!؟
أما العلة الثالثة: فهي كونه عليه الصلاة والسلام لم يصم هذه الست، ولم يصمها أحد من بعده في عهد الصحابة ولا عهد التابعين حتى إن مالكاً
رحمه الله قال: (ما رأيتُ أحداً من أهل العلم الفقه يصومها، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وإن أهل العلم يكرهون ذلك، ويخافون بدعيته، وأن يلحق برمضان ما ليس منه).
وأقول أنا علي رضا:
يا ليت الأستاذ الخياط ترك مجال الكتابة في أمور الحديث والفقه.
فقد كنت بينت أنه ممن يخطيء في الحديث والفقه معاً؛ وذلك في إحدى حلقات زاويتي (لا تكب عليه متعمداً) صلى الله عليه وآله وسلم.
وها هو الآن يقع في نفس الغلط؛ ولكن بصورة أشد من تلك الأولى.
فإن الحقيقة التي يجب أن يعرفها القراء هي في النقل المبتور والخاطيء لكلام ابن القيم؛ مما سبب لكثير من الناس
اضطراباً وتردداً في صيام هذه الأيام الست من شوال؛ بل قد اتصل علي بعض الإخوة من جدة وطلبوا مني رداً قاسياً على هذا الخطأ العظيم من الأستاذ الخياط؛ ولكني إنما سأبين للجميع الأخطاء العلمية الكبيرة عند الأستاذ، دون تعرض لشخصه رعاه الله وهداه.
أولاً: النقل عن ابن القيم غير صحيح؛ بل هو في ميزان النقد العلمي تزوير ونوع من الغش أو الخيانة العلمية إن كان الأستاذ قد تعمد ذلك؛ غير أني أبريء الأستاذ من تعمد الغش والكذب؛ فلم يبق إلا القول بعدم أهلية الأستاذ للكتابة في هذه الجوانب لما سيأتي بيانه:
ابن القيم رحمه الله تعالى أراد الرد على الذين ضعفوا حديث الست من شوال فرد عليهم رداً مطولاً يقع في صفحات كثيرة (من ص86 إلى ص 98) من الكتاب؛ وأثبت أن الحديث صحيح لا محالة ولا ريب في ذلك؛
فجاء الأستاذ الخياط فقلب الصواب خطأ والخطأ صواباً؛ فجعل شبهة القائلين بضعف هذا الحديث من قول ابن القيم رحمه الله تعالى؛ بينما الصواب الذي لا مرية فيه أنه ليس من كلام ابن القيم وإنما هو من كلام المضعفين للحديث أوره ابن القيم ليرد عليه بالتفصيل؛ فغاب كل ذلك عن الأستاذ لعدم تخصصه في هذا الفن الشريف؛ فوقع في عدة محاذير أهونها التقول على ابن القيم بما لم يقله؛ بل بضد ما أراد ابن القيم تماماً!
ولهذا فقد خفي على الأستاذ عبارة ابن القيم الصريحة في كونه يصحح الحديث ويرد على من ضعفه؛ وذلك في قول: (وقد اعترض بعض الناس على هذه الأحاديث باعتراضات، نذكرها، ونذكر الجواب عنها إن شاء الله تعالى) ثم ذكرها رحمه الله تعالى بالتفصيل.
وإليكم عبارات ابن القيم في تصحيح الحديث:
قال رحمه الله تعالى في ص87: (فالحديث صحيح)!
ثم قال عن شاهده من حديث ثوبان رضي الله عنه:
(وهذا إسناد ثقات كلهم)!
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد ابن القيم على الذين ضعفوا الحديث بسبب الشذوذ - الذي نسبه الخياط لابن القيم! - فقال عن الحديث: (ليس هذا من الشاذ الذي لا يحتج به؛ وكثير من أحاديث الصحيحين بهذه المثابة ... )!
والمصيبة الكبيرة عند كثير ممن يكتبون في مجال الحديث والفقه وغيرهما من علوم الشريعة هو في النقل المبتور من الكتب؛ لكون الناقل حاطب ليل.
وهكذا يُقال في نقل الأستاذ عن ابن حبان أنه ضعف هذا الحديث!
فهذا تقول على ابن حبان؛ لأنه إنما ضعف رواية سعد بن سعيد؛ وليست
هي في كتابه (صحيح ابن حبان)؛ ثم رواه رحمه الله تعالى عن ثوبان
وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال مترجماً للباب الذي أورده فيه:
(ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به ..... )!
أما زعم الأستاذ أن ابن القيم قال بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصم
هذه الأيام؛ بل لم يثبت عن الصحابة والتابعين صيام هذه الست من شوال؛
وأن الحديث غير معمول به عند أهل العلم!!
فهذا من نفس الباب الذي أُتي منه الخياط: ألا وهو النقل المبتور من الكتب؛ بل النقل الذي يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً!
فأما أنه عليه الصلاة والسلام لم يصمه فهذا من كيس الأستاذ، وليس هو من كلام المضعفين للحديث أيضاً!
ولا يلزم من كونه عليه الصلاة والسلام لم يُنقل إلينا صيامه هذه الست أن يُضعف الحديث لأجله!
وقد رد ابن القيم رحمه الله كذلك على هذه الشبة بقوله:
(باطل، وكون أهل المدينة في زمن مالك لم يعملوا به لا يوجب ترك الأمة كلهم له، وقد عمل به أحمد والشافعي وابن المبارك وغيرهم. قال ابن عبد البر: لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب، على أنه حديث مدني، والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه .... ).
قلت: لم يصب الخياط في تضعيف هذا الحديث من عدة أوجه:
أولاً: سعد بن سعيد هذا حتى لو كان على قول أحمد فيه:
((ضعيف جداً))، وأن مالكاً تركه، وأنكر عليه هذا الحديث.
بل إن ابن حبان قال: لم يروه عن أبي أيوب غيره، فهو شاذ فلا يُحتج به: نقل ذلك الأستاذ الخياط عن ابن القيم؛ وقد علمنا فيما تقدم أن هذا من التقول على ابن حبان!
فهذا كله غير صحيح؛ والبيان لهذا هو أن نقول:
إن مدار هذه الرواية التي هي عند مسلم في ((صحيحه)) برقم (1164) هو سعد بن سعيد؛ لكنه لم يتفرد بهذا الحديث
؛ فقد تابع سعد بن سعيد على رواية هذا الحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
كل من:
1 - صفوان بن سليم (وهو ثقة مُفتٍ كما في كتاب ((التقريب))
للحافظ ابن حجر العسقلاني برقم 2949).
2 - زيد بن أسلم (وهو ثقة عالم كما في التقريب برقم 2129).
3 - يحيى بن سعيد الأنصاري (وهو ثقة ثبت كما في التقريب برقم
7609).
4 - عبد ربه بن سعيد الأنصاري (وهو ثقة كما في التقريب برقم 3810).
روى هذه الطرق كلها الحافظ الطحاوي في كتابه القيم ((مشكل الآثار))
6/ 122 – 124 برقم (2343 – 2347).
فلو لم تكن إلا رواية أحد هؤلاء الثقات لهذا الحديث لكفت في إثبات صحة السند؛ فكيف وهم أربع من الثقات!!
فلو اعتبرنا أن حديث سعد بن سعيد هذا لم يروه أحد أصلاً؛بل لا وجود له في شيء من كتب الحديث؛ لكفانا رواية أحد أولئك
الثقات؛ فكيف بهم جميعاً وفيهم ثقة ثبت كيحي بن سعيد الأنصاري؟!!
وهذا يجعلني أقول:
إن ما ذكرته في الحوار الذي أجراه معي الأستاذ الفاضل محمد خضر من كون علم الحديث لا بد فيه من النظر والبحث والتنقيب عن الطرق والشواهد لمعرفة بعض الأحاديث التي قد تكون ضعيفة عند بعض العلماء والأئمة - كما هو الحال هنا في الإمام مالك - لخير شاهد على ما قد ذكرته هناك.
فهذا الحديث الذي لم يقف الإمام مالك على سند آخر له عن عمر بن
ثابت عن أبي أيوب الأنصاري؛
فقال بما علمه رحمه الله تعالى؛ لكن جاء من الأئمة والحفاظ من بعده من
أثبت (وهو الحافظ الطحاوي الفقيه المحدث) خطأ من ضعف الحديث؛ لكونهم
لم يقفوا على الروايات الأخرى الصحيحة لهذا الحديث؛ بل لم يقفوا على
شاهده من رواية صحابي آخر: ألا وهو ثوبان رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج ذلك: الإمام أحمد في ((المسند)) 5/ 280، و ابن ماجة في (السنن) برقم (1715)، والدارمي في ((المسند)) 2/ 21، وابن حبان في ((صحيحه)) برقم (3635) والطحاوي في ((مشكل الآثار)) برقم (2348)، وابن خزيمة في ((صحيحه)) برقم (2115)،والطبراني في ((المعجم الكبير)) برقم (1451)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) 4/ 293 من طرق متعددة صحيحة بلفظ:
((صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة)).يعني رمضان وستة من شوال.
وهناك شواهد أخرى ذكرها الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه ((الترغيب والترهيب)) (2/ 110 – 111) عن أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهم جميعاً.
بل هناك شواهد أخرى عن شداد بن أوس، وأبي هريرة، وجابر رضي الله عنهم كلها تزيد الحديث قوة إلى قوته، وقد ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه ص88 وفصل القول فيها.
ثانياً: النهي عن الصيام بعد انتصاف شعبان حديثه حسن؛ لكنه لا يعارض حديث الستة أيام أصلاً؛ والعلة التي نسبها الأستاذ لابن القيم من كونه
قال: (بل نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان حماية لرمضان أن يخلط به صوم غيره فكيف بما يضاف إليه بعده؟)!!
فهذا من النقل العجيب الغريب حقاً؛ فإن هذا اعتراض الذين ردوا حديث الست وضعفوه؛ وليس هو من قول ابن القيم أصلاً؛ فالمسألة كلها من جهة النقل الخطأ الذي ترتب عليه كل ما سبق من أخطاء بعضها إثر بعض!
ثم هب أن حديث انتصاف شعبان ثابت - وهو كذلك؛ فإنه حديث حسن -
فكيف يُعارض به حديث صحيح لا شك في صحته.
على أننا نقول لا تعارض بحمد الله تعالى بين حديث النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان مع حديث الست من شوال؛ فهذا له حكمه وذاك له حكمه؛
فنمنع الصيام بعد انتصاف شعبان ونصوم الست من شوال؛ فأي تعارض بينهما؟
ثالثاً: ما ذكره الإمام مالك من الكراهة عن أهل العلم، وأنه لم يبلغه عن الصحابة ولا التابعين صيام الست من شوال؛ فهذا كله داخل فيما ذكرته في (أولاً) من كون بعض أهل العلم لا يصلهم الحديث إلا بسند واحد ضعيف، أو لا يصلهم فيه أي سند آخر للحديث؛ فيفتون بحسب علمهم؛
وهذا كله هو ما اعتذر به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الأئمة الأعلام أحمد ومالك وأبي حنيفة والشافعي في كتابه العظيم – الذي أوصاني به شيخنا الألباني من أول لقاء به رحمه الله تعالى – ((رفع الملام عن الأئمة الأعلام)).
وأختم بقاعدة أصولية قيمة لأهل العلم تنفع في هذا المجال وهي:
((عدم العلم بالشيء لا يعني العلم بالعدم))!
فمن لم يعلم الحديث الفلاني أو المسألة الفلانية فلا يعني ذلك أن عدم علمه
يعني ويلزم منه أن لا يكون ذلك الحديث وتلك المسألة موجودة معلومة عند غيره.
وأخيراً أعلنها بصوت عال:
يجب أن يكون في كل جريدة من جرائدنا زاوية لنشر الحديث الصحيح للعمل به، والضعيف للتحذير منه كما كنت
أقوم بذلك بحمد الله تعالى في جريدة (المدينة) قبل سنوات.
وكتب محقق التراث / علي رضا بن عبد الله
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 01:22]ـ
6 ـ ردّ فضيلة الدُّكتور نَايف بن أحمدَ الحَمد ـ وفّقه اللَّهُ تعالى ـ:
رد على من قال ببدعية صيام ست من شوال وصلاة التهجد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد فقد اطلعت على المقالة التي كتبها جميل يحيى خياط في جريد الوطن عدد (2567) في 28/ 9/1428هـ المتضمنة إفتاءه ببدعية صلاة التهجد في رمضان وأن الذي ابتدعها الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله تعالى وأنه لا أصل لها في الشرع وكذا قوله أن صيام الست من شوال أقرب إلى البدعة منها إلى السنة فأقول مستعينا بالله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: أما صلاة التهجد جماعة في رمضان فلا شك في مشروعيتها فعن عائشةَ رضيَ الله عنها: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم خَرَجَ ليلةً مِن جَوفِ الليلِ فصلَّى في المسجدِ، وصلَّى رجال بصلاتهِ، فأصْبحَ الناسُ فتَحدَّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلَّى فصلّوا معَهُ، فأصْبحَ الناسُ فتَحدثوا فكثُرَ أهلُ المسجدِ منَ الليلةِ الثالثةِ، فخرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم فصُلِّيَ بصلاتهِ، فلمّا كانتِ الليلةُ الرابعةُ عَجَزَ المسجدُ عن أهلهِ حتى خَرَجَ لصلاةِ الصبح، فلمّا قضَىَ الفجر أقبلَ على الناس فتشهدَ ثمَّ قال: أما بعدُ فإِنهُ لم يَخْفَ عليَّ مَكانُكم. ولكِنِّي خَشِيتُ أن تُفرَضَ عليكم فتعجزِوا عنها. رواه البخاري (1988) ومسلم (1734)
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: «صُمْنَا مَعَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا حتى بَقِيَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ فقامَ بِنَا حتَى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا في السَّادِسَةِ وقَامَ بِنَا في الخَامِسَةِ حتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْنَا له يا رسولَ الله لو نفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ؟ فَقَالَ إنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ. ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتى بَقِيَ ثَلاَثٌ مِنَ الشهْرِ وصَلَّى بِنَا في الثَّالِثَةِ وَدَعَا أَهْلَهُ ونِسَاءَهُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا الفَلاَحَ، قُلْتُ لَهُ: ومَا الفَلاَحُ؟ قالَ: «السُّحورُ» رواه أحمد (21038) والنسائي (1606) والترمذي (800) وقال حديث حسن صحيح. كما صححه ابن حبان (2522) وغيره ولو أن إماما من الأئمة الآن صلى بالناس كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه من بعد العشاء حتى قرب السحور لأُقيمت الدنيا ولم تُقعد لفعله استنكارا له بدعوى أن هذا تنفير وما علمنا أن هذه هي الصفة الصحيحة لصلاة التراويح وهي ليست كالفرض من ناحية وجوب تخفيفها.
أما صلاة التهجد على الصفة الموجودة الآن في المسجد الحرام وغيره فإنه لما ضعفت همة الناس وضعف إقبالهم على الطاعة خففوا الصلاة وأطالوا الفصل بينها فقد كان الفصل بين تسليمات التراويح موجودا وقد سميت التراويح بذلك لأنهم كانوا يستريحون بعد كل تسليمتين قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " والتراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين وقد عقد محمد بن نصر في «قيام الليل» بابين لمن استحب التطوع لنفسه بين كل ترويحتين ولمن كره ذلك، وحكي فيه عن يحيى بن بكير عن الليث أنهم كانوا يستريحون قدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة " ا. هـ فتح الباري 4/ 777 وانظر: شرح الزرقاني على الموطأ 1/ 237 فنلاحظ هنا طول الفصل بين كل صلاة وهو بقدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة وهذا الركعات على الصفة التي يصلونها لا كما نصليها والله المستعان.
أما ما ذكره الأخ الكاتب من أن الذي ابتدع ذلك هو الشيخ عبد الله الخليفي إمام المسجد الحرام رحمه الله تعالى فليس صحيحا البتة فقد ذكر هذه الصفة العلماء قديما قبل ولادة الخليفي بمئات السنين قال ابن قدامة رحمه الله تعالى " فصل: فأما التعقيب: وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة أو يصلي التراويح في جماعة أخرى. فعن أحمد: أنه لا بأس به، لأن أنس بن مالك قال: «ما يرجعون إلا لخير يرجونه أو لشر يحذرونه، وكان لا يرى به بأساً، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة إلا أنه قول قديم. والعمل على ما رواه الجماعة. وقال أبو بكر: الصلاة إلى نصف الليل أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة. وإنما الخلاف فيما إذا رجعوا قبل النوم. والصحيح أنه لا يكره. لأنه خير وطاعة فلم يكره كما لو أخره إلى آخر الليل. " ا. هـ المغني 2/ 515 وانظر: الكافي 1/ 154 المبدع 2/ 16 والتعقيب المكروه هو أن أن يتطوع بعد التراويح والوتر جماعة كما في الإنصاف 2/ 142 شرح منتهى الإرادات 1/ 245 والناس اليوم لا يصلون التهجد بعد الوتر بل لا يوترون إلا في التهجد فزالت الكراهة عند من يقول بها لأنهم كرهوا الصلاة جماعة بعد الوتر لا قبله.
ثانيا: صيام الست من شوال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أن صيامها سنة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعن أَبِي أَيوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللّهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوال كَانَ كَصِيَامِ الدهْرِ» رواه أحمد (23149) ومسلم (2711)
وصححه النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم 8/ 47
قال الشيخ الجزري: حديث أبي أيوب هذا لا يُشك في صحته ولا يُلتفت إلى كون الترمذي، جعله حسناً ولم يصححه. مرقاة المفاتيح 4/ 544
وقد أطال ابن القيم رحمه الله تعالى في تخريجه وذكر طرقه وشواهده ثم قال " وهذه العلل ـ وإن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحيح ـ فإنها لا توجب وهنه، وقد تابع سعداً ويحيى وعبد ربه عن عمر بن ثابت: عثمان بن عمرو الخزاعي عن عمر، لكن قال عن عمر عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب. ورواه أيضاً صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت ذكره ابن حبان في صحيحه وأبو داود والنسائي، فهؤلاء خمسة: يحيى، وسعيد، وعبد ربه، بنو سعيد، وصفوان بن سليم، وعثمان بن عمرو الخزاعي كلهم رووه عن عمرو. فالحديث صحيح " ا. هـ تهذيب السنن 6/ 87
وقال المناوي رحمه الله تعالى " قال الصدر المناوي: وطعن فيه من لا علم عنده وغره قول الترمذي حسن والكلام في راويه وهو سعد بن سعيد، واعتنى العراقي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلاً رووه عن سعد بن سعيد أكثرهم حفاظ أثبات " ا. هـ فيض القدير 6/ 161
وقال السبكي رحمه الله تعالى " قد طعن في هذا الحديث من لا فهم له مغتراً بقول الترمذي إنه حسن يريد في رواية سعد بن سعيد الأنصاري أخي يحيى بن سعيد ... وقد اعتنى شيخنا أبو محمد الدمياطي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلا رووه عن سعد بن سعيد وأكثرهم حفاظ ثقات منهم السفيانان، وتابع سعداً على روايته أخوه يحيى وعبد ربه وصفوان بن سليم وغيرهم ورواه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلّم ثوبان وأبو هريرة وجابر وابن عباس والبراء بن عازب وعائشة ولفظ ثوبان «من صام رمضان فشهره بعشرة ومن صام ستة أيام بعد الفطر فذلك صيام السنة» رواه أحمد والنسائي. " ا. هـ سبل السلام 2/ 897
وبهذا يتبين لنا عدم تفرد سعد بن سعيد بروايته.
أما ما ذكره الكاتب من رد الإمامين أبي حنيفة ومالك رحمهما الله تعالى لمشروعية صيامها فجوابه:
أولا: أن هذا رواية عن أبي حنيفة وليست مذهبا للحنفية قال ملا علي القاري الحنفي رحمه الله تعالى في شرح الوقاية " ولا يُكْرَهُ عندنا، وعند الشافعي إِتْبَاعُ عيدِ الفطر بِسِت من شوّال، لقوله صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَامَ رمضانَ ثُم أَتْبَعَهُ سِتاً من شوال كانَ كَصِيامِ الدهْرِ». رواه مسلم وأَبو داود. وكَرِهَهُ مالكٌ، وهو رِوَايةٌ عن أَبي حنيفة وأَبي يوسف، لاشْتِمَالِهِ على التشَبهِ بأَهل الكتاب في الزيادة على الفروض، والتشبّه بهم مَنْهِي عنه، وعَامةُ المُتَأَخِّرِينَ لم يَرَوْا به بَأْساً. واختلفوا فيما بينهم، فقيل: الأَفضلُ وَصْلُهَا بِيَوْمِ الفِطْرِ لظاهر قوله: «ثُم أَتْبَعَهُ سِتاً»، وقيل: تَفْرِيقُهَا " ا. هـ
وقال المرغيناني الحنفي رحمه الله تعالى " صوم ست من شوّال عن أبي حنيفة وأبي يوسف كراهته وعامة المشايخ لم يروا به بأساً واختلفوا فقيل: الأفضل وصلها بيوم الفطر وقيل: بل تفريقها في الشهر , وجه الجواز أنه قد وقع الفصل بيوم الفطر، فلم يلزم التشبه بأهل الكتاب ووجه الكراهة أنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة، ولذا سمعنا من يقول يوم الفطر نحن إلى الآن لم يأت عيدنا أو نحوه فأما عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الحديث. اهـ البداية 2/ 331 ومرقاة المفاتيح 4/ 531
وقال المباركفوري رحمه الله تعالى: " قلت: قول من قال بكراهة صوم هذه الستة باطل مخالف لأحاديث الباب، ولذلك قال عامة المشايخ الحنفية بأنه لا بأس به " ا. هـ تحفة الأحوذي 3/ 403 فهذه أقوال علماء المذهب الحنفي فقد ذكروا أن ذلك رواية عن أبي حنيفة وعامة مشايخ المذهب على خلافها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أما الإمام مالك رحمه الله فقد قال ": إنني لَمْ أرَ أَحَداً مِن أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السلَفِ وَإنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ لَوْ رَأَوْا فِي ذلِكَ رُخْصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذلِكَ " الموطأ 2/ 202 هذا قوله وتعليل نهيه واضح فيه وهو خشية أن يُلحقه أهلُ الجهل برمضان من ناحية الوجوب والحرمة وقد وقع ذلك من بعض الناس قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى " ووجه الكراهة أنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة، ولذا سمعنا من يقول يوم الفطر نحن إلى الآن لم يأت عيدنا أو نحوه فأما عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الحديث. اهـ مرقاة المفاتيح 4/ 544 والناس الآن قد أمنوا ذلك فلا أعرف أحدا يقول بوجوب صيامها فزال المحظور.
ومع ذلك فقد كان مالك يصومها قال مطرف رحمه الله تعالى وهو من علماء المالكية الكبار (كان مالك يصومها في خاصة نفسه. قال: وإنما كره صومها لئلا يلحق أهل الجاهلية ذلك برمضان فأما من يرغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه.) ا. هـ تهذيب السنن 6/ 88
وقال ابن عبد البر المالكي رحمه الله تعالى " وَأما صِيَامُ السِّتةِ الأيامِ مِنْ شَوالٍ عَلى طَلَبِ الفضْلِ وَعَلى التأْوِيلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ –حديث- ثَوْبان رضي الله عنه فَإِنَّ مَالِكاً لا يكْرَهُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ لأنَّ الصوْمَ جُنةٌ وَفَضْلُهُ مَعْلُومٌ) ا. هـ الاستذكار 3/ 372
قال المواق المالكي رحمه الله تعالى " قال مطرف: إنما كره مالك صيام ستة أيام من شوال لذي الجهل لا من رغب في صيامها لما جاء فيها من الفضل. وقال المازري عن بعض الشيوخ: لعل الحديث لم يبلغ مالكاً ومال اللخمي لاستحباب صومها. " ا. هـ التاج والإكليل 3/ 329
وقال الخرشي المالكي رحمه الله تعالى " صَوْمِ (سِتةٍ) مِنْ الأَيامِ (مِنْ شَوالٍ) فَيُكْرَهُ لِمُقْتَدًى بِهِ مُتصِلَةً بِيَوْمِ الْعِيدِ مُتَتَابِعَةً مُظْهرَةً مُعْتَقِدًا سُنِّيَّةَ وَصْلِهَا وَإِلا فَلا يُكْرَهُ انْتَهَى.
الْعَدَوِيُ: قَضِيَّتُهُ أَنَّهُ لا يُكْرَهُ لِغَيْرِ الْمُقْتَدَى بِهِ وَلَوْ خِيفَ اعْتِقَادُهُ وُجُوبَهُ وَإِنَّهُ إنْ أَخْفَاهُ لا يُكْرَهُ, وَلَوْ اعْتَقَدَ سُنِّيةَ الاتِّصَالِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِيهِمَا فَالأَوْلَى أَنْ يُكْرَهَ لِمُقْتَدًى بِهِ وَلِمَنْ يُخَافُ عَلَيْهِ اعْتِقَادُ وُجُوبِهِ إنْ وَصَلَهَا وَتَابَعَهَا وَأَظْهَرَهَا وَلِمَنْ اعْتَقَدَ سُنِّيةَ اتِّصَالِهَا " ا. هـ منح الجليل 1/ 384 فهذه أقوال علماء المالكية وتنصيصهم على مشروعية صيامها ولكن لو خشي أن تلحق بالفرض تركت من مُقتَدى به لا من غيره ولهذا كان مالك رحمه الله تعالى مع نهيه كان يصومها كما ذكرته سابقا قال ابن مازة رحمه الله تعالى " فلفظ مالك ولفظ أبي يوسف دليل على أن الكراهة في حق الجهال الذين لا يميزون "ا. هـ المحيط البرهاني 2/ 393
وقال ابن رشد المالكي رحمه الله تعالى " وأما الست من شوال، فإنه ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستاًّ من شوال، كان كصيام الدهر» إلا أن مالكاً كره ذلك إما مخافة أن يُلحق الناس برمضان ما ليس في رمضان، وإما لأنه لعلّه لم يبلغه الحديث، أو لم يصح عنده، وهو الأظهر " ا. هـ بداية المجتهد 1/ 372
ومع ذلك لم يرتض علماء المالكية ولا الحنفية هذا القول وترك صيام هذه الأيام كما ذكرته أعلاه كما رده غيرهم قال الصنعاني رحمه الله تعالى بعد ذكره قول مالك " الجواب أنه بعد ثبوت النص بذلك لا حكم لهذه التعليلات وما أحسن ما قاله ابن عبد البر: إنه لم يبلغ مالكاً هذا الحديث يعني حديث مسلم. " ا. هـ سبل السلام 2/ 896
وقال الشوكاني " وقال أبو حنيفة ومالك: يكره صومها، واستدلا على ذلك بأنه ربما ظُنّ وجوبها وهو باطل لا يليق بعاقل، فضلاً عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضاً يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به. واستدل مالك على الكراهة بما قال في الموطأ من أنه ما رأى أحداً من أهل العلم يصومها، ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلاً ترد به السنة." ا. هـ نيل الأوطار 4/ 306
أما قول الكاتب في ره للحديث الصحيح " والعلة الثانية ـ وهي ثالثة الأثافي!! ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو ذاته لم يصمها، ولا صامها أحد من الصحابة من بعده ولا أحد من التابعين "ا. هـ فلا يخفى على أحد وهن هذا القول وذلك لأن السنة التشريعية إما قولية وهي الأقوى – وصيام ست من شوال منها- وإما فعلية وإما تقريرية وهناك عدد من السنن التقريرية لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أقر أصحابه على فعلها ومع ذلك لم يردها أحد من العلماء بذلك وعدوها من السنن النبوية.
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم موافقا لسنة نبيك الكريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي في المحكمة العامة بالرياض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 01:28]ـ
فائدة
((القول ببدعية صوم الست قول باطل))!
سُئلَ الإمام ابن بازٍ ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ:
ما رأي سماحتكم فيمن يقول أن صوم الست من شوال بدعة وأن هذا رأي الإمام مالك، فإن احتج عليه بحديث أبي أيوب: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)) قال: في إسناده رجل متكلم فيه؟
الجواب: هذا القول باطل، وحديث أبي أيوب صحيح، وله شواهد تقويه وتدل على معناه.
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المصدر: ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز)) (ج15/ ص 390)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 06:05]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد، ومما أعجبني من كلمة سماحة المفتي حفظه الله تعالى:
[والعلم بعد توفيق الله إنما يكون بلزوم حلق العلم، والأخذ عن أهل العلم المعتبرين، لأن في ذلك مأمنا من أن ينزلق المتعلم فيما لا يدرك أبعاده من فهم خاطئ أو تصور ناقص.
ولا يؤخذ العلم من بحث سريع في مواقع إلكترونية، أو برامج حاسوبية، أو مطالعة عابرة للكتب من غير معرفة بأصول الاستدلال، ولا إلمام بكلام أهل العلم واصطلاحاتهم، ومدارك أنظارهم، ووجه انتزاعهم للدلالة من الدليل، إلى غير ذلك مما يتطلب مدة طويلة وصبراً على طريق طلب العلم.]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 07:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك اخي الفاضل سلمان أبو زيد وبارك الله فيك.على هذه النقول الرائعة ..
ـ[الدحداح]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 04:18]ـ
جزاك الله خيراً أيها الأخ الفاضل / سليمان أبو زيد
في الحقيقة تجميعك لهذه الردود في مكان واحد جهد مبارك تستحق عليه الشكر
لدي اقتراح: طالما جمعتَ الردود على الكاتب /جميل خياط في مسألة إنكاره صيام الست من شوال
فأتمنى عليك ـ وفيك الخير ـ أن تجمع الردود على الشيخ عدنان عبد القادر وهو من المشايخ السلفيين في الكويت الذي نحبه ونجله، لكن الحق أحب إلينا، فقد أخطأ الشيخ عفا الله عنه في هذه المسألة العلمية،، وردّ عليه مجموعة من المشايخ الفضلاء، مثل:
الشيخ حاي الحاي
والشيخ محمد النجدي
والشيخ أحمد الكوس
وهذ هو الرابط: http://6shwwal.blogspot.com/2007/10/blog-post.html
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:14]ـ
شكر اللَّهُ لكم، وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 10:44]ـ
جزى اللَّه المشايخ خيرًا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 01:35]ـ
الحمد لله وحده ..
بقطع النظر عن الكاتب المردود عليه ومدى علمه أو أمانته = فإن في هذه الردود مبالغة في التشنيع،وتقصير في نقل الخلاف المعتبر و تحقيق مواطن النزاع والوفاق ..
وبيانه:
1 - القول بتضعيف حديث الست من شوال وأنه لا يثبت مرفوعاً = قول قديم لأهل العلم وهو قول سائغ معتبر قاله ابن عيينة ومال إليه أحمد كما نص ابن رجب،وعليه فمن ضعف رفعه ومال إلى أنها عبادة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتعبد بها بدعة = كان قوله سائغاً معتبراً وإن كان خطأ.
2 - ((قال يحيى وسمعت مالكا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان إنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف وإن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك)).
ومن تأمل عبارة مالك -رحمه الله- وكان فقيهاً بعبارات السلف = لم يحصل له ريب أن قول مالك -أو على الأقل حكايته عن بعض أهل العلم- هو المنع من صيام الست وخوف أن تكون بدعة.
والقول بكراهتها ذكره أبو يوسف وحكاه غيره عن أبي حنيفة،وحمله على كراهة التحريم أشبه بلسان السلف.
وإذا كان ذلك = لم يجز التشنيع على من اطمئن لذلك القول من المتأخرين وفهم عن أولئك السلف المنع والبدعية بل كان قوله سائغاً وإن رأى مجتهد خطأه = رده بالحجة والبرهان،لا أن يعامل قائله معاملة من افترع مالم يُقل به.
3 - القول بعدم استثناء صلاة التراويح من كون الصلاة في البيت أفضل = قول سائغ معتبر بل يساعد عليه سياق بعض روايات حديث وهي رواية البخاري
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً- قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَة)).
فقد ذكر الخبر في سياق الكلام عن قيام رمضان وفي هذا حجة لا تخرج عن السواغ لمن قال إن الخبر عام في قيام رمضان وغيره.
4 - أما الكلام عن صلاة التهجد فلعل الكاتب اشتبه عليه كلام السلف في التعقيب وكراهة بعضهم له، فكان الأولى بيان الفرق بين التعقيب وبين التهجد،أما سوق أدلة صلاة التراويح فهو حيدة عن محل النزاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 02:16]ـ
بارك الله فيك ياأخ سلمان , وجزاك الله خيرا على هذه النقولات الطيبة , وأخص بالذكر رد سماحة المفتي الذي ملأه أدبا ولطفا قبل أن يملأه علما وفقها , ولقد كدت أنسى هذا النوع من الردود وذلك لما يجري في الساحة اليوم -والأمس وقبله - من سفه وشغب عجيبين تكاد معهما تنسى السبب الذي من أجله كتب الرد والله المستعان , أسأل الله أن يوفقك لتكون من أهل العلم الذين أحببتهم ودافعت عنهم ونقلت للناس كلامهم ياأخ سلمان ,وماذلك على الله بعزيز ,ولاحول ولاقوة إلا بالله.(/)
الشمس في المريخ سوف تطلع من الغرب .. فهل هذا صحيح؟
ـ[فواحة النرجس]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 02:48]ـ
فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ' '
اليكم هذا الخبر العاجل جدا
اكد علماء الفلك ان كوكب المريخ قد تباطئت سرعته في الاتجاه الشرقي في الاسابيع القليلة الماضية
سبحان الله العظيم!!
خبر عاجل وخطير:
الشمس ستطلع من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر!!
نقلاً عن الموقع الأمريكي الشهير
http://www.space.com/spacewatch/mars...de_030725.html
============ ========= ========= ==
ذكر علماء الفلك ان كوكب المريخ قد تباطئت سرعته في الاتجاه الشرقي في
الاسابيع القليلة الماضية حتى وصل الى مرحلة التذبذب ما بين الشرق
والغرب ...... وفي يوم الاربعاء 30 يوليو توقفت حركة المريخ عن السير في
إلى اتجاه الشرقي!!
وبعد ذلك في شهري اغسطس وسبتمبر تحول المريخ بالانطلاق بشكل عكسي نحو
الغرب ..... وذلك الى نهاية شهر سبتمبر ...... وذلك يعني ان الشمس تشرق
الان من مغربها على المريخ!!
وهذه الظاهرة العجيبة تسمى: retrograde motion او الحركة
العكسية ..... ويقول العلماء ان كل الكواكب سوف تحدث لها هذه الظاهرة
مرة على الاقل!!! ومن بينها كوكبنا!!
كوكب الارض سوف تحدث له هذه الحركة العكسية يوما ما وسوف تشرق الشمس من
مغربها!!
وقد يكون هذا الامر قريبا ونحن غافلون!!
لقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ان من علامات الساعة الكبرى ان تشرق
الشمس من مغربها وعندما يحدث ذلك لا تقبل التوبة!!
والعجيب ان علماء الشريعة قد ذكروا ان طلوع الشمس من المغرب يحدث فقط
مرة واحدة يوم الطلوع، ثم تعود إلى الطلوع من المشرق وتستمر هكذا إلى
أن يشاء الله .... وهذا مشابه لما يحدث في المريخ فانه يتوقف ويعكس
الا تجاه لفترة بسيطة ثم يعود كما كان!
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم
الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها
، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر سول الله صلى الله عليه وسلم قال (بادروا
الأعمال ستا: (فذكر منها) طلوع الشمس من مغربها) رواه مسلم
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه
وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول
الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها) رواه أحمد
وقال صلى الله عليه وسلم: ' إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء
النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع لشمس من
مغربها ' رواه مسلم.
ان هذا الخبر على خطورته فانه يفتح ابوابا للدعوة سواء للمسلمين
الغافلين او الكفار .... فعندما نعرض هذه الاحاديث التي ذكرت تلك
الظاهرة قبل 1400 سنة ....... فسوف يدخل في الاسلام خلق كثير .... واما
المسلمون فقد راوا ان هذا الامر حدث للمريخ وما يدرينا لعله مقدمة
لما سيحدث على كوكبنا في القريب العاجل؟
وهذا احد المواقع الموثوقة التي نقلت هذا الخبر الهائل والذي لا يعرف
قيمته الا المسلمون:
http://www.space. com/spacewatch/ mars_retrograde_ 030725.html
============================== ====================
ما رأ يكم بهذا الكلام هل نصدقه ام لا؟؟
ـ[معاذ]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 03:38]ـ
رب سلم سلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 04:58]ـ
أكد عالم الجيولوجيا الدكتور الفاضل زغلول النجار .. عدم صحة الخبر ..
ولسنا بحاجة لأخبار كهذه حتى نخاف الله تعالى ..
فأخباره سبحانه كلها صدق وعدل وحق
ولكن إذا توثقنا من ثبوت أي خبر .. فلا بأس من التذكير به كما فعلتم مجزيين خيرا
وجزاكم الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 06:01]ـ
/// تمَّ تعديل العنوان من أحد الإخوة المشرفين الأفاضل من (خبر عاجل وخطير) إلى ما ترونه الآن، وقد نبَّه الإخوة مرارًا إلى ترك عناوين الإثارة والتعميم، كـ (خبر خطير)؟! ونحوه، بل ينبغي ذكرالعنوان صريحًا ولو ملخَّصًا حتَّى لا يكون الموضوع ممَّا قيل عنه: تمخَّض الجبل فولد فأرًا!
ـ[عربي]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 06:45]ـ
نسأل الله السلامة في كل حين
أضحك الله سنك مشرفنا عدنان البخاري
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 06:56]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ عدنان.
وبارك الله لكم هذه الرتبة الجديد (إبتسامة)
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 11:38]ـ
/// () ......... حتَّى لا يكون الموضوع ممَّا قيل عنه: تمخَّض الجبل فولد فأرًا!
أضحك الله سنك مشرفنا عدنان البخاري
و أنا أحزنني ذلك يا كرام ...
قال تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يُحبّهم ويُحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ... ).
وقال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم .. ) .. و الأدلة من الكتاب الكريم و السنة النبوية كثيرة في الرفق و اللين و الرحمة و الحلم و الأناة بين المؤمنين ..
و العذر منكم على تجاوز التلميذ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 11:47]ـ
أتفق مع الأخت إيمان الغامدي
والله الموفق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 01:40]ـ
تقول الكاتبة
((والعجيب ان علماء الشريعة قد ذكروا ان طلوع الشمس من المغرب يحدث فقط
مرة واحدة يوم الطلوع،))
تعني يوم القيامة وهذا صحيح
ثم قالت ((ثم تعود إلى الطلوع من المشرق))
اقول متى قالواذلك هذا الكلام الاخير واين قالوه؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 03:18]ـ
/// بارك الله فيكم ... تعقيبي السابق لم يكن موجَّهًا لصاحبة الموضوع خصوصًا، بل كلامٌ عامٌّ لكلِّ من يعمِّم في عنواين المواضيع.
وعلى كلٍّ فاعتذر إن كان في تعقيبي السابق إساءة لأحد.
ولا بأس بإبداء النصيحة.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 06:56]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فالخطر الأقرب - فيما أرى - أن تبدأ هذه الظاهرة التباطؤ حتى يطول اليوم الواحد، بقدر درجة التباطؤ فيكون اليوم كالجمعة واليوم كالشهر واليوم كالسنة:
قال الإمام مسلمٌ في كتاب الفتن وأشراط الساعة:، باب 20
7559 - وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِىُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ «مَا شَأْنُكُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَالَ «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِى عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّى أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِيناً وَعَاثَ شِمَالاً يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِى الأَرْضِ قَالَ «أَرْبَعُونَ يَوْماً يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِى كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ قَالَ «لاَ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ». ................ . تحفة 11711 - 2137/ 110
ذكر علماء الفلك ان كوكب المريخ قد تباطئت سرعته في الاتجاه الشرقي في
الاسابيع القليلة الماضية حتى وصل الى مرحلة التذبذب ما بين الشرق
والغرب ...... وفي يوم الاربعاء 30 يوليو توقفت حركة المريخ عن السير في
إلى اتجاه الشرقي!!
وبعد ذلك في شهري اغسطس وسبتمبر تحول المريخ بالانطلاق بشكل عكسي نحو
الغرب ..... وذلك الى نهاية شهر سبتمبر ...... وذلك يعني ان الشمس تشرق
الان من مغربها على المريخ!!
وهذه الظاهرة العجيبة تسمى: retrograde motion او الحركة
العكسية ..... ويقول العلماء ان كل الكواكب سوف تحدث لها هذه الظاهرة
مرة على الاقل!!! ومن بينها كوكبنا!!
كوكب الارض سوف تحدث له هذه الحركة العكسية يوما ما وسوف تشرق الشمس من
مغربها!!
وقد يكون هذا الامر قريبا ونحن غافلون!!
لقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ان من علامات الساعة الكبرى ان تشرق
الشمس من مغربها وعندما يحدث ذلك لا تقبل التوبة!!
والعجيب ان علماء الشريعة قد ذكروا ان طلوع الشمس من المغرب يحدث فقط
مرة واحدة يوم الطلوع، ثم تعود إلى الطلوع من المشرق وتستمر هكذا إلى
أن يشاء الله .... وهذا مشابه لما يحدث في المريخ فانه يتوقف ويعكس
الا تجاه لفترة بسيطة ثم يعود كما كان!
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم
الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها
، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر سول الله صلى الله عليه وسلم قال (بادروا
الأعمال ستا: (فذكر منها) طلوع الشمس من مغربها) رواه مسلم
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه
وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول
الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها) رواه أحمد
وقال صلى الله عليه وسلم: ' إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء
النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع لشمس من
مغربها ' رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 03:27]ـ
الخبر عادي 100% ولا علاقة له بهذه التهويلات ولا بطلوع الشمس من مغربها!
فالحركة الراجعة ( retrograde motion) معروفة من آلاف السنين، ومن أجلها تسمَّى هذه الكواكب في تراثنا بالنجوم المتحيِّرة، لأنها تتحرَّك إلى الأمام بطريقة منتظمة، ثم تتباطأ وتتراجع، ثم تستأنف حركتها الأصلية. وليس المقصود ههنا الحركة اليومية من المشرق إلى المغرب، بل موضع الكوكب في السماء ليلة بعد ليلة بالنسبة إلى النجوم الثابتة.
ويستطيع كل واحد منا أن ينظر إلى كوكب الزهرة بعد صلاة الفجر هذه الأيام، ويتابعه لبضعة أيام، وسيجد أنه يتراجع إلى أفق المشرق يوماً بعد يوم، بينما ترتفع النجوم المجاورة له عن الأفق بطريقة منتظمة، وأما في شهر أغسطس الماضي فكان كوكب الزهرة يتحرك إلى الأمام مع النجوم المجاورة.
وقد تعسر تفسير هذه الحركة على القدماء لأنهم كانوا يعتقدون أن الكواكب تدور حول الأرض، فلما أثبت كوبرنيكوس أنها تدور حول الشمس صارت الحركة الراجعة من البديهيات، ولو طاف تسعة رجال حول الكعبة على مسافات متباعدة وبسرعات مختلفة، وترتيبك الثالث فيهم، فسيظهر أن بعضهم يتراجع إلى الخلف أحياناً، مع أنهم جميعاً يتحركون إلى الأمام. وإذن فهذه الحركة هي في عين الرائي فقط،
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 12:29]ـ
جزاكم الله خيراً .. يا شيخ: عدنان، و رفع قدركم في الدارين، و نكرر لكم الإعتذار ..
**********
أما فيما يختص بالموضوع ..
تذكرت قول الله سبحانه و تعالى في سورة التكوير: " فلآ أقسم بالخُنّس * الجوارِ الكُنّس * و الليل إذا عسعس * و الصبح إذا تنفّس * إنه لقول رسول كريم ".
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره: (أقسم تعالى " بالخُنّس " و هي الكواكب التي تخنس أي: تتأخر عن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق، و هي النجوم السبعة السيارة: " الشمس، و القمر، و الزهرة، و المشتري، و المريخ، و زحل، و عطارد، فهذه السبعة لها سيران:
سير إلى جهة المغرب مع باقي الكواكب و الأفلاك، و سير معاكس لهذا من جهة المشرق تختص به هذه السبعة دون غيرها.
فأقسم الله بها في حال خنوسها أي: تأخرها، و في حال جريانها، و في حال كنوسها أي: استتارها بالنهار، و يحتمل أن المراد بها جميع النجوم، الكواكب السيارة و غيرها).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:10]ـ
/// آمين، وبارك الله فيكم وسائر الإخوة وجزاكم خيرًا على هذه الفوائد القيِّمة.
ـ[عربي]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 09:39]ـ
و أنا أحزنني ذلك يا كرام ...
قال تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يُحبّهم ويُحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ... ).
وقال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم .. ) .. و الأدلة من الكتاب الكريم و السنة النبوية كثيرة في الرفق و اللين و الرحمة و الحلم و الأناة بين المؤمنين ..
و العذر منكم على تجاوز التلميذ ..
أتفق مع الأخت إيمان الغامدي
والله الموفق
نسأل الله السلامة في كل حين
أضحك الله سنك مشرفنا عدنان البخاري
/// بارك الله فيكم ... تعقيبي السابق لم يكن موجَّهًا لصاحبة الموضوع خصوصًا، بل كلامٌ عامٌّ لكلِّ من يعمِّم في عنواين المواضيع.
وعلى كلٍّ فاعتذر إن كان في تعقيبي السابق إساءة لأحد.
ولا بأس بإبداء النصيحة.
سبحان الله المرء يسيء أحيانا من حيث يريد الخير فعذرا إن ظهر مني سوء لم أقصده و حقيقة ما كنت أقصد التعيين و لعل التعليق على الموضوع الذي هو باللون الأحمر كان يجب أن يكون بارزا أكثر و تعليقي على المشرف عدنان البخاري هو عام غير مخصص بأحد و لكن أيضا بما أنه بدى للبعض منه سوء فما كان يجب أن يكون التعليق هكذا فالغاية من الكلمات ما يُفهم منها ليس ما يجولي في ذهن المتكلم و بهذا وجب علينا الاعتذار.(/)
" سب الدهر بين الإباحة والتحريم "
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 06:37]ـ
" سب الدهر بين الإباحة والتحريم "
بقلم: أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/590366...22/?postView=1
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
جاءت الأحاديث على تحريم سب الدهر، وأن الساب مقترف لذنب عظيم وإثم كبير.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ".
وعنه رضي الله عنه قال:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: يَسُبّ ابْنُ آدَمَ الدّهْرَ. فإني أَنَا الدّهْرُ. بِيَدِيَ اللّيْلُ وَالنّهَارُ".
وعنه رضي الله عنه. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
"قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدّهْرِ فَلاَ يَقُولَنّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدّهْرِ فَإِنّي أَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ. فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا".
وعند البحث والنظر في الآيات والآثار نجد وصفا للدهر من باب الذم.
قال تعالى: " هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ " وقال تعالى: " فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ " وقال تعالى: " فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ "
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " سنوات خداعات "
فكيف يفهم هذا مع النهي عن سب الدهر، ومتى يكون ساب الدهر آثما ومتى لا يقع في الإثم إن تكلم في الدهر؟؟!!!.
قال النووي في شرح مسلم:
قال العلماء: وهو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها. وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى، ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم. انتهى
فيفهم من ذلك أن النهي عن سب الدهر ليس على إطلاقه بل على اعتبار الاعتراض على ما يحدث فيه من أحداث فتضاف للدهر فيسب ويشتم
والله تعالى أنكر عليهم نسبة الحوادث إلى الدهر فإذا أضافوا إلى الدهر مانالهممن الشدائد سبوا فاعلهافكان مرجع سبها إلى الله فهو الفاعل
فلا بد من التفريق بين وصف الدهر على ما يجري فيه من أحداث فيوصف بها
كقوله تعالى:: " هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ " وقوله تعالى: " فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ " وقوله تعالى: " فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ "
وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " سنوات خداعات "
وبين سب الدهر باعتبار إضافة ما يجري من الأحداث له على أنها الفاعلة كقوله تعالى:
?وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَايُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ?
أوكقول الشاعر: قبحًا لوجهك يا زمان ... فإنه وجهٌ له في كل قبح برقع
قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم:
" لا تسبواالدهرفإن الله هوالدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا: " يا خيبةالدهر " فيسندون تلك الأفعال إلىالدهرويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبواالله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هوالدهرالذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال.
ومنه يفهم صحة استدلالي في مقال سابق ببيت الشعر الذي قاله المعري:
فياموت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي فإن دهرك هازل
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن هذا ليس من سب الدهر فالشاعر يحث نفسه على الجد في العمل وعدم الاغترار بالحياة الدنيا لأنها ذاهبة ولا قيمة لوجودها وقد وصفها صلى الله عليه وسلم بأنها ملعونة فيكون العمل فيها على غير عبادة الله وطاعته من الهزال الذي هو خلاف الجد الذي حث الشاعر نفسه على الجد فيها خاصة وأنه يرثي الحال الذي وصلت إليه الأحوال وتقلباتها في أبياته السابقة وبغض النظر عن معتقده فمعنى البيت صحيح.
وقد حاول البعض ممن هرع إلى شيخه جوجل أو اتبع هواه بالبحث على ما يدل على تحريم
سب الدهر من غير أن يفهم حقيقة المسألة، فأخذ يركض لاهثا وراء كل دليل يفهم منه التحريم من غير أن يفهم ويعي حقيقة هذا التأصيل فينكر علينا بدون أي فهم أو علم لذلك التفصيل؟؟!!!.
وقد وجدت من أهل العلم كابن عثيمين رحمه الله وغيره من أهل العلم من يستشهد بهذا البيت
من غير أي تعريج منهم على التحذير من هذا اللفظ أو بيان على أن هذا من سب الدهر، بخلاف بيت الشعرالذي للشابي الذي ذكرفيه استجابة القدر لإرادة الشعب،
فلم يغفل عنه أهل العلم وطلابه وتكلموا فيه بما يدل على بطلانه وقد كتبت فيه مقالا بينت فيه انحرافه عن الصواب
بخلاف بيت الشعر هذا الذي للمعري
والذي لا أعلم أن أحدا من أهل العلم قد أنكر على الشاعر قوله ذاك منذ أن قاله حتى يومنا ليتفطن إليه أحد الأشخاص!!! ويجعل الاستشهاد بذلك البيت من كبار المسائل التي غفل عنها علماء الأمة منذ قرون طويله ليتفطن لها هو؛ ثم يحتج المسكين على أن القول بسكوت كل هؤلاء في كل تلك القرون مع استشهاد البعض منهم بها لا يعتبر دليلا على صحتها؟؟!!!. بينما يعتذر لمن ترحم على النصارى؟؟!!!.
ورحم الله الإمام أحمد القائل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
وقد فصل ابن عثيمين رحمه الله القول في الحديث عن سب الدهر ومتى يكون مباحا ومتى يكون شركا وحراما
قال رحمه الله:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول:أن يقصد الخبرالمحض دون اللوم: فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده "وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر.
القسم الثاني: أن يسب الدهرعلى أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهرأن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر: فهذا شرك أكبرلأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله.
القسم الثالث: أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة: فهذا محرم لأنه مناف للصبرالواجب وليس بكفر؛ لأنه ماسب الله مباشرة، ولوسب الله مباشرة لكان كافراً.
" فتاوى العقيدة " (1/ 197).كما يمكنك الرجوع إلى تفصيل ذلك من كلامه في كتابه القول المفيدشرح كتاب التوحيد 2/ 422وآخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 02:43]ـ
للفائدة
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 09:33]ـ
أشكرك أخي أحمد , موضوع مفيد ٌ جداً.
هل قول زين العابدين رحمه الله: لا تنهرنّ غريباً حال غربته ****** الدهرُ ينهره بالذل والمحن
يدخل في سب الدهر؟؟؟؟ ويُعتَبر من نسبة المصائب والحوادث إلى الدهر؟؟
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 02:03]ـ
ارجو المشاركة إثراءً للموضوع(/)
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة .. طريقك للعلم الشرعي
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الحق تبارك وتعالى:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فَاطِرٍ 28
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَِ} الزُّمَرِ 9
{يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} الْمُجَادِلَةِ 11
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " رواه البخاري ومسلم
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله – عن هذا الحديث:
(فمن لم يتفقه في الدين ما أراد الله به خيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
فمن أراد الله به الخير علمه، وفقهه في دين الله -تبارك وتعالى.
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
هي أكاديمية علمية لتدريس العلوم الشرعية , وفق منهج أهل السنة والجماعة
تبث دروسها عبر موقعها وعبر قنوات المجد الفضائية
وليس لها مقر , إنما تتم الدراسة كاملة عبر الانترنت
بدأت دروس أول فصل لها يوم السبت 1 صفر 1426هـ , الموافق 12 مارس 2005 م
مدة الدراسة في الأكاديمية:
ثلاث سنوات , في كل عام هجري يطرح ثلاثة فصول دراسية , وكل فصل تقريبا ثلاثة شهور.
وهذا الفصل هو الفصل الأول للعام الثالث , بدأت دروسه _ بفضل الله _ يوم الثلاثاء 12 شوال 1428هـ، الموافق 23 أكتوبر 2007م
ومطالعة هذه الروابط تفيد إن شاء الله في التعرف على نظام الأكاديمية:
_ الصفحة الرئيسية لموقع الأكاديمية:
هنا ( http://www.islamacademy.net/arabic/index.asp)
_ منهج الأكاديمية:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=6)
_ الأسئلة الشائعة:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=43)
_ هيئة التدريس:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=33)
وغيرهم كثير من العلماء الأجلاء ممن ينضمون لهيئة تدريس الأكاديمية مع كل فصل دراسي جديد إن شاء الله
_ شروط التسجيل في الأكاديمية:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=29)
http://www.islamacademy.net/Images/header-top-left.jpg
كيفية الالتحاق بالأكاديمية:
_ يجب أولاً التسجيل في الأكاديمية: (ويتم ذلك من خلال ملء استمارة " عمادة القبول والتسجيل " التي على الرابط التالي، ويجب التنبيه أن تحري الصحة ودقة المعلومات ستعود بالنفع للطالب).
هنا ( http://islamacademy.net/accounts/register.asp)
وعلى هذا الرابط "خطوات التسجيل بالأكاديمية":
هنا ( http://www.islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=39)
_ ثم التسجيل في مواد هذا الفصل: من على الرابط التالي (حيث لا يكفي التسجيل العام في الأكاديمية , بل على الطالب التسجيل في كل مادة يرغب في دراستها في هذا الفصل):
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=30)
وعلى هذا الرابط شرح بالصور لكيفية التسجيل في المواد الدراسية:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=47)
وأيضا يمكن التسجيل في المواد بدخول الطالب إلى ملفه بالأكاديمية يجد تحت عنوان "المواد الحالية" رابط "هنا"، ومن خلاله يدخل الطالب على مواد الفصل الدراسي الحالي , ويقوم بالتسجيل في أي عدد من المواد التابعة لهذا الفصل.
http://forum.islamacademy.net/academynew/academynew_04.gif
_ مكتبة الأكاديمية:
(وبها المتون العلمية , والتسجيل الصوتي , والتفريغ الكتابي للمحاضرات الحالية والسابقة):
هنا ( http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=24&lang=Ar)
_ الجدول الدراسي:
جدول هذا الفصل (وهو خاص بمواد البث المباشر أي مواد الانتظام فقط):
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=12)
الدرس الأول: يبدأ الساعة الرابعة والربع عصراً , بتوقيت مكة المكرمة
الدرس الثاني: يبدأ الساعة الثامنة والنصف مساءً , بتوقيت مكة المكرمة
_ وهذه الدروس تبث مباشر على موقع الأكاديمية وعلى قناة المجد العلمية
وتعاد فجر اليوم التالي على قناة المجد العلمية وقناة المجد العامة
وتعاد مرة أخرى في منتصف الليل على قناة المجد العلمية (لكن هذه الإعادة الليلية تكون لدروس الأسبوع السابق)
بتوقيت مكة المكرمة
http://www.islamacademy.net/Images/mawad.gif
_ الاختبارات:
تكون عادةً بعد ثلاثة أو أربعة شهور من بدء الفصل الدراسي
وتكون عبر الانترنت , من موقع الأكاديمية , من ملف الطالب , حيث يتم إتاحة رابط للاختبار في صفحة المادة المراد أداء اختبارها:
نظام الاختبارات:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=13)
كيفية أداء الاختبارات:
هنا ( http://www.islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=45)
ويمكن للطالب الإطلاع على اختبارات الفصول السابقة وإجاباتها النموذجية من خلال رابط "نماذج من اختبارات المادة"، الموجود في صفحة كل مادة.
http://www.islamacademy.net/Images/alfasl3.gif
يتبع إن شاء الله استفسارات وإجاباتها كثيراً ما كان يسأل عنها الطلاب والطالبات الجدد بالأكاديمية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 07:59]ـ
http://www.islamacademy.net/Images/logo.jpg
استفسارات وإجاباتها تهم المنتسبين الجدد للأكاديمية الإسلامية المفتوحة:
سؤال: كيف يمكنني متابعة فعاليات الدراسة بعد التسجيل في الأكاديمية؟
فور تسجيل الطالب لبياناته يكون لديه ملف خاص به يدخل إليه بتسجيل بيانات المرور الخاصة به في المكان المخصص لها بالصفحة الرئيسة (مركز التعلم)، ويمكن من خلاله التسجيل في أي عدد من مواد الأكاديمية، وتخصص بعدها صفحة لكل مادة تحتوي على كل ما يلزمه للدراسة من مواد صوتية ومفرغة وكذلك المتون والاختبارات الذاتية والاختبارات السابقة. وكذلك يمكنه المشاركة في ساحات الحوار وحضور البث المباشر للمادة.
سؤال: ما الفرق بين مواد الانتظام ومواد الانتساب؟
مواد الانتظام:
_ هي التي تدرس هذا الفصل لأول مرة
_ ولها بث مباشر على موقع الأكاديمية وعلى قناة المجد العلمية
_و تُسجل دروسها وتُوضع أول بأول في مكتبة الأكاديمية عقب إذاعتها
مواد الانتساب:
_ دُرست في الفصول السابقة
_ وانتهى البث المباشر الخاص بها مع انتهاء الشيوخ من شرحها
_ ودروسها كاملة مسجلة في مكتبة الأكاديمية
سؤال: هل لي الحرية في اختيار المواد من حيث النوعية والعدد؟
نعم .. ولكن:
1 _ تختار من المواد ما تشاء في حدود المواد المتاح التسجيل فيها في هذا الفصل ..
2_ يشترط في الدارس ألَّا ينتقل إلى المستوى الأعلى - في المواد المتسلسلة - إلا بعد تجاوز المستويات الأدنى، وذلك حرصاً على التدرج في طلب العلم الشرعي , وذلك مثل (الفقه المستوى الثاني , واللغة العربية المستوى الثاني , والقواعد الفقهية المستوى الثاني) لأنه يشترط للتسجيل فيها اجتياز المستوى الأول منها بنجاح.
أما إذا كانت مستويات المادة غير مرتبة على بعضها أو يكمل بعضها بعضا فيمكن للطالب التسجيل في أي مادة دون شروط.
3_ لن يتم الحصول على شهادة الأكاديمية إلابعد دراسة جميع المواد واجتياز اختباراتها بنجاح
سؤال: هذا العام هو الثالث للأكاديمية وقد فاتني ستة فصول , فكيف أسجل في مواد الفصل السابع وأنا لم أدرس مواد الفصول الستة الأولى؟
الأمر ميسر إن شاء الله , لأن كثير من المواد لا تترتب مستوياتها على بعض , كما أن القائمين على الأكاديمية يفتحون باب التسجيل في بعض مواد الفصول السابقة مع كل فصل جديد أي أن الدراسة تتم بطريقة تراكمية.
سؤال: ماذا لو لم أنتهي من دراسة كل المواد خلال ثلاث سنوات؟
أقل عدد من الفصول لاجتياز جميع مواد الأكاديمية هو تسعة فصول على ثلاث سنوات، ولكن لا يوجد حد أقصى من الفصول فيمكن للطالب التسجيل فيما يتناسب مع أوقاته وظروفه وتأجيل بقية المواد لدراستها في الفصول المقبلة -بإذن الله تعالى- وإن زادت مدة دراسته عن ثلاث سنوات.
سؤال: كيف أميز المواد ذات المستويات المترتبة على بعض من المواد ذات المستويات المنفصلة؟
بصفة عامة: حاول التسجيل في المادة , إن كان هذا المستوى مترتب على سابقه مثل مادة التوحيد المستوى الثالث فلن يُسمح لك بالتسجيل وستظهر لك رسالة مفادها أنه: يجب عليك أولاً اجتياز المستوى السابق بنجاح
أمَّا لو تسجيلك تم بنجاح فهو دليل على عدم ترتب المستوى على سابقه
سؤال: هل الدروس الموجودة في المكتبة كافية؟ أم استعين بكتب أخرى؟
الذي في المكتبة كافي إن شاء الله
سؤال: هل توجد تسجيلات مرئية لدروس الأكاديمية؟
مكتبة الأكاديمية ليس بها إلا دروس صوتية , ولكن يوجد مواقع أخرى تقوم بتسجيل مرئي للدروس مثل:
موقع حديقة الإسلام: هنا ( http://www.islamgarden.com/IG/media/cat.php?catid=15)
موقع المدرسة الربانية للمرئيات الإسلامية: هنا ( http://www.rabania.com/media/cat.php?catid=7)
سؤال: ماذا عن موقع التلخيصات؟
موقع التلخيصات أو التلاخيص: موقع يقوم عليه إخوة متطوعون من طلاب الأكاديمية , ويوجد عليه تلخيص لمواد الأكاديمية قام به طلبة وطالبات فضلاء من طلاب الأكاديمية (بارك الله جهدهم)
رابط الموقع هنا ( http://www.talkhesat.com/)
سؤال: ما هو تردد قناة المجد العلمية؟ وهل تحتاج لاشتراك خاص؟
تردد قناة المجد العلمية:
12661 - V - 27500 - 3/4 , على القمر عربسات 2ب Arabsat 2B
و بفضل الله لا تحتاج لاشتراك خاص , حيث فُك التشفير عنها منذ عدة أشهر
ولا يلزم أن يكون لديك القناة العلمية , فالمتابعة عبر الموقع كافية إن شاء الله, لأن كل الدروس تُسجل وتُوضع في مكتبة الأكاديمية
كما أن البث المباشر يعاد فجر اليوم التالي على قناة المجد العامة مع قناة المجد العلمية
http://img341.imageshack.us/img341/2963/ac8ze.gif
وأذكر نفسي واياكم بقوله صلى الله عليه وسلم:
" من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات، ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء، لم يورثوا دينارا، ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر "صححه الألباني
وعن صفوان بن عسال المرادي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متكئ في المسجد على برد له أحمر فقلت له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال:
"مرحبا بطالب العلم , إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما يطلب " حسنه الألباني
وبقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(الدُّنيَا مَلعُونَةٌ، مَلعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكرُ اللَّهِ، وَمَا وَالَاهُ، وَعَالِمٌ أَوَ مُتَعَلِّمٌ) حسنه الألباني
وقيل لأبي عمرو بن العلاء (وهو علاّمة زمانه في القراءات والنحو والفقه): هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟ قال: إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم.وقيل له: متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟ فقال: ما دامت الحياة تحسن به.
وفقنا الله واياكم لكل ما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم سلمى]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيك اخيتي
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:00]ـ
جزاكم الله تعالى خيراً ... ولكنى سجلت قبل ذلك ونسيت كلمة الدخول .. ولأسباب عديدة لم أتابع .. فماذا أصنع يا ابنة الصديق؟؟؟؟؟؟؟؟؟ باركك الرحمن ...
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 09:27]ـ
جزاكم الله كل خير.
جزاكم الله تعالى خيراً ... ولكنى سجلت قبل ذلك ونسيت كلمة الدخول .. ولأسباب عديدة لم أتابع .. فماذا أصنع يا ابنة الصديق؟؟؟؟؟؟؟؟؟ باركك الرحمن ...
بإمكانك أخي أن تدخل لمنتدى مشاكل التسجيل وعوائق الدخول وترسل للإدارة وسيرسلون لك (كلمة السر) على بريدك الذي سجلت به في الأكاديمية.
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 10:50]ـ
بارك الله فيك اخيتي
وفيكِ بارك الله أختي أم سلمى
جزاكم الله تعالى خيراً ... ولكنى سجلت قبل ذلك ونسيت كلمة الدخول .. ولأسباب عديدة لم أتابع .. فماذا أصنع يا ابنة الصديق؟؟؟؟؟؟؟؟؟ باركك الرحمن ...
بارك الله فيكم
ادخل على هذا الرابط , واكتب ايميلك الذي سجلت به في الأكاديمية , وسترسل لك كلمة السر إن شاء الله
http://islamacademy.net/accounts/ForgetPass.asp
أو تتبع رابط (هل نسيت كلمة السر؟) الذي يظهر لك عند إدخال كلمة سر خاطئة، لتُرسل له كلمة السر الخاصة بك عبر بريدك الالكتروني.
جزاكم الله كل خير.
وجزاكم مثله
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل الله تم فتح باب التسجيل في الفصل الدراسي الجديد بالأكاديمية الإسلامية المفتوحة, وهو الفصل الثاني للعام الثالث.
التسجيل في الأكاديمية (لمن لم يسجل فيها من قبل) على هذا الرابط:
هنا ( http://islamacademy.net/accounts/register.asp)
مواد الانتظام ومواد الانتساب المقررة لهذا الفصل, والتسجيل فيها على هذا الرابط:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=30)
http://forum.islamacademy.net/academynew/academynew_04.gif
وستبدأ إن شاء الله دروس هذا الفصل يوم السبت الموافق 23 صفر 1429هـ، الموافق أول مارس 2008م
الجدول الدراسي لدروس مواد الانتظام (البث المباشر):
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=12)
الدرس الأول: يبدأ الساعة الرابعة والنصف عصراً , بتوقيت مكة المكرمة
الدرس الثاني: يبدأ الساعة الثامنة والنصف مساءً , بتوقيت مكة المكرمة
وللمزيد عن الأكاديمية الإسلامية المفتوحة يراجع موقع الأكاديمية:
هنا ( http://islamacademy.net/arabic/index.asp)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أمل*]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 02:27]ـ
جزى الله الأكاديمية الاسلامية عنا خير الجزاء
ومما يميز الاكاديمية عن غيرها من باقي الجامعات المفتوحة ان مناهجها العلمية قوية ويدرس فيها العلماء المعروفين ويشهد لهم بالعلم والفضل أمثال الشيخ محمد عوض والشيخ سعد الحميد في علوم الحديث والشيخ عبالرزاق البدر وأحمد النقيب وناصر العقل في العقيدة والشيخ عبالمحسن الزامل وعياض السلمي في أصول وقواعد الفقه وفي الفقه سعد بن تركي الخثلان وعبدالله السلمي
وعبدالله العمار وفي اللغة محمد السبيهين، وغيرهم،حفظهم الله جميعا ووفق أكاديميتنا والقائمين عليها الى كل خير
ـ[أمل*]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:26]ـ
جزى الله الأكاديمية الاسلامية عنا خير الجزاء
ومما يميز الاكاديمية عن غيرها من باقي الجامعات المفتوحة ان مناهجها العلمية قوية ويدرس فيها العلماء المعروفين ويشهد لهم بالعلم والفضل
احدى الأخوات أكدت كلامي هذا، وهي تدرس الآن في الأكاديمية الاسلامية وجامعة المعرفة العالمية، وتقول من درس في الأكاديمية يسهل عليه الدخول في أي جامعة أخرى، لأن مناهجها قوية.
جزى الله الأكاديمية الاسلامية عنا خير الجزاء
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 03:02]ـ
جزاك الله خيرا أخت أمل
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلنت إدارة "الأكاديمية الإسلامية المفتوحة" عن فتح باب التسجيل للفصل الدراسي الثالث والأخير للعام الثالث
التسجيل في الأكاديمية (لمن لم يسجل فيها من قبل):
هنا ( http://www.islamacademy.net/accounts/register.asp)
التسجيل في مواد الفصل الدراسي الجديد:
هنا ( http://www.islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=30)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبومنصور]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 07:58]ـ
بارك الله فيك ... لمن سجل الان متى سوف يكون موعد امتحاناته؟
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 12:31]ـ
بارك الله فيك ... لمن سجل الان متى سوف يكون موعد امتحاناته؟
ذكر القائمون على الأكاديمية أن اختبارات هذا الفصل ستكون بعد عيد الأضحى إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:34]ـ
ذكر القائمون على الأكاديمية أن اختبارات هذا الفصل ستكون بعد عيد الأضحى إن شاء الله
بارك الله فيك .. اين اجد تفصيل ذلك في موقع الاكاديمية؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
أين القمر؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 09:01]ـ
أين القمر؟
للشيخ حماد بن محمد الأنصاري
المدرس بكلية الشريعة
أقوال السلف تومئ إلى أن القمر وغيره من الكواكب في فلك دون السماء
الحمد لله وكفى، وصلى الله على المصطفى، وبعد:
فعلى إثر الحادثة التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية وبلغت أخبارها أنحاء العالم وهي ما أشيع عن وصول الإنسان إلى سطح القمر، تساءل كثير من الناس عن القمر هل هو مغروز في السماء المبنية أو هو دون السماء؟
وانقسم الناس في ذلك إلى مصدق بهذا النبأ تصديقا كاملا وإلى مكذب به وربما تجاوز في ذلك إلى تفسيق القائلين بالصعود أو تكفيرهم بينما وقف فريق ثالث من أخبار هذه الحادثة موقف التثبت والإستبانة حيث أنه لا يمكنه إعطاء معلومات يقينية على الرحلة إلى القمر ولم يظهر لهم مقتضى النصوص الشرعية في ذلك لوجود ظواهر ألفاظ آيات يحسبونها تقتضي استحالة النزول على القمر ولوجد ما ذكر توقف هؤلاء عن التصديق والتكذيب.
هذا وقد قام فضيلة نائب رئيس الجامعة الإسلامية في هذا المجال بجهد مشكور أبان فضيلته أنه لا يعلم نصا صريحا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يمنع من وصول الإنسان إلى القمر، وما أحب أن أضيف زيادة إلى ما ذكره فضيلته فقد وفى البحث حقه، غير أني سبق أن جمعت في هذا الموضوع بعض النقول عن أئمة الإسلام وعلماء التفسير بمعالجة الموضوع من زاوية غير التي تناولها بالبحث والتحقيق فضيلته، وذلك أن بحثي في خصوص ما قرره علماء التفسير على بعض الآيات القرآنية المتعلقة بالأفلاك مما يبين أن القمر والشمس وغيرهما من الكواكب كل يسبحون دون السماء المبنية، وقد تناوله علماء الإسلام بالبحث فأبدوا فيه وأعادوا مما يدل على اطلاعهم وعمق تفكيرهم، وبعد نظرهم، وأنهم حينما يدرسون النصوص القرآنية يدرسونها ككل، ويحاولون التوفيق بين نصوصها، وأنهم بذلك قد خلفوا لنا ثروة فكرية وعلمية لا يمكن تقديرها، وأن التقصير والإهمال وعدم متابعة البحث كان ممن جاء بعدهم، وهذا هو ما دفعني إلى نشر هذه النقول ليشاركني في العلم بها إخواني من القراء الذين يعتزون بتراثهم الإسلامي؛ فأقول مستعينا بالله فإنه خير مستعان به:
إن الآيات التي تعرضت للقمر وغيره من الكواكب كثيرة أذكر منها خمس آيات وأقرنها بما روي عن السلف في تفسيرها مع ملاحظة أن مثل هذا التفسير ليس للرأي فيه مجال.
فالآية الأولى - من سورة الأنبياء قال تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
ذكر ابن جرير في تفسيره الجليل بسنده إلى ابن زيد أنه قال - في قوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} -: "أي الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس والقمر"، وقرأ ابن زيد قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً}، وقال تلك البروج بين السماء والأرض وليست في الأرض {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قال ابن زيد فيما بين السماء والأرض النجوم والشمس والقمر".
وقال القرطبي (ج 15 - ص33) قال الحسن البصري: "الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة ولو كانت ملصقة ما جرت".
قال القرطبي أيضا: "والأصح أن السيارة تجري في الفلك وهي سبعة أفلاك دون السماوات المطبقة التي هي مجال الملائكة وأسباب الملكوت فالقمر في الفلك الأولى ثم عطارد ثم الزهرة ثم الشمس ثم المريخ ثم المشتري ثم زحل والثامن فلك البروج والتاسع الفلك الأعظم " (ج11ـ ص 286).
وقال البغوي في تفسيره المعروف عند الآية المتقدمة الذكر آنفا {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}: "وقال آخرون - يعني من علماء التفسير - الفلك موج مكفوف دون السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم".
وقال السيوطي في الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور: "أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره وأبو الشيخ عن حسان بن عطية في قوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قال: "الشمس والقمر والنجوم مسخرة في فلك بين السماء والأرض".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما آية سورة يس: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} فقد ذكر ابن كثير في تفسيره المشهور أن عبد الرحمن بن زيد ين أسلم قال: "فيها يسبحون في فلك بين السماء والأرض"، وقال ابن كثير - بعد ذكره هذا الأثر - "ورواه بن أبي حاتم وهو غريب جدا بل منكر"، قلت: وليس بغريب ولا منكر لأنّ هذا الأثر روي عن عبد الرحمن بن زيد كما ذكره ابن كثير، وروي أيضا عن حسان بن عطية كما مرّ عند ابن أبي حاتم فانتفت الغرابة والنكرة، وأضف إلى هذا أن ابن جرير أسند هذا التفسير عن ابن زيد حيث قال: حدثني يونس قال أخبرني ابن وهب قال: قال زيد فذكره.
وأما آية سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً} الآية، فقد تقدم قريبا عند آية سورة الأنبياء أن ابن زهير قرأها وقال: "تلك البروج بين السماء والأرض وليس في الأرض".
وأما آية سورة نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً, وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} الآية…فقد قال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف للزمخشري: أخرج ابن مردويه في تفسيره من رواية حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أنّه قال: "إنّ الشمس والقمر ووجوههما مما يلي السماء وظهورهما مما يلي الأرض"، قلت: أخرجه الحاكم في مستدركه قال: أخبرنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا الحسين بن الفضل حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنه: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}، قال ابن عباس: "وجهه إلى العرش وقفاه إلى الأرض"، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ورمز له الذهبي في تلخيصه (م) يعني أنّه على شرط مسلم.
وقال السيوطي في الدر عند هذه الآية: أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} قال ابن عباس رضي الله عنه: "وجهه يضيء السماوات وظهره يضيء الأرض".
وقال السيوطي أيضا: "أخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب أنّه قال: اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب الأحبار وكان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال عبد الله بن عمرو لكعب الأحبار: "سلني عما شئت ولا تسألني عن شيء إلاّ أخبرتك بتصديق قولي من القرآن"، فقال له كعب الأحبار: "أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السماوات السبع كما هو في الأرض؟ ", قال: "نعم, قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً, وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} الآية.
وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق وعبد حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة واللفظ لابن جرير قال: حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: "إنّ الشمس والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} ".
وقال ابن جرير أيضا: حدثني محمد بن بشار قال ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة في قوله عز وجل: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} الآية، قال قتادة: ذكر لنا أن عبد الله ابن عمرو بن العاص كان يقول: "إن ضوء الشمس والقمر في السماء اقرؤا إن شئتم: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} الآية".
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: عبد الله بن عمر في الآية المذكورة: "إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض".
وروى ابن جرير من طريق هشام الدستوائي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو بن العاص هذا التفسير كما مرّ - وهي أعني الواسطة - شهر بن حوشب فانتفى التدليس عن رواية قتادة فصار الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص متصل السند ولم يبق فيه إلاّ شهر بن حوشب، قال صاحب الخلاصة: "وثقه يحي بن معين والإمام أحمد" وقال يعقوب بن سفيان: "شهر وإن قال عنه ابن عون تركوه فهو ثقة"، وقال الحافظ في التقريب: "صدوق كثير الإرسال والأوهام"، قلت: قال الذهبي:"قد ذهب إلى الاحتجاج به جماعة"، قال حرب الكرماني عن أحمد: "ما أحسن حديثه ووثقه"، قال أبو عيسى الترمذي: "قال محمد - وهو الإمام البخاري - شهر حسن الحديث وقوى أمره"، وقال أحمد بن عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الله العجلي: "ثقة شامي" وروى عباس الدوري عن ابن معين: "ثبت".
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبوالشيخ صاحب كتاب العظمة كما في الدر المنثور عن عطاء في قوله تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} قال عطاء: "إن القمر يضيء لأهل السماوات كما يضيء لأهل الأرض".
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن البصري في قوله تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} قال: "وجوههما في السماء وظهورهما إليكم"، ويعني بقوله في السماء أي في العلو فالسماء تطلق على معاني كثيرة منها السحاب كقوله عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً} يعني من السحاب، ومنها مجرد العلو، كقوله تعالى: {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} أي في العلو، ومنها السقف كقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء} الآية، أي إلى سقف البيت، ومنها المطر كقول الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
يعني إذا نزل المطر، وسمي المطر بالسماء لأنّه يأتي من علو، ومنها السماء المبنية كقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}.
وأخرج ابن المنذر كما في الدر المنثور عن عكرمة في قوله تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} قال عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما: "يضيء نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السماوات كلهن لصفائهن".
وأما آية سورة يونس: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً}، فقد أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس أنّه قال: "وجوههما إلى السماء وأقفيتهما إلى الأرض".
قال القرطبي في تفسيره: "إن وجه القمر إلى السماء وإذا كان كذلك فنوره في السماوات"، وقال: "معنى (نورا) أي لأهل الأرض ولأهل السماء"، وقال أيضا (ج11ص28): "قال ابن زيد الأفلاك مجاري النجوم والشمس والقمر وهي بين السماء والأرض"، وقال القشيري: "إن الشمس وجهها في السماوات وقفاها في الأرض".
قال الآلوسي في روح المعاني (ج17ص37) عند آية سورة الأنبياء التي تقدمت في أول البحث قال: "قال أكثر المفسرين: الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر"، وكذلك قال أبو حيان في البحر المحيط (ج6ص310).
وقال النسفي في تفسيره (ج3ص78) عند آية سورة الأنبياء ما نصه: "والجمهور على أن الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر".
فهؤلاء ثلاثة من أئمة الصحابة في مقدمتهم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم تومئ النقول المسند عنهم في تفسير الآيات المتقدمة إلى أنّ القمر والشمس وسائر الكواكب دون السماء المبنية في فلك يسبحون وليس مغروزة في السماء المبنية بل الذي في داخلها نورها لا جرمها.
كما أن سبعة من أئمة التابعين وتابعيهم: الحسن البصري، وأبو العالية والرياحي وعكرمة وقتادة وعطاء وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وحسان بن عطية ـ تصرح تفاسيرهم للآيات السابقة بأنّ جميع الكواكب بما فيها القمر والشمس كل في فلك دون السماء المبنية يجرون، وقد نقل عنهم هذه الروايات بأسانيدها العلماء من أئمة التفسير منهم: أبو جعفر بن جرير في تفسيره، وأبو القاسم البغوي، وابن كثير الدمشقي، والقرطبي، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والسيوطي في الدر، وأبو حيان في البحر المحيط والنسفي والآلوسي وغيرهم ممن يطول البحث بذكرهم.
هذا وفي قول عكرمة وعطاء في قوله عز وجل: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} في قولهما: "يضيء نور القمر فيهن كلهن"، دليل صريح على أنّ (فيهن) متعلق بقوله عز وجل (نورا) لا بـ (جعل) كما ظنه بعض المعاصرين، على أن تقديم المجرور على عامله في اللغة العربية وفي القرآن الكريم والسنة النبوية، من أمثلته قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} حيث تقدمت (فيها) على عاملها (خالدون) والتقدير والله أعلم بأسرار كتابه: هم خالدون فيها، هكذا (وجعل القمر فيهن نورا) أي وجعل القمر نورا فيهن، ولو استقصينا ما قيل في هذا الموضوع لطال بنا الكلام، ولكن نكتفي بهذا القدر وفيه الكفاية.
وننتقل إلى إمكان الصعود على القمر وغيره من الكواكب فنقول: هذه المسالة قد وفاها حقها من البحث فضيلة نائب رئيس الجامعة الإسلامية وبيّنها بيانا شافيا كافيا، إلاّ أنّه لا نصدق كل من ادعى الوصول إلى القمر حتى يثبت ذلك بخبر ثقات عدول، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} الآية.
هذا كل ما أستطيع أن أدلي به في مثل هذه الحادثة الغريبة في بابها وأقول كما قال الناظم:
وإذا لم تر الهلال فسلم لأناس رأوه بالأبصار
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 09:33]ـ
للشيخ العثيمين عليه رحمة الله تعالى رسالة صغيرة قديمة في هذه المسألة
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 10:49]ـ
بارك الله فيك ابن رجب ونفع بك، وللشيخ الشنقيطي كلام جد نفيس في إشارت حول هذا الموضوع عند تفسيره للآية (17) من سورة الحجر ويمكن متابعته من خلال هذا الرابط: http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=55&tSoraNo=15&tAyahNo=17&tDisplay=yes&Page=1&Size=1.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 05:57]ـ
بارك الله فيك وفي طرحك وبحثك
وسبحان الله القائل:
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 01:17]ـ
للشيخ العثيمين عليه رحمة الله تعالى رسالة صغيرة قديمة في هذه المسألة
بارك الله فيكم
هلا وضعتها لكي تتم الفائدة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 01:18]ـ
بارك الله فيك ابن رجب ونفع بك، وللشيخ الشنقيطي كلام جد نفيس في إشارت حول هذا الموضوع عند تفسيره للآية (17) من سورة الحجر ويمكن متابعته من خلال هذا الرابط: http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=55&tSoraNo=15&tAyahNo=17&tDisplay=yes&Page=1&Size=1.
شكر الله لكم هذه الجهود.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 01:20]ـ
بارك الله فيك وفي طرحك وبحثك
وسبحان الله القائل:
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
وفيكم بارك الله ,, ويسعدني مروركم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 07:01]ـ
بارك الله فيكم
هلا وضعتها لكي تتم الفائدة.
هي الرسالة الثالثة ضمن كتيب للشيخ عليه رحمة الله تعالى اسمه " رسائل في العقيدة "، ومحتواه عبارة عن ثلاث رسائل هي:
نبذة في العقيدة الإسلامية.
فتح رب البرية بتلخيص الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
رسالة في الوصول إلى القمر.
وهذا الكتيب يقع في 132 صفحة - بما فيها الفهرست - نشر وتوزيع دار الصفوة بالقاهرة، والذي عندي منه هو الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م
ولقد بحثت عنه بالشبكة أو بالشاملة ولم أعثر عليه، عسى أن تُوَفَّقَ في العثور عليه.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 03:50]ـ
هي الرسالة الثالثة ضمن كتيب للشيخ عليه رحمة الله تعالى اسمه " رسائل في العقيدة "، ومحتواه عبارة عن ثلاث رسائل هي:
نبذة في العقيدة الإسلامية.
فتح رب البرية بتلخيص الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
رسالة في الوصول إلى القمر.
وهذا الكتيب يقع في 132 صفحة - بما فيها الفهرست - نشر وتوزيع دار الصفوة بالقاهرة، والذي عندي منه هو الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م
ولقد بحثت عنه بالشبكة أو بالشاملة ولم أعثر عليه، عسى أن تُوَفَّقَ في العثور عليه.
جزاك الله خيرا ,, على هذه الافادة
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 08:39]ـ
جزانا وإياكم وأرجو أن تُوَفَّق بإذن الله تعالى
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم فائدة طيبة وجديدة بالنسبة لي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 05:22]ـ
جزانا وإياكم وأرجو أن تُوَفَّق بإذن الله تعالى
اللهم آمين
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 05:24]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم فائدة طيبة وجديدة بالنسبة لي
وأياكم أخي الكريم ,,, وهذا تواضع منك.(/)
حكم الذكر بالاسم المفرد ((الله الله ,هو ,هو)) لابن تيمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 06:38]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
وإنما الغرض هنا أن الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان كلامًا تامًا مفيدًا مثل: [لا إله إلا اللّه]، ومثل: [اللّه أكبر]، ومثل [سبحان اللّه والحمد للّه]، ومثل [لا حول ولا قوة إلا باللّه]، ومثل {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن: 78]، {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1]، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الحديد: 1] {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ} [الفرقان: 1].
فأما (الاسم المفرد) مظهرًا مثل: [اللّه، اللّه] أو [مضمرًا] مثل: [هو، هو]. فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضًا عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين.
وربما اتبعوا فيه حال شيخ مغلوب فيه، مثلما يروي عن الشبلي أنه كان يقول: [اللّه، اللّه].
فقيل له: لم لا تقول: لا إله إلا اللّه؟ /فقال: أخاف أن أموت بين النفي والإثبات.
وهذه من زلات الشبلي التي تغفر له لصدق إيمانه، وقوة وجده، وغلبة الحال عليه، فإنه كان ربما يجن ويذهب به إلى المارستان، و يحلق لحيته. وله أشياء من هذا النمط التي لا يجوز الاقتداء به فيها؛ وإن كان معذورًا أو مأجورًا، فإن العبد لو أراد أن يقول: [لا إله إلا اللّه] ومات قبل كمالها لم يضره ذلك شيئًا؛ إذ الأعمال بالنيات؛ بل يكتب له ما نواه.
وربما غلا بعضهم في ذلك حتى يجعلوا ذكر الاسم المفرد للخاصة، وذكر الكلمة التامة للعامة،
وربما قال بعضهم: [لا إله إلا اللّه] للمؤمنين، و [اللّه] للعارفين، و [هو] للمحققين، وربما اقتصر أحدهم في خلوته أو في جماعته على [اللّه، اللّه، اللّه].
أو على [هو] أو [يا هو] أو [لا هو إلا هو].
وربما ذكر بعض المصنفين في الطريق تعظيم ذلك. واستدل عليه تارة بوجد، وتارة برأي، وتارة بنقل مكذوب، كما يروي بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لقن عليّا بن أبي طالب أن يقول: [اللّه، اللّه، اللّه]. فقالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثًا. ثم أمر عليًا فقالها ثلاثا. وهذا حديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث.
/وإنما كان تلقين النبي صلى الله عليه وسلم للذكر المأثور عنه، ورأس الذكر: (لا إله إلا اللّه)، وهي الكلمة التي عرضها على عمه أبي طالب حين الموت. وقال: (ياعم، قل: لا إله إلا اللّه، كلمة أحاج لك بها عند اللّه)، وقال: (إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجد روحه لها روحًا)، وقال: (من كان آخر كلامه لا إله إلا اللّه دخل الجنة)، وقال: (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا اللّه دخل الجنة)، وقال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدًا رسول اللهّ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللّه) والأحاديث كثيرة في هذا المعنى.
وقد كتبت فيما تقدم من [القواعد] بعض ما يتعلق بهاتين [الكلمتين] العظيمتين الجامعتين الفارقتين: شهادة أن لا إله إلا اللّه، وشهادة أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا.
فأما ذكر [الاسم المفرد] فلم يشرع بحال، وليس في الأدلة الشرعية ما يدل على استحبابه.
وأما ما يتوهمه طائفة من غالطي المتعبدين في قوله تعالى: {قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ} [الأنعام: 91]، ويتوهمون أن المراد قول هذا الاسم فخطأ واضح؛ ولو تدبروا ما قبل هذا تبين مراد الآية، فإنه سبحانه قال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ} [الأنعام: 91] أي: قل: اللّه أنزل الكتاب الذي جاء به موسى. فهذا كلام تام، وجملة إسمية مركبة من مبتدأ وخبر، حذف الخبر منها لدلالة السؤال على الجواب.
وهذا قياس مطرد في مثل هذا في كلام العرب كقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ} الآية [الزمر: 38]، وقوله: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 60]، وكذلك ما بعدها وقوله: [قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون اللّه] على قراءة أبي عمرو، وتقول في الكلام: من جاء؟ فتقول: زيد. ومن أكرمت؟ فتقول: زيدًا. وبمن مررت؟ فتقول: بزيد. فيذكرون الاسم الذي هو جواب من، ويحذفون المتصل به، لأنه قد ذكر في السؤال مرة، فيكرهون تكريره من غير فائدة بيان، لما في ذلك من التطويل والتكرير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 04:33]ـ
فأما (الاسم المفرد) مظهرًا مثل: [اللّه، اللّه] أو [مضمرًا] مثل: [هو، هو]. فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضًا عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:18]ـ
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟ ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين (ابتسامة)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:19]ـ
لكن ابقى اردد الله الله
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:24]ـ
صحيح مسلم [جزء 1 - صفحة 131]
234 - (148) حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله
مسند أحمد بن حنبل [جزء 3 - صفحة 162]
12682 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين
مصنف عبد الرزاق [جزء 11 - صفحة 402]
20847 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله
شعب الإيمان [جزء 1 - صفحة 396]
524 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني الآدمي بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ثنا عبد الرزاق
قال: و حدثنا أبو بكر بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله
رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق
و في رواية حماد بن سلمة عن ثابت في هذا الحديث: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله
مسند عبد بن حميد [جزء 1 - صفحة 373]
1247 - أنا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله
كيف نوازن بين الاحاديث الواردة وقول الامام؟ ارجو القول الفصل في ذلك؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:03]ـ
الجواب اخي الكريم
فعلا استدل بعضهم على مشروعية هذا الذكر بماذكرت:
وهوما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ) رواه مسلم (148)
وليس في الحديث دليل على الذكر بالاسم المفرد، وذلك من وجوه:
1 - أن بعض الرويات جاء فيها: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه)
وهي رواية أحمد في "المسند" (3/ 268)، وابن حبان في صحيحه (15/ 262) والحاكم (4/ 540)
بل هي إحدى روايات مسلم كما نقله القاضي عياض من رواية ابن أبي جعفر. انظر النووي في "شرح مسلم" (2/ 178)
فهذه الرواية تفسر الرواية الأولى، فيكون المعنى: لا تقوم الساعة على الموحدين الذين يقولون: لا إله إلا الله.
2 - لا يجوز أن يكون المراد بالحديث: أن الساعة لا تقوم على من يذكر الله باسمه المفرد، وتقوم على من يذكرون بغير ذلك، فإن غاية ما يُزعم هو استحباب الذكر بالاسم المفرد، وليس فرضيته، فكيف يكون مدار النجاة من هول قيام الساعة على أمر مستحب؟!
3 - عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس).
رواه مسلم
اي انها تقوم الساعة على غير الموحدين والله اعلم
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 07:48]ـ
ولابن القيم كلام في الموضوع - أظنه في طريق الهجرتين وباب السعادتين -:
"ذكر الله بالاسم المفرد الله الله لم يشرع، وبالضمير المضمر هو هو من الهوس"
كذا قال أو نحو ذلك رحمه الله تعالى
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 11:49]ـ
أظن أن معنى الحديث " لا يقال الله الله " أي أن الساعة تقوم على أناس لا يعرفون الله عز وجل ولا يأتي ذكره على ألسنتهم والله أعلم.
ولكن ما الحكم إذا جرى هذا الذكر (بلفظ الجلالة المجرد) على اللسان بدون نية أو قصد التعبد، فقد حدث ذلك مع من لا أتهمه بالكذب أنه وفي غمرة المرض وبعد إجراء عملية جراحية أخذ يردد اللفظ المشرف مجرداً لأنه يستشعر راحة وطمأنينة معه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 11:59]ـ
الرقم المسلسل: 3330
الموضوع: الموضوع (672) حلقات الذكر.
المفتي: فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي
السؤال:
قوم يذكرون الله تعالى بلا إله إلا الله بمد هاء إله وأحيانا يثبتون ياء فى إله فيقولون إيلاها مع مد الهاء أيضا. وتارة يذكرون بأه آه ويسمون ذلك باسم الصدر، ويذكرون بحى حى بتخفيف الياء وبمجرد الحلق من غير أن نعرف ما ينطقون به. والله بقصر اللام، واستندوا فى ذلك كله لكتاب وضعه بعض من المدعى أنه من الشاذلية أباح فيه جميع ماتقدم وعزا ذلك الجواز لابن حجر، فهل يجوز الذكر بهذه الصيغ المذكورة مع اعمتاد ما فى هذا الكتاب وصحة ما نسبه لابن حجر على زعمه أم هو ذكر باطل.
الجواب:
اتفق جميع أهل العلم سلفا وخلفا على أن الذكر الملحون ليس ذكرا شرعيا فلا ثواب فيه. وقد نص على ذلك غير واحد كسيدى مصطفى البكرى وأما ما نسب للعلامة ابن حجر فهو برىء منه. وبناء على ما ذكر لا يجوز الذكر بشىء من الألفاظ المذكورة بهذا السؤال إلا بلفظ هو، ولفظ حى، بشرط تشديد الياء من حى، لأنه هو الاسم يطلق على الله سبحانه وقد ورد بلفظه فى القرآن كذلك. وقد نص الإمام الرازى فى تفسير قوله تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه} الأعراف 180، إن من الإلحاد أن يسمى الله تعالى باسم غير اسمه وجميع أسمائه سبحانه توقيفية. فلا يجوز أن يذكر الله بمالم يرد إطلاقه عليه فى القرآن والأحاديث الصحيحة. وأما جميع الألفاظ المذكورة بهذا السؤال فلم يرد واحد منها فى القرآن ولا فى الأحاديث الصحيحة اسما الله تعالى إلا لفظ هو، حى مشددا، ولفظ الجلالة مع مد لامه الثانية مدا طبيعيا مع عدم مد همزة الوصل فى أوله. وأما مد هاء إله أو إثبات ياء بعد الهمزة فهو لحن محض فلا يجوز الذكر به. والله تعالى أعلم.
http://www.dar-alifta.org/viewfatwa.aspx?ID=3330
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:10]ـ
اخي الكريم شريف شلبي
تقول ولكن ما الحكم إذا جرى هذا الذكر (بلفظ الجلالة المجرد) على اللسان بدون نية أو قصد التعبد
اقول لاباس بذلك ا ذا كان من دون نية اوبغيرقصد التعبد
لان التعبد بذلك على انه من الاذكار بدعة
اخي الكريم شتا العربي نقلت الفتوى المذكورة وفيها ((وبناء على ما ذكر لا يجوز الذكر بشىء من الألفاظ المذكورة بهذا السؤال إلا بلفظ هو، ولفظ حى، بشرط تشديد الياء من حى))
اقول هات دليلامن السنة الصحيحة على هذا الاستثناء اي جواز الذكر ب ((هو هو او حي حي))
وكيف خفيت على اهل العلم امثال الامام ابن تيميية
فهاهي دوواين السنة موجودة ومحفوظة بحمد الله
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:50]ـ
ولابن القيم كلام في الموضوع - أظنه في طريق الهجرتين وباب السعادتين -:
"ذكر الله بالاسم المفرد الله الله لم يشرع، وبالضمير المضمر هو هو من الهوس"
كذا قال أو نحو ذلك رحمه الله تعالى
وهل الامام ابن القيم (رحمه الله) معصوم؟ ام انه لا يتعرض عليه احد - مع اعتزازي به فهو الامام المجدد-لانه بقول الامام مالك (رحمه الله): (كل انسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) اوكما قال انا لم اقل من نفسي كلها احاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وانا لست معترضا انا طالب علم
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:59]ـ
الجواب اخي الكريم
فعلا استدل بعضهم على مشروعية هذا الذكر بماذكرت:
وهوما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ) رواه مسلم (148)
وليس في الحديث دليل على الذكر بالاسم المفرد، وذلك من وجوه:
1 - أن بعض الرويات جاء فيها: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه)
وهي رواية أحمد في "المسند" (3/ 268)، وابن حبان في صحيحه (15/ 262) والحاكم (4/ 540)
بل هي إحدى روايات مسلم كما نقله القاضي عياض من رواية ابن أبي جعفر. انظر النووي في "شرح مسلم" (2/ 178)
فهذه الرواية تفسر الرواية الأولى، فيكون المعنى: لا تقوم الساعة على الموحدين الذين يقولون: لا إله إلا الله.
2 - لا يجوز أن يكون المراد بالحديث: أن الساعة لا تقوم على من يذكر الله باسمه المفرد، وتقوم على من يذكرون بغير ذلك، فإن غاية ما يُزعم هو استحباب الذكر بالاسم المفرد، وليس فرضيته، فكيف يكون مدار النجاة من هول قيام الساعة على أمر مستحب؟!
3 - عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس).
رواه مسلم
اي انها تقوم الساعة على غير الموحدين والله اعلم
تعلمنا من مشايخنا ان عدم التأويل أولى من التأويل فما الداعي إلى هذا التأويل الذي فيه تكلف
ام يقل الله لرسوله (واذكر اسم ربك) فما هو اسم الرب المعروف والذي يخطر ببال كل مسلم
(الله) ثم ان الاحاديث نص (ولا اجتهاد في موضع النص) ويضاف الى ذلك أن َّ الامام ابن تيمية ليس معصوما - مع اعتزاز به وبتلاميذه وان فضله لا ينكره احد - لكن اريد القول الفصل ولماذا نؤول الحديث وان اولنا فهذا يجر الى امور اخرى نؤل بها على ما نريد لا على ما يريده الله ويريده الرسول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 11:12]ـ
اخي الكريم تقول تعلمنا من مشايخنا ان عدم التأويل أولى
اقول هذا ليس تاويلا وانما هوجمع بين النصوص والروايات يفسر بعضها بعضا
فحديث
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ) رواه مسلم (148
بفسره حديث
(لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه)
وهي رواية أحمد في "المسند" (3/ 268)، وابن حبان في صحيحه (15/ 262) والحاكم (4/ 540
والاحاديث واردة في الاخبار عن من تقوم عليهم الساعة وليست تعليم من النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه الاذكار
يقولوها عند النوم اوالاستيقاظ اوغيرذلك
تقول ويضاف الى ذلك أن َّ الامام ابن تيمية ليس معصوما وهل قلنا انه معصوم ولكنه اعلم مني ومنك بكثير
بنصوص الشرع شهد له بسعة العلم علماء عاصروه واخرون جاءوابعده رحمه الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:32]ـ
سامح الله العجلة وصدق القائل: (في العجلة الندامة)!
اخي الكريم شتا العربي نقلت الفتوى المذكورة وفيها ((وبناء على ما ذكر لا يجوز الذكر بشىء من الألفاظ المذكورة بهذا السؤال إلا بلفظ هو، ولفظ حى، بشرط تشديد الياء من حى))
اقول هات دليلامن السنة الصحيحة على هذا الاستثناء اي جواز الذكر ب ((هو هو او حي حي))
وكيف خفيت على اهل العلم امثال الامام ابن تيميية
فهاهي دوواين السنة موجودة ومحفوظة بحمد الله
مشرفنا الحبيب عساك بخير وكل العام وأنتم بخير
ليست هناك أدلة ولا يصح الاستثناء المذكور في الفتوى التي سبق ونقلتُها وهي خطأ قطعًا وأظن أن فيها تحريفًا في بعض ألفاظها وعباراتها لأن بعض عباراتها يلزم منها غير ما يلزم من الأخرى عند التدبر.
حيثُ جعلت الفتوى الأسماء توقيفية (وهذا حق) ثم صرحت بجواز الذكر بلفظ (هو) ولفظ (حيّ) فلعل المقصود (هو حيّ) معًا وليس بانفراد كل منهما عن الأخرى.
على كلٍّ يظهر لي أنه ربما لحق الفتوى بعض التحريف في الكتابة أو ما شابه فالله أعلم.
مشرفنا الحبيب: لم أنقل الفتوى للمخالفة وإنما نقلتُها لإثراء الموضوع والتعليق عليها منكم ومن الأفاضل ليحصل التنبيه والفائدة إن شاء الله تعالى.
ولكني تعجّلتُ بإرسال المشاركة في الموقع وظننتُ أنني كتبتُ هذا التنبيه قبل الفتوى، ولم أراجع المشاركة بعد إرسالها فجاءت كما ترى
فصدق القائل: وفي العجلة الندامة!
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا وإياك وسائر المسلمين كل أسباب الندامة ويحفظنا وإياك وسائر المسلمين من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل شتا العربي شكرا لك.و بارك الله فيك ...
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا وإياك وسائر المسلمين كل أسباب الندامة
ويحفظنا وإياك وسائر المسلمين من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن(/)
هل التنكير في (ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ... ) هو للتنويع أو للتفخيم؟
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 07:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته //
أميل لترجيح أيٍّ منهما على رأي: أنه مضاف إلى مقدَّر.
فأيهما أليق في سبب تنكير (حسنةً): التنويع أم التفخيم؟
مع ذكر المرجِّح أيضاً، لأستفيد
جزاكم الله خيراً يا إخوة
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 03:26]ـ
أخي سمعت حديثا للرسول لا أذكر نصه ولكن ما أذكره أنه حول الغني الشريف في الناس والفقير المفقود في الناس وفي آخره أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الفقير قد أوتي حسنة فأظن أنها الحسنة التي في الآية أي كما أفهم والله أعلم آتنا من الدنيا حسنة النجاة منها وفي الآخرة حسنة الحصول عليها. وأظن أني قرأت شيئا كهذا في رسالة لأبي الفهد العرفي.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 06:14]ـ
قال ابن كثير عقب الآية:
" فجمعت هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا، وصرَفت كلّ شر فإن الحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا."انتهى بلفظه
وقد ساق - قبله - إمام المفسرين - الطبري - تفاسير عدة بأسانيدها تدل على تنوع المراد بالحسنة في الدنيا.
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 07:56]ـ
أقول لك أخي الفاضل لكن لا يخفى عليك أن الاحتجاج في التفسير إنما يكون بالآية المفسرة للآية أو بالحديث المفسر للآية أو بقول صحابي ثابت عنه في تفسير الآية وما بخلاف ذلك فهو أمر يتسع ولا يتوقف فيه على أقوال المفسرين خاصة عمن اشتهروا بالنقل التجميعي، وأما جاء في نقلك عن ابن كثير في قوله (الحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي) فلماذا لا يرد أن تكون كل مطلوب يدرك به جنة الآخرة فتكون وسيلة إلى حسنة الآخرة (أي) آتنا في الدنيا حسنة التوفيق إلى حسن طاعتك وفي الآخرة حسنة قبول هذه الطاعة بعد أن وفقتنا إليه .. إذ الدنيا ليست مقصد لأهل الإيمان الكامل بل هي قنطرة بين عالم الذر وعالم الآخرة والتفكير فيها كدار إقامة تفكير مذموم فهي ليست دائمة لأحد .. هذا والله أعلم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 10:15]ـ
بارك الله فيك، ما تقوله يدخل ضمن ما ساقه الإمام ابن كثير عليه رحمة الله تعالى.
إذ أن ما ذكره - كله - هو وسيلة المؤمن الصالحة إلى الارتقاء في الآخرة إذ قال (من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل).
وكل هذا يمتطيه المؤمن وينتفع به للعلو في الآخرة.
وأما التفسير بالمأثور فكما ذكرته لك أيضا من أن الطبري ساق ما تريد، فعليك به.
جزاكم الله خيرا
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 05:25]ـ
دار رحبة، ورزق واسع، ومركب هنيء، وثناء جميل .... هذه كلها فتن ينبغي الحذر منها إن وقع المرء فيها والتوقي منها ما كانت بعيدة عن المرء، وهذا ما كان عليه غالب السلف أن وسائل الدنيا غالبا ما تفتن وغالبا ما يحذر منها، وأن الآخرة إنما تدرك بالزهد في الأولى وعلو الأولى نقصان في الآخرة ولو كانت خيرا لسبقنا الرسول إلى ذلك صلى الله عليه وسلم فهو أقوى من يملك ضبط زمام الدنيا! وكان في يده أن يوسع داره وما فعل! وكان في يده أن يحيا في سعة وما فعل! فماذا تقول؟؟
ـ[حمد]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 05:02]ـ
جزاكم الله خيراً يا إخوة.
روح المعاني ج2/ص91
والظاهر أن الحسنة وإن كانت نكرة في الإثبات -وهي لا تعم- إلا أنها مطلقة فتنصرف إلى الكامل، والحسنة الكاملة في الدنيا ما يشمل جميع حسناتها وهو توفيق الخير. وبيانها بشيء مخصوص ليس من باب تعيين المراد؛ إذ لا دلالة للمطلق على المقيد أصلاً، وإنما هو من باب التمثيل وكذا الكلام في قوله تعالى: (وفي الآخرة حسنة) فقد قيل: هي الجنة وقيل: السلامة من هول الموقف وسوء الحساب وقيل: الحور العين وهو مروي عن علي كرم الله وجهه وقيل: لذة الرؤية وقيل وقيل، والظاهر: الإطلاق وإرادة الكامل، وهو الرحمة والإحسان.انتهى
أتمنى من أحد الإخوة أن يشرح لي ما لوّنته بالأزرق، ليثبت في ذهني.
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 01:05]ـ
والتنكير في (حسنة)؛ للتعظيم
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:VDk6JLJNGHAJ:sh .rewayat2.com/tafseer2/Web/1011/011.htm+%22%D9%88%D8%A7%D9%84% D8%AA%D9%86%D9%83%D9%8A%D8%B1+ %D9%81%D9%8A+%D8%AD%D8%B3%D9%8 6%D8%A9%22&cd=3&hl=ar&ct=clnk&gl=sa(/)
التهليل بعد الصلوات الخمس (ثلاث مرات)
ـ[الغامدي1]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 01:51]ـ
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند انصرافه من الصلاة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) [ثلاث مرات] قال: وكان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات)
رواه البخاري بلفظه في كتاب الرقاق.باب ما يكره من قيل وقال برقم 6473
وزيادة (ثلاث مرات) في طبعة دار السلام ودار الفكر وفي نسخة البخاري المطبوعة مع إرشاد الساري للقسطلاني ونسخة الباري المطبوعة مع عمدة القاري للعيني وليست هذه الزيادة في الطبعة السلفية المطبوعة مع فتح الباري
وسمعت الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله أثناء شرحه للبخاري لحديث رقم 6473 وشرحه للروض المربع 2/ 85 يقول: ((وفي رواية عبد بن حميد في مسنده ثلاث مرات)) ثم قال ((وليست في الصحيح وإنما هي لعبد بن حميد بإسناد جيد , وقال مرة.لا بأس به. والحديث قد رواه مسلم أيضا بدون هذه الزيادة برقم593
أفاده د. سعيد بن وهف القحطاني.صلاة المؤمن 1/ 236
ـ[الغامدي1]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 01:45]ـ
الإخوة المشايخ / إذا كان الحديث ثابت إما في البخاري أو في مسند عبد بن حميد كما هو رأي العلاة ابن باز فلماذا لم يذكر الشيخ تثليث التهليل في مطبوعة أذكار الصلاة المشهورة عن الشيخ رحمه الله(/)
مسألة في قبول الأعمال؟
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي علماء أهل السنة في مسألة قبول أعمال المؤمن المطيع هل هو قطعي أم ظني؟
وهل قبول توبة المؤمن العاصي مقطوع بها أم مظنون؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 04:11]ـ
هو قطعي من حيث الأصل العام في قبول أعمال المتقين ,قال تعالى"إنما يتقبل الله من المتقين" .. فهذا هو القطعي
لكن خشية المؤمن وصدق إيمانه .. يجعله يخاف ألا يقبل عمله.قال تعالى"الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"
وليس معنى هذه الخشية .. إساءة الظن بالله والعياذ بالله,,لأن المؤمن يطير بجناحي الخوف والرجاء"ويدعونه رغبا ورهبا"
وقال الله في الحديث القدسي"أنا عند حسن ظنّ عبدي بي"
وطبّق ما سبق .. على السؤال الثاني
وتأمل في الأدلة جميعا .. ينفتح لك بإذن الله جماع المسألة ..(/)
فصلٌ في حذف الألقاب في الدعاء!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 06:08]ـ
فصلٌ في حذف الألقاب في الدعاء!
هذا ـ فيما يبدو لي ـ أدبٌ شرعيٌّ لطيف ...
وهو أن من فقه الرجل في السنة، أنه إذا دعا لشخصٍ يحبه ويعظمه، حَذَفَ ألقاب التعظيم والتبجيل، فلا يقول:
اللهم اغفر لفضيلة الشيخ فلان، أو لجلالة الرئيس فلان!
أو: اللهم ارحم صاحب الفضيلة العلامة فلان!
أو اللهم ارحم شيخنا وإمامنا فلان!
وغيرها من الأدعية الاستعراضية ... الشائعة
بل يقول: اللهم اغفر لعبدك، أو لأمتك
هذا هو ظاهر السنة كما هو معلوم.
ذلك أن المقام مقام إظهار افتقار للرب جل وتعالى:
واللهُ أكرمُ من رجوتَ نوالَه **** والله أعظمُ من ينيل نوالا
ملكٌ تواضعت الملوك لعزِّه **** وجلالِه سبحانه وتعالى
فأما ما يراد به التعريف من الألقاب فظاهر السنة أنه لا حرج، كأن تقول: اللهم انصر المجاهدين، أو وفّق الدعاة إلى سبيلك، كما في حديث: اللهم ارحم الأنصار.
كان هذا في خاطري منذ سنين، ولم أجد له شاهداً سلفياً فيما مضى، فكتمته، وبينما أنا أتصفح أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني ـ رحمه الله ـ وجدته يروي بإسناده:
عن إسماعيل بن محمد المستملي، قال: كنت أقرأ على الشيخ الإمام أبي بكر بن حامد، فقلتُ: ورضي الله عن الشيخ الإمام وعن والديه، فقال: لا تعظمني عند ذكر ربي "اهـ[ص100].
وانظر الأثر الذي قبله أيضاً، [ص 99].
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 06:10]ـ
وهذا مما يستأنس به من فعل المخلوقين بعضهم مع بعض، والمثل الأعلى لله وحده:
حكي أنه " دخل زياد على معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعنده ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فلم يسلم زياد عليه، فقال له ابن عباس: ما هذا الهجران يا أبا المغيرة؟
فقال: ما هاهنا بحمد الله سوء ولا هجران، ولكنه مجلس لا يقضى فيه إلا حق أمير المؤمنين وحده "اهـ
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:46]ـ
هذه الحكاية يتاكد من ثبوتها وان ثبتت فهي خلاف السنة
لان الاصل في السلام ان يكون على جميع الحاضرين يسلم القليل على الكثير
والصغير على الكبير وهكذا ويسلم حتى على من لم يعرفه
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
رواه البخاري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
رواه مسلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 07:58]ـ
شكر الله لكم يا شيخ خالد هذه الإفادة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 10:06]ـ
/// حيا الله أباعبدالله وجزاه خيرًا على هذه الفائدة ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 10:50]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة، بل وعلى تجلية هذا المعنى الذي الذي يختلج في النفس -كما ذكرت- منذ أمد
وهذا -كما تفضلت- لا يحتاج إلى دليل بقدر احتياجه إلى معرفة آداب الدعاء وتعظيم الله عز وجل ..
وقد تذكرت قصة استسقاء المنذر بن سعيد البلوطي رحمه الله ولعل فيها ما يُفيد في هذا المعنى
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:02]ـ
هذه الحكاية يتاكد من ثبوتها وان ثبتت فهي خلاف السنة
جزاك الله خيراً: وتوضيحاً أقول: أعلم أن هذا خلاف السنة قطعاً، ثبتت القصة أو لم تثبت ...
وإنما أوردتها لا للاحتجاج بأصل الفعل، وإنما لتوضيح أن الناس يتأدبون في حضرة البشر بمثل هذا، فالله جل وعلا أولى ... هذا غاية القصد ...
وإليكم هذه القصة التي أوردها الفقيه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتابه الجليس الصالح في المجلس الستين منه، والتعليق المهم الذي ذكره، مما يوضح المراد:
" وقد ذُكر أن بعض جلساء الرشيد شمت الرشيد وقد عطس، فقال له بعض الحاضرين: لا ينبغي أن تفعل مثل هذا، ولا تخاطب أمير المؤمنين بما يقتضي منه تكلف الرد، وأن بعضهم قال: أصاب المشمت السنة وأصاب المعترض عليه أدب المجالسة للسلطان.
قال القاضي أبو الفرج: قد أصاب المشمت في هذه القصة إصابةً مطلقةً لا خطأ فيها ولا شريطة، وأخطأ الراد عليه والمعتذر لمن نهاه والموبخ له، ولو كان الأمر على ما ذكره لكان ينبغي للناس ترك السلام على أئمتهم إذا دخلوا عليهم والكف عن تعزيتهم وتهنئتهم، وأحق من شمت ودعي في مواطن الدعاء له أمير المؤمنين، وأولى من سارع إلى تحية المسلم بأحسن منه تحيته أو مثلها كما أمر الله عز وجل وبادر بتأدية الفرض فيه وفي ما جرى مجراه من التشميت وغيره أئمة الدين. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد على من شمته من أمته وأهل ذمته ويشمت من عطس من المسلمين بحضرته، وروي أن اليهود كانوا يتعاطسون عنده رجاء أن يدعو لهم. وعلى نحو ما وصفنا مضت الأئمة الراشدون والسلف الصالحون والخلفاء المهديون. وذكر أن الحجاج بن يوسف قال للناس يوماً: بلغني أن أمير المؤمنين عبد الملك عطس فشمته من حوله فرد عليهم، فيا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً. وروى بعضهم أنه كتب بهذا القول والأمنية إلى عبد الملك. وأكثر من يشير في هذه الأمور بغير الحق من لا رأي له ولا أمانة ولا للأئمة عنده موالاة ولا نصيحة. وقد تجاوزوا هذا الحد إلى السعي فيما يقدح في المملكة ويشعث أسباب الخلافة، ولكن ما الحيلة إذا كان الرأي في يد من يملكه ويتمكن من تصريفه على هواه فيه دون من يعرفه ويضطلع في ترتيبه مرتبته وإنزاله منزلته ويؤثر الحق على نفسه وأقربيه ولا يخاف لومة لاثم.
قال القاضي: وما أتى في سنة العطاس وما ندب فيه العاطس وأرشد إليه وصفة التشميت والرد على المشمت من الآثار والرواية والاخبار ومنظوم الأشعار أكثر من أن يحيط امرؤ به في مثل هذا الموضع "اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 06:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.اخي. أبو عبدالله النجدي
شكرا لك. و بارك الله فيك
على التوضيح والبيان ...
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 10:56]ـ
جزيتم خيراً شيخنا الفاضل:
وهذا ملاحظ حتى في الدعاء الوارد لرسول الله صلى الله عليه وسلم كالصلاة والتشهد والدعاء عقب الأذان وغير ذلك لكن جرى على ألسنة العامة بل وكثير من أهل العلم في مصنفاتهم في الغابر والحاضر التسويد.
وقد جاء الدعاء بالتكنية كما في قوله اللهم اغفر لأبي سلمة؛ عبدالله بن عبدالأسد بن هلال المخزومي رضي الله عنه.
والتكنية عند العرب ضرب تكريم، كاللقب الحسن.
وقريب من هذا الدعاء للوالد باسم الأبوة كـ"غفر لأبي" أو "والديّ" ولعل الأدب يقتضيه دون ذكر اسمه مجرداً.
وقد يقال لعل بعض الألقاب التي تخلع على أهل العلم والفضل اليوم سواء في الدعاء أو غيره لم تكن في سابق العهد لا في الدعاء ولا غيره، فلم يكن يقال: اللهم اغفر لإمام العلم العلامة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كما لم يكن يقال ذلك في حياته لعدم جريان العرف به. لكن بعض هذا اليوم في عرف الناس ضرب من ضروب الأدب والتوقير، وهو مأمور به إجمالاً، ونظيره أنه لم يكن في عرفهم أن يقال لأمراء المسلمين أصحاب السمو ولا لرؤسائهم أصحاب الفخامة، ثم جرى هذا وهذا اليوم وعد ضرب تكريم يليق بهؤلاء.
وبعد فهذه خواطر أحببت أن أثبتها كما هي من غير تمحيص مع تنبيه أخير إلى أن هذا شيء والدعاء لأهل صفة معينة كالشهداء والصالحين والذين تابوا أوالأئمة وولاة الأمور شيء آخر لا يتعلق مقال الشيخ به.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 12:59]ـ
الشيخ حارث رعاه الله ...
ممتن أنا للفوائد التي تفضلتم بها ... وأزيد هنا أن:
البحث - كما لا يخفاكم - ليس في ألقاب التعريف، إنما في ألقاب التعظيم والتفخيم
كما أنه ليس في استعمال ألقاب التعظيم ابتداء، وإنما في إيرادها في مقام الدعاء داخل الصلاة أو خارجها.
كما أنه - كما أسميته - (أدب)، فهو من جملة الآداب التي تراعى ... وقد تترك بعض الآداب أحياناً لغرض صحيح، والله أعلم
حفظكم الله
================
ومما يشكر لإمام الحرم الشيخ السديس أنه في دعائه هذه السنة دعا بقوله: اللهم وفق عبدك عبد الله بن عبد العزيز ....
وفقه الله(/)
«تَكرارُ الحَجِّ والرُّؤْيَةُ الشَّرْعِيَّة»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ
«تَكرارُ الحَجِّ والرُّؤْيَةُ الشَّرْعِيَّة»
لصاحب الفضيلة شيخنا الشّيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان
ـ سلّمهُ اللَّهُ تعالى ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الحج عبادة عظيمة تجمع بين العبادة البدنية والعبادة المالية وهو من أنواع الجهاد في سبيل الله إلا أنه لا قتال فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام وحج البيت واجب كل سنة على الأمة لقوله تعالى: ((ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)) فهو من هذه الناحية فرض كفاية وأما بالنسبة للأفراد فالحج مرة واحدة في العمر على المستطيع كما قال تعالى: ((من استطاع إليه سبيلا)) وقال صلى الله عليه وسلم: (الحج مرة واحدة. وما زاد فهو تطوع) وهذا من رحمة الله سبحانه فإنه لما كان الحج يحتاج إلى مال ينفق فيه وإلى قوة بدنية ويحتاج إلى سفر من مسافات بعيدة جعله الله مرة واحدة في العمر. فمن استطاع الحج بدنيا ومالياً وجب عليه أن يباشر الحج بنفسه.
ومن استطاعه ولم يستطعه بدنيا لعجز بدني مستمر فإنه يوكل من يحج عنه ويقوم بتكاليف الحج من ماله.
وأما تكرار الحج فهو مستحب إذا لم يترتب عليه أضرار بدنية بسبب الزحام الشديد والأخطار المترتبة على ذلك.
فإذا كان هناك أضرار فترك الحج النافلة أفضل لاسيما وهناك أعمال خيرية كثيرة ومجال واسع لمن يريد الخير من إطعام المحتاجين وإعانة المعسرين والإسهام في المشاريع الخيرية النافعة. وأيضاً لا بد من التقيد بالأنظمة التي وضعتها الدولة لمصالح الحجاج كتحديد عدد الحجاج لكل دولة. فلا تجوز مخالفة هذا النظام والحج من غير ترخيص وتعريض الإنسان نفسه للمسئولية التي قد يرتكب بسببها محظورات في الإحرام. ولا يؤدي الحج على الوجه المطلوب بسبب كثرة الزحام مما يجعله يترخص في أداء المناسك فيكون حجة ناقصاً وقد يكون غير صحيح بسبب ما يترك من المناسك أو لا يؤديه على الوجه المطلوب. ولاسيما النساء لما يتعرضن له من الخطر الشديد والمشقة الصعبة. فمن أدى فرضه فالأولى أن لا يكرر الحج في هذه الظروف الصعبة ويترك المجال لغيره ممن لم يحج.
قال الله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) وقال تعالى: ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)) وكما أسلفنا هناك مجالات واسعة لفعل الخير غير حج النافلة بإمكان المسلم أن يسهم فيها. وقد يكون أجرتها أعظم من حج النافلة.
هذا لو كان الحج متيسراً فكيف إذا كان الحج متعسراً كما هو الحال في هذه الأزمان. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 10:35]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=60)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 11:15]ـ
مِن بابِ الفائدةِ:
سُئلَ سماحة شيخنا الشَّيخ العلاَّمة عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن بن جِبْرِيْنٍ
ـ حفظهُ اللَّهُ،ورعاهُ ـ:
تكرار الحج فيه أجر كبيرة بلا شك ولكن هل يرى فضيلتكم أن من كرر الحج مرات عديدة من الأفضل له إفساح المجال لإخوانه؟
فأجاب ـ أثَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
لا شك أن الحج عبادة فاضلة وفيها أجر كبير؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان: الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة)) وغير ذلك من الأدلة،
وقد استحب بعض المشايخ -في هذه الأزمنة-
ترك تكرار الحج كل عام؛
حيث إن عدد الحجاج قد زاد وتضاعف عما كان عليه في الأزمنة السابقة بسبب وسائل النقل الحديثة التي سهَّلت للناس سرعة الوصول، فيحصل من الكثرة زحام شديد في صحن المطاف و المسعى وفي عرفات ومنى وعند الجمرات وفي ذبح الهدي وغيرها، وهذا رأي سديد؛ لما فيه من إفساح المجال للوافدين الجدد وتيسير أداء الفريضة بسهولة وترك مضايقة المفترضين، وقد يستثنى من ذلك أهل الأعمال النافعة كالدعاة والمرشدين وكذا الجنود والعاملون الذين ينظمون السير ويخدمون الحجاج ويحرصون على تسهيل أداء الفريضة للوافدين وضيوف الرحمن بما يسقط عنهم الوجوب ففي تكرار مجيئهم منفعة كبيرة، والله أعلم.
عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجبرين
رقم الفتوى (7079).
الموقع الرّسمي لسماحته.
( http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7079&parent=1048)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:07]ـ
بارك اللَّه في شيخاي الكريمَيْن الفَوْزَان وابن جبرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 02:18]ـ
بارك اللَّه في شيخاي الكريمَيْن الفَوْزَان وابن جبرين.
=====================
واجزهما وناقل الموضوع ومن قرأ والمسلمين خير الجزاء وأوفاه اللهم آمين(/)
«هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 12:12]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئلَ صاحب الفضيلةِ الشّيخ العلاَّمة المحقّق الدّكتور عبد الرَّحمن بن ناصر البَرَّاك ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
ماهو الأفضل: الحج كل سنة لمن يستطيع ذلك أم التبرع إلى اللجان الخيرية؟ وهل الأجر متساوٍ؟.
فأجاب ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
الأصل أن الحج أفضل من جنس الصدقة؛ لما صحّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، قيل: ثم أي؟ قال: "حج مبرور". صحيح البخاري (26)، وصحيح مسلم (83). فجعل الحج المبرور في المرتبة بعد الجهاد، والحج نوع من الجهاد؛ لأنه يشتمل على بذل المال، ومكابدة الصعاب.
وجاءت تسميته جهاداً في الحديث الذي روته عائشة –رضي الله عنها- قالت: "قلت يا رسول الله على النساء جهاد، قال: "عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة". أخرجه أحمد (24158)، وابن ماجه (2901)، وأصله في صحيح البخاري (2448) نحوه.
ولقد ذكر الله جملة من أحكام الحج والعمرة إثر ذكر الجهاد في سورة البقرة، مّما يدلّ على التناسب بينهما، فمن وجد من نفسه صدق الرغبة في حضور المناسك والمشاعر وتجرد قصده لذلك، فالحج في حقّه أفضل من الصدقة، اللهم إلا أن تعرض حالة ضرورة شديدة يمكن ألا تندفع إلا ببذل نفقة الحج، فهي حالة استثناء، كما يروى أن الإمام عبدالله بن المبارك وهو في طريقه إلى الحج وجد أسرة في ضرورة إلى القوت، فدفع إليهم نفقة الحج ورجع بمن معه فهذه حال خاصة لضرورة هذه الأسرة.
والحج يتضمن إنفاق المال والجهد البدني، ولا يمكن أن يستوي الحج المشتمل على الجهاد بالنفس والمال مع الصدقة التي لا تكلف البدن شيئاً، وربما كانت من يسار، ولا يتحقق فيها صدق البذل. هذا والله أعلم.
رقم الفتوى: 18157.
المصدر: المَوقع الرَّسمي لفضيلة الشَّيخ عبد الرَّحمن البرَّاك.
( http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=18157)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 12:21]ـ
فتوى سماحةِ شَيْخِنا العَلاَّمَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ جبرينٍ ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ:
السؤال: هل حج النافلة أفضل أم الصدقة والدعوة إلى اللَّه؟
الاجابة:
إذا وجد هناك مشاريع خيرية فالصدقة فيها أفضل من حج النافلة إذا كان تأثيرها مفيدًا وعامًا، وذلك لأن الحج قد حصل أداؤه مرارًا، ولأنه قد ينفق فيه نفقة طائلة لو أنفقها في الدعوة إلى الله لكان لها تأثير، أما إذا كانت الدعوة إلى الله قائمة والذين يزاولونها من خيار الأمة وقد نفع الله بهم، فنرى والحال هذه أن الحج أفضل ولو كان تطوعًا.
عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن الجِبرين
المصدر: الموقع الرَّسمي لشيخنا ابن جبرينٍ.
( http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5585&parent=1048)
ـ[العرب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:52]ـ
جزيتم خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 11:18]ـ
الموقر العزيز / العرب:
شكر اللَّه لكم مروركم وتشريفكم.
ـ[عبده شايب]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قيل: إن المال إذا كان فيه شبهة أنفقه العبد في ما تهوى نفسه لا ما يحب ربه لذا على المسلم ان يصلح النية وينظر الي ما يصلح قلبه من العبادات فيقدمها ولكل طاعة وقت والله اعلم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
بوركتم(/)
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}!! وأنا أتناول وجبة العشاء!! (تأمل)!!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 03:07]ـ
شكر النعمة الحقيقة أمر صعب .. لا يستطيع الانسان تذكره دائما ويغفل عنه في الحقيقة الكثير منا
مع ما أنعم الله عزوجل لنا من خيرات لا تحصى ولا تعد
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
اليوم أثناء العشاء!
وانا اتناول وجبة العشاء انا وأحد الافاضل اذ عجوز تمر من امامنا وتبحث في القمامات أعزكم الله
وهل تعرفون تبحث عن ماذا!!
تبحث عن كرتون!!
نعم كرتون! عن ورق!!
حتى يصل الورق إلى إلى وزنٍ معينٍ ومن ثم تبيعه على المصنع بثمنٍ بخس دراهم معدودة!
فا لله المستعان!
فما أن انتهينا العشاء سارعنا لاطعاها مبلغا من المال ..
فقالت بالحرف: الحمد لله الذي رزقني والحمد لله الذي اطعني ...
وقالت بالحرف:بهذا الحرف رب أوزعني أشكر نعمتك!!
فتذكرت مباشرة قول الله عزوجل عن سليمان
حيث قال الله عزوجل عنه {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ
الصَّالِحِينَ}
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
سبحان الله!
قد يظن ظان ان الخيرَ في الرزق والمال! لا والله وكلا بل السعادة سعادة القلب
والرزق قادم إليك لا محالها
قال أحد السلف: عندما علمت أن رزقي لن يأخذه غيري أطمأنت نفسي
فكم من أشخاص كانوا على حالهم البسيط يحمدون الله ويشكرونه دائما بل ما ان تأتي الاجازة
الا وهو وعائلته في مكة!!
وعندما فتح الله عليه!! نسي مكة ومن عليها ..
وصار السفر دائما إلى فرنسا وغيرها!!
ويحسب ان هذا من نعمت الله عليه
ونسي أن الابتلاءَ قد يكون بالفقر وقد يكون بالغناء
واذا أصبته مصيبة رجع لله عزوجل وبمجرد أن تذهب المصيبة كفر بنعمة الله عزوجل
{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا
مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}.
تأمل حفظك الله!
قال في تيسر العزيز الحميد: في بعض الآثار الإلهية: إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعب
د غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم،
ويتبغضون إلي بالمعاصي. وكيف يعبده حق عبادته مَنْ صرف سؤاله ودعاؤه وتذلله واضطراره وخوفه
ورجاءه وتوكله وإنابته وذبحه ونذره لمن لا يملك لنفسه {ضَرّاً وَلا نَفْعاً}، [الفرقان، من الآية: 3]، ولا
{مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً}، [الفرقان، من الآية: 3]، من ميت رميم في التراب، أو بناء مشيد من
القباب، فضلاً مما هو شر من ذلك.
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ *
كتبه
أخوكم الصغير
أبو ريان المدنيـ
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 05:22]ـ
جزاك الله خيرا، وأحسن إليك.
اللهم ارزقنا شكر نعمتك،وجنبنا ما لا يرضيك عنا
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:45]ـ
جزاك الله خير وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتك
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 08:21]ـ
جزاك الله خير وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتك
اللهم آمين
وليتك تجعل خطك أكبر قليلا حتى نراه، أم أن هذا يناسب النملة التي تبسم ضاحكا من قولها؟
ولا مؤاخذة: الأثر الإلهي المُساق خلال الكلام غير صحيح، ولا عتاب عليك إنما أنت ناقل. (ابتسامة)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:48]ـ
جزاك الله خيرا، وأحسن إليك.
اللهم ارزقنا شكر نعمتك،وجنبنا ما لا يرضيك عنا
آمين
الاخ الموقر الموفق وجزاك الله عنا خير الجزاء
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقك للحق أينما كان
وأشكر لكم مروركم الكريم
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:50]ـ
جزاك الله خير وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتك
آمين
الاخ الموقر الموفق الفاضل صاحب الادب الرفيع وجزاك الله خيرا وبارك فيك
ورفع قدرك في عليين ووفقني واياك لكل خير .. وأسأله سبحانه أن يجعلك سببا في نصرة الاسلام
والمسلمين ورفع كلمة هذا الدين
وأشكر لكم مرروكم الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:51]ـ
اللهم آمين
وليتك تجعل خطك أكبر قليلا حتى نراه، أم أن هذا يناسب النملة التي تبسم ضاحكا من قولها؟
ولا مؤاخذة: الأثر الإلهي المُساق خلال الكلام غير صحيح، ولا عتاب عليك إنما أنت ناقل. (ابتسامة)
ان كانت النملة تقرأ! (ابتسامة) فانها تحتاج إلى أصغر من هذا
جزاك الله خيرا على الفائدة وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقك لكل خير
وان يحفظك من كل سوء وان يلهمك الصواب أينما كان
موفق أخي
وشكرا لمرورك العطر
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 10:15]ـ
اللهم احفظنا جميعا من الزلل وثبتنا اللهم على الإسلام خير المِلل وألبسنا تاج الكرامة والحُلل
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ
اللهم احفظنا جميعا من الزلل وثبتنا اللهم على الإسلام خير المِلل وألبسنا تاج الكرامة والحُلل
آمين ولا تحرمنا من النصائح فأخوك كثير الخطأ والله المستعان
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 11:34]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 11:38]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
الاخ الموقر الموفق بن مسلمة وفيك بارك ورفع قدرك في عليين
وجمع بيني وبينك في خير ووفقني واياك لكل خير
وارشدك للحق والهمك الصواب اينما كان
واشكر لكم مروركم العطر
موفق
ـ[قلب طيب]ــــــــ[29 - Sep-2009, صباحاً 09:13]ـ
جزاكم الله خيرا على التذكرة
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 03:29]ـ
تكملة ...
هذه النملة ليست ملكة ولا وزيرة .. بل هي من عوام النمل ..
وهنا فائدة فالكل في موقع المسؤولية ...
الكل إذن يجب أن يحمل هم الدعوة بغض النظر عن مركزه ومكانته في المجتمع ....
النملة لم تكتف بالإنذار بأن هناك خطراً سيداهم قومها وبني جنسها، ثم تصمت كما هو حال بعض المسلمين اليوم يعي ويعرف أن عدوه سيأتيه فلا يكون حاله إلا أن يصيح قائلاً: (احذروا الكفار؛ احذروا الفساق، لقد انتشرت المنكرات ..... إلخ)، ثم يرجع إلى فراشه ويغط في نوم عميق دون أي عمل يدفع به كيد الأعداء.
إن هذه النملة لم تتقن فن الكلام فحسب، بل وضعت خطة لقومها، فقالت: {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ}
ورأت أن المصلحة في كيفية درء المفسدة عن قومها بتبيين طريق النجاة لهم حتى لا يضلوا فيقعوا في شباك الصيد، وتحت وطأة أقدام الجيش القادم.
هذه النملة كانت عندها روح المبادرة الذاتية، في المسارعة إلى إنقاذ قومها وإقصائهم عن مواطن الهلاك.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 10:30]ـ
هذه النملة ليست ملكة ولا وزيرة .. بل هي من عوام النمل ..
وهنا فائدة فالكل في موقع المسؤولية ...
الكل إذن يجب أن يحمل هم الدعوة بغض النظر عن مركزه ومكانته في المجتمع ....
النملة لم تكتف بالإنذار بأن هناك خطراً سيداهم قومها وبني جنسها، ثم تصمت كما هو حال بعض المسلمين اليوم يعي ويعرف أن عدوه سيأتيه فلا يكون حاله إلا أن يصيح قائلاً: (احذروا الكفار؛ احذروا الفساق، لقد انتشرت المنكرات ..... إلخ)، ثم يرجع إلى فراشه ويغط في نوم عميق دون أي عمل يدفع به كيد الأعداء.
إن هذه النملة لم تتقن فن الكلام فحسب، بل وضعت خطة لقومها، فقالت: {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ}
ورأت أن المصلحة في كيفية درء المفسدة عن قومها بتبيين طريق النجاة لهم حتى لا يضلوا فيقعوا في شباك الصيد، وتحت وطأة أقدام الجيش القادم.
هذه النملة كانت عندها روح المبادرة الذاتية، في المسارعة إلى إنقاذ قومها وإقصائهم عن مواطن الهلاك.(/)
حكم الجلوس في مجالس المنكر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:34]ـ
[السؤال:]
الجلوس في مكان فيه منكر قد يكون في إزالته، أو الخروج من مكانه يسبب ضرراً يسيراً، كأن يَغْضَب الموجود من قرابته أو أهله، والبعض -الحقيقة- يروي قصة يحتج بها يقول: إنه رآك مرة في العرضة النجدية، وأنك سمعتَ فلا قمتَ ولا أنكرتَ، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
[أولاً: الجلوس مع أهل المنكر مع استطاعة الإنسان أن يقومَ مشاركة لهم في الإثم؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140].
يعني: إن قعدتم فأنتم مثلهم، ولا يحل لأحد أن يقعد مع أهل المنكر، إلا إذا كان في خروجه ضرر، أما مجرد أن يَغْضَب أهله، أو ما أشبه ذلك فهذا ليس بعذر، فلو كان أهله مثلاً يفتحون التلفاز على شيء محرم ونهاهم؛ ولكن لم ينتهوا وجب عليه أن يقوم، فإذا قال: إن قمتُ يزعل عليَّ أبي أو أمي أو الزوجة أو الست! أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يجوز أن يبقى، بل يجب أن يقوم ولو غضبوا؛ لأن التماس رضا الناس بسخط الله يعني تقديم ما يرضاه الناس على ما يرضاه الله -والعياذ بالله-.
وأما ما نسب إليَّ من الجلوس في العرضة النجدية: فهذا صحيح، جلستُ لأني كنت أخاطب شخصاً أعتقد أن في مخاطبته فائدة كبيرة أكبر من قيامي، على أن العرضة النجدية يجوِّزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها، ويَسْتَدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام، فيُهَوِّنُ هذه المسألة أنها فُعِلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو.
والثاني: أني كما قلتُ لك: كنتُ أخاطب مَن أرى أن في مخاطبته مصلحة كبيرة تربو على مفسدة حضوري لشيء فيه خلاف في جوازه.
و هذا يجرُّنا إلى مسألة أخرى،
وهي: المسائل الخلافية إذا كان الإنسان يعمل فيها، وأنت ترى أنه حرام وهو يرى أنه مباح، فهل يجوز أن تبقى معه لأنه فعل محرماً عندك، أم لا يجوز؟
قد يقول بعض الناس: يجوز أن تبقى معه؛ لأن هذا الفعل عنده ليس بمحرم. وقد يقول بعض الناس: إنه لا يجوز؛ لأن هذا الفعل عندك محرم. فهل العبرة باعتقاد الفاعل، أو باعتقاد الجالس؟
الذي يظهر لي: أن العبرة باعتقاد الفاعل، فإذا كان يرى أنه حلال، وليس فيه نص واضح يُبْطِل اجتهاده، فالعبرة في فعله،
والدليل على هذا: لو أكلتَ أنت ورجلٌ لحمَ إبل، وأنت ترى أنه ينقض الوضوء فتوضأتَ، وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء فلم يتوضأ، وحانت الصلاة فقام يصلي أمامك أو ربما صلى مأموماً معك، فهل هذا حرام؟ الجواب: لا، مع أن الصلاة بغير وضوء من أكبر الكبائر، حتى إن بعض العلماء قال: الذي يصلي وهو محدث خارج عن الإسلام.
ومعلوم أننا لا نأثم إذا صلى إلى جنبنا شخص أكل معنا لحم إبل، وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء ونحن نرى أنه ينقض، فإننا لا نأثم بكونه يصلي معنا.
لو رأيت إنساناً أحدث ببول أو غائط وقام يصلي معك، فهل يجوز أن تقرَّه؟ لا يجوز أن تقرَّه، بل تمنعه، فإن أبى إلا أن يفعل فانصرف عنه.
فهذه المسألة؛ مسألة الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض، التي ليس فيها دليل فاصل، إذا فعله مَن يرى أنه مباح فهو في حقه مباح، وأنا إذا كنتُ لم أفعله فليس عليَّ مِن إثمه شيء].
الشيخ العلامة ابن عثيمين." لقاء الباب المفتوح ". شريط (2).
[السؤال:]
لا يخفى مدى انتشار الدخان في كل مكان: في العمل وفي البيت وفي الأماكن العامة، السؤال: هل يجوز الجلوس معهم؟ وإذا كان الجلوس مع المدخن في منزلك أو في مجلس عام فهل تتركه وتخرج؟ وكذلك في مكتب العمل؟
الجواب:
[كما ذكر الأخ أن الدخان حرام للأدلة العامة على تحريمه، وهو ليس فيه نص عن الرسول بعينه؛ لأنه لم يحدث إلا أخيراً، لكن قواعد الشريعة العامة، والإشارة في بعض النصوص إلى تحريمه قاضية بتحريمه، فإذا صار إلى جنبك مدخن وأراد أن يدخن، فانصحه بلطف ورفق.
قل له: يا أخي هذا حرام ولا يحل لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ظني أنك إذا نصحته بلطف ورفق أنه سوف ينزجر، كما جرب ذلك غيرنا وجربناه نحن أيضاً، فإن لم يفعل أي لم ينته عن شرب الدخان، فالواجب عليك أن تفارقه لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]،
ولكن إذا كان هذا في الأماكن العامة، أو كان في مكان الوظيفة، ونصحته فلم ينته، فحينئذٍ لا حرج عليك أن تبقى؛ لأنه ضرورة، ولا تستطيع أن تتخلص منه؛ فهل يمكن أن نقول: إن الإنسان إذا كان السوق فيه نساء متبرجات، ورجال يشربون الدخان نقول: لا تذهب للسوق لقضاء حاجاتك؟!!
لا نقول هذا.
إذاً: فالشيء الذي يضطر الناس إليه -وإن كان فيه معصية- لا إثم عليهم في ذلك، لكن عليه أولاً أن ينصح صاحب المعصية لعل الله أن يهديه على يده].
العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (54).
[السؤال:]
فضيلة الشيخ، إنسانٌ رأى شخصاً على منكر، فأنكر عليه، وهذا الشخص لابد أن يعاشره مثل: أبيه، وأخيه، أو عمه، فهل إذا -مثلاً- ما انتهى ذاك عن المنكر تبرأ ذمة هذا الشخص، وله -مثلاً- مجالسته مع كرهه للشيء الذي يفعله؟
الجواب:
[أما مجالسته مع فعل المنكر فلا تجوز، حتى ولو كان أباك أو أمك، وأما مجالسته على غير هذا المنكر فلا بأس، إلا إذا كان في هجره مصلحة، بحيث يتوب عما كان عليه، فليهجر حتى الجلوس معه؛ لكنَّ الإحسان من دون مجالسة للوالدين والأقارب لابد منها، أفهمت؟
فمثلاً: إذا قدرنا أن الوالد -مثلاً- يشرب الدخان، وقال: لابد أن تجلس معي، وهو يشرب لا تجلس معه، لمعصيته؛ لكن إذا كان لا يشرب فلك أن تجلس معه وتحادثه، ولو كنت تعرف أنه يفعل منكراً من شرب دخان أو غير الدخان.
السائل: لكن هل تبرأ ذمته من يوم نَصَحَه؟
الشيخ: إي نعم! تبرأ ذمته، قال الله للرسول عليه الصلاة والسلام: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية:21 - 22].]
.الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (140).
[السؤال:]
ما حكم الجلوس في مكان يوجد فيه منكر من باب إزالة المنكر؟!
الجواب:
[نعم يجلس، من أجل أن ينهاهم عن المنكر.
السائل: حتى لو كان المنكر موجوداً يا شيخ؟!
الشيخ: كيف يزيل الإنسان إلا بهذا، كيف يزيل المنكر وهو عنده أو عالم به وينهى عنه من بعيد، لكن إذا جلس مقراً لهم على المنكر ساكتاً على إنكاره فهو مثلهم.
السائل: قد يكون -يا شيخ- غناء ويجلس معهم. الشيخ: أجلس معهم وأقول: يا جماعة! اتقوا الله أوقفوا هذا الغناء، إذا وقفوا فهذا المطلوب، وإذا لم يوقفوا يقوم ويتركهم.
السائل: هناك بعض الناس يحتجون بموقف حصل لبعض طلبة العلم يقول: إنه جاء مرة، وكان هناك جلسة أغاني، فقال: أكملوا!! وبعد ذلك قال: ماذا استفدنا.
الشيخ: هذه من الدعوة. يعني يريد أن يبين لهم أنه لا خير في هذا المجلس].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (203).
[السؤال:]
عند زيارة بعض الأقارب، وعندما يفتحون التلفاز في المجلس، تأتي بعض الأحيان الموسيقا، وبعض المعاصي الأخرى، فهل يخرج المرء على الفور إذا أنكر ولم يسمع لإنكاره، أو لم يستطع المرء الإنكار؟ وكيف تكون صلة هؤلاء ومن عندهم المعاصي أتكون بالهاتف فقط؟، أم يسكت عنها -أي: عن المعاصي- مع الدعوة والتأليف؟
الجواب:
[هذا يسأل يقول: إذا زرت أقاربي، وصار عندهم شيء محرم مشاهد في التلفزيون، أو مسموع بالإذاعة، فهل يجوز أن أبقى أو لا؟
أقول: إذا كان يمكن أن تبقى وتنصحهم فافعل، وإذا كان لا يمكن، ولو تكلمت لم يسمع، فاخرج بعد أن تقول: إما إن تغلقوا هذا، أو أخرج؟ ولكن لا تترك صلتهم، ولو كانوا على معصية؛ لأن الأقارب لهم حق ولو كانوا عصاة، وأنت لا تحضر المعصية.
السائل: على هذا، لأنه بعض البيوت يكون فيها التلفاز والمذياع في بعض الأحيان يعمل أربعة وعشرين ساعة يعني: على طول اليوم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ: هل إذا حضرت وقلت: يا إخواني! هذا حرام عليكم ولا يجوز وأبقوه، فقلت لهم: إما أن تغلقوه وإما أن أخرج، ما أظنهم يقولون: اخرج، سيغلقونه حياءً وخجلاً، فإن كانوا متمردين وأبقوه فاخرج، لأن الله تعالى قال: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ".شريط (227).
[السؤال:]
تكلمت بارك الله فيك عن الدعوة وما الدعوة، وبعض الدعاة يذهب إلى شخص يدخن ويعطونه في بعض الأحيان نقوداً من أجل أن يشتري بها دخاناً، ويقول: إن ذلك في سبيل الدعوة؛ فهل هذا صحيح، ويقعد معه وعنده التلفاز وفيها التمثيليات! ويقول: لا تنفر هذا من أجل الدعوة، فهل هذا صحيح أم لا؟
الجواب:
[هذا غير صحيح، الإقرار على المنكر منكر، وكونه يعطيه دراهم يشتري بها دخاناً ليتألفه، هذا غير صحيح، تأليفه أن ينصحه ويبين له مضار المعصية سواء كانت دخاناً أو غير دخان، ويحذره منها ويعطيه -مثلاً- أشرطة موجِّهة أو رسائل أو كتيبات، هذا هو التأليف، أما أن يباشر المعصية هو نفسه ويشتري له الدخان أو يعطيه الدراهم ليشتري الدخان هذا غير صحيح.
السائل: هل يأثم أم لا؟
الجواب: نعم. يأثم الذي يحضر المنكر، إلا من حضر لإزالته، مثل من جلس عند قوم عندهم تلفزيون يعرض أشياء محرمة، فجلس ولم يبادرهم مباشرة بالإنكار، جلس وجعلهم يطمئنون إليه، ثم قال: إن هذا حرام ولا يجوز، ونصحهم، إن أعرضوا عنه وأغلقوا التلفاز فهذا هو المطلوب، وإن أصروا يخرج، فإن بقي بعد ذلك فهو آثم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (19).
[السؤال:]
فضيلة الشيخ: أنا شاب من دولة مجاورة أطلب العلم، ولدي أصدقاء لكنهم ليسوا ملتزمين ويدخنون، وأحياناً يلعبون الورق، ولكنهم -ولله الحمد- يصلون، وقليل منهم لا يصلي، ولكني أجلس معهم لعلي أقوم بإصلاحهم، فأنا أحياناً أتحين الفرصة في الوعظ والتذكير، وهذا قد يمر في يوم أو أكثر حتى تأتي الفرصة، فما حكم جلوسي معهم دائماً حتى أسافر إلى هذه الدولة؟
الجواب:
[أقول: أحبه الله الذي أحبنا فيه، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أحبابه وأوليائه.
أما ما ذكره في مشكلة البقاء مع زملائه الذين يمارسون بعض المعاصي، فهذا ينظر إن كان في بقائه مصلحة وكفٌ عن المعصية أو تقليل لها فلا بأس، وإلا فلا يجوز أن يبقى معهم؛ لقول الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] أي: إن جلستم وقعدتم معهم فأنتم مثلهم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " اللقاء الشهري ".
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 05:46]ـ
جزاك الله خيرا، أخي علي ...
نفع الله بك، وزادك من فضله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 05:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ونفع الله بكم أخي العزيز علي الفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:58]ـ
وأما ما نسب إليَّ من الجلوس في العرضة النجدية: فهذا صحيح، جلستُ لأني كنت أخاطب شخصاً أعتقد أن في مخاطبته فائدة كبيرة أكبر من قيامي، على أن العرضة النجدية يجوِّزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها، ويَسْتَدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام، فيُهَوِّنُ هذه المسألة أنها فُعِلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو.
والثاني: أني كما قلتُ لك: كنتُ أخاطب مَن أرى أن في مخاطبته مصلحة كبيرة تربو على مفسدة حضوري لشيء فيه خلاف في جوازه.و هذا يجرُّنا إلى مسألة أخرى،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي: المسائل الخلافية إذا كان الإنسان يعمل فيها، وأنت ترى أنه حرام وهو يرى أنه مباح، فهل يجوز أن تبقى معه لأنه فعل محرماً عندك، أم لا يجوز؟
قد يقول بعض الناس: يجوز أن تبقى معه؛ لأن هذا الفعل عنده ليس بمحرم. وقد يقول بعض الناس: إنه لا يجوز؛ لأن هذا الفعل عندك محرم. فهل العبرة باعتقاد الفاعل، أو باعتقاد الجالس؟
الذي يظهر لي: أن العبرة باعتقاد الفاعل، فإذا كان يرى أنه حلال، وليس فيه نص واضح يُبْطِل اجتهاده، فالعبرة في فعله،
والدليل على هذا: لو أكلتَ أنت ورجلٌ لحمَ إبل، وأنت ترى أنه ينقض الوضوء فتوضأتَ، وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء فلم يتوضأ، وحانت الصلاة فقام يصلي أمامك أو ربما صلى مأموماً معك، فهل هذا حرام؟ الجواب: لا، مع أن الصلاة بغير وضوء من أكبر الكبائر، حتى إن بعض العلماء قال: الذي يصلي وهو محدث خارج عن الإسلام.
ومعلوم أننا لا نأثم إذا صلى إلى جنبنا شخص أكل معنا لحم إبل، وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء ونحن نرى أنه ينقض، فإننا لا نأثم بكونه يصلي معنا.
لو رأيت إنساناً أحدث ببول أو غائط وقام يصلي معك، فهل يجوز أن تقرَّه؟ لا يجوز أن تقرَّه، بل تمنعه، فإن أبى إلا أن يفعل فانصرف عنه.
فهذه المسألة؛ مسألة الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض، التي ليس فيها دليل فاصل، إذا فعله مَن يرى أنه مباح فهو في حقه مباح، وأنا إذا كنتُ لم أفعله فليس عليَّ مِن إثمه شيء].
الشيخ العلامة ابن عثيمين." لقاء الباب المفتوح ". شريط (2).
هذا الكلام فيه إشكال والله أعلم, فمسألة المعازف ليست من (مسائل الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض, التي ليس فيها دليل فاضل) , ونحن نعلم أن العرضة ليست مجرد لهو بل معها معازف
--------
ثم النظر في المفسدة لترجيح المصلحة عليها من عدمه يجب أن يكون من جهتين:
1 - جهة المفسدة على الجالس وهي استماع المعازف مثلا
2 - جهة المفسدة على من يرى فعل الجالس ويستدل به لا سيما إن كان الجالس ممن يقتدى به
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 02:11]ـ
هذا الكلام فيه إشكال والله أعلم, فمسألة المعازف ليست من (مسائل الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض, التي ليس فيها دليل فاضل) , ونحن نعلم أن العرضة ليست مجرد لهو بل معها معازف
الشيخ - رحمه الله تعالى - يتكلم عن العرضة التي لا تصاحبها معازف، فعلى حد علمي أن العرضة قد يكون معها طِيران، وقد لا يكون، والشيخ يتكلم عن العرضة الخالية من المعازف، ولا أدري أخي الحبيب من أين فهمت من كلام الشيخ أن الشيخ يريد العرضة التي تصاحبها المعازف؟.
وأشكر الإخوة الكرام: الغامدي، آل عامر، أبا عبيدة الأثري على مرورهم الكريم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:26]ـ
هل أنت جازم بذلك؟ وهل صرح الشيخ بذلك أو أحد ممن حضر الواقعة, لأني قد سمعتها على وجه آخر وأريد أن أكون على يقين لأصحح لنفسي وغيري ممن يتناقل ذلك
على كل حال وجود المعازف أمر عارض والأصل فيه العدم .. ولكن إن حصل النفي من صاحب الواقعة أو من حضرها فهو أحسن وإن كان لا يلزم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:21]ـ
السؤال:
يقام في منطقة الجنوب عند البدو في حفلة العرس والأعياد ما يسمى بالعرضة، وهي لعبة جماعية للرجال ينشدون فيها بعض القصائد الحماسية بدون طبل ولا زار، فما حكم الشرع في نظركم؟
الجواب: أتوقف في تحريم هذا الشيء؛ لأن العرضات في المناسبات جاءت الشريعة بمثلها في لعب الحبشة برماحهم في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد عمر أن يحصبهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (دعهم حتى يعلموا أن في ديننا فسحة). فأنا أتوقف في التحريم، هذا إذا لم تشتمل على شيء محرم كحضور النساء واختلاطهن بالرجال، فهنا تكون محرمة من أجل ذلك.].
" لقاء الباب المفتوح " "51 " ب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:27]ـ
وسئل رحمه الله:
ماحكم العرضة الشعبية التي يتخللها الزير والطبل والشعر النبطي الذي لايخلو من الرثاء والغزل والمدح والذم جزاكم الله خيرا.؟
الجواب:
العرضة الشعبية إذا لم يكن لها سبب فإنها من العبث واللهو، واذا كان لها سبب كأيام الأعياد فإنه لابأس بها، لابأس أن يلعب الناس بالسيوف والبنادق وماأشبهها وأن يضربوا بالدف. أما الطبل والزير والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب فهي محرمة ولايجوز للإنسان أن يحضر مثل هذه العرضات ويجب النهي عنها ونصيحة الناس بعدم حضورها لأن مجالس المنكر اذا حضرها الانسان شاركهم في الاثم وان لم يفعل لقوله تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا).
(لقاء الباب المفتوح س1231/ 52).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:18]ـ
إذا صورتها بلا معازف واقعة موجودة, جزاك الله خيرا على التنبيه, ورحم الله الشيخ وغفر له
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 10:56]ـ
أخي العزيز علي الفضلي
شكرا لك ... وبارك الله فيك ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 06:14]ـ
أخي العزيز علي الفضلي
شكرا لك ... وبارك الله فيك ...
وإياكم أخي المكرم السلفي أبا هاجر.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:34]ـ
ما نسب للشيخ ابن عثيمين تجاوز حديث المنتديات والمجالس إلى الصحف:
جريدة الوطن السعودية الأحد 17/جماد/1426.
اختلفت مجموعة من الشباب مع عضو مجلس الشورى الشيخ عبدالمحسن العبيكان في فتواه المثيرة للجدل حول استخدام الطبل في الأفراح ووصل الحد ببعضهم إلى إعلاء صوته في المسجد مثيرين جدلاً ولغطاً، واتهموا الشيخ بالخروج عن بعض الفتاوى الصادرة من بعض المشايخ تحرم استخدام الطبل وخرج أحدهم وأحضر مطوية فيها فتوى، وبدا منفعلاً في تحاوره مع الشيخ ملوحاً بالمطوية أمام الجميع في إشارة لتجاوز الشيخ الحدود.
وحاول الشيخ العبيكان امتصاص غضبهم وشرح وجهة نظره المبنية على فتاوى لمشايخ ثقات وبيّن لهم أن الشيخ محمد بن عثيمين "رحمه الله" سبق له حضور مناسبات وطنية وقدمت أمامه العرضة وصاحبها استخدام الطبل ولم ينكر عليهم ذلك، ولكنهم استمروا في المقاطعة.
