ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 10:37]ـ
شكرا لك يا أخي على جمال تناولك.
والذي أقصده أنه غير مهم بالنسبة للمسلمين هو: إفراد مصطلح التربية الجنسية أو العناية بها بأسلوب مخصوص أو طرق مخصوصة.
فقد كانت مفردات هذه التربية (الجنسية) جميعها تأتي في خضم الدراسة الشرعية الشاملة وبأسلوب تدريس العلم الشرعي _ ويدخل فيه علوم اللغة والأدب_ فيحصل عند المتلقي من شفاء الصدر ووضوح المعلومة مالا يحتاج معه إلى البحث عن مصادر أخرى.
والله يحفظكم.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 10:56]ـ
أشكرك أخي الكريم بدوري على أدبك الذي ينم عن شخصيتك التي أشعر بقربها مني كثيرا والأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف، وما قلته فيما يتعلق بتناول هذا الموضوع في الثقافة الإسلامية بشكل غير مباشر صحيح
وغير خاف أن القرآن والسنة لم يتناولا هذا الموضوع بأسمائه المعروفة في اللغة وإنما تناولاه بالكنايات اللطيفة والكلمات العفيفة بشكل يعلمنا النزاهة في التعبير عن هذا الموضوع عند ضرورة الكلام فيه
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 08:53]ـ
التربية الجنسية للأطفال-الشيخ عدنان باحارث ( http://alukah.net/majles/showthread.php?t=2738).
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:46]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل {أبو إبراهيم} وجازاك خيرا
ـ[يسري سويدان]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 09:24]ـ
أعود إلى هذا الموضوع من جديد لأجيب على تلكم التساؤلات التي وضعتها منذ البداية وكنت أتمنى أن يشاركني إخواني في إعدادها ... خصوصا وأن الأمر يتعلق بالتعاريف وبوضع الأعلام على الطريق حتى لا يظل السائر فيه
وبعد فأقول متوكلا على الله مستعينا به:
تطلق التربية الجنسية - في العصر الحاضر - فيراد بها كل التدابير التربوية التي من شأنها أن تؤدي إلى سلامة الحياة الجنسية عند الفرد، وإلى تهيئه لمواجهة مشكلات الحياة المتمركزة حول الدافع الجنسي، ثم تظهر بعد ذلك بشكل ما في خبرة كل إنسان عادي
وعلى هذا فهي لون من ألوان التربية، وهو ذلك اللون المنصب أساسا على ما يتعلق بالجانب الجنسي من حياة الإنسان أو بتعبير آخر هو: {جنس + تربية}
لكن ما هو الجنس؟ وما هي التربية؟ وما صلتهما بالإسلام؟
أولا: الجنس:
يقول الباحث المغربي المعروف عبد الكريم الخطيبي:"إن الحديث عن الجنس في الإسلام هو مباشرة، وضع ترجمة من لغة إلى أخرى، ومن حضارة إلى أخرى "وهذا صحيح إلى حد ما، لكنه لا يمنع من وجود معنى " الجنس" في اللغة العربية، وفي الوقت ذاته وجود ما يبرر استعمال الكلمة للتعبير عن حقائق موجودة وأصيلة في الإسلام،وقد يكون " الجنس" بمثابة كأس صنعت في الغرب لشرب الراح واستعملت في الشرق لشرب الماء القراح
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 11:24]ـ
ما مفهوم الجنس في اللغة العربية؟ وهل الإنسان جنس أم نوع؟
لم ترد كلمة "جنس" في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، حتى قيل إن الأصمعي كان يرد قول العامة: هذا مجانس لهذا ويقول: ليس بعربي صحيح ويقول هو كلام المولدين، لكن ابن فارس يرد ذلك قائلا: إن هذا غلط على الأصمعي لأنه الذي وضع كتاب الأجناس وهو أول من جاء بهذا اللقب في اللغة.
وأنا وجدت مالكا يستعمل هذه الكلمة في الموطا كما في قول الخليل الآتي
وكيفما كان الحال فإن الذي يستفاد من المعاجم العربية في مجملها هو أن الجنس أعم من النوع فهو الأصل الذي تنشأ عنه عدة أنواع
قال الخليل: كل ضرب جنس وهو من الناس والطير والأشياء والجمع أجناس، ويجمع كذلك على جنوس
قال الأنصاري يصف النخل:
تخيرتها صالحات الجنو* * * س لا أستميل و لا أستقبل
وعلى هذا فالإنسان جنس والإبل جنس ومن ثم يكون الذكر والأنثى نوعان وهو ما سياتي الحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 09:58]ـ
الحمد لله وحده
اخوتي الكرام، حياكم الله وشكر لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي التنبه الى قضية مهمة يغفل عنها كثير من الاخوان عند طرحهم لهذا الكلام وتناولهم لمسألة "التربية الجنسية" هذه على الأوساط الفكرية والدعوية. فالذي يقع اليوم هو ضغط من جهات سوداء مغرضة، لها في بلادنا أذنابها وأصابعها التي تعبث في الظلام، تريد أن يطبع المجتمع المسلم بالطابع الغربي الكافر بشتى السبل والطرق. فان انفتحت اليوم ثغرة صغيرة أمامهم، فلعلها غدا أن تصبح حفرة كبيرة، ولعلها أن تصير فيما بعد فجوة يمرون منها بسلاحهم وعتادهم ولا ننتبه نحن الا وقد غزوا حياة شبابنا وفكرهم ببضاعتهم النجسة، ولا حول ولا قوة الا بالله!
فأنا أسأل، متى كان الصحابة والسلف من بعدهم وأئمة المسلمين يُنَظرون ويصنفون فيما يسميه المتأخرون اليوم بالتربية الجنسية أو الجنس في الاسلام أو ما الى ذلك؟؟ متى رأيتم اماما من أئمة المسلمين يفرغ وقته وجهده وطاقته ويضع مصنفا في كيفية تربية الأطفال جنسيا وتعليمهم الجنس؟؟ سبحان الله العظيم! هل يحتاج الانسان الى أن يعلمه أبواه كيف يأكل وكيف يشرب؟؟ هذه مسألة فطرية وغريزية محضة، بمجرد أن ينغلق الباب على الرجل وامرأته، فانها تخرج بتلقائية، ولا يكدرها كدر ولا يعكرها عكر الا ان كان في قلب أحدهما او كلاهما مرض أو في جسده ما يحتاج الى علاج! فان كان المرض من جهة عضوية فالأطباء والطبيبات يملأون العيادات والمستشفيات! وان كان من جهة الحالة النفسية أو ما الى ذلك، فلو أصلح الرجل وامرأته ما بينهما وبين ربهما لأنزل الله السكينة عليهما ولأذهب عنهما الشيطان، ولزال كل سوء وكدرة بينهما! اما أن يقال أن الشاب والفتاة يحتاجان الى تعليم الجنس أو الى أن يخصص لهما منذ الطفولة درس مستقل يتعلمان فيه الحياة الجنسية وما الى ذلك، فهذه يا اخوان هي دعوة أعداء الله الكفار، الذين لا علم لهم بوحي ولا دين ولا خلق ولا فضيلة! لما وجدوا في بلادهم الفتيات يحبلن في سن العاشرة والثانية عشر، وهن تلميذات في المدارس لا يتصور لهن لذلك، ووقع من جرائه العنت الشديد عليهن وعلى آبائهن، دعت الحاجة عندهم الى تعليم الشباب والفتيات ما أسموه "بالجنس الآمن" أو safe sex وهو كيفية الوقاية من الحمل واستمعال الواقيات والمانعات وما الى ذلك!! ولما كانت نظريات فرويد النفسية تقوم كلها على أن الانسان لا يدفعه في نفسه دافع الى أي عمل يعمله أو ارادة يريدها الا أن يكون ذلك هو الشهوة والغريزة الجنسية الدفينة المكبوتة، كان تنظيرهم لذلك الأمر مبنيا على مكر الشيطان بهم في تلك الجهة، وكان كلامهم فيها من سوء الى ما هو أسوأ ومن فحش الى ما هو أفحش!
ولما جاءونا في جمعيات "حقوق الانسان" يقولون أن من حق الطفل والفتاة أن تعلموهما حقوقهما الجنسية، وكانت دعواهم شديدة البطلان، وعلموا أنها مرفوضة مردودة عندنا لا محالة، قالوا فلندعوهم اذا ليعلموا الشباب والفتيات "الثقافة الجنسية" حتى لا يقعوا في المعاناة من "الكبت" ومن الأمراض النفسية التي تؤدي الى فساد صحتهم النفسية والجسدية! فلعل هذه أن تكون خطوة تتبعها من بعدها خطوات!! كانوا من قبل يستنكرون أن تخرج المرأة من بيتها وتكشف وجهها واليوم يحرمون الختان بالقانون، ويمنعونها من لبس الحجاب بالقانون! فان هي الا خطوات يؤدي بعضها الى بعض!
متى كان الناس في بلاد المسلمين يحتاجون الى أن تخرج عليهم امرأة فاجرة في برنامج يذاع ويبث على الملأ تتكلم فيه في "المشكلات الجنسية" وفي العلاقة الخاصة بين الرجل وامرأته؟؟ ومتى كان الناس في بلاد المسلمين يجتاجون الى أن توضع لهم المناهج التربوية التي تعلم الصغار الجنس في ضوء تعاليم الاسلام وما الى ذلك؟؟ انما هي خطوات تتبع خطوات، ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا نخافهم ونهابهم ونتأثر بدعواهم الى حد أن يتفرغ بعض فضلائنا للتصنيف في هذه المسألة ويكتب فيها كتبا يخلط فيها النقل من القرءان والسنة على النقل من أطبائهم وفلاسفتهم، وهو يحسب أنه يحسن العمل بذلك اذ يثبت أن الاسلام لا يخلو من تعليم الناس ما ينفعهم في هذا الباب؟؟ من الذي يزعم أن الاسلام يخلو من ضبط واصلاح لهذا الباب الحيوي في حياة الخلق؟ بل انه مبثوث في الكتاب والسنة لا يزال الناس يتعلمونه ويعلمونه أولادهم كل شيء في محله ومن مظنته، ولا يحتاجون الى جمعه في مصنفات مخصوصة تحت أمثال هذا العنوان المستفز "الجنس في الاسلام" أو "التربية الجنسية في الاسلام"! فما محله في باب الطهارة يأتي في باب الطهارة، وما محله في باب الحيض يأتي في باب الحيض، والذي مكانه هو باب النكاح يجدونه في باب النكاح، والذي لا مكان له الا كتب الطب فيدرسه أهل الطب، وهكذا .. أما تعليم الناس كيف يمارسون الجنس أو كيف يربى الصغار "تربية جنسية" صحيحة ... فمن سلفكم في صوغ هذا المطلب على هذا النحو؟؟
الله المستعان.
ان الكفار لما غرقوا في الممارسات الجنسية الشاذة والمرضية، وفسدت فطرهم أشد الفساد، أصبحوا يرون أن الأمور الفطرية الغريزية تحتاج الى تعليم! وما هذا بدأب العقلاء فكيف بالمسلمين؟
ما حاجة طفل صغير لأن يقال له هكذا يعمل الجهاز التناسلي وهكذا يكون الجماع وما الى ذلك من أمور ومعارف فطرية يكتسبها المرء بتلقائية، ولا يعمل بها ولا يمارسها حتى يمن الله عليه ببلوغ الباءة والنكاح؟؟ ما حاجة المسلمين لأن تشحن عقولهم وأفكارهم وتصوراتهم بتلك الأمور منذ الصغر وهم لن يكن لهم منها حظ قبل أن يتمكنوا من النكاح الشرعي الصحيح؟؟ وهل من السلف من كان يعلم أولاده الصغار شيئا من هذه الأمور أو يشغله بها؟؟ أبدا! أما الكفار فلما أصبح الجنس والشهوة دينهم وديدنهم والطفل والفتاة يحاصران به في كل مكان حتى انهم ليتنفسونه في الهواء من حولهم، أصبحوا يجدون الحاجة لأن يعلموا أولادهم شيئا في هذا الأمر عساهم ألا يقعوا في مرض جنسي أو في حمل بالسفاح أو ما الى ذلك!!
ويحضرني الآن كلاما قرأته في مدونة كتبها بعض الباحثين الأمريكان، يذكرون فيها فيما ذكروا قصة امرأة جلست مع ابنتها جسلة تعلمها بعض الأمور المتعلقة بالجنس، وكان ذلك والفتاة عمرها ست عشرة سنة، فقالت لها الفتاة "ليتك علمتيني هذا الكلام قبل سنتين من الآن!! " ثم تحكي تلك الفتاة بعدما كبرت وأنجبت ابنة لها أنها لما جلست نفس تلك الجلسة مع ابنتها وهي في عمر الرابعة عشر، قالت لها: "ليتك علمتيني هذا الكلام قبل أربع سنوات من الآن!! " فأي كلام هو هذا الذي تعلمه لها والذي ندمت اذ لم تعلمه الأم لها؟ انه تعلم كيف تمارس الجنس بحرية مع الشباب دون خوف من المشكلات الصحية والنفسية وما الى ذلك! محور الأزمة عندهم والمشكلة هو كيف ننجو بالزنى والفعل الخسيس، هذه هي وباختصار!! فلماذا نتأثر بمحاولاتهم السفيهة العمياء لعلاج مشكلة ليست عندنا أصلا؟؟
ومن الذي يطالبنا بالدفاع عن عناية ديننا بهذا الأمر الفطري الغريزي، وكيف ننساق نحن الى ذلك الفخ بهذه السهولة؟؟
سبحان الله العظيم.
أسأل الله العصمة والصيانة للمسلمين،
والله الموفق المستعان.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 11:09]ـ
اللهم لكَ الحمد. .
ماتوا اللي يستحون الله يرحمهم ويلحقنا بهم ويختم لنا بالخاتمة الحسنة.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 02:22]ـ
هل نتكلم بالعلم أم بالرجم بالغيب؟
إن القرآن تحدث كثيرا عن هذا الأمر- سميه ما شئت - حتى قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن بنات المسلمين: علموهن القرآن ومن القرآن سورة النور ... ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:"مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهن لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " ألم يقل:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء "
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا عن هذا الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زوجه وأبوها كما رواه الشيخان:"عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة وعنده أبو بكر فقالت: يا رسول الله إني كنت تحت رفاعى فطلقني فبث طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة وأخذت هدبة من جلبابها، فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يؤذن له، قالت: فقال خالد: يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسام على التبسم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى يذوق عسيلتك، و تذوقي عسيلته " والأمثلة كثيرة جدا وستاتي في محلها من هذا البحث إن شاء الله
ألم يقل سلمان الفارسي:" لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة "
هكذا ولا عجب بعد ذلك أن يرفع الفقهاء شعار:"لا حياء في الدين " لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
هل يمنع الحياء من تعلم أحكام الدين؟
إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد المهم أنه لا حياء في تعلم أحكام الدين و ما يضطر المتعلم إلى معرفته من الفروج وما تفرزه من بول أو مذي أو مني أو حيض الخ ... وإدخال هذا في منافاة الحياء أقل ما يقال عنه إنه حياء زائف و لا أريد أن أقول جهل فاضح ... وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم بل إن الرجل لايستحيي أن يسأل أمه إن كانت فقيهة ولم يكن العلم بذلك إلا عندها فقد أتى أبو موسى الأشعري عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: لقد شق علي اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أمر إني لأعظم أن أستقبلك به فقالت: ما هو، ما كنت سائلا عنه أمك فسلني {وهي أم المومنين رضي الله عنها} فقال: الرجل يصيب أهله ثم يكسل و لا ينزل فقالت إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فقال أبو موسى الأشعري: لا أسأل عن هذا أحدا بعدك أبدا.
وسأقف فيما سيأتي عن جهود علماء المسلمين عبر العصور في الاهتمام بهذا الأمر وما خلفوا فيه من تراث علمي حري بالعناية والتعريف به
يتبع
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 04:37]ـ
يا أخي الحبيب، سامحك الله وأصلح حالنا وحالك
لا تتهم من يخالفك بالجهل وأنت لا تفهم قصده من كلامه! هل أنكرنا أنه قد سأل الصحابة عن تلك الأمور؟؟ هل أنكرنا أن لله أحكاما في أدق دقائقها؟؟ وهل نحن نتهم من يريد تعلم هذا الأمر ويسأل عنه بقلة الحياء؟؟ لم تفهم اذا شيئا مما كتبت في ردي الآنف!
أنا أقول أن هذه المسائل مبثوثة في الكتاب والسنة كمسائل فقهية كل منها يتعلمه المسلم في محله وفي مظنته! فما كان منها من المعلوم من الدين بالاضطرار - كفقه الغسل والطهارة مثلا - وجب عليه تعلمه منذ الصغر، أما ما كان متعلقا بآداب النكاح وأحكام غرفة النوم، فلماذا يتعلمه صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا الباءة ونحن نعلم أنه لا يزال بينه وبين الحاجة الى هذا العلم سنوات الله يعلم عددها؟؟ لو أنه سأل عن شيء لم يجز الكذب عليه أو تعميته عنه، وانما ينبغي أن يكون المجيب مراعيا لحاله، وينبغي عليه النظر في باعث هذا السؤال عنده، هل هو الفضول المحض - وكثيرا ما يكون هكذا - أم أنه من وحي رفقة فاسدة تبث اليه كلاما فاسدا مفسدا في هذا الباب؟؟ فان كان هذا هو ما يحمله على السؤال فليس العلاج كما يقول الراكبون في ركاب الغرب أن نقدم نحن له تفاصيل ذلك الأمر بصورة علمية وفي اطار شرعي بدلا من أن يحصل عليه من "مكان آخر"!! وانما العلاج أن نقطع السبيل ما استطعنا بينه وبين رفاق السوء والمفسدين، وتلك المصادر الأخرى التي يعرض بها هؤلاء، وأن نشغله بما يفيده ونمتص تلك الطاقة عنده فيما هو نافع! فهل هذا فهم يحتاج الى مصنفات فيما أسميتموه بالتربية الجنسية حتى يتحلى به المسلم في التعامل مع أبنائه؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما تفضلت أنت بسوقه من أدلة على أن الصحابيات لم يكن يخجلن من السؤال عن تلك المسائل ومن كون عمر يأمر بتعليم الفتيات سورة النور، فهذا ليس ما أعترض عليه! فما الذي في سورة النور يا أخي الحبيب؟ هل فيها شيء مما يصطلح القوم عليه في أي سياق فكري كان بقولهم "الثقافة الجنسية"؟؟ الذي فيها ويلزم الفتيات تعلمه منذ الصغر هو آيات الحجاب وحفظ الفروج، لأن الفتاة قد تبلغ من سن العاشرة أو دونها فينبغي ألا تبلغ الا وقد علمت أن هذا في حقها من فرائض الدين كما هي الصلاة!
ولو كنت تزعم أن قصد عمر أن يتفرغ المسلمون لتأليف مناهج فيما اصطلح عليه بعض الفضلاء بالتربية الجنسية في الاسلام، على غرار ما وضعه الكفار السفهاء من مؤلفات متخصصة في ذلك الأمر - واعذرني اذ صرحت بأنهم قد قلدوهم في ذلك مع حسن ظني بهم وبنيتهم - يجمعون لها تلك المسائل من كتب الفقه والتفاسير ثم يقولون علموا هذا لصغاركم منذ الطفولة فهذا هو الأمر المحدث الذي لن ترى لك سلفا فيه من المتقدمين مهما بحثت!
فهل كانت الأمة كلها مفرطة في هذا الشق التربوي حتى جاء اخواننا المتأخرون هؤلاء - هداهم الله وأصلحهم - وزعموا أنه لن تصلح تربية المسلم والمسلمة الا بأن يتعلما "الجنس" منذ الصغر؟؟
ثم تعال لأسألك ماذا تقصد بقولك "الجنس" بالضبط؟؟
ان كنت تقصد هذه الأحوال التي ضربت عليها المثال فهذه أحكام نكاح وطهارة ونحوها، وتعلمها ومعرفة حكم الله فيها واجب على من تعرض لها، ويكون ذلك من مظانها وفي محلها كما ذكرت لك! أما ما يستهدفه الحالمون بالتغريب فهو تعليم "الجنس" نفسه، وتربية الشاب والفتاة على ألا يكون عندهما حياء من الأمر وعلى أن يستكشفا تلك الأمور بلا خجل ولا خوف ..
وتأمل فيما سقته لي أنت، كيف خجل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من سؤال أم المؤمنين رضي الله عنها أشد الخجل، مع أن المقام مقام علم وتعلم لا ينبغي الخجل فيه .. وكان من الممكن أن ينطلق اليها يسألها دون أن يفرغ وسعه في تلمس ذلك العلم في تلك المسألة عند أقرانه من رجال الصحابة رضي الله عنهم جميعا! ولكن لولا أنه لم يجد الى ذلك سبيلا الا سؤال أم المؤمنين ما سألها! فأي درس تستفيده من هذا الحال الرباني الطاهر يا أخانا الكريم؟
وتأمل كيف استنكر خالد على المرأة ما صرحت به أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسؤالها كان يمكن أن تعرضه بقولها مثلا: "لا أريد الحياة معه، وأريد الرجوع الى زوجي الأول فماذا أصنع؟ " دون أن تصف تلك الصورة التي وصفتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسؤالها لم يكن في ذات الفعل نفسه، ولم يكن يلزم له ذلك الكلام منها!
أين هذا كله من دعواكم تعليم "الثقافة الجنسية" ونحوها للشباب والفتيات؟؟؟
أي شيء هذا الذي تريدون لهم تعلمه وما كان المسلمون الذين يفقهون دينهم في نظركم يعتنون بتعليمه في وقته وفي محله لأولادهم، وبأي مسوغ تصنفون له كتبا - بغير سلف لكم في هذا - تحت ما أسميتموه - ويالقبح الاصطلاح! - بالتربية الجنسية؟؟؟
تقول هداك الله: "إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد "
وأقول وهل أنكرنا أن أبناءنا وبناتنا لابد أن يتعلموا شرائط صحة العبادات؟؟ فأي أمور تلك التي يستدعيها ذلك ويطول شرحها عندك وستأتي هنا فيما بعد؟؟ هل ستشرح لنا فقه الطهارة؟؟ سبحان الله!
تقول: "وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم"
ونقول نعم هذا صحيح! يجب أن تتعلم تلك الأمور جميعا، ولكن كيف يا ترى؟ في المدرسة في الفصل وسط زميلاتها؟؟ يجمع لها تلك الأمور جميعا في منهج الثقافة الجنسية وتتعلمه في الفصل هكذا على الملأ؟؟ نعلمها فقه النكاح وأحوال الرجل وامرأته في غرفة نومهما وهي بعد في المرحلة الابتدائية؟؟ أم أنها تعلمها أمها - وليت الأمهات يتعلمن دينهن حتى يكن أهلا لتعليمه لفتياتهن بلا حرج - أو تحضر دروس الفقه في المساجد، فتتعلم تلك المسائل كل مسألة في حينها وفي بابها من أبواب الفقه الذي يلزم الفتاة الصغيرة أن تتعلمه؟؟
وفي زماننا هذا الذي أصبحت الشهوات تحاصر فيه الشباب والفتيات من كل ناحية، ما هو مقتضى الحكمة وقد صار الأمر لا يحتمل أن نلهب خيالهم وخيالهن بما لا يطيقون الصبر عليه؟؟ أن نعلمها ونعلمه تصور أمور لا طريق لهما الى بلوغه - مع شدة الاشتهاء - الا بعد سنوات من ذلك التعليم؟؟ أم أن نضع كل شيء في وقته وفي محله من تعلم فقه الدين؟ سبحان الله ماذا يريد لنا دعاة الثقافة الجنسية والتربية الجنسية وأمثال تلك المصطلحات الواسعة التي تبدأ من حيث يتكلم اخواننا وتمتد وصولا الى ما الله به عليم؟؟؟
خطوة خطوة يقال لكم لا خجل ولا حياء في الدين، فبدلا من أن تسألوا عن الشيء عند الحاجة اليه وتطلبوا تعلمه اذ ذاك، نأتيكم به في فصول، ثم نزيدكم منه تفصيلا في دقائق علاقة الرجل بالمرأة، فهذه أمور تحتاجون اليها في حياتكم يوما ما ولا شك .. ثم اذا بنا نقلدهم حذو القذة بالقذة ولا حول ولا قوة الا بالله!
فأرجوك يا أيها الأخ الكريم - وأنا أحسن الظن بنواياك - أن تراجع ما أنت بصدد كتابته في ضوء هذا الذي بينته لك قبل أن تكون من حيث لا تدري جسرا يعبر عليه أعداء دينك، ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 05:35]ـ
يا أخي الحبيب، سامحك الله وأصلح حالنا وحالك
صدق القائل
وكم من عائب قولا وآفته من الفهم السقيم!
لا تتهم من يخالفك بالجهل وأنت لا تفهم قصده من كلامه!
هل أنكرنا أنه قد سأل الصحابة عن تلك الأمور؟؟ هل أنكرنا أن لله أحكاما في أدق دقائقها؟؟ وهل نحن نتهم من يريد تعلم هذا الأمر ويسأل عنه بقلة الحياء؟؟ لم تفهم اذا شيئا مما كتبت في ردي الآنف!
أنا أقول أن هذه المسائل مبثوثة في الكتاب والسنة كمسائل فقهية كل منها يتعلمه المسلم في محله وفي مظنته! فما كان منها مما يجب تعلمه وجوبا عينيا - كفقه الغسل والطهارة مثلا - وجب عليه تعلمه منذ الصغر، اذ أن مجرد دخوله في سن التكليف يوجبه عليه، أما ما كان متعلقا بآداب النكاح وأحكام غرفة النوم، فلماذا يتعلمه صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا الباءة ونحن نعلم أنه لا يزال بينه وبين الحاجة الى هذا العلم سنوات الله يعلم عددها؟؟ فلو أنه سأل عن شيء لم يجز الكذب عليه أو تعميته عنه، وانما ينبغي أن يكون المجيب مراعيا لحاله، وينبغي عليه النظر في باعث هذا السؤال عنده، هل هو الفضول المحض - وكثيرا ما يكون هكذا - أم أنه من وحي رفقة فاسدة تبث اليه كلاما فاسدا مفسدا في هذا الباب؟؟ فان كان هذا الأخير هو ما يحمله على السؤال فليس العلاج كما يقول الراكبون في ركاب الغرب أن نقدم نحن له تفاصيل ذلك الأمر بصورة علمية وفي اطار شرعي بدلا من أن يحصل عليه من "مكان آخر"!! وانما العلاج أن نقطع السبيل ما استطعنا بينه ورفاق السوء والمفسدين، وأن نمنعه من تلك الأمور التي تثير هذه الرغبة عنده وتلك المصادر الأخرى التي يعرض بها هؤلاء، ويضعون رقاب المسلمين تحت رحمتها يرهنون عملهم برد الفعل تجاهها! وأن نشغله بما يفيده ونمتص تلك الطاقة عنده فيما هو نافع! فهل هذا فهم يحتاج الى بسطه مصنفات فيما أسميتموه "بالتربية الجنسية" حتى يتحلى به المسلم في التعامل مع أبنائه؟؟ وهل كان السلف مفتقدين لتلك النظرة الشرعية الصحيحة التي يوضع بها كل جزء من أجزاء ذلك الأمر في محله الصحيح، حتى لزمنا نحن الآن أن نضع مصنفات متخصصة فيما أسميتموه بالتربية الجنسية؟؟؟
أما ما تفضلت بسوقه من أدلة على أن الصحابيات لم يكن يخجلن من السؤال عن تلك المسائل ومن كون عمر يأمر بتعليم الفتيات سورة النور، فهذا ليس ما أعترض عليه، بل هذه مصادرة على محل النزاع أصلا! فما الذي في سورة النور يا أخي الحبيب؟ هل فيها شيء مما يصطلح القوم عليه في أي سياق فكري كان بقولهم "الثقافة الجنسية"؟؟ الذي فيها ويلزم الفتيات تعلمه منذ الصغر هو آيات الحجاب وحفظ الفروج، لأن الفتاة قد تبلغ وتنبت في سن العاشرة أو دونها فينبغي ألا تبلغ الا وقد علمت أن هذا في حقها من فرائض الدين كما هو شأن الصلاة!
ولو كنت تزعم أن قصد عمر هو أن يتفرغ المسلمون لتأليف مناهج فيما اصطلح عليه بعض الفضلاء بالتربية الجنسية في الاسلام، على غرار ما وضعه الكفار السفهاء من مؤلفات متخصصة في ذلك الأمر - واعذرني اذ صرحت بأنهم قد قلدوهم في ذلك مع حسن ظني بهم وبنيتهم - يجمعون لها تلك المسائل جمعا من كتب الفقه والتفاسير ثم يقولون علموا هذا لصغاركم منذ الطفولة فهذا هو الأمر المحدث الذي لن ترى لك سلفا فيه من المتقدمين مهما بحثت!
فهل كانت الأمة كلها مفرطة في هذا الشق التربوي حتى جاء اخواننا المتأخرون هؤلاء - هداهم الله وأصلحهم - وزعموا أنه لن تصلح تربية المسلم والمسلمة الا بأن يتعلما "الجنس" منذ الصغر؟؟
ثم تعال لأسألك ماذا تقصد بقولك "الجنس" بالضبط؟؟
ان كنت تقصد هذه الأحوال التي ضربت عليها المثال فهذه أحكام نكاح وطهارة ونحوها، وتعلمها ومعرفة حكم الله فيها واجب على كل من تعرض لتلك الأحوال، ويكون ذلك من مظانها وفي محلها كما ذكرت لك! أما ما يستهدفه الحالمون بالتغريب فهو تعليم "الجنس" نفسه، وتربية الشاب والفتاة على ألا يكون عندهما حياء من الأمر ومن مطلق الكلام فيه، وعلى أن يستكشفا تلك الأمور بلا خجل ولا خوف، بدعوى أنهم متعرضون لها لا محالة حيثما ذهبوا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل فيما سقته لي أنت، كيف خجل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من سؤال أم المؤمنين رضي الله عنها أشد الخجل، مع أن المقام مقام علم وتعلم لا ينبغي الخجل فيه .. كان من الممكن أن ينطلق اليها يسألها دون أن يفرغ وسعه في تلمس ذلك العلم في تلك المسألة عند أقرانه من الصحابة رضي الله عنهم جميعا! ولكن لولا أنه لم يجد الى ذلك سبيلا الا سؤال أم المؤمنين ما سألها! فأي درس تستفيده من هذا الحال الرباني الطاهر يا أخانا الكريم؟ أن نجمع للناس المصنفات والكتب في "الثقافة الجنسية" ونضعها لهم يتدارسونها في المدارس وهم بعد أطفال صغار؟؟
وتأمل كيف استنكر خالد على المرأة ما وصفته أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسؤالها كان يمكن أن تعرضه بقولها مثلا: "لا أريد الحياة معه، وأريد الرجوع الى زوجي الأول فماذا أصنع؟ " دون أن تصف تلك الصورة التي وصفتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فسؤالها لم يكن في ذات الفعل نفسه، ولم يكن يلزم له ذلك الكلام منها! فان قلت فان كان هذا منكرا فلم لم ينكر الرسول عليها؟ قلت لك لأنه يظل في النهاية مقم استعلام وسؤال، والحرج مرفوع فيه أصلا، وليس قصدي أنها قالت قولا قبيحا، وانما أردت أن ألفت انتباهك الى رد فعل الصحابي الذي يدل على أن كلامها هذا في نظره كان خارجا على أصل الحياء الذي كان مبثوثا فيهم آنذاك!
