كلام جيد في شرعية اثبات الشهور بالحساب الفلكي يستحق التدبر والمناقشة
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 03:33]ـ
قال صاحب المنار في المجلد 28 صفحة 63 وما بعدها - بعد ذكر بعض المبادئ في المسألة:بعد هذا التمهيد يمكن أن نلخص الموضوع في الآتي:
(1) إن إثبات أول شهر رمضان وأول شهر شوال هو كإثبات أوقات
الصلوات الخمس، قد ناطها الشارع كلها بما يسهل العلم به على البدو والحضر؛ لما
تقدم من بيان حكمة ذلك، وغرض الشارع من ذلك العلم بهذه الأوقات، لا التعبد
برؤية الهلال، ولا بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر؛ أي: انفصال
كل من الآخر برؤية ضوء الفجر المستطير من جهة المشرق، ولا التعبد برؤية ظل
الزوال وقت الظهر، وصيرورة ظل الشيء مثله وقت العصر، لا برؤية غروب
الشمس وغيبة الشفق لوقتي العشاءين، فغرض الشارع من مواقيت العبادة معرفتها،
وما ذكره صلى الله عليه وسلم من نوط إثبات الشهر برؤية الهلال، أو إكمال العدة
بشرطه قد علله بكون الأمة في عهده كانت أمية، ومن مقاصد بعثته إخراجها من
الأمية لا إبقاؤها فيها، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة: 2)، وفي معناها ما ذكره من دعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بذلك
في سورة البقرة، ويؤخذ منه أن لعلم الكتابة والحكمة حكمًا غير حكم الأمية.
(2) إن من مقاصد الشارع اتفاق الأمة في عباداتها ما أمكن الاتفاق وسيلة
ومقصدًا، فإما أن تتفق كلها، أو أهل كل قطر منها على العمل بظواهر نصوص
الشرع، وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الصدر الأول في مواقيت
الصلاة والصيام والحج من رؤية الفجر والظل والغروب والشفق والهلال عند
الإمكان، وبالتقدير، أو رؤية العلامات عند عدم الإمكان، وفي هذه الحالة لا يجوز
لمؤذن الفجر أن يؤذن إلا إذا رأى ضوءه معترضًا في جهة المشرق، وهو يختلف
باختلاف الليالي، ففي النصف الثاني من الشهر - ولاسيما أواخره - يرى متأخرًا
عن الوقت الذي يرى فيه ليالي النصف الأول المظلمة بقدر تأثير نور القمر في جهة
المشرق، وقد قال صلى الله عليه وسلم في رمضان: (إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا
واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم)، قال بعض رواته: وكان رجلاً أعمى
لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت. رواه الشيخان وغيرهما. وإما أن تعمل
بالحساب والمراصد عند ثبوت إفادتها العلم القطعي بهذه المواقيت التي جرى عليها
العمل في جميع بلاد الحضارة الإسلامية في الصلاة مع المحافظة على الاستهلال
ورؤية الهلال في حال عدم المانع من رؤيته؛ للجمع بين ظاهر النص والمراد منه،
ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الصلاة عماد الدين، فهي أفضل من الصوم
وأعم، وفي غير حالة الصحو وعدم المانع من رؤية الهلال يكون إثبات الشهر
بإكمال العدة ثلاثين ظنيًّا، أو دون الظني، ومن قواعد الشريعة المتفق عليها: إن
العلم مقدم على الظن، فلا يعمل بالظن مع إمكان العلم، فمن أمكنه رؤية الكعبة لا
يجوز له أن يجتهد في التوجه إليها ويعمل بظنه الذي يؤديه إليه الاجتهاد.
(3) إذا قيل: إن إفادة الحساب للعمل القطعي بوجود الهلال، وإمكان
رؤيته خاص بالفلكي الحاسب، وقد اختلف العلماء في العلم به كما ذكرتم، ولا
يكون علمهم حجة على غيرهم. قلنا: إن الذين لم يبيحوا العمل بالحساب قد عللوه
بأنه ظن وتخمين لا يفيد علمًا ولا ظنًّا، كما نقلناه عن شرح البخاري للحافظ ابن
حجر آنفًا، والحساب المعروف في عصرنا هذا يفيد العلم القطعي كما تقدم، ويمكن
لأئمة المسلمين وأمرائهم الذين ثبت ذلك عندهم أن يصدروا حكمًا بالعمل به فيصير
حجة على الجمهور، وهذا أصح من الحكم بإثبات الشهر بإكمال عدة شعبان ثلاثين
يومًا، مع عدم رؤية الهلال ليلة الثلاثين، والسماء صحو ليس فيها قتر ولا سحاب
يمنع الرؤية، فإن هذا مخالف لنصوص الأحاديث الصحيحة كما تقدم في هذا المقال،
فهو حكم باطل.
(4) يؤيد هذا الوجه الأخير القول الثالث للإمام أحمد فيما يجب العمل به
إذا غم على الناس رؤية الهلال وهو: أن يرجعوا إلى رأي الإمام (أي: السلطان
ولي الأمر الشرعي) في الصوم والفطر، وقد تقدم مع القولين الآخرين.
(5) إذا تقرر لدى أولي الأمر بالعمل بالتقاويم الفلكية في مواقيت شهري
الصيام والحج كمواقيت الصلاة وصيام كل يوم من الفجر إلى الليل امتنع التفرق
والاختلاف بين المسلمين في كل قطر، أو في البلاد التي تتفق مطالعها، وهذه لا
ضرر في الاختلاف في صيامها، كما أنه لا ضرر في الاختلاف في صلواتها.
وجملة القول أننا بين أمرين: إما أن نعمل بالرؤية في جميع مواقيت العبادات
أخذًا بظواهر النصوص وحسبانها تعبدية، وحينئذ يجب على كل مؤذن أن لا يؤذن
حتى يرى نور الفجر الصادق مستطيرًا منتشرًا في الأفق، وحتى يرى الزوال
والغروب إلخ، وإما أن نعمل بالحساب المقطوع به؛ لأنه أقرب إلى مقصد الشارع،
وهو العلم القطعي بالمواقيت وعدم الاختلاف فيها، وحينئذ يمكن وضع تقويم عام
تبين فيه الأوقات التي يرى فيها هلال كل شهر في كل قطر عند عدم المانع من
الرؤية وتوزع في العالم، فإذا زادوا عليها استهلال جماعة في كل مكان، فإن رأوه
كان ذلك نورًا على نور، وأما هذا الاختلاف وترك النصوص في جميع المواقيت
عملاً بالحساب ما عدا مسألة الهلال فلا وجه ولا دليل عليه، ولم يقل به إمام مجتهد،
بل هو من قبيل {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (البقرة: 85)
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو العباس]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 10:37]ـ
قال صاحب المنار في المجلد 28 صفحة 63 وما بعدها - بعد ذكر بعض المبادئ في المسألة:بعد هذا التمهيد يمكن أن نلخص الموضوع في الآتي:
(1) إن إثبات أول شهر رمضان وأول شهر شوال هو كإثبات أوقات
الصلوات الخمس، قد ناطها الشارع كلها بما يسهل العلم به على البدو والحضر؛ لما
تقدم من بيان حكمة ذلك، وغرض الشارع من ذلك العلم بهذه الأوقات، لا التعبد
برؤية الهلال، ولا بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر؛ أي: انفصال
كل من الآخر برؤية ضوء الفجر المستطير من جهة المشرق، ولا التعبد برؤية ظل
الزوال وقت الظهر، وصيرورة ظل الشيء مثله وقت العصر، لا برؤية غروب
الشمس وغيبة الشفق لوقتي العشاءين، فغرض الشارع من مواقيت العبادة معرفتها،
وما ذكره صلى الله عليه وسلم من نوط إثبات الشهر برؤية الهلال، أو إكمال العدة
بشرطه قد علله بكون الأمة في عهده كانت أمية، ومن مقاصد بعثته إخراجها من
الأمية لا إبقاؤها فيها، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة: 2)، وفي معناها ما ذكره من دعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بذلك
في سورة البقرة، ويؤخذ منه أن لعلم الكتابة والحكمة حكمًا غير حكم الأمية.
(2) إن من مقاصد الشارع اتفاق الأمة في عباداتها ما أمكن الاتفاق وسيلة
ومقصدًا، فإما أن تتفق كلها، أو أهل كل قطر منها على العمل بظواهر نصوص
الشرع، وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الصدر الأول في مواقيت
الصلاة والصيام والحج من رؤية الفجر والظل والغروب والشفق والهلال عند
الإمكان، وبالتقدير، أو رؤية العلامات عند عدم الإمكان، وفي هذه الحالة لا يجوز
لمؤذن الفجر أن يؤذن إلا إذا رأى ضوءه معترضًا في جهة المشرق، وهو يختلف
باختلاف الليالي، ففي النصف الثاني من الشهر - ولاسيما أواخره - يرى متأخرًا
عن الوقت الذي يرى فيه ليالي النصف الأول المظلمة بقدر تأثير نور القمر في جهة
المشرق، وقد قال صلى الله عليه وسلم في رمضان: (إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا
واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم)، قال بعض رواته: وكان رجلاً أعمى
لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت. رواه الشيخان وغيرهما. وإما أن تعمل
بالحساب والمراصد عند ثبوت إفادتها العلم القطعي بهذه المواقيت التي جرى عليها
العمل في جميع بلاد الحضارة الإسلامية في الصلاة مع المحافظة على الاستهلال
ورؤية الهلال في حال عدم المانع من رؤيته؛ للجمع بين ظاهر النص والمراد منه،
ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الصلاة عماد الدين، فهي أفضل من الصوم
وأعم، وفي غير حالة الصحو وعدم المانع من رؤية الهلال يكون إثبات الشهر
بإكمال العدة ثلاثين ظنيًّا، أو دون الظني، ومن قواعد الشريعة المتفق عليها: إن
العلم مقدم على الظن، فلا يعمل بالظن مع إمكان العلم، فمن أمكنه رؤية الكعبة لا
يجوز له أن يجتهد في التوجه إليها ويعمل بظنه الذي يؤديه إليه الاجتهاد.
(3) إذا قيل: إن إفادة الحساب للعمل القطعي بوجود الهلال، وإمكان
رؤيته خاص بالفلكي الحاسب، وقد اختلف العلماء في العلم به كما ذكرتم، ولا
يكون علمهم حجة على غيرهم. قلنا: إن الذين لم يبيحوا العمل بالحساب قد عللوه
بأنه ظن وتخمين لا يفيد علمًا ولا ظنًّا، كما نقلناه عن شرح البخاري للحافظ ابن
حجر آنفًا، والحساب المعروف في عصرنا هذا يفيد العلم القطعي كما تقدم، ويمكن
لأئمة المسلمين وأمرائهم الذين ثبت ذلك عندهم أن يصدروا حكمًا بالعمل به فيصير
حجة على الجمهور، وهذا أصح من الحكم بإثبات الشهر بإكمال عدة شعبان ثلاثين
يومًا، مع عدم رؤية الهلال ليلة الثلاثين، والسماء صحو ليس فيها قتر ولا سحاب
يمنع الرؤية، فإن هذا مخالف لنصوص الأحاديث الصحيحة كما تقدم في هذا المقال،
فهو حكم باطل.
(4) يؤيد هذا الوجه الأخير القول الثالث للإمام أحمد فيما يجب العمل به
إذا غم على الناس رؤية الهلال وهو: أن يرجعوا إلى رأي الإمام (أي: السلطان
(يُتْبَعُ)
(/)
ولي الأمر الشرعي) في الصوم والفطر، وقد تقدم مع القولين الآخرين.
(5) إذا تقرر لدى أولي الأمر بالعمل بالتقاويم الفلكية في مواقيت شهري
الصيام والحج كمواقيت الصلاة وصيام كل يوم من الفجر إلى الليل امتنع التفرق
والاختلاف بين المسلمين في كل قطر، أو في البلاد التي تتفق مطالعها، وهذه لا
ضرر في الاختلاف في صيامها، كما أنه لا ضرر في الاختلاف في صلواتها.
وجملة القول أننا بين أمرين: إما أن نعمل بالرؤية في جميع مواقيت العبادات
أخذًا بظواهر النصوص وحسبانها تعبدية، وحينئذ يجب على كل مؤذن أن لا يؤذن
حتى يرى نور الفجر الصادق مستطيرًا منتشرًا في الأفق، وحتى يرى الزوال
والغروب إلخ، وإما أن نعمل بالحساب المقطوع به؛ لأنه أقرب إلى مقصد الشارع،
وهو العلم القطعي بالمواقيت وعدم الاختلاف فيها، وحينئذ يمكن وضع تقويم عام
تبين فيه الأوقات التي يرى فيها هلال كل شهر في كل قطر عند عدم المانع من
الرؤية وتوزع في العالم، فإذا زادوا عليها استهلال جماعة في كل مكان، فإن رأوه
كان ذلك نورًا على نور، وأما هذا الاختلاف وترك النصوص في جميع المواقيت
عملاً بالحساب ما عدا مسألة الهلال فلا وجه ولا دليل عليه، ولم يقل به إمام مجتهد،
بل هو من قبيل {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (البقرة: 85)
والله أعلم وأحكم.
اخى السلام عليكم. مقصدك طيب فى توحيد الرؤيه ولكن كيف تتوحد اناس على رؤية الهلال وهم مختلفون فى كيفية عبادة رب الهلال فمنهم من يعكف على عبادة اصحاب القبور ظانا منه انهم يقربونهم الى الله ومنهم من يحكمون قوانين الجاهليه فى رقاب الناس فالاصل ان نوحدهم فى العقيدة الصحيحة وبالتالى من اليسير اتفاقنا حول رؤية الهلال. هذه من ناهيه ومن ناهيه اخرى فان رؤية الهلال ليس امرا شاقا فاذا رايناه صمنا وكذلك افطرنا فهذا هو الاصل الذى ندين به الى الله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 10:53]ـ
أخي أبا العباس 00وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظن أن وحدة المسلمين - لا سيما في العبادات التي أمروا بها أجمعين - أمر هام وضروري ويستحق الاهتمام به ولا ينافي ذلك الاهتمام بما ذكرت ولا يقلل من شأنه - وإلا تركنا الحديث في كل المسائل التي تطرح للنقاش.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 02:21]ـ
أعتقد أن تسعة أعشار الجدل في هذا الموضوع يزول بالعودة إلى تراءي الهلال، كما تعارف عليه المسلمون منذ عصر النبوة، فالذي يراه من الجماعة يشير إليه ليراه القاضي وبقية الحضور بالعين المجردة أو بالناظور. أما الطريقة الحالية، وهي الرؤية الفردية التي يتأخر إبلاغها إلى ما يعد غروب الهلال فهي في نظري أساس المشكلة.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 06:51]ـ
أخي .. المسائل التي خلاف الإجماع تدبرها لا يسوغ العمل بها هذا إن كان فيها نفع أصلا، ثم من أدراك أنهم لن يختلفوا ولو اعتمدوا الحساب الفلكي، ألا تعلم أنهم مختلفون في الحسابات الفلكية وبإمكانك تصفح تقاويم البلدان ورؤية ذلك، والخلاف الحاصل الآن سببه عدم تعظيم شعائر الله من أغلب الحكام الموجودين الآن وإلا لما استخفوا بشهر من أعظم الشهور نتيجة- زعموا- لتمسكهم بأن هناك إختلاف في المطالع وهم يتحرون الشرع، فأين الشرع في باقي حكمهم، وهم يحاربون من يدعو إلى الشرع؟!!
لذا يجب عند عرض مشكلة أن ننظر في سببه الحقيقي، فليس السبب هو الرؤية أو الفلك بل أسباب أخرى!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 10:20]ـ
للأخ أبي عمرو المصري - قولك " المسائل التي خلاف الإجماع تدبرها لا يسوغ العمل بها هذا إن كان فيها نفع أصلا " أرجو ان تذكر لي من حكى الاجماع في هذه المسألة؟
مع العلم ان ما ذكرته هو المختصر الذي ذكره الشيخ بعد ذكره لأقول العلماء - لم أذكره خشية الاطالة.
وليس معنى ان الناس لم يأخذوا مسبقاً بالحساب الفلكي أن الأخذ به مخالف للإجماع، وإلا كا استخدام مكبر الصوت مخالف للاجماع حيث لم يستخدمه السلف ولم يُذكر جواز استخدامه في كتب الفقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الله فرض علينا صوم شهر رمضان فقال " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " أي من حضر الشهر، ولم يكن في السابق من وسبلة لمعرفة دخول الشهر الا رؤية الهلال، فإذا تغير الحال وأصبحت هناك طريقة دلالتها قطعية على دخول الشهر فكيف نشهد الشهر ولا نصومه؟
ولمن لا يسلم بقطعية دلالتها أذكره بأنهم الان يحددون مواعيد الخسوف والكسوف بالدقيقة والثانية والبلدان التي يمكن ان تراهما، بل قد اطلعت على جدول على شبكة Net يبين الكسوفات والخسوفات المستقبلية لمدة 30 سنة قال تعالى " الشمس والقمر بحسبان "
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 06:33]ـ
كنت سأكتب ردا مطولا ولكنني تركت ذلك لما رأيتك تقارن بين عدم استخدام مكبرات الصوت من السلف وقياس الأخذ بالحساب الفلكي عليه!!
ونصيحتي لك أخي في بداية طلبك للعلم ألا تبادر بتكذيب أو إنكار ما يقوله مخالفك في الرأي، بل العاقل إن لم يكن يعلم عما يتحدث مخالفه: إما أن يذهب ويبحث أو يسأل قبل الإنكار، أو يطالبه بالدليل على صحة دعواه، فإن عدم العلم ليس علما بالعدم.
وإليك بعض النقول السريعة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي ضمنتها كلامي في الأعلى دون إشارة إليها مع التنبيه على الرجوع لرسالة شيخ الإسلام في الهلال وهي في المجموع 25/ 126 - 202 فهي مهمة جدا في هذا الباب:
6/ 590:"وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤية ". فمن أخذ علم الهلال الذي جعله الله مواقيت للناس والحج بالكتاب والحساب، فهو فاسد العقل والدين."
وإليك من نقل الإجماع وما يتعلق به من خلاف وعدمه:
قال شيخ الإسلام رحمه الله 25/ 132 - 133:"ثم هؤلاء الذين يخبرون من الحساب، وصورة الأفلاك وحركاتها أمرًا صحيحًا قد يعارضهم بعض الجهال من الأميين المنتسبين إلى الإيمان، أو إلى العلم أيضًا فيراهم قد خالفوا الدين في العمل بالحساب في الرؤية، أو في اتباع أحكام النجوم في تأثيراتها المحمودة والمذمومة، فيراهم لما تعاطوا هذا وهو من المحرمات في الدين صار يرد كل ما يقولونه من هذا الضرب، ولا يميز بين الحق الذي دل عليه السمع والعقل، والباطل المخالف للسمع والعقل، مع أن هذا أحسن حالاً في الدين من القسم الأول؛ لأن هذا كَذَّب بشيء من الحق، متأولاً جاهلاً من غير تبديل بعض أصول الإسلام. والضرب الأول قد يدخلون في تبديل الإسلام.
فإنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يري أو لا يري لا يجوز. والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً، ولا خلاف حديث؛ إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال؛ جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيدًا بالإغمام ومختصًا بالحاسب فهو شاذ، مسبوق بالإجماع على خلافه، فأما اتباع ذلك في الصحو، أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم.
وقد يقارب هذا قول من يقول من الإسماعيلية بالعدد دون الهلال، وبعضهم يروي عن جعفر الصادق جدولاً يعمل عليه، وهو الذي افتراه عليه عبد الله بن معاوية، وهذه الأقوال خارجة عن دين الإسلام، وقد برأ الله منها جعفرًا وغيره، ولا ريب أن أحدًا لا يمكنه مع ظهور دين الإسلام أن يظهر الاستناد إلى ذلك، إلا أنه قد يكون له عمدة في الباطن في قبول الشهادة وردها، وقد يكون عنده شبهة في كون الشريعة لم تعلق الحكم به، وأنا إن شاء الله أبين ذلك وأوضح ما جاءت به الشريعة دليلاً وتعليلاً، شرعًا وعقلاً " إلخ كلامه الذي أنصح بشدة بمراجعته.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 11:55]ـ
أولا: أنا لم أكذب أو أنكر ما قلته من حكاية الاجماع، ولكني فعلت ما تنصحني به الآن فقد قلت بالنص " أرجو ان تذكر لي من حكى الاجماع في هذه المسألة؟ "
ثانياً: يجب مراعاة اختلاف أصحاب الفلك والحساب في الماضي والذي كان يغلب عليهم التنجيم والرجم بالغيب عن أصحاب الحساب الفلكي اليوم القائم كلامهم على العلم اليقيني الناتج عن تعليم الله لعباده سنته في الأجرام العلوية ومعرفة أحجامها وسرعاتها وغير ذلك، وشيخ الاسلام يتحدث عن واقع المسلمين من أنهم من لدن النبي إلى من بعده لم يكونوا يستخدمون سوى الرؤية في اثبات الشهر ولا يركنون الى أقوال أصحاب الحساب الذين لا يوثق بهم ويغلب عليهم ما سبق ذكره - قال الحافظ بعد أن ذكر أن بعض الروافض وبعض الفقهاء يأخذون بالحساب " ورد قولهم بما ورد من النهي عن علم النجوم (قال): (لأنها حدث وتخمين ليس فيها قطع، ولا ظن غالب، مع أنه لو ارتبط الأمر بها لضاق؛ إذ لا يعرفها إلا قليل) أ. ه وأظن أنك توافقني في أن كل ما علل به الحافظ رده لهذا القول قد تغير الآن.
ثالثاً:قال بعض العلماء - في حديث (فإن غم عليكم فاقدروا له) -: فاقدروه بحساب المنازل. قال الحافظ: قاله العباس
بن سريج من الشافعية، ومطرف بن عبد الله من التابعين، وقتيبة من المحدثين. نقله الحافظ عنهم، وذكر أن ابن عبد البر لم يعبأ بقولهم، ثم قال: ونقل ابن العربي عن ابن سريج أن قوله صلى الله عليه وسلم: (فاقدروا له) خطاب لمن خصه الله بهذا
العلم، وأن قوله: (فأكملوا العدة) خطاب للعامة، فصار وجوب رمضان عنده مختلف الحال، يجب على قوم بحساب الشمس والقمر، وعلى آخرين بحساب العدد،قال: وهذا بعيد عن النبلاء ا هـ.
هل يمكن أن يقدح ذلك في الاجماع الذي حكاه شيخ الاسلام؟
رابعاً: أعدك بقراءة كلام شيخ الاسلام الذي نصحت بقراءته - كاملاً.
وأذكِر بأن العلامة الشيخ أحمد شاكر قد صنف رسالة في هذا الموضوع وذهب الى ما ذهب اليه الشيخ رشيد رضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 01:08]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فعلى سبيل التذكرة حسب،
فإنه في كل ما علمت من العلوم الطبيعية - لا يجوز استبدال النموذج الرياضي بمشاهدة الظاهرة الطبيعية حتى يُتحقق من دقة النموذج الرياضي (أو بقدر دقة ذلك النموذج)، فهذه واحدة،
والثانية، أن ما بين أيدينا من النماذج الرياضية كاف لحساب منازل القمر، إن شاء الله تعالى، لكن هل منازل القمر هي ما أمرنا بالصيام والفطر عليه أم رؤية الهلال؟ إن النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم ورد فيها ذكر الرؤية، فهذه الثانية،
وقد يكون الهلال بعد غروب الشمس أعلى من الأفق، إلا أن ارتفاعه عن الأفق لا يسمح برؤيته نتيجة انكسار الضوء، وانكسار الضوء ظاهرة معروفة وتعتمد على خواص الوسط الذي يسير فيه الضوء، وهو في حالتنا هذه الغلاف الجوي، الذي يتأثر بالحرارة والرطوبة وظواهر أخرى، ليس لها علاقة مباشرة بمنازل القمر،
فأرى على من أراد أن يخوض في هذا الأمر، أن يكون عالما بالبصريات، وحساب منازل القمر (فلك، حساب مثلثات في الفراغ)، بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الشأن وعمل الصحابة والسلف إلى عهد قريب
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 10:36]ـ
قد تكرر كثيراً في كلام الإخوة المشاركين ان الأصل في الصوم الرؤية - وأذكر الجميع بأن الأصل العلم بدخول الشهر لقوله تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" ففرض الله تعالى على كل من شهد (أي حضر) الشهر وكان حياً حينما دخل الشهر عليه أن يصوم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم برؤية الهلال كوسيلة متاحة لمعرفة دخول الشهر فالأصل العلم بدخول الشهر، يؤكد ذلك أنه لا يؤمر كل انسان برؤية الهلال فلو رآه البعض صام الكل لأنهم قد علموا بدخول الشهر وإن لم يروا الهلال فرجعنا مرة اخرى لأصل " العلم بدخول الشهر ". والله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:36]ـ
نعم الأصل في الصوم الرؤية وغيره شذوذ كما سبق في كلام شيخ الإسلام ابن تيمة الذي ذكرته لم ويبدو أنك لم تقرأه، أو قرأته ولكن لم تعرف المراد منه، وم تعليقك السابق فهمت أنك تفهم من كلام الإخوة المشاركين: أن الأصل في الصوم الرؤية أنه لابد أن يراه كل واحد ... يا أخي بالله عليك ادرس المسألة أولا من كتب العلماء ثم علق وناقش حتى لا نضيع الأوقات في رد ما هو واضح وبيّن خطؤه، ولا تكتفي بما ذكرته عن الشيخ رشيد رضا وتذكر أن شيخه هو محمد عبده ومعظم الأقوال التي في تفسير المنار هي لمحمد عبده ومعلوم ما عند محمد عبده من عقلانية مذمومة ورد للنصوص والإجماع فلا تغتر بتهويلاتهم وارجع إلى كتب الأئمة الأعلام فأحكم المسائل ثم اقرأ بعد لمن شئت!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 12:31]ـ
أظن أنه يجب عند النقاش أن نتجنب القدح في الأشخاص أو العلماء وأن نناقش القضية أو المسألة ذاتها، فليس معنى أن هناك عالماً له بعض التجاوزات في الآراء ليس معنى ذلك أن كل ما يأتي عنه فهو خطأ، فالذي قاله الشيخ رشيد رحمه الله قاله من بعده الشيخ أحمد شاكر وصنف فيه رسالة جيدة (من وجهة نظري) - فما قولك في الشيخ أحمد شاكر؟ أعلم أنك ستقول هي زلة عالم إإإ
يا أخي ليس هناك معصوم فيمن جاء بعد النبي، وشيخ الاسلام على جلالة قدره لم يحتكر الحق في كل مسائل الدين - ومخافة شيخ الاسلام ليست بالضرورة كفراً أو ابتداعاً.
وإن كانت تضايقك مشاركاتي فأنا على استعداد لعدم مناقشة أي موضوع تكون مشاركاً فيه، أو عدم المشاركة مطلقاً.
ـ[مراد بن صالح]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 09:34]ـ
هذا رد الدكتور محمد بن عبد الكريم الجزائري على الشيخ محمد رشيد وعلال الفاسي، من خلال كتابه الشيق: الحكم الشرعي لرؤية الهلال بالأبصار وإبطال نظرية الحساب الفلكي في الصوم والإفطار، ولأن كلامه طويل ربما يكون على فترات:
النقطة الأولى: أنهما جعلا
ـ[مراد بن صالح]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 02:23]ـ
النقطة الأولى: أنهما جعلا مدلول لفظة أمية في الحديث مرادفا لمدلول لفظة أميين وهم أناس لا يقرأون ولا يكتبون وفي نظرهما ونظر من لقدهما أن كل من لا يعرف القراءة والكتابة يعد ناقصا في العلم والمعرفة؛ بل يعد جاهلا بحقائق الأشياء ونحن نبين خطأ هذين الاستاذين من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أن لفظة أمية منسوبة إلأى الأمة التي من معانيها في لغة العرب الدين والنحلةوقد اخترنا هذا المعنى عندما شحنا الحديث المذكور الفصل الثاني من هذ البحث ولعل اختيارنا لهذا المعنى يمحو الشكوك ويزيل الخلاف.
الوجه الثاني: إذا كان الأمي هو لا يعرف القراءة والكتابة فليس كل من لا يعرفهما يوصغف بالنقص والجهل كما أنه ليس كل من يعرفهما يوصف بالكمال والعلم لأن الواقع يكذب ذلك فكم من بصير لا يخط بيده خطا، ولا يبصر بعينيه حرفا، ولكنه عبقري زمانه في شتى الفنون والعلوم، وكم من قَرَّاء كَتَّاب ولكنه أجهل من حذائه، فالكتابة والقراءة ما هما سوى وسيلتان لنيل العلوم، فإذا حصلت تلك العلوم بدونهما فوجودهما وعدمهما شرع بل ذا كانتا وسيلتين لنيل العلوم تغضب الله ورسوله فعدم تعلمهما اصبح واجبا،
قال ابن تيمية: وإنما الأمي هو في الأصل منسوب إلى الأمة التي هي جنس الأميين وهو من لا يتميز عنهم بما يختص به غيرهم، من العلوم وقد قيل إنه نسبة إلى الأم، أي هو اباقي على ما عودته أمه من المعرفة والعلم ونحو ذلك، ثم التمييز الذي يخرج به عن الأمية العامة إلى الاختصاص تارة يكون فضلا وكمالا في نفسه، كالتمييز عنهم بقراءة القرآن وفهم معانيه، وتارة يكون بما يتوصل به إلى الفضل والكمال كالتميز عنهم بالكتابة وقراءة المكتوب، فمدح في حق من استعمله في الكمال وذم في حق من عطله أو استعمله في الشرع، ومن استغنى عنه بما هو أنفع له كان أكمل وأفضل وكان تركه في حقه مع حصول المقصود بدونه أكمل وأفضل. اهـ
ومن هنا نفهم جيدا أن المسلمين قد أغنتهم شريعتهم السمحة برؤية الهلال أو إكمال العدد عن الجداول الفلكية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
الوجه الثالث: ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 09:58]ـ
من كلمات العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد كثر الكلام حول العمل بالحساب الفلكي في دخول شهر رمضان وخروجه وتحديد الأعياد فرأيت إيضاح الحكم وبيانه لعامة الناس في هذه البلاد وغيرها، ليكونوا على بصيرة في عبادتهم لربهم، فأقول وبالله التوفيق:
إن الله سبحانه وتعالى علق بالهلال أحكاماً كثيرة كالصوم والحج والأعياد والعدد والإيلاء وغيرها؛ لأن الهلال مشهود مرئي بالأبصار ومن أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الحكم بالهلال معلقاً على الرؤية وحدها؛ لأنها الأمر الطبيعي الظاهر الذي يستطيعه عامة الناس فلا يحصل لبس على أحد في أمر دينه، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا))، يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين [1]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) [2].
ومن هذا يتبين أن المعول عليه في إثبات الصوم والفطر وسائر الشهور هو الرؤية أو إكمال العدة، ولا عبرة شرعاً بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاء بإجماع أهل العلم المعتد بهم ما لم تثبت رؤيته شرعاً. وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات، ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله وقوله مردود؛ لأنه لا كلام لأحد مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مع إجماع السلف. أما حساب سير الشمس والقمر فلا يعتبر في هذا المقام لما ذكرنا آنفاً ولما يأتي:
أ - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم لرؤية الهلال والإفطار لها في قوله: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)) [3] وحصر ذلك فيها بقوله: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه)) [4] وأمر المسلمين إذا كان غيم ليلة الثلاثين أن يكملوا العدة، ولم يأمر بالرجوع إلى علماء النجوم. ولو كان قولهم هو الأصل وحده، أو أصلاً آخر مع الرؤية في إثبات الشهر لبين ذلك. فلما لم ينقل ذلك بل نقل ما يخالفه دل ذلك على أنه لا اعتبار شرعاً لما سوى الرؤية، أو إكمال العدة ثلاثين في إثبات الشهر، وأن هذا شرع مستمر إلى يوم القيامة. قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [5].
ودعوى أن الرؤية في الحديث يراد بها العلم، أو غلبة الظن بوجود الهلال، أو إمكان رؤيته لا التعبد بنفس الرؤية مردودة؛ لأن الرؤية في الحديث متعدية إلى مفعول واحد فكانت بصرية لا علمية، ولأن الصحابة فهموا أنها رؤية بالعين، وهم أعلم باللغة ومقاصد الشريعة من غيرهم.
وجرى العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهدهم على ذلك، لم يرجعوا إلى علماء النجوم في التوقيت. ولا يصح أيضاً أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((فإن غم عليكم فاقدروا له)) [6] أراد أمرنا بتقدير منازل القمر لنعلم بالحساب بدء الشهر ونهايته؛ لأن هذه الرواية فسرتها رواية: ((فاقدروا له ثلاثين)) [7] وما في معناها. ومع ذلك فالذين يدعون إلى توحيد أوائل الشهور يقولون بالاعتماد على حساب المنازل في الصحو والغيم والحديث قيد القدر له بحالة الغيم.
ب- أن تعليق إثبات الشهر القمري بالرؤية يتفق مع مقاصد الشريعة السمحة؛ لأن رؤية الهلال أمرها عام يتيسر لأكثر الناس من العامة والخاصة في الصحاري والبنيان بخلاف ما لو علق الحكم بالحساب فإنه يحصل به الحرج ويتنافى مع مقاصد الشريعة، لأن أغلب الأمة لا يعرف الحساب، ودعوى زوال وصف الأمية بعلم النجوم عن الأمة غير مسلمة، ولو سلمت فذلك لا يغير حكم الله؛ لأن التشريع عام للأمة في جميع الأزمنة.
ج- أن علماء الأمة في صدر الإسلام قد اجمعوا على اعتبار الرؤية في إثبات الشهور القمرية دون الحساب فلم يعرف أن أحداً منهم رجع إليه في ذلك عند الغيم ونحوه، أما عند الصحو فمن باب أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
د- تقدير المدة التي يمكن معها رؤية الهلال بعد غروب الشمس لولا المانع من الأمور الاعتبارية الاجتهادية التي تختلف فيها أنظار أهل الحساب، وكذا تقدير المانع، فالاعتماد على ذلك في توقيت العبادات لا يحقق الوحدة المنشودة.
ولهذا جاء الشرع باعتبار الرؤية فقط دون الحساب رحمة للأمة وحسماً لمادة الاختلاف ورداً لهم إلى أمر يعرفونه جميعاً أينما كانوا.
هذا وينبغي الانتباه إلى أن اختلاف المطالع من المسائل التي حصل فيها الاختلاف بين أهل العلم، وقد درستها هيئة كبار العلماء في إحدى دوراتها السابقة واتخذت قراراً بالأكثرية مضمونه: أن الأرجح قول من قال: إن لكل بلد رؤيته وعليهم أن يرجعوا إلى علمائهم في ذلك عملاً بما رواه مسلم في صحيحه من حديث كريب عن ابن عباس ونصه: عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية في الشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس، ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته. فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين أو نراه، فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية؟ فقال: لا، ((هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)) [8]. أ. هـ.
فأما قول من قال إنه ينبغي أن يكون المعتبر رؤية هلال مكة خاصة، فلا أصل له ولا دليل عليه، ويلزم منه أن لا يجب الصوم على من ثبتت رؤية الهلال عندهم من سكان جهات أخرى إذا لم ير الهلال بمكة.
وختاماً أسأل الله أن يمن على المسلمين بالفقه في دينه والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يعيذهم من مضلات الفتن، وأن يولي عليهم خيارهم إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا نكتب ولا نحسب)) برقم 1913، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1080
[2] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا)) برقم 1906، 1907، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1080
[3] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمرو بن دينار برقم 2124
[4] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا)) برقم 1773، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1795
[5] سورة مريم، الآية 64
[6] رواه البخاري في الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان برقم 1767، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1799
[7] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1796
[8] رواه مسلم في الصيام باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم برقم 1087
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=387
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 12:06]ـ
الى الأخ مراد بن صالح - حفظه الله
لقد كفانا النبي مئونة معرفة المقصود بالأمية في الحديث فقال " لا نكتب ولا نحسب " فلو كان لفظ الأمية يطلق على مائة معنى غير ذلك، فلا بد أن يؤخذ في الحديث على ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن المعلوم أننا الان نكتب ونحسب فدل على أن المذكور في الحديث يختص بالحال الموجودة ساعتها - والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 05:05]ـ
الى الأخ مراد بن صالح - حفظه الله
لقد كفانا النبي مئونة معرفة المقصود بالأمية في الحديث فقال " لا نكتب ولا نحسب " فلو كان لفظ الأمية يطلق على مائة معنى غير ذلك، فلا بد أن يؤخذ في الحديث على ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن المعلوم أننا الان نكتب ونحسب فدل على أن المذكور في الحديث يختص بالحال الموجودة ساعتها - والله أعلم.
هذا لا يصح بحال. بل الحساب والكتاب موجود في عهد النبي (ص).
فتبين من هذا أن الحديث يتضمن الخبر بأمية هذه الأمة في شهورها أمية أبدية إلى قيام الساعة،
ويتضمن النهي عن الاعتماد على الحساب والكتاب في دخول الشهر (لا أقول في نقد الشهود).
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:55]ـ
بل لم يكن عند العرب في العهد النبوي أدنى معرفة بالحسابات الفلكية
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 02:35]ـ
النافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل، وقد استدلوا.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 10:38]ـ
لو كان عند العرب أدنى علم بالفلك لعلموا موعد كسوف الشمس أو على الأقل حقيقته (وأنه عبارة عن مرور القمر بين الشمس والأرض فيحجب نور الشمس فترة مروره) ولم يتعجبوا منه ويظنوا أن الشمس كسفت لموت ابراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال لهم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا حياته.
أما الآن عندنا حسابات لكسوف الشمس وخسوف القمر لعشرات السنين القادمة ومواعيدها بالثانية والمناطق التي يظهر بها في كل مكان في العالم وصدق الله: " الشمس والقمر بحسبان " وهناك جداول أعدت لذلك ومواقع الكترونية مختصة - ثم يأتي من يقول أن الحسابات الفلكية ظنية ولا يعتمد عليها ........ فسبحان الله العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 05:10]ـ
لو كان عند العرب أدنى علم بالفلك لعلموا موعد كسوف الشمس أو على الأقل حقيقته (وأنه عبارة عن مرور القمر بين الشمس والأرض فيحجب نور الشمس فترة مروره) ولم يتعجبوا منه ويظنوا أن الشمس كسفت لموت ابراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال لهم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا حياته.
أما الآن عندنا حسابات لكسوف الشمس وخسوف القمر لعشرات السنين القادمة ومواعيدها بالثانية والمناطق التي يظهر بها في كل مكان في العالم وصدق الله: " الشمس والقمر بحسبان " وهناك جداول أعدت لذلك ومواقع الكترونية مختصة - ثم يأتي من يقول أن الحسابات الفلكية ظنية ولا يعتمد عليها ........ فسبحان الله العظيم
أولا: ليس بلازم إذا تعلموا الفلك أن قد وصلوا في ذلك الزمن إلى هذا الحد من معرفة مواعد الكسوف والخسوف؛ فإن فيها دقة وتعديل؛
ثانيا: وإن عرفوا حقيقته، فليس بلازم أن لا يظنون فيه الظنون. فاليونان والعراق كانوا عندهم مسحة من الفلك مع ما بقي فيهم من الخرافات؛
ثالثا: الصحابة كانوا علموا أن الأرض كروية، وعلموا أيضا مواقع القمر قبل المحاق وبعده. وإلا، لما استطاعوا ترائى الهلال؛
رابعا: الذي في الحديث: (إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا. . .)،
فالمحذور فيه هو الاعتماد على الكتاب والحساب في دخول الشهر، لا معرفة الفلك أو رصد الهيئة.
خامسا: حساب إمكان الرؤية ظنيُّ مقطوع بظنيته أبدا، فإن حصول الرؤية لا ينضبط بالأمور الحسابية، بل لحال الرائي والمكان والجو أثرا له كبيرا.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 08:01]ـ
أولا: ليس بلازم إذا تعلموا الفلك أن قد وصلوا في ذلك الزمن إلى هذا الحد من معرفة مواعد الكسوف والخسوف؛ فإن فيها دقة وتعديل؛.
موعد الكسوف يحدث تماماً عند ولادة الهلال، فالأمرين مرتبطين ببعض، أشد الارتباط. ولم يكن لدى العرب هذه المعرفة. ولم يكن بإمكانهم أصلاً حساب هذه الأمور لأنها تحتاج لمستوى معقد من الرياضيات لم يكن متواجداً عندهم.
ـ[الباجي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 08:51]ـ
النافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل، وقد استدلوا.
وفقك الله ... أي دليل تريد على ضعف معرفة العرب في زمن النبوة الأول بعلم الفلك أكثر من استقراء أحوالهم؟
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ( ... "لا تكتب ولا نحسب" (بالنون فيهما)، والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته في تلك المقالة، وهو محمول على أكثرهم؛ لأن الكتابة كانت فيهم قليلة نادرة. والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضًا إلا النزر اليسير، فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير ... ).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 05:35]ـ
موعد الكسوف يحدث تماماً عند ولادة الهلال، فالأمرين مرتبطين ببعض، أشد الارتباط. ولم يكن لدى العرب هذه المعرفة. ولم يكن بإمكانهم أصلاً حساب هذه الأمور لأنها تحتاج لمستوى معقد من الرياضيات لم يكن متواجداً عندهم.
كأنك قصدت: (عند المحاق) لا (عند الولادة).
أخي الكريم. . . حساب موعد الكسوف والخسوف لا يكتفي فيه معرفة موعد المحاق والولادة، بل لا بد من معرفة موضع القمر من الخط المستقيم بين الأرض والشمس. فعدم معرفة العرب بهذا الأخير لا يجعلهم يفتقدون "أدنى معرفة" بالحساب وعلم الفلك. قتأمل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 05:37]ـ
وفقك الله ... أي دليل تريد على ضعف معرفة العرب في زمن النبوة الأول بعلم الفلك أكثر من استقراء أحوالهم؟
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ( ... "لا تكتب ولا نحسب" (بالنون فيهما)، والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته في تلك المقالة، وهو محمول على أكثرهم؛ لأن الكتابة كانت فيهم قليلة نادرة. والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضًا إلا النزر اليسير، فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير ... ).
أولا: هذا ليس باستقراء،
ثانيا: قال (إلا النزر اليسير)، وهذا عين ما أردت.
ـ[الباجي]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:12]ـ
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: هذا ليس باستقراء ...
.
أنا ما قلتُ إن هذا استقراء ... وإنما دعوتك لتستقرئ أحوالهم ... وذكرت كلام الحافظ لأبين لك أننا لسنا بدعا في هذه الدعوى.
وعلى كل حال يغنيك عن قول كل أحد قول نبينا الكريم (ص) (لا نكتب ولا نحسب) فتأمله جيدًا تر بإذن الله صحة دعوى ضحالة علم الفلك عند العرب الأُول.
.. ثانيا: قال (إلا النزر اليسير)، وهذا عين ما أردت.
كيف ذلك - وفقك الله - وهل ينفع النزر اليسير في هذا المقام؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 05:43]ـ
وفقك الله.
أنا ما قلتُ إن هذا استقراء ... وإنما دعوتك لتستقرئ أحوالهم ... وذكرت كلام الحافظ لأبين لك أننا لسنا بدعا في هذه الدعوى.
وعلى كل حال يغنيك عن قول كل أحد قول نبينا الكريم (ص) (لا نكتب ولا نحسب) فتأمله جيدًا تر بإذن الله صحة دعوى ضحالة علم الفلك عند العرب الأُول.
كيف ذلك - وفقك الله - وهل ينفع النزر اليسير في هذا المقام؟
وفقك الله.
لا تنس يا أخي أنني إنما قلت: بل الحساب والكتاب موجود في عهد النبي (ص).
وفرق بين (الوجود) وبين (التقدم) و (التطور).
الحديث كما في البخاري ومسلم:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين "
يعنى أن الشهور في عهد النبي (ص) إما 29 يوما وإما 30 يوما بحكم أمية هذه الأمة المباركة المرحومة؛
فهم ليسوا بحاجة إلى حساب ما زاد عن 29 يوما من الساعات والدقائق والثواني، ولا أن يكتبوه في الجداول؛
بل إما أن يجعلوا الشهر تسعة وعشرين يوما من غير الزيادة، وإما أن يكملوه ثلاثين يوما.
فهل هذا يتغير بتغير أمية الأمة التي زعمت؟
هل هذا القانون النبوي منسوخ بتقدم الحساب والكتاب وعلم الفلك والمراصد عند الأمة؟!
فيكون الشهر - على مقتضى هذا التقدم - مثلا: 29 يوماً و12 ساعة 44 دقيقة و ثانيتين ونصف ثانية. . .؟!؟!
ولا تقلنَّ لي: (نعم، هكذا شأنه في ليبيا!)، فإنما نتباحث عما هو شرعي أصيل.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 09:42]ـ
لا تنس يا أخي أنني إنما قلت: بل الحساب والكتاب موجود في عهد النبي (ص) ..
لكن ليس عند العرب فالعرب كانت أمية أمية بالكاد تجد بضعة أفراد يعرفون الكتابة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:41]ـ
وفقك الله.
لا تنس يا أخي أنني إنما قلت: بل الحساب والكتاب موجود في عهد النبي (ص).
وفرق بين (الوجود) وبين (التقدم) و (التطور).
الحديث كما في البخاري ومسلم:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين "
يعنى أن الشهور في عهد النبي (ص) إما 29 يوما وإما 30 يوما بحكم أمية هذه الأمة المباركة المرحومة؛
فهم ليسوا بحاجة إلى حساب ما زاد عن 29 يوما من الساعات والدقائق والثواني، ولا أن يكتبوه في الجداول؛
بل إما أن يجعلوا الشهر تسعة وعشرين يوما من غير الزيادة، وإما أن يكملوه ثلاثين يوما.
فهل هذا يتغير بتغير أمية الأمة التي زعمت؟
هل هذا القانون النبوي منسوخ بتقدم الحساب والكتاب وعلم الفلك والمراصد عند الأمة؟!
فيكون الشهر - على مقتضى هذا التقدم - مثلا: 29 يوماً و12 ساعة 44 دقيقة و ثانيتين ونصف ثانية. . .؟!؟!
ولا تقلنَّ لي: (نعم، هكذا شأنه في ليبيا!)، فإنما نتباحث عما هو شرعي أصيل.
للرفع والتذكير(/)
الأدبُ في نَقْدِ العِلَمَاءِ للأَئِمةِ الكِبارِ (دعوة للمشاركة)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 10:00]ـ
كنتُ طرحتُ إشكالاً عن إفرادِ يومِ الجُمُعةِ بالصِّيام .. وأفادني الأخُ الفاضلُ: شريف شلبي ..
فرجعتُ إلى شرحِ النووي على مسلمٍ؛لأراجعَ المسألةَ؛ فرأيتُ نقدَ النوويِّ للإمامِ مالكٍ في هذه المسألةِ .. الأفضلُ من النَّقدِ أدبُ الطرحِ العلميِّ ـ الذي قد نفتقد إليه في كثيرٍ من نقاشاتنا ـ، وماهو على النوويِّ ـ وكثيرٍ من العلماءِ النُبلاء ـ بمُستَغرَبٍ؛ فقد أُرضِعُوا مع التَّعلمِ التأدبَ، ومع الإخلاصِ معرفةَ قدرِ النفسِ ....
أعتذرُ إذْ أسْهَبْتُ،، بل أرجو أن يذكرَ الإخوةُ النبلاءُ ما يقفون عليه من أدبِ الكبارِ مع الكبارِ ـ وهي كثيرةٌ كثيرةٌ ـ (1) ..
وهاكمُ كلام النوويِّ: (وفي هذه الأحاديث الدلالةُ الظاهرةُ لقولِ جمهور أصحاب الشافعي وموافقيهم، أنه يكره افراد يوم الجمعة بالصوم، الا أن يوافق عادةً له، فان وصله بيوم قبله أو بعده أو وافق عادة له بأن نذر أن يصوم يوم شفاء مريضه أبدا فوافق يوم الجمعة لم يكره لهذه الأحاديث.
وأما قول مالك في الموطأ: "لم أسمع أحداً من أهل العلم والفقه ومن به يقتدى نهى عن صيام يوم الجمعة، وصيامه حسن، وقد رأيت بعض أهل العلم يصومه وأراه كان يتحراه " فهذا الذي قاله هو الذي رآه، وقد رأى غيرُه خلافَ ما رأى هو، والسنةُ مقدمةٌ على ما رآه هو وغيره، وقد ثبت النهى عن صوم يوم الجمعة فيتعين القولُ به، ومالكٌ معذورٌ فانه لم يبلغه، قال الداودي ـ من أصحاب مالك ـ: لم يبلغ مالكًا هذا الحديث، ولو بلغه لم يخالفه .. ) ا. هـ
آمل أن نستفيد مما تقفون عليه، وأن لا تُناقش المسائلُ العلميةُ؛ كهذه المسألةِ، أو هل بلغَ مالكاً الحديثُ .. فذلك مخرجٌ للموضوعِ عن أصله ..
وفقَّ اللهُ الجميعَ.
____________________
(1) ثمةَ شريطٌ نافعٌ ـ أظنُّ أكثركم سمعه ـ: ((أخلاقُ الكبارِ))؛ للشيخ خالد السبت.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 08:01]ـ
بارك الله فيك
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 05:39]ـ
وفيك بارك اللهُ أخي الفاضل أبا محمدٍ البكريَّ ..
___________________________
وهذا أُنموذجٌ لنقد إمامٍ من أئمة النقدِ في عصره، الإمامِ شمسِ الدين الذهبيِّ ـ رحمه الله ـ لابنِ حزمٍ ـ رحمه الله ـ، حيث قال في السِّيَر:
(قُلْتُ: وَمِنْ تَوَالِيفه: كِتَاب (تَبديل اليَهُوْد وَالنَّصَارَى لِلتَّورَاة وَالإِنجيل)، وَقَدْ أَخَذَ المنطق - أَبعدَهُ الله مِنْ عِلمٍ - عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَذْحِجِيّ، وَأَمعَنَ فِيْهِ، فَزلزله فِي أَشيَاء، وَلِي أَنَا مَيْلٌ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ لمَحَبَّته فِي الحَدِيْثِ الصَّحِيْح، وَمَعْرِفَتِهِ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُ لاَ أُوَافِقُهُ فِي كَثِيْرٍ مِمَّا يَقولُهُ فِي الرِّجَالِ وَالعلل، وَالمَسَائِل البَشِعَةِ فِي الأُصُوْلِ وَالفروع، وَأَقطعُ بخطئِهِ فِي غَيْرِ مَا مَسْأَلَةٍ، وَلَكِن لاَ أُكَفِّره، وَلاَ أُضَلِّلُهُ، وَأَرْجُو لَهُ العفوَ وَالمُسَامحَة وَللمُسْلِمِيْنَ، وَأَخضعُ لِفَرْطِ ذكَائِهِ وَسَعَة علُوْمِهِ ... )
للزيادة والفائدة ..
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 06:01]ـ
قال شيخُ الإسلامِ ـ رحمه الله ـ:
(نعوذ بالله سبحانه مما يقضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة أو انتقاض بأحد منهم أو عدم المعرفة بمقاديرهم وفضلهم أو محادتهم وترك محبتهم وموالاتهم ونرجو من الله سبحانه أن تكون ممن يحبهم ويواليهم ويعرف من حقوقهم وفضلهم ما لا يعرفه أكثر الاتباع وأن يكون نصيبنا من ذلك أوفر نصيب وأعظم حظ ولا حول ولا قوة إلا بالله،
لكن دين الإسلام إنما يتم بأمرين:
أحدهما: معرفة فضل الأئمة وحقوقهم ومقاديرهم وترك كل ما يجر إلى ثلمهم.
والثاني: النصيحة لله سبحانه ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وإبانة ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى.
ولا منافاة أن الله سبحانه بين القسمين لمن شرح الله صدره وإنما يضيق عن ذلك أحد رجلين: رجل جاهل بمقاديرهم ومعاذيرهم أو رجل جاهل بالشريعة وأصول الأحكام).
الفتاوي الكبرى (3/ 177 ـ 178)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 06:13]ـ
قال شيخُ الإسلامِ ـ رحمهُ الله ُ ـ:
(ومن له فى الأمةِ لسانُ صدقٍ عامٍ بحيث يُثنى عليه ويُحمد فى جماهيرِ أجناسِ الأمةِ، فهؤلاء هم أئمةُ الهدى ومصابيحُ الدجى، وغلطهُم قليلٌ بالنسبةِ إلى صوابهم، وعامتُه من مواردِ الاجتهاد التى يعذرون فيها، وهم الذين يتبعون العلمَ والعدلَ فهم بُعَداءُ عن الجهلِ والظلمِ، وعن اتباعِ الظنِّ وما تهوى الأنفس).
المجموع (11/ 43)
ـ[ابوسلمان]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 07:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... بارك الله فيك ...
ابوسلمان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 12:28]ـ
وفقك الله وأحسن إليك.
هذا أمر إنما يتم - بعد توفيق الله - بالتواضع ... ومعرفة أقدار الناس ... وقبل ذلك معرفة الإنسان بقدر نفسه ... ثم بحسن التربية ... بالجلوس بين يدي العلماء الربانيين ... أما الدعوى فيحسنها كل أحد ... فما أحوجنا إلى العمل ... وقلة الكلام ... ولكن في التذكير نفع كبير ...
من أمتع ما قرأت في ذلك رسالة الإمام مالك الشهيرة إلى الإمام الليث ابن سعد - رحمهما الله - وهي هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=591522&postcount=1
ثم أختها في الفضل والأدب رسالة الإمام الليث ردًا على رسالة الإمام مالك وهى هنا بطولها الماتع المفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=621418&postcount=9
ـ[أبو حماد]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 12:51]ـ
للذهبي الكثير من هذا في سير أعلام النبلاء، ومثله أيضاً لشيخ الإسلام، ولابن قدامة كذلك، بل هو السائد الغالب على أهل العلم عليهم رحمة الله، أنهم أصحاب قول حسن وأدب مع المخالفين لهم، والتماس المعاذير لديهم هو الأصل، على وفق ما قرره وبينه شيخ الإسلام في رسالته النفيسة: رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 01:02]ـ
إذا صفت القلوب، وحسنت النيات، وعمل الإنسان بما يعلم، تأدب في خطابه، وعرف لكل إنسان حقه، وبحث عما يرضي الله، وإبتعد عن ما يسخطه جل في علاه، وهذا خلق السلف رحمهم الله تعالى.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 01:14]ـ
الإخْوةَ الفُضَلاءَ: أبا سَلمَان، والباجيَ، وأبا حمَّادٍ، ووَليداً الدلبحيَّ ..
جزاكم الله خيراً على إضَاءَاتِكُم، نَفعَ اللهُ بكم.
________
قالَ الذَّهَبيُّ ـ عند ترجمتِهِ للقاضي عِيَاضٍ ـ:
( .... قَالَ ـ أي القاضي شمسُ الدين صاحبُ "وفيات الأعيان": وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ (الإِكمَالِ فِي شَرحِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ) كَمَّل بِهِ كِتَاب (المُعْلَم) لِلمَازَرِي، وَكِتَاب (مشَارق الأَنوَار) فِي تَفْسِيْر غَرِيْب الحَدِيْث، وَكِتَاب (التَّنبيهَات) فِيْهِ فَوَائِد وَغَرَائِب، وَكُلّ تَوَالِيْفِهِ بَدِيْعَة، وَلَهُ شعر حسن.
قُلْتُ: تَوَالِيفه نَفِيْسَة، وَأَجَلهَا وَأَشرفهَا كِتَاب (الشفَا) لَوْلاَ مَا قَدْ حشَاه بِالأَحَادِيْث المفتعلَة، عَمَلَ إِمَامٍ لاَ نَقد لَهُ فِي فَن الحَدِيْث وَلاَ ذوق، وَاللهُ يُثيبه عَلَى حسن قصدهِ، وَيَنْفَع بِـ (شِفَائِهِ) وَقَدْ فَعَلَ، وَكَذَا فِيْهِ مِنَ التَّأْوِيْلاَت البعيدَة أَلوَان، وَنبينَا - صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ وَسلاَمه - غنِيٌّ بِمدحَة التنزِيل عَنِ الأَحَادِيْث، وَبِمَا تَوَاتر مِنَ الأَخْبَار عَنِ الآحَاد، وَبِالآحَاد النّظيفَة الأَسَانِيْد عَنِ الوَاهيَات، فَلِمَاذَا يَا قَوْم نَتشبع بِالمَوْضُوْعَات؟ فَيتطرق إِلَيْنَا مَقَالُ ذَوِي الغل وَالحسد، وَلَكِن مَنْ لاَ يَعلم معذور ... )
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 11:37]ـ
إحْسَانُ الإمامِ الذَّهبيِّ الظنَّ بالإمَامِ مالكٍ في كلامهِ على بعضِ الرجالِ ..
(قَالَ الخَطِيْبُ: ذَكرَ بَعْضُهُم: أَنَّ مَالِكاً عَابَه جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي زَمَانِهِ بِإِطلاَقِ لِسَانِه فِي قَوْمٍ مَعْرُوْفِيْنَ بِالصَّلاَحِ، وَالدِّيَانَةِ، وَالثِّقَةِ، وَالأَمَانَةِ.
قُلْتُ: كَلاَّ، مَا عَابَهُم إِلاَّ وَهُم عِنْدَهُ بِخِلاَفِ ذَلِكَ، وَهُوَ مُثَابٌ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ أَخْطَأَ اجْتِهَادُه - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ - .... )
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 11:47]ـ
إعتذارُ الإمامِ الذهبيُّ للإمامِ ابنِ خُزيمَةَ ـ رحمهما اللهُ ـ
قال الذهبيُّ ـ رحمهُ اللهُ تعالى ـ:
(وَلابْنِ خُزَيْمَةَ عَظَمَةٌ فِي النُّفُوْسِ، وَجَلاَلَةٌ فِي القُلُوْبِ؛ لِعِلمِهِ وَدِينِهِ وَاتِّبَاعِهِ السُّنَّةَ.
وَكِتَابُه فِي (التَّوحيدِ) مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَقَدْ تَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ حَدِيْثَ الصُّورَةِ، فَلْيَعْذُر مَنْ تَأَوَّلَ بَعْضَ الصِّفَاتِ، وَأَمَّا السَّلَفُ، فَمَا خَاضُوا فِي التَّأْوِيْلِ، بَلْ آمَنُوا وَكَفُّوا، وَفَوَّضُوا عِلمَ ذَلِكَ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه، وَلَوْ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ - مَعَ صِحَّةِ إِيْمَانِهِ، وَتَوَخِّيْهِ لاتِّبَاعِ الحَقِّ - أَهْدَرْنَاهُ، وَبَدَّعنَاهُ، لَقَلَّ مَنْ يَسلَمُ مِنَ الأَئِمَّةِ مَعَنَا، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ).
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 11:50]ـ
وقالَ أيضاً في ترجَمةِ الحافظ ابنِ عبدِالبَرِّ ـ رحمه الله تعالى ـ:
(فَإِنَّهُ مِمَّنْ بلغَ رُتْبَة الأَئِمَّة المُجْتَهِدين، وَمَنْ نَظَرَ فِي مُصَنَّفَاتِهِ، بانَ لَهُ مَنْزِلَتُهُ مِنْ سعَة العِلْم، وَقُوَّة الفَهم، وَسَيَلاَن الذّهن، وَكُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذ مِنْ قَوْله وَيُتْركُ إِلاَّ رَسُوْل اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَكِن إِذَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ، لاَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ ننسَى مَحَاسِنهُ، وَنُغطِي معَارِفه، بَلْ نستغفرُ لَهُ، وَنَعْتَذِرُ عَنْهُ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 12:36]ـ
قال الحافظُ الذَّهبيُّ ـ رحمهُ اللهُ ـ في ترجمته للحافظ أبي عمرو بن الصلاح ـ صاحبِ "علوم الحديث" ـ:
(قُلْتُ: كَانَ ذَا جَلاَلَةٍ عَجِيْبَةٍ، وَوقَارٍ وَهَيْبَةٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَعلمٍ نَافِعٍ، وَكَانَ مَتينَ الدّيَانَةِ، سَلفِيَّ الجُمْلَةِ، صَحِيْحَ النِّحْلَةِ، كَافّاً عَنِ الخوضِ فِي مَزلاَّتِ الأَقدَامِ، مُؤْمِناً بِاللهِ، وَبِمَا جَاءَ عَنِ اللهِ مِنْ أَسمَائِهِ وَنُعوتهِ، حَسَنَ البِزَّةِ، وَافِرَ الحُرْمَةِ، مُعَظَّماً عِنْدَ السُّلْطَانِ.
وَكَانَ مَعَ تَبحُّرِهِ فِي الفِقْهِ مُجَوِّداً لِمَا يَنقُلُه، قَوِيَّ المَادَّةِ مِنَ اللُّغَةِ وَالعَرَبِيَّةِ، مُتَفَنِّناً فِي الحَدِيْثِ، مُتَصَوِّناً، مُكِبّاً عَلَى العِلْمِ، عَدِيْمَ النَّظِيْرِ فِي زَمَانِهِ،
وَلَهُ مَسْأَلَةٌ لَيْسَتْ مِنْ قَوَاعِدِهِ شَذَّ فِيْهَا، وَهِيَ صَلاَةُ الرَّغَائِبِ قَوَّاهَا وَنَصَرهَا مَعَ أَنَّ حَدِيْثَهَا بَاطِلٌ بِلاَ تَرَدُّدٍ، وَلَكِنَّ لَهُ إِصَابَات وَفَضَائِل ... )
ـ[الرضاب المعسول]ــــــــ[07 - Oct-2007, صباحاً 03:16]ـ
بسم الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
هذه بعض الوصايا ربما تفيد في هذا المقام أذكرها للفائدة:ينبغي للإنسان أن يعرف قدر أهل العلم رحمهم الله،، وأن يعرف للعالم حقه، ولا خير في إنسان لا يعرف لأهل العلم حقهم وقدرهم، قال الله عز وجل في كتابه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43
فهم الذين أخذوا عن العلماء حتى اتصل سندهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا خير في إنسانٍ أياً كان ينتقص من قيمة العلماء، فمن انتقص من قيمة العلماء فقال: لا حاجة إلى قول فلان أو علان، فهذا قد ضل السبيل، ولم يعرف لأهل العلم فضلهم، ولا يعرف الفضل إلا صاحب الفضل. نسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياكم الأدب مع العلماء، وحفظ حقوق العلماء الأحياء منهم والأموات، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله تعالى أعلم
قال بعض العلماء: أخشى على من أساء الأدب في مجلس العلم أن يحبط عمله وهو لا يشعر، قالوا: كيف ذاك؟ قالوا: لأن الله تعالى يقول: وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2]، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)، وحبوط العمل في مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل النبوة، ومن الذي ورث النبوة وحفظها غير العلماء؟!
شيخ الإسلام رحمة الله عليه قارع أهل البدع وأهل الأهواء، وسبحان الله العظيم! يأتي إلى كلامهم ويقول: قال منهم فلان كذا وكذا، فإن كان مراده -انظروا إلى الإنصاف، انظروا إلى الأمانة، انظروا إلى العلم، انظروا إلى التجرد لله، إنسان يريد النصيحة- فإن كان مراده كذا وكذا فهو حق، قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان مراده كذا وكذا فهو باطل، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا العلم
ويقول معاذ: (إنكم تسمعون عن العالم الفلتة فلا تعجلوا عليه عله أن يراجع نفسه فيرجع عنها).
أذكر قصة أختم بها هذه النصيحة: رجل أعرفه من أهل العلم والفضل يقول: جلست مع أحد العلماء، فذكر لي أن شخصاً في مجلسه نال من قاضٍ من القضاة واتهمه بالرشوة في القضاء، فلما انتهى قال له ذلك العالم الموفق: والله إني لأعلم الشيخ الذي تكلمت فيه، وأنه أبرأ مما تقول إن شاء الله، ولكن لا آمن والله عليك سوء الخاتمة، فيقسم لي بالله العظيم، يقول هذا الرجل: والله رأيته بعيني في سوء خاتمته -نسأل الله السلامة- كانت من أسوأ ما تكون. فالله الله لينتبه الإنسان.
والله تعالى أعلم
من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي
حفظه الله
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 06:07]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضلَ: الرضاب المعسول على هذه التوجيهات السديدة ..
للزيادة ...
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 04:28]ـ
مُناقشة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ
قِمَّةُ الأدبِ مع غزارةِ العلم!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل: قد ذكر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في حاشية كتابه: (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) ص (145) من الطبعة السادسة ما نصه:
(ولست أشك في أن وضع اليدين على الصدر في هذا القيام - يعني بذلك القيام بعد الركوع - بدعة ضلالة؛ لأنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم) انتهى.
والجواب عن ذلك أن يقال: قد ذكر أخونا العلامة الشيخ ناصر الدين في حاشية كتابه المذكور ما ذكر والجواب عنه من وجوه:
الأول: أن جزمه بأن وضع اليمنى على اليسرى في القيام بعد الركوع بدعة ضلالة خطأ ظاهر لم يسبقه إليه أحد فيما نعلم من أهل العلم وهو مخالف للأحاديث الصحيحة المتقدم ذكرها , ولست أشك في علمه وفضله وسعة اطلاعه وعنايته بالسنة زاده الله علما وتوفيقا ولكنه قد غلط في هذه المسألة غلطا بينا وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك , كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر) يعني النبي صلى الله عليه وسلم , وهكذا قال أهل العلم قبله وبعده , وليس ذلك يغض من أقدارهم , ولا يحط من منازلهم , بل هم في ذلك بين أجر وأجرين , كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حكم المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر .............. إلخ
أما قول أخينا العلامة: (إنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد)
فجوابه أن يقال: ليس الأمر كذلك بل قد ورد ما يدل عليه من حديث سهل ووائل وغيرهما كما تقدم , وعلى من أخرج القيام بعد الركوع من مدلولها الدليل الصحيح المبين لذلك ,
وأما قوله وفقه الله: (ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم)
فجوابه أن يقال: هذا غريب جدا! , وما الذي يدلنا على أن أحدا من السلف لم يفعله , بل الصواب أن ذلك دليل على أنهم كانوا يقبضون في حال القيام بعد الركوع , ولو فعلوا خلاف ذلك لنقل؛ لأن الأحاديث السالفة تدل على شرعية القبض حال القيام في الصلاة سواء كان قبل الركوع أو بعده , وهو مقتضى ترجمة الإمام البخاري رحمه الله التي ذكرناها في أول هذا المقال , كما أن ذلك هو مقتضى كلام الحافظ ابن حجر عليها , ولو أن أحدا من السلف فعل خلاف ذلك لنقل إلينا , وأكبر من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه أرسل يديه حال قيامه من الركوع ولو فعل ذلك لنقل إلينا كما نقل الصحابة رضي الله عنهم ما هو دون ذلك من أقواله وأفعاله عليه الصلاة والسلام , وسبق في كلام ابن عبد البر رحمه الله أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف القبض , وأقره الحافظ ولا نعلم عن غيره خلافه , فاتضح بما ذكرنا أن ما قاله أخونا فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين في هذه المسألة حجة عليه لا له عند التأمل والنظر ومراعاة القواعد المتبعة عند أهل العلم , فالله يغفر لنا وله ويعاملنا جميعا بعفوه , ولعله بعد اطلاعه على ما ذكرنا في هذه الكلمة يتضح له الحق فيرجع إليه , فإن الحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها وهو بحمد الله ممن ينشد الحق ويسعى إليه ويبذل جهوده الكثيرة في إيضاحه والدعوة إليه.
استفدت ذلك من الأخ / العوضي نقلها من
http://www.iislamqa.com/paging_fataw...=3666&tid=5252
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 07:41]ـ
شيخنا مهند المعتبى جزاك الله خيرا فالحديث عن الأعلام من ائمة الهدى يجعل المرء يعرف قدره ولايخدعنه الشيطان وتسول له نفسه أنه شىء (وانا اتحدث عن مثلى من الصغار) رزقنا الله مما عندكم معشر العلماء
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:18]ـ
شيخنا مهند المعتبى
جزاك الله خيرا فالحديث عن الأعلام من ائمة الهدى يجعل المرء يعرف قدره ولايخدعنه الشيطان وتسول له نفسه أنه شىء (وانا اتحدث عن مثلى من الصغار) رزقنا الله مما عندكم معشر العلماء
جزاكَ اللهُ خيراً أخي الفاضلَ بنَ عبد الغني ـ عفى الله عني وعنك ـ ..
أماََّ أنا، فواللهُ لستُ بشيخٍ، ولكنَّ المنتديات تمشيخُ الصغار، وقد تهضم المخلصين الكبار ..
وفقك اللهُ لما يُحب ويرضى ..
ورزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح،، والأدب العظيم!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 05:18]ـ
صورةٌ مشرقةٌ من نقدِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيمية للعلاَّمة (ابن حزمٍ) ـ رحمهما اللهُ ـ
قال ـ رحمهُ اللهُ ـ في الفتاوي (4/ 19 ـ 20):
( .. وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره.
لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى.
وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له، كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر
وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال، والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 07:12]ـ
بسم الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
هذه بعض الوصايا ربما تفيد في هذا المقام أذكرها للفائدة:ينبغي للإنسان أن يعرف قدر أهل العلم رحمهم الله،، وأن يعرف للعالم حقه، ولا خير في إنسان لا يعرف لأهل العلم حقهم وقدرهم، قال الله عز وجل في كتابه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43
فهم الذين أخذوا عن العلماء حتى اتصل سندهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا خير في إنسانٍ أياً كان ينتقص من قيمة العلماء، فمن انتقص من قيمة العلماء فقال: لا حاجة إلى قول فلان أو علان، فهذا قد ضل السبيل، ولم يعرف لأهل العلم فضلهم، ولا يعرف الفضل إلا صاحب الفضل. نسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياكم الأدب مع العلماء، وحفظ حقوق العلماء الأحياء منهم والأموات، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله تعالى أعلم
قال بعض العلماء: أخشى على من أساء الأدب في مجلس العلم أن يحبط عمله وهو لا يشعر، قالوا: كيف ذاك؟ قالوا: لأن الله تعالى يقول: وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2]، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)، وحبوط العمل في مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل النبوة، ومن الذي ورث النبوة وحفظها غير العلماء؟!
شيخ الإسلام رحمة الله عليه قارع أهل البدع وأهل الأهواء، وسبحان الله العظيم! يأتي إلى كلامهم ويقول: قال منهم فلان كذا وكذا، فإن كان مراده -انظروا إلى الإنصاف، انظروا إلى الأمانة، انظروا إلى العلم، انظروا إلى التجرد لله، إنسان يريد النصيحة- فإن كان مراده كذا وكذا فهو حق، قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان مراده كذا وكذا فهو باطل، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا العلم
ويقول معاذ: (إنكم تسمعون عن العالم الفلتة فلا تعجلوا عليه عله أن يراجع نفسه فيرجع عنها).
أذكر قصة أختم بها هذه النصيحة: رجل أعرفه من أهل العلم والفضل يقول: جلست مع أحد العلماء، فذكر لي أن شخصاً في مجلسه نال من قاضٍ من القضاة واتهمه بالرشوة في القضاء، فلما انتهى قال له ذلك العالم الموفق: والله إني لأعلم الشيخ الذي تكلمت فيه، وأنه أبرأ مما تقول إن شاء الله، ولكن لا آمن والله عليك سوء الخاتمة، فيقسم لي بالله العظيم، يقول هذا الرجل: والله رأيته بعيني في سوء خاتمته -نسأل الله السلامة- كانت من أسوأ ما تكون. فالله الله لينتبه الإنسان.
والله تعالى أعلم
من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي
حفظه الله
كلام رائع ..
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 12:24]ـ
أخي أبا ريّان رفع الله قدركم ...
المصيبة تأتي من أصحاب الانتقاد، وليس النقد لإن أهل النقد المقصد الأساس عندهم هو اصلاح الخطأ وتقويم الزلل، لذلك يسلكون المنهج الأقوم والطريق الأمثل في هذا الباب، لكن هناك منهم أهل انتقاد وليسو أهل نقد دفعهم التعصب لأرائهم ومقالاتهم ومشايخهم إلى هذا التجاوزأو المغامرة في حق مخالفيهم عفر الله لنا ولهم، وما أجمل ماقاله قاضي قضاة القطر اليماني محمد بن علي الشوكاني في حق سلفهم وقد عانى كثيرا، وكلامه هذا هو ينطبق في حق هولاء المعاصرين.
قال الشوكاني في السيل الجرار 4/ 858
" هاهنا تسكب العبرات، ويناح على الإسلام وأهله، بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر، لا لسنة، ولا للقرآن، ولا لبيان من الله وبرهان، بل لما غلت مراجل العصبية في الدين، وتمكن الشيطان الرجيم من تفريق كلمة المسلمين، لقنهم إلزامات بعضهم ببعض بماهو شبيه الهباء في الهواء، والسراب بالقيعة، فيالله وللمسلمين من هذه المغامرة التي هي أعظم فواقر الدين"
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 11:26]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / أبا عبد الله ..
________
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif قال الذهبيُّ - رحمه الله - في ترجمته لابن القطَّان الفاسي: ( .. قُلْتُ: عَلَّقت مِنْ تَأْلِيْفِه كِتَابَ (الوَهْمِ وَالإِيهَامِ) فَوَائِد تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ ذَكَائِهِ، وَسَيَلاَنِ ذِهْنِهِ، وَبصره بِالعلل، لَكنَّه تَعَنَّتَ فِي أَمَاكنَ، وَلَيَّنَ هِشَام بن عُرْوَةَ، وَسُهَيْل بن أَبِي صَالِحٍ، وَنَحْوهُمَا .. ) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif وقال في ترجمته لابن عدي الجرجاني (صاحب الكامل في الجرح والتعديل): ( .. وَجرَّحَ وَعدَّلَ وَصحَّحَ وَعلَّلَ، وَتقدَّمَ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ عَلَى لحنٍ فِيْهِ، يظْهَرُ فِي تَأَلِيفِهِ .. ) ما أدقَّ عباراته - رحمه الله -!(/)
هام وعاجل جزاكم الله خيرا
ـ[عمر الاندلسي]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 11:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتى الكرام, انا الان في حوار ساخن مع احد المسلمين الامريكيين الجدد, ولكنه للاسف قرأنى, فأرجو منكم ان تساعدونى بأعطائي مواقع او ايميلات من يستطيع من العلماء ان يساعدنى. علما بأننى احاور هذا الشاب علي الانترنت وبالتحديد علي ال " face book"
ويا حبذا اذا كان احدهم يستطيع ان يحاوره ويناظره مباشرة(/)
هل هناك فرق بين شهوة الحرام وفعله ام لا؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:45]ـ
هل هناك فرق بين شهوة الحرام وفعله ام لا؟؟
قال ابن القيم رحمه الله في
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
ومن الصغائر أيضا شهوة المحرمات وتمنيها وتفاوت درجات الشهوة في الكبر والصغر بحسب تفاوت درجات المشتهي فشهوة الكفر والشرك كفر وشهوة البدعة فسق وشهوة الكبائر معصية فإن تركها لله مع قدرته عليها أثيب وإن تركها عجزا بعد بذله مقدوره في تحصيلها استحق عقوبة الفاعل لتنزيله منزلته في أحكام الثواب والعقاب وإن لم ينزل منزلته في أحكام الشرع ولهذا قال النبي إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا هذا القاتل يا رسول الله فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه فنزله منزلة القاتل لحرصه على قتل صاحبه في الإثم دون الحكم وله نظائر كثيرة في الثواب والعقاب
وقد علم بهذا مستحب القلب ومباحه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 06:00]ـ
يرفع للفائدة(/)
العلامة ابن عثيمين يقول: أعداؤنا يريدون أن يفسد شعبنا بهذه السبل، كما فسدت شعوبهم
ـ[أبوسليمان التميمي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 01:52]ـ
إليكم هذه الجواب من العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث سؤل عن خروج النساء للأسواق من غير حاجة، ووضع النقاب؟.
فقال رحمه الله: خروج المرأة للأسواق من غير حاجة عرضة للفتن،لاسيما إن لبست ثيابا جميلة، أو تطيبت، أو وضعت النقاب، وفتحت لعينيها المكحولتين، لاسيما إذا كثر تسكع الشباب في الأسواق الذي لا يعرف قدر الزمن، فإن هذه فتنة وعلى وليها أن يمنعها من الخروج، وإذا فعل فليس ظالما لها، بل هو محسنا إليها غاية الإحسان، ولو أن كل واحد منا راقب أهله ومنعهم من الخروج إلا لحاجة، وبغير تطيب أو تبرج، لحصل من ذلك خير كثير، وهذا من جملة ما يغزونا به أعداؤنا، وهو فتح الباب للنساء، ومطالبتهم ما لا يليق إلا بالرجال، وأعداؤنا يعلمون أن أعظم فتنة هي النساء، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما نزلت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء". هذا هو الواقع، وأعداؤنا يريدون أن يفسد شعبنا بهذه السبل، كما فسدت شعوبهم، ولكن في الناس بقية ولله الحمد، وفي الناس خير، إذا تواصوا بالحق وتوصوا بالخير حصل خير كثير، والحمد لله رب العالمين. ا. هـ من شريط أحكام الصيام(/)
ضوابط نافعة جدا في الاخلاص
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 02:03]ـ
ضوابط نافعة في الاخلاص
فهذه ضوابط نافعة في الاخلاص رزقنا الله الاخلاص في القول والعمل
1 - ان لايكون الباعث على العمل رؤية الناس ومثاله ان يكون شخص جالسا مع اناس في وقت الضحى فيقوم يصلي ركعتين من اجل ان يقال ان فلانا يصلي الضحى
2 - ان لايزيد العمل عند رؤيتهم كأن يطيل الصلاة عند رؤيتهم
3 - ان لاينقص عند رؤيتهم كأن يخفف الصلاة عند رؤيتهم وفي هذا
قال بعض السلف الاخلاص استواء العمل في السر والعلن
4 - ان لايحدث الناس بعد ذلك بقصد ثناؤهم عليه
وفي هذا يذكر بعض اهل العلم قصة رجل كان يصلي في مسجد فراه اناس فزاد في صلاته
فلما فرغ منها اتى اليهم فقالوا مااحسن صلاتك فقال وانا اليوم صائم
فعجبا لمن يرائي التراب ويترك العمل لرب الارباب
ـ[النجدية]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 10:03]ـ
بسم الله ...
بارك الله بكم أستاذنا الفاضل أبو محمد الغامدي
و الإخلاص من الأمور التي يجب علينا تعهدها؛ لتثبت النفس عليها و تتوطن!!
و لله در سلفنا الصالح، ففي إخلاصهم عبرة لنا ...
فقد كان معروف الكرخي يضرب نفسه و يقول: يا نفس أخلصي و تخلصي.
و يقول الإمام أحمد المقدسي في كتابه مختصر منهاج القاصدين في عرض بيانه لحقيقة الإخلاص: "لذلك قيل: من سلم له في عمره لحظة واحدة خالصة لوجه الله تعالى؛ نجا، و ذلك لعزة الإخلاص، و عسر تنقية القلب من هذه الشوائب؛ لأن الخالص هو الذي لا باعث عليه إلا طلب التقرب من الله تعالى ... "
اللهم اجعل كل أعمالنا و أقوالنا و طاعاتنا ... خالصة لوجهك الكريم!!
و دمتم في عافية من الرحمن ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 01:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك .. اختي الكريمة. بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 05:06]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ابوالبراء]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 07:26]ـ
جزاك الله خيرعلى هذا الموضوع الرائع.
ما اجمل مانقل اخانا العضو فيصل عن ابن رجب.
{وهاهنا نكتة دقيقة، وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، فيمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء وقد نبه عليه السلف الصالح.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:08]ـ
جزاك الله خير .. شيخنا الفاضل ابا محمد
ومن باب الفائدة انقل لكم كلام ابن الجوزي في المسألة نفسها
فيقول رحمه الله تعالى: ((والله لقد رأيتُ من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه و القلوب تنبو عنه،
وقدره في النفوس ليس بذاك ... ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفلٍ و تخشّع والقلوب تتهافت على محبته
... يقول ((فتدبرت السبب فوجدته السريرة ... الى ان قال: ((فمن اصلح سريرته فاح عبير فضله، وعقبت القلوب بنشر طيبه))
قلت: ومن كرم الله وفضله على عباده المخلصين ان يجعل قلوب الناس تحبهم وتميل اليهم وان لم يشاهدوا اعمالهم.
.. لكن هذه قد تولد في النفس آفة العٌجب والرياء
ويعالج القضية ابن الجوزي فيقول: ((ومن ضرورة الاخلاص ألا يقصد التفات القلوب اليه، فذاك يحصل لا بقصده
، بل بكراهته لذلك))
نسأل الله ان يجدد الايمان في قلوبنا ويرزقنا الصدق في التعامل معه .... انه سميع مجيب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 05:08]ـ
الاخوة الفضلاء ابوالبراء ابومصعب الكويتي
جزاكما الله خير ا وبارك الله فيكما
ـ[علي الزيود]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 10:00]ـ
قال سفيان الثوري –رحمه الله- (ما عالجت شيئاً أشد من نيتي فإنها تتقلب عليّ)
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 01:54]ـ
الله أكبر ما أعظم الإخلاص .. والله أكبر ما أعظم آفات القلوب ...
ياربي اجعلني والمسلمين (أجمعين) من أهل الإخلاص وجنبنا وإياهم أمراض القلوب وآفاتها ..
ـ[مريد الهدى]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 06:30]ـ
وكم من مراءٍ وهو لا يعلم والله المستعان
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:18]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[جمانة انس]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:46]ـ
من صور الا خلاص
ان الا نسان يعمل الخير لوجه الله
فلا ينتظر ممن يعمل معه الخير حتى كلمة شكرا
و يشعر بهذا حقيقة من قلبه
-- وهنا لو اساءله هذا الا نسان الذي احسن اليه فلا يند م المحسن
(و معلوم ان الا حسان ليس فقط بالمال)
لانه ينتظر الثواب من الله
==و من شان هذا الا خلاص
انه يتحرى مو اضع الا حسان الحقيقية
و يتحرى اداء الا حسان باحسن وجه لان الثواب على قدر جودة الا داء
و هذا يحقق رفعة لمستوى الا حسان
== و الا حسان المخلص يجعل الله فيه البر كة و يؤ لف القلوب
==فالله غني عن اخلا صنا
لكن الا خلاص نفعه اولا و اخرا يعو د علينا
0000 لانريد منكم جزاء و لا شكورا0000
لان ما عند الله من الجزاء و الشكر اعظم و اكرم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 11:44]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم على هذا النقل الطيب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:35]ـ
جزاكم الله جميعا خير ا وبارك الله فيكم(/)
التداوي بالرقية عن طريق الأشرطة المسجلة (الكاسيت) للفوزان حفظه الله
ـ[نجيب]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 07:17]ـ
رقم الفتوى 5964
عنوان الفتوى الرقية من المسجل
نص السؤال يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: هل تجوز الرقية على المريض بواسطة المسجل؟
الجواب لسماحة الوالد صالح بن فوزان الفوزان
لا يا أخي الرقية مباشرة، يقرأ وينفث على المريض من ريقه،هذه الرقية أما التوسع والتهور في الرقية بحيث أنه بشريط ولا بالتلفون -يقرأ عليه بالتلفون-ولا يقرا بالخزان -خزان الماء -
ولا يقرأ (كلام غير مفهوم) ولا يقول ها القارورة المركزة بمائة ريال والقارورة الي ما هي مركزة بخمسين ريال هذا كله من الكذب ومن الدجل ومن استنزاف أموال الناس وهذا خروج بالرقية الشرعية إلى الأطماع واستنزاف أموال الناس نعم.
ومن هنا بالصوت
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00171-12.ra
_________
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 02:31]ـ
جزيتم خيرا على الافادة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 07:50]ـ
رقم الفتوى 5964
عنوان الفتوى الرقية من المسجل
نص السؤال يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: هل تجوز الرقية على المريض بواسطة المسجل؟
الجواب لسماحة الوالد صالح بن فوزان الفوزان
لا يا أخي الرقية مباشرة، يقرأ وينفث على المريض من ريقه،هذه الرقية أما التوسع والتهور في الرقية بحيث أنه بشريط ولا بالتلفون -يقرأ عليه بالتلفون-ولا يقرا بالخزان -خزان الماء -
ولا يقرأ (كلام غير مفهوم) ولا يقول ها القارورة المركزة بمائة ريال والقارورة الي ما هي مركزة بخمسين ريال هذا كله من الكذب ومن الدجل ومن استنزاف أموال الناس وهذا خروج بالرقية الشرعية إلى الأطماع واستنزاف أموال الناس نعم.
ومن هنا بالصوت
http://www.alfawzan.ws/alfawzan/sounds/00171-12.ra
_________
جزاك الله خيرا
أخي الحبيب أليس الذي يسمع قرآن كريم؟
ـ[جذيل]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 05:47]ـ
الرقية مباشرة، يقرأ وينفث على المريض من ريقه،هذه الرقية
الرقية تجوز بدون نفث او تفل , كما ثبت من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 06:51]ـ
جزاك الله خير(/)
من هم الطواغيت الاربعة الذين هدموا الدين؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 12:23]ـ
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة
الفصل الرابع والعشرون في ذكر الطواغيت الأربع التي هدم بها أصحاب التأويل الباطل معاقل الدين وانتهكوا بها حرمة القرآن
ومحوا بها رسوم الإيمان
وهي
قولهم إن كلام الله وكلام رسوله أدلة لفظية لا تفيد علما ولا يحصل منها يقين.
وقولهم إن آيات الصفات وأحاديث الصفات مجازات لا حقيقة لها
وقولهم إن أخبار رسول الله الصحيحة التي رواها العدول وتلقتها الأمة بالقبول لا تفيد العلم وغايتها أن تفيد الظن
وقولهم إذا تعارض العقل ونصوص الوحي أخذنا بالعقل ولم نلتفت إلى الوحي
فهذه الطواغيت الأربع هي التي فعلت بالإسلام ما فعلت وهي التي محت رسومه وأزالت معالمه وهدمت قواعده وأسقطت حرمة النصوص من القلوب ونهجت طريق الطعن فيها لكل زنديق وملحد فلا يحتج عليه
قلت قدنقضها رحمه الله في هذا الكتا ب فليرجع اليه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 07:21]ـ
فهذه الطواغيت الأربع هي التي فعلت بالإسلام ما فعلت وهي التي محت رسومه وأزالت معالمه وهدمت قواعده وأسقطت حرمة النصوص من القلوب ونهجت طريق الطعن فيها لكل زنديق وملحد فلا يحتج عليه
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 09:20]ـ
الدين قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان
ما الدين نصبك للخلاف سفاهة بين النبى وبين رأى فلان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 04:14]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 06:29]ـ
وانت جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 01:07]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 07:46]ـ
جزاك الله كل خير يا ابا محمد الغامد وبارك الله فيك ورحم الامام ابن القيم
وهؤلاء الطواغيت الاربعة لا يزالون احياء إلى عصرنا هذا يتوارثوهم أهل الضلال
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 02:51]ـ
وانت جزاك الله كل خير يااخي ماجد وبارك الله فيك
ورحم الله الامام ابن القيم
ـ[أبو سعد الشرقي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 04:45]ـ
وقولهم إن أخبار رسول الله الصحيحة التي رواها العدول وتلقتها الأمة بالقبول لا تفيد العلم وغايتها أن تفيد الظن
مثل حزب التحرير ..
جزاك الله خير
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 05:54]ـ
لاحرمتم الأجر والمثوبه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 12:44]ـ
شكرا لكم وبارك الله فيكم ...(/)
السؤال عن الرؤيا
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 08:03]ـ
السؤالُ عَن الرؤيا
السؤالُ عن الرؤيا يراها المرءُ من الأمور التي تُشغلُ الرائي، فلا يَقر له قرار حتى يكشِفَ عَن تأويلِ رؤياه، بل ربما تكرَّرَ سؤاله أكثرَ مِن عابرٍ ليرسخ تأويلٌ يوافق شيئاً يُطمئنه.
و السؤالُ عن تأويل الرؤى مما يُسْتَحْسَنُ، و يُحمدُ من الشخصِ، و لعلَّ له منفذٌ إلى باب الشكرِ لله تعالى على ما أولاه مِن رؤيا حسنةٍ يرجو تحقُّقَها، أو رؤيا سوءِ يبتهلُ إلى اللهِ بدفعها.
و استحبابُ السؤالِ عَن الرؤيا مأخوذٌ مِن سؤالِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم عَنْ رؤاهم، فقد كان يسألهم: " هل رأى أحد منكم البارحةَ رؤيا ".
و مأخُوذٌ قَبْلُ مِن سؤالِ الفتَيَانِ يوسف عليه السلام، و كذلك سؤالُ الملِكِ، فقد أخذ المفسرون مِن ذلك أنَّ السؤالَ عَن الرؤيا مِن البَحْثِ عَن العلمِ، و هو محمود.
و ينبغي للرائي أن يسأل مَن هو أهلٌ للتعبير، على وَفْقِ قانون العابرِ للرؤيا، لا أن يسألَ كُلَّ مَن هبَّ و دبَّ.
و هُنا مسألةٌ تعرَّضَ لها أهلُ التعبيرِ، و هي: قَصُّ الرؤيا على المرأةِ، و لها مَبْحَثَانِ:
الأول: أنَّ المنقولَ مِن الأثرِ في ذلك مُتَكَلَّمٌ عليه مِن حيثُ الصِّناعة الإسنادية [انظر: " الموضوعات " (2/ 264)، " المنار المنيف " (ص: 132)]، و مِن ذلك حديثُ عائشةَ رضي الله عنهما مرفوعاً: " نَهى النبيُّ صلى الله عليه و سلم أنْ تُقَصَّ الرؤيا على النساءِ ".
الثاني: أنَّ المنْعَ واردٌ لأحدِ احتمالَيْن:
أولهما: أنَّ ذلكَ مِن بابِ نَفْي وُجودِ المُعَبِّراتِ من النساءِ، فكانَ المنعُ لابتداءِ المبادَرة في قَصِّ الرؤيا، و هذا الاحتمالُ يُبْطِلُه الحِسُّ، فَوُجودُ المُعَبِّرات معروفٌ مَشْهودٌ، كـ: عائشة، و أسماء، و غيرهما.
ثانيهما: أنَّ ذلك المنعُ لِعَدمِ صِحةِ تعبيرهنَّ، و هذا مردودٌ، لأنه يشترِكُ فيهِ كلُّ الناسِ، إذ العبرة بموافقةِ التعبيرِ أصولَه، فليسَ محصوراً على النساءِ، فَكم أخطأ رجلٌ و أصابتْ امرأة، و أهل التعبيرِ يَحْكونَ مِن ذلك شيئاً في كُتُبِهم مما يُثْبِتُ أنَّ لِذلك المُوْرَدِ ما يَنْقُضُه عِنْدَ أهل الفَنِّ.
و عِنْد السؤالِ عن الرؤيا، و حكايةِ المنام يُراعي آداباً:
الأول: التثَبُّتُ مِن ضَبْطِه لرؤياه، فإنَّ ضَبْط الرؤيا مهمٌ في تأويلها.
الثاني: تَحرِّي الصِدْقَ، فلا يفتري و يسوقُ ما لم يَُرَ في منامه، و مضى ذكرُ شأن الكذب في المنام.
الثالث: حكايةُ حالِه، إنْ بدا له أنَّ للرؤيا تعلُّقٌ بِهِ.
الرابع: أنْ لا يَقُصَّ رؤياهُ على معبِّرٍ و في مِصْرِه أو إقليمه مُعبِّرٌ أحذقَ منه.
الخامس: سؤالُ أهلٍ للتعبيرِ، و يأتي ذكرُ المتأهِّلِ في بابِهِ.
السادس: أنْ يَقُصَّ رؤياه هو بنفسِه على المُعَبِّرِ، و لا يُوْكل أحداً عنه، وذلك لِعِلَّتَيْن:
الأولى: ارتباطِ الرؤيا بحال الرائي، و في التوكيلِ يَعْسُرُ الوقوف على حال الرائي و معرفتها.
الثانية: قد يكون في الرؤيا ما هو خاصٌّ بالرائي، يصْعُبُ على المُعَبِّرِ ذكرُ ذلك للمُوَكَّلِ.
تنبيهان:
الأول: يَقَعُ مِن كثيرٍ مِن الناسِ حينَ يرونَ رؤيا الرجوعُ في تعبيرها إلى كُتبِ التعبيرِ، مُهملين بذلك السؤالَ عنها أهلَ العلم بالتعبيرِ، و قَد نصَّ كثيرٌ مِن العُلَماءِ على حُرْمَةِ ذلك، و كونه غيرُ جائزٍ شَرْعاً [انظر: " الفواكه الدواني " (2/ 457)، " شرح أقرب المسالك " (5/ 285)].
بَل إنَّ الاعتمادَ على تأويلات النبي صلى الله عليه و سلمَ و تَعْمِيْمُها على كُلِّ الرؤى مما لم يَسْتَحْسِنْه العلماءُ [انظر: " فيض القدير " (4/ 64)].
ثُم إنَّ هذا الصَّنيعَ منهم تَكْتَنِفُه آفتانِ كفيلتانِ ببيان الخطأ العظيم، و هما:
الأولى: أنَّ هذه التعابيرِ للرؤى هي قضايا عينية، بمعنى: أن تكونَ حكايةٌ لتعبيرِ رؤيا رآها شخصٌ، و ليس كلُّ رؤيين اتفقتا مِن شخصين يتفقُ فيهما تعبيرهما.
الثانية: أنها رُبَّما تكون إشاراتٌ عامةٌ، يُسْتَأْنَسُ بِها، و لا يُعتمَدُ عليها في تعبيرِ كلِّ رؤيا.
و ذلك لما بُيِّنَ مراراً بأنَّ عماد التعبير على حال الرائي.
الثاني: كتابةُ الرؤيا هل تنوبُ عَن حكايتها شفهياً؟
يُقالُ: قَد يكون ذلك، و لكن حينَ يكون الرائي مستوعباً رؤياه بشكلٍ كبيرٍ، حتى إنه لا يكاد يفوته شيءٌ منه، إلا أنَّ ذلك معلولٌ بأمرين:
أولهما: أنَّ حكايةَ الرؤيا للمُعَبِّرِ بصوتٍ مسموعٍ دون كتابةٍ يتحقَّقُ فيه الوقوفُ على حال الرائي، و السؤالِ عن أمورٍ تفيد، و خاصةً إذا اعتبرنا الأثرَ النفسي على الرائي المُحْدِثِ للرؤيا _ أحياناً _، و الأثرُ النفسي يظهرُ في الصوتِ و طرائقِ الكلام.
ثانيهما: أنَّ الكتابةَ تستقطبُ التركيزَ على الحروفِ و تنميقَ الكلمات، مما يجعلُ الرؤيا بعيدةً عَنْ سَوقها كما رؤيت، و يُعتَبَرُ في ذلك التعبيرُ بالألفاظ و ما يتبعها، بخلافِ ما لو كانت مَسُوْقَةً صوتياً دون كتابةٍ فإنَّ وصولها للمُعَبِّرِ أبلغ من وصولها مكتوبةً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 09:10]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
وفقك الله أخي ذا المعالي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 03:15]ـ
أحسن الله اليكم ,, موضوع ساخن ,,(/)
ارجو منكم ايه الاخوة المساعدة
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد كتب في مسائل الفقه المستحدثة في هذا العصر ارجو منكم المساعدة فالموضوع مهم جدا لي؟(/)
قول بعضهم لا يبرأ من هذا المرض إلا بهذا الدواءهل هوصحيح؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 04:41]ـ
لا يبرأ من هذا المرض إلا بهذا الدواء
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
وأما قول الأطباء: أنه لا يبرأ من هذا المرض إلا بهذا الدواء المعين فهذا قول جاهل لا يقوله مَن يعلم الطب أصلاً فضلاً عمن يعرف الله ورسوله فإنّ الشفاء ليس في سبب معين يوجبه في العادة كما للشبع سبب معين يوجبه في العادة إذ من الناس من يشفيه الله بلا دواء ومنهم من يشفيه الله بالأدوية الجثمانيةحلالها وحرامها وقد يستعمل فلا يحصل الشفاء لفوات شرط أو لوجود مانع وهذا بخلاف الأكل فإنه سبب للشبع ولهذا أباح الله للمضطر الخبائث أن يأكلها عند الاضطرار إليها في المخمصة فإنّ الجوع يزُول بها ولا يزول بغيرها بل يموت أو يمرض من الجوع فلما تعينت طريقاً إلى المقصود أباحها الله بخلاف الأدوية الخبيثة بل قد قيل: مَن استشفى بالأدوية الخبيثة كان دليلاً على مرض في قلبه وذلك في إيمانه فإنّه لو كان من أمة محمد المؤمنين لما جعل الله شفاءه فيما حرم الله عليه ولهذا إذا اضطر إلى الميتة ونحوها وجب عليه الأكل في المشهور من مذاهب الأئمة الأربعة وأمّا التداوي فلا يجب عند أكثر العلماء إلا بالحلال وتنازعوا: هل الأفضل فعله أو تركه على طريق التوكل ومما يبين ذلك أن الله لما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير وغيرها لم يبح ذلك إلا لمن اضطر إليها غير باغ ولا عاد وفي آية أخرى: {فمَن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإنّ الله غفور رحيم} ومعلوم أن المتداوي غير مضطر إليها فعلم أنها لم تحل له وأما ما أبيح لحاجة لا لمجرد الضرورة: كلبس الحرير فقد ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للزبير وعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير لحكة كانت بهما وهذا جائز على أصح قولي العلماء لأن لبس الحرير إنّما حُرم عند الاستغناء عنه ولهذا أبيح للنساء لحاجتهن إلى التزين به وأبيح لهن التستر به مطلقاً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 11:40]ـ
فإنّ الشفاء ليس في سبب معين يوجبه في العادة كما للشبع سبب معين يوجبه في العادة(/)
شيخ الإسلام: النساء أكثر أهل الجنة!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 09:22]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اعهتدى بهداه
أما بعد:
قال شيخ ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (6/ 432) ((لِأَنَّ النِّسَاءَ أَكْثَرُ مِنْ الرِّجَالِ إذْ قَدْ صَحَّ أَنَّهُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ وَقَدْ صَحَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ الْإِنْسِيَّاتِ سِوَى الْحُورِ الْعِينِ وَذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ النِّسَاءِ أَكْثَرُ مِنْ الرِّجَالِ وَكَذَلِكَ فِي النَّارِ فَيَكُونُ الْخَلْقُ مِنْهُمْ أَكْثَرَ))
قلت إذا صح ما ذكره شيخ الإسلام فلا يتعارض مع كونهن أكثر أهل النار لأنهن أكثر من الرجال مطلقاً
وزد على ذلك أن حديث ((يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار))
المخاطب به ابتداءً نساء المؤمنين اللواتي مآلهن إلى الجنة لذا علل كثرتهن في النار بأمور دون الكفر الأكبر ولا توجب الخلود في النار
وهي الإكثار من اللعن
وكفران العشير
واذهاب لب الرجل الحازم
ولهذا كان الترغيب بالصدقة لتكفير الخطايا عنهن
تنبيه: قولي أنهن أكثر أهل الجنة في العنوان أعني به أنهن الأكثر باعتبار الجنس لا الوصف
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[المسندي]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 01:10]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 10:10]ـ
ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله في تعليقاته النافعة على صحيح البخاري
(أن أكثر أهل الجنة من نساء الدنيا والحور وأكثر أهل النار النساء من نساء أهل الدنيا، وأقل أهل الجنة من له زوجتان والزيادة على حسب فضل الله) الحلل الإبريزية ج4ص271
كتاب الرقاق، وذكر الشيخ رحمه الله نحو ذلك أيضا ونقله عن ابي هريرة رضي الله عنه انظر ج1ص309 كتاب الكسوف وأيضا ج3 ص50 كتاب بدء الخلق في باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
قال ابن حجر رحمه الله في شرحه لحديث أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ..
: واستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم من طريق ابن سيرين عنه , وهو واضح لكن يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الكسوف المتقدم "
رأيتكن أكثر أهل النار " ويجاب بأنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفي أكثريتهن في الجنة , لكن يشكل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنها النساء ,
ويحتمل أن يكون الراوي رواه بالمعنى الذي فهمه من أن كونهن أكثر ساكني النار يلزم منه أن يكن أقل ساكني الجنة , وليس ذلك بلازم لما قدمته , ويحتمل أن يكون ذلك في أول الأمر قبل خروج العصاة من
النار بالشفاعة , والله أعلم " ا. هـ
وقوله رحمه الله:وليس ذلك بلازم لما قدمته "
أي من أنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفي لأكثريتهن في الجنة
وذكر ابن حجر رحمه الله أن المقصود بقوله: (ولكل واحد منهم زوجتان)
أي من نساء الدنيا
وقوله رحمه الله: "في الحديث الآخر اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنها النساء"
الحديث في مسلم
وقد رأيت للشيخ الكريم سليمان الخراشي - حفظه الله-
بحث حول "أحوال النساء في الجنة "
قال حفظه الله: "وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (إن أقل ساكني الجنة النساء) –أخرجه البخاري ومسلم –"
وبحثي القاصر أن الحديث بهذا اللفظ ليس في البخاري إنما في مسلم
قال ابن القيم في حادي الأرواح تعليقا على هذا الحديث: "وفي الحديث الآخر أن أقل ساكني الجنة النساء قيل هذا يدل على انهن إنما كن في الجنة أكثر بالحور العين التي خلقن في الجنة وأقل ساكنيها نساء الدنيا " ا. هـ
وقيل أن ذلك بالنسبة لكثرتهن في النار
والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 02:32]ـ
أحسن الله اليك شيخ عبدالله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 06:18]ـ
لطيفة جميلة أحسن الله إليكم وجزاكم الله خير الجزاء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 12:04]ـ
للفائدة - بارك الله فيكم!
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 04:51]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله ....
و نفع بنفيس فوائدك وجميل عوائدك
ـ[العرب]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 11:36]ـ
لكن كيف نجيب عن قوله: صلى الله عليه وسلم: (إن أقل ساكني الجنة النساء) أخرجه مسلم ظ
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:25]ـ
لكن كيف نجيب عن قوله: صلى الله عليه وسلم: (إن أقل ساكني الجنة النساء) أخرجه مسلم ظ
قال المناوي في فيض القدير ((وفي حديث مسلم الآتي أقل ساكني الجنة النساء. قال ابن القيم: فهذا يدل على أنه إنما يكنّ في الجنة أكثر بالحور وأما نساء أهل الدنيا فأقل أهل الجنة قال السمهودي: وفيه نظر لإمكان الجمع بأن المراد أن منكن في الجنة ليسير بالنسبة لمن يدخل النار منكن لأنهن أكثر أهل النار ويحمل عليه خبر عائشة أقل ساكني الجنة النساء يعني بالنسبة لمن يسكن منهن النار))
وقال في موطن آخر (((إن أقل ساكني الجنة النساء) أي في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار فلا دلالة فيه على أن نساء الدنيا أقل من الرجال في الجنة وقال بعض المحققين: القلة يجوز كونها باعتبار ذواتهن إذا أريد ساكني الجنة المتقدمين في دخولها وكونها باعتبار سكناهن بأن يحبس في النار كثيراً فيكون سكناهن في الجنة قليلاً بالنسبة لمن دخل))
وبهذا تتسق الأدلة(/)
كلمة الشيخ صالح الفوزان في حفل مسابقة مؤسسة العنود الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 05:41]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فإنها مناسبة كريمة مناسبة طيبة هذه المناسبة التي نجتمع فيها للاحتفاء بحفظة القرآن الكريم تشجيعاً لهم وتمتعاً برؤيتهم وسماع قراءاتهم فهو اقتطاف لثمرة غرست إن شاء الله على البر والتقوى أيها الأخوة قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم معناه الحث والترغيب في تعلم القرآن وتعليمه لتعلمه أولاً على الوجه المطلوب ثم تعليمه لأنه لا يسع من تعلم القرآن أن يقتصر على نفسه بل لا بد أن يعلمه لغيره وبهذا يتواصل العلم ويحمل هذا القرآن من جيل إلى جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهذا مصداق لقوله تعالى ((إنا نحن نزلنا الذكرى وإنا له لحافظون)) فمن حفظ هذا القرآن عناية المسلمين به تعلماً وتعليماً ونرجو أن تكون هذه المؤسسة المباركة مؤسسة العنود أن تنال من هذه الخيرية التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن تعلم القرآن وعلمه فإن هذا من أشرف الأعمال وأجل المطالب العناية بكتاب الله الذي فيه ذكرنا وشرفنا ونجاتنا في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)) وحبل الله هو القرآن أو الإسلام فهو حبل الله المتين الذي من تمسك به نجا وفاز وافلح وهذا لا يتم إلا بالاهتمام به تعلماً وتعليماً ثم أيضاً يتبع تعليم القرآن وتعلمه يتبع ذلك الإكثار من تلاوته قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة)) ((واتلوا ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا)) ((إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) فلك لكل حرف قرأته من كتاب الله لك به حسنة والحسنة بعشر أمثالها وكم حروف القرآن إنها كثيرة ولله الحمد وفي كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها ثم لا يقف الأمر على التلاوة بل لا بد من التدبر والتفهم لمعانيه قال تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ايآته وليتذكر أولو الألباب)) وقال سبحانه وتعالى: ((أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأتي أبائهم)) وقال سبحانه وتعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا)) ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)) فلا يكفي أن الإنسان يمر على الحروف ويتلوا القرآن من أوله إلى آخره بدون تدبر وتفهم لمطالبه ومعرفة لمعانيه بحسبة استطاعة القارئ وكلٌ يدرك من هذا القرآن ومن معانيه ما وفقه الله إليه فمن مقل ومستكثر والعلم كله من القرآن السنة مفسرة للقرآن وموضحة للقرآن قال الإمام ابن القيم " تدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن " ثم لا يكفي أن الإنسان يتعلم القرآن ويتلوه ويتدبره ويعرف معانيه هذي كلها وسائل والغاية التي من أجلها أنزل القرآن هي العمل، العمل بهذا القرآن العمل بالنسبة لأفراد المسلمين والعمل بالنسبة للأمة الإسلامية كلنا مكلفون للعمل بهذا القرآن وإتباع هذا القرآن وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه كلنا مكلفون أفراداً وجماعات وحكاماً ومحكومين كلنا مكلفون، مكلفون بالعمل بهذا القرآن فإن عملنا به صار حجة لنا يوم القيامة وإن لم نعمل به ولا حول ولا قوة إلا بالله صار حجة علينا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك) فإن عملت به صار حجة لك عند الله وإن لم تعمل به وأعرضت عنه صار حجة عليك يوم القيامة أن تقول ما بلغني ما جاءني نذير ما بلغني كتاب فهذا القرآن بين أيدينا وهذا القرآن ميسر لنا ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وأن يجزي هذه المؤسسة والقائمين عليها ومن أسست من أجله أن يجزيهم خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين وأن يبارك في جهودهم ويثمر أعمالهم في الخير ويتقبل منهم إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=54(/)
فيزيائي يفتي في الشريعة؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 08:16]ـ
فيزيائي يفتي في الشريعة
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
كذلك أيضاً يجب أن نحترز غاية الاحتراز أن نسمع إلى قول من ليس من أهل الاختصاص فيما يقول، فمثلاً لو جاءنا رجل فقيه وصار يتكلم بالتاريخ لا نثق به تمام الثقة لماذا؟ لأنه ليس من اختصاصه ونثق بصاحب التاريخ الذي هو دونه بالفقه لأن التاريخ من اختصاصه فكيف إذا كان المتكلم هذه الأشرطة ليس له اختصاص في العلوم الشرعية وإنما اختصاصه في الفيزياء والكيمياء أو ما أشبه ذلك يكون كحاطب ليل … حاطب الليل يا أخواني إذا سمعتم به يأخذ الحطب من الأرض وقد يكون فيه حيه وهو لا يدري فحاطب الليل هو الذي لا يميز بين النافع والضار، هذا الضابط فكل من لا يميز بين ضار ونافع يسمى حاطب ليل. أ. هـ
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيك
لكن هنا مشكلة!
ما المقصود بـ ((ليس من أهل الإختصاص))؟!
هل هو من لم يدرس العلم الشرعي في الجامعات؟!
أو من لم يعتبره كبار العلم من أهل الإختصاص؟!
أو من لم يشتهر بالإهتمام في هذا الفن؟!
لأن بعض الإخوة تخصصه الدراسي مثلاً (فيزياء) , لكن له إهتمام بالعلم الشرعي , ويحضر مجالس العلم , ويحفظ ويضبط ويجتهد في تحصيل العلم الشرعي , حتى حصل من العلم الكثير.
فهل هذا ليس من أهل الإختصاص لأن تخصصه الدراسي ليس في العلوم الشرعية؟!
وجزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:09]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: عرَّف أهل العلم الإفتاء بأنه: "الإخبار بحكم الله تعالى عن دليل شرعي". ولما كان الإفتاء بهذه المنزلة من الأهمية اشترط له العلماء شروطاً عديدة، لا بد من توفرها فيمن أراد التصدي لهذا المنصب الخطير. والشروط – باختصار- هي:
(1) الإسلام. (2) البلوغ.
(3) العقل. (4) العدالة.
وهذه الأربعة شروط لقبول فتواه والعمل بها، وهي مجمعٌ على اشتراطها لذلك. قال ابن حمدان: " أما اشتراط إسلامه وتكليفه (أي أن يكون بالغاً عاقلاً) وعدالته فبالإجماع؛ لأنه يخبر عن الله تعالى بحكمه، فاعتبر إسلامه وتكليفه وعدالته؛ لتحصل الثقة بقوله ويُبنى عليه كالشهادة والرواية ". (صفة الفتوى والمفتي والمستفتي: 13).
(5) الاجتهاد.
وقد ذكر العلماء للمجتهد عدة شروطٍ، منها ما هو محل وفاق، ومنها ما هو محل خلاف، وأهم هذه الشروط إجمالاً:
(1) العلم بآيات الأحكام من القرآن الكريم.
(2) العلم بأحاديث الأحكام من السنة الشريفة.
(3) العلم باللغة العربية.
(4) العلم بأصول الفقه.
(5) العلم بمسائل الإجماع حتى لا يخالفها.
وللعلماء كلام طويل حول تحقق هذه الشروط في المفتين قديماً وحديثاً، وهل هذه الشروط معتبرة في حق كل مفتٍ، أو أنها تشترط لما يُسمى بالمجتهد المطلق؟ وهذه المسألة من المسائل المشكلة التي كثر الكلام حولها.
ولمن أراد الاطلاع على كلام أهل العلم فيها، فعليه بالكتب التي تناولت هذه المسألة وما يتعلق بها، ومن أهم هذه الكتب ما يأتي:
(1) صفة الفتوى والمفتي والمستفتي، لابن حمدان.
(2) أدب المفتي والمستفتي، لابن الصلاح.
(3) كتاب الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي.
(4) إعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن القيم.
إضافةً إلى ما كتبه العلماء في مؤلفاتهم في أصول الفقه، وذلك في كتاب الاجتهاد والتقليد، حيث يتطرقون لهذه المسألة بشيءٍ من التفصيل عندما يتكلمون عن شروط المجتهد، أو عندما يتكلمون عن مسألة تجزؤ الاجتهاد، ويعنون بهذه المسألة: هل من شرط الاجتهاد أن يكون الإنسان مجتهداً في جميع المسائل والأبواب، أو يجوز أن يكون مجتهداً في بعضها دون بعض؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: إن الإنسان الذي يفتي الناس فيما يسألون عنه من أحكام الشريعة ويبين لهم أمور دينهم يقوم بعمل مهم جداً، وهو من أهم الأعمال وأعظمها، ولما كان هذا العمل بهذه المنزلة، كان من الواجب معرفة هذا الشخص الذي يؤدي هذا العمل، ولا بد من اتصافه بالعلم والتقوى والورع ونحو ذلك من الصفات الحسنة، وهذا الأمر يُعرف من شهادة الناس له وثنائهم عليه، فالناس كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"أنتم شهداء الله في الأرض .... " الحديث رواه البخاري (1367)، ومسلم (949) من حديث أنس –رضي الله عنه-، ولا شك أن تزكية العلماء لطالب العلم وشهادتهم له باستحقاق منصب الفتوى دليلٌ أكيد على صلاحية هذا الإنسان للقيام بهذا العمل العظيم.
ثالثاً: أما بالنسبة لمن تدرج في العلم عن طريق الكتب ولم يجلس في حلقات العلم، فإنه وإن أصاب علماً كثيراً بهذه الطريقة، إلا إنه قد يحصل له الخلل والخطأ من حيث لا يدري، فإنه قد يفهم الشيء على خلاف ما هو عليه، وقد تستغلق عليه بعض الأمور المشكلة فلا يجد من يفتحها عليه، وقد يتجه إلى كتب تضر أكثر مما تنفع، وغير ذلك من المحاذير التي تنتفي إذا أخذ العلم عن أهله. ولذلك فإن السلف الصالح ومن بعدهم لم يتلقوا العلم عن طريق الكتب فقط، وإنما أخذوا العلم عن أهله، حيث جلسوا عند العلماء وتتلمذوا على أيديهم، وهم في ذلك يقتدون بالصحابة - رضي الله عنهم -، إذ كانوا يلازمون النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذون العلم عنه، وكذلك الأمر بالنسبة للتابعين، حيث لازموا الصحابة - رضي الله عنهم - حتى فقهوا في الدين، وبلغوا ذروة الكمال في العلوم الشرعية.
وقد تكلم الشاطبي رحمه الله عن هذه المسألة، ثم قال بعد أن قرر هذا الأمر: " …وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالماً اشتهر في الناس الأخذ عنه إلا وله قدوة اشتهر في قرنه بمثل ذلك، وقلما وُجِدت فرقةٌ زائغة ولا أحدٌ مخالف للسنة إلا وهو مفارق لهذا الوصف. وبهذا الوجه وقع التشنيع على ابن حزم االظاهري، وأنه لم يلازم الأخذ عن الشيوخ ولا تأدب بآدابهم، وبضد ذلك كان العلماء الراسخون كالأئمة الأربعة وأشباههم " (الموافقات1/ 66 - 67).
ولا يُفهم من هذا الكلام أن طالب العلم لا يلتفت إلى الكتب ولا يطَّلع على ما فيها، كلا ليس هذا هو المقصود، ولكن المقصود أن الأصل أن طالب العلم يلازم العلماء ويأخذ عنهم، ومع هذا فإنه يطَّلع على الكتب التي كتبها أهل العلم ويقرأ ما فيها، وإذا أشكل عليه شيءٌ أو استغلق عليه فهمه سأل أهل العلم عنه، وبهذا يحصل له الأخذ عن العلماء المتقدمين والمعاصرين، فيأمن من الغلط والخطأ، وقد أشار الشاطبي إلى هذا المعنى، حيث قال: إن العلم لا بد أن يؤخذ من أهله، وهذا الأخذ له طريقان، هما:
(1) المشافهة، وهي أنفع الطريقين وأسلمهما.
(2) مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين، فإنه نافع في بابه بشرطين:
أ – أن يحصل للمطَّلع من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب، ومعرفة اصطلاحات أهله، ما يمكنه من فهم ذلك العلم.
ب – أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد، فإنهم أفضل من غيرهم من المتأخرين. ثم أخذ في شرح هذه الأمور وبيان المراد منها. والمقام هنا لا يحتمل التفصيل، فمن أحب الاطلاع على كلامه في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب الموافقات (1/ 67 - 68). والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقووول
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 08:53]ـ
ليست العبرة بالطريقة التي حصّل الإنسان بها الأهلية، وإنما العبرة بشهادة أهل العلم المعروفين له.
فكثير ممن جالس الشيوخ وطلب العلم على يدهم لا تكاد تجده يفقه ما يقول، ويقع كثيرا في التصحيف والتحريف، والخطأ في الفهم.
وكثير ممن لم يجالس الشيوخ وإنما طلب العلم من الكتب تجده بضد ذلك.
وهذا ليس بمطرد، ولكنه موجود، فالحكم على الإنسان بمجرد طلب العلم على الشيوخ من عدمه غير سديد.
وإنما العبرة أن يشهد له أهل عصره المعروفون بالعلم والمعرفة، فمن شهد له أهل العلم فهو من أهل العلم وإن لم يكن معه شهادة، ومن شهد عليه أهل العلم فهو من أهل الجهل، وإن كان معه أعلى الشهادات.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك.ياابا مالك العوضي .. بارك الله فيك .. على تعليقكم المفيد.(/)
مراتب السعادة ..... ابن قيم الجوزية
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 01:09]ـ
مراتب السعادة
إذا بلغ العبد أعطى عهده الذي عهد إليه خالقه ومالكه، فإذا أخذ عهده بقوة وقبول وعزم على تنفيذ ما فيه صلح للمراتب والمناصب التي يصلح لها الموفون بعهودهم، فإذا هز نفسه عند أخذ العهد و انتحاها وقال قد أُهِّلْت لعهد ربي فمن أولى بقبوله وفهمه وتنفيذه مني؟ فحرص أولا على فهم عهده وتدبره وتعرفه وصايا سيده له، ثم وطن نفسه على امتثال ما في عهده والعمل به وتنفيذه حسبما تضمنه عهده، فأبصر بقلبه حقيقة العهد وما تضمنه، فاستحدث همة أخرى وعزيمة غير العزيمة التي كان فيها وقت الصبا، قبل وصول العهد، فاستقال من ظلمة غرة الصبا والانقياد للعادة والمنشأ، وصبر على شرف الهمة وهتك ستر الظلمة إلى نور اليقين، فأدرك بقدر صبره وصدق اجتهاده ما وهبه الله له من فضله.
فأول مراتب سعادته أن تكون له أذن واعية، وقلب يعقل ما تعيه الأذن. فإذا سمع وعقل واستبانت له الجادة ورأى عليها تلك الأعلام، ورأى أكثر الناس منحرفين عنها يمينا وشمالا فلزمها ولم ينحرف مع المنحرفين الذين كان سبب انحرافهم عدم قبول العهد أو قبلوه بكره ولم يأخذوه بقوة ولا عزيمة ولا حدثوا أنفسهم بفهمه وتدبره والعمل بما فيه وتنفيذ وصاياه، بل عرض عليهم العهد ومعهم ضراوة الصبا ودين العادة وما ألفوا عليه الآباء والأمهات، فتلقوا العهد تلقي من هو مكتف بما وجد عليه آباءه وسلفه، وعادتهم لا تكفي من يجمع همه وقلبه على فهم العهد والعمل به، حتى كأن ذلك العهد أتاه وحده وقيل له تأمل ما فيه ثم اعمل بموجبه فإذا لم يتلق عهده هذا التلقي أخلد إلى سيرة القرابة وما استمرت عليه عادة أهله وأصحابه وجيرانه وأهل بلده، فإن علت همته أخلد إلى ما عليه سلفه ومن تقديمه من غير التفات إلى تدبر العهد وفهمه فرضي لنفسه أن يكون دينه دين العادة، فإذا شامه الشيطان ورأى هذا مبلغ همته وعزيمته، رماه بالعصبية والحمية للآباء وسلفه وزين له أن هذا هو الحق وما خالفه باطل، ومثل له الهدى في صورة الضلال، والضلال في صورة الهدى، بتلك العصبية والحمية التي أسست على غير علم، فرضاه أن يكون مع عشيرته وقومه له ما لهم وعليه ما عليهم، فخذل عن الهدى و ولاه الله ما تولى، فلو جاءه كل هدى يخالف قومه وعشيرته لم يره إلا ضلالة.
وإذا كانت همته أعلى من ذلك ونفسه أشرف وقدره أعلى، أقبل على حفظ عهده وفهمه وتدبره، وعلم أن لصاحب العهد شأنا ليس كشأن غيره، فأخذ نفسه بمعرفته من نفس العهد، فوجده قد تعرف إليه وعرفه نفسه وصفاته وأسماءه وأفعاله وأحكامه، فعرف من ذلك العهد قيما بنفسه مقيما لغيره غنيا عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير إليه مستو على عرشه فوق جميع خلقه، يرى ويسمع ويرضى ويغضب ويحب ويبغض ويدبر أمر مملكته، وهو فوق عرشه متكلم آمر ناه يرسل رسله إلى أقطار مملكته بكلامه الذي يسمعه من يشاء من خلقه، وأنه قائم بالقسط مُجاز بالإحسان والإساءة، وأنه حليم غفور شكور جواد محسن موصوف بكل كمال منزه عن كل عيب ونقص وأنه لا مثل له. ويشهد حكمته في تدبير مملكته وكيف يقدر مقاديره بمشيئته غير مضادة لعدله وحكمته، وتظاهر عنده العقل و الشرع والفطرة فصدق كل منهما صاحبيه وفهم عن الله سبحانه ما وصف به نفسه في كتابه من حقائق أسمائه التي بها نزل الكتاب و بها نطق ولها أثبت وحقق، و بها تعرف إلى عباده حتى أقرت به العقول وشهدت به الفطر.
فإذا عرف بقلبه وتيقن صفات صاحب العهد أشرقت أنوارها على قلبه فصارت له كالمعاينة، فرأى حينئذ تعلقها بالخلق والأمر وارتباطهما بها وسريان آثارها في العالم الحسي والعالم الروحي، ورأى تصرفها في الخلائق كيف عمت وخصت وقربت وأبعدت وأعطت ومنعت، فشاهد بقلبه مواقع عدله سبحانه وقسطه وفضله ورحمته، واجتمع له الإيمان بلزوم حجته مع نفوذ أقضيته وكمال قدرته مع كمال عدله وحكمته ونهاية علوه على جميع خلقه مع إحاطته ومعيته وعظمته وجلاله وكبريائه وبطشه وانتقامه مع رحمته وبره ولطفه وجوده وعفوه وحلمه. ورأى لزوم الحجة مع قهر المقادير التي لا خروج لمخلوق عنها. وكيف اصطحاب الصفات وتوافقها وشهادة بعضها لبعض، وانعطاف الحكمة التي هي نهاية وغاية على المقادير التي هي أول بداية. ورجوع فروعها إلى أصولها
(يُتْبَعُ)
(/)
ومبادئها إلى غاياتها حتى كأنه مشاهد مبادئ الحكمة، وتأسيس القضايا على وفق الحكمة والعدل والمصلحة والرحمة والإحسان، ولا تخرج قضية عن ذلك إلى انقضاء الأكوان وانفصال الأحكام يوم الفضل بين العباد وظهور عدله وحكمته وصدق رسله وما أخبرت به عنه لجميع الخليقة، إنسها وجنها، مؤمنها وكافرها.
وحينئذ يتبين من صفات جلاله ونعوت كماله للخلق ما لم يكونوا يعرفونه قبل ذلك، حتى أن أعرف خلقه به في الدنيا يثني عليه يومئذ من صفات كماله ونعوت جلاله ما لم يكن يحسنه في الدنيا، وكما يظهر ذلك لخلقه تظهر لهم الأسباب التي بها زاغ الزائغون وضل الضالون وانقطع المنقطعون، فيكون الفرق بين العلم يومئذ بحقائق الأسماء والصفات والعلم بها في الدنيا كالفرق بين العلم بالجنة والنار ومشاهدتهما وأعظم من ذلك.
وكذلك يفهم من العهد كيف اقتضت أسماؤه وصفاته لوجود النبوة والشرائع وألا يترك خلقه سدى، وكيف اقتضت ما تضمنته من الأوامر والنواهي، وكيف اقتضت وقوع الثواب والعقاب والمعاد، وأن ذلك من موجبات أسمائه وصفاته بحيث ينزه عما زعم أعداؤه من إنكار ذلك، ويرى شمول القدرة وإحاطتها بجميع الكائنات حتى لا يشذ عنها مثقال ذرة، ويرى أنه لو كان معه إله آخر لفسد هذا العالم فكانت تفسد السموات والأرض ومن فيهن، وأنه سبحانه لو جاز عليه النوم أو الموت لتدكدك هذا العالم بأسره ولم يثبت طرفة عين. ويرى مع ذلك الإسلام والإيمان اللذين تعبد الله بهما جميع عباده كيف انبعاثهما من الصفات المقدسة، وكيف اقتضيا الثواب والعقاب عاجلا وآجلا. ويرى مع ذلك أنه لا يستقيم قبول هذا العهد والتزامه لمن جحد صفاته وأنكر علوه على خلقه وتكلمه بكتبه وعهوده، كما لا يستقيم قبوله لمن أنكر حقيقة سمعه وبصره وحياته وإرادته وقدرته، وأن هؤلاء هم الذين ردوا عهده وأبوا قبوله، وأن من قبله منهم لم يقبله بجميع ما فيه، والله التوفيق.
الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 01:41]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة ..
انتقاءٌ موفقٌ.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخى الفاضل وشكرا على المرور(/)
خصال يجب تحققها فيمن ينصب نفسه للفتيا لابن القيم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 03:07]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
خصال يجب تحققها فيمن ينصب نفسه للفتيا
الفائدة الثالثة والعشرون
: ذكر أبو عبد الله بن بطة في كتابه في الخلع عن الإمام أحمد أنه قال: (لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال) , أولها: أن تكون له نية , فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور.
والثانية: أن يكون له علم وحلم ووقار وسكينة.
الثالثة: أن يكون قويا على ما هو فيه وعلى معرفته.
الرابعة: الكفاية وإلا مضغه الناس.
الخامسة: معرفة الناس ,
قال العلامة ابن القيم رحمه الله
وهذا مما يدل على جلالة أحمد ومحله من العلم والمعرفة ; فإن هذه الخمسة هي دعائم الفتوى , وأي شيء نقص منها ظهر الخلل في المفتي بحسبه.
[النية ومنزلتها] فأما النية فهي رأس الأمر وعموده وأساسه وأصله الذي عليه يبنى ; فإنها روح العمل وقائده وسائقه , والعمل تابع لها يبنى عليها , يصح بصحتها ويفسد بفسادها وبها يستجلب التوفيق , وبعدمها يحصل الخذلان , وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة , فكم [ص: 153] بين مريد بالفتوى وجه الله ورضاه والقرب منه وما عنده , ومريد بها وجه المخلوق ورجاء منفعته وما يناله منه تخويفا أو طمعا , فيفتي الرجلان بالفتوى الواحدة وبينهما في الفضل والثواب أعظم مما بين المشرق والمغرب.
هذا يفتي لتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر ورسوله هو المطاع , وهذا يفتي ليكون قوله هو المسموع وهو المشار إليه وجاهه هو القائم سواء وافق الكتاب والسنة أو خالفهما , فالله المستعان.
وقد جرت عادة الله التي لا تبدل وسنته التي لا تحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه , ويلبس المرائي اللابس ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغضة ما هو اللائق به ; فالمخلص له المهابة والمحبة , وللآخر المقت والبغضاء.
[العلم والحلم والوقار والسكينة] وأما قوله: " أن يكون له حلم ووقار وسكينة " فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار ; فإنها كسوة علمه وجماله , وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس , وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام , فخيارهم من أوتي الحلم والعلم , وشرارهم من عدمهما , الثالث: من أوتي علما بلا حلم , الرابع: عكسه فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله.
وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات ; فالحليم لا يستفزه البدوات , ولا يستخفه الذين لا يعلمون , ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل.
بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه ولا تملكه أوائلها , وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة ; فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد , وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصير عليه وعند الشر فيصبر عنه ; فالعلم يعرفه رشده والحلم يثبته عليه , وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا رأيته , وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له رأيته , وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولا بصيرة رأيته , وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا لم تكد , فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا فاستمسك بغرزه.
والوقار والسكينة ثمرة الحلم ونتيجته.
ولشدة الحاجة إلى السكينة وحقيقتها وتفاصيلها وأقسامها نشير إلى ذلك بحسب علومنا القاصرة , وأذهاننا الجامدة , وعباراتنا الناقصة , ولكن نحن أبناء الزمان , والناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم , ولكل زمان دولة ورجال.
[ص: 154] حقيقة السكينة] فالسكينة فعيلة من السكون , وهو طمأنينة القلب واستقراره , وأصلها في القلب , ويظهر أثرها على الجوارح ,
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود أن العبد محتاج إلى السكينة عند الوساوس المعترضة في أصل الإيمان ليثبت قلبه ولا يزيغ , وعند الوساوس والخطرات القادحة في أعمال الإيمان لئلا تقوى وتصير هموما وغموما وإرادات ينقص بها إيمانه , وعند أسباب المخاوف على اختلافها ليثبت قلبه ويسكن جأشه , وعند أسباب الفرح لئلا يطمح به مركبه فيجاوز الحد الذي لا يعبر فينقلب ترحا وحزنا , وكم ممن أنعم الله عليه بما يفرحه فجمح به مركب الفرح وتجاوز الحد فانقلب ترحا عاجلا , ولو أعين بسكينة تعدل فرحه لأريد به الخير , وبالله التوفيق , وعند هجوم الأسباب المؤلمة على اختلافها الظاهرة والباطنة , فما أحوجه إلى السكينة حينئذ , وما أنفعها له , وأجداها عليه , وأحسن عاقبتها ,.
والسكينة في هذه المواطن علامة على الظفر , وحصول المحبوب , واندفاع المكروه , وفقدها علامة على ضد ذلك , لا يخطئ هذا ولا هذا , والله المستعان.
[الاضطلاع بالعلم] وأما قوله " أن يكون قويا على ما هو فيه , وعلى معرفته " أي مستظهرا مضطلعا بالعلم متمكنا منه , غير ضعيف فيه ; فإنه إذا كان ضعيفا قليل البضاعة غير مضطلع به أحجم عن الحق في موضع ينبغي فيه الإقدام لقلة علمه بمواضع الإقدام والإحجام , فهو يقدم في غير موضعه , ويحجم في غير موضعه , ولا بصيرة له بالحق , ولا قوة له على تنفيذه ; فالمفتي محتاج إلى قوة في العلم وقوة في التنفيذ , فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له.
[الكفاية] وأما قوله " الرابعة الكفاية وإلا مضغه الناس " فإنه إذا لم يكن له كفاية احتاج إلى الناس وإلى الأخذ مما في أيديهم , فلا يأكل منهم شيئا إلا أكلوا من لحمه وعرضه أضعافه , وقد كان لسفيان الثوري شيء من مال , وكان لا يتروى في بذله ويقول: لولا ذلك لتمندل [ص: 157] بنا هؤلاء ; فالعالم إذا منح غناء فقد أعين على تنفيذ علمه , وإذا احتاج إلى الناس فقد مات علمه وهو ينظر.
[معرفة الناس] وأما قوله " الخامسة معرفة الناس " فهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي والحاكم , فإن لم يكن فقيها فيه فقيها في الأمر والنهي ثم يطبق أحدهما على الآخر , وإلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح , فإنه إذا لم يكن فقيها في الأمر له معرفة بالناس تصور له الظالم بصورة المظلوم وعكسه , والمحق بصورة المبطل وعكسه , وراج عليه المكر والخداع والاحتيال , وتصور له الزنديق في صورة الصديق , والكاذب في صورة الصادق , ولبس كل مبطل ثوب زور تحتها الإثم والكذب والفجور , وهو لجهله بالناس وأحوالهم وعوائدهم وعرفياتهم لا يميز هذا من هذا , بل ينبغي له أن يكون فقيها في معرفة مكر الناس وخداعهم واحتيالهم وعوائدهم وعرفياتهم , فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعوائد والأحوال , وذلك كله من دين الله كما تقدم بيانه , وبالله التوفيق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, صباحاً 06:26]ـ
وأما قوله " الخامسة معرفة الناس " فهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي والحاكم , فإن لم يكن فقيها فيه فقيها في الأمر والنهي ثم يطبق أحدهما على الآخر , وإلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح , فإنه إذا لم يكن فقيها في الأمر له معرفة بالناس تصور له الظالم بصورة المظلوم وعكسه , والمحق بصورة المبطل وعكسه , وراج عليه المكر والخداع والاحتيال , وتصور له الزنديق في صورة الصديق , والكاذب في صورة الصادق , ولبس كل مبطل ثوب زور تحتها الإثم والكذب والفجور , وهو لجهله بالناس وأحوالهم وعوائدهم وعرفياتهم لا يميز هذا من هذا , بل ينبغي له أن يكون فقيها في معرفة مكر الناس وخداعهم واحتيالهم وعوائدهم وعرفياتهم , فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعوائد والأحوال , وذلك كله من دين الله كما تقدم بيانه , وبالله التوفيق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 07:33]ـ
يرفع للفائدة(/)
مسائل رمضانية، للشيخ العلامة: سليمان العلوان
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 03:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه مجموعة من المسائل التي اقتنصت من شرح الشيخ العلامة أبي عبدالله ..
سليمان بن ناصر العلوان - فك الله أسره - لكتاب الصيام ..
من جامع أبي عيسى الترمذي ..
الذي شرحه الشيخ في وقت سابق ..
سيتم - إن شاء الله تعالى - طرح المسائل تباعا ..
وهي مقاطع صوتية متنوعة ..
وفور ما يُنتهى من تنسيق وترتيب المسألة ستطرح إن شاء الله ..
وهي من انتقاء وجمع وترتيب أحد الأحبة جزاه الله خيرا ..
ووفقناوإياه لعمل الصالحات ..
سأضع المسائل المتعلقة بوقت الإفطار في الرد التالي ..
أبو الوليد ..
وفي الذكرى بقية ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 03:18]ـ
.. ::| مسائل في وقت الإفطار |:: ..
الرابط الصوتي ..
http://www.archive.org/download/msael/msael.rm
هذا رابط للجوالات، لنشره في البلوتوث ..
http://www.archive.org/download/eftar/eftar.amr
وترقبوا مسائل السحور إن شاء الله تعالى ..
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 10:05]ـ
بارك الله فيك على هذا الجهد
ولعله يتم تفريغها من أحد الأعضاء
فإنه أعم وأنفع
وله منا الدعاء
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 12:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[النعيمي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 04:49]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........
جزاكم الله خيراً ... أنا مع رأي الأخ عبد المحسن ... وإذا تسنى وضع الشرح كاملاً (صوتياً أو مكتوباً) فسيكون ذلك هو العطاء الحميد ... علماً بأني لم أطلع إلا الآن على شرح للشيخ لكتاب الصيام من جامع أبي عيسى الترمذي ... وجزاكم الله خيراً ...
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 11:40]ـ
حياكم الله يا أحبة ..
بالنسبة للتفريغ، ربما لا يتسنى هذه السنة؛ لأن رمضان على وشك الرحيل ..
لكن لعله في السنة القادمة بحول الله تعالى ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 11:41]ـ
.. ::| مسائل في السحور |:: ..
الرابط الصوتي ..
http://www.archive.org/download/alwansohor/sohor.rm
هذا رابط للجوالات، لنشره في البلوتوث ..
http://www.archive.org/download/alwansohor/sohor.amr
شكرا محمد بن عبدالله ..
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[09 - Aug-2009, مساء 12:42]ـ
بارك الله فيك اخي فك الله اسر الشيخ
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 06:40]ـ
بارك الله فيك وأبشر الإخوة بأن شرح الشيخ لكتاب الصيام من جامع أبي عيسى قد فرغ وهو موجود في أحد دور التصوير بحي الخالدية بالرياض.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 02:14]ـ
بارك الله فيك.
هل تستطيع رفعه على الشبكة؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 02:55]ـ
للفائدة.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[14 - Aug-2010, صباحاً 01:58]ـ
جزاكم الله خير(/)
رياض الاطفال واللغة الانجليزية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 02:26]ـ
قال العلامة ابن عثيمين عند قوله تعالى ((بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:195] وهذا فخر عظيم للسان العربي؛ أن يكون كتاب الله العظيم نزل بهذا اللسان العربي، ومع ذلك لسان عربي مبين، مبين أي: بيِّن مبيِّن، فهو نفسه بيِّن وهو كذلك مبيِّن لغيره. فهذا القرآن بين واضح ومبين للحق أيضاً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:195] وهو لسان العرب الذي هم أبلغ البلغاء،
وأقول: إن هذا فخر عظيم للغة العربية أن ينزل القرآن بها، ولقد تعربت الأعاجم في صدر الإسلام حتى يصلوا إلى معاني القرآن؛ لأنه مهما كان الإنسان في فهمه إذا لم يكن لسانه عربياً فإنه لن يدرك طعم القرآن تماماً. لن يدرك طعم القرآن إلا من وفقه الله للفهم وكان لسانه لساناً عربياً، ولهذا تعربت الأمم في صدر الإسلام حتى صاروا عرباً فصحاء في الكلام، فالبخاري نسبه فارسي من بخارى، بعيد عن العرب، لكنه تعرب، وكذلك الفيروزآبادي الذي له القاموس المحيط في اللغة العربية أصله غير عربي لكنه تعرب؛ لأنه لا يمكن أن يفهم كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا باللسان العربي. وكانت اللغة العربية مزدهرة في صدر الإسلام، فالعجم يتعلمونها حتى يكونوا عرباً بلسانهم،
ولكن الآن -مع الأسف الشديد- أن أقوامنا العرب يريدون أن يقضوا على لغتنا العربية، لغة الإسلام، الآن في رياض الأطفال مع الأسف هنا في المملكة العربية السعودية يعلمون الصبيان الصغار اللغة الإنجليزية أكثر مما يعلمونهم اللغة العربية. وسبحان الله! أيريدون أن يخرج أبناؤنا وأطفالنا غداً باللغة الإنجليزية البعيدة عن اللغة العربية، حتى يصبحوا لا يفقهون كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم سوف يعشقون هذه اللغة ويتكلمون بها؟!
ولهذا أنا أنصح كل ذي طفل أن يبتعد عن هذه الرياض وألا يدخل أبناءه فيها ولا بناته؛ لأنه مسئول عنهم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس إذا رطنوا رطانة الأعاجم، كيف تذهبون عن اللغة العربية لغة دينكم وكتابكم وسنة نبيكم إلى لغة أعجمية؟
إذا كان الدين ضعيفاً في عهدنا هذا، واللغة الأجنبية معشوقة يعلمها الصبيان من ذكور وإناث ماذا تكون الحال في المستقبل؟ خطيرة بلا شك. أنرضى أن يكون شعبنا غداً لا يتخاطب إلا باللغة الإنجليزية؟ لا أحد يرضى بذلك، وثقوا بأننا إذا علمنا أبناءنا اللغة الإنجليزية، فهو فخر للإنجليز مثلاً، هم يفخرون أن لغتهم يتعلمها العرب حتى يدعوا لغتهم العربية،
فنصيحتي من هذا المكان لله -عز وجل- ولإخواني المسلمين أن يبتعدوا عن هذه الرياض ما دامت على هذه المناهج، والحمد لله في المدارس الحكومية ما يغني عنها، اصبر ودع ولدك حتى يتم السن الذي يؤهله لدخول المدرسة الابتدائية مثلاً واجعله يدخل، وإذا كنت تريد مصلحة ابنك فاجلس معه ساعة من النهار أو ساعة من الليل علمه الفاتحة .. علمه السور القصيرة من القرآن الكريم .. علمه ما يحتاج إليه في وضوئه وصلاته، حتى تنشئه تنشئة دينية صحيحة، أما أن تدخله رياضاً لا نعلم عن مناهجها، وإن كنا لا نسيء الظن،
لكن أدنى ما فيها أنها تعلم اللغة الإنجليزية لهؤلاء الصبيان، وغداً تقلب ألسنتهم ألسنة أجنبية. لماذا؟ ألا نخاف الله؟ ألم يعلم الواحد منا أن كل شخص قد استرعاه الله ورسوله على أهله، الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، فإذا مات الإنسان وهو غاش لرعيته، أي: لأهله حيث لم يوجهم التوجيه السليم، فقد جاء في الحديث أنه: (ما من مسلم يسترعيه الله على رعيته فيموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة)
وهذه مسألة ليست هينة، أولادنا لسنا نربيهم ليؤكلوننا إذا عجزنا بعد عن تحصيل الأكل، إنما نربيهم ليقوموا لله عز وجل وليعبدوا الله، فنحن مسئولون عنهم من هذه الناحية. أما مسألة الترف والتنعيم الدنيوي فاستمع إلى قول الله تعالى في نفس الآيات التي قرأناها الليلة: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:105 - 207] وقال تعالى في آل فرعون: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ [الدخان:25 - 27]
لما عصوا الله تركوا كل هذا وهلكوا، وتركوها وراء ظهورهم.
فالله الله أيها المسلمون لا نغلب على لغتنا؛ لأن لغتنا من مقومات ديننا، هي لغة كتاب الله ولغة سنة رسول الله .. لغة أئمة المسلمين .. لغة علماء المسلمين وليكن على أقل تقدير لدينا نخوة عربية. لا نأخذ بدل لغتنا شيئاً،
فإني الآن أبرأ إلى الله من أولئك القوم الذين يدخلون أبناءهم مثل هذه الرياض حتى يتعلموا اللغة الإنجليزية من الصغر، وحتى ينسوا لغتهم العربية، وأرى أنهم متحملون للمسئولية أمام الله عز وجل، وأن هذا له خطره العظيم في المستقبل.
وأرجو منكم أن تبلغوا هذه النصيحة لكل من رأيتموه قد أدخل أبناءه أو بناته لهذه الرياض التي فيها مثل هذه المناهج.
وأقول: اصبروا .. اجعلوا أولادكم عندكم في البيوت يألفونكم وتألفونهم، ويحبونكم وتحبونهم، ثم إذا بلغوا السن التي تخولهم أن يدخلوا المدارس الحكومية فأدخلوهم، وأنتم لم تدخلوا الرياض والحمد لله أنتم على مستوى عظيم من الثقافة، فأبناؤكم مثلكم،
هذا ما أقوله وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب.
والآن قد أتى دور الأسئلة نسأل الله أن يوفقنا فيها للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريبال]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:35]ـ
رحم الله هذا الناصح الكبير المقدار، وأسكنه فسيح جناته , وشكرا لك أن الناقل المبارك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 04:01]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين وطيب ثراه
وجزى الله الناقل خير الجزاء وبارك فيه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2009, صباحاً 12:48]ـ
يرفع للفائدة(/)
ما هو حُكم (المرابحة)؟
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 03:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل أراد اشتراء سيّارة قيمتها 60 ألف ريال، ولس معه هذا المبلغ، فقال له البنك أنا أشتري هذه السيّارة وأتملّكها، ومن ثم أبيعها لك بالتقسيط بسعر أعلى (80 ألف ريال)، بشرط أن تتعهد بشرائها مِنّا، وأن نستقطع من راتبك مبلغ معيّن كل شهر حتى سداد المبلغ كاملاً (80 ألف ريال)
ما حكم هذه العملية؟
أفيدونا مأجورين
ـ[الخلال]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 05:26]ـ
عمليّةُ المُرَابحةِ جائزةٌ لا إشكال فيها أخي الكريم
ولكنّ الإشكاليّة في قولك: بشرط أن تتعهد بشرائها مِنّا،
لأنَّ جمهورَ الفقهاء يرون أنَّ الوعدَ غير ملزمٍ، فعلى هذا يجوز للمشتري التخلّف عن الشراء بعد تملّك البنك للسلعة، ولكن يحق للبنك المطالبة بالتعويض من جرّاء أتعاب الإجراءات التي اتخذت في هذه الصفقة كجهد الموظف في معاينة السلعة وكذلك الوقت الذي يُستقطع من الموظف أثناء العملية وغير ذلك بمبلغ يقدره أهل الإختصاص.
أما المالكيّة فقد قالوا إنّ الوعد الذي يترتب عليه ضرر ونحو ذلك يكون ملزماً، فعلى مذهب الإمام مالك يصحُّ ما ذكرتَهُ أخي الكريم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 05:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل أراد اشتراء سيّارة قيمتها 60 ألف ريال، ولس معه هذا المبلغ، فقال له البنك أنا أشتري هذه السيّارة وأتملّكها، ومن ثم أبيعها لك بالتقسيط بسعر أعلى (80 ألف ريال)، بشرط أن تتعهد بشرائها مِنّا، وأن نستقطع من راتبك مبلغ معيّن كل شهر حتى سداد المبلغ كاملاً (80 ألف ريال)
ما حكم هذه العملية؟
أفيدونا مأجورين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المميَّز باللون الأحمر هو موطنُ الإشكال، فما المراد بقولهم: تتعهَّد بشرائها منا؟
إن أرادوا كتابة عقد مُلزِمٍ سابقٍ لشرائهم السيارة فهذه العملية محرَّمة
وإن كان وعداً بالشراء فلا تحرم العملية
وذلك أنَّ العقدَ الملزِمَ قبل شراء السيارة يكون بيعاً لما لا يملكون، كما أنَّ العمليَّة أصبحت في الحقيقة مالاً بمالٍ أكثرَ منه، وشراءُ السيارة إنما هو إجراءٌ ظاهريٌّ صوريٌّ لتحليل هذه العملية
فبدلاً من أن يقولوا: خذ (60.000 ريال) لشراء هذه السيارة، وردَّها إلينا (80.000 ريال)
قالوا: وقِّع عقداً معنا على أن تشتري منَّا السيارة بـ (80.000ريال) مقسَّطة، ونحن نشتري السيارة لك بـ (60.000 ريال) ثم نبيعها عليك
فإلزامهم له قبلَ العقد بدفع جزء من المبلغ مقدَّماً أو بتحويل الراتب على حسابهم أو نحو ذلك قبل تملُّكهم للسلعة= يُعَدُّ إلزاماً مفسداً للعقد، وناقلاً لتملُّكهم السيارة من تملُّك حقيقي إلى تملُّك صوريٍّ
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 07:48]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم الخلال على جوابكم، وأسأل الله تعالى أن يزيدكم من علمه.
أخي المفضال الحمادي، جزاكم الله خيراً على جوابكم، وبالفعل هم يُلزِمونه بأن يوقّع على ورقة يتعهّد فيها بأن يشتري السيّارة منهم بالمبلغ المذكور والمدة المحددة.
سؤال آخر إن سمحتم لي:
إذا كان البنك يكتفي بوعد المشتري بالشراء، فهل يجوز للبنك أن يحدد القيمة المجملة لبيع السيّارة على المشتري بالأقساط على حسب مدّة السداد؟، مثال:
قيمة السيارة في السوق 60 ألف ريال، فيأتي البنك ويقول:
إذا كنت تريد سداد المبلغ بمدة 4 سنوات نبيعك إيّاها بـ 80 ألف
وإن كنت تريد سداد المبلغ بمدة 3 سنوات نبيعك إيّاها بـ 77 ألف، وسنتين 74، وسنة (وهو الحد الادنى بـ 71)، أي الزيادة لكل سنة 3 آلاف ريال
وجزاكم الله كل خير
ـ[الخلال]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 11:40]ـ
هذا الكلام الذي تقوله أخي النفيعي لا إشكال فيه، لأنّهُ ليس ببيع حقيقة فهو لا يتضمن قبولاً وإيجاباً، فعلى هذا لا يكون البنك وقع في المحظور، وهو بيع المعدوم الذي نُهي عنه في حديث حكيم بن حزام.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 01:44]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم الخلال على جوابكم، وأسأل الله تعالى أن يزيدكم من علمه.
أخي المفضال الحمادي، جزاكم الله خيراً على جوابكم، وبالفعل هم يُلزِمونه بأن يوقّع على ورقة يتعهّد فيها بأن يشتري السيّارة منهم بالمبلغ المذكور والمدة المحددة.
سؤال آخر إن سمحتم لي:
إذا كان البنك يكتفي بوعد المشتري بالشراء، فهل يجوز للبنك أن يحدد القيمة المجملة لبيع السيّارة على المشتري بالأقساط على حسب مدّة السداد؟، مثال:
قيمة السيارة في السوق 60 ألف ريال، فيأتي البنك ويقول:
إذا كنت تريد سداد المبلغ بمدة 4 سنوات نبيعك إيّاها بـ 80 ألف
وإن كنت تريد سداد المبلغ بمدة 3 سنوات نبيعك إيّاها بـ 77 ألف، وسنتين 74، وسنة (وهو الحد الادنى بـ 71)، أي الزيادة لكل سنة 3 آلاف ريال
وجزاكم الله كل خير
وجزاكم ربي خير الجزاء
الذي يظهر لي أنه لا بأس بهذا، فأسعار السيارات في السوق معروفة، ولهم أن يحدِّدوا الزيادةَ التي
سيأخذونها مقابلَ تقسيط قيمة السلعة، والمهمُّ ألا يلتزم معهم بشيء إلا بعد تملُّكهم السلعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 01:49]ـ
جزاكم الله خيراً وزادكم من علمة وفضله وكرمه
ـ[خالد العامري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:29]ـ
سئل الشيخ العثيمين _ رحمه الله _:
وجدت في بلد ما إعلاناً بخصوص توفير قرض وتسديده بالأقساط وصورته كالتالي: شخص يريد شراء سيارة، فذهب إلى بيت التمويل، فيقوم هذا البيت بشراء السيارة التي يريدها الشخص، ومن ثم تحويلها باسمه، على أن يكون ثمن بيعها له أكثر من ثمن شرائها هو، ويقوم الشخص بدفع الأقساط إلى بيت التمويل.
الجواب:
يعني: مثلاً يذهب إلى بيت التمويل يقول: أنا أريد السيارة فيشتريها باسمه وينقد الثمن ثم يبيعها على هذا الطالب بأكثر من الثمن مقسطاً! هذه حيلة على الربا، يعني: بدل من أن يقول: خذ خمسين ألف ريال قيمة السيارة، وهي عليك بستين ألف إلى أجل، أتى بهذا البيع الصوري، بيت التمويل الآن لولا أن هذا الرجل جاء يطلب السيارة هل يشتري السيارة؟ لا، ولو أن طالب السيارة قال: اشتريها بقيمتها، بمعنى: تشتريها بخمسين ألف وآخذها منك بالتقسيط بخمسين ألف هل يقبل بيت التمويل؟ أقطع أنه لا يقبل، إذاً: ما الذي قصد بيت التمويل من هذه المعاملة؟ قصد الزيادة،
فهذا -في الحقيقة- قرض بزيادة لكنه بحيلة (لفة) ومعلوم أن الله عز وجل لا تنفع عنده الحيل، فهو يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور [غافر:19] فلو قيل لبيت التمويل: ما قصدك بشراء هذه السيارة وبيعها على هذا الرجل؟ لقال بكل تأكيد: إن قصده الزيادة، ولا يمكن أن يدعي أن قصده الإحسان إلى هذا الرجل أبداً.
يقول بعض الناس: -مثلاً- لو أن الرجل المشتري قال: لا أريد السيارة، قبلها بيت التمويل، فنقول: أولاً هذه حجة لا تنفع عند الله؛ لأن هذا الذي طلب السيارة هل سيتركها؟ لا يتركها وهو يريدها، ولهذا لو أحصيت ألف معاملة من هذا النوع ما وجدت واحداً منهم هَوَّن، فلا تغتر بعمل الناس.
والفائدة التي يأخذها هذا الرجل تعتبر ربا, والربا الصريح الذي تفعله البنوك أهون من هذا؛ لأن الربا الصريح ربا يدخل الإنسان فيه على أنه عاص لله ويحاول أن يتوب، أما هذا فيدخل فيه على أنه مباح، وهذا لا يجوز، اليهود تحيلوا على محارم الله بأدنى من هذا, حرم الله عليهم الشحوم قال: لا تأكلوا الشحوم، فماذا كانوا يصنعون؟ قالوا: نذوب الشحم ثم نبيع الشحم ونأخذ الثمن، الصورة الآن هل أكلوا الشحم؟ ما أكلوه ولا باعوا الشحم على طبيعته وأيضاً ذوبوه، حتى لا يقال: إنكم بعتم ما حرم عليكم وأكلتم ثمنه، فذوّبوه ثم باعوه وأكلوا ثمنه، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (قاتل الله اليهود! حرمت عليهم الشحوم ثم جملوها فباعوها وأكلوا ثمنها).
وكذلك أصحاب السبت حرمت عليهم الحيتان يوم السبت فابتلاهم الله وجعل الحيتان تأتي يوم السبت شُرّعاً على وجه الماء من كثرتها، وغير يوم السبت لا يرونها، فقالوا: ماذا نعمل؟ لا يمكن أن تذهب هذه الحيتان بدون أكل، عملوا شبكة يضعونها يوم الجمعة، فتأتي الحيتان تدخل في الشبكة يوم السبت فإذا كان يوم الأحد جاءوا وأخذوها, وقالوا: نحن ما صدناها يوم السبت، صدنا يوم الأحد, فماذا عوقبوا؟ عوقبوا في الدنيا يداً بيد، قال الله تعالى: فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة:65] فكانوا قردة تتعاوى والعياذ بالله.
لا يجوز -أبداً- أن نستحل محارم الله بالحيل إطلاقاً, وإن أفتاك الناس وأفتوك، فكر أنت بنفسك، هل هذا إلا حيلة؟ أما لو كان هذا بيت التمويل عنده سيارات يأتي زيد ويبيع عليه نقداً بخمسين، ويأتي عمرو ويقول: أنا أريدها مقسطة فيقول: بستين فهذه لا بأس، لكن كونه لا يشتري إلا لأجل يأخذ الربا هذا لا يشك الإنسان أن هذا حيلة.
إذا كان يجب عليه الإنسان أن يتوب ولا يتعامل بهذا, فإن كان لم يعلم بأنه حرام فما أخذه فهو حلال، وإن كان قد علم وعاند فهذا محل نظر، قد نقول: إذا تاب فله ما سلف كما قال الله عز وجل: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ [البقرة:275] وقد يقال: لا هذا الرجل معاند فيجب عليه أن يتصدق بكل ما أخذ من هذا.
بارك الله فيكم وزادنا وإياكم علماً نافعاً وإلى اللقاء إن شاء الله في الخميس القادم, نسأل الله لنا ولكم التوفيق.
من فتاوى اللقاء المفتوح لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين _رجمه الله _، الشريط الرابع عشر الوجه الثاني/ السؤال الأخير (نقلتُه من الشبكة الإسلامية).
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=111760
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:32]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل خالد
رأيُ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذه المسألة معروفٌ مشهور، وقد سمعته من الشيخ قديماً
ولكن عامة فتاوى علمائنا تخالفُ فتوى الشيخ رحمه الله
فإذا تملَّك البنكُ أو أيُّ شخص السلعةَ تملُّكاً صحيحاً بحيث يمكنُ للمشتري التراجعَ
عن شراء تلك السلعة = فلا وجهَ للمنع من هذه المعاملة
والمشكلةُ تكمن في تحايل البنوك في قضية التملُّك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:51]ـ
وفيكم بارك شيخنا الكريم.
بغض النظر عن إلزام العميل بالشراء، ألا ترون أن نية البنك هنا معتبرة؛ فهو إنما استغل حاجة المشتري، فبدل أن يقرضه نقوداً بفائدة قام بشراءٍ صوري يوصله إلى الفائدة المحرمة.
ولو لم يطلب العميل شراء هذه السيارة (المعينة) لما قام البنك بشرائها أصلاً.
مع العلم بأن بعض البنوك الإسلامية ولله الحمد _ كما هو عندنا _ قام بتملك معارض للسيارات يبيع منها لمن أراد من العملاء.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 03:02]ـ
الله المستعان، فبعد أن تمعنت في هذا القيد في ردكم، وجدت أن تعليقي لا فائدة فمنه، فمعذرةً شيخنا.
فإذا تملَّك البنكُ أو أيُّ شخص السلعةَ تملُّكاً صحيحاً بحيث يمكنُ للمشتري التراجعَ
عن شراء تلك السلعة = فلا وجهَ للمنع من هذه المعاملة
والمشكلةُ تكمن في تحايل البنوك في قضية التملُّك
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 03:10]ـ
وفيكم بارك شيخنا الكريم.
بغض النظر عن إلزام العميل بالشراء، ألا ترون أن نية البنك هنا معتبرة؛ فهو إنما استغل حاجة المشتري، فبدل أن يقرضه نقوداً بفائدة قام بشراءٍ صوري يوصله إلى الفائدة المحرمة.
ولو لم يطلب العميل شراء هذه السيارة (المعينة) لما قام البنك بشرائها أصلاً.
مع العلم بأن بعض البنوك الإسلامية ولله الحمد _ كما هو عندنا _ قام بتملك معارض للسيارات يبيع منها لمن أراد من العملاء.
وفيكم بارك الله وبكم نفع
إذا ثبتَ أنَّ شراءَ البنك للسلعة صوريٌّ ظاهري فهذا محرَّم -كما بيَّنتُ سابقاً- وهو حيلةٌ على الربا
كما ذكرت في المشاركة الأولى في هذا الموضوع
وصورة الجواز هي فيما إذا كان شراءُ البنك وتملُّكُه تملُّكاً حقيقياً، بحيثُ يحقُّ للمشتري التراجعَ عن شراء تلك السلعة التي اشتراها البنك، فهذه الصورة لا شك في جوازها
وكونُ البنك يشتريها لأجلي لا يؤثر في حكم المسألة، إنما المهمُّ أن يكون تملُّكه لها تملُّكاً صحيحاً
من غير إلزامٍ لي قبل تملُّكهم
و لايخفى عليك أنَّ أكثر التجار إنما يشترون السلع لأجل الزبائن، وقد يأتي الزبون إلى محلات ليس
لأجل سلعة معيَّنة ولا تكون متوفِّرة فيطلبونها لأجلهم ثم يبيعونها عليهم مقسَّطة
قد تقول: هؤلاء لم يشتروا السلعة لأجل شخص معيَّن
وأقول: هذا صحيحٌ، ولكن هذه قضيةٌ ليس لها أيُّ أثر على الحكم، إنما العبرة بكونهم تملَّكوا السلعة تملُّكاً صحيحاً؛ ودخلت في ضمانهم، بحيث لو تلفت فتكون من ضمانهم
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 03:14]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل خالد العامري، وشكر لكم هذه المدارسة
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 04:08]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد وزادكم علماً ونفعاً
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 01:30]ـ
يتعامل كثير من التجار ببيع التايد والبطاقات بنظام التقسيط، مع عدم تملكهم للسلعة ...
فلو أتى أحد الأشخاص لحاجته لمبلغ 5000 ريال مثلا ... فيتصل صاحب المحل بأحد التجار
فيخبره بهذا الزبون،فيقوم التاجر بشراء البطاقات ب5000 ريال ثم تقسيطها ب7000 أو 8000 ريال كل شهر مبلغ معين ..