--------
فينبغي على طلاب الشيخ ومن عندهم مزيد علم بالواقعة أن يجلوا الأمر, ونحن نقول بما تقتضيه الأصول من أن الأصل في الأمور العارضة العدم, ولكن كثير من الناس لا ينتهجون هذا المنهج لجهلهم بالقواعد الشرعية فيجب أن يبين لهم حقيقة الأمر مهما أمكن, فالأمر وصل للجرائد والكل يقرئها صاحب العلم والتأصيل وصاحب الجهل(/)
من الأدعية المبتدعة
ـ[الورد الجوري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:40]ـ
وقع في يدي دعاء طويل حيث سُئلت عنه
فرأيت أنه من الأدعية المبتدعة التي امتلأت بالبدع
ثم لما بحثت عنه تبين لي أن مصدره في الأصل كُتب الرافضة.
وهذا نص المنشور:
قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام: أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، وقد أوهبك هذا.الدعاء الشريف يا محمد، ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار، وعدد أوراق الأشجار، و قطر الأمطار، بوزن السماوات والأرضيين، إلا غفر الله تعالى ذلك كله له يا محمد، هذا الدعاء مكتوب حول العرش، ومكتوب على حيطان الجنة وأبوابها.، وجميع ما فيها أنا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به، وبهذا الدعاء تفتح أبواب.الجنة يوم القيامة، وما من ملك مقرب إلا تقرب إلى ربه ببركته ومن قرأ هذا الدعاء أمن من عذاب القبر، ومن الطعن والطاعون وينصر ببركته.على أعدائه يا محمد، من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة، ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها، والخلق يوم عر صات القيامة ينظرون إليه نبي من الأنبياء يا محمد، من صام يوماً واحداً وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أي وقت كان، أقوم على قبره ومعي براق من نور – عليه سرج من ياقوت أحمر، فتقول الملائكة: يا إله السماوات والأرض، من هذا العبد – فيجيبهم النداء، يا ملائكتي هذا عبد من عبيدي قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالى أن اصرفوه إلى جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد (صلى الله عليه وسلم) يا محمد، ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل والحصى، وقطر الأمطار، وورق الأشجار، ووزن الجبال، وعدد ريش الطيور، وعدد الخلائق الأحياء والأموات، وعدد الوحوش والدواب، يغفر الله تعالى ذلك كله، ولو صارت البحار مداداً، والأشجار أقلاماً، والإنس والجن والملائكة، وخلق الأولين والآخرين يكتبون إلى يوم القيامة لفنى المداد وتكسرت الأقلام، ولا يقدرون على حصر ثواب هذا الدعاء.
وقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه، بهذا الدعاء ظهر الإسلام والإيمان وقال عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه، نسيت القرآن مراراً كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. كلما أردت أن أنظر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام، أقرأ هذا الدعاء وقال سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، كلما أشرع في الجهاد، أقرأ هذا الدعاء وكان الله تعالى ينصرني على الكفار ببركة هذا الدعاء ومن قرأ هذا الدعاء وكان مريضاً، شفاه الله تعال أو كان فقيراً أغناه الله تعالى ومن قرأ هذا الدعاء وكان به هم أو غم زال عنه، وإن كان في سجن وأكثر من قراءته خلصه الله تعالى ويكون آمنا شر الشيطان، وجور السلطان قال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال لي جبريل يا محمد، من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل لزال من موضعه أو على قبر لا يعذب الله تعالى ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت، لأن فيه أسم الله الأعظم وكل من تعلم هذا الدعاء وعلمه للمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه مع أرواح الشهداء ولا يموت حتى يرى ما أعد الله تعالى له من النعيم المقيم. فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً إن شاء الله تعالى فنسأل الله تعالى الإعانة على قراءته، وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته، إنه على ما يشاء قدير والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.
الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين لا إله إلا الله، ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات الأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة اللهم إني أسألك، أن لك الحمد. لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين بسم الله أصبحنا وأمسينا. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور الحمد لله الذي لا يرجى إلا فضله، ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي. بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربى، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغنى بها فقرى، وتذهب بها شرى، وتكشف بها همي وغمى، وتشفى بها سقمي، وتقضى بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي يا أرحم الراحمين اللهم إليك مددت يدي، وفيها عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً. برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم لا هادى لمن أضللت، ولا معطى لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت اللهم أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام، وأنت المجير فلا تضام وأنت على كل شئ قدير اللهم لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عنى مواهبك لسوء ما عندي، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عنى برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك. . ولا تخيبني وأنا أرجوك اللهم أنى أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم اللهم آت نفسي تقواها، وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير، وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك رب شقياً، وكن بي رءوفاً رحيماً يا خير المسئولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا، ووفقني لما تحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة، ولا تضلني بعد أن هديتني، وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً ونصيراً آمين يا رب العالمين اللهم استر عورتي، وأقل عثرتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي، ومن يميني وعن شمالي، ومن فوقى ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين. اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء، وعيش السعداء والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء والفوز بالجنة، والنجاة من النار يا رب العالمين اللهم إني أسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى كليمك، وعيسى نجيك وروحك، وبتوراة موسي، وإنجيل عيسي، وزابور داود، وفرقان محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبكل حي أوحيته أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو غني أغنيته، أو ضال هديته، أسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد المتر القادر المقتدر، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعمل به جسدي، وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوتك، يا رب العالمين.سبحان الذي تقدس عن الأشياء ذاته، ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته، واحد لا من قله، وموجود لا من علة، بالبر معروف، و بالإحسان موصوف، معروف بلا غاية، وموصوف بلا نهاية، أول بلا ابتداء، وآخر بلا انقضاء، ولا ينسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات، ولا توهنه السنون، كل المخلوقات قهر عظمته، وأمره بين الكاف والنون، بذكره أنس المخلصون، وبرؤيته تقر العيون، وبتوحيده أبتهج الموحدون، هدى أهل طاعته إلى صراطه المستقيم وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم، ويرى حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم، ويسبحه الطير في وكره، ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره، وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره، وتطمئن القلوب المجلة بذكره وكشف ضره ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، أحاط بكل ش! ئ علماً، وغفر ذنوب المسلمين كرماً وحلماً، ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير.اللهم اكفنا السوء بما شئت، وكيف شئت، إنك على ما تشاء قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا نحصى ثناء عليك كما أثنيت على نفسك جل وجهك، وعز جاهك، يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزته، يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين أغثنا بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم ا إله إلا أنتبجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) ارزقنا. فإنك خير الرازقين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) استرنا. يا خير الساترين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أيقظنا. يا خير من أيقظ الغافلين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أصلحنا. يا من أصلح الصالحين يا قرة عين العابدين لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه سبحان من هو محتجب عن كل عين سبحان من هو عالم بما في جوف البحار. سبحان من هو مدبر الأمور سبحان من هو باعث من في القبور سبحان من ليس له شريك ولا نظير، ولا وزير، وهو على كل شئ قدير اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد واجعلنا على الإسلام ثابتين، ولفرائضك مؤدين وبسنة نبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) متمسكين، وعلى الصلاة محافظين، وللزكاة فاعلين، ولرضاك مبتغين، وبقضائك راضين، وإليك راغبين، يا حي يا قيوم، إنك جواد كريم، برحمتك يا أرحم الراحمين لا إله إلا أنت راحم المساكين، ومعين الضعفاء، ومثيب الشاكرين الحمد لله جبار السماوات. عالم الخفيات. منزل البركات. قابل التو بات. مفرج الكربات. كريم مجيد اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصري، والشياطين منهزمين عنى، والصالحين قرنائي، والعلماء أصفيائي، والجنة مأواي والفوز نجاتي. برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إني أصبحت وأمسيت، في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذ وأمنك وعافيتك ومعافاتك، على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد (صلى الله عليه وسلم) الحمد لله حمداً يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا الحمد لله الواحد القهار، العزيز الجبار، الرحيم الغفار، لا تخفى عليه الأسرار ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار اللهم اجعل صباحنا خير صباح، ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت. بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) تب علينا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين اللهم يا كبير فوق كل كبير، يا سميع يا بصير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق السماوات والأرضيين. والشمس والقمر المنير يا عصمة البائس الخائف المستجير، ويا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد، أسألك وأدعوك دعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك، ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسنى وأسرارها المتصلة، أن تغفر لي برحمتك وترحمني وتسترني وتكشف همي وغمى وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصة وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والآخرة وأن تفرج عنى
(يُتْبَعُ)
(/)
كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتقضى حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين. تم الدعاء والحمد لله
لو لم يُكتب (تم الدعاء والحمد لله) لما علم أحد أنه انتهى!!
لما رأيت هذا الدعاء يُتناقل عبر البريد، ورأيت من أفرد له صفحات على الشبكة، أحببت أن أُنبّه على تلك الملحوظات الواردة في الدعاء.
من الملحوظات على هذا الدعاء:
1 - قوله: (قال لي جبريل: يا محمد، من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل لزال من موضعه أو على قبر لا يعذب الله تعالى ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت)
وهذا لا يُمكن أن يكون؛ لأنه يتنافى مع قضاء الله وقدره الشرعي والكوني.
2 – تسمية ملك الموت عزرائيل، وهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
بل إن الله سماه (ملك الموت).
3 - السؤال بالأنبياء والكتب السماوية: (اللهم إني أسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى كليمك، وعيسى نجيك وروحك، وبتوراة موسي، وإنجيل عيسي، وزبور داود، وفرقان محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبكل حي أوحيته)
4 - السؤال بالقضاء وبالمخلوقين: (أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو غني أغنيته، أو ضال هديته، أسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد المتر).
ولا أدري ما المقصود بـ (المتر) فهي هكذا وردت في المنشور!
5 – السؤال بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من الأدعية البدعية.
(يا غياث المستغيثين أغثنا بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم ا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) ارزقنا. فإنك خير الرازقين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) استرنا. يا خير الساترين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أيقظنا. يا خير من أيقظ الغافلين لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أصلحنا).
فلا يجوز السؤال بجاه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا بحقّ السائلين.
وإنما يُدعى رب العزة سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وبصفاته العُلى، ويُتوسّل إليه بالأعمال الصالحة.
6 – قوله في آخره في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (وكاشف الغمة)، وهذا إطراء وغلو لا يرضاه عليه الصلاة والسلام.
فقد قال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله. رواه البخاري.
والإطراء هو لمدح بالباطل، بأن يُضاف على الممدوح بعض صفات الله عز وجل.
مع أن هذا الدعاء بطوله يُنسي الداعي أنه يدعو، فهو لن يُحفظ بل سوف يُقرأ قراءة.
مع ما فيه من ملحوظات ومبالغات.
فليحذر من ينقل هذا الدعاء أو من يُرسله عبر البريد أو من يُنشئ له صفحات خاصة على الشبكة أن يكون ممن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسبته هذا الدعاء إليه صلى الله عليه وسلم.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبَيْن. رواه مسلم في المقدمة.
وضُبطت (يَرى) و (يُرى)
و (الكاذِبَيْن) و (الكاذِبِين)
وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
assuhaim@al-islam.com
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 01:32]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك ..
ـ[الورد الجوري]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 02:53]ـ
جزاك الله خير على مرورك(/)
منهجية ثلاثة من كبار العلماء المعاصرين- قصيدة ماتعة- لشيخنا القاضي محمد الصادق مغلس
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:58]ـ
منهجية كبار العلماء الشيخ العلامة ابن باز والشيخ المحدث الألباني والشيخ العلامة أبو الحسن الندوي
إلَهِي ما رضيتَ فقد رَضِينا == وإنْ دمْعُ العيونِ جرَى سَخِينا
وإنْ بَكَتِ القلوبُ على التّوَالي == هُدَاةً بالكِتابِ ومُهتَدِينا
رجالَ العلمِ أرْبَابَ المعَالي == وأعلاماً بِحَقٍّ عامِلينا
رجالاً للنُّبوَّ ةِ وَارِثينا == على سنَنِ الوِراثَةِ سائرينا
كأنَّ نبيَّنا قد عاشَ فِينا == ِبعُمْرِ الوَارِثينَ لهُ قُرونا
وإذْ رَحَلَتْ ِبهم رُسُلُ المَنَايَا == فَنَخْشَى الإِرْثَ يَتْبَعُهم دَفِينا
وإنّ اللهَ يَقْبِضُ أَيَّ عِلْمٍ == إذا يَقْضِي بِقَبْضِ العَالِمِينا
وليس العلْمُ فَلسفَةً مَقالاً == ولا لَقَبَ العليمِ ولا الظُّنونا
ولكنَّ العلومَ نُصوصُ وَحْيٍ == وما اجتهدَ العُدولُ الوارِثُونا
وهُم في الذكْرِ مَرْجِعُ كُلِّ فِكْرٍ == ِلصَوْنِ الدّينِ دِينِ الُمسلِمينا
تَصَوَّرْ في المَصيرِ فَتىً جَهُولاً يَقُودُ بِنا القِطارَ أوِ السَّفِينا
وهَبْ في الطّبّ مَن يسعَى فُضُولاً == بِلا عِلْمٍ وقد ثَقَبَ العُيُونا
فكم يَفْشُو بذلكَ مِن فَسادٍ == وغَمْطٍ لِلتَّخَصُّصِ كَيْ يَهُونا
وما شَرْعُ الُهدَى كَلَأٌ مُبَاحٌ == فَيَعْبَثَ في حِمَاهُ العابِثُونا
مَعاذَ اللهِ بَلْ وِرْدٌ مُتَاحٌ == ِلَمنْ وَرَدَ الموَارِدَ والفُنُونا
وبِالتّقْوَى عَدَالَتُهُ لِزَاماً == وإلاَّ كانَ كالمُسْتَشْرِقِينا
وتَضْيِيْعُ العَدَالَةِ نَبْذُ هَدْيٍ == تَعَهَّدَهُ الرسولُ فَصَارَ دِينا
أَيعبَثُ بالُهدَى قومٌ تبَارَوا == وصارُوا لِلْعُدَاةِ مُقَلِّدِينا؟
ضلالاتُ التَّعَصْرُنِ ضَيَّعَتْهُم == فهُم في جهْلِهم مُتَعَالِمونا
بِسَمْتٍ مُنْكَرٍ لَم ْتَلْقَ فَرْقاً == إذا شاهدتَ سَمْتَ المُنْكَرِينا
أَرائِكُ في الأرائِكِ جالِسُونا == وكالأطفالِ دَوماً هَازِلُونا
ويُولُونَ السَّفَاسِفَ كُلَّ جُهْدٍ == وإِنْ ذُكِرَ الجِهادُ فَغَافِلُونا
ومَنْ هُمْ في الوَرَى أَشْبَاهُ قَوْمٍ == فَهُم مِنهُم وإِنْ حَلَفُوا يَمِيْنا
وقد نَطَقَ النبِيُّ بهِ صَريحاً == وأفْلَحَ مَن بهِ يَتَشَبَّهُونا
أَيَزْعُمُ مُنْخُلٌ ما اعْتَادَ صَوْناً == بِكَوْنِ الماءِ دَاخِلَهُ مَصُونا؟!
ويَفْخَرُ حَنْظَلٌ شَكْلاً ولَوْنًا == بِكَوْنِ الشَّهْدِ يَسْكُنُهُ مَكِيْنا؟!
وكَمْ مِنْ مَظْهَرٍ ظَرْفٌ لِفِكْرٍ == ولَوْ مَا رَى بِذَاكَ المُمْتَرُونا
وأَقْلاَمُ التَّعَصْرُنِ مَحْضُ بُوقٍ == لِتَشْوِيهِ الُهدَاةِ الوَارِثِينا
ولَيْسُوا عَارِفِيْنَ لَهم بِحَقٍّ == إذا مَرُّوا بهِم يَتَغَامَزُونا
وأَقْمارُ الهداية ِفي وَقَارٍ == ولَوْ دَوَّى صرِيرُ المُعْصِرِينا
وفي عامٍ كَعَامِ الُحزْنِ وَلَّى == رِجَالَاتٌ ثِقَاتٌ شَامٍخُونا
سلامُ اللهِ يا ابْن َالبازِ حَيّاً وفي المَثْوَى ويومَ المُنْشَرِينا
تُذَكِّرُنا دُمُوعُكَ حِينَ تَهْمِي == وقَلْبٌ حَاطَ كلّ المُؤْمِنِينا
ومِليُونٌ بِيَومِكَ يومَ صَلَّوا == وعِلْمٌ ضَاءَ دَرْبَ السّالِكِينا
بِقَامَاتٍ مِن السّادَاتِ وَلَّوْا == ونرجو سبْقَكُم فيهم وفينا
وعَرِّجْ في الحديثِ على إِمامٍ == فتَى الأَلْبَانِ ما شَهِدَ القَرِينا
وكمْ سُنَنٍ به الرحمنُ أَحْيَا == ولَوْ لمْ يُبْتَدَرْنَ لَمََا حَيِيْنَا
وصارَ الناسُ حقّاً مُمْسِكِينا == بِقَائِمةِ الصحيحِ ومُكْتَفِينا
ومَن لِلناسِ خَلَّفَ نَفْعَ عِلْمٍ == فَقَدْ أَبْقَى لَهم عَيْناً مَعِينا
فَحَيَّا اللهُ رُوحَكَ مِن فَقِيدٍ == وَأَعْلَى ذِكْرَكُم في الغَابِرِينا
وأَبْكَى الهِنْدَ أَبْكَاهَا إِمَامٌ == وقَدْ صَلَّتْ وصَلَّى الُمسلِمُونا
مَضَى عَنَّا أبُو حَسَنٍ فَأَفْضَى == وكانَ الفَضْلَ والخُلُقَ المَتِينا
وكانَ الجُهْدَ في الذِّكْرَى وذِكْرٍ == ونِعْمَ السَّبْقُ سَبْقُ الذاكِرِينا
وكانَ الزُّهْدَ ذلك مَا عَلِمْنا == وكانَ الفِكْرَ والقَلَمَ الرَّصِينا
لهُ السِّحْرُ الحَلَالُ ولَا يُبَارَى == بِأَقْطَابِ الُّلغَاتِ الأَلْسَنِيْنا
بِأَرْبَعِهَا أَفَاضَ ورُبَّ فَذٍّ == مِن الأَعْلَامِ فَاقَ الأَعْلَمِينا
(يُتْبَعُ)
(/)
ورَغْمَ الغَوصِ في الغَربِيِّ مِنها == فَلَم يَغْرَقْ كَشَأْنِ الأَكْثَرِينا
ولم تَمْسَخْ لدَى النَّدْوِيِّ أَصْلاً == ولَا شَكْلًا ولَا فَقَدَ الحَنِينا
يُذَكِّرُ بِالصَّحابَةِ كَيفَ خَاضُوا == بِلَا بَلَلٍ بِدُنْيَا الغَارِقِينا
ولمْ يَنْصَبْ أَئِمَّتُنا لِعَيشٍ == ولَا اكْتَسَبُوا المَرَافِقَ والشُّئُونا
أمَا عاشَ الرسولُ علَى كَفَافٍ == وكانَ بِمَسْكَنٍ إِذْ كانَ طِينا؟
وخَيَّرَ نِسْوَةً زَوْجَاتِ صِدْقٍ == فَآثَرْنَ البَسَاطَةَ مَا بَقِينا
ولَو شَاءَ الرسولُ لَعَاشَ فَرْداً == فَرِيداً في المُلُوكِ النَّاعِمِينا
ولَكِنْ سَنَّ لِلتَّغْيِيْرِ نَهْجاً == هُوَ الأَهْدَى وجَرَّبْنا قُرُونا
ولَيْسَ يُحَرِّمُ الزِّينَاتِ لَكِنْ == بِهذا العَزْمِ أَمَّ المُؤمِنينا
ومَن طَلَبَ الإِمَامَةَ دُونَ هَدْيٍ == كَهَذَا الَهدْيِ حَتْماً لَنْ تَكُونا
أَقِيمُوا دَولَةَ الإِسلامِ فِيكم == تَقُمْ في أَرْضِكِم حِصْناً حَصِينا
وفي السُّودانِ دَرْسٌ أَيُّ دَرْسٍ == بِهَذا العَصْرِ لِلمُسْتَعْصِرِينا
ومَا التَّجْدِيدُ فِيمَا يَنْشُدُونا == سِوَى تَرْوِيجِ مَا يَسْتَورِدُونا
ومَن يَكُ بِالهُدَى فِيهم غَرِيباً == فَطُوبَى هَا هُنَا لِلمُغْرِبِينا
وتَجْدِيدُ الهُدَى عَوْدٌ لِبَدْءٍ == لِمنْهَاجِ الصِّحَابِ السَّابِقِينا
بِه ِتُرْجَى النَّجَاةُ ولَا انْقِطَاعٌ == لِطائِفَةِ النَّجاةِ الظاهِرِينا
أَئِمَّتُنا ثَلاثَتُهم مِثَالٌ == ولا يَرضَونَ بِدْعًا أو مُجُونا
ورَبَّوا لِلخِلافةِ جِيلَ صِدْقٍ == بِأَقطارِ البَسيطةِ جاهِزِينا
وبِالمِنهاجِ صارَ لهم إِطارٌ == إذا استَرخَى إِطارُ المُعْصِرِينا
وهُم يَسعَونَ في فُسْطاطِ دِينٍ == إذا اسْتَسْعَى النِّفَاقُ الآخَرِينا
ومَنهجُهم شُمُولٌ واعتِدالٌ == ويَحْمُونَ العقيدةَ جَاهِدِينا
وسَبْقٌ لِلجماعةِ في صلاةٍ == وفي الأَسحارِ كانوا ساجِدِينا
وكالتصويرِ ما فيه اشْتِبَاهٌ == تَحَاشَوا فِعْلَهُ مُتَوَرِّعِينا
ولَيسوا عِصمةً مِن كُلِّ عَيْبٍ == وخَيرُ الهَدْيِ هَدْيُ المُرسَلِينا
وما ارتاضُوا مع السُّفَرَاءِ حِيناً == ولا ارتاضُوا مع الحُكّامِ حِينا
ولن يَعْيَا المُخَلِّطُ لو أرادُوا == بِأَنْ يَحيَا بِتَخْلِيطٍ مَكِينا
ومِثل الغَيرِ يَزْعُمُ كُلَّ خَيرٍ == ويَجْمَعُ مِثْلَهُ رَغَداً وطِينا
ولن تَرضَى اليهودُ ولا النصارَى == ولا الأَذْيَالُ إلا المُفْسِدِينا
ومَن صَحِبَ الوُلَاةَ بِلَا اعتِزَازٍ == ولا لَاقَى مِن الذِّكْرَى مُعِينا
فَقَد أَلْقَى يَدَيْهِ بِلَا احْتِرَازٍ == وأَرْدَى نَفْسَهُ في الهَالِكِينا
وقد صدَقَ الرسولُ فَمَن أَتَاهُم == إِلَى أَبْوابِهم لَقِيَ الفُتُونا
وكم مِن قَادَةٍ في الدِّينِ فَرُّوا == بَعيداً عن بَلاطِ الحاكِمِينا
بِرَغْمِ الفِقهِ والتقْوَى وقَرْنٍ == أَنَاخَ بِبَعضِهم في التَّابِعِينا
فلَا البَصْرِيُّ والثِّورِيُّ أَخْذَى == ولا النُّعمان ُأَوشَكَ أَنْ يَلِينا
ويَزْهَدُ مَالِكٌ فِيهم ويُؤْذَى == ويَقْفُو الشافِعِيُّ الأَوَّلِينا
ويَصْمُدُ أَحْمَدٌ كالطَّودِ صَمْداً == ولو أَرْضَى الوُلَاةَ أَضَاعَ دِينا
أَصِحِّاءُ السِّياسَةِ كُلُّ حِصْنٍ == بَنَى بِالشَّرْعِ مَوْقِعَهُ الَحصِينا
فَأَرْسَى الشَّرْعَ لا يَخْشَى مَلَامًا == ولم يَلْحَقْ بِرَكْبِ الُمدْهِنِينا
إِذَنْ لَاخْتَارَ يُوسُفَ في التّأَسِّي == ودَفْعِ الَجوْرِ جَوْرِ القَاسِطِينا
وخَيرُ الناسِ أَفْضَلُهم جِهَاداً == بِنَصْرِ الَحقِّ عند الجائِرِينا
وبَيْنَ الِّلينِ والإِدْهَانِ فَرْقٌ == يُضَاهِي الخَيْزُرَانَةَ والدُّهُونا
رَوَى النَّدْوِيُّ ما نَقَلَ السِّبَاعِي == عن البَنَّاءِ بَعْدَ الأَرْبَعِينا
بِتَأْخِيرِالسياسةِ و التَّصَدِّي == ِلمَأْساةِ التَّناَفُسِ أَنْ تَكُونا
رَوَاهُ لِشَرْقِنا في ذِكْرَيَاتٍ == لهُ إِذْ سَاحَ لا كالسَّائِحِينا (1)
كَمَا أَهْدَى إلى (الإخوانِ) بحثاً == وسَمَّاهُ التَّحَدُّثَ لِلْأَخِينا (2)
وحَدَّ به السياسةَ عند حَدٍّ == لإِنصَافِ الفُروضِ الآخَرِينا
ونالَ بِمكْتبِ الإِرشادِ فَهْماً == وتَعْمِيماً وتَقْديماً رَصِينا
وما خَوضُ السياسةِ في فَرِيقٍ == غَرِيقٍ في الخَطَايَا كَاذِبِينا
(يُتْبَعُ)
(/)
سِوَى مُسْتَنْقَعٍ مَن خاضَ فيه == تَلَطَّخَ مِثْلَ باقي الخائِضِينا
وأَسْلَمَةُ السياسةِ وَفْقَ شَرْعٍ == بِتَربِيَةِ الفرِيقِ السائِسِينا
و تَنْقِيَةِ الطريقِ بِكُلِّ وُسْعٍ == وتَنْحِيَةِ الرفيقِ المُدْهِنِينا
هو الإسلامُ ساسَتُهُ نُجُومٌ == وكالبِلَّوْرِ ليسوا مُدْخِنِينا
وقد أَرْسَى أَئِمَّتَنا امْتِنَاعاً == عن التّلْفازِ عَمَّ المُخْبِتِينا
وكانَ لهم مع الصُّحُفِ اكْتِفَاءٌ == وأَقْرَبُ لِلتُّقَى مَن يَكْتَفُونا
وفي التلفازِ مُوسيقَى ونُكْرٌ == وأَخْبَارٌ وبِئْسَ المُخْبِرُونا
أَأَخْبارٌ وفي الأَطبَاقِ عُهْرٌ == وتَشْرِيْهَا فَتَشْرِي مِنكَ دِينا؟!
وتَفْتِنُكَ النِّسَاءُ أَضَرَّ فَتْنٍ == كَمَا في قَوْلِ خَيْرِ المُرسَلِينا
فَتُدْمِنُ ما يُكَفِّنُ كُلَّ خَيرٍ == ويُمْكِنُ أَنْ تَكونَ لهُ دَفِينا
وتَبْهَرُكَ البَهَارِجُ زَائِفَاتٍ == وقد تُزْرِي حَيَاةَ المُؤمِنِينا
وكم مِن أَشْعَثٍ وَرِعٍ وَبَرٍّ == بِهِ يُسْقَى العِبادُ ويُنصَرُونا
وفي القرآنِ مَوعِظَةٌ وعَتْبٌ == عن الأَعمَى وحَقْرِ الأَرْذَلِينا
وكُلُّ تَنَازُلٍ خَطْبٌ جلِيلٌ == وإِنْ زَعَمُوا لِحِفْظِ الدِّينِ فِينا
وهلْ في نَقْصِهم للدِّينِ حِفْظٌ == وهلْ يَبْنِي الكَمالَ النَّاقِصُونا؟!
لَقدْ عاشَ الصحابةُ في ارتِقَاءٍ == وعاشَ الدِّينُ مُكْتَمِلاً مَصُونا
ولَوْ نَقَصُوا لَأَنْقَصَ مَن يَلِيهم == فَمَاذا اليومَ كُنَّا مُدْرِكِينا؟!
ومَن لِلناسِ يَجْهَد كَيْ يكُونوا == مَنَارَاتٍ فَأَحْرَى أَنْ يَكُونا
وحِفْظُ الدِّينِ مِن رَبٍّ حَفِيظٍ == أَعَدَّ لهُ كِرَاماً حافِظِينا
وإِدْمَانُ الصغائرِ قد يُؤَدِّي == لِأَبوابِ الكبائرِ أَجمِعِينا
ومَن وَرَدَ الكبائرَ كان أَحْرَى == بِأَنْ يَسْتَدْبِرَ الفتْحَ المُبِينا
ويَخشَى فِتنَة ًشَعْوَاءَ تَغْشَى == جميعَ شُئونِهِ دُنْيَا ودِينا
وكلُّ تَساهُلٍ مَرَضٌ وَبِيلٌ == وإِنْ قالوا نَسُوسُ الآخَرِينا
فَيَمْرَضُ مَن يَسُوسُ بِمَا تَرَدَّى == ويَمْرَضُ بَعْدَهُ مَن يَتْبَعُونا
ويَذْبُلُ دِينُهم شَيئاً فَشَيْئاً == ولا نامَتْ عيونُ الُمدْهِنِينا
وقَبْضُ الجَمْرِ فِعْلاً ليسَ سَهْلاً == وبِالإِدْهَانِ كُلٌّ قَابِضُونا
وليس النصرُ يُطْلَبُ بِانْهِزَامٍ == ولا الإِنْقَاذُ مِمَّنْ يَغْرَقُونا
وكم مِن طالِبٍ صَيْداً سَمِيناً == وقد يَغْدُو هو الصَّيدَ السَّمِينا
وليس بِعاجزٍ مَن عاشَ حُرّاً == ولَكِنْ مَن يَزُفُّ العاجِزِينا
ويَعْجَزُ أَنْ يَفُوزَ بِأَهْلِ سَبْقٍ == ويَحْسَبُ نَفْسَهُ فِيهم سَجِينا
وما الفَوزُ المُبارَكُ بِالتَّمَادِي == ولَكِنْ بِازْدِيَادِ الزَّاهِدِينا
ولا التِّكْتِيكُ في نَشْرِ التَّعَادِي == ولَكِنْ بِابْتِعَادِ الأَبْعَدِينا
وتقْوَى اللهِ تَفْتَحُ خَيرَ بَابٍ == لَخيرِ سِياسَةٍ دُنْيَا ودِينا
وما تُغْنِي عن الأَسْبابِ لَكِنْ == تُمَثِّلُ قِمَّةَ الأَسْبابِ فِينا
يرَى النَّدْوِيُّ أَنَّ النُّصْحَ رُوحٌ == كَرُوحِ الحَيِّ يُحْيِى السائِرِينا (3)
يَكُونُ بِحِكْمَةٍ ولِكُلِّ صَفٍّ ==وإلّا لَا تَثِقْ بِالصَّفِّ دِينا
وما وَصْفِي الأَئِمَّةَ كَيْ أُزَكِّي == ولَكِنْ ما نَظُنُّ و ما لَقِينا
بَنَيْتُ لهم مِن الأَبْيَا تِ بَيْتاً == لِيَسْكُنَ نَهْجُهم فِينا مَكِينا
لَعَلَّ اللهَ يَهْدِي الحائِرِينا == ويُدْخِلُنا غَداً في الصالِحِينا
ويَكْفِينا عَدَاوَة َ كُلِّ عَادٍ == ويُؤْوِينا قُلُوبَ المُؤمِنينا
([1]) انظر (مذكرات سائح في الشرق العربي) للندوي.
([2]) انظر (أريد أن أتحدث إلى الإخوان) للندوي بتقديم الهضيبي.
([3]) انظر المقابلة مع الندوي في مجلة (الأمة القطرية).(/)
أين أجد جزء ابن كثير في فضائل عشر ذي الحجة؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:43]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره للاّية الثامنة والعشرين من سورة الحج أن له جزءا في أحاديث فضائل عشر ذي الحجة، وذكر الشيخ سامي محمد سلامة محقق الكتاب أنه بعنوان
(الأحاديث الواردة في فضل الأيام العشرة من ذي الحجة)
فهل هو متوفر؟؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 05:47]ـ
للرفع ,,,
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 04:50]ـ
??????????????????(/)
الشكر على نعمة الإسلام:::لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 10:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشكر على نعمة الإسلام
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1359 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1359)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: يقول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1359[/ ... ](/)
«شرح كتاب الفرقان بَيْن أولياء الرَّحمن وأولياء الشَّيطان،لسماحة شيخنا ابن جبرين»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 12:06]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير:
«شرح كتاب الفرقان بَيْن أولياء الرَّحمن وأولياء الشَّيطان،،
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالحُسْنَى ـ.»
نبذة عن السلسلة:
شرح كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه شرحه فضيلة الشيخ ضمن الدروس العلمية الصيفية السادسة و السابعة المقامة في جامع الشيخ عبدالله الراجحي بشبرا في عامي 1427هـ و 1428هـ.
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3517
أسأل اللَّه للجميع التوفيق والعلم النافع.
الفَقير إلى اللَّهِ تعَالى
سَلمان بن عبدالقادر أبو زيد
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 05:00]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 06:03]ـ
الأخ الكريم سلمان أيو زيد: جزاكم الله خيراً و نفع بكم و بسماحة الشيخ ابن جبرين، آمين ...
لكن عندي طلب: لو تفضلتم بنقل الفوائد التى ترونها مناسبة للنشر من هذه الدروس و غيرها، و الله يرعاكم و يسدد خطاكم ..
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 08:08]ـ
أين أجد قائمة الدروس المتاحة في الرياض للعلماء علماً بأني ساكن جديد في الرياض
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:32]ـ
الموقر العزيز / مُحمَّد بن مسلمة ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تعالى ـ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:46]ـ
الأخ الحبيب / فريد المراديّ ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ:
شكر اللَّه لكم،ونفع بكم، وجعلكم مباركين أينما كنتم.
لكن عندي طلب: لو تفضلتم بنقل الفوائد التى ترونها مناسبة للنشر من هذه الدروس و غيرها ..
إن شاء اللَّه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 01:03]ـ
أين أجد قائمة الدروس المتاحة في الرياض للعلماء علماً بأني ساكن جديد في الرياض
جدول دروس شيخنا صالح الفوزان:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=56
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 01:05]ـ
جدول دروس شيخنا عبد العزيز الرَّاجحيّ:
http://www.sh-rajhi.com/weektab.asp
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 01:06]ـ
جدول دروس شيخنا عبد اللَّه بن جبرين:
http://www.ibn-jebreen.com/dros.php
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 01:13]ـ
جدول دروس الشّيخ عبد الكريم الخُضَير:
http://www.khudheir.com/ref/669
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 01:26]ـ
سوف تبدأ بمشيئة الله تعالى دروس في التعليق على كتاب (تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد للصنعاني) لفضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك.
وذلك بعد المغرب يوم السبت من كل أسبوع ابتداء من السبت المقبل 8/ 10/1428
في مسجد الخليفي بحي الفاروق الذي يؤم المصلين فيه فضيلة الشيخ.
قاله أخونا أبو علي النوحي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 01:36]ـ
وصلة مفيدة:
http://liveislam.net/newsubjects.php?sid=
ـ[احمد موسى]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 09:04]ـ
هل من احد الاخوان يفرغ لنا هذا الشرح لانه مهم جدا
بارك الله بكم
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 10:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:48]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا.(/)
هل هناك فتوى في هذا الأمر (البطاقة العائلية للنبي عليه الصلاة والسلام)؟
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 02:30]ـ
هذه البطاقة منتشرة في المكتبات الإسلامية عندنا وهو على شكل جواز السفر , وبأمانة لست مرتاحاً للأمر وخاصة أن به أموراً غريبة كما ستظهر لك في الصفحة رقم 6 - 7 , وإليكم الصور
http://upy100.com/p/uploads/c3b2062eb4.jpg
http://upy100.com/p/uploads/34386f5335.jpg
http://upy100.com/p/uploads/4528e77ca8.jpg
http://upy100.com/p/uploads/fd4b03d014.jpg
http://upy100.com/p/uploads/fd619cb5ea.jpg
http://upy100.com/p/uploads/3f4b20957a.jpg
http://upy100.com/p/uploads/cf0f996c8c.jpg
http://upy100.com/p/uploads/2e9e2fa66b.jpg
http://upy100.com/p/uploads/e6ac1f97e0.jpg
http://upy100.com/p/uploads/b85a2e145a.jpg
http://upy100.com/p/uploads/185c1c76df.jpg
http://upy100.com/p/uploads/1a1dc56ac6.jpg
http://upy100.com/p/uploads/177e6ca385.jpg
http://upy100.com/p/uploads/fe534e63d3.jpg
http://upy100.com/p/uploads/a3069eab2f.jpg
http://upy100.com/p/uploads/ae0a1895ef.jpg
http://upy100.com/p/uploads/7a6990e24b.jpg
وذكر أحد الأخوة أن من قام بهذا العمل أخذ في طرح ذلك إعتماداً على قرار مجمع الفقه الأسلامي لمنظمة المؤتمر الأسلامي
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 02:55]ـ
لست مفتيا، ولكن لو صدرت فتوى من أية جهة مهما كانت بإجازة هذا العمل لما دخلت قلبي، فقد قال الله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا} [النور: (63)]. ولو كنت أملك من الأمر شيئا لحجبته عن الانتشار.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 03:11]ـ
الى هذا الحد وصلت الجراة ببعض الناس على مقام رسولنا الكريم سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم
ومادام انه جواز سفر فمن اي دولة تم اصداره ووالله اني اخشى على فاعله من الاثم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 01:29]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اقشعر جلدي عندما قرأت: الجنس .. المهنة .. طبيعة العمل
ما الداعي لذلك وهل يجهل أحدنا جنس النبي صلى الله عليه وسلم!!
ثم تأمل الكلمة الأولى في البطاقة: (الزوج)
أخشى أن يكون هذا الصنيع من العبث والتطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:04]ـ
من فقه حقيقة هذه الجوازات وأنها في حقيقتها ترسيخ لمبدأ الجنسيات, والذي أصبح يعقد عليه الولاء والبراء ويفرق به بين المسلمين مع تساوي أحكامهم بالشرع, ويساوي بين الكفرة والمسلمين مع اختلاف أحكامهم بالشرع, أقول من فقه حقيقة هذه الجوازات لم يجترأ على مثل هذا الفعل القبيح
نعم هي واقع وقد نضطر للتعامل معه, ولكن أن نقحم صاحب المقام المحمود - صلى الله عليه وسلم - في هذا الذل الذي نعيشه ونجعل له بطاقة على شكل جواز, فهذا ارتكاس في الجهالة أو انحطاط وسفالة .. واجتهاد هؤلاء مردود عليهم ويجب أن يؤخذ على أيديهم
ولا ينقضي العجب من جعلهم له صلى الله عليه وسلم رقما عالميا كما زعمو في ص2, نعوذ بالله من الجهل والضلال
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 12:35]ـ
هل هناك فتوى في هذا الأمر (البطاقة العائلية للنبي عليه الصلاة والسلام)؟(/)
متى بدا الحيض عند النساء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 03:29]ـ
باب كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْحَيْضِ
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ أَوَّلُ مَا أُرْسِلَ الْحَيْضُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَحَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ا
قوله: (باب كيف كان بدء الحيض) أي ابتداؤه، وفي إعراب " باب " الأوجه المتقدمة أول الكتاب.
قوله: (وقول النبي صلى الله عليه وسلم: هذا شيء) يشير إلى حديث عائشة المذكور عقبه، لكن بلفظ " هذا أمر " وقد وصله بلفظ " شيء " من طريق أخرى بعد خمسة أبواب أو ستة، والإشارة بقوله " هذا " إلى الحيض.
قوله: (وقال بعضهم: كان أول) بالرفع لأنه اسم كان والخبر " على بني إسرائيل " أي على نساء بني إسرائيل، وكأنه يشير إلى ما أخرجه عبد الرزاق عن ابن مسعود بإسناد صحيح قال " كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعا، فكانت المرأة تتشرف للرجل، فألقى الله عليهن الحيض ومنعهن المساجد " وعنده عن عائشة نحوه.
قوله: (وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أكثر) قيل معناه أشمل لأنه عام في جميع بنات آدم، فيتناول الإسرائيليات ومن قبلهن، أو المراد أكثر شواهد أو أكثر قوة.
وقال الداودي ليس بينهما مخالفة فإن نساء بني إسرائيل من بنات آدم، فعلى هذا فقوله بنات آدم عام أريد به الخصوص.
قلت: ويمكن أن يجمع بينهما مع القول بالتعميم بأن الذي أرسل على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن عقوبة لهن لا ابتداء وجوده.
وقد روى الطبري وغيره عن ابن عباس وغيره أن قوله تعالى في قصة إبراهيم (وامرأته قائمة فضحكت) أي حاضت.
والقصة متقدمة على بني إسرائيل بلا ريب، وروى الحاكم وابن المنذر بإسناد صحيح عن ابن عباس " أن ابتداء الحيض كان على حواء بعد أن أهبطت من الجنة "، وإذا كان كذلك فبنات آدم بناتها، والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 02:17]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 03:03]ـ
وفقت للخير ... بورك فيك أبا محمد
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:42]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيراً شيخنا، ولكن لي سؤال:
عندنا حديث مرفوع وفي البخاري " ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم "، وهذا المعنى هو الأصل الذي ينبغي أن يصار اليه حتى لو لم يكن ثم دليل حيث هو من الطبيعة البشرية المرتبطة بفطرة الخلق كالطعام والشراب والاخراج والحمل والولادة والرضاعة وغير ذلك.
فهل يلزمنا بعد ذلك أن نجمع بين هذا المعنى المؤيد شرعاً وعقلا ً وبين معنى قول موقوف عن ابن مسعود حتى ولو صح عنه؟؟؟
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:27]ـ
((وبين معنى قول موقوف عن ابن مسعود حتى ولو صح عنه؟؟؟))
كلامك فيه نظر ... مثل هذا لا يقال بالرأي
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:52]ـ
((وبين معنى قول موقوف عن ابن مسعود حتى ولو صح عنه؟؟؟))
كلامك فيه نظر ... مثل هذا لا يقال بالرأي
كلامك أنت فيه نظر!
حتى عند من يأخذ بقول الصحابي الموقوف عليه أو الذي له حكم الرفع
فمثل هذا قد يقال بالنقل عن أهل الكتاب من أخبارهم(/)
سنة غائبةكتب عنها لأول مرة!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 06:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مساجد البيوت أحكامها وآدابها
غرفة الصلاة في البيت سنة غائبة
كتب عنها لأول مرة
خالد بن علي العنبري
هذه رسالة مؤلفها خالد العنبري، يقول: لأول مرة يكتب عن هذه السنة.
وهذا غير صحيح، فلقد أهدى لي الأخ الفاضل / محمود بن إمام آل موافي كتابه (تذكير الطائفة المنصورة ببعض السنن المهجورة)، وكانت طبعته الثانية في عام 1424
وكانت هذه السنة من ضمن السنن التي ذكرها ..
فتبين أن قول المؤلف: لأول مرة يكتب عنها غير صحيح
وسوف أنقل لكم السنة المذكورة من كتاب الشيخ / محمود ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 10:03]ـ
اتخاذ المساجد في البيوت وتنظيفها
وهذه من السنن التي هُجرت بالكلية في غالب بيوت المسلمين، فترى المباني تقام على أحدث تصميم وقد خصص فيها ما يدعو إلى اللهو واللعب والنوم والطعام والاستقبال وغيره من مسميات هذا الزمان ولا تكاد تجد في بيت واحد مكاناً قد خصص باسم (المسجد).
حتى إن المكاتب الهندسية المسؤولة عن هذه التصميمات قل فيها من يعرف هذه السنة فضلاً عن غيرها.
وقد كان المسلمون الأوائل أول ما يتخذون الدور يحددون مكاناً للمسجد. وذلك يوم أن كانت حياة المسلمين كلها لله لا يخرج منها شيء لغير الله. يوم أن كانت بيوت المسلمين تغشاها الملائكة ليلاً ونهاراً، لتصلي على أهل هذه البيوت، وتستغفر لهم يوم أن كانت بيوت المسلمين لا يسمع فيها طوال الليل إلا القرآن والبكاء كدوي النحل. يوم أن كان الولد والبنت منذ الصغر يكبران على رؤية مسجد بيتهم وقد عمر بصلاة النافلة وبذكر الله والدعاء.
وأما عن زماننا فقد اتخذت البيوت كبيوت أهل الكتاب فيها كل شيء عدا المسجد.
فيها التصاوير والغناء والألوان المختلفة التي تغير كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوب أصحابها ولا هم يذكرون. بيوت لا يسمع فيها طوال الليل والنهار إلا صوت أجهزة الفساد الحديثة. بيوت كبر الأبناء فيها ولم يعرفوا إلا الدش والإنترنت وغيرها من وسائل فساد الدنيا والدين
عن محمود بن الربيع: زعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها من دلو كانت في دارهم. قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم يقول: كنت أصلي لقومي بني سالم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إني قد أنكرت بصري وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكاناً اتخذه مسجداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أفعل إن شاء الله) قال: فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر معه بعدما اشتد النهار فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال: ((أين تحب أن أصلي من بيتك)) فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه ثم سلم وسلمنا حين سلم. الحديث.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب.
عن سمرة رضي الله عنه: أنه كتب إلى ابنه: أما بعد: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالمساجد أن نصنعها في ديارنا ونصلح صنعتها ونطهرها.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صنع بعض عمومتي للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن تأكل في بيتي وتصلي فيه قال: فأتاه وفي البيت فحل من هذه الفحول فأمر بناحية منه فكنس ورش فصلى وصلينا معه.
قال عبدالله بن ماجه: الفحل: هو الحصير الذي قد اسود. وفي معناه نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تجعل البيوت مقابر بعدم الصلاة فيها وكذا بعدم قراءة القرآن وذكر الله.
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
عن ابن جريج قال: قال لي عطاء: اتخذ في بيتك مسجداً فإن زيد بن خالد الجهني قال: لا تتخذوا بيوتكم مقابر واتخذوا فيها مساجد.
ويؤخذ من فقه هذه الأحاديث:
- اتخاذ المساجد في البيوت.
- الموضع الذي اتخذه في بيته مصلى لا يخرج عن ملكه وأن النهي عن إيطان الرجل مكاناً يصلى فيه إنما هو في المساجد دون
البيوت أفاده الغوي في شرح السنة.
وهناك شبهة وهي:
أن البغوي نقل قول سفيان الثوري في تفسير هذه الأحاديث بأن المراد بالدور هي القبائل.
- قال الثوري: (تبنى المساجد في الدور) يعني: القبائل.
وقد اسبعد هذا التفسير كثير من العلماء لتصريح جميع الروايات بأنها البيوت التي يسكنها الناس ولورود النهي عن اتخاذ البيوت مثل المقابر ولتصريح عتبان بن مالك الأنصاري بأنه يريد اتخاذ مسجد في بيته دون مسجد قومه الذي كان يؤمهم فيه.
وكذا قول سمرة لابنه: أن نصنعها في ديارنا.
وقول أنس عن بعض عمومته وأظنه حديث عتبان بن مالك نفسه (أحب أن تأكل في بيتي وتصلى فيه).
فالدعوة للطعام في بيته لا في مكان آخر في القبائل والله أعلم.
وكذا فهم عطاء حين يقول لجريج (اتخذ في بيتك)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 11:40]ـ
ما شاء الله
جزاك الله خيراً
وجلعك الله مفتاحاُ للخيرِ مغلاقا للشر
ـ[خالد العامري]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 01:10]ـ
بورك فيك أخي الكريم / محمد آل عامر
وقد ترجم البخاري لحديث محمود بن الربيع المذكور = باب المساجد في البيوت وصلى البراء بن عازب في مسجد في داره في جماعة.
وإتماماً للفائدة: قال ابن رجب _ رحمه الله _ في فتح الباري (نقلته بتمامه من الشاملة):
باب المساجد في البيوت وصلى البراء بن عازب في مسجد في داره في جماعة.
" مساجد البيوت، هي أماكن الصلاة منها، وقد كان من عادة السلف أن يتخذوا في بيوتهم أماكن معدة للصلاة فيها.
وقد قدمنا في آخر ((كتاب: الحيض)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في مسجد بيت ميمونة، وهي مضطجعة إلى جانبه، وهي حائض.
وروى جعفر بن برقان، عن شداد مولى عياض بن عامر، عن بلال، أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذنه بالصلاة، فوجده يتسحر في مسجد بيته. خرّجه الإمام أحمد.
وروى محمد بن سعد: نا قبيصة: نا سفيان: عن أبيه،قال: أول من اتخذ مسجدا في بيته يصلي فيه عمار بن ياسر.
وبإسناد: عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال: أول من بنى مسجدا يصلي فيه عمار بن ياسر.
وهذه المساجد لا يثبت لها شيء من أحكام المساجد المسبلة، فلا يجب صيانتها عن نجاسة ولا جنابة ولا حيض. هذا مذهب أصحابنا وأكثر الفقهاء.
ومنع إسحاق من جلوس الجنب فيها والحائض -: نقله عنه حرب.
وأجاز الاعتكاف فيها للمرآة خاصة طائفة من فقهاء الكوفيين، منهم: النخعي والثوري وأبو حنيفة. وعنه وعن الثوري: أن المرأة لا يصح اعتكافها في غير مسجد بيتها. وقول الأكثرين أصح.
وقد روي عن ابن عباس، أنه سئل عن اعتكاف المرأة في مسجد بيتها؟ فقال: بدعة، وأبغض الأعمال إلى الله البدع، لا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة. خّرجه حرب الكرماني.
وروى عمرو بن دينار، عن جابر، أنه سئل عن امرأة جعلت عليها أن تعتكف في مسجد بيتها؟ قَالَ: لا يصلح، لتعتكف فِي مسجد؛ كما قال الله: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [القرة: 187]. خرّجه الأثرم. وجابر هذا يحتمل أنه جابر بن عبد الله الصحابي، ويحتمل أنه جابر بن زيد أبو الشعثاء التابعي.
واعتكف أبو الأحوص صاحب ابن مسعود في مسجد بيته. ورخص فيه الشعبي.
وهؤلاء جعلوا مساجد البيوت حكمها حكم المساجد في الاعتكاف، ولو كان هذا صحيحا لاعتكف أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في مساجد بيوتهن، وإنما كن يعتكفن في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأما إقامة الجماعة للصلوات في مساجد البيوت فلا يحصل بها فضيلة الصلاة في المساجد، وإنما حكم ذلك حكم من صلى في بيته جماعة وترك المسجد.
قال حرب: قلت لأحمد: فالقوم نحو العشرة يكونون في الدار، فيجتمعون وعلى باب الدار مسجد؟ قال: يخرجون إلى المسجد، ولا يصلون في الدار، وكأنه قال: إلا أن يكون في الدار مسجد يؤذن فيه ويقام. انتهى.
ومتى كان المسجد يؤذن فيه ويقام ويجتمع فيه الناس عموما، فقد صار مسجدا مسبلا، وخرج عن ملك صاحبه بذلك عند الإمام أحمد، وعامة العلماء، ولو لم ينو جعله مسجدا مؤبدا.
ونقل أبو طالب عن أحمد فيمن بنى مسجدا من داره، أذن فيه وصلى مع الناس، ونيته حين بناه وأخرجه أن يصلي فيه، فإذا مات رد إلى الميراث؟ فقال أحمد: إذا أذن فيه ودعا الناس إلى الصلاة فلا يرجع بشيء، ونيته ليس بشيء.
ووجه هذا: أن الإذن للناس في الصلاة إذا ترتب عليه صلاة الناس، فإنه يقوم مقام الوقف بالقول مع حيازة الموقوف عليه، ورفع يد الواقف، فيثبت الوقف بذلك، ونية رجوعه إلى ورثته كنية توقيت الوقف، والوقف لا يتوقت بل يتأبد، وتلغو نيته توقيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال حرب - أيضا - سمعت إسحاق يقول: الاعتكاف في كل مسجد خارج من البيت جائز، وان كانت الدار عظيمة مما يجتمع أهل المحلة في مسجد تلك الدار، ويدخلها غير أهل الدار لما جعل المسجد لله جاز الاعتكاف فيه - أيضا -، فأما رجل جعل مسجدا لنفسه، ولم يجعله للجماعة ترفقا بنفسه، فإنه لا يكون فيه اعتكاف، ولا فضل الجماعة - أيضا -، إلا أن يكون به عذر، ولا يمكنه أن يستقل إلى المسجد، فحينئذ يكون له فضل الجماعة في ذلك المسجد، فإن اعتكف فيه كان له اجر، ولا يسمى معتكفا؛ لان الاعتكاف إنما يكون في موضع بارز.
وبكل حال؛ فينبغي أن تحترم هذه البقاع المعدة للصلاة من البيوت، وتنظف وتطهر.
قال الثوري في المساجد التي تبنى في البيوت: ترفع ولا تشرف، وتفرغ للصلاة، ولا تجعل فيها شيئا.
وقد روي من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب.خرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان فِي
((صحيحهما)).
خرجه الترمذي من وجه آخر مرسلا، من غير ذكر: ((عائشة)). وقال: هو أصح.
وكذلك أنكر الإمام أحمد وصله. وقال الدارقطني: الصحيح المرسل.
وخرجه الإمام أحمد - أيضا - من رواية ابن إسحاق: حدثني عمر بن عبد الله بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عمن حدثه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا، وان نصلح صنعتها ونطهرها.
وخرجه أبو داود بنحو هذا اللفظ من حديث سمرة بن جندب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد اختلف في تفسير ((الدور)) في هذه الأحاديث:
فقيل: المراد بها البيوت، وبذلك فسره الخطابي وغيره.
وخرج ابن عدي حديث عائشة، ولفظه: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بتنظيف المساجد التي في البيوت.
وقال أكثر المتقدمين: المراد بالدور هنا: القبائل، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير دور الأنصار دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث بن الخزرج، ثم دار بني ساعده، وفي كل دور الأنصار خير)).
وبهذا فسر الحديث سفيان الثوري ووكيع بن الجراح وغيرهما.
وعلى هذا: فالمساجد المذكورة في الحديث هي المساجد المسبلة في القبائل والقرى؛ دون مساجد الأمصار الجامعة." اهـ
والله أعلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 07:23]ـ
الأخ الفاضل ... أبو ريان المدني
جزاك الله خيراً على كريم لفظك ونبيل طبعك
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:22]ـ
الأخ الحبيب / خالد العامري .. وفقه الله
إضافة طيبة، طيب الله أعمالك
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:47]ـ
ومتى كان المسجد يؤذن فيه ويقام ويجتمع فيه الناس عموما، فقد صار مسجدا مسبلا، وخرج عن ملك صاحبه بذلك عند الإمام أحمد، وعامة العلماء، ولو لم ينو جعله مسجدا مؤبدا.
ونقل أبو طالب عن أحمد فيمن بنى مسجدا من داره، أذن فيه وصلى مع الناس، ونيته حين بناه وأخرجه أن يصلي فيه، فإذا مات رد إلى الميراث؟ فقال أحمد: إذا أذن فيه ودعا الناس إلى الصلاة فلا يرجع بشيء، ونيته ليس بشيء.
ووجه هذا: أن الإذن للناس في الصلاة إذا ترتب عليه صلاة الناس، فإنه يقوم مقام الوقف بالقول مع حيازة الموقوف عليه، ورفع يد الواقف، فيثبت الوقف بذلك، ونية رجوعه إلى ورثته كنية توقيت الوقف، والوقف لا يتوقت بل يتأبد، وتلغو نيته توقيته.
جزاك الله خيرا أخي خالد ... ،هذه فائدة من الفوائد التي استفدتها من مشاركتك القيمة،
ولكن هل من مزيد حول هذه المسألة، لأني كثيرا ما أرى من يبني مسجدا ملاصقا لداره،ثم إذا قدم البناء، أو أراد صاحبه تجديده لا يجد حرجا في إدخال المسجد في داره ..
ـ[أم عبدالملك]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
جزاكم الله خيرا لتذكيركم بإحياء هذه السنه
ولكن لدي سؤال هل بتخصيص مثلاً غرفة بالمنزل للصلاة يعتبر بذلك أحياء للسنه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يصح أي مكان في البيت لإحياء هذه السنّة
فمن كان مسكنه صغيرا خصّص جزءا من حجرته على قدر صلاته هو وأهل بيته ويهتم بنظافته
ومن كان مسكنه واسعا فخصّص حجرة كاملة للصلاة فهو خير وينظفها ويطيبها كما جاء في الأثر
ـ[لامية العرب]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 01:14]ـ
معلومة جديدة بارك الله فيك يـ ال عامر
وكثر الله من أمثالك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيكم(/)
من اعجب واجمل ما قرأت عن عفاف المرأة!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 12:49]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
من اعجب واجمل ما قرأت عن عفاف المرأة! فهل من عبره!
الحقيقة أثر فيني موقف حدث لأحد المشايخ سيفرح له أهل (الخير والصلاح)!
ذكرَ أن أحد الدعاة ذهب إلى فرنسا قبل أكثر من سنتين داعياً إلى الله عزوجل وأخذ زوجته فهي على
زوجه ..
وما أن وصلوا المطار الا وطلبوا من زوجة الشيخ أن تكشف عن وجهها فـ رفضت ورفض زوجها وقالت لن
أفعل حتى جاءت أمرأة من التي يشتغلن بالجمارك فدخلت معها الغرفه وقالت لها!
باستهزاء وسخرية كيف يعرفك زوجك! اذا اضعتيه في السوق!
فأخرجت هذه المرأة الكريمة حلوى وفتحتها ورمتها على الارض وضربت ومن ثم اعطتها اياها
وقالت لها تفضلي مد يدك!
فأبت .. و قالت لها هل تسخرين مني!
ومن ثم أخرجت لها حلوى أخرى جديدة واعطتها اياها
فقبلتها!
فقالت لها: نحن هكذا في الاسلام! مصونة محفوظة!
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ
وأسلمت بعدها مباشرة!
أختاه تأملي!
كم تستطعين أن تكوني داعية للخير فلا تتأخري وفقك الله وحفظك من كل سوء
وانظري وتأملي كيف شرف المرأة المسلمة في الاسلام!
هذا وأسأل الله عزوجل أن يغفر لبناتنا ويحفظهنّ من كل سوء
ـ[أبو محمد مهدي الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:22]ـ
بارك الله فيكم أخي و الله هذه فيها عبرة
ـ[ام ابي]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 12:15]ـ
نحن المنتقبات مجاهدات في كل حين نحن كمن كان على ثغر
اللهم اكتب لنا اجر المرابطين
ـ[عبيدالله المنصوري]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 01:00]ـ
معكن الله أم أبي، وأسأل الله لكن التثبيت
فأنتن على ثغر، فلا يؤت الإسلام من قبلكن
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 09:48]ـ
عجبت ولم أعجب وليس بغريب بمن تأصل بها العفاف أن ترد بهكذا رد ..
جزيت خير الجزاء(/)
فتح العليم الرد الثاني على صلاح أبو عرفة الضال اللئيم
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 07:24]ـ
فتح العليم الرد الثاني على صلاح أبو عرفة الضال اللئيم
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد سبق لي رد على المدعو صلاح أبو عرفة بعد أن أفتى الشيخ الدكتور حسام الدين عفانة بضلاله، وقد دارت نقاشات على الشبكة بين بعض الإخوة وأتباع صلاح أبو عرفة، وقد طالب الاخوة (المشرف العام على موقع أهل القرآن) الطبيب عبد الرحمن عقاب بسحب ما يتطاول به أبو عرفة على الإمام الطبري وابن كثير والذي أنقله هنا بالنص:
يقول صلاح أبو عرفة وقد بدأ القراءة من أحد التفاسير:
(مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ... ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال: شو هالحكي يا شيخ مالنا مالنا ليش الكذب .. الله يعين الي كتب على اللي كتبه .. )) دقيقة 14 آية الناقة الجزء الأول، ثم قال ((واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ .. شفت يا سيدي وين راح الدين .. واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك)) دقيقة 14 آية الناقة الجزء الأول وقد حذف هذا الجزء من كلامه فقط من الموقع ولم يقدم اعتذاراً وتراجعاً عما قال!
يقول صلاح: (وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ... ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة) شريط: ملخص آية الناقة الدقيقة 2.
) تتمخض عن ناقة جوفاء هيك في التفسير عند ابن كثير وعندهم رحمة الله عليهم جميعاً الله يصلحهم أنا ما بدي أقول معلش بدنا نسامحه، هو يعني أمام الله يتابع شو قال من وين قال جوفاء وبراء عشراء حمراء ليش، بتعرف ليش هذا النفاخ، حتى يعمينا .. شو هذا الحكي، حتى تكبر الكذبة) السابق دقيقة 8.
ولي وقفات مع هذا الهراء والضلال:
- صلاح أبو عرفة لا يعترف عملياً بشيء اسمه إسرائيليات لا نصدقها ولا نكذبها فكل الإسرائيليات عملياً وأحياناً نظرياً كذب، ولو أنه اعتبرها كذباً اجتهاداً – كما يحصل من العلماء في بعض الإسرائيليات – بمعنى أنها مخالفة لما جاء في شرعنا لما أنكرنا عليه – لو صح أنه ممن يجوز له التفسير- ولكن الأمر كما ترى بوضوح اتهام للعلماء بالكذب وتضييع الدين وسحر المسلمين – وقد ذكر هذا اللفظ في غير هذا الشريط – والتعمية عليهم، مع أن هذه الإسرائيليات عند من ذكرها لا تصدق ولا تكذب كما ذكرنا في الرد الأول عليه.
- ذُكر هذا النص للمشرف على الموقع ولو كان لديه أدنى احترام للعلماء لحذف العبارة الفاجرة – كما يسمي أبو عرفة بعض عبارات أكثر علماء المسلمين -: وكفرت بالقرآن.
ويوضح أحد أشاوستهم يدعى أمين هشام – ولم يعب عليه (عقاب) كلامه- إذ يقول: "أهل القرآن" وعلى رأسهم الشيخ صلاح الدين نذروا أنفسهم للذب عن الله ورسوله وكتابه، من غير مداهنة لأحد، متشددين حيث يلزم التشدد، مترفقين حيث يلزم الترفق، فمن روى في الدين من غير سند فهو "كذّاب" كائنا من كان، ومن أبى هذا فقد أبى على رسول الله، فعنه أخذنا مقالتنا.
ومن تابع وتمدّد بها فهو "ساحر" يعمّي على المسلمين، كائنا من كان ... وما شاع في التفاسير عن "ناقة الله" وعن "العصا واليد" وعن غيرها، هو من مثل هذا الكذب والسحر والتعمية، فحكم من روى بغير سند ونشره في المسلمين فأساء به للدين، حكمه كما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه "كذّاب" "كذاب" "كذاب"، ومن نافح عنه فهو ظالم مثله، يعظّم الناس على الله، ويعنهم على ظلمهم. والذين يخالفوننا -من السابق ذكرهم هداهم الله سواء السبيل على فحشهم وفظاظتهم وافتراءاتهم المفضوحة- أولئك نذروا أنفسهم لاحترام زلات "الرجال" -ويوم القيامة يتبرؤ العلماء منهم- وتصغيرها مما اساؤوا بها لله ولرسوله ولأنبيائه .... وتعظيمهم ولو آذوا الله ورسله، فحسبنا الله ونعم الوكيل ... فهؤلاء عندنا متهمون بالعدوان على الكتاب والنبوة، حتى يرجعوا ويستغفروا، عن أنفسهم وعن الذين نافحوا عنهم!! فنحن -بزعمهم- متهمون "بعدم احترام" العلماء، وهم عندنا -على الحقيقة- متهمون بعدم احترام الأنبياء والمرسلين.) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا منهجهم وهذه طريقتهم كل من ذكر شيئاً من الإسرائيليات مما أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم ذكره فهو كذاب.
ويقول (عقاب): (فهذا الذي تسمونه "عدم احترام"، هو ما نسميه "كل الإحترام لديننا ولربنا ولنبينا" دون مداهنة لأحد، كما سبقنا فيها ابن تيمية وابن أبي ذئب والشعبي وكل العدول، الذين يعجبون البعض تارة، وتارة ينكرونهم. وكلام أهل العلم محترم ما زكّى ما نعلمه عن ربنا ونبينا، فإن خالف فلا حرمة ولا احترام، إلا عند من يُكْبر على ربه الأغيار!.) انتهى.
وهنا لي وقفة مع بعض الإسرائيليات التي أخذ بها بعض العلماء خطأً مما يخالف شرعنا فأقول:
أولاً: موقف الصحابة والتابعين من رواية هذه الإسرائيليات بحاجة إلى تحرير من العلماء، أقول هذا لأن الشيخ محمد أبو شهبة وغيره عاب على بعض العلماء رواية هذه الإسرائيليات ولكن لم يجب الشيخ عن سبب رواية الصحابة لها بل وباعترافه بأن بعضها صحيح سنده إلى الصحابة بل عن ابن عمر رضي الله عنهما في ذكره ما ورد في قصة هاروت وماروت - بل وظاهر كلامه أنه قاله معتقداً له خطأً -.
قال الشيخ أبو شهبة: (وإذا كان بعض العلماء المحدثين مال إلى ثبوت هذه الروايات التي لا نشك في كذبها، فهذا منه تشدد في التمسك بالقواعد، من غير نظر إلى ما يلزم من الحكم بثبوت ذلك من المحظورات، وأنا لا أنكر أن بعض أسانيدها صحيحة أو حسنة، إلى بعض الصحابة أو التابعين، ولكن مرجعها ومخرجها من إسرائيليات بني إسرائيل وخرافاتهم، والراوي قد يغلط، وبخاصة في رفع الموقوف، وقد حققت هذا في مقدمات البحث، وأن كونها صحيحة في نسبتها لا ينافي كونها باطلة في ذاتها، ولو أن الانتصار لمثل هذه الأباطيل يترتب عليه فائدة ما لغضضنا الطرف عن مثل ذلك، ولما بذلنا غاية الجهد في التنبيه إلى بطلانها، ولكنها فتحت على المسلمين باب شر كبير، يجب أن يغلق.) ص 164 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، والشيخ لم يذكر السبب في رواية الصحابة لهذه الإسرائيليات، وقد استحسنت ما قاله الشيخ الدكتور مساعد الطيار: (مما يحسن توجيه النظر إليه في هذا المبحث، أن بعض المعاصرين قد شنّ غارة على وجود مرويات بني إسرائيل في تفسير الصحابة، وعدّ ذلك من عيوب تفسيرهم.
والذي يجب التنبّه له أن الحديث عن الإسرائيليات يَطَال سلف الأمة من المفسرين: صحابةً، وتابعين، ولقد كان هؤلاء أعلم الناس بالتفسير، وأعظم الذائدين عن الدين كل تحريف وبطلان.
لقد تجوّز سلف هذه الأمة في رواية الإسرائيليات، أفلم يكونوا يعرفون حكم روايتها ومنزلتها في التفسير؟.
ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائيليات التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!، وإذا كان ذلك كذلك؟ فما الضرر من روايتها؟.
ألا يكفي المفسر بأن يحكم على الخبر بأنه إسرائيلي، مما يجعله يتوقف في قبول الخبر؟.
إن بحث (الإسرائيليات) يحتاج إلى إعادة نظر فيما يتعلق بمنهج سلف الأمة في روايتهم لها .. ) انتهى.
وهنا أسأل من يسمي ما نقله المفسرون من الإسرائيليات بأنه كذب منهم، هل ابن عمر رضي الله عنهما كذّاب أيضاً؟ فإن قالوا نعم فقد اقتحموا باب زندقة – تُراجع كتب اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم -، وإن قالوا لا، قلنا كذلك المفسرون.
ثانياً: بعض ما رجحه الأئمة الطبري والبغوي وبعض ما ذكره القرطبي مما يطعن في عصمة الأنبياء والذي يتخذه أبو عرفة ذريعةً (سلماً) لسب العلماء فأقول رداً عليه:
بداية ينبغي تحرير اعتقاد أهل السنة في عصمة الأنبياء من الكبائر دون الصغائر قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه فى تحريف كلام الله عن مواضعه وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة وأهل الحديث والتفسير وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية وكثير من أهل الكلام كجمهور الاشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى) وقوله (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) بعد أن قال لهما (ألم أنهكماعن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو
(يُتْبَعُ)
(/)
مبين) وقوله تعالى (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) مع أنه عوقب باخراجه من الجنة وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه) ثم قال: (وإنما ابتلى الله الأنبياء بالذنوب رفعاً لدرجاتهم بالتوبة وتبليغاً لهم إلى محبته وفرحه بهم ... ) مجموع الفتاوى 88/ 20 والمسألة فيها تفصيل ليس هذا محلها – انظر ص 109 - 112 من الرسل والرسالات للشيخ د. عمر الأشقر.
إذا تقرر هذا فإن خطأ أولئك العلماء بما ذكروا عن الأنبياء بسبب اعتقادهم أن ما ورد من ذلك من الصغائر التي تجوز على الأنبياء فلا يصح لنا بأي حال أن نحكم بتأثيمهم لتأول أخطؤا به، خصوصاً أنهم رجحوا بعض ما ذكروا بقولهم إن الصحابة أعلم الناس وأتقاهم أن يتكلموا بما لا يجوز عن الأنبياء وما رجحوه إنما هو لآثار الصحابة رضي الله عنهم، وكما قال الشيخ د. عبد الله القرني: (إن من القواعد الشرعية المقررة أن المؤاخذة والتأثيم لا تكون على مجرد المخالفة ما لم يتحقق القصد إليها. والمتأول في حقيقته مخطئ غير متعمد للمخالفة، بل هو يعتقد أنه على حق، وذلك هو قصده ونيته، وقد قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)] الأحزاب /5 [. وهذا عام في كل خطأ، لأنه يكون عن غير قصد ولا تعمد. وقد جاء في صحيح مسلم أنه لما نزل قول الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)] البقرة / 286 [قال الله: (قد فعلت) (). فدل هذا على أن من أخطأ أو نسي فإنه غير مؤاخذ لوعد الله له بذلك وعفوه عن عباده. وقال الله تعالى: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)] البقرة / 225 [
. وفي آية أخرى: {وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّم ُالأَيْمَانَ} [المائدة / 89] وهذا ليس خاصا بالخطأ في اليمين، بل هي قاعدة عامة في كل خطأ) انتهى.
هذا بالنسبة لما وقع منهم بترجيح صريح لبعض ما نسب إلى الأنبياء، أما ما ذكروه من غير تعقب فإن الأصل بنا أن نعتبر ذلك نقلاً منهم من غير اعتقاد له كما قال الشيخ مساعد الطيار: (ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائيليات التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!)، وسأبين إن شاء الله أن هذا هو الأصل فيما يروونه وسأقف على بعض ما يبين علمهم وتحقيقهم، وما مضى كاف ببيان الضلال الذي يتكلم به هؤلاء الضالون حيث يقول (عقاب): (وكلام أهل العلم محترم ما زكّى ما نعلمه عن ربنا ونبينا، فإن خالف فلا حرمة ولا احترام، إلا عند من يُكْبر على ربه الأغيار!.
فما نقل في كتب التفسير من الشائن المعيب على أنبياء الله مما بينه الشيخ تبيانا، فأهل القرآن يخشون الله أن يتساهلوا فيه ويكرموا قائله ويحترموه، كما سبقهم إليها ابن تيميه ومن سمّيت لك ...
{ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمن ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين .. } إلا أن ترى للعلماء مكانة أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم ...
ولو استغفرتم لهم وجردتم عنهم زلاتهم، لكان خيرا لكم ولهم، بدل أن تدسّوها وتحملوهم أوزاركم ... ) انتهى كلامه من منتدى أنا المسلم على الشبكة العنكبوتية.
وقفة مع الإمام الطبري رحمه الله تعالى
سبق وأن نقلت كلام شيخ الإسلام والشيخ أبو شهبة في تفسير الإمام الطبري ولكن سأذكر هنا ما ذكره شيخ الإسلام عن منهج الطبري في الرواية حيث يقول: «أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير، والكلبي» «مجموع الفتاوى» (13/ 385)، إذاً الإمام الطبري عالم بمن يروي عنهم وإن كان لا يتعقب جميع الأسانيد، وقد تنبه إلى بعض ذلك الشيخ محمد أبو شهبة فقال: (ويرحم الله ابن جرير فقد أشار بذكره الرواية عن وهب: إلى أن ما يرويه عن ابن عباس وابن مسعود إنما مرجعه إلى وهب وغيره من مسلمة أهل الكتاب) ص 179 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير.
وقفة مع الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
إن مما يبين أن العلماء لا يؤمنون بكل ما ذكروا من الإسرائيليات أنهم يتشددون في تكذيب ما رفع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من تلك الإسرائيليات وهذا أمر واضح في منهج الحافظ ابن كثير والإمام القرطبي، وقد ذكر شيخ الإسلام ما يدل على ذلك حيث قال في الرد على البكري: (( ... وأيضًا فعلماء الدين أكثر ما يحررون النقل فيما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه واجب القبول أو فيما ينقل عن الصحابة و أما ما ينقل من الإسرائيليات و نحوها فهم لا يكترثون بضبطها ولا بأحوال نقلها لأن أصلها غير معلوم و غايتها أن تكون عن واحد من علماء أهل الكتاب أو من أخذه عن أهل الكتاب لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم و إما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم فإذا كنا قد نهينا عن تصديق هذا الخبر و أمثاله مما يؤخذ عن أهل الكتاب لم يجز لنا أن نصدقه إلا أن يكون مما يجب علينا تصديقه مثل ما أخبرنا به نبينا عن الأنبياء و عن أممهم فإن ذلك يجب تصديقه مع الاحتراز في نقله فهذا هذا)).
فعلى سبيل المثال قال ابن كثير: (وقد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدي والحسن [البصري] وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال.) انتهى
وقال في تفسير قوله تعالى: ({هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)} سورة الأعراف، قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولما ولدت حواء طاف بها إبليس -وكان لا يعيش لها ولد -فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره"، ثم تكلم ابن كثير عن طرقه وبين ضعفها في كلام يطول ذكره ثم قال: وحدثنا بشر حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولادًا، فهوّدوا ونَصَّروا. وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن، رحمه الله، أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله وَوَرَعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم، مثل: كعب أو وهب بن مُنَبّه وغيرهما، كما سيأتي بيانه إن شاء الله [تعالى] إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم). فتأمل قوله رحمه الله: إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع.
وقال ابن كثير في موضع آخر: (ما رواه البيهقي في الدلائل من طرق عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: " بعث الله جبريل إلى آدم، فأمره ببناء البيت فبناه آدم، ثم أمره بالطواف به، وقال له: أنت أول الناس وهنا أول بيت وضع للناس "، قال ابن كثير: (إنه من مفردات ابن لهيعة وهو ضعيف، والأشبه والله أعلم أن يكون موقوفاً على عبد الله بن عمرو بن العاص، ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان يحدث بما فيهما) انتهى، وقد مضى ذكر كلام ابن كثير في منهجه في ذكر الإسرائيليات في الرد الأول على أبي عرفة.
وقفات مع
كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ الدكتور محمد الذهبي: (وصف العلامة ابن فرحون هذا التفسير فقال: "هو من أجَلِّ التفاسير وأعظمها نفعاً، أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ"، وذكر المؤلف رحمه الله فى مقدمة هذا التفسير السبب الذى حمله على تأليفه، والطريق الذى رسمه لنفسه ليسير عليه فيه، وشروطه التى اشترطها على نفسه فى كتابه فقال: "وبعد .. فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجمع علوم الشرع الذى استقل بالسُّنَّة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، رأيت أن أشتغل به مدى عمرى، وأستفرغ فه منتى، بأن أكتب فيه تعليقاً وجيزاً يتضمن نكتاً من التفسير، واللُّغات، والإِعراب، والقراءات، والرد على أهل الزيغ والضلالات، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيها، ومبيناً ما أشكل منها بأقاويل السَلَف ومَن تبعهم من الخَلَف .. وشرطى فى هذا الكتاب: إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث غلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يُضاف الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يُضاف القول إلى قائله، وكثيراً ما يجئ الحديث فى كتاب الفقه والتفسير مبهماً، لا يعرف من أخرجه إلا مَن اطلع على كتب الحديث، فيبقى مَن لا خبرة له بذلك حائراً لا يعرف الصحيح من السقيم، ومعرفة ذلك علم جسيم. فلا يُقبل منه الاحتجاج به ولا الاستدلال حتى يضيفه إلى مَن خرَّجه من الأئمة الأعلام، والثقات المشاهير من علماء الإسلام، ونحن نشير إلى جُمَل من ذلك فى هذا الكتاب، والله الموفق للصواب. وأضرب عن كثير من قصص المفسِّرين، وأخبار المؤرخين، إلا ما لا بد منه، وما لا غنى عنه للتبيين، واعتضت من ذلك تبيين آي الأحكام، بمسائل تُفسِّر عن معناها، وتُرشد الطالب إلى مقتضاها، فضمنت كل آية تتضمن حكماً أو حكمين فما زاد مسائل أُبيِّن فيها ما تحتوى عليه من أسباب النزول، والتفسير، والغريب، والحكم. فإن لم تتضمن حكماً ذكرتُ ما فيها من التفسير والتأويل ... وهكذا إلى آخر الكتاب، وسميته بـ "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السُّنَّة وأحكام الفرقان ... ".) التفسير والمفسرون 2/ 236 - 337.
ثم قال الشيخ الذهبي: (ولم يسقط القصص بالمرة، كما تفيده عبارة ابن فرحون، بل أضرب عن كثير منها، كما ذكر فى مقدمة تفسيره، ولهذا نلاحظ عليه أنه يروى أحياناً ما جاء من غرائب القصص الإسرائيلى.) انتهى.
قال الشيخ العلامة محمد أبو شهبة: (ومن محاسن هذا التفسير أنه يخرّج الأحاديث ويعزوها إلى من رووها من الأئمة غالباً، كما أنه صان كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة، كما أنه إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات مما يخل بعصمة الملائكة أو الأنبياء أو يخل بالاعتقاد: فإنه يكرّ عليها بالإبطال أو يبين أنها ضعيفة) ثم قال: (غير أنه وجد فيه بعض الإسرائيليات والموضوعات على قلة) ص137 الإسرايليات والموضوعات في كتب التفسير.
بعض الأمثلة على تحريه النقل في المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وموقفه من الإسرائيليات: قال الامام القرطبي بعد ذكر بعض ما ورد في صفة المائدة التي طلبها الحواريون: (قُلْت: فِي هَذَا الْحَدِيث مَقَال وَلَا يَصِحّ مِنْ قِبَل إِسْنَاده، وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيّ فِي أَبْوَاب التَّفْسِير عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُنْزِلَتْ الْمَائِدَة مِنْ السَّمَاء خُبْزًا وَلَحْمًا وَأُمِرُوا أَلَّا يَخُونُوا وَلَا يَدَّخِرُوا لِغَدٍ فَخَانُوا وَادَّخَرُوا وَرَفَعُوا لِغَدٍ فَمُسِخُوا قِرَدَة وَخَنَازِير) قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث قَدْ رَوَاهُ أَبُو عَاصِم وَغَيْر وَاحِد عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة عَنْ خِلَاس عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر مَوْقُوفًا وَلَا نَعْرِفهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيث الْحَسَن بْن قَزَعَة , حَدَّثَنَا حُمَيْد بْن مَسْعَدَة قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن حَبِيب عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة نَحْوه وَلَمْ يَرْفَعهُ , وَهَذَا أَصَحّ مِنْ حَدِيث الْحَسَن بْن قَزَعَة وَلَا نَعْلَم لِلْحَدِيثِ الْمَرْفُوع
(يُتْبَعُ)
(/)
أَصْلًا , وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر: أُنْزِلَ عَلَى الْمَائِدَة كُلّ شَيْء إِلَّا الْخُبْز وَاللَّحْم , وَقَالَ عَطَاء: نَزَلَ عَلَيْهَا كُلّ شَيْء إِلَّا السَّمَك وَاللَّحْم , وَقَالَ كَعْب: نَزَلَتْ الْمَائِدَة مَنْكُوسَة مِنْ السَّمَاء تَطِير بِهَا الْمَلَائِكَة بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض عَلَيْهَا كُلّ طَعَام إِلَّا اللَّحْم. قُلْت: هَذِهِ الثَّلَاثَة أَقْوَال مُخَالِفَة لِحَدِيثِ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ أَوْلَى مِنْهَا ; لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يَصِحّ مَرْفُوعًا فَصَحَّ مَوْقُوفًا عَنْ صَحَابِيّ كَبِير. وَاللَّه أَعْلَمُ , وَالْمَقْطُوع بِهِ أَنَّهَا نَزَلَتْ وَكَانَ عَلَيْهَا طَعَام يُؤْكَل وَاللَّه أَعْلَمُ بِتَعْيِينِهِ).انتهى وقال في قوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} 75 سورة البقرة: (فإن قيل: فقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن قوم موسى سألوا موسى أن يسأل ربه أن يسمعهم كلامه، فسمعوا صوتا كصوت الشبور: "إني أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم أخرجتكم من مصر بيد رفيعة وذراع شديدة". قلت: هذا حديث باطل لا يصح، رواه ابن مروان عن الكلبي وكلاهما ضعيف لا يحتج به وإنما الكلام شيء خص به موسى من بين جميع ولد آدم، فإن كان كلم قومه أيضا حتى أسمعهم كلامه فما فضل موسى عليهم، وقد قال وقوله الحق: "إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي" [الأعراف: 144]. وهذا واضح.) انتهى.
وقد نقل الإمام القرطبي كلاماً طويلاً للإمام ابن العربي في نقد بعض ما ذكر في قصة أيوب عليه السلام ثم قال: (قال ابن العربي القاضي أبو بكر رضى الله عنه: ولم يصح عن أيوب في أمره إلا ما أخبرنا الله عنه في كتابه في آيتين؛ الأولى قوله تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر" [الأنبياء: 83] والثانية في: [ص] "أني مسني الشيطان بنصب وعذاب". وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح عنه أنه ذكره بحرف واحد إلا قوله: (بينا أيوب يغتسل إذ خر عليه رِجل من جراد من ذهب ... ) الحديث. وإذ لم يصح عنه فيه قرآن ولا سنة إلا ما ذكرناه، فمن الذي يوصل السامع إلى أيوب خبره، أم على أي لسان سمعه؟ والإسرائيليات مرفوضة عند العلماء على البتات؛ فأعرض عن سطورها بصرك، وأصمم عن سماعها أذنيك، فإنها لا تعطي فكرك إلا خيالاً، ولا تزيد فؤادك إلا خبالاً.) انتهىوقال في قصة رمي موسى عليه السلام للألواح: (وَلَا اِلْتِفَات لِمَا رُوِيَ عَنْ قَتَادَة إِنْ صَحَّ عَنْهُ , وَلَا يَصِحّ أَنَّ إِلْقَاءَهُ الْأَلْوَاح إِنَّمَا كَانَ لِمَا رَأَى فِيهَا مِنْ فَضِيلَة أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِأُمَّتِهِ. وَهَذَا قَوْل رَدِيء لَا يَنْبَغِي أَنْ يُضَاف إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.) انتهى
وقال في موضع آخر عن الكلبي: (وأما ما حكي عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف.) انتهى.
كتاب معالم التنزيل للإمام البغوي
ترجمة الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي للإمام البغوي: (مؤلف معالم التنزيل هو أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفرَّاء البغوى، الفقيه، الشافعى، المحدِّث، المفسِّر، الملقَّب بمحيى السُّنَّة وركن الدين. تفقه البغوى على القاضى حسين وسمع الحديث منه، وكان تقياً ورعاً، زاهداً، قانعاً، إذا ألقى الدرس لا يلقيه إلا على طهارة، وإذا أكل لا يأكل إلا الخبز وحده، ثم عدل عن ذلك فصار يأكل الخبز مع الزيت. توفى رحمه الله فى شوَّال سنة 510 هـ (عشر وخمسمائة من الهجرة) بـ "مروروز" وقد جاوز الثمانين، ودُفِن عند شيخه القاضى حسين بمقبرة الطالقانى.).
أما عن تفسيره فقال: (وصفه الخازن فى مقدمة تفسيره بأنه: "من أجَّلِ المصنفات فى علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبُهِ والتصحيف والتبديل، محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية، موشَّى بالقصص الغريبة، وأخبار الماضيين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مُخَرَّج بأوضح العبارات، مُفَرَّغ فى قالب الجمال بأفصح مقال".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن تيمية فى مقدمته فى أصول التفسير: "والبغوى تفسيره مختصر من الثعلبى، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة".
وقال فى فتاواه - وقد سئل عن أى التفاسير أقرب إلى الكتاب والسُّنَّة: الزمخشرى. أم القرطبى. أم البغوى أم غير هؤلاء؟؟ - قال: "وأما التفاسير الثلاثة المسئول عنها، فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوى، لكنه مختصر من تفسير الثعلبى، وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التى فيه، وحذف أشياء غير ذلك.) التفسير والمفسرون 1/ 169. ثم قال الشيخ الذهبي: (وقد قرأتُ فيه فوجدته يتعرض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز، وينقل ما جاء عن السَلَف فى تفسيرها، وذلك بدون أن يذكر السند، يكتفى فى ذلك بأن يقول مثلاً: قال ابن عباس كذا وكذا، وقال مجاهد كذا وكذا، وقال عطاء كذا وكذا، والسر فى هذا هو أنه ذكر فى مقدمة تفسيره إسناده إلى كل مَن يروى عنه. وبيَّن أن له طرقاً سواها تركها اختصاراً. ثم إنه إذا روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذى ذكره فى مقدمة تفسيره فإنه يذكره عند الرواية، كما يذكر إسناده إذا روى عن غير مَنْ ذكر أسانيده إليهم مِنَ الصحابة والتابعين، كما أنه - بحكم كونه مِنَ الحفَّاظ المتقنين للحديث - كان يتحرَّى الصحة فيما يسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرض عن المناكير وما لا تعلق له بالتفسير، وقد أوضح هذا فى مقدمة كتابه فقال: وما ذكرتُ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أثناء الكتاب على وفاق آية أو بيان حكم فإن الكتاب يُطلَب بيانه من السُنَّة. وعليها مدار الشرع وأُمور الدين - فهى من الكتب المسموعة لللحُفَّاظ وأئمة الحديث، وأعرضتُ عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير".) التفسير والمفسرون1/ 169 - 170.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «البغوي اختصر تفسيره من تفسير الثعلبي والواحدي، لكن هما أخبر بأقوال المفسرين منه، والواحدي أعلم بالعربية من هذا وهذا، والبغوي أتبع للسنة منهما».
وقال: «ولهذا لما اختصره أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، وكان أعلم بالحديث، والفقه منه، والثعلبي أعلم بأقوال المفسرين، والنحاة، وقصص الأنبياء، فهذه الأمور نقلها البغوي من الثعلبي.
وأما الأحاديث فلم يذكر في تفسيره شيئًا من الموضوعات التي رواها الثعلبي، بل يذكر الصحيح منها، ويعزوه إلى البخاري وغيره، فإنه مصنف كتاب «شرح السنة»، و «كتاب المصابيح»، وذكر ما في الصحيحين والسنن، ولم يذكر الأحاديث التي تظهر لعلماء الحديث أنها موضوعة، كما يفعله غيره من المفسرين كالواحدي صاحب الثعلبي، وهو أعلم بالعربية منه، وكالزمخشري، وغيرهم من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع» انتهى من كتاب: رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة جمع وتعليق: بشير جواد القيسي.
والله تعالى أعلم
المراجع:
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير د. محمد أبو شهبة.
التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي.
تفسير الإمام الطبري.
تفسير الحافظ ابن كثير.
تفسير الإمام القرطبي.
تفسير الإمام البغوي.
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة جمع وتعليق: بشير جواد القيسي.
الرد على البكري لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة د. عبد الله القرني.
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
مصادر التفسير د. مساعد الطيار.
ملتقى أهل الحديث ومنتدى التفسير على الشبكة العنكبوتية.
منتدى أنا المسلم على الشبكة العنكبوتية.
موقع أهل القرآن على الشبكة العنكبوتية.(/)
نصيحة ابن سيرين -رحمه الله- لطلاب العلم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 12:59]ـ
قال ابن سيرين: العلم أكثُر من أن يحاط به فحذوا من كل شيء أحسنه وفيما بين ذلك سقطات الرأي وزلل القول. ولكل عالم هفوة ولكل صارم نَبوة.
هذا ما قاله ابن سيرين في زمانه، فماذا سيقول لو رأى زماننا أو عاش فيه؟
للأسف الشديد بعض الإخوة الأفاضل ترك متين العلم للاشتغال بغريبه، وترك تحكيم كتاب الله وسنة رسوله فحكم عواطفه ونحى عقله.
وتجد في المقابل من نذر نفسه لتتبع العثرات، وتقنص الأخطاء والزلات، فلا تراه متحدثاً إلا عن فلان وزلته، وفلان وخطأه، وفلان وما قال أو قيل عنه، ولم يعلم هذا المسكين أن العلماء والمشايخ والدعاة كلهم بشر، ومن أهم صفات البشر النسيان والخطأ.
وما جر هذا الأمر إلا قِلت الفهم في الدين والفقه في شريعة رب العالمين، فتراه يقضي عمره فيما لا ينفعه.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:35]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ وليد
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:49]ـ
طيب يا شيخ وليد جزاك الله خيراً
ويقول ابن سيرين ان هذا العلم دين ... الخ .. كلامه!
كلامك جميل
ولكن لا بد من الرد على المخالف نصيحة للأمة
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:27]ـ
حياك الله أخي الكريم ابن رجب، شرفني مروركم الكريم.
طيب يا شيخ وليد جزاك الله خيراً
ويقول ابن سيرين ان هذا العلم دين ... الخ .. كلامه!
كلامك جميل
ولكن لا بد من الرد على المخالف نصيحة للأمة
مرحبا بك أخي الكريم، وشرفني مروركم الكريم.
الرد على المخالفين لا إشاكل فيه، الإشكال في تتبع العثرات والأخطاء، وخصوصًا إذا كان العالم أو الشيخ من أهل السنة، وممن هو محسوب على أهل السنة والجماعة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 07:21]ـ
نعم والله
ترك متين العلم للاشتغال بغريبه، وترك تحكيم كتاب الله وسنة رسوله فحكم عواطفه ونحى عقله.
أخي الحبيب وليد .. ،
رفع الله قدرك، وبارك لك في علمك وعمرك
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:46]ـ
حياك الله أخي الكريم ابن رجب، شرفني مروركم الكريم.
مرحبا بك أخي الكريم، وشرفني مروركم الكريم.
الرد على المخالفين لا إشاكل فيه، الإشكال في تتبع العثرات والأخطاء، وخصوصًا إذا كان العالم أو الشيخ من أهل السنة، وممن هو محسوب على أهل السنة والجماعة.
كلام صحيح
اذا كان من اهل السنة
ولكن اذا غلط غلطاً في العقيدة فانه يبين كما فعل الشيخ حمود مع الشيخ بن عثمين وقدم له
ابن باز
اليس كذلك
وهنالك شروط لا تخفى عليكم حفظكم الله
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:54]ـ
كلام صحيح
اذا كان من اهل السنة
ولكن اذا غلط غلطاً في العقيدة فانه يبين كما فعل الشيخ حمود مع الشيخ بن عثمين وقدم له
ابن باز
اليس كذلك
وهنالك شروط لا تخفى عليكم حفظكم الله
نعم بلا شك، ولكن لا ينبري لهذا الأمر صغار طلاب العلم، أو حدثاء الأسنان، ويعتذر للمجتهد الذي يعرف عنه صلاح السريرة، وخوفه من الله، والله يتولى السرائر.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:55]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً أخي وليداً ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:58]ـ
نعم بلا شك، ولكن لا ينبري لهذا الأمر صغار طلاب العلم، أو حدثاء الأسنان، ويعتذر للمجتهد الذي يعرف عنه صلاح السريرة، وخوفه من الله، والله يتولى السرائر.
اذا رد عالم مثل الشيخ صالح الفوزان او الشيخ الخضير
يجب على صغار الطلابة ان ينبهوا غيرهم
واذا لم يتكلم الكبار فلا بد من سكوت الصغار (ابتسامة)
ـ[منبع الخير]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ياوليد ..
(وما جر هذا الأمر إلا قِلت الفهم في الدين والفقه في شريعة رب العالمين، فتراه يقضي عمره فيما لا ينفعه.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا مباركين أينما كن)
الله واكبر لو الكل تفقه في دينه لستغل هذا العمر فيما ينفعه ..
جزاك الله خيرا
محبك في الله (منبع الخير)
ـ[أبو رزان]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 01:52]ـ
اذا رد عالم مثل الشيخ صالح الفوزان او الشيخ الخضير
يجب على صغار الطلابة ان ينبهوا غيرهم
واذا لم يتكلم الكبار فلا بد من سكوت الصغار (ابتسامة)
ولكن لابد أن يكون ردهم مبني على أدلة شرعية صحيحة صريحة في المسألة، وليس بناءا على خبر الثقة.(/)
إلى الأساتذة المشرفين: بخصوص كتابات الشيخ بدر الحسين وأحمدي قاسم محمد
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة أرسلها لكم من أعماق الريف الجزائري مفعمة بمشاعر الود والمحبة والإخاء.
أعجبت كغيري من القراء ببعض الإبداعات الأدبية المنشورة في الموقع للشيخين بدر الحسين، وأحمدي قاسم محمد.وغيرهم.
ولي طلب عزيز عندكم: أن تطلبوا من الأستاذين أن يكتبوا لنا وبنفس اللغة الراقية:
عن عظمة الله جل وعلا وإجلاله من خلال آياته في كونه وأسمائه وصفاته.
عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصور المشرقة من سيرته.
عن حياة الصحابة والتابعين ... لأخذ الدروس والعبر.
وبارك الله فيكم وفي أعمالكم وجزاكم الله عنا كل خير.
والله الموفق.
أخوكم ومحبكم كمال الجزائري. عفا الله عنه.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:27]ـ
للتذكير. رعاكم الله
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 05:38]ـ
للتذكير. رعاكم الله
أغيثوا الظمآى أيها الكرام.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 02:47]ـ
للرفع.
نريد بشرى أو توضيح.
شيئ غريب ...
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 03:31]ـ
بالنسبة لي شخصياً فإني للأسف الشديد لا أعرف الكاتبين الكريمين، ولعل من لديه خبر أن يخبرك أخي الكريم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 07:01]ـ
السلام عليكم
وانا كذلك فإني للأسف الشديد لا أعرف الكاتبين الكريمين، ولعل من لديه خبر أن يخبرك أخي الكريم
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 09:33]ـ
الشيخ وليد والشيخ الغامدي.
جزاكما الله خيرا على التوضيح.
وأنا ما قصدت أنكم في الألوكة تعرفونهما ولكن أكيد هناك قناة اتصال بينكم وبينهم توصل مقالاتهم التي تسعدوننا دوما بعطرها جزاكم الله خيرا.
فالأمر أظن أنه سهل، ومن يتكرم بنقل الكتابات الأخرى لا أظن أنه يعز عليه الإتصال بهم وبغيرهم.والله أعلم.
بارك الله فيكم على كل حال.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 01:27]ـ
الحمد لله كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
فقد تشرفت مؤخرا برسالة من الشيخ أحمدي حفظه الله لما علم أني سألت عنه. وهدا منه كريم تفضل علي فالله أسأل أن يجزيه عني خير الجزاء.
ولعل الشيخ يتحفنا قريبا بما رغبت فيه أنفسنا واشتاقت أعيننا للإكتحال برقيق عباراته.
أسأل الله أن يكون قريبا.
أخوكم كمال الجزائري.(/)
«الفرح المشروع والفرح الممنوع، مقال لشيخنا العلاّمة صالح الفوزان»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:52]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نسمع ونقرأ كثيراً بمناسبة العيدين المباركين:
عيد الفطر وعيد الأضحى من ينادي بإظهار الفرح في هذين العيدين، ويسمى ما يحصل من بعض الجهال في هذه المناسبة من منكرات لا يقرها الشرع فرحاً مطلوباً لا يسوغ منعه.
ونقول: إن فعل المنكرات لا يجوز في أي وقت ولا يسوغ إقراره، لأن إنكار المنكر أمر واجب وتركه مؤذن بعقاب وغضب من الله تبارك وتعالى. وأعني ما قد يحصل في هاتين المناسبتين من جلب المطربين والمطربات وإقامة التمثيليات والمسرحيات مما لا يتناسب بعد شهر الصوم. وكذلك من بعض المشعوذين من ألعاب سحرية ومن التجمهر بين الرجال والنساء والسهر بالليل وإضاعة الصلوات في وقتها مع الجماعة في المساجد.
فإذا قام رجال الحسبة بمحاولة منع هذه الأعمال، فذلك أمر واجب عليهم وهو من صميم عملهم ويجب علينا أن نساعدهم ونتعاون معهم، لا أن نعترض عليهم ونخذلهم من خلال المقالات الصحفية أو الحديث في المجالس ونصفهم بالتشدد، لأنهم منعوا هذا النوع من الفرح الذي يلطخ العيد المبارك. ويتنافى مع مقاصده الشرعية.
فالفرح نوعان:
نوع مشروع وهو الفرح في عيد الفطر بتفضل الله وشكره على إتمام الصيام والقيام في شهر رمضان، والفرح بإتمام مناسك الحج في عيد الأضحى. قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) سورة يونس (58) لما قال جل وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (57) سورة يونس، قال بعدها: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (58) سورة يونس وفضل الله هو القرآن ورحمته الدين والإيمان (هو خير مما يجمعون) أي يحصلون عليه من متاع الدنيا ولذاتها، فنعمة الدين باقية ونعمة الدنيا زائلة. والفرح بالقرآن والدين هو الفرح المحمود
والفرح بالدنيا الزائلة هو الفرح المذموم، لأن الفرح بالدين فرح شكر لله والفرح بالدنيا فرح أشر وبطر، قال الله تعالى: (وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) سورة الحديد (23) وقال تعالى: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) سورة الرعد (26) وهو كفرح قارون: (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) سورة القصص (76) والذي كانت عاقبته الهلاك وهو الفرح الذي تكون عاقبته النار حينما يقال لهم: (ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ) سورة غافر (75).
إن الفرح بالعيدين عند المسلمين فرح معه شكر وعبادة لله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) وانتهاء شهر رمضان يتبع بالتكبير وصدقة الفطر وصلاة العيد وصوم ستة أيام من شوال مع تناول ما أباح الله من الطعام والشراب وإظهار الفطر بما أباح الله، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يأكل قبل الخروج لصلاة العيد تمرات وتراً.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه) إن أعياد المسلمين مربوطة بالعبادات وأعياد غير المسلمين مربوطة بأحداث غير مرغوب فيها من الثورات والثارات والفوضى.
ففرق بين أعياد المسلمين وأعياد غيرهم فلذلك أبدلنا الله من أعياد الجاهلية بأعياد شرعية مربوطة بأداء العبادات ومشتملة على الطاعات وشكر الله وتعظيمه. فالمسلمون في أعيادهم يتمتعون بما أباح الله لهم ويفرحون بفضل الله ورحمته ويقرنون ذلك بشكر الله وتعظيمه ويفرحون بما خصهم الله به من نعمة الإسلام ونزول القرآن وبما أباح الله لهم من تناول الطيبات وتبادل الزيارات والتحيات والترابط الأسري والترابط الأخوي بين المسلمين عموماً. فهم يفرحون في أعيادهم الفرح المحمود لا الفرح البهيمي المذموم.
فكم بين أعياد المسلمين وأعياد غيرهم من الفروق كما أننا نهينا عن التشبه بغير المسلمين في أعيادهم وغيرها ليتميز المسلمون عن غيرهم.
فالحمد الله على نعمة الإسلام وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه / صَالِح بن فَوزان الفَوْزان
عضو هيئة كبار العلماء
في 15 ـ 10 ـ 1428 هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:53]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=62)(/)
مقال جديد لشيخنا الفوزان: الصوم والإفطار برؤية الهلال أو إكمال العدة لا بالحساب!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:02]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقال جديد لشيخنا العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
«الصوم والإفطار برؤية الهلال أو إكمال العدة لا بالحساب»
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: ففي كل سنة يحصل عند دخول شهر رمضان وخروجه لغطٌ من بعض الكتَّاب في الصحف حول دخول الشهر وخروجه، ويقدمون هذا اللغط قبل دخول الشهر أو خروجه بأن الهلال يُرى أو لا يُرى، اعتماداً على اختلاف أهل الحساب، لأن الحساب عمل بشري يخطئ ويصيب ولا يمكن أن يتفق الحاسبون فيما بينهم ولو اتفقوا، فعملهم عمل بشري يخطئ ويصيب ويدخله الجهل، وقد لا يوجد حاسبون في بعض الأوقات أو بعض الجهات، فلذلك لم يكلنا الله إلى أنفسنا بل ربط الحكم بعلامة ظاهرة يراها العالم والجاهل والحاسب وغيره، وهي في كل وقت وفي كل زمان، وهي رؤية الهلال فقال صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)، وفي رواية: (فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، فعلق صلى الله عليه وسلم الصوم والإفطار بعلامتين واضحتين لا ثالثة لهما: الرؤية أو إكمال العدة.
وقد قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) فالأمر واضح والحمد لله والدين يسر. ولكن هناك جماعة من الإخوة - هداهم الله- ممن يتعاطون الحساب الفلكي يريدون أن يحولوا المسلمين عما تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاهم به في أمر الصيام والإفطار إلى العمل بالحساب الفلكي وترك العمل بالرؤية الشرعية.
وهذا إحداث في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضاً منهم من يصغى إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب: من أن الهلال يُرى أو لا يُرى ويبني على ذلك إما في باطنه، وإما في باطنه وظاهره، حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب: إنه يُرى أو لا يُرى فيكون ممن كذب بالحق لما جاءه .. إلى أن قال رحمه الله: فإننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز. والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث. إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه. فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم). انتهى كلامه -رحمه الله- (مجموع الفتاوى 25 - 131 - 132).
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين). ومن هذا يتبين أن المعول عليه في إثبات الصوم والفطر وسائر الشهور هو الرؤية أو إكمال العدة، ولا عبرة شرعاً بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاءً بإجماع أهل العلم المعتد بهم ما لم تثبت رؤيته شرعاً. وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات. ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله وقوله مردود لأنه لا كلام لأحد مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مع إجماع السلف). انتهى. (من مجمع فتاوى ومقالات 15 - 110).
ثم لو فرضنا أنه لو حصل خلاف بالعمل بالحساب أو برؤية الهلال بين العلماء وصدر الأمر من ولي الأمر باعتماد الرؤية وجب العمل بذلك والسمع والطاعة جمعاً للكلمة. ولأن حكم الحاكم يرفع الخلاف كما هي القاعدة عند العلماء، فكيف والأمر مقصور على الرؤية الشرعية دون الحساب. فعلى الإخوة الذين يتحمسون للعمل بالحساب في دخول شهر رمضان وخروجه وفي بداية شهر ذي الحجة أن يتقوا الله ولا يشوشوا على الناس ويسيئوا الظن بالقضاة ويجهلوهم ويسيئوا الظن بالذين رأوا الهلال وقد قيل: ما راء كمن سمعا.
قد يقول قائل لماذا الناس يعتمدون على الحساب في مواقيت الصلاة ولا يعتمدونه في دخول الشهر وخروجه؟ والجواب عن ذلك أن نقول الاعتماد في مواقيت الصلوات الخمس على العلامات التي ذكرها الله بقوله: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الفجر يدخل وقتها بطلوع الفجر، وصلاة الظهر يدخل وقتها بزوال الشمس، وصلاة العصر يدخل وقتها بمساواة ظل الشاخص له، وصلاة المغرب يدخل وقتها بغروب الشمس، وصلاة العشاء يدخل وقتها بمغيب الشفق الأحمر، وهي علامات بارزة يراها الناس بأعينهم لا بالحساب فقط.
هذا ما أردت التنبيه عليه وأرجو من إخواني الفلكيين أن لا يشوشوا على الناس ويجعلوا أنفسهم عرضة لكلام الناس فيهم إذا رأوا اختلاف قولهم عن الواقع.
والله الهادي إلى سبيل الحق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل وصحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:04]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للإمام صالح الفَوزان ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=61)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 10:08]ـ
ذكر الشيخ أن علامات مواقيت الصلاة بارزة يراها الناس بأعينهم لا بالحساب فقط، نعم ولكن هل يعتمد أحد من ملايين المسلمين الآن في مشارق الأرض أو مغاربها على رؤية هذه العلامات؟
أم أنهم جميعاً يعتمدون على الحساب الفلكي المدون في النتائج اليومية - بلا نكير من أحد نظراً للفارق الكبير في الدقة بين رؤية العين والحساب.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:24]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله يؤكد الرجوع إلى العلامات الواردة في السنة في مواقيت الصلاة
وقد لاحظت أكثر من مرة وأنا في غرب الرياض أن أذان المغرب يرفع في الإذاعة والشمس لم يكتمل غروبها
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:45]ـ
مقال نفيس للشيخ - حفظه الله -
جزاك الله خيرًا على نقلك إياه.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:52]ـ
وقد لاحظت أكثر من مرة وأنا في غرب الرياض أن أذان المغرب يرفع في الإذاعة والشمس لم يكتمل غروبها
وأما أنا فقد لاحظت مرارًا غروب الشمس، ولمّا يُؤذن للمغرب بعد!!
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 09:43]ـ
عرض الرياض من الشرق إلى الغرب يزيد على 60 كيلومترا
وحصل ما ذكرته عند قصر دسمان في أول حي الدخل المحدود للقادم من ظهرة القدية ...
في غير رمضان
وأما قريب جامعة الإمام، فإن الشمس تغرب، وبعد 3 دقائق يؤذن ابن ماجد من مسجد الإمام تركي بن عبدالله
فلو حاضت امرأة في هذه الثلاث الدقائق، فهل يصح لأحد أن يفتي ببطلان صومها؟
والحاصل: أن سعة مدينة الرياض لا يمكن تجاهله
وليت الناس يستأنسون بالتقويم، وعند مخالفته للرؤية المشاهدة فإن الرؤية تقدم بلا شك
وأذكر أنني كنت مع أصحاب لي، ننتظر غروب الشمس، والبحر في الغرب، فلما غابت الشمس، ولم نعد نراها أفطرت، فاشتد النكير وكأنني أفطرت عمدا، وقالوا بأنه بقي خمس دقائق على الأذان - فالله المستعان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 12:48]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا.
ـ[نايف العساكر]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 05:59]ـ
بارك الله فيه وسدده
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 10:42]ـ
نفع الله بالشيخ، وبارك فيه وفيك.(/)
من فوائد الدعاءأن يفتح عليه ما ينسيه حاجته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 06:41]ـ
من فوائد الدعاءأن يفتح على قلبه ما ينسيه حاجته
من كلام ابن القيم رحمه الله عن فوائد الدعاء=
أن يفتح على قلبه حال السؤال من معرفة الله ومحبته والذل له والخضوع والتملق: ما ينسيه حاجته ويكون ما فتح له من ذلك أحب إليه من حاجته بحيث يحب أن تدوم له تلك الحال وتكون آثر عنده من حاجته وفرحه بها أعظم من فرحه بحاجته لو عجلت له وفاته ذلك فهذا لا ينافي رضاه
وقال بعض العارفين: إنه لتكون لي حاجة إلى الله فأسأله إياها فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه: ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك الحال
وفي أثر: إن العبد ليدعو ربه عز وجل فيقول الله عز وجل لملائكته: اقضوا حاجة عبدي وأخروها فإني أحب أن أسمع دعاءه ويدعوه آخر فيقول الله لملائكته اقضوا حاجته وعجلوها فإني أكره صوته
وقد روى الترمذي وغيره عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قال: قال رسول الله: إن الله يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج
وروي أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 07:35]ـ
أحسن الله إليك
ـ[المجتهدة]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 08:08]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 02:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[الألوة]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 06:44]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 04:38]ـ
اي ان الله يرزقه القناعة وهي نعمة على كل حال
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 08:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ الفاضل أبي محمد
وقد ذكر مثل هذا شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ أيضاً فقال: (من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم الى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحداً سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه وحلاوة الايمان وذوق طعمه والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف أو الجدب أو حصول اليسر وزوال العسر فى المعيشة فإن ذلك لذات بدنية ونعم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن.
وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال أو يستحضر تفصيله بال، ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه، ولهذا قال بعض السلف: يا ابن آدم لقد بورك لك فى حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك، وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فادعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتى خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضى انصرفت، وفى بعض الاسرائيليات: يا بن آدم البلاء يجمع بينى وبينك والعافية تجمع بينك وبين نفسك) مجموع الفتاوى (10/ 333 - 334).
ومن باب التنبيه والفائدة:
الحديث الذي ذكره ابن القيم _ رحمه الله _ من رواية ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رواه الترمذي والطبراني في الكبير والأوسط والدعاء والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم من طريق حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله به وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: حماد بن واقد العيشي أبو عمرو الصفار البصري ضعيف:
قال ابن معين: ضعيف
وقال البخاري: منكر الحديث
وقال الترمذي: ليس بالحافظ عندهم
وقال أبو زرعة: لين الحديث
وقال أبو حاتم: ليس بقوي لين الحديث يكتب حديثه على الاعتبار وبابه عثمان بن مطر ويوسف بن عطية
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابعه عليه الثقات
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد
وقال العقيلي: يخالف في حديثه.
الثانية: أنه قد خولف في هذا الحديث كما ذكر الترمذي
قال الترمذي رحمه الله: (كذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وقد خولف في روايته
و حماد بن واقد هذا هو الصفار ليس بالحافظ وهو عندنا شيخ بصري
وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي (ص) مرسل وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 08:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل صالح عبدربه وأبو حازم الكاتب و ابن رجب
شكرا لكم و بارك الله فيكم.
شكر خاص.لابي حازم الكاتب.على اضافته القيمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:02]ـ
يرفع للفائدة
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى وأحسن الله إليكم
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:27]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 05:07]ـ
وعليكم السلام رحمة الله وبركاته
وانتم جزاكم الله الفردوس الاعلى
وأحسن الله إليكم(/)
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي لا يرى توسعة المسعى (بحث يكتب بالذهب)
ـ[المستنبط]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 05:11]ـ
الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 14)
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 15)
(1)
حكم السعي فوق سقف المسعى
هيئة كبار العلماء
بالمملكة العربية السعودية
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 16)
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 17)
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم السعي فوق سقف المسعى
إعداد
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الحمد لله وحده، وبعد نشر هذا البحث في (مجلة البحوث الإسلامية) العدد الأول، ص 179 - 196، عام 1395 هـ.:
فبناء على خطاب سمو نائب وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية رقم (26/ 10612) وتاريخ 21/ 3 / 1393 هـ المتضمن رغبة وزارة الداخلية في دراسة موضوع السعي فوق سقف المسعى من قبل هيئة كبار العلماء بالمملكة.
وبناء على ما تقتضيه لائحة سير عمل الهيئة من قيام اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بإعداد بحث علمي فيما يحتاج إلى بحث من المواضيع التي تتجه الرغبة إلى دراستها في الهيئة - قامت اللجنة بإعداد بحث في حكم السعي فوق سقف المسعى.
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 18)
وفيما يلي ما تيسر إعداده من النصوص والنقول التي يمكن أن يستعان بها في هذا الموضوع:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد: فإنه قد عرض على هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في دورتها الرابعة المنعقدة ما بين 29/ 10 / 1393 هـ و 12/ 11 / 1393 هـ موضوع (حكم السعي فوق سقف المسعى)؛ ليكون وسيلة لعلاج ازدحام الناس في المسعى أيام موسم الحج.
واطلعت الهيئة على البحث المقدم عنه من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المعد من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هذا نصه.
--------------------------------------------------------------------------------
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 19)
حكم السعي فوق سقف المسعى
الأمر الأول: قال البخاري في [صحيحه]: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني طلحة بن عبد الله: أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره: أن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صحيح البخاري المظالم والغصب (2320) ,صحيح مسلم المساقاة (1610) ,سنن الترمذي الديات (1418) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 190) ,سنن الدارمي البيوع (2606). من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين.
قال ابن حجر: وفي الحديث تحريم الظلم والغصب، وتغليظ عقوبته، وإمكان غصب الأرض، وأنه من الكبائر، قاله القرطبي، وكأنه فرعه على أن الكبيرة ما ورد فيه وعيد شديد، وأن من ملك أرضا ملك أسفلها إلى منتهى الأرض، وله أن يمنع من حفر تحتها سربا أو بئرا بغير رضاه، وفيه أن من ملك ظاهر الأرض ملك باطنها بما فيه من حجارة ثابتة وأبنية ومعادن وغير ذلك، وأن له أن ينزل بالحفر ما شاء، ما لم يضر بمن يجاوره. اهـ. [صحيح] البخاري، مع شرحه [فتح الباري]، (5/ 38). .
وقال العيني: بعد أن ساق حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صحيح البخاري المظالم والغصب (2320) ,صحيح مسلم المساقاة (1610) ,سنن الترمذي الديات (1418) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 190) ,سنن الدارمي البيوع (2606). من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 20)
أرضين [صحيح] البخاري، مع شرحه [عمدة القاري] (12/ 298).:
--------------------------------------------------------------------------------
ذكر ما يستفاد منه: فيه دليل على أن من ملك أرضا ملك أسفلها إلى منتهاها، وله أن يمنع من حفر تحتها سربا أو بئرا، سواء أضر ذلك بأرضه أو لا، قاله الخطابي، وقال ابن الجوزي: لأن حكم أسفلها تبع لأعلاها، وقال القرطبي: وقد اختلف فيما إذا حفر أرضه فوجد فيها معدنا أو شبهه فقيل: هو له، وقيل: بل للمسلمين، وعلى ذلك فله أن ينزل بالحفر ما شاء ما لم يضر بجاره، وكذلك له أن يرفع في الهواء المقابل لذلك القدر من الأرض من البناء ما شاء ما لم يضر بأحد. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الأبي [صحيح مسلم]، مع شرحه [إكمال المعلم] (4/ 313، 314).: قوله: صحيح البخاري بدء الخلق (3026) ,صحيح مسلم المساقاة (1610) ,سنن الترمذي الديات (1418) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 187) ,سنن الدارمي البيوع (2606). من ظلم شبرا من الأرض. . . واستدل بعضهم على أن من ملك ظاهر الأرض يملك ما تحته مما يقابله، فله منع من يتصرف فيه أو يحفر، وقد اختلف العلماء في هذا الأصل فيمن اشترى دارا فوجد فيها كنزا أو وجد في أرضه معدنا، فقيل: له، وقيل: للمسلمين.
ووجه الدليل من الحديث: أنه غصب شبرا فعوقب بحمله من سبع أرضين. . . إلى أن قال: وكذلك يملك ما قبل ذلك من الهواء يرفع فيه من البناء ما شاء ما لم يضر بأحد. اهـ.
فدل ما تقدم على أن حكم أعلى الأرض وأسفلها تابع لحكمها في التملك والاختصاص ونحوهما، وعلى ذلك يمكن أن يقال: إن السعي فوق الطابق الذي جعل سقفا لأرض المسعى له حكم السعي على أرض
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 21)
المسعى.
--------------------------------------------------------------------------------
الأمر الثاني: وقد جاءت أحاديث في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عباس: صحيح البخاري الحج (1534) ,صحيح مسلم الحج (1272) ,سنن النسائي المساجد (713) ,سنن أبو داود المناسك (1877) ,سنن ابن ماجه المناسك (2948) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 215). أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير، ومن رواية أم سلمة: صحيح البخاري الصلاة (452) ,صحيح مسلم الحج (1276) ,سنن النسائي مناسك الحج (2925) ,سنن أبو داود المناسك (1882) ,سنن ابن ماجه المناسك (2961) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 319) ,موطأ مالك الحج (832). شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: طوفي وأنت راكبة، وقد بوب البخاري في [صحيحه] فقال: (باب المريض يطوف راكبا) ثم ساق الحديثين السابقين: حديث ابن عباس، وحديث أم سلمة، قال ابن حجر [صحيح] البخاري، مع شرحه [الفتح]، (3/ 460).: أن المصنف حمل سبب طوافه صلى الله عليه وسلم راكبا على أنه كان عن شكوى، وأشار بذلك إلى ما أخرجه أبو داود من حديث ابن عباس بلفظ: سنن الترمذي الحج (865) ,سنن النسائي المساجد (713) ,سنن أبو داود المناسك (1881) ,سنن ابن ماجه المناسك (2948) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 248) ,سنن الدارمي المناسك (1845). قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته، ووقع في حديث جابر عند مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا ليراه الناس وليسألوه. وطاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه؛ ليراه الناس، ويشرف ليسألوه.
--------------------------------------------------------------------------------
فيحتمل أن يكون فعل ذلك لأمرين، وحينئذ لا دلالة فيه على جواز الطواف راكبا لغير عذر، وكلام الفقهاء يقتضي الجواز، إلا أن المشي أولى والركوب مكروه تنزيها، والذي يترجح المنع، لأن طوافه صلى الله عليه وسلم وكذا أم سلمة كان قبل أن يحوط المسجد، ووقع في حديث أم سلمة: صحيح البخاري الصلاة (452) ,صحيح مسلم الحج (1276) ,سنن النسائي مناسك الحج (2925) ,سنن أبو داود المناسك (1882) ,سنن ابن ماجه المناسك (2961) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 319) ,موطأ مالك الحج (832). طوفي من
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 22)
وراء الناس، وهذا يقتضي منع الطواف في المطاف، وإذا حوط المسجد امتنع داخله، إذ لا يؤمن التلويث، فلا يجوز بعد التحويط، بخلاف ما قبله، فإنه كان لا يحرم التلويث كما في المسعى، وعلى هذا فلا فرق في الركوب إذا ساغ بين البعير والفرس والحمار، وأما طواف النبي صلى الله عليه وسلم راكبا فللحاجة إلى أخذ المناسك عنه ولذلك عده بعض من جمع خصائصه فيها. اهـ.
وفي [صحيح البخاري] بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما. قال: صحيح البخاري الحج (1530) ,صحيح مسلم الحج (1272) ,سنن النسائي المساجد (713) ,سنن أبو داود المناسك (1877) ,سنن ابن ماجه المناسك (2948) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 248). طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن.
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
قال العيني: وأخرج مسلم عن أبي الطفيل: صحيح مسلم الحج (1275) ,سنن أبو داود المناسك (1879) ,سنن ابن ماجه المناسك (2949) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 454). رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن، وروى مسلم عن جابر: طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه، ليراه الناس، وليشرف ليسألوه. . . قال: ذكر معناه قوله: صحيح البخاري الحج (1530) ,صحيح مسلم الحج (1272) ,سنن النسائي المساجد (713) ,سنن أبو داود المناسك (1877) ,سنن ابن ماجه المناسك (2948) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 248). طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير. قال ابن بطال: استلامه بالمحجن راكبا يحتمل أن يكون لشكوى به. . . إلى أن قال: وقال النووي: قال أصحابنا: الأفضل أن يطوف ماشيا، ولا يركب إلا لعذر من مرض ونحوه، أو كان يحتاج إلى ظهوره ليستفتى ويقتدى به، فإن كان لغير عذر جاز بلا كراهة، لكنه خلاف الأولى. . . إلى أن قال: وقال مالك وأبو حنيفة: إن طاف راكبا لعذر أجزأ ولا شيء عليه، وإن كان لغير عذر فعليه دم، قال أبو حنيفة: وإن كان بمكة أعاد الطواف. اهـ[صحيح البخاري] مع شرحه [عمدة القاري] (6/ 523). .
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 23)
وقال السرخسي: وإن طاف راكبا أو محمولا؛ فإن كان لعذر من مرض أو كبر لم يلزمه شيء، وإن كان لغير عذر أعاده ما دام بمكة، فإن رجع إلى أهله فعليه الدم عندنا، وعلى قول الشافعي لا شيء عليه؛ لأنه صح في الحديث: مسند أحمد بن حنبل (1/ 237). أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف للزيارة يوم النحر على ناقته واستلم الأركان بمحجنه.
--------------------------------------------------------------------------------
ولكن نقول: المتوارث من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا الطواف ماشيا، وهذا على قول من يجعله كالصلاة؛ لأن أداء المكتوبة راكبا من غير عذر لا يجوز، فكان ينبغي أن لا يعتد بطواف الراكب من غير عذر، ولكنا نقول: المشي شرط الكمال فيه، فتركه من غير عذر يوجب الدم؛ لما بينا، فأما تأويل الحديث فقد ذكر أبو الطفيل رحمه الله أنه طاف راكبا لوجع أصابه، وهو أنه وثبت رجله؛ فلهذا طاف راكبا، وذكر أبو الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا لكبر سنه، وعندنا إذا كان لعذر فلا بأس به، وكذلك إذا طاف بين الصفا والمروة محمولا أو راكبا، وكذلك لو طاف الأكثر راكبا أو محمولا فالأكثر يقوم مقام الكل على ما بينا. ا هـ[المبسوط] (4/ 45). .
وقال ابن الهمام: على قول صاحب [الهداية]: (وإن أمكنه أن يمس الحجر شيئا في يده) كالعرجون وغيره، ثم قبل ذلك فعل؛ لما روي: سنن الترمذي الحج (858) ,سنن ابن ماجه المناسك (2953) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 237). أنه عليه السلام طاف على راحلته واستلم الأركان بمحجنه، وقوله: وإن أمكنه أن يمس الحجر شيئا في يده أو يمسه بيده، ويقبل ما مس به - فعل،
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 24)
أما الأول فلما أخرج الستة إلا الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما: صحيح مسلم الحج (1273) ,سنن النسائي مناسك الحج (2975) ,سنن أبو داود المناسك (1880). أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه؛ لأن يراه الناس ويشرف، وليسألوه، فإن الناس غشوه.
--------------------------------------------------------------------------------
وأخرجه البخاري عن جابر إلى قوله: لأن يراه الناس، ورواه مسلم عن أبي الطفيل: صحيح مسلم الحج (1275) ,سنن أبو داود المناسك (1879) ,سنن ابن ماجه المناسك (2949) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 454). رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على راحلته ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن ثم أورد إشكالا حديثيا وهو: أن الثابت بلا شبهة: أنه عليه السلام رمل في حجة الوداع، وطوافه راكبا على البعير ينافي ذلك. . . إلى أن قال: والجواب: أن في الحج للآفاقي أطوفة، فيمكن كون المروي من ركوبه كان في طواف الفرض يوم النحر ليعلمهم، ومشيه كان في طواف القدوم، وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يفيده حديث جابر الطويل؛ لأنه حكى ذلك الطواف الذي بدأ به أول دخوله مكة المكرمة، كما يفيده سوقه للناظر فيه.
فإن قلت: فهل يجمع بين ما عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما: إنما طاف راكبا ليشرف ويراه الناس فيسألوه وبين ما عن سعيد بن جبير: أنه إنما طاف كذلك؛ لأنه كان يشتكي كما قال محمد: أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان: أنه سعى بين الصفا والمروة مع عكرمة، فجعل حماد يصعد الصفا وعكرمة لا يصعد، ويصعد حماد المروة وعكرمة لا يصعد، فقال حماد: يا أبا عبد الله، ألا تصعد الصفا والمروة، فقال: هكذا كان طواف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال حماد: فلقيت سعيد بن جبير فذكرت له ذلك، فقال: إنما طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وهو شاك يستلم الأركان بمحجن، فطاف بين الصفا والمروة على
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 25)
راحلته، فمن أجل ذلك لم يصعد. اهـ[شرح فتح القدير] (2/ 147). .
وقال الدسوقي: (قوله: إذ هو واجب. . . إلخ).
--------------------------------------------------------------------------------
حاصله: أن المشي في كل من الطواف والسعي واجب على القادر عليه، فلا دم على عاجز طاف أو سعى راكبا أو محمولا، وأما القادر إذا طاف أو سعى محمولا أو راكبا فإنه يؤمر بإعادته ماشيا ما دام بمكة المكرمة، لا يجبر بالدم حينئذ، كما يؤمر العاجز بإعادته إن قدر ما دام بمكة المكرمة، وإن رجع لبلده فلا يؤمر بالعودة لإعادته، ويلزمه دم، فإن رجع وأعاده ماشيا سقط الدم عنه، ثم قال: وهذا في الطواف الواجب، وأما الطواف غير الواجب فالمشي فيه سنة، وحينئذ فلا دم على تارك المشي فيه، قاله عج. اهـ[حاشية الدسوقي على الشرح الكبير] (2/ 40). .
قال النووي: والأفضل: أن يطوف راجلا؛ لأنه إذا طاف راكبا زاحم الناس وآذاهم، وإن كان به مرض يشق معه الطواف راجلا لم يكره الطواف راكبا؛ لما صحيح البخاري الصلاة (452) ,صحيح مسلم الحج (1276) ,سنن النسائي مناسك الحج (2925) ,سنن أبو داود المناسك (1882) ,سنن ابن ماجه المناسك (2961) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 319) ,موطأ مالك الحج (832). روت أم سلمة أنها قدمت مريضة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوفي وراء الناس وأنت راكبة، وإن كان راكبا من غير عذر جاز؛ لما روى جابر: سنن النسائي مناسك الحج (2975). أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا ليراه الناس وسألوه.
حديث أم سلمة رواه البخاري، وحديث جابر رواه مسلم، وثبت طواف النبي صلى الله عليه وسلم في [الصحيحين] من رواية غير هؤلاء، ولفظ حديث ابن عباس: صحيح البخاري الحج (1530) ,صحيح مسلم الحج (1272) ,سنن النسائي المساجد (713) ,سنن أبو داود المناسك (1877) ,سنن ابن ماجه المناسك (2948) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 248). أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف في حجة
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 26)
--------------------------------------------------------------------------------
الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن رواه البخاري ومسلم، وفي حديث: صحيح مسلم الحج (1273) ,سنن النسائي مناسك الحج (2975) ,سنن أبو داود المناسك (1880). طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته يستلم الركن بمحجنه؛ لأن يراه الناس، وليشرف ليسألوه، فإن الناس غشوه رواه مسلم. وعن عائشة قالت: صحيح مسلم الحج (1274) ,سنن النسائي مناسك الحج (2928). طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حول الكعبة على بعير يستلم الركن كراهة أن يضرب عنه الناس رواه مسلم.
وأما ا لأحكام:
فقال أصحابنا: الأفضل أن يطوف ماشيا، ولا يركب إلا لعذر مرض أو نحوه، أو كان ممن يحتاج الناس إلى ظهوره ليستفتى ويقتدى بفعله، فإن طاف راكبا بلا عذر جاز بلا كراهية، لكنه خالف الأولى، كذا قاله جمهور أصحابنا. . . إلى أن قال: (فرع) قد ذكرنا مذهبنا في طواف الراكب، ونقل الماوردي إجماع العلماء على أن طواف الماشي أولى من طواف الراكب. اهـ[المهذب مع شرحه المجموع] للنووي (8/ 29، 30). .
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: أما سنن الطواف وآدابه فثمان: أحدها: أن يطوف ماشيا، فإن طاف راكبا لعذر يشق معه الطواف ماشيا أو طاف راكبا ليظهر ويستفتى ويقتدى بفعله - جاز ولا كراهة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا في بعض أطوافه، وهو طواف الزيارة، ولو طاف راكبا بلا عذر جاز. اهـ.
وقال ابن حجر الهيتمي في حاشيته على الشرح قوله: وهو طواف الزيارة، أما ما أشار إليه من ركوبه صلى الله عليه وسلم فيه إنما كان ليظهر فيستفتى، هذا ما
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 27)
--------------------------------------------------------------------------------
رواه مسلم، قال السبكي: وهذا أصح من رواية من روى أنه طاف راكبا لمرض، أشار بذلك إلى ما رواه أبو داود على أن في إسناده من لا يحتج به، وقال البيهقي: في حديثه: لفظه لم يوافق عليها، وهي قوله: (وهو يشتكي)، ومن ثمة قال الشافعي: لا أعلم أنه صلى الله عليه وسلم فعله ماشيا، وخبر مسلم أنه طاف في حجة الوداع راكبا على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة - لا ينافي ذلك، وإن كان سعيه في تلك الحجة إنما كان مرة واحدة وعقب طواف القدوم؛ لأن الواو لا تقتضي ترتيبا. اهـ[متن الإيضاح في مناسك الحج للنووي مع شرحه] لابن حجر الهيتمي (11/ 255). .
وقال في [الإيضاح] أيضا: ويجوز الطواف في أخريات المسجد، وفي أروقته وعند بابه من داخله وعلى أسطحته، ولا خلاف في شيء من هذا، لكن قال بعض أصحابنا: يشترط في صحة الطواف أن يكون البيت أرفع بناء من السطح، كما هو اليوم حتى لو رفع سقف المسجد فصار سطحه أعلى من البيت لم يصح الطواف على هذا السطح، وأنكره عليه الإمام أبو القاسم الرافعي. اهـ[الإيضاح] للنووي (1/ 239) مع شرحه للهيتمي. .
وقال ابن قدامة: لا نعلم خلافا في صحة طواف الراكب إذا كان له عذر. . . إلى أن قال: فصل: فأما الطواف راكبا أو محمولا لغير عذر فمفهوم كلام الخرقي أنه لا يجزئ، وهذا هو إحدى الروايات عن أحمد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سنن النسائي مناسك الحج (2922) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 64). الطواف بالبيت صلاة.
ولأنها عبادة تتعلق بالبيت
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 28)
--------------------------------------------------------------------------------
فلم يجز فعلها راكبا لغير عذر كالصلاة، والثانية: يجزئه ويجبره بدم، وهو قول مالك، وبه قال أبو حنيفة إلا أنه قال: يعيد ما كان بمكة المكرمة، فإن رجح جبره بدم؛ لأنه ترك صفة واجبة من واجبات الحج فأشبه ما لو وقف بعرفة نهارا ودفع قبل غروب الشمس، والثالثة: يجزئه ولا شيء عليه. اختارها أبو بكر وهي مذهب الشافعي وابن المنذر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالطواف مطلقا فكيفما أتى به أجزأه ولا يجوز تقييد المطلق إلا بدليل ثم قال: فصل فأما السعي راكبا فيجزئه لعذر ولغير عذر؛ لأن المعنى الذي منع الطواف راكبا غير موجود فيه. اهـ[المغني والشرح الكبير] (3/ 415). .
وقال البهوتي [كشاف القناع] (2/ 433).: ومن طاف أو سعى راكبا أو محمولا لغير عذر لم يجزئه الطواف ولا السعي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: سنن النسائي مناسك الحج (2922) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 64). الطواف بالبيت صلاة، ولأنه عبادة تتعلق بالبيت فلم يجز فعلها راكبا كالصلاة، والسعي كالطواف، والطواف أو السعي راكبا أو محمولا لعذر يجزئ؛ لحديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن، وعن أم سلمة قالت: صحيح البخاري الصلاة (452) ,صحيح مسلم الحج (1276) ,سنن النسائي مناسك الحج (2925) ,سنن أبو داود المناسك (1882) ,سنن ابن ماجه المناسك (2961) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 319) ,موطأ مالك الحج (832). شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال: طوفي من وراء
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 29)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس راكبة متفق عليه، ولأن طوافه صلى الله عليه وسلم راكبا لعذر - كما يشير إليه قول ابن عباس - كثر عليه الناس، يقولون: هذا محمد هذا محمد حتى خرج العواتق من البيوت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا تضرب الناس بين يديه فلما كثروا عليه ركب. رواه مسلم، واختار الموفق والشارح: يجزئ السعي راكبا ولو لغير عذر. اهـ.
مما تقدم يتبين: أنه يجوز للحاج والمعتمر أن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة راكبا لعذر باتفاق، ولا شيء عليه، أما غير المعذور فله أن يسعى راكبا لكن المشي له أفضل، وفي طوافه راكبا خلاف، فقيل: يجزئه ولا شيء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف طواف الزيارة راكبا، وقيل يجزئه وعليه دم جبرا؛ لأن الطواف له حكم الصلاة في الجملة، والمفترض لا يصلي محمولا، ولأن ركوبه صلى الله عليه وسلم في الطواف كان لوجع في رجله أو ليراه الناس فيسألوه، وقيل: لا يجزئه لحديث: سنن النسائي مناسك الحج (2922) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 64). الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام والمفترض لا تصح صلاته راكبا لغير عذر، وطواف النبي صلى الله عليه وسلم راكبا كان لعذر كما تقدم.
وعلى هذا يمكن أن يقال بإجزاء السعي على سقف المسعى؛ بل بجوازه، وإن كان المشي أفضل لشبهه بالسعي راكبا بعيرا ونحوه، إذ الكل غير مباشر للأرض في سعيه، وخاصة أنه لم يرد في السعي ما يلحقه بالصلاة في حكمها؛ بل أنه أولى من الطواف راكبا بالإجزاء، فإذا صح الطواف راكبا لعذر صح السعي فوق سقف المسعى لعذر، وفي سعيه فوقه لغير عذر يكون فيه الخلاف في جوازه وإجزائه، وأخيرا إن اعتبر في إجزاء
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 30)
السعي فوق سقف المسعى أو جوازه وجود العذر نظر في زحام السعاة في الحج والعمرة، هل يقوم عذرا أو لا. والله الموفق.
--------------------------------------------------------------------------------
الأمر الثالث: وقد يسترشد فيه بالقرآن وأقوال الفقهاء، قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 150 وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ في هذه الآية خطاب من الله للناس في كل مكان أن يولوا وجوههم قبل المسجد الحرام سواء منهم من كان بأرض منخفضة عن المسجد الحرام فيكون مستقبلا في صلاته لتخوم أرضه ومن كان منهم بمكان مرتفع عن سطح الكعبة، فيكون مستقبلا لما فوق الكعبة من الهواء، فدل ذلك على أن حكم ما تحت البيت الحرام من تخوم الأرض وما فوقه من الهواء في استقبال القبلة في الصلاة حكم استقبال البيت نفسه.
وفيما يلي نقول عن بعض أهل العلم في الموضوع:
قال السرخسي: ومن صلى على سطح الكعبة جازت صلاته عندنا، وإن لم يكن بين يديه سترة، وقال الشافعي: لا يجوز إلا أن يكون بين يديه سترة، بناء على أصله: أن البناء معتبر في جواز التوجه إليه للصلاة، ثم قال: وعندنا القبلة هي الكعبة، فسواء كان بين يديه سترة أو لم يكن فهو مستقبل القبلة، وبالاتفاق: من صلى على أبي قبيس جازت صلاته وليس بين يديه شيء من بناء الكعبة، فدل على أنه لا معتبر للبناء. اهـ. [المبسوط] (2/ 79). .
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 31)
وقال المرغيناني [الهداية وعليها فتح القدير] (1/ 189).: (ومن كان غائبا ففرضه إصابة جهتها هو الصحيح؛ لأن التكليف بحسب الوسع).
--------------------------------------------------------------------------------
وقال ابن الهمام تعليقا على قول المرغيناني: (إصابة جهتها) قال: قوله: (إصابة جهتها) في [الدراية] عن شيخه ما حاصله: أن استقبال الجهة أن يبقى شيء من سطح الوجه مسامتا للكعبة أو لهوائها؛ لأن المقابلة إذا وقعت في مسافة بعيدة لا تزول بما يزول به من الانحراف لو كانت مسافة قريبة، ويتفاوت ذلك بحسب تفاوت البعد وتبقى المسامة مع انتقال مناسب لذلك البعد، فلو فرض خط من تلقاء وجه المستقبل للكعبة على التحقيق في بعض البلاد وخط آخر يقطعه على زاويتين قائمتين من جانب يمين المستقبل وشماله لا تزول تلك المقابلة والتوجه بالانتقال إلى اليمين والشمال على ذلك الخط بفراسخ كثيرة. . . اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الدسوقي [حاشية الدسوقي على الشرح الكبير] (1/ 299).: قوله: (وبطل فرض على ظهرها) أي: على ظهر الكعبة قوله: (فيعاد أبدا، أي: على المشهور، ولو كان بين يديه قطعة من حائط سطحها بناء على أن المأمور به استقبال جملة البناء لا بعضه ولا الهواء، وهو المعتمد، وقيل: إنما يعاد بناء على كفاية استقبال هواء البيت أو استقبال قطعة من البناء ولو من حائط سطحه. اهـ.
وقد ذكر نحوا من ذلك الحطاب [مواهب الجليل على مختصر خليل] (1/ 511 - 513). .
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 32)
وقال الشيخ محمد عرفة الدسوقي: ملخصا حكم الصلاة على ظهر الكعبة: (فتحصل من كلام الشارح أن الفرض على ظهرها ممنوع اتفاقا، وأما النفل ففيه أقوال ثلاثة، الجواز مطلقا، والجواز إن كان غير مؤكد، والمنع وعدم الصحة مطلقا، قال شيخنا: وهذا الأخير هو أظهر الأقوال.
(تنبيه): سكت المصنف عن حكم الصلاة تحت الكعبة في حفرة، وقد قدم أن الحكم بطلانها مطلقا، فرضا أو نفلا؛ لأن ما تحت المسجد لا يعطى حكمه بحال، ألا ترى أن الجنب يجوز له الدخول تحته، ولا يجوز له الطيران فوقه، كذا قرره شيخنا.
--------------------------------------------------------------------------------
وكتب الشيخ محمد عليش في تقريره على [حاشية الدسوقي والشرح الكبير]، للشيخ أحمد الدردير ما نصه: وإنما جاز على جبل أبي قبيس مع أنه أعلى من بنائها؛ لأن المصلى عليه مصل إليها وأما المصلي على ظهرها فهو فيها، انتهى (ضوء الشموع).
وقال النووي [المهذب مع شرحه المجموع] للنووي (3/ 198).: أما حكم المسألة: فقال أصحابنا: ولو وقف على أبي قبيس أو غيره من المواضع العالية على الكعبة وبقربها صحت صلاته بلا خلاف؛ لأنه يعد مستقبلا وإن وقف على سطح الكعبة نظر إن وقف على طرفها واستدبر باقيها لم تصح صلاته بالاتفاق؛ لعدم استقبال شيء منها،
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 33)
وهكذا لو انهدمت - والعياذ بالله - فوقف على طرف العرصة واستدبر باقيها لم تصح صلاته، ولو وقف خارج العرصة واستقبلها صح بلا خلاف، أما إذا وقف في وسط السطح أو العرصة فإن لم يكن بين يديه شيء شاخص - لم تصح صلاته على الصحيح المنصوص، وبه قال أكثر الأصحاب، وقال ابن سريج: تصح، وبه قال أبو حنيفة وداود ومالك في رواية عنه، كما لو وقف على أبي قبيس، وكما لو وقف خارج العرصة واستقبلها، والمذهب الأول، والفرق أنه لا يعد هنا مستقبلا بخلاف ما قاس عليه، وهذا الوجه الذي لابن سريج جاز في العرصة والسطح كما ذكرنا، كذا نقله عنه إمام الحرمين وصاحب التهذيب وآخرون، وكلام المصنف يوهم أنه لا يقول به في السطح وليس الأمر كذلك. اهـ
وقال ابن قدامة: ولو صلى على جبل عال يخرج من مسامتة الكعبة صحت صلاته، وكذلك لو صلى في مكان ينزل عن مسامتتها؛ لأن الواجب استقبالها وما يسامتها من فوقها وتحتها بدليل ما لو زالت الكعبة - والعياذ بالله - صحت الصلاة إلى موضع جدارها. اهـ[المغني مع الشرح الكبير] (1/ 463). .
--------------------------------------------------------------------------------
وقال البهوتي: ولا يضر علو على الكعبة كما لو صلى على أبي قبيس، ولا نزوله عنها كما لو صلى في حفيرة تنزل عن مسامتتها؛ لأن العبرة بالبقعة لا بالجدران. اهـ[متن الإقناع مع شرح كشاف القناع] (2/ 79). .
مما تقدم يتبين أن من صلى على مكان مرتفع عن سطح الكعبة مستقبلا
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 34)
ما فوق سطحها من هواء صحت إجماعا، كمن صلى فوق جبل أبي قبيس، أو في بلاد سطح أرضها أعلى من سطح الكعبة، ومن صلى الفريضة فوق الكعبة مستقبلا ما أمامه من هوائها أو مستقبلا سترة بين يديه ففي صحة صلاته خلاف، بناء على الاكتفاء باستقبال جزء من بناء الكعبة أو جزء من هوائها في صحة الصلاة، وعدم الاكتفاء بذلك؛ بل لا بد من شاخص أو استقبال جملة البناء أو جملة الهواء أما من على سطحها أو في جوفها فيقال فيه إنه مستدبر الكعبة أو هواءها باعتبار كما يقال أنه مستقبل باعتبار آخر، فلم يتحقق فيه شرط الاستقبال بإطلاق، فلا تصح صلاته، ومن صلى على طرفها وجعل هواءها وراءه بطلت صلاته؛ لأنه لم يستقبل شيئا من
(يُتْبَعُ)
(/)
بنائها ولا من هوائها.
وعلى هذا يمكن أن يقال: إذا كان استقبال ما فوق الكعبة من هواء في الصلاة كاستقبال بنائها، فالسعي فوق سقف المسعى في حكم السعي على أرض المسعى.
--------------------------------------------------------------------------------
الأمر الرابع: روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: صحيح مسلم الحج (1297) ,سنن النسائي مناسك الحج (3062) ,سنن أبو داود المناسك (1970) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 337). رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على راحلته يوم النحر ويقول: لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه رواه أحمد ومسلم والنسائي [المنتقى مع شرحه] للشوكاني (5/ 70). .
وما روى أبو داود وابن ماجه في [سننهما]، عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه قالت: سنن أبو داود المناسك (1966) ,سنن ابن ماجه المناسك (3028). رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 35)
الجمرة من بطن الوادي وهو راكب يكبر مع كل حصاة ورجل خلفه يستره فسألت عن الرجل فقالوا: الفضل بن عباس، وازدحم الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رأيتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف سكت أبو داود عن الحديث، وقال المنذري: في إسناده يزيد بن أبي زياد [مختصر سنن أبى داود] للمنذري (2/ 415). .
وقال الشوكاني: قوله: (على راحلته) استدل به على أن رمي الراكب لجمرة العقبة أفضل من رمي الراجل، وبه قالت الشافعية، والحنفية، والناصر، والإمام يحيى، وقال الهادي والقاسم: إن رمي الراجل أفضل. اهـ[نيل الأوطار] (5/ 71). .
--------------------------------------------------------------------------------
وقال ابن عابدين: وقوله: (وجاز الرمي راكبا. . . إلخ) عبارة المتلقي أخص وهي: وجاز الرمي راكبا، وغير راكب أفضل في جمرة العقبة. انتهى، وفي اللباب: والأفضل أن يرمي جمرة العقبة راكبا وغيرها ماشيا في جميع أيام الرمي - إلى أن قال: والضابط: أن كل رمي يقف بعده فإنه يرميه ماشيا، وهو كل رمي بعده رمي، كما مر وما لا فلا، ثم هذا التفصيل قول أبي يوسف، وله حكاية مشهورة ذكرها (ط) وغيره وهو مختار كثير من المشايخ، كصاحب [الهداية] و [الكافي] و [البدائع]، وغيرهم، وأما قولهما: فذكر في [البحر]: أن الأفضل الركوب في الكل على ما في الحاشية، والمشي في الكل على ما في الظهيرية، وقال: فتحصل أن في
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 36)
المسألة ثلاثة أقوال. . . ثم قال: (قوله: ورجحه الكمال) أي: بأن أداءها ماشيا أقرب إلى التواضع والخشوع، وخصوصا في هذا الزمان، فإن عامة المسلمين مشاة في جميع الرمي فلا يؤمن من الأذى بالركوب بينهم بالزحمة، ورميه عليه السلام راكبا إنما هو ليظهر فعله ليقتدى به كطوافه راكبا. اهـ.
قال في [البحر]: ولو قيل بأنه ماشيا أفضل إلا في رمي جمرة العقبة وفي اليوم الأخير لكان له وجه؛ لأنه ذاهب إلى مكة المكرمة في هذه الساعة كما هو العادة، وغالب الناس راكب فلا إيذاء في ركوبه مع تحصيل فضيلة الاتباع له عليه الصلاة والسلام. اهـ[رد المحتار على الدر المختار] (1/ 254). .
وقال السرخسي: وإن رماها راكبا أجزأه؛ لحديث جابر رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمار راكبا. اهـ. [المبسوط] (4/ 69). .
--------------------------------------------------------------------------------
وفي [المدونة الكبرى]: قلت: فهل يرمي الرجل الجمار راكبا أو ماشيا، قال: قال مالك: أما الشأن يوم النحر فيرمي جمرة العقبة راكبا كما يأتي على دابته يمضي كما هو يرمي، وأما في غير يوم النحر فكان يقول: يرمي ماشيا، قلت: فإن ركب في رمي الجمار في الأيام الثلاثة أو مشى يوم النحر إلى جمرة العقبة فرماها ماشيا هل عليه لذلك شيء؟ قال: ليس عليه لذلك شيء. اهـ. [المدونة الكبرى] (1/ 325). .
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 37)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الدسوقي: (قوله: وإن راكبا، أي: إذا وصل إليها ماشيا؛ بل إن وصل إليها راكبا، وهذا من تعلقات الندب، أي: أنه يندب أن يرميها حين وصوله على الحالة التي وصل عليها من ركوب أو مشي فلا يصبر حتى ينزل إذا وصل راكبا ولا يصبر حتى يركب إذا وصل إليها ماشيا؛ لأن فيه عدم الاستعجال برميها. اهـ[حاشية الدسوقي على الشرح الكبير] (2/ 45). .
وقال الشافعي: ولا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة وحدها ويرميها راكبا، وكذلك يرميها يوم النفر راكبا ويمشي في اليومين الآخرين أحب إلي. ثم قال: وإن ركب فلا شيء عليه ثم ساق رواية قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي قال: سنن الترمذي الحج (903) ,سنن النسائي مناسك الحج (3061) ,سنن ابن ماجه المناسك (3035) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 413) ,سنن الدارمي المناسك (1901). رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة على ناقته الصهباء وليس ضرب ولا طرد ولكن قيل: إليك إليك اهـ[الأم] للشافعي (2/ 213). .
--------------------------------------------------------------------------------
وقال النووي [المجموع] للنووي (8/ 183): (فرع) مذهبنا: أنه يستحب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا إن كان دخل منى راكبا، ويرمي في أيام التشريق ماشيا، إلا يوم النفر فراكبا، وبه قال مالك، قال ابن المنذر: وكان ابن عمر وابن الزبير وسالم يرمون مشاة واستحبه أحمد، وكره جابر الركوب إلى شيء من الجمار إلا لضرورة. قال: وأجمعوا على أن الرمي يجزئه على أي حال إذا وقع في المرمى، دليلنا: الأحاديث الصحيحة السابقة. أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 38)
جمرة العقبة راكبا يوم النحر والله أعلم.
وقال ابن قدامة [المغني مع الشرح الكبير] (3/ 449).: ويرميها راكبا أو راجلا كيفما شاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رماها على راحلته رواه جابر، وابن عمر، وأم أبي الأحوص، وغيرهم، قال جابر: صحيح مسلم الحج (1297) ,سنن النسائي مناسك الحج (3062) ,سنن أبو داود المناسك (1970). رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: خذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه.
وقال نافع: سنن الترمذي الحج (900) ,سنن أبو داود المناسك (1969) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 138). كان ابن عمر يرمي جمرة العقبة على دابته يوم النحر وكان لا يأتي سائرها بعد ذلك إلا ماشيا ذاهبا وراجعا، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأتيها إلا ماشيا ذاهبا وراجعا رواه أحمد في [المسند] ثم قال: وفي هذا بيان للتفريق بين هذه الجمرة وغيرها اهـ.
--------------------------------------------------------------------------------
وقال البهوتي [كشاف القناع] (2/ 449): فإذا وصل إلى منى. . . بدأ بها راكبا؛ إن كان راكبا؛ لحديث ابن مسعود: أنه صحيح البخاري الحج (1664) ,صحيح مسلم الحج (1296) ,سنن الترمذي الحج (901) ,سنن النسائي مناسك الحج (3073) ,سنن أبو داود المناسك (1974) ,سنن ابن ماجه المناسك (3030) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 427). انتهى إلى جمرة العقبة فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات وهو راكب، يكبر مع كل حصاة. . . إلى أن قال: هاهنا كان يقوم الذي أنزلت عليه سورة البقرة. رواه أحمد. وظاهر كلام الأكثر ماشيا وإلا - أي: لم يكن راكبا - رماها ماشيا. اهـ.
مما تقدم يتبين: أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة راكبا، وأن الفقهاء اتفقوا على أنه يجزئ الرمي راكبا وماشيا.
واختلفوا في الأفضل منهما، هل هو الرمي ماشيا؛ لأنه أقرب للتواضع
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 39)
والبعد عن إيذاء المشاة، وإنما رماها صلى الله عليه وسلم راكبا؛ ليراه الناس ويسألوه ويقتدوا به، أو الرمي راكبا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا يمكن أن يقال: إذا جاز رمي الجمرات راكبا جاز السعي فوق سقف المسعى، فإن كلا منهما نسك أدي من غير مباشرة مؤدية للأرض التي أداه عليها؛ بل السعي فوق السقف أقرب من أداء أي شعيرة من شعائر الحج أو العمرة فوق البعير ونحوه؛ لما في البناء من الثبات الذي لا يوجد في المراكب. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظرا إلى أن السعي فوق سقف المسعى لم نقف فيه على نصوص للفقهاء، وأن ما يرجع إليه من أقوالهم للاسترشاد بها على هذه المسألة ليس بكثير وليس الخلاف فيه كثيرا - اكتفينا بما نقلناه، سائلين الله التوفيق للجميع.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... رئيس اللجنة
عبد الله بن سليمان بن منيع ... عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... إبراهيم بن محمد آل الشيخ
--------------------------------------------------------------------------------
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 40)
قرار هيئة كبار العلماء
رقم (21) وتاريخ 12/ 11 / 1393 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فبناء على الخطاب الوارد لفضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد من معالي وزير العدل رقم (267) وتاريخ 23/ 3 / 1393هـ المبني على خطاب سمو نائب وزير الداخلية رقم (26/ 10612) وتاريخ 21/ 3 / 1393 هـ بخصوص الرغبة في إبداء الحكم الشرعي في (حكم السعي فوق سقف المسعى) ليكون وسيلة من وسائل علاج ازدحام الحجاج أيام الموسم، وبناء على ما رآه فضيلته من إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال هيئة كبار العلماء في دورتها الرابعة فقد تم إدراج ذلك، وفي تلك الدورة جرى الاطلاع على أوراق المعاملة المتعلقة بالاستفتاء، كما جرى الاطلاع على البحث المقدم من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، والمعد من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وبعد دراسة المسألة، واستعراض أقوال أهل العلم في حكم الطواف والسعي والرمي راكبا، والصلاة إلى هواء الكعبة أو قاعها، وكذا حكم الطواف فوق أسطحة الحرم وأروقته، وحكمهم بأن من ملك أرضا ملك أسفلها وأعلاها.
وبعد تداول الرأي والمناقشة انتهى المجلس بالأكثرية إلى الإفتاء بجواز السعي فوق سقف المسعى عند الحاجة، بشرط استيعاب ما بين الصفا والمروة، وأن لا يخرج عن مسامتة المسعى عرضا لما يأتي:
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 41)
1 - لأن حكم أعلى الأرض وأسفلها تابع لحكمها في التملك والاختصاص ونحوهما، فللسعي فوق سقف المسعى حكم السعي على أرضه.
--------------------------------------------------------------------------------
2 - لما ذكره أهل العلم من أنه يجوز للحاج والمعتمر أن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة راكبا لعذر باتفاق، ولغير عذر على خلاف من بعضهم، فمن يسعى فوق سقف المسعى يشبه من يسعى راكبا بعيرا ونحوه، إذ الكل غير مباشر للأرض في سعيه، وعلى رأي من لا يرى جواز السعي راكبا لغير عذر، فإن ازدحام السعاة في الحج يعتبر عذرا يبرر الجواز.
3 - أجمع أهل العلم على أن استقبال ما فوق الكعبة من هواء في الصلاة كاستقبال بنائها، بناء على أن العبرة بالبقعة لا بالبناء، فالسعي فوق سقف المسعى كالسعي على أرضه.
4 - اتفق العلماء على أنه يجوز الرمي راكبا وماشيا، واختلفوا في الأفضل منهما، فإذا جاز رمي الجمرات راكبا جاز السعي فوق سقف المسعى، فإن كلا منهما نسك أدي من غير مباشرة مؤدية للأرض التي أداه عليها، بل السعي فوق السقف أقرب من أداء أي شعيرة من شعائر الحج أو العمرة فوق البعير ونحوه؛ لما في البناء من الثبات الذي لا يوجد في المراكب.
5 - لأن السعي فوق سقف المسعى لا يخرج عن مسمى السعي بين الصفا والمروة؛ ولما في ذلك من التيسير على المسلمين والتخفيف مما هم فيه من الضيق والازدحام، وقد قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 185 يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وقال تعالى: سورة الحج الآية 78 وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 42)
مع عدم وجود ما ينافيه من كتاب أو سنة، بل إن فيما تقدم من المبررات ما يؤيد القول بالجواز عند الحاجة.
وقد ذكر ابن حجر الهيتمي رحمه الله رأيه في المسألة: فقال في حاشيته على [الإيضاح] لمحيي الدين النووي ص (131): (ولو مشى أو مر في هواء المسعى فقياس جعلهم هواء المسجد مسجدا، صحة سعيه). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
أما المشايخ: محمد بن حركان، وعبد العزيز بن صالح، وسليمان بن عبيد، وصالح بن لحيدان، وعبد الله بن غديان، وراشد بن خنين - فقد توقفوا في هذه المسألة.
وأما الشيخ محمد الأمين الشنقيطي فيرى عدم جواز ذلك، وله وجهة نظر في المنع مرفقة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
رئيس الدورة الثالثة
عبد الله بن محمد بن حميد
عبد الله خياط ... محمد الأمين الشنقيطي له وجهة نظر مخالفة ... عبد الرزاق عفيفي
عبد العزيز بن صالح ... عبد المجيد حسن ... عبد العزيز بن باز
إبراهيم بن محمد آل الشيخ ... سليمان بن عبيد ... محمد الحركان
عبد الله بن غديان ... راشد بن خنين ... صالح بن غصون
صالح بن لحيدان ... عبد الله بن منيع ... محمد بن جبير
--------------------------------------------------------------------------------
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 43)
وجهة نظر لفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإن لنا وجهة نظر مخالفة للقرار الصادر بالأغلبية من هيئة كبار العلماء في شأن جواز السعي فوق السقف الكائن فوق المسعى والصفا والمروة، وحاصل وجهة نظرنا في ذلك هو:
أنا لا نرى جواز تعدد المسعى وإباحة السعي في مسعيين: مسعى أسفل، ومسعى أعلى؛ وذلك للأمور الآتية:
الأمر الأولى: أن الأمكنة المحددة من قبل الشرع لنوع من أنواع العبادات لا تجوز الزيادة فيها ولا النقص إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
الأمر الثاني: أن الأمكنة المحددة شرعا لنوع من أنواع العبادات ليست محلا للقياس؛ لأنه لا قياس ولا اجتهاد مع النص الصريح المقتضي تحديد المكان المعين للعبادة، ولأن تخصيص تلك الأماكن بتلك العبادات في دون غيرها من سائر الأماكن ليست له علة معقولة المعنى حتى يتحقق المناط بوجودها في فرع آخر حتى يلحق بالقياس، فالتعبدي المحض ليس من موارد القياس.