فأين هذا كله من دعواكم تعليم "الثقافة الجنسية" أو - وحتى لا أنسب لك ما لم تقل به بعد - "التربية الجنسية" ونحوها للشباب والفتيات منذ الصغر؟؟؟
أي شيء هذا الذي تريدون لهم تعلمه وما كان المسلمون الذين يفقهون دينهم في نظركم في القرون الماضية يعتنون بتعليمه في وقته وفي محله لأولادهم، وبأي مسوغ تصنفون له كتبا - بغير سلف لكم في هذا - تحت ما أسميتموه - ويالقبح الاصطلاح! - بالتربية الجنسية؟؟؟
تقول هداك الله: "إن أبناءنا وبناتنا لابد أن يعرفوا العبادات وشرائط صحتها من الطهارات وذلك يستدعي أمورا يطول شرحها هنا وستاتي بحول الله فيما بعد "
وأقول وهل أنكرنا أن أبناءنا وبناتنا لابد أن يتعلموا شرائط صحة العبادات؟؟ فأي أمور تلك التي يستدعيها ذلك ويطول شرحها عندك وستأتي هنا فيما بعد؟؟ هل ستشرح لنا فقه الطهارة مثلا؟؟ سبحان الله!
تقول: "وإن من الواجب أن تعرف الأنثى ما يتعلق بالحيض والحمل والنفاس وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية الشي الذي لم يمنع الحياء منه نساء الأنصار كما هو معلوم"
ونقول نعم هذا صحيح! يجب أن تتعلم تلك الأمور جميعا، ولكن كيف يا ترى وأين؟ في المدرسة في الفصل وسط زميلاتها في كتاب التربية الجنسية؟؟ يجمع لها تلك الأمور جميعا في منهج مخصوص وتتعلمه في الفصل هكذا على الملأ؟؟ أم ترانا نعلمها فقه النكاح وأحكام وآداب الجماع وهي بعد في المرحلة الابتدائية؟؟
أم أنها تعلمها أمها - وليت الأمهات يتعلمن دينهن حتى يكن أهلا لتعليمه لفتياتهن بلا حرج - أو تحضر دروس الفقه في المساجد، فتتعلم تلك المسائل كل مسألة في حينها وفي بابها من أبواب الفقه الذي يلزم الفتاة الصغيرة أن تتعلمه؟؟
وفي زماننا هذا الذي أصبحت الشهوات تحاصر فيه الشباب والفتيات من كل اتجاه، ما هو مقتضى الحكمة وقد صار الأمر لا يحتمل أن نلهب خيالهم وخيالهن بما لا يطيقون الصبر عليه ولا يجدون له بعد سبيلا؟؟ أن نعلمها ونعلمه تصور أمور لا طريق لهما الى بلوغه - مع شدة الاشتهاء - الا بعد سنوات من ذلك التعليم؟؟ أم أن نضع كل شيء في وقته وفي محله من تعلم فقه الدين نفسه؟ سبحان الله ماذا يريد لنا دعاة الثقافة الجنسية والتربية الجنسية وأمثال تلك المصطلحات الواسعة القبيحة التي تبدأ من حيث يتكلم اخواننا وتمتد وصولا الى ما الله به عليم؟؟؟
خطوة خطوة يقال لكم لا خجل ولا حياء في الدين، فبدلا من أن تسألوا عن الشيء عند الحاجة اليه وتطلبوا تعلمه اذ ذاك، نأتيكم به في الفصول، ثم نزيدكم منه تفصيلا في دقائق علاقة الرجل بالمرأة، فهذه أمور تحتاجون اليها في حياتكم يوما ما ولا شك .. ثم اذا بنا نقلدهم حذو القذة بالقذة ولا حول ولا قوة الا بالله!
فأرجوك يا أيها الأخ الكريم - وأنا أحسن الظن بنواياك - أن تراجع ما أنت بصدد كتابته في ضوء هذا الذي بينته لك قبل أن تكون من حيث لا تدري جسرا يعبر عليه أعداء دينك، ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ملحوظة: هذا التعقيب هو تعديل للتعقيب السابق، تأخرت في كتابته الى ما بعد الفترة المسموح بها في التعديل .. فأرجو اهمال التعقيب السابق وقراءة هذا في مكانه .. بارك الله فيكم)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستأنف أحاديثي عن التربية الجنسية في الإسلام وأبدأ بتصحيح عبارتي السابقة: "ومن ثم يكون الذكر والأنثى نوعان / والصواب نوعين وأرجو أن يقوم الإخوة المشرفون مشكورين بتصحيحها في مكانها الأول إن أمكن، وأثني بالاعتذار للأخ الكريم أبي الفداء عما اعتبر نفسه مقصودا به في حين كان ردي موجها أساسا إلى من اعتبرالحديث في هذا الأمر قلة حياء أما فيما عدا ذلك فيبدو من كلام الأخ الأخير أن الخلاف بيننا شكلي بحيث لا يمكن بحال تجريد التربية الإسلامية في شمولها من الاهتمام بالجانب الجنسي في حياة الإنسان من المهد إلى اللحد
ثم أقول بعد ذلك متوكلا على الله: وهذا ما يميل إليه بعض العلماء كالشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله الذي يقول "إن الجنس هو ما يمكن أن ينشأ منه أفراد متساوون فأنا أقول: إنسان = جنس، لأنه ينشأ منه نوعان وهما: ذكر وأنثى و لا اختلاف في تكوينهما الحقيقي " في حين هناك من قال إن الإنسان "نوع"
قال الفيومي في المصباح المنير:"الجنس: الضرب من كل شيء والجمع أجناس وهو أعم من النوع فالحيوان جنس والإنسان نوع "
وهذا ما يدل عليه الجنس عند المناطقة إذ الجنس عندهم هو ما يدل على كثيرين مختلفين في الواقع، والجنس عندهم: قريب أو بعيد أو وسط، والأول - و هو الذي يعنينا هنا -هو ما لا جنس تحته بل تحته الأنواع كالحيوان فإنه لا جنس تحته و إنما تحته الأنواع كالإنسان والفرس ونحوهما ...
واستعمل علم الأحياء "الجنس" على أنه " أحد شطري الأعضاء المتعضية مميزا بالذكورة أو الأنوثة فذكر نوع من الأنواع وبخاصة النوع البشري جنس يناظره جنس الإناث، وهو ما أقره المجمع اللغة العربية بالقاهرة - انظر المادة في المعجم الوسيط
ويبدو من خلال ما تقدم أن القول الأول أكثر انسجاما مع ما اتفق عليه الجميع من أن الجنس أعم من النوع ...
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:02]ـ
أما "الجنس " في اللغات اللاتينية فجاء من الكلمة sexiis وهي مشتقة من فعل لا تيني معناه {يبتر} أو {يقطع} والرومان هم أول من ابتدع هذه الكلمة، ويذكر صلاح حافظ أن أول ذكر لهذه اللفظة في التاريخ كله جاء على لسان "شيشرون" في مقالة عن فن الخطابة حين قال:إن الإنسان يسمى ذكرا أو أنثى على أساس "جنسه"
وتعني اليوم كلمة { sex في الأنجليزية} و { sexe في الفرنسية} ما بين الذكر والأنثى من تمايز من حيث التناسل، وذلك بحسب إفراز الخلايا المنوية للذكر والبييضة للأنثى، وبهذا المعنى انتقلت كلمة "جنس" إلى اللغة العربية فأصبحت تعني ذلكم التمايزبين الذكر والأنثى والذي يرتبط أساسا بالتناسل الجنسي
هكذا نجد أن هناك ما يبرر وضع كلمة "جنس" في مقابل كلمة " sex " من حيث الوضع اللغوي، أما من حيث ما تحمله من دلالة فيعبر عنه مثل قول الله عز وجل: {يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وقوله سبحانه: {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء}
والغرض من التزويج - كما قال الفارسي - التوالد والتناسل
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 01:31]ـ
ثانيا: التربية
على قدر ما تصطبغ كلمة "جنس" بصبغة الترجمة كما تقدم بقدر ما تبدو كلمة "تربية" أكثر التصاقا بالعربية وبلإسلام إلى درجة الالتحام
إن كلمة تربية في اللغة العربية ترجع إلى أصول ثلاثة:
1 - النمو والزيادة من ربا يربو أي نما وزاد
2 - النشأة والترعرع من ربي يربى أي نشأ وترعرع
3 - الإصلاح والرعاية من رب يرب أي أصلحه ورعاه
وهي معان تلتقي مجتمعة في التربية
ودون التوغل في التفاصيل المتعلقة بهذه المعاني كما وردت في المعاجم اللغوية تكفي الإشارة هنا إلى أن كلمة "الرب" في حق الله تعالى تحمل أكثر من دلالة الشيء الذي جعل كثيرا من العلماء والمفسرين يقولون إن كلمة"الرب" ذات علاقة متينة بالتربية فالله تعالى هو المربي الحق العالم بشؤون الخلق و ما يصلحهم ويهديهم إلى النهج القويم ...
يتبع
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 06:04]ـ
الأخ المعيار ماض في سرد ما عنده على أي حال ولا يعنيه من يريد مناقشته في طرحه هذا وفيما يدعو اليه!
انا لله وانا اليه راجعون!
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 09:30]ـ
مرحبا بالأخ أبي الفداء تفضل فكلي آذان صاغية ... عسى أن توقفني على أخطائي ورحم الله من أهدى إلي عيوبي
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 10:16]ـ
نصوص من التراث التربوي لعلماء المسلمين:
1 - " كتاب آداب المعلمين" لمحمد بن سحنون الإمام المالكي القيرواني {ت256هـ}:" و لا يجوز للمعلم أن يرسل الصبيان في حوائجه.
وينبغي للمعلم أن يامرهم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين ويضربهم عليها إذا كانوا بني عشر، وكذلك قال مالك، وحدثنا عنه عبد الرحمن قال: قال مالك: يضربون عليها بنو عشر ويفرق بينهم في المضاجع، قلت الذكور والإناث؟ قال: نعم.
قال سحنون: ويلزمه أن يعلمهم الوضوء والصلاة لأن ذلك دينهم ... ولا بأس على الصبي - إذا لم يبلغ الحلم - أن يقرأ في اللوح على غير وضوء إذا كان يتعلم وكذلك المعلم، و لا يمس الصبي المصحف إلا على وضوء، وليامرهم بذلك حتى يتعلموه ...
قال سحنون: وأكره للمعلم أن يعلم الجواري و لا يخلطهن مع الغلمان لأن ذلك فساد لهم ...
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 05:48]ـ
"وأثني بالاعتذار للأخ الكريم أبي الفداء عما اعتبر نفسه مقصودا به في حين كان ردي موجها أساسا إلى من اعتبرالحديث في هذا الأمر قلة حياء أما فيما عدا ذلك فيبدو من كلام الأخ الأخير أن الخلاف بيننا شكلي بحيث لا يمكن بحال تجريد التربية الإسلامية في شمولها من الاهتمام بالجانب الجنسي في حياة الإنسان من المهد إلى اللحد"
بارك الله فيكم يا شيخ محمد، ووالله ما كنت قد قرأت هذا الكلام اذ كتبت عتابي الأخير .. فأنا الذي يرجو المعذرة منكم .. كما أرجو المعذرة على شدة الأسلوب التي عرفت الآن أنها ساءتكم مني .. غفر الله لي وأصلح حالي ..
وما زلت أود مدارستكم في أسلوب ومدخل الطرح والتناول (ولعله ما تعدونه أنتم من الشكليات، ولعل هذا هو مكمن الخلاف بيننا)
فأنا بانتظار ردكم أستاذنا المفضال، بعد أن تقرأوا ما على الخاص.
بارك الله فيكم ونفع بكم.، وشكر لكم صبركم على رعونة تلميذكم هذا وحدة كلامه.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 12:13]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ما حاجتنا بالله لتخصيص مادة أوعلم لهذا الشيء؟؟
الله تعالى بين ما يتعلق بهذا الأمر في كتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، الزوج وزوجته وحسن العشرة
الزنا وحكمه، اللواط، وغيره من العلاقات المحرمة والوعيد عليها، ومكان الحرث وووالخ
والسلف الصالح لم يؤلفوا كتبا مستقلة في شأن ما يسمى بالتربية الجنسية، بل كانوا يعلمون الناس من خلال الكتاب والسنة مباشرة، فلم لا نسلك مسلك سلفنا الصالح، وندع تتبع آثار الغرب؟؟!!
الغرب هم من اخترع هذا العلم لأنهم أمة شهوة وسفول، وهل انتفعوا به؟؟
هاهم يعانون فوضى العلاقات بين الذكور والاناث وبين المثلين!! نسأل الله العافية!!
ووالله إنا لنربأبطلبة علم أن يفردوا لهذا الأمر موضوعا مستقلا!!، ويولوه كل هذا الاهتمام!!
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 02:06]ـ
منذ أكثر من ثلاثين عاما كتب الراحل بوعلي ياسين كتابه الشهير:"الثالوث المحرم" وقبله وبعده كتب علماء أجلاء عشرات المؤلفات وآلاف المقالات في الجنس والثقافة والتربية الجنسية وفق التصور الإسلامي بما يمكن سرد جملة منه في مناسبات قادمة وكان يظن أن في ذلك ردا على بوعلي وأمثاله ولم نكن نتصور أن يأتي من الضفة الأخرى من يقول إن هذا الحديث فعلا حرام
سبحان الله، لقد كتب علماء المسلمين في الباه والجماع والعشق والغرام مثل داود الظاهري في الزهرة و ابن الجوزي في ذم الهوى وابن حزم في طوق الحمامة وابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين والسيوطي في رشف الزلال من السحر الحلال ورجوع الشيخ إلى صباه للنفزاوي و نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب للتيفاشي وغيرها من المؤلفات التي قد تتسبب في الانحراف إذا لم يكن الشباب محصنا بل إن الشيخ ابن تيمية رأى أن لا يقرأ سورة يوسف من يتلذذ بذلك
يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء؟ أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان؟ وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة
وننسى أن أول ما نزل من القرآن و أول ما نحفظه لأبنائنا الصغار: {بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق}
إن الذي يرفض شيئا عليه أن يقدم بديلا سليما وهل يوجد في الدين ما يمنع من هذه التربية،مع الإشارة إلى أن تربيتنا هي غير التربية الغربية وأنها ليست دائما مباشرة
وإن مما يحز في النفس عدم الأخذ بالتربية الإسلامية في مناهج التعليم والتربية في أكثر بلاد المسلمين بل إن رجال التربية عندنا يعرفون جون ديوي وجان بياجيه ورونيه أوبير وغيرهم و لايعرفون على سبيل المثال: ابن سحنون والقابسي والغزالي وابن العربي وابن خلدون وابن القيم وغيرهم
أنا في انتظار بديل مقنع ولن أتردد لحظة واحدة في الإعلان عن الأخذ به وترك ما كنت أؤصل له لإيماني بأن الحق واحد لا يتعدد
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 03:21]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله، لقد كتب علماء المسلمين في الباه والجماع والعشق والغرام مثل داود الظاهري في الزهرة و ابن الجوزي في ذم الهوى وابن حزم في طوق الحمامة وابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين والسيوطي في رشف الزلال من السحر الحلال ورجوع الشيخ إلى صباه للنفزاوي و نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب للتيفاشي وغيرها من المؤلفات التي قد تتسبب في الانحراف إذا لم يكن الشباب محصنا بل إن الشيخ ابن تيمية رأى أن لا يقرأ سورة يوسف من يتلذذ بذلك
يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء؟ أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان؟ وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة
وننسى أن أول ما نزل من القرآن و أول ما نحفظه لأبنائنا الصغار: {بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق}
إن الذي يرفض شيئا عليه أن يقدم بديلا سليما وهل يوجد في الدين ما يمنع من هذه التربية،مع الإشارة إلى أن تربيتنا هي غير التربية الغربية وأنها ليست دائما مباشرة
وإن مما يحز في النفس عدم الأخذ بالتربية الإسلامية في مناهج التعليم والتربية في أكثر بلاد المسلمين بل إن رجال التربية عندنا يعرفون جون ديوي وجان بياجيه ورونيه أوبير وغيرهم و لايعرفون على سبيل المثال: ابن سحنون والقابسي والغزالي وابن العربي وابن خلدون وابن القيم وغيرهم
أنا في انتظار بديل مقنع ولن أتردد لحظة واحدة في الإعلان عن الأخذ به وترك ما كنت أؤصل له لإيماني بأن الحق واحد لا يتعدد
القول ما قالت شذى الجنوب وكذلك أبو الفداء، لكنك لا تريد أن تقتنع وتظن أن كل الحق معك.
لا أدري ما المصلحة في التعمق في موضوع التربية الجنسية؟
إذا كنتَ الآن تعترف بأن القنوات الفضائية والإباحية دخلت كل البيوت - رغم أنها ولله الحمد لم تدخل كل البيوت كما تصورتَ -، وكذلك الانترنت؛ فكيف تريد من المراهقين الالتفات إلى مثل كتاباتك التي لن تشبع فضولهم ولن تصرفهم عن القنوات والانترنت وما فيها من البلاء؟!
أما عن كتاب طوق الحمامة فأنواع قلة الحياء فيه، وشباب اليوم والمراهقين ما يعرفونه والروايات الآن غطت عليه. وانتشاره قديما لا يقارن بانتشار الروايات الجنسية الآن والأسباب طبعا معروفة.
وأما عن استشهادك بآية (العلق) فلا تنس أيضا الآية (فأتوا حرثكم أنى شئتم)، كنا نقرأ هذه الآيات لكن لم نفكر أبدا في تفسيرها وكنا نكتفي بتفسير المعلمة لها.
ومن عاش في بيئة طاهرة؛ فلن يشغل نفسه بمثل هذه الترهات (كيف خرجتُ، ليه ماما تنام مع بابا على سرير واحد) وغيره من الأسئلة.
وحتى لو فرضا سئل الأب هذا السؤال فإنه سوف يجيبه إجابة ربما تكون غير صحيحة لكنها لن تكون ذات أثر على الطفل عندما يكبر!
حبذا لو وجهنا طاقتنا لتحذير الآباء من القنوات الفضائية ومن الانترنت على الشباب ووحضهم على احتواء أولادهم عاطفيا.
أما إننا نفتح عيون الصغار بحجة أنه يمكن يتلقى معلومات بطريقة مثيرة للغرائز فهذا ما لا يمكن منعه بـ (التربية الجنسية).
عيب والله نعلم الطفل أبجديات الجنس، ولما يرى والديه يبدأ يغمز عليهما أو يفتح موضوع الجنس معهما ليرى رد فعلهما.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 06:42]ـ
"سبحان الله، لقد كتب علماء المسلمين في الباه والجماع والعشق والغرام مثل داود الظاهري في الزهرة و ابن الجوزي في ذم الهوى وابن حزم في طوق الحمامة وابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين والسيوطي في رشف الزلال من السحر الحلال ورجوع الشيخ إلى صباه للنفزاوي و نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب للتيفاشي وغيرها من المؤلفات التي قد تتسبب في الانحراف إذا لم يكن الشباب محصنا بل إن الشيخ ابن تيمية رأى أن لا يقرأ سورة يوسف من يتلذذ بذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء؟ أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان؟ وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة"
يا شيخنا الكريم أعزك الله ووفقك .. لا يدعي عاقل أبدا أن مطلق الكلام في مسألة العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة هو من المحرمات! وليس هذا ما نستدركه على موضوعكم هذا. ولكن يا شيخ فرق بين الكلام في "الشهوة" والباه وفنون الجماع و .... وبين تعليم الناس أحكام الشرع المطهر في تلك المسألة والآداب الشرعية فيها، كل حكم في بابه! ولا أدري كيف يفوتكم هذا الفرق!
هذه الكتب التي ضربت المثال بها، منها ما مر عرضا على مسألة الجماع في اطار الحديث عن الشهوات وميول النفس أو نحو ذلك من الاطر الشرعية التي يأتي فيها ذكر تلك الشهوة لغرض علمي مستساغ ولا حرج، ومنها كتب لا غرض منها سوى اثارة شهوات الناس، تحت ذريعة لبس الشيطان بها على أصحابها، أنهم يعلمون الناس "فنون الجماع وبلوغ الذروة في الشهوة"!!! فهل مثل هذا العلم المشؤوم هو ما تريدون التنظير والتقعيد له في موضوعكم هذا؟؟ ان كان كذلك فأنا أربأ بكم عنه، وأطالبكم بأثر عن السلف أو الصحابة فيه ما يدل على أنهم كانوا يعلمون أولادهم هذه الأمور منذ الصغر، أو حتى في الكبر! يا شيخنا الكريم ان ذكور البهائم واناثهم - أكرمكم الله وأعزكم - لا يحتاجون الى من يعلمهم كيف يتلذذ كل منهم بالآخر! هذا أمر غريزي فطري مركوز في سائر الخلق ولم نعلم أحدا قال أن الشهوة تحتاج الى من يعلم الرجال كيف يصيبونها من نسائهم، والنساء كيف يصبنها من رجالهن! ولهذا وجهت انتباهكم الى كون تلك النصوص التي قمت بسوقها الينا من آثار الصحابة والسلف لا علاقة لها البتة بما تقصدون! بل ان فيها ما يدل على أن الواحد من هؤلاء الصحابة لو جئته ببعض تلك الكتب التي مثلت بها مما كتبه المتأخرون لكرهها ولأنكر على أصحابها أشد النكير!
فان كان غاية الأمر عندكم أن نقول، لنقدم لهم بديلا "اسلاميا" تربويا بدلا من أن يجدوا ضالتهم عند غيرنا، فأنا أقول بل الصواب أن نربيهم من الأساس على عدم الانشغال الا بما ينفعهم، كل مرحلة عمرية بما يناسبها، فان هم نشأوا على ذلك، وكنا حريصين على ألا تحوطهم الا صحبة صالحة منتقاة من أمثالهم، وألا يتعرضوا لزبالة أعداء الله الأنجاس، وأن يتربوا على الصد الشديد عنها وكراهتها والنفور منها، فلن يكون عندنا ما نخشاه، وسنربيهم في جو هو أقرب ما يكون طهارة وعفة وصيانة لهم، من جو الصحابة والسلف رضي الله عنهم!
أنتم تقولون أن تلك المؤلفات التي ذكرتموها بعضها قد يؤدي بالشباب الى الانحراف لو لم يكن محصنا! فهل يكون التحصين منها بوضع مثلها - في الموضوع - بين يديه على زعم أنه واقع على شيء منها لا محالة، فخير له أن يقع على شيء نحن الذين قمنا بكتابته؟ أم يكون التحصين بتعليمه تحقيق التقوى وألا يتطلع لما لا يستطيع اليه سبيلا؟؟ أعلمه الآن أحوال الجماع، ثم ماذا بعد؟؟ أتركه يهيم بخياله ولا يجد لشهوته متنفسا، ولا يزال لا يقدر على النكاح؟؟
ثم تقولون أن شيخ الاسلام نهى من يتلذذ بقراءة سورة يوسف عن قراءتها، ولا أدري أين قال شيخ الاسلام هذا الكلام، ولكن حتى وان قاله، فهذه حالة نفسية مرضية تحتاج الى علاج يا شيخنا الفاضل! وليس العلاج أن نزيده قراءة عن الشهوة والجماع!! وانما العلاج أن نعلمه تزكية نفسه وضبطها، حتى يعلم - على الأقل - أن لكلام الله قدسيته، فلا يحمله الشيطان عند تلاوة سورة يوسف - وليس فيها ما يحرك الشهوة أصلا - على أن يرسم في خياله صورة لامرأة تغتصب رجلا، أو لحال من أحوال الجماع!! وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم كل من بلغ الباءة أن يتزوج، فان لم يجد فعليه بالصيام، فانه له وجاء، والوجاء لغة الخصاء، فهو يطفئ الشهوة ويصرف ذهنه عن الانشغال بهذا الأمر جملة وتفصيلا! فلا نجد خيرا من ذلك لنوصي به مثل هذا المسكين الذي يثيره السماع لسورة يوسف!! فالآيات الكريمات ليس فيها أي وصف لأي شيء مثير .. وغاية ما تجده فيها أن امرأة العزيز راودت يوسف عن نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت هيت لك، وحاولت أن تمسكه فتفلت منها فمزقت قميصه من دبر .. وانتهى ما تذكره الآية من ذلك عند هذا الحد! فالذي يجنح بذهنه الى صورة من صور الجماع بلدا من التدبر في مغزى الآيات الكريمات هذا مسكين مريض يحتاج الى علاج قلبي ونفسي، وصد عن شهوانيته الزائدة ان لم يجد لها صرفا في النكاح .. وليس علاجه فيما يقعد له بعض الفضلاء تحت عنوان "التربية الجنسية"!! فان كنتم تجدون في كلام ابن تيمية رحمه الله أن التربية الجنسية هي العلاج الذي يوصي به لمثل هذا المريض، فأرجو أن تتحفونا بهذا النقل.
وقلتم "يقع كل هذا ثم يقال إن الحديث عن الشهوة وتربيتها لا يجوز، فمن أين يتعلم أبناؤنا هذه الأمور هل من الأصدقاء والصديقات؟ أم من الأنترنيت الذي أصبح مرجع الشباب في كل شيء؟ أم من القنوات الفضائية الإباحية التي هاجمت كل البيوت دون استئذان؟ "
فبالله أي أمور يا شيخنا الكريم هي تلك التي ترون أنه لابد له من أن يتعلمها، فان لم يكن من أفلام البورنو والانترنت و"الصديقات" فمن كتاب مخصوص للتربية الجنسية "الاسلامية"؟؟؟ تقصد أوضاع الجماع مثلا؟؟ ألا يكفيه اذا ما شرع في طلب النكاح أن يعلم أن الله قد رفع الحرج على الرجل والمرأة في ذلك الأمر فأباح الوطء للمرأة في أي وضع عدا اتيانها في موضع القذر؟؟ قال الملك: ((فاتوا حرثكم انى شئتم)) وثبت في السنة قوله عليه السلام لما قال له عمر "حولت رحلي البارحة" بعد أن سكت للمرة الأولى - وتامل كيف كان مجرد التلفظ بالألفاظ الصريحة في هذا الأمر مما يكرهه الصحابة فاستعملوا التعريض والكناية، رضي الله عنهم - فقال له أنه لا حرج أن يواقعها مستقبلة أو مستدبرة ما دام في موضع الولد، أو كما قال عليه السلام! فهل وراء ذلك من علم في السنة بشان وضع جنسي مستحب مثلا ومفضل على غيره ونحتاج الى أن يوصف لنا؟؟؟ هذا يا شيخ هو غاية ما يشرع تعليمه للشاب والفتاة المسلمة في مسألة أوضاع الجماع! فالشاب ذكر وامرأته أنثى ولا يحتاج ذكر وأنثى الى من يعلمهما كيف يتلذذ كل منهما بالآخر! بل غاية ذلك ما أجمله الله في مثل قوله ((َالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ)) أما أن نقول لهم هذا الوضع أشهى للرجل من ذاك، وذاك الوضع أرجى للذة المرأة من ذاك، وما الى ذلك، فهذا كلام مذموم ولا يحتاج انسان صحيح الفطرة سوي الجسد الى تعلمه، ومفسدته على الشباب عظيمة لا تخفى، ولن تجد - مهما بحثت - دليلا واحدا على أن أحدا من الصحابة قد علم شيئا منه لأولاده!!
ولا عبرة بما ذكرتم يا مولانا من مؤلفات فليست من تراث السلف الأول والقرون الفاضلة، وبعضها أشد نكارة من أن يؤذن بطباعته وبيعه في الأسواق أصلا، فضلا عن أن يدرس مثله للأولاد، فتأمل!!
وتقولون: "وهل سنظل نقول لأطفالنا الصغار عندما يسألوننا من أين أتوا؟ إننا وجدناهم تحت شجرة؟ أو جاء بهم الطبيب في حقيبة"
وأقول كلا! لن نعلمهم الكذب ولن نكذب عليهم، وفي نفس الوقت فلن نقول لهم: لقد جئتم من الجماع الجنسي الذي صفته كذا وكذا وهيئته كذا وكذا!!! ويكفي جدا أن تقول الوالدة الفطنة للطفل الصغير: "أنا ووالدك تزوجنا، فرزقني الله بك في بطني، ومن بطني خرجت! " وانتهى الأمر! ولا الحاجة الى الكذب ولا الشنطة ولا تحت الشجرة ولا شيء من هذا! فان أصر على معرفة كيف حملت أمه وسأل سؤالا ثانيا بعد هذا الأول - وقليل ما يقع ذلك - فليقال له أن سبب ذلك عشرتها لأبيه. يجعل الله شيئا ينتقل بين جسد الأب والأم فيحدث الحمل بسببه .. المهم أن الأب الحصيف والأم الذكية، يقدران على استيعاب أسئلة الطفل دون الوقوع في الكذب ودون وضع صورة في ذهنه لا يلزم أبدا، بل لا يصح أن توضع عنده في تلك السن! ولتقم تربيته على ألا ينشغل أصلا بهذا الأمر، وعلى ألا يجد ما يحمله على هذا الفضول ويفتح الأبواب أمامه في نفسه ابتداءا! هذا هو الأصل يا شيخنا الكريم! أما أن يقال أن وصول هذه الامور اليه واقع واقع لا محالة، فلنصنع له البديل الذي يغنيه، فلا وربي لن يغنيه ولن يكفيه، بل سيزيده تطلعا واثارة ولهفة لتلقي المزيد من حيث تكرهون له أن يتطلع ويتلقى!!