فماحكم هذا الفعل .. ؟؟؟؟؟
هل هذه المعاملات ربوية .. ؟؟؟
وماهو القول فيما لو تملك هذا التاجر هذه البطاقات ... فهل فعله جائز .. ؟؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله كل خير.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 01:39]ـ
يتعامل كثير من التجار ببيع التايد والبطاقات بنظام التقسيط، مع عدم تملكهم للسلعة ...
فلو أتى أحد الأشخاص لحاجته لمبلغ 5000 ريال مثلا ... فيتصل صاحب المحل بأحد التجار
فيخبره بهذا الزبون،فيقوم التاجر بشراء البطاقات ب5000 ريال ثم تقسيطها ب7000 أو 8000 ريال كل شهر مبلغ معين ..
فماحكم هذا الفعل .. ؟؟؟؟؟
هل هذه المعاملات ربوية .. ؟؟؟
وماهو القول فيما لو تملك هذا التاجر هذه البطاقات ... فهل فعله جائز .. ؟؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله كل خير.
ضع سؤالك هنا:
http://www.alukah.net/Fatawa/(/)
(أوكي) وأخواتها!
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 11:59]ـ
(أوكي) وأخواتها
هذا ليس بابًا جديدًا من أبواب النحو , ولكنه فصل محزن من فصول تهاون بعض أبنائنا بلغتهم الأصيلة, من الشباب والمراهقين الذين استبدلوا ببعض مفرداتها الراقية ألفاظا أعجمية في مخاطباتهم اليومية وأحاديثهم الجانبية , يرددونها غيرَ واعين بما تكرّسه فيهم من التبعية العمياء.
(أوكي) ترددها وقلبك يطربُ ** وتلوكُ من (أخواتها) ما يُجلَبُ
فتقول: (يَسْ) مترنمًا بجوابها ** وبـ (نُو) ترد القولَ إذ لا ترغبُ
وتعدّ (وَنْ) مستغنيًا عن (واحدٍ) ** وبـ (تُو) تثنّي العدّ حين تُحسِّبُ
تصف الجديد (نيو) و (أُولْدَ) قديمَه ** و (بْليزَ) تستجدي بها من تطلبُ
وإذا تودعنا فـ (بايُ) وداعُنا ** وتصيح (ولكمْ -هايَ) حين ترحبُ
مهلا بُنيّّ .. فمستعارُ حديثِكم ** عبثٌ .. وعُجْمَةُ لفظِه لا تُعرَبُ
تدعو أخاك اليعربيّ كأعجمٍ ** مستعرضًا برطانةٍ تتقلبُ!!
تستبدل الأدنى بخير كلامِنا ** وكأنّ زامرَ حيِّنا لا يُطرِبُ!!
أنعدّ ذاك هزيمةً نفسيةً ** أم أنّه شغبٌ .. فلا نستغربُ؟
مهلا أخي في الضّاد يا ابن عروبتي ** إن الفصاحةَ واجبٌ بك يُندَبُ
حسْبُ العروبةِ أن تخاذلَ قومُها ** فلنحتفظْ منها بلفظٍ يَعْذُبُ
للشاعر: محمد بن عبد الله العود.
______ منقول______
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 12:15]ـ
ارك الله فيك أخي الكريم على نقلك الطيب، وسلم الله الشاعر وبارك فيه.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 12:22]ـ
وفيك بارك شيخ وليد
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 01:20]ـ
الفضل فاذر ثانكس.
شكراً لك أبا الفضل، وجزاك الله خيراً.
ـ[ام ابي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 09:47]ـ
اللهم اعد للغتنا المجد واعد أبنائها إليها فهي كالأم المكلومة أو هاربين عنها
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 10:38]ـ
جزاك الله خيرا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: ((واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق)) اقتضاء الصراط المستقيم
ـ[صقر أبوزيد]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيك
وأتمنى من الله تعالى أن تعود لغتنا العربية على ألسن أبنائها
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 09:13]ـ
بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا.
والله لا أجملَ من تعلم العربية والنطق بها!
له لذة وطرابة!(/)
انظر كيف يتلاعب الشيطان بالناس؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:18]ـ
انظر كبف يتلاعب الشيطان بالناس؟
قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان
فصل ومن كيده العجيب:
أنه يشام النفس حتى يعلم أي القوتين تغلب
قوة الإقدام والشجاعة أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة
فإن رأى الغالب على النفس المهانة والإحجام أخذ في تثبيطه وإضعاف همته وإرادته عن المأمور به وثقله عليه فهون عليه تركه حتى يتركه جملة أو يقصر فيه ويتهاون به وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده المأمور به ويوهمه أنه لا يكفيه وأنه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة فيقصر بالأول ويتجاوز الثاني كما قال بعض السلف: ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير وإما إلى مجاوزة وغلو ولا يبالي بأيهما ظفر
وقد اقتطع أكثر الناس إلا أقل القليل في هذين الواديين: وادي التقصير ووادي المجاوزة والتعدي والقليل منهم جدا الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله وأصحابه
فقوم قصر بهم عن الإتيان بواجبات الطهارة وقوم تجاوز بهم إلى مجاوزة الحد بالوسواس
وقوم قصر بهم عن إخراج الواجب من المال وقوم تجاوز بهم حتى أخرجوا جميع ما في أيديهم وقعدوا كلا على الناس مستشرفين إلى ما بأيديهم
وقوم قصر بهم عن تناول ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب واللباس حتى أضروا بأبدانهم وقلوبهم وقوم تجاوز بهم حتى أخذوا فوق الحاجة فأضروا بقلوبهم وأبدانهم
وكذلك قصر بقوم في حق الأنبياء وورثتهم حتى قتلوهم وتجاوز بآخرين حتى عبدوهم
وقصر بقوم في خلطة الناس حتى اعتزلوهم في الطاعات كالجمعة والجماعات والجهاد وتعلم العلم وتجاوز بقوم حتى خالطوهم في الظلم والمعاصي والآثام
وقصر بقوم حتى امتنعوا من ذبح عصفور او شاة ليأكله وتجاوز بآخرين حتى جرأهم على الدماء المعصومة
وكذلك قصر بقوم حتى منعهم من الاشتغال بالعلم الذي ينفعهم وتجاوز بآخرين حتى جعلوا العلم وحده هو غايتهم دون العمل به
وقصر بقوم حتى أطعمهم من العشب ونبات البرية دون غذاء بني آدم وتجاوز بآخرين حتى أطعمهم الحرام الخالص
وقصر بقوم حتى زين لهم ترك سنة رسول الله من النكاح فرغبوا عنه بالكلية وتجاوز بآخرين حتى ارتكبوا ما وصلوا إليه من الحرام
وقصر بقوم حتى جفوا الشيوخ من أهل الدين والصلاح وأعرضوا عنهم ولم يقوموا بحقهم وتجاوز بأخرين حتى عبدوهم مع الله تعالى
وكذلك قصر بقوم حتى منعهم قبول أقوال أهل العلم والالتفات إليها بالكلية وتجاوز بآخرين حتى جعلوا الحلال ما حللوه والحرام ما حرموه وقدموا أقوالهم على سنة رسول الله الصحيحة الصريحة
وقصر بقوم حتى قالوا: إن الله سبحانه لا يقدر على أفعال عباده ولا شاءها منهم ولكنهم يعملونها بدون مشيئة الله تعلى وقدرته وتجاوز بآخرين حتى قالوا: إنهم لا يفعلون شيئا البته وإنما الله سبحانه هو فاعل تلك الأفعال حقيقة فهي نفس فعله لا أفعالهم والعبيد ليس لهم قدرة ولا فعل ألبتة
وقصر بقوم حتى قالوا: إيمان أفسق الناس وأظلمهم كإيمان جبريل وميكائيل فضلا عن أبي بكر وعمر وتجاوز بآخرين حتى أخرجوا من الإسلام بالكبيرة الواحدة
وقصر بقوم حتى نفوا حقائق أسماء الرب تعالى وصفاته وعطلوه منها وتجاوز بآخرين حتى شبهوه بخلقة ومثلوه بهم
وقصر بقوم حتى عادوا أهل بيت رسول الله وقاتلوهم واستحلوا حرمتهم وتجاوز بقوم حتى ادعوا فيهم خصائص النبوة: من العصمة وغيرها وربما ادعوا فيهم الإلهية
هذا والله اعلم ا
ـ[ريبال]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 05:30]ـ
جميل جدا، بارك الله في الكاتب والناقل ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:20]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:06]ـ
بصراحة هذا كلام جميل صدرمن طبيب القلوب ... لكن حبذا لو ذكرت كلام العلماء في قضية تلبيس ابليس على العباد عندما يشكك في نيات بعض الاخوان في كون هذا العمل رياء وهو ليس ب (رياء) حتى ان البعض قد يترك عمل صالح بحجة انه قد شابه رياءوهذه مصيبة
بانتظار ما لديكم .... مشكورين مأجورين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 03:20]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكرا لك ... بارك الله فيك ..
واليك فائدة منقولة بتصرف يسير بخصوص ماطلبت
. بعض الناس يؤدي به طلب الإخلاص والتخلص من الرياء إلى الوقوع في مزالق خطيرة ينبغي التنبيه عليها:
1 - مسلك (ترك العمل خوفاً من الرياء) فبعض الناس يكون قد اعتاد فعل الخير فيعرض في نفسه أنه مراء فيترك هذه الطاعة خوفاً من ذلك، ولاشك أن هذا خطأ وانحراف لا يقل خطراً عما يقابله من الرياء والسمعة.
يقول الفضيل بن عياض: " ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".
ويقول ابن تيميه: " من كان له ورد مشروع من صلاة ضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فإنه يصليه حيث كان ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس، إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سراً لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص".
2 - يترك البعض كل الأعمال العلنية تفادياً للوقوع في الرياء: فلا يودي صلاة الجماعة ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، ولا يحضر مجالس العلم، ولا يعود مريضاً، ولا يمشي في جنازة. وهذا ضلال عظيم ومن عمل الشيطان؛ لأن الإنسان لا يستطيع إخفاء كل أعماله، بل إن من الأعمال ما شرع في العلانية.
ولكن إن خاف فاعلها الرياء جاهد نفسه في دفعه إلى تحضره نية الإخلاص ثم يفعله.
3 - قد ينشط العبد في فعل الخير والإقبال على الطاعة والمسارعة فيها إذا كان بين رفقة صالحة: فربما قاموا من الليل فقام معهم، وبذلوا وتصدقوا فتصدق معهم. فربما ظن بعض الناس أنه رياء والأمر في حقيقته على خلاف ذلك؛ لأن المؤمن قد تعوقه في بيته عن الطاعة بعض العوائق، ويصيبه التثاقل والتباطؤ، وتستهويه الغفلة، فتكون مشاهدته غيرَهُ سبباً لتنشيطه وزوال غفلته، وسماعه للذكر والفضل يرقق قلبه، أما إن كان يقصد بذلك أن يظنوا أنه لا يقل عنهم في العبادة فهذا هو الخطير، فينبغي أن ينظر الإنسان إلى قصده الباطن، ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان.
4 - أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يدفع عن نفسه ظن الناس به خيراً ليس فيه: ويظن أن ذلك باب من أبواب التواضع الديني، وهو ليس كذلك بل هو من لبس الشيطان، فمن قال إن إظهار المعاصي والتحدث بالذنوب إخلاص؟
قال مطرف بين الشخير: " كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه".
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 04:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسنتم شيخنا, أحسن الله إليكم و بارك فيكم على هاته الفوائد العطرة.
و ليتكم بين الفينة و الأخرى تضعو لنا مثل هذه المواضيع الهادفة لعلّ قلوبنا ترقّ و تتّعظ و الله المستعان.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 04:56]ـ
[
ويقول ابن تيميه: " من كان له ورد مشروع من صلاة ضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فإنه يصليه حيث كان ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس، إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سراً لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص".
والله .. هذه ... هذه ... التي اردتها .... !! جزاك الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 12:03]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بي وبكم الاسلام والمسلمين
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 03:24]ـ
جزاكم الله خيراً أخى أبا محمد ورحم الله ابن القيم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 04:40]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك ... ياأبا محمد العمري(/)
من يفيدني بترجمة (مؤمن الشبلنجي) صاحب كتاب:نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار
ـ[النعمان]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 08:52]ـ
من يفيدني بترجمة (مؤمن الشبلنجي) صاحب كتاب:نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
أتمنى الرد على هذا المقال (أمن أجل هذا تطرد المرأة من رحمة الله؟؟؟)
ـ[الداعية]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني أتمنى من المحدثين والأصوليين والفقهاء الرد على هذا المقال الذي نشر في جريدة الرياض.
المقال كتبته حسناء القنيعير
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ولا يمكن أن يأتي بما يتعارض مع القرآن الكريم، ولو كان فيما تتزين به النساء مما ورد في الحديث إثم كبير لما أجازه بعض الفقهاء عندما يكون من أجل التزين للزوج!
عندما يتوقف الكاتب عن الكتابة فترة قد تطول وقد تقصر بسبب سفره في إجازته السنوية، تتزاحم الأفكار في ذهنه ولا تنفك عن استفزازه لتحريضه على الكتابة والرجوع عما عزم عليه من عدم الانشغال بما يفسد عليه لذة الاستمتاع بالإجازة ليعود أكثر نشاطا وقدرة على ممارسة كل ما لديه من أعمال، لكن بعض الأفكار تبدو أكثر إلحاحا من غيرها ربما لرسوخها في الذهن، وربما لأن الكاتب يحاول إبعاد كل ما يشغله ذهنيا فتبقى هي الأكثر حضورا وإصرارا، ومن هذه الأفكار فكرة لعن المرأة في بعض الأحاديث، هذا الموضوع كان وما يزال يشغلني وكلما أردت الكتابة فيه تراجعت بسبب رسوخ هذا المفهوم في الأذهان وتقديسه بدرجة تفتح على الكاتب جبهات أولئك الذين اعتادوا على عدم إعمال عقولهم في النص ومقارنته بما جاء في القرآن وخصوصا لجهة عدم تعارضه معه، ثم التأكد من سند الحديث ومتنه.
ومن هذه الأحاديث حديث (لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والفالجة والمتفلجة المغيرات لخلق الله). وقد ذكر الأستاذ يوسف أبا الخيل في هذه الصحيفة (الثلاثاء 11سبتمبر 2007، ص 7) بأن هذا الحديث "موقوف على ابن مسعود نفسه، وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل أن الإمام مسلم ساق في صحيحه ضمن روايته للحديث قصة اعتراض امرأة من بني أسد تدعى أم يعقوب على ابن مسعود بقولها (ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله) فقال (وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله) فقالت المرأة (لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته) فقال ابن مسعود (لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال تعالى (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) " ثم يعقب الأستاذ يوسف بقوله: "وهذه القصة توضح أن الحديث لم يكن من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ لو كان الأمر كذلك لما سمح ابن مسعود للمرأة بمناقشته في أمر نهى عنه من لا ينطق عن الهوى، بالإضافة إلى أنه لو كان مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم لما تجرأت المرأة - التي وصفها الخبر بأنها قارئة للقرآن - على الأخذ والرد بشأنه مع ابن مسعود رضي الله عنه". انتهى ولقد وجدت هذا الحديث في موقع وزارة الشؤون الإسلامية موقوفا على ابن مسعود ومن أراد معرفة المزيد عنه فليرجع للموقع، ولست هنا بصدد مناقشة نسبة الحديث للرسول ومدى صحة النسبة من عدمها فما ذكره الأستاذ يوسف لا يحتاج زيادة، لكن هذا الحديث قد حوته المناهج التعليمية ولم يتساءل أحد منا يوما عن صحة هذه النسبة؛ لأن المناهج حسبما يقال تتحرى ولا تدرس من أحاديث الرسول إلا ما كانت نسبته إليه صحيحة! ومما يثير العجب أن كثيرا ممن يتصدون للفتوى في شؤون المرأة يذكرون هذا الحديث منسوبا للرسول صلى الله عليه وسلم، أفلا يعلمون أنه حديث موقوف على ابن مسعود؟ ثم ألا يوجد مجال لإعمال العقل في حديث كهذا؟ ثم أليس من سبيل لتفكيك هذا النوع من الخطاب الذي يعد خطابا مغلقا يقوم على التلقين والاستظهار والإذعان والامتثال والترديد والتقديس؟ ثم كيف نوفق بين هذا الحديث الذي يتعلق بزينة المرأة وتجملها وبين آيات اللعن في القرآن؟ وكيف نوفق بين هذا الحديث وبين الأحاديث والآيات التي تتحدث عن رحمة الله بعباده؟ والحديث الذي ينص على "أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني عن عمل يدخلني الجنة، قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم". وقوله صلى الله عليه وسلم "من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن
(يُتْبَعُ)
(/)
النار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء".
فهل المرأة التي تقوم بكل هذه الأركان والفروض والواجبات لا تدخل الجنة إذا كانت تتنمص أو تضع خصلات تصل بها شعرها أو ترسم حاجبيها بالوشم؟
تجول كل هذه الأسئلة في ذهني كلما رأيت وجوه كثير من السيدات والفتيات اللاتي يتجملن بطريقة أو أكثر مما ورد لعن صاحبته في الحديث، ويزيد استغرابي كلما تذكرت أن اللعن في اللغة كما جاء عن الطبري "لعنهم أقصاهم وأبعدهم، واللعن الإبعاد والطرد من رحمة الله" فهل تطرد مسلمة ما من رحمة الله لمجرد أنها أزالت بضع شعيرات من حاجبيها أو رسمت وشما على جسدها أو وضعت توصيلة لشعرها وما إلى ذلك من وسائل التجميل التي شاعت في أيامنا هذه.؟ وكيف يسوغ ذلك فيما لو كانت أولئك النسوة مسلمات مؤمنات بالله وبرسله غير مشركات مقيمات أركان الإسلام وواصلات رحمهن؟ فكيف يطرد ن من رحمته لمجرد أنهن تجملن بزينة لا تدخل في نطاق الشرك أو كبائر الإثم والفواحش؟ ثم أين من يستشهدون بهذا الحديث من قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) 48النساء؟ ثم أين هؤلاء من رحمة الله بعباده؟ يُروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بسبي فرأى فيه امرأة تحمل طفلا لها وقد ألصقته بصدرها، فقال لأصحابه أتظنون هذه ملقية ولدها في النار.؟ فقالوا لا يا رسول الله، فقال والله إن الله أرحم بعباده من هذه بولدها! فالرسول عندما أراد أن يبين مقدار رحمة الله بعباده أتى بشاهد حي وهو الأم التي يدرك كل الخلق أنها أكثر الناس عطفا وشفقة ورحمة بوليدها، وهي الأم التي عندما أراد الله سبحانه أن يبين مقدار هول يوم القيامة وصفه بأنه اليوم الذي تلهو فيه كل مرضعة عما أرضعت! أي إن الأم التي لا يلهيها شيء في الدنيا عن بنيها لفرط رحمتها بهم، تلهو عنهم يوم القيامة دلالة على عظم هول ذلك اليوم!! ومع هذا فالله أرحم بعباده منها بوليدها، فهل يدخل الله النساء في النار عقابا على تلك الممارسات التي لا تضر أحدا ولا تؤثر في عقيدة المسلمة وليست من الإثم الذي عرّفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" فتلكم الزينة لا تخفى على أحد ويراها كل الناس مما يخرجها من حيز الإثم.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ولا يمكن أن يأتي بما يتعارض مع القرآن الكريم، ولو كان فيما تتزين به النساء مما ورد في الحديث إثم كبير لما أجازه بعض الفقهاء عندما يكون من أجل التزين للزوج! فهل تلعن إذا تزينت لنفسها ولا تلعن إذا تزينت لزوجها؟ وهل يجيزونه لو كانوا متأكدين من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قامت به؟
لقد بحثت في القرآن الكريم عن الآيات التي جاء فيها اللعن، فوجدت إحدى وأربعين آية ورد فيها اللعن بمختلف اشتقاقاته، وجاء على النحو التالي:
1 - إبليس (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) 78سورة ص، (لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) 118النساء.
2 - الكافرون (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا) 64الأحزاب، ومنهم الذين كفروا بعد إيمانهم (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم بالبينات والله لا يهدي القوم الظالمين، أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) 86و 87آل عمران، ومنهم أيضا الذين كفروا وماتوا وهم كفار (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله) 161البقرة، كذا الذين كفروا من بني إسرائيل (لعن الله الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) 78المائدة.
3 - الذين يؤذون الله ورسوله (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) 57الأحزاب.
4 - أصحاب السبت (فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت) 47النساء.
5 - الذين نقضوا ميثاقهم من بني إسرائيل (فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية) 13المائدة.
6 - اليهود الذين قالوا يد الله مغلولة (وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) 63المائدة.
7 - الذين يحرفون الكلم عن مواضعه من اليهود (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا .... ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) 46النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - الذين كذبوا موسى وعيسى (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون) 88البقرة
9 - قوم هود (وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود) 60هود.
10 - فرعون وقومه (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود، وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود) 98و 99هود (وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين) 42القصص.
11 - الذين يؤمنون بالجبت والطاغوت (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا، أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) 51و 52النساء.
12 - الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) 159البقرة.
13 - الذي يقتل مؤمنا متعمدا (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيما) 93النساء.
14 - المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) 6الفتح.
15 - الظالمون (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) 52غافر.
16 - الكاذبون (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) 61آل عمران.
17 - الذين ينقضون عهد الله والمقطعون أرحامهم والمفسدون في الأرض (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) 25الرعد.
18 - الذين يرمون المحصنات (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة) 23النور.
ويتضح من الآيات السابقة أن عدد من لعنوا بلغ حوالي ثماني عشرة فئة، وكلهم قاموا بأعمال شنيعة تتعلق بالكفر والشرك بالله ومخالفة أوامره وتكذيب الرسل وإيذاء الله ورسوله، وبعض تلك الأعمال تطال الآخرين كالإفساد في الأرض وتقطيع الأرحام وقتل النفس التي حرم الله قتلها وقذف المحصنات. وعندما نقارن ما تقوم به المرأة من تزيين لنفسها عن طريق النمص أو الوشم أو توصيل الشعر أو تفليج الأسنان، نجدها أمورا لا ترقى إلى مستوى الأعمال التي لعن الله أصحابها لما فيها من سوء وفحش وإثم، مما يدل على وجود خلل في مفهوم اللعن في هذا الحديث، فربما كانت تلك الزينة من الأمور المكروهة التي قد يكون النبي عليه السلام نهى عنها لما يترتب على بعضها من تدليس أو خداع وغش، لكنه وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين لا يصدق عاقل أنه يلعن امرأة لمجرد أنها أرادت أن تتجمل بزينة مباحة تجلب لها السرور والرضا عن النفس والزهو بها لاسيما المرأة التي لم تؤت نصيبا من جمال فطري وحلاوة ورقة، فتعمد إلى تحسين ما تشعر أنه بحاجة إلى تحسين عبر نمص الحاجبين أو رسمهما بالوشم أو تنعيم الشعر، وغير ذلك من أساليب التجمل التي صارت شائعة في مجتمعنا وتقبل عليها معظم النساء، أما تنفير الفتيات من تهذيب الحاجبين مما يجعلهن يلجأن إلى تحديدهما باللون الأسود وما زاد عن الحد ينزعن لونه بواسطة الأوكسجين فيبدو الوسط أسودَ والأطراف شقراءَ، فإنه تشويه لخلق الله خصوصا بعد أن تسود جذور ما تم تشقيره فيصبح الوجه مقززا لفرط ما فيه من تشويه لخلق الله.
لقد أدت إشكالية عدم إعمال العقل في بعض الروايات إلى وضع الدين في قالب جامد يتنافى مع كونه الدين الأكثر دينامية وقابلية للتطور في تاريخ البشرية، إضافة إلى افتقار الفكر الإسلامي لمنهج مقارن لفحص الأحاديث الموقوفة والضعيفة ومقارنتها بالقرآن الكريم والأحاديث الصحيحة
*نقلاً عن صحيفة "الرياض" السعودية
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 01:12]ـ
بسم الله والحمد لله
لستُ ممن طُلب منه الرد لكن أحببت المشاركة بما علمني الله.
هنا نقاط سريعة:
1 - يحرم التخوض في الآيات والأحاديث والأحكام الشرعية بغير علم -ولا أظن الكاتبة من أهل العلم-.
2 - حديث لعن النامصة ورد من عدة طرق منها المرفوع ومنها الموقوف-يُراجع أهل الحديث-.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الطرق الموقوفة لها حكم الرفع، قال ابن مسعود: ((ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
أيضاً اللعن حكم شرعي لا يقال من قبيل الرأي فحتى لو لم يقل ابن مسعود عبارته السابقة فللحديث حكم الرفع.
يلاحظ فرح الكُتَّاب بهذا الاكتشاف العظيم (حديث النمص موقوف) ولعل أحدهم لايدري ما معنى موقوف!
وأهم نقطة هي الأولى فهي المرتكز والأساس ألا يتكلم في دين الله إلا من تأهل لذلك
والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 02:26]ـ
الحديث مروي في الصحاح والسنن عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم
اولا عن ابن مسعود قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات والمتفلجات والموتشمات اللاتي يغيرن خلق الله عز وجل رواه النسائي
عن علقمة عن عبد الله قال
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات رواه النسائي
ثانيا عن عائشة تقول
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة)) رواه النسائي
ثالثا عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
رابعا عن ابن عباس قال
لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء رواه أبو داود
قال أبو داود وتفسير الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء والمستوصلة المعمول بها والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه والمتنمصة المعمول بها والواشمة التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد والمستوشمة المعمول بها
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: (5/ 196) السؤال التالي:
شابة في بداية عمرها لها حواجب كثيفة جدا تكاد تكون سيئة المنظر فاضطرت هذه الفتاة إلى حلق بعض الأماكن التي تفصل بين الحاجبين وتخفيف الباقي حتى يكون المنظر معقولا لزوجها ...
فأجابت اللجنة:
(لا يجوز حلق الحواجب ولا تخفيفها؛ لأن ذلك هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته أو طلبت فعله، فالواجب عليك التوبة والاستغفار مما مضى وأن تحذري ذلك في المستقبل).
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 03:09]ـ
وحتى فى الرواية التى تدندن الكاتبة حولها فيها قول بن مسعود لأم يعقوب ومالى لا ألعن من لعنه رسول الله سبحان الله هل هذا كلام هندى ام عربى مبين لايحتاج لعناء فى تفسيره و قولها كيف خفى هذا عن ام يعقوب يدل ان الكاتبة لاصله لها بالعلم الشرعى فقد خفيت مسائل عمن هم اقدم صحبه منها واعلم واجل كالصديق والفاروق هدانا الله واياها وسائر نساء المسلمين
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 04:51]ـ
مقال عظيم يدل على عقل فذ لا يفرق بين المهلبية والملوخية!!
المشكلة تكمن في جهل هؤلاء المتخرصين الكذابين الذين يحشرون أنفهم فيما لا علم لهم به فيأتون بالمضحكات المبكيات، فتأتي بعض المهوسات تترنج وكأنها قد خرجت من حانة أو بها مس من شيطان رجيم ثم تخرج على الناس فتقول: حديث موقوف ومرفوع، وما أدراها ما موقوف ومرفوع؟
فمن الموقوفات ما يأخذ حكم الرفع كما هو معلوم لدى العلماء بشروطه وأن لا يكون مما لا مجال فيه للرأي.
كذلك الحديث ليس موقوفا كما تدل عليه عبارة الحديث نفسه وكما تدل عليه بقية رواياته التي تفضل بها الفضلاء بارك الله فيهم في مشاركاتهم السابقة.
فحجتها حول الرفع والوقف حجة ساقطة بل ليست بحجة في نظري لأنها لم تفهم معنى هذا ولا ذاك فيما يظهر من كلامها المبعثر وأفكارها التي صدقت حين وصفتها بالتزاحم.
وأحسبها من فرط تزاحمها قد تكسرت وهي خارجة فلم تخرج على الجادة السوية وإنما جاءت خليطا لكنه بطبيعة الحال بلا طعم ولا لون ولا رائحة لأنه لم ينضج ولا يصلح للنضج!
مشكلة صاحبة المقال أنها عندما تركت المطبخ وخرجت لتكتب مقالها نسيت أن تمسح عن نفسها رائحة الثوم والبصل فما كان إلا أن خلطت الثوم بالبصل فلما استقر الخلط في ذهنها ذهبت تنضجهما تظنهما لحما شهيا وما درت المسكينة أنها لم تطبخ بعدُ! بل نسيت طبيخها وذهبت تنشر هوسها على الناس.
ليقل لي عاقل: ما دخل العقوبة على ذنب بمسألة سعة رحمة الله عز وجل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل سعة رحمة الله عز وجل تعني التفلت من العقوبات المقررة على الذنوب؟ أم فات على الطباخة أن تنتبه لهذه المسألة؟ كما فاتها أن تشعل الوقود تحت طبيخها الذي لم يكن موجودا أصلا، ومع ذلك فهي لا زالت تدعي أنها في مطبخها لتطبخ لأولادها، فبئس ما ادعت وبئس ما قالت.
رحمة الله عز وجل لا يجادل فيها أحد، لكن في الوقت نفسه فلا تعارض رحمته سبحانه وتعالى عقاب المستحقين للعقوبة على ذنوبهم ومعاصيهم بل هذا من العدل الذي لا ينكره عاقل أبدا.
ثم أنا أقول: إذا كانت المرأة ملتزمة بحجابها ولباسها الشرعي ونقابها فإنها ليست بحاجة لكل هذه الذنوب والمعاصي أصلا ولن تلجأ إليها ابتداء إلا للضرورة الماسة التي تجيز لها بعض المحرمات مع اعتقادها حرمة العمل إلا لضرورة.
أما المرأة المبتذلة المتبرجة فهي التي تحرص دائما على النمص والهمس واللمس والرفس (رفست ترفس رفسا فهي حمارة = يراجع معجم الخبير في صفات الحمير إن حصل وألفه أحدهم يوما ما وذكر فيه شيئا يخص هذا الأمر).
فالمسألة ليست مسألة زينة وإنما هي مسألة تبذل وتبرج وإسفاف يتم الدفاع عنه ولكن بطريقة أخرى في صورة الكلام على الزينة.
ثم من قال لهذه المهووسة أن الدين لم يعتن بالعقل؟ وأن الأحكام الشرعية والنصوص الشرعية لم يتم التوصل إليها بغير إعمال عقل؟ حتى تنعى على الناس وتذكرهم بأن المشكلة في عدم إعمال العقل؟
لعله من الأفضل أن يقال لها: اخسأي عدوة نفسها فما قلتِ إلا كذبًا وما تخرصت إلا زورا
لأن جميع المسلمين يعلمون أن من المصادر المشهورة في أصول الفقه (الاجتهاد والقياس .... ) إلخ. وهذه الأمور لا تكون بغير إعمال عقل
والعلماء ذكروا أن الاجتهاد هو استفراغ الوسع في التوصل للأحكام من خلال النصوص الشرعية فهل هذا سوى اشتراط لإعمال العقل في النصوص.
لكنه العقل الصحيح المضبوط بضوابط الشرع وليس عقل السكارى والمهاوييس الذي لا يفرق بين الملوخية والمهلبية ويرى أن الجميع خلطة (فول على طعمية) وربما إذا عاد فنظر إلى خلطته مرة أخرى ظنها عجلا سمينا قد شوي خصيصا له، وقد يأكل ويشبع ذاك المهووس ذاك العجل الذي لا وجود له ويقسم أنه قد شبع من أكله ذيل العجل فقط فكيف لو أكل رأسه؟! (والجنون فنون والفنون جنون).
وبنظرة سريعة سنجد أن الإسلام قد أرشد المسلمين في عشرات المواضع من الكتاب والسنة إلى إعمال العقل ولهذا قال أهل العلم بأن العقل لا يتناقض مع العقل وألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابه الفذ (درء تعارض العقل مع النقل)
كما نرى فإن أعمال العقل من أبرز سمات المسلمين لكنه العقل المنضبط وليس عقل المعتزلة الذي استدبر الشريعة وذهب يلهث خلف السراب المعتزلي.
مشكلة هؤلاء الكتاب في هذه الأيام أنه إذا وجد أحدهم وقتا فارغا مثله تماما بادر فكتب فكرة يأخذها من شبهة لمستشرقين أو من بعض فرق الضلال ثم يخرج على الناس وكأنه قد جاء بما لم تأت به الأوائل.
وإلا فقل لي كيف يخفى على هذه المهووسة صاحبة لمقال أن إعمال العقل من المسلمات عند المسلمين.
بل رفع الإسلام الحرج عن فاقد العقل وجعله فاقدا للأهلية.
لكن المشكلة تختلف في نوعية هذا العقل.
فالعقل المسلم يختلف بطبيعة الحال عن العقل المشبوه المشوش بأفكار غريبة أو العقل الذي نشأ في أحضان الغرب والانحدار فإنه لا يمت للمسلمين بصلة حتى وإن عاش في جسد مسلم.
وللأسف الشديد فإن هناك الكثير من لصوص الأفكار يعيشون بيننا بأجسادهم بعدما هاجرت عقولهم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 03:14]ـ
تقول الكاتبه هداها الله
((وعندما نقارن ما تقوم به المرأة من تزيين لنفسها عن طريق النمص أو الوشم أو توصيل الشعر أو تفليج الأسنان، نجدها أمورا لا ترقى إلى مستوى الأعمال التي لعن الله أصحابها لما فيها من سوء وفحش وإثم))
اقول انظري الى هذا الحديث و الذي لم يطعن في صحته احد ولم يختلف هل هو موقوف اومرفوع مثل حديث ابن مسعود الثابت في الصحيح
وهذه عروس اراد اهلها ان تتزين ليلة زفافهاومع ذلك جاء الوعيد
عن أسماء بنت أبي بكر قالت جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفاصله فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة).
رواه مسلم في صحيحه
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 05:02]ـ
مقال عظيم يدل على عقل فذ لا يفرق بين المهلبية والملوخية!!
المشكلة ......
أخي الكريم شتا العربي
هذه المرأة من ضحايا كلام بعض الفقهاء عن الرأي والمقاصد ... فليتق الله أهل الرأي فهذا هو نتاجهم
وما خفي كان أعظم
وهذه المرأة لا شئ بجانب شيوخ الأزهر ودار الإفتاء ودعاة التيك أواي عندنا فى مصر فعندنا أفظع منها ...
نسأل الله السلامة وأن يقينا من الرأي وأهله(/)
هل يجوز ان نقول no- ok - وغيرها من كلام الاعاجم؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 12:47]ـ
هل يجوز ان نقول no- ok - وغيرها من كلام الاعاجم
يقول الامام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم
وفي الجملة فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب وأكثر ما كانوا يفعلون إما لكون المخاطب أعجميا أو قد اعتاد العجمية يريدون تقريب الأفهام عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد ابن سعيد بن العاص وكانت صغيرة قد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم قميصا وقال يا أم خالد هذا سنا والسنا بلغة الحبشة الحسن
وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال لمن أوجعه بطنه أشكم بدرد وبعضهم يرويه مرفوعا ولا يصح
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وارض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية
وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله
ـ[الورد الجوري]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 10:40]ـ
جزاك الله خير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 03:17]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 03:21]ـ
يرفع للفائدة
أشكرك للرفع ... فلولاه لضاعت مني الفائدة. (ابتسامة)
جزاك ربي خيرًا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 03:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 04:35]ـ
جزاك الله كل خير فعلا فوائد
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 04:37]ـ
جزاك الله خيرا ..
هل هذا خاص للمسلمين العرب أم للمسلمين العجم أيضا؟
..........
ـ[أم تميم]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 05:09]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 06:40]ـ
جزاكم الله خيرًا
جواب الاخ عبد الله نياوني في الفتوى التالية:
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين أيضا رحمه الله "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 142/سؤال رقم 3):
" الذي ينطق بالعربية لا ينطق بغير العربية،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان عمر بن الخطاب يضرب الناس إذا تكلموا برطانة الأعاجم، والعلماء كرهوا أن يكون التخاطب بلغة غير العربية لمن يعرف اللغة العربية، ولذلك - مع الأسف الشديد - الآن عندنا هنا في السعودية التي هي أم العربية نجد بعضهم يتكلم باللغة غير العربية مع أخيه العربي، بل بعضهم يعلم صبيانه اللغة غير العربية، بل بعضهم يعلمهم التحية الإسلامية باللغة غير العربية، سمعنا من يقول لصبيه إذا أراد مغادرته أو أتى إليه، يقول: " باي باي " .. ؟!! ثم نرى الآن مع الأسف الشديد أنه يوجد لافتات على بعض المتاجر باللغة غير العربية، يعني: في بلادنا العربية يأتي العربي من البلد يقف على هذا الدكان لا يدري ما معناه، وما الذي فيه؟ ولا يدري ما هذا المتجر؟ ويأتي إنسان أوروبي لا يعرف البلد، ويقف ويعرف ما في الدكان، لماذا؟ لأن المكتوب باللافتة بلغته، أما نحن فلا، وهذا لا شك أنه من نقص التصور في شأننا في الواقع، من عندك ممن يفهم من اللغة الإنجليزية، أي: ولا (1%) من السكان، ثم تجعل اللافتة على دكانك بهذه اللغة! هذا أقل ما يكون حياءً من أهل البلد، لكن الحقيقة أن القلوب ميتة، وإلا كان يُهْجَر هذا الذي جعل دكانه باللغة غير العربية!! كان الذي ينبغي لنا نحن ونحن عرب، والله أنت ما فتحت دكانك لنا، إنما فتحته لأهل هذه اللغة ونقاطعه، ولو أننا قاطعناه لكان غداً يكتبها بالحرف الكبير باللغة العربية ... " انتهى.
ويقول أيضا رحمه الله "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم/186/ سؤال رقم/15):
" إذا خاطبك الإنسان بلغته أجب عليه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشرعية على ما كانت عليه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يغلبنكم الأعراب على صلاتكم العشاء فإنهم يدعونها العتمة)؛ لأن الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يغلبنا الأعراب على لغتنا مع أنهم عرب، لكن مع الأسف الآن أن المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصاروا الآن يتعاملون باللغة الإنجليزية عندنا، حتى بلغني أن بعض الناس من جهلهم في مجالسهم العادية يتكلمون باللغة الإنجليزية وهم عرب، وهذا يدل على الضعف الشخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر رضي الله عنه من حرصه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلم بالفارسية أو بالأعجمية " انتهى.
وانظر "الآداب الشرعية" لابن مفلح (3/ 432 - 433)
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 09:41]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا أبومحمد الغامدي على هذه الفائدة.
ـ[الرغيد]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 10:08]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 10:38]ـ
بارك الله فيك أخي محمد!
في الحقيقة في الأمر إشكال، لو المسألة قاصرة على مسلمي العرب فلا إشكال فيه ولكن أن يعمم به العجم أيضا فهو موضع الإشكال، وذالك لأسباب عدة:
1 - أن الله تعالى هو خالق اللغات كما قال سبحانه (واختلاف ألسنتكم) وقال أيضا: ( ........ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)
فالله تعالى هو خالق اللغات والحكم ليس على اللغات لأن اللغة لا تؤمن ولا تكفر ولكن الحكم على المتكلم بها، إلا أن اللغة قد تكون معروفة لقوم كافرين، فحينها يوبخ العربي على تركه للغته العربية لها، لأن الله شرفه بها كما قال سبحانه: (فيه ذكركم) أي شرفكم
وأما غير العربي فهي لغته التي خلقها الله له فكيف يكره في حقه أن يخاطب أهله وأولاده بلغته!!؟
2 - لم يرد على النهي ولا على الكراهة نص-فيما أعلم- في حق الأعجمي التخاطب بلغته عامة، إذن لضاعت لغاتنا، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كما نقلت عن شيخ الإسلام أقر أم خالد على نطقها بلغة الحبشة، بل خاطبها بنفس اللغة.
وأيضا ينبغي التأمل في قول شيخ الإسلام حيث قال:
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم. اهـ
وقوله: فإنه من التشبه بالأعاجم
قلت: ماذا لوكان هو أصلا أعجميا واللغة لغته!!؟
إذن يفهم من هذا أن خطابه لمسلمي العرب.
خلاصة القول أن الأمر متعلق بالنية فإن قصد المتكلم التشبه بالكفار الأعاجم فهو المنهي عنه، وإلا فهو حر في مخاطبة أهله وأولاده بلغته وإن كان سيبويه زمانه في العربية، والأمر فيه متسع.
ولكن ييقى الحض منا على العض بالنواجذ على لغة الضاد.(/)
طريق التوبة سهل وميسور
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 07:44]ـ
اخي المسلم
طريق التوبة سهل وميسور وقد وعد الله اهله بتكفير السيئات ودخول الجنات
قال سبحانه (يا ايها الذين امنوا توبو ا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار)
ولكن شياطين الانس والجن يجعلونه صعبا في نظرك كي تبتعد عن رحمة ربك عزوجل
يقول بعض العلماء موضحا سهولته فمامضى من الذنوب يستدرك بالتوبة والاستغفار ومايستقبل بعقد العزم على عدم العودة الى الذنوب مستقبلا واللحظة الحاضرة تعمل فيها بالطاعة
يقو ل الشاعر
- مامضى فات والمؤمل غيب و لك الساعةالتي انت فيها
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:36]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الشيخ الفاضل الغامدي.
التوبة باب عظيم لو علمنا علم اليقين فضلها ومكانتها وأن الإنسان قد يحرم الإنسان منها، لعملنا جاهدين على أن نتوب في كل يوم وليلة عن كل فعل وعمل، ولكن إلى الله المشتكى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 02:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك.وبارك الله فيك.اخي الفاضل وليد الدلبحي ..
ولننظرفي هديه صلى الله عليه وسلم في التوبة والاستغفار وهوالمغفورله ماتقدم من ذنبه وما تاخر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة).
رواه البخاري
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 03:10]ـ
نعم صدقت أخي الكريم، ولنتذكر جميعاً قول الباري جل ذكره:
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما)
فنسأل الله تعالى أن نتوب من قريب، وأن يقبل منا توبتنا، إنه غفور رحيم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 11:54]ـ
شكرا لك .. لاضافتك القيمة. بارك الله فيك ...(/)
حكم الشرع في الاستعانة بالغير في الرسائل العلمية
ـ[السكري]ــــــــ[01 - Oct-2007, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذا المنتدي المبارك يغلب على رواده ثلة من طلبة العلم والمشايخ الأكادميين الجامعين
أرغب في الجواب من الناحية الشرعية، والنظامية في الجامعات.
من حكم إستعانة الطالب فبي إعداد رسالته لدرجة الماجستير أو الدكتوراة التي يعدها سواءا كان بحثا أم تحقيق كتاب لينال بها الدرجة العلمية التي تخوله مكانة علمية مرموقة في المجتمع.
والسؤال ماهو الحد المسموح به في المساعدة.
وهل يدخل فيها النقاط التالية.
* تخريج الأحاديث بحجة أن البحث فقهي وليس من تخصص الباحث.
*ترجمة الأعلام الواردة في الرسالة بحجة أنه ليس من أصحاب الخبرة بالتراجم.
* قراءة الرسالة من الناحية اللغوية والنحوية وعلامات الترقيم بحجة أنها ليست في كلية اللغة.
*صنع الفهارس الخاصة بالرسالة مثل الآيات، والأحاديث،والأعلام، والكتب.،و ........ بحجة .............
وهل من حق المشرف أن يعفي الطالب من هذه البنود أو شيء منها بالاستعانة بالغير.
أرجو الإفادة من الناحيتين الشرعية والنظامية وعدم الخروج عن الموضوع
ولكم مني الشكر ومن الله العظيم الأجر
ـ[أبو الهدى]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 01:08]ـ
هذا موضوع مهم,
أين المشاركات فيه؟!
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 04:55]ـ
هذا موضوع مهم,
أين المشاركات فيه؟!
نعم , لعل الإخوة يدلون بدلوهم في الموضوع.
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 11:33]ـ
للرفع
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 01:26]ـ
بادي الرأي للمدارسة قد يقال: أنه لابأس إن كانت العلاقة بين من يحضر وبين الباحث الذي استعان به علاقة مستقلة منفصلة عن علاقة الدارس مع الجامعة، بحيث يطلب الدارس المحضر مادة ثم هو ينظر فيها ويختار منها ويقر ما شاء ويذر ما شاء.
بمعنى يقول الدارس للباحث أو مركز البحث أريد منك بحثاً عن كيث -تجاوزت مسألة التخريج ونحوها لمسألة أكثر إشكالا- من شرطه كيت وكيت.
فيعده المركز أو الباحث دون مراعاة لتعديلات المشرف أو غيره مما يتعلق بالجامعة دون شخص الدارس في العقد الخاص بينهما.
أما بالنسبة للدارس الذي يحضر فالذي يحكم على فعله نظام الجامعة فإن كان فيه ما يفيد منع هذا فليس له أن يفعله، وكذلك مركز البحث إن علم أن هذا يريد أن يقدمه لجامعة بعد تعديله -قليلاً أو كثيراً- والجامعة لا تقر هذا فليس له أن يتعاقد معه، بخلاف إذا لم يظهر ذلك.
وقد تنظر المسألة بمن يستفيد في بحثه من مؤلف وضع قبله استفادة كبيرة، فطالب الدرسات يستفيد ثم يعزو لصاحب المادة لأن ذلك حقه، وهنا الطالب يستفيد ولا يعزو لأنه اشترى الحق.
وكذلك قد ينقل الدارس من تخريجات الألباني رحمه الله أو غيره ويعزو لأن ذلك جهده وحقه، وهنا ينقل ولا يعزو لشرائه الحق.
وأما أمر العرض والتصويب اللغوي وغيره فهذا واسع جرى عليه المتقدمون ولا أحسب نظاماً يمنع من الاستفادة من ملاحظات المشايخ وطلاب العلم في البحوث.
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 02:47]ـ
أشكر أخانا حارث الهمام ولكن
قبل الشرع في الرد بارك الله فيك نسأل
هل يقول الباحث الحقيقة للمحضر أو مركز البحث
هل يدخل هذا العمل في حكم الوراق كما يدعون
هل يخبر الباحث المشرف عليه بما جرى
وهل الحقوق تشترى ...........
كون الباحث ينقل من كتاب سبق لشيخ معين كونه من المتقدمين أو المتأخرين ينطبق على حال صاحبنا الحاضر
فطالما أن الأمر كما قلت بارك الله فيك وجزاك الله خيرا للمدارسة فأعرني سعة صدر ولاتحمل علي (ابتسامة)
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 02:50]ـ
للتنبيه فقط فقد حضرت مناقشة علمية وأقسم بالله تعالى أن صاحبها لم يستطيع قراءة نص بعينه في متن الرسالة المحققة لما سأل من خلال المناقشة فقلي بربك فماذا في صلب الموضوع
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 03:27]ـ
لا حمل عليك ولا وضع:) أخي الحبيب ..
ولكنها لحياة طويلة تلك التي تتطلب جواباً على سؤالتك -المفيدة- التي أثرتها، ربما كُتبت في بعضها رسائل كشراء الحقوق.
وصاحبك قصد أن يفتح آفاقاً لا أن يناقش رأياً لعل داخلاً من المشايخ الأفاضل يتسع له وقت فيفيد.
ولايفوتني شكرك على لطفك.
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 04:04]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ولقد سررت من مداخلتك وأسأل الله أن يثيبك عليها وأنتظر رأي مشايخنا الأفاضل في طرح الجواب إن كان عندهم متسع من الوقت
واكرر بمثل هذا الخلق الطيب منك يرتقي المنتدى الحبيب وجزاك الله خيرا
ـ[السكري]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:22]ـ
وهل يقاس عليه بارك الله فيكم لمن يدفع الكتاب لغيره ثم يضع الآخر عليه اسمه ويقول اعتنى به وربما لم يعرف مافي محتوياته
وماهي حدود كلمة الورّاق كما يدعون
وكل عام وأنتم بخير عذرا (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذا المنتدي المبارك يغلب على رواده ثلة من طلبة العلم والمشايخ الأكادميين الجامعين
أرغب في الجواب من الناحية الشرعية، والنظامية في الجامعات.
من حكم إستعانة الطالب فبي إعداد رسالته لدرجة الماجستير أو الدكتوراة التي يعدها سواءا كان بحثا أم تحقيق كتاب لينال بها الدرجة العلمية التي تخوله مكانة علمية مرموقة في المجتمع.
والسؤال ماهو الحد المسموح به في المساعدة.
وهل يدخل فيها النقاط التالية.
* تخريج الأحاديث بحجة أن البحث فقهي وليس من تخصص الباحث.
*ترجمة الأعلام الواردة في الرسالة بحجة أنه ليس من أصحاب الخبرة بالتراجم.
* قراءة الرسالة من الناحية اللغوية والنحوية وعلامات الترقيم بحجة أنها ليست في كلية اللغة.
*صنع الفهارس الخاصة بالرسالة مثل الآيات، والأحاديث،والأعلام، والكتب.،و ........ بحجة .............
وهل من حق المشرف أن يعفي الطالب من هذه البنود أو شيء منها بالاستعانة بالغير.
أرجو الإفادة من الناحيتين الشرعية والنظامية وعدم الخروج عن الموضوع
ولكم مني الشكر ومن الله العظيم الأجر
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع.
ولي تساؤل زيادة على ما سألت عنه وهو:
ماهو حكم من أخذ جهد غيره ونسبه له؟
وماهو حكم من إستفاد من بحث غيره، أو كتابات غيره، ولم يحل عليه أو يذكر أنه إستفاد منه بقليل أو كثير؟
وماهو حكم من عمد إلى الرسائل العلمية الجامعي، فأخذ منها أو أخذها ونسب إلي نفسه العمل والجهد؟
هذه تساؤلات تضاف إلى الأسئلة السابقة ليستفيد الجميع.
ـ[السكري]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:43]ـ
عن مكارم الأخلاق والانصاف في هذا الزمان أخي لاتسأل فتتهم
بحجة أن الحافظ ابن حجر استفاد من غيره ولم يذكر وقس على ذلك تسول النفس الدنيئة أن تستولى على كل ذرة خير وتجعل منها جبال تنسبها لنفسها ولكن هيهات هيهات وعند الله الموقف والحساب
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:52]ـ
عن مكارم الأخلاق والانصاف في هذا الزمان أخي لاتسأل فتتهم
بحجة أن الحافظ ابن حجر استفاد من غيره ولم يذكر وقس على ذلك تسول النفس الدنيئة أن تستولى على كل ذرة خير وتجعل منها جبال تنسبها لنفسها ولكن هيهات هيهات وعند الله الموقف والحساب
بارك الله فيك
فرق بين ابن حجر ومن هم في زماننا، ابن حجر ألف وكتب للعلم لا للتجارة، وليُعرف، وهذا هو شأن بعض كُتابنا وللأسف الشديد، وهذا القسم من يعيب عليه ما ذكرت سلفاً.
ـ[السكري]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:58]ـ
نريد بارك الله فيك أن تطرح الاجابات والمحاورة على هذه الأسئلة وإلا القلب لايستحمل هذه المرارة التي تعج بها المكتبات من تلكم الثلة التى استولت على كل حق ونسبته لنفسها ولم تعرف يوما أن كل شيء مهما غاب ينكشف
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:03]ـ
لا حاجة لنا بالتمثيل، ولكن أن نتدارس هذه الأحكام ونعرفها، ولعل الرسالة تصل للقوم فيفهمون.
ـ[السكري]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:10]ـ
تصدر للتدريس كل مهوس ... بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدى من هزالها ... كلاها وحتى سماها كل مفلس
ـ[السكري]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 11:17]ـ
للرفع
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 10:41]ـ
تصدر للتدريس كل مهوس ... بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدى من هزالها ... كلاها وحتى سماها كل مفلس
بارك الله فيك، وهذا منطبق على بغض من تصدر للتأليف وتخريب كتب السلف بإسم التحقيق، وأغلب عمله إما بالسرقات أو ببرامج الحاسب الآلي.
ـ[السكري]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 10:53]ـ
عش رجبا ترى عجبا
اللهم لاتفضحنا يوم العرض عليك واستر علينا في الدنيا والآخرة
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 10:59]ـ
عش رجبا ترى عجبا
اللهم لاتفضحنا يوم العرض عليك واستر علينا في الدنيا والآخرة
اللهم آمين.
ـ[الإنصاف]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 05:25]ـ
السلام عليكم
الاستعانة بالغير والاستفادة من عمل السابقين مع الإضافة عليه أو التعديل والتحرير هو عمل السابقين من أهل العلم فكثير من السابقين ينقل من غيره دون الإشارة فهذه الإشارة نظام حديث في هذا العصر وليس من الشرع في شيء - أعني الحكم بالمنع - فهو أمر تنظيمي يخضع لضوابط الجامعة وشروطها في البحث فالسابقون قد نقلوا من بعضهم البعض دون أن يروا بذلك بئسا والأمثلة على ذلك كثيرة وقد مثلوا بابن حجر وهناك غيره الكثر فهذا ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد ينقل فصولا كاملة من كتاب نتائح الفكر للسهيلي دون إحالة وهذا الشوكاني في كتاب نيل الأوطار ينقل كلاما بكامله في الحكم على الحديث من فتح الباري دون إحالة ولا ذكر وقارن إن شئت بين شروح المنهاج للنووي كمغني المحتاج ونهاية المحتاج وغيرهما
وهؤلاء هم قدوة الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا معنى لقولنا هؤلاء يكتبون ويألفون فهذه أشياء ليست قيدا في الذي يستفيد من غيره في شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذا المنتدي المبارك يغلب على رواده ثلة من طلبة العلم والمشايخ الأكادميين الجامعين
أرغب في الجواب من الناحية الشرعية، والنظامية في الجامعات.
من حكم إستعانة الطالب فبي إعداد رسالته لدرجة الماجستير أو الدكتوراة التي يعدها سواءا كان بحثا أم تحقيق كتاب لينال بها الدرجة العلمية التي تخوله مكانة علمية مرموقة في المجتمع.
والسؤال ماهو الحد المسموح به في المساعدة.
وهل يدخل فيها النقاط التالية.
* تخريج الأحاديث بحجة أن البحث فقهي وليس من تخصص الباحث.
*ترجمة الأعلام الواردة في الرسالة بحجة أنه ليس من أصحاب الخبرة بالتراجم.
* قراءة الرسالة من الناحية اللغوية والنحوية وعلامات الترقيم بحجة أنها ليست في كلية اللغة.
*صنع الفهارس الخاصة بالرسالة مثل الآيات، والأحاديث،والأعلام، والكتب.،و ........ بحجة .............
وهل من حق المشرف أن يعفي الطالب من هذه البنود أو شيء منها بالاستعانة بالغير.
أرجو الإفادة من الناحيتين الشرعية والنظامية وعدم الخروج عن الموضوع
ولكم مني الشكر ومن الله العظيم الأجر
اسمح لي ان اضيف
ان من اسباب المشكلة عدم فهم العملية التعليمية جهلا او عمدا
فالمدرس مسؤول عن نجاح الطلبة
اذا لم ينجحوا فهو الفاشل
و ليس ان الطلاب لم يدرسوا و يجتهدوا
فكان النجاح شكليا في بعض الجامعات
فخرجنا الجهلة بالقا ب علمية
و قد درست طالبة في كلية لا تميزبين الا سم و الفعل
اقول هذا دون مبالغة
كيف و صلت للجامعة
وكم من حملة الما جستير و الد كتو راة
لم يكتب في بحثه كلمة
انما دفع فلو سا لمن كتب له
او كتب له بعض المو ظفين عنده
و لا ا ريد ذكر اسماءجامعات و لا دكاترة
الا مثلة كثيرة جدا
وكم ممن يعد البحث التخصصي و لا يعرف ابجد يات الا عداد
و النت يقدم لنا نماذج كثيرة دائما
ممن يكاد يستجدي كتابة بحثه الا قليلا
و هذا في كل الا حو ال خير ممن يدفع لمن يكتب
وكم سمعنا عن اعمال علمية مو سو عية ...
تو جت باسماء عظماء
لم يلمسوا الكتاب
انما للتسو يق التجاري
كتبوا اسمهم
فوا حزناه لحال البحث و العلم
و لا حو ل و لا قوة الا بالله(/)
مجموعة دروس قيمة للشيخ عبدالله الزيداني حفظه الله تعالى
ـ[المدني1]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 12:07]ـ
أيها الإخوة الأفاضل هذه مجموعة من الدروس القيمة لشيخنا الشيخ عبدالله بن حمد الزيداني - حفظه الله تعالى - فجزا الله الشيخ خير الجزاء
وهي موجودة على أرشيف موقع لايف إسلام
وهذا رابط أرشيف الشيخ بالموقع
http://www.liveislam.net/result.php
ـ[المدني1]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 01:34]ـ
وهذه الدروس على موقع زد شير
http://www.zshare.net/download/3960387c44e686(/)
قال الحديد يمشي هذا من علامات الساعه ومن جراء هذه الصدمه بقي مريضا حتى توفي رحمه الله
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 02:33]ـ
نقل رجل الاعمال السبيعي في كتاب (رحله الفقر والغنى) والذي اعتنت به ابنته
وهذا الذي ذكرته سابقا ولم اعلم هل طبعا ام لا وقد طبع مؤخرا
ذكر فيه قصه الشيخ الشيخ عبد العزيز الدامغ الذي كان يدرسهم القرآن
ولما زار الملك عبد العزيز عنيزه عل سيارة وعندما سمع سكان عنيزه صوت السياره انزعجوا ...
الى ان قال (ام المعلم ابم دامغ فقال الحديد يمشي هذا من علامات الساعه ومن جراء هذه الصدمه بقي مريضا حتى توفي رحمه الله)
اذكر هذا توثقا لما نقلته سابقا(/)
هل يفضح الله عز وجل عاصيا بأول مرة أم بعد التكرار
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:49]ـ
قال صاحب الاداب الشرعية
هل يفضح الله عز وجل عاصيا بأول مرة أم بعد التكرار؟
فيه قولان للعلماء:
والثاني مروي عن عمر وغيره من الصحابة , واختار ابن عقيل في الفنون الأول
, واعترض على من قال بالثاني: ترى آدم هل كان عصى قبل أكل الشجرة بماذا؟ فسكت.
اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 07:25]ـ
ثم تاملت المسالة فوجدت ان ماقاله الصحابة كعمر رضي الله عنه وغيره
اقوى مماقاله ابن عقيل رحمه الله للحديث الاتي
عن صفوان بن محرز المازني قال: (بينما أنا أمشي مع بن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين). والشاهد من الحديث قوله تعالى ((قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم))
رواه البخاري
فماتعليق الاخوة الكرام
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 09:52]ـ
الحمد لله:
يبدو - والله أعلم - أن هذا الأمر ليس له قاعدة ثابتة مطردة لا تتخلف
بل يتوقف هذا على حال المذنب العاصي فالمتجاوزون للحدود المصرون على الإثم لا يبعد أن يفضحهم الله ولا يستر عيوبهم
لما قام في قلوبهم من الاستهانة بمراقبته سبحانه، وجرأتهم على عصيانه بلا تهيب لعظمة الرب سبحانه
بخلاف المؤمن يزل الزلة ويذنب الذنب لغفلة أو شهوة عابرة بحكم الضعف الجبلي ثم هو يظل يوبخ نفسه ويلومها ويتوب ويستغفر فيغفر الله له ويستر الله عليه وهكذا كلما أذنب استغفر وكلما غفل تذكر فهذا الذي يسبل الله ستره عليه
ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بعدم فضيحته ويستمريء الوقوع في الذنب، ويستسهل المعاودة المرة بعد المرة فها هنا لا يكون ذلك ستر الله عليه نعمة منه سبحانه بل يكون استدراجاً وعقوبة له فليحذر المؤمن ولا يأمن مكر الله جل جلاله
أسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 10:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك.يا اخ عاطف. وبارك الله فيك .. واثابك على التعليق المفيد
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:55]ـ
قوله: (فسكت) يبدو أن ضبطها بتشديد الكاف وفتح السين المهملة قبلها ثم إسكان المثناة الفوقية بعدها: فسَكَّتْ.
وكأن ابن مفلح يميل إلى ما قرره ابن عقيل رحمهما الله.
والتفصيل الذي ذكره الشيخ عاطف لا يعارض ما قرره ابن عقيل فالظاهر أن ابن عقيل يقرر جواز الفضيحة لا وجوبها رداً على من منع.
ولعل في ما استدل به ابن عقيل رحمه الله تأمل.
فهل يقال إن الله فضح آدم بنحو قوله سبحانه: (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)؟
أضرب مثلاً للتقريب لو أخطأ في حقك إنسان ثم أحسن إليك إحساناً عظيماً اقتضى رفعة منزلته عندك، فقلت أخطأ في حقي فلان ثم فعل كيت وكيت فجزاه الله خيراً، هل مثل هذا يسمى فضيحة؟
إطلاق الجواب بنعم فيه تأمل.
والله تعالى قد غفر لآدم ذنبه هذا وتاب عليه، والمغفرة تتضمن التجاوز والستر فصح أن الله ستره فكيف يقال فضحه؟
لكن تبقى المسألة ليس فيها دليل بين فإن ثبت قول ابن عمر رضي الله فربما كان حجة للقول بستر الله عبده أول مرة ويشهد له ما جاء من أن الله حيي ستير وما في معناه، وما صح من قوله صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلاّ المجاهرين، قال: قد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.
فالله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 12:08]ـ
اخي الكريم حارث الهمام شكرا على التعقيب
وقدقلت تبقى المسألة ليس فيها دليل بين فإن ثبت قول ابن عمر رضي الله
فربما كان حجة للقول بستر الله عبده أول مرة
اقول هوحديث مرفوع في صحيح البخاري وليس موقوف على ابن عمر
ومثلماتفضلت ينازع ابن عقيل فيماذكره من قصة ادم عليه السلام الاان يكون مراده عندما انكشفت سوءاتهما
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:16]ـ
الحديث الذي ذكرتَه -بورك فيك- غير ما أشار إليه ابن مفلح من قول ابن عمر الذي أتحدث عنه.
أما الحديث فليس فيه حجة على أن العاصي أول مرة يستر، ولا أن من عصى أكثر من مرة لا يستر، فلا حجة فيه على ابن عقيل، إذا تقرر أن قوله جواز الفضيحة أول مرة لا وجوبها، وأنت تعلم أن عصاة الموحدين تحت المشيئة فقد يعذب الله من شاء منهم بعدله، فتبين بذلك أن الحديث ليس بعام وقصاراه أن من المؤمنين من يسترهم الله في الدنيا والآخرة سواء تكرر الذنب أو وقع مرة نسأل الله الرحمة والمغفرة، فليس هو نصاً في الموضوع فيما يظهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول اخي الكريم
الحديث الذي ذكرتَه -بورك فيك- غير ما أشار إليه ابن مفلح من قول ابن عمررضي الله عنه الذي أتحدث عنه.
قلت ابن مفلح ذكرهذا عن عمر رضي الله عنه وليس عن ابنه قضية انه لايفضحه الابعد التكرار
والحديث الذي ذكرته اناثبت عن ابن عمررضي الله عنه مرفوعا
تقول اخي الكريم
أما الحديث فليس فيه حجة على أن العاصي أول مرة يستر، ولا أن من عصى أكثر من مرة لا يستر،
قلت الحديث فيه دلالة ان من الناس من يستر عليه في الدنيا ولايفضح
وهذا خلاف قول ابن عقيل بغض النظر عن التكراراولا
تقول فلا حجة فيه على ابن عقيل، إذا تقرر أن قوله جواز الفضيحة أول مرة لا وجوبها،
اقول لااحد يوجب على الله شي ولم اقل بذلك
.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 10:38]ـ
شكر الله لك التنبيه فقد توهمت أن ابن مفلح ذكر ابن عمر وهذا ما أشرت إليه في الرد رقم خسمة وقد تنبهت الآن إلى أن المذكور هو عمر رضي الله عنه.
أما ابن عقيل رحمه الله فقد اعترض على من قال بأن الله لايفضح العاصي لأول مرة.
ولايقتضي هذا أن الله يفضح كل عاص لأول مرة، بل يقتضي أن الله قد يفضح العاصي لأول مرة، ولهذا استدل له بأمر يخرم عموم قول من قال إن الله لا يفضح العاصي لأول مرة ولم يستدل له بما يدل على أن (كل) عاص يفضح لأول وهلة.
فابن عقيل يرى جواز أن يفضح وقد يستر بصرف النظر تكررت المعصية أو كانت لأول مرة وهذا هو الذي يتطابق مع دلالة حديث ابن عمر الذي ذكرته فالحديث ليس حجة عليه.
وأكن شاكراً لو تأملت الردود مرة أخرى وجزيت خيراً.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 09:55]ـ
أحبتي الأفاضل: المشايخ حارث الهمام و ابو محمد الغامدي
وجهة نظر أرجو رأيكم:
هذه المسألة اليقين فيها أن الله تعالى ستير يحب الستر فالأصل أنه - تعالى وتفضل - لا يفضح عبده العاصي
وأما الاستثناء فهو الفضيحة التي تكون:
إما ردعاً للعاصي فيمسك عن عصيانه،
أو عبرة للآخرين فيرتدعوا عن مثل فعله
وقد تكون عقوبة يعجل الله بها للعاصي
وحتى حين يفتضح العاصي فليست كل فضيحة مساوية للأخرى بل تأتي الفضيحة على مستويات عدة بحسب عظم الجناية
فمن مخذول يفضحه ربه - عز وجل - عند أولاده وزوجه
ومتعدي يكشف الله ستره بين إخوانه وجيرانه
ومفرط في العصيان متجريء على الآثام يهتك الله ستره على رؤوس الأنام وتجري بفضيحته الألسن الليالي والأيام
وهذه المستويات وغيرها في الفضيحة لا يعرف أسرارها إلا الله وحده وتبقى تفاسير الناس لها نوعاً من التخمين والتوقع
وحديث الله - جل ذكره - عن أبينا آدم عليه السلام ليس من هذا الباب الذي نتكلم فيه على وجه الحقيقة
لأنه سبحانه ذكر ابتداءً كيد عدو أبينا وقسمه له واغترار آدم به (فليس هناك إصرار ولا تعمد بل نسيان)
ثم إن الله - تعالى - لم يرض حين ذكر نسيان آدم (عصيانه) إلا وقرنه ببيان ندم أبينا آدم عليه السلام وسرعة أوبته وقبول توبته
أفبعد ذلك يقال إن هذه فضيحة (أراها بعيدة كل البعد) رغم تقديري التام لمن قال ذلك فلم تكن قصة آدم في القرآن إلا جرس تحذير وتنبيه إلى هذه العلاقة العدوانية التي نشأت بيننا وبين عدو أبينا آدم والتوجيه لنا بألا نغتر ونفتتن كما اغتر أبونا الأول عليه السلام.
بارك الله لي ولكم في رمضان وختم لنا بالقبول والعتق من النيران
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:54]ـ
قال صاحب الاداب الشرعية
هل يفضح الله عز وجل عاصيا بأول مرة أم بعد التكرار؟
فيه قولان للعلماء:
قوله واختار ابن عقيل في الفنون الأول
قلت لعل اختيار ابن عقيل كماقال اخونا حارث الهمام ((بل يقتضي أن الله قد يفضح العاصي لأول مرة، ولهذا استدل له بأمر يخرم عموم قول من قال إن الله لا يفضح العاصي لأول مرة))
,واما:قوله ترى آدم هل كان عصى قبل أكل الشجرة بماذا؟ فسكت.
فاقول ينازع ابن عقيل فيماذكره من قصة ادم عليه السلام وهل تعتبر فضيحة ام لا
واقول ان حديث ابن عمر فيه دلالة على ان من الناس من يستر عليه في الدنيا ولايفضح
وهذا خلاف قول ابن عقيل بغض النظر عن التكراراولا
واخيرا اقول كما قال اخونا عاطف إالرفاعي لكن لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بعدم فضيحته ويستمريء الوقوع في الذنب، ويستسهل المعاودة المرة بعد المرة فها هنا لا يكون ذلك ستر الله عليه نعمة منه سبحانه بل يكون استدراجاً وعقوبة له فليحذر المؤمن ولا يأمن مكر الله جل جلاله
ومهما تكن عند امري من خليقة وان خالهاتخفى على الناس تعلم.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر].
وجزاكم الله خيرا على التعليقات النافعة
ـ[رامي وسيم]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:59]ـ
ليس سوا هناك من يفضحه من المرة الاولى
وهناك من يعاقبه عند تكرار المعصية(/)
فصلٌ في أنه لا جديد في صيغ التعبد
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 01:41]ـ
انتشرت في الآونة الأخيرة صيغٌ تعاطاها بعض المتديِّنة، ولقد يظن بعضهم أنها سببٌ مقرب إلى الله تعالى، أو إلى القربة ما هي، بيد أنها ليست من (أوضاع) الشرع، ولا من الأوضاع المعهودة في الصدر الأفضل.
ومن نماذج هذه الظاهرة المتجددة:
أ ـ تعليق جهاز على الأبواب، ينطق بقوله: اذكر الله، صل على محمد - صلى الله عليه وسلم - ... !
ب ـ لوحة دُعائية - تشتمل على الأذكار البعدية - تنسدل انسدال الستارة أمام المصلين بضغطة زر من إمام المسجد إثر كل صلاة!
ج ـ نغمات هاتفية جعلت على صيغة تلاوات قرآنية، وأدعية قنوتية، وترانيم وتسابيح ... !
د ـ لاصقات على الجدران والأبواب والطرق السريعة تتضمن عبارات التسبيح والأمر بالذكر بأعداد معينة ... !
هـ ـ بث الأذان مسجلاً، والاستغناء به عن الأذان المعهود وهو الأذان المباشر.
في قائمة تتوالى من المخترعات التي أراد بها فاعلوها الخير والبر، وحاك في نفسي منها حائك، فصرتُ أقول: (آلبرَّ يردنَ)!.
إن هذه الصيغ لا يحتفل بها العلماء [عادة]، لعلمهم- أو بعضهم على الأقل - بأنها ليست مما يفرح به شرعاً، وإنما يأنس بها الأميون والمبتدئون وأوساط المتنسكة ونحوهم.
قال ابن الجوزي: " فصل ومن تلبيس إبليس على قوم من الزهاد الذي دخل عليهم فيه من قلة العلم: أنهم يعملون بواقعاتهم ولا يلتفتون إلى قول الفقيه، قال ابن عقيل: كان أبو اسحق الخراز صالحا وهو أول من لقنني كتاب الله وكان من عادته الإمساك عن الكلام في شهر رمضان فكان يخاطب بآي القرآن فيما يعرض إليه من الحوائج فيقول في أذنه أدخلوا عليهم الباب ويقول لابنه في عشية الصوم من بقلها وقثائها آمرا له أن يشتري البقل فقلت له هذا الذي تعتقده عبادة هو معصية فصعب عليه فقلت أن هذا القرآن العزيز أنزل في بيان أحكام شرعية فلا يستعمل في أغراض دنيوية، وما هذا إلا بمثابة صرك السدر والأشنان في ورق المصحف، أو توسدك له فهجرني ولم يصغ إلى الحجة "اهـ[تلبيس إبليس (1/ 195)].
ولست أقول بالتحريم في كل ذلك، وأما ما دونه فالأصل فيه الإباحة، لكن إن وجد قصد التعبد بها فهي من جنس البدع الإضافية، وإن لم يوجد فخلاف الأولى، وهي درجة بين الكراهة والإباحة، وبالجملة فلا ينبغي أن تجعل من صيغ التدين والتقرب إلى الله جل جلاله، والتقوى لها مراتب، وليست هذه من علامات أهل المراتب العليا.
وقد قال أبو الوفاء ابن عقيل - رحمه الله -: " لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم ... ".
ولعلي أذكر لاحقاً ما روي عن السلف مما يشتبه بهذا الجنس وليس به.
والله تعالى أعلم
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 06:04]ـ
لله درك أبا عبد الله .. وسلمت براجمك من الأوخاز .. وغفر لك بكل حرف وضاعف لك أجرها وثوابها ..
ووالله إن الواحد كما قلت لا يفرح بكثرة هذه المخترعات في باب العبادات ونخشى أن يتوسع الناس فيها ..
ونحن بانتظار ما وعدت به في هذا الباب ..
وإن كنت أعجب ممن قرأ التحرير المفيد .. كيف يمر به دون دعاء لصاحبه .. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
وللتو قرأتها .. وأعدتها مرتين .. ولي تعليق على بعض المواطن سأكتبه لاحقا .. بحول الله
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 02:07]ـ
بغض النظر عن أفراد هذه المسائل فإن الوسائل المباحة متى ما استعملت في الخير كان ذلك دليلاً على خيرية فاعلها، والذي ينبغي تجاه رائيها الفرح بها وحمد فاعلها، ولايشك عاقل مدى نفع هذه الوسائل المعاصرة في نشر الخير وتبليغه، لأن الوسيلة للخير خير بلا مرا.
وإنما يحسن النكير على من ألزم بها أو تعبد بها لذاتها، وقد يستنكرها بعض الأفاضل لعدم إلفها وقلة شيوعها.
والكلام لا يدور طبعاً على الوسائل المحرمة فذلك له موضع آخر.(/)
التواطؤ في الرؤيا
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 08:26]ـ
التواطؤ على الرؤيا
قَدْ يتواطأَ قومٌ على رؤيا رأوها جميعاً، و يتفقونَ فيها إمَّا على تمامها و إما على أغلبها، سواءً علموا بذلك أم لم يعلموا، و لقد اعتبرَ أهل التعبيرِ ذلك مُستندين في ذلك لقصةِ تواطؤ رؤيا الصحابةِ ليلةَ القدرِ في السبع الأواخر، و فيها يقول لهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت على في السبع الأواخر فمن كان منكم متحريها فيلتحرها في السبع الأواخر " البخاري (2015).
فالنبيُّ صلى الله عليه و سلمَ اعتبر تواطؤ رؤيا المؤمنين فهم لا يكذبون في روايتهم ولا في رؤياهم إذا تواطأت [انظر: " الروح " (ص: 139) وَ (ص: 9)]، فتوافُقُ الجماعةِ على رؤيا واحدةٍ دالٌّ على كونها صِدقاً و صحيحةً، كما اعتُبِرَ ذلك في الروايةِ و تواتُرِها [" الفتح (12/ 397)].
و اشتُرِطَ في اعتبارِها ألا تُخالفَ القواعدَ الشرعية. [" الفتح " (4/ 302)]
و هل يَلْزَمُ مِن اتفاقِهم في الرؤيا صدقها؟
حيثُ قُوْرِنَتْ الرؤيا المُتواطأ عليها بالروايةِ المتواطيءِ عليها يُصارُ إلى ما قِيْلَ في بحثِ أهل المُصطلَحِ في لُزومِ صِدْقَ الروايةِ حيثُ اتفاقُ المتواطئين عليها، و أهل الفنِّ _ أي: فنَّ المُصطلح _ ذكروا في شرطِ الاتفاقِ في المتواترِ فَرْقاً بين شيئين هُما باعثانِ للاتفاق [" ظفر الأماني" (ص: 36)]:
أولهما: التواطؤُ، و هو أن يتَّفِقَ قومٌ على اختراعِ شيءٍ مُعَيَّنٍ بَعْدَ المُشاورَةِ و التقرير، بأن لا يقولَ أحدٌ خلافَ الآخر، و هذا لا يكونُ صِدقاً في الرؤيا أنها متواطئةٌ دونَ قصدٍ، و هذا اتفاقٌ على الكذبِ، و هو ملمحٌ لطيفٌ.
ثانيهما: التوافُقُ، و هو حصولُ ذلك مِن غيرِ مُشاورَةٍ بينهم و لا اتفاق، و هذا مما اتفقَ عليه أهل المصطلح، و هو الذي يُرادُ بِهِ في هذا المطلَبِ، فلْيُتَنَبَّه فإنه مُهمٌ.
فبانَ من هذا أنَّ الرؤيا إذا كانت قد رآها جماعةٌ فهيَ مُحتملَةٌ أن تكون اتفاقاً على اختراعها و اختلاقها، و إما أن تكونَ توافقاً كلٌّ رآها دون معرفةِ الآخر، فالأولُ مرفوضٌ و هو كذبٌ، و الثاني هو مبحثُ أهل التعبيرِ فيه.
و لا يُسْتَدَلُّ بحديثِ تواطؤِ رؤيا الصحابة في إثباتِ كلِّ ما تُوُوْطِيءَ عليه، و خاصةَ في الأحكام الشرعية، فالعِبْرَةُ بِصِدْقِهم، و كونِ رؤياهم موافقةً للقواعد الشرعية،و لا يكون بها الاحتجاج إلا استئناساً. [" الروح " (ص: 9)]
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 06:44]ـ
أحسن الله إليكم ,, وبارك الله في جهودكم ,,(/)
الرد على كتاب البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 05:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صوتيا يرد الشيخ محمد حسن عبد الغفار
لم أستمع إليه ولكن أدل أهل الخير إليه
الرد على كتاب البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم مجموعة فتاوى لدحض الشبهات وجمع الشتات فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية
(هنا) ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3439)(/)
حكم استعمال الصائم لحبوب توضع تحت اللسان لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
حكم استعمال الصائم لحبوب توضع تحت اللسان
السؤال:
شخص مصاب بمرض القلب وقد وصف له الطبيب حبوباً يضعها تحت لسانه عند شعوره بالألم ولا يبلعها، ولا يجد طعمها في حلقه، فهل يفطر لو استعملها في نهار رمضان عند شعوره بالألم؟ ا
الجواب للعلامة ابن عثيمين رحمه الله:
لابد أن نعرف، هل هذه الحبوب تذوب أم لا، إن كانت تذوب، فلابد أن تجري مع الريق وحينئذٍ يفطر، أما إذا كانت لا تذوب أو أنها إذا ذابت لا يبتلع ريقه فلا بأس، لأنها لو كانت تذوب ولا يبتلعه المريض فلا بأس، كما أنا الآن نتمضمض والماء له طعم، ومع هذا لا يفسد الصوم لأن الفم في حكم الباطن أو الظاهر؟ الظاهر، ولهذا وجب تطهيره في الوضوء، ووجب تطهيره في الغسل. فالمهم إن كانت هذه الحبوب تذوب ويبتلع ريقه الذي ذابت فيه؛ فإنه يفسد صومه، ويلزمه القضاء، وإن كانت لا تذوب أو تذوب ولكنه لا يبتلع الريق فإنها لا تضره كما لو ذاقت المرأة طعم الطعام، أو ذاق الإنسان طعم الماء عند المضمضة، أو ما أشبه ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Sep-2009, مساء 03:37]ـ
يرفع لفائدة(/)
أثر (خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها)
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 02:17]ـ
أخرجه النسائي الكبرى (3/ 265): أخبرنا الحسين بن حريث المروزي قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها منه.
وفي الصغرى (6/ 62) وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك كلهم من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وقال الحاكم على شرط الشيخين!
وصححه الألباني في صحيح النسائي.
ومدار الحديث فيما يظهر لي - والله اعلم - على الحسين بن واقد فالمتن كما ترون فيه نكارة، وأحاديث الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة فيها مناكير.
قال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1/ 301): قال أبي ما أنكر حديث حسين بن واقد وأبي المنيب عن بن بريدة.
ارجو من الإخوة اثراء الموضوع
والله اعلم(/)
نداء عاجل إلى إمام وخطيب الحرم والمسؤولين
ـ[الهوواوووي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 03:27]ـ
ندآ عاجل الى إمام وخطيب الحرم والمسؤولين
--------------------------------------------------------------------------------
العنوان: ندآ عاجل الى إمام وخطيب الحرم
بسم الله الرحمن الرحيم
ندآ عاجل الى امام وخطيب الحرم والمسؤولين في رئاسة الحرمين الشريفين ووزارة الاعلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مما يؤسف حقاً تلك اللقطات التي تنقلها لنا عدسات الحرمين الشريفين لؤلئك المصلين الخاشعين لله تعالى
فبأي حق هذه الكاميرات تذهب هذا الخشوع فنلاحظ ان أعين كثير من المصلين تبحث عنها والبعض الآخر يحاول ان ينزل رأسه لكي لاتلتقطه الكاميرا والبعض نراه من شدة تأثرة بتدبر القرآن الكريم عيناه تذرفان ولو علم بهذا لما أرضاه ذلك ..
حتى نحن الذين نتابع الصلاة من التلفاز تشغلنا أحوال المصلين عن تدبر الذكر.
لذا نطالب المسؤولين يحفظهم الله ان لاينقلوا صور المصلين مباشرة من قريب أثناء تلاوة الأئمة ودعاء القنوت
ويكتفى بالمناظر العامة للمسجد الحرام والكعبة الشريفه والصفاء والمروة والساحات والحال كذلك على المسجد النبوي .. أو ممكن تكون الصور على المصلين في أوقات الركوع والسجود والتحيات ..
وفقنا الله جميعا وتجعلني واياكم من المقبولين في شهره الفضيل
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 04:10]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، والمشكلة الكبرى هي في التصوير، نسأل الله أن يحفظنا بحفظه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم، والمشكلة الكبرى هي في التصوير، وتصوير النساء المسلمات نسأل الله أن يحفظنا بحفظه.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 02:11]ـ
الجرائد كتبت عن هذا الموضوع منذ بضع سنوات
وانتقدت تقريب الصور لعدة أسباب، منها أن المصلِّي قد يكون في وضع غير لائق
ـ[أبو فراس]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 11:18]ـ
والأسوأ إظهار صور النساء الغافلات ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 11:35]ـ
جزاك الله خيرا اضم صوتي لك أخي الحبيب وأضيف ان مما يؤسف ويخجل اننا لا حظنا التلفزيون السعودي يركز في تصويره على النساء وكأن شعائر الصلاة في الحرم المكي مونديال كرة قدم والله لا يجوز هذا00 لاحظ هذا الامر كثير ممن نبهتهم فوافقوني ومن لم يصدق فليلاحظ هذا الامر ولا حول ولا قوة الا الا بالله 00نناشد المسؤلين السعوديين ان يوظفوا لهذا التصوير أهل دين وصلاح فلبس نساء المسلمين عرضة على الفضائيات
ـ[الهوواوووي]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 02:27]ـ
أولاً / أشكر مروركم على ما كتبته.
ثانياً / انا الآن أتابع صلاة القيام يوم الجمعة الموافق 23/ 9/1428هـ والمخرج لم يأتي بصور قريبه للمصلين لعل الصوت وصل للقائمين على الحرم جزاهم الله خيراً ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 02:56]ـ
نامل التواصل مع كبار العلماء من اجل هذا الامر ,,
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 04:20]ـ
قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).
قال الشيخ العلامة / محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله تعالى بعد تفسيره للآية:
مسألة:
يؤخذ من هذه الآية الكريمة أنه لا يجوز أن يترك عند بيت الله الحرام قذر من الأقذار، ولا نجس من الأنجاس المعنوية، ولا الحسية، فلا يترك فيه أحد يرتكب ما لا يرضي الله، ولا أحد يلوثه بقذر من النجاسات.
ولا شك أن دخول المصورين في المسجد الحرام حول بيت الله الحرام بآلات التصوير يصورون بها الطائفين والقائمين والركع السجود أن ذلك منافٍ لما أمر الله به من تطهير بيته الحرام للطائفين والقائمين والركع السجود.
فانتهاك حرمة بيت الله بارتكاب حرمة التصوير عنده لا يجوز؛ لأن تصوير الإنسان دلت الأحاديث الصحيحة على أنه حرام، وظاهرها العموم في كل أنواع التصوير.
ولا شك أن ارتكاب أي شيء حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من الأقذار، والأنجاس المعنوية التي يلزم تطهير بيت الله منها.
وكذلك ما يقع في المسجد من الكلام المخل بالدين والتوحيد لا يجوز إقرار شيء منه، ولا تركه.
ونرجو الله لنا ولمن ولاه الله أمرنا، ولإخواننا المسلمين التوفيق إلى ما يرضيه في حرمه، وسائر بلاده، إنه قريب مجيب) أ. هـ.
ـ[المجتهدة]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 01:57]ـ
أحسن الله إليكم.
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم:" وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة"
احسن الله غليكم و وفق إخواننا المسؤولين عن الحرمين لمل يحبه و يرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 04:16]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن الملفت للإنتباه
أنهم يصورون وقت الفريضة؟؟!!!.
فهل يتركون صلاة الجماعة من أجل التصوير؟؟!!!.
أم أنهم يصلون مع الجماعة والكاميرات تعمل بدون مصورين؟؟!!!.
ـ[ابن سفينة]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 11:17]ـ
ليتنا بارك الله فيك نقف عند حدود الكاميرا وماشابها!(/)
نصيحة من العلامة الفوزان للقائمين على قناة المجد (مقطع صوتي)
ـ[نجيب]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 09:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نص السؤال أحسن الله إليكم سماحة الشيخ، يقول السائل: كثر الكلام حول قناة المجد الفضائية وما يبث فيها مما يسمى بالأناشيد الإسلامية، بل إنه قد أحدث فيها برامج خاصة لرعاية المنشدين الموهوبين، فما رأي سماحتكم بذلك، وهل من نصيحة تقدمونها للقائمين على القناة وجزاكم الله خيرا؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00225-35.ra
نص السؤال:
أحسن الله إليكم سماحة الشيخ، يقول السائل:
كثر الكلام حول قناة المجد الفضائية وما يبث فيها مما يسمى بالأناشيد الإسلامية، بل إنه قد أحدث فيها برامج خاصة لرعاية المنشدين الموهوبين، فما رأي سماحتكم بذلك، وهل من نصيحة تقدمونها للقائمين على القناة
وجزاكم الله خيرا؟
فأجاب الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء) حفظه الله تعالى:
كنا نسمع الثناء على هذه القناة
أنا لم أطلع عليها
وأنا والحمد لله مالي اطلاع على القنوات كلها
لكن هم يثنون، الناس يثنون على هذه القناة
لكن إذا أحدثوا فيها أشياء، مثل الأناشيد، مثل الأشياء الأخرى
فهذا مما يشوه سمعتها
فأنا أنصح القائمين عليها، بأن يجعلوها خالصة كما كانت في الأول
خالية من هذه الترهات وهذه الأشياء
ولا يستمعوا إلى من يشير عليهم بهذه الأشياء
يبقون على أصالتهم، وعلى ثناء الناس عليهم
لأنهم إذا أحدثوا هذه الأشياء سينصرف كثير من الناس عن هذه القناة
انتهى (فرغه أبو عبد الرحمن)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 11:22]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم نجيب، ورأي الشيخ صالح على العين والرأس، ولكن المسألة هي مسألة إجتهادية، فيوجد غير الشيخ يرون إباحتها، وفقك الله.
ـ[المستفيد]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 07:24]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم نجيب، ورأي الشيخ صالح على العين والرأس، ولكن المسألة هي مسألة إجتهادية، فيوجد غير الشيخ يرون إباحتها، وفقك الله.
جزاك الله خيرا،
لذا لا تعقد على مثل هذه الأمور الاجتهادية الولاء والبراء والمعاداة كما يفعل بعض الناس.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 08:10]ـ
رَحِم الله سَلَف هَذِهِ الأمَّة
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شُرْبَ الْمَاءِ الْبَارِدِ يُنْقِصُ مِنْ مُرُوءَتِي مَا شَرِبْتُهُ"
مُقَدِّمَةُ الْإِمَامِ النَّوَوِيِّ (المَجْمُوع شَرح الْمُهَذَّب)
قلت: أَيُسْتَكثر على الناس قناة ناصعة إن أرادوا أن يتقوا الشبهات؟
إنَّ قول الشيخ - حفظه الله - في محلّه تمامًا.
كثير من المسلمين أمام الشاشات، وقد سمعت عنها خيرًا، وآمل أن لا نسمع عنها إلا المزيد من الخير ... سددهم الله تعالى ووفقهم إليه ونفع بهم.
وبارك الله فيكم.
وإنِّي لأرجو من الأخوة أن يعيدوا قراءة ما قد قاله الشيخ مرة أخرى. إذ قال:
{لكن إذا أحدثوا فيها أشياء، مثل الأناشيد، مثل الأشياء الأخرى
فهذا مما يشوه سمعتها
[قلت: عند الكثير من الذين لا يريدونها ولا يرون إباحتها أصلاً، ويجب وضعهم في عين الاعتبار أيضًا]
فأنا أنصح القائمين عليها، بأن يجعلوها خالصة كما كانت في الأول
خالية من هذه الترهات وهذه الأشياء
[قلت: لم يحكم الشيخ على الأناشيد بتحليل ولا تحريم ولا غيره، وإن كانت لنصيحة لاتقاء الشبهات]
ولا يستمعوا إلى من يشير عليهم بهذه الأشياء
يبقون على أصالتهم، وعلى ثناء الناس عليهم
لأنهم إذا أحدثوا هذه الأشياء سينصرف كثير من الناس عن هذه القناة}
- الأمر ليس له أدنى صلة بالولاء والبراء ولا المعاداة، أخي الكريم ... بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 08:04]ـ
لا ادري اخواني ماسر هده الهجمة الشرسة التي تتعرض لها قناة المجد ... الليبراليةن والعلمانيوون واعداء الدين والملة كلهم يكيدون لهده القناة لاسقاطها
فلا تكن اخي الكريم عونا لهؤلاء المجرمين على اخوانك بهده القناة المباركة.
اخوكم ابو عبد البر السوسي
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 08:30]ـ
لا ادري اخواني ماسر هده الهجمة الشرسة التي تتعرض لها قناة المجد ... الليبراليةن والعلمانيوون واعداء الدين والملة كلهم يكيدون لهده القناة لاسقاطها
فلا تكن اخي الكريم عونا لهؤلاء المجرمين على اخوانك بهده القناة المباركة.
اخوكم ابو عبد البر السوسي
عفوًا ... لم أفهم كلامك بشكل جيد ... هلا أوضحت مقصدك.
عونًا لهؤلاء المجرمين على اخوانك بهذه القناة المباركة ... !!!؟
يُرجى إعادة صياغة الكلام ليتضح بشكل أفضل.
- وقبل هذا، اتجه أحد الأخوة الأفاضل إلى الدمج بين نصيحة الشيخ وبين الولاء والبراء والمعاداة.
يُرجى قراءة المشاركة الأصلية جيدًا ثم المشاركات التي تليها قبل إبداء الآراء ... وجزاكم الله خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 08:56]ـ
القناة الإنشادية مستقلة (قناة شدا)
وحسب ما فهمت هي ليست من انتاج المجد
ولكنها تُبث عن طريق رسيفر المجد
وانا شخصيا لا احب قناة شدا
ولا اتابعها
لكنني اتابع قنوات المجد وانصح بها وهي نعمة عظيمة من الله عز وجل
واسأل الله عز وجل ان يجزيهم خيرا على مجهودهم الكبير في نشر العلم والخير ويغفر لهم ما اخطأوا فيه(/)
جعل الله جلّ وعلا لكل عالم غلطًا إمّا في قول أو في فعل
ـ[نجيب]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 09:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ:
ومن القواعد المقررة عند الفقهاء أنّ العالم لا يُتْبَعُ بزلته وكذلك لا يُتَّبَعُ على زلته، قال بعض العلماء: (جعل الله جلّ وعلا لكل عالم غلطًا إمّا في قول أو في فعل ويعلم الناس أنّه غلط في هذا حتى لا يرتفع عالم إلى مرتبة النبوة)، لا يمكن أنْ يعتقد في أحدٍ أنّه على الصواب التام لا يخطئ البتة، هذا ليس إلاّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لهذا شروح الأحاديث ينبغي من جهة التوحيد والعقيدة، أنْ تنظر على احترام مؤلفيها والترحم عليهم، وعذرهم فيما أخطأوا فيه، لكن لا يتابعون على ذلك، نقول: أخطأ أو يقول العالم الراسخ أخطأ العالم، أولا يذكر أصلا أنّ فلان أخطأ؛ لأنّه ما من عالم إلاّ وله سهو، قد يكون غُلِبَ عليه ما حقق المسألة، تبع ما كان شائعا عندهم إلى آخر ذلك كما هو موجود عند كثيرين، فلابدّ أنْ تُلاحَظ مثل هذه المسائل في قراءة كتب شروح الأحاديث يعني أنْ تجعل العقيدة معك، فلا تتساهل في من يتكلم على الصحابة ولو كان من شراح الحديث، أو ينتمي إلى البدعة والخرافة، ولو كان من شراح الحديث، أو من يحسن البدع العملية ولو كان من شراح الحديث، فإنّ هذا لا يقبل منه، وهو على نيته ونترحم على الجميع، لكن طالب العلم لا يقبل كل ما في الكتب المختلفة؛ لأنّ مؤلفها فلان وفلان بل يُنْظَر إلى دليلها وإلى موافقتها لقواعد السلف الصالح ـ رحمهم الله تعالى ـ.
المنهجية في قراءة كتب العلم(/)
ماحكم تزويج طفلة لها سنتان؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:00]ـ
حكم تزويج طفلة لها سنتان
رسالة فى (زوجها ولها سنتان، ولما كبرت لم ترض به)
الجواب
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة رئيس المحكمة الكبرى بالرياض وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إليكم استدعاء سلمى 0000بخصوص دعواها أنا أباها زوجها من مضحي 0000وهي طفلة لها سنتان، ولما كبرت لم ترض بالزوج ولا تزال مصرة على رفضه، وبرفقة الشهادة المعطاة لهم من الشيخ عبد الله000 مأذون عقود الأنكحة بالرياض للإطلاع على الجميع، والقيام حوله بما يلزم. ولا يخفى أن هذه المسألة خلافية، وكلام الفقهاء. فيها معروف.
والذي نفتي به الآن عدم إجبار الأب لابنته البكر على الزواج برجل لا ترضاه، وهو الراجح من أقوال العلماء، والله الموفق. والسلام.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 07:13]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
وطلباً .. لو تذكر في أي مجلد ذكر هذه الفتوى
الشيخ من الفتاوى والصفحة نكون لك من الشاكرين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 05:01]ـ
فتاوى العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله
كتاب النكاح ج10 - ص77
ـ[ابو نصار]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 09:51]ـ
السؤال قبل رفضها أي عندما كانت صغيرة هل يجوز تزويجها؟. . وكيف نوجه حديث ثلاث جدهن جد. منها النكاح
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 06:49]ـ
باب تزويج الصغار من الكبار
4793:حديث رقم
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن يزيد عن عراك عن عروة:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر فقال له أبو بكر إنما أنا أخوك فقال أنت أخي في دين الله وكتابه وهي لي حلال).
رواه البخاري
قال في نيل الأوطار - الشوكاني ج 6 ص 252:
و في الحديث أيضا دليل على أنه يجوز تزويج الصغيرة بالكبير، وقد بوب لذلك البخاري وذكر حديث عائشة،
وحكي في الفتح الإجماع على جواز ذلك. قال: ولو كانت في المهد لكن لا يمكن منها حتى تصلح للوطئ.
****************************** ********
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 05:07]ـ
يرفع للفائدة(/)
تعيين الملك للمفتي وكبير العلماء .. متى بدأ في الدول الإسلامية؟
ـ[العرب]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:59]ـ
قال عبد القادر بن بدران رحمه الله (توفي 1346): ومما ابتدع في زماننا أنهم يجمعون أهل العمائم , فينتخبون مفتيا ويسمونه رئيس العلماء, ثم تقرره الحكومة مفتيا ويحصرون الفتوى فيه.أهـ
هل يعني ابن بدران أن هذا كان في القرن المنصرم ولم يكن قبل ذلك؟ علماً أن هذا النقل عن ابن بدان وجدته في الشبكة ولم أجد مصدره.
ـ[حنظلة]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:19]ـ
ومما ابتدع في زماننا أنهم يجمعون أهل العمائم فينتخبون مفتيا ويسمونه رئيس العلماء ثم تقرره الحكومة مفتيا ويحصرون الفتوى فيه فكثيرا ما ينال هذا المنصب الجاهل الغمر الذي لو عرضت عليه عبارة بعض كتب الفروع ما عرف لها قبيلا من دبير فنسأل الله حسن العاقبة.
على أن اختصاص واحد بمنصب الإفتاء لا يقبل الحاكم الفتوى إلا منه لم يكن معروفا في القرون الأولى وإنما كان الإفتاء موكولا إلى العلماء الأعلام واستمر ذلك إلى أن دخل السلطان سليم العثماني دمشق سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة من الهجرة وامتلكها فرأى كثرة المشاغبات بين المدعين للعلم خصص إفتاء كل مذهب برجل من علمائه الأفاضل قطعا للمشاغبات ثم طال الزمن فتولى هذا المنصب الجليل كثير ممن لا يدري ما هي الأصول وما هي الفروع فوسد الأمر إلى غير أهله وأعطى القوس غير باريها. ـ المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل صـ 206 ـــ لـ عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران (المتوفى: 1346هـ) المحقق: محمد أمين ضناوي الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الطبعة الأولى 1417هـ ـ 1996م
ـ[العرب]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:02]ـ
جزاكم الله خير أخي حنظلة(/)
النداء الأخير
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 07:29]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي محمد وآله الطيبين وصحبه الكرام أما بعد،
كأني بنا ونحن في سفر طويل شاق، نسيح في البلدان وننزل السهول والوديان ونعبر الفيافي والقفار وكما هو حال المسافرين؛ تتغبر الملابس، وتتسخ الأجساد، وتُنهك القوى
وبينما نحن - المسافرين - على هذه الحال من الإنهاك والتعب وتغير الرائحة، إذ رأينا من بعيد وسط هذه الفيافي والقفار القاحلة رأينا واحة خضراء ومراعي غنَّاء، وفواكه وماء، وأعلاماً مرفوعة تهدي السائرين، وإذا بالمنادي في أبهى حُلَّةٍ، ينادي المسافرين المتعبين لماء بارد عذب زلال، وظل ظليل وأكل وشرب بلا كلفة أو عناء، يناديهم للراحة والنظافة والزاد المتجدد لإكمال سفرهم وعبور طريقهم.
وهنا يسارع بعض المسافرين وقد استشعروا ما هم فيه من تعب وغبار وضايقهم تغير رائحتهم، ورأوا في هذه الواحة غنيمة باردة، واستراحة من وعثاء السفر وعنائه، فأسرعوا ملبين نداء هذا المضياف الكريم
فدخلوا واحته بسلام، آمنين مطمئنين، فاستقبلهم أحسن استقبال، وأباحهم واحته، فاغتسلوا وتطيبوا، وأكلوا وشربوا، وتفكهوا واستراحوا، واستبدلوا شعث رؤوسهم وغبار ملابسهم ووسخ أجسادهم جمالاً وبهاءً وزينةً، فذهب عنهم ما وجدوا من التعب وراح عن نفوسهم ما لاقوه من عناء، وإذا بهم يشمرون من جديد وينشطون بجد لاستكمال سفرهم وعبور طريقهم حيث أوطانهم حيث الراحة الكبرى والاستقرار بين الأهل والأحباب
والعجب أن كثيراُ من المسافرين الآخرين أهملوا الدعوة الكريمة لصاحب هذه الواحة وأعرضوا عن مزايا تلك الاستراحة، ورضوا لأنفسهم بدوام التعب واللصوق بالغبار، واستمرأوا قذارة الأجساد، بل وسلكوا طريقاً آخر معوجاً ملتوياً ينأى بهم عن محل الراحة والطهارة.
ولم يفطن هؤلاء أن هذه الواحة كانت فرصتهم الأخيرة لتبديل حالهم وإصلاح شأنهم فلم يجنوا عند وصولهم ونهاية سفرهم إلا الندامة والخسران
فالمسافرون - أحبتي - هم: نحن!، ودنيانا بما فيها هي طريق سفرنا،
والمعاصي والغفلة والذنوب والتقصير والإعراض والصدود هي - كلها - هذا الغبار وهذه الأوساخ التي تعْلَق بقلوبنا وتأسن بها نفوسنا وتسبب لنا الوهن والضعف والجوع والظمأ، والقلق والخوف، والجزع والهلع، وقسوة القلب وجمود العين
وشهر رمضان المبارك هو هذه الواحة الخضراء، أباحها لنا الله - تعاظم فضله وبره - ودعانا إليها وجمَّلها بكل ما يمحو الخطايا، وحلاَّها بجميع ما يفك الأغلال ويضع الإصر عن عباده المسافرين إليه ليلهم ونهارهم
فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه
ولله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار
وللصائم فرحتان ....... عند فطره، وعند لقاء ربه
فالموفقون السعداء هم من قبلوا دعوة ملك الأرض والسماء، وعملوا بالصالحات، وتزودوا من التقوى والخيرات ليوم اللقاء، وأحسنوا في صيامهم وذكرهم واجتهدوا في قيامهم وقراءة القرآن والدعاء
إنه - أحبتي - الأسبوع الأخير والليالي الأخيرة
وهذا هو النِّداء الأخير لمن ألقى السمع وهو شهيد، لمن أحب أن يلحق بالركب، لمن طمع في الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، فأحْسِنْ أحْسَنَ إليك، فقد بقيت بقية فكن فيها ذا تقية
الزم قراءة القرآن واختم في ثلاث (ختمتان لنهاية الشهر)
ليكن لسانك رطباً بالذكر حال انشغالك عن قراءة القرآن
قف واخشع وتبتل وتضرع وتذلل وأطل القيام والسجود بالليل
اختم الشهر بأقصى ما تستطيعه من جهد في مرضاة ربك والتقرب إليه فأشد ما يكون السباق عند النهاية
أعانني الله وإياكم ووفقني وإياكم للعمل الصالح وكتب لنا براءة من النار وجعلنا من أهل السعادة في الدارين
والحمد الله رب العالمين(/)
أسباب ضعف الحماسة عند تنفيذ الأعمال والمشاريع
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 06:19]ـ
منقول من موقع الإسلام اليوم للدكتور جاسم سلطان
تحدث معهم، نصحهم، بيّن لهم أهمية الموضوع، بيّن لهم أثره الحاضر والمستقبلي، ذكّرهم بالله، ذكّرهم باليوم الآخر ...
استمعوا إليه بكل إنصات، هزّوا رؤوسهم، اغرورقت عيون بعضهم بالدموع، أعلن بعضهم تقصيره، تعاهدوا على بداية جديدة للعمل لا تتوقف ولا تهدأ حتى تظهر الثمار ....
وانتظر صاحبنا النتائج. وبداية الانطلاق والإنتاجية لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ...
كل شيء كما هو، فكلام الليل يمحوه النهار كما يقولون ...
يحدث ذلك مع الأبناء ومع الموظفين ومع الدعاة .. يحدث في كل مكان ... قصة مألوفة ومشهد متكرر.
والسؤال: لماذا يحدث ذلك؟
سنحاول أن نجيب عن هذا السؤال الهام من خلال محاولة كشف أسبابه؛
لاشك أن عدد العوامل المحتملة المؤثرة على المشهد لا حصر لها، وهي معقدة بقدر تعقيد ظاهرة الإنسان ذاته. ولكنّ هناك مدخلاً جزئياً قد يعين على الفهم ... ويسدّ بعض جوانب الإجابة عن هذا السؤال الهام. وسنتناوله من خلال الحديث عن ثلاث زوايا هامة متعلقة بالموضوع وهي:
زاوية× التفسيرات للظاهرة.
ظاهرة العقد النفسي.×
ظاهرة حساب الحافز.×
التفسيرات:
ولنبدأ بالتفسيرات التي أُعطيت للظاهرة، لعلها تضع حجر الأساس لبعض المداخل التي تعين في علاجها.
فالتفسير الأول: يقوم على فرضية تقول: "من يشعر بالرضا والراحة ينتج أكثر" بمعنى أننا لو وفّرنا ظروف عمل ملائمة، ووفّرنا دعماً معنوياً عالياً، فستكون الإنتاجية أعلى". والثابت علمياً أن الرضا والراحة تساهم في الاستمرارية في المكان أكثر من الفاعلية والإنتاج، وأنه إن كانت هناك علاقة بين الأمرين فيمكن القول إن الفاعلية والإنتاج يساهمان في الراحة والرضا.
أما التفسير الثاني: فيقوم على فرضية تقول "إن البشر يبحثون عن المكافآت .. وغالباً المادية"، والثابت أن المكافآت تؤتي ثمارها تحت شروط معينة، مثل: أن يرى المتلقي أنها مكافِئة للجهد الذي وضعه، وأن يكون محتاجاً لها أصلاً .. الخ.
والتفسير الثالث: يقوم على فرضية تقول "للإنسان حاجات متدرجة إذا لُبّيت زادت إنتاجيّته"، وهنا تُطرح الاحتياجات الفسيولوجية كالمطعم والمشرب، والحاجة للأمان العائلي والوظيفي، والحاجة للانتماء والحب، والحاجة للاحترام، والحاجة لتحقيق الذات والنجاح بصفتها متطلبات لزيادة الإنتاجية. وهذا جانب من الصورة.
العَقْد النفسي:
أما الزاوية الثانية من الصورة فهي تقع في دائرة ما يمكن أن نطلق عليه "العقد النفسي"، وهو مصطلح يبدو غريباً شيئاً ما، فنحن نعرف العقد القانوني، أو العقد الظاهر الذي نبرمه مع الأطراف الأخرى، سواء أكان مكتوباً أو شفوياً، أما العقد النفسي فهو أمر سنلقي عليه الضوء بإيجاز ... ويمكن أن نقول إن المدخل لفهم الموضوع يمكن صياغته كالتالي: "عندما نبرم عقداً ظاهراً مع طرف ما فنحن نرى قمة جبل الجليد ولكن بقية الجبل لا نستطيع أن نراها؛ لأنها تغوص في عمق النفس الإنسانية"، وبالتالي يجب التمييز بين ثلاثة أنواع من العقود:
- العقد القهري: كما في السجون حيث أحد الطرفين وهو السجين لا حيلة له، مغلوب على أمره.
- العقد الحسابي: حيث ينظر كل من طرفي العقد إلى العائد، وتتم عملية تبادل المنافع، وهذا يقع في غالب العقود القانونية.
- العقد التعاوني: ويقع حين تشترك الأطراف في الغاية والهدف، ويصبح تحقيق الهدف مطلباً ذاتياً لكل طرف، كما هو في شأن الدين والأوطان والقضايا الكبرى، أو هكذا يفترض، ويمكن صياغة الموضوع كالتالي: "كلما اشترك الأفراد في الغاية والهدف كان التزامهم وإنتاجيتهم أكبر".
الحسابات:
أما الجانب الثالث من الصورة فيقول: "إن الإنسان سواء شعر أم لم يشعر يقوم بعملية حسابية قبل أن يوظف جهده في أي مجال، وبحسب نتائج هذه الحسبة يقرر الجهد الذي سيضعه في القضية". أما العناصر الداخلة في هذه الحسبة:
فأولها: هو قائمة وأولويات احتياجاته الذاتية، فكلما تباعدت أولوياته عمّا هو مطلوب كلما قلّ الجهد والإنتاجية.
وثانيها: عنصر الجهد والطاقة اللازمة للقيام بالمطلوب، فكلما زادت ضعفت الهمة وتقاصر العزم.
أما العنصر الثالث: فهو توقّعه لدرجة تحقق النتائج بعد بذل الجهد.
والخلاصة هنا أنه كلما كان المطلوب يقع في رتبة أعلى في سلم احتياجات الفرد، وكانت النتائج قابلة للتحقق في حساباته الداخلية، وكان الجهد المطلوب في حدود إمكانياته، كانت إنتاجيته أكبر.
والخلاصة: عندما نطلب زيادة الحماس من فرق العمل والأفراد، ونبحث عن الإنتاجية والفاعلية والكفاءة في قطاعات العمل المختلفة في الأمة، وخاصة في إدارة البشر في اتجاه فكرة النهضة والتقدم نحتاج إلى الاهتمام بعدد من العناصر مجتمعه في الأفراد:
أولها: تعزيز الشعور بقيمة الهدف والارتقاء به في سلم أولويات الفرد حتى يدخل من ضمن تكوينه الخاص واحتياجاته الداخلية، وبالتالي نتحول من العقد الظاهر إلى العقد النفسي.
وثانيها: وضع الهدف المرحلي القابل للتحقق في ضوء قدرات الإنسان وجهده بحيث يستشعر إمكانية تحقيق النتائج.
وثالثها: توفير ظروف العمل الملائمة ونظم المكافآت المناسبة وتوفير الاحتياجات الأساسية للفرد ... الذي هو مرتكز النجاح في كل المشاريع.
هذه لمحة بسيطة تعين في فهم ظاهرة التقاعس عن المهام، والتي يعاني منها الكثيرون،
وللحديث بقية في لقاءات قادمة بعون الله.(/)
ليلة القدر: تعريفها علاماتها وفضائلها
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 12:54]ـ
كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، عليه من ربه أزكى صلاة، وأعطر تسليم، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، مصابيح الدجى، ونجوم الهدى، ومن ابتعهم واقنفى أثرهم، إلى يوم الدين. . أما بعد:
فهذه جملة من أحكام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أقدمها حديقة يانعة، ليقتطف منها الخطيب والإمام وحتى المأموم، لتعم الفائدة أرجاء المسلمين، لا سيما وهي أحكام تهم المسلم في مثل تلك الأيام المباركات من شهر الرحمات والبركات، وحان اون الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:
أولاً / ليلة القدر:
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وأخرهم، وجعلها خير الأمم قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران].
وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين، والصراط المستقيم، كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر]، وقال تعالى: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت].
فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً، ألا وهي ليلة القدر، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر} [القدر]، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان]، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك، كما قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان].
سبب تسميتها ليلة القدر:
أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزوجل وبيان إتقان صنعه وخلقه. . .
ثانياً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف لقوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر} وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولاشك.
ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [متفق عليه]. وهذا لايحصل إلا لهذه الليلة فقط، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان، أو ليلة النصف من رجب، أو ليلة النصف من أي شهر، أو في أي ليلة لم يحصل له هذا الأجر. [الشرح الممتع 6/ 494].
يقول الشيخ ابن عثيمين: أن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " ولم يقل عالماً بها، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم.
علامات ليلة القدر:
1ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان البر بعيداً عن الأنوار.
2ـ زيادة النور في تلك الليلة.
3ـ الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.
4ـ أن الرياح تكون فيها ساكنة أي: لاتأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً.
5ـ أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.
6ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: " أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنها تطلع يومئذ لاشعاع لها " [أخرجه مسلم].
تحري ليلة القدر:
ليلة القدر ليلة مباركة، وهي في ليالي شهر رمضان، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار خاصة، وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، فكان أبي بن كعب يقول: " والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين " [أخرجه مسلم]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان متحرياً فليتحرها ليلة سبع وعشرين، يعني ليلة القدر " [أخرجه أحمد بسند صحيح].
والصحيح أن ليلة القدر لا أحد يعرف لها يوماً محدداً، فعن عبدالله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها، وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين " قال: فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه " [أخرجه مسلم وأحمد]، وعن أبي بكرة: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " التمسوها في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين، أو ثلاث بقين، أو آخر ليلة " وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد " [أخرجه أحمد والترمذي وصححه].
وعن بن عمر رضي الله عنهما: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت ـ توافقت ـ في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " [متفق عليه].
وعن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد وكان لي صديقاً، فقال: اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال: " إني أريت ليلة القدر، ثم أُنْسِيُتها أو نُسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع " فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ـ قطعة ـ فجاءت سحابة فمطرت حتى سأل سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته " [متفق عليه].
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " [متفق عليه].
وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ـ يعتكف ـ في رمضان، العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: " كنت أجاور هذه العشر ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه، وقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين "، فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد ـ خر من سقفه ـ في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طيناً وماءً " [متفق عليه].
وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ـ يعتكف ـ في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " [متفق عليه].
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن بن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى " [أخرجه البخاري]، قال أبو سلمة: قلت يا أبا سعيد: إنكم أعلم بالعدد منا، قال أجل نحن أحق بذلك منكم، قال قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
وقال بن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي في العشر، هي في تسع يمضين، أو في سبع يبقين " يعني ليلة القدر، قال عبد الوهاب عن أيوب وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس: " التمسوا في أربع وعشرين " [أخرجه البخاري].
وعن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى ـ تخاصم ـ رجلان من المسلمين فقال: " خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " [أخرجه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها " [أخرجه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنُسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر ـ البواقي ـ " [أخرجه مسلم].
وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه، قال: " وإني أريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلي الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد ـ قَطَرَ الماء من سقفه ـ فأبصرت الطين ظاهراً، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وأنفه كلاهما فيهما الطين ظاهرا وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر " [متفق عليه].
وعن عبد الله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين " قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. [أخرجه مسلم].
مما سبق ذكره من الأحاديث يتضح لنا أن ليلة القدر لا يعلم بوقتها أحد، فهي ليلة متنقلة، فقد تكون في سنة ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة تسع وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين، فهي ليلة متنقلة، ولقد أخفى الله تعالى علمها، حتى يجتهد الناس في طلبها، فيكثرون من الصلاة والقيام والدعاء في ليالي العشر من رمضان رجاء إدراكها، وهي مثل الساعة المستجابة يوم الجمعة، فقد أخفاها الله تعالى عن عباده لمثل ما أخفى عنه ليلة القدر.
يقول البغوي رحمه الله تعالى: وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعاً في إدراكها.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي، واعتزاله النساء فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر " [أخرجه البخاري ومسلم]، وفي رواية: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى المسلم أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم، فيجتهد في العبادة، ويكثر من الطاعة في كل وقت وحين، وخصوصاً في مثل هذه العشر الأخيرة من رمضان، ففيها أعظم ليلة، فيها ليلة عظيمة القدر، ورفيعة الشرف، إنها ليلة القدر، فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقوم ويعتكف في هذه الليالي المباركات رجاء أن يدرك ليلة القدر، رجاء مغفرة الله تعالى له، فحري بكل مسلم صادق، يرجو ما عند الله تعالى من الأجر والثواب، ويطمع فيما عند الله تعالى من الجزاء الحسن، ومن يرغب في جنة الخلد وملك لا يبلى، وحري بكل مؤمن صادق يخاف عذاب ربه، ويخشى عقابه، ويهرب من نار تلظى، حري به أن يقوم هذه الليالي، ويعتكف فيها بقدر استطاعته، تأسياً بالنبي الكريم، نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم، فما هي إلا ليالي عشر، ثم ينقضي شهر الخير والبركة، شهر الرحمة والمغفرة، والعتق من النار، ما هي إلا ليالي معدودات، ويرتحل الضيف العزيز، الذي كنا بالأمس القريب ننتظره بكل فرح وشوق، وبكل لهفة وحب، وها نحن في هذه اليالي المباركات ليالي النفحات الربانية الكريمة، نتأهب جميعاً لتوديعه، والقلوب حزينة على فرقاه، والنفوس يملؤها الحزن والأسى على مغادرته وارتحاله، ولا ندري أيكون شاهداً لنا أم شاهداً علينا، فقد أودعناه كل عمل لنا، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال، وأن يتجاوز عن سيئها وسقيمها، إنه رباً براً رحيماً غفوراً.
فليحرص الجميع على أداء صلاتي التراويح والتهجد جماعة في بيوت الله تعالى طمعاً في رحمته، وخوفاً من عذابه، كما يحرص الواحد منا على جمع ماله، فكم هم الناس اليوم الذين نجدهم حول آلات الصرف الآلي، وكم هم الناس اليوم الذين نجدهم على الأرصفة، وحول شاشات التلفاز، والفضائيات، متحلقين وقد غشيتهم السكينة، وهدأت منهم الحركات، فهم جمود لا يتكلمون، وأسرى شاشات لا يُطلقون، وكلهم مسيئون ومذنبون، والعياذ بالله، فهل من عودة صادقة لدين الله تعالى، وهل من مراجعة للنفس، قبل أن يداهمها ملك الموت، فتقضي نحبها ولا تدري ما الله فاعل بها، لا بد ان نعرض أنفسنا على كتاب ربنا، وسنة نبينا فهما ميزانا العدل والحق، فحاسبوا أنفسكم في هذه الدنيا ما دام انكم في دار المهلة، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا، فهي عشر ليالي نتطلع فيها جميعاً لرحمة أرحم الراحمين، لعلنا أن نكون فيها من الصائيمين المحتسبين، ومن القائيمين الوجلين، وليلة القدر لا تخرج بحال عن ليلة من إحدى تلك الليالي فعلينا أن نجتهد ونخلص العمل لله تعالى رجاء الحصول على ليلة القدر، فمن وفق فيها للقيام والعمل الصالح، ومن ثم نالها فقد وقع أجره على الله تعالى، بمغفرة ما تقدم من ذنوبه، وكل ابن خطاء، وكل الناس صاحب خطأ وزلل، وذنب وخطيئة، فعلينا أن نصبر ونصابر ونرابط في هذه الليالي المباركات، لعلنا أن ندرك ليلة القدر، فيغفر الله لنا ما تقد من ذنوبنا، فنفوز برضى الرب تبارك وتعالى.
وهذه العشر هي ختام شهر رمضان، والأعمال بالخواتيم، ولعل أحدنا أن يدرك ليلة القدر وهو قائم يصلي بين يدي ربه سبحانه وتعالى، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
وعلى المسلم أن يحث أهله وينشطهم ويرغبهم في قيام هذه الليالي للاستزاده من العبادة، وكثرة الطاعة وفعل الخير، لا سيما ونحن في موسم عظيم، لا يفرط فيه إلا محروم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لأصحابه: " قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتَّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتغل الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم " [أخرجه أحمد والنسائي]، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعاً: " أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله " [أخرجه الطبراني ورواته ثقات].
(يُتْبَعُ)
(/)
فتنافسوا عباد الله في طاعة ربكم، وأروا ربكم منكم خيراً، وارباؤوا بأنفسكم عن مواطن الريب والشك، واحذروا من الوقوع في الذنوب والمعاصي فكل مؤاخذ بما فعل، وبما قال، قال تعالى: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " [ق 18]، وقال تعالى: " ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه " [يونس 61].
وورد عن بعض السلف الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها.
ولهذا ينبغي أن يتحراها المؤمن في كل ليالي العشر عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: " التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " [متفق عليه]، وقد أخفى الله عز وجل علمها، حتى يجتهد الناس في العبادة في تلك الليالي، ويجدوا في طلبها بغية الحصول عليها، فيظنون أنها في كل ليلة، فترى الكثير من الناس في تلك الليالي المباركة ما بين ساجد وقائم وداع وباك، فاللهم وفقنا لقيام ليلة القدر، واجعلها لنا خيراً من ألف شهر، فالناس بقيامهم تلك الليالي يثابون بإذن الله تعالى على قيامهم كل ليلة، كيف لا وهم يرجون ليلة القدر أن تكون في كل ليلة، ولهذا كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الإعتكاف في ليالي العشر من رمضان.
وليلة القدر لاتختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل هي تنتقل، أي قد تكون في عام ليلة خمس وعشرين، وفي عام آخر ليلة ثلاث وعشرين وهكذا فهي غير ثابتة بليلة معينة في كل عام. كما سبق ذكره من الأدلة.
فضائل ليلة القدر:
1ـ أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
2ـ أنها ليلة مباركة، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
3ـ يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}.
4ـ فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر}.
5ـ تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة و الرحمة والمغفرة، قال تعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}.
6ـ ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولايخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر}.
7ـ فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عزوجل، قال صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [متفق عليه].
فليلة هذه فضائلها وخصائصها وهباتها، ينبغي علينا أن نجتهد فيها ونكثر من الدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة، فإنها فرصة العمر، والفرص لاتدوم، فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله، فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها فإن المحروم من حرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم، أيها العاصي تب إلى الله واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذ لنفسك بأسباب النجاة.
فالبدار البدار إلى اغتنام العمل فيما بقي من هذا الشهر، فعسى أن نستدرك به ما فات من ضياع العمر، فيما لا فائدة فيه، فكم نشيع كل يوم ميت، ونودعه وندفنه، فتسال الدموع على الوجنات، ثم ما نلبث أن ننسى ونعود إلى ما كنا عليه من غفلة وضياع، فهذه العشر الأخيرة من رمضان قد تكون آخر ليالي ندركها فالموت بالمرصاد، إن لم يأت اليوم فغداً آت لا محالة، فاستعدوا بالعمل الصالح، والرغبة فيما عند الله تعالى من النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، فعلينا بالجهاد الذي لا قتال فيه، ألا وهو جهاد النفس، فنجاهدها نهاراً بالصيام، ونجاهدها ليلاً بالقيام، فمن جمع لنفسه بينهما، ووفى بحقوقهما فهو من الصابرين الذين يوفين أجرهم بغير حساب.
وما أعظم أن يرغم العبد أنفه لربه تبارك وتعالى، بكثرة السجود، وكثرة الركوع، وطول القيام، لمناجاة الخالق جل جلاله، فذلك من أعظم منازل الصبر، أن يصبر الإنسان على طاعة ربه، كيف لا، وهو لم يخلق إلا من أجل العبادة، فلنحرص على أن نتحلى بالصبر على طاعة الله تبارك وتعالى، لأن صلاة التهجد تحتاج إلى ذلك، وفضلها عظيم، فهي قرصة العمر، وغنيمة الزمن، لمن وفقه الله تعالى.
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يطيلون صلاة الليل متأسين بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه وتتشقق من طول قيامه لله، ومناجاة لمولاه، قال تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " [الأحزاب]، فلم عرف الصحابة، وصالح سلف الأمة ما تدل عليه الآية، اقتدوا بنبيهم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، يقول السائب بن يزيد: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أبي بن كعب، وتميماً الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما ننصرف إلا في فروع الفجر "، وعن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر ".
لما ذا يفعلون ذلك؟ هل هذه الصلاة واجبة عليهم؟ لا، ولكنهم أيقنوا أن الجنة حفت بالمكاره، والثمن باهض، والطريق طويل، فلا بد من إحضار المهر، وقطع الطريق بالصالح من العمل.
فلنحرص على الاتصاف بتلك الصفات الصالحة، ولنأخذ من نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، ولنقتد بصالح سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسندي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 04:49]ـ
لا يصح في علاماتها شيء الا ماورد عن ابي بن كعب رضي الله عنه انه قال العلامة التي اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه تخرج الشمس لا شعاع لها. اما انها لا حاره ولا بارده فقد قال البيهقي بعد اخراجه الحديث: وفي اسناده ضعف
ـ[هالة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:38]ـ
الراجح أنّها ليلة السابع و العشرين و ذهب إلى هذا القول الشيخ محمد ناصر الألباني و الصحابي الجليل أبي بن كعب و الله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 12:31]ـ
والصحيح من اقوال العلماء أن ليلة القدر تنتقل، أي قد تكون في عام ليلة خمس وعشرين، وفي عام آخر ليلة ثلاث وعشرين وهكذا فهي غير ثابتة بليلة معينة في كل عام. كما سبق وان ذكره الاخ أبو فاطمة مسلم وفقه الله من الأدلة ومنها هذا الحديث الصحيح
عن عبد الله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين " قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. [أخرجه مسلم(/)
(اجتماع صلاتي العيد والجمعة .. ) فتوى لشيخ الإسلام رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 07:11]ـ
وسئل رحمه الله
عن رجلين تنازعا فى العيد إذا وافق الجمعة فقال أحدهما يجب أن يصلي العيد ولا يصلي الجمعة وقال الآخر يصليها فما الصواب فى ذلك
فأجاب الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد فى يوم واحد فللعلماء فى ذلك ثلاثة أقوال
أحدها أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة
والثانى تسقط عن أهل البر مثل أهل العوالى والشواذ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم فى ترك الجمعة لما صلى بهم العيد
والقول الثالث وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة لكن على الامام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبى وأصحابه كعمر وعثمان وابن مسعود وبن عباس وبن الزبير وغيرهم ولا يعرف عن الصحابة فى ذلك خلاف
وأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما فى ذلك من السنة عن النبى لما اجتمع فى يومه عيدان صلى العيد ثم رخص فى الجمعة وفى لفظ أنه قال أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون
وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الإجتماع ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهدالجمعة فتكون الظهر فى وقتها والعيد يحصل مقصود الجمعة وفى ايجابها على الناس تضييق عليهم وتكدير لمقصود عيدهم وما سن لهم من السرور فيه والانبساط
فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالابطال ولأن يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل احداهما فى الأخرى كما يدخل الوضوء فى الغسل وأحد الغسلين فى الآخر والله أعلم.
انظر مجموع الفتاوى (24/ 210 - 211)
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 10:46]ـ
جزاكم الله خيرا .. أفدتنا بما كنا فى حاجة إليه ..
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 12:58]ـ
ثلاثة أسئلة:
هل جرت عادة المساجد -في بلدك أيها القارئ- بصلاة الظهر في يوم اجتماع الجمعة والعيد؟
فإن لم تكن قد جرت فهل يقال يصلي في البيت أم يجب عليه شهود الجمعة؟
وهل له أن يشهد صلاة الجمعة ويذر الخطبة ثم يتمها ظهراً؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 11:45]ـ
إذا كانت المساجد تصلي فالأمر واسع من شاء صلى الظهر جماعة ومن شاء صلى الجمعة في الجامع.
إذا لم تكن إلاّ مساجد تصلى فيها الجمعة، فإن لم يكن العيد عذراً في ترك الجماعة فلعل الأقرب وجوب الصلاة في الجامع على من لم يكن له عذر.
وهل له أن يصلي مع الخطيب ظهراً لم يظهر مانع على مذهب من يجوز اختلاف نية الإمام عن المأموم كشأن صلاة العشاء خلف من يصلي ركعتي التراويح.
لكن هل لهذا مقتض يدفع إليه فلم لا يصل الجمعة جمعة خلف الإمام؟
تأمل ...
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 12:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركا
جازاك الله خيرا على الإفادة
ـ[محب العلم و العلماء]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 05:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على الفائدة
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 11:47]ـ
للفائدة
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 01:49]ـ
الجمعة فرض عين بنص الكتاب والسنة وإجماع الأُمة .. قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا نودِيَ للصَّلاةِ من يومِ الجمعةِ فسعوا إلى ذِكرِ الله ... الآية}. فأوجب السعيَ لها على كل قادرٍ، و لم يخص اللهُ ولا رسولُهُ صلى الله عليه وسلم يوم العيد بحكم خاص والأمر بالسعي متوجه في يوم العيد كتوجهِهِ في سائر الأيام، فقد كانت سنَّتُهُ عليه الصلاة والسلام أنَّه إذا اجتمع يوم جمعة و عيد صلى العيدَ أوَّلاً ثم صلى الجمعة كما هو ثابتٌ عنه، فقد أخرج مسلمٌ في صحيحه عن النعمان بن بشير قال {كان رسول الله يقرأ في الجمعة و العيد (بسبِّح اسمَ ربك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية)، وإذا اجتمع العيد و الجمعة في يومٍ واحد قرأ بهما أيضاً في الصلاتين} و هذا صريحٌ في أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا اجتمع عيدٌ و يومُ جمعةٍ صلى صلاتين لا صلاةً واحدة.
إلا أن العلماء اختلفوا فيمن حضر العيد هل يُرخّص له في ترك الجمعة أو لا؟
على أربعة أقوال:
القول الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
الرخصة لأهل البر والبوادي في ترك الجمعة ويصلونها ظهرًا.
وهو قول الشافعي، ورواية عن مالك. عقد الجواهر (1/ 244).
قال الشافعي: "وإذا كان يوم الفطر يوم الجمعة صلّى الإمام حين تحلّ الصلاة، ثم أذن لمن حضره من غير أهل المصر في أن ينصرفوا إن شاؤوا إلى أهليهم ولا يعودون إلى الجمعة" الأم (1/ 399).
القول الثاني:
أنّ الجمعة واجبة على كل من صلى العيد.
وهو قول أبي حنيفة، ورواية عن مالك، واختيار ابن حزم، وابن المنذر، وابن عبد البر. حاشية ابن عابدين (2/ 166)، عقد الجواهر (1/ 244)، المحلى (5/ 89)، الأوسط (4/ 291)، التمهيد (10/ 277).
قال أبو حنيفة: "عيدان اجتمعا في يوم واحد، فالأول سنة، والآخر فريضة، ولا يترك واحد منهما" الجامع الصغير (ص: 113).
وروى ابن القاسم عن مالك أنّ ذلك – ترك الجمعة – غير جائز، وأن الجمعة تلزمهم على كل حال" المدونة (1/.
القول الثالث:
أنّ من شهد العيد سقطت عنه فرضية الجمعة، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد.
وهو قول الإمام أحمد، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. الكافي لابن قدامة (1/ 510)، مجموع الفتاوى (24/ 213).
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن عيدين اجتمعا في يوم يترك أحدهما؟ قال: لا بأس به، أرجو أن يجزئه. سؤالات عبد الله لأبيه (رقم 482).
القول الرابع:
أنّ الجمعة والظهر يجزئ عنهما صلاة العيد.
وهو قول عطاء رحمه الله تعالى.
قال عطاء: "اجتمع يوم فطر ويوم جمعة على عهد ابن الزبير، فقال: (عيدان اجتمعا في يوم واحد)، فجمعهما جميعًا فصلاهما ركعتين بكرة، لم يزد عليها حتى صلى العصر". أخرجه عن عطاء أبو داود (1072).
الأدلة:
أدلة القول الأول:
استدل أصحاب القول بأدلة منها:
الدليل الأول: بما روي عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، قال: شهدت العيد مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب فقال: (أيها الناس، إنّ هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحبّ أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحبّ أن يرجع فقد أذنت له) ([10]). رواه البخاري (5572).
الدليل الثاني: ما روي عن عمر بن عبد العزيز قال: اجتمع عيدان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((من أحب أن يجلس من أهل العالية فليجلس في غير حرج)). الأم (1/ 398)، المسند (1/ 324)، والحديث مرسل، وفيه إبراهيم بن محمود وهو متروك.
أدلة القول الثاني:
استدلوا بأدلة منها:
الدليل الأول: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، ولم يخص عيدًا من غيره، فوجب أن يحمل على العموم.
الدليل الثاني: قالوا: ليس للإمام أن يأذن في ترك الفريضة، وفعل عثمان اجتهاد منه، وإنّما ذلك بحسب العذر، فمتى أسقطها العذر سقطت.
أدلة القول الثالث:
استدلوا بأدلة منها:
الدليل الأول: حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه عن الجمعة، وإنّا مجمعون)) رواه أبو داود (1073)، وابن ماجه (1311)، والحاكم (1/ 288).
وأجيب عنه من أوجه ٍ:
(1) هذا الحديث ضعيف لأن الصحيح إرساله، قال الحافظ بن حجر في تلخيص الحبير: (صحح الدارقطني إرساله و كذا صحح بن حنبل إرساله) أهـ. و في عون المعبود (3\ 289): قال الإمام الخطّابي في إسناد حديث أبي هريرة مقالٌ … و قال المنذري و أخرجه بن ماجة و في إسناده بقيَّة بن الوليد و فيه مقال أهـ و كذلك ضعَّفَهُ ابن الجوزي في العلل المتناهية (1\ 469) و في الحديث كلامٌ لا يحتملُهُ هذا المقام و الحاصل أنَّهُ ضعيفٌ.
(2) و لو سلمنا صحتَهُ فقد حمل العلماء الرخصة فيه لأهل العوالي و هي القرى حول المدينة، قال الإمام الطحاوي في مشكل الآثار: (إنَّ المرادين بالرخصة في ترك الجمعة في هذين الحديثين هم أهل العوالي الذين منازلهم خارج المدينة ممن ليست الجمعة عليهم واجبة) أهـ. و قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد (10\ 273): (الرخصة إنما أُريدَ بها من لم تجب عليه الجمعة ممن شهِد العيد من أهل البوادي) و مما يؤيِّدُ حملَهُ على أهل العوالي ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ قولُهُ في الحديث (فإنَّا مجمعون) إشارةٌ إلى أهل المدينة و ذلك لأنَّه لا يجوز حملها على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، إذ الجمعة لا تصح من واحدٍ إجماعاً فكان قولُهُ عليه الصلاة والسلام متوجِّهاً إلى من ليس من أهل المدينة و الله أعلم.
2 ـ روى البيهقي هذا الحديث بعينه من طريق سفيان بن عيينة عن عبد العزيز بن رفيع موصولاً و مقيِّداً ذلك بأهل العوالي و إسناده و إن كان فيه ضعف إلا أنَّهُ يتأيد بما قدمنا و بما أخرجه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه موقوفاً مقيِّداً ذلك بأهل العوالي.
الدليل الثاني: ما روي عن إياس بن أبي رملة الشامي قال: شهدت معاوية مع أبي سليمان وهو يسأل زيد بن أرقم، قال: أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم، قال: فكيف صنع؟ قال: صلى للعيد ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يصلي فليصل). رواه النسائي (3/ 194)، وابن ماجه (1310)، الدارمي (1/ 378)، الحاكم (1/ 288)، أحمد (4/ 372).
و الجواب عليه من أوجُهٍ:
(1) فقد تفرَّد به عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة، قال ابن المنذر لا يثبت هذا - الحديث – فإنَّ إياس مجهولٌ، قال بن القطَّان هو كما قال أ هـ تهذيب التهذيب (1\ 340) وقال ابن خزيمة في صحيحه (2\ 359): (لا أعرف إياس بن أبي رملة بعدالةٍ و لا بجرح أ هـ. فكيف يصح في الأذهان إسقاط فرض الجمعة بمثل هذا الحديث الضعيف.
(2) و هو معارض أيضاً بحديث النعمان بن بشير في صحيح مسلم.
(3) و قد يُجاب عنه أيضاً بحمله على أهل العوالي.
(4) و هو أيضاً معارض بحديث طارق بن شهاب أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الجمعة حقٌّ واجبٌ على كل مسلمٍ في جماعةٍ إلاّ أربعة: عبد مملوك و امرأة أو صبي أو مريض)) رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح على شرط البخاري و مسلم، قاله الإمام النووي. فمفهوم هذا الحديث أنَّ الجمعة لا تجب على هؤلاء الأربعة فقط و ليس من حضر العيد واحداً منهم.
الدليل الثالث: حديث ابن عمر قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى بالناس، ثم قال: ((من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف)). رواه ابن ماجه (1312)، وابن عدي (6/ 2448)، وفيه: جبارة ومندل ضعيفان.
أدلة القول الرابع:
مضى أنّ معتمد عطاء هو فعل ابن الزبير، فعن ابن جريج قال: قال عطاء: إن اجتمع يوم الجمعة ويوم الفطر في يوم واحد فليجمعهما، فليصل ركعتين فقط، حيث يصلي صلاة الفطر ثم هي هي حتى العصر، ثم أخبرني عند ذلك قال: اجتمع يوم فطر ويوم جمعة في يوم واحد زمن الزبير، فقال الزبير: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فليجمعهما جميعًا يجعلهما واحدًا، وصلى يوم الجمعة ركعتين بكرة صلاة الفطر، ثم لم يزد عليها حتى صلى العصر.
قال: فأما الفقهاء فلم يقولوا في ذلك، وأما من لم يفقه فأنكر ذلك عليه. قال: ولقد أنكر ذلك عليه، وصليت الظهر يومئذ.
قال: حتى بلغنا بعدُ أن العيدين كانا إذا اجتمعتا كذلك صليا واحدة، وذكر ذلك عن محمد بن علي بن الحسن، أخبر أنهما كانا يجمعان إذا اجتمعا. قال: إنه وحده في كتاب لعلي زعم. المصنف لعبد الرزاق (5725).
ما أخرجه أبو داود (1\ 281) من حديث عطاء و النسائي (3\ 194) من حديث وهب بن كيسان قال اجتمع عيدان في عهد ابن الزبير فأخر الخروج حتى تعالى النهار ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ثم نزل فصلى _ ركعتين _ و لم يصلِّ بالناس يومئذٍ الجمعة، فذُكِرَ ذلك لأبن عباسٍ فقال أصاب السُنَّةَ .. وأجيب عنه من أوجهٍ:
(1) هذا الأثر عن ابن الزبير معارضٌ بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد مر في حديث النعمان بن بشر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اجتمع عيدٌ و جمعةٌ صلى صلاتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) هذا الأثر إذا حمل على ظاهرِهِ فإنَّهُ يخالف إجماع العلماء إذ فيه إسقاط الظهر والجمعة معاً بفعل العيد و هذا لم يقلْهُ أحدٌ من علماء الأمة، قال بن عبد البر في الاستذكار (7\ 23) ((و روي في هذا الباب عن ابن الزبير و عطاء قول منكر أنكره فقهاء الأمصار و لم يقل به أحد منهم)) و قال أيضاً ((و على أيِّ حال كان فهو عند جماعة العلماء خطأٌ و ليس على الأصل المأخوذ به)) أهـ. و قال ابن رُشدٍ في بداية المجتهد (4\ 253) ((و أما إسقاط فرض الظهر و الجمعة التي هي بدله لمكان صلاة العيد فخارجٌ عن الأصول جداً)).
(3) و التحقيق أن ابن الزبير قد صلى الجمعة إلا أنَّهُ قدمها قبل الزوال على مذهب من يرى ذلك و هو أمرٌ ظاهِرٌ من الروايات و مما يدلُّ على ذلك أنّه أخَّر الخروج حتى تعالى النهار و قدم الخطبة ثم صلّى، و في رواية أذَّنَ لها، و في رواية عطاء أنَّهُ ((جمعهما)) و كلُّ ذلك يشير إلى أنَّهُ صلى الجمعة بشروطها و اكتفى بها عن العيد على مذهب من يرى جواز تقديم الجمعة قبل الزوال و هو رأيٌ ضعيف إلا أنَّهُ محتمل، و ممن تأوَّلَهُ على هذا النحو الإمام الخطابي قال: (و أما صنيع ابن الزبير فإنَّهُ لا يجوز عندي إلا أنْ يُحملَ على مذهب من يرى تقديم الصلاة قبل لزوال) اهـ. عون المعبود (3\ 289)، و كذلك قاله الإمام ابن عبد البر في الإستذكار (7\ 24)
الترجيح:
القول الأول هو الذي تطمئن له النفس، وذلك: لأنه هو الموافق للأدلة الصحيحة في هذه المسألة وبقية الأقوال لا تسلم من مطعن.
فالقول الثاني: مرجوح للإذن لأهل العوالي بالترخص في ترك الجمعة.
والقول الثالث: أحاديثه التي في الباب لا تسلم من مطعن، وإن كان مقاصد الشرع ترجحه لقول شيخ الإسلام القادم.
وأما القول الرابع وهو قول عطاء؛ فقول مهجور، مخالف لقواعد وأصول الشريعة.
قال ابن المنذر: "أجمع أهل العلم على وجوب صلاة الجمعة، ودلت الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن فرائض الصلوات خمس، وصلاة العيدين ليست من الخمس". الأوسط (4/ 291).
وقال ابن عبد البر: "ليس في حديث ابن الزبير بيان أنه صلى مع صلاة العيد ركعتين للجمعة، وأي الأمرين كان، فإنّ ذلك أمر متروك مهجور، وإن كان لم يصل مع صلاة العيد غيرها حتى العصر، فإن الأصول كلها تشهد بفساد هذا القول". التمهيد (10/ 270).
والله أعلم.
فتاوى العلماء
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
عن رجلين تنازعا فى العيد إذا وافق الجمعة فقال أحدهما يجب أن يصلي العيد ولا يصلي الجمعة وقال الآخر يصليها فما الصواب فى ذلك
فأجاب الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد فى يوم واحد فللعلماء فى ذلك ثلاثة أقوال
أحدها أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة.
والثانى تسقط عن أهل البر مثل أهل العوالى والشواذ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم فى ترك الجمعة لما صلى بهم العيد
والقول الثالث وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة لكن على الامام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبى وأصحابه كعمر وعثمان وابن مسعود وبن عباس وبن الزبير وغيرهم ولا يعرف عن الصحابة في ذلك خلاف
وأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما في ذلك من السنة عن النبي لما اجتمع في يومه عيدان صلى العيد ثم رخص في الجمعة وفى لفظ أنه قال أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون
وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الاجتماع ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة فتكون الظهر في وقتها والعيد يحصل مقصود الجمعة وفى إيجابها على الناس تضييق عليهم وتكدير لمقصود عيدهم وما سن لهم من السرور فيه والانبساط
فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالإبطال ولأن يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد، ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل إحداهما في الأخرى كما يدخل الوضوء في الغسل وأحد الغسلين في الآخر والله أعلم.
انظر مجموع الفتاوى (24/ 210 - 211)
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئل العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: ما حكم صلاة الجماعة إذا صادفت يوم عيد هل تجب إقامتها على جميع المسلمين أم على فئة معينة، ذلك أن بعض الناس يعتقد أنه إذا صادفت العيد الجمعة فلا جمعة إذاً؟
فقال رحمه الله: الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجمعة وأن يحضر في المسجد ويصلي بمن حضر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيمها في يوم العيد يصلي العيد والجمعة جميعا بسبح والغاشية فيها جميعا، كما قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما فيما ثبت عنه في الصحيح، لكن من حضر صلاة العيد ساغ له ترك الجمعة ويصلي ظهرا في بيته أو مع بعض إخوانه إذا كانوا قد حضروا صلاة العيد، وإن صلى الجمعة مع الناس كان أفضل وأكمل، وإن ترك صلاة الجمعة لأنه حضر العيد وصلى العيد فلا حرج عليه لكن عليه أن يصلي ظهرا فرداً أو جماعة. والله ولي التوفيق.اهـ)). (مجموع فتاوي ومقالات متنوعة 12/ 341 - 342.)
وهذا سؤال عرض على اللجنة الدائمة للإفتاء:
س: اجتمع عيدان في يوم واحد يوم الجمعة وعيد الأضحى، فما الصواب أنصلي الظهر إذا لم نصل الجمعة أم أن الصلاة تسقط إذا لم نصل الجمعة؟
ج: من صلى العيد يوم الجمعة رخص له في الحضور لصلاة الجمعة وذلك اليوم إلا الإمام، فيجب عليه إقامتها بمن حضر لصلاتها ممن قد صلى العيد وبمن لم يكن صلى العيد فإن لم يحضر إليه أحد سقط وجوبها عنه وصلى ظهرا.
واستدلوا بما رواه أبو داود في سننه عن أيام بن رحمه الشامي، قال شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم قال: أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم، قال: نعم، قال: فكيف صنع؟ قال صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: (من شاء أن يصلي فليصل).
وبما رواه أبو داود في سننه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأته من الجمعة، وإنا مجمعون)). فدل ذلك على الترخيص في الجمعة للإمام، لقوله في الحديث ((وإنَّا مجمعون)) ولما رواه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقرأ في صلاة الجمعة والعيد بسبح والغاشية وربما اجتمعا في يوم فقرأ بهما فيهما)) فمن شهد صلاة العيد وجب عليه أن يصلي الظهر عملا بعموم الأدلة الدالة على وجوب صلاة الظهر على من لم يصل الجمعة، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[حمد]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:29]ـ
جزاكم الله خيراً على الفوائد الجديدة عليّ أخي أبا البراء.
إضافة:
بعض أهل العلم المتقدمين يقبل الخبر المرسَل إذا جاء ما يصلح أن يكون له عاضداً.
أقصد هنا: أنّ خبر (إياس بن أبي رملة عن زيد بن أرقم) قد يُقبل عندهم أن يكون شاهداً معتبراً لمرسَل أبي صالح.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 04:17]ـ
للفائدة(/)
'كيف نقرأ'!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 07:19]ـ
بقلم إبراهيم العسعس ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=631)
في إحدى القرى ...
طرَق "ساعي البريد" الباب، خرج الأبُ، فسلَّمهُ الساعي رسالةً، وقال: إنَّها لابنتك!
لم يكن الأب يعرفُ القراءة، وبدأ الفأرُ يلعب بِعبه ـ كما يقال في العامية ـ، مِن أين أتت الرسالة؟ وهل تكون البنت ... ؟! وما مضمونها؟ خرج مسرعاً إلى الطريق لعلَّه يجد مَن يقرأ له الرسالة لتطمئنَّ نفسُه.
وجد مُعلمةَ المدرسة في الطريق، فقال هذا هو المطلوب، أتقرئين لي هذه الرسالة التي وصلت لابنتي؟ سأل الأبُ ... بالطبع، أجابت المعلمةُ، فضَّت الرسالةَ وبدأت بالقراءة ... قرأت له رسالةَ غزلٍ موجهةً لابنته من أحدهم! حَمل الأبُ الرسالةَ ومضى غاضباً، في الطريق لقي ابنَ صاحبِ البيت الذي يسكن فيه، فطلب منه أن يقرأ له الرسالة، يريد أن يتأكد!
فقرأ الشاب، فإذا هي رجاءٌ من صاحب البيت للبنت أن تُذكِّر أباها بضرورة دفعِ أُجرة البيت المُتراكمة عليه، عارضاً لها سوءَ الأحوال، وضيقَ ذات اليد! ما هذا أصبح عندنا قراءتان لرسالةٍ واحدة! صاحَ الأبُ، فما هي حقيقة الرسالة؟! لا بدُّ من ثالث ليُبيِّنَ لي ما في الرسالة.
فإذا بأحد الشباب الذي ينتظرُ فرصتَه للعمل أو السفر، أعطاهُ الرسالة بعد أن شرحَ له الحال، قرأ الشاب، فتحدَّث عن صعوبة العيش في القرية، وقِلِّة فُرص العمل، وأنَّ من يُهاجر يجد فرصته في بلاد الخواجات! شدَّ الرجلُ شعرَ رأسه، وصرخ: ولكن، أين هي الحقيقة؟! فلم يسمع إلاَّ صدى صوته، مع ضحكات من حوله من قُرَّاء الرسالة!! لقد رأى كلُّ منهم في الرسالة ما يُحبُّ أن يرى، وما في نفسه، لا ما هو موجود فيها فعلاً! لقد انعكست آمالُ كلٍّ منهم، ورغباته، وطبائعه على الرسالة فلم يعُد يرى غيرها! وهكذا ضاعت الحقيقة بين هذه الآمال والرغبات والطبائع.
الحقيقة الضائعة:
إنها قصة تقع، وإن لم يكن بحرفية هذه القصة، إذ إنَّ جانب الرمزية والمبالغة الدرامية واضح فيها! وهذا كلُّه غير مهم، فالذي يعنينا الفكرة العميقة والخطيرة التي أرادت القصة توصيلها. إنَّها تتحدث عن الحقيقة الضائعة عندما تتحول القراءة إلى حوار مع النفس، يقرأ من خلالها القارئ ما في نفسه لا ما هو مكتوب! وفي هذه الحالة تفقدُ القراءةُ قيمتَها وغايتها، فالكلمة هنا لا دلالة محددة لها، لأنَّه بمثل هذه القراءة تصبح دلالة الكلمة لا نهاية لها، إذ يُمكن أن تكون دلالاتها بعدد ما على البسيطة من قُرَّاء!
ومع الأسف الشديد هذه القراءة هي قراءتنا! وليس فقط أننا لا نقرأ! بل عندما نقرأ، نقرأ قراءة خاطئة! مُسيَّرة! قراءة أميَّة!!
قراءة أمِيَّة؟!:
وكأنها جملة ينقضُ آخرُها أولَها! فكيف تكون قراءةً، وأميَّةً في الوقت نفسه؟! إنها لكذلك عندما تكون القراءة مُجرد "فكِّ" الحرف دون فهم! وبلا ربط بين أول الكلام وآخره! وبين الكلمة في مكان وغيرها من الكلمات في مكان آخر! وبين قراءة الكلمة وقراءة الكون، أو قراءة الواقع! هذه القراءة سمَّاها القرآن الحكيم: أُميَّةً! وعدَّ الذين يقرؤونها: أُميُّون!: ومنهم أميُّون لا يعلمونَ الكتابَ إلاَّ أمانيَّ، وإنْ هم إلاَّ يظنُّون" (البقرة: 78). الأماني هي القراءة بلا وعي، ولذلك قال "لا يعلمون"، ولم يقل لا يقرؤون! فالقرآن يعدُّ الوقوف عند مستوى قراءة الحروف ضرباً من الأميَّة.
فكيف نقرأ؟
سأذكر ما نحن عليه، وما ينبغي أن نكون عليه في سياق واحد اختصاراً، وتحقيقاً للفائدة المرجوَّة في مقالة مضغوطة، فالقضية التي نتحدث عنها كثيرة الذيول، عميقة الأبعاد، تحتاج لكتاب مُسترسِل!
- هل نقرأ باسم الله؟! لا تتسرع في الإجابة وتقول: بدأ الشيخ يُخلِّط! فكلنا نبدأ قراءتنا باسم الله! وأنا أقول، وهو كذلك، فنحن قبل أن نقرأ نبدأ باسم الله، وقد يأخذ منا الثناء على الله، والحمد له سبحانه صفحات، فهل هذا هو الذي طلبه الله تعالى في أول كلمة نزلت في آخر رسالة؟! "اقرأ باسم ربك الذي خلق".
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ أبعاد القراءة باسم الله كَسَعَة هذا الكون، حسبنا منها الإشارة إلى ما نحن بصدده، أعني القراءة التي تُحقِّق هدفها. إنَّها استحضار رقابة الله حذراً من الوقوع في الطغيان؛ الطغيانِ في الفهم، فحمل النفس على الفهم تكليف. الطغيان في الدخول على النَّص وقد قررنا ما نريدُه مما لا نريده قبل أن نقرأ حرفاً! إنها باسم الله التي تقينا هذه المصارع. وكما بينت لنا النصوص أنَّ القراءة بلا علم ضلال، بينت لنا أنَّ القراءة دون باسم الله طغيان.
- القراءة الذرية: وهذه القراءة تُفكِّكُ النص، بل وتُفكِّكُ الجملة، وأكاد أقول: بل وتُفككُ الكلمة! إنَّها تغوص في الكلمة وتعزلها عما حولها، ثم تخرج منها لتدخل فيما بعدها دون أيِّ رابطٍ بينهما! إنَّها قراءة "تُقصقِصُ" النَّصَّ وتفهم ـ هذا إنْ فهمت ـ كلَّ جملة، أو كلَّ كلمة بعيداً عن سياقها، ولذلك فإنها تبني على كلِّ كلمة قراراً وقضية جديدة لا علاقة لها بقضية النص الواحدة، بمعنى أنها تمتصُّ ـ ولا أقول تفهم أو تستنتج! لأنَّ صاحب هذه القراءة يتفاعل مع النص تفاعلاً غريزياً فلا يستطيع أن يفهم! ـ من كلِّ كلمة، أو جملة قضية منفصلة! إنَّ النص في هذه القراءة يتكون من مجموعة من الجزر المنعزلة عن بعضها!
يقابل هذه القراءة، القراءة الإحاطية الشمولية، التي تستعرض النصَّ كلَّه، لتفهم عليه ما يريد. وصاحبُ هذه القراءة يُدرك أنَّ أيَّ استبعاد لأيةِ كلمة ـ قصداً أو سهواً ـ سينتهي إلى نتائج لم يُردها النصُّ، وأنَّ الفرق بين وجود حرف وعدم وجوده تترتب عليه قضية هائلة رهيبة، قد تكون كالفرق بين الكفر والإيمان، كما حصل في سورة (الكافرون)!
إنَّ سوء الفهم يعود إلى أنَّ القارئ يتناولُ النص، أو ينظر إليه من زاوية معينة لا إحاطة فيها، ولو سعى القارئ إلى امتلاك مهارة القراءة الشمولية، وتناولَ النَّصَّ من مُختلف الزوايا لَبنى فيما بينه وبين الكاتب جسراً متيناً من التواصل والتفاهم.
- القراءة العصافيرية!!: وأعني بها القراءة التي لا تَراكُم فيها. فصاحبُ هذه القراءة لا يبني شيئاً، يعيش مع النصِّ في لحظة زمنية مُجمَّدة، وقد يستمتع بقراءته، وقد يبكي ويضحك، ثم بعد ذلك كأنَّه لم يقرأ شيئاً! فذاكرته مخرومة، مُستباحة، لا تُمسك ماءً ولا تُنْبِتُ كلأً. قُدرته على الاستحضار معدومة، والأمر عنده أُنُف، دائماً يبدأ من جديد، فهو بالضبط كالعصفور الذي لا تاريخ له، يقع في نفس الفخِّ الذي وقع فيه قبل قليل! فكيف تتوقع أن يبنيَ هذا النَّمطُ حواراً مع النص بقصد الوصول إلى الفائدة والتفاعل؟!
- يقابل هذه القراءة، القراءة التراكُميَّة، وهي قراءة تبني على ما سبق، وتربط اللاحق بالسابق، لِتكوِّنَ من بعدُ مجموعةً من الأفكار والفوائد المتراكمة، بها يستطيع القارئ أنْ يَلِجَ إلى النصِّ ليفهم عنه ويتفاعل معه.
- القراءة الغرائزية: ولئن سألتَ صاحبَ هذه القراءة، لماذا تقرأ؟ لقال لك: أنا أقرأ لأنَّني أعرف القراءة! وأمتلك كُتباً! وعندي حاسوب! وأزيدك: أنا رابط "انترنت"!!! فلماذا لا أقرأ؟! فهل يستطيع هذا القارئ أن يفهم النص، ويتفاعل معه؟! إنَّ القارئ الغرائزي ينظر إلى النصِّ ولا يُبصره!! نظر المغشيِّ عليه من الموت!! ويُفكك حروفه تلقائياً دون أنْ تدخل هذه القراءة إلى برنامجه الذهني، ومواقفه من النَّصِّ ـ رفضاً أو موافقةً ـ مواقف غرائزية لا عقل فيها، فهي ردَّات أفعال، وسوانح خواطر، وليست مما يقتضيه العقل والفكر! فمن الذي يقابل القارئ الغرائزي؟! إنه القارئ الواعي المريد، الذي يستقبل النص استقبالاً مقصوداً، عقله معه، وذهنه حاضر. يعرف لماذا يقرأ، ويعرف ماذا يقرأ، ويعرف كيف يقرأ. القراءة بالنسبة له نورٌ يمشي به يضيء له الطريق، ويحس معها بالدهشة التي يشعر بها من يطلع على المعرفة.
- إشكالية التَّحيز: من أخطر ما يُعطِّل قيمة القراءة، ويُفقدها غايتها، أن يدخل القارئ على النص وهو مُتحيِّز إلى عاطفة، أو فكرة مسبقة! فإذا فعل ذلك تشوَّش معيار التقويم، وضلَّ مقياس الموضوعية! ولا يخفى على المراقب أن قراءتنا ـ على الأغلب ـ متحيزة عاطفياً، وفكرياً، فنحن نحب أن نقرأ ما يدغدغ عواطفنا وإن خالف الحقيقة، ونأخذ موقفاً مسبقاً ممن نعرف أنه يخالفنا، أو يطرح ما يزعجنا!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يعني أن معيارنا في القراءة أهواؤنا، ورغباتنا، ومقرراتنا المسبقة، فمن وافقها فهو الذي لم تلد النساء مثله! ومن الأمثلة على ذلك، قضية السلبية والإيجابية، فما هو مقياس السلبية والإيجابية عندنا؟ إنه ما نحب وما لا نحب! فإن قرأنا ما نتبنى، ونحب فالكاتب إيجابي، وإلا فهو سلبي مُثبِّط! ومثل ذلك التفاؤل والتشاؤم، مقياسهما لدينا مطاط جداً، حمَّال وجوه، والحكم في النهاية أهواؤنا ورغباتنا!
إنَّ القراءة المقابلة لهذه الآفة هي القراءة المحايدة، وأستدركُ لأقول قدر الإمكان! لأنني أدرك أن الحياد المطلق غير مقدور عليه، لكن نُسدِّد ونقارب إلى الدرجة التي تكون فيها القراءة أقربَ ما يكون إلى الحياد، وأبعدَ ما يكون عن المقررات السابقة. إنَّ القراءة المحايدة قراءة تحب الحقيقة ولو أزعجتها، وتقبل الحق ولو كان من أبغض الناس، بل ولو كان من أفسق الناس، كما كان يقول أحد الكبار:
إعمل بعلمي ولا يمنعك تقصيري ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
والقراءة المحايدة موضوعية، تحتكم إلى المعلومة التي تنقل الواقع كما هو، وتعرض الحقيقة كما ينبغي لا كما تحب.
- وأخيراً القراءة المتسرعة: وأعني بها القراءة التي تأخذ موقفاً بادي الرأي، تخطف الكلمة أو الجملة خطفاً، ثم تبني عليه قصراً من وجهات النظر المتعجلة. ومن قرأ هذه القراءة فحتماً سينقطع التواصل والتفاهم بينه وبين الكاتب، وسيحمل كلَّ ما يقرأ حملاً لا إنصاف فيه، وسيُوظِّف كلَّ ما يعرفه من آليات التعامل مع النصوص ليدعم وجهة نظره المتسرعة، فيشرع باصطياد الثغرات ـ أو ما يظن أنها ثغرات!! ـ ليُرديَ الكاتب أرضاً، ويحمل المحتمل على الصريح، وينادي على رؤوس الأشهاد ملوِّحاً بالمحتمل: أنْ هذا هو كاتبكم العظيم فاحذروه! ويقابل هذه القراءة، القراءة المتأنية المُنصفة، التي لا تستعجل النتائج، وتعطي الكاتب الفرصة التي يستحقها للفهم عنه، وتحمل محتمله على صريحة، وتستخدم آليات فهم النص لخدمة الوصول إلى الحقيقة.
- وأخيراً، وتلخيصاً: إنَّ القراءة المطلوبة هي القراءة المبنية على الإخلاص والإنصاف والفهم والوعي والتدبر، القراءة التي تربط وتستنتج.
إن بداية النهضة هي قراءة صحيحة، ولا يمكن أن ينجح شعار التوحيد أولاً دون هذه القراءة. فلا عجب أن كانت هذه الكلمة أول كلمة في آخر رسالة. هذه الكلمة التي لا أجد في وصف عظمتها وخطورتها أبلغ مما قاله سيد رحمه الله فيها: "الكلمة التي أدهشت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثارت معه وعليه العالم". فلله درُّ سيد رحمة الله عليه. وكيف لا وهي التي وضعها القرآن بداية للذين حمَّلهم مسؤولية تغيير العالم، وقيادة البشرية، وقد سُئل فولتير مرةً عمَّن سيقود العالم، فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرؤون".