الأمر الثالث: هو أنه لا نزاع بين أهل العلم في أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد لبيان إجمال نص من القرآن العظيم له حكم ذلك النص القرآني الذي ورد لبيان إجماله. فإن دلت آية من القرآن العظيم على وجوب حكم من
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 44)
الأحكام وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم المراد منها بفعله - فإن ذلك الفعل يكون واجبا بعينه وجوب المعنى الذي دلت عليه الآية، فلا يجوز العدول عنه لبدل آخر. ومعلوم أن ذلك منقسم إلى قسمين كما هو مقرر في الأصول:
--------------------------------------------------------------------------------
الأول منهما: أن تكون القرينة وحدها هي التي دلت على أن ذلك الفعل الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم وارد لبيان نص من كتاب الله، كقوله تعالى: سورة المائدة الآية 38 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا فإن الآية تحتمل القطع من الكوع، ومن المرفق، ومن المنكب؛ لأن لفظ اليد قد يستعمل في كل ما ذكر، وقد دلت القرينة على أن فعله صلى الله عليه وسلم الذي هو: قطعه يد السارق من الكوع وارد لبيان قوله تعالى: سورة المائدة الآية 38 فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا فلا يجوز العدول عن هذا الفعل النبوي الوارد لبيان نص من القرآن لبدل آخر إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
القسم الثاني من قسمي الفعل المذكور: هو أن يرد قول من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن ذلك الفعل الصادر منه صلى الله عليه وسلم بيان لنص من القرآن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري أخبار الآحاد (6819) ,سنن الدارمي الصلاة (1253). صلوا كما رأيتموني أصلي فإنه يدل على أن أفعاله في الصلاة بيان لإجمال الآيات التي فيها الأمر بإقامة الصلاة، فلا يجوز العدول عن شيء من تلك الأفعال الصادرة منه صلى الله عليه وسلم لبيان تلك الآيات القرآنية إلا بدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم الحج (1297) ,سنن أبو داود المناسك (1970) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 337). لتأخذوا عني مناسككم فإنه يدل على أن أفعاله في الحج
(يُتْبَعُ)
(/)
بيان لإجمال آيات الحج، فلا يجوز العدول عن شيء منها لبدل آخر إلا لدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 45)
--------------------------------------------------------------------------------
وإذا علمت هذا فاعلم أن الله جل وعلا قال في كتابه العزيز: سورة البقرة الآية 158 إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فصرح في هذه الآية بأن المكان الذي علمه الصفا، والمكان الذي علمه المروة من شعائر الله. ومعلوم أن الصفا والمروة كلاهما علم لمكان معين، وهو علم شخص لا علم جنس، بلا نزاع ولا خلاف بين أهل اللسان في أن العلم يعين مسماه - أي: يشخصه - فإن كان علم شخص كما هنا شخص مسماه في الخارج، بمعنى: أنه لا يدخل في مسماه شيء آخر غير ذلك الشخص، عاقلا كان أو غير عاقل، وإن كان علم جنس شخص مسماه في الذهن، وليس البحث في ذلك من غرضنا.
وبما ذكرنا تعلم أن ما ذكر الله في الآية أنه من شعائر الله هو شخص الصفا وشخص المروة، أي: الحقيقة المعبر عنها بهذا العلم الشخصي، ولا يدخل شيء آخر البتة في ذلك لتعين المسمى بعلمه الشخصي دون غيره، كائنا ما كان، سواء كان الفراغ الكائن فوق المسمى المشخص بعلمه أو غير ذلك من الأماكن الأخرى. وإذا علمت ذلك فاعلم أن الله تعالى رتب بالفاء قوله سورة البقرة الآية 158 فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا على كونهما من شعائر الله، وفي قوله تعالى: سورة البقرة الآية 158 أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا إجمال يحتاج إلى بيان كيفية التطوف ومكانه ومبدئه ومنتهاه.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا النص القرآني بالسعي بين الصفا والمروة، مبينا أن فعله المذكور واقع لبيان القرآن العظيم المذكور؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: سنن النسائي مناسك الحج (3062). خذوا عني مناسككم وقوله: سنن ابن ماجه المناسك (3074) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 321) ,موطأ مالك الحج (836) ,سنن الدارمي المناسك (1850). أبدأ بما بدأ الله به يعني: الصفا في قوله: سورة البقرة الآية 158 إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 46)
--------------------------------------------------------------------------------
الآية، ومن جملة البيان المذكور بيان جواز السعي حالة الركوب على الراحلة، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سعيه بين الصفا والمروة مبينا لذلك مراد الله في كتابه لا يجوز العدول عنه في كيفيته ولا عدده ولا مكانه ولا مبدئه ولا منتهاه إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
ولا شك أن المسعى الجديد الكائن فوق السقف المرتفع الذي فوق المسعى النبوي المبين بالسعي فيه معنى القرآن غير المسعى النبوي المذكور، ومغايرته له من الضروريات؛ لأنه مما لا نزاع فيه أن المتضايفين اللذين تستلزمهما كل صفة إضافية متباينان تباين المقابلة لا تباين المخالفة، ومعلوم أن المتباينين تباين المقابلة بينهما غاية المنافاة؛ لتنافيهما في حقيقتيهما، واستحالة اجتماعهما في محل آخر.
ومعلوم أن المتباينات هذا التباين التقابلي التي بينها منتهى المنافاة أربعة أنواع: هي: التقابل بين النقيضين، والتقابل بين الضدين، والتقابل بين المتضايفين، والتقابل بين العدم والملكة، كما هو معلوم في محله. فكما أن الشيء الواحد يستحيل أن يتصف بالوجود والعدم في وقت واحد من جهة واحدة، وكما أن النقطة البسيطة من اللون يستحيل أن تكون بيضاء سوداء في وقت واحد، وأن العين الواحدة يستحيل أن تكون عمياء مبصرة في وقت واحد، فكذلك يستحيل أن يكون الشيء الواحد فوق هذا وتحته في وقت واحد. فالمسعى الذي فوق السقف يستحيل أن يكون هو المسعى الذي تحت السقف. فهو غيره قطعا، كما هو الشأن في كل متضايفين وكل متباينين تباين تقابل أو مخالفة.
وإذا حققت بهذا أن المسعى الذي فوق السقف مغاير في ذاته لحقيقة المسعى الذي تحت السقف، وعلمت أن السعي في المسعى الذي
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 47)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
تحت السقف هو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم مبينا بالسعي فيه مراد الله في كتابه قائلا: سنن النسائي مناسك الحج (3062). خذوا عني مناسككم وأن أفعاله صلى الله عليه وسلم المبينة للقرآن لا يجوز العدول عنها لبدل آخر إلا لدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة - علمت بذلك أن العدول بالسعي عن المسعى النبوي إلى المسعى الجديد الكائن فوق السقف الذي فوق الصفا والمروة يحتاج إلى دليل من كتاب الله أو سنة رسوله، ويحتاج جدا إلى معرفة من أخذ عنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرنا بأخذ مناسكنا عنه هو وحده صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لنا في أخذها عن زيد ولا عمرو.
فعلينا أن نتحقق الجهة التي أخذنا عنها هذا المنسك الجديد؛ لأن المناسك مرهونة بأمكنتها وأزمنتها، ولا يجوز التحكم في مكان أو زمان غير الزمان والمكان المحدودين من قبل الشارع، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين الأمكنة التي أنيط بها النسك، وعمم البيان في ذلك، وجعله شاملا للأمكنة التي أقام فيها هو النسك، وغيرها من الأمكنة الصالحة للنسك، كقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم الحج (1218). وقفت هنا وعرفة كلها موقف ونظير ذلك في مزدلفة ومنى بالنسبة للنحر كما هو معلوم.
الأمر الرابع: أن السعي في المسعى الجديد خارج عن مكان السعي الذي دلت عليه النصوص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الظرف المكاني للسعي بالنسبة إلى الصفا والمروة هو ظرف المكان الذي يعبر عنه بلفظة: (بين) وأما المسعى الجديد فظرفه المكاني بالنسبة إلى الصفا والمروة هو لفظة (فوق) ومعلوم أن لفظ: (بين) ولفظ: (فوق) وإن كانا ظرفي مكان فمعناهما مختلف، ولا يؤدي أحدهما معنى الآخر؛ لتباين مدلوليهما، فالساعي في المسعى الأعلى الجديد لا يصدق عليه أنه ساع بين الصفا والمروة، وإنما هو ساع فوقهما، والساعي فوق شيئين ليس ساعيا بينهما؛ للمغايرة
--------------------------------------------------------------------------------
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 48)
الضرورية بين معنى: (فوق) و (بين) كما ترى.
ويزيد هذا إيضاحا ما ثبت في الصحيح من حديث - عائشة رضي الله عنها المرفوع، وإن ظن كثير من طلبة العلم أنه موقوف عليها. فقد روى البخاري عنها في جوابها لعروة بن الزبير في شأن السعي بين الصفا والمروة أنها قالت ما لفظه: صحيح البخاري الحج (1561) ,سنن النسائي مناسك الحج (2968) ,سنن أبو داود المناسك (1901) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 144). وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما؛ فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما انتهى محل الغرض منه بلفظه.
فتأمل قولها وهي هي، وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، وقولها: (فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) وتأمل معنى لفظة (بين) يظهر لك أن مفهوم كلامها: أن من سعى فوقهما لم يأت بما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك ليس له. وهذا المعنى ضروري للمغايرة الضرورية بين الظرفين، أعني: (فوق) و (بين) وفي لفظ عند مسلم عنها أنها قالت: صحيح البخاري الحج (1698) ,صحيح مسلم الحج (1277) ,موطأ مالك الحج (838). ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة انتهى محل الغرض منه، وهو يدل على أن من طاف فوقهما لا يتم الله حجه ولا عمرته؛ لأن الطائف فوقهما يصدق عليه لغة أنه لم يطف بينهما، وفي لفظ لمسلم عنها: أنها قالت: صحيح البخاري الحج (1561) ,صحيح مسلم الحج (1277) ,سنن ابن ماجه المناسك (2986). فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة وقد علمت أن الساعي فوقهما لم يطف بينهما. وقد أقسمت على أن من لم يطف بينهما لا يتم حجه كما ترى.
واعلم أن ما يظنه بعض أهل العلم من أن حديث عائشة هذا الدال على أن السعي بين الصفا والمروة لا بد منه، وأنه لا يتم بدونه حج ولا عمرة أنه موقوف عليهما غير صواب. بل هو مرفوع.
--------------------------------------------------------------------------------
ومن أصرح الأدلة في ذلك أنها رتبت بالفاء قولها: (فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) على قولها:
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 49)
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح البخاري الحج (1561) ,صحيح مسلم الحج (1277) ,سنن النسائي مناسك الحج (2968) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 144). قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما وهو صريح في أن قولها: (ليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) لأجل أنه صلى الله عليه وسلم سن الطواف بينهما.
ودل هذا الترتيب بالفاء على أن مرادها بأنه سنة: أنه فرضه بسنته، كما جزم به ابن حجر في [الفتح] مقتصرا عليه، مستدلا له بأنها قالت: (ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة) فقولها: (إن النبي صلى الله عليه وسلم سن الطواف بينهما) وترتيبها على ذلك بالفاء قولها: (فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) وجزمها بأنه لا يتم حج ولا عمرة إلا بذلك - دليل واضح على أنها إنما أخذت ذلك مما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا برأي منها كما ترى.
الأمر الخامس: أن إقرار المسعى الأعلى الجديد لا يؤمن أن يكون ذريعة لعواقب غير محمودة؛ وذلك من جهتين:
الأولى: أنه يخشى أن يكون سببا لتغييرات وزيادات في أماكن النسك الأخرى؛ كالمرمى، وكمطاف مماثل فوق الكعبة.
--------------------------------------------------------------------------------
الثانية: أنه لا يؤمن أن يكون ذريعة للقال والقيل، وقد شوهد شيء من ذلك عند البحث في تأخير المقام لتوسعة المطاف، فلا يؤمن أن يقال: إن الهيئة الفلانية أو الجهة الفلانية بدأت تغير مواضع النسك التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون أربعة عشر قرنا، والدعايات المغرضة كثيرة، فسدا للذريعة إليها مما يستحسن - ولا يخفى أن إقرار هذا المسعى الأعلى الجديد يلزمه جواز إقرار مطاف أعلى جديد مماثل - فقد يقترح مقترح، ويطلب طالب جعل سقف فوق الكعبة الشريفة على قدر مساحة المطاف الأرضي، ويجعل فوق السقف المذكور علامات واضحة تحدد مساحة الكعبة تحديدا دقيقا، مع تحقيق كون مساحة الكعبة المحددة فوق
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 50)
السقف مسامتة للكعبة مسامتة دقيقة، ويبقى صحن ذلك المطاف الأعلى واضحا متميزا عن قدر مساحة الكعبة من الهواء الذي فوق السطح، فيطوف الناس حول ذلك الهواء المسامت للكعبة؛ لتخف بذلك وطأة الزحام في المطاف الأرضي، ولا شك أن هذا المطاف الأعلى المفترض لو فرض جوازه فهو أقل مشقة على الطائفين من توسعة المطاف الأرضي؛ لأن المطاف الأرضي كلما اتسع كانت مسافة الشوط في أقصاه أكثر من مسافته فيما يقرب منه من الكعبة، وأما المطاف الأعلى فلا تزيد مسافة الشوط فيه عن مسافته في المطاف الأرضي؛ لاتحادهما في المساحة، فهو أخف على الطائف، ولا نعتقد أن لهذا المطاف الأعلى المفترض مستندا من الشرع، كما لا نعتقد أن بينه وبين المسعى الجديد فرقا.
--------------------------------------------------------------------------------
وفي الختام فإن زيادة مكان نسك على ما كان عليه المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم تحتاج إلى تحر وتثبت ونظر في العواقب، ودليل يجب الرجوع إليه من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأن الزحام في أماكن النسك أمر لا بد منه، ولا محيص عنه بحال من الأحوال، والله الذي شرح ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عالم بما سيكون، والعلم عند الله تعالى.
أملاه الفقير إلى رحمة ربه وعفوه.
حرر في 12/ 11 / 1393 هـ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:54]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 11:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 11:27]ـ
جزاك الله خير على الهذا النقل البارع الرائع .. ورحم الله العلامة الشنقيطي على هذا النفس الفقهي العجيب
وعندي بعض المداخلات _مع اني لست أهلا لذلك_
اولا:يلزم من تقرير العلا مة الشنقيطي عدم جواز تغيير أي شيء يختص بالمناسك ,ومثل:تبليط المسعى او ترميمه وتحسينه لأنه سيكون خروج عن الحالة التي كانت عليها في العهد النبوي , لأن لازم كلام العلامة الشنقيطي وطرقة استدلاله هو هذا_والله أعلم_
ثانيا:ويلزم من كلام العلامة الشنقيطي عدم جواز ركوب العربية للسعي ,لأنه فيه نوع ارتفاع عن الارض وبذلك يخرج عن كونه (بين) الصفا والمروة ,وان اجاز رحمه الله ركوب العربية فلا فرق بينها وبين دور آخر ,لأ ن كلاهما مرتفع._والله أعلم_
كتبه:نايف
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 11:40]ـ
اخي الكريم تقول ويلزم من كلام العلامة الشنقيطي عدم جواز ركوب العربية للسعي ,لأنه فيه نوع ارتفاع عن الارض وبذلك يخرج عن كونه (بين) الصفا والمروة ,وان اجاز رحمه الله ركوب العربية فلا فرق بينها وبين دور آخر ,لأ ن كلاهما مرتفع._والله أعلم_
اقول بين كلامك وكلام العلامة الشنقيطي رحمه الله فرق شاسع فالشيخ يعلم بالسنة في الطواف على الراحلة وانه لافرق بينها وبين العربية كما قلت وتامل عبارته جيدا:) ومعلوم أن لفظ: (بين) ولفظ: (فوق) وإن كانا ظرفي مكان فمعناهما مختلف، ولا يؤدي أحدهما معنى الآخر؛ لتباين مدلوليهما، فالساعي في المسعى الأعلى الجديد لا يصدق عليه أنه ساع بين الصفا والمروة، وإنما هو ساع فوقهما، والساعي فوق شيئين ليس ساعيا بينهما؛ للمغايرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 11:45]ـ
وفي الختام فإن زيادة مكان نسك على ما كان عليه المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم تحتاج إلى تحر وتثبت ونظر في العواقب، ودليل يجب الرجوع إليه من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأن الزحام في أماكن النسك أمر لا بد منه، ولا محيص عنه بحال من الأحوال، والله الذي شرح ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عالم بما سيكون، والعلم عند الله تعالى.
أملاه الفقير إلى رحمة ربه وعفوه.
حرر في 12/ 11 / 1393 هـ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
رحم الله الشيخ العلامة المجتهد المطلق - في ظني - محمد الأمين الجكني الشنقيطي.
سمعت أن معظم الشناقطه أتوا إلى بلاد التوحيد وهم على عقيدة أشعرية فتسلفوا في هذه البلاد المباركة
إلا هذا الإمام الفذ فقد أتى من بلاده وهو على عقيدة سلفية محضة.
ومع هذا أقول لعله لو عاش حتى اليوم لتغير اجتهاده رحمه الله في هذه المسألة , فالحكم على الشيء فرعاً عن تصوره , والله اعلم
ونلزم من يتبنى قول الشيخ الأمين بأنه لا يجزئه السعي في غير المسعى الأصلي في جميع الأحوال ولا الصلاة في غير صحن المسجد الحرام ولا يجوز له رمي الجمار من فوق الجسور المبنية حديثاً.
ومن ألتزم هذا فقد شق على نفسه غاية المشقة وخالف أصل أصيل من الشريعة وهي {وما جعل عليكم في الدين من حرج}
قال ابن كثير في تفسيرها:
{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ?لدّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:87] أي ما كلفكم ما لا تطيقون وما ألزمكم بشيء يشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجاً ومخرجاً. أهـ
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 10:44]ـ
لا يلزم من فتوى الشيخ هذه أن التوسعة الجديدة غير مشروعة, ذلك أن هذه التوسعة إن صح أنها من عرض المسعى فهي في حكم المسعى القديم, ولن يخالف الشيخ رحمه الله في ذلك, إنما الشأن في صحة الدعوى, وهذا بيّن لا يخفى, لكنها العجلة
وسياق الآيات المذكروة في التيسير على الأمة ورفع الحرج عنها لا تخفى على الشيخ, ولا يخفى عليه أيضا ما تؤول إليه فتواه, وإنما التزم في حكمه على دلالة الآية من جهة اللغة, فإذا صح عنده تحديدها بما رآه, فلا عتب عليه
وهذا سبيل كل ما جاء محددا في الشرع, لا يمكن الخروج به عما حُدّ له, ومثله وقت الرمي, ومسائل أخرى, فليتنبه لهذا فإن كثيرا ممن يخوض في هذه المسألة وما أشبهها لا يتفطن لهذا الأمر
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 10:53]ـ
تتميما لم سبق, هذا الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي يقول: القول بعموم الآية الكريمة أفضل من القول بأنه يُسعى في الدور الثاني والثالث أو الرابع لأنّ الأخذ بدلالة النص أقوى من الأخذ بالسعي في الدور الثاني لأنّ الخلاف فيه معروف ومشهور , والاحتمال فيه ليس كدلالة العام التي هي من منطوق النص ودلالة النص ,فهي أولى وأحرى فيما ظهر لي.(/)
كذب. جميع طبعات نيل الاوطار أن الشوكاني يعلن معاوية ويزيد (
ـ[المستنبط]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 05:45]ـ
قال الشيخ عبدالكريم الخضير في شرحه لسنن ابن ماجه باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن باب الأنصاف في جميع طبعات نيل الأوطار في قتال أهل البغي قال أي الشوكاني: واستمر الأمر على ذلك لعلي إلى ولاية معاوية ويزيد لعنهم الله ا. هـ
قال الشيخ عبدالكريم:في جميع طبعات نيل الأوطار، النسخة المحققة الجديدة طبعة دار ابن الجوزي المحقق وفقه الله صور المقطع بخط الشوكاني وبخط أحد كبار تلاميذ الشوكاني وليس فيه اللعن، أن يذكر هذا لأن نيل الأوطار متداول بين أيدي الناس وكم من شخص طعن في الشوكاني من أجل هذا فالمحقق وفقه الله ذكر هذا، وهذا موجود في طبعة بولاق وجميع الطبعات.
شريط مسجل للشيخ.
ـ[علي بن صالح]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 06:44]ـ
بارك الله فيك فائدة عظيمة
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 10:48]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا التوضيح الخطير
فقد رأيت بعض هذه المواطن منذ زمن بعيد وكنت متحيراً جداً فيها ثم غلب عليّ الإهمال فلم أنشط للمراجعة أو تحقيقها
والحمد لله رب العالمين
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 02:32]ـ
نيل الأوطار للشوكاني
أنا قراءاتي كلها في الطبعات القديمة إما المُنيريَّة أو بولاق، و هناك طبعة حديثة للشيخ طارق عوض الله صدرت مؤخرا ولم أقتنها بعد، وهو مظنة للتجويد، ثم طبع أخيراً بتحقيق صبحي حسن حلاق في دار ابن الجوزي طبعة العناية فيها ظاهرة واطلعت على مواضع منها وأوصي طلاب العلم بها.
http://www.khudheir.com/ref/272(/)
للضرورة الملحة: أريد مراجع وروابط عن اتفاقية إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ...
ـ[القرشي الهاشمي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام، للضرورة الملحة؛ أريد معرفة مراجع وروابط ومنتديات عن اتفاقية إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ... وخاصةً من الناحية الشرعية.
ومن هم المشايخ والمختصون الذين يمكن الاستفادة منهم في هذا الموضوع؟
أرجو المساعدة للأهمية، إخوتي الكرام، حفظكم الله تعالى.
وأرجو التكرم بوضع نسخة من المقالة في ملتقى أهل الحديث، لأنه عند التسجيل تظهر عبارة:
عذراً , تم إيقاف التسجيل من قبل إدارة المنتدى.
فأجو الاحتساب في نسخ الموضوع، وجزاكم الله تعالى خيراً.
ـ[الداعية]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 09:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لمؤتمرات المرأة والاتفاقية توجد رسالة دكتوراهمن جامعة الامام قسم الثقافة الاسلامية للشيخ فؤاد العبدالكريم مفيدة جدا
رابط الرسالة http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=1767
مفهوم التمييز ضد المرأة " رؤية شرعية " د. مسلم اليوسف
http://saaid.net/book/open.php?cat=6&book=1403
مفهوم المساواة في الميزان الشرعي موسى بن ذاكر الحربي
http://saaid.net/book/open.php?cat=6&book=3362
قراءة في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) د. نهى قاطرجي
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2342
المرأة في المؤتمرات الدولية د. لطف الله خوجه
http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=2255
هذي الكتب تحدثت عن الاتفاقية من ناحية شرعية اجمالا لكن غالب الكتب التي تحدثت عن الاتفاقية فإنها تتناول مسألة معينة مثل عمل المرأة، القوامة، الاختلاط،الختان ...
من هذه الكتب:
رسالة (المرأة والحقوق السياسية في الإسلام) للباحث مجيد أبو حجير.
رسالة (ولاية المرأة في الفقه الإسلامي) للباحث حافظ أنور.
http://www.kabah.info/uploaders/Almarah.jpg
http://www.kabah.info/uploaders/Almarah.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Wlayatalmarah.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Wlayatalmarah.jpg
أما المشايخ والمختصون الذين يمكن الاستفادة منهم في هذا الموضوع:
د. فؤاد العبدالكريم،د. عبدالله العويسي،د. عبدالرحمن الزنيدي،د. نورة السعد
د. عبدالله العويسي لديه منتدى ممكن وضع أسألتك فيه
http://www.ibnalislam.com/vb/forumdisplay.php?f=214
ـ[القرشي الهاشمي]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 07:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما شاء الله!
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم، ونفع بعلمكم.(/)
هل الحسن والحسين سيدا أبي بكر وعمر في الجنة
ـ[المستنبط]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 10:37]ـ
قال الشيخ / عبدالكريم الخضير حفظه الله في شرح سنن ابن ماجه:
سيدا كهول الجنة أي لما قبل الوفاة والمقصود وقت المقالة
سيدا شباب الجنة أي وقت المقالة ولا يقال أن الحسن والحسين سيدا ابي بكر وعمر في الجنة رضي الله عنهم اجمعين لأن أبا بكر وعمر في الجنة يكونا شابين.(/)
استضافة للشيخ د. خالد المصلح للإجابة على الأسئلة الطبية، فرصة مباركة
ـ[المستفيد]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 12:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وجدت في أحد المنتديات الطبية استضافة للشيخ الفاضل د. خالد المصلح
للإجابة على أسألتهم الطبية الشرعية فمن أراد منكم أن يسأل أو ينشر الخبر للأطباء
هنا الرابط
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
http://medicalacademy.net/vb/showthread.php?t=11753(/)
قول القائل: إن الله يرضى لرضا المشايخ، ويغضب لغضبهم هل هذا صحيح؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 06:32]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
فصل
وأما قول القائل: إن الله يرضى لرضا المشايخ، ويغضب لغضبهم.
فهذا الحكم ليس هو لجميع المشايخ، ولا مختص بالمشايخ، بل كل من كان موافقًا لله يرضى ما يرضاه الله، ويسخط ما يسخط الله كان الله، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، من المشائخ وغيرهم، ومن لم يكن كذلك من المشائخ، لم يكن من أهل هذه الصفة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وكان قد جرى بينه وبين صهيب وخباب وبلال وغيرهم كلام في أبي سفيان بن حرب؛ فإنه مر بهم فقالوا: ما أخذت السيوف من عدو الله مأخذها. فقال: أتقولون هذا لكبير قريش؟ ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: (لعلك أغضبتهم يا أبا بكر، لئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك) أو كما قال. قال: فخرج عليهم أبو بكر فقال لهم: يا إخواني، أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك يا أبا بكر، فهؤلاء كان غضبهم لله.
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه).
فهذا المؤمن الذي تقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض أحبه الله لأنه فعل ما أحبه الله، والجزاء من جنس العمل. قال الله تعالى: {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [المائدة: 119]، وفي الحقيقة فالعبد الذي يرضى الله لرضاه، ويغضب لغضبه، هو يرضى لرضا الله، ويغضب لغضب الله وليكن هذان مثالان: فمن أحب ما أحب الله، وأبغض ما أبغض الله، ورضى ما رضى الله لما يرضى الله، ويغضب لما يغضب، لكن هذا لا يكون للبشر على سبيل الدوام،
بل لابد لأكمل الخلق أن يغضب أحيانًا غضب البشر، ويرضى رضا البشر.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فأيما مسلم سببته أو لعنته وليس لذلك بأهل فاجعل ذلك له صلاة وزكاة وقربة تقربه إليك يوم القيامة)، / وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: (لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك) في قضية معينة، لكون غضبه لأجل أبي سفيان وهم كانوا يغضبون لله،
وإلا فأبو بكر أفضل من ذلك،
وبالجملة فالشيوخ والملوك وغيرهم إذا أمروا بطاعة الله ورسوله أطيعوا، وإن أمروا بخلاف ذلك لم يطاعوا، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وليس أحد معصومًا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا في الشيخ الذي ثبت معرفته بالدين وعمله به.
وأما من كان مبتدعًا بدعة ظاهرة، أو فاجرًا فجورًا ظاهرًا. فهذا إلى أن تنكر عليه بدعته وفجوره، أحوج منه إلى أن يطاع فيما يأمر به، لكن إن أمر هو أوغيره بما أمر الله به ورسوله، وجبت طاعة الله ورسوله، فإن طاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد،في كل حال، ولو كان الآمر بها كائنا من كان.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:46]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 07:34]ـ
يرفع للفائدة(/)
من أجملِ ما قيلَ في استعارةِ الكُتب ....
ـ[الفاسي]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 02:12]ـ
كان بعضُ أهلِ الأدبِ ضنيناً بكتبه، فقال شعراً وجعله في رقعة، فكان إذا جاء من يستعيرُ كتاباً، دفعَ إليهِ الرقعة، فإذا قرأها مضى، والشعرُ:
ألا أيها المستعيرُ الكتابَ * ألا ارجعْ بغيرِ الذي تطلبُ
فلمس السماء وأخذ النجوم * بكفِّكَ من أخذهِ أقربُ
فدُمْ ما بقيتَ على اليأسِ منهُ * فليسَ يُعارُ ولا يوهبُ
ومن كانَ يغضبُ إنْ لم يُعَرْ * فقلُ منْ قريبٌ له يغضَبُ
إذا أنا كُتبي أعرتُ الصديقَ *ثلاثةُ أرباعها يذهبُ
فما كلُ يومٍ أنا واجِدٌ* كتاباً ولا كاتباً يكتبُ
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 02:37]ـ
بيتان ذكرهما الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -:
لا تعيرنَّ كتابًا ... واجعل العُذر جوابًا
من أعارنَّ كتابًا ... فلعمري ماأصابا.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 03:26]ـ
إذا استعرتَ كتابي وانتفعتَ به ** فاحذرْ وقيتَ الردى منْ أنْ تؤخرَهُ
فاردده لي سالماً إني شُغِفْتُ به ** لولا مخافة كتم العلمِ لمْ تَرَهُ!
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 03:43]ـ
.... ألا يا مستعير الكتب دعني ... فإن إعارتي للكتب عار.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:04]ـ
إذا استعرتَ كتابي وانتفعتَ به ** فاحذرْ وقيتَ الردى منْ أنْ تؤخرَهُ
فاردده لي سالماً إني شُغِفْتُ به ** لولا مخافة كتم العلمِ لمْ تَرَهُ!
هاذان البيتان هما الأقرب الى النفس من عدم الإعارة مطلقا
وخير الناس أنفعهم للناس
ـ[الفاسي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 02:01]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[الفاسي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 01:34]ـ
كنتُ أطالعُ البارحة كتاب " الاعتناء بتهذيبِ أدب الإملاء والاستملاء" للإمام الحافظ أبي سعد عبدالكريم ب محمد السمعاني رحمه الله تعالى.
ووجدته نقل رحمه الله أقوالاً وأشعاراً لأهلِ العلمِ في استعارة الكتب وأنقلُ لكم منها:
قال وكيع: أول بركة الحديث إعارةُ الكتب.
* وقال أبو الكرم خميس بن علي الحوزي:
كتبي لأهل العلم مبذولةٌ * أيديهم مثل يدي فيها
متى أرادوها بلا منةٍ * عاريةً فليستعيروها
حاشايَ أن أكتمها عنهم * بُخلاً كما غيري يُخفيها
أعارنا أشياخنا كُتْبَهُمْ * وسنَّةُ الأشياخِ نُمضيها
*وأنشد الحسن بن علي لبعضهم:
أيها المستعيرُ مني كتاباً * إرْضَ لي منه ما لنفسكَ ترضى
لا ترى ردَّ ما أعرتك نفعاً * وترى ردَّ ما استعرت فرضاً
* وحبس رجلٌ على الحمدوني كتباً استعارها منه فكتب إليه:
ما بال كتبي في يديك رهينةً * حُبست على كر الزمانِ الأولِ
فأذن لها في الإنصرافِ فإنها * كنز عليه إذا افتقرتُ مُعوَّلي
ولقد تعنَّت حين طال مقامها * طال الثواءُ على رسوم المنزلِ
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 10:51]ـ
هناك بيتان ما زلت أحفظ أحدهما والآخر سقط من الذاكرة، والساقط هو البيت الأول، أما البيت الثاني فهو
فمحبوبي من الدنيا كتابي ................. وهل أبصرت محبوباً يُعارُ؟؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 11:19]ـ
ما أجمل هذا الموضوع، وما ألطف هذه المشاركات.
وفقكم الله وجزاكم خيرا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 01:17]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2925
ـ[أسماء]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الرحمن قصائد رائعة
بارك الله فيكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 02:06]ـ
قال سليمان بن حسن الناسخ الفيومي في تقاضي كتاب أعاره:
قد وربِّ الكتابِ يا أَكرمَ النا ... سِ جميعاً، أَتْعَبْتَ ربَّ الكتابِ
وتمادَى تردادُهُ وتقاضيه ... وما يَشْتَكي منَ الأَوْصَاب
فتفضلْ وامْنُنْ ونَفِّسْ خِنَاقِي ... واعْفِني من تَكَاثُرِ الطُلاَّبِ
ينظر: خريدة القصر.
ـ[أسد الدين محمد]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 02:24]ـ
هناك بيتان ما زلت أحفظ أحدهما والآخر سقط من الذاكرة، والساقط هو البيت الأول، أما البيت الثاني فهو
فمحبوبي من الدنيا كتابي ................. وهل أبصرت محبوباً يُعارُ؟؟
الأول هو:
ألا يا مستعير الكتب أقصر**فإن إعارتي الكتب عار
راجع نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن للشرواني
أما أنا فأقول:
كتابي لا يباع ولا يعار ** لأن إعارة المحبوب عار
ـ[البدراوي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 07:36]ـ
و انشد بعضهم
ايا مستعير الكتاب دعني’’’’فان اعارة الكتاب عار
فمحبوبي في ذي الدنيا كتاب’’’’وهل يا ترى محبوب يعار(/)
((بعض المظاهر السّيئة في شوارعنا))،لشيخنا صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 02:18]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن المفترض في شوارع المسلمين وطرقاتهم ومستشفياتهم أن تتحلى بالمظاهر الطيبة والخلو من المظاهر السيئة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) وفي رواية: ((وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) وذلك ليظهر الحق ويختفي المنكر بين المسلمين. وقال صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) وذلك لأن المنكر إذا خفي لم يضر إلا صاحبه فإذا ظهر ولم ينكر عمت العقوبة للجميع.
وإنها بدأت تظهر في شوارعنا بعض المظاهر السيئة التي لا يجوز السكوت عليها ومن ذلك:
1 - ظهور الصور المحرمة لذوات الأرواح في الدعايات التجارية والإعلانات عن المسابقات أو المعروضات أو الإشادة بالفنانين من رياضيين وغيرهم. ولا شك أن التصوير في حد ذاته محرم شديد التحريم ومتوعد عليه بأشد الوعيد في الأحاديث الصحيحة. وإذا نصبت الصور وعلقت في الشوارع وغيرها كان الوعيد أشد. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((لا تدع صورة إلا طمستها)) وامتنع صلى الله عليه وسلم من الدخول إلى بيت عائشة رضي الله عنها لما رأى فيه قراماً معلقاً فيها تصاوير حتى أزيلت تلك التصاوير. ورفع الصور في الشوارع قد يكون أشد تحريماً من رفعها في البيوت. لأن الناس حينئذ يتساهلون في شأنها.
2 - من المظاهر السيئة في الشوارع تعليق لوحات فيها عناوين بلغات أجنبية وكتابات بحروف أجنبية حتى إنك في بعض المواضع تشك أنك في بلاد عربية وليس لذلك سبب إلا محبة اللغة الأجنبية عند بعض الناس فإن قيل إن الوافدين من غير العرب يحتاجون إلى ذلك لأنهم لا يعرفون اللغة العربية. فالجواب: أن نقول تكون الكتابة أصلا باللغة العربية ثم تترجم بالكتابة تحتها باللغة الأجنبية.
3 - من المظاهر السيئة في الأسواق والمستشفيات والمتاجر تبرج النساء بالزينة والتساهل بالحجاب مما يشجع الفسقة والذين في قلوبهم مرض إلى متابعتهن ومغازلتهن مما يسبب الوقوع فيما لا تحمد عقباه ويصعب معه العلاج إذا لم يتدارك الأمر ويحسم في بدايته. فالمرجو من ولاة الأمور أعزهم الله بطاعته وهم الحريصون على أمن البلاد والغيورون على دين الله أن يبادروا بعلاج هذه المظاهر بما يدرأ شرها عن المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 02:20]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=64)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 01:58]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفع بعلمه
وجزى الله الشيخ سلمان على النقل المفيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:15]ـ
الأخ المبارك / لامية العرب ـ سَلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم،وتعليقكم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:37]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 04:04]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفع بعلمه
وجزى الله الشيخ سلمان على النقل المفيد
اللهم آمين
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 04:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الشيخ العلامةصالح الفوزان خير الجزاء ونفعنا بعلمه
وجزاك الله خيرا على النقل المفيد
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 02:41]ـ
سمعت الشيخ الفوزان حفظه الله يستنكر وجود صورة ثعبان على لوحة الصيدلية لأن الثعبان رمز عند البوذية
ومن لديه بالنص فليضعه بين أيدينا(/)
تجارب ناجحة للأمة في مساجدهم
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 11:29]ـ
لا يخفى ما للإمام من دور فاعل في مسجده وَحَيِّه، فياليت الإخوة من الإئمة الذين جربوا وعرفوا يتحفوننا ببعض تجاربهم، للفائدة.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 12:33]ـ
لتذكير الإخوة بالموضوع ...(/)
من هم الترك؟!!
ـ[ابو عمر الشامي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 06:43]ـ
شيخ الاسلام: دائما يذكر الترك ويذمهم
من هم الذين يقصدهم شيخ الاسلام؟!!
ـ[ابو عمر الشامي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 03:50]ـ
الشيخ سليمان الخراشي:
من هم الترك الذين يقصدهم شيخ الاسلام دائما؟!!(/)
حول فتنة التصوير بالفيديو (الحق نريد)
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 07:34]ـ
أخي: القارئ
في زمان انتشرت فيه الفتن، وصار الإنكار على الناس أمرا شاقا خاصة على المقلدين، الذين ليس عندهم إلا الشيخ فلان أجاز والشيخ فلان منع ... إليك هذا الرابط
http://www.abuzaralqalamoni.com/khutab.html
يكتب في شريط العنوان ثم go
ستجد في أسفل صفحته شريطا تحت عنوان: تصوير المشايخ بالفيديو لا يجوز
عليك بسماع الشريط والله يهدي إلى الحق من أحبه ورامه وطلبه ولو خالف فيه الناس أجمع، لأنه الحق وكفى باسمه، وبعد أن تسمع الشريط كاملا أحب أن أعرف مدى انتفاعك به والحق نريد ..
أخوكم / أكرم الخطابي
بريد إلكتروني: Akram12s@yahoo.com
ـ[سلطان همه]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 12:34]ـ
أخي .. جزاك الله خير، مادة طيبة نافعة، ولكننا نرى أن كثيرا من الدعاة اليوم يتدينون بجواز ذلك، ونحن مقلدين فماذا نفعل؟
وما هو حكم المشاهدة للفيديوهات إذا؟
وما حكم نسخ الاسطوانات التي تتضمن فيديوهات؟
رجاء الرد السريع وقد أرست إليك رسالة إلى إيميلك فرجاء الإجابة ..
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 08:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي الكريم، سؤالك عن حكم المشاهدة لا شك أنه يلحق بمشاهدة ما هو منكر، وعليه فلا يحتاج إلى كثير بيان وهذا ليس بغريب، وإلا سيقع في قلبك استحسانه ولا شك فيما يتأتى بعد هذا من افتتان والعياذ بالله.
وسؤالك عن نسخ الاسطوانات المتضمنة للتصوير الحركي إنما هي إعانة على الإثم بل ونشر لزريعة الشرك فماذا ترى حكمها؟!
ولا يحتاج الأمر إلى كثير بيان ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 09:11]ـ
جزاكم الله خيرا استمعت إلى الشريط وهو شريط نافع، أحسن الله إليك في نشره لأنه بحق فتنة في هذا الزمان يتزعم القول بجوازها من وقع تحت عبودية (مصلحة الدعوة) أو (انتشار الإسلام الصحيح)، والإسلام ينشر بإذن الله بالحق وليس باتباع ما فيه ريب فضلا عما هو محرم والله أعلم ..
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 02:23]ـ
لكن أخي الكريم / الحسيني .. ألا ترى أن هذا الأمر يحجر واسعا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؟!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول بعض العلماء معلقا على فتنة التصوير
فلننظر ماذاترتب وماذاحدث يقصد ان اهل الفسق والفجور ممن يصورون الخلاعة والمجون
يستندون الى القائلين بجواز مطلق التصوير الفوتوغرافي والفيديو
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 05:25]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه وآل بيته الطاهرين الطيبين، ومن سار على الدرب المبين إلى يوم نحن جميعا فيه مجتمعين للسؤال بين يدي رب العالمين .. وبعد
أولا: أذكر نفسي وإخواني بتقوى الله سبحانه وتعالى العلي القدير الغني العزيز ذو القوة المتين، وأقولها لنفسي ولهم اتقوا الله فيما يخرج من ألسنتكم وفيما تتكلمون به وتضرب به أناملكم عرض السطور، واعلموا أن ما من سطر سطرتموه إلا وهو شاهد عليكم بين يدي الله، فاحرصوا كل الحرص على التجرد للحق وإياكم والاحتجاج بالرجال فلا يؤمن على أحد الفتنة، بلغ من العلم ما بلغ، ولا يحتج إلا بكتاب الله وسنة رسول الله (ص) ولا يبيح أو يحرم إلا الله ومن بلّغنا عنه وهو رسولُه (ص)، فلا تتبعوا أهواء الرجال وما يلبسه الشيطان عليهم وما له شغل غير هذا، وعليكم بالتمسك بما كان عليه الهدي الأول، واحذروا الشبهات أشد الحذر فما أُوتي المسلمون إلا من قبل هتك الشبه فوقعوا في الحرام وهم لا يشعرون ..
وعليه فأقول أخي الكريم .. وأنا لا أعرف كيف يرتضي بهذه الشبهة التي أوردتها من يرتضي، آلإسلام رخيص إلى هذا الحد بأن نخوض في الشبهة فضلا عن الحرام بدعوى نصرته ونشره، أملى الشيطان في أذننا ذاك، ولا تفهم من كلامي أني أقول بأنها شبهة بل هي عندي يقينا لا مرية فيه من أشد المحرمات سواء التصوير الثابت أو المتحرك وإنما عبث الشيطان بقلوبنا فأوقعنا في الفسق والضلال، وليس هذا حكم مني على كل من تلبس بهذا الأمر أنه فاسق، فإنه مقرر أصوليا من جهة الاعتقاد عندي وعند كل أهل العلم أنه قد يقع المرء في الفسق ولا يقع الفسق عليه ولا يسمى فاسقا، وإنما لا يوصف الفسق بغيره اسمه لوقوع من انشغل بالعلم فيه، وإلا فهذا يبطل دعوى ذلة العلماء، وهي مقررة بالأسانيد الثابتة عن رسول الله (ص) وعن صحابته ومن بعدهم إلا يومنا هذا، ولا يسع المرء أن يكف عن الإنكار على من تلبس بالفسق لكونه مقلدا ولا يسعه إلا التقليد فقد أمرنا الرسول (ص) بإنكار المنكر ونحن لأمره مطيعون، وليس هذا (أعني التصوير الثابت أو المتحرك) من باب انتشار الدين في شيء لأن الدين يظهر بدونه وليس متوقف ظهوره على هذا الأمر، وإنما من لبس عليهم الشيطان ظنوا ذلك، وكذا ينتبه إلى أمر هام، ألا وإن أهل الفسوق ينصرون الدين بشهادة رسول الله (ص) بذلك (إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر) وليس معنى هذا أن نصنع صنيعه أبدا ولكن نبين الحق وننكر الباطل ونتوكل على الله في حدود شرعنا، ولا نبيح المحذور لانتشار الدين هذا باطل فالدين دينه وهو سبحانه ناصره إن نصرناه نحن في أنفسنا أولا ...
وهذا للحديث بقية وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 07:09]ـ
هل تقصد ان التصوير سواء الفيديو او التصوير العادي حرام؟؟!!!!!!!!!
لماذا؟؟
ومن من العلماء ذكر هذا الامر؟؟
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 07:40]ـ
إن أردت أخي الكريم مراجعة الأمر فهناك فتاوى لكثير من العلماء حول هذه المسألة منهم العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ والعلامة محمد ناصر الدين الألباني والشيخ صالح الفوزان والشيخ محمد المختار الشنقيطي والشيخ أبو ذر القلموني وهناك رسالة بعنوان (تصوير المشايخ بالفيديو لا يجوز) للشيخ ناصر بن حمد الفهد، ورسالة أخرى بعنوان (حكم التصوير الفتوغرافي) للشيخ وليد بن راشد السعيدان، وغيرهم كثير ولله الحمد، ومع هذا نقول ليست المسألة من أباح ومن منع، وليس نقاشنا مع المقلدين، وإنما نقاشنا مع طلبة العلم الذين يحسنون النظر في الأدلة فنقول لهم بارك الله فيكم انظروا في الأدلة وتجردوا للحق واعلموا أن الدين منصور بالفرض قبل الواجب وبالواجب قبل المستحب وبالمستحب قبل المشروع وكذا منصور باجتناب الكبائر قبل الصغائر وباجتناب الصغائر قبل المكروهات والمشتبهات .. والله وحده هو الهادي إلى الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل ..
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 07:42]ـ
ومن اشتبه عليه أمر فلا مانع عندنا البتة في مناقشته وإزالة هذا الاشتباه عنه والله المستعان أولا وأخيرا ..
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 10:26]ـ
قام قائم بمراسلتي برسالة خاصة، يقول فيها:
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل التصوير بالفيديو حرام؟؟
وهل نفهم من ذلك ان التلفزيون حرام؟؟ " أ. هـ رسالته
وأنا سألت نفسي هل معنى هذا أنه يريد ردا سريعا أم أنه يظن أن الأمر يؤدي إلى إثارة ضجة، لا أعرف ما المغزى من مراسلة أخينا الفاضل لنا برسالة خاصة أللعجلة أم لماذا؟ وعلى كل لم يتسن لي أمس الإجابة على سؤاله لمانع منعني .. ولكني أقول له:
وهذا ليس له وحده بل لكل مسلم على ظهر البسيطة وتحت أديم السماء إن الدين الإسلامي العظيم ليس فيه ما يستاء منه حاشى وكلا ولا ما يستتر منه حاشى وكلا، بل هو السامي من ديانات الأرض وهو دين الله أولا، والله لا يسأل عما يفعل ولا يسأل عما حرم لما حرم ولا يسأل عما أباح أو فرض لما أباح وفرض فهو الله مالك الملك والمتصرف فيه كيفما يشاء وافق هذا رغبة الخلق أو عارض لا يهم البتة وليست عقول البشر لو أجمعت على تحريم شيء أحله الله بموازية حكمه في التحريم فضلا عن إصابتها الصواب في ذلك .. وحتى لا أطيل أقول لأخينا بارك الله فيك إذا كانت الأدلة في منع التصوير الثابت (الفوتوغرافي) أو المتحرك (الفيديو) ناصعة البياض كاملة الدلالة بل قاطعة فيها فما الذي تبقى لجهاز مثل التلفاز؛ إذاعة المجد للقرآن الكريم، هذا مع أن فيها ما فيها من قراء هم أصلا من أهل البدع والتصوف والتحزب ولا يكابر في ذلك أحد وقد أغنانا عن أصواتهم قراءة أهل السنة التي تجلي القلب وتحييه بتلك القراءة الماتعة - الصادرة من الجوف نحسبهم - ومع هذا ولو افترضنا أن كل ما في القناة جيد فمتعذر جدا أن يحافظ المرء على ثبوت هذه القناة وحدها في جهازه وألا تتغير، وقد أغنانا هذا الذي نضرب على لوحاته الآن عن كل هذه الأجهزة التي - لا بارك الله فيها ولا فيمن يقتنيها مكابرة إلى الآن - تعرض على الناس الفسق والإيمان وكأننا رخّصنا الدين إلى هذه الدرجة، يا إخواني إنكم لن تهدوا من أحببتم ولكن الله يهدي من يشاء، يا إخواني إن الدين عزيز ولو عظمنا عزته لكان أحرى لنا في نشره ولكن قومي لا يعلمون بل لا يبصرون.
لهذا نعم أخي - عطرك الله بعبير الجنة، عبير خير من عبير زهورك - التصوير بالفيديو لا يجوز، واقتناء مثل هذه الأجهزة يمنع منها ويحذر، والله وحده المستعان على الثبات في زمن الفتن زمن الغربة. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 03:50]ـ
جزاك الله خيرا، وإنما قصدت أن المسألة خلافية ولا إنكار في الخلافيات، وقولك هذا يغلق بابا عريضا من أبواب الدعوة إلى الله، وأنت تعرف أن علل المنع كالمضاهاة وتحقق الشرك لا وجود لهما هنا .. فلما كل هذه ضجة؟ بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 09:29]ـ
(قال: جزاك الله خيرا،)
قلت: وكذلك جزاك الله مثله
(قال: وإنما قصدت أن المسألة خلافية ولا إنكار في الخلافيات،)
قلت: لا يا أخي. بارك الله فيك، ليست كل مسألة خلافية تستلزم عدم الإنكار، خاصة إذا كان الخلاف فيها غير معتبر، وكان المجاهد في هذه المسألة يدافع عن النص الشرعي ومؤيد به، ولو كانت المسألة مما خلا فيها النص وهي محض اجتهاد بين عالمين ما تفوهنا ولكن اجتهاد مع نص صحيح صريح قاطع الدلالة .. هذا عجيب والله! لمجرد أن الشيطان ألقى الشبهة فشربها واحد أو أكثر من أهل العلم يُنحّى النص جانبا!؟! ..
(قال: وقولك هذا يغلق بابا عريضا من أبواب الدعوة إلى الله،)
قلت: قد سبق الكلام بما لا أرى إعادته في ذلك إلا دربا من ثرثرة غالب النساء.
(قال: وأنت تعرف أن علل المنع كالمضاهاة وتحقق الشرك لا وجود لهما هنا)
قلت: وهذا هو ما لبس به الشيطان عليك كما لبس على من سبقك، فيلزمك أولا أن تأتيني بتعريف للمضاهاة من عندك أنت حتى لا أفرض أنا عليك تعريفا، ثم سأناقشك بناء على تعريفك حتى أزيل لك هذا اللبس بمشيئة الله وحوله وعونه. والعلة الأخرى يكفيك لتدبرها أن تنظر في قصة قوم نوح عليه السلام وكيف لبس عليهم الشيطان وكيف مكن الشرك فيهم مع التيقظ لحباله الطويلة التي يبلغ طولها أجيال وقرون .. ولن ينفعك في مثل هذا نافع كالتدبر والتجرد والتأني.
ولا أحسبك أخي استمعت إلى الرابط أعلاه، وكذا لا أخالك نظرت في الرسائل التي أحلت بائع الزهور عليها.
(قال: فلما كل هذه ضجة؟ بارك الله فيك)
قلت: أما والله سامحك الله وغفر لك وما والله الضجة نقصد وإنما نقصد الحق، وعلى الحق نحن عاكفون حتى يرانا الناس ظاهرين، ولنعلين صوته ولنرفعن شأنه ولندمغن الباطل ما استطعنا، ولن يضرنا من خالفنا ولا من خذلنا حتى يأتي الله بأمره.
وأخيرا أخي كيف تدعو لي بالبركة وأنا عندك من مثيري الضجة ومن المحجرين المغلقين أبواب الدعوة ألا ترى هذا عجيب؟! أم أنها سبق لسان؟
عموما أخي هداك الله إلى الحق والصواب، قل آمين
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 10:09]ـ
أخي أشكرك أولا على الثناء عليّ في موضوع تلحين الحديث، وما ظننت منك هذا، وأحسبك واللهِ على خلق والله حسيبك، وليس هذا لحبي لثنائك ولكن لمقابلتك شدتي وجفائي في الحوار معك بهذه المقابلة الحسنة .. وحتى لا أطيل أخي صدقت فعلا فأنا لم أطلع على الرابط أعلاه ولا على الرسائل وإنما حدثتك من مناقشاتي مع المشايخ المجيزين في هذا الأمر ومنافحتهم عنه وبإذن الله أخي أنظر في الروابط، وأقول لك أنا ما قصدت إطلاقا أنك من مثيري الضجة أو أنك من الصادين عن الدعوة، وبارك الله فيك
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 07:20]ـ
جزاك الله خيرا، وأنار الله بصيرتك.
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 12:16]ـ
جزاكم الله خيرا،
والله أمر مهم فعلا والحمد لله لا يوجد تلفزيون في منزلي وسأقوم بحذف كل الفيديوهات من جهازي، وأدعو كل الأخوات إلى سماع الرابط وهذا رابط رسالة الشيخ / عبد الرحمن عبد الخالق المسماه (أحكام التصوير في الشريعة الإسلامية)
http://www.salafi.net/books/book18.html
وكذا هذا رابط الرسالة المذكورة (تصوير المشايخ بالفيديو لا يجوز)
http://www.dawa-salafiya.de/fatawa/video-verbot.pdf
وذلك لأن الأمر لمن يتأمله خطييييير، والمهتدي من هداه الله.
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 08:56]ـ
جزاكي الله حيرا على صدقك وتورعك حسبما حسبتك ..
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 09:09]ـ
وأقول للإخوة القارئين لهذا الموضوع، تحذيرنا من التلفاز نصرة للدين لانتشار القصاص والوعاظ الذين أشبه بحطاب الليل يحملون بين معسول كلامهم السم، ويخلو هذا الجهاز تماما من العلماء الربانيين الذين يرجع إليهم في الفتاوى، ومن علم واحدا فقط من العلماء الربانيين فليسمه لنا ووالله لن يجد إلا أن يكون ملبس عليه، والله المستعان وهو ناصر دينه أو تقوم الساعة ..
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[الحسيني القادم]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 09:10]ـ
وقيام الساعة من نصرة الدين ..
ـ[سلطان همه]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:13]ـ
لكن يوجد بالجهاز كثير من طلبة العلم الذين يعتمد عليهم في الفتاوى في حالة عدم وجود العلماء .. فلا ضير بأخذ الحق عنهم.
ـ[سلطان همه]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 10:15]ـ
وهنا في المنتدى يقبل الحق من طلبة العلم، فقد أجبت أنت عن بعض الأسئلة في المنتدى فإما أنك تعارض ما كتبته من إجابة، وإما أنك تعد نفسك من العلماء الربانيين، وهذا فيه ما فيه .. ولا أقصد مزمتك فأحسن الظن بأخيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل التوحيد]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 10:44]ـ
أخي سلطان همه .. ما قصده أخونا / الحسيني .. إنما هو الإفتاء، فمن يفتي خلاف من يورد الدليل الشرعي، وهذا معناه الآتي:
- من يتوجه بالإفتاء في التلفزيون قد يكون معروف لدى العوام بأهليته الشرعية للإفتاء وهو غير كذلك، فينخدع من لا يفهم الدليل على وجهة الصحيح بتلبيساتهم.
- من يدخل المنتدى ليسأل لا يعرف من يفتيه غالبا وغالبيتهم مجاهيل فلا احتجاج بهم مطلقا، ولا ينتظر ذلك وإنما هو يريد الدليل، لذا فهو إذا طالب علم، وكونه يفهم الدليل على وجهة هذا متعلق بسعة نطاق طلبه للعلم.
لهذا فإجابة أخينا عن الأسئلة ليست اعتقادا منه بأهليته للرد وإنما هو يورد الدليل فحسب يفهمه من يفهمه ويضل من يضل.
أظنك الآن اتضحت لك الصورة .. أليس كذلك؟
ـ[سلطان همه]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 10:48]ـ
نعم أخي بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا ..
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 04:29]ـ
، تحذيرنا من التلفاز نصرة للدين لانتشار القصاص والوعاظ الذين أشبه بحطاب الليل يحملون بين معسول كلامهم السم، ويخلو هذا الجهاز تماما من العلماء الربانيين الذين يرجع إليهم في الفتاوى، ومن علم واحدا فقط من العلماء الربانيين فليسمه لنا ووالله لن يجد إلا أن يكون ملبس عليه،.
أخى الكريم ..
هذا من التعميم و الإطلاق الذى أراك جانبت فيه سبيل الحق غفر الله لك.
و كما يبدو, فأنت تعد كل من يظهر على الشاشات الآن بصورة دورية من القصاص والوعاظ الذين هم أشبه بحطاب الليل يحملون بين معسول كلامهم السم, و هذا مردود , و اتهام لجمع من الدعاة بل و العلماء, ممن شهد القاصى و الدانى لهم بالفضل ..
و أنقل الآن لك أسماء بعض الجبال, ممن يحضرنى الآن ممن ظهر على هذا الجهاز, أو أقر ذلك:
=الشيخ عبد العزيز بن باز .. أجاز ذلك للشيخ البريك بل و على إحدى القنوات الغير المتخصصة, بل جل بضاعتها الفجور و الأفلام و المسلسلات.
=الشيخ صالح الفوزان, ظهر على قناة المجد.
=الشيخ عبد العزيز آل شيخ .. على قناة المجد فى حوار خاص.
=الشيخ العثيمين, له لقاء مصور, و يبعد أنه لم يكن يعلم أنه يصور.
=الشيخ ابن منيع .. ظهر مرارا على قناة إقرأ.
=الشيخ المطلق .. مثله.
=الشيخ ابن جبرين.
=الشيخ عبد القادر شيبة الحمد.
و لو أردنا الحصر لما استطعنا, فهل يطرد وصفك المقتبس أعلاه على كل هؤلاء الأكابر؟
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 09:00]ـ
اللهم إهدنا لما تحب وترضى.
ـ[سلطان همه]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:16]ـ
هل يفهم من الأخ خطاب القاهري أن الشيخ الفوزان والشيخ ابن جبرين والشيخ آل الشيخ يرون جواز التصوير بالفيديو، إذ لدي ما يثبت عكس ذلك، أم أنه لا يفرق بين التصوير بالفيديو ومن يرى جواز البث المباشر ما لم يُسجَّل؟ ..
نرجو منه الإجابة العاجلة.
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 04:03]ـ
السلام عليكم إخواني
تحية لأخينا في الله "الحسيني القادم" على اهتمامه بهذا الأمر في وقت قل فيه جدًا من يجرؤ على إثارته.
وعلى نفس موقع فضيلة الشيخ أبي ذر القلموني يوجد كتاب أيضًا بعنوان "الرد العلمي على من أجاز ظهور المشايخ في الفضائيات واحتج بفتوى الشيخ أبي إسحاق ونقله عن العلامة الألباني" وهو كتاب قيم فيه أدلة علمية ورد مؤدب من شيخ أحسبه من أهل القرآن قابلته وجهًا لوجه وله صفحة خاصة به على موقع إسلام واي وهو فضيلة الشيخ المقرئ حامد عبد الحميد أبي نوران حفظه الله تعالى. وهذا الكتاب أصله رسالة كانت موجهة إلى الشيخ أبي إسحاق ثم نشرها مؤلفها لما لم يصله رد من الشيخ الحويني حفظه الله تعالى ونفع به.
والحقيقة إخواني أنها فعلا صورة (أقصد التي تظهر على شاشات التلفاز والحاسوب وغيرهما من الصور المتحركة) ومن يخرجها من كونها صورة من مشايخنا الكرام احتجوا بأقوال لأهل الفيزياء بأنها عبارة عن موجات كهرومغناطيسية أو حديدوز وغير هذا من الوسائل الحديثة وفي ظني لم يكن الأمر يستحق سؤال أهل الفن والتخصص لأن المحصلة الأخيرة هي صورة بل ومتحركة وضاحكة وباكية فإذا ذهب أكثر أهل العلم إلى تحريم الصورة الثابتة كان الأجدر والأولى أن يلحقوا الصورة المتحركة كذلك بالتحريم حسبما أفتى الفريق الآخر من العلماء المانعين لأن المضاهاة "المشابهة" أكثر في المتحركة وليس لنا دعوة بالدخول في تفصيل ماهية الصورة ومراحل انتقالها قبل خروجها في النهاية وظهورها على الشاشة فالإمام ابن باز قال: "اختلاف الوسائل لا يقتضي اختلافا في الحكم" في كتيبه "الجواب المفيد في حكم التصوير" نسأل الله تعالى يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ونسأله عز وجل أن يرزقنا الرفق في أمرنا كله وحب مشايخنا جميعًا وتوقيرهم.
وعلى وعد بإرسال بحث لكم فيه دراسة إن شاء الله الرحمن المصور الكريم حول هذا الموضوع الذي يحتاج إلى إثراء ومزيد بحث ودراسة.
قال الشيخ الألباني عن التلفاز أنه من أشد آلات الملاهي ولا يمكن أن تجده في بيت مسلم وإلا وهو يستعمل فيما يغضب الله.
وقال الشيخ القلموني: لا علاج لهذه الأمة إلا بإخراج هذا الجهاز من بيوت المسلمين
وقال العلامة ابن باز: فالرقيب يغفل وقلما توجد رقابة تؤدي دوها
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 06:30]ـ
أقوال المخالفين في التصوير تختلف, وهي باختصار:
1/ فريق يرى منع التصوير مطلقاً بالآلات الحديثة كالكاميرا بأنواعها وغيرها لذوات الأرواح وغيرها مما لا روح له, أخذاً بظاهر حديث المصورين؛ الذي فيه: ((فليخلقوا ذرة, فليخقوا حبة, فليخلقو شعيرة)) , والحبة والشعيرة كلاهما يعتبر جماداً لاروح فيه.
2/ فريق يرى منع التصوير مطلقاً بالآلات الحديثة وغيرها لذوات الأرواح فقط, لأدلة التصوير الثابتة الصحيحة, وحرمة التصوير الثابت عندهم أشد من الفيديو, وعليه مناط الحكم, إذ أنهم يرون تصوير الفيديو ما هو إلا صور ثابتة يتم تحريكها ببرمجة معينة, وسرعة تجعلها متحركة.
3/ فريق يرى منع التصوير الثابت بالآلات الحديثة وغيرها, ولا بأس عنده بالفيديو؛ لأنه لايعتبره صورا ثابتة متحركة, إنما مشاهدة حيّة للواقع.
4/ فريق يرى جواز التصوير الثابت والفيديو بالآلات الحديثة ويرى التصوير الثابت ما هو إلا حبسٌ للظل.
وبعضهم فرّق في الفيديو بين النقل المباشر, والمسجَّل. ورأى جواز الأول, وحرمة الثاني.
وللضرورة أحكامها في جميع هذه الحالات.
والذي يظهر لي, أن التصوير الثابت لا يجوز مطلقاً إلا لضرورة, والضرورة تقدر بقدرها.
والتصوير بالفيديو لا يلجأ إليه إلا للحاجة كما هو مشاهد من مشايخنا الكرام, أمثال ابن باز رحمه الله وابن عثيمين وغيرهم حين استخدموه وسخروه للدعوة إلى الله, وأما إن كان للذكريات وغير الحاجة الملحة فلا أراه, والله المستعان.
وأحب أن أنبه إلى أن بعض الأحكام الشرعية تصدر من قبل العلماء المخلصين عن قبيل التورع, والتورع لا يعتد به في الحكم الشرعي اعتداداً غالباً ولا يعتمد اعتماداً كليّاً.
فكثير من العلماء كان يفتون بأمور, ولا يفعلونها في خاصة أنفسهم تورعاً.
وإني متابع لما يكتب في مسألة التصوير الثابت, ولم أرَ حتى الآن قولاً يشفي ما أجده في نفسي من جواز ذلك.
فإن وجدتُ, فالدليل سألزمه بإذن الله.
جزيت خيراً أخي الفاضل على غيرتك وحميتك لدينك.
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 05:07]ـ
وهذا رابط مفيد لإثراء هذا الموضوع بإذن الله تعالى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1043348
عنوانه: عدم جواز تصوير أهل العلم بالفيديو / مذهب مَن مِن العلماء؟
ومن الله تعالى التوفيق
السلام عليكم(/)
كتابٌ منسوبٌ إلى الإمام أحمد بن حنبل ... !! "التفسير"
ـ[الفاسي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 08:44]ـ
جاءَ في سيرِ أعلامِ النُبلاء 13/ 516 - 526
في ترجمة عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل
قالَ أبو الحسين أحمدُ بن جعفر بنِ المنادي: لم يكن في الدنيا أحدٌ أروى عن أبيه من عبد الله بن أحمدَ، لأنه سمع منه "المسند" وهو ثلاثون ألفاً، و " التفسير" وهو مئة ألف وعشرون ألفاً، سمع منه ثمانين ألفاً والباقي وجادة ... وغير ذلك من التصانيف.
قال الإمام الذهبي: ما زلنا نسمعُ بهذا " التفسير" الكبير لأحمد على ألسنةِ الطلبةِ، وعمدتهم حكايةُ ابن المنادي هذه، ولكن ما رأينا أحداً أخبرنا عن وجودِ هذا "التفسير"، ولا بعضه ولا كُراسةً منه، ولو كانَ له وجودٌ، أو لشيء منه لنسخوه، ولا اعتنى بذلكَ طلبةُ العلمِ، ولحصَّلوا ذلك، ولنُقِلَ إلينا، ولا اشتهر، ولتنافسَ أعيانُ البغداديين في تحصيله، ولنقلَ منه ابنُ جرير فمن بعدهُ في تفاسيرهم، ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث، فإن هذا يكون قدر مسنده بل أكثر بالضعف، ثم إن الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك، لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير ... إلى أن قال: وهذا "التفسيرُ" لا وجودَ له، وأنا أعتقدُ أنه لم يكن، فبغداد لم تزل دار الخلفاء، وقُبة الإسلام، ودار الحديث، وحلة السنن، ولم يزل أحمدُ فيها مُعظماً في سائر الأعصار، وله تلامذةٌ كبارٌ، وأصحابُ أصْحاب، وهلُمَّ جراً إلى بالأمس، حينَ استباحها جيشُ المغولِ، وجرت بها من الدماءِ سيولٌ.
...
انتهى كلامهُ رحمه الله تعالى(/)
كيف اقوي مراقبة الله في نفسي؟
ـ[منبع الخير]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:03]ـ
يمكنك أن تقوي مراقبة الله في نفسك عبر أمور منها:
1 – تدبر القرآن.
2 – طلب العلم.
3 – الاستمرار على فعل الطاعات وعمل اليوم والليلة، ومنها:
أ – المحافظة على الرواتب والنوافل.
ب – قيام الليل.
جـ - ركعتي الضحى.
4 – ذكر الله بجميع أنواعه المطلق والمقيد.
5 – الصيام.
6 – لزوم بيوت الله والجلوس فيها وانتظار الصلاة إلى الصلاة.
7 – زيارة القبور لتهذيب النفوس وتحصيل الأجور. "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة".
8 – حضور الجنائز.
ويلاحظ في ذلك أمور:
أ – الاستمرار، وقليل دائم خيرٌ من كثير منقطع، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وما السيل إلا اجتماع النقط.
ب – عدم إملال النفس والقصد القصد تبلغو.
جـ - المجاهدة، والمجاهدة تحتاج إلى مجاهدة وهي توفيق "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت:69)، وجاهد على الغصن الذي لا تستطيعه.
9 – محاسبة النفس والخلوة بها ومعاتبتها بين الفينة والأخرى:
فذلك أكمل لتزكيتها والسمو بها في معارج الخير والفضيلة والنور، وكما قال ميمون بن مهران: ساعة لا ينبغي أن يغفل العبد عنها ساعة محاسبة ومعاتبة، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر على الله.
قال ابن القيم: وهلاك النفس من إهمال محاسبتها ومن موافقتها واتباع هواها.
10 – مجالسة العلماء وأهل الصلاح والتقى والبعد عن الكسالى والبطالين:
وخالط إذا خالطت كل موفق من العلماء أهل التقى والتعبد
وإياك والهماز إن قمتَ عنه والبذي فإن المرء بالمرء يقتدي
ولا تصحب الحمقى فذو الجهل إن يُدِم صلاحاً لأمر يا أخا الحزم يُفسِد
وقيل:
فصاحِبْ تقياً عالماً تنتفع به فصحبة أهل الخير ترجى وتطلب
11 – التفكر في خلق الله واستشعار عظمة الله:
وأنه لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، بل يعلم ما يسرون وما يعلنون وهو العليم بمكنونات الصدور _سبحانه وبحمده_ فإذا استشعر العبد أن الله مطلع عليه حيثما كان بل يعلم ما يدور ويخالج صدره حينها يستحي من الله فيخافه ويجله.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
اللهم ارزقنا خشيتك ومراقبتك في السر والعلن.
12 – قراءة سير السلف الصالح أهل العلم والإيمان والصلاح والتقى:
والنظر في أحوالهم وخوفهم ووجلهم من الله، أصحاب العزائم القوية والإرادات الصادقة "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ" (يوسف: من الآية111)، حينها تتحرك المشاعر والأحاسيس وتسمو النفوس للعمل بما يرضي الملك القدوس فيكون من الركب السائر إلى الله.
جعلني الله وإياكم منهم وجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إذا أعجبتك خصال امرئ فكنه يكن منك ما يعجبك
فليس على الجود والمكرمات إذا جئتها حاجب يحجبك
"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً" (النساء:69، 70).
13 – محبة الله ورجاؤه:
المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون وإليها شخص العاملون وعليها تفانى المحبون وبدَوح نسيمها تدوح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، فهي الحياة ومن حُرمها عُدَّ من الأموات وهي النور ومن فقدها فهو بحار الظلمات، الشفاء من جميع الأسقام، اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه هموم وآلام.
تالله لقد أذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، تالله لقد سبق القوم السعاةَ وهم على ظهور الفرش نائمون وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون.
(يُتْبَعُ)
(/)
سئل الجنيد: عن محبة رب العالمين فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه، أحرقت قلبُه، عظمته و هيبتِه فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك أو سكن فبأمر الله فهو بالله ولله ومع الله فبكى القوم وأجهشوا بالبكاء، وقالوا: ما على هذا مزيد، ومن سكنت محبة الله قلبه استحى من الله أن ينظر إليه في مكان لا يرضاه. رزقنا الله وإياكم محبته.
14 – إدامة النظر والتأمل في أسماء الله وصفاته:
فالوقوف مع اسمين من أسماء الله وهما السميع البصير
السميع الذي يسمع المناجاة وهو السميع القريب وهو السميع العليم فلا يفوته ولا يخفى عليه شيء من أفعال العباد، فهو المطلع على السرائر وهو العليم بذات الصدور "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (المجادلة: من الآية7).
تقول عائشة _رضي الله عنها_: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله، وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" (المجادلة:1).
ومتى آمن الناس بذلك واستشعروه فإن أحوالهم تتغير وتتبدل.
وهو البصير _سبحانه_ لا يخفى عليه شيء من أعمالهم يبصر كل شيء وإن دَق وصغر يبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ويبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع.
وهو البصير يرى دبيب النملة السوداء تحت الصخر والصوِّوان ويرى مجاري القوت في أعضائها ويرى عروق بياضها بعيان ويرى خيانات العيون بلحظها ويرى كذلك تقلب الأجفان ومن علم أن ربه مطلع عليه استحى أن يراه على معصية أو فيما لا يحب.
15 – الدعاء:
سلاح المؤمن وهو الصلة بين العبد وربه، هو السبب إذا انقطعت الأسباب والباب إذا أغلقت الأبواب هو الحبل المتين والسلاح المبين "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: من الآية186)، فليسأل العبدُ ربَّه وليتضرع إليه ليلاً ونهاراً بلسان صادق وقلب خاشع بأن يرزقه خشيته ومراقبته في السر والعلن.
اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلن.
(والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وجعلك منبعا دفّاقا للخير.
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 01:35]ـ
باركك الرحمن ... فقد أفدتنا بما نحن فى حاجة إليه ...
جزاكم الله خيراً ..
ـ[منبع الخير]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 09:43]ـ
اللهم آمين نسأل الله ان يرزقنا مراقبته لأن من حُرم مراقبة الله فقد حُرم ...
بارك الله لكم في ردودكم المحفزه على فعل الخير ..
ـ[بشير محمود سليمان]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 09:50]ـ
أحسن الله إليكم على هذه الفوائد النيرة
ـ[باحث أكاديمي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 09:55]ـ
أسأل الله أن يوفقك للعلم النافع والعمل الصالح
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[منبع الخير]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:11]ـ
احبابي اسأل الله ان يجعلنا نعمل بمانقول وان يستخدمنا في الخير بمايحب ويرضى ..
وجزاك الله خيرا على هذه الردود المحفزه للخير ..
بارك الله فيكم00(/)
دراسات في علم المناسبة .. سورة النمل (للشيخ/ رفاعي سرور)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 02:26]ـ
دراسات في علم المناسبة سورة النمل
للشيخ رفاعي سرور
من قواعد علم المناسبة .. قاعدة ذكر الأنبياء وترتيبهم في السور.
وسورة «النمل» مثال واضح على هذه القاعدة؛ حيث ورد فيها ذكر جمعٌ من الأنبياء؛ هم «موسى، وداود، وسليمان، وصالح، ولوط، ومحمد صلى الله عليهم جميعًا»؛ حيث لا تجمع بينهم أي مناسبة أخرى؛ من عِرق واحد أو ترتيب زمني واحد أو مكان جغرافي واحد .. لكنهم يرتبطون -جميعًا- بعلامة الدابة التي ستخرج في آخر الزمان، ويمثل ذكر كل نبي جانبًا أساسيًّا في فهم هذه العلامة ..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان بن داود، وعصا موسى بن عمران -عليهما السلام- فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الحواء ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر» ([1]).
ولما كانت الدابة علامة من علامات الساعة اتجهت الآياتُ من بداية السورة إلى الحديث عن «الآخرة»؛ حيث جاء لفظ «الآخرة» في ثلاث آيات متوالية:
**طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ * أوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ * وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [1 - 6].
والتعقيب بقوله تعالى: {من لدن حكيم عليم} يدل على اتجاه السورة من البداية -أيضًا- نحو إثبات الحكمة والعلم في أفعال الله سبحانه وتعالى.
كما سيأتي ذكر الآخرة في قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ} [66].
ذكر موسى عليه السلام:
فقد جاء مضمون قصة موسى -عليه السلام- مرتبطًا بالعصا «التي ستكون مع الدابة»؛ ذلك أن القصة بدأت بتكليم الله -عز وجل- لموسى عند جبل الطور: {وما تلك بيمينك يا موسى} [طه: 17].
قال تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [7 - 9].
وتجربة العصا –كما جاءت في سورة النمل– هي نفسها مضمون قصة موسى مع فرعون، وهي أيضًا أهم ما جاء في وصف الدابة؛ ليتأكد مدى جوهرية العلاقة بين ذكر موسى والدابة:
فكما كان فرعون -قبل بداية الصراع- بالنسبة لموسى منافع .. كانت العصا مع موسى. وكما تحوَّل فرعون إلى عدو يريد قتل موسى .. تحولت العصا إلى حية. وكما فرَّ موسى من فرعون .. كان فراره من الحية.
والآن يجب أن يعود موسى إلى الحية، بوعد من الله أن تعود إلى سيرتها الأولى؛ قال تعالى: {خُذْهَا ولا تَخَفْ سَنُعيِدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى} [طه: 21] ..
وكذلك يجب أن يعود إلى فرعون بوعد من الله؛ أن يحفظه من فرعون؛ قال تعالى: {لَن يَصِلُوا إلَيْكَ} [هود: 81]، وقال سبحانه: {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} [طه: 46].
وكما أعاد الله الحية عصا .. عاد فرعون عاجزًا عن قتل موسى.
لقد كان من المتوقع أن يقتل فرعون موسى بمجرد أن يراه؛ لكنه لا يزيد عن قوله: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى} [غافر: 26]!!
بل يضع نفسه في مقارنة مع موسى، وهو ملك مصر: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} [الزخرف: 51، 52]!!
وكأنه كان مضطرًا إلى هذه المقارنة!!
وبذلك كانت تجربة العصا –في سورة النمل– هي نفسها مضمون قصة موسى مع فرعون ..
ودليل هذا الفهم: أن الأمر الموجه إلى موسى من الله -سبحانه وتعالى- بالرجوع إلى العصا كان بصفته «من المرسلين»؛ قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
** وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [10، 11].
أي: لا تخف مما ترى، فإني أريد أن أصطَفيك رسولا وأجعلك نبيًّا وجيهًا ([2]).
قال ابن بحر: فصار على هذا التأويل رسولًا بهذا القول ([3]).
ليكون الأمر بالرجوع إلى العصا بمقتضى الرسالة وبصفته «من المرسلين»؛ لأن الرجوع إلى العصا في حقيقته تجربة كاملة للعودة إلى فرعون.
وكذلك تكون العصا مع الدابة: فتجلو وجه المؤمن بالعصا.
وفي هذه الآية إشارة إلى إمكانية تغيير العمل وتبديل السوء بالحسنى وهو الأمر الدال على مغفرة الله ورحمته لنفهم أن ظهور الدابة وعدم الانتقال من الكفر إلى الإيمان بعدل الله وحكمته.
{وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [12، 13].
ومناسبة هذه الصيغة مع آية الدابة هي ذكر تحول عمل الإنسان من السوء إلى الحسن وهو الأمر الذي لن يكون بعد ظهور الدابة؛ حيث سيختم لكل إنسان بما عليه من العمل.
فالدابة تخطم أنف الكافر أي تسمه.
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [14].
وعلامة الدابة تعني في جوهرها قضية اليقين؛ لأن الدابة ستخرج
لأن الناس لا يوقنون بآيات الله
ولذا أخذت مناقشة قضية اليقين قدرًا كبيرًا من آيات سورة النمل.
وكان أول ذلك هو مناقشة اليقين النفسي الذي لا يكون معه عمل وهو كعدمه كما في قول الله سبحانه: ** وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتهَا أَنْفُسَهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوَّا فَانظُرْ كُيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمفْسِدِينَ} [النمل: 14].
واجتماع الجحود والاستيقان في قلب واحد ووقت واحد سؤال يجب الإجابة عليه.
فليس الجحود انتفاء معرفة القلب ولكنه مخالفة الجوارح لمقتضى معرفة القلب.
ولعل هذه الآية بتفسيرها تمثل الأساس في قضية اليقين الواردة في السورة. لأن موضوع السورة والدابة .. هو العمل الذي لا ينفع اليقين النفسي إلا به
ثم يأتي ذكر داود وسليمان:
{ولَقَدْ آتَيْنَا دَاودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ} [15].
والمناسبة في ذكر داود تتضمن حقيقتين مهمتين بالنسبة لعلامة الدابة:
الأولى: أن خروج الدابة جاء بسبب كفر الناس بالمرسلين وآياتهم؛ والرسالة هي خطاب الله للإنسان، وأعلى درجات المخاطبة «الكلام»، ومن هنا كان فضل موسى على الرسل هو كلام الله له: ** تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ ورَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253].
وعندما يكون الفضل في كلام الله للأنبياء الذي يبلغوه للبشر نفهم معنى الحرمان من هذا الفضل عندما يكون المتكلم مع الناس دابة من الأرض.
لذا كانت العقوبة على هذا الكفر هي النزول بمستوى البشر عن أن يكونوا أهلًا للمخاطبة بطريق المرسلين: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.
فجاءت الدابة ومعها هذه الآيات، فتُكلِّم الناس بصيغة تتناسب مع ما وصلوا إليه من الكفر: بالتوبيخ والخطم؛ «حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه تقول: يا فلان، الآن تصلي؟! فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق ... » ([4]).
وعلى ذلك تكون الدابة مرتبطة في دلالتها بما بلغه الإنسان من التدني، والانحطاط!!
ومن هنا كان من الضروري إثبات المقام الأصلي للإنسان؛ لأن إثبات هذا المقام هو نفسه الذي يُثبت معنى الانحطاط الذي بلغه هذا الإنسان، حتى بلغ أن يُخاطب من خلال الدابة ...
وعندما يُذكر المقام الأصلي للإنسان يُذكر «داود» كنموذج لهذا المقام .. بدليل حديث الوبيص الوارد في سنن الترمذي:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عيني كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ: أي رَبِّ، مَنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: أي رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ ... » ([5]).
ومقام داود بين ذرية آدم هو بُعد واحد من أبعاد هذا المقام؛ ولكن لمقام داود في إطار قضية الدابة أبعادًا أخرى منها:
أن ذكر فضل داود بالنسبة للأنبياء جاء مرتبطًا بالزبور وهو كتاب الأقدار الكونية الغيبية حتى قيام الساعة، ودليل ذلك قول الله عز وجل: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} [الإسراء: 55] وفيه يقول الطبري: «يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: وربك يا محمد أعلم بمن في السموات والأرض وما يصلحهم؛ فإنه هو خالقهم ورازقهم ومدبرهم، وهو أعلم بمن هو أهل للتوبة والرحمة ومن هو أهل للعذاب، أهدي للحقّ من سبق له مني الرحمة والسعادة، وأُضلّ من سبق له مني الشقاء والخذلان ... عن قتادة، قوله: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} اتخذ الله إبراهيم خليلا وكلَّم موسى تكليمًا، وجعل الله عيسى كمثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، وهو عبد الله ورسوله، من كلمة الله وروحه، وآتى سليمان مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وآتى داود زبورًا، كنا نحدِّث دعاء عُلِّمه داود، تحميد وتمجيد، ليس فيه حلال ولا حرام، ولا فرائض ولا حدود، وغفر لمحمد ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر» ([6]).
ويقول الرازي في تفسيره: «فإن قيل: ما السبب في تخصيص داود عليه الصلاة والسلام في هذا المقام بالذكر؟ إن السبب في تخصيصه بالذكر أنه تعالى كتب في الزبور أن محمدًا خاتم النبيين وأن أمته خير الأمم» ([7]).
ويقول الألوسي: «وفيه إيذان بتفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإن كونه عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء، وأمته خير الأمم- مما تضمنه الزبور، وقد أخبر سبحانه عن ذلك بقوله عز قائلًا: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزبور مِن بَعْدِ الذكر أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِي الصالحون} [الأنبياء: 105] يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم» ([8])
وامتدادًا لمفهوم المقام الإنساني الذي يمثله الإنسان النموذج «داود» يأتي ذكر سليمان ليشاركه هذا المقام: ** وَلَقدْ آتَيْنَا دَاودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًَا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ اْلمُؤْمِنِيِنَ}.
ومن هنا جاء في نص حديث الدابة: «وخاتم سليمان بن داود عليهما السلام»، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم داودَ مع سليمان.
فمكانة الإنسان الأصلية محفوظة، وذكر داود وسليمان هو الدليل على هذا المقام.
بل إن موقف الدابة -بعد خروجها مباشرة- من المؤمنين الثابتين هو تقرير المقام الأصلي للإنسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وثبتت عصابة من المؤمنين، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فبدأت بهم فجلّت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري».
سليمان .. والدابة:
وكما بدأت قصة موسى بآية العصا ... بدأت قصة سليمان بتعلم منطق الطير.
فتبدأ بـ «الحقيقة الأولى» المتعلقة بعلامة الدابة التي ستنطق وتكلم الناس مثلما ينطق الطير:
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ وَقَالَ يَأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [16، 17].
ثم ذِكر «تكلم النملة»:
(يُتْبَعُ)
(/)
{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [18، 19].
ولعلنا نتبين محورية الموضوع من تسمية السورة؛ حيث نُسبت إلى النملة التي سمع سليمان قولها.
ثم ذكرت «تكلم الهدهد» بعد النملة:
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [21، 22].
ولعل المناسبة في قصة الهدهد بين «سبأ والدابة» هي أن الخرجة الأولى للدابة ستكون من أقصى اليمن كما جاء أنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدَّابَّةُ يَكُونُ لَهَا ثَلاثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ: فَتَخْرُجُ خَرْجَةً فِي أَقْصَى الْيَمَنِ ... ».
وأقصى اليمن هو سبأ .. كما جاء في تفسير الرازي: «أن القرآن يدل على أن الذي عنده علم من الكتاب أحضر عرش بلقيس من أقصى اليمن إلى أقصى الشام في مقدار لمح البصر بدليل قوله تعالى: ** قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الكتاب أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}» ([9]).
وبذلك تكون مناسبة ذكر سبأ في قصة الهدهد هي أنها المخرج الأول للدابة.
وتتواصل الآيات في ذكر الحوار بين سليمان والهدهد ليساهم هذا الحوار في تقرير قضية الدابة؛ لأن الدابة من غيب الأرض؛ قال تعالى:
{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [25، 26].
لأن الخَبْءَ كلُّ ما غاب ([10]).
وقد ذكر الهدهد هذا المعنى الإلهي من خلال واقعه؛ حيث إن خبرته الخاصة أنه يرى ما تحت الأرض والطين، وهو من غيب الأرض.
وارتباط ذكر الهدهد لفعل الله «إخراج الخبء في السموات والأرض» بخبرته الخاصة- يُثبت قاعدة مهمة في قضية الأسماء والصفات: وهي أن أسماء الله وصفاته وأفعاله المعلومة لنا ينطبق عليها حدود معرفة الهدهد بالله ..
فتكون هذه الأسماء والصفات والأفعال المعلومة لنا هي المناسبة لنا والمحدودة بواقعنا البشري كذلك.
ولذلك ورد أن لله أسماء لا يعلمها إلا هو سبحانه، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك .. أو علمته أحدًا من خلقك .. أو استأثرت به في علم الغيب عندك .. أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء همي وغمي .. » ([11]).
وقد تجانس كلام الهدهد مع كلام الدابة في إدراك حقيقة التوحيد والمفاصلة بين الإيمان والكفر، وبذلك كان كلام الهدهد لا يقل إعجازًا عن كلام الدابة، فإذا كانت الدابة ستعرف المؤمن من الكافر وتفاصل بينهما فإن الهدهد تكلم بنفس المستوى وحقق نفس المفاصلة من خلال:
- البصيرة في معرفة الواقع وتقييمه .. {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} فيُقيِّم الهدهد الواقع: شرك بالله ومعرفة بالسبب وهو الشيطان وتزيينه العمل والصد عن السبيل.
- المنهج والعقيدة .. {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ([12]).
العلاقة بين سليمان وملكة سبأ .. وبين الدابة:
والعلاقة بين قصة سليمان وملكة سبأ وبين الدابة هي المضمون الثابت الواضح للقصة، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبار أن انقطاع هذا الأمر هو السبب الأساسي لظهور الدابة: عن ابن عمر في تفسير قوله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض} قال: «إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر» ([13]).
وكل نصوص القصة تثبت هذا المضمون؛ ابتداءً من مواجهة الهدهد لسليمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
{قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} [27 - 37].
وانتهاءً بإسلام ملكة سبأ مع سليمان والذي سيؤكد لنا أن أساس الدعوة ليس بالكلام الذي تعرض به القضية فقط بل بصحة الأسلوب العملي الذي ينجح في كشف حقيقة الإيمان الكامنة في كيان الإنسان، حتى دون الطلب الصريح أو الدعوة المباشرة ولو بكلمة واحدة. فكل ما حدث من سليمان مع ملكة سبأ أنه أدخلها في تجربتين:
الأولى: لإثبات قوة العقل وكانت بأخذ العرش وتنكيره ثم عرضه عليها وسؤالها: {أهكذا عرشك}؟ فأجابت أمثل إجابة فقالت: {كأنه هو}. ولم تقل هو؛ لأنه منكَّر، ولم تقل: ليس هو لأنه هو.
قال تعالى: {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} [38 - 42]
فأدخلها في التجربة الثانية وكانت لإسقاط الغرور عن نفسها:
قال تعالى: ** وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ * قيل لها ادخلي الصرح فلما دخلته حسبته لجَّة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرَّدٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ربِّ العالمين} [43، 44].
وبإثبات الذكاء وإسقاط الغرور تمت دعوة سليمان للملكة فقالت: {وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}.
ثم يأتي ذكر ثمود قوم صالح:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ * وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [45 - 53]
فهذه النتيجة التي انتهى إليها قوم صالح بعد دعوته لهم .. هي نتيجة كل الرسالات وهي أيضًا الواقع الذي ستختم عليه الدابة فلا يتغير بعدها أبدًا: «فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ وَتَخْتِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ، حَتَّى حتى إن أهل الحواء ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر».
والمناسبة بين ثمود والدابة هي الناقة التي تتجانس في طبيعتها مع الدابة؛ حيث إن الآيتين كانتا بالتولد من الأرض.
وفي هذه المناسبة يقول الألوسي: «وفي تقييد إخراجها -أي الدابة- بقوله سبحانه: {مّنَ الأرض} نوع إشارة -على ما قيل- إلى أن خلقها ليس بطريق التوالد؛ بل هو بطريق التولد» ([14]).
قال القرطبي: «أولى الأقوال للعلماء في صفة الدابة: أنها فصيل ناقة صالحوهو أصحها، والله أعلم». واستدل بحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة، وفيه: ... «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة -خيرها وأكرمها على الله- المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام ... » ووجه الدلالة من هذا الحديث قوله: وهي ترغو، والرغاء للإبل ([15]).
ثم يأتي ذكر قوم لوط:
{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} [54 - 58]
والمناسبة بين ذكر نبي الله لوط والدابة هي خرجة الدابة من «سدوم» مكان قوم لوط؛ وذلك كما ورد في القرطبي وابن كثير: «وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها ... » رواه ابن أبي حاتم ([16]).
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
وهو الوارد في قوله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [91].
ومن مجمل أقوال العلماء تحدد في خروج الدابة ثلاثة مواضع: هي: أقصى اليمن، وسدوم ([17])، ومكة.
وإن كان ذكر معجزات الأنبياء ومعجزات الدابة -قبل آخر الزمان- مرتبط بمن يراها في زمن الأنبياء ومن يراها في زمن الدابة؛ فالآيات الباقية لكل البشر في كل زمان ومكان منذ خلق آدم حتى قيام الساعة هي الرسالات والنبوات التي تقوم بها حجة الله على جميع الخلائق، وهي–أيضا- الآيات الكونية في السماء والأرض، ومن هنا اجتمعت هذه الآيات في سياق واحد يرتكز بصورة واضحة على الأرض؛ ليكون ذلك هو المناسبة بين السياق والدابة باعتبارها أعظم آيات الأرض:
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [59]
وتلك هي الحجة الشرعية وهم الأنبياء والمرسلون .. يأتي بعدها الحجة الكونية:
{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [60].
فتبدأ الآية بالسموات والأرض ولكنها لا تنتهي من ذكر السماء إلا وقد وجهتنا إلى «الأرض»:
{أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن
(يُتْبَعُ)
(/)
يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [61 - 64].
والسؤال المتكرر في السياق معناه: إثبات أن الله وحده –سبحانه- هو المتصرف في الخلق وهو نفس المعنى المأخوذ من النص الوارد في الدابة، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الدابة لها ثلاث خرجات من الدهر»؛ لأن الدهر هو الدليل على خضوع الزمان وأحداث الزمان لإرادة الله عز وجل، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «قال الله يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار» ([18]). ومن هنا كان النهي عن سب الدهر؛ فإن الأيام والليالي بيد الله عز وجل.
ولكن السياق يختم بما يكون أساسًا لعلامة الدابة باعتبارها من غيب الأرض:
{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [65].
وكذلك باعتبارها دليلا علي الآخرة:
{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ} [66].
أي: تتَابع علمهم في الآخرة وتواطأَ حين حَقَّت القيامة وخسروا وبان لهم صدق ما وُعِدُوا حين لا ينفعهم ذلك العلم ([19])، ونفي المنفعة بالعلم يبدأ بخروج الدابة؛ حيث تقول للكافر: يا فلان، الآن تصلي؟! فتقبل عليه فتسمه في وجهه.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} [67].
فسيخرجون بعد أن يكونوا ترابًا.
هكذا يكون البعث: ينفض جميع ولد آدم عن أنفسهم التراب كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ... وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر» ([20]).
تمامًا كما ستفعل الدابة وتنفض عن رأسها التراب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة -خيرها وأكرمها المسجد الحرام- لم يرعهم إلا وهي قرب ترغو بين الركن والمقام، تنفض عن رأسها التراب» ([21]).
{لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [68].
وباعتبار أن المرسلين هم الحجة الشرعية المانعة من الوصول بالبشر لمرحلة الفساد الذي سيكونون عليه عند خروج الدابة- ومن هنا كان توجيههم في مواجهتهم لأعدائهم.
الذين اعتبروا الآخرة من الأساطير حيث أمرهم الله بالسير في الأرض ليستبينوا مصير المجرمين.
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [69].
وكانت العناية بالمرسلين في تلك المواجهة: فأمر الله رسوله بأن لا يأسى عليهم ولا يضيق بمكرهم
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} [70].
ويواجههم في تساؤلهم عن وعد الله وينذرهم بالساعة وأشراطها:
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} [71، 72]
وهنا يرد في السورة نفس اللفظ الدال على القرب بين الساعة والدابة. والوحدة اللفظية للموقفين تدل على غرض الربط بينهما.
ففي الساعة تقول سورة النمل: ** وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}
** رَدِفَ لَكُمْ} وراءكم وأنتم لا تدرون، وقريبًا منكم وأنتم لا تشعرون ..
قال ابن عباس {ردِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} أن يكون قرب لكم بعض الذي تستعجلون ([22]).
وبذلك تكون الدابة أقرب تشبيه لقرب الساعة من الإنسان مثلما تكون الدابة ردف الرجل وهو لا يدري كما جاء في الحديث الذي رواه ابن كثير في تفسيره للآية: «حتى إن الرجل ليتعوذ منها في الصلاة فتأتيه من خلفه .. لا ينجو منها هارب» ([23]).
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ * إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [73 - 76].
بنو إسرائيل .. والدابة:
ومناسبة ذكر بني إسرائيل قبل ذكر الدابة يأتي من ناحيتين:
الأولى: أن «الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» هو اختلاف اليهود والنصارى في عيسى ابن مريم؛ كما ذكر الطبري في تفسير الآية، قال: «إن هذا القرآن الذي أنزلته إليك يا محمد يقصّ على بني إسرائيل الحقّ، في أكثر الأشياء التي اختلفوا فيها، وذلك كالذي اختلفوا فيه من أمر عيسى، فقالت اليهود فيه ما قالت، وقالت النصارى فيه ما قالت، وتبرأ لاختلافهم فيه هؤلاء من هؤلاء، وهؤلاء من هؤلاء، وغير ذلك من الأمور التي اختلفوا فيها، فقال جلّ ثناؤه لهم: إن هذا القرآن يقصّ عليكم الحق فيما اختلفتم فيه فاتبعوه، وأقرّوا لما فيه، فإنه يقص عليكم بالحقّ، ويهديكم إلى سبيل الرشاد» ([24]).
والثانية: أن الدابة ستخرج وقد تحقق القول الفصل في عبودية عيسى ابن مريم؛ حيث تخرج الدابة وهو عليه السلام يطوف بالكعبة .. ووصفُ النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى وهو يطوف بالبيت في آخر الزمان بقوله: «رأيت عيسى وهو يطوف بالبيت متكئا على عاتق رجل» ([25]) وفي نفس النص يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيح الدجال وهو يطوف بالبيت متكئًا بين رجلين، وفي ذلك إثباتٌ لافتقار عيسى والدجال، ونفيًا للألوهية التي ادَّعاها النصارى لعيسى، ونفيًا للألوهية التي ادعاها الدجال لنفسه ([26]).
حيث روي في خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى، وإنها تخرج من الصفا فتسم بين عيني المؤمن هو مؤمن سمة كأنها كوكب دري، وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء كافر» ([27]).
وملاحظة أن الدابة ستخرج وعيسى يطوف بالبيت تستوجب التفسير؛ ذلك أن ترتيب ظهور الدابة هو بعد الدجال وعيسى ويأجوج ومأجوج، وأن ظهور الدابة مقترن بآخر العلامات ظهورًا وهي خروج الشمس من المغرب.
ومن هنا فإن ترتيب العلامات كما وردت في النصوص أمرٌ يتطلب المناقشة.
لأن النصوص الواردة في ترتيب العلامات جاءت بأساس منهجي، وليس لمجرد الترتيب الزمني.
وهناك عدة أبعاد في ترتيب العلامات:
منها: الترتيب من حيث الفرق بين وجود العلامة وفاعليتها.
لأن وقت وجود العلامة لا يعني أن يكون هو وقت فاعليتها في الواقع.
فالدجال موجود ولكن ليس له أي أثر كعلامة؛ بل إنه في حديث الجساسة يحبذ الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام ([28]).
حيث إن هذا الظهور له دلالته وهي التقابل مع المسيح عيسى من حيث وجوده.
فكما أن عيسي موجود يكون الدجال موجود .. تحقق التقابل التام بينهما.
وكذلك يكون وجود الدابة وابتداء ظهورها مع وجود عيسى؛ ودلالته هي العلاقة المنهجية بينهما، ولكن فاعليتها كعلامة ستبدأ بعد عيسى والدجال ويأجوج ومأجوج.
وفي إطار الارتباط بين الحكمة من العلامة وترتيبها في النصوص جاء الإخبار عن الدابة والشمس بإطلاق دون ترتيب بينهما؛ لاعتبار اشتراكهما في علة واحدة وهي أنه لا ينفع نفس أيمانها إذا ظهرت إحدى هاتين العلامتين ..
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في علامة الشمس والدابة من حيث الترتيب: «وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا» ([29]).
{وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ * فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} [77 - 79].
وتفسير خروج الدابة هو كفر الناس بالمرسلين وآياتهم؛ والرسالة هي خطاب الله للإنسان .. أما تفسير الكفر نفسه فهو عدم سماع الناس لهذا الخطاب.
فخرجت الدابة تكلم الناس؛ لأنهم لم يسمعوا كلام الأنبياء.
ومن هنا كان قول الله قبل ذكر الدابة مباشرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ * وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُون} [80 - 82].
ولكن مستوى الكفر والجحود الذي بلغه الناس الذين ستخرج الدابة عليهم كان قد بلغه من قبل أفواجٌ من الأمم السابقة كانوا أشد الناس فسادًا؛ فاقتضى عدل الله أن يتحدد موقفهم بمناسبة ذكر الدابة ..
{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} [83]
وقد اختصت الآية من كل أمة فوجًا باعتبارهم أشد الأقوام، كما قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} حيث قال قتادة: ثم لننزعن من أهل كل دين قادتهم ورؤساءهم في الشرِّ.
تمامًا مثلما ذكرت السورة أشد الناس إفسادا مثل الرهط من قوم صالح، قال تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} الذين قتلوا الناقة وحاولوا قتل صالح، فسيُسأل هؤلاء يوم القيامة:
{حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [84].
ولكنهم لن يستطيعوا الإجابة:
{وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ} [85].
ففي الوقت الذي ذكرت فيه السورة نطق «الطير والنمل والهدهد والدابة» .. أما هؤلاء {فهم لا ينطقون}.
{أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [86]
ومناسبة خروج الدابة بقوله تعالى: {والنهار مبصرا} هو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة على الناس ضحى» ([30])؛ لأن وقت الضحى هو وقت إبصار النهار لأنه وقت تمام الضياء؛ حيث ورد في تفسير قوله تعالى: {والنهار مبصرا} أي «منيرًا» ([31]) أو «مضيئًا» ([32]).
وبذلك يجتمع في الدابة صفة الإبصار في طبيعتها -وهي فصيل ناقة صالح-، التي جعلها الله مبصرة؛ فعن قتادة قال في تفسير قوله تعالى: {وآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً}: أي بيِّنة.
وكذلك وقت ظهورها في الضحي عندما يكون النهار مبصرًا.
ومن هنا كان الربط عند الطبري بين آية الناقة وآية النهار؛ حيث قال: «وإنما عنى بالمبصرة: المضيئة البينة التي من يراها كانوا أهل بصر بها، أنها لله حجة، كما قال تعالى: {والنَهارَ مُبْصِرًا}» ([33]).
** وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [87].
والمناسبة بين هذه الآية والدابة هي «صيحات الدابة الثلاث» التي ستكون ما بين السماء والأرض .. ذلك أن الدابة سيكون لها صرخات بين الخافقين؛ أي بين السماء والأرض ..
وأن هذه الصرخات سيسمعها كل من بين السماء والأرض كما سيسمع من في السموات والأرض نفخة الصعق.
وهو قَول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ، فَتَصْرُخُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ، فَيَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ» ([34]).
وسيكون سمعًا قهريًّا؛ ذلك لأنهم لم يسمعوا للأنبياء والمرسلين من قبل!!
وقوله تعالى: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} أي صاغرين مطيعين، لا يتخلف أحد ([35]).
وهذا التفسير له علاقة بالدابة حيث سيكون الناس .. أمامها داخرين؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب» ([36]). وكما قال: «وتخطم أنف الكافر بالخاتم».
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ * مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [88 - 90].
وهذه المجموعة من الآيات تناقش العلاقة بين الأرض وعمل الإنسان فيها؛ حيث تثبت العلاقة بين خلق الجبال وهي أوتاد الأرض من حيث حقيقتها المتحركة وصورتها الثابتة من خلال مرورها مر السحاب مما يدل على إتقان الله لكل شيء وبنفس هذا الإتقان يكون علم الله بما نفعل؛ ليتجانس خلق الجبال وعمل الإنسان من خلال هذا الإتقان .. لتتواصل الآيات التي تناقش قاعدة الحساب على عمل الإنسان بنفس الإتقان والعلم.
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [91].
وخروج الدابة «الخرجة الأخيرة» سيكون من مكة، وهو الخروج الأساسي لها.
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية -يعني مكة-، ثم تكمن زمنا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية ... »
مما يدل على أن الخرجة الأساسية هي مكة، وأن ما قبل مكة هو تمهيد لها؛ ولذلك يذكر الحديث أن الخرجة الأولى في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية «مكة» والخرجة الثانية في البادية ويدخل ذكرها مكة، ثم الخروج في القرية ذاتها «مكة».
ولعلنا نلاحظ في قوله تعالى: ** رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} ذكر حرمة البلدة «مكة»، والتي وردت تفصيلا في الحديث: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة -خيرها وأكرمها على الله- المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام، تنفض رأسها عن التراب».
ومما يثبت دلالة الحرمة -الواردة في الآية والحديث- على المناسبة بين آيات السورة ..
هو ما يثبت غلبة هذه الحرمة على شدة العذاب الذي وقع بقوم ثمود بعد قتلهم الناقة ..
ذلك أن من بين قوم ثمود المستحقين للعذاب من كان في حرم مكة ولم يقع عليه العذاب إلا بعد خروجه منها ..
مما يؤكد أن شدة عذاب قوم ثمود لم تطغَ على حرمة مكة ..
وهي قصة أبي رغال التي رواها ابن إسحاق: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى الطائف مر بقبر أبي رغال فقال: إن هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان، فدفن فيه».
وفي رواية: «كان في حرم الله، فمنعه حرم الله عذابَ الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه»
وقيل: إن أبا رغال كان دليل أبرهة في طريقه لهدم الكعبة.
قال الحافظ ابن كثير: والجمع بينهما أن أبا رغال المتأخر وافق اسمه اسم جده الأعلى ورجمه الناس كما رجموا قبر الأول أيضا.
وفي كنز العمال: «لا تسألوا نبيكم الآيات، فقد سألها قوم صالح فكانت الناقة ترد من هذا الفج، وتصدر من هذا الفج: {فعتوا عن أمر ربهم فعقروها} فأخذتهم الصيحة، فأهمد الله من تحت أديم السماء منهم، إلا رجلا واحدا كان في حرم الله تعالى، قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه» ([37]).
وقد صحح محمد بن إسماعيل البخاري حديث سالم عن أبيه «أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر: لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال».
كما أننا نلاحظ أيضًا أن خروج الدابة من مكة وهي -كما ورد في الحديث-: «أعظم المساجد على الله حرمة، خيرها وأكرمها على الله» يكون على النقيض من خرجتها الأولى من سدوم قرية لوط أشر الأماكن؛ ليكون خروج الدابة من جميع الأرض خيرها وشرها.
الدابة تصور عام
إذا أردنا فهم الحكمة من خروج الدابة لا بد لنا من فهم العلاقة بين الأرض .. وعمل الإنسان:
من حيث الخلق .. من حيث الأثر .. من حيث الختم والشهادة ..
أما من حيث الخلق: فقد حدد الله سبحانه هذه العلاقة بقوله عز وجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
?هُوَ أَعْلَمُ بكم إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَةٌ فِي بُطُونِ أُمَهَاتِكُمْ?
[النجم: 32].
فالإنسان مرتبط في عمله بمادة خلقه.
فإن لطبيعة الأرض وعمل الإنسان علاقة مباشرة؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم من جميع الأرض؛ فمنه السهل والحَزَن الأبيض والأسود» ([38]).
وأما من حيث الشهادة على العمل: ففيها الحديث الذي رواه أبو هريرة حيث قال قرأ رسول الله هذه الآية: ? يومئذ تحدث أخبارها ? قال: «أتدرون ما أخبارها؟» قالوا: الله رسوله أعلم قال: «فإن من أخبارها أن تشهد ([39]) على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها؛ تقول: عمل كذا يوم كذا وكذا, فهذه أخبارها» لذا لزم أن تتابع الأرض عمل الإنسان حيث تشهد عليه.
فلزم كذلك أن تختم على الإنسان عمله؛ لأنه موضوع شهادتها.
ولكن الأرض لا تستطيع ختم العمل وهي في صورتها التي هي عليها؛ فحينئذ يبدأ ظهور الدابة كصورة جديدة للأرض, لتتمم الختم ..
ولتكون علامة الدابة المتولدة من الأرض؛ لتحكم عليهم وتختم على أعمالهم، وختم الأرض على أعمال العباد أثر مقابل لأثر الإنسان في الأرض، على مدى عمر الإنسان فوقها ..
ومن أمثلة هذا الأثر .. الزلازل التي تكون بسبب الزنا كما قال صلى الله عليه وسلم: «يرفع العلم، ويفشو الجهل، ويشرب الخمر، ويكثر الزنا والزلازل».
والدقة في الأعمال الواردة تكشف أنها اضطراب في وجود الإنسان: رفع العلم .. وفشو الجهل: الذي تغيب به الأحكام الضابطة لحركة الإنسان فيكون الاضطراب.
وشرب الخمر والزنا: الذي يكون به اضطراب الأنساب.
فكان اضطراب الأرض بالزلازل جزاءً على اضطراب النسب بالزنا.
ومن أجل العلاقة بين الإنسان والأرض كان خروج الدابة باعتبار عمل الإنسان، فكان الخروج من سدوم .. من مواقع أشر العمل.
والخروج من بين الصفا والمروة .. من مواقع أخير العمل.
والعلاقة بين الأرض وعمل الإنسان دليلها قول الله عز وجل: ? إنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ اْلَمغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأرْضِ وَإذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أَمَّهَاتِكُمْ ? [النجم: 32].
وفي هذه الآية ذكر الله مع علاقة الأرض بالإنسان علاقة أخرى وهى الوراثة التي تبدأ في بطون الأمهات: ?وَإذْ أنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أَمَّهَاتِكُمْ ?.
والوراثة ترجع إلى آدم .. وهو أصل الوراثة.
ومن هنا أصبح يحكم عمل الإنسان مادة الخلق .. وهي الأرض، وأصل الخلق .. وهو آدم.
وكما ينتهي حكم الأرض على عمل الإنسان بالختم .. فيبقى لحكم آدم -كأصل الوراثة- على عمل الإنسان نهاية توازي الختم وهي بعث أهل الجنة والنار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول من يُدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرجْ من كل مائة تسعة وتسعين» ([40]).
([1]) أخرجه أحمد (2/ 295) (7924) وابن ماجة (4066) والتِّرمِذي وقال: «وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ فِى دَابَّةِ الأَرْضِ ... وَفِيهِ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ وَحُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ. كما أخرجه البيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد الغفاري والحاكم وصححه، ورواه ابن جرير وأبو داود الطيالسي ونعيم بن حماد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وعبد بن حميد.
وفي التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي (1/ 904) قال: رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة بإسناد حسن.
قال الألوسي: وهذا الخبر أقرب الأخبار المذكورة في الدابة للقبول. وما ورد في صفتها ومكان خروجها وما تصنعه ومتى تخرج أحاديث كثيرة بعضها صحيح، وبعضها حسن، وبعضها ضعيف. وأما كونها تخرج، وكونها من علامات الساعة، فالأحاديث الواردة في ذلك صحيحة. ومنها ما هو ثابت في الصحيح كحديث حذيفة مرفوعًا: «لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات» وذكر منها الدابة فإنه في صحيح مسلم وفي السنن الأربعة، وكحديث: «بادروا بالأعمال قبل طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدابة» فإنه في صحيح مسلم أيضًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وكحديث ابن عمر مرفوعًا: «إن أوّل الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى» فإنه في صحيح مسلم أيضًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تجلو: تنور، الحواء: البيوت المجتمعة من الناس على ماء، تخطم: تسم.
([2]) تفسير ابن كثير (6/ 180).
([3]) تفسير القرطبي (13/ 285).
([4]) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (51/ 88)، مسند الطيالسي (2/ 237).
([5]) سنن الترمذي (11/ 330) قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
([6]) تفسير الطبري (17/ 470).
([7]) تفسير الرازي (10/ 74).
([8]) تفسير الألوسي (10/ 487).
([9]) تفسير الرازي (9/ 496)، انظر: فتاوى الشيخ ابن جبرين (63/ 192)، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (3/ 75).
([10]) لسان العرب – مادة: خبأ.
([11]) مسند أحمد (4406).
([12]) يقول ابن القيم رحمه الله: «وهذا الهدهد من أهدى الحيوان وأبصره بمواقع الماء تحت الأرض لا يراه غيره ... ثم ذكر من أفعاله -سبحانه- إخراج الخبء في السموات والأرض, وهو المخبوء فيهما من المطر والنبات والمعادن وأنواع ما ينزل من السماء وما يخرج من الأرض من أفعال الرب تعالى بخصوصه؛ إشعار بما خصه الله به من إخراج الماء المخبوء تحت الأرض».
([13]) تفسير ابن أبي حاتم (51/ 77).
([14]) تفسير الألوسي (15/ 44).
([15]) أشراط الساعة (1/ 201).
([16]) تفسير ابن كثير (6/ 214).
([17]) عن وهب بن منبه ... عنه. انظر: تفسير ابن كثير (6/ 214)، تفسير القرطبي (12/ 237).
([18]) البخاري (6181) ومسلم (6003).
([19]) تفسير الطبري (19/ 940).
([20]) المعجم الأوسط للطبراني (5239).
([21]) تجلو: تنور، الحواء: البيوت المجتمعة من الناس على ماء، تخطم: تسم.
([22]) تفسير ابن كثير (6/ 209).
([23]) انظر: أخبار مكة للفاكهي.
([24]) تفسير الطبري (19/ 439).
([25]) أخرجه البخاري (5902، 6999) ومسلم (443، 1672) كلاهما عن ابن عمر.
([26]) انظر: المسيح دراسة سلفية - للمؤلف.
([27]) تفسير القرطبي (13/ 237).
([28]) في حديث تميم الداري وفيه يقول الدجال: « ... أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ. قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ. قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّى: إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِى الْخُرُوجِ» صحيح مسلم (7573).
([29]) صحيح مسلم (7570).
([30]) مصنف ابن أبي شيبة (8/ 619).
([31]) تفسير ابن أبي حاتم (51/ 124).
([32]) تفسير الطبري (17/ 397).
([33]) تفسير الطبري (17/ 478).
([34]) المعجم الكبير للطبراني (19/ 335).
([35]) تفسير ابن كثير (6/ 216).
([36]) المعجم الكبير للطبراني (3/ 286).
([37]) كنز العمال، وأشار المتقي الهندي إلى تخريجه: (حم حب ك طس وابن مردويه عن جابر) وقد ضعفه الألباني.
([38]) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (ح 1023) وله شاهد من رواية ابن منبه أيضًا في «العصمة» (ح1022) هو ضعيف؛ لأن ابن منبه يحدث عن بني إسرائيل.
([39]) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 374)، الترمذي في تفسير القرآن باب من سره ... {إذا زلزلت الأرض}. (5/ 446/3353) النسائي في تفسيره (2/ 544/713) والحاكم في المستدرك (2/ 532) البيهقي في الشعب (5/ 446/7298) انظر: «فتح القدير» (ح13986).
([40]) أخرجه البخاري في «الرقاق» باب: الحشر (11/ 385/ح6529).
لتحميل المبحث
http://download-v5.streamload.com/ERO_VMdp~tg5P~WKPu~XbBG~GhJsPm-CZxO5/madian/FileManager/An-Naml_Refaee%20Soror.doc?action =save
ـ[مهاجرة إلى ربها]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرابط لا يعمل
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 02:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرابط لا يعمل
نعم،ولكن هذا هو المبحث بأكمله.
جزاكم الله خيرا.(/)
مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستهديه من يضلل الله فلا هادي له و من يهدي الله فلا مضل له، واشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده رسوله أدى الأمانة ونصح الأمة لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد إتمام الدين ولله الحمد والمنة.
نناقش في هذا القسم الادلة التي ذكرها الشيخ يوسف خطار في الموسوعة اليوسفية في أدلة الصوفية من حيث الثبوت والرد، فإن هذه الموسوعة يستدل به الصوفية ويسوقون مباحثها مساق المسلمات فنناقش أدلة هذه الموسوعة نصيحة للأمة لأنه من تأملها يعلم أن فيها الغث والسمين وما لا دلالة فيه كما سيتضح في المناقشة إن شاء الله تعالى.
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وسلم.
http://i226.photobucket.com/albums/dd73/almjhool/alyosfiya_000.jpg
============
أبو عثمان
التصوف العالم المجهول ( http://www.almjhool.net/vb/forumdisplay.php?f=30)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 10:47]ـ
التوسل
الاستعانة – الاستغاثة
ابتدأ المؤلف هذا المبحث بتعريف التوسل فقال: ((التوسل: هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل، وأحد أبواب دعاءه والتوجه اليه سبحانه وتعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب اليه وبابا لقضاء الحوائج منه، قال تعالى ?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة?)) [ص 81].
قلت: التوسل باللغة التقرب، والوسيلة ما يتقرب به إلى الغير، والوسيلة شرعا: ((هي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله تعالى، وبينه في كتابه وسنة نبيه وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله)) [التوسل أنواعه وأحكامه ص 17]، فالوسيلة التي نتقرب بها إلى الله عز وجل هي ما أمرنا به في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... الحديث)) [صحيح البخاري ص 2384/ 5] فالأصل بالتقرب إلى الله تعالى يكون بما افترضه ثم بالنوافل، وليس التقرب إليه بالتوسل بذوات الأنبياء والصالحين.
أما الطرق التي شرعها الله عز وجل فهي ثلاثة:
فالأولى باسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته ودليله من كتاب الله عز وجل ((وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا .. الآية)) [الأعراف: 180] وعن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا: ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم))، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى)) [أخرجه أبو داود في السنن ص 79/ 2].
والثانية بعمل صالح قام به الداعي أو المتوسل، دليله من كتاب الله قولته تعالى: ((الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) [آل عمران: 16] ودليل من السنة عن يحيى بن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: ((اللهم إني أسألك بأني أشهد انك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد))، فقال: ((قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب)) [أخرجه أحمد ص 350/ 5].
والثالثة التوسل بدعاء رجل صالح، وهذا النوع من التوسل قد دلت عليه نصوص السنة فعن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون. [ص 342/ 1]، وقصة أويس القرني رحمه الله تعالى حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يطلب من أويس يستغفر له كما في صحيح مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما غير هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف عند العلماء، فالذي ندين الله به أنها لا تجوز لعدم ورود النص بها وإن جاء فليس فيه صريح الدلالة وإن صحت دلالته ضعف من طريف النقل كما سوف يمر عند الرد على أدلة المؤلف إن شاء الله تعالى، والتوسل الذي نقصد غير الاستغاثة التي يقصدها المؤلف كما سيأتي.
فإذا كان التوسل مسألة خلافية بين أهل العلم، فما هو الواجب عند الاختلاف؟ الجواب الرجوع إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فالرجوع إلى الله جلا وعلا يكون بالرجوع إلى القرآن والرجوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بالرجوع إلى سنته وليس إلى قبره، قال الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء: 59]، فلم يثبت في الكتاب والسنة إلا ما تقدم من أنواع التوسلات، والله تعالى أعلا وأعلم.
قال المؤلف: ((وأما الاستغاثة: فهي طلب الإغاثة ممن يمملكها على وجه الحقيقة وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه.
وأما الاستعانة: فهي طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه)) [ص 81].
قلت: وتعريف المؤلف للاستغاثة والاستعانة ينقسم إلى قسمين، فالقسم الأول هو الاستغاثة والاستعانة بالله عز وجل، وهذا حق لا مرية فيه وهذا هو الأصل قال الله تعالى: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) [غافر: 60]، وقال تعالى: ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [النمل: 62].
أما القسم الثاني فقوله في تعريف الاستغاثة: ((أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه))، وقوله في تعريف الاستعانة ((أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه))، فهذا ينقسم أيضا إلى قسمين فالأول فيما يقدرون عليه في حال حياته مثل الاستقراض منهم أو استنفارهم لغزو العدو أو طلب الدعاء منهم أو كما وقع لموسى عليه السلام قال الله تعالى: ((وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)) [القصص: 15]، فهذا النوع لا خلاف به بل هو واقع كما دلت عليه النصوص.
أما القسم الثاني إن كان يقصد المؤلف بالعطية الأمور التي لا يقدر عليه إلا الله عز وجل وهي خصائص الربوبية مثل غفران الذنب، وهداية القلوب، وطلب الولد والرزق والعافية وشفاء المرض منهم فهذا الاستغاثة من الشرك الأكبر الذي نحذر الأمة من الوقوع به فكيف يكون الله عز وجل أعطاهم تلك الأمور، فالمؤلف يحتاج إلى تدعيم كلامه فما هو إلا مجرد دعوة لترويج الشرك على عوام الأمة قال الله تعالى: ((قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)) [الأعراف: 29] وقال: ((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) [غافر: 14]، وقال: ((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) [غافر: 14].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويزداد الأمر سوء إذا كان من يستغيثون به ميت منذ قرون أو حي غائب، وليس لديهم دليل شرعي على جواز هذا الفعل وكما سيأتي إن شاء الله تعالى عند مناقشة أدلة المؤلف، فكيف إذا إنضاف إلى هذا أن الفعل يوقع في الشرك الأكبر؟! وسوف نذكر إن شاء الله في نهاية البحث أمثل من كتب الصوفية باستغاثاتهم التي فاقت استغاثة الجاهلية.
وتعريف المؤلف للاستغاثة والاستعانة عليه ملاحظات خطيرة وهي:
1. عطف الأولياء على الله تعالى حيث جعلهم يغيثون المضطرين مثل الله تعالى، وحتى يبرر هذه التسوية قال: ((بحوله وقوته القدرة عليها)) وهل يحدث شيء في الكون دون إذن الله تعالى حتى يضع هذا القيد؟؟!!
2. الافتراء على الله عز وجل، من أين لكم أن الله تعالى أعطى أولياءكم حق إغاثة الناس (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) فهذه دعوى منكم بأن الله تعالى صرّف أوليائكم بالكون، ولا شك ولا ريب أن هذا القول يجعل الناس يتعلقون بالمخلوقين من دون الخالق والعياذ بالله وكما هو واقع عند الصوفية وغيره.
3. قياس معجزات الأنبياء وكراماتهم على ما ينسبونه إليهم باطل، وذلك لأن الأنبياء عليم السلام أصحاب دعوة فلا بد من المعجزة، وثانيا الله أخبرنا بتلك المعجزات، فكيف تساوون الأنبياء بأوليائكم الذين هم غير معصومين ولربما فعل أحدهم الفاحشة بالأتان!!
قلت: وقوله: ((أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه)) هذا يخالف ما جاءت به السنة النبوية فعن ابن عباس بن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: ((يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)) [أخرجه الترمذي رقم 2516، والحاكم في المستدرك رقم 6303 ورقم 6304 بنحوه، وأبو عبد الله المقدسي في الأحاديث المختارة ص 22/ 10].
ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس وحده أن يستعين بالله عز وجل، ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ابن عباس وحده لكفى لأنه الخطاب للواحد يعني للخطاب للأمة، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أمار السرايا حين يبعثهم فيقول: ((فإن هم أبوا – يعني الجزية - فاستعن بالله وقاتلهم)) [أخرجه مسلم رقم 1731].
ومما مر يتبين لك أخي الكريم القاري الفرق الواضح الجلي بين التوسل والاستغاثة، ولكن المؤلف لا يفرق بين التوسل وبين الاستغاثة فكلا الأمرين عنده سواء فقد قال: ((فيظهر لنا أن التوسل والاستغاثة والاستعانة شيء واحد)) [ص 81]، بينا أنه عرف التوسل فقال: ((هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل، وأحد أبواب دعاءه والتوجه إليه سبحانه وتعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب إليه وبابا لقضاء الحوائج منه .. الخ)) [ص 81]، فالتوسل عنده أسباب التقرب إلى الله تعالى بالطرق المشروعة، وهذا حق لا نختلف معه به. وعرف الاستغاثة فقال: ((فهي طلب الإغاثة ممن يمملكها على وجه الحقيقة وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه)) [ص 81]، وهذا التخليط من المؤلف وجعل التوسل المختلف فيه بالاستغاثة الغير المشروعة التي هي عبارة عن الشرك الأكبر أمر خطير، فهو يستغل التوسل ليروج الاستغاثة وكل عاقل يعرف الفرق بينهما حتى من تعريف المؤلف نفسه، وسوف يأتي إن شاء الله تعالى تبرير المؤلف لهذا الخلط والرد عليه.
ثم يبرر المؤلف خلطه بين التوسل والاستغاثة فيقول: ((فيظهر لنا أن التوسل والاستغاثة والاستعانة شيء واحد، لأن المتوسل أو المستغاث أو المستعان به على الحقيقة هو الله وأما المتوسل به من العبيد فواسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى)) [ص 81].
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الله أكبر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ((لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع فقيل يا رسول الله كفارس والروم فقال ومن الناس إلا أولئك)) [أخرجه البخاري عن أبي هريرة ص 2669/ 6]، ووجه الاستدلال بالحديث أن ما قاله المؤلف نفس حجة المشركين في عبادتهم للأصنام قال الله تعالى: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس: 18]، وقال أيضا: ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)) [الزمر: 3].
وقد نبه لهذه المسألة تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال: ((فالمشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، ويصورون تماثيلهم فيستشفعون بها ويقولون: هؤلاء خواص الله، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا، كما يتوسل إلى الملوك بخواصهم لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبة. فأنكر الله هذه الشفاعة فقال تعالى: ((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)) [البقرة: 255]، وقال: ((وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى)) [النجم: 26] ... الخ)) [التوسل والوسيلة ص 12].
فقارن يا رعاك الله بين حجج المشركين وقول المؤلف: ((وأما المتوسل به من العبيد فواسطة ووسيلة للتقرب إلى الله)).
وأما المساواة بين التوسل والاستغاثة لا يستقيم لا لغة ولا حقيقة، فالتوسل هو أن يتوجه بالدعاء إلى الله تعالى بأن يقول: اللهم فرج كربي بجاه نبيك أو بجاه فلان من الصالحين وهذا النوع محل خلاف، أما الاستغاثة فهي التوجه بالدعاء إلى أحد المخلوقين بأن يقول: يا فلان – أين كان من المخلوقين – فرج كربي أو نجني من ظلمات البحر ... الخ، والتوسل طلب الوسيلة، والاستغاثة طلب الغوث، فأين التوسل من الاستغاثة حتى يساوى بينهما؟!
ثم يحاول المؤلف تبرير موقفه في خلطه بين التوسل والاستغاثة ملبسا على القاري البسيط فيقول: ((وأما التوسل بغير العمل الصالح كالذوات والأشخاص فما هو في الحقيقة إلا توسل بعمله الصالح فمن توسل بشخص ما فذلك لأنه يحبه إذ يقدر صلاحه وولايته وفضله تحسينا للظن به، أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا قال جل جلاله ?يبحهم ويحبونه?)) [ص 81 – 82].
قلت: يحاول المؤلف أن يعقلن اللامعقول، فيكف يكون التوسل والاستغاثة بالذوات الذي لم يدل على دليل صحيح صريح يساوي التسول بالعمل الصالح الذي جاءت به النصوص الصريحة من الكتاب والسنة كما مر وكما سيأتي إن شاء الله؟؟!!
فكيف يعقل أن قول القائل اللهم نجني من ظلمات البحر ببري لوالدي يساوي قول القائل يا بدوي نجني من ظلمات البحر، فأي عاقل يساوي بين الأمرين؟؟ ولكن عقلنة اللامعقول!!
وقوله: ((أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا))، فهذا استنباط، وهو الأصل في قولهم بالتوسل والاستغاثة، فلذلك عندما طُولبوا بالدليل من الكتاب والسنة لم يجدوا إلا الأحاديث الضعيفة والموضوع فقاموا يرددونا في كل مناسبة كما سيأتي بيانه في الرد على أدلة المؤلف إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم فيه هذا المعتقد بني على ظن لا يعلم حقيقته إلا الله عز وجل، ومن ثم هو افتراء على الله عز وجل، وذلك عندما يستغيث أو يتوسل صوفي بأحد الأولياء يظن فيه أنه محب لله عز وجل، وهذا لا يعدو أن يكون ظنا من المتسول نفسه بالولي، وعلامة محب الله عز وجل حدها لنا في كتابه العزيز حيث قال: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) [آل عمران: 31] فتجدهم يعتقدون الولاية ويتوسلون برجل متلبس بألوان البدع، وإن سلمنا أن المتوسل به من الأولياء يحب الله عز وجل وأنه كان صادق فيه حبه، فمن أين لهم أن الله عز وجل أحبه أليس الله القائل: ((فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)) [النجم: 32]، قال الله تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) [الأنعام: 21] فالافتراء على الله عز وجل من الظلم وقد قرنه الله عز وجل مع الذي يكذب بآياته فأي خطر وقعوا به ليثبتوا التوسل والاستغاثة، وهذه العقيدة مبناه كله على الظن وقد قال الله تعالى: ((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)) [يونس: 36]، وقال: ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)) [النجم: 28]
قال المؤلف: ((ولو تدبرنا الأمر لوجدا أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد هما من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسؤول عنه ومثاب عليه، فمن قال: اللهم إني أتوسل إليك بمحبتي لنبيك أو قال بنبيك سواء لأنه ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه، ولولا المحب له والإيمان به ما توسل به فهو إذا توسل بعمله الصالح)) [ص 82].
قلت: هذا الأمر لا يمكن معرفة حقيقته إلا بسؤال حال المتوسل هل هو يتوسل بالذات أو بالعمل الصالح بمعنى لو قال: ((قال بنبيك)) فلابد أن تقدر كلمة بمحبتي لنبيك حتى تساوي العبارة الأولى التي ذكرها المؤلف، وإن سلمنا للمؤلف ما قال فقد خالف المؤلف تعريفه للاستغاثة حيث يقول: ((طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها)) فأين طلب العون من المخلوقين من سؤال الله بالعمل الصالح؟؟ فهو كما قلنا عقلنة اللامعقول.
وكلام المؤلف هذه يلزمه أن التوسل مبناه بالأعمال، فإذا كان هذه حقيقة التوسل عنده فلماذا سود هذه الصفحات وجمع هذه الشبه ليثبت أن الاستغاثة والاستعانة المحظورة والتسول بالذوات من شرع الله عز وجل؟!
وهذا تناقض واضح فالمؤلف في هذه العبارة نقض بحث أو أنه قال ما لم يعتقد، وقد قال الله عز وجل للمشركين: ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)) [النساء: 82]، ونحن نقول للمؤلف لو كان الاستغاثة والاستعانة والتوسل المحظور من شرع الله عز وجل لما تناقضت في حقيقته، والله ولي التوفيق.
قال المؤلف: ((ثم إن المسلم عندما يتوسل أو يستغيث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بالرجل الصالح إنما يتوسل به لما يعلم من كرامته وجاهه عند الله عز وجل ولاعتقاده بأنه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة على الإمداد والإعانة)) [ص 82].
قلت: وهذا تناقض آخر من المؤلف ففي الفقرة السابقة جعل التوسل هو بعمل المتسول أي بحبه للمتَوسل به، والآن يقرر أن التوسل بالذوات لاحتمال أن الله تعالى أعطاهم القدرة على الإمداد والإعانة، وهل تعقد العقائد بمثل هذا الظن ((بأنه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة))، فأين ذهب اليقين وأين ذهب التواتر؟؟!! نعم لرسولنا صلى الله عليه وسلم عند الله عز وجل جاه، ولكن صاحب الشريعة لم يأمرنا بالاستغاثة به بعد موته بل ما جاء به يخالف ما يدندن عليه المؤلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف: ((فالإنسان عندما يتوسل إلى الله تعالى بجاه نبي أو ولي فإن ذلك يعني أنه توسل إلى الله تعالى بفعل من أفعاله خلقه لذلك النبي وسماه جاها، وبصفة من صفاته سماها اختصاصا، وهذا من التوسل إلى الله بصفاته وأفعاله وهو مجمع على جوازه عند أهل الحق)) [ص82].
قلت: وهذا تناقض آخر من المؤلف، فلو سلمنا له صحة هذا الاستنباط، فلماذا الاستغاثة والتوسل بالمخلوقين في ظلمات البحر، لماذا لا تفصحون فتقولون: يا من أعطاه الجاه للولي الفلاني نجني من ظلمات البحر؟! وهذا أين يناقض كلامه السابقة في الفقرة الماضية فالمؤلف علل التوسل بالذوات بقوله: ((بأنه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة))، والآن يقول التوسل بالذوات هو توسل بصفات وأفعال الله عز وجل.
ثم نطرح هذا السؤال على المؤلف وعلى من يرى رأيه هل يجوز التوسل إلى الله تعالى بخلقه إبليس؟؟!!
قال المؤلف: ((ونحن إذ نظرنا إلى كل فرد من أفراد المتوسلين والمستغيثين بالأنبياء والصالحين لا نجد في نفس أحد منهم إلا التقرب إلى الله تعالى لقضاء حاجاتهم الدنيوية والأخروية مع علمهم بأنهم كلهم عبيد لله تعالى فقلوبهم موقنة أنه جل جلاله الفعال المطلق المستحق للتعظيم بالأصالة لا شريك له ولا رب ولا موجد سواه، ولا نافع ولا ضار إلا هو)) [ص 83].
قلت: إذا كان الأمر هكذا فلماذا يتركون الفعال المطلق المستحق التعظيم بالأصالة ويتجهون لمن ليس بيده شيء أي الفرع؟؟!!، وكيف إذا إنضاف إلى هذا مخالفة صريحة الكتاب قال الله تعالى: ((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [غافر: 65]، وقال الله تعالى: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) [غافر: 60]، فالله يأمرنا بدعوته، والمؤلف هداه الله للحق يدعون لدعاء غيره من المخلوقين فكيف نرضى بهم بدلا؟؟!!
وهنا يتكلم باسم جميع المستغيثين والمتوسلين وكأنه دخل في نياتهم، ثم أمر النية نرجعه إلى الله عز وحل، فنحن مأمورون بأن نأخذ الناس على الظاهر فقد أنب النبي صلى الله عليه وسلم حبه أسامة بن زيد عندما لم يأخذ ذلك الرجل بظاهر أخرج البخاري في صحيحه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ((يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله)) قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم " [ح 4021]، وكما قبل النبي صلى الله عليه وسلم إسلام المنافقين ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل، فإذا رأينا أمر ظاهره الشرك أو أقل ما يقال فيه أن ظاهره الشرك، فلا بد من إنكاره، فكيف بمن إذا اشتد به البحر وأيقن بالهلاك استغاثة بالعيدروس أو الجيلاني؟؟!!
قال المؤلف: ((فيفهم مما مر أن غاية الأمر أن بعض المتوسلين والمستغيثين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر وهو الطلب من الله دون واسطة عملا بالحقيقة والأصل ويكتفون بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فينادون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأولياء الصالحين ويطلبون منهم العون والإغاثة وهم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله)) [ص 83].
قلت: يا ليت المؤلف تكلم عن نفسه فقط دون الدخول في قلوب جميع المستغيثين، وهو يكون في هذا المقال فتح الباب على مصراعيه للشرك بدعاء غير الله ولا يخفى على كل مسلم أن الدعاء هو العبادة كم قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)) [أخرجه أبو داود عن نعمان بن بشير ص 76/ 2]، وصرف الدعاء إلى غير الله عز وجل هو صرف عبادة لغير الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمؤلف هداني الله وإياه إلى الحق يحاول تخريج أقوال العاكفين على القبور وعباد الصالحين وغير الصالحين إلى مخرج ويا ليته كان صحيحا، فنحن مأمورون بالأخذ بالظواهر ولم أن نشق القلوب وننظر ما فيها وكيف يقول المؤلف ما قال والرسول صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي قاله له ما شاء الله وشئت: ((جعلتني لله عديلا لا بل ما شاء الله وحده)) [مصنف ابن أبي شيبة ص 340/ 5]، فبدلا أن يزجرهم المؤلف ويبين خطأ يقول ويبرر لهم ذلك الفعل الشنيع، مما يجعلنا نشعر أنه ما قال ذلك إلا تبريرا فقط، ثم الواقع المشاهد يخالف ما يدعيه المؤلف فمن شاهد العاكفين على القبور وتصرفاتهم يعتقد أن ألئك يعتقدون بذلك الميت أنه يتصرف بالكون كما يشاء فلذلك ارتضوا به بدلا عن الله عز وجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا التبرير الذي ذكره المؤلف ليس له حقيقة عند المتوسلين لأن كلامهم وفعلهم يخالف ما يقوله المؤلف قال النبهاني في ترجمة جاكير الكردي: ((واستأذن رجل واسطي الشيخ جاكير في ركوب بحر الهند بتجارة فقال: إذا وقعت في شدة فناد باسمي ... الخ)) [جامع كرامات الأولياء ص 3/ 2]، فهذا الشيخ جاكير يأمر أحد أتباعه بأن يستغيث به في حال الشدة، فكيف يقول المؤلف هذا توسل بهم لأنهم يحبون الله عز وجل أو أنهم يستغيثون بهم تجوزاً؟؟!!
مثال آخر قال النبهاني أيضا نقل عن السراج قال: ((روينا أن شخصا من بني النحاس الحلبيين كان يهوى الشيخ شبيب الفراتي ويتوالاه، فتوجه مرة في تجارة إلى بغداد، فقال للشيخ: لا أذهب إلا وخاطرك معي، فقال: الله ورسوله وخاطرنا يحرسك، فأخذ الحرامية القافلة كلها، فقال مقدهم: هذا الشاب وكل ما معه لا يعارضه أحد، فلما وصلوا إلى بغداد مأخوذين رفعوا أمرهم إلى ولاة الأمر حتى بلغ الخليفة، فقال الحرامية: كانوا رفاق هذا الشاب، وهو الذي حملهم على أخذنا، فسحبوا الشاب وضيقوا عليه فاستغاث بشيخه، فرأى الخليفة في نومه الشيخ شبيبا يقول له: أنا فلان من القرية الفلانية، وقضية هذا الشاب معي كيت وكيت، فطلب الخليفة الشاب فأكرمه وأحسن نزله وعتب عليه لكونه لم يعلمه بحاله، فقال الشاب: لم أصل إليك، فلما صل الشاب إلى الشيخ ابتدأه وحكى له جميع ما جرى، فقال الشاب: لم يبق لي رغبة في متجر ولا غيره سوى خدمة الشيخ، فلازمه إلى الممات)) [جامع كرامات الأولياء ص 94/ 2].
فالمسألة فاقت التوسل والاستغاثة ووصل إلى خاطر الشيخ الذي يحرص المريدين من المخاطر كما طلب الشاب من شبيب الفراتي، ولا شك أن هذه الترهات وهذه القصص التي يحكون فيها خواطر الشيوخ وغيرها؛ هي من أسباب وقوعهم بالاستغاثة التي هي الشرك الأكبر، وهي من أعظم أدلتهم على جواز الاستغاثة بغير الله عز وجل.
مثال آخر يبين الحقيقة عند الصوفية التي يحاول المؤلف إخفائها قال الشعراني في ترجمة محمد الحنفي: ((وقال سيدي محمد رضي الله عنه في مرض موته من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب، وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب، فليس برجل)) [الطبقات الكبرى ص 416]، فهذا محمد الحنفي يطلب من مريديه أن يدعوه من دون الله وهذا يخالف ما يريد قوله المؤلف.
وأكتفي بهذا القدر من تبيين حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثه للمسلمين على اللجوء إلى الله تعالى في حال الكرب والشدة، فأنت الكريم القاري أمام خيارين أما أن تسلك سبيل المؤمنين في إخلاص الدعاء لله في الشدة والرخاء أو تسلك سبيل الصوفية في دعائهم لغير الله عز وجل من أوليائهم الإحياء والأموات في حال الشدة والرخاء. والآن نشرع في ذكر أدلة المؤلف التي يحاول بها صرف المسلمين من إخلاص الدعاء لله إلى دعاء غير الله باسم التوسل حيث أن المؤلف لا يفرق بين التوسل والاستغاثة مع ملاحظة أن المؤلف لم يفرق بين أدلة التوسل والاستغاثة بغير الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن نستطرد بذكر الأدلة أود أن أبين للقاري حقيقة الخلاف وحقيقة التوسل، فالخلاف في طلب الدعاء من يظن بهم الصلاح أو سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى أو صفاته العلا أو التوسل إلى بالأعمال الصالحة، فنحن نفرق بين التوسل بهذه الأنواع وبين التوسل بالذوات ناهيك عن الاستغاثة بالأموات وربما من اتهم بالزندقة أو ثبتت عليه التهمة.
------------------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 10:47]ـ
أدلة المؤلف من الكتاب
الدليل الأول:
قال المؤلف: ((قال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة?: لفظ الوسيلة عام في الآية كما نرى فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات لأنه لا فرق بينهما كما سيمر معنا وهو شامل أيضا للتوسل بالأعمال الصالحة.)) [ص 88].
قلت: كما مر المؤلف لا يفرق بين أنواع التوسل وقوله: ((لفظ الوسيلة عام في الآية)) لا يصح بدلالة تكملة الآية حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة: 35) وغير ذلك أن المفسرين ليس هذا رأيهم فقد قال شيخ المفسرين الطبري: ((وابتغوا إليه الوسيلة يقول واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه)) [تفسير الطبري ص 255/ 6]. فقد فسر الطبري بالوسيلة أنها العمل الصالح الذي يرضي الله عز وجل وليس الذوات وذلك قال الله تعالى بعد قوله: ((وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ))، قال: ((وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ)) دلالة على أن الوسيلة هي الجهاد في سبيله والجهاد من جنس العمل الصالح، والله تعالى أعلم.
لم يكن الطبري هو الوحيد الذي فسر الوسيلة بالعمل فقد أخرج الطبري بسند حسن أن أبا وائل شقيق بن سلمة قال في تفسير ((وابتغوا إليه الوسيلة)) قال: ((القربة في الأعمال)) [تفسير الطبري ص 255/ 6]. وكذلك قتادة فسر الوسيلة بالعمل حيث قال: ((أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه))، وقال عبد الرؤوف المناوي في تفسير ((وابتغوا إليه الوسيلة)) قال: ((أي اتقوه بترك المعاصي وابتغوا إليه الوسيلة بفعل الطاعات من وسل إلى كذا تقرب إليه)) [فيض القدير ص 109/ 4]. وهناك من فسر الوسيلة بالقربة، ولا يتنافى هذا التفسير مع من فسرها بالأعمال لأن القربة تكون بالعمل، والله تعالى أعلم.
ومن هنا نعلم أن هذه الآية ليس في دليل صريح على جواز التوسل بالذات ولا سيما وقد فسرها العلماء بالعمل، فالدعوى أوسع من الدليل.
الدليل الثاني:
قال المؤلف: ((وقال تعالى: ? أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ? وقال سيدنا ابن عباس ومجاهد: هم عيسى عليه السلام وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم، يبتغون أي يطالبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة، وقيل الدرجة: أي يتضرعون إلى الله في طلب الدرجة العليا وقيل: الوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى وقوله: ?أيهم أقرب? معناه ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى فيتوسلون به.
وقال الزجاج أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله تعالى ويتقرب إليه بالعمل الصالح ونحوه في تفسير الخازن)) [ص 88].
قلت: يحاول المؤلف بطريقة عجيبة أن يحمل الآية ما لا تحتمل، فهو يريد إنزالها على غير مرادها فهو يريد أن يجعلها دليل على جواز التوسل بالذوات أبي طريقة كانت، فماذا فعل نقل قول ابن عباس ومجاهد ثم قال: ((يبتغون أي يطالبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة)) وهذه العبارة ليس من قولهما كما في تفسير الطبري، ثم قال: ((وقوله: ?أيهم أقرب? معناه ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى فيتوسلون به)) فمن يقرأ كلام المؤلف يفهم منه أن الملائكة وعيسى وأمه عليهما السلام وعزيز والشمس والقمر والنجوم يلتمسون من يتوسلون به، بينما كانا يفسرنا ما هي الوسيلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كلام المؤلف أن عيسى وأمه عليهما السلام وعزير الملائكة والشمس والقمر والنجوم يتوسلون بالذوات، وليس ليس عنده عليه دليل من المنقول، وحتى كلام ابن عباس ومجاهد لا يخدم ما ذهب إليه المؤلف من رأي لأنه لنزول هذه الآية سبب فقد أخرج الإمام مسلم عن الصحابي العالم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قال: ((قال كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن واستمسك الإنس بعبادتهم فنزلت " أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ")) [صحيح مسلم ح 3030].
وكلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يتنافى مع كلام ابن عباس رضي الله عنه إن صح كما سيأتي بيانه، وعلى تقدير صحته يكون الجمع أن هؤلاء المشركين كانوا يعبدون عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام كما هو الحال مع النصارى، ويعبدون عزيرا كما هو الحال مع اليهود، ويعبدون الملائكة والشمس والقمر والنجوم كما هو الحال مع مشركي العرب والصابئة منهم، فيعبدونهم ويتوسلون بهم حتى يقربونهم إلى الله زلفى، والله تعالى أعلا وأعلم.
أما بالنسبة لصحة هذا القول لابن عباس فقد جاء بطريقين أخرجهما الطبري في تفسيره فالأول ((عن شعبة عن إسماعيل السدي عن أبي صالح عن بن عباس)) [104/ 15]. وفي هذا الاسناد أبو صالح باذام وهو ضعيف، وكذلك السدي متكلم فيه. أما الطريق الثاني ((عن محمد بن حميد قال ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال كان بن عباس)) [106/ 15]. وفي هذا الإسناد محمد بن حميد الرازي ضعيف متهم بالكذب. فقول ابن عباس لم يثبت عنه أما كلام مجاهد فلا يقدم على كلام ابن مسعود أصلا في المعارضة فكيف إن أمكن الجمع؟؟!!
وقال المؤلف: ((وقال الزجاج أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله تعالى ويتقرب إليه بالعمل الصالح ونحوه في تفسير الخازن)) [ص 88].
قلت: كلام الزجاج هذا الذي نقله لا يتنافى مع الأقوال السابقة لأن المشركين لم يعبدون أولئك إلا لما اعتقدوا بهم الصلاح، كما هو الحال في قوم نوح، وكذلك الصوفية فهم يلتمسون الصالحين وربما الزنادقة ليتوسلوا بهم (مع مراعاة أن الصوفية لا يفرقون بين التوسل والاستغاثة والاستعانة).
فهذا الدليل الثاني ليس في حجة على ما ذهب إليه المؤلف بل حشر تفسرا له كي ينزل هذه الآية على ما ذهب إليه من جواز التوسل الاستغاثة والاستعانة (عبادة) الذوات.
----------------------
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 10:51]ـ
بارك الله فيك يا أبا عثمان
استمر يا أخي اتحفنا بما عندك
سدد الله رميك
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 11:00]ـ
وفيك بارك أخي الحبيب
==========
أبو عثمان
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 11:02]ـ
الدليل الثالث:
قال المؤلف: ((وقال تعالى: ?فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه?: يقص الله جل وعلا علينا في هذه الآية قصة الرجل القبطي الذي استغاث بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهو من شيعته فأغاثه ن ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام كلهم جاؤوا بالتوحيد الخالص لله تعالى وعدم الإشراك به، فلو كانت الاستغاثة الرجل به نوعا من الشرك لم يجز لسيدنا موسى أن يغيثه وحاشا الأنبياء أن يقروا الناس على ما فيه مخالفة المولى عز وجل)) [ص 88].
قلت: نعم القاعدة التي ذكرها المؤلف صحيحة وهي أن الأنبياء جاؤوا بالتوحيد الخالق، ولكن أولا فعل موسى عليه السلام هذا الذي ذكره استدل به المؤلف كان قبل بعثته عليه السلام فكيف يستدل به وإلا يلزمه صحة قتله الفرعوني.
أما النقطة الآخر وهي تحرير محل الخلاف فليس محل الخلاف في الأمور التي يستطيعها البشر عادة، فلا أحد يقول أنك إذا طلبت من أخيك المساعدة فيما يستطيعه شرك، وقد تقدم بيان الاستغاثة الجائزة في أول المبحث فلتراجع، وإنما محل الخلاف هو الطلب المقبورين والأحياء الغائبين ما لا يستطيعه إلا الله عز وجل مثل أن يهيج عليهم البحر فيطلبون من العيدروس أن ينجيهم من هذه المهلكة أو أنه لا يأتيه ولد فيشد الرحل من الحجاز إلى بغداد لقبر الشيخ عبد القادر الجيلاني فينذر للشيخ ويطلب منه أن يرزقه الولد أو يفك أسيره إلى غير ذلك من أفعال الصوفية المشاهدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الدليل ليس له صلة في البحث أصلا، ويبدو أن المؤلف ذكر هذا الدليل على طريقة حشو الكلام أو تكثريه فهو يعلم محل الخلاف حيث يقول: ((فلو كانت الاستغاثة الرجل به نوعا من الشرك لم يجز لسيدنا موسى أن يغيثه)) فإذا علم أن هناك من يقول الاستغاثة بغير الله شرك لابد له انه علم ما وجه قوله، أو أن المؤلف لم يفهم قول القائل فرد عليه دون أن يعرف وجهة نظره، والعجيب أنه قدم لهذا الكتاب عدة من مشايخ الصوفية فهل يعقل أنهم جميعهم لا يعلمون وجه الخلاف أم أنهم علموا وسكتوا تكثيرا للأدلة؟؟ ولا نعلم أن أحدا من مانعي الاستغاثة قالوا بأن جنس استغاثة الرجل الذي استغاثة بموسى عليه السلام شرك.
الدليل الرابع
قال المؤلف: ((وقال تعالى: ?فتلقى آدم من ربه كلمات? قال ابن عباس هي: ?ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين?، وذكر الألوسي في تفسيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنها (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
وقيل: رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع به)) [ص 88 – 89].
قلت: على ضوء ما ذكره المؤلف من قول ابن عباس وابن مسعود يكون التوسل بالدعاء وليس بالذوات، ولكن ليس هذا هو هدف المؤلف؛ المؤلف يرمي إلى حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموضوع الذي سوف يأتي ذكره في الدليل الثامن من أدلة المؤلف على جواز التوسل والاستغاثة بالأموات، هو توسل آدم علي السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه يعلم بضعفه فذلك قال: ((وقيل: رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع به)). ويأتيك بيان هذا الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك)) [المستدرك على الصحيحين ص 672/ 2].
وهذا الحديث ضعيف جدا كما قال أهل الحديث في إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف قال ابن خزيمة: ((ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه، هو رجل صناعته العبادة و التقشف، ليس من أحلاس الحديث)) [تهذيب التهذيب].
وأما عبد الله بن مسلم الفهري فقد ذكره الذهبي في الميزان وقال: ((عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن عبد الرحمن بن يزيد بن سلم خبرا باطلا فيه يا آدم لولا محمد ما خلقتك رواه البيهقي في دلائل النبوة)) [ميزان الاعتدال ص 199/ 2]، وسوف يأتي الكلام على هذا الحديث في موضعه إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 11:13]ـ
الدليل الخامس:
قال المؤلف: ((وقال تعالى: ?وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين? قال الحافظ ابن كثير في التاريخ: قال ابن جرير عن هذا التابوت: وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم.
قال ابن كثير: وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه، وكان فيه طمست من ذهب كانت يغسل فيه صدور الأنبياء.
وقال ابن كثير في التفسير: كان فيه عصا موسى وعصا هارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ومنهم من قال: العصا والنعلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال القرطبي: والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم.
وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم التابوت بين أيديهم في حروبهم غير ذلك والله سبحانه وتعالى راض عن ذلك بدليل أنه رده إليهم وجعله علامة وآية على صحة ملك طالوت ولم ينكر عليهم ذلك الفعل)) [ص 89]
قلت: وهذا الدليل أيضا من كثير الأدلة وإن لم يكن فيها دلالة على التوسل بالذوات والاستغاثة والاستعانة بهم، وإلا أين فعل بني إسرائيل من الطلب من الأموات؟؟
وأين فعل بني إسرائيل من فعل الصوفية عن المشاهد والأضرحة، بل أمرهم زاد عن هذا حتى أنهم يتضرعون للأموات رهبة ورغبة، والله المستعان. وقول المؤلف: ((وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم التابوت بين أيديهم في حروبهم غير ذلك)) أوسع من الدليل، فهؤلاء عندما يكون معهم التابوت يستبسلون بالدفاع عنه لأنهم يدافعون عن آثار موسى وهارون عليهما السلام، وكما يستبسل الفارس بالدفاع عن أهله وماله، وإلا أين الدليل أنهم كانوا يتوسلون بالتابوت، قول المؤلف تحميل النص ما لا يحتمل.
ثم قوله هذا يخالف التعاريف التي ذكرها في صدر الكلام حيث جعل التوسل فيمن أعطائهم الله القدر كما يزعم، فهل الله سبحانه وتعالى أعطى القدر للتابوت لينصرهم على من عاداهم ولو كان كذلك لما سلب منهم. فدليله هذا ليس فيه دلالة على التوسل بالذوات لا من بعيد ولا من قريب، وما هو إلا تسويد الصفحات ويبدو لي أنهم يظنون أن الحق يثبت بكثرة الصفحات لا في صحة الاستدلال!!
الدليل السادس
قال المؤلف: ((وقال تعالى: ?ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين? روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة)) [ص 90].
قلت: لا يعني مجرد إخراج الحديث يعني صحته إلا إذا اشترط المؤلف الصحة ومع ذلك لا يسلمون للمؤلف تصحيحه للأحاديث وقد انتقد الأئمة الكبار بعض أحاديث الصحيحين على الرغم من اتفاق العلماء على أنهما اصح كتابين بعد القرآن الكريم، فكيف يكون الحال فيما يروي الموضوعات ويسكت عنها اكتفاء بذكر السند كما كان صنيع الإمام الحافظ أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى؟؟
إذن لا بد من مراجعة سند أبي نعيم لنعلم صحة ما نسب إلى ابن عباس، وقد رجعت إلى الكتاب فلم أجد أثر ابن عباس عنه الضحاك وعطاء، والضحاك لم يسمع من ابن عباس فبقي عطاء، هذه من ناحية الرواية أما الدراية متى كان فعل يهود المدينة الذين يتعبدون بالتوراة المحرفة حجة على المسلمين؟! ولا سيما وأن شريعة الإسلام نسخت الشرائع، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر اليهود على فعلهم هذا، فهذا أثر عن ابن عباس رضي الله عنه يخبر به عن فعل اليهود، وليس حديثا مرفوعا يمدح هذا الصنيع.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 11:21]ـ
الدليل السابع:
قال المؤلف: ((وقال الله تعالى ?إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين?:
في هذا النص بيان أن الصحابة رضوان الله عليهم استغاثوا بالله سبحانه فاستجاب لهم فأغاثهم وأمدهم بألف من الملائكة عليهم السلام والملائكة من جنود الله تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض لأن الخلق جميعا سواء من حيث الإمكان والحدوث وجواز تعلق صفات الله تعالى بهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون)) [ص 91].
قلت: ودليله هذا حجة عليه لا له، وذلك لأن الصحابة رضوان الله عليهم لما وقعوا في الشد التجئوا إلى الله عز وجل وحده واستغاثوا به، والرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم على هذا بل هو معلمهم هذه المسألة وهي اللجوء إلى الله تعالى وحد في حال الشدائد والكرب، أما ما يدعو له المؤلف هو أن يترك المسلم هذا التعليم النبوي والسنة النبوية في الشدائد إلى سنة المبتدعة على أقل أحوالهم في اللجوء إلى المقبورين وربما الزنادقة ليفرجوا عنهم كربهم وشدائدهم، فشتان بين الثرى والثريا.
فما حجة المؤلف في تغيير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الشدة والكرب؛ حجته في قوله: ((والملائكة من جنود الله تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض)) فأقول: شتان بين ما يدعو له المؤلف وبين فعل الصحابة، فالصحابة دعوا الله عز وجل وحده، فالله سبحانه وتعالى يستجيب لهم ويفرج عنه كربهم بأي طريقة شاء، سواء أرسل ملائكة أو يقذف الرعب في قلوب الكفار أو يرسل ريحا كما في غزوة الأحزاب، فالأمر كله إليه ثم أن النصر لم يكن بالملائكة وما النصر إلا من عند الله عز وجل وجاءت الملائكة من حيث البشرى للمؤمنين لقوله تعالى: ((وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال: 10].
والمؤلف هداني الله وإياه إلى الحق لا يفرق بين أن يدعو المرء الله عز وجل مباشرة كما هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم، وبين حال الصوفية الذين تعلقت قلوبهم بالأضرحة والأولياء فهو لا يلجئون في حال غربتهم أو رهبتهم إلا للأضرحة والأولياء بحجة التوسل بهم ليقربوهم إلى الله زلفى فيضاهون عمل المشركين كما أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)) (الزمر: 3)، ويقولون أيضا التوسل بهؤلاء أدعى لاستجابة الدعاء، فنقول: أنتم لم تخلصوا الدعاء أصلا حتى يستجاب لكم، فأنتم تدعو الجيلاني والبدوي والرفاعي وغيرهم ممن تعتقدون بهم الصلاح، فيأتي أحدكم إلى الضريح ويطلب من المقبور فيه أن يشفي مرضه أو يفرج همه أو ينجحه في الاختبارات ... الخ من الطلبات فشتان بين فعل الصحابة رضوان الله عليهم وبين فعل الصوفية ولا سيما المتأخرين منهم.