ثم يا شيخنا الفاضل قولكم "إن الذي يرفض شيئا عليه أن يقدم بديلا سليما" ليس مسلما ولا يقال باطلاق أبدا! فنحن نرفض المعازف، فهل يلزمنا أن نقدم للشباب بديلا لها؟؟ ونرفض القمار والخمر، فهل يلزمنا أن نجد بديلا له عندنا؟؟ ونرفض الكثير والكثير مما قذفته علينا امواج التغريب العاتية وأغرقت فيه شعوب الأرض كلها، فمن الذي قال أنه يلزمنا أن نقدم البديل لكل شيء من تلك الأشياء؟؟
لن نمنع الطفل اذا سأل عن تفسير قوله تعالى "علقة" من أن يعلم ان االأمر يبدأ من مني يمنى، أي من سائل مخصوص يخرج من الرجل - كيف وأين لا يعنيه ذلك ولا نتطرق اليه - وهذا السائل يقع في رحم المرأة في جوفها - كيف ومن أين لا يعنيه الآن أيضا - فيحدث خلق الانسان على الاطوار التي وصفها القرءان!! فمن الذي قال أن تعليمكم لتفسير تلك الآيات الكريمات للأطفال يلزم منه تعليمهم العملية الجنسية وصورتها وأوضاعها و ... "التربية الجنسية"؟؟
وتقولون: "وإن مما يحز في النفس عدم الأخذ بالتربية الإسلامية في مناهج التعليم والتربية في أكثر بلاد المسلمين بل إن رجال التربية عندنا يعرفون جون ديوي وجان بياجيه ورونيه أوبير وغيرهم و لايعرفون على سبيل المثال: ابن سحنون والقابسي والغزالي وابن العربي وابن خلدون وابن القيم وغيرهم"
ووالله ما من غير هذا المنطلق انطلقت فيما أكتب وفيما أستدركه على مدخلكم وتناولكم هذا لتلك المسألة يا شيخنا الكريم .. فأرجو أن يتسع صدركم لكلامي وأن يكون قد اتضح لكم مقصدي ومأخذي على ما تكتبون .. بارك الله فيكم ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 11:00]ـ
هذه آيات وأحاديث وأقوال لصحابة وتابعين ولبعض من جاء بعدهم من أهل العلم أوردها تباعا دون تعليق مني عليها راجيا من الإخوة الكرام المعارضين لهذا الطرحالتعليق عليها - إن أرادوا - المهم هو أن يكون ذلك في إطار حوار مؤدبا غايته رضى الله تعالى ودون تعصب أو مراعاة لظروف خاصة:
يقول الله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون} التحريم:6
قال ابن كثير:" يقول أدبوهم وعلموهم ... وقال الضحاك: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه، وفي معنى هذه الآية الحديثالشريف:"مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين .... "
وقال القابسي {ت403 هـ} في الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين:"وإنه لينبغي للمعلم أن يحترس الصبيان بعضهم من بعض إذا كان فيهم من يخشى فساده يناهز الحلم أو يكون له جرأة ...
يقول الله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} النور:58
يتبع وخير الكلام ما قل ودل
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 11:46]ـ
بارك الله فيكم يا أستاذنا الكريم، وأضم صوتي الى صوتكم في ضرورة لزوم أدب الحوار ان كنا نبتغي حوارا مثمرا ..
والخلاف ولله الحمد ليس في أصل المسألة، مسألة تعليم المسلمين أمورا هي من صميم شريعتهم وتتعلق بالجنس .. ولكن خلافنا في دائرة تلك الأمور، ماذا يدخل فيها وماذا يخرج منها، وما دليل مشروعية تعليمه، وكيف يكون ذلك التعليم وفي أي اطار وسياق.
ولهذا ففي تعقيبكم السابق، سقتم الينا آيات وأحاديث تستدلون بها على أصل الموضوع، ألا وهو وجود أحكام ونصوص في الشريعة تتعلق "بالجنس" ويجب أن يتعلمها المسلمون، وهذه يا شيخنا الكريم لم نقل وما كنا لنقول بانكارها، معاذ الله!
ولكن سؤالي هو كالتالي: هل تجدون في هذه النصوص التي سقتموها في المشاركة الأخيرة، دلالة على مشروعية تصنيف كتب تعلم الناس فنون الجماع (مثلا)، حتى لا يتلقاها المسلمون من مصادر أخرى، كما تقولون؟
أولا: "يقول الله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون} التحريم:6
قال ابن كثير:" يقول أدبوهم وعلموهم ... وقال الضحاك: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه، وفي معنى هذه الآية الحديثالشريف:"مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين .... ""
فهل منا من ينكر شيئا من هذا أو يعترض عليه يا شيخنا الكريم؟
ثانيا: "وقال القابسي {ت403 هـ} في الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين:"وإنه لينبغي للمعلم أن يحترس الصبيان بعضهم من بعض إذا كان فيهم من يخشى فساده يناهز الحلم أو يكون له جرأة ... "
هذا الكلام من البداهة في التربية بحيث لا يحتاج الى استدلال. وخير منه أن نقول فلنتق الله في صحبة أولادنا منذ الصغر، فلنتحرى ألا تكون الا صحبة صالحة، ولنا في حديث الجليس الصالح وجليس السوء ما يقعد لهذا الأمر ولغيره في بابته.
ثالثا: "يقول الله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} النور:58"
(يُتْبَعُ)
(/)
ما علاقة هذا بما تصطلحون أنتم عليه بالتربية الجنسية يا سيخنا الكريم؟ هذه آداب من جملة ما يجب أن يربي الرجل المسلم أولاده وينشئهم عليه، ولم نعلم أحدا من السلف أفرد لها مصنفا مخصوصا لها تحت مسمى التربية الجنسية! وكما قدمت فشيء من ذلك لا دخل له بما أشرتم أنتم اليه آنفا بكونه علما مهما ينبغي أن يتعلمه الشباب حتى لا يحصلوا عليه من مصادر أخرى!
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 07:19]ـ
أشكرك أخي أبا الفداء على ما تتحلى به من أخلاق المحاور اللبيب الذي يفرض عليك احترامه وإن خالفك الرأي وقد كان سبب طلبي الالتزام بأدب الحوار فيما نحن فيه من نقاش- أتمنى أن يكون مثمرا - ما رأيت من أحكام مجانية قطعية من بعض المناقشين إطلالة من برج عال من فوق والحالة هذه أنها أحكام ذاتية تبدأ من الذات وتنتهي إليها و لا تترك مجالا للاستئناف ثم النقض والإبرام إذا اقتضى الأمر ذلك مع أن الله تعالى نهانا أن نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن فكيف إذا كان الحوار بين أبناء الدين الحنيف والله تعالى يقول: {إنما المومنون إخوة}
نسأل الله أن يتجاوز عنا وأن لا نتعصب لأنفسنا ونظن أننا نمتلك الحقيقة كاملة ونهاجم الآخر ونقول أنت لست على حق دون أن نملك دليلا نقليا واحدا
إن بعض الناس يتصورون أن ما يسمى "التربية الجنسية" ويمكن أن نسميه " تربية شهوة النساء " -أخذا من قوله تعالى {زين للناس حب الشهوات من النساء ... } أو غير ذلك - هي تعليم مباشر متكشف يعلم الأطفال الصغار كل ما يتعلق بالجنس في جرعات متوالية بمختلف وسائل الإيضاح
هذا خطأ في الفهم للتربية الإسلامية في إحاطتها وشمولها ...
يقول الإمام أبو حامد الغزالي مقربا صورة التربية بشكل دقيق:"معنى التربية يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك ويخرج النباتات الأجنبية حتى ينمو الزرع ليتحسن نباته ويكتمل ريعه "
و لا يخفى أن التربية في أبسط تعاريفها هي " جملة الأفعال والآثار التي يحدثها بإرادته كائن إنساني في كائن إنساني آخر، وفي الغالب راشد في صغير والتي تتجه نحو غاية قوامها أن نكون لدى الكائن الصغير استعدادات متنوعة تقابل الغايات التي يعد لعا حين يبلغ طور النضج "
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 02:39]ـ
نص قيم في التربية للإمام ابن القيم في كتابه:" تحفة المودود بأحكام المولود ":
" {فصل} و مما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خلقه، فإنه ينشأ عما عوده المربي في صغره من حرد وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواء، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك، وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له، فلو تحرز منها غاية التحرز فضحته و لابد يوما ما، ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها "
وكذلك يجب أن يجتنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء ... "
{فصل} ويجنبه فضول الطعام والكلام والمنام ومخالطة الأنام، فإن الخسارة في هذه الفضلات ... ويجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن والفرج غاية التجنب فإن تمكينه من أسبابها والفسح له فيها يفسده فسادا يعز عليه بعده صلاحه وكم من أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته له على شهوته، ويزعم أنه يكرمه وهو يهينه ... وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ...
... الصبي وإن لم يكن مكلفا فإنه مستعد للتكليف، ولهذا لا يمكن من الصلاة بغير وضوء و لا من الصلاة عريانا ونجسا، ولا من شرب الخمر والقمار واللواط ...
يتبع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 10:07]ـ
للفائدة
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 03:07]ـ
بارك الله فيك
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 02:12]ـ
للفائدة
سبحان الله .. أيُّ فائدة!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 03:25]ـ
أصلاً التربية كلها جنسية و غير جنسية صارت كالبديل عن علم الآداب الشرعية الذي كتب فيه أتباع المذاهب الأربعة
عودوا إلى علم الآداب الشرعية و تفقهوا فيه و سترون أنكم في غنى عن علم التربية كله إلا في المصالح المرسلة المعاصرة التي لم يذكرها المؤلفون السابقون لأنها لم تكن في عصرهم
طرق التدريس يغني عنها آداب طلب العلم
التربية الجنسية يغني عنها آداب النكاح
و هلم جرا
كل أبواب التربية موجودة في الآداب الشرعية
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 04:45]ـ
شكرا للأخ الكريم و بارك فيه على مشاركته الطيبة التي من شأنها أن تساعد على الخروج بصيغة مرضية(/)
قول المصلي: (السلام عليكم) لمن يكون؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
1 - قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع (ج3 ص474):
وينوى الامام بالتسليمة الاولي الخروج من الصلاة والسلام على من عن يمينه وعلى الحفظة وينوى بالثانية السلام على من علي يساره وعلي الحفظة وينوى المأموم بالتسليمة الاولي الخروج من الصلاة والسلام علي الامام وعلي الحفظة وعلي المأمومين من ناحيته في صفه وورائه وقدامه وينوى بالثانية السلام علي الحفظة وعلي المأمومين من ناحيته فان كان الامام قدامه نواه في أي التسليمتين شاء وينوى المنفرد بالتسليمة الاولي الخروج من الصلاة والسلام على الحفظة وبالثانية السلام علي الحفظة والاصل فيه ما روى سمرة رضى الله عنه قال أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نسلم علي أنفسنا وان يسلم بعضنا علي بعض وروى على رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلى قبل
الظهر أربعا وبعدها ركعتين ويصلي قبل العصر أربعا يفصل كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن معه من المؤمنين.
- قال الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغني (ج2 ص469 - 470 الشاملة):
وَيَنْوِي بِسَلَامِهِ الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ.
فَإِنْ لَمْ يَنْوِ؛ فَقَالَ ابْنُ حَامِدٍ تَبْطُلُ صَلَاتُهُ.
وَهُوَ ظَاهِرُ نَصِّ الشَّافِعِيِّ؛ لِأَنَّهُ نُطْقٌ فِي أَحَدِ طَرَفَيْ الصَّلَاةِ؛ فَاعْتُبِرَتْ لَهُ النِّيَّةُ، كَالتَّكْبِيرِ.
وَالْمَنْصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ لَا تَبْطُلُ صَلَاتُهُ.
وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ لِأَنَّ نِيَّةَ الصَّلَاةِ قَدْ شَمِلَتْ جَمِيعَ الصَّلَاةِ، وَالسَّلَامُ مِنْ جُمْلَتِهَا، وَلِأَنَّهُ لَوْ وَجَبَتْ النِّيَّةُ فِي السَّلَامِ لَوَجَبَ تَعْيِينُهَا، كَتَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ، وَلِأَنَّهَا عِبَادَةٌ، فَلَمْ تَجِبْ النِّيَّةُ لِلْخُرُوجِ مِنْهَا، كَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ، وَقِيَاسُ الطَّرَفِ الْأَخِيرِ عَلَى الطَّرَفِ الْأَوَّلِ غَيْرُ صَحِيحٍ؛ فَإِنَّ النِّيَّةَ اُعْتُبِرَتْ فِي الطَّرَفِ الْأَوَّلِ، لِيَنْسَحِبَ حُكْمُهَا عَلَى بَقِيَّةِ الْأَجْزَاءِ، بِخِلَافِ الْأَخِيرِ، وَلِذَلِكَ فُرِّقَ الطَّرَفَانِ فِي سَائِرِ الْعِبَادَاتِ.
قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: يَنْوِي بِالتَّسْلِيمَتَيْنِ مَعًا الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ.
فَإِنْ نَوَى مَعَ ذَلِكَ الرَّدَّ عَلَى الْمَلَكَيْنِ، وَعَلَى مَنْ خَلْفَهُ إنْ كَانَ إمَامًا، أَوْ عَلَى الْإِمَامِ وَمَنْ مَعَهُ إنْ كَانَ مَأْمُومًا، فَلَا بَأْسَ.
نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ، فَقَالَ: يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ، وَيَنْوِي بِسَلَامِهِ الرَّدَّ عَلَى الْإِمَامِ؛ لِمَا رَوَى مُسْلِمٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: {كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَنَظَرَ إلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ تُشِيرُونَ بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ، إذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْتَفِتْ إلَى صَاحِبِهِ وَلَا يُومِئْ بِيَدِهِ}، وَفِي لَفْظٍ {إنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمَ عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ} وَرَوَى أَبُو دَاوُد.
قَالَ: {أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَرُدَّ عَلَى الْإِمَامِ، وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ.
} وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُسَنُّ أَنْ يَنْوِيَ بِسَلَامِهِ عَلَى مَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُصَلِّينً وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصِ بْنُ الْمُسْلِمِ - مِنْ أَصْحَابِنَا -: يَنْوِي بِالْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ.
وَيَنْوِي بِالثَّانِيَةِ السَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ وَالْمَأْمُومِينَ، إنْ كَانَ إمَامًا، وَالرَّدَّ عَلَى الْإِمَامِ وَالْحَفَظَةِ، إنْ كَانَ مَأْمُومًا.
وَقَالَ ابْنُ حَامِدٍ: إنْ نَوَى فِي السَّلَامِ الرَّدَّ عَلَى الْمَلَائِكَةِ أَوْ غَيْرِهِمْ مِنْ النَّاسِ مَعَ نِيَّةِ الْخُرُوجِ مِنْ الصَّلَاةِ، فَهَلْ تَبْطُلُ صَلَاتُهُ؟ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا تَبْطُلُ؛ لِأَنَّهُ نَوَى السَّلَامَ عَلَى آدَمِيٍّ، أَشْبَهَ مَا لَوْ سَلَّمَ عَلَى مَنْ لَا يُصَلِّي مَعَهُ وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَاهُ؛ فَإِنَّ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ فِي رِوَايَةِ يَعْقُوبَ: يُسَلِّمُ لِلصَّلَاةِ، وَيَنْوِي فِي سَلَامِهِ الرَّدَّ عَلَى الْإِمَامِ.
رَوَاهَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِهِ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ هَانِئٍ: إذَا نَوَى بِتَسْلِيمِهِ الرَّدَّ عَلَى الْحَفَظَةِ أَجْزَأَهُ.
وَقَالَ: أَيْضًا: يَنْوِي بِسَلَامِهِ الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ.
قِيلَ لَهُ: فَإِنْ نَوَى الْمَلَكَيْنِ، وَمَنْ خَلْفَهُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ، وَالْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ نَخْتَارُ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ ذَلِكَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:10]ـ
جزاكم الله خيراً .. و بارك فيكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 10:39]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.(/)
قول طائفة من أهل الخليج للمسجد: مسيد، لغة صحيحة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 07:26]ـ
في طائفة من دول الخليج، الكويت، والبحرين، والإمارات، وقطر، وبعض أهل زبارة في العراق، يسمون المسجد: مسيد، فيقلبون الجيم ياء، وهي لغة فصيحة للمسجد:
قال في "تاج العروس" ج 1 ص 2273:
[والمَسِيد كأَمِيرٍ لغةٌ في المَسْجِد في لُغَة مِصْر، وفي لغة الغَرْبِ هو الكِتَاب أَشار له شيخنا في س ج د].
وقال النووي في " تحرير ألفاظ التنبيه":
[المسجد بكسر الجيم وفتحها، وقيل بالفتح اسم لمكان السجود، وبالكسر اسم الموضع المتخذ مسجدا، قال الإمام أبو حفص عمر بن خلف بن مكي الصقلي في كتابه " تثقيف اللسان ": ويقال للمسجد مسيد بفتح الميم وحكاه غير واحد من أهل اللغة].
وقال الإمام عبدالله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي في " المطلع على أبواب المقنع":
[المسجد بكسر الجيم وفتحها المكان المتخذ للصلاة حكاهما الجوهري وغيره، وقال أبو حفص الصقلي: ويقال مسيد بفتح الميم حكاه غير واحد].
والله الموفق.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 02:06]ـ
جزاك الله خيرا، وهي مستعملة عند عوام أهل القصيم، وفي مناطق وسط المملكة كالحوطة، وبعض بلاد الجنوب عندنا: يبدلون الجيم ياء، في كثير من كلامهم إن لم يكن كله.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 02:30]ـ
هي كلمة عربية فصيحة مستعملة بكثرة في اللسان المغربي الدارج
ـ[أبو فراس]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 07:35]ـ
سؤال في نفس السياق
هل لإبدال القاف همزة في لغة المصريين أصل في اللغة مثل آل بدلا من قال وهكذا؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 07:49]ـ
جزاك الله خيرا،ما أجمل صيدك أيها الحبيب، هنيئا لضيوفك
وقبيلتي لا تعرف إلا ((المسيد))
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 11:27]ـ
الإخوة الأكارم: السديس، المعيار، أبا فراس، آل عامر.
جزاكم الله خيرا ووفقكم الباري لما يحب ويرضى.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:53]ـ
هذه لهجة والدي وكبار السن فيما حولي ولا يبدلون الجيم ياء إلا في هذه الكلمة ولكن بلفظ: مَسْيَد وليس كما ذكره صاحب تاج العروس: مَسِيْد كأمير.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:07]ـ
أظن أنه أخطأ الناقل وإلا هو كما قلت يا أبو أسامة
أرجو التأكد بضبط الحركات
وشكرا
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 11:55]ـ
حتى في وسط السودان في منطقة الجزيرة يسمون المسجد (مَسِيْد) كأمير مثلما قال صاحب تاج العروس
فلا أظنه أخطأ في ذلك
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 12:51]ـ
وعندنا في اليمن (حضرموت) يبدلون الجيم ميماً في كثير من الكلمات، وقد سمعت الشيخ الحبيب محمد المختار الشنقيطي يذكر هذا، واستشهد عليه بشعر ولكني نسيته.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 12:34]ـ
السلام عليكم ...
عندنا في الجزائر يطلق (المسيد) على المدرسة، و قيل أن أهل شنقيط يطلقون (المسيد) على المسجد ...
و لي عودة إن شاء الله ...
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 02:22]ـ
عفوا:
هل البعلي والصقلي يقولون كأمير أم يسكنون السين؟
وشكرا
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 06:01]ـ
مازالت قبائل أزد السراة في جنوب المملكة, تنطق بالياء بدل الجيم فالرجال ((الريال)) , والجمل ((اليمل)) , والجبل ((اليبل)).
وهي قبائل عربية لم تختلط بغير العرب ولم يختلط بهم غيرهم في أوطانهم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 07:34]ـ
تطلق عندنا في المغرب على الكتاب
"المسيد"
وغالبا مايكون في المسجد أو بقربه ويكون امام المسجد هو المدرس ...
ـ[هاني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 09:06]ـ
جزاكم الله خيرا
في بحث نشره الالستاذ الدكتور / رضوان الدبسي في مجلة العربية الصادرة عن جمعية حماية اللغة العربية بالشارقة، بين حفظه الله ان قلب الجيم ياء هو من لغة العرب وهي من لغة بني تميم
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 10:03]ـ
مازالت قبائل أزد السراة في جنوب المملكة, تنطق بالياء بدل الجيم فالرجال ((الريال)) , والجمل ((اليمل)) , والجبل ((اليبل)).
وهي قبائل عربية لم تختلط بغير العرب ولم يختلط بهم غيرهم في أوطانهم.
وكذلك لهجة بعض قبائل رفيدة قحطان في أحد رفيدة وجوف جارمة والفرعين وماحولها يقولون ريال ويمل ويبل.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 10:25]ـ
عدتُ كما وعدتُ و لله الحمد ...
قال أستاذنا الأديب النحوي الشيخ محمد بوسلامة ـ حفظه الله ـ:
(( .. و منه كلمة (لمسيد) فإنا نطلق هذا اللفظ على المدرسة و لقد كنت أتحير في وجه إطلاق هذه التسمية على المدرسة و ألتمس لها المخارج فلا أجد لها مخرجا رضيا إلى أن وقع في نفسي أن أصلها المسجد، و مما يسهل فهم هذا هو أن تعلم أن المدرسة كانت قائمة في المسجد أو في مكان تابع للمسجد، فكان الطالب في جميع مراحله إذا ذهب إلى المدرسة قال إني ذاهب إلى المسجد و إذا أقبل قال كنت في المسجد و إذا سئل عنه قيل هو في المسجد فكانت هذه الكلمة كثيرة الدوران في ألسنة الناس و القاعدة أن كل ما كثر استعماله و كان مستثقلا طلبت له الخفة، و لست أقول إن كلمة المسجد ثقيلة و إنما أقول إننا لما طلبنا الخفة أكثر مما طلبت العرب خف كلامنا ثم نظروا فلم يجدوا بدا من الحذف ثم نظروا فلم يجدوا أولى بالحذف من الجيم فحذفوها و أعطوا حركتها و هي الكسرة لحرف السين ثم أشبعوا الكسرة فتولد عنها ياء سهلت النطق لأن التخفيف قد لا يحصل بمجرد الحذف، و الذي يعين على ما نحن فيه أن بعض أهل الجزائر ما زالوا يطلقون لمسيد على المسجد و يصدقه أن أهل بلاد شنقيط ما زالوا إلى هذا اليوم يطلقون لمسيد على المسجد و لا يقولون المسجد إلا في نادر الاستعمال و قد تصرح العرب بأصل الكلمة شذوذا فيستفاد من ذلك الشذوذ معرفة الأصل .. )).
[مجلة (منابر الهدى) الجزائرية، العدد (05)، (ص69)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 02:28]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا أيها الإخوة الأكارم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:31]ـ
جزاك الله خيرا، وهي مستعملة عند عوام أهل القصيم، وفي مناطق وسط المملكة كالحوطة، وبعض بلاد الجنوب عندنا: يبدلون الجيم ياء، في كثير من كلامهم إن لم يكن كله.
لعل السبب أن هذه م منازل بني تميم، القصيم و الحوطة، فقد قيل أن هذا لغة لبني تميم
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 02:55]ـ
أخي الكريم: علي الفضلي ..
بوركت على هذا التأصيل،،
وحفظ الله جدتي (من بريدة-القصيم) فهي تحثنا على الصلاة بهذا ..
بارك الله في الجميع
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 08:50]ـ
أخي الكريم: علي الفضلي ..
بوركت على هذا التأصيل،،
وحفظ الله جدتي (من بريدة-القصيم) فهي تحثنا على الصلاة بهذا ..
بارك الله في الجميع
آمين وإياكم، وحفظ الله جدتك الكريمة.
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 09:02]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي على هذه الفائدة، كما أني ألفت نظرك إلى أن هذه الكلمة يطلقها أهل بلدتنا على المدرسة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 09:36]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي على هذه الفائدة، كما أني ألفت نظرك إلى أن هذه الكلمة يطلقها أهل بلدتنا على المدرسة.
آمين وإياكم.
لكن: يطلقونها على المدرسة؟! عجيب، لماذا؟ وما هو التلازم بين الاثنين؟
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:10]ـ
.
لكن: يطلقونها على المدرسة؟! عجيب، لماذا؟ وما هو التلازم بين الاثنين؟ [/ quote]
ليس في الجزائر فقط بل حتى في المغرب يطلقون المسد عل المدرسة وأعتقد أن السبب أن الناس قديماكانوا يتعلمون القراءة والكتابة والعلوم في المساجد وبقوا حتى الآن يستعملون هذا المصطلح وما ألاحظه أن أكثر من يستعمل المصطلح هم كبار السن.والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 10:29]ـ
.
ليس في الجزائر فقط بل حتى في المغرب يطلقون المسد عل المدرسة وأعتقد أن السبب أن الناس قديماكانوا يتعلمون القراءة والكتابة والعلوم في المساجد وبقوا حتى الآن يستعملون هذا المصطلح وما ألاحظه أن أكثر من يستعمل المصطلح هم كبار السن.والله أعلم
بارك الله فيكم.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 10:10]ـ
هذا رابط نافع في ما كان أصله فصيحا من ألفاظ العامة:
http://a4s.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=4417
ـ[عبدالوهاب المزروعي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 02:06]ـ
عندنا في الحجاز كبار السن يقولون مَسِيْد والشباب اصبحوا يقولون مَسْيَد
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 02:19]ـ
بارك الله فيكما.(/)
اطلب مساعدت المختصين في موضوع وهو الهندسة الوراثية ومسائلها الشائكة
ـ[صاحبة المعالي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 08:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سالكم بالله فلا تردوه:
اطلب مساعدت المختصين في موضوع صعب للغاية وهو الهندسة الوراثية ومسائلها الشائكة وراي الشرع حول حقيقة تدخل الانسان في الخريطة الجينية للكائنات الحية بشكل عام ومدى مشروعية مشروع الجينوم البشري اي رسم الخريطة الجينية للانسان بدقة مع بيان مواقع كل جين وماهو العمل المسؤول عنه هذا الجين؟
فيرجي ارشادي لاي مواقع المتخصصة بهذا الشان والمراجع الهامة
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 10:22]ـ
انا تخصصي هو الوراثة و لا اعلم ما هو بالتحديد ما تريدين اهو من الناحية الشرعية ام من الناحية العلمية الاكاديمية
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 10:25]ـ
مستعد للمساعدة و لو كانت متأخرة(/)
حكاية محب الدين الخطيب مع أستاذه: (ابن تيمية والقياس)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأستاذ محب الدين الخطيب في مقدمته لرسالة القياس لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
(الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خير خلق الله أجمعين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعدُ: فإني لما كنتُ طالباً بكلية الحقوق في جامعة القسطنطينية كان ممن يتولى تدريس الفقه الإسلامي هناك الأستاذ موسى كاظم أفندي، الذي صار فيما بعد شيخاً للإسلام، واتفق أن هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية وقعت في يدي يومئذ وطالعتها، فلما بلغ الأستاذ إلى قول الفقهاء: "المزارعة ثبتت على خلاف القياس" عارضته بأن المزارعة تكون خلاف القياس فيما لو حملناها على أنها معاونة من جنس الإجارة التي يُشترط فيها العلم بالعوضين، ولكن المزارعة أكثر انطباقًا على المشاركات منها على المعاوضات، فالعلم بالعوضين غير مشترط فيها، وحينئذ يكون ما ثبت عنها بالنص المنقول مطابقاً كل المطابقة للقياس المعقول.
وتكررتْ مني هذه المعارضة في غير باب من أبواب الفقه، فعجب الأستاذ موسى كاظم أفندي لذلك، وسألني: من أين أجيء بهذا الكلام، فقلت له: من رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية في القياس. قال: الآن بطل العجب!
والواقع أن شيخ الإسلام ابن تيمية من أعظم علماء الإسلام الذين برهنوا بالفعل على أن من محاسن هذه الشريعة الإسلامية ومِنَن الله علينا بها أنها شريعة العقل ودين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وله في تحقيق هذه الحقيقة من ناحية العقائد كتاب اسمه (بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول) طبع في القاهرة سنة 1321 - 1322 بهامش (منهاج السنة النبوية). أما تطبيق هذه القاعدة على القياس الفقهي فلعل شيخ الإسلام ابن تيمية أول من عُني به وتمكن بالفعل من تحقيقه؛ كما سترى في هذه الرسالة، ثم جاء تلميذه العَلَم الشامخ والطود الراسخ ابن القيم فمضى في هذا السبيل شوطاً واسعاً، فأخذ رسالة شيخه وزاد عليها الشيء الكثير بما كتبه في (أعلام الموقعين). فرأيت أن أضمَّ هذا إلى ذاك وأنشرهما في هذا الكتاب لما توقعته من فائدة ذلك والله الموفق).
القاهرة: رمضان، 1346 محب الدين الخطيب
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:07]ـ
بارك الله فيك. . . رحم الله ذلك الشيخ العجيب رحمة واسعة وجمعنا وإياه مع سيد الدعاة (ص)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 06:56]ـ
أستاذنا سليمان الخراشي ـ حفظه الله ـ أبن كلام محب الخطيب؟؟؟
هل من توثيق له؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا(/)
سؤال حول العبادة في ليلة النصف من شعبان.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو منكم أيها الفضلاء إجابتي .. واستفهامي عن شيء معين .. فعلى من قلد القائلين بصحة حديث أن الله يغفر لكلٍ إلا مشرك أو مشاحن .. هل يمكن أن يعمل عبادة في هذه الليلة .. ليست عبادة معينة جاءت في أثر يلتزم بها .. ولكنه سيتعبد بما يأتي في خاطره .. بنية أن هذه الليلة لها فضل .. فقد يقوم يصلي .. وقد يقرأ القرآن .. وقد يدعو .. حسبما تريد نفسه .. فلا هو التزم بذكر معين ولا صلاة معينة.
أم أنه ليس له أن يتعبد بهذه النية، لأنه برغم ما جاء في فضلها، إلا أنه لم يكن من فعل النبي (ص) أو السلف رضوان الله عليهم أن يحيوا هذه الليلة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:59]ـ
من لم يكن أهلا للاجتهاد وقلد القائلين بصحته واعتقد فضلها وعمل عملا مطلقا = فلا حرج عليه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع عباده بكم ///
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:25]ـ
ابا أدهم الافضل اتباع ماورد من الاحاديث ,, وعليك باتباع من سلف ,, ولم يصح حديث في ليلة النصف من شعبان شيء.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 07:13]ـ
بارك الله فيك أبا حاتم .. إنما أسأل للناس الذين يقلدون في صحة الحديث.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 08:52]ـ
بارك الله فيك أبا حاتم .. إنما أسأل للناس الذين يقلدون في صحة الحديث.
اذن أبلغهم هذه النصيحة سلمك الخالق ,,
إبتسامة
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 12:19]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=388635(/)
صفحات مشرقة من حياة عالم
ـ[تركي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 06:30]ـ
ولد الأستاذ الشيخ عبدالفتاح بن محمد بن بشير بن حسن أبوغدة -يرحمه الله تعالى- في مدينة حلب الشهباء شمالي سورية، في 17 رجب 1335 الموافق 9 مايو 1917 في بيت ستر ودين، وكان هو الأخ الثالث والأصغر بين إخوته الذكور، فيما تكبره أخته الحاجة شريفة وتصغره أخته الحاجة نعيمة أمد الله في عمريهما.
وكان والده محمد - يرحمه الله - رجلاً مشهوراً بين معارفه بالتقوى والصلاح والمواظبة على الذكر وقراءة القرآن، وكان يعمل في تجارة المنسوجات التي ورثها عن أبيه، حيث كان الجد بشير- يرحمه الله تعالى- من تجار المنسوجات في حلب، والقائمين على صناعتها بالطريقة القديمة، أما والدة الشيخ فهي السيدة فاطمة مزكتلي المتوفاة سنة 1376 - 1956.