وها هي المطابع في العالم الإسلامي، تدفع في كل عام آلافاً من الكتب، وها هي الشواهد تدل على أن الذي يقود العالم هم الذين يحسنون القراءة، ونحن لا زلنا قابعين على حدود القراءة الأمية، العصافيرية، الخ .. القائمة القاتمة! إننا نمتلك وسيلة الحضارة، ومنهج التقدم؛ القرآن، ومع ذلك فإن حالة الوهن التي نعيشها تحرمنا من الإفادة من هذا الكتاب الحكيم.
إن حوارنا حوار طرشان، والتواصل فيما بيننا معدوم، ولقد يصدق علينا ما قاله حسن البنا رحمه الله: "إذا شرحت فكرتك لأحدهم عشرين مرة، ثم ظننت أنه قد فهمك فأنت متفائل"!
وأختم بهذا الحديث الرائع الذي يصف عجزنا عن القراءة المنتجة، وكيف أن القراءة المطلوبة ليست هي مجرد قراءة الأحرف، فقد روى زياد بن لبيد، فقال: " ذكرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئاً، فقال: "وذاك عند ذهابِ العلم، قُلنا يا رسولَ الله: وكيف يذهبُ العلمُ؟ ونحنُ قرأنا القرآنَ ونُقرئه أبناءَنا، وأبناؤنا يُقرؤون أبناءهم، فقال: "ثَكِلتْكَ أمُّكَ يا ابنَ لبيد، إنْ كنتُ لأراكَ من أفقهِ رجلٍ بالمدينة، أوَ ليس هذه اليهودُ والنصارى يقرءونَ التوراةَ والإنجيل، ولا ينتفعونَ ممَّا فيهما بشيءٍ؟! "، رواه ابن ماجة وابن حبان بسند صحيح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 08:46]ـ
رابط ذو صلة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=211
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 08:57]ـ
مقالة قيمة
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 06:44]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 09:28]ـ
حديث ((ذكرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئاً، فقال: "وذاك عند ذهابِ العلم، قُلنا يا رسولَ الله: وكيف يذهبُ العلمُ؟ ونحنُ قرأنا القرآنَ ونُقرئه أبناءَنا، وأبناؤنا يُقرؤون أبناءهم، فقال: "ثَكِلتْكَ أمُّكَ يا ابنَ لبيد، إنْ كنتُ لأراكَ من أفقهِ رجلٍ بالمدينة، أوَ ليس هذه اليهودُ والنصارى يقرءونَ التوراةَ والإنجيل، ولا ينتفعونَ ممَّا فيهما بشيءٍ؟! "))
رواه أحمد والعزو إليه أولى من العزو لابن حبان
وهو حديث ضعيف في سنده انقطاع إذ يرويه سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال البخاريّ في التاريخ الصغير: لم يسمع سالم بْنُ أبي الجعد من زياد بْنُ لبيد. وتبعه على ذلك الذهبيّ في الكاشف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 10:06]ـ
(للفائدة)
- الحديث حسنه الترمذي، وصححه الحاكم.
- وقال الطحاوي: هذا الحديث من أحسن الأحاديث وأصحها.
- وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح.
- وصححه الألباني، وذكر له شاهدين؛ عن أبي الدرداء وعن عوف بن زياد.
- وفي رواية عمرو بن مرة: (سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن ابن لبيد الأنصاري).
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:46]ـ
((يحدث عن)) ليس من ألفاظ الإتصال فاللفظ الأخير هو العنعنة
والتحسين عند الترمذي لا يقتضي الإتصال دائماً فقد قال في مواطن عديدة من سننه ((حديث حسن وليس إسناده بالمتصل)) أو لفظة نحوها
والشواهد إذا لم يكن فيها ذكر ((ثَكِلتْكَ أمُّكَ يا ابنَ لبيد، إنْ كنتُ لأراكَ من أفقهِ رجلٍ بالمدينة)) فهي قاصرة تشهد لمعنى الحديث بالجملة دون لفظه المفصل
والأخذ بكلام البخاري والذهبي أولى من الأخذ بكلام ابن كثير
وجزاك الله خيراً
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 04:03]ـ
بارك الله في كل الإخوة الكرام، وشرفني مروركم الكريم.
إستوقفتني جملة للأخ الفاضل عبدالله الخليفي، نرجو أن يبين لنا السبب فيما قاله، والجملة هي:
والأخذ بكلام البخاري والذهبي أولى من الأخذ بكلام ابن كثير
وجزاك الله خيراً
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد في الدنيا والأخرة.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 08:23]ـ
السبب في ذلك أن أخانا الفاضل أبا مالك العوضي ذكر تصحيح ابن كثير للسند ومفهوم هذا أنه سندٌ متصل وقد ذكرت أن البخاري والذهبي حكما على الرواية سالم عن زياد بالإنقطاع
لهذا قلت ما قلت
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:08]ـ
للرفع
ـ[محمدالعدناني]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:13]ـ
^
^^
^^^
^^^^
^^^^^
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:32]ـ
هناك فرق بين كون الحديث ضعيف ,وبين كون سند من أسانيد الحديث ضعيف
ولذا فحكم البخاري على سند واحد للحديث
وحكم الالباني على مجمل طرق الحديث
والله أعلم
ـ[محمدالعدناني]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:53]ـ
موضوع دو صلة أيضا
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8220&highlight=%ED%DA%C7%E4
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 01:24]ـ
موفق.(/)
من يفيدينا في مصطلح (إمساكية شهر رمضان)؟
ـ[المستنبط]ــــــــ[06 - Oct-2007, صباحاً 11:53]ـ
هل هذا المصطلح شرعي وهل ثبت في الشرع؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 01:00]ـ
كأن السؤال يحتاج إلى إفادة لغوية وليست شرعية إذ لا مشاحة في الاصطلاح.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 05:16]ـ
الظاهر ان المراد بها ماكان يطبع من تقاويم خاصة برمضان وكان يوضع فيها وقت للامساك قبل اذان الفجر بعشر دقائق ولاشك في مخالفتها للسنة الثابته بقوله صلى الله عليه وسلم ((كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم))
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 05:26]ـ
بارك الله في شيخنا أبي محمد الغامدي، ففي كلامه كثير من الصواب لكن أتصور أن هذا التقويم الخاص بشهر رمضان، هو موضوع لتحديد مواقيت الشهر: مواقيت الصلاة والإفطار والإمساك، لكن أكثر ما يهتم به الناس من تلك المواقيت هو وقت الإمساك عن المفطرات، لذلك سمي التقويم به فالإمساكية مأخوذة من الإمساك، والمراد به الإمساك عن المفطرات، والله تعالى أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, صباحاً 12:10]ـ
وسئل الشيخ ابن باز عن جعل وقت للإمساك قبل الفجر بحوالي ربع ساعة.
فأجاب:
" لا أعلم لهذا أصلا، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر؛ لقول الله سبحانه: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة/187.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة (أي صلاة الصبح) ويحل فيه الطعام) رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه كما في بلوغ المرام، وقوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) قال الراوي: وَكَانَ ابن أم مكتوم رَجُلا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ. متفق على صحته " اهـ.
مجموع فتاوى ابن باز (15/ 281).
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 05:22]ـ
وسئل الشيخ ابن باز عن جعل وقت للإمساك قبل الفجر بحوالي ربع ساعة.
فأجاب:
" لا أعلم لهذا أصلا، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر؛ لقول الله سبحانه: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة/187.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة (أي صلاة الصبح) ويحل فيه الطعام) رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه كما في بلوغ المرام، وقوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) قال الراوي: وَكَانَ ابن أم مكتوم رَجُلا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ. متفق على صحته " اهـ.
مجموع فتاوى ابن باز (15/ 281).
وكذا قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة:
(ومن (مباحات الصيام) قوله تحت هذا العنوان: ". . فإذا طلع الفجر وفي فمه طعام وجب عليه أن يلفظه. . "
قلت: هذا تقليد لبعض الكتب الفقهية وهو مما لا دليل عليه في السنة المحمدية بل هو مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه "
أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه هو والذهبي وأخرجه ابن حزم وزاد: " قال عمار (يعني: ابن أبي عمار راويه عن أبي هريرة): وكانوا يؤذنون إذا بزغ الفجر "
قال حماد (يعني: ابن سلمة) عن هشام بن عروة: كان أبي يفتي بهذا
وإسناده صحيح على شرط مسلم
وله شواهد ذكرتها في " التعليقات الجياد " ثم في " الصحيحة " (1394)
وفيه دليل على أن من طلع عليه الفجر وإناء الطعام أو الشراب على يده أنه يجوز له أن لا يضعه حتى يأخذ حاجته منه فهذه الصورة مستثناة من الآية:
(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) (1) فلا تعارض بينها وما في معناها من الأحاديث وبين هذا الحديث ولا إجماع يعارضه بل ذهب جماعة من الصحابة وغيرهم إلى أكثر مما أفاده الحديث وهوجواز السحور إلى أن يتضح الفجر وينتشر البياض في الطرق راجع " الفتح (4/ 109 - 110) لأن من فوائد هذا الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة؟ لأنهم إنما يفعلون ذلك خشية أن يدركهم أذان الفجر وهم يتسحرون ولو علموا هذه الرخصة لما وقعوا في تلك البدعة
فتأمل).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 07:29]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فعلى سبيل التذكرة لا أكثر، فيما يخص حديث ((إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ... ))
فقد قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في العلل:
340 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ " قُلْت لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ أَيْضًا عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: " وَكَانَ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إِذَا بَزَغَ الْفَجْرُ " قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا بِصَحِيحَيْنِ، أَمَّا حَدِيثُ عَمَّارٍ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ، وَعَمَّارٌ ثِقَةٌ، وَالْحَدِيثُ الآخَرُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ
وقال أيضا:
759 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ، وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ " قُلْتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ أَيْضًا عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إِذَا بَزَغَ الْفَجْرُ قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا بِصَحِيحَيْنِ: أَمَّا حَدِيثُ عُمَارَةَ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ وَعَمَّارٌ ثِقَةٌ وَالْحَدِيثُ الآخَرُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ
راجع نسخة د/ سعد بن عبد الله الحُميِّد و د/ خالد بن عبدالرحمن الجريسي
هذا، والله تعالى أجلُّ وأعلم
وكذا قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة:
(ومن (مباحات الصيام) قوله تحت هذا العنوان: ". . فإذا طلع الفجر وفي فمه طعام وجب عليه أن يلفظه. . "
قلت: هذا تقليد لبعض الكتب الفقهية وهو مما لا دليل عليه في السنة المحمدية بل هو مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه "
أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه هو والذهبي وأخرجه ابن حزم وزاد: " قال عمار (يعني: ابن أبي عمار راويه عن أبي هريرة): وكانوا يؤذنون إذا بزغ الفجر "
قال حماد (يعني: ابن سلمة) عن هشام بن عروة: كان أبي يفتي بهذا
وإسناده صحيح على شرط مسلم
وله شواهد ذكرتها في " التعليقات الجياد " ثم في " الصحيحة " (1394)
وفيه دليل على أن من طلع عليه الفجر وإناء الطعام أو الشراب على يده أنه يجوز له أن لا يضعه حتى يأخذ حاجته منه فهذه الصورة مستثناة من الآية:
(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) (1) فلا تعارض بينها وما في معناها من الأحاديث وبين هذا الحديث ولا إجماع يعارضه بل ذهب جماعة من الصحابة وغيرهم إلى أكثر مما أفاده الحديث وهوجواز السحور إلى أن يتضح الفجر وينتشر البياض في الطرق راجع " الفتح (4/ 109 - 110) لأن من فوائد هذا الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة؟ لأنهم إنما يفعلون ذلك خشية أن يدركهم أذان الفجر وهم يتسحرون ولو علموا هذه الرخصة لما وقعوا في تلك البدعة
فتأمل).(/)
اللهث وراء الختمات
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 02:42]ـ
اللهث وراء الختمات
وأثر (عند كل ختمة دعوة مستجابة)
عبد المجيد المنصور
24/ 9/1428
يتهافت كثير من الناس في نهايه شهر رمضان على الجوامع للصلاة خلف الأئمة المشهورين بجودة التلاوة؛ لحضور ختمة القرآن، يصحب هذا التهافت اعتقاد سائد موروث من العوام وممن لا علم عنده أنه: (عند كل ختمة دعوة مستجابة)، فتزدحم بعض الجوامع لهذا، وتضيق على مرتاديها، وتغلق الطرقات، فلا يجد القاصد إليها سبيلا، ولا لداخلها طريقاً، ويكون ذلك كله على حساب السكينة والخشوع، والتدبر والخضوع.
يسارع سواد عظيم من الناس لحظور تلك الختمات ليدرك الدعوة المستجابة المزعومة عند الختمة، ولكي يذرف الدموع فيها، ويسكب العبرات، ويخرج الزفرات، بسبب تأثير كلام المخلوق (الإمام الداعي) في الوقت الذي لم يبك من كلام الخالق في آيات الوعد والوعيد التي لو أنزلت على جبل لخشع وتصدع من خشية الله جل وعلا، فآه ثم آه من أناس يبكون من كلام المخلوقين، ولا يبكون من كلام الخالق جل وعلا، ثم آه من أناس يبكون من كلام المخلوقين أكثر من كلام الخالق. هل قل إيمانناً، أو تغيرت موازيننا، أو استحكم علينا شيطاننا، أو علا كلام المخلوق على كلام الخالق!!! أو لأن الدعوة فيها مستجابة، أو لأجل أن يحدِّث عند الآخرين بأنه حضر ختمة فلان، الله أعلم بما تكنه القلوب.
يتهافت كثير من الناس في نهايه شهر رمضان على الجوامع للصلاة خلف الأئمة المشهورين بجودة التلاوة؛ لحضور ختمة القرآن
والله ثم والله مهما بلغت بلاغة دعاء المخلوق، وبديع نظمه، وقوة سجعه، وحسن سبكه، وجميل لحنه، وروعة صوته، وجمال كلامه، لن يكون كبلاغة كلام الخالق الله جل وعلا، وقوة تأثيره، "والله إن لقوله حلاوة، وإن عليه طلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدِقٌ أسفلُه، وإنه ليعلو ولا يُعلى" قاله الوليد بن المغيرة الكافر في القرآن حينما سمعه من النبي صلى اله عليه وسلم، فمال لقلوبنا لا تقولها وتَحسُّ بتلك الحلاوة.
نعم قد يبكي من كلام المخلوق ويتأثر به بغير اختياره وتقصُّد فليس في ذلك ملامة، ولكن النكير: أين هو من كلام الله قبل تلك الختمة؟ لماذا لم يتأثر به كتأثره بدعاء الختمة؟، ولماذا هذا البكاء والعويل والصراخ الطويل في المساجد والجوامع عند الختمات، ويرتج لذلك المسجد بسبب تأثير كلام المخلوق أكثر من تأثير كلام الخالق، أليس القرآن أحق بذلك، ولماذا تُقصد الختمات لأجل البكاء فيها، ولايَقصد كلام الخالق ليبكي بسببه.
إن قلوباً تتأثر بكلام المخلوق دون كلام الخالق فإن في قلوبها ضعفا، ويستحق أصحابها أن يراجعوا أنفسهم.
وليس ما سطرته هي حملة على أولئك الأئمة؛ إذ لا ذنب لهم فهم مبتلون بكثرة المصلين خلفهم، نسأل الله لنا ولهم القبول والتوفيق.
وفي الختام:
أهمس في أذن أخي الذي يركض خلف الختمات؛ لأجل أن فيها دعوات مستجابات، كما يعتقد، أقول فيها على رسلك، فليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء، وأما الأثر المشهور على الألسن (عند كل ختمة دعوة مستجابة) فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريقين لا سعادة بأحدهما ولا بمجموعهما.
أما الأول:
فقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (1) عن رقاد بن إبراهيم: حدثنا أبو عصمة: حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً.
وهذا الطريق فيه علتان:
الأولى: في أبي عصمة وهو نوح بن أبي مريم قال يحيى: أبو عصمة ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال (2)، وقال البخاري في التاريخ الكبير: نوح بن أبي مريم أبو عصمة قاضي مرو ذاهب الحديث جدا (3)، وقال الجوزجاني: سقط حديثه (4)، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث متروك (5). وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال (قال احمد يروي مناكير ... وقال ابن حماد يروي مناكير وقال ابن حماد ومسلم بن الحجاج والرازي والدراقطني متروك ... وذكر أبو عبد الله الحاكم أن نوحاً وضع حديث فضائل القرآن (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلة الثانية: في يزيد الرقاشي، قال أبو طالب سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يكتب حديث يزيد الرقاشي، قلت له فلم ترك حديثه لهوى كان فيه؟ قال لا ولكن كان منكر الحديث، وقال ابن سعد: كان ضعيفا قدريا، وقال البخاري: تكلم فيه شعبة، وقال شعبة: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي، وقال يعقوب بن سفيان فيه ضعف، وقال أبو حاتم كان واعظا بكاء كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر صاحب عبادة وفي حديثه ضعف، وقال النسائي والحاكم أبو أحمد متروك الحديث، وقال النسائي في موضع آخر والدارقطني والبرقاني ضعيف (7).
وقد ذكر ابن الجوزي هذا الأثر من هذا الطريق في العلل المنتاهية وقال (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزيد الرقاشي قال فيه احمد بن حنبل (لا يكتب عنه شيء) قال يحيى: أبو عصمة (ليس بشيء ولا يكتب حديثه) وقال ابن حبان (لا يجوز الاحتجاج به) (8).
وقال الألباني عن هذا الحديث بهذا الطريق في السلسلة الضعيفة: (قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو عصمة هذا - وهو نوح بن أبي مريم، الملقب بـ (الجامع) - جمع كل شيء من العلوم إلا الصدق! قال الحافظ: "كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع"، ويزيد الرقاشي ضعيف، ورقاد بن إبراهيم لم أعرفه.) اهـ قلت ذكر ابن حبان رقاد بن إبراهيم في الثقات (9).
وأما الطريق الثاني: فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان (10) وأبو نعيم في الحلية (11) وابن عساكر في تاريخه (12) من طريق حمدون بن عباد، حدثنا يحيى بن هاشم، عن مسعر، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مع كل ختمة دعوة مستجابة». قال أبو نعيم: (لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى ابن هاشم).
وهذا الطريق علته يحيى بن هاشم السمسار.
ذكره ابن حبان في المجروحين وقال: كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروى عن الإثبات الأشياء المعضلات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال، وهو الذي روى عن مسعر عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " عند كل ختمة دعوة مستجابة" إنما هو يزيد الرقاشى عن أنس، ليس من حديث قتادة ولا مسعر (13).
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: (كذبه ابن معين، وقال النسائي وغيره: متروك، وقال ابن عدي: كان ببغداد، يضع الحديث ويسرقه، ... وقال صالح جزرة: رأيت يحيى بن هاشم وكان يكذب في الحديث) (14).
لذا قال البيهقي عن هذا الطريق: (في إسناده ضعف وروي من وجه آخر ضعيف عن أنس) (15) ويقصد بالوجه الآخر الطريق السابق عن يزيد عن أنس ثم ذكره.
وهناك أحاديث أخرى غير هذا الحديث في هذا الموضوع، ولكنها كلها ضعيفة ضعفاً شديداً أو موضوعة، فلا يفرح بها.
ومن ذلك:
1) ما رواه ابن عدي في الكامل (16) والبيهقي في شعب الإيمان (17): من طريق علي بن حرب، حدثنا حفص بن عمر بن حكيم، حدثنا عمرو بن قيس الملائي، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استمع حرفا من كتاب الله طاهرا كتبت له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، ورفعت له عشر درجات، ومن قرأ حرفا من كتاب الله في صلاة قاعدا كتبت له خمسون حسنة، ومحيت عنه خمسون سيئة، ورفعت له خمسون درجة، ومن قرأ حرفا من كتاب الله في صلاة قائما كتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة، ومن قرأ فختمه كتب الله عنده دعوة مجابة معجلة أو مؤخرة» فقال له رجل: يا أبا عباس إن كان رجل لم يتعلم إلا سورة أو سورتين، قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ختمه من حيث علمه، ختمه من حيث علمه».
وهذا الحديث علته في حفص بن عمر قال ابن عدي في الكامل (حدث عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن بن عباس أحاديث بواطيل) (18) ثم ذكر بواطيله، ومنها هذا الحديث ثم قال (وهذه الأحاديث بهذا الإسناد مناكير لا يرويها إلا حفص بن عمر بن حكيم هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدا روى عنه غير علي بن حرب ولا أعرف له أحاديث غير هذا)، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (19) وقال (حفص بن عمر بن حكيم يلقب بالكبر ويقال الكفر قال ابن حبان الرملي حدث عن ابن جريح قال يحيى: ليس بشيء وقال مرة ليس بثقة ولا مأمون احاديثه كذب وقال الأزدي متروك الحديث) وقال ابن حبان في المجروحين (20) (يروي عن عمرو بن قيس الملائي المناكير الكثيرة ... ولا يجوز
(يُتْبَعُ)
(/)
الاحتجاج بخبره)، وقال البيهقي بعد ذكر الحديث «تفرد به حفص بن عمر وهو مجهول».
2) و من ذلك ما رواه ابن مردويه عن جابر يرفعه: "إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة، فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة"، وفيه مقاتل بن سليمان، كذبوه وهجروه.
قال فيه البخاري وابن معين: لا شيء البتة، وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشر بن سليمان كان قاصا ترك الناس حديثه، وقال بن عمار الموصلي لا شيء، وقال أبو حاتم متروك الحديث وقال النسائي كذاب وقال في موضع آخر الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وذكر منهم مقاتل بخراسان، وقال البخاري قال بن عيينة سمعت مقاتلا يقول إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا إني كذاب (21). وقال ابن حجر: اجمعوا على تضعيفه (22).
ومن خلال ما سبق يتضح أنه لم يصح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن عند كل ختمة دعوة مستجابة، أما مشروعية ختم القرآن فهو موضوع آخر، و لا إشكال فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم ختم القرآن في رمضان أكثر من مرة في مدارساته مع جبريل عليه السلام، ولو كان هناك دعوة مستجابة عند ختمة القرآن لنقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله أو فعله بطريق صحيح لدواعي الهمة إلى نقله، وورد عن بعض الصحابة كأنس رضي الله عنه أنه دعا بعد الختمة في غير صلاة، والله تعالى أعلم.
أسأل الله جل وعلا أن يدلنا للخير، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه فإنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وأسأله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين الصيام والقيام والدعاء إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
________________
(1) تاريخ بغداد (9/ 390).
(2) المجروحين ج3/ص48
(3) التاريخ الكبير ج8/ص111
(4) أحوال الرجال ج1/ص203
(5) سنن الدارقطني ج2/ص12
(6) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص167 وانظر تهذيب الكمال 30/ 56 وميزان الاعتدال7/ 55
(7) انظر: تهذيب الكمال ج32/ص 68و 69
(8) انظر: العلل المتناهية: 1/ 115
(9) الثقات ج8/ص245
(10) رقم 2086 (ج2/ص374)
(11) حلية الأولياء ج7/ص260
(12) تاريخ مدينة دمشق ج14/ص271
(13) المجروحين 3/ 125
(14) ميزان الاعتدال 7/ 224 وانظر لسان الميزان6/ 279
(15) شعب الإيمان 2086 ج2/ص374
(16) الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص387
(17) شعب الإيمان 2085 ج2/ص373
(18) الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص387
(19) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1/ص223
(20) المجروحين ج1/ص259، وانظر ميزان الاعتدال2/ 326
(21) انظر تهذيب التهذيب ج10/ص253
(22) لسان الميزان ج7/ص397(/)
فوائد من كلام ابن القيم حول النفس والشيطان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 02:52]ـ
فوائد من كتاب ابن القيم رحمه الله اغاثة اللهفان عن النفس والشيطان
1 - التحذير من الشيطان اكثر من التحذير من النفس
2 - لم ترد الاستعاذة من النفس في القران
3 - وردت الاستعاذة من شر النفس في السنة
4 - الشيطان اول من سمى الاسماء المحرمة بغير اسمها فسمى الشجرة المحرمة بشجرة الخلد
5 - محاسبة النفس تكون بالنظر في حق الله اولا ثم هل قام به ثانيا وافضل الفكر الفكر في ذلك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 01:16]ـ
جاء اتباع الشيطان
فسموا أفلام الفسوق والفجور بالفن الهادف وسينما الواقع.
سموا ربا البنوك فوائد بنكية.
سموا الخمر مشروبات روحية
سموا الرشوة هدية.
سموا قوامة الزواج تسلط الرجل على المرأة
اباحوا سب الله ورسوله وصحابة نبيه باسم حرية الرأى والفكر والتعبير.
سموا من أساء الأدب مع الله ورسوله وأنبيائه أديب عالمى.
(وغيرها مما اخترعه اتباع الشيطان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 05:39]ـ
يرفع للفائدة(/)
اختيار العلامة ابن باديس في مسألة الحجاب
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 04:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ اختيار العلامة ابن باديس في مسألة الحجاب ‘‘
كثير من طلبة العلم عندنا ممن يذهب إلى مذهب العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في جواز كشف الوجه و الكفين للمرأة، يذكرون العلامة السلفي عبد الحمد بن باديس رحمه الله (ت 1359هـ) فيمن ذهب إلى ذلك أيضا.
و لكن الناظر في كلام الشيخ ابن باديس يجد أنه رحمه الله قد ذكر تفصيلا في المسألة، و أحاط رأيه بقيود كثيرة، لو أخذ بها هؤلاء الطلبة لزال الخلاف، و الله المستعان.
و في هذا المقال أنقل ما قاله الشيخ ابن باديس في المسألة دون مناقشة، لأن الأمر قد بحث كثيرا بما لا مزيد عليه، و لله الحمد.
1 - قال رحمه الله: (لما قال الله تعالى: "و لا يبدين زينتهن" عم اللفظ الباطنة و الظاهرة، و لما قال: "إلا ما ظهر منها" خص الظاهرة فجاز إبداؤها و بقيت الباطنة على المنع، و أفادت الآية منع كشف العنق و الصدر و الساق و الذراع و جميع الباطن، و أباحت كشف الظاهر، و هو الوجه و الكفان، إذ هما ليس بعورة من المرأة بإجماع)، "ابن باديس: حياته و آثاره" (2/ 130).
2 - و قال بعد نقله لبعض أقوال العلماء: (فهذه النقول كلها مفيدة لما دلت عليه الآية من أن الوجه و الكفين ليسا بعورة و أنه لا يجب على المرأة سترهما. نعم نص أكثر الفقهاء مع جميع المذاهب على أن المرأة يجب عليها ستر وجهها إذا خشيت منها الفتنة، و هذا حكم عارض معلل بهذه العلة، فيدور معها وجودا و عدما. و لذا لما كنا تحققنا الفساد بسفور نساء المدن و القرى ـ و حالتنا هي حالتنا ـ لا نرى لهن جواز السفور ما دامت هاته الحال، و نعرف نساء جهات في بادية قطرنا لا يسترن وجوههن و ليس بهن فساد و لم تقع بهن من فتنة؛ فلما سئلنا عن سفورهن أجبنا بتركهن على حالهن أخذا بأصل الجواز)، السابق (2/ 132).
3 - و قال رحمه الله عند كلامه على قول الله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" [الأحزاب:59]: (أفادت الآية طلب تقرير المرأة بعض جلبابها و إرخائها و ضمه عليها من ناحية وجهها، و هذا محتمل لأن يكون بتغطية جميع الوجه و بتغطية بعضه)، "آثاره" (2/ 133 - 134).
ثم قال (2/ 134 - 135): (قد مضت آية الإبداء مفيدة جواز إبداء الوجه و الكفين على مقتضى ما تقدم من البيان، و جاءت بعدها آية الإدناء محتملة لطلب ستر الوجه كله كما في القول الأول، و تكون عليه معارضة لآية الإبداء المتقدمة؛ تلك تبيح كشف الوجه و هذه تحظره، و محتملة لطلب الإرخاء و الضم لبعض الجلباب على بعض الوجه و هو الجبين كما في القول الثاني و لا تكون حينئذ معارضة لآية الإبداء.
و حملها على ما لا تكون به معارضة بين الآيتين ـ و هو الوجه الثاني ـ أرجح و أولى إن لم يكن متعينا).
إلى أن قال: (و بهذا التقرير تكون كل آية مفيدة معنى غير الذي أفادته الأخرى، فآية الإبداء أفادت طلب ستر الأعضاء إلا الوجه و الكفين، و آية الإدناء أفادت طلب الستر الأعلى الذي يحيط بالثياب و يعم الرأس و ما والاه من الوجه و هو الجبين و ينضم على البدن، ليحصل به تمييز الحرائر بالمبالغة في التستر و الاحتشام، و هذا هو المناسب لجوامع كلم القرآن و الله أعلم).
4 - و قال رحمه الله عند شرحه لحديث فاطمة بنت المنذر في الموطأ: "كنا نخمر وجوهنا و نحن محرمات و نحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما": (تخمير الوجه: تغطيته بغير نقاب و ما في معناه مما يشد على الوجه، و ذلك بأن تسدل الثوب على وجهها نازلا من رأسها. و جاء هذا مبينا في حديث عائشة الذي رواه أحمد و أبو داود و ابن ماجه و غيرهم، قالت: "كان الركبان يمرون بنا و نحن مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه")، السابق (2/ 204).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال (2/ 205): (ستر وجه المرأة عن رؤية الأجنبي مشروع بالتقرير النبوي له في وقت الإحرام الذي هو وقت كشف وجه المرأة، و لذلك كن ـ كما في حديث عائشة ـ يكشفن وجوههن إذا جاوزهن الركبان. و ما نهيت المرأة عن النقاب في الإحرام إلا و قد كان النقاب من شأنها و عادتها، و العادة التي يقرها النبي صلى الله عليه و آله و سلم لمصلحة تصير من الدين باستنادها إلى التقرير النبوي الذي هو أصل من أصول التشريع، و المصلحة المراعاة هنا هي سد ذريعة افتتان الرجال بالنساء بسبب النظر، و دفع هذه الفتنة على اعتباره القول و الفعل النبويان كما في حديث الخثعمية .. ، و لما لم يكن وقوع الافتتان محققا دائما لم يكن ستر الوجه حتما لازما في كل حال).
5 - و قال رحمه الله: (ستر وجه المرأة مشروع راجح و كشفه عند أمن الفتنة جائز و عند تحققها واجب، و أمر الفتنة يختلف باختلاف الأعصار و الأمصار و الأشخاص و الأحوال فيختلف الحكم باختلاف ذلك و يطبق في كل بحسبه).
ثم قال: (من المسلمين اليوم أقوام ـ معظمهم من غير أهل المدن و القرى ـ ألفوا خروج نسائهم سافرات فلا يلفتن أنظارهم بذلك، فهؤلاء لا يطالبن بستر الوجوه مع بقاء حكم غض البصر و حرمة تجديد النظر. و من المسلمين أقوام ـ معظمهم من أهل المدن و القرى ـ ألفوا ستر وجوه النساء فكشف المرأة بينهم و جهها يلفت الأنظار إليها، و يغري أهل الفساد بها، و يفتح بابا للقال و القيل في شأنها و شأن أهلها و عشيرتها، فهؤلاء يجب عليهن ستر وجوههن؛ اتقاء للشر و للفتنة و الوقيعة في الأعراض)، "آثاره" (2/ 206 - 207).
و من هذه العبارات يتلخص لنا قول ابن باديس في المسألة على النحو التالي:
1 - ستر وجه المرأة مشروع راجح.
2 - كشفه عند أمن الفتنة جائز، كحال أهل البادية.
3 - ستره عند تحقق الفتنة واجب، كحال أهل القرى و المدن.
و هذا التفصيل لو قال به إخواننا لزال الخلاف عمليا، و هو المطلوب حتى نقطع الطريق على أهل تحرير و تخريب المرأة من الذين لا يألون جهدا في البحث عن الأقوال الشاذة في المسائل التي تعيق تحررهم، ثم يشهرونها لا حبا في الحق و لا اتباعا له و لكن لضرب أقوال أهل العلم بعضها ببعض، نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم و مكرهم.
و للفائدة أنقل لكم رد الشيخ ابن باديس رحمه الله على أحد دعاة إفساد المرأة في زمانه و هو الطاهر الحداد صاحب كتاب "امرأتنا في الشريعة و المجتمع"، حيث قال عنه و عن كتابه: (كان صاحب هذا الكتاب حدثنا عنه أيام إقامتنا بتونس بالصيف الماضية ففهمنا من حديثه أنه يتكلم فيه عن النهوض بالمرأة نهوضا صحيحا و تعليمها تعليما مفيدا في حدود إسلامها؛ التي هي بنظر كل عاقل منصف حدود الإنسانية الكاملة. و ما توقعنا منه أنه يكون ممن يدعون إلى الذهاب بها في تيار المدنية الغربية إلى ما يخرجها عن حدود دينها، و وظيفة أنوثتها، فإذا بنا لما أهدى إلينا كتابه و طالعناه وجدنا ما هو أدهى من ذلك و أمر؛ وجدناه يدعو إلى إبطال أحكام عديدة من أحكام القرآن الصريحة القطعية الإجماعية، و تعطيل آيات عديدة من آياته بدعوى أنها غير لائقة بالنساء في هذا العصر.
و هذا هو الجحود نفسه لبعض القرآن، و جحود بعضه كجحود كله في مفارقة الإسلام، أفيجهل هذا الأصل الشيخ الحداد أم رضي لنفسه بانطباقه عليه؟
نحن لا نخشى على المسلمين من دعوته شيئا لأنه من المعلوم الضروري عندهم أن جحود شيء من القرآن كفر به، و إنما نخشى عليه أن يستمر على عقيدته فيكون من الهالكين)، "ابن باديس: حياته و آثاره" (3/ 475).
فرحم الله الشيخ ابن باديس رحمة واسعة، و جزاه عن الإسلام و المسلمين ـ في الجزائر خاصة ـ على ما قام به من بيان للحق و ووقوف في وجه كل من يريد بأمتنا شرا، و أي شر أكبر من محاولة صرفنا عن إسلامنا و عروبتنا، و الأمر لله.
فريد المرادي.
الجزائر العاصمة في 26 رمضان 1428هـ.
ـ[هالة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:30]ـ
كثير من طلبة العلم عندنا ممن يذهب إلى مذهب العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في جواز كشف الوجه و الكفين للمرأة، يذكرون العلامة السلفي عبد الحمد بن باديس رحمه الله (ت 1359هـ) فيمن ذهب إلى ذلك أيضا.
و لكن الناظر في كلام الشيخ ابن باديس يجد أنه رحمه الله قد ذكر تفصيلا في المسألة، و أحاط رأيه بقيود كثيرة، لو أخذ بها هؤلاء الطلبة لزال الخلاف، و الله المستعان.
و مما نقلته يتبين بأنّ هذا هو قول عبد الحميد بن باديس
و بالتالي فلم يخطىء طلبة العلم هؤولاء
3 - ستره عند تحقق الفتنة واجب، كحال أهل القرى و المدن.
و هذا التفصيل لو قال به إخواننا لزال الخلاف عمليا، و هو المطلوب حتى نقطع الطريق على أهل تحرير و تخريب المرأة من الذين لا يألون جهدا في البحث عن الأقوال الشاذة في المسائل التي تعيق تحررهم، ثم يشهرونها لا حبا في الحق و لا اتباعا له و لكن لضرب أقوال أهل العلم بعضها ببعض، نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم و مكرهم.
حتى و إن قالوا بهذا التفصيل فلن يزول الخلاف عمليا
و المرأة لا تتحمل وزر من فتن بها إذا لم تعصي الله
و قد يكون هناك طرق أخرى في حال الفتنة قد تستعمل لإجتناب هذه الفتنة من غير الإضطرار إلى النقاب.
و ليست كل مرأة في القرى و المدن تسبب فتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:42]ـ
الأخت هالة بارك الله فيك ...
1 - أنا لم أنكر أن ذلك هو قول الشيخ ابن باديس رحمه الله، و إنما أنكرت عدم اعتبار القيود التي ذكرها ...
2 - الشيخ ابن باديس رغم أنه فسر الآيات في المسألة بما يراه صواباً، لكنه أفتى بوجوب ستر الوجه على النساء في المدن و القرى سدا لذريعة الفتنة، مع اعتبار تغير الفتوى بتغير الزمان و، و الله أعلم ...
و قد يكون هناك طرق أخرى في حال الفتنة قد تستعمل لإجتناب هذه الفتنة من غير الإضطرار إلى النقاب.
الرجاء بيان هذه الطرق، وفقني الله و إياك لما فيه رضاه ...
ـ[هالة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:59]ـ
و فيك بارك الله
كأن تخرج مع محرم قوي يمتنع بوجوده التعدي على المرأة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 06:03]ـ
بارك الله فيكم أخي فريد.
ووفق الأخت هالة لما يُحب ويرضى، وبودي لو تطلع على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/w.htm
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 06:23]ـ
حقيقةً كشف المرأة لوجهها فيه فتنة عظيمة وجسيمة
والفتنة بها حاصلة بدون كشف الوجه إذا كانت تمشي بين الرجال الأجانب
فما بالك إذا كشفت وجهها ويديها فلا شك أن الفتنة ستكون أعظم
والله المستعان
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 05:17]ـ
الشيخ المفضال سليمان الخراشي: بارك الله فيكم و نفع بكتاباتكم، آمين ...
ـ[هالة]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 12:23]ـ
جزاكم الله خيرا
إلا أني أنبه بأنّه ستر الوجه قد يكون سببا لحرمان المرأة من الزواج و هذا قد يسبب لها فتنة
فقد تحتاج النساء الشابات أحيانا إلى الكشف عن وجوههن لهذا السبب
فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) قال: " فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجتها " وفي رواية: " وقال جارية من بني سلمة، فكنت أتخبأ لها تحت الكرب، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها " صحيح أبو داود رقم 1832 و 1834
فكيف يستطيع للرجل أن ينظر من المرأة ما يدعوه إلى نكاحها إذا كانت تستر كل جسمها؟!
و عن أبي هريرة قال: " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنظرت إليها؟) قال: لا، قال: (فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً) رواه مسلم رقم 1424 والدار قطني 3/ 253 (34)
فكيف يحث النّبي صلى الله عليه و سلّم على النظر إلى المخطوبة إذا كانت تستر كل جسمها
و عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: " إن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عيله وسلم، فصعّد النظر إليها وصوّبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: أي رسول الله، لإِن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها .. ) الحديث أخرجه البخاري 7/ 19، ومسلم 4/ 143، والنسائي 6/ 113 بشرح السيوطي، والبيهقي 7/ 84
فهذا الحديث يدل على أنّ هذه المرأة لم تكن ساترة لكل جسمها
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 12:45]ـ
لا إشكال أن للخاطب أن ينظر لوجه المخطوبة، بل إلى أكثر من ذلك سواء مع وجود أحد أقربائها أو يتخبأ لها كما هو فعل بعض الصحابة، أما أن ينظر للمرأة كل أحد، فلا أظن أن يرضى مسلم على أخواته المسلمات ذلك فضلاً عن محارمه.
والعلماء مختلفون في الوجه والكفين هل هما عورة أو لا؟ أما ما سوى الوجه والكفين فهل أجاز أحدٌ من العلماء للمرأة أن تظهره؟
ـ[هالة]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 12:29]ـ
بارك الله فيك أخي
بالنسبة للذي يوجب النقاب على المرأة، فما الذي يجيز للمرأة أن تكشفه ليتمكن الخاطب من رؤيتها؟!!!!!
لا شك أنّه لا يوجد لديه شيء يجيزه بالنص ما دام يضعف حديث: "إذا بلغت المرأة سنّ المحيض فلا يصح أن يرى منها إلى هذا و هذا مشيرا إلى الوجه و الكفين"، و هذا يعود بالنقض على مذهبه لأنّ فيه إهمال لبعض النصوص كبعض النصوص التي تدل على جواز أن ينظر الخاطب إلى المرأة.
قولك: "بل إلى أكثر من ذلك سواء مع وجود أحد أقربائها أو يتخبأ لها كما هو فعل بعض الصحابة"
السؤال: الذي يطرح نفسه ما النص الذي أباح للمرأة أن تكشف شيءا من جسدها لكي يتسنى لمن يريد خطبتها أن يراها؟
فلو كان يجب على المرأة المسلمة أن لا تكشف شيئا من جسدها للأجانب فكيف سيتمكن من يريد أن يخطبها أن يراها و بالتالي فعلى هذا المذهب فكم من علاقة زوجية سيكون مآلها الزوال و هذا يتعارض مع المقاصد التي دلّت عليها النصوص التي تبيح للخاطب أن ينظر لمن يريد أن يتزوج و بالتالي فهذا يعود بالنقض على مذهب من يوجب النقاب على المرأة مطلقا و كذا يشوش على من يضعف حديث: ": "إذا بلغت المرأة سنّ المحيض فلا يصح أن يرى منها إلى هذا و هذا مشيرا إلى الوجه و الكفين".
و يستبعد أن يتجسس الصحابة على بيوت المسلمين لكي يتمكنوا من رؤية ما يدعوهم إلى نكاح إمرأة لأنّه لا يمكن ضبط ما الذي سيراه هذا الذي يفعل هذا و حصره بالتي يريد زواجها فقط ففعله لهذا سيوقعه في التجسس المحرّم على غيرها أو غيره و ما جرّ إلى حرام فهو حرام.
قولك: "أما ما سوى الوجه والكفين فهل أجاز أحدٌ من العلماء للمرأة أن تظهره؟ "
غفر الله لك أخي، لو أجزت كشف ما سوى الوجه و الكفين للمرأة مع الأجانب لكفرت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 08:23]ـ
بارك الله فيك أخي
بالنسبة للذي يوجب النقاب على المرأة، فما الذي يجيز للمرأة أن تكشفه ليتمكن الخاطب من رؤيتها؟!!!!!
العلماء رحمهم الله الذين يوجبون ستر الوجه والكفين يستدلون بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ويجيزون كشفهما للخاطب إيضاً بالأدلة الشرعية، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (9/ 490): وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَلَهُ أَنْ يَنْظُرَ إلَيْهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخْلُوَ بِهَا) لَا نَعْلَمُ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ خِلَافًا فِي إبَاحَةِ النَّظَرِ إلَى الْمَرْأَةِ لِمَنْ أَرَادَ نِكَاحَهَا وَقَدْ رَوَى جَابِرٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {: إذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إلَى مَا يَدْعُوهُ إلَى نِكَاحِهَا، فَلْيَفْعَلْ قَالَ: فَخَطَبْت امْرَأَةً، فَكُنْت أَتَخَبَّأُ لَهَا، حَتَّى رَأَيْت مِنْهَا مَا دَعَانِي إلَى نِكَاحِهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا}.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَفِي هَذَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ سِوَى هَذَا؛ وَلِأَنَّ النِّكَاحَ عَقْدٌ يَقْتَضِي التَّمْلِيكَ، فَكَانَ لِلْعَاقِدِ النَّظَرُ إلَى الْمَعْقُودِ عَلَيْهِ، كَالنَّظَرِ إلَى الْأَمَةِ الْمُسْتَامَةِ وَلَا بَأْسَ بِالنَّظَرِ إلَيْهَا بِإِذْنِهَا وَغَيْرِ إذْنِهَا.
لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالنَّظَرِ وَأَطْلَقَ، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: " فَكُنْت أَتَخَبَّأُ لَهَا ". أهـ.
لا شك أنّه لا يوجد لديه شيء يجيزه بالنص ما دام يضعف حديث: "إذا بلغت المرأة سنّ المحيض فلا يصح أن يرى منها إلى هذا و هذا مشيرا إلى الوجه و الكفين".
لم يظهر لي أي تلازم بين جواز النظر للمخطوبة وبين الحديث سواء قلنا بصحته أو ضعفه، وهل يُستدل بالحديث في مسألة رؤية الخاطب لمخطوبته؟
وهذا يعود بالنقض على مذهبه لأنّ فيه إهمال لبعض النصوص كبعض النصوص التي تدل على جواز أن ينظر الخاطب إلى المرأة.
رحم الله علمائنا وغفر لهم، لماذا نرميهم بالتناقض وأنهم قد أهملوا النصوص؟ وهل رُمي من قال بجواز كشف الوجه والكفين بالتناقض وإهمال النصوص؟ أليس قد اجتهد وكذا من قال بأنهما عورة؟ وسبحان الله نرى أن العلماء يستدلون بالأحاديث التي تجيز للخاطب أن ينظر للمرأة على وجوب ستر الوجه، ويقولون: لو أُبيح كشفه لما كان لحض الشارع على الرؤية أي داعي، مع أنه لا يُتهم أصحاب القول الثاني بأنهم قد أهملوا بعض النصوص.
قولك: "بل إلى أكثر من ذلك سواء مع وجود أحد أقربائها أو يتخبأ لها كما هو فعل بعض الصحابة"
السؤال: الذي يطرح نفسه ما النص الذي أباح للمرأة أن تكشف شيئاً من جسدها لكي يتسنى لمن يريد خطبتها أن يراها؟
جاءت النصوص بتحريم نظر كلاً من الرجل والمرأة للآخر، وجاءت نصوص تجيز للخاطب أن يرى من مخطوبته ما يدعوه لإتمام أمر الزواج، والحمد لله ليس بين النصوص أدنى معارضه، وإن كان السؤال عن النص الذي يبيح للخاطب أن يرى ما سوى الوجه والكفين فهو أيضاً موجه لمن يجيز كشفهما، والمسألة معروفة – أقصد ما يجوز أن ينظر الخاطب له من مخطوبته - ولا شك أن للعرف مدخل في هذا.
فلو كان يجب على المرأة المسلمة أن لا تكشف شيئا من جسدها للأجانب فكيف سيتمكن من يريد أن يخطبها أن يراها و بالتالي فعلى هذا المذهب فكم من علاقة زوجية سيكون مآلها الزوال.
وهل من يبيح أن تظهر المرأة وجهها يجيزه من أجل الخطبة والزواج أو هو يرى أنه شرع ودين؟ ثم لو أمر الزوج زوجته أن تغطي وجهها أليس لها أن تطيعه في هذا؟ أو ستخالفه وستقول له أن المسألة محل خلاف بين العلماء؟ ثم ما دخل العلاقة الزوجية في هذه المسألة؟ لعلكم تقصدون إذا تزوج الرجل المرأة دون أن يراها؟ وهل النظر للمرأة قبل الزواج على سبيل الوجوب أو الاستحباب أو الجواز؟ وكم من علاقات زوجية كتب الله لها البقاء والدوام والعيشة الهنية ولم يسبق للزوج أن يرى زوجته إلا بعد العقد، وكم من بيوت تهدمت وأواصر قُطعت وأُسر تفككت بسبب انفصال الزوج عن زوجته وقد رأى الزوج زوجته قبل الزواج بل قد يكون قد عرفها خير المعرفة كأن تكون ابنة عمٍ أو قريبة له، نعم قد جاء في الحديث "
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " لكن الخلافات الزوجية أسبابها كثيرة جداً، ثم أن النظر كما هو حق للرجل فهو حق للمرأة، والنصوص جاءت تحض الرجل على الروية لأنه هو الطالب وأما المرأة فهي مرغوب فيها ويمنعها حيائها من أن تبادر هي فتطالب بالرؤية.
و هذا يتعارض مع المقاصد التي دلّت عليها النصوص التي تبيح للخاطب أن ينظر لمن يريد أن يتزوج وبالتالي فهذا يعود بالنقض على مذهب من يوجب النقاب على المرأة مطلقا و كذا يشوش على من يضعف حديث: ": "إذا بلغت المرأة سنّ المحيض فلا يصح أن يرى منها إلى هذا و هذا مشيرا إلى الوجه و الكفين".
وكذا من قال بوجوب الستر للوجه فقوله لا يتعارض مع مقاصد الشريعة، ولكنهم لا يقولون أن أصحاب القول الثاني عندهم تناقض، بل هم أئمة مجتهدون ولا يخلو اجتهادهم من أجر أو أجرين، وبالنسبة لحديث عائشة رضي الله عنها فلعله يأتي بيانه إن شاء الله.
و يستبعد أن يتجسس الصحابة على بيوت المسلمين لكي يتمكنوا من رؤية ما يدعوهم إلى نكاح إمرأة لأنّه لا يمكن ضبط ما الذي سيراه هذا الذي يفعل هذا و حصره بالتي يريد زواجها فقط ففعله لهذا سيوقعه في التجسس المحرّم على غيرها أو غيره و ما جرّ إلى حرام فهو حرام.
من قال أن المسلم يتجسس على البيوت فضلاً عن أن يُنسب ذلك لصحابي؟؟ والنص الذي جاء أن الصحابي تبع نظره المرأة التي يريد خطبتها فحسب، فعن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: (رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً بِبَصَرِهِ فَقُلْتُ تَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةً لِامْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا)، والأمر لا يحتمل أن نقول أن هذا الفعل يفضي للحرام، وشتان بين أن يفعل هذا الأمر رجلٌ يريد أن يرى ما يرغبه في نكاح المرأة وهو عاقد العزم على الزواج بمن ينظر إليها وبين ما يفعله من لا يغض بصره عن محارم المسلمين، ثم إنه من يأتي البيوت من أبوابها ويتكلم مع ولي أمر الفتاة ويطلب أن يرى خطيبته أمامهم كيف نشبهه بالتجسس؟! ثم نستنتج من عند أنفسنا أنه سيفضي إلى حرام!.
قولك: "أما ما سوى الوجه والكفين فهل أجاز أحدٌ من العلماء للمرأة أن تظهره؟ "
غفر الله لك أخي، لو أجزت كشف ما سوى الوجه و الكفين للمرأة مع الأجانب لكفرت.
غفر الله لكِ أخيه، أولاً: ما ضبط هذين الفعلين (أجزت و لكفرت) هل هما بالفتح أو بالضم؟ وعلى كلا الوجهين هل من يقول بأن للمرأة أن تظهر ما سوى الوجه والكفين يكفر بهذا؟ وما أكثر الفتاوى الشاذة والغريبة التي تُسمع في كل حين وخاصة في العصور المتأخرة، أَوَيصلُ الأمر أنهم قد وصلوا إلى حد الكفر؟
اللهم رب جبريل وميكائيل فاطر السماوت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما هم فيه مختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 07:17]ـ
لم يظهر لي أي تلازم بين جواز النظر للمخطوبة وبين الحديث سواء قلنا بصحته أو ضعفه، وهل يُستدل بالحديث في مسألة رؤية الخاطب لمخطوبته؟
إن أجبت على هذا السؤال: "ما الذي يجوز للمرأة أن تكشفه للخاطب؟ " ربما سيظهر لك هذا الأمر؟
رحم الله علمائنا وغفر لهم، لماذا نرميهم بالتناقض وأنهم قد أهملوا النصوص؟
غفر الله لك لم أرمهم بالتناقض و إهمال النصوص و لا شيء!!!
أنا أتكلم عن نفسي و ما الأسباب التي جعلني لا أقول بوجوب النقاب و ذلك لكي لا أهمل بعض النصوص في رأيي و كذا لكي لا أناقض بعض النصوص حسب اجتهادي.
جاءت النصوص بتحريم نظر كلاً من الرجل والمرأة للآخر،
يرى الشيخ الألباني بأنّه يجوز للرجل أن يرى وجه المرأة و كفيها في غير حالة الخطبة إن أمنت الفنتة بالنسبة لهذا الناظر
وإن كان السؤال عن النص الذي يبيح للخاطب أن يرى ما سوى الوجه والكفين فهو أيضاً موجه لمن يجيز كشفهما، والمسألة معروفة – أقصد ما يجوز أن ينظر الخاطب له من مخطوبته - ولا شك أن للعرف مدخل في هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس السؤال عن ما سوى الوجه و الكفين و إنّما السؤال: ما النص الذي أباح للمرأة أن تكشف شيءا من جسدها لكي يتسنى لمن يريد خطبتها أن يراها؟
و النصوص التي ذكرتها تفيد جواز أن ينظر للرجل إلى المرأة و لكن ليس فيها سماح للمرأة بأن تكشف جزءا من جسدها لأجل هذا يعني بعبارة أخرى:
ما الأشياء التي يجوز للمرأة كشفها من جسدها لمن أراد أن يخطبها أو جاء لخطبتها؟ مع الدليل؟
الشيخ الألباني يرى بأنّه يجوز للمرأة أن تٌظهر وجهها و كفيها لمن جاء لخطبتها و لا يجوز لها غير ذلك و ذلك استنادا لحديث أسماء التي فيه إباحة إظهار الوجه و الكفين و لكن من يضعف ذلك الحديث فما جوابه على هذا السؤال؟
وهل من يبيح أن تظهر المرأة وجهها يجيزه من أجل الخطبة والزواج أو هو يرى أنه شرع ودين؟ ثم لو أمر الزوج زوجته أن تغطي وجهها أليس لها أن تطيعه في هذا؟ أو ستخالفه وستقول له أن المسألة محل خلاف بين العلماء؟ ثم ما دخل العلاقة الزوجية في هذه المسألة؟ لعلكم تقصدون إذا تزوج الرجل المرأة دون أن يراها؟ وهل النظر للمرأة قبل الزواج على سبيل الوجوب أو الاستحباب أو الجواز؟ وكم من علاقات زوجية كتب الله لها البقاء والدوام والعيشة الهنية ولم يسبق للزوج أن يرى زوجته إلا بعد العقد، وكم من بيوت تهدمت وأواصر قُطعت وأُسر تفككت بسبب انفصال الزوج عن زوجته وقد رأى الزوج زوجته قبل الزواج بل قد يكون قد عرفها خير المعرفة كأن تكون ابنة عمٍ أو قريبة له، نعم قد جاء في الحديث " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " لكن الخلافات الزوجية أسبابها كثيرة جداً، ثم أن النظر كما هو حق للرجل فهو حق للمرأة، والنصوص جاءت تحض الرجل على الروية لأنه هو الطالب وأما المرأة فهي مرغوب فيها ويمنعها حيائها من أن تبادر هي فتطالب بالرؤية.
وهل من يبيح أن تظهر المرأة وجهها يجيزه من أجل الخطبة والزواج أو هو يرى أنه شرع ودين؟
سبق نقل كلام الشيخ الألباني
ثم لو أمر الزوج زوجته أن تغطي وجهها أليس لها أن تطيعه في هذا؟
ما علاقة هذا السؤال بموضوع هل وجه المرأة عورة يجب عليها ستره أو لا
و على كل فلا أعلم بأنّ هذا يعتبر من الأمور التي يجب على المرأة طاعة زوجها فيه
الذي أعلمه بأنّ المرأة يجب طاعة زوجها فيما له علاقة بالعلاقة الزوجية
من قال أن المسلم يتجسس على البيوت فضلاً عن أن يُنسب ذلك لصحابي؟؟ والنص الذي جاء أن الصحابي تبع نظره المرأة التي يريد خطبتها فحسب، فعن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: (رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً بِبَصَرِهِ فَقُلْتُ تَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةً لِامْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا)، والأمر لا يحتمل أن نقول أن هذا الفعل يفضي للحرام، وشتان بين أن يفعل هذا الأمر رجلٌ يريد أن يرى ما يرغبه في نكاح المرأة وهو عاقد العزم على الزواج بمن ينظر إليها وبين ما يفعله من لا يغض بصره عن محارم المسلمين، ثم إنه من يأتي البيوت من أبوابها ويتكلم مع ولي أمر الفتاة ويطلب أن يرى خطيبته أمامهم كيف نشبهه بالتجسس؟! ثم نستنتج من عند أنفسنا أنه سيفضي إلى حرام!.
هذه المرأة التي كان يطاردها بنظره واضح بأنّها لم تكن تستر جميع جسدها في مكان يمكن للرجال الإطلاع فيه عليها و مع ذلك لم ينكر عليها هذا الصحابي مما يدل على أنّه لم يكن في رأي هذا الصحابي بأنّه يجب على المرأة ستر جميع جسدها فما ردّ من يوجب النقاب على ما فعله هذا الصحابي الجليل؟
لأنّه لو كانت هذه المرأة تستر جميع جسدها لما تمكن هذا الصحابي من النظر إليها؛ فتمكٌنه من النظر إليها من عدم النكير على أنّ الآيات التي استدل بها من يوجب النقاب لم تكن عند هذا الصحابي تفيد الوجوب.
والأمر لا يحتمل أن نقول أن هذا الفعل يفضي للحرام،
إن كان يحاول أن ينظر إلى المرأة في بيت فيحتمل ذلك لما يمكن أن يفضي ذلك إلى الحرام من الإطلاع على عورات لأشخاص آخرين غير تلك المرأة التي يريد خطبتها و هذا هو التجسس المنهي عنه
ثم إنه من يأتي البيوت من أبوابها ويتكلم مع ولي أمر الفتاة ويطلب أن يرى خطيبته أمامهم كيف نشبهه بالتجسس؟!
لم أتكلم عن هذه الحالة
غفر الله لكِ أخيه، أولاً: ما ضبط هذين الفعلين (أجزت و لكفرت) هل هما بالفتح أو بالضم؟ وعلى كلا الوجهين هل من يقول بأن للمرأة أن تظهر ما سوى الوجه والكفين يكفر بهذا؟ وما أكثر الفتاوى الشاذة والغريبة التي تُسمع في كل حين وخاصة في العصور المتأخرة، أَوَيصلُ الأمر أنهم قد وصلوا إلى حد الكفر؟
ضبطهما بالضم و أنا أتكلم عن نفسي و كثير من الفتاوى الشاذة قد كفر بها أصحابها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 07:51]ـ
و بالرجوع إلى أصل الموضوع
3 - ستره عند تحقق الفتنة واجب، كحال أهل القرى و المدن.
و على كل فالقيد الذي ذكره الشيخ عبد الحميد بن باديس ليس على إطلاقه عند جميع من يرى عدم وجوب النقاب و ذلك لما يلي:
- قد يكون هناك طرق أخرى في حال الفتنة قد تستعمل لإجتناب هذه الفتنة من غير الإضطرار إلى النقاب كأن تخرج مع محرم قوي يمتنع بوجوده التعدي على المرأة
- المرأة لا تتحمل مسؤولية من افتتن بها إذا لم تعصي الله فمن افتتن بها هو من عليه أن يجاهد نفسه لدفع هذه الفتنة عن نفسه إما بأن يبتعد عن الأماكن التي تمكنه من النظر لوجهها و كفيها أو أن يغض بصره عنها
فقول الشيخ عبد الحميد بن باديس و قيده ليس بملزم و قد كان بعض الصحابيات يخرجن للغزوات من أجل التمريض و منهن من كانت تشارك في الغزوات بالسيف فكيف كانت ستفعل تلك الأمور رضوان الله عليهن إن كنّ يغطين وجوههن؟!!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 09:55]ـ
الأخت هالة وفقك الله:
الفقهاء المجيزون لكشف الوجه و الكفين يوجبون سترهما عند تحقق الفتنة بناء على قاعدة سد الذرائع ...
و هذه القاعدة الفقهية عليها أدلة شرعية كثيرة كما هو معلوم ...
ثم إن الطريقة التي تفضلتي بذكرها إن منعت الاعتداء فلن تمنع الافتتان ...
و المرأة المؤمنة لا تجعل نفسها فتنة للمؤمنين حتى و إن كانت تظن أنها غير عاصية بسفورها ...
أسأل الله لك التوفيق و السداد ...
ـ[مناهل]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 10:46]ـ
الله المستعاااااااااااان
كم يكثر الحديث عن وجة المرأة
اليس الوجة هو زينة المرأة ومركز جمالها أم تناسينا حديث أمنا عائشة رضي الله عنها حينما مر بها الركبان بالحج!!
نقول قال الله وقال رسولة واتفق مشايخ المذاهب الأربعة وجمع من علماء الأمة وتقولون فلان وفلان بل حتى الالباني رحمة الله ألزم نسائة بتغطية وجوههن!!
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعة وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابة
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:09]ـ
يرى الشيخ الألباني بأنّه يجوز للرجل أن يرى وجه المرأة و كفيها في غير حالة الخطبة إن أمنت الفنتة بالنسبة لهذا الناظر.
رحم الله الشيخ الألباني وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ونقل الشيخ بكر أبو زيد - متعه الله بالصحة والعافية - في كتابه (حراسة الفضيلة) أن العلماء مجمعون على ستر الوجه والكفين عند وجود الفتنة ورقة الدين وفساد الزمان.
إن أجبت على هذا السؤال: "ما الذي يجوز للمرأة أن تكشفه للخاطب؟ " ربما سيظهر لك هذا الأمر؟
ما النص الذي أباح للمرأة أن تكشف شيئاً من جسدها لكي يتسنى لمن يريد خطبتها أن يراها؟
الدليل عموم حديث جابر رضي الله عنه " إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ".
وقد قال قوم بقصر النظر على الوجه والكفين وقد قال النووي رحمه الله أنه مذهب الأكثرين، وقال الأوزراعي: ينظر لمواضع اللحم، وقال داود: ينظر إلى جميع بدنها.
وكأن من يقول بالنظر للوجه والكفين يجعل حديث أسماء مخصص لحديث جابر رضي الله عنهم.
وهناك أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زواجه من أم كلثوم بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفيه أن عمر كشف عن ساقها. والأثر كان الشيخ الألباني رحمه الله قد قال إنه صحيح الإسناد ثم تراجع عن كذلك.
وسأتأكد بحول الله من قول الشيخ الألباني رحمه الله في هذه المسألة.
وهنا فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله فيما يباح للخاطب النظر إليه. ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=2179)
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 06:09]ـ
رأي الشيخ الألباني فيما يجوز له أن يراه من مخطوبته. ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=56518#post565 18)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 09:37]ـ
الأخ الفاضل سيف بوحمده: جزاكم الله خيراً على إفاداتكم و نفع بكم
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 05:46]ـ
الأخ الفاضل سيف بوحمده: جزاكم الله خيراً على إفاداتكم و نفع بكم
وأنت من أهل الجزاء أيها الفاضل.
ممتن لحسن ضيافتك لي في موضوعك.
ـ[هالة]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيكم
الأخ فريد وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
الفقهاء المجيزون لكشف الوجه و الكفين يوجبون سترهما عند تحقق الفتنة بناء على قاعدة سد الذرائع ...
يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني:
البحث العاشر: هل يجب على النساء أن يسترن وجوههن لفساد الزمان وسداً للذريعة؟
فأقول: هذا السؤال يطرحه اليوم كثير من المقلدة الذين لا ينظرون إلى المسائل الشرعية بمنظار الشرع وأدلته ولا يتحاكمون عند الاختلاف إلى الكتاب والسنة وإنما إلى ما قام في نفوسهم من الآراء والأفكار، ولو أنهم استجابوا لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم لا استراحوا وراحوا! ولكنهم أرضوا عن ذلك وعن أقوال أئمتهم، بأن عليهم جميعاً- رجالاً ونساءً- أن يغضوا من أبصارهم على التفصيل المتقدم بيانه ولجؤوا إلى تقليد بعض المقلدين الذين جاؤوا من بعد الأئمة بعلة إبتدعوها وهي قولهم:" بشرط أمن الفتنة " – أي: الافتتان بها- وإلا وإلا وجب عليها سترهما، وغلا أحدهم – ممن لا فقه عنده ولا نظر- فنسب ذلك إلى اتفاق الأئمة رضي الله عنهم! فإن المتبادل من لفظة: "الأئمة " إنما هم الأئمة الأربعة المجتهدون ولا يعلم عن أحد منهم أنهم اشترطوا الشرط المذكور ولا يليق ذلك بعلمهم لما يأتي، بل إن ظاهر ما تقدم ذكره – ص119 –121 - من قولهم بإباحة النظر إلى ذلك منهن ينافيه ولذلك لم يعرِّج على الشرط المذكور أحد كبار أتباع أبي حنيفة من المتأخرين، وهو محمد بن أحمد بن أبي سهل أبو بكر شمس الأئمة السرخسي المتوفى في حدود الخمسمئة الذي وصفه العلّامة اللكنوي في " الفوائد " (158) بـ:
" كان إماماً علّامة حجة متكلماً مناظراً أصولياً مجتهداً، عدّه ابن كمال باشا من المجتهدين في المسائل"
أقول: فالسرخسي هذا – مع إمامته – صرّح -تبعاً لأبي حنيفة وصاحبيه والطحاوي كما تقدم– بإباحة النظر إلى الأجنبيات مع أنه ذكر أن حرمة النظر لخوف الفتنة وأن الفتنة في النظر إلى وجهها أكثر منه إلى سائر أعضائها فقال في كتابه " المبسوط " (10/ 152 - دار المعرفة، بيروت):
"ولكنا نأخذ بقول علي (!) وابن عباس رضي الله عنهم فقد جاءت الأخبار في الرخصة بالنظر إلى وجهها وكفيها إذا لم يكن النظر عن شهوة فإن كان يعلم أنه إن نظر إشتهى لم يحلل له النظر إلى شيء منها".
انتهى النقل عن الشيخ الألباني من هذا الرابط:
http://arabic.islamic ... .com/sunni/rad_muf7im.htm
و يقول أيضا رحمه الله مناقشا كلام من اشترط جواز كشف الوجه بعدم وجود الفتنة:
لقد ابتعدنا بقرائنا قليلاً أو كثيراً عن موضوع البحث، فمعذرة إليهم، وإن كان في ذلك بعض الفوائد التي قد لا يجدونها في غير هذا المكان، فلنعد إلى ما كنا في صدده من مناقشة الشرط الذي وضعه أولئك المقلدة، مخالفين في ذلك من كان مجتهداً في المذهب، وهو العلامة السرخسي، فضلاً عن غيره من العلماء المتقدمين والمتأخرين إلى عصرنا هذا، الذين استمروا على القول بجواز النظر إلى وجه المرأة وكفيها إذا أمن الناظر الفتنة، وقد ذكرت أقوالهم في ذلك قريباً (ص119 - 121)، فليراجعها من شاء أن يتذكر، وهي كلها تلتقي على أنه يجب على الرجال أن لا ينظروا إلى وجوه النساء عند خشيتهم الفتنة، فما أجهل ذلك أن تستر وجهها حتى لا يفتن الرجال بها! وفيهم من كان في القرن السادس وما بعده- كالقاضي عياض والنووي وابن مفلح والشوكاني-وقالوا كما تقدم:
" لا يجب على المرأة أن تستر وجهها في طريقها"، وأنه لا ينبغي الإنكار عليهن إذا كشفن عن وجوههن في الطريق!
وكأن ذلك المؤلف ومن على شاكلته-من المقلدة كالصابوني والغاووجي وأمثالهم- يتوهمون أن الفتنة كانت مأمونة في تلك القرون، وان الله تبارك وتعالى لم يضع الذرائع والسدود أمامها بما فرض على النساء من الحجاب، وبما أمر به الجنسين من غض البصر، وقال في ذلك: {ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن} (الأحزاب: 53)، ويتناسون أن طبيعة البشر واحدة في كل زمان، كما جاء في القرآن: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين .. } (آل عمران: 14) الآية. وأنهم إنما يتفاوتون بالتقوى واتباع أحكام الله تعالى، ومن ذلك قصة الفضل بن العباس رضي الله عنهما مع الخثعمية الحسناء، وتكرار نظره إليها وهو حاج! وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بصرف وجهه عنها، ولا يأمرها بأن تسدل على وجهها، وهذا هو وقت الفتنة بها، وسد الذريعة دونها بزعمهم، ولكنه صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم لم يفعل ذلك، فدَّله فعله صلى الله عليه وسلم على بطلان ما ذهبوا إليه من إيجاب الستر كما هو ظاهر، لاتفاق العلماء على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولذلك، فقد أساء أحدهم حين قال- تخلِّصاً من هذه الحجة الظاهرة-:
" لعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بعد ذلك"، أي: بتغطية وجهها!
فأقول تبعاً لابن عمر-أو غيره من السلف-: اجعل (لعل) عند ذاك الكوكب، لأن فيه تعطيلاً للسنة التي منها إقراره صلى الله عليه وسلم، ذلك لأنه ما من شيء سكت عنه صلى الله عليه وسلم وأقره إلا ومن الممكن لكل مجادل أن يُبطله بمثل ذلك القول! كمثل حديث ذلك الرجل الذي أحرم بعمرة في جبته بعدما تضمخ بطيب، فأمره صلى الله عليه وسلم بنزع الجبة وغسل الطيب، وهو في " الصحيحين"، فاستدل به العلماء- ومنهم الحنابلة- على أنه لا فدية عليه، قال ابن قدامة في " المغني" (3/ 262):
" لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الرجل بفدية".
فهل يقول المشار إليه هنا كما قال هناك:
" لعل النبي صلى الله عليه وسلم أمره بعد ذلك"؟!
أم هو الكيل بمكيالين، والوزن بميزان؟! والله المستعان.
واعلم أيها القارئ! لأن الأحاديث التي أخذ منها العلماء-على اختلاف مذاهبهم-كثيراً من الأحكام من إقراره صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصر، ولو أن باحثاً توجه لجمعها في كتاب، تكلم عليها رواية ودراية، لكان من ذلك مجلد أو أكثر.
ومن هنا تظهر خطورة هذا الترجي الذي لا يحمل عليه إلا التقليد والدفاع عن المذاهب والرأي، ومن ذلك قصة الصحابي الجليل معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه الذي حفظ لنا قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: " أين الله؟ وجوابها:" في السماء"، وشهادته صلى الله عليه وسلم فيها:" إنها مؤمنة "، فقد كان رضي الله عنه يصلي وراءه صلى الله عليه وسلم يوماً-وهو حديث عهد الإسلام – فنادى:" واثكل أمّياه! ما شأنكم تنظرون إلي؟! ". إلى آخر قصة في " صحيح مسلم" وغيره، وهو مخرج في "الإرواء" (2/ 111/390)، واستدل به العلماء ومنهم الشافعية:" إن كلام الجاهل في الصلاة لا يبطلها"، على تفصيل في ذلك عندهم، قال النووي في "شرح مسلم":
" لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بإعادة الصلاة".
ونحوه قال ابن تيمية في "الفتاوى" (20/ 366و22/ 624).
وإنما قلت آنفاً:" وهذا هو وقت الفتنة…"، لقول العباس رضي الله عنه –كما في حديث علي في الكتاب (ص28 - الطبعة السابعة) -:
"يا رسول الله! لِمَ لويت عنق ابن عمك؟ ". فقال صلى الله عليه وسلم:
"رأيت شاباً وشابة فلم آمن الشيطان عليهما".
فهذا صريح في أنه صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك مخالفة الفتنة، كما قال الشوكاني في " نيل الأوطار" (6/ 97)، فمن فعل في مثل هذه الحالة خلاف فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خالف هديه صلى الله عليه وسلم، وتعرض لوعيد قوله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} (النور:63)، وقوله صلى الله عليه وسلم:" …ومن رغب عن سنتي فليس مني" متفق عليه. فكيف به إذا جعل مخالفته قاعدة مستمرة إلى ما شاء الله؟!
ثم قال الشوكاني رحمه الله:
" وقد استنبط منه ابن القطان جواز النظر عند أمن الفتنة، حيث لم يأمرها بتغطية وجهها، فلو لم يفهم العباس أن النظر جائز ما سأل، ولو لم يكن ما فهمه جائزاً ما أقره عليه ".
وقد أجاب بعض من لا فقه عنده عن عدم أمره صلى الله عليه وسلم إياها بالتغطية بقوله:
" لو أمرها لأصبح واجباً أن تغطي وجهها، ولم ندَّع هذا"!
انظر " حجاب العدوي" (ص99).
فأقول: من رأيك الذي ألّفت " حجابك " من أجل تأييده والرد على مخالفك، أن الواجب على المرأة ستره، فهل تعني بقولك المذكور انه لا يجب الستر على المحرمة؟! لئن قلت ذلك- بل قد صرحت بذلك (ص79) - فقد جئت ببدع من القول خالفت به سبيل المؤمنين، فإننا لا نعلم أحداً من أهل العلم قال بوجوب الستر كأصل، مع عدم الوجوب على المحرمة ولو عند الفتنة! وإلا لما احتاج متبوعوك إلى بطلان قولهم بالوجوب، وقد سبق بيان بطلان تلك الوجوه في الصفحة (41 - 43و135 - 136).
وعم هذه المخالفة للعلماء جميعاً، فقد تناقض مع نفسه مرة أخرى، فإنه مع ذلك جزم (81) بأنه يلزم الأمة أن تستر وجهها إن خشيت الفتنة سداً للذريعة، والأصل عنده أنه ليس ذلك بلازم عليها، وهنا لم يقل بلزوم ذلك على الحرة مع تحقق الخشية، والأصل أن ذلك واجب عليها عنده! أليس هذا من التلون في دين الله الذي نهى عنه أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه؟! تخلصاً من دلالة الحديث الظاهرة التي نص كبار العلماء، وجروا على ذلك حنى اليوم كما تقدم تحقيقه! والله المستعان.
وخلاصة القول: إن الفتنة بالنساء كانت في زمن نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك شرع الله عز وجل من الأحكام للجنسين-سداً للذريعة-ما سبقت الإشارة إليه، فلو شاء الله تعالى أن يوجب على النساء أن يسترن وجوههن أمام الأجانب، لفعل سداً للذريعة أيضاً، {وما كان ربك نسيبا} (مريم: 64)، ولأوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر المرأة الخثعمية أن تستر وجهها فإن هذا هو وقت البيان كما تقدم، ولكنه على خلاف ذلك أراد صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس في ذلك المشهد العظيم، أن سد الذريعة هنا لا يكون بتحريم ما أحل الله للنساء أن يُسفرن عن وجوههن إن شئن، وإنما بتطبيق قاعدة: {… يغضّوا من أبصارهم}، وذلك بصرفه نظر الفضل عن المرأة.
وفي نقدي أنه لا فرق بين هؤلاء المقلدة الموجبين على النساء ستر وجوههن –سدّاً للذريعة كما زعموا-وبين ما لو قال قائل: يجب على الرجال أن يستروا وجوههم- كما هو شأن الملثمين في بعض البلاد- كي لا تفتتن النساء بالنظر إليهم سداً للذريعة أيضاً! فهذا كهذا، ومن فرَّق، فقد تناقض وتعصّب للرجال على النساء، إذ إنهم مشتركون جميعاً في وجوب غضِّ النظر، فمن زاد على الآخر حكماً جديداً بغير برهان من الله ورسوله، فقد تعدَّى وظلم، {والله لا يحب الظالمين} (آل عمران: 57).
وهنا أستحضر بيتاً من الشعر كأن المرأة فقيهة تتمثل به فتقول:
غيري جنى وأنا المعذّب فيكم * فكأنني سبَّابة المتندم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:47]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ونقل الشيخ بكر أبو زيد - متعه الله بالصحة والعافية - في كتابه (حراسة الفضيلة) أن العلماء مجمعون على ستر الوجه والكفين عند وجود الفتنة ورقة الدين وفساد الزمان.
يقول الألباني رحمه الله: "ولجؤوا إلى تقليد بعض المقلدين الذين جاؤوا من بعد الأئمة بعلة إبتدعوها وهي قولهم:" بشرط أمن الفتنة " – أي: الافتتان بها- وإلا وإلا وجب عليها سترهما، وغلا أحدهم – ممن لا فقه عنده ولا نظر- فنسب ذلك إلى اتفاق الأئمة رضي الله عنهم! "
الدليل عموم حديث جابر رضي الله عنه " إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ".
وقد قال قوم بقصر النظر على الوجه والكفين وقد قال النووي رحمه الله أنه مذهب الأكثرين، وقال الأوزراعي: ينظر لمواضع اللحم، وقال داود: ينظر إلى جميع بدنها.
وكأن من يقول بالنظر للوجه والكفين يجعل حديث أسماء مخصص لحديث جابر رضي الله عنهم.
وهناك أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زواجه من أم كلثوم بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفيه أن عمر كشف عن ساقها. والأثر كان الشيخ الألباني رحمه الله قد قال إنه صحيح الإسناد ثم تراجع عن كذلك.
وسأتأكد بحول الله من قول الشيخ الألباني رحمه الله في هذه المسألة.
[ URL="http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=2179"] وهنا فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله فيما يباح للخاطب النظر إليه.
أخي ليس سؤالي عن ما يمكن أن يراه الخاطب سؤالي ما الذي يجوز للمرأة أن تكشفه هي لمن جاء لخطبتها؟
ـ[هالة]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:50]ـ
الله المستعاااااااااااان
كم يكثر الحديث عن وجة المرأة
اليس الوجة هو زينة المرأة ومركز جمالها أم تناسينا حديث أمنا عائشة رضي الله عنها حينما مر بها الركبان بالحج!!
نقول قال الله وقال رسولة واتفق مشايخ المذاهب الأربعة وجمع من علماء الأمة وتقولون فلان وفلان بل حتى الالباني رحمة الله ألزم نسائة بتغطية وجوههن!!
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعة وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابة
يقول الشيخ الألباني:
ويبدو لي أنهم- لشعورهم في قرارة نفوسهم بضعف حجتهم- يلجؤون إلى استعمال الرأي ولغة العواطف- أو ما يشبه الفلسفة- فيقولون: إن أجمل ما في المرأة وجهها، فمن غير المعقول أن يجوز لها أن تكشف عنه! فقيل لهم: وأجمل ما في الوجه العينان، فعمّوها إذن، ومروها أن تسترهما بجلبابها! وقيل لهم على طريق المعارضة: وأجمل ما في الرجل- بالنسبة للمرأة- وجهه، فمروا الرجال أيضاً- بفلسفتكم هذه أن يستروا وجوههم أيضاً أمام النساء، وبخاصة من كان منهم بارع الجمال، كما ورد في ترجمة أبي الحسن الواعظ المعروف بـ (المصري): "انه كان له مجلس يتكلم فيه ويعظ، وكان يحضر مجلس وعظه رجال ونساء، فكان يجعل على وجهه برقعاً تخوّفاً أن يفتتن به النساء من حسن وجهه". " تاريخ بغداد" (12/ 75 - 76).
فماذا يقول فضيلة الشيخ التويجري- ومن يجري وراءه من المتفلسفين- أمشروع ما فعله هذا المصري أم لا؟! مع علمهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجمل منه ولم يفعل فعله! فإن قلتم بشرعيته، خالفتم سنة نبيكم وضللتم، وهذا مما لا نرجوه لكم، وإن قلتم بعدمها- كما هو الظن بكم- أصبتم، وبطلت فلسفتكم، ولزمكم الرجوع عنها، والاكتفاء في ردكم عليّ بالأدلة الشرعية إن كانت عندكم فإنَّها تغنيكم عن زخرف القول، وإلا حشرتم أنفسكم في (الآرائيين)! كما روى أحمد في " العلل" (2/ 246) عن حماد بن سلمة قال:
" إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن يردُّها برأيه"!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:53]ـ
الأخت هالة وفقك الله ...
أرجو منك تأمل هذه المواضيع النافعة التي فيها جميع الأجوبة للشبهات التي عندك في المسألة:
وقفات مع من يرى جواز كشف الوجه:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/30.htm
أسماء القائلين بوجوب ستر المرأة لوجهها (من غير النجديين) ! وفوائد أخرى:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/29.htm
ـ[هالة]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:05]ـ
جزاك الله خيرا و جزى الله الأخ و الشيخ سليمان الخراشي إلا أنّه لا يوافق في كل ما ذكره
مثلا:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان المسلمون مجمعين (عمليًا) على أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب. قال الحافظ ابن حجر: "لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب" (2) ونقل ابن رسلان "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (3).
لو كان هذا صحيحا لما تمكن هذا الصحابي من النظر إلى هذه المرأة:
فعن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: (رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً بِبَصَرِهِ فَقُلْتُ تَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةً لِامْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا)
ثم على فرض أنّه قد اتفق عمليا جميع نساء السلف على تغطية الوجه فهذا لا يعني أنّهم أجمعوا على فعل ذلك اعتقادا بوجوبه
فمجرد العمل ليس كافي على الإستدلال به على أنّ الدافع لفعلهنّ لذلك هو اعتقادهن أو ظنّهن وجوب ذلك الفعل
ثم يا أخي هذه المسألة اختلافية اختلف فيها العلماء و لا يوجد في المسألة إجماع و لا شيء فمن قرون و المسألة مختلف فيها و ليس الألباني رحمه الله الوحيد هو من قرّرها بل الجمهور و ليس بذكر قيد لا دليل عليه للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه أو بدعوى إجماع لا دليل عليها ستحسم المسألة
ثم يا أخي ما دليلك من الكتاب و السّنة على قيدك؟ (من غير دعوى الإجماع التي طعن فيها الشيخ الألباني و بيّن أدلّته على ضعف هاته الدعوى)
أما مسألة قاعدة سد الذرائع فينبغي أن تقيم الدليل عليها في هذه المسألة بخصوصها فليس تلك القاعدة على إطلاقها في كل شيء و ما مثل له الإمام الألباني يوضّح الأمر و يجليه
ثم إنّ ترجيح عدم وجوب ستر المرأة لوجهها و كفّيها ليس سبيلا إلى الدعوة إلى تحريرها عن قواعد الإسلام و لا شيء
ثم إذا لم يكن شيء واجب في شرع الله فهذا يعني بأنّ هناك مصلحة من هذا أو فيه دفع لمفسدة و قد تقدّم ذكر أنّ كشف المرأة لوجهها فيه تسهيل للنظر إليها و خطبتها
و بارك الله فيك
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 09:58]ـ
الأخت الفاضلة: قلتِ حفظكِ الله:
الشيخ الألباني يرى بأنّه يجوز للمرأة أن تٌظهر وجهها و كفيها لمن جاء لخطبتها و لا يجوز لها غير ذلك و ذلك استنادا لحديث أسماء التي فيه إباحة إظهار الوجه و الكفين و لكن من يضعف ذلك الحديث فما جوابه على هذا السؤال؟
وتم نقل كلام الشيخ رحمه الله وهو بخلاف ما ذكرتموه عنه.
أخي ليس سؤالي عن ما يمكن أن يراه الخاطب سؤالي ما الذي يجوز للمرأة أن تكشفه هي لمن جاء لخطبتها؟
الدليل الذي يجيز للخاطب أن يرى مخطوبته هو نفسه الدليل الذي يجيز للمرأة أن تكشفه لخطيبها، ولا أدري ما وجه الفرق؟؟ وهل الشيخ الألباني رحمه الله يُفرق بين الحالتين؟
وهي قولهم:" بشرط أمن الفتنة " – أي: الافتتان بها.
هذا التفسير فيه تقييد، ومقصودهم - والله أعلم - ضعف الدين في النفوس ورقته وازدياد المنكرات وفشوها - كما في زماننا -، ولو أرداوا الأفتتان بها لفرقوا بين الجميلة والشوهاء.
ـ[هالة]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 03:22]ـ
الأخ الكريم وفقك الله
وتم نقل كلام الشيخ رحمه الله وهو بخلاف ما ذكرتموه عنه.
أين هذا النقل الذي هو بخلاف ما ذكرته عن الشيخ؟؟
يا أخي الشيخ لا يجيز للمرأة أن تكشف غبر الوجه و الكفين لمن جاء لخطبتها و تجد هذا في سلسلة فتاوى جدّة مع الشيخ الألباني
الدليل الذي يجيز للخاطب أن يرى مخطوبته هو نفسه الدليل الذي يجيز للمرأة أن تكشفه لخطيبها، ولا أدري ما وجه الفرق؟؟ وهل الشيخ الألباني رحمه الله يُفرق بين الحالتين؟
أرجو أن تذكر وجه الدلالة؟
إذ الحديث الذي ذكرته يا أخي موجه للخاطب و ليس للمخطوبة؟ فكيف يكون دليلا يجيز للمخطوبة كشف ما الأصل أنّه عورة؟؟
ثم ما حدود ما يجوز لها كشفه يعني أيجوز على رأيك كشف العورة المغلظة للخاطب من طرف المرأة لكي يرغب في الزواج منها فإن كان لا كما أتوقع من إجابتك فما الدليل على إخراج هذا الأمر؟
هذا التفسير فيه تقييد، ومقصودهم - والله أعلم - ضعف الدين في النفوس ورقته وازدياد المنكرات وفشوها - كما في زماننا -، ولو أرداوا الأفتتان بها لفرقوا بين الجميلة والشوهاء.
و تفسيرك هذا لمقصودهم بقيد شرط أمن الفتنة لمن يشترطه إن صحّ فقد سبق الجواب عليه و أنّه لا يشترط للوقاية من هذا الأمر أن تستر المرأة وجهها بالضرورة فهناك طرق أخرى كإكثار الدروس الوعظية و أن لا تخرج المرأة إلا مع محارم قادرين على حمايتها و أن لا تخضع في القول و أن تجتنب التوسع في الكلام الذي لا فائدة منه و أن تغض بصرها و أن لا تذهب إلى الأماكن المشبوهة و و ......
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:29]ـ
أين هذا النقل الذي هو بخلاف ما ذكرته عن الشيخ؟؟
هنا الرابط.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=56518#post565 18
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:35]ـ
ثم ما حدود ما يجوز لها كشفه يعني أيجوز على رأيك كشف العورة المغلظة للخاطب من طرف المرأة لكي يرغب في الزواج منها فإن كان لا كما أتوقع من إجابتك فما الدليل على إخراج هذا الأمر؟
قد ذكر الشيخ رحمه الله في الرابط أعلاه الأقوال الثلاثة في هذه المسألة واختار الثاني وهو أعدل الأقوال.
ـ[هالة]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 06:25]ـ
يا أخي الألباني يتكلم عن الخاطب و لا يتكلم عن المخطوبة!!!!!
فإذا تمكن الرجل من النظر إلى مرأة يريد أن يتزوج منها و يغلب على ظنّه أنّها و أهلها سيقبلون به فيجوز له أن يرى ما يدعوه إلى نكاحها حتى و إن تجاوز النظر الوجه و الكفين و لكن لا يجوز للمرأة إن علمت أنّه ينظر إليها من أن تمكنه من النظر لغير الوجه و الكفين.
و أما المخطوبة فيرى الشيخ الألباني بأنّه يجوز لها أن تظهر للمخطوب الوجه و الكفين فقط و تجد هذا في فتاوى جدّة
و لا يوجد أي تناقض بين الأمرين
و لم أنسب للألباني و لا قول لم يقله!!
ثم إذا ذكرت يا أخي وجه الدلالة من كلامك هذا:
الدليل الذي يجيز للخاطب أن يرى مخطوبته هو نفسه الدليل الذي يجيز للمرأة أن تكشفه لخطيبها، ولا أدري ما وجه الفرق؟؟ وهل الشيخ الألباني رحمه الله يُفرق بين الحالتين؟
لربما سيتّضح لي أو لك الأمر
إذ الحديث الذي ذكرته يا أخي موجه للخاطب و ليس للمخطوبة؟ فكيف يكون دليلا يجيز للمخطوبة كشف ما الأصل أنّه عورة؟!!!!
قد ذكر الشيخ رحمه الله في الرابط أعلاه الأقوال الثلاثة في هذه المسألة واختار الثاني وهو أعدل الأقوال.
يا أخي أنا سؤالي عن الذين يوجبون ستر الوجه و لست أتكلم عن من لا يوجب ستره فالألباني لا يرى أصلا وجه المرأة عورة؟ و أيضا لست أسأل عن الخاطب أنا أسأل عن المخطوبة؟؟
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:18]ـ
معركة من غير معترك
كثرة المهاترات بدون الوقوف على الأدلة لكلاً من القولين ... يجعل منه مجادلة على سبيل المغالبة ... ألا وهو المراء في الدين ... فمن كان يبحث عن الحق ... يلزم الأدلة ... من القرآن والسنة، والإجماع المبني عليهما، والقياس الموافق لهما.
عليكم بالقرآن والسنة ... رحمنا الله وإياكم.
وتتبعوا الاجتهادات التي ظهرت حين ظهرت هذه الشبهة ... لأنها ليست بالقديمة، لا تجد أحد من الأئمة من الطبقة العاشرة كصاحب الفتح ومن سبقهم من أهل العلم يتحدث عن هذا الأمر وكأنه مُسَلَّم به عندهم.
وتتبع الاجتهادات لا يسبق الأدلة ... بل يفيد الباحث عن الحق .... ولا يتبع إلا الحق.
قلتُ: من الأقوال التي سمعتها أيضًا ... قول أحد الأفاضل: حَتَّى وإنْ قَالُوا فَضِيلة، فَمَنْ تَرَكته ليست بِفَاضلة.
ـ[مناهل]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:35]ـ
الله المستعان نقول قال الله ورسولة تقولون الألباني ومعلوم أن كل مجتهد وعالم يأخذ منه أويرد الا قول الله ورسولة علية الصلاة والسلام
راجعوا قول الله ورسولة أفضل من أقوال فلان وفلان ومنهم الأموات ولعلهم من أصحاب الجنان وأنتم لاتعلمون
تذكروا حديث الركبان لأمنا عائشة رضي الله عنها وآية القواعد من النساء وحديث رؤية الخاطب لمخطوبتة أفضل من الجدال في أقوال غيرهم
وهاهو ابن عباس رضي الله عنة حبر الأمة وفقيهها ماذا يقول لمن خالفة رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولون: قال أبو بكر وعمر
وكذلك ابنه عبد الله كانوا إذا احتجوا عليه بأبيه يقول: " إن عمر لم يرد ما تقولون " فإذا أكثروا عليه قال: " أفرسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبعوا , أم عمر؟ ".
ينبغي أن لا نتعصب لأحد، بل نبحث عن الحق أينما كان، ولم يُعلم أن أحداً - بعد النبي صلى الله عليه وسلم - أصاب بكل الآراء والمسائل مهما كان، بل كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد، فينبغي على الجميع التجرد للحق دون قائله، وعدم التعصب لآراء الرجال فحسب ...
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 09:51]ـ
كثرة المهاترات بدون الوقوف على الأدلة لكلاً من القولين.
شيخي أسامة.
لم أناقش أصل المسألة، ولكن ذكرت كلام الشيخ الألباني في المسألة، فرأيه رحمه الله واضح وجلي أنه يرى أن للخاطب أن يرى من مخطوبته ما يدعوه ويرغبه في نكاحها، فهل ترى في الدليل ما يخص الخاطب في النظر للمخطوبة ويمنعها هي من أن تُظهر ما يريده الخاطب، كالذراعين والشعر وما أشبه ذلك؟
ومسألة أخرى: في قوله تعالى: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين " فهل نتطلب دليلاً آخر يجيز للمرأة أن تظهر زوجها ... ؟
وكذا في نفس المسألة السابقة: هل نتطلب دليلاً يبيح لولي المرأة أن يكون مع موليته ليراها خطيبها؟؟
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:06]ـ
رحمنا الله وإياكم
ما تتحدثون فيه أمر عظيم، عورات المسلمين ... الله الله في أنفسكم.
أحكام الخطبة تجدونها في كتب الفقه، ومن أفضل الشروح المعاصرة، شرح العلامة / ابن عثيمين - رحمه الله، وفيه فوائد نفيسة.
واتقوا الحديث في الحلال والحرام حتى تتبينوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:30]ـ
جزاك الله خيراً.
هذا آخر رد لي هنا.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 05:38]ـ
أخي فريد الجزائري بارك الله فيك على النقولات ..
ولكن فيما أذكر أن الشيخ بن باديس-رحمة الله عليه رحمة واسعة-قال في مقاله لفظة لم يعتاد علماء السنة قولها عن هذا الحكم وهي: "سفور إسلامي" فيرجى التنبيه عليها.
وبارك الله فيكم.
ـ[هالة]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 02:59]ـ
معركة من غير معترك
كثرة المهاترات بدون الوقوف على الأدلة لكلاً من القولين ... يجعل منه مجادلة على سبيل المغالبة ... ألا وهو المراء في الدين ... فمن كان يبحث عن الحق ... يلزم الأدلة ... من القرآن والسنة، والإجماع المبني عليهما، والقياس الموافق لهما.
عليكم بالقرآن والسنة ... رحمنا الله وإياكم.
وتتبعوا الاجتهادات التي ظهرت حين ظهرت هذه الشبهة ... لأنها ليست بالقديمة، لا تجد أحد من الأئمة من الطبقة العاشرة كصاحب الفتح ومن سبقهم من أهل العلم يتحدث عن هذا الأمر وكأنه مُسَلَّم به عندهم.
وتتبع الاجتهادات لا يسبق الأدلة ... بل يفيد الباحث عن الحق .... ولا يتبع إلا الحق.
قلتُ: من الأقوال التي سمعتها أيضًا ... قول أحد الأفاضل: حَتَّى وإنْ قَالُوا فَضِيلة، فَمَنْ تَرَكته ليست بِفَاضلة.
وتتبعوا الاجتهادات التي ظهرت حين ظهرت هذه الشبهة ... لأنها ليست بالقديمة، لا تجد أحد من الأئمة من الطبقة العاشرة كصاحب الفتح ومن سبقهم من أهل العلم يتحدث عن هذا الأمر وكأنه مُسَلَّم به عندهم.
يا أخي إن لم يكن مسلّم به عندك أو عند غيرك فهذا لا يعني بأنّه يحق لك بأن تلزمك غيرك بعدم التسليم بقول في المسألة؟!
كثرة المهاترات بدون الوقوف على الأدلة لكلاً من القولين ... يجعل منه مجادلة على سبيل المغالبة ... ألا وهو المراء في الدين ... فمن كان يبحث عن الحق ... يلزم الأدلة ... من القرآن والسنة، والإجماع المبني عليهما، والقياس الموافق لهما.
عليكم بالقرآن والسنة ... رحمنا الله وإياكم.
كلام غير صحيح فقد ذكرت و ذكر الإخوة روابط فيها ما استدلّ به كلا القولين
على سبيل المثال هذا رابطي:
http://arabic.islamic ... .com/sunni/rad_muf7im.htm
و لا توجد لا مهاترات و لا شيء بل كلامك هو الأقرب لهذا الأمر!!!
قلتُ: من الأقوال التي سمعتها أيضًا ... قول أحد الأفاضل: حَتَّى وإنْ قَالُوا فَضِيلة، فَمَنْ تَرَكته ليست بِفَاضلة.
ليس بشرط و ترك بعض السنن لا يخرج الإنسان عن دائرة الفضل
ـ[هالة]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 03:05]ـ
الله المستعان نقول قال الله ورسولة تقولون الألباني ومعلوم أن كل مجتهد وعالم يأخذ منه أويرد الا قول الله ورسولة علية الصلاة والسلام
راجعوا قول الله ورسولة أفضل من أقوال فلان وفلان ومنهم الأموات ولعلهم من أصحاب الجنان وأنتم لاتعلمون
تذكروا حديث الركبان لأمنا عائشة رضي الله عنها وآية القواعد من النساء وحديث رؤية الخاطب لمخطوبتة أفضل من الجدال في أقوال غيرهم
وهاهو ابن عباس رضي الله عنة حبر الأمة وفقيهها ماذا يقول لمن خالفة رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولون: قال أبو بكر وعمر
وكذلك ابنه عبد الله كانوا إذا احتجوا عليه بأبيه يقول: " إن عمر لم يرد ما تقولون " فإذا أكثروا عليه قال: " أفرسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبعوا , أم عمر؟ ".
ينبغي أن لا نتعصب لأحد، بل نبحث عن الحق أينما كان، ولم يُعلم أن أحداً - بعد النبي صلى الله عليه وسلم - أصاب بكل الآراء والمسائل مهما كان، بل كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد، فينبغي على الجميع التجرد للحق دون قائله، وعدم التعصب لآراء الرجال فحسب ...
وهاهو ابن عباس رضي الله عنة حبر الأمة وفقيهها ماذا يقول لمن خالفة رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولون: قال أبو بكر وعمر
هذا القول المنسوب لعبد الله بن عباس مختلف بين العلماء في صحة سنده إليه و إن كان معناه صحيح
الله المستعان نقول قال الله ورسولة تقولون الألباني ومعلوم أن كل مجتهد وعالم يأخذ منه أويرد الا قول الله ورسولة علية الصلاة والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من عارض قول الله تعالى و قول رسوله بقول الألباني!!!!!
قد سبق و قلت:
اليس الوجة هو زينة المرأة ومركز جمالها أم تناسينا حديث أمنا عائشة رضي الله عنها حينما مر بها الركبان بالحج!!
و قد نقلت لك قول الألباني في ردّه على تعٌجبك التالي: "اليس الوجة هو زينة المرأة" و لم تذكري ردّا على كلامه فمن المقلّد؟!!
ثم فعل عائشة رضيّ الله عنها لا يدل على الوجوب و إنّما يدل على أفضلية ما فعلته
ـ[هالة]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 03:12]ـ
رحمنا الله وإياكم
ما تتحدثون فيه أمر عظيم، عورات المسلمين ... الله الله في أنفسكم.
أحكام الخطبة تجدونها في كتب الفقه، ومن أفضل الشروح المعاصرة، شرح العلامة / ابن عثيمين - رحمه الله، وفيه فوائد نفيسة.
واتقوا الحديث في الحلال والحرام حتى تتبينوا.
يا أخي الشيخ العثيمين يرجح وجوب ستر وجه المرأة و يرى بأنّ وجه المرأة عورة فلماذا تذكر الشيخ ابن عثيمين بالذات رحمه الله
فإن كنت ترجّح قول الشيخ العثيمين:
- فهناك إلزامات و تساؤلات لم تجب عنها لا أنت و لا من سألت و لا في الروابط التي وٌضعت؟ بل منهم من أراد أن يختزل النقاش في رابطين لا يوجد فيهما ذكر لما ذكرت حتى يكون فيه رد على شبهاتي؟! و الغريب أنّ منهم من يذكر مسألة رؤية الخاطب للمخطوبة و هي خارجة عن محل البحث و يدّعي أنّها تدل على مسألة: "ما الذي تكشفه المرأة بإرادتها و علمها لمن جاء لخطبتها" دون أن يقدّم دليلا على قوله؟!
- و أيضا طريقتك في إظهار من لا يرى وجه المرأة عورة و لا يوجب تغطيته بأنّه و كأنّه متجرىء على عورات المسلمين و يتكلم فيما لا يحسن طريقة غير لائقة!!!!!
- ثم نحن نتكلم بما يوجد في كتب الفقه و كما يوجد في كتب الشيخ العثيمين فوائد فكذلك يوجد في كتب الفقه لغيره من العلماء الذي لا يرون وجه المرأة عورة فوائد و كأنّ القول بعدم كون وجه المرأة عورة هو قول لا يوجد في كتب الفقه!!!!!
- فاتّق الله في طريقة نقدك لأقوال من يخالفك حتى تتبين.
و في الحقيقة هناك أقوام عندهم تشدد غير شرعي في مسألة إظهار وجه المرأة حتى ظهر طائفة من الناس في السعودية بحسب ما تناقلته بعض الجرئد تلزم المرأة نفسها بأن لا تظهر وجهها حتى لزوجها بل و منهن من لم تظهر حتى لأولادها وجهها، فما هذا الغلو؟!!!!! و لست أتكلم عن العلماء الأفاضل الذين رجّحوا وجوب ستر وجه المرأة عن اجتهاد و إن كانوا قد أخطؤوا
خمسينية تطلب الطلاق لأن زوجها حاول كشف برقعها
فوجئ أحد سكان القرى في جنوب بادية خميس مشيط بأن أمه تركت البيت الذي عاشت فيه لأكثر من 30عاما وطلبت الطلاق من والده على الرغم من أنهما تجاوزا سن الخمسين.
حين حاول الابن معرفة السبب عرف أن أباه حاول كشف برقع أمه وهي نائمة لرؤية وجهها. فمنذ أن تزوج الأب الأم من أكثر من 30عاما لم ير وجهها عملا بالتقاليد وأضافت انه بعد هذا العمر يحاول أن يرتكب خطأ كبيراً - في اعتقادها - تحمل الزوج تبعات هذا العمل ووجه اعتذارات مكررة لزوجته وأم أولاده وقدم وعودا متكررة بعدم محاولة رؤية وجه زوجته الخمسينية .. مرة أخرى.
http://www.alriyadh.com/2007/10/07/article285105.html
فهذا ما أفرزه الغلو؟!!! سبحان الله
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 05:39]ـ
السيدة / هالة ... علمًا أني غير مشترك في هذا الموضوع فلا تصلني أمثال هذه الإجابات، فلله الحمد.
ولكن فوجئت بها حين تصفحي للموقع.
أظن أنها معركة الآن تدور رحاها بين دعاة العفة ودعاة الفتنة.
ما لا يمكن إنكاره أن الحجاب [الذي يحجب المرأة تمامًا] أمر لا ينكر مشرعيته إلا جاهل أم جاحد.
وأصحاب القول بالوجوب ودعاة الاستحباب، كلاً منهما ثابت عنده أن أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن جميعًا - كانوا متحجاب [الحجاب الشرعي] ... فاسألك الآن أيتها المتفيقهة:
ءآلفضيلة تقسم بين الأطهار وبين السافرات؟
ءآلغلو الذي تدعينه عند الأبرار أم عند دعاة السفور الفجار؟
أدلة القائلين بأنه [سنة] ... عجبًا قولهم ... وما عندهم من أدلة، اشتبه عليهم الأمر بين الأدلة والشبهات ... أو الذهاب إلى اختيار فقهي يراه [عنده].
لذا، كفاكم مهاترات، واذهبوا فتعلموا دينكم، من القرآن والسنة.
عسى الله أن يهديكم لأدلة لم يقف عليها هؤلاء ولا هؤلاء، وأن يريكم الحق ويذهب عنكم الباطل.
وقال العلماء [أقوالهم] فيما يرونه من اجتهاد - نسأل الله أن يجزيهم خيرًا.
وإن لم تعلموا حكمه، وضاع منكم العلم والتقوى وزهد فيمن الورع ...
فاللجوء إلى هذا ...
حديث النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْحَلَالُبَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌمِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ
(متفق عليه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 05:55]ـ
/// المسألة تبقى خلافيَّةً، بغضِّ النَّظَر عن ضعف الخلاف فيها أوقوَّته، ونرجو من الأخوة الكرام ترك انتقاء الألفاظ في الحوار، فمن لم يطق النِّقاش فليخرج منه بهدوء.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 08:48]ـ
الشيخ الكريم عدنان البخاري: جزاكم الله خيراً على التنبيه و التوجيه ...(/)
" دفع زكاة الفطر مالاً " العلامة سليمان العلوان وميله للجواز
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 06:41]ـ
دفع زكاة الفطر مالاً
السؤال
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان _حفظه الله_
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد حصل خلاف بين بعض الإخوة في حكم دفع زكاة الفطرة مالاً بدلاً من الطعام، وكان لكل شخص رأيه من الناحية العلمية وأختصرها لكم في عجالة:
الأول يقول: يحرم دفع زكاة الفطرة مالاً؛ لأنه مخالف لفعل الرسول _صلى الله عليه وسلم_.
الثاني يقول: الأفضل أن تدفع طعاماً ودفع المال جائز، ولكن مخالف للسنة.
الثالث يقول: الأفضل أن ينظر حال الفقير وحال بلده ووضعه، فقد يكون المال أفضل له.
فالسؤال يا فضيلة الشيخ: هل أحد من السلف أفتى بدفع المال بدلاً من الطعام؟
وهل لو أن أحداً دفع زكاة الفطر مالاً؛ لأن الفقير يريد ذلك يكون أفضل؟
الإجابة
اجاب عليه فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه المسألة إحدى المسائل الخلافية، وأئمة السلف مختلفون في دفع القيمة في زكاة الفطر.
وترجيح هذا أو ذاك محل اجتهاد فلا يضلل المخالف أو يبدع.
والأصل في الاختلاف في مثل هذه المسألة أنه لا يفسد المودة بين المتنازعين ولا يوغر في صدورهم، فكل منهما محسن ولا تثريب على من انتهى إلى ما سمع.
وقد كان كثير من الأئمة يقولون في حديثهم عن المسائل الخلافية: " قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب ".
وقد ذهب أكثر الأئمة إلى أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر.
قال الإمام أحمد:" أخاف ألا يجزئه، خلاف سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_"، وهذا مذهب مالك والشافعي.
وقال الإمام ابن حزم _رحمه الله_: " لا تجزئ قيمة أصلاً؛ لأن ذلك غير ما فرض رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ".
و ذهب عطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز والثوري وأبو حنيفة وغيرهم إلى جواز دفع القيمة عن الطعام.
قال أبو إسحاق السبيعي - وهو أحد أئمة التابعين -:" أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام "، رواه ابن أبي شيبة في المصنف.
والحجة لذلك:
1 - أنه لم يثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ولا عن أحد من الصحابة نص في تحريم دفع القيمة.-
2 - الأحاديث الواردة في النص على أصناف معينة من الطعام لا تفيد تحريم ما عداها، بدليل أن الصحابة _رضي الله عنهم_ أجازوا إخراج القمح - وهو غير منصوص عليه - عن الشعير والتمر ونحو ذلك من الأصناف الواردة في الأحاديث الصحيحة.3 - ذهب كثير من الصحابة بل أكثرهم في عهد معاوية إلى جواز إخراج نصف صاع من سمراء الشام بدلاً من صاع من تمر، فهذا دليل على أنهم يرون نصف الصاع معادلاً في القيمة للصاع من التمر أو الشعير ونحو ذلك.
4 - أن المقصود من الزكاة: إغناء الفقراء والمال أنفع لبعضهم من الطعام فيعد في ذلك حال الفقير في كل بلد.
5 - كثير من الفقراء يأخذ الطعام ويبيعه في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل، والله أعلم.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:16]ـ
فتوى سديدة رائقة ونفس فقهي فائق أحسن الله إلى فضيلة الشيخ العلوان
وبارك الله فيمن نقل إلينا.
والقلب أميل لرأي الجمهور ففيه السلامة وبراءة الذمة بيقين
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..........
اما حجتهم الاولى: وهي عدم ثبوت تحريم القيمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- او الصحابة رضوان الله عليهم
فالإجابة عنها: بل قد ثبت؛ فقد قال الله تعالى:" فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة " والسؤال هو: ما هي سنته-صلى الله عليه وسلم - القولية والفعلية؟ أليست الطعام، أليس ذلك امره صلى الله عليه وسلم، فإن لم تكن القيمة مخالفة لامر من لا ينطق عن الهوى فماذا تكون.
ولو أننا فتحنا هذا الباب لقال كل مخالف للسنة: ان النبى صلى الله عليه وسلم لم ينه عن فعلي هذا بالنص!!!!!!!!
ولقلت أنا لمن قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم في نص صريح القيمة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقلت له بالمثل: ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم أن اصلي صلاة الظهر 15 ركعة.
سيقول: قد قال صلوا كما رايتموني اصلي وهو لم يصلي الظهر 15 ركعة وهذا مخالف له، فنقول سبحان الله العظيم أو لم ينه الله تعالى عن مخالفته!!!!!!!! في الصلاة وفي غيرها!!!
الثاني: قولهم: الأحاديث الواردة في النص على أصناف معينة من الطعام لا تفيد تحريم ما عداها، بدليل أن الصحابة _رضي الله عنهم_ أجازوا إخراج القمح - وهو غير منصوص عليه - عن الشعير والتمر ونحو ذلك من الأصناف الواردة في الأحاديث الصحيحة
الجواب: أن هذه حجة لمن قال بالطعام وليس عليه إذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه انه قال " صاع من طعام " وهذا عام في كل اصنافه ولهذا لم يتعد الصحابة جنس الطعام، وهذا إن لم يثبت عنه القمح!!! فكيف إن علمنا ان القمح قد ثبت بنصه عنه صلى الله عليه وسلم من حديث "عبد الله بن ثعلبة" مرفوعاً " أدوا صاعا من بر أو قمح بين اثنين أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير عن كل حر وعبد و صغير و كبير ". وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 170، ومن هنا علمنا أن الصحابة لم يبتكروا إخراج القمح، حتى وإن فعلوا ففي الحديث كما قلت " صاعا من طعام "
الشبهة الثالثة قولهم:- ذهب كثير من الصحابة بل أكثرهم في عهد معاوية إلى جواز إخراج نصف صاع من سمراء الشام بدلاً من صاع من تمر، فهذا دليل على أنهم يرون نصف الصاع معادلاً في القيمة للصاع من التمر أو الشعير ونحو ذلك.
والجواب: أن هذا عين الاتباع من الصحابة ولم يكن رأيهم او اجتهاداً منهم إذ قد ثبت لك من حديث "عبد الله بن ثعلبة" المتقدم أن هذه سنته -صلى الله عليه وسلم-
قولهم:- أن المقصود من الزكاة: إغناء الفقراء والمال أنفع لبعضهم من الطعام فيعد في ذلك حال الفقير في كل بلد.
والإجابة: " ثبت العرش ثم انقش" من قال ان هذا فقط مراد المشرع .......
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث " طهرة للصائم وطعمة للمساكين " وهذا ترتيب معتبر مقصود منه صلى الله عليه وسلم
فقد قال في حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن اركان الإسلام: " بني الاسلام على خمس ........ " ثم رتب الاركان ترتيباً أخذنا منه عقيدتنا في فهم ان الشهادتين قبل الصلاة وان الصلاة مقدمة على الزكاة وما من عاقل يقول ان الزكاة افضل من الصلاة، لماذا؟ لاننا فهمنا ذلك من ترتيب الحديث، وكذلك الحال في حديث الفطرة: قوله صلى الله عليه وسلم: طهرة للصائم وطعمة للمساكين " فلو قدمنا مصلحة الفقير على مصلحة الصائم لقلبنا صدر الحديث على عقبه!!!!
فمصلحة الصائم أولاً وهى الطهرة ... ولا تكون إلا باتباع سنته صلى الله عليه وسلم في كيفية ووقت وعين الزكاة، ثم ألا يعلم المشرع الحكيم أين تكون مصلحة الفقير حتى نظن اننا اعلم بها!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم تعال معي لنفكر في هدوء ..........
لو ان العلة هي فقط مصلحة الفقير لجاء صاحب الغنم او صاحب الثمار وقال اخرج مالاً بدلاً من ثماري او غنمي!!!
ولكن المقصود من الزكاة ليس انتقاص المال كما قال " ابو بكر بن العربي " بل المقصود قطع العلائق بين المزكي وبين احب ماله ........
إن كان له ثمار يخرج من أحسنها ...
إن كانت له غنم يخرج من أحسنها ........
وهكذا نوع المشرع مصارف الزكاة بين ثمار ولحوم وطعام ومال لعلمه بتنوع احتياجاته ........
فلو جئنا نحن بهذا المنطق وقلنا مصلحة الفقير وأخرجنا مالاً في زكاة الثمار واخرجنا مالاً في زكاة الغنم ........ لضربنا بذلك باقيأنواع الزكاة ولما صار هناك أبواب في الفقه لزكاة الثمار او الزروع او الغنم أو الماشية!!!!!!!!!
ولم كل هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمن أجل عقولنا ام من أجل مصلحة الفقير؟
واين نحن من الفقير طوال العام حتى نتذكره اليوم؟؟!!
وهل تلك الخمس جنيهات التي نخرجها عندنا في مصر ستغني الفقير ....
يا أحباب: هل تخيلتم انفسكم وانتم قد عشتم ومتم ولم تروا قط الصاع النبوي؟!!
يا أحباب: إن صنع الصاع النبوي لتكيل به عبادة ..
شرائك للطعام عبادة .....
كيلك للطعام عبادة ....
تغليفك وتعبئتك لذلك الطعام عبادة ........
حملك للطعام في اكياس للفقير عبادة .........
رؤية ابناؤك لك وانت تكيل الطعام للفقير سنة حسنة ((((((((سنة قد ماتت وانت أحييتها))))))))
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد نشا عندنا جيل بل أجيال لا يعلمون شيئا عن الصاع النبوي وعن زكاة الطعام شيئاً؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
وأنا واحد منهم ...
لم أر أبي يوما يكيل الطعام ويعبئه للفقراء .... إنما هي خمسة جنيهات تخبات في يد الفقير وكانها صدقة .........
انظروا كيف تجنون على أولادكم .......... وكيف يمكن ان تحيوا سنة قد أميتت ....
وكل هذا الجدل من أجل ماذا؟؟؟؟؟ خمسة جنيهات يا من تبكي على مصلحة الفقير!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخرج الطعام سنة حبيبك المصطفى وأعطه الخمسة جنيهات كصدقة، ولن أد الفرض كما يجب فهذا فرض له شروطه ولا دخل للعقل فيه!!!!
في كل عام في مثل هذا الوقت يكرمني الله تعالى من خلال خطب الجمعة فنغير مفهوم الناس عن زكاة الفطر وبعد حرب ضروس ييسر الله تعالى بعمل لجنة لجمع زكاة الفطر طعاماً فى مسجد من المساجد وتخرج طعاماً وفي وقتها ..........
ولك هذا العام منعت من الخطابة بقدرؤ الله تعالى ....... ولعل الله تعالى ان يكون بهذا الموضوع قد عوضني خيراص، فلو ان قارئً واحداً قرأ هذا الموضوع وعمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيكفيني بفضل الله تعالى، ولو لم يكن فيكفيني أني قد دللت على سنة نساهم جميعا بدوم ان نشعر في قتلها، نعم لقد مات الاصل وهو الطعام، وقد قال اهل العلم: لو عاد الفرع على الاصل بالبطلان، بطل الفرع " هذا إن كانت القيمة فرعاً أو بمعنى آخر جائزة أصلاً، ولا يقول بالجواز من عدمه إلا المشرع "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" وهيهات هيهات .........
قولهم:كثير من الفقراء يأخذ الطعام ويبيعه في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل، والله أعلم.
اقول: ما زلنا ندندن حول مصلحة الفقير وقلبنا الحديث وقد تكلمت عن هذا ............
ومع ذلك انا اعلم كثيراص من الفقراء بمجرد أن يأخذ زكاة المال يشتري بها الدخان!!!!!!!!!!!! 1 فما ذنبي أنا؟!!!!!!!!
ثم من هو الفقير الذي تخرج له زكاة الفطر .............
قال اهل العلم هو ذلك الذي لا يملك صاعاً من طعام يزيد على قوته ............
فلو اخرجنها بشكل صحيح لمن يستحقها لما باعها ... لانه يحتاج إلى الطعام فيختزن منه فلا يصير فقيراً بعد ذلك بل يجب عليه وجوباً أن يخرج زكاة الفطر هو عن نفسه ومن يعول ..........
بل أستطيع ان أقول ان الطعام أفضل من المال ولم لا وهذا إجماع اهل العلم إذ أن الأفضل هو الشرع ولم يختلفا إلا في الجواز فتنبه لذلك .......... وحتى أبو حنيفة رحمه الله لا يستطيع ان يقول ان الدنانير أفضل من الطعام بل كل ما قاله ان الدنانير تجوز فتنبه
وهل يؤجر الإنسان على فعل الجائز ........ فانت تمشي بالشارع وهذا جائز وتنام وهذا جائز ولكن انت لا تؤجر على هذه الأفعال!!!!!!
انت تؤجر على فعل الفرض والمستحب والمندوب .............
لماذا الطعام أفضل ......... ؟؟؟
لان الفقير إذا تجمعت عنده الزكوات من الطعام لصلر بيته مليئا بالاطعمة ولاختزن منها طيلة العام وهل يحتاج الفقير الذي حاله لا تمكنه من إخراج صاع طعام عن نفسه أكثر من الطعام ...........
فكل الناس يسعى في حقيقة الأمر من أجل الطعام ........
وبهذا المعنى ينطق الغني الذي يمتلك المليارات فيقول لك: انا اعمل مشاريعاص من أجل لقمة العيش ..........
ثم أقول لمن يدعي الحزن والالم على الفقير ...
لا تحزن فرب الفقير هو من امرك بهذا بوحي انزله على نبيه من فوق سبع سماوات .........
لا تحزن على الفقير وأحزن على نفسك لانك امت سنة نبيك ...........
لا تحزن على الفقير فقد جعل له الله تعالى مصرفاً آخر من زكاة المال ..........
وأخيراً ربما يقول قائل ... : الوضوع ليس بهذه الاهمية والخطور والضجة الكبيرة المفتعلة التي تفتعلونها وتفرقون بين الناس من أجلها .............
فأقول له يا أخي نحن نتحدث عن الزكاة أخت الصلاة!!!!!!
فكما ان الصلاة لا تؤدى قبل وقتها كذلك الزكاة ......
فكما ان الصلاة لا تقبل إلا بالكيفية التي علمنا إياها المشرع كذلك الزكاة فكلاهما فرض وكلاهما من أركان الإسلام .......
وأخيراً أقول إن لم يكن تغييرنا في هيئة ووقت وكيفية الزكاة تغييرا في الدين فاخبروني بالله عليكم كيف يكون تغيير وتبديل الدين ....... ؟؟؟!!!!!!!!!
ولم كل هذا!!!!!!!!!!!!!! أمن أجل الخمسة جنيهات؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل
وآخر دعوانا ان الحمد له رب العالمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:39]ـ
لا فض فوك أخي أبا عبد الله لقد أجدت الرد، وأفدت وأغنيت عن كثير مما زورته في نفسي.
بارك الله فيكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:46]ـ
لم أر أبي يوما يكيل الطعام ويعبئه للفقراء .... إنما هي خمسة جنيهات تخبات في يد الفقير وكانها صدقة .........
زكاة الفطر شعيرة ظاهرة، ويريدون أن يجعلوها - وقد فعلوا - باطنة!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:51]ـ
بارك الله فيكم ...
السؤال المهم هو هل من يخرج الفطرة مالاً لا يجزؤه ذلك؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:59]ـ
بارك الله فيكم ...
السؤال المهم هو هل من يخرج الفطرة مالاً لا يجزؤه ذلك؟
نعم الصحيح أنه لا يجزئه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد]. واختار هذا العلامة ابن عثيمين.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 10:07]ـ
بارك الله فيكم ...
السؤال المهم هو هل من يخرج الفطرة مالاً لا يجزؤه ذلك؟
حفظك الله
ما دام سأل فأُفتي له بالجواز
فما الذي يجعلها غير مجزئة؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 10:36]ـ
من فتاوى نور على الدرب لسماحة الإمام: محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- شريط رقم: (28?)
السائل: هل تجوز زكاة الفطر نقدا أم لا، وما مقدارها من الحبوب؟
الشيخ: لا تجوز زكاة الفطر نقداً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها من التمر والشعير؛ كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير" وقال أبو سعيد الخدْري:"كنا نخرجها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير والزبيب والأقط" أربعة أصناف، فهي أعني زكاة الفطر لا تجوز إلا من الطعام، ولا يجوز إخراجها من القيمة ولا من اللباس ولا من الفرش ولا أن يبنى بها مساكن للفقراء، بل يجب أن تخرج مما فرضه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الطعام.
ولو كانت القيمة معتبرة لم تكن الأجناس مختلفة؛ إذ أن صاعاً من الشعير قد لا يساوي صاعاً من التمر أو لا يساوي صاعاً من البر أو ما أشبه ذلك، وعلى هذا فالواجب إخراج زكاة الفطر من الطعام، وكل أمة طعامها قد يختلف عن الأمة الأخرى.
وهذه القيمة التي تريد أن تدفعها اشتري بها طعاماً وأخرجه، وتسلم وتبرأ بذلك ذمتك.
ونحن لا ننكر أن بعض العلماء قال يجوز إخراجها من القيمة، ولكن المرجع عن النزاع إلى ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإذا علمنا أن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام إخراج زكاة الفطر من الطعام فلنستمسك بهذه السنة.
)
من فتاوى نور على الدرب لسماحة الإمام: محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله- شريط رقم: (375)
السائل: في بلدنا نقوم بإخراج زكاة الفطر على شكل نقود وإذا أردنا أن نخرج مما سنَّه الرسول صلى الله عليه وسلم من بر أو شعير أو أرز قد لا نجد من يأخذ منا ذلك فوجهونا مأجورين؟
الشيخ: إخراج زكاة الفطر نقوداً غلط، ولا يجزئ صاحبه، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} أي مردود عليه، وثبت في البخاري وغيره عن ابن عمر قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير" فرضها صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، والفرض يعني الواجب القطعي.
لكن بعض أهل العلم رحمهم الله جوَّز أن يخرجها من النقود! فمن قلد هؤلاء وأخرج فهي مجزئة إذا كان لا يعلم الحق في هذه المسألة، وأما من علم أنه لا بد أن تكون من الطعام، ولكنه أخرج النقود لأنها أسهل له وأيسر فإنها لا تجزئه.
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 10:39]ـ
بارك الله فيك أخي /علي الفضلي هذا ليس كلامي وصوتي إنما هو صوت الحق، والحق قوي، ألا ترى أن الرجل الأمي يستطيع ان يخرج الطعام ويكون في حجته اقوى من مفتي الجمهورية الذي يقول بالقيمة، ونفس المفتي لا يستطيع ان ينكر عليه ...... فتنبه أتامل ... تجد الحق قوي
بارك الله فيكم ...
السؤال المهم هو هل من يخرج الفطرة مالاً لا يجزؤه ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أبدأ جوابي على سؤالك بأسئلة هى:-
أليس المقصود بقولك " يجزؤه " أي أن العبادة تكون مقبولة من عدمه؟ وبالتالي يؤجر عليها العبد من عدمه؟
ألست معي أن قبول العمل والاجر عليه شيئ غيبي؟
ألست معي في أن الوحيد الذي يستطيع أن يعرف ذلك الشيئ الغيبي وهو " قبول العمل من عدمه وكذلك الاجر والجزاء عليه من عدمه" هو المشرع وحده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فالوحيد الذي يعلم ذلك هو الله تعالى أو نبيه صلى الله عليه وسلم إذا اعلمه الله تعالى ذلك بالطبع.
واسمح لي ان أستعين بضرب مثال بسيط للكيفية ........
لو انك أرسلت خطاباً بالبريد وهو شيئ مادي ملموس محسوس لاح اصدقاءك خارج البلاد فكيف تتأكد من وصوله، طبعاً سيكون تمام تأكدك من هذا الامر إذا ما اتصل بك ذلك الإنسان وقال لك إن خطابك وصلني .........
فكيف بالشيئ الغيبي الذي لا يعلمه إلا الله وهو قبول العمل؟؟!!!
من يخبرنا بوصوله وقبوله من عدمه؟؟؟
هل المفتي او الشيخ فلا او علان؟!!!! كلا والله!!
إنه المشرع نفسه ... ولنعد لخطاب البريد ..
فهيئة البريد تخبرك بالشروط اللازم اتباعها حتى يصل خطابك كطابع البريد وغير ذلك ... فلا ياتي عاقل ويقول لك لا تضع الطابع او العنوان وسيصل خطابك .... هذا انسان غير عاقل ....
وفي امور العبادات -ولله المثل الاعلى- قد أخبرنا الله تعالى بكل شيئ عن العبادات وشروطها ومنه الزكاة وكيف لا وهي ركن ركين من أركان الدين فحدد أصنافاً محددة من الطعام ثم جعل باب اصناف الطعام مفتوحاً بحسب المصلحة فقال" صاع من طعام" كما جاء على لسان أبي سعيد الخدري كما في الحديث الصحيح، ولم يتعد الطعام إلى غيره مع وجود المال ووفرته ... فتأمل
ثم حدد وقتاً مخصوصاً محدداً ودقيقاً لإخراجها فقال " قبل الصلاة " فما حال من اخرجها للفقير بعد الصلاة تصير صدقة إذن فهى قبل الصلاة زكاة ... فتنبه لمن يقولون انها صدقة .........
فلو كانت صدقة لما كان هناك اى فارق بي إخراجها قبل او بعد الصلاة ... فحدد وقتاً دقيقاً وقال قبل الصلاة , ولم يقل قبل يوم العيد أو قبل العيد فتأمل ...... تعلم من ذلك خطأ من يتوسعون في وقتها حتى جعلوه من نصف رمضان أو حتى قبل رمضان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سماها الله تعالى زكاة الفطرمن رمضان، فكيف نخرجها قبل الفطر من رمضان؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
فمن أخل بشرط من هذه الشروط كمن أرسل الخطاب ولم يتبع التعليمات ......... فلا يلومن إلا نفسه ........
فإن تقرر لديك ذلك علمت اخي الكريم علمني الله وإياك ورزقنا الإخلاص والإتباع ........ علمت الحق والصواب والذي لا يخفيه عباب ولا سحاب ولا ضباب ....
ثم قل لنفسك أخيراً مع أي الفريقين أنت؟
فريق العقل ومصلحة الفقير ............ أم .......... ..... فريق النبي صلى الله عليه وسلم والذي فيه مصلحتي ومصلحة الدنيا كلها .......... فالخير كل الخير في الاتباع .................... وال شر كل الشر في الابتداع ................ فوالله لو كان فيه مثقال ذرة من خير لسبقنا إليه من يزن إيمانه إيمان الامة .. لسبقنا إليه من إذا رآه الشيطان يسلك فجاً لسلك آخرا ......... لسبقنا إليه الحيي العفيف الشجاع زوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لسبقنا إليه الشجاع أبو سيديّ شباب أهل الجنة وزوج بنت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ (ابو بكر وعمر وعثمان وعلي) والعشرة المبشرون بالجنة ومن تبعهم بإحسان ........ هذا ركبهم وتلك طريقهم ..... ولتختر لنفسك المكان؟؟
ولا أجد شيئاً أقوله لكل من استحسن شيئاً لم يشرعه الشارع بل قد جاء على خلافه ..
إلا ............... " إركب معنا " .........
ولا يقولن قائل بعد كل هذا لم التهويل والتضخيم فيما لا يستحق.!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 11:49]ـ
أشكر الجميع مداخلتهم وخصوصا الاخ " أبو" عبدالله الطحاوي
وما دام المسألة فيها خلاف بين أهل العلم
فالقول كما قال الشيخ العلامة سليمان العلوان:
هذه المسألة إحدى المسائل الخلافية، وأئمة السلف مختلفون في دفع القيمة في زكاة الفطر.
وترجيح هذا أو ذاك محل اجتهاد فلا يضلل المخالف أو يبدع.
والأصل في الاختلاف في مثل هذه المسألة أنه لا يفسد المودة بين المتنازعين ولا يوغر في صدورهم، فكل منهما محسن ولا تثريب على من انتهى إلى ما سمع.
اذن لاتثريب بمن أخذ بهذه أو تلك مادام اخذه بأحدهما عن غير هوى وشهوة
والاخذ برأي الجمهور فيه السلامة وبراءة الذمة بيقين كما قال الأخ عاطف
ـ[شلاش]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... بارك الله فيكم ...
غفر الله للشيخ سليمان، وجزاه الله خيرا، وفك أسره
فوالله ما علمته إلا حريصا على السنة، ناشرا لها، وداعيا إليها
وبارك الله في أخي أبي عبد الله الطحاوي على حرصه على السنة
لقد أطال الشنقيطي _ رحمه الله _ الكلام على هذه المسألة، في تفسير سورة المعارج، وأحق الحق وناقش أدلة المخالفين،
فارجعوا إليه فإنه نفيس.
وعندي ملاحظتان على رد أبي عبد الله
الأولى: أن زكاة الفطر ليست من أركان الإسلام كما ذكرته، بل مختلف في وجوبها، والراجح وجوبها وهو قول الجمهور، أما زكاة المال فهي الركن الثالث من أركان الإسلام.
الثانية: أن الحديث الذي ذكرته والذي صححه الألباني _رحمه الله _ قد ضعفه الأئمة المتقدمون ونصً على تضعيفه الإمام
أحمد _رحمه الله _ وغيره، والكلام فيه يطول.
فليس هناك نص على البرِّ، كما قال الشيخ سليمان.
قال البيهقي في (السنن) (4/ 170):وقد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في صاعٍ من بُرٍّ، ووردت أخبارٌ في
نصف صاع، ولا يصح شيء من ذلك،وقد بينت علة كل واحد منها في (الخلافيات).
وقال ابن المنذر:لا نعلم في القمح خبراً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يُعتمد عليه، ولم يكن البُرُّ بالمدينة ذلك
الوقت إلا اليسير منه، فلما كثُر في زمن الصحابة رأوا أن نصف صاع منه يقوم مقام صاع من شعير ((فتح الباري)) (3/ 374)
وقال الصنعاني في ((سبل السلام)) (2/ 283):وذلك أنه لم يأتِ نصٌ في الحنطة أنه يخرج فيها صاع، والقول بأن أبا سعيد أراد بالطعام الحنطة في حديثه هذا غير صحيح، كما حققه المصنف [ابن حجر] في فتح الباري. اهـ
وهناك آثار عن بعض الصحابة في الصحيحين وغيرها تدل على أن اخراج الحنطة لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وتقبلوا تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 05:01]ـ
الحمدلله وحده وبعد
فإن الواجب في مثل هذه المسائل التي لم يرد فيها نص هو الوقوف على المأثور عن سلف الأمة من الصحابة الكرام
والذين لايعلم عن أحد منهم إخراج زكاة الفطر نقداً
ثم أن المقتضى لإخراج النقود في العهد النبوي قائم ولاشك ومع ذلك لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولاأحد من أصحابه
فدل على أن الطعام مقصود دون غيره لذلك جاء في وصف إخراج زكاة الفطر أنها "إطعام"
فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال:"كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير"
بل أن بعض الصحابة إستنكر إخراج المد ين من البر لأنه غير منصوص عليه
فعن أبي سعيد الخدري قال
: كنا نخرج إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعا من طعام أو صاعا من أقط أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر فكان فيما كلم به الناس أن قال إني أرى أن مدين من سمراء الشام تعدل صاعا من تمر فأخذ الناس بذلك
قال أبو سعيد فأما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه أبدا ما عشت "
قال الحافظ في الفتح معلقاً على ماسبق:
"وفي حديث أبي سعيد ما كان عليه من شدة الإتباع والتمسك بالآثار وترك العدول إلى الإجتهاد مع وجود النص وفي صنيع معاوية وموافقة الناس له دلالة على جواز الإجتهاد وهو محمود لكنه مع وجود النص فاسد الإعتبار "
ونذكر إخواننا القائلين بهذا القول بماقاله علي رضي الله عنه:"لوكان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخفين أول من أعلاه"
وهنا تنبيه للأخ شلاش على قوله:
"لقد أطال الشنقيطي _ رحمه الله _ الكلام على هذه المسألة، في تفسير سورة المعارج، وأحق الحق وناقش أدلة المخالفين "
أن هذا ليس من كلام العلامة الشنقيطي بل تلميذه محمد سالم عطيه حيث أن الشيخ وصل في التفسير إلى سورة الحشر, ولو قرأ الأخ الكلام جيداً لعرف أن الكاتب غير الشيخ رحمه الله.
قال الشيخ عطية في تفسير سورة المعارج:
"وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان كل ما يتعلق بأحكامها جملة تفصيلاً عن آيتي {والذين يَكْنِزُونَ الذهب والفضة وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله} [التوبة: 34] وقوله تعالى: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} الأنعام: 141]، ولم يتقدم ذكر لزكاة الحيوان ولا زكاة الفطر، وعليه نسوق طرفاً من ذلك .... "
والله الموفق,,
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 12:51]ـ
لا أدري هل سيأتي ذلك اليوم الذي يُفتى فيه بجواز إخراج قيمة الأضاحي مالاً؛ لأنه أنفع للفقير وغير الفقير!!!
والله المستعان.
غفر الله لك، هذا قياس مع الفارق ...
فجواز إخراج زكاة الفطر مالاً من أقوال أهل العلم في المسألة ...
نعم، قد يكون مرجوحاً، لكن يبقى احترام من يقول به مطلوباً ...
و ممن أجاز إخراج القيمة: الثوري و أبو حنيفة و عمر بن عبد العزيز و الحسن البصري و البخاري ...
و قال المرداوي في "الإنصاف": يجوز للساعي في جمع الزكاة بيع مال الزكاة لحاجة أو مصلحة، و صرفه في الأحظ للفقراء أو حاجتهم حتى في أجرة مسكن، و قيل يباح لخوف تلف أو مرنة نقل ...
و قال شيخ الإسلام رحمه الله: و أما إخراج القيمة في الزكاة و الكفارة و نحو ذلك فالمعروف من مذهب مالك و الشافعي أنه لا يجوز، و عند أبي حنيفة يجوز، و أحمد رحمه الله قد منع القيمة في مواضع، و جوزها في مواضع، فمن أصحابه من أقر النص، و منهم من جعلها على روايتين.
و الأظهر في هذا أن إخراج القيمة لغير حاجة و لا مصلحة راجحة ممنوع منه ... و أما إخراج القيمة للحاجة أ, المصلحة أو العدل فلا بأس به ...
(مجموع الفتاوى 25/ 82).
هذه الفوائد نقلتها من رسالة (هل تجزئ القيمة في الزكاة؟) للشيخ محمد أحمد إسماعيل المقدم ـ حفظه الله ـ، و قد وقفتُ عليها صباح هذا اليوم ...
و ليس مرادي ترجيح قول على قول، و لكن لبيان أن المسألة تبقى من مسائل الاجتهاد التي لا يشنع على المخالف فيها، و الله أعلم ...
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 01:40]ـ
ارجو حمل الكلام على أحسن المحامل.
ويعلم الله أني لم أقصد العلوان، وإنما كان كلامي رداً على المعروفين بالتساهل، وتتبع زلات العلماء والأخذ بها، و (إفتاء الناس= ما يطلبه المستمعون)!
أما (الاستهتار بفتاوى أهل العلم) فأعوذ بالله مِن ذلك.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا ثبت أن عمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وعطاء، وأبو حنيفة، والبخاري؛ قد أجازوا ذلك فما علينا بعد ذلك فإنهم والله في نظري أحرص مني على تحري الحق، وأتبع مني ومن شيوخي وأن رسخوا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبارك الله في من نقل لنا هذه الفتيا العلمية الرصينة التي تدخل القلب.
إن محاصرة المخالف وإرهابه وتهديده بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإشهار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))، في وجهه لهو إتهام ضمني لخيرة السلف الصالح بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله يا عباد الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 02:49]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7834
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 04:58]ـ
قال العلامة الفقيه الأصولي محمد بن صالح بن عثيمين في " مجالس رمضان ":
[ولايُجزِئُ إخراجُ قيمةِ الطعامِ لأنَّ ذلك خلافُ ما أَمَرَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم. وقد ثبتَ عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قالَ: «مَنْ عَمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ»، وفي روايةٍ: «من أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ»، رواه مسلم. وأصلُه في الصحيحين ومعنى رَدٌّ مردودٌ].
انتهى المقصود!.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 05:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا ثبت أن عمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وعطاء، وأبو حنيفة، والبخاري؛ قد أجازوا ذلك فما علينا بعد ذلك فإنهم والله في نظري أحرص مني على تحري الحق، وأتبع مني ومن شيوخي وأن رسخوا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبارك الله في من نقل لنا هذه الفتيا العلمية الرصينة التي تدخل القلب.
إن محاصرة المخالف وإرهابه وتهديده بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإشهار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))، في وجهه لهو إتهام ضمني لخيرة السلف الصالح بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله يا عباد الله.
نعم اخي اوافقك القول
فليتادب الاحوة الافاضل مع خيرة سلف هده الامة والتشدد في هده المسلة هو ناتج عن ضعف داتي عن تصور المسالة .....
وانقل للاخوة الافاضل قول الشافعي رحمه الله
ان العلماء اتفقوا على ان الله لا يعدب فيما اختلف فيه العلماء
والمقصود بالخلاف هو الخلاف المعتبر فلكل فرقة ادلتها القوية الخاصة بها
اخوكم ابو عبد البر السوسي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 05:31]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 06:35]ـ
ماشاء الله مسألة جميله وردود عليمة مفيده ...
نسأل الله أن ينفع بيكم البلاد والعباد.
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 07:50]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كان أبو حنيفة رحمه اله تعالى قال بجواز الدنانير فهل معنى هذا انه كان يعدل عن السنة لفعل الجائز ويخرج الدنانير؟!!!
فكما قلت لسنا مامورين بفعل الجائز فكما قال اهل العلم أن الجواز محله العادات وليس العبادات ......
ثم لنفترض اننا سلمنا بجواز القيمة -وهذا ما لم يجوزه المشرع ولا ثبت عنه أبداً في حديث صحيح- فيكون إخراج القيمة فرعاً وليس أصلاً؛ إذ الأصل هو الطعام بالإجماع .......
فما هو الحال الآن .........
لقد عدل الناس عن الأصل فمات الاصل ................ كل الناس يخرجون الفطرة مالاً إلا القليل ....
والقاعدة هي: """"""""إذا عاد الفرع على الأصل بالبطلان بطل الفرع """"""""
هذا إن أثبتنا ان إخراج القيمة فرع من زكاة الفطر .......... وهيهات هيهات ...
وتذكروا اننا نتحدث عن جواز إخراج القيمة ... الجواز ... وليس الوجوب!!!!
فهذا لا يغير من أننا مامورين بإخراج الطعام .... واعود وأكرر ... ماهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية وخلفائه الراشدين رضوان الله عليهم؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم كيف يكون الاجتهاد ما كل تلك النصوص الصريحة .......
قال الله تعالى: (يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ....
فهل كتم النبي صلى الله عليه وسلم عنا شيئا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل نسي!!!!!!!!!
وقد حدد نوع الفطرة بالطعام (والسكوت وقت البيان يفيد الحصر) إذ (لا يجوز تاخير البيان عن وقت الحاجة) ...
وتفكروا في هذا الحديث المرفوع " ما علمت امراً من أمور الدنيا يقربكم من الجنة ويبعدكم عن النار إلا وامرتكم به .. وما علمت .......... " فهل نظن بع هذا ان إخراج القيمة من الشرع ويقربنا من الجنة؟!!!
ولم كل هذا الجدل، لم لا نقول سمعنا وأطعنا وحسبنا؟!!!
لم لا نكون ممن قال الله فيهم ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)) ...
لم هذه الفتنة التي تحدث كل عام حول زكاة الفطر فيختلف الرجل وابيه والبنت وامها والاخ واخيه؟؟؟؟ ....... لا ليس التشدد ... لا ليس الجمود كما يظن البعض ولكنه شيئ اخبرنا الله عنه اذكر نفسي وإياكم به ... قال الله تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ........ هل علمنا السبب في كل فتنة؟؟؟؟؟؟؟؟
والله تعالى من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 10:18]ـ
أخي أبا عبدالله الطحاوي
بارك الله فيك
وهل الاختلاف حول هذه المسألة من الفتنة؟!!
ولما هذه اللغة الحادة في مسألة اختلف فيها السلف والخلف؟!!
وما رايك بمن اخذ بالقول الذي قال به ابي حنيفة وغيره
فهل يبدع ويضلل مثلا؟
أخيرا قال العلامة سليمان العلوان:
((هذه المسألة إحدى المسائل الخلافية، وأئمة السلف مختلفون في دفع القيمة في زكاة الفطر.
وترجيح هذا أو ذاك محل اجتهاد فلا يضلل المخالف أو يبدع.
والأصل في الاختلاف في مثل هذه المسألة أنه لا يفسد المودة بين المتنازعين ولا يوغر في صدورهم، فكل منهما محسن ولا تثريب على من انتهى إلى ما سمع.))
ماأجمل وما أحسن كلام العلماء
ـ[هالة]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم
زكاة الفطر عبادة و الأصل في العبادات التوقيف و بالتالي فكيفيتها الأصل فيها التوقيف
و قد ثبتت زكاة الفطر بالطعام فقط فإدخال ما ليس بطعام في هذه العبادة مما يفتقر إلى الدليل
أما مسألة الإنكار في المسائل الخلافية فقد ثبت عن بعض السلف أنّه أنكر في مسائل خلافية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:44]ـ
بارك الله في الإخوة المشاركين وفقهم الله
وينبغي أن يكون هناك تفريق بين المسائل التي يسعنا الخلاف فيها، والمسائل التي لا يسعنا الخلاف فيها.
وكذلك ينبغي أن يفرق في الكلام بين مقام النقاش والحجاج، ومقام النقل والعزو، فالكلام هنا عن عزو الأقوال لأهل العلم، أما الراجح في المسألة فقد أشبعه أهل العلم بحثا قديما وحديثا.
وللشيخ (محمد إسماعيل المقدم) أيضا رسالة في المسألة، وقد رجح قول الجمهور، ولكنه ذكر مثلما ذكر الشيخ العلوان من أنه لا يثرب على الحنفية ومن قال بقولهم؛ لأن المسألة محتملة.
وإذا كان طالب العلم لا يعرف الفرق بين المسائل التي يسوغ فيها الخلاف والمسائل التي لا يسوغ فيها الخلاف، فالسكوت أولى به.
والصحابة أنفسهم قد اختلفوا في هذه المسألة، فليسعنا ما وسعهم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 12:52]ـ
أحسنت شيخنا الحبيب
وللفائدة ينظر هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6546
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله في الإخوة المشاركين وفقهم الله
وينبغي أن يكون هناك تفريق بين المسائل التي يسعنا الخلاف فيها، والمسائل التي لا يسعنا الخلاف فيها.
وكذلك ينبغي أن يفرق في الكلام بين مقام النقاش والحجاج، ومقام النقل والعزو، فالكلام هنا عن عزو الأقوال لأهل العلم، أما الراجح في المسألة فقد أشبعه أهل العلم بحثا قديما وحديثا.
وللشيخ (محمد إسماعيل المقدم) أيضا رسالة في المسألة، وقد رجح قول الجمهور، ولكنه ذكر مثلما ذكر الشيخ العلوان من أنه لا يثرب على الحنفية ومن قال بقولهم؛ لأن المسألة محتملة.
وإذا كان طالب العلم لا يعرف الفرق بين المسائل التي يسوغ فيها الخلاف والمسائل التي لا يسوغ فيها الخلاف، فالسكوت أولى به.
والصحابة أنفسهم قد اختلفوا في هذه المسألة، فليسعنا ما وسعهم.
سبحان الله
دائما نجد أهل العلم الأثبات سلفا وخلفا نبرتهم هادئه وعندهم عذر للمخالف فى المسائل التى تحتمل الخلاف هذا بخلاف حدثاء الأسنان تجد التشنج والتنكيل بالمخالف
أحد الأخوه هداه الله انزل الآيات التى فيها وعيد لمن لم يؤمن بالنبى ورسالته كاكافرين والمنافقين
انزلها على اخوانه المسلمين فى مسئله فقهيه وكذلك حديث أمنا عائشه وفيه الوعيد بأهل البدع والضلال كما لايخفى على احد انزلوه على اصحاب قول فقهى قال به صحابه وتابعون وائمة هدى
والى الله المشتكى
والله انى اخرج الزكاة حبوب لكن لم يعجبنى طرح البعض والتشنج المبالغ فيه
ـ[المسندي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 05:50]ـ
يا إخوة الصحابة رضي الله عنهم قاسوا قياس صحيح وهو طعام بطعام اما من قاس المال بطعام فهذا هو (الرأي) المذموم وفي الحقيقة انا اعتبر اختيار هذا القول في زماننا (زلة) وزكاة الفطر لا بد ان تكون من الطعام وذلك اجماع من الصحابة رضي الله عنهم , (والاجماع هو ما اجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم) كما قال الامام احمد.
والمسألة لا يسعها الخلاف كما قال الشيخ فرج الله عنه فقد قال الامام احمد (عندما قالو له ان عمر بن عبدالعزيز يقو ل باخراجها نقداً):يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون قال فلان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 06:49]ـ
يا إخوة الصحابة رضي الله عنهم قاسوا قياس صحيح وهو طعام بطعام
يا أخي الكريم: الصحابة لم يقيسوا! بل جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصححه الألباني العلامة.
وأما القول بأن هناك خلاف عالي في المسألة! كما ذكر أخونا الشيخ العوضي، فأين هو؟ والشيخ ابن باز نقل - فيما أذكر - عدم الخلاف بين الصحابة الكرام.
ثم أين الطعام وهو الأصل وبه جاءت العمومات، من القيمة التي تعود على النص بالإبطال؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 08:52]ـ
أحسن الله إليكم
الأخ الفاضل (علي الفضلي) وفقه الله
أما أن الحديث صححه الألباني فهذه مسألة أخرى ولا أناقشك فيها الآن، وإنما النقاش في بيان الأصل الذي استند عليه بعض الصحابة عند إخراج نصف صاع من بر، قال معاوية رضي الله عنه: (لا أرى مدين من سمراء الشام إلا تعدل صاعا من غيره)
فحتى لو سلمنا أن الحديث صحيح، فهو لم يبلغ معاوية يقينا، لأنه بنى كلامه على رأي ارتآه، وخالفه فيه أبو سعيد الخدري، وهذا أيضا دليل واضح على أنه لم يبلغه الحديث؛ لأنه لو بلغه لم يسعه مخالفته.
أحسب أن كلامي واضح، ولا يفهم منه أنني أرجح هذا القول، فإني إلى قول الجمهور أميل، ولكن الكلام عن تحرير نسبة الأقوال إلى قائليها، وتحرير مستند الأقوال، فهذه التحريرات مزلة أقدام مع أهميتها في البحث.
فكثيرًا ما يخطئ كبار العلماء - فضلا عن الصغار من أمثالي - في تحرير نسبة القول إلى قائله، ثم يخطئون مرة أخرى في بيان مستند هذا القول، فينتج من ذلك تناقضات وتهورات وإطلاقات ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا كثير فاش عند مدعي الاجتهاد من المتأخرين.
الأخ الفاضل (المسندي)
هذا التفريق - بارك الله فيك - غير سديد؛ وأنت تسلم أن الصحابة قاسوا، ولكنك تقول: إنهم قاسوا طعاما على طعام، قياسا صحيحا، بخلاف قياس المال على الطعام فقياس فاسد.
وهذا الكلام غير صحيح يا أخي الفاضل؛ لماذا؟
لأن المستند الذي استند إليه معاوية ومن وافقه من الصحابة إنما هو (العَدْل) و (التساوي)؛ (مدان من سمراء الشام = صاعا من غيره) فالعلة هنا هي المساواة وليست الطعام، لماذا؟
لأن العاقل يعرف أن صاع الأرز يشبع آكلَه أكثر من نصف صاع من القمح، فلو كانت العلة هي أن هذا طعام وهذا طعام لكان المناط هو مقدار ما يؤكل، بخلاف ما جاء عن معاوية، فإنه ظاهر جدا في أنه يريد المساواة في القيمة.
وحتى لو سلمنا تنزلا يا أخي الكريم بأن هذا قياس فاسد، فالمسألة لا تخرج عن كونها اجتهادية، فأنت تراه قياسا فاسدا، وهم يرونه قياسا صحيحا، ولكل منكما سلفه، فلا يثرب عليه.
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 01:38]ـ
هل كتاب الشيخ المقدم موجود على الشبكة؟
و جزاكم الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 02:08]ـ
الرسالة بصوت وتعليق الشيخ حفظه الله.
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=140963
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=1028
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33414
ـ[محب المؤمنين]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 04:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أقول في البداية أنني استفدت كثيراً من هذا المنتدى ومن المواضيع التي تطرح والتي يكون بها غالباً فوائد جمة ...
وأما في هذا الموضوع أود أن أقول لبعض الأخوة؛ لماذا التعصب في هذه المسأله لعالم دون آخر!؟ أليست هذه مسأله فقيه اختلف فيها كثير من العلماء؟؟ إذن لماذا يجرّح بعض الأخوة على بعض ببعض التلميحات؟!
وكأن البعض يمجد العالم الذي يتبعه ولا يأخذ إلا بقوله حتى ولو كان قوله يحتمل الخطأ!
فلنتق الله أحبتي في الله في مثل هذه الأمور
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 03:10]ـ
اتفق الصحابة انها من الطعام كما ورد به النص ولم يخرج احد منهم القيمة ومن قال ان احد ا منهم اخرج القبمة
فلياتنا بالدليل ونكون شاكرين له بذل الجهد في الاتيان بذلك واما من بعدهم فثبت الخلاف
وهنامسالة اصولية ذكرها بعض أهل العلم وهي الخلاف في شأن الإجماع بعد عصر الصحابة
فقال حيث وقع بينهم شيء من الخلاف في شأن الإجماع بعد عصر الصحابة من حيث إمكان وقوعه أو درجة حجيته-
إلا أنهم مجمعون فيما أعلم على أن إجماع الصحابة حجة قاطعة وأنه إذا ثبت إجماعهم في مسألة لم يجز لمن بعدهم أن يخالف قولهم،قال الشوكاني في إرشاد الفحول: ((إجماع الصحابة حجة بلا خلاف)).
بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن الصحابة إذا اختلفوا في مسألة على قولين لم يجز إحداث رأي ثالث فيها لأن هذا كالإجماع منهم على أنه ليس ثمة قول ثالث في المسألة،وكذلك قال بعض أهل العلم إن الصحابة إذا اختلفوا في مسألة على قولين أو أكثر لم يكن لمن بعدهم أن يجمعوا على أحد هذه الأقوال لأن اختلاف الصحابة في المسألة هو كالإجماع على أنه ليس ثمة اتفاق في المسألة. هذا والله أعلم
والله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 04:13]ـ
(أجمعوا على أن إجماع الصحابة حجة)
من هؤلاء الذين أجمعوا؟! إن كانوا هم الصحابة، فهو استدلال بالشيء على نفسه، وهو باطل بالاتفاق، وإن كان غيرهم فهو أولى بالرد؛ لأنه استدلال بمختلف فيه على متفق عليه.
والقول بأن إجماع الصحابة حجة فقط دون غيرهم قول واضح الفساد، وما من اعتراض يرد على إبطال إجماع غيرهم إلا وهو وارد أو أشد منه على حجية إجماع الصحابة.
وهل تعلم يا أخي حقيقة هذا الإجماع الذي تقوله؟!
إنه يسمى بالإجماع التلفيقي، أي الإجماع المبني على استنباط الجزء المشترك من أقوالهم، وحجية هذا الإجماع محل نقاش أصلا!
ثم إن هذا الإجماع أصلا غير مسلم؛ لأنهم لم يصرحوا بهذا الأمر، بل تصريحهم بخلافه، ولا يشترط أن يصرحوا بالمال، وإنما يكفي أن يصرحوا بالقيمة، وقد بينت هذا بيانا واضحا في المشاركة (30).
ويا ليتك تنقل لنا مَن مِن أهل العلم الذين هم من أهل الاستقراء نقل هذا الإجماع الذي تقوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 06:26]ـ
الاخ الكريم أبو مالك العوضي
قلت من هؤلاء الذين أجمعوا؟! إن كانوا هم الصحابة، فهو استدلال بالشيء على نفسه، وهو باطل بالاتفاق،
اقول باني لم اقل ان الصحابة اجمعوا على ان اجماعهم حجة فهذا فهمك
وانما قلت اهل العلم ومنهم الشوكاني
،قال الشوكاني في إرشاد الفحول: ((إجماع الصحابة حجة بلا خلاف)).
وقلت القول بأن إجماع الصحابة حجة فقط دون غيرهم قول واضح الفساد
،ولم اقل انه لايصح اجماع بعد الصحابة وهات ذلك من كلامي
وقلت ولا يشترط أن يصرحوا بالمال، وإنما يكفي أن يصرحوا بالقيمة،
اقول اين صرحوا بدفع ثمنها هات نصا واحدا فهاهي كتب الاثار بين يديك
ثم ماهذاالازدراء للاخرين حيث لم تذكر اسم الشخص الذي ترد عليه
اهكذا ردود طلبة العلم على بعضهم
غفرالله لي ولك
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 06:54]ـ
الله المستعان
مادام أن المسألة خلافية ومن قال بأحد الأقوال فيها فله سلف في ذلك
فلماذا هذا التشنج من البعض هداهم الله؟!
ينبغي علينا أن نوسع مداركنا قليلاً وأن لا نتكلم في مسألة خلافية إلا بعد أن نُحيط علماً بها
وبالأقوال فيها ونتصورها كامل التصور لأن الحكم على المسألة فرعٌ عن تصورها
أما أن يأتي كل واحد ويُدلي بدلوه ويُبدع ويُحجر في مسألة يَسوغ فيها الخلاف فهذا مما لا ينبغي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 07:00]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم (أبا محمد الغامدي)
لم أقصد ازدراءك يا أخي الفاضل، وطريقتي في الردود ألا ألتزم ذكر اسم من أناقشه، ولم يكن في السياق ما يشكل.
وعلى أي حال، أعتذر إليك إن كان في كلامي ما يسوءك.
وأنصحك أن تبتعد عن كلام الشوكاني خصوصا في مسائل الإجماع، فخلطه فيها قبيحٌ جدا، ولعله تأثر بالاضطهاد الذي لاقاه في اليمن من الزيدية وغيرهم من المقلدة، فهو معذور إن شاء الله.
وأما التصريح بالقيمة فقد بينته بيانا واضحا في المشاركة (30)، وحكاية الإجماع يا أخي الفاضل لا بد أن تصدر من أئمة الاستقراء.
ثم إنك تسلم بأن الخلاف موجود في عهد التابعين ومن بعدهم، كالحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم، أفترى يا أخي الفاضل أن كل هؤلاء خفي عليهم إجماع الصحابة؟! ولا سيما في مسألة مشهورة، تتكرر في كل عام، ويحتاج إليها جميع المسلمين؟!
ومن المعروف عن هؤلاء الأئمة وأمثالهم أنهم لا يقولون قولا لم يسبقوا إليه، بل كانوا معروفين بشدة تحريهم واتباعهم لآثار من سلف.
وليس المراد أنهم معصومون من الخطأ، ولكن المراد بيان أن مثل هذا الإجماع لا يمكن أن يثبت مع هذه القرائن الواضحة التي تخالفه.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال أبو مالك العوضي: ((وأنصحك أن تبتعد عن كلام الشوكاني خصوصا في مسائل الإجماع، فخلطه فيها قبيحٌ جدا، ولعله تأثر بالاضطهاد الذي لاقاه في اليمن من الزيدية وغيرهم من المقلدة))،
أعتب عليك يا أبا مالك وأنت من أهل الأدب -ممن لا يعجزهم تخير الكلمات الطيبات- أن تستخدم لفظ (فخلطه فيها قبيح جدا)) مع إمام جليل، فمثل هذا اللفظ لو صدر من أئمة كبار لكان وقعه مؤلما على أحباب الشوكاني، فما بالك أن يصدر من (ابن لبون لم يستطع صولة البزل القناعيس).
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال أبو مالك العوضي: ((وأنصحك أن تبتعد عن كلام الشوكاني خصوصا في مسائل الإجماع، فخلطه فيها قبيحٌ جدا، ولعله تأثر بالاضطهاد الذي لاقاه في اليمن من الزيدية وغيرهم من المقلدة))،
أعتب عليك يا أبا مالك وأنت من أهل الأدب -ممن لا يعجزهم تخير الكلمات الطيبات- أن تستخدم لفظ (فخلطه فيها قبيح جدا)) مع إمام جليل، فمثل هذا اللفظ لو صدر من أئمة كبار لكان وقعه مؤلما على أحباب الشوكاني، فما بالك أن يصدر من (ابن لبون لم يستطع صولة البزل القناعيس).
ألم يمكن الاستغناء عن خاتمة الكلام!
ألا يلحقك العتب أيضاً في مخاطبة أخيك بمثل هذا!
إن قلتَ: هو وصفٌ لا أقصد به القدح
فيقال مثله في كلام أبي مالك عن الشوكاني
ـ[البريك]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 12:41]ـ
السلام عليكم .. من خلال مناقشات الإخوة الأفاضل أصلحهم الله تبن لي: أن هناك فرقا كبيرا بين كلام العلماء وبين كلام غيرهم ..
وان كثيرا ممن تكلم كان دافعه الانتصار لمذهب أو شيخ .. وأن رائحة الفقه تزكم أنوف البعض ..
المسألة فقهية .. والقائل فيها يلزمة الخبرة في الفقه وأدلته .. مع ما اتفق عليه العلماء في كيفية توظيف الأدلة توظيفا علميا يحقق مقاصد الشارع وليش مقاصد الأشخاص ..
اللهم فقهنا في ديننا وعلم جهلنا.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 01:34]ـ
الله المستعان
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 03:02]ـ
أخي أبا عثمان السلفي لم أفهم كلامك! لم تقصد العلوان في ماذا؟ وأين كلامك الذي رددت به؟ وصاحب الرد هنا هو أبو عبدالله الطحاوي!!!!!!! (مشاركة رقم 15)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 04:28]ـ
أخي أبا عثمان السلفي لم أفهم كلامك! لم تقصد العلوان في ماذا؟ وأين كلامك الذي رددت به؟ وصاحب الرد هنا هو أبو عبدالله الطحاوي!!!!!!! (مشاركة رقم 15)
بارك الله فيك
كانت له مشاركةٌ برقم (13) ثم قام بحذفها أحد المشرفين الفضلاء لما رأى فيها من الغمز في القائلين
بالجواز
ـ[الباجي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 05:08]ـ
وفقكم الله.
في أكثر من مرة بمكة المكرمة رأيت الناس تشتري الأرز من المحلات جاهزًا في أكياس بما يعادل قدر الفطرة ... ويعطونه لمن يدعي استحقاق الفطرة قريبًا من محل البقالة ... ثم يقوم أغلب الآخذين ببيع الأرز لصاحب البقالة مرة أخرى بأقل من سعر البيع بريال أو أكثر ... ماذا يعني هذا لو تكرم الأخوة الأفاضل؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:29]ـ
وفقكم الله.
في أكثر من مرة بمكة المكرمة رأيت الناس تشتري الأرز من المحلات جاهزًا في أكياس بما يعادل قدر الفطرة ... ويعطونه لمن يدعي استحقاق الفطرة قريبًا من محل البقالة ... ثم يقوم أغلب الآخذين ببيع الأرز لصاحب البقالة مرة أخرى بأقل من سعر البيع بريال أو أكثر ... ماذا يعني هذا لو تكرم الأخوة الأفاضل؟
أخي الباجي: أيا كان المعنى، فالأصل الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثبت عنده النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز له ترك قول النبي صلى الله عليه وسلم لقول أي كان.
قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 06:43]ـ
وفقكم الله.