وقول المؤلف: ((ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون)) أقول: يا ليت المؤلف يسمي الأسماء بالمتعارف عليها، فيقول: ((وهو مخالف لما عليه الصوفية)) بدلا من المحققين، حتى يكون القاري على بينة من دينه، وجوابا على كلامه أقول: لقد أخبر الله عز وجل أنه أمد المسلمين بالملائكة فهل أخبر أنه أمد أناس بالأنبياء والصالحين بعد موتهم؟! فهذا قياس فاسدة لا يصلح في مثل هذه العقائد التي تخلو من دليل وما هو إلا آراء الصوفية التي انفردوا بها عن شريعة الإسلام، وقوله: ((والتفريق بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون))، فهل المحققون يقولون بتماثل الأنبياء والملائكة؟؟ فهل يساوون الملائكة بالنبي صلى الله عليه وسلم؟؟
الدليل الثامن:
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: ((وقال تعالى ?ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما?)) [ص 91]، ثم ذكر بعد ذلك بعض أقوال المفسرين.
قلت: المؤلف يعلم أن ليس في الآية دليل على التوسل بالذات بل هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو استغفاره للصحابة، ولكن عمدته في الاستدلال بهذه الآية قصة العتبي والأعرابي وإليك بينان ذلك.
قال المؤلف: ((وورد في تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: ?ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم .. ? ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: ?ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما? وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم انشد يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه = فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه = فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال: «الحق بالأعربي فبشره أن الله قد غفر له»)) [ص 92].
قلت: وقصة الأعرابي هذه ضعفها أهل العلم، وقد أخرجها البيهقي في شعب الإيمان فقال: ((أخبرنا أبو علي الروذباري نا عمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية إملاء نا سكر الهروي نا أبو زيد الرقاشي عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي قال حج أعرابي ... الحديث)) [ص 495/ 3] فذكر القصة. فعمرو بن محمد وسكر الهروي، أبو يزيد الرقاشي لم أجد لهم ترجمه فهم مجاهيل، ولذلك قال ابن عبد الهادي إسناد مظلم.
قال ابن عبد الهادي عن هذه القصة: ((وفي الجملة ليست هذه الحكاية المنكورة عن الأعرابي مما يقوم به حجة وإسنادها مظلم مختلف ولفظها أيضا، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض (يعني السبكي) ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق)) [الصارم المنكي ص 253].
وهذا ديدن الصوفية في الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة بل الموضوعة، وما ذاك إلا أنهم اعتقدوا ثم دللوا فلم يسعفهم الدليل الصحيح فانتقلوا إلى الضعيف والموضوع.
ومن عجيب استدلال الصوفية على صحة بعض أدلتهم أن يكون الحديث مسندا أو رواه أحد الأئمة أو أخرجه أو ذكره في مصنفه، وذلك قال المؤلف: ((هذا وقد روى هذه القصة غير من مضى من الأئمة:
1 - الإمام النووي في كتابه الإيضاح.
2 - وابن قدامة في كتابه المغني.
3 - وأبو الفرج بن قدامة في كتابه الشرح الكبير.
4 - والشيخ منصور البهوتي في كتابه المعروف بكشفا القناع من أشهر كتب المذهب الحنبلي ولم يذكر واحد منهم أن هذا الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل)) [ص 93]، فهذا كاف عندهم لصحته، ضاربين القواعد العلمية في قبول الخبر أو أنهم لا يعلمون هذه القواعد حتى صححوا بعض الأحاديث عن طريق الكشف!! وعندما يكون الحديث في الصحيحين ويخالف مذهبهم يضعفونه بأي طريقة كانت كما حكم عبد الله الغماري على حديث: ((لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) [الفوائد المقصودة ص 38]، لأنه خالف عقيدتهم من اتخاذ الأضرحة مساجد، فعل المصنف في احتجاجه بهذا الحديث أكبر دليل على ما أقول، فالمنهجية تختلف بين أهل السنة والجماعة والصوفية، فكل له أصوله التي يبني عليها الأحكام فلذلك اختلفوا أشد الاختلاف.
وأما قوله: ((ولم يذكر واحد منهم أن هذا الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل)) ولا اعلم كيف يحكم بمثل هذا الحكم لمجرد إيراد هذه القصة، ولا سيما إذا صدر الذاكر للقصة في بدايتها أحد صيغ التضعيف كما فعل ابن قدامة في المغني حيث قال: ((ويروى عن العتبي قال كنت جالسا ... الحديث)) [المغنى ص 298/ 2] المؤلف ليس لديه اعتبار لمثل هذه الألفاظ التي يفهمها العلماء وطلبة العلم، وعلى فرض صحة ما ادعاه فقد بينا أن القصة غير صحيحة فما بني على باطلة فهو باطلة ولو قال به جميع أهل الأرض، فيا عجبا لمثل هذه القواعد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 08:41]ـ
أدلة المؤلف من الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة
قال المؤلف: ((ونبدأ بذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأحياء)) [ص 94]، فأقول مسألة التوسل والاستغاثة بالأحياء فلدينا فيها تفصيل، وهي توسل به أعني بدعائه أو استغثت به ما يقدر عليه فلا نختلف في مثل هذه، ولكن نختلف أن يستغاث بالرجل الحي بما لا يقدر عليه مثل أن يرزقه الولد أو يجلب له الرزق أو ينقذ من الغرق، والمستغاث به في وسط الجزيرة على سبيل المثال، ولكن المؤلف لا يعلم حقيقة الخلاف أو يعلمه ويتجاهله، وسنبين إن شاء الله بأن الأدلة التي جاء بها تؤيد ما ذهبنا إليه لا إلى ما يدعو إليه المصنف.
الدليل الأول:
قال المؤلف: ((1 - عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: إن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية: ليس لي قائد وقد شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وزاد البيهقي فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم شفعه في وشفعني في نفسي، فقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك .. توسل وقوله: يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي .. استغاثة فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرض ان يدعو له هو بنفسه بل أمره أن يتوسل إلى الله به بل ويناديه حال غيابه عنه قائلا: يا محمد وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر بما فيه طعن في العقيدة أو يرضى به أصلا وهذا توسل ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه صلى الله عليه وآله وسلم عليه وقد اعتمدها علماء المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها)) [ص 94].
قلت: هذا الدليل الذي ذكره يدل على جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا بذاته كما يريد أن يفهمنا المؤلف، وهو واضح الدلالة على ما نقول، فتأمل يا أخي الكريم بداية الحديث قال: ((أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني)) فنقول: ما الذي نفهمه من هذه العبارة؟ الذي نفهمه أن الضرير رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من الدعاء له بالشفاء، وهذا عين ما ندندن عليه وهو جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أو بدعاء الرجل الصالح، ولذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن شئت صبرت وهو خير لك)) أي إن شئتَ دعوت لك وإن شئتَ صبرت فنلت الأجر، فماذا كان جواب الضرير رضي الله عنه قال: ((فادعه))، ولا يمكن أن يخيره ثم لا يدعوا له، وهذا واضح جدا أن الضرير أراد التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يختلف فيه اثنان. ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقدم العمل الصالح قبل أن يدعو له الله عز وجل وقبل أن يدعو الضرير الله عز وجل ليقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك أمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين لله تعالى. وأمره صلى الله عليه وسلم أن يدعو بهذا الدعاء: ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة)) ودعاء لله عز وجل أن يقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهناك كلمة ضمن السياق مقدرة وهي: ((وأتوجه إليك بدعاء نبيك)) وهذا التقدير ليس تخرصا بل مفهوم من السياق العام للحديث وبدلالة تكلمة دعاء الضرير رضي الله عنه حيث يقول: ((اللهم شفعه في)).
وقول المؤلف: ((فقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك .. توسل)) نعم هو توسل، ولكن بدعائه صلى الله عليه وسلم وليس بذاته كما فهم المؤلف، وقوله: ((وقوله: يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي .. استغاثة)) بل هو طلب من النبي صلى الله عليه سلم أن يدعو له فإذا كان هذا الفعل استغاثة فهو من الأمر المتفق عليه لأنه أمر يستطيعه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدعاء، وقوله المؤلف: ((فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرض ان يدعو له هو بنفسه بل أمره أن يتوسل إلى الله به بل ويناديه حال غيابه عنه))، وهذا دعوى من المؤلف تحتاج إلى دليل فمن أين له أنه خاطب النبي صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم في حال غيابه؟؟ وقول المؤلف: ((وهذا توسل ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه صلى الله عليه وآله وسلم عليه)) قد مر بيان ذلك، أنه ليس في الحديث ما ذهب إليه المؤلف، وقوله: ((وقد اعتمدها علماء المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها)) وهذا يؤكد الأصل الأصيل عند الصوفية وهو مجرد ذكر الحديث يعني أنه صحيح وأنه يدل ما يفهم الصوفي من الحديث، وإلا أين هذه الدعوى في كتب المحدثين أنه حثوا الأمة على التوسل والاستغاثة بذات النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى؟؟!!
وأود أن أنبه على نقطة وهي أن المؤلف لم يورد هذا الدليل على جواز التوسل أو الاستغاثة المتفق عليها بل يريد بجواز التوسل والاستغاثة بالحي الغايب كما يدل عليه قوله: ((لم يرض ان يدعو له هو بنفسه بل أمره أن يتوسل إلى الله به بل ويناديه حال غيابه عنه)) فالمؤلف يديدن على هذه القضية وهي سؤال غير الله عز وجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومما يدل على أن العلماء الذين خرجوا هذا الحديث لم يفهموا منه أنه توسل أو استغاثة بالذات إنما هو طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وأن شفاء الضرير كان بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا التوسل بذاته هو اكتب والأبواب التي يدرجون هذا الحديث تحتها:
1. الترمذي أورده في ((كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم))
2. الحاكم أورده في باب ((كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر))، وفي باب: ((كتاب صلاة التطوع))
3. أما البيهقي فقد أخرجه في كتاب ((جماع أبواب دعوات نبينا صلى الله عليه وسلم المستجابة في الأطعمة والأشربة، وبركاته التي ظهرت فيما دعا فيه، وغير ذلك من دعواته على طريق الاختصار فلا سبيل إلى نقل جميعها لما فيه من الإكثار)) من كتابه الدلائل.
أقوال بعض أهل العلم:
1. قال تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى: (( ... فإن في الحديث، أن الأعمى سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له، وأنه علم الأعمى أن يدعو وأمره في الدعاء أن يقول: "اللهم فشفعه فيَّ". وإنما يدعى بهذا الدعاء إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - داعياً شافعاً له بخلاف من لم يكن كذلك، فهذا يناسب شفاعته ودعاءه للناس في محياه في الدنيا ويوم القيامة إذا شفع لهم .... الخ)) [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 114].
وقال أيضا: ((وذلك أن قبول دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا هو من كرامة الرسول على ربه، ولهذا عد هذا من آياته ودلائل نبوته، فهو كشفاعته يوم القيامة في الخلق، ولهذا أمر طالب الدعاء أن يقول: "فشفعه في وشفعني فيه". بخلاف قوله: "وشفعني في نفسي". فإن هذا اللفظ لم يروه أحد إلا من هذا الطريق الغريب. وقوله: "وشفعني فيه". رواه عن شعبة رجلان جليلان: عثمان بن عمر، وروح بن عبادة. وشعبة أجل من روى هذا الحديث، ومن طريق عثمان بن عمر، عن شعبة رواه الثلاثة: الترمذي والنسائي وابن ماجه. رواه الترمذي، عن محمود بن غيلان، عن عثمان بن عمر، عن شعبة. ورواه ابن ماجه، عن أحمد بن يسار، عن عثمان بن عمر. وقد رواه أحمد في "المسند"عن روح بن عبادة، عن شعبة، فكان هؤلاء أحفظ للفظ الحديث. مع أن قوله: "وشفعني في نفسي"، إن كان محفوظاً مثل ماذكرناه، وهو أنه طلب أن يكون شفيعاً لنفسه، مع دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو لم يدع له النبي - صلى الله عليه وسلم - كان سائلاً مجرداً كسائر السائلين)) [نفس المصدر ص 115].
2. قال الشيخ المباركفوري رحمه الله في كتابه شرح سنن الترمذي المسمى بـ تحفة الأحوذي بشرح هذا الحديث قال: (((اللهم إني أسألك) أي أطلبك مقصودي فالمفعول مقدر (وأتوجه إليك بنبيك) الباء للتعدية (محمد نبي الرحمة) أي المبعوث رحمة للعالمين (إني توجهت بك) أي استشفعت بك والخطاب للنبي ففي رواية بن ماجه يا محمد إني قد توجهت بك (لتقضي لي) بصيغة المجهول أي لتقضي لي حاجتي بشفاعتك (فشفعه) بتشديد الفاء أي اقبل شفاعته (في) أي في حقي)) [ص 24/ 10].
(يُتْبَعُ)
(/)
3. قال العلامة الألوسي في هذه المسألة قال: (( ..... دليله في ذلك ما رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن عثمان بن حنيف رضي الله تعالى عنه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله تعالى أن يعافيني فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء " اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه في "، ونقل عن أحمد مثل ذلك. ومن الناس من منع التوسل بالذات والقسم على الله تعالى بأحد من خلقه مطلقاً وهو الذي يرشح به كلام المجد ابن تيمية؛ ونقله عن الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأبي يوسف وغيرهما من العلماء الأعلام، وأجاب عن الحديث بأنه على حذف مضاف أي بدعاء أو شفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم، ففيه جعل الدعاء وسيلة وهو جائز بل مندوب، والدليل على هذا التقدير قوله في آخر الحديث: «اللهم فشفعه في» بل في أوله أيضاً ما يدل على ذلك، وقد شنع التاج السبكي كما هو عادته على المجد، فقال: ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم وصار بين الأنام مثلة انتهى.
وأنت تعلم أن الأدعية المأثورة عن أهل البيت الطاهرين وغيرهم من الأئمة ليس فيها التوسل بالذات المكرمة صلى الله عليه وسلم، ولو فرضنا وجود ما ظاهره ذلك فمؤل بتقدير مضاف كما سمعت؛ أو نحو ذلك كما تسمع إن شاء الله تعالى ومن ادعى النص فعليه البيان، وما رواه أبو داود في «سننه» وغيره من " أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله تعالى عليك، فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه، فقال: ويحك أتدري ما الله تعالى؟ إن الله تعالى لا يشفع به على أحد من خلقه شأن الله تعالى أعظم من ذلك " لا يصلح دليلاً على ما نحن فيه حيث أنكر عليه قوله: «إنا نستشفع بالله تعالى عليك» ولم ينكر عليه الصلاة والسلام قوله: «نستشفع بك إلى الله تعالى» لأن معنى الاستشفاع به صلى الله عليه وسلم طلب الدعاء منه، وليس معناه الإقسام به على الله تعالى، ولو كان الإقسام معنى للاستشفاع فلم أنكر النبي صلى الله عليه وسلم مضمون الجملة الثانية دون الأولى؟ وعلى هذا لا يصلح الخبر ولا ما قبله دليلاً لمن ادعى جواز الإقسام بذاته صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، وكذا بذات غيره من الأرواح المقدسة مطلقاً قياساً عليه عليه الصلاة والسلام بجامع الكرامة وإن تفاوت قوة وضعفاً، وذلك لأن ما في الخبر الثاني استشفاع لا إقسام، وما في الخبر الأول ليس نصاً في محل النزاع، وعلى تقدير التسليم ليس فيه إلا الإقسام بالحي والتوسل به، وتساوي حالتي حياته ووفاته صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن يحتاج إلى نص، ولعل النص على خلافه، ففي «صحيح البخاري» عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس رضي الله تعالى عنه، فقال: «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون» فإنه لو كان التوسل به عليه الصلاة والسلام بعد انتقاله من هذه الدار لما عدلوا إلى غيره، بل كانوا يقولون: اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فاسقنا، وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس إلى التوسل بعمه العباس، وهم يجدون أدني مساغ لذلك، فعدولهم هذا مع أنهم السابقون الأولون، وهم أعلم منا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبحقوق الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، وما يشرع من الدعاء وما لا يشرع، وهم في وقت ضرورة ومخمصة يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير، وإنزال الغيث بكل طريق دليل واضح على أن المشروع ما سلكوه دون غيره)) [روح المعاني ص 125 – 126/ 6].
(يُتْبَعُ)
(/)
4. وقال الألباني في كتاب التوسل: ((وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه ليكون الأمر مكتملا من جميع نواحيه وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حول الدعاء - كما هو ظاهر - وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون))
وقال أيضا في نفس الكتاب: ((سادسا: إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب. وما أظهر الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات فإنه بدعائه صلى الله عليه وسلم لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره ولذلك رواه المصنفون في (دلائل النبوة) كالبيهقي وغيره فهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده أنه لو كان السر هو في دعاء الأعمى وحده دون دعائه صلى الله عليه وسلم لكان كل من دعا به من العميان مخلصا إليه تعالى منيبا إليه قد عوفي بل على الأقل لعوفي واحد منهم وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبدا كما أنه لو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقدره وحقه كما يفهم عامة المتأخرين لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه صلى الله عليه وسلم .... الخ))
وهناك لفظ لم يذكره المؤلف ولكن ذكره الألباني في كتابه التوسل فأسوقه كما هو قال: ((واعلم أنه وقع في بعض الطرق الأخرى لحديث الضرير السابق زيادتان لا بد من بيان شذوذهما وضعفهما، حتى يكون القارئ على بينة من أمرهما، فلا يغتر بقول من احتج بهما على خلاف الحق والصواب
الزيادة الأولى:
زيادة حماد بن سلمة قال: حدثنا أبو جعفر الخطمي. . فساق إسناده مثل رواية شعبة وكذلك المتن إلا أنه اختصره بعض الشيء، وزاد في آخره بعد قوله: وشفع نبيي في رد بصري: (وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك). رواه أبو بكر بن أبي خثيمة في تاريخه فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا حماد بن سلمة به وقد أعل هذه الزيادة شيخ الإسلام ابن تيمية في " القاعدة الجليلة " (ص 102) بتفرد حماد بن سلمة بها ومخالفته لرواية شعبة، وهو أجل من روى هذا الحديث، وهذا إعلال يتفق مع القواعد الحديثية، ولا يخالفها البتة، وقول الغماري في: " المصباح " (ص 30) بأن حمادا ثقة من رجال الصحيح وزيادة الثقة مقبولة - غفلة منه أو تغافل عما تقرر في المصطلح، أن القبول مشروط بما إذا لم يخالف الراوي من هو أوثق منه قال الحافظ في (نخبة الفكر): " والزيادة مقبولة ما لم تقع منافية لمن هو أوثق فإن خولف بأرجح فالراجح المحفوظ ومقابلة الشاذ "
قلت: وهذا الشرط مفقود هنا؛ فإن حماد بن سلمة وإن كان من رجال مسلم، فهو بلا شك دون شعبة في الحفظ، ويتبين لك ذلك بمراجعة ترجمة الرجلين في كتب القوم فالأول أورده الذهبي في (الميزان) وهو إنما يورد فيه من تكلم فيه ووصفه بأنه " ثقة له أوهام " بينما لم يورد فيه شعبة مطلقا، ويظهر لك الفرق بينهما بالتأمل في ترجمة الحافظ لهما، فقال في (التقريب): " حماد بن سلمة ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بآخره " ثم قال: " شعبة بن الحجاج ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول: هو أمر المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا ".
قلت: إذا تبين لك هذا عرفت أن مخالفة حماد لشعبة في هذا الحديث بزيادته عليه تلك الزيادة غير مقبولة؛ لأنها منافية لمن هو أوثق منه فهي زيادة شاذة كما يشير إليه كلام الحافظ السابق في (النخبة) ولعل حمادا روى هذا الحديث حين تغير حفظه، فوقع في الخطأ، وكأن الإمام أحمد أشار إلى شذوذ هذه الزيادة، فإنه أخرج الحديث من طريق مؤمل (وهو ابن إسماعيل) عن حماد - عقب رواية شعبة المتقدمة - إلا أنه لم يسق لفظ الحديث، بل أحال به على لفظ حديث شعبة، فقال: " فذكر الحديث " ويحتمل أن الزيادة لم تقع في رواية مؤمل عن حماد لذلك لم يشر إليها الإمام أحمد كما هي عادة الحفاظ إذا أحالوا في رواية على أخرى بينوا ما في الرواية المحالة من الزيادة على الأولى، وخلاصة القول: إن الزيادة لا تصح لشذوذها، ولو صحت لم تكن دليلا على جواز التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم،
(يُتْبَعُ)
(/)
لاحتمال أن يكون معنى قوله: " فافعل مثل ذلك " يعني من إتيانه صلى الله عليه وسلم في حال حياته، وطلب الدعاء منه والتوسل به، والتوضؤ والصلاة، والدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو به، والله أعلم)) [ص 81 – 83].
الدليل الثاني:
قال المؤلف: ((2 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك».
وهذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى بجاه ومنزلة السائلين عنده والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا وفي الحديث دليل التوسل بالعمل الصالح وهو ممشى الرجل إلى المسجد لوجه الله فالشرع لم يفرق بين التوسل بالذوات الفاضلة وبين التوسل بالعمل الصالح بل لقائل أن يقول: كيف لا يجوز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أشرف خلق الله ويجوز التوسل بصلاة العبد وصيامه وصدقته وكلا الأمرين خلق الله)) [ص 94 - 95].
قلت: كما هي عادة الصوفية يضعون الأحاديث دون التأكد من صحتها ثم يبنون عليها الأحكام فهذا الحديث الذي يستدل به المؤلف قد ضعفه أهل العلم وقبل أن ذكر سبب ضعفه نذكر من خرجه.
فقد أخرجه ابن ماجه فقال: ((حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري ثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري)) مرفوعا [سنن ابن ماجة ص 256/ 1، ح 778]. وجاء في مسند ابن الجعد: ((حدثني جدي نا يزيد بن هارون نا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال يزيد فقلت لفضيل رفعه قال أحسبه قد رفعه)) [مسند ابن الجعد ص 299]. وجاء في مسند الإمام أحمد: ((ثنا يزيد أنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري فقلت لفضيل رفعه قال أحسبه قد رفعه)) [ص 21/ 3].
وأخرجه ابن أبي شيبة فقال: ((حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد)) موقوفا [مصنف ابن أبي شيبة ص 25/ 6، ح 290202].
مما مر نعلم أنه تفرد به فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد. وفضيل هذا صدوق تكلم في روايته عن عطية فقد قال ابن حبان: ((كان يخطىء على الثقات، و يروى عن عطية الموضوعات)) [انظر ترجمته في تهذيب التهيب]. وعطية العوفي، ضعيف أيضا قد تكلموا فيه وعلى الرغم من ضعفه إلا أنه مدلس، ولم يصرح بالحديث من أبي سعيد، وكذلك اضطرب إسناده فتارة مرفوع وتارة موقوف، ولو كان في الحديث علة واحد لكفى لرده فما بالك إذا اجتمعت كل هذه العلل؟!
وقد تكلم على هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتابه التوسل فقال: ((رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه وانظر تخريجه مفصلا في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 24) وإسناده ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري وعطية ضعيف كما قال النووي في (الأذكار) وابن تيمية في (القاعدة الجليلة) والذهبي في (الميزان) بل قال في (الضعفاء): (مجمع على ضعفه). والحافظ الهيثمي في غير موضع من (مجمع الزوائد) منها وأورده أبو بكر بن المحب البعلبكي في (الضعفاء والمتروكين) والبوصيري كما يأتي وكذا الحافظ ابن حجر يقول فيه: (صدوق يخطئ كثيرا كان شيعيا مدلسا) وقد أبان فيه عن سبب ضعفه وهو أمران:
الأول: ضعف حفظه بقوله: (يخطئ كثيرا) وهذا كقوله فيه في (طبقات المدلسين): (ضعيف الحفظ) وأصرح منه قوله في (تلخيص الحبير) وقد ذكر حديثا آخر: (وفيه عطية بن سعيد العوفي وهو ضعيف)
الثاني: تدليسه لكن كان على الحافظ أن يبين نوع تدليسه فإن التدليس عند المحدثين على أقسام كثيرة اشهرها ما يلي:
الأول: أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه أو عمن عاصره ولم يلقه موهما أنه سمعه منه كأن يقول: عن فلان أو قال فلان
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن يأتي الراوي باسم شيخه أو لقبه على خلاف المشهور به تعمية لأمره وقد صرحوا بتحريم هذا النوع إذا كان شيخه غير ثقة فدلسه لئلا يعرف حاله أو أوهم أنه رجل آخر من الثقات على وفق اسمه أو كنيته وهذا يعرف عندهم بتدليس الشيوخ
قلت: وتدليس عطية من هذا النوع المحرم كما كنت بينته في كتابي (الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - 24)
وخلاصة ذلك أن عطية هذا كان يروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فلما مات جالس أحد الكذابين المعروفين بالكذب في الحديث وهو الكلبي فكان عطية إذا روى عنه كناه أبا سعيد فيتوهم السامعون منه أنه يريد أبا سعيد الخدري وهذا وحده عندي يسقط عدالة عطية هذا فكيف إذا انضم إلى ذلك سوء حفظه ولهذا كنت أحب للحافظ رحمه الله أن ينبه على أن تدليس عطية من هذا النوع الفاحش ولو بالإشارة كما فعل في طبقات المدلسين إذ قال: (مشهور بالتدليس القبيح) كما سبق
ثم كأن الحافظ نسي أو هم - أو غير ذلك من الأسباب التي تعرض للبشر - فقال في تخريجه لهذا الحديث: إن عطية قال في رواية: حدثني أبو سعيد. قال: (فأمن بذلك تدليس عطية) كما نقله ابن علان عنه وقلده في ذلك بعض المعاصرين
قلت: والتصريح بالسماع إنما يفيد إذا كان التدليس من النوع الأول وتدليس عطية من النوع الآخر القبيح فلا يفيد فيه ذلك لأنه في هذه الرواية أيضا قال: (حدثني أبو سعيد) فهذا هو عين التدليس القبيح.
فتبين مما سبق أن عطية ضعيف لسوء حفظه وتدليسه الفاحش فكان حديثه هذا ضعيفا. وأما تحسين الحافظ له الذي اغتر به من لا علم عنده فهو بناء على سهوه السابق فتنبه ولا تكن من الغافلين. وفي الحديث علل أخر تكلمت عليها في الكتاب المشار إليه سابقا فلا حاجة للإعادة فليرجع من شاء الزيادة)) [ص 92 – 94].
وقال تقي الدين ابن تيمية: ((وهذا الحديث هو من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد، وهو ضعيف بإجماع أهل العلم، وقد روي من طريق آخر هو ضعيف أيضا، ولفظه لا حجة فيه، فإن حق السائلين عليه أن يجيبهم وحق العابدين أن يثيبهم، وهو حق أحقه الله تعالى على نفسه الكريمة بوعده الصادق باتفاق أهل العلم، وبإيجابه على نفسه في أحد أقوالههم، وقد تقدم بسط الكلام على ذلك، وهذا بمنزلة الثلاثة الذي سألوه في الغار بأعمالهم، فإنه سأله هذا ببره العظيم لوالديه، وسأله هذا بعفته العظيمة عن الفاحشة، وسأله هذا بأدائه العظيم للأمانة، لأن هذه الأعمال أمر الله بها ووعد الجزاء لأصحابها فصار هذا كما حكاه عن المؤمنين بقوله: ((رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ)) [آل عمران: 193]. وقال تعالى: ((إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)) [المؤمنون: 109] ... الخ)) [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 123].
وقد تبين لك أنه لا يصح أخذ الأحكام من هذا الحديث لضعفه وانظرا يا رعاك الله كيف يستدل الصوفية بالأحاديث الضعيف ثم يؤصلون عليها فانظر ماذا قال المؤلف: ((وهذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى بجاه))، وقوله: ((فالشرع لم يفرق بين التوسل بالذوات الفاضلة وبين التوسل بالعمل الصالح)) وقد قلنا ما بني على باطل في باطل فهذا الحكم بناه المؤلف على حديث ضعيف لا يحتج به إلا عند من يرون إخراج الحديث كاف لصحته والاعتماد عليه.
وقول المؤلف: ((بل لقائل أن يقول: كيف لا يجوز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أشرف خلق الله ويجوز التوسل بصلاة العبد وصيامه وصدقته وكلا الأمرين خلق الله)) نقول الدين لا يأخذ بالعقل والقياسات، فأين ذهب النصوص؟ ألا يكفيك عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان حيث كانوا يتوسلون بالعمل الصالح ولا يتوسلون بالذوات، والأدلة على التوسل بالعمل الصالح كثيرة فمنها قصة الثلاثة الذين أطبق عليه القار فقاموا يتوسلون إلى الله تعالى بصالح عمالهم، وهذا الأمر واضح لا يحتاج إلى دليل.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 08:42]ـ
مكرر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 11:17]ـ
مكرر
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 11:19]ـ
الدليل الثالث:
قال المؤلف: ((3 - وعن سيدنا علي كرم الله وجهه: أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما قال: اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي)) [ص 95].
قلت: هذا الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط فقال: ((حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة قال حدثنا روح بن صلاح قال حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسونني وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا وثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه عليها رسول الله بيده ثم خلع رسول الله قميصه فألبسها إياه وكفنت فوقه ثم دعا رسول الله أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود ليحفروا فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه وقال الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين ثم كبر عليها أربعا ثم أدخلوها القبر هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا سفيان الثوري تفرد به روح بن صلاح)) [ص 67 – 68/ 1] وفي الكبير أيضا [ص 351/ 24].
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني فقال: ((حدثنا سليمان بن احمد ثنا احمد بن حماد بن رغبة حدثنا روح بن صلاح أخبرنا سفيان عن عاصم عن أنس بن مالك قال لما ماتت فاطمة بنت أسد .... الحديث)) [حلية الأولياء ص 121/ 3].
لا اعلم لماذا يستدل المؤلف بهذا الحديث مع أن الهيثمي الذي عزا له قد ضعف أحد رجاله فقال: ((وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح)) [ص 257/ 9].
ولم يعرف الحفاظ هذا الحديث إلا من رواية روح بن صالح فقد قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا سفيان الثوري تفرد به روح بن صلاح)) [ص 68/ 1]، وقال أبو نعيم: ((غريب من حديث عاصم والثوري لم نكتبه إلا من حديث روح بن صلاح تفرد به)) [ص 121/ 3].
وروح يقال له ابن سيابة. قال ابن عدي: ((وفي بعض حديثه نكرة)) [الكامل ص 146/ 6]. والحديث نفسه أورد ابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية وقال عقبه: ((تفرد به روح بن صلاح وهو في عداد المجهولين وقد ضعفه ابن عدي)) [ص 269/ 1]، وقال الدارقطني: ((ضعيف في الحديث)) [لسان الميزان ص 465/ 2]، قال الذهبي: ((واهٍ)) [تلخيص العلل ص 91].
أما توثيق الحاكم ابن حبان له لا يعتد به إذا كان الراوي متكلم فيه، لأنهما من المتساهلين في التوثيق، وقد مر قول ابن تيمية في مسألة تصحيح الحاكم رحمه الله تعالى، وعلى فرض أنهما من غير المتساهلين لا يقدم التوثيق على الجرح المفسر، فروح جرح بأمرين الأول النكارة في الحديث وهذا جرح مفسر، وكذلك بالجهالة كما مر عن ابن الجوزي.
تنبيه جعل المؤلف مخرج هذا الحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو وهم منه، وكذلك لما كرر هذا المتن في [ص 111] جعل مخرجه عن ابن عباس رضي الله عنه وهو كذلك وهم فهو من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه وكذلك المتن يختلف ولا أعلم هل وهم المؤلف في المتن أيضا أو هو تعمد تغيير المتن زيادة بالتعمية والتوميه.
وهذا الحديث ليس فيه دلالة على جواز الاستغاثة بغير الله عز وجل إنما التوسل بالذوات، فالاستدلال به على جواز الاستغاثة بغير الله عز وجل تساهل من المؤلف؛ هذا التساهل جاء من أنه لا يفرق بين التوسل والاستغاثة كما صرح في بداية المبحث.
الدليل الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف: ((وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون وفي الحديث إثبات التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري)) [ص 95]
قلت: هذا حديث صحيح، وهذا الحديث دليل على عدم جواز التوسل بالأموات كما فهم الصحابة والتابعون لهم وكلام أمير عمر بن الخطاب واضح المعنى والدلالة فيه قوله: ((كنا نتوسل)) أي توسلهم كان في حياته صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا موجودون فأقروه على ذلك، وإلا لماذا يعدلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العباس، فهل العباس كفؤ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو جاهه أكبر من جاه النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ لا شك أنه لا يوجد مسلم يقول مثل هذا الكلام، فما عدل الصحابة إلى العباس إلا لأمر شرعي.
وقول المؤلف: ((وفي الحديث إثبات التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري))
قلت: فالظاهر من كلام المؤلف أنه فهم هذا الحديث أن عمر بن الخطاب توسل بذات العباس لا بدعائه، وهذا غير صحيح فقد لأن عمر رضي الله عنه طلب الدعاء من العباس رضي الله عهنه قال الحافظ ابن حجر: ((وقد روى عبد الرزاق من حديث بن عباس أن عمر استسقى بالمصلى فقال للعباس قم فاستسق فقام العباس فذكر الحديث فتبين بهذا أن في القصة المذكورة أن العباس كان مسئولا وأنه ينزل منزلة الإمام إذا أمره الإمام بذلك)) [فتح الباري ص 495/ 2]، ففي هذا دلالة على أن عمر سأل العباس الدعاء وجاء التصريح بهذا برواية أخرى قال: ((قم فاستسق وادع ربك)) [تاريخ دمشق ص 357/ 26، وفي إسنادها رجل مبهم]
وقال الحافظ أيضا: ((وقد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكانى من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس)) [فتح الباري ص 497/ 2].
أما قول الحافظ الذي يستدل به المؤلف فهو: ((ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة وفيه فضل العباس وفضل عمر لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه)) [فتح الباري ص 497/ 2]. قال الحافظ هذا الكلام بعد أن سرد توسل العباس، مما يدل أنه يقصد الاستشفاع بدعائهم لا بذواتهم كما فهم المؤلف أو ما يريد إفهامه القاري.
ثم قام المؤلف يعترض على فهم السلف لهذا الحديث بأمور فقال: ((ومن الشبه التي قد ترد على هذا الحديث أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسل بالعباس لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان قد توفي والجواب أن يقال: هل قال لكم عمر أو العباس إن هذا التوسل لأن الرسول كان قد توفي كلا لا قال عمر ذلك ولا أشار إليه ولا قال العباس ذلك ولا أشار إليه .. الخ)) [ص 95 – 96].
وهذا القول من عجيب صنع المؤلف أو من عجيب فهمه، وكأنه لا يعلم أن هناك لسان الحال، وهناك لسان المقال، فلسان حال الصحابة يقول ذلك حيث عدلوا عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس.
ثم هب أن المؤلف لا يتعرف بشيء أسمه لسان الحال الذي نعبر عنه (بعمل السلف) فلقد جاء لسان المقال حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((كنا نتوسل إليك بنبينا)) أي في المواضع في حال حياته صلى الله عليه وسلم، وبعدما انتقل إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم ماذا كان حالهم قال: ((إليك بعم نبينا فاسقنا)) وهذا الأمر واضح جدا جدا، ولكن القوم يأبون ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قام يسوق المؤلف اعتراضات ليصرف الدلال الظاهرة في هذا الحديث من أن التوسل كان بدعاء العباس لا بذاته فقال: ((1 - ترك الشيء لا يدل على منعه كما تقرر في الأصول فترك عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا دلالة فيه أصلا على منع التوسل وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا من المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟ لم يقل ذلك أحد من العلماء ثم إن صاحب الوسيلة لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى بالشافعة عند الله تعالى في قضاء حاجة المتوسل فهل ورد نص بتجرد الأنبياء والصالحين بموتهم مما لهم عند الله من المنزلة والجاه على أنه سيمر معنا إن شاء الله تعالى الكلام عن الروح وقوة تصرفها بعد مفارقة البدن)) [ص 96].
قلت: فقول المؤلف: ((ترك الشيء لا يدل على منعه كما تقرر في الأصول فترك عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا دلالة فيه أصلا على منع التوسل)) هذا لا يستقيم لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس مشرعا بل هو والصحابة وجميع المسلمين مضبوطون بضابط الشريعة فلا يعدلون عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فيتوسلون بالعباس إلا لعلة شرعية يعلمها علماء الصحابة مثل عمر رضي الله عنه سيما أنهم في حال التضرع وفي حال الكرب، والصحابة أصابهم القحط الشديد، وقد روي أنه هذا التوسل كان في عام الرمادة عندما هلك الناس.
فهل يتركون الفاضل ويذهبون إلى المفضول؟؟!! ولقد كان الصحابة في موقف أن يقدموا أفضل ما عندهم فلا شك لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته جائز لما عدلوا به إلى عمه العباس رضوان الله عليه وهم في أمس الحاجة للغيث لما أصابه من قحط.
ثم ماذا يفهم المؤلف ومن يرى رأيه من قول عمر رضي الله عنه حيث يقول: ((كنا نتوسل إليك بنبينا)) أي في السابق أو في الماضي؟؟ نترك الجواب للمنصفين، ولو كان الصحابة يرون جواز التوسل بالذوات لما تركوا ذات النبي صلى الله عليه وسلم، توسلوا بمن هم دونه من أهل بيته.
وقوله: ((لم يقل ذلك أحد من العلماء ثم إن صاحب الوسيلة لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى بالشافعة عند الله تعالى في قضاء حاجة المتوسل)) فأقول: وهذا الاعتراض ناتج عن خلط المؤلف بين التوسل والاستغاثة فهو لا يفرق بينهما كما صرح في بداية المبحث، واعرض يا أخي القاري كلام المؤلف على حديث التوسل بالعباس رضي الله عنه وانظر هل العباس تشفع عند الله أم دعاه ليكشف عنه الضر فيسقون؟؟
وقوله: ((وإنما هو يسعى بالشافعة عند الله تعالى في قضاء حاجة المتوسل))، فهذا إما خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم أو عامة فإذا كان خاص فقد علم من تتبع ما صح عن الصحابة أنهم كانوا يذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه الدعاء فيدعوا الله لهم، هذا كان في حياته فبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى فلم يذهبوا إلى قبره فيسألوه أن يدعو لهم، بل لما احتاجوا إلى الغيث صنعوا كما كانوا يصنعون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن قدموا العباس رضي الله عنه ليحل محل النبي صلى الله عليه وسلم في الاستقاء بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى كما حل أبو بكر الصديق محل النبي صلى الله عليه وسلم في سياسة أمر الناس.
أما إذا كان هذا الأمر عامة في جميع الأولياء فهذه دعوى تحتاج إلى دليل فمن أن الله تعالى أعطى وهذا الولي أو ذاك الشفاعة ليشفع للناس عند الله وقد قال الله تعالى: ((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)) [البقرة: 255]، وقال تعالى: ((وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى)) [النجم: 26]، فأين لهم أنى الله تعالى أعطى أولياء الصوفية الشفعاء، فمن أين لهم أن الله تعالى أعطى الشيخ عبد القادري الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي، والشيخ أحمد البدوي، والشيخ العيدروس ... الخ الشفعاء؟؟!! أليس هذا تقول الله تعالى؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قارون قول المؤلف هذا مع قول المشركين الذي حكاه الله تعالى عنه في قوله تعالى: ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)) [الزمر: 3]، وقوله تعالى: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس: 18]، فالعلة عند المشركين وعند المؤلف واحدة، وهي أن الله تعالى أعطى الشفاعة لبعض خلقه في الدنيا يشفعون لمن طلب منهم الشفاعة. وهذا لو غضضنا الطرف عن معتقد الصوفية بالأولياء بأنهم يتصرفون في الكون.
وقوله: ((لم يقل ذلك أحد من العلماء ثم إن صاحب الوسيلة .... الخ)) من هم هؤلاء العلماء الذي قالوا هذا الكلام هل هم علماء الصوفية أم علماء أهل السنة والجماعة؟؟
فإن كان يقصد علماء أهل السنة والجماعة فليأت بأسمائهم، وإن كان يقصد علماء الصوفية، فالصوفية لهم اعتقادهم الخاص بالأولياء، وهو أنهم يتصرفون بالكون كيفما يشاءون.
ويواصل المؤلف اعتراضه فقال: ((2 - أراد عمر ان يبين التوسل بالمفضول مع وجود الأفضل لوجود علي وعثمان رضي الله عنهما)) [ص 96].
قلت: نقول قد يكون هذا صحيحا في حال التعليم، وليس في حال الكربة والشدة، مع مراعاة أن التوسل المذكورة هو بالدعاء لا بالذات، ثم هل يوجد عند المؤلف دليل على أن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما كانا موجودين في تلك الحادثة حتى يقول تركوا الفاضل واتخذوا المفضول؟
وهذا القصد الذي قاله المؤلف هو من عنده نفسه لأنه لا يوجد دليل على أن عمر رضي الله عليه عنه يريد التعليم بجواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل لبين ذلك كما فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما شرب قائما يعلم الناس أن الشرب قائما جاز فقد أخرج البخاري عن النزال قال: ((أتى علي رضي الله عنه على باب الرحبة بماء فشرب قائما فقال: إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت)) [ح 2027].
لو كان فعل عمر رضي الله عنه فعل تعليم لبين للناس كما بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ثم الرواية ليس فيها هذه الدلالة التي يقولها المؤلف بل تفيد أن هذا كان ديدن لعمر رضي الله عنه أنه كلما قحطوا قدم العباس للاستسقاء فقد جاء في الرواية: ((كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب)) فهذا يدل على تكرار الفعل من عمر وإقرار الصحابة رضوان الله عليهم له على اختيار العباس وتكرار الاستسقاء به.
ثم رواية ابن حبان توضح أن الصحابة لما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقون به فلما انتقل إلى الرفيق الأعلى قاموا يستسقون بالعباس عن أنس قال: ((كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فيستسقي لهم فيسقون فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في إمارة عمر قحطوا فخرج عمر بالعباس يستسقي به فقال: اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك صلى الله عليه وسلم واستسقينا به فسقيتنا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال فسقوا)) [ح 2861]، فهذا اللفظ بين العلة من الاستسقاء بالعباس هو تعذر الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم لوفاته، فيظهر لك أن قول المؤلف هذا ليس عليه دليل.
قال المؤلف: ((3 - توسل عمر بالعباس في الحقيقة توسل بالنبي لأن عمر توسل به لمكانته من النبي وكونه عمه فها هو يقول عم نبينا ولم يقل بالعباس بن عبد المطلب)) [ص 96].
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: نعم إن من أحد اسباب تقديم العباس على الناس لأنه عم النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم جيله وكيف لا يقدم عمر بن الخطاب العباس وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في حق العباس: ((يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه)) [رواه مسلم ح 983]، ومع أن أصاب جماعة من الناس قحط شديد وأرادوا أن يتوسلوا بأحدهم لما أمكن أن يعدلوا عمن دعاؤه أقرب إلى الإجابة فما قدموا العباس إلا لظنهم هذا الظن.
أما أن التوسل بالعباس هو في الحقيقة توسلا بالنبي صلى الله عليه وسلم لما قال عمر بن الخطاب: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا)) أي كنا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نطلب منه أن يستسقي لنا ((وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) أي الآن بعد انتقال نبيك إلى الرفيق الأعلى نقدم عم نبينا فعمر يفرق بين الأمرين ولو كان حقيقة الأمر واحد لما قدم العباس فيقول: ((اللهم كنا توسل بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بنينا كما كنا نتوسل)) فلما يعدل عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى العباس؟
ثم لو كان الأمر كذلك لكان الناس لا يستسقون إلا برجل من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا خلاف ما كان عليه الصحابة فقد ثبت أنهم استقوا لم يقدموا أحدا من آل البيت أخرج مسلم عن أبي إسحاق: ((أن عبد الله بن يزيد خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى ... الحديث)) [ح 1254]، وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد الخطمي أن بن الزبير: ((خرج يستسقي بالناس فخطب ثم صلى بغير أذان ولا إقامة قال وفي الناس يومئذ البراء بن عازب وزيد بن أرقم)) [ح 4899].
وأخرج يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ بسند صحيح قال: ((حدثنا أبو اليمان قال حدثنا صفوان عن سليم بن عامر الخبائري أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يتسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمر معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود الجرشي يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يزيد يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك إن فارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقينا حتى كاد الناس أن لا ييبلغوا منازلهم)) [ص 221/ 2]
فهؤلاء الصحابة لم قدموا أحدا من آل البيت لأن التوسل به توسلا بالنبي صلى الله عليه وسلم بل كان عمل عمر والناس أن يقدموا من يظنون به الصلاح ليستقي لهم، فكل هؤلاء فهموا كما فهم عمر والصحابة رضوان الله عليهم أن يقدموا بالاستسقاء الصالحين أو من يظنون بهم الصلاح ولم يقدموا أحدا منتقل إلى الرفيق الأعلى.
ويوجد هناك اعترض على كلام المؤلف فإذا كان التوسل بالعباس حقيقته هو التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه توسل به لأنه عم النبي صلى الله عليه وسلم وليس لأنه ممن يرجى استجابة دعائه؛ يكون هذا الحديث خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته فلماذا تم توسعة دائرة الاستدلال بهذا الحديث على جواز التوسل بالصالحين عموما، فلا بد من أحد الأمرين إما التخصيص أو الرجوع عن قوله أن التوسل بالعباس هو حقيقة توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأنه قال: ((وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم))
قال المؤلف: ((4 - أراد عمر بفعله أن يبين جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الصلاح ممن ترجى بركته)) [ص 96]
وهنا صرح المؤلف بما يضمر بعد تلك المقدمة الطويلة العريضة، وهو نعم جائز بدعائهم لا بذواتهم كما فهم المؤلف، لو كان التوسل بالذات وليس بالدعاء فلماذا قدم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العباس رضي الله تعالى عنهما ليستسقي بالناس أي يطلب السقيا من الله عز وجل ولقد جاء في بعض الروايات عن ابن عباس أن عمر رضي الله عنه قال: ((قم فاستسق وادع ربك)) [تاريخ دمشق ص 357/ 26] وإن كان في إسناد هذه الرواية رجل مبهم إلا أنه تبين أن التوسل كان بدعاء العباس رضي الله عنه وهذا ما فهمه العلماء فقد أخرج البيهقي هذا الحديث في السنن الكبرى تحت باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه، وأخرج ابن حبان تحت باب
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ما يستحب للإمام إذا أراد الاستسقاء أن يستسقي الله بالصالحين رجاء استجابة الدعاء لذلك، فإذن هؤلاء فهموا أن التوسل بالصالحين هو بدعائهم رجاء قبوله لا بذواتهم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 10:34]ـ
الدليل الخامس:
قال المؤلف: ((5 - وعن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأبدال بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب. وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن.
ومعنى المثلية في قوله مثل خليل الرحمن أنهم على طريقة إبراهيم عليه الصلاة والسلام في سلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين)) [96 – 97].
قلت: كما هي عادة المؤلف والصوفية عموما الاستدلال بالأحاديث الضعيف بل الموضوعة وحسبهم أن يكون الحديث يؤيد ما يذهبون إليه حتى يحتجوا به، وليس الحديث الضعيف أو الموضوع هو دليلهم مخطئ من يظن ذلك، هم اعتقدوا فافتقروا للدليل فلما بحثوا ما وجدوا إلا تلك الأحاديث فقاموا يستشهدون بها.
فهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد فقال المسند فقال: ((ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح يعنى بن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الأبدال يكونون بالشام ... الحديث [ص 112/ 1]. وإن كان رجاله ثقات إلا أنه فقد أحد شروط الصحة، وهو الاتصال، فشريح بن عبيد لم يدرك عليا رضي الله عنه أما قول الهيثمي: ((شريح بن عبيد وهو ثقة وقد سمع من المقداد وهو أقدم من علي)) [مجمع الزوائد ص 62/ 10] لا يعني أن الحديث متصل وذلك للاسباب التالية:
1. مسألة سماع شريح من المقداد فيها نظر، جاء في تهذيب التهذيب: ((وقال بن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه لم يدرك أبا أمامة ولا المقدام ولا الحارث بن الحارث وهو عن أبي مالك الأشعري مرسل انتهى))، وفعقب الحافظ ابن حجر فقال: ((وإذا لم يدرك أبا أمامة الذي تأخرت وفاته فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء وأنى لكثير التعجب من المؤلف كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى هنا ولم يذكر ذلك في المقداد وقد توفي قبل سعد بن أبي وقاص وكذا أبو الدرداء وأبو مالك الأشعري وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم والله الموفق))
قلت: إذا لم يدرك سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الذي توفى سنة 55 هجري فمن باب أولى أنه لم يدرك عليا رضي الله عنه، الذي توفى سنة 40 هجري، وكيف إذا علمت إن ابن عساكر قال: ((وجدت شهادته في كتاب قضاء، تاريخه: سنة ثمان ومئة)) [انظر تهذيب التهذيب]، أي بعد موت علي بـ 68 سنة ومع هذا كله شريح بن عبيد شامي، ومعلومة الحالة السياسة بين أهل الشام وأهل العراق في فترة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
2. قد صرح ابن عساكر بانقطاع هذا فقال بعدما أخرجه: ((هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه)) [تاريخ ابن عساكر ص 289/ 1].
3. اتهم الهيثمي شريحا بالتدليس عن الصحابة فقال: ((وفيه شريح بن عبيد وهو ثقة مدلس أختلف في سماعه من الصحابة لتدليسه باب منه)) [مجمع الزوائد ص 88/ 1].
قلت: فإن صح هذا الحديث ليس في دلالة على التوسل بالذوات الأموات ولو تأمل المؤلف هذه العبارة حيث جاء: ((كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر .... الحديث))، فقد نص هذا الحديث على السقيا مرهونة بحياته، فإذا مات انقطع عمله فلا يستسقى بدعائه وفيه هذا الحديث ولو صحت رد على المؤلف في الولي إذا مات انقطع عمله وإلا لماذا يبدل؟!
وهذا الحديث من جنس حديث الاستسقاء بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم المتقدم.
الدليل السادس:
قال المؤلف: ((6 - وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كنت لابد سائلا فأسأل الصالحين فهذا حث ظاهر منه صلى الله عليه وآله وسلم على سؤال الصالحين)) [ص 97].
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أخرج هذا الحديث لإمام أحمد فقال: ((ثنا قتيبة بن سعيد قال أبو عبد الرحمن وكتب به إلى قتيبة بن سعيد كتبت إليك بخطى وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه الله ولي سعيد رحمه الله وهو خاتم أبي ثنا ليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراسي ان الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل قال النبي صلى الله عليه وسلم لا وإن كنت سائلا لا بد فاسأل الصالحين)) [ص 334/ 4]
وأخرجه أبو داود فقال: ((حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراسي أن الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل يا رسول الله ... الحديث)) [ص 122/ 2]
وأخرجه النسائي: فقال: ((أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراسي أن الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل .... الحديث)) [ص 95/ 5]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال: ((حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن محشي عن بن الفراسي أن أباه الفراسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله .... الحديث)) [ص 336/ 1]
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان فقال: ((أخبرنا أبو علي الروذباري أنا ابو بكر بن داسة نا ابو داود نا قتيبة بن سعيد نا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن بن الفراس أن الفراس قال لرسول الله ... الحديث)) [ص 270/ 3].
وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة قال: ((حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي نا أبو صالح عبد الله بن صالح نا الليث نا جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي أنه قال أخبرني ابن الفراسي أن الفراسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أسأل يا رسول الله ... الحديث)) [48/ 1].
وأخرجه ابن زنجويه في كتاب الأموال قال: ((أنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي أنه قال: أخبرني ابن الفارسي، أن الفارسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أسأل يا نبي الله ... الحديث)) [2067]
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة قال: ((حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، قال: أخبرني ابن الفراسي، أن الفراسي ... والحديث))
وقال أيضا: ((حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن، ثنا قتيبة، ثنا الليث مثله))، وقال أيضا: ((ورواه محمد بن موسى بن أعين، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث، عن بكر، عن مسلم، عن رجل، عن أبيه، مثله ولم يسمه)) [ص 2299].
وأخرجه البخاري في التاريخ قال: ((قال أبو صالح حدثني الليث قال حدثني جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي أنه قال أخبرك الفراسي ... الحديث)) [ص 137/ 7].
ومما مر يتبين أن هذا الحديث بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسي.
ومسلم بن مخشي المدلجي أبو معاوية المصري. لم يرو عنه إلا بكر بن سوادة، وهذا الذي يعبرون عنه بمجهول العين في اصطلاح أهل الحديث قال الذهبي في ميزان الاعتدال: ((تفرد بحديث الفراسي في ماء البحر ما حدث عنه غير بكر بن سوادة)) [420/ 6]، ثم لم يوثقه إلا ابن حبان وهي عادة مشهورة له بتوثيق المجاهيل، فلا تقوم بمثل هذا حجة.
ثم على فرض صحة هذا الحديث، ففيه نهي عن السؤال، وهو خاص بسؤال المال حتى أن أبا داود أدرجه تحت باب ((باب في الاستعفاف))، وكذلك ابن زنجويه أورده تحت باب ((التشديد في مسألة الناس من أموالهم))
فالدعوى أوسع من الدليل، ويا ليت كان الأمر كذلك بل يستدل بما لا ليس هو دليل، ولا أعلم كيف قُرض لهذا الكتاب دون التنبيه على هذه المسألة، أي أن الحديث ليس في محل البحث والاستدلال على التوسل والاستغاثة بالامور التي هي من خصائص الربوبية، والحديث ليس فيه دلالة على جواز التوسل بالذوات أو الاستغاثة بالمخلوقين محل البحث.
نعم قد يقول قائل ان في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لسائل المال بأن يسأل الصالحين دليل على جواز غير الله عز وجل فالجواب:
هذا ليس من خصائص الربوبية بل هو مما يقدر عليه البشر بل الله سبحانه وتعالى حث المسلمين على إنفاق المال في سبيله فهذا خارج محل البحث، أما توجيه النبي صلى الله عليه وسلم السائلين للصالحين حتى يكون أرجى لإعطائهم ما يحتاجون من مال دون تكدير خاطرهم أو ردهم.
وهذا الحديث على ضعفه يخالف الحديث الصحيح عن ابن عباس عندنا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألت فاسأل الله)) رواه الترمذي وغيره فإن صح حديث الفراسي فهو خاص في مسألة المال، وحديث ابن عباس عام، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:37]ـ
الدليل السابع:
قال المؤلف: ((7 - وقال عليه الصلاة والسلام (إن الله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله)) [ص 97].
قلت: أخرجه الطبراني في الكبير فقال: ((حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الوابشي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث)). [358/ 12].
وأخرجه أيضاً الشهاب القضاعي فقال: ((أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ثنا علي بن بندار ثنا أبو عمران موسى بن القاسم ثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث))، [مسند القضاعي ص 117/ 2].
وقال أيضا: ((أنا محمد بن الحسين النيسابوري أنا أبو الطيب العباس بن أحمد المعروف بأبي بدر الشافعي نا عمر بن عبد الله القزاز نا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني نا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث)) [ص 118/ 2].
وأخرجه أبو نعيم في الحلية فقال: ((حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا احمد بن طارق الواشي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث)) [ص 225/ 3].
وقال عقبه: ((هذا حديث غريب من حديث زيد عن ابن عمر لم يروه عنه إلا ابنه عبدالرحمن وما كتبناه إلا من حديث احمد بن طارق)) [ص 225/ 3].
قلت: مما مر يتبين لنا أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم تفرد به عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا، وعبد الرحمن هذا ضعيف، ضعفه الإمام أحمد والنسائي وأبو زرعة وغيرهم حتى قال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه. راجع ترجمته في تهذيب التهذيب، وقال تقي الدين ابن تيمية: ((ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرا)) [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 99]، وقال الحافظ ابن عبد الهادي: ((فهو ضعيف غير محتج به عند أهل الحديث)) [الصارم المنكي ص 42] ..
وأخرج هذا الحديث ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج فقال: ((ذكر الحارث ذكر داود بن المحبر نا الربيع بن صبيح عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث)) [ص 55].
وهذا مرسل، فهو ضعيف فقد أحد شروط الصحة وهو الاتصال، قد يقال قائل قد أخذ بعض الفقهاء بالحديث المرسل، فنقول مجال التصحيح والتضعيف ليس مجال الفقهاء بل هو للمحدثين ثم هل هم أخذوا به في الأخبار أم في الأحكام، وحديثنا هذا خبر وليس حكم.
ثم أن الراوي عن الحسن الربيع متكلم في حفظه وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق شيء الحفظ، والراوي عن الربيع داود بن المحبر، متروك الحديث. فهذا الإسناد ضعيف من جميع الجهات.
وقد قلنا في السابق الصوفية لا يعتدون بالتصحيح والتضعيف يكفيهم أن الحديث موجود في الكتاب ليحتجوا به، ولو أن صاحب المؤلف تحرى الصحيح من الأحاديث والآثار لأراح الناس، ولكن يلبس على الناس بمثل هذا، لا نرضاه.
وهذا الحديث مخالف لكتاب الله عز وجل فقال تعالى قال: ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [النمل: 62]، فالله تعالى هو يكشف السوء ويجيب المضطر ولو كان الله تعالى يردون من عبيده أن يفزعوا للخلق من دونه لحثهم على ذلك فهذا الحديث لا يصح سندا كما أنه مخالفة لكتاب الله عز وجل.
الدليل الثامن:
قال المؤلف: ((8 - وعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا عليّ، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم))) [ص 97].
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هذا الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال: ((حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث)). [ص 21/ 10].
وأخرجه أيضا أبو يعلى في المسند فقال: ((حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معروف بن حسان عن سعيد عن قتادة عن بن بريدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث)) [ص 177/ 9].
وأخرجه أيضا ابن السني في عمل اليوم والليلة فقال: ((أخبرنا أبو يعلى ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا معروف ابن حسان ثنا أبو معاذ السمرقندي عن سعيد عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث)) [ص 456].
قلت: وهذا الإسناد فيه تصحيف فأبو معاذ السمرقندي هو نفسه معروف بن حسان، قال الهيثمي في مجمع الزوائد عن هذا الحديث: ((رواه أبو يعلى والطبراني وزاد سيحبسه عليكم وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف)) [ص 132/ 10]، ومع ذلك ذكره المؤلف يحتج به مع أنه عزا الحديث للطبراني، ولكن هو مذهب القوم لا يعتبرون بالتصحيح والتضعيف. وهذه أقوال العلماء في معروف، قال ابن عدي: ((منكر الحديث)) [الكامل ص 325/ 6]، وقال البيهقي: ((منكر الحديث)) [السنن الكبرى ص 20/ 1]، وقال أبو حاتم: ((مجهول)) [الجرح والتعديل ص 322/ 8]، وقال الذهبي: ((واهٍ)) [تذكرة الحفاظ ص 1064/ 3]
وقال الخليلي في الارشاد: ((له في الحديث والادب محل روى كتاب العين عن الخليل وعن عمر بن ذر الكوفي الهمداني نسخة لا يتابعه احد منها ما حدثني عبد الرحمن بن محمد النيسابوري ويحيى بن محمد الشاشي قالا حدثنا علي بن الحسن بن أحيد القطان البلخي حدثني أبو يعقوب إسحاق بن شبيب بن شجاع البامياني حدثني فارس بن عمر حدثنا أبو معاذ معروف بن حسان السمرقندي حدثنا عمر بن ذر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل)) وهذا من نسخة بهذا الإسناد وحدثني جماعة وعبد الله بن أبي زرعة الحافظ عن ابن أحيد هذا بهذا الإسناد أحاديث فسألته عنها فقال: لا يعرفها الا بهذا الإسناد وليس رواتها ممن يعتمد عليهم)) [ص976 – 977/ 3].
وهذا الحديث أورده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ثم قال: ((ضعيف. رواه الطبراني (3/ 81 / 1) و أبو يعلى في " مسنده " (254/ 1) وعنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (500) كلاهما من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.
قلت: وهذا سند ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: معروف هذا، فإنه غير معروف! قال ابن أبي حاتم (4/ 1 / 333) عن أبيه إنه " مجهول ". وأما ابن عدي فقال: إنه " منكر الحديث "، وبهذا أعله الهيثمي (10/ 132)، فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى و الطبراني: " وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف ".
الثانية: الانقطاع، وبه أعله الحافظ ابن حجر فقال: " حديث غريب، أخرجه ابن السني و الطبراني، و في السند انقطاع بين ابن بريدة و ابن مسعود ". نقله ابن علان في " شرح الأذكار " (5/ 150).
وقال الحافظ السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " (ص 39): " و سنده ضعيف، لكن قال النووي: إنه جربه هو وبعض أكابر شيوخه ".
قلت: العبادات لا تؤخذ من التجارب، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة! كيف وقد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص. والله المستعان.
وما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " (4/ 68 / 1) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق، و كان قد بلغه أن من اضطر (كذا الأصل، و لعل الصواب: ضل) في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني! أعين، قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز. أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده ".
قلت: فهكذا فليكن الاتباع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 140) بمثل هذه المناسبة:
" وأقول: السنة لا تثبت بمجرد التجربة، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا. وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين، وقد تكون الاستجابة استدراجا ".
وللحديث طريق آخر معضل، أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (12/ 153 / 2) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره نحوه.
وهذا مع إعضاله، فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه، والأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه في آخر الحديث التالي)) [ح 655].
تابع الدليل الثامن:
وقال المؤلف: ((وفي رواية: إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدكم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم)) [ص 97].
قلت: وهذه الرواية: أخرجها الطبراني في المعجم الكبير فقال: ((حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا عبد الرحمن بن سهل حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن زيد بن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (("إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدكم عونا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم " وقد جرب ذلك)) [ص 117/ 17].
قلت: وهذا إسناد منقطع فزيد بن علي بن الحسين قتل سنة 122 هجري عن 42 سنة فكانت ولادته في سنة 80 هجري، وعتبة بن غزوان توفى سنة 17 هجري فبينهما مفاوز تنقطع بها أعناق الإبل.
وعبد الرحمن بن سهل أظنه الذي ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [ص 276/ 10]، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: ((رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا ان يزيد بن علي لم يدرك عتبة)) [ص 132/ 10].
وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة وقال: ((ضعيف. رواه الطبراني في " الكبير " (مجموع 6/ 55 / 1): حدثنا الحسين بن إسحاق: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي: حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال: حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وزاد في آخره:
" وقد جرب ذلك ".
قلت: و هذا سند ضعيف. وفيه علل:
1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي وأبوه كلاهما ضعيف، قال الحافظ في الأول منهما:
" صدوق يخطئ ". وقال في أبيه:
" صدوق يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ".
و قد أشار إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " (10/ 132):
" رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، إلا أن يزيد (كذا) بن علي لم يدرك عتبة ".
3 - الانقطاع بين عتبة و ابن علي، هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث (ابن علي) غير مسمى، وقد سماه الهيثمي كما سبق (يزيد)، وأنا أظنه وهما من الناسخ أو الطابع، فإنه ليس في الرواة من يسمى (يزيد بن علي) والصواب (زيد بن علي) وهو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة ثمانين، ومات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته وولادة زيد بن علي دهر طويل!
وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ":
" أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا وزاد في آخره " وقد جرب ذلك ". ثم قال الحافظ: " كذا في الأصل، أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني، ولم أعرف تعيين قائله، ولعله مصنف المعجم، و الله أعلم ".
فقد اقتصر الحافظ على إعلاله بالانقطاع، وهو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين. وأما دعوى الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب، فلا يجوز الاعتماد عليها، لأن العبادات لا تثبت بالتجربة، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله.
و مع أن هذا الحديث ضعيف كالذي قبله، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء والصالحين، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق من غير البشر، بدليل قوله في الحديث الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليهم ". وقوله في هذا الحديث:
" فإن لله عبادا لا نراهم ".
وهذا الوصف إنما ينطبق على الملائكة أو الجن، لأنهم الذين لا نراهم عادة، وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني ".
قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " (5/ 151): " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ".
وحسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " وقال الهيثمي:
" رجاله ثقات ".
قلت: ورواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي. فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء و الصالحين، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فإن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء، ولو سمعوا لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة، وهذا صريح في آيات كثيرة، منها قوله تبارك وتعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير) (فاطر 13 - 14). هذا، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217):
" سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] وثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي، ورواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي وهو من رجال مسلم، على ضعف في حفظه، قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يهم ".
وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " (13/ 52 - 54) ترجمة جيدة.
نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 455 / 1).
وجعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل، فإنهما و إن كانا من رجال الشيخين، فالأول منهما لم يجرح بشيء، بخلاف الآخر، فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وقال غيره: كانت فيه غفلة. ولذلك قال فيه الحافظ: " صحيح الكتاب، صدوق يهم ". وقال في جعفر: " صدوق ". ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة، لانكشفت له العلة، وأعله بالوقف كما فعلت، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا، والله أعلم)) [ح 656]
تابع الدليل الثامن:
قال المؤلف: ((وفي رواية: إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظ يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني، وفي رواية أعينوا)) [ص 97].
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان فقال: ((أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا عبد الملك بن عبد الحميد نا روح نا أسامة بن زيد ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون أنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس)) [ص 128/ 6] موقوفا.
وأخرجه أيضا في شعب الإيمان من طريق آخر فقال: ((أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا بن أبي مريم ثنا عبد الله بن فروخ أخبرني أسامة بن زيد حدثني أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس ... الحديث [ص 183/ 1] موقوفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال: ((حدثنا أبو خالد الأحمر عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس ... الحديث)) [ح 29721] موقوفا
قلت: في إسناده أسامة بن زيد الليثي متكلم فيه والظاهرة أنه كبر فساء حفظه، وأكثر ما تكلموا فيه؛ تكلموا بروايته عن نافع.
وعلى كل حال الحديث ليس فيه ما يدل على التوسل بالذوات أو الاستغاثة بالأموات، إنما هم ملائكة يساعدون الناس فيما يقدرون عليه، وفيما لا يفضي إلى شرك، وإلا كيف يقاس إمساك الدابة، بطلب الولد من عبد القادر الجيلاني؟؟!!
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة: (( ... وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني ".
قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " (5/ 151): " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ".
وحسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " وقال الهيثمي:
" رجاله ثقات ".
قلت: ورواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي. فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء و الصالحين، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فإن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء، ولو سمعوا لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة، وهذا صريح في آيات كثيرة، منها قوله تبارك وتعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير) (فاطر 13 - 14). هذا، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217):
" سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] وثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي، ورواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي وهو من رجال مسلم، على ضعف في حفظه، قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يهم ".
وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " (13/ 52 - 54) ترجمة جيدة.
نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 455 / 1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وجعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل، فإنهما و إن كانا من رجال الشيخين، فالأول منهما لم يجرح بشيء، بخلاف الآخر، فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وقال غيره: كانت فيه غفلة. ولذلك قال فيه الحافظ: " صحيح الكتاب، صدوق يهم ". وقال في جعفر: " صدوق ". ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة، لانكشفت له العلة، وأعله بالوقف كما فعلت، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا، والله أعلم)) [ح 656]
قال العلامة السهسواني: ((قلت: وفي الباب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في مجمع الزوائد: وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ملائكة في الأرض -سوى الحفظة - يكتبون ما سقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم بأرض فلاة فليناد: أعينوني عباد الله " رواه البزار ورجاله ثقات. اه.
قلت: كون الرجال ثقات لا يقتضي صحة الحديث أو حسنه، لاحتمال أن يكون فيه انقطاع أو شذوذ، وعلى تقدير الحديث فالثابت منه جواز نداء الأحياء أو طلب ما يقدرون عليه منهم، وذلك لا ينكره أحد)) [ص 393]
وقال المؤلف: ((وذكر الإمام الطبراني في الكبير، والإمام النووي في الأذكار بعد روايتهما للحديث بأنهما جربا ذلك بأنفسهما)).
قلت: لم يقل الطبراني أنه جربه بنفسه، بل قال: ((وقد جرب ذلك)) هكذا مبني للمجهول فهذه من مجازفات المؤلف وقد مر معنا كلام العلامة الألباني في هذا المعنى وأورده مرة أخرى للفائدة قال: ((قلت: العبادات لا تؤخذ من التجارب، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة! كيف وقد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص. والله المستعان.
وما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " (4/ 68 / 1) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق، و كان قد بلغه أن من اضطر (كذا الأصل، و لعل الصواب: ضل) في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني! أعين، قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز. أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده ".
قلت: فهكذا فليكن الاتباع.
ومثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 140) بمثل هذه المناسبة:
" وأقول: السنة لا تثبت بمجرد التجربة، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا. وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين، وقد تكون الاستجابة استدراجا "))
وقال المؤلف: ((وهو ظاهر جلي لا يحتمل التأويل ولا التبديل ففي هذا الموقف الذي ينادي فيه الإنسان (يا الله) بفطرته، حيث لا يرى حوله من يآنسه أو يقاسمه همه رغم هذا أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول «يا عباد الله حثا على الأخذ بالأسباب فهل بعد الحق إلا الضلال المبين»)) [ص 97]
قلت: نعم بفطرته ينادي يا الله، ولكن عندما تجتليها عقائد الصوفية تترك تلك الفطرة وتتجه إلى دعاء المخلوقين مثل الجيلاني والبدوي والمرسي ... الخ، وما فتئ المؤلف في هذا المبحث عن إفساد هذه الفطرة بكل ما أتي من قوة ليصرف الناس من التوجه إلى الله عز وجل في الكرب والشدائد وانقطاع الأسباب إلى التوجه للمخلوقين الذين لا يملكون ضرا ولا نفعا لأنفسهم فضلا لغيرهم.
ولم تأت الشريعة المحمدية بما يخالف الفطرة أبدا، فإذا كانت الفطرة التوجه إلى الله عز وجل في الكرب والشدائد كما قال عز وجل: ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [النمل: 62] فمن المحال أن يأمر الناس بما يخالف الفطرة وهو مأمور بالأخذ بدين الفطرة قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) [الروم: 30]
فدلالة الحديث واضحة إن صح فهؤلاء العباد ملائكة حاضرون يعينون فيما يقدرون عليه وما لا يفضي إلى شرك كما قال السهسواني والألباني أو أنه يحمله المؤلف على الأمور التي لا يقدر عليها البشر فيكون يدعو لما هو مخالفة للفطرة التي فطر الخلق عليها.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:39]ـ
الدليل التاسع:
قال المؤلف: ((9 - عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟ ..... الخ)) [ص 97 – 98].
قلت: أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال: ((حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم عن الحارث بن حسان البكري .... الحديث)) [ص 220/ 8]، دون ذكر زيادة ((وبرسوله)) فتكون هكذا: ((أعوذ بالله أن أكون كوافد)).
وأخرجه أيضا أبو محمد الأصبهاني في كتاب العظمة فقال: ((حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا أبو شيبة الرهاوي حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن الحارث بن حسان البكري ... الحديث)) [ص 1320 – 1321/ 4]، ولفظه: ((فأعوذ بالله يا رسول الله أن أكون كوافد عاد)) من غير ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا منقطع بين عاصم بن أبي النجود وبين الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه، ولكن وصله الترمذي في السنن فقال: ((حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن سلام عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد ... الحديث)) [ح 3273].
وأخرجه الطبري أيضا في تفسيره موصولا فقال: ((حدثنا أبو كريب قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا سلام أبو المنذر النحوي قال ثنا عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن يزيد البكري .... الحديث)) [ص 221/ 8]. ولفظ هذا الطريق: ((أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد))
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال: ((حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي أنا سلام أبو المنذر القارئ ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان .... الحديث)) [ص 354/ 2] ولفظه: ((أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد))
وأخرج الإمام أحمد في المسند فقال: ((ثنا زيد بن الحباب قال حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي قال ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحرث بن يزيد البكري ... الحديث)) [ص 482/ 2]. ولفظه: ((أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد))
وأخرجه مختصرا النسائي في السنن الكبرى قال: ((أنبأ إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا عفان قال حدثنا سلام أبو المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان ... الحديث)) [ح 8607]
وأخرجه مختصرا أيضا ابن ماجه قال: ((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسان .. الحديث)) [ح 2816]
قلت: هذه رواية عاصم بن بهدلة، وعاصم صدوق سيء الحفظ في الحديث حجة في القراءة، قال الدارقطني: ((في حفظه شيء))، وقال العقيلي: ((لم يكن فيه إلا سوء الحفظ)) [راجع ترجمته في تهذيب التهذيب] وهذا الجرح ومفسر بسوء الحفظ فيقدم على التوثيق.
ويظهر سوء الحفظ جليا في هذا الحديث فهو لم يضبط الحديث لاختلاف الرواة عنه فتارة يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وتارة لا يذكره، وتارة يروى منقطعا وتارة موصولا مما يدل على عدم ضبط اللفظ، فكيف يحتج بمثل هذا؟؟!!
وقد رجح رواية سلام عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث على رواية أبي بكر عن عصام عن الحارث الحافظ أبو الفتح الأزدي فقال: ((هكذا روى هذا الحديث سلام القاري عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان وهو الصحيح وسلام قد حمل الناس عنه ورواه أبو بكر بن عياش وهو من الثقات عن عاصم عن الحارث بن حسان ولم يذكر أبا وائل وقول سلام في هذا عن أبي وائل أثبت وأصح وإن كان أبو بكر بن عياش ثقة إلا أنه بشر يقع عليه السهو)) [المخزون في علم الحديث ص 72]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الحافظ ابن عبد البر فقال: ((روى عنه أبو وائل واختلف في حديثه منهم من نجعله عن عاصم ابن بهدلة عن الحارث بن حسان لا يذكر فيه أبا وائل والصحيح فيه عن عاصم عن أبى وائل عن الحارث بن حسان قال قدمت المدينة فأتيت المسجد فإذا النبي على المنبر وبلال عائم متقلد سيفا وإذا رايات سود فقلت من هذا قالوا هذا عمرو بن العاص قدم من غزاة ..... الخ)) [ص 285 – 286/ 1]
وكذلك الحافظ ابن كثير رواية سلام الموصولة على رواية أبي بكر المنقطة فقال: ((وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث أبي المنذر سلام بن سليمان به، ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن الحارث البكري، ولم يذكر أبا وائل وهكذا رواه الإمام أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث والصواب عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث كما تقدم)) [البداية والنهاية ص 90/ 5]
فراوية أبي بكر بن عياش ضعيفة لانقطاعها، وكذلك لوهمه كما قال أبو الفتح الأزدي وترجيح الحفاظ رواية سلام على رواية أبي بكر، فسلام هو ابن سيلمان أبو المنذر تكلم فيه العلماء النقاد القاري النحوي قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ((صدوق يهم))، وقال ابن حبان: ((كان يخطئ)) وقال الساجي: ((صدوق يهم، ليس بمتقن في الحديث)).
وأختلف الرواة عن سلام عليه فزيد بن الحباب وعفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي رووا لفظ: ((أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد))، ولفظ ((أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد)) وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه بلفظ: ((أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد)) كما في رواية الترمذي.
وسفيان بن عيينة ثقة حافظ فقيه إمام حجة، وزيد بن حباب صدوق، وعفان بن مسلم ثقة ثبت وإن كان هم ثلاثة وسفيان واحد إلا أن روايته أرجح وذلك بقرينة ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة قال: ((حدثناه أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن أحمد بن الوضاح، ثنا عبد العزيز بن منيب، ثنا أحمد بن الحارث الجرجاني، ثنا أحمد بن أبي طيبة، عن عنبسة بن الأزهر الذهلي، عن سماك بن حرب، قال: سمعت الحارث بن حسان البكري، يقول: لما كان بيننا وبين إخواننا من بني تميم ما كان وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافيته وهو على المنبر وهو يقول: «جهزوا جيشا إلى بكر بن وائل»، فقلت: يا رسول الله، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد، وذكر الحديث بطوله نحو حديث سلام أبي المنذر)) [ص 791/ 2].
فيتبين لنا أن الرواة اختلفوا على سلام على لفظين ((أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد))، ولفظ: ((أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد)) فلا يختار لفظ على لفظ إلا بمرجح، وهذا الله تعالى أعلم.
قال المؤلف: ((فها هو رضي الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله)) [ص 98].
قلت: والمؤلف هنا يرجح لفظ: ((أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد))، أو لفظ ((أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد))، لا لشيء إلا لأنه ظن أن هذا يوافق ما يدعو إليه من استغاثة بغير الله عز وجل فنقول أن اللفظة غير محفوظة كما مر تحقيقه وإن صحة ليس هذا من باب الشرك أو الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بما هو من خصائص الربوبية فالحارث بن حسان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وبطريقه إلى المدينة حمل معه امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجدها في الطريقة، فلما حضرا عند النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحارث عن حال الحرب بين بكر وتميم فقال صلى الله عليه وسلم: ((هل كان بينكم وبين بني تميم شيء)) فأجابه وقال: نعم قال وكانت لنا الدبرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب فأذن لها فدخلت فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا فأجعل الدهناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما سمعت هذه المرأة مقالة الحارث حميت لقومها قال: فحميت العجوز واستوفزت قالت: يا رسول الله فإلى أين تضطر مضرك، تريد العجوز أن يقتله النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحارث: إنما مثلي ما قال الأول معزاء حملت حتفها حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد، والمقصود أعوذ بالله وبك يا رسول الله أن تقتلني بما قالت المرأة التي أظن أن صنعي بها كان خير لي فإذ هو يجر إلي حتفي.
فهذا هو معنى الحديث فأين الاستغاثة الشركية بهذا اللفظ إن صح؟! فهذا الحديث لا دلالة به على ما يرمي إليه المؤلف ولله الحمد والمنة.
الدليل العاشر:
قال المؤلف: ((10 - وعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال: هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ثم يقال: هل فيكم من صحب محمدا فيقال: لا فيقال: فمن صحب أصحابه؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه»)) [ص 98].
قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده فقال: ((حدثنا عقبة حدثنا يونس حدثنا سليمان الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال هل فيكم أحد صحب محمدا فتستنصرون به فتنصروا ثم يقال هل فيكم من صحب محمدا فيقال لا فمن صحب أصحابه فيقال لا فيقال من رأى من صحب أصحابه فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه ")) [ص 132/ 4].
ووجه دلالة المؤلف من هذا الحديث عبارة: ((فتستنصرون به فتنصروا))، فهذا اللفظ تفرد به يونس بن بكير، ويونس تكلم العلماء فيه قال أبو داود: ((ليس هو عندي حجة يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث))، وقال النسائي: ((ليس بالقوي))، وقال الحافظ ابن حجر: ((صدوق يخطئ)) ووثقه غير واحد.
وقد محاضر بن المورع الهمداني أحد رجال مسلم دون ذكر هذه اللفظة كما أخرجها أيضا أبو يعلى فقال: ((حدثنا ابن نمير حدثنا محاضر عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يبعث بعث فيقال لهم هل فيكم أحد صحب محمدا فيقال نعم فيلتمس فيوجد الرجل فيستفتح فيفتح عليهم ثم يبعث بعث فيقال هل فيكم من رأى أصحاب محمد فيلتمس فلا يوجد حتى لو كان من وراء البحر لأتيتموه ثم يبقى قوم يقرؤون القرآن لا يدرون ما هو ")) [ص 200/ 4].
ومحاضر أيضا قد تكلم فيه العلماء فقال أحمد بن حنبل: ((سمعت منه أحاديث لم يكن من أصحاب الحديث كان مغفلا جدا)) وقال أبو حاتم: ((ليس بالمتين، يكتب حديثه)) وقد وثقه غير واحد من النقاد.
والراجح من الألفاظ رواية محاضر ولذلك لقرائن، فالقرينة الأولى ما قاله ابن عدي الكامل قال: ((روى عن الأعمش أحاديث صالحة مستقيمة وغيره إذا روى عن غيره كذلك ولم أر في رواياته حديثا منكرا فاذكره إذا روى عنه ثقة)) [ص 441/ 6]، فروايته تقدم على رواية يونس لأنه روى عن الأعمش أحاديث صالحة كما قال ابن عدي.
القرينة الثانية أن الراوي عنه ثقة أحد رجال الصحيحين وهو محمد بن عبد الله بن نمير قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: ((ثقة حافظ فاضل)) ووثقه الحفاظ النقاد.
والقرينة الثالثة هي متابعة جعفر بن عون لمحاضر على عدم ذكر هذه اللفظة كما أخرجها عبد بن حميد في مسنده فقال: ((أنا جعفر بن عون أنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش فيطلب الرجل من أصحابي فيقال: هل فيكم رجل من أصحاب محمد فيقولون: نعم فيستفتحون به فيفتح عليهم ثم يأتي على الناس زمان فيخرج الجيش فيقال: هل فيكم رجل من أصحاب محمد فيطلبونه فلا يجدونه فيقال: هل فيكم أحد رأى أحدا من أصحاب محمد فيطلبونه فلا يجدونه فلو كان رجل من أصحابي وراء البحر لأتوه ")) [ح 1020].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل الحديث في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال البخاري: ((حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال: نعم فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال فيكم من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال: نعم فيفتح ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح ")) [ح 2740] ومسلم قال: ((حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وأحمد بن عبدة الضبي واللفظ لزهير قالا حدثنا سفيان بن عيينة قال سمع عمرو جابرا يخبر عن أبي سعيد الخدري ... الحديث)) [ح 2532].
وليس في الحديث السابق دليل على التوسل بالذوات والاستغاثة فيما لا يستطيعونه، إنما هو تقديمه للدعاء بالنصر على الأعداء فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((" كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه منهم البراء بن مالك "، فإن البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا: يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنك لو أقسمت على الله لأبرك فاقسم على ربك "، فقال أقسمت: عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له يا براء أقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا)) [المستدرك على الصحيحين ص 331/ 3].
فليس في الحدث دليل على جواز التوسل بالذوات والاستغاثة بهم؟؟ أما التوسل في طلب الدعاء من الصالحين فهذا لا ينكره أحد، ثم هذا الحديث دليل على عدم جواز التوسل بالذوات ولو كان جائز عندهم لما التمسوا صحابيا أو تابعيا حيا ليدعو لهم بالنصر واكتفوا بالتوسل بذواتهم سواء كانوا حاضرين أم غائبين.
قال المؤلف: ((وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)) [ص 98].
قلت: نعم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن كيف يكون النصر بهم؟؟ الجواب: ما أخرجه النسائي في السنن الصغرى قال: أخبرنا محمد بن إدريس قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)) [ح 3178، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ح 12683].
بين هذا الحديث أن النصر بسبب إخلاصهم بالدعاء ما جاء في الحديث، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ((قال ابن بطال: تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا وقال: المهلب أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة وقد روى عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة سعد هذه زيادة مع إرسالها فقال: قال سعد: يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره فذكر الحديث، وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام المقاتلة سواء فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه)) [ص 89/ 6].
ثم قال المؤلف ((وهذا دليل على الاستغاثة بالصحابة والتوسل بهم إلى الله طلبا للنصر)) [ص 98].
لقد تبين المقصود من الحديث أنه طلب الدعاء منهم بالنصر لا استغاثة أو توسل بذواتهم فهذه الأحاديث ليست فيها دلالة على ما يرمي إليه المؤلف ولله الحمد والمنة.
ـ[مستدرك]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 09:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم جهد مشكور لكن هل يوجد في الكتاب بحث عن خرقة الصوفيه التي تسمى الرقاع أو المرقعة، وهل ذكر الحديث المفترى، وجاء فيه تواجد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سقطت البرده عن ردائه؟
فائدة جميلة / القمصان في سورة يوسف جاء ذكرها ثلاث مرات، فسرها السيوطي في الدر المنثور على ما ورد من أصل الخرقة عند الصوفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:30]ـ
الدليل الحادي عشر:
قال المؤلف: ((11 - وعن عبدالله بن دينار رضي الله عنه قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يتمثل بشعر أي طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وفي لفظ قال: ربما ذكرت قول الشاعر وانا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب.
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا الفهم، ومثل سيدنا ابن عمر لا يصدر عنه ما يشك في قبوله شرعا)) [ص 98].
قلت: وهذا الحديث صحيح وواضح الدلالة على أن التوسل كان بطلب الاستسقاء من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن عمر: ((ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب وأبيض يستسقى الغمام بوجهه))، فابن عمر تذكر هذه الأبيات لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستقي فيستجاب له مباشرة على أنه توسلوا بذاته الشريفة فسقوا وقد أخرج البخاري عن أنس قال: ((أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسل قائما فقال: يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسل يديه فقال: " اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا " قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال: والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسل قائم يخطب فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسل يديه ثم قال: " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر " قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس قال " شريك فسألت أنسا: أهو الرجل الأول قال لا أدري)) [ح 967].
فهذا كان توسل الصحابة رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الدعاء والاستسقاء ولكن كان توسلهم هو بذاته فقط لما احتاجوا للذهاب إليه وطلب الدعاء منه.
وقد أخرج الطبراني في كتاب الدعاء لفظ فيه زيادة غريبة قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي ثنا عمي سعيد بن خيثم ثنا مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح وأنشده:
اتيناك والعذراء تدمي لبانها = وقد شعلت أم الصبي عن الطفل
وألقى بكفيه الفتى استكانة = من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا = سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل
وليس لنا إلا إليك فرارنا = وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر ثم رفع يديه إلى السماء فقال: ((اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رايث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحمي به الأرض بعد موتها)) فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها وجاء أهل البطاح يعجبون: يا رسول الله الغرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حوالينا ولا علينا)) فانجاب السحاب عن السماء حتى أحدق بالمدينة كالإكليل فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: ((لله أبو طالب لو كان حيا قرت عيناه من ينشدنا قوله)) فقام علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله كأنك أردت قوله:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم = فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد = ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله = ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أجل)) فقام رجل من كنانة فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لك الحمد والحمد ممن شكر = سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة = أجيبت وأشخص منه البصر
ولم يك إلا كقلب الرداء = وأسرع حتى رأينا المطر
دفاق العزالى وجم البعاق = اغاث به الله عليا مضر
وكان كما قاله عمه = أبو طالب ذو رداء وغرر
ويسقي بك الله صوب الغمام = وهذا العيان لذاك الخبر
فمن يشكر الله يلقى المزيد = ومن يكفر الله يلق الغير
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت)) [ح 2180].
قلت: أخرجه البيهقي في دلائل النبوة فقال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة حدثنا جعفر بن عنبسة حدثنا عبادة بن زيادة الأزدي عن سعيد بن ختيم الهلالي (ح).
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني حدثنا عبد الرحمن بن الحسن حدثنا أحمد بن رشيد بن خثيم الهلالي حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم عمي عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك ... الحديث [ص 140 – 141/ 6].
قلت: ومسلم الملائي هو ابن كيسان قال ابن حجر في التقريب: ((ضعيف))، وقال ابن معين: ((لا شيء))، وقال أبو رزعة: ((ضعيف الحديث))، وقال أبو حاتم: ((يتكلمون فيه، و هو ضعيف الحديث))، وقال أبو داود: ((ليس بشيء))، وقال الترمذي: ((ليس عندي بالقوي))، وقال النسائي: ((ليس بثقة))، وقال الجوزجاني: ((غير ثقة))، وقال ابن حبان: ((اختلط في آخر عمره، فكان لا يدرى ما يحدث به))، وقال الدارقطني: ((ضعيف))، وقال الفلاس: ((متروك الحديث))، وقال ابن المديني والعجلي: ((ضعيف الحديث))، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)).
وأحمد بن رشيد بن خثيم، هو أحمد بن راشد بن خيثم الهلالي. قال عنه الحافظ ابن حجر: ((ضعيف جدا)) [تلخيص الحبير ص 235/ 1]، وقال الهيثمي: ((ضعيف)) [مجمع الزوائد ص 182/ 9]، وقال الشوكاني في نيل الأوطار: ((وفيها أحمد بن رشيد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم وهما ضعيفان)) [ص 219/ 2]، وذكره ابن حبان في الثقات [ص 40/ 8] وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في ترجمته حديثا فقال: ((فهو الذي اختلقه بجهل)) [ص 234/ 1].
أما عبادة بن زيادة، هو ابن زياد، قال ابن عدي في الكامل: ((عبادة بن زياد هو من أهل الكوفة من الغالين في الشيعة وله أحاديث مناكير في الفضائل)) [ص 349/ 4]، وقال أبو حاتم: ((كوفي من رؤساء الشيعة أدركته ولم اكتب عنه ومحله الصدق))، وقال موسى بن إسحاق: ((صدوق)) [ص 97/ 6]، وقال الذهبي: ((وعبادة لا بأس به غير التشيع)) [ميزان الاعتدال ص 47/ 4].
أما جعفر بن عنبسة الراوي عن عبادة بن زياد فمتكلم فيه أيضا قال الحافظ شمس الدين الذهبي: ((جعفر بن عنبسة بن عمرو الكوفي.
له في سنن الدارقطني عن عمر بن حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين حتى قبض.
قال ابن القطان علته الجهل بحال عمر بن الحفص المكي بل لا أعرفه مذكورا في مظان ذكره وذكر أمثاله قال وكذلك راوية عنه جعفر بن عنبسة انتهى.
وروى له البيهقي في دلائل النبوة حديثا عن محمد بن الحسين القرشي عن أحمد بن أبي نصر عن أبان بن تغلب وقال إنه إسناد مجهول وكناه في نفس الإسناد أبا محمد)) [ميزان الاعتدال ص 71/ 8].
وزاد عليه الحافظ ابن حجر فقال: ((وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال ثقة روى عن سليمان بن يزيد عن علي بن موسى الرضا رحمهما الله تعالى)) [ص 120/ 2].
وقال الدارقطني: ((يحدث عن الضعفاء ليس به بأس)) [سؤالات الحاكم للدارقطني ص 107].
فالطرق إلى مسلم بن كيسان الملائي لا خلو من ضعف، ومسلم بن كيسان ضعيف أيضا كما مر أقوال علماء الجرح والتعديل فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول المؤلف: ((فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا الفهم)) فهذا من باب حمل النصوص على غير معناها ولكن المؤلف يريد حمله على التوسل بالذوات، فهذا ليس دليل له بل دليل عليه، فعمل الصحابة أن يطلبوا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم وليس يتوسلون بذاته وابن عمر ما ذكر هذه الأبيات إلا لما رأى يستقي فكيف يحمل على التوسل بالذوات؟؟!!
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:31]ـ
الدليل الثاني عشر:
قال المؤلف: ((12 - وعن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في حديث الشفاعة: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نفصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم»))
قال المؤلف: ((وهذا الحديث ظاهر في أن الناس يتوسلون بسيد الأنام عند اشتداد الأمر عليهم ويستغيثون به، ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله)) [ص 98 – 99].
قلت: حديث الشفاعة مشهور، هو من معتقدات أهل السنة والجماعة، ولكن أين وجه الدلالة في جواز التوسل والاستغاثة بالذوات فيما لا يقدرون عليه أو بما هو من خصائص الربوبية ومع ذلك فهذا الحديث ليس فيه دليل لما يرمي إليه المؤلف وذلك من عدة وجهوه:
الوجه الأول: أن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة هو المقام المحمود حيث جاء في الخبر: ((فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم)) كما أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة أنه أعطي حوضا من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا فعن عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ... الحديث)) [رواه البخاري ح 6212].
الوجه الثاني: أن الناس كانوا يطلبوا من يشفع لهم لبدأ الحساب حتى ينتهي الطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع عند الله تعالى في بدء الحساب وليس في هذا شيء من خصائص الربوبية فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع: يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود [رواه البخاري ح 4441]
الوجه الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طلبت منه الشفاعة توجه إلى الله تعالى بالدعاء كما جاء في رواية أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: ((فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة ... الحديث)) [رواه البخاري ح 7002]
الوجه الرابع: هذه الشفاعة من أمور الآخرة فلا يقاس عليها بالدنيا حيث أن تلك الدار دار حساب لا تكليف فيها، أما هذه الدار فهي دار تكليف فلا يشرع أمر إلا بدليل صريح من الكتاب أو السنة.
الوجه الخامس: أن أحوال يوم القيامة تختلف عن أحوال الدنيا حتى أنه جاء في الخبر: ((إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن))، والشمس لو دنت اليوم هذا الدنو لأحرقت الأرض فمن فيها، فللآخرة أحكام وأحوال فلا يصح القياس عليها، والله تعالى أعلم.
الوجه السادس: أن الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع عند الله تعالى أن يبدأ الحساب ليس فيها محظور حيث أن طلب الدعاء من الحي الحاضر لا خلاف فيه، وليس هو محل النزاع فهذا الدليل خارج النزاع.
أما قوله: ((ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله)) [ص 99]، فأقول: ما وقع المؤلف بمثل هذا إلا لأنه لا يفرق بين التوسل والاستغاثة والشفاعة، والفرق بينهم ظاهر، ولكن المؤلف يريد نصر المذهب بأي طريقة كانت!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف: ((ومعلوم أن الشفاعة يوم القيامة لا تنال الكافرين بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة.)) [ص 99].
قلت: قوله أن الشفاعة لا تنال الكفار فهذا ليس يناقضه ما جاء في هذه العبارة: ((فبينما هم كذلك استغاثوا)) فهذا شامل المسلم والكافر، والشفاعة العظمة هي في بدء الحساب وهي لجميع الناس مسلمهم وكافرهم وإن كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم أول الأمم في بدأ الحساب.
قال المؤلف: ((بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة.)) [ص 99].
قلت: وهنا المؤلف يقع في خطأ كبير، هو قياس أمور الآخر على الدنيا، فيوم القيامة يوم حسب ولا ليس يوم عمل حتى يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا شرك، مع مراعاة أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموطن ليس شركا ولا حراما لأنه أخبر بأن صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة وحتى لو قيس على الحياة الدنيا فهو كما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم لقضاء حوائجهم فلا مناسبة في الاستدلال بهذا الحديث على جواز الاستغاثة المنهي عنها.
ثم قوله: ((فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة)) [ص 99]
قلت: المستحب والمندوب هو ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو حثت عليه الشريعة وليس في الخبر دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن نستشفع به بل هو إخبار عما سوف يكون في اليوم الآخر وهو من الأمور الإيمانية مثل ما نؤمن أن الناس يمرون على الصراط فنؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع للناس لبدأ الخلائق وهذا في الشفاعة الأولى، فقوله: ((ومندوبا إليه في الدنيا)) فهو قياس فاسد وفهم ساقط لا يدل عليه الدليل، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:33]ـ
الدليل الثالث عشر:
قال المؤلف: ((13 - وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقص على أصحابه حادثة السيدة هاجر هي وابنها بعد أن تركها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة أنها كلما سمعت صوتا عند الطفل قالت: (إن كنت ذا غوث فأغث) والمخاطب هو جبريل عليه السلام فغمز الأرض بعقبه فنبعت زمزم التي ما زالت وستبقى إلى يوم القيامة مفضلة على جميع أنواع المياه لبركتها وفائدتها فهل من المعقول أن يكرم الله السيدة هاجر بماء زمزم إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم؟!)) [ص 99].
قلت: وقد عزا المؤلف هذا اللفظ: إلى البخاري (ح 3365) ولفظه قال: ((ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل فإذا هي بصوت فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا جبريل قال فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر))، وأخرجه البخاري أيضا بلفظ آخر قال: ((فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبة أو قال: بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف)) [ح 3364]
قلت: وهذا الحديث ليس فيه دليل في محل النزاع إذ الخلاف في الاستغاثة فيما لا يقدر عليه أو بما هو خصائص الربوبية، فهاجر عليه السلام كانت تبحث عن الماء بعدما نفد منها، فوجدت ملكا فقالت له: ((أغث إن كان عندك خير))، وفي رواية: ((أغث إن كان عندك خير)) أي إن كنت ممن جاء بالماء فأغثنا به أي اسقنا، قال ابن الجوزي في غريب الحديث: ((في حديث هاجر فهل عندك غواث الغين مفتوحة وهو بمعنى الغياث)) [ص 165/ 2]، وفي لسان العرب: ((والغياث ما أغاثك الله به))، فيصبح معنى قول هاجر علي السلام للملك إن كنت من الذي أتانا بغيث الله تعالى فأغثنا ثم بشرها الملك ببناء الكعب فقال: ((لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله)) [البخاري ح 3364].
فالاستغاثة التي فعلتها هاجر عليها السلام غير الاستغاثة التي يقول بها المؤلف والصوفية فهي لم تطلب منهم ما لا يقدر عليه أو أمر من خصائص الصوفية وقارن استغاثتها باستغاثة الصوفية بالمشايخ والأولياء حتى إذا ما انقطعت الأسباب توجهوا لهم من دون الله عز وجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والفرق بين استغاثة هاجر عليه السلام واستغاثة الصوفية كرجلين أحدهما فقد الماء وأشرف على الموت ثم رأى رجلا فسأله إذا كان عنده ماء، فهذه الهيئة لا إشكال فيها وهي ما فعلتها هاجر، والرجل الآخر فقد الماء فطلبه فلم يجد شيئا فاستغاث بالبدوي أو الجيلاني أو شيخه الذي يبعد عنه مئات الكيلوات من دون الله تعالى، فالفرق بين الأمرين واضح جلي لا يحتاج إلى بيان أكثر، والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
أما قول المؤلف: ((إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم))، فهذا على اضطراب المؤلف وعدم فهم محل النزاع، فيا ليته حرر محل النزاع قبل التصدر في الرد والدعوى لما يقدح عقيدة الإسلام، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:34]ـ
الدليل الرابع عشر:
قال المؤلف: ((14 - وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه: يا رسول الله: إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ابسط ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي رواية فما نسيت شيئا قط»)) [ص 99].
قلت: هذا الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة بلفظ: قلت: يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال: ((ابسط رداءك فبسطته)) قال: فغرف بيديه ثم قال: ((ضمه)) فضممته فما نسيت شيئا بعده)) [ح 119، ح 3448]، والترمذي: قلت: يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها قال: ((ابسط رداءك)) فبسطت فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به [ح 3835].
وهذا الحديث أو الدليل كسابقه ليس فيه دلال على محل النزاع، لأن هذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقاس عليه.
تنبيه: أدرج المؤلف لفظ: ((فأحب أن لا أنسى)) وهذا اللفظ غير موجود فيما عزا إليه المؤلف حيث عزاه للبخاري ح رقم 3648، والترمذي 3835.
وقول المؤلف: ((وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى مطلبه)) [ص 99].
هذا قول مردود والسبب أن الصحابة رضوان عليهم كانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم عندما يهمهم أمر ما لما عرفوه من استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والأدلة على هذا كثيرة جدا، فمن هذا الباب كان شكوى أبي هريرة رضي الله عنه.
ولكن المؤلف فهم أن أبا هريرة يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب عنه النسيان فلذلك استدل بهذا الحديث الذي من جنس طلب الدعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم على جواز التوسل والاستغاثة بالذوات، ومن هنا تعرف سبب إدراك الزيادة المذكورة آنفا، والله تعالى أعلم.
وقول المؤلف: ((فهذا توسل منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه فحسب لأنه لم يرد أنه دعا له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى صدره)) [ص 99]
قلت: لو كان التوسل بذاته فقط لما احتاج أبو هريرة إلى الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس في بيته أو في الصفة وقال دعا الله عز وجل بذات ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لما علم الصحابة أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا بدعائه، ذهب أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ليدعو له كما هي العادة.
أما عن اغتراف النبي صلى الله عليه وسلم من الهواء فهذا من معجزاته كما مر فلا يقاس عليه كما أن من معجزاته الكثيرة تكثير الطعام ونبع الماء من بين أصابعه وتظليل الشجر عليه عند قضاء الحاجة وغيرها كثير، فهذا الاقتراف لم من أسباب جريان المعجزة أو الكرامة كما يغرف من الطعام حتى يكثر وإلا فالله تعالى قادر أن يكثره دون أن يقسم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم، كما أن الله تعالى قادر أن يسقط الرطب على مريم عليها السلام دون أن تهز جذع الشجرة، فاغتراف النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة من هذا القبيل، والله تعالى أعلم.
قول المؤلف: ((وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى صدره)) [ص 99 – 100].
قلت: وهنا يصرح المؤلف بحقيقة معتقدهم وهي المساواة بين الخالق والمخلوق فهو يستدل بهذا الحديث على جواز سؤال ما اختص به الله تعالى من المخلوقين قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)) [فاطر: 3]، فرزق العباد من خصائص ربوبية الله عز وجل، وعلى رأي المؤلف يجوز أن تسأل غير الله عز وجل الرزق، وإن لم يصرح به فنحن نلزمه بذلك حيث قال: ((وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى))، فأي دعوة إلى تأليه المخلوقين ومساواتهم بالله عز وجل؟!
ثم أن المؤلف بنى هذا الحكم على الزيادة التي أدرجها في الحديث قال: ((لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني)) فأبو هريرة رضي الله عنه لم يطب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب عنه النسيان، والمؤلف مطالب بأن يعزو هذه الزيادة إلى مصدرها الأصلي، فخلاصة الكلام أن هؤلاء المعلقة قلوبهم بالقبور لما عجزوا عن إثبات ما يدعون من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لجئوا إلى تحريف الأحاديث ومع ذلك لم يبلغوا مرادهم والله الحمد والمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:35]ـ
الدليل الخامس عشر:
قال المؤلف: ((15 - ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن عمر عس ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحجدا يضحك ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ولم ير سائلا يسأل فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن الناس سألو فلم يعطوا فقطعوا السؤال والناس في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه لأمة محمد وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن يا غوثاه لأمة محمد فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة.
وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة))
وكتب في الحاشية: ((البداية والنهاية (7/ 97)، أثر جيد الإسناد)) [ص 100].
قلت: وتتمة كلام الحافظ ابن كثير الذي بتره المؤلف قال: ((لكن ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة مشكل، فإن مصر لم تكن فتحت في سنة ثماني عشرة، فإما أن يكون عام الرمادة بعد سنة ثماني عشرة، أو يكون ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة وهم)) وهذا علة في المتن توجب التوقف للاشعار بعدم الضبط سيما أن تحسين الحافظ ابن كثير يعني أن هناك ضعف في السند.
ومع ذلك كله ليس في الأثر دليل على جواز التوسل أو الاستغاثة محل البحث، إذ التوسل محل الخلاف هو الذي بالذوات أو الاستغاثة بما لا يقدر عليه إلا الله هو بما هو خصائص الربوبية، والذي فعله عمر بن الخطاب ليس فيه محظور شرعي لأن أهل المدينة ومن حولها كانوا في حال شدة وضيق بسبب القحط فأرسل إلى المرسلين ليعينوا إخوانهم المسلمين بما يستطيعونه من ميرة، وقد أخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)) [ح 5665]، وفكان تطبيق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبعث الميرة للمدينة هو من عادة البشر عادة.
أما قوله: ((وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة)) فهذا لا يأتى له لأن عمر بن الخطاب رضي الله هو الخلفية وقد أمر الولاة بأن يميروا المدينة فليس فيه توسل، ومن ناحية أخرى التوسل أن يأتي شخص فيطلب من أخرى يدعو له أو يتوسط له، وهذا مفقود في هذا الدليل إذ أن عمر رضي الله عنه عس فرأي الجهد الذي بالمسلمين فأمر مولاته بأن يرسلوا الميرة للمدينة ليخفف عن أهلها فأين جواز إطلاق التوسل على الاستغاثة؟!
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:36]ـ
الدليل السادس عشر:
قال المؤلف: ((16 - وعن قتادة رضي الله عنه أنه أصيبت عينه فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فقال: لا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمره فقال: لا ثم وضع راحته على حدقته ثم غمزها فعادت كما كانت فكانت أصح عينيه، فهذا توسل منه بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه)) [ص 100].
قلت: أخرج هذه القصة أبو يعلى في المسند قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن غسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه يعني عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر .. الحديث [ح 1549]
وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة قال: حدثنا أحمد بن علي الخراز نا يحيى الحماني نا عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر .. الحديث [ص 361/ 2]
وأخرجه أبو عوانة في المسند قال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا أبو غسان النهدي ثنا ابن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: أصيبت عينه يوم أحد أو يوم بدر ... الحديث [ح 6929]
وأخرجه أبو نعيم في الدلائل قال: أخبرنا أبو نصر سهل بن محمد النيسابوري أنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي أنا أبو بكر الجوزقي ثنا أبو العباس الدغولي أنا أبو بكر هو ابن أبي خيثمة ثنا مالك ابن إسماعيل ثنا ابن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن جده قتادة أنه أصيب عينه يوم بدر ... الحديث [ح 126]
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سند أبي يعلى وابن قانع يحيى بن عبد الحميد الحماني ضعيف، قال الهيثمي: ((وهو ضعيف)) [مجمع الزوائد ص 297/ 2] وقد وثقه بن معين، ولا يضر ضعفه لأنه توبع من قبل أبي غسان النهدي قال عنه الحافظ ابن حجر: ((ثقة متقن صحيح الكتاب))
ويجد رواية أخرى أن هذا كان في يوم أحد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن قتادة بن النعمان سقطت عينه على وجنتيه يوم أحد فردها .. الحديث [ص 400/ 6].
في إسناده محمد بن إسحاق هو مدلس وقد عنعن وأخرجه الطبراني مطولا بنحوه في المعجم الكبير قال: حدثنا الوليد بن حماد الرملي ثنا عبد الله بن الفضل حدثني أبي عن أبيه عن عاصم عن أبيه عمر عن أبيه قتادة بن النعمان قال أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها إلي يوم أحد فرميت بها ... الحديث [ح ص 8/ 19] قال الطبراني في مجمع الزوائد: ((وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم)) [ص 297 – 298/ 8]
هذا من ناحية الرواية أما من ناحية الدراية فليس في هذا الخبر ما يدل على التوسل والاستغاثة التي يرمي إليها المؤلف، وذلك أن قتادة رضي الله عنه سالت سقطت عينه في المعركة فأرادوا قطعها، فقبل أن يفعلوا ذلك رأوا أن يستشيروا النبي صلى الله عليه وسلم، فذهبوا إليه وأخبروه ثم وضع النبي يده عليها ودعا له فذهب ما به من بأس وهذا جاء صريحا في رواية أبي عوانة قال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا أبو غسان النهدي ثنا ابن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: أصيبت عينه يوم أحد أو يوم بدر فسالت على وجنته فأرادوا أن يقطعوها ثم قالوا: نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم نستشيره فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له قال: فوضعها في موضعها ثم غمزها براحته ثم قال: ((اللهم أكسبه جمالا)) قال فما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت [ح 6929]
فهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومعجزاته فلا يقاس عليه، وقول المؤلف: ((فهذا توسل منه بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه))، فهذا الاستنتاج لا يفيده الخبر المستدل به إذ لم يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء ولا طلبوا منه أن يصلح عينه إنما استشاروه فقط، ومن ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم ليشفى من بأسه.
قال المؤلف: ((ومثل هذا الفعل مما يختص به الله عز وجل إلا أن يكرم به أحد عباده ويأذن له بفعله)) [ص 100]
قلت: هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته فلا يقاس عليها، لو صح القياس على معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لما صارت معجزة أو دليل على نبوته، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:37]ـ
الدليل السابع عشر:
قال المؤلف: ((17 - وقال صلى الله عليه وآله وسلم «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» فهذا دليل جواز استعانة العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى)) [ص 100].
إن كان يقصد المؤلف بالاستغاثة بما يقدر عليه البشر عادة مثل أن يدعو له أو يقضي عنه دينا وما أشبه ذلك فلا بأس وما زال الناس يعاون بعضهم بعضا، وإن كان يقصد بالعون هو صرف خصائص الربوبية للأولياء فيطلب من المخلوقين ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فلا لا نسلم له به وذلك لأن هذا الحديث قوله تعالى: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) [المائدة: 2]، وليس من البر ولا من التقوى صرف خصائص الربوبية للمخلوقين، بل صرف خصائص الربوبية للمخلوق والمساواة بين الله تعالى والمخلوق من الإثم والعدوان.
والاستدلال بهذه الحديث من باب تحميل النصوص ما لا تحتمل، فالصحابة رضوان الله عليه والتابعون لم بإحسان لم يستدلوا بهذا الحديث على جواز الاستغاثة بما يقدر عليه إلا الله عز وجل بالمخلوقين، ولكن لما افتقر المؤلف إلى الدليل الصحيح الصريحة استدل بهذا الحديث الذي لا يدل على مراده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضف إلى ذلك أن المقبور في قبره لا يخرج عن حالين إما منعم أو معذب، فإن كان منعما فكيف يترك نعميه ليرجع إلى الدنيا وإن كان معذبا فأنى له الخروج من العذاب؟ والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:38]ـ
أدلة المؤلف على التوسل والاستغاثة بالأموات
قال المؤلف: ((لابد لنا قبل الخوض في ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات من الإجابة على أسئلة ثلاثة قد تتبادر إلى أذهان كثير من الناس وهي:
1 - هل الموتى أحياء في قبورهم فنتوسل بهم؟
2 - وهل يسمعون توسلنا وهم في القبور؟
3 - وهل يستطيعون إغاثتنا ونفعنا وهم قد انتقلوا إلى الحياة البرزخية؟
الجواب عن الأسئلة الثلاثة (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة)) [ص 101]
قلت: أجاب المؤلف على هذه الأسئلة التي طرحها بـ نعم حسب على عقيدة الصوفية أو ما ذهب إليه من آراء والإجابة على الأسئلة تكون كتالي:
والإجابة على السؤال الأول ذات شقين؛ الشق الأول نعم الموتى أحياء في قبورهم ولكن حياة برزخية مختلفة عن الحياة المعهودة لا يعرف كننها ولا يمكن معرفة شيء عنها إلا بما أخبر به الله عز وجل أو النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقاس عليها، ولو كانت هذه الحياة البرزخية لها نفس حكم الحياة العادي لما قسمت الأموال وتزوجت الزوجة ... الخ
أما الشق الثاني التوسل له معنيان عند المؤلف إن قصد التوسل بجاههم فهذا الأمور مختلفة به والصحيح عدم جوازه لعدم وجود الدليل الصحيح الصريح عليه، أما المعنى الثاني للتوسل عند المؤلف هو الاستغاثة ودعاءهم من دون الله عز وجل في الشدائد والكبر، وهذا لا يجوز بل هو من باب صرف عبادة والدعاء لغير الله عز وجل، وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل هو من الشرك والعياذ بالله.
الإجابة على السؤال الثاني: مسألة سماع الأموات مسألة خلافية بين أهل العلم، فمنهم من يقول يسمع مطلقا، ومنهم يجعل سماع الأموات فقط في المواطن التي صرحت بها النصوص، وأصحاب الرأيين من أهل السنة والجماعة لا يرون جواز الاستغاثة بالأموات سواء كانوا يسمعون أو لا يسمعون، أما القبوريون فهم يرون سماع الأموات ليبرروا الاستغاثة بهم.
الإجابة على السؤال الثالث: فالإجابة علي بـ لا؛ لا يستطيعون إغاثتنا وكيف يستطيعون وهم لم يدفعوا عن أنفسهم الموت؟! وكذلك لم يصح دليل من الكتاب أو السنة بجواز هذا الفعل، أما القصص التي يتداولونها في استغاثاتهم بالأموات فلا يعول عليها ولا تبعد أنها من فعل الشياطين، وأما الأدلة التي سوف يردوها المؤلف سيتم مناقشتها لبيان صحتها ووجه الدلالة فيها.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:39]ـ
الدليل الأول والثاني:
قال المؤلف: ((1 - منها قوله تعالى ?ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون?.
2 - وقوله تعالى ?ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون?.
فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك انهم أدنى بهذه المزية منه)) [ص 101].
قلت: يحاول المؤلف أن يجعل حياة الأنبياء التي أكرمهم بالله عز وجل بها سببا للاستغاثة بهم، ولكن الدعوى أكبر من الدليل، فدعوى المؤلف جواز التوسل والاستغاثة بالأموات سواء كان شهيدا أو لا فدعوته أكبر من هذا الدليل، ثم لقد علم الصحابة رضوان الله عليه هذه الحياة فلم يتوسلوا بهم أو يستغيثوا بهم، نعم ورد أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته فعن نمران بن عتبة الذماري قال: ((دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت: أبشروا فإني سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ")) [أخرجه أبو داود في السنن ص 15/ 3]. ولكن أين الشفاعة من الاستغاثة بهم والتوسل بذواتهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم الآيتان تدلان على حياة الشهداء وهي حياة خاصة فعن عن مسروق قال: ((سألنا عبد الله عن هذه الآية " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا)) [صحيح مسلم ص 1502/ 3].
فالشهداء أحياء ولكن في نعيم فقط ومحال خروجهم من هذا النعيم ورجوعهم إلى الدنيا ليغيثوا من يستغيث بهم لأنهم طلبوا من الله عز وجل الرجوع للدنيا فلم يحصل لهم طلبهم.
فرجوع الدنيا لن يكون إلا يوم البعث للحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال: ثنا محمد بن إدريس يعني الشافعي عن مالك عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه)) [ص 455/ 3]، وهذا إسناد في غاية الصحة فإنه مسلسل الأئمة.
وأخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((يا جابر ما لي أراك منكسرا)) قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا قال: ((أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك)) قال: قلت: بلى يا رسول الله قال: ((ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون)) قال: وأنزلت هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} [ح 3010]
فإن صح هذا الحديث ففيه دلالة أين فعدم رجوع الشهيد إلى الدنيا بعدما أكرمه الله تعالى بهذا النعيم.
وحاصل الكلام أنه ليس في هذين الدليلين الذي قالهما المؤلف دلالة على أن الشهيد يغيث من استغاث به فهي دعوى أكبر من الدليل وهذا نص كلامه: (((نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة))، والنصوص تبين أن الشهداء في الجنة يتنعمون، وليس في قبورهم يسمعون من يتوسل ويستغيث بهم ليغيثوه!!(/)
رسالة ماجستير
ـ[مريم أمين]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابحث عن مرجع هام لرسالتي هو {الاصولية في اليهودية والمسيحية والاسلام} تأليف كارين ارمسترونج , ارجو مساعدتي
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 09:56]ـ
يوجد منه نسخة في مكتبة الملك فهد في الرياض
ويمكن مراسلتهم في الفاكس وطلب التصوير منهم لما يقارب ثلث الكتاب فقط وسيرسلونه لك مجانا إن كنت خارج الرياض
ورقم فاكسهم
المجموعات: عبد الله الناصر أبو محمد ت-ف 4665041
معارك في سبيل الإله: الحركات الاصولية الدينية في اليهودية و المسيحية و الاسلام / كارين ارمسترونج؛ ترجمة فاطمة نصر، محمد عناني
آرمسترونج، كارين, نصر، فاطمة, عناني، محمد
تاريخ النشر: [1421 هـ]، 2000 م.
الوصف المادي: 542 ص؛ 23 سم.
المؤلفين المشاركين: نصر، فاطمة، مترجم
عناني، محمد، مترجم
رقم الاستدعاء: 291.06
546 أ(/)
وقفة يا طلاب العلم المنصفين، ودعونا من امتحان الناس وابتلائهم بمسائل اجتهادية
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 06:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
قد يكون الموضوع فيه نوع من الحساسية لدى البعض، لا سيما المحبين لهذا الشيخ الجليل، ولكن هو استفسار مقرون باستفهام
الكلام حول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام ذو جانبين مهمين:
أما الجانب الأول:
فهو من ناحية علم الرجل وسعة باعه في العلم فهذا لا يشك فيه إلا جاهل أو مكابر، فهو إمام بلا شك وفحل من فحول العلماء وسيف من سيوف الهدى، وهو بشر بلا شك فلا ندعي العصمة فيه ولكن كغيره من أئمة الدين والهدى رحم الله أئمة الإسلام أجمعين.
وأما الجانب الثاني:
فهو ما سلكه بعض نجبائنا في هذا الزمان الأخير من منهج في اتباع هذا الإمام، وهو منهج ذو طرفين، وكلاهما في نظري فيه نظر.
أما الطرف الأول:
فطرف جفا حقه وطرح علمه، وأخذ ينسفه ذات اليمين وذات الشمال، ولا يرعى فيه إلاً ولا ذمة، فهذا إنما إنتقص من نفسه، وبالغ في الذم حتى صار الذم متجاوزاً عفا الله عن هذا الطرف.
وطرف آخر:
أفاض على إمامنا فيوضات لم يُسبق إليها إمام قبله، وأكاد أجزم أن البعض صار شيخ الإسلام لديه أنموذجا لتمييز الناس وأقوالهم.
بمعنى آخر:
أن من خالف شيخ الإسلام إعتقاداً أو فقها فقد صنّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر.
ومعنى ثالث:
أن شيخ الإسلام صار حكماً عند البعض بحيث انه يوالي فيه ويعادي، وإذا استشهد استشهد بكلامه، وإذا بدّع بدّع بكلامه، وإذا أيّد أيّد بكلامه، وهذا منهج اتخذه بعضهم له فيه وجهه، ولكن ليت هذا المنهج يجيزه القائل به على غيره من الأئمة.
وأنا أقول هذا الكلام لما أخذت المسألة أكبر من حجمها، فوالله إني لا أبغض شيخ الإسلام بل هو إمام أحببته وعرفت له حقه كبقية أئمة الدين.
ولكن لو كان شيخ الإسلام حيا بيننا لما وسعه ما تبالغون فيه.
نعم .... هو خاض بحرا خضم لم يخضه غيره مثله.
نعم .... نثر درراً طوى الزمان عليها دهراً.
نعم ... أخرج حلل علم كانت دفينة أطواراً.
لكن أيها المحبون الصادقون أليست لنا وقفة في هذا الحب.
ألا يسعنا مخالفة قوله فيما خالف به غيره؟
ألا يسعنا اختيار رأي غيره كما اننا نختار رأيه في بعض المسائل؟
أيها الأحبة الفضلاء هي دعوة أرجو بها النظر في حال أمتنا اليوم، وهي دعوة أرجو بها أن نكون أهل إنصاف مع إخواننا المخالفين.
فالحق واحد بلا شك، ولكن لو كان قطعيا لأجبناكم إليه، فكيف والمسائل مسائل إجتهاد فيسعنا ما وسع قرونا خلت، وسنينا مضت من القرون المفضلة إلى قرن هذا الإمام.
فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل.
كشد الرحل، والتوسل، والطلاق الثلاث، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ
فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض.
فوالله ما كانت هذه المسائل ولا غيرها معول هدم لشتات هذه الأمة المباركة.
قد اختلف أصحاب رسول الله في مسائل، ومع هذا عذر بعضهم بعضا فيها، ولنا فيهم الأسوة الحسنة.
فيا طلاب العلم ...
يا من اصطفاكم الله لحمل هذه الأمانة أدعوكم إلى التلاحم وارتباط القلوب بعضها بعضا.
فكفى تفريقا للأمة بدعاوى متهافتة.
أرجو النظر في أسلوب التعليم لدينا.
أرجو النظر في تربية طلبة العلم فينا.
أرجو معرفة حقوق سلفنا الصالح على اختلاف مشاربهم الصحيحة في فهم الوحيين.
أرجو إعطاء المجال لمن خالفنا طالما انه مسلم.
أرجو على أقل تقدير حفظ حرمة المسلم بل حرمة طالب العلم بله العالم.
اللهم يا عزّ ملكوته، وتقدس كبرياؤه
أسألك يا من بالإجابة جدير، ويا من هو مؤلف القلوب على الخير
أن تؤلف بين قلوب طلبة العلم وعلماء الملة
وأن تجعل هذه وصية وعبرة لنا ينتفع بها كاتبها وقارئها
اللهم اهدي قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا
اللهم أغث أمة محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم أغث أمة محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم أغث أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 07:24]ـ
اخي الكريم وفقك الله
تقول فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء
، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل
.ثم ذكرت منها
، والتوسل،، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض.فوالله ما كانت هذه المسائل ولا غيرها معول هدم لشتات هذه الأمة المباركة.قد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسائل، ومع هذا عذر بعضهم بعضا فيها، ولنا فيهم الأسوة الحسنة
.نقول لك هل هذه مسائل فقهية او اعتقادية؟؟
فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوافي المسائل الفقهيةفقط واماالعقيدة كانواعلى منهج واحدوهو المنهج الحق
فلم يحرفو اسماء الله وصفاته او ينفواشيئا منها ولم يعملوا مولدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوسلوابالاولياء من الاموات فكل هذه من المحدثات التي حذر منهاصلى الله عليه وسلم عن العرباض بن سارية قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
فلاتخلط في الامور بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 08:07]ـ
، والتوسل،، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,
حذفت ما شئت من المسائل وأبقيت ماشئت
.نقول لك هل هذه مسائل فقهية او اعتقادية؟؟
فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوافي المسائل الفقهيةفقط واماالعقيدة كانواعلى منهج واحدوهو المنهج الحق
فلم يحرفو اسماء الله وصفاته او ينفواشيئا منها ولم يعملوا مولدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوسلوابالاولياء من الاموات فكل هذه من المحدثات
.....
فلاتخلط في الامور بارك الله فيك
أقول أرشدنا الله وإياك
الذي ذكرته مثالا لكلا النوعين الفقهي والعقدي، ولكنك حذفت الفقهي وعلقت على مابقي من كلامي لهذا اختلطت عندك الأمور.
ثانيا:
لعلك تجهل أو تجاهلت اختلاف الصحابة في بعض جزئيات العقيدة كالرؤية وعذاب القبر ....
ولم يختلفوا في الأصول قطعا.
نعم الصحابة رضي الله عنهم لم يحرفوا، ولكن أثر عن بعضهم تأويل الصفات وارجع إلى تفسير الطبري وغيره تجد شيئا من هذا القبيل، ولكنك هداك الله تسرعت في التهجم علي.
نعم الصحابة لم يفعلوا المولد، وأنا أوافقك في كونه بدعة وأنه غير مشروع، لكن ليس كلامي في مشروعيته من عدمها، وإنما كلامي في قضية كون المولد صار امتحانا للناس والولاء والبراء بسببه، فمن يقول بالمولد ويعمله فخذوه وغلوه، دون تروٍ وإلتماس العذر لا سيما إن كان من أئمة الدين المجتهدين المغفور خطؤه بإذن الله.
أما التوسل فلعلك ترجع إلى كلام ابن تيمية أنه يخشى على من كفر بهذا أن يرجع عليه لحديث: من قال لأخيه يا كافر .....
وارجع إلى كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب تجده عدّ هذه المسألة من مسائل الفقه، وليس كما زعمت.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 08:09]ـ
الشيخ أبو محمد الغامدي - وفقكم الله -
وددت أن أطلب منكم - برسالة خاصة لكنكم لا تستقبلونها - ألا تكبروا الخط في مشاركاتكم .. فهو يرهق عيني، ولا أدري إن كان غيري كذلك أم لا ..
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 11:12]ـ
اخي الكريم وفقك الله
تقول فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء
، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل
.ثم ذكرت منها
، والتوسل،، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض.فوالله ما كانت هذه المسائل ولا غيرها معول هدم لشتات هذه الأمة المباركة.قد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسائل، ومع هذا عذر بعضهم بعضا فيها، ولنا فيهم الأسوة الحسنة
.نقول لك هل هذه مسائل فقهية او اعتقادية؟؟
فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوافي المسائل الفقهيةفقط واماالعقيدة كانواعلى منهج واحدوهو المنهج الحق
فلم يحرفو اسماء الله وصفاته او ينفواشيئا منها ولم يعملوا مولدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوسلوابالاولياء من الاموات فكل هذه من المحدثات التي حذر منهاصلى الله عليه وسلم عن العرباض بن سارية قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
فلاتخلط في الامور بارك الله فيك
وفقني الله وإياك لكل خير.
شيخ الإسلام -رحمه الله- إمام وعلم لا ينكر علمه ولا إمامته إلا جاهل أو مبغض حاقد، وكونه من البشر يصيب ويخطىء فلا بأس في هذا الأمر فلا خلاف عليه، ولكن لعلك تنظم فكرتك وإعتراضك على شيخ الإسلام أو ما اختاره -رحمه الله-، ويمكن يدور النقاش فيها بأدب وبحثاً للحق.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 03:57]ـ
قولك: (فطرف جفا حقه وطرح علمه، وأخذ ينسفه ذات اليمين وذات الشمال، ولا يرعى فيه إلاً ولا ذمة، فهذا إنما إنتقص من نفسه، وبالغ في الذم حتى صار الذم متجاوزاً عفا الله عن هذا الطرف).اهـ
لو دعيت بالهداية لهذا الطرف لكان أوفق
قولك: (وأكاد أجزم أن البعض صار شيخ الإسلام لديه أنموذجا لتمييز الناس وأقوالهم).اهـ
أنا من هذا البعض، فماذا تنقم علينا؟!
قولك: (بمعنى آخر:
أن من خالف شيخ الإسلام إعتقاداً أو فقها فقد صنّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر).اهـ
نعم، من خالف شيخ الإسلام اعتقادا فهو قد صنَّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر ..
يبدو أنك لا تدري مَن هو شيخ الإسلام؟!
قولك: (فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل.
كشد الرحل، والتوسل، والطلاق الثلاث، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ
فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض) اهـ
أشم رائحة غير ذكية
لو أبنت لنا عما تعتقده بكل صراحة لكان خيرا وأهدى سبيلا
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 04:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
قد يكون الموضوع فيه نوع من الحساسية لدى البعض، لا سيما المحبين لهذا الشيخ الجليل، ولكن هو استفسار مقرون باستفهام
الكلام حول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام ذو جانبين مهمين:
أما الجانب الأول:
فهو من ناحية علم الرجل وسعة باعه في العلم فهذا لا يشك فيه إلا جاهل أو مكابر، فهو إمام بلا شك وفحل من فحول العلماء وسيف من سيوف الهدى، وهو بشر بلا شك فلا ندعي العصمة فيه ولكن كغيره من أئمة الدين والهدى رحم الله أئمة الإسلام أجمعين.
وأما الجانب الثاني:
فهو ما سلكه بعض نجبائنا في هذا الزمان الأخير من منهج في اتباع هذا الإمام، وهو منهج ذو طرفين، وكلاهما في نظري فيه نظر.
أما الطرف الأول:
فطرف جفا حقه وطرح علمه، وأخذ ينسفه ذات اليمين وذات الشمال، ولا يرعى فيه إلاً ولا ذمة، فهذا إنما إنتقص من نفسه، وبالغ في الذم حتى صار الذم متجاوزاً عفا الله عن هذا الطرف.
وطرف آخر:
أفاض على إمامنا فيوضات لم يُسبق إليها إمام قبله، وأكاد أجزم أن البعض صار شيخ الإسلام لديه أنموذجا لتمييز الناس وأقوالهم.
بمعنى آخر:
أن من خالف شيخ الإسلام إعتقاداً أو فقها فقد صنّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر.
ومعنى ثالث:
أن شيخ الإسلام صار حكماً عند البعض بحيث انه يوالي فيه ويعادي، وإذا استشهد استشهد بكلامه، وإذا بدّع بدّع بكلامه، وإذا أيّد أيّد بكلامه، وهذا منهج اتخذه بعضهم له فيه وجهه، ولكن ليت هذا المنهج يجيزه القائل به على غيره من الأئمة.
وأنا أقول هذا الكلام لما أخذت المسألة أكبر من حجمها، فوالله إني لا أبغض شيخ الإسلام بل هو إمام أحببته وعرفت له حقه كبقية أئمة الدين.
ولكن لو كان شيخ الإسلام حيا بيننا لما وسعه ما تبالغون فيه.
نعم .... هو خاض بحرا خضم لم يخضه غيره مثله.
نعم .... نثر درراً طوى الزمان عليها دهراً.
نعم ... أخرج حلل علم كانت دفينة أطواراً.
لكن أيها المحبون الصادقون أليست لنا وقفة في هذا الحب.
ألا يسعنا مخالفة قوله فيما خالف به غيره؟
ألا يسعنا اختيار رأي غيره كما اننا نختار رأيه في بعض المسائل؟
أيها الأحبة الفضلاء هي دعوة أرجو بها النظر في حال أمتنا اليوم، وهي دعوة أرجو بها أن نكون أهل إنصاف مع إخواننا المخالفين.
فالحق واحد بلا شك، ولكن لو كان قطعيا لأجبناكم إليه، فكيف والمسائل مسائل إجتهاد فيسعنا ما وسع قرونا خلت، وسنينا مضت من القرون المفضلة إلى قرن هذا الإمام.
فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل.
كشد الرحل، والتوسل، والطلاق الثلاث، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ
فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض.
فوالله ما كانت هذه المسائل ولا غيرها معول هدم لشتات هذه الأمة المباركة.
قد اختلف أصحاب رسول الله في مسائل، ومع هذا عذر بعضهم بعضا فيها
الحمدلله على العافية ...
أخي الذي وصفت نفسك بالإنصاف عندي مجموعة أسئلة أحتاج إجابات موثقة!!
أين من كلام أهل العلم أنه تم عقد الولاء والبراء على كلام بن تيمية من دون كلام الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم؟؟
(الطلاق بالثلاث) من أين في كلام أهل العلم الولاء والبراء على هذه المسألة؟! وأن من خالف شيخ الإسلام يهجر ويبدع , ولعلك لا تعلم أيها المنصف! أن كثيرا من أئمة الدعوة النجدية يخالف شيخ الإسلام في هذه المسألة؟!!
أين يربى الناس على أن كلام شيخ الإسلام كلام معصوم من كلام علمائنا لو سمحت؟!
هل تفرق بين مخالفة العالم ونسف قوله!! أم أن لازم المخالفة نسف المخالف!!؟
أعذرني أن أقول لك أن الكلام على جمع الأمة كيفما اتفق هي شنشنة نعرفها من أخزم فاعلم سلمك الله أننا لن نجامل في التوحيد ما وفقنا الله لذلك (فشد الرحل، والبدع ووسائل الشرك لن نقبل أن نداهن فيها)
أعلم أن النبي القرشي محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام أتى مفرقا بين الناس فإما اتباع حق أو أتباع باطل!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك أطالبك بما طالبك به الأخ وليد الدلبحي أين خالف شيخ الإسلام في مسألة يسوغ الخلاف فيها وحمل أئمة الدعوة السلفية على مر الأزمان الناس عليها ولم يقبلوا المخالف فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 05:27]ـ
.
فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل.
كشد الرحل، والتوسل، والطلاق الثلاث، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ
فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض.
فوالله ما كانت هذه المسائل ولا غيرها معول هدم لشتات هذه الأمة المباركة.
قد اختلف أصحاب رسول الله في مسائل، ومع هذا عذر بعضهم بعضا فيها، ولنا فيهم الأسوة الحسنة.
فيا طلاب العلم ...
يا من اصطفاكم الله لحمل هذه الأمانة أدعوكم إلى التلاحم وارتباط القلوب بعضها بعضا.
ما أنصفتَ يا كاتب منصف!
فمن الذي يفرّق بين الأمة؟ الذين يدعون الى العودة الى منهج السلف الصالح ام الذين يرمون هؤلاء بالتجسيم و التشبيه؟؟؟
فإما انك لا تعرف طريقة أهل السنة و تظن انهم لا يوجد عندهم غير شيخ الإسلام او انك تعرف طريقتهم و لكن كتبتَ ما كتبت لغرض ما و لا اتهمك بشيء فأنا أعرف أشخاصا رموا عقيدة السلف وراء ظهورهم - بعد ان كانوا من المدافعين عنها - و نكصوا على أعقابهم و صاروا يبثون كلاماً من جنس ما تبثه من كلام سواء في الشبكة في منتدياتهم او في الواقع. و هم لن يضروا الا أنفسهم.
و إدخال ابن تيمية في الموضوع حيدة ظاهرة و كان الأليق المناقشة في الأصول و عندها نذكر لك معتقد السلف من كتبهم كما كان يفعل ابن تيمية حينما يناظر الأشاعرة فيقول لهم: لن آتي لكم بكلام من عندي او بكلام الحنابلة و لكن آتي لكم بكتب السلف - او كما قال رحمه الله - فيأتي لهم بأزيد من خمسين كتابا من كتب السلف فيُبهتون و لا يستطيعون محاققته لانهم ان حاققوه بكلام هؤلاء لرموهم بالتشبيه و التجسيم فينفر منهم الناس فلهذا تذرعوا غير مرة بالمرض و الاعذار لما يعرفون من شكيمة هذا الإمام رحمه الله
و أنا أجزم انك لم تقرأ كتابا من كتبه بل ربما أطراف كتبه في العقيدة - و اتمنى ان أكون مخطئا في كلامي - فاقرأ كتابه التسعينية - مثلا - و اطلع على الأدلة البهية و قل لنا: هل أتى من كيسه بشيء؟ أم انه يقول: و قال الإمام فلان في كتابه كذا و كذا ... و قال الإمام شيخ الشافعية كذا و كذا ... و قال الإمام في كتابه الفلاني كذا و كذا .......... ألخ
و من أقوى الضربات التي وجهها ابن تيمية لخصومه هو كثرة نقله من كتب من سبقه من أهل العلم الثقات - ممن لا يستطيع أحد رميهم بالتجسيم لجلالتهم في السنة - حتى انهم لا يعرفون الرد عليه كما فعل ابن جهبل في رده على شيخ الإسلام فتخبط تخبطا عجيبا! و من طالع كلام ابن جهبل عرف صحة كلامي.
أما في الفقه: فلم يمنع أحد أئمة السنة المبرزين من إتباع مذهب ما من المذاهب الأربعة المشهورة و هذا كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب واضح في ذلك , و هو حنبلي اختصر متنا من متون الحنابلة و تلامذته درّسوا كتب الحنابلة
و هناك كثير من أهل السنة من الشافعية يدرّسون كتبهم و متونهم وكذا من المالكية و الاحناف
اما في العقائد فالكلام بإختصار من 3 وجوه:
الوجه الأول: أهل السنة يتبعون سلف الأمة في ذلك , و ابن تيمية ما هو إلا مقرر لمنهج السلف و التأويل لم يرد عن السلف مطلقا و لو تشدق متشدق بخلاف هذا نرميه بكلام أئمة السلف الذين نصوا على ان من قبلهم أمروا الصفات و ليس في كلامهم شيء من التأويل البتة و راجع كلام الإمام الترمذي الذي نص على ذلك قولاً واحداً فقولك انه ورد عنهم التأويل تكذيب للإمام الترمذي و جماعة ممن نصوا على ذلك يبينه:
الوجه الثاني: و هو ان يقال: اما ما زُعم من تأويل فلا يخلو ان يكون:
الأول: مكذوبا عليهم لا يصح
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن لا يكون تأويلا بالمعنى الذي عند المخالف , لأن المخالف لا يلتزم بأصل معتمد في مسألة التأويل و فوق ذلك فهو يظن ان بعض التفسيرات المنقولة عن السلف من جنس تأويلاته و تحريفاته! فمثلا يقول الاشاعرة ان صفة اليد تؤول الى القدرة و لكن اذا ذُكر لهم ان الله تعالى معنا أي بعلمه و ان هذا منقول عن السلف: قالوا هذا تأويل! و السلف مؤولة! و هذا ليس تأويلا عند السلف او من جاء بعدهم من أتباعهم بل هو ظاهر النص و قس على ذلك من تلاعبهم بالنصوص
الثالث: ان يكون تفسيرا باللازم و هذا واضح و ليس فيه شيء من جنس تأويلات المخالف و تحريفاته
و السلف كانوا حربا على المؤولة و رموا الجهمية بالتعطيل لأنهم حرّفوا و أولوا الصفات على غير تفسير أهل السنة
فقولك: التأويل ورد , و الاشاعرة .... ألخ ما هو الا بداية لمسألة تمييع و الله أعلم , لأن الزعم ان مسائل الصفات مسائل إجتهادية - اي ان التأويل والتفويض إجتهادي - باطل , بل من أبطل الباطل , فإن هدم أصول السنة إنما يبدأ من جعل الخلاف بين أهل السنة و غيرهم فيما لا يسع الخلاف فيه: لفظيا!
حتى انني قرأت لأحد الدعاة لمثل ما تدعو له ان الخلاف لفظي بين من يقول ان الله فوق سماواته و بين من يقول ان الله تعالى لا داخل العالم و لا خارجه لانه القصد من ذلك- بزعمه - انما التنزيه!
و كذا فإن الخلاف بين من يثبت الكلام بصوت و حرف و بين من يقول بالكلام النفسي إنما: خلاف لفظي! و هذه إنما إشارة - لمسألة واحدة فقط من المسائل التي لا تحتمل أكثر من قول فما بالك بغيرها من مسائل التوحيد و غيرها - لمنهج أناس ظهروا على الساحة و إن كان غرضهم حسنا فلا يكون هذا على حساب أصول ثابتة لها أزيد من 1400 سنة كالشجرة الشامخة كلما تعرضت لرياح المخالفين و هنبثاتهم ظلت على ما هي عليه من قوة و وضوح ترسل عليهم صواعقا فيرتدون خائبين على أعقابهم
و هذا الكلام ليس موجها لك أخي كاتب الموضوع بالدرجة الأولى - و ان كان موجها لأفكارك هذه - إنما موجه لمن يوجّه مثل هذا الكلام لك و لغيرك.
فإن كنتَ تريد الجمع بين المتناقضات لكان غيرك أشطر , و لكن هذا من امتحان الله تعالى للناس ليتميز الصحيح من السقيم و الحق من الباطل , و حديث إفتراق الأمة مشهور , و عليه بنى أئمة السنة - قبل ابن تيمية لئلا يأتينا من يقول ان الحديث ضعيف او لا يصح او انه محمول على كذا و كذا .... فهؤلاء الائمة قبل ابن تيمية ذكروه في كتبهم مقرين به - عقيدتهم و ان العقيدة واحدة لا تقبل التجزؤ و الإنقسام فمن خالف سبيل الصحابة و التابعين و من تبعهم بإحسان فلا يلومن إلا نفسه
قال الإمام السمعاني الشافعي السلفي رحمه الله في الانتصار لأهل الحديث:
" ووجدنا أهل الأهواء الذين استبدوا بالآراء والمعقولات بمعزل عن الأحاديث والآثار التي هي طريق معرفة سنة رسول الله فهذا الذي قلناه سمة ظاهرة وعلامة بينة تشهد لأهل السنة باستحقاقها وعلى أهل الأهواء في تركها والعدول عنها بأنهم ليسوا من أهلها
ولا نحتاج في هذا إلى شاهد أبين من هذا ولا إلى دليل أضوأ من هذا
فإن قالوا إن لكل فريق من الأهواء وأصحاب الآراء حججا من آثار رسول الله يحتجون بها
قلنا أجل ولكن يحتج بقول التابعي على قول النبي أو بحديث مرسل ضعيف على حديث متصل قوي
ومن هنا امتاز أهل اتباع السنة عن غيرهم لأن صاحب السنة لا يألو أن يتبع من السنن أقواها ومن الشهود عليها أعدلها وأتقاها
وصاحب الهوى كالغريق يتعلق بكل عود ضعيف أو قوي فإذا رأيت الحاكم لا يقبل من الشهود إلا أعدلها وأتقاها كان ذلك منه شاهدا على عدالته وإذا غمض وقنع بأرداها كان ذلك دليلا على جوره وكان المتبع لا يتبع من الآثار إلا ما هو عند العلماء أقوى وصاحب الهوى لا يتبع إلا ما يهوى وإن كان عند العلماء أوهاها
وكل ذي حرفة وصناعة موسوم بصناعته معروف بآلته متى أعوزته الآلة زالت عنه آية الصناعة وكذلك سمات أهل السنن والأهواء
وفي دون ما فسرناه ما يشفي والأقل من هذا يكفي من كان موفقا ولحقه عون من الله تعالى " اهـ
و الله الهادي الى سواء السبيل
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 04:34]ـ
قولك: (وأكاد أجزم أن البعض صار شيخ الإسلام لديه أنموذجا لتمييز الناس وأقوالهم).اهـ
أنا من هذا البعض، فماذا تنقم علينا؟!
إذاً هداك الله صار الشيخ هو المعيار وليس الكتاب والسنة، أم أن قوله رحمه الله معصوم، ومن خالف المعصوم فقد هلك.
قولك: (بمعنى آخر:
أن من خالف شيخ الإسلام إعتقاداً أو فقها فقد صنّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر).اهـ
نعم، من خالف شيخ الإسلام اعتقادا فهو قد صنَّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر ..
نفس الكلام السابق، هل وصل عندك شيخ الإسلام رحمه الله إلى مرتبة لا يخطيء فيها، بل هو بشر ممن خلق سبحانه مثله مثل بقية الأئمة، وما منهم إلا راد ومردود عليه.
إذا كنتُ قد خالفته في مسألة عليها جمع من الأئمة وهي من مسائل الإعتقاد هل بهذا أكون شاذا منحرفا اعتقادا، أما إنه لو كان بهذا المنزلة من العصمة رحمه الله وقدس الله روحه لأعرضت عن بقية العلماء واطرحت كتبهم لأنهم غير معصومين.
يبدو أنك لا تدري مَن هو شيخ الإسلام؟!
بلى أدريه هو شيخ من مشائخ الإسلام بلا ريب، ولو اطلعت على كلامي السابق وثنائي عليه لما قلت هذا، فلست بحاقد ولا مبغض له، ولكن مشائخ الإسلام قبله أحب إلي، وهو حبيب إلي.
قولك: (فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل.
كشد الرحل، والتوسل، والطلاق الثلاث، والمولد، التبرك، والأشاعرة ,,,,,إلخ
فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض) اهـ
أشم رائحة غير ذكية
لو أبنت لنا عما تعتقده بكل صراحة لكان خيرا وأهدى سبيلا
والله الموفق
أرى أن تدع صفة الشم لكائنات اشتهرت بهذا.
واتق الله في لمزك إياي، أرأيت كيف الحمية والعصبية التي في غير موضعها كيف أودت بك.
بمجرد أني فتحت باب النقاش حول شيخ الإسلام بدأت الإتهامات والشمشمة، ولا أدري ماذا بعد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 04:49]ـ
أين من كلام أهل العلم أنه تم عقد الولاء والبراء على كلام بن تيمية من دون كلام الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم؟؟
أقصد هداك الله تصرف بعض مشائخ وطلبة العلم اليوم فعلوه بلسان الحال والمقال.
(الطلاق بالثلاث) من أين في كلام أهل العلم الولاء والبراء على هذه المسألة؟! وأن من خالف شيخ الإسلام يهجر ويبدع , ولعلك لا تعلم أيها المنصف! أن كثيرا من أئمة الدعوة النجدية يخالف شيخ الإسلام في هذه المسألة؟!!
لعلك بعيد عن الدراسة الجامعية الأكاديمية لتعلم ما المعارك الحاصلة؟
أين يربى الناس على أن كلام شيخ الإسلام كلام معصوم من كلام علمائنا لو سمحت؟!
لا أدري أين تعيش أنت، لعلك قابع في عمق بيتك.
أعذرني أن أقول لك أن الكلام على جمع الأمة كيفما اتفق هي شنشنة نعرفها من أخزم فاعلم سلمك الله أننا لن نجامل في التوحيد ما وفقنا الله لذلك (فشد الرحل، والبدع ووسائل الشرك لن نقبل أن نداهن فيها)
ومن قال لك أن تجامل في التوحيد، يا أخي أنا لي دين أعظمه، ومنهج قويم أسلكه، وصراط مستقيم ألتزمه، أمرنا ربنا بالإجتماع وحث عليه، وكم هو المهم أن نجتمع في ظل هذه الظروف التي تواجهها أمة الإسلام.
ثم قولك أن شد الرحل من وسائل الشرك أنا أطالبك بمن قال هذا من أئمة الدين حتى شيخ الإسلام لم يقل بكفره وانظر الفتاوى ترى صدق قولي.
ومع ذلك أطالبك بما طالبك به الأخ وليد الدلبحي أين خالف شيخ الإسلام في مسألة يسوغ الخلاف فيها وحمل أئمة الدعوة السلفية على مر الأزمان الناس عليها ولم يقبلوا المخالف فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مسألة شد الرحل ألا يسوغ فيها الخلاف.وهو مذهب الأئمة الأربعة.
مسألة التوسل.
وغيرها
انظر إلى واقعنا لا سيما ربوع نجد لو جهر أحد بجواز التوسل الذي ذهب إليه جمع من الأئمة سيسمه البعض بالبدعة وووووو إلخ والله المستعان، أليس هذا مصادرة للقول الآخر.
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 04:56]ـ
إلى هنا انتهى نقاشي، لأن المقصود ليس مناقشة صلب المسائل الفقهية والعقدية المذكورة، وإنما بيان بعض أحوال طلبة اليوم من التعصب للأشخاص والموالاة والمعاداة بسبب أشخاص معينين.
ولا يعني هذا الطعن في هؤلاء العلماء الأجلاء حاشا وكلا.
بل هم علماء لهم وزنهم وقدرهم وأثرهم الطيب المبارك.
وشيخ الإسلام بن تيمية الحراني رحمه الله عالم من علماء الدين.
أسأل الله أن يجزيه عن الإسلام خير الجزاء وأن يقدس روحه وأن يسبغ على قبره شآبيب الرحمات والغفران.
اللهم قابله بما يرضيك يا ربنا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:06]ـ
قرأت مقالتك يا "كاتب منصف"
وأراك قد جمعت مع الجهل إساءة الأدب ..
لذا كلامي لغيرك أسأل الله أن يهديك إلى ما يحبه ويرضاه
إخواني القراء، سلام الله عليكم وبعد،
أختصر فأقول:
* مَن خالف اعتقاد شيخ الإسلام رحمه الله، فقد خالف اعتقاد ما عليه سلف الأمة وأئمتها، يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
(مع أنى في عمرى إلى ساعتى هذه لم أدع أحدا قط في "أصول الدين" إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك ولا أذكره في كلامى، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها. وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفنى ثلاث سنين، إنْ جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ما قلته، فأنا أقر بذلك، وأما مَا أذكره: فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم وبألفاظ مَن نقل إجماعهم من عامة الطوائف).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:10]ـ
* شيخ الإسلام يعد أنموذجا فريدا لتمييز الناس وأقوالهم، أقول هذا وأنا مطمئن النفس
فوالله ما عرفنا منه إلا الإنصاف والعدل .. مع العلم والتحرير وعدم المجازفة
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:13]ـ
قرأت مقالتك يا "كاتب منصف"
وأراك قد جمعت مع الجهل إساءة الأدب ..
هداك الله يا بني.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:15]ـ
أسأل الله أن يلهمك رشدك
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:21]ـ
الحمدُ للهِ وحدَه .. والصلاةُ والسلام على من لانبيَ بعدَه ..
أما بعدُ ..
فحيَّهلاً بك أخي (كاتب منصف) في مجلسنا العلمي ... مُفيداً ومستفيداً ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضلَ: لا أريدُ أن أحلِّقَ في جوّ الظنون؛ لأعرفَ مَنْ أنت؟
فقد ابتلينا في (عالم المنتديات) بأشخاصٍ يكتبون بأسماء (لامعة!)، وموضوعاتٍ أشد بريقاً ولمعانا .. وما إن نصل إلى المشاركة (20) حتى يتبين لنا أنهم (قيعان)!
أسألُ اللهَ أن لا تكون منهم ...
لكنني أخاطبُك خطاباً موضوعياً .. فوالله إنني أعتقدُ أنه بشرٌ يصيبُ ويخطئ .. لكنَّه حوى علمَ نقلٍ وعقلٍ بمنهجٍ رضيّ .. وأعداؤه على علمٍ به كأحبته!
فأقترحُ عليك ـ أخي الفاضل ـ أن تغيّر نمط النقاش، وذلك بطرح مسائله التي تختلف معه فيها شريطة أن يكون ذلك من المسائل العلمية؛ لنتناقش فيها ونعرفُ هل أصاب شيخُ الإسلام أم لا؟ ..
فوالله قد رأيتُ من بعضِ محبي ابن تيمية نوعَ تعصّب .. فهولاء لا يمثلُ جميعهم مذهب أهل السنّة ..
لكنني ـ وبالله أقسم ـ ليس تعصبهم كتعصب كثير من الأشاعرة للأشعري، وأصحاب الطرق لأئمتهم وأقطابهم وأغواثهم .. استبان لكثير منهم الحق، فردوه لأنه الأشعري!!!
أما قولك ـ أخي الفاضل ـ: (فلست بحاقد ولا مبغض له، ولكن مشائخ الإسلام قبله أحب إلي، وهو حبيب إلي .. )
أقول: من تقصد بمشايخ الإسلام قبله .. ؟
إن كنتَ تقصد أئمة السنة؛ كمالك والسفيانين والحمادين والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وابن خزيمة ... ومن بعدهم ممن سار على نهج السلف ...
فهل لك أن تجمع لنا مخالفاتِ ابن تيمية لهم؟
أخشى أن لا تستطيع ـ كما لم يستطع خصومه ممن أنظرهم ثلاث سنوات ـ!
وإن كنتَ تقصد من تخبّط في علم الكلام، وأهمل علوم الإسلام، فجاء بالطوام، فانتقده شيخُ الإسلام: فأمرهم جميعاً إلى الله .. فقد يكونوا عند الله خيراً منه، وقد يكون العكس .. أما بالميزان الشرعي ..
فواللهِ لهو أنقى عقيدةً وأصفى!!
فأبِنْ لنا من تقصد؟
فهيّا بادر بهذه المنهجية، أما الدوران حول شخصه، فهو شيءٌ لا ينفعنا، ولا ينفعك ..
فناقش نقاشَ مذاهبَ وأفكار، لا نقاش أشخاص ...
وسيتبين للجميع:
من المُنْصِف؟!!
الهم ارزقنا العدلَ والإنصاف مع القريب والبعيد {اعدلوا هو أقربُ للتقوى}
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:29]ـ
لم أر إلا الحيدة منك يا منصف! و اعذرني على صراحتي , فأنت وضعتَ مشكلة تراها موجودة فلما أتى الأخوة و ناقشوك حِدت و لم تجب! الا إجاباتٍ من جنس: لا أدري أين تعيش! لعلك في بيتك قابع!! لعلك بعيد عن الدراسة الجامعية الأكاديمية لتعلم ما المعارك الحاصلة!! الى غير ذلك!
أين النقاش العلمي و الانصاف؟ طالبوك بإثبات كلامك فتقول لأحدهم: لعلك قابع في بيتك! هل هذا جواب؟؟ و تقول لأحد الأخوة: أرى أن تدع صفة الشم لكائنات اشتهرت بهذا!!!
يا استاذ كاتب: إما ان تناقش بإنصاف او تترك النقاش!
اما كلامي فأنا اعلم انك لن تستطيع ان تناقشه إلا بذكر معتقدك و هذه مشكلة - ربما - بالنسبة لك
و سؤالي هنا: - و لا تقل هذا امتحان لي لأن النقاش معك يدور دون ان نعرف وجهتك على وجه اليقين , فربما انت تصحح عقيدة الاشاعرة لأنك ذكرتهم في ثنايا كلامك كأنك تستحسن مذهبهم او على الأقل لا ترى فيه بأسا! -
هل تسلّم ان عقيدة الشيخ تقي الدين التي ذكرها في تصانيفه الى لحظة وفاته سنة 728 هـ هي عقيدة سلفية أم لا؟ أم تقول بقول من يقول: شيخ الاسلام إمام كبير و له قدر عال و و و و ... الخ و لكنه له جملة من الأخطاء منها مخالفته للمذاهب الأربعة! و له اخطاء في العقيدة! فقد قال بقول المجسمة! و قال بقول المشبهة! ... الخ و لكنه يبقى إماما عظيما ... ألخ
فإن كنتَ على عقيدة السلف و ترى عقيدة الشيخ تقي الدين موافقة لهم فلا يضيرك ان تصرّح بهذا دفعاً لمن قد يعتقد شيئا نحوك من مخالفة في العقيدة و ان كنتَ على خلاف هذا وَجَبَ مناقشتك في الأصل لا في التفريع كما تفعل الآن
و انا لا زلت أحسن الظن فيك
بارك الله فيك
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:31]ـ
أما هذه المسائل التي ذكرتها بقولك:
((كشد الرحل، والتوسل، والطلاق الثلاث، والمولد، التبرك، والأشاعرة ...... ))
فبالله من فرّقَ الأمَّةَ لأجلها .. ؟
أهم الذين تركوا وهجروا منهج السلف الصالح من القرون المفضلّة .. ؟
أم الذين أنكروها نُصرةً لمنهج السلف الصالح؟!
ثم من فرّق الأمة في مسألة طلاق الثلاث .. ؟
فهاهم مشايخنا في نجدٍ منهم من يرى وقوعه، ومنهم من لا يرى وقوعه ..
فأين التفريق؟!
ثم تفريقنا كيف جاء؟
أهو بتحذير الأمّة من الضلال والبدع المحدثات .. ؟
فأنا إذن أول المنضمّين لهذه القافلة!!
أجب عما سألناك عنه ...
رزقنا الله جميعاً الصدقَ والعدل والإنصاف والتحري ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:36]ـ
فناقش نقاشَ مذاهبَ وأفكار، لا نقاش أشخاص ...
وسيتبين للجميع:
من المُنْصِف؟!!