وينتهي نسب الشيخ رحمه الله تعالى من جهة والده إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان لدى أسرة الشيخ شجرة تحفظ هذا النسب وتثبته أما اسم أبوغدة فهو حديث نسبيا و من فروع العائلة فرعان يحملان اسم صباغ ومقصود.
وقد عمل الشيخ في حداثته بالنسيج مع والده وجده رحمهم الله ثم عمل أجيراً مع الحاج حسن صباغ في سوق العبي، وكان من زملائه الحاج عبد الرزاق قناعة أمد الله في عمره، ولا تزال الدكان التي عمل بها موجودة يعمل فيها آل أبو زيد أصهار الشيخ عبد الباسط أبو النصر.
عائلته
كان والد الشيخ وجده رحمهما الله يعملان – كما أسلفنا في النسيج وصباغته – وقد تزوج من السيدة فاطمة مزكتلي، وقد توفي جد الشيخ بشير عام 1355/ 1935 عن عمر يناهز 95 سنة ويقال أنه لم يسقط له سن، فيما توفي والد الشيخ رحمهم الله جميعا عام 1360/ 1940 عن 63 عاما، وللشيخ أخوان من الذكور و أختان من الإناث، هم:
عبد الكريم 1322–1 شعبان 1402/ 1905 - 24/ 5/1982: و من أولاده محمد سعيد رحمه الله وهو من أوائل الصناعيين بحلب، والدكتور عبد الستار الحائز على شهادة الدكتوراه في الفقه من الأزهر والذي عمل مع الأستاذ مصطفى الزرقا في موسوعة الفقه الإسلامي في الكويت ويعمل مستشارا شرعيا لكثير من المصارف الإسلامية وعلى رأسها شركة دلة في جدة، وكان الشيخ قد وجهه لطلب العلم الشرعي وأدخله في نشأته دار الحفاظ في جامع العثمانية، وعبد الهادي الذي توفي في 25 محرم 1384 المصادف 5/ 6/1964 في حلب بسرطان الدم وأهداه الشيخ كتابه (رسالة المسترشدين).
عبد الغني 1328/-28 ذي الحجة 1393/ 1907 - 22/ 1/1974: و من أولاده أحمد تاجر العقار في حلب، والشيخ الدكتور حسن أبوغدة الأستاذ في جامعة الملك سعود، وله من الأحفاد الشيخ الناشئ معن حسين نعناع وفقه الله ويعمل أمينا للمكتبة في المدرسة الكلتاوية في حلب، والتي يديرها فضيلة الشيخ محمود الحوت.
السيدة شريفة زوجة السيد محمد سالم بيرقدارالمتوفى سنة 1398/ 1978 عن 73 عاما، وقد ولدت – أطال الله في عمرها ومتعها بالعافية – عام 1332/ 1914 ولها من الذكور الأستاذ عبد المعطي رجل الأعمال المعروف في مدينة حلب والمولود فيها عام 1365/ 1944.
السيدة نعيمة زوجة السيد علي خياطة والمولودة عام 1920: ولها من الأولاد محمود ويعمل في صناعة البلاستيك، وسعد الدين ومحمد، ولها من الأحفاد غياث طالب العلم الشرعي في المدرسة الكلتاوية في حلب.
تزوج الشيخ من السيدة فاطمة دلال الهاشمي اخت صديقه الدكتور علي الهاشمي، ووالدها المرحوم عبد اللطيف هاشمي ووالدتها المرحومة السيدة نبيهة كبه وار، فكانت له نعم الزوجة الصالحة، نهضت عنه بعبأ البيت وتربية الأولاد ليتفرغ للدعوة والعلم الشرعي، ووقفت بجانبه في الشدائد والأمراض خير زوجة وأنيس. وللشيخ ثلاثة أبناء و ثمان بنات، هم على التوالي:
محمد زاهد (محرم 1372=25/ 9/1952): أسماه الشيخ على اسم والده وأستاذه، وقد حاز شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الرياض ثم الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو حيث يقيم الآن في كندا، وله بعض المشاركات في العلم الشرعي والأدب. وهو متزوج من السيدة نجوى ناصر آغا ولهما أربعة أبناء أكبرهم عبد الفتاح.
السيدة ميمونة وهي متزوجة من المهندس فاروق أبو طوق المولود في حماة والذي يعمل مهندسا في مكة المكرمة، ولهما ولد واحد من الذكور هو المهندس أسامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
السيدة عائشة وهي متزوجة من المهندس صلاح الدين مراد آغا المولود في حماة والذي يقيم الآن في فانكوفر بكندا، ولهما أربعة أولاد من الذكور، و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
الدكتور أيمن المتخصص بأمراض القلب والذي يعمل طبيبا في مدينة ريجاينا إلى جانب عمله في إدارة المدرسة الإسلامية، و هو متزوج من السيدة منى عبد الحسيب الياسين المولودة في حماة، وله من الأولاد صبيان و أربع بنات.
السيدة فاطمة ولها أربعة أولاد من الدكتور أحمد البراء الأميري وهو نجل الأديب الشاعر الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله. و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
السيدة هالة المتزوجة من المهندس عبد الله المصري الذي يعمل في ميدان المقاولات بالمملكة العربية السعودية، و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
السيدة حسناء وهي متزوجة من الدكتور بشار أبوطوق المولود في حماة والذي يعمل جراح أطفال في مستشفى الأطفال بالرياض، ولهما أربعة أولاد من الذكور.
السيدة لبابة وهي متزوجة من المهندس عمر عبد الجليل أخرس المولود في حلب والذي يقيم الآن في تورنتو بكندا، وتحمل شهادة الماجستير في أصول الدين.
الشيخ سلمان وهو متزوج من السيدة نهى غازي شبارق حفيدة السيد عبد الجليل شبارق أحد أحباء الشيخ القدامى في حلب، ولهما ولدان وبنت، ويحمل الشيخ سلمان شهادة الماجستير في الحديث ويعمل باحثا في مجمع الفقه الأسلامي في جدة.
السيدة أمامة وهي متزوجة من الدكتور عبد الله أبوطوق المولود في حماة والذي يقيم في تقويم الأسنان بجدة، و تحمل شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة بجامعة الإمام.
السيدة جمانة وهي متزوجة من المهندس محمد ياسر عبد القادر كعدان المولود في حلب والذي يعمل مهندسا كيميائيا في مجال تحلية المياه في تورنتو بكندا
ولزوجة الشيخ أخوان هما:
الدكتور محمد علي الهاشمي: أستاذ الأدب العربي في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والكاتب والأديب المعروف.
الدكتور محمد عادل الهاشمي أستاذ الأدب الإسلامي في جامعة عجمان وصاحب المؤلفات المعروفة في هذا المجال.
طلبه العلم
شعر جده أن الشيخ سيكون له شأن آخر ولمس ذكاءه وتطلعه لطلب العلم فألحق الشيخ بالمدرسة العربية الإسلامية في حلب، حيث درس فيها أربع سنوات ثم التحق من تلقاء نفسه سنة 1356ِ/1936 بالمدرسة الخسروية التي بناها خسرو باشا أحد ولاة حلب أيام الدولة العثمانية، والتي تعرف الآن باسم الثانوية الشرعية وتخرج منها سنة 1362/ 1942، ومما يجدر ذكره أن الشيخ عندما تقدم للمدرسة كانت سنه تزيد سنة على السن القانونية، وكان زوج أخته السيد محمد سالم بيرقدار على علاقة طيبة بالأستاذ مجد الدين كيخيا مدير أوقاف حلب آنذاك، فحدثه في أمره فاستثناه من شرط السن.
شيوخه و أساتذته
شيوخه في مدينة حلب:
الشيخ راغب الطباخ (1293 - 1370/ 1877 - 1951) الذي كان عالما في الحديث والتاريخ، ألف ونشر كتباً عديدة من أبرزها "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" في سبعة مجلدات
الشيخ أحمد بن محمد الزرقا (1285 - 1357/ 1869 - 1937) العالم ابن العالم، الأصولي الفقيه الحنفي المتفنن، والد فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا رحمها الله.
الشيخ عيسى البيانوني: (1290 - 28 ذي الحجة 1362/ 1874 - 26/ 12/1942) العالم الفقيه الشافعي، كان مسجده يعرف بمسجد أبي ذر - وهو في كتب التاريخ دار سبط ابن العجمي - ويقع في الجبيلة بالقرب من بيت والد الشيخ، فكان الشيخ يتردد عليه قبل طلبه العلم وبعده، وقد تركت تقواه وصلاحه أثرا لا يمحى في نفس الشيخ، وكان ولده الشيخ أحمد المتوفى سنة 1394/ 1974 من أقرب الأصدقاء للشيخ وألف معه كتابا اسمياه "قبسات من نور النبوة"، أما أحفاد الشيخ عيسى الشيخ الدكتور أبي الفتح و الشيخ أبي النصر فقد تتلمذوا على الشيخ في كلية الشريعة بدمشق.
الشيخ محمد الحكيم (1323 - 1400/ 1904 - 1980): الفقيه الحنفي ومفتي الحنفية في حلب.
الشيخ أسعد عبجي (1305 - 1392/ 1895 - 1972): الفقيه الشافعي ومفتي الشافعية بحلب.
الشيخ أحمد بن محمد الكردي (1299 - 1377/ 1885 - 1957):العلامة الفقيه الحنفي البارز
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ محمد نجيب سراج الدين (1292 - 1373/ 1876 - 1954): العلامة الرباني الفقيه المفسر الواعظ، والد الشيخ عبد الله سراج الدين زميل الشيخ والعالم المرموق رحمه الله تعالى.
الشيخ مصطفى الزرقا (1321 - 19 ربيع الأول 1420/ 1901 - 3/ 7/1999) ابن العلامة الشيخ أحمد الزرقا والفقيه الأصولي المتفنن، فقيه عصره لا سيما في المعاملات والفقه المقارن، وهو إلى جانب ذلك ضليع باللغة العربية والأدب، تتلمذ على يديه ألوف من المشايخ والحقوقيين خلال تدريسه في جامعة دمشق 1944 - 1966، ولا يزال كتابه المدخل الفقهي العام مرجعا أساسا في فهم علم
الفقه ودراسته
دراسته في الأزهر
بعد تخرجه من الثانوية الشرعية، رحل الشيخ في طلب العلم إلى مصر عام 1364/ 1944 للدراسة في الأزهر الشريف، فالتحق بكلية الشريعة ودرس فيها على يد نخبة من كبار علمائها في القترة ما بين 1364 - 1368/ 1944 - 1948، ثم تابع دراسته فتخصص في علم النفس أصول التدريس في كلية اللغة العربية في الأزهر أيضاً وحاز على شهادتها سنة 1370/ 1950.
شيوخه في الأزهر:
الشيخ محمد أبو زهرة (1316 - 1395/ 1898 - 1974): العلامة، الأصولي، الفقيه، كتب أكثر من أربعين كتابا في أصول الفقه و تاريخه ومقارنته، أثنى ثناء عاطرا على الشيخ عبد الفتاح في رسائله إليه.
الشيخ محمد الخضر حسين (1292 - 1377/ 1876 - 1958): علامة التفسير والفقه في زمانه لاسيما الفقه المالكي والفقه المقارن، انتهت إليه إمامة الأزهر.
الشيخ يوسف الدجوي (1310 - 1383/ 1893 - 1963): الفقيه العلامة.
الشيخ عبد المجيد دراز: الفقيه العلامة.
الشيخ أحمد محمد شاكر (1310 - 1383/ 1893 - 1963): المحدث العلامة
الشيخ محمود بن محمد شلتوت (1310 - 1383/ 1893 - 1963): المفسر والفقيه وشيخ الجامع الأزهر
الشيخ مصطفى صبري (1286 - 1373/ 1869 - 1954): شيخ الخلافة العثمانية سابقا، هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، والفلسفة والسياسة، من أبرز كتبه
الشيخ عبد الحليم محمود (1328 - 1398/ 1907 - 1978): المفسر، الأصولي، الفقيه، المتصوف، الأديب، انتهت إليه إمامة الأزهر
الشيخ عيسى منون (1306 - 4 جمادى الثانية 1376/ 1889 - 1956): الفقيه الأصولي الشافعي ولد بفلسطين و توفي بالقاهرة.
الشيخ زاهد الكوثري (1296 - 1371/ 1879 - 1952) أمين المشيخة في الدولة العثمانية هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، ورث عنه الشيخ عبد الفتاح معرفته وولعه بالكتب والمخطوطات و أماكنها، حقق ونشر كثيرا من الكتب والمخطوطات.
الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي (1301 - 1375/ 1885 - 1958) والد الإمام حسن البنا، كان عالما بالحديث والفقه الحنبلي.
الشيخ عبد الوهاب خلاف (1305 - 1375/ 1888 - 1956): المحدث، الأصولي، الفقيه، الفرائضي ألف ونشر كثيرا من الكتب، من أبرزها: أصول الفقه.
زملاؤه في الدراسة في مصر
درس مع الشيخ في مصر لفيف مبارك من علماء الأمة الإسلامية نذكر فيما يلي بعضا منهم وقد أشرنا بنجمة * لمن توفاه الله:
الشيخ محمد الحامد*: العالم التقي الصالح توفي بحماة في سورية
الشيخ محمد علي المراد*: العالم الفقيه ولد بحماة في سورية توفي بالمدينة المنورة
الشيخ محمد علي مشعل: ولد بحمص في سورية و يعيش بجدة في المملكة العربية السعودية
الشيخ محمود صبحي عبد السلام: من ليبيا، وكان أول أمين عام لجمعية الدعوة الإسلامية العالمبة عندما تأسست عام 1972 في ليبيا
الشيخ د. محمد فوزي فيض الله: ولد بحلب ودرس في كليات الشريعة بجامعتي دمشق والكويت
الشيخ سيد سابق*: الفقيه المعروف صاحب كتاب فقه السنة ولد وتوفي بمصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الشيخ عبدالفتاح أبوغدة بشخصيته القوية المتميزة، شخصية العالم المسلم العامل المجاهد، فهو واسع العلم، رحب الإطلاع، يعيش قضايا أمته وعصره، يضع هموم المسلمين نصب عينيه، مدركاً كل الأبعاد التي تحيط بهم وهو مع اتصافه بكل ما تقتضيه شخصيته العلمية، من رزانة وهيبة ووقار، حلو الحديث، رشيق العبارة، قريب إلى قلوب جلسائه، يأسرهم بحسن محاضرته، وطيب حديثه، وبُعد غوره، مع حضور بديهة، وحسن جواب، فلا غرو بعد ذلك أن تلتقي عليه القلوب، وتتعلق به النفوس، وأن يكون موضوع الحب والتقدير والثقة لدى جميع من خالطه من إخوانه وأحبابه، وهو إلى جانب ذلك كان بعيداً عن الغلو والانفعال، يزن الأمور بميزانها الشرعي الدقيق، وقد أخذ بذلك نفسه وتلامذته، ولا أدل على ذلك، من أن يستشهد الإنسان بموقف الشيخ رحمه الله تعالى، من العالم الجليل الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد كان الشيخ يدرس ويعلم في بيئة فيها كثير من التحفظ تجاه الإمام ابن تيمية، وإذا أضفنا إلى ذلك تتلمذ الشيخ على الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله، وكان هو الآخر شديد الازورار عن الإمام ابن تيمية، إلا أن كل هذا وذاك لم يمنعا الشيخ عبدالفتاح أن ينصف شيخ الإسلام، وأن يذكره في مجالس علمه في مدينة حلب في الخمسينيات والستينيات، بما هو أهل له، وأن يغرس في نفوس أجيال الشباب من الدعاة والعالمين حبه واحترامه، على أنه العالم المجاهد وأن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله غير عابئ بما يجره ذلك من مخالفة من الوسط العلمي، أو مخالفة شيخ له، يحبه ويجله ويرى في ابن تيمية ما لا يراه.
وعلى الصعيد الشخصي كان الشيخ مثالا لا يجارى في الأخلاق والذوق والكياسة، تأثر به كل من احتك به، كان رفيقا شفيقا يفضل التلميح على التصريح، متأسيا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان شامة بين العلماء، ويحب للمسلم أن يكون شامة بين الناس اتباعا لهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكان يحب اللباس المتوسط النظيف البعيد عن المغالاة، ويحرص على نظافة ملابسه وحذائه، لا يفارقه الطيب في كل أحيانه يشتريه من حلب من محل كرزة وفتوح أو ينفحه به محبه الحاج عبد الغني بوادقجي، و من قرأ كتابه (من أدب الإسلام) أدرك الذوق الرفيع والخلق السامق الذي تمتع به رحمه الله.
كان خط الشيخ مثالا في الإتقان يعجب به كل من رآه، وكان حريصا على انتقاء أٌقلامه من أجود الأقلام ليبقى خطه متسقا منسجما، وكان يستعمل في أول أمره قلم حبر من صنع ألماني Tropen ثم استعمل قلم باركر ثم استعمل في السنين الأخيرة من حياته قلم الحبر الجاهز، وكان رحمه الله يرغب في الحبر السائل ويعرض عن الحبر الجاف، ويستعمل قلم الرصاص للتعليقات والملاحظات السانحة، حيث كان لا يفارقه قلم صغير و أوراق يقيد بها الخواطر والأفكار.
عمله في التدريس بسورية
بعد أن أكمل الشيخ دراسته في مصر، عاد إلى سورية وتقدم سنة1371/ 1951 م لمسابقة اختيار مدرسي التربية الإسلامية لدى وزارة المعارف فكان الناجح الأول فيها، ودرس مادة التربية الإسلامية أحد عشر عاماً في أبرز ثانويات حلب: هنانو، والمأمون، والصنائع، كما شارك في تأليف الكتب المدرسية المقررة لهذه المادة، ودرّس إلى جانب ذلك في المدرسة الشعبانية، وهي مدرسة شرعية أهلية متخصصة بتخريج الأئمة والخطباء، ودرّس في الثانوية الشرعية "الخسروية" التي تخرج فيها، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ودرّس فيها لمدة ثلاث سنوات "أصول الفقه" و"الفقه الحنفي" و "الفقه المقارن بين المذاهب" وقام بعد ذلك بإدارة موسوعة "معجم فقه المحلى لابن حزم" وكان قد سبقه للعمل فيه بعض الزملاء فأتمه، وأنهى خدمته، وطبعته جامعة دمشق في ضمن مطبوعاتها في مجلدين كبيرين ..
نشاطه الدعوي في سورية
بعد أن عاد الشيخ إلى بلده سورية، حمل على عاتقه عبء الدعوة إلى الله تعالى، فكان له نشاطه الدعوي، وتعلق الإخوان بدورهم بالشيخ رحمه الله تعالى ووثقوا به،
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ عودته إلى سورية من مصر، كان الشيخ إلى جانب عمله في التدريس، نشيطا في الدعوة إلى الله، فنال ثقة العامة والخاصة، واحترام أقرانه، لورعه وتقواه وعلمه ورجاحة عقله وحكمته، فكان مرشداً وسنداً وموئلاً،. بل و كان بشخصيته المتميزة وسلوكه السامق مدرسة دعوية حية متحركة، تتلمذ عليه فيها ثلاثة أجيال أو أكثر من الدعاة العاملين، كلهم يفخر بأنه قد نال شرف الاغتراف من بحر فضيلته رحمه الله تعالى وأفسح له في جناته، وكانت دروس مادة التربية الدينية التي يدرسها من أحب الدروس للطلبة وموضع إقبالهم واهتمامهم، بعد أن كانوا يعرضون عن أمثالها.
وفي مسجد "الخسروية" حيث كان يجتمع أسبوعياً آلاف المصلي لحضور خطبة الجمعة، كان الشيخ يطرح على منبره قضايا الإسلام والمسلمين المعاصرة متصدياً للاستبداد، وللنزعات العلمانية، غير عابئ بما قد يناله من أذى، مرددا بجرأة العالم المسلم المجاهد قولة الصحابي الشهيد خباب بن الأرت:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
أما دروسه فقد كانت تغص بها المساجد ويتحشد لها المستمعون، وكان للشيخ الأنشطة التالية:
خطبة الجمعة الأسبوعية، التي كان يلقيها على منبر الجامع الحموي أولا، ثم جامع الثانوية الشرعية "الخسروية"
جلسة للتفقه في الدين بعد خطبة الجمعة فيها أسئلة وأجوبة، تغطي حياة المسلمين الخاصة والعامة، يجيب الشيخ فيها عن جميع التساؤلات بمنهج رشيد سديد، يربط الفتوى بدليلها الشرعي، وبالعصر الذي يعيشه المسلمون، ممعناً في الترغيب والترهيب والتوجيه
درس في الحديث والتربية والتهذيب بين مغرب وعشاء يوم الخميس في جامع سيف الدولة
درس في الفقه بين مغرب وعشاء يوم الإثنين في جامع زكي باشا المدرس، بالإسماعيلية حيث كان الشيخ يغمر الحاضرين بواسع علمه، في المقارنة بين المذاهب وذكر الأدلة والترجيح بين الأقوال
درس متقطع في السيرة في جامع الصديق بالجميلية
إلى جانب هذا الدروس كان للشيخ لقاءات دورية مع علماء حلب ومدرسي التربية الدينية فيها للتشاور فيما يهم المسلمين في المدينة ومايتعلق بالتعليم فيها، وهو في كل ذلك عمدة الميدان والمشار إليه بالبنان.
انتخب الشيخ سنة 1382/ 1961م نائباً عن مدينة حلب، بأكثرية كبيرة، فنال بذلك ثقة مواطنيه، على الرغم من تألب الخصوم عليه من كل الاتجاهات، ومحاولاتهم المستميتة للحيلولة بينه وبين الوصول إلى مجلس النواب، وفي مجلس النواب السوري، قام الشيخ عبدالفتاح مع إخوانه بنصرة قضايا الإسلام والمسلمين في سورية، وقد أشار الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في مذكراته لبعض مواقف الشيخ إزاء محاولات من جهات شتى لإغفال الإسلام دينا للدولة من الدستور السوري، وفي عام 1965 بعد عامين على حل المجلس النيابي، غادر الشيخ سورية ليعمل مدرسا في كلية الشريعة بالرياض، ولما عاد إلى بلده في صيف 1386/ 1966 أدخل السجن مع ثلة من رجال العلم والفكر والسياسة، ومكث في سجن تدمر الصحراوي مدة أحد عشر شهرا، وبعد كارثة الخامس من يونيو/حزيران سنة 1967 م أفرجت الحكومة آنذاك عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان الشيخ رحمه من بينهم.
كانت عضوية الشيخ في جماعة الإخوان المسلمين مبنية على قناعته بضرورة العمل الجماعي لنصرة الإسلام والمسلمين لا جريا وراء المناصب والمسميات، فقد كان التفرغ للعلم والتحقيق الرغبة الدائمة التي رافقته طوال حياته، ومع رغبة الشيخ الملحة في الانصراف بكليته إلى الجانبين العلمي والدعوي، فقد اضطر أكثر من مرة، أن يستجيب لرغبة إخوانه، فيتحمل معهم بعض المسؤوليات التنظيمية، فكان أن تولى – على غير رغبة منه أو سعي - منصب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية مرتين، ثم تخلى عنه في أقرب فرصة مناسبة متفرغاً للعلم والتأليف.
حياته في السعودية
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد خروجه من السجن انتقل الشيخ ثانية إلى المملكة العربية السعودية، متعاقداً مع جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض حيث عمل مدرساً في كلية الشريعة ثم في المعهد العالي للقضاء الذي أسس حديثا، وأستاذاً لطلبة الدراسات العليا، ومشرفاً على الرسائل العلمية العالية، فتخرج به الكثير من الأساتذة والعلماء، وقد شارك خلال هذه الفترة 1385 - 1408/ 1965 - 1988 في وضع خطط جامعة الإمام محمد بن سعود ومناهجها، واختير عضواً في المجلس العلمي فيها، ولقي من إدارة الجامعة ومدرائها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، و الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي كل تكريم وتقدير، ولقي مثل ذلك من فضيلة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى الذي ترجم له الشيخ في كتابه "تراجم ستة من علماء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر"، كما كان محل احترام و تقدير من وزير المعارف المرحوم حسن بن عبد الله آل الشيخ.
انتدب الشيخ أستاذاً زائراً لجامعة أم درمان الإسلامية في السودان ولجامعة صنعاء في اليمن، ولمعاهد الهند وجامعاتها، وشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات الإسلامية العلمية، التي تعقد على مستوى العالم الإسلامي، وكانت له جهود طيبة في جميع هذه المجالات حيث درس في الأردن والباكستان وتركيا والجزائر والعراق وقطر، وعمل فترة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض ثم انتقل للعمل متعاقداً مع جامعة الملك سعود في الرياض وقبل وفاته بسنوات تفرغ من العمل وعكف على العلم والتأليف حتى وافته المنية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
كذلك اختير الشيخ لتمثيل سورية في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بعد شغور مقعدها بوفاة الشيخ حسن حبنكة الميداني، فقام بذلك خير قيام مع الأعضاء الآخرين لنشر الدعوة إلى الله ومتابعة قضايا المسلمين في العالم حتى توفاه الله تعالى.
عودته إلى سورية
تلقى الشيخ في عام 1405/ 1995 دعوة من الرئيس حافظ الأسد ليعود إلى سورية، حيث أعرب على لسان فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أنه يكن احتراما كبيرا للشيخ وعلمه ويرغب أن يكون بين أهله وفي بلده، و مبديا رغبته في الالتقاء بالشيخ، وقد استجاب الشيخ لهذه المبادرة الطيبة آملا أن تكون بداية لرأب الصدع الذي حصل في سورية في عقد الثمانينيات فعاد إلى سورية مؤملاً تقريب وجهات النظر وتخفيف المعاناة التي أدت إليها أحداث مؤسفة سابقة أواخر حياته، ولم يقدر أن يلتقي الرئيس بالشيخ الذي كان موضع حفاوة رسمية ممن التقى به من المسئولين، وأتاحت له عودته إلى سورية بعد غياب دام سبعة عشر عاما أن يرى بلده قبل وفاته، وينعم بفيض الحب الغامر من محبيه وعارفي فضله الذين تقاطروا على بيته، والمسجد الذي يصلي فيه، حيث كان الشيخ يصلي الصلوات في جامع الروضة، ويصلي الجمعة في مسجد الرحمة بحي حلب الجديدة، فكان المصلون يهرعون إليه حيثما كان في مشاهد تزدان بالوفاء النادر والمحبة العامرة في القلوب.
وقد تشرف بخدمة الشيخ في حلب في هذه الفترة تلميذه الشيخ مجاهد شعبان رحمه الله والحاج عدنان قناعة فكان الأول رهن إشارة الشيخ للتحقيق العلمي والمذاكرة في أبواب الفقه والأدب، يسجل فوائد يستقيها من الشيخ في دفتر خاص، و كان الحاج عدنان يقوم بقضاء مصالح الشيخ المعيشية، فجزاهما الله خير الجزاء.وفي هذه الفترة قام الشيخ برحلة إلى قلعة شيزر قرب حماة، وهي قلعة الأمير المجاهد الأديب أسامة بن منقذ الذي كان الشيخ رحمه الله معجباً بشخصيته التي تتبدى من مذكراته حول حقبة الحروب الصليبية وتخلف الصليبين الحضاري والعلمي، وكان معه في هذه الرحلة الشيخ مجاهد شعبان والمهندس محمد خضرو رحمهما الله والشيخ الناشئ محمود نور الدين مجاهد شعبان وفقه الله. ومما ينبغي ذكره أن الشيخ مجاهد قد توفي رحمه الله عام 1420/ 2000 في حادث سيارة ثم تلاه المهندس محمد خضرو عام 1421/ 2001 رحمهما الله رحمة واسعة.
مرضه ووفاته
(يُتْبَعُ)
(/)
على إثر تلقيه رسالة سنة 1394/ 1974 تخبره بوفاة أخيه عبد الغني تأثر الشيخ تأثرا شديداً أصيب على إثره بأزمة قلبية شديدة ألزمته المستشفى بضعة أسابيع، ولكن الله عز وجل عافاه، ورغم أنه مر بشدائد كثيرة فيما بعد إلا أن حالته الصحية فيما يختص بالقلب بقيت مستقرة طوال حياته، وفي عام 1409/ 1989 أحس الشيخ بقصور في بصره، أدخل على إثره مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض حيث تولى علاجه تلميذه الدكتور ظافر وفائي الذي شخص مرضه بتهتك في اللطخة الصفراء في الشبكية تصبح معه الرؤية الأمامية - وكذلك القراءة - متعذرة، والعلاج الوحيد هو إيقاف تقدم المرض بأشعة الليزر دون أن يتمكن المريض من استرجاع ما فقده من إبصار، وقد اعتمد الشيخ بعدها في القراءة على جهاز مكبر أشيه بالتلفاز يحمله حيث ذهب، وأصبح عبء القراءة والمراجعة على زوجته التي تفرغت تماما لرعايته والعمل معه.
وفي سنة 1412/ 1992 اشتبه الأطباء بوجود ورم خبيث في كبد الشيخ رحمه الله وأكدوا على وجوب استئصاله جراحيا ولو من جانب الحيطة الواجبة، ولكن ما لبث هذا الورم - بفضل الله ووسط دهشة الأطباء - أن انكمش وعاد الكبد إلى حالته الطبيعية.
وفي شهر شعبان 1417/ديسمبر1996 شعر الشيخ بضعف آخر في نظره فعاد من حلب إلى الرياض ليتلقى علاجا آخر لم يكن ناجعا ونتج عنه صداع شديد لازم الشيخ طيلة أيامه الباقية، ثم اشتكى الشيخ في أواخر رمضان من ألم في البطن أدخل على إثره مستشفى الملك فيصل التخصصي وتبين أنه ناتج عن نزيف داخلي بسبب مرض التهابي، وما لبث أن التحق بالرفيق الأعلى فجر يوم الأحد التاسع من شوال 1417 الموافق 16 من فبراير 1997 عن عمر يناهز الثمانين عاماً فرحمه الله رحمة واسعة.
غسل الفقيد ابنه الشيخ سلمان و تلميذه الملازم له الشيخ محمد الرشيد، وجرت الصلاة عليه عقب صلاة الظهر في الرياض ثم نقل بطائرة خاصة مع عائلته وأحبابه إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه بعد صلاة العشاء ثم شيعه أحبابه وتلاميذه الذي توافدوا من كل مكان في السعودية إلى مقبرة البقيع، فنال شرف جوار المصفى صلى الله عليه وسلم بعد أن تشرف بخدمة حديثه وسنته الشريفة.