في أكثر من مرة بمكة المكرمة رأيت الناس تشتري الأرز من المحلات جاهزًا في أكياس بما يعادل قدر الفطرة ... ويعطونه لمن يدعي استحقاق الفطرة قريبًا من محل البقالة ... ثم يقوم أغلب الآخذين ببيع الأرز لصاحب البقالة مرة أخرى بأقل من سعر البيع بريال أو أكثر ... ماذا يعني هذا لو تكرم الأخوة الأفاضل؟
الشيخ الفاضل الباجي وفقه الله ونفع به
الإشكال في نظري أنَّ الناسَ اعتادوا على إخراج زكاة الفطر -عندنا- من الأرز، لتوفره وقلة قيمته
وجريان العادة على إخراجه، ولو أنهم نوَّعوا فأخرجوا من الأصناف الواردة وغيرها مما يقتات لما لجأ
الفقير لبيع ما عنده
أمرٌ آخر:
تحرِّي الفقير الذي تبرأ الذمة بإعطائه لابدَّ منه، ويكفي في هذا غلبة الظن كما قال أهل العلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعتب عليك يا أبا مالك وأنت من أهل الأدب -ممن لا يعجزهم تخير الكلمات الطيبات- أن تستخدم لفظ (فخلطه فيها قبيح جدا)) مع إمام جليل، فمثل هذا اللفظ لو صدر من أئمة كبار لكان وقعه مؤلما على أحباب الشوكاني، فما بالك أن يصدر من (ابن لبون لم يستطع صولة البزل القناعيس).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أكرمك الله يا شيخنا الفاضل، وأين أنا من الشوكاني أو من هو أقل منه؟!
إنما قصدي أن أهل العلم هم الذين بينوا ذلك، لا أنا.
ولعلك نسيت مناقشاتنا في نحو هذه المسألة سابقا، فالذي أذكره أنك وافقتني في التعجب من موقف الشوكاني.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 07:31]ـ
لست أرى في كلام الشوكاني خلطاً ولا هم يحزنون ....
فلو بين لنا حبيبنا أبو مالك لكنا له من الشاكرين ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 09:57]ـ
اخي ابو مالك العوضي وفقه الله
تقول وعلى أي حال، أعتذر إليك إن كان في كلامي ما يسوءك.
اقول لقد قبلت عذرك غفر الله لي ولك
واعود فاقول لقد رجعت الى كتب الاصول ووجدت ان قول الشوكاني لاغبارعليه كما قال اخونا ابوفهرالسلفي وفقه الله
فالعلماء اتفقوا على حجية اجماع الصحابة رضي الله عنهم واختلفوا في اجماع من بعدهم واذا كان مثل الامام مالك يحتج بعمل اهل المدينة والذبن فيهم بعض الصحابة وليس كل الصحابة رضي الله عنهم فكيف باجماعهم كلهم وقد اجمعوا على امور كثيرة مثاله خلافة الصديق رضي الله عنه
عن كعب بن عاصم الأشعري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة
- خلاصة الدرجة: حسن بجموع الطرق - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1331
واولى الناس بالدخول في هذا النص الصحابة رضي الله عنهم
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[هالة]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 12:04]ـ
قال أبو إسحاق السبيعي - وهو أحد أئمة التابعين -:" أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام "، رواه ابن أبي شيبة في المصنف.
لو يتفضل علينا أحد الإخوة بتبيين درجة هذا الأثر؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 12:40]ـ
لو يتفضل علينا أحد الإخوة بتبيين درجة هذا الأثر؟
السند رجاله ثقات غير أن زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الإختلاط كما نص على ذلك ابن معين في ترجمة زهير
وقد يرى الأخوة أن هذا غير مؤثر لأنه يروي ما رآه رأي العين
وقد يرى بعضهم أن هذا مؤثر لأن الإختلاط ضرب من ضروب الخرف بحيث يصبح المختلط يتصور أموراً لا حقيقة لها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 02:08]ـ
الأخ الفاضل (أبو محمد الغامدي)
هل ظننتي أقصد أن الشوكاني أخطأ في أن إجماع الصحابة حجة؟!
هذا لا نقاش فيه يا أخي الكريم، ثم هو معروف مشهور من قبل الشوكاني، فلماذا نخصه به؟!
وإنما أقصد أن تحرير بعض مسائل الإجماع عند الشوكاني فيه إشكال، فمثلا: يُجوّز الشوكاني أن (تجتمع الأمة على ضلالة) كما نص على ذلك في أدب الطلب، وهذا لم يقل به أحد مطلقا، حتى الذين أنكروا حجية الإجماع.
وكذلك يرى الشوكاني أن (الإجماع لو ثبت أنه حق فلا دليل على وجوب قبوله)!! ولا أدري في الواقع إذا لم يجب قبول الحق، فما الذي يجب قبوله؟!
ولو استعملتَ طريقة الشوكاني يا أخي الحبيب في مسائل الإجماع، فلن تستطيع أن تقول بالإجماع في هذه المسألة؛ لأن الشوكاني من أصعب العلماء طريقا في إثبات مسائل الإجماع.
ومما يدل على بطلان هذا الإجماع المدعَى أنني قد أقول: أجمع الصحابة أن صدقة الفطر لا تخرج لحما، وأجمعوا أنها لا تخرج (مكرونة)، وأجمعوا أنها لا تخرج (لانشون)، ولا يستطيع أحد أن يطعن في هذه الإجماعات، وهذه أطعمة بلا نزاع.
فثبت يقينا أن ادعاء إجماع الصحابة أن صدقة الفطر لا تخرج إلا طعاما ادعاء باطل.
وأحب أن أكرر أنني لا أقول بجواز إخراج الفطرة نقدا، ولكن المقصود أنه لا يمكن أن يثبت إجماع الصحابة في المسألة.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 02:14]ـ
حكم إخراج زكاة الفطر نقدا
السؤال:
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بدلاً عن الطعام؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول:
الأصل في زكاة الفطر أنه يجب إخراجها من الطعام فقد فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً. ذلك في عدة أحاديث منها ما رواه البخاري (1503)، ومسلم (984) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير". ومن ذلك أيضاً ما أخرجه البخاري (1506) ومسلم (985) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:"كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام، أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب". لذلك اختلف أهل العلم في إخراج زكاة الفطر نقداً على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه لا يجوز إخراجها نقداً، وهذا مذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة.
القول الثاني: أنه يجوز إخراجها نقداً، وهذا مذهب الحنفية، ووجه في مذهب الشافعي، ورواية في مذهب أحمد.
القول الثالث: أنه يجوز إخراجها نقداً إذا اقتضت ذلك حاجة أو مصلحة، وهذا قول في مذهب الإمام أحمد، اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
وقد استدل كل فريق من هؤلاء بأدلة. فأما من منع إخراج زكاة الفطر نقداً فاستدل بظاهر الأحاديث التي فيها الأمر بإخراج زكاة الفطر من الطعام.
وأما من قال بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، فقال إن المقصود منها إغناء الفقير يوم العيد، وحصول الإغناء بالنقود قد يكون أبلغ.
وأما من ذهب إلى الجواز عند الحاجة أو المصلحة فقالوا: إن الأصل إخراج زكاة الفطر طعاماً، لكن يمكن أن يخرج عن هذا الأصل إذا كان في إخراجها نقداً مصلحة أو دفع حاجة. واستدلوا لذلك بعدة شواهد منها ما رواه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم من أن معاذ بن جبل t قال لأهل اليمن حين بعثه رسول الله r إليهم: ((ائتوني بعرض ثياب خميس، أو لبيس في الصدقة مكان الشعير، والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي r بالمدينة)). ومما يلتحق بالمصلحة والحاجة المجيزة لإخراج النقد مكان الطعام في زكاة الفطر، إذا كان يترتب على إخراجها طعاماً مشقة، فالمشقة منتفية في هذه الشريعة. وهذا القول وهو جواز إخراج زكاة الفطر نقداً عند الحاجة أو المصلحة أقرب هذه الأقوال إلى الصواب؛ لما فيه من الجمع بين الأدلة، وتحقيق المصلحة ودفع المشقة، والله أعلم.
أخوكم/ د. خالد المصلح
28/ 9/1428هـ
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1254.shtml
ـ[مراد بن صالح]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 02:54]ـ
الظاهر أن نسب جواز إخراج زكاة الفطر قيمة لشيخ الإسلام فيه تجوّز، والشيخ خالد المصلح نجله؛ لكن نرى في مقاله خلط بين زكاة الفطر وكاة المال، وفي هذا الرابط لعلك تجد شيئا من الكلام في هذا
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=2351
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 04:13]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الحمادي على التوضيح وأعتذر للأخ أبي عثمان السلفي.
وتقبل الله منا جميعا صالح الأعمال.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 05:30]ـ
الظاهر أن نسب جواز إخراج زكاة الفطر قيمة لشيخ الإسلام فيه تجوّز.
قال البرهان ابن القيم في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهما الله – (ص 138):
70 – وأنه يجوز إخراج القيمة في زكاة المال وزكاة الفطر إذا كان أنفع للمساكين [ .... ] يجوز إخراج القيمة مطلقاً.
وراجع ما ذكره المحقق في الحاشية مشكوراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 06:28]ـ
نسأل من يتشدد في منعها نقدا البتة .. وينكر على من يفعله أشد النكير
ماذا لو ثبت لكم أن الفقير لا ينتفع بالطعام أو لايريده أصلا .. فهل نجبره على أخذ كيلوات الرز قسرا؟!
والأمر فيه سعة جدا .. وليست هذه المسألة كالمعازف مثلا ..
ودليل القائلين بالجواز -خصوصا مع التقييد بالحاجة- .. أقوى حجيةً لدى أي منصف متجرد .. وذلك القول أحوط
وأما كونها شعيرة ظاهرة .. فلا يلزم منه الوجوب .. لأن الجواز .. لا يعني إلغاء الأصل وهو الطعام
والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 08:51]ـ
نسأل من يتشدد في منعها نقدا البتة .. وينكر على من يفعله أشد النكير
ماذا لو ثبت لكم أن الفقير لا ينتفع بالطعام أو لايريده أصلا .. فهل نجبره على أخذ كيلوات الرز قسرا؟!
والأمر فيه سعة جدا .. وليست هذه المسألة كالمعازف مثلا ..
ودليل القائلين بالجواز -خصوصا مع التقييد بالحاجة- .. أقوى حجيةً لدى أي منصف متجرد .. وذلك القول أحوط
وأما كونها شعيرة ظاهرة .. فلا يلزم منه الوجوب .. لأن الجواز .. لا يعني إلغاء الأصل وهو الطعام
والله أعلم
غفر الله لك.
ماذا لو كنت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لنا ولك!: إن فرض زكاة الفطر عليكم طعاما، وقلت أنت للنبي ما قلت!، فما هو ظنك أن النبي صلى الله عليه وسلم قائل لك، ولمن قال بقولك؟
إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 09:14]ـ
هذه ليست حجة ..
فالنبي لو طلب مني النبي صلى الله عليه وسلم أن ألحس أسفل نعله لفعلت ذلك بكل حب .. حتى لو كان على سبيل الندب
ولا داعي لهذه الإلزامات .. غفر الله لي ولك ..
وإلا فوجّه سؤالك هذا للعلامة العلوان مثلا .. وممن سبقه من الكبار .. كشيخ الإسلام مثلا .. وقبله من السلف
والسلام عليكم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 10:04]ـ
القول بأنه يجوز إخراجها نقداً إذا كان ذلك أنفع للمساكين
يرد عليه أن المال أنفع للمساكين من الطعام مطلقاً وذلك لأنه بالمال بإمكانه أن يشتري طعاماً أو غيره
فلو كان هذا المقصود لتم إخراج الزكاة نقداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
والفقراء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد يوجد من ينتفع بالمال أكثر من الطعام
وأثر (ائتوني بعرض ثياب خميس، أو لبيس في الصدقة مكان الشعير، والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي r بالمدينة)
أثر ضعيف أعله الدارقطني بالإرسال في سننه (2/ 100) قائلاً ((هذا مرسل طاوس لم يدرك معاذاً))
وقد ذكر المفتي أن مذهب عطاء جواز اخراجها نقداً
والذي وجدته في مصنف ابن أبي شيبة (وهو عمدة المفتي) خلاف ذلك
ففيه حدثنا أبو بكر عن عمر عن ابن جريج عن عطاء أنه كره أن يعطي في صدقة الفطر ورقا))
وفي المسائل الفقهية يجوز للطالب أن يلزم مخالفه بما شاء مهما كانت مكانته العلمية
ولا يقال له ((أتلزم فلاناً)) أو ((اذهب وألزم فلاناً)) أو نحوه
وأحب أنبه على خطأ يقع كثيراً من الأخوة في المنتديات وهو تعبيرهم عن المسائل التي يسوغ فيها الخلاف بقولهم ((هي خلافية))
والواقع أن لفظة (خلافية) تشمل كل مسألة وقع فيها الخلاف سواءً كان معتبراً أو غير ذلك
والصواب التعبير بلفظة (اجتهادية)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 11:40]ـ
قال البرهان ابن القيم في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهما الله – (ص 138):
70 – وأنه يجوز إخراج القيمة في زكاة المال وزكاة الفطر إذا كان أنفع للمساكين [ .... ] يجوز إخراج القيمة مطلقاً.
وراجع ما ذكره المحقق في الحاشية مشكوراً
أخي الكريم أبو فهر السلفي وفقك الله
ليس ما تذكر ضمن اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية، وإنما الذي في الاختيارات كما في نسختي:
وأنه يجوز إخراج القيمة مطلقا اهـ.
نعم أوافقك على أن هذا يفهم من كلام الشيخ رحمه الله وغفر له، لكن الإيهام بأن الشيخ صرح بذلك وقال: وأنه يجوز إخراج القيمة في الزكاة وزكاة الفطر إذا كان أنفع للمساكين، ليس مناسبا، وفقك الله.
وكان الأولى أن تأتي بكلام الشيخ على وجهه، ثم تبين ما يفهم منه.
شكر الله لك وبارك فيك.
ولعلك نقلت ذلك، دون مراجعة الاختيارات.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 11:59]ـ
أخي الكريم أبو فهر السلفي وفقك الله
ليس ما تذكر ضمن اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية، وإنما الذي في الاختيارات كما في نسختي:
وأنه يجوز إخراج القيمة مطلقا اهـ.
نعم أوافقك على أن هذا يفهم من كلام الشيخ رحمه الله وغفر له، لكن الإيهام بأن الشيخ صرح بذلك وقال: وأنه يجوز إخراج القيمة في الزكاة وزكاة الفطر إذا كان أنفع للمساكين، ليس مناسبا، وفقك الله.
وكان الأولى أن تأتي بكلام الشيخ على وجهه، ثم تبين ما يفهم منه.
شكر الله لك وبارك فيك.
ولعلك نقلت ذلك، دون مراجعة الاختيارات.
بارك الله فيكم وشكر للجميع هذه المذاكرة
نقل أخينا الشيخ أبي فهر عن الاختيارات التي جمعها البرهان ابن القيم وليس عن الاختيارات المشهورة التي جمعها ابن اللحام البعلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 12:31]ـ
غفر الله لك.
ماذا لو كنت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لنا ولك!: إن فرض زكاة الفطر عليكم طعام، وقلت أنت للنبي ما قلت!، فما هو ظنك أن النبي صلى الله عليه وسلم قائل لك، ولمن قال بقولك؟
إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
هذه الألف في كلامي السابق زادت سهوا فلزم التصحيح.
أخي المكرم: كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولوازمه تلزمك ومن ذكرت وسائر العالمين.
أما قولك:
فالنبي لو طلب مني النبي صلى الله عليه وسلم أن ألحس أسفل نعله لفعلت ذلك بكل حب .. حتى لو كان على سبيل الندب.
النبي صلى الله عليه وسلم طلب منك ما هو دون هذا!: طلب منك أن تخرج الفطرة طعاما!
وأقول لك كما قال أبو هريرة - رضي الله عنه - لابن عباس - رضي الله عنهما -: [يا ابن أخي إذا حدثتك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تضرب له الأمثال!].
ثم أين مصلحة دينار أو خمسة تعطى لفقير مقابل المحافظة على أمر نبوي وواجب نبوي لم يثبت أن صحابيا واحدا خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!
والله الهادي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 01:20]ـ
الاخ ابومالك وفقه الله
قلت فمثلا: يُجوّز الشوكاني أن (تجتمع الأمة على ضلالة؟؟؟؟
اقول هل يُجوّز ان تجتمع طائفة من الامة؟؟ او كل الامة؟؟ وهل يُجوّز ذلك عقلا اوشرعا؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 02:26]ـ
ثم أين مصلحة دينار أو خمسة تعطى لفقير مقابل المحافظة على أمر نبوي وواجب نبوي لم يثبت أن صحابيا واحدا خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!
والله الهادي.
ما زال الاخوة الافاضل يتحدثون عن مصلحة الفقير فقط!!!!
وتناسوا مصلحتهم هم، مع انها الأَولى وهي المقدمة على مصلحة الفقير، ولنرجع للهدف من زكاة الفطر كما في الحديث ((((((((طهرة للصائم وطعمة للمساكين))))))))
فمصلحة الصائم اولاً وهي التطهير ولا يكون إلا بالاتباع وعدم المخالفة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون التطهير تمام التبيين وأوضحه واتمه واكمله .... فليس بعد التمام إلا النقصان.
واثر معاذ رضي الله عنه عند البخاري رحمه الله كما ذكر الاخ ليس بصحيح، فليس معنى ان البخاري قد ذكره بصيغة الجزم انه صحيح، بل المقصود انه صحيح إلى من علق إليه الحديث وهو طاووس، أما طاووس فبينه وبين معاذ مفاوز تنقطع فيها اعناق المطيّ كما قال الحافظ في الفتح.
ثم لهؤلاء الذين يقولون أن إغناء الفقير مطلوب في يوم العيد وحديثه ليس بصحيح، وان الإغناء لا يكون بالطعام إنما يكون بالمال؛ فعلى فرض صحة الحديث أقول: هل الغنى بالتملك ام بالانتفاع؟
فالبخيل يكون غنياً ومع ذلك لا ينتفع بماله لبخله ومع هذا فهو غنى لمجرد تملكه للمال ... فكذلك الفقير الذي تتجمع عند الزكوات من الارز والمكرونة وكل اصناف الطعام، فهو غني بالتملك ..
ويعلم الله تعالى أني ما توقفت عن المشاركة طيلة هذه المدة إلا لأني وجدت ان ردودي لن تكون دفاعاً عن الدين وإنما سيكون لنفسي منها حظاً، اما الآن فلا ....... والله من وراء القصد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 03:17]ـ
فائدة من اعلام الموقعين للامام ابن القيم رحمه الله
فصل في تحريم الإفتاء والحكم في دين الله بما يخالف النصوص , وسقوط الاجتهاد والتقليد عند ظهور النص , وذكر إجماع العلماء على ذلك. [الدلائل على أن النص لا اجتهاد معه]
قال الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم} وقال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} وقال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} وقال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} وقال
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى: {إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين} وقال تعالى: {له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا} وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} فأكد هذا التأكيد وكرر هذا التقرير في موضع واحد لعظم مفسدة الحكم بغير ما أنزله , وعموم مضرته , وبلية الأمة به , وقال: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} وأنكر تعالى على من حاج في دينه بما ليس له به علم فقال: [ص: 200] {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون في ما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ونهى أن يقول أحد هذا حلال وهذا حرام لما لم يحرمه الله ورسوله نصا , وأخبر أن فاعل ذلك مفتر على الله الكذب , فقال: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم} والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وأما السنة ففي الصحيحين من حديث ابن عباس {أن هلال بن أمية قذف امرأته شريك بن سحماء عند النبي صلى الله عليه وسلم , فذكر حديث اللعان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: أبصروها ; فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء , وإن جاءت به كذا وكذا فهو لهلال بن أمية فجاءت به على النعت المكروه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن} يريد - والله ورسوله أعلم - بكتاب الله قوله تعالى {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله} ويريد بالشأن - والله أعلم - أنه كان يحدها لمشابهة ولدها للرجل الذي رميت به , ولكن كتاب الله فصل الحكومة , وأسقط كل قول وراءه , ولم يبق للاجتهاد بعده موقع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 04:57]ـ
الحمد لله .. وبعد
لو حرّمت تأديتها طعاما .. أو فضّلت ذلك ..
فقل لي ما قلت
لكن موضع النزاع: الجواز من عدمه
والله الموفق
ـ[الباجي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 06:59]ـ
أخي الباجي: أيا كان المعنى، فالأصل الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثبت عنده النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز له ترك قول النبي صلى الله عليه وسلم لقول أي كان.
قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.
وفقك الله.
المشكلة - رعاك الله - في فهم مراد الرسول الكريم (ص) وتحقيقه ... أما ترك قوله (ص) - فداه نفسي وأبي وأمي (ص) - فمقام نعوذ بالله منه صباح مساء ... ونبرأ إلى الله ممن يتورط فيه.
ومن ذهب مذهب اعطاء النقود في زكاة الفطر اتبع أئمة شهروا بالاتباع للآثار المصطفوية ... وحسن الفهم عن الله ورسوله (ص) ... ولم يتبعوا أيًا كان سلّمك الله.
ـ[الباجي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 07:19]ـ
وفقك الله وبارك فيك.
... ... ...
الإشكال في نظري أنَّ الناسَ اعتادوا على إخراج زكاة الفطر -عندنا- من الأرز، لتوفره وقلة قيمته
وجريان العادة على إخراجه، ولو أنهم نوَّعوا فأخرجوا من الأصناف الواردة وغيرها مما يقتات لما لجأ
الفقير لبيع ما عنده
أمرٌ آخر:
تحرِّي الفقير الذي تبرأ الذمة بإعطائه لابدَّ منه، ويكفي في هذا غلبة الظن كما قال أهل العلم
ولكن هذا لم يكن ... ولو افترضنا أنهم نوعوا ... فمن تُصدق عليه بكذا كيلو من التمر أو الحنطة أو حتى اللحم و غير ذلك ... ماذا يصنع بها اليوم؟ الفقير اليوم توسعت حاجته ... والضروريات ليست مقتصرة على القوت فقط ... المسكن ضرورة ... والمركب ضرورة ... والغسالة ضرورة ... والثلاجة ضرورة ... ولعل المتزوجين يدركون ذلك جيدًا دون غيرهم ... فمن كان لا يملك غسالة ما حاله في العيد ... هل تظنون الحرمة المصونة تتركه يتهنأ به؟ وربما أضحت البيبسي كولا يومًا ضرورة وقانا الله شرها وضررها ... فالناس يعانون من عسر الهضم بسبب التخمة ... (ابتسامة عيد) ... لقد سمعت بزيجات أوشكت على الفراق بسبب عدم حصول السيدة المحترمة على جوال مثل بقية بنات جنسها ... والقصد أن مفهوم الإغناء توسع اليوم عن زمن البركة والقناعة أمسِ ...
وليس في اعطاء المال مخالفة صريحة أصلا ... غاية الأمر أنه نوع من التوسع في تطبيق الأمر النبوي ... فمن وجد أهل القناعة ممن يحسنون الاستفادة من الطعام بأنواعه فليعطهم ذلك ... ومن كان لا يصلح معهم ذلك فليؤدوا لهم المال المقدر ... ففي الأمر سعة - فيما أحسب - وما أراه يحتمل كل هذا الخصام الذي يحدث كل سنة ... والله الموفق لا إله غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 12:14]ـ
اخي الباجي وفقك الله تقول وليس في اعطاء المال مخالفة صريحة أصلا
اقول كيف والنص ((عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير"))
مامعننى الفرض هنا هل هو المستحب اوالمباح؟؟
قال بعض العلماء في شرح الاربعين النووية
فقوله -عليه الصلاة والسلام- هنا: إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها يعني: ما أوجبه الله -جلا وعلا- في القران، فما ثبت في القرآن وجوبه، فيسمى فرض بهذا الحديث؛ ولهذا ذهب جماعة من أهل العلم، منهم الإمام أحمد على أن الفرض أعظم من الواجب من جهة أن ما أوجب الله -جل وعلا -يقال له فرض، وما دلت السنة على وجوبه يقال له: واجب إلا إذا أتى بصيغة الفرض، ففرق أحمد وجماعة من أهل العلم بين الفرض والواجب من جهة الدليل، لا من جهة المرتبة.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 10:03]ـ
المشاركة الأصلية كتبها الحمادي: ((ألم يمكن الاستغناء عن خاتمة الكلام! ألا يلحقك العتب أيضاً في مخاطبة أخيك بمثل هذا! إن قلتَ: هو وصفٌ لا أقصد به القدح، فيقال مثله في كلام أبي مالك عن الشوكاني)).اهـ.
قصدي أخي الحمادي أن يراعي الأخوة الأدب مع الأئمة الكبار، ولفظ: (فخلطه فيها قبيحٌ جدا) لفظ لا أتوقع صدوره من طالب علم قد أخذ بحظ وافر من الأدب والبيان، ولا يعوزه أن يختار من الألفاظ ما لا يعتب عليه فيه؟ فإن كان ناقلا لكلام غيره من العلماء فكان من المناسب أن يبين، إذ أن السياق يدل على أن هذا اللفظ منه.
إن التأدب مع الكبار أمر مطلوب، وكان يمكن أن يكون التعليق بأي لفظ آخر. أنا لا اقول بعصمة الشوكاني، وأتوقع منه الخطأ مثله مثل أي عالم، ولكن قصدي تخير الكلمات في التعامل مع الأئمة رحمهم الله. وهذا هو قصدي وقد قبله أبو مالك، ولا أتوقع أن يستفز كلامي هذا من يحترم العلماء ويعرف لهم قدرهم، وحقهم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 10:59]ـ
المشاركة الأصلية كتبها الحمادي: ((ألم يمكن الاستغناء عن خاتمة الكلام! ألا يلحقك العتب أيضاً في مخاطبة أخيك بمثل هذا! إن قلتَ: هو وصفٌ لا أقصد به القدح، فيقال مثله في كلام أبي مالك عن الشوكاني)).اهـ.
قصدي أخي الحمادي أن يراعي الأخوة الأدب مع الأئمة الكبار، ولفظ: (فخلطه فيها قبيحٌ جدا) لفظ لا أتوقع صدوره من طالب علم قد أخذ بحظ وافر من الأدب والبيان، ولا يعوزه أن يختار من الألفاظ ما لا يعتب عليه فيه؟ فإن كان ناقلا لكلام غيره من العلماء فكان من المناسب أن يبين، إذ أن السياق يدل على أن هذا اللفظ منه.
إن التأدب مع الكبار أمر مطلوب، وكان يمكن أن يكون التعليق بأي لفظ آخر. أنا لا اقول بعصمة الشوكاني، وأتوقع منه الخطأ مثله مثل أي عالم، ولكن قصدي تخير الكلمات في التعامل مع الأئمة رحمهم الله. وهذا هو قصدي وقد قبله أبو مالك، ولا أتوقع أن يستفز كلامي هذا من يحترم العلماء ويعرف لهم قدرهم، وحقهم.
الأخ أبا أيوب وفقه الله ونفع به
أعلم أنَّ هذا قصدك، ولكن كان بالإمكان أن تنبه بطريقة أليق بحيث يكون تنبيهك أنموذجاً، فيوافق
تصرفك ما تطالب به غيرَك
ومع احترامي لك ولأهل العلم ومعرفتي بحقوقهم ومراعاتي لها= إلا أنَّ كلامك الذي قلتَه استفزني
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:15]ـ
ومع احترامي لك ولأهل العلم ومعرفتي بحقوقهم ومراعاتي لها= إلا أنَّ كلامك الذي قلتَه استفزني
أرجو ألا يزعل علينا أخونا الحمادي، ولكن من باب إحقاق الحق:
قال أخونا أبو مالك العوضي: ((وأنصحك أن تبتعد عن كلام الشوكاني خصوصا في مسائل الإجماع، فخلطه فيها قبيحٌ جدا، ولعله تأثر بالاضطهاد الذي لاقاه في اليمن من الزيدية وغيرهم من المقلدة))،
وقال أخونا أبو أيوب:
أعتب عليك يا أبا مالك وأنت من أهل الأدب -ممن لا يعجزهم تخير الكلمات الطيبات- أن تستخدم لفظ (فخلطه فيها قبيح جدا)) مع إمام جليل، فمثل هذا اللفظ لو صدر من أئمة كبار لكان وقعه مؤلما على أحباب الشوكاني، فما بالك أن يصدر من (ابن لبون لم يستطع صولة البزل القناعيس).
قلت (علي): أخي الحمادي: كلام أخينا أبي أيوب عتاب خالي من أي تجريح، ومع ذلك استفزك!
بينما تأمل ما قاله أخونا العوضي في حق الإمام الشوكاني (الملون بالأحمر)، فمن المستغرب ألا يستفزك هذا الكلام لو كان استفزازيا! لأنه:
1 - في حق إمام من أئمة أهل السنة له تبجيله وتقديره.
2 - أن كلام أخينا أبي أيوب ليس فيه كلامٌ استفزازي - فيما أحسب -.
فتأمل يا رعاك الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:19]ـ
وفقك الله أخي عليا الفضلي
الفرق بينهما أن كلامي عن الخلط نفسه، وليس عن شخص الشوكاني، وكلام أبي أيوب عن الشخص، فتأمل يا رعاك الله.
ولعل فيما سبق كفاية في الخروج عن الموضوع، فليس موضوعنا عن الشوكاني ولا أبي مالك العوضي.
وأعتذر إلى الإخوة، فسأحذف بعد ذلك المشاركات الخارجة عن الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:20]ـ
في الحديث ((((((((طهرة للصائم وطعمة للمساكين))))))))
أليس في (وطعمة للمساكين) ردٌّ على من يرى أنّ المقصود من زكاة الفطر هو: نفع الفقير بشكل عام؟
وجه الردّ: أنه لم يقل (ونفعاً للمساكين) أو (سداً لحاجة المساكين).
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:25]ـ
أخي الحبيب علي وفقه الله
كلام أبي أيوب لم يخلُ من الأسلوب غير اللائق، وهذا في عجز كلامه فتأمله وفقك الله
وأما ما قاله أخونا أبو مالك فأنا لم أمانع من مناقشة كلامه والردِّ عليه، وإنما أردت ألا ننكر عليه ما نرتكبه نحن
فقد كان يسع أخانا أبا أيوب نقدَ كلام أبي مالك دون التشبيه بابن اللبون الذي لم يستطع صولة البزل القناعيس
وهذا يتضمن استصغاراً وتنقصاً
وكون أبي مالك لم يغضب من هذه الكلمة إنما هو لتواضعه وهضمه لحق نفسه، لا لكون الجملة غيرَ لائقة
ولن آخذ في خاطري عليك أو على غيرك -وفقك الله- ما دام الكلام بعلم وأدب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:41]ـ
1 - تصحيح أثر معاذ يجعل وجهة القائلين بالقيمة قوية،وتصحيحه بناء على حمل الأثر على السماع له وجه ونظائر في عمل المحدثين فطاوس يمني والخبر عن أهل اليمن ...
2 - زكاة الفطر عند أبي حنيفة قسم من زكاة المال وليست قسيمة لها وبالتالي لا يُلزم بكثير من إلزامات الإخوة هنا، ويبقى الرد على أصله.
3 - بقطع النظر عن الأدلة الخاصة،فإن قول شيخ الإسلام وغيره بالقيمة في الزكوات جميعاً، إنما هو منهم بالنظر إلى اعتبار معاني التشريع ومقاصده= فلا يعارض بمجرد ألفاظ الأدلة إلا من ظاهري صرف لا يعتد بمقاصد التشريع ومعانيه قط ...
أما من كان يعتبرهما كغالب أهل الحديث ... فعلام يُكثر من التلويح بألفاظ الأدلة (؟؟؟)
وعلام يكثر من المجابهة بعبارات عن النص والاجتهاد مع النص وترك كلام النبي لكلام غيره ... كأن شيخ الإسلام ومن معه قد أقاموا أنفسهم أنداداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فالرفق الرفق ....
واعلموا أنه لا يتعمد عالم قط مصادمة النص ... إنما هي أصول واجتهادات فمن رد فليرد عليها ولاداعي لكثير مما ذكر هاهنا ...
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:56]ـ
وقال أبو سعيد الخدْري:"كنا نخرجها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير والزبيب والأقط".
هذا هو اللفظ الصحيح في حديث: (صاعاً من طعام). ---> [كنا نخرجها]
بحثت في الصحيحين قبل قليل، ولم أجد لفظ: فَرَض صاعاً من طعام.
ذكرت هذا لأنني سمعت بعض أهل العلم يرويه باللفظ الأخير.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:06]ـ
وفقك الله أخي عليا الفضلي
الفرق بينهما أن كلامي عن الخلط نفسه، وليس عن شخص الشوكاني، وكلام أبي أيوب عن الشخص، فتأمل يا رعاك الله.
أخي الكريم أبا مالك - حفظكم الله ورعاكم - التخليط إنما يرجع في النهاية إلى الشخص في علمه وعقله، وأما كون أخينا شبهك بابن اللبون، والشوكاني بالبزل القناعيس، فهذا حق، فأين طالب العلم من إمام مجتهد، ولو قيل لي هذا الكلام لما تضايقت ولا استُفززت.
والله الهادي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:17]ـ
وفقك الله أخي عليا الفضلي
وأين نحن مثلا من أبي حنيفة وأمثاله من أهل العلم عندما نقول في بعض أقواله إنها خطأ فاحش؟!
وأين الشوكاني نفسه ممن سبقه من أهل العلم عندما يصف أقوالهم بالضلال والخطأ؟!
وأين ابن حزم ممن سبقه من الأئمة عندما يصفهم بالجهل والزيغ؟!
هناك فرق شاسع يا أخي بين وصف القول وبين وصف القائل؛ لأن وصف القول لا يعني تعدي ذلك إلى باقي أقواله، أما وصف القائل فهو يشمل كل ما قاله، فتأمل مرة أخرى؛ لأنك يبدو أنك لم تتأمل كما نصحتك سابقا.
فعندما أقول: أخطأ فلان خطأ فاحشا، فالمعنى أنه أخطأ في هذه المسألة بعينها، ولا يعني ذلك انتقاص علمه، بخلاف قولي (فلان جاهل) أو نحو ذلك، فهذا وصف إجمالي للشخص، فتأمل مرة ثالثة.
وإذا كان التفاوت بيننا وبين مراتب أهل العلم سيجعلنا نمتنع عن الترجيح بين أقوالهم فلنترك هذا المنتدى وغيره ولنترك البحث في المسائل الشرعية مطلقا، لأنه ليس فينا أحد يقارب هؤلاء أو يضارعهم، ورحم الله أبا عمرو بن العلاء: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال.
فالمقصود يا أخي الحبيب أن احترامنا لأهل العلم وتقديرنا لهم لا يمنعنا من أن نبين ما أخطئوا فيه، وإن كنا لا ندانيهم في المراتب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:25]ـ
سبحان الله
بإمكاني أن أقول عنك أخي علي في بحث مسألة: (أنت جاهل) ويكون كلامي حقاً
لكنه غير لائق، خاصة بين الأقران
فالبحث ليس في صدق الوصف وفقك الله، وإنما في كون الكلام لائقاً أولا؟
وفي كوني أطالبك باستعمال الأدب وأنا أخالفه
يبدو لي أنَّ الكلامَ واضحٌ وضوح الشمس، ولعلي أتوقف هنا حتى لا نكثر الخروج عن أصل الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:25]ـ
الاخ الكريم حمدوفقه الله
انا لم اذكر حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وانما ذكرت حديث ابن عمررضي الله عنه
الحديث رقم: 1433
صحيح البخاري > أبواب صدقة الفطر > باب صدقة الفطر على العبد وغيره من المسلمين
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين).
رواه البخاري
حديث رقم: 984
صحيح مسلم > كتاب الزكاة > باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين).
رواه مسلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:30]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد
كلام أخينا حمد -وفقه الله- هو عن لفظ: (فرض صاعاً من طعام)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:35]ـ
بارك الله فيك أخي الحمادي
قلت كلام أخينا حمد -وفقه الله- هو عن لفظ: (فرض صاعاً من طعام))
انا لم اذكره في مشاركتي السابقة التي اقتبس منهالم اذكر حديث ابي سعيد
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:42]ـ
وفقك الله أخي عليا الفضلي
فالمقصود يا أخي الحبيب أن احترامنا لأهل العلم وتقديرنا لهم لا يمنعنا من أن نبين ما أخطئوا فيه، وإن كنا لا ندانيهم في المراتب.
آمين وإياك.
صدقت، ولكن علينا أن نتخير العبارة في النقد، فبدل أن أقول: " فخلطه فيها قبيح جدا "، أقول: " جانبه الصواب في هذا المبحث " مثلا، فشتان بين العبارتين.
وأما العلامة ابن حزم فقد انتقده أهل العلم في شدة عباراته فلا يقاس عليه.
فتأمل.
أخي الحمادي - وفقكم الله تعالى لكل بر - كلامك - حفظكم الله تعالى - قياس مع الفارق.
والله الهادي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:54]ـ
3 - الاخ الكريم ابوفهر
قلت بقطع النظر عن الأدلة الخاصة،فإن قول شيخ الإسلام وغيره بالقيمة في الزكوات جميعاً، إنما هو منهم بالنظر إلى اعتبار معاني التشريع ومقاصده فلا يعارض بمجرد ألفاظ الأدلة إلا من ظاهري صرف لا يعتد بمقاصد التشريع ومعانيه قط ... أما من كان يعتبرهما كغالب أهل الحديث ... فعلام يُكثر من التلويح بألفاظ الأدلة (؟؟؟)
وعلام يكثر من المجابهة بعبارات عن النص والاجتهاد مع النص وترك كلام النبي لكلام غيره
اقول انا ممن يحب شيخ الإسلام رحمه الله ولي في هذا الموقع اكثرمن مقال من كتبه رحمه الله
ولكن الحق احق ان يتبع
وهنا اسالك ايهم اعلم بمعاني التشريع ومقاصده الصحابة رضي الله عنهم ام من بعدهم؟؟
ان قلت بالاول فهم لم يخرجوها الاطعاما
وان قلت بالثاني ولااظنك فقد قلت قولا عظيما اسال الله ان يغفرلي ولك
اما قولك وعلام يكثر من المجابهة بعبارات عن النص والاجتهاد مع النص
وترك كلام النبي لكلام غيره
فقد قال من هو اعلم مني ومنك في هذه المسالة الامام احمدكيف يتركون السنة ويذهبون الى قول عمر بن عبد العزيز
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:14]ـ
وهنا اسالك ايهم اعلم بمعاني التشريع ومقاصده الصحابة رضي الله عنهم ام من بعدهم؟؟
ان قلت بالاول فهم لم يخرجوها الاطعاما
وان قلت بالثاني ولااظنك فقد قلت قولا عظيما اسال الله ان يغفرلي ولك
اما قولك وعلام يكثر من المجابهة بعبارات عن النص والاجتهاد مع النص
وترك كلام النبي لكلام غيره
فقد قال من هو اعلم مني ومنك في هذه المسالة الامام احمدكيف يتركون السنة ويذهبون الى قول عمر بن عبد العزيز
جنس صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أعلم من غيرهم في جنس علوم الشرع وأبوابه ...
لكن هاهنا أمور:
1 - كما أشار أبو مالك العوضي =ليس عندنا ما يقطع أنَ الصحابة لم يخرجوها إلا طعاماً فإن ثبوت إخراجها طعاماً عنهم لا يقتضي أنها لا تخرج إلا كذلك ما لم يصرحوا بذلك ...
2 - لا خلاف بين الجميع أن خروجها طعاماً هو الأفضل وإنما النزاع في الجواز وعليه فقد يُحمل المنقول عن الصحابة على رعاية الأفضل لا على منع القيمة ...
3 - ليس المنقول عن الصحابة بأقوى من المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يرد عنه إخراجها إلا طعام (سنة قولية) ومع ذلك ومع علم العلماء المخالفين بذلك فقد جوزوا القيمة نظراً إلى أن هذا من النبي ليس تحديداً لجنس لا يتجاوز .... بل رأوا أن المعتبر هو المعنى العام للزكاة والتطهير ... فكذلك لا يكون فعل الصحابة تحديداً لجنس لا يتجاوز ..
كل ما تقدم يمنع أن نقول: أن فعل الصحابة دليل على منع القيمة .. بل غاية فعل الصحابة أن يدل على استحباب خروجها طعاماً ....
4 - هل تستطيع أن تذكر لي كم أثراً صح عن الصحابة بإخراجها طعاماً (سؤال استفهامي)؟
5 - مراجعة مسألة إخراج القيمة في الزكوات عموماً مهم جداً لفهم مدارك نظر العلماء المجيزين لإخراج القيمة ...
بارك الله فيك يا أبا محمد وأدام الله المودة بيننا وكل عام وأنت بخير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:16]ـ
بارك الله فيك أخي الحمادي
قلت كلام أخينا حمد -وفقه الله- هو عن لفظ: (فرض صاعاً من طعام))
انا لم اذكره في مشاركتي السابقة التي اقتبس منهالم اذكر حديث ابي سعيد
بارك الله فيك أبا محمد
لعلك تراجع مشاركة أخينا حمد، ففي خاتمتها البيان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:19]ـ
بارك الله فيك يا أبا فهروأدام الله المودة بيننا وكل عام وأنت بخير
قلت هل تستطيع أن تذكر لي كم أثراً صح عن الصحابة بإخراجها طعاماً (سؤال استفهامي)؟
اقول منها حديث ابي سعيد وحديث معاوية رضي الله عنهم ونعكس السؤال
هل تستطيع أن تذكر لي كم أثراً صح عن الصحابة بإخراجها نقودا؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:22]ـ
لا لا أستطيع ولا أظنه يوجد ولم يكن سؤالي للمناظرة وإنما كنت أستفهم بالفعل ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:52]ـ
طاوس يمني نعم
ولكن هذا لا يقتضي أنه أخذ الخبر من عدل
فقد يكون عمدته في الخبر على واحد وهو عندنا مجهول
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:58]ـ
طاوس يمني نعم
ولكن هذا لا يقتضي أنه أخذ الخبر من عدل
فقد يكون عمدته في الخبر على واحد وهو عندنا مجهول
وقد يكون إخباره عن شيء استفاض بين أهل بلده ... أخبره به جماعة منهم يستحيل اتفاقهم على الكذب .... هذا مع ندرة الكذب في هذه الطبقة .... وهذا هو الأقرب لواقع الحال ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 05:01]ـ
المستفيض لا ينفرد به واحد
وعلى مذهبي مجهول العين في أي طبقة لا يحتج به
غير أني أمشي مراسيل المخضرمين إن لم أجد في المتن ما يجعلني أستريب
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 07:28]ـ
السند رجاله ثقات غير أن زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الإختلاط كما نص على ذلك ابن معين في ترجمة زهير
وقد يرى الأخوة أن هذا غير مؤثر لأنه يروي ما رآه رأي العين
وقد يرى بعضهم أن هذا مؤثر لأن الإختلاط ضرب من ضروب الخرف بحيث يصبح المختلط يتصور أموراً لا حقيقة لها
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 09:14]ـ
المشاركة الأصلية كتبها أبو مالك العوضي: (ولعلك نسيت مناقشاتنا في نحو هذه المسألة سابقا، فالذي أذكره أنك وافقتني في التعجب من موقف الشوكاني).
فأقول وبالله التوفيق: أن أوافقك في التعجب من موقف الشوكاني، أو أي شخص آخر -بغض النظر عن مكانته العلمية- أو أخالفك فهذا شيئ آخر، وموافقتي لك لا تعني السماح بالتهكم به، هذا هو قصدي، ولو أن تعجبك كان بذات الألفاظ لكنت نصحتك في ذلك الوقت، وتخير الألفاظ الحسنة مطلب هام ينبغي ألا يحيد عنه طلاب العلم. ولو أن الموضوع كان بيني وبينك لما نشرته على الملأ، ولاكتفيت بنصحك بحيث لا يدري بذلك أحد. أسأل الله أن يجعلني وإياك وجميع من أسلم ممن يوقر الكبير ويحترم الصغير.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 07:37]ـ
المستفيض لا ينفرد به واحد
وعلى مذهبي مجهول العين في أي طبقة لا يحتج به
غير أني أمشي مراسيل المخضرمين إن لم أجد في المتن ما يجعلني أستريب
قولي على مذهبي أعني به مخالفة أنني لست على مذهب من يمشي مجاهيل التابعين
فقولي ((على مذهبي)) يعني على المذهب الذي أتبع
وتمشية مراسيل المخضرمين أتراجع عنها حتى أجد لي سلفاً
ـ[الباجي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 10:07]ـ
اخي الباجي وفقك الله تقول وليس في اعطاء المال مخالفة صريحة أصلا
اقول كيف والنص ((عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير"))
مامعننى الفرض هنا هل هو المستحب اوالمباح؟؟
قال بعض العلماء في شرح الاربعين النووية
فقوله -عليه الصلاة والسلام- هنا: إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها يعني: ما أوجبه الله -جلا وعلا- في القران، فما ثبت في القرآن وجوبه، فيسمى فرض بهذا الحديث؛ ولهذا ذهب جماعة من أهل العلم، منهم الإمام أحمد على أن الفرض أعظم من الواجب من جهة أن ما أوجب الله -جل وعلا -يقال له فرض، وما دلت السنة على وجوبه يقال له: واجب إلا إذا أتى بصيغة الفرض، ففرق أحمد وجماعة من أهل العلم بين الفرض والواجب من جهة الدليل، لا من جهة المرتبة.
وفقك الله وأحسن إليك.
هل فهمتَ من كلامي - رعاك الله - أني أنكر وجوب زكاة الفطر؟
أما إذا قصدتَ وجوب اخراج الطعام فقط ... فانظر غير - مأمور - مبحث المفاهيم في كتب أصول الفقه ... و حاول أن تعطي " مفهوم اللقب " منها مزيد اهتمام.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 01:15]ـ
اخي الباجي تقول هل فهمتَ من كلامي - رعاك الله - أني أنكر وجوب زكاة الفطر؟
اسالك مالفظ الحديث ان كان لفظه
-فرض زكاة الفطر؟ فقط فانت تقر بوجوبها كماقلت
وان كان لفظه
((فرض زكاة الفطر صاعا)
) فانت تجتهد وتقول هي واجبة وليس الطعام بشرط بل يجوز صاعا مملوء من النقود وكما تقول غاية الأمر أنه نوع من التوسع في تطبيق الأمر النبوي
وان كان لفظه ((فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين).
رواه البخاري
فمع فارق التشبيه وحاشاك من ذلك
مثلك مثل من يقول للناس لاتصلوا لان الاية ((فويل للمصلين)) ويترك مابعدها
واما مفهوم اللقب الذي ذكرت فهو معروف ومثاله في مسالتنا هذه اخراج زكاة الفطر من الأرز، لكونه طعاماً، فيندرج تحت عموم
قوله في الحديث الاخر: "صاعاً من طعام"،
وبه يعلم الجواب عن قول بعض المعاصرين بأن الأرز لم ينص عليه في الحديث، لأنه جاء التنصيص على الطعام، وبوَّب عليه البخاري في صحيحه [باب صدقة الفطر صاعٌ من طعام]، فيندرج تحته جميع ما يشمله جنس الطعام، من الحبوب والثمر [المغني (4/ 289)]، والأرز من الحبوب، بل هو من أنفسها عند المعاصرين،
وهو - بلا شك - أفضل عندهم من الشعير الذي ورد النص بإجزائه، على أن التنصيص على بعض الأطعمة في الروايات صاعا من تمر أو صاعا من شعير
إنما هو مفهوم لقب، ومفهوم اللقب أضعف المفهومات عند الأصوليين، فيقدم عليه ما ذكرته آنفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 07:18]ـ
للفائدة
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 04:59]ـ
فتوى مختصرة لابن تيمية
بين فيها مسالك الأئمة
في إخراج القيمة في الزكاة
مع استظهاره للراجح في المسألة
سئل رحمه الله:
عمن أخرج القيمة في الزكاة فانه كثيرا ما يكون أنفع للفقير: هل هو جائز أم لا؟
فأجاب:
وأما إخراج القيمة في الزكاة والكفارة ونحو ذلك فالمعروف منم ذهب مالك والشافعي:
أنه لا يجوز.
وعند أبى حنيفة:
يجوز.
وأحمد رحمه الله:
قد منع القيمة في مواضع وجوزها في مواضع.
فمن أصحابه:
من أقر النص.
ومنهم:
مَن جعلها على روايتين.
والأظهر في هذا:
أن إخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع منه.
ولهذا:
قدَّر النبي صلى الله عليه و سلم الجيران بشاتين أو عشرين درهما ولم يعدل إلى القيمة.
ولأنه:
متى جوِّز إخراج القيمة مطلقا فقد يعدل المالك إلى أنواع رديئة وقد يقع في التقويم ضرر؛ لأن الزكاة مبناها على المواساة وهذا معتبر في قدر المال وجنسه.
وأما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة أو العدل:
فلا بأس به.
مثل:
أن يبيع ثم بستانه أو زرعه بدراهم فهنا إخراج عشر الدراهم يجزيه ولا يكلف أن يشتري ثمرا أو حنطة إذ كان قد ساوى الفقراء بنفسه.
وقد نص أحمد على جواز ذلك
ومثل:
أن يجب عليه شاة في خمس من الإبل وليس عنده من يبيعه شاة فإخراج القيمة هنا كاف ولا يكلف السفر إلى مدينة أخرى ليشتري شاة.
ومثل:
أن يكون المستحقون للزكاة طلبوا منه إعطاء القيمة لكونها أنفع فيعطيهم إياها
أو:
يرى الساعي أن أخذها أنفع للفقراء كما نقل عن معاذ بن جبل أنه كان يقول لأهل اليمن: "ائتونى بخميص أو لبيس أسهل عليكم وخير لمن في المدينة من المهاجرين والأنصار."
وهذا قد قيل:
إنه قاله في الزكاة.
وقيل:
في الجزية." ([1])
([1]) مجموع الفتاوى - (ج 25 / ص 82)
فصل
والناس في إخراج القيم في الزكاة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه يجزئ بكل حال كما قاله أبو حنيفة.
والثاني: لا يجزئ بحال كما قاله الشافعي.
والثالث: أنه لا يجزئ إلا عند الحاجة.
مثل:
مَنْ يجب عليه شاة في الإبل وليست عنده.
ومثل:
مَنْ يبيع عنبه ورطبه قبل اليبس.
وهذا هو المنصوص عن أحمد صريحا
فإنه منع:
مِنْ إخراج القيم
وجوزه:
في مواضع للحاجة.
لكن مِنْ أصحابه مَنْ نقل عنه جوازه فجعلوا عنه في إخراج القيمة روايتين، واختاروا المنع لأنه المشهور عنه كقول الشافعي
وهذا القول أعدل الأقوال، كما ذكرنا مثله في الصلاة، فإن الأدلة الموجبة للعين نصا وقياسا كسائر أدلة الوجوب.
ومعلوم أن صحة وجوب العين قد يعارضها أحيانا ما في القيمة من المصلحة الراجحة، وفي العين من المشقة المنتفية شرعا." ([1])
([1]) القواعد النورانية (ص 136) تحقيق: د. أحمد الخليل.
--------------------------------------------------------------------------------
قال النووي في المجموع:
"وقال سفيان الثوري: يجزئ إخراج العروض عن الزكاة إذا كانت بقيمتها وهو الظاهر من مذهب البخاري في صحيحه وهو وجه لنا كما سبق." ([1])
قال أبو فراس:
عقد البخاري رحمه الله في صحيحه:
باب العَرْض في الزكاة (2)
قال ابن حجر في الفتح:
أي جواز أخذ العَرْض ....
والمراد به: ما عدا النقدين.
قال ابن رشيد:
وافق البخاري في هذه المسألة الحنفية مع كثرة مخالفته لهم لكن قاده إلى ذلك الدليل."
قال أبو فراس:
وأورد البخاري في هذا الباب بعض الآثار والنصوص، وإليك ما ذكره، رحمنا الله وإياه:
1 - قال طاووس: قال معاذ رضي الله عنه لأهل اليمن: ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
قال ابن حجر في الفتح:
"هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاووس لكن طاووس لم يسمع من معاذ فهو منقطع.
فلا يغتر بقول من قال:
ذكره البخاري بالتعليق الجازم فهو صحيح عنده لأن ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه، وأما باقي الإسناد فلا.
إلا أن إيراده له:
في معرض الاحتجاج به يقتضي قوته عنده، وكأنه عضده عنده الأحاديث التي ذكرها في الباب.
ثم قال ابن حجر:
وقوله:" في الصدقة":
يرد قول من قال: إن ذلك كان في الخراج.
وحكى البيهقي: أن بعضهم قال فيه: "من الجزية" بدل "الصدقة" فإن ثبت ذلك سقط الاستدلال لكن المشهور الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رواه بن أبي شيبة:
عن وكيع عن الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس:
أن معاذا كان يأخذ العروض في الصدقة.
وأجاب الإسماعيلي:
باحتمال أن يكون المعنى ائتوني به آخذه منكم مكان الشعير والذرة الذي آخذه شراء بما آخذه فيكون بقبضه قد بلغ محله ثم يأخذ مكانه ما يشتريه مما هو أوسع عندهم وأنفع للآخذ
قال: ويؤيده:
أنها لو كانت من الزكاة لم تكن مردودة على الصحابة وقد أمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردها على فقرائهم.
وأجيب:
بأنه لا مانع من أنه كان يحمل الزكاة إلى الإمام ليتولى قسمتها.
وقد احتج به: مَن يجيز نقل الزكاة من بلد إلى بلد وهي مسألة خلافية أيضا.
وقيل في الجواب عن قصة معاذ:
أنها اجتهاد منه فلا حجة فيها.
وفيه نظر:
لأنه كان أعلم الناس بالحلال والحرام وقد بين له النبي صلى الله عليه و سلم لما أرسله إلى اليمن ما يصنع.
وقيل:
كانت تلك واقعة حال لا دلالة فيها لاحتمال أن يكون علم بأهل المدينة حاجة لذلك وقد قام الدليل على خلاف عمله ذلك.
وقال القاضي عبد الوهاب المالكي: كانوا يطلقون على الجزية اسم الصدقة فلعل هذا منها وتعقب بقوله: مكان الشعير والذرة وما كانت الجزية حينئذ من أولئك من شعير ولا ذرة إلا من النقدين. (3)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
([1]) المجموع - (ج 5 / ص 429)
(2) صحيح البخاري.
(3) فتح الباري لابن حجر.
قال ابن حزم رحمه الله، وهو يجيب عن حديث معاذ:
"وهذا لا تقوم به حجة لوجوه:
أولها: أنه مرسل، لأن طاووسا لم يدرك معاذا، ولا ولد إلا بعد موت معاذ.
قال أبو فراس:
ما ذكره ابن حزم رحمه الله صحيح، فطاووس لم يدرك معاذا ولا ولد إلا بعد موته، ولهذا حكم أهل العلم على رواية طاووس عن معاذ بالإرسال والانقطاع.
قال علي ابن المديني: لم يسمع طاووس من معاذ بن جبل شيئا. ([1])
قال أبو زرعة: طاوس عن معاذ مرسل. ([2])
ولهذا تعقب كثير من الشراح روايات طاووس عن معاذ وأعلوها بالإرسال لأن طاووسا لم يدرك معاذا فضلا أن يسمع منه.
بينما ذهب آخرون: إلى قبول روايات طاووس عن معاذ مع التسليم بأنه لم يسمع منه، ومن هؤلاء الشافعي الإمام فإنه قال في "الأم":
"وطاوس عالمٌ بأمر معاذ وإن كان لم يلقه على كثرة من لقي ممن أدرك معاذا من أهل اليمن فيما علمت ...
ثم قال الشافعي رحمه الله مؤكِّداً صحة رواية طاووس عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:
وأخبرني غير واحد من أهل اليمن عن عدد مضوا منه:
أن معاذا أخذ منهم صدقة البقر على ما روى طاووس ...
أخبرنا بعض أهل العلم والأمانة: عن يحيى بن سعيد عن نعيم بن سلامة:
أن عمر بن عبد العزيز دعا بصحيفة فزعموا أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب بها إلى معاذ بن جبل فإذا فيها [في كل ثلاثين تبيع وفي كل أربعين مسنة]
قال الشافعي: وهو ما لا أعلم فيه بين أحد لقيته من أهل العلم خلافا وبه نأخذ." ([3])
قال أبو فراس:
إذن مع تسليم الشافعي بأن رواية طاووس عن معاذ مرسلة إلا أنه يصححها لمعانٍ خمسة:
المعنى الأول: أن طاووسا عالمٌ بأمر معاذ.
المعنى الثاني: أن طاووساً لقي نفراً كثيرا ممن أدرك معاذا من أهل اليمن فيما علمه الشافعي.
المعنى الثالث: ما ذكره الشافعي مِنْ أنه: أخبره عددٌ من أهل اليمن قد مضوا ما يصدِّق هذه الرواية المعينة من رواية طاووس عن معاذ.
المعنى الرابع: أن الشافعي رحمه الله قد أخبره بعض أهل العلم والأمانة عن قصة لعمر بن عبد العزيز أنه دعا بصحيفة قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب بها إلى معاذ، وهذه الصحيفة تصدِّق رواية طاووس عن معاذ.
المعنى الخامس: أنه لا يعلم خلافا بين أحد لقيه من أهل العلم في صحة هذه الرواية، أو أن الشافعي قصد أنه لا يعلم خلافا في صحة الحكم الذي اشتملت عليه هذه الرواية.
قال أبو فراس:
ومما يدل على أن طاووساً عالمٌ بأمر معاذ كما قال الشافعي هي الإشارة الخاطفة من حافظ المغرب أبي عمر ابن عبد البر القرطبي فإنه بعد أن انتهى من ترجيح قول الجمهور في ما يوافق إحدى روايات طاووس عن معاذ: قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قال ابن جريج وقال عمرو بن شعيب: أن معاذ بن جبل لم يزل بالَجَند منذ بعثه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى اليمن حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم قدم على عمر فرده على ما كان فيه عليه.
قال أبو عمر:
الجَنَد من اليمن: هو بلد طاووس، وتوفي طاووس سنة ست ومائة وتوفي معاذ سنة خمس عشرة أو أربع عشرة في طاعون.
وقال أيضاً:
حديث طاوس هذا عندهم عن معاذ غير متصل والحديث عن معاذ ثابت متصل من رواية معمر والثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بمعنى حديث مالك. (4)
قال أبو فراس:
فكأن ابن عبد البر بما ذكر أن معاذا نزل بالجَنَد بلدة طاووس، وأنه لم يزل بها منذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن مات عليه الصلاة والسلام بل وإلى زمن عمر.
ثم اعتبر أن روايته هذه محفوظة لموافقتها رواية الثقات الموصولة
وهذا يدل على قرب طاووس الشديد من الذين أخذوا عن معاذ إذ هم أهل بلدته والتي قد طال مقام معاذ بها.
ويمكن أن نستشهد أيضاً:
بما قيل في رواية مسروق عن معاذ، وإن كان هناك فرق جوهري وهو في إدراك مسروق لمعاذ بخلاف طاووس الذي ولد بعد وفاة معاذ إلا أنه مع ذلك فثمة قواسم مشتركة من شهود عمل معاذ المشهور في الزكاة في اليمن، وإداركه نقل الكافة عن معاذ:
قال ابن حزم في معرض حديثه عن رواية مسروق عن معاذ في الزكاة:
" ثم استدركنا فوجدنا حديث مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر، وهو بلا شك قد أدرك معاذا وشهد حكمه وعمله المشهور المشهور، فصار نقله لذلك ولأنه عن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم: نقلا عن الكافة عن معاذ بلا شك، فوجب القول به." ([5])
فعلَّق الملا علي قارئ في "مرقاة المفاتيح" بعد نقله كلام ابن حزم السابق:
"وحاصله: أنه يجعل بواسطة بينه وبين معاذ وهو ما فشا من أهل بلده أن معاذا أخذ كذا وكذا والحق قول ابن القطان أنه يجب أن يحكم بحديثه عن معاذ على قول الجمهور في الإكتفاء بالمعاصرة ما لم يعلم عدم اللقاء."
قال أبو فراس:
فهاتان روايتان من رواية طاووس عن معاذ سبق تناولهما قد تقاسم الإمامان: الشافعي وابن عبد البر في الحكم عليهما بأنهما محفوظتان من وجوه ذكروها.
وقد تتبعت روايات طاووس عن معاذ فلم يظهر لي ما يستنكر منها، لاسيما وأن كثيرا منها في أبواب الزكاة وهو ألصق الأبواب:
1 - بمعاذ
2 - وبطاووس.
3 - وباليمن.
ورأيت كثيرا من الشرَّاح إنما يقتصرون في الإعلال فقط على مجرَّد الإرسال، ولا يستنكرون من متون الروايات شيئا.
فإن صحت المعاني التي ذكرها الشافعي رحمه الله مضافا إلى ما ذكره ابن عبد البر رحمه الله، وتتبعنا روايات طاووس عن معاذ فلم نجد ما يستنكر منها من جهة العموم فإن قبولها متجه ظاهر مع التسليم بأن هذه الروايات مرسلة، ولكنها مرسلة محفوظة، مثل روايات أبي عبيدة عن أبيه ابن مسعود فإنه مع إرسالها إلا أنها محفوظة إذ أخذها عن الثقات مِنْ أهل بيته.
قال السخاوي في فتح المغيث:
فإن قيل: هذا منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا
يقال: نحن لم نحتج به من هذه الجهة إنما احتججنا به لأن مثل أبي عبيدة على تقدمه في العلم وموضعه من عبد الله وخلطته بخاصته من بعده لا يخفى عليه مثل هذا من أموره فجعلنا قوله حجة لهذا من أمور فجعلنا قوله لا من الطريق التي وصفت
ونحوه قول الشافعي رحمه الله:
في حديث لطاووس عن معاذ طاووس لم يلق معاذا لكنه عالم بأمر معاذ وإن لم يلقه لكثرة من لقيه ممن أخذ عن معاذ وهذا لا أعلم من أحد فيه خلافا وتبعه البيهقي وغيره
ومن الحجج لهذا القول:
أن احتمال الضعف في الواسطة حيث كان تابعيا لا سيما بالكذب بعيد جدا بإنه صلى الله عليه و سلم أثنى على عصر التابعين وشهد له بعد الصحابة بالخيرية ثم للقرنين كما تقدم بحيث استدل بذلك على تعديل أهل القرون الثلاثة وإن تفاوتت منازلهم في الفضل فإرسال التابعي بل ومن اشتمل عليه باقي القرون الثلاثة الحديث بالجزم من غير وثوق بمن قاله مناف لها هذا مع كون المرسل عنه ممن اشترك معهم في هذا الفضل ..... "
ولذا فأجدني أرتضي هذه الرواية المذكورة في المسألة لاسيما مع احتجاج البخاري بها وما ذكره من النصوص التي تؤكد الحكم الذي اشتملت عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتي استطردنا منها للبحث في حال هذه الرواية، وللتفتيش عن قبولها مع التسليم بإرسالها، هذا والله أعلم.
([1]) المراسيل لابن أبي حاتم.
([2]) المراسيل لابن أبي حاتم.
([3]) الأم - (ج 2 / ص 12)
([4]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (ج 2 / ص 276)
([5]) المحلى - (ج 6 / ص 16)
__________________
الاعتراض الثاني الذي ذكره ابن حزم على أثر معاذ رضي الله عنه أنه قال:
والثاني: أنه ليس لو صح لما كانت فيه حجة، لأنه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حجة إلا فيما جاء عنه عليه السلام.
قال أبو فراس:
وهذه المسألة قد نحيلها إلى اختلاف أهل العلم في حجية قول الصحابي.
وقد نقول: بل هي أدق، فمعاذ رضي الله عنه في اليمن هو الوكيل عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ شرعه، ومنها أحكام الزكاة، كما أنه وكيله ووكيل الخليفتين من بعده: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
الأمر الأخر: إن الأثر لو صح فإنه يفيد أن معاذا كان يرسل الصدقة التي قبلها إلى الأنصار والمهاجرين في المدينة فلو كانت غلطا لشاع وذاع، ولنبهه كبار الصحابة لاسيما الخليفة الذي وكله، ثم استقبل منه الصدقات ...
فحكم معاذ – إن صح لأن النقاش مع ابن حزم وهو لا يصحح الأثر، لكن يناقش تنزلاً – يكتسب قوة من هذه الجهات التي ذكرنا، فالحكم فيها يكون قريبا من الإجماع، وهو معتضد بإقرار الخليفة الراشد.
وقد ذكر ابن حجر في الفتح اعتراضا يقرب من اعتراض ابن حزم إذ قال:
وقيل في الجواب عن قصة معاذ أنها إجتهاد منه فلا حجة فيها
فأجاب ابن حجر:
وفيه نظر لأنه كان أعلم الناس بالحلال والحرام وقد بين له النبي صلى الله عليه و سلم لما أرسله إلى اليمن
وقال د. يوسف القرضاوي في كتابه "فقه الزكاة" 2/ 807:
وعمل معاذ في اليمن وأخذه القيمة دليل على أنه لا يجد في ذلك معارضة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جعل اجتهاده في المرتبة الثالثة بعد القرآن والسنة.
وعدم إنكار أحد من الصحابة عليه يدل على موافقتهم الضمنية على هذا الحكم.
__________________
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:01]ـ
الاعتراض الثالث الذي ذكره ابن حزم:
"والثالث: أنه ليس فيه أنه قال ذلك في الزكاة، فالكذب لا يجوز، وقد يمكن لو صح أن يكون قاله لأهل الجزية، وكان يأخذ منهم الذرة، والشعير، والعرض مكان الجزية." ([1])
أجاب عن هذا الاحتمال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المحلى فقال:
"هذا احتمال ضعيف بل باطل، فان في رواية يحيى بن آدم رقم (526) (مكان الصدقة) " ([2])
قال أبو فراس:
وأيضاً لفظة "الصدقة" وردت في الرواية التي علقها البخاري في صحيحه
ولهذا قال ابن حجر في الفتح:
وقوله:" في الصدقة":يرد قول من قال: إن ذلك كان فيالخراج.
وحكى البيهقي: أن بعضهم قال فيه: "من الجزية" بدل "الصدقة" فإن ثبت ذلك سقط الاستدلال لكن المشهور الأول.
قال أبو فراس:
لم يسنده البيهقي وإنما قال: "وقد قال فيه بعضهم ..... "
ولهذا قال التركماني الحنفي في الجوهر النقي:
لم يذكر السند الذي فيه من الجزية لينظر فيه وكيف يكون ذلك جزية
وقد قال معاذ: مكان الذرة والشعير، ولا مدخل لهما في الجزية
ثم قال البيهقي:
وهذا هو الأليق بمعاذ والأشبه بما أمره النبي صلى الله عليه وسلم به من أخذ الجنس في الصدقات وأخذ الدينار والدرهم أو عدله معافر ثياب باليمن في الجزية، وأن ترد الصدقات على فقرائهم لا أن ينقلها إلى المهاجرين بالمدينة الذين أكثرهم هم أهل فيء لا أهل صدقة."
فأجابه التركماني:
وإنما أمره عليه السلام بأخذ الجنس لأنه هو الذي يطالب به المصدق والقيمة وإنما تؤخذ باختيارهم وعلى هذا الحمل قوله عليه السلام "خذ الحب من الحب" ...
قال أبو فراس:
وسيأتي مزيد بحث
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
نرجع إلى كلام الحافظ ابن حجر:
وقد رواه ابن أبي شيبة: عن وكيع عن الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس: أن معاذا كان يأخذ العروض في الصدقة.
ثم نقل عن الإسماعيلي أنه قال: أنها لو كانت من الزكاة لم تكن مردودة علىالصحابة وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردها على فقرائهم.
قال أبو فراس:
وهذا هو نفس جواب ابن قدامة في المغني عن حديث معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أجاب ابن حجر في الفتح عن إيراد الإسماعيلي فقال:
"لا مانع من أنه كان يحمل الزكاة إلى الإمام ليتولى قسمتها."
قال أبو فراس:
لا شك أن حديث معاذ لا يخلو من بعض الإشكالات سواء حملناه على الصدقة أعني الزكاة أو حملناه على الجزية، وقد تنبَّه لذلك ابن حزم فتكلَّف الجواب على تطريقه لاحتمال الجزية.
والأقرب في نظري والله أعلم هو حمله على الصدقة لأمور:
1 - لورود لفظة "الصدقة" في الرواية التي علقها البخاري في صحيحه.
2 - ولووردها في رواية يحيى بن أدم في كتاب الخراج كما ذكر أحمد شاكر، وقد تأكدت من ذلك بنفسي.
3 - ولأنها هي اللفظة المشهورة كما قال ابن حجر.
4 - أن لفظة "الجزية" لم تأت من وجه صحيح ولا ضعيف بحسب ما وقفت عليه في البحث السابق.
5 - أن الصدقة هي الأصل والأكثر، لاسيما وقد دخل أكثر أهل اليمن في الإسلام أفواجا أفواجا.
6 - جاء في بعض الروايات المسندة كما عند البيهقي في السنن الكبرى: ائتوني بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير.
7 - أن في الرواية ما يشعر بأنها الصدقة فإنه قال: "فإنه أهون عليكم" وهذا النظر يكون في الغالب للمسلمين لا لغيرهم لاسيما ما كان في باب الجزية الذي قال الله فيه "حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" لاسيما إن أخذنا بالاعتبار التفسير الحسي للصغار في الآية كما هي طريقة جماعة من الفقهاء والمفسرين.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
([1]) المحلى - (ج 6 / ص 25)
__________________
الاعتراض الرابع الذي ذكره ابن حزم على أثر معاذ رضي الله عنه أنه قال:
"والرابع: أن الدليل على بطلان هذا الخبر ما فيه من قول معاذ: (خير لأهل المدينة) وحاشا لله أن يقول معاذ هذا، فيجعل ما لم يوجبه الله تعالى خيرا مما أوجبه." ([1])
قلت:
وهذا الجواب مبني على رأي ابن حزم رحمه الله ومن وافقهم من الشافعية والمالكية والحنابلة القائلين بعدم إجزاء القيمة في الزكاة.
أما إذا أخذنا الرأي الآخر: وهو إجزاء القيمة في الزكاة إما مطلقا أو للمصلحة والحاجة فإن ما ذكره ابن حزم لا يرد لأن الكل صار مما أوجبه الله.
الأمر الآخر:
أن ابن حزم رحمه الله يستنكر متن الأثر فنزَّه معاذا أن يكون قد قاله، وحينئذ يكون حكمه على متن الحديث مترتِّب على رأيه في المسألة، وهو محل النزاع، فلا يصح أن يورد مع المخالف، وإن كان يسوغ مع مَنْ يسلِّم بمقدمة ابن حزم من عدم إجزاء القيمة.
وأجاب د. يوسف القرضاوي عن هذه الاستطالة من ابن حزم فقال:
"وأما الوجه الرابع فهو تعسف وتحامل من ابن حزم، فإن معنى "خير لكم" في الخبر "أنفع لكم" لحاجتهم إلى الثياب أكثر من الذرة والشعير. وهذا أمر واقع لا نزاع فيه. أما قوله "لم يوجبه الله الخ" فهذا موضوع النزاع، فلا يجوز الاحتجاج بنفس الدعوى. وأخذ القيمة حينئذ يكون مما أوجه الله تعالى في شرعه." ([2])
قال أبو فراس: ثمة اتفاق بين جوابي وجواب الشيخ يوسف القرضاوي وقد جاء اتفاقا، فالحمد لله على توفيقه فإن الإنسان يفرح ويطمئن إذا وجد ما يوافق قوله ويصدِّقه.
([1]) المحلى
([2]) فقه الزكاة (2/ 807)
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:02]ـ
عقد البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى بابا في المسألة عنوانه:
باب من أجاز أخذ القيم في الزكوات
أراد به الرد على الأحناف والانتصار لمذهب الشافعي في المسألة، وقد أورد فيه جملة من النصوص والتوجيه لها بما يتفق مع مذهب الشافعي، رحم الله الجميع.
وقد سبق التعرض لأكثر ما أورده البيهقي.
غير أنه بقي بقية مما ذكره البيهقي الشافعي وبقية أخرى من استدراكات التركماني الحنفي عليه لم نتعرض لها فأحب هنا أن نستكمل مادة هذا الباب - أعاننا الله بحوله وقوته -:
قال البيهقي رحمه الله:
وأما الذي رواه مجالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي الأحمسي قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر ناقة مسنة في ابل الصدقة فغضب وقال: قاتل الله صاحب هذه الناقة.
فقال: يا رسول الله إني أرتجعتها ببعيرين من حواشي الصدقة.
قال: فنعم إذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وهذا فيما أنبأني) أبو عبد الله الحافظ أن أبا الوليد اخبرهم أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن المجالد فذكره فقد قال أبو عيسى: سألت عنه البخاري فقال: روى هذا الحديث إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في ابل الصدقة مرسلا وضعف مجالدا –
(أخبرناه) مرسلا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا هشيم عن إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه رأى في ابل الصدقة ناقة كوماء
فسأل عنها
فقال المصدق: إني أخذتها بإبل
فسكت." ([1])
وقال التركماني في الجوهر النقي متعقبا البيهقي رحمه الله:
"والمقصود من الزكوة:
سد خلة المحتاج والقيمة في ذلك تقوم مقام تلك الأجناس فوجب أن تجوز عنها وهذا كما عين عليه السلام الأحجار للاستنجاء ثم اتفق الجميع على جوازه بالخرق والخشب ونحوهما لحصول الإنقاء بها كما يحصل بالأحجار
وإنما عين عليه السلام تلك الأجناس في الزكوة:
تسهيلا على أرباب الأموال كما مر لأن كل ذي مال إنما يسهل عليه الإخراج من نوع المال الذي عنده كما جاء في بعض الآثار أنه عليه السلام: جعل في الدية على أهل الحلل حللا –
ويجوز أن يريد معاذ:
نقل ما زاد عن فقرائهم ومتى لم يوجد أهل السهمان في بلد نقلت الصدقة
والمراد من المهاجرين الفقراء منهم كما تقول الزكوة حق المسلمين والمراد فقراؤهم
ثم ذكر البيهقي (عن مجالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي انه عليه السلام أبصر ناقة مسنة) الحديث
ثم ذكر (عن البخاري انه قال رواه إسمعيل بن أبي خالد عن قيس مرسلا وضعف مجالدا) – قلت:
مجالد روى له مسلم ووثقه ابن معين
وقال البيهقي في باب السواك للصائم (غير أثبت منه) وهذا يقتضي توثيقه وزيادة الثقة لا تعلل بنقص من أرسله
وقد اخرج أبو داود من حديث أبي بن كعب قال: بعثني النبي صلى الله عليه و سلم مصدقا الحديث وفيه: أن رجلا عرض عليه ناقة عظيمة وانه عليه السلام قال له: إن تطوعت بخير أجرك الله وقبلناه منك
فأمر عليه السلام بقبضها.
والبيهقي ذكر هذا الحديث فيما مضى." ([2])
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
([1]) السنن الكبرى للبيهقي - (ج 4 / ص 113)
([2]) الجوهر النقي المطبوع مع سنن البيهقي (ج 4 / ص 113)
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:02]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
قال يحي بن معين في زكاة الفطر لا بأس أن تُعطى فضة هـ.
ويقول أيضا:
قال يحي بن معين في زكاة الفطر لا بأس أن تُعطى فضة هـ.
أورده عنه الذهبي في ترجمته من السير 11/ 93، وهو نص مهم فقد افتى به يحي وهو من أساطين العلم في بغداد حيث الحبوب رائجة وهي العمدة في التغذية وأمرها ميسّر لوفرة الأرحية في الدور، فكيف لو رأى يحي زماننا الذي لا ينفع الحَب فيه صاحبه، حتى يبيعه ليشترى بثمنه مايأكله لاقتضاء الحال ذلك.والعجب أن هذه المسألة مازالت موضع أخذ ورد بين العلماء ومنهم من يوجب إخراج القمح والشعير في المغرب وحواضره، وفي السعودية يفتي عبد العزيز بن باز بوجوب إخراج الحَب وأحسنه الأُرز لأنه غالب طعام أهل البلد، وأخبرني غير واحد هناك أن المساكين وأغلبهم الآن من الأفارقة السود المهاجرين بسبب المجاعات، يأخذون الأرز من المتصدقين صباح العيد وقد اشتروه بخمسة ريال مثلا .. فيبيعونه في نفس المكان بريالين أو ثلاثة وهذا يتكرر كل عام على مرأى ومسمع من العلماء، ومثله ما كان يقع بالمغرب عندنا كل عام فيخرج الباعة الحبوب بالأكياس وتباع عشية آخر يوم أو قبله من رمضان ويخرج اليهود منتهزين الفرصة ويشترون الزرع والشعير من الفقراء برُبع الثمن، هذا والفقهاء في المساجد يفتون بحرمة إخراج القيمة بل لا بد من الحَب رغم هذا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن زكاة الفطر شُرعت لأمرين طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، ولو كان لفقهائنا أو بهائمنا على أصح تعبير استقلال في الفهم لعلموا دون شك أن طعمة المساكين لا تتحقق الآن ولاسيما في الحواضر بإخراج الحبوب بل بالقيمة، إلا في القرى النائية والجبال البعيدة حيث تطحن المرأة برحاها الحَب وتأكل الدقيق، وهذا غير متيّسر بالحواضر والناس فيه يحتاجون إلى أنواع من المطاعم الضرورية الأولية، وقد كان حدث بتطوان في الأربعينات من القرن الميلادي الماضي أثناء وبعد الحرب العالمية أن قّلَّ الدقيق وانعدم الحَب وتسائل الناس عن إخراج القيمة وهي متعينة فتردد الأنعام رُغم هذا كله وتعصبوا وأصَّر كثير منهم على قوله وهم يعلمون أن في مذهبهم المالكي كما في غيره، قولا بجواز إخراج القيمة، أما الحديث وتحقيق الحكمة من تشريع زكاة الفطر فلا يجوز الاشتغال به عند هؤلاء، وبعث محمد بن عبد الصمد التجكاني سؤالا إلى ابن خاله شيخنا أحمد بن الصديق حول الموضوع فأفتى بجواز إخراج القيمة وألف:" تحقيق الآمال بإخراج زكاة الفطر بالمال"، ولم يستطع أحد من هؤلاء نقضه وقد طبع يومئذ وأعيد طبعه بالشرق.
نقل النديم ص:227
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:05]ـ
قال تعالى و لا يحض على طعام المسكين
وقال فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة
و قال انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جازاء و لا شكورا.
و قال و لا تحضون على طعام المسكين.
فتمعنوا كل هذه الايات في الاطعام هل يدخل فيها النقود ام لا ? ام ان الله سبحانه و تعالى ذكر الغالب و هو ان المسكين لا يجد ما يأكل لكن المعنى عام فهو من باب الخاص اريد به العام اي كل انواع التصدق فان فهمنا ذلك فهمنا ان زكاة الفطر نقدا داخلة في حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام و انما ذكر الاطعمة المشهورة بين قومه و الدليل انه لم يذكر الارز فلماذا الحقناه ?
اما من استدل ان ذكر الطعام بالاحاديث المراد منه الطعام فالايات ترد عليه فهي تذكر الاطعام لكن المقصود منها اوسع و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:09]ـ
قال الحافظ في الفتح (3/ 438): «إن جعفر الفريابي روى في كتاب (صدقة الفطر) أن ابن عباس – رضي الله عنهما – لمّا كان أمير البصرة أمرهم بإخراج زكاة الفطر، وبيّن لهم أنها صاع من تمر، إلى أن قال: أو نصف صاع من بُرّ. قال: فلما جاء عليّ رضي الله عنه، ورأى رُخصَ أسعارهم قال: اجعلوها صاعاً من كُلَ. فدل على أنه كان ينظر إلى القيمة في ذلك».اهـ. وهذا كله اجتهاد منهم رضي الله عنهم. بل إن العدل ليس محصوراً في الطعام وإنما تعداه إلى العَرْض- بفتح العين وسكون الراء.
أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه، كتاب الزكاة، باب العَرْض في الزكاة، معلّقاً عن طاوس، قال: «قال معاذ- بن جبل- رضي الله عنه، لأهل اليمن: ائتوني بعَرْضٍ، ثياب: خميص أو لبيس، في الصدقة. مكان الشعير والذرة، أهون عليكم وخير لأصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم».اهـ. وفيه أمور، منها:
1 - قال الحافظ رحمه الله: «إن إيراد الإمام البخاري له في معرض الاحتجاج به يقتضي قوته عنده».اهـ. وكلام الحافظ أولى من كلام الألباني. ثم إن الاحتجاج أو التحجج بالانقطاع بين طاوس ومعاذ مدفوع بداهة، إذ أن معاذاً رضي الله عنه كان قاضياً على اليمن، ولولا أن هذا القضاء قد اشتهر عنه لما نقله طاوس الذي لا يحتاج إلى صلة بينه وبين معاذ الذي كان يملي على الناس أحكامه بحكم موقعه. ولذلك فهذا ما يأخذ حكم التواتر المعنوي. والله أعلم ولولا ذلك لما ذكره الإمام البخاري على سبيل التقرير والاستشهاد.
ودخول النقد بجامع (القيمة)، رآه من الصحابة: عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومن التابعين: عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وأبو حنيفة رحمهم الله تعالى. ومن تابع التابعين: سفيان الثوري. ومن أهل الحديث: الإمام البخاري رحمهم الله تعالى.
أما الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد ذكر الإمام ابن قُدامة المقدسي في المغني (3/ 65) أن سعيد بن منصور أخرج في سننه عن عطاء، قال: "كان عمر بن الخظاب يأخذ العَروض في الصدقة من الدراهم".اهـ. وهو يقوم على اعتبار القيمة بلا ريب.
وأما الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فقد أخرج الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الزكاة، باب: إعطاء الدراهم في زكاة الفطر –هكذا عنونه- عن ابن عون، قال: "سمعت كتاب عمر بن عبد العزيز يُقرأ إلى عَدِيٍّ بالبصرة: يؤخذ من أهل الديوان من أعطياتهم عن كل إنسان نصف درهم".
وعن قرّة – بن خالد (154 هـ) – قال: "جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز في صدقة الفطر نصف صاع عن كل إنسان أو قيمته نصف درهم".اهـ.
وفي مصنّف عبد الرزاق (3/ 316): عن معمر، قال: كتاب عمر بن عبد العزيز: "على كل اثنين درهم –يعني في زكاة الفطر- قال معمر: هذا على حساب ما يُعطى من الكيل".اهـ.
ويبدو أن إخراج القيمة النقديّة كان منتشراً في زمن التابعين، أقلُّه في الكوفة، فقد أخرج ابن أبي شيبة في الكتاب والباب السالفين عن أبي إسحاق السَّبيْعي قوله: "أدركْتُهم وهم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام".اهـ. والسَّبيعي حافظ كبير وهو شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها، كما قال الذهبي في السير (5/ 392) وكان رحمه الله من العلماء العاملين، ومن جِلَّةِ التابعين، وقد وُلِد لسنتين خلتا من خلافة عثمان، ورأى الإمام علياً يخطب. ورأى أيضاً أسامة بن زيد. وقد روى عن كبار التابعين. فعندما يقول: أدركتهم، فهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني أن كبار التابعين في الكوفة كانوا على هذا المذهب، وهم بدورهم أخذوه عن الصحابة والسَّبيْعي متوفّى سنة 127 هـ.
وأما كتاب عمر بن عبد العزيز إلى عماله في الأمصار فيما يتعلّق بزكاة الفطر، فقد ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد (4/ 436) وهذا نصُّه:
«وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عُمّاله: مُروا من كان قِبَلَكُم، فلا يبقى أحدٌ من أحرارهم ولا مماليكهم، صغيراً ولا كبيراً، وذكراً ولا أُنثى، إلا أخرج عنه صدقة فطر رمضان: مُدَين من قمح، أو صاعاً من تمر، أو قيمة ذلك نصف درهم… الخ» ومعلوم أن (أو) للتخبير.
وفي مذهب الإمام أحمد قولان نقلهما صاحب كتاب (التمام) القاضي أبو الحسين الفراء، حيث قال (1/ 272) نقلاً عن ابن شاقِلاّ: «وقد أخرجنا هذه المسألة عن الكوسج: أن الزكاة في الثمن. وإذا باعها –أي العين- فقال: يجيء على هذا روايتان، لأن من أصلنا لا تؤخذ القيمة في الزكاة. قال الوالد –القاضي أبو يعلى الفراء- والأمر على ما قاله أبو إسحاق، وأنه متى ثبت جواز إخراج القيمة إذا باع النِّصابَ ثبت جوازه إذا كان باقياً ولا فرق».اهـ. والكلام هذا في الزكاة عامة فتدخل فيها زكاة الفطر. وهذا يدل على أن مذهب الإمام أحمد أوسع مما ذكره صاحب البيان. ويمكن مراجعة المغني (4/ 171 - 172) والإنصاف للمرداوي (3/ 66). فقد نقلوا أن في مذهب الإمام قولان. وقد جمع شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- بينهما، فقال في الاختيارات الفقهية: «ويجوز إخراج القيمة في الزكاة لعدم العدول عن الحاجة والمصلحة، مثل أن يبيع ثمرة بستانه أو زرعه، فهذا إخراج عشر الدراهم يجزئه، ولا يكلف أن يشتري تمراً أو حنطة، فإنه قد ساوى الفقير بنفسه، وقد نص أحمد على جواز ذلك، ومثل أن تجب عليه شاة في الإبل، وليس عنده شاة فإخراج القيمة كاف، ولا يكلف السفر لشراء شاة، أو أن يكون المستحقون طلبوا القيمة لكونها أنفع لهم، فهذا جائز».اهـ. (يُنظر تمام المِنَّة للشيخ الألباني ص379 - 380) ويراجع (مجموع الفتاوى 25/ 82). ولا يعترض بأن هذا في الزكاة دون زكاة الفطر، لأننا سنقول: من أين جئتم بقول الأئمة: لا تجزئ القيمة؟!! .. فهذه وردت في معرض الكلام عن الزكاة مطلقاً، ولم يُذكر شيء في أبواب صدقة الفطر.
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 05:12]ـ
فاذا علمتم اخواني ان كبار العلماء و منهم بن تيمية ذهبوا هذا المذهب فارجوا ان تستغفروا الله و تتوبوا اليه من لمزكم لمن اجاز اخراجها نقدا بمخالفة السنة و قولكم ان المسألة ليست خلافية بل هي خلافية و لا شك و من انتم حتى تتهموا شيخ الاسلام و البخاري و عمر بن عبد العزيز و الامام ابي حنيفة بمخالفة السنة فهل كنتم اعلم منهم و احرص باتباع سنن رسول الله عليه الصلاة و السلام!!!
استغفر الله استغفر الله و اعوذ بالله من فتنة الخلاف
من كان له رد فليناقش الادلة التي اوردتها دليلا دليلا من دون لمز و لا اتهام لمخالفة السنة و لا اتهام بخروج عن الاجماع و الله الموفق للصواب و السلام عليكم و رحمة الله(/)
أرجو توضيح كلام الإمام ابن الصلاح -رحمه الله -في هذه الفقرة
ـ[أمل*]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 10:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، أرجو شرح هذه الفقرة من كلام ابن الصلاح -رحمه الله في المقدمة:
واتضح أن الحديث الحسن قسمان:
أحدهما: الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلاً كثير الخطأ فيما يرويه، ولا هو متهم بالكذب في الحديث - أي لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث ولا سبب آخر مفسق - ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف، بأن روي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر، حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله، أو بما له من شاهد، وهو ورود حديث آخر بنحوه، فيخرج بذلك عن أن يكون شاذاً ومنكراً، وكلام الترمذي على هذا القسم يتنزل.
مامعنى (على مثله) في العبارة المحددة باللون الأحمر؟
هل التابع هو الحديث المتابع الذي توبع راويه، فالمتابعة تختص بالراوي فقط؟
هل الشاهد هو الحديث الذي جاء مساويا في المتن لحديث اّخر فسمي شاهدا، فالشاهد يختص
بالحديث فقط دون الراوي؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(على مثله) أي على مثل الحديث أو الرواية التي رواها؛ أي أن هذا الراوي قد تابعه غيره فروى مثل ما روى.
قال الحافظ العراقي:
الاعتبار سبرك الحديث هل ........... شارك راو غيره فيما حمل
عن شيخه فإن يكن شورك من ........... معتبر به فتابع وإن
شورك شيخه ففوق فكذا ........... وقد يسمى شاهدا ثم إذا
متن بمعناه أتى فالشاهد ........... وما خلا عن كل ذا مفارد
ـ[أمل*]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 10:57]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أمل*]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 01:01]ـ
أنقل هذا الموضوع من موقع (إحسان) للفائدة:
النوع الثامن عشر المتابعات والشواهد
تعريف المتابعة هى أن يُوَافَقَ راوى الحديث على ما رواه من قِبَل راو آخر فيرويه عن شيخه أو عَنْ مَنْ فوقه وتنقسم المتابعة إلى قسمين تامة وقاصرة فالمتابعة التامة هى التى تحصل للراوى نفسه بأن يروى حديثه راو آخر عن شيخه مثاله ما رواه البخارى فى صحيحه 648 قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة ورواه مسلم فى صحيحه 1509 قال حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة فهذه متابعة تامة لعبد الله بن يوسف فقد روى يحيى بن يحيى الحديث عن مالك شيخ عبد الله بن يوسف بالسند والمتن وأما المتابعة القاصرة فهى التى تحصل لشيخ الراوى بأن يروى الراوى الآخر الحديث عن شيخ شيخه وهكذا إلى آخر السند مثاله ما رواه مسلم 1510 من طريق عبيد الله بن عمر قال أخبرنى نافع عن ابن عمر عن النبى قال صلاة الرجل فى الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعا وعشرين فهذه متابعة قاصرة لعبد الله بن يوسف فقد روى عبيد الله بن عمر الحديث عن نافع شيخ شيخ عبد الله بن يوسف بالسند والمتن تعريف الشاهد هو حديث مروى عن صحابى آخر يشابه الحديث سواء شابهه فى اللفظ أو المعنى مثاله ما رواه البخارى 649 عن أبى سعيد الخدرى أنه سمع النبى يقول صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذِّ بخمس وعشرين درجة فهذا الحديث شاهد للحديث السابق لأنه من رواية صحابى آخر ومن هنا يتضح الفرق بين التابع والشاهد وهو أن التابع يختص بالرواية عن نفس الصحابى والشاهد يختص بالرواية عن غيره
• • • • • •
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 01:30]ـ
بارك الله فيكِ أختنا (أمل*) وجزاك الله خيرًا على هذا النقل.
وأما العبارة التي وقع السؤال عنها:
أحدهما: الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلاً كثير الخطأ فيما يرويه، ولا هو متهم بالكذب في الحديث - أي لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث ولا سبب آخر مفسق - ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف، بأن روي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر، حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله، أو بما له من شاهد، وهو ورود حديث آخر بنحوه، فيخرج بذلك عن أن يكون شاذاً ومنكراً، وكلام الترمذي على هذا القسم يتنزل.
هذا النوع من الحديث الحسن هو ما عرف فيما بعد بالحسن لغيره، وقد ذكر له ابن الصلاح هنا شرطين مجملين:
الأول في السند: خفة الطعن في الراوي بحيث لا يكون مغفلا كثير الخطأ ولا هو كذاب أو متهم بالكذب وبين هذا وذاك درجات من الطعن، وأن يكون ذاك الراوي لم ينفرد بتلك الرواية.
الثاني في المتن: وذلك بأن يكون متن الحديث معروفًا مروي من طرق عن نفس الصحابي (وهو ما يعرف بالمتابعة) أو عن غيره من الصحابة (وهو ما يعرف بالشاهد).
فإذا كان السند على الوصف المذكور والمتن مروي مثله معروف، كان ذلك مما يجب ضعف الحديث فيصير به حسنًا.
مع وضعنا في الاعتبار أن معرفة مثل المتن المذكور تدفع عن الحديث النكارة في متنه، ومتابعة الراوي تنفي نكارة إسناده. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
هذا النوع من الحديث الحسن هو ما عرف فيما بعد بالحسن لغيره.
جزاكم الله خيرا، لم يذكر ابن الصلاح-رحمه الله- أن هذا هو الحديث الحسن لغيره، فالأمر كما قلتم أنه عرف بعد ذلك بالحسن لغيره وهو الحديث الضعيف الذي ارتقى بمتابع أو شاهد، والتعريف الثاني للحديث الحسن هو تعريف للحديث الحسن لذاته وهو (القسم الثاني: أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح، لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكرا، ويعتبر في كل هذا _ مع سلامة الحديث من أن يكون شاذاً ومنكرا _ سلامته من أن يكون معللاً.)
ويبدو من كلام ابن الصلاح-رحمه الله- أن راوي الحديث الحسن لغيره لو انفرد بحديث لكان منكرا، هذا مافهمته، فهل هذا صحيح؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 12:39]ـ
ويبدو من كلام ابن الصلاح-رحمه الله- أن راوي الحديث الحسن لغيره لو انفرد بحديث لكان منكرا، هذا مافهمته، فهل هذا صحيح؟
وأنت جزاك الله خيرًا أختنا الفاضلة، وكلامك هذا صحيح فالراوي المستور الذي ذكره ابن الصلاح إذا تفرد بحديث لا يقبل تفرده ويعد ما تفرد به من باب المنكر.
وتزداد نكارته كلما اشتهر شيخه وكثر الأخذون عنه، فلا يتصور مثلا أن يروي رجل مستور أو حاله كما وصف ابن الصلاح عن شعبة أو عن الزهري حديثًا لا يعرف عند ثقات تلاميذ شعبة أو عند ثقات تلاميذ الزهري مع كثرة الرواة عنهم وحرص الثقات على جمع حديثهم فهذه قرينة تزيد في النفس الميل إلى استنكار رواية أمثال هؤلاء الرواة. والله أعلم.
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 11:17]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل، استفدت كثيرا من تعليقاتكم وتوضيحاتكم، وبارك الله في كل المشايخ في الألوكة، وجزى الله القائمين على المنتدى خير الجزاء.
ـ[أمل*]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 10:12]ـ
(القسم الثاني: أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح، لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكرا، ويعتبر في كل هذا _ مع سلامة الحديث من أن يكون شاذاً ومنكرا _ سلامته من أن يكون معللاً.)
هذا تعريف الحديث الحسن لذاته، ويبدو أن هذا القيد (يرتفع عن حال من يعد ماينفرد به من حديثه منكرا)
ليس على اطلاقه،
فقد ينفرد الصدوق أو من لابأس به بحديث ويكون منكرا، وهذا يكون في أحيان دون أحيان، وقد يكون في كل الأحيان.
مثال:محمد بن عمرو قال عنه أبوحاتم في حديث (اذا رأيت الدم الأسود فأمسكي عن الصلاة) لم يتابع على هذه الرواية وهو منكر.
ـ[أسماء]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 04:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أختي أمل على هذا الموضوع القيم و بارك الله فيك
و جزاكم الله كل خير مشيخنا الكرام و بارك الله فيكم و نفع بكم(/)
(فَائِدَةٌ) قال الطَّبَرِيُّ في إخْفَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 11:59]ـ
(فَائِدَةٌ) قال الطَّبَرِيُّ في إخْفَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ دَلِيلٌ على كَذِبِ من زَعَمَ أَنَّهُ يَظْهَرُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ لِلْعُيُونِ ما لا يَظْهَرُ في سَائِرِ السَّنَةِ إذْ لو كان حَقًّا لم يَخْفَ على كل من قام لَيَالِيَ السَّنَةِ فَضْلًا عن لَيَالِي رَمَضَانَ وَتَعَقَّبَهُ بن الْمُنِيرِ بِأَنَّهُ لا يَنْبَغِي إطْلاقُ الْقَوْلِ بِالتَّكْذِيبِ لِذَلِكَ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذلك على سَبِيلِ الْكَرَامَةِ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ من عِبَادِهِ فَيَخْتَصُّ بها قَوْمٌ دُونَ قَوْمٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لم يَحْصُرْ الْعَلامَةَ ولم يَنْفِ الْكَرَامَةَ قال وَمَعَ ذلك فَلا يُعْتَقَدُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لا يَنَالُهَا إلَّا من رَأَى الْخَوَارِقَ بَلْ فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَاسِعٌ وَرُبَّ قَائِمٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لم يَحْصُلْ منها إلَّا على الْعِبَادَةِ من غَيْرِ رُؤْيَةِ خَارِقٍ وَآخَرُ رَأَى الْخَوَارِقَ من غَيْرِ عِبَادَةٍ وَاَلَّذِي حَصَلَ على الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ وَالْعِبْرَةُ إنَّمَا هِيَ بِالاسْتِقَامَةِ بِخِلافِ الخارق فقد يَقَعُ كَرَامَةً وقد يَقَعُ فِتْنَةً
وَقِيلَ إنَّ الْمُطَّلِعَ على لَيْلَةِ الْقَدْرِ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا وَقِيلَ يَرَى الْأَنْوَارَ سَاطِعَةً في كل مَكَان حتى في الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَةِ وَقِيلَ يَسْمَعُ سَلامًا أو خِطَابًا من الْمَلائِكَةِ وَقِيلَ من عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ من وُفِّقَ لها.
نيل الأوطار ج4/ص372
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 12:15]ـ
وفيكم بارك الله.
ـ[سامي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 05:15]ـ
شُكْراً لَكَ
بِمَاذَا تُشَكلُ النُصُوصَ يَا أَََََ خِي [ابْنُ رَجَبٍ]؟
هَلْ عِنْدَكَ بَرْنَامَجاً خَاصاً أََمْ تُشَكِلُ كُل حَرْفٍ عَلَى حِدَةٍ؟!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 04:11]ـ
بارك الله فيكم ,,
بالنسبة للسؤال هذا هو تقريبا سر المهنة ((إبتسامة))
انا لااشكل ابدأ وهذا اخذته مشكولا من الجامع الكبير.
ـ[الورقات]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 06:47]ـ
سبحان الله .. كنت أعتقد في صغري أن في ليلة القدر تنشق السماء ويخرج منها نور عظيم ثواني ثم تنغلق، وهذه اللحظة هي اللحظة التي دخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وأن من يدعو لحظتها تستجاب دعوته لكن هذا ما يراه إلا الصالحون (وهذا ليس من تخَيُلات الأطفال بل كنتُ قد حُدثت به لعله من بعض الأهل)،
وحدثتني أمي - أو غيرها من الأهل - في صغري أن جدتي لأمي كانت مع بعض أهلها نائمين في السطح ليلةً من العشر الأواخر (والناس كانوا يفعلون ذلك في السابق قبل المكيفات إذا اشتد الحر فإنهم ربما ينامون في السطح) فرأت ليلة القدر ورأت السماء تنشق ويخرج منها نور ثم انغلقت وكانت سريعة جدا ما لحقت تدعي بشيء ولا توقظ من بجانبها، وهذه كانت بمثابة " الكرامة لها ".
وأظن أن هذا كان اعتقادي لسنين حتى أني أذكر في أحد الرمضانات السابقة وضعت كرسي أمام النافذة ليلة من ليالي العشر وجلست أترقب انشقاق السماء، (وطبعا ما رأيت شيء:)
ثم إني بعد أن هداني الله وطلبت شيئا من العلم رميت بهذا المعتقد عُرض الحائط وجزمت أنه من الخرافات المنتشرة بين العوام، وأن الجدة رحمها الله ما رأت شيء ولا أدري من أي رواة الخبر جاء هذا الخطأ (ابتسامة)، لأني سمعت ولا قرأت كلام لأحد العلماء عن مثل هذا الانشقاق العظيم والنور وألخ!
لكن .. كأن في هذا النقل ما يُشير إلى شيء من هذا؟ وأن في ليلة القدر شيءٌ يُرى كخارق أو غيره؟
(فَائِدَةٌ) قال الطَّبَرِيُّ في إخْفَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ دَلِيلٌ على كَذِبِ من زَعَمَ أَنَّهُ يَظْهَرُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ لِلْعُيُونِ ما لا يَظْهَرُ في سَائِرِ السَّنَةِ إذْ لو كان حَقًّا لم يَخْفَ على كل من قام لَيَالِيَ السَّنَةِ فَضْلًا عن لَيَالِي رَمَضَانَ وَتَعَقَّبَهُ بن الْمُنِيرِ بِأَنَّهُ لا يَنْبَغِي إطْلاقُ الْقَوْلِ بِالتَّكْذِيبِ لِذَلِكَ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذلك على سَبِيلِ الْكَرَامَةِ لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ من عِبَادِهِ فَيَخْتَصُّ بها قَوْمٌ دُونَ قَوْمٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لم يَحْصُرْ الْعَلامَةَ ولم يَنْفِ الْكَرَامَةَ قال وَمَعَ ذلك فَلا يُعْتَقَدُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لا يَنَالُهَا إلَّا من رَأَى الْخَوَارِقَ بَلْ فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَاسِعٌ وَرُبَّ قَائِمٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لم يَحْصُلْ منها إلَّا على الْعِبَادَةِ من غَيْرِ رُؤْيَةِ خَارِقٍ وَآخَرُ رَأَى الْخَوَارِقَ من غَيْرِ عِبَادَةٍ وَاَلَّذِي حَصَلَ على الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ وَالْعِبْرَةُ إنَّمَا هِيَ بِالاسْتِقَامَةِ بِخِلافِ الخارق فقد يَقَعُ كَرَامَةً وقد يَقَعُ فِتْنَةً
وَقِيلَ إنَّ الْمُطَّلِعَ على لَيْلَةِ الْقَدْرِ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا وَقِيلَ يَرَى الْأَنْوَارَ سَاطِعَةً في كل مَكَان حتى في الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَةِ وَقِيلَ يَسْمَعُ سَلامًا أو خِطَابًا من الْمَلائِكَةِ وَقِيلَ من عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ من وُفِّقَ لها.
نيل الأوطار ج4/ص372(/)
تقسيم الصوم الى مراتب منها خصوص الخصوص؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 12:41]ـ
قسم بعض العلماء الصوم الى هذه المراتب فقال:
وللصوم ثلاث مراتب: صوم العموم. وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص.
فأما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
وأما صوم الخصوص: فهو كف النظر، واللسان، واليد، والرجل، والسمع، والبصر، وسائر الجوارح عن الآثام.
وأما صوم خصوص الخصوص: فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار المبعدة عن الله تعالى، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية، وهذا الصوم له شروح تأتى فى غير هذا الموضع.
فما تعليقكم على هذا؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 12:13]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبوأنيسة]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 03:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:43]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 05:58]ـ
يرفع للفائده .....
ـ[أبو صهيب المصري]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 06:22]ـ
قرأت هذا التقسيم في مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة ..
وأظن معناه صحيح .. ولكن لايُقصد بهذا التقسيم الخواص الذين يقصدهم الطُرقية .. والله أعلم ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 05:10]ـ
اخي الكريم تقول:معناه صحيح
اقول ليس الامر كذلك لان المرتبة الثانية التي ذكرها مطلوبة شرعا من جميع المسلمين
الاان قصد الاخبار عن اقسام الناس من ناحية الواقع والله اعلم
نريد مشاركة بقية المشايخ الفضلاء في الموضوع
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 05:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم
أظن أن المرتبة الثالثة مطلوبة من كل مسلم
حتى يحصل على أجر صيامه كاملا بإذن الله وفضله
لذا أظن أن تقسيم الصوم نفسه ليس صحيحا
بل الأولى أن تكون هذه التقسيمات لمراتب الناس وليس للصوم نفسه
فالصوم واحد, والكل مطالب بما في الدرجة الثالثة, بينما يتفاوت الناس في الصيام
وأظن -والعلم عند الله- أن حديث "والصوم لي وأنا أجزي به" فيه إشارة لهذا المعنى
والله تعالى أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 06:05]ـ
اخي الكريم أبو حاتم بن عاشور
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو صهيب المصري]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 07:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم
أظن أن المرتبة الثالثة مطلوبة من كل مسلم
حتى يحصل على أجر صيامه كاملا بإذن الله وفضله
لذا أظن أن تقسيم الصوم نفسه ليس صحيحا
بل الأولى أن تكون هذه التقسيمات لمراتب الناس وليس للصوم نفسه
فالصوم واحد, والكل مطالب بما في الدرجة الثالثة, بينما يتفاوت الناس في الصيام
وأظن -والعلم عند الله- أن حديث "والصوم لي وأنا أجزي به" فيه إشارة لهذا المعنى
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيراً ..(/)
كلمة في وداع رمضان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 01:58]ـ
كلمة في وداع رمضان
ها هو شهر الخير قد قوضت خيامه، وتصرمت أيامه، فحق لنا أن نحزن على فراقه، وأن نذرف الدموع عند وداعه.
وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري هل ندرك غيره أم لا؟ كيف لا تجري دموعنا على رحيله؟ ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا؟ وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا؟ كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات، وتكفير السيئات، وإقالة العثرات؟!.
يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون، يمضى وهو شاهد لنا أو علينا، شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه، وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه.
رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فلله كم سجد فيه من ساجد؟ وكم ذكر فيه من ذاكر؟ وكم شكر فيه من شاكر؟ وكم خشع فيه من خاشع؟ وكم فرّط فيه من مفرِّط؟ وكم عصى فيه من عاص؟.
ارتحل شهر الصوم، فما أسعد نفوس الفائزين، وما ألذ عيش المقبولين، وما أذل نفوس العصاة المذنبين، وما أقبح حال المسيئين المفرطين.
لابد من وقفة محاسبة جادة ننظر فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل؟ وما هي الفوائد التي استفدناها منه؟ وما هي الأمور التي قصرنا فيها؟ فمن كان محسناً فليحمد الله وليزدد إحسانا وليسأل الله الثبات والقبول والغفران، ومن كان مقصراً فليتب إلى مولاه قبل حلول الأجل.
تذكر أيها الصائم وأنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام، وانقضاء الأعوام، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين، وعظة للمتعظين قال عز وجل: {يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} (النور 44)، بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه، واليوم نودعه بكل أسىً، ونتلقى التعازي برحيله، فما أسرع مرور الليالي والأيام، وكر الشهور والأعوام.
والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت، فهيهات أن تعود مرة أخرى، فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان ما دمت في زمن الإمكان، قال عمر بن عبد العزيز: " إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما "، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي ".
وتذكر دائماً أن العبرة بالخواتيم، فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة، فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة، وقد قال عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} (سورة النصر)، وأمر سبحانه الحجيج بعد قضاء مناسكهم وانتهاء أعمال حجهم بالاستغفار فقال جل وعلا: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} (البقرة 199).
كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، كما وصف الله عباده المؤمنين بأنهم: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} وروى الترمذي، عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2436&idto=2436&bk_no=48&ID=1873#docu) قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات. وقال الحسن: لقد أدركنا أقواما كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها فهل شغلك أخي الصائم هذا الهاجس وأنت تودع شهرك، قال علي رضي الله عنه: " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل: {إنما يتقبل الله من المتقين} (المائدة 27)، وكان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: " ياليت شعري من هذا المقبول منَّا فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه، أيها المقبول هنيئاً لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك ".
اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان، اللهم تقبل منا الصيام والقيام، وأحسن لنا الختام، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، واجعله شاهداً لنا لا علينا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار
موضوع منقول(/)
أفيدوني عن إسناد ما نسب لحبر الأمة من هذا القول!
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 02:57]ـ
أشكل علي ما نسب للحبر رضي الله عنه من قول: (أقول لكم قال رسول الله -صلى الله وعليه وسلم- وتقولون: قال أبو بكر، وقال عمر))، أو نحو هذا؟
ووجه الإشكال أنني لا أتصور أن يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- هذا القول، وهو في نظري لا يصح عنه البتة، إذ كيف نتصور أن يخالف أبو بكر وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم- ويكون ابن عباس أتبع للرسول صلى الله عليه وسلم منهما رضي الله عنهم أجمعين؟!!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 03:05]ـ
إنْ صحَّ فله وجه معقول
وأنظر:
مجموع الفتاوى، 26/ 281
والطرق الحكمية، ص25
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 03:18]ـ
اذاعرفت القصة زال الاشكال قال بعض العلماء
واعلم أنه لا اعتبار عند السلف لقول أي مجتهد عند مخالفته لنص صريح صحيح من نصوص الوحي،
فقد قال ابن القيم في الصواعق المرسلة
: وقد كان السلف يشتد عليهم معارضة النصوص بأراء الرجال ولا يقرون المعارض على ذلك وكان عبد الله بن عباس يحتج في مسألة متعة الحج بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره لأصحابه بها فيقولون له: إن أبا بكر وعمر أفردا الحج ولم يتمتعا فلما أكثروا عليه، قال: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله، وتقولون قال أبو بكر وعمر، ولقد سئل عبد الله بن عمر عن متعة الحج فأمر بها فقيل له: إن أباك نهى عنها فقال: إن أبي لم يرد ما تقولون فلما أكثروا عليه قال: أفرسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبعوا أم عمر
.قولك اخي وهو في نظري لا يصح عنه البتة، إذ كيف نتصور أن يخالف أبو بكر وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم-
اقول تعجلت في الحكم بعدم صحة القول
ومافعله أبو بكر وعمر ليس فيه مخالفة فالرسول صلى الله عليه وسلم اقرالصحابة في الميقات على انواع النسك الثلاثة ومنها الافراد
و أبو بكر وعمر أفردا الحج وابن عباس اجتهدواوجب التمتع في الحج لان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمربه اصحابه وتمنى فعله لولا انه حج قارنا
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 03:19]ـ
0000
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 08:54]ـ
من كلام الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك:
"روى معناه أحمد (1/ 337) والخطيب في الفقيه والمتفقه (ص 144) وابن عبد البر في بيان العلم وفضله (ص 570) من طريق شريك عن الأعمش عن الفضيل بن عمرو قال: أُراه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تمتع النبي، فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عباس: ما يقول عروة؟ قال: يقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة، فقال ابن عباس أراهم سيهلكون أقول قال النبي ويقول نهى أبو بكر وعمر. أ. هـ. وفي سنده شريك بن عبد الله القاضي وفيه ضعف يسير.
وللأثر سندُ آخر رواه إسحاق بن رهويه في مسنده (كما في المطالب العالية) 1/ 360 رقم 1214) ورواه ابن عبد البر في (بيان العلم) تعليقاً (570) ورواه الخطيب في الفقيه (1/ 145) وأبو مسلم الكجي (ذكره ابن القيم في الزاد 2/ 206) من طريق أيوب عن ابن أبي مليكه عن عروة – به – قال الحافظ ابن حجر: سنده صحيح. وقد روى هذا الأثر معمر عن أيوب فأسقط ابن أبي مليكه، لكنّ الصواب ذكر ابن أبي مليكه كذا ر واه حماد بن زيد عن أيوب،والله أعلم. وأما اللفظ المذكور: وهو يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ... فلم أجده لكن ذكره ابن القيم ولم يعزه لأحد كما في الزاد 2/ 195.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=1897&Itemid=38
ومن كلام الشيخ عبد الله زقيل:
"الحمد لله وبعد؛
نسمع ونقرأ أثرا لابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟ "
وحقيقة بعد البحث عن لفظ هذا الأثر بهذا السياق في كتب السنة لا وجود له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أورده شيخ الإسلام في الفتاوى (20/ 215، 26/ 50، 281)، والإمام ابن القيم في " إعلام الموقعين " (2/ 238)، و" الزاد " (2/ 195)، و" الصواعق المرسلة " (3/ 1063)، والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب " التوحيد " " باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا " بهذا اللفظ من غير ذكر المصدر له، أو حتى إسناده.
فما هو اللفظ الصحيح لهذا الأثر؟
عن ابن عباس قال: تمتع النبي صلى الله عليه وسلم فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة، فقال ابن عباس: ما يقول عرية؟ قال: يقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة، فقال ابن عباس: أراهم سيهلكون، أقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول نهى أبو بكر وعمر.
رواه أحمد (1/ 337)، وابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (2378)، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (379) من طريق شريك، عن الأعمش، عن الفضيل بن عمرو قال: أراه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
وإسناده ضعيف، فيه شريك بن عبد الله قال الحافظ في " التقريب ": صدوق يخطىء كثيرا.
قال عروة لابن عباس: ألا تتقي الله ترخص في المتعة؟! فقال ابن عباس: سل أمك يا عرية، فقال عروة: أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا، فقال ابن عباس: والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله، أحدثكم عن رسول الله، وتحدثونا عن ابي بكر وعمر، فقال عروة: لهما أعلم بسنة رسول الله، وأتبع لها منك.
أورده ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (2377)، وابن القيم في " الزاد " (2/ 206) من طريق عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب قال: قال عروة به.
وصحح إسناده محققا " زاد المعاد ".
ورواه الخطيب بسنده في " الفقيه والمتفقه " (380) بنحو الرواية السابقة، وأورده ابن القيم في " الزاد " (2/ 206 - 207) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة أن عروة بن الزبير به.
وقال محققا " الزاد ": " وإسناده صحيح ".
ورواه الطبراني في " الأوسط " (1718 – مجمع البحرين) عن عروة بن الزبير أنه أتى ابن عباس فقال: يا ابن عباس طالما أضللت الناس! قال: وما ذاك يا عرية؟ قال: الرجل يخرج محرما بحج أو بعمرة فإذا طاف زعمت أنه قد حل فقد كان أبو بكر وعمر ينهيان عن ذلك؟ فقال: أهما - ويحك - آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وفي أمته؟ فقال عروة: هما كانا أعلم بكتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ومنك قال ابن أبي مليكة: فخصمه عروة.
قال الهيثمي في " المجمع " (3/ 234): رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
فائدة:
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (8/ 220): يا عرية: وهو بالتصغير، وأصله عريوة فاجتمع حرفا علة فأبدلت الواو ياء ثم أدغمت في الأخرى.ا. هـ.
فائدة أخرى:
علق الخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه " (1/ 378) على كلام عروة بن الزبير: قلت: قد كان أبو بكر وعمر على ما وصفهما به عروة إلا أنه لا ينبغي أن يقلد أحد في ترك ما ثبتت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.ا. هـ.
وعلق الذهبي في " السير " (15/ 243) في إيجاد العذر لعروة بن الزبير: قلت: ما قصد عروة معارضة النبي صلى الله عليه وسلم بهما، بل رأى أنهما ما نهيا عن المتعة إلا وقد اطلعا على ناسخ.ا. هـ.
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=386
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله جميع المشاركين خيرا، وقد أفدت من معظمهم، وقد وجدت راحتي فيما نقله الأخ عبد الله اليوسف من تعليق الحافظ الذهبي -رحمه الله- في قوله: ما قصد عروة معارضة النبي صلى الله عليه وسلم بهما، بل رأى أنهما ما نهيا عن المتعة إلا وقد اطلعا على ناسخ.اهـ.
وفيه ترقية لفهمي، إذ يمكنني أن أعتبر أن كلام ابن عباس -رضي الله عنهما- من قبيل ضيق الصدر بما قاله عروة، حتى إنه قال له: (عُريَّة). فجاء رد عروة شافيا كافيا بقوله: لهما أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتبع لها منك. اهـ. أي والله، فإنهما أتبع الخلق لرسول الله صلى الله عليه وسلم!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الاستشهاد بكلام ابن عباس -رضي الله عنهما- إن صح ذلك عنه- على أهمية متابعة السنة وإن عارضها الشيخان -كما يفهم من مراد بعض الدعاة من أصحاب الغيرة الزائدة- ففيه ما فيه من مآخذ.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 03:48]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام أحمد رحمه الله في المسند (نسخة المكنز)
2317 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ عُرْوَةُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى مَتَى تُضِلُّ النَّاسَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ مَا ذَاكَ يَا عُرَيَّةَ قَالَ تَأْمُرُنَا بِالْعُمْرَةِ فِى أَشْهُرِ الْحَجِّ وَقَد نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُرْوَةُ هُمَا كَانَا أَتْبَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَعْلَمَ بِهِ مِنْكَ. {1/ 253} معتلى 3505
وأما طريق معمر عن أيوب، فإن أيوب من أهل البصرة:
فقد ذكر الحافظ ابن رجب في شرح العلل {ص 612 بتحقيق نور الدين عتر، ص 774 بتحقيق همام سعيد}: "قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئا"
وهذا النص في ترجمة معمر من تاريخ ابن أبي خيثمة {طبعة دار غراس بتحقيق عادل بن سعد وأيمن بن شعبان حفظهما الله صفحة 197} وذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة معمر من التهذيب وفيه فخالفه مكان فخفه ولعل ما أثبته ابن رجب أنسب للسياق إلا أن يكون ما في التهذيب خطأً من النُسَّاخ، والله تعالى أعلم بالصواب
والعمدة في هذا رواية حماد بن زيد عن أيوب التي أخرجها الخطيب في باب (تعظيم السنن والحث على التمسك بها والتسليم لها والانقياد إليه وترك الاعتراض عليها - ط دار ابن الجوزي - يتحقيق إسماعيل الأنصاري - عن موسوعة جوامع الكلم)
ورواية إبراهيم بن أبي عبلة عن ابن أبي مليكة الأعمى عن عروة بن الزبير أنه أتى ابن عباس (المعجم الأوسط - ح21 - ص 10 - نسخة دار الحرمين بتحقيق أبي معاذ طارق بن عوض الله (عن موسوعة جوامع الكلم))
والله تعالى أجلُّ وأعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 03:52]ـ
نفع الله بكم جميعا
وأحسنت أخي الفاضل أبا أيوب
نعم قد يكون الفعل ظاهره يفيد المعارضة، إلا أنه في حقيقة الأمر غير ذلك، هذا في حالة الثبوت، ثم قد يكون منشأ المعارضة حدوث الخطأ من جهة الناقل سواء في ضبطه أو فهمه، فيورث هذا تعارضا متوهَّما .. والله أعلم وأحكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 02:18]ـ
قال العلامة ابن جبرين حفظه الله
واشتهر أن عمر -رضي الله عنه- كان ينهى عن المتعة، ولكن فهموا أنها متعة الحج بالسياق؛ وذلك لكثرة الأدلة على ذلك، أن الذي ينهى عنه هو التمتع بالحج إلى العمرة، وذلك لأنه يريد أن الحاج يعتمر في سفر مستقل ولا يعتمر مع حجته خاف أن يتعطل البيت من الزوار ومن الطائفين، فنهى عن متعة الحج، هذا هو الذي نهى عنه.
فالرافضة غلطوا أخذوا نهيه عن المتعة، وقالوا: إنه هو الذي نهى عن متعة النكاح، ليس هو النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا خطأ، فمتعة الحج تسمى متعة، نهى عنها حتى يكثر الزوار للبيت الحرام، حتى لا يتعطل البيت، وأما متعة النكاح فإنها ولو سميت متعة فإنها متعة خاصة ونهيه عنها نهي خاص في قصة عمرو بن حريش كما في صحيح مسلم.
وكذلك أيضا نهيه عن متعة الحج أشهر؛ فإنه كان كلما حج يأمر كل من حج أن يحج مفردا، ويقول: خصوا العمرة بسفر وخصوا الحج بسفر ليكون أعظم للأجر.
فالرافضة أخذوا كلمة نهى عن المتعة وظنوا أنها متعة النكاح، فغلطوا في ذلك وصاروا يسبون عمر أنه الذي حرم الحلال، حرم نكاح المتعة مع كونه حلالا، فيسبونه ويشتمونه وكذبوا على عمر -رضي الله عنه- في(/)
هل كان إدريس قبل نوح عليه السلام؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 01:52]ـ
قول بعض العلماء ان ادريس قبل نوح عليه السلام فيه نظر
ولعل عمدتهم بعض الاثار الاسرائيلية
وهو قول فيه معارضه لمافي صحيح البخاري من حديث الشفاعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة وقال أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيقول بعض الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله ونهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله نفسي نفسي ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقال يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه
والشاهد من الحديث قول الناس لنوح عليه السلام ((فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض))
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 04:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أبا محمد،
قد يكون إدريس نبياً كآدم فحسب.وليس رسولاً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 04:54]ـ
طيب لو قلنا يا أبا محمد بأن إدريس عليه السلام نبيا وليس رسولا
فما جوابك؟
ثم إدريس عليه السلام من ذرية آدم [سورة مريم: 57 - 58]
وقال ابن جرير رحمه الله: (إدريس جَد نوح).اهـ
ثم انظر: " في موكب النبيين" ص127 - 129.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 04:55]ـ
سبحان الله توافق عجيب
لم أطلع على مشاركتك الكريمة أخي حمد، إلا بعد إرسال مشاركتي، فبارك الله فيك.
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:00]ـ
أثبِت أنّك لم تستفد من مشاركتي شيئاً أخي أشرف:)
للفائدة:
((واذكر في الكتاب إدريس، إنه كان صدّيقاً نبياً * ورفعناه مكاناً عليّاً))
عليه السلام، جمع بين الصدّيقية والنبوة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:23]ـ
ليس لي من إثبات إلا قولي؛ فأنا كنت تاركا الصفحة مفتوحة وأنا أكتب المشاركة، وكانت خلوا من مشاركتك الكريمة أخي حمد، فهل تقبل قولي؟!:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:27]ـ
يُقبَل قولُ مدَّعٍ بيمينه (ابتسامة)
شكر الله لكم جميعاً
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:29]ـ
والله لم أستفد من مشاركة أخي العزيز حمد (ابتسامة وترحيب على طول الغيبة)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 06:48]ـ
قال ابن العربي في أحكام القرآن:
(نوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض بعد آدم بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات وسائر الفرائض ; كذلك في صحيح الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن قال من المؤرخين: إن إدريس كان قبله فقد وهم. والدليل على صحة وهمه في اتباعه صحف اليهود , وكتب الإسرائليات الحديث الصحيح {في الإسراء , حين لقي النبي صلى الله عليه وسلم آدم وإدريس , فقال له آدم: مرحبا بالنبي الصالح , والابن الصالح. وقال له إدريس: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح}.
ولو كان إدريس أبا لنوح على صلب محمد لقال له: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. فلما قال له: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح دل على أنه يجتمع معه في أبيهم نوح , ولا كلام لمنصف بعد هذا ".
http://www.islam ... .org/ver2/library/BooksCategory.php?idfrom=1075&idto=1075&bk_no=46&ID=1065
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 07:45]ـ
قال الطاهر ابن عاشور رحمه الله في «التحرير والتنوير» (16/ 131 - 132):
(ووقع في حديث مالك بن صعصعة عن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات أنه وجد إدريس عليه السلام في السماء وأنه لما سلَّم عليه قال: «مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح» فأُخذ منه أن إدريس عليه السلام لم تكن له ولادة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يقل له «والابن الصالح»: ولا دليل في ذلك؛ لأنه قد يكون قال ذلك اعتبارا بأخوّة التوحيد، فرجَّحها على صلة النسب، فكان ذلك من حكمته.
على أنه يجوز أن يكون ذلك سهوًا من الراوي؛ فإن تلك الكلمة لم تثبت في حديث جابر بن عبد الله في «صحيح البخاري». وقد جزم البخاري في أحاديث الأنبياء بأن إدريس جد نوح أوجد أبيه، وذلك يدل على أنه لم ير في قوله: «مرحبا بالأخ الصالح» ما ينافي أن يكون أبا للنبي صلى الله عليه وسلم).اهـ
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 08:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم أشرف بن محمد
تقول وقد جزم البخاري في أحاديث الأنبياء بأن إدريس جد نوح أوجد أبيه،
لوسمحت اعطني دليل البخاري من القران اوالسنة
انا قدبينت من السنة الثابتة عند البخاري ان نوح اول الرسل في الارض
وللفائدةالترتيب الزمني للأنبياء وذكر أماكنهم
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: وجوب الإيمان بالأنبياء جميعاً
يذكر بعض العلماء الأنبياء بحسب وجودهم، وهذا فيه إشكال؛ لأنه قد يصعب ترتيبهم لما في بعضهم من الاختلاف، فمثلاً: بعضهم يقول: إن أولهم آدم، وهم متفقون على أن آدم هو أول الأنبياء، ثم بعد ذلك: نوح عليه السلام، فيأتي من يقول: إن إدريس هو الحفيد الخامس أو الرابع لآدم عليه السلام، وليس عندنا يقين في ذلك.
ومن العلماء من يرى أن إدريس عليه السلام ما هو إلا نبي من أنبياء بني إسرائيل، أي: من ذرية إبراهيم عليه السلام.
ونحن لا يهمنا إلا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أرسل إدريس وسماه في القرآن، ونحن نؤمن بما ذكر الله عنه؛ حيث قال تعالى: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا [مريم:57] فلا يشترط ولا يلزم أن نذكرهم بحسب الترتيب، ولكن نستطيع أن نفهم من القرآن نوعاً من الترتيب الزمني لوجودهم بعد آدم وبعد نوح عليهما السلام، فإنه من المؤكد أن الله تعالى جعل أمة وقرناً بعد قرن قوم نوح، وهم قوم عاد: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ [الأعراف:69] فلا نعلم كم بينهم من زمن، فبعد نوح عليه السلام قص الله علينا خبر هود عليه السلام وأن الله أرسله إلى عاد، وكانت عاد في الأحقاف، وهناك من يزعم أنهم في بلاد الرافدين، كما قال تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [الأحقاف:21].
إذاً: ذكر الله تعالى زمانهم ومكانهم .. زمانهم من جهة أنهم من بعد قوم نوح، ومكانهم الأحقاف، وذكر رسولهم وهو هود عليه السلام.
ثم جاء بعد عاد قوم آخرون وهم ثمود، ورسولهم صالح عليه السلام، وهنا يقول المؤرخون: إن هذه أمم بائدة، وكلها كانت قبل إبراهيم عليه السلام، فإذاً: عندنا من الرسل آدم ونوح وهود وصالح، ثم بعد ذلك جاء إدريس عليه السلام على أحد الأقوال، ثم بعث الله إبراهيم عليه السلام بعد أن باد من باد وفني من فني، وإبراهيم عليه السلام هو رسول أرسله الله تبارك وتعالى، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، فأول مولود له إسماعيل ثم إسحاق: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ [إبراهيم:39] فكان لإبراهيم إسماعيل وإسحاق، وكان له ابن أخ وهو لوط، وكان في زمنه، قال تعالى: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [العنكبوت:26] وذكر الله أصحاب مدين إذ قال لهم نبيهم الذي هو شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] أي: ما هم ببعيد منكم تاريخياً، يقول: فأنا أرسلت بعد لوط، فيكون شعيب عليه السلام قريباً من عهد إبراهيم، فلا يكون صحيحاً أن موسى عليه السلام لما توجه تلقاء مدين؛ قابل شعيباً، وأين إبراهيم من موسى على هذا القول؟ المدة بعيدة وقد يكون المراد بقول شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] أي: في المكان؛ لأن مدين شمال جزيرة العرب، وقرى قوم لوط سدوم وعمورية، فإذاً: أرضهم قريبة منهم، كما قال تعالى: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ [الصافات:137 - 138] ويكون المعنى: إنكم تعرفونهم وليسوا ببعيدين منكم، والله أعلم.
فذكرنا هنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوطاً وشعيباً عليهم السلام، فهؤلاء خمسة، بالإضافة إلى الخمسة الذين سبق ذكرهم فيصير العدد عشرة، ثم بعد ذلك إسحاق الذي من نسله أكثر الأنبياء، حيث تفرع عنه الأسباط، يقول يوسف عليه السلام: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف:4] الأسباط أحد عشر ولداً، ويوسف الثاني عشر.
فهؤلاء اثنا عشر، وهؤلاء هم بنو إسرائيل (يعقوب عليه السلام).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً: نبدأ بيعقوب الأب، وبعده يوسف عليه السلام؛ لأنه أفضلهم، ثم بعد ذلك الأسباط، ولم يذكر الله تعالى لنا أسماءهم، وإنما ذهب يعقوب وأهله، وسكنوا مصر، ثم بعد ذلك تناسلوا وتكاثروا حتى بعث الله تبارك وتعالى منهم موسى عليه السلام، وبعث مع موسى هارون، فقد صاروا أربعة؛ يعقوب ويوسف وموسى وهارون فيكون عدد الأنبياء الذين ذكرناهم أربعة عشر رسولاً ونبياً، وبعد ذلك: جاءت رسل بني إسرائيل وهم كثير، كما قال الناظم:
في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
ذكر الله تبارك وتعالى ثمانية عشر رسولاً في قوله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام:83 - 86].
ويبقى لدينا يونس عليه السلام، هل نستطيع أن نصفه بأنه من أنبياء بني إسرائيل؟ يحتمل، ولكن فيما يظهر أن يونس عليه السلام قبل ذلك، أو أنه في منطقة أخرى؛ لأن الله تعالى بعثه إلى أهل العراق إلى الأشوريين، وهم أمة من الأمم القديمة التي كانت في بلاد الرافدين في نينوى وما حولها، فيبدو -والله أعلم- أنه قبل ذلك، ثم بعث الله أيوب عليه السلام، وبعد ذلك داود، وقد جعل الله تعالى لداود ابنه خليفة وهو سليمان عليه السلام، وجاء بعد ذلك: إلياس واليسع وذو الكفل، ثم يأتي الأنبياء الثلاثة المعروفون المشهورون من بني إسرائيل، وهم: زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، وثالثهم عيسى عليه السلام.
بعد ذلك جاء خاتم الأنبياء والمرسلين وهو محمد صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين قص الله تبارك وتعالى علينا في القران.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 09:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب أبو محمد الغامدي، نفع الله به
لعل تجعل هذه المسألة وفقك الله محل بحث في وقت سعة ..
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 10:46]ـ
قال الشيخ أبو محمد وفقه الله: "قول بعض العلماء ان ادريس قبل نوح عليه السلام فيه نظر ولعل عمدتهم بعض الآثار الإسرائيلية". وهذا صحيح؛ إذ الإخباريون يزعمون أن إدريس عليه السلام هو أخنوخ الوارد في عمود نسب نوح عليه السلام في التوراة وهو فيها: أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، ونوح -بزعمهم- هو ابن لامك بن متوشالح بن أخنوخ. والمقصود أن اسم "إدريس" لم يرد في التوراة التي بين أيدي اليهود لكن كثيرا من المؤلفين المسلمين زعموا أن أخنوخ هذا هو إدريس عليه السلام، ومن ذلك:
1 - جاء في سيرة ابن هشام: "نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، وهو إدريس النبي".
2 - قال ابن قتيبة في المعارف: "وولد لليارد أخنوخ وهو إدريس".
3 - وفي أنساب الأشراف للبلاذري: " أخبرني جماعة من أهل العلم بالكتب قالوا: نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ- وهو إدريس عليه السلام- بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ... وروي عن محمد بن إسحاق بن يسار، أنه قال: سمى أخنوخ"إدريس" لأنه أول من خط بقلم".
4 - ورد في تاريخ الطبري: "أخنوخ بن يرد وأخنوخ ادريس النبي".
5 - وقال الطبري في تفسيره: " وأما أهل الأنساب فإنهم يقولون:"إدريس"، جد نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، و"أخنوخ" هو"إدريس بن يرد بن مهلائيل". وكذلك روي عن وهب بن منبه".
6 - وفي الكشف والبيان قال الثعلبي في تفسير قوله تعالى: "واذكر في الكتاب إدريس": "وهو جد نوح، فسمي إدريس لكثرة درسه الكتب، واسمه أخنوخ".
وما مضى غيض من فيض ولم يوردوا -عفا الله عنهم- دليلا عقليا أو نقليا على أن أخنوخ هو إدريس. والظاهر أن بعضهم قرأ قوله تعالى:"ورفعناه مكانا عليا"، ثم وجد في التوراة ذكر رجل اسمه أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وأن الله رفع أخنوخ إليه، فاستنبط أن إدريس هو أخنوخ وبنى عليه أن إدريس هو جد نوح. ولا يبعد أن أول من قال بهذا القول الباطل هو وهب بن منبه؛ ففي كتاب المعارف لابن قتيبة: " قال وهب: إن إدريس النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلاً طويلاً ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد، كثير شعر الرأس وكانت إحدى أذنيه أعظم من الأخرى، وكانت في جسده نكتة بيضاء من غير برص، وكان دقيق الصوت دقيق المنطق قريب الخطا إذا مشى، وإنما سمي إدريس لكثرة ما كان يدرس في كتب الله تعالى وسنن الإسلام، وأنزل عليه ثلاثون صحيفة، وهو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبسها، وكانوا من قبله يلبسون الجلود، واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوه، فلما رفعه الله اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح. وهو أبو جد نوح ورفع وهو ابن ثلاثمائة وخمس وستين سنة، وفي التوراة أن أخنوخ أحسن قدام الله تعالى فرفعه إليه. وولد لإدريس متوشالخ على ثلثمائة سنة من عمره، وولد لمتوشالخ لمك وولك لمك غلام فسماه نوح".ويبدو أن لوهبا كتابا في قصص الأنبياء نقل منه الكثير من المفسرين والإخباريين,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 01:49]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا ايها الاخوة الكرام على مداخلاتكم القيمة
واقول للاخ الكريم اشرف ا ن جميع من ذكرفي القران الكريم هم من الرسل عليهم السلام
كماقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الفتوى التالية
س هل الأنبياء المذكورون في قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ... } رسل أم لا؟ ومن أول الرسل؟
الإجابة:
النبيون المذكورون في قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}، كلهم رسلٌ لقوله تعالى في سياقها: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}.
وكلُّ من ذكر في القرآن من النبيين فهم رسل لقوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}.
وأول الرسل نوح، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}، وقد ثبت في حديث الشفاعة أن الناس يأتون نوحاً فيقولون له: أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، ولقوله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}، وإذا كان خاتم النبيين فهو خاتم الرسل قطعاً إذ لا رسالة إلا بنبوة ولهذا يقال: كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الرسل.
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 02:08]ـ
هذا مقال كتبته قبل فترة في ملتقى أهل التفسير:
هل إدريس عليه السلام هو أخنوخ؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
جاء في التوراة المحرفة في سفر التكوين في الإصحَاحِ الْخَامِسِ: "1هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ، يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ. عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ. 2ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُ، وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ. 3وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَدًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا. 4وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 5فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
6وَعَاشَ شِيثُ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ، وَوَلَدَ أَنُوشَ. 7وَعَاشَ شِيثُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 8فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ شِيثَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ.
9وَعَاشَ أَنُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ قِينَانَ. 10وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَ مَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 11فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَنُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ، وَمَاتَ.
12وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ. 13وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 14فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشَرَ سِنِينَ، وَمَاتَ.
15وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ يَارَدَ. 16وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ مَا وَلَدَ يَارَدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 17فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
18وَعَاشَ يَارَدُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَخْنُوخَ. 19وَعَاشَ يَارَدُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 20فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارَدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
21وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ. 22وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 23فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً. 24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ".
قلت: وقد ذكر أهل السير والتوريخ أن إدريس عليه اسلام هو أخنوخ المذكور. قَالَ إمام المغازي اِبْن إِسْحَاق رحمه الله تعالى فِي أَوَّل السِّيرَة النَّبَوِيَّة لَمَّا سَاقَ النَّسَب الْكَرِيم فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى نُوح قَالَ: " اِبْن لَمْك بْن مَتُّوشَلَخ بْن خَنُوخٍ - وَهُوَ إِدْرِيس النَّبِيّ فِيمَا يَزْعُمُونَ- ". قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح (6/ 373): " وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ هَذَا الْقَوْل مَأْخُوذ عَنْ أَهْل الْكِتَاب ".
وقال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى في ألفية السيرة في سياق النسب الكريم:
وهْو ابنُ لامَكَ بنِ مَتُّوشَلَخا = ابْنِ خَنُوحَ وهْو فيما وُرِّخا
إدريسُ فيما زعموا يَرْدٌ أبُهْ = وهو ابنُ مَهْليلَ بنِ قَيْنن يَعْقِبُهْ
ومما يوهم أن أخنوخ المذكور في التوراة المحرفة هو إدريس ما جاء فيها: " 24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ ". وقد ذكر الله تعالى في كتابه أنه رفع إدريس فقال: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) " فيقال: إن الأخذ المذكور في العهد القديم هو الرفع الذي ذكره الله تعالى، ولذلك قال ابن عاشور رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: " قال جماعة من المفسرين: هو رفع مجازي. والمراد: رفع المنزلة لما أوتيه من العلم الذي فاق به على من سلفه. ونقل هذا عن الحسن، وقال به أبو مسلم الأصفهاني.
وقال جماعة: هو رفع حقيقي إلى السماء. وفي الإصحاح الخامس من سفر التكوين: " وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ ". وعلى هذا فرفعه مثل رفع عيسى عليه السلام. - قال أبو الحسنات: هذا رواه ابن جرير عن مجاهد -
والأظهر أن ذلك بعد نزوع روحه وروْحنة جثته " ا. هـ كلامه.
ومما يستدل به على أن إدريس ليس أخنوخ ما جاء في حديث الإسراء والمعراج في الصحيحين: " فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِدْرِيسَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ ".
فأَخَذَ الإمام أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ رحمه الله تعالى مِنْ هَذَا أَنَّ إِدْرِيس لَمْ يَكُنْ جَدًّا لِنُوحٍ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل لِأَنَّ إِلْيَاس قَدْ وَرَدَ أَنَّهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَجْدَاده لَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لَهُ آدَم وَإِبْرَاهِيم: " وَالِابْن الصَّالِح ".
قال الحافظ: " وَهُوَ اِسْتِدْلَالٌ جَيِّد، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ يُجَاب عَنْهُ بِأَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيل التَّوَاضُع وَالتَّلَطُّف فَلَيْسَ ذَلِكَ نَصًّا فِيمَا زَعَمَ ".
وقَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه في شرح الحديث المتقدم: " هَذَا مُخَالِف لِمَا يَقُولهُ أَهْل النَّسَب وَالتَّارِيخ مِنْ أَنَّ إِدْرِيس أَب مِنْ آبَاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَنَّهُ جَدّ أَعْلَى لِنُوحٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ نُوحًا هُوَ اِبْن لَامِك بْن متوشلخ بْن خنوخ. وَهُوَ عِنْدهمْ إِدْرِيس بْن بُرْدَة بْن مهلاييل بْن قَيْنَان بْن أَنُوش بْن شيث بْن آدَم عَلَيْهِ السَّلَام. وَلَا خِلَاف عِنْدهمْ فِي عَدَد هَذِهِ الْأَسْمَاء وَسَرْدهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُونَ فِي ضَبْط بَعْضهَا وَصُورَة لَفْظه. وَجَاءَ جَوَاب الْآبَاء هُنَا إِبْرَاهِيم وَآدَم مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِح. وَقَالَ إِدْرِيس: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِح كَمَا قَالَ مُوسَى وَعِيسَى وَهَارُون وَيُوسُف وَيَحْيَى وَلَيْسُوا بِآبَاءٍ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ.
وَقَدْ قِيلَ: عَنْ إِدْرِيس إِنَّهُ إِلْيَاس وَأَنَّهُ لَيْسَ بِجَدٍّ لِنُوحٍ فَإِنَّ إِلْيَاس مِنْ ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم وَإِنَّهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ وَأَنَّ أَوَّل الْمُرْسَلِينَ نُوح عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث الشَّفَاعَة ".
قلت: هذا القول يُذْكَرُ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ - كما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه - قال الحافظ: "أَمَّا قَوْل اِبْن مَسْعُود فَوَصَلَهُ عَبْد بْن حُمَيْدٍ وَابْن أَبِي حَاتِم بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْهُ قَالَ: إِلْيَاس هُوَ إِدْرِيس، وَيَعْقُوب هُوَ إِسْرَائِيل. وَأَمَّا قَوْل اِبْن عَبَّاس، فَوَصَلَهُ جُوَيْبِرٌ فِي تَفْسِيره عَنْ الضَّحَّاك عَنْهُ وَإِسْنَاده ضَعِيف، وَلِهَذَا لَمْ يَجْزِم بِهِ الْبُخَارِيّ " ثم قال: " إِنْ ثَبَتَ مَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَنَّ إِلْيَاس هُوَ إِدْرِيس لَزِمَ أَنْ يَكُون إِدْرِيس مِنْ ذُرِّيَّة نُوح لا أَنَّ نُوحًا مِنْ ذُرِّيَّته، لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْعَام: (وَنُوحًا هَدْينَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ) إِلَى قَوْله: (وَعِيسَى وَإِلْيَاس) فَدَلَّ عَلَى أَنَّ إِلْيَاس مِنْ ذُرِّيَّة نُوح سَوَاء قُلْنَا إِنَّ الضَّمِير فِي قَوْله: " وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ " لِنُوحٍ أَوْ لِإِبْرَاهِيم، لِأَنَّ إِبْرَاهِيم مِنْ ذُرِّيَّة نُوح فَمَنْ كَانَ مِنْ ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم فَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّة نُوح لَا مَحَالَة ". والله أعلم.
وكتب: أبو الحسنات الدمشقي
23/ 12/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 03:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم أشرف بن محمد
تقول وقد جزم البخاري في أحاديث الأنبياء بأن إدريس جد نوح أوجد أبيه،
لوسمحت اعطني دليل البخاري من القران اوالسنة
انا قدبينت من السنة الثابتة عند البخاري ان نوح اول الرسل في الارض
وللفائدةالترتيب الزمني للأنبياء وذكر أماكنهم
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: وجوب الإيمان بالأنبياء جميعاً
يذكر بعض العلماء الأنبياء بحسب وجودهم، وهذا فيه إشكال؛ لأنه قد يصعب ترتيبهم لما في بعضهم من الاختلاف، فمثلاً: بعضهم يقول: إن أولهم آدم، وهم متفقون على أن آدم هو أول الأنبياء، ثم بعد ذلك: نوح عليه السلام، فيأتي من يقول: إن إدريس هو الحفيد الخامس أو الرابع لآدم عليه السلام، وليس عندنا يقين في ذلك.
ومن العلماء من يرى أن إدريس عليه السلام ما هو إلا نبي من أنبياء بني إسرائيل، أي: من ذرية إبراهيم عليه السلام.
ونحن لا يهمنا إلا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أرسل إدريس وسماه في القرآن، ونحن نؤمن بما ذكر الله عنه؛ حيث قال تعالى: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا [مريم:57] فلا يشترط ولا يلزم أن نذكرهم بحسب الترتيب، ولكن نستطيع أن نفهم من القرآن نوعاً من الترتيب الزمني لوجودهم بعد آدم وبعد نوح عليهما السلام، فإنه من المؤكد أن الله تعالى جعل أمة وقرناً بعد قرن قوم نوح، وهم قوم عاد: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ [الأعراف:69] فلا نعلم كم بينهم من زمن، فبعد نوح عليه السلام قص الله علينا خبر هود عليه السلام وأن الله أرسله إلى عاد، وكانت عاد في الأحقاف، وهناك من يزعم أنهم في بلاد الرافدين، كما قال تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [الأحقاف:21].
إذاً: ذكر الله تعالى زمانهم ومكانهم .. زمانهم من جهة أنهم من بعد قوم نوح، ومكانهم الأحقاف، وذكر رسولهم وهو هود عليه السلام.
ثم جاء بعد عاد قوم آخرون وهم ثمود، ورسولهم صالح عليه السلام، وهنا يقول المؤرخون: إن هذه أمم بائدة، وكلها كانت قبل إبراهيم عليه السلام، فإذاً: عندنا من الرسل آدم ونوح وهود وصالح، ثم بعد ذلك جاء إدريس عليه السلام على أحد الأقوال، ثم بعث الله إبراهيم عليه السلام بعد أن باد من باد وفني من فني، وإبراهيم عليه السلام هو رسول أرسله الله تبارك وتعالى، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، فأول مولود له إسماعيل ثم إسحاق: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ [إبراهيم:39] فكان لإبراهيم إسماعيل وإسحاق، وكان له ابن أخ وهو لوط، وكان في زمنه، قال تعالى: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [العنكبوت:26] وذكر الله أصحاب مدين إذ قال لهم نبيهم الذي هو شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] أي: ما هم ببعيد منكم تاريخياً، يقول: فأنا أرسلت بعد لوط، فيكون شعيب عليه السلام قريباً من عهد إبراهيم، فلا يكون صحيحاً أن موسى عليه السلام لما توجه تلقاء مدين؛ قابل شعيباً، وأين إبراهيم من موسى على هذا القول؟ المدة بعيدة وقد يكون المراد بقول شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] أي: في المكان؛ لأن مدين شمال جزيرة العرب، وقرى قوم لوط سدوم وعمورية، فإذاً: أرضهم قريبة منهم، كما قال تعالى: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ [الصافات:137 - 138] ويكون المعنى: إنكم تعرفونهم وليسوا ببعيدين منكم، والله أعلم.
فذكرنا هنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوطاً وشعيباً عليهم السلام، فهؤلاء خمسة، بالإضافة إلى الخمسة الذين سبق ذكرهم فيصير العدد عشرة، ثم بعد ذلك إسحاق الذي من نسله أكثر الأنبياء، حيث تفرع عنه الأسباط، يقول يوسف عليه السلام: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف:4] الأسباط أحد عشر ولداً، ويوسف الثاني عشر.
فهؤلاء اثنا عشر، وهؤلاء هم بنو إسرائيل (يعقوب عليه السلام).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً: نبدأ بيعقوب الأب، وبعده يوسف عليه السلام؛ لأنه أفضلهم، ثم بعد ذلك الأسباط، ولم يذكر الله تعالى لنا أسماءهم، وإنما ذهب يعقوب وأهله، وسكنوا مصر، ثم بعد ذلك تناسلوا وتكاثروا حتى بعث الله تبارك وتعالى منهم موسى عليه السلام، وبعث مع موسى هارون، فقد صاروا أربعة؛ يعقوب ويوسف وموسى وهارون فيكون عدد الأنبياء الذين ذكرناهم أربعة عشر رسولاً ونبياً، وبعد ذلك: جاءت رسل بني إسرائيل وهم كثير، كما قال الناظم:
في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
ذكر الله تبارك وتعالى ثمانية عشر رسولاً في قوله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام:83 - 86].
ويبقى لدينا يونس عليه السلام، هل نستطيع أن نصفه بأنه من أنبياء بني إسرائيل؟ يحتمل، ولكن فيما يظهر أن يونس عليه السلام قبل ذلك، أو أنه في منطقة أخرى؛ لأن الله تعالى بعثه إلى أهل العراق إلى الأشوريين، وهم أمة من الأمم القديمة التي كانت في بلاد الرافدين في نينوى وما حولها، فيبدو -والله أعلم- أنه قبل ذلك، ثم بعث الله أيوب عليه السلام، وبعد ذلك داود، وقد جعل الله تعالى لداود ابنه خليفة وهو سليمان عليه السلام، وجاء بعد ذلك: إلياس واليسع وذو الكفل، ثم يأتي الأنبياء الثلاثة المعروفون المشهورون من بني إسرائيل، وهم: زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، وثالثهم عيسى عليه السلام.
بعد ذلك جاء خاتم الأنبياء والمرسلين وهو محمد صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين قص الله تبارك وتعالى علينا في القران.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 07:09]ـ
الأخ أبومحمد الغامدي، كتبَ يُخاطبني: (تقول وقد جزم البخاري في أحاديث الأنبياء بأن إدريس جد نوح أوجد أبيه).اهـ.
أولا: من باب التدقيق، ونسبة الكلام إلى أهله، فلست أنا القائل، بل العلامة الكبير ابن عاشور رحمه الله تعالى.
ثانيا: للأسف ليس في وقتي فسحة لأبحث المسألة كما أحب وأرغب؛ لذا فهذه المسألة محل بحث عندي في وقت سعة إن شاء الله وقدَّر. والسلام.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 01:36]ـ
ذكر القرآن الأنبياء وطرفاً من قصصهم مع أقوامهم ولم يحفل القرآن بذكر أزمانهم وأماكنهم وترتيب إرسالهم في الغالب، إذ أن ذلك ليس من مقصود الكتاب إذ أن المقصود الاقتداء بهم وتدبر ما حدث معهم وفهم سنن الله عز وجل من خلال الأحداث التي مرت بهم مع اقوامهم وتوضيح ما يقوم به اهل الباطل وما ينتحلونه من حجج ومواقف وعداء لدعوة الحق، فهي نماذج من تجارب بشرية متكررة لا يؤثر فيها عامل الزمان أوالمكان.
وبمناسبة طرح هذا الموضوع - هل هناك دليل قوي على نبوة آدم؟
وكيف نفعل بقول الله عز وجل " إنا أرسلنا إليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده " ولم يذكر آدم، ولم يكن آدم ممن بعده؟
وكيف نفعل بقول الله عز وجل " وعصى آدم ربه فغوى " فوصفه بالعصيان والغواية ولم يذكر أحد من الأنبياء بمثل ذلك؟
وكيف نفعل بحديث الصحيحين حديث الشفاعة " قول الناس لنوح أنت أول رسول أرسله الله " وعلى من يقول انه نبي وليس برسول أن ياتني بدليل التفريق بين النبي والرسول.
وهل بعض الأحاديث التي تثبت نبوته - وقد حسن بعض العلماء إسنادها - هل تجابه ما ذكر في الايات والحديث السابق ذكرهما؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 06:48]ـ
تفسير الشنقيطي لقوله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تبارك تعالى: ((تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)) يقول الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان: لم يبين هنا هذا الذي كلمه الله منهم، وقد بين أن منهم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بقوله: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164]، وقوله: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي [الأعراف:144]، فهذه الآيات توضح ما أجمله في قوله: ((فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ))، فبينت آيات أخر أن ممن كلم الله موسى عليه السلام. وقال ابن كثير: (منهم من كلم الله) موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام؛ وكذلك آدم كما ورد في الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه. قال مقيدة -أي: الشنقيطي - عفا الله عنه: تكليم آدم الوارد في صحيح ابن حبان يبنيه قوله تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [البقرة:35] وأمثالها من الآيات، فإنه ظاهر بأنه غير واسطة الملك، وإنما كان تكليماً مباشراً من الله سبحانه وتعالى. ويظهر من هذه الآية نهي حواء عن الشجرة على لسانه، فهو رسول إليها بذلك، يعني: الله سبحانه وتعالى كلم آدم عليه السلام، وآدم بلغ حواء كما قال تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ [البقرة:35]، فالتكليف لآدم. قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ((مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ))، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آدم: أنبي مرسل هو؟ فقال: (نعم، نبيٌّ مكلم)، فهذا يدل على دخول آدم عليه السلام في قوله تعالى: ((مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ)) يعني: بلا واسطة. قال ابن عطية: وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة، فعلى هذا تبقى خاصية موسى عليه السلام. وقال ابن جرير: لأن آدم كان هو النبي أيام حياته بعد أن أُهبط إلى الأرض، والرسول من الله جل ثناؤه إلى ولده، فغير جائز أن يكون معنياً -وهو الرسول- بقوله تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى [البقرة:38] أي: رسل. وقد وصف نوح عليه السلام بأنه أول رسول في حديث الشفاعة: (فيأتون نوحاً فيقولون: أنت أول الرسل إلى أهل الأرض)، ويشهد له قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ [النساء:163]، وهذا يشكل على ما تقدم أن آدم رسول! والظاهر: أنه لا طريق للجمع بين هذه النصوص إلا من وجهين: آن آدم أرسل لزوجه في الجنة، ونوح أول رسول أرسل في الأرض، ويدل على هذا الجمع ما ثبت في الصحيحين وغيرهما في حديث الشفاعة ففيه: (ائتوا نوحاً فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض) فمفهومه: أن آدم عليه السلام أول رسول من الله إلى زوجه حواء في الجنة، وليس رسولاً إلى أهل الأرض، فلا تعارض، فقوله: (إلى أهل الأرض) لو لم يرد به الاحتراز عن رسول بعث لغير أهل الأرض لكان ذلك الكلام حشواً، لكن المقصود به الاحتراز عن رسالة آدم إلى زوجه في الجنة كما ذكرناه، ويستأنس له
قال الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
والتفريق بين الأَنْبِيَاء وبين الرسل صحيح، ويدل عليه حديث أبي ذر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وهو حديث طويل، يسأل فيه أبو ذر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أمور كثيرة.
ومن آخرها {سأله عن آدم، هل كَانَ نبياً؟
فقال له الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم نبي مكلَّم.
فقَالَ: يا رَسُول الله كم عدد الأنبياء؟
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مائة وأربعة وعشرون ألفاً، والرسل ثلاثمائة وبضعة عشر}.
وهذا الحديث ورد بعدة طرق، وصححه بعض العلماء.
يقول بعض العلماء: إن عدد الأَنْبِيَاء كعدد أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدد الرسل كعدد أصحاب بدر.
فهنا مناسبة بين عدد الأَنْبِيَاء وبين عدد الرسل من جهة، وبين عدد أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميعاً وبين عدد أصحاب بدر خاصة.
فهَؤُلاءِ الرسل الذين هم من ضمن المائة والأربع وعشرين ألفاً هم الذين جاءوا وبعثوا إِلَى أمم كافرة، ولهذا الذين قص الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في القُرْآن قصصهم مع أقوامهم هم من الرسل، ولهذا مع أن آدم عَلَيْهِ السَّلام نبي كما جَاءَ في الحديث، وفي غيره من الأدلة.
ففي حديث الشَّفَاعَة الصحيح يقول الناس: يا نوح إنك أول رسول، إذاً آدم عَلَيْهِ السَّلام نبي، ونوح أول الرسل، بمعنى: أنه جَاءَ إِلَى قوم كافرين.
فبعثه الله بعد أن تخلى النَّاس عن التوحيد، وارتكبوا الشرك يوضحه قوله تَعَالَى في الحديث القدسي: {وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم}
كما جَاءَ ذلك في حديث عياض بن حمار رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فلما اجتالتهم الشياطين بعد قرون، قيل: إنها عشرة.
كما قال عبد الله بن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: بعد عشرة قرون من آدم عَلَيْهِ السَّلام وقع الشرك في قوم نوح، فأشركوا، فجاء نوح عَلَيْهِ السَّلام، لكن الأَنْبِيَاء قبل نوح موجودون، ومنهم آدم وقيل إن منهم إدريس عَلَيْهِ السَّلام، وفي الرسل هود، وصالح، وموسى، هَؤُلاءِ الرسل سمُوا رسلاً؛ لأنهم واجهوا أقوامهم بدين جديد فكذبهم أقوامهم في ذلك.
فهذا هو أوضح وأجلى الفروق بين النبي وبين الرسول أما بقية كلام المُصنِّف فصحيح، فإن الرسل أخص من الأنبياء، ولذلك عددهم أقل، وهذا هو الراجح، وهو ما اختاره شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ وغيره من المحققين.
فكل رَسُول نبي، وليس كل بني رسول؛ لأن من بعثه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى قومه عَلَى شريعة من قبله وأوحى إليه أن يبلغهم فلا يسمى رسولاً عَلَى هذا الاصطلاح، وإنما هو نبي من الأَنْبِيَاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 10:17]ـ
جزاك الله خيراً على الافادة والاهتمام الذي يسعدني كثيراً وأرجو عدم الانصراف - ولكن:
* آية النساء لم يتم الرد عليها رغم أهميتها ودلالتها من وجهة نظري " إنا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده " على ان آدم ليس بنبي.
* قوله تعالى " وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة " لا يعني ان الكلام مباشرة من الله بغير واسطة وإلا كيف تقول في قوله تعالى: "وناداهما ربهما " وقوله تعالى " وقلنا لبني اسرائيل اسكنوا الأرض " وغيرها كثير في الكتاب.
* هل يجوز ان يكون آدم نبياً مع قوله تعالى " وعصى آدم ربه فغوى "
* الجمع الذي ذكره الشنقيطي رحمه الله أظن أن فيه شيئاً من التعسف، والأدلة المتعارضة ليست متكافئة في القوة والثبوت حتى مع افتراض تصحيح بعض العلماء للروايات التي تثبت نبوة آدم ورسالته، فما علينا ان نسلك طريق الترجيح؟ وإن لم يسلك هذا السبيل في مثل هذه المسألة فمتى يسلك؟
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 11:18]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
.......
وبمناسبة طرح هذا الموضوع - هل هناك دليل قوي على نبوة آدم؟
وكيف نفعل بقول الله عز وجل " إنا أرسلنا إليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده " ولم يذكر آدم، ولم يكن آدم ممن بعده؟
ماذا عن الآية 37 من سورة البقرة؟
.......
وكيف نفعل بقول الله عز وجل " وعصى آدم ربه فغوى " فوصفه بالعصيان والغواية ولم يذكر أحد من الأنبياء بمثل ذلك؟
أخي: ماذا عن الآية التالية للآية التي ذكرتها؟ (122 من سورة طه)
.......
وكيف نفعل بحديث الصحيحين حديث الشفاعة " قول الناس لنوح أنت أول رسول أرسله الله " وعلى من يقول انه نبي وليس برسول أن ياتني بدليل التفريق بين النبي والرسول.
وهل بعض الأحاديث التي تثبت نبوته - وقد حسن بعض العلماء إسنادها - هل تجابه ما ذكر في الايات والحديث السابق ذكرهما؟
سؤال: إلى من يُرسل الله آدم عليه السلام، وليس بالأرض أحد إلا هو، وزوجه؟؟؟
ثم إن الشريعة قد تلقاها آدم عليه السلام من ربه، فلم يكن من البشر أحد من أهل الأرض في زمانه، (وإلى قيام الساعة) إلا بنوه.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 11:51]ـ
الأخ الفاضل / ابو مريم حفظه الله واكرمه
آيتا البقرة وطه تتحدث عن توبة الله على آدم ولم أنازع في ذلك، ولكني قصدت أنه لم يوصف أحد من الأنبياء بما وصف به من العصيان والغواية (قبل التوبة).
ولا يزال الاشكال عندي قائماً في آية النساء " والنبيين من بعده "
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 04:40]ـ
الاية في ان الله ناداهما صريحة في كلام الله له وقدورد في الاية الاخرى ((يا ادم انبئهم باسمائهم))
والاصل فيه الحقيقة مالم يصرفه صارف ثم جاء في السنة بانه نبي مكلم وفي السنة كذلك مايثبت كلام الله له كما ثيت
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).