بارك الله فيك شيخنا الكريم مهند المعتبي
و هذا ما أطلبه من الأخ " كاتب منصف "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البريك]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:58]ـ
ابن تيمية كان عالما مجاهدا .. كتب في السياسة الشرعية .. ناقش العقلانيين بعقل متين وعلم رصين ... من منا يجرؤ على ذلك .. ؟
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:10]ـ
شكرَ اللهَ لكم شيخنا الفاضل المناضل / المقدادي ..
_______________
أخي (كاتب منصف) ...
أرجو أن تترك كل الكلام جانباً ...
وابدأ بنقاش المسائل ..
1/ عقيدة الأشاعرة ..........................
2/ مسألة " شد الرحل" ...................
3/ التبرك ............................
4/ المولد .............................. .
ثم لنقارعَ الحجةَ بالحجة بعيداً عن مناصرةِ الأشخاص ..
وسيتبين للجميع:
مَن المُنْصِف؟!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:41]ـ
جاء في القانون المصري للأحوال الشخصية
أن طلاق الثلاث بواحدة .. قالوا عقيب ذلك وممن ذهب إلى ذلك من الأئمة: ابن تيمية .. (!)
ونحن نقول جزى الله عن الأسر المسلمة شيخ الإسلام خيرا ورضي عنه .. إذ كانت فتواه هذه سببا عظيما في حفظ آلاف الأسر عبر التاريخ وفي عصرنا
لأن القانون المعمول المعتمد في أغلب الدول هو هذا وقد تشبث به هذه الدول هنا فقط (!) .. تسويغا لهذا التوجّه
كان مجرد تعليق عابر على جزئية .. وليس سكوتي عن البقية رضىً بما كُتب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:44]ـ
المنصف هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا ينازع في هذا أحد يعقل ما يقول.
والله، ثم والله، ما قرأت لأحد كان أشد إنصافا منه، ومن كان عنده علم بشيء فليأتنا به.
سئل - رحمه الله ورضي عنه، وغفر له بكل حرف كتبه في الذب عن هذا الدين -: لم لا تصنف كتابا في الفروع يضمنه اختياراته الفقهية؟
فقال:
((الفروع أمرها قريب، ومن قلد فيها أحد العلماء المقلدين: جاز له العمل بقوله، ما لم يتيقن خطأ، وأما الأصول: فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال، وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية ... فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية)).
بالله عليكم، هل رأيتم إنصافا كهذا؟
وهل قام بمثل هذا المقام أحد غيره؟!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك.ياابا مالك .. بارك الله فيك .. نقل موفق.
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 07:10]ـ
أشكر لكم أيها الكتاب الكرام ما كتبتم، ولا أظن فيكم إلا خيرا
ولكن كما سبق فنقاشي معكم ليس في تلك المسائل بعينها وإنما في أسلوب التعليم والحمية المفرطة
فنقاشي نقاش منهج في التعلم والتلقي لا نقاش أفراد مسائل.
عموما كلٌ قد نثر كنانته، وأقول ما قال الإمام العالم العامل رحمه الله:
تموت النفوس بأوصابها ... ولم يدر عوادها ما بها
اللهم ألهمنا وإخوتي رشدنا
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 07:20]ـ
كم والله قد استفدت من شيخ الإسلام رحمه الله، ولا أدري ما هذه الهجمة التي لو رآها راءٍ لظن أني مبغض كاره حاقد لإبن تيمية رحمه الله، بل والله لقد حرر مسائل قلّ أن يحررها مثله.
وأنا أستفيد منه فقها وعقيدة، وأوافقه إلى ما ذهب إليه من كون المولد بدعة وغيرها من المسائل.
لكن أعيد وأكرر: شيخ الإسلام حبيب إلي، ولكن ابن قدامة والنووي وابن حجر وووو كذلك ائمة يُقتدى بهم وتؤخذ آراؤهم ولا تهمش.
ـــــــــــــ
أرى أن الموضوع قد خرج عن ما قصده كاتبه.
والسلام
ـ[أبوصخر]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 08:14]ـ
و من المضحك المبكي أن حمقى الأشاعرة صاروا يستدلون بالمنامات الغريبة المضحكة على بطلان معتقد شيخ مشايخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- و أنه كان داعية ضلالة و مُحدِثَ فتنة، يقول هذا السفيه:
(قد رأى أحد الإخوة منامًا فرواه لنا من باب الاستئناس لا الاحتجاج، قال: رأيتُ إبليس يضم رجلا فسألته: مَن هذا؟ قال: هو ابن تيمية).
يقول من باب الاستئناس و أنا أجزم أنهم يحتجون بهذه الرؤية، و تأمل أخي الكريم كيف أن إبليس قد تمادى معهم في التلبيس حتى في مناماتهم و يصار يعبث بهم، و ذلك لحمقهم و جهلهم و تماديهم في التعصب المذموم -نسأل الله العافية-، و لن نعدم أحدهم يقول غدا في هذا الكابوس مصدّقا ابليس: [صَدَقَكَ و هو كَذوب] و الله المستعان.
و أخيرا أحب التنويه على أن وصفي لبعضهم بالحُمْقِ هو وصفٌ لمتعصبتهم الذين أعماهم التعصب عن رؤية الحق، و هذا الوصف لا يشمل الجميع، و هذا من باب الانصاف و الله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 03:17]ـ
كاتب منصف!!!
- ذكرت في عنوان موضوعك (مسائل اجتهادية) فأين هي؟
- الخلط بين المسائل الاعتقادية والمسائل الفقهية خلط لا ينبغي لطالب علم الوقوع فيه، فضلاً عن التحدث في أيّ منهما استدلالاً أو استشهادًا.
- عقيدة الولاء والبراء، التي تحدثت عنها، ليس لها نصيب في المسائل الفقهية كالطلاق ونحوه، بل المسائل العقدية ... وقد تحدث الفقهاء أيضًا عن مسائل عقدية في كتب الفقه كحكم الردة ونحوها ... ولا تصنف أنها فقهية وحسب ... بل عقدية.
- شيخ الإسلام ابن تيمية، لا يُقام على شخصه ولاء ولا براء، ولم يدعي أحد ذلك من قبل ... سوى شرذمة لا يكادون يفقهون حديثا مبغضون لشيخ الإسلام قالوا مقولتهم هذه ضد أهل السنة والجماعة ... وليس لهم نصيب من العلم، بل لا يعرف أحدهم معنى كلمة الرب من كلمة الإله.
شيخ الإسلام ابن تيمية قد نقل استدلالات من القرآن والسنة نقلاً عن الأئمة الأوائل بتنظيم وترتيب وجمع، قلما تجد مثلها عند غيره ... بالاضافة إلى بيان ما فيها من كلام الأوائل.
ومن لم يستفد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فقد ضاع منه الكثير من العلم لأنه قد جمع شتات الكتب - رحمه الله.
وأما عقيدة أهل السنة والجماعة فواحدة ... الولاء على العقيدة والبراء بالعقيدة، فمن اتبعها؛ واحد أو عصبة أو جماعة ... فهي الميزان ... فإلزمه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 04:05]ـ
* مَن خالف اعتقاد شيخ الإسلام رحمه الله، فقد خالف اعتقاد ما عليه سلف الأمة وأئمتها، يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
(مع أنى في عمرى إلى ساعتى هذه لم أدع أحدا قط في "أصول الدين" إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك ولا أذكره في كلامى، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها. وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفنى ثلاث سنين، إنْ جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ما قلته، فأنا أقر بذلك، وأما مَا أذكره: فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم وبألفاظ مَن نقل إجماعهم من عامة الطوائف).اهـ
هذه مجازفة بينة ففرق بين أن يقصد أن يذكر فقط الحق و بين أن يوفق في قوله فكم من امام من أئمة السنة يصرح بأنه ان صح الحديث فهو مذهبه و مع ذلك فلم يوافقه في كل أقواله مع أن شيخ الاسلام قد نص غير ما مرة أنه ليس المرجع في بيان عقيدة أهل الاسلام وان مسائل الاعتقاد لا تؤخذ منه و لا ممن هو اكبر منه و هذا بعض كلامه " فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة رسوله وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هي أصول معصومة وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو الى طريقته ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاماً يوالى عليه ويعادي غير كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً او كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون " درء تعارض العقل والنقل 1/ 272 و قال أيضا "أما الإعتقاد فلا يؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني بل يؤخذ عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة فما كان في القرآن وجب إعتقاده وكذلك ماثبت في الأحاديث الصحيحة مثل البخاري ومسلم ـ مجموع الفتاوى 3/ 160ـ 180
هذا من جهة و من جهة أخرى نعم ... قد يقع بعض اهل السنة في تقليد أئمة السنة قولا و عملا فيستغله أهل البدع للتشغيب عليهم كما كانت تفعل الرافضة و الأشاعرة مع عوام الحنابلة ممن كانوا يصفونهم بغلظة الطبع و قلة الفهم ... لكن التقليد الذي قد يقع فيه بعض أهل السنة لمشايخهم أصولا و فروعا- و ان خالفوا الحق اجتهادا- كالشافعي و أحمد و مالك و سفيان و داوود و أبي حنيفة و داوود و ابن خزيمة والدارمي و ابن منده و الاسفرايني و الأشعري و ابن حزم و الباقلاني و الدارقطني و الهروي و الصابوني و المقدسي و ابن تيمية و البقاعي و السفاريني و الصنعاني و و الشوكاني و بن عبد الوهاب و كل من انتسب الى السنة و طريقة السلف و نافح عنها ظاهرا و باطنا ... ما قد يقعون فيه من الغلو في تقليدهم هو أقل بكثير من تقليد الرافضة و الجهمية و المتصوفة لأئمتهم و غلو هؤلاء في تقليد أئمتهم يكاد لا يقارن
(يُتْبَعُ)
(/)
بتقليد بعض أهل السنة لأئمتهم مع أن عامة أهل السنة انما يستحمدون أقوال أئمتهم بموافقتهم للسنة أو مخالفتهم لها و كل من كان أقرب الى تحقيق السنن و أقوال السلف و اتباعها كان افضل عندهم و أحمد و ان كان متأخرا بينما غيرهم انما يستحمدون من أئمتهم من كان اكثر جدلا و اكثر تدليسا و معيار تقديمهم له هو منافحته عن أهل مذهبه و طائفته لا منافحته عن السنة و السلف فابن تيمية رحمه الله عامة أهل السنة تقدمه على غيره بموافقته للحديث و السنة بينما في المسائل التي ليس معه فيها حديث او أثر صحيح أو نظر قوي فتراهم اول من يرد عليه بما لا يجرؤ أن يرد بعشر معشاره من يتشدقون بالاجتهاد ليل نهار على من نصبوهم للتلبيس و التدليس على هذا الامام العظيم و ان تبين لهم الحق جهارا نهارا
و اعتبر برد الامام الصنعاني مثلا او الامام الألباني-و الذي كان كثيرا مايردد أنا لو كان قصدنا أن نصير تيميين لبقينا حنفيين- على شيخ الاسلام في مسألة فناء النار فستحس أن المردود عليه ليس شيخ الاسلام و من حوى كل العلوم بين ناظريه و ترى كفة الامام الصنعاني راجحة قوية مع أنه لا مقارنة بينهما في الرصيد العلمي ثم انظر بعد ذلك الى قوله في باقي المسائل كمباحث الصفات و الأسماء و القدر و الاجتهاد و مسألة شد الرحال و غيرها من المسائل التي كانت له فيها حروب شامية و مصرية ترى كيف أن الرجحان يعود لكفته حتى لا يبقى لخصومه الا سلاح البتر و التدليس و الاكراه و السجن للتغلب عليه و ما ذلك الا لوجود الحديث و السنة الى جانبه وكثرة تعرض خصوم السنة و الحديث من الرافضة و الجهمية و الحلولية و المقلدة و الخوارج و الملاحدة لهذا الامام دون غيره انما هو دليل اكبر على ان عامة اقواله موافقة للسنة و الحديث لأنه لم يظهر بعد أصحاب أئمة المذاهب المتبوعة من نصرها و بسط حججها مثله كما ان أسلافهم كثر تعرضهم للامام احمد لأنه كان اكثر أهل السنة تحقيقا لها و لأقوال الصحابة و التابعين و أكثرهم معرفة بأقوال اهل البدع و اصولهم فكان القصد من الهجوم على هذين الامامين اسقاط السنة و الحديث باسقاطهما و لهذا كان القصد ممن يدافع عنهما الدفاع عن السنة و الحديث لموافقتهما في عامة اقوالهما لها لا دعوة لتقليدهما و لهذا كثر عن ائمة اهل السنة- و فيهم من يعدون من اذكياء العالم كالامام الأشعري و ابن حزم و الباقلاني- انتسابهم الى الامام أحمد و الطعن في من طعن فيه فهل يقال أيضا أن ذلك من الغلو في التقليد؟ ام هو التلبيس و انعدام الحجة و سلوك سبيل من قبلنا في المجادلة بالباطل لدحض الحق كما كان يفعل الفريسيون مع سيدنا عيسى عليه السلام حين كان يظهر عليهم بحجته و يقهر سفسطتهم فيطعنون بشخصه؟
و الله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 08:15]ـ
المشكلة في الفَهم
أنا قررت أن مَن خالف اعتقاد شيخ الإسلام ... إلخ
ثم اقتبست من كلامه ما ظننت انه يوضح وجهة نظري
ألا وهي
أن اعتقاد شيخ الإسلام رحمه الله له أصول معلومة
فهو أثري الاعتقاد .. لم يخالف ما عليه القرون الثلاثة الأولى
ومَن خالف هذه الأصول، وهذه الطريقة لا شك أنه سيكون في عقيدته دخل .. وبالضرورة سيخالف اعتقاد الأوائل
ومَن ظن من قولي انني أقلد شيخ الإسلام في الاعتقاد أو الفروع .. فقد أعظم الفرية
فأنا طالب علم أصولي .. آخذ العلم من منابعه ومصادره الأولى
فإذا كان شيخ الإسلام من مصادره كتب أحمد والحميدي وعثمان بن سعيد والبخاري .. إلخ
فوالله لا أرضى ان يكون مصدري شيخ الإسلام على جلالة قدره
فنرجو ثم نرجو أن ننظر في الكلام أولا وسياقه والمقام الذي قيل فيه .. ثم نرد على الناس
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 08:24]ـ
نسبة القول بفناء النار إلى ابن تيمية ليست ثابتة
خصوصا من يطالع كتبه الأخيرة .. فله نصوص واضحة في بيان ذلك .. لعلي أنقل منها لاحقا فلست عند مكتبتي
أما ابن القيم فقد ألمح ومال إلى القول بفنائها في ثلاثة مواضع من كتبه
وعلى كل حال فهذا قول لبعض السلف
وأرى أن اتباع ابن تيمية في العقيدة قول وجيه .. وليست مجازفة
لسببين:-
1 - أنه خير من حرر مذهب السلف حتى عجز مناظروه حين تحداهم أن يثبتوا العكس وقد أمهلهم سنوات
وهو من القلائل عبر التاريخ الذين قيل فيهم: كل حديث لا يعرفه .. فليس بحديث
2 - أن ما قد يوجد في كتبه من أقوال مرجوحة .. نادر جدا .. كما أشار إليه الإمام الذهبي .. وأعني العقيدة خاصة
ثم ليعلم المتأمل المنصف أن شيخ الإسلام .. لا يقل رتبة عن الأئمة الأربعة .. ونحوهم من أئمة السلف
وقد أشار إلى ذلك غير واحد حتى من أعدائه .. كابن الزملكاني وغيره
ويعلم المنصف أيضا أن حال الأمة قبل ابن تيمية .. يختلف عما بعده
وذلك ملموس في ردها إلى المعين الأول ..
حتى قال أبو حيان الأندلسي
قد قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... قيام سيد تيم إذ عصت مضرُ
يقول الدكتور أحمد الريسوني:هذا الرجل هو أكثر عالم في عصرنا حظي بدراسات عنه وعن كتبه قال:وأقول ذلك عن علم ومتابعة لرسائل الماجستير والدكتوراة
وليس هذا من التعصب إن شاء الله تعالى
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 12:21]ـ
لعلك تجهل أو تجاهلت اختلاف الصحابة في بعض جزئيات العقيدة كالرؤية وعذاب القبر ....
ولم يختلفوا في الأصول قطعا.
.
يا كاتبنا المنصف الإنصاف عزيز؟!
صحح معلوماتك يا رعاك الله فالصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين لم يختلفوا في أي مبحث من مباحث العقيدة التي يُبنى عليها ثواب وعقاب فتنبه.
وقولك هداك الله للصواب: (كالرؤية) يوهم أنك تعني رؤية أهل الجنة للرب الجليل العلي المتعال جل في علاه.
وهذا المبحث لا خلاف فيه البتة ..... فأحذر.
وقولك هداك الله للصواب: (وعذاب القبر) يوهم أن بعض الأصحاب الكرام رضي الله عنهم نازع في ثبوت عذاب القبر أو عدم ثبوته وثبوته متواتر عنهم.
وهذا إيضاً لا خلاف فيه البتة ....... فأحذر.
وإن كنت تعني بالرؤية هل رأى محمدا صلى الله عليه وسلم ربه جل وعز؟
فأقول لك ليس هذا من مباحث العقيدة ولا ثمرة من هذا الخلاف البتة إيضاً ..... فتنبه.
وإن كنت تعني بالخلاف حول هل يُعذب الميت ببكاء أهله؟
فأقول لك ليس هذا إيضاً من مباحث العقيدة ولا ثمرة فيه من ناحية اعتقاده وعدم اعتقاده .... فتنبه.
والله الموفق لما يحبه ويرضاه(/)
أهذا هو الحب؟ [مقالة طيبة، في توضيح تفاهة العلاقة بين الشاب والفتاه]
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Nov-2007, صباحاً 11:29]ـ
نقلا عن طريق الإسلام
أهذا هو الحُُب؟
إلى كل محب لفتاة .. إلى كل عاشق لصبيّة .. إلى كل ذائب في هوى فاتنة .. إلى كل متيّم في كلمات امرأة .. إلى كل هؤلاء .. أهذا هو الحب؟!
قد كنت أتصوّر- وصححوا لي التصور إن كنت مخطئًا- أن حالة الحب التي يعيشها المحبون من الفتيان والفتيات إنما تنشأ عنها حالة من الصفاء والسلام النفسي والاستمتاع بنظرة متفائلة للحياة وللمستقبل, ويتولد من التفاعل بها قوة دافعة من النشاط المستمر والعمل الدءوب والسعي في الأرض وعمارة الدنيا؛ للوصول إلى إتمام حالة الحب وتتويجها بالارتقاء إلى قمة الحب, ألا وهي تحقيق الزواج.
هذا على الأقل ما كنت أتصوره .. ولكن ويا للعجب, فالحب لغالب الفتيان ما هو إلا حالة من اللعب والهزل، وفرصة لتضييع الوقت والتفاخر بعلامات الرجولة بأن هذه التي استعصت على الجميع صارت فتاته, بينما هو للقليل من الشباب حالة جادة من مقدمات اختيار الزوجة زوجة المستقبل, ولكن للأسف على غير مقياس دقيق أو ثوابت معروفة, اللهم إلا مجرد الإعجاب والحب والهيام المبني على الجمال جمال المظهر, أو على صفة واحدة لا يرى الشاب غيرها ويغفل الكثير من الصفات, فلا مقياس ثابت ولا تصور للمرأة والزوجة الصالحة للزواج ينبني على أصول واضحة صحيحة.
وعلى مستوى العلاقة الثنائية بين المحب وحبيبته فالحب ما هو إلا مستخلص مركز وخليط من كل من التفاعلات النفسية الشديدة التي تبدأ بموجات متعاقبة من النكد, والتشاؤم, وفقدان الأمل, وضيق النفس, وحالات الاكتئاب المستمر, وهذا لا ينفي وجود أوقات تنتشي فيها المشاعر بحالة من السرور المفاجئ والعنيف, ولكنها تمرّ كسحابة صيف ثم لا تلبث أن تنقشع, ومن بعدها تبدأ سلاسل النكد الوراثية في العمل عند المحبوبة أو الحبيب, وتتنوع مظاهره من أول الشك في كل كلمة ونظرة والتفاتة .. إلى آخره, ولكن المحبين سيرون رأيًا آخر, إنهم يرون في هذا التوصيف لحالة الحب ظلمًا وتعديًا وتجاوزًا شديدًا.
أيها المحب، أنت بالتأكيد -وأطالبك هنا بالإنصاف والعدل- لا تنكر معي أن النساء من أعجب خلق الله تعالى في سرعة التقلب من حالة نفسية إلى النقيض, وفي ذات الوقت مع سرعة التقلّب هناك شدة في هذا التقلب والانقلاب, فهم -عدا القليل النادر- ينتقلون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في عواطفهن ومشاعرهن, فبينما هم في لحظة يغرقونك بالتصريحات التي تؤكد أنك سبب سعادتها ومصدر بهجتها, وأنها من دونك تهون قيمتها .. إلى غير ذلك من كلمات الحب والهيام التي تتسبب لك في هذا الشعور بالنشوة والسرور, إذا بها والحال كذلك تتذكر لك موقفًا أو كلمة أو نظرة أو همسة، أو حتى من غير أي شيء مما سبق, بل من باب التأكد من صدق مشاعرك فقط واستدرار المزيد من عطفك وحنانك ومحبتك, تنقلب المرأة الحنون إلى صورة عابسة غاضبة تكشر عن أنيابها وتطلق العنان لغضبها, وتقف أنت مذهولاً .. كيف يمكن حدوث هذا؟! كيف يحدث مثل هذا الانقلاب العكسي التام في لا شيء؟! في ثوان معدودة؟!
وبينما أنت في خضم الدهشة والذهول تنطلق القذائف وتندفع الطلقات آمرة وناهية, غاضبة وساخطة, تخبرك بجريمتك العظمى التي اقترفت, والكارثة القاصمة التي نزلت بساحتك بناءً على ما اقترفت يداك. وتدخل أنت في محاولات مستميتة لإزالة أسباب الشقاء والنكد والاعتذار عما لا تعلمه مما ارتكبته, فكان سببًا في انفجار هذه الأزمة الدولية, وينفتح باب من الجدال والنقاش يجعل المستمع يشعر كأن الحوار يدور حول مسألة نزع أسلحة الدمار الشامل من دول الشرق الأوسط, وتغرق أنت عزيزي الشاب في أطراف هذا النقاش وتفاصيله حتى تنجح في محاولاتك للخروج من هذا المأزق الدولي والوضع المتفجر.
ولكن وأنت في طريقك للخروج, لا أريدك أن تظن أن هذا المشهد لن يتكرر, بل الطبيعي أنك بعد أن تكون قد بذلت أقصى الجهد في الخلوص من سحابة الغضب أن يتكرر هذا المشهد بعد أيام وليال على الأكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
المعنى المطلوب من خلال كلامنا ليس حالة التقلّب لدى من تحب وكيفية التعامل معها, ولكن انعكاس هذه الحالة عليك أيها الشاب الذي ظننت أنك بتكوين علاقة مع فتاة بصورة غير شرعية لا ترضي رب العالمين جل وعلا, ولا أعني بذلك ارتكاب الكبائر بل علاقة حب صافية -كما يقولون-, لا تظن أنك بذلك تحصل على لذة عظيمة ونعيم دائم مستقر, كلا بل هذه السعادة المتوهمة لن تعدو لحظات ما تلبث أن تزول, لكن انعكاسات هذه العلاقة على طريقة التفكير ونوعية الاهتمامات بل وطرق حل المشكلات عند شباب الأمة ورجال الغد المرجو هي في حقيقتها انعكاسات في غاية الخطورة, إن الانشغال الشديد بتفاصيل الكلمات والنظرات, والاستمرار في جو المعاتبات التي لا تنتهي وتتجدد دائمًا, كل هذا يؤدي بلا شك إلى أن يتربى الشاب على طريقة الجدل العقيم في حل المشكلات, ثم يتعود من قبل ذلك على التعامل مع صغائر الأمور بتضخيم شديد, والنظر إلى السفاسف على أنها كليات مسائل لا بد من بحثها واستقصائها والرد عليها, والاستدلال على البراءة من الذنب فيها.
إن شباب الأمة عندما يتعامل مع الفتيات إنما يأخذ أحد منحيين, إما شباب رومانسي حالم, غارق في بحار الرومانسية الخيالية والعاطفة المتوقدة والمشاعر المتوهجة, باحث عن الحب العذري الطاهر, وآخر غارق في الشهوات والانحراف والملذات, يخطط لتحصيلها, ويبحث عن طرقها, ويبذل الجهد والمال للوصول إليها, ضاربًا بعرض الحائط كل القيم والمبادئ والأصول والعادات, وبين هذا وذاك تتدرج المستويات العقلية الناتجة عن حوارات الحب والهيام, من أول الإصابة بدرجة من الضعف في مستوى التفكير؛ نتيجة لتفاهة النقاشات وكثرتها وتركيزها حول معانٍ غاية في التفاهة, إلى النضج في الحوار المبني على مستوى عقلي رفيع, الناظرة إلى الأمام الباحثة عن مصلحتها لا عن حظ نفسها, وقد كانت عبارة أحد الشباب ممن دخل وأسرع بالخروج من قصة حب من تلك القصص أن الداخل إلى هذا العالم لا يمكنه الخروج من الدوامة التي تجره إليه, وهو بذلك يجيد تجسيد الواقع الذي يراه كل الناس وكل الشباب إلا الغارقون في بحار أوهام الحب والهيام.
إن الحب الحقيقي هو الحب المبني على الفهم العميق من كلا الطرفين لبعضهما, واستيعاب كل طرف لصفات الطرف الآخر حسنها وقبيحها, ثم تعامله مع هذه التركيبة المتداخلة من الصفات بالسلب والإيجاب, وهو في ذلك يطبق حديث النبي صلي الله عليه وسلم وهو يعلّم المتحابين أن يتعاملوا مع بعضهم بناءً على فهمهم لصفات كل منهم للآخر حيث قال: 'لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقًا رضي منها آخر', فلا يبغض مؤمن مؤمنة بناءً على موقف أو مشهد, بل ليضع أمام ما يغضبه موقفًا يفرحه ويسعده حتى تسير السفينة ولا يتوقف الركب, إن هذا النوع من الحب هو النوع الذي يدوم ويستمر ولا يزول بالأزمات العابرة أو المواقف المتأزمة, إن هذا النوع من الحب هو الذي يرتقي بفكر الإنسان وينمّيه ويرتفع فيه كل طرف عن تأصيل الأنانية في الحب, بل يتحقق فيه البذل والعطاء بلا مقابل, فحقيقة الحب العطاء, ولكنك ترى في عالمنا المعاصر المتطور فهما جديدًا للحب؛ إنه بحث كل طرف عن حقه قبل أدائه لواجبه, وواجب كل طرف أن يحصل على حقه بأن يثبت الطرف الآخر له أنه يحبه وهي دائرة بالطبع لا تنتهي.
إن الحب الذي تعيشه، عزيزي الشاب، ذاك المبني على كلمة حلوة أو منظر جميل أو نظرة لافتة أو حتى ملبس مميز, كل هذه المواقف التي ينشأ عنها انفعال ما يعتبره الشباب حبًا, ما هي في الحقيقة إلا تعميق لخصلة الأنانية, إنها علامة فارقة على أن الشخص إنما يحب ذاته, وأعظم ما يدل على ذلك أن معظم الخلافات التي تدور بين الطرفين اللذين يجمعهما ما يريانه حبًا سترى أنها لا تكاد تخرج عن كلمة قيلت فلم تغفر, أو نظرة لآخر تم التعامل معها بالشك والارتياب, أو ليّ للعنق ولوم على سوء معاملة ليس مبعثه سوءًا حقيقيًا في المعاملة, كلا .. بل مبعثه ليس إلا استدرار المزيد من العطف والاهتمام, أهذا هو الحب؟! كلا .. لا أظن ذلك, إن كان هذا هو الحب فبعدًا لحب لا يجلب إلا الهم والمشاكل والصداع, الحب أنس تأنس به النفوس, وواحة يفيء إليها المرهقون من عناء الدنيا وهمها, الحب راحة نفسية وسكون داخلي وتآلف مع النفس والكون, الحب لذة تملأ قلوب المحبين, لا عبوس يغطي وجوههم, ولا نكد يظلل حياتهم, ولا توجس من سوء المعاملة وانقلاب الطباع ما بين عشية وضحاها, فكن صاحب العقل الحكيم, ولا يغرنك ما تسوله لك نفسك من جميل الصفات وعظيم المزايا, فإن نكد الحياة كفيل بقلب الحياة إلى جحيم ولو في عقر الجنان, فأنجاك الله من كل ما يغضبه ويجلب الضنك إلى حياتك ورزقك, ورزقنا بالحب الصافي الخالص المبني على رضوان الله, فهو والله جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
إن الله تعالى يقول في محكم التنزيل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} [طه:124] , ومن أعظم صور المعيشة الضنك, وأشدها أثرًا على صحة العبد وانشغال باله: سوء المعيشة في النزل والسكن, ودوام التنغيص في أدق أمور الحياة. فقد جعل الله تعالى المرأة لباسًا للرجل وسكنًا لروحه وقلبه ونفسه, وأنى لها أن تكون كذلك ما لم تكن منقادة لأمر الله تعالى مؤتمرة بشرعه, سعيدة باتباع هداه, مستمتعة بأداء وظيفتها التي خلقها الله تعالى من أجلها, فهنيئًا لصاحب الحياة الطيبة ومتذوق الحب الحقيقي, فلمثل هذا الصابر حتى ينال الحلال أعد الله تعالى جنة الدنيا وهي المرأة الصالحة, وأناله الله سعادة وسكينة النفس وطمأنينتها, وضمن له الشعور باللذة الرفيعة للحب الصادق الذي يقوم على العطاء لا الأخذ, والتضحية لا الأنانية, والإيثار لا الأثرة.
حفظك الله من كل سوء وشر, ورزقك خير الدنيا بحذافيره, وحفظك من شرها, وجمعني الله بك وبمن نحب في الدنيا على طاعته, وفي الآخرة تحت ظل عرشه اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 12:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجهة نظر نحترمها ولكن لا يبدو أنها توضح بل تصف أحد اشكال العلاقات!! بالمقابل نقرآ وعلى هذا الموقع قصص لمتزوجات يشكين من العكس؟؟ شيء محيرّ
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 03:38]ـ
بالله!
من هو صاحب هذا المقال العجيب؟!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 12:14]ـ
للفائدة ...
وهو مقال ماتع للنشر في المنتديات العامة أو المخلطة، وبين شبباب الجامعات ونحوه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 12:24]ـ
للفائدة ...(/)
اللقاء العلمي حول سيرة (المحدث حماد الأنصاري) مع ابنه الشيخ عبدالباري.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 04:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذا هو اللقاء الخاص مع فضيلة الشيخ عبد الباري بن الشيخ العلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري، وكيل كلية الحديث الشريف للدراسات العليا في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية حرسها الله تعالى.
يدور هذا اللقاء حول ترجمة وسيرة والده العلامه المحدث أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله.
فمن أراد أن يسأل عن شيء من أخبار الشيخ وسيرته فيمكنه أن يدرج طلبه ذلك كمشاركة في هذا الموضوع ومن ثم سيعرض ذلك على نجله فضيلة الشيخ عبد الباري، بعد أن نسمع منه كلمة عن والده رحمه الله تعالى.
التعريف بضيف المنتدى في هذا اللقاء
هو الشيخ عبد الباري بن حماد بن محمد الأنصاري الأستاذ المساعد في كلية الحديث الشريف، بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ولد حفظه الله تعالى في ذي القعدة سنة 1387 هـ بمكة المكرمة.
الشهادات العلمية: دكتوراه في علوم الحديث.
الأعمال والنشاطات العلمية:
1 - أستاذ مساعد في كلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية.
2 - وكيل كلية الحديث الشريف للدراسات العليا.
3 - عضو مجلس إدارة جمعية السنة، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
4 - شارك في عدد من الدورات الشرعية في داخل المملكة وخارجها.
5 - عمل في تحقيق الكتب التالية:
- " البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر " للسيوطي - القسم الثاني منه -.
- " الموقظة " للحافظ الذهبي.
- " تدريب الراوي " للسيوطي.
- " السواك وما أشبه ذاك " لأبي شامة.
- " مجموعة رسائل في الإجازة وأحكامها ".
- " الأسانيد الرباعية " لأبي بكر الشافعي.
- وغيرها
6 - هو أحد المتخصصين المشاركين في موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
7 - له عدة مقالات في مسائل علمية وأدبية مختلفة نُشرت في ملحق التراث بجريدة البلاد.
8 - المشاركة في النشاطات الدعوية في المساجد،
9 - المشاركة في التوعية الدينية في موسم الحج.
لطرح الأسئلة تفضل من هنا ( http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?p=6815&posted=1#post6815)(/)
لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 07:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة تكفير تارك الصلاة ليست لها صلة بالإرجاء
فالنزاع جار مابين أهل السنة في تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا، وليس في هدا فحسب،بل في تكفير من ترك ركنا من أركان الإسلام،تكفير تارك الصلاة وغيرها ترى من ترك ركنا من أركان اللإسلام الزكاة الزكاة والصيام والحج، عن الإمام أحمد وغيره، حتى الإمام أحمد ثم خلاف عنده-يعني في الروايات- في تكفير من ترك ركنا من اركان الإسلام
ومن العجائب الإمام أحمدرحمه الله له في هده المسألة خمس روايات في هل يكفر من ترك أركان الإسلام العملية يعني غير الشهادتين:
الرواية الأولى: أنه يكفر في ترك أي ركن من أركان الإسلام.
الرواية الثانية: أنه يكفر بترك الصلاة والزكاة.
الرواية الثالثة: يكفر بترك الصلاة والزكاة إدا قاتل عليها الإمام، يعني إدا قاتل في الزكاة الإمام مطلقا.
الرواية الرابعة: يكفر بترك الصلاة فقط.
الخامسة: نسيتها
المقصود أن الخلاف في تكفير من ترك ركنا من الأركان تهاونا وكسلا ليس له صلة بالإرجاء
المصدر: شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 08:56]ـ
له علاقة إذا كان من لا يكفره ينطلق من كونه يقول بأن تارك جنس الأعمال لا يكفر
أما لو اجتهد في هذه المسألة بخصوصها بالنظر في الأدلة .. فهذا يقال فيه لا علاقة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 11:35]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي ابو القاسم ولهدا فالشافعي رحمه الله كان لا يكفر تارك الصلاة تهاونا الا انه حكى الاجماع على تارك جنس العمل وحكاه غيره
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 11:55]ـ
ماذا تقولون في هذه الإجابة التي وردت في إحدى المجلات العربية عن سؤال عمن يصوم شهر رمضان وهو يترك الصلاة، أجاب أحد الأساتذة في جامعة الأزهر بقوله: يقول الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [سورة الزلزلة: الآيتين 7، 8] ومعنى ذلك أن من صام رمضان فله ثواب صيامه، وإن ترك في الوقت نفسه الصلاة فعليه إثم تركها، فكونه قد قصر في أداء فريضة لا يمنع من قبول الفريضة الثانية منه؟
المفتي: العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
الإجابة:
هذه الإجابة فيها إجمال؛ لأن تارك الصلاة إن كان جاحداً لوجوبها فهذا كافر بإجماع المسلمين ولا تنفعه صلاة ولا عبادة، لأن الكفر لا ينفع معه عمل، لا صيام ولا غيره.
لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً} [سورة الفرقان: آية 23]، ويقول تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [سورة إبراهيم: آية 18] والآيات في هذا كثيرة.
أما إذا كان يترك الصلاة تكاسلاً وتهاوناً بها مع إقراره بوجوبها فهذا فيه خلاف بين أهل العلم منهم من يرى أنه يكفر الكفر الأكبر المخرج من الملّة كالأول. وعلى هذا القول فلا تصح منه صلاة ولا صيام ولا عبادة ولا أي عمل يعمله من الخير فإنه لا يقبل منه لأنه لم يبن على أساس صحيح، والدليل على كفره ما جاء في الحديث: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" (رواه الإمام أحمد في مسنده)، والحديث الآخر: "بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة" (رواه الإمام مسلم في صحيحه)، والآيات من القرآن كثيرة تدل على ذلك، منها قوله تعالى: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [سورة التوبة: آية 11]، فدل على أن الذي لا يقيم الصلاة ليس من إخواننا في الدين ومعنى هذا أنه كافر، وأهل النار يوم القيامة إذا سئلوا: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [سورة المدثر: آية 42]، يكون جوابهم: {لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [سورة المدثر: الآيات 43 - 46]، والتكذيب بيوم الدين لا شك أنه كفر فقرن ترك الصلاة معه دليل على أن ذلك كفر أيضاً.
والأدلة في هذا كثيرة وصريحة في أن من ترك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً متعمداً أنه يكفر ولو كان مقرّاً بوجوبها، وهذا هو القول الصحيح الراجح للأدلة الكثيرة، والقول الثاني لبعض أهل العلم: أنه لا يكفر الكفر الأكبر، ولكن يكون كفره كفراً أصغر لا يخرج من الملة، ولكنه يؤخذ بالعقاب والعذاب حتى يؤدي الصلاة، فلعل المجيب قصد هذا القول، ولكن هذا قول مرجوح، والأدلة الصحيحة على خلافه، ولكن عليه أن يبين للناس ولا يلبس هذا التلبيس، ويجيب بهذه الإجابة المجملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 12:14]ـ
أخي الحبيب حمدان .. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
.. حكاية أن الشافعي لايرى كفر تارك الصلاة تهاونا فيه نظر
ففي الأم قال الإمام رحمه الله تعالى:"ويقال لمن ترك الصلاة وقال أنا أطيقها ولا أصليها ,لا يعملها غيرك فإن فعلت وإلا قتلناك كما تترك الإيمان ولا يعمله غيرك فإن آمنت وإلا قتلناك"
وقال أيضا:"يقال لمن ترك الصلاة حتى يخرج وقتها لا عذر لا يصليها غيرك فإن صليت وإلا استتبناك فإن تبت وإلا قتلناك كما يكفر فنقول:إن آمنت وإلا قتلناك"
هذا تجده في المجلد الثامن ص 128
وهنا مسألة ..
يقال للفقهاء الذين يفرقون بين التهاون ولو كان تركا كليا .. وبين الجحود:-
على أي شيء يقتل تارك الصلاة؟
هل ثم دليل أن تارك الصلاة تهاونا يقتل؟
لقد حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم استحقاق القتل في ثلاثة أمور
-قتل النفس التي حرم الله
-الزاني المحصن
-التارك لدينه ..
ثم إذا كان الجحود هو علة التكفير .. ما معنى النص على الصلاة خاصة بأن تاركها يكفر؟
فمن يجحد الزكاة كافر بالاتفاق أيضا ..
فهذا والله أعلم دليل واضح جدا ..
على أن تارك الصلاة بالكلية .. فهو كافر
وأما من يأتي ببعض أفرادها .. فهو على خطر عظيم ولا يكفر ..
والله أعلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 01:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع ونفع الله بكم
جزاك الله خير يا أخي أبو القاسم على التنبيه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 01:56]ـ
الأخ الفاضل أبوالقاسم، وفقه الله، سلام عليك وبعد،
لدينا عدد من أئمة الشافعية، قالوا بأن الشافعي رحمه الله يذهب إلى أن تارك الصلاة يستوجب عقوبة الكافر، ولا يخرج به عن الدين
البغوي
الماوردي
الغزالي
النووي
إلخ
ما رأيك؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 02:54]ـ
وأحب أن أشعر الأخ الفاضل، بأنني اطلعت على كلام فضيلة الشيخ سفر الحوالي، وأعلم رأيه ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:12]ـ
قال في نيل الاوطار
وقيل: إنه يقتل لكفره , فقد حكى جماعة الإجماع على كفره كالمرتد وهو الظاهر وقد أطال الكلام المحقق ابن القيم ذلك في كتابه في الصلاة. والفرق بينه وبين الزاني واضح , فإن هذا يقتل لتركه الصلاة في الماضي وإصراره على تركها في المستقبل , والترك في الماضي يتدارك بقضاء ما تركه بخلاف الزاني فإنه يقتل بجناية تقدمت لا سبيل إلى تركها واختلفوا هل يجب القتل لترك صلاة واحدة أو أكثر , فالجمهور أنه يقتل لترك صلاة واحدة , والأحاديث قاضية بذلك , والتقييد بالزيادة على الواحدة لا دليل عليه.
قال أحمد بن حنبل: إذا دعي إلى الصلاة فامتنع وقال: لا أصلي حتى خرج وقتها وجب قتله ,
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:30]ـ
أخي الفاضل أشرف .. لا أفهم ما علاقة سفر .. بما نحن فيه
أما أنا فلم أقرأ كلامه في هذا
أما حكاية بعض أتباع الأئمة .. فلا يلزم بالضرورة أن يكون موافقا للصواب في كل الحالات
انظر مثلا رد الإمام المحقق ابن القيم في الأعلام (أو الإعلام على رأي) على بعض الشافعية في تخريج آراء الشافعي
ثم اعلم يرحمك الله .. أن كثيرا من العلماء على علو كعبهم .. يقعون في تقليد بعضهم بعضا ..
فهذا ينقل عمن سبقه وهكذا ..
وعندما يُنقل الإجماع على كفر تارك الصلاة -كما نقله ابن حزم مثلا- .. ثم يقال: الجمهور لا يكفرونه ..
فالقضية بحاجة لمراجعة تأمل .. ومزيد تحقيق وتدقيق
(وانظر كلام الشوكاني الذي نقله أخونا الحبيب الغامدي) ..
ومن أظهر ما ترى فيه تقليد اللاحق للسابق دون كبير عناية بتحرير الأمور .. (أصول الفقه)
فهناك آلاف الكتب الأصولية .. وكلها أشبه بالنسخ المكرورة ..
وبين الركام .. تجد كتابا بزّ في شيء كلَّ أمد معين .. والبقية لا جديد
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 07:10]ـ
أخي الفاضل أبا القاسم
كلام الشيخ سفر تجده في ظاهرة الارجاء
ثم أنا لا أناقش أصل الموضوع
أنا أحببت التركيز على نقطة واحدة
صحة نسبة القول إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه
وأئمة المذهب هم أدرى بإمامهم وأقواله ومعرفة الراجح منها والمرجوح والقديم والجديد .. ومعرفة مراده وألفاظه .. وهكذا
أخي الفاضل أنا معك في مسألة التمحيص والتدقيق
لكن علينا أن لا نرد قول (لا أقول إمام بل) عدد من الأئمة بدعوى أنهم يقلدون بعضهم البعض وكفى
الماوردي إمام في المذهب جهبذ
النووي محقق في المذهب .. إلخ فكيف نصم هؤلاء بالتقليد؟
ولو قلنا
بأن للشافعي في المسألة قولان .. والمشهور كذا
لوسع الأمر
أما أن نذهب إلى تخطئة الأئمة الفحول بجرة قلم "فيه نظر" فلا
مع تقديري لك أخي الكريم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 08:57]ـ
على أية حال يا أخا الإسلام قد قدّمتُ دليلا ..
وهذا هو الأصل ..
فعلى الراد أن يرد بدليل .. ولا يكتفي بذكر قول قائل يخالفه ..
ولو تأملت في كتب الفقه ستجد نظائر هذا الأمر
ستجد بعض أتباع المذاهب ينسبون لأئمتهم أشياء ثم يثبت خلافها بعد النظر والتمحيص ..
ولو تأمّلت كتاب الرسالة للشافعي ستجد الشراح الشافعية تباينوا في تفسير كثير من أقواله .. فهذا وارد إذن
خصوصا أن لغة الإمام ليست عادية .. فقد تربى في بادية هذيل .. نحو سبعة عشر عاما ..
وليس رأيي إزراء بأي عالم أو إمام معاذ الله تعالى .. أيا كان
هذا غير لازم .. فقد تقدم أن هناك علماء نقلوا الإجماع
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 09:13]ـ
أخي الفاضل مع تقديري لك أنت لم تقدم "دليلا"
ما أوردتَه لم يخف على أئمة المذهب
بل قد اطلعوا عليه وزيادة
مع فَهم وضبط وإتقان وتحرير
ولو أحببت أن أُعدِّد لك مَن وافق مَن ذكرت لك من أئمة المذهب - سابقا - لطال بي المقام ..
النووي ليس من أهل التمحيص
وأنت بقولك "فيه نظر" صرت من أهل التمحيص؟
أخي الكريم
لا نريد أن نلقي كلاما ظاهره السِّمَن وهو في واقع الأمر ورم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 09:16]ـ
شكرا على "البهدلة" .. بحجة الدفاع عن الأئمة .. (!)
والله المستعان
بالمناسبة: قولي منسجم مع من نقل الإجماع .. ومتسق مع حكاية اتفاق الصحابة على ذلك ..
ولا يستحق كل هذا الاستهجان ..
وشكرا لك على كل حال
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 09:19]ـ
أضحك الله سنك (ابتسامة)
أخي أبا القاسم
إن رايت في كلامي ما يسوءك فأنا أعتذر لك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 05:03]ـ
أردت يا اخوتي الغاية من كتابة هدا الموضوع هو رد مقولة بعض الباحثين حيث قال: أن الارجاء أثر على بعض العلماء فلم يكفروا تارك الصلاة تهاونا وكسلا فالشيخ صالح بين أنه لا تلازم بين المسالتين
بارك الله في الجميع
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأشد عضدك يا أبا القاسم فأقول: إن إ‘طلاق القول بأن ترك تكفير تارك الصلاة لأجل التهاون لا علاقة له بالإرجاء فيه إجمال شديد وقد يكون غير صواب، فإن المسألة لما نوقشت نوقشت مع من لا يرى (مطلق العمل) داخلا في أصل الإيمان، (=لا يصحح توقف وجود الإيمان القلبي على استلزامه عمل الجوارح)، وعليه فإن الأعمال كلها عند من يقول بهذا ليست من أصل الإيمان، وإنما من مكملاته، يعني لو ترك جميع العمل لكان مؤمنا عنده الحد الأدني من الإيمان، ثم من بعد ذلك تفرع عنده أن الكفر العملي هو (=) الكفر الأصغر، وهذا التقاء مع قول الأشاعرة أن الكفر هو مجرد الجحود والتكذيب والشك لا غير، وأن الأقوال والأعمال ليست بكفر بل تدل على الكفر، وإن كان الشيخ العلامة الألباني رحمه الله لا يقول بهذا ولا يعتقده لكنه أطلق (كلمة: الكفر الأصغر) في مقابل الكفر العملي من كل وجه، فللإرجاء مدخل، لكنه لا ينطبق على الشيخ رحمه الله لأنه لم يرد ما قال، بمعنى أنه لو وضح المعنى لأنكره، ثم إني أزعم أن الأئمة وإن اختلفوا في تكفير تارك الصلاة فإنهم اختلفوا في مطلق الترك لا الترك المطق، ومن تابع كلامهم علم ذلك، ومنه ما نقل عن الشافعي رحمه الله، وقد رأيت من نقل الإجماع على تكفير تاركها - أنسيت الآن من هو-، وهو لا شك يقصد الترك المطلق، وقد نقل ابن حزم اتفاق الصحابة على تكفر من ترك صلاة واحدة، فهو يتضمن الترك المطلق ولا شك، أما علاقة الصلاة بمطلق العمل، فإن العبارة الأوضح تعلقا بالصلاة قولهم (العمل بالأركان)، ومن ثم فإن القارئ لكلام السلف يعلم أنهم لم يقصدوا مجرد جنس العمل (بمعنى أنه لو أتى بالشهادة ثم استاك ثم لم يعمل من دهره فهو مؤمن، ومنه يظهر لك خطأ من قال أن القول بعد الشهادة يعد عملا)، بل قصدوا جنس العمل الذي يظهر صاحبه مقرا بالإسلام (إظهار الإنقياد) وأكبر ما يظهره ذلك (الصلاة)، ولذلك اتفقوا أو (أجمعوا على تكفير من تركها الترك المطلق).والنصوص في ذلك مشهورة منها ما صح عن نافع مولى ابن عمر و أحد أئمة الشام انسيت اسمه الآن (والخبر في الإيمان لابن أبي شيبة)، وابن عيينة، وابن راهويه وغيرهم، وواضح منها قوله عليه السلام (نهيت عن قتل المصلين)، وقوله لخالد في أبي الخوارج (لعله يصلي)، فإن مفهوم المخالفة يدل أن الله أباح له دم من ترك الصلاة، فإن قال قائل مفهوم المخالفة دلالته ضعيفة وقد أخرج منه بالإجماع الذمي والمعاهد، قلنا الذمي والمعاهد ليسا بداخلين في عموم المفهوم وإنما هي فيمن أقر بلسانه بالإسلام، وكربط للمسألة بالإيمان القلبي فإنه لا شك أن الإيمان القلبي مركب من تصديق ومحبة وتعظيم المستلزمين للانقياد، فمن كان عنده انقياد صحيح غير مدخول فإنه لو أمر بقتل نفسه لفعل، والصلاة شأنها اهون من ذلك بكثير على النفوس، فتعليق الشارع ظهور الانقياد بالصلاة لظهورها وعظم مكنتها فإنه من انقاد للأكبر فهو لما سواه أكثر انقيادا، فمن عدم الانقياد للرسول في شأن الصلاة (تركها بالكلية)، عاد بالنقض على انقياده القلبي الذي هو مستلزم المحبة والتعظيم، فإذا ذهب هذا فما الذي بقي معه من الإيمان وبالله التوفيق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 12:03]ـ
يا أبا القاسم
أكلما رأيتَ نصيحة من الإخوة لك بأن تتروَّى قبل هذه الإطلاقات التي يجبن عنها كبار أهل العلم فضلا عن غيرهم - قلتَ: ما هذا الإزراء؟ ما هذه البهدلة؟ .. إلخ
يا أخي هذه نصائح إخوة مشفقين،
فاعمل بقولي وإن قصرت في عملي ... ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري.
لقد كنا نفتقد أمثال هذه النصائح ولا نجد من يقولها لنا، فزلت أقدامنا بسبب ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 12:17]ـ
حضرة الشيخ أبي مالك .. سدده الله تعالى
كان الأولى إذ كانت نصيحتك خاصة .. وليست متعلقة بأصل المقال أن تجعلها في الخاص
ومع هذا أقول لك .. ومع كل احترام .. وتقدير
أنت عندما اتهمت بانتقاص الشوكاني دافعت عن نفسك .. وبقوة .. مع أن كلمتك في وصف كلامه لا تليق
وأخوك .. متهم بانتقاص العلماء هنا لمجرد أني رجحت شيئا بدليل (اعتبر دليلي ضعيفا هذا أمر آخر) .. أفيكون معيبا أن أدفع عن نفسي هذه التهمة الباطلة.؟
نعم ليس إزراء .. وأنت لا تعلم مدى تبجيلي لعموم طلبة العلم الربانيين .. وإن كانوا صغارا أو مبتدئين
ألا فليعادني الله إن كنت أزري بعالم رباني .. كما تزعمون
فما أنصفت -بصراحة-ولا أحسنت النصح
ثم هذا الذي أنكر علي .. وجدت مشايخ متخصصين يقولون به بالمناسبة ..
فعن أي مزلة أقدام تتحدث؟
ثم هل المنصوح يلزم منه أن يقبل النصيحة إن كانت محل نظر وأخذ وعطاء؟
تخيل أني نصحتك .. باعتزال المواقع وأن تتفرغ للعلم .. ! .. فهل يلزمك أن تأخذ بذلك؟
والله المستعان
وعليه التكلان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 12:19]ـ
أخي أبا الفضل الجزائري .. جزيت خيرا أنك شددت عضدي .. غير أني لم أقرأ ردك بعد ..
وحتى أعود .. بارك الله فيك
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 02:03]ـ
أردت يا اخوتي الغاية من كتابة هدا الموضوع هو رد مقولة بعض الباحثين حيث قال: أن الارجاء أثر على بعض العلماء فلم يكفروا تارك الصلاة تهاونا وكسلا فالشيخ صالح بين أنه لا تلازم بين المسالتين
بارك الله في الجميع
ليس قولا لأحد الباحثين بل هو قول شيخ الاسلام في مجلد الايمان مع ملاحظة أن شيخ الاسلام كان لا يتكلم عن الفقهاء الذين تحدثوا عن مطلق الترك كما ذكر الفرق الأخ "أبو الفضل الجزائري" بل كان يتكلم عن الفقهاء الذين توغلوا في التأصيل و قالوا بقتله حدا لا كفرا حتى قالوا بأن من يدعى للصلاة بتهديد السيف و يظل ممتنعا بحجة الكسل و التهاون أنه يقتل مسلما فقال شيخ الاسلام أن القائلين بهذه الصورة قد دخلت عليهم شبهة الارجاء و يقصد -و الله أعلم - ما يلتزمه أهل الارجاء من الفصل بين أعمال القلوب و أعمال الجوارح و نفي التلازم بينهما مبينا رحمه الله أن لا تكاسل يبقى مع السيف كما قال الامام أحمد: إذا دعي إلى الصلاة فامتنع وقال: لا أصلي حتى خرج وقتها وجب قتله ,فهذا لا يتصور أنه يقتل مسلما و هي ملاحظة نفسية جليلة من شيخ الاسلام يعرف قدرها من قرأ عن ماكتبه أهل التخصص عن علاقة الادراك بالارادة و الفعل ...
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 05:32]ـ
ليس قولا لأحد الباحثين بل هو قول شيخ الاسلام في مجلد الايمان مع ملاحظة أن شيخ الاسلام كان لا يتكلم عن الفقهاء الذين تحدثوا عن مطلق الترك كما ذكر الفرق الأخ "أبو الفضل الجزائري" بل كان يتكلم عن الفقهاء الذين توغلوا في التأصيل و قالوا بقتله حدا لا كفرا حتى قالوا بأن من يدعى للصلاة بتهديد السيف و يظل ممتنعا بحجة الكسل و التهاون أنه يقتل مسلما فقال شيخ الاسلام أن القائلين بهذه الصورة قد دخلت عليهم شبهة الارجاء و يقصد -و الله أعلم - ما يلتزمه أهل الارجاء من الفصل بين أعمال القلوب و أعمال الجوارح و نفي التلازم بينهما مبينا رحمه الله أن لا تكاسل يبقى مع السيف كما قال الامام أحمد: إذا دعي إلى الصلاة فامتنع وقال: لا أصلي حتى خرج وقتها وجب قتله ,فهذا لا يتصور أنه يقتل مسلما و هي ملاحظة نفسية جليلة من شيخ الاسلام يعرف قدرها من قرأ عن ماكتبه أهل التخصص عن علاقة الادراك بالارادة و الفعل ...
قال شيخ الإسلام 7/ 219 (وَلِهَذَا فَرَضَ مُتَأَخِّرُو الْفُقَهَاءِ مَسْأَلَةً يَمْتَنِعُ وُقُوعُهَا وَهُوَ أَنَّ الرَّجُلَ إذَا كَانَ مُقِرًّا بِوُجُوبِ الصَّلَاةِ فَدُعِيَ إلَيْهَا وَامْتَنَعَ وَاسْتُتِيبَ ثَلَاثًا مَعَ تَهْدِيدِهِ بِالْقَتْلِ فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى قُتِلَ هَلْ يَمُوتُ كَافِرًا أَوْ فَاسِقًا؟ عَلَى قَوْلَيْنِ: وَهَذَا الْفَرْضُ بَاطِلٌ فَإِنَّهُ يَمْتَنِعُ فِي الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَهَا عَلَيْهِ وَأَنَّهُ يُعَاقِبُهُ عَلَى تَرْكِهَا وَيَصْبِرُ عَلَى الْقَتْلِ وَلَا يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً مِنْ غَيْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
عُذْرٍ لَهُ فِي ذَلِكَ هَذَا لَا يَفْعَلُهُ بَشَرٌ قَطُّ بَلْ وَلَا يُضْرَبُ أَحَدٌ مِمَّنْ يُقِرُّ بِوُجُوبِ الصَّلَاةِ إلَّا صَلَّى لَا يَنْتَهِي الْأَمْرُ بِهِ إلَى الْقَتْلِ وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْقَتْلَ ضَرَرٌ عَظِيمٌ لَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ إلَّا لِأَمْرِ عَظِيمٍ مِثْلَ لُزُومِهِ لِدِينِ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ إنْ فَارَقَهُ هَلَكَ فَيَصْبِرُ عَلَيْهِ حَتَّى يُقْتَلَ وَسَوَاءٌ كَانَ الدِّينُ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا أَمَّا مَعَ اعْتِقَادِهِ أَنَّ الْفِعْلَ يَجِبُ عَلَيْهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَلَا يَكُونُ فِعْلُ الصَّلَاةِ أَصْعَبَ عَلَيْهِ مِنْ احْتِمَالِ الْقَتْلِ قَطُّ).
وقال أيضاً 22/ 48: (وَأَمَّا مَنْ اعْتَقَدَ وُجُوبَهَا مَعَ إصْرَارِهِ عَلَى تَرْكِ: فَقَدْ ذَكَرَ عَلَيْهِ الْمُفَرِّعُونَ مِنْ الْفُقَهَاءِ فُرُوعًا أَحَدُهَا هَذَا، فَقِيلَ عِنْدَ جُمْهُورِهِمْ: مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد. وَإِذَا صَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ فَهَلْ يُقْتَلُ كَافِرًا مُرْتَدًّا، أَوْ فَاسِقًا كَفُسَّاقِ الْمُسْلِمِينَ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورِينَ. حُكِيَا رِوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد، وَهَذِهِ الْفُرُوعُ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الصَّحَابَةِ، وَهِيَ فُرُوعٌ فَاسِدَةٌ، فَإِنْ كَانَ مُقِرًّا بِالصَّلَاةِ فِي الْبَاطِنِ، مُعْتَقِدًا لِوُجُوبِهَا، يَمْتَنِعُ أَنْ يُصِرَّ عَلَى تَرْكِهَا حَتَّى يُقْتَلَ، وَهُوَ لَا يُصَلِّي هَذَا لَا يُعْرَفُ مِنْ بَنِي آدَمَ وَعَادَتِهِمْ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَقَعْ هَذَا قَطُّ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا يُعْرَفُ أَنَّ أَحَدًا يَعْتَقِدُ وُجُوبَهَا، وَيُقَالُ لَا إنْ لَمْ تُصَلِّ وَإِلَّا قَتَلْنَاك، وَهُوَ يُصِرُّ عَلَى تَرْكِهَا، مَعَ إقْرَارِهِ بِالْوُجُوبِ، فَهَذَا لَمْ يَقَعْ قَطُّ في الْإِسْلَامِ. وَمَتَى امْتَنَعَ الرَّجُلُ مِنْ الصَّلَاةِ حَتَّى يُقْتَلَ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَاطِنِ مُقِرًّا بِوُجُوبِهَا، وَلَا مُلْتَزِمًا بِفِعْلِهَا، وَهَذَا كَافِرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، كَمَا اسْتَفَاضَتْ الْآثَارُ عَنْ الصَّحَابَةِ بِكُفْرِ هَذَا، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ الصَّحِيحَةُ).
وقال أيضاً 7/ 616: (فَهَذَا الْمَوْضِعُ يَنْبَغِي تَدَبُّرُهُ فَمَنْ عَرَفَ ارْتِبَاطَ الظَّاهِرِ بِالْبَاطِنِ زَالَتْ عَنْهُ الشُّبْهَةُ فِي هَذَا الْبَابِ وَعَلِمَ أَنَّ مَنْ قَالَ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إذَا أَقَرَّ بِالْوُجُوبِ وَامْتَنَعَ عَنْ الْفِعْلِ لَا يُقْتَلُ أَوْ يُقْتَلُ مَعَ إسْلَامِهِ؛ فَإِنَّهُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ الشُّبْهَةُ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَاَلَّتِي دَخَلَتْ عَلَى مَنْ جَعَلَ الْإِرَادَةَ الْجَازِمَةَ مَعَ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ لَا يَكُونُ بِهَا شَيْءٌ مِنْ الْفِعْلِ.))
وهنا تنبيهات:
1 - أن بعض الفقهاء مرجعه في مسألة عدم قتله في هذه المسألة إلى كون العمل خارج عن الإيمان
قال شيخ الإسلام: (وَلِهَذَا كَانَ الْمُمْتَنِعُونَ مِنْ قَتْلِ هَذَا مِنْ الْفُقَهَاءِ بَنَوْهُ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي " مَسْأَلَةِ الْإِيمَانِ " وَأَنَّ الْأَعْمَالَ لَيْسَتْ مِنْ الْإِيمَانِ).
2 - أن بعض الفقهاء من أهل السنة قالوا بأنه يقتل مسلماً كما حكاه شيخ الإسلام فقال"فَقِيلَ عِنْدَ جُمْهُورِهِمْ: مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد. وَإِذَا صَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ فَهَلْ يُقْتَلُ كَافِرًا مُرْتَدًّا، أَوْ فَاسِقًا كَفُسَّاقِ الْمُسْلِمِينَ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورِينَ. حُكِيَا رِوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد، وَهَذِهِ الْفُرُوعُ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الصَّحَابَةِ، وَهِيَ فُرُوعٌ فَاسِدَةٌ".
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن بعض أهل السنة أيضاً قالوا أنه لا يقتل قال ابن عبد البر في التمهيد: (1/ 240): (وفي هذه المسألة قول ثالث قاله ابن شهاب، رواه شعيب بن أبي حمزة عنه، قال: إذا ترك الرجل الصلاة، فإن كان إنما تركها، لأنه ابتدع ديناً غير الإسلام قتل، وإن كان إنما هو فاسق، فإنه يضرب ضرباً مبرحاً، ويسجن حتى يرجع، قال: والذي يفطر في رمضان كذلك قال أبو جعفر الطحاوي: وهو قولنا، وإليه يذهب جماعة من سلف الأمة من أهل الحجاز والعراق (قال أبو عمر): بهذا يقول داود بن علي، وهو قول أبي حنيفة في تارك الصلاة أنه يسجن ويضرب ولا يقتل، وابن شهاب القائل ما ذكرنا، هو القائل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» كان ذلك في أول الإسلام، ثم نزلت الفرائض بعد، وقوله هذا يدل على أن الإيمان عنده قول وعمل والله أعلم، وهو قول الطائفتين اللتين ذكرنا قولهم قبل ابن شهاب، كلهم يقولون الإيمان قول وعمل ...... الخ كلام ابن عبد البر) وقال ابن القيم في كتابه تارك الصلاة ص (11): (وقال ابن شهاب الزهري وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وداود بن علي والمزني: يحبس حتى يموت أو يتوب ولا يقتل) ا. هـ[ط. دار العقيدة الإسكندرية].
4 - هناك خل في الاستنباط في فهم كلام شيخ الإسلام عند البعض فيفهم أنه قال عمن امتنع من الفقهاء من قتل من أقر بالوجوب وامتنع من الفعل أنه دخلته شبهة الإرجاء، وهذا لم يقله شيخ الإسلام وكيف يتسنى لشيخ الإسلام أن يتهم الشافعي ومالكاً والزهري وأحمد في رواية وسعيد ابن المسيب وغيرهم من فقهاء الإسلام بالإرجاء، والله لو قالها شيخ الإسلام لكان كلامه أولى بالرد والطرح فتأمل ما قاله ابن تيمية حيث يقول: (دخلت عليه الشبهة التي دخلت على المرجئة والجهمية والتي دخلت على من جعل الإرادة الجازمة مع القدرة التامة لا يكون بها شيء من الفعل) ففرق بين [شبهة الإرجاء] وبين [الشبهة التي دخلت عليهم في إمكان وجود القدرة والإرادة التامتين مع الامتناع] وهذه ليست مسألة في بطلانها كمسألة الإرجاء التي يردها الأئمة مع أنه ليس كل من بنى عدم قتله يبني ذلك على أن العمل ليس من الإيمان كما ذكرنا فهذه مسألة عقلية أعني بها مسألة وجود القدرة والإرادة التامتين مع امتناع الفعل أما الإرجاء فبدعة ضلالة ظاهرة للعلماء وطلاب العلم ولو قيل عن الشافعي ومالك وكذا غيرهما من الأئمة أنه خفيت عليهم مسألة عقلية فمحتمل أما أن يتهم بأنه عنده شبهة المرجئة فهذا من أعظم سوء الأدب وعدم الإنصاف للأئمة ونحن بين أن نحمل كلام شيخ الإسلام على اتهام الأئمة بالإرجاء وبين أن نحمله على المعنى الذي ذكرته وهو ظاهر كلامه وهو رحمه الله لم يشر مرة من قريب أو بعيد لاتهام الأئمة الكبار بشبهة الإرجاء، _مع ما ذكرنا من خطأ بعض الفقهاء الممتنعين عن قتل الممتنع أنه مبني على القول بأن الأعمال ليست من الإيمان_، وعلى نفس الطريقة هل يجوز أن نقول أن من لم يكفر تارك الصلاة الممتنع أو لم يقتله قد دخلته شبهة التجهم لأن ابن تيمية يقول: (دخلت عليه الشبهة التي دخلت على المرجئة والجهمية) وهل سيصل الحال إلى هذا الحد أن نجد من يتهم أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وأحمد – في رواية- والزهري وعمر بن عبد العزيز، بل وسعيد بن المسيب بأنهم جهمية لأنهم لا يكفرون ولا يقتلون تارك الصلاة كما نقله ابن القيم عنهم، سبحانك هذا بهتان عظيم.
منقول
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 06:24]ـ
له علاقة إذا كان من لا يكفره ينطلق من كونه يقول بأن تارك جنس الأعمال لا يكفر
أما لو اجتهد في هذه المسألة بخصوصها بالنظر في الأدلة .. فهذا يقال فيه لا علاقة
هذه هي النتيجة المهمة المتعلقة بأصل الموضوع
بارك الله في الإخوة جميعاً
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يبدو أن الأخ أبا العباس السكندري قد خلط الحابل بالنابل، وفهم منا أنا نتهم الأئمة بدخول شبهة الإرجاء عليهم (الذين لم يكفروا تارك الصلاة)، وهذا خطأ، فقد قدمت في الكلام أن الظاهر من عمل الأئمة أنهم متفقون على أن تارك الصلاة تركا نهائيا فهو كافر بالإجماع، وأما من تركها أحيانا وصلاها أحيانا، فقد اختلف الأئمة فيمن صورته كذلك فمنهم من كفر ومنهم من لا، ومن قال أنه يقتل حدا فلأنه لم ير أنه ذنب يقبل فيه توبة (كاختلافهم فيمن أتى حدا وتاب هل يحد أم لا؟) إنما هو عنده يحد بتركها (يقتل)، وهو على إسلامه كسائر من ارتكب المعاصي المحدود فيها بالقتل، ومن قال يقتل كافرا فهو يتحدث عن حاله بعدما عرض على السيف فلم يصل، وهذا مستحيل أن يصدر من مسلم، ولذا اختلط على بعض المتأخرين الأمر حيث اعتقد أن الصورتين متساويتين فلفقوا بين الاستتابة وقتل بعد الترك حدا (لا يكفر) وقد جاءهم هذا من شبهة إخراج العمل من الإيمان كما بين شيخ الإسلام، و الحقيقة أن الخلاف بين المتقدمين فيمن هذا صورته هل يستتاب قبل القتل أم يقتل حدا؟ وإلا فهم على اتفاق أن من استتيب فلم يصلها أنه كافر قد حل دمه، ولهذا قال ابن راهويه (وهو ممن ناظر الشافعي وأخذ عنه): غلبت علينا المرجئة فسمت ترك الصلاة (الترك المطلق طبعا) ذنبا، ونحوه ابن عيينة، ثم إني قدمت بمقدمة تفيد أن المسألة نوقشت مع الذين أخرجوا الأعمال من أصل الإيمان (وهو التقاء مع المرجئة في حالات معروفة)، أما أئمة المذاهب الأربعة وأصحاب الظاهر فمتفقون على أن مطلق العمل من الإيمان وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يبدو أن الأخ أبا العباس السكندري قد خلط الحابل بالنابل، وفهم منا أنا نتهم الأئمة بدخول شبهة الإرجاء عليهم (الذين لم يكفروا تارك الصلاة)، وهذا خطأ، فقد قدمت في الكلام أن الظاهر من عمل الأئمة أنهم متفقون على أن تارك الصلاة تركا نهائيا فهو كافر بالإجماع، وأما من تركها أحيانا وصلاها أحيانا، فقد اختلف الأئمة فيمن صورته كذلك فمنهم من كفر ومنهم من لا، ومن قال أنه يقتل حدا فلأنه لم ير أنه ذنب يقبل فيه توبة (كاختلافهم فيمن أتى حدا وتاب هل يحد أم لا؟) إنما هو عنده يحد بتركها (يقتل)، وهو على إسلامه كسائر من ارتكب المعاصي المحدود فيها بالقتل، ومن قال يقتل كافرا فهو يتحدث عن حاله بعدما عرض على السيف فلم يصل، وهذا مستحيل أن يصدر من مسلم، ولذا اختلط على بعض المتأخرين الأمر حيث اعتقد أن الصورتين متساويتين فلفقوا بين الاستتابة وقتل بعد الترك حدا (لا يكفر) وقد جاءهم هذا من شبهة إخراج العمل من الإيمان كما بين شيخ الإسلام، و الحقيقة أن الخلاف بين المتقدمين فيمن هذا صورته هل يستتاب قبل القتل أم يقتل حدا؟ وإلا فهم على اتفاق أن من استتيب فلم يصلها أنه كافر قد حل دمه، ولهذا قال ابن راهويه (وهو ممن ناظر الشافعي وأخذ عنه): غلبت علينا المرجئة فسمت ترك الصلاة (الترك المطلق طبعا) ذنبا، ونحوه ابن عيينة، ثم إني قدمت بمقدمة تفيد أن المسألة نوقشت مع الذين أخرجوا الأعمال من أصل الإيمان (وهو التقاء مع المرجئة في حالات معروفة)، أما أئمة المذاهب الأربعة وأصحاب الظاهر فمتفقون على أن مطلق العمل من الإيمان وبالله التوفيق.
عذراً أخي دعوى إجماع العلماء على أن تارك الصلاة بالكلية ليس بكافر فيها نظر
جاء في "مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح" (2/ 119) برقم (681) ط/الدار العلمية، قال: وسألت أبي عمن يقول: الإيمان يزيد وينقص، ما زيادته ونقصانه؟ فقال: زيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل، مثل تركه الصلاة والزكاة والحج وأداء الفرائض، فهذا ينقص ويزيد بالعمل .... ))
الصلاة هنا محلاة بالألف واللام فهو ترك الصلاة بالكلية
ودرج المحققون من الحنابلة ومنهم شيخ الإسلام على أن الإمام أحمد له روايتان في مسألة تارك الصلاة
بل صرح شيخ الإسلام ان الإمام أحمد رويت عنه رواية في عدم تكفير تارك الأركان الأربعة
فعلى هذا ينبغي توجيه نص ابن عيينة وابن راهوية
وإلا جعلنا احمد بن حنبل مرجئاً أو موافقاً للمرجئة
فنص ابن عيينة في حق من جعل ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم
والحق أن ترك الفرائض كفر عملي _ على خلاف هل هو أكبر أو أصغر _
ونص ابن راهوية _ إن صح عنه _ فهو محمول على تاركها استكباراً بدليل تمثيله بإبليس
وقد صرح شيخ الإسلام في المجلد السابع من الفتاوى أن مذهب المرجئة بمختلف أقسامهم
أن تارك العمل بالكلية _ فضلاً عن الصلاة _ مؤمن كامل الإيمان _على أصلهم في حصر الإيمان بالتصديق وزيادة بعضهم القول وقولهم بعدم زيادة الإيمان ونقصانه _
ونسبة الإمام أبي حنيفة إلى القول بأن العمل من الإيمان فيه نظر ويخالف المشهور عنه
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 03:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يبدو أن الأخ أبا العباس السكندري قد خلط الحابل بالنابل، وفهم منا أنا نتهم الأئمة بدخول شبهة الإرجاء عليهم (الذين لم يكفروا تارك الصلاة)، وهذا خطأ، فقد قدمت في الكلام أن الظاهر من عمل الأئمة أنهم متفقون على أن تارك الصلاة تركا نهائيا فهو كافر بالإجماع، وأما من تركها أحيانا وصلاها أحيانا، فقد اختلف الأئمة فيمن صورته كذلك فمنهم من كفر ومنهم من لا، ومن قال أنه يقتل حدا فلأنه لم ير أنه ذنب يقبل فيه توبة (كاختلافهم فيمن أتى حدا وتاب هل يحد أم لا؟) إنما هو عنده يحد بتركها (يقتل)، وهو على إسلامه كسائر من ارتكب المعاصي المحدود فيها بالقتل، ومن قال يقتل كافرا فهو يتحدث عن حاله بعدما عرض على السيف فلم يصل، وهذا مستحيل أن يصدر من مسلم، ولذا اختلط على بعض المتأخرين الأمر حيث اعتقد أن الصورتين متساويتين فلفقوا بين الاستتابة وقتل بعد الترك حدا (لا يكفر) وقد جاءهم هذا من شبهة إخراج العمل من الإيمان كما بين شيخ الإسلام، و
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقيقة أن الخلاف بين المتقدمين فيمن هذا صورته هل يستتاب قبل القتل أم يقتل حدا؟ وإلا فهم على اتفاق أن من استتيب فلم يصلها أنه كافر قد حل دمه، ولهذا قال ابن راهويه (وهو ممن ناظر الشافعي وأخذ عنه): غلبت علينا المرجئة فسمت ترك الصلاة (الترك المطلق طبعا) ذنبا، ونحوه ابن عيينة، ثم إني قدمت بمقدمة تفيد أن المسألة نوقشت مع الذين أخرجوا الأعمال من أصل الإيمان (وهو التقاء مع المرجئة في حالات معروفة)، أما أئمة المذاهب الأربعة وأصحاب الظاهر فمتفقون على أن مطلق العمل من الإيمان وبالله التوفيق.
عذراً أخي دعوى إجماع العلماء على أن تارك الصلاة بالكلية ليس بكافر فيها نظر
جاء في "مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح" (2/ 119) برقم (681) ط/الدار العلمية، قال: وسألت أبي عمن يقول: الإيمان يزيد وينقص، ما زيادته ونقصانه؟ فقال: زيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل، مثل تركه الصلاة والزكاة والحج وأداء الفرائض، فهذا ينقص ويزيد بالعمل .... ))
الصلاة هنا محلاة بالألف واللام فهو ترك الصلاة بالكلية
ودرج المحققون من الحنابلة ومنهم شيخ الإسلام على أن الإمام أحمد له روايتان في مسألة تارك الصلاة
بل صرح شيخ الإسلام ان الإمام أحمد رويت عنه رواية في عدم تكفير تارك الأركان الأربعة
فعلى هذا ينبغي توجيه نص ابن عيينة وابن راهوية
وإلا جعلنا احمد بن حنبل مرجئاً أو موافقاً للمرجئة
فنص ابن عيينة في حق من جعل ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم
والحق أن ترك الفرائض كفر عملي _ على خلاف هل هو أكبر أو أصغر _
ونص ابن راهوية _ إن صح عنه _ فهو محمول على تاركها استكباراً بدليل تمثيله بإبليس
وقد صرح شيخ الإسلام في المجلد السابع من الفتاوى أن مذهب المرجئة بمختلف أقسامهم
أن تارك العمل بالكلية _ فضلاً عن الصلاة _ مؤمن كامل الإيمان _على أصلهم في حصر الإيمان بالتصديق وزيادة بعضهم القول وقولهم بعدم زيادة الإيمان ونقصانه _
ونسبة الإمام أبي حنيفة إلى القول بأن العمل من الإيمان فيه نظر ويخالف المشهور عنه
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 08:14]ـ
عذراً أخي دعوى إجماع العلماء على أن تارك الصلاة بالكلية ليس بكافر فيها نظر
جاء في "مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح" (2/ 119) برقم (681) ط/الدار العلمية، قال: وسألت أبي عمن يقول: الإيمان يزيد وينقص، ما زيادته ونقصانه؟ فقال: زيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل، مثل تركه الصلاة والزكاة والحج وأداء الفرائض، فهذا ينقص ويزيد بالعمل .... ))
الصلاة هنا محلاة بالألف واللام فهو ترك الصلاة بالكلية
ودرج المحققون من الحنابلة ومنهم شيخ الإسلام على أن الإمام أحمد له روايتان في مسألة تارك الصلاة
بل صرح شيخ الإسلام ان الإمام أحمد رويت عنه رواية في عدم تكفير تارك الأركان الأربعة
فعلى هذا ينبغي توجيه نص ابن عيينة وابن راهوية
وإلا جعلنا احمد بن حنبل مرجئاً أو موافقاً للمرجئة
فنص ابن عيينة في حق من جعل ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم
والحق أن ترك الفرائض كفر عملي _ على خلاف هل هو أكبر أو أصغر _
ونص ابن راهوية _ إن صح عنه _ فهو محمول على تاركها استكباراً بدليل تمثيله بإبليس
وقد صرح شيخ الإسلام في المجلد السابع من الفتاوى أن مذهب المرجئة بمختلف أقسامهم
أن تارك العمل بالكلية _ فضلاً عن الصلاة _ مؤمن كامل الإيمان _على أصلهم في حصر الإيمان بالتصديق وزيادة بعضهم القول وقولهم بعدم زيادة الإيمان ونقصانه _
ونسبة الإمام أبي حنيفة إلى القول بأن العمل من الإيمان فيه نظر ويخالف المشهور عنه
وقع مني خطأ في مشاركتي المقتبسة
وهو أنني تكلمت عن نص ابن عيينة على أنه نص ابن راهوية
وقلت أنه مثل بترك إبليس
والواقع أنه مثل بترك إبليس السجود جحوداً
وعلى كل حال الأثر ضعيف عندي من أجل سويد بن سعيد الحدثاني
فقد كان يلقن فيتلقن
وقد دافع البعض عن هذا الأثر فقال أن الراوي عنه هو عبدالله بن أحمد
وقد قال البغوي ((كان من الحفاظ وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه))
فيكون هذا مما انتقاه له
وهذا الكلام في باديء الأمر تراه قوياً غير أن أثر البغوي هذا لا يثبت عنه فقد ذكره الخطيب البغدادي في ترجمة سويد من تاريخ بغداد معلقاً عن أبي القاسم البغوي
ولا يخفى أن هذا انقطاع
فقد يكون الخطيب أخذه عن أحد شيوخه الضعفاء أو المجاهيل أو أحد الثقات ولكن في سنده من تكلموا فيه
والآثار في الجرح والتعديل ينبغي أن تثبت فقد يأتي ضعيف ويجعل كلام الإمام فأحد الرواة كلاماً له في راوٍ آخر وهكذا
وقد نبه على هذا الشيخ طارق عوض الله في المدخل إلى علم الحديث
وطبق بعض التطبيقات في كتابه النقد البناء
والتلقين قد يكون في وقف المرفوع أو جعل أقوال أحد الأئمة لآخر أو في التصريح في التحديث _ فالحدثاني مدلس _
وقال الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة ((وقال أيضاً: (حكم شيوخ عبد الله القبول، إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر، لأنه كان لا يكتب إلاّ عمن أذن له أبوه فيه))
والجرح بقبول التلقين والتدليس مفسران
علماً بأن القول بأن عبدالله لم يكن يكتب إلا عمن أذن له أبوه بالكتابة عنه يحتاج إلى إثبات بالسند الصحيح
وقد ذكر هذا الأمر ابن عدي وهذا يكفي لإثباته عند جماعه من المحققين
وتأباه أخرى لأن الواسطة بين ابن عدي وعبدالله بن أحمد عادةً هي الدولابي وهو متكلمٌ فيه
وحتى أثر إسحاق لا يثبت فقد ذكره ابن رجب في فتح الباري وقال ((ونقل حرب عن إسحاق)) وذكره
ولا ندري من اين نقل ابن رجب الأثر
فإن قيل يحتمل أن يكون من مسائل حرب عن إسحاق
قلت ويحتمل أن يكون من خارجها
والنقولات عن تلاميذ العلماء المصنفين في مسائلهم عن مشايخهم من غير هذه الكتب كثيرة
فكثيراً ما نجد نصوصاً تروى من طريق أبي داود عن أحمد _ مثلاً _ ولا نجد لها ذكراً في مسائله عنه
مثل نص أحمد في تكقير منكر الرؤية عند الآجري في الشريعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 08:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يبدو أن الاخ عبد الله الخليفي ممن يرى أن الأعمال كمال في الإيمان ولا تعلق لصحته بالعمل، وأول قول ابن عيينة في تاركها استكبارا، وهذا إجماع بين أهل السنة والمرجئة في أنه كافر إلا الجهم الذي عنده أن الإيمان مجرد المعرفة، فتأويلك يا أخي دعه وجد لنا تأويلا غيره فليس هو محل النزاع والاختلاف، وإنما خلافنا في المقر بها وتاركها كسلا وتهاونا.
قال الوهيبي في نواق الإيمان الاعتقادية ج/2: ج- حكم ترك العمل والتولي عن الطاعة (ترك جنس العمل): (*)
مر معنا في الباب الأول بيان مذهب أهل السنة في الإيمان، وإجماعهم على أنه قول وعمل، (قول القلب من المعرفة والتصديق، وقول اللسان، وعمل القلب من القبول والتسليم، وعمل الجوارح) وذكرنا الأدلة من الكتاب والسنة على دخول أعمال الجوارح في مسمى الإيمان، كذلك بينا انحراف الفرق في مفهومها للإيمان، فالمرجئة اعتقدوا أن الإيمان هو التصديق أو المعرفة فقط، ولم يشترطوا لا النطق ولا عمل الجوارح، والخوارج والمعتزلة جعلوا جميع العمل شرط لصحة الإيمان فترك الواجب وارتكاب الكبيرة- أو الصغيرة عند البعض- يخرجه من الإيمان بالكلية، أما أهل السنة فأوجبوا العمل ومن ثم قالوا عن مرتكب الكبيرة أنه لا يكفر، فكانوا وسطاً بين طرفين.
وفي هذا المبحث سنذكر كلام أهل السنة في حكم تارك العمل بالكلية، والمعرض عنه:
1 - يقول الإمام الشافعي- رحمه الله-: ( ... وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم، ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية، ولا يجزي واحد من الثلاث إلا بالآخر)) (، فكما لا يجزي العمل بدون وجود نية فكذلك لا يجزي النية بدون عمل ولا تنفع صاحبها عند الله.
2 - وقال حنبل: حدثنا الحميدي قال: وأخبرت أن أناساً يقولون: من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه إذ) (كان مقراً بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين، قال الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)) (، وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: من قال هذا، فقد كفر بالله، ورد عليه أمره) (وعلى الرسول ما جاء به عن الله) (. ففي هذا الكلام رد صريح على أهل الإرجاء ممن يزعمون أن إقرار المرء بالفرائض والواجبات كاف للنجاة عند الله ولو لم يعمل منها شيئاً، ولا يكفر إلا بالجحود فقط. وسيأتي بعد قليل بيان سبب انحرافهم من كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
3 - ويقول الإمام أبو ثور (*) حينما سئل عن الإيمان ما هو؟ يزيد وينقص؟ ... فأجاب إجابة طويلة جاء فيها: (فأما الطائفة التي زعمت أن العمل ليس من الإيمان فيقال لهم: ما أراد الله عز وجل من العباد إذ قال لهم: (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)؟ الإقرار بذلك؟ أو الإقرار والعمل؟ فإن قالت: إن الله أراد الإقرار ولم يرد العمل فقد كفرت، ... فإن قالت: أراد منهم الإقرار والعمل، قيل: فإذا أراد منهم الأمرين جميعاً لم زعمتم أنه يكون مؤمناً بأحدهما دون الآخر؟ وقد أرادهما جميعاً.
أرأيتم لو أن رجلاً قال: أعمل جميع ما أمر الله ولا أقر به أيكون مؤمناً؟ فإن قالوا: لا. قيل لهم فإن قال: أقر بجميع ما أمر الله به ولا أعمل منه شيئاً أيكون مؤمناً؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: ما الفرق؟ وقد زعمتم: أن الله عز وجل أراد الأمرين جميعاً، فإن جاز أن يكون بأحدهما مؤمناً إذا ترك الآخر، جاز أن يكون بالآخر إذا عمل ولم يقر مؤمناً، لا فرق بين ذلك.
فإن احتج فقال: لو أن رجلاً أسلم فأقر بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أيكون مؤمناً بهذا الإقرار قبل أن يجيء وقت عمل؟ قيل له: إنما نطلق له الاسم بتصديقه أن العمل عليه بقوله أن يعمله في وقته إذا جاء، وليس عليه في هذا الوقت الإقرار بجميع ما يكون به مؤمناً (وإذا)) (قال: أقر ولا أعمل لم نطلق له اسم الإيمان)) (. فالإمام يبين أنه لا فرق بين ترك الإقرار (أي القبول والانقياد) وبين ترك العمل، وأن المرء لا يكون مؤمناً إلا بالإقرار والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ويقول الإمام سفيان بن عيينة (*) مبيناً الفرق بين أهل السنة والمرجئة: (يقولون (أي المرجئة): الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل، والمرجئة وأوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض وسمو ترك الفرائض ذنباً بمنزله ركوب المحارم وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر هو كفر، وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود، أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة، وحرمها عليه فأكل منها متعمداً ليكون ملكاً أو يكون من الخالدين فسمى عاصياً من غير كفر، أما إبليس فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمداً فسمي كافراً، وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نبي رسول (كما يعرفون أبناءهم)،وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كف-اراً، فركوب المحارم مثل ذنب آدم وغيره من الأنبياء، وتركها على معرفة من غير جحود مثل كفر علماء اليهود)) (.
فالإم-ام ابن عيينة- رحمه الله-يفرق بين من يرتكب المعاصي من غير استحلال، وبين من يصر على ترك الفرائض، فيعتبر الأول عاصياً، وتارك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر كافراً، فمناط التكفير عنده مجرد ترك الفرائض والإصرار على ذلك، ولو لم يجحد أو يكذب، بخلاف فاعل المعاصي فلا يكفر إلا إذا استحل وشبه- رحمه الله- تارك الفرائض مع المعرفة والإقرار بعلماء اليهود، حيث أنهم عرفوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأقروا باللسان لكنهم لم يتبعوه، ويلاحظ في هذا الكلام تنبيه الإمام رحمه الله إلى أن القول بأن ترك الفرائض من غير جحود كفعل المعاصي من غير الاستحلال هو مذهب المرجئة.
5 - ومن الأقوال المهمة ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أبي طالب المكي (*) - رحمه الله- حيث بين رحمه الله استحال-ة انفكاك الظاهر ع-ن الباط--ن أو العكس وأنه لا يصح أحدهما ولا ينفع إلا بوجود الآخر قال- رحمه الله-:) (
( ... وكذلك الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر، فهما كشيء واحد، لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له، إذ لا يخلو المسلم (من يأتي بالأعمال الظاهرة) من إيمان به يصح إسلامه، ولا يخلو المؤمن (الملتزم في الباطن) من إسلام به يحقق إيمانه (جنس العمل) من حيث اشتراط الله للأعمال الصالحة الإيمان، واشترط للإيمان الأعمال الصالحة فقال في تحقيق ذلك: (فمن يعمل الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه)) (، وقال في تحقيق الإيمان بالعمل: (ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى)) (فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب، فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة، ومن كان عقده الإيمان بالغيب (التصديق والقبول) ولا يعمل بأحكام الإيمان، وشرائع الإسلام (أي تارك لجنس العمل)، فهو كافر كفراً لا يثبت مع--ه توح--يد، وم--ن كان مؤمناً بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بما أمر الله فهو مؤمن مسلم ...
... قال: ومثل الإيمان في الأعمال كمثل القلب في الجسم لا ينفك أحدهما عن الآخر، لا يكون ذو جسم حي لا قلب له، ولا ذو قلب بغير جسم، فهما شيئان منفردان، وهما في الحكم والمعنى منفصلان ... فلا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بعقد، ومثل ذلك مثل العلم الظاهر والباطن، أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح، ... فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما، لأن الشفتين تجمع الحروف، واللسان يظهر الكلام، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام، وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان، ... )
ثم قال معلقاً على حديث ابن عمر: بني الإسلام على خمس، وحديث وفد عبد القيس لما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال تعليقاً على ذلك: (فدل بذلك على أنه لا إيمان باطن إلا بإسلام ظاهر، ولا إسلام ظاهر علانية إلا بإيمان سر، وأن الإيمان والعمل قرينان لا ينفع أحدهما بدون صاحبه ... )
وقال معلقاً على حديث جبريل المشهور: (وأيضاً الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً، وأنه إن عمل بجميع ما وصف به الإسلام، ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلماً ... )) (.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وقد تكلم شيخ الإسلام عن هذه المسألة في مواضع مختلفة، وخاصة عند كلامه عن حكم تارك الصلاة، وربط المسألة باعتقادات أهل السنة في الإيمان وأنه قول وعمل (وأن الإيمان الباطن يستلزم الإقرار الظاهر، بل وغيره، وأن وجود الإيمان الباطن تصديقاً وحباً وانقياداً، بدون الإقرار الظاهر ممتنع)) (.
فقال- رحمه الله- بعدما ذكر خلاف السلف حول تارك الأركان: (ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح)) (
ومثل ذلك قوله: ( ... فيمنع أن يكون الرجل لا يفعل شيئاً مما أمر به من الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويفعل ما يقدر عليه من المحرمات، مثل الصلاة بلا وضوء وإلى غير القبلة، ونكاح الأمهات، وهو ذلك مؤمن في الباطن، بل لا يفعل ذلك إلا لعدم الإيمان الذي في قلبه)) (، لكن قد يرد تساؤل هنا، وهو، هل يتصور واقعاً أن يترك المرء جنس الأعمال الصالحة بالكلية؟ يجيب عن ذلك شيخ الإسلام مبيناً أن الرجل الذي (يؤدي الأمانة، أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر. فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم)) (.
إذاً ليس المقصود أن المرء لا يعمل شيئاً من أعمال البر والخير الظاهرة إنما المقصود أن يكون هذا العمل عن إيمان وتصديق ونية، وأن يكون من الواجبات التي اختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا التزم الشرطين فقد حصل له جنس العمل الذي به يصح إسلامه وهذا تنبيه مهم في المسألة، والله أعلم.
7 - ونختم هذه الأقوال بكلام للإمام الشوكاني، هو عبارة عن جواب للإمام عن سؤال ورد عليه، وهو: (ما حكم الأعراب سكان البادية الذين لا يفعلون شيئاً من الشرعيات إلا بمجرد التكلم بالشهادة، هل هم كفار أم لا؟ وهل يجب على المسلمين غزوهم أم لا؟)
أجاب- رحمه الله- عن السؤال ومما قاله أثناء جوابه: (وأقول من كان تاركاً لأركان الإسلام، وجميع فرائضه ورافضاً لما يجب عليه من ذلك من الأقوال والأفعال ولم يكن لديه إلا بمجرد التكلم بالشهادتين، فلا شك، ولا ريب أن هذا كافر شديد الكفر حلال الدم والمال ... )) (.
والخلاصة التي نستنتجها من هذه النقولات ما يلي:
1 - أن وجود جنس العمل شرط لصحة الإيمان وأن ترك العمل والإعراض عن الطاعة بالكلية ناقض لأصل الإيمان.
2 - أن الكلام عن مسألة ترك العمل بالكلية، متعلق بكلام السلف عن الإيمان وأنه قول وعمل ولا يغني أحدهما عن الآخر، وقد سبق في أول الرسالة بيان ذلك.
3 - ويتبع ذلك ارتباط هذه المسألة في مسألة العلاقة بين الظاهر والباطن، وأنه لا يوجد باطن صحيح، بدون ظاهر صحيح.
4 - من أسباب الانحراف في هذا الأصل، الظن بأن الإيمان مجرد التصديق القلبي، وأن الكفر هو التكذيب والجحود فقط، لذلك يظنون أن المرء إذا ترك جميع الواجبات والفرائض، وفعل المحرمات فإنه لا يكفر مادام لم يجحد الفريضة أو يستحل المعصية، وهذا القول هو قول المرجئة ومن تأثر بهم.
وما سبق متعلق بإجماع السلف على كفر تارك جنس العمل، فما قولهم في تارك الأركان، هذا ما سنعرض له في المبحث القادم إن شاء الله.
ـ[محمد السالم]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 11:53]ـ
مع احترامي للجميع
فالمشكلة فيمن خاص في مسائل الإيمان أنه أعرض عن دلالة النصوص الشرعية؛ الكتاب والسنة، وانطلق مباشرة إلى أقوال أئمة السلف رحمهم الله وما نقل عنهم.
فجعل ترتيب الأدلة كالآتي: أقوال السلف ثم الكتاب والسنة.
وهذا إذا قبل في مسائل معينة فإنه غير مقبول في مسألة الإيمان والإرجاء، وذلك أن الكتاب والسنة مليئان بما يفسر معنى الإيمان وشروطه وأركانه ونواقضه.
وحينما تأتي إلى من يكفر بترك أعمال الجوارح ينطلق مباشرة إلى قول الشافعي ثم قول ابن عيينة أو قول إسحاق بن راهويه.
والمخالف ينطلق إلى قول الزهري، وإلى قول ابن المبارك وما نقل عن الإمام أحمد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه منهجية غير مرضية إذ إن هذه الأقوال من أقوال السلف محتملة الدلالة على المعنى الذي يريد أن يستدل به المتكلم.
ولا أسلم لدين المرء من لزوم نصوص الكتاب والسنة، وجمع بعضها لبعض وفهمها بفهم السلف الصالح.
وإذا درس أولا نصوص الكتاب والسنة، استطاع أن يوفق بين كلام الأئمة بعضهم بعضا، واستطاع أن يفهم لم قال إسحاق إن من ترك الصلاة كمن ترك الشهادة وهكذا.
ثم أمر آخر وهو تحرير محل النزاع
لربما يتكلم المتكلم في واد ومناظره يريد واديا آخر أو يتحدث عن قضية أخرى
فالمتكلم في تارك جنس العمل لعله يقصد من قال لا إله إلا الله ثم لم يتبع ذلك بما يصدق إيمانه من عمل بتاتا.
وآخر يتكلم في تارك جنس العمل ويقصد به من قال لا إله إلا الله ثم أتى ببعض من أعمال الإسلام كصلاة وصيام، ثم أسرف على نفسه، فترك طاعات الجوارح الظاهرة.
تكفير الأول قد أطبق عليه أئمة الإسلام.
أما الثاني فالقول بتكفيره لمجرد الترك عسر جدا، لأنه قد جاء ببعض عمل، وعلى قول السلف من قال إن الإيمان قول وعمل، فإنه قد أتى بالقول وأتى بالعمل، وعليه فقد جاء بركني الإيمان، فلا يصح أن يقال إن الذي لا يكفره يلزم منه القول بأن الإيمان قول بدون عمل، لأنه قد أتى ببعض عمل.
إذ مكفر من هذا حاله لا يخلو من أن يسلك أحد مسلكين:
الأول: النظر إلى آحاد الأدلة الشرعية، كقول النبي صلى الله عليه وسلم (من ترك الصلاة فقد كفر) فيكفره لدلالة النص الشرعي على كفر من تارك الصلاة، وهذا هو الذي عرفناه من منهج علمائنا كالشيخ ابن عثيمين وابن باز رحمهم الله.
المسلك الثاني: أن يكفره بناء على أن الإيمان المجزئ قول وعمل ولا يجزئ القول من دون عمل، فإذا سلك هذا المسلك قيل له: إن المعين هذا قد أتى بقول وعمل، فلا سبيل إلى أن تقول إنه جاء بقول دون عمل، بل جاء بقول وعمل فهو بزعمك قد أتى بركني الإيمان القول والعمل!!
فإن قال إنه جاء بالعمل ثم تركه بالكلية.
قيل له: لا يخلو أمرك إما أن تطلب منه العمل في كل لحظة أو في لحظة دون أخرى
فإن قال أطلب منه العمل كل لحظة، قيل له قد جئت بما هو أعظم من مذهب الخوارج.
وإن قال أطلب منه العمل في لحظة دون أخرى، قيل له إذا صاحبك مؤمن لأنه جاء بالعمل في لحظة دون أخرى.
فإن عدت وقلت أنا أطلب منه العمل في كل لحظة بمعنى أنه يجب عليه الالتزام القلبي أنه إذا جاء وقت العبادة أنه يمتثلها، قيل لك، فأنت لم تكفره بترك عمل الجوارح من حيث هو ترك عمل الجوارح، وإنما كفرته بعمل قلبي، فنقضت مسلكك ايضا.
أمر آخر أحب أن أنصح به نفسي وإخواني.
معروف أن هناك متكلمان في مسألة جنس العمل، والمعلوم أيضا أنهما يتفقان على أكثر مسائل الإيمان وجزئياتها، ومعلوم أيضا أنهما يتفقان على معظم مسائل التوحيد في الأسماء والصفات والألوهية والربوبية والاتباع للكتاب والسنة وأقوال السلف
ولكن اختلفت الاجتهادات في جزئية معينة، وهي غير واقعية أصلا، وإنما الإشكال في لوازمها
فعلام يتهم كل صاحبه إما بالإرجاء أو بالخارجية لأجل اللوازم التي تلزم هذا المتكلم بهذا القول، أو ذاك.
أمر آخر وهو أنه يفرق بين المخطئ الذي خالف الحق الذي تعتقده بناء على فهمه الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة أو بناء على رد لنصوص الشريعة واتباع للهوى.
فالأول في الحقيقة موافق لك في اتباع الكتاب والسنة، فهو أخوك في الله
وأما الثاني فهو الجهمي العابد لوثن الهوى وتقديم العقل على طراوة النص الشرعي
أسأل الله تعالى أن يهدي الجميع، وأن يجمع الجميع على الكتاب والسنة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يبدو أن الاخ عبد الله الخليفي ممن يرى أن الأعمال كمال في الإيمان ولا تعلق لصحته بالعمل، وأول قول ابن عيينة في تاركها استكبارا، وهذا إجماع بين أهل السنة والمرجئة في أنه كافر إلا الجهم الذي عنده أن الإيمان مجرد المعرفة، فتأويلك يا أخي دعه وجد لنا تأويلا غيره فليس هو محل النزاع والاختلاف، وإنما خلافنا في المقر بها وتاركها كسلا وتهاونا.
قال الوهيبي في نواق الإيمان الاعتقادية ج/2: ج- حكم ترك العمل والتولي عن الطاعة (ترك جنس العمل): (*)
(يُتْبَعُ)
(/)
مر معنا في الباب الأول بيان مذهب أهل السنة في الإيمان، وإجماعهم على أنه قول وعمل، (قول القلب من المعرفة والتصديق، وقول اللسان، وعمل القلب من القبول والتسليم، وعمل الجوارح) وذكرنا الأدلة من الكتاب والسنة على دخول أعمال الجوارح في مسمى الإيمان، كذلك بينا انحراف الفرق في مفهومها للإيمان، فالمرجئة اعتقدوا أن الإيمان هو التصديق أو المعرفة فقط، ولم يشترطوا لا النطق ولا عمل الجوارح، والخوارج والمعتزلة جعلوا جميع العمل شرط لصحة الإيمان فترك الواجب وارتكاب الكبيرة- أو الصغيرة عند البعض- يخرجه من الإيمان بالكلية، أما أهل السنة فأوجبوا العمل ومن ثم قالوا عن مرتكب الكبيرة أنه لا يكفر، فكانوا وسطاً بين طرفين.
وفي هذا المبحث سنذكر كلام أهل السنة في حكم تارك العمل بالكلية، والمعرض عنه:
1 - يقول الإمام الشافعي- رحمه الله-: ( ... وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم، ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية، ولا يجزي واحد من الثلاث إلا بالآخر)) (، فكما لا يجزي العمل بدون وجود نية فكذلك لا يجزي النية بدون عمل ولا تنفع صاحبها عند الله.
2 - وقال حنبل: حدثنا الحميدي قال: وأخبرت أن أناساً يقولون: من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه إذ) (كان مقراً بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين، قال الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)) (، وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: من قال هذا، فقد كفر بالله، ورد عليه أمره) (وعلى الرسول ما جاء به عن الله) (. ففي هذا الكلام رد صريح على أهل الإرجاء ممن يزعمون أن إقرار المرء بالفرائض والواجبات كاف للنجاة عند الله ولو لم يعمل منها شيئاً، ولا يكفر إلا بالجحود فقط. وسيأتي بعد قليل بيان سبب انحرافهم من كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
3 - ويقول الإمام أبو ثور (*) حينما سئل عن الإيمان ما هو؟ يزيد وينقص؟ ... فأجاب إجابة طويلة جاء فيها: (فأما الطائفة التي زعمت أن العمل ليس من الإيمان فيقال لهم: ما أراد الله عز وجل من العباد إذ قال لهم: (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)؟ الإقرار بذلك؟ أو الإقرار والعمل؟ فإن قالت: إن الله أراد الإقرار ولم يرد العمل فقد كفرت، ... فإن قالت: أراد منهم الإقرار والعمل، قيل: فإذا أراد منهم الأمرين جميعاً لم زعمتم أنه يكون مؤمناً بأحدهما دون الآخر؟ وقد أرادهما جميعاً.
أرأيتم لو أن رجلاً قال: أعمل جميع ما أمر الله ولا أقر به أيكون مؤمناً؟ فإن قالوا: لا. قيل لهم فإن قال: أقر بجميع ما أمر الله به ولا أعمل منه شيئاً أيكون مؤمناً؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: ما الفرق؟ وقد زعمتم: أن الله عز وجل أراد الأمرين جميعاً، فإن جاز أن يكون بأحدهما مؤمناً إذا ترك الآخر، جاز أن يكون بالآخر إذا عمل ولم يقر مؤمناً، لا فرق بين ذلك.
فإن احتج فقال: لو أن رجلاً أسلم فأقر بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أيكون مؤمناً بهذا الإقرار قبل أن يجيء وقت عمل؟ قيل له: إنما نطلق له الاسم بتصديقه أن العمل عليه بقوله أن يعمله في وقته إذا جاء، وليس عليه في هذا الوقت الإقرار بجميع ما يكون به مؤمناً (وإذا)) (قال: أقر ولا أعمل لم نطلق له اسم الإيمان)) (. فالإمام يبين أنه لا فرق بين ترك الإقرار (أي القبول والانقياد) وبين ترك العمل، وأن المرء لا يكون مؤمناً إلا بالإقرار والعمل.
4 - ويقول الإمام سفيان بن عيينة (*) مبيناً الفرق بين أهل السنة والمرجئة: (يقولون (أي المرجئة): الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل، والمرجئة وأوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض وسمو ترك الفرائض ذنباً بمنزله ركوب المحارم وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر هو كفر، وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود، أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة، وحرمها عليه فأكل منها متعمداً ليكون ملكاً أو يكون من الخالدين فسمى عاصياً من غير كفر، أما إبليس فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمداً فسمي كافراً،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نبي رسول (كما يعرفون أبناءهم)،وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كف-اراً، فركوب المحارم مثل ذنب آدم وغيره من الأنبياء، وتركها على معرفة من غير جحود مثل كفر علماء اليهود)) (.
فالإم-ام ابن عيينة- رحمه الله-يفرق بين من يرتكب المعاصي من غير استحلال، وبين من يصر على ترك الفرائض، فيعتبر الأول عاصياً، وتارك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر كافراً، فمناط التكفير عنده مجرد ترك الفرائض والإصرار على ذلك، ولو لم يجحد أو يكذب، بخلاف فاعل المعاصي فلا يكفر إلا إذا استحل وشبه- رحمه الله- تارك الفرائض مع المعرفة والإقرار بعلماء اليهود، حيث أنهم عرفوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأقروا باللسان لكنهم لم يتبعوه، ويلاحظ في هذا الكلام تنبيه الإمام رحمه الله إلى أن القول بأن ترك الفرائض من غير جحود كفعل المعاصي من غير الاستحلال هو مذهب المرجئة.
5 - ومن الأقوال المهمة ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أبي طالب المكي (*) - رحمه الله- حيث بين رحمه الله استحال-ة انفكاك الظاهر ع-ن الباط--ن أو العكس وأنه لا يصح أحدهما ولا ينفع إلا بوجود الآخر قال- رحمه الله-:) (
( ... وكذلك الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر، فهما كشيء واحد، لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له، إذ لا يخلو المسلم (من يأتي بالأعمال الظاهرة) من إيمان به يصح إسلامه، ولا يخلو المؤمن (الملتزم في الباطن) من إسلام به يحقق إيمانه (جنس العمل) من حيث اشتراط الله للأعمال الصالحة الإيمان، واشترط للإيمان الأعمال الصالحة فقال في تحقيق ذلك: (فمن يعمل الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه)) (، وقال في تحقيق الإيمان بالعمل: (ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى)) (فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب، فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة، ومن كان عقده الإيمان بالغيب (التصديق والقبول) ولا يعمل بأحكام الإيمان، وشرائع الإسلام (أي تارك لجنس العمل)، فهو كافر كفراً لا يثبت مع--ه توح--يد، وم--ن كان مؤمناً بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بما أمر الله فهو مؤمن مسلم ...
... قال: ومثل الإيمان في الأعمال كمثل القلب في الجسم لا ينفك أحدهما عن الآخر، لا يكون ذو جسم حي لا قلب له، ولا ذو قلب بغير جسم، فهما شيئان منفردان، وهما في الحكم والمعنى منفصلان ... فلا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بعقد، ومثل ذلك مثل العلم الظاهر والباطن، أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح، ... فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما، لأن الشفتين تجمع الحروف، واللسان يظهر الكلام، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام، وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان، ... )
ثم قال معلقاً على حديث ابن عمر: بني الإسلام على خمس، وحديث وفد عبد القيس لما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال تعليقاً على ذلك: (فدل بذلك على أنه لا إيمان باطن إلا بإسلام ظاهر، ولا إسلام ظاهر علانية إلا بإيمان سر، وأن الإيمان والعمل قرينان لا ينفع أحدهما بدون صاحبه ... )
وقال معلقاً على حديث جبريل المشهور: (وأيضاً الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً، وأنه إن عمل بجميع ما وصف به الإسلام، ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلماً ... )) (.
6 - وقد تكلم شيخ الإسلام عن هذه المسألة في مواضع مختلفة، وخاصة عند كلامه عن حكم تارك الصلاة، وربط المسألة باعتقادات أهل السنة في الإيمان وأنه قول وعمل (وأن الإيمان الباطن يستلزم الإقرار الظاهر، بل وغيره، وأن وجود الإيمان الباطن تصديقاً وحباً وانقياداً، بدون الإقرار الظاهر ممتنع)) (.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال- رحمه الله- بعدما ذكر خلاف السلف حول تارك الأركان: (ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح)) (
ومثل ذلك قوله: ( ... فيمنع أن يكون الرجل لا يفعل شيئاً مما أمر به من الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويفعل ما يقدر عليه من المحرمات، مثل الصلاة بلا وضوء وإلى غير القبلة، ونكاح الأمهات، وهو ذلك مؤمن في الباطن، بل لا يفعل ذلك إلا لعدم الإيمان الذي في قلبه)) (، لكن قد يرد تساؤل هنا، وهو، هل يتصور واقعاً أن يترك المرء جنس الأعمال الصالحة بالكلية؟ يجيب عن ذلك شيخ الإسلام مبيناً أن الرجل الذي (يؤدي الأمانة، أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر. فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم)) (.
إذاً ليس المقصود أن المرء لا يعمل شيئاً من أعمال البر والخير الظاهرة إنما المقصود أن يكون هذا العمل عن إيمان وتصديق ونية، وأن يكون من الواجبات التي اختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا التزم الشرطين فقد حصل له جنس العمل الذي به يصح إسلامه وهذا تنبيه مهم في المسألة، والله أعلم.
7 - ونختم هذه الأقوال بكلام للإمام الشوكاني، هو عبارة عن جواب للإمام عن سؤال ورد عليه، وهو: (ما حكم الأعراب سكان البادية الذين لا يفعلون شيئاً من الشرعيات إلا بمجرد التكلم بالشهادة، هل هم كفار أم لا؟ وهل يجب على المسلمين غزوهم أم لا؟)
أجاب- رحمه الله- عن السؤال ومما قاله أثناء جوابه: (وأقول من كان تاركاً لأركان الإسلام، وجميع فرائضه ورافضاً لما يجب عليه من ذلك من الأقوال والأفعال ولم يكن لديه إلا بمجرد التكلم بالشهادتين، فلا شك، ولا ريب أن هذا كافر شديد الكفر حلال الدم والمال ... )) (.
والخلاصة التي نستنتجها من هذه النقولات ما يلي:
1 - أن وجود جنس العمل شرط لصحة الإيمان وأن ترك العمل والإعراض عن الطاعة بالكلية ناقض لأصل الإيمان.
2 - أن الكلام عن مسألة ترك العمل بالكلية، متعلق بكلام السلف عن الإيمان وأنه قول وعمل ولا يغني أحدهما عن الآخر، وقد سبق في أول الرسالة بيان ذلك.
3 - ويتبع ذلك ارتباط هذه المسألة في مسألة العلاقة بين الظاهر والباطن، وأنه لا يوجد باطن صحيح، بدون ظاهر صحيح.
4 - من أسباب الانحراف في هذا الأصل، الظن بأن الإيمان مجرد التصديق القلبي، وأن الكفر هو التكذيب والجحود فقط، لذلك يظنون أن المرء إذا ترك جميع الواجبات والفرائض، وفعل المحرمات فإنه لا يكفر مادام لم يجحد الفريضة أو يستحل المعصية، وهذا القول هو قول المرجئة ومن تأثر بهم.
وما سبق متعلق بإجماع السلف على كفر تارك جنس العمل، فما قولهم في تارك الأركان، هذا ما سنعرض له في المبحث القادم إن شاء الله.
بل أنا من القائلين بكفر تارك الصلاة فقط
وهذه هي المشكلة لا فهم لنصوص السلف
ولا فهم لنصوصنا حتى
فأنا أحببت أن اقرر أن الخلاف في تارك الأركان الأربعة خلاف معتبر وقع بين السلف
ولا داعي لإقحام مسألة الإرجاء هنا
فمن أين فهمت أنني أرى أن الأعمال لا تعلق لها بصحة الإيمان!!
سبحانك هذا بهتانٌ عظيم
ووصف بعض الأعمال بأنها كمال لا يعني إخراجها عن مسمى الإيمان
يقول شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (11/ 131)
(والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً (2) هو "الأصل" والأعمال الظاهرة هي "الفروع" وهي كمال الإيمان. فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية، والقصص والوعد والوعيد ثم أنزل بالمدينة -لما صار له قوة- فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته.
فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه، ولهذا قال: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة» (3)، وروي عنه أنه قال: «أول ما يرفع الحكم بالأمانة»، والحكم هو عمل الأمراء وولاة الأمور كما قال تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً? (النساء 58)، وأما الصلاة: فهي أول فرض، وهي من أصول الدين والإيمان مقرونة بالشهادتين فلا تذهب إلا في الآخر كما قال?: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء» (4) فأخبر أن عوده كبدئه))
وقال أيضاً كما في مجموع الفتاوى (7/ 637). ((وأصله القلب وكماله العمل الظاهر بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر وكماله القلب))
ومن هذا يتبين أن جعل القول في عمل من الأعمال أنه كمال مقابلاً للقول بأنه من حقيقة الإيمان خطأ
وأما نص ابن عيينة فلا يثبت عندي
وها أنت تراه يمثل بعلماء اليهود الذين تركوا الإلتزام بالشرائع الإسلامية _ يمعنى أنهم لم يوجوبها على أنفسهم _
وأنا أسألك
هل ترك اليهود كان مجرداً عن أي سبب من أسباب الكفر الأخرى؟
علماً بأنه لا مانع من أين يكون رد ابن عيينه _ على فرض ثبوته _ موجهاً للجهمية
والموضوع في أصله لا يتكلم عن تارك العمل بالكلية بل يتكلم عن القول بعدم تكفير تارك الصلاة
وهل له علاقة بالإرجاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 01:20]ـ
وللفائدة في تحرير مذاهب بعض العلماء في مسألة كفر تارك الصلاة وقتله
ذهب المزني من الشافعية إلى عدم التكفير بل ذهب إلى عدم القتل، انظر"الحاوي" للماوردي (2/ 525) و "المجموع" للنووي (3/ 16) وكذا ذهب إليه ابن سريج من الشافعية، انظر"المعالم" للخطابي (2/ 45).
وقال الشافعي في الأم (1/ 239) ((وحضور الجمعة فرض، فمن ترك الفرض تهاونًا؛ كان قد تعرّض شرًا، إلا أن يعفو الله، كما لو أن رجلاً ترك صلاة حتى يمضى وقتها؛ كان قد تعرض شرًا، إلا أن يعفو الله))
قلت وهذا يدل على أنه لا يكفر بترك الصلاة الواحدة
وأرجو من الأخ الجزائري أن يوثق النقول التي ينقلها لكي تتم الفائدة
فالذي يبدو أنه ينسخ من كتاب وتفوته الحواشي
وأما الأخ ابن السالم فأنا شاكرٌ له أدبه
ولكن النصوص محل اتفاق ومحل خلافنا في مسألة هل اجتهادية أم خلافية خلافاً ليس معتبراً
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 02:06]ـ
#########
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع على هدا المرور الجميل من اخوة في الله فهدا منبر العلم ان شاء الله تعالى
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 08:36]ـ
وفيك بارك أخي الجزائري
أثر الإمام المجتهد أبي ثور عند اللالكائي في السنة من طريق محمد بن أحمد البصير (هو ابن الحسين الرازي وهو ثقة مترجم في تاريخ الإسلام والوافي بالوفيات) عن جعفر بن أحمد (هو ابن حمدان القطيعي راوي المسند عن عبدالله بن أحمد) عن إدريس بن عبدالكريم (هو المقريء البغدادي وهو ثقة ثقة)
وليس هنالك من ينظر فيه في هذا السند إلا القطيعي وقد تكلموا فيه لأمرين
غرق كتبه وقد دافع عنه ابن الجوزي بأنه قد يكون عارض النسخ ونسخها
الأمر الثاني الإختلاط
وقد أنكر اختلاطه الذهبي في ميزان الإعتدال وكنت على رأيه ردحاً من الزمان
إلى أن وقفت على تعقب الحافظ ابن حجر في لسان الميزان حيث نقل من ترجمة أحمد بن أحمد بن محمد في تاريخ بغداد ما يثبت اختلاطه وأن ابن اللبان منع ابنه من سماعه بعد الإختلاط
ولا يؤثر هذا في روايته للمسند فهو قبل الإختلاط _ إذ أن رواية ابن المذهب عنه قبل الإختلاط_ كما ذكر الحافظ في لسان الميزان
وحتى لو لم يقل الحافظ فتلقي الأمة للمسند بالقبول يدل على هذا
ورواية الأئمة عنه تحمل على ما قبل الإختلاط ففي رواة الصحيحين الكثير من المختلطين
وقد خرج عنهم أصحاب الصحاح ما كان قبل الإختلاط أو ما قد توبعوا عليه
وعلى هذا يكون الأثر ضعيفاً مع قولي بعدم تصور وجود إيمان قلبي بدون عمل
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الاخ لم يفهم نفسه بعد حتى يفهم غيره، فهو يحتج لقوله بأن الأعمال كمال في الإيمان ثم يقول من أين فهمت ذلك؟ ثم يعود فيقول أن لا يتصور وجود إيمان قلبي بدون عمل؟ فإذا لم يتصور وجود هذا الإيمان بدول عمل فكيف تكون الأعمال كمالا فيه، ونحن لم نتحدث عن كل الأعمال وإنما عن مطلق العمل وتعلقها بالإيمان القلبي الذي سماه شيخ الإسلام (أصلا) والأعمال فرع له، وهي كمال فيه حين نتحدث عن الإيمان الواجب أو الإيمان الواجب والمستحب، فالأعمال متضمنة فيه كمال له وهو عين كلام شيخ الإسلام، أما إذا تعلق الأمر بالأصل (إيمان القلب) فإن مطلق الأعمال من لوازمه فإذا انتفى اللازم انتفى الملزووم ولا يعني أن انتفاء بعض اللازم انتفاء الملزوم بل دليل على نقصه وضعفه، وقد حاولت هدم كل ما ثبت عن السلف في هذه المسالة لكنك لم تعرج على قول الشافعي وحكايته الإجماع على توقف صحة الإيمان القلبي على وجود (مطلق أعمال الجوارح)، أما طعنك في القطيعي فاطعن إذا في مسند الإمام أحمد -واسترح- مع ضخامته وكثرة مروياته فعدم ضبطه له أولى من عدم ضبط قول عن أبي ثور بينه وبينه رجل أو أكثر؟ أما عن الاختلاط فقول الذهبي أوفق، وهو درجات منه ما يقبل مطلقا إلا إذا وجد خطأ ومنه ما يرد مطلقا، والمسلمون تلقوا المسند بالقبول ورووه عن القطيعي واعتمدوه في الاحكام والسنن، ثم إن الظاهر من طول كلام أبي ثور أنه من كتاب والمتأخرون كالقطيعي وضرائبه إنما يروون من الكتب على طريقة السلف بالسند فكلام أبي ثور إنما هو مثبت من كتاب رواه عنه القطيعي بالسند على عادتهم في ذلك فإذا صح هذا فلا عبرة بالسند ما دام الكتاب منقولا مصانا عن التحريف والتصحيف صحيح النسبة إلى مؤلفه غير مطعون في نسبته إليه، ولذا تقبل الأئمة المسند لأنه كذلك، فالمسند قد كتبه الإمام أحمد وأملا على أولاده وحدث أولاده الناس منهم القطيعي وهو على طريقة أهل عصره قد انتسخ منه نسخة ثم رواه عن عبد الله عن الإمام وإلا فالكتاب موجود متداول بين أهل الحديث صحيح النسبة إلى مؤلفه. ولا أدري لم لم تعرج على كلام الإمام الحميدي - وهو من كبار أصحاب الشافعي وصاحبه إلى مصر- والإمام أحمد، وكذا كلام الآجري في الشريعة وابن أبي زمنين وغيرهما ممن تكلم عن الإيمان، أما تعلق أعمال الإسلام بالإيمان فإن موضوعنا عن الصلاة فلم نقلته إلى باقي أركان الإسلام؟ هل هو هروب إلى الأمام أم التواء للتملص - أحلاهما مر -، وعلى كل فأنا أنصحك بقراءة كلام الإمام الطبري في المسألة في شرح ابن بطال المالكي على البخاري، أما قول الأخ محمد السالم أن الواجب الرجوع إلى الكتاب والسنة اولا لا التحاكم إلى أقوال السلف فكلام صحيح أريد به باطل فإن السلف إنما احتكموا في أقوالهم (في العقيدة) إلى الكتاب والسنة ثم توارثوها جيلا عن جيل وقدوقد حالو محاولون الخروج عن فهمهم فضل سعيه في الحياة الدنيا والآخرة، ثم إن الشافعي حكى الإجماع على دخول مطلق العمل في أصل الإيمان (لا يصح بدون عمل)، فلا حاجة لإلزاماتك العقلية، بل أنصحك بفهم كلام السلف في مرادهم من إطلاق لفظ العمل وتصحيح الإيمان بوجوده وما هو هذا العمل هل هو الإسلام الظاهر أم مطلق الأعمال الإيمانية؟، وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الاخ لم يفهم نفسه بعد حتى يفهم غيره، فهو يحتج لقوله بأن الأعمال كمال في الإيمان ثم يقول من أين فهمت ذلك؟ ثم يعود فيقول أن لا يتصور وجود إيمان قلبي بدون عمل؟ فإذا لم يتصور وجود هذا الإيمان بدول عمل فكيف تكون الأعمال كمالا فيه، ونحن لم نتحدث عن كل الأعمال وإنما عن مطلق العمل وتعلقها بالإيمان القلبي الذي سماه شيخ الإسلام (أصلا) والأعمال فرع له، وهي كمال فيه حين نتحدث عن الإيمان الواجب أو الإيمان الواجب والمستحب، فالأعمال متضمنة فيه كمال له وهو عين كلام شيخ الإسلام، أما إذا تعلق الأمر بالأصل (إيمان القلب) فإن مطلق الأعمال من لوازمه فإذا انتفى اللازم انتفى الملزووم ولا يعني أن انتفاء بعض اللازم انتفاء الملزوم بل دليل على نقصه وضعفه، وقد حاولت هدم كل ما ثبت عن السلف في هذه المسالة لكنك لم تعرج على قول الشافعي وحكايته الإجماع على توقف صحة الإيمان القلبي على وجود (مطلق أعمال الجوارح)، أما طعنك في القطيعي فاطعن إذا في مسند الإمام أحمد -واسترح- مع ضخامته وكثرة مروياته فعدم ضبطه له أولى من عدم ضبط قول عن أبي ثور بينه وبينه رجل أو أكثر؟ أما عن الاختلاط فقول الذهبي أوفق، وهو درجات منه ما يقبل مطلقا إلا إذا وجد خطأ ومنه ما يرد مطلقا، والمسلمون تلقوا المسند بالقبول ورووه عن القطيعي واعتمدوه في الاحكام والسنن، ثم إن الظاهر من طول كلام أبي ثور أنه من كتاب والمتأخرون كالقطيعي وضرائبه إنما يروون من الكتب على طريقة السلف بالسند فكلام أبي ثور إنما هو مثبت من كتاب رواه عنه القطيعي بالسند على عادتهم في ذلك فإذا صح هذا فلا عبرة بالسند ما دام الكتاب منقولا مصانا عن التحريف والتصحيف صحيح النسبة إلى مؤلفه غير مطعون في نسبته إليه، ولذا تقبل الأئمة المسند لأنه كذلك، فالمسند قد كتبه الإمام أحمد وأملا على أولاده وحدث أولاده الناس منهم القطيعي وهو على طريقة أهل عصره قد انتسخ منه نسخة ثم رواه عن عبد الله عن الإمام وإلا فالكتاب موجود متداول بين أهل الحديث صحيح النسبة إلى مؤلفه. ولا أدري لم لم تعرج على كلام الإمام الحميدي - وهو من كبار أصحاب الشافعي وصاحبه إلى مصر- والإمام أحمد، وكذا كلام الآجري في الشريعة وابن أبي زمنين وغيرهما ممن تكلم عن الإيمان، أما تعلق أعمال الإسلام بالإيمان فإن موضوعنا عن الصلاة فلم نقلته إلى باقي أركان الإسلام؟ هل هو هروب إلى الأمام أم التواء للتملص - أحلاهما مر -، وعلى كل فأنا أنصحك بقراءة كلام الإمام الطبري في المسألة في شرح ابن بطال المالكي على البخاري، أما قول الأخ محمد السالم أن الواجب الرجوع إلى الكتاب والسنة اولا لا التحاكم إلى أقوال السلف فكلام صحيح أريد به باطل فإن السلف إنما احتكموا في أقوالهم (في العقيدة) إلى الكتاب والسنة ثم توارثوها جيلا عن جيل وقدوقد حالو محاولون الخروج عن فهمهم فضل سعيه في الحياة الدنيا والآخرة، ثم إن الشافعي حكى الإجماع على دخول مطلق العمل في أصل الإيمان (لا يصح بدون عمل)، فلا حاجة لإلزاماتك العقلية، بل أنصحك بفهم كلام السلف في مرادهم من إطلاق لفظ العمل وتصحيح الإيمان بوجوده وما هو هذا العمل هل هو الإسلام الظاهر أم مطلق الأعمال الإيمانية؟، وبالله التوفيق.
يا أخي هداك الله
اترك الكلام في هذه المسائل إذ أنك لا تجيدها
ما قررته سابقاً هو أن وصف العمل بأنه كمال لا يعني عدم تعلقه بصحة الإيمان
فلفظي كان ((فمن أين فهمت أنني أقول لا تعلق للعمل بصحة الإيمان))
وحقاً لم يوجد في كلامي ما يشير إلى هذا
ثم إنني قلت أو وصف عمل من الأعمال _ ولم أقل الأعمال كلها _ بأنه كمال لا ينافي كونه من حقيقة الإيمان
وهذا الإطلاق أغلبي وإلا فشيخ الإسلام يقول بكفر تارك الصلاة
وقبله الفضيل بن عياض يقول ((من لم يعمل لم يستكمل الإيمان))
مع كونه مذكوراً فيمن يكفر تارك الصلاة
وأما كلامك بشأن القطيعي فإلزامك لي ساقط
لأنني بينت أن روايته للمسند كانت قبل الإختلاط كما نص على ذلك العراقي ونقله عنه ابن حجر في لسان الميزان
واحتججت لصحة هذا بتلقي الأمة للمسند بالقبول _ وهذا لا يتوفر لأثر أبي ثور _
وحقيقة قولك أنك تلزمني بتضعيف ما رواه قبل الإختلاط لأنني أضعف ما لم نعلم أرواه قبل الإختلاط أم بعده
وهذا ما أتفه ما قد يقف عليه الباحث من إلزامات ومع ذلك قد تنبهت له وأجبت عليه
ومن أين أتيت بأن روايته عن إدريس بن عبدالكريم من كتاب
الإحتجاج بطولها؟!
عجيب هذا الإحتجاج وكأن المختلط لا يجوز عليه أن يروي طويلاً إلا من كتاب
لهذا لا يجوز للعلماء إعلال الطوال باختلاط المختلطين على تأصيل أخينا أبي الفضل!!
افهم الكلام قبل أن تعترض بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد فأعوذ بالله من حورك بعد كورك وهينئا لك فهم المسائل أيها الفهيم النحرير، وإلا بربك فهمني كيف يكون العمل كمالا في الإيمان ثم هو من حقيقة الإيمان؟ وإن لم يكن هذا تناقضا فما أدري ما التناقض أم هو التلاعب؟ وأنت الظاهر منك أنك لا تفرق بين أصل الإيمان وكماله وتظن أن قولهم العمل من حقيقة الإيمان أي كماله هو قول السلف كما لبسك عليك الزهراني وشيعته فأنا ألزمك مرة أخرى بإجماع الشافعي وجد له مسوغا ودع عتك شؤم التقليد وافهم كلام السلف من مصادره، وأما كلامي على كتاب أبي ثورفأنا أدعوك لقراءة الفهرست لابن النديم والسلام لا نبتغي الجاهلين.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:10]ـ
من كتاب عقيدة أهل السنة لابن أبي زمنين الأندلسي باب في أن الإيمان قول وعمل
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال -رحمه الله تعالى-: باب في أن الإيمان قول وعمل
قال محمد: ومن قول أهل السنة: أن الإيمان إخلاص لله بالقلوب، وشهادة بالألسنة، وعمل بالجوارح على نية حسنة، وإصابة السنة قال -عز وجل-: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وقال: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ثم وصفهم بأعمالهم فقال: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ وهم الصائمون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وقال: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ قال محمد: والإيمان بالله هو باللسان والقلب، وتصديق ذلك العمل، فالقول والعمل قرينان لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه.
أسد قال: حدثنا يحيى بن سليم قال: حدثنا أبو حيان قال: سمعت الحسن البصري يقول: "لا يستوي قول إلا بعمل، ولا يصلح قول وعمل إلا بنية، ولا يصلح قول وعمل ونية إلا بالسنة".
أسد قال: حدثنا ضمرة عن سفيان عن داود بن أبي هند قال: "لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بنية موافقة للسنة".
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن دعوى أن القطيعي روى المسند قبل الاختلاط فمجرد دعوى أريد بها الاعتذار والمتقدمون نصوا أن روايته له في الاختلاط، ولكنه لما كان يروي من كتاب قبل، ويبدو أنك جد مغرور بعلمك - زعموا- وتظهر نفسك أنك وحيد دهرك في الكلام على الحديث و الرواية، ثم ألزمتني أنه متى كان التص طويلا قبل من المحتلط ولعمرك إن هذا هو الفهم القويم - مع أني ادعيت أمامك أن أبا ثور له كتاب - أم أن الغضب أغلق عينيك - وأن المتقدمين من عادتهم أن يرووا الأقوال بالأسانيد ولو من الكتب. وعلى كل: ستعمل وينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار.
ـ[الفاروق]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 12:46]ـ
بورك في الاخوة جميعا
أرى أن الحوار بعد ان كان مفيدا، دخل في متاهات للشيطان فيها نصيب.
ما أجمل الحوار الذي يزينه الأدب.
قد نختلف ونؤجر، فالمجتهد المخطىء له أجر، والآخر حاز قصب السبق.
في نقاشكم فوائد طيبة، فلا تنغصوها بما يسود القلب ويغضب الرب سبحانه.
دعونا نكتسب علما، أو أدبا.
رزقنا الله واياكم الاخلاص، والتوفيق والسداد.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 04:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما ادعاه الأخ من أن ابن المذهب قد روى عن القطيعي قبل الاختلاط فمجرد دعوى وقد لبس أن الحافظ قد قال بهذا بينما الحافظ قد رمى بالدعوى على شيخه، فابن المذهب ولد سنة 355 هـ وتوفي القطيعي سنة 368 هـ، فبين ولادة الأول ووفاة الثاني 13 سنة، فلو فرضنا جدلا أن ابن المذهب قد بكر بالسماع فلن يعدو أن سمع وهو ابن 8 أو 9، والمسند كتاب كبير جدا ربما استغرق سماعه وقتا طويلا إن لم يكن سنوات، والقطيعي قد بلغ التسعين أو جاوزها، وسنين الاختلاط تبدأ في ذلك السن إن لم تكن قبلها. وقد أثنى الحاكم على القطيعي ووثقه فهذا دليل على أنه سمع منه قبل الاختلاط وقد كان رحل مرتين إلى بغداد كان آخرها سنة 368 هـ أي في السنة التي توفي فيها القطيعي، فسماعه منه في هذه الرحلة يبدو بعيدا، وقد قال أبو موسى المديني أن الخاكم خرج إلى القطيعي ليسمع المسند لأجل تأليفه المستدرك، وقد بدأ التأليف سنة 337 هـ بالرغم من أن الذهبي قال أن الحاكم ألف المستدرك بعد الدارقطني في أواخر عمره، والمهم أن في المستدرك عن القطيعي زايادات على ما روى ابن المذهب، وقد قال ابن أبي الفوارس والبرقاني أن القطيعي غرقت له قطعة من المسند ثم كتبها من كتاب غير مسموع، فطعنوا فيه، وهذا دليل آخر أن ابن المذهب سمع من القطيعي بعدما طعن في روايته للمسند، وعلى كل فإن الخوف ممن هذا حاله -الاختلاط- إذا كان يروي من حفظه، أما وأن الكتاب كان يقرأ عليه - القطيعي- فإن الخوف ينحصر في التصحيف والاشتباه- وقد وقع للحاكم من هذا الشيء الكثير في المستدرك،
قال الذهبي (سير: 16/ 213): قال ابن الفرات: هو كثير السماع - القطيعي- إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بصره، وخرف حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه. اهـ
فالمجازفة بالقول أن ابن المذهب روى قبل الاختلاط فيه ما فيه، وإن صح هذا فالطعن في بعض أصول القطيعي قديم ولعله قبل أن يولد ابن المذهب، وبالرغم من ذلك فقد استجازوا روايته للمسند إذ العبرة بالكتاب لا بالسماعات آنذاك، والمحدثون يخافون على من هذا حاله من تحريف أسماء الرواة أو تصحيفها، وليس في نص أبي ثور من هذا شيء.
ثم إني وجدت أن اللالكائي قد رواه من قبل أخصر بقليل: (ص172):قال اعتقاد أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه رحمه الله أخبرنا محمد بن رزق الله قال أخبرنا أحمد بن حمدان -هو القطيعي- قال حدثنا أبو الحسن ادريس بن عبد الكريم قال أرسل رجل من أهل خراسان إلى أبي ثور إبراهيم بن خالد بكتاب يسأل عن الإيمان ما هو ويزيد وينقص وقول أو قول وعمل أو وقول وتصديق وعمل فأجابه إنه التصديق بالقلب والاقرار باللسان وعمل الجوارح وسأله عن القدرية من هم فقال إن القدرية من قال أن الله لم يخلق أفاعلي العباد وأن المعاصي لم يقدرها الله على العباد ولم يخلقها فهؤلاء القدرية لا يصلي خلفهم ولا يعاد مريضهم ولا يشهد جنائزهم ويستتابون من هذه المقالة فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم وسألت الصلاة خلف من يقول القرآن مخلوق فهذا كافر بقوله لا يصلي خلفه وذلك أن القرآن كلام الله جل ثناؤه ولا اختلاف فيه بين أهل العلم ومن قال كلام الله مخلوق فقد كفر وزعم أن الله عز وجل حدث فيه شيء لم يكن وسالت يخلد في النار أحد من أهل التوحيد والذي عندنا أن نقول لا يخلد موحد في النار.
فهذا دليل على أن الرجل حفظ ما روى إذ قد روى عنه اثنان نفس القول - إلا أن اللالكائي اختصر الأول بعض الشيء ليذكر مجمل عقيدة أبي ثور رحمه الله.
شعيب بن حرب يقول قلت لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري حدثني بحديث من السنة ينفعني الله عز وجل به فإذا وقفت بين يدي الله تبارك وتعالى وسألني عنه فقال لي من اين أخذت هذا قلت يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان الثوري وأخذته عنه فأنجو أنا وتؤاخذ أنت فقال يا شعيب هذا توكيد واي توكيد اكتب بسم الله الرحمن الرحيم القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود من قال غير هذا فهو كفر والإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ولا يجوز القول إلا بالعمل ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية ولايجوز القول والعمل والنية إلا بموافقة السنة، وانظر عقيدة شعيب بن حرب عن سفيان الثوري.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا اخوتي
(يُتْبَعُ)
(/)
لا بأي أن نفيد ونستفيد مع إخواننا من أهل السنة والجماعة أما أن نتقاطع ونتدابر فلا
بارك الله فيكم على المرور الطيب
ـ[هالة]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:32]ـ
الأخ أبو الفضل لما التشنّج في الكلام؟!
الأخ عبد الله الخليفي جزاك الله خيرا
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجه سوال للشيخ الفوزان:هناك من يقول:الإيمان قول وعمل واعتقاد، لكن العمل شرط كمال فيه، ويقول أيضا: لا كفر إلا بالإعتقاد، فهل هذا القول من أقول أهل السنة؟
الجواب: الذي يقول هذا مافهم الإيمان ولا فهم العقيدة، وهذا الذي قلناه في إجابة السؤال الذي قبله، من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.
وقوله: أن العمل قول وعمل واعتقاد، ثم يقول: إن العمل شرط في كمال الإيمان وصحته، هذا تناقض!!!.كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول:العمل شرط؟ ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه، وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين، فأراد أن يدمج بينهما.
فالإيمان قول وعمل واعتقاد، والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطا من شروط الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطا من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من الأقوال التي يروجونها الآن، فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.) اهـ مصدر الكلام: الإجابات المهمة في المشاكل الملمة ص104 - 105
جمع: محمد بن فهد الحصين - منقول.
الشيخ الراجحي:
هذا سؤال أيضا من شبكة الإنترنت يقول: ما معنى قول شيخ الإسلام من كان عقده الإيمان ولا يعمل بأحكام الإيمان فهو كافر كفرا لا يثبت معه التوحيد من كتاب الإيمان لشيخ الإسلام؟
عقده الإيمان يعني اعتقاده يعتقد الإيمان ولا يعمل بأحكام الإسلام يعني لا يعمل لا يؤدي الواجبات ولا ينتهي عن المحرمات يكون مستكبرا، يكون إيمانه كإيمان إبليس وفرعون من اعتقد يقول: أنا مصدق ولكن يرفض، تقول له: صل، يرفض يأبى الصلاة، زَكِّ، يأبى، الصوم يأبى، ما يعمل لكنه مؤمن بالقلب بالمعرفة، يعرف ربه يقول هذا كافر ولا يفيده الإيمان لأنه مستكبر عن عبادة الله، أبى واستكبر، كما أن إبليس كفره بالإباء والاستكبار إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وفرعون كفره بالإباء والاستكبار واليهود كفرهم بالإباء والاستكبار، وأبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- كفره بالإباء والاستكبار وهو عالم قال:
ولقد علمت بأن دين محمد .................. من خير أديان البرية دينا
لكنه حملته العصيبة ومنعته من أن يشهد على قومه على آبائه وأجداده بالكفر، فكان مستكبرا عن عبادة الله واتباع رسوله، فالمقصود أن معنى ذلك أن من ادعى أنه مؤمن بقلبه ولكنه استكبر وأبى الالتزام بشرع الله ولم يعمل -يؤدي الواجبات وينتهي عن المحرمات- فإنه كفره يكون بالإباء والاستكبار لأن هذا الإيمان الذي في قلبه أو الذي اعتقده لا بد له من عمل يتحقق به فإذا رفض العمل فيكون مستكبرا ويكون دعواه الإيمان دعوى باللسان لا تفيده نعم.
ما زال السؤال الذي على الإنترنت يقول: وكذلك قول شيخ الإسلام وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة - أيش؟ وقد تقدم - وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب.
يعني: جنس الأعمال يعني: إيمان القلب الذي يدعي أنه مؤمن بقلبه فمن لوازم ذلك أن يعمل، فإذا لم يعمل ما صح إيمانه، يلزم هذا لوازم لازم يلزم الإنسان المصدق أن يمتثل لأمر الله وإلا كان تصديقه باطلا، شخص يصدق يقول أنا مصدق مؤمن بالله ورسوله ويرفض شرع الله ودينه كيف؟ تصديق باطل رفضه هذا ينقض التصديق، فيلزم الإيمان الصادق العمل لا يمكن أن يتخلف، الإيمان إذا كان صادقا فلا بد من العمل، فإذا تخلف العمل دل على عدم صدق إيمانه هذا معنى قول شيخ الإسلام نعم.
دفاع قوي بأسلوب هادئ رائع ....
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... سئل فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي في درس الفجر من يوم الاثنين الموافق 29 ربيع الأول لعام 1423 هـ في الدورة العلمية الثانية المقامة في جامع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في محافظة حفر الباطن السؤال التالي:
هناك بعض الشباب من وقعت في نفسه شبهة حول الإرجاء فأخذ يتهم الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء، فما نصيحتكم تجاه هؤلاء الشباب؟؟
الجواب:
ـ الحمد لله، نصيحتي لهؤلاء الشباب أن يتقوا الله في لحوم العلماء فإنها مسمومة، وشهادة حق أتقرب بها إلى الله جل وعلا أنه ما خدم السنة في هذا العصر مثل رجلين شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وشيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فهما فرسا رهان، وإذا كان أحد قد فهم من علمائنا الأجلاء النيل من هذا الشيخ العظيم فهو واهم، لا أعني العلماء أنفسهم وإنما أعني من فهم عنهم خطأ، وإن وجدت ملاحظات على الشيخ أو على غيره فبيّنها أحد من العلماء لا يجوز لنا أن نلزم ذلك العالم بأنه ينال من الشيخ فهو رحمه الله يحبهم ويحبونه.
وأذكر لكم واقعة ونحن في مقر التوعية في مكة وقد طرحت أسئلة على شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة، ومن ضمن تلك الأسئلة أن أحد الشباب تكلم بكلام ينم عن غضب وانفعال فصاح بأعلى صوته قائلاً: يا شيخ هناك رجل يرى أن من لم يطف قبل مساء يوم النحر فإن عليه أن يعود في إحرامه، ما رأيكم في هذا القول؟؟ ونال من القول والقائل، فما كان من الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة إلا أن قال وكان هذا الكلام قبل سبع أو ست سنوات، قال الشيخ: " لعل السائل هداه الله يقصد ما يراه أخونا ـ وهنا بدأ الشيخ يثني على الشيخ ثناءً طويلاً والله لا أحفظه ـ ثم قال فضيلة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني "، وبعد الثناء العطر الكثير الذي هو أهل له إن شاء الله من أخيه وقرنه وزميله في خدمة السنة الشيخ ابن باز قال: ومع احترامي لرأي الشيخ وفقه الله فإني أرى أن هذا الحديث لا يصح وأن العمل على خلافه ثم نقد الحديث وبيّن العلة التي ظهرت له، ونحن مع الشيخ ابن باز في هذه المسألة ومع ذلك فإن هذه المسألة لا تفسد للود قضية بين طلاب العلم وبين العلماء، ألا يكفينا أن نقف منه ما وقفه شيخنا، ثم إذا وجدت مسائل أخطأ فيها لشيخ، فإننا لا نوافقه ولا ندعي العصمة لأحد إذ الكمال لله وحده، والعصمة لرسل الله عليهم الصلاة والسلام،، فيا إخوتاه لا شك أن الشيخ يحتاج إلى حسنات، والمتكلمون فيه لا يزيده كلامهم إلا حسنات بإذن الله تعالى، الشيخ رحمه الله على الرغم من كونه قد سافر من بلادنا بسبب إرجاف من بعض الناس المتعصبين، والمسؤولون معذورون في ذلك لأن الإرجاف أحياناً قد يحدث شيئاً لدى المسؤول ولكن مع هذا كله فإنه يحب هذه البلاد وأهلها وعلمائها وولاة أمرها ".
وأنا أشهد الله على أنني سمعت هذا منه ومن لسانه وهو لا يرجو من أحد شيئاً، ومع ما حصل له فقد أوصى بمكتبته كاملة للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، والشيخ له ما يربو على مائة مؤلف في خدمة السنة فهل يليق بك أخي المسلم طالب العلم أن تنال من شيخ قدّم هذه الخدمة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟؟ أحياناً قد يدخل الهوى والتعصب فيحمل صاحبه على التحامل على العلماء، وإني أذكره بالمواقف العظيمة التي يقفها أهل العلم عند الاختلاف في بعض المسائل، فانظر يارعاك الله إلى الردود بين الشيخ ابن باز والشيخ الألباني في كثير من مسائل الفقه وما فيها من أدب واحترام فيما بينهما، وانظر إلى رجوع الشيخ الألباني يرحمه الله إلى ما رجحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لمّا ظهر له الحق مما يدل على تجرده وعدم تعصبه لكونه ليس صاحب هوى، وإنما رائده الحق أنّا وجده اتبعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأوصيكم ونفسي بالورع والكف عن الولوغ في أعراض العلماء وبخاصة من خدم السنة مثل هذين الشيخين وفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحم الله الجميع، ولنا في علمائنا الموجودين وفقهم الله أسوة حسنة، انظروا ماذا كتبوا لما توفي الشيخ الألباني؟ ماذا كتب المشايخ؟ ماذا كتب معالي وزير الشئون الإسلامية الشيخ صالح حفظه الله؟ ماذا قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله؟ ماذا قال بقية شيوخنا الأفاضل من الدعاء للشيخ والترحم عليه أليس لنا فيهم أسوة حسنة، يا أخوة الإسلام إني أعجب لشاب يدعي السلفية ثم ينال من الشيخ أو غيره من علماء الأمة، يا أخي نحن لا ندعي العصمة لأحد، الشيخ عنده أخطاء ولكنها أخطاء اجتهادية تتمثل في بعض الإطلاقات التي استغلها من استغلها، فادعى أو نسب إلى الشيخ الإرجاء، لو أردنا أن ننسب إلى الشيخ الإرجاء لقلنا أن كل من قال إن تارك الصلاة تهاوناً ليس بكافر يكون مرجئاً وهذا يلزم الإمام أحمد في إحدى روايتيه، ويلزم الإمام أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وجمع من السلف وهذا لم يقل به أحد، مع أن الذي نعتقده ونراه مع قلة بضاعتنا أن تارك الصلاة كافر لوضوح النصوص في ذلك، فإذا قال الشيخ ناصر أو غيره من أهل العلم بعدم كفر تارك الصلاة أليس له سلف في هذا؟؟ فيا إخواني التجرد من الهوى مهم جداً في حق المسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن الله جل وعلا: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)، والذين يتكلمون في الشيخ هم الحدّادية أمثال عبد اللطيف باشميل وغيره ممن يتقربون بنهش لحوم العلماء، وهؤلاء ليسوا قدوة لأحد، وليسوا طلاب علم محققين، وكثير منهم قد أخذه الهوى والتعصب مما جعلهم لا يتركون أحداً من علماء الأمة وليس فقط الشيخ ناصر بل نالوا من كثير من علماء السلف بطريق مباشر أو غير مباشر، فيا إخوتاه أوصوا الشباب بأن يشتغلوا بالعلم، وأن يبتعدوا عن بنيات الطريق، وأن يبتعدوا عن نهش لحوم العلماء، أعني العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، اقرؤوا ما كتبه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الشيخ الألباني، اقرؤوا ما كتبه الشيخ ابن باز، اقرؤوا ما كتبه الشيخ ابن عثيمين، اقرؤوا ما كتبه عدد من مشايخنا وفقهم الله، فاتقوا الله تبارك وتعالى وأوصوا الشباب بالكف عن هذا التحامل، يا أخي أنت ماذا قدمت حتى تأتي وتنال من الألباني أو غيره؟؟ وليس عندك إلا جراب الكلام الذي لا فائدة منه، والذي ينبغي لنا إذا سمعنا بعض الرعاع يتكلمون في هذه القضايا ويلزمون الشيخ بما لا يلزمه من أولئك الذين لا نصيب لهم من العلم، وأنا أعرف أحدهم عندنا في المدينة يهرف بما لا يعرف نسأل الله العافية والسلامة يضيع أوقات الطلاب في سب الألباني والنيل منه وهو جاهل مسكين لا يقدّر تبعات ما يقول، هو وعبد اللطيف باشميل يعملان في خندق واحد في النيل من كثير من العلماء ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا والتجرد من التعصب ومن الهوى، فإن الهوى خطير إذا تمادى فيه المرء يوقعه في متاهات لا تحمد عقباها، واسمحوا لي لو أطلت في هذا الأمر لأن الناس أصبحوا يلوكونه كثيراً ولا يتورعون من الوقوع في أعراض أهل العلم، والذي يعزينا في هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما سلم من قول القائلين، قالوا شاعر، قالوا ساحر، قالوا كاهن، وقال المعتزلة القدامى عن أئمة السلف حشوية نابتة مجسمة، وقال الحزبيون المعاصرون عن علمائنا أنهم لا يعلمون إلا أحكام الحيض والنفاس، وهذه شنشنة نعرفها من أخزم، فأقول حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، ونسأل الله الكريم أن يحفظ علمائنا من كيد الكائدين، وأن يبقيهم ذخراً للإسلام والمسلمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. انتهى
أملاه
د. صالح بن سعد السحيمي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية والمدرس بالمسجد النبوي
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد فأعوذ بالله من حورك بعد كورك وهينئا لك فهم المسائل أيها الفهيم النحرير، وإلا بربك فهمني كيف يكون العمل كمالا في الإيمان ثم هو من حقيقة الإيمان؟ وإن لم يكن هذا تناقضا فما أدري ما التناقض أم هو التلاعب؟ وأنت الظاهر منك أنك لا تفرق بين أصل الإيمان وكماله وتظن أن قولهم العمل من حقيقة الإيمان أي كماله هو قول السلف كما لبسك عليك الزهراني وشيعته فأنا ألزمك مرة أخرى بإجماع الشافعي وجد له مسوغا ودع عتك شؤم التقليد وافهم كلام السلف من مصادره، وأما كلامي على كتاب أبي ثورفأنا أدعوك لقراءة الفهرست لابن النديم والسلام لا نبتغي الجاهلين.
أخي بارك الله فيك أنت لم تفهم كلامي حتى
أنا أقول لك بأنني أكفر تارك الصلاة وهذا يعني أن أكفر تارك الأعمال بالكلية من باب أولى
بماذا ستلزمني أيها العبقري
إنما يتم إلزام المخالف لا الموافق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 11:48]ـ
وأما كتاب أبي ثور فمن كان له كتاب لا يعني ذلك أن كل ما ينقل عنه من كتبه
فهذا الشافعي مثلاً
الأقوال المنقولة عنه من غير كتبه كثيرة جداً
وأما الخلط بين دعوى غرق كتب القطيعي _ وهي دعوى مردودة _
ودعوى اختلاطه من جهل المعترض فقد فرقت ابتداءً بين هذه الدعوى وتلك
وحتى لو قلنا بأن ابن المذهب قد أخذ المسند من القطيعي بعد الإختلاط فهذا لا يطعن في المسند
لأنه سيكون أخذ كتاب ولا يضره الإختلاط
لهذا مشى العلماء رواية إسحاق الدبري عن عبد الرزاق بالمصنف
على الرغم من أنه روى عنه بعد الإختلاط لأنها كتاب
ولم يأتي جاهل غر طويل اللسان ضعيف وقال لعالم أعل خبراً باختلاط عبدالرزاق ((يلزمك تضعيف المصنف))
والدعوى التي ادعيتها أنا مسبوقٌ من قبل العلماء إليها
وأما الإستشكال العجيب في قولك ((وإلا بربك فهمني كيف يكون العمل كمالا في الإيمان ثم هو من حقيقة الإيمان؟ وإن لم يكن هذا تناقضا فما أدري ما التناقض أم هو التلاعب؟))
اسأل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال هذا ونقلت نصه لك سابقاً
أم أنك محقق لا تقلد وابن تيمية أيضاً عندك متناقض ومتلاعب
وبالمناسبة ما نقلته عن شيخنا السحيمي غاية في الجمال والروعة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 12:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن دعوى أن القطيعي روى المسند قبل الاختلاط فمجرد دعوى أريد بها الاعتذار والمتقدمون نصوا أن روايته له في الاختلاط، ولكنه لما كان يروي من كتاب قبل، ويبدو أنك جد مغرور بعلمك - زعموا- وتظهر نفسك أنك وحيد دهرك في الكلام على الحديث و الرواية، ثم ألزمتني أنه متى كان التص طويلا قبل من المحتلط ولعمرك إن هذا هو الفهم القويم - مع أني ادعيت أمامك أن أبا ثور له كتاب - أم أن الغضب أغلق عينيك - وأن المتقدمين من عادتهم أن يرووا الأقوال بالأسانيد ولو من الكتب. وعلى كل: ستعمل وينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار.
انظروا إليه كيف اثبت الإختلاط وهو يعيبه علي
وقوله ((وأن المتقدمين من عادتهم أن يرووا الأقوال بالأسانيد ولو من الكتب))
قلت ليس هذا على إطلاقه فكثير من أقوال السلف لا تحفظ إلا عن طريق أناس مصنفين بزمن بعيد عن زمنهم
ولو ذهبنا لذكر الأمثلة لطال المقام
ويكفي أنك تجد أبي نعيم في الحلية ينفرد بآثار عن سفيان والفضيل وغيرهما
والآجري ينفرد بآثار عن أحمد لا تجدها حتى عند الخلال
وأما وصفك لي بالمغرور واستخدامك لذلك المثل المستفز
فأسأل أن يتجاوز عنك
وغيري أولى مني بتلك الإطلاقات
فأنا لم آتي لقول من أقوال شيخ الإسلام وعامة السلف وأجعله من أقوال المرجئة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 01:22]ـ
وهنا إيضاح لمسألة (الكمال والحقيقة) لعل الإشكال يزول من ذهن أخينا أبي الفضل
العمل من حقيقة الإيمان
والإيمان حقيقة مركبة من أصل وكمال
وقولك عن أي عمل من الأعمال أنه من كمال الإيمان لا ينفي أنه من حقيقته
وإليك مثالاً
حديث ((لا إيمان لمن لا أمانة له))
ما المنفي هنا؟
كمال الإيمان
قال شيخ الإسلام في الفتاوى) مجموع الفتاوى (7/ 14 - 15) ((وقال -رحمه الله-: " وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً، دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة، كقوله في حديث الشعب: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول لا إله إلا اللّه، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق). وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان.
ثم إن نفي الإيمان عند عدمها،دل على أنها واجبة،وإن ذكر فضل إيمان صاحبها -ولم ينف إيمانه- دلَّ على أنها مستحبة؛فإن اللّه ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر اللّه به ورسوله -إلاَّ إذا ترك بعض واجباته،كقوله: (لا صلاة إلا بأم القرآن)،وقوله: (لا إيمان لمن لا أمانة له،ولا دين لمن لا عهد له) ونحو ذلك.
فأما إذا كان الفعل مستحباً في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب،فإن هذا لو جاز،لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج؛لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه. وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم؛بل ولا أبو بكر ولا عمر. فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه، لجاز أن ينفي عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل.
فمن قال: إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة،فقد صدق. وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب،فهذا لم يقع قط في كلام اللّه ورسوله،ولا يجوز أن يقع؛فإن من فعل الواجب كما وجب عليه،ولم ينتقص من واجبه شيئاً،لم يجز أن يقال: ما فعله لا حقيقة ولا مجازاً))
فالأمانة إذن من كمال الإيمان وهي عمل
فهل يقتضي هذا أن تكون خارجة عن حقيقة الإيمان؟
إن قلت نعم أصبحت مرجئاً أو لزمك أن تقول بقول الخوارج بتكفير فاعل الكبيرة
وبهذا يتبين أنه لا تعارض بين وصفنا لعامة الأعمال بأنها ((كمال)) وكونها ((من حقيقة الإيمان))
وأنا أتكلم هنا عن أفراد العمل لا ترك العمل بالكلية
وإلا فترك الصلاة عندي كفر ولكن الإطلاق الأغلبي لا إشكال فيه إذ أن الكثير من القواعد (أغلبيات) ولها شواذ تخرج عنها
ومحل الإشكال أن كثيراً ممن رصيده في المسألة قراءة كتابين أو ثلاثة أصبح في هذه المسألة فقيهاً مناظراً بل وحاكماً على مخالفيه بالإبتداع تارة والتناقض تارة وبالجهل (تارات)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 03:38]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيكم , أسأل الله عز و جل أن يؤلف بين قلوبنا و أن يجنبنا نزغات الشيطان.
أخواي الجزائري و الخليفي. لقد جنحتم بالموضوع بعيداً عن أصله و مقصده. حتى اختلط الحابل بالنابل.
عندي سؤال لأخي الشيخ عبدالله الخليفي:
هل تريد أن تقول أن آحاد الأعمال كمال في الإيمان؟ و أن أصل أعمال الجوارح ركن _ إن صح التعبير _ في أصل الإيمان؟
إن كانت الإجابة بنعم , فزال الإشكال بينك و بين أخيك الجزائري. و إن لم تكن فأتركها لحينها. و جزاكم الله خيراً و أسأل الله أن يصلح بيننا.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 08:38]ـ
الصلاة فقط عندي إذا ذهبت فقد كفر المرء
وأما بقية الأعمال فإذا ذهبت مع بقاء الصلاة فأصل الإيمان يبقى
وأنا من البداية أحاول أن أوضح للجزائري أن الخلاف بيني وبينه_ في مسألة ترك العمل_ ليس جوهرياً بل ليس حقيقياً
ولكنه يصر على اتهامي بما لم أقل وتحميل أقوالي أكثر مما تحتمل
والحوار بيني وبين الجزائري قد ينتفع به منتفع
وأود أن أسأل الجزائري
هل يمتنع أن يكون ابن المذهب سمع من القطيعي في العاشرة أو الحادية عشرة أو الثانية عشرة ويكون القطيعي قد اختلط بعدها؟
قطعاً لا يمتنع فكلما كبر المرء ازداد احتمال اختلاطه
فإذا كان لا يمتنع لم يعد قول العراقي وتلميذه ابن حجر (مجازفة)
إذ أنه لا يستحيل ولا يمتنع
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 09:04]ـ
الأحبة في منتدى الألوكة
أظن أن مسألة شرط الصحة والكمال والركنية فد أشبعت كلاما وضجيجا، وفرقت أبناء أهل السنة كثيرا.