خلفت وفاته أسى عميقا في قلوب المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، وعبر الرئيس السوري حافظ الأسد - بواسطة فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي - عن تأثره العميق لوفاته دون أن تتاح له فرصة الالتقاء به، حيث كان يتطلع إلى لقاء طويل واف معه، ووضع تحت تصرف أهله طائرة خاصة لنقل جثمانه - إن شاءوا - إلى سورية، وعقد في حلب مجلس للتعزية حضره إلى جانب المسئولين أعداد كبيرة من المحزونين، وشارك في تأبين الفقيد فضيلة الشبخ محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور فتحي يكن من لبنان وتلميذه البار الشيخ مجاهد شعبان رحمه الله.
وتدفقت برقيات ورسائل التعزية على أهله من كل أنحاء المعمورة ولا عجب فقد كان عالما عاملا فيه عزة الإسلام وتواضع الدعاة، سار على نهج النبوة في خلقه وأخلاقه، فأضاء الله بصيرته وذلل له مقاليد العلوم، و ألقى محبته في قلوب الصالحين من عباده.
طبت حياً وميتاً يا أبا زاهد وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير ما يجزي به الله عالماً مجاهداً متقناً مخلصاً عن الإسلام وعن أهله وأبناء أمته
جهوده العلمية
يعد الشيخ عبدالفتاح أبوغدة من العلماء الثقات، الذي يفخر بهم العالم الإسلامي في هذا القرن، وقد أحاط بالعلوم الشرعية، و ملك زمام اللغة العربية والشعر والتاريخ، وتبحر في علمي الفقه والحديث، حيث أكب منذ بداية حياته العلمية على تحقيق ونشر الكتب النفيسة في هذين الفنين وغيرهما.
وأول كتاب نشره الشيخ هو (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل) للإمام عبد الحي اللكنوي، وقد طبعه في حلب عند مطبعة الأصيل التي كان صاحبها الأستاذ سامي الأصيل من أصدقائه، فصبر على دقة الشيخ في التصحيح و إتقانه في إخراج كتبه، بتعاون المحب وتفهم الساعي للكمال، وقد أصبحت كتبه بعد ذلك – في إخراجها – مدرسة للعلماء والباحثين من بعده، ينهجون نهجها و ينسجون على منوالها، وقد قام بطبع أغلب كتب الشيخ الأستاذ المهندس رمزي دمشقية صاحب دار البشائر الإسلامية في بيروت رحمه الله تعالى، وكانت دائما غنية بمضمونها، راقية في شكلها، تنم على إحساس عال لدى الشيخ في تكريم الكتاب، وعلى ذوق رفيع في
(يُتْبَعُ)
(/)
طريقة إخراجه.
ويمتاز تحقيق الشيخ عبدالفتاح، بأنه يُقَدِّم مع الكتاب المحقق، كتاباً آخر، مليئاً بالفوائد النادرة والتوضيحات النافعة، التي توضح الغامض، وتسدد وتصوِّب وتُرَجِّح وتُقّرب العلم إلى طالبه، وتحببه إليه.
وللشيخ رحمه الله تعالى، ولع شديد بكتب العلم، يتتبعها في مظانها، مطبوعة ومخطوطة، ويصرف وقته وجهده وماله، في سبيل اقتنائها وخدمتها، فتجمعت لديه مكتبة من أمهات المكاتب فيها الأعلاق النفيسة والنسخ النادرة من الكتب، وذهب جلها في الأحداث الأليمة التي طالت سورية في أعوام 1978 - 1982، وأعادت الحكومة السورية ما تبقى منها للشيخ عند عودته إلى سورية في عام 1995.
وكان منهج الشيخ في التحقيق والتأليف منهج المتأني الحريص على خدمة الكتاب من حيث الشكل والمضمون، فلم يكن يهدف إلى ربح مادي أو شهرة معنوية، ولذا كان الكتاب يبقى لديه حبيس التأليف والتحقيق سنين طويلة حتى إذا اطمأن إلى أنه قد قارب الاكتمال والحد المرضي من الجودة، أرسل به إلى المطبعة، وعكف شخصيا على مراجعة تجاربه المرة تلو المرة، وكانت زوجة الشيخ في كل هذه المراحل إلى جانبه عونا وسندا ومعاونا لا يفتر، و بخاصة بعد أن تأثر بصره، فما توقف إنتاجه العلمي حتى آخر أيام حياته فجزاها الله أفضل الجزاء.
وتتوجت حياة الشيخ العلمية عندما قام مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في لندن بتكريم الشيخ فاختاره لنيل أول جائزة علمية تحمل اسم سلطان بروناي في حفل كبير في لندن في صيف عام 1415/ 1995 تقديراً لجهوده في التعريف بالإسلام ومساهماته القيمة في خدمة الحديث النبوي الشريف، و قد حضر الحفل سلطان بروناي ووزير التعليم فيها داتو عبد العزيز بن عمر الذي كان يحب الشيخ ويجله، كما حضره عدد كبير من الدبلوماسيين والعلماء، و على رأسهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، كما حضر الحفل السفير السعودي الدكتور غازي القصيبي، والسفير السوري محمد خضر الذي تقدم مع أركان السفارة السورية بلندن من الشيخ في نهاية الحفل و شد على يده مهنئا وقائلا له: لقد رفعت رأس سورية عاليا و إننا نفتخر بك و بأمثالك من العلماء.
وقد وجه السلطان الدعوة للشيخ لزيارة بروناي في العام القادم لحضور حفل تقديم الجائزة لباحثين في علوم القرآن – قدر الله أن يكون أولهما من حلب والثاني من دمشق - هما د. أحمد خراط و د. محمد عدنان زرزور، وقد حضر الحفل ولي العهد ثم قابل السلطان العلماء في قصره تكريما لهم، و زار الشيخ خلال الزيارة جامعة بروناي ومفتي السلطنة، ودار تحفيظ القرآن الكريم.
مؤلفات الشيخ عبدالفتاح أبوغدة
أولاً- المحققة وفقاً لترتيبها في النشر:
1 - الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للإمام عبد الحي اللكنوي وطبع 3 طبعات أولها سنة 1383 - 1963 بحلب
2 - الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة للإمام اللكنوي وطبع 3 طبعات أولها سنة 1384 - 1964 بحلب
3 - رسالة المسترشدين للإمام الحارث المحاسبي وطبع 8 طبعات أولها سنة 1384 - 1964 بحلب، وترجم إلى اللغة التركية
4 - التصريح بما تواتر في نزول المسيح لمحمد أنور الكشميري، وطبع 5 طبعات أولها سنة 1385 - 1965 بحلب
5 - إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة للإمام اللكنوي طبع بحلب سنة 1966 - 1386
6 - الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام للإمام القرافي وطبع طبعتان أولاهما سنة 1387 - 1967 بحلب
7 - فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية في الفقه الحنفي للملا علي القاري الهروي المكي، طبع الجزء الأول بحلب محققاً سنة 1387 - 1967، ولم يقدر للشيخ أن يتمه تحقيقاً ثم طبع في لبنان دون تحقيق
- قاعدة في الجرح والتعديل للحافظ تاج الدين السبكي، وطبع 5 طبعات أولها ببيروت سنة 1388 - 1968
9 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام ابن قيم الجوزية، وطبع 5 طبعات أولها سنة 1389 - 1969 في بيروت
10 - المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للإمام ملا علي القاري، وطبع 3 طبعات أولها سنة 1389 - 1969 بحلب
11 - فقه أهل العراق وحديثهم للأستاذ محمد زاهد الكوثري و طبع ببيروت سنة 1390 - 1970
12 - خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ الخزرجي طبع مصوراً أربع مرات أولها ببيروت سنة 1390 - 1970 مع مقدمة ضافية وتصحيح أغلاط وتحريفات كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - قواعد في علوم الحديث لمولانا ظفر الله التهانوي، وطبع 6 طبعات أولها ببيروت سنة 1392 - 1972 وترجم بعضه إلى التركية
14 - المتكلمون في الرجال للحافظ السخاوي، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1400 - 1980
15 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل للحافظ الذهبي، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1400 - 1980
16 - قصيدة عنوان الحكم لأبي الفتاح البستي أولها ببيروت سنة 1404 - 1984
17 - الموقظة في علم مصطلح الحديث للحافظ الذهبي وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1405 - 1985
18 - سنن الإمام النسائي طبعه الشيخ مصوراً ومفهرساً، وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1406 - 1986
19 - الترقيم وعلاماته للعلامة أحمد زكي باشا، وطبع طبعتان أولاهما سنة 1407 - 1987 ببيروت
20 - سباحة الفكر بالجهر بالذكر للإمام عبد الحي اللكنوي، وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1408 - 1988
21 - قفو الأثر في صفو علم الأثر ابن الحنبلي، وطبع طبعتان أولاهما ببيروت سنة 1408 - 1988
22 - بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب للحافظ الزبيدي، و طبع ببيروت سنة 1408 - 1988
23 - جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل، وطبع ببيروت سنة 1411 - 1991
24 - التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن للعلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي، و طبع ببيروت سنة 1412 - 1992
25 - تحفة الأخيار بإحياء سنة سيد الأبرار ومعه حاشيته نخبة الأنظار على تحفة الأخبار للإمام عبد الحي اللكنوي، وطبع ببيروت سنة 1412 - 1992
26 - التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز للشيخ زاهد الكوثري، و طبع ببيروت سنة 1413 - 1994
27 - تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة للعلامة أحمد شاكر، وطبع ببيروت سنة 1414 - 1994
28 - تحفة النساك في فضل السواك للعلامة الميداني، و طبع ببيروت سنة 1414 - 1993
29 - كشف الالتباس عما أورده الإمام البخاري على بعض الناس للعلامة عبد الغني الميداني، وطبع ببيروت سنة 1414 - 1993
30 - العقيدة الإسلامية التي ينشأ عليها الصغار للإمام ابن أبي زيد القيرواني و طبع طبعتان أولاها ببيروت سنة 1414 - 1993
31 - الحث على التجارة والصناعة والعمل للإمام أبي بكر الخلال الحنبلي، و طبع ببيروت سنة 1415 - 1995
32 - توجيه النظر إلى أصول الأثر تأليف الشيخ طاهر الجزائري وطبع ببيروت سنة 1416 - 1995
33 - ظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني للإمام عبد الحي اللكنوي وطبع ببيروت سنة 1416 - 1995
34 - رسالة الألفة بين المسلمين للإمام ابن تيمية ومعها رسالة في الإمامة للإمام ابن حزم الظاهري، وطبع ببيروت سنة 1417 - 1996
35 - مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث للشيخ العلامة المحدث محمد عبد الرشيد النعماني، وطبع ببيروت سنة 1416 - 1996
36 - الحلال والحرام وبعض قواعدهما في المعاملات المالية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وطبع ببيروت سنة 1416 - 1996
37 - شروط الأئمة الخمسة للحازمي، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
38 - شروط الأئمة الستة للحافظ ابن طاهر المقدسي، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
39 - كتاب الكسب للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وقد ألحق الشيخ به رسالة الحلال والحرام وبعض قواعدهما، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
- ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين بعد الصلوات المكتوبة، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
41 - الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء للإمام ابن عبد البر، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
42 - خطبة الحاجة ليست سنة في مستهل الكتب والمؤلفات كما قال الشيخ ناصر الألباني، وهذه الرسالة نشرت بعد وفاة الشيخ ضمن مجلة مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر.
ثانياً: المؤلفات وفقاً لترتيبها في النشر:
1 - مسألة خلق القرآن وأثرها في صفوف الرواة والمحدثين وكتب الجرح والتعديل، و طبع ببيروت سنة 1971 - 1391
2 - صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1391 - 1971، وقد ترجم إلى اللغتين التركية والأردية
3 - كلمات في كشف أباطيل وافتراءات، وقد طبعه الشيخ سنة 1394 - 1974 رداً على أباطيل ناصر الألباني و صاحبه سابقاُ زهير الشاويش ومؤازريهما، وكان الشيخ يقدمها لبعض العلماء الذين يطلبونها، ولم تعرض للبيع في المكتبات حتى عام 1411 - 1991 حين طبعت ضمن رسالة جواب الحافظ المنذري
4 - العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1402 - 1982
5 - قيمة الزمن عند العلماء، وطبع 6 طبعات أولها ببيروت سنة 1404 - 1984، وترجم إلى التركية و يترجم إلى الإنجليزية
6 - لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1404 - 1984
7 - أمراء المؤمنين في الحديث، و طبع ببيروت سنة 1411 - 1991
8 - من أدب الإسلام، وطبع عدة مرات أولها ببيروت سنة 1412 - 1992، وقد ترجم إلى الإنجليزية والأردية والتركية والصينية.
9 - الإسناد من الدين ومعه: صفحة مشرقة من تاريخ سماعات الحديث عند المحدثين، وطبع ببيروت سنة 1412 - 1992
10 - منهج السلف في السؤال عن العلم وفي تعلم ما يقع وما لم يقع، وطبع ببيروت سنة 1412 - 1992
11 - السنة النبوية وبيان مدلولها الشرعي والتعريف بحال سنن الدارقطني، وطبع ببيروت سنة 1413 - 1993
12 - تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي وطبع ببيروت سنة 1414 - 1993
13 - الرسول المعلم وأساليبه في التعليم، وطبع ببيروت سنة 1417 - 1996
14 - نماذج من رسائل أئمة السلف وأدبهم العلمي، وطبع ببيروت سنة 1417 - 1996
15 - تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر وآثارهم الفقهية، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
16 - رسالة الإمام أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417 - 1997
وقد ترك الشيخ مؤلفات ومحققات وأبحاث عديدة تنتظر النشر بعون الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:08]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الترجمة الوافية للشيخ رحمه الله
وإن كنت لاأوافقك على قولك كلمات في كشف أباطيل وافتراءات، وقد طبعه الشيخ سنة 1394 - 1974 رداً على أباطيل ناصر الألباني
ليس تعصبا للشيخ الألباني رحمه الله , ولكن يا أخي الكريم لأننا طلبة علم لاينبغي لنا أن نخوض فيما وقع بين العلماء أمثال الشيخ الألباني والشيخ أبو غدة رحمه الله فهم نحسبهم ولا نزكيهم على الله كانوا يريدون خدمة هذا الدين وخدمة العلم وطلبته ونسأل الله عزوجل أن يعفوعنهم ويغفر لهم ويرحمهم آمين
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:21]ـ
كان من الواجب -في ظني على الأقل- تهذيب هذه الترجمة كما قال الأخ "ياسر بن مصطفى" لأن ...
رحمهم الله جميعاً وغفر لهم
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 06:01]ـ
أخي إرجع إلى كلام العلماء فيه قبل أن تنقل ترجمته
فالرجل محارب للسنة و أهلها و متبع في ذلك خط شيخه الكوثري الجهمي الضال عامله الله بعدله.وأنصحك بالرجوع لكلام الشيخ الألباني في تعليقه على شرح الطحاوية لتعرف حال الرجل
ـ[ابن الأزهر النيسابوري]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:45]ـ
يمكنك تحميل كتاب العلامة الألباني هنا:
كشف النقاب عما في كتاب أبي غدة من الأباطيل والإفتراءات
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2312
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 07:23]ـ
أخ أبا معاذ.
هل لأن الرجل متذهب أصبح يحارب السنة؟!
أم أصبحت السنة متمثلة في أشخاص معينين؟!
رحم الله الشيخ عبدالفتاح وجميع مشايخنا.
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 07:49]ـ
أخ أبا معاذ.
هل لأن الرجل متذهب أصبح يحارب السنة؟!
أم أصبحت السنة متمثلة في أشخاص معينين؟!
رحم الله الشيخ عبدالفتاح وجميع مشايخنا.
أخي الفاضل إليك بعض مخازي أبي غدة
قال الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله -:
((هو الشيخ عبد الفتاح ابوغدة الحنفي الحلبي المعروف بشدة عدائه لأهل السنة والحديث ,
لاسيما في بلده (حلب)
حين كان يخطب على منبر مسجده يوم الجمعة ويستغله
للطعن في أهل التوحيد المعروفين في بلده - بالسلفيين -خاصة , وفي اهل التوحيد السعوديين وغيرهم الذين ينبزهم بلقب الوهابية عامة؟؟؟ ويعلن عداءه الشديد لهم ويصرح بتضليلهم
بقوله (إن الأستعانة بالموتى من دون الله تعالى وطلب الغوث منهم جائز وليست شركاً
ومن زعم أنها شرك أو كفر فهو كافر؟؟؟!!!!
ويتهمهم جميعاً بشتى التهم التي كنا نظن ان أمرها قد انتهى ودفن
لان الناس قد عرفوا حقيقة امرهم وان دعوتهم تنحصر في تحقيق العبادة لله تعالى وإخلاص الإتباع
لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا بابي غدة هذا يتجاهل كل ذلك ويحي ماكان ميتاً من التهم حولهم ويلصقها بهم بل ويزيد عليها مالم نسمعه من قبل فيقول من على المنبر:
((إن هؤلاء الوهابيين تتقزز نفوسهم او تشمئز حينما يذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم
(سبحانك هذا بهتان عظيم)
الى غير ذلك من التهم الباطلة مما سمعه منه أهل بلده الذين حضروا خطبه بذلك.
وغيره مما جاء في التعليق على كتاب الأستاذ الفاضل (فهر الشقفه):
((التصوف بين الحق والخلق) ص220ط الثانية.
وهذا موافق تماماً لما قاله متعصب آخر مثله من حملة الدكتوراه في كتاب له:
((ضل قوم لم تشعر افئدتهم بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وراحوا يستنكرون التوسل بذاته بعد وفاته))
فهل هذا توافق غير مقصود بذاته من هذين المتعصبين
وإنما التقيا عليه بجامع
الإشتراك في الحقد على أهل السنة ومعاداتهم دون اتفاق سابق على اتهامهم بهذه التهمة الباطلة التي نخشى ان يكونا أحق بها وأهلها ام الأمر
كما قال تعالى ((اتواصوا به بل هم قوم طاغون))
مقدمة الشيخ الألباني للطحاوية ص49ط التاسعة. المكتب الإسلامي.
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 11:52]ـ
أبو غدة الكوثري تأثر كثيراً بشيخه الجهمي المعروف الكوثري
وقد بين الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله حال أبوغدة وعقيدته
في كتابه (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة)
الذي قدم له الشيخ ابن باز رحمه الله وقال عن الكوثري (المجرم الآثم)(/)
هل أستفرِغ؟
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،،
أرجو عدم الضحك.*_*
أنا صائم، أكلت بسبوسة قبل قليل وأثناء مضغها وقد بلعت نصفها:تذكرت صومي.
وهات لك: خوااااخ، خوااااااخ
المشكلة أنّ البسبوسة التي بلعتها محلاة وذات كريات صغيرة تلصق في الحلق.
فلا أنا أستطيع إخراجها كلها، ولا أنا أستطيع ترك ريقي بدون أن أبلعه.
وكلما أبلع ريقي أبلع الحلا والكريات التي لا تخرج إلا إن استفرغت وتقيأت. *_*
وإلى الآن لا زال بعضها في حلقي أبلعه مع ريقي.
هل أنا مكرَه أتمّ صومي مع استمرار البلع، أو يجب عليّ الاستفراغ حتى أتخلص من هذا العاااااالق
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 11:41]ـ
إذا كان هذا الطعام يمكن لفظه وقذفه خارج الفم فالواجب عليك فعل ذلك، أما إن وصل إلى الحلق وكنت تجد أثره وطعمه مع ابتلاع الريق ولا يمكنك إخراجه، فإن هذا من الأمور التي يتعذر التحرز منها والتصون عنها وأشار إلى ذلك الإمام ابن قدامة في المغني وغيره من الفقهاء، والمشقة جالبة للتيسير، وعليك مراعاة أن طلب القيء مفسد للصوم عند عامة أهل العلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:36]ـ
أنصحك بشرب القليل من الماء ليزيل أثر البسبوسة (ابتسامة)
الجواب ما تفضَّل به الشيخ أبو حماد
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:31]ـ
جزاك الله خيراً مشرفنا أبا حماد
والله بهدلني، كل ما أبلع ريقي أبلع معه كريات صغيرة لها طعم قوي *-*
مشرفنا الحمادي لا تقرأ روايات شعبية كثيراً.:)
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 08:53]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه).
يدل الحديث على أنّ الذي لا يستطيع منع البلع -كما ورد في السؤال- لا يفطر.
وجه الدلالة: من حيث أنه كما لا اختيار للناسي - ولذلك يُنسَب الإطعام إلى الله عز وجل -.
فكذلك من لا يستطيع منع البلع وهو ذاكر لصومه، لا يفطر؛ لأنه لا اختيار له.(/)
التحذير من الفتن التي تقع في آخر الزمان للشيخ عبد القادر شيبه الحمد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 11:31]ـ
التحذير من الفتن التي تقع في آخر الزمان للشيخ عبد القادر شيبه الحمد
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد خاتم النبيين ... وبعد:
فإن مما يؤلم النفس ويحزن القلب أن يتفرق شمل المسلمين، وأن يصيروا شيعًا وأحزابًا، وأن يكون هم كل حزب أن يفرح بما هو عليه ويصف من سواه بالضلال والانحراف، وقد يحكم عليه بالكفر والخروج عن ملة الإسلام ناسيًا أو متناسيًا قول الله تبارك وتعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم {آل عمران}.
كما وقف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم النحر خطيبًا محذرًا من التعدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بكرة رضي الله عنه في خطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض". وقد علم من قواعد الإسلام وتعاليمه المكونة للمجتمع المثالي المتماسك المترابط المتحاب المتواد الذي يشبه البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضًا بأن هناك ثلاثة أمور لا سعادة للفرد أو للمجتمع إلا بها وهي:
طاعة الله تبارك وتعالى.
وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وطاعة ولي أمر المسلمين.
وقد ساق الله تبارك وتعالى آيتين مقترنتين في هذا الأمر حيث قال الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا (58) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا {النساء:58 - 59}.
فهاتان الآيتان الكريمتان تنتظم بهما السياسة الشرعية الرشيدة التي تسعد البلاد والعباد ويتمتع الناس في ظلها بالأمن والاستقرار.
أما الأمر الأول من هذه الأمور الثلاثة فهو توحيد الله عز وجل وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته في السر والعلن والسراء والضراء والشهادة بأنه لا إله إلا الله، وهي كلمة التوحيد التي هي مفتاح الجنة وهي الحقيقة الكبرى التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض وبث فيهما من دابة ومن أجلها خلق الجن والإنس وأقام سوق الجنة والنار، حيث يقول: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم {البقرة: 163}، ولا شك أن جميع الأمم يكادون يطبقون على الإقرار بخالق السماوات والأرض على مر العصور واختلاف الأجناس وتباين الألسنة واللغات.
فهم متعرفون بالخالق العظيم، وقد ورثوا ذلك من عهد آدم وتتابعت اعترافاتهم به إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك كثر في القرآن العظيم توجيه الأسئلة للمشركين بأنهم ما داموا مقرين بأن الله هو وحده خالق السماوات والأرض وما فيهما فلماذا يشركون به ويعبدون غيره؟ حيث يقول الله عز وجل: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون (84) سيقولون لله قل أفلا تذكرون (85) قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم (86) سيقولون لله قل أفلا تتقون (87) قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون (88) سيقولون لله قل فأنى تسحرون {المؤمنون: 84 - 89}.
وقد أقام الله عز وجل في كل شيء من الأنفس والأفاق آيات شاهدات وبراهين قاطعات الدلالة على ربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
ولله در أبي نواس حيث يقول:
تأمل في نبات الأرض وانظر ** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات ... وأزهار كما الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك
وما أحسن قول ابن المعتز:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا عجبًا كيف يعصى الإله ** أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية ** تدل على أنه الواحد
أما الأمر الثاني فهو طاعة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر.
وقد أيده الله عز وجل بالمعجزات التي يؤمن على مثلها البشر، وقد خصه بالقرآن العظيم الذي هو حجة الله البالغة وهو الآية الكبرى والمعجزة العظمى الباقية التي لا تنسخ حتى ينسخ الليل والنهار والسماوات والأرض.
وقد بعثه الله عز وجل بالشريعة الكاملة التامة الشاملة المشتملة على أسباب سعادة الخلق في دنياهم وأخراهم ومعاشهم ومعادهم ولا يقبل الله من أحد عملاً إلا إذا كان خالصًا لله موافقًا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
أما الأمر الثالث فهو طاعة من ولاه الله أمر المسلمين في السر والعلن والمكره والمنشط وألا تنزع يد من طاعة.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالته المعروفة باسم السياسية الشرعية وجعل مبناها على هاتين الآيتين الكريمتين، حيث قال في صدرها: "هذه رسالة مختصرة فيها جوامع من السياسة الإلهية والآيات النبوية لا يستغني عنها الراعي والرعية اقتضاها من أوجب الله نصحه من ولاة الأمور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من غير وجه في صحيح مسلم وغيره: إن الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، وهذه الرسالة مبنية على آيتين في كتاب الله وهي قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا (58) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ". اه.
وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على طاعة ولي الأمر وحذر أشد التحذير من معصيته ما دام لم يأمر بمعصية الله عز وجل، واعتبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طاعة ولي الأمر من طاعة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعصيته من معصية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني".
وبهذا يتأكد وجوب طاعة الأمير ما دام لم يأمرك بمعصية الله، فإن أمرك بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق تبارك وتعالى.
ولذلك روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
كما روى البخاري ومسلم من طريق جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن ترو كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان.
كما روى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
كما روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك".
كما روى مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: "إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا مجدع الأطراف".
وفي لفظ: "وإن كان عبدًا حبشيًا مجدع الأطراف".
كما روى مسلم في صحيحه من حديث أم الحصين رضي الله عنه أنها سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع وهو يقول: "ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أوجب الإسلام طاعة ولي الأمر حتى لو ضرب ظهرك أو أخذ مالك بغير حق، وأن من خرج على ولي الأمر فمات على ذلك فميتته جاهلية، فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات إلا مات ميتة جاهلية".
وفي رواية للبخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كره من أميره شيئًا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتة جاهلية".
وقد لوحظ في هذه الأيام وجود دعاة عليهم سيما التدين إلا أنهم يتعصبون إلى فرق متفرقة وأحزاب متباينة لا يتورعون عن وصف مخالفيهم بالخروج من الدين ويكفرون ما لم يكفره الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد رسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المنهج الحق لما يحب أن يكون عليه المسلم عند تفرق الكلمة وتشتت الرأي، فأوجب على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وأن يدع الفرق كلها إلا التي فيها الإمام وذلك فيما حدث به حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم من طريق أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
وفي لفظ لمسلم من طريق أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: هل وراء ذلك الشر من خير؟ قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم. قلت كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.
قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
وبهذا يتضح بما لا مجال للشك فيه أن الفرقة الناجية هي من كانت مع جماعة المسلمين وإمامهم.
فالزم أيها المسلم المنهج المستقيم واحذر أشد الحذر من اتباع الهوى ودعاة الجحيم. والدين النصيحة، والحمد لله رب العالمين.
المصدر مجلة التوحيد: http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=143539(/)
زبدة كلام المعلمي في (قيام رمضان)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
الحمد لله رب العالمين
هذا تلخيص لكتاب (قيام رمضان) للمعلمي رحمه الله، حرصت فيه على إيراد عبارته بنصها ما تيسر لي ذلك، وحذفت من الأدلة وغيرها ما رأيته حذفه سائغاً في مثل هذا المقام، طلباً للاختصار، والله الموفق.
قال رحمه الله ما خلاصته:
• وردت عدة نصوص في الترغيب في القيام مطلقاً، ونصوصٌ تؤكد قيامَ رمضان، وخاصةً ليلة القدر.
• وثبتت نصوص أخرى تبين عدة صفات إذا اتصف بها قيام الليل عظم أجرُه وكبر فضلُه؛ وإن خلا عن بعضها أو عنها كلها لم يمنع ذلك من حصول أصل قيام الليل؛ فلنسمِّها مكمِّلات، وهي:
1 - أن يكون تهجداً أي بعد النوم.
2 - أن يكون بعد نصف الليل.
3 - أن يستغرق ثلث الليل.
4 - أن يُكثر فيه من قراءة القرآن، وهو من لازم الثالث لما عُرف من نظام الصلاة.
5 - أن يكون مثنى مثنى، ثم يوتر بركعة؛ هذا هو الأكثر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم [وإجابته لمن] سأله عن قيام الليل. وقد ثبت عنه صور أخرى منها مثنى مثنى ويوتر بثلاث.
6 - أن لا يزيد عن إحدى عشرة ركعة، كما ثبت من حديث عائشة في الصحيحين وغيرهـ[ـمـ]ـا قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على لإحدى عشرة ركعة---)، أجابت بهذا من سألها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل في رمضان، وذلك صريح في أن المشروع في قيام رمضان هو المشروع في غيره، إلا أنه آكدُ فيه.
وقد جاء عنها أنه (صلى في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة) [أخرجه البخاري].
وفي (المستدرك) وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً (لا توتروا بثلاث تشبهوا بالمغرب، ولكن أوتروا بخمس أو سبع أو بتسع أو بإحدى عشرة، أو بأكثر من ذلك)؛ والمراد – والله أعلم – بالوتر في هذا الحديث: قيام الليل، كأنه كره الاقتصار على ثلاث وأمر بالزيادة عليها.
وأكثر ما جمع النبي صلى الله عليه سلم بينه بتكبيرة واحدة: تسع ركعات، فهو – والله أعلم – أكثر الوتر الحقيقي؛ فأما الوتر بمعنى (قيام الليل المشتمل على الوتر) فلا مانع من الزيادة فيه، والأفضل ما تقدم [يعني إحدى عشرة ركعة].
7 - أن يكون فرادى، كما هو الغالب مِن فعلِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو كاللازم للأمر الآتي [يعني المكمل الآتي وهو أن يكون قيام رمضان في البيت]؛ ومع ذلك فقد ثبت عن ابن عباس اقتداؤه بالنبي صلى الله عليه وسلم في بعض قيام الليل، وكذلك عن ابن عباس لمّا بات في بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي ما يشهد لذلك.
8 - أن يكون في البيت، ومن أدلته حديث الصحيحين وغيرهما عن زيد بن ثابت قال: احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجيرة بخصفة أو حصير، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها، قال: فتتبَّع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته، قال: ثم جاءوا ليلةً فحضروا، وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، قال: فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتَهم! وحصبوا الباب! فخرج إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مغضَباً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال بكم صنيعُكم حتى ظننتُ أنه سيكتُب عليكم؛ فعليكم الصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة).
هذا لفظ مسلم في الصلاة في باب استحباب الصلاة في البيت، ونحوه للبخاري في "صحيحه" في كتاب الأدب، باب ما يجوز من الغضب.
والحديث وارد في قيام رمضان، كما يأتي، وذلك قاضٍ بشمول الحكم له نصاً، فلا يُقبل أن يُخرَج منه بتخصيص؛ [قال المعلمي هنا في حاشية هذا الموضع: (أتعجّبُ مما وقع في "فتح الباري" في باب التراويح (وعن مالك ... . وأبو [كذا] يوسف وبعض الشافعية: الصلاة في البيوت أفضل، عملاً بعموم قوله صلى الله عليه وسلم "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة "، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة)؛ انتهى الهامش].