رواه البخاري
اما بني اسرائيل في قوله تعالى ((وقلنا لبني اسرائيل اسكنوا الأرض))
فما داموا ليسو ابانبياء فلايمكن ان الله كلمهم الابواسطة انبيائهم كموسى عليه السلام واما اية ((نوح والنبيين من بعده))
فهل ادم بعده قلنا نوح اول رسول الى اهل الارض كمافي الصحيح
والانبياء والرسل بعده داخلون فيها و لايدخل فيها ادم لانه قبله وهوابوالبشر
واما عصيان ادم فقد ذكر وذكرت معه توبته وان الله تاب عليه لانها اول معصية لبشر ليبين الله لذريته خطر المعصية وشؤمها
كيف انه بسببها اخرج من الجنة وعلم الله بنيه كيفية التوبة من الذنوب وخطر طاعة الشيطان والله اعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 11:39]ـ
جزاك الله خيراً على الافادة والاهتمام الذي يسعدني كثيراً وأرجو عدم الانصراف - ولكن:
(يُتْبَعُ)
(/)
* آية النساء لم يتم الرد عليها رغم أهميتها ودلالتها من وجهة نظري " إنا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده " على ان آدم ليس بنبي.
* قوله تعالى " وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة " لا يعني ان الكلام مباشرة من الله بغير واسطة وإلا كيف تقول في قوله تعالى: "وناداهما ربهما " وقوله تعالى " وقلنا لبني اسرائيل اسكنوا الأرض " وغيرها كثير في الكتاب.
* هل يجوز ان يكون آدم نبياً مع قوله تعالى " وعصى آدم ربه فغوى "
* الجمع الذي ذكره الشنقيطي رحمه الله أظن أن فيه شيئاً من التعسف، والأدلة المتعارضة ليست متكافئة في القوة والثبوت حتى مع افتراض تصحيح بعض العلماء للروايات التي تثبت نبوة آدم ورسالته، فما علينا ان نسلك طريق الترجيح؟ وإن لم يسلك هذا السبيل في مثل هذه المسألة فمتى يسلك؟
ما هذا يا أخي. .؟
قال تعالى:
لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً {162} إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً {163} وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً {164} رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً {165} لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً {166} (النساء)
فالكلام كله عن الأنبياء المرسلين. . . وهذا واضح.
والنبي آدم ليس رسولا، بل أول الرسل نوح - عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.(/)
بعض المنكرات في ايام العيد *
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 03:08]ـ
بعض منكرات العيد *
ترك الكثير من الناس صلاة العيد و الصلوات الخمس في المسجد جماعة من غير عذر شرعي و اقتصار البعض على صلاة العيد دون سائر الصلوات.
تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات.
استقبال العيد بالغناء والرقص و غير ذلك من المنكرات، بدعوى إظهار الفرح والسرور.
خروج كثير من النساء - هداهن الله - متجملات، متعطرات، متبرجات في الشوارع والمننزهات والحدائق وأماكن الزيارات، واختلاطهن بالرجال وفي ذلك من الفتنة والخطر العظيم ما لا يخفى.
التزين بحلق اللحية، وحلق اللحية مُحرم في دين الله عزّ و جلّ، و دَلَّ على ذلك الأحاديث الصحيحة و التي فيها الأمر بإعفائها باجماع علماء الأمة من السلف.
مصافحة النساء الأجنبيات وهو محرم، و كذلك الدخول على النساء لقوله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت رواه البخاري ومسلم. والحمو جمع أحماء: أقرباء الزوج كالأب والأخ والعم وغيرهم.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد.
منقووول
ـ[أسماء]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 07:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك و بارك الله فيك
على هذا الموضوع المهم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 12:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 03:04]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 01:36]ـ
ومن المنكرات في يوم العيد
التزين بحلق اللحية، ,
وفي العشر الاول من ذي الحجة يعفي اللحية بعض من يحلقها وربما يسال الناس هل دخل الشهر ام لا؟؟
وبعد ان يضحي في يوم عيد الاضحى المبارك
وربما قبل ذلك يحلقها وسبحان الله ماهذا التناقض فهلا تركتها اخي المسلم طاعة لله ورسوله طيلة العام بل طيلة الحياة(/)
إسدال اليدين بعد الركوع
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 01:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فإن مسألة إسدال اليدين بعد الركوع قد أصبحت تشكل هاجسا لي بعد أن ناقشت بعض الإخوة حولها حيث ادعى أن الخلاف فيها قوي. وأن الأدلة تدل على مشروعيتها فهل مع الإخوة زيادة علم في المسألة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 12:02]ـ
فتوى الشيخ مصطفى العدوي وفقه الله
السؤال: ما الأصح من أقوال العلماء في اسدال اليدين بعد الرفع من الركوع؟ هل توضع على الصدر أم تسدل؟
الجواب: هذه المسألة من المسائل التي تحتمل الوجهين، فيجوز لك -على رأي فريق من العلماء- أن تسدل يديك، ويجوز لك أن تضع اليمنى على اليسرى؛ لأن الأدلة ليست صريحة في هذا الباب،
فمن قال: تسدل، قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الركوع رجع كل مفصل إلى موضعه،
وقالوا: هذا هو الوضع الطبيعي للمفصل،
ومن قال: تضع اليد اليمنى على اليسرى استدل بعموم: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً يده اليمنى على اليسرى في الصلاة) و (أمرنا بوضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة)،
وثم أدلة لهؤلاء، وأدلة لهؤلاء لكن ليست صريحة. ......
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 11:16]ـ
أحسن الله إليك
يصلح نقل هذا الكلام لأن في الجزائر عندكم من يشدد في هذه المسألة وأخواتها
قال الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى:
فإن قيل: قد ذكر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في حاشية كتابه: (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) ص (145) من الطبعة السادسة ما نصه: (ولست أشك في أن وضع اليدين على الصدر في هذا القيام - يعني بذلك القيام بعد الركوع - بدعة ضلالة؛ لأنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم) انتهى. والجواب عن ذلك أن يقال: قد ذكر أخونا العلامة الشيخ ناصر الدين في حاشية كتابه المذكور ما ذكر والجواب عنه من وجوه:
الأول: أن جزمه بأن وضع اليمنى على اليسرى في القيام بعد الركوع بدعة ضلالة خطأ ظاهر لم يسبقه إليه أحد فيما نعلم من أهل العلم وهو مخالف للأحاديث الصحيحة المتقدم ذكرها , ولست أشك في علمه وفضله وسعة اطلاعه وعنايته بالسنة زاده الله علما وتوفيقا ولكنه قد غلط في هذه المسألة غلطا بينا وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك , كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر) يعني النبي صلى الله عليه وسلم , وهكذا قال أهل العلم قبله وبعده , وليس ذلك يغض من أقدارهم , ولا يحط من منازلهم , بل هم في ذلك بين أجر وأجرين , كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حكم المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر.
الوجه الثاني: أن من تأمل الأحاديث السالفة حديث سهل وحديث وائل بن حجر وغيرهما اتضح له دلالتها على شرعية وضع اليمنى على اليسرى في حال القيام في الصلاة قبل الركوع وبعده لأنه لم يذكر فيها تفصيل والأصل عدمه ولأن في حديث سهل الأمر بوضع اليمنى على ذراع اليسرى في الصلاة ولم يبين محله من الصلاة , فإذا تأملنا ما ورد في ذلك اتضح لنا: أن السنة في الصلاة وضع اليدين في حال الركوع على الركبتين , وفي حال السجود على الأرض , وفي حال الجلوس على الفخذين والركبتين , فلم يبق إلا حال القيام فعلم أنها المرادة في حديث سهل وهذا واضح جدا.
أما حديث وائل ففيه التصريح من وائل رضي الله عنه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبض بيمينه على شماله إذا كان قائما في الصلاة خرجه النسائي بإسناد صحيح , وهذا اللفظ من وائل يشمل القيامين بلا شك ومن فرق بينهما فعليه الدليل وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في أول هذا المقال.
الوجه الثالث: أن العلماء ذكروا أن من الحكمة في وضع اليمين على الشمال أنه أقرب إلى الخشوع والتذلل وأبعد عن العبث كما سبق في كلام الحافظ ابن حجر , وهذا المعنى مطلوب للمصلي قبل الركوع وبعده فلا يجوز أن يفرق بين الحالين إلا بنص ثابت يجب المصير إليه.
أما قول أخينا العلامة: (إنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد) فجوابه أن يقال: ليس الأمر كذلك بل قد ورد ما يدل عليه من حديث سهل ووائل وغيرهما كما تقدم , وعلى من أخرج القيام بعد الركوع من مدلولها الدليل الصحيح المبين لذلك , وأما قوله وفقه الله: (ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم) فجوابه أن يقال: هذا غريب جدا , وما الذي يدلنا على أن أحدا من السلف لم يفعله , بل الصواب أن ذلك دليل على أنهم كانوا يقبضون في حال القيام بعد الركوع , ولو فعلوا خلاف ذلك لنقل؛ لأن الأحاديث السالفة تدل على شرعية القبض حال القيام في الصلاة سواء كان قبل الركوع أو بعده , وهو مقتضى ترجمة الإمام البخاري رحمه الله التي ذكرناها في أول هذا المقال , كما أن ذلك هو مقتضى كلام الحافظ ابن حجر عليها , ولو أن أحدا من السلف فعل خلاف ذلك لنقل إلينا , وأكبر من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه أرسل يديه حال قيامه من الركوع ولو فعل ذلك لنقل إلينا كما نقل الصحابة رضي الله عنهم ما هو دون ذلك من أقواله وأفعاله عليه الصلاة والسلام , وسبق في كلام ابن عبد البر رحمه الله أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف القبض , وأقره الحافظ ولا نعلم عن غيره خلافه , فاتضح بما ذكرنا أن ما قاله أخونا فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين في هذه المسألة حجة عليه لا له عند التأمل والنظر ومراعاة القواعد المتبعة عند أهل العلم , فالله يغفر لنا وله ويعاملنا جميعا بعفوه , ولعله بعد اطلاعه على ما ذكرنا في هذه الكلمة يتضح له الحق فيرجع إليه , فإن الحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها وهو بحمد الله ممن ينشد الحق ويسعى إليه ويبذل جهوده الكثيرة في إيضاحه والدعوة إليه. ا. هـ
منقول من مشاركة للأخ العوضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 11:17]ـ
وهذا والله هو الفقه المنشود وأدب العلم المطلوب
رحم الله الشيخ ابن باز وأجزل له المثوبة
والقول بأن القبض بعد الركوع بدعة بدعة لم يسبق إليه صاحبه والمسألة مطروحة في كتب أهل العلم المتقدمين ولم نسمع من قال ببدعية ذلك
ولا يشك في فضل الألباني وعلمه وأنه قد جاوز القنطرة بنشره السنة والدفاع عنها
ولكن الأمر كما قال الشيخ عبد العزيز رحم الله الشيخين وأجزل لهم المثوبة
والطرف الآخر قادر على أن يقول على السدل بعد الركوع بدعة إذ لم يقم عنده دليل على مشروعيته وهو من هيئات الصلاة والأصل فيها التوقيف
إلا أن طبيعة هذه المسائل لا تحتمل القول بالبدعية عند من ارتوى من فقه الخلاف وأدب العلم
ولا يعني أن الألباني رحمه الله خارجا عن هذا الصنف من أهل العلم. لا ولكنه أخطأ في هذه المسألة هذا كل ما في الأمر
لكن المشكلة في بعض الأتباع
أذكر أن أحدهم جائني فقال لي أنت متلبس ببدعة فقلت ما هي قال القبض بعد الركوع فقلت له بل هذه سنة وذكرت له من الأدلة وأن المسألة خلافية والخلاف فيها سائغ فلم يسطع جوابا فبعد مدة أعطاني شريطا للشيخ الألباني رحمه الله يتكلم عن هذه المسألة وقال لي اسمعه فأخذته منه وسمعته
فلما لقيته بعد ذلك وأردت أنه أرد له الشريط قال لي ما رأيك هل تركتها قلت لا ولم أقتنع بقول الشيخ وأدلته
فغضب وأخذ الشريط بقوة وقال لي أنت معاند ثم انصرف غاضبا
فهذا كله لعدم التأدب بأدب العلم الذي جعله أبو عبد الله الشافعي من شروط المجتهد
وقال بعضهم أدب العلم أكثر من العلم وقد أشكل على بعضهم كون أدب العلم أكثر منه فقلت له لأن مع كل مسألة من مسائل العلم أدب فذبلك يتجه قول هذا القائل
والله أعلم
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 11:19]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
ولا أعلم دليلاً صريحاً في القبض بعد الرفع من الركوع، ولذا قال الإمام أحمد: أرجوا أن لا يضيق ذلك.
واختار كثير من أصحابه استحباب القبض منهم القاضي أبو يعلى، وهو ظاهر كلام ابن حزم، واستحبه الكاساني الحنفي في كل قيام فيه قرار.
و لا يشدد في هذا الأمر، فالأمر فيه سعة.ا، هـ
والله اعلم واحكم.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وحسبي الله رب العرش العظيم وبعد:
فقد بحث عن المسألة مجددا، وترجح لي - مع أني لست بشيء- أن المسألة الخلاف ليس فيها قويا وإن لم تصل إلى حد البدعة مادام الاعتماد على حديث رسول الله.
وقد كتب الشيخ بازمول حفظه الله في الأمر، وقد قال ما ملخصه:
1 - حرص الصحابة على نقل صفة الصلاة نقلا دقيقا ولم ينقل لنا القبض بعد الركوع
2 - الحديث الذي استدل به المستحبون للقبض بعد الركوع هو حديث رواه النسائي عن وائل بن حجر " أن رسول الله إذا كان قائما في الصلاة أخذ يمينه بشماله"
وهذا الحديث هو عمدة القوم وأنه يفيد عموم القيام وكأنهم قالوا أن اسم الفاعل جاء في سياق الشرط فأفاد العموم. لكنه أجابهم بأن هذا من قبيل المطلق إذ أن (إذا) هنا ظرفية وليست شرطية ونقل عن ابن هشام من مغني اللبيب أن إذا تفيد الشرط إذا سبق جوابها حرف الفاء، وإلا فهي على الظرفية فيصير معنى الحديث أنه كان يقبض في حال قيامه في الصلاة. والنكرة (اسم الفاعل) في سياق الثبوت تفيد الإطلاق لا العموم كما هو معلوم. فإذا يتحقق الإطلاق في قيام شائع في جنسه والقيام الشائع في جنسه في الصلاة هو قيام القراءة قبل الركوع.
2 - أن الحديث المفصل لم يذكر القبض بعد الركوع مع أن وائلا كان حريصا على نقل أدق تفاصيل صلاة رسول الله.
أن الرواية عن الإمام أحمد فيها الإباحة فقط وهذا من فقهه رحمه الله لأنه لا حديث يدل على الاستحباب وهم قالوا بالاستحباب. إلى هنا انتهى حاصل كلام الشيخ.
وأزيد فأقول:هذا الحديث - الذي عول عليه المستحبون رواه ابن المبارك عن ميمون- أنسيت اسم الشيخ الآن عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر.
وقد رواه ابن المنذر في الأوسط من طريقه - ميمون هذا- عن عاصم به بلفظ" كان إذا دخل في الصلاة أخذ يمينه بشماله".
وعلى كل فإن الحديث مختصر من طريقه أي أنه رواه بالمعنى وهو مع ذلك لا يجاوز درجة صدوق، في حين قد رواه الأئمة الأعلام: زائدة بن قدامة والثوري وشعبة وعبد الله بن إدريس الأودي وغيرهم عن عاصم ففصلوا الرواية و حددوا القبض في قيام القراءة لا غير.
هذا أولا: أما حديث سهل بن سعد فليس فيه ما يفيد العموم " فلفظه أن الناس كانوا يؤمرون أن يضع الرجل يمينه على شماله في الصلاة، والأمر بالاتفاق لا يفيد سوى الإطلاق.
2 - أن الأحناف حكوا الإجماع على الإسدال في الصلاة بعد الركوع.
3 - أن الأصل في الصلاة الإسدال والقبض هيئة جديدة، فإذا لم يحك فعل الجديد عدنا إلى الأصل وانظر الروضة الندية حول هذا الموضوع (الإسدال هو الأصل).
4 - الحكمة في القبض هو الخشوع والخضوع و التقليل من الحركة امتثالا لقوله تعالى (قوموا لله قانتين)، والقراءة قد تطول فيصير قيامها أطول من قيام الركوع كما هو محسوس معلوم، فشرع القبض في حالها لا في حال القيام بعد الركوع إذ هو حال قصير الزمن سرعان ما ينتقل فيه المصلي إلى السجود. هذا والله تعالى أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:20]ـ
اخي الكريم تقول أن الأصل في الصلاة الإسدال والقبض هيئة جديدة
كيف يكون اصلا والصلاة عبادة منقوله بهذه الكيفية
حيث ان وفي حديث عن وائل بن حجر " أن رسول الله إذا كان قائما في الصلاة أخذ يمينه بشماله"
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 12:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الأخ حفظه الله لم يقرأ ما كتبت أولا و أن لفظ الحديث لا يفيد العموم (بمعنى أنه لا يتناول كل قيام)، والحديث قد روي بلفظ آخر (كان إذا دخل في الصلاة قبض) من نفس الطريق، والحديث أيضا رواه من هم أوثق عن عاصم به ففسروا القبض عند القيام للقراءة ولم يحكوا أنه قبض بعد الركوع مع أن وائل بن حجر كان حريصا على حكاية كل دقيقة فهذا دليل واضح على عدم وقوعه (القبض). وقد قلت أن السدل هو الأصل لأن ضده لم ينقل، كما أن الشيء الذي جاء بأمر فإن غيره هو الأصل (الاستصحاب) والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 06:04]ـ
وقد قلت أن السدل هو الأصل لأن ضده لم ينقل، كما أن الشيء الذي جاء بأمر فإن غيره هو الأصل (الاستصحاب) والله أعلم.
جزاك الله خيرا
/// للمخالف أن يعكس عليك الحجة فيقول الأصل القبض لأن ضده وهو السدل لم ينقل فإما أن تنزع عن حجتك وإما أن تدعي الفرق بينهما (عدم طرد الدليل في صورة القبض) فيطالبك المخالف به وإما أن تأت بدليل من النقل على السدل
/// وهنا أمر ينبغي أن ينبه عليه _وإن كان ظاهرا إلا أنه يغفل عنه عند الكلام على هذه المسألة_ وهو أن الأصل في العبادات التحريم فكل من فعل فعلا أو قال قولا في الصلاة فهو حرام إلا ما دلّ عليه دليل خاص أو عام
إذا علم ذلك فمطالبة القائلين بالقبض بالدليل دون القائلين بالسدل لا يستقيم
لأن الكل مطالب بذكر النقل الدال على قوله لأن الأصل التحريم كما تقدم
/// وهذا الدليل موجود في الخارج لأن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته إما أن يكون قابضا أو مسدلا أو يفعل هذا تارة وذاك تارة أخرى
وهذا الفعل لا بد أن يكون منقولا إلينا نقله إلينا من شاهد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة كون الشريعة محفوظة وكاملة غير ناقصة
فالقول بأن الصحابة لم ينقلوا لنا هذه السنة سواء كانت متمثلة بالقبض أو السدل أو فعلهما على طريقة البدل يتضمن _ولازم المذهب ليس بلازم_ اتهامهم بكتم شيء من الشريعة وهو محال في حقهم
فإما أن يكونوا نقلوا القبض أو السدل أو كليهما على جهة البدل
لكن ما نوع هذا النقل؟؟
هل هو عملي أم قولي وعلى الثاني هل هو دليل خاص أم اكتفوا بعموم الأدلة؟؟
الذي يظهر لي هو الأخير لأنه لو كان خاصا لم يخف على هذا الجمع من العلماء وإن شئت فقل على مجموع الأمة لأن أحدا ممن تكلم في المسألة ذكر دليلا خاصا عليها
/// فيقال للقائلين بالسدل ما هو الدليل عليه؟؟ فإن قالوا لأنه الأصل قيل لهم هل عندكم غير هذا الدليل العقلي كدليل نقلي عام أو خاص؟؟
فإن أجابوا بنعم طولبوا بذكره حتى تتم مناقشته
وإن أجابوا بلا قيقال لهم قولكم أن السدل هو الأصل ما دليكم عليه؟؟ لأن المخالف قد يدعي نفس دعوتكم فيزعم أن القبض هو الأصل
فلا بد من ذكر الدليل
/// أما القائلين بالقبض فإنهم يستدلون على أن القبض هو الأصل بعدة أدلة:
منها أن القبض هيئة ورد مثلها في الصلاة فهي من هيئات الصلاة بخلاف السدل فلم يرد مثله في الصلاة
ومنها أنه أقرب للخشوع وهو من مقاصد الصلاة
وعلى كل إذا كان حال هذه المسألة هو هذا الحال فالمصير إلى غلبة الظن المستفادة من أدلة القائلين بالقبض أرجح من غيره والله أعلم
ـ[شلاش]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 05:19]ـ
جزاكم الله خيرا
وأحسنت أخي أمجد
وأزيد على ذلك أموراً
أولاً: أن الصواب أحد الأمرين , الإسدال أو القبض , فعلى من يتوسط ويقول كلاهما صحيح أن يأتي بالدليل.
ثانياً: أن استدلالهم بقوله (ص) (حتى يعودَ كلُّ عضوٍ [فقارٍ] مكانه) هو دليلٌ عليهم لا لهم , فقد ورد في بعض طرقه أنه قال في الجلسة بين السجدتين (حتى يعودَ كلُّ عضوٍ [فقارٍ] مكانه) , فأين مكان اليدين هنا؟؟ أهما على الفخذين والركبتين أم هما مسدلتان؟؟ لا شك أنهما على الفخذين , ومن هذا تعلم أن مراده (ص) بقوله [مكانه] هو المكان الشرعي للعضو وليس المكان الطبيعي.
واليدان مكانهما في القيام القبض , وفي الركوع على الركبتين , وفي الجلوس على الفخذين والركبتين , وفي السجود وحال الاعتماد عليهما على الأرض.
وكل هذا عندنا أدلة عليه ,,, هل عندك دليل واحد على السدل حال القيام؟؟؟.
فائدة
أنقلها عن البرهان الظاهري-رحمه الله- وقد كان ظاهري الفقه تَيّمي المعتقد
قال المقريزي في ((درر العقود الفريدة)) (2/ 346) -:وله مصنفات أملاها من غير مراجعة كتاب تشهد له بما كان عليه من كثرة الحفظ والاطلاع وفقه النفس , منها: جزء في رفع اليدين , وجزء في إمساك اليدين حال القيام في الصلاة , ذهب فيه إلى وجوب إمساك اليدين بعد الرفع من الركوع , وكان يواظب على ذلك.ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من الأهمية بمكان التسليم بأنه لا دليل على مشروعية القبض بعد الركوع، إذ لا دليل عليه حقا ن ولهذا لم يتكلم بمشروعيته فقيه قبل الإمام أحمد، ولا بوب عليه بابا محدث في كتابه، أما الإمام أحمد فلم يجاوز التخيير بينه وبين السدل لأنه لم يصح عنده نص لا في هذا ولا في هذا، وقد قدمت أن الحديث يفيد الإطلاق لا العموم ثم هو ليس بحجة والحجة هو الحديث المفسر المطول والمصلي إذا قبض في القيام للقراءة فقد أتى بما أمر إذا الإطلاق لا يفيد العموم الشمولي، ولهذا قطعنا بفعله في قيام القراءة لأن رسول الله فسر هذا الإطلاق، وأمرنا المصلي بأن يقبض فيه، وينتهي عنده ولا يزيد عليه لأنه فعل ما أمر بهن أما الاحتجاج بقول الصحابي (حتى يعود كل عضو إلى مكانه) فهو ظاهر في عودة أضلاع الظهر و عظام اليدين والرجلين إلى مكانها، أما من قبض فإنه لا يقال في حقه عاد عضوه إلى مكانه، فإذا لم يكن إلا ما قلنا كان السدل هو الهيئة المشروعة ولا بد والله تعالى اعلم.
ـ[شلاش]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 05:37]ـ
أما الاحتجاج بقول الصحابي (حتى يعود كل عضو إلى مكانه)
أخي الكريم
أولاً: الاحتجاج هنا بالحديث الصحيح المرفوع , وليس بأثرٍ موقوف كما يتبادر للذهن.
لا يخفى عليك أخي الفاضل , أن وصف الصحابي للنبي (ص) هو من المرفوع.
ثانياً: قد ورد من قوله (ص) كما في حديث المسيءصلاته من حديث رفاعة بن رافع , كما في مسند الشافعي وسنن الدارمي
ثالثاً: قولك (تعود اليدين مكانها) أين مكانها؟؟؟ ولماذا ليس السدل كما قلت في القيام؟؟
رابعاً:قولك (السدل هو الهيئة المشروعة) إنما بنيتَ ذلك على ظن ظننته , والظن لا يغني من الحق شيئا , أريدك أن تعطيني دليلاً واحداً على هذه (الهيئة المشروعة) , كيف تكون مشروعة وليس لها دليل واحد على شرعيتها.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 08:09]ـ
الأخ أبو الفضل الجزائري قولك: إن الأحناف حكوا الإجماع على الإسدال في الصلاة بعد الركوع فلما ذا لا تنقل كلامهم كاملاً للأمانة العلمية؟؟، وقدرجح الكاساني القبض بعد الركوع كما سيأتي كلامه كاملاً، ولا شك عموم النصوص تدل على أن القبض في في القيام في الصلاة سواء قبل الركوع أو بعده هو السنة، قال الكاساني: وأما وقت الوضع فكما فرغ من التكبير في ظاهر الرواية وروي عن محمد في النوادر أنه يرسلهما حالة الثناء فإذا فرغ منه يضع بناء على أن الوضع سنة القيام الذي له قرار في ظاهر المذهب وعن محمد سنة القراءة وأجمعوا على أنه لا يسن الوضع في القيام المتخلل بين الركوع والسجود لأنه لا قرار له ولا قراءة فيه والصحيح جواب ظاهر الرواية لقوله إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة من غير فصل بين حال وحال فهو على العموم إلا ما خص بدليل ولأن القيام من أركان الصلاة والصلاة خدمة الرب تعالى وتعظيم له والوضع في التعظيم أبلغ من الإرسال كما في الشاهد فكان أولى وأما القيام المتخلل بين الركوع والسجود في صلاة الجمعة والعيدين فقال بعض مشايخنا الوضع أولى لأن له ضرب قرار وقال بعضهم الإرسال أولى لأنه كما يضع يحتاج إلى الرفع فلا يكون مفيدا وأما في حال القنوت فذكر في الأصل إذا أراد أن يقنت كبر ورفع يديه حذاء أذنيه ناشرا أصابعه ثم يكفهما قال أبو بكر الإسكاف معناه يضع يمينه على شماله وكذلك روي عن أبي حنيفة ومحمد أنه يضعهما كما يضع يمينه على يساره في الصلاة وذكر الكرخي والطحاوي أنه يرسلهما في حالة القنوت وكذا روي عن أبي يوسف، واختلفوا في تفسير الإرسال قال بعضهم لا يضع يمينه على شماله ومنهم من قال لا بل يضع ومعنى الإرسال أن لا يبسطهما كما روي عن أبي يوسف أنه يبسط يديه بسطا في حالة القنوت وهو الصحيح لعموم الحديث الذي روينا ولأن هذا قيام في الصلاة له قرار فكان الوضع فيه أقرب إلى التعظيم فكان أولى وأما في صلاة الجنازة فالصحيح أيضا أنه يضع لما روي عن النبي أنه صلى على جنازة ووضع يمينه على شماله تحت السرة ولأن الوضع أقرب إلى التعظيم في قيام له قرار فكان الوضع أولى والله أعلم.
بدائع الصنائع للكاساني 1/ 201.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 11:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله: يبدو أن الأخ ساق ما هو حجة عليه لا له، فما دمت سقت أيها الأخ حكاية الإجماع على السدل بين الركوع والسجود، دل ذلك أن الحديث إن كان يفيد العموم كما رجحت أنت، فإن علماء الأمة لم يفهموا منه هذا العموم الذي فهمته وفهمه الكاساني، وإن كنت أرجح أن قوله عليه السلام (نحن معاشر الأنبياء أمرنا ... ) هو قول مجمل فسره فعل النبي عليه الصلاة والسلام وبين أن القيام المذكور هو قيام القراءة لا غير، والأمر كما قال الأصوليون لا يفيد العموم بل هو يفيد الإطلاق، فمن قبض في قيام القراءة فقد أدى ما عليه، أما قوله (في الصلاة أي حال الصلاة) ومن قبض في قيام القراءة فقط فقد قبض في الصلاة، فأين العموم الذي أفاده هذا النص؟ وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 08:22]ـ
الأخ الكريم قولك هو قول مجمل فسره فعل النبي عليه الصلاة والسلام وبين أن القيام المذكور هو قيام القراءة لا غير)
هل يوجد نص عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى؟؟ وهل النبي صلى الله عليه وسلم خصص القبض في الصلاة بالقيام الذي فيه قراءة؟؟ أم أنه عام في كل قيام في الصلاة؟؟ أم أن القيام الذي بعد الركوع لا يطلق عليه قيام؟ كل ذلك يحتاج إلى إجابة وتوضيح، ولا شك أن الأحاديث الواردة في وضع اليمنى على اليسرى في القيام في الصلاة عامة في مطلق القيام في الصلاة سواء في ذلك القيام قبل الركوع أو بعده، فلا يختص بأحدهما دون الآخر إلا بدليل شرعي، وفي بعض تلك الأحاديث " إذا كان قائماً يصلي وضع يمينه على شماله كما في بعض روايات حديث وائل بن حجر رضي الله عنه، وقد رجح الكاساني في بدائع الصنائع وضع اليمنى على اليسرى في القيام في الصلاة سواء قبل الركوع أوبعده، قال: وذلك لعموم الأدلة، ولأن الوضع في التعظيم أبلغ من الإرسال، ولأنه قيام، قال النووي والحافظ ابن حجر: قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنه صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع، قال الحافظ: وكأن البخاري لحظ ذلك فعقَّبَهُ بباب الخشوع ومن اللطائف قول بعضهم القلب موضع النية، والعادة أن من احترز على حفظ شيء جعل يديه عليه، قلت: وهذا التعليل الذي عُلِّلتْ به هذه الهيئة: لا شك أنه عام في مطلق القيام في الصلاة سواء قبل الركوع أو بعده، وعموم الأحاديث تدل على أن وضع اليمنى على اليسرى في مطلق القيام في الصلاة هو السنة سواء قبل الركوع أو بعده، وقد أُلفت في ذلك بعض الرسائل في حكم القبض في القيام في الصلاة بعد الركوع لكل من أبي محمد بديع الدين الشاه السندي، والعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمهما الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 08:26]ـ
هذه المشاركة مكررة ولذلك جرى حذفها
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم رحمهم الله فمنهم من رأى أن وضع اليد اليمنى على ذراع اليسرى في القيام بعد الركوع سنة مستحبة لعموم حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال: " كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة " وقالوا: إن من نظر في عموم قوله " في الصلاة " يتبين له أن القيام بعد الركوع يشرع فيه الوضع لأن القيام يشمل ما قبل الركوع وما بعده فيضع المصلي يده اليمنى على اليسرى في القيامين جميعا.
وقالوا إن اليدين في الصلاة حال الركوع تكونان على الركبتين وفي حال السجود على الأرض وفي حال الجلوس على الفخذين وفي حال القيام على الصّدر وهذا موضعهما في القيام قبل الركوع أو بعده، وأنّ حال الذلّ والأدب بين يدي الربّ ينبغي أن يكون في القيامين وأنّه أبعد عن العبث، ومن أهل العلم من رأى عدم مشروعية وضع اليمنى على اليسرى بعد القيام من الركوع واحتجوا بعدم ورود نص خاص في هذا الموضع وأن عموم القيام لا يشمله لأنه اعتدال وليس بقيام وعليه فإن المصلي يرسل يديه.
وقال بعضهم إن المصلي مخير بين الوضع وعدمه لأنه لم يرد في السنة ما هو صريح في هذا، وهذا الذي قال به الإمام أحمد رحمه الله.
والقول الأول هو الرّاجح إن شاء الله، وعلى كل حال فإنّ الصلاة تصح بكلا الفعلين، ولا ينبغي أن يفضي الخلاف في هذه المسألة إلى التنازع والاختلاف المذموم شرعاً أو الحكم بالبدعة لمن فعل أو بترك السنة لمن ترك فإن ذلك لا يكون إلا فيما كانت فيه النصوص صحيحة صريحة الدلالة.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الجزائري على الترجيح المباشر وبدون أي تعب، وهل يسلم لك معنى قوله في الصلاة أي كل أجزاء الصلاة، أو جميع الصلوات؟ إن كنت أنت ترجح الأول فأنا أخالفك ولا أمشي معك، بل قوله في الصلاة يعني في الصوات الفرائض والنوافل، والأمر كما أقول وأكرر لا يفيد سوى الإطلاق والمطلق يتحقق بفعل واحد في جنس المأمور به وهو القيام للقراءة، فمن قبض في قيام القراءة فقد أدى ما عليه، وقد بينه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قبض في الأولى لا يستراب في ذلك، ولم يأت عنه نص في القيام بعد الركوع لعدمه (وأنا أعلم أن عدم المعرفة بالشيء لا تعني عدمه) لكن هذا ليس على عمومه، بل الرسول عليه الصلاة والسلام بين لأمته ما أمرهم به بصيغة الإطلاق. وبالله التوفيق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 07:51]ـ
أخي أبا الفضل ما الدليل على أن السدل سنة؟؟
إن قلت هو الأصل فقد تقدم الجواب عنه
إن كان عندك دليل آخر فاذكره حتى نناقشه
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الأخ غفل عنه دلالة المطلق وكذا نقل الإجماع عن طريق الأحناف (وهم من علماء المسلمين وثقاتهم)، ولو ناقشت في هذا الإجماع قلنا هو اتفاق فهمه هؤلاء العلماء من النصوص ثم اتفقوا عليه أليس هذا دليلا، قد قال الإمام أحمد (لا تتكلم في أمر ليس لك فيه إمام).
ـ[سمير حراسيس]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 05:04]ـ
أولاً: أن الصواب أحد الأمرين , الإسدال أو القبض , فعلى من يتوسط ويقول كلاهما صحيح أن يأتي بالدليل.
ثانياً: أن استدلالهم بقوله (حتى يعودَ كلُّ عضوٍ [فقارٍ] مكانه) هو دليلٌ عليهم لا لهم , فقد ورد في بعض طرقه أنه قال في الجلسة بين السجدتين (حتى يعودَ كلُّ عضوٍ [فقارٍ] مكانه) , فأين مكان اليدين هنا؟؟ أهما على الفخذين والركبتين أم هما مسدلتان؟؟ الجواب مسدلتان لأن هذا هو الوضع الطبيعي لعودة الأعضاء إلى أماكنها في حال القيام أصلاً.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 06:41]ـ
للمتابعة!
ـ[القاموس]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:24]ـ
الاستدلال الذي أدلى به الأخ / شلاش، من أدق الاستدلالات في هذه المسألة لمن تأمله، لكن يتوقف الأمر على سلامة طرق الحديث؟
أما قوله: (فعلى من يتوسط ويقول كلاهما صحيح فعليه الدليل) فلا ينبغي التحجير في هذه المسألة، والله أعلم.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 08:52]ـ
للفائدة:
هناك رسالة كنت قد قرأتها للشيخ السندي؛ بعنوان: «زيادة الخشوع بإثبات القبض بعد الركوع» أو كما سماها.
وعندما قرأت هذه الرسالة؛ اقتنعت تمامًا بالقبض؛ إذ كانت حجج الشيخ من القوة بمكان.
ثم رأيت في فهرس مؤلفات الألباني المخطوطة!؛ رأيت رسالة بعنوان: «الرد على السندي في مسألة القبض»
فاستغربت كثيرًا، وقلت في نفسي؛ كيف سيكون رد الشيخ الألباني على حجج الشيخ السندي؛ وفيها من القوة ما فيها؟!
فنسأل الله أن يوفر لنا هذه الرسالة؛ حتى نطلع عليها، وننظر في المسألة من جديد!.
ـ[الأبياري]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 05:27]ـ
رحم الله الإمام المحدث أبا عبد الرحمن الألباني
أريد أن أسألك أخي أبا رقية, هل رسالة السندي رحمه الله تعالى موجودة في النت؟
والسندي رحمه الله تعالى من خيرة أئمة الحنفية, وكان هو والشيخ اللكنوي من المنصفين, وكانوا كثيرا ما يردون على شذوذ أصحابهم كمسألة رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع منه.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 03:38]ـ
أريد أن أسألك أخي أبا رقية, هل رسالة السندي رحمه الله تعالى موجودة في النت؟
للأسف؛ لا علم لي بوجودها على الشبكة.
وهي رسالة صغيرة الحجم؛ عظيمة الشأن.
ولكن المسألة تحتاج إلى النظر من جديد.
فنسأل الله أن ييسر لنا رد الألباني؛ حتى نعيد النظر فيها.
ـ[الزنتاني]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد وقفت على قول لالامام مالك قال فيه ان شاء امسك بيمينه وان شاء ترك انظر النوادر والزيادات(/)
أعمال صالحة انقطعت بموته صلى الله عليه وسلم
ـ[المستنبط]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 02:40]ـ
من هذه الأعمال:
إهداء النبي صلى الله عليه وسلم
والتبسم في وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم
الجهاد معه صلى الله عليه وسلم
التبرك بوضوئه صلى الله عليه وسلم
أجر الصلاة معه صلى الله عليه وسلم
سماع العلم من فمه الشريف صلى الله عليه وسلم
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل عباده
هذا ما تيسر غفر الله لكم وتقبل الله طاعتكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 01:26]ـ
سؤال اخي الكريم تقول
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل عباده من الاعمال الصالحة التي انقطعت بموته صلى الله عليه وسلم كيف ذلك؟؟؟؟؟(/)
سؤال قال عنه الألباني أول مرة يطرح علي هذا السؤال
ـ[المستنبط]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 02:57]ـ
في مجموعة فتاوى جدة سأل أحد الحاضرين الشيخ الألباني فقال له:
إذا كان اثنان فأكثرمن طلبة العلم يلقون درساً أو محاظرة هل على كل واحد منهم إذا بدأ أن يبدأ بخطبة الحاجة فقال الشيخ أول مرة يطرح علي مثل هذا السؤال فأجاب الظاهر نعم على كل واحد منهم إذا أخذ في الحديث أن يبدأ بخطبة الحاجة.
لا أذكر رقم الشريط وما كتبته هو من الذاكرة ليس بالتحديد.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 03:14]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا المستنبط، ورحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 09:06]ـ
بارك الله فيك أخي ونفع بك
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 12:24]ـ
في مجموعة فتاوى جدة سأل أحد الحاضرين الشيخ الألباني فقال له:
إذا كان اثنان فأكثرمن طلبة العلم يلقون درساً أو محاظرة هل على كل واحد منهم إذا بدأ أن يبدأ بخطبة الحاجة فقال الشيخ أول مرة يطرح علي مثل هذا السؤال فأجاب الظاهر نعم على كل واحد منهم إذا أخذ في الحديث أن يبدأ بخطبة الحاجة.
لا أذكر رقم الشريط وما كتبته هو من الذاكرة ليس بالتحديد.
شكر الله لك هذه الفائدة الطيب، وأحسن الله إليك.
توضيح:
خطبة الحاجة ليست واجبة على من أراد الحديث أو الكلام، فإن بدأ بها فحسن وإلا لابأس.(/)
قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، للامام ابن تيمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 01:54]ـ
قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، للامام ابن تيمية رحمه الله
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
ولابد من التنبيه على قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، فتعتصم به، فتقل آفاتها، أو تذهب عنها بالكلية، بحول الله وقوته.
فنقول: اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء. وأقواها المحبة، وهى مقصودة تراد لذاتها؛ لأنها تراد فى الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول فى الآخرة، قال الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، والخوف المقصود منه: الزجر والمنع من الخروج عن الطريق، فالمحبة تلقى العبد فى السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه، والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب، والرجاء يقوده، فهذا أصل عظيم، يجب على كل عبد أن ينتبه له، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه، وكل أحد يجب أن يكون عبداً لله لا لغيره.
فإن قيل: فالعبد فى بعض الأحيان، قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه، فأى شىء يحرك القلوب؟ قلنا: يحركها شيئان:
أحدهما: كثرة الذكر للمحبوب؛ لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به، ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الآية [الأحزاب: 41 - 42]
والثانى: مطالعة آلائه ونعمائه، قال الله تعالى: {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: 69]، وقال تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} [النحل: 53]. وقال تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، وقال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34].
فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه، من تسخير السماء والأرض، وما فيها من الأشجار والحيوان، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة، من الإيمان وغيره، فلابد أن يثير ذلك عنده باعثا، وكذلك الخوف، تحركه مطالعة آيات الوعيد، والزجر، والعرض، والحساب ونحوه، وكذلك الرجاء، يحركه مطالعة الكرم، والحلم، والعفو.
وما ورد فى الرجاء والكلام فى التوحيد واسع. وإنما الغرض التنبيه على تضمنه الاستغناء بأدنى إشارة، والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[الخلال]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:23]ـ
فائدة رائعة
بارك اللهُ بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 11:16]ـ
أحسن الله إليكم أبا محمد وسلمت يداك
وكتب لكم الأجر الجزيل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم اخي عاطف
ونفع الله بنا وبكم
وكتب لك الأجر ووضع عنك الوزر وشرح لك الصدر
ـ[أبومنصور]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 11:54]ـ
بارك اللهُ بك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 01:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونفع الله بنا وبكم اخي أبومنصور
وكتب لك الأجر ووضع عنك الوزر وشرح لك الصدر
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 10:57]ـ
بارك الله فيكم!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 05:34]ـ
فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه، من تسخير السماء والأرض، وما فيها من الأشجار والحيوان، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة، من الإيمان وغيره، فلابد أن يثير ذلك عنده باعثا، وكذلك الخوف، تحركه مطالعة آيات الوعيد، والزجر، والعرض، والحساب ونحوه، وكذلك الرجاء، يحركه مطالعة الكرم، والحلم، والعفو.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 06:18]ـ
وقد قال رحمه الله: (العارف بالله يسير إلى الله بين مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس والعمل).
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أحدهما: كثرة الذكر للمحبوب؛ لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به، ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الآية [الأحزاب: 41 - 42]
والثانى: مطالعة آلائه ونعمائه، قال الله تعالى: {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: 69]، وقال تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} [النحل: 53]. وقال تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، وقال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34].
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 11:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 02:48]ـ
جزاكم الله خيرا
ليتك تذكر المصدر للعزو له عند الحاجة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 02:41]ـ
المصدر مجموع فتاوى الامام ابن تيمية رحمه الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 06:39]ـ
جزى الله شيخنا أبا محمد خيراعلى حذف تلك الشطحات الاتحادية.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 07:24]ـ
المصدر مجموع فتاوى الامام ابن تيمية رحمه الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
انا أسأل عن المصدر للعزو عليه؟
أظن السؤال واضح
يعنى رقم الصفحة وفى أى مجلد والا فماذا استفدت انا الان من كونه فى مجموع الفتاوى!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 02:33]ـ
ارجع الى فهرس المجلد الاول بارك الله فيك ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:35]ـ
اللهم حرك قلوبنا لمحبتك ........
شكرا لك أبي محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 04:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:58]ـ
شكر الله لك و جعل الله ذلك في موازين أعمالك ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 07:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد الله أحمد بن نبيل]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 07:45]ـ
http://img293.imageshack.us/img293/5321/35gv5.gif
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 06:52]ـ
يرفع للفائدة
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 07:44]ـ
موضوع قيم
بارك الله فيكم ورفع قدركم في عليين
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين
القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر
فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه فمتى
سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقد الجناحان فهو
عرضة لكل صائد وكاسر ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح
الرجاء وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناج الخوف هذه طريقة أبي سليمان
وغيره قال ينبغى للقلب أن تكون الغالب عليه الخوف فإن غلب عليه الرجاء فسد وقال غيره أكمل
الأحوال اعتدال الرجاء والخوف وغلبة الحب فالمحبة هى المركب والرجاء حاد والخوف سائق والله
الموصل بمنه وكرمه.أه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 01:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[قلب طيب]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:18]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 02:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوخطاب المقدسي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:23]ـ
بارك الله فيك .. ولاحرمك الله الأجر
وجعله في ميزان حسناتك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 02:00]ـ
بارك الله فيك ,وجزاك الله خير الجزاء
ـ[عمر سيف]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 05:47]ـ
بارك الله فيك
حبذا لو نبهت لموضع النقل من كتب شيخ الاسلام رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:57]ـ
ارجع الى فهرس المجلد الاول من مجموع فتاواه
بارك الله فيك(/)
خطبة عيد الفطر للعلامة البشير الإبراهيمي
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ خطبة عيد الفطر للعلامة البشير الإبراهيمي ‘‘
هذه خطبة عيد الفطر المبارك للشيخ العلامة السلفي محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله، و التي ألقاها فضيلته في يوم الأحد (1 شوال 1348هـ - الموافق 9/ 06/1929م)، و نشرت ـ أخيرا ـ في (مجلة القران الكريم) الجزائرية (العدد:2 / صفر - ربيع الأول 1428هـ، ص50 - 51)، فاستحسنت نقلها في هذا المنتدى للمناسبة، و أسال الله تعالى أن يتقبل منا و منكم صالح الأعمال.
الخطبة الأولى:
أيها الناس: إن يومكم هذا من الأيام المشهودة، وسمه دينكم بسمة هي الغرة اللائحة في جبين الأيام، و هي هذه الشعيرة التي تقيمون أركانها، و تجتمعون لأجلها.
فاحمدوا الله تعالى على الهداية، و اسألوه أن تكون كل ساعة تأتي بعد ساعتكم هذه خيرا مما قبلها، و أن يكون اجتماعكم هذا فاتحة اجتماعات في الخير تنقضي مع العمر، تتآمرون على المعروف و تتناهون عن المنكر، و تتواصون بالصبر.
عبد الله: لو كانت كلمة الحكمة توازن بالذهب، أو تقدر بالمال و النسب، لكانت كلمة علي بن أبي طالب هي تلك الكلمة، و فوقها قدرا و قيمة تلك الحكمة، التي ثقفتها الفكرة العالية، و محضتها الخبرة الراقية، و هي قوله رضي الله عنه: (قيمة كل إنسان ما يحسنه).
بين لنا رضي الله عنه و هو مصدر البيان، و ينبوع التبيان، أن الأعمار هي الأعمال، و بالإحسان فيها تتفاوت قيمة الرجال، و أن ذلك لا يرجع إلى وزن بميزان، و لا كيل بقفزان، و إنما هو عقل مفكر، و لسان متذكر، و من لا عمل له؛ فلا عمر له، و من لا أثر له في الدين يمتثل به أمر ربه، و لا أثر له في الدنيا تزدان به صحيفة كسبه؛ فوجوده عدم، و عقباه ندم، و حياته مسلوبة الاعتبار، و إن شارك الأحياء في الصفة و المميزات.
فاحرصوا ـ رحمكم الله ـ على أن تكون لحياتكم قيمة، و اربؤا عن أن تكون في كفة النحس و الهضيمة، و اسعوا في الوصول بها إلى القيم الغالية، و الحصول منها على الحصص العالية.
و إن الأعمال التي تجمل الحياة و تغليها، و تقف بها في مستوى الإجلال و تحييها؛ لا تعدو نوعين:
وظائف العبادات التي هي سور الوحدانية، و العنوان الصادق على الإخلاص في العبودية، و هي أخف النوعين محملا، و أقربهما تحصيلا و عملا؛ لأن الله لم يكلفكم من عبادته إلا باليسير، و شغل بها القليل من أوقاتكم و ترك لكم الكثير.
و النوع الثاني: السعي فيما تقوم به هذه الحياة الدنيا من الأعمال و تتوقف عليه عمارتها، و هذا يرجع إلى الدين بإخلاص النية، و تمحيض القصد للجري على حكمة الله و تأييد سنته الكونية.
جعلني الله و إياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و كشف عن قلوبنا ـ لإدراك الحقائق ـ حجاب الغفلة و السنة، و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا يوافي نعمه و يكافئ مزيده، و نشهد أن لا إله إلا الله شهادة من آمن به و أخلص توحيده، و اعتمد عليه في كل أموره فرجا وعده و خاف وعيده، و رفع أكف الابتهال و الضراعة طالبا لطفه و تسديده، و فضله و تأييده، و نشهد أن سيدنا محمدا عبد و رسوله إتماما لنصاب العقيدة، و تنويها بمزاياه الحميدة، كما نصر الحق و أكثر عديده، و خذل الباطل و أبلى جديده، و تمم مكارم الأخلاق بصفاته المجيدة، و أقواله السديدة، و بعث آخر الأنبياء فكان لبنة التمام و روي القصيدة صلى الله عليه و سلم.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى، و حافظوا على حدوده في السر و النجوى، و امتثلوا أمر ربكم الذي أكسبكم به فخرا و تعظيما، و هو قوله: ((إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما)) [الأحزاب:56].
و اعلموا أن يومكم هذا خصص للاجتماع و العبادة، و الحسنى و الزيادة، فأقيموا القصد في التقرب من بعضكم، و دعوا الأحقاد و التباغض، و أسبلوا على ما فرط من بعضكم لبعض أذيال الستر و العقر، و الزموا خلق الرضا و الصفح، فكونوا عباد الله رحماء بينكم، ((و اذكروا نعمة الله عليكم غذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)) [آل عمران:103].
وفقني الله و إياكم لصالح القول و العمل، و وقاني و إياكم شر مزالق الزلل.
((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)) [آل عمران:8].
عباد الله: ((إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون)) [النحل:90].
نقلها لكم أخوكم المحب /
فريد المرادي (29 رمضان 1428هـ).
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 09:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي فريد المرادي
ورحم الله العالم الرباني والناصح المشفق على أمته محمد البشير الإبراهيى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 10:02]ـ
و إياك أخي الفاضل؛ وفقني الله و إياك لما فيه رضاه ...
ـ[ابوحذيفةالجزائري]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 12:41]ـ
الأخ المكرم فريد المرادي
أبلغك الله مرادك من الخير و زيادة
و جزاك عنا خيرا و أحسن إليك
الحقيقة ذكرتني برابط وجدته مرة عليه خطبة صوتية للشيخ الإبراهيمي رحمه الله تعالى ثم أذكر أنها وقعت مشكلة ففقدت الرابط و أنا لا أدري أكان الصوت حقا صوت الشيخ أم لا
و فقكم الله
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 05:05]ـ
الأخ الكريم أبا حذيفة الجزائري: بارك الله فيك ...
(احرصوا - رحمكم الله - على أن تكون لحياتكم قيمة، واربؤا عن أن تكون في كفة النحس والهضيمة، واسعوا في الوصول بها إلى القيم الغالية، والحصول منها على الحصص العالية)
(الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله -)(/)
الدكتور /محمد أمين المصري رحمه الله تعالي
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 02:57]ـ
من الكتابات أو الآراء التي لا تبلي مع الزمن،ولا يذهب تأثيرها وأهميتها ما سطره أو تحدث به الشيخ محمد أمين المصري –رحمه الله لأن هذه الكتابات كانت نابعة من القلب ومن همًّ متجدد حول مستقبل الأمة،وحول تربية الفرد.
لم يكن الشيخ ممن يُزوقون الكلام ولا يكثرون من التأليف، كان جلُّ اهتمامه تربية المسلم تربية الأحرار، تربية القادة، وكان هذا واضحاً في محاضراته ودروسه وأحاديثه.
إن الدعوة الإسلامية (بعد عشرات السنين) ما تزال بحاجة إلي تجديد في الأساليب وفي مناهج الدعوة، وإلي ثقافة تتيح للفرد الإبداع والإنتاج، وهذا ما كان يقلق الشيخ،وقد عاش فترة خصبة من المد الإسلامي،عاشها مدرساً في الجامعات ومشرفاً علي منهاجها، ومشاركاً في الفكر والثقافة،وموجهاً لشباب، وكانت له نظرات تخالف بعض نظرات الآخرين، بل له شخصيته المستقلة في كثير من آرائه التربوية.
لقد كان الشيخ رحمه الله شديد النقد لنفسه ولحاملي لواء الدعوة الإسلامية بأنهم ليسوا علي المستوى المطلوب، وأنهم لم يقدموا كل ما عندهم في سبيلها،ولو قدموا لكانوا معذورين، وأما الاعتذار بالواقع وأنه ليس في الإمكان أفضل مما هو موجود هذا الاعتذار كان مرفوضاً عند الشيخ رحمه الله.
والفكرة التي كانت تؤرقه هي:أين الرجال الذين يتحملون المسئولية، الذين بلغوا من الإخلاص والفهم والتضحية والثقافة مبلغاً يرفعوا به هذه الأجيال إلى المستوى المطلوب.
وكان زائروه وتلامذته يلاحظون أن هناك مواضيع كان الشيخ رحمه الله يلح عليها ويكررها ولا يسأم من تكرارها.
ويمكن أن نستخلص من مجموع ما كتب ودرس وحدث بعض ركائز أفكاره.
ركائز أفكار الشيخ محمد أمين المصري رحمه الله تعالى:-
أولاً:-موضوع التربية والتركيز علي تربية المنزل وتربية الأم بالذات،ويستشهد بصحابيات قدمن أولادهن للمعارك الإسلامية مثل الصحابية الجليلة عفراء،ويقارن بين هذه التربية وتربية الأمهات في هذا العصر والتي من أقصى أمانيها أن يتخرج ابنها موظفاً أو طبيباً، وتصور له الحياة بأنها العيش الرغيد ولا يخطر علي بالها أن تربي ابنها علي الجهاد.
كما كان يتحدث كثيراً عن تربية المَدرسة وينتقد طرق التربية التقليدية التي لا تزال في مدارسنا وجامعاتنا كنظام الامتحانات الذي يجعل الهدف من التعليم هو النجاح والشهادة بدل أن يجعل الهدف هو حب العلم.
ثم ينتقل الشيخ إلي تربية الشباب سواء في المدرسة أو المسجد أو المجتمع، ويؤكد هنا علي ضرورة تربيتهم تربية القادة لا تربية العبيد، تربية الاستقلال لا تربية الخضوع والخنوع والمريدين بكل ما في الكلمة من معني،فإن البعض يعجبه أن يتعلق به الأتباع تعلقاً أعمى، ويحلو لهم مغالاة الأتباع في تعظيمهم ويغلب علي هؤلاء الأتباع نسيان الفكرة ويصبح التعلق بالشخص ولو انحرف عن الفكرة.
بينما التربية التي يريدها هي التربية القرآنية كما ربى رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه فكان لا يمتاز عنهم بشي من ملبس أو مظهر أو مكان، وكان يكره أن يقوم له أصحابه وكان يستشيرهم في كل مناسبة وعمل برأي الحباب بن المنذر في بدر، وسلمان الفارسي في الخندق ويقول لهم:- ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسي ابن مريم)) رواه البخاري.
ثانياً الجهاد:-
الجهاد الذي تركه المسمون وحوّره وبِّدله المتعالمون المنهزمون،أمام ضغط الواقع وضغط الاستشراق الخبيث، وللشيخ هنا كلمة مأثورة وهي (إن الطفل في الأسرة المسلمة يجب أن ينام علي أحاديث الجهاد ويستيقظ عليها).
وذلك كان الذين لا يعرفون الشيخ رحمه الله يظنون أنه لا يتقن غير تفسير سورة الأنفال، وإنما كان يكررها لتأكيد هذا المعنى، كما كان رحمه الله يكثر من تفسير سور: آل عمران والتوبة والأحزاب لتضمنها صور المعارك الكبرى في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم،وللشيخ أبحاث قيمة في مثل هذا الموضوع مثل بحثه حول الحديث الضعيف أو الذي لا أصل له "رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد اكبر" (1) وكيف أثر هذا الحديث وأمثاله علي نفسية المسلمين.
ثالثاً: الأخطار الداخلية:-
هناك أمراض أصيب بها المسلمون،هي أمراض نفسية وعقلية تنخر في كيانهم وتسبب لهم ضعف،هذه الأمراض هي الخطر الداخلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أكبر المصائب أن يصاب الفرد بنفسه وأن يلقي التبعة دائماً علي غيره، ويعلق أخطاءه على مشجب الآخرين،وهذا يريحه من تأنيب الضمير وعَتب العاتبين.
ومن اكبر المصائب أن نبرر أخطاءنا ولا نعترف بعجزنا،ونلجأ إلي خداع النفس لكي تتهرب من الواقع.
ومن المصائب أننا لا نبحث أمورنا بشكل جدي بل نبحثها علي مستوى السمر والتسلية وهو مرض "استسهال الأمور".
يقول الشيخ رحمه الله تعالي في أحد بحوثه:
"اليأس القتِّال والخوَر المميت والثقة المفقودة كل هذه هي العدو الحقيقي والعقبة الكبرى التي تواجه المسلمين، أما العدو الخارجي فأمره يهون إذا استطعنا أن نغير ما بأنفسنا".
هذا الموضوع كان يستأثر باهتمام الشيخ، لأنه يعتبر الأخطار الداخلية هي السبب الرئيسي لما حصل للمسلمين على مر العصور من تخلف.
وأَعتقد هنا أنه في هذا الموضوع قد استفاد من كتابات المفكر الجزائري"مالك بن نبي" في سلسلة كتبه "مشكلات الحضارة" والتي تكلم فيها عن دور الحضارة عند المسلمين.
رابعاً: كما كان الشيخ رحمه الله تعالي ينعي كثيراً علي المسلمين الفهم غير الصحيح لبعض أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وآيات القرآن الكريم، بحيث إنهم يجعلون من هذه الأحاديث تكأة لعجزهم وضعفهم فيوردون أحاديث الفتن،وأن الأمر ليس له مرد، وأن كل زمان أسوأ من الذي قبله ولذلك فلا داعي للعمل والتبليغ، هذا فضلاً عن احتجاجهم بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التي توهن العزائم وتبرر القعود.
خامساً: لابد من " قلة تنقذ الموقف"، قلة هي النخبة التي تستطيع حمل الأمانة، وحمل الأمانة بنفسه يفجّر الطاقات.
هذه النخبة يصفها في أكثر بحوثه، يقول في رسالة "المعاني الدخيلة علي التربية الإسلامية": ((فالأمة التي يفقد أبناؤها حمل الرسالة تفقد معاني الجهاد وتفقد قيمة الحياة، وحين لا يكون للأفراد رسالة يشغل الخواء القلب، وتمتد الشهوات وتستعلي الغرائز)).
ويقول أيضاً من بحث حول تربية القادة:
"إن حمل الرسالة يعطي الفرد قوة ما كان ليحلم بمثلها في الحالات العادية، والشعب في حال حمل الرسالة يستمر في النهوض،فإذا فترت هذه الروح كان سيره بقوة الدَفعة الأولي إلي حين".
هذه بعض الأفكار التي كان الشيخ يهتم بها، ويكفي أنها ناصعة صحيحة ولا يزال المسلمون بحاجة إلي سماعها وفهمها.
- من جهود الشيخ رحمه الله أنه في عام 1965 سافر إلي المملكة العربية السعودية للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز –كلية الشريعة-في مكة المكرمة وقد شارك في تأسيس قسم الدراسات العليا فيها، وقبل وفاته بثلاث سنوات انتقل إلي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة رئيساً للدراسات العليا فيها، وكان له رحمه الله تعالي دور في وضع مناهجها.
وفاته:
توفي –رحمه الله تعالي-في شهر رمضان 1397هـ الموافق 1977 على إثر عملية جراحية له في أحد مستشفيات سويسرا ونقل جثمانه إلي مكة المكرمة ودفن هناك، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه الله خيراً.
* رابط لمحاضرات صوتية للشيخ/محمد أمين المصري رحمه الله تعالى
(تربية قرآنية – تفسير سورة الأنفال – أضواء على سورة آل عمران)
http://islamicaudiovideo.com/index.php?pg=auth&aref=4&cat=67
ثبت المراجع:-
*هذا الموضوع قمت بنقله من كتاب (المسؤولية) للشيخ محمد أمين المصري رحمه الله طبعة [مكتبة الكوثر السعودية-الرياض]، ويوجد الكتاب بمكتبة [الصفوة بمصر]، وهذه المقدمة للتعريف بالشيخ بقلم الدكتور/ محمد العبدة،وفيها تصرف مني لتناسب طبيعة العرض.
1 - قال عنه شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:لا أصل له،ونقل كلام ابن حجر عنه قال:هو من كلام إبراهيم ابن عبلة.
ـ[الباجي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 03:24]ـ
رحم الله الشيخ محمدًا أمين المصري رحمة واسعة ... فقد كان أمة في رجل.
وجزاك الله خيرًا أخي العزيز فقد ذكرتنا بالرجال الأفاضل.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 06:38]ـ
أخي الكريم/الباجي
كل عام أنت بخير وسائر أعضاء ومشرفي هذا المنتدى المبارك.
الشيخ محمد أمين المصري رحمه الله رجل بأمة كما تفضلت حضرتك وقلت،وهو رحمه الله من الذين أثرّوا في تكويني جداً من خلال قراءة كتبه القيمة الرائعة وخاصة كتابه "سبيل الدعوة الإسلامية".
وكتب الدكتور محمد أمين المصري رحمه الله تعارفنا عليها في بلدنا "مصر" من خلال المكتبة المباركة "مكتبة دار الصفوة للطباعة والنشر"حيث كانت تنشر مطبوعات دار الأرقم بالكويت التي كانت تطبع كتب الدكتور محمد أمين المصري رحمه الله ومنها علي سبيل المثال "سبيل الدعوة الإسلامية" من هدي سورة الأنفال" وكتاب" المسؤولية" الذي أخذت منه هذه التعريف توزعه دار الصفوة من مطبوعات دار الكوثر في الرياض، وأستفسر من حضرتك هل يوجد لديك كتاب "المجتمع الإسلامي"لأنه غير متوافر لدينا في حدود علمي.
وجزآكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 10:22]ـ
جزاكم الله خيراً , وللشيخ رحمه الله كتاب مفرد عن الموضوع: لمحات في التربية الاسلامية
وهو من قامات علم الحديث في الجامعة الاسلامية , وله مع العلامة الألباني مواقف وقصص
رحمه الله رحمة واسعة. . .
ـ[الباجي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 11:00]ـ
وفقكم الله ... وكل العام والجميع بألف خير.
جميع ما ذكر بالمشاركات من رسائل ومحاضرات الشيخ الجليل محمد أمين رحمه الله متوفر لدي والحمد لله ... وقد طال العهد بها ... فاللهم رحمتك وهداك.
وكتاب المجتمع الإسلامي طبع دار الأرقم ... الطبعة الثالثة منه: 1403 هـ
احتوى محاضرتين الأولى بعنوان: بناء المجتمع في 76 صفحة من الحجم الصغير ... والثانية: وجهة التعليم في العالم الإسلامي في 31 صفحة.
وخاتمة ... قال في طليعتها: (يقولون كل الذي ذكرتَ معلوم، ولكن الذي نبغي سبيل الخلاص، وأقول: سبيل الخلاص معلومة، ولكن الذي نبغي سبيل العمل، ولو فتح لنا سبيلٌ إلى العمل الخالص ليسر الله به سبيلاً إلى الخير .... ) الخ كلامه رحمه الله.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 12:54]ـ
شكراً لك أخي الفاضل /أبو الحارث جزآكم الله خيراً لو ممكن هذه الكنوز نرفعها علي الشبكة تبقي حاجة عظيمة جداً.
أخي الباجي حفظك الله وشّرفك،هل من الممكن تصوير الكتاب علي هئية p.d.f ورفعه علي الشبكة وجزآكم الله خيراً، خاصة وأن عملي مدرس فهي تفيدني في مجالي التربوي وجزآكم الله خيراً.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 01:13]ـ
وإياك أخي محمد , ولكن خبرتي في الرفع والحط! على الشبكة قليلة.
والكتاب ليس موجوداً عندي حالياً.
فلعل الإخوة ينشطون لذلك.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 01:25]ـ
جزآكم الله خيراً علي اهتمامك وردك،شكر الله لك.
يكفيني منك الجد والعزم أسأل الله أن يبارك فيك.
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 04:07]ـ
وإياكم أخي الفاضل ... وبارك فيك ووفقك لكل خير.
لو استطعت إلى ذلك سبيلا لفعلت ... ولكن في معرض القاهرة المقبل - إن شاء الله - سيكون الكتاب أول ما أسعى لتحصيله ... ويغلب على ظني أني سأهديك إياه فطب نفسًا رعاك الله.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 05:20]ـ
إن شاء الله نتقابل في معرض القاهرة لآخذ الهدية منك.
جزآكم الله خيراً، وكل عام وأنت بخير(/)
(ماذَا بعْدَ رمَضَان؟) "وسَائِلُ مُقْتَرَحةٌ للثَّباتِ على الطَاعَات"
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[12 - Oct-2007, مساء 11:59]ـ
الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَ بعدَه ..
أمَّا بعدُ.
فإنَّ المُسلمَ فضلاً عن طالبِ العلم لتدعوهُ نفسُه في رمضانَ وغيرهِ للتزوُّدِ من الطاعاتِ، والفناءِ في العباداتِ .. رحمةَ اللهِ يرجو، والنجاةَ من أليمِ عقابهِ يطلبُ، ومحبةَ اللهِ ينشُد.
النُّفوسُ في رمضانَ خُولِفت، وفُطِمتْ عن بعضِ عوائِدها المشينةِ ـ والفِطامُ عن المألوفِ عسيرٌ ـ!
في هذه اللحظاتِ التي استقْبلْنَا فيها شهراً جديداً .. وودعْنا شهرَ السَّبْقِ والتنافس، يجدُرُ بنا أن نحافظَ على بعضِ ما استفدنا منه؛ رجاءَ أن نكونَ من العارفين بالله في كلِّ الشهور، وتمسُّكاً بما ترَبَّتْ عليه النفسُ؛ حتى لا نركنَ إلى الدَّعةِ فيتبلَّد الحسُّ ويصعبُ على النفسِ الرجوعُ ..
فالوَحَى الوَحى؛ فالوقوفُ رجوعٌ!
* وهذهِ بعضُ الوسائلِ المعينة للثبات على الطاعات؛ بل وللزيادة، لا تَخضعُ لقانون مفصَّلٍ، ولا لبرمجةٍ مُنظَّمة؛ فالإنسانُ أعرفُ بما يناسبُه، ويتلاءمُ مع إمكاناته وميوله .. (والمُتَنفِّلُ أميرُ نَفْسهِ) ..
أولاً: العباداتُ الرمضانيَّةُ المُقَيَّدة.
وأعني بذلك العباداتُ التي حثَّ عليها الشارعُ بإطلاقٍ، وأوجبها في رمضانَ، أو استحبَّها استحباباً شديداً يحُرمُ المُسلمُ إبان تركها من الخيرِ العظيمِ ..
وأصولُها أربعُ عباداتٍ:
/// العبادةُ الأُولى: الصِّيامُ.
وهيَ عَصَبُ الشَّهْرِ، ورُوحه .. الكلامُ عن عبادةِ السِّر ذُو تشعباتٍ مختفلةٌ،
أعظمُ مقاصدِه: تحقيقُ التقوى.
والثباتُ على هذه العبادةِ يكونُ بالآتي:
سهُلَ الصيامُ في آخر الشهرِ؛ لاعتياده .. فيحسنُ بالمُسلمِ المدوامةُ حتى تنقضي الأيامُ فيثقلُ بعد ذلك ..
وللمُسلمِ التَّخيرُ في الطريقةِ المناسبةِ بحيثُ لا يمرُّ عليه شهرٌ إلاّ وله منه نصيبٌ.
والصيامُ في غيرِ شهرِ رمضانَ ذُو فضلٍ عظيمٍ، وأجرٍ جسيمٍ، المحرومُ منهُ محرومٌ؛ إذِ اليوم الواحد يُباعدُ عن النار سبعينَ خريفاً، كما في مسلمٍ عن أبي سعيد ـ فكيفَ بكثرةِ الصيام ـ؟!
أما صيامُ ثلاثة أيامٍ، فكصيامِ الدهر ـ كما لا يخفى ـ، وهذا ثابتٌ في الصحيحين عن ابن عمروٍ.
أمّا السابقون السبَّاقون، فلو بدأَ المسلمُ من غدٍ في صيامِ داودَ فلن يشقَ ذلك عليه .. والأولى التدرج، والمُسلمُ أعلمُ بنفسه ..
والبّدءُ بصومِ يومٍ وإفطارِ يومين أدعى للخطوِ الجيَّد للحاقِ بركبِ السابقين بالخيرات.
وبهذه الطريقةِ ـ وإن صعُبَت في البَدء؛ لندرةِ المنافسين ـ إلاَّ أنها ستُحولُ طالبَ العلمِ بعد زمنٍ إلى إلْفِ الصيامِ، ولن يجدَ بُدّاً من مفارقته، فينظِمُّ إلى قافلة العلماءِ (الصُوَّام).
فإنْ كان لا يستطيعُ لغلبةِ الأشغالِ ونحو ذلك .. فلا يُغلب على صومِ القليلِ ولو يوماً واحداً .. فالغلبةُ حِرْمان!
/// العبادةُ الثانية: قِيامُ الليلِ.
أجْمِل بشرفِ المؤمنِ، وأحسن بعبادةَ المخلصين ..
ثناءُ الربِّ، وصِدقُ العبدِ، ونضارةُ الوجهِ، وطريقُ الثبات!
كَمْ من طالبِ علمٍ راوحَ بين قديميه كثيراً أثناء التراويح، لسانُ حالهِ وكثرةُ تفكيرهِ: كمْ ركعةٍ بقيتْ وننتهي؟!! ـ مع حرصهِ الشديدِ على هذه العبادة ـ لأنه لم يتعرفْ إلى الله في الرخاءِ بالقيامِ على متنِ الشهور والأيامِ، فجاءتِ الشِّدَّةُ فخُذِلْ .. وقد حفظَ ما حفظَ في فضلِ هذه العبادةِ، لكنَّه أفنى لياليه بالنقاشات والمجادلات، تحت غطاء: (مذاكرةُ ساعةٍ أحبُّ إليَّ من قيامِ ليلة)!
والله المستعان.
أخي الكريمَ: الآن الآن في في يومِ العيد، قُمْ، ولو بمقدار (حلبِ الشاةِ) ..
فرصةٌ للثباتِ ,, فالنُّفُوس متروِّضة،، والهمم متوقدة .. فإذا أقبلتِ النَّفسُ فأحسنْ إليها ..
أما الحافظُ لكتابِ اللهِ؛ فأمرُهُ متيسِّرُ لو أضاعَ لياليه فقد أضاعَ نفسَه ..
أما من يحفظُ مقداراً يسيراً، فقمْ به، ولو أن تتكرره كلَّ ليلةٍ، فسيثبتُ حفظُك، وسيُفتحُ لك في التأمل.
فلو كانَ يحفظُ جزءَ عمَّ فقط، أو سورةَ الكهفِ أو مريم ....
فما المانع من أن يقومَ به كلَّ ليلة؟
والتدرجُ ـ كما أسلفتُ ـ حسنٌ. (والمتنفلُ أميرُ نفسه) ..
أما من لا يصلي حتى الوترَ، فأحسنَ اللهُ عزائَه!
/// العبادةُ الثالثةُ: العنايةُ بالقرآنِ؛ حفظاً، وتدبراً، وتلاوةً، ومطالعةٍ للتفاسيرِ ....
فليحافظُ المسلمُ على ما تعوّد، ولو بالقليلِ الدائمِ ..
يقول ابن القيِّمِ ـ رحمهُ اللهُ ـ: (ما أشدها من حسرة، وأعظمها من غبنة، على من أفنى أوقاته في طلب العلم، ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن، ولا باشر قلبَه أسرارُه ومعانيه)! بدائع الفوائد (1/ 201).
/// العبادةُ الرابعةُ: الجُوْد!
غفرَ الله لنا تقصيرنا ..
لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون!
يُعوّدُ المسلمُ نفسَه على البذل والتضحيةِ والإيثار بعد هذا الشهر الفضيل ..
وانظر موضوعاً لأخي المسيطسر: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113460&highlight=%C7%E1%E4%D3%DD%ED)
تلكمْ ـ أحبتي في الله ـ عباداتٌ مطلقةٌ محبَّبةٌ لربِّ العالمين، حَرِصْنَا عليها في شهر رمضانَ، فليكنْ لنا منها في أيامنا أوفرُ الحظِّ والنصيب.
اللهمَّ لا تعذِّبْ قلباً دلَّ عليك ..
واغفر لي عملاً ادعيتُ أني أردتُ به وجهك، فخالطَ قلبي ما علمتَ.
وللحديث تتمةٌ يسيرةٌ أُتبِعها ـ إن شاء اللهُ تعالى ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 01:53]ـ
أحسنت أخي المبارك ..
أحسن الله إليك ..
وتدبر القرآن هو قطب رحى ما ذكرتم ..
وهو مشتق من الدبْر .. ويعني آخر الشيء وخلفه ..
فالمتدبر لايقف عند حروف القرآن ورسمه .. بل يطلق العنان-بالضوابط المعروفة-لفكره أن يستشف من المعاني واللطائف والدلالات ما به يستشعر عظمة كلمة الله ..
وويح رجل مؤمن .. بين يديه صفة من صفات الله ماثلة-ألا وهي الكلام-ثم لا يتدبر
والحال أن الفرق بين كلامه سبحانه .. وكلام غيره .. كالفرق بين ذاته سبحانه وذوات غيره
ولهذا كان لايشبع منه العلماء كما قال علي رضي الله عنه
وجزيت خيرا تارةً أخرى ..
راجيا أن تتم ما وعدت به
والسلام عليكم
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 06:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان؟؟؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113612
ـ[مناهل]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 04:50]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 09:55]ـ
الفضلاءَ: أبا القاسم، أبا يعقوب، مناهلَ ..
شكرَ الله لكم .. وهذا إكمالٌ لما وعدتُ بهِ .. وقبل ذلك أنبهُ لبعضِ الأخطاءِ التي وقعتُ بها بسبب السَّبْقِ؛ فبعضها أحالَ المعنى!
___________
* قلتُ: (الكلامُ عن عبادةِ السِّر ذُو تشعباتٍ مختفلةٌ). الصواب: مختلفة!
* قلتُ: (فيحسنُ بالمُسلمِ المدوامةُ حتى تنقضي الأيامُ فيثقلُ بعد ذلك). الصواب: حتى لا تنقضي ... [اختلَّ المعنى!]
* قلتُ: (العبادةُ الثالثةُ: العنايةُ بالقرآنِ؛ حفظاً، وتدبراً، وتلاوةً، ومطالعةٍ للتفاسيرِ .... ) الصواب: ومطالعةً للتفاسير ..
___________________
///ثانياً: العباداتُ المُطْلقَة
وهي العباداتُ التي حثَّ عليها الشارعُ وجوباً واستحباباً، تُبَلِّغُ المُسْلِمَ المنازلَ العاليةَ، والدرجاتِ الرفيعةَ عند اللهِ جلَّ وعزَّ ..
كانَ شهرُ رمضان مَوْسماً مناسباً، وأرضاً خصبةً للتزودِ منها، وتعويضِ ما نقصَ منها وفُرِّط فيه ..
وترجِعُ ـ أعني هذه العباداتِ المُطلقةِ ـ لأصلينِ اثنين:
/// الأصلُ الأولُ: العباداتُ القلبية:
ومكانتها لا تخفى، حتى قال جمعٌ من السلف: هي أعظمُ من أعمال الجوارح.
قال ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ في البدائع: (ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب وأنها لا تنفع بدونها وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من اعمال الجوارح ... )
وقال ـ رحمه اللهُ ـ في المدارج: (وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه ..... وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح، ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها، وعمل الجوارح بدونها إما عديم المنفعة أو قليل المنفعة)!
وهي ـ أعني العبادات القلبية ـ ذاتُ شقَّيْن:
/// الأول: الطلبُ.والمقصود به توثيقُ المقاماتِ والأحوالِ التي تُزكّي النفسَ، وتُعليها .. وهي عباداتُ القلبِ الإيجابية؛ كالمحبة والتوكل واليقين والخوف والرجاء والصبر والتوبة والإنابة ......
والعلاقةُ بينها وبين الشهرِ الفضيلِ أن الشهرَ ظرفٌ للصياَم المُنْتِجِ انكسارَ النفس وخضوعها وخشوعها للهِ ..
فإذا تفرَّغَ القلبُ للعبادةِ فقد شغلَ نفسهُ بالطاعةِ ـ فبالضرورةِ انشغل القلبُ عن المعصية ـ فكان القلب محلاً صالحاً للاستزادة من العبادات القائدةِ للثبات ..
" وهلْ يُرادُ من العلمِ إلاَّ ما وصل إليه معروفٌ؟! "
/// الثَّاني: الدَّفعُ.فكما أنَّ للقلبِ عباداتٍ ترفعُ العبدَ للدرجات، فله ذنوبٌ تُسقِطهُ للدركات!
وهل النِّفاقُ إلا عملٌ قلبي .. ؟
وهل الحقدُ والغلُّ والكبرُ والكفرُ وسوءُ الظنِّ إلا أعمالٌ قلبيَّة ـ في أصلها ـ؟!
فلقد كانَ الحريصُ في هذا الشهر الفضيلِ مُرَوِّضاً لنفسه مُزكِّياً لها ..
يُدافعُ خطراتِ سوءِ الظنِّ بإخوانه المسلمين.
يدافعُ الحسدَ حينما يرى نِعمَ اللهِ على عباده المؤمنين.
يُجاهدُ نفسَه من أن يقعَ في صدره غلٌّ على مسلمٌ ..
يستغفرُ الله مما مضى وعلقَ بقلبه من مفسداتِ القلب.
/// الأصلُ الثاني: عباداتُ الجوارح
وهي فرعٌ عن العباداتِ القلبية، ونتيجتُها.
وهي ـ كذلك ـ ذاتُ شقَّيْن:
/// الأول: الطَّلبُ:
وذلك بعمل الطاعاتِ المُتعلقة بالجوارحِ من صيامٍ، وقيامٍ، وقراءةِ قرآنٍ، وجودٍ ـ كما سبقَ ـ ودعاءٍ، وأمرٍ بمعروفٍ،ونهيٍ عن منكرٍ، ودعوةٍ إلى الله، وبرٍ للوالدين، وحُسنُ خلقٍ .......
إلى غير ذلك من العباداتِ الكثيرةِ التي استفدنا منها في رمضان؛ رجاءَ المضاعفة للأجر ..
فحُسن الخلقِ مثلاً ..
يتذكرُ المسلمُ ـ الذي استفاد في شهره ـ أنه تركَ قبيحَ الخلقِ في رمضان من لغوٍ وبذاءةٍ ونحوها ـ للهِ ـ، وقال: "إني صائمٌ ".
فليستصحبْ هذا بعدَ رمضان ابتغاءَ وجهِ اللهِ.
/// الثاني: الدَفْعُ.
وذلك بالتعبدِ لله بترك المحرمات والمكروهات التي ترَكَها في رمضان، من نظرٍ محرمٍ، وسماعٍ محرمٍ، وكلامٍ محرمٍ، وفضولها التي لا تنفع ونحو ذلك ..
فيدفعُ عن نفسه هذا بعدَ رمضانَ تعبُّداً وتألُّها.
ولا أظنُّ فاعلَ ذلك إلاَّ مستفيداً رابحاً ..
قدْ لا يأتي شهر رمضانُ الذي يليه ـ بلَّغنا اللهُ إياهُ ـ إلاَّ وقد تجاوز مراحلَ وخطواتٍ عالية في التدرج بين مدارج السالكين، ومنازل المتقين.
فاثْبُتْ ـ يا رعاك اللهُ ـ على ما بَنَيْتَ وأصَّلتْ .. وجاهدتَّ وأملَّتْ ..
{والذينَ جاهدوا فينا لنهديَنَّهم سُبُلَنا وإنَّ اللهَ لمعَ المُحسنين}!
فبالصَّبْرِ واليقينِ تُنَالُ الإمامةَ في الدين.
جعلني اللهُ وإياكم من الربَّانيين لا من الرمضانيين.
ومن المتقين المحسنين ..
واللهُ أعلمُ
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عاصم]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 02:31]ـ
بارك الله فيك أخي موضوع مهم ولي إضافة بسيطة وهي الدعاء بالثبات وطلب العون من الله، فإنه إذا لم يكن عون من الله للفتى فإنه هالك لا محالة. وفقنا الله وإياكم للثبات على الطاعات حتى الممات وحتى نلقى رسولنا صلى الله عليه وسلم على الحوض فيسقينا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً(/)
اللهم عليك باليهود ومن هاودهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 04:43]ـ
(اللهم عليك باليهود ومن هاودهم)
هذا من أقبح الأدعية التي يتوجه بها إلى الله ـ سبحانه ـ من غير علم ولا إحاطة بمعناه؛ فإن من معاني المهاودة: المصالحة، والموادعة، والممايلة، والمواعدة، والمعاودة؛ فانظر "لسان العرب" (51/ 157)، و"القاموس المحيط" (ص420)، و"المعجم الوسيط" (2/ 1039).
ومن الأمور البدهية المعلومة لدى أقل المسلمين علماً أن أول من صالح اليهود ووادعهم وهادنهم؛ هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإذا علم ذلك فإن هذا الدعاء مما لا يجوز بل مما يحرم تعاطيه واللهج به.
وهذا سؤال وُجه للعلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ يقول فيه السائل: ما حكم قول بعض خطباء المساجد في نهاية الخطبة: (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم)؟
فأجاب ـ حفظه الله ـ: نعم، (هاودهم) هذه الكلمة معناها: المصالحة، هاود معناه: المصالحة، واليهود يجوز الصلح معهم، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، يجوز الصلح معهم كما صالحهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة، وكما صالح قريشاً في الحديبية، الصلح إذا كان من مصلحة المسلمين فإن الكفار يُصالَحون لأجل مصلحة المسلمين، هذا هو الحقّ، أما كلمة (هادوهم) معناه أنّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدخل في هذا، وسبق أني نبهت واحداً على هذه اللفظة، لكنه لم يتجنّبها ـ هداه الله ـ. "شرح العقيدة الحموية" (شريط رقم4)
منقول
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 05:34]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 05:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 10:17]ـ
بارك الله فيك ...
وفيك بارك أخي الكريم
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 10:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأحسن الله إليك أخي الحبيب
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 01:00]ـ
بارك الله فيكم
لأخينا الشيخ أبي عبدالله السديس تعقيبٌ في هذه المسألة، كتبه في ملتقى أهل التفسير، فأحببت نقله هنا:
هذا الكلام المذكور فيه نظر:
وجهه:
أنه حمل "ال" في كلمة "يهود" على الجنس؛ فجعلها للعموم.
والصواب هنا: أنها للعهد لا للجنس فلا تفيد العموم؛ وليت الأخ رجع لكلام الأصوليين في باب العام ونظر في معاني "ال" ومتى تفيد العموم وشرط ذلك.
ومما هو بين ظاهر: أن الداعي لا يريد إلا دولة يهود هذه، ولم يخطر في باله اليهود قبل مائة عام فضلا عن حيي بن أخطب وبيني قومه في وقته.
وحمل كلام المتكلم على مراده: متعين.
ثم من معاني المهاودة المنقول في الكلام السابق: الممايلة وغيرها، ويهود الآن في حال حرب مع المسلمين فالداعي يريد من يعينهم على المسلمين كأمريكا ومن وقف في صفها وأعان يهود على إخواننا، هذا المتبادر، ومراد الداعي ينبغي أن يعرف منه لا أن يحمل كلامه على معنى من المعاني لم يخطر بباله ثم يحاكم عليه!
كما فعل الشيخ وفقه الله حين جعل المعنى "المصالحة" ثم جعل اللام "للجنس" ثم تغليط الداعي.
ثم أتى هذا الأخ وجهّل الداعي وجعلها من الرزايا في حين أنه هو الذي لم يفهم معاناها ومدلوها لا من دعى بها!
ولا يحسن تغليط الناس في مثل هذه الأدعية المنتشرة بمثل هذا العجالات من النقول من غير تأمل ونظر في معاني الكلام ومدلولاته.
والله أعلم.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9584
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 01:14]ـ
شكر الله لكم جهودكم (آل عامر)
وأحسن الله اليكم ياشيخ عبدالله هذا النقل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 01:33]ـ
الاعتراض على الدعاء غريب .. والعلة أغرب
فلقد غدونا -مع الأسف-نتحرز من الدعاء على الأعداء .. بحجج واهية لا تخطر ببال أحد سوى المتمحّك
ومامن شك أن المعاني الحرفية الموجودة في القواميس .. لا يلزم أن تكون قاضية على المعنى المراد .. أو الأغلبي .. أو المفهوم المتبادر
فهذا من التعنت والتكلف
وقد يدعو أحد فيقول: اللهم عليك بأمريكا .. فهل يكون استنكار ذلك عليه بحجة وجود مسلمين إلا من قبيل العسف في التعامل مع الألفاظ والمعاني ..
وشتان بين مصالحة الرسول صلى الله عليه وسلم ليهود .. والمصالحة المرادة!
فهل يصالح العدو الصائل! أم يجاهد؟
والله المستعان
ـ[علي الشافعي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:15]ـ
إنما الأعمال بالنيات
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:22]ـ
كلام العلامة الفوزان متين
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 11:45]ـ
الاعتراض على الدعاء غريب .. والعلة أغرب
فلقد غدونا -مع الأسف-نتحرز من الدعاء على الأعداء .. بحجج واهية لا تخطر ببال أحد سوى المتمحّك
ومامن شك أن المعاني الحرفية الموجودة في القواميس .. لا يلزم أن تكون قاضية على المعنى المراد .. أو الأغلبي .. أو المفهوم المتبادر
فهذا من التعنت والتكلف
وقد يدعو أحد فيقول: اللهم عليك بأمريكا .. فهل يكون استنكار ذلك عليه بحجة وجود مسلمين إلا من قبيل العسف في التعامل مع الألفاظ والمعاني ..
وشتان بين مصالحة الرسول صلى الله عليه وسلم ليهود .. والمصالحة المرادة!
فهل يصالح العدو الصائل! أم يجاهد؟
والله المستعان
صدقت
بارك الله فيك وكثر من أمثالك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 01:10]ـ
قال اخونا الفاضل عبد الرحمن السديس كمانقل عنه
(((ويهود الآن في حال حرب مع المسلمين فالداعي يريد من يعينهم على المسلمين كأمريكا ومن وقف في صفها وأعان يهود على إخواننا، هذا المتبادر، ومراد الداعي ينبغي أن يعرف منه لا أن يحمل000))
اقول هذا كلام صحيح وربما كان هومقصد الداعي ولكن اليس الاولى ان يدعوبلفظ عليك باليهود ومن اعانهم على المسلمين ثم ماذا لوان اخواننا اليوم في فلسطين كحركة حماس وبقية حركات الجهاد ارادت الهدنه لانه ليس لها امكانيات دولة يهود ولاعشرها فهل ندعو على حماس وبقية حركات الجهاد هناك اذاهادنتهم
فكلام العلامة الفوزان حفظه الله في محله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 12:25]ـ
المقصود يا أخي في الدعاء .. من يصالحهم باتفاقية دائمة .. وليس هدنة مؤقتة لغرض مصلحة المسلمين أساسا
فالأولى ممنوعة بالاتفاق ..
وكذا من يعاونهم في قضية جزئية .. أو يسهل أمورهم .. أو يتاجر معهم والحال أنهم مغتصبون لديار الإسلام
وإنما ساغ استعمال المهاودة .. لما فيه من تقارب لفظي مع "اليهود"
كأن الذي ينخرط معهم فيما يقوي شأنهم أو يثبت لهم حقا في بلادنا .. اصطبغ بيهوديتهم ..
كما قال تعالى"ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
والأمر لا يستحق الإنكار ..
فإن الاحتراز في مثل ذلك .. مما ينبغي منه الاحتراز
والله أعلم
أخي أبا أمامة .. أشكرك على شكرك ..
ولكن لا تدع أن يكثر الله من أمثالي ..
فلست -والله- أهلا لذلك ..
وحيث حلفت .. انتفت مظنة التواضع
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 07:11]ـ
أخي ابا القاسم .. وفقه الله
الست مسلما؟
الست موحدا؟
الا تحب الصالحين؟
الاتكره البدعة وأهلها؟
الا تحب العلم وأهله؟
ألا تحب الخير لإخوانك؟
لا شك لدي في الجواب .......
أسأل الله أن يكثر من أمثالك، ويعاملنا الله جميعا بستره ...
ـ[المتعلم]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:50]ـ
وإنما ساغ استعمال المهاودة .. لما فيه من تقارب لفظي مع "اليهود"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وربما يقال: حَسُن، إذا كان مراد الداعي ما تحمله هذه الكلمة من معان صحيحة غير معنى المصالحة.
ومما يذكر مما لم أره هنا ما جاء في المعجم الوسيط:
(هاود) فلانا وادعه وصالحه وجاراه ولم يخالفه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 06:55]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت .. أحسن الله إليك ..
وأشعر أني أعرفك ..
ولعله من تجنيد الأرواح
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 07:11]ـ
كلام العلامة الفوزان في محله
والتعقيب عليه لا يخلو من نظر ..
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:35]ـ
كلام العلامة الفوزان في محله
والتعقيب عليه لا يخلو من نظر ..
جزى الله خيرًا ناقل الكلام والمُعقِّبين.
ولكن أرى أنَّ كلام أخي أشرف - وفقه الله - صحيح.
فإنَّنا نرى أنَّ الناس دائمًا يقولون: والنبي تفعل كذا، ورحمة أبويا لن أفعل كذا ... إلخ الحلِف بغير الله - سبحانه وتعالى -، وإذا خاطَبتَ الواحدَ منهم قائلًا: اتق الله يا أخي! فهذا من الشرك؛ لحديث النبي (ص) في ذلك.
أجابك بقوله: والله لا أقصد أن أحلِفَ بالنبي (ص)!!
وكذلك أكثر مَن يقول قولًا مُخالفًا لكلام الله وكلام رسوله؛ سيقول: أنا لا أقصد معناه، وإنَّما أنا أقصد كذا وكذا!!
وأين قائل هذا من قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ}؟
فإنَّ الإنسان يُحاسَبُ على كلِّ قولٍ يقوله، كما سيُحاسَبُ على كلِّ فعلٍ يفعله.
فعلى هذا؛ لا نُسلِّم للمُعتَرِض بذلك، لأنَّنا لو سلَّمنا له بذلك = لتنازلنا عن تخطئة الناس في أقوالهم الكثيرة المُخالفة للكتاب والسنة، ومنها ما هو كُفريٌّ!
ولو كان لأخي أشرف فوائد أخرى، فأرجو أن يُتحفنا بها.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:37]ـ
لابد من التفريق بين صحة استعمال اللفظ من جهة ومقصود الداعي من جهة أخرى , فقد يكون المقصود صحيحا مع أن استعمال اللفظ فيه نظر.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:57]ـ
أخي الحبيب رمضان
العلامة الفوزان حفظه الله دعَّم ما يراه بالدليل الواضح الصريح .. وكلام المخالف له لا يخلو من نظر .. بل ضعيف .. ويجب على طلبة العلم عدم مجاراة واقع الناس وتبريره ... وأكثر أئمة المساجد مقلِّدة .. ينشأ الواحد منهم فيجد الناس يدعون بكذا وكذا .. فيوافقهم على غير هدى .. حتى أن أحد خطباء المساجد قال في مقدمة خطبة له - كما حكاه لي مَن أثق به -: ( ... وتركنا على المحجة البيضاء نهارها كليلها).اهـ:)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 03:15]ـ
بل الأمر فيه سعة فمالكم تضيقون واسعا؟! فأحسب أن إخواني وعلى رأسهم السديس وأبو القاسم على صواب؛ فلو افترضنا أن حماسا صالحت اليهود وطلبت هدنة فإنها لاتدخل في الدعاء كما لا يدخل عليه الصلاة والسلام فالقضية تدور على من مال إليهم واصطبغ بصبغتهم. وهذا دليل على سعة هذه اللغة العظيمة.
وإني أدعو أخي أشرف بن محمد أن يوضح مقصده من (والتعقيب عليه لا يخلو من نظر .. ) فأفصح عما بداخلك فإنك من أصحاب الآراء الجيدة المتينة وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 03:26]ـ
لو كان لفظ المهاودة لا يحتمل ما حمل عليه بل أتي به لمجرد المشاكلة مع كلمة اليهود لكان لاعتراض شيخنا صالح الفوزان وجه!! هذا باختصار مقصد أخينا الشيخ أبي القاسم وإن كنت مخطئا فليصحح كلامي.
ـ[هاشمية]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 03:37]ـ
بارك الله فيكم جميعا
و بارك الله فيك أخي ابو القاسم
اللهم عليك باليهود و من هاودهم كثيرا ما تقول علي المنابر في أرجاء المعمورة و المقصود بها هو اليهود أعداء الله و كل من هاودهم و أعانهم علينا من طواغيت و ملوك العرب الذين أصبحوا يخرجون الفتاوي كما يحلو لهم و إلا لكان أحق أيضا بالمقصود جميع بني اليهود بما فيهم أنبيائهم كما في العبارة و هذا لا يصح أبدا أم أنهم يقصدون طائفة من اليهود في فتاويهم.
إنما المقصود بها كما أسلفت و أمريكا و دول الكفر و الفسوق و نحن حينما ندعو عليهم نقصد كل من أذانا منهم من أولهم الي أخرهم هذا هو معني الجملة كما هي واضحة كذلك لعامة المسلمين و إلا كان جميع المسلمين في خطأ عظيم و ذنب لا يغتفر فرسولنا عليه السلام كان قد عقد صلح معهم فكيف يكون ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 06:43]ـ
صدق اخي الفاضل أشرف بن محمد ان من أئمة المساجد مقلِّدة .. ينشأ الواحد منهم فيجد الناس يدعون بكذا وكذا
مثل دعاء الختم غير الماثور الذي حفظه الكثير منهم
واحبانا يدعو بهلاك اليهو دويتوسل الى ا لله بقوله ا هلك اليهو د ياارحم الراحمين وانظر الى الدعاء الماثور على العدو
عن عبد الله بن أبي أوفى قال:: (اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فطاف بالبيت ثم خرج فطاف بين الصفا و المروة، و جعلنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد أو يصيبه بشيء، فسمعته يدعو على الأحزاب يقول: اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب اللهم اهزمهم و زلزلهم.).
وقد قررالعلماء انه يدعو في كل امر بمايناسب من اسماء الله الحسنى فاذاراد الرحمة يقول يارحمان اويارحيم ارحمني وياغفور اغفرلي
واحيانايقول بعضهم انقلهم من ضيق اللحود ومراتع الدود الى جناتك جنات الخلودولاادري من اين جاؤا بهذا الدعاء
فلابد في الدعاء ان يكون بالماثور او فليكن صحيحا لئلا ينعكس عليه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه).
رواه البخاري
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 06:57]ـ
قول الداعي: (اللهم عليك باليهود ومَن هاودهم) خطأ - فيما يظهر - من عدة أوجه، منها:
الوجه الأول:
أنَّ هذه الصيغة فيها من العموم ما يشمل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ إذْ قد هاود النبي صلى الله عليه وسلم اليهود، وكذا يدخل فيها كل مَن هاود اليهود من أولياء أمور المسلمين، وكذا يدخل فيها أيضا أفراد المسلمين الذين اضطروا لمخالطة اليهود ومساكنتهم وموادعتهم ...
الوجه الثاني:
أن الأصل في صِيَغ الدعاء أن تكون جامعة، واضحة، بيِّنة، موافقة للهَدي، وهذه الصيغة تُورِث الإشكال والريبة، والقاعدة في ذلك: «دع ما يريبك إلا ما لا يريبك»، و: «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه». قال ابن القيم رحمه الله: (الشبهات: ما يَشتبه فيه الحق بالباطل، والحلال بالحرام على وجه لا يكون فيه دليل على أحد الجانبين، أو تتعارض الأمارتان عنده، فلا تترجَّح في ظنه إحداهما، فيشتبه عليه هذا بهذا. فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى ترك المشتبه، والعدول إلى الواضح الجلي).اهـ
الوجه الثالث:
هذه الصيغة اشتملت على الدعاء على الكافرين ومَن هاودهم من المسلمين، وفي هذا تسوية وإلحاق المسلم بالكافر في طلب الأذى والهلاك عليهم جميعا. وقد مايز الله تعالى بين المسلمين والكافرين، فقال تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)، قال ابن عاشور: (والهمزة للاستفهام الإِنكاري، فرع إنكار التساوي بين المسلمين والكافرين على ما سبق من اختلاف جزاء الفريقين).اهـ، ويظهر أثر هذا التمايز في قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا».
وقد تبيَّن من دعاء الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يدعو على الكفرة المعتدين، ثم يثنِّي ذلك بالدعاء للمؤمنين والمسلمين، فعنه رضي الله عنه قال:
(اللهم عذِّب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك. اللهم عذِّب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدُّون عن سبيلك، ويكذِّبون رسلك، ويقاتلون أولياءك.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألِّف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحِكمة، وثبِّتهم على ملة نبيك، وأوزعهم أن يوفو بالعهد الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوّك وعدوّهم إله الحق، واجعلنا منهم).اهـ
الوجه الرابع:
لا تخلو هذه الصيغة من السجع المتكلَّف - وهو منشأ الغلط -، فالداعي قال أولا: (عليك بالنصارى ومَن ناصرهم). فلإرادة السجع قال: (واليهود ومَن هاودهم)، ثم يخرج علينا ثالث، فيقول: (والشيوعيين ومن شايعهم) ... وهكذا والباب مفتوح!! ..
وأين هذا بما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له: «فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب». قال العلامة بكر أبوزيد تعليقا على أثر ابن عباس رضي الله عنهما: (ولا يَرِد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية، فهي غير مقصودة، ولا متكلَّفة؛ ولهذا فهي في غاية الانسجام).اهـ
والله تعالى أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 11:27]ـ
لقد تحول الموضوع إلى جدال .. مع الأسف .. مع كونه فيه سعة .. ولم يثر من قبل .. فكان يُدعى به أيام الشيخ ابن باز ..
ويهمني هنا أن أرد على الأخ عبد الرحمان الحجري ..
الذي قال بالتفريق بين النية وصحّة اللفظ ..
فأقول مستعينا بالله تعالى:-
قال صلى الله عليه وسلم:"اللهم اشدد وطأتك على مضر" أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
ونسأل هل كل مضر يدخلون في هذا الدعاء النبوي؟
إذن لزال المضريون أو على الأقل لكانت الشدة تلحقهم إلى يوم القيامة .. !
والمقصود أن هناك مخصصات عقلية .. وشرعية ..
وأما مسألة صحة اللفظ .. فهذا يقال في الألفاظ الشرعية
كأسماء الله الحسنى وصفاته .. وغيرها ..
وفيما عدا ذلك .. ففيه سعة ..
ثم إن حصر معنى المهاودة في المصالحة غير صحيح
ويقال أيضا .. المصالحة نوعان .. مصالحة مشروعة .. ومصالحة مذمومة .. ملعون صاحبها
والدعاء متوجه للثانية ..
فلو قال شخص: اللهم عليك بأرباب اللهو ..
خرج بذلك أصحاب اللهو المباح .. لما استقر من قرينة معهودة في العقل أن المراد صنفٌ بعينه .. المستحق للذم
فهذا من التخصيص .. الموجود في القرآن أيضا
كقوله تعالى:"الله خالق كل شيء" .. والله شيء .. بدليل قوله تعالى"قل أي شيء أكبر شهادة قل الله"
فهل الله خالق نفسه؟!
الجواب أن التخصيص هنا عقلي ..
وجزى الله الإخوة الكرام جميعا
وأخص منهم أنساً بن مالك جراء تكلفه التوضيح .. والأخت الهاشمية .. على دعائها الطيب والإبانة
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 01:26]ـ
اخي أبو القاسم قلت
وأما مسألة صحة اللفظ .. فهذا يقال في الألفاظ الشرعيةكأسماء الله الحسنى وصفاته ..
افول في غير الاسماء الحسنى
لوان شخصاتعمد ان يتلفظ عليك بالفاظ يذيئة ولماسئل قال نيتي طيبة وقصدي امدخه هل تقبل منه ذلك؟؟
ولو ان شحصا تعمد ان يدعى على شخص بالهلاك فلماسئل قال قصدي ادعو له بطول العمر فهل يصح هذا؟؟؟
؟ ثم قلت المصالحة نوعان نقول هل خص اصحاب المصالحة المذمومة بدعائه اوعمم اللفظ
ـ[المتعلم]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 02:07]ـ
الوجه الأول:
أنَّ هذه الصيغة فيها من العموم ما يشمل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ إذْ قد هاود النبي صلى الله عليه وسلم اليهود،.
إخونا المفيد
أرى أن تعقيبك هذا فيه تجاهل لما تقدم من كلام الإخوة وإعراض عنه، ووقد سبق أن نلقتُ أن من معاني المهادوة: "جاراه ولم يخالفه" وغيرها مما هو منقول في ثنايا المشاركات السابقة.
فهل حدث هذا من النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
هذا على التسليم أنها للعموم، وقد ذكر الأخ عبد الرحمن السديس أنها للعهد الذهني، وهو الأقرب من معنى الكلام وسياقه، وهذا المعنى مستعمل معروف في كتاب الله وفيه آيات كثيرة فيها ذكر "اليهود" وأريد العهد لا العموم، وإن حملتها على العموم لم يستقم المعنى منها
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ) فهل يشمل هذا "اليهود" قبل بعث عيسى؟!
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) فهل يدخل في هذه كل اليهود والنصارى حتى أتباع موسى وعيسى؟
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ) هل قال هذا كل اليهود؟!
هذا في لفظة "اليهود" أما غير ذلك فكثير جدا.
وباقي الأوجه بعضها مدخول، وبعضها لا يرتقي للمنع.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 03:43]ـ
الأخ المتعلم
هذا تعقيب يسير على مشاركتك الكريمة
أولا قولك بأن من من معاني المهاودة "جاراه ولم يخالفه" حجة على مَن احتج بمثل هذا؛ فأصل المهاودة من السكون، والهَوَادَة: الحال تُرجَى معها السلامة بين القوم. والموادعة مثلا وهي المهاودة، كما قال ابن فارس، عرفها في "المطلع" بقوله: (الموادعة: هي المصالحة، والمسالمة، قال أبو السعادات: حقيقة الموادعة هي المتاركة، أي: يدَع كل واحد منهما ما هو فيه).اهـ .. فقول مَن يقول " ... لم يخالفه" يريد أي لم يخالفه فيما اتفق عليه من شروط الصلح مثلا .. فيتتاركان دون مخالفة لهذه الشروط .. وهذا واضح بيِّن .. وكلام أهل العلم يفسِّر بعضه بعضا .. أما تحكُّم مَن ينقم على عالِم أو حاكِم فيفسِّر كلام أهل العلم انطلاقا من هذا فغير جيِّد .. مثلا رأيت بعيني في هذا الموضوع غمْز العلامة الفوزان ولم أر مَن انتهض لرد هذا ..
ثانيا الاحتجاج بأنَّ ألـ هنا للعهد أو للجنس ... إلخ .. خارج محل المحل
البحث حول كلمة (هاودهم) .. وهل يجوز التلفظ بها في هذا السياق أو لا
والله تعالى اعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 04:51]ـ
(خارج محل المحل)
تصحيح: (خارج محل البحث)
ثم مَن قال بأن من معاني المهاودة كذا وكذا مما هو معروف في كتب اللغة
فنحمل قول الداعي على المحمل الحسَن ..
نقول ثمة فرق بين الداعي لنفسه، فهو أعلم بمراده .. وبين إمام قوم .. - كما سبق - عليه انتقاء الصيغ الواضحة الجلية غير المشكلة ولا المشتبهة .. حتى يدري مَن خلفه على ماذا يؤمِّن .. اسأل أي مسلم ((بسيط)) ما معنى هاودهم .. لن يجيبك بشيء .. إذن علام يقول آمين؟!
ماذا لو قال الداعي عليك باليهود والنصارى الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أوليائك ومَن ناصرهم
هل السجع والتكلف تملَّك من القلوب؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتعلم]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 06:32]ـ
الأخ أشرف
كيف يكون خارج البحث وأنت تقول: "فيها من العموم ما يشمل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم"؟
فأنت إن أخرجتها عن البحث سقط اعتراضك هذا.
وأنت هنا في تعقيبك الأخير على ما نقلته لك من معنى تفسر كلام أهل العلم بما تريد به نصر اختيارك وتجعله واضحا! ومخالفك لا يسلم بهذا، أما الدخول في نية المعقب وأنه "ينقم" "يغمز" "يتحكم" ... فهذا لا أفهمه مما كتب هنا، ولا علم لي إن كان هناك خلفيات سابقة قبل هذا الموضوع، وهو خارج عن البحث.
أما قولك في المؤمِّن وأنه يؤمن على ما يفهم معناه أو لا يفهم؛ فهذا خارج محل البحث؛ إذ من المعلوم أن فجملة من الأدعية ـ حتى المأثورة ـ لا يفهمها كثير من المصلين ويؤمنون عليها.
وهنا تعليق على الوجه الثالث من كلامك السابق:
"الوجه الثالث:
هذه الصيغة اشتملت على الدعاء على الكافرين ومَن هاودهم من المسلمين، وفي هذا تسوية وإلحاق المسلم بالكافر في طلب الأذى والهلاك عليهم جميعا."
وهذا إلزام لا يلزم، إذ جمعهم لا يلزم التسوية كما لو قلت: اللهم عليك بالمفسدين، أو الأشرار، فيدخل فيها الكفار ومن كان كذلك من المسلمين ولا يلزم المساواة، وهذا بيِّن.
والله تعالى أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:08]ـ
الأخ المتعلم
العموم تجده في
(مَن هاودهم)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:10]ـ
التأمين على المأثور لا يلزم فيه فَهم المؤمِّن .. لأن المأثور كله خير
أما المخترع والمحدَث والمشتبِه والذي يحتمل المعاني المتعددة منها ما هو مقبول ومنها ما هو مدفوع .. ففيه ما فيه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:12]ـ
هذه الصيغة بعمومها المجحف جمعت بين الدعاء على اليهود وبين من صالحهم لمصلحة المسلمين في القديم والحديث، هذا على أحد معاني المهاودة .. وهذا الجمع غير مقبول
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:14]ـ
وإذا كانت هذه الصيغة بهذا الاشتباه
فلما الاستماتة في الدفاع عنها
أقائلها أراد إحياء سنة قد هجرتها الأمة؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:17]ـ
فإن قلت لا اشتباه
والأمر جائز واضح بيِّن
فقد حكمت على الفوزان بالجهل الواضح البيِّن ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:16]ـ
الأخ المتعلم
العموم تجده في
(مَن هاودهم)
فإنْ قيل بأن أل في اليهود للعهد
فكيف يدخل في الدعاء النبي صلى الله عليهم وسلم؟
يُقال: أنَّ مَن هاود اليهود من أهل العصر إنما هاودهم اقتداء بمهاودة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهم في زمنه، فالدعاء على الفرع يدخل فيه الأصل من باب أولى ..
فإن قيل من معاني المهاودة الممايلة والمحاباة .. وهذا يخرج عنه النبي صلى الله عليه وسلم بالضرورة
يقال ومن معانيها أيضا المصالحة والموادعة .. ويدخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومَن تبعه على هذه السُّنَّة ..
وإذا كانت الكلمة بهذه الحالة حمَّالة أوجه ومعاني .. منها ما يُذَم فاعلها .. ومنها ما يُمدَح فاعلها .. فالترك في مثل هذه الأحوال أولى وأحوط .. وأنْ لا يُصار في إجازتها إلى نيَّة الداعي ..
والله تعالى أعلم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 11:26]ـ
لا أجِدُ كلامًا يزيد على ما أفاد به الأخ الحبيب / أشرف.
فجزاه الله خير الجزاء وأوفره، وبارك فيه، ونفع به.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:03]ـ
ضيقتم واسعا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:04]ـ
أخي الغامدي
لعلي لم أكن واضحا ..
عندما يسبني شخص .. فهذه مخالفة شرعية واضحة ..
عليها دليل بيّن
فلا سواء ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 02:25]ـ
أحببت أن أختم مقالي في هذا الموضوع بتقرير
أنني أكن كل محبة وتقدير لكل مَن خالفته في هذه المسألة المشتبهة المحتملة .. وعلى رأسهم الشيخ الحبيب عبدالرحمن السديس ..
ـ[المتعلم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 02:38]ـ
العموم تجده في
(مَن هاودهم)
الأخ أشرف نفعنا الله بعلمه
هذا العموم الذي تشير إليه لا يصلح لما اعترضت به أولا؛ لأن الضمير (هم) يعود على (اليهود) المعهودين؛ فيكون العموم لكل من (هاود) المذكورين لا لجنس اليهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الصيغة بعمومها المجحف جمعت بين الدعاء على اليهود وبين من صالحهم لمصلحة المسلمين في القديم والحديث، هذا على أحد معاني المهاودة .. وهذا الجمع غير مقبول
استدلال بموضع النزاع، وقد سبق أن ذُكر هنا أن الداعي لا يسلم لا بالعموم، ولا بإرادته للمعنى المذكور ... وعليه فهذا الاعتراض غير مقبول.
وإذا كانت هذه الصيغة بهذا الاشتباه
فلما الاستماتة في الدفاع عنها
أقائلها أراد إحياء سنة قد هجرتها الأمة؟!
أخي في الله نحن نتذاكر العلم لنستفيد ويظهر الحق.
ثم إن لمعارضكم أن يقول لو أراد:
وإن كانت الصيغة لها هذا الوجه (القوي) من الصحة من جهة الأصول واللغة، فلماذا الاستماتة على تغليط الداعي بها أو رميه بالجهل وجعلها من الرزية كما فعل الفيفي؟
أقائلها أراد إماتة بدعة استشرت في الأمة؟!
فإن قلت لا اشتباه
والأمر جائز واضح بيِّن
فقد حكمت على الفوزان بالجهل الواضح البيِّن ..
إيراد عجيب!
فمعلوم أن من هو أكبر من الشيخ الفوزان علما وقدرا من الأئمة قد وقع لهم غلط في مسائل أوضح من هذه، ولم يلزم منه هذا الإيراد الغريب بل الباطل.
ثم يقال: نعم لا اشباه عند من حملها على ما ذكر من المعاني الصحيحة، وأما من غابت عنه المعاني المذكورة أو لم يقتنع بها؛ فالأمر ليس كذلك.
فإنْ قيل بأن أل في اليهود للعهد
فكيف يدخل في الدعاء النبي صلى الله عليهم وسلم؟
يُقال: أنَّ مَن هاود اليهود من أهل العصر إنما هاودهم اقتداء بمهاودة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهم في زمنه، فالدعاء على الفرع يدخل فيه الأصل من باب أولى.
الجواب:
أولا: لا يسلم حملها على المصالحة كما تقدم.
ثانيا: كونه يدخل الأصل لا وجه له، وإنما يمكن أن يقال: كيف يدعى على من فعل أمرا مشروعا فعله اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
والجواب: أنه لايسلم أن الدعاء على من فعل هذا اقتداء به ثم دعي عليه لاختلال شرط أو وجود مانع أنه يرد عليه ذلك، إذا كان يرى أن أصل الصلح جائز من جهة الفقه، وإنما الاعتراض على الواقع والتطبيق وبنود الصلح ونحوها مما يحدث من نقض من يهود في كل حين ... ،
هذا على التسليم بأن من صالح إنما فعل هذا اقتداء بالنبي صلى الله عليه سلم.
وإذا كانت الكلمة بهذه الحالة حمَّالة أوجه ومعاني .. منها ما يُذَم فاعلها .. ومنها ما يُمدَح فاعلها .. فالترك في مثل هذه الأحوال أولى وأحوط .. وأنْ لا يُصار في إجازتها إلى نيَّة الداعي.
هذا حسن؛ فقولكم: أحوط وأولى؛ هذا شيء؛ وقول من قال: غلط أو من الرزية أوالجهل ... هذا شيء آخر.
وبعد؛ فمن فعلها (1) وأراد معنى حسنا (2) واردا في لغة العرب؛ فلا وجه لمنعه منه؛ بله أن يوصف بالغلط أو الجهل.
وإن كان الاختيار: الدعاء بالمأثور وجوامع الكلم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 03:00]ـ
أخي الفاضل المتعلم
دعنا أخي الفاضل نجتمع على قولك: (وإن كان الاختيار: الدعاء بالمأثور وجوامع الكلم).اهـ
وأكتفي بهذا
ـ[أبو تركي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 11:55]ـ
ولو ذهبنا الى ماقاله بعض الاخوة من أن المقصود بـ (أل) أنها للعهد الذهني أي اليهود المعاصرين فإن في هذا أيضاً محذوراً
وهو أنه في الحقيقة دعاء على ولاة أمرنا لأن الهدنة والموادعة مازالت قائمة بيننا وبين اليهود وذلك من خلال المعاهدات الدولية
فهل تلتزمون بهذا اللازم أم لا؟؟
ـ[المتعلم]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 08:30]ـ
ولو ذهبنا الى ماقاله بعض الاخوة من أن المقصود بـ (أل) أنها للعهد الذهني أي اليهود المعاصرين فإن في هذا أيضاً محذوراً
وهو أنه في الحقيقة دعاء على ولاة أمرنا لأن الهدنة والموادعة مازالت قائمة بيننا وبين اليهود وذلك من خلال المعاهدات الدولية
فهل تلتزمون بهذا اللازم أم لا؟؟
أعد قراءةَ ما سبقَ فإنك ستجد أن إيرادك في غير محله، فمن أين لك أن من قال بالعهد الذهني يقول بهذه المعاني التي انتخبتها للمهاودة؟!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:30]ـ
ثم من قال إن المعاهدات الدولية .. قائمة على الحق؟
فهل إذا قام بها حاكم ما .. وكانت متضمنة لتعاون مع اليهود الغاصبين .. فذلك دليل أنها صحيحة؟!
سبحان الله ..
هل أصبح الحق منوطا بالرجال؟
بل نقول اللهم عليك باليهود ومن هاودهم .. ولو كان المهاود لهم آباؤنا وعشيرتنا
والله المستعان
ـ[لامية العرب]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 10:24]ـ
أحسن الله اليك أخي
الواجب ان يتبع المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء(/)
يا من لا تراه العيون
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 09:34]ـ
يا من لا تراه العيون
هذه عبارة كثيرا ما نسمعها من بعض الأئمة وفقهم الله
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إن أراد في الآخرة أو مطلقاً فخطأ مخالف لما دلّ عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح، مِن أن الله تعالى يُرَى في الآخرة، وإن أراد في الدنيا فإنّ الله ـ تعالى ـ يُثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات، لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ما ورد من ديدن أهل التعطيل. فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد".
"مجموع الفتاوى" (14/ 143 ـ 144
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 12:22]ـ
بارك الله فيك ياشيخ محمد، وأحسن الله إليك، فائدة طيبة من رجل طيب.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 01:26]ـ
بارك الله في الجميع
هذه اللفظة وردت في حديث أخرجه الطبراني في الأوسط حدثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير ثنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي نا هشيم عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول يا من لا تراه العيون .. الخ
قال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد أبي عبد الرحمن الأذرمي وهو ثقة. اهـ
وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله.
ويمكن حمل هذه اللفظة على معنى صحيح مستقيم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 01:55]ـ
اخي الكريم عبد المحسن بن عبد الرحمن بارك الله فيك
.
اقول الحديث بتمامه
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث ولا يخشى الدوائر يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار وما توارى من سماء سماء ولا أرض أرضا ولا بحر ما في قعره ولا جبل ما في وعره اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتيمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه فوكل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعرابي رجلا فقال إذا صلى فائتني به فلما أتاه وقد كان أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب وقال ممن أنت يا أعرابي قال من بني عامر بن صعصعة يا رسول الله قال هل تدري لم وهبت لك الذهب قال للرحم بيننا وبينك يا رسول الله قال إن للرحم حقا ولكن وهبت لك الذهب بحسن ثنائك على الله عز وجل
اقول وعلى فرض صحته فالنبي صلى الله عليه وسلم اقر الاعرابي على دعائه
قلت اخي الكريم
ويمكن حمل هذه اللفظة على معنى صحيح مستقيم
المعنى الصحيح لايراه البشرفي الدنيا
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 05:02]ـ
جزاك الله خيرا مشرفنا الحبيب وليد، ورفع قدرك
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 05:08]ـ
الأخ الكريم عبدالمحسن وفقه الله، شكر الله مرورك وإفادتك
الحديث ضعيف لعنعنة هشيم وهو مدلس، وشيخ الطبراني يعقوب بن اسحاق بن الزبير الحلبي
، قال الهيثمي: لم أعرفه.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 05:11]ـ
....
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 08:02]ـ
الأخ الكريم عبدالمحسن وفقه الله، شكر الله مرورك وإفادتك
الحديث ضعيف لعنعنة هشيم وهو مدلس، وشيخ الطبراني يعقوب بن اسحاق بن الزبير الحلبي
، قال الهيثمي: لم أعرفه.
شكر الله لك يا شيخ آل عامر وبارك فيك.
قد ذكرتُ في مداخلتي تضعيف الشيخ الألباني، وأحسنت في بيان سبب تضعيفه للحديث.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:12]ـ
حيا الله أخانا الفاضل آل عامر: عيدك مبارك يا أخي الحبيب، وجزاك الله خيرا على هذه الفائدة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:14]ـ
وحياك أخي الفاضل الكريم ... علي الفضلي، وبارك فيك
أعاده الله علينا وعليك بالخير والبركة
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 02:01]ـ
العجب من بعض أئمة المساجد حفظهم الله إذ يتمسكون بأدعية وردت في أحاديث ضعيفة يرددونها في كل صلاة وتر في رمضان وقد يكون فيها ما فيها ويدعون ما ثبت بالأدلة الصحيحة الصريحة من دعائه صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:19]ـ
أخي الكريم عبد المحسن: جعلك الله من المحسنين
وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله
هل بالامكان ذكر الموضع من كتب الشيخ رحمه الله؟
ويمكن حمل هذه اللفظة على معنى صحيح مستقيم
أقول ليست هذه اللفظة هي الوحيدة التي أنكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ففي اللقاء المفتوح 120/ 22:
السؤال: روى الطبراني في الأوسط من حديث أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته, يقول الأعرابي: يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه ظنون, ولا يصفه الواصفون, فأقره صلى الله عليه وسلم بإعطائه ذهباً كما تعلم جزاك الله خيراً, فكيف لا يصفه الواصفون, ونعرف منهج أهل السنة والجماعة أن من عقيدة أهل السلف أن الله يوصف بما وصف به نفسه, وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, وكذلك يرى الله سبحانه وتعالى في الآخرة وهو يقول: يا من لا تراه العيون؟ علماً أننا نسمع بعض الأئمة يردد هذا الدعاء في رمضان؟
______________________________ __________
الجواب: هذا الحديث منكر, ومكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام, لأنه يخالف الآية: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22 - 23] ويخالف السنة, فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصف ربه بما يصفه به, وكذلك أجمع السلف على وصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصف به رسوله. وأنا أنصحك وغيرك ممن يستمع: ألا تعتمدوا على مجرد السند حتى لو تدبرنا سند هذا مع أني ظان أنك لو رجعت إلى سنده لوجدت أنه لا يعتمد عليه, لكن حتى لو فرضنا أن السند لا بأس به فلا بد أن نعرف المتن, ولهذا من الشرط الصحيح: ألا يكون معللاً ولا شاذاً. وهذا لا شك أنها علة عظيمة إذا خالف ظاهر القرآن فلا عبرة به, ولا يحتاج أن نتأوله ونقول: لا تراه العيون في الدنيا, ولا يصفه الواصفون أي: لا يحيطون بوصفه, لا حاجة أن نتأول حديثاً على هذا الوجه؛ لأن أصل الحديث غير صحيح. وبالنسبة للدعاء به من قبل الأئمة فهذا لا يجوز، ولو أننا تتبعنا دعاء الأئمة لوجدنا خللاً كثيراً, فلا يجوز الدعاء بهذا. أهـ
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 01:06]ـ
حديث 4613 (إن للرحم حقا، ولكن وهبت لك الذهب؛ لحسن ثنائك على الله عز وجل).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 128:
ضعيف
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 306/ 2/ 9602 - بترقيمي) قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير: حدثنا عبدالله بن محمد أبو عبدالرحمن الأذرمي: حدثنا هشيم عن حميد عن أنس:
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته؛ وهو يقول:
يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره الحوادث، ولا يخشى الدوائر! بعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، لا تواري منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا بحر ما في قعره، ولا جبل ما في وعره! اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.
فوكل رسول الله صلي الله عليه وسلم بالأعرابي رجلا فقال:
"إذا صلى فأتني به".
فلما صلى أتاه، وقد كان أهدي لرسول الله صلي الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن، فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب، وقال:
"ممن أنت يا أعرابي؟! ".
قال: من بني عامر بن صعصعة يا رسول الله! قال:
"أتدري لم وهبت لك الذهب؟ ". قال:
للرحم بيننا وبينك يا رسول الله! فقال ... فذكر الحديث. وقال:
"لم يروه عن حميد إلا هشيم، تفرد به الأذرمي".
قلت: وهو ثقة، ومن فوقه كذلك، بل هما من رجال الشيخين.
لكن هشيم مدلس، وقد عنعنه.
فهذه علة الحديث.
ودون ذلك علة أخرى، وهي شيخ الطبراني يعقوب بن إسحاق بن الزبير، وهو الحلبي؛ كما صرح بذلك في أول ترجمته - أعني: الطبراني - في الحديث الأول من عشرة أحاديث ساقها له؛ هذا عاشرها، وثامنها - وهو في فضل (قل هو الله أحد) -؛ أخرجه في "الصغير" أيضا (234 - هندية). وقال الهيثمي في تخريجه (7/ 146):
"رواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" عن شيخه يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وأما في حديث الترجمة؛ فلم يتعرض للحلبي بذكر، بل سكت عنه، فقال (10/ 158):
"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال "الصحيح"؛ غير عبدالله بن محمد أبي عبدالرحمن الأذرمي، وهو ثقة"!
فأوهم بسكوته عن الشيخ الحلبي أنه ثقة، فاغتر به الشيخ الغماري المغربي، فجود إسناده في رسالته "إتقان الصنعة في معنى البدعة" (ص 27)، وقلده ظله السقاف، بل وصرح بأنه صحيح في كتابه الذي أسماه: "صحيح صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم .. " (ص 236)! وكل ذلك ناشىء من التقليد الأعمى واتباع الهوى، نسأل الله السلامة!
والشيخ الحلبي المذكور؛ يبدو أنه من شيوخ الطبراني المغمورين غير المشهورين، فلم يذكر له الطبراني إلا عشرة أحاديث كما تقدم، وكأنه لذلك لم يذكره الحافظ المزي في الرواة عن شيخه الأذرمي في ترجمة هذا من "تهذيب الكمال"، ولا وجدت له ذكرا في شيء من كتب الرجال! والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 12:30]ـ
هل يشترط في الدعاء ان يكون توقيفيا، لنفرض ان الحديث لم يرد مطلقا فما الإشكال في إراده؟
و لكن لو أنه أضاف يا من لا تراه في الدنيا العيون، لكان احسن و أبعد للإشاكل(/)
((عشر وسائل للمداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان)) لابن جبرين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 06:23]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
وضع الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقاً 10 وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان وذلك في معرض رده على سؤال حول كيفية المدوامة على الأعمال الصالحة بعد انقضاء شهر رمضان .. وقال:
أولاً وقبل كل شي طلب العون من الله على الهداية والثبات
وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم ? رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ? [سورة آل عمران الآية 8]
ثانيًا: الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات.
ثالثًا: التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.
رابعًا: الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر.
خامسًا: الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان لما في الفرائض من خير عظيم.
سادسًا: الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله (أدومه وإن قل) كما قال صلى الله عليه وسلم.
سابعًا: البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وقراءة المحفوظ منه في الصلوات والنوافل.
ثامنًا: الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.
تاسعًا: البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء وأجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة.
عاشرًا: أوصيكم بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح.
المصدر: (جريدة المدينة) الأحد 30 رمضان 1427 - (العدد c15887)
جزى الله تعالى خير الجزاء صاحب الفضيلة شيخنا العلامة ابن جبرين على ما يقدِّمه من نُصح للأمة
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القادر أبُو زيدٍ.
ـ[محب المؤمنين]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 06:52]ـ
جزى الله تعالى خير الجزاء صاحب الفضيلة شيخنا العلامة ابن جبرين على ما يقدِّمه من نُصح للأمة
آمييين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 11:59]ـ
الموقر العزيز / محب المؤمنين:
شكر اللَّه لكم مروركم وتشريفكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 01:53]ـ
شكر الله لكم هذه النقول الطيبة ,,
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 04:59]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
الأخ المكرّم / أبا حَاتِمٍ (ابن رجبٍ) ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ:
شكر اللَّه لكم مروركم وتشريفكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:27]ـ
الموقر العزيز / مُحمَّد بن مسلمة ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تعالى ـ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم.(/)
المعمرون الصلحاء الأحياء
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 06:52]ـ
باسم الله
كنت قد شرعت في كتابة هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث، وهاأنذا أعيد نشره هنا لتعم الفائدة التي أرجو الله أن لا يحرمني أجرها:
الموضوع متشعب وله ذيول، والخير في هذه الأمة موصول، يقل زماناً ويكثر زماناً ..
وممن رأيت قوماً عمر الله قلوبهم بالإيمان والطاعة والصلاح والهدى واتباع السنة والعمل بها _ نحسبهم كذلك والله حسيبهم _ ووهم معمرون كبار وممن لقيت منهم في حال حياتهم:
1 - الشيخ الصالح عبدالعزيز بن مرشد عمر أكثر من مئة عام زرته في بيته في الرياض فوجدته يقرأ عليه كتبا و هو على ظهره كفيف البصر عليل الجسد، ثقيل السمع وهو فوق المئة سنة، ويرد على القاريء ويصحح له،فسبحان الله،،، رحمه الله رحمة واسعة
2 - الشيخ محمد الصومالي زرته في رباط بمحبس الجن بمكة، فوجدته طريح الفراش قد أصيب بالاستسقاء في بطنه فسلمنا عليه ومن معي ودعا لنا وطلب منا الدعاء له إن مات والترحم عليه، وفي ذلك الحين كان يقرأ عليه خواص طلبته صحيح البخاري ومنهم بعض أشياخنا، وحملوا عنه علماً جماً، وهو على تلك الحال نسأل الله أن يرحمه ويعلي درجته
يتبع / عمره مئة عام ويصلي بالناس / وآخر عمره 94 سنة ويقود سيارته
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 10:20]ـ
للاستزادة بارك الله فيكم(/)
الدكتور/ السيد العربى بن كمال حفظه الله تعالي
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 07:41]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:-
فمن عاداتي أنني أنشط في الأعياد والمناسبات للكتابة والمطالعة،فأمس كان موضوعنا عن الدكتور محمد أمين المصري رحمه الله تعالي،واليوم أجدنفسي مدفوعاً للحديث عن أحد العلماء الأفاضل في مصر والذي له أيدي بيضاء ناصعة في الدعوة إلي الله وتزويدالشباب بالعلم الشرعي النافع وقيامه بأهم مهمة دعوية وهي تصحيح المفاهيم والتصورات العقدية وهوشيخنا المبارك الدكتور السيد العربي بن كمال حفظه الله تعالي، الذي مهما كتبنا عنه فلن نوفيه حقه نسأل الله لنا وله الثبات علي الحق حتي الممات،قد أكون نكرة بالنسبة للشيخ ولكنه بالنسبة لي شئ كبير أسأل الله أن يحفظه ويبارك في عمره وصحته ووقته.
وقد قسمت الموضوع إلي جزئين،الجزء الأول وهوالتعريف الرئيسي بالشيخ وهومأخوذمن صفحة الشيخ في "صيدالفوائد"، والثاني وهو الهامش وهوممن خطت يداي أسأل الله الا أكون قد أجحفته حقاً أونسيت له معروفاً، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ...... محمد المصري.
نبذة مختصرة عن حياة الدكتور/السيد العربى بن كمال
الاسم: السيد العربى بن كمال
الكنية: أبو عبد الرحمن
الوظيفة: دكتور بمركز البحوث الزراعية بالدقى – القاهرة
- عُرف الشيخ –حفظه الله ورعاه من كل سوء- بنشاطه الدعوى فى مساجد القاهرة (1)، من خلال دروسه العلمية، حيث يقوم بإلقاء عدد منها–خاصة فى علم العقيدة والتوحيد الذى تخصص فيه وافنى حياته فى نشره وتعليمه- وكذا دروسه التربوية، وخطبه للجُمعِ.
كما شارك الشيخ –حفظه الله- فى عدد من المؤتمرات الإسلامية والدورات العلمية كمؤتمر " الإسلام وقضايا العصر " الذى يعقده سنوياً مركز العزيز بالله بالزيتون- القاهرة.
كما قام –حفظه الله- فترة بتدريس مادة التوحيد والعقيدة فى " معهد إعداد الدعاه " بالمركز المذكور.
- كما لا يخفى نشاطه معروف فى الشبكة العالمية (الإنترنت) حيث يقوم ببث درس إسبوعى (يوم الثلاثاء) مباشر –متوقف لفترة يسر الله عودته-، شارحاً فيه عقيدة التوحيد من كتاب " فتح المجيد"، مجيباً على تسؤلات المستمعين والمستفسرين من طلاب العلم. وأيضاً من خلال صفحته على موقع " صيد الفوائد " حيث تُنشر بحوثه وكتبه ومقالاته المتنوعة –دورياً-.
- ومن هذه الكتب التي شرحها أو ما يزال:
1 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن بن آل الشيخ –رحمهم الله تعالى-.
2 - شرح العقيدة الطحاوية لابن أبى العز الحنفى –رحمه الله تعالى-.
3 - الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين –رحمه الله تعالى-.
4 - 300 سؤال وجواب فى العقيدة .. المائة الأولى (مسائل الإيمان والكفر) للمُتَرجَم– حفظه الله-.
5 - زاد الميعاد فى هدى خير العباد للحافظ ابن القيم الجوزية –رحمه الله- (2).
... وغيرها، بالإضافة لشرح بعض كتبه وبحوثه المصنفة ..
- كما ألف وصنف العديد من الكتب والرسائل التى كتب الله لها القبول بفضل من الله ومنة، صدر منها تحت عنوان (نحو تصور إسلامى صحيح):
1 - 300 سؤال وجواب فى العقيدة (تقريب العقيدة الإسلامية) .. المائة الأولى (مسائل الإيمان والكفر)
2 - القول الميسر فى شرح مبحث القدر (من شرح العقيدة الطحاوية) –وهو آخر ما طُبع-.
3 - فتح المنان فى بيان مسائل الإيمان.
4 - كلمات تخالف العقيدة
5 - المحجبات المتبرجات
6 - نصائح للشباب
7 - الزكاة الفريضة الغائبة
8 - صفة الحج والعمرة
9 - رمضان .. كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟
... وغيرها من المصنفات المفيدة –التى نسأل الله أن ينفع بها مؤلفها وقارئها -، كما يوجد عدد من الكتب تحت الطبع ك "أفعال تخالف العقيدة".
وأخيراً فنسأل الله –عز وجل- أن يبارك فى الشيخ وفى عمره ووقته وجهده وأن ينفع به المسلمين وأن لا يحرمه الدعوة لسبيله وخدمة دين الملك الحق وأن يقيه شر المعتدين وكيد الكائدين وحسد الحاسدين وتربص أهل السلطان .. آمين. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
*الترجمة منقولة من صفحة الشيخ في صيد الفوائد والتعليقات في الهامش من عندي http://saaid.net/Doat/alarbi/index.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من المساجد التي درّس الشيخ السيد العربي بن كمال حفظه الله تعالي فيها:مسجد الإخلاص بالكابلات بالمطرية وكان يشرح في هذا المسجد كتاب "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"وكان يطعّم بحوث الكتاب بمباحث من كتاب الإيمان لابن تيمية رحمه الله تعالي وغيرها من المباحث بما يتوافق والباب الذي يشرحه حفظه الله تعالي،وكذلك مسجد "التقوى"بالمظلات بشبرا مصر خلف معهد ناصر كان حفظه الله يلقي فيه خطبة الجمعة وكان عقب كل صلاة خطبة جمعة له في المسجد يقوم بتوزيع كتب شرعية لطلاب العلم بسعر زهيد جداً لتيسّر للجميع شرائها واقتنائها والإهداء منها في المجال الدعوي ومن هذه الكتب "رسالة تحكيم القوانين "للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالي كان يباع بسعر 10 قروش مصرية وذلك في عام 1994 - 1995 علي ما أذكر وكتاب "وقفات تربوية في السيرة النبوية" للشيخ أحمد فريد وكان يباع بمبلغ 6 جنيهات في حين كانت المكتبات تبيعه بمبلغ يزيد عن ذلك،ومن هذا المسجد المبارك أعلن عن الدورة الشرعية بمسجد الشهداء المبارك وكانت رسوم الاشتراك في هذه الدورة لا تناسب سعر الكتب التي تشرح فيها،حيث كان الاشتراك علي ما أذكر 20 جنيه والكتب التي توزع في الدورة هي "الوجيز في أصول الفقه"لعبد الكريم زيدان، وكتاب "الإيمان "لمحمد نعيم ياسين،وكتاب وقفات تربوية في السيرة للشيخ أحمد فريد،"التحفة السنية "في اللغة العربية،وشرح" التحفة البيقونية"،فضلاً عن مباحث للشيخ محمد عبد المقصود في الفقه،ومن المساجد أيضاً مسجد العزيز بالله بالزيتون حيث كان حفظه الله يلقي درس أسبوعي كل يوم الثلاثاء لشرح كتاب فتح المجيد بعد التوقف عنه في مسجد" الإخلاص" بالكابلات فضلاً عن قيام الشيخ بالخطابة يوم الجمعة في مسجد العزيز ومشاركته في المؤتمر السنوي الذي يعقد في المسجد كل عام،وكذلك قيامه حفظه الله بالتدريس في معهد العزيز بالله، وكان له حفظه الله درس في شبين القناطر،ومسجد قولة بعابدين علي ما أتذكر حيث أنني لم أحضر الدروس هناك،وكذلك بعض الدروس الأسبوعية في مسجد "التوحيد "بالمطرية حيث كان حفظه الله يشرح "جامع العلوم والحكم "لابن رجب رحمه الله وذلك كل يوم خميس، وقيامه حفظه الله بإلقاء بعض المحاضرات في مسجد الشيخ فوزي بغمرة "مسجد التوحيد" ومنها علي سبيل المثال "محاضرة عن كتاب الإرجاء "للدكتور سفر الحوالي حفظه الله وذلك قبل نزول الكتاب في المكتبات المصرية.
2 - للشيخ حفظه الله مبحث في شرح كتاب "الاعتصام "للشاطبي رحمه الله، ولا يخفي دور الشيخ حفظه الله في التنبيه وتوضيح خطورة منهج المرجئة وقيامه ببيان "حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة" وتصحيح المفاهيم والتصورات ولذلك كانت جلّ كتبه تصّدر بعنوان "نحو تصور إسلامي صحيح "، وكان يدعو الشباب إلي التمسك بالعلم الشرعي والعض عليه بالنواجذ والانشغال بما ينفع وترك الاشتغال بالموضوعات الخلافية والاهتمام بالنافع المفيد الذي يٌستفاد منه في إحياء الأمة والعمل علي نهضتها.
أسأل الله أن نوفي حق الشيخ علينا حفظه الله وبارك الله فيه ونفع بعلمه.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 07:15]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على هذا التعريف المختصر بالشيخ حفظه الله تعالى , و مما أحب اضافته أن الشيخ انتهى من شرح فتح المجيد للمجدد الثاني الشيخ عبدالرحمن بن حسن _ رحمه الله _ ثلاث مرات. و هناك من يعمل على تجميع أشرطة هذا الشرح و ستتوفر قريباً في 380 أو 420 شريط _ الشك من الشيخ _. أسأل الله عز و جل أن يعجل بظهورها , و أن يبارك في الشيخ و يشفيه شفاءاً لا يغادر سقماً.(/)
الإمام "الشاطبي رحمه الله
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 02:19]ـ
اسمه وكنيته و نسبه
هو إبراهيم بن موسى بن محمد أبو إسحاق اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي , و كنيته التي عرف بها أبو إسحاق , أما نسبه فليس بالعربي مع أنه نال علوم العربية فبرع بها, فلم ينته نسبه إلى قبيلة من قبائل العرب , بل هو عالم أعجمي منْ مَن سبق أجداده للإسلام , و نسب إلى لخام وغرناطة و شاطبة فقيل اللخمي و الغرناطي و الشاطبي.
ولادته و نشأته و وفاته
تعرض الريسوني لمكان ولادة الشاطبي فقال: " فالأظهر أنه ولد بغرناطة" و سبب هذا أن الإمام الشاطبي نشأ و ترعرع بها و لم يُعلم أنه غادرها , و سبب عدم ترحاله أن أسفار العلماء كانت طلبةً للعلم , أما الشاطبي فكان العلم حاضر بلدته ,أما عن و فاته فهي يوم الثلاثاء من شهر شعبان سنة 790 هجري.
شيوخ الشاطبي
تتلمذ الشاطبي على يد الكثير من العلماء من شيوخ الغرناطيين و الوافدين الذين أحسنوا إعداده الأدبي و العلمي في شتى الفروع العلمية , ومن هؤلاء
أولاً: علماء غر ناطة
من أبرز شيوخه ابن الفخار البيري المتوفى سنة 754هـ , و أبو جعفر الشقوري , و أبو سعيد بن لب المتوفى سنة 782هـ , و أبو عبد الله البلنسي المتوفى سنة782هـ.
ثانياً: العلماء الوافدين إلي غر ناطة
أما شيوخه من العلماء الوافدين فمنهم: أبو عبد الله الشريف التلمساني ,أبو عبد الله المقري ,أبو القاسم السبتي ابن مرزوق الخطيب " الجد" أبو علي الزاوي.
تلاميذ الشاطبي
تتلمذ على يد الإمام الشاطبي الكثير من العلماء الأجلاء الذين شُهد لهم بالفضل في العلم و قد تنوعت علومهم و إبداعاتهم في جوانب شتى من العلم و قد اشتهر منهم , العلامة أبو يحيى بن عاصم , و القاضي الفقيه أبو بكر بن عاصم, و الفقيه أبو عبد الله البياني , وأبو جعفر القصار , و أبو عبد الله المجاري.
طلبه للعلم
كان الإمام الشاطبي شغوفاً بالعلم طالباً له من أهله , باحثاً عن كنوزه كاشفاً لأسراره , حيث جمع أصول العلوم الشرعية ففقه وفنونها على يد شيخه ابن الفخار , و فقه النحو على يد شيخه أبي جعفر الشقوري , وفقه الفقه و الفتوى على يد شيخه أبي سعيد بن لب , و فقه التفسير على يد شيخه أبي عبد الله البلنسي , و فقه أصول الفقه على يد شيخيه أبي عبد الله الشريف التلمساني و أبي علي الزاوي , و فقه القواعد الفقهية على يد شيخه أبي عبد الله المقري , و فقه العلوم اللسانية على يد شيخه أبي القاسم السبتي , و فقه علوم الحديث على يد شيخه ابن مرزوق , الملقب بالجد. فيكون بذلك الإمام الشاطبي حاز فنون كل علوم الشريعة , و هذا ما أهله بعد ذلك لينتج نظرياته الفقهية و الأصولية التي أوقفت أهل العلم عندها طلاب , و أفصحت عن مراد الشارع , و كشفت لأهل العلم عنه الحجاب , حيث عمت به فائدة كبيرة لأهل العلم.
منزلته العلمية بين العلماء و مؤلفاته
لقد تميز الشاطبي رحمه الله تعالى بمنزلة عالية رفيعة بين علماء الشريعة الإسلامية , فتمهر على يديه الكثير من العلماء الذين خرًّجوا الكثير من العلماء , فكان الشاطبي , نجماً ساطعاً بين علماء عصره , حيث ارتقى الشاطبي , مرتبة العلماء الذين خلد التاريخ ذكرهم , فهم الذين أثْرَََو المكتبة الإسلامية بالفكر الذي تستند الأمة عليه , و قد وصفوه فقالوا:" هو الإمام العلامة المحقق القدوة الحافظ الجليل المجتهد الأصولي المفسر الفقيه المحدث اللغوي النظارة المدقق البارع صاحب القدم الراسخ و الإمامة العظمى في سائر فنون العلم الشرعي , الإمام المحقق العلامة الصالح " , و للإمام الشاطبي مؤلفات كثيرة في مختلف علوم العربية و الشرعية , كالنحو و الصرف و الإشتقاق و الأدب و الشعر و علوم الحديث و فقهه و الفقه و أصوله و التصوف و البدع إلى غير ذلك من علوم , ومن كتبه المطبوع و منها غير المطبوع علي النحو التالي:
أولاً: المطبوع
طبع للإمام الشاطبي العديد من الكتب التي لاقت القبول عند أهل العلم و هي:
كتاب الموافقات في أصول الشريعة وهو من أنبل الكتب في بابه.
كتاب الإفادات و الإنشادات و فيه طرق و تحف و مدح أدبية و إنشاءات
كتاب الإعتصام في أهل البدع و الضلالات
ثانياً: غير المطبوعة
ولم تحظ مجموعة أخرى من كتابات الإمام الشاطبي بالطباعة , وهذه الكتب هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
شرح جليل على الخلاصة في أربعة أجزاء
كتاب المجالس و هو شرح لكتاب البيوع من صحيح البخاري
عنوان الإتفاق في علم الإشتقاق قيل أنه أتلف في حياة الشاطبي واستفاد منه أهل عصره فقط
كتاب أصول النحو , قيل أنه أتلف في حياة الشاطبي
شرح الألفية يعني ألفية ابن مالك
ذكر الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في آخر كتابه الإعتصام عن عزمه تأليف كتاب يعالج فيه التصوف و أسماه "مذهب أهل التصوف" , ولكنا لا ندري هل قام بتأليفه أم لا.
بيان منهجه الأصولي و مذهبه الفقهي
نبذة عامة عن منهجه العلمي
كان للإمام الشاطبي رحمه الله تعالى منهجاً علمياً متزناً , حيث كان له مزايا على ما ذكر هو بنفسه فقال:" وذلك أني ولله الحمد لم أزل منذ فتق للفهم عقلي , و وجه شطر العلم طلبي , أنظر في عقلياته وشرعياته , و أصوله وفروعه , لم أقتصر منه على علم دون علم , ولا أفردت من أنواعه نوعاً دون أخر , حسبما إقتضاه الزمان و الإمكان و أعطته المنة المخلوقة في أصل فطرتي , بل خضت في لجاجه خوض المحسن للسباحة , و أقدمت في ميدانه إقدام الجريئ ....... إلى أن من علىًّ الرب الكريم , الرؤوف الرحيم , فشرح لي من معان الشريعة ما لم يكن في حسابي ....... " و لعلها نظرته الشاملة في أخذه للعلوم , ثم رعته يد الله تعالى لينشأ نشأً بعد آخر , لمرحلة يكون الإسلام أحوج إلى علمه الزاخر , تماشياً مع حاجة الإسلام المتنامية يومأً بعد يوم , لما يَجِدُّ من حوادث , فيكون امتداداً بأصل التشريع إلى فرعه , لتكتب السلامة و النجاة لأهل هذا الدين الحنيف , و لم تكن الطريق ممهدة أمام الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى , بل واجه العديد من الصعاب التي أوشكت أن تثقله إلى الأرض , و كان من أبرزها , ما أثاره بعض أهل العلم الذين عجِّلوا عليه أمره ممن عاصره منهم , ففهموا مقصده على غير وجهته , بالإضافة إلى أهل البدع و الضلالات الذين لا يذرون في مؤمن إلاً و لا ذمةً , فاتهموه بكثير من الأمور التي لا تقبل فيمن هو دونه , فاتهموه بأنه يقول أنَّ الدعاء لا ينفع , و كل أمره أنه لم يلتزم الدعاء الجماعي في إمامته للناس , ونسب إلى التشيع و الرفض و بغض الصحابة , لأنه لم يلتزم ذكر الخلفاء الراشدين في الخطبة , ونسب إليه تجويز الخروج على الأئمه , لأنه لم يلتزم ذكرهم في الخطبة , و اتهم بالغلو و التشدد لأنه التزم الفتوى بمشهور المذاهب , إلى غيرها من أمور , و قد عبر عمًّا لاقى منهم بما جادت عليه فصاحته فقال: "بُليتُ يا قومِ و البلوى منوعةُ ..... بمن أُداريه حتى كاد يُرديني. دفع المضرة لا جلبُ لمصلحةٍ .......... فحسبيَ الله في عقلي و في ديني ". و كان لنشأته السليمة دوراً كبيرأ في المضي قدماً في دربه الصعب , بل و خط لنفسه آليةً لأخذ علومه عَبر عنها بنفسه فقال:" فمن هنا قويت نفسي على المشي في طريقه بمقدار ما يسَّر الله فيه , فابتدأت بأصول الدين عملاً و اعتقاداً , ثم بفروعه المبنية على تلك الأصول " , فأقبل على أصول الدين بادئ ذي بدء اعتقاداً و عملاً , ثم ألَّم بفروعه المبنية على تلك الأصول , و هي طريقة سليمة. ثم شرط على نفسه شروطاً لا يحيد عنها مهما كان الأمر فقال: " كثيراً ما كنت أسمع الأستاذ أبا علي الزاوي يقول: قال بعض العقلاء: لا يسمى العالم بعلمٍ ما عالماً بذلك العلم على الإطلاق , حتى تتوفر فيه أربعة شروط .... . وهي:
أن يحيط علماً بأصول العلم الذي يطلب على الكمال ,.
ثم تكون له القدرة على العبارة عن ذلك العلم ,.
ثم يكون عارفاً بما يلزم عنه ,.
و آخرها أن تكون له القدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم "
و تميز بالتأني قبل الكتابة فقال:"ولما بدى من مكنون السر ما بدا , و وفق الله الكريم لما شاء منه وهدى , لم أزل أقيد أوابده ..... " بل و المشاورة في ذلك حيث إنه كان يباحث تلميذه أبا جعفر القصار أثناء تأليفه لمباحث الموافقات , ولقد وضُح أثر هذه الطريقة في منهجه فبان متانة صنعته.
منهج الإمام الشاطبي الأصولي
تميز الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بنظرةٍ خاصةٍ لم يعتبرها كثيرٌ من الأصوليين و الفقهاء , و تمثلَ ذلك باعتبار عدة أمورٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
من جهة النصوص: و ذلك باثبات الكلية و الجزئية , و اثبات الاستقراء كدليل لاثبات الحكم بمجموع الصور لا بعضها , و ربط أطراف المسائل النقلية بقرينتها العقلية , و استنباط الأحكام منها.
من جهة المعاني:فأخذ بالمصالح وضبطها بضوابط سليمة , ثم قسَّمها , ثم نظر إلى علاقتها بالتعليل.
من جهة المصادر و ضوابط الاستدلال:و التي تحتوي على عدة أمور مهمةٍ , مما نلمس فيه الكثير من المسائل التي تُؤثر في علم أصول الفقه , و التي سوف نعرض لها على النحو التالي:
أولاً: باعتبار النصوص
اعتبار كليات الشريعة: قام الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى , باعتبار كليات الشريعة الإسلامية قبل اعتبار النصوص الجزئية , لأن الكليات ثبتت بتواتر النصوص عليها فهي أقطع من الجزئية , فوضعها في المقام الأول , و الدليل على ذلك ما ألمح إليه بنصه فقال:" ولما بدا من مكنون السر ما بدا , و وفق الله الكريم لما شاء منه وهدى , لم أزل أقيد أوابده , و أضم من شوارده تفصيلاً و جملاً , معتمداً على الاستقراءات الكلية غير مقتصر على الأفراد الجزئية ". فإذا أمعنت النظر تجده قد رسم ملامح منهجه بدقة فائقة يصعب معها اللبس أو الخلل فانظر قوله: " لم أزل أقيد أوابده , و أضم من شوارده تفصيلاً و جملاً " , هذا دليل على إمعانه النظر في النصوص مع إمعان نظره في صور فروعها, ثم قوله: "تفصيلاً و جملاً " وهو بيان لحال نظره في النصوص و ما ينبني عليها من فروع , وتجد هنا أن نظره في النصوص اعتمد على أمرين أساسيين هما: الأول: نظرة جزئية خاصة باعتبار النص كوحدةٍ تشريعية كاملة. الثاني: نظرة باعتبار باقي النصوص. وهذا يعني عدم الاستقلال بالنصوص الجزئية في فهم مقصودها بل قدَّم عليها النصوص الكلية التي هي أقطع من حيث الدلالة على روح التشريع ومقصد المشرع في ذلك ,.
الاستقراء كمنهج: اعتمد الإمام الشاطبي رحمه الله الاستقراء لأفراد الموضوع منهجاً , ليثبت بعد ذلك الحكم باعتبار جميع الصور لا بعضها , و نص على ذلك بقوله: " معتمداً على الاستقراءات الكلية غير مقتصر على الأفراد الجزئية " , وهو منهج عقلي سليم.
ربط أطراف المسائل النقلية بأطرافها العقلية: قام الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بربط أطراف المسائل النقلية بأطرافها العقلية , ومن ذلك أنه أوصل أصول المسائل في الكتاب و السنة بامتدادها بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مما جد عليها من أمور , فتكون المسائل غير متروكة للهوى ولكن مربوطة بأصولها من الكتاب و السنة فلا خلاف في الحكم عليها إذا تم ردها إلى أصلها , وذلك قوله " ومبيناً أصولها النقلية بأطراف من القضايا العقلية , حسبما أعطته الاستطاعة و المنة" , وما لهذه الطريقة من أثر على صحة وسلامة التشريع.
ثانياً: باعتبار المعاني
الأخذ بالمصالح:أخذ الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بالمصالح و راعى المعاني في تقرير الأحكام , شأنه شأن الإمام مالك رحمه الله تعالى , و الكثير من الأصوليين الذين اعتمدوا منهج الاستقراء لأحكام الشريعة و النصوص التي أنشأتها , فكان يأخذ بالمصالح رحمه الله تعالى و يكثر منها شأنه شأن علماء المذهب المالكي , لكن ما تميز به رحمه الله تعالى أنه عبر عن مذهبه مبيناً أسباب أخذه هذا مدافعاً عنه أشد دفاع , ما يظهر الحق و يجلوا الغمامة عن الأعين فقال: " أما قسم العادات الذي هو جار على المعنى المناسب الظاهر للعقول فإنه استرسل فيه استرسال المدل العريق في فهم المعاني المصلحية ... " و يقصد بذلك شيخه مالك رحمه الله تعالى , مؤكداً أن سبب الأخذ بالمصالح على هذا النحو تعلق النصوص الشرعية بالمصالح و دوران النصوص الشرعية حيث دارت المصالح , و الحق أن من عارض الشاطبي في مذهبه , لم يرى مذهبه رأي الواعي العاقل صاحب اللب السليم الذي يلمح بعين البصيرة ما تقصر عنه أعين العوام , فهو المتبع لا المبتدع , ولقد ارتقى بمنهجية الفقهاء , و أكمل مسيرة الفقه , و ما ذلك إلا عبر اعتماد منهج مدرسة المدينة المنورة , عاصمة الدعوة و الدولة , التي بها أصحاب رسول الله و شيوخ التابعين , و قد عاصر أبناءهم نمو التشريع على يد الخلفاء الراشيد رحمهم الله تعالى , فهم الذين مثَّلوا ميراث النبوة عملاً لا قولاً , و حاضرةً عندهم فتوى رسول الله صلى الله عليه و سلم ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فاستشف الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بنور الله تعالى ملامح مدرسة النبوة , فأرسى رواسيها و خط حدودها , و جاء الفقه الحديث بما يحمل من جديد برهاناً على صحة المنهاج و سلامة الطريقة و الحمد لله تعالى.
فإذا نظرت في قوله نظر الممعن نظره في مذهبه و أصوله و مقاصده , تعلم أن المصلحة هي كما لمحها الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى , باب يضم روح التشريع لكثير من الأحكام التشريعية , و التي جاءت النصوص معبرة عنها , مع ذلك فإن أخذ الإمام الشاطبي هذا للمصالح , كان مقيداً بشروط ذكرها هو , مما يجعله في دائرة التشريع لا خارجها , وهي على النحو التالي:
عدم الخروج على مقاصد الشريعة بشيء ,مما يضمن انسجام أحكام الشريعة مع بعضها البعض مع عدم مخالفتها لمصادر التشريع.
ألا يناقض أصلاً من أصول التشريع , مما يضمن الثبات في مسيرة التشريع. حيث يقول الشيخ أبو زهرةعن المذهب المالكي: " .. , نعم مع مراعاة مقصود الشارع أن لا يخرج عنه و لا يناقض أصلاً من أصوله , حتى لقد استشنع العلماء كثيراً من وجوه استرساله , زاعمين أنه خلع الربقة و فتح باب التشريع , وهيهات , ما أبعده من ذلك رحمه الله , بل هو الذي رضي لنفسه في فقهه بالإتباع , بحيث يخيل للبعض أنه مقلد لمن قبله " , بل و وضع ضوابط للمصالح و أقسامها , فقام الشاطبي رحمه الله تعالى بوضع ضوابط و تقسيمات للمصالح , هي واجبة لفهم مقاصد الشريعة و هي طريق فهم الكتاب و السنة , أو بصورة أوضح ضبط مقاصد التشريع بضوابط و حدود تميز بعضها عن بعض و سيأتي الحديث عنها عند الحديث عن المصلحة و علاقتها بالعلة إن شاء الله تعالى , وتوج ذلك بنظرته الخاصة لمسألة التعليل , فقد نظر الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى لموضوع تعليل الأحكام بنظرة خاصة فأرسى مراسي الفهم السليم لمسألة التعليل من خلال الكتاب و السنة , الذي ينبني عليه أثره المرجو منه , في تطور الفقه الإسلامي و صلاحه , ولقد رسخ فيه معنيين هما: الأول: وجوب أخذ النصوص بمقاصدها , الثاني: و جوب إدخال التفسير المصلحي في فهم معانيها و أحكامها , وسنخوض فيها في حينها إن شاء الله تعالى.
ثالثاً: باعتبار المصادر و ضوابط الاستدلال
الأدلة والمذاهب: إن أهم المقومات التي تعتمد عليها المذاهب الفقهية بحيث هي مدرسة تشريعية تلعب دوراً فاعلاً في بناء و بيان فلسفة التشريع , هي الأدلة التي تعتمد عليها تلك المذاهب , أما المذهب المالكي فإنه منشأ النظرة المقصدية بضوابطها التي نص عليها الشاطبي و الفقهاء من بعده , و نرى مدى تفرعها و اتساعها , لذا كان الإمام مالك الأكثر اعتباراً لمصادر التشريع حيث سجل له أخذه بالكتاب و السنة و الإجماع و القياس وقول الصحابي و قول التابعي و الاستصحاب و المصالح المرسلة, و العرف و العادة و الاستحسان , فأخذ كل ما أنتجته هذه الأدلة كل في محله.
أخذ الإمام الشاطبي بالأدلة: كان مذهب الإمام الشاطبي رحمه الله , أن يأخذ بالدليل الأقوى و يذر سواه , ما لم يوجب ذلك حرجاً , و إلا كان يجمع بينهما , فيقدم الكتاب على السنة , و السنة على القياس , و القياس على قول الصحابي , و قول الصحابي على قول التابعي , و الأثر على المعقول , و هكذا فانظر مانقل الشيخ محمد ابو زهرة عن صاحب كتاب المدارك ما نصه " و أنت إذا نظرت لأول و هلة منازع هؤلاء الأئمة و مآخذهم في الفقه , و اجتهادهم في الشرع , وجدت مالكاً رحمه الله ناهجاً في هذه الاصول منهاجاً, مرتبا لها مراتبها و مدارجها , مقدما كتاب الله على الأثار , ثم مقدماً لها على القياس و الإعتبار , تاركاً منها مالم يتحمله الثقات العارفون لما تحملوه .... ".
سَد الذرائع و أَبطل الحِيل: إن الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى أخذ بقاعدة سد الذرائع و أبطل الحيل , فإن كان قد فتح باب المصالح على مصراعيه فقد جعل وسيلة يرتب بها هذه المصالح مع بعضها البعض بحيث تتدافع ولا تتعارض , و ما مفهوم سد الذرائع إلا ذلك وهو دفع المصلحة الأقوى الراجحة للمصلحة الأضعف المرجوحة , لكنَّ جهد مالك و الشاطبي لم يقتصر ليضبط فقط تلك المصالح الظاهرة بل تعد إلى أبعد من ذلك ليضبط نوعين آخرين من المصالح و هما: الأول: المصالح التي ظاهرها من جهة المكلف المصلحة و لغلبة الظن الكلمة الأخيرة فيها,. الثاني: تلك المصالح و
(يُتْبَعُ)
(/)
التي يكثر و قوعها مفسدة مع أن الظن الغالب فيها المصلحة , و لعل هذا ما عده العلماء مغالاةً عند مالك , ولقد دافع عنه الشاطبي رحمه الله في ذلك و أبان الحق للعلماء فقال: "إن مالك اعتبرهُ في سد الذرائع , بناء على كثرة القصد وقوعاً , و ذلك أن القصد لا ينضبط في نفسه لأنه من الأمور الباطنة , لكن له مجال هنا و هو كثرة الوقوع في الوجود أو هو مظنة ذلك , فكما اعُتبرت المظنة و إن صح التخلف كذلك تعتبر الكثرة لأنها مجال القصد , ولهذا أصل وهو حديث أم ولد زيد ابن أرقم وهو ماروي عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأته العالية بنت أيفع بن شرحبيل أنها قالت دخلت أنا وأم ولد زيد بن أرقم وامرأته على عائشة رضي الله عنها فقالت أم ولد زيد بن أرقم:" إني نظير غلاماً من زيد بن أرقم بثمانمائة درهم إلى العطاء ثم اشتريته منه بستمائة درهم فقالت لها بئس ما شريت وبئس ما اشتريت أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أن يتوب". فترى أنَّ الشاطبي رحمه الله علَّلَ اعتبار مالك كثرة الوقوع مفسدة محل غلبة الظن , بأن غلبةُ الظن في القصد ممنوعة لأن القصد باطن لا ظاهر , و لكنَّ كثرة الوقوع مظهر لهذا القصد بدليل إقبال الناس عليه , وهذا يحل محل غلبة الظن , مع العلم أن غلبة الظن هي في تحقيق المفسدة في ذات الفعل و الكثرة في الوقوع دليل على إيراد هذه المفسدة على هذا الوجه وقد وضح ذلك حديث أم ولد زيد ابن أرقم فها الصحابي الذي شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقع كلها لا يقبل فيه قصد الربا فكان غلبة ظنه أن هذا الوجه في البيع جائز لكن ظنه هذا لم يوافق واقعاً بل إن وقع البيع ممنوع وظنه باطل , أكد ذلك تغليظ أم المؤمنين له , والظاهر أنها لا تقول مثل هذا التغليظ وتقدم عليه إلا توقيفاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرى مجرى روايتها ذلك عنه , و سبب التغليظ , لأن ذلك البيع يعد ذريعة إلى الربا فإنه يدخل السلعة ليستبيح بيع ألف بخمسمائة إلى أجل معلوم , وكذلك روي عن ابن عباس في مثل هذه المسألة أنه قال أرى مائة بخمسين بينهما حريرة يعني خرقة حرير جعلاها في بيعهما ..