والذي أدين الله به أن يلتزم المسلم بمقولة من سلف: الإيمان اعتقاد بالجنان، وقول باللسان وعمل بالأركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان.
بقيت مسألتان مهمتان لهما علاقة وطيدة بالموضوع:
وهما مسألة التكفير ببعض الأعمال. وهذه تحتاج إلى بحث متخصص وجامع وقد رأيت شيئأ منه في بحث الشيخ علوي السقاف وفقه الله.
ومسألة الحكم بغير ما أنزل الله. وهذه مسألة قد أشبعت كلاما أيضا. إلا أننا نريد كلاما صريحا ممن يكفرون بالتشريع العام:
هل الدول المعروفة الآن بالدول العربية كمصر والجزائر والأردن والمغرب ..... هل نقول أن حكوماتها كافرة بالعموم وبالتعيين.؟
مسألة التشريع الذي يخالف أحكاما معلومة من ديننا كقانون الربا وقانون الجمارك وبعض التشريعات الأخرى: هل نكفر القائمين عليه مثل حكومة المملكة حرسها الله. وما هو الفرق بين أن يكون القانون المخالف واحدا أو متعددا.؟
أشكر الأفاضل علي الفضلي وعبد الله الخليفي على التوضيح غير أني أعتب على الكل ولوج أبواب الفتن بكلام يزيد الجراح تعفنا. وأكرر أنه على المخلصين من أبناء أهل السنة أن يكونوا عامل خير لوحدة الأمة على الحق وأن يسارعوا لرأب الصدع وبدل من أن تضيع الجهود في خلاف لفظي وجب عليهم تبصير الناس بمعتقد السلف في مسالة الإيمان إجمالا. وتفصيلا. وتعليمهم ـ تحذيرا ـ الأمور التي يكفر بها المسلم قولية كانت أم فعلية أم اعتقادية.
والحكم بأن الخلاف بصورته المعهودة الآن والتي أسالت كثيرا من محابر المشايخ والدعاة وأبكت الصادقين من الغيورين على المنهج الحق الأثبات: لفظي ليس لي بل هو للشيخين ابراهيم الرحيلي رئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية وسالم الطويل وفقهما الله. و يوافقهما في الحكم كثير من المشايخ في المملكة وغيرها ومنهم في الجزائر الشيخ محمد علي فركوس وعبد الخالق ماضي وعبد المجيد جمعة واقتصرت على الثلاثة لأن بعض رواد الشبكة يعرفهم من أعمالهم العلمية وإلا فكل مشايخ الدعوة السلفية في الجزائر على وفاق في المسألة.
والله الموفق.
وأختم بكلمتين لشيخين:
قال الشيخ الراجحي - حفظه الله -:
(يقول السائل: خرج بعض المعاصرين بأقوال جديدة في الإيمان، وقال: إن العمل شرط كمال في الإيمان وليس شرط صحة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أعلم لهذا القول أصلا أنه يشترط الكمال كونه شرط كمال أو شرط صحة، لا أعلم لهذا القول أصلا، لا مذهب المرجئة ولا مذهب أهل السنة أهل السنة يقولون: الإيمان -جمهور أهل السنة - الإيمان قول باللسان، وتصديق بالقلب وعمل بالقلب، وعمل بالجوارح، الإيمان عمل ونية، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فالعمل جزء من الإيمان، الإيمان مكون من هذه الأشياء، من تصديق القلب وقول اللسان، وعمل الجوارح، وعمل القلب فيكون الإيمان كم جزء؟
كل هذه الأجزاء، تصديق بالقلب، لا بد أن يقر باللسان، ينطق باللسان، ويصدق بالقلب، ويعمل بقلبه، ويعمل بجوارحه، كلها داخلة في مسمى الإيمان، اسم الإيمان يشمل هذا، والمرجئة ماذا يقولون؟ يقولون: الأعمال ليست من الإيمان ولكنها - الأعمال - دليل على الإيمان، أو هي مقتضى الإيمان، أو هي ثمرة الإيمان، المرجئة يقولون: الأعمال ما هي من الإيمان ولكن ثمرة الإيمان العمل ثمرة الإيمان أو هي دليل على الإيمان، أو هي مقتضى الإيمان أما القول بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة لا أعلم لهذا القول أصلا، لا من قول المرجئة ولا من قول أهل السنة كيف يكون شرط كمال؟ العمل ما هو بشرط، لا شرط كمال ولا شرط صحة وإنما هو جزء من الإيمان، جزء من الإيمان فهذا القول لا أعلم له أصلا، لا يوافق مذهب المرجئة ولا مذهب جمهور أهل السنة
بل قد يقال: إنه يوافق مذهب المرجئة من جهة أنهم أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان في الجملة يعني، أقرب ما يكون للمرجئة حيث إنهم أخرجوا العمل من الإيمان، فالذي يقول إن العمل شرط كمال أو شرط صحة نقول هذا مذهب المرجئة أخرجت الأعمال عن مسمى الإيمان، إما أن تقول: العمل داخل في مسمى الإيمان أو جزء من الإيمان، فإن قلت العمل ليس من الإيمان فأنت من المرجئة سواء قلت شرط كمال، أو شرط صحة، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان، أو ثمرة الإيمان، كل من أخرج العمل من الإيمان فهو من المرجئة واضح هذا؟
أهل السنة يقولون: الإيمان، قول باللسان، تصديق بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح هذه أجزاء الإيمان الإيمان هذه الأشياء كلها، كلها يشملها اسم الإيمان فمن أخرج شيئا منها فهو من المرجئة فالذي يقول: إن العمل شرط كمال أو شرط صحة أخرج العمل من الإيمان فصار من المرجئة وإن كان أقوال المرجئة يقولون: إن الأعمال دليل، يقال العمل دليل على الإيمان، أو العمل ثمرة الإيمان، أو العمل مقتضى الإيمان هذه أقوال المرجئة يقولون: الأعمال ليست من الإيمان لكن هي ثمرة الإيمان، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان وهذا القول الجديد قالوا: شرط كمال أو شرط صحة يلحق بالمرجئة؛ لأنه أخرج العمل من الإيمان نعم.
السائل: الذين يقولون: إنه شرط صحة يا شيخ؟.
نعم أخرجها عن مسمى الإيمان ولا ما أخرجها؟
السائل:لا هو يقول شرط صحة يقول: إنه لا يصح الإيمان إلا بالعمل.
ما يخالف وكذلك أيضا المرجئة يقولون: لا يمكن إيمان إلا بالعمل، ثمرة العمل ومع ذلك صاروا مرجئة، المهم أخرجها عن مسمى الإيمان ولّا لا؟ هل يقول إنه في مسمى الإيمان ولّا خارج عن مسمى الإيمان؟ خارج ولّا داخل؟ اللي يقول شرط كمال أو شرط صحة؟
السائل: الذي يقول شرط صحة يجعله داخل مسمى الإيمان.
لا. خارج، ومن قال جعله خارجا فهو من المرجئة واضح هذا؟ الشرط لا يتقدم ولا يتأخر الوضوء شرط في صحة الصلاة، هل الوضوء من الصلاة؟ واستقبال القبلة من الصلاة هل هي الصلاة؟ ولا شرط خارج؟ سواء داخل ولا خارج ولا متقدم ولا متأخر، فمن أخرج العمل عن مسمى الإيمان فهو من المرجئة واضح؟ لكني لا أعلم أن المرجئة يقولون إنه شرط كمال أو شرط صحة، الذي أعلمه أن المرجئة يقولون: الأعمال ثمرة الإيمان، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان نعم. فما أدري من أين يعني جاء هذا، لكن ومع ذلك فهو يوافق مذهب المرجئة؛ حيث إنه أخرج العمل من مسمى الإيمان نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا التفصيل هذا ما له أصل، العمل مطلق، مطلقة من الإيمان، كل الأعمال من الإيمان كل الأعمال الإيمان بضع وسبعون شعبة كلها من الإيمان، وبضع وسبعون شعبة شملت الدين كله، وأنزل الله بعدها: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ كما قال المؤلف -رحمه الله- وجمعها الإمام البيهقي في أيش؟ جمعها في مؤلف سماه شعب الإيمان، كلها من الإيمان، فالذي يخرج شيئا منها من المرجئة نعم.)
من (شرح رسالة كتاب الإيمان)
شرح السنةللبربهاري]
[ولا يحل لرجل ([1]) أن يقول: فلان صاحب سنة حتى يعلم ([2]) أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، فلا يقال له: صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها. قال عبدالله بن المبارك: أصل اثنين وسبعين هوى: أربعة أهواء، فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت ([3]) الاثنان وسبعون هوى؛ القدرية، والمرجئة،والشيعة، والخوارج، فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان، وعلياً على ([4]) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم، فقد خرج من التشيع أوله وآخره، ومن قال: الايمان قول وعمل، يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره، ومن قال: الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة، ولم ير الخروج على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره، ومن قال: المقادير كلها من الله عز وجل خيرها وشرها، يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره، وهو صاحب سنة [1].]
........................
(1) وفي نسخة الردادي: (لايحل لرجلٍ مسلم).
(2) وفي نسخة الردادي: (حتى يعلم منه).
(3) وفي نسخة الردادي: (انشعبت هذه الاثنان وسبعون هوى).
(4) وفي نسخة الردادي: (على جميع أصحاب).
.............................. .................... .............................. .................... ...........................
(الشرح)
[1] وأقول: إنَّ صاحب السنة هو من سلَّمه الله عز وجل من هذه الأهواء وكان آخذاً بالسنن التي جاءت عن النبي e وعن أصحابه على طريقة المحدثين، ومن قلَّدهم من العوام، وقد ذكر البربهاري رحمه الله أنَّ صاحب السنة هو: (من اجتمعت فيه خصال السنة) بأن يكون سليماً من الأهواء المذكورة جميعاً، والمعروف أنَّ أصول البدع خمسة وهي:
1. الجهمية 2. الشيعة 3. الخوارج 4. المرجئة 5. القدرية.
والمقصود بالقدرية أصحاب الاعتزال الذين يقال لهم العقلانيون، فلم يذكر المؤلف رحمه الله الجهمية، ولعلَّه ممن يرى أنَّهم ليسوا من أمة محمدٍ e وقد ذكر قول عبد الله بن المبارك: (أصل اثنين وسبعين هوىً أربعة أهواء، فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هوى …) ثمَّ قال: (فمن قدم أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً على أصحاب رسول الله e ولم يتكلم في الباقين إلا بخير، ودعا لهم، فقد خرج من التشيع أولُه وآخره ومن قال: الايمان قول وعمل، يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره) والمعروف أنَّ الشيعة لهم فرقٌ فهو قد خرج من ذلك إذا قال بهذا القول في الصحابة، ومن قال الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء كله أوَّله وآخره، لأنَّ من اعتقد أنَّ الإيمان يزيد وينقص، واعتقد الفرق بين المؤمنين ومنازلهم في الإيمان، فإنَّه حينئذٍ يكون قد خرج من الإرجاء، والمقصود بالإرجاء تأخير العمل وأنَّه ليس من الإيمان ([1])، ولهذا نرى أنَّ البخاري في كتاب الصحيح قد ردَّ على المرجئة ردوداً مقنعةً لمن أراد الحق، ولسنا الآن بمثابة تفصيل ذلك فمن شاءه فليقرأ كتاب الإيمان للبخاري في صحيحه.
ثمَّ قال: (ومن قال: الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد مع كل خليفة ولم ير الخروج على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره).
وأقول: إنَّ الخروج على السلطان تارةً يكون بالسيف، وتارةً يكون بالمنازعة والإثارة وكل ذلك محرم، وقد حرم الله الخروج على ولاة الأمر بجميع أنواعه سواءً كان بالكلمة بذكر مساوئ الولاة، ونشر ما يصدر عنهم من الشر، وكتم ما عندهم من الخير والفضائل يقصد بها أصحاب هذه الدعوات الإثارة عليهم، ونشر بغضهم في قلوب الناس، فيجب على كل مسلم أن يحذر هذا، وكذلك الخروج عليهم بالسيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمهم أنَّ قول المؤلف: (ولم ير الخروج على السلطان بالسيف) ربما يكون فيه منفذٌ لمن يريد الشر، ويقول إنَّ الكلمة إنَّما هي أمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر، فلا تكون خروجاً وهذا باطل، فالمحرم منازعة السلطان أي ذوي السلطان سلطانهم، والمحرم إثارة العامة عليهم والمحرم نشر مساوئهم، وكتم ما عندهم من الخير، لينتشر بغضهم في قلوب الناس هذا كله محرم عند أهل السنة والجماعة.
قَولُه: (ومن قال: المقادير كلها من الله عز وجل، خيرها وشرها يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره وهو صاحب سنة).
وأقول سبق لنا أنَّ القدرية قسمان:
(أ) القدرية النفاة: وهم الذين يقولون أنَّ الله عز وجل لم يقدر الكفر، ولم يقدر الفسوق والفواحش، وأنَّ هذه الأعمال هي من أعمال العباد خارجةٌ عن قدر الله وهذا هو قول عامة المعتزلة، ومن لوازم هذا القول أنَّ العبد خالقٌ لأفعاله ومن لوازمه نسبة الله إلى العجز جلَّ وتقدس عن ذلك، ومن لوازمه أنَّه يقع في ملكه مالم يشأه، ولم يرده وهذا كله لايجوز والقائلون بهذا القول فرُّوا من شيء ووقعوا فيما هو أشدُّ منه.
(ب) أمَّا القدرية الغلاة: وهم الذين يقولون أنَّ العبد ليس له تصرفٌ، وأنَّ تصرفه قهري وهؤلاء هم القدرية المجبرة، ويقال أنَّهم انقرضوا. والمهم أنَّ أهل السنة والجماعة يقولون أنَّ المقادير كلها من الله خيرها وشرها، حلوها ومرها، فهو يقدر الخير كوناً ويريده شرعاً ويقدر الشر كوناً ولايريده شرعاً قال تعالى:] إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [(الزمر: من الآية7) فالقدر الكوني هو القدر العام الذي كتبه الله في اللوح المحفوظ، وهذا يشمل الكفر والإيمان والطاعة والعصيان، والبر والفسوق
والقدر الشرعي: هو ما أنزل الله في كتبه، وبلَّغه إلى الأمم على ألسنة رسله والذي يريده الله من العباد أن يؤمنوا بالكتب والرسل، وآخر الكتب القرآن وآخر الرسل رسولنا محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وباتباع الكتب والرسل تضمن النجاة، وبترك ذلك يتعرض العبد لما لاطاقة له به من العذاب، وبالله تعالى التوفيق.
(1) أي أنَّ الإيمان عند مرجئة الفقهاء اعتقاد بالقلب ونطقٌ باللسان فقط.
.............................. .................... .............................. ...........
إرشاد الساري ص279 - 282
العلامة أحمد النجمي
كتبه أخوكم كمال الجزائري عفا الله عنه.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي كمال، أما عن هذا المتحذلق الخليفي الذي يدعي التحقيق والفهم فهو لم يفهم مسائل الإيمان ولا أولها ولا آخرها ولا دقيقها وظاهرها فلا زال يخلط بين كمال الإيمان وأصله، وهو يريد أن يفهم كلام شيخ الإسلام ويحمله على معتقده وعدم فهمه الفرق في الإطلاقات والتقييدات، وأنا أدعوك يا "عبد الله" أن ترجع إلى كلام شيخ الإسلام في الأوسط حوالي ص 383 حيث عقد فصلا خاصا، وذكر أن الإيمان والأعمال إذا اقترنا دل ذلك أن الإيمان هو ما في القلب وأن الأعمال هي أعمال الجوارح واللسان وهي لازمة عنه ودليل عليه (على إيمان القلب)، وهي ما يعنون بمطلق العمل وأن جنس الأعمال لازمة عن إيمان القلب، وإذا أفرد الإيمان بالذكر فهو الإيمان الواجب أو الكامل والأعمال جزء منه وهي كمال له وهي منه وركن فيه، وأرجو أن لا يقودك غرورك بعيدا، فارتدع وافهم الكلام عن أهله، ودع عنك التحذلق والشطحات.
وها أنا أنقله عنه بكماله وتمامه وأرجو أن لا يدفعك الغيض أن تحجم عن قرائته: (إذا عرف أن أصل الإيمان في القلب فاسم " الإيمان " تارة يطلق على ما في القلب من الأقوال القلبية والأعمال القلبية من التصديق والمحبة والتعظيم ونحو ذلك وتكون الأقوال الظاهرة والأعمال لوازمه وموجباته ودلائله وتارة على ما في القلب والبدن جعلا لموجب الإيمان ومقتضاه داخلا في مسماه وبهذا يتبين أن الأعمال الظاهرة تسمى إسلاما وأنها تدخل في مسمى الإيمان تارة ولا تدخل فيه تارة. وذلك أن الاسم الواحد تختلف دلالته بالإفراد والاقتران فقد يكون عند
(يُتْبَعُ)
(/)
الإفراد فيه عموم لمعنيين وعند الاقتران لا يدل إلا على أحدهما كلفظ الفقير والمسكين إذا أفرد أحدهما تناول الآخر وإذا جمع بينهما كان لكل واحد مسمى يخصه وكذلك لفظ المعروف والمنكر إذا أطلقا كما في قوله تعالى {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر} دخل فيه الفحشاء والبغي وإذا قرن بالمنكر أحدهما كما في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} أو كلاهما كما في قوله تعالى: {وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} كان اسم المنكر مختصا بما خرج من ذلك على قول أو متناولا للجميع على قول - بناء على أن الخاص المعطوف على العام هل يمنع شمول العام له؟ أو يكون قد ذكر مرتين فيه نزاع - والأقوال والأعمال الظاهرة (نتيجة الأعمال الباطنة ولازمها. وإذا أفرد اسم " الإيمان " فقد يتناول هذا وهذا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق}. وحينئذ فيكون الإسلام داخلا في مسمى الإيمان وجزءا منه فيقال حينئذ: إن " الإيمان " اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة. ومنه {قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس آمركم بالإيمان بالله أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتؤدوا خمس المغنم} أخرجاه في الصحيحين. ففسر الإيمان هنا بما فسر به الإسلام لأنه أراد بالشهادتين هنا أن يشهد بهما باطنا وظاهرا وكان الخطاب لوفد عبد القيس وكانوا من خيار الناس وهم أول من صلى الجمعة ببلدهم بعد جمعة أهل المدينة كما {قال ابن عباس: أول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة المدينة جمعة بجواثى - قرية من قرى البحرين - وقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر فصل نعمل به وندعو إليه من وراءنا وأرادوا بذلك أهل نجد من تميم وأسد وغطفان وغيرهم كانوا كفارا}؛ فهؤلاء كانوا صادقين راغبين في طلب الدين فإذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأقوال وأعمال ظاهرة فعلوها باطنا وظاهرا فكانوا بها مؤمنين. وأما إذا قرن الإيمان بالإسلام؛ فإن الإيمان في القلب والإسلام ظاهر كما في " المسند " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الإسلام علانية والإيمان في القلب والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره} ومتى حصل له هذا الإيمان وجب ضرورة أن يحصل له الإسلام الذي هو الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج؛ لأن إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله يقتضي الاستسلام لله. والانقياد له وإلا فمن الممتنع أن يكون قد حصل له الإقرار والحب والانقياد باطنا ولا يحصل ذلك في الظاهر مع القدرة عليه كما يمتنع وجود الإرادة الجازمة مع القدرة بدون وجود المراد. وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام؛ وبهذا يظهر خطأ جهم ومن اتبعه في زعمهم أن مجرد إيمان بدون الإيمان الظاهر ينفع في الآخرة؛ فإن هذا ممتنع إذ لا يحصل الإيمان التام في القلب إلا ويحصل في الظاهر موجبه بحسب القدرة فإن من الممتنع أن يحب الإنسان غيره حبا جازما وهو قادر على مواصلته ولا يحصل منه حركة ظاهرة إلى ذلك. وأبو طالب إنما كانت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لقرابته منه لا لله وإنما نصره وذب عنه لحمية النسب والقرابة؛ ولهذا لم يتقبل الله ذلك منه وإلا فلو كان ذلك عن إيمان في القلب لتكلم بالشهادتين ضرورة والسبب الذي أوجب نصره للنبي صلى الله عليه وسلم - وهو الحمية - هو الذي أوجب امتناعه من الشهادتين بخلاف أبي بكر الصديق ونحوه قال الله تعالى {وسيجنبها الأتقى} {الذي يؤتي ماله يتزكى} {وما لأحد عنده من نعمة تجزى} {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} {ولسوف يرضى} ومنشأ الغلط في هذه المواضع من وجوه. (أحدها) أن العلم والتصديق مستلزم لجميع موجبات الإيمان. (الثاني): ظن الظان أن ما في القلوب لا يتفاضل الناس فيه. (الثالث) ظن الظان أن ما في القلب من الإيمان المقبول يمكن تخلف القول الظاهر والعمل الظاهر عنه. (الرابع): ظن الظان أن ليس في القلب إلا التصديق وأن ليس الظاهر إلا عمل الجوارح. والصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
أن القلب له عمل مع التصديق والظاهر قول ظاهر وعمل ظاهر وكلاهما مستلزم للباطن. و " المرجئة " أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان؛ فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب أيضا وجعلها هي التصديق فهذا ضلال بين ومن قصد إخراج العمل الظاهر قيل لهم العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لا ينفك عنه وانتفاء الظاهر دليل انتفاء الباطن فبقي النزاع في أن العمل الظاهر هل هو جزء من مسمى الإيمان يدل عليه بالتضمن أو لازم لمسمى الإيمان. و " التحقيق " أنه تارة يدخل في الاسم وتارة يكون لازما للمسمى - بحسب إفراد الاسم واقترانه - فإذا قرن الإيمان بالإسلام كان مسمى الإسلام خارجا عنه كما في حديث جبريل وإن كان لازما له وكذلك إذا قرن الإيمان بالعمل كما في قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فقد يقال: اسم الإيمان لم يدخل فيه العمل وإن كان لازما له؛ وقد يقال: بل دخل فيه وعطف عليه عطف الخاص على العام؛ وبكل حال فالعمل تحقيق لمسمى الإيمان وتصديق له ولهذا قال طائفة من العلماء - كالشيخ أبي إسماعيل الأنصاري؟ وغيره -: الإيمان كله تصديق فالقلب يصدق ما جاءت به الرسل , واللسان يصدق ما في القلب , والعمل يصدق القول كما يقال: صدق عمله قوله. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم {العينان تزنيان وزناهما النظر والأذنان تزنيان وزناهما السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والقلب يتمنى ويشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه} والتصديق يستعمل في الخبر وفي الإرادة يقال: فلان صادق العزم وصادق المحبة وحملوا حملة صادقة. و " السلف " اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان وقالوا إن الإيمان يتماثل الناس فيه ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم؛ بل يتفاضلون من وجوه كثيرة. و " أيضا " فإخراجهم العمل يشعر أنهم أخرجوا أعمال القلوب أيضا وهذا باطل قطعا فإن من صدق الرسول وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر قطعا بالضرورة وإن أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان أخطأوا أيضا؛ لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن. وليس المقصود هنا ذكر كل معين؛ بل من كان مؤمنا بالله ورسوله بقلبه هل يتصور إذا رأى الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره هل يمكن مثل هذا في العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول؟ فمن المعلوم أن هذا ممتنع؛ فلهذا كان الجهاد المتعين بحسب الإمكان من الإيمان وكان عدمه دليلا على انتفاء حقيقة الإيمان بل قد ثبت في الصحيح عنه {من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة نفاق} وفي الحديث دلالة على أنه يكون فيه بعض شعب النفاق مع ما معه من الإيمان ومنه قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}. و " أيضا " فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة خردل}. فهذا يبين أن القلب إذا لم يكن فيه بغض ما يكرهه الله من المنكرات كان عادما للإيمان والبغض والحب من أعمال القلوب. ومن المعلوم أن إبليس ونحوه يعلمون أن الله عز وجل حرم هذه الأمور ولا يبغضونها بل يدعون إلى ما حرم الله ورسوله. و " أيضا " فهؤلاء القائلون بقول جهم والصالحي قد صرحوا بأن سب الله ورسوله؛ والتكلم بالتثليث وكل كلمة من كلام الكفر ليس هو كفرا في الباطن ولكنه دليل في الظاهر على الكفر ويجوز مع هذا أن يكون هذا الساب الشاتم في الباطن عارفا بالله موحدا له مؤمنا به فإذا أقيمت عليهم حجة بنص أو إجماع أن هذا كافر باطنا وظاهرا. قالوا: هذا يقتضي أن ذلك مستلزم للتكذيب الباطن وأن الإيمان يستلزم عدم ذلك؛ فيقال لهم: معنا أمران معلومان. (أحدهما): معلوم بالاضطرار من الدين. و (الثاني) معلوم بالاضطرار من أنفسنا عند التأمل. أما " الأول ": فإنا نعلم أن من سب الله ورسوله طوعا بغير كره؛ بل من تكلم بكلمات الكفر طائعا غير مكره ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا وأن من قال: إن مثل هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يكون في الباطن مؤمنا بالله وإنما هو كافر في الظاهر فإنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين. وقد ذكر الله كلمات الكفار في القرآن وحكم بكفرهم واستحقاقهم الوعيد بها ولو كانت أقوالهم الكفرية بمنزلة شهادة الشهود عليهم أو بمنزلة الإقرار الذي يغلط فيه المقر لم يجعلهم الله من أهل الوعيد بالشهادة التي قد تكون صدقا وقد تكون كذبا بل كان ينبغي أن لا يعذبهم إلا بشرط صدق الشهادة وهذا كقوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} وأمثال ذلك. وأما " الثاني ": فالقلب إذا كان معتقدا صدق الرسول وأنه رسول الله وكان محبا لرسول الله معظما له امتنع مع هذا أن يلعنه ويسبه فلا يتصور ذلك منه إلا مع نوع من الاستخفاف به وبحرمته فعلم بذلك أن مجرد اعتقاد أنه صادق لا يكون إيمانا إلا مع محبته وتعظيمه بالقلب. و " أيضا " فإن الله سبحانه قال: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} وقال: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} فتبين أن الطاغوت يؤمن به ويكفر به. ومعلوم أن مجرد التصديق بوجوده وما هو عليه من الصفات يشترك فيه المؤمن والكافر؛ فإن الأصنام والشيطان والسحر يشترك في العلم بحاله المؤمن والكافر. وقد قال الله تعالى في السحر: {حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} إلى قوله: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فهؤلاء الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون يعلمون أنه لا خلاق لهم في الآخرة ومع هذا فيكفرون. وكذلك المؤمن بالجبت والطاغوت إذا كان عالما بما يحصل بالسحر من التفريق بين المرء وزوجه ونحو ذلك من الجبت وكان عالما بأحوال الشيطان والأصنام وما يحصل بها من الفتنة لم يكن مؤمنا بها مع العلم بأحوالها. ومعلوم أنه لم يعتقد أحد فيها أنها تخلق الأعيان وأنها تفعل ما تشاء ونحو ذلك من خصائص الربوبية ولكن كانوا يعتقدون أنه يحصل بعبادتها لهم نوع من المطالب كما كانت الشياطين تخاطبهم من الأصنام وتخبرهم بأمور. وكما يوجد مثل ذلك في هذه الأزمان في الأصنام التي يعبدها أهل الهند والصين والترك وغيرهم وكان كفرهم بها الخضوع لها والدعاء والعبادة واتخاذها وسيلة ونحو ذلك لا مجرد التصديق بما يكون عند ذلك من الآثار فإن هذا يعلمه العالم من المؤمنين ويصدق بوجوده لكنه يعلم ما يترتب على ذلك من الضرر في الدنيا والآخرة فيبغضه؛ والكافر قد يعلم وجود ذلك الضرر لكنه يحمله حب العاجلة على الكفر. يبين ذلك قوله: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون} {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون} فقد ذكر تعالى من كفر بالله من بعد إيمانه وذكر وعيده في الآخرة ثم قال {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة}. وبين تعالى أن الوعيد استحقوه بهذا. ومعلوم أن باب التصديق والتكذيب والعلم والجهل ليس هو من باب الحب والبغض وهؤلاء يقولون إنما استحقوا الوعيد لزوال التصديق والإيمان من قلوبهم وإن كان ذلك قد يكون سببه حب الدنيا على الآخرة والله سبحانه وتعالى جعل استحباب الدنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخسران واستحباب الدنيا على الآخرة قد يكون مع العلم والتصديق بأن الكفر يضر في الآخرة وبأنه ما له في الآخرة من خلاق. و " أيضا " فإنه سبحانه استثنى المكره من الكفار ولو كان الكفر لا يكون إلا بتكذيب القلب وجهله لم يستثن منه المكره؛ لأن الإكراه على ذلك ممتنع فعلم أن التكلم بالكفر كفر لا في حال الإكراه. وقوله تعالى: {ولكن من شرح بالكفر صدرا} أي: لاستحبابه الدنيا على الآخرة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: {يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا} والآية نزلت في عمار بن ياسر وبلال بن رباح وأمثالهما من المؤمنين المستضعفين لما أكرههم المشركون على سب النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك من كلمات الكفر فمنهم من أجاب بلسانه كعمار ومنهم من صبر على المحنة كبلال ولم يكره أحد منهم على خلاف ما في قلبه بل أكرهوا على التكلم فمن تكلم بدون الإكراه لم يتكلم إلا وصدره منشرح به. وأيضا فقد {جاء نفر من اليهود إلى النبي فقالوا: نشهد إنك لرسول ولم يكونوا مسلمين بذلك؛ لأنهم قالوا ذلك على سبيل الإخبار عما في أنفسهم أي نعلم ونجزم أنك رسول الله قال: فلم لا تتبعوني؟ قالوا: نخاف من يهود} فعلم أن مجرد العلم والإخبار عنه ليس بإيمان حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء المتضمن للالتزام والانقياد مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم. فالمنافقون قالوا مخبرين كاذبين فكانوا كفارا في الباطن وهؤلاء قالوها غير ملتزمين ولا منقادين فكانوا كفارا في الظاهر والباطن وكذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه كان يعلم بنبوة محمد وأنشد عنه: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لكن امتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة حبا لدين سلفه وكراهة أن يعيره قومه فلما لم يقترن بعلمه الباطن الحب والانقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل وكراهة الحق لم يكن مؤمنا. وأما إبليس وفرعون واليهود ونحوهم فما قام بأنفسهم من الكفر وإرادة العلو والحسد منع من حب الله وعبادة القلب له الذي لا يتم الإيمان إلا به وصار في القلب من كراهية رضوان الله واتباع ما أسخطه ما كان كفرا لا ينفع معه العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 07:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله لقد دهشت لمثل هذا الحور والكور منك يا عبد الله فاتق الله، تدعي أن غرق بعض أصول القطيعي مجرد دعوى؟ من أين لك هذا أم أنك أبو الحسن عمر بن علي الدارقطني، فإن كنت هو فأعلمنا حتى نحتاط؟ وإلا فكيف ترد قول البرقاني وغيره من الحفاظ:؟ وهم معاصرون للقطيعي ومنهم من روى عنه كابن أبي الفوارس.
أما قولك أن المسند قبل لأنه كان مكتوبا ولا دخل للرواية فيه فكان الأجدر بك أن ترد القول إلى قائله ولا تقلب السحر على فاعله، فقد كنت تقول أن القبول إنما جاء من تلقي الأمة ولن أطيل هنا فقد يكون هذا من نصيب حظوظ النفس وأستغفر الله العظيم.
أما عن دعوى الاختلاط فصنيع الأئمة غير صنيع من تأخر فإنهم قبلوا حديث المختلط في أحوال وردوه في أحوال كما قبل البخاري حديث زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود في حديث الاستنجاء بالروث وزهير روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط من غير خلاف.
وكما روى الشيخان أحاديث لسعيد بن أبي عروبة عن الذين رووا عنه قبل الاختلاط وبعده، وكذا صنيع مسلم مع سعيد بن إياس الجريري - ولست أذكر الآن أهو من رجال البخاري-.
والخلاصة أن الحديث المختلط أصناف ومراتب:
- منه ما يرد مطلقا لإطباق الاختلاط وعدم موافقة الثقات في أكثر الحالات ومنه ليث بن أبي سليم وشريك القاضي.
-ومنه ما سماه الأئمة اختلاط وفي التحقيق هو تغير كبر أو مرض لا يؤثر كبير تأثير.
-ومنه ما وقع للرواي في وقته أوهام لكنها يسيرة كرفع ما كان يوقفه أو إرسال ما كان يوصله وغير ذلك فهذا يتخير من حديثه ويرد ما أخطأ فيه بيقين.
وإذا رجعنا إلى أقوال الأئمة في القطيعي: فإننا نرى أن اختلاطه فحش حتى صار لا يعقل ما يقرأ عليه، فمن هذه صفته يستحيل - أو يعسر إن شئت- أن يحفظ قول أبي ثور و ما احتج به على مرجئة خرسان وما نزع به من أدلة، ولهذا فإن ذات القول قرينة على أن القطيعي رواه - لو سلمنا أن ذلك من غير كتاب- قبل الاختلاط بل في كمال عقله ورواية اثنان عنه نفس القول دليل على ذلك.
ولو سلمنا جدلا أن الأثر لا يثبت ففي غيره عن الأئمة غنية، فقد ثبت عن الثوري وأبي طالب المكي و الشافعي وابن بطة وابن أبي زمنين وغيرهم من علماء السلف ما يوافق كلام أبي ثور وما يفسر قولهم الإيمان قول وعمل، وأنهم عرفوا بهذا القول مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق كما تريد أن تقول أنت(/)
هل هذا الامر من النميمة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 10:52]ـ
هل هذا من النميمة؟؟
شخص ادعي عليه بدعوى كاذبة لدى الجهة التي يعمل بها فنفاها عن نفسه ولكنه احب ان يعرف المدعي فسال المسئول من هو صاحب الدعوى فهل لو اخبره شخص بذلك يصبح المخبر نمام او يدخل تحت قوله تعالى فيماقصه عن موسى عليه السلام لما قال له ذلك الرجل ((ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك)) ليحذر من اولئك الاشخاص
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 07:07]ـ
اين مشاركة الاخو ة الافاضل
للرفع
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 12:47]ـ
اين مشاركة الاخو ة الافاضل
للرفع(/)
أركان التعبد القلبية عند أهل السنة والجماعة (فائدة من سورة أم الكتاب)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال فضيلة الشيخ عبد الرزاق العباد حفظه الله في شريط (دروس مستفادة من سورة الفاتحة)
............. ومن دروس هده السورة دلالتها على:أركان التعبد القلبية التي ينبغي أن تصاحب المسلم في كل عبادة يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى وهي: حب الله ورجاء ثوابه وخوف عقابه
الإنسان يصلي ويزكي ويحج ويتصدق ويعتمر حبا لله وخوفا من عقابه ورجاءا لثوابه
وقد جمعت هده الأركان الثلاثة في قوله تعالى (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً)
الحب: في قوله جل وعلا (يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب)
الرجاء: في قوله جل وعلا (ويرجون رحمته)
الخوف: في قوله جل وعلا (ويخافون عذابه)
نعبد الله حبا فيه ورجاءا لثوابه وخوفا من عقابه ولايجوز أن تعبد الله بالخوف وحده أو بالرجاء وحده أو بالحب وحده.
قال بعض السلف # من عبد الله بالحب وحده فهو زندبق ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد#
كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه" اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل " وهدا الحديث فيه دليل على أركان التعبد القولية، وكدلك لما قال دلك الرجل: يا رسول الله، إني لا أحسن دندنتك ولادندنة معاذ قال: فماتقول؟ قال: أقول:اللهم إني أسالك الجنة وأعوذ بك من النار،فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ونحن حولها ندندن.
يعني أعمالنا وعبادتنا دندنة حول الجنة والنار نريد من الله عزوجل أن يدخلنا الجنة و أن ينجينا من النار وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من دعائه كما في صحيح مسلم # ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عداب النار#
إعتقاد المتصوفة يورث:إستخفاف بالجنة والنار ولهدا كثر في كتب هؤلاء الغلاة كلاما بغيضا والاستخفاف بالنار والجنة وهدا كله وليد عقائدهم الباطلة فالله عزوجل لايعبد بالحب وحده بل بالخوف والرجاء والحب.
ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ وطريقتهم إعمال نصوص الوعد والرجاء وترك نصوص الوعيد.
ومن عبد الله بالخوف وحده فهو على طريقة الخوارج لانهم يعملون نصوص الوعيد وتأويلها وترك نصوص الوعد.
هده الاركان التعبدية الثلاث موجودة في أم الكتاب وما رأيت أحدا نبه على هده الفائدة، قبل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فدكر من فوائد هده السورة انها إشتملت على أركان التعبد القلبية الثلاث
الاول: الحب في قوله جل وعلا: (الحمد لله رب العالمين):
الحمد: هو الثناء على الله مع الحب ولابد من حب وإلا أصبح مدحا، فهو يحمد جل وعلا على اسمائه وصفاته العظيمة ويحمد على عطاياه الكبيرة والكثير التي لا تحصى
الثاني: الرجاء: في قوله جل وعلا: (الرحمن الرحيم)
إدا استحضرت رحمة الله فإنه يقوم في القلب: الرجاء
قال جل وعلا: (ويرجون رحمته)
الثالث: الخوف في قوله جل وعلا: (مالك يوم الدين)
وهدا يشعر في القلب يوم العقاب والجزاء والوقوف بين يدي الله
قال جل وعلا (إياك نعبد): بعد هده الثلاث تاتي العبادة، بعد أن اثبت الحب والرجاء والخوف أيها المسلم تأتي الغاية وهي العبادة والذل له سبحانه وتعالى
إدن: إياك نعبد لم تأتي إلا بعد أن أرسلت أركانها فأنت كأنك تقول إياك بعبد يا الله بالحب والخوف والرجاء .............. إنتهى كلام الشيخ عبد الرزاق حفظه الله.
نسأل الله العظيم أن يرزقنا التوفيق في الدين والدنيا وأن يجنبنا الخذلان في الدين والدنيا.
هداوصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أم الفضل]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 09:59]ـ
فائدة نفيسة.
بارك الله في القائل والناقل.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:36]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
صفة ضعاف طلبة العلمِ تقليد شيوخهم في كل أمورهم!
ـ[الفاسي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 03:30]ـ
بسم الله
أرى أنَّ الصفة التي يتميزُ بها ضعافُ الطلبة هي تقليد شيوخهم ... !!
في ماذا ... ؟؟؟
في حركاتهم .. مشيتهم .... طريقة كلامهم .... طريقة لبسهم ... وغيرها
ولا أحد يستطيع ينكر وجود مثل هذا فهم موجودون ..
لا مانع من أن تقتدي بشيخك لكن ليس إلى هذا الحد ..
لو قلَّدتَ شيخك بطريقةِ شرحهِ أو تقريره للمسائل وتبسيطها فلا مانع بل هو أمرٌ محمود ..
وفَّق اللهُ الجميعَ لمرضاتهِ ........
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 03:37]ـ
جزاك الله خيرا
ولقد رأيت ورأى غيري من هذا عجبا
وممن نبَّه على هذا فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد في الحلية النفيسة، ص27، فقال حفظه الله:
(لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى، وكل مَن ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة، فإنه إنما صار شيخًا جليلًا بتلك، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه.).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 03:44]ـ
ومع تقرير ما سبق
إلا أننا لا نستطيع إنكار تأثر الطالب بشيخه فيما سبق ذكره .. لكننا نقول عليه أن لا يسترسل في مثل هذا .. ثم يطرب له .. بل عليه أن يدفعه ..
في مجال التلاوة مثلا
لدينا عبدالباسط واحد
والباقي تقليد
ومعلوم أن الأصلي هو الذي يدوم:)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 03:39]ـ
وقال الشيخ الجليل رحمه الله في "بِدَعِ القرَّاء" ص35:
(اعلم أنه في عصرنا بدت ظاهرة عجيبة، لدى بعض القرَّاء إذْ أخذوا في التقليد والمحاكاة على سبيل الإعجاب والتلذُّذ، وتلقَّنه الطلَّاب وهم في دَوْرِ التلقِّي، ثم سَرَت هذه العادة فتكَوَّن منها "ظاهرة المحاكاة والتقليد في الصوت" كل بحسب مَن أعجبه صوته، فعمَّروا المحاريب بالتقليد، وهو وقوف بين يدي الله تعالى، يَؤمُّون المصلِّين؛ ليحرِّك الإمام نفوس المأمومين بصوت غيره، ويتلذَّذ السَّامعون بحُسن أدائه فيه، بل وصل الحال إلى أنَّ الإمام في التَّراويح، قد يقلِّد صوتين، أو ثلاثة، وهكذا، وقد سمعتُ في هذا عجبا.
وصدق أبو الطيِّب المتنبِّي:
وَأَسْرَعُ مَفْعُولٍ فَعَلْتَ تَغَيُّرًا /// تَكَلُّفُ شَيْءٍ في طِبَاعِكَ ضِدّه).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 06:01]ـ
(والمُحَاكاة خاصيَّة "القِرَدَة"). قاله الشيخ الجليل في "التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه" ص43، وينظَر: ص32 (س19) -33، ط2، 1412، دار الراية.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 12:33]ـ
بالفعل فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم مع ما أوتي من قوة شخصية تحسها بواقعية الآن بعد وفاته صلى الله عليه و سلم من أكثر من 14 قرنا حين تصاحب أخباره ومع انها اثرت في أعداءه قبل أصحابه صلى الله عليه و سلم مع ان أصحابه فيهم امثال عمرو بن العاص و خالد رضي الله عنهم و غيرهم من كمل الرجال و صناع القرار ممن كانوا اشد الناس عداوة له فانقلبوا الى أشد الناس محبة له وهيبة له لا يملؤون منه أعينهم مع كل هذا الا أنك تجد شخصياتهم متميزة بعضها عن بعض و تكاد تعرفهم و تفرق بينهم أكثر مما تفرق بين بعض اصحابك ممن عرفتهم عيانا فبعد شخصياتهم عن النمطية مع كونهم على قلب رجل واحد يدلك على ان النبي صلى الله عليه و سلم كان أسلوبه في التعليم أبعد من ان يدع شخصياتهم تضمحل في شخصيته صلى الله عليه و سلم بل يحثهم على الكمال وفق ما جبلت عليه معادنهم حتى فقهوا الفرق بين المقامات التي ذكرها صاحب المقال بارك الله فيه و رباهم على ذلك تحس ذلك في مواقف متعددة أبرزها بالنسبة لي واقعة ذي اليدين و الاشارة الذكية من الراوي الى مسألتنا هذه بقوله بان في القوم أبوبكر و عمر رضي الله عنهما و انهما هابا أن يكلماه صلى الله عليه و سلم
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 01:23]ـ
بارك الله في كاتب الموضوع، ووفقه لخير دينه ودنياه.
وجميع الإخوة.
وللتنبيه: هناك فرق بين (التقليد) والمحاكاة المتعمدة، وبين التأثر غير المقصود.
فالأول هو ما ينصب الكلام عليه، وأما الثاني فقد لا يمكن للنفس دفعه ممن لازمه طويلا وتأثر بسمته وطريقته.
ونجد في شيوخنا من غلبت عليه شخصية شيخه وهو لا يتقصد ذلك.
وللشيخ علي الطنطاوي رحمه الله قصة طريفة حصلت معه في بغداد لما قام بعض الطلبة بتمثيل حركاته وطريقته في التدريس والشرح، فقال لهم: هذا ليس أنا، بل شيخنا المبارك! فقال الطلاب: بل هو أنت يا أستاذ!
وهكذا نجد الآن مثل فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي كثير الشبه بسمت وطريقة كلام شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، ومن المعروف طول ملازمته له.
وكان بعض المسنين في دمشق يقول: من أراد أن ينظر للشيخ بهجة البيطار (في بعض التعاملات) فلينظر للشيخ عبد القادر الأرناؤوط، رحمهما الله.
فهذا بابٌ آخر، والنفس عموما تفرّق بين المتكلف وغيره، فتستبشع التكلف وتمجه غالبا، ولا يكون مثل ذلك للثاني.
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 01:53]ـ
/// ما أجمل هذا الموضوع وأطرفه ..
وللتنبيه: هناك فرق بين (التقليد) والمحاكاة المتعمدة، وبين التأثر غير المقصود.
فالأول هو ما ينصب الكلام عليه، وأما الثاني فقد لا يمكن للنفس دفعه ممن لازمه طويلا وتأثر بسمته وطريقته.
ونجد في شيوخنا من غلبت عليه شخصية شيخه وهو لا يتقصد ذلك ....
/// نعم .. أحسنتم، وخاصَّة إذا كان ذلك ممَّا لا يذمُّ عليه، من الهدي الحسن أوالوقار أواللبس.
/// ومن شواهد ما استدرك به على صاحب الموضوع: ما في المستدرك للحاكم وغيره عن علقمة قال: ((كان عبدالله يشبَّهُ بالنبي (ص) في هديِهِ ودلِّه وسمْته)). قال إبراهيم: ((وكان علقمة يشبَّهُ بعبدالله)).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
/// زاد غيره: وقال جرير بن عبدالحميد: وكان إبراهيم يشبَّهُ بعلقمة، وكان منصور يشبَّهُ بإبراهيم. وقال غير جرير: كان سفيان يشبَّهُ بمنصور. وقال أبوعلي القوهستاني: كان وكيع يشبَّهُ بسفيان، وكان أحمد بن حنبل يشبَّهُ بوكيع، وكان أبوداود يشبَّهُ بأحمد بن حنبل.
/// وأقبح ما يكون التَّقليد المتصنَّع الذي يخفي وراءه خواءً التَّقليد في المظهر دون المخبر، فيتشبَّه بسمت شيخه -الزَّاهد العابد البكَّاء- بالتزهُّد أمام النَّاس والتباكي وتمثيليَّة التواضع، وهو لا زاهدٌ ولا عابدٌ بل متصنِّعٌ! منغمس في الفضول من الملذَّات .. الخ، وهذه تشبه عمائم الصوفيَّة وخرقهم التي تظهر للنَّاس زهدًا وفي الباطن مكرًا ورياءً وارتزاقًا.
أظهروا للنَّاس نسكاً /// /// /// وعلى المنقوش دارُوا
وَلَه صامُوا وصَلَّوا /// /// /// ولَهُ حَجُّوا وزارُوا
وله قاموا وقالوا /// /// /// وله حلّوا وساروا
لو غدا فوق الثريَّا /// /// /// ولهم ريشٌ لطاروا
/// ومن ذلك التشبُّه بأهل العلم في طريقة قولهم، إذ يقولون: قلنا وفعلنا والذي ترجَّح لدينا! ينتفخ ظنًّا منه مشابهة شيخه، إنَّما شابهه في لفظه وكلامه لا صحَّة حاله وسعة علمه!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 02:00]ـ
/// ومن ذلك التشبُّه بأهل العلم في طريقة قولهم، إذ يقولون: قلنا وفعلنا والذي ترجَّح لدينا! ينتفخ ظنًّا منه مشابهة شيخه، إنَّما شابهه في لفظه وكلامه لا صحَّة حاله وسعة علمه!
هذه صعبة ..
ومثلها قول بعضهم بعد كلام له:"وقد بسطنا في هذا القول في غير هذا الموضع" وهو ولا بسط ولا طوى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 02:04]ـ
ومثلها قول بعضهم بعد كلام له:"وقد بسطنا في هذا القول في غير هذا الموضع" وهو ولا بسط ولا طوى
/// لعلَّه بسطه في موضعٍ في عقله أو باعتبار ما سيكون! (ابتسامة) وهذه يتَّخذها البعض دعاية، أوحجزًا لمشروع كتابٍ.
/// وقد يبالغ هذا البعض ليصدَّك على الكتابة في ذلك بقوله: يسَّر الله إتمامه، ولعلَّه يقصد: إتمام فكرته (ابتسامة) وإلَّا فما كتب فيه حرفًا ولا أمسك له قلمًا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 02:10]ـ
ومن أطرف ما رأيت ..
أن شيخنا أبا عبد الله مصطفى بن العدوي كان قد كسرت ساقه على كبر سن،فكان إذا وقف في الصلاة بعدها يضطر إلى ضم القدمين لتساعد السليمةُ المكسورةَ، فلا يقوى على إلصاق قدميه بقدمي جاره، واستمرت حاله على هذا ..
فبات بعض الطلبة يقلدونه في وقفته تلك = فتأمل كيف أدى بهم التقليد إلى تضييع السنة ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 02:16]ـ
(والمُحَاكاة خاصيَّة "القِرَدَة"). قاله الشيخ الجليل في "التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه" ص43، وينظَر: ص32 (س19) -33، ط2، 1412، دار الراية.
/// هذه المحاكاة في الفعل والحركات، أمَّا القول بلا فهمٍ ولا وعي فهي للببغاوات ونحوها.
/// وكلُّها لا خير فيها للإنسان حيث يتدنَّى من إنسانيته إلى التشبُّه بهذه العجماوات ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 09:22]ـ
السلام عليكم,
أنا ليس لدي مشايخ ولم أدرس عند شيخ,
ولكن ما المشكلة من التقليد؟
نعيب على العوام تشبهم بالمغنيين والاعبين وهذا لبس لبسه او اشترى قميصه وذاك قلده في حلقته أو شكل شعره وآخر .... الخ.
ونعيب عليهم عندما نسمع ان قدوتهم فان دام أو جاكي شان أو زيدان,
فهل أيضا نعيب على من تشبه بالصالحين؟ أو بمن تشبه بالعلماء؟
وهل سيجد أفضل من عالم ليطبق السنه؟
وهل سيجد أفضل من سمت العالم ليأخذه ويقلده,
وأرى أن هذه طبيعة في الانسان أن يقلد من يحب.
فما المشكلة؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 10:18]ـ
أخي الموقر/ أشجعي، زادك الله حرصًا. .
الكلام موجه بالدرجة الأولى (لطلبة العلم)، ولو أن العوام " تشبهوا " بالصالحين؛ لما عُد ذلك من العيوب ولعمّ الخير وظهرت السنة.
ولعلك تعيد قراءة مشاركة الشيخ محمد زياد رقم (7) وما تلاها من مشاركات المشائخ الكرام ففيها جواب استشكالك، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:12]ـ
أخي الموقر/ أشجعي، زادك الله حرصًا. .
الكلام موجه بالدرجة الأولى (لطلبة العلم)، ولو أن العوام " تشبهوا " بالصالحين؛ لما عُد ذلك من العيوب ولعمّ الخير وظهرت السنة.
ولعلك تعيد قراءة مشاركة الشيخ محمد زياد رقم (7) وما تلاها من مشاركات المشائخ الكرام ففيها جواب استشكالك، والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي أبو حازم
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 02:42]ـ
بارك الله فيكم على هذه الكلمات الرقراقات .... ومن الغريب في الأمر أن شيخي لا يحسن التلفظ بالراء ومع كثرة الملازمة أصبحت لا أتحكم في مخرج هذا الحرف .... وكذالك بالنسبة لطريقة الكلام إن تكلمت قال لي الحضور أنت تقلد شيخك ووالله ما أقصد ذالك ... وعلى العموم ففي هذه المسألة خير حيث أن أهل العلم نور يقتدى بهم في ظلمات الجهل.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 10:12]ـ
لعل في المسألة إطلاقا يحتاج إلى تقييد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:16]ـ
لعل في المسألة إطلاقا يحتاج إلى تقييد
/// أحسنتم يا شيخ أمجد، وهو ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:32]ـ
/// ومن ذلك التشبُّه بأهل العلم في طريقة قولهم، إذ يقولون: قلنا وفعلنا والذي ترجَّح لدينا! ينتفخ ظنًّا منه مشابهة شيخه، إنَّما شابهه في لفظه وكلامه لا صحَّة حاله وسعة علمه!
عندي تحفظ على "نون العظمة" سواء من الشيخ أو تلميذه، وأقل ما يمكن التقليل منها. كما أنه يفهم من ظاهركلامك أنها من علامات أهل العلم أو بلوغ درجة أهل العلم، وهذا أتوقف فيه. ولم تستفحل هذه الصياغات اللغوية التفخيمية إلا بعد مضي القرون المفضلة على وجه الخصوص، ولذلك تجد أحمد بن حنبل وغيره يصرح برأيه بصيغة المفرد، فيقول: لا أحب كذا، لا أرى كذا، أكره كذا، ثم جاء من جاء بعد ذلك بأزمنة فقال: نكره كذا، لا نرى ذلك، وانظر كتابنا في كذا فلعلك لا تظفر به في موضع آخر (!)، الخ، وأخذ الطالب من شيخه وهكذا إلى يومنا الحاضر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 04:01]ـ
عندي تحفظ على "نون العظمة" سواء من الشيخ أو تلميذه، وأقل ما يمكن التقليل منها. كما أنه يفهم من ظاهركلامك أنها من علامات أهل العلم أو بلوغ درجة أهل العلم، وهذا أتوقف فيه ..
/// نعم، بارك الله فيك .. لم أقصد موافقة الشيوخ الذي يستعملون هذه الصِّيغة وتسويغ الأمر لهم، بل أردُّت التنبيه على مدى التَّقليد الذي تعدَّى وجه الظَّاهر إلى ما يدلُّ على علمٍ ونحوه ..
/// وإلَّا .. فالأولى للشيخ والعالم أن يورث طلَّابه التواضع وترك الأخلاق الكهنوتية وألفاظ التعالي عمومًا، وهذا لا يخالف كون الشيخ ذا وقارٍ وسمتٍ وأدب يدلُّ على علمه.
/// وفيالجانب الآخر الإفراط الذي وُجد عند بعض المتأخرين في الإنكار على ما لا يدلُّ على العظمة ضرورة، كقول القائل أثناء ذكر العلم: "قلتُ: ... "، فكيف يذكر قوله إذن؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 04:01]ـ
عندي تحفظ على "نون العظمة" سواء من الشيخ أو تلميذه، وأقل ما يمكن التقليل منها. كما أنه يفهم من ظاهركلامك أنها من علامات أهل العلم أو بلوغ درجة أهل العلم، وهذا أتوقف فيه ..
/// نعم، بارك الله فيك .. لم أقصد موافقة الشيوخ الذي يستعملون هذه الصِّيغة وتسويغ الأمر لهم، بل أردُّت التنبيه على مدى التَّقليد الذي تعدَّى وجه الظَّاهر إلى ما يدلُّ على علمٍ ونحوه ..
/// وإلَّا .. فالأولى للشيخ والعالم أن يورث طلَّابه التواضع وترك الأخلاق الكهنوتية وألفاظ التعالي عمومًا، وهذا لا يخالف كون الشيخ ذا وقارٍ وسمتٍ وأدب يدلُّ على علمه.
/// وفي الجانب الآخر الإفراط الذي وُجد عند بعض المتأخرين في الإنكار على ما لا يدلُّ على العظمة ضرورة، كقول القائل أثناء ذكر العلم: "قلتُ: ... "، فكيف يذكر قوله إذن؟!
ـ[المرضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 06:02]ـ
بارك الله فيكم.
لا مانع من التقليد في الحركة والمشية والكلام، فهذا دليل على حب الطالب لشيخه ومدى استعداده للأخذ منه، كلما كان الطالب محبا لشيخه كلما أخذ عنه وتعلم منه أكثر، وعند تقدمه في العلم والطلب يبدأ في التحرر من التقليد شيئا فشيئا إلى أن يستقيم سوقه، إلا أن تكون هذه صفة ملازمة للطالب لا تنفك عنه مع مرور الوقت، فتصبح عندئذ مذمة دالة على ضعفه في الطلب.(/)
القلائد البرهانية
ـ[هبة الله 12]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 05:45]ـ
من يساعدني مشكورا للحصول
على أكبر عدد من الشروح للقلائد البرهانية
في الشبكة (النت)
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 12:23]ـ
شرحها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله؛ والشرح مسجل في أشرطة، ولا أدري أهو متوفر على الشبكة أم لا
ـ[هبة الله 12]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 12:36]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
لكني أريد شرحا مكتوبا
ـ[البنا]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 03:08]ـ
http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=458&lang=Ar
ـ[هبة الله 12]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 06:34]ـ
جزاك الله كل خير
وما قصرتوا
ـ[أبوحفص اليماني]ــــــــ[08 - Nov-2008, صباحاً 09:05]ـ
قال لنا شيخنا الدكتور / محمد غنيم أثناء شرحه للقلائد ان هناك شرح للبرهانية للعلامة ابن سلوم وقد طبع قديماً وهو في حكم المخطوط أو المفقود وشرح العلامة ابن عثيمين قامت بتفريغه مكتبة ابن رجب أو ابن الجوزي (الوهم مني) المصرية وطبعته ضمن مجموع سمته " المجموع النفيس في فه المواريث " ......... والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 10:57]ـ
شرح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- طبع قريبا بإشراف مؤسسة الشيخ.(/)
حمل سلسلة: إسعاف الذكي بالكشف عن حال المدعو الحبيب علي الجفري
ـ[عبد الصمد القرشي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 06:28]ـ
حمل هذه السلسلة المسموعة بعنوان:
إسعاف الذكي
بالكشف عن حال المدعو الحبيب علي الجفري
لفضيلة الشيخ العلامة:
عبيد بن عبد الله الجابري
حفظه الله عز وجل
الدرس الأول ( http://www.zshare.net/download/46556922eeb6ac/)
الدرس الثاني ( http://www.zshare.net/download/4656044148710e/)
الدرس الثالث ( http://www.zshare.net/download/46561240ebf01c/)(/)
ما هو الهدي الرباني في الطعام و الشراب؟
ـ[عربي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 10:41]ـ
ما هو الهدي الرباني في الطعام و الشراب كما و نوعا؟
ما هو خبيث الطعام و الشراب و ما هو طيبه؟
ما هو القدر الذي عنده يكون المرء زاهداً؟
ما هو القدر الذي يكون المرء عنده مبالغا في الزهد مخالفا؟
ما هو القدر الذي يكون عنده المرء مسرفا مبذرا؟
......
......
كثير من المسائل في هذا الصدد وددت لو أن أهل العلم و لا أعتبر نفسي منهم كتبوا عنها في هذا المجلس الطيب جزاهم الله خيرا.
* سيمة أهل العلم تظهر في نقلهم لا في ابتداعهم.
ـ[عربي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 12:43]ـ
للرفع
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 02:39]ـ
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل
مسير الظفيري
أولاً: عدم إحضار شخص للدعوة إلا بإذن من الداعي: عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل من الأنصار، يكنى أبا شُعَيْبٍ، فقال لغلام له قَصَّابٍ: اجعل لي طعاما يكفي خمسة، فإني أريد أن أدعو النبي صلى الله عليه وسلم، خامس خمسة، فإني قد عرفت في وجهه الجوع. فدعاهم، فجاء معهم رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن هذا قد تبعنا، فإن شئت أن تأذن له، فأذن له، وإن شئت أن يرجع رجع " فقال: بل قد أذنت له." [1]، وفي الحديث: أن من تطفل في الدعوة كان لصاحب الدعوة اختيار في حرمانه فإن دخل بغير إذنه كان له إخراجه، وأن من قصد التطفل لم يمنع ابتداء، لأن الرجل تبع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرده لاحتمال أن تطيب نفس صاحب الدعوة بالإذن، وأن الطفيلي يأكل حراما. [2]
ثانياً: الحرص على الاجتماع للطعام وعدم التفرق: عن وحشي بن حرب رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه " [3].وقال " طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية " [4]
ثالثاً: عدم الأكل من معاقرة الأعراب ومن طعام المتباريين: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معاقرة الأعراب " [5]. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل " [6]، " وهي عقرهم الإبل وكان الرجلان يتباريان في الجود والسخاء فيعقر هذا إبلاً ويعقر الآخر حتى يعجز أحدهما رياء وسمعة ولا يقصدون به وجه الله فصار شبيها بما ذبح لغير الله." [7]
رابعاً: الحرص على أن يأكل طعامك تقي: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي " [8].
خامساً: عدم الأكل على الخوان: وهو مرتفع يهيأ ليؤكل الطعام عليه كالطاولة: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " ما أكل نبي الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق " [9] السكرجة: إناء صغير يوضع فيه الشيء القليل كالسلطة والمقبلات. ولا يعني هذا أنه يحرم الأكل على الطاولة أو ما ارتفع ولكن الأفضل الأكل على الأرض لأنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
سادساً: عدم الأكل منبطحاً أو الجلوس على ما حرم: عن عمر رضي الله عنه " أن رسول الله نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه" [10].
سابعاً: عدم الأكل متكئاً: عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أما أنا فلا آكل متكئاً" [11]. وعن ابن عمرو قال: " مارُئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئاً قط، ولا يطأ عَقِبَهُ رَجُلان " [12].
قال شمس الحق العظيم آبادي شارح أبي داود: " ولايطأ عقبه رجلان " أي لايطأ الأرض خلفه رجلان.
والحق أنه صلى الله عليه وسلم لايمشي قدام القوم بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم تواضعا. [13]
قال ابن القيم رحمه الله: والاتكاء على ثلاثة أنواع:
أحدها: الاتكاء على الجنب.
والثاني: التربع.
والثالث: الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى.
والثلاث مذمومة " [14].
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم رحمه الله: " ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجلس للأكل متوركاً على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر قدمه اليمنى تواضعاً لربه عز وجل وأدباً بين يديه واحتراماً للطعام وللموآكل فهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها " [15].
وعن أنس قال: " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم: بتمر فرأيته يأكل وهو مقع من الجوع " [16].قال النووي رحمه الله: المقعي الذي يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه. اهـ وهو غير الاتكاء المنهي عنه.
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: وإذا ثبت كون الاتكاء مكروهاً أو خلاف الأولى فالسنة أن يجلس على اليسرى" [17].
ثامناً: التواضع في الجلوس: عن عبد الله بن بسر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء [18] يحملها أربعة رجال فلما أضحوا، وسجدوا الضحى، أتي بتلك القصعة – يعني: وقد ثرد فيها -، فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم [19] فقال أعرابي: ما هذه الجِلْسة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا من حواليها ودعوا ذِرْوَتَها يبارك فيها " [20].
تاسعاً: غسل اليدين: عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وإذا أراد أن يأكل غسل يديه " [21].
عاشراً: كان لايعيب طعاما: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه " [22].
الحادي عشر: وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة فعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما ولا تلبسوا الحرير ولا الديباج فإنه لهم في الدنيا وهو لكم في الآخرة " [23].
الثاني عشر: وكان صلى الله عليه وسلم يقول: " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه " [24].
قال ابن القيم رحمه الله: " ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبه الحاجة والثانية: مرتبة الكفاية، والثالثة: مرتبة الفضلة، فأخبر صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم من فساد القلب وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع، فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن. هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً، وأما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال: والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكاً، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شبعوا، والشِّبَعُ المفرط يُضْعِفُ القِوى والبدن وإن أخصبه، وإنما يَقْوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء لا بحسب كثرته، ولما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء هوائي، وجزء مائي؛ قسم النبي صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة " [25]
قال الشاعر:
فإن الداء أكثر ما تراه $$$ يكون من الطعام أو الشراب
الثالث عشر: التسمية في أول الطعام وعند النسيان. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نسي أن يذكر الله في أول طعامه، فليقل حين يذكر: بسم الله في أوله وآخره، فإنه يستقبل طعاماً جديداً، ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه " [26].وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أكل أحدكم فليقل: بسم الله فإن نسي فليقل بسم الله في أوله وآخره " [27]. وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو سَمَّى لكفاكم " [28].
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع عشر: وكان صلى الله عليه وسلم يأكل بيمينه، فعن حفصة رضي الله عنها قالت:: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل يمينه لأكله، وشربه، ووضوئه ن وثيابه، وأخذه، وعطائه، وشماله لما سوى ذلك ". [30]
وعن جابر رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل الرجل بشماله وأن يمشي في نَعْلٍ واحدة " [31]
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: " كل بيمينك " قال: لا أستطيع قال: " لا استطعت "، ما منعه إلا الكِبْرُ، فما رفعها إلى فيه [32]. وقال: " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله " [33].
الخامس عشر: عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويَلْعَقُ يده قبل أن يمسحها [34]. قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: " بأصابعه الثلاث الإبهام والسبابة والوسطى" [35]
قال ابن القيم رحمه الله: " وكان يأكل بأصابعه الثلاث، وهذا أنفع ما يكون من الأكلات، فإن الأكل بأصبع أو أصبعين لا يسلتذ به الآكل، ولا يمريه ولا يشبعه إلا بعد طول ... والأكل بالخمسة والراحة يوجب ازدحام الطعام ... ولا يجد له لذة ولا استمراء، فأنفع الأكل أكله صلى الله عليه وسلم، وأكل من اقتدى به بالأصابع الثلاث " [36].
السادس عشر: عن سلمى رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يؤخذ من رأس الطعام " [37]. وعن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت غلاماً في حَجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم و كانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام، سمِ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك، فما زالت تلك طعمتي بَعْدُ " [38].
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولاتأكلوا من وسطه " [39].وعن أنس قال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلت الصحفة، وقال: إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركةُ " [40].
السابع عشر: عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقعت لقمة أحدكم، فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان " [41].
الثامن عشر: عدم التجشؤ: عن ابن عمر رضي الله عنه قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شعباً في الدنيا، أطولهم جوعاً يوم القيامة " [42].
التاسع عشر: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن ينتظر الطعام الساخن حتى يبرد، فعن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها- أنها كانت إذا ثردت غطته شيئاً حتى يذهب نوره ودخانه، ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه أعظم للبركة " [43].
الواحد والعشرون: قال صلى الله عليه وسلم: " كلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة " [45].
الثاني والعشرون: قال صلى الله عليه وسلم: " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه، فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه؛ فليناوله أكلة أو أكلتين " [46].
الثالث و العشرون: قال صلى الله عليه وسلم: " إذا طبخ أحدكم قِدراً فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها " [47]
الرابع والعشرون: وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يعجبه الثُّفْل " [48]. قال عبد الله: يعني ما بقي من الطعام.
الخامس والعشرون: وعن جبلةَ بن سُحَيْمٍ قال: أصابنا عامُ سَنَةٍ قَحْطٍ مع ابن الزبير فرُزِقْنا تمراً، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يمر ونحن نأكل فيقول: " لا تقارنوا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القران ثم يقول: إلا أن يستأذن الرجل أخاه " [49]. وقال صلى الله عليه وسلم:" من أكل مع قوم تمراً فلا يقرن، إلا أن يأذنوا له " [50]. القران: أن يأكل تمرتين معاً فأكثر. قال البيهقي رحمه الله: " قال شعبه: الإذن من قول ابن عمر" [51].
(يُتْبَعُ)
(/)
السادس والعشرون: قال صلى الله عليه وسلم:" من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته " [52]. وقال: " من أكل من هذه البقلة: الثوم والبصل والكرات، فلا يقربنا في مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " [53]. وقال صلى الله عليه وسلم: " من أكلهما فليتمهما طبخاً " [54]. " وقد ألحق العلماء بالمساجد، المجامعَ العامةَ، كمصلى العيد، والجنازة، ومكان الوليمة، وألحقوا بالثوم والبصل كل ماله رائحة كريهة مما يتأذى بها الناس " [55].
قال ابن القيم رحمه الله: " ويذهب رائحته – البصل والثوم – مضغ ورق السذاب عليه " [56].
السابع والعشرون: عن أنس رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً لَعَقَ أصابعه الثلاث " [57]
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أيتهن البركة " [58]. قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله -: " أي لا تُعْلَمُ البركة في أية واحدة منهن ...
وقال: " تنبيه: في الأحاديث المذكورة الرد على من كره لعق الأصابع استقذاراً، ومن ثم قال الخطابي: عاب قوم أفسدَ عقولَهم التَّرَفُّهُ لَعْقَ الأصابع وزعموا أنه مستقبح، كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق بالأصابع والصحفة جزءاً مما أكلوه، فإذا لم يستقذر كله، فلا يستقذر بعضه، وليس فيه أكثر من مصها ببطن الشفة، ولا يشك عاقل أنه لا بأس بذلك، وقد يُدْخِلُ الإنسان أصابعه في فيه فيدلكه ولم يستقذر من ذلك أحد، انتهى ملخصاً. – يعني كلام الخطابي - ويؤيده أن الاستقذار إنما يتوهم في اللعق أثناء الأكل، لأنه يعيدها في الطعام وعليها آثار ريقه، وهذا غير سنة كما مر. واعلم أن الكلام فيمن استقذر ذلك من حيث هو لا مع نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وإلا خشي عليه الكفر، إذ مَن استقذر شيئاً من أحواله صلى الله عليه وسلم مع علمه بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم كفر " [60].
قال ابن القيم رحمه الله: وكان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه، ولم يكن لهم مناديل يمسحون بها أيديهم، ولم يكن عادتهم غسل أيديهم كلما أكلوا [61].
الثامن والعشرون: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول: " إنه أروى وأمرأ وأبرأ " [62]. قال ابن القيم رحمه الله: الشراب في لسان الشارع وحملة الشرع: هو الماء ومعنى تنفسه في الشراب إبانته القدح عن فيه وتنفسه خارجه ثم يعود إلى الشراب كما جاء مصرحاً به في الحديث الآخر: " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في القدح ولكن ليبن الإناء عن فيه " [63]. وعن أبي المثنى الجهني أنه قال: كنت عند مروان بن الحكم فدخل عليه أبو سعيد الخدري فقال له مروان: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النفخ في الشراب، قال: فقال أبو سعيد: نعم، قال: فقال له رجل: يا رسول الله إني لا أروى من نفس واحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فأبن القدح عن فيك ثم تنفس " قال: فإني أرى القذاة فيه قال:" فأهرقها " [64]. وعن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه [65]. وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينفخ في الطعام والشراب. [66] إلا لحاجة فيجوز والله أعلم.
التاسع والعشرون: في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر – وفي لفظ نهى – عن الشرب قائماً [67]، قيل لأنس: فالأكل؟ قال: ذاك أشر وأخبث، ولمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فمن نسي فليستقيء [68]. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بزمزم فأتيته بدلو من ماء زمزم فشرب وهو قائم [69]. قال ابن القيم رحمه الله: وكان من هديه الشرب قاعداً، هذا كان هديه المعتاد، وصح عنه أنه نهى عن الشرب قائماً، وصح عنه أنه أمر الذي شرب قائماً أن يستقيء، وصح عنه أنه شرب قائماً [70]. وقال: والصحيح في هذه المسألة: النهي عن الشرب قائماً وجوازه لعذر يمنع من القعود [71]. قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
إذا رُمْتَ تَشْرَبْ فاقْعُدْ تَفُزْ $$$ بِسُنَّةِ صَفْوَةِ أهلِ الحِجازْ
وقد صَحَّحُوا شُرْبَهُ قائِماً $$$ ولكنه لبيانِ الجوازْ [72]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ في الفتح [73]: وسلك العلماء في ذلك مسالك ... وقد أشار الأثرم إلى ذلك أخيراً فقال: إن ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم وبذلك جزم الطبري، وأيده بأنه لو كان جائزاً ثم حرمه، أو كان حراماً ثم جوزه، لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً واضحاً، فلما تعارضت الأخبار بذلك، جمعنا بينها بهذا ".
الثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب من في السقاء [74]. قال ابن الأثير: السقاء: ظرف الماء من الجلد ويجمع على أسقية [75].
الواحد والثلاثون: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُتِيَ بشراب فشرب منه وعن يمينه غلامٌ، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: " أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ " فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً، قال: فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده " [76].
الثاني والثلاثون: عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصابهم عطش فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقيهم، فقيل: ألا تشرب يا رسول الله؟ قال: "ساقي القوم آخرهم " [77]
الثالث والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل طعاماً، فما تخلل [78] فليلفظ، ومالاك بلسانه فليبلع، من فعل ذلك فقد أحسن، ومن لا فلا حرج " [79].
الرابع والثلاثون: عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه " [80]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرضى من العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها " [81]. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه، وإذا سقي لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب؛ إلا اللبن" [82].وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع العشاء من بين يديه قال: " الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا " [83]. وعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشة قال: " الحمد لله أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم من لا كافي له ولا مؤوي" [84].الخامس والثلاثون: عن أنس قال: كان إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة [86]. يقصد النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة " [87]. وقال صلى الله عليه وسلم: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " [88]. وقال صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم " [89].
السادس والثلاثون: عن سويد بن النعمان رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فلما كنا بالصهباء دعا بطعام، فما أتي إلا بسويق، فأكلنا فقام إلى الصلاة فتمضمض ومضمضنا [90]. وعن صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من بات وفي يده غمر [91] فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه " [92].
السابع والثلاثون: التسوك بعد الطعام: قال صلى الله عليه وسلم: " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " [93]
الثامن والثلاثون: الوضوء من لحم الإبل: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: توضؤوا من لحوم الإبل، ولا تتوضؤوا من لحوم الغنم، وصلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في مبارك الإبل " [94]. قال النووي - رحمه الله -: وهذا المذهب أقوى دليلاً، وإن كان الجمهور على خلافه، وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار. ولكن هذا الحديث عام، وحديث الوضوء من لحم الإبل خاص، والخاص مقدم على العام والله أعلم [95]. وحديث ابن عباس - w - : " الوضوء مما يخرج وليس مما يدخل " ضعيف [96].
(يُتْبَعُ)
(/)
------------------------------
[1] البخاري في كتاب البيوع باب ما قيل في اللحام والجزار ..
[2] اللؤلؤ والمرجان 2/ 608 باب ما بفعل بالضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام.
[3] أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني.
[4] مسلم.
[5] أبو داود وقال الألباني: حسن صحيح.
[6] أبو داود والحاكم وصححه الألباني.
[7] الأكمل من هدي النبي المرسل ص 293.
[8] أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به.
[9] البخاري والترمذي.
[10] أبو داود وابن ماجة والحاكم وحسنه الألباني.
[11] البخاري والترمذي.
[12] أبو داود.
[13] عون المعبود 10/ 246.
[14] زاد المعاد 1/ 148.
[15] زاد المعاد 4/ 221.
[16] مسلم.
[17] أشرف الوسائل ص 207.
[18] لبياضها.
[19] أي قعد على ركبتيه جالساً على ظهر قدميه.
[20] أبو داود بإسناد جيد كما قال النووي، وصححه الألباني.
[21] النسائي وأحمد وابن حبان.
[22] البخاري والترمذي.
[23] رواه أحمد والستة.
[24] الترمذي وصححه الألباني.
[25] زاد المعاد 4/ 18 - 19.
[26] ابن حبان وابن السني وصححه الألباني.
[27] الترمذي وصححه الألباني.
[28] أبو داود والترمذي.
[29] مسلم.
[30] أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
[31] مالك ومسلم.
[32] مسلم الحديث رقم 5236.
[33] صحيح الجامع 383.
[34] أحمد ومسلم الحدي رقم 5265.
[35] أشرف الوسائل 204.
[36] زاد المعاد 4/ 322.
[37] البيهقي في الشعب وحسنه الألباني
[38] متفق عليه.
[39] أبو داود والترمذي واللفظ له وصححه الألباني.
[40] مسلم والترمذي.
[41] مسلم.
[42] الترمذي وصححه الألباني.
[43] السلسلة الصحيحة 659.
[44] البخاري.
[45] أحمد والنسائي وابن ماجه.
[46] البخاري ومسلم.
[47] صحيح البخاري 676.
[48] أحمد والحاكم.
[49] متفق عليه.
[50] صحيح الجامع 6088.
[51] الآداب الشرعية 177.
[52] البخاري ومسلم.
[53] مسلم.
[54] مسلم.
[55] زاد المعاد 4/ 294 الهامش.
[56] زاد المعاد4/ 290، و السذاب: هو الفيجن، منه بري، ومنه بستاني، انظر تذكرة داود 1/ 171، ومعجم الصيدلة ص 364، وتاج العروس مادة (سذب)، وقال منير بعلبكي في المورد: السذاب: نبتة طبية، ذات مذاق مُرٍّ اهـ وهي بالإنجليزية: صلى الله عليه وسلم UE ، وانظر الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار 3/ 5.
[57] الترمذي ومسلم وهو صحيح مختصر الشمائل 120 واللعق: اللحس.
[58] مسلم واللفظ له والبخاري 2035.
[59] أشرف الوسائل 203 - 304.
[60] أشرف الوسائل 205.
[61] زاد المعاد 1/ 149.
[62] مسلم.
[63] رواه ابن ماجة بلفظ " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء " زاد المعاد 4/ 230.
[64] البيهقي في الآداب حديث 540 ورواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
[65] الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
[66] أحمد والطبراني.
[67] مسلم 3773.
[68] مسلم 2026.
[69] البيهقي في الآداب حديث 533.
[70] زاد المعاد / 229.
[71] زاد المعاد 1/ 149.
[72] نصائح للشباب 150.
[73] 10/ 86 - 87.
[74] أحمد والبخاري.
[75] النهاية لابن الأثير 1/ 788.
[76] متفق عليه، واللفظ لمسلم، حديث رقم: 526، فتله: أي وضعه في يده.
[77] صحيح الجامع 3588 والبيهقي في الآداب حديث 554.
[78] والتخلل: هو استعمال الخِلال (العود) لإخراج ما بين الأسنان من الطعام، النهاية لابن الأثير 1/ 528 ومختار الصحاح96.
[79] الآداب للبيهقي حديث 557 وأبو داود بلفظ: من أكل فما تخلل.
[80] أبو داود وحسنه الألباني.
[81] مسلم.
[82] الترمذي وقال: هذا حديث حسن.
[83] البيهقي في الآداب حديث 555 والبخاري أبو داود.
[84] البيهقي في الآداب حديث 556 ومسلم وأبو داود.
[85] ابن حبان وسنده قوي، رقم: 5219.
[86] صحيح الجامع 4677.
[87] البيهقي في الآداب 571.
[88] صحيح الجامع 6541.
[89] البيهقي في الآداب حديث 570.
[90] البخاري.
[91] دسم و زهومة.
[92] صحيح الجامع 6115.
[93] أحمد والنسائي والبيهقي وصححه الألباني.
[94] مسلم 360.
[95] شرح مسلم 4/ 49.
[96] الصلاة للطيار
.منقول من صيد الفوائد بتصرف يسير
والاولى في العنوا ن الهدي النبوي بارك الله فيك
ـ[عربي]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 09:21]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Aug-2008, صباحاً 05:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ثمة شعور بأهمية التفكير ولكن ... ! (خاطرةٌ رائعةٌ للشيخ محمد الدويش)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 04:15]ـ
من المكاسب الإيجابية اليوم ازدياد أهميةِ الشعور بالتفكير، والتبرم من التبعية أو التلقي غير الواعي.
وهي خطوةٌ إيجابيةٌ ومرحلةٌ في الطريق الصحيح.
لكن التفكيرَ الإيجابي الفاعل لن يتحقق إلا من خلال عاملين مهمين:
أولهما: اكتسابُ أدوات التفكير ومهاراته.
ثانيهما: امتلاكُ الرصيدِ المعرفي والفكري الملائم لما نفكر فيه.
* ليس حفظُ المرءِ لمصطلحاتٍ غير تقليدية هو الذي ينقله لأن يكون ممارسا للتفكير بصورة صحيحة!
* وليس مجرد التمرد على الواقع.
* وليس نقد الآخرين.
* وليس تضخيم التحديات.
ولن نكتسب التفكير المطلوب بمجرد الحديث عن أهميته، أو بمجرد كسر حاجز النقد لدى فئة لا يحسنون أبجديات اللغة ولا يملكون الرصيد العلمي والفكري الذي يؤهلهم لذلك.
وبقدر ما يمثل الجمود والنمطية عقبة في طريق الإصلاح الفاعل، فإن الاندفاع لمجرد مخالفة المألوف ونقد الآخرين لن يولد الجيل الفاعل.
http://www.almurabbi.com/(/)
حول حقيقة الالتزام .. شكلاً ومضمونا!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 11:48]ـ
حول حقيقة الالتزام ... شكلاً مضموناً
خبَّاب بن مروان الحمد
بعض المستقيمين والملتزمين بالإسلام تحكمهم الرؤية الظاهريَّة مباشرة؛ فيرون الالتزام بالدين قاصراً على بعض المظاهر الطيبة والجيدة، ويرون ـ وقد يكون ذلك شعوراً لا نطقاً ـ أنَّ الرجل إذا استكملها فقد استكمل الالتزام!
إنَّ ديننا الإسلامي وضَّح مفهوم الالتزام والاستقامة على الدين، حتَّى لا يكون الالتزام التزاماً أجوف، أو تديناً مغشوشاً؛ فالالتزام مفهوم واسع وشامل، إنَّه لا يقصر الالتزام على مجرد إطلاق اللحية ـ وهو واجب ـ ولا يقصر الدين على تحريم إسبال الثياب وهو ـ محرَّم ـ.
نعم! إنَّ من الالتزام، إطلاق اللحية، وعدم إسبال الثياب للرجال، وتغطية جميع جسم المرأة؛ ووجهها من باب أولى ـ كما هو قول جمع من الفقهاء ـ، وترك الدخان بله تحريمه ... بيد أنَّ تعليق الالتزام والاستقامة على الدين بهذه المظاهر فقط وجعلها علامة فارقة بين الملتزمين وغيرهم هو الخطأ الجسيم!
لا ريب أنَّ هناك من يوافق على هذا الرأي، غير أنَّه في مجال التطبيق الواقعي تكون نظراته وأفكاره مختلفة عن قناعاته الفكريَّة، ممَّا يسبِّب تنافراً بين الفكر والتطبيق، وفصاماً بين العلم وواقع العمل!
كم هم الذين اغترُّوا بمظهر شخص ما فأطلقوا عليه حكماً عاماً بالالتزام، وحين تعاشره تجد أنَّ الالتزام كان التزماً ظاهراً، يحتاج لأن يرقِّي التزامه وينقله من التزام المظاهر والظواهر ـ وهو أمر محمود ـ إلى تعزيزه بالتزام الجوهر والضمير.
وعليه فمن الأهميَّة بمكان أن يكون مستوى تفكيرنا وحكمنا على الأشخاص والناس حكماً دقيقاً لا حكماً ظاهرياً، كما أنَّه من المهم أن نوسِّع دائرة الالتزام ولا نضيِّقها على بعض الهيئات التي لا أخالف في أنَّها واجبة؛ ولكنِّي أخالف في قصرها على الالتزام الظاهري فقط.
وهناك أمورٌ قد يتهاون بها الملتزمون، مع تعظيمهم لبعض الأخطاء والآثام الظاهرة التي قد لا تصل لدرجة الكبيرة. بيد أنَّ هناك تساهلاً في كبائر مجمع عليها كالغيبة، والكذب، والنميمة، وأكل حقوق الناس، والظلم للعمَّال ـ والتي قد يتهاون بها بعض الملتزمين ـ فهي كبائر فظيعة، وفواحش شنيعة، لم يخالف في توصيفها بأنَّها كبائرٌ أحد من العلماء.
لقد قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) والآية هنا تقضي بأهميَّة التخلق بخلق الإسلام، والابتعاد عن الإثم ظاهراً وباطناً، لأنَّنا قد نعتني بترك الإثم الظاهر لاطِّلاع الناس عليه ونقع فيما هو أشد منه من الإثم الباطن.
ولقد نبَّه رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ على خطورة الانخداع بالمظاهر. فعن سهل بن سعد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال: "مرَّ رجل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشراف الناس؛ هذا والله حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يشفع؛ فسكت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم مر رجل آخر؛ فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين؛ هذا حريٌّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يُشفع، وإن قال أن لا يُسمع لقوله؛ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا".رواه البخاري برقم: (6447).
وبيَّن ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أن الله ـ عز وجل ـ لا ينظر إلى الصور والأجسام، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (أخرجه مسلم).
نعم! لا شك بأنَّ الحكم على الناس يكون بالظاهر والله يتولَّى السرائر كما نطق بذلك فقهاء الإسلام، ونصَّ عليه جمع من العلماء كابن تيمية والشاطبي والنووي وغيرهم. بل حكى الإمام ابن حجر الإجماع على ذلك فقال:"وكلُّهم أجمعوا على أنَّ أحكام الدنيا تجري على الظاهر والله يتولَّى السرائر"؟ (فتح الباري:12/ 273).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن .. هل المراد بقاعدة: (الحكم على الناس بالظاهر) أنَّ الإنسان يتولَّى الحكم من أوَّل نظرة؟! كلاَّ! فذلك لا يليق بأصحاب العقول الفطنة، ومن المعلوم أنَّه: ما كلُّ بيضاء شحمة، ولا كلُّ سوداء تمرة.
ولو كانت نظرتنا بهذا الشكل لكان الخوارج الضُّلاَّل أولى الناس بأن يكونوا من أهل التقى والزهد والصلاح؛ فقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ عنهم:"تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وقراءتكم إلى قراءتهم) رواه البخاري (6532 - 6534). والأمر هنا واضح؛ بأنَّ النظرة السطحيَّة لا ينبغي أن يؤخذ بها مباشرة وعلى الإطلاق؛ فقد تستهوينا عبادة رجل، بيد أنَّه في مجال المعاملة مع إخوانه المسلمين قد يظلم، وقد يكذب ويغش، ويحلف اليمين الغموس!
لقد اشتُهِرَ عن العبقري الصحابي الجليل عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ أنَّه حين جاء شاهد يشهد عنده فقال له عمر: ائتِ بمن يعرِّفك؛ فجاء برجل، فقال له: هل تزكِّيه؟ هل عرفته؟ قال: نعم، فقال عمر: وكيف عرفته؟ هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ومخرجه؟ قال: لا؛ قال عمر: هل عاملته بالدينار والدرهم اللذين تعرف بهما أمانة الرجال؟ قال: لا؛ فقال: هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال؟ قال: لا، فقال عمر بن الخطَّاب: فعلَّك رأيته في المسجد راكعاً ساجداً، فجئت تزكِّيه؟! قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ فقال له عمر بن الخطاب: اذهب فأنت لا تعرفه، ويا رجل ائتني برجل يعرفك فهذا لا يعرفك! [1]
ومن هنا نعلم علم اليقين خطورة الحذر من التزكية الظاهرة والنظرة السطحيَّة العابرة، التي نزكِّي بها فلان وعلاَّن، من خلال نظرات عامَّة. وما الأخبار التي تأتينا أو نسمع بها من حالات الخصام الزوجي أو الطلاق من أناس كانت المرأة أو الرجل يحسب كلُّ أحد منهم الآخر أنَّه أو أنَّها من أهل الخير والبر والصلاح لمظهرهم الحسن؛ بيد أنَّها حين تعاملت معه، أو حين تعامل الرجل معها، انكشفت حقائق ما كان مستوراً، وبدت مكنونات قلبيهما تظهر وتبدو إلى أن حصل الشقاق والخلاف.
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه، أنَّ رجلاً اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يُضحِك الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد جلده في الشراب؛ فأُتِيَ به يوماً فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه! ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لا تلعنوه! فو الله ما علمت إلاَّ أنه يحب الله ورسوله). ـ أخرجه البخاري من حديث عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ برقم: (6398) ـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ معلقاً على هذا " ... فنهى عن لعنه مع إصراره على الشرب؛ لكونه يحب الله ورسوله، مع أنَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعن في الخمر عشرة: " لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وآكل ثمنها " ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعيَّن، الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة به، وكذلك التكفير المطلق والوعيد المطلق. ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطاً بثبوت شروط، وانتفاء موانع) الفتاوى: (10/ 329_330).
كم من إنسان حين تراه تقول: الخير يقطر من لسانه وجانبيه؛ فإذا عاشرته وعاملته عرفت أنَّه ليس كما رأيت ـ وللأسف ـ! وصدق رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حين قال عن زمن تختلف فيه مقاييس الناس في المدح والذم:"حتَّى يقال للرجل: ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان) أخرجه البخاري برقم: (7086)، ومسلم برقم: (143).
لقد كان علماؤنا ـ رحمهم الله ـ لا تخدعهم المظاهر كثيراً؛ فقد تكون المظاهر مع رونقها خواءً، وقد قيل: لا يخدعنّك منظر الروضة الغنَّاء إذا كان بعدها جهنم الحمراء! ولقد كانوا يعرفون أنَّ الانطباع الأول غالباً لا يكون صحيحاً، والصواب هو عدم الاستعجال في الحكم على الأشخاص، أو الإعجاب بهم لمجرد نظرة عابرة، وقد خاطب الله ـ عزَّ وجلَّ ـ رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بقوله: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
[التوبة:55].
بل حذَّر الله ـ عزَّ وجل ـ رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ من الانبهار حين يرى المنافقين قائلاً له: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم) فحذَّره ـ سبحانه وتعالى ـ من الإعجاب بهؤلاء المنافقين وبأجسامهم وحلو كلامهم ومنطقهم.
إنَّ من المهم أن تكون لنا نظرة متَّزنة في الحكم على الأشخاص، والإعجاب بهم حين الرؤية الأولى المباشرة، بل لا بدَّ من عَرْكِ هؤلاء بالمعاملة، لتكوَّن الرؤية الصحيحة المنبعثة عن المعاشرة والمعاملة والمخالقة.
إنَّ من أعظم السلبيات ـ للأسف ـ التي نراها ظاهرة للعيان في بعض المجتمعات الملتزمة اهتمامَ كثير منهم بإصلاح الظاهر، وخصوصاً لمن يدخل للتو في سلك الالتزام، وينتظم في سلك الصالحين، مع أنَّ هذا الرجل بحاجة ماسَّة إلى إصلاح الباطن أولاً، مع أهميَّة إصلاح الظاهر ولا شك؛ ولكنَّ المنهج التربوي الصحيح يقضي بأهميَّة القيام بإصلاح القلب والباطن. ومن المؤكَّد حتماً أنَّه في حال إصلاح القلب سينعكس ذلك إيجابياً على ظاهر الشخص؛ فيتأكَّد إذاً أهميَّة الاهتمام بالجوهر قبل المظهر. ومن المهم أن نعلم أنَّ المعاصي الباطنة أشد وأكبر ضرراً من المعاصي الظاهرة؛ فمعاصي القلوب قد تكون أشدَّ ضرراً من معاصي الجوارح، مع أن القرآن دعا لإصلاحهما معاً، وترك ظاهر الإثم وباطنه؛ حيث قال: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) قال ابن الأنباري ـ رحمه الله ـ: المعنى: ذروا الإثم من جميع جهاته. وقال ابن كثير عند تفسيره لقوله ـ تعالى ـ: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) عن مجاهد قال: معصيته في السر والعلانية، وفي رواية عنه قال: هو ما ينوي مما هو عامل. وقال قتادة (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) أي: قليله وكثيره، سره وعلانيته).
وأخيراً: فهذه قصَّة تعكس ما تقدَّم من موضوعنا، وتعطي ملمحاً مهمَّاً في النظرة إلى الأشخاص؛ فقد ذكر فضيلة الشيخ عبد الرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ، في محاضرة له تحت عنوان: (تصحيح الإيمان) وحين فرغ الشيخ من المحاضرة انبرى أحد السائلين معترضاً على الشيخ الدوسري في استشهاده بكلام سيد قطب، مع أنه حليق لا لحية له! فأجابه الشيخ الدوسري قائلاً له:" أنت تعالج الجرح والرأس مقطوع، فإذا كان سيد قطب ـ رحمه الله ـ بلا شعر في لحيته؛ فهو صاحب إحساس وشعور، وإيمان ويقين، وعزة وكرامة، وغيرة على الإسلام والمسلمين؛ قدَّم روحه فداءً لدينه، واستشهد في سبيل الله طلباً لمرضاته، وطمعاً في جنته، وقال قولته المشهورة حين ساوموه ليرجع عن موقفه: "لماذا أسترحم؟ إن سُجِنتُ بحقٍ، فأنا أرضى حُكم الحق، وإن سُجِنتُ بباطل؛ فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل، إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً يقر فيه حكمَ طاغية".
ثمَّ قال الشيخ الدوسري:هذا هو سيد قطب، فأين أصحاب الشَعْر بلا شعور من مواقف الرجال؟! "وصدق ـ رحمه الله ـ: فكم من إنسان ملتحٍ ليس له من خدمة الإسلام نصيب! وكم من إنسان يظهر بأنَّه غير ملتزم إلاَّ أنَّ له دوراً كبيراً في خدمة دين الله ونصرته، ورفع رايته، فاللهم اجعلنا من الملتزمين بدينهم ظاهراً وباطناً، واستعملنا في طاعتك، ولا تردَّنا خائبين، ولا عن بابك محرومين ..... آمين!
----------------------------
[1] أخرجه الخطيب البغدادي في الكفاية، وقال ابن كثير: رواه البغوي بإسناد حسن، وذكر ابن حجر أنَّ هذا الأثر صحَّحه أبو علي بن السكن، بينما ضعَّف الأثر العقيلي في الضعفاء، وقد خرَّج الشيخ الألباني طريقاً لهذا الأثر في إرواء الغليل (8/ 260) ومال إلى تصحيحه.
نشر هذا المقال في موقع الألوكة على هذ الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=538
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 02:16]ـ
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 02:53]ـ
لا ريب أنَّ هناك من يوافق على هذا الرأي، غير أنَّه في مجال التطبيق الواقعي تكون نظراته وأفكاره مختلفة عن قناعاته الفكريَّة، ممَّا يسبِّب تنافراً بين الفكر والتطبيق، وفصاماً بين العلم وواقع العمل!
كم هم الذين اغترُّوا بمظهر شخص ما فأطلقوا عليه حكماً عاماً بالالتزام، وحين تعاشره تجد أنَّ الالتزام كان التزماً ظاهراً، يحتاج لأن يرقِّي التزامه وينقله من التزام المظاهر والظواهر ـ وهو أمر محمود ـ إلى تعزيزه بالتزام الجوهر والضمير.
وعليه فمن الأهميَّة بمكان أن يكون مستوى تفكيرنا وحكمنا على الأشخاص والناس حكماً دقيقاً لا حكماً ظاهرياً، كما أنَّه من المهم أن نوسِّع دائرة الالتزام ولا نضيِّقها على بعض الهيئات التي لا أخالف في أنَّها واجبة؛ ولكنِّي أخالف في قصرها على الالتزام الظاهري فقط.
وهناك أمورٌ قد يتهاون بها الملتزمون، مع تعظيمهم لبعض الأخطاء والآثام الظاهرة التي قد لا تصل لدرجة الكبيرة. بيد أنَّ هناك تساهلاً في كبائر مجمع عليها كالغيبة، والكذب، والنميمة، وأكل حقوق الناس، والظلم للعمَّال ـ والتي قد يتهاون بها بعض الملتزمين ـ فهي كبائر فظيعة، وفواحش شنيعة، لم يخالف في توصيفها بأنَّها كبائرٌ أحد من العلماء.
[/ url]
حتى أنك قد تجد الكثير ممن يحسبون على الصلاح إذا سئلوا عن شخص ما هل هو ملتزم؟ يقولون " نعم فهو ملتح ويقصر ثوبه"
فلا أهمية عندنا لأخلاقه وسلوكاته وتصرفاته ... بل قد يكون هذا الشخص مغتابا للناس بل للعلماء ولكن مظهره يشفع له بهذا التصرفات المشينة ...
بارك الله فيك أخانا الأحوذي "خباب الحمد"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 05:43]ـ
شكر الله لك أخي الكريم مالك بن أنس
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 09:46]ـ
اعترض أحد كبار العلماء - رحمه الله - على هذا المسمى (الإلتزام)، وقال: ليس المطلوب هذا الإلتزام، بأن يلتزم هذا ويترك هذا، بل المطلوب (الاستقامة) كما أمر تعالى: {فاستقم كما أمرت}
قلتُ: رحم الله الإمام، فقد صدق.
وعجبت جدًا من القصة المذكورة بين الطلبة ومحاضرهم حول سيد قطب، والأمر أهون من ذلك وبكثير.
فليس كل ملتحي مستقيم، ولكن ليس من الحالقين مستقيم، كيف هذا وهو مجاهر بمعصيته؟ اللهم سلم سلم.
هذا والفصل لهذا:
إذا صلح الباطن ... صلح الظاهر.
وإذا فسد الباطن ... لا نفعه الظاهر سواء أخذ به أم لم يأخذ.
أما أخذ الأحكام الشرعية أمثلة تُضْرب؟ فبئس المقال ...
أنظر لهذا الملتحي؟ أنظر لهذا المقصر؟
ما هذا إلا فعل سوله الشيطان لقائله ...
وأيهما أفضل؟ المسبل أم المقصر؟ الملتحي أم الحليق؟ المستمسك بالسنة أم تاركها أو جاحدها؟ سبحان الله.
حتى يُضرب تاركي السنة أو جاهلوها أو جاحدوها أمثلة تتبع؟ فأيّ هدى هذا؟
وليس لكم على المسلمين سبيل إلا الظاهر ... والله عليه الحساب.
والواجب تقوى الله فيمن يتعثر في خطاه وأن يتعاون معه إخوانه في الدين وليكون كل واحد منه معين لأخيه وليس معينًا عليه، فإن لم يجد ما يعين به، فعدم التعرض له أقل ما يُقدم له، وانصحوا له إنَّ [الدين النصيحة] والنصح برفق والإرشاد الصادق بعلم وبصيرة، عسى أن تكون نافعة.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وتوفنا مسلمين، والحمد لله رب العالمين.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 11:53]ـ
أخي الفاضل إمام الأندلس حياك الله وبارك فيك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 02:43]ـ
[
السؤال
UOTE= أسامة;63143] اعترض أحد كبار العلماء - رحمه الله - على هذا المسمى (الإلتزام)، وقال: ليس المطلوب هذا الإلتزام، بأن يلتزم هذا ويترك هذا، بل المطلوب (الاستقامة) كما أمر تعالى: {فاستقم كما أمرت}
السؤال
UOTE]
وردت احاديث في بيان ان المقصود بالالتزام هو التمسك او الاعتناق كما هو في كتب اللغة
كماورد في حديث صلح الحديبية ياعمر الزم غرزه
وكما في الحديث الاخر الزم جماعة المسلمين وإمامهم
قال في الصحاح:
لَزِمْتُ الشيء بالكسر لُزُوما و لِزَامَاً و لَزِمْتُ به و لاَزَمْتُه و اللِّزَام المُلازِمُ ويقال صار كذا ضربة لاَزِمٍ لغة في ضربة لازب و ألْزَمَه الشيء فالْتَزَمَهُ و الالْتِزَامُ أيضا الاعتناق
http://www.alburaq.net/mukhtar/root.cfm
والله تعالى أعلم.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 07:49]ـ
أخي الكريم أسامة لا تحمل مقالي ما لا يحتمل ـ غفر الله لي ولك ـ مقالي لا يحقر أبداً من الالتزام بالظاهر ولكنه يضيف على ذلك أهمية الالتزام بالباطن، وأما موضوع إطلاق كلمة ملتزم فاأنا شخصيا لا أرى إشكالا في جواز إطلاق لفظ الالتزام وراجع كلام أخي إمام الأندلس فهو نفيس في بابه، والمسألة أخي مصطلح ولا مشاحة في الاصطلاح .. وفقك الله
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 10:53]ـ
شكر الله لك اخي إمام الأندلس وبوأك منزلة إمامة الأندلس
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 02:44]ـ
شكر الله لك اخي إمام الأندلس وبوأك منزلة إمامة الأندلس
بارك الله فيك اخي الحبيب على هذا الدعوات
حفظك الله وبارك الله فيكم ...
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 10:48]ـ
حياكم وبياكم
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:15]ـ
وفيك باركا لله اخي امام الاندلس
ـ[أبوهناء]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 01:22]ـ
بارك الله فيك .... مقالة رائعة سأحتفظ بها .. شكر الله لك وأثقل بها ميزان حسناتك ....
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم يا اخي الخباب اسال الله ان يجعل هذا في ميزان حسناتكم ويعلم الله ان المقالة اعجبتني كثيرا ولهذا طبعتها وقراتها وهي حقيقة نافعة.
اما ما ذكره الاخ اسامة فارى انه ذهب بعيدا حقيقة فالاخ الخباب لم يتهجم على الالتزام الظاهري انما قال ان كثير منا من لا يهتم بالالتزام الباطني واقول لي اخي اسامة ما قاله ابن القيم رحمه الله ان كبائر القلوب اعظم من كبائر الجوارح فتجد من هو ملتح ومقصر ثيابه وللاسف قد ابتلي بالحسد والحقد على اخوانه وكذلك بالغيبة والنميمة وسب الناس ولعنهم واعظم من ذلك تكفيرهم وتبديعهم والى الله المشتكى فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم، فيجب على اي اخ ملتزم ان يصلح باطنه وظاهره كما امره الله عز وجل وبالله التوفيق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 11:04]ـ
من الجهات التى أخطأ منها اخى اسامة
انه هناك فرق بين توضيح الحقيقة والتصور الصحيح فى شئ ما واقرار هذا الشئ او عدام اقراره
خذ مثال
الان اناسا التحوا الزموا بالهدى الظاهر وبعض الامور الباطنة كما هو اغلب الملتزمين فأصبح لدى الرأى العام ان هؤلاء ملزمين اذ هم وضعوا أنفسهم فى هذا المكان وهذا تصور غير صحيح ومما يفضى اليه الانقاص من مكان الالتزام اصلا وتزهد الناس فيه وهذا امر خطير فلابد على المعنيين بالأمر توضيح الحقيقة للناس واعانتهم على رؤية الاشياء على ما هى عليه ولابد ان يظل الخطأ خطأ ولايلزم منه الاعانة على الملتزمين
هنا فكرة تؤرقنى منذ فترة كبيرة أدعو الله ان يوفقنى للقدرة على النعبير عنها فى المشاركة القادمة
ليفيدنى الاخوة فيها وسأعطيكم عنوانها
جل ان لم يكن كل من أعرفهم من الملتزمين وطلبة العلم أغبياء وحمقى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 11:33]ـ
أظن يا إخواني أنه مما أسهم في ظهور هذا الانفصام عند الكثيرين بين الظاهر والباطن هو عدم وضوح الرؤية الصحيحة لديهم فيعظم عندهم الأمر الصغير ويحتقر لديهم الأمر العظيم، حيث نحٍي القرآن جانباً في استقاء الثقافة الاسلامية
وسأضرب مثلاً معنى الايمان فلو كان للقرآن وفهمه وتدبره حظه المناسب في قلوبهم وعقولهم لتغيرت النظرة لديهم -
انظروا رحمكم الله حينما يتحدث الله تعالى عن المؤمنين وكيف يصفهم:
في الفرقان: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً ..... الخ
في المؤمنون: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ..... الخ
في الانفال: انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم .... الخ
في التوبة: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ... الخ
فمن أراد ان يقيس نفسه او غيره ويزنه بالميزان الحق فلينظر الى هذه أي من هذه الآيات في أي سورة ويعرض نفسه عليها (كمجموع صفات للمؤمنين) وينظر في نفسه وسيعرف على سبيل القطع مدى انتسابه للايمان وأهله من عدمه.
ـ[ابو هادي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 08:18]ـ
لايعلم بواطن أمور الناس إلا الله الواحد الأحد عالم الغيب ...
فليس لنا إلا الظاهر من هيئة الناس .... أرى شخص ما ملتحي
ومقصر ثوبه ... وشخص لا يظهر عليه أي علامه من علامات الألتزام
فيتجه قلبي إلي الملتحي ... وهذا لا أعلم من حاله شئ إلا ظاهره
فهل أكون مخطأً بهذا .... أم يجب على أن أوقف تعاملي معه
حتى يأتيني بمن يزكيه .... أفيدوني جزاكم الله خير؟؟؟؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 09:57]ـ
أرى في المسجد الذي أصلي فيه أناسا حليقي اللحى مسبلي الثياب ومع ذلك يبكرون إلى المسجد مع الأذان أوبعده بقليل
وإن تأخروا لم يفتهم الصف الأول
وأرى آخرين ممن غرتهم لحاهم الطويلة وثيابهم القصيرة ـ مع أهميتها ووجوبها ـ، تجدهم يقضون الركعة والركعتين في أواخر الصفوف، أو يقيمون جماعة أخرى أحيانا، وفيهم من هو من طلاب العلم ومن يشار إليه بالمشيخة (والدكترة)
وهذا دأب الطائفتين في غالب الصلوات (90%تقريبا)
فأي الفريقين أحق بالالتزام والتدين أيها المسلمون؟؟!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 10:34]ـ
بارك الله في الجميع.
وهناك ما هو أخطر من ذلك:
تجد بعض الملتزمين بالسنة في بلاد الخليح (لحية وإسبال ... إلخ) مع إقرارى بوجوب اللحية وأنها فرض يكفر الساخر منها وتحريم الإسبال للمخيلة .. أقول أجد بعض هؤلاء ينظر إلى الملتزم من بلاد أخرى لا يوافقه في الملابس فمثلاً يرتدى بنطال أو ثوب مغربي ولا يضع غطرة على رأسه فينظر إليه وكأنه شيطان أو صليبي!!! وعيونه وأحياناً لسانه الخبيث ينطق بالاستهزاء والتهكم!!!
وآخرون لا يبالون بقيام بعض الكفرة بسب نبيهم بينما تنتفخ أوداجه ويصيح كالحمر المستنفرة إذا خالفت إماماً معظماً لديه في اجتهاده!!!!
والحمد لله على العافية.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 07:46]ـ
ماشاء الله تبارك الله، مقال نفيسٌ جدًا؛ أحسن الله إليك ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 07:04]ـ
فأي الفريقين أحق بالالتزام والتدين أيها المسلمون؟؟!
لو عالمثال الذى ذكرته فالملتحى ادين لأنه حريص على فرض ومضيع سنة والأخر بالعكس
والله انا لو تكلمت باسترسال عن هذا الموضوع أخشى أن أظلم لكثرة ما فى قلبى من غيظ وغل تجاه كثير من الملتزمين بالهدى الظاهر (خاصة المنشغلين بالذكر وطلب العلم منهم)
وفكرت ان اكتب مقالا بعنوان (ربنا لاتجعلنا فتنة للظالمين)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 07:11]ـ
فأي الفريقين أحق بالالتزام والتدين أيها المسلمون؟؟!
لو عالمثال الذى ذكرته فالملتحى ادين لأنه حريص على فرض ومضيع سنة والأخر بالعكس
والله انا لو تكلمت باسترسال عن هذا الموضوع أخشى أن أظلم لكثرة ما فى قلبى من غيظ وغل تجاه كثير من الملتزمين بالهدى الظاهر (خاصة المنشغلين بالذكر وطلب العلم منهم)
وفكرت ان اكتب مقالا بعنوان (ربنا لاتجعلنا فتنة للظالمين)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 12:13]ـ
جزاكم الله خيرا ....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 01:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لو طبقنا معايير "الحسن البصري" رحمه الله ورضي عنه كمقياس للإلتزام لتفاجأ الناس اليوم ولتغيرت طريقة حكمنا على بعضنا البعض رأساً على عقب.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 11:32]ـ
شكرا لك اخي عبدالله الشهري
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 01:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 09:47]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
- خباب ..
جزاك الله خيرًا ... المقال جيد ... وإن كان هناك بعض النقد، فهو ليس عليك بل على القصة المسرودة في نهاية مقالك عن الشيخ عبد الرحمن الدوسري، وقد سبقتها بجملة: هذه قصة تعكس ما تقدم من موضوعنا ...
ومن فطنة الشيوخ - جزاهم الله خيرًا - التوجيه للطلاب وقبول الحق - سواء قاله أحد المستقيمين أو العاصين أو قاله الشيطان نفسه ... كما قال رسول الله (ص) ألا إنه لصدقك وهو كذوب ... الحديث.
وأن خدمة الدين ليست فقط بالمظهر بل بالعمل، وأيضًا قال رسول الله (ص): {إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ... } الحديث.
ويتفاضل الناس بالعلم وغير ذلك ... وقال الله تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}
فالاستقامة هى نتاج التقوى، وأما الالتزام فهو نتاج اتباع بعض الأوامر وفيها تقسيم بين ظاهر وباطن، وإما الاستقامة ... فهي على الباطن الذي يظهر ثماره على الظاهر ... لأنه انصياع القلب والجوارح معًا
فلا يصح قولاً أن نقول: هذا المستقيم على فساد من أمره ... لأن الاستقامه ضد ذلك ...
والدعوة للاستقامة (التزام) بأمر الله {فاستقم كما أمرت}
ــــــــــــ
دعنا من هذا ولننظر سوياً لحال عامة الناس من منظور الرحمة والشفقة والحب في الله والتعاون على البر والتقوى ...
لعل أحد الأخوة يريد أن يكون ملتزما على حد وصفه ويريد أن يكون مثل اخوانه في الله، ولا يدري عن دينه سوى النذر اليسير مما تراه عيناه ... كاطالة اللحية وتقصير الثوب كأقرب أمثلة تراها العين مع استعمال السواك ... ربما هذا جل ما يعلمه ...
ويأتي ليكون منكم سواء على الانترنت أو المسجد أو أي شيء غيره ... ليسمع منكم النقد والتجريح؟ أم ضرب أمثلة بملتحي ومقصر ثوبه؟ أو بقول قائل:
والله انا لو تكلمت باسترسال عن هذا الموضوع أخشى أن أظلم لكثرة ما فى قلبى من غيظ وغل تجاه كثير من الملتزمين بالهدى الظاهر (خاصة المنشغلين بالذكر وطلب العلم منهم)
وفكرت ان اكتب مقالا بعنوان (ربنا لاتجعلنا فتنة للظالمين)
أو قوله:
جل ان لم يكن كل من أعرفهم من الملتزمين وطلبة العلم أغبياء وحمقى!
وهل إن ذكر له أحد الأخوة بأن صفة وضوءه ليست على هدي رسول الله (ص)، وأن حلفه بغير الله حرام .. الخ.
فيضيق عليه جهله فيسعى لطلب العلم ... فيتربص له اخوانه أم يتعاونوا معه على البر والتقوى؟
فإن كان توضيح ... فنعم ...
توضيح بلا تجريح
وإن كان توجيه ... فنعم ...
توجيه بلا تعريض
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 11:37]ـ
الأخ الكريم أسامة ولم لا تكتب مقالا وتعالج فيه ما ذكرت بأسلوب مهذب وعبارة منمَّقة ....
على الأقل يكثر طرق العلاج لهذه المشكلة
وسلمت لمحبك
ـ[أقدار]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 12:02]ـ
كثيرون هم من برا سكبة ومن جوه نكبة ... !!!!!
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 05:53]ـ
كم هم الذين اغترُّوا بمظهر شخص ما فأطلقوا عليه حكماً عاماً بالالتزام، وحين تعاشره تجد أنَّ الالتزام كان التزماً ظاهراً، يحتاج لأن يرقِّي التزامه وينقله من التزام المظاهر والظواهر ـ وهو أمر محمود
نعم كثيراً ما نغتر بالمظاهر وانها علامة الإلتزام والإلتزام منهم بريئ ..
جزاكم الله خيراً وجعلكم نفع للإسلام والمسلمين
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 03:31]ـ
شرفت بتعليقكم اختي امة الله ام عبدالله
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 01:33]ـ
أضحك الله سنك يا أخي أقدار (سكبة) و (نكبة)(/)
الغرف الصوتية الدعوية في مواقع الدردشة
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 09:03]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
فلقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الغرف الصوتية داخل مواقع الدردشة ولنا معها وقفات نرجو المشاركة بارك الله فيكم لأن الموضوع ذو أهمية خطيرة من كل جوانبه
1 - هذه الغرف من يقوم عليها واجتهادتهم
2 - من يقوم بالقاء الدروس فيها
3 - واقع التعليم والتعلم فيها
4 - غياب أصحاب الشأن عنهم
5 - يدخل المحتسب بروح عالية ويخرج بل لايكاد يخرج وكما قيل قديما دخل أبو حامد في جب الفلاسفة ولم يخرج منه
6 - الاختلاط بين الرجال والنساء فيها وواقع من جانبين الشفقة والتوبة والاصطياد للفريسة من كلا الجانبين
فما العلاج وماهي الضوابط بارك الله فيكم
للعلم أن هناك فئة كبيرة كتب الله لها الهداية والالتزام عن طريق هذه الغرف بل صارهناك مواقع كاملة كلها غرف اسلامية واستبدلت بالغرف الأخرى
إذا تركنا فما البديل وإذا دخلنا فماهي المعاير
وكما قال ابن القيم رحمه الله: قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا علق سبحانه الهداية
بالجهاد فاكمل الناس هداية أعظمهم جهادا وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الاربعة فى الله هداه الله سبل رضاه الموصلة الي جنته ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد قال الجنيد والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الاخلاص ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر الا من جاهد هذه الأعداء باطنا فمن نصر عليها نصر على عدوه ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه(/)
درس في الانصاف مع العلماء من الشيخ اسماعيل المقدم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 10:37]ـ
من مجلة البيان العدد242 شوال 1428 - وفي موضوع عن " خواطر عن الوهابية " للدكتور اسماعيل المقدم، وفي معرض حديثه عن انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والفكر السلفي في مصر قال:
" إنه لا يسع منصفاً - مهما اختلف مع الشيخ رشيد رضا - إلا أن يقر بأنه أبو السلفية في مصر وأن له في عنق السلفيين شاؤوا أم أبوا، شكروا له أو جحدوا منة وفضلاً، وآية ذلك دوره الرائد في نشر التراث السلفي ومنافحته عن عقيدة السلف ورموزها ممثلة في شيخي الاسلام ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب. أ. هـ
ألا ليت قومي يعلمون ممن يخرجون العلماء من دائرة السنة ويصمونهم بالبدع والضلال لرأي رأوه أو مذهب في مسألة اتخذوه وينسون جهوداً جبارة قام بها هؤلاء العلماء في زمن عم فيه الضلال والخرافة والبدع والتقليد ولم يكن فيه أي ناصر للحق ولا متبع للهدى - فجزى الله الشيخ اسماعيل خيراً.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 06:04]ـ
انا لم اشتر مجلة البيان هذا العدد فهل تقصد الشيخ محمد اسماعيل المقدم وانا لا اعرف انه يكتب فى مجلة البيان
على العموم ان كنت تقصده فهو اسمه (محمد احمد اسماعيل المقدم) و اسمه المشهور على شرائط الكاسيت وبعض الكتب (محمد اسماعيل المقدم)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 06:41]ـ
نعم هو لمحمد إسماعيل المقدم، والمقال منشور في عدد شوال وقد قرأت المقال وفيه فوائد مليحة، يعيبه ترك التوثيق في مواطن لبعض النقول والكلام الذي يحتاج إلى توثيق لتتم الفائدة.
ويبقى كلام الشيخ عن مصطلح الوهابية محل اجتهاد ونظر قد لا يوافق عليه حفظه الله وسدده.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 07:24]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61115
الدقيقة 11 وما بعدها(/)
اكثر من عشرين فائدة في كتاب الله حول الاستغفار
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 08:50]ـ
كنت قبل فترة انظر في المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم
لانظر الى ثمرات الاستغفار في كتاب الله
فوجدت الفوائد التالية
1 - ان من استغفر معترفا بظلمه لنفسه غفرالله له
2 - من لم يغفرالله له فهو خاسر
3 - ان مغفرة الله تابعة لمشيئته
4 - ان متابعة النبي صلى الله عليه وسلم سبب لمغفرة الله
5 - ان عدم الاصرار على المعصية سبب للمغفرة
6 - ان المشرك لايغفرله اذا مات على الشرك
7 - التقوى من اسباب المغفرة
8 - المؤمن ان كان في قلبه خير غفرله
9 - لاينفع الاستغفار للمنافق
10 - لايجوز الاستغفار لمن مات على الشرك
11 - المؤمن يرجو المغفرة في الاخرة
12 - القول السديد مع التقوى سبب للمغفرة
13المؤمن لايقنط من الرحمة لعلمه بمغفرة الله لجميع الذنوب
14 - المغفرة لمن تاب وامن وعمل صالحا
15الصدقة من اسباب المغفرة
16الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين
17 - من اكره على المعصية يغفرله
18 - الاستغفارسبب لنزول الامطار والرزق بالمال والولدوالقوة
19 - مشروعية الدعاء للنفس والوالدين والمؤمنين ولمن دخل المنزل مؤمنا بالمغفرة
20 - العذاب يرتفع بالاستغفار
21 - الكافر اذاتاب يغفرله ماقدسلف
22 - خشية الله بالغيب سبب للمغفرة
-
ـ[سيف العلم]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك ونفعنا بعلمك يا شيخنا أبا محمد الغامدي
أسأل الله أن يغفر لنا ولك ولجميع المسلمين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 11:54]ـ
اخي الفاضل سيف العلم وفقك الله
أسأل الله أن يغفر لنا ولك ولجميع المسلمين وان ينفعني واياك بماعلمنا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 07:00]ـ
بوركت أبا محمد الغامدي
أسأل الله أن يجعلنا ممن استغفره فغفر له، وأعطاه سؤله
رحم الله والديك وآلك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل كاتب منصف وفقك الله
أسأل الله أن يغفر لنا ولك ولجميع المسلمين وان ينفعني واياك بماعلمنا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:17]ـ
17 - من اكره على المعصية يغفرله
18 - الاستغفارسبب لنزول الامطار والرزق بالمال والولدوالقوة
19 - مشروعية الدعاء للنفس والوالدين والمؤمنين ولمن دخل المنزل مؤمنا بالمغفرة
20 - العذاب يرتفع بالاستغفار
21 - الكافر اذاتاب يغفرله ماقدسلف
22 - خشية الله بالغيب سبب للمغفرة
ـ[سلطان همه]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:39]ـ
أخي المشرف لو جعلت العنوان: (أكثر من عشرين فائدة في كتاب الله حول الاستغفار) لكان أصدق .. وجزاك الله خيرا ونفع بخيرك وصلاح علمك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي المشرف لو جعلت العنوان: (أكثر من عشرين فائدة في كتاب الله حول الاستغفار) لكان أصدق.
. وجزاك الله خيرا ونفع بخيرك وصلاح علمك.
اخي الكريم العنوان كماذكرت
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلطان همه]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 10:49]ـ
أعد النظر في العنوان وفيما كتبت، أصلحك الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Dec-2007, صباحاً 06:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 12:20]ـ
الله يعطيك العافية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 06:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 09:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 10:10]ـ
هل هذه ثمرات؟ أم أسباب؟ أرجو التفريق
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 09:05]ـ
للفائدة
هذا كتاب بعنوان: الاستغفار وثمراته العاجلة والآجلة
لـ: محمد بن علي العرفج
للتحميل من هنا http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=2498
0
0
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 01:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:48]ـ
جزاكم الله خيرا ابا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 08:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 08:49]ـ
هذه بعض الايات الدالة على ماذكر
5 - ان عدم الاصرار على المعصية سبب للمغفرة
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَِ
-القول السديد مع التقوى سبب للمغفرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًاِيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاِ
الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين قال الله تعالى
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِِ
-الكافر اذاتاب يغفرله ماقدسلف
قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِِ
خشية الله بالغيب سبب للمغفرة
سورة الملك - - الآية 12 -
إِنَّ ?لَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِ?لْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرة وَأَجْر كبير
-العذاب يرتفع بالاستغفار
وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَِ
الاستغفارسبب لنزول الامطار والرزق بالمال والولد
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًاِوَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًاِ(/)
تَزَبَّبْتَ وَأَنْتَ حِصْرِمٌ!!
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 09:06]ـ
الحمد لله الذي بدَّد ظلماتِ الجهل ببَعْثَة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم، وأَمَرَهُ في مُحْكَمِ التَّنْزِيل بقوله: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، والقائل: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [الشورى: 43]. والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل: ((إنَّ من أشراط السَّاعة أن يُرفعَ العلمُ، ويَثبُتَ الجهلُ، ويُشربَ الخمرُ، ويظهرَ الزِّنَا))، والقائل: ((إنَّ الله لا يَقْبِضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ من العباد، ولكن يَقْبِضُ العلم بقَبْضِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لم يُبْقِ عالمًا؛ اتَّخذ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالاً، فسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْر عِلمٍ؛ فضَلُّوا وأَضَلُّوا)).
وقد تعلَّم الصحابة الكرام - رضيَ الله عنهم - من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثمَّ علَّموا التَّابعينَ، وعلَّم التَّابعون أتباعَ التَّابعين، وحمل هذا العلمَ من كلِّ خَلفٍ عُدُولُه، فنَفَوْا عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المُبطلِين، وتأويل الجاهلين، وما بلغوا ذلك إلا بنَفْيِ الاعتماد، والسَّيْر في البلاد، وصبرٍ كصبر الجماد، وبُكورٍ كبُكُور الغراب، كما وَرَدَ عن الشَّعْبِيِّ - رحمه الله تعالى - وكابدوا المشاقَّ الكِبار، وصارعوا الأهوال العظام، ولسانُ حالهم:
دَبَبْتَ لِلْمَجْدِ وَالسَّاعُونَ قَدْ بَلَغُوا = جَهْدَ النُّفُوسِ وَأَلْقَوْا دُونَه الأُزُرَا
فَكَابَدُوا الْمَجْدَ حَتَّى مَلَّ أَكْثَرُهُمْ = وَعَانَقَ الْمَجْدَ مَنْ أَوْفَى وَمَنْ صَبَرَا
لا تَحْسَبِ الْمَجْدَ تَمْرًا أَنْتَ آكِلُهُ = لَنْ تَبْلُغَ الْمَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرَا
وعَمِلوا بنصيحة الشافعيِّ - رحمه الله تعالى - إذْ يقول:
أَخِي، لَنْ تَنَالَ الْعِلْمَ إِلاَّ بِسِتَّةٍ = سَأُنْبِيكَ عَنْ تَفْصِيلِهَا بِبَيَانِ
ذَكَاءٌ وَحِرْصٌ وَاجْتِهَادٌ وَبُلْغَةٌ = وَصُحْبَةُ أُسْتَاذٍ وَطُولُ زَمَانِ
وزاحمهم في ذلك أغمارٌ أصاغرُ، تَزَبَّبوا قبل أن يَتَحَصْرَمُوا، ورامُوا الطَّيران بغير ريشٍ، وأقحموا أنفسهم فيما لا يُحسنون، فأُسْمِعوا ما يكرهون، وكانوا عن هذا في غِنًى وعافية، لكنَّ حبَّ الظُّهور يقصِم الظُّهور، والجزاء من جنس العمل.
وزيَّنَتْ لهم أنفسُهم التلقُّبَ بِعظيم الألقاب، والتَّكنِّي ببديع الكُنَى؛ عسى أن تَرفعَ من خَسيسَتِهم، فَما أَغْنَتْ عَنْهُم شيئًا، وكانوا كمَن قيل فيه:
أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ فِي غَيْر مَوْضِعِهَا = كَالْهِرِّ يَحْكِي انْتِفَاخًا صَوْلَةَ الأَسَدِ
ثُمَّ صار أمْرُهُمْ ضِغْثًا على إبَّالةٍ، فَلَمْ يَقْتَصِرُوا على ما سَبَقَ؛ بَلْ رمَوْا غَيْرَهُمْ بِدَائِهِم، ونازَلوهم في ساحات المناظرة، منازلةَ العالِم للجاهل، والصَّبور على الجهول، وأَخْلِقْ بهم أن يكونوا على الضّدِّ من ذلك، وأن يُنْشِدَ رائيهم قولَ خلف الأحمر:
لَنَا صَاحِبٌ مُولَعٌ بِالْخِلافِ = كَثِيرُ الْخَطَاءِ قَلِيلُ الصَّوَابِ
أَلَجُّ لَجَاجًا مِنَ الْخُنْفُسَاءِ = وَأَزْهَى إِذَا مَا مَشَى مِنْ غُرَابِ!
وأن يتأسَّف على إفساح المجال لأمثالهم؛ ليقولوا في دين الله بغير علمٍ، في ظلِّ غياب - أو تغييب - الكفاءات المعتبَرة للحِسْبة الشَّرعيَّة، دون أن يؤخَذ على أيديهم، وأن يؤطَروا على الحقِّ أطْرًا.
ورحمة الله على القاضي عبدالوهَّاب المالكي، القائل:
مَتَى يَصِلُ العِطَاشُ إلى ارْتِوَاءٍ = إِذَا اسْتَقَتِ البِحَارُ مِنَ الرَّكَايَا؟!
وَمَنْ يُثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مُرَادٍ = إِذَا جَلَسَ الأَكَابِرُ في الزَّوَايَا؟!
وَإِنَّ تَرَفُّعَ الْوُضَعَاءِ يَوْمًا = عَلَى الرُّفَعَاءِ مِنْ إِحْدَى الرَّزَايَا
إِذَا اسْتَوَتِ الأَسَافِلُ وَالأَعَالِي = فَقَدْ طَابَتْ مُنَادَمَةُ الْمَنَايا!!
ويا ليتهم إذْ خاضوا تلك اللُّجَّة خاضوها بمروءة الأحرار:
وَمِنْ مُبْكِيَاتِ الدَّهْرِ أَوْ مُضْحِكَاتِهِ = لَدَى النَّاسِ حُرٌّ لَمْ يَكُنْ خَصْمُهُ حُرَّا
فنعوذ بالله من أناس تشيَّخوا قبل أن يشيخوا، ولعلَّهم لن يشَيَّخوا وإن شاخوا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتراهم يتكلَّمون في كلِّ مسألةٍ كيفما اتَّفَق؛ فتجد قلَّة العلم، وقلة التأني والتأمل والنظر - أو عدمه – فليس عنده إلا الرَّغبة في اللجاجة والردِّ على الغَيْر! كما قال الشَّاعر:
تَرَاهُ مُعَدًّا لِلْخِلافِ كَأَنَّهُ = بِرَدٍّ عَلَى أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ
وقال الآخر:
رَقِيعٌ خَصِيمٌ فِي الصَّوَابِ كَأَنَّهُ = بِرَدٍّ عَلَى أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ
فالواجب على طلاب العلم فمن فوقهم إذا نَصحوا، فقوبلوا بأمثال هؤلاء؛ أن يسعهم الصمت والإعراض والصفح الجميل؛ وليتمثَّلوا قول الشافعي:
أَأَنْثُرُ دُرًّا بَيْنَ رَاعِيَةِ الْغَنَمْ = وَأَنْشُرُ مَنْظُومًا لِرَاعِيَةِ النَّعَمْ
لَئِنْ كُنْتُ قَدْ ضُيِّعْتُ فِي شَرِّ بَلْدَةٍ = فَلَسْتُ مُضِيعًا بَيْنَهُمْ غُرَرَ الْكَلِمْ
فَإِنْ فَرَّجَ اللَّهُ الْكَرِيمُ بِلُطْفِهِ = وَأَدْرَكْتُ أَهْلاً لِلْعُلُومِ وَلِلْحِكَمْ
بَثَثْتُ مُفِيدًا وَاسْتَفَدْتُ وِدَادَهُمْ = وَإِلاَّ فَمَخْزُونٌ لَدَيَّ وَمُكْتَتَمْ
وَمَنْ مَنَحَ الجُهَّالَ عِلْمًا أَضَاعَهُ = وَمَنْ مَنَعَ المُسْتَوْجِبِينَ فَقَدْ ظَلَمْ
وَقَالَ أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ:
قَالُوا نَرَاكَ تُطِيلُ الصَّمْتَ قُلْتُ لَهُمْ = مَا طُولُ صَمْتِيَ مِنْ عِيٍّ وَلا خَرَسِ
لَكِنَّهُ أَجْمَلُ الأَمْرَيْنِ مَنْزِلَةً = عِنْدِي وَأَحْسَنُ لِي مِنْ مَنْطِقٍ شَكِسِ
قَالُوا نَرَاكَ أَدِيبًا لَسْتَ ذَا خَطَلٍ = فَقُلْتُ هَاتُوا أَرُونِي وَجْهَ مُقْتَبِسِ
لَوْ شِئْتُ قُلْتُ وَلَكِنْ لا أَرَى أَحَدًا = سَاوَى الْكَلامَ فَأُعْطِيهِ مَدَى النَّفَسِ
أَأَنْشُرُ البَزَّ فِيمَنْ لَيْسَ يَعْرِفُهُ = وَأَنْثُرُ الدُّرَّ لِلْعُمْيَاِنِ فِي الْغَلَسِ؟!
وقال الشاعر:
فَمَنْ حَوَى الْعِلْمَ ثُمَّ أَوْدَعَهُ = بِجَهْلِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ ظَلَمَهْ
وَكَانَ كَالْمُبْتَنِي الْبِنَاءَ إِذَا = تَمَّ لَهُ مَا أَرَادَهُ هَدَمَهْ
وقال آخر:
أَقُولُ وَسِتْرُ الدُّجَى مُسْبَلٌ = كَمَا قَالَ حِينَ شَكَا الضِّفْدَعُ
كَلامِيَ إِنْ قُلْتُهُ ضَائِعٌ = وَفِي الصَّمْتِ حَتْفِي فَمَا أَصْنَعُ
لكنَّنا نسأل الله - تعالى - أن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يزيدنا علمًا، وأن يقِيَنا شرَّ أنفسنا، وشرَّ الأشرار، وشرَّ كلِّ دابةٍ هو آخِذٌ بِنَاصِيتِها، وأن يُجَنِّبنا التقوُّلَ عليه - سبحانه - بغيْرِ عِلْم؛ فإنَّه من كبائر الذنوب، وأعْيَبِ العُيوب، وأمْوَتِ الأشياء لِلْقُلوب.
ويا لَيْتَ الْمَرْء منَّا يتأنَّى في تسطير كلِّ كلمةٍ يكتبها؛ لئلا يندم حين لا ينفع الندم؛ قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13 - 14]
وأن يَحْذَر من أن يرى تَقَوُّلَه على ربِّه في كتابٍ لا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، ولاتَ حين مَنْدَم.
قال الجاحظ:
وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إلاَّ سَتَبْقَى = كِتَابَتُهُ وَإِنْ فَنِيَتْ يَدَاهُ
فَلا تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ = يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أَنْ تَرَاهُ
هذا؛ وَقَدْ يظنّ ظانّ أنّي قسوتُ في العِبارة فِي النُّصْحِ، فَأَقُولُ ما قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى 28/ 53": "إنَّ المُؤْمِنَ للمؤمِن كاليَدَيْنِ تَغْسِلُ إِحْداهُما الأُخْرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة؛ لكنَّ ذلك يوجب من النظافة والنُّعومة ما نحمَد معه ذلك التخشين".
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 10:47]ـ
الشَّيخ الفاضل / خالد عبد المنعم الرّفاعي ـ سَلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
شكر اللَّهُ لكم،ونفع بكم.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
ـ[سيف العلم]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 10:49]ـ
أكرمك الله أيها الشيخ المبجل الموقر ..
والله ما يليق هذا الكلام بمقامك
ولا يليق أن يقال في هذا المجلس الذى أحسب أهله أعلى من الرد على مثل هذا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 11:58]ـ
كلام نفيس أنيق ..
شكر الله لك ونفع بكم
وجمعني وإياكم على محاب الله ومراضيه
ـ[سيف العلم]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 12:15]ـ
اتَّخذ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالاً، فسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْر عِلمٍ؛ فضَلُّوا وأَضَلُّوا)) ....
... فَأَقُولُ ما قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى 28/ 53": "إنَّ المُؤْمِنَ للمؤمِن كاليَدَيْنِ تَغْسِلُ إِحْداهُما الأُخْرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة؛ لكنَّ ذلك يوجب من النظافة والنُّعومة ما نحمَد معه ذلك التخشين".
صدقت والله فقد اتخذ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالاً، فسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْر عِلمٍ؛ فضَلُّوا وأَضَلُّوا
والعجيب أنهم يغضبون من هذه الخشونة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 12:26]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نجم الشام]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 01:28]ـ
الشيخ الفاضل خالد عبد المنعم الرفاعي
لقد استخدمت مجموعة من التعبيرات الشديدة لا أرى ضرورة لها وكأنك تهاجم اليهود ..
فقلت: ((أَلَجُّ لَجَاجًا مِنَ الْخُنْفُسَاءِ - وزيَّنَتْ لهم أنفسُهم التلقُّبَ بِعظيم الألقاب - تَرفعَ من خَسيسَتِهم، - أناس تشيَّخوا قبل أن يشيخوا، ولعلَّهم لن يشَيَّخوا وإن شاخوا - فليس عنده إلا الرَّغبة في اللجاجة - أغمارٌ أصاغرُ، تَزَبَّبوا قبل أن يَتَحَصْرَمُوا، ورامُوا الطَّيران بغير ريشٍ، وأقحموا أنفسهم فيما لا يُحسنون، - حبَّ الظُّهور يقصِم الظُّهور))
لعلك تخبرنا أين تعرض لك هؤلاء الجهلاء وأين وجدتهم؟ أم تعتبر من يرد على مشاركاتك ويناقشك جاهلا؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 02:59]ـ
كلام نفيس شيخنا خالد ..
اما اعتراض الاخ نجم الشام فلم يصادف محلا اخي الكريم فتنبه
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 04:36]ـ
الإخوة الأفاضل سلمان أبو زيد، أبو القاسم، أبو ريان المدني، إمام الأندلس -حفظكم الله ورعاكم -
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم علما نافعًا وعملاً متقبلاً وقلبًا سليمًا
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 04:38]ـ
الأخوان الحبيبان سيف العلم ونجم الشام– حفظكما الله ورعاكما –
ما ذكرتُه في مشاركتي لم أقصد به إلا النصيحة لنفسي أولًا ثمَّ لأخواني سواء داخل المنتدى أو خارجه، وكل ما ذكرته تجداه مبثوثا متناثرا في كتب آداب طلب العلم، فذٌكِر فيها الإخلاص، وعلو الهمة، والتجرد في الطلب، وغير ذلك، فهل يلزم أن من تكلم عن الإخلاص - مثلا – أنه يعرض بوقوع إخوانه في الرياء؟! أو أن من أنكر بدعة محدثة، أنه يريد التعريض بإخوانه؟! لا والله؛ لا يفهم هذا اقتضاءً ولا التزامًا ولا تضمنًا.
كما لا يظن أني أبرئ نفسي مما ذكرتُ فمن ذا الذي ليس فيه شيء؟!
ووالذي نفسي بيده لقد كنت مستحضرًا قول عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه - وأنا أكتب ما كتبت، حينما وعظ الناس وذكّرهم وأبكاهم، ثم قال: "أما والله إني لأقول لكم هذا وما أعرف من أحد من الناس مثل ما أعرف من نفسي، قال الراوي: ثم قال بطرف ثوبه على عينه فبكى ثم نزل، فما خرج حتى أُخرج إلى حفرته". "حلية الأولياء 5/ 266".
فلا يشترط في الناهي عن المنكر أن يكون متجردًا مما ينهى عنه؛ قال سعيد بن جبير - رحمه الله -: "لو كان المرء لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر". انظر " تفسير الطبري: 1/ 367 "
وقال الحسن البصري لمُطَرّف بن عبدالله: " عظْ أصحابك. فقال: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل. قال: يرحمك الله، وأيُّنا يفعل ما يقول؟ يود الشيطان أنه قد ظفر منا بهذا؛ فلم يأمر أحد بمعروف، ولم ينه أحد عن منكر! " رواه الطبري في "تفسير:1/ 367" ثم قال - رحمه الله -: "وأما من قال: لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه وصمة، فإن أراد أنه الأوْلى فجيِّد، وإلا فيستلزم سد باب الأمر بالمعروف إذا لم يكن هناك غيره"
وقال أبو محمد بن حزم - رحمه الله -: " ولو لم يَنْهَ عن الشر إلا من ليس فيه شيء منه، ولا أمر بالمعروف إلا من استوعبه - لما نهى أحدٌ عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي - صلى الله عليه وسلم". انظر "الأخلاق والسير لابن حزم ص 92"
وقال الإمام النووي - رحمه الله - في "شرح مسلم 2/ 23": " قال العلماء: ولا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كاملَ الحال، ممتثلاً ما يأمر به، مجتنباً ما ينهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مُخِلاً بما يأمر به، والنهي وإن كان متلبساً بما ينهى عنه؛ فإنه يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه، وينهاها، ويأمر غيره، وينهاه؛ فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الإخلال بالآخر؟! "
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – في "أضواء البيان 2/ 173": "فالحق أن الأمر غير ساقط عن صالح ولا طالح، والوعيد على المعصية لا على الأمر بالمعروف؛ لأنه – في حد ذاته – ليس فيه إلا الخير".
هذا؛ ولا يليق بطُويلب علم مثلي أن يلمز إخوانه وإنما الواجب على جميع المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال الإمام النووي في كلام نفيس له: " فينبغي لطالب الآخرة، والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - فإن نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه، ويخلص نيته، ولا يهادن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته؛ فإن الله تعالى قال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40] وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101]. وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] ... ولا يتاركه أيضا لصداقته ومودته ومداهنته وطلب الوجاهة عنده ودوام المنزلة لديه؛ فإن صداقته ومودته توجب له حرمة وحقا، ومن حقه أن ينصحه ويهديه إلى مصالح آخرته، وينقذه من مضارها.
وصديق الإنسان ومحبه هو من سعى في عمارة آخرته، وإن أدى ذلك إلى نقص في دنياه، وعدوه من يسعى في ذهاب أو نقص آخرته وإن حصل بسبب ذلك صورة نفع في دنياه". اهـ. من شرح مسلم.
وأسأل الله الكريم أن يوفقنا وسائر المسلمين لمرضاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف العلم]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... اود ان اضيف او استطرد
قال ابو هلال العسكري:
وقوله: " ولا يكلم سيد الأمة بكلام الأمة، ولا الملوك بكلام السوقة ". لأنَّ ذلك جهل بالمقامات، وما يصلح في كلِّ واحد منهما من الكلام. وأحسن الذي قال: لكلِّ مقام مقال. وربما غلب سوء الرأي، وقلة العقل على بعض علماء العربية، فيخاطبون السّوقيّ والمملوكَ والأعجميّ بألفاظ أهل نجد، ومعاني أهل السراة. (الصناعتين 1/ 10)(/)
ضروري أن تعلم معنى (إنا لله وإنا لله راجعون)
ـ[الشيخ وائل]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 07:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفضيل بن عياض يقول لِرَجُلٍ: كم أتت عليك؟ أي كم بلغت من العمر
قال الرجل: ستون سنة.
قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك، توشك أن تَبْلُغ.
فقال الرجل: يا أبا علي! إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال له الفضيل: تعلم ما تقول؟
قال الرجل: قلتُ إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الفضيل: تعلم ما تفسيره؟
قال الرجل: فَسِّرْه لنا يا أبا علي.
قال: قولك إنا لله تقول أنا لله عَبْدٌ، وأنا إلى الله راجع، فمن عَلِم أنه عَبْد الله وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف، ومن عَلِم بأنه موقوف، فليعلم بأنه مسئول، ومن عَلِم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا.
فقال الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيره
قال الرجل: ما هي؟
قال تُحسِن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي. فإنك إن أسأت فيما بقي أُخِذتَ بما مضى وما بقي
أيها الأحباب مفاد هذه القصة أن الحسنات فيما بقي لنا من العمر تبدل بلاوي السيئات التي ارتكبناها فيما مضى.
أستغفر الله لي ولكم فاستغفروا لأنفسكم ولي وللمسلمين والمسلمات
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 06:09]ـ
الحمد لله:
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
هل أقام عمر أبن الخطاب رضي الله عنه حد شارب الخمر؟
ـ[أم صهيب]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أقام عمر أبن الخطاب رضي الله عنه حد شارب الخمر؟
ذكر أبن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعيين النووية {ومن هنا نعرف أن عقوبة شارب الخمر ليست حدا ً، ولايمكن أن نقول: إنها حد فلو كانت حدا ً ما تجاوزها عمر والصحابة رضي الله عنهم، ثم هناك دليل آخر من نفس القضية، لما استشار عمر الصحابة رضي الله عنهم، قال عبدالرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين أخف الحدود ثمانون، ويعني بذلك حد القذف ..
لو كانت عقوبة شارب الخمر حدا ً لكن أخف الحدود أربعين، وهذا شيء واضح}.
فهل لشارب الخمر حدا ً، وهل أقامة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ام لا؟ وإذا كان الجواب لا لما لم يقيمه؟
ـ[المسندي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 04:50]ـ
عن ابي ساسان قال شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر وشهد آخر أنه رآه يتقيأ فقال عثمان إنه لم يتقيأ حتى شربها فقال يا علي قم فاجلده فقال علي قم يا حسن فاجلده فقال الحسن ولي حارها من تولى قارها فكأنه وجد عليه فقال يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك ثم
قال جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين
وجلد أبو بكر أربعين وعمر ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي. رواه مسلم
وعن السائب بن يزيد قال
كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمرة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا حتى كان آخر إمرة عمر فجلد أربعين حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين.رواه البخاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 06:45]ـ
قال الشيخ ابن جبرين. حفظه الله
الحدود في اصطلاح الفقهاء: هي جمع حد، يعرفونه بأنه عقوبة مقدرة شرعا على ذنب لتمنع من الوقوع في مثله هكذا، عقوبة: أي نوع من أنواع العقوبات، عقوبة بجلد، عقوبة بحبس، عقوبة برجم عقوبة بقطع يدٍ أو قطع رجلٍ، كما في قطاع الطريق، أو ما أشبه ذلك عقوبة مقدرة شرعا على ذنب لتمنع من الوقوع في مثله يعني: أن هذه العقوبة شرعت حتى لا يعود إلى الذنب مرة أخرى وحتى ينزجر أمثاله الذين تسول لهم نفوسهم أن يقعوا في هذه الذنوب، فإذا تذكروا أن هناك عقوبة، فإنهم ينزجرون ويبتعدون عن هذه الذنوب.
وقال الشيخ الشنقيطي حفظه الله في شرح الزاد
فيقول المصنف رحمه الله: [باب حد المسكر]، تقدم معنا تعريف الحدود، وبينا أنها العقوبات المقدرة شرعاً، وعلى هذا فإن حد المسكر هي: العقوبة التي نص عليها الشرع، إما مقدرة محددة كما اختاره جمهور العلماء رحمهم الله، وإما أن تترك لنظر الإمام فيما هو أولى في ردع الناس وزجرهم كما سيأتي إن شاء الله تعالى توضيحه وبيانه. أما من حيث الأصل فالجماهير على أن للسكر والخمر حداً في شريعة الله عز وجل، وعقوبة شرعية.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 07:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيكم
نقل بعض أهل العلم الإجماع على أن شارب الخمر عقوبة الحد وممن نقله:
1 - ابن حزم في مراتب الإجماع (ص 154)
2 - والقاضي عياض نقله عنه ابن حجر في الفتح (12/ 72).
3 - وابن هبيرة في الإفصاح (2/ 426)
4 - وابن قدامة في المغني (10/ 322).
5 - ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام (4/ 135).
6 - النووي في شرح مسلم (11/ 217)
7 - وابن حجر في الفتح (12/ 72)
ثم اختلفوا في مقدار الحد على أقوال أشهرها قولان:
1 - أن عقوبته أربعون جلدة في حق الحر وعشرون في حق العبد ويجوز أن يزاد فيها إلى ثمانين تعزيراً وبهذا قال الشافعي ورواية عن أحمد واختاره ابن القيم.
2 - أن عقوبته ثمانون جلدة في حق الحر وأربعون في حق العبد وهو قول ابي حنيفة ومالك ورواية عن أحمد وقول للشافعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك من حكى خلافاً في المسألة _ أي عقوبة الشارب هل هي حد أو تعزير _ كالطبري وابن المنذر حيث حكوا عن طائفة من أهل العلم أن عقوبة شارب الخمر التعزير وقد رد الشوكاني دعوى الإجماع على أن عقوبة الحد كما في نيل الأوطار (7/ 150) ويرى الحافظ ابن حجر أن هذا رأي البخاري فيقول بعد ان ذكر الأقول: (أظن الأول _ أي أنه لا حد فيه _ رأي البخاري فإنه لم يترجم بالعدد أصلا ولا أخرج هنا في العدد الصريح شيئا مرفوعاً) الفتح (12/ 75)
وحجة من يرى انه لا حد فيه أمور:
1 - أن الخلفاء الأربعة اختلفوا في عقوبته فبعضم جلده أربعين وبعضهم جلده ثمانين ولو كان له حد لما زيد فيه كما هو الحال في سائر الحدود كالزنا والقذف.
واجيب أن هذا الاختلاف كان في الزيادة التعزيرية إلى ثمانين وإلا فأقله أربعون.
2 - أنه ثبت أنه كان يؤتى بالشارب في عهد النبي (ص) فيضرب بالجريد والنعال والثياب ومعلوم أن الحد يكون بالسوط لا بهذه الأمور.
3 - عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: ما كنت لأقيم حدا على أحد فيموت فأجد في نفسي إلا صاحب الخمر فإنه لو مات وديته وذلك أن رسول الله (ص) لم يسنه " متفق عليه
قال ابن القيم: (قيل: المراد بذلك أن رسول الله (ص) لم يقدر فيه بقوله تقديرا لا يزاد عليه ولا ينقص كسائر الحدود وإلا فعلي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد شهد أن رسول الله (ص) قد ضرب فيها أربعين وقوله: إنما هو شئ قلناه نحن يعني التقدير بثمانين فإن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة رضي الله عنهم واستشارهم فأشاروا بثمانين فأمضاها ثم جلد علي في خلافته أربعين وقال: هذا أحب إلي) زاد المعاد (5/ 41) وبمثل هذا الجواب أجاب البيهقي وابن حزم. الفتح (12/ 72)
4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شرب رجل فسكر فلقي يميل في الفج فانطلق به إلى النبي (ص) فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي (ص) فضحك وقال " أفعلها؟ " ولم يأمر فيه بشىء " رواه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وصححه الحاكم على شرط الشيخين وقال الحافظ ابن حجر: إسناد قوي، لكن فيه محمد بن علي بن يزيد لم يوثقه غير ابن حبان ومتنه مخالف لما ثبت في الحاديث الصحيحة.
وقد أجاب الجمهور عن هذه الأدلة بجوابين:
أحدهما: أنه انعقد الإجماع في عصر الصحابة على وجوب الحد.
الثاني: أنه قد ثبت ان النبي (ص) جلد أربعين وسار على هذا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في صدر خلافته ثم جلد ثمانين وكذا عثمان جلد أربعين وثمانين وكذا علي جلد أربعين.
فثبت في صحيح مسلم عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) جلد أربعين. وكذا ثبت في مسلم من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نحوه.
والله اعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 07:39]ـ
استدراك:
قولي: وصححه الحاكم على شرط الشيخين
الصواب بدون: على شرط الشيخين
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 07:46]ـ
بارك الله فيكم
في الرابط الآتي استدراكٌ من أخينا الكريم الشيخ المزروع على كلام الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1951
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 08:14]ـ
ايها الاخوة الكرام
ثم بدا لي جمع لطيف بين القولين لم اره من قبل لاحد من اهل العلم
وهو ان الحدود في اصطلاح الفقهاء:
هي جمع حد، يعرفونه بأنه عقوبة مقدرة شرعا على ذنب لتمنع من الوقوع في مثله
فعلى هذا القول ورد في الشرع حد لشارب الخمر وهوالجلد باربعين اوبثمانين جلدة لمنع الناس من الوقوع في هذه المعصية
ومن نفى الحد كالشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله اراد انهافلو كانت حدا ً ما تجاوزها عمر والصحابة رضي الله عنهم، ثم هناك دليل آخر من نفس القضية، لما استشار عمر الصحابة رضي الله عنهم، قال عبدالرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين أخف الحدود ثمانون، ويعني بذلك حد القذف ..
لو كانت عقوبة شارب الخمر حدا ً لكن أخف الحدود أربعين، وهذا شيء واضح.والله اعلم
ـ[أم صهيب]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 10:16]ـ
بارك الله فيكم يا أخوة، وأحسن الله إليكم ..(/)
قال ابن عثيمين رحمه الله ولمحبة شيوع الفاحشة في الذين آمنوا معنيان؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 01:15]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
أستدل المؤلف ـ رحمه الله ـ بقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [النور: من الآية19].
ولمحبة شيوع الفاحشة في الذين آمنوا معنيان:
المعنى الأول: أن يحب شيوع الفاحشة في المجتمع المسلم، ومن ذلك من يبثون الأفلام الخليعة، والصحف الخبيثة الداعرة، فإن هؤلاء ـ لا شك ـ يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم، ويريدون أن يفتتن المسلم في دينه بسبب ما يشاع من هذه المجلات، والأفلام الخليعة الفاسدة، أو ما أشبه ذلك.
وكذلك تمكين هؤلاء مع القدرة على منعهم، داخل في محبة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا) [النور: 19]، فالذي يقدر على منع هذه المجلات وهذه الأفلام الخليعة، ويمكن من شيوعها في المجتمع المسلم، فهو ممن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا (لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) أي عذاب مؤلم في الدنيا والآخرة.
ونقول: إنه يحب على كل مسلم أن يحذر من هذه الصحف وأن يتجنبها، وألا يدخلها في البيت، لما فيها من الفساد: فساد الخلق ويتبعه فساد الدين؛ لأن الأخلاق إذا فسدت؛ فسدت الأديان، نسأل الله العافية.
المعنى الثاني: أن يحب أن تشيع الفاحشة في شخص معين، وليس في المجتمع الإسلامي كله، فهذا أيضا له عذاب أليم في الدنيا والآخرة، مثل أن يحب أن تشيع الفاحشة في زيد من الناس لسبب ما، فهذا أيضا له عذاب أليم في الدنيا الآخرة، لاسيما فيمن نزلت الآية في سياق الدفع عنه، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ لأن هذه الآية في سياق آيات الإفك، والإفك هو الكذب الذي افتراه من يكرهون النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومن يحبون أن يتدنس فراشه، ومن يحبون أن يعير بأهله من المنافقين وأمثالهم.
وقضية الإفك مشهورة (1)، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا؛ أقرع بين نسائه، وذلك من عدله عليه الصلاة السلام، فأيتهن خرج سهمها خرج بها، فأقرع بين نسائه ذات سفرة؛ فخرج السهم لعائشة فخرج بها.
وفي أثناء رجوعهم عرّسوا في أرض، يعني ناموا في آخر الليل، فلما ناموا احتاجت عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن تبرز لتقضي حاجتها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل في آخر الليل، فجاء القوم فحملوا هودجها ولم يشعروا أنها ليست فيه؛ لأنها كانت صغيرة لم يأخذها اللحم، فقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولها ست سنين، ودخل عليها ولها تسع سنين، ومات عنها ولها ثماني عشرة سنة، فحملوا الهودج وظنوا أنها فيه ثم ساروا.
ولما رجعت؛ لم تجد القوم في مكانهم، ولكن من عقلها وذكائها لم تذهب يميناً وشمالاً تطلبهم؛ بل بقيت في مكانها وقالت: سيفقدونني ويرجعون إلى مكاني.
ولما طلعت الشمس إذا برجل يقال له صفوان بن المعطل، وكان من قوم إذا ناموا لم يستيقظوا، كما هو حال بعض الناس الذين إذا ناموا لا يستيقظون، حتى ولو علت الأصوات من حوله. فكان صفوان من جملة هؤلاء القوم، فكان إذا نام؛ تعمق في النوم فلا يمكن أن يستيقظ إلا إذا أيقظه الله عز وجل كأنه ميت.
فلما استيقظ وجاء وإذا أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وحدها في مكان في البر ـ وكان يعرفها قبل أن ينزل الحجاب ـ فما كان منه إلا أن أناخ بعيره ولم يكلمها بكلمة، لم يقل لها: ما الذي أقعدك؟ أو لماذا؟
والسبب في أنه لم يتكلم هو احترامه لفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يريد أن يتكلم مع أهله بغيبته رضي الله عنه، فأناخ البعير ووضع يده على ركبة البعير ولم يقل اركبي ولا تكلم بشيء، فركبت ثم ذهب بالبعير يقودها، ولم يكن يسوقها حتى لا ينظر إليها ـ رضي الله عنه ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما أقبل على القوم ضحى وقد ارتفع النهار؛ فرح المنافقون أعظم فرح أن يجدوا مدخلاً للطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتهموا الرجل بالعفاف الرزان الطاهرة النقية فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتهموه بها وصاروا يشيعون الفاحشة بأن هذا الرجل فعل ما فعل، وسقط في ذلك أيضا ثلاثة من الصحابة الخلَص وقعوا فيما وقع فيه المنافقون، وهم: مسطح بن أثاثة بن خالة أبي بكر، وحسان بن ثابت رضي الله عنهما، وحمنة بنت جحش.
فصارت ضجة، وصار الناس يتكلمون: ما هذا؟ وكيف يكون؟ من مشتبه عليه الأمر، ومن منكر غاية الإنكار. وقالوا: لا يمكن أن يتدنس فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أطهر الفراش على وجه الأرض.
وأراد الله بعزته وقدرته وحكمته لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أن تمرض عائشة ـ رضي الله عنهاـ وبقيت حبيسة البيت لا تخرج، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من عادته إذا عادها في مرضها سأل وتكلم وتحفَّى. أما في ذلك الوقت فكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم، يأتي ويدخل ويقول: ((كيف تيكم؟)) أي كيف هذه، ثم ينصرف، وقد استنكرت ذلك منه رضي الله عنها، ولكنها ما كان يخطر ببالها أن أحدا يتكلم في عرضها بما فيه دنس فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد أشاع المنافقون هذه الفرية على الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كراهة لذاتها؛ ولكن كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبغضاً له، ومحبة في إيذائه وأن يدنس فراشه قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ولكن الله تعالى أنزل في هذه القصة عشر آيات من القرآن ابتدأها بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور:11]، والذي تولى كبره هو رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ المنافق، فإنه هو الذي كان يشيع الخبر.