علل أمرَهم بالصلاة في البيوت بأنها في غير المكتوبة خير وأفضل، فثبتَ أنه إنما أمرهم أمر إرشاد لتحصيل زيادة الفضل وأن الصلاة في المسجد فيها خير في الجملة، وفضل ذلك شامل لقيام رمضان.
والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم كان تلك الليالي معتكفاً، والمسجد بيت المعتكف، فلا يكون في صلاته فيه ما ينافي منطوق الحديث، وكأنه كان يقتدي به أولاً المعتكفون ومَن في معناهم مِن أهل الصفة الذين لا بيت لهم إلا المسجد، فلم ينكِر عليهم، ثم حضر غيرهم ولم يشعر صلى الله عليه وسلم، فلما شعر قعد [يعني عن الخروج إليهم في الليلة التالية].
وما يقع في بعض روايات حديث عائشة مما قد يخالف ما هنا: الظاهر أنه من تصرف بعض الرواة من باب الرواية بالمعنى، على حسب ما فهمه، والله أعلم.
هذا، وتأتي بقية التلخيص في وقت غير بعيد، إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 11:28]ـ
مقارنة بين حديث زيد وحديث عائشة
قال رحمه الله تحت هذا العنوان ما مختصره:
(قد وردت القصة من حديث عائشة، [أي كحديث زيد المتقدم لفظه] ولكن في حديث زيد زيادتان:
الأولى: ما فيه من ذكر تنحنح القوم ورفعهم أصواتهم وحصبهم الباب وغضب النبي صلى الله عليه وسلم.
الثانية: ما فيه مرفوعاً (فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).
والزيادة الأولى تُفهِم أن صنيعهم ذاك هو الذي خشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يعاقبوا عليه بفرض قيام الليل في المسجد، عليهم؛ وأشار إلى ذلك البخاري [أي في تبويبه للحديث].
والزيادة الثانية تُفهِم أن سبب احتباس النبي صلى الله عليه وسلم عنهم هو إرادة صرفهم إلى الصلاة في بيوتهم، لأنها أفضل.
ولو خلا الحديث عن هاتين الزيادتين لكان ظاهره أن الصنيع الذي خُشي أن يترتب عليه الفرض هو مثابرة القوم على الحضور، وأن سبب احتباس النبي صلى الله عليه وسلم هو إرادة قطع المثابرة قبل أن يترتب عليها الفرض.
والظاهر أن خلو حديث عائشة عن هاتين الزيادتين سببه أنها كانت في البيت إذ كان زيد في المسجد شريكاً في القصة، وأن ذلك أدى إلى هذا الفهم على ما فيه ---.
قد يقال: إن هذا وإن استقام بالنظر إلى بعض روايات حديث عائشة فلا يستقيم بالنظر إلى بعضها [أي مما فيه تصريح أو شبه تصريح بسبب خشية الفرض وأنه المداومة]؛ فأما الأول ----؛ وأما الثاني فما في الصحيحين وغيرهما من رواية مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة (--- فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان).
ففي هذه الرواية جاء التعليل من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يستقيم أن يقال: إنه إنما فُهم من حديث عائشة لخلوه عن الزيادتين الثابتتين في حديث زيد؟
ثم أورد المعلمي على هذه الرواية إشكالان:
حاصل أولهما أن الصحابة معذورون في حرصهم على الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، والفرض الذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم كان عقوبة بدليل قوله (ولو كُتب عليكم ما قمتم به)؛ فكيف تكون المداومة على عمل مشروع فاضل سبباً لمثل هذا الفرض [أي الذي يعجزون عنه ويقصرون فيه]؟!
والآخر – وهو مبني على فرض أن أصل ذلك العمل مشروع وإنما تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمانع وهو خشية أن يُفرض -: لماذا تركه - وقد زال المانع - أبو بكر في خلافته وعمر إلا في أواخر خلافته، بل هو لم يقم بالناس في قيام رمضان في المسجد قط؟!
وقال المعلمي في حق الإشكال الأول: (وقد أجيب عن هذا الإشكال أجوبة لا تسمن ولا تغني من جوع).
وضعف ما أجيب به عن الإشكال الثاني ثم قال عقب أشياء ذكرها]:
(وهذا كله يثبت أن الصواب ما دل عليه حديث زيد؛ فأما ما في رواية عروة فقد فتح الله علي بجوابين:
الأول: أن يقال أن هذا اللفظ الذي وقع في رواية عروة منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو عين اللفظ النبوي، بل قد يكون اللفظ النبوي هو الذي وقع في حديث زيد أو في رواية عمرة، فأما ما في رواية عروة فتصرف فيه الراوي على وجه الرواية بالمعنى على حسب فهمه.
والجواب الثاني: أنه على فرض أن ما وقع في رواية عروة هو عين لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، فالتوفيق بينه وبين حديث زيد مع تجنب الإشكالين متيسر بحمد الله، بأن يقال إنه صلى الله عليه وسلم احتبس عنهم أولاً ليصرفهم إلى الصلاة في البيوت لمزيد فضلها كما في حديث زيد، ثم كأنهم [الأحسن كأنه] لما صنعوا ما صنعوا من التنحنح ورفع الأصوات وحصب الباب همَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب لإلحاحهم فيخرج فيصلي بهم، لكنه خشي أن يكون في ذلك ما يؤكد شناعة صنيعهم، لأنه يثبت بذلك أنهم اضطروا النبي صلى الله عليه وسلم إلى فعل ما يكرهه ولعل هذا يوجب أن يعاقبوا بأن يُفرض عليهم ذلك العمل، فلم يخشَ ترتب الفرض على المواظبة بل على إلحاحهم إذا تأكدت شناعته باستجابته لهم؛ فتدبر.
ولم أر من نحا هذا المنحى مع ظهوره ومع استشكالهم ظاهر ما وقع في رواية عروة، فكأنهم احتاجوا إلى المحافظة على ظاهر ما في رواية عروة ليدفعوا أن يكون ما أمر به عمر بدعة ---، وستعلم قريباً إن شاء الله تعالى ما يُغني عنه في دفع البدعة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:30]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ورحم الله العلامة المعلمي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 06:25]ـ
للرفع بمناسة الشهر.(/)
من ثمرات الاختلاط
ـ[ماجد المبارك]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:10]ـ
يقول الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (17/ 538):
الشيخ خضر الكردي شيخ الملك الظاهر خضر بن أبي بكر بن موسى الكردي النهرواني العدوي، ويقال إن أصله من قرية المحمدية من جزيرة ابن عمر، كان ينسب إليه أحوال ومكاشفات، ولكنه لما خالط الناس افتتن ببعض بنات الامراء، وكان يقول عن الملك الظاهر، وهو أمير إنه سيلي الملك، فلهذا كان الملك الظاهر يعتقده ويبالغ في إكرامه بعد أن ولي المملكة، ويعظمه تعظيما زائدا، وينزل عنده إلى زاويته في الاسبوع مرة أو مرتين، ويستصحبه معه في كثير من أسفاره، ويلزمه ويحترمه ويستشيره فيشير عليه
برأيه ومكاشفات صحيحة مطابقة، إما رحمانية أو شيطانية، أو حال أو سعادة، لكنه افتتن لما خالط الناس ببعض بنات الامراء، وكن لا يحتجبن منه، فوقع في الفتنة.
وهذا في الغالب واقع
في مخالطة الناس فلا يسلم المخالط لهم من الفتنة، ولا سيما مخالطة النساء مع ترك الاصحاب، فلا يسلم العبد البتة منهن.
فلما وقع ما وقع فيه حوقق عند السلطان وتيسرى وقلاوون والفارس إقطاي الاتابك، فاعترف، فهم بقتله فقال له: إنما بيني وبينك أيام قلائل، فأمر بسجنه فسجن سنين عديدة من سنة إحدى وسبعين إلى سنة ست وسبعين، وقد هدم بالقدس كنيسة وذبح قسيسها وعملها زاوية وقد قدمنا ترجمته قبل ذلك فيما تقدم، ثم لم يزل مسجونا حتى مات في يوم الخميس سادس المحرم من هذه السنة، فأخرج من القلعة وسلم إلى قرابته فدفن في تربة أنشأها في زاويته، انتهى كلامه.
قلتُ: هذه إحدى ثمرات الاختلاط مع من يتوسم فيه الخيرولديه مكاشفات، فما بالك بالذئاب الذين يتربصون بأن يفتكوا الحرمات، ويتعدوا حدودالله، اللهم جنبنا من شرورهم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 05:42]ـ
الاختلاط شر عظيم، حتى وإن عم الأرض وطبق الدنيا، شكراً لك أيها النجبيب الأديب.
ـ[الفارس]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم، ولا شك أن الاختلاط رأس البلايا .. وقانا الله وإياكم الشرور.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 03:11]ـ
جزاكم الله خيرا ووقانا الله شر الاختلاط
لعلكم تذكرونني وشباب المسلمين الذين في التعليم الجامعي أن يعصمنا الله
وما هي المكاشفات؟(/)
حكم أخذ طالب العلم من الزكاة؟
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:56]ـ
"قال المرداوي في "الإنصاف" (3/ 218):
واختار الشيخ تقي الدين: جواز الأخذ من الزكاة
لشراء كتب يشتغل فيها بما يحتاج إليه من كتب العلم
التي لا بد منها لمصلحة دينه ودنياه.
انتهى , وهو الصواب انتهى ".
... *** ...
وفي المجموع للنووي:
وأما من أقبل على نوافل العبادات
-والكسب يمنعه منها،
أو من استغرق الوقت بها-
فلا تحل له الزكاة بالاتفاق؛
لأن مصلحة عبادته قاصرة عليه،
بخلاف المشتغل بالعلم. انتهى.
... *** ...
وجاء في الموسوعة الفقهية:
" اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى جَوَازِ إعْطَاءِ الزَّكَاةِ لِطَالِبِ الْعِلْمِ , وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ
الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ , وَهُوَ مَا يُفْهَمُ مِنْ مَذْهَبِ الْمَالِكِيَّةِ ... , وَذَهَبَ
بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ إلَى جَوَازِ أَخْذِ طَالِبِ الْعِلْمِ الزَّكَاةَ وَلَوْ كَانَ غَنِيًّا إذَا فَرَّغَ نَفْسَهُ
لإِفَادَةِ الْعِلْمِ وَاسْتِفَادَتِهِ , لِعَجْزِهِ عَنْ الْكَسْبِ.
... *** ...
" قال أهل العلم: ومن (سبيل الله) الرجل يتفرغ لطلب العلم الشرعي، فيعطى
من الزكاة ما يحتاج إليه من نفقة وكسوة وطعام وشراب ومسكن وكتب علم
يحتاجها، لأن العلم الشرعي نوع من الجهاد في سبيل الله، بل قال الإمام
أحمد رحمه الله: العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيّته.
فالعلم هو أصل الشرع كله، فلا شرع إلا بعلم، والله
سبحانه أنزل الكتاب ليقوم الناس بالقسط، ويتعلموا
أحكام شريعتهم، وما يلزم من عقيدة وقول
وفعل.
مجموع فتاوى ابن عثيمين "
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 09:03]ـ
جزاكم الله خيرا على الافادة.(/)
إذا سقط منك منديل أو مفتاح وأنت قائم تصلي، فدعه حتى تصل إليه عند السجود. العثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 11:12]ـ
[السؤال:]
فضيلة الشيخ: رجل في صلاة الظهر سقط منه منديل وهو قائم فانحنى ثم أخذ المنديل، فهل تبطل صلاته بهذه الحركة؟
الجواب:
[نعم تبطل صلاته بهذه الحركة؛ لأنه إذا ركع انحنى حتى وصل إلى حد الركوع فقد زاد ركوعاً، لكن إن كان جاهلاً فلا شيء عليه؛ لعموم قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286] ولذلك لو سقط منك منديل أو مفتاح وأنت قائم تصلي، فدعه حتى تصل إليه عند السجود، أو خذه برجلك إن كنت تستطيع أن تقف على رجل واحدة، خذه برجلك واقبضه بيدك، أما أن ينحني الإنسان ويأخذه من الأرض انحناءً يكون إلى الركوع أقرب منه إلى القيام فهذا لا يجوز].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. (اللقاء الشهري).
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 03:07]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:13]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة.
وإياكم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:21]ـ
رحم الله الشيخ العالم العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين، وأسكنه فسيح الجنان.
بارك الله فيك يا شيخ علي الفضلي
لا تحرمنا من هذه الفوائد الطيبة وفقك الله
فوائد طيبة من رجل طيب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 09:06]ـ
رحم الله الشيخ العالم العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين، وأسكنه فسيح الجنان.
فوائد طيبة من رجل طيب
جزاك الله خيرا أخي المكرم، وأنت أطيب.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 12:40]ـ
وماذا عن انحناء المرأة لطفلها في الصلاة؟
ـ[أبوصالح الحياني]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:20]ـ
الأخ / علي ...
لو شاهد شخص عقرب،أو حية فهل له أن ينحني ليقتلها
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:04]ـ
الأخ / علي ...
لو شاهد شخص عقرب،أو حية فهل له أن ينحني ليقتلها
لا.، وإنما يلتقطها برجله، ثم يتحسسها بيده، ثم إن بقي حيا يقتلها (ابتسامة).
طبعا أخي الكريم، فلو لم يأت النص الخاص به لدل عليه عمومات النصوص، أليس كذلك؟!
ولكن هل لك - وقد شعرت بألم قليل في ظهرك وأنت تقرأ الفاتحة في صلاتك - هل لك أن تنحني انحناء كبيرا كالراكع تماما - كالتمارين السويدية - فهل لك ذلك؟ وما حكم صلاتك لو فعلت؟
ـ[أبوصالح الحياني]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:01]ـ
قصدت من سؤالي _ بارك الله فيك - هل تبطل صلاته بإنحنائه لقتلها أم له أن يكمل صلاته بعد ذلك الإنحناء ....
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 03:43]ـ
جزاك الله خيراً أخي علي الفضلي على هذه الفائدة, وبارك الله فيك,
واسأل الله أن يُحييك على التوحيد ويُميتك عليه ويجعلك من الدعاة إليه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:00]ـ
جزاك الله خيراً أخي علي الفضلي على هذه الفائدة, وبارك الله فيك,
واسأل الله أن يُحييك على التوحيد ويُميتك عليه ويجعلك من الدعاة إليه.
آمين آمين، وإياكم. جزاكم الله خيرا أخي أبا العباس الأثري على هذه الدعوة.
أخي أبا صالح، لا شك أن صلاته لقتل العقرب والحية وكل مؤذي لا تبطل بالنص والقياس.
ولذا سألتك سؤالي آنف الذكر، ولم تجب عليه.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 09:08]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة.(/)
اختبر بديهتك في باب المحرمات وتأمل
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر وسدد
يشكل على البعض باب المحرمات في النكاح والمحرمية مع أن قواعده واضحة يسيرة ولعلي أذكر بعض المسائل ثم أذكر بعض القواعد فيه
سأعتمد الزوجة عائشة وابنها فهد وأمها مريم وأبوها مصعب
والزوج عبد الله وأمه رقية وأبوه زيد وولده سعد
[1] يباح للمرأة: ابن زوجة ولدها
فهد يجوز أن ينكح رقية
[2] يباح للمرأة: ابن زوج ابنتها
سعد يجوز له أن يتزوج مريم
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 02:08]ـ
سأعتمد مريم وبنتها عائشة من زوج سابق وزوجها الثاني زيد وولده عبد الله من أم سابقة
[3] يباح للمرأة: ابن زوج أمها
عبد الله يجوز له أن يتزوج عائشة
وللفائدة فكر بقرابة الأبناء الجدد من زواج الأبوين لهما
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 02:16]ـ
سأعتمد عائشة وأبوها مصعب وله زوجة أخرى اسمها خديجة ثم توفي مصعب
وعبد الله أبوه زيد
[4] يباح للمرأة: زوج زوجة أبيها
عبد الله يجوز له أن يتزوج بخديجة ثم يتزوج بعائشة
والسؤال هل الجمع بينهما أو بينهما التحريم إلى أمد
والجواب في المشاركة السابقة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 02:18]ـ
شكر الله لكم شيخنا
ما رأيكم في رجل تزوج امرأة ودخل بها ثم طلقها، ثم تزوجت آخر وجاءت منه ببنت فهل لها حكم الربيبة مع أنها حدثت بعد فراق أمها؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 02:31]ـ
صحيح البخاري ج5/ص1963
وَجَمَعَ عبد اللَّهِ بن جَعْفَرٍ بين ابْنَةِ عَلِيٍّ وَامْرَأَةِ عَلِيٍّ وقال بن سِيرِينَ لَا بَأْسَ بِهِ وَكَرِهَهُ الْحَسَنُ مَرَّةً ثُمَّ قال لَا بَأْسَ بِهِ
الاستذكار ج5/ص454
قال أبو عمر قد اختلف العلماء في جمع الرجل في النكاح بين امرأة رجل وابنته من غيرها فالجمهور على أن ذلك جائز وعليه جماعة الفقهاء بالمدينة ومكة والعراق ومصر والشام إلا بن أبى ليلى من أهل الكوفة وقد تقدمه إلى ذلك الحسن وعلي وعكرمة وخالفهم أكثر الفقهاء لأنه لا نسب بينهما وعن سليمان بن يسار وبن سيرين وربيعة مثله في جواز جمع المرأة وزوجة أبيها وقالت طائفة منهم الحسن وعكرمة لا يجوز لأحد أن يجمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها ذكره بن أبي شيبة عن بن علية عن أيوب عن الحسن ورواه منصور عن هشام عن الحسن وروى شعبة عن فضيل عن بن جريج عن عكرمة مثله واعتلوا بالعلة التي ذكرنا بأن إحداهما لو كان رجلا لم يحل له نكاح الأخرى وقد أبعد من هذا بعض المتأخرين فإن قال الفرق بينهما أنه لو جعل موضع المرأة ذكرا لحل له الأنثى لأنه رجل تزوج ابنة رجل أجنبي وإذا كان موضع البنت بن لم يحل له امرأة أبيه. إ. هـ
المحلى ج9/ص532
مَسْأَلَةٌ وَجَائِزٌ لِلرَّجُلِ أَنْ يَجْمَعَ بين امْرَأَةٍ وَزَوْجَةِ أَبِيهَا وَزَوْجَةِ أبنها وَابْنَةِ عَمِّهَا لَحًّا لأََنَّهُ لم يَأْتِ نَصٌّ بِتَحْرِيمِ شَيْءٍ من ذلك وَهَذَا قَوْلُ أبي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي سُلَيْمَانَ
مختصر اختلاف العلماء ج2/ص308
قال أصحابنا ومالك والثوري والأوزاعي والشافعي لا بأس بأن يجمع الرجل بامرأة وابنة زوج كان لها قبله وقال ابن أبي ليلى لا يجوز هذا النكاح قال أبو جعفر روى أن عبد الله بن جعفر جمع بين ابنة علي وبين امرأة علي رضي الله عنه وجمع عبد الله بن صفوان بين امرأة رجل وبنته وعن سليمان بن يسار وابن سيرين وربيعة جواز ذلك وروى هشام عن منصور عن الحسن أنه كان يكره أن يجمع الرجل بين بنت الرجل وإمرأته إ. هـ
ورجح قول الجمهور بل حكي الجواز إجماعا رجحه الشيخ ابن باز وابن عثيمين
مع أن شيخنا ابن عثيمين يطبق القادة التي أشار إليها ابن عبد البر فتأمل
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 02:33]ـ
شكر الله لكم شيخنا
ما رأيكم في رجل تزوج امرأة ودخل بها ثم طلقها، ثم تزوجت آخر وجاءت منه ببنت فهل لها حكم الربيبة مع أنها حدثت بعد فراق أمها؟
أهلا بشيخنا وحبيبنا المفيد
نعم كل من جاء بعد ذلك من هذه المرأة فهو محرم لها حتى قيل لا يعرف قول غيره
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 02:56]ـ
أهلا بشيخنا وحبيبنا المفيد
نعم كل من جاء بعد ذلك من هذه المرأة فهو محرم لها حتى قيل لا يعرف قول غيره
شكر الله لكم إن لم أشق عليكم هل تتكرمون بذكر من نص على هذه المسألة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:19]ـ
سأبحث لكم بإذن الله
والسعدي نص عليها وأشار إلى أن الفقهاء لم يتكلموا عنها أو هكذا قال، ولا يعرف غير هذا القول
لكني الساعة لا أتذكر أين قاله وأغلب ظني إما أنه في القواعد والأصول الجامعة أو مراسلاته مع ابن عقيل
ولكن كما قلت لم يفرق أحد بين المسألتين فمن قال إن الربيبة تحرم لم يفرق بينها وبين من ولدت مع زوج لاحق فهي بحكمها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:30]ـ
عبد الله أمه رقية تزوج عائشة المطلقة من معاذ
[5] يباح للمرأة: زوج زوجة ابنها
معاذ يجوز له الزواج برقية
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:50]ـ
عائشة ولدها فهد تزوج مارية ثم طلقها
فتزوج عبد الله عائشة
[6] يباح للرجل زوجة ربيبه
فيجوز لعبد الله أن يتزوج مارية طليقة ربيبه
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:59]ـ
عائشة ولدها فهد والبنت حفصة
تزوج عبد الله عائشة
[7] أبناء الربائب ذكرا أو أنثى وإن نزلوا من المحرمات حكمهم حكم الربائب
بنات فهد وحفصة محارم لعبد الله وكذا بناتهم وإن نزلوا
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 07:45]ـ
نفع الله بكم شيخنا المقرىء
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 08:07]ـ
سأبحث لكم بإذن الله
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: - رجل تزوج امرأة وأتت منه ببنات ثم طلقها وتزوجها آخر وأتت منه ببنات أيضاً، فهل بنات الرجل الثاني يتحجبن من الزوج الأول، وفي حالة التحجب هل له أن يتزوج منهن؟
- الاجابة: إذا تزوج الرجل امرأة ودخل بها حرم عليه تحريماً مؤبداً الزواج بإحدى بناتها أو بنات أولادها مهما نزلوا سواء كن من زوج سابق أو لاحق لقوله تعالى: - (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ) - (النساء: من الآية23 ... ) إلى قوله تعالى: - (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) - (النساء: من الآية23)، والربيبة هنا بنت الزوجة، ويعتبر محرماً لبنات من تزوجها ودخل بها، ولا يحتجبن عنه (1).
الشيخ ابن عثيمين في اللقاء الشهري:
[السؤال] المرأة المطلقة إذا تزوجت من رجل آخر فأنجبت منه بنات، فهل زوجها الأول محرم لبناتها من زوجها الثاني؟
الجواب: نعم هو محرم، المرأة إذا طلقت وتزوجها رجل آخر وأتت منه ببنات فإن زوجها الأول محرم لبناتها من زوجها الثاني، وكذلك لو كانت عندها بنات من زوج سابق وتزوجت آخر فلزوجها الآخر - الذي هو الأخير - أن تكشف له بناتها من الزوج الأول، إذاً بنات المرأة محارم لزوجها الذي ليس أباً لهن سواء كان سابقاً أو لاحقاً.
فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي
لماذا يلحق الفقهاء الربيبة التي تولد بعد الطلاق بين الزوجين رغم اشتراط الآية في قوله تعالى: (اللاتي فِي حُجُورِكُمْ). أرجو التفصيل في ذلك وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
الربيبة هي بنت الزوجة وهذه من المحارم بينها الله تعالى في كتابه لما ذكر المحرمات بالنسب والمحرمات بالرضاع ذكر المحرمات بالصهر، قال تعالى: (وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) (النساء: من الآية23)، فالربيبة هي بنت الزوجة وسواءٌ كانت بنت الزوجة من زوج سابق أو زوج لاحق، فإنها تكون ربيبة للزوج ومن محارمه وسوارٌ كانت في الحجر أو لم تكن في الحجر وأما اشتراط الرب سبحانه وتعالى بقوله: (اللاتي فِي حُجُورِكُمْ) قل العلماء: إنما هذا لبيان الأغلب وليس قيداً وإنما هو لبيان الأغلب والأغلب أن الربيبة تكون في الحجر، فإذا لم تكن في الحجر فالحكم واحد فهي ربيبة وبنت الزوجة ومحرمة عليه سواءٌ كانت في حجره أو لم تكن في حجره وإنما ذكر الله هذ القيد لبيان الأغلب. والله أعلم
الشيخ ابن جبرين قال من موقعه في فتاوى الحجاب:
الأول: اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ غير معتبر، وإنما هو قيد أغلبي، وعلى هذا فبنت الزوجة وإن نزلت حرام على الزوج إن كان قد جامع الزوجة، سواء كانت البنت من زوج سابق أو من زوج لاحق.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 09:01]ـ
شكر الله لكم ونفع بكم وأجزل مثوبتكم
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:28]ـ
ونفع بكم أبا عبد الله بن إبراهيم وشكرا لمشاعرك الصادقة
بارك الله فيكم شيخنا عبد الرحمن
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:41]ـ
عائشة لها بنت اسمها حفصة
وعبد الله زوج عائشة وولده سعد من غيرها
[7] يباح للرجل: بنت زوج أمه
سعد يجوز له أن يتزوج حفصة
ـ[الغُندر]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 06:11]ـ
أهلا بشيخنا وحبيبنا المفيد
نعم كل من جاء بعد ذلك من هذه المرأة فهو محرم لها حتى قيل لا يعرف قول غيره
قولهم مبالغة, والا قد عُرف ان قول عمرـ رضي الله عنه ـ هو انه يشترط ان تكون في الحجر كما هو اختيار ابن حزم. وهو ضاهر الآية.
ـ[محمدالثمالي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 08:14]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 03:05]ـ
وأنتم كذلك أخي محمد
عائشة تزوجت رجلا فأنجبت سارة
زيد تزوج امرأة فأنجبت سعدا = تزوج زيد بعد ذلك عائشة فأنجبت حفصة وعبد الله
[8] يباح للرجل: أخت أخيه لأمه
فيجوز لزيد أن يتزوج سارة أخت أخيه من أمه
وتأمل صلة القرابة بعد الإنجاب بين أولاده مع حفصة وعبد الله فهذا لغز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:12]ـ
جزى الله يدا خطت لنا هذه الفوائد الفردوس الأعلى
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 02:29]ـ
جزى الله الأخ الكريم المقرئ كل خير، وجعل الله الجنة مثوى له ولوالديه
كنت قد إستأذنته في ذكر رأي الشيخ الألباني - رحمه الله- في الربيبة فوافق جزاه الله خيرا
سائل يقول:
َقوله تعالى ((ورَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ)) قال الجمهور في هذ الآية. إنه لا مفهوم لها،وأنها خرجت مخرج الغالب، وهناك اثر عن على رضي الله عنه يفيد تخصيص ذلك بمن في البيت، فما هو الراجح؟
قال الشيخ الألباني:-
قبل الأجابة عن السؤال أرى فيه شيئا لابد من تصحيحه، وهو قول السائل: أن اثر علي فيه تخصيص هذه لآية! هذا التعبير ليس فيه دقة؛ لان ألآية هي نفسها مخصص – على الصحيح – ومقيدة بـ (اللاتي في حجوركم) فإن الآية نفسها – حقا – مخصصة مقيدة، فلو كانت مطلقة ثم جاء معنى آخر فيه قيد بهذا القيد المذكور في نفس الآية حينئذ يقال بأن هذا النص أيد الآية، لكن الآية نفسها هنا هي مقيدة.
بعد هذا التصحيح أقول: الحقيقة أن المسألة خلافية منذ القديم، وأنا أعجب شخصيا كيف يتفق الجمهور – هنا – على
أمرين اثنين:
أولا: على إلغاء هذا القيد {اللاتي في حجوركم}،وتصريحهم على أن هذا القيد لا مفهوم له.
ثانيا: على تتابعهم على الإعراض عن اثرين صحيحين عن خليفتين من الخلفاء الاربعه؛ ألا وهما عمر وعلى رضي الله عنهما
حيث ثبت عنهما استعمال الايه بقيدها،فكانوا يفتون بجواز أن يتزوج الرجل ربيبته إذا لم تكن في حجره، فأنا أتعجب من
هذا التتابع على ادعاءين:
أولا: إن هذا القيد لامفهوم له.
ثانيا: وعلى مخالفه الخليفتين الراشدين.
وعهدي بكثير من أهل العلم ـ واخص بالذكر الحنابلة ـ أنهم يكتفون في مثل هذه المسألة أن يأتوا برواية ـ وقد تكون غير صحيحة ـ عن احد من ألصحابه، فيأخذون بهذا الأثر ثم يتبعونه بقولهم: ولا نعرف له مخالفا، هذا ـ أولا ـ ثم إن ظاهر القران معهم
ثانيا: وفى الباب حديث أخر في "الصحيحين " وهو إن النبي عرض عليه أن يتزوج امرأة ‘فاحتج بأنها ربيبته في حجره.
وقد قال الشيخ الاسلام ابن تيميه فى بحث له فى كتاب القيم "اقتضاء الصراط المستقيم " حينما عالج موضوع عموم ذم
تالبدعه فى الدين، المؤيد بالأحاديث الصحيحة المعروفة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يردد فى خطبته ـ التي هي خطبة ألحاجه – قوله ((وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)) -، فقال: إقرار النبي عليه السلام لهذا النص العام دون
التنبيه إلى أنه نص مقيد بأي قيد من الكتاب والسنة تأكيد عملي منه على أن النص لا يزال على شموله وعمومه.
وهنا نستفيد من هذه القاعدة التي أفادنا إياها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كثير من المسائل الخلافية ومانحن بصدد
بحثه الآن، حيث إن الله سبحانه يقول: {اللاتي في حجوركم} حيث إن الحديث قد أيد نفس القيد، ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن إلغاء لقيد الحجر، كل هذا يشعر ببعد قولهم: إن هذا القيد ليس مرادا!
وقد أردت أن أنهي الكلام بهذه القاعدة التي طبقتها في هذه المسألة، لكن خطرت في بالي شبهة قد تكون حجة عند بعضهم
حينما يتعرضون لمثل هذه المسألة بقولهم: إن القيد لا مفهوم له، حيث يأتون ببعض النصوص التي هي فعلا القيد غير مراد، ويقال في مثلها: لا مفهوم له، يحضرني من ذلك مثلا قوله تعالى: {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} حيث يقولون:
{أضعافا مضاعفة} لا مفهوم له.
وهذا حق، لا شك فيه ولا إشكال، ولكن هذا المثال لا يشبه المُمَثَّلَ به أبدا، وذلك أن هذا القيد الذي اتفق العلماء على
أنه لا مفهوم له {أضعافا مضاعفة}، قامت نصوص قاطعة تضطر الباحث الفقيه أن يقول بأن هذا القيد لا مفهوم له.