4 - الشاطبي و العادات:
أخذَ الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بالعادات و استثمرها بطريقة غريبة ناظر فيها عادات العرب التي اعتبرها الشرع الحنيف , بما توارث الناس من عادات أخرى , وهو منهج الإمام مالك حيث يقول الشيخ أبو زهرة: " ثانيهما: أن مالكاً كان يتجه إلى العادات القانونية التي كانت معروفة عند أهل المدينة , فيضفي عليها مسوحاً دينيةً , و أن تلك العادات هي صورةٌ للعادات العربية القديمة , لم تتفق بعد مع الدين تماماً ولكنها عادات نشأت من محيط المعاملات , وقد ظهر بعضها لمالكٍ كأنه السنة , أو حمَّله اسم السنة , وليس ذلك إلا إصباغا لعادات قانونية عربية بصبغة الدين , و إزالة لما عساه يكون مخالفاً للدين من هذه العادات." , و معنى ذلك أن الإمام الشاطبي رحمه الله وشيوخ المذهب المالكي قاموا بتصفية تلك العادات و تقريبها إلى الإسلام بما يقبله الإسلام و لا يرده , أما ما خالفه فقد تركوه و وازعهم في ذلك أن مجمل هذه العادات عادات عربية قديمة اعتبر التشريع صوراً كثيرةً منها , و قوََّمََ بعضها فكانت منهجية الإمام الشاطبي لينة تستوعب ما وافق التشريع و تترك ما خالفه من عادات توارثتها الأجيال , ولقد نص الإمام الشاطبي رحمه الله على ذلك فقال:" كل أصل علمي يُتخذُ إماماً في العلم فلا يخلو أن يجريَ به العمل على مجرى العادات في مثله , بحيث لا ينخرمَ منه ركن و لا شرط أو لا , فإن جرى فذلك الأصل الصحيح. و إلا فلا .. " وهذا يعني أن الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى اعتبر الدليل على صلاح الأصل الشرعي للاستدلال جريانه مع أعراف الناس و عاداتهم و جعل لذلك شرطاً: وهو عدم مخالفة أحد أركان هذا الأصل لمجرى العادات , ولقد عبر عن ذلك صراحة بقوله: " .. فإذن كل أصل شرعي تخلف عن جريانه على هذه المجاري فلم يطردَ ولا استقام بحسبها في العادة فليس بأصل يعتمد عليه ولا قاعدة يستند إليها ".
منهج الشاطبي الفقهي:
لقد كان الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى مالكي المذهب درس في مدرسة غر ناطة حيث شاع مذهب مالك بلاد الأندلس جميعها , حيث ينقل لنا الشيخ محمد أبوزهرة قول القاضي عياض في بيان البلاد التي انتشر بها مذهب مالك فيقول " غلب مذهب مالك على الحجاز و البصرة و مصر , و ما وآلاها من بلاد أفريقية و الأندلس و صقلية و المغرب الأقصى إلى بلاد من أسلم من السودان إلى وقتنا هذا , وظهر ببغداد ظهوراً كثيراً ثم ضعف بعد أربعمائة سنة , وظهر بنيسابور , وكان بها و بغيرها أئمة و مدرسون ... " , فتتلمذ على يد مشايخها و تميز بالفهم العميق , مما أهله بعد ذلك أن يخرج كنوزه للناس ما لم يفعله سواه من مشايخ هذا المذهب , وهو الذي كشف الحجاب عما قصد إليه مالك ولم يعبر عنه صراحة بل وضع أسس بنيان شامخ جاءت مدرسة الشاطبي المقصدية ثمرة من ثماره , ثم نظرته للتعليل ثمرة أخرى.
المصادر
رسالة ماجستير " تعليل الأحكام الشرعية عند الإمام الشاطبي " للباحث عدنان على اسبيته من خلال دراسة كتابي الإمام الشاطبي " الموافقات في أصول الأحكام و كتابه الإعتصام " , نوقشت الرسالة في الجامعة الإسلامية بغزة بتاريخ21/ 9/2005 على يد د. محمد يونس و د. ماهر الحولي تحت إشراف د. زياد مقداد.
وكتاب "تهذيب الموافقات" لمحمد بن حسين الجيزاني طبعة دار ابن الجوزي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني يحيي احمد مبارك]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 04:14]ـ
مشكور شكرا جزيلا(/)
سؤال في الابتلاء
ـ[سطم]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد:
في احدى الجلسات كنا نتحدث نحن وبعض الاخوان و ذكر لنا احدهم قصة رجل صارت امامه
وكان الرجل الذي تحدث عنه كان سكران وقال صاحبنا انه بلى نفسه بأم الخبائث ورد
عليه احد الحاضرين بل الله مبتليه وصار بينهم نقاش حتى قال الاخر انظر الى قوله تعالى:
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وتعذر علي الرد خوفا من الاطالة في المسألة ارجو منكم مساعدتي في هذه المسألة ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:33]ـ
الله يبتلي عباده كما قال هو سبحانه بالشر والخير ..
وقال عز من قائل"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وفي الحديث الصحيح"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على قدر دينه .. "الحديث
أما قول القائل: بلى نفسه بأم الخبائث .. فصحيح .. لأن المراد أنه حملها على ركوب هذه المعصية باختياره ..
فالمعنى هنا .. مغاير للأول
ولو قيل بلاه الله بمعصية كذا .. لصحّ أيضا .. لأن الله قدّره عليه .. وامتحنه به .. أيتوب أو ينزع؟
والله أعلم
ـ[سطم]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 03:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ابو القاسم الذي افهمه من اجابتك ان المعنيين صحيحان
وعلى هذا اشكرك بارك الله فيك(/)
الكوثري وقوله بأهل العلم وقول أهل العلم به
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت منذ عدة سنوات بترجمة موجزة عن الكوثري وقوله بالعلماء وقول العلماء فيه ..
أدرجته بموقعنا السلفيون قبل أن يغلق وسحاب وملتقى أهل الحديث والفوائد
وغيره وقد لاقى إستحسانا من الواضح (فك الله أسّره) ومن الموحد والشيخ إحسان العتيبي يومها كانا مشرفين في سحاب
أيضا قمت بترجمة لتلميذه عبد الفتاح أبو غدة لكن الترجمة ليست بحوذتي الآن وقد أبحث عنها على الشبكة لاحقا فلم أدرجها بملتقى أهل الحديث حتى يتسنى لي جلبها بسهولة
---------------------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله،بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركنا على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك،أما بعد:
هذا كلام الكوثري في أهل العلم بما لا يليق أن ينسب إليهم،
(من كتابيه المقالات وتأنيب الخطيب)
التحديث بما في كتابات الكوثري من عدوان على أهل الحديث
روى الخطيب البغدادي في كتابه (شرف أصحاب الحديث) رقم 153ـعن قتيبة بن سعيد أنه قال: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان،وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه - وذكر عدة أئمة آخرين - فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع.
لقد ابتلي أهل الحديث في كل زمان بأناس متجهمين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولاذمةً، ناصبوهم العداء لا لشيء إلا لأنهم عدول حملوا هذا العلم ونفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. مما كشف عن سوء اعتقادهم وخبث نواياهم، فراحوا يكيلون لهم التهم فمرة يصفونهم (بالحشوية) وأخرى (بالمجسمة) إلى آخر تلك الألقاب التي ما تفوهوا بها
إلا ليصدوا عامة الأمة عن أتباع الحديث وأهله.
ومن زعماء تلك الطائفة المبتدعة ذاك المتعصب المسمى (محمد زاهد الكوثري) عامله الله بما يستحق، الذي أخذ على نفسه
أن يحارب أهل الحديث وأعلام السنة والتوحيد ولولا ظهور بعض المنتسبين إلى العلم الذين بدأوا يروجون مذهبه وينشرون عقيدته، فغرروا عوام المسلمين بذلك لما وجدنا داعياً إلى كتابة هذه الوقفات مع كتبه المليئة بشتم أعلام الأمة بكلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. ولكن واجب النصيحة يقتضي وجوب بيان حال الرجل، ومن كتبه نفسها، وكما قيل: (من فمك أدنيك) وسنترك الحكم للقارئ الكريم.
ووقفتنا الأولى ستكون إن شاء الله تعالى مع كتابه"مقالات الكوثري" المملوء بالطعون على أهل الحديث وذلك على سبيل التمثيل لا الحصر. قوله في:
-الموافق ابن قدامة: فيكون اعترف في أول خطوة أن الحق بيد المعتزلة وهو لا يشعر فإذا كان حال الموقف هكذا فماذا يكون الحال من دونه؟ نسأل الله الصون. (المقالات ص75 - 85).
-ابن قتيبة: وقد هفا ابن قتيبة هفوة باردة في كتابه"الإختلاط في اللفظ" في تفلسفه بشأن اللفظ المسموع فرددنا عليه رداً واضحاً مكشوفاً. (المقالات ص60).
-الاصطخري ومن بعده عبد القادر بدران: وقد كذب من عزا أحمد بن حنبل أنه قال:"وكلم الله موسى تكليماً" من فيهِ وناوله التوراة من يده إلى يده. كما نقله عبد القادر بدران المسكين في كتابه "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" رواية بطريق الاصطخري. (المقالات ص 60/ 61.
-الشوكاني: بل عدو الأئمة والأمة حقاً: هو من يسبح بحمد الشوكاني الذي يجاهر في تفسيره بإكفار أتباع هؤلاء الأئمة القادة. وقد قال بلديه عنه: المطلع على دخائله العلامة ابن حريوة الشهيد-بمؤامرة منه-في الغطمطم الزخار: "أنه يهودي مندسّ بين المسلمين لإفساد دينهم" وليس ذلك ببعيد". (المقالات ص368).
-ابن عدي: وكان ابن عدي على بعده عن الفقه النظر والعلوم طويل اللسان في أبي حنيفة وأصحابه. (الحاشية على تأنيب الخطيب).
-الساجي: وأما الساجي فهو أبو يحي ذكريا بن يحي الساجي البصري صاحب كتاب"العلل" وشيخ المتعصبين. كان وقاعاً ينفرد بمناكير عن مجاهيل وتجد في تاريخ بغداد نماذج من افتراءاته عن مجاهيل بأمور منكرة. ونضال الذهبي عنه من تجاهل العارف. (التأنيب ص82).
(يُتْبَعُ)
(/)
-العقلي: هو تلميذ العقلي (ابن الدخيل) العقلي هو أبو جعفر محمد بن عمرو-نسخة فريدة من كتابه" الضعفاء في الظاهرية"- يرحل إليهم لولا خبث لسانه (التأنيب ص94) الحاشية.
-المباركفوري: قال الكوثري: يبدي أنه حنفي ثم تحمل على كثير من مسائل المذهب بمعول جهل. وهذه خطة بعض الهنود من لا يجدون جرأة كافية على الظهور بمظهر أنهم لا مذهبيون-راجع شرحه في الأشعار ثم راجعها في شرح المصابيح لتعلم مبلغ تهوره. فهو جاهل أحمق متهور مجترئ أخرق يحتج به كثير من الحمقى من أهل البلد (التأنيب ص46).
- البخاري: ومن الغريب أن بعض من يعدونه من أمراء المؤمنين في الحديث يتبجح قائلاً أني لم أخرج في كتابي عمن لا يرى أن الأيمان قول وعمل يزيد أو ينقص مع أنه أخرج عن غلاة الخوارج. (التأنيب ص76).
وقد استوفى الكلام على ذلك أبو الحسن السبكي في كتابه "الاعتبار ببقاء الجنة والنار" وقد ألفه للرد على ابن تيمية حيث يقول بفناء النار بعد دخول أهلها فيها تابعه على ذلك صاحبه ابن القيم. ص109.
-ابن حبان: سماه الكوثري فيلسوف أهل الجرح التعديل. (التأنيب ص 132).
وزفر معروف بالحفظ والإتقان عند أهل العلم حتى إن مثل ابن حبان على انحرافه يعترف له بذلك في كتابه الثقات له (التأنيب ص 316).
-الذهبي- الدارمي: وثناء ابن السبكي على الدارمي المجسم ناشئ من تقليد الذهبي ونحوه من الحشوية. ص318
وقد نقلنا في أواخر تكملة الرد على نونية ابن القيم" مبلغ قسوة ابن السبكي على شيخه في باب التجسيم مع أن الذهبي يسعى جهده في الإبتعاد عن النطق بما لم يرد في الكتاب والسنة في باب الصفات وان كان غالطاً في فهم ما ورد وهو أهون بكثير من الدرامي صاحب النقص. (المقالات ص 318/ 319)
-الحاكم: وأما صنيع الحاكم في مستدركه ... فاستدراك الموقوف وعده على شرط مسلم تخريف ... وتخليط الحاكم مشروح في لسان الميزان. (المقالات ص 344)
-الدرامي-عبد الله بن أحمد- ابن خزيمة: ولا أعتقد أن عاقلاً يطلع على الكتب الثلاثة وعلى ما فيها من المخازي. المشروحة في مقالاتنا السابقة دون أن ينبذهم نبذاً بمرة واحدة، يعني بالكتب الثلاثة- النقص الدارمي- والسنة لعبد الله بن أحمد- والتوحيد لابن خزيمة. ص346.كتاب يسمى كتاب السنة وهو كتاب الزيغ. ص355
وعبد الله بن أحمد هذا قد ورث من أبيه مكانته في قلوب الرواة إلا أنه لم يتمكن من المضي على سيرة أبيه في عدم التدخل فيما لا يعنيه حتى ألف هذا الكتاب تحت ضغط تيار الحشوية بعد وفاة والده وأدخل فيه بكل أسف ما ينافي دين الله وينافي الإيمان بالله من وصف الله بما لا يجوز فضل به أصحابه. ص 355
ولا أظن بمسلم نشأ نشأة إسلامية أن يميل إلى تصديق مثل تلك الأساطير الوثنية. ص361.ولهذين الكتابين ثالث في مجلد ضخم يسميه مؤلفه إبن خزيمة كتاب التوحيد وهو عند محققي أهل العلم كتاب للشرك وذلك لما حواه من الآراء الوثنية. (المقالات ص 361).
-ابن كثير-الكثبي-ابن عبد الهادي: وأما أمثال ابن كثير والصلاح بن شاكر الكثبي والشمس بن عبد الهادي من الذين اتصلوا به (يعني ابن تيمية) وهم شباب حتى افتتنوا به وعزروا على ذلك فلا يوثق بهم في ترجمة الرجل. ص 375
ولكن الرازي هذا ليس حاله كما يريد أن يصوره الشمس بن عبد الهادي حيث حشر قول جميع من تكلم فيه أتهل كلام من أثنى عليه وهذا أحد الثلاثة الذين اتصلوا بابن تميمة وهم شباب فانخدعوا به أزاغوا يذكر الجرح ويغفل التعديل في الأدلة التي تساق ضد شذوذ شيخه. ض423.
وقد جرى عمل الأمة على التوسل والزيارة إلى أن أبتدع إنكار ذلك الحران فرد أهل العلو كيده في نحره ودامت فتنته عند جاهلي بلاياه وقد غلط الألوسي وإبنه المتصرف في تفسيره بعض غلط ترده عليها تلك الأدلة وكانا مضطربين في مسائل من عدوى جيرانهما وبعض شيوخها وليس هذا بموضع بسط لذكر ذلك. (المقالات ص428).
-إبن أبي حاتم: لكن ابن أبي حاتم المسكين الذي يقال أنه كتب كاتب الشمال شيئاً عليه أفسده حرب بن اسماعيل السيرجاني في المعتقل حتى أصبح ينطوي على العداء لمتكلمي الحق ويقول: أن القول بأن نعطي القرآن مخلوق كفر ينقل قائله من الملة وقد ذكر في كتاب"الرد على الجهمية"ما يدل على ما أصيب به عقله. ص167.
ولو كشفنا الستار عما ينطوي ابن أبي حاتم عليه من الإعتقاد الردئ الحامل له على عداد أهل الحق لطال بنا الكلام. (التأنيب ص168)
(يُتْبَعُ)
(/)
-الأزهري (متعصب):وكان المسكين على براعته في العربية وصيته الطيب في مبدأ أمره ساءت سمعته وأصبح أداة صماء بأيدي الحشوية في آخر عمره ومن مروياته (رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد قطط ... ) تعالى الله عنه. ومن دافع عنه لا بد وأن يكون جاهلاً بحاله أو زائغاً نسأل الله السلامة ولو ثبت تلك الكلمة عنه لوجوب تعزيره على هذا السفه الذي يأبى السوقة أن يفوهوا بمثله. (التأنيب ص189).
-أبو بكر المرذوي: وأبو بكر بن الحجاج المروذي هو صاحب الدعوة إلى أن المراد بالمقام المحمود هو اقعاد الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش في جنبه تعالى، الله عما يقول المجسمة علواً كبيراً وفتنة صاحبه البربهاري حول هذه الإسطورة معروفة في كتب التاريخ. (التأنيب ص205)
-أحمد بن حنبل: وليس بقليل من لم يرضى تدوين أقوال أحمد في عداد أقوال الفقهاء بإعتبار أنه محدث غير فقيه وأنى لغير الفقيه إبداء رأي متزن في فقه الفقهاء؟ (التأنيب ص206).
-وعثمان بن أبي شيبة: والظاهر أن ابن أبي شيبة شيخه هو محمد بن عثمان المجسم الكذاب. (التأنيب ص215)
-ابن بطة العكبري: وهو ابن بطة صاحب الأمانة كان من إجلاء الحشوية له مقام عندهم إلا أنه لا يساوي فلساً. (التأنيب ص216).
-الدارقطني: وهو الأعمى بين عور حيث ضل في المعتقد وتابع الهوى في الكلام على الأحاديث. (التأنيب ص244).
-ابن حجر العسقلاني: وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي. وابن دقماق المؤرخ. والتقي المقيزي، والبدر العيني، والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى. (التأنيب ص7)
-الخطيب البغدادي: وفي تاريخه أنباء كاذبة وأحاديث باطلة جزماً فمن المجازفة البالغة حد الشناعة تدوين بعضهم رؤيا مؤداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر مجلس إقراء الخطيب لتاريخه.
وهذه الطريقة تدجيل في ترويج ما فيه من الأباطيل المكشوفة. وراوي تلك الرؤيا من حملة رواة حال الخطيب مع الصبي الذي كان يتغزل فيه نعوذ بالله من الخذلان. وهذا القدر كاف في الإلمام بحال الخطيب في الأمانة والديانة. (التأنيب ص20).
-الدرامي: وعثمان بن سعيد في السند فهو صاحب النقص مجسم مكشوف الأمر يعادي ائمة التنزيه ويصرح بإثبات القيام والعقود والحركة والنقل والاستقرار المكاني والحد ونحوه ذلك له تعالى ومثله يكون جاهلاً بالله بعيداً إن أن تقبل روايته. (التأنيب ص 26)
-أبو نعيم الأصفهاني: لكن أبا نعيم يستبيح الإساءة بدل هذا الإحسان. ويذكر الخبر الكاذب. وهو يعلم أنه كذب ويعلم أيضاً ما يترتب على ذلك من اغترار جهلة أهل مذهبه بذكره الخبر المذكور وسعيهم في الفتنة سعي الموتور في الثأر.نسأل الله الصون. ومن المعروف أن عادة أبي نعيم سوق الأخبار الكاذبة بأسانيده بدون تنبيه على كذبها. وهو أيضاً ممن يسوق بإجازة فقط مع ما سمعه في سياق واحد ويقول في الإثنين حدثنا. وهذا تخليط فاحش. وليس جرح ابن منده فيه مما يتغاضى عنه بهوى الذهبي. (التأنيب ص28). يتبع بمواضيع أخرى عنه ... موقفه من عقيدة السلف ....... موقفه من الجعد بن درهم والجهم بن صفان إمامي المعطلة ويعتبرهم مرجعه؟؟؟!!! وهناك المزيد. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
يتبع
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:04]ـ
ترجمة موجزة للشيخ محمد زاهد الكوثري وموقف العلماء منه
هو الشيخ محمد زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانيت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز القوقاز (الكوثري وتعليقاته: ص67). ولد في قرية الحاج حسن أفندي من أعمال دوزجة بشرقي القسطنطينية في (27 أو 28 شوال سنة 1296ه) وتلقى مبادئ العلوم من شيوخ دوزجة وغادرها إلى القسطنطينية فتفقه في جامع الفاتح (معجم المؤلفين: 3/ 302)، ولما أراد الإتحاديون أن يحجّموا أمر الدروس الدينية وينقصوا منها عارضهم الكوثري وحذر منهم وألب عليهم، فعمل الإتحاديون على إبعاده إلى معهد فرعي وسط الأناضول ثم عاد الأستانة فعين أستاذاً في جامعة إستنبول ثم صار وكيلاً للمشيخة الإسلامية (محمد زاهد…مقال في مجلة الأزهر: س66ج6ص876، ومعجم المؤلفين:3/ 302) ن ووكالة المشيخة هذه نسهبا لنفسه كثيراً ونسبها له كذلك أبو زهرة في "تقدمة
(يُتْبَعُ)
(/)
المقالات" ص (22)، وعمر كحالة في "معجم المؤلفين" (3/ 302) وغيرهما , ونفى عنه هذا اللقب الشيخ عبد الرزاق حمزة في "المقابلة"ص (129) وقال: إن الشيخ مصطفى صبري (جعله وكيلاً للدرس في معهد سليمان الشرعي، وقد استغل الكوثري هذا وجعل نفسه وكيلاً للمشيخة والفرق بينهما كبير جداً)، وهذا هو الصواب فقد قال الشيخ مصطفى صبري في "موقف العلم " (3/ 393): (أنا الذي اخترت فضيلته في عهد مشيختي وكيلاً للدرس).
وقد جابه الكوثري العلمانية في تركيا لما ظهرت دعوتهم وصدر الأمر باعتقاله، فهاجر بدينه منتقلاً بين دمشق والقاهرة حتى استقر في القاهرة (معجم المؤلفين:3/ 302). وقد أكرم أهل دمشق مثواه وإقامته فترة طويلة وفيها نشرت أوائل الكتب التي علق عليها، واستمر السيد القدسي ينشر كتبه (المقابلة: ص 129)، وقد اضطر السيد حسام الدين القدسي إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق لما وقف على خياناته وجناياته على أئمة الدين، وذكر في مقدمة الإنتقاء أن في بعض تعليقاته: (يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً) (الكوثري وتعليقاته: ص47 - 57).
وهاجم الكوثري في مصر علماء عصره بدافع التعصب لمذهبه الحنفي ولآراء أبي حنيفة- والإمام أبو حنيفة من هذا التعصب براء-، وقسا الكوثري في رده على مخالفيه وصال وجال في نقض كل ما يخالف مذهبه واعتقاده، ومن هؤلاء المعاصرين الذين صال عليهم: شيخي الأزهر عبد المجيد سليم ومحمد مصطفى المراغي وشيخ المحدثين أحمد شاكر وغيرهم (الأزهر: س66ج6ص877)، واشتهر عنه ذلك التعصب حتى لقب ب (مجنون أبي حنيفة) (المقابلة: ص142).
وفي تعاليقه وتحقيقاته يضعف من أراد ويوثق من أراد دون ضوابط أو قيود، وربما ارتجل الكذب صرح بذلك العلامة الشيخ سليمان الصنيع رحمه الله حيث قال-بعد حكاية مجلس ضمهما-: (الذين يظهر لي أن الرجل يرتجل الكذب) (انظر هامش طليعة التنكيل: ص257)، وأخطأ في تراجم كثيرة ولعل ذلك منشئوه حكمه على الرواة كما استظهره الأستاذ ضيف الله المناصير في رسالته " جهود الكوثري في علوم الحديث" ص (204 - 205) وذكر أنه وقف على ما يزيد على (250) راوٍ أخطأ فيهم أو وهم، كما نبه على أغلاطه وأخطائه في تعليقاته على "ذيول التذكرة" العلامة الشيخ أحمد رافع الطهطاوي في " التنبيه والإيقاظ"، وللعلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري مؤلف سماه "تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري" تعقبه فيه (حيث تحامل على الأئمة وأتباعهم
من غير الحنفية) (تحذير العبقري:1/ 9)، وممن بيَّن تحامله وكشف نقمه على أهل الحديث الشيخ أحمد بن الغمّاري في كتاب له سماه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري" وقال فيه ص (44) أن الأستاذ الكوثري (لم يشكر لغير الحنفية نعمة، ولم يرع لهم حرمة بل جعلهم غرضاً لطعنه)، يقول الشيخ الألباني: (لا يخفى أن التعصب المذهبي لم يحفل أحد به مثل الأستاذ زاهد الكوثري على الحقيقة منذ كتاب "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" لذهبي العصر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله.
وذكر المعلمي في "طليعته" ص (9) أن الكوثري-بتعصبه هذا- أساء جداً حتى إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله ورضي عنه. ومع تعصب الكوثري لمذهبه ومغالاته فقد كان فيه انحراف في المعتقد وعدول عن منهج السلف، وانحياز إلى مذهب الجعد والجهم، وميول إلى الاعتزال. يقول الشيخ بكر أبو زيد في "براءة أهل السنة" ص (6): أن الكوثري (اجتمعت فيه أمراض متنوعة: من التقليد الأصم، والتمشعر بغلو وجفاء، والتصوف السادر، والقبورية المكبَّة للمخلوق عن الخالق)، ولهذا يقول علامة الشام محمد بهجة البيطار في"الكوثري وتعليقاته" ص (92): (وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).
وأما اعتزاليته فقد كشفها الشيخ مصطفى صبري إذ حكى مناظرة دارت بينه وبين الكوثري في مسألة القدر أوردها في كتابه "موقف العلم" (3/ 392) ثم قال: (الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري)، ثم ذكر أن الكوثري عرَّض به وأساء في الرد والنقض، ولذلك يقول الدكتور محمد رجب البيومي في مجلة الأزهر (س66ج7ص1057) إن الكوثري (يتسرع في القسوة دون موجب… وما كان أحراه يجادل بالتي هي أحسن).
وقد حاول الدكتور رجب حفظه الله أن ينفي عن الكوثري تهمة التعصب وأنه باحث نزيه فيه بعض قسوة وصولة، وأتى على ذلك بشواهد لا تفي بالمقصود ولا تزيل عنه تلك التهمة، فهي لاصقة به ولا يمكن أن تنفك عنه وقد كتب ما كتب، كيف وعلماء عصره إلى يومنا هذا يشهدون بتعصبه ويقررون تحامله على أهل العلم وأئمة الدين، حتى أن مقال الدكتور رجب في ترجمته للكوثري ذكر جملاً فيها إشارات إلى تعصبه وتقليده الأعمى لمذهبه، ولا يتسع المجال هنا لبيان ذلك. وذكر الدكتور رجب- نقلاً عن الأستاذ أحمد خيري- أن للكوثري (51) مؤلفاً غير حواشيه التي كان يضعها على الكتب. وتوفي الكوثري سنة (1371ه) وقد زرع فتنة ما زال شررها يحرق وشظاها يلفح أقواماً ويضر بآخرين.
وقد حذر العلامة المعلمي من هذه الفتن حين خاطب الكوثري في "التنكيل" ص (474) بقوله: (كان خيراً للأستاذ ولأصحابه ولنا وللمسلمين أن يطوي الثوب على غرة، ويقر الطير على مكناتها ويدع ما في "تاريخ بغداد " مدفوناً فيه، ويذر النزاع الضئيل بين مسلمي الهند مقصوراً عليهم … وقد جرني الغضب للسنة وأئمتها إلى طرف مما أكره، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيء عملي {ربنا اغفر لنا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}) اه كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 08:39]ـ
يقول الشيخ الألبانى رحمه الله فى مقدمه تحقيقه لكتاب التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل:
""أما بعد: فإني أقد اليوم إلى القراءِ الكرام كتاب ((التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل)) تأليف العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى بن علي اليماني رحمه الله تعالى، بين فيه بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة تجني الأستاذ الكوثري على أئمة الحديث ورواته، ورميه إياهم بالتجسيم والتشبيه، وطعنه عليهم بالهوى والعصبية المذهبية، حتى لقد تجاوز طعنه إلى بعض الصحابة، مصرحاً بأن أبا حنيفة رحمه الله رغب عن أحاديثهم! وأن قياسه مقدم عليها! فضلاً عن غمزه بفضل الأئمة وعلمهم، فمالك مثلاً عنده ليس عربي النسب بل مولى! والشافعي كذلك، بل هو عنده غير فصيح في لغته، ولا متين في فقهه. والإمام أحمد غير فقيه عنده! وابنه عبد الله مجسم، ومثله الأئمة ابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي حاتم، وغيرهم، والإمام الدارقطني عنده أعمى ضال في المعتقد، متبع للهوى، والحاكم شيعي مختلط اختلاطاً فاحشاً!!! وهكذا لم يسلم من طعنه حتى مثل الحميدي، وصالح بن محمد الحافظ وأبي زرعة الرازي وابن عدي وابن أبي داود والذهبي وغيرهم!
ثم هو إلى طعنه هذا يضعف الثقات من الحفاظ والرواة، وينصب العداوة بينهم وبين أبي حنيفة لمجرد روايتهم عنه بعض الكلمات التي لا تروق لعصبية الكوثري وجموده المذهبي.
وهو في سبيل ذلك لا يتورع أن يعتمد على مثل ابن النديم الوراق وغيره ممن لا يعتد بعلمه في هذا الشأن. وهو على النقيض من ذلك يوثق الضعفاء والكذابين، إذا رووا ما يوافق هواه! وغير ذلك مما سترى تفصيله في هذا الكتاب بإذن الله.
ومنه يتبين للناس ما كان خافياً عليهم من حقيقة الكوثري، وأنه كان يجمع في نفسه بين صفتين متناقضتين: فهو في الفقهيات وعلم الكلام مقلد جامد، وفي التجريح والتعديل، والتوثيق والتضعيف، وتصحيح الحديث وتوهينه، ينحو منحى المجتهد المطلق، غير أنه لا يلتزم في ذلك قواعد أصولية، ولا منهجاً علمياً! فهو مطلق عن كل قيد وشرط! لذلك فهو يوثق في من شاء من الرواة ولو أجمع أئمة الحديث على تكذيبه، ويضعف من شاء ممن أجمعوا على توثيقه، ويصرح بأنه لا يثق بالخطيب وأبي الشيخ ابن حيان ونحوهما، ويضعف من الحديث ما اتفقوا على تصحيحه، ولو كان مم خرجه الشيخان في ((صحيحهما)) ولا علة قادحة فيه. ويصحح ما يعلم كل عارف بهذا العلم أنه ضعيف بل موضوع مثل حديث ((أبو حنيفة سراج أمتي))! إلى غير ذلك من الأمور التي ستتجلى للقارئ الكريم، مبرهناً عليها من كلام الكوثري نفسه في هذا الكتاب العظيم، بأسلوب علمي متين، لا وهن فيه، ولا خروج عن أدب المناظرة، وطريق المجادلة بالتي هي أحسن، بروح علمية عالية، وصبر على البحث والتحقيق كاد يبلغ الغاية، إن لم أقل. بلغها. كل ذلك انتصاراً للحق، وقمعاً للباطل، لا تعصباً للمشايخ والمذهب، فرحم الله المؤلف، وجزاه عن المسلمين خيرا
ويقول علامة الشام محمد بهجة البيطار رحمه الله تعالى فى كتابه القيم عن الكوثرى وتعليقاته
""إن تعجب فعجب لرجل أعجمي يدعي الغيرة على الإسلام والدفاع عن عقائده وعن فقه المسلمين، ثم تراه لا يألو جهداً في نفي ما أثبت الله عز وجل لنفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم، من آيات صفاته، ونعوت جلاله، تبارك وتعالى، ويطعن في أئمة الحديث، ونوابغ العلماء وأشهر مشاهير الأمة، من دون ورع ولا حياء، ولا يبالي أن يكتب العقائد من عند نفسه، وأن يملي التاريخ من حقده، فينحل أهل السنة عقائد المعتزلة، ويثني عليهم بها، ويشوه تراجم الرجال ومحاسنهم، ويقلب الحقائق رأساً على عقب.
هذا هو الشيخ زاهد الكوثري الجركسي ""
ً. ..... ""
ويقول الشيخ محمد خليل هراس فى كتابه شرح العقيدة الواسطية عن الكوثرى "" ... ولعل من المناسب أن ننقل إلى القارئ هنا ما كتبه حامل لواء التجهم والتعطيل فى هذا العصر وهو المدعو بزاهد الكوثرى -قال فى حاشيته على كتاب الأسماء والصفات للبيهقى ما نصه (قال الزمخشرى ما معناه أن الله يأتى بعذاب فى الغمام الذى ينتظرمنه الرحمة فيكون مجئ العذاب من حيث تنتظر الرحمة افظع وأهول) .. وقال إمام الحرمين فى معن الباء كما سبق وقال الفخر الرازى يأتيهم أمر الله ... أ. هـ
فأنت ترى من نقل هذا الرجل عن أسلافه فى التعطيل مدى اضطرابهم فى التخريج والتأويل .. على أن الآية صريحه فى بابها ...... "" ثم شرع العلامة خليل هراس فى الرد على تلك المقالات نقلاً وعقلاً ... الشاهد أنه يحذر من جهمية وتعطيل زاهد الكوثرى .....
أما عن تعليقاته المضللة على كتاب النبذة الكافية لابن حزم وكذلك مراتب الاجماع فحدث ولا حرج ...
يقول الشيخ مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله فى كتابه القيم (المخرج من الفتنة) طبعة دار الحديث بدماج فى مقدمة الطبعة الثانية صفحة 29 فى حديثه عن الجرح والتعديل"محمد زاهد الكوثرى مبتدع لا يعتمد عليه فى علم الحديث" أ. هـ
تلميذه أبو غدة طعن في الشيخ الألباني رحمه الله , و حدثني أحد الأحبة أن له كتاب اسمه في ضلالات الألباني , و انظر في مقدمة تحقيق الشيخ الألباني رحمه الله لشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله فقد قال رحمه الله في الصفحة 23 من الطبعة التاسعة , بعد أن ذكر منهجة في التخريج و أن أحدهم انتقدها عليه (وهو أبو غدة):"و على الرغم من هذا البيان القاضي على الإشكال , فقد علمت في هذه الأيام أن أحد أعداء عقيدة أهل السنة و الجماعة من متعصبة الحنفية قد رفع تقريرا إلى بعض المراجع المسؤلة في الدولة السعودية التي هو مدرس في بعض معاهدها يحط فيها من قيمة هذا التخريج , و ينسب إلي مالم يخطر لي على بال , فرأيت أن ألخص هنا مآخذة علي , لأعود بعد ذلك , فأكر عليها بالرد و النقض , و يمكن تلخيصها في خمسة أمور ... "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخلال]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 07:16]ـ
هداه الله
من بَقي من أئمة الإسلام لم يطعن فيه؟؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[20 - Apr-2009, صباحاً 09:51]ـ
رحم الله الإمام العلم الشوكاني والله ما كان إلا رجلاً صالحاً عالماً تقياً وما كان عدواً لله، ولا محيص من أن كل من يرمي الشوكاني بهذه الجريرة هو عدو الله(/)
متى يكون نومك عليك حسرة؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 01:55]ـ
فائدة قبل النوم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اضطجع مضجعا لم يذكر الله تعالى فيه إلا كان عليه ترة يوم القيامة ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة يوم القيامة).
رواه أبو داود
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 05:21]ـ
جزيت خيرا أخي الشيخ الفاضل ابو محمدالغامدي على هذا التنبيه وما أكثر الحسرات يوم القيامة لتفشي الغفلة والبعد عن ذكرالله في مواضع كثيرة:يرفع رفع الله قدرأخينا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:42]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:47]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أسماء]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخ ابو محمد الغامدي
سامحني ماذا تعني (عليه ترة يوم القيامة)
و جزاك الله كل خير
ـ[أبو فراس]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:43]ـ
ترة يعني حسرة
السؤال هنا ما نوع هذه الحسرة؟ أهي حسرة على فوات الخير؟ أم ماذا؟
بمعنى رجل جلس مجلسا لم يصب فيه ذنبا ولم يذكر الله فيه أيضا أيعاقب؟
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 10:23]ـ
ترة يعني حسرة
السؤال هنا ما نوع هذه الحسرة؟ أهي حسرة على فوات الخير؟ أم ماذا؟
بمعنى رجل جلس مجلسا لم يصب فيه ذنبا ولم يذكر الله فيه أيضا أيعاقب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
للرفع ....
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:50]ـ
شكرا لكم و بارك الله فيكم ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 06:49]ـ
قال العلامة الشيخ: (عبد المحسن العباد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=317) ) حفظه الله
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا قتيبة بن سعيد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1000612&spid=317) حدثنا الليث ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1000838&spid=317) عن ابن عجلان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1000427&spid=317) عن سعيد المقبري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1001190&spid=317) عن أبي هريرة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1000007&spid=317) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قعد مقعدا ًلم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة)].
أورد أبو داود ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1000010&spid=317) حديث أبي هريرة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=317&ftp=alam&id=1000007&spid=317) عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من جلس مجلساً لا يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة)، والترة: هي النقص، أي: أنه يكون عليه نقص، كما قال الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/s
السؤال
oos.gif وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/e
السؤال
oos.gif[ محمد:35]،
أي: لن ينقصكم؛ لأن الترة هي النقص، ومعنى ذلك: أنهم حصلوا على نقص، وحصلوا على ضرر،
وكذلك أيضاً من اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه كان عليه من الله ترة، أي: نقص، وهذا ذم وبيان لوء هذا الصنيع، وأن الإنسان في مجلسه يشتغل بذكر الله، أو لا يخلو مجلسه من ذكر الله عز وجل مع وجوب أن يخلو من الأمور المحرمة، وكذلك على الإنسان عندما يضطجع أن يذكر الله عز وجل، ولا يخلو ذلك الاضطجاع من ذكره لله سبحانه وتعالى حتى يكون له ذلك كمالاً وزيادةً في درجاته وحسناته، وإلا فإنه يكون نقصاً عليه. وقوله: (ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة) أي: من اضطجع لأجل النوم، هذا هو المقصود، ويقصد به أيضاً الجلوس، فسواء كان مضطجعاً أو جالساً كل هذا يقال له: جلوس، ولكن الاضطجاع في الغالب يكون معه النوم، والمعنى: أن الإنسان حين يريد أن ينام ويضطجع لا يخلو ذلك الاضطجاع من ذكر الله سبحانه وتعالى.(/)
هل نترك شرب الشاي والقهوه لحب النبي صلى الله عليه وسلم للبارد في طعامه وشرابه؟
ـ[المستنبط]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 06:33]ـ
أحبتي غفر الله لكم مما يقرأ المسلم في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب البارد في طعامه وشرابه ولم يرد في السنه أنه صلى الله عليه وسلم شرب أو أكل شيئا ساخناً حتى الطعام الساخن كان لا يأكله حتى يذهب فوره ساقني إلى هذا الموضوع ما هو منتشر في عصرنا وقبل ذلك من شرب الشاي والقهوه.
فهل لأحد أن يترك شرب الشاي والقهوه مستدلا بحب النبي صلى الله عليه وسلم للبار في طعامه وشرابه؟ وهذه بعض الأثار من حبه صلى الله عليه وسلم للبارد في طعامه وشرابه
كان أحب الشراب إليه الحلو البارد.
تخريج السيوطي: (حم ت ك) عن عائشة.
تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 4627 في صحيح الجامع.
[إنه أعظم للبركة. يعني الطعام الذي ذهب فوره ودخانه]. (صحيح).
إنه أعظم للبركة. يعني الطعام الذي ذهب فوره]. (صحيح) _ عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت إذا ثردت غطته شيئا حتى يذهب فوره ثم تقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (فذكره). وقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره.
السلسلة الصحيحة 1/ح 392
وفي حديث الهجره وهو متفق عليه قال أبوبكر ( ... فوافقته حتى استيقظ فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ... )
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 08:29]ـ
بعض الناس يحب شرب الشاي والقهوة باردين.
وما مشروبات الـ ( ice tea ) الحالية عنكم ببعيد (ابتسامة).
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 05:03]ـ
حول الاقتداء بالعادات الجبلية للنبي صلى الله عليه وسلم
هل يشرع للمسلم ان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الافعال التى فعلها على جهه العادة؟
الجواب: يشرع للمسلم ان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ...
صحيح البخاري: كتاب الأطعمة ـ باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه إذا لم يعرف منه كراهية
5379 ـ حدثنا قتيبة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول " إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ ".
قال ابن حجر في الفتح (7/ 632):
قوله: (فلم أزل أحب الدباء من يومئذ) في رواية ثمامة " قال أنس: لا أزال أحب الدباء بعدما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع ما صنع " وفي رواية مسلم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس فجعلت ألقيه إليه ولا أطعمه " وله من طريق معمر عن ثابت وعاصم عن أنس فذكر الحديث " قال ثابت فسمعت أنسا يقول: فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع ".
وفيه الحرص على التشبه بأهل الخير والاقتداء بهم في المطاعم وغيرها.
وفيه فضيلة ظاهرة لأنس لاقتفائه أثر النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الأشياء الجِبلية، وكان يأخذ نفسه باتباعه فيها، رضي الله عنه. اهـ
كان ابن عمر - كما صح عنه - يتتبع النبي صلى الله عليه وسلم في الهدي والعادات، حتى إنه ليجلس في المحل الذي سمع بجلوسه فيه، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ...
ولا شك أن هذا كله داخل تحت قول الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وكذلك هو من مقتضيات المحبة، والله أعلم.
وفقكم الله ورزقنا الله وإياكم إتباع النبي في العبادات والعادات.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 06:56]ـ
وهناك أمر هام ... من ترك عادة جبلية للنبي صلى الله عليه وسلم أهون ممن ترك هديه لرأى فلان أو قول الجمهور أو مذهب أبي فلانة ..
اللهم ارزقنا اتباع نبيك صلى الله عليه وسلم(/)
الكامل من الرجال كثير
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Oct-2007, صباحاً 07:49]ـ
السؤال:
يتردد على ألسنة بعض الناس قول هم: ما كامل إلا محمد صلى الله عليه وسلم فهل هذا
القول صحيح؟ أ. ع أبها
الجواب:
ليس هذا القول بصحيح، بل الكامل من الرجال كثير، ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أكملهم، وأفضلهم، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم - يعنى زوجة فرعون- وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن خديجة رضي الله عنها بنت خويلد، أم أولاده صلى الله عليه وسلم، ممن كمل من النساء، وهكذا فاطمة ابنته صلى الله عليه وسلم ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنها سيدة نساء أهل الجنة، فهؤلاء الخمس هن الكاملات من النساء رضي الله عنهن جميعا.
وأما الكاملون من الرجال فهم كثير، يعني في الصفات الإنسانية التي مدحها الله وأثنى على أهلها من العلم والجود والاستقامة على دين الله، والشجاعة في الحق، وغير ذلك من الصفات العظيمة التي مدحها الله سبحانه وأثنى على أهلها أو رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أكمل الناس في ذلك هم الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ وأكملهم وأفضلهم هو خاتمهم وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر))، والأدلة الأخرى من الكتاب والسنة تدل على ذلك.
أما الكمال المطلق في جميع الصفات فهو لله وحده ليس له في ذلك شريك ولا مثيل، لقول الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وقوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، وقوله عز وجل في سورة الروم: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى الذي لا يشاركه فيه أحد من خلقه من العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر وغير ذلك من صفات الكمال، تعالى وتقدس وتنزه عن مشابهة خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
---------
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
http://www.imambinbaz.org/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=226
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خيراً و رحم الإمام بحق سماحة الشيخ ابن باز و رفع مقامه في الأخرة كما رفعه في الدنيا ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 07:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً و رحم الإمام بحق سماحة الشيخ ابن باز و رفع مقامه في الأخرة كما رفعه في الدنيا ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 08:39]ـ
وجزاكم، وحفظكم من كل سوء(/)
ماهو حد المعايدة الزمني
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 04:53]ـ
يتداول الناس التهاني بالعيد
هل يجوز أن تستمر المعايدة لما بعد يوم العيد؟ وما مداها؟
وبالتحديد أود السؤال عن المعايدات التي تقيمها الإدارات لموظفيها أول يوم
تسمى (حفل معايدة) هل فيها من شئ؟
أختكم
ضمير مستتر
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 10:05]ـ
ماذا يعني عدم الرد ألا يوجد مايمكن أن تفيدوني بِه(/)
رأي الشيخ الألباني فيما يجوز للخاطب أن يراه من مخطوبته.
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 06:05]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه أما بعد،
فهذا رأي الشيخ الألباني رحمه الله فيما يجوز للخاطب أن ينظر إليه من مخطوبته استللته من السلسلة الصحيحة، وقد جعلت كلام الشيخ رحمه الله باللون الأحمر.
قال الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 204): قلت: ويجوز له أن ينظر منها إلى أكثر من الوجه والكفين لإطلاق الأحاديث المتقدمة ولقوله صلي الله عليه وسلم:
" إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ".
وقال في (1/ 205): فقه الحديث:
والحديث ظاهر الدلالة لما ترجمنا له، وأيده عمل راويه به، وهو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد صنع مثله محمد بن مسلمة كما ذكرناه في الحديث الذي قبله، وكفى بهما حجة، ولا يضرنا بعد ذلك مذهب من قيد الحديث بالنظر إلى الوجه والكفين فقط، لأنه تقييد للحديث بدون نص مقيد، وتعطيل لفهم الصحابة بدون حجة، لاسيما وقد تأيد بفعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أهـ.
قلت: وأثر عمر رضي الله عنه قد تراجع الشيخ رحمه الله عن قوله إنه صحيح الإسناد في الضعيفة (3/ 433 - 434).
وقال رحمه الله في (1/ 206 - 209): قال ابن القيم في " تهذيب السنن " (3/ 25 - 26):
وقال داود: ينظر إلى سائر جسدها. وعن أحمد ثلاث روايات:
إحداهن: ينظر إلى وجهها ويديها.
والثانية: ينظر ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما.
و الثالثة: ينظر إليها كلها عورة وغيرها، فإنه نص على أنه يجوز أن ينظر إليها متجردة! "
قلت: والرواية الثانية هي الأقرب إلى ظاهر الحديث، و تطبيق الصحابة له والله أعلم.
وقال ابن قدامة في " المغني " (7/ 454):
" ووجه جواز النظر (إلى) ما يظهر غالباً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن في النظر إليها من غير علمها، علم أنه أذن في النظر إلى جميع ما يظهر عادة، إذ لا يمكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيره له في الظهور، ولأنه يظهر غالباً فأبيح النظر إليه كالوجه، ولأنها امرأة أبيح له النظر إليها بأمر الشارع، فأبيح النظر منها إلى ذلك كذوات المحارم ".
ثم وقفت على كتاب " ردود على أباطيل " لفضيلة الشيخ محمد الحامد، فإذا به يقول (ص 43):
" فالقول بجواز النظر إلى غير الوجه والكفين من المخطوبة باطل لا يقبل ".
وهذه جرأة بالغة من مثله ما كنت أترقب صدورها منه، إذ أن المسألة خلافية كما سبق بيانه، ولا يجوز الجزم ببطلان القول المخالف لمذهبه إلا بالإجابة عن حجته ودليله كهذه الأحاديث، وهو لم يصنع شيئاً من ذلك، بل إنه لم يشر إلى الأحاديث أدنى إشارة، فأوهم القراء أن لا دليل لهذا القول أصلاً، والواقع خلافه كما ترى، فإن هذه الأحاديث بإطلاقها تدل على خلاف ما قال فضيلته، كيف لا وهو مخالف لخصوص قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (99): " ما يدعوه إلى نكاحها "، فإن كل ذي فقه يعلم أنه ليس المراد منه الوجه والكفان فقط، ومثله في الدلالة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (97): " وإن كانت لا تعلم "! وتأيد ذلك بعمل الصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلم بسنته صلى الله عليه وسلم، ومنهم محمد بن مسلمة وجابر بن عبد الله، فإن كلا منهما تخبأ لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها، أفيظن بهما عاقل أنهما تخبآ للنظر إلى الوجه والكفين فقط! ومثل عمر بن الخطاب الذي كشف عن ساقي أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم – إن صح عنه-، فهؤلاء ثلاثة من كبار الصحابة - أحدهم الخليفة الراشد أجازوا النظر إلى أكثر من الوجه والكفين، ولا مخالف لهم من الصحابة فيما أعلم، فلا أدري كيف استجاز مخالفتهم مع هذه الأحاديث الصحيحة؟! وعهدي بأمثال الشيخ أن يقيموا القيامة على من خالف أحداً من الصحابة اتباعاً للسنة الصحيحة، ولو كانت الرواية عنه لا تثبت كما فعلوا في عدد ركعات التراويح! ومن عجيب أمر الشيخ عفا الله عنا وعنه أنه قال في آخر البحث: قال الله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ".! فندعو أنفسنا و إياه إلى تحقيق هذه الآية ورد هذه المسألة إلى السنة بعد ما تبينت. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا ومع صحة الأحاديث في هذه المسألة، وقول جماهير العلماء بها - على الخلاف السابق - فقد أعرض كثير من المسلمين في العصور المتأخرة عن العمل بها، فإنهم لا يسمحون للخاطب بالنظر إلى فتاتهم - ولو في حدود القول الضيق! - تورعاً منهم – زعموا -، ومن عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذن لابنته بالخروج إلى الشارع سافرة بغير حجاب شرعي! ثم يأبى أن يراها الخاطب في دارها، وبين أهلها بثياب الشارع!
وفي مقابل هؤلاء بعض الآباء المستهترين الذين لا يغارون على بناتهم تقليداً منهم لأسيادهم الأوربيين، فيسمحون للمصور أن يصورهن وهن سافرات سفوراً غير مشروع، والمصور رجل أجنبي عنهن، وقد يكون كافراً، ثم يقدمن صورهن إلى بعض الشبان، بزعم أنهم يريدون خطبتهن، ثم ينتهي الأمر على غير خطبة، وتظل صور بناتهم معهم، ليتغزلوا بها، وليطفئوا حرارة الشباب بالنظر إليها! ألا فتعسا للآباء الذين لا يغارون. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الشيخ وأعلى درجته في المهديين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 07:06]ـ
جزاك الله خير الجزاء ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 09:57]ـ
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع على زاد المستقنع:
وعلى كل حال نقول: إن ظاهر السنة أن النظر إلى المخطوبة سنة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أمر به وقال: «إنه أحرى أن يؤدم بينكما» [(14)]، أي: يؤلف بينكما.
ولكن كيف ينظر؟ إذا أمكن أنه ينظر إليها باتفاق مع وليها، بأن يحضر وينظر لها فله ذلك، فإن لم يمكن فله أن يختبئ لها في مكان تمر منه، وما أشبه ذلك، وينظر إليها، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل» [(15)].
وقوله: «وله نظر ما يظهر غالباً» مثل الوجه، والرقبة، واليد والقدم، ونحوها، أما أن ينظر إلى ما لا يظهر غالباً، فهذا لا يجوز، فكلمة «غالباً» مربوطة بعرف السلف الصالح، لا بعرف كل أحد؛ لأننا لو جعلناها بعرف كل أحد لضاعت المسألة، واختلف الناس اختلافاً عظيماً، لكن المقصود ما يظهر غالباً وينظر إليه المحارم، فللخاطب أن ينظر إليه، وأهم شيء في الأمر هو الوجه، وينظر إليها قبل الخطبة، ويجوز للمرأة أن تمكن الخاطب من النظر إليها بالشروط التي ذكرها المؤلف.(/)
الدعاء على الكفار بعامة في الميزان الشرعي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 06:05]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن مما اختلف فيه العلماء مسألة الدعاء على الكافرين بالتعميم، وهي مسألة اختلفت فيها الأنظار، والصحيح أن الدعاء على الكافرين بالتعميم جائز، فيدعى عليهم بالهلاك فإن في هلاك الكافر صلاحا للعباد والبلاد، فإن رجي هداية بعضهم دعي لهم بالهداية.
أدلة جواز الدعاء على الكافرين بعامة:
وقد جاءت السنة بهذا وبهذا:
فبوب البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه: [باب الدعاء على المشركين] و [باب الدعاء على المشركين]، و في كتاب الاستسقاء نحوه.
ولقد استنبط الحافظ في الفتح 7/ 384 الدعاء على المشركين بالتعميم من قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه، حيث دعا فقال: " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا "؛ وهي دعوة في زمن الوحي ولم تُنكر، والعبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها.
وفي قول الله تعالى: {{وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}}. نصٌ على أن هذه الدعوة من شرع نوح، ولذا استجابها الله عزوجل، ولو كانت خطيئة أو تعديا لبين الله تعالى ذلك، ولم يقره على الخطأ، كما هو الحال في معاتبة الله له لما دعا لولده، وأما إخباره سبحانه لنوح بأنه لن يومن غير من آمن فليس فيه أنه لو لم يخبره سبحانه لما جاز له الدعاء فلا تلازم بين الأمر الشرعي والأمر الكوني كما سيأتي،
وقد حرر الحافظ ابن حجر في " الفتح " أن نوحا يعتذر يوم الموقف بأمرين:
الأول: أنه استنفد الدعوة التي له، إذ كل نبي له دعوة مستجابة، ولذا قال: إنه كانت لي دعوة دعوتها على قومي.
ثانيا: دعاؤه لابنه، وهذه هي الخطيئة التي أشار إليها في حديث أنس رضي الله عنه.
وقد قرر العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي مثل دعوة نوح عليه السلام، ولكنه لم يستنفدها، بل ادخرها للأمة في الآخرة.، وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: [ .... قال ملك الجبال: يا محمد: إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا].
ورحم الله تعالى ابن تيمية، فإنه لما ذكر المسألة على جهة البحث - كما في الفتاوى 8/ 336 قال: " ثم ننظر في شرعنا هل نسخه أم لا؟.اه.
ولعل فيما ذكره ابن حجر من الاستدلال بعموم دعاء خبيب ما يدلك على أن شرعنا لم ينسخ هذه الدعوة.
حجج المخالف:
*قال بعضهم: إن الدعاء على الكافرين بالهلاك طعن في الحكمة الإلهية، إذ قضى الله كونا أن يبقوا! ودل الدليل على بقائهم إلى قيام الساعة.
هذا الكلام غلط لوجوه:
الأول: أن هذا احتجاج بالقدر على الشرع، وهذا باطل، فالقدر علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه، والشرع وظيفة العبد المكلف. وهذا الاحتجاج هو عمدة القائلين بالتقريب بين الأديان في زماننا!، فهم يقولون: " ليس من أهداف الإسلام أن يفرض نفسه على الناس فرضا حتى يكون هو الديانة العالمية الوحيدة، إذ أن كل ذلك محاولة فاشلة، ومقاومة لسنة الوجود، ومعاندة للإرادة الإلهية " هذا كلام د. وهبة الزحيلي في كتابه " آثار الحرب "، وقد أجاد الدكتور الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي في كتابه " دعوة التقريب بين الأديان: دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية".
الثاني: لو كان الدعاء بالتعميم طعنا في الحكمة الإلهية لنزه الله تعالى أنبياءه ورسله من الوقوع فيه، فنوح عليه السلام وهو من أولي العزم كيف يطعن في الحكمة الإلهية بالدعاء على الكفار، وغيره يوفق للسلامة؟!! وما كان طعنا في الحكمة الإلهية الآن فهو طعن في الحكمة الإلهية زمن نوح، إذ لا تختلف الشرائع في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: احتج القرافي - رحمه الله تعالى - في " الفروق " على أنه لا يجوز الدعاء " اللهم اغفر للمسلمين جميع ذنوبهم " بأن الأحاديث جاءت بدخول طائفة من المسلمين النار بذنوبهم، ففي الدعاء تكذيب لتلك الأحاديث ... "
فرد ابن المشاط على القرافي هذا القول في كتابه " إدرار الشروق على أنوار الفروق " فقال: " لقد كلف هذا الإنسان نفسه شططا، و ادعى دواعي لا دليل عليها ولا حاجة إليها وهما منه وغلطا، وما المانع من أن يكلف الله تعالى خلقه أن يطلبوا منه المغفرة لذنوب كل واحد من المؤمنين مع أنه قضى بأن منهم من لا يغفر له؟!! ومن أين تَلزم المنافاة بين طلب المغفرة ووجوب نقيضها؟! هذا أمر لا أعرف له وجها إلا مجرد التحكم بمحض التوهم ... اه.
**وقال بعضهم: " إن الدعاء على الكفار بإهلاك أموالهم بالتعميم فيه معارضة لآثار أسماء الله تعالى ".
وهذا غلط لوجوه:
الأول: أن آثار أسماء الله تعالى تكون في الخلق والأمر، فالخلق هو الأمر الكوني، والأمر هو الأمر الشرعي.
فالرازق اسم من أسماء الله تعالى يتعلق أثره بالخلق فيرزق جميع خلقه، كما يتعلق أثره بالأمر كما في قوله تعالى {{ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}}.
فالخلط بين الآثار المترتبة على الأمر الكوني والأمر الشرعي خطأ بين، وتقدم.
قال ابن القيم في " مدارج السالكين ": " وأنت إذا فرضت الحيوان بجملته معدوما، فمن يرزق الرازق سبحانه؟!
وإذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية عن العالم، فلمن يغفر؟! وعمّن يعفو؟! وعلى من يتوب ويحلم؟!
وإذا فرضت الفاقات سُدّت، والعبيد أغنياء معافون، فأين السؤال والتضرع والابتهال، والإجابة، وشهود الفضل والمنة، والتخصيص بالإنعام والإكرام؟! اه.
الثاني: أن في ذلك لازما شنيعا وهو استجهال من هو من أولي العزم من الرسل! فموسى عليه الصلاة والسلام دعا بقطع أرزاق الكافرين، فهل أنكر بذلك آثار اسم الله تعالى الرزاق؟!!
ورسولنا صلى الله عليه وسلم دعا بذلك، فهل يُقال فيه ذلك؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
الثالث: مما يبطل هذا القول أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام دعا ربه: {{وارزق أهله من الثمرات من آمن بالله واليوم الآخر}} فهذا هو الدعاء المشروع، إذْ لا يشرع أن يقول مؤمن بالله واليوم الآخر ابتداء: اللهم ارزق المؤمنين والكافرين!.
وعليه فنحن اليوم ندعو على اليهود والنصارى فنقول " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، اللهم اشدد وطأتك عليهم، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا الدعاء هو المناسب لأحوال الأمة الإسلامية مع هؤلاء الأرجاس وما يكيدونه للمسلمين والإسلام.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 08:25]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 08:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ الكريم علي الفضلي على هذه الفوائد وإن كنت لا أوافقك الرأي فيما ذكرت؛ لأن ما ذكر من أدلة ليست في محل النزاع كما أن ظاهر كلامك يوحي بأنه رأي ابن تيمية وهو ليس كذلك، والأظهر ان الدعاء على جميع الكافرين بالهلاك محل نظر ولم يرد في الشرع ما يدل على مشروعيته، وإنما الوارد الدعاء على الظلمة والمحاربين منهم فندعو مثلا على اليهود في فلسطين والنصارى في العراق وفي غيرهما من بلاد المسلمين.
وأما ما ذكر من أدلة في مشروعية الدعاء فيجاب عنها بما يلي:
1 - قصة نوح عليه السلام أجاب عنها شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ بقوله: (ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لايؤمن من قومك إلا من قد آمن ومع هذا فقد ثبت فى حديث الشفاعة فى الصحيح أنه يقول أنى دعوت على أهل الأرض دعوة لم أومر بها فإنه وإن لم ينه عنها فلم يؤمر بها فكان الأولى أن لا يدعو إلا بدعاء مأمور به واجب أو مستحب فإن الدعاء من العبادات فلا يعبد الله إلا بمأمور به واجب أو مستحب وهذا لو كان مأمورا به لكان شرعا لنوح ثم ننظر فى شرعنا هل نسخه أم لا) مجموع الفتاوى (8/ 336)
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وأما قصة خبيب فقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: (الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه وقد يستدل بدعاء خبيب حيث قال: " اللهم أحصهم عدداً، ولا تبق منهم أحداً "
على جواز ذلك، لأنه وقع في عهد الرسول (ص). ولكن الأمر وقع كما دعا، فإنه ما بقي منهم أحد على رأس الحول، ولم ينكر الله تعالى ذلك، ولا أنكره النبي (ص) بل إن إجابة الله دعاءه يدل على رضاه به وإقراره عليه. فهذا قد يستدل به على جواز الدعاء على الكفار بالهلاك، لكن يحتاج أن ينظر في القصة، فقد يكون لها أسباب خاصة لا تتأتى في كل شيء. ثم إن خبيباً دعا بالهلاك لفئة محصورة من الكفار لا لجميع الكفار .. ) القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 303)
وقد ذكر الشيخ الكريم علي الفضلي بعض الأدلة لعدم المشروعية وهو القول المخالف لقوله وهي قوية ومما يؤدي هذا:
1 - ما ذكره الشيخ محمد العثيمين رحمه الله بقوله: (أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي (ص) على قريش بالهلاك، بل قال: " اللهم عليك بهم، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "
وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه) القول المفيد (1/ 302)
ولذلك كان من دعاء السلف من الصحابة والتابعين في عهد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " اللهم قاتل الكفرة الذين يَصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق " فمثل هذا مشروع بأن يدعى على الظلمة المحاربين منهم الذين يصدون عن سبيل الله وأن يدعى على الكفار بالتفرق والاختلاف والتشتت والرعب والعذاب من الجوع والفقر والمرض ونحو ذلك.
2 - أن هذا الدعاء فيه تعدي؛ لأنه من المستحيل إهلاك جميع الكفار فقد دلت النصوص على بقائهم حتى قيام الساعة وفي علامات الساعة ما يدل على ذلك وهي نصوص كثيرة فالدعاء بأمر لا يقع هو من التعدي المنهي عنه.
وما الفرق بين مثل هذا الدعاء وبين أن يدعو المرء بعدم خروج الدجال أو يبعث النبي (ص) أو إسلام جميع الناس أو حصول الخوارق والمعجزات أو غير ذلك مما دلت النصوص على عدم وقوعه أو كونه مخالفاً لسنن الله الكونية.
3 - ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي (ص) هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال النبي (ص): " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا "
وفعلاً وقع ما كان يرجوه النبي (ص) فأسلم من أسلم منه ونصروا رسول الله (ص)، وقد قال النبي (ص) وهو في شدة الأذى حين شجت رباعيته: " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ".
ولا يمنع أن يخرج من أصلاب الكفار في كل عصر وفي كل مكان من يكون سببا لنصرة الدين والدعوة إليه، ولو لم يكن من ذلك إلا نجاته من النار لكفى مصلحة شرعية وما شرع الجهاد إلا ليعبد الله في الأرض، وقد عوتب النبي (ص) حين لعن بعض الكفار كما هو معلوم في سبب نزول قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} والحديث في الصحيحين وغيرهما.
والمقصود أن الدعاء عبادة ومطلب شرعي وفق السنن الشرعية والقدرية وهو أحد الأسباب التي يدفع بها المسلمون شر الكفار والظلمة ويبقى أسباب أخرى مادية تضم إلى الدعاء لئلا يتكل المرء على الدعاء فقط ومن ذلك:
1 - بيان موقف المؤمن تجاه الكفار من البراءة والبغض والكراهية وعدم موالاتهم أو مودتهم فيبين ذلك لعامة المسلمين الذين جهلوا هذه العقيدة أو تساهلوا فيها.
2 - بيان خطر الكفار ومخططاتهم وعدائهم للمسلمين.
3 - بيان ما يفعله الكفار في كثير من بلاد المسلمين عسكرياً وفكرياً.
4 - الاستعداد بالقوة كما قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعنم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}
5 - نشر الإسلام بالعقيدة الصحيحة والدعوة إليه في جميع بقاع الأرض.
فبمثل هذا يعز الالمسلمون بالدعاء والعمل والصبر على البلاء وبذل النفس والمال في سبيل الله أما أن يعيش المرء في الأوهام والخيالات ويأكل الملذات ثم يدعو الله ان يهلك الكفار جميعاً وهو سالم غانم فهذا لم يفعله الأنبياء ولا الصالحون من عباد الله في جميع العصور ولا يوافق سنن الله الكونية والقدرية من الابتلاء ومصارعة الحق والباطل وإلا لما خلق الله الشيطان ولما أهبطنا إلى الأرض ولجعل الناس كلهم مؤمنين وقد قال تعالى: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}
وقال تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد}
وقد قتل عدد كبير من أنبياء الله واستشهد كثير من أصحاب رسول الله (ص) وهم أكثر الناس عبادة وأقربهم إلى الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 08:59]ـ
لا أجد ما يمنع من القول بمشروعية الدعاء على الكفار بعامة .. إلا شيء واحد ..
وهو أنه دعاء بالمستحيل!
لأن المدافعة بين أهل الإيمان والكفر مستمرة إلى قيام الساعة .. كما دلت عليه النصوص
وقد قال صلى الله عليه وسلم:"سيكون أقوام يعتدون في الطهور والدعاء" .. من حديث أبي رافع ..
ولهذا أميل إلى قول شيخنا المفضال أبي حازم .. حفظه الله ورعاه
والله أعلم
ـ[خالد العامري]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 01:57]ـ
أحسن الله إليكم أبا حازم، وشكر الله جهدكم أخي علي الفضلي.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 07:03]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
إعانة النبيه على تصنيف نفسه بين المحدّث والفقيه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 01:45]ـ
الغالب في الناس اليوم هو التخصص ..
وترى كثيرا من طلبة العلم يصرف زمانا غير يسير
في استكناه ما تميل إليه نفسه .. ومعرفة الأليق بها ..
ويمضي من الوقت الطويل دون أن يقف على حقيقة ما يريد .. فتراه حيران .. وقد ينتهي إلى نتيجة غير دقيقة مفادها أنه متفنن بطبعه .. ولهذا لم يستقر على قرار في هذا الشأن ..
وسأضع ملامح يسيرة-بعون الله تعالى-قد تعين المبتدئين من أمثالي على تحديد الميسّر الذي خلقه الله في النفس .. فكلٌ ميسر لما خُلق له ..
-السمة البارزة في أهل الفقه .. براعة الاستنباط والقدرة على استخراج الأحكام والمهارة في استعمال القياس الصحيح .. وفي ذلك يتنافسون
قال تعالى"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم"
-والسمة البارزة في أهل الحديث القدرة على الحفظ .. والربط بين المحفوظات
حتى إذا استوفى أحدهم طرق الحديث .. ميّز الصحة من الضعف .. بجمع القرائن والتواريخ والأحكام في الرجال .. ومن ثم المحاكمة والخروج بنتيجة سديدة أو مقاربة ..
"نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع"
فكيف تعرف نفسك إن كنت من هؤلاء .. أو .. هؤلاء؟
سأضرب أمثلة يسيرة لعلها تفي بالمطلوب أو بعضه:-
1 - إذا أثبت الراوي شيئا .. ونفاه من هو أرجح بمزيد حفظ أو كثرة عدد ..
فإن كنت تميل إلى ترجيح رواية الإثبات .. فنفسك نفس الفقيه
وإن كنت -بطبعك-تجنح لموافقة المخالفين الذين هم أحفظ .. ففيك نفس أهل الحديث
وقس عليها ..
2 - إن كنت تميل للقول بالنسخ .. أكثر منك ميلا للجمع-أي بين الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض- .. فأنت أقرب للحديث
ولا عكس
3 - إن كنت كثير الترجيح لآراء أبي حنيفة وأهل الرأي .. فقد تكون أميل للفقه ..
وإن كنت أميل-بالطبع والفطرة-لترجيح آراء أحمد وفقهاء الحديث .. فأنت أقرب للحديث ..
لأن النَفَس الحديثي .. يميز صاحبه حتى في اختياراته الفقهية
ولا أعني هنا الميل الناشيء عن التعصب .. كما لا أعني نفي كون الإمام أحمد فقيها كما يزعمه بعضهم
4 - إذا كانت متعتك بقراءة كتاب نخبة الفكر أو فتح المغيث أكثر منها لدى قراءة كتاب روضة الناظر أو المحصول .. فأنت بطبعك أقرب لعلم الحديث ..
والحق أن هذه أوضح الأمارات
5 - إذا كانت أذنك تواقة لسماع حدثنا .. وأخواتها .. فيروق لك أن يُذكر الحديث بسنده
دون الاكتفاء بالمتن مجردا .. فقد تكون دلالة على كونك مخلوقا للحديث ..
6 - إن كنت مولعا بمطالعة القضايا الفقهية المعاصرة .. واختلافات العلماء فيها من النوزال التي ليس فيها سلف .. فأنت "مشروع" فقيه ..
7 - إذا كان ثمّ رجلان على ذات الدرجة من الفضل ..
وكان أحدهما فقيها والآخر محدثا .. فكنت ميّالا لسماع أحدهما على حساب الآخر ..
دون أن يتعلق ذلك بأمور خارجة أخرى كالأسلوب وغيره .. فمن كنت له أسمع .. فهي آية بهذا الصدد
ومن اجتمعت فيه الأمور فلم يترجح له ..
فهو فقيه محدث ..
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
وما سبق مجرد إشارات تعين في التنبيه إلى الملكات التي استودعها الله في عباده .. ولا يلزم أن تكون قوانين صارمة ..
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 10:41]ـ
وماذا إذا كانت نفسه تنازعه إلى معرفة الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والتاريخ والأدب والشعر، وكذلك الفلسفة والمنطق والكلام، وكذلك تعلم اللغات المختلفة، وكذلك الفيزياء والكيمياء والفلك، وكذلك معرفة السياسة والأحداث والواقع المعاصر، و ......... و .......... و ........ إلخ
لا شك أن هذا في حاجة إلى شفاء من مرض عضال، يصعب علاجه، وقد عبر عنه الشاعر بقوله:
ولكن نفسي إلى كل نوع ............... من العلم تسمعه تَنْزِعُ
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:32]ـ
هذا سيكون مصابا بدائي ..
فإن وفقه الله ويسر له فسيكون متفننا متقنا موسوعيا
ولكن بالطبع لن يتأتى له أن يحصّل من كل ما ذكرتم ..
ولكن قد يصبح-على ندرة- علامة في الفقه .. علامة في الحديث .. علامة في التفسير .. عالما في اللغة
وبقية الأشياء يأخذ منها من كل بستان زهرة ..
والله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:28]ـ
انظروا كم من الغبن قد لحقكم لأنكم لم تخرجوا في التبليغ .. ؟:)
لو خرجتم أو لو خرجتم كما ينبغي و عرفتم حق المعرفة ... إذن لعلمتم أن هذا السبيل التبليغي هو الأداة الفعالة لتنتج جميع أنواع العلماء .. !؟ ثم أنت مختبيء في الأخفياء!!؟؟!!:):):)
الوقت يمضي أيها الإخوة فالعجلة العجلة.(/)
علاج الرجال للنساء المشكلة والحل ((قضية للنقاش))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 02:18]ـ
علاج الرجال للنساء المشكلة والحل ((للنقاش))
من المواقف الصعبة والمحرجة للمراة المسلمة ولمحرمها الغيور عليها ان يعالجها رجل ونحن نعلم ان الشريعة الاسلامية جاءت برفع الحرج وان الضرورة لها احكام وتقدر بقدرها وان العلماء قالوا في علاج المسلمة انها
تعالجها امراة مسلمة فان لم توجد
فامراة كافرة فان لم توجد
فرجل مسلم فان لم يوجد
فرجل كافر
هذه قضية مطروحة للنفاش والبحث عن حلول مناسبة ولاادري هل هو عجز في وزارة الصحة عن انشاء مستشفيات خاصة للجنسين ام ماذا؟؟؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 03:07]ـ
مقال متعلق: حول مسألة الحياء في الطب
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=216415
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 07:36]ـ
هذه قضية مطروحة للنفاش والبحث عن حلول مناسبة ولاادري هل هو عجز في وزارة الصحة عن انشاء مستشفيات خاصة للجنسين ام ماذا؟؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 07:48]ـ
أخي الحبيب أبا محمد
مجلة مجمع الفقه الإسلامي
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6688&highlight=%E3%CC%E1%C9+%E3%CC% E3%DA+%C7%E1%DD%DE%E5+%C7%E1%C 5%D3%E1%C7%E3%ED
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 04:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:49]ـ
لاأعتقد أنه عجز
لكن أيضا ليس بهذه السهولة ولكن يجب عمل جدول زمني لها
وبالنسبة في الوقت الراهن لو طبقت الانظمة والتعليمات الصادرة من الوزارة
لقلت مثل هذه الحالات
لكن المشكلة في أن كثير من الدكاترة " وهذا من واقع تجربة شخصية" يعتقد
بماأنه دكتور فيجوز له كل شئ فلايتورع حتى من إدخال المتدربين على المريضات مع العلم أن للمريض الحق في طردهم وعدم قبولهم وأكثر الذين يوافقون هم الاجانب
من ناحية أخرى: يجب فتح مجال التمريض للبنين كماهو مفتوح للبنات
وكذلك أيضا إعطاء ميزات للطبيبات من حيث إعفائهن من المناوبات وعدم مساواتهم بالرجال
الجدير بالذكر أن في اليابان مستشفيات كبيرة خاصة بالنساء وربعنا ماهم راضيين يقتنعون
وكذلك يوجدمستشفى أهلي في عنيزة خاص بالنساء
وشكرا لاثارة مثل هذا الموضوع الحساس
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 10:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لاضافتك الرائعة. اخي مصطفى القرني
و بارك الله فيك ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 05:28]ـ
الكتاب: الأحكام الطبية المتعلقة بالنساء فى الفقه الإسلامي
المؤلف: محمد خالد منصور
الناشر: دار النفائس
الطبعة: الثانية، 1420 هـ / 1999 م
عدد الأجزاء: 1
رابط التحميل: http://www.lisaanularab.com/turathuna/books/fikh/02.rar
http://www.lisaanularab.com/turathuna/index.htm
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 09:01]ـ
/// الذي يظهر لي و الله أعلم بأنّ هذه المسألة صعبة التحقيق على أرض الواقع:
و ذلك لقلّة الأطباء المتخصصين و قلّة المهارة الطبية
و كم من مرض قد يظهر بأعراض تبدو بسيطة لأطباء نساء ذو كفاءة أقل من أطباء رجال أعلى منهم في المستوى و لا تكون تلك الأعراض بسيطة لهؤولاء الأطباء الرجال
فالمطلوب أخذ المريض بحسب المتيسر إلى من له كفاءة أكبر من الأطباء بغض النظر عن الجنس و الله أعلم فهذه حاجة
و لكن في أرض الواقع هذه الكفاءة متوزعة بين الأطباء و بين الجنسين فيصعب على الطبيب نفسه أن يحدد للمريض إلى من يذهب فكيف بمن لا علاقة له بالطب
و بالنسبة للمتمرن فهو يحتاج للتعلم و التمرن على علاج المريض مهما كان جنسه لأنّه لا يدرى في المستقبل من سيضطر للعلاج عنده من الجنسين
/// ناهيك على أنّ القناعات مختلفة
/// و الذي يظهر لي بأنّه يمكن للمريض مهما كان الجنس أن يفحصه أي طبيب مؤهل مهما كان الجنس و كذا يمكن للمتمرن مهما كان جنسه أن يحظر مع هذا الطبيب و كل هذا للحاجة لهذا الأمر و قد ثبت أنّ النساء كنّ يخرجن في الغزاوت مع الصحابة لتمريض الجرحى و المصابين
/// إلاّ أنّه ينبغي أن تتوفر لذا الطبيب و المتمرن شروط منها الأهلية و الأمن من الوقوع في الحرام
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 06:04]ـ
الله لا يحوجنا لطبيب يا رب ولا يكشف لنا عورة. . آمين
وعن الموضوع أقول: إن النساء أيضا يتحملن جزء من المشكلة، إذ لو وُجد نساء بنسبة عالية يرفضن الاختلاط والكشف عند أطباء وينادين بحقهن في إقامة مستشفيات خاصة بهن؛ لما ظلت المشكلة قائمة بلا حل.
في العيادات الخاصة والخاصة بالبشرة وعلاج أمراضها (حب الشباب - البهاق ... ) والتي تتطلب كشف الوجه وغيره تجد رسوم الكشف لدى الطبيب أقل من رسوم الكشف لدى الطبيبة بحوالي 300 ريال ومع ذلك تجد الإقبال لدى عديمات الحياء على الطبيب بحجة الرسوم المخفضة (700 ريال مقابل ألف على رسوم الطبيبة)!!
الله عز وجل يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
هذا مع المطالبة بإنشاء مستشفيات (حكومية) خاصة باالنساء ولن تعجز الدولة عن إنشائها، لكن عندنا كسل وتسويف واتكالية.
مع العلم أنه في الرياض يوجد مستشفى نسائي (الأسرة) الواقع في ظهرة البديعة. وكذلك مستوصف نسائي (الشمائل) بالسويدي شارع الأبراج أظن ورسوم فتح الملفات معقولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 08:00]ـ
موضوع جيد
لي قريب يعمل في وزارة الصحة وهو مطلع على بعض الأمور المتعلقة باستقدام الأطباء
يقول لي: إن أصعب شيء نواجهه أن نوفر أطباء متميزين فالطبيب المتميز لا يرضى بالخروج من بلده لأنه لا حاجة له بالقدوم وهو يجد قبولا بين وسطه
ويقول المشكلة عند النساء أكبر فالطبيبة قد نلح بالطلب عليها بعروض خيالية وقليل من يرضين ثم إذا قدمن جاءتهن عروض أكبر في المستشفيات الخاصة ولهذا رفعت الدولة رواتب الموظفين الأجانب في القطاع الصحي
ولقد سألته لماذا يوجد رجال في عيادات الولادة قال إن المرأة بطبيعتها ضعيفة فلا تستطيع مشاهدة بعض الأحوال الصعبة والعمليات الجراحية فنضطر بوجود الرجال معهن
ولهذا أقول للمشاركين هنا أتمنى أن نجد حلا مناسبا ولو بالتدريج الممل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 10:02]ـ
شكرا لكم جميعا على تعليقاتكم المفيدة و بارك الله فيكم ...
ـ[أم فراس]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 11:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد التنبيه على قضية هامة:
العلاج عند الأطباء يمكن استبداله بطبيبات، لكن إجراء العمليات الجراحية فيه مشكلة أخرى،وهي عدم وجود متخصصات في التخدير وقد تعرضت لهذه المشكلة،وسألت لماذا لا توجد طبيبات للتخدير وروي لي أن المريض أثناء العمليات الجراحية يغيب نفسه وعند ذلك يحتاج لتدخل من طبيب التخدير،بحيث يدخل بإحدى يديه أنبوب في الجهاز التنفسي،ويرفع بيده الثانية المريض في نفس الوقت، وهذا العمل لا تستطيع النساء القيام به،وهي أخطر مرحلة ساعة العملية،والله أعلم بالصواب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 12:04]ـ
اختي الكريمة الضرورة لها احكام وتقدر بقدرها لكن ان نجعل الاصل الاختلاط كما هو حاصل فهذه هي الكارثة
نسال الله العافية
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 01:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي المشرف على هذا الطرح الجيد وهذه البلوى عامة عندنا في الجزائر والعجيب في ذلك ترى من بعض النساء من يقصد الرجل في استعمال الحقن عند الممرضين الرجال؟؟؟ وكذلك في بعض مصالح التوليد؟؟؟؟؟
فإنا لله وإنا إليه راجعون،والحل يكمن من جهتين والله أعلم:
-الوازع الديني لدى عموم المسلمين
-قرارات السلطان بمنع الاختلاط خاصة خاصة في العلاج
جزاك الله خيرا أخي أبو محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 12:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 11:42]ـ
بارك الله فيكم موضوع غاب عن أذهان الكثيرين.
والوضع في بلاد الحرمين أخى الحبيب أبا محمد لا زال أفضل من غيرها فكما قال أخى الجزائري انحدر الأمر في البلاد الأخرى إلى هوة سحيقة فمثلاً عندنا في مصر الغالبية العظمى من أطباء النساء ذكور (لن أقول رجال) ... والغالبية العظمى من أطباء الذكورة والأمراض التناسلية (القسم الخاص بالرجال) هم من الإناث!!!!
وتقابل الرجل صاحب الحياء مشكلة إذا ألم به مرض أو احتاج للكشف للبحث عن طبيب رجل ماهر!!
وإذا لم يتم تدارك الأمر بسرعة في بلادكم فأخشى أن تنحدروا إلى الهوة السحيقة التى انحدرت البلاد الأخرى إليها:
وهناك أمور لابد من التركيز عليها:
1 - إثارة الغيرة لدى الرجال والحمد لله فشعوبنا معظمها من العرب أو البربر وهما أغير الأجناس وذلك لمنع بعض النساء اللانى يتتساهلن في الذهاب إلى الطبيب الذكر بلا ضرورة.
2 - توضيح مفهوم الضرورة لدى الناس وأنها تقدر بقدرها فمثلاً لو احتاج الطبيب إلى فحص جزء في بطن
(أو مكان آخر أكثر حساسية) لدى المريضة فلا داعى لكشف يدها أو وجهها ولا يقال هنا أن العورة الكبرى إذا جاز كشفها جاز للعورة الصغرى فهذا من أبطل القياس وأبرده.
3 - تكوين جمعيات لها صفة رسمية من الداعيات الفاضلات في كل محافظة أو بلدة لتوعية النساء ونشر قوائم بأسماء الطبيبات المتميزات وأماكن تواجدهن ومهارتهن كذلك نشر قوائم سوداء بأسماء المستشفيات المخالفة سواء الحكومية أو الأهلية وتوزع في تجمعات النساء والمساجد وغيرها للضغط على أصحاب المستشفيات المخالفة لتصحيح أوضاعهم.
4 - التركيز على حق المرأة المحجبة في الكشف عليها أو علاجها من طبيبة وأن هذا ليس بتشدد أو تنطع فالمرأة المحجبة سواء ترى وجوب تغطية الوجه أو استحبابه تُجرح بشدة عند كشف وجهها وهذا ينبغى احترامه ونخاطب بهذا الأسلوب جماعات المنحلين من العلمانيين وأشباههم من جمعيات حقوق الإنسان وباقى المنظمات المشبوهة فعليهم احترام حقوق المتدينين في الحياء كما يحترمون حقوق غير المتدينين في قلة الحياء (وليس معنى هذا أننى أقر فكرهم بل أقترح ما يحيدهم ويخرجهم من المعركة إن كان فيهم بقايا عدل أو حياء وما أظنهم يعرفونه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 01:25]ـ
5 - التوسع في التعليم الطبي للبنات وخاصة في التخصصات التى لا تحتاج مهارة كبيرة كالعلاج الطبيعي والطب البديل كالحجامة وغيره لتقليل الاعتماد على الطبيب الذكر في كل شئ.
6 - تشجيع الطبيبات الماهرات من الدول العربية الأخرى للقدوم طرفكم وذلك برفع الأجور وإعفائهن من نظام الكفالة وإتاحة إمكانية إنهاء عقودهن أو رجوعهن لبلادهن في حالة رغبتهن حتى يتم حمايتهن من أصحاب المستوصفات والمستشفيات الأهلية .. فقد سمعت قصصاً عجيبة لا تكاد تصدق عن معاملة أصحاب المستشفيات الأهلية لهن.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 01:50]ـ
جزاكم الله خيرا ..
أما القول بأن توفير الطبيبة الماهرة صعب أو متعذر لقلة عددهن ; فهذا من أبطل الباطل , فخريجات الطب المتفوقات يقدرن بالآلاف كل سنة - و هذا في الجامعات المصرية فحسب - فكيف بباقي الدول الإسلامية؟!
و قول أخينا الفاضل " مصطفى القرني ":
لكن المشكلة في أن كثير من الدكاترة " وهذا من واقع تجربة شخصية" يعتقد
بماأنه دكتور فيجوز له كل شئ
قول صحيح للأسف , و مشاهد بكثرة بين الأطباء و المتعالجين أيضا! فالكثير يتعامل مع الطبيب كما لو كان قد رفع عنه قلم التكليف! و أذكر مرة أثناء عملي بأحد المستشفيات الريفية واقعة طريفة , تتلخص أن أحد أطباء النساء و الولادة قد رأى أحد المزارعين يريد أن يدخل حجرة النساء ليطمأن على زوجته , فلما نهره الطبيب قائلا: " كيف تريد أن تدخل حجرة النساء و أنت رجل؟! " أجابه المزارع البسيط على الفطرة: " و ماذا في هذا؟ ألست تدخل عليهن أنت؟ أم أنك لست ب " رجل " أنت أيضا؟ ". فبهت الطبيب!
هذا غير المخالفات العديدة التي تحدث أثناء تدريب الطلاب , و التي كنت أتميز منها غيظا أثناء فترة دراستي بكلية الطب! و لا مجال لحصرها جميعا الآن ..
و لكن إحقاقا للحق , ما ذكره الأخ " أبو محمد العمري " هنا:
فمثلاً عندنا في مصر الغالبية العظمى من أطباء النساء ذكور (لن أقول رجال) ... والغالبية العظمى من أطباء الذكورة والأمراض التناسلية (القسم الخاص بالرجال) هم من الإناث!!!!
صحيح في القسم الأول فقط (أطباء النساء) , أما القسم الثاني فهو خطأ تماما بل طبيبات أمراض الذكورة هن من الندرة بمكان , و نحمد الله على ذلك ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 02:08]ـ
صحيح في القسم الأول فقط (أطباء النساء) , أما القسم الثاني فهو خطأ تماما بل طبيبات أمراض الذكورة هن من الندرة بمكان , و نحمد الله على ذلك ..
مرحباً بالأخ الفاضل ابن عبد الكريم
يوجد في بلدى فى تخصص الأمراض الجلدية والتناسلية حوالى 30 عيادة خاصة عدد الطبيبات أكثر من 20!!!!
وهذا ما ذكره لي أحد الأطباء.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 05:29]ـ
الاخوة الافاضل ابن عبدالكريم وأبو محمد العمري
شكرا لكم جميعا على تعليقاتكم المفيدة و بارك الله فيكم ...(/)
من الأخطاء الشائعة في الأسماء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 01:47]ـ
الاخطاء الشائعة في الاسماء
من الاخطاء الشائعة في الاسماء نطق بعض الاسماء اوكتابتها بطريقة خاطئة
وبالذات في الاسماء المعبدة لله كان يقال اسرة العبد الله او العبد الرحمن
بدلا من آل عبدالله او آل عبدالرحمن او آل عبداللطيف حيث تجعل اسماء الله الحسنى
بدلا من العبد والاصل انها مضاف ومضاف اليه
ولكون هذ اممايخدش الاعتقاد من وجهة نظري
احببت التحذير من كتابة اونطق مثل هذه العبارات
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:52]ـ
بارك الله فيك، حقيقة غائبة، ومشكلة لابد لها من حل، ونشرها بين الناس وتوعيتهم فيها حق لابد من العمل عليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:19]ـ
أجاز الشيخ ابن باز رحمه الله ما كان من الأسماء نحو (العبد اللطيف) (العبد العزيز)، كأنه وصف للعبد بهذه الصفة.
وهذا لا ينسحب على (العبد الله) و (العبد الرحمن)، وكلها من باب واحد.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:26]ـ
بارك الله فيكم
يبدو لي أنَّ في الأمر سعة، فالناس يطلقون هذا تخفيفاً للمد في (آل) ليس أكثر
وليس اللطيف والعزيز في كلامهم صفةً للعبد، بل هو صفة لله تعالى
آلُ الرجل المسمَّى (عبداللطيف)
كـ (آل عاصمي) = (العاصمي)
و (آل محمد) = (المحمد)
و (آل عثيمين) = (العثيمين)
وأمثال هذا كثير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:35]ـ
ولكن المشكلة يا شيخنا الفاضل هل يصح تخفيف المد هذا لغة؟ لا سيما وهو موهم شرعا؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 06:42]ـ
لا أدري إن كان في اللغة ما يؤيد هذا التخفيف، ولا يبدو هذا لازماً لأجل التماس العذر لهم
بل يكفي في نظري كونهم فعلوا هذا تخفيفاً -ولو كان لحناً- ماداموا قصدوا المعنى الصحيح
ويبقى الخطأ -إن كان- خطأ يسيراً لا يخدش الاعتقاد
ومثل هذا يقال في كتابة بعضهم (إنشاء الله) وسبق البحث فيه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 07:54]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا،ونفعَ بكم.
فائدة:
سُئلَ معالي الشَّيخ العلامة/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ سلمه اللَّه تعالى ـ في شَرْحِه للعقيدةِ الطَّحاوية، الشَّريط الثَّالث:
: ما حكم تعريف الاسم المضاف إلى الله جل وعلا مثل العبد اللطيف؟
فأجاب:هذا لا يجوز، هذا نبهنا مرارا أنه لا يجوز كتابة هذه، ولا نُطقها على هذا الشكل، كتابتها العبد اللطيف أو العبد الله، أو العبد العزيز، أو العبد الكريم بهذا الشكل، أن تكون العبد هكذا معرفة، واللطيف معرفة؛ لأن هذا يجعل اسم الله جل وعلا مشتبها أن يكون نعتا للعبد، هذا لا شك يجب دحضه ويجب رده، فتكتب آل منفصلة، ثم عبد اللطيف، حتى تقرأ: آل عبد اللطيف، آل عبد الكريم، آل عبد العزيز، آل عبد الله، آل عبد الوهاب، وهكذا في نظائرها.
فطلبة العلم ينبغي ينبهون على ذلك، وربما يجري تنبيه من الجهات الرسمية على هذا الأمر، أنّ هذا فيما يظهر لي أنه من المنكرات لأنه فيه امتهان لأسماء الله جل وعلا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 08:00]ـ
فائدة:
لا يزال كثيرٌ من الناس -في قُرانا- ينطقون (آل) على الجادة، ولا يلحنون فيها
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 08:24]ـ
بارك الله فيك، حقيقة غائبة، ومشكلة لابد لها من حل، ونشرها بين الناس وتوعيتهم فيها حق لابد من العمل عليه.
حقيقة غائبة ..
لابد لها من حل ..
لابد من العمل عليه ..
أخي المبارك الشيخ وليد سلمه الله
يبدو لي أن الأمر أسهل من ذلك، وقد حملته حمالة كبيرة، لا يستحقها.
وقول أخي (أبو محمد الغامدي) بأن هذا مما يخدش الاعتقاد محل نظر، فإن (العبد اللطيف) مثل (آل عبد اللطيف) سواء بسواء، وهي بمعناها، وفصل (ال) أو وصلها غير مؤثر في المعنى ومقصد القائل ظاهر وواضح، وقد ذكر شيخنا ابن باز رحمه الله أنه لا بأس بذلك.
هذا ما وددت طرحه، فإن كنت مصيبا فمن الله وحده.
وأشكرك أخي الفاضل وليد على حرصك، والشكر أيضا لأبي محمد على طرحه مثل هذه الموضوعات وإفادته لإخوانه الأعضاء وغيرهم وأنا أولهم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 08:31]ـ
تنبيه جيد جزى الله حبيبنا الغامدي كل خير
وسبحان الله حينما قرأت الموضوع كان بجواري كتاب الشيخ عبدالعزيز ... عبداللطيف (دعاوى المناوئين ... )
فلم أستطع التعقيب رغم إقتناعي بكلام حبيبنا الغامدي، لكن قلت لعل للعلماء راى لا نعرفه،
ثم كملت الفائدة بتعقيب الإخوة جزاهم الله خيرا عظيما
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 08:37]ـ
الأخ المفضال عبدالمحسن .... حماه الله من كل شر
أين ذكر ذلك سماحة الشيخ عبدالعزيز ... رحمه الله
إن استطعت فلعلك سمعته ولا تذكر له مرجعا ولا سيما أنك ممن شرفت بطلب العلم عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 01:00]ـ
الاخوة الافاضل
ابو مالك العوضي و سلمان أبو زيد والحمادي و عبد المحسن بن عبد الرحمن وآل عامر
جزاكم الله خير اعلى تعليقاتكم النافعة
واعجبني نقل الاخ الفاضل العوضي وعبد المحسن بن عبد الرحمن
عن شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله واطلب منهما ذكر المصدر
واعجبني نقل الاخ الفاضل سلمان أبو زيد
عن معالي الشَّيخ العلامة/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
ولي سؤال ومنكم نستفيد هل كل ماجاز لغة جاز شرعا لان بعض الاخوة علل بوجود هذا في اللغة؟؟(/)
قانون لتجريم ختان الاناث في مصر؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:22]ـ
نقلا عن موقع اخباري
بعد فتوى تحريم ختان الاناث الصادرة عن مفتى البلاد وقرار وزير الصحة بمعاقبة كل من يجرى هذه العمليات من الاطباء او غيرهم، استحدث المجلس القومي للامومة والطفولة فى مصر مادة لتجريم ختان الاناث فى اطار تعديلات قانون الطفل التى اعدها المجلس.
المادة الجديدة تعتبر هذه الممارسة صورة من صور العنف والايذاء الجسدي والنفسي وانتهاكا لحقوق الطفلة والمرأة.
فما تعليقكم ايها الاخوة
... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:14]ـ
بالطبع ظلم للناس وعدوان على أحكام الشرع
نسأل الله السلامة
ولكن الختان للإناث لا يجرى في بلادكم! هل هو لأسباب متعلقة بالمذهب المتبع عندكم أم ماذا؟
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:24]ـ
أخي أبو الفضل:
أظن أن للمذهب الحنبلي له تأثير قوي في بلاد السعودية لكن العادات لها تأثير أيضا في عدم ختان الاناث. والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 10:05]ـ
بارك الله فيكم
فرقٌ بين ترك بعض الناس للختان لا لإنكاره، وبين إنكار مشروعية الختان وتجريم فاعله
فأكثر الناس عندنا لا يختنون الإناث، لكنهم لا ينكرون مشروعيته أو جوازه
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 11:08]ـ
فأكثر الناس عندنا لا يختنون الإناث، لكنهم لا ينكرون مشروعيته أو جوازه
أفهم من هذا أن متأخري الحنابلة لا يرون وجوب ختان الإناث
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 02:36]ـ
أفهم من هذا أن متأخري الحنابلة لا يرون وجوب ختان الإناث
عند الحنابلة خلافٌ في حكم ختان الإناث، وعامة الناس يأخذون بفتوى علماء عصرهم
وأكثر علمائنا المعاصرين على عدم وجوب ختان الإناث
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 03:26]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا أبا محمد الغامدي، وبارك الله في الإخوة والمشايخ (أبو الفضل المصري، وعبد العزيز بن عبد الله، وأبو محمد الحمادي).
وهذه روابط هنا في المجلس العلمي لها صلة بموضوع ختان الإناث:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4420&highlight=%CE%CA%C7%E4+%C7%E1% C5%E4%C7%CB
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5998&highlight=%CE%CA%C7%E4
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4438&highlight=%CE%CA%C7%E4
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=56892#post568 92
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 03:29]ـ
جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ على أحمد عبد الباقي
أفدتمونا والله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً فضيلة المشايخ
(أبو الفضل المصري، وعبد العزيز بن عبد الله،
وأبو محمد الحمادي و على أحمد عبد الباقي
على مشاركتكم النافعة ووفقكم لمايحب ويرضى(/)
لمحات من حياة الإمام علامة عصره محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 11:07]ـ
لمحات من حياة الإمام علامة عصره محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله
من العلماء الأعلماء الذين ظهروا في اليمن في القرن الثاني عشر الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله، وهو إما مجتهد، كان له باع طويل في العلم، وخلَّف تراثا ضخما تجاوز الثلاثمائة مؤلف ما بين كتاب كبير ورسالة صغيرة، وكان له إلى جانب الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى أثر كبير في النهضة العلمية الإصلاحية في العصر الحاضر، لهذا أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم لمحات عن حياة هذا العالم نتناول سيرته الذاتية، وجهوده العلمية، وعقيدته ومذهبه، وذلك وفاءً بحق هذا العلم، ودفعًا لما يمكن أن يظن به، بسبب ظهوره في بيئة زيدية معتزلة، بل إن بعض الباحثين لا يرغب في دراسة تراث أمثال هؤلاء، مع تحررهم من التقليد والتبعية، واتباعهم للكتاب والسنة المحمدية، وقد ذكر ذلك الشوكاني رحمه الله فقال: "ولا ريب أن علماء الطوائف لا يكثرون العناية بزهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية ما لا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال، فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف، يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دوواين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ولا يرفعون إلى التقليد رأسا، لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها، بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ع اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة ... " (1).
وبعد، فهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود.
أولا: سيرته الذاتية وتشتمل على ما يلي:
1 اسمه ونسبه وكنيته ولقبه:
هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن علي، وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ويكنى "بأبي إبراهيم" وإبراهيم هو أكبر أولاده، وأمه ابنة السيد هاشم بن يحيى الشامي، وقد تزوجها الصنعاني في شوال عام 1317ه (2)، ويلقب "بالمؤيد بالله"، وقد ذكر ذلك صديق خان (3) والزركلي (4)، وهو غير مشهور به بين أهل العلم كلقبه الثاني وهو: "البدر" (5) وقد اشتهر به شهرة واسعة، والبدر: هو القمر إذا امتلأ، ويشبه الرجل به إذا تم وكمل، قال ابن منظور (6): "وبدر القوم: سدهم على التشبيه بالبدر".
كما اشتهر الصنعاني أيضا "بالأمير"، وهو يطلق عليه وعلى أجداده، كما يطلق على أحفاده، ولكن إطلاقه عليه أشهر، وقد قال الشوكاني (7) بعد سياقه لنسبه: "المعروف بالأمير"، والأمير نسبة إلى الأمير الشهير: "يحيى بن حمزة بن سليمان ت636ه" (8) ولهذا يقال للصناعني: "الأمير"، ويقال أيضا: "ابن الأمير".
وقد لقَّب الشيخ عبد الحي الكناني (9) رحمه الله الصنعاني "بالمتوكل على الله" والصواب أن هذا ليس لقبًا له، وإنما لأبيه كما قال الزركلي (10) في ترجمة محمد بن إسماعيل: " ... يلقب "المؤيد بالله" ابن "المتوكل على الله".
2 مولده ونشأته الأولى:
ولد محمد بن إسماعيل ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة عام 1099ه (11) بمدينة "كحلان" (12)، ثم انتقل مع والده إلى مدينة "صنعاء" عام 1107ه كما ذكر الشوكاني (13)، وقد ذكر المؤرخ زيارة أنه انتقل عام 1110ه (14)، ثم ذكر في ترجمة والد الصنعاني أنه انتقل عام 1108ه (15)، والذي أميل إليه في ذلك هو رأي الشوكاني رحمه الله لقرب عهده بالمترجم له، كما أنه لم يذكر إلا تاريخا واحدا، وقد ذكر المؤرخ زيارة تاريخين مختلفين كما سبق ذكره.
وقد أقام الصنعاني رحمه الله بصنعاء ومات فيها، ولم يخرج منها إلا لتلقى العلم على يد المشايخ، أو للابتعاد عن السلطة الحاكمة في صنعاد، ومكنه في نهاية الأمر استقر بها حتى وفاته.
وقد أتم الصنعاني حفظ القرآن عن ظهر قلب بعد دخوله صنعاء، ولعل الباعث لهجرة والد الصنعاني من "كحلان" إلى "صنعاء" رغبته في تلقي العلم له ولأولاده على علماء صنعاء، وقد رجح ذلك مؤلفو الكتاب "ابن الأمير وعصره" (16).
3 ورعه وزهده:
(يُتْبَعُ)
(/)
عاش الصنعاني رحمه الله حياته مكبا على العلم ونشره والدعوة إليه، ولم يطلب جاها أو سلطانا، ولما ولاه المهدي العباس أوقاف صنعاء في رمضان عام 1161ه باشر أعمال الوقف بصدق وأمانة، واتخذ بيتا صغيرا قريبا من بيته لسِجن فيه من يستحق التأديب فرارا من السجن بقصر صنعاء للتأثم عن زيادة العقوبة، ثم اعتذر عن الوقف وقال: إن ولايته للوقف عقوبة من الله على ذنب يعلمه بعينه، وأوصى بأن يتصدق من تركته بمائة قرش، ومائة قرش لفقراء بني هاشم تورعا من الوقف (17).
وقد عرض عليه المتوكل القاسم بن الحسين تولية القضاء في بندر "المخا" (18)، فامتنع، ثم عرض عليه الوزارة فامتنع، ثم القضاء العام والتصدر على الأعلام فامتنع من قبول جميع ذلك، واستقر على عادته في التدريس ونشر الإفادة (19).
وكانت العبادة هَمُّه وذكر الله شغله، وقد قال في قصيدة أرسلها إلى والده عند عزمه للحج في عام 1132ه:
ومن كان ذكر الله زاد رحيله
كفاه عن الزاد المجازى وأغناه
ومن كان بيت الله غاية همه
فطوبى له إن نال ما يتمناه (20)
وقد قال فيه صديق خان: "كان إماما في الزهد والورع. حكى بعض أولاده أنه قرأ في صلاة الصبح وهو يصلي بالناس "هل أتاك حديث الغاشية" فبكى وغشى عليه (21).
وكان دائما يذكر نفسه بلقاء ربه، فيقول في نحو سنة 1170ه وقد حمل العصا في يده:
ما حملت العصا يضعف ولكني
رأيت الرحيل مني قريبا
فحملت العصا لتذكير نفسي
أنني صرت في الأنام غريبا (22)
ثانيًا: سيرته العلمية وتشتمل على ما يلي:
1 نشأته وتحصيله العلمي:
نشأ الصناعني في بيئة علمية، فجده كان عالما فاضلا (23)، وأبوه كان من العلماء المحققين في معظم الفنون، يقول عنه حفيده إبراهيم: "حقق الفقه والفرائض ودرس ونقل ونظم واشتهر بالعلم والفضل والزهد والورع والتقوى وحسن الخلق، ولطف الطبع والتقشف الباهر ولينن الجانب، ومجانبة الدول وأربابها ... " (24)، وهكذا ذكر عنه صديق خان (25)، والمؤرخ زبارة (26).
وقد تأثر الصنعاني بالجو العلمي المحيط به، فحفظ القرآن عن ظهر قلب، وبدأ بالطلب وهو صغير السن، فدرس الفقه والنحو والبيان وأصول الدين والحديث وتفوق في ذلك، حتى أعجب به مشايخه، وقد ذكر الشوكاني أنه قرأ الحديث على أكابر علماء مكة والمدينة وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء (27).
وقد أحب الصنعاني العلم والبحث وتطلع إليها فاستهان المشاق في سبيل الطلب، فقد روى عنه أنه كان يكتب "زاد المعاد" لابن القيم، وكتاب "بهجة المحافل" على ضوء القمر لعدم توفر السراج، ولمَّا وصل عالم زبيد الشيخ "عبد الخالق المزجاجي" إلى صنعاء انصرف الصنعاني إليه ليدرس على يديه صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود، وكان الناس يذهبون إلى البيت الحرام للحج، ولكن الصنعاني كان يذهب للحج والعلم معا (28)، كما سيتضح من رجلاته.
2 رحلاته في طلب العلم:
للرحلة في طلب العلم مكانة كبيرة بين العلماء والمحققين، وعند علماء الحديث بوجه أخص، وقد نشأت في عصر الصحابة رضوان الله عليهم فجابر بن عبد الله رضي الله عنهما يرحل من المدينة إلى الشام ليقف على حديث واحد (29).
ولقد سار على هذا النهج الأمير الصنعاني، فرحل إلى أرض الحرمين الشريفين ليؤدي نسكه ويلتقي بالعلماء والمحققين ويأخذ العلم عنهم، ولقد حج أربع مرات في كل مرة كان يلتقي بالمشايخ ويستفيد منهم ويلازمهم، وكانت رحلته الأولى في عام 1124ه كما ذكر ذلك صاحب كتاب نفحات العنبر، وقد أخذ الصنعاني في هذه الرحلة عن ابن أبي الغيث أوائل الصحيحين وغيرهما وأجازه إجازة عامة، كما أخذ عن الشيخ طاهر بن إبراهيم الكردي، ثم ذهب إلى الحج للمرة الثانية عام 1132ه، وزار المدينة النبوية واجتمع فيها بالشيخ الحافظ أبي الحسن ابن عبد الهادي السندي، وكانت بينهما مباحثة ومراسلة علمية، ولم يرجع إلا في ربيع الأول من عام 1133ه، ثم حج الحجة الثالثة عام 1134ه، واجتمع في الحجاز بالشيخ العلامة الأشبولي، والشيخ عبد الرحمن بن أسلم وغيرهما، وقرأ على الشيخ العلامة محمد بن أحمد الأسدي شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد، وشرع في تأليف حاشيته عليه المسماة: "العدة على شرح العمدة" وقرأ في علم التجويد على الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، وأخذ عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وفي صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
مسلم وإحياء علوم الدين، ثم رجع إلى صنعاء وأحيا السنن واستمر على التدريس والفتيا والتأليف أما الحجة الرابعة والأخيرة فكانت في عام 1139ه، وفيها اجتمع ببعض العلماء المحققين، وأقام مدة في الطائف بعد الحج، ثم رجع عن طريق الحجاز، ولما وصل إلى مدينة "صعدة" (30) بلغه أن أمر الخلافه قد استقر للإمام الناصر "محمد بن إسحاق"، فاجتمع به في "شبام" (31)، ومنها عزم إلى "شهارة" (32) في ذي القعدة عام 1140ه، ولازم التدريس والإفادة والفتيا بها، وبقى فيها حتى صفر من عام 1148ه، ثم رجع إلي صنعاء وعكف فيها على التدريس والتأليف، ولم يذهب إلى مكان آخر خارج القطر اليماني إلا هذه الأماكن المذكورة في رحلاته الأربع.
وقد رحل إلى مدينة "كحلان"، وهي المدينة التي ولد فيها ليتلقى العلم على يد الشيخ: صلاح بن الحسين الكحلاني، وكان ذلك في عام 1128ه تقريبا وقرأ عليه هناك في شرح الأزهار (33).
3 شيوخه وتلاميذه:
أولا: شيوخه:
أخذ الصنعاني عن جملة من علماء بلده وخاصة فيما يتعلق بعلم البيان واللغة والفقه والأصول وغير ذلك، وقد ذكر الشوكاني أربعة من شيوخه فقط، ولعل هولاء أشهر مشايخه في بلده، ولكن كما سبق القول خرج محمد بن إسماعيل إلى مكة والمدينة والتقى بعلماء هذه الديار وأخذ على أيديهم علم الحديث، ولقد كان تلقي العلم وخاصة علم الحديث من البواعث على السفر إلى أرض الحرمين مع تأدية فريضة الحج، ولقد صرح الصنعاني بذلك فقال:
"ولما ألقى الله وله الحمد الولوع بهذا الشأن أي دراسة الحديث ومعرفته وكان علماء الحديث لا جود لهم بهذه الأوطان، وكان مشائخنا رحمهم الله وأنزلهم غرف الجنان الذين أخذنا عنهم علوم الآلات من نحو وتصريف وميزان، وأصول فقه ومعان وبيان، ليس لهم إلى هذا الشأن نزوع، وإنما يدرسون فيما تجرد عن الأدلة من الفروع، ووقفت على قول بعض أئمة الحديث شعرا:
إن علم الحديث علم رجال
تركوا الابتداع للاتباع
إلى أن قال: ثم من الله وله الحمد بالبقاء في مكة والاجتماع بأئمة من علماء الحرمين ومصر، وإملاء كثير من الصحيحين وغيرهما، وأخذ الإجازة من عدة علماء والحمد لله"، وبهذا القول يتبين لنا نوعية المادة العلمية التي حصَّلها الصنعاني، ولاشك أنها أثَّرت في تكوينه العلمي الذي فاق به غيره، ولم يذكر لنا الصنعاني مشايخه هؤلاء، ولكن بالتتبع والبحث وقفت على كثير منهم، وسأذكرهم هنا، مع ذكر ترجمة موجزة عن كل علم مع ذكر العلوم التي أخذها الصنعاني عنهم.
1 والده إسماعيل بن صلاح الأمير ت1146ه بصنعاء، كان آية في الذكاء، وحقق الفقه والفرائض ودرس واشتهر بالعلم، وأخذ عنه ابنه الفقه والنحو البيان.
2 الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، قرأ عليه الصنعاني في علم التجويد أثناء تأديته للحج في المرة الثالثة.
3 زيد بن محمد الحسن ت1123ه. قال عن الشوكاني: "المحقق الكبير شيخ مشايخ صنعاء في عصره في العلوم الآلية بأسرها.
4 سالم بن عبد الله بن سالم البصري ت1134ه. أحد علماء الحرمين في عصره. أخذ عنه في مسند أحمد وصحيح مسلم وإحياء علوم الدين.
5 صلاح بن الحسين الأخفشي ت1142ه. قال عنه الشوكاني: "العالم المحقق الزاهد المشهور المتقشف ... برع في النحو الصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه" أخذ عنه في شرح الأزهار.
6 أبو طاهر إبراهيم بن حسن الكردي المدني. أخذ عنه في حجته الأولى.
7 عبد الله بن علي الوزير ت1147ه. برع في العلوم الآلية والتفسير.
8 عبد الرحمن بن أسلم. أحد علماء الحرمين التقى به الصنعاني أثناء تأدية الحج للمرة الثالثة.
9 عبد الرحمن بن أبي الغيث خطيب المسجد النبوي أخذ عنه أوائل الصحيحين وغيرهما وأجازه إجازة عامة.
10 عبد الخالق بن زيد المزجاجي ت1152ه بصعناء وقد تقدم ذكره.
11 علي بن محمد العني ت1139ه. كان شاعرا بليغا وقاضيا مشهورا، أخذ العلم عن جماعة من أعيان عصره، وقد أخذ الصنعاني عنه في النحو والمنطق والفقه.
12 أبو الحسن الحافظ محمد بن عبد الهادي السندي ت1138ه أحد علماء المدينة المنورة في عصره، وقد التقى به في حجته الثانية، وقد وصفه الصنعاني بأنه شيخ علامة، وحامل لواء السنة في البقاع المقدسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 محمد بن أحمد الأسدي. شيخ علامة، التقى به الصنعاني في حجته الثالثة عام 1134ه، وقرأ عليه شرح عمدة الأحكام، وشرع في تأليف حاشيته المسماة "العدة في شرح العمدة".
14 هاشم بن يحىى الشامي ت1158ه أحد العلماء المشاهير الأدباء برع في جميع العلوم وفاق الأقران، ودرَّس للطلبة وانتفع به أهل صنعاء، وقد أخذ الصنعاني عنه علم الجدل.
ثانيًا: تلاميذه:
لقد كان للصنعاني نشاط بارز وأثر ملموس في نشر العلم وتدريسه وخاصة في صنعاء، ويصف المؤرخ زبارة نشاط الصنعاني في نشر العلم بين أبناء عصره ومدى تأثيره فيهم فيقول: "واستمر البدر الأمير على نشر العلم والسنة والدعاء إلى العمل بها حتى انتشرت كتب الحديث واشتغل الناس بها وتنافسوا فيها ... ".
وقد ذكر الشوكاني بعضا من تلاميذه ووصفهم بأنهم نبلاء وعلماء مجتهدون وهم كما يلي:
1 شيخ الشوكاني العلامة عبد القادر الناصر ت1199ه. قال عنه الشوكاني: "شيخنا الإمام المحدث الحافظ المسند المجتهد المطلق".
2 القاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن ت1199ه كان له شغف في العلم وعرفان تام بفنون الاجتهاد، وكانت له عناية كاملة بعلم السنة ويد طولي في حفظها، وهو عامل باجتهاد نفسه لا يقلد أحدا، وقال عنه زبارة: "أخذ عن السيد الحافظ محمد بن إسماعيل الأمير، وحضر دروسه العامة في علم الحديث".
3 القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال ت1092ه قال عنه الشوكاني: "برع في كثير من المعارف ... ، وهو من العلماء المشاركين في فنون عدة، وله أبحاث ورسائل وقفت عليها وهي نفيسة ممتعة، ونظمه ونثره في رتبة متوسطة".
4 العلامة الحسن بن إسحاق المهدي ت1160ه. فاق في غالب العلوم وصنف التصانيف منها "منظومة الهدي النبوي"، وهي نظم لكتاب الهدي النبوي لابن القيم، ثم شرحها شرحا نفيسا، وله أشعار فائقة منها قصيدة مدح فيها شيخه العلامة محمد بن إسماعيل الأمير، وقد قرأ على الصنعاني في البحر الزخار وضوء النهار وغيرهما.
5 العلامة محمد بن إسحاق المحدي ت1167ه كان من أئمة العلم المجمع على جلالتهم ونبالتهم وإحاطتهم بعلوم الاجتهاد.
قلت: ومن تلاميذه أيضا أبناؤه الثلاثة. قال زبارة: "كان يقول بعض الأكابر خلف السيد محمد بن إسماعيل الأمير ثلاثة أولاد وتقسموا فضائله" وهم كما يلي:
6 إبراهيم بن محمد بن إسماعيل ت1213ه. قال عنه الشوكاني: "كان من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء"، ووصفه زبارة بقوله: "براعة والده وفصاحته وقوة استنباطه للأحكام من الأدلة الشرعية".
7 عبد الله بن محمد بن إسماعيل ت1142ه. قال عنه الشوكاني: "برع في النحو والصرف والمعاني والبيان والأصول والحديث والتفسير، وهو أحد علماء العصر المفيدين العاملين بالأدلة الراغبين عن التقليد".
8 القاسم بن محمد بن إسماعيل ت1246ه. قال عنه الشوكاني: "ابن العلامة الكبير البدر ... برع في علوم الاجتهاد وعمل بالأدلة.
وللصنعاني تلاميذ غير هؤلاء كانوا يقصدونه من خارج صنعاء للاستفادة والطلب، ومنهم العلامة أحمد بن صالح الرومي الذي قدم من قسطنطينية لما بلغته أخبار البدر، وعرض على الصنعاني مشكلات عرضت له في مسائل، وكذلك وصل إليه السيد لطف الرومي وقرأ عليه في البخاري.
والحمد لله رب العالمين
المصادر والمراجع:
البدر الطالع نشر العرف
توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار
الأنفاس الرحمانية
--------------------------------------------------------------------------------
(1) البدر الطالع (2 - 83).
(2) نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف للمؤرخ زبارة (3 - 31)، والإعلام للزركشي (1 - 263).
(3) أبجد العلوم (3 - 191). (4) الإعلام (6 - 263).
(5) نشر العرف (3 - 29)، والروض النضير لإبراهيم بن محمد بن إسماعيل (ص332).
(6) لسان العرب (4 - 49). (7) البدر الطالع (2 - 133).
(8) نشر العرف (3 - 29). (9) فهرس الفهارس (1 - 513).
(10) الإعلام (6 - 263). (11) البدر الطالع (2 - 133)، ونشر العرف (1 - 29).
(12) كحلان من أشهر مخاليف اليمن وبينها وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخًا، معجم البلدان لياقوت (4 - 439).
(13) البدر الطالع (2 - 133). (14) نشر العرف (3 - 30).
(15) ملحق البدر الطالع (2 - 60).
(16) كتاب ابن الأمير وعصره لقاسم غالب ورفقاه (ص127، 128).
(17) نشر العرف (3 - 41)، والقرش ريال فرنسي في ذلك الوقت كما أفاد بذلك الدكتور ربيع بن هادي.
(8!) المخا: مدينة بساحل البحر الأحمر جنوب زبيد وشمال مضيق باب المندب.
(19) نشر العرق (1 - 31)، وابن الأمير وعصره (ص165).
(20) ديوان الأمير الصنعاني (ص434). (21) أبجلد للعلوم (3 - 191).
(22) ديوان الصنعاني (ص60)، ونشر العرف (3 - 66). (23) نشر العرف (1 - 382).
(24) الروض النضير، مخطوط (ص353). (25) أبجد العلوم (3 - 191).
(26) نشر العرف (1 - 362، 363). (27) البدر الطالع (2 - 133).
(28) نشر العرف (3 - 30)، وابن الأمير وعصره (ص138).
(29) انظر القصة كاملة في مسند أحمد (3 - 495)، والأدب المفرد للبخاري حديث رقم (970) (ص337)، وذكره البخاري تعليقًا في موضعين- كتاب العلم- باب (15)، وكتاب التوحيد، باب (32).
(30) بلدة في شمالي صنعاء على مسافة ستون فرسخًا. معجم البلدان (3 - 406).
(31) شبام: جبل عظيم فيه شجر وعيون وهو صعب المرتقى، وبينه وبين صنعاء يوم وليلة. المرجع السابق (3 - 318).
(32) وهي حصن من حصون صنعاء باليمن. السابق (3 - 374).
(33) نشر العرف (3 - 50).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 11:13]ـ
(2)
بعد أن استعرضنا طرفًا من حياة العلامة الشيخ- محمد بن إسماعيل الصنعاني وذكرنا نشأته وشيوخه وتلاميذه، نعرض لأهم لمحة من لمحات حياة هذا الإمام العَلَم وهي عقيدته ومذهبه، لنرى كيف كان الإمام رحمه الله على أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهجهم في التلقي والاستدلال.
ثالثًا: عقيدته ومذهبه:
أولاً: عقيدته:
قبل أن أحكم على عقيدة الصنعاني أرى لزامًا عليَّ أن أبين موقفه من مسائل العقيدة وهل اتبع فيها عقيدة السلف، أم عقيدة المخالفين، وما رأيه في الفرق المختلفة المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.
1 - موقفه من توحيد الربوبية والألوهية:
لا شك أن كل مهتم بعقيدة السلف يعرف كتاب "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد"، وهو كتاب جدير بأن يحتل مكانة عظيمة بين الكتب التي عالجت وفرقت بين مفهوم توحيد الربوبية والألوهية، ويعتبر الصنعاني بهذا الكتاب الذي تحدث فيه عن معنى "لا إله إلا الله" من أبرز من حمل لواء الدعوة إلى إخلاص التوحيد لله ونبذ البدع والضلالات والشرك والخرافات في القرن الثاني عشر، ثم تبعه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نفس القرن ليجهر ويجاهد ويدافع عن هذا الأمر العظيم (1).
ولما سمع الصنعاني بظهور الشيخ محمد عبد الوهاب، وعرف أنه يدعو إلى الدين الحق والرجوع إليه أرسل بقصيدته الدالية المشهورة في عام 1163ه التي مدحه فيها وعبر عن سروره وفرحه بظهور هذه الدعوة المباركة في الوقت الذي كان يظن أنه هو وحده على هذه العقيدة، ولما قال فيها:
لقد سرني ما جاءني من طريقة
وكنت أظن هذه الطريقة لي وحدي (2)
وهذا يبين لدعاة التوحيد والسنة وغيرهم أن السائرين على منهج السلف تلتقي أفكارهم وتتوحد جهودهم وإن تباعدت ديارهم واختلفت أوطانهم، لاجتماعهم وأخذهم من منبع واحد هو القرآن والسنة (3).
2 - موقفه من علم الكلام والمتكلمين:
لقد حارب الصنعاني علم الكلام وبين فساد منهج المتكلمين في أكثر من موطن، وقد قال عنهم في كتابه "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة": "فإذا نظرت مبادئ كلامهم في علم الكلام وكتب الحكمة في الزمان والمكان، رأيت محارات يظلم منها القلب الحي، ولا يقف منها على شيء، ولكنهم خَفوا عند رؤية كلام الفلاسفة وجعلوه عنوانا لأصول الدين" (4).
وكان يمتاز بتقديم النقل على العقل واتباع النصوص في مسائل العقائد وغيرها. يقول في ذلك رحمه الله: "اعلم أن المختار عندي والذي أذهب إليه وأدين به في هذه الأبحاث ونحوها، هو ما درج عليه سلف الأمة ولزموه من اتباع السنة والبعد عن الابتداع والخوض فيها إلا لردها على لزوم مناهج الأنبياء، وكيف ترد الأقوى إلى الأضعف" (5).
3 - مخالفته للمعتزلة والأشاعرة ورميهم بالابتداع:
أعلن الصنعاني مخالفته للمعتزلة والأشاعرة، وإن تأثر بالمعتزلة في خلق أفعال العباد إلا أنه انتقد المعتزلة كثيرًا، وكذلك الأشاعرة ووصفهم بالابتداع، ومن أقواله في ذلك: "إنما قدمت هذا لئلا يظن الناظر أني أذهب إلى قول فريق من الفريقين المعتزلة والأشاعرة، فإن الكل قد ابتدعوا في هذا الفن الذي خاضوا فيه" (6).
4 - موقفه من الأسماء والصفات وما يتعلق بالأمور الغيبية:
ينطلق الصنعاني في هذا الباب من منطلق سليم يتفق مع منهج السلف، ومما قال في ذلك: "قد علم من الدين ضرورة أن لله أوصافًا كلها كمال، قال جل جلاله: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، فالإيمان بها واجب على جميع العباد والنكير متعين على من جحدها، أو ادعى أن فيها اسم ذم لله تعالى، ومنها ما ثبت في الأحاديث، فمن عرف صحة الحديث المفيد لذلك وجب عليه الإيمان به" (7).
كما نقل كلام ابن القيم في شرحه لمنازل السائرين، وأبطل تأويل الصفات من ستة أوجه (8). وقال في كتابه: "جمع الشتيت شرح أبيات التثبيت" وهو بصدد الحديث عن سؤال الملكين وما يتعلق بأمور الآخرة " ... فيجب قبول ما أخبر به من أمور الدارين وتلقيه بالتصديق وحمله على اللغة العربية من غير تحريف، فإن فهمت المقالة فيا حبذا، وإن لم تفهم فلا تقل نؤوله بكذا ولا بكذا، بل تكل فهمه إلى قائله، وتتهم فهمك القاصر، وتسأل الله أن يعلمك ما لم تعلم فهو على كل شيء قدير، وما أحسن ما قاله ابن القيم رحمه الله: "ينبغي أن يفهم عن رسول
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّه صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير، فلا يحمل كلامه ما لا يحتمل، ولا يقصر به عن مراده، وما قصد به من الهدى والبيان، وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله" (9).
ومع هذا فقد وقع من الصنعاني في بعض المواطن ما ينتقد عليه، فقد نقل كلام المقبلي بصوابه وخطئه وسكت عنه، كما لم يحقق موقف ابن تيمية في مسألة الجهة- غفر الله لنا وله-.
5 - حبه لجميع أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
قد يظن البعض أن الصنعاني لنشأته في بيئة زيدية يذهب إلى بعض أقوال الروافض، وقد ذهب إلى ذلك الدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر حينما نسب الصنعاني إلى التشيع، ووضع قوله إلى جانب قول الروافض، وهذا تحامل شديد على هذا الإمام العالم وهو برئ منه، وقد رد الدكتور أحمد العليمي (10) على الدكتور المذكور في ذلك. ولقد عاش الصنعاني محاربًا في بلده ووطنه لمخالفته لما هم عليه من التشيع والرفض حتى أنهم رَمَوه بالنصب (11). وهو من آل البيت، ويسجل لنا ديوان الصنعاني رسالة أرسلها إلى أحد تلامذته وهو العلامة أحمد بن محمد قاطن، في شأن الرجل الذي دخل صنعاء، وكان من العجم، فسب الصحابة ونال منهم، وحزن الصنعاني لذلك وكتب رسالة إلى تلميذه المذكور ومما جاء فيها: "فاقرة في الدين، قاصمة لظهور المتقين، ومصيبة في الإسلام لم يطمع في وقوعها إبليس اللعين، ومكيدة في الإسلام أسست بآراء جماعة من الأفدام" (13). وهي ظهور الرفض وسب العشرة المشهود لهم بالجنة على لسان الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين حاشا عليا أمير المؤمنين، ويستمر الصنعاني في رسالته فيذكر أنه حصل للعجمي هذا قبولٌ عند الخليفة المنصور، وأمره أن يملي نهج البلاغة وشرحه لابن أبي الحديد على الكرسي في الجامع الكبير إلى أن قال: "ومازال كل ليلة يسرد من هذا حتى ذكر أنه حرف القرآن بعض الصحابة، فسب الصحابة العامة من الناس، ولعنوا أعيان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحاصله أنه لم يبق مذهب من مذاهب العجم إلا دسه" (14).
6 - ثناؤه على أئمة أهل السنة والجماعة:
من المعلوم أن من أمارة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة وتنقيصهم ورميهم بما ليس فيهم حقدًا وبغضًا، وهذا شأن المبتدعة في كل زمان ومكان (15). وما قاله الكوثري عن أعلام السلف ليس منا ببعيد (16). أما أهل الحق والهدى فيعرفون لسلف هذه الأمة والسائرين على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فضلهم ومكانتهم، ومن هنا نجد الصنعاني يثني كثيرًا على ابن تيمية وابن القيم، فوصف ابن تيمية بالعلامة شيخ الإسلام، وبتبحره في العلوم وسعة اطلاعه على أقوال السلف والخلف (17).
وقال عن ابن القيم: "إنه الذي أتى بنفيسي العلم في كل ما يبدي"، ولما سمع بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فرح كثيرًا بظهوره، وما ذلك إلا أنه لأنه يحب عقيدة السلف ويجاهد لنشرها ويرغب أن يعم خيرها البلاد والعباد، وقد سبق أن أشرت إلى ذلك.
وكما كان يثني على السلف كان يحذر ويذم أهل البدع والضلال. يقول الأستاذ قاسم غالب ورفقاه عن الأمير: "ولم يكتف ابن الأمير بدارسة الكتب التي تخدم مذهبه ولكنه كان لا يقع على كتاب ينحرف فيه صاحبه عن القصد، حتى يلفت النظر إلى انحرافه، ويدعو مدرسته إلى الاحتراس منه، قرأ كتاب "الإنسان الكامل" للجيلي فأرسل وراءه قصيدة يقول فيها:
هذا كتاب كله جهل
وخلاف ما جاءت به الرسل
قد ضل أقوام برؤيته
فغدوا وليس لدينهم ظل (18)
وبعد: فها هي الأصول والقواعد التي كان عليها الصنعاني ودعا إليها وسار عليها من خلال ما سطره هو في كتبه، فأين نضع الرجل بعد ذلك؟ لا يمكن أن يكون إلا من أهل السنة والجماعة الذين كانوا على عقيدة السلف وساروا عليها، وجاهدوا وحوربوا من أجل التمسك بها في عصر لا يعرف إلا الجهل والخرافة.
وقد يقول قائل: للصنعاني بعض المخالفات للسلف كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الصفات وكمسألة خلق أفعال العباد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: الصنعاني حاول جاهدًا تحرير هذه المسألة، ولكنه لم يتمكن وهو وسط هذا الجو الخانق من معرفة الحق فيها، ومع هذا فهو رجح ما ترجح عنده دون متابعة لفرقة معينة أو مذهب معين، وقد سبق بيان عدم متابعته للمعتزلة والأشاعرة، وأحيانًا تقوم بالعالم شبهات لا يتمكن من التخلص منها، لعدم الموجه الصادق أثناء الطلب، ولعدم توفر كتب السلف والعاملين بها كما في بيئة الصنعاني.
ثانيًا: مذهبه:
مذهب الصنعاني يلتقي مع عقيدته، فليس له مذهب إلا ما جاء في الكتاب والسنة، لذلك تجده يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التقليد، ويؤلف كتابًا خاصًا في ذلك ليعالج قضية الاجتهاد والتقليد، ولقد فند في كتابه حجج المانعين للاجتهاد مبينًا أن التعصب للمذهب هو الذي دفعهم إلى ذلك، وعاد إلى تعظيم السنن والانقياد لها وترك الاعتراض عليها، ومن أقواله في ذلك: "وقد منع أئمة الدين معارضة سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بأقوال غيره من الأئمة المجتهدين" (18).
ونقل عن الشيخ محمد حياة السندي قوله: "فمن تعصب لواحد معين غير الرسول صلى الله عليه وسلم ويرى أن قوله هو الصواب الذي يجب اتباعه دون الأئمة الآخرين فهو ضال جاهل، بل قد يكون كافرًا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس اتباع واحد معين من هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم دون الآخرين، فقد جعله بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك كفر" (19).
ومن هذا المبدأ انطلق الصنعاني رحمه الله في علومه ومؤلفاته يأخذ ما يؤيده الدليل ويترك ما سواه، ويناقش ويرجح ويجمع ما أمكن بين الأدلة كعالم مجتهد له مكانته ومنزلته، وإن كتابه سبل السلام لخير شاهد على ما أقول وهو معروف ومتداول بين طلبة العلم.
تظهر مكانة الصنعاني في سلوكه لهذا المنهج لمن نظر وتتبع حالة المجتمع الإسلامي وما وصل إليه من خرافة وتقليد في زمنه، فإذا ظهر رجل في وسط هذا المجتمع بهذا الفكر النير، وهذه الدعوة التي ترد كل شيء إلى الكتاب والسنة في الأصول والفروع، كان هذا دليلاً على صحة مذهبه ودعوته، وقد ذكر أبياتًا من الشعر تبين منهجه فقال:
لا يسأل الملكان من حل الثرى
إلا عن المختار من عدنان
لا عن مذهب أحمد أو مالك
والشافعي ومذهب النعمان
كلا ولا زيد ولا عمرو فدع
كلا وتابع واضح البرهان
هذا ووال المسلمين جميعهم
وقل الجميع لأجله إخواني
واستغفر الله العظيم لكلهم
فبذا أتاك الأمر في القرآن (20)
منقوووووووول
مقال للدكتور: عبدالله شاكر الجنيدي
جزاه الله خيرا
بأحد المنتديات
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:23]ـ
قال عنه العلامة محمد بن إسحاق المهدي قصيدة تصل إلى أربعة عشر بيتاً منها:
لله درك يا بن إسماعيلا == لم تتركن فتى سواك نبيلا
حزت الفخار قليله وكثيره == هلا تركت من الفخار قليلا
وسلكت نهج الحق وحدك جاعلاً==نور البصيرة لا سواه دليلا
وصرفت عمرك في العبادة والإ == فادة والإجادة بكرة وأصيلا
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:31]ـ
رحم الله الإمام الصنعاني ...
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 02:26]ـ
آمين اللهم آمين ...
وجزاك بمثله الله أخي الكريم ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 07:08]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 10:54]ـ
وفيك بارك أخي الكريم ...
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 05:05]ـ
لله درك يا بن إسماعيلا == لم تتركن فتى سواك نبيلا
ـ[أبوحفص اليماني]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 11:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الطحاوي الأزدي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 01:10]ـ
الإمام الشوكاني ثم الصنعاني ليسا من كبار علماء اليمن فحسب بل من كبار علماء الإسلام.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:04]ـ
بارك الله فيكم .. على المرور والتعليق.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 07:30]ـ
أحسن الله إليك أبا هاجر ... ويحز في النفس أن نرى بعض الأفاضل يتكلم بصورة " غير لائقة " عن الإمام ... غفر الله له ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 08:22]ـ
لا شك أن كل مهتم بعقيدة السلف يعرف كتاب "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد"، وهو كتاب جدير بأن يحتل مكانة عظيمة بين الكتب التي عالجت وفرقت بين مفهوم توحيد الربوبية والألوهية، ويعتبر الصنعاني بهذا الكتاب الذي تحدث فيه عن معنى "لا إله إلا الله" من أبرز من حمل لواء الدعوة إلى إخلاص التوحيد لله ونبذ البدع والضلالات والشرك والخرافات في القرن الثاني عشر، ثم تبعه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نفس القرن ليجهر ويجاهد ويدافع عن هذا الأمر العظيم (1).
رحم الله الصنعاني ... والله لقد استفدت من كتابه تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد أيما استفادة.
وهذا الكتاب جلبه جدي لأمي رحمه الله من بلاد الحرمين مع بعض كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب من سنوات بعيدة عندما أدى فريضة الحج وكان جدي هذا رحمه الله شديداً في الحق مصادماً لأهل الباطل وكان يجهر بما تعلمه من هذا الكتب في أهل الباطل من أقاربنا من عتاة القبوريين.
وكنت وأنا شاب صغير أحفظ هذا الكتاب عن ظهر قلب.
وفي هذا الكتاب يعتبر الصنعاني القبوريين كفارا كفرا أصلياً لم يدخلوا في الإسلام وهذه مسألة خلافية مشهورة.
ومن كتبه التى أثرت في بقوة كتابه عن الاجتهاد والتقليد وكتابه الشهير سبل السلام.
وكتبه وكتب الشوكانى واتجاههما الأصولى والفقهى جعلهما من أفضل من ألف في العصور المتأخرة رغم أنف بعض المتعصبين.
جعل الله كتب الصنعاني في ميزان حسناته وجمعنا به على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 04:43]ـ
أحسن الله إليك أبا هاجر ... ويحز في النفس أن نرى بعض الأفاضل يتكلم بصورة " غير لائقة " عن الإمام ... غفر الله له ...
وأحسن اليك وبارك فيك ..
نعم لقد رأيت ببعض المنتديات من يطعن في الشيخ وفي عقيدته , وكأنه ينظر إلى كتبهومؤلفاته في العقيدة وغيرها بعين عوراء والتي تعتبر من أوقوى المؤلفات وأنفسها .. والله المستعان.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 04:44]ـ
رحم الله الصنعاني ... والله لقد استفدت من كتابه تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد أيما استفادة.
وهذا الكتاب جلبه جدي لأمي رحمه الله من بلاد الحرمين مع بعض كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب من سنوات بعيدة عندما أدى فريضة الحج وكان جدي هذا رحمه الله شديداً في الحق مصادماً لأهل الباطل وكان يجهر بما تعلمه من هذا الكتب في أهل الباطل من أقاربنا من عتاة القبوريين.
وكنت وأنا شاب صغير أحفظ هذا الكتاب عن ظهر قلب.
وفي هذا الكتاب يعتبر الصنعاني القبوريين كفارا كفرا أصلياً لم يدخلوا في الإسلام وهذه مسألة خلافية مشهورة.
ومن كتبه التى أثرت في بقوة كتابه عن الاجتهاد والتقليد وكتابه الشهير سبل السلام.
وكتبه وكتب الشوكانى واتجاههما الأصولى والفقهى جعلهما من أفضل من ألف في العصور المتأخرة رغم أنف بعض المتعصبين.
جعل الله كتب الصنعاني في ميزان حسناته وجمعنا به على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ونسأل الله أن ينفعنا وإياكم بكتب الامام الصنعاني وغيرها ..
والله الموفق.(/)
لماذا ينفر طلبة العلم من المناصب الدينية؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 01:39]ـ
لماذاينفر طلبة العلم من المناصب الدينية؟؟
السؤال:
ينفر كثير من طلبة العلم من المناصب الدينية، فما هو السبب؟ وهل من نصيحة للحضور؛ كما يلاحظ أن كثيراً من الطلبة في كلية الشريعة، يبحث بشتى الطرق للتخلص من القضاء، فما نصيحة فضيلتكم لهم؟
الجواب:
المناصب الدينية من القضاء والتعليم والفتوى والخطابة، مناصب شريفة ومهمة، والمسلمون في أشد الحاجة إليها. وإذا تخلى عنها العلماء تولاّها الجهال؛ فضلوا وأضلوا.
فالواجب على من دعت الحاجة إليه من أهل العلم والفقه في الدين أن يمتثل؛ لأن هذه الأمور من القضاء والتدريس والخطابة والدعوة إلى الله، وأشباه ذلك، من فروض الكفايات، فإذا تعينت على أحد من المؤهلين وجبت عليه، ولم يجز له الاعتذار منها والامتناع، ثم لو قدّر أن هناك من يظن أنه يكفي، وأنها لا تجب عليه هذه المسألة، فينبغي له أن ينظر الأصلح، كما ذكر الله سبحانه عن يوسف عليه الصلاة والسلام أنه قال لملك مصر: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [1]؛ لما رأى المصلحة في توليه ذلك، طلب الولاية، وهو نبي ورسول كريم، والأنبياء هم أفضل الناس، طلبها للإصلاح؛ يصلح أهل مصر، ويدعوهم إلى الحق.
فطالب العلم إذا رأى المصلحة في ذلك طلب الوظيفة، ورضي بها قضائية أو تدريساً أو وزارة أو غير ذلك، على أن يكون قصده الإصلاح والخير، وليس قصده الدنيا، وإنما يقصد وجه الله، وحسن المآب في الآخرة، وأن ينفع الناس في دينهم أولاً، ثم في دنياهم، ولا يرضى أن يتولى المناصب الجهال، والفسّاق، فإذا دعي إلى منصب صالح يرى نفسه أهلاً له، وأن فيه قوة عليه، فليجب إلى ذلك، وليحسن النية، وليبذل وسعه في ذلك ولا يقل أخشى كذا، وأخشى كذا.
ومع النية الصالحة والصدق في العمل يوفق العبد، ويعان على ذلك، إذا أصلح الله نيته،
وبذل وسعه في الخير، وفقه الله.
ومن هذا الباب حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي، أنه قال: ((يا رسول الله اجعلني إمام قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذناً، لا يأخذ على أذانه أجراً)) [2] رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح.
فطلب رضي الله عنه إمامة قومه؛ للمصلحة الشرعية، ولتوجيههم للخير، وتعليمهم وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، مثلما فعل يوسف عليه الصلاة والسلام.
قال العلماء: إنما نهي عن طلب الإمرة والولاية، إذا لم تدع الحاجة إلى ذلك؛ لأنه خطر، كما جاء في الحديث النهي عن ذلك، لكن متى دعت الحاجة والمصلحة الشرعية إلى طلبها جاز ذلك؛ لقصة يوسف عليه الصلاة والسلام وحديث عثمان رضي الله عنه المذكور.
منقول من موقع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة يوسف، الآية 55.
[2] أخرجه أحمد برقم: 5679 (أول مسند المدنيين) حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي، والنسائي برقم 666 (كتاب الأذان)، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً، وابو داود برقم 447 (كتاب الصلاة) باب (أخذ الأجر على التأذين)، وابن ماجة برقم: 977 (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها)، باب (من أم قوماً فليخفف).
ـ[الخلال]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 12:35]ـ
وهل بَقيَ مَن يَنفر؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:01]ـ
اخي الخلال وفقك الله لكل خير
اقول جوابا على سؤالك
لازال في الامة اهل الخير والصلاح والورع والزهد
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 05:02]ـ
قال العلماء: إنما نهي عن طلب الإمرة والولاية، إذا لم تدع الحاجة إلى ذلك؛ لأنه خطر، كما جاء في الحديث النهي عن ذلك، لكن متى دعت الحاجة والمصلحة الشرعية إلى طلبها جاز ذلك؛ لقصة يوسف عليه الصلاة والسلام وحديث عثمان رضي الله عنه المذكور.
منقول من موقع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 06:21]ـ
وهل بَقيَ مَن يَنفر؟
هل يُفهم من هذا أن الجميع يلهث وراء المناصب؟
ومات الورع؟
ثم, هل لديك شيخ؟(/)
من خبايا الزوايا
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 11:19]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد؛
فهذه فوائد متناثرة في المصطلح والرجال، التقطتها من بطون العديد من كتب الصحاح، والسنن، والمسانيد، والأجزاء، والتواريخ، والعلل، والسؤالات، وغيرها، وما أردت بإيرادها ترجيح قول بعينه في مسألة من مسائل الفن، وإنما أحببت أن أضعها بين يدي إخواننا الحذاق الذين اختلط هذا العلم بشحومهم ولحومهم، وقضوا في طلبه أعمارا، رجاء أن يستفيدوا منها، ويفيدوا إخوانهم بها، والله أسأل أن يجعل هذا الأمر خالصا لوجهه الكريم، وألا يجعل لأحد فيه شيئا.
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 11:20]ـ
قال الإمام أحمد
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، الْمَعْنَى، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَفْدِيَ، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ ". فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبُوا لِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاةٍ "، فَقَامَ عَبَّاسٌ، أَوْ قَالَ: قَالَ عَبَّاسٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ " فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: وَمَا قَوْلُهُ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ "؟ وَمَا يَكْتُبُونَ لَهُ؟ قَالَ: يَقُولُ: " اكْتُبُوا لَهُ خُطْبَتَهُ الَّتِي سَمِعَهَا "
قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " لَيْسَ يُرْوَى فِي كِتَابَةِ الْحَدِيثِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ، قَالَ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ " مَا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خُطْبَتَهُ "
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 11:21]ـ
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة لمازة بن زبار من تهذيب التهذيب: وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غاليا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وسلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:13]ـ
قال أبو يعلى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " نُهِينَا أَنْ يَبِيعَ، حَاضِرٌ لِبَادٍ " حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَنَسٌ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:14]ـ
في مسند الشافعي 40 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ ". قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ: إِنَّمَا أَخْرَجْتُ حَدِيثَ مَالِكٍ عَلَى حِدَةٍ، وَحَدِيثَ سُفْيَانَ عَلَى حِدَةٍ؛ لِأَنَّ الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ ذَلِكَ ذَكَرَهُ عَنْهُمَا جَمِيعًا عَلَى لَفْظِ حَدِيثِ مَالِكٍ
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:16]ـ
فوائد عن الإمام أبي محمد الدارمي:
قال الدارمي أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنبَأَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ، فَبَالَ وَهُوَ قَائِمٌ " قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لَا أَعْلَمُ فِيهِ كَرَاهِيَةًقال الدارمي: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنَ الْمُسْلِمِينَ "، قِيلَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: تَقُولُ بِهِ؟ قَالَ: " مَالِكٌ كَانَ يَقُولُ بِهِ "أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، يَرْفَعُهُ قَالَ: " أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يُصَلِّي نِصْفًا، وَيَنَامُ ثُلُثًا، وَيُسَبِّحُ سُدُسًا "، قَالَ أَبُو مُحَمَّد-وهو الدارمي -: " هَذَا اللَّفْظُ الْأَخِيرُ غَلَطٌ - أَوْ خَطَأٌ - إِنَّمَا هُوَ أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيُصَلِّي ثُلُثَهُ، وَيُسَبِّحُ سُدُسَهُ "قال الدارمي
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَمُ " قَالَ أَبُو مُحَمَّد: " عِيسَى هُوَ ابْنُ فَائِدٍ "
قال الدارمي
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، حَتَّى كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ؟ قَالَ: " إِنِّي عَمْدًا صَنَعْتُ يَا عُمَرُ " قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: " فَدَلَّ فِعْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ الْآيَةَ لِكُلِّ مُحْدِثٍ، لَيْسَ لِلطَّاهِرِ " ومنْهُ قوْلُ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ " وَاللَّهُ أَعْلَمُ
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:17]ـ
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبِكَ جُنُونٌ " قَالَ: لاَ، قَالَ: " آحْصَنْتَ " قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الحِجَارَةُ فَرَّ، فَأُدْرِكَ فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَصَلَّى عَلَيْهِ لَمْ يَقُلْ يُونُسُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: " فَصَلَّى عَلَيْهِ ". سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، يَصِحُّ؟ قَالَ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ، قِيلَ لَهُ: رَوَاهُ غَيْرُ مَعْمَرٍ؟ قَالَ: لاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:18]ـ
قال ابن مفلح في الآداب الشرعيةبعد أن أورد حديثا رواه أبو داود:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يُونُسَ ثنا إبْرَاهِيمُ ثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ يَزِيدَ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَاهُ قَالَ {وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فِيهِ الْمُثَنَّى بْن يَزِيدَ تَفَرَّدَ عَنْهُ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ فَيَكُونُ مَجْهُولًا فِي اصْطِلَاحِ الْمُحَدِّثِينَ لَكِنْ يُقَالُ: عَاصِمٌ كَبِيرٌ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا يَرْوِي عَمَّنْ يَرْوِي عَنْ آبَائِهِ شَيْئًا إلَّا أَنْ يُعْرَفَ حَالُهُ
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:19]ـ
قال ابن حبان في ترجمة عبد الله بن المؤمل من المجروحين (2/ 28): كان قليل الحديث، منكر الرواية، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، لأنه لم يتبين عندنا عدالته فيقبل ما انفرد به، وذاك أنه قليل الحديث، لم يتهيأ اعتبار حديثه بحديث غيره لقلته، فيحكم له بالعدالة أو الجرح، ولا يتهيأ إطلاق العدالة على من ليس نعرفه بها يقينًا، فيقبل ما انفرد به، فعسى نحل الحرام ونحرم الحلال برواية من ليس بعدل، أو نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، اعتمادًا منا على رواية من ليس بعدل عندنا، كما لا يتهيأ إطلاق الجرح على من ليس يستحقه بإحدى الأسباب التي ذكرناها من أنواع الجرح في أول الكتاب، وعائذٌ بالله من هذين الخصلتين: أن نجرح العدل من غير علم، أو نعدل المجروح من غير يقين، ونسأل الله الستر.
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:20]ـ
ذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة قيس بن مروان الجعفي من تهذيب التهذيب (8/ 360)، وترجمة أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل (9/ 273) إلى كون نسخته من ثقات ابن حبان سقيمة، وأشار إلى ما يفهم منه ذلك في غير ما موضع من التهذيب، منها: (1/ 249)، (2/ 330)، (4/ 48)، (5/ 338،301)، (8/ 67)، (9/ 55)، (10/ 374). وصرح في الموضع الأخير إلى عزو بعض المتأخرين ترجمة رجل لثقات ابن حبان، وأنه لم يقف عليها في نسخته، وأشار في المواضع الأخرى إلى تصحيفات وتحريفات وقعت في نسخته، إما على القطع، أو على الاحتمال.
ـ[سيف العلم]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 09:21]ـ
أخي الكريم ..
الموضوع نافع فجزاك الله خيرا عليه لكن ..
هل يعقل أن يكتب الموضوع على تسعة أجزاء كل فقرة في جزء؟؟!!
المقدمة في الموضوع وكل فقرة وضعت كرد؟؟!!
للكتابة في المنتديات قواعد وأصول حتى لا تتعب القارئ ويختلط الموضوع بالردود.
أرجو إعادة تنظيم الموضوع بوضعه في مكانه وترك مكان الردود للقراء
وليتك تلتزم نظاما واحدا في ادراج النصوص (القص واللصق) إما مشكولة كلها أو غير مشكولة كلها ..
وجزاك الله خيرا مرة أخرى
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 11:40]ـ
جزاك الله خيرا على النصح، ولكن اسمح لي أن أعلل صنيعي في الأمرين اللذين انتقدتهما على طريقتي في العرض.
فأما الأمر الأول ـ وهو تقطيع الموضوع إلى أجزاء ـ فأقول: إن هذا هو الأنسب للموضوع إذا تأملت المقدمة؛ لأن الفوائد المذكورة إنما ألتقطها إذا وقفت عليها في ثنايا المصنفات مبعثرة هنا وهناك في غير مظانها، ولا أنقلها من مصنف قد جُمعت فيه جمعًا، وهذا واضح عند التأمل في عنوان الموضوع، فضلًا عن قراءة ديباجته. وهذا بدوره يجعل الموضوع متجددًا بصفة مستمرة، فلا يحسن عرضه ـ بل لا يمكن ـ إلا مُقطعًا.
وكوني قد بدأت بوضع بعضها متتابعة دفعة واحدة لن يغير من المنهج المذكور شيئًا؛ لأن ما وضعته هنا سبق أن وضعته في منتدى آخر على دفعات، فأخذته من هناك على حالته، وبقيت فوائد لم أضعها، وأخرى نسأل الله الوقوف عليها، وسوف أضطر ـ إن يسر الله إكمال الموضوع ـ إلى الجري على النسق المقطع، ولا مناص، فما الغضاضة من البدء به وإن تيسر بعض الفوائد مجموعًا؟
ثم إن الجمع في مكان واحد يقتضي الترتيب الموضوعي ـ وهو ما أشار إليه الأخ الكريم ـ وهذا غير متاح في موضوع لا يمكن حصر أفراده كما لا يخفى، فلزم إخراجه على الطريقة المذكورة.
ولو جال الأخ الكريم ببصره في المنتديات لما رأى ذلك الصنيع بدعًا في عالمها، بل هو معروف مشهور، لم أرَ له مُنْكِرًا، ولا لصانعه ناقدًا.
وأما الأمر الثاني ـ وهو التزام الشكل أو عدمه ـ فسأحاول جهدي في ذلك، وإنما وقع ذلك فيما مضى؛ نظرًا لضيق الوقت الذي كنت ـ وما زلت ـ أُمضيه أمام الحاسوب، فلم يكن بمكنتي أن أنسخ بيدي الفقرة المختارة، فكنت أقوم ـ كما أشار الأخ الكريم ـ بالنسخ واللصق، فيخرج الكلام مشكولًا تبعًا لكون الكتاب أُدخل للحاسوب بالشكل، أو بدونه. أما البرامج التي تعنى بهذا الشأن ـ أعني الضبط بالشكل ـ فلا علم لي بها.
وأنصح الأخ الكريم بنصيحتين أرجو أن يتقبلهما بصدر رحب، وهما:
1ـ ألا تكون المشاركة الأولى له في منتدى من المنتديات أو موقع من المواقع نقدًا، لأن الانطباع الأول يدوم.
2ـ أن يُقلل قدر الاستطاعة من استخدام علامة التعجب؛ لأن لغة الضاد في غنى عنها، ولا حاجة لها بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 01:16]ـ
جزاك الله خيرا
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة لمازة بن زبار من تهذيب التهذيب: وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غاليا وتوهينهم الشيعة مطلقا
قول الحافظ:"وتوهينهم الشيعة مطلقا" مشكل ايضا وفيه نظر لما فيه من الاطلاق والتعميم
والرواة الثقات الذي نسبوا الى التشيع كثر وفيهم من رمي بالغلو والرفض فليتنبه لذلك.
وعبارة:"وتوثيقهم الناصبي غاليا " صوابها فيما يظهر لي "غالبا" وبالله التوفيق.
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 09:43]ـ
قال النسائي في سننه (3/ 248): أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا"، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: "لَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَلَا أَحْسِبُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا خَطَأً، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ".
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 07:11]ـ
قال يعقوب بن شيبة: حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، وكلٌ ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر في الأسانيد، ويوقف المرفوع، وكثير الشك بتوقيه، وكان جليلًا، لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانًا يذكر، فيرفع الحديث، وأحيانًا يهاب الحديث، ولا يرفعه. تهذيب التهذيب (3/ 10).(/)
اثر التربية السيئة من الامهات و الخادمات على اطفالنا؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:23]ـ
اثر التربية السيئة من الامهات و الخادمات على اطفالنا؟؟؟؟؟؟
قال الشيخ بكر ابو زيد حفظه الله
حضانة الفاسق
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه. .) الحديث. رواه البخاري في صحيحه.
فهذا الحديث العظيم يبين مدى تأثير الوالدين على المولود، وتحويله في حال الانحراف عن مقتضى فطرته إلى الكفر أو الفسوق، وهذه بداية البدايات.
ومنه إذا كانت الأم غير محتجبة ولا محتشمة، وإذا كانت خرَّاجة ولاجة، وإذا كانت متبرجة سافرة أو حاسرة، وإذا كانت تغشى مجتمعات الرجال الأجانب عنها، وما إلى ذلك، فهي تربية فعلية للبنت على الانحراف، وصرف لها عن التربية الصالحة ومقتضياتها القويمة من التحجب والاحتشام والعفاف والحياء، وهذا ما يسمى: التعليم الفطري.
ومنه يُعلم ما للخادمة والمربية في البيت من أثر كبير على الأطفال سلبًا أو إيجابًا.
ولهذا قرر العلماء أنه لا حضانة لكافر ولا لفاسق، لخطر تلك المحاضن على الأولاد في إسلامهم وأخلاقهم واستقامتهم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 06:39]ـ
ولهذا قرر العلماء أنه لا حضانة لكافر ولا لفاسق، لخطر تلك المحاضن على الأولاد في إسلامهم وأخلاقهم واستقامتهم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 05:37]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو محمد الغامدي.
في يوم من الأيام أعددت بحثا يخص المجتمع وبالذات عن مشكلات الطفل. فكم بكيت.
لا أدري هل محي الخوف من الله تعالى من قلوب البعض؟
ويلهم ثم ويلهم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 12:04]ـ
يرفع للفائدة(/)
هل تعرف رجلا رأى الحور العين بعينيه في الدنيا؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 08:01]ـ
قال ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب:
أبو مخرمة السعدي:
من التابعين الأخيار سمع أبا أمامة الباهلي حكى عنه سليمان بن حبيب المحاربي، وسليمان بن موسى، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعطاء بن قرة السكوني، ومزيد. وغزا أرض الروم وقتل في غزاته تلك مع مسلمة بن عبد الملك في وقعة برجان وكان في الجيش بدابق.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قراءة عليه قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحق الحربي قال: حدثنا الحسين بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو حفص قال: سمعت سعيداً يقول: لا نعلم أحداً رأى الحور العين عياناً إلا في المنام، إلا ما كان من أبي مخرمة، فانه دخل كرماً لبعض حاجته، فرأى الحور عياناً في قبتها، وعلى سريرها، فلما رآها صرف وجهه عنها، فقالت: إلي يا أبا مخرمة، فإني أنا زوجتك. وهذه زوجة فلان وهذه زوجة فرن، فانصرف إلى أصحابه فأخبرهم فكتبوا وصاياهم ولم يكتب أحد وصيته إلا استشهد.
سعيد المذكور هو سعيد بن عبد العزيز.
وذكر أسماء الجماعة الذين كتبوا وصاياهم، وقد ذكرناهم في ترجمة أبي كريب الغساني. أخبرنا بذلك أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا إبراهيم الحربي قال: حدثنا حمزة ابن العباس، قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن االمبارك قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: أخبرني عطاء بن قرة السلولي قال: كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة، فكتب وصيته، فلما رآه أبو كريب الغساني كتب وصيته ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته، ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته، ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته، ثم لقينا برجان فما بقي من هؤلاء الخمسة إلا قتل، قال: ولم نكتب نحن وصايانا، فلم نقتل.
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 08:07]ـ
وهذا كان رد الأخ العاصمي جزاه الله خيرًا، وهو أحد كبار طلبة العلم بملتقى أهل الحديث على الموضوع حينما نُشر في ملتقى أهل الحديث، ومن بركة العلم أن ينسب إلى أهله:
بارك الله في أخينا الفاضل حسام، وجزاه خير الجزاء وأوفره ...
قد روى ابن العديم ذينك الخبرين من طريق أبي بكر الشّافعيّ، وهذا قد رواهما في " الفوائد "، الشهيرة بالغيلانيّات (915، 917).
ويحسن بك أن تراجع ما في " الفوائد " 1/ 668 - 678 رقم (914 - 924)، ضمن مجلس من إملاء أبي بكر الشّافعيّ، لو لا طوله؛ لاعتنيت به، وأتحفت به إخواني وأطرفتهم؛ فإنّه قمين وخليق أن يجعل من تحف العيد وطرفه ...
(تنبيه): الحسين بن عبد العزيز، صوابه: (الحسن) بالتكبير، بلا تصغير ...
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ أبا بكر الشّافعيّ قد سرد - على التوالي - خمس حكايات (914 - 919)، كلّها عن الإمام الحافظ إبراهيم الحربيّ، عن الحسن بن عبد العزيز - وهو: الجرويّ - بأسانيده ...
وشيخه أبو حفص، هو: عمرو بن أبي سلمة الدّمشقيّ، نزيل تنّيس ... وهو صدوق ليس بذاك المتقن، وقد يمشّى فيما يحكيه من المقاطيع والحكايات، مالم تكن فيها نكارة شديدة ...
وشيخ أبي حفص، هو: سعيد بن عبد العزيز التّنوخيّ، وهو علم كبير، وعالم شهير ...
وحمزة بن العبّاس، هو: المروزيّ، وهو ثقة صدوق ...
وشيخه هو: عليّ بن الحسن بن شقيق، من أفاضل أصحاب ابن المبارك، وأحفظهم لكتبه ... وليس هذا موضع تفصيل ما يتعلّق بدرجته ...
وعطاء بن قرّة كان ثقة فاضلا، من خيار عباد الله الصالحين ...
وسائر الرواة أعلام مشاهير، هم في غنية عن التعريف بهم ...
ثم صوب الأخ العاصمي قائلًا:
الصواب أنّه ـ أي أبو بكر الشافعي ـ روى أربع حكايات، تراها في الفوائد (914، 917، 918، 919) عن إبراهيم الحربيّ، عن الحسن الجرويّ ...
وروى حكايتين (915، 916) عن إبراهيم الحربيّ، عن غير الجرويّ ...
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 04:10]ـ
شكراً لكم
قصة عجيبة، نسأل الله لنا ولأحبتنا الفردوس الأعلى من الجنة آمين.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 04:57]ـ
بوركتم
اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 05:34]ـ
قصة عجيبة، نسأل الله لنا ولأحبتنا الفردوس الأعلى من الجنة آمين.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 05:16]ـ
آمين
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 12:08]ـ
لقد رأيتهن في وسط حديقة غناء، وهن يرددن نحن الخالدات فلانبيد، نحن الناعمات فلانبأس، نحن الراضيات فلا نسخط.