لكنه خبيث لا يشيعه بلفظ صريح فيقول مثلاً إن فلاناً زنى بفلانة، لكنه يشيع ذلك بالتعريض والتلميح؛ كأن يقول: يذكر، يقال، يقولون: وما أشبه ذلك لأن المنافقين جبناء يتسترون ولا يصرحون بما في نفوسهم، فيقول عز وجل: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور: 11 ـ12].
وفي هذا توبيخ من الله عز وجل للذين تكلموا في هذا الأمر، يقول: لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً، وذلك أن أم المؤمنين أمهم فكيف يظنون ما لا يليق بها رضي الله عنها، وكان الواجب عليهم لما سمعوا هذا الخبر؛ أن ظنوا بأنفسهم خيراً وتبرؤوا منه وممن قاله.
ـ[ريم]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 11:48]ـ
جزاك الله خيرا وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 05:57]ـ
جزيت خيراً أخي الكريم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 07:10]ـ
جزاك الله خيرا
نقل مبارك بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك وبارك الله فيك.ووفقك لكل خبر ..
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 08:01]ـ
هناك من يقول بأن نقل قصص الخيانات وإشاعتها داخل في هذا المعنى وإن كانت صحيحة ومن مصادر موثوقة لأنه يؤدي إلى تهوين الأمر في النفوس الضعيفة
فهل لهذا الرأي ما يدل عليه؟
ـ[سيد أحمد]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 10:40]ـ
جزاك الله ,, ألف ألف خير
ماقصرت
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:12]ـ
جزاك اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيك
ـ[مكاوي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 06:51]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
إن هذا التحذير الصارم
وكذلك حد القذف يحمي المجمتع المسلم من انتشار أخبار الرذيلة
حتى لا تألفها الأذن، فتشتهيها النفس في حالة ضعف، بحجة أن الكل يفعل ذلك
نسأل الله أن يحفظنا وأن يحفظ جميع المسلمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:30]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عاصم النبيل]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 07:23]ـ
بارك الله ولكن هلا وثقت ليسهل الرجوع اليها ويستقيم لنا نقلها
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 06:14]ـ
المصدر موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
المكتبة المقروءة: الحديث:
شرح رياض الصالحين المجلد الثالث
باب ستر عورات المسلمين(/)
منظومة (تحفة الجنان) من تُرَهِ صلاح أبو عرفة اللهثان
ـ[سيف الحق المقدسي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 01:25]ـ
منظومة (تحفة الجنان) من تُرَهِ صلاح أبو عرفة اللهثان
1 - وبعدُ، هذهِ منظومةُ التحفةِ في تُرَهٍ معلومةٍ للكُثُرِ
2 - في الشتمِ والطعنِ وقذْفِ في العلمِ والدينِ بالجهْلِ
3 - وانتقاصٍ منْ أهلِ الذكْرِ من ابنِ كثيرٍوالطبرِي
4 - ونفي اسمِ العقيدةِ بالكلِ وما هو معجِزٌ للرسلِ (1)
5 - وكلٌ يهونُ مع ذِكْرِ قسمٌ باللهِ غيباً لا حصْرِ
6 - فرعونُ ذا الزمانِ في البحرِ غارقٌ مثلَ فرعونِ الأصْلِ (2)
7 - فكتب العالِمينَ بالنهرِ المُستقينَ من أشرفِ الرسْلِ
8 - فعلُ هولاكو لا تثنِ فذاكَ قولُهُ بالحرْفِ
9 - ناهيكَ عن وصفِهِ للسفْرِ صفراءَ مليئةٍ بالحبْرِ (3)
10 - نوح، والسفينةُ في الطورِ خُلْفُ القرآنِ في السطورِ (4)
11 - ناقةُ صالحِ لم تخرج من صخرةٍ، نعتُهُ بالدَّجلِ (5)
12 - يوسفُ، في همَّتْ بهِ أقوالُ ابنِ عباسِ الحبْرِ (6)
13 - تفسيرٌ في القرآنِ بالعقلِ فيهِ التَخَبُّطُ ما فيهِ نقْلِ
14 - مريمَ أُختَ هارونَ يقصد طولُ الزمانِ بينهما يفسِّرِ (7)
15 - يعقوبَ من عمرانَ يمزج والفرقُ بينهما في المُنْزَلِ (8)
16 - حتى النبيُ أحمدُ لم يسلمِ بنفْيِهِ من خاتمِ الرسلِ (9)
17 - منذُ عقدِ قرنٍ أو يَزِدِ أَبَتِ الأُمةُ أنْ لا تعرِفِ
18 - إلى أنْ جاءَ اللهُ برجلٍ موضحٍ للناسِ ومفسِرِ
19 - مؤشراً لنفسِهِ من عُجْبِهِ ذاكَ المَغرورُ المُتعجرِفِ (10)
20 - مُسْتنسِياً شَمْلُهُ للصَحْبَةِ والتابعينَ بعدَهُم للخَبَرِ
21 - ثمّ الأئمَةُ الأَربَعَةُ المُجَّدِ أبو حنيفة ثم مالك فحنبلِ
22 - والشافعيُ ذاكَ الجبانُ بقولِهِ حَصْرُ الزمانِ، لا مُوصلاً لقدرِهِ (11)
23 - محمدٌ خيرُ قَََرْنٍ ثمّ الذي يلي هذا زمانُ سُذَّجٍ فَتَذَكّرِ
24 - عِلْمُكَ إنْ تَمَخّّضْتَ لنْ تجد فاحْذرنَّ فسْقَهُ فتجْهَلِ
25 - جرارُ ونجارُ فاسمعِ عفانةُ عَلَّامَةُ عصْرِهِ (12)
26 - وآخرُ ذا الكلامِ أنِ ارْشُدِ أهلُ القرآن باطنٌ لا ظاهرِ
27 - ضَرْبُكَ منْ في بحثِهِ اقْتَفَى آخرُ الطُرْقِ تكنْ للمقْتِرِ (13)
28 - ادعُ الإلهَ لا تكابرْ بِهِ فالنارُ في غيظٍ،لا تكفرِ
29 - اللهُ أكبرُ، ثمَّ أحمدُ بهِ الزمانُ قدْ أقفرِ
*شرح بعض ما أبهم:
1) قول أبي عرفة:قل ملة ولا تقل عقيدة، وقل آية ولا تقل معجزة.
2) قسم أبي عرفة وحلفه بالله العظيم في المسجد الأقصى أمام الملأ بأن أمريكا ستغرق مثلما غرق فرعون موسى المذكور بالقران الكريم وذكره للمكان والزمان ..... ولكن سبحان الله جاء الوقت ولم تغرق.
3) العالمين بكسر اللام أي العلماء. والسفر: أي الكتب. قال أبو عرفة في درس له في المسجد الأقصى عقب صلاة المغرب بأنه يجب رمي الكتب الصفراء (كتب العلماء) في النهر كفعل هولاكو قائد التتار عند احتلاله بغداد.
4) كما أن أبو عرفة كان قد قال بأن سفينة نوح عليه السلام قد استوت على جبل الزيتون (الطور) في بيت المقدس، بخلف ما هو مذكور في القران العظيم في سورة هود {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44} هود.
5) أي أن ناقة نبي الله صالح عليه السلام لم تخرج من الصخرة. يقول أبو عرفه: (وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ... ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة ....... ) ويقول أيضا: ((مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ... ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال
شو هالحكي يا شيخ مالنا مالنا ليش الكذب .. الله يعين الي كتب على اللي كتبه .. واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ .. شفت يا سيدي وين راح الدين ..
واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك .. ))
6) في سورة يوسف في تفسير آية {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {24} يوسف. طعنه في تفسير الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس حبر الأمة لهذه الآية.
7) قوله بأن مريم بنت عمران هي أخت نبي الله هارون، ولكن طول الزمان بينهما يفسد هذا القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
8) قوله بأن إسرائيل (يعقوب) عليه السلام هو ذاته عمران.
9) يقول بأن محمد صلى الله عليه وسلم ليس بخاتم الرسل وفي هذا الكلام خطر عظيم.
10) ذلك بأنه قد قال مرة في المسجد الأقصى بعد صلاة المغرب (أبت الأمة منذ 1400عام أن لا تفهم وتعرف إلى أن بعث الله لهذه الأمة من يفسر ويوضح ويبين للناس) مشيرا لنفسه.
11) شتمه للعلماء و الأئمة الأربعة ولا سيما الإمام الشافعي فقال فيه أنه جبان.
12) جرار:الأستاذ بسام جرار. ونجار: العالم القدير زغلول النجار. عفانة: الشيخ الدكتور حسام الدين عفانه. ... اقرأ فتاوي العلماء بأبي عرفة: رأي الدكتور زغلول النجار والشيخ بسام جرار في (صلاح أبو عرفة)
سُئِلَ الدكتور زغلول النجَّار ـ رعاه الله ـ عن صلاح أبو عرفة فقال السائل:
(رجل يدعى صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة، يؤول القرآن الكريم تأويلات غريبة عجيبة أفيدونا كيف نتصرف مع هؤلاء؟ خاصة وأن الوضع الذي نحياه في فلسطين لا يسعفنا في تطويق فتنة هذا الرجل ?!
فأجاب الدكتور زغلول النجَّار، بقوله:
(هؤلاء الناس فتنوا في دينهم وأغلب الظن أنَّ من يحركهم هم اليهود لعنة الله عليهم، فلا تلقوا لهم بالاً واهتموا بتعليم الناس الدين الصحيح وأن تربوا أولادكم على العقيدة السليمة ونحن نبذل قصارى جهدنا للرد عليهم.) انتهت الفتوى وهي منشورة في موقع الدكتور زغلول النجار الرسمي والخاص به، والله الهادي إلى سواء السبيل. (
وسئل كذلك الأستاذ بسام جرار عن صلاح أبو عرفة فقال:
1.) الأخ صلاح غير مختص في الشريعة، ولكنه بدأ متدينا ومهتما، وهو يتتلمذ على نفسه.
2.أول ما بدت عليه بوادر الاختلاط ناقشناه وحاولنا اقناعه لكي لا يخرج ببدعة القول بأن أمريكا ستغرق بتاريخ كذا، بل وكان يقسم على ذلك في المساجد. وعندما جاء الموعد ولم تغرق أمريكا، قال أنه يقصد يوم عرفة العام القادم. ولما لم يحصل ذلك زادت لديه علامات الاختلاط، وبدأ يخرج بكل عجيبة، وبقي هناك من يستمع إليه.
3.قمنا بالاجتماع به أكثر من مرة ومناقشته بحضور بعض مريديه.
4.ما يأتي به الرجل من غرائب التفسير لا يقبلها إلا ضعاف العقول. ونحن نقر أنه يمكن أن يتطور في فكره إلى درجة الانحراف ولكن المجتمع الفلسطيني لا يتقبل مثل هذا الاختلاط.
5.تفسيرنا لأمر هذا الرجل أنه مصاب بخلل نفسي يجعله يدور حول نفسه، ويريد أن يكون مبدعا بأي ثمن.)
13) إن أبو عرفة لم يستطع أن يرد بالرد العلمي على أحد الأخوة عندما رد على أقواله وترهه برد باحث علمي، لذا قام بإرسال بعض تلاميذه فضربوه في بيته.
ـ[ريم]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 11:50]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الطيب
ـ[سيف الحق المقدسي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 04:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
وجزاك الله بالمثل
مشكورة أختي على مرورك الطيب(/)
إسلام الجوارح
ـ[ريم]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 06:11]ـ
الإسلام ليس كلمة تُقال باللسان فحسب، بل هو اعتقاد وقول وعمل.
فإذا صدق المسلم في إسلامه وتوجهه إلى الله أسلمت جوارحه.
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. رواه البخاري ومسلم.
وهذا من أفضل الناس منزلة.
بدليل ما جاء في رواية مسلم: أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
والأعضاء بمثابة الرعية التي تتبع الملِك
فالقلب هو ملك الجوارح، فإذا أسلم وصدق في توجهه إلى الله أذعنت الجوارح وانقادت لله.
قال عليه الصلاة والسلام: ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم.
ومن معاني إسلام الجوارح خضوعها لله عز وجل
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي، وإذا رفع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره. تبارك الله أحسن الخالقين. رواه مسلم.
ومن هذا المعنى ما يُقال في سجود التلاوة
" سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته " رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي.
فلا بُد لمن صدق في إسلامه أن تنقاد جوارحه لله عز وجل.
قال سفيان بن عبد الله الثقفي: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: قل آمنت بالله فاستقم. رواه مسلم.
قال القاضي عياض رحمه الله: هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو مطابق لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) أي وحّدوا الله وآمنوا به ثم استقاموا، فلم يحيدوا عن التوحيد، والتزموا طاعته سبحانه وتعالى إلى أن توفّوا على ذلك. اهـ
فلا يكفي مُجرّد القول بل لابُد من العمل، والاستقامة على الطريق القويم، جسداً وروحاً، وقلباً وقالباً.
يستقيم حتى في تعامله ومعاملاته.
يستقيم في قوله وفعله.
ليحصل التوافق والتطابق بين القول والفعل.
فإن المنافق هو الذي يتعارض قوله مع فعله، ولذا فـ (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)
تتناقض ظواهرهم مع بواطنهم، وإن قالوا ما قالوا بألسنتهم.
ولذا قال سبحانه: (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)
وجاء في وصف ألسنتهم على وجه الخصوص (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
إذا أسلم العبد وانقاد لله عز وجل واستسلم على الحقيقة صار سمعه وبصره لله، فإن نظر نظر فيما أحل الله، وإن استمع ففيما أحل الله.
وإذا أسلم وصدق في إسلامه أسلمت يده ورجله لله، فإن بطش فـ لله، وإن مشى فـ لله.
ولذا قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي:
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه.
فماذا يُقابل تلك المحبة الربانيّة؟
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها.
ثم ماذا له من موعود الله عز وجل؟
وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري.
هذا هو الذي أسلمت جوارحه لله، فأحبه الله، إن سأل فسؤاله مسموع، وإن استعاذ أعاذه مولاه.
فسمعه وبصره لله، ويده ورجله لله.
فلا يستمع إلا ما يُرضي ربّه.
ولا ينظر إلا فيما أحل الله له.
ولا يبطش ولا يضرب إلا لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا قالت عائشة رضي الله عنها: ما ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل. رواه مسلم.
ولا يمشي إلا لله، فلا تحمله رجلاه إلى فاحشة ولا إلى مكان تُنتهك فيه محارم الله عز وجل.
ولذا عُد من الفخر قول معن بن أوس:
لعمرك ما أهديت كفي لريبة = ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها = ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة = من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
ولست بماش ما حييت لمنكر = من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
وإذا أسلمت الجوارح والأعضاء لله عز وجل سلِمت من زنا الجوارح
ذلكم الزنا الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة؛ فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنّى وتشتهى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
فهل أسلمت جوارحنا لله؟
هل سلم الناس من ألسنتنا؟
هل سلم الأقربون - قبل غيرهم – من ألسنتنا؟
فلم نغتب
ولم نَنِمّ
ولم نبهت
ولم نكذب
ولم نقل بقول الزور
ولا بشهادة الزور
ولا بالإفك نطقنا
ولا بالحلف الكاذب أكلنا
ولا إلى الشر سعينا
ولا بالأيادي ضاربنا وضربنا!
إن اللسان أخطر جارحة، فإذا أسلم اللسان سلِم منه صاحبه قبل غيره
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه.
ومن حفظ جوارحه فقد ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم الجنة.
قال عليه الصلاة والسلام: من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة. رواه البخاري.
وقال عليه الصلاة والسلام: اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم.
وعن أبي قراد السلمي رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بطهور، فغمس يده فيه، ثم توضأ فتتبعناه فحسوناه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملكم على ما صنعتم؟ قلنا: حب الله ورسوله. قال: فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله، فأدوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدّثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم. رواه الطبراني في الأوسط وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وهو في صحيح الجامع.
إن اللسان هو أكثر ما يُذهب الحسنات.
ولذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيَتْ حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار. رواه مسلم.
أرأيتم كيف ذهبت حسناته التي تعب في جمعها في الدنيا؟
لقد ذهبت عن طريق لسانه ويده!
ما أسلم لسانه ولا أسلمت يده.
ما سلم المسلمون من لسانه ويده.
تأمل خطايا هاتين الجارحتين:
شتم هذا، وقذف هذا ... من آفات اللسان.
وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا ... من آفات اليد.
فهل أسلمت جوارح من كان كذلك؟
ثم تأملوا حال تلك الصوّامة القوّامة المتصدّقة التي تفعل الخير.
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل، وتفعل، وتصّدق، وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال: لا خير فيها، هي في النار. قيل: فإن فلانة تُصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتتصدق بأثوار من أقط، ولا تؤذي أحدا بلسانها. قال: هي في الجنة. رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
أرأيتم كيف ذهبت حسنات تلك الصوّامة القوّامة المتصدّقة التي تفعل الخير، لقد أذهبها اللسان وحده!
فلا هي سلمت من تبعات وخطورة لسانها، ولا سلم أقرب الناس إليها من لسانها.
فإذا أسلمنا فلتسلم منا الجوارح
ولتنقاد ولتذعن لخالقها وباريها، مُعلنة أنها أسلمت لله رب العالمين.(/)
تخيل رسول الله في بيتك
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 09:14]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
انتشر في بعض المنتديات الإلكترونية مقالاتٌ تَذْكِيرِيَّةٌ تنبني على دفع القارئ إلى تصوُّرٍ معيَّن، ثم يبدأ البناء على هذا التصوُّر؛ وهو تصوُّر أنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - يَطرُق بابَك .. فهل ستُعانِقُه أم أن رائحة السجائِرِ ستمنَعُك؟!
هل ستُجْلِسه في حجرة المعيشة ليُشاهِدَ العُرْيَ الذي تسترق الأوقات لتَراه بمُفْردِكَ، أم أنَّك ستَسْتَحْيِي منهُ أن يَراكَ على هذه المعصيةِ؟!
هل ستدْعُو أُختَك وزوجتَك للسلام عليه أم أنَّ لباسَهُنَّ المبتذلَ الذي تسمح به سيَمْنَعُكَ؟!
إلى آخر تلك الأشياء
وغرض القائمين على تلك المشاركات، المقارنةُ بَيْنَ حالِهِ عِنْدَ التَّلَبُّس بالمعصية وحالَتِهِ لَوْ لَقِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولعلَّ هذا يحفز بعض النفوس على الاستحياء من الله تعالى؛ فَمَنْ أحسنَ العملَ لِعِلْمه بنظر النبيِّ إليه فإنه ينبغي أن يُحسنه لعلمه بنظر الله إليه، وهو قريب منه ومطَّلع على سره وعلانيته.
وَقَدْ يُستدل لهؤلاء بِقَوْلِه - صلى الله عليه وسلم -: ((أقيموا صفوفَكم وتراصُّوا، فإنى أراكم من وراء ظَهْرِي)) وفي رواية ((هل ترون قِبْلَتِي ها هنا فوالله ما يخفَى عليَّ خشوعُكم ولا ركوعُكم، إنى لأراكم من وراء ظهري))؛ رواه البخاري.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": "وقد سُئل عن الحكمة في تحذيرهم من النقص في الصلاة برؤيته إياهم دون تحذيرهم برؤية الله تعالى لهم، وهو مقام الإحسان المبيَّن في سؤال جبريلَ كما تقدَّمَ في كتاب الإيمان: ((اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكُنْ تراه فإنه يراك)) فأُجيبَ بأنَّ في التَّعْلِيلِ بِرُؤيتِهِ - صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم - تنبيهًا على رؤية الله تعالى لهم، فإنهم إذا أحسنُوا الصلاةَ لكَوْنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يراهم أيْقَظَهُمْ ذلك إلى مُراقَبَةِ الله تعالى، مع ما تضمَّنه الحديثُ من المعجزة له - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ولكونه يُبْعَثُ شهيدًا عليْهِم يومَ القِيامَةِ فإذا علِمُوا أنَّه يراهم تحفَّظوا في عبادتهم ليشهد لهم بحسن عبادتهم". اهـ.
وإن كنا نرى أن الاقتصار على هدي السلف الصالح في الموعظة بتقوية المراقبة عند العبد أولى وأحرى؛ قال ابنُ رجب الحنبلي في "فتح الباري": "وقد وصَّى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - طائفةً من أصحابه أن يعبدوا الله كأنهم يرونه، منهم: ابن عمر، وأبو ذَرٍّ، ووصَّى معاذًا أن يستحْيِيَ منَ الله كما يستحْيِي من رجُلٍ ذي هَيْبَةٍ من أهله.
قال بعض السلف: مَن عمِل لله على المشاهدة فهو عارف، ومَن عمِل على مشاهدة الله إيَّاه فهو مخلص:
فهذانِ مقامان: أحدُهما: مقام المراقبة، وهو أن يستحضر العبدُ قُرْبَ الله منه، واطّلاعه عليه فيتخايَل أنَّه لا يزال بين يديِ الله؛ فيراقبه في حركاته وسكناته، وسِرِّه وعلانِيَتِه، فهذا مقام المُراقِبِينَ المُخْلِصين، وهو أدنى مقام الإحسان، والثاني: أن يشهد العبد بقلبه ذلك شهادة فيصير كأنه يرى ا ويشاهده، وهذا نهاية مقام الإحسان، وهو مقام العارفين. ". اهـ.
ـ[ريم]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 09:54]ـ
بارك الله فيك ... وجزاك كل خير ... وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 10:31]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ خالد
وإن كان الأمر أهون من ذلك .. وفيه سعة واضحة
لأن من يقول تخيل رسول الله في بيتك لم يهمل مراقبة الله تعالى .. بقدر ما لحظ معنى آخر وهو الحياء من مقارفة الذنب قدّام الناس فضلا عن الصالحين .. ولاسيما سيد الصالحين وإمامهم صلى الله عليه وسلم
وما من شك أن الذي يجاهر بمعصيته أسوأ بفارق كبير من الذي يعمل المعصية خاليا .. فالأول بعيد عن رحمة الله والثاني لعله بستر نفسه أن يتوب الله عليه .. ويرحمه
وكأن استعمال هذا المنحى في الوعظ أليق بمن خفّت عندهم منزلة المراقبة والإحسان .. فعولجوا بما يناسب مقامهم
ومما قد يشهد لهذا من فعل السلف اعتراض السيدة عائشة على نساء المؤمنين .. في خروجهن
وقالت: لو رآهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنعهن المساجد
والتجديد في الأسلوب الدعوي لا ضير فيه .. مادام أنه من باب الوسائل
والله أعلم(/)
إحسان زيارة قبر النبي كمال التذلل بين يديه وفعله هذا عبادة زائدة على غيره فطوبى له
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 12:01]ـ
إحسان زيارة قبر النبي كمال التذلل بين يديه وفعله هذا عبادة زائدة على غيره فطوبى له
--------------------------------------------------------------------------------
لن آتي بكلام من كيسي، بل هو كلام إمام من ائمة السلف، إنه شيخ الإسلام الذهبي رحمه الله برحمته الواسعة.
أرجو عدم التعصب في الردود والتشنج الحاصل بعد هذا النقل.
_____
قال رحمه الله: 4/ 484
ابن عجلان عن سهيل وسعيد مولى المهري عن حسن بن حسن بن علي أنه رأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له ويصلي عليه فقال للرجل لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني]
هذا مرسل وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلا مسلما مصليا على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته
إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لايشرع فهذا فعل حسنا وسيئا فيعلم برفق والله غفور رحيم
فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار
فزيارة قبره من أفضل القرب وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه
[لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد]
فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين اهـ.
ـــــــــــــــــــــ
ليت القائمين على قبره صلى الله عليه وسلم في زماننا يعقلون هذا، أو يتسمون بهذا الأدب.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 12:41]ـ
أين المرجع؟
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 02:25]ـ
كاتب منصف ... قد بدء الكلام برجاء (عدم التعصب في الردود والتشنج)؛ فهذا في حق الرد، أمَا كان أولى به العرض؟ ... دون تكبير الخطوط وزيادة الكلام حمرة (ابتسامة).
اجعلني أعرض عليك وعلى الأخوة مرةً أخرى
ـــــــ
سير أعلام النبلاء
الحافظ / الذهبي
الجزء الرابع / صفحات: 483 - 484 - 485
النص:
185 - الحسن
ابن سبط رسول الله (ص)، السيِّد أبي محمد الحسن ابن أمير المؤمنين أبي الحسن عليِّ بن أبي طالب، الهاشمي، العلوي، المدني، الإمام، أبو محمد.
حدَّث عن أبيه، وعبد الله بن جعفر، وهو قليل الرواية والفتيا مع صدقه وجلالته.
حدَّث عنه ولده عبد الله، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح، والوليد بن كثير، وفضيل بن مرزوق، وإسحاق بن يسار والد محمد، وغيرهم.
ابن عجلان عن سهيل وسعيد مولى المهري، عن حسن بن حسن بن عليّ أنه رأى رجلاً وقف على البيت الذي فيه قبر النبيِّ (ص) يدعو له ويُصلِّي عليه، فقال للرجل: لا تفعل فإن رسول الله (ص) قال: ((لا تتخذوا بيتي عِيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصَلُّوا علىَّ حيث ما كنتم، فإن صلاتكم تُبْلُغني)).
هذا مرسل، وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة، فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مُسَلِّمًا، مصلِّياً على نبيِّه، فيا طوبى له، فقد أحسن الزيارة، وأجمل في التذلل والحب، وقد أتى بعبادةٍ زائدةٍ على من صلَّى عليه في أرضهِ أو في صلاته، إذ الزائر له أجرُ الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمُصلِّي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه عشرًا، ولكن من زاره - صلوات الله عليه - وأساء أدب الزيارة، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يُشرع، فهذا فعلً حسنًا وسيئًا فَيُعَلَّمُ بِرفق، والله غفور رحيم؛ فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدر، وكثرة البكاء، إلا وهو محبٌّ لله ولرسوله؛ فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار؛ فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرِّحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله -صلوات الله عليه: ((لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)) فشد الرحال إلى نبينا (ص) مستلزم لشد الرحال إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإيَّاكم ذلك آمين.
التعليق:
أورد الحافظ الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء) هذه القصة عن الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه.
وذكر القصة وما فعله الرجل، فردّ عليه الإمام / الحسن بحديث رسول الله (ص) وهو: ((لا تتخذوا بيتي عِيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصَلُّوا علىَّ حيث ما كنتم، فإن صلاتكم تَبْلُغني))
وهذا يسمى عند المسلمين (دليلاً) فلا نقبل قول بلا دليل.
قال الحافظ: هذا مرسل.
قلنا: هذا الحديث قد رواه كل من عبد الرزاق في مصنفه، وكذا ابن أبي شيبة وكذلك ابن عساكر في تاريخه والقاضي ... وله شاهد يتقوى به، فيجعل منه حديث حسن لشواهده.
فإن سلمنا أنه وصل مرسلاً ... فليس بدليل عند المتأخر لأنه ربما يكون موصولاً عند المتقدم.
بل ما استدل به الإمام الحسن كان دليلاً من السنة، ورد فتواه لا يقوم على دليل.
وجميع ما أتى بعده مردود لعمل فتوى الإمام الحسن - رضي الله عنه وثبوت الدليل.
ـــــــ
هذا، وقد كان على عهد رسول الله (ص) أناس، اعترفوا بأن عباد الأصنام على الباطل، ولكنهم ذهبوا لقبور الأنبياء والصالحين من موتاهم، ينذرون لهم ويذبحون لهم ويستغيثون بهم ويدعونهم، وهؤلاء هم عبدة الأوثان.
ـــــــ
عندنا نحن أهل السنة والجماعة، ليس كلام أحد الأئمة بِحُجَّة ولا دليل ... إنما الدليل قال الله قال الرسول.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 01:09]ـ
قال المحدث الطرابلسي رحمه الله ونعم ما قال واصفاً الإمام الذهبي رحمه الله:
ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت ***** أخباركم قط إلاّ مِلْتُ من طربِ
وليس من عَجَبٍ أن مِلْتُ نحوكم ***** فالناس بالطبعِ قد مالوا إلى الذهبِ
ومع هذا فالذهبي رحمه الله عندنا بشر غير معصوم , وقد اخطأ عفا الله عنه في باب الذرائع إلى الشرك مثل التبرك والتوسل وغيرهما.
كما أننا نقول شيخ الإسلام إمام وهو بشر غير معصوم وقد اخطأ فيما حكاه من القول بفناء النار والثابت عنه من كلام تلميذه ابن القيم وهو اعرف الناس بمذاهب شيخه رحم الله الجميع.
والعبرة بالدليل المؤيد لكلام ائمة الإسلام وليس في محض كلامهم
قال تعالى {?تَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ من رَّبكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 03:41]ـ
لكن كيف يفهم الإخوان إنكار الإمام الحسن المثنى رحمه الله على الرجل على الرغم من أن غاية ما نقل في الرواية هو زيارة النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له والصلاة عليه, وهذا مشروع بلا شك؟؟
لا بد أن الرجل أتى بشيء زائد عن مجرد الزيارة توجه عليه إنكار الحسن, فهل من روايات أخرى تجلي الأمر .. ؟؟
وأما الأخ كاتب منصف, فلا أظن هناك خلاف حول مشروعية الزيارة وأن تكون بحسن أدب ووسكينة ووقار وتعظيم وإجلال ومحبة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم, وإنما ينكر الإخوان ما ذكره الذهبي من الصياح والتقبيل وغيره, والذهبي لم يورد هذه الأمور ليقرر جوازها, فقد قال بعد ذلك: (ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لايشرع فهذا فعل حسنا وسيئا فيعلم برفق والله غفور رحيم) , فوصف فعل ما لايشرع بالسوء, ولكن يريد الترفق بهؤلاء المسيئين إذ ما صدر منهم هو لفرط المحبة مع وجود الجهل مما جعلهم يخرجون عن الشرع, والترفق مع الجاهل أتت به النصوص كحديث الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد, والله أعلم. ولعل الأخوان
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلمون ما كان يفعل الشيخ محمد في بداية دعوته عندما كان يواجه المبتدعة بكلام فيه ترفق نحو قوله لمن يدعو زيد (الله خير من زيد) , فهذا فقه جاءت به النصوص وجرى عليه عمل الأئمة لا سيما عنتد غلبة الجهل
ثم لعل الذهبي أخذ ظاهر هذا الأثر عن الحسن المثنى رحمه الله فكلامه في سياق الرد على إنكار الزيارة, بينما الحسن المثى رحمه الله لم يكن ينكر مجرد الزيارة, فالموضوع يحتاج لتحرير
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 02:26]ـ
لكن كيف يفهم الإخوان إنكار الإمام الحسن المثنى رحمه الله على الرجل على الرغم من أن غاية ما نقل في الرواية هو زيارة النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له والصلاة عليه, وهذا مشروع بلا شك؟؟
لا بد أن الرجل أتى بشيء زائد عن مجرد الزيارة توجه عليه إنكار الحسن, فهل من روايات أخرى تجلي الأمر .. ؟؟
وأما الأخ كاتب منصف, فلا أظن هناك خلاف حول مشروعية الزيارة وأن تكون بحسن أدب ووسكينة ووقار وتعظيم وإجلال ومحبة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم, وإنما ينكر الإخوان ما ذكره الذهبي من الصياح والتقبيل وغيره, والذهبي لم يورد هذه الأمور ليقرر جوازها, فقد قال بعد ذلك: (ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لايشرع فهذا فعل حسنا وسيئا فيعلم برفق والله غفور رحيم) , فوصف فعل ما لايشرع بالسوء, ولكن يريد الترفق بهؤلاء المسيئين إذ ما صدر منهم هو لفرط المحبة مع وجود الجهل مما جعلهم يخرجون عن الشرع, والترفق مع الجاهل أتت به النصوص كحديث الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد, والله أعلم. ولعل الأخوان يعلمون ما كان يفعل الشيخ محمد في بداية دعوته عندما كان يواجه المبتدعة بكلام فيه ترفق نحو قوله لمن يدعو زيد (الله خير من زيد) , فهذا فقه جاءت به النصوص وجرى عليه عمل الأئمة لا سيما عنتد غلبة الجهل
ثم لعل الذهبي أخذ ظاهر هذا الأثر عن الحسن المثنى رحمه الله فكلامه في سياق الرد على إنكار الزيارة, بينما الحسن المثى رحمه الله لم يكن ينكر مجرد الزيارة, فالموضوع يحتاج لتحرير
صدق أبو فاطمة وأحسن البيان وفقه الله
فالإمام الذهبي رحمه الله أجاز للجهال ما لا يجيزه لمن يعلم التنزيل شريطة أن يعلموا بلم ورفق ولا يعني هذا إقرارهم على منكرهم وهذا مفروغ منه عند جميع عقلاء أهل السنة والجماعة.
وكما قال أخي أبو فاطمة فقد وردت هذه الرواية من طريق أخر عند الضياء المقدسي في المختارة فساق بإسناده: عن علي بن حسين أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه فقال ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم.
والله اعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 12:59]ـ
ثم يجب أن نتأمل قليلا في كلمة (التذلل)
فالذل في اللغة قد يأتي في سياقات مختلفة, منها:
1 - ذل يأتي ضدا للعز, وهذا يقرب من معنى المهانة والقهر, قال تعالى: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا}.
2 - والذل يأتي بمعنى اللين وهو ضد الصعوبة, قال الزجاج في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} الآية, قال الزجاج: " معنى {أذلة على المؤمنين} أي جانبهم لين على المؤمنين ليس أنهم أذلاء مهانون.
3 - " الرفق والرحمة. وفي التنزيل العزيز {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} " لسان العرب
فالتذلل أن أريد به لزوم اللين والسكينة والرفق والرحمة فهو معنى صحيح لا إشكال فيه, أما إن أريد به التذلل بمعنى الافتقار وإظهار الحاجة والفاقة ونحو ذلك مما يكتنف العبد في حال دعائه ومسألته فهذا من التعبد الذي لا يصرف لغير الله, وصرفه لغير الله شرك.
والذهبي يريد المعنى الأول كما هو مقتضى أصوله ومعتقده, وكما هو ظاهر إنكاره ووصفه لأعمال التذلل لهذا المعنى بالسوء, وذلك نحو السجود في قوله (ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لايشرع فهذا فعل حسنا وسيئا فيعلم برفق والله غفور رحيم)
فلا ينبغي حمل كلام الإمام على محمل سيء مخالفة للظاهر والأصول التي يجري عليها رحمه الله, ومن فعل ذلك فقد أساء للإمام فعليه أن يتقي الله في نفسه, سواء كان يريد بذلك التشنيع على الإمام أو يريد الاستدلال بكلامه كما يفعله المتلبسين بالشرك من الجهلة والضلال
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد(/)
فيا عجبا من سفيه في صورة حليم .. ومعتوه في مسلاخ عاقل
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 07:41]ـ
فيا عجبا ..
من سفيه في صورة حليم
ومعتوه في مسلاخ عاقل
آثر الحظ الفاني الخسيس على الحظ الباقي النفيس
وباع جنة عرضها السموات والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات
ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار
وأبكارا أعرابا أترابا كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات سيآت الأخلاق مسالخات أو متخذات أخذان
وحورا مقصورات في الخيام بخبيثات مسيبات بين الأنام
وأنهارا من خمر لذة للشاربين بشراب نجس مذهب للعقل مفسد للدنيا والدين
ولذة النظر إلى وجه العزيز الرحيم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الذميم
وسماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والغناء والألحان
والجلوس على منابر اللؤلؤ والياقوت والزبرجد يوم المزيد بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد
ونداء المنادي يا أهل الجنة إن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا وتحيوا فلا تموتوا وتقيموا فلا تظعنوا وتشبوا فلا تهرموا
بغناء المغنين ..
(حادي الأرواح)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 07:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 11:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ... وفيكم بارك أخانا أبا محمد(/)
أريد أشعارا حول مدح القرآن ضروري
ـ[عمر سعد الفاروقي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 02:25]ـ
أرجو من السادة أعضاء المنتدى الكرام إتحافي بأي أشعار حول مدح القرآن الكريم أحسن الله إليكم جميعا لأن الأمر ضروري وفي حاجة ماسة إلى ذلك ..
أرجو الاهتمام ..
في انتظار ردكم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 02:59]ـ
هذه قصيدة ادرجتها في ملف مرفق ألقاها الشاعر في مسابقة (شاعر العرب في المستقلة) وبحمد الله فاز وترشح بها الى الدور النهائي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 04:43]ـ
إن العلوم وإن جلت محاسنها ------- فتاجها ما به الإيمان قد وجبا
هو الكتاب العزيز الله يحفظه ------- وبعد ذلك علم فرج الكربا
فذاك فاعلم حديث المصطفى فبه ------ نور النبوة سن الشرع والأدبا
وبعد هذا علوم لا انتهاء لها -------- فاختر لنفسك يامن آثر الطلبا
والعلم كنز تجده في معادنه ------- يأيها الطالب ابحث وانظر الكتبا
واتل بفهم كتاب الله فيه أتت ------- كل العلوم تدبره تر العجبا
واقرأ هديت حديث المصطفى وسلن ------- مولاك ما تشتهى يقضى لك الأربا
من ذاق طعما لعلم الدين سُرّ به ------- إذا تزيد منه قال واطربا
ـ[ريم]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 11:59]ـ
من أجمل ما قيل عن كتاب الله (القرآن الكريم)
آياتُ حُسْنٍ من الرحمن مُحدثة،،، زُفت إلينا بما تحويه من حِكم
من حيث مدلولها النفسي في أزل،،، قديمة ٌصفة الموصوف بالقِدم
لم تقترن بزمان وهي تُخبرُنا،،، صِدقاً وتُمطِرُنا من غيثها العمِم
وقالوا أيضاً:
فإن كتاب الله أوثقُ شافع،،، وأغنى غناءً واهباً متفضلا
وخيرُ جليس لا يُمل سماعُه،،، وتردادُه يزدادُ فيه تجمُّلا
ـ[ريم]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:00]ـ
وقيل أيضا
وقفت حروفي عند باب نشيدي والشوق يركض في مجال وريدي
والريشة الخضراء تهتف في يدي هيا ابدأي يا ريشتي وأعيدي
هيا اركضي عبر السطور وغسلي بالحب وجه خيالي الموؤد
هيا اكتبي إن الحروف مشوقة هيا اشربي من منبع التوحيد
هذي ينابيع الكتاب تدفقت تجري بنور في الحياة جديد
يا ريشة القلم الأصيل تدفقي نهرا من الشعر الأصيل وزيدي
قولي معي للقارئ الفذ الذي يتلو فيشعرني بسر وجودي
يتلو فيفتح ألف باب للتقى ويكف عن نفس أشد قيود
يا قارئ القرآن داو قلوبنا بتلاوة تزدان بالتجويد
اقرأ فأمتنا ترقع ثوبها بالوهم تخفض رأسها ليهودي
اقرأ فأمتنا تعيش على الربا تنسى عقاب الخالق المعبود
اقرأ لينجلي الظلام عن الربا وليسمع الغافي زواجر هود
اقرأ لينجلي القتام عن الذي أمسى أسير تخاذل وخضود
اقرأ ليرجع من بني الإسلام من أصغى مسامعه إلى التلمود
اقرأ لعل الله يوقظ غافلا من قومنا ويلين قلب عنيد
اقرأ ليرجع ظالم عن ظلمه ويقر بالإيمان كل جحود
اقرأ ليسكت مطرب مترنح قتل الحياء على رنين العود
ذبحوا مشاعرنا بكل قصيدة مسكونة بخيال كل بليد
إبليس باركهم وسار أمامهم متباهيا بلوائه المعقود
اقـ ـرأ ليهدأ فلب كل مروع من قومنا وفؤاد كل شريد
اقرأ ليسمع كل من في سمعه وقر من الأقصى إلى مدريد
اقرأ لتفهم أمتي معنى الهدى معنى بلوغ مقامها المحمود
اقرأ ليحرج جيلنا الحر الذي يبني جوانب صرحنا المعهود
بالدين بالقـ ــرآن لا بثقافة غربية أو مبدأ مردود
يا قارئ القرآن إن قلوبنا عطشى إلى حوض الهدى المورود
شنف مسامعنا بآيات الهدى وافتح منافذ دربنا المسدود
وأقم من الإخلاص قصرا شامخا يدني على عينيك كل بعيد
كم قارئ في الناس يحمد ذكره ويكون عند الله غير حميد
كم فارس في الحرب نال شهادة ويكون عند الله غير شهيد
كم عالم في الناس سدد رأيه ويكون عند الله غير سديد
يا قارئ القرآن لا تركن إلى مدح العباد ومنطق التمجيد
قل للذين تنكبوا درب الهدى جهرا ولم يستمسكوا بعهود
قل للطغاة ومن مشى في ركبهم من طامع ومنافق ومريد
إن الذي منع الحرام هو الذي شرع الحلال لنا وكل مفيد
هذا هو القرآن دستور الهدى فيه الصل اح لطارف وسديد
قرآننا سر النجاة لنا بما يحويه من وعد لنا ووعيد
أفتؤمنون ببعضه وببعضه تتهاونون أذاك فعل رشيد
ـ[ريم]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:01]ـ
كتاب الله
بهر الوجود بلاغة و جمالا
و انساب عذبا صافيا سلسلا
يدعو الانام الي السماء
رب الوجود لمن يكيب خالالا
يهدي الي ورد الصفاء و نبعه
منعه الحياه .. بداية و مآلا
هذا كتاب الله جل جلاله
قد فاض نورا باها و جلالا
سبحان من هذا البيان كتابه
ملك القلوب و مزق الاسدالا
أثني علي الرسل الكرام و جهدهم
فيما أتوه مناقبا و فعالا
ما فرط الله العليم و مانسي
شيئا و لم يترك له اغفالا
و دعا أولي الالباب ان يتدبروا
فيما رأوه من الوجود مجالا
ما كان في خلق الاله تفاوت
بل دقة قد احكمت اوصالا
و اتي علي ذكر الحرام جميعه
فيه- و بين ما اراد - حلالا
ما شرع الله الحكيم مشقة
بل يسر التشريع و الاعمالا
متكفلا بالرزق في ملكوته
للعالمين و قدر الاجالا
ذكر الاجنة في البطون مراحلا
في دقة حتي يفيض كمالا
.. يا عالم الاسرار ليس كمثله
شئ تبارك ربنا .. و تعالى
هذا كتابك لم يزل في لفظه
غصا - كما انزلته - يتلالا
لو ان شم الراسيات حملته
لتصدعت - من خشية - زلزلا
كم خرج العلماء من آياته
ما صير الايام اسعد حلا
سبحان من هذا الكتاب بيانه
يثري الحياه .. حقائقا تتوالي
ياأيها الامي حسبك شاهدا
ان لم تكن فيما مضي مختالا
تتعلم الدنيا علي طول المدي
مما حملت لتنقذ الجهالا
ليكون اعظم قوة بناءة
في العالمين و نسعد الاجيالا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريم]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:03]ـ
وقيل
هيهات لا يعتري القرآن تبديل
وإن تبدل توراة وإنجيل
قل للذين رموا هذا الكتاب بما
لم يتفق معه شرح وتأويل
هل تشبهون ذوي الألباب في خلق
إلا كما تشبه الناس التماثيل
فاعزوا الأباطيل لقرآن وابتدعوا
في القول هيهات لا تجدي الأباطيل
وازروا عليه كما شاءت حلومكم
فإنه فوق هام الحق إكليل
ماذا تقولون في آي مفصلة
يزينها من فم الأيام ترتيل
ماذا تقولون في سفر صحائفه
هدى من الله ممض فيه جبريل
آياته بهدى الإسلام ما برحت
تهدي المماليك جيلا بعده جيل
فآية ملؤها ذكرى وتبصرة
وآية ملؤها حكم وتفصيل
فليس فيه لاعلى الناس منزلة
(عدن) وفيه لأدنى الناس سجيل
ولا احتيال ولا غمص ولا مطل
ولا اغتيال ولا نغص وتنكيل
إن هو إلا هدى للناس منبلج
ضاحي المسمى أغر الاسم تنزيل
لئن مضت عنه أجيال وأزمنة
تترى فهل سامه نقض وتحويل
أفكارهم بهدى القرآن ثاقبة
فلا يخامرها في الرأي تضليل
وأمرهم بينهم شورى ودينهم
فتح من الله, لا قتل وتمثيل
لا يعدم الحق أنصارا تحيط به
سورا ولو كثرت فينا الأضاليل
ـ[ريم]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:07]ـ
أرجو أن تنتفع بتلك الأشعار وإن أردت المزيد زدناك
ـ[عمر سعد الفاروقي]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 09:58]ـ
جزاكم الله خيرا وفيرا
وشكرا خاصا للمشارك / ريم، أحسن الله إليك (ولا أعرف أكسر الكاف أم أتركها لحالها)،
ونعم نود المزيد فزيدونا
ـ[ريم]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله إليك وبارك فيك وإليك المزيد:
في الصدر حملنا القرآنا
عطرا وضياءا وآمانا
فأضاء لنا وجه الدنيا
وإلى سر الكون هدانا
نتلوه نحفظ ءايات
ما أجملها من ءايات
نحمله في القلب ونمضي
وبه نحيا خير حياة
مابين الأية والأية
يتهادى شلال هداية
يروي الظمآن ويمنحه
آمالا من غير نهاية
ءايات مشرقة حسنى
معجزة المبنى والمعنى
تعطي الإنسان سعادته
وعن المؤمن تجلو الحزن
مابين الكوثر والنصر
والفتح وطه والعصر
أقرأ وأرقى وعش أياما
هانئة في ظل الذكر
ـ[ريم]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:10]ـ
وهذا لحاملة القرآن:
يا حاملة القرآن
هاتي المداد وهاتي يا ابنتي القلما
هاتي القراطيس هاك الشعر مبْتسِما
ولْتنْثري الزهر في أرجاء قافيتي
يفوحُ عطراً يُزِيلُ الهمَّ والألمـ ـــا
وسطري أحرفاً بالعز شامخـ ـــة
وبالسعادة قومي سطري الكَلِمَـ ــا
فهذه أختنا في الله قد حفظـ ــــــت
كتاب ربي تَعَلَّتْ يا ابنتي القِمَمَـ ـــــا
قولي لها يا رعاك اللهُ إن أبـ ـي
يكاد من حزنه يبكي الدموعَ دَما
لِمَا يَرى للفتاة اليوم من سفه
وغفلةٍ اشعلت في قلبه الحِمَمَـ ـا
قد غرها داعجُ العينين فانفلتتْ
بنعمة الله تغزو الحلَّ والحَرمَـ ا
فكم أصابت فتى يشكو صبابته
يشكو من العشق يشكو الهمَّ والسقما
وكم بها من مطيعٍ ضلّ وجهته
وإذ به بعد نور يقصد الظُلُمـ ا
كم من أبٍ ضيّع الأولاد سبتها
وزوجةٍ طُلّقت والبيت قد هُدما
قولي لها يا فتاة الدين إن أبي
قد سره منكمُ يا أختًُ ما علما
وأنه اليوم في بشرٍ وفي دعةٍ
وودع الهمّ والأحزان والسأما
فقد أتاه بشيرٌ طاب معدنه
بأن حفظكِ للقرآن قد خُتِمَا
الله أكبر تعظيماً ورددهـ ـا
لله درك أحييتي بنا الهمما
يا بنت عائشَ يا أختاً لفاطمة
ذكرتنا عز عصرٍ غاب وانصرما
أحييت في داخلي عرقاً أحِسُ به
لولاك أجْزِمُ أن العرق ما سلما
لله درك في عصر تعجُّ به
مفاتن تأسرُ الألبابَ والحُلُمَا
يا من حملتي كتاب الله في زمن
تغزو الأغاني به الأشراف والخدما
إليك مني كُليمَاتٍ أسطرهـ ـا
وربّ حامِلِ فهْم للذي فَهِمَا
فداومي حفظكِ للآي يا أملي
ولا تعودي وسيري دائماً قُدُمَا
ولْتعملي بكتاب الله راجية
في جنةِ الخلدِ منه الأجر والنعما
وترتقي منزلاً يعلو على قلمي
والشعرُ يعجزُ عن وصف له عَظُما
ويُلبسُ الوالدن التاج في غدهم
جزاء حفظكِ من ربِّ الورى كرما
وتهنأي بالذي قد نلتِ حافظة
عالي الجنان وربُّ العرش قد رحما
عليك أختاه بالإخلاص وانتبهي
من أن ترائي بذاك العُرْب والعَجَما
وترْجِمي الآي في قولٍ وفي خُلُق
وفي حياتكِ كوني قدوةً عَلما
ولا يكن همكِ الدنيا وزينتها
فتحصدي في الحساب اللْوم والندما
يا من حملت كتاب الله حُقَّ لنا
بأن نباهي بكِ الأمصارَ والأمما
إنّي أرى الشمس في الآفاق مشرقة
واسمعُ الطير تشدو اللحن والنغما
وانظر الأمة الثكلى وقد نهضتْ
وثبتتْ في طريق العزةِ القدما
هذا الذي نبتغي يا نصف أمتنا
لا نبتغي القصَّ والموضات والهُدُما
نريد منكنَّ عقلاً نيراً وبه
نرقى أخيّاتنا العلياء والشَمما
يا نجمة تتلالا في تألقها
تأبى الوهاد وترقى بالشموخ سما
أهديتُكِ الشعر تقديراً ومكْرُمةً
وفيكِ شرفتُ هذا الحبرَ والقلما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر سعد الفاروقي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 05:48]ـ
لا يسعنا إلا قول جزاكم الله خيرا ولو وقعت على أشعار أخرى نكون لك من الشاكرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
الخلاف في المسائل وارد بسبب اختلاف الموارد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 02:32]ـ
قال بعضهم في مقال جيد عن اداب الردود العلمية جزاه الله عنا خيرا
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)
(ربنا إنك تعلم مانخفي وما نعلن ومايخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء)
إن الردود العلمية لها مقصد وسبب، وثمرة وأدب، من التزم بهذه الركائز كان التوفيق صاحبه، وجاء رده كالبلسم الشافي، والمنبع الصافي، ومن أخل بشيء من تلك الركائز منع الوصول، وحرم القبول، (واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه).
ولايخفى على العقلاء أن الخلاف في المسائل وارد بسبب اختلاف الموارد التي ينهل منها الأشخاص، ومادام الأمر كذلك فليس عن الردود مناص،
ومن هنا وضع العلماء أصول الحوار وآداب المناظرة،
وبما أن المقام لايسمح بالإسهاب، فسأكتفي بتعليق وجيز على الركائز الأربع،
ومن أراد التفصيل فليراجع الكتب المؤلفة في أصول البحث والمناظرة.
1 - المقصد: تبيين الحق، فليس القصد من الرد التعالي على الآخرين أو التشفي منهم، أو كشف العورات، وتتبع العثرات،ولذلك ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يراجع نيته وينظر في طويّته لأن الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها، نسأل الله حسن النية وسلامة الطويّة.
2 - السبب: أي دافعك إلى كتابة الرد وهو رؤية مخالفة لابد من تصحيحها.
3 - الثمرة: تصحيح الخطأ. (والثواب لمن احتسب وأخلص النية).
4 - الأدب: أي التزام منهج الحوار والمناقشة.ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يتصف بالعلم والحلم، وهذا القيد يبين منهج الحوار بشكل مختصر، وحتى يزداد الأمر وضوحا سأذكر الأصول العامة لمنهج الحوار والمناقشة وهي:
1 - تحقق الخطأ: يعني أن تتأكد من أن الكاتب أخطأ في هذه الجزئية، وهذا يحتاج منك إلى قراءة الكلام بتمعن حتى يتبين لك الخطأ من الصواب.
2 - العلم: يعني أن يكون عندك من العلم مايعينك على فهم المسألة ومعرفة الخطأ من الصواب، فلايعقل أن يخوض الإنسان في علم لايحسنه، كمن يناقش مسألة في القراآت وهو لايحسن القراآت، ونعني بالعلم العلم الراسخ المبني على الأصول!
3 - الاتفاق على المرجع: يعني أن يكون هناك مصدريرجع إليه عند التنازع، فلايعقل أن تناقش شخصا ليس من أهل السنة وتورد عليه أدلة من صحيح البخاري وهو أصلا لايعترف بصحيح البخاري.
4 - الدليل: يعني أن يكون النقاش مبنيا على الأدلة وليس مبنيا على الأهواء والأذواق، لأن العلم معرفة الهدى بدليله.
5 - مراعاة مقتضى الحال: يعني خير الكلام ماقل ودل.
6 - وضوح الأفكار: يجب أن تكون الحجة واضحة المعالم بعيدة عن الطلاسم والرموز لأن المقام مقام بيان وتوضيح.
7 - سهولة العبارة والبعد عن الكلمات الغريبة.
8 - مراعاة مشاعر الطرف الآخر: يعني الابتعاد عن الهمز واللمز والسخرية والكلمات الجارحة،
قال الله عزوجل (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)
هذه بعض أصول الحوار وآدابه، راعيت فيها الاختصار خشية الإثقال على القراء،
وأحب أن أنبه على أمور مهمة يغفل عنها الكثير:
أ- تذكرأن الشخص الذي ترد عليه أخوك في الإسلام وأن له حرمة عند الله تعالى.
ب- تذكرأن ردك سيكتب في صحيفة أعمالك قال تعالى (إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون).
ج- تذكر أن أعداء الدين يراقبون ردود المسلمين بعضهم على بعض ويستغلون ذلك في الدعايات المضللة (فلا تُشمت بنا الأعداء).
د- تذكر أن جسد الأمة الإسلامية فيه من الجروح مايكفيه، فلاتكن سببا في زيادة الجروح وتفريق المسلمين.
ه- تذكر أن إخوانك الذين ترد عليهم غرباء في هذا الزمان فرفقا بالغرباء.
ي- تذكر أن الكتابة في المنتديات نعمة من الله سخرها لك وباب فتحه الله لك بعد أن أغلقت الصحف العلمانية أبوابها في وجهك، فلاتقابل نعمة الله بمعصية الله، والتطاول على عباد الله.
وبهذا ينتهي الموضوع، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
والحمدلله رب العالمين
منقوول بتصرف
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 07:08]ـ
تذكر أن الكتابة في المنتديات نعمة من الله سخرها لك وباب فتحه الله لك بعد أن أغلقت الصحف العلمانية أبوابها في وجهك، فلاتقابل نعمة الله بمعصية الله، والتطاول على عباد الله.
وبهذا ينتهي الموضوع، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
والحمدلله رب العالمين
منقوول بتصرف
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 02:40]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 06:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك و بارك الله فيك ...
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 04:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:58]ـ
جزاك اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 10:55]ـ
صدقت أخي أبا محمد، لعلنا نذكر أن الله تعالى قال: (والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3))، ولذلك التناصح والتواصي بالحق يستلزم الردود التي لايراد بها الغلبة والتعالي والفخر ولكن يراد بها الدلالة على الحق والصواب في المسائل التي يكون فيها الاختلاف. ولكن الناس ليسوا سواءً، والله يغفر للجميع.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:11]ـ
جزاك اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 11:44]ـ
ماشاء الله تبارك الله
بارك الله فيك أخي المشرف على هذا النقل الطيب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 06:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[صالح العواد]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 05:58]ـ
موضوع جميل، و لو كتبت بعض المراجع في هذا المجال للتوسع لكان أفضل.
نفعك الله ونفع بك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 09:15]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيكم ... و لكن الملاحظ أن قل من يطبق هذه القواعد إذا كان الكلام مع المخالفين و خصوصا في العقائد.
فنرجو أن نرى ذلك في الواقع, و الله ولي التوفيق
ـ[أبومنصور]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 12:45]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 03:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 12:57]ـ
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...... جزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 12:25]ـ
جزاك اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيك
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 03:42]ـ
قال بعضهم في مقال جيد عن اداب الردود العلمية جزاه الله عنا خيرا
وأحب أن أنبه على أمور مهمة يغفل عنها الكثير:
أ- تذكرأن الشخص الذي ترد عليه أخوك في الإسلام وأن له حرمة عند الله تعالى.
ب- تذكرأن ردك سيكتب في صحيفة أعمالك قال تعالى (إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون).
ج- تذكر أن أعداء الدين يراقبون ردود المسلمين بعضهم على بعض ويستغلون ذلك في الدعايات المضللة (فلا تُشمت بنا الأعداء).
د- تذكر أن جسد الأمة الإسلامية فيه من الجروح مايكفيه، فلاتكن سببا في زيادة الجروح وتفريق المسلمين.
ه- تذكر أن إخوانك الذين ترد عليهم غرباء في هذا الزمان فرفقا بالغرباء.
ي- تذكر أن الكتابة في المنتديات نعمة من الله سخرها لك وباب فتحه الله لك بعد أن أغلقت الصحف العلمانية أبوابها في وجهك، فلاتقابل نعمة الله بمعصية الله، والتطاول على عباد الله.
وبهذا ينتهي الموضوع، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
والحمدلله رب العالمين
منقوول بتصرف
إيه الله يبارك فيك يا أبو محمد يا حلو .. :)
بس يا ريت تغير الأحمر إلى .. قال أحد الإخوة .. :)
ليتنا نكثر من التواصي حول هذه الأمور التي نقتنع بها فكرا و نتخلف عنها قلباً .......
نحتاج التذكير المستمر .. بارك الله فيكم جميعا.(/)
قصة عمر -رضي الله عنه- ومضاعفة جزية بني تغلب
ـ[أحمد يس]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 08:56]ـ
قصة مضاعفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجزية نصارى بني تغلب مقابل تسميتها بالصدقة قصة مشهورة للغاية وقد أخذ بها المذاهب الثلاثة (الحنفي -الشافعي -الحنبلي) وكثير من العلماء يورد القصة مورد التسليم ولكن رأيت تشكيكاً في هذه القصة مؤخراً وكان ظني أنها ثابتة.
وأقدم المصادر التي أخرجت هذه القصة فيما اعلم كتاب الخراج لأبي يوسف وكتاب الأم للشافعي.
قال ابن حزم في المحلى (6/ 113):
"وأخذوا هاهنا بأسقط خبر وأشده اضطرابا، لأنه يقول رواية مرة: عن السفاح بن مطر، ومرة: عن السفاح بن المثنى، ومرة عن داود بن كردوس أنه صالح عمر عن بني تغلب ومرة: عن داود بن كردوس عن عبادة بن النعمان، أو زرعة بن النعمان، أو النعمان بن زرعة أنه صالح عمر ومع شدة هذا الاضطراب المفرط فإن جميع هؤلاء لا يدري أحد من هم من خلق الله تعالى ". انتهى
ولكن قال الشيخ أحمد شاكر معلقاً على كلام ابن حزم: (روي من طرق كثيرة تطمئن النفس إلى أن له أصلاً صحيحًا).
وقال أبو جعفر الطحاوي في مختصر اختلاف العلماء:
"وروى أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح بن مطر عن داود بن كردوس عن عبادة بن النعمان التغلبي أنه قال لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين إن بني تغلب قد علمت شوكتهم وإنهم بأزاء العدو فإن ظاهروا عليك العدو اشتدت مؤنتهم فإن رأيت أن تعطيهم شيئا فصالحهم على أن لا يغمسوا أحدا من أولادهم في النصرانية وتضاعف عليهم الصدقة قال عبادة يقول قد فعلوا فلا عهد لهم قال أبو جعفر وهذه الرواية مشهورة عن الكوفيين مستفيضة يستغني عن طلب الإسناد ".انتهى
وقد أشار الإخوة إلى هذه القصة هنا ولكن لم يكملوا نقاشهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93060
والقصة تنتهي إلى ثلاثة رواة:
1 - سفاح بن مطر:
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات ولذا فقد قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول.
2 - عن داود بن كردوس:
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات ولكن قال عنه الذهبي في الميزان: "مجهول" وسكت عنه ابن حجر في اللسان.
3 - عن عبادة بن النعمان بن زرعة التغلبي (أو عبادة بن زرعة بن النعمان):
وهو ممن له إدراك كما قال ابن حجر في الإصابة وهو موفد بني تغلب لعمر -رضي الله عنه-.
ويذكر أن الإمام الشافعي حين أورده مورد الاحتجاج أورد المسند من القصة بسنده ثم قال:
(وهكذا حفظ أهل المغازي وساقوه أحسن من هذا السياق فقالوا: راضهم، فقالوا: نحن عرب لا نؤدي ما يؤدي العجم، ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض، يعنون الصدقة، فقال عمر: «لا، هذا فرض على المسلمين»، فقالوا: زد ما شئت بهذا الاسم، لا باسم الجزية، ففعل، فتراضى هو وهم على أن ضعف عليهم الصدقة).
ولم يحفظ عن الإمام مالك في هذا شيء كما جاء في المدونة.
فنرجو من الإخوة تحقيق القول في هذه القصة المشهورة فقد قرأت لبعض طلبة العلم أن القصة حسنة لغيرها وسبب التحسين قبول جمهور العلماء ولأنها جاءت من طرق أخرى أثبتت أصل القصة وهي صحيحة لا مطعن فيها ولكن الشاهد في تغيير الاسم وقول عمر: (سموها ما شئتم) أو قوله (هؤلاء حمقى أبوا الاسم ورضوا بالمعنى).
آسف على الإطالة ولكن أردت جمع خيوط الموضوع بين يديكم لتتصرفوا فيها.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:55]ـ
اورد في نصب الراية: طرقا كثيرة للقصة تحتاج الى بحث في اسانيدها فقال رحمه اللّه:
أخرج البيهقي رحمه اللّه عن عبادة بن نعمان التغلبي في حديث طويل، أن عمر رضي اللّه عنه لما صالحهم - يعني نصارى بني تغلب - على تضعيف الصدقة، قالوا: نحن عرب لا نؤدي ما يؤدي العجم، ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض، يعنون الصدقة، فقال عمر رضي اللّه عنه: لا، هذه فرض المسلمين، قالوا: فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية، ففعل، فتراضى هو وهم على أن تضعف عليهم الصدقة، وفي بعض طرقه: سموها ما شئتم،
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى أيضًا من حديث داود بن كردوس، قال: صالح عمر رضي اللّه عنه بني تغلب على أن يضاعف عليهم الصدقة، ولا يمنعوا فيها أحدًا أن يسلم، ولا أن يغمسوا أولادهم،
وهذا رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه ": حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن السفاح بن مطر عن داود بن كردوس عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فذكره. وزاد: أن لا يُنصِّروا صغيرًا،
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في " كتاب الأموال " [كتاب الأموال " ص 54، و ص 28.] حدثنا أبو معاوية عن الشيباني به، وزاد فيه: من كل عشرين درهمًا درهم، ثم قال: حدثنا سعيد بن سليمان عن هشيم حدثنا مغيرة عن السفاح بن المثنى الشيباني عن زرعة بن النعمان، أو النعمان بن زرعة، أنه سأل عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، وكلمه في نصارى بني تغلب، قال: وكان عمر رضي اللّه عنه قد همّ أن يأخذ منهم الجزية، فتفرقوا في البلاد، فقال النعمان بن زرعة لعمر: يا أمير المؤمنين، إن بني تغلب قوم عرب يأنفون من الجزية، وليست لهم أموال، إنما هم أصحاب حروث ومواشي، ولهم نكاية في العدو، فلا تُعِنْ عدوّك عليك بهم، قال: فصالحهم عمر رضي اللّه عنه على أن تضعف عليهم الصدقة، واشترط عليهم أن لا ينصروا أولادهم، انتهى.
ورواه أبو أحمد بن زنجويه النسائي في " كتاب الأموال ": حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن المغيرة به أن عمر رضي اللّه عنه أراد أن يأخذ من نصارى بني تغلب الجزية فتفرقوا في البلاد، إلى آخره،
وروى عبد الرزاق في " مصنفه [وأبو عبيد في " كتاب الأموال " ص 29 عن عبد الرحمن بن المهدي عن شعبة به]- في كتاب أهل الكتاب " أخبرنا عبد اللّه بن كثير عن شعبة عن الحكم بن عتيبة، قال: سمعت إبراهيم النخعي رضي اللّه عنه يحدث عن زياد بن حدير، وكان زياد يومئذ حيًّا أن عمر رضي اللّه عنه بعثه مصدقًا، فأمره أن يأخذ من نصارى بني تغلب العشر، ومن نصارى العرب نصف العشر، انتهى. وفي " الطبقات " - لابن سعد [ابن سعد: ص 89 - ج 6.] زياد بن حدير الأسدي يروى عن عمر، وعلي، وطلحة بن عبيد اللّه رضي اللّه عنهم، انتهى.(/)
إذا فشلت في علاج أصل المرض .. فعالج العَرَض
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 01:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يصاب الإنسان ببعض العلل التي ليس لها دواء يصيب أصل الداء
كبعض الالتهابات الفيروسية .. يصحبها أعراض من صداع وحمى ..
فإن معالجة هذه الأعراض بتناول أقراص تزيل الألم .. تنفع في علاج المرض كثيرا بسبب أن الجسم تتحسن مناعته.
وذلك مما يعرفه المجرب والطبيب سواء بسواء ..
وفيما يخص أمراض القلوب وآفاتها ..
فقد يتعنى المسلم وهو يحاول معالجتها .. ثم مع هذا لا تنفك عنه .. لِما ران على قلبه من طول الأمد وتلاطم الشهوات والشبهات والاستكثار من فضول المباحات وغير ذلك ..
ويبقى أسيرا لهذه النكت السوداء المستحكمة .. حتى يكاد ييأس من صلاح قلبه ..
فمثل هذه الحالات المستعصية .. وما دونها أيضا ..
يحسن الأخذ بعلاج الأعراض .. فهو نافع جدا إن شاء الله تعالى
وسأضرب عليه مثالا يسيرا ..
قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث ثوبان"ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"
فها هنا .. حقيقة مفادها: أن المحافظة الوضوء والحرص على استمراره أمارة على كون صاحبه مؤمنا.
أي أن هذا من شأن المؤمن ..
فإذا وجدت في نفسك ضعف إيمان .. فحافظ على الوضوء .. أي تلبّس بما هو علامة للمؤمن ..
فذلك أحرى إن أقمت عليه وصبرت .. أن يوفقك الله فيأخذ بناصيتك لتلك المرتبة
كما قال تعالى"والذين اهتدوا زادهم هدى"
والأمثلة عليه كثيرة
أستغني بفطنة إخواني القراء عن الاستكثار منها
والله الهادي
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 07:10]ـ
جزاك الله خيراً ...
لفتة حسنة إلى أمر مهم، فمن ذا يسلم من العلل ..
ولعل هذا ضرب من تجزئة وتقسيط العلاج وتدريجه ..
فإن النفس قد تتأبى تأبي الصبي ومن في معناه على علاج أدوائها وتمتنع عن تناول أدويتها ولعلماء الأدوية تفنن في تسويغ الأدوية لمن يتأبى عليها من المرضى كالأطفال ..
والنفس كالطفل .....
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 11:54]ـ
جزاكم الله خيرا ..
لكن في نظري أن علاج العرض من نتائجه استفحال المرض - خصوصا إن كان مجهولا لصاحبه - وهذا مشاهد
والله تعالى أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 12:33]ـ
سبحان الله!(/)
منهج بن عثيمين في التعامل مع المخالف منهج سلفي ولله الحمد والمنة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 01:37]ـ
س: فضيلة الشيخ: تعلمون ما للشيخ ( ........ ) من جهود طيبة في الدعوة فنرجو من فضيلتكم إبداء ما تعلمون عن هذا الشيخ حيث إن البعض بدأ يتكلم عليه وجزاكم الله خيرا؟
الجواب: ليس من شأننا في هذا اللقاء أن نتحدث عن شخص بعينه لكننا نقول:
أولا ـ كل إنسان له قدم صدق في الدعوة إلى الله في هذه الأمة من أول الأمة إلى آخرها، لاشك أنه يحمد على ماقام به من الخير.
وثانيا نقول ـ كل إنسان مهما بلغ من العلم والتقوى، فإنه لا يخلو من زلل سببه إما الجهل أو الغفلة أو غير ذلك، لكن المنصف كما قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في خطبة كتابه القواعد: المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه (1).
ولا أحد يأخذ الزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيها بالنساء، فإن المرأة إذا أحسنتَ إليها الدهر كله، ثم رأت منك سيئة واحدة قالت: لم أر منك خيرا قط، ولا أحد من الرجال يحب أن يكون بهذه المثابة أي بمثابة الأنثى، يأخذ الزلة الواحدة، ويغفل عن الحسنات الكثيرة،
فالقاعدة كما قلت: أننا لانتكلم عن الأشخاص بأعيانهم مدحا أو ذما، لا في مجالسنا في مقام التدريس، ولا في اللقاءات، ولا فيما يورد علينا من الأسئلة،
ونحن ماضون على ذلك إن شاء الله، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا عليه، لأن الكلام عن الشخص بعينه قد يثير التحزب والتعصب، ولأنه قد تتغير حاله إلى خير مما كان عليه
والواجب أن نعلق الأحكام بالأوصاف لا بالأشخاص،
فنقول: من عمل كذا فيستحق كذا، ومن عمل كذا فيستحق كذا، من خير أو من شر،
ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدل
وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط، لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذبا، فلكل مقام مقال.
المرجع: لقاءات الباب المفتوح 3/ 455 - 456 أعدها الدكتور عبد الله الطيار.
(1) في الأصل ثوابه. والتصحيح من كتاب القواعد لابن رجب(/)
شرح كتاب عِدَة الصابرين وذخيرة الشاكرين للعلامة ابن القيم: لشيخنا محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب عِدَة الصابرين وذخيرة الشاكرين للعلامة ابن القيم
(27 محاضرة بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=109 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=109)
http://www.rslan.com/images/index/3idato2.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=109)
نبذة عن السلسلة: لمَّا كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر, كان حقيقًا على من نَصَح نفسَه, وأحبَّ نجاتَها, وآثرَ سعادتها أن لا يُهملَ هذين الأصلين العظيمين, فكذلك وضَعَ الإمام ابن القيِّم هذا الكتاب «عِدَةُ الصابرين وذخيرةُ الشاكرين» للتعريف بشدة الحاجة والضرورة إليهما, وفيه ذِكْر أقسام الصبر ووجوه الشكر وأنواعه, وفصل النِّزاع في التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر, وذِكْر حقيقة الدنيا وما مثَّلَها الله ورسوله والسلف الصالح به, وذِكْر ما يُذَم من الدنيا ويُحمد, وما يُقرب منها إلى الله ويُبعِد, وكيف يشقى بها من يشقى, ويَسعَدُ بها من يَسعَد, وغير ذلك من الفوائد التي لا تكادُ تظفرُ بها في كتاب سواه.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
تنبيه: تم تحديد موضِع كل عُنصر في محاضرته الصوتية
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 بداية من «المقدمة» إلى «الباب الرابع: الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة»
2 بداية من «الباب الخامس: في أقسام الصبر باعتبار محله» إلى «الباب السابع: بيان أقسامه باعتبار متعلقه»
3 بداية من «الباب الثامن: في انقسامه باعتبار تعلق الأحكام الخمسة به» إلى «الباب التاسع: في بيان تفاوت درجات الصبر»
4 تتمة الباب التاسع: في بيان تفاوت درجات الصبر
5 بداية من «الباب العاشر: انقسام الصبر إلى محمود ومذموم» إلى «الباب الحادي عشر: في الفرق بين صبر الكرام وصبر اللِّئام»
6 بداية من «الباب الثاني عشر: في الأسباب التي تُعين على الصبر» إلى «الباب الثالث عشر: في بيان أن الإنسان لا يستغني عن الصبر في حال من الأحوال»
7 بداية من «الباب الثالث عشر: في بيان أن الإنسان لا يستغني عن الصبر في حال من الأحوال» إلى «الباب الرابع عشر: في بيان أشق الصبر على النفوس»
8 بداية من «الباب الخامس عشر: في ذكر ما ورد في الصبر من نصوص الكتاب العزيز» إلى «الباب السادس عشر: في ذكر ما ورد في الصبر من نصوص السُّنَّة» , وما يتعلق بزيارة القبور
9 الباب السادس عشر: في ذكر ما ورد في الصبر من نصوص السُّنَّة
10 تتمة الباب السادس عشر: في ذكر ما ورد في الصبر من نصوص السُّنَّة
11 بداية من «الباب السابع عشر: في ذكر الآثار الواردة عن الصحابة في فضيلة الصبر» إلى «الباب الثامن عشر: في ذكر أمور تتعلق بالمصيبة من البكاء والندب وشق الثياب ودعوى الجاهلية ونحوها»
12 تتمة الباب الثامن عشر: في ذكر أمور تتعلق بالمصيبة من البكاء والندب وشق الثياب ودعوى الجاهلية ونحوها
13 بداية من «الباب التاسع عشر: الإيمان نصفان: صبر وشكر» إلى «الباب العشرون: في تنازع الناس في الأفضل من الصبر والشكر»
14 الباب العشرون: في بيان تنازع الناس في الأفضل من الصبر والشكر
15 تتمة «الباب العشرون: في بيان تنازع الناس في الأفضل من الصبر والشكر»
16 الباب الحادي والعشرون: في الحكم بين الفريقين, والفصل بين الطائفتين
17 تابع «الباب الحادي والعشرين: في الحكم بين الفريقين, والفصل بين الطائفتين»
18 تتمة «الباب الحادي والعشرين: في الحكم بين الفريقين, والفصل بين الطائفتين» إلى «الباب الثاني والعشرون: في اختلاف الناس في الغني الشاكر والفقير الصابر أيهما أفضل؟ وما الصواب في ذلك؟»
19 الباب الثالث والعشرون: حُجَّة الفقراء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار
20 تابع «الباب الثالث والعشرون: حُجَّة الفقراء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار» 1
21 تابع «الباب الثالث والعشرون: حُجَّة الفقراء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار» 2
22 تابع «الباب الثالث والعشرون: حُجَّة الفقراء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار» إلى «فصل: في ذكر أمثلة تُبَيِّن حقيقة الدنيا»
23 تابع «فصل: في ذكر أمثلة تُبَيِّن حقيقة الدنيا» إلى «المثال الثاني والعشرون»
24 تتمة «الباب الثالث والعشرون: حُجَّة الفقراء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار» إلى «الباب الرابع والعشرون: في ذكر ما احتجت به الأغنياء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار»
25 تتمة «الباب الرابع والعشرون: في ذكر ما احتجت به الأغنياء من الكتاب والسُّنَّة والآثار والاعتبار» إلى «الباب الخامس والعشرون: في بيان الأمور المضادة للصبر والنافية له والقادحة فيه»
26 الباب السادس والعشرون: في بيان دخول الصبر في صفات الرب جل جلاله, وتسميتِه بالصبور الشكور
27 الخاتمة
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=109[/ ... ](/)
تنشيط الكسالى واليائسين بسيرة الشيخ الطريفي
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 03:35]ـ
ـ صفحات ولقاء (عن) و (مع) الشيخ عبد العزيز الطريفي ـ
[1]- نود التعريف والنشأة مبتدءاً بالاسم فالمولد ومكانه والدراسة وغير ذلك؟
قبل الدخول في إجابة سؤالك أخي الفاضل, أفضل ذكر أمر أحسبه مهماً, وهو أن متلقي العلم والمعرفة إن رام الفائدة أن يقصدها ولا يهتم بقائلها ما دام أنه على معتقد صحيح, والناس في هذا بين طرفي نقيض, إما واردٌ على كل منبع وإما حارمٌ نفسه من الفائدة لأنه لا يأخذ إلا ممن يهواه ويوافقه
يقول ابن رشيق القيرواني:
خذ العلوم ولا تحفل بناقلها واطلب بذاك وجه الخالق الباري
أهل الروايات كالأشجار يانعةً كل الثمار وخل العود للنار
وما أجمل ما قاله الخليل:
أعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
وأعود إلى سؤلك حول التعريف فالاسم عبد العزيز بن مرزوق الطَّريفي, والطَّريفي كما قال السيوطي في "الأنساب"
(الطَِّريفي بفتح الطاء وكسرها بطن من طيء). وننتسب للأسلم.
أما النشأة فالحديث عنها طويل فقد ولجت عدة دول ولمّا أميز، ولدت -خارج السعودية - في دولة الكويت، أنا وسائر إخوتي لظروف عمل الوالد وطلبه الرزق –رحمه الله-, حيث ذهب في فتوته قبل الستينات الميلادية أو في أوائلها – فيما أظن -, وكان يتردد بين الكويت والموصل ومصر، ثم لم يلبث أن عاد لهذه البلاد قبل أن أُمَيِّز، وأقام نحو عقد ونصف خارجها.
وكان تاريخ الميلاد 7/ 12/1396 للهجرة.
وأما الدراسة الجامعية فأنهيتها من كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود في مدينة الرياض.
وأما العمل فباحث علمي في وزارة الشئون الإسلامية, ثم مديراً لإدارة البحوث والدراسات في مركز البحوث والدراسات, ثم باحثاً علمياً فيها ..
[2]- متى بدأتم طلب العلم؟ وما هي الطريقة في ذلك؟
لا أذكر حداً في ذلك, خاصةً إذا اعتبرنا انتشار العلم وتوسعه حتى أصبح يناله الكثير, لكنني أذكر أني ابتدأت حفظ المتون العلمية في سن الثالثة عشرة, وكان أول متن حفظته هو (البيقونية) في المصطلح وكان الطريقة في بداية الأمر غير منضبطة, ولكن بدأت بالقراءة والحفظ والقراءة الكثيفة في سن الخامسة عشرة, وأذكر أني قرأت حينها عشرات المجلدات, كـ"تفسير ابن كثير" و"زاد المعاد" و"سيرة ابن هشام" و"فتاوى ابن تيمية" (المرة الأولى) وغيرها وكان هناك حضور متفرق لبعض طلاب العلم, في سن البلوغ وبعده بقليل.
والإنسان لا ينتهي من التعلم, فالعلم من المهد إلى اللحد ولن يُحَصِّل إلا قليلاً, فالعلم بحر .. بحر ...
وأما الطريقة في التحصيل:
فكان هناك حضور قليل للدروس نحو ثلاث دروس أسبوعية, لكن كانت أغلب الساعات في القراءة والتلخيص، من غير لزوم فن معين بل في العقيدة والسنة والفقه والسيرة والتاريخ واللغة والشعر, والأدب، وقد وجدت فائدة تلخيص الكتب المطولة كثيراً, فقد اختصرت في سن السادسة والسابعة عشرة "تفسير ابن كثير" كاملاً و"زاد المعاد" وأجزاء من "المغني" وأجزاء من "فتاوى ابن تيمية" بيدي ولا زلت أحتفظ بها في مكتبتي وقد أطلعتك على جملة منها.
كما اختصرت نحو شطر "الاستذكار" لابن عبدالبر، واعتنيت بضبط مسائله وحفظ الشواهد الشعرية التي يوردها، ووضعت فهرساً مخطوطاً لفتاوى ابن تيمية مستخرجاً منها القواعد الفقهية والحديثية وغيرها والأعلام والبلدان والمذاهب.
ومع مرور الوقت يجد الإنسان أخطاءً في التحصيل يبدأ التصحيح شيئاً فشيئاً, والأولى أن تكون القراءة والاطلاع هي الملازم في كثير من الوقت.
[3]- ما هي المتون التي حفظتموها أو قرأتموها على بعض العلماء؟ وأبرز من تتلمذتم عليه؟
ولقد ذكرت أن أول متن حفظته البيقونية في سن الثالثة عشرة, ثم حفظت في سن البلوغ وما قبله وبعده بيسير حفظت كثيراً من المتون منها " الأصول الثلاثة" و"كشف الشبهات" و"كتاب التوحيد" و"فضل الإسلام" و"المنظومة الرحبية" و"بلوغ المرام"، ومئات الأبيات الشعرية من الشواهد وغيرها، وهذا حتى سن الثامنة عشرة.
ثم في تلك السنة بدأت في البخاري فصحيح مسلم, فسنن أبي داود فبقية الأصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشرعت بحفظ مسائل شرح الزركشي على مختصر الخرقي ويقع في سبع مجلدات في مذهب أحمد حتى كتاب الصلاة ثم توقفت وبدأت بحفظ روايات المذهب منه ..
وكذلك اعتنيت بضبط مسائل "منار السبيل" لابن ضويان، وأدلته.
وكذلك "الرسالة" لابن أبي زيد القيرزاني في فقه مالك وقرأت من شروحها نحو الخمسة شروح.
وغير ذلك مما تيسر ..
أما ما قرأته على أهل العلم:
فجل ما أتلقاه عنهم سماعاً من الدروس وقراءتي على العلماء قليلة, فقرأت على بعضهم شيئاً يسيراً من سنن أبي داود والبخاري وبعض الكتب في علوم الآلة وغيرها ..
أما من أخذت عنهم:
فهم يتفاوتون زمناً في طول التلقي, وقدر الاستفادة، ولكن سأذكر جملة منهم:
* الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حضرت دروسه نحواً من أربع سنين, تخللها فوت يسير.
* محمد عبد الله الصومالي "المكي" رحمه الله شيئاً يسيراً.
وهو من أهل العلم المعمرين الحفاظ، يُقصد من القريب والبعيد، الكبير والصغير، قليل ذات اليد.
* الأستاذ حسن الأثيوبي في النحو والصرف.
* الدكتور الأديب محمد أجمل الإصلاحي.
عضو مجمع اللغة العربية بدمشق, عالم أديب متواضع, ولا زلت على صلة به وزيارات وثيقة.
* الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله.
* الشيخ محمد البرني الهندي في "فتح الباري".
* الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله رئيس اللجنة الدائمة في "مجلس القضاء".
* الشيخ عبد الرحمن البراك, شهور يسيرة في الاعتقاد للبيهقي.
* الشيخ عبد الكريم الخضير قرأت عليه "الباعث الحثيث" فقط، عام 1418هـ.
* الشيخ صالح آل الشيخ قرأت عليه في مجالس يسيرة من "مفردات غرائب القرآن" للراغب الأصفهاني و "سنن أبي داود" عام 1418 هـ تقريباً.
[4]- ما هي طريقتكم في حفظ الأحاديث؟ خاصة الأسانيد؟
الأحاديث أحفظها بالطريقة المعتادة وهي التكرار – بالطبع – لكن الإشكال في المداومة في ذلك, فالانقطاع يورث صعوبة في العودة للحفظ, وأما قدر ما كنت أحفظه في اليوم من ثلاثين إلى خمسين حديثاً قد تزيد وقد تنقص ..
وأما الأسانيد فأحفظ ما عليه مدار الحديث إذا كان صحيحاً وأما إذا كان معلولاً ومشكلاً فأحفظ جميع طرقه في الغالب.
[5]- هل ذكرتم بعض الكتب المطولة التي تيسر لكم قرائتها؟ مع ذكر طريقتكم في اقتناص الفوائد من تلك الكتب؟ ومدة القراءة اليومية عندكم؟ وما هي الكتب التي شرحتموها؟
ذكرها يطول ولكن ما قرأته من كتب السنة جلها, كسنن البيهقي وسنن سعيد بن منصور وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان ومصنفي ابن أبي شيبة وعبد الرزاق (أكثر من مرة) والمحلى لابن حزم (عدة مرات) والأوسط لابن المنذر ومعرفة السنن و الآثار للبيهقي وسنن الدارقطني و"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" وأكثر الأجزاء الحديثية المسندة وغيرها .. وكثير من فقه السلف فيها محل العناية.
وفي مثل هذه الكتب لا أكاد أدون منها شيء .. لأن مثله يصعب تدوينه ولكن يحرص القاري على استذكار موضعه واستحضاره.
ويلحق في هذا كتب العلل كشرح علل الترمذي لابن رجب وعلل الدارقطني وعلل ابن أبي حاتم وعلل ابن المديني وعلل ابن معين وعلل الخلال وعلل أحمد وغيرها.
وفي الفقه كثير: كالتمهيد والاستذكار لابن عبد البر والمدونة والمقدمات وجملة من شروح الرسالة وغيرها في فقه مالك.
وفي فقه أبي حنيفة الحجة على أهل المدينة والآثار لأبي يوسف ومحمد بن الحسن, وحاشية ابن عابدين.
وفي فقه أحمد جميع مسائل أحمد فيما أعلم التي وقفت عليها كمسائل أحمد برواية عبدالله ومسائل صالح ومسائل ابن هانيء ومسائل مهنا ومسائل الخلال ومسائل أبي داود ومسائل الخلال ومسائل الكوسج ويلحق في هذا ما ينقل عن أحمد في غير المسائل كطبقات الحنابلة وغيرها، ومن الكتب في فقه أحمد شرح الزركشي على مختصر الخرقي والشرح الكبير وكشاف القناع ومنار السبيل "مراراً" وغيرها ..
وفي فقه الشافعي الأم والمجموع والشرح الكبير وغيرها ..
وأما التفسير: فالذي يغلب على الظن قراءة جل التفاسير المسندة كتفسير ابن جرير وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير البغوي .. وكذلك تفسير ابن المنذر فقد قرأت الموجود منه "مخطوطاً" قبل أن يطبع، وكذلك تفسير عبد بن حميد قرأت قطعته مخطوطة والموجودة في حاشية تفسير ابن المنذر، وقرأت تفسير ابن كثير، بل اختصرت فوائده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولي قراءات متفاوته في تفسير القرطبي وابن عطية والزمخشري والثعلبي وغيرها ..
وأما التاريخ: فقرأت كتب الطبقات وتاريخ الإسلام للذهبي وأجزاء من شذرات الذهب وتاريخ دمشق لابن عساكر والبداية والنهاية.
والتاريخ ومعرفته هي عمر الإنسان الحقيقي وخبرته، فينبغي أن يكثر من قراءته، فكم من هو كهل في معرفته وهو صغير السن في عمره، بسبب معرفته بالتاريخ والحوادث والوقائع والفتن وكيف آلت إليه وحال أصحابها قبل وبعد وكيف تعامل معها العقلاء.
ولا يكاد يوجد واقعة إلا ولها نظير في التاريخ، ومن المؤسف حقاً أن نرى أخطاء التاريخ تتكرر بسبب الجهل به.
والإعجاب بالعقل والرأي والتدبير في الأمور العظام داء خطير جر على الأفراد والشعوب والحكام الويلات والنكبات.
وأما تدوين الفوائد فهي إما بالتلخيص للكتاب كله وهذا نادر جداً أو بتدوين رؤوس المسائل التي يخشى فواتها على غلاف الكتاب .. وأن احتيج للمزيد تكتب في ورق وتوضع في داخل الكتاب لمراجعتها عند الحاجة.
وأما المدة الزمنية في القراءة فغير منضبطة, فتتراوح بين العشر إلى ثلاث عشرة ساعة بحسب الأيام والفصول ولكن هذا متوسطها, وقد تزيد في الإجازات إلى خمس عشرة ساعة بين قراءة وكتابة.
والكتب التي قمت بشرحها أو التعليق عليها:
* شرح العلل لابن رجب.
* علل ابن المديني.
* المنتخب من علل الخلال.
* سنن الترمذي, وأنهينا ثلثيها.
* المحرر لابن عبد الهادي وانتهينا من قريب الثلثين.
* كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب مراراً.
* التمييز لمسلم.
* نخبة الفكر في المصطلح مراراً.
* الموقظة للذهبي مراراً.
* الأربعين النووية مراراً.
* صحيح البخاري إلى كتاب الصلاة.
* زاد المستقنع. وغيرها ..
[6]- هل لكم قراءة في الكتب الأدبية والفكرية؟
لي قراءات متفاوتة في الكتب الأدبية كالعقد الفريد وزهرة الآداب والمقامات وكتب الجاحظ بالأخص وغيرها ولكني لست مكثراً.
أما الفكرية فلي قراءات فيها, وخاصة في شأن التيارات والأفكار المعاصرة كالعلمانية والليبرالية والرأسمالية والاشتراكية والشيوعية، وكذلك في التيارات المنتسبة للإسلام وكذلك متابعة بعض المجلات والدوريات بهذا الشأن, وكذلك قراءة للمقالات في بعض الصحف اليومية، والقراءة في الصحف إنما هي للخطوط العريضة منها، وما يهم، وإلا فمتابعة الصحف بوضعها الذي هي عليه الآن إهدار للوقت والجهد، غث وغثاء وعبث ..
ولي رسالة في بعض التيارات سميتها (الحرية بين الفكر والكفر) لم يؤذن لها بالنشر.
ولي متابعة متواضعة لما تنشره دور النشر التي تعنى بالأفكار الغربية باللغة العربية سواء التي مقرها لندن كـ"دار الساقي" أو بيروت كـ"دار رياض الريس" وغيرها، وفي مكتبتي مئات الكتب والدوريات من هذا النوع قرأت شيء منها، واطلعت مروراً على الجميع فيما أظن ..
وقرأت بعض كتب الفلاسفة الأوائل فقرأت "رسائل الفارابي" والسياسة المدنية له، وبعض رسائل أرسطو وقسطا بن لوقا، وأرطميدورس الإفسي وغيرهم، وبعض الفلاسفة المنتسبين للإسلام كابن سينا وابن ملكا وابن رشد وغيرهم ولكن بعد قراءتي لها ولنظائرها لا أنصح بقراءتها إطلاقاً.
وكل المدارس الفكرية التي راجت عند بعض المسلمين والعرب في وقتنا ما هي إلا صور للمدارس الغربية وغيرها، من آثار الانفتاح الحاصل على الأمم والشعوب الأخرى، كما حصل في القرن الثالث والرابع وما بعدها، وكل حضارة قوية لها أتباع ومقلدة، وإذا تلاشت تلاشوا معها، فالشيوعية فُتن بها الناس زمناً، ماتت وكُفِّن بها أصحابها، وهكذا ستتبعها العلمانية والليبرالية، والتاريخ مليء من ذلك ولكننا لا نقرأ.
[7]- إجازتكم في الرواية عمن أخذتموها؟
لي إجازات لا بأس بها عن جماعة من العلماء منهم:
* محمد عبد الله الصومالي رحمه الله.
* الدكتور سهيل حسن عبدالغفار.
* الدكتور محمد لقمان الأعظمي الندوي رحمه الله.
* محمد البرني الهندي رحمه الله.
* محمد المنتصر الكتاني المغربي.
* الشيخ الأديب عبد القادر كرامة الله البخاري رحمه الله, وقد زرته عام 1417 وقال عمري: 92 عاماً, وأهدى لي قصيدة بخط يده، ومقطوعات أدبية، وكتاب "فهرس الفهارس" للكتاني.
* العلامة الأديب محمد بو خبزة الحسيني المغربي, وكذلك بيني وبينه مراسلات قديمة وعندي منها شيء بخطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
* محمد إسماعيل العمراني اليمني.
* العلامة عبد الله بن عقيل الحنبلي.
* عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي .. وغيرهم
[8]- الإجازة عند كثير من طلاب العلم بين المبالغة والتقصير ما رأيكم في ذلك؟
الإجازات فيها شرف الاتصال بالسالفين وعلى رأسهم خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن فائدتها ليست بتلك, ومع شرف الانتساب فلها فائدة حفظ الكتب من التشكيك فيها أو في نسبتها لمؤلفيها.
وهناك من يبالغ فيها ويضيع عمره في تتبعها ومطاردتها في البلدان سفراً وترحالاً وهذا من المبالغة والجهد الضائع.
[9]- أهل الحديث في الهند من يراد بهم؟
أهل الحديث في الهند هم جماعة نشأت في مواجهة التعصب للمذهب الحنفي قصداً للدليل, وكان أهل الحديث في أول الأمر ليسوا على عقيدة صافية, بل فيهم النقشبندي والديوبندي والماتريدي وغيرهم, فأصل مسمى أهل الحديث ليس سلامة المعتقد بل التحرر من التقليد الفقهي لمذهب أبي حنيفة, ثم بعد اتصالهم ببلاد أهل السنة والجماعة صححت عقائدهم. [10]- متى بدأتم التأليف؟ وما هو أول كتاب ألفتموه؟
الكتابات كثيرة وكثير منها يقصد الشخص به تأليفاً ثم يتضح له بعد أمد أنه لا يستحق النشر, وقد كتبت عدة مؤلفات لا أرى مناسبتها لأسباب منها عدم نضجها, ومنها عدم مناسبة الوقت في إخراجها ونحو ذلك ..
وأول كتاب نشر هو كتاب (التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل) انتهيت منه عام 1420 للهجرة في سن الرابعة والعشرين تقريباً.
[11]- ما يثار حول طرحكم سواء في الأمور العلمية أو غيرها؟
أما بشأن الأمور العلمية فما أذكر أني رجحت قولاً وليس لي فيه سابق وسلف معتبر, ولكن ربما يستشكل الإنسان قولاً لأنه لم يسمع به من قبل في بلده أو عند علمائه وهو قول معروف له دليله, وما دام للقائل سلف في قوله فلا ملامة ما لم يكن في إظهار هذا القول فتنة ومفسدة فكل شيء بقدره ..
وقد يطبق أهل بلد ما على عمل ضعيف، ويظن بعض الناس أن عملهم إطباق وإجماع وما يخالفهم شذوذ، وهذا هو سبب الإشكال، وهذا وجد في العصور الأولى، قد يعمل البصريون قاطبة بعمل يخالف ما عليه أهل المدينة، أو مكة أو العكس، ولو أفتى بصري بقول المكيين، عورض وشدد عليه، لا اعتراض على الاعتراض، وإنما الاعتراض على التشنيع، والتجهيل، وربما وقع هذا من بعض أهل الفضل، فعكرمة وهو من فقهاء التابعين أنكر على عمل رآه في الصلاة من أحدهم، ووصفه بـ (الأحمق)، فسمعه ابن عباس وقال: هو على سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
أحمق في علم عكرمة، ومتبع السنة في علم ابن عباس!
وابن عباس على علم وحجته بالوحي الذي استند إليه رضي الله عنه وأرضاه.
ولهذا نظائر كثير لمن اطلع على مذاهب السلف والخلف.
حال الفتوى راقب من يعلم السر والعلن، لا غيره، وزن الأمور بميزان القسط، فما كل حق يقال، ومن الحق ما يجب أن يقال ولا بد.
وأما غير العلمية, فلا أدري إن كنت تقصد الأحداث فكم تمنيت أن يعلم أني من أشد الناس تألماً لما يحدث في هذا البلد في كل فتنة, وأني ربما لا ألتذ بنوم لأجل فتنة نزلت, أو دم سفك أو مال هدر بغير حق, أو قالة وفتنة تروج بين الناس، أو تجرؤ ناشئة حدثاء في أمور مصيرية, ولكن هناك من لا يريد إلا شيئاً واحداً منك, ولو تحدثت بكل خير وفضل لاقتنص المشتبه عليه من بين حديثك ليكون له ما يريد، ثم أنه لم يُفرض على العقلاء على مر العصور أن لا يقولوا شيئاً حتى يعرضوه على غيرهم ليُجاز، بل يقولوا ما يروه حقاً ما دام أنهم مستحضرون لنظر الرقيب سبحانه وتعالى. ثم لتعلم أن رضى الناس غاية لا تدرك.
نحن في هذا البلد في مركب واحد يجب أن نتدارك فيه أخطائنا بالحسنى واللين بعيداً عن الظنون وقلب المصطلحات والمعاني ..
إن انشغال البعض عن الواضحات إلى لي عنق الألفاظ والمعاني حتى يشكل منها أفكاراً وعقائداً لأشخاص داء مستفحل، وإن وجد أمثال هؤلاء آذاناً صاغية فذلك نذير خطر وشؤم.
حينما يخالفك غيرك لا يعني أنه عدو لك، بل أنه يرى نفسه في مركب وسفينة أنت فيها فإن لم يأخذ على يديك ستغرق ويغرق هو ويغرق المجتمع بأسره، فلا بد أن نأخذ على أيدي بعض فلا أحد معصوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تمكن في ظل هذا الصراع أصحاب التيارات التغريبية من رمي الشباك فوقع في شراكهم شيء مما يريدون, ونحن نفتش عن النوايا والمقاصد للأسف, وسيكون لهذا التفتيش ضحايا كثير للأسف ... ـــــــــــ
تتمة
آثار الشيخ العلمية
الكتب المطبوعة:
1 - التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل.
وهو كتاب نفيس جمع فيه الشيخ الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة على الأصحاب التي أورها الفقيه ابن ضويان رحمه الله تعالى في كتابه "منار السبيل شرح الدليل" التي لم يخرجها العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى في كتابه "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ".
وقد كان هذا العمل أفضل عمل علمي لعام 1422هـ في المملكة كما نشرت ذلك مجلة الدعوة في عددها 1856 في مسابقتها السنوية، فكان أفضل عمل علمي (التحجيل) وأفضل شخصية أدبية (ابن إدريس) وأفضل شخصية علمية (عبد الله آل الشيخ "وللمسابقة فروع أخرى. .
· طبع في مجلدين والناشر له "دار الرشد" بالرياض.
2 - زوائد سنن أبي داود على الصحيحين والكلام على علل بعض حديثه.
· طبع في مجلدين. والناشر له "دار الرشد" بالرياض و"ملتقى أهل الحديث" بمكة.
3 - شرح حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله وسلم.
وأصل هذا الكتاب دروس ألقاها الشيخ في توضيح ما تضمنه حديث جابر-رضي الله عنهما-من أحكام ٍوفوائد في صفة حجة الوداع.
· طبع الطبعة عام 1424هـ الناشر له "دار الرشد" بالرياض.
4 - الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام.
وأصل الكتاب دروس ألقاها الشيخ في شرح نواقض الإسلام.
· طبع في عام 1425هـ .. الناشر له "دار الرشد".
5 - توحيد الكلمة على كلمة التوحيد "رسالة".
وهو رسالة إلى أصحاب الدعاوى الباطلة الذين يقولون بتوحيد الكلمة ولو على حساب التوحيد الخالص.
· طبع الطبعة الأولى 1426هـ.
6 - العلماء والميثاق.
وهي محاضرة ألقيت في "الرياض" عام 1427 فتم كتابتها، ومن ثم طباعتها.
7 - الغناء في الميزان.
وهي محاضرة ألقيت في "الرياض" عام 1427 فتم كتابتها، ومن ثم طباعتها.
8 - المعتزلة في القديم والحديث.
وهي محاضرة ألقيت في "الرياض" عام 1427 فتم كتابتها، ومن ثم طباعتها.
9 - أسانيد التفسير.
وهي محاضرة ألقيت في "الرياض" عام 1427 فتم كتابتها، ومن ثم طباعتها.
8 - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
وهي مجموعة محاضرات، اعتنى بإخراجها وتوثيق نصوصها د/ماهر الفحل
الناشر "دار المنهاج" "الرياض" عام 1428.
وغيرها ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المدينة: الرياض
منقـ من موقع واحة المسك ــول
ـ[الفارس]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سيرةٌ عطرة .. !
ـ[محب الفائدة]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 07:15]ـ
جزاك الله خيرا.
رابط الترجمة من صيد الفوائد:
صفحات من حياة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي http://saaid.net/leqa/48.htm
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 02:59]ـ
الله يعطيك العافية
أخي محب الفائدة
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 08:20]ـ
[ COLOR="DarkOrange"] ـ 8 - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
وهي مجموعة محاضرات، اعتنى بإخراجها وتوثيق نصوصها د/ماهر الفحل
الناشر "دار المنهاج" "الرياض" عام 1428.
وغ
جزاكم الله خيراً، سؤالي لو تكرمت: هل طبع هذا الكتاب أم بعد؟
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 08:57]ـ
جزاكم الله خيراً، سؤالي لو تكرمت: هل طبع هذا الكتاب أم بعد؟
إكراماً لشيخنا الكريم ماهر الفحل سوف أجيب .. مع أن السؤال ليس موجه لي ..
الكتاب لم يطبع إلى الأن ولكنه يوزع ويباع في مراكز التصوير مذكرات بتحقيق الشيخ ماهر ..
وعندي منه نسخة .. وأما بشكل كتاب لم يطبع بعد ..
والله أعلم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 09:38]ـ
أجزل الله لك الثواب وأدخلك الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
والشيخ الطريفي له أياد بيضاء في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا نملك له إلا الدعاء بالعافية والعمر المديد والعطاء الدائم بالخير وأن يكمل الله له طريق الوصول إلى مرضاته وأن يجزل له المثوبة.
آمين
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 10:45]ـ
جزكم الله خير على المشاركة والمرور
ـ[القرشي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 08:25]ـ
[ COLOR="DarkOrange"] ـ 8 - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
وهي مجموعة محاضرات، اعتنى بإخراجها وتوثيق نصوصها د/ماهر الفحل
الناشر "دار المنهاج" "الرياض" عام 1428.
وغيرها ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المدينة: الرياض
منقـ من موقع واحة المسك ــول
الكتاب طبع طباعة فاخرة ونزل السوق اليوم 29/ 11/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 08:55]ـ
وفق الله الجميع، وإليكم رابط موقع الشيخ وفقه الله http://attarefe.islamlight.net/
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 02:18]ـ
الكتاب طبع طباعة فاخرة ونزل السوق اليوم 29/ 11/1428
جزاك الله خيرا
في أي مكتبة؟
ـ[تميم]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 04:10]ـ
بارك الله في الإخوة ..
الذي أعرفه عن الشيخ حفظه الله أنه ليس لها عناية بالتفسير حتى أنه لم يقرأ القرآن على شيخ متقن وليس
معه إجازة بخلاف علم الحديث فله عناية به ... وقد سمعتُ من ينتقد الشيخ على هذا فهل لك أخي الكريم
عبدالعزيز أن تتثبت من هذا من الشيخ أنه لم يقرأ القرآن على مشائخ أو أن هذه المعلومة خاطئه .. حتى في سيرته هذه لم يذكر
انه قرأ القرآن على شيخ متقن مجود بخلاف بعض المشائخ فإنه يذكر أنه حفظ القرآن على الشيخ فلان وأجازة وهكذا
أرجو التوضيح حيث أن هذا الكلام سمعته من بعض المقربين من الشيخ وقد كثر الكلام حوله ..
حتى أن أحد طلابة العلم سأل الشيخ عبدالرحمن البراك عنه فقال هل تعرف الشيخ الطريفي قال لا .. قال هو يقول إنه قرأ عليك
في العقيدة قال الشيخ عبدالرحمن البراك لا أذكر ذلك ولا أعرفه ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:29]ـ
يقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي:
ـ صفحات ولقاء (عن) و (مع) الشيخ عبد العزيز الطريفي ـ
أما ما قرأته على أهل العلم:
فجل ما أتلقاه عنهم سماعاً من الدروس وقراءتي على العلماء قليلة, فقرأت على بعضهم شيئاً يسيراً من سنن أبي داود والبخاري وبعض الكتب في علوم الآلة وغيرها ..
الشيخ لم يذكر أنه قرأ بنفسه ..
أحد طلابة العلم سأل الشيخ عبدالرحمن البراك عنه فقال هل تعرف الشيخ الطريفي قال لا .. قال هو يقول إنه قرأ عليك
في العقيدة قال الشيخ عبدالرحمن البراك لا أذكر ذلك ولا أعرفه ..
وجزاكم الله خيرا ..
!!!!!!!!!!!!!!!!
الشيخ عبدالرحمن يجل الشيخ عبدالعزيز، وقد زار الشيخ عبدالرحمن الشيخ الطريفي في بيته، حينما خرج من السجن وكنت موجوداً مع جمع كثير، وقد رأيت بنفسي الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك بتواضعه الجم يحاول تقبيل رأس الشيخ الطريفي وهو يمتنع.
وهو تواضع الكبار فالشيخ الطريفي في طبقة أبناء الشيخ سناً
ـ[الفارس]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 10:25]ـ
الأخ الفاضل تميم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يبدو أنَّ للشيخ اهتماما بالتفسير ومن اطلع على " أسانيد التفسير " له أدرك شيئا من ذلك، وفي استباطاته وحكايته في دروسه لأقوال المفسرين يُلحظ هذا.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 10:27]ـ
ومسائل مهنا [/ SIZE] ومسائل الخلال ومسائل أبي داود ومسائل الخلال ومسائل الكوسج
هل مسائل مهنأ مطبوعة؟
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 10:37]ـ
مسائل الامام احمد بن حنبل الفقهيه بروايه مهنا بن يحيى الشامي: جمعا ودراسه /اسماعيل غازي احمد مرحبا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33506
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 01:53]ـ
مسائل الامام احمد بن حنبل الفقهيه بروايه مهنا بن يحيى الشامي: جمعا ودراسه /اسماعيل غازي احمد مرحبا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33506
واضح من عنوان الرسالة، أنها مجرد جمع لمسائل مهنأ من الكتب الفقهية، وليست هي مسائل مهنأ.
وهل هذه الرسالة مطبوعة؟
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
/// الأخ (تميم) ..
لا أريد أن أُسيءَ بك الظنَّ، لكن وقعَ في كلامك منكرٌ من القول وزورٌ؛ فلعلَّك تتحمله برحابةِ صدرٍ، وأعتذرُ ـ سلفاً ـ؛ فقد أكون شديدَ اللهجة، فـ (من فمك أدينك)! ..
ولأنَّ كثيراً من ملاحظاتك (المزعزمة!) أُتيتَ فيها من قلة فهمك للتفريق بين كثير من القضايا ..
وأعتقد أنَّه لشدَّتي ـ في هذا الموضوع خاصةً ـ قد يُغلق الموضوع؛ فقد أفسدتَ ـ والله ـ ما يرجوه صاحب الموضوع من رفع همَّةِ إخوانه!
ولا أحبُّ أن أستخدمَ الآن خاصيَّة الاقتباس؛ لأنه لا يُظهر الكلام بشكلٍ جيد؛ لكنني سأنسخه من كلامك، وسأُلصِقه دونَ قصٍ أو تحريف .....
___________
(يُتْبَعُ)
(/)
* .. قلتَ: (الذي أعرفه عن الشيخ حفظه الله أنه ليس لها عناية بالتفسير حتى أنه لم يقرأ القرآن على شيخ متقن وليس
معه إجازة بخلاف علم الحديث فله عناية به .. )
= أقول: من أخبرك بهذا؟
إن كنتَ من طلاب الشيخ ـ كما ذكرتَ ـ سنواتٍ؛ فلا أظنّه يخفى على أحد طلابه اهتمامه (الشديد) بعلم التفسير؛ بالمأثور وبالرأي ..
ويعلم اللهُ أني قد سألتُه عن تفسير بعض الآيات التي أشكلت عليَّ بعد أن راجعتُ ما أستطيع من كتب التفسير؛ فيجيبني: الأمر كذا وكذا .. ويذكر لي أقوال المفسرين .. ويذكر رأيه بعد ذلك ..
بل أول سؤالٍ سألتُه في التفسير، قلتُ له: هل ورد عن ابن عباّس هذا القول .........
فأجاب: نعم، أخرجه الطبري في تفسيره من طريق عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس!
أما أنه لم يقرأ القرآن على شيخٍ متقنٍ؛ فالنفي صعب!
فأكثر التراجم المختصرة لا تذكر التفصيل في ذلك؛ ثم ليس هذا من شروط المجتهد؛ وإذا سلمنا أن الشيخ لم يقرأ على شيخٍ متقن، فما الضير؟
فأكثر المتصدرين الآن للتدريس أخذوا القرآن من حلقات التحفيظ .. لا عن شيوخٍ متقنين!
والمهم أن لا يُخطئ في القرآن نُطقاً ولا فهماً ..
أما أن يكون ليست له ولا إجازة واحدة في القرآن؛ فبعيد!
له رحلاتٌ علميَّة، ولا يأخذ ولو إجازة واحدة؟!!
لا أريد أن يكون كلامي رجماً بالغيب، لكنني سأسألُه ـ إن شاء الله ـ.
وهذه المسألة ليست محل عناية شديدة الآن.
________
أما قولك: (حتى أن أحد طلابة العلم سأل الشيخ عبدالرحمن البراك عنه فقال هل تعرف الشيخ الطريفي قال لا .. قال هو يقول إنه قرأ عليك
في العقيدة قال الشيخ عبدالرحمن البراك لا أذكر ذلك ولا أعرفه .. ) ..
فقد أجابك الأخ (العرب) .. ولا إخاله سيكذبُ؛ ليدافع عن الشيخ؛ وللأسف .. فلم تتأثر بهذا الموقف النبيل من العلاّمة البرّاك؛ فأتيتَ في المشاركة التي تليها بأقبح مما قلتَ سابقاً!
_________
وأما قولك: (ولكن الشيخ -الطريفي- حفظه الله أسمع له بعض الغرائب والعجائب والأراء الشاذة إن صح التعبير مثال ذلك قوله بأن الحلف
بغير الله ليس بشرك .. وقد رجعتُ إلى كلام الشيخ ابن باز في الفتاوى وقد قال بأن الحلف بغير الله شرك وذكر الأدلة والأحاديث
ورجح أنه شرك .. ) ..
غرائب + عجائب + أراء شاذة + ................... [/ U]
ليتك تمثّل بمثالٍ يصلح لهذه التعبيرات!
فهل يُعتبر هذا القول منه شاذاً .. ؟
فما تعريف القول الشاذ .. ؟
فالشيخ يقول: ليس شركاً ـ وتعلم أن الشرك من أكبر الكبائر ـ، ولم يقل: جائزاً .... !
وهذا قول جمعٍ من العلماء، أنه محرم وليس شركاً .. ـ بقطع النظر عن صحة القول وخطئه ـ لكنه ليس شاذاً على كل حال .. فتنبَّه!
أما أن تحاكمه أو غيره من العلماء إلى أقوال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ؛ فقصورٌ في التعامل مع الأخطاء .. ويلزمك أن تطرد هذا الأصل في كلِّ قولٍ خالف قول الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ .. ولا أظنك كذلك .. !
________
وقولك: (ثانياً / تأليف كتابة الذي أسماه (الوهم والإيهام عند الألباني) وقد أخطأ في نظري في العنوان والله أعلم بالمضمون .. )
.. يبدو أنك لم تطلع على تواليف العلماء في ردِّ أوهام العلماء!
وإن بدا لك أن هذا العنوان يسلتزم تنقصاً؛ فلم تدرك طريقة العلماء في الردود ..
فالرد شيءٌ .. والتنقصُ شيءٌ آخر!
_________
* .. قولك: [وفي مجالسه الخاصة والمسجد يتعرض للألباني بشكل [ U] مباشر وغير مباشر كقوله (جميع ماذكر الألباني في كتابة أداب الزفاف كلها احاديث ضعيفة)]
يبدو أنك تخلط بين الرد، وبين التعرض .. وكأنك تريد ـ بل تنص! ـ على أن الطريفي يتنقص الألباني، ويتربعُ على كتفه .. ؟!
فوالله؛ لقد خالف خَبَرُك الخُبرَ .. وما أصبتَ ..
وأول تعرفٍ لي على الشيخ قبل سنوات، أعجبني أدبه قبل علمه .. ومع الألباني خاصَّة .. في مجلسٍ عنده ليس معنا إلاّ الله ..
فهل رامَ الطريفيُّ تقيةً؟
وليتَك ما ذكرتَ هذا المثال!
أَقَوْلُ الطريفيِّ أو غيره: (ما صححه الألباني في كذا وكذا ضعيفٌ) تعريضٌ بألألباني، أو تنقصٌ له؟
وهل الألبانيُّ نفسُه ـ رحمه الله ـ: إذا قال (صححه فلان وفلان ..... وليس كما قالا .... ونحو ذلك مما هو في كتبه) قد تنقّهم؟!
أهكذا تفهم التنقص والتعريض والهمزة واللمزة؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
__________
* .. أما طامتُك الكبرى: (ثالثاً / كتابة الأعلام بشرح نواقض الإسلام أغلب مافيه أخذها من كتاب الشيخ العلوان التبيان في شرح نواقض الإسلام
ولكن للأسف لم يعزو للشيخ العلوان ولا حتى ولو إشارة أليس هذا من هضم حق الغير .. )
= فهل تريدنا أن نقول: لم تقرأ الكتابين؟!
ما أصبتَ وما قاربتَ ..
كلامٌ يخالف الواقعَ!
فمن قرأ الكتابين عرف خطأك في هذا (الاكشاف!)
وقد قال ـ كمثال في إحالته لمن أفاده ـ في كتابه التحجيل في ذكر تصحيفٍ في الحاشية: (نبَّه على هذا التصحيف الأخ عدنان البخاري ـ وفقه الله ـ نزيل مكة) .. !
وعدنان البخاري هو مشرفنا في المجلس العلمي ..
___________
* .. قولك: (رابعاً / لم أسمع منه يوماً من الأيام أنه ذكر أحد المشائخ المعاصرين بالمدح أو الثناء وخاصة من المشائخ الذين تتلمذ على أيديهم
بأن يقول هذا قول الشيخ ابن باز وكذا وهذا قال العالم الفلاني .. أهو الأعتداد بالنفس والعجب أم أنه يرى ان هؤلاء أقران له .. )
= .. أقول: والله وتالله وبالله .. ما تعرفُ الشيخ، ولا أخلاقَه، ولكن .........
أول لقاءٍ لي مع الشيخ أوصاني بشيخك الذي تدرس عليه، الشيخ العلاّمة عبد الكريم الخضير ..
وقال لي: (الشيخ عبد الكريم من أعلم المشايخ، وإن استزدته زادك) .. !
أتريده في كل درسٍ يقول: وهذا رأي الشيخ ابن باز، وهذا رأي ابن عثيمين، وهذا رأي الفوزان، وهذا رأي الخضير .................... ؟
وبهذه الطريقة ينفك عنه التعالم، ويدخل في عِداد المتواضعين ـ على قانونك ـ؟!
_______________
* .. وقولك: (خامساً / أنه لم يذكر بعض المشائخ الذين درس عليهم أمثال الشيخ السعد فلماذا هذا الأنكار وكأنه لايعرفه؟؟)
= هل أنكرَه، وكيف؟
ثم درسَ عليه ماذا؟
أخبرنا أنتَ ..
فو الله إن كلاً منهما يعرف قدرَ الآخر .. واللهُ العالمُ من فوق سبع سموات أن الشيخ السعد لما خرج من السجن، صليتُ في مسجده، وسألتُه بعض الأسئلة في المصطلح، ثم قلتُ له: أنا أقرأ على الشيخ عبد العزيز (نزهة النظر)؛ فقال: ما شاء الله! الشيخ عبد العزيز: معروف، معروف!
ـ وأشك هل قالها مرتين أو ثلاثاً ـ تركتُ ذكر الثالثة حتى يكون جميع ماذكرتُ مقطوعاً به ..
_____________
* .. قولك: (إخواني الفضلاء أرجو أن تتسع الصدور لهذه الملاحظات فأنا ممن كان يحظر دروسه أنا وبعض طلابة العلم ورايتُ بعض الملاحظات
ثم تركتُ دروس الشيخ لا اخفيكم أني خشيتُ على نفسي أن أتاثر به .. فأرجو منكم الإفادة بعلم أو أدب ... )
الشيخ من يتسع صدره لهذه الملاحظات وليس قراء المنتديات!
فاعلم كيف تخاطب الكبار!
وليتك ـ إن كنتَ صادقاً ـ نصحتَ الشيخ سراً؛ ليستفيد منك!
أما هجرانك لدروس الشيخ؛ فلا شأن لنا به، وهو خاصٌ بك، وقد تكون مصيباً وقد تكون مخطئاً .. فكل من تشعر بأنه يؤثر عليك سلباً؛ فاتركه.
أما أنك تريد الإفادة بعلم وأدب .. فأنت ـ والله ـ ما أحسنتَ طرح الأسئلة، ولا الملاحظات!
فهل ترمي الكلام جِزافاً، وتريد منا أن نخاطبك بما لم تتقيد به؟!
__________
* .. وأما قولك: (أقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم أنه أكثر من شيخ حذرني منه وهذا الكلام سوف أقف بين يدي الله يوم القيامة ويسألني عنه
وأجو أخي أن تترك العاطفة وتجيب بتجرد .. )
= .. فأقول: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ..
فإن كنتَ ترى أن العلم دين، وترى أن الطريفي يجب التحذير منه؛ فأخبرنا ـ إن كنتَ صادقاً ـ من الذين حذروا منه؟
وهل من الكبار الذين نقت قلوبهم من جور الحسدة؟
فلا يجوز لك السكوت ..
فهو الآن ينشر (غرائبه + عجائبه + أراءه الشاذة + تعالمه + تنقصه للعلماء + .... أمور أخرى لا تريد أن تذكرها!) في مسجد أنس بن مالك في حي الازدهار، وله موقع على النت .....
فأخبرنا لنحذر منه؛ فالمحدثين ذُكرت أسماؤهم في التراجم، وكذا أقوالهم في الرجال ...
فمن شيوخك الذين حذروا من الطريفي؟!
وهلاّ كنتَ شجاعاً، وأبنْتَ عن نفسك .. فلعلَّك كددتَ ذهنك عند تسجيلك؛ ليختار لك اسماً مستعاراً؛ فاختار لك (تميماً)؟!
أما قَسَمُك أن الله سيسألك؛ فأنت صادق ـ إن شاء الله ـ أنه قد حذَّرك أكثر من شيخ؛ فقد يكون عددهم اثنين!
واللهُ أعلم بحقيقتهما .. وقد يكونان لا يبلغانَ شأوَ الطريفي .. !
فيا صاحب الدين أخبرنا بعلمائك اللذين حذَّروا منه؛ لنحذره، ونحذر منه!! وأنا أقسم بالله، وسيسألني الله: أن جمعاً من العلماء نصحوني به ..... !
______________
* ... وقولك: (أقسم بالله العظيم أنه ينتقص وو لا احب أن أذكر بعض الأمور!!) ..
= أقول: {ستُكتب شهادتهم ويُسألون} ..
واعلم أن كثيراً مما تقول أُتيتَ فيه من سوء فهمك، وعدم تفريقك بين النقد والتنقّص، فجعلتَ بينهما عموماً وخصوصاً .. !
______________
وأخيراً .. ليتك يا (تميم) تركتَ هذا الكلام، ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، وأقبلتَ على تعلم العلم، والإملاء، والنحو ... وتركتَ مناطحة الكبار؛ فقرونُك لا تقوى!!
والسلام ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسندي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 07:18]ـ
سبحان الله حضرت للشيخ عبدالله بن جبرين والسعد وغيرهم فلم اجدهم يصافون الشيخ عبدالعزيز الطريفي. هذا بالنسبة للشرح.
قد يكون تحضيرا.
ـ[تميم]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 08:58]ـ
بارك الله في الأخ الحبيب: مهند أباريان
أولاً: أشكرك على حسن الأدب وحسن الرد
ثانياً: كلامك كان له والله وقع في النفس وسوف أخذ به بعين الأعتبار بإذن الله ولعلي أراجع نفسي ... والله نسأل أن يصلح أحولنا
ثالثاً: أخي بارك الله فيك هل تعلم أحد من أهل العلم غير الذي ذكرت يثني على الشيخ ... وإلا فأنت في حل رفع الله قدرك
وأنا والله أريد الفائدة من الشيخ والإستفادة ليس كما يظن بعض الإخوة غفر الله لهم .. وإن لم يكن فكلامك السابق فيه الكفاية ..
غفر الله للشيخ مهند ونفعنا بعلمه وأدبه وكثر من أمثاله على التوضيح ..
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 11:52]ـ
جزاكم الله خير وأخص بالشكر العرب والفارس ومهند الذين أجابوا الإخوة ما أشكل عليهم والحقيقة لم أدر عن هذا حتى ساعتي.
ويا أخي تميم:
هدانا الله وإياك إلى الرشد والفلاح في الدنيا والآخرة ولا أقول إلا ما قال الله (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) لماذا هذا الافتراء.
قلتَ: الشيخ ليس له عناية بالتفسير
أقول: الكتيب يتحدث عن نفسه مع أنها كانت إلقاء ارتجاليا.
قلتَ: أن الشيخ البراك لا يعرفه
أقول:أبان لك الأخ (العرب)
قلتَ: أن أكثر من شيخ حذرني منه
أقول: اسأل بنفسك الشيخ ابن جبرين والبراك
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 02:03]ـ
كلمة حق
الشيخ الطريفي علامة محدث معاصر
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 05:21]ـ
بارك الله في الأخ الحبيب: مهند أباريان
أولاً: أشكرك على حسن الأدب وحسن الرد
أحبَّك اللهُ أخي الفاضلَ (الرجَّاع إلى الحقِّ) ... [تميم] ...
واللهِ قد أثلجتَ قلبي ببردِ حبِّك للحقِّ .. فما كلُّ طالبٍ للعلم يستطيع ما فعلتَ من إعلان للخطأ .. وهذه ـ إن شاء الله ـ قرينةُ صدقٍ .. أسألُ اللهَ لك التوفيق والسداد ..
وأرجو منك أخي الفاضل أن تعذرني على شدَّتي .. والله لا أذكر أنني خاطبتُ أحداً بهذه الشدة في منتدى قط؛ اللهم إلاَّ واحداً في أهل الحديث، عبثَ بالأصول، ودلَّس الحقائق!
وقد أرسل لي بعضُ الأحبَّة رسائل خاصة .. قال لي أحدهم: آلله أنت كاتبُ الردِّ .. أين ما أعرفه عنك من حِلْمٍ؟
فلا تأخذ عليَّ في نفسك .. فو الله لستُ ممن يحمل عصا التأديب في المنتديات؛ يتصيَّد الأخطاء؛ ليوضح ويؤدب ويربي .. فلا والله ..
لكنني رأيتُ كلاماً ما كان لي أن أسكتَ عنه؛ حفظاً لحقِّ اللهِ أولاً؛ ثم لحقِّ الشيخ لأنَّه مسلمٌ فضلاً عن كونهِ شيخاً عالماً فاضلاً معتنياً، نحسبه والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً ..
إضافةً إلى أنّ الكلام جاء في منتدى يقرأه ـ أحيانا ـ المُغرض قبل المحب!
فرأيتُ أن الاتيان به في المنتدى عارية؛ فنبَّهتُ.
ثانياً: كلامك كان له والله وقع في النفس وسوف أخذ به بعين الأعتبار بإذن الله ولعلي أراجع نفسي ... والله نسأل أن يصلح أحولنا
جزاك الله خيراً على هذا التصرف المحمود .. أسأل الله أن يجازيك به علماً نافعاً .. وفقهاً متأصلاً .. وعملاً نافعاً ..
فو الله لقد أكبرتُ هذا التصرف منكم .. وأصدقك القول .. أني ظننتُ ـ وأستغفر اللهَ ـ سوءاً .. وقلتُ: سيأتي بكلامٍ أشدّ مما قال!
لكنَّك ـ وفقك الله ـ تصرَّفتَ تصرف الغرّ الميامين من مراجعة النفس، والبحث عن الحقِّ ..
ثالثاً: أخي بارك الله فيك هل تعلم أحد من أهل العلم غير الذي ذكرت يثني على الشيخ ... وإلا فأنت في حل رفع الله قدرك
وأنا والله أريد الفائدة من الشيخ والإستفادة ليس كما يظن بعض الإخوة غفر الله لهم .. وإن لم يكن فكلامك السابق فيه الكفاية ..
أخي الفاضلَ (تميماً) ..
الثناءُ فرعُ المعرفة ..
فلا يُثني على الشيخ إلاّ من عرفه ..
وأبرزُ المشايخ الذين أثنوا على الشيخ: الشيخ / صالح آل الشيخ، والشيخ / عبد الكريم الخضير، والشيخ / عبد الله السعد ....
والأصل في كل من تصدر لدعوة الناس السلامة حتى تثبت التهمة ..
لا كرواة الحديث، فالأصل في الراوي التهمة حتى تتبين العدالة؛ حمايةً لجناب الدين.
غفر الله للشيخ مهند ونفعنا بعلمه وأدبه وكثر من أمثاله على التوضيح ..
بارك الله فيك أخي الفاضل ..
وأنا ـ واللهِ العظيم ـ طالب مبتدئ ولستُ شيخاً، وأحبتي يعرفون هذا، فلا تجعلني أُضحوكةً لمن يعرفني؛ فيقول: تمشيخ هذا الطالب .. بل هي نصيحة أخ محب ..
فاعتبرني أخاً محباً؛ فهذا يكفيني شرفاً ..
هذا ما يتعلق بالعلم ـ رزقنيه الله وإياك ـ ..
أما الأدب؛ فبعد كل هذه الشدة تثني عليَّ بهذا؟!
غفرالله لي ولك .. ورزقنا تحقيق الأدب مع المُوَالف والمخالف .. واصبر على شدة القول، وتذكر قول شيخ الإسلام: ( .... فإن المؤمن للمؤمن؛ كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين)!!
نفع اللهُ بك أخي الفاضل / تميماً ..
وإلى الأمام ..
محبك / أبو ريَّان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميم]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 06:36]ـ
أحبَّك اللهُ أخي الفاضلَ (الرجَّاع إلى الحقِّ) ... [تميم] ...
يامحب: أسأل الله أن يبشرك بما" يسرك"
ويكف عنك ما" يضرك" ويبعد عنك مايؤذيك " ويغفر لك ولوالديك"
وأرجو منك أخي الفاضل أن تعذرني على شدَّتي
أخي الحبيب أباريان: أنت في حل وليس في صدري عليك شي البته ونحن إخوة .. أسأل الله أن يجمعنا
في الدنيا على طاعته
وفي الاخرة في جنته .. وأن يجعلنا وإياك من أنصار دينه ..
وأن يجيرنا وإياك من خزي الدنيا وعذاب الأخرة .. وأن يختم لنا بالصالحات.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 01:33]ـ
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
كم من طالبٍ فاق شيخه وكم من حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه
والرجال يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال
وهذه قاعدة سار عليها السلف واتبعها أتباعهم من الخلف
اللهم ارزقنا علم الشيخ وفقهه وحفظه وتواضعه
اللهم آمين
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:54]ـ
الشيخ الطريفي من طلاب العلم البارزين لكن أتمنى من أعضاء المنتدى ان لايصفون أحداً بأنه عالم حتى يعرف من زكاه بأنه عالم،،،،، كما ذكر ذلك الإمام الشاطبي في الاعتصام. لأن العالم له ان يفتي في النوازل والمسائل القديمة دون طالب العلم الذي لايجوز له أن يفتي في المسائل النازلة. فتحرير الألفاظ مهم جدا لأنه يترتب عليه أحكام.
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 06:56]ـ
نفع الله بالشيخ عبدالعزيز وبارك فيه فهو أحسبه ممن وضع الله له القبول، وقد جمع العلم والخلق
ومثل الشيخ يستفاد منه ويرجع إليه وكل يؤخذ من قوله ويرد.
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 05:41]ـ
كلمة حق
الشيخ الطريفي علامة محدث معاصر
صدقت ورب الكعبة، وكل صاحب نعمة محسود، والحي لا تؤمن عليه الفتنة وقد كنت في مجلس شيخنا الفقيه الدكتور عدالعزيز بن فوزان الفوزان، وذكر عنده الشيخ العالم عبدالعزيز الطريفي فقال: أوصيكم بالشيخ فهو قليل المثيل وقد سمعت أشرطته وجالسته فرأيت العلم يتدفق،،، وأخذ الشيخ يكثر من قول ما شاء الله ما شاء الله،،،،،،،
ومن جالس الشيخ وحضر دروسه وكان منصفا عرف من هو
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:24]ـ
مشكلة طلاب العلم اليوم العاطفة، لابد الاتزان والدقة في الطرح فكلمة عالم ليست سهلة أبدا، ويترتب عليها أحكام فمن ذلك الافتاء بالنوازل وهي المسائل المستجدة، قال الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام:العالم إذا لم يشهد له العلماء فهو في الحكم باق على الأصل من عدم العلم حتى يشهد له غيره ويعلم هو من نفسه ماشهد له به. انتهى. والتزكية لاتكن بالثناء بالأخذ عنه او الاستفادة منه إنما التزكية أن يشهد له بأنه عالم فنريد كلاما صريحا من عالم ليس من طالب علم أيضا.
ولايمنع طالب العلم أن يبرز وينفع غيره لكن ليس معنى ذلك أن يكون عالما يفتي في النوازل وهذ ماحصل في زماننا هذا فكل من يفتي في المسائل القديمة صار يتكلم في النوازل ولم يكن هناك تميز للعلماء عن غيرهم،
وقد نقل لي أحد الثقات انه كان في مجلس للشيخ عبدالله بن عقيل فسئل الشيخ عن الشيخ عبدالعزيز الطريفي فقال نعم قرأ علي فقيل للشيخ هل هو عالم؟ قال لا عالم لا. فهذا نقل صريح واضح من شيخه، ثم أنا لا أنكر أن يثنى على الشخص بالفضل والعلم لكن لايؤخذ هذا على عواهنه بأن هذا الشخص صار عالما وبالتالي له الإفتاء في النوازل.
ثم ياأخوة الثناء العابر بمجرد سماع أشرطة أوخروج في الفضائيات أو شهرة لايكفي في ان يكون الشخص المثنى عليه عالما إنما الثناء الذي له أثر هو الثناء الذي ياتي بعد ملازمة والثناء الصريح بأن يقول لهذا الشخص انت عالم.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 07:43]ـ
تنبيه
لايفهم من كلامي السابق أنني أنقم من الشيخ عبدالعزيز الطريفي وفقه الله أبدا بل أنا أحب الشيخ وأدعوا له لكن أحببت أن أطرح مسائل تأصيلة منهجية مهمة عند العلماء من قديم، والذي دفعني لطرح هذه القضية أن هذا الزمان بالذات لم يكد يُعرف العالم من غيره؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسبب مثل هذه الكلمات الرقراقة من بعض طلاب العلم نحو شيخوهم من طلاب العلم أيضا (عالم، علامة، إمام،) وغيرها من الألفاظ حتى أصبحوا لايعتدوا بشروط المجتهد والضوابط التي يعرف بها العالم من غيره. وإلى الله المشتكى.
تنبيه: لابد أن يزكي الشخص بانه قد أصبح عالما عالم آخر ليس طالب علم.
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 09:48]ـ
أخي أبو ابراهيم المحيميد وفقك الله
تشكر على حفظ هيبة الشريعة في الفتوى العامة، ولي وقفة يسيرة في التفريق بين العالم وطالب العلم بالشهادة من عالم آخر، فكلام الشاطبي رحمه الله هو في شهادة العلماء له بالعلم لا في تسميتهم له بالعالم، لأن التسمية بالعالم دخلها الاصطلاح والاجمال، ومن كان عالما في فن كالحديث لم يمتنع إطلاق اسم العالم عليه مقيدا بفنه، والعبرة في الفتوى هو الأهلية للترجيح باجتماع آلة الاجتهاد الجزئي، أما الاستقلال في الفتوى على طريقة الاجتهاد المطلق فقد عدم من قرون.
والفتوى في النوازل يدخلها الاشتراك في لفظ (العالم) و لفظ (النازلة)، فقد صار لفظ النازلة يطلق على كل مايتصل بالمصلحة العامة، فمنع الفتوى فيه هو من المصالح المرسلة التي للعمل بها شروط قد تتخلف.
وفقك الله وبارك فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:49]ـ
الترجيح بين الأقوال في المسائل القديمة لطالب العلم جائز شرعاً بشرط أن لا يخرج عن أقوال السلف والإفتاء لطالب العلم جائز شرعا في المسائل القديمة، اما النوازل فإنه سوف يجتهد ابتداءا من دون نظر في الأقوال وهذه وظيفة العالم،
وأنا كلامي أعني به العالم في احكام الشريعة لا المقيد بالفنون الأخرى،
والسبب في إجازة فتوى طالب العلم في المسائل القديمة هو أنه لن ياتي بجديد سوى الترجيح والإختيار فليس فيه اجتهاد بخلاف النوازل، وانت ياأخي ذكرت في معرض كلامك أن الفتوى تجوز لمن عنده الآليه في فهم الأدلة والترجيح وانا لا أنكر ذلك، الذي أنكره على طالب العلم أن يفتي في النوازل لانه سوف يجتهد ابتداءاً،
واما قضية المجتهد المطلق فإن كنت تقصد أن يخرج عن اقوال السلف وينفرد باقوال فهذا لايجوز اصلا من قديم اوحديث، وإن كنت تقصد الإفتاء في النوازل فهذا لم ينعدم وهووظيفة العالم.
وأما ماذكرت عن الشاطبي فليس بصحيح لانه وصفه بالعالم في بداية كلامه ومعلوم أنه يقصد في احكام الشرع (الحلال والحرام).
خلاصة القول في هذه المسالة ان هناك فرق بين المسائل القديمة والمسائل الحديثة وأن العلماء هم من تخول لهم مهمة الافتاء في النوازل قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من المن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) والمراد بأولي الأمركما قال المفسرون: العلماء والأمراء، فالعلماء في الحكم والأمراء في التنفيذ.
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 06:37]ـ
أخي الفاضل:
الشاطبي في الموافقات لم يدع الحكم على أحد بكونه عالما موردا للتوارث، بخلاف الاصل في أخذ العلم فهو التلقي، وإنما قرر أن من جمع أربعة أمور في فن كان عالما به وهي:
- العلم بمسائله.
- وأدلته.
-ولوازم مسائله.
- والقدرة على دفع الشبهات الواردة عليه.
فمن اجتمعت له هذه الأمور في فن أو مسألة كان عالما بها، وليس من شرط العلم بها الاحاطة بالشريعة، فإن قصر المنتصب للفتوى في بيان حكم وجب على القادر القيام بالبيان نازلة كان ذلك أو غير نازلة، وإنما يخاطب العامة بالرجوع للعالم قبل إذاعة الأمور لمعرفة حكم الله، فإن رجع لمن تبرأ الذمة بالرجوع إليه خرج من داعية هواه إلى أمر الله فلم يكن رجوعه لعالم بعينه لازما.
فالفصل بين النوازل وغيرها إن كان المراد به ألا يرجع فيها إلا لعالم بالشريعة عرف بعلمه فهو حق وإن كان المراد قصر الاجتهاد فيها على عالم بعينه دون غيره من أهل العلم فهو الذي يحتاج دليلا في الفرق بين هذا العالم وغيره.
زادك الله توفيقا.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 08:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظ الله الشيخ عبدالعزيز الطريفي
اسال الله ان يرفع قدر الشيخ و ان يبارك له في علمه و ان يحفظه من كل عين حاقد و من كل لسان حاسد.
ما من محاضرة استمع لها الا و تزداد شرارة حب العلم في قلبي.
ال الحمد لله الذي وفقني لحب اهل العلم.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 07:37]ـ
يببدو أنك لم تفهم مرادي جيدا، ومن الذي قال أنني أحصر الفتوى على عالم بعينه؟، يااخي خلاصة كلامي ان الفتوى في النوازل للعلماء الذين شهد لهم العلماء بذلك دون غيرهم من طلبة العلم، لان النوازل فيها اجتهاد ابتداءا دون المسائل القديمة التي ليس فيها اجتهاد إنما اختيار وترجيح وهو بلاشك يحتاج إلى آلة للترجيح فطالب العلم منزلته بين العالم والعامي فالعالم يجوز له الإفتاء في النوازل والمسائل القديمة أما طالب العلم فيجوزله الإفتاء في المسائل القديمة دون النوازل واماالعامي ففرضه التقليد إجماعا كماحكاه الإمام ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله.
أظن أن كلامي واضح،وأنا ياأخي لم أقل أنه يشترط في العالم أن يكون ملما بالشريعة كلها أبدا إنما أقول العالم لابد أن يزكيه العلماء بأنه عالم وبالتالي يجوز له الإفتاء مطلقا.
وإذا أطلق العالم فينصب على العالم بالشريعة دون غيره، وأما اطلاق لفظ عالم في مسألة معينة أو فن معين هذا الشق لاعلاقة له ببحثنا، فلك أن تقول لمن أتقن فن معين عالم بهذا الفن أما الإطلاق دون تقييد فهذا بلاشك ينطبق على علماء الشرع الحلال والحرام.
وأما عدم تفريقك بين العالم وطالب العلم فهو خطأ محض،وأنا أقول لك هل هناك فرق بين الشيخ ابن باز رحمه الله وبينك أو بين أعضاء المنتدى بالطبع نعم، إن قلت لا فيترتب عليه أنه يجوز لك أن تفتي في النوازل والمسائل القديمة ولا يكون هناك تمييز بين العالم والعامي وطالب العلم وهكذا
تنبيه: كلامي هذا من المسلمات عند علماء السلف ولذلك ماضل من ضل من الفرق الضالة من أهل البدع إلابسبب ترأس غير العالم لهذه الفرقة.
بالتأكيد كلامي يعتبر غريب عليك والسبب النشأة التي نشأنا عليها يشوبها عاطفة فأصبح كل من فتح درسا أوألقى محاضرة أوسرد أحاديث بأسانيدها أو خرج في الفضائيات صار له الحق الإفتاء في النوازل يا أخي كان الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه يجمع أهل بدر إذا حلت بهم نازلة، ونحن في هذه الحالة إلى متى؟ ووالله لم أقل هذا الكلام إلا غيرة على هذا الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 10:50]ـ
أخي أبو ابراهيم رعاك الله
فهمت مرادك بحمد الله جيدا، وله لوازم لوشئت أن أبينها لك لفعلت، بل وأصول مرادك التي تخرج كلامك هذا عليها أعرفها بحمد الله.
كثير ممن تعدهم أنت أخي ابو ابراهيم من العلماء الذين لهم حق الكلام في النوازل هم في الحقيقة (طلاب علم)، صغر سنهم أم كبر، ولا يزال الرجل طالب علم حتى يموت، وطلاب العلم كما لايخفاك درجات منهم من تأهل للفتوى ومنهم من هو دون ذلك.
فطلاب العلم عندك على قسمين:
قسم شهد له العلماء بأنه عالم فهذا ترقى عن مرتبة طالب علم إلى مرتبة عالم.
وقسم تأهل للفتوى ولم يشهد له العلماء بأنه عالم فهذا لايحق له الكلام في النوازل؟
هذا هو حقيقة ماذكرته أخي أبو ابراهيم.
والحقيقة أن الأمر (كله) راجع إلى (اجتهاد اصطلاحي) و (مصلحة مرسلة)
وإلا فالجميع متفقون أن من لم يتأهل للفتوى فلا حق له فيها.
وعند سؤالك أنت عن رأيك في من له حق الفتوى في النوازل في هذا العصر لماذكرت غير عدد
(محصور) صحت له (الشهادة بالعلم) عندك فهو حصر في (معين).
وما ضل من ضل عند السلف والخلف إلا بتصدر من لم يتأهل للفتوى سواء سميته عالما أو طالب علم.
وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجمع الشباب في النوازل يبتغي حدة عقولهم ويجلس (ابن عباس) رضي الله عنه مع أشياخ بدر ويستشيره.
ولا ينكر وجود (جهال) يتصدون للنوازل، و (الشهرة) ليست دليلا على العلم لمجرد درس أو محاضرة، ولكن (القواعد العلمية) التي تحجب (كلمة الحق) بغير أثارة من علم ينبغي تحريرها وردها لأصولها ومحاكمتها للشريعة.
وقد ذكرت لك أخي أبو ابراهيم أن كلمة (النوازل) أصبحت تطلق على مايتعلق بالمصلحة العامة وقد صارت مجملة تحتاج إلى بيان
فهل تعرف عالما منع الكلام فيما يتعلق بالمصلحة العامة على غير المشهور بالعلم وإن كان متأهلا للفتوى؟
الواقع أخي الفاضل أن هناك قواعد (اجتهادية) وضعها بعض طلاب العلم وصارت منهجا لأهل السنة وأرجو ألا تكون (ردة الفعل) من واقع الدعاة سببا لشحن الشريعة بالقواعد المحدثة.
وحتى يتبين لك أن المسألة لها لوازم قد لا تلتزمها أخي الفاضل، فهناك من هو من (طلاب العلم) عند التحرير على تقسيمك، وقد شهد له بعض العلماء- حقيقة أو مجازا - بأنه (علامة) فهل له الحق في الكلام في النوازل أم يقال (العلامة) و (طالب العلم) لا يحق لهم ذلك؟
أعتقد أن المصالح العامة إنما يحصر الكلام فيها (لأهل الحل والعقد) وهم أوسع من أن يحصروا في نظام أو جماعة أو هيئة.
وفقك الله وحفظك
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 11:46]ـ
الواقع يشهد بأن طلاب العلم يفتون في النوازل وعدم منع العلماء لهم لايعني اقراره وصحته، والواقع يشهد التخبط الحاصل أما قضية ربط النوازل بالمصلحة العامة هذا امر لاعلاقة له في موضوعنا،فأنا أتكلم عن الضوابط التي يعرف بها العالم ولا أقرر قواعد محدثه
كما زعمت،ثم ماذا تقصد بالمصلحة العامة هل تقصد أنها راجعة للإمام أم ماذا؟ بمعنى حتى لوكان الشخص عالما لايؤذن له في الإفتاء في النوازل، نعم قد يحدث هذا ووجد في عصور كثيرة، وقد ياذن العالم للشخص والحاكم يمنع هذا أمر آخر.
أما عن سؤالك هل تعرف عالما منع الكلام فيمايتعلق في النوازل على غير المشهور بالعلم وإن كان متأهلا للفتوى؟ لا لا اعرف
لان الإشكال من العلماء حيث لم يردعوا هؤلاء عن الفتوى في النوازل وانا لاأنكر سكوت العلماء.
وايضا من الإشكالات تساهل بعض العلماء في التزكية كل هذا أمر خطير.
أخيرا: حرر معنى مصالح عامة.لأن كلامك ليس واضحا.
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 05:05]ـ
وفقك الله وزادك هدى
ـ[القرشي]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 03:04]ـ
كتاب صفةالصلاة للشيخ عبد العزيزحفظه هل طبع الطبعة الثانية
ـ[عبد السلام أيت باخة]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 01:42]ـ
جزى الله الإخوة خيرا على هذه المناقشات والمناطحات الأخوية ...
لفت نظري في هذه المشاركات كلام نسب للشيخ الطريفي ـ ولا أدري صحته ـ يقول: "جميع ماذكر الألباني في كتابة أداب الزفاف كلها احاديث ضعيفة "
فأردت أن أتأكد من صحة هذا الكلام ونسبته إلى الشيخ، فإنه لو ثبت عنه لكان قاصمة الظهر علميا وأدبا ... نسأل الله العافية.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 10:49]ـ
كتاب صفةالصلاة للشيخ عبد العزيزحفظه هل طبع الطبعة الثانية
لعل أحد الأخوة قريب على دار المنهاج فيخبرنا
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 03:09]ـ
الحقيقة أن ما دار بين تميم ومهند العتيبي حوار نموذجي يثلج الصدر
أما أبو ابراهيم المحيميد فلا أدري الى ماذا يرمي؟!
فالشهادة للشيخ من العلماء وطلبة العلم بعلمه ليست عاطفة فتنبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 03:53]ـ
الإنصاف: أن الشيخ قريب من رتبة المحدث، وهو من القلائل الذين يحسنون التكلم في الحديث ورجاله، وله مشاركة في الفقه والتفسير وغيرهما، وهو معدود من أماثل الأفاضل في هذا الزمان.
نسأل الله لنا وله التوفيق، والإعانة للوصول إلى أقوم طريق.
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 05:59]ـ
والأصل في كل من تصدر لدعوة الناس السلامة حتى تثبت التهمة ..
لا كرواة الحديث، فالأصل في الراوي التهمة حتى تتبين العدالة؛ حمايةً لجناب الدين.
بوركتم.
ولكن ليس على هذا التفريق الذي أورده الأخ مهند دليل!
فالعلة المقتضية لجعل الأصل في رواة الأحاديث التهمة والجهالة , هي حماية جناب الدين , فوجب إطرادها في المتصدرين للدعوة.
فكل متصدر للدعوة الأصل فيه الجهالة والتهمة , حتى يرتفعان بالطرق المعروفة عن أهل العلم بالرجال.(/)
حب آل البيت - رضوان الله عليهم -.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 04:01]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له أما بعد:
إن من ينظر إلى أحوال كثير من المسلمين، يجدهم بين الإفراط والتفريط في حب آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – الأطهار، فطرف غلوا حتى ألّهوا آل البيت وهم الرافضة ومن وافقهم، وطرف جفوا حتى تنقصوا آل النبي الكرام، فمنهم من سبهم على المنابر، ومنهم من ازدراهم وتنقصهم، وهؤلاء على رأسهم الناصبة ثم من وافقهم، ومنهم من لا يوقِع لهم حقا خاصا في قلبه على سائر المؤمنين.
فلما كان ذلك كذلك، نقلت بعض أقوال الأئمة والعلماء في حق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هذا و اعلم أخي الحبيب، أختي المكرمة أن مِن أفضل ما أُلف في بيان فضلهم وحقهم، رسالة لبعض طلبة العلم اليمنيين، وهي: " شذا الأزهار في بيان خصائص آل بيت النبي الأطهار ".
ولنشرع في المقصود:
روى أحمد والحاكم والبيهقي والطبراني في الكبير عن عدد من الصحب الكرام عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال:
[كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي].
قال العلامة أحمد عبد الرحمن البنا في " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني " المطبوع مع " الفتح الرباني ":
[النسبة: بالولادة، والسبب بالنكاح قاله الديلمي مُصَدِّرا بأن السبب هنا الوصلة والمودة، وكل ما يتوصل به إلى الشيء لِبعد عنه فهو سبب .... ].
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في " الفصول في سيرة الرسول ":
[ومن الخصائص: أن كل نسب وسبب فإنه ينقطع نفعه وبره يوم القيامة إلا نسبه وسببه وصهره صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ......... قال أصحابنا: قيل معناه: أن أمته ينتسبون إليه يوم القيامة، وأمم سائر الأنبياء لا تنتسب إليهم.
وقيل: يُنتفع يومئذ بالانتساب إليه، ولا يُنتفع بسائر الأنساب.
وهذا أرجح من الذي قبله، بل ذلك ضعيف، قال الله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم} النحل.، وقال تعالى: {ولكل أمة رسول، فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهو لا يظلمون} يونس.؛
في آي كثيرة دالة على أن كل أمة تدعى برسولها الذي أرسل إليها، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
وأخرج ابن حبان في " صحيحه "، والحاكم في " مستدركه " عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: [والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار]. وانظر السلسلة الصحيحة (2488).
وقد ترجم ابن حبان – رحمه الله تعالى – على هذا الحديث بقوله:
[ذكر إيجاب الخلود في النار لمبغض أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم].
قال النيسابوري في تفسيره: [وإذا استحقوا النار ببغضهم، فلأن يستحقوا النار بقتلهم أولى].
الإمام أحمد بن حنبل:
[أخرج الخطيب أن الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – كان إذا جاء شيخ وحدث من قريش أو الأشراف قدمهم بين يديه وخرج وراءهم.
وقد صنف الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – مسنده الذي يشتمل على نحو أربعين ألف حديث، وبدأ فيه بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة، ثم مسانيد أهل البيت.
وكان إذا سئل عن علي وأهل بيته، قال: أهل بيت لا يقاس بهم أحد].
انتهى من رسالة " شذا الأزهار في بيان خصائص آل بيت النبي الأطهار ".
شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع فتاويه ":
[وجرت بيني وبينه وبين غيره مخاطبات (بعض وزراء المغول)، فسألني فيما سألني: ما تقولون في يزيد؟
فقلت: لا نسبه ولا نحبه، فإنه لم يكن رجلا صالحا فنحبه ونحن لا نسب أحدا من المسلمين بعينه.
فقال: أفلا تلعنونه؟ أما كان ظالما؟ أما قتل الحسين؟.
فقلت له: نحن إذا ذُكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله في القرآن {ألا لعنة الله على الظالمين}، ولا نحب أن نلعن أحدا بعينه، وقد لعنه قوم من العلماء،وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد،لكن ذلك القول أحب إلينا وأحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من قتل الحسين أو أعان على قتله، أو رضي بذلك:فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.
قال: فما تحبون أهل البيت؟
قلت: محبتهم عندنا فرض واجب يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خماً بين مكة والمدينة، فقال: [أيها الناس! إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله،فذكر كتاب الله وحض عليه ثم قال: وعترتي أهل بيتي،أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي].
قلت لمقدم:ونحن نقول في صلاتنا كل يوم: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
قال مقدم: فمن يبغض أهل البيت؟
قلت: من أبغضهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.
ثم قلت للوزير المغولي: لأي شيء قال عن يزيد وهذا تتريٌ؟
قال: قد قالوا له: إن أهل دمشق نواصب، قلت بصوت عالٍ يكذب الذي قال هذا، ومن قال هذا، فعليه لعنة الله، والله ما في أهل دمشق نواصب، وما علمت فيهم ناصبيا، ولو تنقص أحد عليا بدمشق لقام المسلمون عليه، لكن كان قديما لما كان بنو أمية ولاة البلاد،بعض بني أمية ينصب العداوة لعلي ويسبه، وأما اليوم فما بقي من أولئك أحد.].
الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
[ ... وأمَّا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فله ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبدالله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبد العزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبد العزيز، فعبد الله وإبراهيم ابنا النَّبِيِّ (ص)، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته (ص) وسبطاه.
واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ (ص) وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه].
انتهى من " فضل أهل البيت " للشيخ العلامة العباد.
العلامة محمد بن إبراهيم في " فتاويه ":
[فضيلة أَهل البيت معلومة، والأَدلة على ما لهم من الميزة على من سواهم من أَجل أَنهم من البيت وقرابة النبي معلومة، فيجب أَن يحبوا زيادة على غيرهم من المسلمين.
ومن لم يدن بدين النبي صلى الله عليه وسلم بان كان تاركه أَصلاً أَو انتسب إليه ووجد منه ناقض من نواقض دينه فان هذا لا ينال حقًا من حقوق المسلمين فضلاً عن أَن ينال حقًا من حقوق سيد المرسلين .......... المقصود أَن أَهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم مزية ومحبة لمكانهم من رسول الله صلى الله عليه].
الشيخ العلامة محمد خليل الهراس في " شرحه للواسطية ":
[فأهل السنة والجماعة يرعون لهم حرمتهم وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما يحبونهم لإسلامهم، وسبقهم، وحسن بلائهم في نصرة دين الله عز وجل .......
وأما قوله عليه السلام لعمه: ((والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبُّوكم لله ولقرابتي))؛ فمعناه: لا يتم إيمان أحدٍ حتى يحب أهل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لله؛ أولاً: لأنهم من أوليائه وأهل طاعته الذين تجب محبتهم وموالاتهم فيه. وثانيًا: لمكانهم من رسول الله، واتصال نسبهم به].
الشيخ العلامة عبد المحسن العباد في رسالته " فضل أهل البيت .... ":
[عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في آل بيت النَّبِيِّ (ص) وَسَطٌ بين الإفراط والتفريط، والغُلُوِّ والجفاء، وأنَّهم يُحبُّونَهم جميعاً، ويتوَلَّونَهم، ولا يَجْفُون أحداً منهم، ولا يَغلُون في أحدٍ، كما أنَّهم يُحبُّون الصحابةَ جميعاً ويتوَلَّونَهم، فيجمعون بين مَحبَّة الصحابةِ والقرابة ..........
لقد رزقنِي الله بنين وبنات، سميت باسم علي والحسن والحسين وفاطمة، وبأسماء سَبْعٍ من أمهات المؤمنين، والمسمَّى بأسمائهم جمعوا بين كونهم صحابة وقرابة.
والحمد لله الذي أنعم عليَّ بمَحبَّة صحابة رسول الله (ص) وأهل بيته، وأسأل اللهَ أن يُديم عليَّ هذه النِّعمةَ، وأن يحفظَ قلبِي من الغِلِّ على أحدٍ منهم، ولساني من ذِكرهم بما لا ينبغي، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}].
نسأل الله تبارك وتعالى بحب النبي وآله أن يحشرنا معهم في الفردوس الأعلى.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 01:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:20]ـ
بارك الله فيك اخ علي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 08:58]ـ
الأخوين الفاضلين: أبا محمد، وأبا ريان، شرفني مروركما، وإن كان ردي متأخرا، لكني ما رأيته إلا الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:53]ـ
جزاك الله خيرا(/)
مسألة الإستثناء في الإيمان
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 04:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل الشيخ: عن حكم قول الإنسان:أنا مؤمن إن شاء الله؟
الجواب: قول القائل: أنامؤمن إن شاء الله يسمى عند العلماء مسألة الإستثناء في الإيمان وفيه تفصيل:
أولا:إن كان الإستثناء صادرا عن شك في وجود أصل الإيمان فهدا محرم بل كفر، لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
ثانيا: إن كان صادرا عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وعملا واعتقادا فهدا واجب خوفا من هدا المحدور
ثالثا: إن كان المقصود من الإستثناء التبرك بدكر المشيئة أو بيان التعليل، وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله، قهدا جائز والتعليق على هدا الوجه -أعني: بيان التعليل - لا ينافي تحقق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هدا الوجه في الأمور المحققة كقوله تعالى: (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون) الفتح 27. والدعاء في زيارة في القبور و إنا إن شاء الله بكم لاحقون وبهدا عرف لايصح إطلاق الحكم على الإستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل السابق.
فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
المصدر:فتاوى العقيدة الجزء الثاني الصفحة 313(/)
أَبَاطِيلُ وأَسْمَارٌ (سلسلة في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية)
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 06:42]ـ
أَبَاطِيلُ وأَسْمَارٌ
سلسلة في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية
(ردًّا على الْمُنْصِف، وانتصافًا من المتعسِّف)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
الحلقة الأَوَّلَة: (ما ترى! لا ما تسمع!!)
قال أبو تمام [من الكامل]:
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ = طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ
لَوْلا اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ = مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ الْعُودِ
فنشكر الأخ "المُنْصَف! " أنه أتاح لنا فرصةً لبيان الحقّ فيما ذكره من أَباطيل وضلالات، فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: قد قسم الأئمة الأعلام مسائل الخلاف إلى ما يسوغُ فيه الاختلافُ وما لا يسوغ:
* فسوغوا الخلاف في بعض المسائل لتكافُؤِ الأدلَّة، أو لعدم وُرودِ نصوصٍ صريحة، أو ما شابه ذلك.
* ما لا يسوغُ الخلافُ فيه؛ فالخلافَ فيه يُعتَبَر شُذوذًا؛ لقيامه على شبهات لا دلالات، أو أوهام وخيالات، أو تشهٍّ وذوقيات، أو أحلام ومنامات.