أما في مسألة الربيبة فالحال مختلف تماما، فالقيد يتكرر دون أن يأتي نص يخالف هذا القيد، كما جاءت النصوص متتابعة في
إلغاء قيد {أضعافا مضاعفة} بحيث يظهر جليا أن هذا القيد لا مفهوم له، فكيف يستقرب ذلك البعيد من هذا المثال
القريب الذي قامت الأدلة على أنه لا مفهوم له! إذن؛ لا يجوز أن نقول: هذا القيد لا مفهوم له إلا بحجة ودليل، وهنا
الحجة في مسألة الربيبة لا وجود لها.
ثم تكرار النبي صلى الله عليه وسلم لنفس القيد في الحديث أشرت إليه أنفا مما يطيح بذلك المثال الذي يراد به ادعاء أن قوله تعالى: {اللاتي في حجوركم} لا مفهوم له!
فالذي ترجح عندي أن الربيبة المحرمة هنا هي التي كانت في حجر زوج الأم، أما إذا كانت بعيدة كما في أثر علي رضي الله عنه وكذا في أثر عمر: أن رجلا طلق زوجته وكان لها ابنة، فسأله علي فقال: أنى طلقتها، قال: هل لها من بنت؟ قال: نعم، لكنها ربيبتي، قال هي في حجرك؟ قال: هي في الطائف بعيدة، قال: تزوجها.
ونحو ذالك صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الأصالة العدد الثامن ص70
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:22]ـ
بارك الله في شيخنا آل عامر على دعائه وإفادته كما هي عادته
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:31]ـ
ثانيا: على تتابعهم على الإعراض عن اثرين صحيحين عن خليفتين من الخلفاء الاربعه؛ ألا وهما عمر وعلى رضي الله عنهما
حيث ثبت عنهما استعمال الايه بقيدها،فكانوا يفتون بجواز أن يتزوج الرجل ربيبته إذا لم تكن في حجره،
تفسير القرطبي ج5/ص112
واتفق الفقهاء على أن الربيبة تحرم على زوج أمها إذا دخل بالأم وإن لم تكن الربيبة في حجره وشذ بعض المتقدمين وأهل الظاهر فقالوا لا تحرم عليه الربيبة إلا أن تكون في حجر المتزوج بأمها فلو كانت في بلد آخر وفارق الأم بعد الدخول فله أن يتزوج بها واحتجوا بالآية فقالوا حرم الله تعالى الربيبة بشرطين أحدهما أن تكون في حجر المتزوج بأمها والثاني الدخول بالأم فإذا عدم أحد الشرطين لم يوجد التحريم واحتجوا بقوله عليه السلام لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها إبنة أخي من الرضاعة فشرط الحجر ورووا عن علي بن أبي طالب إجازة ذلك قال إبن المنذر والطحاوي أما الحديث عن علي فلا يثبت لأن راويه إبراهيم بن عبيد عن مالك بن أوس عن علي وإبراهيم هذا لا يعرف وأكثر أهل العلم قد تلقوه بالدفع والخلاف قال أبو عبيد ويدفعه قوله فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن فعم ولم يقل اللائي في حجري ولكنه سوى بينهن في التحريم قال الطحاوي وإضافتهن إلى الحجور إنما ذلك على الأغلب مما يكون عليه الربائب لا أنهن لا يحرمن إذا لم يكن كذلك
المغني ج7/ص85
في البنات إذا دخل بالأم حرمت عليه سواء كانت في حجره أو لم تكن في قول عامة الفقهاء إلا أنه روي عن عمر وعلي رضي الله عنهما أنهما رخصا فيها إذا لم تكن في حجره وهو قول داود لقول الله تعالى وربائبكم اللاتي في حجوركم النساء 23 قال ابن المنذر وقد أجمع علماء الأمصار على خلاف هذا القول
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:34]ـ
تابع:
فتح الباري ج9/ص158
وهل تسمى الربيبة وأن لم تكن في حجره أشار بهذا إلى أن التقييد بقوله في حجوركم هل هو للغالب أو يعتبر فيه مفهوم المخالفة وقد ذهب الجمهور إلى الأول وفيه خلاف قديم أخرجه عبد الرزاق وبن المنذر وغيرهما من طريق إبراهيم بن عبيد عن مالك بن أوس قال كانت عندي امرأة قد ولدت لي فماتت فوجدت عليها فلقيت علي بن أبي طالب فقال لي مالك فأخبرته فقال إلها ابنة يعني من غيرك قلت نعم قال كانت في حجرك قلت لا هي في الطائف قال فأنكحها قلت فأين قوله تعالى وربائبكم قال أنها لم تكن في حجرك وقد دفع بعض المتأخرين هذا الأثر وادعى نفى ثبوته بان إبراهيم بن عبيد لا يعرف وهو عجيب فإن الأثر المذكور عند بن أبي حاتم في تفسيره من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاعة وإبراهيم ثقة تابعي معروف وأبوه وجده صحابيان والاثر صحيح عن علي وكذا صح عن عمر أنه أفتي من سأله إذ تزوج بنت رجل كانت تحته جدتها ولم تكن البنت في حجره أخرجه أبو عبيد وهذا وأن كان الجمهور على خلافه فقد احتج أبو عبيد للجمهور بقوله صلى الله عليه وسلم فلا تعرضن علي بناتكن قال نعم ولم يقيد بالحجر وهذا فيه نظر لأن المطلق محمول على المقيد ولولا الإجماع الحادث في المسألة وندرة المخالف لكان الأخذ به أولي لأن التحريم جاء مشروطا بأمرين أن تكون في الحجر وأن يكون الذي يريد التزويج قد دخل بالأم فلا تحرم بوجود أحد الشرطين
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأعتمد الزوجة عائشة وابنها فهد وأمها مريم وأبوها مصعب
والزوج عبد الله وأمه رقية وأبوه زيد وولده سعد
[1] يباح للمرأة: ابن زوجة ولدها
فهد يجوز أن ينكح رقية
نعم شيخنا هو كذلك، ولو لم تذكروا زيداً لكان أفضل.
[2] يباح للمرأة: ابن زوج ابنتها
سعد يجوز له أن يتزوج مريم
أيضاً لو لم تذكروا مصعباً لكان أفضل.
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:06]ـ
سأعتمد مريم وبنتها عائشة من زوج سابق وزوجها الثاني زيد وولده عبد الله من أم سابقة
[3] يباح للمرأة: ابن زوج أمها
عبد الله يجوز له أن يتزوج عائشة
وللفائدة فكر بقرابة الأبناء الجدد من زواج الأبوين لهما
الأبناء الجدد سيكونوا إخوان لعائشة من الأم، وسيكونوا إخوان لعبد الله من جهة الأب.
فائدة: لو نقول الأولاد لكان أفضل حتى يشمل الذكور والإناث.
دمتم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:07]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
كلامكم صحيح وفي محله وسبب هذا أني نويت أن أذكر (العائلة كلها)!! في أول الأمر لأجل ألا أعيد ذلك ولكن اتضح بعد ذلك أن كتابة العائلة مرةواحدة عسير غير متيسر فتركته بعد ذلك
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:13]ـ
سأعتمد عائشة وأبوها مصعب وله زوجة أخرى اسمها خديجة ثم توفي مصعب
وعبد الله أبوه زيد
[4] يباح للمرأة: زوج زوجة أبيها
عبد الله يجوز له أن يتزوج بخديجة ثم يتزوج بعائشة
والسؤال هل الجمع بينهما أو بينهما التحريم إلى أمد
والجواب في المشاركة السابقة
بل يجوز لعبد الله أن يجمع بين خديجة وعائشة، والنهي إنما في الجمع بين المرأة وأختها أو عمتها أو خالتها.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:16]ـ
الأبناء الجدد سيكونوا إخوان لعائشة من الأم، وسيكونوا إخوان لعبد الله من جهة الأب.
فائدة: لو نقول الأولاد لكان أفضل حتى يشمل الذكور والإناث.
دمتم.
أحسنتم
وسيكون إخوتهما بالنسبة لأولادهما: أعماما وأخوالا
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:20]ـ
عائشة ولدها فهد والبنت حفصة
تزوج عبد الله عائشة
[7] أبناء الربائب ذكرا أو أنثى وإن نزلوا من المحرمات حكمهم حكم الربائب
بنات فهد وحفصة محارم لعبد الله وكذا بناتهم وإن نزلوا
نعم شيخنا حفظك الله، فما دام عبد الله دخل بعائشة حرمت عليه بناتها وبنات أولادها وإن نزلوا.
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:29]ـ
وأنتم كذلك أخي محمد
عائشة تزوجت رجلا فأنجبت سارة
زيد تزوج امرأة فأنجبت سعدا = تزوج زيد بعد ذلك عائشة فأنجبت حفصة وعبد الله
[8] يباح للرجل: أخت أخيه لأمه
فيجوز لزيد أن يتزوج سارة أخت أخيه من أمه
وتأمل صلة القرابة بعد الإنجاب بين أولاده مع حفصة وعبد الله فهذا لغز
قلتم شيخنا أن سارة بنت لعائشة، وزيد كما في المثال تزوج عائشة، إذن سارة ربيبة لزيد فلا يجوز له نكاحها. أو لعلي أنا الواهم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:57]ـ
قلتم شيخنا أن سارة بنت لعائشة، وزيد كما في المثال تزوج عائشة، إذن سارة ربيبة لزيد فلا يجوز له نكاحها. أو لعلي أنا الواهم.
أحسنتم وبارك الله فيكم
المقصود هو سعد وليس زيدا ولكن الأسماء تشابهت بارك الله فيكم
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:58]ـ
وأنتم كذلك أخي محمد
عائشة تزوجت رجلا فأنجبت سارة
زيد تزوج امرأة فأنجبت سعدا = تزوج زيد بعد ذلك عائشة فأنجبت حفصة وعبد الله
[8] يباح للرجل: أخت أخيه لأمه
فيجوز لسعد أن يتزوج سارة أخت أخيه من أمه
وتأمل صلة القرابة بعد الإنجاب بين أولاده مع حفصة وعبد الله فهذا لغز
هكذا على الصواب وليت الإخوة يعدلونها في الأصل إن لم يكن فيه كلافة
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:19]ـ
عائشة تزوجت رجلا فأنجبت سارة
زيد تزوج امرأة فأنجبت سعدا = تزوج زيد بعد ذلك عائشة فأنجبت حفصة وعبد الله
[8] يباح للرجل: أخت أخيه لأمه
فيجوز لسعد أن يتزوج سارة أخت أخيه من أمه
وتأمل صلة القرابة بعد الإنجاب بين أولاده مع حفصة وعبد الله فهذا لغز.
عدنا من جديد يا شيخ.
نعم يجوز لسعد أن يتزوج سارة والتي هي أخت أخيه وأخته وهي أيضاً تعتبر ربيبة أبيه أليس كذلك؟
وهنا تكون حفصة وعبد الله أعمام وأخوال في نفس الوقت لأولاد سعد وسارة.
هكذا بدا لي والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 08:30]ـ
عدنا من جديد يا شيخ.
نعم يجوز لسعد أن يتزوج سارة والتي هي أخت أخيه وأخته وهي أيضاً تعتبر ربيبة أبيه أليس كذلك؟
وهنا تكون حفصة وعبد الله أعمام وأخوال في نفس الوقت لأولاد سعد وسارة.
هكذا بدا لي والله أعلم.
أحسنت إجابتك صحيحة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 11:40]ـ
بارك الله فيكم
موضوع مليء بالفوائد والنوادر.(/)
نسب السادة المزعومين. الشيخ العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 02:46]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين [كما في"فتاوى نور على الدرب سؤال رقم {7423}]
هل يوجد في زماننا بقية من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهل يجوز لمن يدعي أنه من أهل البيت [أي سيد كما يسمونه الرافضة] أن يزعم أنه ولي لله ويزور القرى ويقدم له أهل القرية الهدايا والقرابين طلبا في النفع به ودفع الضر؟!!
فأجاب الشيخ - رحمه الله تعالى -:
[نقول لهؤلاء المدعين أنهم من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبتوا لنا ذلك ببرهان قاطع من الناحية التاريخية، ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق له أولاد بلغوا وتزوجوا وأنجبوا، وإنما أولاده الذين ينسبون إليه ليسوا من أولاده لصلبه، وعلى هذا فنقول لكل من ادعى أنه من آل البيت من هؤلاء، أثبتوا لنا ذلك من الناحية التاريخية، فإن عجزوا عن الإثبات، تبين بطلان قولهم وكذبهم، وإن ثبت ذلك من الناحية التاريخية، فإننا نقول ليس كونكم من آل النبي صلى الله عليه وسلم بمجدٍ عنكم شيئا، إذا لم تكونوا على شريعته، فإن المهم أن تكونوا على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كنتم على شريعته حقا، فإن لكم حق الإسلام، وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومجرد القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغني شيئا، فهذا أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم أخو أبيه لم يغن عنه قربه من النبي صلى الله عليه وسلم، بل أنزل الله تعالى سورة كاملة من القرآن في فضيحته إلى يوم القيامة: {تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب .... } السورة؛
والحاصل أننا نحتاج في هذه الدعوى إلى إثباتها من الناحية التاريخية، ثم إذا ثبتت ننظر إلى حال هؤلاء، فإن كانوا صالحين حقا يتمشون على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا،فإن لهم حق الإسلام، وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن لم يكونوا كذلك فإنهم دجالون، ولا يستحقون شيئا، ولا بركة في أعمالهم، ولا في أحوالهم، والظاهر - ما دام هؤلاء الجماعة يمشون على القرى وعلى السذج من الناس ويدعون ما يدعون - الظاهر أنهم كاذبون فيما ادعوا، وأنهم غير مستقيمين أيضا على ما ينبغي منهم في شريعة الله سبحانه وتعالى، وحينئذ فلا يستحقون شيئا من التعظيم أو الإكبار، أو إتحافهم بالهدايا وغيرها].
انتهى كلامه - رحمه الله -
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 02:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:21]ـ
ملحوظة:
هذا الموضوع مكرر في مشاركة أخرى بعنوان أنتم تظلمون رسول الله {صلى الله عليه وسلم}؟؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 09:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك أخي ابن رجب.
أخي المعيار: عمدا كررته!، فلأهمية كلام العلامة ابن عثيمين أفردته بموضوع مستقل.
وجزاك الله خيرا.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 08:56]ـ
هل للعاصي من آل البيت حق لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 11:13]ـ
هل للعاصي من آل البيت حق لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم؟
نعم، ما دام أن أصل التوحيد عنده فنعم.
والله أعلم.
ـ[اباتراب]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 11:57]ـ
سلام الله عليكم
جزاكم الله خيرا اخواني على ماتبدولونه جعله الله في موازين حسناتكم
اخواني في الله لقد شد انتباهي هدا العنوان ولاكن ليس من خلال منتداكم بل من منتدى اخر
من الدين عناهم الشيخ العلامة ابن عتيمين رحمه الله بفتواه
ولقد وجدتهم يقولون في الشيخ رحمه الله كلام لا ينبغي في حقه
رددت عليهم ولاكن حدفت مقالتي على الفور
اعلموا اخواني ان هولاء الرافضة لايمتلون ال البيت بل على العكس تماما انهم شرادم يجب عرضها على القضاء وقفل مواقعهم الاكترونية الهدامة التي يبتون فيها سمومهم امام مراء ومسمع المسلمين
ويطلقون على انفسهم (الرابطة العلمية العالمية للانساب الهاشمية)
والغريب والدي لا يدخل العقل انهم في الحجاز فاين هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي نسمع عنها ام هدا كله حديث اداعات وصحف
يا اخوان ال بيت النبي قوم عباد زهاد تقاة كاسلافهم متمسكون بالكتاب والسنة وليسوا مبتدعة وان وجدتموهم على غير دالك فليسوا من ال البيت ال البيت لايتبجحون بنسبهم ولا يتعالون على البشر بل على العكس التواضع شيمتهم
كل دجال افاق ينسب على ال البيت وكل لص ومحتال يقول هدا وكل رافضي مبتدع وجاهل يدعي النسب وكل ضال مظل يفتتح موقع ويمارس من خلاله اطماعه التي لايعلمها الا الله
وكل هدا تحت مسمى المساكين على جدهم افضل الصلاة واتم التسليم وعلى اله وصحبه اجمعين
لا يسعني الا ان اقول
لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدسى]ــــــــ[08 - Sep-2009, مساء 09:50]ـ
جزاك الله خيراً ورحم شيخنا الفقيه الأصولى العلامة إبن عثيمين(/)
فتوى علماء اليمن في حكم استعراض النساء في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:33]ـ
السؤال: السادة العلماء والمشايخ الفضلاء وفقكم الله لكل خير ودفع عنكم كل شر، ما حكم استعراض النساء في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات الوطنية؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
وبعد:
فإن الله عز وجل قد أخذ الميثاق على أهل العلم ببيانه وحرمة كتمانه فقال سبحانه وتعالى: [وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ... الآية] {آل عمران:187}.
وعليه:
فقد رأينا في الآونة الأخيرة من استعراض النساء والفتيات في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات الوطنية، ما يزعج كل غيور على دينه، ونقول: إن الإسلام أكرم المرأة بما لم تجد له مثيلاً عند أي أمة من الأمم.
فهي في الإسلام كالجوهرة المصونة يجب الحفاظ عليها وصيانتها من النظرات واللمسات، فأمر ببقائها في مملكتها (البيت) فقال سبحانه وتعالى: [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] {الأحزاب:33}، كما أمر الله الرجال بغض البصر عنها قال سبحانه وتعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] {النور:30}.
وأمر النساء أيضاً بغض أبصارهن وحفظ فروجهن وحفظ زينتهن وأن لا يضربن بأرجلهن لإظهار الزينة، فقال سبحانه وتعالى: [وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... الآية] {النور:31}.
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو القدوة لنا- يخرج نساءه وبناته أو نساء الصحابة الكرام للاستعراض أمام الرجال، ولم يفعل ذلك أحد من الخلفاء من بعده، بل أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بصون نسائه وبناته ونساء المؤمنين من التبرج والاختلاط وأن يستترن بالحجاب قال سبحانه: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ... الآية] {الأحزاب:59}.
ولأهمية ستر المرأة أعفى الإسلام المرأة من حضور الجمعة والجماعة وأن صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد كل هذا صوناً لها من الفتن؛ وعلى ما سبق نقول:
إنه لا يجوز ولا يليق برجال اليمن أن يعرضوا النساء في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات الوطنية أمام الرجال، كما يحرم على الآباء أن يسمحوا لبناتهم بالمشاركة في مثل هذه الاحتفالات والاستعراضات النسائية التي تسخط الجبار وتفرح أعداء الله، والتي تكون من أسباب ذهاب الغيرة والحياء، والتي تتنافى مع مبادئنا وأخلاقنا وفطرنا، هذا ما نقوله ونفتي به براءةً للذمة ونصحاً لأمة وإعذاراً إلى الله تعالى، وقياماً بواجب النصح للأمة الذي كلفنا الله به، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» أخرجه أحمد.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،،،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصبحه أجمعين ..
وقع على هذه الفتوى كلٌ من:
1 - محمد إسماعيل العمراني.
2 - عبدالمجيد الزنداني.
3 - عبدالله فيصل الأهدل.
4 - د/ حسن بن محمد شبالة.
5 - حسين عمر محفوظ.
6 - محمد الصادق مغلس.
7 - علي بن سالم بكير
8 - حميد بن قاسم عقيل.
9 - علي بن يحيى شمسان.
10 - عقيل المقطري.
11 - محمد بن علي الآنسي.
12 - محمد بن موسى العامري.
13 - عبدالله الحاشدي.
14 - عبده عبدالله الحميدي.
15 - د/ عبدالواحد الخميسي.
16 - مراد القدسي.
17 - أمين علي مقبل.
18 - عبدالله بن غالب الحميري.
19 - محمد بن راجح.
20 - سعيد بن سعيد حزام.
21 - عبدالرحمن قحطان.
22 - عبدالكريم النابهي.
23 - صالح بن علي الوادعي.
24 - محمد بن علي الوادعي.
25 - كمال بامخرمة.
26 - عبدالوهاب الحميقاني.
27 - عبدالمجيد محمود الريمي.
28 - عبدالرحمن علي إسماعيل.
29 - علي محمد عبده المطري.
30 - أحمد بن علي برعود.
31 - د/ أحمد محمد المصباحي.
32 - عارف أحمد علي الصبري.
33 - عبدالملك داوود.
34 - أحمد مقبل بن نصر.
35 - خالد محمد الصادقي.
36 - عبدالله أحمد المرفدي.
37 - عارف أنو نور محمد.
38 - زهير عمر الخلاقي.
39 - فهد محمد قاسم.
40 - أحمد بن سليمان أهيف.
41 - صلاح سالم الشيباني.
42 - عبدالله ثابت العباب.
43 - صفوان بن أحمد مرشد.
44 - جمال ناصر النقيب.
45 - عبدالله حسين الأشول.
46 - خميس عبود بن سعد.
47 - قاسم العصيمي.
48 - محمد عبدالكريم.
49 - عبدالسلام محمد المهدي.
50 - عبدالله محمد القبيس.(/)
العلماء أرأف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[ماجد المبارك]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 07:28]ـ
العلماء أرأف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم
نقل ابن العطار في كتابه: (تحفة الطالبين) عن يحيى بن معاذ الرازي، أنه قال:
العلماء أرأف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم؛ لأنهم يحفظونهم من نار الآخرة وأهوالها، وآاؤهم وأمهاتهم يحفظونهم من الدنيا وآفاتها – يعني إذا كانوا علماء- فإن الجهال لا يحفظونهم لا في الدنيا ولا في الآخرة. انتهى كلامه.
رحم الله يحيى بن معاذ الرازي، وهو من الزهاد على كلامه هذا، وتقديره للعلماء، فإن مثل هذا الكلام يجب أن يكتب بماء من الذهب، في وقت قلّ فيه احترام العلماء وتقديرهم.(/)
تسليح الشجعان بحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان- الشيخ عقيل بن محمد المقطري
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 12:41]ـ
المؤلف / عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني
قدم له: الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي - الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
تقديم بقلم الشيخ العلامة /مقبل بن هادي الوادعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا دين الإسلام فقال سبحانه وتعالى ممتناً على عباده: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة: 3
والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل في حقه رب العزة (وإن تطيعوه تهتدوا) النور: 54
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله.
أما بعد: فإن سلف الأمة رضوان الله عليهم كانوا ينهلون من منبع صافٍ، فإليه يتحاكمون، وعند التنازع يختصمون، لا يرفعون إلى غير الكتاب والسنة رأساً، حتى فشا الجهل والهوى في المسلمين، اخترعوا لهم نحلاً ومللاً يدافع عنها أصحاب الأهواء ويتخذونها ديناً، فطغت على علم الكتاب والسنة، وصدق على أصحابها قول الله عز وجل (فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) القصص: 28
والبدعة أضر على العبد من المعصية كما قال سفيان الثوري رحمه الله.
وذلك أن صاحب البدعة يظن أنه على الهدى، فربما يموت على بدعته، بخلاف صاحب المعصية فإنه يعلم أنه على معصية فيوشك أن يتوب. وإن تعجب فعجب تقسيمهم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية.
وإني أحمد الله، فقد قام علماؤنا رحمهم الله بقمع أصحاب البدع وتزييفها، وأفردوا الرد عليها بالتأليف، ومنهم من ضمّن الرد عليها في مؤلفاتهم الحافلة.
والبدع تتجدد، وكلما بعد الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم فشت فيهم البدع، وإني أنصح بقراءة كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيح البخاري) وبقراءة (البدع والنهي عنها) لمحمد بن وضاح الأندلسي، وكتاب (الاعتصام) للشاطبي.
ومن البدع التي استفحل أمرها في هذا الزمن، ليلة النصف من شعبان، وقد قام أخونا في الله الشيخ عقيل بن محمد المقطري بكتابة رسالة في هذا أرجو أن ينفع الله بها.
وأرجوا أن يوفق الأخ عقيلاً حفظه الله لمواصلة الكتابة في الرد على أهل البدع وتزييف شبهاتهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي
تقديم بقلم العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: أما بعد:
فقد طلعت على رسالة أخي في الله أبي عبد الرحمن عقيل بن محمد بن زيد المقطري التي ألفها في بيان بدعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فوجدتها رسالةً طيبة مباركة.
أسال الله أن ينفع بها المسلمين، وأن يجعلها قامعةً لهذه البدعة، وأن يجعلها في ميزان حسنات المؤلف.
وأطلب من الأخ المؤلف أن يواصل الكتابة والتأليف في قمع البدع والانحراف عن طريق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإني أدعوا المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها أن يتبعوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال تعالى (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون). الأعراف: 3
أسال الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، اللهم آمين.
وكتبه / أبو إبراهيم محمد بن عبد الوهاب بن علي الوصابي العبدلي
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإن مما يُكثر المسلمون فيه الكلام والأخذ والرد ما تعوده كثير من المسلمين في بعض المساجد في ليلة النصف من شعبان من الصلاة بين المغرب والعشاء، والدعاء وإقامة المحاضرات.
وهكذا مسألة المولد وما يحدث في شهر رجب.
والعلماء قديماً وحديثاً ما بين مجّوز ومستحسن لإحياء هذه الليالي وبين مانع ومقبح لذلك، والبعض من الصنف الأول يفسق ويضلل بل وربما كفر من لم يقل بإحيائها، ومن الصنف الثاني كذلك من يضلل ويبدع وهلم جرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مما يُظهر الإسلام بصورة مشوهة وينفر من أراد أن يدخل في دين الله لما يرى من حال المسلمين.
ولو أن المسلمين احتكموا إلى الكتاب والسنة وعملوا بما يرشدان إليه، ونظروا إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وإلى سيرة صحابته الكرام من بعده وسلف هذه الأمة الصالحين من بعدهم هل حدثت هذه الأمور في أزمانهم.؟ وإن لم فلماذا تركوها؟.
لو أخذ المسلمون جميعاً بهذه الاعتبارات ما حصل بينهم شقاق وفرقة وتناحر وتنابز بالألقاب.
فأي أمر مختلف فيه دل الكتاب والسنة على فعله فعلناه، وإن دلاّ على تركه تركناه وهكذا.
وعلى كل فالعوام المساكين في مثل هذه المسائل هم الضحية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولقد رأيت من واجبي أن أبُيّن حكم الشرع في هذه المسائل نصيحة لله ورسوله وللمؤمنين، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وأنا إذ أ قدم للمسلمين هذه الرسالة في حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان أسال الله تعالى أن ينفع بها المسلمين وأن يبصرهم بسببها في حكم هذا العمل، وأن يجنبنا وإياهم محدثات الأمور، كما أسأله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم.
هذا وقد سميت هذه الرسالة (تسليح الشجعان بحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان) وجعلتها من ستة فصول وخلاصة. والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
وكتب / أبو عبد الرحمن السلفي
عقيل بن محمد بن زيد المقطري
تعز – اليمن
فصل في الأحاديث الواردة
في فضل شهر شعبان
1 - قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (ج4 ص 213):
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقل لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استكمل صيام شهر قط إلاّ شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان).
وأخرجه أيضاً بلفظ: (لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله ... ).
وأخرجه مسلم (ج 2ص 810) من طريق ابن عيينة عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها بمعناه.
ورواه أحمد (ج 6 ص 39، 165، 128، 143، 189، 249)، والنسائي (ج 4 ص 150 – 151)، وأبو داود (ج 2ص 813 برقم 2434)، والترمذي في الشمائل برقم (285، 290)، وفي السنن برقم (737)، وهناك ألفاظ كثيرة للحديث في أبي داود والنسائي.
2 - قال الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 113 رقم 736):
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم شهرين متتابعين إلاّ شعبان ورمضان).
ورواه في الشمائل برقم (284)، ورواه أبو داود (ج 2ص 750) رقم (2336)، والنسائي (ج 4 ص 150) رقم (2175).
3 - قال الإمام النسائي (ج 4ص 201 رقم 2357):
أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا ثابت بن قيس أبو الغصن شيخ من أهل المدينة قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: (ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم) قلت: هذا حديث حسن إن شاء الله من أجل ثابت بن قيس أبي الغصن.
4 - قال ابن حبان في صحيحه (ج 7 ص 470 رقم 5636):
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا وابن قتيبة وغيره قالوا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال: حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي وابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن).
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (512)، وأبو نعيم في الحلية (ج 5 ص 191)، والطبراني في معجمه الكبير (ج 20 ص 108 رقم 215)، قال الهيثمي في المجمع (ج 8 ص 65): رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: مكحول لم يلقَ مالك بن يخامر فهو منقطع، لكن الحديث له شواهد كثيرة من حديث أبي ثعلبة وعبد الله بن عمرو وأبي موسى وأبي هريرة وأبي بكر وعوف بن مالك وعائشة، راجعها في سلسلة الأحاديث الصحيحة لشيخنا ناصر الدين الألباني فقد كفانا المؤنة وجزاه الله خيراً.
فالحديث بمجموع طرقه صالح للاحتجاج والله أعلم.
فهذه الأحاديث التي ذكرناها يستفاد منها فضل شهر شعبان بكامله مع تخصيص ليلة النصف بفضيلة، فمن أراد أن يتأسى بالنبي عليه الصلاة والسلام فليصم أكثر هذا الشهر دون تحديد أيام بعينها في الصيام لا النصف ولا غيرها، اللهم إلاّ إن كان لا يرغب في صيام أكثره وكانت له عادة في صيام الأيام البيض ثلاث عشر و أربع عشر وخمس عشر فلا مانع، وهكذا إذا كان متعوداً لصيام الاثنين والخميس. ومعلوم أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الصيام بعد أن ينتصف شهر شعبان، ونهى أن يتقدم شهر رمضان بصيام يوم أو يومين، ثم قال إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه، يعني إذا كان له عادة في الصيام فلا مانع ولو كان بعد انتصاف شعبان بل ولو كان قبل رمضان.
وأما أن يستدل بالأحاديث المتقدمة على إحياء ليلة النصف من شعبان والاحتفال بها وإلقاء المحاضرات وإقامة الموالد المبتدعة فهذا ما لا يفهمه أحد من صغار طلبة العلم فضلاً عن العلماء، لأن هذه الأحاديث عامة وليس فيها أمر بإحياء هذه الليلة أو الحث على قيامها وتخصيص ليلتها بشيء من الأعمال أو الحث على صيام نهارها وحدها. وعلماؤنا رحمهم الله تعالى قد نصوا على بدعية الاحتفال بهذه الليلة وسيأتي كلامهم بذلك، إن شاء الله.