فقمت من نومتي وضحكاتي تتعالى ... !!!!!!!!(/)
الاستدلال بحديث (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ... على أفضلية التمتع مطلقا؟؟
ـ[الغامدي1]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 09:54]ـ
فقد وقفت على كلام لشيخ الإسلام حول الاستدلال بحديث (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة) وذك في مجموع الفتاوى (26) ص285 وص286
قال رحمه الله تعالى:
((وأما قول النبي لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدى ولجعلتها عمرة فهذا أيضا يبين انه مع سوق الهدى لم يكن يجعلها عمرة وانه إنما كان يجعلها عمرة إذا لم يسق الهدى وذلك لأن أصحابه الذين أمرهم بالإحلال وهم الذين لم يسوقوا الهدى كرهوا أن يحلوا في أشهر الحج لأنهم لم يكونوا يعتادون الحل في وسط الإحرام في أشهر الحج فكان النبي لأجل تطبيب قلوبهم يوافقهم في الفعل فذكر انه لو استقبل من أمره ما استدبر أي لو كنت الساعة مبتدئا الإحرام لم أسق الهدى ولأحرمت بعمرة أحل منها وهذا كله النصوص الثابتة عنه نزاع
وهو يبين أن المختار لمن قدم أشهر الحج احد أمرين إما أن يسوق الهدى أو يتمتع تمتع قارن أو لا يسوق الهدى ويتمتع بعمرة ويحل منها
ثم الذي ينبغي أن يقال إن الذي اختاره الله لنبيه هو أفضل الأمرين
وأما قوله لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أفعل ذلك فهو حكم معلق على شرط والمعلق على شرط عدم عند عدمه فما استقبل من أمره ما استدبر وقد اختار الله تعالى له ما فعل واختار له أنه لم يستقبل ما استدبر ولا يلزم إذا كان الشئ أفضل على تقدير أن يكون أفضل مطلقا
وهذا كقوله لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر فهو لا يدل على أن عمر أفضلهم لو لم يبعث الرسول ولا يدل على انه أفضل مع بعث الرسول بل أبو بكر أفضل منه في هذه الحال ولكن هذا بين أن الموافقة إذا كان في تنويع الأعمال تفرق وتشتت هو أولى من تنويعها وتنويعها اختيار القادر المفضول للأفضل والعاجز عن المفضول كما اختار من قدر على سوق الهدى الأفضل ومن لم يقدر على سوقه مع السلامة عن التفرق ومع تفرق يعقبه ائتلاف هو أفضل .............. )))
ـ[خالد العامري]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 01:24]ـ
وهو يبين أن المختار لمن قدم أشهر الحج احد أمرين إما أن يسوق الهدى أو يتمتع تمتع قارن أو لا يسوق الهدى ويتمتع بعمرة ويحل منها
لا معنى ل (أو) هنا وهي غلطٌ بلا شك، أقول هذا وأنا لم أراجع المجموع لأنه بعيدٌ الآن (1)، والصحيح _ والله أعلم _:
" وهو يبين أن المختار لمن قدم أشهر الحج احد أمرين إما أن يسوق الهدى (و) يتمتع تمتع قارن أو لا يسوق الهدى ويتمتع بعمرة ويحل منها ".
وتسمية القارن متمتعاً لغة الصحابة كما بسط النفس في تبيين ذلك ابن القيم في زاد المعاد ونقل فيه كعادته عن شيخه _ رحمهما الله _، فليراجع (2/ 118 - 122).
ــــــــــــــ
(1) ثم راجعت (الشاملة) فإذا العبارة كما نقلها الأخ الغامدي، فلعلها مصدر الغلط، والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 01:35]ـ
اخي الفاضل الغامدي1وفقك الله
الذي اعرفه
ان افضل الانساك هو القران لمن ساق الهدي وهوفعله عليه السلام
والتمتع لمن لم يسق الهدي كما امربذلك اصحابه اللذين لم يسوقوا الهدي
ثم الافراد
ـ[خالد العامري]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 01:43]ـ
أخي الكريم الغامدي
بمراجعة ما نقلتَ يتبين أيضاً بأن في إطلاق القول بأن شيخ الإسلام يفضل القران (مطلقاً) غير دقيق، كيف وقد قال _ رحمه الله _:
" ومن لم يقدر على سوقه مع السلامة عن التفرق ومع تفرق يعقبه ائتلاف هو أفضل ".
فالمسألة إذاً فيها تفصيل.
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (2/ 141):
" وأظن أن الشيخ أبا محمد بن قدامة، إنما ذهب إلى أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم كان متمتعاً، لأنه رأى الإمام أحمد قد نصَّ على أن التمتعَ أفضلُ مِن القِران، ورأى أن اللَّه سُبحانه لم يكن لِيختارَ لِرسوله إلا الأفضلَ، ورأى الأحاديثَ قد جاءت بأنه تمتع، ورأى أنها صريحةٌ فى أنه لم يَحِلَّ، فأخذ من هذه المقدمات الأربع أنه تمتع تمتعاً خاصاً لم يَحِلَّ منه، ولكن أحمد لم يُرجح التمتع، لكون النبىَّ صلى الله عليه وسلم حجَّ متمتعاً، كيف وهو القائل: لا أشكُّ أن رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم كان قارناً، وإنما اختار التمتع لِكونه آخِرَ الأمرين مِن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو الَّذى أمر به الصحابة أن يَفسخُوا حَجَّهم إليه، وتأسَّف على فوته.
ولكن نقل عنه المَرْوَزِى، أنه إذا ساق الهَدْىَ، فالقِران أفضل، فمِن أصحابه مَنْ جَعل هذا رواية ثانية، ومِنهم مَن جعل المسألة روايةً واحدةً، وأنه إن ساق الهَدْىَ، فالقِران أفضلُ، وإن لم يَسُقْ فالتمتُّع أفضلُ، وهذه طريقة شيخنا، وهى التى تليق بأصولِ أحمد، والنبىُّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم "اهـ المقصود.
غفر الله لنا ولمشايخنا ولجميع المسلمين والمسلمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 02:59]ـ
وتسمية القارن متمتعاً لغة الصحابة كما بسط النفس في تبيين ذلك ابن القيم في زاد المعاد ونقل فيه كعادته عن شيخه _ رحمهما الله _، فليراجع (2/ 118 - 122).
بارك الله فيكم
وتكلم عن هذا قبلهما جماعةٌ، منهم الإمام ابن عبدالبر رحمه الله
ـ[الغامدي1]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:10]ـ
ما ذكره الأخ خالد العامري وجيه لكن عندي نسختين من الفتاوى مثبتة فيها (أو) فيحتاج إلى تأمل
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 09:34]ـ
يراجع كلام العلامة الألباني في الأمر فقد أثبت وجوب التمتع بما لا يدع مجالاً للشك
قال رحمه الله في كتاب حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه
ط: المكتب الإسلامي - بيروت-الطبعة: الخامسة - 1399
ننصح لكل من أراد الحج أن يدرس مناسك الحج على ضوء الكتاب والسنة قبل أن يباشر أعمال الحج ليكون تاما مقبولا عند الله تبارك وتعالى
وإنما قلت: على الكتاب والسنة لأن المناسك قد وقع فيها من الخلاف - مع الأسف - ما وقع في سائر العبادات من ذلك مثلا: هل الأفضل أن ينوي في حجه التمتع أم القران أم الإفراد؟ على ثلاثة مذاهب والذي نراه من ذلك إنما هو التمتع فقط كما هو مذهب الإمام أحمد وغيره بل ذهب بعض العلماء المحققين إلى وجوبه إذا لم يسق معه الهدي منهم ابن حزم
[ص10]
وابن القيم تبعا لابن عباس وغيره من السلف وتجد تفصيل القول في ذلك في كتاب (المحلى) و (زاد المعاد) وغيرهما
ولست أريد الآن الخوض في هذه المسألة بتفصيل وإنما أريد أن أذكر بكلمة قصيرة تنفع إن شاء الله تعالى من كان مخلصا وغايته اتباع الحق وليس تقليد الآباء أو المذهب فأقول:
لا شك أن الحج كان في أول استئنافه صلى الله عليه وسلم إياه جائزا بأنواعه الثلاثة المتقدمة وكذلك كان أصحابه صلى الله عليه وسلم منهم المتمتع ومنهم القارن ومنهم المفرد لأنه صلى الله عليه وسلم خيرهم في ذلك كما في حديث عائشة رضي الله عنها:
(صحيح) (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أرد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل. . .) الحديث رواه مسلم
وكان هذا التخيير في أول إحرامهم عند الشجرة (1) كما في رواية لأحمد (6/ 245) ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستمر على هذا التخيير بل نقلهم إلى ما هو أفضل وهو التمتع دون أن يعزم بذلك عليهم أو يأمرهم به وذلك في مناسبات شتى في
_________
(1) أي عند ذي الحليفة
[10]
طريقهم إلى مكة فمن ذلك حينما وصلوا إلى (سرف) وهو موضع قريب من التنعيم وهو من مكة على نحو عشرة أميال فقالت عائشة في رواية عنها:
(صحيح) (. . . فنزلنا سرف فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه هدي فلا قالت: فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه [ممن لم يكن معه هدي]. . .) الحديث متفق عليه والزيادة لمسلم
ومن ذلك لما وصل صلى الله عليه وسلم إلى (ذي طوى) وهو موضع قريب من مكة وبات بها فلما صلى الصبح قال لهم:
(صحيح) (من شاء أن يجعلها عمرة فليجعلها عمرة) أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس ولكنا رأيناه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة وطاف هو وأصحابه طواف القدوم لم يدعهم على الحكم السابق وهو الأفضلية بل نقلهم إلى حكم جديد وهو الوجوب فإنه أمر من كان لم يسق الهدي منهم أن يفسخ الحج إلى عمرة ويتحلل فقالت عائشة رضي الله عنها:
(صحيح) (خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا أنه الحج فلما قدمنا مكة تطوفنا بالبيت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي أن يحل قالت: فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم
[11]
يسقن فأحللن. . .) الحديث متفق عليه وعن ابن عباس نحوه بلفظ:
(صحيح) (فأمرهم أن يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم فقالوا: يا رسول الله أي الحل؟ قال: الحل كله) متفق عليه. وفي حديث جابر نحوه وأوضح منه كما يأتي فقرة (33 - 45)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فمن تأمل في هذه الأحاديث الصحيحة تبين له بيانا لا يشوبه ريب أن التخيير الوارد فيها إنما كان منه صلى الله عليه وسلم لإعداد النفوس وتهيئتها لتقبل حكم جديد قد يصعب ولو على البعض تقبله بسهولة لأول وهلة ألا وهو الأمر بفسخ الحج إلى العمرة لا سيما وقد كانوا في الجاهلية - كما هو ثابت في (الصحيحين) - يرون أن العمرة لا تجوز في أشهر الحج وهذا الرأي وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أبطله باعتباره صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في ثلاث سنوات كلها في شهر ذي القعدة فهذا وحده وإن كان كافيا في إبطال بلك البدعة الجاهلية فإنه ولا قرينة هنا بل لا يكفي - والله أعلم - لإعداد النفوس لتقبل الحكم الجديد فلذلك مهد له صلى الله عليه وسلم بتخييرهم بين الحج والعمرة مع بيان ما هو الأفضل لهم ثم أتبع ذلك بالأمر الجازم بفسخ الحج إلى العمرة كما تقدم
[12]
فإذا عرفنا ذلك فهذا الأمر للوجوب قطعا ويد لعلى ذلك الأمور التالية:
الأول: أن الأصل فيه الوجوب إلا لقرينة ولا قرينة هنا بل والقرينة هنا تؤكده وهي الأمر التالي وهو:
الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم لما أمرهم تعاظم عندهم كما تقدم آنفا ولو لم يكن للوجوب لم يتعاظموه ألم تر أنه صلى الله عليه وسلم قد أمرهم من قبل ثلاث مرات أمر تخيير ومع ذلك لم يتعاظموه فدل على أنهم فهموا من الأمر الوجوب وهو المقصود
الثالث: أن في رواية في حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
(صحيح) (. . . فدخل علي وهو غضبان فقلت: من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار قال: أوما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون قال الحكم كأنهم يترددون أحسب ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه ثم أحل كما حلوا). رواه مسلم والبيهقي وأحمد (6/ 175)
ففي غضبه صلى الله عليه وسلم دليل واضح على أن أمره كان للوجوب لا سيما وأن غضبه صلى الله عليه وسلم إنما كان لترددهم لا من أجل امتناعهم من تنفيذ الأمر وحاشاهم من ذلك ولذلك حلوا جميعا إلا من كان معه هدي كما يأتي في الفقرة (44)
[13]
الرابع: قوله صلى الله عليه وسلم: لما سألوه عن الفسخ الذي أمرهم به:
(ألعامنا هذا أم لأبد الأبد؟) فشبك صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في أخرى وقال:
(دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة لا بل لأبد أبد لا بل لأبد أبد). كما يأتي في الفقرة (24)
فهذا نص صريح على أن العمرة أصبحت جزءا من الحج لا يتجزأ وأن هذا الحكم ليس خاصا بالصحابة كما يظن البعض بل هو مستمر إلى الأبد. (1)
خامسا: أن الأمر لو لم يكن للوجوب لكفى أن ينفذه بعض الصحابة فكيف وقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ا يكتفي بأمر الناس بالفسخ أمرا عاما فهو تارة يأمر بذلك ابنته فاطمة رضي الله عنها كما يأتي (فقرة 48) وتارة يأمر به أزواجه كما في (الصحيحين) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوداع قالت حفصة: فقلت: ما يمنعك أن تحل؟ قال: (إني لبدت رأسي. . .) الحديث. ولما جاء أبو موسى من اليمن حاجا قال له صلى الله عليه وسلم: (بم أهللت)؟ قال: أهللت بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل سقت من الهدي؟ قال: لا
قال: (فطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل. . .) الحديث
_________
(1) وقد رددنا على القائلين بالخصوصية في التعليق على الفقرة المشار إليها من الكتاب الصفحة (63)
[14]
فهل هذا الحرص الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ أمره بالفسخ إلى كل مكلف لا يدل على الوجوب؟ اللهم إن الوجوب ليثبت بأدنى من هذا
ولوضوح هذه الأدلة الدالة على وجوب الفسخ بله التمتع لم يسع المخالفين لها إلا التسليم بدلالتها ثم اختلفوا في الإجابة عنها فبعضهم ادعى خصوصية ذلك بالصحابة وقد عرفت بطلان ذلك مما سبق
وبعضهم ادعى نسخه ولكنهم لم يستطيعوا أن يذكروا ولو دليلا واحدا يحسن ذكره والرد عليه اللهم إلا نهي عمر رضي الله عنه وكذا عثمان وابن الزبير كما في (الصحيحين) وغيرهما
والجواب من وجوه:
الأول: أن الذين يحتجون بهذا النهي عن المتعة لا يقولون به لأن من مذهبهم جوازها فما كان جوابهم عنه فهو جوابنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن هذا النهي قد أنكره جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مهم علي وعمران بن حصين وابن عباس وغيرهم
الثالث: أنه رأي مخالف للكتاب فضلا عن السنة قال الله
[15]
تعالى: (فمن تمتع بالعمر إلى الحج فما استيسر من الهدي) البقرة: 196. وقد أشار إلى هذا المعنى عمران بن حصين رضي الله عنه بقوله:
(صحيح) (قال تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل فيه القرآن (وفي رواية: نزلت آية المتعة في كتاب الله - يعني متعة الحج - وأمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات) قال رجل برأيه بعد ما شاء). رواه مسلم
وقد صرح عمر رضي الله عنه بمشروعية التمتع وأن نهيه عنه أو كراهته له إنما هو رأي رآه لعلة بدت له فقال:
(صحيح) (قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن (1) في الأراك (2) ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم) رواه مسلم وأحمد
ومن الأمور التي تستلفت نظر الباحث أن هذه العلة التي
_________
(1) أي ملمين بنسائهم
(2) أي في حجر الأراك كناية عن التستر به وهو شجر من الحمض يستاك به. وهو أيضا موضع بعرفة وليس مرادا هنا خلافا لبعض المعلقين على مسلم فإن الحجاج في هذا الموضع يكونون محرمين لا يجوز لهم وطأ نسائهم
[16]
اعتمدها عمر رضي الله عنه في كراهته التمتع هي عينها التي تذرع بها الصحابة الذين لم يبادروا إلى تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم بالفسخ في ترك المبادرة فقالوا:
(خرجنا حجاجا لا نريد إلا الحج حتى إذا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال أمرنا أن نفضي إلى نسائنا فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني من النساء. . .) انظر الفقرة (40) وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: (أبالله تعلموني أيها الناس؟ قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم افعلوا ما آمركم به فإني لو لا هديي لحللت كما تحلون) (فقرة 42)
فهذا يبين لنا عمر رضي الله عنه لو استحضر حين كرة للناس التمتع قول الصحابة هذا الذي هو مثل قوله وتذكر معه رد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم لما كره ذلك ونهى الناس عنه
وفي هذا دليل على أن الصحابي الجليل قد تخفى عليه سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قول من أقواله فيجتهد برأيه فيخطئ وهو مع ذلك مأجور غير مأزور والعصمة لله وحده ثم لرسوله
وقد يقول قائل: إن ما ذكرته من الأدلة على وجوب التمتع وعلى رد ما يخالفه واضح مقبول ولكن يشكل عليه ما يذكره البعض
[17]
هذا وبين ما ذكرته؟
والجواب: أنه سبق أن بينا أن التمتع إنما يجب على من لم يسق الهدي وأما من ساق الهدي فلا يجب عليه ذلك بل لا يجوز له وإنما عليه أن يقرن وهو الأفضل وأو يفرد فيحتمل أن ما ذكر عن الخلفاء من الإفراد إنما هو لأنهم كانوا ساقوا الهدي. وحينئذ فلا منافاة والحمد لله
وخلاصة القول: أن على كل من أراد الحج أن يأتي إحرامه بالعمرة ثم يتحلل منها بعد فراغه من السعي بين الصفا والمروة بقص شعره. وفي اليوم الثامن من ذي الحجة يحرم بالحج فمن كان لبى بالقران أو الحج المفرد فعليه أن يفسخ ذلك بالعمرة إطاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) - النساء: 80، وعلى التمتع بعد ذلك أن يقدم هديا يوم النحر أو في أيام التشريق وهو من تمام النسك وهو دم شكران وليس دم جبران وهو - كما قال ابن القيم - بمنزلة الأضحية للمقيم وهو من تمام عبادة هذا اليوم فالنسك المشتمل على الدم بمنزلة العيد المشتمل على الأضحية وهو من أفضل الأعمال فقد جاء من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟
[18]
أن الخلفاء الراشدين جميعا كانوا يفردون الحج فكيف التوفيق فقال:
(صحيح) (العج والثج) وصححه ابن خزيمة والحاكم والذهبي وحسنه المنذري والعج رفع الصوت بالتلبية والثج إراقة دن الهدي. وعليه أن يأكل من هديه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يأتي بيانه (فقرة 90) ولقوله عز وجل فيما يذبح من الهدي في منى (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) - الحج: 28
وقد اتصلنا بكثير من الحجاج فعرفنا منهم أنهم مع كونهم يعلمون أن التمتع أفضل من الإفراد فكانوا يفردون ثم يأتون بالعمرة بعد الحج من التنعيم وذلك لئلا يلزمهم الهدي
وفي هذا من المخالفة للشارع الحكيم والاحتيال على شرعه ما لا يخفى فساده فإن الله بحكمته شرع العمرة قبل الحج وهم يعكسون ذلك وأوجب على المتمتع هديا وهم يفرون منه وليس ذلك من عمل المتقين ثم هم يطمعون أن يتقبل الله حجهم وأن يغفر ذنبهم هيهات هيهات ف (إنما يتقبل الله من المتقين) - المائدة: 27، وليس من البخلاء المحتالين
فكن أيها الحاج متقيا لربك متبعا لسنة نبيك في مناسكك عسى أن ترجع من ذنوبك كيوم ولدتك أمك
[19] ... أ. هـ
اللهم ارزقنا حجة كهدي نبيك وأمره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 01:26]ـ
للرفع ...
اللهم ارزقنا حجة كهدي نبيك وأمره(/)
هل للتكفيري من توبة موضوع للنقاش الجاد الهادي
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخوتي طلاب العلم في هذ المجلس العلمي
أسأل الله أن يجمعنا في الدنيا على طاعته
وفي الأخرة في جنته عندي إشكال
هل من وقع في التكفير ثم تبين له أن وقع في خطأ وأخطأ في الحكم
على هذا الشخص وأراد أن يتوب كيف يفعل أرجو أن أجد إجابه
علمية مؤصلة وحبذا لو ذكر لي بعض المراجع لأني رجعت لبعض كتب أهل العلم
لكنهم لم يتكلموا عن توبة المكفر إذا تبين له الخطأ.
فأرجو منكم المشاركة بما تستطيعون وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 03:00]ـ
رقم الفتوى: 52765 من موقع الشبكة الاسلامية
عنوان الفتوى: هل يكفر من كفر مسلما
تاريخ الفتوى: 15 رجب 1425/ 31 - 08 - 2004
السؤال
لي صديق يشتغل معي وكان قد بينت له سابقا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قال لأخيه أنت كافر فقد باء أحدهما بالكفر، وفي إحدى المرات قال لي إن من يعيش في مجتمع كافر مثل هذا المجتمع فهو كافر وبالطبع هذا الكلام خطأ وعندما أردت أن أبين له ذلك طرحت عليه سؤالاً: هل أنا كافر لعيشي في هذا المجتمع الذي وصفته بالكفر، قال: لي نعم أنت كافر فثرت عليه وأعدت عليه الحديث، فقال لي: نعم لقد بينته لي ولكني أمزح فقلت له إن هذه الأمور جدها جد وهزلها جد، ورب كلمة لا يلقي الإنسان لها بالا تهوي به سبعين خريفاً في جهنم، فما كان منه إلا أن ضحك وقال: نسيت، فسؤالي هو: هل يحكم على هذا الشخص بالكفر وعليه الاغتسال وإعادة التشهد بعد أن بينا له معنى الحديث، وأن من قال لمسلم أنت كافر أو أنت يهودي فقد كفر والعكس كذلك، وما هي نصيحتكم له؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إليه أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر بلفظ: أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما. وزاد مسلم في رواية: إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه. وفي لفظ آخر عند مسلم: إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما.
وقد نص أهل العلم أن لفظة الكفر في الحديث محمولة على الكفر الأصغر، واستدلوا بحديث ثابت بن الضحاك عند البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بالكفر فهو كقتله.
والقتل ليس كفراً، وقد شبه به تكفير المؤمن. راجع الفصل لابن حزم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة: فقد سماه أخا حين القول، وقد قال: فقد باء بها. فلو خرج أحدهما عن الإسلام بالكلية لم يكن أخاه. انتهى.
قال ابن قدامة في المغني: هذه الأحاديث على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على وجه الحقيقة. انتهى، هذا عن معنى الحديث والمراد بالكفر فيه.
وننصح لهذا الأخ: بالتوبة النصوح والحذر من مكر الله تعالى، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {الأنفال:24}.
فإياك والاستهزاء بحدود الله أو تكفير المؤمنين، وأمسك عليك لسانك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة. رواه الطبراني وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. رواه أحمد والترمذي عن معاذ وقال حسن صحيح.
والله أعلم.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 01:10]ـ
غفر الله لك أخي أبو محمد الغامدي
وارغب من مشاركة بعض الأخوة ..
وإثراء الموضوع ببعض الأقوال والنقول ..
واكرر شكري للشيخ الكريم أبو محمد الغامدي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرالك اخي محمد بن مسلمة
ويضاف الى مانقلته سابقا ماقاله العلماء عند الوقوع في اعراض المسلمين
وهو هل يكفي في التوبة من هذا الاستغفار أم لا بد من إعلامه؟
قال السفاريني في شرح منظومة الاداب
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه الكلم الطيب والعمل الصالح: من اغتاب أخاه المسلم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته بقول اللهم اغفر لنا وله. ذكره البيهقي في الدعوات [ص: 577] الكبير ,
قال وفي إسناده ضعف.
قال وهذه المسألة فيها قولان للعلماء , وهما روايتان عن الإمام أحمد , وهما هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب أم لا بد من إعلامه وتحلله. قال والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها.
قال وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. والذين قالوا لا بد من إعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية. والفرق بينهما ظاهر , فإن في الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه , فإن شاء أخذها وإن شاء تصدق بها , وأما في الغيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع , فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رمي به , ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدا. وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به , ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها. انتهى.
.
وقال شيخ الإسلام رضي الله عنه بعد أن ذكر الروايتين في المسألة المذكورة: فكل مظلمة في العرض من اغتياب صادق وبهت كاذب فهو في معنى القذف , إذ القذف قد يكون صادقا فيكون غيبة , وقد يكون كاذبا فيكون بهتا , واختار أصحابنا أنه لا يعلمه بل يدعو له دعاء يكون إحسانا إليه في مقابلة مظلمته كما روي في الأثر , وهذا أحسن من إعلامه , فإن في إعلامه زيادة إيذاء له , فإن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ من تضرره بما لا يعلم. ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم أولا إذ النفوس لا تقف غالبا عند العدل والإنصاف , ففي إعلامه هذان الفاسدان.
وفيه مفسدة ثالثة ولو كانت بحق وهو زوال ما بينهما من كمال الألفة والمحبة أو تجدد القطيعة والبغضة والله تعالى أمر بالجماعة ونهى عن الفرقة , وهذه المفسدة قد تعظم في بعض المواضع أكثر من بعض , وليس في إعلامه فائدة إلا تمكينه من استيفاء حقه كما لو علم فإن له أن يعاقب إما بالمثل إن أمكن أو بالتعزير أو بالحد. وإذا كان في الإيفاء من الجنس مفسدة عدل إلى غير الجنس , كما في القذف والفرية والجراح إذا خيف الحيف.
وهنا قد لا يكون حقه إلا في غير الجنس , أما العقوبة أو الأخذ من الحسنات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {من كانت عنده مظلمة لأخيه في دم أو مال أو عرض فليأته فليستحله قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار إلا الحسنات والسيئات , فإن كان له حسنات أخذ من حسنات صاحبه فأعطيها وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئاته فألقيت على صاحبه ثم يلقى في النار} وإذا كان كذلك فيعطيه في الدنيا حسنة بدل الحسنة {إن الحسنات يذهبن السيئات} فالدعاء له والاستغفار إحسان إليه , وكذلك الثناء عليه بدل الذم له , وهذا عام فيمن طعن على شخص أو لعنه أو تكلم بما يؤذيه أمرا أو خبرا بطريق الاقتداء أو التحضيض أو غير ذلك , فإن أعمال اللسان أعظم من أعمال اليد حيا أو ميتا , حتى ولو كان ذلك بتأويل أو شبهة ثم بان له الخطأ , فإن كفارة ذلك أن يقابل الإساءة إليه بالإحسان بالشهادة له بما فيه من الخير والشفاعة له بالدعاء , فيكون الثناء والدعاء بدل الطعن واللعن.
ويدخل في هذا الطعن واللعن الجاري بتأويل سائغ أو غير سائغ , كالتكفير والتفسيق ونحو ذلك مما يقع بين المتكلمين في أصول الدين وفروعه , كما يقع بين أصناف الفقهاء والصوفية وأهل الحديث وغيرهم من أنواع أهل العلم والنهى , من كلام بعضهم في بعض تارة بتأويل مجرد وتارة بتأويل مشوب بهوى وتارة بهوى محض , بل تخاصم هذا الضرب بالكلام والكتب كتخاصم غيرهم بالأيدي والسلاح , وهو شبيه بقتال أهل العدل والبغي والطائفتين الباغيتين والعادلتين من وجه.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 07:10]ـ
أخي الكريم: أبو محمد الغامدي
غفر الله لك وجزاك عني خير الجزاء
على هذا النقل الرائع كفيت ووفيت
لاحرمك ربي الأجر .. وكثر من أمثالك
وختم لك بالصالحات .. وجعلني الله وإياك
من أنصار دينه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: محمد بن مسلمة
غفر الله لك وجزاك عني خير الجزاء
ونفعنا الله واياك بماعلمناوجعله حجة لنا لاعلينا
وختم لك بالصالحات ..
وجعلني الله وإياك
من أنصار دينه .. آمين
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 07:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخوتي طلاب العلم في هذ المجلس العلمي
أسأل الله أن يجمعنا في الدنيا على طاعته
وفي الأخرة في جنته عندي إشكال
هل من وقع في التكفير ثم تبين له أن وقع في خطأ وأخطأ في الحكم
على هذا الشخص وأراد أن يتوب كيف يفعل أرجو أن أجد إجابه
علمية مؤصلة وحبذا لو ذكر لي بعض المراجع لأني رجعت لبعض كتب أهل العلم
لكنهم لم يتكلموا عن توبة المكفر إذا تبين له الخطأ.
فأرجو منكم المشاركة بما تستطيعون وجزاكم الله خيرا.
/// ليتك - أخي الفاضل - تقوم بإيضاح ما تريده تحديداً.
/// قال تعالى: " إن الله يغفر الذنوب جميعاً ".
/// من قال من السلف (ليس لمبتدع توبة) قصده من ذلك: أنه غالباً لا يتوب، لأنه يتقرب إلى الله بهذه البدعة على أنها سنة مشروعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 09:01]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الكريم:
الذي أقصد لو أن شخصاً قرأ في
كتب ضوابط التكفير, (ثم طبق ماتعلم)
على أرض الواقع، فلان من الناس يرى
أنه كافر، لأنه كذا وفلان كافر لأنه كذا
وهكذا وبعد فترة من الزمن جالس بعض
كبار طلبة العلم وعلم أنه على خطأ وضلال
وأنه كفر مسلماً ... ؟
ففي هذه الحالة ماذا يفعل
هل يذهب ويخبره أنه كفره؟
أم يدعو له ويستغفر له؟ ويتوب إلى الله؟
هذا هو السؤال بإختصار؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 11:45]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الكريم:
الذي أقصد لو أن شخصاً قرأ في
كتب ضوابط التكفير, (ثم طبق ماتعلم)
على أرض الواقع، فلان من الناس يرى
أنه كافر، لأنه كذا وفلان كافر لأنه كذا
وهكذا وبعد فترة من الزمن جالس بعض
كبار طلبة العلم وعلم أنه على خطأ وضلال
وأنه كفر مسلماً ... ؟
ففي هذه الحالة ماذا يفعل
هل يذهب ويخبره أنه كفره؟
أم يدعو له ويستغفر له؟ ويتوب إلى الله؟
هذا هو السؤال بإختصار؟
وجزاك الله خيرا.
الذي يظهر لي - والله أعلم - أن هذا من جنس الغيبة، ويأخذ حكمها من حيث توبة المغتاب.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 12:56]ـ
غفر الله لك شيخنا الكريم، وبارك فيك
ونفع المسلمين بعلمكم
أخوكم " محمد بن مسلمة"(/)
لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 01:44]ـ
1 - المقدمة
لم تكن الكتابة واسعة الانتشار في عهد النبي صلى الله عليه وسلَّم كانتشارها اليوم، ومن الآداب التي جرى عليها العمل برهةً ثم نسيت آداب كتابة الرسائل،
والذي دعاني إلى كتابة هذا البحث أنَّ كلَّ ما يكتبه أحدُنا – يشاركُ به في مواضيع الملتقى – إنما هو كتابٌ (بمعنى رسالة) منه إلى إخوانه من أهل الملتقى، فإنه يكتبها حقيقةً، وإن اختلف عن ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلَّم المدادُ والقرطاس،
وقد جمعت هنا ما صح لدي أو حسُن من كتب النبي صلى الله عليه وسلَّم والصحابة رضي الله عنهم، وعلماء التابعين من بعدهم،
وأسأل الله تعالى أن يحييَ على أيدينا كلَّ سنة أُميتت بعد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم،
وقد تبين لي أن الكتاب يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم التعريف بالمُرسِل، (كقول الله تعالى: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم: النمل 30) والمرسل إليه، فإن كان المُرسَلُ إليه مسلما ذا فضلٍ جاز تقديمه، ثم السلام بالتنكير – خلافا للسلام عند اللقاء والمشافهة – فإذا كان المرسل إليه غير مسلم كُتِب هكذا:
سلامٌ على من اتبع الهدى
فإنه لا سلام على كافر، وإن كان المُرسل إليه مسلما، فالسلام هكذا:
سلامٌ عليك،
مع مراعاة الضمير من حيث الإفراد والتثنية والجمع،
ثم حمد الله تعالى:
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
ثم نصُّ الرسالة بعد
وقد تختم الرسالة بالسلام مُعرَّفًا،
وقد عقد الحافظ ابن القيم في زاد المعاد بابا لمكاتبة النبي صلى الله عليه وسلَّم الملوك، كما فعل ابن سيد الناس (ت 734هـ)، في كتابه عيون الأثر (من ص344 إلى ص357 وتوجد نسخة مصورة من المطبوعة على موقع المكتبة الوقفية، وهي صادرة عن دار ابن كثير ومكتبة دار التراث، بتحقيق د/محمد العيد الخطراوي ومحيي الدين مستو)، إذ عقد باب ذكر بعثه صلى الله عليه وسلَّم إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكلَّ ما ذكر فمن طريق الواقدي، والكلام فيه معروف، ولا يُعجبني الاحتجاجُ بخبره،
وأقدم إليكم ما صحَّ لدي أو حسن في هذا الباب فيما يلي إن شاء الله تعالى، على حسب الخطة التالية:
2 - كتاب النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى هرقل عظيم الروم
3 - كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
4 - كتاب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
5 - كتاب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
6 - كتاب عبد الله بن عمر رضي الله عنه إلى عبد الملك بن مروان
7 - كيف كان عروة بن الزبير يكتب؟
8 - كتاب عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان
9 - كتاب الليث بن سعد إلى مالك بن أنس
10 - كتاب مالك بن أنس إلى الليث بن سعد
11 - كيف كان سفيان الثوري يكتب؟
12 - كتاب سفيان الثوري إلى عباد بن عباد
13 - كتاب سفيان الثوري إلى ابن أبي ذئب
14 - كتاب زكريا بن أبي زائدة إلى معاذ بن معاذ العنبري
15 - كتاب إسماعيل بن إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول
16 - كتاب أحمد بن حنبل إلى علي بن المديني
17 - كتاب أبي داود سليمان بن الأشعث إلى أهل مكة
18 - ثم الخاتمة إن شاء الله تعالى
2 - كتاب النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى هرقل عظيم الروم
فأبدأ هاهنا – إن شاء الله – بذكر كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، والحديث رواه البخاري في مواضع من صحيحه، ومسلم في صحيحه في حديث طويل اختصرته، فمن أراد زيادة التخريج فليرجع إلى تحفة الأشراف.
قال الإمام البخاري في كتاب بدء الوحي باب 6 من الجامع الصحيح (طبعة المكنز)
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِى رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا تُجَّاراً بِالشَّأْمِ - فِى الْمُدَّةِ الَّتِى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِى مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ
قلت: فذكر أبو سفيان ما كان بينه وبين هرقل إلى أن ذكر عن هرقل:
ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِى بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ.
سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى،
أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ. أطرافه 51، 2681، 2804، 2941، 2978، 3174، 4553، 5980، 6260، 7196، 7541 - تحفة 4850 - 8/ 1
3 - كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري
قال الإمام البيهقي في كناب الأقضية من السنن الكبرى (المكنز)
16450 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِىُّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرٍ:
أَنَّ رَجُلاً كَانَ ذَا صَوْتٍ وَنِكَايَةٍ عَلَى الْعَدُوِّ مَعَ أَبِى مُوسَى فَغَنِمُوا مَغْنَمًا فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى نَصِيبَهُ وَلَمْ يُوَفِّهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلاَّ جَمِيعًا فَضَرَبَهُ عِشْرِينَ سَوْطًا وَحَلَقَ رَأْسَهُ فَجَمَعَ شَعَرَهُ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَرِيرٌ وَأَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ مِنْهُ فَأَخْرَجَ شَعَرًا مِنْ جَيْبِهِ فَضَرَبَ بِهِ صَدْرَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا لَكَ؟ فَذَكَرَ قِصَّتَهُ
قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِى مُوسَى:
سَلاَمٌ عَلَيْكَ
أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ أَخْبَرَنِى بِكَذَا وَكَذَا وَإِنِّى أُقْسِمُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فِى مَلأٍ مِنَ النَّاسِ جَلَسْتَ لَهُ فِى مَلأٍ مِنَ النَّاسِ فَاقْتَصَّ مِنْكَ وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فِى خَلاَءٍ فَاقْعُدْ لَهُ فِى خَلاَءٍ فَلْيَقْتَصَّ مِنْكَ.
قَالَ لَهُ النَّاسُ: اعْفُ عَنْهُ. قَالَ: لاَ وَاللَّهِ لاَ أَدَعُهُ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. فَلَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ قَعَدَ لِلْقَصَاصِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ لِلَّهِ.
قلت: وقال ابن عدي في الكامل (1522): حدثنا أحمد بن علي بن بحر، ثنا عبد الله الدورقي، قال: قال يحيى ابن معين: وحديث شعبة وسفيان وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: شعبة وسفيان وحماد بن سلمة في عطاء خير من هؤلاء الذين بعدهم. (ذكره الحافظ بن رجب في شرح العلل 2/ 557 عتر – 2/ 735 همام)
وراجع ترجمة حماد بن سلمة في باب معرفة من خلط من الرواة في آخر عمره، بملتقى الجرح والتعديل.
وأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ هو محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، قال الخطيب (تاريخ مدينة السلام 667): كتبنا عنه وكان ثقة.
و أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (2673)، وقال: كان صدوقا، وذكر أن السلمي سأل الدارقطني عنه، فقال: ثقة، (وراجع سؤالات السلمي للدارقطني 13)، وذكر الخطيب أن أبا بكر البرقاني سئل عنه، وهو يسمع، فقال: صدوق.
وأما إسحاق بن الحسن الحربي، فقد ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (3369)، قال عبد الله بن أحمد، وإبراهيم الحربي، والدارقطني: ثقةٌ،
4 - كتاب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال الإمام مسلم (كتاب الأقضية باب 5):
4583 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِىُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِىُّ عَنْ وَرَّادٍ قَالَ:
كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ:
سَلاَمٌ عَلَيْكَ
أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ ثَلاَثاً وَنَهَى عَنْ ثَلاَثٍ حَرَّمَ عُقُوقَ الْوَالِدِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَلاَ وَهَاتِ. وَنَهَى عَنْ ثَلاَثٍ قِيلٍ وَقَالٍ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ. تحفة 11536 - 593/ 14
5 - كتاب زيد بن ثابت إلى معاوية بن أبي سفيان
قال الإمام البخاري في الأدب المفرد (باب 527 - صدر الرسائل بسم الله الرحمن الرحيم)
1122 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن كبراء آل زيد بن ثابت، أن زيد بن ثابت كتب بهذه الرسالة:
(بسم الله الرحمن الرحيم
لعبد الله معاوية أمير المؤمنين، من زيد بن ثابت،
سلامٌ عليك أمير المؤمنين ورحمة الله،
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أمَّا بعد،)
وقال الإمام البيهقي في كتاب الفرائض من السنن الكبرى:
12800 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنِى أَبُو طَاهِرٍ: أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ قَالَ: أَخَذَ أَبُو الزِّنَادِ هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَمِنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
فَذَكَرَ الرِّسَالَةَ بِطُولِهَا ..........
قلت: عبد الرحمن بن أبي الزناد ترجمه الخطيب (5312) في تاريخ مدينة السلام:
وذكر تضعيف يحيى بن معين له من طريق ابن الغلابي ومعاوية بن صالح وابن محرز (سؤالاته ج1 - رقم183) وتضعيف النسائي له (الضعفاء والمتروكون 367 - ط دار المعرفة)،
وذكر قول علي بن المديني فيه:
حديثه بالمدينة مقاربٌ، وما حدث بالعراق فهو مضطرب.
وذكر الخطيب قول علي فيه أيضا:
ما حدَّث عبد الرحمن بن أبي الزناد بالمدينة فهو صحيحٌ، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. ورأيت عبد الرحمن خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، وكان يقول في حديثٍ عن مشيختهم ولقَّنه البغداديون عن فقهائهم، وعدهم: فلان وفلان وفلان
وذكر الخطيب عن عمرو بن علي الفلاس، قال:
عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعفٌ، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد، كان عبد الرحمن، يعني ابن مهدي، يخط على حديثه.
وذكر الخطيب عن زكريا بن يحيى الساجي، قال:
عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعفٌ، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فإن عددنا هذا حديثا فهو – في أسوأ أحواله – صالحٌ للاستشهاد، إن لم يكن صالحا للاحتجاج، وإن عددناه شهادة منه على أبيه، فإنها جائزةٌ إن شاء الله تعالى، وأظنه أعلم في مثل هذا به، والله تعالى أعلم.
6 - كتاب عبد الله بن عمر إلى عبد الملك بن مروان
قال الإمام البخاري في باب كيف يكتب صدر الكتاب؟ من الأدب المفرد (المكتبة السلفية):
1119 - حدَّثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، أنَّ عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه، فكتب إليه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَمَّا بَعْدُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
سَلاَمٌ عَلَيْكَ
فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا اسْتَطَعْتُ
وقال البخاري رحمه الله في كتاب الأحكام من صحيحه:
7272 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ، وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ. طرفاه 7203، 7205 - تحفة 7245
وقال الإمام البيهقي في كتاب أهل البغي من السنن الكبرى (المكنز):
17006 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَمَّا بَعْدُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
سَلاَمٌ عَلَيْكَ
فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا اسْتَطَعْتُ. رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِى أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ.
(ملحوظة: الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم باللون الأزرق ليس في مطبوعة الأدب المفرد، ولا فضل الله الصمد)
وقال البيهقي في كتاب قتال أهل البغي أيضا:
17007 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ: عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَّامِىِّ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:
سَلاَمٌ عَلَيْكَ
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّى أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا اسْتَطَعْتُ وَإِنَّ بَنِىَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ وَالسَّلاَمُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ وَعَمْرِو بْنِ عَلِىٍّ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ سُفْيَانَ.
قلت: أَجَل: رواه البخاري في كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، قال – رحمه الله:
7203 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ حَيْثُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ - قَالَ - كَتَبَ إِنِّى أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِىَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ. طرفاه 7205، 7272 - تحفة 7164
وقال البخاري في كتاب الأحكام من الصحيح أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
7205 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ لَمَّا بَايَعَ النَّاسُ عَبْدَ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ:
إِنِّى أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِىَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ. طرفاه 7203، 7272 - تحفة 7164 - 97/ 9
7 - كيف كان عروة بن الزبير يكتب؟
قال محمد بن سعد في الطبقات (الطبقة الثانية من أهل المدينة من التابعين – عروة بن الزبير بن العوام- عن موسوعة جوامع الكلم):
5971 - أخبرنا مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة، أن عروة كان يكره أن يكتب: سلامٌ عليك، حتى يلحق معها: فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
8 - كتاب عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان
قال الإمام أحمد في المسند (نسخة المكنز):
26522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ:
سَلاَمٌ عَلَيْكَ
فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَىَّ تَسْأَلُنِى عَنْ أَشْيَاءَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فَأَخْبَرَتْنِى عَائِشَةُ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ظُهْراً فِى بَيْتِهِمْ وَلَيْسَ عِنْدَ أَبِى بَكْرٍ إِلاَّ ابْنَتَاهُ عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ إِذَا هُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَكَانَ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْماً أَنْ يَأْتِىَ بَيْتَ أَبِى بَكْرٍ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ ظُهْراً فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِلاَّ أَمْرٌ حَدَثَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتَ قَالَ لأَبِى بَكْرٍ «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ». فَقَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ عَيْنٌ إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَاىَ. قَالَ «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذِنَ لِى بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّحَابَةَ. قَالَ «الصَّحَابَةَ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ خُذْ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ وَهُمَا الرَّاحِلَتَانِ اللَّتَانِ كَانَ يَعْلِفُ أَبُو بَكْرٍ يُعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ إِذَا أُذِنَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ فَقَالَ خُذْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَارْكَبْهَا. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ». معتلى 11945
قلت: يزيد بن أبان العطار، أبو يزيد، قال الحافظ في التقريب: ثقة له أفراد، من السابعة، فقال د/بشار عواد وشعيب الأرناؤوط: بل ثقة لينه بعضهم بلا حجة، فقد قال أحمد: ثبتٌ في كل المشايخ، ووثقه يحيى بن معين، والنسائي، وابن شاهين، والعجلي، وابن حبان، والذهبي، ولم يثبت فيه جرحٌ معتبر،
قلت: بمراجعة ترجمة أبان في المصادر التالية، أرى أنهما قد أصابا في هذا، وإن كان ابن عدي قد ذكر له أفرادا، فمن من الثقات سلم من مثل هذا؟:
1 - تاريخ الدوري (3768)
2 - سؤالات ابن محرز (1/ 317 و 540 و541 و567)
3 - سؤالات ابن الجنيد (476)
4 - الجرح والتعديل (2/ 1098)
5 - بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم بتحقيق وصي الله بن محمد عباس (15)
6 - سؤالات أبي داود للإمام أحمد (491) بتحقيق د/ زياد محمد منصور
7 - معرفة الثقات للعجلي (18) ط مكتبة الدار
8 - مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (1250)
9 - الكامل لابن عدي (209)
10 - ميزان الاعتدال للذهبي (20 - ط دار الكتب العلمية)
11 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق للذهبي أيضا (3)
12 - الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد أيضا (3)
9 - كتاب الليث بن سعد إلى مالك بن أنس
قال أبو الفضل الدوري في التاريخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(5411) حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين، قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك.
حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح:
بسم الله الرحمن الرحيم
من الليث بن سعد إلى مالك بن أنس
سلامٌ عليك
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد،
فذكر الرسالة بتمامها
وختمها الليث بقوله:
والسلام
قلت: وعبد الله بن صالح كاتبُ الليث!
والرسالة أخرجها أيضا يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 687 - 1/ 697 بتحقيق أكرم العمري)
قال أبو يوسف: حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس:
سلامٌ عليك
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
قلت: فذكر الرسالة بتمامها وختمها الليث بقوله:
والسلام عليك ورحمة الله
10 - كتاب مالك بن أنس إلى الليث بن سعد
قال أبو الفضل الدوري في التاريخ:
(5412) بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد. قال يحيى: حدثنا عبد الله بن صالح:
من مالك بن أنس إلى الليث بن سعد،
سلامٌ عليك،
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فذكر الرسالة بتمامها.
وختمها بقوله:
والسلامُ عليكم ورحمة الله
قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (1/ 695):
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: هذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد:
سلام عليك
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فساق الرسالة بتمامها،
وقد ختمها مالك بقوله:
وكتاب الليث إلى مالك، وكتاب مالك إلى الليث قد رواهما يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 687 - 1/ 697 بتحقيق أكرم العمري)
11 - كيف كان سفيان الثوري يكتب؟
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في باب ما ذكر من زهد سفيان الثوري وورعه من كتاب تقدمة المعرفة:
ذكره أبي، قال كتب إلىَّ عبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: سمعت سفيان الثوري: يقول أفضل الأعمال الزهد في الدنيا.
قال: وحدثنا يوسف، قال: كان سفيان إذا كتب إلى رجل كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان،
سلامٌ عليك،
فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
أما بعد، فاني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب جعلنا الله وإياك من المتقين.
12 - كتاب سفيان الثوري إلى عباد بن عباد
وذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاب الثوري إلى عباد بن عباد، قال:
نا إسماعيل بن إسرائيل السلال، نا الفريابي، قال: كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد، فقال: من سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد
سلام عليك
فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أمَّا بعد فإنى أوصيك بتقوى الله فإن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا ...
قلت: فذكر الرسالة بطولها
13 - كتاب سفيان الثوري إلى ابن أبي ذئب
قال علي بن الجعد في مسنده (بتحقيق عامر حيدر، ط مؤسسة نادر – عن موسوعةجوامع الكلم):
1635 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبا نُعيمٍ يقول: سمعت سفيان كتب إلى ابن أبي ذئبٍ،
من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الرحمن،
سلامٌ عليك،
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
وأوصيك بتقوى الله، فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله شيئا، فعليك بتقوى الله،
أمَّا بعدُ،
قلت: وأخرج هذه الرسالة أيضا:
• أبو الفتح بن أبي الفوارس في الجزء السادس من الفوائد المنتقاة (حققه قسم تحقيق المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات)، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز عن عثمان به،
• وأبو طاهر السلفي في الجزء الثاني والعشرين من المشيخة البغدادية (حققه قسم التحقيق المتقدم ذكره) من الطريق نفسه
14 - كتاب زكريا بن أبي زائدة إلى معاذ بن معاذ العنبري
قال الخطيب البغدادي في الكفاية (باب ذكر النوع الثالث من الإجازة):
(يُتْبَعُ)
(/)
1099 - وقد اختلفت ألفاظ أهل العلم في حكاية المكاتبة، فمن أحسن ذلك ما حدثناه أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا بلفظه، ثنا أبو عبد الله أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي، ثنا الحسن بن المثنى بن معاذ، ثنا عمي عبيد الله بن معاذ، قال: كتب زكريا بن أبي زائدة – وهو قاضي الكوفة - إلى أبي - وهو قاضي البصرة:
من زكريا بن أبي زائدة إلى معاذ بن معاذ،
سلامٌ عليك،
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلي على محمد عبده،
أما بعد،
أصلحنا الله وإياك بما أصلح به الصالحين، فإنه هو أصلحهم،
حدثنا العباس بن ذريح عن الشعبي قال: كتبت عائشة إلى معاوية:
أما بعدُ، فإنه من يعمل بمعاصي الله يعُد حامده من الناس له ذامَّا،
والسلامُ
قال حسن بن المثنى: وأنا رأيت الكتاب الذي كتبه ابن أبي زائدة إلى أبي.
قلت: قال الحميدي في مسند عائشة من مسنده (نسخة المكنز)
282 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ إِلَى عَائِشَةَ أَنِ اكْتُبِى إِلَىَّ بِشَىْءٍ سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّهُ مَنْ يَعْمَلُ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ يَعُودُ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا».
قلت: وهو في نسخة دار المغني بتحقيق حسين سليم أسد: 268
وأخرجه أحمد – موقوفا - في باب زهد عائشة من الزهد (ط دار ابن رجب):
923 - حدثنا وكيع، حدثنا زكريا، عن عامر، قال: كتبت عائشة إلى معاوية: أما بعدُ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله يعُد حامده من الناس ذامَّا.
وكذلك أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (ط دار الرشد بتحقيق حمد بن عبد الله ومحمد بن إبراهيم اللحيدان).
31156 - حدثنا ابن نمير عن زكريا عن العباس بن ذُريح عن الشعبي قال: كتبت عائشة إلى معاوية: أما بعدُ، فإنه من يعمل بسخط الله يعُد حامده من الناس ذامَّا
15 - كتاب إسماعيل بن إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول
وقال الخطيب في هذا الباب (باب ذكر النوع الثالث من الإجازة) أيضا:
1104 - قرأت بخط إسماعيل بن إسحاق القاضي إجازةً قد كتبها لأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي نسختها:
بسم الله الرحمن الرحيم،
من إسماعيل بن إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول
سلامٌ عليك،
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله،
أما بعد،
فقد أجزت لك كتاب الناسخ والمنسوخ، عن ابن زيد بن أسلم، وكتاب العلل عن علي بن المديني، وكتاب الرد على محمد بن الحسن، وكتاب أحكام القرآن، ومسائل ابن أبي أويس عن مالك، فاحمل ذلك عني،
وكتب إسماعيل بيده
قلت: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، قال الخطيب في تاريخ بغداد (): كان عالما متقنا فقيها ...
16 - كتاب أحمد بن حنبل إلى علي بن المديني
قال الخلال في السنة – باب في توقف أبي عبد الله في المارقين (ط دار الفاروق/ وطبعة دار الراية):
115 - أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال: نسخة كتاب أحمد بن حنبل إلى علي بن المديني قبل أن يُحدث، عنوانه: إلى أبي الحسن علي بن عبد الله من أحمد بن محمد بن حنبل، وداخله:
إلى أبي الحسن علي بن عبد الله من أحمد بن محمد بن حنبل:
سلامٌ عليك،
فإني أحمدُ إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعدُ،
أحسن الله إليك في الأمور كلها، وسلَّمك وإيانا من كل سوء برحمته،
فذكر أحمد الكتاب، ثم ختمه بقوله:
والسلامُ وعليك ورحمة الله
قلت: في طبعة دار الراية نسختُ بدل نسخة.
وعبد الملك بن عبد الحميد – لمن لا يعرفه - هو الحافظ الكبير الميموني (راجع ترجمته في الجرح والتعديل:5/ 1690 وطبقات الحفاظ وسير أعلام النبلاء والتهذيب)
17 - رسالة أبي داود سليمان بن الأشعث إلى أهل مكة
وهذه الرسالة من رواية الحافظ عبد الغني المقدسي (ت 600هـ) بسنده إلى أبي داود، وهي مطبوعة ضمن كتاب ثلاث رسائل في علم مصطلح الحديث، بعناية الأستاذ عبد الفتاح بن أبي غدَّة، وصدر عن مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب (ط1 1417هـ):
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
وأسأله أن يُصلي على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلَّم كلما ذُكِر،
أما بعد،
ثم ذكر سائر الرسالة، وختمها بقوله
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، وصلَّى الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتخبين وأزواجه أمهات المؤمنين، وسلَّمَ تسليما، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قلت: هكذا في المطبوعة
18 - الخاتمة
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أسأل الله تعالى أن يحيي هذه الآداب التي عمل بها الصحابة، أخذا من النبي صلى الله عليه وسلَّم، وجرى عليها عمل التابعين من بعدهم، ثم علماء الحديث من بعدهم، ثمَّ نُسيت بعد،
وإنَّ أحدنا إذا كتب مشاركة منه في بعض المواضيع بهذا الملتقى المبارك، فإنما يكتبُ كتابا إلى أهل الملتقى، فلنكتب كما كان السلف الصالح يكتبون،
فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله. إن الله بصيرٌبالعباد
وصلِّ اللهمَّ على محمد عبدك ونبيك ورسولك وعلى آله وسَلِّم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 02:04]ـ
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
ـ[محمود شمس الدين أمير الخزاعي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 11:22]ـ
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
اللهم آمين ..
لفتة رائعة .. كثير منا في غفلة عنها .. ثقل الله بهذا الجهد ميزان حسناتك يوم العرض عليه .. وأثابنا وإياكم وجميع المسلمين الفردوس الأعلى .. آمين. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 11:34]ـ
جزاك الله خيرا
ينظر:
"صناعة الكُتَّاب" لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي النحّاس، اللُّغوي المفسِّر الأديب، (ت338وقيل337)، ت الأستاذ الدكتور بدر أحمد ضيف.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 11:35]ـ
بارك الله في الجهود.
ـ[محمد الزايد]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:01]ـ
لا تعرضن بذكرهم مع ذكرنا ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 10:14]ـ
يرفع للفائدة
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 04:20]ـ
جزاك الله خيراً، و بارك في قلمك ...
في انتظار رسائلك (إبتسامة) ...
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 12:33]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
جزاك الله خيرا
ينظر:
"صناعة الكُتَّاب" لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي النحّاس، اللُّغوي المفسِّر الأديب، (ت338وقيل337)، ت الأستاذ الدكتور بدر أحمد ضيف.
وإياكم، أخي الفاضل،
فهل لك أن تتكرم بذكر دار النشر، وسنة النشر؟
وجزاك الله تعالى كل خير
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا بأبي مريم،
ط1، بيروت دار العلوم العربية، 1990م. 392 ص 24 سم.
http://catalog.library.ksu.edu.sa/digital/363533.html
وهذه ليست بيانات نسختي (فيما عدا عدد ص .. )، ويبدو أن الأخيرة مصوّرة من الأولى ... والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 04:55]ـ
جزاك الله خيرا.
وينظر كذلك "معالم الكتابة ومغانم الإصابة"، للقاضي عبدالرحيم بن علي بن شيث القرشي (550هـ - 625هـ)، ت. محمد حسين.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 07:22]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مريم على معلوماتك القيمة .....
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 05:14]ـ
أخي الفاضل:
هذه العبارة ترددها كثيرا، وأسأل عن معناها، فلا مجيب! فقلتُ: لأسأل صاحبها بنفسه ..
(فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو)
ممكن - من فضلك - تشرح لنا ما المقصود منها؟!
وبارك الله فيك ..(/)
خطأ بعض خطباء المساجد.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 03:41]ـ
من اخطاء بعض خطباء المساجد
أذكر على سبيل المثال بعض الامور منها:--
1. اختتام الخطبة الأولى بآية وقبل أن يختم بهذه الآية يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
في حين أنه لا يستعيذ في إيراد غيرها من الآيات.
2. المواظبة على ختم الخطبة بقول بعضهم:أقول قولي هذا واستغفر الله .... إلخ
3. قول بعضهم على سبيل الديمومة:هذا وصلُّوا رحمكم الله .... إلخ في آخر الخطبة الثانية. أو جعل محل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع دائما.
4. قول بعضهم في آخر الخطبة على سبيل الديمومة:عباد الله اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم .... إلخ
5 - يحرص بعض الخطباء عن حسن نية أن يقرأ في صلاة الجمعة آيات تتناسب مع موضوع خطبة الجمعة وهذا خلاف السنة وإن كان عن حسن نية فإن الأكمل اتباع سنته صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم عند مسلم أنّه كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة في الركعة الأولى سورة المنافقين في الركعة الثانية أو يقرأ في الأولى سبح وفي الثانية الغاشية
6 - ختم الخطبة بقراءة اية ((واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)))
ـ[ابو اسامه النجدي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:20]ـ
هل هذه الامور اخطاء وماهي الدليل على انها خطاء
الخطبه عباره عن كلمه تشمل جميع معاني الوعظ والتذكير
فأمر فيها واسع
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:46]ـ
لعلك قصدت أن بعضهم جعل بعض الكلمات وكأنها ركن من أركان الخطبة لا تصح الخطبة بدونها وما نشأ هذا إلا من البيئة التي يعيشها الخطيب ... تقليد , نقل تام من خطبة أخرى , عدم اختيار الأكفاء , لا يعرفون إلا نقل الكلام أما تمحيصه ونقده والنظر فيه وترجيحررأي على آخر - إن احتاج الأمر مع التعليل- فهذا ما لا يجيدونه إلا من رحم ربك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:50]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
وينظر
الجمعة ومكانتها في الدين، للشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي
تصحيح الدعاء، للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد القضاعي
القول المبين، للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
وغير ذلك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:23]ـ
قلت هل هذه الامور اخطاء وماهي الدليل على انها خطاء
الخطبه عباره عن كلمه تشمل جميع معاني الوعظ والتذكير
فأمر فيها واسعاقول وهل هي سنة ثابته عنه صلى الله عليه وسلم
ان كان ذلك وارد ففي اي من كتب السنة بارك الله فيك
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 01:35]ـ
أبو محمد:
أرأيت لو لم ترد .. هل تُصبح أخطاءً؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 11:24]ـ
يخشى من المداومة عليها ان يظن العامة انها سنة وقد حصل هذا معي لما كنت خطيبا في احد المساجد ولم التزم بهذه الاشياء حيث انكر علي بعض الناس عدم التزامي بها واستشهد بالتزام خطباء الحرم المكي بها
وصدق ابن مسعود رضي الله عنه حيث
روى علقمة عن عبد الله بن مسعود ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=10) قال: كيف أنتم! إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم الكبير، وتتخذ سنة مبتدعة يجري عليها الناس فإذا غير منها شيء قيل: قد غيرت السنة. قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثر قراؤكم، وقل فقهاؤكم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:10]ـ
فهي إذًا ليست من قبيل الأخطاء.
و إنما لما كانت ليست بسنة، فإن الخطيب عليه أن يُنوع في عباراته، حتى لا يظن عوام الناس أن هذا الأمر سنة، أو أنه واجب فمن تركه فقد أخطأ ..
و أذكر أن أحد الأئمة كان يتعمد في كل رمضان أن لا يقنت في يوم أو أكثر .. حتى يُعلم الناس أن ذلك ليس بواجب.
هل يأثم المداوم على هذه الألفاظ الغير واردة؟
لا! إلا إن نسب هذه الألفاظ للشرع، كأن يقول هذه سنة مثلا.
وعلى مثل هذا قول القراء بعد الانتهاء من القراءة (صدق الله العظيم).
فمن نسب للدين شيئا ليس منه .. فقد ابتدع.
و أما الذي يلتزم هذه الألفاظ .. فهو كالإمام الذي يعقد مجلسَ إفتاءً بعد كل جمعة ..
فلا عمله وارد عن النبي - صلى الله عليه و سلم -، و هو بالوقت نفسه ليس ببدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:31]ـ
فهي إذًا ليست من قبيل الأخطاء.
اذا هي صواب يداوم عليها على رايك؟؟؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 10:44]ـ
نعم هي صواب.
لكن هل يُداوم عليها؟
إن داوم عليها، دون اعتقاد سنيتها، فهذا ليس بخطأ.
فسواء داوم عليها أو استخدم جملا أخرى متنوعة ... كله خير.
لكن له أن يتعمد أحيانا أن لا يلتزمها؛ ليعلم الناس أنها ليست بسنة ولا واجبة.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 12:42]ـ
ما ذكره أبو محمد في موضوعه صواب وهو فعلا يريد الاستمرار على هذا الفعل وجعله ديدنا للخطيب، وانظر إن شئت في أغلب الأخطاء التي ذكرها، فهو تارة يستعمل كلمة المواظبة .. على سبيل الديمومة .. دائما وغير ذلك من الألفاظ التي تشعرك على أن المراد ما ذكرت.
والمسألة هذه معروفة عند أهل العلم وهي مراعاة أحوال الناس في مثل الأمور. فإن ترك السنة أحيانا إذا ظن الناس أنها بالمواظبة عليها واجبة فإنها تترك أحيانا لبيان عدم الوجوب كما ذكر ذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
فقد قال شيخ الإسلام عن المواظبة على سورتي السجدة والإنسان فجر كل جمعة ما نصه: (ولا ينبغي المداومة على ذلك لئلا يظن الجاهل أن ذلك واجب، بل يقرأ أحيانا غيرهما من القرآن) (مجموع الفتاوى) (24/ 206)
وقال ابن القيم أيضا: (ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة دفعا لتوهم الجاهلين) (زاد المعاد) (1/ 375)
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين مثل قول الشيخين أيضا، فقد قال ما نصه" (وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه) (الشرح الممتع) (5/ 87)
[وانظر كتاب (الشامل في فقه الخطيب والخطابة) للشيخ سعود بن إبراهيم الشريم، فإنه كما سماه شاملا لأغلب مسائل الخطيب والخطابة، فقد احتوى على أكثر من 122 مسألة حول الخطيب والخطابة فقط، وقد نقلت أكثر كلامي هذا من كتابه بتصرف يسير، فجزاه الله خير الجزاء]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 12:58]ـ
بارك الله فيك اخي صالح على اضافنك القيمة
واذا كان ترك السنة أحيانا إذا ظن الناس أنها بالمواظبة عليها واجبة فإنها تترك أحيانا لبيان عدم الوجوب
كما ذكر ذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم. وغيرهم من اهل العلم
فما بالك بالمداومة على ما ليس فيه سنة ثابته من الاخطاء التي ذكرتها
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 01:17]ـ
أخي أبا محمد بارك الله فيك
الكلام في نقطتين:
/// ما دليلك على أن ما ذكرت أخطاء وإن لم يداوم عليها
/// أن ما ذكرت خطأ بشرط المداومة عليها
النقطة الثانية يتفق معك فيها الإخوة
ما هو دليل النقطة الأولى بقيدها المذكور وهو عدم المداومة؟
إن قلت الدليل: أنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيلزمك تحريم كل ما يذكر في الخطبة مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا لا يقول به أحد من أهل العلم
وهو مخالف لعمل الصحابة إذ لا شك أنهم ذكروا في خطبهم من الذكر والآيات والدعاء ما لم يذكره النبي (ص) في خطبته
فالأمر في الخطبة واسع
المهم أن يأتي بأركانها وشروطها من الوعظ والصلاة على النبي والجلسة ونحو هذا
ولذلك قال الفقهاء: كل ما تحقق فيه اسم الوعظ والخطبة فهو جائز ومسقط للفرض
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 01:34]ـ
أخي امجد بارك الله فيك
تقول الكلام في نقطتين:
/// ما دليلك على أن ما ذكرت أخطاء وإن لم يداوم عليها
هذا لم اقله وتامل كلامي:
اختتام الخطبة الأولى بآية وقبل أن يختم بهذه الآية يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
في حين أنه لا يستعيذ في إيراد غيرها من الآيات.
2. المواظبة على ختم الخطبة بقول بعضهم:أقول قولي هذا واستغفر الله .... إلخ
3. قول بعضهم على سبيل الديمومة:هذا وصلُّوا رحمكم الله .... إلخ في آخر الخطبة الثانية. أو جعل محل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع دائما.
4. قول بعضهم في آخر الخطبة على سبيل الديمومة:عباد الله اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على
وفي تعليقي الاخر قلت يخشى من المداومة عليها ان يظن العامة انها سنة وقد حصل هذا معي لما كنت خطيبا في احد المساجد ولم التزم بهذه الاشياء حيث انكر علي بعض الناس عدم التزامي بها واستشهد بالتزام خطباء الحرم المكي بها
ثم قلت /// أن ما ذكرت خطأ بشرط المداومة عليها
النقطة الثانية يتفق معك فيها الإخوة
اقول:وما دامو متفقين معي فلماذا تعترض؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 01:46]ـ
بارك الله فيك
الآن اتضح الأمر
إذ ظننتك تقول بأنها خطأ حتى وإن لم يداوم عليها
لكن كان الأمر خلاف ذلك
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 02:35]ـ
المواظبة عليها إن خشي أن يظن الناس أنها سنة أو واجبة ..
طيب فإن واظب عليها و لم يخش أن يظن الناس أنها واجبة أو أنها سنة؟
على كل حال:
لا أراها خطأً، إذ لا دليل على ذلك.
و أما توهم العوام بأنها سنة أو واجبة، فهذا خطأ منهم لا من الخطيب، و إنما ينبغي على الخطيب إذا رأى ذلك أن يُبيِّن لهم و يُعلمهم، أو أن يتركها في بعض الأحيان لتُعلم أنها ليست ذات خصوصية.
لكن إن التزم عليها .. فلا يُقال (لقد أخطأ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 02:36]ـ
يبقى سؤال آخر:
خطأ يعني ما هو حكمها الشرعي؟
حرام
مكروه
خلاف الأولى
بدعة
؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 01:02]ـ
جزاك الله خيرًا على سعة صدرك.
أرأيت لو ناقشك رافضي .. أو صوفي خرافي .. كيف ستصبر عليه إذا لم تصبر على مسألة صغيرة مثل هذه؟!
على كل حال، نحن هنا نتعلم منكم إن شاء الله.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 01:31]ـ
الأمر فيه سعة ومحتمل
وكلنا طالب للحق إن شاء الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:17]ـ
اخي الفاضل أبو خالد الكمالي تقول جزاك الله خيرًا على سعة صدرك.
اقول وانت جزاك الله خيرًا على سعة صدرك
فالطالب يصبر على معلمه والمعلم يصبر على طلابه ابتسامة)
وغفر الله لنا ولكم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:19]ـ
): بارك الله فيك(/)
شرح كتاب الاعتقاد لابن أبي يعلى الفراء،لشيخنا ابن جبرين 1427هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 05:16]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير:
«شرح كتاب الاعتقاد لابن أبي يعلى الفراء،
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالحُسْنَى ـ.»
نبذة عن السلسلة: ضمن الدروس العلمية الصيفية السادسة المقامة في جامع الشيخ عبدالله الراجحي بشبرا في عام 1427هـ
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3493
أسأل اللَّه للجميع التوفيق والعلم النافع.
الفَقير إلى اللَّهِ تعَالى
سَلمان بن عبدالقادر أبو زيد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 11:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لا تجلس جلسة المغضوب عليهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 10:50]ـ
لا تجلس جلسة المغضوب عليهم
عن عمرو بن الشريد عن أبيه الشريد بن سويد قال:
مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا: وقد وضعت يدي
اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي، فقال أتقعد قعدة المغضوب عليهم
سنده صحيح: أبوداود (4848)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 11:36]ـ
نفع الله بك يا شيخ محمد.
هذا الحديث أخرجه:
الأمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي في سننه، والحاكم في مستدركه، والطبراني في معجمه، وعبدالرزاق في مصنفه.
ونسأل الله تعالى أن لا يحرمك أجر هذه الفوائد الطيبة، وأن يبارك فيك.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 11:39]ـ
جزيت خيرا أخي .. وهي عند أبي داود وأحمد بدون ذكر الصلاة .. وهناك زيادة في بعض الروايات (إذا جلس في الصلاة) هي عند عبدالرزاق وذكره عبدالحق الاشبيلي في الأحكام الكبرى وسكت عليه مشيرا الى صحته.
فهل نحملها على الصلاة فقط؟
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 11:50]ـ
بارك الله بيك، ونفع بك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:37]ـ
أذكر أن الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - أعلَّ هذا الحديث - إن لم أكن واهماً -.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم
لم أفهم كيفية الجلسة من ألفاظ الحديث، فمن يوضحها من الكرام مشكورا؟
في الحديث انها جلسة المغضوب عليهم ولذلك نهى عنها النبي، ولم يعد اليهود يجلسونها اليوم، فهل بذهاب العلة يذهب النهي؟ وأرجو المعذرة بعد المعذرة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 04:44]ـ
جزى الله الجميع كل خير
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 04:48]ـ
وهذ تخريج للأخ الكريم /مبارك، وهو موجود في ملتقى أهل الحديث
أخرج أبوداود (5/ 176) رقم (4848)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 236)، وفي " الآداب " (ص202)، وأحمد (32/ 204)، وابن حبان (12/ 488 ـ الإحسان) رقم (5674)، والطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 378) رقم (7242)، والحاكم (4/ 269) جميعاً من طريق عيسى بن يونس، حدثنا ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، قال: مر بي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى، وأتكأت على ألية يدي، فقال: (أتقعد قعدت المغضوب عليهم)؟!!
هذا إسناد صحيح على شرط مسلم لولا عنعنة ابن جريج لكنه صرح بالتحديث عند عبدالرزاق كما سيأتي.
وقد رواه عن عيسى: علي بن البحر، والمغيرة بن عبدالرحمن الحرني، وعمرو بن خالد الحراني.
وقد توبع عيسى، تابعه: مندل، عن ابن جريج به.
أخرجه الطبراني في " الكبير " (7/ 378) رقم (7243).
ومندل هو ابن علي العنزي وهو ضعيف كما في " التقريب ".
وأخرجه عبدالرزاق في " المصنف " (2/ 198) رقم (3057)، ومن طريقه ابن حزم في " المحلى " (4/ 19): عن ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يخبر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يقول في وضع الرجل شماله إذا جلس في الصلاة: هي قعدة المغضوب عليهم.
وهذه الرواية فيها بعض الإشكالات:
أولاً: كونها مرسلة، ولا ندري من أين تلقاها عمرو؟! أمن والده الصحابي الجليل؟ أو من غيره.
ثانياً: عبدالرزاق وهو الصنعاني وهو مع ثقته وجلالته تغير في آخر حياته، وليس عندنا يقين أن هذه الرواية حدث بها قبل تغيره أو بعد، وإذ لم نعلم فليس لنا إلا التوقف حتى يتبين لنا الأمر. قُلْتُ: مع العلم أن الأصل تمشية رواية عبدالرزاق وعدم الوقوف عندها، إلا إذا اضطر الباحث عن كشف علة ما في سند ما ولم يجد متمسك إلا تغيره فيقال حينئذ: لعل ذلك مما حدث به بعد تغيره.
ثالثاً: راوي المصنف هو إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال الذهبي في " ميزان الإعتدال " (1/ 181): سمع من عبدالرزاق تصانيفه، وهو ابن سبع سنين أو نحوها، لكن روى عن عبدالرزاق أحاديث منكرة، فوقع التردد فيها، هل هي منه فانفرد بها، أو معروفة مما تفرد به عن عبدالرزاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: رواية عمر بن الشريد مقيدة بالصلاة أما رواية والده الشريد بن سويد المتقدمة فهي مطلقة.
قال أبو عبدالرحمن: وقد صحح هذا الحديث أسد السنة شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه الماتع " جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة " (ص196) بناء على تصريح ابن جريج بالسماع من ابن ميسرة، لكن يشكل عليّ أن التصريح بالسماع قد ورد في نفس الرواية المشكلة.
قُلْتُ: لعل الصواب في هذا النهي عن هذه القعدة أنه خاص بالصلاة، فقد:
أخرج أبوداود (992)، وأحمد (10/ 416) رقم (6347)، وتمام في " فوائده " (2/ 297) رقم (1793)، والحاكم (1/ 230)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 135)، وابن حزم في " المحلى " (4/ 19)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (36/ 162)، كلهم عن عبدالرزاق وهو في " مصنفه " (2/ 197) رقم (3054) عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يديه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قُلْتُ: وهو كما قال.
وأخرجه الحاكم (1/ 272)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 136) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن ابن عمر أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى رجلاً وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة، فقال: إنها صلاة اليهود.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قُلْتُ: هشام بن يوسف ـ وهو الصنعاني ـ لم يُخرّج له مسلم.
وأخرج أبو داود (993)، فقال: حدثنا بشر بن هلال، حدثنا عبدالوارث، عن إسماعيل بن أمية، سألت نافعاً عن الرجل يصلي وهو مشبك يديه، قال: قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم.
قُلْتُ: وهذا إسناد صحيح، رجاله جميعاً ثقات على شرط مسلم، وهو موقوف.
وقد سبقت رواية معمر، عن إسماعيل بن أمية. . . به مرفوعاً بلفظ ومعنى آخر.
فالذي يبدو أنهما حديثان؛ أحدهما موقوف والآخر مرفوع. ويشهد للمرفوع ما:
أخرجه أبو داود (994) واللفظ له، والبيهقي (2/ 136) من طريق هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، أنه رأى رجلاً يتكىء على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، ساقطاً على شقه الأيسر، فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يُعذَّبون.
رواه عن هشام: زيد بن أبي الزرقاء، وابن وهب، وجعفر بن عون.
وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات، وفي هشام بن سعد كلام من قبل حفظه لا ينزل به حديثه عن هذه المرتبة التي ذكرنا.
وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً، فقال (10/ 180) رقم (5972): حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير، حدثنا هشام ـ يعني ابن سعد ـ، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى رجلاً ساقِطاً يَدَه في الصَّلاةِ، فقال: " لا تَجْلِسْ هكذا، إنما هذه جِلْسَةُ الذينَ يُعَذَّبُونَ ".
وهذا إسناد حسن، لكن قد يقال: أن الموقوف أصح من رواية المرفوع؛ لأن رواية الثلاثة أقوى من رواية الواحد، ويمكن أن يقال: الموقوف والمرفوع كلاهما صحيح.
وأخرجه عبدالرزاق موقوفاً، (2/ 197) رقم (3055): عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع أن ابن عمر رأى رجلاً جالساً معتمداً على يديه، فقال: ما يجلسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم؟.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أيضاً عبدالرزاق موقوفاً، (2/ 197) رقم (3056): عن ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر أنه رأى رجلاً جالساً معتمداً بيده على الأرض، فقال: إنك جلست جلسة قوم عُذِّبوا.
وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات.
(تنبيه): أخرج أبو داود (992) حديث ابن عمر المرفوع بلفظ: " نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة "، وهو منكر بهذا اللفظ، تفرد به شيخ أبي داود محمد بن عبدالملك الغزَّال، وهو وإن كان ثقة، فقد خالفه الإمام أحمد وغيره في لفظه، أنظر تفصيل ذلك في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " للإمام الألباني ـ رحمه الله ـ رقم (967). ا-هـ
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 04:56]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ محمد وفي الأحباب الكرام
لكن هل صحَّ الحديث في النهي؟ أم أنه معلول؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 05:07]ـ
قال السندي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله على ألية يدي؛ الأَلية بفتح الهمزة: اللحمة التي في أصل الإبهام والت تقابلها، وبكسر الهمزة
بمعنى الجانب.
قِعدة المغضوب عليهم؛ بكسر القاف للهيئة، والمغضوب عليهم هم اليهود، كما جاء في تفسير الفاتحة، ويحتمل أن المراد
ها هنا أهل النار، وتكون هذه هيئة قعودهم فيها، والله تعالى أعلم.
قال صاحب عون المعبود:
" قوله: ((وأنا جالس هكذا)):
المشار إليه مفسر بقوله:
((وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي)): أي اليمنى والألية بفتح الهمزة اللحمة التي في أصل الإبهام.
((فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟)): القِعدة بالكسر للنوع والهيئة.
قال الطيبي:
والمراد بالمغضوب عليهم اليهود.
قال القاري:
في كونهم هم المراد من المغضوب عليهم ههنا محل بحث؛ وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم, والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما, نعم ورد في حديث صحيح أن المغضوب عليهم في سورة الفاتحة هم اليهود انتهى. والحديث سكت عنه المنذري."
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- شارحاً لهذا الحديث في كتاب "رياض الصالحين" (6):
" لا يكره من الجلوس إلا ما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلَّم- بأنه قعدة المغضوب عليهم، بأن يجعل يده اليسرى من خلف ظهره ويجعل بطن الكف على الأرض ويتكئ عليها، فإن هذه القعدة وصفها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم-بأنها قعدة المغضوب عليهم.
أمَّا لو وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس.
ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس.
إنما التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعدة المغضوب عليهم؛ أن يجعل اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها -أي أليتها- على الأرض، ويتكئ عليها؛ فهذه هي التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعدة المغضوب عليهم."
وقد ذكر الشيخ الحبيب المسيطير: أن الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله رجح أن ذلك في الصلاة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 05:11]ـ
معذرة شيخنا أبا محمد .. رفع الله قدرك، وغفر ذنبك
لم أر ردك إلا بعد المشاركة، وقد حان أذان الفجر عندنا
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 05:26]ـ
معذرة شيخنا أبا محمد .. رفع الله قدرك، وغفر ذنبك
لم أر ردك إلا بعد المشاركة، وقد حان أذان الفجر عندنا
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد
أذكر أنَّ لأخينا الفاضل أبي إسحاق التطواني بحثاً مطوَّلاً في بيان علة هذا الحديث، كتبه في ملتقى أهل الحديث قبل سنوات
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:02]ـ
أذكر أن الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - أعلَّ هذا الحديث - إن لم أكن واهماً -.
قال الأخ هيثم حمدان – مشرف في ملتقى أهل الحديث -:
سمعتُ الشيخ عبدالله السعد (حفظه الله) في أحد أشرطته يجوّد إسناد حديث النهي عن الاتكاء على إلية اليد اليسرى ويقول بأن هذه الجلسة: حرام.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:06]ـ
جزاك الله خيراً
أذكر أنَّ لأخينا الفاضل أبي إسحاق التطواني بحثاً مطوَّلاً في بيان علة هذا الحديث، كتبه في ملتقى أهل الحديث قبل سنوات
حفظك الله شيخنا ..
بحثت عنه في الملتقى فلم أهتدى إليه، هل بلإمكان وضع الرابط
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:12]ـ
بارك الله فيكم
هذا من الذاكرة، والموضوع مكتوب قبل سنوات، فلعلي أبحث عنه
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 06:41]ـ
الأخ آل عامر .. جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 08:05]ـ
قال الأخ هيثم حمدان – مشرف في ملتقى أهل الحديث -:
سمعتُ الشيخ عبدالله السعد (حفظه الله) في أحد أشرطته يجوّد إسناد حديث النهي عن الاتكاء على إلية اليد اليسرى ويقول بأن هذه الجلسة: حرام.
هذا يشككني ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 08:47]ـ
الأخ آل عامر .. جزاكم الله خيرا
وجزاك أخي عبدالملك، ونفع بك
ـ[عبدالرحمن الشيخي]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 12:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاكم الله كل خير
ـ[المسندي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 01:21]ـ
الحديث صححه النووي وقال ابن مفلح اسناده جيد وقال الالباني على شرط البخاري. = الدرر السنية(/)
" التصويت على مسائل الدين في الفضائيات والمنتديات "
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 12:19]ـ
" التصويت على مسائل الدين في الفضائيات والمنتديات "
http://bawady.maktoobblog.com/
بقلم: أحمد بوادي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
إن محبة الناس للخير، وعملهم على تحقيقه، وبذلهم الجهد في إدراكه، من غير أن يكون على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فساد كبير، ومنحدر خطير، وسبيل للضلال.
بل إن البعض يرغب بدعوته تلك بمدلولات راقية و أساليب في ظنه أنها سامية، اعتقادا منه أن دعوته تلك من التضحيات التي لا يتطرق إليها إلا أصحاب النفوس العالية، فيطرح المسألة، ويعمل على تزيينها لقبول الناس لها، وأصلها قائم عن هوى وضلال
ونحن أمام مسألة في الدين مهمة يتسابق إليها المسلمون ويتسارعون لها حبا في نيل ثوابها وما يترتب لهم من أجرها ألا وهي:
مسألة التصويت على بعض مسائل الدين
فاعلم أخي وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى أن مسألة التصويت تعتريها من الأمور ما يخدش فيها من جانب العقيدة والتوحيد
لأن خطورة مسألة التصويت تكمن في أنها
1 _ لا تخضع لأحكام الدين:
قال تعالى:
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}
وقال تعالى:
{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}
فالتصويت يراد منه طلب آراء الرجال والنساء على أمر ما بحجة الحرية وأننا في عصر الديمقراطية، وليس فيه شيء من أخذ الآراء ومناقشتها وإبداؤها لبيان الحق والإذعان له على أساس من العلم.
وقد يكون الدافع أهواء وشهوات النفوس، أو الجهل في معرفة الحكم الشرعي فتخير بين أمرين أو أكثر فتصوت لما تراه صوابا دون ضوابط فتنصر الباطل بدون علم.
بل ويدخل في تلك الآراء أهل البدع، والضلال، بل واللصوص والزناة وقطاع الطريق وأصحاب الكذب والفجور، وقد يترتب على ذلك التصويت التشريع كالتصويت على حكم الخمر، أو تعدد الزوجات، أو ........
2_ استخفاف بالأحكام الشرعية:
قال تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً}
وقال تعالى:
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
إن إخضاع الأحكام الشرعية وخاصة ما كان منها محل إجماع كتحريم الخمر، وتعدد الزوجات، وتحريم الربا لآراء الرجال استخفاف وسخرية في أحكام الدين، فلا يحق لمسلم يعظم شعائر الله أن يقبل على أحكام دينه أن تكون محل قبول ورد من أهل الزندقة، فيجاريهم في زندقتهم، حتى وإن حسنت نيته.
بل إن البعض يضع اسم الإسلام بين الأديان للتصويت على ما هو أفضل دين، وكأنه بهذا الفعل ينصر الدين أو يعتقد أن الناس سيدخلون زرافات إن جاء بأكثر الأصوات وماذا يفعل ذلك المسكين أن كانت نسبة الدين الإسلامي أقل تلك الأصوات فهل سيتركه الناس ليدخلوا في دين النصارى إن كسب أكثر الأصوات؟؟!!!.
قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَِ رَبِّهِ}
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
3 _ ازدراء في حق الآخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يكون التصويت أحيانا لبعض الشخصيات كمن يضع شخصية الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم مع بعض أسماء الكفار وهذا من شأنه الازدراء من قدر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وانتصار لهؤلاء الكفار بوضعهم في قائمة فيها اسم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وكما قيل:
وإنه لينقص من قدر السيف ... إن قيل أن السيف أمضى من العصا
فحب الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يفوق كل حب من الخلق حتى كان حبه أوجب على العبد من حب نفسه وأهله و هذا من كمال الإيمان الذي لا يكون إيمان المرء إلا به قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من نفسه وولده وماله "
وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يا عمر لايكمل إيمانك حتى أكون أحب إليك من نفسك”
وقال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
فعلى المسلم أن يعرف منزلة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وينزلها منزلتها اللائقة به
وإن كان البعض يفعل ذلك ظنا منه أن فيه انتصارا له لكن الأمر غير ذلك لأن إنزال هؤلاء الكفار الفجرة أو غيرهم من أهل الضلال بمنزلته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتقترن أسماؤهم باسمه غير لائق به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فمنزلته فوق كل منزلة من منازل الخلق " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " فعلى المسلم أن يتفطن لذلك فلا ينغر بفعل أهل الباطل.
4 _ التصويت من التشبه بالنصارى واليهود:
لقد انخدع البعض بهم واتخذ من هذا الفعل عادة يتبعها في كثير من أفكاره ومعتقداته
وكلما لاح له عمل أو قول شيء جعل الناس يصوتون له في ظنه أن هذا يضفي على عمله شيئا جميلا
وقد نهينا عن ذلك قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه "
والبعض قد يلجأ إلى أساليب المكر والخديعة في إقناع
الناس بباطله ليصوتوا لرأيه
5 ـ تصويتك يستلزم عليك قبول النتيجة:
فتصويتك بتلك القائمة يفرض عليك قبول نتائجها، أو على الأقل الخضوع والالتزام بما يترتب عليك من نتائج غير شرعية فقد رضيت بداية بحكم غير حكم الله ونهاية لزم عليك الامتثال انطلاقا من ثوابتهم التي قبلت الإحتكام إليها
6 _ نصرة الدين لا تكون بالتصويت:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
فنصرة الدين قائمة على الكتاب والسنة، والعمل بما يقتضيه الدين من أحكام والوقوف عند شرائعه
والعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر الدين وأحكامه وبفهم سلف الأمة
أما نصر الدين بالتصويت!!! فهذا لا يغني ولا يسمن من جوع.
7 ـ التصويت يدخل فيه الكذب والتزوير:
فالكثير قد يتبع اساليب المكر والخديعة في رفع أعداد المصوتين لنصر باطله
والعمل على تحقيق أهدافه
وعمل كهذا قائم على الكذب والبهتان لا يجوز للمسلم أن يستدرج فيه فعليك الحذر
ـ[لامية العرب]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 04:36]ـ
جزاك الله خير
معلومة جديدة ومفيدة بارك الله فيك ونفع بقلمك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 11:24]ـ
مقال جيد، بارك الله في كاتبه.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 11:57]ـ
الأخ لامية العرب
والأخ عدنان
جزاكما الله خيرا
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 12:14]ـ
للإفادة إخواني إليكم رد الشيخ محمد صالح المنجد على طارق سويدان الذي يقدم برنامجا في قناة الرسالة و يعلن عن تصويت فيه عن حكم من الأحكام الشرعية و من ذلك حكم الردة,
وهذا الرابط منقول من أحد المنتديات
http://www.ppc.fm/F@s1/Rad_Almunajid.rm
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 12:43]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسنت أخانا الحبيب، والمشكلة أن هذا الأمر يروج كثيرا بين شباب المنتديات ممن قل حظهم من الفقه بضوابط دينهم، ولا حول ولا قوة الا بالله .. ولعله يدخل في جنس ما تفضلت بذكره مما فتن به شباب الانرنت تقليدا للكفار - دون الاشتراك معه في علته الشرعية المتعلقة بالاحتكام لغير الله - ما شاع مما يسمونه بجمع التوقيعات أو Petition وله مواقع مختصة، تجمع توقيعات الناس على مطلب معين يريدون المطالبة به! فيأتيك على البريد الخاص رسالة - مثلا - يقول فيها كاتبها المسكين: هذه عريضة نجمع فيها التوقيعات من أجل منع نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم على جريدة كذا أو في مجلة كذا! وتراهم يأتونك بالزعم بأن صحسفة كذا قررت أنها ستمتنع عن نشر تلك الرسوم بشرط واحد وهو أن تتخطى توقيعات الناس على تلك العريضة حدا بعينه! فترى الشاب منهم يستخجلك ويستحييك بأقوال من جنس: "انصروا نبيكم فهذا أقل ما يسعكم عمله، والأمر لن يكلفكم شيئا! فابعث بها الى كل من تعرف! " فتعجب وتحزن والله من سهولة انسياق شبابنا المتحمس لنصرة دينه وراء تلك الأمور! ويرد على هذا الأمر أسئلة ينبغي لأي عاقل ذي بصر أن يسأل عنها قبل أن يتحرك:
- من أين جاء هذا الكلام وما مصدره الأصلي؟ ألا يعنيكم السؤال عن هذا؟ أم أنه منطق القطيع واتباع ما يستحسنه الناس أيا كان؟؟ ليس المسلم امعة يتقاذفه المجرمون يمنة ويسرة، ولا يخطو خطوة الا ببينة وبصيرة!
- لو صح أنها صحيفة حقيقية تلك التي تطلب التوقيعات، فما معنى أنها ستمنع النشر في حالة ما اذا بلغت التوقيعات حدا بعينه؟؟ هل يختبرون شدة ايمانكم مثلا؟؟ وما تأثير زيادة أو نقص عدد توقيعاتكم أو تصويتاتكم تلك على توجه الصحيفة وموقفها من استباحة سب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟ هم مجرمون ملاعين الأمر عندهم مستباح ولا شيء فيه فما قيمة تلك العريضة؟! وهل ذلت بكم أنفسكم وهانت عليكم الى حد أن صرتم تتوسلون اليهم طلبا ورجاءا ألا ينشروا ما يسيء الى نبيكم؟؟ رحماك يا رباه!
من يهن يسهل الهوان عليه ..... ما لجرح بميت ايلام
- ألم يخطر ببال أي منكم احتمال أن يكون لهم في الحقيقة مأربا خافيا عليكم في جمع تلك التوقيعات والعناوين والقوائم البريدية المرتبطة بها في قاعدة بيانات عندهم؟؟ سبحان الله!
نسأل الله الهداية والفقه والتبصر لشباب المسلمين(/)
من لها؟
ـ[ابراهيم عبده محمد]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 07:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيث انها المشاركة الاولى لى فلكم مني خالص الدعاء
عند البحث عن مراجع على الشبكة لعمل بحث تربوي عن العهد المكي وجدت بعض المسلمين من
يخلط ما بين اسلوب الدعوة والتربية في العهد المكي وبين الاحكام الشرعية ويقول ان العهد المكي دعوة للفتنة ودعوة للحكم على الحكام والمجتمعات , وتكفير المجتمع وغيرها من الاحكام التى تجر الى الفتنة الدهماء, فهل من كلمة تبين ما ذكرت من مشائخنا الكرام حفظكم الله؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 04:26]ـ
يرفع للأهمية(/)
من نصَّ من العلماء على مشروعية إقامة صلاة الاستسقاء للدعاء لبلد آخر.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 05:16]ـ
/// هذا الاشكال يتكرر سنوياً - تقريباً - حيث تمطر بعض مناطق المملكة، وبقية المناطق تصاب بالقحط ... فيصدر أمر ملكي بإقامة صلاة الاستسقاء في المملكة، فيستسقي الإمام والمطر يهطل فوق رأسه؟!
/// وجدت هذا النص - ولم أتتبع كتب الفقه - في كتاب (كفاية المبتدي وري الصدي) لأبي الفتح محمد بن علي الحلواني البغدادي الحنبلي - كما في المجموع البهي لرسائل ومصنفات قي الفقه الحنبلي 1/ 54 - ما نصُّهُ:
فإذا أجدبت الأرض، وقحط المطر عن الأرض المسكونة، أو المسكونة فزع الناس إلى الصلاة؛ حتى ولو كان القحط في غير أرضهم ... .
/// هل هناك نصوص أخرى عن أهل العلم؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 09:03]ـ
كان شيخنا الشيخ عبدالله بن حسن ابن قعود - رحمه الله - ينكر هذا، ويرى أن تستسقي كل منطقة لوحدها إذا حصل موجب ذلك.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 09:14]ـ
كان شيخنا الشيخ عبدالله بن حسن ابن قعود - رحمه الله - ينكر هذا، ويرى أن تستسقي كل منطقة لوحدها إذا حصل موجب ذلك.
بارك الله فيك ...
وقد وجدت الشيخ (حارث همام) في ملتقى أهل الحديث ذكر بعض النقول عن بعض الشافعية تنص على هذه المسألة.
وكذلك فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله -، وأخرى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
وهنا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4638&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1% C7%D3%CA%D3%DE%C7%C1)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 05:23]ـ
كان شيخنا ابن عثيمين رحمه يجيز ذلك
وقد مطرنا في القصيم مطرا شديدا
وامر بصلاة الاستسقاء فلما سؤال شيخنا
قال اجاز ذلك وقال ندعوا لاخوننا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 11:39]ـ
في المسالة عدة اشكالات ومنها هل فيه دليل من السنةعلى ذلك؟؟
و منها فيما لوقال الامام في دعائه اللهم انانشكو اليك القحط والجدب والبلد التي هوفيها مخصبة فيصبح قد كذب في دعائه ومنها تخصيصهابيومي الاثنين والخميس
ومنها كماقال الاخ الفاضل عبد الله المزروع يستسقى الإمام والمطر يهطل فوق رأسه
نريد مناقشة علمية هادئة وهدفها الوصول الى الحق والله اعلم
ـ[الغامدي1]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 01:12]ـ
في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي:
aa أسباب الاستسقاء aa
5 - الاستسقاء يكون في أربع حالاتٍ:
الأولى: للمحلّ والجدب، أو للحاجة إلى الشّرب لشفاههم، أو دوابّهم ومواشيهم، سواءٌ أكانوا في حضرٍ، أم سفرٍ في صحراء، أم سفينةٍ في بحرٍ مالحٍ.
وهو محلّ اتّفاقٍ.
الثّانية: استسقاء من لم يكونوا في محلٍّ، ولا حاجة إلى الشّرب، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اقتصروا عليه لكان دون السّعة، فلهم أن يستسقوا ويسألوا اللّه المزيد من فضله.
وهو رأيٌ للمالكيّة والشّافعيّة.
الثّالثة: استسقاء من كان في خصبٍ لمن كان في محلٍّ وجدبٍ، أو حاجةٍ إلى شربٍ.
قال به الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة.
الرّابعة: إذا استسقوا ولم يسقوا.
اتّفقت المذاهب الأربعة: الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة، والحنابلة على تكرار الاستسقاء، والإلحاح في الدّعاء؛ لأنّ اللّه تعالى يحبّ الملحّين في الدّعاء، ولقوله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم} ولأنّ الأصل في تكرار الاستسقاء قوله صلى الله عليه وسلم:» يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي «ولأنّ العلّة الموجبة للاستسقاء هي الحاجة إلى الغيث، والحاجة إلى الغيث قائمةٌ.
قال أصبغ في كتاب ابن حبيبٍ: وقد فعل عندنا بمصر، واستسقوا خمسةً وعشرين يوماً متواليةً يستسقون على سنّة الاستسقاء، وحضر ذلك ابن القاسم وابن وهبٍ.
إلاّ أنّ الحنفيّة قالوا بالخروج ثلاثة أيّامٍ فقط، وقالوا: لم ينقل أكثر من ذلك.
ولكن صاحب الاختيار قال: يخرج النّاس ثلاثة أيّامٍ متتابعةٍ.
وروي أكثر من ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 06:11]ـ
اخي الكريم ماهو الدليل من السنة على هذه الحالة؟؟ وهل يوجد ولو اثار عن الصحابة؟؟
الثّانية: استسقاء من لم يكونوا في محلٍّ، ولا حاجة إلى الشّرب، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اقتصروا عليه لكان دون السّعة، فلهم أن يستسقوا ويسألوا اللّه المزيد من فضله.
وهو رأيٌ للمالكيّة والشّافعيّة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 01:46]ـ
في المسالة عدة اشكالات
ومنها وتخصيصهابيومي الاثنين والخمبس
نريد مناقشة علمية هادئة وهدفها الوصول الى الحق والله اعلم
إشكالية التخصيص بيومي الخميس والاثنين كانت ورادةً فيما مضى، وفي الأعوام الأخيرة أقيمت الصلاة في غير هذين اليومين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 01:49]ـ
في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي:
aa أسباب الاستسقاء aa
5 - الاستسقاء يكون في أربع حالاتٍ:
الأولى: للمحلّ والجدب، أو للحاجة إلى الشّرب لشفاههم، أو دوابّهم ومواشيهم، سواءٌ أكانوا في حضرٍ، أم سفرٍ في صحراء، أم سفينةٍ في بحرٍ مالحٍ.
وهو محلّ اتّفاقٍ.
الثّانية: استسقاء من لم يكونوا في محلٍّ، ولا حاجة إلى الشّرب، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اقتصروا عليه لكان دون السّعة، فلهم أن يستسقوا ويسألوا اللّه المزيد من فضله.
وهو رأيٌ للمالكيّة والشّافعيّة.
الثّالثة: استسقاء من كان في خصبٍ لمن كان في محلٍّ وجدبٍ، أو حاجةٍ إلى شربٍ.
قال به الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة.
الرّابعة: إذا استسقوا ولم يسقوا.
اتّفقت المذاهب الأربعة: الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة، والحنابلة على تكرار الاستسقاء، والإلحاح في الدّعاء؛ لأنّ اللّه تعالى يحبّ الملحّين في الدّعاء، ولقوله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم} ولأنّ الأصل في تكرار الاستسقاء قوله صلى الله عليه وسلم:» يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي «ولأنّ العلّة الموجبة للاستسقاء هي الحاجة إلى الغيث، والحاجة إلى الغيث قائمةٌ.
قال أصبغ في كتاب ابن حبيبٍ: وقد فعل عندنا بمصر، واستسقوا خمسةً وعشرين يوماً متواليةً يستسقون على سنّة الاستسقاء، وحضر ذلك ابن القاسم وابن وهبٍ.
إلاّ أنّ الحنفيّة قالوا بالخروج ثلاثة أيّامٍ فقط، وقالوا: لم ينقل أكثر من ذلك.
ولكن صاحب الاختيار قال: يخرج النّاس ثلاثة أيّامٍ متتابعةٍ.
وروي أكثر من ذلك.
لعل مقصود أصحاب الموسوعة أن المذاهب الثلاثة المذكورة أعلاه يجوزون الاستسقاء (= بمعنى الدعاء) لمن هم في جدب لا إقامة صلاة الاستسقاء، والله أعلم.
أقول هذا: لأنَّ مجموعة من النصوص التي ينقلها بعض طلبة العلم هي في الدعاء لا في صلاة الاستسقاء ..(/)
نصيحة بليغة من العلامة ابن عثيمين لطلبة العلم بالصبر في نشر العلم (صوت)
ـ[أبو راشد]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 10:21]ـ
أخواني طلبة العلم وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
تجد في المرفقات نصيحة بليغة ومؤثرة للعلامة ابن عثيمين ينصح فيها طلبة العلم بالصبر على نشر العلم، وهي موجودة في الشريط السادس من تفسير سورة آل عمران نهاية الوجه الأول.
أسأل الله أن ينفع بها
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:23]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 07:43]ـ
نعمَ المشاركة ..
ونحن بحاجة لسماع هذه النصيحة مرارا ..
رحم الله الشيخ ابن عثيمين، وجزاك خيرا ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:22]ـ
.. بارك الله فيكم وزادكم من فضله ورحم الله الشيخ بن عثيمين ورفع منزلته في عليين ..(/)
نصائح أخوية
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كثر في هذا العصر الكلام والجدال والمناظرة والمباحثة والحوار في كثير من المسائل خلاف ما كان عليه الأمر في عهد النبي والصحابة رضي الله عنهم من بعده، وهكذا كلما بعد الأمر عن عهد النبوة كثر الكلام وقلت البركة وعم الجهل والهوى كما ذكر الحافظ ابن رجب _ رحمه الله _ في رسالته (فضل علم السلف) ولهذا أسباب كثيرة منها:
1 – الجهل وذلك أن العلم يجمع أقوال أهله في الجملة وكلما كثر الجهل كثر الخلاف لعدم وجود أمر مشترك يمكن الرجوع إليه وهذا الجهل يشمل:
أ – الجهل بالمسألة العلمية وعدم الإلمام بها إلماماً كاملاً يتصورها تصوراً حقيقياً وشرعياً موافقاً لواقع الحال وبجمع الأقوال والأدلة وتحريرها، ومعرفة المصطلحات الخاصة وإدراكها وفهمها فهم مدرك متخصص.
ب – الجهل بطريقة المناظرة وشروطها وآدابها وقواعدها.
ج – الجهل بالمصالح والمفاسد الواجب مراعاتها في الكلام على المسائل العلمية، والمقاصد الشرعية التي يجب النظر فيها، وما يسوغ الكلام فيه وما لا يسوغ والأماكن التي يمكن طرح المسائل فيها ومعرفة أحوال المخاطبين والقراء، والعواقب التي يمكن أن تنتج عن الكلام فيها وغير ذلك مما يعرفه أهل العلم ويراعونه حال الدرس أو التأليف أو غير ذلك.
2 – إعجاب كل ذي رأي برأيه والتعالم المذموم.
3 – الهوى وحظوظ النفس من الكبر والحسد والرغبة في الانتصار والمدح والثناء.
4 – الفراغ وعدم معرفة قيمة الوقت والعمر القصير الذي يعيشه المرء ثم ينتقل إلى دار أخرى.
5 – البعد عن منهج السلف في التعامل مع مسائل العلم وقلة الاطلاع في سيرهم وتراجمهم وكيف كانوا يتعاملون بالنظر إلى المسائل وبالنظر إلى المناظر.
6 – قلة التتلمذ على أهل العلم وحضور دروسهم مدة طويلة والتأدب بآدابهم، والتتلمذ على الأصاغر والتلقي عنهم.
7 – قلة خشية الله والخوف منه وعدم استحضار الوقوف بين يديه وسؤاله عن منطقه ولفظه.
8 – التعصب والتقليد المذموم للشيوخ واتباع زلاتهم حتى وإن تبين الخطأ فيما قالوه.
9 – التأثر بالجلساء والقرناء والخوف من الوقوع في عرضه بالذم لكونه يخالف في هذه المسألة قول شيوخهم أو قول طائفتهم.
10 – الاعتماد على العقول والرأي والظن في تقرير مسائل العلم وحب الفلسفة وإظهار الذكاء والتميز بفهم ما لا يفهمه سائر الخلق.
11 – سوء الظن بالمخالف وتصنيفه والحكم على مقصده ومراده دون النظر في صحة كلامه وموافقته للحق أو لا.
12 – الظروف السياسية والفكرية في بلاد المسلمين والتي نتج عنها ضرب قلوب المسلمين بعضهم ببعض وتفرق كلمتهم وتشتت آرائهم.
13 – طبائع النفس البشرية من الحدة والغضب والشراسة والعجلة، ودخول هذه الصفات في حال الحوار وعدم قدرة المتكلم على التخلص منها.
وقد تكلم أهل العلم كثيراً عن طرق الحوار والمناظرة والمباحثة سواء في كتب الجدل أو كتب أصول الفقه أو كتب السلوك أو غيرها من الكتب، وليس الأمر مشكلاً في مناظرة أهل الأهواء والبدع ولا في المناظرة في المسائل القطعية اليقينية أو المسائل التي وردت بحقها نصوص صريحة ظاهرة، وإنما يقع الإشكال كثيرا ً في المناظرة بين أهل السنة في المسائل الاجتهادية الظنية التي تختلف فيها الآراء والعقول فهي أدعى لكثرة الخلاف لما جبل الله عليه الخلق من اختلاف في عقولهم وفهومهم وأذواقهم وأمزجتهم وطبائعهم ولهذا أمثلة كثيرة يكثر الخوض فيها من سنوات في المنتديات والمجالس والدروس والمحاضرات العامة والخاصة ومنها:
1 – الكلام على الجماعات والشخصيات والكتب وكيفية التعامل معها.
2 – الكلام على فقه الواقع والسياسة.
3 – الكلام على منهجية طلب العلم.
4 – الكلام على التعامل مع الحكام.
5 – الكلام على مسائل الجهاد والحكم عليها في بعض البلدان.
وغير ذلك من المسائل.
ولذا فإني أذكر نفسي وإخواني ببعض الأمور التي يحسن بالمسلم مراعاتها حال الحوار والمباحثة والمناظرة في هذا النوع من المسائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – يجب أن تتقي الله فيما تنطق به وتستحضر الوقوف بين يدي الله وسؤالك عن كلامك وتخيل نفسك وأنت في سكرات الموت وسئلت عن تلك المسألة هل ستجيب بهذا الجواب أو بغيره أو ستسكت فما كان ذاك جوابك فاجعله هنا فالزمن بينهما قريب والموعد واحد.
2 – التفريق بين المسائل القطعية والظنية فما كان يسوغ فيه الخلاف فليسعك وليسع غيرك فلا تلزم غيرك برأيك فما كان راجحاً عندك لا يلزم أن يكون راجحاً عند غيرك، ولا ينبغي عند معرفة ذلك أن تكون طريقة الطرح لمسألة اجتهادية كمسألة قطعية فإن القراء طبقات مختلفة وربما قلل من شأنك عند العارفين وطلبة العلم أنك تطرح بهذا الشكل وبقوة وكأنها من المسلمات وهي مسألة ظنية اجتهادية ربما لم يرد فيها نصٌ أصلاً.
يقول الإمام أحمد رحمه الله: (من أفتى الناس ليس ينبغي أن يحمل الناس على مذهبه ويشدد عليهم).
3 – حسن الظن بالمتكلم والبعد عن التصنيف المذموم المبني على الظن، ويقع هذا كثيراً حين يرجح أحد مسألة أو يذكر شخصاً معيناً أو غير ذلك من القرائن التي توجب الحكم المباشر على المتكلم بأنه ينتمي لطائفة كذا وربما كان هذا سبباً في رد كل ما نطق به وغن كان حقاً فمجرد ذكر اسم معين أو كتاب معين تغيرت قوة الاستقبال عند القاريء فأصبح حذراً ويدقق عند كل كلمة ويقلبها ثم يلحقها بالحكم بناء على ما سبق وهكذا، ولا يقف الأمر عند ذلك الموضوع فحسب بل يستمر في كل موضوعات ذلك الشخص فهو الآن عنده موضع شك في كل ما يطرحه وكأنه أمام يهودي أو نصراني أو رافضي.
4 – البعد عن ذكر الشخصيات أو الكتب أو غيرهما مما يظن الكاتب أنه يوقع في مفسدة أو يكون سبباً في رد ما جاء به من حق وليحرص على الأخذ من أعلى ما أمكن والنقل عن الأشخاص والكتب المتفق عليها والمسلم بها فالقصد هو المسألة والفكرة لا ربطها بأي شخص كان، والعاقل لا يفسد ما يذكره من مسائل العلم بما يظنه سبباً لذلك، ونحن حينما نناظر أشعرياً مثلاً يبغض ابن تيمية فلا يلزم أن أذكر ابن تيمية في الكلام وربما أنقل كلامه نصاً أو معنى فيقبل به، ونحن نعلم أن هناك من الشخصيات الكثيرة في هذا العصر التي لها محبون ولها مبغضون لاسيما في المنتديات المفتوحة التي يدخلها القراء من بلاد مختلفة.
5 – راجع نفسك دوما في هذه المسائل فربما تكون طوال هذه السنوات مخطئاً والمرء يزداد مع طول الوقت عقلاً وعلماً مما يكون سبباً لنظرة أضبط وأتقن وأوسع، والظروف تختلف والأعراف والمصالح والمفاسد والسياسات كل هذا يتغير وكثير من المسائل الاجتهادية تتبع هذه التغيرات فلا يبقى المرء نائماً على قوله الاجتهادي عشرات السنوات ومتصلباً له.
6 – انظر إلى أقوال المخالفين لما تراه واقرأ في كتبهم قراءة طالب للحق وتفحص المسألة واجمع فيها ولا تستعجل فلست مسئولاً عند الله ولا عند الناس أن تصدر رأيك فيها وأنت لم تصل إلى قول فاصل وجاء عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال: (إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة، فما اتفق لي فيها رأي إلى الآن) وقال أيضاً: (ربما وردت عليَّ المسألة فأفكر فيها ليالي)، ثم لو وصلت إليه فلا يمنعك تصريحك به أن ترجع إن تبين لك خلافه.
7 – ينبغي أن تكثر السؤال والاستشارة في مثل هذه المسائل ولا تصدر فيها برأيك فهو أبعد عن الخطأ وأسلم لدين المرء وقد كان عمر يجمع لما ينزل به كبار الصحابة وفقهائهم فيستشريهم في الأمر ولذا وضع العقلاء هذه المؤسسات العلمية كهيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية وغيرها لا لقلة علم أعضائها ولكن للبعد عن الخطأ والزلل قدر الإمكان.
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله معلقاً على أهمية ذلك: (ثم يذكر المسألة ـ أي المفتي ـ لمن بحضرته ممن يصلح لذلك من أهل العلم ويشاورهم في الجواب، ويسأل كل واحد منهم عما عنده، فإن في ذلك بركة واقتداء بالسلف الصالح، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ)، وشاور النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع وأشياء وأمر بالمشاورة، وكانت الصحابة تشاور في الفتاوى والأحكام) الفقيه والمتفقه (2/ 390)
8 – ينبغي أن تطلب الله عز وجل دوما الهداية للحق والسداد في كل أمورك في صلاتك وفي قيامك وقعودك ودخولك وخروجك.
يقول ابن القيم رحمه الله: (ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به المسألة أن ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا العلمي المجرد إلى ملهم الصواب ومعلم الخير وهادي القلوب أن يلهمه الصواب ويفتح له طريق السداد ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة، فمتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق، وما أجدر من أمّل فضل ربه أن لا يحرمه إياه، فإذا وجد في قلبه هذه الهمة فهي طلائع بشرى التوفيق، فعليه أن يوجه وجهه ويحدق نظره إلى منبع الهدى ومعدن الصواب ومطلع الرشد وهو النصوص من القرآن والسنة وآثار الصحابة، فيستفرغ وسعه في تعرف حكم تلك النازلة منها، فإن ظفر بذلك أخبر به وإن اشتبه عليه بادر إلى التوبة والاستغفار والإكثار من ذكر الله، فإن العلم نور الله يقذفه في قلب عبده، والهوى والمعصية رياح عاصفة تطفئ لك النور أو تكاد ولا بد أن تضعفه، وشهدتُ شيخ الإسلام ـ ابن تيمية ـ قدس الله روحه إذا أعيته المسائل واستصعب عليه، فرّ منها إلى التوبة والاستغفار و الاستغاثة بالله واللجوء إليه، واستنزال الصواب من عنده والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مداً، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ) أعلام الموقعين (4/ 131 – 132)
هذه بعض الأمور التي أحببت أن أذكر بها نفسي وإخواني وكنت أحب كتابتها منذ زمن فاختصرت ما كنت أريد كتابته بهذه الأمور وإلا فالموضوع طويل وهي لا تخص موضوعاً معيناً او شخصاً معيناً في هذا الموقع وأبرأ إلى الله من ذلك، وأعرف أنها اجتهاد قابل للصواب والخطأ فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وأسأل الله العفو والغفران.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:25]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ودمتم ذخرا للمجلس العلمي.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:27]ـ
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان، وغذّها بالتقوى، واملأها باليقين، واعمرها بالخشية، وجللها بالمراقبة، ونوّرها بالتعظيم، واحشها بالسكينة، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
أحسنتم أحسن الله إليكم أيها الشيخ الكريم المفضال.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 02:14]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الحبيب .. كما أحسنتم لإخوانكم بهذي النصائح الكريمة
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 03:01]ـ
شيخنا الحبيب ...
أسأل الله أن يديم عليك نعمه. وأن يبارك فيك وفي وقتك.
وجزاك الله عنا كل خير.
ابنكم كمال الجزائري عفا الله عنه
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 08:40]ـ
جزاك الله خيرا , ونفع بعلمك.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 12:11]ـ
للرفع رفع الله قدرك
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 09:30]ـ
كفَى وشَفى ما فِي النُّفُوسِ ولمْ يدعْ ** لذِي إرْبَةٍ في القولِ جدّاً ولا هزْلاً!
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 12:06]ـ
أنبه الأخوة إلى أن الردود والخلاف من أعظم مشوشات القلب، ومن أشد ما يذكي أوار الفتنة، ويقضي على روح المحبة والألفة إذا لم تراع الضوابط الشرعية، والآداب المرعية في ذلك الشأن.
والأخذ بأدب الرد، وحسن التلقي والتعامل مع الردود من أعظم ما يحفظ المشاعر، ويبقي على الود.
ولهذا كان حرياً بمن كان أهلاً للرد، واقتضى الأمر أن يرد - أن يلزم الإنصاف، وحرياً بمن يقف على شيء من ذلك أن يحسن التعامل مع الخلاف والردود.
فيا من يروم المعالي، ويتطلب الإصلاح عليك بلزوم الإنصاف، وتحري العدل.
وإذا لم ينصفك الرجل، فرد عليك الحق بالشمال وباليمين، أو جحد جانباً وهو يراه رأي العين - فلا تكن قلة إنصافه حاملة لك على أن تقابله بالعناد، فترد عليه حقاً، أو تجحد له فضلاً، واحترس من أن تسري لك من خصومك عدوى هذا الخلق الممقوت، فيلج في نفسك، وينشط له لسانك، أو قلمك، وأنت تحسبه من محاربة الخصوم بمثل سلاحهم.
كلا، لا يحارب الرجل خصومه بمثل الاعتصام بالفضيلة، ولا سيما فضيلة كالإنصاف؛ فهي تدل على نفس مطمئنة، ونظر في العواقب بعيد.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6258
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:26]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ودمتم ذخرا للمجلس العلمي.
آمين
اللهم بارك به وبعلمه وأهله وولده
آمين
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 07:46]ـ
ما أسعدنا بهذه الإشراقات الأخوية الصادقة، فجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل، ونفع بعلمكم، وحفظكم موفقين لكل خير.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 02:30]ـ
بسم الله والحمد لله
مقال مميز، وموضوعه مهم جدا
3 – حسن الظن بالمتكلم والبعد عن التصنيف المذموم المبني على الظن، ويقع هذا كثيراً حين يرجح أحد مسألة أو يذكر شخصاً معيناً أو غير ذلك من القرائن التي توجب الحكم المباشر على المتكلم بأنه ينتمي لطائفة كذا وربما كان هذا سبباً في رد كل ما نطق به وغن كان حقاً فمجرد ذكر اسم معين أو كتاب معين تغيرت قوة الاستقبال عند القاريء فأصبح حذراً ويدقق عند كل كلمة ويقلبها ثم يلحقها بالحكم بناء على ما سبق وهكذا، ولا يقف الأمر عند ذلك الموضوع فحسب بل يستمر في كل موضوعات ذلك الشخص فهو الآن عنده موضع شك في كل ما يطرحه وكأنه أمام يهودي أو نصراني أو رافضي
وهذا مما يأسف له المسلم، أن يكون هذا بين أهل السنة، بل وطلبة العلم.
استمع لما يُلقى فما وافق الكتاب والسنّة فاقبله، وما خالفهما فاضرب به عرض الحائط، وما اشتبه عليك فاسأل العلماء الربانيين.
واقبل الحق ولو كان قائله بعيداً بغيضا، واردد الباطل ولو كان قائله قريباً حبيباً.
أسأل الله أن يكون هذا الكلام حجة لنا لا علينا، وأن نكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[04 - Nov-2007, صباحاً 12:17]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سيف العلم]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 05:18]ـ
شيخنا الحبيب ...
أسأل الله أن يديم عليك نعمه. وأن يبارك فيك وفي وقتك.
وجزاك الله عنا كل خير.
ـ[نجم الشام]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 05:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 11:28]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ، فقد نصحت وبررت، فلك الثناء الجميل والشكر الجزيل.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 02:28]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما كتبت، وأن يبارك لك فيه
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 02:33]ـ
[ quote= أبو حازم الكاتب;58279] بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
(وما يسوغ الكلام فيه وما لا يسوغ والأماكن التي يمكن طرح المسائل فيها ومعرفة أحوال المخاطبين والقراء، والعواقب التي يمكن أن تنتج عن الكلام فيها وغير ذلك مما يعرفه أهل العلم ويراعونه حال الدرس أو التأليف أو غير ذلك).
أحسن الله إليكم .. في أي كتب العلماء يمكن لطالب العلم أن يتتبع مثل هذه الأمور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 01:35]ـ
أحسن الله إليكم كما أحسنتم إلينا
للرفع
ـ[أم البشرى]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 09:43]ـ
اكرمك الله بالتقوى والعمل الصالح المتقبل وجمعنا الله جميعا تحت ظله يوم لا ظل الا ظله
واوردنا علي الحوض مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
جزاك الله عنا كل خير ... شيخنا الفاضل
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:49]ـ
للتذكير
والفائدة
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:58]ـ
احسن الله اليكم , ونفع بكم الاسلام والمسلمين.
كم نحن بحاجة الى هذه الدرر.
ـ[فدوه]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 12:16]ـ
جزاكم الله خيراً
وأجزل عليكم الرحمن من عنده
وآفر من العلم والرفعة
اللهم آميين(/)
فرائد وفوائد على لسان الشيخ العلامة محمد عمرو بن عبد اللطيف (حوار ماتع لا يفوتكم)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 09:45]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد
فقد كنت بدأت في رمضان سلسلة من اللقاءات العلمية مع علماء الحديث وغيرهم من أهل مصر الأكاديميين منهم وغير الأكاديميين لتنشر على موقع شبكة السنة النبوية بارك الله على القائمين عليه.
وقد افتتحت هذه اللقاءات المباركة بلقاء مع أكبر شيوخي في الإجازة بعد الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله وهو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم حفظه الله فكان حوارا ماتعا نشرت مقتطفات منه على هذا الملتقى الطيب المبارك.
ووعدت بنشر لقائي مع شيخي وأستاذي إجازة ومصاحبة منذ عملي بدار التأصيل وحتى الآن - أوحد عصره في علم العلل والرجال - فضيلة الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف.
وهأنذا أوفي بوعدي.
فقد طبعت ترجمة للشيخ كانت على هذا الملتقى وعرضتها على الشيخ فأقرّ منها ما أراد وزاد عليها كما كانت إجاباته على الأسئلة الأخرى التي تضمنها الحوار غاية في النفاسة وتحمل في طياتها بعض الطرائف أحيانا وقد قمت بتفريغ ذلك وطباعته وأعطيته لأخي الأصغر الذي لازمني كثيرا وهو في مقتبل العمر الدكتور أنس ليعرضها على أبيه فتمّ ذلك وأصلح الشيخ حفظه الله ما أراد وزاد عليها أحيانا وقد رُفع هذا الحوار على موقع شبكة السنة النبوية والحمد لله وأذكر هنا بعض مقتطفات منه:
عندما سألته عن اسمه.
الاسم: محمد عمرو بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد القادر بن رضوان بن سليمان بن مفتاح بن شاهين الشنقيطي. فـ (محمد عمرو) اسم مركب سماني والدي تيمُّنًا بمليونير سمَّى ابنه محمد عمرو، فالحمد لله الذي وهبني حبَّ العلم، وترجع أصولنا إلى شنقيط، حيث حضر بعض أجدادي إلى مصر قديما فرارًا من التجنيد واستقرّ بها.
وردا على سؤال: سمعنا أنكم تقسمون حياتكم إلى مرحلتين: مرحلة المعادي، ومرحلة مدينة نصر، فهل تذكرون لنا معنى هذا التقسيم؟
قال الشيخ:
في مرحلة المعادي كنت في بداية الطلب، وكنت أنتهج منهج المتأخرين في الحكم على الأحاديث، ويمكن أن نسميها: مرحلة التقليد؛ حيث كنت أعتمد على تصحيحات ابن حبان والحاكم مثلا، ثم اعتمدت جميع ما يصححه العلامة الألباني ويحسِّنه.
أما مرحلة مدينة نصر فيمكن أن نسميها مرحلة الاتِّباع؛ فهي تتميز ببذل الوسع في البحث والتحليل، وانتهاج منهج الأئمة المتقدمين في الحكم على الحديث من تصحيح أو تحسين أو تضعيف أو إعلال، عن طريق جمع طرقه، والنظر فيها، ومقارنتها، وتتبع هل تكلم فيه أحد من الأئمة النقَّاد؟
وسؤال: ومتى تم انتقالكم من المعادي إلى مدينة نصر، ولماذا؟
قال الشيخ:
كان ذلك سنة 1987 م، حيث حضر إليّ الشيخ عبد الرحمن بن عقيل ومعه الشيخ أبو إسحاق الحويني، وطلبا مني الالتحاق بالعمل في دار التأصيل.
وكذلك كان من جملة من تم استدعاؤهم للعمل في الدار الأخوان الفاضلان أبو تراب عادل بن محمد وأبو معاذ طارق بن عوض الله.
وسؤال: فضيلة الشيخ ... نريد أن تذكر لنا كتبًا تنصح طلاب علم الحديث بقراءتها؟
قال الشيخ:
كتاب التنكيل للشيخ المعلمي رحمه الله.
وسلاسل الشيخ الألباني رحمه الله، وإرواء الغليل له، وباقي مؤلفات الشيخ رحمه الله
ردا على سؤال عن: أشخاص معاصرين ينصح بالقراءة لهم؟
قال الشيخ:
أنصح بمؤلفات الشيخ حمزة المليباري حفظه الله، وكذلك مؤلفات تلميذي النجيب الشيخ طارق أبي معاذ.
وسؤال (وقد حذف من الموقع لتأخر صدور اللقاء عن شهر رمضان نظرا لانشغالي وجميع القائمين بالإشراف على الموقع بالاعتكاف فأذكره هنا للفائدة): نريد أن تذكر لنا موقفا رمضانيا لا ينسى.
نعم، كان ذلك سنة 1987 م، عند ادّعاء محاولة اغتيال حسن أبي باشا، وكنت أسكن في المعادي فجاءوا وأخذوني ولم يُهَنئوني بالفُول (طعام السحور) حين طُرِقَ الباب فجأة، وظللت معتقلا (34) يوما، لكن الحمد لله كانت بردا وسلاما، ولم نتعرض فيها للأذى.
وأترككم تستمتعون بهذا الحوار الماتع على هذا الرابط:
http://www.alssunnah.com/articles.aspx?id=2178&selected_id=-2179&page_size=5&links=False
ومن وجد أي صعوبة في الدخول فليدخل على الموقع ويفتح الحوار بنفسه، وعنوان الموقع:
www.alssnnnah.com
وإلى لقاء ماتع آخر مع فضيلة الشيخ عمر بن عبد العزيز قريشي حفظه الله.
في انتظار ردود إخواني الأفاضل.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 10:22]ـ
جزاك الله خيرا
على هذه النفائس
وبالنسبة للكتب التي أثرت فيكم؟
كتاب "نزهة المجالس ومنتخب النفائس" للشيخ عبد الرحمن الصفوري، وكتاب "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري رحمه الله، ضبط وشرح الشيخ محمد خليل هرّاس رحمه الله.
كتاب نزهة المجالس سيء جدا أغلبه أحاديث موضوعة
وهذا لا يخفى على الشيخ
ولا يلزم من كونه أثر بالشيخ أنه جيد عنده
وبالنسبة للاستماع في علم الحديث أيضا؟
أنصح بسماع الشيخين: عبد الله السعد، وسعد الحميد، وكذلك القراءة لهما، وللشيخ خالد الدريس واللحام أيضا وإن كنت لم أقرأ لهم كثيرًا.
من المقصود باللحام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 05:09]ـ
أخي أمجد
ولا يلزم من كونه أثر بالشيخ أنه جيد عنده
أحسنت بارك الله لك.
من المقصود باللحام؟
أظن الشيخ يقصد صالح اللحام والله أعلم ولعلي أسأله قريبا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 06:23]ـ
لعله يقصد الشيخ الدكتور إبراهيم اللاحم حفظه الله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 10:38]ـ
لعله يقصد الشيخ الدكتور إبراهيم اللاحم حفظه الله
أحسنت يا أبا حازم فقد سألت الشيخ محمد عمرو حفظه الله فأخبرني أنه كان يقصد صاحب الرد على كتاب إجماع المحدثين للشريف حاتم العوني ألا وهو الشيخ الدكتور إبراهيم اللاحم حفظه الله
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 11:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذه الفوائد القيمة الجليلة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 12:46]ـ
وإياكم يا أخا العرب
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:47]ـ
شيخنا الفاضل عيد فهمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد العظيمة
ولي طلب عند فضيلتكم أرجو ألا تردوني بارك الله فيكم
أولا: هل يمكن أن أحصل على رقم هاتف فضيلتكم وكذلك رقم هاتف العلامة الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف
ثانيا: أنا أسكن الآن في الجيزة وسمعت أنكم والشيخ محمد عمرو تسكنون في مدينة نصر فهل يمكنكم أن ترسلوا لي العنوان على الخاص
أعلم أني أثقل عليكم لكن أنا محتاج لهذا الأمر جدا بارك الله فيكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 04:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت كما أخبرني بعض الإخوة الفضلاء سقوط الحوار الذي أجريته مع فضيلة الشيخ من مكانه على الموقع بحيث من يدخل عليه يجد صفحة فارغة فإنا لله وإن إليه راجعون.
فحتى لا تضيع الفائدة أورد هن الحوار كاملا -وليس مقتطفات منه- ليعم النفع.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
حوار مع العلامة الشيخ/ محمد عمرو بن عبد اللطيف
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ ... نرحب بكم ونود من فضيلتكم أن تعرفنا بموجز عن سيرتكم الذاتية فنبدأ بالاسم والمولد والنشأة؟
الاسم: محمد عمرو بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد القادر بن رضوان بن سليمان بن مفتاح بن شاهين الشنقيطي. فـ (محمد عمرو) اسم مركب سماني والدي تيمُّنًا بمليونير سمَّى ابنه محمد عمرو، فالحمد لله الذي وهبني حبَّ العلم، وترجع أصولنا إلى شنقيط، حيث حضر بعض أجدادي إلى مصر قديما فرارًا من التجنيد واستقرّ بها.
أما المولد والنشأة: فقد ولدت في حي مصر الجديدة من محافظة القاهرة، عاصمة مصر، في الحادي عشر من شهر رمضان المبارك عام 1374هـ الموافق 5/ 2 / 1955 م
ثم استقرت العائلة المكونة من ستة أفراد -أنا أصغرهم- في منطقة المعادي.
وبالنسبة لشهاداتكم العلمية، وحياتكم العملية؟
تلقيت في منطقة المعادي مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي -القسم العلمي- ثم التحقت بمعهد السكرتارية بمنطقة (مَنْيَل الرَّوضة) الذي تقرر تحويله وأنا في السنة الثالثة من الدراسة إلى (كلية التجارة وإدارة الأعمال) التابعة لجامعة حلوان، كما تم نقل موضعه أيضًا من الموضع السابق إلى منطقة (الزمالك)، في الموضع الحالي مع كلية التجارة الخارجية.
بعد التخرج عُيِّنت موظفا بمديرية القوى العاملة في مجمع التحرير براتب شهري (38) جنيها
لكن لم أستمر في الوظيفة الحكومية سوى شهرين فقط؛ وذلك لما في العمل من اختلاط بين الرجال والنساء، وما فيه من متبرجات.
وتفرغت للقراءة والطلب، وعملت مرّة في تخريج الأحاديث بالساعة، فخرجت قسما من "عمل اليوم والليلة" لابن السُّنِّيِّ.
فضيلة الشيخ ... تذكر لنا بداية اتجاهكم إلى طلب العلم؟
كان الأخ "عبد الرحمن بن يوسف بن حسين" – جزاه الله خيرا – أول من لفت نظري إلى قراءة بعض كتب العقيدة السلفية، يوم كان عمري نحو (17– 18) عاما.
وكان عندنا كتاب الترغيب والترهيب للمنذري – رحمه الله – ضبط وشرح الشيخ: محمد خليل هراس – رحمه الله – فقرأت تعليق الشيخ عند حديث دعاء حفظ القرآن الذي رواه الترمذي والحاكم فقال فيه عند قول الترمذي "حسن غريب": وأي حسن فيه يا علامة ترمذ؟ وهل نصدقك بعد هذا فيما تحسن أو تصحح من حديث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال معلقا على قول الحاكم "صحيح على شرطهما": ثم تأمل تبجح الحاكم وقوله صحيح على شرطهما، لا والله ما هو على شرطهما، ولو رواه أحدهما لسقط كتابه في الميزان كما سقط مستدركك أيها الحاكم
وكان الشيخ: محمد خليل هراس – رحمه الله – يسمي المستدرك: المستترك، أي: الذي يستحق الترك. فكان له تأثير كبير عليَّ في حب هذا العلم.
كما أن المنذري في آخر كتابه سرد أسماء الرواة المختلف فيهم الذين مرّ ذكرهم أثناء الكتاب فهذا أيضا مما أثر فيّ وحبب إليّ علم الرجال.
فضيلة الشيخ ... سمعنا أنكم تقسمون حياتكم إلى مرحلتين: مرحلة المعادي، ومرحلة مدينة نصر، فهل تذكرون لنا معنى هذا التقسيم؟
في مرحلة المعادي كنت في بداية الطلب، وكنت أنتهج منهج المتأخرين في الحكم على الأحاديث، ويمكن أن نسميها: مرحلة التقليد؛ حيث كنت أعتمد على تصحيحات ابن حبان والحاكم مثلا، ثم اعتمدت جميع ما يصححه العلامة الألباني ويحسِّنه.
أما مرحلة مدينة نصر فيمكن أن نسميها مرحلة الاتِّباع؛ فهي تتميز ببذل الوسع في البحث والتحليل، وانتهاج منهج الأئمة المتقدمين في الحكم على الحديث من تصحيح أو تحسين أو تضعيف أو إعلال، عن طريق جمع طرقه، والنظر فيها، ومقارنتها، وتتبع هل تكلم فيه أحد من الأئمة النقَّاد؟
ومتى تم انتقالكم من المعادي إلى مدينة نصر، ولماذا؟
كان ذلك سنة 1987 م، حيث حضر إلي الشيخ عبد الرحمن بن عقيل ومعه الشيخ أبو إسحاق الحويني، وطلبا مني الالتحاق بالعمل في دار التأصيل.
وكذلك كان من جملة من تم استدعاؤهم للعمل في الدار الأخوان الفاضلان أبو تراب عادل بن محمد وأبو معاذ طارق بن عوض الله
هذا بالنسبة للانتقال المكاني ... فماذا عن الانتقال المنهجي؟
طبعًا لم يكن ذلك من قِبَل نفسي، ولكن مخالطتي للأخوين الفاضلين عادل أبي تراب وطارق أبي معاذ ومدارستي معهم جعلتني أتعرف على منهج المتقدمين في الحكم على الحديث، وأقتنع به، وأتخذه منهجا لي.
فضيلة الشيخ ... هل تذكر لنا نتاجكم العلمي بناء على هذا التقسيم؟
بالنسبة لمرحلة المعادي ألفت فيها الآتي:
1 - أخذ الجنة بحسن حديث الرتع في رياض الجنة، ومعه الأذكار الصحاح والحسان في الصباح والمساء وبعد الصلاة.
2 - القسطاس في تصحيح حديث الأكياس.
3 - آداب حملة القرآن للآجري، الذي طبع زورا باسم: أخلاق أهل القرآن.
4 - البدائل المستحسنة لضعيف ما اشتهر على الألسنة، الجزء الأول.
5 - تخريج أحاديث الحقوق (حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة للشيخ ابن عثيمين).
فضيلة الشيخ ... هل معنى تراجعكم عن منهجكم القديم عدم رضاكم عن هذه المؤلفات؟
قد لا أرضى عن الحكم النهائي على الأحاديث، باستثناء كتاب "تخريج أحاديث الحقوق" فأنا راضٍ عنه إلا نحو حديثين.
لكن أليس من الممكن لطلاب العلم الاطِّلاع عليها والاستفادة منها؟
لا شك، يمكن أن يقرءوها، ولكن غالب هذه الكتب غير متوفرة الآن.
وبالنسبة للكتب التي ترضون عنها؟
1 - تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (جزءان، في كل جزء 50 حديثا).
2 - تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع (جزء واحد فيه 25 حديثا)
3 - تخريج أحاديث كتاب: "الذل والانكسار للعزيز الجبار" لابن رجب الحنبلي، اشتركت في تحقيقه مع حسين الجمل لكن قد يحتاج حديث أو حديثان فيه إلى إعادة نظر.
4 - تعليقات على كتاب: (إماطة الجهل بحال حديثي "ما خير للنساء" و"عقدة الحبل") جمع وتنسيق زوجي: أم عبد الرحمن بنت النوبي.
5 - أحاديث ومرويات في الميزان، فيه حديث "قلب القرآن يس" في الميزان - وقد طبع مفردا قبل ذلك - وحديث "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ... " في الميزان.
وبالنسبة للمؤلفات التي لم تطبع بعد؟
أكثرها متفرقات، لم تكتمل، منها:
1 - تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع (الجزء الثاني) كنت قدمته للطبع ثم سحبته، ومن جملته حديث دعاء بعد الوضوء "اللهم اجعلني من التوابين ... " الذي أتمنى إفراده بتصنيف.
2 - أحاديث وروايات فاتت أئمة وسادات (متفرقات ما زلت أجمع فيها منذ سنوات)
3 - جزء في تخريج حديث: "ما السماوات السبع ... " (شرعت في تبييض بعضه).
4 - جزء في تخريج حديث: "ثلاث جدهن جد ... " (كامل عندي لكنه لم يطبع).
5 - الدراري الفاذة في الأحاديث المُعلَّة والمتون الشاذة (متفرقات).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - حديث "لا يدخل الجنة عجوز" في الميزان (أيضا بيّضت منه جزءا، ثم توقفت، وقد حكمت بحُسنه).
7 - جزء فيه زيادة "ونستهديه" في خطبة الحاجة (جمعت طرقه، ولم يبيّض حتى الآن، وله ثلاثة أسانيد: أحدها معضل، والآخر ضعيف جدا، والثالث منكر).
8 - مختصر فضل ذي الجلال بتقييد ما فات العلامة الألباني من الرجال (ما زال في مرحلة التبييض، وقد تجاوزت نصفه، وهو الجزء الأول منه بحول الله وقوته)
9 - الهجر الجميل لأوهام المؤمَّل بن إسماعيل أو (المعجم المعلل لشيوخ العدوي مؤمَّل) (بيّضت منه جزءا، والباقي لم يبيّض).
فضيلة الشيخ ... هل يمكن أن تذكروا لنا أبرز مشايخكم؟
ليس لي مشايخ إلا الشيخ: محمد نجيب المطيعي (صاحب تكملة المجموع) رحمه الله، حيث كنت أحضر دروسه في مسجد الفتح بالمعادي، وكان الشيخ يثق فيّ، مع أنني لم أخالطه كثيرا، ولم ألزمه.
وكان يقول في أثناء بعض دروسه: (لا أثق إلا في محمد عمرو ومحمد الصَّوَّاف) في جملة الطلبة الذين يحضرون له هذه المجالس.
ثم بعد مدة أعطاني الإجازة دون أن أطلبها منه، فقال: اذهب إلى الجزء الثالث عشر من المجموع، وخذ إجازتي (وهما إجازتان، إحداهما إلى النووي، والأخرى إلى البخاري إسناد المعَمَّرين).
وبالنسبة للعلامة الشيخ الألباني رحمه الله؟
رأيته مرة واحدة حين كنت متجها إلى مسجد أنصار السنة بعابدين، فرأيت رجلا أبيض مشربا بحمرة، له لحية بيضاء، والناس مجتمعون حوله في غرفة صغيرة، وهو يتكلم عن حديث السبعين ألفًا، فقال: وفي رواية: (الذين لا يرقون ولا يسترقون) وزيادة لا يرقون شاذة والشذوذ من سعيد بن منصور.
وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي أرى فيها الشيخ، ولما رأيته كنت لا أعرفه، ثم بعد ذلك عرفت أن هذا هو الشيخ الألباني، وكان عمري حينها نحو 21 عاما.
نريد أن نتعرف على شخصية كان لها بالغ الأثر فيكم؟
الأخ "عبد الرحمن بن يوسف بن حسين" الذي كان سببا في لفت نظري إلى قراءة كتب العقيدة السلفية كما ذكرت من قبل، وكذلك الأخ الحبيب "محمود نظمي" زميلي بالكلية.
وبالنسبة للكتب التي أثرت فيكم؟
كتاب "نزهة المجالس ومنتخب النفائس" للشيخ عبد الرحمن الصفوري، وكتاب "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري رحمه الله، ضبط وشرح الشيخ محمد خليل هرّاس رحمه الله.
فضيلة الشيخ ... اذكر لنا شخصا كنت تتمنى أن تلقاه ولم يقدَّر لك لقاؤه؟
الشيخ الألباني رحمه الله.
لكنكم ذكرتم أنكم رأيتموه في مسجد أنصار السنة بعابدين؟
نعم، لكنني لم أكن أعرفه، ولم يكن لقاء علميّا، فأنا أقصد كنت أتمنى لقاؤه يعني مصاحبته والتعلم منه.
لكن نريد شخصا معاصرا كنت تتمنى لقاؤه، ولم تلقه مطلقا؟
الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى.
فضيلة الشيخ ... نريد أن تذكر لنا كتبًا تنصح طلاب علم الحديث بقراءتها؟
كتاب التنكيل للشيخ المعلمي رحمه الله.
وسلاسل الشيخ الألباني رحمه الله، وإرواء الغليل له، وباقي مؤلفات الشيخ رحمه الله
والكتب التي تنصح بعدم قراءتها؟
كتب "حسن السقاف" لغير المتمكن أو لمَن يمكن أن يصدِّق ما بها من شبهات، ومثله "محمود سعيد ممدوح" ومن كان على شاكلتهما.
وبالنسبة للمتمكن من طلاب العلم؟
يستطيع أن يرد هذه الشبهات بسهولة.
هل هناك أشخاص معاصرون تنصح بالقراءة لهم؟
سأذكر في مجال علم الحديث فقط؟
نعم، هذا ما نقصده.
أنصح بمؤلفات الشيخ حمزة المليباري حفظه الله، وكذلك مؤلفات تلميذي النجيب الشيخ طارق أبي معاذ
وبالنسبة للاستماع في علم الحديث أيضا؟
أنصح بسماع الشيخين: عبد الله السعد، وسعد الحميد، وكذلك القراءة لهما، وللشيخ خالد الدريس والدكتور اللاحم أيضا وإن كنت لم أقرأ لهم كثيرًا.
فضيلة الشيخ ... نريد أن تذكر لنا موقفا من المواقف العامة التي لا تنسى؟
كان ذلك مع الشيخ المطيعي حيث كان بيننا بعض مساجلات أذكر منها أنه مرة قال: لا دليل أن الله – سبحانه وتعالى - يوصف بالقديم
فانصرف ذهني إلى حديث: (كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ... ) الحديث في سنن أبي داود، فحاول الشيخ تأويل هذا الحديث.
ثم في يوم الجمعة التي تليها، قال الشيخ: يا شيخ عمرو، هذه سنن أبي داود، هات الحديث الذي نَخَعتَه
وكان معه سنن أبي داود، وجلس على المنبر وأنا أمامه، ففتحت الكتاب واستخرجت له الحديث.
فقال الشيخ: ظننتك تقول دعاء دخول المنزل وليس دعاء دخول المسجد. لكن هذا الحديث أنا متوقف في ثبوته الآن
نريد أن تذكر لنا موقفا رمضانيا لا ينسى.
نعم، كان ذلك سنة 1987 م، عند ادعاء محاولة اغتيال حسن أبي باشا، وكنت أسكن في المعادي فجاءوا وأخذوني ولم يهنِّئوني بالفُول (طعام السحور) حين طُرِق الباب فجأة، وظللت معتقلا (34) يوما، لكن الحمد لله كانت بردا وسلاما، ولم نتعرض فيها للأذى.
في نهاية الحوار ... تعطي نصيحة عامة للمسلمين.
أوصيهم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن.
ونصيحة خاصة لطلاب العلم.
أنصحهم بالصبر وعدم استعجال الرياسة، يعني لا يستعجل أن يكون شيئا، فأوصيهم بالصبر بصفة عامة، وعدم تحديد الوصول إلى مرتبة معينة في عدد معين من السنين
فضيلة الشيخ ... أخيرا كلمة تختم بها الحوار.
أسألكم أن تدعوا لي بالعافية وأن يرفع الله عني البلاء.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يشفيكم من كل مرض، ويعافيكم من كل سوء، وأن يبارك لنا في عمركم وعلمكم.
جزاكم الله خيرا.
فائدة: سألت الشيخ عن الأخ عبد الرحمن يوسف الذي يذكره دائما بالخير لأنه كان السبب في التزامه واتجاهه لطلب العلم، هل ارتبط بعلاقة معه بعدذلك، فقال: لا، فسألته هل تتابع أخباره؟ فقال: لا أعرف عنه شيئا!
فعجبت يحفظ له هذا الفضل منذ كان عمره 18 سنة إلى الآن مع انقطاع الصلة بينهما!
حفظ الله الشيخ محمد عمرو فهو من بقية السلف الذين أصبحوا في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 06:12]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 02:20]ـ
بارك الله فيك ... وفيك أخي الكريم
ـ[حذيفة بن فاروق]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 05:40]ـ
سقاه الله من سلسبيل الجنة،
وجعل روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ...
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 06:41]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
اللهم ارحم عبدك محمد عمرو اللهم اغفر له ذنبه ووسع له فى مدخله ونور له فى قبره واحشره تحت لواء نبيك محمد كما كان يذب عنه الكذب فى الدنيا ويدافع عنه
وان القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول الا ما يرضى الرب وإنا لفراقك يا شيخنا محمد عمرو لمحزونون
وإنا لله وإنا اليه راجعون
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 06:41]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عيد ونفع بك، وأسأل الله أن يرحم الشيخ رحمة واسعة، وأن يخلف على الأمة في مصابها به.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 07:15]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عيد ونفع بك، وأسأل الله أن يرحم الشيخ رحمة واسعة، وأن يخلف على الأمة في مصابها به.
اللهم آمين ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 01:15]ـ
رحمه الله رحمةً واسعةً.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 04:47]ـ
رحم الله الشيخ محمد عمرو رحمة واسعة.
وإنا على فراقه لمحزونون.
لم أتشرف بلقاء الشيخ الفقيد، ولكنني أعرفه من خلال كتبه وجهوده في نشر السنة وتصفيتها، وسمعت من بعض أصحابه ثناء عاليا عليه في باب الزهد والأخلاق.
وإن العين لتدمع، والقلب يحزن عند سماع نبأ نفقد فيه أحد أعيان المشتغلين بالسنة والدعاة لها.
وإنني إذ أعزي أسرة الفقيد، أعزي كذلك أصحابه وطلابه من مشايخ الحديث في بلاد مصر خاصة، وفي غيرها عامة، ونسأل الله أن يخلف على الأمة من أمثاله الكثير الطيب.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 06:35]ـ
أحسن الله إليكم ياشيخ عيد ’’,,
ـ[الاسد99]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 08:41]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته
فقدت الأمة عالم حديث،، إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلف لنا خيرا منها.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 12:13]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عيد ونفع بك، وأسأل الله أن يرحم الشيخ رحمة واسعة، وأن يخلف على الأمة في مصابها به.
وإياكم يا شيخ علي
ووالله الذي لا إله غيره إني لأحفظ مواقف للشيخ في زهده وورعه لو حدّثتُ بها لظن أكثر الناس أنها محض أساطير {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 12:18]ـ
أحسن الله إليكم ياشيخ عيد ’’,,
آمين
وإليكم يا أبا حاتم(/)
إنكار البدع في نصوص علماء الحنفية
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 10:50]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فهذه طائفة من نصوص علماء الحنفية في إنكار البدع نقلتها لتكون حجة على الحنفية المعاصرين _وسيتبعها سلسلة لبقية المذاهب إن شاء الله تعالى _
مع العلم أن الذين سأنقل عنهم قد يكونون من محسني البدع غير أني سأجعل بعض نصوصهم حجةً عليهم
ولكني قبل البدء سأذكر مقدمات توضيحية
المقدمة الأولى في تعريف البدعة وذكر أقسامها
البدعة هي طريقةٌ في الدين مخترعة تضاهي الشرع ويقصد بها زيادة التقرب إلى الله
ولها قسمان
الأول البدعة الأصلية هي ما تثبت في الشرع لا أصلاً ولا وصفاً
الثاني البدعة الإضافية وهي ما ثبت أصلها في الشرع دون وصفها
المقدمة الثانية في ذكر الأصل في إنكار البدع
قال رسول الله عليه وسلم "أما بعد. فإن خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد. وشر الأمور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة" رواه مسلم من حديث جابر (867)
قال العرباض بن سارية ((وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن ماجه وابن حبان والحاكم
قلت (كل) من ألفاظ العموم فيشمل هذا كل بدعة
ولا يحتج علينا مماحك بأن لفظة (كل) وردت في نصوص مخصصة فتلك قد خصصتها نصوص أخرى وأخرجتها عن الأصل وإلا فالأصل في (كل) أنها من ألفاظ العموم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها (1718)
قلت وهذا عموم يرفد العموم السابق
وقال أنس بن مالك ((جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) متفق عليه
وهذا الحديث أصل في إنكار البدع الأصلية والإضافية
فأما الأصلية ففي إنكاره (ص) على من ترك النساء والطعام
وأما الإضافية ففي إنكاره (ص) على من قام الليل كله
فإن قيل العلة في هذا النهي وجود المشقة
قلنا العلة المنصوص عليها هي الرغوب عن السنة لا المشقة وتأمل كيف جعل الزيادة في التعبد على ما كان عليه (ص) رغوباً عن سنته
وقال ابن عمر ((كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة))
رواه المروزي في السنة والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى وسنده صحيح
وفي هذا الأثر الرد البليغ على من زعم الإجماع على أن الدين فيه بدع حسنة
عن ابن عباس أنه قال:
((حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك. يعني: لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)) رواه البخاري
فانظر رحمني وإياك إلى نهيه عن السجع في الدعاء وتعليله لذلك بعدم فعل النبي (ص) وصحابته لذلك
فدل على أن ترك ما تركوه قربة إلى الله والإقدام على فعل ما تركوه منهيٌ عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
و عَن أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلتُ لأَبِي: ((يَا أَبَتِ إِنَّكَ قَدْ صَلَّيتَ خَلْفَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَليِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ هَاهُنَا بِالكُوفَةِ، نَحْواً مِنْ خَمْسِ سِنينَ، أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: أَيْ بُني محْدَثُ)) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وهو صحيح
وفيه إنكاره لما لم يفعله النبي (ص) وأصحابه
عن أبي وائل قال:
((جلست إلى شَيْبَة في هذا المسجد، قال: جلس إليَّ عمر في مجلسك هذا، فقال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين، قلت: ما أنت بفاعل، قال: لم؟ قلت: لم يفعله صاحباك، قال: هما المرآن يُقتدى بهما)) رواه البخاري
قلت انظر كيف ترك عمر فعل أمرٍ فيه ظاهره مصلحة للمسلمين لترك النبي (ص) والصديق لهذا الأمر واعتبر ذلك من الإقتداء بهما فالإقتداء في الترك كالإقتداء في الفعل
المقدمة الثالثة في ذكر بعض شبهات محسني البدع والجواب عليها
يحتج المحسنون لبعض البدع بقول ((نعمة بدعة)) في صلاة التراويح
وهذا الإستدلال مشهورٌ عنهم
والجواب أن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان من أشد الناس اتباعاً كما قدمنا غير أنه عنى بقوله البدعة اللغوية
وذلك لأن التراويح ليست بدعةً بالمعنى الشرعي فإن النبي (ص) فعلها وتركها بعد ذلك لعلة
ففي الصحيح ((أن رسول صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أنني خشيت أن تفرض عليكم. وذلك في رمضان))
قلت وهذه العلة _ وهي خشية أن تفرض_ انتفت بوفاة النبي (ص) فلا يفرض شيء بعد وفاته فرأى الصحابة ألا مانع من صلاتها والحال هذه
فلاتقاس هذه الصلاة على البدع التي اخترعها الناس ولم يفعلها النبي (ص)
ويحتجون أيضاً بحديث ((من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء)) رواه مسلم
وهذا الخبر له سبب فالرواية بتمامها هكذا ((جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليهم الصوف. فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة. فحث الناس على الصدقة. فأبطؤا عنه. حتى رؤي ذلك في وجهه. قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق. ثم جاء آخر. ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء))
قلت فقول النبي (ص) إنما ورد في سنة وهي الصدقة فالمقصود بالحديث إحياء المندثرة أو السبق إليها
فإن قال متعنت ((العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب))
قلنا مع أن العبرة بعموم اللفظ غير أن السبب يدخل في هذا العموم دخولاً أولياً
فيكون على قولكم المقصود بالسنة في الحديث أمرين
السنة الثابتة المأمور بها
البدعة الحسنة بزعمكم
دخول البدعة يعارضه عمومات الأخرى تحكم على جميع البدع بالضلال قد سبق سردها
فلا يبقى سوى ما ورد الحديث من أجله وهو السنة الثابتة المأمور بها
المقدمة الرابعة في قيود وضوابط في معرفة البدع
1_البدعة المنهي عنها هي البدعة الدينية لا الدنيوية لقوله (ص) ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))
وقوله ((في أمرنا)) يعني في ديننا
2_ ما أجمع عليه المسلمون لا يكون بدعةً فالإجماع حجة شرعية معتبرة وخصوصاً إذا دعت الضرورة لهذا الأمر المجمع عليه
نصوص علماء الحنفية في إنكار البدع
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الكاساني في بدائع الصنائع (1/ 415) وهو يتكلم عن محل سجود السهو ((هذا الذي ذكرنا بيان محله المسنون و أما محل جوازه فنقول جواز السجود لا يختص بما بعد السلام حتى لو سجد قبل السلام يجوز و لا يعيد لأنه أداء بعد الفراغ من أركان الصلاة إلا أنه ترك سنته و هو الأداء بعد السلام و ترك السنة لا يوجب سجود السهو و لأن الأداء بعد السلام سنة و لو أمرناه بالإعادة كان تكرارا و أنه بدعة و ترك السنة أولى من فعل البدعة و الله تعالى أعلم))
قلت جعله لترك السنة أولى من فعل البدعة يدل على أنه يرى تحريم هذه البدعة مع ثبوت أصلها في الشرع دون وصفها (وهو التكرار) إذ أن ترك السنة مكروه والمحرم وحده فعل المكروه أولى منه
وقال أيضاً في (2/ 482) ((ومنها أن الفعل متى دار بين السنة والبدعة كان ترك البدعة واجبا وتحصيل الواجب أولى من تحصيل السنة ومتى دار بين البدعة والفريضة كان التحصيل أولى؛ لأن ترك البدعة واجب والفرض أهم من الواجب ولأن ترك الفرض يفسد الصلاة وتحصيل البدعة لا يفسدها فكان تحصيل الفرض أولى))
قلت هذه القواعد تشهد للسلفيين بأنهم أورع الناس ببعدهم عن البدع
وقال ابن الهمام في فتح القدير ((ومنها أن ما تردد بين الواجب والبدعة يأتي به احتياطا، وما تردد بين البدعة والسنة تركه لأن ترك البدعة لازم وأداء السنة غير لازم))
قلت هذا كسابقه غير أن تردد الفعل بين الواجب والبدعة يكاد يكون معدوماً فالواجب لا يكون إلا مأموراً به
والمأمور به لا يكون به
ويتحقق هذا في حال إذا ما كان هناك حول صحة بعض الأحاديث ومثل هذا الخلاف محتمل إذا لم يكن فيه مخالفة سافرة للقواعد الحديثية
وقال ابن نجيم في البحر الرائق (3/ 84) ((ويرجحه أن الحكم إذا تردد بين سنة وبدعة كان ترك البدعة راجحا على فعل السنة))
وقال صاحب رد المحتار ((ما يفعله بعض الخطباء من تحويل الوجه جهة اليمين وجهة اليسار عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الثانية لم أر من ذكره والظاهر أنه بدعة ينبغي تركه لئلا يتوهم أنه سنة))
قلت بهذه العلة ينبغي أن تهجر جميع البدع فقد أصبح العامة لا يعتقدون سنية بعض البدع فحسب بل أصبحوا يرون وجوبها
وقال برهان الدين بن مازة في المحيط البرهاني (3/ 33) ((وكما أن الجمع بين إحرامي الحج، أو بين إحرامي العمرة بدعة، فكذلك بناء أعمال العمرة على أعمال الحج على إحرام العمرة، فليس ببدعة حتى إن من أحرم بحجة))
وقال السرخسي في المبسوط في كتاب كيفية الدخول في الصلاة باب الصلاة بمكة في الكعبة ((وفي هذه الفصول لا يكبّر لأن التكبير مؤقتٌ بوقتٍ مخصوصٍ فلا يقضى بعد مضي ذلك الوقت كصلاة الجمعة ورمي الجمار وهذا لأن ما يكون سنةً في وقته يكون بدعة في غير وقته))
وقال في كتاب كيفية الدخول في الصلاة باب الأذان ((أذان النساء من المحدثات لم يكن في السلف وكل محدثة بدعة، ولأن في صوتها فتنة وهي منهية عن الخروج إلى الجماعات والأذان لإقامة الصلاة بالجماعة))
قال الشرنبلالي في مراقي الفلاح، شرح نور الإيضاح كتاب الطهارة فصل الإستنجاء ((وإنما قيدناه (من نجس) لأن الريح طاهر على الصحيح والاستنجاء منه بدعة))
وقال أيضاً في أحكام الوضوء فصل سنن الوضوء ((لا يسن مسح (الحلقوم) بل هو بدعة))
وقال أيضاً في باب شروط الصلاة وأركانها فصل في بيان سنن الصلاة ((فإن نقص فقال السلام عليكم أو سلام عليكم أساء بتركه السنة وصح فرضه ولا يزيد وبركاته لأنه بدعة وليس فيه شيء ثابت))
قلت انظر كيف حكم بالبدعية على ما ورد فيه حديث لا يثبت عنده
وقال في باب أحكام الجنائز ((وقولهم كل حي سيموت ونحو ذلك خلف الجنازة بدعة))
وقال علي ملا القاري في شرح مسند أبي حنيفة في شرحه لحديث الطواف ((يستلم الأركان) أي الركنين اليمانيين إذ يكره استلام الآخرين فإنه بدعة عند الأئمة الأربعة وسببه أنهما ليس بركنين على بناء إبراهيم عليه السلام))
أكتفي بهذا القدر
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
من نوادر الإجازات إجازة العلامة الشريف الحسن الحازمي للشيخ سليمان أل الشيخ
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 11:33]ـ
من نوادر الإجازات إجازة العلامة الحسن الحازمي للشيخ سليمان أل الشيخ
إجازة
العلامة السلفي الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني
للشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين وبعد
من خلال جمعي ودراستي لترجمة الإمام المحدث سليمان بن عبدالله وجهوده في الحديث وعلومه وجدت أن أصعب ما يواجهني قلة المعلومات والمصادر.
فمن نظر في كتب التراجم والتاريخ مما يتعلق بعلماء نجد، وجد أن المعلومات عن شخصية هذا العالم الجليل قليلة ونادرة، ولهذا أغلب المصادر التي فيها ذكر للشيخ سليمان، أكثر معلوماتها مكررة فكل ينقل ممن سبقه ولا زيادة.
هذا ومما كان في حكم النادر وجوده أو المفقود، الإجازات الحديثية التي أجاز العلماء فيها للشيخ سليمان، فقد أجازه العلامة محمد بن علي الشوكاني، والعلامة الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني.
وقد بحثت عن إجازة الشوكاني للشيخ سليمان فيما قد يكون من مضامينها، ككتب التراجم والتاريخ، وسألت المؤسسات والمراكز العلمية التي فيها مخطوطات لعلماء نجد، وكذا سألت أهل العلم والباحثين فلم أظفر بشيء، ولا زال البحث جارياً.
هذا وقد ذكر الشيخ عبدالله البسام ـ رحمه الله ـ في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون) (2/ 342) أن الشوكاني أجاز الشيخ سليمان، ولم يذكر مصدر هذه الفائدة العزيزة.
وأما إجازة العلامة الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني للشيخ سليمان، فقد ذكر صدراً منها الشيخ عبدالله البسام في كتابه (علماء نجد) (2/ 342) ولكن لم يذكر مصدر هذه الإجازة كما صنع في إجازة الشوكاني.
وعدم ذكر الشيخ البسام لمصادر المعلومات خاصة النادرة والمهمة من المؤآخذات التي عيب بها كتابه (علماء نجد) فقد أتعب الشيخ الباحث الذي يريد الاستفادة والتوثيق والتوسع في دراسة تراجم علماء نجد وما يتعلق بهم.
وقد بحثت عن إجازة العلامة الشريف الحسن بن خالد فلم أظفر بشيء، وبعد الجهد في البحث وكثرة السؤال مع توفيق الله قبل ذلك، وجدت هذه الإجازة في دارة الملك عبدالعزيز، وقد صورها لي الأخ أيمن الحنيحن فله الشكر.
وهي ضمن مجموع في الإجازات بخط الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى، وهي بخط واضح وتقع في ورقتين، وهي ضمن (مكتبة الصالحية/رقم 5) والعجيب ليس في خاتمة الإجازة ذكر لموضع كتابتها وتاريخها، فلعل الناسخ وهو الشيخ إبراهيم بن عيسى ترك ذلك سهواً أو اختصاراً أو غير ذلك.
وفي هذه الإجازة أجاز العلامة الشريف الحسن بن خالد الشيخ سليمان إجازة عامة، ثم أورد على سبيل الاختصار أسانيده للكتب الستة، مقتصراً في روايتها عن شيخه العلامة الشريف عبدالله بن محمد بن إسماعيل.
وليته ذكر شيوخه وأسانيده للعلوم الشرعية، ففي هذا فائدة عظيمة، وذلك في معرفة شيوخ وأسانيد العلامة الحسن بن خالد، لاسيما أن المصادر التي ترجمة لهذا العالم الجليل قليلة مع عدم البسط والتوسع في ترجمته.
ومن خلال النظر والدراسة، أرى أن هذه الإجازة العزيزية كتبت في منطقة نجد في محافظة الدرعية عام1218هـ والدليل على هذا أن العلامة الشريف الحسن بن خالد كان القاضي والمفتي والمتكلم في دولة الشريف حمود بن محمد بن أحمد الحسني التهامي (1170 - 1233هـ).
وعندما اغتيل الإمام داعية التوحيد عبدالعزيز بن محمد بن سعود ـ رحمه الله ـ عام (1218هـ) أرسل الشريف حمود وفداً إلى الدرعية للتعزية في هذا الإمام، وتأكيد بيعته للإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد ـ رحمه الله ـ وكان على رأس هذا الوفد العلامة الشريف الحسن بن خالد.