- فأما الأول فلا يُنكَر فيه على المخالف، ولا يكون سببًا للتفرُّق في الدين، ولا يؤدي إلى التنازع والبغضاء، مثل الخلاف في الفروع الفقهيه بين المذاهب، قال الإمام أحمد: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على قوله"، أو في المسائل العقائدية المختلف فيها بين الصحابة السلف وهي مسائل قليلة محصورة؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وإني أقرر أنَّ الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يَعُمّ الخطأ في المسائل الخبرية القوليَّة والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكُفْر ولا بفسق ولا معصية، كما أنكر شُرَيْحٌ قِراءَةَ مَن قَرأ: (بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ) وقال: إن الله لا يَعْجَبُ، فبلغ ذلك إبراهيمَ النخعيَّ، فقال: إنَّما شُرَيْحٌ شاعر يعجبه علمُه، كان عبدُ الله أعلمَ منه وكان يقرأ: (بَلْ عجِبْتُ)، وكما نازعتْ عائشةُ وغيرُها من الصحابة في رؤية محمد ربَّه وقالت: "مَن زَعَمَ أنَّ محمدًا رأى ربه فقد أَعْظَمَ على اللَّه الفِرْية". ومع هذا لا نقول لابن عبَّاس ونحوه من المنازعين: إنه مفتَرٍ على الله، وكما نازَعَتْ في سماع الميّت كلامَ الحيّ، وفي تعذِيبِ الميّت ببُكاءِ أهله وغير ذلك. وقد آل الشر إلى الاقْتِتال مع اتّفاق أهل السّنَّة أنَّ الطَّائِفَتَيْن جميعًا مؤمِنَتانِ، وأنَّ الاقتتال لا يمنع العدالة الثابتة لهم؛ لأنَّ المقاتِل وإن كان باغيًا فهو متأوّلٌ، والتأويل يمنع الفسوق". اهـ. ولكن لما كان الصحيح من كلام أهل العلم: أن الحق لا يتعدد؛ بل هو واحد في كل مسألة -: وجب على من استبان الدليل توجيه النصح إلى من خالفه.
- أمَّا الثاني حيثُ لا يسوغ الخلاف، وينْكَرُ على المخالف – فيفسق أو يبدع أو يضلل أو يكفر؛ بحسب المسألة التي خالف فيها - فهي المسائل المُجْمَع عليها في العقائدِ والفروع الفقهيَّة، بين أهل السنة والجماعة؛ قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115]. فهذا النوع يجب فيه الإنكارُ على المخالف؛ والاختلاف معه وهجره ومفارقته – إن أصرَّ وأبى بعد البيان والنصح وإقامة الحجة – ويدخل في ذلك الخلافُ الحادثُ عند المتأخرين في كثير من مسائل أصول الدين، وكان إجماع سلفِ الأمة على خلافِه؛ كالتَّأْويلات الذي لا مُسَوّغَ لها في صفات الله - عزَّ وجلَّ – وأسمائه وأفعاله، وما شابه ذلك البدع الحادثة؛ اعتمادًا على المعقولات الفاسدة، والأقيسة الباطلة، والذوق المعوج، والخيالات الجامحة.
ولا يَعنِي هذا تفسيق المخالف، أو تضليله، أو تبديعه، أو تكفيرَه، حتى تُقام عليه الحُجَّة في هذه المسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنَّ تقبُّلَ هذا الخلافِ بغيرِ إنكارٍ وتَبيينٍ للحقّ: يؤدي إلى التباس الحق بالباطل، والسنة بالبدعة، والإيمان بالكفر، والهداية بالضلالة، وإقرارِ الفِرَق الضالَّة المبتدعة على ما عندهم من ضلالات وبدع، وتعطيلِ فريضةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يخفَى ما في ذلك من الفساد الكبير، والضلال المبين، ومخالفة سبيل المؤمنين، ومتابعة أصحاب الجحيم؛ وبهذا يتبين أنَّ وضع ذاك "المُنْصَف! " لمسائل العقيدة غير المختلف فيها بين السلف أهل القرون الثلاثة المفضلة والمسائل الفقهية التي هي محل خلاف معتبر؛ من عهد السلف إلى يومنا هذا -: هو وضع للأشياء في غير موضعها، وجمع بين المختلفين على تباين ما بينهما؛ فكيف يسوغ لمن ادعى الإنصاف: أن يلحق قطعيًّا بظني، وإجماعيًّا بخلافي؛ فقد أجمع علماء الفرق سنيهم وأشعريهم ماتريديهم ومعتزليهم زيديهم ورافضيهم: أن الخلاف في مسائل العقائد الإجماعية غير سائغ، وأن المخالف في ذلك لا يخلو من بدعة أو كفر، ولم يلحق أحد منهم - فيما نعلم - الخلاف في العقائد والأصول بالخلاف في الفقهيات والفروع؛ فالتسوية بينها مغالطة ظاهرة، ومناورة مكشوفة؛ بل ذلك لعمر الحق عينُ المحال الباطل، والضلال العاطل.
أما الأشاعِرة، ففرقةٌ تَنْتَسِبُ إلى الإمام أبي الحسن الأشعريّ - رحمه الله - وقد مرَّ الأشعريُّ بمراحلَ - كما ذكر ذلك ابن عساكر في "تَبْيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري" وابنُ كثير والزبيدي وغيرُهم - مرحلة "الاعتزال"، ثم "متابعة ابن كُلَّاب"، ثم "موافقة أهل السُّنة والجماعة" على أكثر عقائدهم، وعلى رأسهم الإمام المبجل أحمد بن حنبل.
وقد صرَّح الأشعريُّ بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة: "رسالة إلى أهل الثغر"، و"مقالات الإسلاميين"، و"الإبانة عن أصول الديانة"، وهذا الأخير آخر ما ألف ومنه يؤخذ معتقده الذي مات عليه وبه يلقى الله – إن شاء الله - فمن تابَعَ الأشعريَّ على هذه المرحلة الأخيرة؛ فهو موافقٌ لأهل السُّنة والجماعة في أكثر المقالات.
ومن لزِمَ طريقَتَهُ في المرحلة الثانية - كما هو حال الأشعريَّة منذ أن حرف الجويني أبو المعالي عقيدة الأشعري ومن بعده الرازي والآمدي والإيجي حتى آخر أشعري في يوم الناس هذا -: فقد خالفَ الأشعريَّ نفسَه، والأشعري من عقيدته براء، وخالفَ - أيضا - أهل السُّنَّة والجماعة في أكثر مقالاتهم.
هذا؛ وقد ردَّ أهل السُّنة عليهم خطَأَهُم، وبيَّنوا مخالفاتِهم، وأظهروا انحرافهم عن ِمُعتَقَد السَّلف الصَّالح أهلِ السنة والجماعة، والطائفة الناجية المنصورة بالأدلة البينات، والبراهين الجليات، والحجج الناصعات؛ وإنك لواجد ذلك - بأجزل عبارة، وألطف إشارة، وأعظم دلالة، وأبين حجة، وأظهر محجة - عند شيخ الإسلام، والعلم الهمام، وبركة الأنام، شيخ الإسلام والمسلمين، إمام الأئمة المهديين، سيد الأولياء، هادي الأتقياء، من قهر الأشاعرة، وألحق بهم سلفهم من المعتزلة والفلاسفة، من جمع بين العقل والنقل بعد أن كانا متعارضين في نفوس أهل الضلالة والمين، من جعل الاعتزال والرفض مذ كان إلى الآن في سفول وخفض، من صير منهاج كرامتهم منهاجا لندامتهم، وان مطهرهم أولى أن يكون ابن منجسهم، كاسر الطواغيت الجامدة للرازي والآمدي، ناقض التأسيس بعد أن أحاط بهم تلبيسُ إبليس، وانظر مجموع فتاواه النفيس، نور القلوب والنفوس؛ ليعلم شانئه أنه من جنود إبليس، من ٌقرأ له علم، ولزم الجادة وسلم، ومن نظر في كتبه، زاد الله في بصيرته وأدبه؛ أتدري من هُوْ؟! ومن أي جهة هَوَاهُوْ؟! قاتل الله شانيه، وأبعد من خالفه فيما لا حجة فيه، إنه شيخ الدنيا بلا منازع، وإن نازع في ذلك من نازع، العلم الخفاق، ومن طار ذكره في الآفاق؛ إنه أبو العباس، وسيد الناس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، ذي الصفات العلية، والنعوت الجلية، العابس في وجوه المبتدعة والجهمية، والحامد لربه ذي الأعطيات السنية، ذي الحلم على البرية، السالم من أعدائه، والمسالم لأوليائه، تُيِّم به أهل السنة النبوية، وأحبه أهل السيرة المرضية والطريقة السوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذه المشكاة المباركة ما دوَّنه اللاَّلكَائِيُّ في "أصول الاعتقاد"، والأصفهاني في "الحُجَّة" ذات العماد، والذهبيُّ في "العُلُوّ"، لربنا الرحمن ذي العلو، نعني علو الذات، فضلا عن علو القدر والقوات، ومن قبلهم عبدالله بن أحمد، ذو العلم الأحمد، في سنته السديدة - "السُّنة" - وابن خُزَيْمة الهمام في توحيده الإمام - "التوحيد" – والحبر ابن مَنْدَه، من كل الخير عنده، في كتابه "التوحيد"، الحاوي للعلم الرشيد، و"الرد على الجهمية"، ذوي الخطة الردية، ولا تنس "الشريعة"، لإمام الشريعة، نعني أبا بكر، ذا الفهم والفكر، محمد بن الحسين الآجري، من ألقم المبتدعة بالجَصِّ والآجر، و"الإبانة"، عن أصول الديانة، عن شريعة الفرقة الناجية، ومجانبة الفرق الهاوية، لأبي عبدالله الإمام الأواه، ابن بطة العُكبري، ثم الحنبلي، و"الرؤية" و"الصفات" لجامع الحسنات، الحديث والقراءات، والإمام الدارقطنى، من صار أمره إلى بياض القطنِ، و"موقف ابن تيمية من الأشاعرة"، ذوي الأسواق الشاغرة، والأفواه الفاغرة، لعبد الرّحمن بن صالح المحمود، ذي المقام المحمود، عند أهل السنة والجماعة، والخير والضراعة، وغير ذلك من دواوين أهل الإسلام المعتمَدَة عند الأنام؛ حيث بيَّنوا في كتبهم عقيدة السَّلف، وضللوا عقيدة الخلف، من الأشعرية ذوي المواقف المخزية، والشبهات الردية المردية، والعقول الكاسدة، والأقيسة الفاسدة.
على أن الأشاعرة وإن كانوا وافقوا أهلَ السنة في بعض السمعيات، وشيء من مباحث النُّبوَّات، فقد خالفوهم فيما عَداها من العقائد، ولا ينبيك عن هذا مثلُ قولهم: "مذهبُ السلف أسلمُ، ومذهب الخلفِ أعلمُ وأحكمُ"، أي: أن مذهب التأويل الفاسد عند المتأخرين، أعلمُ وأحكمُ مِمَّا كان عليه السادة من الصحابة والتابعين، فبالله عليكم أين العقل الصريح أو النقل الصحيح أو الفطرة المستقيمة أو الهداية المستديمة؟! كيف فاتت السلامة مذهبا جمع العلم والحكمة والبيان، بل كيف حُرم العلمَ والحكمةَ مذهبٌ وصف بالسلامة والجبران؛ أيقبل هذا ذو عقل سليم؟! إن هذه العبارة الردية، والجملة الخلفية، والتي أطبق عليها الخلوف، ودان بها الحلوف - المراد: من استعصى غباؤه"، وأمكن داؤه، فلا يرجى شفاؤه، إلا أن يتداركه الله بالهدايه، ويقصده بالولاية، فيفزع إلى المذكور، في الكلام السابق المزبور – المكتوب – إن هذه العبارة تنادي على قائلها بالغباوة، وعلى معتقدها بالشقاوة، وتخرجهما من جماعة العقلاء، إلى زمرة الجهلاء، ومن معشر الناس إلى خشاش النَسْنَاس، فإن صدر هذه العبارة يناقض عجيزتها، وعجيزتها تنافر صدرها، فبالله كيف اجتمع النقيضان، وقد أطبق أهل الأرض مؤمنهم وكافرهم على أنهما لا يجتمعان في آن، كما اتفقوا على أنهما لا يرتفعان، فلا جمع بين النقيضين ولا رفع، إلا عند من أصيب في عقله بالرفع، وحسبك من شر سماعه، وإن فاتك خير فقد ينفعك استماعه.
هذا؛ وكل واحد من أُلَيَّائِكَ المبتدعة، يدعي أن صريح العقل مَعَه، وأن مخالفه قد خرج عن صريح العقل؛ ونحن - في هذه!! - لن نكذِّبَ أحدًا منهم في هذه الدعوى، بل سنصدِّق جميعهم، ونبطل عقل كل فرقة بعقل الفرقة الأخرى، ثم نقول للجميع: بعقلِ مَنْ مِنْكم – أيها العقلاء! - يوزن كلام الله ورسوله؟! وأيُّ عقولكم تُجْعَلُ معيارًا له؛ فما وافقه قُبِلَ وأُقِرَّ على ظاهره، وما خالفه رُدَّ أو أُوِّل أو فُوِّض؟!
وأيُّ عقولكم هو إحدى المقدمات العشر التي تتوقف إفادةُ كلام الله ورسوله لليقين على العلم بعدم معارضته له؛ أعقلُ أرسطو وشيعتِهِ؟! أم عقل أفلاطون وشيعته؟! أم فيثاغورس؟! أم أنبادقليس؟! أم سقراط؟! أم تامسطيوس؟! أم الإسكندر بن فيلبس؟! أم عقل الفارابي؟! أم عقل ابن سينا؟! أم عقل جهم بن صفوان؟! أم عقل النَّظَّام؟! أم عقل العَلَّاف؟! أم عقل الجُبَّائي؟! أم عقل بشر المِرِّيسي؟! أم عقل الإسكافي؟! أم عقل حسين النَّجَّار؟! أم أبي يعقوب الشَّحَّام؟! أم أبي الحسين الخَيَّاط؟! أم أبي القاسم البَلْخي؟! أم ثُمَامة بن أَشْرس؟! أم جعفر بن مبشِّر؟! أم جعفر بن حرب؟! أم أبي الحسين الصالحي؟! أم أبي الحسين البَصْري؟! أم أبي معاذ التُُّومَني؟! أم مَعْمَر بن عَبَّاد؟! أم هشام الفُوطي؟! أم عَبَّاد بن سليمان؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أم ترضون بعقولِ المتأخِّرين – من الأشاعرة - الذين هذَّبوا العقليَّات، ومَحَّضوا زُبْدتها، واختاروا لنفوسهم، ولم يرضوا بعقولِ سائر مَنْ تقدَّمهم؛ فهذا أفضلهم عندكم محمَّد بن عمر الرازي إمام الأشاعرة بلا منازع؛ فبأيِّ معقولاته تَزِنون نصوصَ الوَحْيِ، وأنتم تَرَوْنَ اضطرابَهُ فيها في كتبِه أشدَّ الاضطراب؛ فلا يثبُتُ على قولٍ؛ فعيِّنوا لنا – أرشدكم الله! - عقلًا واحدًا مِنْ معقولاته ثَبَتَ عليه، ثم اجعلوه ميزانًا؟!
أم تَرْضَوْنَ بعقلِ نَصِيرِ الشرك والكفر والإلحاد الطُّوسي؛ فإنَّ له عقلًا آخَرَ خالَفَ فيه سلفَهُ من الملحدين، ولم يوافق فيه أتباعَ الرسلِ والموحِّدين؟! أم ترضون عقولَ القرامطةِ والباطنيَّة والإسماعيلية؛ أم عقولَ الاتحاديَّة القائلين بوَحْدة الوجود.
فكلُّ هؤلاءِ وأضعافُهُم وأضعافُ أضعافهم، وأذنابهم وأذنابُ أنابهم يدَّعي أنَّ المعقولَ الصريح معه، وأن مخالفيه – من مذهبه الذي يعتزي إليه، وغير مذهبه الذي يتبرأ منه- خَرَجُوا عن صريح المعقول، وهذه عقولهم بين أيديكم؛ ألا ترون - بصَّركم الله – أنها تنادي عليهم في كتبهم وكتب الناقلين عنهم، ولولا الإطالة لعرضناها على السامع عقلا عقلا، وقد عرضها المعتنون بذكر المقالات؛ فاجمعوها إنِ استطعتم، أو تخيَّروا منها عقلًا، واجعلوه ميزانًا لنصوص الوحي، وما جاءت به الرسل، ومعيارًا على ذلك، ثم اعْذِرُوا بَعْدُ مَنْ قدَّم كتابَ الله وسنةَ رسوله الذي تسمُّونه الأدلةَ اللفظية على هذه العقولِ المضطربة المتناقضة المتهافتة بشهادة أهلها، وشهادة أنصار الله ورسوله عليها؛ فإنَّ كتاب الله وسنة رسوله يفيد العلمَ واليقينَ واطمئنانَ القلبِ وانشراح الصدر، وأما هذه العقول المضطربة المتناقضة إن أفادتْ فإنما تفيدُ الشكوكَ والحيرة والريبَ والجهل المركَّب.
وأما نحن معاشر أهل السنة فنقول قولًا لا رجعة فيه، نبديه ولا نخفيه: إن الأصل الأصيل، والقول الجميل، هو قانونُ أهل السنة والجماعة، وميزانُ أصحابِ الهداية والضراعة: أنه إذا تعارَضَتْ هذه العقولُ الفاسدة، والآراءُ الكاسدة، مع النقلِ الصحيحِ الصريح - أَخَذْنَا بالنقول، دون هاتيك العقول؛ ورَمَيْنَا بها دَبْرَ آذاننا، وخَلْفَ ظهرنا، بل تحتَ أقدامنا، وحُطَّتْ وأصحابَهَا حيثُ حَطَََّهم اللهُ ورسولُه، كما أخبر الصادقُ المصدوقُ قيلُه؛ حيث قال: كُلُّ أمرٍ من أمورِ الجاهليَّة تحتَ قَدَمي موضوعٌ كله. ويدخُلُ بلا ريب في أمورِ الجاهليَّة هذه: ما ابتدعته تلك الفرق الردية، لا سيما الطائفة الأشعرية، في الإلهيات والنبوات والسمعيات، خاصة في مباحث الأسماء والصفات، وبالأخص صفات الأفعال، لربنا ذي الجمال والجلال، المستوي بذاته على عرشه، العالم بأحوال خلقه من عرشه إلى فَرْشِه، المتصفِ بصفةِ النزول العليَّة، إلى سماء الدنيا الدنية، كما يليق بجلاله، وعظيم سلطانه، الذي يجيء يوم القيامة للحساب والعرض، يوم تبدل الأرض غير الأرض.
وبعد هذه التطوافةِ العطرةِ على رياض أهل السنة الأُنُف، والمرورِ مر الكرام على قلاليطِ أصحابِ البدعِ العُجُف – والقَلَاليط: جمع قَلُّوط، وهو نهرٌ بالشام تجتمع فيه الأنتان - فإنَّنا نذكر - في عُجَالة، تتبعها أضغاثٌ على إبَّالة – الأصول النتنة، التي بنى عليها الزنادقة والمبتدعة، مذاهبهم الفاسدة، وآراءهم الكاسدة.
فدونك أصولَ وبعضَ عقائدِ الأشاعرة، المعتمدة في مذاهبهم المتنافرة، والتي جمعناها من كتب علمائهم المتناحرة؛ فدونك بعض أصول الأشاعرة وعقائدهم؛ فمن تلك الأصول، التي خرجت من هاتيك العقول:
1 - تقديم عقولهم على النقل عن الله ورسوله (وضبطوه بقولهم: تقديم العقل على النقل)؛ إذ افترضوا التعارُض بين الأدلَّة النقليَّة والعقليَّة، مما يستدعِي ضرورة تقديم أحدهما، فصاغَ الأشاعِرَةُ للتعامل مع هذا التعارُض الموهومِ قانونًا قدَّموا بموجبه العقل، وجعلوه الحَكَمَ على أدلَّة الشرع في أصول العقائد وفروعها؛ بدعوى أنَّ العقل شاهدٌ للشرع بالتصديق، فإذا قدَّمنا النقل عليه فقد طعنَّا في صِدق وصِحة شهادة العقل. وهذا يعود على عموم الشرع بالنقض والإبطال؛ وهذا - لعمر الحق، ومن رفع السماء وخفض الأرض -: هو عين الضلال بن التلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أفاض شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله، وطيب ثراه، وقدس روحه، ونور ضريحه - في الرد على هذا "الطاغوت" في كتابه العظيم: "بيان موافقة صريح المعقول لصريح المنقول"، وإن شئت: "درء تعارض العقل والنقل" – والاسم الأول أولى، كما يأتي بيانه - وذلك من أكثرَ من أربعين وجهًا في عشرة مجلداتٍ ضِخَامْ، لا يحسن – علم الله - فهمَهَا - بل لا يمكنُ فَهْمَ بعضها أو بُعَيْضَ بعضِ بُعَيْضِ بعضها - أحدٌ من أولئك المبتدعة الأشعرية الطَّغَام، ضاربًا بهذه الوجوه ذات الوجاهة – بارك الله في يمينِه، وشَلَّّّتْ عِشْرُو شانئِهِ ومُشِينِه - في وجوه تياك الطُّغْمة من المتكلمين – الرازي ومن لفَّ لفه – وأولئك الفلاسفة – ابن رشد ومن جرى جريه، وضلَّ ضلاله – ولخص هذا كله وزاد عليه وحرره ونقحه ونمقه ونسقه، في أكثرَ من ثلاثمائة وجه حالية، مع أمثلة متتالية - عجز الأنام أن يأتوا بمثلها، أو يجيئوا بأشباهها - شيخُ الإسلام، وبركة الأنام، وإنسان عين الإنسان، طبيب القلوب، أحد الموقعين عن علام الغيوب، طيب الله ثراه، وهدانا لهداه، أبو عبد الله، في صواعقه المرسله، على أولئك الجهمية والمعطلة، من أشعري أو معتزلي.
2 - والأصل الثاني، وداهية المثاني، عافاكم الله، مما خرج من هذه الأفواه: فقولهم – شَلَّتْ عَشْرُهم، وخَبُثَ نَشْرُهم -: قولهم: إن أخبار رسول الله الصحيحة التي رواها العدول، وتلقَّتها الأمة بالقَبُول، لا تفيد العلمَ ولا اليقين، وغايتها أن تفيد الظنَّ في الدين؛ فمنعوا الاحتجاج بالأحاديث النبوية، على الصفات المقدسة العلية؛ قالوا: الأخبار قسمان متواتر وآحاد؛ فالمتواتر و إن كان قطعي السند لكنه غير قطعي الدلالة؛ فإن الأدلة اللفظية لا تفيد العلم ولا اليقين؛ فسدوا بذلك على القلوب معرفة الرب وأسمائه وصفاته وأفعاله من جهة الرسول، وأحالوا الناس على قضايا وهمية، ومقدمات خيالية، سموها قواطع عقلية، وبراهين نقلية، وهي في التحقيق {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39].
وقد نقضه ابن القيم – رحمه الله – في عشر مقامات واضحات جليات، في صواعقه المرسلة على الجهمية المعطلة، وبين أن خبر الواحد العدل يفيد العلم والصدق؛ بأدلة كثيرة نيفت على العشرين.
3 - وأما ثالثة الأثافي: فهو قولهم: إن الاحتجاج بظواهر الكتاب والسنة كفر!! وأصَّلوا لذلك فقالوا: إن الدليل اللفظي – يعنون أدلة الكتاب والسنة، المتواتر منها وغير المتواتر - لا يفيد العلم ولا اليقين؛ وغايته أن يفيد الظن، والظنيات لا مدخل لها في العقائد؛ إلا عند تيقن أمور عشرة:
أ - تيقن عصمة رواة تلك الألفاظ.
ب - تيقن عصمة إعرابها وتصريفها.
ت - تيقن عدم الاشتراك.
ث - تيقن عدم المجاز.
ج - تيقن عدم النقل.
ح - تيقن عدم التخصيص بالأشخاص والأزمنة.
خ - تيقن عدم الإضمار.
د - تيقن عدم التقديم والتأخير.
ذ - تيقن عدم النسخ.
ر - تيقن عدم المعارض العقلي الذي لو كان لرجح على النقل؛ إذ ترجيح النقل على العقل يقتضي القدح في العقل المستلزم للقدح في النقل لافتقاره إليه فإذا كان المنتج ظنيا فما ظنك بالنتيجة؟!
وقد ذكر ذلك وقرره الرازي، في محصَّله ومحصولِهِ، وتابعه عليه الخلوف؛ فجاء شيخ الإسلام، فهدم هذا البنيان؛ وبين أنه مبنيٌّ على شفا جرف هار، وأنَّ محصَّله ومحصولَه إلى انهيار؛ فنقضه مِنْ نيِّف وسبعين وجها، أو أكثر؛ ذكرها في شرحِهِ - رحمه الله - على أربعي الرازي، وأول محصَّله، وحبره من بعده وفصله، تلميذه النجيب، والحبر الأديب شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية في صواعقه التي أرسلها، على الجهمية والمعطلة وأنزلها.
4 – وأما رابع أصولهم الأربعة، والداهية المزمعة، فقولهم: إن آيات الأسماء والصفات والأفعال وأحاديثها، مجازات لا حقيقة لها، وهذا طاغوت لهج به المتأخرون، والتجأ إليه المعطلون وضعته الجهمية والمبتدعة لتعطيل حقائق الأسماء والصفات والأفعال، جعلوه جنة يتترسون بها من سهام الراشقين، ويصدون به عن حقائق الوحي المبين، وقد افترقوا في وقوع المجاز في اللغة ثلاثة فرقا، ففرقهم الله مزقا، وتفرقوا شذر مذر، وذهبت بهم بدعهم شَغَرَ بَغَر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفرقة الأولى: جمهورهم ودهماؤهم، وعليه تتايع جهلاؤهم وعلماؤهم، قالوا: إن أكثر لغة العرب حقيقة ووقع في بعضها المجاز، ومن هذا آيات الأسماء والصفات والأفعال وأحاديثها، وهو قول الفِرق الاثنتين والسبعين فيما بلغنا من قول النقلة واللغويين، وعلى هذا القول جرى أكثر علماء اللغة والبيان والقراءات وتفسير القرآن من الإعجازيين والمفسرين، واللغويين والبيانيين؛ وقد رد هذا المذهب الردي بكل دليل قوي شيخ الإسلام وترجمان القرآن ابن تيمية الحراني في كتابه الإيمان، وفيما رد فيه على السيف الآمدي، في رسالة الحقيقة والمجاز، وفي رسالته الأخرى في الأسماء والصفات، وفي مواضع متفرقة من كتبه وفتاواه الطيبات، وجمع ذلك كله نسقه، وأرسله صواعق محرقة، شيخ الأنام والعلامة الهمام، ابن قيم الجوزية، لازالت سحائب الرحمة عليه مرخية، فأفسدها من خمسين وجها، وطمسها فلا تعرف لها وجها.
وأما الفرقة الثانية: فقد أبعدت النجعة في الرابية، وفاهت بالهذر من القول، فلا قوة إلا بالله ولا حول، هذا قول ابن جني، وقد كان عن الشريعة في اعتزال وكِنِّ، قال، ولبئس ما قال: إن أكثر لغة العرب مجاز، وفي بعضها وقعت الحقيقة، ذكر ذلك في كتابه الخصائص، وهو سفر حسن لولا هاتيك النقائص، فمما قال: بابٌ في المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة: اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجاز لا حقيقة، ثم ساق ما ساق، وجرى على هذا الاتساق، وقد نقض ذلك كله، أبو عبد الله إمام الأئمة الأجلة، وذلك من خمسة وعشرين وجهًا ذكرها في صواعقه، فقضى على هذا المذهب وبوائقه، وقال في طليعة ردوده: الوجه الأول: أن تعلم أن هذا الرجل – يعني ابن جني - وشيخه أبا علي الفارسي، من كبار أهل البدع والاعتزال المنكرين لكلام الله تعالى وتكليمه، فلا يكلم أحدًا ألبتة، ولا يحاسب عباده يوم القيامة بنفسه وكلامه، وأن القرآن والكتب السماوية مخلوقٌ من بعض مخلوقاته، وليس له صفة تقوم به، فلا علم له عندهم، ولا قدرة، ولا حياة، ولا إرادة، ولا سمع، ولا بصر، وأنه لا يقدر على خلق أفعال عباده، وأنها واقعة منهم بغير اختياره ومشيئته، وأنه شاء منهم خلافها، وشاؤوا هم خلاف ما شاء، فغلبت مشيئتهم مشيئته، وكان ما شاؤوه هم، دون ما شاءه هو، فيكون ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون، وهو خالق عند هذا الضال المضل وعالم مجازًا لا حقيقة، والمجاز يصح نفيه؛ فهو إذًا عنده لا خالقٌ ولا عالمٌ إلا على وجه المجاز، فَمَنْ هذا خَطَؤُه وضلاله في أصل دينه ومعتقده في ربه وإلهه، فما الظن بخطئه وضلاله في ألفاظ القرآن ولغة العرب؛ فحقيقٌ بمن هذا مبلغ علمه ونهاية فهمه: أن يدعي أن أكثر اللغة مجاز، ويأتي بذلك الهذيان، ولكن سنة الله جاريةٌ أن يفضح من استهزأ بحزبه وجنده، وكان الرجل وشيخه في زمن قوة وشوكة المعتزلة، وكانت الدولةُ دولةَ رفض واعتزال، وكان السلطان عضد الدولة بن بُوَيْه، وله صنف أبو علي الإيضاح، وكان الوزير إسماعيل بن عباد معتزليًّا، وقاضي القضاة عبد الجبار معتزليًّا، وأول من عرف منه تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هم المعتزلة والجهمية.
وأما الفرقة الثالثة فقالوا: إن كل اللغة مجاز وهوقول ابن بتوية تلميذ ابن جني ةتبعه على ذلك قوم شذاذ، فاتبعوا هذا المذهب الفاذ، فأتوا بكل آبقة، نعذ بالله من حالقة، وهو من المذاهب القبيحة، وحكايته تكفيك رده وتضعيفه، ومن هنا أعرض الشيخان عن الفصيل في رده، لظهور فساده وضعفه.
وبقي المذهب الحق، والطريق الصدق، والقول الأدق، والنهج الأرق، وهو إنكارُ المجاز في اللغة أصلًا، وأنها كلها حقيقة، وهو قول أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي علي الفارسي، وابن عَقِيل الحنبلي - في أحد قوليه – وهو ما حرَّره وانتصر له الشيخان أبو العباس ابن تيمية، وأبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن القيم الجوزية، والعلامة الأمين الشنقيطي في رسالته "منع جواز المجاز".
وتقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هو - كما قال الشيخان -: لا يصح أن يكون تقسيمًا عقليًّا، ولا شرعيًّا، ولا لغويًّا، وغايته أن يكونَ اصطلاحًا؛ وهو اصطلاح فاسد في نفسه:
• فإن العقل لا مدخل له في دلالة الألفاظ وتخصيصها بالمعنى المدلول عليه حقيقة كان أو مجازا، ولو كان التقسيم عقليًّا لما اختلف باختلاف الأمم، ولا جهل أحدٌ معنى لفظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
• والشرعُ لم يَرد بهذا التقسيم، ولا دلَّ عليه، ولا أشار إليه.
• وأما أهل اللغة فلم يصرح أحد منهم بأن العرب قسمت لغاتِها إلى حقيقة ومجاز، ولا قال أحد من العرب قط: هذا اللفظ حقيقة وهذا مجاز، ولا يوجد في كلام من نقل لغتهم عنهم - مشافهة ولا بواسطة - ذلك؛ ولهذا لا يوجد هذا التقسيم – نعني تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز - في كلام الخليل، ولا سيبويه، ولا الفراء، ولا الأصمعي، ولا أبي عمرو بن العلاء، ولا أمثالهم؛ كما أنه لم يوجد في كلام أحد من الصحابة، ولا من التابعين، ولا تابعي التابعين، ولا في كلام أحد من الأئمة الأربعة، ذوي المذاهب المتبعة؛ وهذا الشافعي وكثرة مصنفاته ومباحثه مع محمد بن الحسن الشيباني وغيره لا يوجد فيها ذكر المجاز ألبتة؛ وهذه "رسالته" التي هي كأصول الفقه، لم ينطق فيها بالمجاز في موضع واحد. وكلامُ الأئمة مدون بحروفه، لم يحفظ عن أحد منهم تقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز.
• بل أول من عرف عنه في الإسلام أنه نطق بلفظ المجاز هو أبو عبيدة معمر بن المثنى فإنه صنف في تفسير الكتاب مختصرًا سماه "مجاز القرآن" وليس مراده بالمجاز قسيم الحقيقة؛ فإن هذا التفسير تفسيرٌ لألفاظ القرآن بما هي موضوعة له؛ وإنما عنى بالمجاز: ما يَعَّبر به عن اللفظ ويُفسَّر به؛ كما سمى غيره كتابه "معاني القرآن"، أي: ما يُعْنَى بألفاظه ويراد بها؛ وكما يسمي ابن جرير الطبري وغيره ذلك تأويلًا.
ونذكر في الحلقات التالية، شيئًا من عقائد الأشعرية البالية – تأتيكم تباعا، نقدًا ونسيئةً ومشاعا -نبين عوارها، ونكشف مكنونها، نظهر تهافتها، ونجمع اضطرابها، نأتي عليها بالرد والنقض؛ فلا تقوم لها - إن شاء الله - قائمةٌ إلى يوم العرض، كيف وقد أنكرتها القلوب السليمة أشد النكران، فلم تعرفها أيَّ عرفان، فلفظتها لفظ النواة، وألقت بها إلقاءَ الحصاة.
هذا؛ وإن للحديث لبقايا، تأتي على هذا المخالف للحق في العقائد بالبلايا والرزايا؛ فقد كشفت الحرب عن أنيابها، وبان لذوي الألباب حقيقة أمرها، كيف وقد هوجم شيخ الإسلام، وبركة الأنام، وحجة الله على الطغام، فيما هو من أخص خصائص عقائد أهل الإسلام، مما انعقد عليه عليه الإجماع، فلا يقبل من عالم أو جاهل أو مارقٍ فيه نزاع؛ وما حدا بنا إلى ذلك – علم الله - إلا ظنٌّ فاسد، واعتقاد كاسد: أن أهل السنة ليس في زواياهم خبايا، ولا في تكاياهم رَوَايا، وأن آكامهم قد خلت من الأسود، أو غلب على أهلها النومُ والهجود؛ فَغَرَّ هذا المضادّ، هذا الظنُّ منه والاعتقاد، فنأتي – بحول الله وقوته - على جميع كلام هذا المُنْصَف حرفا حرفا، وكلمة كلمة، وجملة جملة، بل في كل حركة أو سكنة لحرف، ولن نتجاوز النِّصْف – الإنصاف – ولن نترك من كلامه – على تهافته – شيئا، عسى أن يفيء فيئا؛ نَجمع بين عُجَر كلامه وبُجَرِه، وعجزه وصدره، وقَده وقَديده، وقصيره ومديده، وخَطَئِهِ وخِطْئِه، وأصله وفصله، ومرجعه ومرتجعه، ومصدره ومورده، وترهاته وخزعبلاته، ونزغاته ونزعاته، ومبتدعاته وضلالاته، ولا يحسبن حاسب، أو يجدن واجد، أو يخالن خالٍ، أو يظننَّ ظان، أو يذهبن ذاهب: أننا بانشغالنا بما سبق، بالرد على هذا الذي أبق: سنترك ما بين السطور، أو هَجَسَ في تياك الصدور، كلا بل لا نُرى جائزًا لنا أن نترك من تطاول على التِّعِلَّامة، والإمام الفهامة، والحِبْر العلامة، شيخنا وشيخ الدنيا، تقي الدين ذي الخصال العليا، كيف نغفل عمن تستر بالتقية، وزعم أنه من أهل الفرقة المرضية، وما نراه إلا هَيَّ بنَ بَيّ، أو هَلْمَعَةَ بنَ قَلْمَعَة؛ وإلا يكن ذاك - وشر المعارف من آذاك - فليكشف اللثام عن دخيلة أمره، ودسيسة فكره، وخبيئة قلبه، ومكنونات لبه، بالكلام الصريح: حقيقة معتقده، وصريح عقيدته وعقده، وإلا يفعل، ويأتِ بالذي هو أجمل، فلا يظننّ أنّا تاركوه، أو مُخَلُّوه، من هذه المناظرة، وتلك المناورة؛ لزعمه أنها مجرد مناصحة ومحاورة!!
نقول: احذر - يا هذا - ألا تكون أعددت للأمر عدته، أو تجمع للنزال أُهْبَتَه، فقد بدأت الحرب العوان، ونُودي بالأقران، والتقت السيوف، وصفت الصفوف، واصطكت الكتوف بالكتوف؛ فقد أمكنت – لعمر الجبار المنتقم - من نفسك، وأتيت على مهجتك وحسك، ولا غَرْو؛ فعلى نفسها جنت براقش، وإياك أن تكع أن تناقش، ويداك أوكتا وفوك نَفَخْ، ولن نتلو عليك: بَخْ بَخْ.
ثم نعود إلى القول فنقول، والحقُّ والحقَّ نقول: إنه لن ينجيك منا إلا شاهق جبل، أو ظلمة مغارة، أو نفقٌ في أرض، أو دِهْلِيز قَبْو، أو بطن حوت، أو ظلمة بحر لجيّ، أو أن تأوي إلى قصر مشيد، أو تبرز لنا من وراءك، حتى نناقشه ونفاتشه، ونناظره ونناكشه، اللهم إلا أن تتوب، وتثوب إلى علام الغيوب، فتعود إلى رشدك - وهو والله أحب إلينا- أو تكع عن المناظرة، فلا نراك ألبتة في محاورة أو مداورة؛ تلك عشرة كاملة، ما أشبهها بعشرة الرازي العاطلة، وسنرد بعدل وعلم، وبيان وحلم: على تعليقاتك الساخرة، وتعريضاتك الماكرة، على الإخوة المشرفين والمشاركين، من طلبة العلم والعلماء الربانيين.
وآخر ما نقول: أننا بالله نعتصم، وبه نلوذ مما يشين ويصم؛ الذي لا يترك من استجار بحماه، ودعاه وأخلص له ولم يدع أو يستغث بسواه، ولم يتوسل إلا بما شرعه الله، في كتابه أو سنة مصطفاه. وبيننا وبينك أيامُ الجنائز، ودع عنك يوم الجوائز!
ولله در من قال، وأنشد وأحسن في المقال، من البحر الطويل، ذي الوزن الجميل، والمعنى الجزيل:
ودُونَكَ إِذْ تَرْمِي الظِّباءَ سَوَانِحًا .......... تَلَقَّ مَرَامِيْهَا (فَمَنْ يَرْمِ يَتَّقِ)!!
يعني بالكلام المفتشر، والقِيل المشتهر: (ما ترى لا ما تسمع!!)؛ وحينَها لن يَنفعك قولُك أو قِيلك أو مَقالك: دَعْ دَعْ، فالنجاءَ النجاءْ، ودونك الصحراءْ!
هذا ما جرى به القلم، في فجر يوم الخميس؛ فقلنا متفائلين، وبالله مستعينين: الخميسَ الخَمِيس.
وكتباه:
أبو محمد خالد بن عبد المنعم الرفاعي، وأبو العباس حسني بن أحمد الجُهَنِي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 01:33]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 07:29]ـ
واصل بارك الله فيك
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 08:29]ـ
رفع الله قدرك وجزاك الله خيرا ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 08:35]ـ
شكر الله للشيخين الفاضلين ما كتباه، وجعله في ميزان حسناتهما
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 01:55]ـ
حتى لا استعجل في الرد ....
هل تقصداني؟
ـ[خالد العامري]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 02:16]ـ
تبارك الله، ما أجمل ما خطت يداكما.
بارك الله في الشيخين الكريمين، وذبّ عن وجهيكما النار.
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 02:44]ـ
نعم؛ وهل أعني إلا إياك، أو أقصد أحدًا سواك، أنت وكل من تكلم في شيخ الأنام وحجة الإسلام، لينصر عقيدة الطغام.
فابرز وانثر كننانتك إلم تَكٌن كُسِرَتْ!
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:12]ـ
المشايخ الكرام: المقدادي - عبد الله الخليفي - محمد بن مسلمة - الحمادي - خالد العمري
جزاكم الله خيرًا.
واللهَ أسألُ أن يرزقنا وإياكم صدق التوجه، والدفاع عن عقيدة السلف الصالح، وأن يجعلنا -سبحانه - سهامًا في صدور مخالفيها.
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:18]ـ
أرى أسهم كنانتك قد انتثر، ومالي عن ردك عجز ولا خور، ولكن .....
أردتُ فكرة تتلوها فكر، هي نُبذ حقٍ لمن ادكر، أرميها علّها تُذكي الإنصاف، لمن جنّب نفسه كل ظلمة واعتساف، ومابي بشيخ الإسلام بغضا وحقدا، فحبه في قلبي يزداد ودا وودا، خرجتَ عن الرد ترمي شططا، وما أصبتَ حتى أنشات خططا، علي فما انا إلا حر كاظم، أراد كشف كل حق باسم، صار مكتوما بفعل فاعل، واعتصر في الكتب الأوائل، أبدعت صناعة الحروف، ورصصت كلامك رص الدفوف، أشبهته بسجع كسجع الكهان، ولحبك له ذا كلامي رامه البيان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:19]ـ
دمتَ مسددا يا شيخ خالد ..
وبورك قلمُك الثرّ السيال بالنافع المفيد
والسلام عليكم
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:29]ـ
أخي الحبيب - أبا القاسم -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، آمين، وجزاك الله خيرًا.
وللمبتدعة عندنا - بحول الله وقوته - ما يرون لا ما يسمعون.
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:33]ـ
أخي الحبيب - أبا القاسم -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، آمين، وجزاك الله خيرًا.
وللمبتدعة عندنا - بحول الله وقوته - ما يرون لا ما يسمعون.
أرأيت حميتك اين أودت بك؟
رميتني بالبدعة ...
رمتني بدائها وانسلت ....
هداك الله إن كان في سبق علمه هدايتك
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:36]ـ
أرأيت حميتك اين أودت بك؟
رميتني بالبدعة ...
رمتني بدائها وانسلت ....
هداك الله إن كان في سبق علمه هدايتك
هذا قليل في حقك , فما نثرته من كذب و بهتان في مقالتك البائسة ليس له إلا هذا
ألا تستحي من الله تعالى؟
تتهم قوما بأن الدوائر تدور بهم اذا ذكر نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم! ما هذا الكذب المفضوح؟؟؟
اتق الله في نفسك قبل رمي الآخرين بالكذب و البهتان فهذا والله من الفجور في الخصومة
ـ[ريم]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:47]ـ
الشيخ الجليل، سلمك الله، وسلم قلمك، وجعلك غصة في حلوق المبتدعين الذين جعلوا القرآن عضين.
ووالله لافض فوك ولا بر من يشنوك، فزدنا بارك الله فيك مما عندك.
ـ[كاتب منصف]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:48]ـ
هذا قليل في حقك , فما نثرته من كذب و بهتان في مقالتك البائسة ليس له إلا هذا
ألا تستحي من الله تعالى؟
تتهم قوما بأن الدوائر تدور بهم اذا ذكر نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم! ما هذا الكذب المفضوح؟؟؟
اتق الله في نفسك قبل رمي الآخرين بالكذب و البهتان فهذا والله من الفجور في الخصومة
للأسف ظننت ردك حري بالقراءة فإذا به اجترار تكرره في كل مجلس
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 03:56]ـ
بل هو غصة في حلقك الى ان تكف عن الكذب و الفجور في الخصومة!
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 03:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك من الضلالَهْ، ونسألُكَ أنْ ترفَعَ عنا الجهالهْ، وتزيلَ عنا الغَيَايَهْ، وتُكْرِمَنَا بالهدايَهْ، وتُرْشِدَنَا إلى الوَلَايَهْ. آمين.
وبعدُ: فرَدًّا على "المُنْصِفْ"، أَلَّذِي جارَ وتعسَّفْ، فأصابَهُ العِيُّ والحَصَرْ، فلا خيرَ منه ولا ضُرّْ، وقد قال الشاعر [من الطويل]:
] إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَضُرَّ فإنَّما يُرَادُ الفَتَى كَيْمَا يَضُرُّ ويَنْفَعُ [/ [/ b]center]
ولله درُّ الآخَرْ، حيث جاء بالكلامِ الفاخِرْ، وقال - لا فُضَّ فُوهْ، وزِيحَ عنه مَنْ يَجْفُوهْ، ولا بُرَّ شانئوهْ، [ومن الوافر]:
[ center] إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ! [/ center فنقولْ، وعلى اللهِ القَبُولْ، وبه الحَوْلْ، ومنه الطَّوْلْ، وعليه الاتكالْ، وإليه المآلْ:
قولك أيُّها المنصف: "هل تقصداني": فاسدٌ كاسدٌ من وجوهٍ عِدَّهْ، تطولُ فيها المُدَّهْ، وذلك من حيث اللفظُ والمعنى، ومِنْ جهةِ المطابقةِ واللزوم:
أما من جهة اللفظ: فقد أخطأتَ الحُفْرَهْ، ووقَعْتَ في النُّقْرَهْ؛ كيف سقطَتْ منك النُّونْ، فلَحِقْتَ بالدُّونْ، ورَمَقَتْكَ العيونْ، وظُنَّتْ بك الظنونْ، وآلَ أمرك إلى المجون، وحُقَّ أن تأتيَكَ شَعُوبُ أو المنونْ، ألم تَعْلَمْ أنَّ "الهمزة" و"هل" حرفَا استفهامٍٍ مهملانْ، فلا يَعْمَلانْ، لا نَصْبًا ولا جَزْمَا، ونحنُ نُنْبِيكَ عِلْمَا؛ ألم تقرأْ قولَ اللهْ، وتَتْلُهُ بلا اشتباهْ؛ حيث قال سبحانَهْ، في محكم قرآنِهْ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ}، وقال أيضًا جَلَّ جلالُهْ، وعَظُمَ سلطانُهْ: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}؛ فارتفَعَ الفعلانْ، وثَبَتَتِ في الآيةِ الأَوَّلَةِ النونانْ، لكنَّك لم تَتَّبِعْ كتابَ اللهْ، ولم تَقْفُ الجادَّةَ في سنةِ رسول اللهْ؛ فقلتَ: "أتقصداني"، فحذفْتَ إحدى النونَيْنِ ولم تبالي، ولو اتبعْتَ المَحَجَّهْ، ووَلَجْتَ اللُّجَّهْ، لقلت: "أَتَقْصِدَانِنِي؟ "، أو: "هل تَقْصِدَانِنِي؟ " - نونٌٌ لأبي محمَّد، وأخرى لأبي العَبَّاس - وثَمَّةَ وجهانِ آخرانْ، غريبان لا يعرفانْ، لا تعرفهما - فيما نخالُ ونَظُنّْ، واليقينُ قد يُفْهَمُ من الظَّنّْ - ولو خَرَجْتَ مِنْ بَطْنِكْ، أو التَفَفْتَ على ظهركْ، إنْ أخبرتنا بأحدهما أخبرناك بالثاني، دون تَوَانِي، وموعدُنَا الجوابْ، فضلًا عن يومِ الحسابْ، ونحن في الانتظارْ، أيها المنصف المحتارْ، لكن بربِّك لا تستعنْ بالجانّْ، فإنه سبيلُ الكفرانْ!!
والعجبُ لا ينتهي ممَّن يتكلَّمُ في العقيدةِ ويخبرُ عن اللهْ، ولا يحسنُ أن يُخْبِرَ عن نفسِهِ وهواهْ، ويَفْصِلَ بين المذاهبْْ، وهو عن العربيةِ ذاهبْ، فللهِِ!! ما أعجَبَ ما وَلَدَتْ لنا الأيامْ، وحدَّثتنا به السِّنُونَ والأعوامْ.
وأما من جهة المعنى: فقد أخطَأْتَ خَطَأً جسيمَا، لستَ به عليمَا؛ مقالةٌ تربو على خمسَ عَشْرةَ صحيفهْ، أطاحَتْ بالمنصِفِ وتخاريفَهْ، قَصَدْنَاكَ فيها ظَهْرًا وبطنَا، ولفظًا ومَعْنَى، وأفصحْنَا عن اسمِكَ في طليعةِ الجوابْ، وكشفنا عن رسمِكَ إلى عَجُزِ الكتابْ، فلا شبهةَ فيك ولا اشتباهْ، لكنْ يكاد المريبُ أنْ يقول: خُذُونِي، نذكرك ونتلوك، ونلوك اسمك ورسمك، في مرَّاتٍ أربعهْ، ولا شبهة في كلامنا معهْ، ذكرنا اسمَكَ محرَّفَا، ولم نَجْفُ في ذاكَ جفاءَ مَنْ جَفَا، فما أنتَ – دام شخصُكْ، ولا خَبُثَ نَشْرُكْ – إلا ميمٌ ونونٌ وصادٌ وفاءٌ تزاد ألفًا تتبعُهَا لامٌ في أولاك معرَّفَا، ثم تسألُ عن عِرْفَتِكَ بعد هذا التصريحِ بوجهٍ قبيحْ، وقلمٍ شقيحٍ نَقِيحْ؟! ألا شاهتِ الوجوهُ الصفيقهْ، وكُسِرَتِ الأقلامُ المحروقهْ، فإنَّ مَنْ يسألُ هذا السؤالَ لَمُبَاهتٌ أو مكابرْ، أو أصابتْهُ جِنَّهْ، أو مَسَّتْهُ حِنَّةٌ أو بِنَّهْ، أو لَدَغَتْهُ حَيَّهْ، أو أصابَهُ الوَلَهُ بِمَيَّهْ، وما نُبْعِدُ أنْ تكونَ لسعتْهُ عَقْرَبْ، أو حَفَّ بجانبِهِ شَعْرُ أرنَبْ، فخالَهُ العِفْرِيتَ النِّفْرِيتْ، فلعلَّه عاذَ بالخِرْتِيتْ، ففاه بسجعِ الكُهَّانْ، ولم يعذْ بكلام الرحمنْ، ولا ركَنَ إلى ركنٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
ركينْ، ولا أَوَى إلى معتقَدٍ متينْ؛ فحينَهَا رفَعَ عقيرتَهْ، وشغَبَ قولتَهْ؛ فلا يدري ما يقولْ، ولا ما يصولُ به في الميدانِ ويجولْ، فأفلَسَ لعمرُ اللهِ وأبلَسْ، ولم ينطقْ ببنتِ شَفَةٍ ولم يَنْبِسْ!!
ألستُمْ معنا - أيُّها الإخوانُ الأكابرْ، والنُّجَبَاءُ العساكرْ - أننا لا نقصدُ أحدًا في الخلق غَيْرَهْ، بلا ارتباكٍٍ ولا حَيْرَهْ، غيرَ أنه سكَتَ ألفَا، ونطَقَ خُلْفَا، لقد ذَكَرناك - إي لعمرُ اللهِ - وقصدناكْ، وسنكشفُ عن خبيئتِكَ ومَغْزَاكْ، وعقيدتِكَ ومنتهاكْ.
أخبرونا أيها الحكماءْ، والسادةُ النجباءْ، أَتُرَانَا وإيَّاكمْ نحاورُ عَجْماءْ، أو رجلًًا من بلادِ الوَاءِ الواءْ (الواق الواق، بلهجتنا الدارجة)، أو ننظرُ في ظلماءْ، أو نحاور الدهماءْ، كأننا بك لا تعرفُ مِنْ نفسكَ إنصافَا، وإنما تعتسفُ الكلامَ اعتسافَا، أَعَمِيتَ - يا رجلُ - عن نفسِكْ، أبهذه الأُخْذَةِ غابَتْ عنك حقيقةُ شخصِكْ، يالله للعجبْ، نحن لم نحاوركَ يا رجلُ بَعْدْ، ولم نَمُدَّ معك حبالَ القولِ مَدّْ؛ فللهِ ما أشَدَّ تكلُّفَكْ، وأَغْرَبَ تحريفَكَ وتحرُّفَكْ!! كيف أنكَرْتَ عِرْفَةَ نفسِكْ، وأنَّنا قصدناك قصدًا رَغْمَ أنفِكْ، أتظنُّ أننا نحيدُ عَنْكْ، أو نَكِعُّ مِنْكْ؟!! هيهاتَ هيهاتْ، والذي حرَّم عبادةَ العُزَّى واللاتْ، وقمَعَ المبتدعةَ حتى المماتْ.
نحن – يا هذا - قصدناكَ لزامَا، ووجَّهنا سهامَ السُّنَّةِ نحوَكَ مطابقةً وتضمُّنًا والتزامَا، منطوقًا ومفهومَا، مجهولًًا ومعلومَا، واعتزمنا ذاك اعتزامَا، بكلِّ أنواع الدلالاتِ والجهالاتْ، والمعروفاتِ والمعلوماتْ، والموجوداتِ والمعدوماتْ، وكأنَّنا بك تصيحُ صيحةَ الحَجَّاجْ، وتقولُ بلا لجاجْ، خارقًًا بصوتِكَ الفِجَاجْ، ومثيرًا العَجَاجْ، صائحًا بائحَا، باكيًا نائحَا: مالي وشيوخَ السُّنَّهْ، وأئمَّةِ الأئمَّهْ، وتمامِ مِنَّةِ اللهِ على الأمَّهْ؟!! ولا تَحْسِبَنَّ ذلك نافعَكَ شيئَا، إلا أن تفيءَ فيئَا، أو تؤوبَ الأوبهْ، وتعودَ إلى التوبهْ!!
على أنا نتنزَّل جدلَا، ونقولُ قولًا مجندلَا؛ فنقول، ومن اللهِ القبولْ: سلَّمنا أنَّ لك أن تحذفَ النونَ مِنْ قولك: "هل تقصداني؟ "، دون تخطيءٍ منا أو تعانِي، لكنْ لا شكَّ أنَّ كلَّ عاقلٍ قد فَهِمَ أنك بهذا القولِ تتهدَّدنا وتتوعَّدنا، وتُزْبِدُ معنا وتُرْعِدُنَا، غيرَ أنَّك ما لبثتَ أنْ فَلْسَعْتَ وكَعَعْتْ، وأَبَنْتَ - لنا وللقراءِ الكرامِ - عن عجزٍ عاجزْ، وعجوزٍ راكزْ؛ فلا أنتَ تَهِشُُّ ولا تَنِشّْ، ولا تَهْمِسُ ولا تَبِشّْ، كلا ولا تدفعُ عن نفسِكَ ما أحاطَ بك من الشَّرّْ، وقد قصدَكَ الجميعُ بالضُّرّْ، فآلتْ بنا الذكرى: أن تذكَّرنا ما قالتِ العربْ، في جميلِ الأَدَبْ: تمخَّضَ الجَبَلُ فولَدَ فَارَا، ونطَقَ الرُّوَيْبِضَةُ فاجتَرَّ عَارَا، وأذكَرَنا ذلك قولَ جريرٍ في الفرزدقْ، فقال وبَرَّ وصَدَقْ، [من الكامل]:
[ center] زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَنْ سَيَقْتُلُ مِرْبَعًا أَبْشِرْ بِطُولِ سَلَامَةٍ يَا مِرْبِعُ!! فتلونا قولَ جريرْ، ورجَعْنَا بالحمدِ للعليمِ الخبيرْ، وأبْشَرْنَا بطولِ السلامَهْ، وقلنا: لا نَدَمَ على ما كتبناه ولا نَدَامَهْ؛ كيفَ وقد نصَرْنَا السُّنَّهْ، وقَمَعْنَا البِدْعهْ، وأوقَعْنَا الضالَّةَ في اللُّجَّهْ، فاللهمَّ حمدًا لك حمدَا، وشكرًا لك شكرَا، كَبَتَّ عدوَّنا، وأظهَرْتَ منهاجَنَا، ودَرَأْتَ عن عَقْلِنَا مجانبةَ نقلِنَا، فوافَقَ العقلُ الموهوبْ، النقلَ عن الرَّبِّ المربوبْ، غيرَ أننا سنذكُرُ العقيدةَ في ربِّنا، كما جاءتْ في كتابِهِ وسنةِ نبيِّنا، وإجماعِ سلفنا، محرِّريين ما ذكَرَ إماما السنةِ الأحمدانْ، مَنِ انتسبا إلى شَيْبان وحَرَّانْ، إِبْنُ حنبلٍ الإمامْ، وأحمدُ بن عبدِالسلامْ، شَابَا في السُّنَّهْ، وكانا حَرْبًا على البدعهْ، فحَبَلَتْ أهلُ البدعةِ بالغَيْظْ، وسَلِمَ أهلُ السنةِ مِنْ حَرِّ القَيْظْ، فظهَرَتِ السنهْ، وقُمِعَتِ البدعهْ، فلله دَرُّ الأحمدَيْنِ الإمامَيْنِ العظيمَيْنِ شيخَيِ الدنيا، ومِنَّةِ اللهِ العظمى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وستأتي حلقاتُ هذه العقيدةِ السَّلَفية متتاليهْ، مناظرةً وقاهرةً عقائدَ المبتدعةِ الباليهْ؛ لينظُرَ كلُّ ذي عينَيْنِ أين يَضَعُ قدمَهْ، وليعلمَ كلُّ مكلَّفٍ علمَهْ، فانتظِرُونَا وارتَقِبُونَا، وادعوا لنا وقوِّمونا.
ولْيَرْجِعِ القولُ رَجْعَتَه، لنحاورَ "المنصفَ" فيما كَتَبَه، وهو الذي ما أنصَفَ ولا انتصَفْ، وإنما شَطَّ واعتسَفْ، فنقول: أيها السادرُ في غَيِّهْ، أَللَّافِظُ المصابُ بِعِيِّهْ، أين وَعْدُكَ ووعيدُكْ، وأنواؤُكَ وبروقُكْ، عندما قلتَ مهدِّدَا، وأنشدتَّ متوعِّدَا: "حتى لا استعجل في الرد .... هل تقصداني؟ ".
نعم – لَعَمْرُ خالقِك - نقصدك: فأين وعيدُكَ وموعدُكْ، ثمَّ إنَّ هذه الكلماتِ المبتورهْ، أَلَّتِي كتبتْ بيد مستورهْ، تقدِّمُ إِصْبَعًا وتؤخِّر أخرى، تخشى أنْ تكونَ الأولى أو الأُخْرَى، فاختلَطَ - يا مسكينُ - الأمرُ علَيْكْ، فصرتَ ملبوسًا عليكْ؛ فلا تعرفُ الظاهرَ مِنْ كلامِنَا ولا النَّصّ، حتى اشتَبَهَ الأمرُ بك: أنقصدك أم نقصدُ غيرَك، فاستعْجَلْتَ وما وَنيتْ، وكتبْتَ وتَلَيْتْ، فوصَلْتَ همزةَ نفسِكَ وهي مقطوعهْ، وحذفْتَ رأسَ العينِ وهي ممنوعهْ، فقلتَ: "لا استعجل"، وصوابها: "لا أَسْتَعِجْلُ"، فأخطأْتَ الصوابْ، ولم تُجِبِ الجوابْ، واستعجلْتَ استعجالَ المستَحْفِزْ، وأخطأْتَ خطأَ المستَوْفِزْ، فوصَلْتَ المقطوع، وهو همزةُ نفسِك – نعني: همزةَ المتكلِّمْ، أَلَّذِي ما أولاه أن يُكْلَمَ ولا يتكلَّمْ - فاقرأِ – هُدِيتَ! - الإملاءَ والصَّرْفْ، دون أن تتعالَمَ أو تأنَفْ، فإنْ قلتَ: أرشدونا يرحمكُمُ اللهْ، وتأوَّهْتَ وأذعَنْتَ بلا اشتباهْ، فاقرَأِ – إنْ شئتَ -: "المطالعَ النَّصْرِيَّهْ، للمطابعِ المِصْريَّهْ"، لإمامِ المَشْيُوخَاءْ، وكبيرِ النبلاءْ، نصرٍ الهورينيِّ محقِّقِ "القاموسِ المحيطْ، ألجامعِ لما ذهَبَ مِنْ كلامِ العَرَبِ شَمَاطِيطْ"، وهو كتابٌ عظيمُ النفعْ، ولا ينكرُ نفعَهُ إلا أهلُ الدَّفْعْ، فإنْ حرتَ في هذا الكتابْ، فلم تَدْرِ ما فيه من الجوابْ، أو الخطابْ، وحارتْ عيناكْ، واشتبه عليك ذَاكْ، فاقرأ "كتابَ الإملاءْ"، لشيخِ الإقراءْ، حسين بن والي، لا زالَ رضوانُ اللهِ عليه متوالِي، وإلا، فاسمعْ ما نمليه عليك إِمْلَا، عليكَ - تنتفع - بالكتبِ الصغارْ، ودَعْ عنك الاغترارْ، فدونكَ: "الإملاءَ" لعبدالسلام بن هارون، زال عنه الدُّونْ، وأعظمتْهُ العيونْ، ورُحِمَ في قبرِهِ بعد ما أصابتْهُ المَنُونْ، فإنْ أعجَزَكْ، أو أرجزَكْ، فالزَمْ بيتَكْ، أو اقرأ: "الإملاء والترقيمْ"، لعبدالعليم بن إبراهيمْ، وهذا قُلٌّ من كُثْرْ، ودَعَ عنك المراءَ والإِصْرْ، فإنما أردنا إرشادَْك، إلى ما يصلحُكَ ويحقِّقُ مرادَكْ، عساك تَرْعَوِي وتَهْتَدِي، وهذا غايةُ منانا النَّدِي؛ "لَأَنْ يهديَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا، خيرٌ لك من حُمُرِ النَّعَمْ، ألم تذكرْ ذلك عن خَيْرِ الوَرَى أَلَمْ؟!
هذا؛ وقد ذكرْتَ في كُلَيْمَاتِكَ المعدودهْ، وعُبَيِّرَاتِكَ المرذولةِ المردودهْ، نقاطًا أربعْ، فَلْتَرَ ولتسمَعْ، وهي كما زَبَرْتْ، وكتبْتَ وحَبَّرْتْ: "في الرد .... هل"، ولم يأتِ عدُّ هذه النقاطِ الأربعْ، عن أحدٍ من علماءِ الرسمِ أو يُسْمَعْ، إنما هي نقاطٌ ثلاثْ، ولا يخالفُ في ذلك إلا مَنْ أصيبَ في عقلِهِ والتاثْ، فارجِعْ إلى كتبِ الترقيمْ، وقلْ: يا رحيمُ يا رحيمْ، هذا فضلًا عن تركِكَ مسافهْ - مصابًا بالآفَهْ - بين قولك: "هل تقصداني؟ " وعلامةِ الاستفهامْ، والصوابُ تركُهَا بلا ملامْ؛ فإنْ قلتَ: كيفَ ذا؟ قلنا: هكذا: "هل تقصداني؟ "، عسى أن يصحَّ منك البَصَرْ، أو يستقيمَ منك النَّظَرْ!!
والمقصود: أن الرجلَ لا إملاءَ عنده ولا ترقيمْ، نعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمْ، كلا ولا نحوَ ولا صَرْفْ، عياذًا بك اللهمَّ من عطفِ السحرةِ والصَّرْفْ، أَللَّهُمَّ اعطِفْنَا إليكْ، وقرِّبنا منكْ؛ فالخيرُ منكَ وإليكْ، واصْرِفْنَا عن معصيتِكْ، وأَبْعِدْنَا عن مجانبتِكْ؛ فالشرُّ ليس إلَيْكْ؛ فإنْ تحيَّرَتْ منك العيونْ، وأخَذَتْ منك الظنونْ، ولَحِقْتَ بالدونْ، فدونَكَ الأخطاءَ الأربَعْ، في العلومِ المذكورةِ أجمعْ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في النحو: فإنَّ خطأَكَ الخاطئْْْ، وعبثَكَ اللاطئْ، أنَّك سألْتْ، وأقدَمْتَ وما أحجَمْتْ، فقلتَ: "هل تقصداني؟ "، ولم تعانِ ما نعاني، فأيُّ شيطانٍ أوحى لك بالسؤالْ، وأوقعَكَ في هذا المقالْ، فأصابَكَ الوبالُ والنكالْ، فأَبَنْتَ عن جهلِكَ في الأذهانْ، أو سَبْقِ قلمِكَ في البنانْ، فلا عقلَ ولا نَقْلْ، فننصحُكَ بأكلِ الفولِ والبَقْلْ، ففيه تذكرةٌ للحافظْ، وذكرى للمحافظْ.
وأما علم الصَّرْف: فقد صُرِفْتَ عنه بلا حَرْفْ، فعَيِيتَ وما أَبَنْتْ، وحَصِرْتَ فيما قلنْ؛ يا رجلُ!! كيف جعلتَ المضارعَ ماضيا، والمقطوعَ موصولا، والمتكلِّمَ غائبَا، ونفسَكَ عائبَا، وهذا فراقُ ما بين "اسْتَعْجَلَ" الذي كَتَبْتْ، و "أَسْتَعْجِلُ" الذي أردتّْ، فانظُرْ أيها المتأمِّلْ، حزِّر فزِّرْ، هل بان لك هذا الكلامُ الأَزْوَر.
فالرجل – يا قومنا، عافاكمُ الله - بَدَلَ أن يُخْبِرَ عن نفسِه، أخبَرَ عن غَيْره، فأخطَأ،، وبدَلَ أنْ يقطَعَ وَصَل، فما أصاب،، وبدَلَ أن يكونَ إخبارُهُ عن الحالِ أو الاستقبال، أُرْتِجَ عَلَيْهْ، واختَلَطَ الأمرُ لدَيْهْ، وعَمِيَتِ الأنباءُ عَنْهْ، وذهَبَ العقلُ مِنْهْ، فجعَلَ نقاطَ الحذفِ الثلاثْ، أربعًا وأصابه الالتياثْ.
وأما علم الإملاء: فلا علمَ له به بلا مراءْْْ؛ إذْ لم يدرسْ بابَ الهمزَهْ، ولا علمَ له به في الجُمْلَهْ، كلا والذي يظهر – والعلم عند الله – أنه لا علمَ له بغيره مِنَ الأبوابْ، وبابُ الهمزةِ هو أوَّل ما تقعُ عليه عينُ الطلابْ، ويسمى بابَ الألفِ اليابسهْ، لا زالتْ حججُ المبتدعةِ مُفْلِسَهْ.
وأما علمُ الترقيم: فليكبِّرْ على نفسِهِ فيه أربعْ؛ إذ جعل نقاطَ الحذفِ الثلاثِ أربعْ، وهذا ما لم يُرَ في كتابٍ أولم يُسْمَعْ.
تلك علومٌ أربعة؛ لم تعرفْ منها الحدَّ الأدنى، ثم تتعرَّضُ لإمامِ الدنيا!! فمالَكَ والعلماءَ المجتهدينْ، والفقهاءَ الأساطينْ، والأكابرَ المجدِّدينْ، مَنْ خاف منهم الشيطانْ، وأحبَّهم الرحمنْ، ولا نُزكِّي على اللهِ أحدا!! ألا تستحي أن تكونَ على شفا جرف هارْ؟! تَسْلُبُ حملةَ الدينْ، ألنافينَ عنه تحريفَ الغالينْ، وانتحالَ المبطلينْ، وتأويلَ الجاهلينْ، ياقومُ، أين الثَّرَى من الثُّرَيَّا؟! ومَنْ لنا ببيضِ الأَنُوقْ، أو يبلِّغنا العَيُّوقْ – نجمٌ بعيدٌ في السماء – باللهِ، أخبرونا وأعلمونا: ألسنا على أشرافِ الساعهْ، أنْ يَقَعَ الفَسْلُ في أولئك الجماعهْ، يا قومُ يا قَوْمْ، إِسْمَعُوا وَعُوا ودَعُوا عنكم الكسلَ والنومْ؛ [فقد قال الشاعرُ من الطويلْ، وأنشَدَ في حسرةٍ وعَويلْ]:
لقد هَزُلَتْ حتى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا كُلَاهَا وحتَّى سامَهَا كلُّ مُفْلِسِ!! فلله مَنْ لهؤلاء الأعلامِ يدافعُ عن حِيَاضهمْ، ومَنْ لأولئك الأساطينِ يَذُبُّ عن أعراضِهِمْ، كما دافعوا عن الدينْ، وحَمَوْا بيضةَ عقائدِ المسلمينْ، ورَفَعوا عنا الظلمهْ، وكُشِفَتْ بهم الغُمَّهْ، فاللهَ اللهَ في الدفاعِ عنهم، وأخذِ العلمِ منهم، ورَشْقِ عدوِّهم بالشهبِ والنيرانْ، ورميهم بالمنجنيقِ والنكرانْ.
هذا ما جرَىَ به القلمُ في قولِ المتعسفْ، الذي لم ينصفْ، وادَّعى حبَّه شيخَ الإسلامْ، ونخشى أنْ يكون تذرَّعَ بِتَقِيَّةِ شيعةِ الإمامْ، وذلك قوله:
"حتى لا استعجل في الرد ....
هل تقصداني؟ "
كذا في سطرَيْنْ، أما كان الأَوْلَى به أنْ يجعلهما سطرًا واحدًا دون كذبٍ أو مَيْنْ؟! فباللهِ أيها القراءُ ألا ترونه استعجَلَ فيما خَطَّ وقَطَّ لفظا ومعنى، بناءً ومَبْنَى، فعلى نفسها جنَتْ براقش، والبادي أظلَمْ، واللهُ أعلى وأعلَمْ.
هذا ما وفَّق اللهُ به في جملتِهِ القصيرَهْ، من نقدٍ ونَقْضْ، وبسطٍ وعَرْضْ، وأما عبارتُهُ الطويلهْ، فليس لنا فيها حِيلَهْ، إلا أنْ نقصدَ المسجدَ الأعظَمْ، ونكبِّرَ هناكَ التكبيراتِ الأربعْ، على مَنْ ذمَّ السجع المبينْ، ثم احتالَ فسجَعَ سجعَ الكاهنينْ، فأَتَى بما يُولِّدُ الحبلَى، ويسكتُ الثَّكْلَى، فجَرَى قلمُهُ بسطورٍ خمس، أوَّلها ثلاثةُ أرباعِ السطرِ تقريبَا، وآخرُهَا نصفُهُ أو انقُصْ منه مُرِيبَا، وفيها ما فيها، واللهُ أعلم بخَوَافِيهَا، وسوفُ يأتيكُمْ نبؤها – إنْ شاء الله - غَدَا، فاتَّخِذُوا من المجلسِ العلميِّ موعدَا، ومن الألوكةِ مَوْرِدَا، ومن المبتدعةِ مَرْشَقَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَلْحَدَا.
وعذرا لقرائنا الكرام، فلنْ نستطيعَ - كِلَيْنَا - أنْ نأويَ إلى المنامْ، دون أن نذكُرَ ذلك تحلَّةَ القَسَمْ، فدونَكَ أيها القارئُ الكريم ولا تَلُمْ، وهو قولُ "المنصف": "أشبهته بسجع كسجع الكهان"، فنقول: أتشبِّه سجعَ بني عدنانْ، وحُرَّ الكلامِ والبيانْ، بسجعٍ كسجعِ الكُهَّانْ، أما ترعوي، وتخافُ من العزيزِ القوي؟! وما قولك هذا إلا ظلمٌ وظُلَامهْ، سيكونُ عيك – إن شاء الله نَدَمًا وندامَهْ، أكلَّ سجعٍ رأيتَهْ، وكلامٍ ارتأيتَهْ، ظننتَهُ سجعَ كَهَنَهْ، وخلتَهُ عبَثَ متكلِّمَهْ، مسقِطًا عليه قولَ النبيِّ العدنانْ: "أسجعًا كسجعِ الكُهَّانْ؟! "، واضعًا الشيءَ في غير موضعِهْ، ناقلًا له في غيرِ مصرَعِهْ، وتلك واللهِ عينُ الجَهَالَةِ والضلالهْ، وعلى هذا فلتبكِ البواكي، ولْتَسْقِ السواقي، ولْتَسْفِ السوافي، ولْتُنْزِلِ السماءُ ماءَهَا، ولْتُخْرِجِ الأرضُ ما بها، زمجرتِ السماء، وتزلْزَلَتِ الأَرَضُون، واهتزَّتِ الجبال، وماجتِ الهضاب، واضطرَبَتِ الطيورُ في السماء، وزُعِرَتِ الأسماكُ في البِحَار، وارتجَفَتِ الحيواناتُ في الروابي وتحت الأشجار، حَسِبْتَ أيُّها الغرير أنَّ كلَّ بيضاءَ شَحْمَهْ، وكلَّ سوداءَ تَمْرَهْ؛ وأحسَنَ المتنبِّي، في قولِهِ المُنْبِي، فقال [مِنَ البسيط]:
أُعِيذُهَا نَظَرَاتٍ مِنْكَ صَادِقَةً أَنْ تَحْسِبَ الشَّحْمَ فِيمَنْ شَحْمُهُ وَرَمُ! أكلَّما رأيتَ ساجعًا يسجعْ، قلتَ: اللهَ اللهَ! كاهنٌ يتهوَّعْ، فعَدِّ عن ذا يا ذا، وخض فيما لا يقال فيه: لماذا، ولا تتكلَّمْ إلا فيما تُحْسِن، ولا تَخُضْ إلا فيما تُتْقِن، ولكنْ لا غروَ ممَّن لا يحسنُ نحوًا ولا صِرْفا، ولا يجيدُ في كلامِهِ إحسانًا ولا عَدْلا، بل جامَعَ الاعتسافْ، والشقاقَ والخلافْ، ألم تقرأْ دواوينَ الإسلامْ، وكتبَ العلماءِ الأعلامْ، قد مُلِئَتْ بسجعٍ كسجعِ الحَمَامْ، وتوافُقٍ في الكلامِ كتوافقِ اليمامْ، أم تُراهُمْ كهنةً أو كهانًا سَجَعوا سَجْعهم، وفاهوا فَوْهَهم، أَبِنْ ما تقولْ، إنْ بقيتْ فيك بقيةٌ من عقولْ، أَتُراكَ ترميهم عن قوسٍ واحدهْ، وتتَّهِمُهم بفطرتِكَ الجامدهْ، فما فَرْقُ ما بين سجعِنا وسجعهم، إلا أنَّك لم تفهمهما فلا تَظُنَّ ولا تَهِمْ.
أما سجعُ الكهان: فما لا طائلَ تحته، ولا فائدةَ عنده، أو عُورِضَ به الشرع، أو لبِّس به الحَقّ، أو حِيدَ به عن الصِّدْق، أو تبيَّن كذبه، أو ظَهَرَ عَوَاره، أو كان مطفَأَ الأنوار، أو سُدِلَتْ عليه الأستار، فإنْ أردتَّ مثالَا، وطلبتَ دليلا، وقلتَ كماذا؟ قلنا بالبُقِّ المليانْ: أشبهُ شيءٍ بسجعِ الكهانْ، ما زبرتْهُ أُصَيْبعُ المنصفِ الغَلْبانْ، كان اللهُ لَهْ، ولا بلَّغه أَمَلَهْ، في تلبيسِهِ على السنهْ، واتقائِهِ بالجُنَّهْ – نعني: تَقِيته في زعمِهِ حبَّ شيخ الإسلام! – فقد اجتمَعَ لَهْ، ما ذكرنا في الكلامِ قبلَهْ؛ كما سيبينُ ذلك للنجيبْ، وإن الموعِدَ الصبحُ أليس الصبحُ بقريبْ؟!
وإن نكنْ ناسينْ، فلن ننسى أو نتناسى، ما يفضحُ المنصفَ فيما تعاشَى؛ وهو أن نذكُرَ في حلقةٍ مخصوصَهْ، كلامَ جِلَّةْ القوم بلا مغموصهْ، في الفرق بين سجعِ الكهانْ، والسجعِ الذي حسَّنه واختارَهُ علماءُ البيانْ، وصارَ عليه جلة العلماءْ، وخاصَّةُ البلغاءْ، وأئمةُ الفصحاءْ، دون إنكارٍ اللهمَّ إلا من الجهلاءْ.
غير أننا لا نريدُ أن نحيدَ عن موضوعنا الأصليّْ، وهو عقيدةُ الإمامِ الحنبليّْ، بالبيان الجليّْ، والقولِ المرضيّْ، والفهمِ السويّْ، دون إرتاجٍ أو عِيّْ، وذلك عندما نجدُ الأرضَ خِصْبة، والفرصةَ متواتية، بعدَ أن نلقِّنَ المنصفَ وأمثالَهُ درسَا، ونكرِّر له البيانَ خَمْسَا؛ عسى أن يتوبَ أو يحوبْ، أو يرجعَ إلى علامِ الغيوبْ، فلا تسمَعُ إلا هَمْسَا، ولا تَرَى من المبتدعةِ أحدًا أو تسمعُ لهم رِكْزَا، وإلى الله المآبْ، وإليه المرجعُ والمتابْ، وهو الواحدُ القهارْ، وربُّ الليلِ والنهارْ، وإنَّا والذي برَأَ النَّسَمة، وفلَقَ الحَبَّة، وأظهَرَ السنة، ودحَرَ البدعة -: لن نتركهم حتى يُحْشَرُوا في مِثْلِ أقماعِ السِّمْسِم، أو يفتَحَ اللهُ بيننا وبينهم بالحَقِّ كما فتَحَ على أبي بكرٍ الصديقْ، وابنِ حنبلٍ الإمامِ الحقيقْ، وشيوخِ الإسلامِ ذوي النُّورِ والبريقْ.
وصلَّى اللهُ على محمَّدٍ الأكملْ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ الجُمَّلْ، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ الأَجَلّْ. والله الموعد.
كَتَبَاهُ محرَّرَا، وزَجَّا به مُكَرَّرَا:
الفقيرانِ إلى الله: أبو محمد خالد بن عبدالمنعم الرفاعي، وأبو العَبَّاس حسني بن أحمد الجُهَنِيّ.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:14]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 05:37]ـ
سلمت أنامل الشيخين، فقد والله فضحت أهل الزور والمَيْن
فإن تمنعوا منا السِّلاحَ فعندنا ... سلاحٌ لنا لا يُشترى بالدراهِم
جنادلُ أملاءُ الأكُفّ كأنّها ... رؤُوس رجال حُلِّقَت بالمواسِم
البيان والتبيين (ص399)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 09:19]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
أما بعد:
فقول الأخوين الكريمين في مقالهما ـ في سياق الكلام على الذات العلية ـ: ((المتصفِ بصفةِ النزول العليَّة، إلى سماء الدنيا الدنية)):
يَرِدُ على قولهما: أن هذه العبارةَ مما لا يجوز إطلاقه على الله تعالى؛ إذ إن صفة النزول الثابتةَ بالدليل، لا ينبغي لمسلم أن يصفها بالنزول إلى دناءة بحال من الأحوال، فإن الدنيا وإن وصفت بالدناءة، بل هذا ظاهرٌ منَ اسمها، إلا أن ذكرها في سياق الارتباط بصفة من الصفات العُليا يمنع وصفها بالدناءة؛ لما يُوهِمه هذا الإطلاق من النقص المحال؛ شاهدُ ذلك أن الله تعالى رب كل شيء وخالقه، ومع ذلك فلا يجوز أن يوصف بأنه رب الكلب ولا رب الخنزير هكذا بالإفراد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: ((الحكم إذا كان عامًّا، وفي تخصيص بعضه باللفظ خروج عن القول الجميل، فإنه يمنع من التخصيص؛ فإن الله خالق كل شيء ومريد لكل حادث، ومع هذا يُمنَع الإنسان أن يخص ما يُستقذَر من المخلوقات وما يستقبحه الشرع من الحوادث؛ بأن يقول على الانفراد: يا خالق الكلاب، ويا مريد الزنا،،، ونحو ذلك، بخلاف ما لو قال: يا خالق كل شيء، ويا مَن كل شيء يجري بمشيئته)) انظر: مجموع الفتاوى: 6/ 504
وعليه فأقل أحوال هذه العبارة: الغفلة عن الأدب الرفيع الواجب الالتزام في هذا المقام المهيب.
ولعل سبب الوقوع في هذا المأخذ حرص الأخوين الكريمين على المشاكلة اللفظية، واعتمادهما السجعَ، ومراعاتهما الفواصلَ، حتى جَارَ احتفالهما باللفظ على المعنى؛ فأضعفه أحيانا.
جزى الله الأخوين الكريمين خيرا، وسدد رَمْيَهما، ونفع بهما.
ـ[نجم الشام]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 08:27]ـ
أولا أشكر للأخوين الكريمين حسن مقصدهما وهدفهما النبيل وهو الانتصار لشيخ الإسلام.
لكنهما ضلا الطريق في الوصول إلى هذا الهدف .. ألا وهو استخدامهما سجع الكهان الذي أوقعهما في الكثير من المحاذيرالشرعية ..
أولها بلا شك الطريقة نفسها .. فقد قال عنها شيخ الاسلام نفسه في مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 93):
(فَهَذَا مِنْ جِنْسِ سَجْعِ الْكُهَّانِ الَّذِي لَا يُقِيمُ حَقًّا وَلَا يُبْطِلُ بَاطِلًا).
وقال صاحب كتاب البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها - (ج 1 / ص 841)
(وقد جاء في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم النَّهْيُ عن سَجْعِ الكُهَّان، إبعاداً عن التشبُّهِ بهم).
وقال في شرح النووي على مسلم - (ج 10 / ص 143) وعمدة القاري - (ج 11 / ص 288):
(وإنما نهى عن سجع الكهان ونحوه لما فيه من التكلف).
القاموس الفقهي - (ج 1 / ص 326): (سجع الكهان: الكلام المزوق المتكلف.)
وفي مقدمة ابن خلدون - (ج 1 / ص 43):
(وأصحاب هذا السجع هم المخصصون باسم الكهان لأنهم أرفع سائر وقد قال صلى الله عليه وسلم في مثله: " هذا من سجع الكهان ". فجعل السجع مختصاً بهم بمقتضى الإضافة).
فهذه (عادة السجع المتكلف) عادة مذمومة جمعت مذمتين؛ إحداهما ترادف الكلمات بحيث أصبحت المقالة حشوًا يغني عنه كلمة أو كلمات، والأخرى كون السجع مذمومًا.
ومما يدل على ذم السجع ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( ... وفيه وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم) فقال حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل!؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهان ... ) [متفق عليه].
وقد أخذ العلماء من هذا الحديث أن السجع مكروه لسببين:
الأول: إذا عورض به حكم الشرع كما في الحديث.
الثاني: إذا تكلفه المخاطب في مخاطبته، وأما إذا لم يتكلفه فإنه لا يكره، وعلى هذا يحمل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث من الأحاديث التي ورد فيها السجع.
وثبت عن عائشة أنها قالت لكاتب: (إياك والسجع فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يسجعون) [رواه أحمد بإسناد صحيح].
وثبت في البخاري عن ابن عباس وفيه: (وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك) قلت: وهذا كله محمول على التكلف في السجع.
فضلا عن ذلك إقحامكما اللغة ما ليس فيها من كلام العوام الذي أجلكما عنه، فما معنى كلمة (المفتشر) مثلا؟ ومن أين أتيت بها؟
وإن قصر البعض النهي على السجع المتكلف فالمقالة كما نرى لا أظن وجود تكلف أكثر من ذلك ..
أشكر لكما مرة ثانية حسن مقصدكما .. لكن في طريقة السلف الصالح ما يغني عن تلك الطريقة المذمومة التى لا تعدو أن تكون مجرد استعراض أنتما في غنى عنه.
ـ[حبيب الكل]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 11:38]ـ
شيخنا الفاضل سلمت يداك وبارك الله فيماكتبت وزادك الله علما وعملا وجمعنا الله وإياك وشيخ الإسلام في الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى لله عليه وسلم وهدى الله الضالين وردهم إلى الإسلام ردا جميلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حبيب الكل]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 11:40]ـ
شيخنا الكريم نرجو تعليل على مسألة سجع الكهان بارك لله في علمكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 12:57]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4354&highlight=%C7%E1%D3%CC%DA
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 04:29]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعلكم حصنا للإسلام وأهله وعلمائه
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 05:06]ـ
لكن في طريقة السلف الصالح ما يغني عن تلك الطريقة المذمومة التى لا تعدو أن تكون مجرد استعراض أنتما في غنى عنه.
صدقتَ أيها النجم الثاقب!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 05:13]ـ
صدقتَ أيها النجم الثاقب!
أَوْرَدتَها وأنت على عَجَل!
ما هكذا تُوردُ الإبل!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 06:01]ـ
أَوْرَدتَها وأنت على عَجَل!
ما هكذا تُوردُ الإبل!
تأنَّ ولا تَعَجْلْ بلومِكَ صاحباً ... لعل له عذراً وأنت تلومُ!
لكنْ: مثلك يلوم يا أبا محمد فلا يجد مِنْ لائمه إلا الثناء الجميل.
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:05]ـ
ذكرني شيخاي الفاضلان - رحم الله أياما غرًّا دنوت فيها منهما، وأنست بعلمهما! - فيما رقماه من طريف اللفظ وشريف المعنى = بهذ الدرة التليدة:
عبد الحي الكتاني ما هو؟ وما شأنه؟
الشيخ محمد بشير الإبراهيمي
في لغة العرب لطائف عميقةُ الأثر، وإن كانت قريبةً فيالنظر؛ منها التسمية بالمصدر والوصفُ به؛ يذهبون بذلك إلى فجٍّ من المبالغة سحيق، تقف فيه الأذهان حسْرَى، ويُغالَط به الحسُّ فيتخيل ذَوَبَان الموصوفِ وبقاءَالصفة قائمةً بذاتها؛ كأنَّ الموصوف لكثرة ما ألَحّتْ عليه الصفة وغلبَتْ أصبحَ هوهي أو هو إياها؛ وعند الخنساء الخبرُ اليقين حين تقول:
*فإنما هي إقبال وإدبار*
وعلى هذا يقال في جواب ما هو عبدالحي؟ هو مكيدة مدبرة، وفتنة مُحَضّرة؛ ولو قال قائل في وصفه:
شَعْوذَةٌ تخْطِرفي حِجْلينِ* وفتنة تَمشي على رجلََيْنِ
لأراحالبيان والتحليل، كما يقول شوقي؛ ولعفَّى على أصحاب التراجم، من أعاريبَ وأعاجم، ولأتى بالإعجاز في باب الإيجاز؛ إذ أتى بترجمة تُحْمَلُ ببرقيَّة، إلى الأقطارالغربية والشرقية، فَيَعُمُّ العلم، وتنشر الإفادة، وتذيع الشهرة ... ولو أنّالرجل وصف نفسَه وأنْصَفَ الحقيقة في وصفها لما زاد على هذا البيت؛ ولو شاء "تخريجالدلالات السّمعية" (1) على ذلك لَما أعجزه ولا أعوَزَهُ؛ ولكن أين من عبد الحيّذلك الإنصاف الذي لم يَخْلُ منه إلا شيخُ الجماعة الذي حادّ الله وقال: (لآمُرَنَّهُم فلَيُغَيِّرُنَّ خلْقَ الله)، وإذا أنصفنا الرجل قلنا: إنه مجموعةمن العناصر منها العلم ومنها الظلم، ومنها الحق ومنها الباطل؛ وأكثرها الشّرّوالفساد في الأرض- أطلق عليها لكثرتها واجتماعها في ظَرْفٍ - هذا الاسم المركب الذيلا يلتقي مع كثير منها في اشتقاق ولا دلالة وضعية؛ كما تطلق أسماء الأجناسالمرتجلة، وكما يُطلقُ علماء الكيمياء على مركباتهم أسماءَ لا يلمحون فيها أصلاًمن أصولها، ومن الأسماء ما يوضع على الفأل والتخيُّل، فَيَطِيشُ الفال، وتكذبالمَخيلَة؛ ومنها ما يوضع على التّوسّع والتّحيّل، فيضيق المجال، وتضيع الحيلة؛وإن اسم صاحبنا لم يصدق فيه إلا جزؤه الأول؛ فهو عبد لعدّة أشياء جاءت بها الآثاروجرَتْ على ألسنة الناس، ولكنّ أملكها به الاستعمار؛ أما جزؤه الثاني فليس هو منأسماء الله الحسنى، ولا يخطر هذا ببال مؤمن يعرف الرجل، ويعرف صفات عباد الرحمن،المذكورة في خواتيم سورة الفرقان؛ وإنما هو بمعنى القبيلة، كما يقال كاهن الحيوعرّاف الحي وعيْر الحي، وقبح الله الاشتراك اللفظي، فلو عَلِم العرب أنه يأتيبمثل هذا الالتباس لطهروا منه لغتهم، وتَحَامَوْهُ فيما تَحامَوْا منالمُسْتَهْجنات؛ ولو أدرك نفاةُ الاشتراك في الاستعمالات الشرعية زمن عبد الحي،أو أدرك هو زمنهم وعرفوه كما عرفناه لكان من أقوى أدلتهم على نفيه، ولارتفع الخلاففي المسألة وسجَّل التّاريخ منقبة واحدة لعبد الحي؛ وهي أن اسمه كان سببا في رفعخلاف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت أعمال الشخص أو آثار الشيء هي التي توضع في ميزان الاعتباروهي التي تناط بها الأحكام فهذا من ذاك ولا عتب علينا ولا ملام.
وكأن صاحبنا شعرببعض هذا - ومِثْلُهُ من يَشْعر - فموَّه اسمه ببضع كُنى، ولكنه لم يجرِ فيها علىطريقة العرب في تكنية أنفسهم، بل كَنَى نفسه بأبي الإقبال، وأبي الإسعاد،وما أشبهذلك مما هو غالب في كُنَى العبيد، تفاؤلاً وتروُّحا؛ وقد رأينا بعض من كتب لعبدالحي، أو كتب عليه، يَكنيه بأبي السعادات، وهو لا يعني سعادات ابن الشجري، ولاسعادات ابن الجزري، وإنما يعني سعادات ثلاثا لكل واحدة منهن أثرٌ في تكوينه أوشهرته: جريدة (السعادة) لأنها تُطريه، وقرية بو (سعادة) لأنها تُؤويه، و نسخةً أوجزءاً من البخاري بخط ابن (سعادة) لأن الخزانة الجليلة تحتويه؛ والرجل مفتون بهذاالنوع من الكنى لنفسه ولغيره، يُغْرب فيها ويُبدع حتى كنى الشيخ النبهاني بأبيالحجاز.
هذا وإنّ لصاحبنا أولاداً صالحين يُشَرِّفُهُ أن يكتني بأحدهم، فلماذالم يفعل؟ ...
* * *
من سنن العرب أنهم يَجعلون الاسم سمةً للطفولة،والكنيةَ عنوانا على الرجولة، لذلك كانوا لا يكتَنون إلا بنتاج الأصلاب وثمراتالأرحام من بنين وبنات، لأنها الامتداد الطبيعي لتاريخ الحياة بهم، ولايَرْضَوْنَ بهذه الكُنى والألقاب الرخوة إلاَّ لعبيدهم؛ وما راجت هذه الكُنىَوالألقاب المهلهلة بين المسلمين إلا يوم تراخت العُرى الشادة لمجتمعهم، فراج فيهمالتخنُّثُ في الشمائل، والتأنّث في الطباع، والارتخاء في العزائم، والنفاق فيالدين، ويوم نسي المسلمون أنفسهم فأضاعوا الأعمال التي يتمجد بها الرجال، وأخذوابالسفاسف التي يتَلَهَّى بها الأطفال؛ وفاتتهم العظَمَةُ الحقيقية فالتمسوها فيالأسماء والكنى والألقاب؛ ولقد كان العرب صخورا وجنادل يوم كان من أسمائهم صخروجَندلَة؛ وكانوا غُصَصًا وسموماً يوم كان فيهم مرَّة وحنظلة؛ وكانوا أشواكاًوأحساكاً يوم كان فيهم قتادة وعوسجة.فانظر ما هم اليوم؟ وانظر أيّ أثر تتركهالأسماء في المُسَمَّيات؟ واعتبر ذلك في كلمة (سيدي) وأنها ما راجت بيننا وشاعتفينا إلا يوم أضعنا السيادة، وأفلتتْ من أيدينا القيادة. ولماذا لم تشع فيالمسلمين يوم كانوا سادة الدنيا على الحقيقة؛ ولو قالها قائل لعُمر لَهاجَتْشِرَّتُه،ولَبَادَرَتْ بالجوابِ درّته.
كُنِيَ المعري وهو صغير بأبي العلاء،ولو تزوج كالناس وولد له لسَمَّى أكبر أولاده العلاء؛ وهو اسم عربي فخم تعرف منهكتب السير أمثالَ العلاء بن الحضرمي؛ ولكن المعري لمَّا عقل و أَدْرَكَ سخافةالقصد من كنيته قال هازئا: (كُنيتُ وأنا وليد بالعلاء فكأنَّ علاءً مات، وبقيتالعلامات)؛ وأين إسعاد عبد الحي من علاء المعري؟
* * *
عرف الناس وعرفنا عرفان اليقين وعلمنا حتى ما نُسائلعالما، أن هذا الرجلَ ما زال منذ كان الاستعمار في المغرب - لا كانا - آلة صماء فييده، يديره كما شاء، يحركه للفتنة فيتحرك، ويدعوه إلى تفريق الصفوف فيستجيب،ويندبه إلى التضريب والتخريب فيجده أطوع من بنانه، ويريد منه أن يكون حُمَّىتُنْهِكُ، فيكون طاعونا يُهلك؛ وأن يكون له لسانا، فيكون لسانا وأذنا وعينا ويداورجلا ومقراضا للقطع، وفأسا للقلع، ومعولا للصدع، وما يشاء الاستعمار إخماد حركة، إلا كانت على يديه البركة، وما يشاء التشغيبَ على العاملين للصلاح، والمطالبينبالإصلاح، إلا رماهم منه بالداهية النَّكراء والصّيْلم الصّلعاء؛ وما يُعْجزُهُالاضطلاع بعبْء، أو الاطلاع على خَبْء، إلا وجد فيه البغية و الضالة؛ وما يشاءالتشكيك في رَأي جميع، أو التشتيت لشمل مجموع، إلا وجد فيه المشكك المُحكَّك،والخادم الهادم؛ وقد تهيأت فيه أدوات الفتنة كلها حتى كأنه أُعِدَّ لذلك إعداداخاصّا. وكأنه (مصنوع بالتّوصية)، وكأنما هو رزق مهيَّأ مهنأ للاستعمار؛ ومازالالاستعمار مرزوقا بهذا النوع؛ فالرجل شريف أولا، وعريق في الشهرة ثانيا، وطرقيٌّثالثا، وعالمٌ رابعاً؛ وكل واحدة من هذه فتنة ٌلصاحبها بنفسه وللناس به، فكيفبهنَّ إذا اجتمعن؟ وكيف بهنَّ إذا كان اجتماعهنَّ في غير موَفَّق؟ والرجل بارعيستخدم كل واحدة من هذه في ميدانها الخاص، ويستخدمها جميعا في الميدان العام؛يستخدم العلم في الشهرة، والطرقية
(يُتْبَعُ)
(/)
في الفتنة، فإذا حزَبَ الأمر اتخَذَ من أحدهماطليعة، ومن الآخر جيشاً، ومن الشهرة أو الشرف رِدْاء؛ ولكنَّ أغلبَ النَّزَعاتعليه، النَّزعة الطرقيَّةُ لأنها أكثرُ فائدة، وأجدى عائدةً؛ وأقرب سبيل، في بابالتضليل، ناهيك بدعوى لا يحتاج صاحبها إلى إقامة دليل.
كان بلاءُ هذا الرجلمحصوراً في محيط، ومقصورا على قطر، وكان إخواننا في المغرب يعالجون منه الداءالعضال: وكنّا نعدُّ أنفسنا آثمين في السُّكوت عنه، وفي القعود عن نصرة إخواننافي دفع هذا البلاء الأزرق؛ فلمّا تَنَبَّهَت عقولهم لكيده، وتفَتَّحَتْ عيونهملمكره، وتَهاوتْ عليه كواكب الرَّجْمِ من كل جانب، فَبَطَلَ سِحْرُهُ، وقَصُرَتْرُقَاهُ عن الاستِنْزال، وضلَّ سَعْيُهُ، وقَلَّ رَعْيُهُ - انقلب استعماراًمحضاً قائماً بذاته، وهاج حقده على الأحرار والسلفيين فترصَّدَ أذاهم في الأنفسوالأموال والمصالح، وأصبح كالعقرب، لا تلدغ إلا من يتحرَّك ...
ولكن السوأةالتي لا تُوارى، والزلة التي تضيق عنها المغفرة، والعظيمة التي يستحيي الشيطان أنيوسوس بها، والشنعاء التي لا يقدم عليها إلا من بلغ رتبة الاجتهاد المطلق في علمالشر – هي اجتراؤه في فورة الاستعمار الأخيرة على أعلى رمز تتمثل فيه أماني الوطن،وأمنع كنف يلوذ به السلفيون الأبرار، والوطنيون الأحرار.
إن الخطايا قد تحيطبصاحبها فيقتل نفسه مثلا، ولكن ما صدّقنا أن الحال ينتهي به إلى قتل أمَّة إلاّهذه المرّة؛ وإن الزلل ليرسخ إلى أن يصير خُلُقاً وعادة، ولكن ما عهدنا أنه يفضيبصاحبه إلى هذه الدركة التي لا تُبْلَغُ إلا بخذلان من الله، وما كنّا نتصوّرُأنَّ شرَّ شرّير يتَّضعُ قدره إلى هذا الحد، أو يتسع صدره لحمل هذا الوسام؛وسبحان من يزيد في الخلق ما يشاء.
وكأنَّ الرَّجُلَ أخذ فيما أخذ عن الاستعمارطريقة التوسع، وكأنَّه أصغَرَ المغربَ - على سَعَته - أن يكون مجالا لألاعيبهومكايده، فجاوز في هذه المرة الحدود، وتخطّى الأخدود، واندفع إلى الجزائر و تونسليبث فيهما سمومه، ويتخذ منهما ملعبا جديدا لرواياته التي منها مؤتمر الزوايابالجزائر، وليقوم للحكومة بما عجزت عنه من استئلاف النافر، واستِنْزال العاقّ،وليوحِّد بين الأقطار الثلاثة ولكن بالتفريق، وليُنقِذَها من البحر ولكنبالتغريق.
كان عبدُ الحيّ فيما مضى يزور هذا الوطن داعيا لنفسه أو مدعوّاً منأصدقائه، وهم طائفة مخصوصة، فَكُنَّا نولِّيهِ ما تولَّى. ولا نأبه به؛ وكانتتبلغنا عنه هنَات كاختصاصه بالجهال وهو عالم، وانتصاره للطرقية وهو محدّث؛ إلىهنات كلها تمس شرف العلم وكرامة العالم، فكنا نُحَمّلُهُ ما تحمَّلَ ولا نبالي به؛ وكان يزور لماما، ويقيم أياما، ولكنه - في هذه المرة - جاء ليتمّم خُطَّة، ودخلالباب ولم يقل حِطَّة؛ وصاغ في الجزائر حلقات من تلك السّلسلة التي بدأ صنعَها فيالمغرب؛ ودلَّتْنا على ذلك شواهد الأفعال والأقوال والملابسات والظروف؛ ثم زارتونس ليؤلّف فيها (تكميل التقييد) (2)، وكأنه يتحدى بهذه الرّحلة الطويلة رحلةَأبي الحسن المريني (3). وشتان بين الرحلتين. تلك كانت لتوسيع الممالك؛ وهذه كانتلتوزيع المهالك؛ ويا ويحَ الجزائر المسكينة، كأن لم تكفها الفتن المتماحلة حتىتُزاد عليها فتنة اسمها (مؤتمر الزوايا)، ولم تَكْفِها النَّكَبَاتُ المتوالية حتىتضاف إليها نكبة اسمها "عبد الحي".
إن في رحلة عبد الحي هذه لآيات؛ منها أنالحكومة أحستْ بإعراض من رجال الزّوايا، وانصراف عما تريده منهم بطرقها القديمة،فأرادت أن تؤيِّدَ قُوَّةَ القهر بقوّة السحر؛ فكان عبد الحي الساحر العليم؛ وآيةذلك أنه زار كلَّ واحد من مشايخ الطرق في داره، وأقام عنده الليالي والأيام،ونعتقد أنه تعب في إقناع الجماعة ولمِّ شملهم؛ وقد سمعنا من عقلائهم عباراتِالتَّشائم بِمَقْدَمه في هذه الظروف، والتَّبَرُّم بتكاليفه في هذه السنواتالعِجاف؛ وإن ضيافة هذا الرَّجل وحدها لأزمة مالية مستقلَّة؛ ولو كان للجماعة شيءمن الشّجاعة لَوَلّوه الظَّهْرَ، وصارحوه بالنهر؛ ولكنَّ الشّجاعة حظوظ،والصّراحة أرزاق.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُقال في جواب ما شأنه؟ إنه الشأن كله؛ ونُقْسمُبالله الذي خلق الحيَّ وعبد الحي، أنه لولاه لَما خطر مؤتمر الزَّوايا على بالواحد منهم، حاش حواريَّ عبد الحي بتلمسان، وهو رجل ليس فيه من صفات الحواريين إلاالصَّيد، وليس هو من الزوايا في قبيل ولا دبير، ونحن أعرف بالجماعة من عبد الحي،وقد انصرفوا في السنوات الأخيرة إلى أعمالهم الخاصة وساروا في هوى الأمَّة،وشاركوا في مشاريعها العامة بقدر الاستطاعة؛ ولو سَمِعوا نصائحنا لَتَوَلَّواقيادتها من جديد ولكن بالعلم وإلى العلم؛ وعلى ماهم عليه فإن القسوة لم تبلغ بهمإلى معاكسة شعور الأمة، حتّى يُعرِسوا في مأتَمِها، لولا هذا المخلوق.
ثم نسألعبد الحي: لماذا لم يفعل في المغرب ما فعله في الجزائر فيجمع الزَّوايا علىالدَّعوة إلى التعليم؟ إنه لم يفعل لأنه لا يرى زاويةً قائمة إلا زاويته، وكل ماعداها فمنفرجة أو حادَّة كما يقول علماء الهندسة؛ ونسأل رجال الزّوايا: لماذا لميجتمعوا لمؤتمرهم قبل مجيء عبد الحي؟ و هل هم في حاجة إلى التّذكير بلزوم العلموالتعليم حتى يأتيهم عبد الحي بشيء جديد في الموضوع؟
يا قوم، إن الأمر لمدبَّر؛ إن الأمر لمدبر علمه مَن علمه منكم وجهِله مَن جهله؛ و ما نحن بمتزيدين ولامتخرصين.
و لو أن عبد الحي كان غير من كان، ونزل باسم العلم ضيفا على الأمةالجزائرية غيرَ متحيز إلى فئة، وغير مسيّر بيد، وغير متأبط لشر - للقي منها كلإكبار وتبجيل، ولو أضافته على الأسوديْن التمر والماء؛ وإن ذلك لأعظم إعلاءًلقدره، وإغلاءً لقيمته.
* * *
ولقد كان من مقتضى كون الرجل مُحدِّثاً أن يكونَسَلَفِيَّ العقيدة وقَّافا عند حدود الكتاب والسنَّة، يرى ما سواهما من وسواسالشيطان؛ وأن يكون مستقلا في الاستدلال لِما يؤخذ وما يترك من مسائل الدين؛ و قدتعالتْ هِمَمُ المحدِّثين عن تقليد الأئمة المجتهدين، فكيف بالمبتدعة الدجَّالين؛وعُرِفوا بالوقوف عند الآثار والعمل بها، لا يَعْدونها إلى قول غير المعصوم إلا فيالاجتهادات المحضة التي لا نصّ فيها؛ ولكن المعروف عن هذا المحدّث أنه قضى عمره فينصر الطرقية وضلالات الطرقيين و مُحْدَثاتهم بالقول والفعل والسّكوت؛ وأنه خصملدود للسّلَفيين، و حربٌ على السلفية؛ وهل يرجى ممن نشأ في أحضان الطرقية، وفتحعينيه على ما فيها من مال وجاه وشهوات ميسّرة ومخايل من الملك - أن يكون سلَفيًّاولو سلسل الدنيا كلها بمسلسلاته؟
إن السلفية نشأة وارتياض ودراسة؛ فالنشأة أنينشأ في بيئة أو بيت كل ما فيها يجري على السُّنة عملا لا قولا؛ والدّراسة أن يدرسمن القرآن والحديث الأصول الاعتقادية، ومن السيرة النبوية الجوانب الأخلاقيةوالنفسية؛ ثم يروض نفسه بعد ذلك على الهَدْي المعتصر من تلك السيرة وممن جرى علىصراطها من السَّلف؛ وعبدُ الحي مُحَدِّثٌ بمعنى آخر، فهو (رواية) بكل ما لهذهالكلمة من معنى. تتصل أسانيده بالجن والحن و رَتَن الهندي (4)، وبكل من هب ودب،وفيه من صفات المحدثين أنه جاب الآفاق، ولقي الرجال، واستوعب ما عندهم منالإجازات بالروايات، ثمّ غلبت عليه نزعة التجديد فأتى من صفات المحدَثين (بالتخفيف) بكل عجيبة، فهو مُحَدِّثٌ مُحْدِثٌ في آن واحد؛ وهمُّه وهمُّ أمثالهمن مجانين الرواية حفظ الأسانيد، وتحصيل الإجازات، ومُكاتبة علماء الهند والسندللاستجازة، وأن يرحلَ أحدهم فَيَلْقَى رجلا من أهل الرواية في مثل فَواق الحالب،فيقول له: أجَزْتُك بكل مروياتي ومؤلفاتي إلى آخر (الكليشي) (5)؛ فإذا عجز عنالرحلة كتبَ مُسْتَجيزا فيأتيه عِلم الحديث بل علوم الدنيا كلها في بطاقة ... أهذاهو العلم؟ لا والله، وإنما هو شيء اسمه جنون الرواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أصاب كاتبَ هذهالسطور مسٌّ من هذا الجنون في أيام الحداثة، ولم أتبيَّن منشأه في نفسي إلا بعد أنعافاني الله منه وتاب عليّ؛ ومنشؤه هو الإدلال بقوة الحافظة، وكان من آثار ذلكالمرض أنني فُتنت بحفظ أنساب العرب، فكان لا يُرضيني عن نفسي إلا أن أحفظ أنسابمضر وربيعة بجماهرها ومجامعها، وأن أنسُب جماهيرَ حِمير وأخواتها، وأن أعرف كل ماأثر عن دغفل في أنساب قريش، وما اختلف فيه الواقدي و محمد بن السائب الكلبي؛ ثمّفُتِنْتُ بحفظ الأسانيد، و كدتُّ ألتقي عبد الحي في مستشفى هذا الصنف من المجانينبالرواية، لولا أن الله سَلَّمَ، ولولا أن الفطرة ألهمتني: أن العلم ما فُهِمَ وهُضَمَ، لا ما رُوِيَ وطُوِي.
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:06]ـ
زُرْتُ يوما الشيخ أحمد البرزنجي - رحمه الله - في داره بالمدينة المنورة وهو ضرير، وقد نُمي إليه شيء من حفظي و لزومي لدور الكتب، فقال لي بعد خوض في الحديث: أجزتُك بكل مروياتي من مقروء ومسموع بشرطه ... إلخ. فألقى في روعي ما جرى على لساني وقلت له: إنك لم تعطني علما بهذه الجُمَلِ، وأحْرأن لا يكون لي ولا لك أجر، لأنك لم تتعب في التلقين وأنا لم أتعب في التلقِّي؛فتبسم ضاحكا من قولي ولم ينكر، وكان ذلك بدأ شفائي من هذا المرض، وإن بقيت فيالنفس منه عقابيل، تَهيج كلَّما طاف بي طائف العُجب والتعاظم الفارغ إلى أنتناسيته متعمدا؛ ثم كان الفضل لمصائب الزمان من نسيان البقية الباقية منه؛ وإذاأسفت على شيء من ذلك الآن فعلى تناسيّ لأيام العرب، لأنها تاريخ، وعلى نسيانيأشعار العرب، لأنها أدب.
وحضرت بعد ذلك طائفة من دروس هذا الشيخ في صحيحالبخاري على قلَّتها وتقطعها؛ وأشهَد أني كنت أسمع منه علما وتحقيقا؛ فقلت لهيوما: الآن أعطيتني أشياء وأحْرِ بنا أن نوجَرَ معا، أنت وأنا؛ فتبسَّم مبتهجاوقال لي: يا بني هذه الدراية، وتلك الرواية. فقلت له: إنَّ بين الدراية والعلمنسباً قريباًََ في الدلالة، تُرادفه أو تقف دونه؛ فما نسبة الرواية إلى العلم؟ وقطع الحديث صوت المؤذن، وقال لي بعد الصلاة: حدثني بحديثك عن نسبة الرواية إلىالعلم، فقلت له ما معناه: إن ثمرة الرواية كانت في تصحيح الأصول وضبط المتونوتصحيح الأسماء، فلما ضُبطت الأصول وأُمن التصحيف في الأسماء خفّ وزن الرّوايةوسقطت قيمتها، وقلت له: إن قيمة الحفظ - بعد ذلك الضبط - نزلت إلى قريب من قيمةالرواية، وقد كانت صنعة الحافظ شاقة يوم كان الاختلاف في المتون فكيف بها بعد أنتشعب الخلاف في ألفاظ البخاري في السند الواحد بين أبي ذر الهروي، والأصيلي،وكريمة، والمستملي، والكشميني، وتلك الطائفة، وهل قال حدثني أو حدثنا أو كتابأو باب؛ إن هذا التطويل ما فيه طائل. ولا أراه علما بل هو عائق عن العلم؛ وقلتله: إن عمل الحافظ اليونيني على جلالة قدره في الجمع بين هذه الروايات ضرب في حديدبارد، لا أستثني منه إلا عملَ ابن مالك؛ وإن ترجيح ابن مالك لإعراب لفظة لأدلّعلى الصحة في اللفظ النبوي من تصحيح الرواية، وقد يكون الراوي أعجميا لا يقيمللإعراب وزنا؛ فلماذا لا نعتمد إلى تقوية الملكة العربية في نفوسنا، وتقويمالمنطق العربي في ألسنتنا، ثم نجعل من ذلك موازين لتصحيح الرواية، على أن التوسعفي الرواية أفضى بنا إلى الزهد في الدراية، وقلت له: إنك لو وقفت على حلقالمحدّثين بهذا الحرم، محمد بن جعفر الكتاني ومحمد الخضر الشنقيطي وغيرهما لسمعترواية وسردا، لا دراية ودرسا، وإن أحدهم ليقرأ العشرين والثلاثين ورقة من الكتابفي الدولة الواحدة فأين العلم؟ وقلت له: إن من قبلنا تنبهوا إلى أن دولة الروايةدالت بضبط الأصول وشهرتها فاقتصروا على الأوائل، يعنون الأحاديث الأولى من الأمهاتوصاروا يكتفون بسماعها أو قراءتها في الإجازات؛ وما اكتفاء القدماء بالمناولةوالوجادة إلا من هذا الباب.
قلت له هذا وأكثرَ من هذا وكانت معارفُ وجهه تدلعلى الموافقة ولكنه لم ينطق بشيء؛ وأنا أعلم أن سبب سكوته هو مخالفة ما سمع لماألفَ - رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقيت يوما الشيخ يوسف النبهاني - رحمه الله - بباب من أبوابالحرم فسلّمت عليه فقال لي: سَمعت آنفا درسَك في الشمائل، وأعجبني إنحازك باللومعلى مؤلفي السِّير في اعتنائهم بالشمائل النبوية البدنية، وتقصيرهم في الفضائلالروحية، وقد أجزتك بكل مؤلفاتي ومروياتي وكل مالي من مقروء ومسموع من كل ما تضمنهثبتي ... إلخ. فقلت له: أنا شاب هاجرت لأستزيد علما وأستفيد من أمثالكم ما يكملنيمنه، وما أرى عملكم هذا إلا تزهيدا لنا في العلم؛ وماذا يفيدني أن أروي مؤلفاتكوأنا لم أستفد منك مسألة من العلم؟ ولماذا لم تنصب نفسَك لإفادة الطلاب؟ فسَكتَ،ولم يكن له - رحمه الله - درس في الحرم، وإنما سمعت من خادم له جَبَرْتي أنه يتلقىعنه في حجرته درسا في فقه الشافعية.
وكان بعد ذلك يُؤثر محلي على ما بيننا منتفاوت كبير في السن، وتباين عظيم في الفكرة. رحم الله جميع من ذكرنا وألحقنا بهملا فاتنين ولا مفتونين.
أما أولئك السلف الأبرار فعنايتهم بالرواية والرجالراجعة كلها إلى الجرح والتعديل الذين هما أساس الاطمئنان إلى الرواية، وقد تعبوافي ذلك واسترحنا؛ وما قولكم - دام فضلكم - لو فرضنا أن محدث القرن الرابع عشرومسندَه عبد الحي عُرضَ بعُجَره وبُجَره على أحمد بن حنبل، أو على يحي بن معين،أو عليّ بن المديني، أو على من بعدهم من نقَّاد الرجال الذين كانوا يجرحون بلحظة،ويسقطون العدالة بغمزة في العقيدة، أو نَبْزَة في سيرة، أو بغير ذلك مما يُعَدُّفي جنب عبد الحيّ حسنات وقُرُبات -فماذا نراهم يقولون فيه؟ وبماذا يحكمون عليه؟ خصوصا إذا عاملوه بقاعدة (الجرح لا يُقبَل إلا مفسَّرا).
* * *
وبعدُ (فقد أطال ثنائي طول لابسه) (6) فليعذرنا عبد الحي؛ ووالله ما بيننا وبينه تِرَةٌ ولا حسيفة؛ ووالله ما في أنفسنا عليه حقد ولاضغينة؛ ووالله لوددنا لو كان غيرَ من كان، فكان لقومه لا عليهم، وإذاً لأفاد هذاالشمال بالكنوز النبوية التي يحفظ متونها، ونفع هذا الجيل الباحث الناهض المتطلعبخزانته العامرة، وكان رُوّاد داره تلامذةً يتخرجون، لا سُيَّاحاً يتفرَّجون؛وعلماء يتباحثون، لا عوامَّ يتعابثون، ولكنه خرج عن طوره في نصر الضلال فخرجنا عنعادتنا من الصبر والأناة في نصر الحق؛ وجاء يُؤَلِّبُ طائفة من الأمة على مصالحالأمة، فهاج الأمة كلها، وهاج معها هذا القلم الذي يمج السمام المُنقَع، فنفثهذه الجُمل، وفي كل جملة حَملة، وفي كل فقرة نقرة؛ فإن عاد بالتوبة، عدنابالصفح؛ وإن زاد في الحَوْبَة، عدنا على هذا المتن بالشرح؛ ولعل هذا الأسبوع هوأبرك الأسابيع على الشيخ، فقد أملينا فيه مجالس في مناقبه جاءت في كُتَيّب،سميناه - بعد الوضع- "نشر الطيّ، من أعمال عبد الحي" فإن تاب َوأَدْناهُ، ووفيناهبما وعدناه، وإلا عممناه بالرواية، وأذنّا لعبد الحي في روايته عنا للتبرك واتصالالسند؛ وهو أعلم الناس بجواز رواية الأكابر عن الأصاغر.
ـــــــ
المصدر: آثار الإمام محمد بشير الإبراهيمي. وقد نشر في جريدةالبصائر سنة 1948.
1 - كتاب في أصول الوظائف الشرعية للخزاعي، اختلس الكتانينسخة خطية منه من مكتبة عمومية بتونس، ولما ألحوا عليه في إرجاعها وهددوه بتدخلالحكومة، سلخ الكتاب ونسخه في كتاب نسبه إلى نفسه وسماه التراتيب الإدارية.
2 - اسم كتاب في الفقه لابن غازي جاء اسمه مطابقا لسعة أعمال عبد الحي، ونحن نريدالمعنى الوفي للكلمتين، فقد جاء الرجل ليكمل تقييد الجزائر وتونس بما ينقصهما منقيود مَكْره.
3 - أنبه ملك في الدولة المرينية، بلغت فتوحاته إلى حدود ليبيا،وانتظم المغارب الثلاثة، وفي غزاته لتونس بنفسه كان المؤرخ ابن خلدون قد ختم بهاحياته العلمية وكان بدء اتصاله بالملوك والدول.
4 - شيخ دجال ظهر على رأس المائةالسادسة للهجرة وادعى أنه صحابي وأنه يروي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – مباشرة، وأنه حضر زفاف فاطمة الزهراء، وقد روى عنه جماعة من المحدثين المصغين له، وأنكرأمره ودعواه جمهور أعلام المحدثين كالحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر، وأثبت الذهبيأنه دجال كذاب.
5 - كلمة فرنسية معناها الشريط.
6 - شطر من بيت للمتنبي تمامه: إن الثناء على التنبال تنبال.
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:08]ـ
فيا ليت شيخيَّ يكمَّلان ما بدءا، ويتممان ما أسَّسا!(/)
هل يصح ان يقال ان النبي عليه الصلاة والسلام اجتهد في زواجه من زوجاته! (موضوع للنقاش)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 09:38]ـ
هل يصح ان يقال ان النبي عليه الصلاة والسلام اجتهد في زواجه من زوجاته! (موضوع للنقاش)
وهل يقال ان النبي عليه الصلاة والسلام اجتهد في وصاله الصيام!
وارجو من لديه فائدة في هذا الموضوع فليفدنا ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 01:19]ـ
رقم الفتوى: 3217
عنوان الفتوى: أقسام اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم
تاريخ الفتوى: 16 صفر 1420
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين،
فقد أستوقفني أمر أرجو من حضرتكم التفضل في توضيحه لي إن شاء الله. فقد ذهب معظم علماء السنة إلى اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيما لا نص فيه كالشافعي والإمام أحمد ويوسف القاضي وأكثر الشافعية كما قال السبكي في الإبهام، بل وقال البعض أنه يخطئ في اجتهاده هذا كما قال أبو إسحاق في اللمع في أصول الفقه. أما السؤال فهو من شقين:
الأول: توضيح ما هية هذا الاجتهاد.
الثاني: وهل على هذا القول لا يمكن الاحتجاج إلا بالقرآن وتكون السنة شأنها شأن فتاوى بقية المجتهدين معرّضة للخطأ والصواب، وأين قوله تعالى: وما ينطق عن الهوى، وقول الرسول: عليكم بسنتي ... جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن الله جل وعلا افترض طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما افترض طاعته سبحانه وتعالى، قال عز من قائل: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) [المائدة: 92]. وجعل المولى تبارك وتعالى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من تمام طاعته فقال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً). [النساء:80]. وتكون طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنته التي هي وحي من الله تعالى، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) [النجم:3 - 5]. روى الإمام أحمد وأبو داود أن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضى، فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكتب فوا الذي نفسي بيده ما خرج مني إلاّ الحق".وروى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه". وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا أقول إلاّ الحق". قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ قال: "إني لا أقول إلاّ حقاً". فإذا تقرر هذا فلنعد لخلاصة السؤال وهي: هل النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد كما يجتهد غيره من الأمة؟
وهل يجري على اجتهاده ما يجري على اجتهاد غيره؟
وللجواب على السؤال نقول: أجمعوا على أنه يجوز له أن يجتهد فيما يتعلق بمصالح الدنيا وتدبير الحروب ونحوها حكى هذا الإجماع سليم الرازي وابن حزم مثل عزمه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم على ترك تلقيح ثمار المدينة وكذلك مصالحة غطفان على ثلث ثمار المدينة ومنزل الجيش يوم بدر ونحو ذلك.
وأما اجتهاده في الأحكام الشرعية والأمور الدينية فقد اختلفوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال:
الأول: ليس له ذلك لقدرته على النص بنزول الوحي.
والثاني: الوقف عن القطع بشيء في هذا وقد زعم الصيرفي في شرح الرسالة أنه مذهب الشافعي لأن الشافعي حكى الأقوال ولم يختر منها شيئاً، فدل ذلك على أنه متوقف وهو اختيار الباقلاني وأبي حامد الغزالي.
الثالث: أنه يجوز له أن يجتهد في الأحكام الشرعية والأمور الدينية وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، واحتجوا بأن الله سبحانه خاطب نبيه كما خاطب عباده وضرب له الأمثال وأمره بالتدبر والاعتبار وهو أجلّ المتفكرين في آيات الله وأعظم المعتبرين بها. وإذا جاز لغيره من الأمة ممن هو أهل لذلك أن يجتهد - بالإجماع - مع كونه معرضاً للخطأ فلأن يجوز لمن هو مؤيد بالوحي و معصوم عن الخطأ أولى. وإذا اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه، وإن كان خطأ لم يقر عليه ونزل الوحي مبيناً ذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة منها اجتهاده صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر وأخذه الفداء منهم، فنزل قوله تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض .. ) [الأنفال: 67]. ونحو اجتهاده صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين في التخلف عن عزوة تبوك، فنزل قوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين). [التوبة: 43]. فعاتبه على ما وقع منه، ولو لم يكن عن اجتهاده وكان ذلك بالوحي لم يعاتبه. فالحاصل أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد في الأحكام الشرعية التي لا نص فيها، فإذا أقر على اجتهاده فالواجب اتباعه ولا يجوز العدول عنه بحال وعلى هذا فكل ما ثبت مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا مرية فيه وهو منزل من عند الله، ومن فرق بينه وبين القرآن في الحجية واتخذ ذلك منهجاً فقد خرج من ملة الإسلام، والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
منقول من موقع الشبكة الاسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 05:09]ـ
الاخ الموقر ابو محمد الغامدي الغامدي وفقه الله
أولاً: جزاك الله خيراً
ثانياً: حفظك الله لم اجد ما يشفي صدري وماذكرت هنا معلوم لدينا
وانما اردت هذه المسئلة بالذات
وهي هل يصح ان يقال ان النبي عليه الصلاة والسلام اجتهد في زواجه من زوجاته!
وهل يقال ان النبي عليه الصلاة والسلام اجتهد في وصاله الصيام!
وما الفرق بينهما!
انتظر منك خدمة اخرى وفقك الله
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 07:18]ـ
لازلنا ننتظر مشاركة احد الاخوة كي يفيدنا في هذا الموضوع!
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 07:50]ـ
أتوقع والله أعلم أنك سوف تجد الإجابة عند الشيخ صالح بن مقبل العصيمي 0555549291
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 09:15]ـ
من الشيخ صالح!
واين هو!
وعلى من درس!
أرجو المعذرة ولكن احب ان اسأل هذه الاسئلة قبل ان اخذ عن الشيخ
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 10:05]ـ
الشيخ / صالح العصيمي ... أحد العلماء المعتبرين ... بارك الله فيك.
يرجى توضيح سؤالك ... أيّ اجتهاد تعني بسؤالك؟ يرجى توضيح السؤالين كلٌ على حدى.
فالزواج غير الصوم كما لا يخفى عليكم. حفظكم الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 10:24]ـ
بعض زواجاته ورد فيها الوحي كزينب
قال تعالى ((وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا))
وكعائشة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقال هذه امرأتك فاكشف عنها
فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه). رواه البخاري
وكارجاعه لحفصةبعد طلاقها
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
الراوي: قيس بن يزيد - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/ 248 والباقي لعلها باجتهاده صلى الله عليه وسلم
ولماخيرهن واخترن الله ورسوله نهاه الله عن الاضافةاليهن اوتطليقهن
قال تعالى ((لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك
وكان الله على كل شيء رقيبا))
وكمافي الجواب ان العلماء أجمعوا على أنه يجوز له أن يجتهد فيما يتعلق بمصالح الدنيا وتدبير الحروب ونحوها
حكى هذا الإجماع سليم الرازي وابن حزم والزواج من مصالح الدنيا وإذا اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه، وإن كان خطأ لم يقر عليه ونزل الوحي مبيناً ذلك والله اعلم
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 06:54]ـ
الشيخ / صالح العصيمي ... أحد العلماء المعتبرين ... بارك الله فيك.
يرجى توضيح سؤالك ... أيّ اجتهاد تعني بسؤالك؟ يرجى توضيح السؤالين كلٌ على حدى.
فالزواج غير الصوم كما لا يخفى عليكم. حفظكم الله.
الاخ الموقر اسامة
يعني زواج النبي من أكثر من أربع هل يسمى هذا اجتهادا حفظك الله!
وهل يقال اجتهد في هذه مثل ما اجتهد في وصاله للصيام
اسف لعدم الترتيب لضيق الوقت
=========================
اخي الحبيب الوفق الفاضل ابو محمد الغامدي جزاك الله خيرا هذا مااريد ولي عودة قريبة
ان شاء الله في رد على تعليقكم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 08:03]ـ
يعني زواج النبي من أكثر من أربع هل يسمى هذا اجتهادا حفظك الله!
وهل يقال اجتهد في هذه مثل ما اجتهد في وصاله للصيام
هنا أكثر من مسألة ...
الأولى: زواجه، الثانية: إختياره لزوجاته، الثالثة: تعدد زوجاته لأكثر من أربعة.
والتفصيل فيها: أما زواجه - صلى الله عليه وسلم - فهي سنة الأنبياء من قبله خاصة، وسنة الله في خلقه عامة.
وأما الثانية: الإختيار، فقد وردت نصوص تفيد أن بعضها بالوحي فيما وصل إلينا، وأما البعض الآخر فلا نص يدل عليه، وتخرج من حكم الدليل إلى حكم التعليل، وليس هاهنا مجال التفصيل في ذلك، بل نقول عموم الكلمة (الاجتهاد) قد خرج اطلاقها لتقيد ما سبق بالنص وكما قد ذكره الأخ الغامدي في مشاركته بالأعلى.
وأما الثالثة: فالتعددية، وهي أيضًا سنة الأنبياء من قبل كما هو معروف ومذكور عن العديد من الأنبياء يحضرني في الذاكرة نبي الله داود ونبي الله سليمان وغيرهما.
فإن عُلِم أنها من سنة الأنبياء من قبل، ننظر، هل يجوز في حق النبي الاجتهاد في التعدد لأكثر من أربعة؟ (وهو السؤال الموجه بالأعلى) فالاجابة تكون بالنفي المطلق.
لأن حد الإباحة وحد التحريم، حدود لله عز وجل، فعلم التفريق بين الأمم في هذا والأنبياء لمصالح خاصة بالنبوة، منها نقل السنة وغير ذلك من الأمور.
ويبين هذا جليًا الأمر في قوله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا}
وهنا الحد، فلا يجوز الإكثار أو الإبدال أو غير ذلك، وهذا في حق الحرة، وأما الإماء فيختلف فيهن الحكم وهذا ما يوضحه الاستثناء {إلا ما ملكت يمينك}.
وجزاكم الله خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحد الخطابيين]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 11:54]ـ
أخي الكريم سواء كان الأمر أمر اجتهادي أم لا وهو ما أميل إليه، كلاهما مصيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيه لأن الله تبارك وتعالى أقره في ذلك على الاعتبار الأول وأراه ضعيفا جدا، وأما الصوم فأمر تعبدي خارج عن الاجتهاد في حقه صلى الله عليه وسلم كما بين صلى الله عليه وسلم في غيرما موضع، ولما هو مسلم بأن العبادة ليست كغيرها من الأمور الدنيوية، وأنوه إلا أن اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو اجتهاد حال نزول الوحي فهو اجتهاد من الباب اللغوي وإلا فهو نص شرعي وليس اجتهاد من الجهة الشرعية التي يفهم منها جواز الإصابة والخطأ، ولا يطمئن الصدر صراحة إلى الفتوى المذكورة بعاليه .. والله أعلم
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 01:33]ـ
الاخ الموقر الفاضل ابو محمد الغامدي جزاك الله خيراً
اذاً يفهم من كلامكم حفظكم الله انه ليس اجتهاداً ولا يدخل في هذا الباب ..
لقوله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا}
وانما هذه خاصية له عليه الصلاة والسلام ...
جزاك الله خيراً اخي الغامدي ..
-------------------------------------------------
الاخ الموقر أسامة جزاك الله خيرا وبارك فيك الآن فقط اتضحت المسألة
وردك اثلج صدري الحقيقة ...
ولا يصح ان نقول انه عليه الصلاة والسلام اجتهد في هذا ...
-----------------------------------------
الاخ الموقر أحد الخطابيين كيف نقول انه اجتهد في زواجه من أكثر من اربع ما يمكن!
كما بين الاخ أسامة وفقة الله تعالى ..
فإن أطلاق هذا اللفظ في هذا الموضوع .. ليس من التأدب في حقه عليه الصلاة والسلام
والله اعلم
الاخ الموقر أحد الخطابيين جزاك الله خيرا وبارك فيك
اخوكم الصغير
ابا ريان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 09:59]ـ
اخي الكريم احد الخطابيين تقول
وليس اجتهاد من الجهة الشرعية التي يفهم منها جواز الإصابة والخطأ، ولا يطمئن الصدر صراحة إلى الفتوى المذكورة بعاليه .. والله أعلم
اقول انظر الى قول اهل العلم وإذا اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه، وإن كان خطأ لم يقر عليه ونزل الوحي مبيناً ذلك مثاله اجتهاده صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين في التخلف عن غزوة تبوك، فنزل قوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين). [التوبة: 43]. فعاتبه على ما وقع منه، ولو لم يكن عن اجتهاده وكان ذلك بالوحي لم يعاتبه. فالحاصل أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد في الأحكام الشرعية التي لا نص فيها، فإذا أقر على اجتهاده فالواجب اتباعه
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 01:53]ـ
اخي الكريم احد الخطابيين تقول
وليس اجتهاد من الجهة الشرعية التي يفهم منها جواز الإصابة والخطأ، ولا يطمئن الصدر صراحة إلى الفتوى المذكورة بعاليه .. والله أعلم
اقول انظر الى قول اهل العلم وإذا اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه، وإن كان خطأ لم يقر عليه ونزل الوحي مبيناً ذلك مثاله اجتهاده صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين في التخلف عن غزوة تبوك، فنزل قوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين). [التوبة: 43]. فعاتبه على ما وقع منه، ولو لم يكن عن اجتهاده وكان ذلك بالوحي لم يعاتبه. فالحاصل أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد في الأحكام الشرعية التي لا نص فيها، فإذا أقر على اجتهاده فالواجب اتباعه
أخي الكريم ..
انت قلت: لا نص فيها ...
انا اتكلم عن وجود: النص مثل الزواج ... حفظك الله ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 04:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلاصة مااقول ان بعض نسائه تزوجهن بالوحي كزينب وعائشة رضي الله عنهن وبعضهن اجتهدفي اختيارهن واقر على ذلك
وبعضهن طلقها فامر بمراجعتها كحفصة رضي الله عنها وبعضهن طلقها ولم يؤمر بمراحعتها كالتي استعاذت بالله منه وكل من بقيت في عصمته حتى الوفاة فهن قد جاء الوحي بامره بامساكهن رضي الله عنهن لما اخترن الله ورسوله والدار الاخرة
لقوله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك
وكان الله على كل شيء رقيبا}
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلاصة مااقول ان بعض نسائه تزوجهن بالوحي كزينب وعائشة رضي الله عنهن وبعضهن اجتهدفي اختيارهن واقر على ذلك
وبعضهن طلقها فامر بمراجعتها كحفصة رضي الله عنها وبعضهن طلقها ولم يؤمر بمراحعتها كالتي استعاذت بالله منه وكل من بقيت في عصمته حتى الوفاة فهن قد جاء الوحي بامره بامساكهن رضي الله عنهن لما اخترن الله ورسوله والدار الاخرة
لقوله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك
وكان الله على كل شيء رقيبا}
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاخ الموقر الغامدي حفظك الله من سلفك انه اجتهد في زواجه من الباقي!
وهل ترى ان هذا من التأدب مع النبي عليه الصلاة والسلام!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 08:25]ـ
الاخ الموقر ابو ريان حفظك الله
تقول من سلفك انه اجتهد في زواجه من الباقي!
نقول بقراءة سيرته ومعرفة سنته صلى الله عليه وسلم وقد اقره الله على اجتهاده كماذكرنا
لم نجد دليلا ان الله امره ان يتزوج فلانه الا زينب بنت جحش رضي الله عنها
من مناقبها أنها كانت تقول:" زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات ". (البخاري).
وذلك لقول الله تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}
وماذكرنا عن عائشة رضي الله عنها واذا تعرف دليلا فاذكره لنستفيد بارك الله فيك فنحن طلبة علم نتناقش ونستفيد من بعض
والحمد لله نحن متادبون معه عليه الصلاة والسلام وليس فيماقلنا سوء ادب هداك الله وغفرلنا ولك
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 02:44]ـ
الاخ الموقر ابو ريان حفظك الله
تقول من سلفك انه اجتهد في زواجه من الباقي!
نقول بقراءة سيرته ومعرفة سنته صلى الله عليه وسلم وقد اقره الله على اجتهاده كماذكرنا
لم نجد دليلا ان الله امره ان يتزوج فلانه الا زينب بنت جحش رضي الله عنها
من مناقبها أنها كانت تقول:" زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات ". (البخاري).
وذلك لقول الله تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}
وماذكرنا عن عائشة رضي الله عنها واذا تعرف دليلا فاذكره لنستفيد بارك الله فيك فنحن طلبة علم نتناقش ونستفيد من بعض
والحمد لله نحن متادبون معه عليه الصلاة والسلام وليس فيماقلنا سوء ادب هداك الله وغفرلنا ولك
الاخ الموفق الموقر الغامدي وفقني الله واياك وجمع بيني وبينك في خير في الدنيا والاخرة ..
اذا سكت السلف عن هذه المسألة ولم يُنقل عن احدٍ منهم انه صرح بهذا فالاجدر بينا ان
نسكت ايضاً ..
اما قولنا اجتهد!
فإن الاصلَ في افعال واقوال النبي (ص) انها منزلة من الوحي الا اذا جاء الدليل على خلاف هذا ...
وفقك الله(/)
واتقو يوم ترجعون فيه الى الله
ـ[الازور]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 06:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين .... وبعد
قال تعالى
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) الذاريات
خلق الله البشر لعبادته وحده لاشريك له ونهاهم عن الشرك به وتوعد بمن اشرك بالخلود في نار جهنم ان لم يتوب ويرجع الى ربه والشرك انواعه كثيره منها عبادة الاصنام وغيرها من الجمادات ونهاه دعاء غيره من الموتى والاولياء والصالحين ونهاه عن الطاعه العمياء لاي مخلوق على وجه الارض سواء من الجن او الانس فلا يجوز للمسلم ان يطيع انسان اخر في الامور التعبدية ويصرف اليه شيىء من العباده وكذلك
نهاه عن اللهو المحرم
وان يحى حياة البهائم مثل حياة كثيرمن الشباب في المجتمع الاسلامي الذي تاه شبابه وفتياته في ظلمات الجهل بالدين فاصبحوا ينقادون كالبهام من قبل اعداء الدين المروجين للموضة والافلام المدمرة للفضيلة والمؤدية الى الفاحشة والاغاني الخليعة وكل رذيلة
بل اصبحت حياتهم خيالية كأف ليلة وليلة ...
ونسوا ان من ورائهم يوم تشيب منه الولدان ذلك هو يوم القيامه .....
قال تعالى
(وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (281) البقره
فالموت حق على كل انسان ولا مفر منه فحاسب نفسك ايها المسلم قبل ان تحاسب وانظر ما سطرته في صحيفة اعمالك من اعمال هل هذه الاعمال تقربك من الله ام تبعدك ... ؟ ... فإن كنت عونا على معصية الله لاحد من البشر فإن وزره عليك من غير ان ينقص من وزره شيىء وذلك بأن تدله على المحرمات من الاغاني والافلام الماجنة ومحلات الفجور وكل ما من شأنه معصية لله حتى المنتديات الرومانسية كما يحلو للبعض تسميتها فهي لا تنتشر الا اخبار العفن الفني واهله ولا تدل الا على الشر فمثل هذه المواقع على اصحابها اوزار عظيمة لما فيها من افساد واضلال للمسلمين فهل تتحمل وزر شاب وقع في الشرك بسببك لانك سهلت له الطريق كالذي مات وهو ساجد لبغي او كالذي تبرء من كتاب الله وهو في سكرات الموت او غيرهم من الشباب الذين ماتوا على الكفر والعياذ بالله
.. فراجع نفسك ايها الشاب ويا ايتها الفتاة كم من الاوزار سطرتها في صحيفة اعمالك بتواجد في المنتديات الماجنة ودور السينما والمطاعم والسفريات
قال تعالى
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران
اخي المسلم اختي المسلمه ماذا قدمتم للاسلام في هذه الحياة التي سماها الله متاع الغرور ... والغرور من الشيطان ولا سبيل لتجنب الغرور الا بأن تتسلح بسلاح الايمان وتسعى لان تكون قدوة لغيرك آمر بالمعروف ناهيا عن منكر مسارعا الى فعل الطاعات و الخيرات مجتنبا المعاصي
فإن كنت ممن ابتعد عن الصراط المستقيم وكنت سبب في ضياع الشباب المسلم بتوفير أي نوع من انواع الملاهي فسارع بالرجوع الى الله وتب اليه تتبدل سيئاتك حسنات ..
فهو القائل
(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)) الفرقان
وهو القائل
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر
ولا يكون ذلك الا بألاشتغال بذكر الله وقضاء الاوقات مع الرفقه الصالحه سواء في البيت بقراءة القرآن وحفظه او الاطلاع في الكتب الشرعية او النت في المنتديات الاسلامية التي تدل على الخير او
وخارج البيت مع اهل الصلاح والتقوى والمحاضرات الايمانية
فسارع بالتوبة اخي الشاب اختي الفتاة قبل ان تغرغر الروح في الحلقوم فهذه ساعة لا تنفع فيها التوبة والجسم لا يتحمل العذاب فما انت فاعل ... ؟
اسأل الله ان يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامن ا يوم لقاءه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 08:30]ـ
جزاك الله خيرا .. أخي على هذا التذكير.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 03:27]ـ
جزيت خيراً
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 07:32]ـ
اسأل الله ان يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامن ا يوم لقاءه
اللهم امين
وجوزيت خيرا على هذه الموعظة(/)
اسئلة مهمة في الحج اشكلت على بعض طلبة العلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 11:32]ـ
الاخوة الكرام نامل المشاركة في حل هذه الاسئلة
بما اننا مقبلون على الحج هنا بعض الاسئلة المهمة
السؤال الاول ان بعض الزملاء من الدعاة ياتون للعمل في مطارجدة لتوعية الحجاج من بداية ذي القعدة ويحرمون بعمرة قاصدين التمتع بها الى الحج ثم يتحللون منها وياتون للعمل في جدة وفي اليوم السابع من ذي الحجة يريدون الاحرام بالحج فهل يحرمون به من جدة اويمكنهم الذهاب الى مكة والاحرام منها
السؤال الثاني من احرم في اشهر الحج بعمرة غير قاصد التمتع ثم بدا له التمتع فهل يصبح متمتعا ولولم يقصد ذلك عند احرامه بالعمرة
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 09:06]ـ
السؤال الثاني من احرم في اشهر الحج بعمرة غير قاصد التمتع ثم بدا له التمتع فهل يصبح متمتعا ولولم يقصد ذلك عند احرامه بالعمرة
الجواب/ لا , لأن الرجل ليس عنده نية للحج.
المفتي الشيخ ابن عثيمن رحمه الله
انظر الشرح الممتع ج 7/ 83
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 09:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل محمد بن مسلمة شكرا لك و بارك الله فيك ..
. وننتظر مشاركة الاخوة الافاضل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 06:38]ـ
جزاكم الله خيرا.
السؤال:
ما وجه التفريق بين رجل أهله خارج جدة في الرياض مثلا، والثاني أهله في جدة، في كون الثاني (أي من كان أهله في جدة) له تأخير الإحرام إذا زار أهله حتى يصل جدة في سفرة يريد بها الاعتمار؟
الجواب:
[التفريق بينهما ظاهر، لأن الرجل الذي أهله في جدة أنشأ السفر لأجل زيارة أهله، سواء اعتمر أم لم يعتمر، لكن يقول: سأعتمر إذا بقيت أسبوعاً أو شهراً أو ما أشبه ذلك، كما أن الرجل من أهل مكة لو أنه سافر من القصيم إلى مكة ذهب إلى أهله وهو يريد أن يحج هذا العام، فإننا لا نلزمه أن يحرم إذا مر بالميقات؛ لأن هذا الرجل ذاهب إلى أهله، وكذلك المسألة الأولى الذي ذهب إلى أهله في جدة.
أما الذي من أهل الرياض فهو مسافر حتى في جدة هو مسافر غير مستوطن، فإذا ذهب إلى جدة لغرض لشغل: زيارة أو تجارة أو وظيفة، وهو يريد أن يعتمر في هذا السفر، فهذا السفر جامع بين أمرين، فإننا نقول: لا تتجاوز الميقات حتى تحرم؛ لأنك أنت مسافر حتى وأنت في جدة، أما ذاك فهو مستقر في وطنه إذا وصل إلى جدة أو إذا وصل إلى مكة. السائل: وإذا كان متزوجاً ويسكن مع زوجته وأولاده في الرياض وأمه وأبوه في جدة فما الحكم؟
الشيخ: هذا إذا جاء إلى جدة فهو مسافر، فهنا إذا أراد أن يذهب إلى أهله للزيارة وهو يريد أن يعتمر نقول: لا بد أن تحرم من الميقات؛ لأن وطنه (الرياض).
أما جدة فهي وطن أبيه وأمه، ولهذا لو كان في رمضان فله أن يفطر إذا سافر إلى مقر أبيه وأمه وهو ساكن في بلد آخر، والله تعالى أعلم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح " شريط (27).
السؤال:
رجل يريد التنزه في المنطقة الغربية، ويريد البقاء في جدة عدة أيام، ويحب أن يعتمر، وآخر قدم من خارج المملكة وطريق سيره يمر بجدة ويحب أن يعتمر، هل يعتمران من جدة؟ أو يلزمهما الإحرام من الميقات وجزاك الله خيراً؟
الجواب:
[الميزان في هذا هو الإرادة؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وقَّت المواقيت وقال: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة) أي: من غير أهل البلاد التي وقتت لهم ممن أراد الحج والعمرة، فمن أراد الحج أو العمرة فعليه أن يحرم إذا حاذى الميقات، ثم بعد ذلك يقضي غرضه الذي أراد، ولكن من كان أهله في جدة -مثلاً- وسافر من البلد التي سافر منها إلى جدة لأهله، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فلا يلزمه الإحرام؛ لأن سفرته هذه في الواقع سفرة إلى أهله. وأما من أراد مكة ولكنه قال: أقضي شغلي أولاً ثم أحرم من المكان الذي قضيت به الشغل؛ فإن هذا لا يجوز، فالمدار كله على الإرادة.
هذا بالنسبة لمن سافر من بلد في المملكة إلى المنطقة الغربية لشغل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما القادم من مصر إلى المملكة فإننا -أيضاً- نسأل عن إرادته، إذا كان يريد أن يقدم للعمل الذي يعمله في المملكة، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فهذا لا يلزمه الإحرام، وأما إذا كانت نيته في هذه السفرة يريد الاعتمار ويريد الذهاب للشغل فإنه يجب عليه أن يحرم من (الميقات)].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح " شريط (2).
السؤال:
إنني أعمل في حفر الباطن , ومقر سكن الأهل في منطقة جدة , ولقد عقدت النية وأنا في حفر الباطن أن آخذ العمرة, وحينما ذهبت في الإجازة أحرمت من منزل الأهل وأخذت العمرة, هل ينبغي عليّ أن أحرم من ميقات الطائف أم من المنزل, أفيدوني حفظكم الله؟ الشيخ: لكن هل نيتك عندما أتيت من حفر الباطن الذهاب إلى أهلك، أو نويت العمرة؟
السائل: الذهاب إلى أهلي وعمرة.
الشيخ: لكن أصل مجيئك في الإجازة؟
السائل: أصل مجيئي للأهل.
الشيخ: إذا كان أصل المجيء إلى الأهل فاذهب إلى الأهل بدون إحرام، ومتى أردت أن تحرم أحرم من جدة , وأما إذا كان ما جئت في هذا الوقت إلا للعمرة لابد تأتي الميقات.
السائل: أنا نويت في الأصل الزيارة للأهل بعدها أحرم وأطلع عمرة.
الشيخ: نعم. لأن هناك فرق بين الذي من أهل جدة وأتى يريد مسكنه, هذا نقول: إذا أردت العمرة أحرم من مكانك من جدة , أو إنسان -مثلاً- من أهل القصيم يريد أن يذهب إلى جدة وإلى مكة هذا نقول: لابد أن تحرم من الميقات. فأنت الآن حسب ما فهمت من كلامك أنك تريد أهلك بالقصد الأول, فنقول: اذهب إلى أهلك، وإذا أردت الإحرام أحرم من مكانك].
" لقاء الباب المفتوح " الشيخ العلامة ابن عثيمين. شريط (108).
السؤال:
فضيلة الشيخ! إذا أردت أداء العمرة فذهبت إلى جدة بالطائرة، ثم جلست يوماً في جدة وبعدها أحرمت من جدة، فهل عليَّ دم؟
الجواب:
[ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما ذكر المواقيت، قال: (هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ ممن يريد الحج والعمرة) فإذا أردت الحج أو العمرة ومررت بأول ميقات فأحرم منه، فإن تجاوزته وأحرمت من دونه فإن أهل العلم يقولون: هذا ترك واجب، وفي ترك الواجب دم يذبح في مكة ويوزع على الفقراء هناك].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح " شريط (7).
السؤال:
فضيلة الشيخ: هناك رجل قَدِم من مصر إلى بلادنا هنا، ونوى أن يأخذ العمرة؛ ولكنه يقول: إن كفيله سوف يكون في المطار، وهو يعرف أن هذا الكفيل شديد، فخشيت ألا يأذن لي، فلم ينوِ بالعمرة إلا بعد أن يأذن له، فلما نزل المطار أذن له، وقد كان نَوَى أن يأخذ العمرة؛ لكن ما أحرم من المطار، وشبيهٌ بذلك: أن بعض الناس يذهب إلى جدة لعمل، ويقول: إن بقي وقتٌ فإنه ينوي من جدة ويأخذ العمرة، فما حكم هاتين المسألتين؟
الجواب:
[حكم هاتين المسألتين واحد. فالعامل الذي قَدِم إلى جدة وقال: إن أذن لي كفيلي أتيتُ بعمرة و إلا فلا، نقول: إذا وصل إلى جدة وأذن له كفيله فليحرم من جدة ولا شيء عليه. وكذلك الآخر الذي قدم إلى جدة لعمل، وقال: إن تيسر لي أتيتُ بعمرة وإلا فلا، نقول: إن تيسر له فليحرم من جدة ولا شيء عليه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ومن كان دون ذلك -أي: دون المواقيت- فمن حيث أنشأ)].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح " شريط (23).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 11:15]ـ
اخي الكريم هذا الاسئلة ليس فيها جواب عن سؤالي
فهولاء الاخوة احرموا من الميقات لعمرة التمتع ثم خرجوا الى جدة وهي دون المواقيت
وفي اليوم الثامن يريدون الذهاب للحج فهل يحرمون من جدة وهي ميقات لاهلها ولمن انشا النية منها
او يذهبوا الى مكة ويحرموا منهاولايعتبروا متجاوزين لميقات
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[باسلامة]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 10:53]ـ
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع ج7 باب الإحرام عند حديثه عن وعلى الأفقي دم:
القول الثالث: التفصيل: أنه إن سافر إلى أهله ثم عاد فأحرم بالحج، فإنه يسقط عنه الهدي، وإن سافر إلى غير أهله لا يسقط.
مثاله: رجل من أهل الرياض أحرم بالعمرة، وحل منها ثم سافر إلى المدينة، ورجع محرماً بالحج، فلا يسقط عنه الهدي، لكن لو رجع إلى الرياض بلده، ثم عاد منها محرماً بالحج سقط عنه الهدي، وهذا القول هو الراجح.
وبالنسبة لأهل جدة إذا أرادوا التمتع بحيث يحرمون في اليوم الثامن بعمرة ثم يتحللون منها ويذهبون إلى الحج فقد أجاب الشيخ رحمه الله تعالى في رده على السؤال التالي:
[السؤال] هل لي أن أؤدي العمرة في اليوم الثامن من ذي الحجة، وبعد أن أحل من العمرة أحرم مباشرة بالحج ولو لم يكن هناك وقت طويل بين التحلل من العمرة والإحرام في الحج؟
بقوله: الذي يظهر لي أن الإنسان إذا قدم مكة بعد أن خرج الناس إلى الحج فلا يعتمر؛ لأن الله قال: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ [البقرة:196] فدل هذا على أن هناك مسافة بين العمرة والحج يحصل بها التمتع، أما أن تقدم مكة في ضحى اليوم الثامن حين يخرج الناس إلى الحج أو بعد ذلك ثم تأتي بعمرة ففي نفسي من هذا شيء، وإن كان ظاهر كلام أهل العلم الجواز لكني في نفسي من هذا شيء؛ لأن الآية: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ وإذا لم يكن هناك مسافة يحصل بها التمتع لم يكن مشروعاً للإنسان أن يتمتع، وعلى هذا فنقول: إذا قدمت في هذا الوقت بعد أن خرج الناس إلى منى فاجعل نسكك قراناً لتحصل على العمرة والحج جميعاً.
الكتاب: جلسات الحج (الجلسة الثانية) المؤلف: محمد بن صالح العثيمين
نبذة عن الكتاب: عدة جلسات في الحج أجاب فيها الشيخ عن أسئلة كثيرة
مصدر الكتاب: موقع الشبكة الإسلامية قام بتنسيقه وفهرسته / أبو أيوب السليمان عفا الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 02:31]ـ
الأخ الكريم أبومحمد الغامدي وفقه الله
الجواب على هذه المسألة متعلق بمسألة متى ينقطع التمتع وهي مسألة خلافية عند أهل العلم
والصواب فيها أن التمتع ينقطع عند رجوعه إلى بلده الأصلي أما ماعدا ذلك فلا يقطع التمتع فلو
ذهب إلى المدينة أو جدة أو الطائف وهي ليست سكنه الأصلي فلا ينقطع تمتعه ولا يلزمه الرجوع إلى مكة محرمًا
بل لو دخل مكة بلا إحرام فلاشيء عليه.
,,
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 03:07]ـ
الاخوة الافاضل
شكرا لكم و بارك الله فيكم ..
.(/)
بين الغضبيين والضالين:: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بين الغضبيين والضالين
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1388 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1388)
http://www.rslan.com/images/index/bayna_.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1388)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1388[/ ... ](/)
حكم النذر للأضرحة ولغير الله (فتوى للشيخ عبد الرحمن قراعة مفتي مصر سابقا)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:39]ـ
هذه ترجمة الشيخ كاملة بنصها من موقع دار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/ViewMofti.aspx?ID=10
الاسم: فضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعة
مولده ونشأته:
ولد رحمه الله في بندر أسيوط سنة 1279 هـ، وهو ابن العلامة الشيخ " محمود قراعة " قاضي مديرية أسيوط. وهو من أسرة لها القدح المعلى في العلم بالشريعة الإسلامية. حفظ القرآن الكريم وجوده على يد والده ولم يتجاوز التاسعة من عمره، ثم أخذ يتلقى العلوم، ثم أرسله والده إلى الأزهر فاغترف من بحر العلوم من أجلاء العلماء، فقد تتلمذ على المشايخ: " إبراهيم السقا "، " وعليش "، " ومحمد الأشموني "، " و الإمام الأكبر الشيخ " العباسي ".
ولم تقتصر اطلاعاته على كتب الأزهر، بل كان يطلع على كتب الأدب، والمعاجم اللغوية، فكان رحمه الله من السابقين الأولين العاملين في النهوض باللغة العربية، وأصبح من كبار الكتاب وأفراد الشعراء. مناصبه:
اشتغل بالتدريس في الأزهر، وأصبح من المشتهرين بالتدريس، ثم حانت له فرصة مكنته من العناية برواية الأحاديث بالأسانيد العالية ومعرفة الرجال وطبقاتهم، وفي سنة 1897 م تقلد الإفتاء بمديرية جرجا، فأقام دستور العدل، وعمل على نشر الفضيلة. وفي 30 من ربيع الآخر سنة 1339 هـ الموافق 9 من يناير سنة 1921 م عُين مفتيا للديار المصرية، وظل يشغل منصب الإفتاء حتى 30 يناير سنة 1928 م، وأصدر حوالي (3065) فتوى. وفاته:
انتقل إلى رحمة الله سنة 1939 م.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:39]ـ
وقد اخترتُ لكم من فتاوى فضيلته رحمه الله فتواه في النذر
وهذه فتوى الشيخ رحمه الله في المشاركة الآتي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:40]ـ
الموضوع (386) نذر.
المفتى: فضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعة.
15 رمضان 1345 هجرية - 19 مارس 1927 م.
المبادئ:
1 - النذر لمخلوق لا يجوز لأنه عبادة والعبادة لا تكون لمخلوق.
كذلك النذر للميت لأنه لا يملك.
والاعتقاد بأنه يتصرف في الأمور دون اللّه تعالى كفر.
2 - لا يجوز لخادم الشيخ أخذه ولا أكله ولا التصرف فيه بوجه من الوجوه إلا أن يكون فقيرا وله عيال فقراء عاجزون عن الكسب وهم مضطرون فيأخذونه على سبيل الصدقة المبتدأة.
3 - ما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت وغيرها وينقل إلى ضرائح الأولياء تقربا إليهم حرام باجماع المسلمين ما لم يقصدوا صرفها للفقراء الأحياء قولا واحدا.
4 - حسن الظن بالمسلمين يقتضي حمل أعمالهم على ما يطابق أحكام شريعتهم.
5 - متى علم أن هذه النذور صدقات للفقراء فحكمها حكم الصدقة وهى لا تملك إلا بالقبض ولا يختص بها أشخاص من الفقراء بأعيانهم.
6 - إذا كان للضريح والمسجد ناظر معين لإدارة شئونهما فله تقسيم ما يرد لصندوق النذور وتوزيعه على الفقراء مطلقا بحسب ما يراه فى كل وقت ولا يقيده اتفاق سابق حصل منه مع آخرين.
سئل: من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ محمد القوصى رئيس محكمة أسيوط الشرعية بما صورته ما حكم الشريعة الغراء فى الأموال التى ينذرها أصحابها لبعض الأولياء فيضعونها فى الصناديق الموجودة بأضرحتهم هل تصح المطالبة بها من أى شخص يدعى بأن له فيها حقا لانتسابه إلى هذا الولى وإذا كان للضريح أو المسجد ناظر معين لإدارة شئونهما من قبل القاضى فهل يكون هذا الناظر حرا فى توزيع النذور حسب إرادته.
وإذا سبق لهذا الناظر عمل اتفاق مع بعض أشخاص على توزيع هذه النذور بطريقة مخصوصة.
فهل يكون ملزما بتنفيذ هذا الاتفاق أم يكون له حق العدول عنه وإذا توفى من حصل الاتفاق بينهم وبين الناظر أو بعضهم فهل يكون لأحد غيرهم الحق فى التمسك بهذا الاتفاق بصفته وارثا لمن حصل هذا الاتفاق معه.
(يُتْبَعُ)
(/)