ولما وصل الوفد إلى الدرعية إلى الإمام سعود بن عبدالعزيز، تلقاهم بما يتلقى به عظماء الوفود وأنزلهم في بيت يجمعهم، وأجرى عليهم الكفايات وأستحضرهم في مجالس العامة، وواصلوا أولاد شيخ الإسلام
محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ ودار بينهم مسائل ومذاكرات علمية، وعرضوا للوفد ما عندهم من كتب الحديث وغيرها من الكتب العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن وصول وفد الشريف حمود إلى الدرعية، كان في أواخر سنة (1218هـ) وكان عمر الشيخ سليمان في هذه السنة (18) عاماً، وهو في هذا العمر معدود من أهل العلم، ناهيك عن تعلقه الشديد بالحديث وعلومه ومجالسة فرسانه.
ومن فرسان أهل العلم والحديث في تلك الفترة، العلامة الشريف الحسن بن خالد، الذي عقدت له مجالس ومذكرات علمية مع أولاد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ـ رحمهم الله ـ ولا شك أن من ضمن من حضر تلك المجالس العلمية الشيخ سليمان، وفيها استفاد وأخذ الإجازة من العلامة الشريف الحسن بن خالد.
هذا وقد فات الأخ عبدالله الشمراني في كتابه (الإمام المحدث سليمان بن عبدالله) (ص:127 - 130) الحصول على هذه الإجازة، حيث اكتفى بذكرها من كتاب (علماء نجد) للبسام، وأحسن في تحقيقه لثبوتها بذكره لوفد الشريف حمود وقدومه للدرعية.
وكأنه قد قصَّر في الجهد والبحث، حيث قال في (ص:127).
(وقد بحث كثيراً في الكتب التي تناولت تاريخ نجد وعلماءها فلم أظفر بشيء سوى ما ذكره البسام .. ).
ويظهر من كلامه أنه اقتصر على هذا المصدر، ولو اجتهد في البحث لوجدها في دارة الملك عبدالعزيز.
ومن تمام الفائدة وللأهمية العلمية والتاريخية، أذكر قصة الوفد الذي أرسله الشريف حمود، وذلك من كتاب (نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود) تأليف العلامة عبدالرحمن بن أحمد البهكلي (ص:165 - 169).
(نص قصة وفد الشريف حمود وقدومه للدرعية):
( ... واجتمع رأيهم على أن يرسل الشريف من طرفه العلامة الحسن بن خالد وابن أخيه الماجد أحمد بن حيدر الحسني يوجههما إلى (الدرعية) إلى عند سعود بن عبدالعزيز بن سعود، والملك العادل والشريف الباسل منصور بن ناصر ينفذ عن نفسه فيما يتعلق ببلد ولاية صبيا وبيش ومعيناً لعمه الشريف حمود لأنه صاحب رأى صادق ولسان ناطق، وله عند أهل نجد فضيلة السبق بالإجابة وهذا بعد أن بلغت الأخبار بوفاة أمير نجد القائم بدعوة ابن عبدالوهاب والضارب عليها الهامات والرقاب، عبدالعزيز بن محمد بن سعود التميمي فيما أخبرني به ولده عبدالرحمن بن عبدالعزيز بمكة المشرفة، والمرادي كما أخبرني به العلامة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، وكان سبب وفاته أن بعض الرافضة من أهل العراق طعنه بسكين وهو في الثانية أو الثالثة من صلاة العصر، ووقع له ما وقع لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فحمل من المسجد إلى البيت وعاش قليلا ريثما أوصى، ثم انتقلت روحه وصلى عليه الناس في الدرعية أفواجاً واتصل خبره بجميع الأقطار، فصلى عليه كل من بلغت إليه دعوته ودخل في إجابته.
وقام بالأمر من بعده ولده سعود بن عبدالعزيز وبايعه الحاضرون، وكاتبه بالبيعة الناؤون، ولم يتخلف عن بيعته أحد، فمع ذلك أراد الشريف إرسال من يثق به لتأكيد بيعة سعود وأخذ العهد منه والوثيقة والتعرف بأحواله، فأرسل إليه السيد العلامة الحسن بن خالد الحازمي، وفوض إليه جميع ما في ضميره من المقاصد من سعود على بن أخيه الملك العادل منصور بن ناصر بن محمد الحسني صاحب صبيا وبيش وتلك الجهات في التوجه صحبة الحسن بن خالد كما قدمنا قريباً، وفي صحبتها الشريف أحمد بن حيدر بن محمد الحسني من قبل عمه الشريف حمود، وأصحبهم الشريف من المال والهدايا الممتعة من النفائس والغرائب، وجعل من الزاد والرواحل ما يحملهم ويحمل متاعهم، وكانوا ركباً كثيراً. ومن جملة ما تحراهم فيه الشريف فصل إمارة عبدالوهاب ابن عامر عنه، وأن يكون أميراً مستنداً إلى سعود من غير واسطة والتزم بجهاد اليمن وفتح ما أمكن فتحه ودفع الخراج لسعود، فنفذ المذكورون على اسم الله من أبي عريش إلى صبيا ومنا إلى بيش ثم إلى درب بني شعبة ثم إلى العقبة، وقد كتب الشريف إلى عبدالوهاب يخبره بأنه سيرسل من طرفه من ينفذ إلى الدرعية لأجل العزا في عبدالعزيز وتأكيد البيعة وأوهمه أنه ما تعرض لشيء من خوض الإمارة، ولما وصل الركب إلى طور السراة عبروا في بلاد عبدالوهاب وهم آمنون، وانفصلوا من السراة إلى بلاد شهران ثم إلى بيشه ثم إلى بلاد قحطان وقطعوها في نحو خمسة أيام حتى وصلوا إلى وادي الدواسر وأقاموا فيه ريثما ذهب تعب الرواحل، وقام بأمرهم أمير الدواسر بالضيافة، وكذلك كل أمير يعبرون بلده، ثم سافروا من بلاد الدواسر إلى الدرعية في قدر ثمانية أيام من حين خرجوا من بلاد الدواسر إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الدرعية، ولما وصلوا إلى الدرعية إلى سعود تلقاهم بما يتلقى به عظماء الوفود، وأنزلهم في بيت يجمعهم وأجرى عليهم الكفايات وأستحضرهم في مجالس العامة، واختص بهم في أوقات خاصة بهم، وتأكد منهم العهود وتأكدوا منه في شروط الشريف حمود، وواصلوا أولاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهو حسين بن محمد وعبدالله بن محمد وعلي بن محمد وأبلغوا مكاتيب من الشريف تتضمن كل لفظ لطيف ووصلهم الشريف بشيءٍ من الصلات فاستتب الأمر على مايريده الأشراف وأسعفهم سعود إلى مطالبهم أعم الإسعاف ... ).
وكان هؤلاء الثلاثة النفر الذين نفذوا هم كفاة الدولة ودعاة الصولة في مملكة الشريف، واستعجب أهل نجد من فصاحة الشريف منصور وسرعة خطابه وكثرة صوابه، ورأوه فوق ما هو فيه من الممالك، ولما هو عليه من الكمال الذي هو لكل فضيلة مالك واشتغلت خواطر الأعيان منهم بما سمعوه من العلامة الحسن بن خالد في حفظه العلوم وذلاقة اللسان عند النطق بالمعلوم، وعرضوا ما عندهم من الكتب العلمية فأخبرني أنه مما عرض عليه كتاب بن فهيد في الرجال في مجلدات، وهو الذي اختصره (المزي) وسماه تهذيب الكمال، ومما عرضوه عليه المحلى وشرح المحلى لأبي محمد بن حزم الظاهري، وكتاب (التمهيد) لابن عبدالبر غير كامل، والتفسير الكبير للإمام محمد بن جرير وغيرها من الكتب التي يمكن وجودها عند غيرهم، ومما أخبرني عنهم: أنهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أنهم يقدمون العمل بالنص على العمل بقوله).
ومن تمام الفائدة يستحسن أن نذكر سيرة العلامة الشريف الحسن بن خالد لكونه شيخ الشيخ سليمان، ونورد ترجمته من كتاب (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر) (1/ 462 - 466) للعلامة محمد بن محمد زبارة الصنعاني، وهو أوسع من ترجم له، قال رحمه الله:
(هو الشريف العلامة الحسن بن خالد بن عزالدين بن محسن بن عز الدين، الكبير بن محمد بن موسى بن مقدام بن جواس بن مقدام بن علي بن الهمام بن محمد بن الحسن بن حازم بن علي بن عيسى بن حازم بن أحمد بن محمد بن علي ابن أحمد بن القاسم بن داود بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، الحازمي، التهامي.
مولده في هجرة "ضمد" في سنة 1188هـ، وأخذ العلم عن القاضي أحمد بن عبدالله بن عبدالعزيز الضمدي، وتخرج به، وأخذ العلم يسيرا عن غيره، ونال في المدة اليسيرة حظاً وافراً من العلم.
قال القاضي حسن عاكش في " عقود الدرر"، و" الديباج": إن صاحب الترجمة أربى في تحقيقه على الأقران، وسارت بذكره الركبان، وبرع في علمي التفسير والحديث، وغليه الغاية في معرفة الفقه والعلوم الآلية، وآخر أمره جعل همه الاشتغال بعلمي الكتاب والسنة والعمل بما قاد إليه الدليل، والميل عما أختاره العلماء الأقاويل، وجزم بتحريم التقليد، وألف في ذلك رسالة قرر فيها أنه يسع الناس في هذه الأزمنة ما وسع الصحابة من أخذ الحكم من دليله للمتأهل، وأن العامي وظيفته السؤال كما كان في عصر خير القرون، ولما اشتهر عن المترجم القيام التام في ذات الله تعالى في الإقدام والإحجام أختصه الشريف حمود بن محمد لمؤازرته، فكان لا يصدر ولا يورد في أغلب الأمور إلا برأيه، وجعل نفسه متقيداً بما يقوله صاحب الترجمة في المسائل الشرعية، لمحله من العلم فطار بذلك صيته في جميع الأقطار، وقصده الناس، ولم يزل يتجهز للغزو وسد الثغور بنفسه عن أمر الشريف حمود.
وآخر الأمر أختار صاحب الترجمة لنفسه اختيارات في المسائل الفرعيات منها: عدم الجهر بالبسلمة في الصلاة الجهرية، وله في ذلك رسالة وألزم الناس العمل بما أختاره من الإسرار بالبسملة، فأنكر عليه علماء وقته، وجرت بينه و بين بعضهم مراجعة في ذلك الإلزام، وأنه لا يحسن إلزام أحد بما يختاره العالم إلا أن يلتزم المقلد لذلك القول.
وفي أيام صاحب الترجمة عمرت بالعلوم المدارس، وانتعش من المعارف كل دارس، وأسدى إلى العلماء من أهل وقته أنواعاً من الإنعامات، وكفاهم مهمة دنياهم، وأمرهم بنشر العلم في كل الأوقات، فصارت جهاته منهل الوارد، وبغية القاصد وله رسالة سماها:"قوت القلوب، بمنفعة توحيد علام الغيوب"، وهي متضمنة لبيان أدلة التوحيد العملي، وإنكار ما عليه غالب الناس من الاعتقادات المنافية لتوحيد العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وله " شرح على منظومة عمدة الأحكام" للسيد العلامة عبدالله بن محمد بن إسماعيل الأمير، ولكنه لم يكمل. وقد رأيت منه قطعة فريت فيها من التحقيق واستيفاء الأدلة ما أنبأ عن سعة إطلاعه وكمال عرفانه، وله شرح على منظومة عالم المدينة الشيخ محمد سعيد سفر سماه: " نثر الدرر، على منظومة الشيخ محمد سعيد سفر"، وهي متضمنة عدم التعصب والابتداع، وله جوابات عن مسائل عديدة ومراجعات بينه وبين علماء وقته، وكلها مشحونة بالفوائد مربوطة بالدلائل، وكان من الشجعان والأبطال،إذا دعيت في الهيجا نزال، وقد عدت له من الوقائع ما ينيف على عشرين وقعة. وكان مجيداً في النظم والنثر.
وبعد وفاة الشريف حمود بن محمد وأسر ولده الشريف أحمد بن حمود كما في ترجمتيهما لم يزل صاحب الترجمة في قتال هو وأهل " السراة"، فقصدته الأتراك إلى " السراة"، والتحم القتال بينهم حتى انهزمت الأتراك، وبعد انتهاء المعركة وقف صاحب الترجمة في طائفة من خيل أصحابه، وكان قد انعزل طائفة من الأتراك المنهزمين في شعب من تلك الجبال، فأرسلوا رصاص بنادقهم، فأصابت المترجم له رصاصة منها أزهقت روحه، فسقط من فوق جواده ميتاً، وفاز بالشهادة في ليلة الخميس،ثالث وعشرين شعبان، سنة 1234، في موضع يقال له " شكر" من " السراة".
موته عن ست وأربعين سنة من مولده، رحمه الله وإيانا والمؤمنين، آمين. وفي " حدائق الزهر" لعاكش أن وفاة المترجم له في شعبان سنة 1235هـ.)
نص إجازة العلامة الشريف الحسن بن خالد للشيخ سليمان بن عبدالله:
((هذه إجازة من الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني للشيخ سليمان ابن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي أنجز وعده بإعزاز عباده المتقين، الذين لم يزالوا عن الشريعة النبوية المطهرة ذابين، واشهد أن لا إله إلا الله الذي ضعفت الأفكار عن كُنه معرفته وصح إيمان المعترف بوحدانيته في الوهيته، واشهد أن محمداً عبده ورسوله الحسن الأسماء والصفات، المبعوث والمنعوت بالآيات والبينات وبالفضائل الشريفة في أشرف الآيات، صلى الله عليه وعلى آله نجوم الهداية للبريات، الذين اتصل سند فضلهم ونسبهم إلى أكرم المخلوقات، ورضي الله عن أصحابه الأكرمين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فأقول وأنا الفقير إلى الله الحسن بن خالد: إني أجزت للأخ سليمان ابن عبدالله بن محمد شيخ الإسلام ـ زاده الله تعالى مما أولاه وعمر بوجوده ربوع العلم النبوي وأحياه ـ ما أجازني به مشايخي الأعلام.
وسأجيزه ما أرويه عن شيخي العلامة الشريف عبدالله بن محمد بن إسماعيل، وها أنا أتشرف بأسانيد الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام في الأحكام.
فأقول: أما صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري:
فأرويه عن شيخنا المتقدم ذكره، قال: أرويه عن شيخنا عبدالخالق بن علي المزجاجي الزبيدي سماعاً لبعضه وإجازة لباقيه، قال أرويه عن شيخنا العلامة محمد بن علاء الدين المزجاجي قراءة وسماعاً نحو إحدى وعشرين مرة، عن شيخه المحقق إبراهيم بن حسن الكردي إجازة، قال أخبرني به العبد الصالح المعمر عبدالله بن ملا سعد الله اللاهوري، عن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي، عن والده أحمد بن محمد النهروالي، عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبدالله الطاووسي، عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي، عن الشيخ المعمر محمد بن شاد بخت الفرغاني، عن الشيخ المعمر يحيى بن عمار بن مقبل الختلاني بسماعه، عن محمد بن يوسف الفربربي، عن مؤلفه الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري.
وأما صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري:
فأرويه عن شيخي العلامة عبدالله بن محمد المذكور، قال: أرويه عن شيخي عبدالخالق سماعاً لكثير منه وإجازة لسائرة، عن شيخه محمد بن علاء الدين، عن شيخه الحسن بن علي العجيمي إجازة، عن شيخه أحمد العجل، عن الإمام محمد الطبري، عن جده المحب محمد الطبري، عن الزين المراغي، عن أبي العباس الحجار، عن الأنجب بن أبي السعادات الحمامي، قال أنبأنا أبو الفرج مسعود الثقفي، عن الحافظ عبدالرحمن بن سنده، عن الحافظ محمد بن عبدالله الجوزقي، عن أبي الحسن بن عبدان، عن مؤلفه الحافظ مسلم بن الحجاج.
وأما سنن أبي داود:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرويه عن شيخنا عبدالله بن محمد المذكور، قال أرويه عن شيخنا عبدالخالق سماعاً لبعضه وإجازة لسائره، عن شيخه محمد بن علاء الدين، عن شيخه الحسن العجيمي، عن شيخه أحمد بن محمد العجل، عن الإمام يحيى بن مكرم الطبري، عن جده المحب الطبري، عن أبي طاهر بن الكويك، عن المسندة زينب بنت الكمال المقدسية، عن أبي القاسم عبدالرحمن بن علي أبي الحاسب، عن الحافظ أبي الطاهر أحمد بن محمد السلفي إذناً، قال: كتب إليَّ أبو حفص العباداني، أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي، أنبأنا به أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي، أنبأنا به مؤلفها الحافظ الحجة أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
وأما جامع أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي:
فأرويه عن شيخنا الشريف عبدالله بن محمد المذكور، قال: أرويه عن شيخي عبدالخالق سماعاً لبعضه وإجازة لباقيه، عن شيخه محمد بن علاء الدين، عن شيخه الحسن بن علي العجيمي إجازة، عن شيخه أحمد العجل، عن المحب يحيى بن مكرم، عن جده المحب محمد بن محمد الطبري، عن الزين المراغي، عن الحجار، عن أبي المنجا عبدالله بن عمر بن اللتي، عن أبي الوقت السجزي، قال: أنبأنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، قال أنبأنا أبو محمد عبدالجبار بن محمد الجراحي، قال: أنبأنا أبو العباس محمد المحبوبي، أنبأنا به مؤلفه الحافظ محمد بن عيسى الترمذي.
وأما سنن النسائي الصغير المسمى بالمجتبى:
فأرويها: عن شيخي عبدالله بن محمد، قال: ارويها عن شيخي عبدالخالق سماعاً لطرف منه وإجازة لباقيه، عن شيخه محمد بن علاء الدين، عن شيخه الحسن بن علي العجيمي، عن شيخه أحمد بن محمد العجل، عن يحيى بن مكرم الطبري، عن جده المحب محمد بن محمد الطبري، عن عز الدين أبي بكر بن الحسين المراغي، عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار بإجازته عن عبداللطيف محمد القبيطي بسماعه لجميعه، عن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي سماعاً وإجازة، أنبأنا به الإمام عبدالرحمن بن حمد الدوني سماعاً، أنبأنا به أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، قال أنبأنا به الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد المعروف بابن السني، قال أنبأنا بها مؤلفها الحافظ أحمد بن شعيب النسائي.
وأما سنن ابن ماجه وهو سادس الأمهات عند الجمهور:
فأرويه عن شيخي بالسند السابق إلى الحجار، عن المسند عبداللطيف بن محمد القبيطي، أنبأنا به أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي سماعاً لجميعه، قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي إجازة إن لم يكن سماعاً ثم ظهر سماعه لجميعه، قال أنبأنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، قال أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بحر القطان، أنبأنا بها مؤلفهما الحافظ محمد بن يزيد بن ماجه.
وقد اكتفيت بالتشرف بأسانيد هذه الكتب التي هي أمهات كتب الحديث، والمعول على ما اشتملت عليه من الأحكام في قديم الزمان والحديث.
وأوصي الأخ المجاز بتقوى الله تعالى في السر والعلن، وملازمة السيرة النبوية في كل حين فإنها أشرف السنن.
وحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)).
وكتب الفير إلى الله رياض بن عبد المحسن بن سعيد.
__________________
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 05:43]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ رياض.
ومما أفادته هذه الإجازة تلقيب هذا العالم لإمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بـ (شيخ الإسلام).
ـ[شهاب التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 02:41]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل رياض بن سعيد التميمي على هذه النوادر الثمينه.
(نص قصة وفد الشريف حمود وقدومه للدرعية):
( ... واجتمع رأيهم على أن يرسل الشريف من طرفه العلامة الحسن بن خالد وابن أخيه الماجد أحمد بن حيدر الحسني يوجههما إلى (الدرعية) إلى عند سعود بن عبدالعزيز بن سعود، والملك العادل والشريف الباسل منصور بن ناصر ينفذ عن نفسه فيما يتعلق ببلد ولاية صبيا وبيش ومعيناً لعمه الشريف حمود لأنه صاحب رأى صادق ولسان ناطق، وله عند أهل نجد فضيلة السبق بالإجابة وهذا بعد أن بلغت الأخبار بوفاة أمير نجد القائم بدعوة ابن عبدالوهاب والضارب عليها الهامات والرقاب، عبدالعزيز بن محمد بن سعود التميمي فيما أخبرني به ولده عبدالرحمن بن عبدالعزيز بمكة المشرفة، والمرادي كما أخبرني به العلامة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، وكان سبب وفاته أن بعض الرافضة من أهل العراق طعنه بسكين وهو في الثانية أو الثالثة من صلاة ... )
__________________
للتصحيح: هو عبدالعزيز بن محمد ال سعود جدهم هو مانع المريدي من بني حنيفه، و ابن عبدالعزيز وهو عبدالرحمن ربما انه هو صاحب الروايه التي ذكرت في مخطوطة البهكلي التي تقول ان آل سعود من تميم، وهي رواية خاطئة حسبما علمناه في النسب المنقول عنا وعنهم والمستفيض.
تقبل جزيل الشكر والتقدير(/)
((شرح رسالة تطهير الإعتقاد عن أدران الإلحاد،للعلاّمة عبد الرّحمن البرَّاك))
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 01:34]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«شرح رسالة تطهير الإعتقاد عن أدران الإلحاد
للإمام محمّد بن إسماعيل الصَّنعاني (1099 ـ 1182هـ)،
شرح صاحبِ الفضيلةِ الشَّيخِ المحقّقِ العلاَّمةِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ناصرٍ البَرَّاك
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى،ورَعاهُ ـ.»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [8 ـ10 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43305
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 12:08]ـ
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ [15 ـ10 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43483
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 12:34]ـ
جزاكم الله خيرا اخانا الحبيب ,,,
ـ[ابوفهد]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 04:38]ـ
بسم الله ..
السلام عليكم:
اخي سلمان اذا تكرمت متى مواعيد درس الشيخ؟
دمت بخير ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 02:10]ـ
اخي سلمان اذا تكرمت متى مواعيد درس الشيخ؟
دمت بخير ...
الأخ المكرّم / أبا فَهدٍ ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّهِ وبركاته:
بعد المغرب يوم السّبت من كلّ أسبوع.
باركَ اللَّهُ فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 01:14]ـ
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [22 ـ10 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43733
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 11:06]ـ
الدَّرْسُ الرَّابِعُ [29 ـ10 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44011
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 11:26]ـ
جزيت خيرا شيخنا المبارك ,,
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 12:36]ـ
الأخ الغالي / أبا حَاتِمٍ (ابن رجبٍ) ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 12:37]ـ
الدَّرْسُ الخَامِسُ [14 ـ11 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44581
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 01:49]ـ
رفعت قدرا ,,
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 11:58]ـ
الدَّرْسُ السَّادِسُ [21 ـ11 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44898
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 03:28]ـ
[26 ـ12 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45801
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 08:06]ـ
أحسنت الله اليكم ,, جهد مبارك ,, جعله الله في موازين حسناتكم.(/)
سيرة آخر تلاميذ الشيخ عبدالله بن عبداللطيف [الشيخ الزاهد محمد بن سعيد رحمه الله]
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 02:03]ـ
العقد الفريد
في سيرة الشيخ الزاهد
محمد بن أحمد بن سعيد
تلميذ الشيخ عبدالله بن عبداللطيف والشيخ سعد بن عتيق، ورئيس ديوان الملك سعود
1322هـ ـ 1423هـ
تأليف
تلميذه الفقير إلى الله
رياض بن عبد المحسن بن سعد بن سعيد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين
أما بعد:
في زمن اقشعرت الأرض فيه، وأظلمت السماء، وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة، وذهبت البركات، وقلة الخيرات، وهزلت الوحوش، وتكدرت الحياة من فسق الظلمة، وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة، وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش، وغلبة المنكرات والقبائح، وهذا والله منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاء قد أدلهم ظلامه.
يا لهفتا على زمان يلتمس فيه الصالحون المصلحون فلا يوجد منهم أحد إلا كالسنبلة إثر الحاصد.
فأهل العلم والعبادة والصلاح ذهب أكثرهم في هذه الأزمان المتأخرة وفي عصرنا هذا رحل عنّا نماذج يشبهون الرعيل الأول ولا حول ولا قوة إلا بالله، ذهب رجال ينشرون العلم ويعملون به، ذهب رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، ذهب رجال يبيتون لربهم سجداً وقياماً، وإذا تليت عليهم آيات الرحمن لم يخروا عليها صماً وعمياناً، هؤلاء الرجال الذين يتلهف عليهم الناس فيزحمون على بيوتهم جماعات ووحدانا.
ذهب أكثرهم وما بقي إلا القليل، مصداقاً لحديث مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يذهب الصالحون، الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة» رواه البخاري.
وصدق القائل:
وقد كانوا إذا عدوا قليلاً **** فقد صاروا أقل من القليل
ويقول الإمام الذهبي رحمه الله في (تذكرة الحفاظ) متلهفاً على فقدان أهل الحديث: «أين أهل الحديث كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب».
وممن ذهب في عصرنا هذا من أهل العلم والعبادة الذين هم على قانون السلف: شيخنا شيخ الإسلام في وقته عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وفقيه عصره الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين، وشيخنا المحدث الكبير الإمام محمد ناصر الدين الألباني، وشيخنا ومجيزنا العلامة المحدث مجدد السنة في القطر اليماني مقبل بن هادي الوادعي، والداعية الكبير معلم القرآن والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، الذي لا يخاف في الله لومة لائم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الفريان، وشيخنا المعمر الزاهد العابد بقية السلف الصالح محمد بن أحمد بن سعيد تلميذ العلامة سعد بن حمد بن عتيق والذي نحن بصدد كتابة سيرته العطرة.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا ياجرير المجامع
وصدق القائل:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم**** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ولو أدرك الحافظ أبو نعيم الأصبهاني هذه النماذج لوضعهم في حلية الأولياء، ولو أدركهم ابن الجوزي لوضعهم في صفة الصفوة، ولو أدركهم الإمام الذهبي لوضعهم في سير أعلام النبلاء، لأن هؤلاء الرجال على شرطهم، فرحمة الله عليهم وجمعنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
هذا وقد عزمت على كتابة بعض الجوانب من سيرة شيخنا العابد الزاهد الورع محمد بن أحمد بن سعيد، وقد شجعني وطلب مني كتابة هذه الترجمة شيخنا ومجيزنا المعمر المسند فقيه الحنابلة وبقيتهم وإليه المنتهى في معرفة مذهبهم عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله وأحسن خاتمته، وقد كانت بين شيخنا عبد الله بن عقيل وشيخنا محمد بن سعيد علاقة من زمن تربطهما المحبة في الله والنصح له، وأيضاً طلب مني شيخنا داعية التوحيد في الجنوب عبدالله بن سعدي وأيضاً قد طلبت مني دارة الملك عبد العزيز بكتابة سيرة الشيخ محمد بن سعيد؛ وذلك لأن الدارة ستقوم بالعمل على إعداد موسوعة الأعلام الذين يترجم خلالها عن الأعلام الذين كان لهم دوراً سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً بارزاً، وأيضاً طلب مني بعض طلبة العلم ممن يعرف شيخنا وتأثر به بكتابة وجمع سيرته. وبما أنني كنت ملازماً لشيخنا مدة طويلة ولمعرفتي به
(يُتْبَعُ)
(/)
معرفة خاصة حيث بيني وبينه صلة قرابة تعين عليّ كتابة بعض الجوانب من سيرته، وأسأل الله المعونة والسداد والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم.
وكتب الفقير إلى الله
رياض بن عبدالمحسن بن سعيد
(اسمه ومولده ونشأته):
هو الشيخ العابد الزاهد الورع البكاء واعظ مكة وزاهدها بقية السلف الصالح محمد بن أحمد بن عبد الله بن حسن بن سلطان بن سعيد النجدي ثم المكي، يرجع أصله إلى قبيلة بني تميم، ولد في عام 1322هـ، ونشأ في أسرة عرفت بالصلاح والعبادة وحب العلم،فجده عبدالله بن حسن من طلبة العلم ومن أهل الصلاح وهومن تلاميذ الشيخ حسين بن علي بن محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليهم، ووالده أحمد بن عبد الله بن سعيد ولد في مدينة الرياض عام 1275هـ، وقد عرف بالصلاح والعبادة وحب العلم والحث عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من حفظة القرآن، وقد اشتهر بحسن صوته وأدائه لتلاوة القرآن، وكان يؤم الناس في رمضان لصلاة التراويح والقيام، فكان مع حسن صوته في القراءة يختم بالناس في رمضان ثلاث ختمات، واشتهر رحمه الله بالشجاعة والكرم والأمانة، والتقوى، اشترك مع الملك عبد العزيز في العديد من الغزوات وذلك في بداية حياته، وقد كان الملك عبد العزيز يأخذه معه في بعض أسفاره ليسمعه القرآن من حلاوة وحسن صوته، ولأمانته وورعه كلفه الملك
عبد العزيز بعدة مهام كان أهمها مسئولاً في إمارة المدينة النبوية، وكذلك مسئولا في إمارة الطائف آنذاك، ثم مسئولا عن بيت المال في الحجاز في أعمال جباية الزكاة، ثم بعد ذلك تفرغ إلى العبادة بقية عمره، إلى أن توفي في مدينة الرياض عام 1349هـ.
تأثر الشيخ محمد بن سعيد بوالده كثيراً فقد قام والده بتربيته على طاعة الله وحفظ القرآن وطلب العلم، وكان يقول له يا محمد أنا أكفيك طلب الرزق المهم أن تطلب العلم وتلازم العلماء، حدثني بذلك شيخي محمد بن سعيد، كذلك تأثر شيخنا بأخواله فقد كانوا من أهل العبادة والصلاح، وقد مات اثنان منهم وهم سجود لله تعالى فما أحسنها من خاتمة، في هذه الأسرة الصالحة نشأ شيخنا على حب العلم والعبادة والزهد والورع وصدق أبو العلاء المعري حين قال:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ***** على ما كان عَوَّده أبوه
(طلبه للعلم وشيوخه):
بدأ شيخنا في طلب العلم، وذلك بتوجيه من والده، فبدأ أولاً بحفظ القرآن فحفظه قبل البلوغ، ثم أمره والده وحثه على ملازمة العلماء والقراءة عليهم، فبدأ شيخنا وهو في زهرة شبابه بالقراءة على أكابر علماء نجد، فقرأ على الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف (ت1339هـ) في المختصرات ومنها ثلاثة الأصول والقواعد الأربع وكتاب التوحيد، وكان له من العمر خمسة عشر عاماً أو أقل، ثم قرأ على الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق جميع المختصرات في التوحيد، والفقه، والحديث، والتفسير، واللغة، مع بعض شروحها وقد لازمة ملازمة طويلة، وقد أحبه الشيخ سعد بن عتيق محبة عظيمة فقربه وجعله قارئاً خاصاً يقرأ عليه وحده في بيته بعد العشاء، وكان يأمره بقراءة المختصرات وشروحها وذلك ليُحّضِّر الشيخ سعد بن عتيق لتدريس الطلبة بعد الفجر، وكذا جعله الشيخ كاتباً يكتب له الرسائل والفتاوى والإجازات والتزكيات لطلبة العلم، ومن ذلك كتابته لإجازة الشيخ سعد بن عتيق للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحم الله الجميع، وكذلك قرأ على الشيخ العلامة حمد بن فارس في الفقه واللغة، وقرأ على الشيخ محمد بن عبد اللطيف في المطولات كمسند أحمد وتفسير ابن كثير وغيرها، وقرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم في التوحيد والفقه والحديث واللغة، وقرأ على الشيخ محمد بن عياف آل مقرن في جميع المختصرات في التوحيد والفقه والحديث، وقرأ على الشيخ أحمد بن عبيد إمام مسجد (المصمك) في التوحيد والفقه، وكذلك حضر بعضاً من دروس العلامة أبوبكر خوقير السلفي في مكة وقرأ على غيرهم من العلماء، فرحمة الله عليهم وجمعنا وإياهم في دار كرامته، وما حصل لشيخنا هذه الكوكبة النيرة من العلماء إلا بتوفيق الله ثم بتبكيره لطلب العلم.
(تلاميذه ومن حضر مجالسه):
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأ على شيخنا وسمع منه بعض الكتب عدد من طلبة العلم وهذه الكتب التي كان يقرأها الشيخ أو يقرأها بعض الطلبة كانت في كتب ابن القيم وابن أبي الدنيا وكتب الترغيب والترهيب وكتب أئمة الدعوة في نجد، وقد كان شيخنا يصبر ويصابر على القراءة وإفادة الناس مع ما فيه من الأمراض الشديدة والأوجاع، وأيضاً قد نصحه الأطباء بعدم القراءة، فعيناه وصحته لا يناسبهما القراءة، ولكن كل هذا لا يأبه له الشيخ فحلاوة القراءة في كتب أهل العلم وإفادة الناس تذيب هذه الأعراض.
(وهذا ذكر بعض الطلبة ممن قرأ عليه أو سمع منه بعض الدروس والمواعظ:
1 - شيخنا المعمر ناصر التوحيد وقامع الشرك عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي، وهو من أخص أحبابه ومعارفه.
2 - الشيخ الداعية الفاضل يوسف بن عبد العزيز النافع رئيس هيئة الحرم المكي سابقاً وهو من أخص أحبابه ومعارفه.
3 - الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام، وقد كان يزور الشيخ كثيراً.
4 - الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام.
5 - الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الله بن حميد أستاذ الفقه وأصوله في جامعة أم القرى، وهو ممن يكثر من زيارة الشيخ.
6 - الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام.
7 - الشيخ الداعية سعيد بن عبد الله الدعجاني مدير الدعوة والإرشاد بجدة، وهو من أخص أحبابه ومعارفه وقد صحبه مدة طويلة من الزمن.
8 - الشيخ صالح المقوشي مدير معهد الحرم سابقاً.
9 - الشيخ الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري أستاذ الحديث في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
10 - الشيخ الدكتور عائض بن عبد الله القرني.
11 - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
12 - الشيخ شايع الدوسري.
13 - الشيخ مشعان بن زايد الحارثي داعية بالطائف.
14 - الشيخ الدكتور دوخي بن زايد الحارثي مدير الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني بالطائف.
15 - الشيخ عبد الله بن ناجي المخلافي رئيس قسم شؤون حلقات القرآن الكريم بالمسجد النبوي قرأ عليه وسمع منه مسلسل الحنابلة.
16 - الشيخ عبد الله بن أحمد بخيت مدير الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني بمكة.
17 - الشيخ عبد الله بن صالح العبيد.
18 - حسن بن محمد القحطاني.
19 -
20 - الشيخ عبد الوهاب بن عبد العزيز الزيد.
21 - الشيخ محمد زياد بن عمر التكلة.
22 - الشيخ أنس عبد الرحمن العقيل.
23 - الشيخ سعد بن عبد الله السعدان.
24 - الشيخ إبراهيم بن محمد القباع.
25 - الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي. وقد أجازه الشيخ بمقروءاته ومسموعاته وقرأ على الشيخ مسلسل الحنابلة.
26 - محمد بن صالح بن محمد بن سعيد حفيد الشيخ.
27 - الشيخ ياسر بن سعيد السعيد.
28 - كاتب هذه الترجمة رياض بن عبد المحسن بن سعيد.
وقد قرأت على شيخنا في مختصرات الإمام محمد بن عبد الوهاب والعقيدة الواسطية وغيرها، وقد أجازني الشيخ بمقروءآته ومسموعاته وما أخذه عن مشايخه، وسمعته منه وقرأت عليه مسلسل الحنابلة الذي يرويه عن الشيخ سعد بن عتيق قراءة عليه، وقد كان بيني وبين شيخنا علاقة تربطها المودة والمحبة والنصح، ولازمته مدة طويلة تقرب من خمسة عشر عاماً يرعاني فيها بنصحه وتوجيهه فكان نعم الناصح والمربي، وكنت إذا قرأت عليه أو ذكرت له بعض سير السلف الصالح، أو بعضاً من سيرة الشيخ سعد بن عتيق، أجده لا يتمالك دمعه فيأخذ في البكاء فكانت هذه العبرات وهذه الدموع تصنع شيئاً في قلبي، يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: قرأت على مائة شيخ ولم استفد إلا من شيخين، أبو البركات الأنماطي والجواليقي إذا قرأت عليهما الحديث يبكيان، فكان هذا البكاء يصنع شيئاً في قلبي، هكذا يكون العلماء، وإلا فكيف يتربى طلبة العلم على علماء جافية عيونهم قاسية قلوبهم.
(اعماله):
(يُتْبَعُ)
(/)
تأثر شيخنا محمد بن سعيد بوالده كثيراً عندما كان يؤم المصلين في شهر رمضان، فأخذ شيخنا يؤم الناس في رمضان للتراويح والقيام فأمَّ الناس في مسجد (المعيقلية) أحد أحياء الرياض القديمة، ثم أمَّ الناس أيضاً في حي آخر من أحياء الرياض يدعى (الحِنْبِلي) ويعرف المسجد بمسجد (الشيخ علي بن داود) ثم إماماً أيضاً في مسجد الأمير عبد الرحمن بن عبد الله في حي عليشة، وقد كان الناس ينطلقون أفراداً وجماعات إلى ذلك المسجد الذي يؤمُّه الشيخ فيزدحم المسجد بالمصلين، والبعض يصلي في الطرقات لشدة الزحام؛ وذلك ليستمعوا إلى حلاوة وحسن تلك القراءة الحزينة التي يظهر عليها التدبر والخشوع، فكان يحبر التلاوة تحبيراً، ويُفَصِّلُ الآيات بإجادة منقطعة النظير دون تكلف. ومما يزيد في تأثر الناس بتلك القراءة هو أن شيخنا كان يبكي كثيراً إذا قرأ آيات العذاب والجنة والنار، ومشاهد اليوم الآخر،وإذا قرأ رأيت كأنَّ في جوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
وقد حدثني شيخنا المعمر داعية التوحيد عبد الله بن سعدي الغامدي فقال: كنا نذهب ونحرص كثيراً إذا جاء شهر رمضان أن نصلي مع الشيخ محمد بن سعيد فقد كانت صلاته على السنة، وكنَّا إذا استمعنا إلى حلاوة وحسن تلك القراءة نسينا الدنيا وما فيها والبعض إذا سمع تلك القراءة يقول: كأن القرآن أنزل الآن، اللهم اجعل شيخنا محمد بن سعيد مع السفرة الكرام البررة واجعله ممن يقال له يوم القيامة أقرأ وارتق ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. وفي عهد الملك عبد العزيز تم اختيار الشيخ محمد بن سعيد للعمل في ديوان الملك عبد العزيز حيث حضر الملك عبد العزيز درس الشيخ محمد بن عبد اللطيف، ومعه بعض الرجال ومنهم أحمد بن سعيد والد الشيخ فحضر الملك عبد العزيز رحمه الله ومن معه الدرس وكان القارئ الشيخ محمد بن سعيد وعندما انتهى الدرس قام الملك عبد العزيز وقال لأحمد ابن سعيد من هذا القارئ؟ حيث أُعجب بحسن قراءته فقال هذا ابني فقال ما شاء الله.
وبعدها استدعاه الملك عبد العزيز وطلب منه أن يقرأ بصفة دائمة في مجالسه القرآن الكريم والكتب العلمية من السيرة النبوية والتفسير، واستمر على ذلك إلى أن عينه الملك عبد العزيز في الديوان ليعمل في بعض ما يسند إليه من أعمال البر كالصدقات والهبات وتفريج كربات المحتاجين الذين يتقدمون إلى جلالة الملك.
وبعد فترة طلبه سمو ولي العهد آنذاك الملك سعود رحمه الله ليعمل مساعداً لرئيس ديوانه واستمر فترة طويلة في العمل إلى أن انتقل جلالة الملك عبد العزيز إلى رحمة الله، فتم ضم ديوان سمو ولي العهد إلى الديوان الملكي في عهد الملك سعود رحمه الله واستمر في عمله وتنفيذ ما يسند إليه من الأعمال المتنوعة في بعض الأقسام، إضافة إلى ما يختص بأعمال المساعدات العامة والهبات والصدقات وتسديد الديات عن بعض المعسرين في كافة أنحاء المملكة كالرياض ومكة وجدة والمدينة والطائف، والمدن الشرقية والجنوبية والشمالية التي يزورها الملك سعود رحمه الله.
وكذلك التوزيع على الطرقات الرئيسية ليتم توزيع الصدقات والكساء الرجالية والنسائية والأطفال، فيما في ذلك توزيع الإكراميات النقدية على عموم طلاب المدارس على طول الطرق وعلى إدارييها والدوائر الحكومية الأخرى.
وكان الشيخ محمد بن سعيد رحمه الله لصلاحه وورعه و أمانته ومعرفته بأهل العلم هو همزة الوصل في جميع المهام الدينية بين جلالة الملك سعود رحمه الله وسماحة المفتي العام آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم وأصحاب الفضيلة العلماء في القضايا السرية والعلنية وغيرها.
وكان الملك سعود يرحمه الله يحبه كثيراً وذلك لصلاحه وورعه وأمانته ونصحه، وكان وجوده رئيساً للديوان محل رضا الناس من الحاضرة والبادية، حيث يلقاهم بوجهه الصبوح ومحياه الطلق فيلبي طلباتهم ويعرض مشكلاتهم وينفذ التوجيهات السامية بالنسبة لهم دون تأفف أو تذمر أو تسويف، وقد كان في منصبه هذا يساعد العلماء و الدعاة المصلحين وطلبة العلم، ويشفع عند الملك سعود لكثير منهم، وقد دعم في منصبه هذا دعوة ومدارس الشيخ الداعية عبد الله القرعاوي في الجنوب وكذا دعم دعوة الشيخ الداعية عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي في غامد وزهران وغيرها، وكذا دعم الشيخ الداعية محمد حامد الفقي
(يُتْبَعُ)
(/)
مؤسس جماعة أنصار السنة في مصر، وكانت له مساهمات كبيرة في إنشاء وتطوير دار الحديث بمكة، وكذا دعم العلماء السلفيين في الداخل والخارج، وكذلك دعم العلماء السلفيين في المسجد الحرام أمثال الشيخ المحدث محمد بن عبد الله الصومالي والشيخ يحيى عثمان المدرس وغيرهم، وأيضاً قام وساعد في طباعة الكتب السلفية وتأمينها لتنتشر بين طلبة العلم في تلك الفترة.
يقول شيخنا عبد الله بن سعدي الغامدي ما أظن أن أحداً خدم الناس كما خدمهم الشيخ محمد بن سعيد في تلك الفترة. واستمر رحمه الله في هذه الأعمال المباركة حتى عام 1384هـ وطلب إحالته إلى التقاعد وبعدها جاور بيت الله الحرام فرحمة الله عليه وجعل ما قام به من أعمال في ميزان حسناته، وما زال الناس إلى اليوم على اختلاف طبقاتهم يتذكرون ما قام به هذا الشيخ الجليل من تسهيل لأعمالهم ومتطلباتهم جعل الله ذلك في موازين أعماله.
(مكتبة الشيخ):
كان شيخنا رحمه الله يملك مكتبة عامرة، بدأ بجمعها منذ أوائل طلبه للعلم، ومما زاد في كثرة الكتب فيها، أن شيخنا كان يُدمن القراءة في ليله ونهاره، ويحب اقتناء كل جديد يخرج من تراث أهل العلم، وقد حوت مكتبته نفائس من المخطوطات ونوادر الطبعات، ومما زاد في نفاسة المكتبة أن بعضاً من الأعيان من أهل العلم والوجهاء يهدون إلى الملك سعود نفائس من نوادر الكتب والمخطوطات، فالبعض منها يأمر بإعطائها إلى الشيخ محمد بن سعيد ليستفيد منها وإن أراد يتملكها، وأيضاً كان بعضاً من العلماء في هذه البلاد وغيرها يهدون للشيخ بعض مؤلفاتهم وبعض الكتب وعليها خطهم بالإهداء.
ومكتبة الشيخ كانت في مدينة الرياض ولما أراد الإقامة بمكة نقلها معه وزاد عليها الكثير، وكانت للشيخ خلوة وغرفة في المسجد الحرام، وجعل فيها أكثر مكتبته وكان يأتيه في هذه الغرفة العلماء والدعاة والوجهاء يتذاكرون فيها، وللأسف فقدت أو تلفت أكثر ما في هذه المكتبة وذلك عندما وقعت الفتنة النكراء حادثة الحرم في عام 1400هـ وقد حزن عليها الشيخ حزناً شديداً، وفي بيت الشيخ الذي هو في حي العزيزية بمكة مكتبة فيها نوادر من الكتب وبعض المخطوطات، ولعلها بعضاً من مكتبته التي هي في خلوته في المسجد الحرام وهذه المكتبة التي هي في بيته أوقفها الشيخ على دار الحديث بمكة والبعض منها أوقفها لبعض طلاب العلم.
(مجلسه العامر):
عرف الناس القاصي والداني بجميع طبقاتهم من الأمراء والعلماء والدعاة والوجهاء وطلبة العلم عرفوا سيرة الشيخ العطرة وتعلق روحه وفؤاده بالله والدار الآخرة، وبذله النصح والإرشاد لجميع الناس، ومعرفته بسير وأحوال علماء نجد الأكابر، أقول لهذا حرص الكل على زيارته في الله، ولو وصفنا مجلسه لم نستطع أن نعطيه حقه فهو بحق يشبه مجالس السلف الصالح، كالحسن البصري وعبد الله بن المبارك وابن الجوزي، وهذا وصف مجلسه العامر بذكر الله والدار الآخرة.
من عادة شيخنا أنه يفتح بابه للزيارة بعد صلاة العصر، فيأتيه بعض العلماء وبمجرد رؤية الشيخ لهم والسلام عليهم والسؤال عن أحوالهم يستأذنهم الشيخ تلطفاً بقراءة بعضاً من الكتب مثل كتب ابن القيم أو بعض التفسير أو في كتب الترغيب والترهيب، وما إن يبدأ شيخنا بتلك القراءة العطرة التي يزينها حلاوة ذلك الصوت وذلك الوجه المنير حتى يأخذ شيخنا بالبكاء، فهو لا يملك دمعه، ومن عادة شيخنا أنه إذا تأثر وبكى من آية أو حديث، أو بعضاً من السيرة، كرر ذلك النص مراراً على الحاضرين وهو يبكي حتى أن الزائرين له ليشفقون على حاله، ثم ترى هؤلاء العلماء أو الدعاة وطلبة العلم، إذا سمعوا تلك القراءة من الشيخ وهو يبكي تراهم يغطون وجوههم ولهم خنين.
والعجب كل العجب أن شيخنا يبكي إذا قرأ آية عذاب أو آية رحمة، أو يبكي عند قراءة أحاديث في الترغيب والترهيب، وهي تمر على بعض الناس وإن كان يتصف بالعلم والصلاح مرور الكرام والشيخ يقف منها موقف الوجل المنكسر الذي يقشعر جلده ويلين قلبه لها، ثم لا يستطيع أن يتمالك دمعه لها وإذا أراد الزوار توديع الشيخ قال لهم الشيخ أسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الجنان، وأن يغفر لنا وهو يبكي فكان هذا البكاء من الشيخ عند استقبالهم وتودعيهم، يصنع في قلوبهم شيئاً فيخرجون من الشيخ بقلب آخر، وكم بكى عدد من الأمراء والعلماء وطلبة العلم في مجالس
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ، وما كان هؤلاء يأتون في مجالس شيخنا إلا ليذكرهم بالله والدار الآخرة فرحمة الله عليه.
ولقد أحسن بعض طلبة العلم في وصف مجلس شيخنا فقال مشكوراً: ومن سعد بزيارة الشيخ في بيته (بعزيزية مكة) وقف على بقية من أخلاق السلف، التي كادت أن تندثر في زماننا إلا ما وقى الله، صوت متهدج بالعبرات،وموعظة تقطع نياط القلوب، وصدع بالحق لا يراعي فيها لومة لائم، لا يدعك تلتقط أنفاسك حتى يتناول كتاباً سلفياً فيقرأ ما يفتح الله به، فتخرج من عنده بغير القلب الذي دخلت به حقاً لقد كانت مجالس الشيخ على حد قول القائل (تعالى بنا نؤمن ساعة) ولا عجب بعد ذلك أن ترى منزل الشيخ رحمه الله قبلة لمن ينزل مكة، من أهل العلم والعمل والدعوة، كما هو موئل ذوي الحاجة والمسكنة، فرحم الله الشيخ رحمة واسعة).
وأحياناً إذا لم يكن الشيخ يقرأ في كتاب، يُذكِّره من يزوره من أهل العلم والدعاة بسيرة شيخه والذي تربى عليه ولازمه وهو العلامة سعد بن حمد بن عتيق، فيبدأ الشيخ محمد بن سعيد بالثناء العاطر على شيخه ويذكر نماذج من سيرته العلمية والدعوية وصدعه بالحق وزهده وورعه، ثم لا يتمالك شيخنا نفسه فيجهش بالبكاء على شيخه سعد بن عتيق، ويتأثر من في المجلس بهذه العبرات، والعجب أن شيخنا في مجلسه يبكي عند بعض الكلمات التي تقال له، والزائر قالها عرضاً، ويتعجب من بكائه فكأن الزائر يقول ما الذي يبكيه في هذه الكلمات، فمثلاً جئت لشيخنا في شهر رمضان في ليلة السابع والعشرين وقلت له: الناس في المسجد الحرام في هذه الليلة ربما بلغوا المليون أو أقل منه والزحام شديد فبكى الشيخ ثم قال: كل هؤلاء يزحمون في هذه الليلة يرجون رحمة الله ومغفرته، اللهم لا تخيب سعيهم واستجب دعائهم ثم بكى، فقلت في نفسي الشيخ في واد وأنا في واد آخر، فانظر إلي هذه الشفقة ومحبة الخير للناس في قلب هذا الشيخ الجليل.
وهذا ذكر لبعض الأمراء والعلماء الذين يأتون إلى مجالس الشيخ رحمه الله، وهم على ما يلي:
1 - صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز وقد سمع بسيرة الشيخ العطرة، فزاره في مكة المكرمة في منزله بحي العزيزية في شهر رمضان عام 1422هـ وكان مع ولي العهد عدد من الأمراء.
2 - الأمير عبد الرحمن بن عبد الله آل سعود، وكان بينه وبين الشيخ محبة كبيرة وقد بكى الأمير عندما علم بموت الشيخ.
3 - الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود وكان بينه وبين الشيخ محبة كبيرة وكان الأمير من أوائل من يزوره في عيد الفطر الشيخ محمد بن سعيد.
4 - الأمير ممدوح بن عبد العزيز وكان بينه وبين الشيخ محبة كبيرة.
5 - الأمير الصالح عبد الله بن فيصل الفرحان أمير القصيم سابقاً وكان من خاصة معارفه وأحبابه.
وأما (العلماء الذين حضروا مجالس الشيخ) فهم ما يلي:
1 - شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. وكانت بينه وبين الشيخ محبة عظيمة وتربطهم علاقة منذ أكثر من خمسين عاماً، وكلما جاء الشيخ عبد العزيز بن باز إلى مكة، كان من أوائل من يزور الشيخ محمد بن سعيد، وكم بكى الشيخ عبد العزيز بن باز في مجالس شيخنا فرحمة الله عليهما.
2 - شيخنا العلامة فقيه الحنابلة وبقيتهم عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، وقد أجازه الشيخ محمد بن سعيد بمروياته،وكان شيخنا محمد بن سعيد، يسألني عنه كلما رأيته فقد كان الشيخ يحبه كثيراً وينثلج صدره برؤية الشيخ عبد الله بن عقيل وشيخنا عبد الله بن عقيل، يحرص جداً على زيارة الشيخ محمد بن سعيد في مكة، وقد اجتمعا على المحبة في الله و افترقا على ذلك واذكر قصة مؤثرة تبين ذلك، جاء شيخنا عبد الله بن عقيل لزيارة الشيخ محمد بن سعيد في مكة في بيته الكائن في حي العزيزية وكنت أنا عند الشيخ محمد ولم أدخل عليه لشدة مرضه وتدهور صحته وعدم استطاعته على الكلام، بسبب وجود فتحة في حلقه وإذا أغلقت هذه الفتحة تكلم وهو صابر محتسب وهذا في آخر شهرين من وفاته، فلم استطع الدخول عليه، وأيضاً كان نائماً وعندما جاء الشيخ عبد الله بن عقيل استأذن أحد أولاد الشيخ، فقال ابن الشيخ يا شيخ الوالد متعب جداً، وهو أيضاً نائم وجزاك الله خيراً على هذه الزيارة، فقال الشيخ عبد الله سأدخل على الشيخ لأقرأ عليه بعض الآيات فقال له الابن تفضل يا شيخ فدخل الشيخ عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الله وكنت معه، فنظر إلى الشيخ محمد وتأثر الشيخ كثيراً فالمرض وإجراء العمليات له غيرت من حاله، فبدأ الشيخ بالقراءة وما أن انتهى الشيخ من القراءة حتى استيقظ الشيخ محمد بن سعيد، وفتح عينيه ثم نظر إلى من حوله وأصبح يتمتم ولا يُسمع ما يقول وعيناه تذرفان، فأخذ ابن الشيخ محمد وأغلق هذه الفتحة في عنقه والتي تمنعه من الكلام، فتكلم الشيخ محمد وقال للشيخ عبد الله وعيناه تذرفان فرحاً برؤيته كيف حالك، فقال الشيخ عبد الله
الحمد لله، وظنَّ الشيخ عبد الله أن الشيخ محمد لم يعرفه وأنه قد اختلط عقله وذلك لشدة مرضه، فقيل له هل عرفت الشيخ فابتسم ووجهه يتهلهل مبتسماً، فأمسك بشدة بيدي الشيخ عبدالله وقّبَّلها، وقال أنت الحبيب الشيخ عبد الله بن عقيل فتأثر الشيخ عبد الله، فَقبَّل يد الشيخ محمد وكل منهما دعا للآخر، وكان هذا آخر لقاء بينهما حيث مات الشيخ محمد بن سعيد بعدها بشهرين، وله من العمر مائة سنة وزيادة سنتين، اجتمعا فيها على المحبة في الله وافترقا على ذلك.
3 - الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين، كان يزوره في رمضان إذا جاء الشيخ إلى مكة.
4 - الشيخ العلامة المحدث محمد عبد الرزاق حمزة، وكانت بينهما علاقة قوية، وقد تزوج شيخنا ابنته.
5 - الشيخ العلامة عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام.
6 - الشيخ العلامة بن صالح الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام.
7 - الشيخ العلامة عبدالله بن سليمان المنيع.
8 - الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين.
9 - الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الفريان.
10 - الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل.
11 - الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى سابقاً.
12 - الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة بمصر رحمه الله. وهومن خواص اصدقاء الشيخ.
13 - الشيخ الداعية عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي.
14 - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ إمام وخطيب المسجد الحرام رحمه الله.
15 - الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد رحمه الله.
16 - الشيخ المحدث محمد بن عبد الله الصومالي المدرس بالمسجد بالحرام رحمه الله.
17 - الشيخ يحيى بن عثمان المدرس العظيم آبادي، المدرس بالمسجد الحرام.
18 - الشيخ العلامة المحدث محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم الجاركي الفارسي رحمه الله.
19 - الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي وغيرهم.
20 - الشيخ عبدالله بن قعود رحمه الله
(مؤلفاته):
ليس لشيخنا مؤلفات وذلك لتواضعه الكبير فهو لا يرى نفسه شيئاً، وأيضاً انشغاله بالعبادة ومساعدة طلبة العلم والفقراء والمساكين، وقد بحثت له عن مؤلفات فلم أجد له إلا مؤلفين:
1 - التبيان لبعض كلمات القرآن، وهو تفسير بديع لبعض كلمات القرآن التي يخفى معناها، وهو كامل ومفيد جداً، وقد عهد به شيخنا إليَّ يسر الله نشره.
2 - المهمات في الأذكار والدعوات.
3 - شرح أسماء الله الحسنى.
(صفات الشيخ الخَلْقِيّة والخُلُقِيَّة):
أما صفاته الخلقية، فقد كان شيخنا رحمه الله ليس بالطويل، ولا بالقصير وسط بين ذلك، أبيض الوجه مشرباً بحمره وسيماً جميل الطلعة، كث اللحية يخضبها بالحناء، على وجهه نور ونضارة يذكر بنضارة أهل الحديث، ومن نظر إليه عرف أنه من أهل العلم والعبادة.
(صفاته الخُلُقِيَّة):
كان شيخنا رحمه الله على قانون السلف، رقيق القلب سريع الدمعة، زاهداً متورعاً، عليه وقار أهل العلم والعبادة، يتأثر الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه، لا يعرف ضياع الوقت، كل من جاءه لم يجده إلا قارئاً للقرآن، أو يقرأ في أذكار الصباح والمساء، أو قارئاً لكتب أهل العلم، وإذا أسدل الليل عليه ستاره لا تجده إلا قائماً يصلي يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، كريماً جواداً للإخوان وما في جيبه ليس له، رحيماً وأباً للفقراء والمساكين، ومساعداً وناصراً لطلبة العلم، لا يخاف في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر لومة لائم، ناصحاً للأمراء والعلماء بالخفاء، طيِّب المعشر، أنيساً من رآه وجلس معه مرة كأنه يعرفه منذ زمن، عُرف بصبره على ما يأتيه من البلاء والأمراض، لا يحب المدح والشهرة، وأبرز ما فيه أنه يعمل ويسارع في عمل الطاعات لا يفتر وكأن القيامة ستقوم غداً، يذكر برؤيته السلف الصالح، فرحم الله شيخنا وجعله خيراً مما نظن وغفر له ما لا نعلم.
(وفات الشيخ):
(يُتْبَعُ)
(/)
كان شيخنا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يستعد للموت في كل ساعة فلا تراه إلا سباقاً لكل خير وطاعة، يكثر على الناس في مجلسه من ذكر الموت والساعة، ومن كثرة ما يعظ ويذكر في مجلسه بالموت وسكراته يظن البعض أنه قد اقترب أجله وأنه يُعرِّض بنفسه، وما عرفوا أن هذا هو حال السلف الصالح، وكان يقول في مجلسه لبعض أهل العلم لما تجاوز عمره فوق المائة: (أنا تجاوزت المائة كأني تأخرت عليكم وأزعجتكم) وكان يكرر أن يقول دائماً (اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخالص وأمتنا عليه) وقد كتب شيخنا وصيته وعندما جاءه مرضه الذي مات فيه كتب في وصيته لبعض أولاده، صفة غسله وتكفينه ووضعه في قبره وغير ذلك، وأوصى أن يغسله بعض من يعرفه من أهل العبادة والورع، وعندما جاءت ساعات موته أخذ يستغفر ويكرر لا إله إلا الله حتى فارق الحياة في عام 1423هـ، وله من العمر مائة سنة وزيادة سنتين، وقد صلى عليه جموع غفيرة في المسجد الحرام، وكان الإمام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط، وامتلأت المقبرة بالناس يتقدمهم رفيقه ومحبه، شيخنا العلامة عبد الله بن عقيل، وشيخنا محمد بن عبد الله السبيل، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى، وغيرهم من أهل العلم والصلاح، وكم عدد من الأمراء والعلماء والدعاة لوفاة شيخنا، رحم الله شيخنا الزاهد العابد محمد بن أحمد بن سعيد وجمعنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(ترجمة مختصرة أملاها شيخنا بناء على طلبي ومعها إجازة لي بمقروءآته ومسموعاته وما أخذه عن مشايخه):
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين أما بعد: الحمد لله الذين قال في كتابه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
هذا وقد طلب مني الشيخ رياض بن عبد المحسن بن سعد بن سعيد ترجمة مختصرة لي، فأقول: قد شرفني الله بالقراءة على كبار أهل العلم في نجد وأخص منهم أستاذي وشيخي ووالدي العلامة الكبير الصادع بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ سعد بن العلامة حمد بن عتيق، وقد لازمته ملازمة طويلة وكنت من خاصة طلبته، وقد أحبني كثيراً فكنت أقرأ عليه في المختصرات حفظاً مع الطلبة، وإذا دخل الشيخ بيته في العشاء أكون معه وحدي لأقرأ عليه شروح هذه المختصرات مع متونها، ومن ملازمتي واختصاصي بالشيخ رحمه الله، أني أكتب خطوطه التي يمليها عليَّ، ومن ذلك أنه أمرني بكتابة الإجازة العامة للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد كتبتها وكانت إجازة طويلة، ولما فرغت من كتابتها أمرني الشيخ بإعادة قراءتها عليه، ثم سلمتها للشيخ محمد بن إبراهيم ولا أذكر منها إلا بيتين استحسنت حفظها:
وقد أجزت مع التقصير عن دركي
لرتبة الفضلاء أهل الإجازاتي
وأسأل الله توفيقاً ومغفرةً
ورحمة منه في يوم المجازاتي
هذا وقد قرأت على شيخنا العلامة سعد بن عتيق جميع المختصرات منها ثلاثة الأصول والقواعد الأربع وكتاب التوحيد ومسائل الجاهلية وكشف الشبهات وشروط الصلاة وآداب المشي للصلاة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد، والأربعين النووية، وبلوغ المرام وعمدة الأحكام، وزاد المستقنع وعمدة الفقه، ونخبة الفكر وغير ذلك. وقد قرأت على الشيخ حمد بن فارس الأجرومية وغيرها، وقرأت على الشيخ محمد بن عبد اللطيف المطولات كتفسير ابن كثير ومسند أحمد، وقد كان الشيخ يحبني كثيراً وأهدأ إليَّ بعض ما عنده من المخطوطات بعد قراءتها عليه، وقرأت على الشيخ محمد بن إبراهيم في الفقه والفرائض واللغة، وقرأت على الشيخ أحمد بن عبيد (إمام مسجد المصمك) ثلاثة الأصول وآداب المشي إلى الصلاة وكتاب التوحيد، وقرأت على الشيخ محمد بن عياف آل مقرن في جميع المختصرات، وقد حضرت بعض الدروس للشيخ العلامة أبو بكر خوقير، فرحمة الله عليهم وجمعنا وإياهم في دار كرامته.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد قرأ عليّ الشيخ رياض بن عبد المحسن بن سعد بن سعيد القواعد الأربع وثلاثة الأصول ونواقض الإسلام وكتاب التوحيد وشروط الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية وغيرها من الكتب. وقد سمع مني وقرأ عليّ مسلسل الحنابلة.
وقد أجزته بما أخذته وقرأته وسمعته عن مشايخي وأسأل الله أن يوفقنا وإياه للسنة وأن يجنبنا البدع وأن يحسن الخاتمة، وأوصيه بتقوى الله في السر والعلن والدعاء لي ولمشايخي والحمد لله رب العالمين.
أملاه الفقيرإلى الله محمد بن أحمد بن سعيد
مكة المكرمة 22/ 1/1423هـ
وقد وثق إجازة الشيخ سعدبن عتيق للشيخ محمد بن سعيد شيخنا عبدالله بن عقيل كما في كتابه النافع فتح الجليل تأليف الشيخ البحاثة العارف بتراجم العلماء زياد التكلة، وفي الكتاب ذكر لرواية سيخنا ابن عقيل عن الشيخ محمد بن سعيد وسماعه لمسلسل الحنابلة.
(توثيق إجازة الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم ابن عبد اللطيف آل الشيخ):
وقد أملاها شيخنا وكتبها للتوثيق بناء على طلبي، وهذا نصها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين وبعد:
أنا محمد بن أحمد بن سعيد قد طلب مني الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق وقت طلبي العلم عليه وملازمتي له وكتب خطوطه أن أكتب بخطي، إجازته للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ،وقد كتبتها بقلمي هذا وأعدت قراءتها على الشيخ بعد ذلك أمرني أن أذهب للشيخ محمد في بيته وأسلمها له، ولا حفظت منها إلا بيتين وهي:
وقد أجزت مع التقصير عن دركي
لرتبة الفضلاء أهل الإجازاتي
وأسأل الله توفيقاً ومغفرةً
ورحمة منه في يوم المجازاتي
والإجازة طويلة، ومعها إجازة شيخه نذير حسين، وغيره من أهل العلم في الهند، وقد طلب مني الأخ العزيز الشيخ رياض بن عبد المحسن بن سعيد كتابة وتوثيق هذه الإجازة، وأسأل الله الكريم لمشايخنا الرحمة والغفران، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أملاه الفقير إلى الله محمد بن أحمد بن سعيد
8 - 9 - 1491هـ، مكة
(مسلسل تفقه شيخنا بالمذهب الحنبلي)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: وبعد فقد رأيت بعض الفقهاء من المذاهب الأربعة، قد ذكروا مسلسل تفقههم كالنووي في تهذيب الأسماء، والمقتطعات لابن فرحون من طبقات المالكية، وعبد الحي اللكنوي في طبقات الحنفية، وحيث أن شيخنا تفقه في مذهب إمام السنة أحمد بن حنبل فأقول:
أخذ شيخنا محمد بن أحمد بن سعيد الفقه الحنبلي عن جماعة من الأجلاء منهم الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ العلامة سعد ابن حمد بن عتيق، وتفقه الشيخ سعد على والده العلامة حمد بن عتيق وكل من الشيخ العلامة حمد بن عتيق والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف تفقها على العلامة المحقق عبد الرحمن بن حسن، وهو تفقه بالعلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب، وهو تفقه بوالده الشيخ عبد الوهاب وهو تفقه بوالده الشيخ سليمان بن علي فقيه نجد وعلامتها صاحب المنسك المشهور، وهو تفقه بالشيخ أحمد بن مشرف، وهو تفقه بالعلامة المحقق شيخ المذهب في وقته الشيخ موسى الحجاوي صاحب الإقناع، وقال الشيخ موسى الحجاوي: أخذت الفقه عن جماعة منهم الشيخ العلامة الصالح الزاهد أحمد بن أحمد بن محمد العلوي الشويكي ثم الصالحي، وتفقه الصالحي الشويكي بالعلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكري المقدسي ثم الصالحي، وتفقه العسكري بشيخ الإسلام مصحح المذهب ومقرب المأرب القاضي علاء الدين علي بن سليمان المرداوي المقدسي، وتفقه القاضي علاء الدين بالعلامة تقي الدين أبي بكر إبراهيم بن قندس البعلي، وتفقه بن قندس بالشيخ الأصولي علاء الدين علي بن محمد بن عباس البعلي المشهور بابن اللحام وتفقه ابن اللحام بالشيخ الإمام الحافظ المحقق زين الدين عبد الرحمن بن رجب البغدادي، وتفقه ابن رجب بعلامة الزمن الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية، وتفقه ابن القيم بشيخ الإسلام وبحر العلوم تقي الدين أحمد بن تيمية، وتفقه ابن تيمية بقاضي القضاة شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وتفقه ابن أبي عمر بشيخ الإسلام موفق الدين ابن قدامة، وتفقه أيضاً ابن تيمية بوالده الشيخ شهاب الدين عبد الحليم، وتفقه
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ عبد الحليم بوالده شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام، وتفقه المجد عبد السلام بجماعة منهم الفخر إسماعيل البغدادي، وأبي بكر الحلاوي، وتفقه كل من الشيخ موفق الدين والفخر إسماعيل وأبي بكر الحلاوي بناصح الإسلام أبي الفتح المني الذي قال في صفته شيخ الإسلام: ناصح الإسلام بن الحنبلي، فقهاء الحنابلة اليوم في سائر البلاد يرجعون إليه وإلى أصحابه، قال العلامة بن رجب: قلت وإلى يومنا هذا الأمر على ذلك فإن أهل زماننا يرجعون في الفقه من جهة الشيوخ والكتب إلى الشيخين موفق الدين المقدسي ومجد الدين بن تيمية الحراني، فأما الموفق فإنه تلميذ ابن المني، وأما ابن تيمية فإنه تلميذ تلميذه ابن الحلاني، وتفقه الشيخ موفق الدين على علم زمانه الشيخ عبد القادر الجيلاني، وعلى الإمام الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي، وتفقه كل من ابن المني والشيخ عبد القادر وابن الجوزي بالإمام أبي الوفاء علي بن عقيل وبالإمام أبي الخطاب محفوظ الكلوذاني، وبالإمام أبي بكر الدينوري وغيره، وتفقه كل من الثلاثة بشيخ الإسلام حامل لواء المذهب القاضي أبي يعلى وتفقه القاضي أبو يعلى بشيخ الإسلام عبد الله بن حامد، وتفقه ابن حامد بالإمام أبي بكر عبد العزيز المعروف بغلام الخلال، وتفقه عبد العزيز بشيخه أبي بكر الخلال صاحب كتاب الجامع الذي دار بلاد الإسلام وجمعها فيها بأصحاب الإمام أحمد ودون نصوصه عنهم في هذا الكتاب وتفقه الخلال بالإمام أبي بكر المروذي، وتفقه المروذي بإمام المسلمين أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه، وتفقه الإمام أحمد بجماعة من سادات العلماء المجتهدين منهم سفيان بن عيينة رضي الله عنه، والإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، والإمام أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهم، وتفقه سفيان بن عيينة بجماعة منهم عمرو بن دينار وتفقه الإمام الشافعي بجماعة منهم إمام دار الهجرة مالك بن أنس وأخذ الإمام مالك عن جماعة من سادات التابعين منهم عالم زمانه أبو بكر محمد بن شهاب الزهري والإمام عبد الرحمن بن ربيعة المدني ونافع، وتفقه الإمام أبو يوسف بالإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وتفقه الإمام أبو حنيفة بجماعة منهم الإمام أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان ومنهم عالم الكوفة الحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي رباح المكي وأخذ الزهري وربيعة ونافع شيوخ مالك، وحماد والحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي رباح شيوخ أبي حنيفة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، و أخذ الصحابة من صاحب الوحي سيد المرسلين، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأيضاً تفقه شيخنا محمد بن أحمد بن سعيد على العلامة سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض وفقيهها في وقته، وهو تفقه بالشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى وهو تفقه بالعلامة المحقق الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بابطين وهو تفقه بالشيخ محمد بن طراد الدوسري وهو تفقه بالشيخ محمد بن أحمد السفاريني، و هو تفقه بأبي التقى عبد القادر التغلبي شارح الدليل، وهو تفقه بالشيخ عبد الرحمن البهوتي، وهو تفقه بشيخ الإسلام تقي الدين الفتوحي صاحب المنتهى، وهو تفقه بوالده القاضي شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز بن النجار الفتوحي القاهري، وهو تفقه بالقاضي شهاب الدين أبي حامد أحمد بن نور الدين أبي الحسن علي بن أحمد الشيشني الأصل القاهري الميداني، وهو تفقه بالقاضي عز الدين أبي البركات أحمد بن القاضي برهان الدين إبراهيم بن القاضي ناصر الدين بن نصر الله الكتاني، وهو تفقه بجمال الدين عبد الله بن القاضي علاء الدين بن علي الكتاني وهو تفقه بعلاء الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الفرضي الدمشقي، وهو تفقه بالفخر أبي الحسن علي بن أحمد المعروف بابن البخاري وهو تفقه بأبي علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي، وهو تفقه بأبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الحصين، وهو تفقه بأبي علي الحسين بن علي التميمي الواعظ، وهو تفقه بأبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي، و هو تفقه بأبي عبدالرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، وهو تفقه بوالده إمام المسلمين أحمد بن محمد بن حنبل
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيباني، وهو تفقه بيحيى بن سعيد، وهو تفقه بعبيد الله، و هو تفقه بنافع، وهو تفقه بمولاه عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهو تفقه بسيد ولد آدم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم (1).
وقد تفقهت على جماعة من العلماء منهم شيخنا الزاهد محمد بن أحمد بن سعيد النجدي ثم المكي رحمه الله، قاله رياض بن عبد المحسن بن سعيد.
(رواية شيخنا لمسلسل الحنابلة رحمهم الله)
قال الفقير إلى الله محمد بن أحمد بن سعيد أخبرني الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق قراءة عليه، عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى الحنبلي عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن الحنبلي عن جده العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الحنبلي قال حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم الحنبلي بظاهر المدينة عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي عن أبيه تقي الدين عبد الباقي الحنبلي قال أخبرني عبد الرحمن البهوتي الحنبلي قال أخبرني تقي الدين بن النجار الفتوحي صاحب منتهى الإرادات قال أخبرني والدي شهاب الدين أحمد قاضي القضاة الحنبلي قال أخبرني عز الدين أبو البركات الظاهري الحنبلي قال أخبرني أبو علي حنبل بن عبد الله الرصافي قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر الحنبلي قال أخبرني أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قال أخبرني والدي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إمام كل حنبلي عن بن أبي عدي عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله، قال: " يوفقه لعمل صالح قبل موته".
وقد سمعت وقرأت هذا المسلسل على شيخنا الزاهد محمد بن
أحمد بن سعيد، رحمه الله تعالى
قاله رياض بن عبد المحسن بن سعيد.
(رواية شيخنا لبعض كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله)
يروي شيخنا الزاهد محمد بن أحمد بن سعيد أكثر كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف قراءة عليه عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب قراءة عليه عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إجازة وقراءة لبعضها.
ويرويها أيضاً عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف قراءة عليه عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن قراءة عليه عن الشيخ حمد بن ناصر بن معمر قراءة عليه عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قراءة عليه.
ويرويها أيضاً شيخنا محمد بن أحمد بن سعيد عن الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق قراءة عليه عن كل من والده الشيخ العلامة حمد بن عتيق وعبد الله بن عبد اللطيف قراءة عليهما كلاهما عن الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن قراءة عليه عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إجازة و قراءة لبعضها.
هذا وأروي عن شيخنا الزاهد محمد بن أحمد بن سعيد جميع مقروءآته ومسموعاته وما أخذه عن مشايخه ومنها بعض كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
كتب في الشيخ بعض المقالات وكان من أفضلها مقالة:
(في الرفيق الأعلى أبا أحمد)
بقلم الأستاذ المؤرخ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد، وهو من أفضل من كتب في سيرة شيخنا:
(ليس من السهل على من يكابد مرارة الحزن أن يسترسل في شرح سيرة علم افتقدناه بالأمس بعد عمر مديد حافل بالتدين والعبادة وحب الخير في جميع مراحل حياته، وحتى بعد أن أقعده عسف المرض الذي لازمه في آخر حياته، لكنه رغم ذلك لم يمنعه بفضل الله عن أداء واجباته، ولا عن ممارسته للفضائل والعبادة. فعاش رضي الله عن النفس قرير العين يحمل بداخله الطمأنينة والرضا بقضاء الله وقدره، ولا نزكي على الله أحداً.
ذلك الفقيد هو الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن سعيد من أعيان الرياض وأبنائها البررة. التي اتصلت معرفتي به منذ أوائل الستينات الهجرية، ولم تنقطع تلك الصلة إلا بعد أن ترك مسقط رأسه الرياض حيث غادرها عام 1385هـ مفضلاً عليها السكنى والمجاورة في بلد الله الحرام (مكة المكرمة) حيث تحققت أمنياته بتلك المجاورة الكريمة، ومنح الكرامة التي كان يهفوا إليها .
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان – رحمه الله – قبل اتصالي به وبعد معرفتي له من الشخصيات المرموقة في بلد الرياض، فهو أحد المشهود لهم بالصلاح والتقى وحفظ كتاب الله الكريم، كما كان مُجيداً في تلاوته، بنغمة مميزة تدهش المتلقي وتبعث على الخشوع، نغمة عذبة ملهمة دونها أنغام المزامير والأوتار، هي في تصور كل من سمعها تشبه تلك الغنة التي امتدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري وهو يتغنى بها في تلاوته فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن أنصت إلى تلك التلاوة: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وكم أتمنى – وإن كنت في شك من تحقق هذه الأمنية – أن يكون قد التقط تسجيل للشيخ محمد بن سعيد يضم مقاطع من تلاوته لتكون شاهداً حياً على حسن التلاوة للقرآن في هذه البقاع.
والذي دفع بي إلى ضعف الأمل في تحقيق هذه الأمنية ما علمته من بعض أقاربه من أنه – رحمه الله – كان يمتنع عن تسجيل تلاوته للقرآن تواضعاً وابتعاداً عن الإطراء والرياء.
أدركت الشيخ محمد بن سعيد في الستينات الهجرية وعرفته وهو يؤم الناس لصلاة التراويح في مسجد (المعيقلية) أحد أحياء الرياض القديمة. ثم أدركته مرة أخرى وهو يؤم الناس في رمضان لصلاة التراويح والقيام في حي آخر من أحياء الرياض يدعى (الحِنْبِلي) ويعرف المسجد الذي يؤمه بمسجد (الشيخ علي بن داود) فكان عدد من سكان الرياض وضواحيها ممن تستهويهم تلاوة ذلك الشيخ الجيدة ينطلقون أفراداً وجماعات إلى ذلك المسجد طمعاً في أن يعينوا أنفسهم من خلال تلاوته للقرآن على التدبر والخشوع، فكان يحبر التلاوة تحبيراً، ويُفَصِّلُ الآيات بإجادة منقطعة النظير دون تعسف أو تكلف، وكان يطيل الصلاة ويأخذ بالحد الأعلى المشروع في صلاة التراويح حيث يصلي عشرين ركعة يقرأ فيها نحواً من جزء كامل من القرآن في العشر الأولى والوسطى من الشهر أما في العشر الأخيرة من رمضان فإنه يضاعف القراءة ويطيل التهجد، وكان من خلفه من المصلين مسرورين بتلك الإطالة ويسعدون بالسماع لصوته الجميل دون تذمر أو ملل.
فيالحظوة المؤمن – وأرجو الله أن يكون كذلك – عندما يغادر هذه الحياة غير آبه بما فيها من متاع ولا آسف على فراقها حينما يموت، كل شيء بموته حتى الشمس والقمر والبحر والنهر والليل والنهار، حيث ينفصل ذلك المؤمن عن جسده المتعب بآلام الحياة وآمالها وأمانيها المصدومة ليواجه الوعد الحق (كل نفس بما كسبت رهينة) (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية).
نشأ الفقيد في بيت كريم من بيوتات الرياض في أسرة تميل إلى العلم والخير .. أسرة لم تتأخر عن البذل في سبيل حب هذا الوطن وقيادته فكان منهم منذ القدم العالم والمجاهد والتاجر ولا زالوا.
وكان مولد فقيدنا في أوائل السنة التي قدر لسيد هذه البلاد وباني مجدها وجامع شملها الملك عبد العزيز أن يشهد مصرع ألد خصومه مواجهة وأكثرهم إثارة للجدل الأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد أمير حائل آنذاك في موقعة تدعى (روضة مهنا) وكان ذلك عام 1324هـ. فيكون عمر الفقيد – رحمه الله – عندما وافته المنية قد تجاوز المائة عام أو نقص دونها
كان والده الشيخ أحمد بن سعيد أحد الرجال المشهود لهم بالصلاح والتقى والشجاعة. فقد شارك في العديد من الغزوات في أوائل حياة عبد العزيز، غير أنه وبتأثير صحبة ماجد من أبناء الأسرة السعودية الكريمة وهو الأمير محمد بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل. فّضَّلَ أن يترك حياة الترحال والجندية وأن ينصرف إلى المزيد من طلب العلم واكتساب فضائل الأعمال والعكوف على استظهار القرآن الكريم، فكان أحمد بن سعيد، أبرز رجل في مدينة الرياض، ربطت بينه وبين الأمير صداقة حميمة وتوجهات روحية كريمة، واشتهر الشيخ أحمد بن سعيد والد الفقيد بحسن الأداء لتلاوة وحفظ القرآن. فتأثر به العديد من أهل بيته وغيرهم وكان ممن تأثر به عدد من أبنائه وفي مقدمتهم الشيخ محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا السياق ارتفع ذكر الشيخ محمد وَعُدَّ واحداً من طلبة العلم وحفاظ القرآن. فقرأ على كبار العلماء وانتفع بهم أيما انتفاع فقرأ على أكبر علماء الرياض آنذاك الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وعلى الشيخ محمد بن عبد اللطيف. وعلى الشيخ حمد بن فارس وغيرهم، وكان يختار لحسن صوته وجودة قراءته لتلاوة الكتب المطولة لكي يقرأ منها جهراً في حلق المساجد بين يدي كبار علماء الرياض.
كما كان حضوره في المجالس التي تفتح أبوابها في العديد من أحياء الرياض حضوراً مشهوداً حيث كان أحد الملازمين لأحد المجالس الكبيرة التي كانت تعقد في مجلس وزير الدولة آنذاك الشيخ (محمد بن صالح بن شلهوب) المعروف بـ (شلهوب) حيث كان يتلو فيه الشيخ (محمد بن سعيد) صفحات من كتب التاريخ أو التفسير أو الآداب على الجالسين الذين يؤمون ذلك المجلس بقصد الاستفادة وتزجية الوقت والمؤانسة. فيتلو عليهم من أحد تلك الكتب لمدة لا تزيد على نصف ساعة ثم يتقدم قارئ آخر هو الشيخ عبد العزيز بن محمد بن شلهوب فيمضي في القراءة نحواً من نصف ساعة في كتاب آخر ثم يتلوهما قارئ ثالث ابن العم سعد بن عبد العزيز الرويشد (مد الله في حياته) فيقرأ نحواً من ذلك .. وفي هذه الأثناء يقدم للجالسين الشاي والقهوة، وبعد الفراغ يقدم للحضور فاكهة الموسم أو شيء من التمر ثم تتاح الفرصة للمعلقين من طلبة العلم أو يتم تجاذب الحديث بين الأطراف للاستيضاحات.
وليس مجلس الشيخ محمد بن شلهوب هو المجلس الوحيد في الرياض آنذاك بل كانت هناك مجالس أخرى في عدد من الأحياء يكون غالب أصحابها من العلماء أو من ذوي اليسار .. وتتم القراءة والحضور بين صلاتي المغرب والعشاء وكانت العادة آنذاك أن تؤخر صلاة العشاء لأن سكان الرياض في ذلك الحين لا يلبثون بعد أداء الصلاة أن يدخلوا بيوتهم استعداداً للذهاب إلى النوم.
والجدير بالذكر أن عادة فتح المجالس والقراءة فيها عادة قديمة .. يتوارثها الآباء عن الأسلاف، وبعد الانتهاء من القراءة يخرج الناس عن صمتهم ويتحدثون في شؤونهم ويتجاذبون أطراف الحديث ثم ينهض الجميع لصلاة العشاء في أقرب مسجد من ذلك المجلس.
وفي عهد الملك عبد العزيز تم اختيار الشيخ محمد بن سعيد ليكون أحد رؤساء الشعب في الديوان ثم ديوان الملك سعود، فكان وجوده على رأس تلك الشعبة محل رضا الناس من الحاضرة والبادية، حيث يلقاهم بوجهه الصبوح ومحياه الطلق. فيلبي طلباتهم ويعرض مشكلاتهم وينفذ التوجيهات السامية بالنسبة لهم دون تأفف أو تذمر أو تسويق.
وكان للثقة الكبيرة التي أولى إياها عوناً على إنجاز أعماله الشاقة حيث كان عمله يتطلب المواجهة بالجمهور وعرض أحوالهم فكان الكل يلقى منه الاستجابة وقضاء الحاجة. رحمه الله.
وأتذكر آنذاك أنه قد أوكل إليه صرف الإعانات والمساعدات العامة للحاضرة والبادية. فكان يقوم بتلك المهمة وإلى جانبه لجنة مختارة من ذوي الخبرة والأمانة للقيام بتوزيع تلك الإعانات والمساعدات في البادية والقرى.
وفي سنة من السنوات قام بتوزيع تلك المساعدات كالمعتاد، وبينما كان منشغلاً بأداء مهمته مع اللجنة قام فريق من الأشقياء من سفهاء البادية وأقدموا على قذف اللجنة بالحجارة لإرباكهم كي يتسنى لهم السطو على ما بحوزتهم من النقود، فلم ينجحوا في مهمتهم غير أن حجراً أصاب وجه الشيخ محمد بن سعيد جراء قذف أولئك الأشقياء الذين ولّوا الأدبار غير أن الفرقة المصاحبة للجنة تعرفت على بعض مثيري ذلك الشغب .. فلم يمض يوم أو يومان على الحادث حتى اقتيد أولئك السفهاء من أماكنهم إلى سجن الرياض، وأدخل الشيخ محمد المستشفى للعلاج .. وفي اليوم التالي زار الملك سعود المستشفى للاطمئنان على صحة الشيخ محمد، ولإفهامه بأن المعتدين قد أودعوا السجن وسيلقون جزاءهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الحادث قد وقع في شهر رمضان المبارك، وعندما أراد الملك سعود مغادرة المستشفى والانصراف هب الشيخ محمد بن سعيد واقفاً وأمسك بالملك قائلاً له: أطال الله عمرك لي عندك طلب هو الطلب الأول والأخير وهو أن تطلق سراح المعتدين السجناء لينضموا إلى عائلاتهم في هذا الشهر، وليعظم أجرك وأجري إن شاء الله. فأنا متنازل عن حقي الخاص، وأطلب من جلالتك أن تأمر بالتنازل عن الحق العام. فدهش الملك لهذا الطلب وجعل يتلفت إلى من حوله متعجباً مستغرباً من تلك التضحية ثم بدرت من عيني الملك سعود – رحمه الله – دمعتان كبيرتان تقديراً منه لهذا الموقف النبيل، ولم يلبث أن أمر في الحال مدير الشرطة آنذاك المرحوم محمد علي الثقفي بإطلاق سراح السجناء بناء على طلب صاحب الحق. فما كان من أولئك المعتدين إلا أن تقاطروا مع ذويهم على المستشفى معلنين أسفهم شاكرين ومتأسفين، وداعين الله أن يعجل بشفائه وأن يجزيه خير الجزاء
وفي سياق الحديث الذي لا ينقطع عن سيرة الراحل، أود أن أشير إلى دار الشيخ محمد بن سعيد في الرياض كانت إحدى الدور التي يرتادها طلبة العلم وذوو الحاجات من عامة الناس فكانوا يلقون من صاحب الدار كل عون ومساعدة، مع أنه لم يكن صاحب ثروة أو مال، لكن وجاهته وحبه للمساعدة كانا عوناً له في أن يتحقق عن طريقه كل ما أمله من يقصده.
وكان من رواد داره ممن أعرف عدد من طلبة العلم من آل الشيخ والشيخ علي بن داود، وصهره الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، والشيخ عبد الله المسعري، والشيخ عبد الله الخليفي، وغيرهم.
وكان الناس يقصدونه لا سيما من طلبة العلم ليتوسط أو يساعد في طباعة الكتب وتأمينها لتنشر بين طلبة العلم آنذاك.
بل كان مجلسه محطة لاستضافة العلماء والأدباء ممن يفدون إلى الرياض وأتذكر من بين أولئك الأفاضل شيخ جليل يدعى الشيخ محمد الفارسي الجاركي من بلدة (جارك) مدينة في إيران تقع على الضفة الشرقية من الخليج مواجهة لإمارة الشارقة وكانت فيما مضى تابعة لها، وكان سكان تلك المدينة من أهل السنة وقد تأثروا منذ القدم بالدعوة الإصلاحية التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب فكان ذلك العالم وغيره يحلون ضيوفاً على الحكومة .. غير أن هذا الأديب العالم حظي بترحيب خاص من الشيخ محمد بن سعيد فكان يزور مساجد الرياض، ويعظ ويُذِّكر، وكان آيةً في الحفظ والقدرة على قرض الشعر حتى أنه لا يرى حكمة منشورة أو قولاً مأثوراً فيطلب منه أن يُضمِّنه بعض أشعاره إلا وأجاب بعد دقائق معدودات منشداً تلك الحكمة ضمن أبيات من الشعر الجيد ..
وأذكر أن ذلك الأديب قد قام (بتخميس) أي (تضمين) عدد من القصائد الوعظية بناء على طلب الشيخ محمد بن سعيد ومن تلك القصائد قصيدة مشهورة للإمام الشافعي مطلعها:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً بما حكم القضاء
كما خمس قصيدة للشيخ سليمان بن سحمان، وأخرى للحريري صاحب المقامات مطلعها:
خل الذكار الأربع
والمعهد المتربع
وأندب زماناً سلفاً
سودت فيه الصحفا
ولم تزل معتكفاً
على القبيح الشنع
وكل أملي أن تكون تلك الدرر محفوظة مع غيرها مما اشتهر الشيخ محمد بحفظه وصيانته ليتولى إخراجها أبناؤه الكرام في كتيب يبقى تخليداً لذكر هذا الرجل العزيز على أنفس الكثير من محبيه وعارفي فضله وسامعي ذكره، وأرجو ألا تكون تلك الدرر والأشعار قد فقدت مع ما فقد من كتبه التي حملها معه عندما ترك الرياض وعزم على المجاورة في مكة عام 1385هـ حيث كان يملك الكثير من الكتب والمخطوطات الثمينة، وكان يحتفظ بها طيلة حياته. وفي مكة أودعها – خلوته المعروفة – في الجزء السفلي من المسجد الحرام. فكان من سوء الحظ أن احتل البغاة مع قائدهم سيئ الذكر (جهيمان) تلك المنطقة من المسجد التي تعرضت لإطلاق المياه عندما أريد إخراج البغاة من (القبو) فكانت مكتبة الشيخ محمد بن سعيد في تلك الخلوة، فتعرضت للتلف، ولا أعلم شيئاً عما بقي منها، بل الذي سمعته أن صاحب تلك المخطوطات والنوادر التي حصل عليها عندما كان في الديوان الملكي حيث كان الملك سعود – رحمه الله – يأمر أن تعطى تلك النفائس من الكتب والمخطوطات التي تهدى إليه بعد أن يطلع عليها للشيخ محمد بن سعيد لينتفع بها ويمتلكها ويستفيد منها. سمعت أنه قد حزن حزناً شديداً على فقد تلك النفائس والأوراق والكتب المخطوطة بعد أن عرف أنها قد تلفت وجرفتها المياه.
رحمك الله أبا أحمد رحمة واسعة، وجزاك عما قدمته خير الجزاء ولا نملك أمام قدر الله إلا أن نرفع مع أبنائك وذويك ومحبيك أكف الضراعة إلى الله العلي القدير أن يسبل عليك شآبيب الرحمة والغفران، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.)
انتهت الترجمة المختصرة:
وكتب رياض بن عبد المحسن بن سعيد
الرياض
1423هـ
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 05:32]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا، وأعانكم الله على طبع الترجمة الموسعة للشيخ رحمه الله.
إني لأذكره رحمه الله فأذكر بوجهه النور، كان على عتبة المائة، وأحسبه كان ممن إذا رؤي ذُكر الله.
وما أكثر ما سمعت شيخي العلامة ابن عقيل يثني عليه وعلى زهده.
رحمه الله رحمة واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 06:18]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا (رياض بن عبد المحسن) على هذه الترجمة الماتعة.
أسأل الله أن يرحم الشيخ رحمة واسعة وأن يدخله الجنة وأن ينفع بعلمه ما بقي الليل والنهار.
ولأخينا الشيخ محمد زياد التكلة الشكر على التعقيب.
بارك الله فيكما ونفع بكما.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 07:28]ـ
بوركتم أخي رياض.
ورحم الله الشيخ، وأعلى منزلته.
ـ[شهاب التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 01:59]ـ
رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته.
انه لعلم يستضاء به، وانه لعلم نطمع برؤية ترجمة موسعة له في المستقبل القريب.
و أخونا الفاضل وابن العم الحبيب الشيخ رياض، نشكرك جزيل الشكر و نقدر لك جهدك المبذول و نسأل الله بأن يجزيك خير الجزاء و ان يبارك فيك وبعقبك من بعدك.
نتطلع للمزيد من إسهاماتك فلاتحرمنا. وفقك الله لكل خير وعانك وسدد خطاك.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 10:21]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
المنهج في الفقه الحنبلي
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 02:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت هذا المنهج المبسط لعل الله أن ينفع به أناس , وأعرضه عليكم طالبا منكم التحرير والتعديل والإضافة حتى يكون منهجا لاخروم فيه ويحصل الأجر للجميع إن شاء الله.
فأقول مستعينا بالله
# أولا: يبدأ إما بـ (العمدة) أو (أخصر المختصرات)
(العمدة) للموفق ابن قدامة , وهو كتاب اقتصر فيه على قول واحد ليكون عمدة لقارئه.
# شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية شرحا جيدا, ولكنه لم يتمه. حقق الشيخ خالد المشيقح بعضا منه وطبعته دار العاصمة.
# والشرح الموجود المتداول هو (العدة شرح العمدة) لبهاء الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي وهو شرح نفيس جدا.
# يقول الشيخ عبدالقادر ابن بدران: العمدة كتاب مختصر لصاحب المغني .. , يصلح للمبتدئين , وطريقته فيه: أنه يصدر الباب بحديث من الصحاح ثم يذكر من الفروع ما إذا دققت النظر وجدتها مستنبطة من ذلك الحديث فترتقي همة مطالعه الى طلب الحديث ... ).
# وعلى العمدة حاشية للشيخ البسام.
# (أخصر المختصرات) للعلامة ابن بلبان البلباني البعلي الأصل ثم الدمشقي الصالحي.
# اختصره مؤلفه من كتابه (كافي المبتدئ).
# من شروحه: كشف المخدرات , وقد شرح عباراته فكانت وافية بالمقصود إلا أنه لم يهتم بذكر الدليل.
# وللشيخ ابن بدران حاشية على أخصر المختصرات , وهي حاشية نفيسة.
# ثم يقرأ مختصراً صنفه خاتمة المحققين الإمام منصور بن إدريس البهوتي واسمه عمدة الطالب.
# وقد اهتم به العلامة عثمان بن أحمد النجدي وشرحه واسماه (هداية الراغب شرح عمدة الطالب) في مجلد واحد , وهو شرح نفيس اهتم رحمه الله فيه بذكر الدليل والتعليل واهتم كذلك بالإعراب واللغة.
# وللكتاب نظم اسمه (وسيلة الراغب لعمدة الطالب) للشيخ صالح بن حسن البهوتي.
# ثم على الطالب أن يقرأ (زاد المستقنع) أو (دليل الطالب)
# أما زاد المستقنع فهو أكثر دقة من الدليل إلا أن عبارته مضغوطة مع بعض التعقيد وذلك راجع لاختصاره الشديد , ولكنه مع هذا يعتبر مدخلا لكتب المذهب , ولأن شارحه الشيخ منصور البهوتي هو الذي شرح المنتهى والإقناع والمفردات يقول الشيخ عبدالكريم الخضير: متن الزاد من أمتن متون الفقه الحنبلي. وأقول: وبعد الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين كلٌ قد فهم الزاد.
# والزاد هو اختصار للمقنع لابن قدامة.
# وممن شرح الزاد الشيخ منصور (الروض المربع) وقد أجاد فيه
# وللروض حاشية تعرف بحاشية العنقري وهي تدل على تمكن الرجل وتبحره بالفقه.
# وممن اهتم باختيارات شيخ الاسلام هو الشيخ صالح البليهي في حاشيته على الزاد (السلسبيل في معرفة الدليل) وكذلك فيصل المبارك في (كلمات السداد على متن الزاد).
# وعلى الروض كذلك حاشية ابن قاسم وهي مطولة طبعت في سبع مجلدات.
# وقد نظم الزاد: الشيخ سليمان بن عطية المزيني – من علماء حائل- واسماه: (روضة المرتاد في نظم مهمات الزاد) وعباراته سلسة , وممن نظمه الشيخ سعد بن حمد العتيق (نيل المراد بنظم متن الزاد).
# (دليل الطالب) اختصره مؤلفه مرعي الكرمي من (منتهى الإرادات).
#أسهل عبارة من الزاد وأوضح.
# من شروحه: نيل المآرب شرح دليل الطالب للشيخ الفقيه عبدالقادر التغلبي , ومن عيوبه: أنه لا يذكر الدليل.
# ومنها: منار السبيل في شرح الدليل لإبراهيم بن سالم بن ضويان , ويتميز عن سابقه باهتمامه بذكر الدليل واختيارات شيخ الاسلام إلا أنه لا يتوسع في الشرح.
# ومن حواشي الدليل: حاشية ابن مانع.
# ونظمه أحد علماء دمشق واسمه (الذهب المنجلي في الفقه الحنبلي).
# ثم بعد أن يقرأ (منتهى الإرادات)
# ((منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات)).
# قال فيه الشيخ عبدالقادر بن بدران رحمه الله: هو كتاب مشهور عمدة المتأخرين في المذهب، وعليه الفتوى فيما بينهم تأليف العلامة تقي الدين محمد بن العلامة أحمد بن عبدالعزيز ... الفتوحي المصري الشهير بابن النجار.
# له عدة شروح منها شرح علامة المذهب منصور البهوتي وشرحه المصنف نفسه.
# وله حواشي كثيرة منها حاشية الشيخ منصور البهوتي.
# وأهم هذه الشروح: هو دقائق أولي النهى شرح المنتهى لمنصور البهوتي , وهو شرح اهتم بذكر الدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد ذلك يقرأ طالب العلم في الإقناع وشرحه كشاف القناع.
# الإقناع لطالب الانتفاع لابي النجا موسى الحجاوي
# جرد فيه الصحيح من مذهب الإمام أحمد , ولم يؤلف أحد مؤلفا مثله في تحرير النقول وكثرة المسائل ... )
# وقد شرح الإقناع الشيخ منصور البهوتي شرحا مفيدا في أربع مجلدات (كشاف القناع عن متن الاقناع) وهو من أحسن ما ألف في المذهب وهو كتاب مطول واضح العبارة.
# كان المعول على معرفة المذهب على كتابي المنتهى والاقناع لكن إذا اختلفا احتار الطالب حتى جاء الشيخ مرعي فجمع بينهما بكتابه (غاية المنتهى) فإذا اختلفا رجح ما يراه راجحا بعبارة ((يتجه))
# والشرح الكامل الوحيد للغاية هو (مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى) للعلامة مصطفى السيوطي الرحيباني الدمشقي , وشرحه نفيس جدا.
# وبعد ذلك يبحر في المذهب فيقرأ:
الكافي للإمام ابن قدامه المقدسي. يقول مؤلفه: (ألفته ليكون كافيا عما سواه مقنعا
لقارئه بما حواه وافيا بالغرض من غير تطويل جامعا بين الحكم والدليل ... )
المحرر للإمام مجد الدين ابن تيمية (جد شيخ الإسلام) (يذكر الروايات فتارة يرسلها وتارة
يبين اختياره فيها وقد شرحه الشيخ عبدالمؤمن القطيعي البغدادي واسماه (تحرير
المقرر في شرح المحرر) وللإمام ابن مفلح حاشية على المحرر اسماها (النكت
والفوائد السنية
الإنصاف لمؤلفه العلامة علاء الدين المرداوي (فهذا الكتاب عظيم جدا فهو تصحيح لجميع
كتب المذهب الحنبلي , وهو يبني أبحاثه على عبارات المقنع وينطلق منها)
الفروع لمؤلفه الإمام محمد بن مفلح المقدسي. يقول ابن القيم: ماتحت قبة الفلك أعلم
بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح.
المغني للإمام ابن قدامة المقدسي وهو شرح لمختصر الخرقي. قال ابن مفلح: اشتغل
الموفق بتأليف المغني أحد كتب الإسلام فبلغ الأمل في إنهائه ... )
خاتمة:
# الإمام ابن قدامة ألف العمدة على رواية واحدة ثم ألف المقنع على روايتان وجعله عاريا من الدليل غير أنه يذكر الروايات عن الإمام ثم ألف الكافي وذكر فيه كثير من الأدلة ثم ألف المغني وهناك يطلع قارئه على الروايات وعلى خلاف الأئمة.
# وللمقنع كتاب يشرح غريبه هو (المطلع) للعلامة اللغوي محمد بن أبي الفتح البعلي.
# للشيخ منصور البهوتي شرح للمفردات التي انفرد بها الإمام أحمد عن الثلاثة أو عن واحد منهم ومناقشة ما انفرد به والرد على من انتقد هذه المفردات واسمه (منح الشفا الشافيات في شرح المفردات).
# للإمام ابن رجب كتاب في القواعد الفقهية اسمه (تقرير القواعد وتحرير الفوائد).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:55]ـ
جزاك الله خيرا على ما كتبت ,
- بالنسبة لشرح شيخ الإسلام على العمدة فقد طبع منه إلى وقتنا ستة مجلدات في الطهارة والحج والصيام وقطعة من الصلاة هي التي أشرت إليها.
- وأما حاشية الروض فليست للعنقري بل لأحد تلاميذه وإن كان فيها من كلامه كما نبه على ذلك العلامة بكر أبو زيد في المدخل المفصل.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 05:50]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم على هذا التعليق , وليتك تعطيني معلومات أكثر عما طبع من شرح شيخ الإسلام للعمدة
ـ[المقر بذنبه]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 04:41]ـ
وللكتاب نظم اسمه (وسيلة الراغب لعمدة الطالب) للشيخ صالح بن حسن البهوتي.
السلام عليكم:
أخي (مالك ابن أنس) جزاك الله خيرا
هلا أتحفتنا بهذه المنظومة فاني أبحث عنها ولم أجدها ولك جزيل الشكر.
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:33]ـ
شكر الله لك
هذا المنهج مبارك ان شاء الله، وهو نفس نهج الشيخ المبارك " محمد عبد الواحد "، ويحتاج الى صبر وجد.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 11:07]ـ
لا نعرف إلا مجلدين عن شرح شيخ الاسلام .. أين يمكن أن نجد الباقي؟(/)
«ردود أهل العلم على جميل خيّاط حول قوله ببدعية صيام السّت من شوال»!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 09:50]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«ردود أهل العلم على جميل خيّاط حول قوله ببدعية صيام السّت من شوال»
1 ـ رد سماحة المُفتي العلاّمة الشَّيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه بن محمَّد آل الشَّيخ على شبهات جميل الخيّاط:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فقد طالعت المقال المنشور في صحيفة الوطن السعودية، عدد رقم 2567، يوم الأربعاء 28/ 9/1428هـ، تحت عنوان (صلاة التهجد في المساجد لا أصل لها في الشرع)، للكاتب جميل يحيى خياط.
وتضمن المقال عدة نقاط منها:
الإقرار بمشروعية صلاة التراويح جماعة في المساجد.
وصف صلاة آخر الليل (التهجد) جماعة في المساجد بأنها بدعة، وأن أول من ابتدأها الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله قبل نحو خمسين عاما.
ذكر أن صلاة النافلة في البيت أفضل من المسجد ثم تعرض لصيام الست من شوال وذكر أنها إلى البدعة أقرب منها إلى السنة، وعلل ذلك بثلاثة أمور:
العلة الأولى: تضعيف راوي الحديث وهو: سعد بن سعيد.
العلة الثانية: أن الرسول نهى عن الصوم بعد منتصف شعبان لكيلا يختلط بصوم رمضان صوم غيره.
العلة الثالثة: أن الرسول لم يصمها، ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين، ونقل قول الإمام مالك (ما رأيت أحداً من أهل الفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وأن يلحق برمضان ما ليس منه).
هذا مجمل ما ورد في المقال، ونظراً لأن في المقال تجاوزاً للحدود الشرعية، وتلبيساً على الناس في أمور عباداتهم رأيت أن أكتب هذا البيان نصحاً للأمة، وبياناً للحق، وخروجاً من العهدة، فأقول مستعينا بالله:
أولا: ما ذكره الكاتب وفقه الله في شأن صلاة التراويح وأنها مشروعة في أصلها، فهذا حق وقد أصاب الكاتب في هذا.
وأما وصفه صلاة آخر الليل جماعة في المساجد في العشر الأخير من رمضان بأنها بدعة، وأن أول من ابتدأها الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله قبل نحو خمسين عاما، فهذا مجانب للصواب من جهتين، الجهة الأولى: وصفها بالبدعة، والثانية: رمي الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله بأنه هو من ابتدأها، وهذا باطل، وبيان ذلك أن نقول: إنه لا توقيت في عدد التراويح، وإن وقتها عند جميع العلماء من بعد سنة العشاء إلى طلوع الفجر، وإن إحياء العشر سنة مؤكدة، وإن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ليالي جماعة، فلا ينكر على من زاد في صلاة العشر الأواخر عما يفعله أول الشهر، فيصلي في العشر أول الليل كما يفعل في أول الشهر، أو أقل، أو أكثر، وذلك لأجل الضعيف لمن يحب الاقتصار على ذلك، ثم يزيد بعد ذلك ما يسره الله في الجماعة، ويسمى الجميع قياما وتراويح، وأما ما يجري على ألسنة العوام، من تسميتهم ما يفعل أول الليل تراويح، وما يصلى بعد ذلك قياما، فهو تفريق عامي، بل الكل قيام، وتراويح، وإنما سمي قيام رمضان تراويح، لأنهم كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات من أجل أنهم كانوا يطيلون الصلاة.
وسبب إنكار المنكِرِ لذلك جهله بالسنة والآثار، وما عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام، وأسوق هنا طرفا منها:
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر)، وصلى - صلى الله عليه وسلم -ليلة من رمضان جماعة في أول الشهر، وكذلك في العشر.
وفي صحيح مسلم عن أنس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، فجاء رجل آخر فقام أيضا، حتى كنا رهطا. فلما أحس أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة. ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا، فقلت له حين أصبح: فطنت لنا الليلة؟ قال: نعم، ذلك الذي حملني على ما صنعت).
وعن عائشة قالت: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فصلى بصلاته أناس كثير. ثم صلى من القابلة فكثروا, ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة، فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: قد رأيت صنيعكم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا خشية أن يفرض عليكم)، وذلك في رمضان، أخرجاه في الصحيحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي السنن عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل. ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا: لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، فصلى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، وقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قيل: وما الفلاح؟ قال السحور)، صححه الترمذي، واحتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث أن فعل التراويح جماعة أفضل،
وقال شيخ الإسلام تقي الدين، رحمه الله: وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة) ترغيب في قيام رمضان خلف الإمام، وذلك أوكد من أن يكون سنة مطلقة، وكان الناس يصلونها جماعات في المسجد على عهده صلى الله عليه وسلم، وإقراره سنة منه صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وفي الموطأ عن السائب بن يزيد، قال: (أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري، أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر).
وفي الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر، قال: سمعت أبي يقول: (كنا ننصرف في رمضان من القيام، فنتعجل الخدم بالطعام مخافة فوت السحور).
وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن طاووس، قال: (سمعت ابن عباس يقول: دعاني عمر أتغدى عنده، قال أبو بكر: يعني السحور في رمضان، فسمع هيعة الناس حين خرجوا من المسجد، قال ما هي؟ قال: هيعة الناس حين خرجوا من المسجد، قال: ما بقي من الليل خير مما ذهب منه).
وروى ابن أبي شيبة عن ورقاء، قال: كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان، فيصلي بنا عشرين ليلة ست ترويحات، فإذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد، فصلى بنا سبع ترويحات.
فتبين بذلك، أن الصحابة والتابعين كانوا يمدون الصلاة إلى قريب طلوع الفجر، وبهذا يعلم مشروعية صلاة آخر الليل جماعة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من صلاها، وأن عمر رضي الله عنه أخبر لما انصرف الناس عن الصلاة أول الليل أن التي ينامون عنها أفضل، وأن سعيد بن جبير رحمه الله، وهو من كبار فقهاء التابعين ومن أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما، كان يصليها العشرين الأولى من رمضان ست ترويحات، فإذا كان العشر الأخير زاد واحدة، كل هذا يدل على أن هذه الصلاة مشروعة، وأن اتهام الشيخ الخليفي رحمه الله باطل، وإنما هو رحمه الله مستن في فعله ذلك لا مبتدئ ولا مبتدع.
وهذه المسألة قد أثيرت زمن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله المتوفى عام 1282، وأجاب عنها بجواب طويل نافع، مفاده رد هذه الشبهة.
أما ما ذكره عن صلاة النافلة في البيت وكونها أفضل فهذا حق، ونحن نقول به ونحث عليه، إلا أن صلاة التراويح في رمضان لها خصوصيتها، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أفضلية أدائها مع الجماعة يقول عليه الصلاة والسلام: (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) ولفعل النبي صلى الله عليه وسليم، وفعل عمر رضي الله عنه بعده، كما تقدم.
وأما ما ذكره الكاتب وفقه الله عن صيام الست من شوال، فقد خالف الصواب أيضا،
فأولا: تضعيفه لراوي الحديث سعد بن سعيد.
ويجاب عنه بأن سعد بن سعيد الأنصاري وإن ضعفه بعض الأئمة فقد وثقه غيرهم، فروى عنه شعبة وسفيان الثوري وابن عيينة وابن جريج وسليمان بن بلال، وهؤلاء أئمة هذا الشأن. وقال أحمد كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن. قال عبد الله، يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته، وتنقيته للرجال. وقال محمد بن سعد: شعبة أول من فتش عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين، وصار علما يقتدى به، وقال أبو حاتم الرازي عن ابن معين: سعد بن سعيد صالح، وقال محمد بن سعد، ثقة، قليل الحديث، وقال ابن أبي الحاتم: سمعت أبي يقول: كان سعد بن سعيد مؤديا، يعني أنه كان يحفظ ويؤدي ما سمع. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأسا مقدار ما يرويه، ومثل هذا إنما ينفي ما ينفرد به، أو يخالف به الثقات، فأما إذا لم ينفرد وروى ما رواه الناس فلا يطرح حديثه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن هذا الحديث لم ينفرد بروايته سعد بن سعيد، بل رواه صفوان بن سليم ويحيى بن سعيد، أخو سعد المذكور، وعبد ربه بن سعيد، وعثمان بن عمر الخزاعي.
ويقال أيضا: إن الإمام مسلما قد خرج حديث سعد هذا في صحيحه، ومسلم إنما احتج بحديثه لأنه ظهر له أنه لم يخطئ فيه بقرائن ومتابعات ولشواهد دلته على ذلك، وإن كان قد عرف خطأه في غيره، فكون الرجل يخطئ في شيء لا يمنع الاحتجاج به فيما ظهر أنه لم يخطئ فيه، وهكذا حكم كثير من الأحاديث التي خرجاها، وفي إسنادها من تكلم فيه من جهة حفظه، فإنهما لم يخرجاها إلا وقد وجدا لها متابعا.
وهاهنا دقيقة ينبغي التفطن لها، وهي أن الحديث الذي روياه أو أحدهما واحتجا برجاله أقوى من حديث احتجا برجاله: ولم يخرجاه، فتصحيح الحديث أقوى من تصحيح السند.
والعلة الثانية التي ذكرها الكاتب - وفقه الله -: من أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان لكيلا يختلط بصوم رمضان صوم غيره.
فالجواب عنها: أن صوم الست من شوال قد جاءت السنة به، وهذه المفسدة يمكن دفعها بتأخير صيام الست من شوال قليلا حتى يفصل بين صيام رمضان وصيام الست من شوال، وإذا أمنت المفسدة فلا بأس بصيامها بعد يوم العيد مباشرة.
أما العلة الثالثة التي ذكرها الكاتب وهي أن الرسول لم يصمها، ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين، ونقل قول الإمام مالك (ما رأيت أحداً من أهل الفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وأن يلحق برمضان ما ليس منه).
فالجواب عنها من وجوه:
الوجه الأول: أن يقال إن عدم النقل لا يعني نقل العدم، بمعنى أن كون ذلك لم ينقل إلينا لا يعني أنه لم يقع.
الوجه الثاني: أن طرد هذا التنظير يعني رد الجميع السنة القولية، وهذا باطل بلا شك.
الوجه الثالث: أن الأصل ثبوت الدليل، فإذ قد صح الحديث فإن العمل به مشروع وسنة، ولو لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه صلى الله عليه وسلم قد يأمر بالشيء ويحث عليه، ويترك العمل به، مخافة أن يفرض على أمته، يقول الإمام ابن خزيمة رحمه الله: باب ذكر علة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك لها بعض أعمال التطوع، وإن كان يحث عليها، وهي خشية أن يفرض عليه ذلك الفعل، مع استحبابه صلى الله عليه وسلم ما خفف على الناس من الفرائض.
وساق تحت هذا الباب حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك العمل، وهو يحب أن يفعله، خشية أن يستن به، فيفرض عليهم، وكان يحب ما خف على الناس من الفرائض) وأصل الحديث في صحيح مسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد صرح بهذا، لما قام بعض الليالي في رمضان ومعه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ثم ترك الخروج إليهم، وعلل ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (قد رأيت ما صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم) أخرجه البخاري ومسلم.
وأما ما نقله الكاتب من كلام للإمام مالك رحمه الله فقد بين العلماء معناه ووجهوا كلامه رحمه الله واعتذروا له: فإن هذا القول منه رحمه الله جار على أصله في الاحتجاج بعمل أهل المدينة وكون أهل المدينة في زمن مالك لم يعملوا به لا يوجب ترك الأمة كلهم له وقد عمل به أحمد والشافعي وابن المبارك وغيرهم. قال مطرف: كان مالك يصومها في خاصة نفسه، وقال: وإنما كره صومها لئلا يلحق أهل الجاهلية ذلك برمضان. فأما من يرغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه قال ابن عبد البر: لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب على أنه حديث مدني والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه والذي كرهه مالك قد بينه وأوضحه: خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يسبق ذلك إلى العامة وكان متحفظاً كثير الاحتياط للدين وأما صوم الستة الأيام على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله، وقال القاضي عياض: أخذ بهذا الحديث جماعة من العلماء، وروي عن مالك وغيره كراهية ذلك ولعل مالكا إنما كره صومها على ما قال في الموطأ: أن يعتقد من يصومه أنه فرض، وأما على الوجه الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم فجائز.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما أحببت بيانه بخصوص هذا المقال ثم إني أوجه نصيحتي لكاتب هذا المقال وغيره ممن يتصدرون للكلام في أمور الشرع: بأن يتقوا الله في أنفسهم، ويدركوا خطورة الخوض في هذه المسائل، لما يترتب على ذلك من القول على الله بلا علم، وهذا أمر خطير جداً، فإن الله تعالى يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)، ويقول سبحانه: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) ويقول عز وجل: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).
والعلم بعد توفيق الله إنما يكون بلزوم حلق العلم، والأخذ عن أهل العلم المعتبرين، لأن في ذلك مأمنا من أن ينزلق المتعلم فيما لا يدرك أبعاده من فهم خاطئ أو تصور ناقص.
ولا يؤخذ العلم من بحث سريع في مواقع إلكترونية، أو برامج حاسوبية، أو مطالعة عابرة للكتب من غير معرفة بأصول الاستدلال، ولا إلمام بكلام أهل العلم واصطلاحاتهم، ومدارك أنظارهم، ووجه انتزاعهم للدلالة من الدليل، إلى غير ذلك مما يتطلب مدة طويلة وصبراً على طريق طلب العلم.
والمقصود التنبيه على خطورة الخوض في مسائل الشريعة لغير المتأهلين لذلك، وإنما قصدت لذلك لما لاحظت كثرة من يخوض فيها بغير علم في صحف سيارة قد يغتر بكلامهم جاهل أو قليل إدراك فيعمل به، فيحمل أولئك أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم والعياذ بالله.
ونصيحتي للمسؤولين عن الصحف بأن يتقوا الله في صحفهم، وألا ينشروا شيئاً من أمور الشرع إلا بعد الرجوع إلى أهل العلم واستشارتهم في ذلك امتثالاً لأمر الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعملون).
أما فتح الباب لغير أهل العلم لإبداء آرائهم، أو طرح أهوائهم في مسائل شرعية، فهذا فيه ما فيه من الخطورة، والجناية على الشريعة، مما لا ينبغي لأهل الإسلام أن يرضوا به، فضلاً عن أن يقروه وينشروه.
أسأل الله عز وجل أن يهدي الجميع لطاعته، ولزوم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتمسك بشريعته، كما أسأله سبحانه أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه سبحانه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: (صحيفة الوطن)؛الجمعة 8 شوال 1428هـ؛العدد (2576) السّنة الثّامنة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:06]ـ
2 ـ ردّ صاحب الفضيلة الشَّيخ سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ:
ما إن انتهى موسم رمضان إلا وابتدأ موسم أشهر الحج وموطن صيام ستة أيام من شوال، واستحباب صيام ستة أيام من شوال ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (1164) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) وأخرجه أبو داود (2425) والترمذي (759) وحسنه، وصححه ابن حبان (3634) وابن خزيمة (2114).
قال ابن الملقن في البدر المنير 5/ 752: "هذا الحديث صحيح حفيل جليل .. وقد روى هذا الحديث عن سعد بن سعيد تسعة وعشرون رجلا أكثرهم ثقات حفاظ إثبات، وقد ذكرت كل ذلك عنهم موضحا في تخريجي لأحاديث المهذب مع الجواب عمن طعن في سعد بن سعيد وأنه لم ينفرد به وتوبع عليه وذكرت له ثمانية شواهد".
ومشروعية صيام ستة أيام من شوال ورد فيها أحاديث أخرى غير حديث أبي أيوب، منها حديث جابر أخرجه أحمد 3/ 308 والبيهقي 4/ 292 وحديث ثوبان أخرجه ابن ماجة (1715) وابن حبان (3635) وابن خزيمة (2115) والنسائي في الكبرى (2860) والطبراني (1451). وحديث ابن عمر أخرجه الطبراني في الأوسط (8622).
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 183 حديث أبي هريرة أخرجه البزار والطبراني وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في الأوسط وحديث غنام أخرجه الطبراني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمها ادعاء يحتاج إلى دليل لكثرة صيامه النفل فقد كان يواصل الصوم حتى يقال لا يفطر أخرجه البخاري (1868) ومسلم (1156) وعلى فرض عدم صوم النبي صلى الله عليه وسلم لها لا يدل ذلك على عدم مشروعيتها لأن السنة القولية حجة شرعية، ولذلك يشرع صوم يوم وإفطار يوم مع عدم ثبوت فعل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ذلك أفضل الصيام كما أخرجه البخاري (1079) ومسلم (1159) ومخالفة بعض الأئمة الحديث لعذر كعدم بلوغ الحديث لهم لا يسوغ لنا ترك الحديث، فإن العبرة بالأدلة الشرعية لا بالأقوال المجردة للأئمة، ولذلك وجدنا من أتباع الإمام مالك من لا يوافقه في هذه المسألة، ويعتذر عن الإمام بعدم بلوغ النص له.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 7/ 361: "ولا شك أن مذهب مالك المدون فيه فروع تخالف بعض نصوص الوحي، والظاهر أن بعضها لم يبلغه رحمه الله ولو بلغه لعمل به، وأن بعضها بلغه وترك العمل به لشيء آخر يعتقده دليلا أقوى منه، ومن أمثلة ما لم يبلغه النص فيه: صيام ست من شوال بعد صوم رمضان، قال رحمه الله في الموطأ ما نصه: "إني لم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف"، وفيه تصريح مالك بأنه لم يبلغه صيام ستة من شوال عن أحد من السلف، وهو صريح في أنه لم يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أنه لو بلغه الترغيب عن النبي صلى الله عليه وسلم لكان يصومها ويأمر بصومها فضلا عن أن يقول بكراهتها".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار 3/ 380: "لم يبلغ مالكا حديث أبي أيوب .. ولو علمه لقال به"، وقال: "وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان رضي الله عنه فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله، لأن الصوم جنة وفضله معلوم لمن رد طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى، وهو عمل بر وخير، وقد قال الله عز وجل "وافعلوا الخير" ومالك لا يجهل شيئا من هذا ولم يكره من ذلك إلا ما خافه على أهل الجهالة والجفاء إذا استمر ذلك وخشي أن يعدوه من فرائض الصيام مضافا إلى رمضان".
وقال القرطبي المالكي في التفسير 2/ 331: "يستحب له أن يصوم من شوال ستة أيام".
وأما النهي عن صوم ست شوال خشية اختلاطها برمضان، فهذا تعليل فاسد الاعتبار لمخالفته الخبر، والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم منا بالشرع، فلا نترك قوله لمثل هذه التوهمات.
قال الشنقيطي 7/ 362: "لكنه صلى الله عليه وسلم ألغى المحذور المذكور وأهدره لعلمه بأن شهر رمضان أشهر من أن يلتبس بشيء من شوال كما أن النوافل المرغب فيها قبل الصلوات المكتوبة وبعدها لم يكرهها أحد من أهل العلم خشية أن يلحقها الجهلة بالمكتوبات لشهرة المكتوبات الخمس وعدم التباسها بغيرها، وعلى كل حال فإنه ليس لإمام من الأئمة أن يقول هذا الأمر الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكروهاً لخشية أن يظنه الجهال من جنس الواجب، وصيام الستة المذكورة وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم ثابت عنه، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه (1164) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" والطعن في هذا الحديث بأنه من رواية سعد بن سعيد لا يصح، لأن جماعة من أهل العلم وثقوه ثم قد وافقه جماعة من الرواة كصفوان بن سليم كما عند النسائي في الكبرى (2863) وكشعبة كما أشار إليه الترمذي (759) وكزيد بن أسلم عند الطحاوي في شرح المشكل 6/ 122 وكيحيى بن سعيد عنده أيضاً وعند أبي عوانة (2701) والطبراني (3914)، قال النووي في شرح مسلم 8/ 56: "إذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها وقولهم قد يظن وجوبها ينتقض بصوم يوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب".
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء ذات الرقم (4763)، "ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر" رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي، فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة، وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة العلم، ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان أو خوف أن يظن وجوبها أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها، فإنه من الظنون وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ومن علم حجة على من لم يعلم".
وسبب إطالتي في الحديث عن هذا الموضوع هو مقال صحفي نشر يوم الأربعاء 28 رمضان في "الوطن" في صفحة نقاشات، ادعى فيه الكاتب أن "صيام الستة أيام من شوال أقرب إلى البدعة منه إلى السنة" بل وتجاوز ذلك إلى القول ببدعة صلاة التهجد جماعة في المسجد وهذه طامة أكبر من الأولى وذلك أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في رمضان بآخر الليل وصلى معه رجال، ثم ترك هذه الصلاة خشية أن تفرض على أمته، فلما زال هذا المعنى رجعت مشروعية أداء صلاة التهجد في رمضان إلى مشروعيتها، فقد روى البخاري (5762) ومسلم (781) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاة ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم فخرج إليهم، وقال: مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم.
وأخرج أبو داود (1375) وابن خزيمة (2206) وابن حبان (2547) وابن ماجة (1327) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم ليالي من الشهر قال ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاثة من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح، قلت وما الفلاح؟ قال السحور، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم".
ومن العجب أن يدعي الكاتب أن أول من فعل ذلك هو الشيخ عبد الله الخليفي مع ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم واستمر العمل عليه منذ الزمان الأول.
ففي مصنف عبد الرزاق (7730) أن عمر جمع الناس على الصلاة فكانوا ينصرفون عند فروع الفجر وفيه (7733) قال السائب بن يزيد: كنا ننصرف من القيام على عهد عمر وقد دنا فروع الفجر. وأخرج مالك في الموطأ (251) عن السائب بن يزيد أنه قال: أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.
وأخرج مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال سمعت أبي يقول كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام مخافة فوت السحور. وأخرج ابن أبي شيبة (7711) عن الحكم قال: كانوا ينامون نومة قبل القيام في شهر رمضان.
واسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وأن يعيننا على الاستمرار بالعمل الصالح بعد رمضان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: (صحيفة الوطن)؛الأربعاء 6 شوال 1428هـ؛العدد (2574) السّنة الثّامنة.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:52]ـ
جزاكم الله خيراً يا حامل المسك و ناثر الفوائد ...
هل سبق أحد ذلك الكاتب (!) إلى هذا القول الغريب ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 10:59]ـ
3 ـ ردّ فضيلة الشَّيخِ خَالد بنِ قاسم الرَّدَّاديّ ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
مشروعية صيام السّت من شوال حوار مع الاستاذ جميل خيّاط
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اطلعت على مقال للأستاذ جميل خياط في جريدة المدينة العدد 15185 بعنوان (صيام الستة أيام من شوال فيه أقوال .. !!) ذهب فيه إلى قول مرجوح وهو عدم جواز صيام الست من شوال،فألفيته قد أخطأ في مقاله هذا عدة أخطاء جسيمة وأوهم القراء بضعف الحديث الوارد في هذا -مع كونه أخرجه مسلم في صحيحه وغيره- فرأيت أن الرد على ماتمسك به الأستاذ لازم حتى لايغتر بكلامه وتدليسه مع الأسف مغتر،ليس هذا فحسب بل ذهب الأستاذ -هداه الله-إلى أن صيام الست يوقع في لوثة الابتداع!!
هذا وقد كنت رددت عليه في المسألة نفسها قبل سنوات ولكن -مع الأسف- لايزال الأستاذ إلى اليوم يكرر كلامه بعينه دون امعان أو روية عقب كل رمضان!!
وكنت أود من الأستاذ وفقنا الله وإيّاه لكل خير أن يتريث وينظر في كلام العلماء قبل أن يتكلم في مثل هذه المسائل دون دراية، ولو رجع إلى رسالة الحافظ الفقيه الأصولي الشافعي المتوفى سنة 761هـ الموسومة بـ"رفع الإشكال عن صيام ست من أيام شوال" لوجد فيها جواب جميع ما أشكل عليه!
وعلى كل فالمآخذ على مقال الأخ نوجزها فيما يلي:
1 - عنوان المقال: (صيام الستة أيام من شوال فيه أقوال)!
بينما لم تذكر لنا في مقالك سوى القول المرجوح الذي حاولت جاهداً الانتصار له!!
2 - قال الأستاذ:"يتردد على منابر الإعلام في أوائل شهر شوال من كل عام ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من استحباب صيام ستة أيام من شوال .. ".
لم هذا التدليس وعدم ذكرك للحديث وبيان مخرجه!
فهل يقال لحديث خرّجه مسلم في "صحيحه"في كتاب الصوم باب استحاب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان (رقم:1164) حديث منسوب!!
فهلا ذكرت الحديث وبينت من خرّجه من الأئمة في كتبهم ثم ناقشت في صحته وضعفه
!
أم أنك أعرضت عن ذكرك له حتى لايلزمك القاريء أن الحديث في مسلم ودواوين السنة المشهورة وأنت تبطله!
وهاكم نص الحديث مع تخريجه:
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصاري -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ " الأخرجه مسلم (رقم:1164)،وأبو داود (رقم:2433)،والترمذي (رقم:759)،والنسائي في "السنن الكبرى" (رقم:2863)،وابن ماجه (رقم:1716)،وأحمد في "المسند" (5/ 417)،والطيالسي (رقم:694)،وعبد الرزاق في "مصنفه" (رقم:7918و7919و7921)،الحميدي (رقم:381)،وابن أبي شيبة (3/ 97)،وعبد بن حميد (رقم:228/المنتخب) والدارمي (رقم:1703)،واب ن خزيمة (رقم:2114)،والطحاوي في"مشكل الآثار" (3/ 118)،والطبراني في"الكبير" (4/ 135 - 136)،وفي"الأوسط" (رقم:4637)،وفي"الصغير" (رقم:664)،وابن حبان (رقم:3634)،والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/ 292)،و"معرفة النن والآثار" (6/ 292)،والبغوي في"شرح السنة" (رقم:1780).
والحديث كما تقدم أخرجه مسلم في "صحيحه" وحسبك به، وقال الترمذي:"حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح"،وصححه ابن خزيمة وابن حبان وجماعة من أهل العلم المعتبرين، فهل بعد هذا كله يصح أن يقال عن الحدي "ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من استحباب صيام ستة أيام من شوال .. "موهما ضعفه وبطلانه."!!
3 - قال الأستاذ: "وقد أخذ بهذا الحديث الإمام أحمد ولم يأخذ به مالك ولا أبوحنيفة، واعتبرا هذا الصيام مكروهاً".
وعلى كلامه هذا مأخذان:
أ- أوهم الكاتب كعادته أن هذا الحديث لم يأخذ به سوى الإمام أحمد-رحمه الله- وهذا غير صحيح البتة،قال ابن رجب -رحمه الله -في"لطائف المعارف" (ص389):
"وأما العمل به -يعني حديث أبي أيوب- فاستحب صيام ستة من شوال أكثر العلماء، روي ذلك عن ابن عباس-رضي الله عنهما-وطاووس والشعبي وميمون بن مهران وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق .. "اهـ.
وانظر: (نيل الأوطار4/ 266،وسبل السلام2/ 167،والمهذب1/ 187،وشرح النووي على مسلم8/ 56،والمغني3/ 172).
ب- أن الحنفية والمالكية يرون أن كراهة صيام هذه الأيام خاص بمن يعتقد سنية الاتباع، وبمن يصومها متوالية متصلة برمضان.
قال الزرقاني المالكي-رحمه الله- في"شرح الموطأ" (2/ 271):
(يُتْبَعُ)
(/)
"قال شيوخنا إنما كره مالك صومها مخافة أن يلحق الجهلة برمضان غيره، أما صومها على ما أراده الشرع فلا يكره،وقيل لم يبلغه الحديث أو لم يثبت عنده أو وجد العمل على خلافه ويحتمل أنه إنما كره وصل صومها بيوم الفطر فلو صامها أثناء الشهر فلا كراهة وهو ظاهر قوله ستة أيام بعد الفطر من رمضان ".
وقال الخرشي المالكي-رحمه الله-:
"وهذه-الكراهة-إذا صامها متصلة برمضان، متوالية، مظهراً لها، معتقداً سنة اتصالها، وإلاّ فلا كراهة" [حاشية الخرشي على مختصر خليل2/ 243].
وقال الكاساني الحنفي-رحمه الله-:
"والاتباع المكروه، هو أن يصوم يوم الفطر، ويصوم بعده خمسة أيام، فأما إذا أفطر يوم العيد ثم صام بعده ستة أيام فليس بمكروه، بل هو مستحب وسنة".
[بدائع الصنائع2/ 980].
فهذا الذي في كتب الفقهاء المعتمدة فلا أدري لم أعرضت عنه ولم تذكره!
بدل الإيهام والتدليس!!
4 - ثم قال الأستاذ:"والعلة في هذا الحديث مردها إلى سعد بن سعيد، إذ عليه مداره في الرواية. وهو-أي هذا الراوي- سيئ الحفظ، كما ذكره الحافظ في التقريب (تحفة الأحوذي 519/ 753). وقال عنه النسائي، كما نقله ابن القيم في شرحه للسنن (814/ 2431): (سعد بن سعيد ضعيف) اهـ. وقال عنه الإمام أحمد: ( .. وسعد بن سعيد هو ضعيف جداً، تركه مالك وأنكر عليه هذا الحديث، وقد ضعفه أحمد. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بحديث سعد بن سعيد والحديث بعد ذلك مداره على عمر بن ثابت الأنصاري، ولم يروه عن أبي أيوب غيره، فهو شاذ فلا يحتج به) اهـ. فهذه علة الحديث في ذاته، أولاً .. ".
وعلى كلامه هذا عدة مؤاخذات:
أ-قولك أن مدار الحديث على سعد بن سعيد، فليس كذلك؛ بل قد رواه صفوان بن سليم، ويحي بن سعيد القاضي-أخو سعد المذكور-عن عمر بن ثابت أيضاً.
أما رواية صفوان بن سليم: فأخرجها أبوداود (رقم:2433)،والنسائي في "السنن الكبرى" (رقم:2863) وابن حبان (رقم:3634) ثلاثتهم من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد جميعاً عن عمر بن ثابت به.
وصفوان ثقة حجة كما في "الكاشف" و"التقريب".
ب-نقلك عن الإمام أحمد أنه قال عن سعد بن سعيد:ضعيف جداً .. ! غير صحيح البتة ولاأدري من أين لك هذا!!
فمصدرك الذي نقلت منه كلامك فيه خلاف هذا، وهو"حاشية ابن القيم على سنن أي داود وإليك نص كلامه (7/ 61 - 63):
"هَذَا الْحَدِيث قَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ , فَأَوْرَدَهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه. وَضَعَّفَهُ غَيْره , وَقَالَ: هُوَ مِنْ رِوَايَة سَعْد بْن سَعِيد أَخِي يَحْيَى بْن سَعِيد , قَالَ النَّسَائِيّ فِي سُنَنه: سَعْد بْن سَعِيد ضَعِيف , كَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل .. ".
وقال أيضاً:"وَقَدْ اِعْتَرَضَ بَعْض النَّاس عَلَى هَذِهِ الْأَحَادِيث بِاعْتِرَاضَاتٍ , نَذْكُرُهَا , وَنَذْكُر الْجَوَاب عَنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. الِاعْتِرَاض الْأَوَّل:
تَضْعِيفهَا. قَالُوا: وَأَشْهَرُهَا: حَدِيث أَبِي أَيُّوب , وَمَدَاره عَلَى سَعْد بْن سَعِيد , وَهُوَ ضَعِيف جِدًّا , تَرَكَهُ مَالِك , وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيث , وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَحْمَد وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: تَكَلَّمُوا فِيهِ مِنْ قِبَل حِفْظه. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيس بِالْقَوِيِّ وَقَالَ اِبْن حِبَّان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِحَدِيثِ سَعْد بْن سَعِيد ... ".
فأنت ترى أنه ليس في كلامه البتة أن أحمد قال عنه:ضعيف جداً. وإنما ضعفه فقط!
وإليك أقوال الأئمة فيه كما في"التهذيب"لابن حجر (3/ 408):
" .. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه:ضعيف،وكذا قال بن معين في رواية،وقال في رواية أخرى: صالح،وقال النسائي: ليس بالقوي،وقال بن سعد:كان ثقة قليل الحديث،وقال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: سعد بن سعيد الأنصاري يؤدي يعني أنه كان لا يحفظ ويؤدي ما سمع،وقال بن عدي:له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة ولا أرى بحديثه بأسا بمقدار ما يرويه، وذكره بن حبان في الثقات وقال: كان يخطىء،قال ابن سعد وخليفة بن خياط:توفي سنة 141 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت وكذا أرخه بن حبان وزاد:لم يفحش خطؤه فلذلك سلكناه مسلك العدول،وقال العجلي وابن عمار:ثقة،وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: سعد بن سعيد الأنصاري مؤدي،قال أبو الحسن بن القطان الفاسي:اختلف في ضبط هذه اللفظة فمنهم من يخففها أي هالك، ومنهم من يشددها أي حسن الأداء، وقال الترمذي: تكلموا فيه من قبل حفظه".
فهل مثل هذا يقال فيه: ضعيف جداً، خاصة وأن مسلماً خرّج حديثه في الصحيح، فلايقال ضعيف جداً إلا لمن كان متروكاً وضاعاً! فأما من وثقه قوم وضعفه آخرون لسوء حفظه أو لشيء قريب وقد أحتج به في الصحيح لايقال فيه ضعيف جداً!
قال ابن القيم:
" سَلَّمْنَا ضَعْفه لَكِنَّ مُسْلِمٌ إِنَّمَا اِحْتَجَّ بِحَدِيثِهِ لِأَنَّهُ ظَهَرَ لَهُ أَنَّهُ لَمْ يُخْطِئ فِيهِ بِقَرَائِن وَمُتَابَعَات وَلِشَوَاهِد دَلَّتْهُ عَلَى ذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ قَدْ عَرَفَ خَطَؤُهُ فِي غَيْره , فَكَوْن الرَّجُل يُخْطِئ فِيشَيْءٍ لَا يَمْنَع الِاحْتِجَاج بِهِ فِيمَا ظَهَرَ أَنَّهُ لَمْ يُخْطِئ فِيهِ , وَهَكَذَا حُكْم كَثِير مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي خَرَّجَاهَا , وَفِي إِسْنَادهَا مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ مِنْ جِهَة حِفْظه , فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخْرِجَاهَا إِلَّا وَقَدْ وَجَدَا لَهَا مُتَابَعًا " [حاشية سنن أبي داود7/ 62].
والذي أعجب له أن الكاتب وفقه الله ينقل عن ابن القيم هذه الاعتراضات حتى يوهم القاريء ويلبس عليه ولايذكر من قريب ولابعيد جواب ابن القيم عنها وتفنيده لها!!!!
جـ- قولك إن الحديث مداره على عمر بن ثابت الأنصاري، ولم يروه عن أبي أيوب غيره، فهو شاذ فلا يحتج به!
فالجواب أن هذا ليس من الشاذ الذي لايحتج به، ولو كان كذلك لكانت قطعة من أحاديث الصحيحين كثيرة لايحتج بها، لتفرد رواتها بها، وليس كذلك بالاتفاق.
فهذا حديث "إنما الأعمال بالنيات"لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ عمر بن الخطاب، ولاعن عمر إلاّ علقمة بن وقاص الليثي، ولا عن علقمة إلاّ محمد بن إبراهيم التيمي، ولاعن محمد إلاّ يحي بن سعيد، وهو من أشهر الأحاديث، وأكثرها تكراراً في الصحيحين، ومثل هذا كثير في الصحيح.
قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:"ليس الشاذ أن يروي الثقة مالايروي غيره، إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثاً يخالف ماروى الناس".
وقد قرر هذه المسألة علماء الحديث في مصنفاتهم فهلا رجعت إليها، وانظر إن شئت: [علوم الحديث لابن الصلاح ص76،والإرشاد للنووي ص94،وفتح المغيث للعراقي ص85 - 86 .. ].
ثم نقول: ليس هذا مما تفرّد به عمر بن ثابت، بل رواه أيضاً ثوبا ن مولى رسول الله صلى عليه وسلم،وأبو هريرة،وابن عمر رضي الله عنهم.
أما حديث ثوبان فأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (رقم:3635) بعد حديث عمر بن ثابت قائلا:"ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنّ هذا الخبر تفرّد به عمر بن ثابت عن أبي أيوب"،
وأخرجه أحمد (5/ 280)،والدارمي (2/ 21)،والطحاويفي"مشكل الآثار" (3/ 119 - 120)،وابن ماجه (رقم:1715).
وأما حديث أبي هريرة وابن عمر فانظرتخريجها في"الترغيب والترهيب"للمنذري (2/ 40 - 41)،و"تحفة الأحوذي" (3/ 388).
5 - ثم قال الأستاذ:"والثانية أن الرسول صلى الله عليه وسلم -كما نقله ابن القيم (814/ 2431) -قد نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان حماية لرمضان أن يُخلط به صوم غيره. فكيف بما يضاف إليه بعده .. ؟!! ".
وهذا عجيب غريب فهلا نقلت كلام ابن القيم في الجواب عن هذا بدل الإيهام والتدليس، وإليكم أيها الإخوة كلام ابن القيم في الرد على هذا الاعتراض، قال-رحمه الله-:
"الِاعْتِرَاض الثَّالِث:
أَنَّ هَذَا الْحَدِيث غَيْر مَعْمُول بِهِ عِنْد أَهْل الْعِلْم. قَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ: وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْل الْعِلْم وَالْفِقْه يَصُومهَا , وَلَمْ يَبْلُغنِي ذَلِكَ عَنْ أَحَد مِنْ السَّلَف , وَإِنَّ أَهْل الْعِلْم يَكْرَهُونَ ذَلِكَ , وَيَخَافُونَ بِدْعَته , وَأَنْ يُلْحِق بِرَمَضَان مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْل الْجَهَالَة وَالْجَفَاء , لَوْ رَأَوْا فِي ذَلِكَ رُخْصَة عَنْ أَهْل الْعِلْم , وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ , تَمَّ كَلَامُهُ , قَالَ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْمُنْذِرِيّ: وَاَلَّذِي خَشِيَ مِنْهُ مَالِك قَدْ وَقَعَ بِالْعَجَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
, فَصَارُوا يَتْرُكُونَ الْمُسَحِّرِينَ عَلَى عَادَتِهِمْ وَالنَّوَاقِيس وَشَعَائِر رَمَضَان إِلَى آخِر السِّتَّة الْأَيَّام , فَحِينَئِذٍ يُظْهِرُونَ شَعَائِر الْعِيد.
وَيُؤَيِّد هَذَا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي قِصَّة الرَّجُل الَّذِي دَخَلَ الْمَسْجِد وَصَلَّى الْفَرْض , ثُمَّ قَامَ يَتَنَفَّل , فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَر , وَقَالَ لَهُ " اِجْلِسْ حَتَّى تَفْصِل بَيْن فَرْضك وَنَفْلِك , فَبِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلنَا , فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَابَ اللَّه بِك يَا اِبْن الْخَطَّاب ".
قَالُوا: فَمَقْصُود عُمَر: أَنَّ اِتِّصَال الْفَرْض بِالنَّفْلِ إِذَا حَصَلَ مَعَهُ التَّمَادِي وَطَالَ الزَّمَن ظَنَّ الْجُهَّال أَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْفَرْض , كَمَا قَدْ شَاعَ عِنْد كَثِير مِنْ الْعَامَّة: أَنَّ صُبْح يَوْم الْجُمْعَة خَمْس سَجَدَات ولَا بُدّ , فَإِذَا تَرَكُوا قِرَاءَة {الم تَنْزِيل} قَرَءُوا غَيْرهَا مِنْ سُوَر السَّجَدَات , بَلْ نَهَى عَنْ الصَّوْم بَعْد اِنْتِصَاف شَعْبَان حِمَايَةً لِرَمَضَان أَنْ يُخْلَط بِهِ صَوْم غَيْره فَكَيْف بِمَا يُضَاف إِلَيْهِ بَعْده؟
فَيُقَال: الْكَلَام هُنَا فِي مَقَامَيْنِ: أَحَدهمَا: فِي صَوْم سِتَّةٍ مِنْ شَوَّال , مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَة
وَالثَّانِي: فِي وَصْلهَا بِهِ. أَمَّا الْأَوَّل فَقَوْلكُمْ: إِنَّ الْحَدِيث غَيْر مَعْمُول بِهِ: فَبَاطِلٌ , وَكَوْن أَهْل الْمَدِينَة فِي زَمَن مَالِك لَمْ يَعْمَلُوا بِهِ لَا يُوجِب تَرْك الْأُمَّة كُلّهمْ لَهُ , وَقَدْ عَمِلَ بِهِ أَحْمَد وَالشَّافِعِيّ وَابْن الْمُبَارَك وَغَيْهمْ.
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: لَمْ يَبْلُغ مَالِكًا حَدِيث أَبِي أَيُّوب , عَلَى أَنَّهُ حَدِيثٌ مَدَنِيٌّ , وَالْإِحَاطَة بِعِلْمِ الْخَاصَّة لَا سَبِيل إِلَيْهِ , وَاَلَّذِي كَرِهَهُ مَالِك قَدْ بَيَّنَهُ وَأَوْضَحَهُ: خَشْيَة أَنْ يُضَاف إِلَى فَرْض رَمَضَان , وَأَنْ يَسْبِق ذَلِكَ إِلَى الْعَامَّة , وَكَانَ مُتَحَفِّظًا كَثِير الِاحْتِيَاط لِلدِّينِ , وَأَمَّا صَوْم السِّتَّة الْأَيَّام عَلَى طَلَب الْفَضْل , وَعَلَى التَّأْوِيل الَّذِي جَاءَ بِهِ ثَوْبَان , فَإِنَّ مَالِكًا لَا يَكْرَه ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه , لِأَنَّ الصَّوْم جُنَّة , وَفَضْلُهُ مَعْلُومٌ: يَدَع طَعَامه وَشَرَابه لِلَّهِ , وَهُوَ عَمَل بِرّ وَخَيْر , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى {وَافْعَلُوا الْخَيْر لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وَمَالِك لَا يَجْهَل شَيْئًا مِنْ هَذَا , وَلَمْ يَكْرَه مِنْ ذَلِكَ إِلَّا مَا خَافَهُ عَلَى أَهْل الْجَهَالَة وَالْجَفَاء إِذَا اِسْتَمَرَّ ذَلِكَ , وَخَشِيَ أَنْ يُعَدَّ مِنْ فَرَائِض الصِّيَام , مُضَافًا إِلَى رَمَضَان , وَمَا أَظُنّ مَالِكًا جَهِلَ الْحَدِيث , لِأَنَّهُ حَدِيثٌ مَدَنِيٌّ اِنْفَرَدَ بِهِ عُمَر بْن ثَابِت , وَأَظُنّ عُمَر بْن ثَابِت لَمْ يَكُنْ عِنْده مِمَّنْ يَعْتَمِد عَلَيْهِ , وَقَدْ تَرَك مَالِك الِاحْتِجَاج بِبَعْضِ مَا رَوَاهُ عُمَر بْن ثَابِت.
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْهُ , وَلَوْ لَا عِلْمه بِهِ مَا أَنْكَرَ بَعْض شُيُوخه , إِذْ لَمْ يَثِق بِحِفْظِهِ لِبَعْضِ مَا يَرْوِيه , وَقَدْ يُمْكِن أَنْ يَكُون جَهِلَ الْحَدِيث , وَلَوْ عَلِمَهُ لَقَالَ بِهِ , هَذَا كَلَامه. وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: أَخَذَ بِهَذَا الْحَدِيث جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء. وَرُوِيَ عَنْ مَالِك وَغَيْره كَرَاهِيَة ذَلِكَ , وَلَعَلَّ مَالِكًا إِنَّمَا كَرِهَ صَوْمهَا عَلَى مَا قَالَ فِي الْمُوَطَّأ: أَنْ يَعْتَقِد مَنْ يَصُومهُ أَنَّهُ فَرْض , وَأَمَّا عَلَى الْوَجْه الَّذِي أَرَادَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَائِز.
وَأَمَّا الْمَقَام الثَّانِي: فَلَا رَيْب أَنَّهُ مَتَى كَانَ فِي وَصْلِهَا بِرَمَضَان مِثْل هَذَا الْمَحْذُور كُرِهَ أَشَدّ الْكَرَاهَة , وَحُمِيَ الْفَرْض أَنْ يُخْلَط بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ , وَيَصُومهَا فِي وَسَط الشَّهْر أَوْ آخِره , وَمَا ذَكَرُوهُ مِنْ الْمَحْذُور فَدَفْعه وَالتَّحَرُّز مِنْهُ وَاجِبٌ , وَهُوَ مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام. فَإِنْ قِيلَ: الزِّيَادَة فِي الصَّوْم إِنَّمَا يُخَاف مِنْهَا لَوْ لَمْ يُفْصَل بَيْن ذَلِكَ بِفِطْرِ يَوْم الْعِيد , فَأَمَّا وَقَدْ تَخَلَّلَ فِطْر يَوْم الْعِيد فَلَا مَحْذُور. وَهَذَا جَوَابُ أَبِي حَامِد الْإِسْفَرَايِينِي وَغَيْره. قِيلَ: فِطْر الْعِيد لَا يُؤَثِّر عِنْد الْجَهَلَة فِي دَفْع هَذِهِ الْمَفْسَدَة. لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ وَاجِبًا فَقَدْ يَرَوْنَهُ كَفِطْرِ يَوْم الْحَيْض , لَا يَقْطَع التَّتَابُع وَاتِّصَال الصَّوْم , فَبِكُلِّ حَال يَنْبَغِي تَجَنُّب صَوْمهَا عَقِب رَمَضَان إِذَا لَمْ تُؤْمَن مَعَهُ هَذَا الْمَفْسَدَة. وَاَللَّه أَعْلَم" [حاشية سنن أبي داود7/ 61 - 63].
وختاماً هذا ما أردت التنبيه عليه في مقال الأستاذ،ومنه يتبين أن الحديث الوارد في صيام الست من شوال ثابت صحيح ولاحجة لمن ضعفه أو حاول إعلاله وأن صيام الست من شوال من السنن التي ينبغي الحرص عليها،وهذا مايفتي به علمائنا الأفاضل في هذه البلاد -بلاد السنة-ولله الحمد،فلاداعي للتشغيب والتشكيك. وفق الله الجميع للعمل بالسنة والأخذ بها،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب
خالد بن قاسم الردادي
المدرس بالجامعة الإسلامية
المدينة النبوية
8/ 10/1425هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 11:02]ـ
الموقر العزيز / فريد المرادي:
شكر اللَّه لكم،ورفع قدركم،آمين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 11:12]ـ
4 ـ ردّ فضيلة الشَّيخ هشام بن عبد العزيز الحلاف ـ وفّقه اللَّه تعالى ـ:
الرّدّ على من قال أن صيام السّتة من شوال بدعة!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت على مقال الكاتب جميل يحيى خياط، في صحيفة المدينة ليوم الجمعة 7 شوال، في مقاله (صيام الستة أيام من شوال فيه أقوال)، حيث ذهب إلى عدم مشروعية صيام هذه الأيام!
مستدلاً لذلك بأدلة ذكرها وستأتي مناقشتها باختصار في مقالي هذا، وقد تعجبت من جرأة الكاتب وتسرعه في حكمه ببدعية صيام هذه الأيام، مع كون الحديث الوارد فيها في صحيح مسلم! ومع شهرة القول بسنيتها بين عوام الناس أيضاًَ، فضلاً عن طلاب العلم، فكان من اللائق لمن يخالف قولاً مشهوراً أن يتروى ويتمهل، حتى لا يأتي بقول مهجور، قد رده العلماء من عصور!
بنى الكاتب قوله في عدم مشروعية صيام الست من شوال على عدة أمور:
أولاً: ذهب إلى تضعيف الحديث الوارد في هذه المسألة مع أن الحديث في صحيح مسلم!!
أما حجته في ضعف الحديث في ذاته فهو أمران:
الأول: أن في إسناد الحديث أحد الرواة الضعفاء وهو سعد بن سعيد، وقد أوهم بكلامه هذا أن الحديث ليس له إسناد إلا من طريق هذا الراوي الضعيف، والواقع أن هذا الراوي قد توبع من جماعة من الرواة كلهم ثقات ممن يحتج بحديثهم _إلا الأخير ففيه ضعف _، فقد تابعه:
_ أخوه يحيى بن سعيد. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 163).
_ وأخوه عبدربه بن سعيد. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 163) _ وروايته موقوفة _.
_ وصفوان بن سليم. أخرجه أبو داود (2،324رقم2433) والنسائي في الكبرى (2/ 163) وابن خزيمة (3/ 297) وغيرهم.
_ وعثمان بن عمرو الخزاعي. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 164).
فهؤلاء أربعة من الرواة كلهم وافقوا سعد بن سعيد على روايته للحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فكيف يُضعّف الحديث لأجل راو واحد وهو مُتابعٌ كما رأيت.
وقد اعتنى ابن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود (7/ 61_68) بالكلام على طرق الحديث وبيان متابعاته وشواهده، والجواب عن اعتراضات المخالفين له، وأفرد العلائي الكلام على هذا الحديث بجزء مفرد وهو مطبوع.
فإن قيل: كيف أخرج مسلم إذاً حديث هذا الراوي وهو متكلم فيه؟
فجوابه ما قاله ابن القيم وهو: (أن مسلماً إنما احتج بحديثه لأنه ظهر له أنه لم يخطىء فيه بقرائن ومتابعات، ولشواهد دلته على ذلك، وإن كان قد عرف خطؤه في غيره، فكون الرجل يخطىء في شيء لا يمنع الاحتجاج به فيما ظهر أنه لم يخطىء فيه، وهكذا حكم كثير من الأحاديث التي خرجاها وفي إسنادها من تكلم فيه من جهة حفظه فإنهما لم يخرجاها إلا وقد وجدا لها متابعا).
الحجة الثانية عنده في ضعف الحديث في ذاته: أن مدار الحديث على عمر بن ثابت الأنصاري، ولم يروه عن أبي أيوب غيره، فهو شاذ، فلا يحتج به، كما قال.
والجواب عليه من وجهين:
الأول: هو أن عمر بن ثابت الأنصاري قد وثقه أئمة الحديث، فمثله الأصل قبول تفرده، ولهذا في الصحيحين أحاديث كثيرة قد تفرد بها بعض رواتها، ومن أشهر هذه الأحاديث أول حديث في صحيح البخاري وهو حديث (إنما الأعمال بالنيات)، ولهذا قال ابن القيم: (ليس هذا من الشاذ الذي لا يحتج به، وكثير من أحاديث الصحيحين بهذه المثابة، كحديث الأعمال بالنيات، تفرد علقمة بن وقاص به، وتفرد محمد بن إبراهيم التيمي به عنه، وتفرد يحيى بن سعيد به عن التيمي).
الثاني: أن هذا الحديث لم يتفرد به أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، بل تابعه عليه جمع من الصحابة، منهم:
_ ثوبان. أخرجه أحمد (5/ 280) وابن ماجه (1/ 547) وصححه ابن خزيمة (3/ 298) وابن حبان (8/ 398).
_ وجابر. أخرجه أحمد (3/ 308، 324، 344) والبيهقي (4/ 292) وغيرهم.
_ وهناك غيرهم من الصحابة، ولم أذكرهم اختصاراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا ترجم ابن حبان على ذلك في صحيحه فقال بعد إخراجه حديث عمر بن ثابت: (ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عمر بن ثابت عن أبي أيوب) وذكر حديث ثوبان).
فبان من خلال مما سبق ثبوت الحديث بلاريب، ولم يتوقف أحد من أئمة الحديث قديماً وحديثاً في تصحيح الحديث، فممن صحح الحديث مسلم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي وآخرون، ومن المتأخرين ابن القيم وابن الملقن وابن حجر وغيرهم كثير، ولا أعلم أحداً سبق الكاتب في تضعيفه للحديث سوى الحافظ ابن دحية _ فيما نقله عنه ابن الملقن في البدر المنير (5/ 752) _، وهذا مما يدلك على تسرعه وتهوره في هذه المسألة، وأرجو أن تكون له هذا السرعة في رجوعه للحق.
وأما علة الحديث الثانية عنده فهي: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم -كما نقله ابن القيم (814/ 2431) -قد نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان حماية لرمضان أن يُخلط به صوم غيره. فكيف بما يضاف إليه بعده .. ؟!!)
والجواب هو: أن الذي نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان، هو الذي شرع لنا الصوم بعد رمضان، فلا تعارض الأحاديث ببعضها، بل المريد للحق يتطلب الجمع بينها، وقد أجاب عن هذه المسألة ابن قدامة رحمه الله في المغني (4/ 439) فقال: (ولا يجري هذا مجرى التقديم لرمضان، لأن يوم الفطر فاصل).
وأما علة الحديث الثالثة عنده فهي: (أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو ذاته لم يصم هذه الأيام من شوال. وهل يأمر الرسول عليه الصلاة والسلام أمته بما فيه معنى القربى إلى الله ثم هو ذاته لا يفعلها.؟!! ما صامها الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يصمها أحد من بعده في عهد الصحابة ولا عهد التابعين حتى قال الإمام مالك (ثم أورد كلامه).
والجواب عليه من وجوه:
الأول: أين الدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون لم يصوموا هذه الأيام؟
هل جاء بالإسناد الصحيح عنهم أنهم تركوا صيام هذه الأيام؟! حتى يزعم ما ذكر، لأن عدم النقل ليس نقلاً للعدم.
وأما الاحتجاج بقول مالك (ولم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها .. الخ) فهذا على حد علمه، وإلا قد نقل الترمذي وغيره عن جماعة من السلف أنهم استحبوا صيامها ككعب الأحبار وابن عباس وطاووس والشعبي وميمون بن مهران وبعدهم ابن المبارك والشافعي وأحمد وغيرهم، فليس قول مالك بأولى من قول غيره، ثم إن المثبت مقدم على النافي كما لا يخفى.
الثاني: أن مالكاً رد الحديث بعدم عمل أهل العلم _ والمقصودون هم أهل المدينة _ وما قاله ليس بصحيح، لأن المعول هو على صحة الحديث، وقد صح كما سبق، ثم إن الحديث قد عمل به جماعة من أهل العلم كما سبق. قال ابن القيم: (وكون أهل المدينة في زمن مالك لم يعملوا به لا يوجب ترك الأمة كلهم له، وقد عمل به أحمد والشافعي وابن المبارك وغيرهم). وقال النووي في المجموع (6/ 437): ((وأما قول مالك (لم أر أحداً يصومها) فليس بحجة في الكراهة، لأن السنة ثبتت في ذلك بلا معارض، فكونه لم ير لم يضر)).وبنحوه قال الشوكاني في نيل الأوطار (4/ 322).
وقد اعتذر بعض علماء المالكية عن عدم عمل مالك بالحديث بأعذار متعددة:
_ فمنهم من قال بأنه كره صومها لئلا يظن وجوبها، وقد رد هذه العلة جماعة من أهل العلم كالنووي في شرح مسلم (8/ 56) وفي المجموع (6/ 437) والشوكاني في نيل الأوطار (4/ 322) والصنعاني في سبل السلام (2/ 167) وغيرهم، قال الشوكاني في النيل: (واستدلا (أي أبوحنيفة ومالك) على ذلك بأنه ربما ظن وجوبها، وهو باطل لا يليق بعاقل فضلا عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضا يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به).
_ ومنهم من قال بأنه كره صومها خوفاً من إلحاقها برمضان، ولذلك نص القرافي في الذخيرة (2/ 350) وابن شاس في عقد الجواهر الثمينة (1/ 369) _وهما من المالكية_ على أن مالكاً يستحب صيامها في غير شوال، وإنما عينها الشرع في شوال للخفة على المكلف بسبب قربه من الصوم.
ولذا قال مطرف: كان مالك يصومها في خاصة نفسه!
_ وما أحسن ما قاله أبوعمر ابن عبدالبر في الاستذكار (3/ 380): (لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب، على أنه حديث مدني! والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه، والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يستبين ذلك إلى العامة، وكان - رحمه الله - متحفظاً كثير الاحتياط للدين). ثم قال أيضاً: (وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان - رضي الله عنه - فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله .. ).
وانظر أخي القارئ _ رعاك الله _ إلى إنصاف الإمام ابن عبدالبر _ وهو مالكي _، وكذا فعل مثله أيضاً جماعة من المالكية _ منهم ابن رشد في بداية المجتهد (2/ 600) _ فإنهم صرحوا بثبوت الحديث وبالعمل به، وهذا من الإنصاف الذي يجب أن يتحلى به طلاب العلم جميعاً، فهل يكون الكاتب (جميل خياط) منصفاً مثلهم؟!
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: هشام بن عبدالعزيز الحلاف
المحاضر بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى
(يُتْبَعُ)
(/)