وإن مما يؤسف له أن نجد كثيراً من طلبة العلم بل من العلماء المتخرجين من الجامعات الإسلامية يحضرون هذه الاجتماعات ويكثرون سواد أهل البدع، بل ويشاركونهم في إحياء هذه الليلة، ولا ينكرون عليهم أبداً، وهذا تردٍ شديد ومداهنة لأهل الباطل – الذين يبغضون الدعاة إلى الله الذين يدعون الناس لنبذ البدع ويدعونهم إلى التمسك بالسنن – بحجة مصلحة الدعوة، أي مصلحة هذه التي تجنونها من فعلكم هذا، إنها تلبيسات الشيطان الرجيم، بل إنهم قد يسمعون أموراً شركية ويتغاضون عنها، ويسمعون طعناً في الدعاة بل وتفسيقهم وتضليلهم – لأنهم لا يرون الاحتفال بهذه الليلة – وهؤلاء الذين يحضرون لا يحركون ساكناً، فالله المستعان على ما ابتلي به المسلمون بهذا الصنف من الناس. فإنك لو أنكرت على العوام قالوا: هذا فلان يحضر ويحتفل بهذه الليلة ويحييها، هل أنت أعلم من فلان وفلان؟ هذا هو رد العوام ورحم الله من قال:
عنوا يطلبون العلم في كل بلدة شباب فلما حصلوه وحشروا
وصح لهم إسناده وأصوله وصاروا شيوخاً ضيعوه وأدبروا
فمالوا على الدنيا فهم يحلبونها بأخلافها مفتاحها لا يصرر
فيا علماء السوء أين عقولكم وأين الحديث المسند المتخير
هذا مع العلم أنه يوجد علماء وطلبة علم عاملين داعين إلى السنة محاربين للبدعة كثّرهم الله.
ويوجد من يدور مع مصلحته الدنيوية فليلعب على الحبلين، إذا جاءه سني وسأله عن الاحتفال بهذه الليلة قال له: (لا شك أنها بدعة) وهكذا في بقية المسائل.
وإذا جاء صوفي (قال: الاحتفال سنة ... )، وهكذا إذا دعته الدولة إلى مقابلة تلفزيونية أو إذاعية أو صحفية أفتاها بما تراه، بل يقول لهم ماذا تريدون مني أن أقول كذا أو كذا، فيقول الذي يرونه هم. والله المستعان. ورحم الله الشيخ العلامة البيحاني حيث قال في رباعيته يصف حال هؤلاء:
يدور مع الزجاجة حيث دارت ويلبس للسياسة ألف لبس
فعند المسلمين يعد منهم ويأخذ حظه من كل خمس
هذا ومما لا شك فيه ولا ريب أن مجيزي الاحتفال عندهم شبه يتمسكون بها ويثبتونها لعوام الناس، منها أحاديث جاءت في هذا وعند التحقيق والتمحيص يظهر أنها أحاديث موضوعة أو ضعيفة جداً أو باطلة، وسيرى القارئ ذلك عند الكلام عليها ونقل أقوال أهل العلم في ذلك.
ومن هذه الشبه أنهم يفسرون قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) (الدخان:44) بليلة النصف من شعبان.
ولذلك يصلون صلاتهم المبتدعة وهي صلاة الرغائب ركعتين بنية طول العمر وركعتين بنية سعة الرزق ...
وسنتكلم الآن على شبههم التي يحتجون بها.
فصل في
شُبه المجوّزين لإحياء هذه الليلة
ونقل كلام أهل العلم فيها
1 - قوله علية الصلاة والسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر).
الكلام على هذا الحديث:
أقول: لو ثبت هذا الحديث فيؤخذ منه الأمر بصيام نهار ليلة النصف من شعبان وقيام ليلها، لكن الحديث لم يثبت، فقد رواه ابن ماجة في سننه (ج 1 ص 444 رقم 1388) باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال صاحب الزوائد: إسناده ضعيف لضعف ابن أبي سبرة واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين: يضع الحديث.
قلت: بل الحديث موضوع وقد حكم عليه بالوضع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في ضعيف الجامع (752).
قال الكتاني في تنزيه الشريعة (ج 1 ص 131) أبو بكر بن عبد الله بن عبيد الله السبري: وضاع.
قلت: وفي الضعفاء الكبير للعقيلي (ج2 ص 272):
قال عبد الله بن أحمد قال لي أبي: أبو بكر بن أبي سبرة كان يضع الحديث ثم قال: قال حجاج: قال لي أبو بكر السبري: عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام. قال أبي: ليس حديثه بشيئ كان يضع الحديث.
وقال: سمعت معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى قال: أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له السبري هو مدني وكان ببغداد وليس حديثه بشيئ. ا هـ. المراد.
وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي (ج 2 ص 562).
2 - قال الحافظ بن حجر في كتابه (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ص 20):
قال البيهقي: اخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن عبد الله ابن قريش أخبرنا الحسن بن سفيان، أنبأنا أبو زرعه، أنبأنا محمد بن عبد الله الأزدي، أنبأنا يوسف بن عطية الصفار، أنبأنا هشام القروي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلاّ رجب
وشعبان).
قال ابن حجر: وهو حديث منكر من أجل يوسف بن عطية فإنه ضعيف جداً.
قلت: الحديث في شعب الإيمان. وقد أورد هذا الحديث الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 3 ص 191).
وقال رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف. انتهى.
وقال الذهبي في الميزان: مجمع على ضعفه وقال النسائي: متروك، وقال الفلاس: ما علمته كان يكذب لكنه يهم. وكناه البخاري أبا سهل وقال: منكر الحديث. ا هـ.
وقال الحافظ في التقريب: متروك.
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقد ضعفه الدار قطني وابن حبان، وقال النسائي: ليس بثقة.
(انظر الضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي، والمجروحين لابن حبان، الجرح والتعديل، والمغني، والميزان والتقريب، والتهذيب، ولسان الميزان، والضعفاء للنسائي، والضعفاء للدار قطني).
3 - حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) عشر مرات إلا قضى الله له كل حاجة ... ) الحديث، وهو طويل.
ذكره السيوطي بطوله في اللآلئ (ج 2 ص 57) من رواية الجوزقاني أنه قال:
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد الحداد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد المقرئ، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن بن طلحة الطلحي، أنبأنا الفضل بن محمد الزعفراني، حدثنا هارون بن سليمان، حدثنا علي بن الحسين عن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد عن علي بن أبي طالب عن النبي عليه الصلاة والسلام فذكره.
وانظر موضوعات ابن الجوزي (ج 2 ص 127 – 128).
قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 50 – 51): هو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل.
وفي المختصر: حديث صلاة نصف شعبان باطل.
ولابن حبان من حديث علي: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها.
وقال في اللآلئ: مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله. للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل وضعفاء.
قال: واثني عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة، موضوع.
وأربع عشرة ركعة، موضوع.
قلت: ما أشار إليه في اللآلئ سيأتي تباعاً إن شاء الله.
ثم قال: وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة – أعني ليلة النصف من شعبان – على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة. ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه عليه الصلاة والسلام إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا، وانه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب. فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة.
على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع. كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها لا ينافي في كون هذه الصلاة موضوعة على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه. ا هـ.
قال الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المنار المنيف (ص 98 - 99):
ومنها أحاديث ليلة النصف من شعبان.
كحديث: (يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف (قل هو الله أحد) .... إلخ.
قلت: هكذا ذكره ابن القيم (بألف) وفي اللآلئ للسيوطي والموضوعات لابن الجوزي وغيرها لفظة (بألف) ليست موجودة فلعله دخلت عليه من حديث آخر وهو (من قرأ (قل هو الله أحد) ألف مرة) وسيأتي.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 12:44]ـ
تسليح الشجعان 2 - 4
ثم قال ابن القيم رحمه الله: والعجب ممن شم رائحة العلم بالسنن أن يغتر بمثل هذا الهذيان ويصليها.
وهذه الصلاة وضعت في الإسلام بعد الأربع مئة، ونشأت من بيت المقدس فوضع لها عدة أحاديث.
منها: (من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة (قل هو الله أحد) في مئة ركعة – الحديث بطوله – وفيه (بعث الله إليه مئة ملك يُبشرُونه).
وحديث: (من صلى ليلة النصف من شعبان اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة (قل هو الله أحد) شُفع في كل عشرة من أهل بيته قد استوجبوا النار). وغير ذلك من الأحاديث التي لا يصح منها شيء.
1 - (الجوزقاني):
وذكر السيوطي أيضاً حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
أنبأنا محمد بن جابان المذكر، أنبأنا أبو بكر بن أبي زكريا الفقيه، حدثنا إبراهيم بن محمد الدربندي، حدثنا أحمد بن أصرم المربي، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، حدثنا صالح الشامي عن عبد الله بن ضرار عن يزيد بن محمد عن أبيه محمد بن مروان عن ابن عمر مرفوعاً: (من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة (قل هو الله أحد) في مائة ركعة لم يخرج من الدنيا حتى يبعث الله في منامه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من النار وثلاثون يعصمونه من أن يُخطئ وعشرة يكيدون من عاداه).
قال السيوطي رحمه الله: قلت: أخرجه الديلمي أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الفضل القومساني، أنبأنا العلاء، أنبأنا أبو القاسم العتاكي، حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي، حدثنا عمرو بن ثابت عن محمد بن مروان الذهبي عن أبي يحيى حدثني أربعة وثلاثون من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكر مثله سواء والله أعلم.
قلت: (انظر أيضاً ج 2 ص 127 من موضوعات ابن الجوزي رحمه الله).
5 - (أخبرنا) محمد بن ناصر، أنبأنا أبو علي بن البناء، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر العلاف، حدثنا أبو القاسم الغامي، حدثنا علي بن بندار البردعي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن عبيد الله سمعت أبي يقول حدثنا علي بن عاصم عن عمرو بن مقدام عن جعفر بن محمد، عن أبيه مرفوعاً: (من قرأ ليلة النصف من شعبان (قل هو الله أحد) ألف مرة في عشر ركعات لم يمت حتى يبعث الله إليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من العذاب وثلاثون يُقوّمونه أن يخطئ وعشرة أملاك يكبتون أعداءه) ثم قال السيوطي: موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء والحديث محال. ا هـ.
وقال ابن الجوزي (ج 2 ص 129) عن حديث جعفر: هذا حديث لا شك أنه موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيها ضعفاء بمرة، والحديث محال قطعاً وقد رأينا كثيراً ممن يصلي هذه الصلاة، ويتفق قصر الليل فيفوتهم صلاة الفجر، ويصبحون كسالى، وقد جعلها جهلة أئمة المساجد مع صلاة الرغائب ونحوها من الصلاة شبكة لجميع العوام، وطلباً لرياسة التقدم، وملأ بذكرها القصاص مجالسهم، وكل ذلك عن الحق بمعزل.
6 - (أخبرنا) محمد بن ناصر، أنبانا أبو علي بن البنا، أنبأنا أحمد بن علي الكاتب، أنبأنا أبو سهل عبد الصمد بن محمد القنطري، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن داود، حدثنا محمد ابن حبهان، حدثنا عمر بن عبد الرحيم، حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي عن بقية بن الوليد، عن ليث بن أبي سليم عن القعقاع بن مسور الشيباني عن أبي هريرة مرفوعاً: (من صلى ليلة النصف من شعبان اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة (قل هو الله أحد) ثلاثين مرة لم يخرج حتى يرى مقعدة من الجنة).
موضوع، فيه مجاهيل، وفيه ليث وبقية، فالبلاء منهم. ا هـ.
قلت: قال ابن الجوزي في الموضوعات (ج 2 ص 129): هذا موضوع أيضاً، وفيه جماعة مجهولون قبل أن يصل إلى بقية وليث وهما ضعفاء فالبلاء ممن قبلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - (الجوزقاني) أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي الحسن بن محمد الكرخي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الخطيب، أنبأنا الحاكم أبو القاسم عبد الله بن أحمد الحسكاني، حدثنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن، حدثنا جعفر بن محمد بن بسطام القومسي، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن جابر، حدثنا أحمد بن عبد الكريم، حدثنا خالد الحمصي، عن عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمد بن المهاجر عن الحكم بن عيينة، عن إبراهيم قال: قال علي بن أبي طالب رأيت رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشر ركعة ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بأم القرآن أربع عشرة مرة و (قل أعوذ برب الناس) أربع عشر مرة وآية الكرسي مرة (لقد جآءكم رسول) الآية فلما فرغ من صلاته سألته عما رأيته من صنيعه فقال: (من صنع مثل الذي رأيت كان له كعشرين حجة مبرورة، وكصيام عشرين سنة مقبولة، فإن أصبح في ذلك اليوم صائماً كان له كصيام
سنتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة).
موضوع، وإسناده مظلم، ومحمد بن مهاجر يضع.
قال السيوطي: (قلت) أخرجه البيهقي في الشعب أنبأنا عبد الخالق به، وقال: يشبه أن يكون هذا الحديث موضوعاً وهو منكر.
وفي رواية قيل عثمان بن سعيد مجهولون – هكذا – والله أعلم. (وكأنها قبل عثمان).
قلت: قال ابن الجوزي في الموضوعات (ج 2 ص 130): وهذا موضوع أيضاً، وإسناده مظلم وكان واضعه يكتب من الأسماء ما وقع له ويذكر قوماً ما يعرفون، وفي الإسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع الحديث. وقد ُرويت صلوات أخر موضوعة فلم أر التطويل بذكره إلاّ الخفي بطلانه.
8 - قال الترمذي في سننه (ج 3 ص 116) باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان:
حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج بن أرطأه، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال: (أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟).
قلت: يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: (إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان على السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب).
قال الترمذي: حديث عائشة لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمداً يضعف هذا الحديث.
وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.
قلت: وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (ج 2 ص 556) برقم (915) وذكر عقبة كلام الترمذي المذكور قبل.
ثم قال: وقال الدار قطني: قد روي من وجوه، وإسناده مضطرب غير ثابت.
قلت: وذكر ابن الجوزي لهذا الحديث أربع طرق.
الأولى: من طريق سليمان بن أبي كريمة وأحاديثه مناكير كما قال ابن عدي وقال ابن الجوزي لا يصح.
الثانية: من طريق سعيد بن عبد الكريم قال فيه أبو الفتح الأزدي الحافظ: متروك.
الثالثة: من طريق عطاء بن عجلان قال يحيى: ليس بشيء كذاب كان يوضع له الحديث فيحدث به، وقال الرازي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار.
الرابعة: من طريق الأحوص بن حكيم قال فيه أحمد بن حنبل: لا يُروى حديثه. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال الدر قطني: منكر الحديث.
قال: والحديث مضطرب غير ثابت.
9 - قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (ج 2 ص 562):
أنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني، قال نا طراد بن محمد، قال: أخبرنا هلال بن محمد فيما أذن لنا أن نرويه عنه أن علي بن محمد المصري حدثهم قال حدثنا يحيى بن عثمان – هو ابن صالح – قال: نا يحيى بن بكر، قال: ثنا المفضل بن فضالة عن عيسى بن إبراهيم القرشي عن سلمة بن سليمان الجزري عن مروان بن سالم , عن ابن كردوس , عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب) قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيه آفات: أما مروان بن سالم فقال أحمد: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني والأزدي: متروك. وأما سلمة بن سليمان: فقال الأزدي: هو ضعيف. وأما عيسى فقال يحيى: ليس بشيء. ا هـ.
قال الذهبي: هذا حديث منكر مرسل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحافظ: مروان متروك وشيخه لا يعرف اسمه ولا له ولا لأبيه ذكر إلاَّ من جهة مروان. كما في الفتوحات الربانية (ج 4 ص 235).
10 - قال ابن الجوزي رحمه الله (ج 2 ص124):
أنبأنا علي بن عبيد الله بن الزاغوني، أنبأنا أبو زيد عبد الله بن عبد الملك الأصفهاني، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ح و أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو الحصين علي بن عبد الله بن جهيم الصوفي، حدثنا علي بن محمد بن سعيد البصري، حدثنا أبي، حدثنا خلف بن عبد الله وهو الصغاني عن حميد الطويل , عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم: (رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ... ) وفيه: (فقام شيخ ضعيف قال: يا رسول الله إني لأعجز عن صيامه كله، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أول يوم منه فإن الحسنة بعشر أمثالها، وأوسط يوم منه وآخر يوم منه فإنك تعطى ثواب من صامه كله ... ) الحديث.
قال ابن الجوزي رحمه الله: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد اتهموا به ابن جهيم ونسبوه إلى الكذب، وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم، انتهى المراد، وانظر تنزيه الشريعة (ج 2 ص 90).
...
مما تقدم تبين لنا ضعف الأحاديث التي يتمسك بها المجيزون لإحياء ليلة النصف من شعبان، بل تبين أن ضعفها شديد بحيث لا ينجبر، فهي إما ضعيفة جدا أو موضوعة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ولا يقال: إنه يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال فإن الذين يجيزون العمل بالضعيف يشترطون أن يكون الضعف يسيراً وهو منعدم هنا، بل الصحيح أنه لا يعمل بالضعيف مطلقاً كما قال الحافظ ابن حجر في كتابه (تبيين العجب) ص 12: (ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو الفضائل إذ الكل شرع). اهـ.
فإحياء هذه الليلة يُعَدُّ من البدع المحدثة في الدين، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ) متفق عليه , من حديث عائشة رضي الله عنها. وقال أيضا: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ) رواه مسلم من حديث عائشة أيضاً. وعلقه البخاري في صحيحه.
ولا شك أن الذين يحيون هذه الليلة يتقربون بعملهم هذا إلى الله ولا دليل يدل على شرعية عملهم هذا إلاَّ ما تقدم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولو كان هذا العمل قربة إلى الله لوصل إلينا ولو حديث واحد يصرح بشرعية إحياء هذه الليلة وصيام يومها كما ورد في صيام الأيام البيض وقيام ليلة القدر وهكذا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في اقتضاء الصراط المستقيم ص 302: فأما صوم يوم النصف – يعني من شعبان – مفرداً فلا أصل له، بل إفراده مكروه وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة وتظهر فيه الزينة: هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها.
وكذلك ما قد أحدث ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة ومساجد الأحياء والدور والأسواق فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع، فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث. انتهى المراد.
قلت: والذي تقدم ذكره من فضيلة هذه الليلة ليس فيه دليل على إحيائها ولا على إفرادها بالصيام، وإنما ثبت فضيلة شهر شعبان كله، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم أكثر شعبان. فنحن إذا أردنا أن نقتدي به فعلينا أن نعمل بعمله، وهو عليه الصلاة والسلام لم يُضِفْ إلى صيامه إحياءً لبعض الليالي ولا صلاة زائدة في بعض الليالي، ولا شك أنه خير من عبد الله سبحانه وتعالى، وخير الهدى هدي محمد عليه الصلاة والسلام.
وسنذكر إن شاء الله تعالى أمثلة على ما ورد وثبت في الشرع من الحث على إحياء بعض الليالي أو صيام بعض الأيام.
فصل في الأيام التي خصها الشرع بصيام
وهذه الأيام هي كالتالي:
1 - الاثنين والخميس:
أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذاك يوم ولدت فيه و يوم بعثت – أو – أنزل عليَّّّّّّ فيه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى النسائي والترمذي وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يتحرى صوم الاثنين والخميس).
2 - صيام عاشوراء:
روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه).
وعند مسلم أن النبي سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية).
3 - صيام يوم عرفة لغير الحاج:
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن صوم يوم عرفة قال: (يكفر السنة الماضية والباقية).
4 - صيام السِّتِّ من شوال:
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستًّّّّا من شوال كان كصيام الدهر).
5 - صيام الأيام البيض من كل شهر عربي وهي (15،14،13):
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال النبي عليه الصلاة و السلام: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله).
وأخرج النسائي وأبو داود في سننهما من حديث قتادة بن ملحان رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمرنا بصيام أيام البيض: ثلاث عشرة و أربع عشرة وخمس عشرة).
ومما لاشك فيه ولا ريب أن يوم الجمعة من أعظم الأيام، وهو خير يوم طلعت عليه الشمس. فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها ... ) الحديث.
وهناك أحاديث أخرى في فضل يوم الجمعة، ومع هذا كله فقد نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن تخصيص يومها بصيام وليلها بقيام.
ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم).
وفي البخاري من حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: (أصمت أمس؟) قالت: لا، قال: (أتريدين أن تصومي غدا؟ قالت: لا، قال: فأفطري).
وفي الصحيحين عن محمد عباد أنه سأل جابرًا رضي الله عنه وهو يطوف بالبيت: (أنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن صيام يوم الجمعة؟ قال: نعم ورب هذا البيت).
فتبين من هذا النهيُ عن صيام يوم الجمعة وحده إلا أن يوافق صيامًا لأحد، و إلاَّ أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده.
فصل في الليالي التي حضَّ الشَّرع على قيامها
قبل الشروع بذكر هذه الليالي نحب أن ننوه إلى أنه يستحب قيام بعض الليل من كل ليلة لما في ذلك من الفضل، وخاصة في الثلث الأخير من الليل 0 لما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فينادي: هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له ... ) الحديث بمعناه 0 وفيه حتى يطلع الفجر.
وقد رغب النبي عليه الصلاة والسلام في قيام الليل دون تحديد لأيام معلومة. فروى أبو داود وابن ماجة في سننهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء).
وأما تحديد ليلة بعينها كليلة الاثنين أو الخميس أو الجمعة أو رأس السنة الهجرية أو ليلة الإسراء والمعراج أو ليلة الثاني عشر من شهر ربيع – وهي التي يسمونها بليلة المولد – وكليلة النصف من شعبان فإن إحياء هذه الليالي لخصوصها يعد من البدع المحدثة في دين الله نعوذ بالله من محدثات الأمور. اللهم إلا قيام ليالي رمضان، فقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالحث على قيامها.
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الليالي المعيّنة فلم يردإلاَّ في ليلة القدر قال الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر *) [القدر]
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
بل أمر النبي عليه الصلاة والسلام بتحرٍِِّيها في العشر الأواخر من رمضان بل في الوتر من العشر الأواخر من رمضان , ثبت ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين.
تقدم أن أوضحنا ضعف أدلة المجيزين لإحياء ليلة النصف من شعبان، ولما كانت هذه الصلاة التي يقيمها القوم من جملة البدع المحدثة في الدين، أستحب أن ننبه إلى أن البدعة إما أن تكون حقيقية أو إضافية. قال الإمام الشاطبي في كتابه القيم ((الاعتصام)) (ج2 ص286):
إن البدعة الحقيقية هي التي لم يدل عليها دليل شرعي لا من كتاب ولا من سنة ولا إجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل، ولذلك سميت بدعة – كما تقدم – لأنها شيء مخترع على غير مثال سابق. وإن كان المبتدع يأبى أن يُنسب إليه الخروج عن الشرع إذ هو مدع أنه داخل بما استنبط تحت مقتضى الأدلة، لكن تلك الدعوى غير صحيحة لا في نفس الأمر و لا بحسب الظاهر، أما بحسب نفس الأمر فبالعرض، وأما بحسب الظاهر فإن أدلته شبه ليست بأدلة إن تثبت أنه استدل، و إلاَّ فالأمر واضح.
وأما البدعة الإضافية فهي التي لها شائبتان:
إحداهما: لها في الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة.
والأخرى: ليس لها متعلق إلاَّ مثل ما للبدعة الحقيقية، فلما كان العمل الذي له شائبتان لم يتخلص لأحد الطرفين وضعنا له هذه التسمية وهي (البدعة الإضافية).
أي أنها بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنة لأنها مستندة إلى دليل، وبالنسبة إلى الجهة الأخرى بدعة لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل أو غير مستندة إلى شيء.
والفرق بينهما من جهة المعنى: أن الدليل عليها من جهة الأصل قائم ومن جهة الكيفيات او الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها، مع أنها محتاجة إليه، لأن الغالب وقوعها في التعبديات لا في العاديات المحضة. انتهى المراد.
ونحن إذا أردنا أن نطبق ما قاله الإمام الشاطبي على صلاة النصف من شعبان نجد أن كونها بدعة إضافية: أنها مشروعة باعتبار، غير مشروعة باعتبار آخر، فإذا نظرنا إلى أصل الصلاة من حيث هي نجد أنها مشروعة، وذلك لحديث (الصلاة خيرٌ موضوعٌ) وإذا نظرنا إلى ما عرض لها من جعلها في وقت مخصوص وقراءة مخصوصة وكيفية مخصوصة وفي مكان مخصوص وجدنا أنها بدعة.
فكانت مشروعة لذاتها بدعة لما عرض لها.
وسواء كان أداؤها على الانفراد أو على الاجتماع، وأداؤها بصورة جماعية في المساجد أضر من أدائها على الانفراد، وكلا الأمرين بدعة ضلالة.
وأود أن أذكٍّر إخواننا المسلمين – ونحن نتكلم في هذا الصدد عن البدع – بضرر البدعة في الدين، فإن ارتكاب البدع يعد حاجزا منيعا بين العبد وبين قبول توبته، فمهما حاول أن يتوب من أي ذنب وهو ما زال مرتكباً لأي بدعة كانت فإن الله تعالى لا يقبل توبته من أي ذنب حتى يدع بدعته، فكيف إذا كان هذا المسكين مرتكباً لبدع كثيرة فإنه يجب عليه أن يترك كل البدع من أجل أن يتقبل الله توبته.
فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته).
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 12:45]ـ
يتبع إن شاء الله(/)
سؤال لأهل السعودية والجزيرة
ـ[هاني سيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لايوجد عندكم في بلدكم ختان للاناث
لاننا في مصر يقولون انه لايوجد عندكم ختان وما راي اهل العلم عندكم في تلك النقطة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
[ختان البنت سنة]
سُئل سماحة الإمام ابن بازٍ:
ما حكم ختان البنات؟ وهل هناك ضوابط معينة لذلك؟
فأجاب ـ تغمّده اللَّه برحمته ـ:
بسم الله، والحمد لله:
ختان البنات سنة، إذا وجد طبيب يحسن ذلك أو طبيبة تحسن ذلك؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الأظفار، ونتف الآباط)) متفق على صحته.
وهو يعم الرجال والنساء ما عدا قص الشارب فهو من صفة الرجال.
((مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز))
(ج 10،ص 47)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:38]ـ
حبذا لو ينقل الموضوع إلى المجلس الشّرعي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:44]ـ
السؤال الثاني من الفتوى رقم 9216
ما حكم ختان الأنثى وكذا ثقب أذنها وهل ثقب أذنها جائز أو مكروه وإذا كان مكروها فهل الكراهية تنبيه أو تحريم؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
الختان مكرمة في حق النساء وأما ثقب الأذن للمرأة فلا بأس به لحاجتها إلى التزين بالحلي.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
((فتاوى اللّجنة الدّائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (ج 5،ص 121)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:49]ـ
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم 2392
ما حكم ختان المرأة وما حكم الرقص والفرح والاحتفال به؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
أما ختان المرأة فمشروع ومكرمة في حقهن، وأما الرقص والفرح والاحتفال فيه فلا نعلم له أصلا في الشرع المطهر وأما الفرح بالختان والسرور به فهذا مطلوب شرعا؛ لأن الختان من الأمور المشروعة وقد قال الله سبحانه: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)) [سورة يونس الآية 58] والختان من فضل الله سبحانه ورحمته، ولا حرج في صنع الطعام بهذه المناسبة شكرا لله على ذلك.
((فتاوى اللّجنة الدّائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (ج 5، ص 123).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 09:13]ـ
أحسن الله اليكم شيخنا
ـ[أبوصالح الحياني]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:15]ـ
الأخ يسأل هل عندكم ....
ولا يسأل عن الحكم يا أخي الكريم، وحبذا لو جمعت أجوبة العلماء في مشاركة واحده فالقصد الفائدة
وأقول جوابا للأخ .. نعم يوجد في بعض مناطق المملكة
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
أما أنا - وأنا من أهل الرياض- فلا أعرفه عن أحد البته، ولا أظنهم يفعلونه(/)
«إن رسائلَ الشَّيْخِ عبد العزيز بنِ بَازٍ تشبه رسائل الأوزاعي»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 02:31]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير:
«وكثيرًا ما قلت لإخواني: إن رسائلَ الشَّيْخِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ بَازٍ ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تعالى ـ تشبه رسائل الأوزاعي،فقد ذكر جملة من رسائل الأوزاعي في مقدمة كتاب (الجرح والتعديل) في نصحه للحكام وفي شفاعة الأوزاعي. وهكذا الشّيخ عبد العزيز ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تعالى ـ يكتب للأمير،ويكتب للقاضي،ويكتب لمدير الجوازات،ويكتب للمسئولين في الشّفاعات،فجزاه اللَّه خيرًا.»
قاله فَضِيلَةُ الشَّيخ مُقْبِل بن هَادِي الوَادعِيّ ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ.
[فضائح ونصائح]، صـ 30.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 09:14]ـ
جزيت خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 10:20]ـ
رحم الله ابن باز وأسكنه الفردوس ..
وجزى الله الكريم سلمان أبو زيد خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:55]ـ
شكر اللَّهُ لكم،وبارك فيكم أخانا الحبيب أبا حاتم (ابن رجبٍ).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:57]ـ
الأخ المكرّم / عبدالملك السّبيعي:
آمين.
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 08:28]ـ
واياكم(/)
أين يجلس المأموم في هذه الحالة؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 03:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شخص دخل للصلاة، فوجد جماعة مكونة من شخصين، لكنهما في التشهد الأخير، فأين يجلس؟
هل يجلس خلفهما، ويكون منفردا خلف الصف؟
أم يجلس عن يسار الإمام [مذهب أبي حنيفة والكوفيين جواز القيام عن يسار الإمام مطلقا، وهو ثابت عن ابن مسعود من فعله، ورفعه للنبي صلى الله عليه وسلم].
بقي حل أخير: أن يحمل المأموم ويجلسه خلف الصف ويجلس بجانبه:)
فماذا يقول الفضلاء في هذه المسألة؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 04:27]ـ
بقي حلُّ آخر؛ وهو الأظهر -بناءً على القول بدخوله في هذه الحال وهو الأقرب- وهو أن يجلس عن يمين المأموم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:28]ـ
شيخنا ... أليس فعل ابن مسعود أولى؟ خاصة وأنه رفع ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم .. أم أنك ترى نسخه بحديث جابر وجبار؟
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجلس على اليمين مثل ما قال شيخنا الحمادي فلا تجوز الصلاة على يسار الامام وذلك لفعل النبي صلى الله علية وسلم مع ابن عباس وقال العلماء الا عند الضرورة اي اذا ضاق المسجد
وأما حديث ابن مسعود
قال أبو عمر بن عبد البر: هذا الحديث لا يصح رفعه، والصحيح عندهم التوقيف على ابن مسعود، أنه صلى كذلك بعلقمة. والأسود، قال: وهذا الذي أشار إليه أبو عمرو قد أخرجه مسلم في " صحيحه " أن ابن مسعود صلى بعلقمة، والأسود، وهو موقوف، وقال بعضهم: إنه منسوخ، لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وهو بمكة، وفيها التطبيق، وأحكام أخرى، هي الآن متروكة، وهذا الحكم من جملتها، ولما قدم النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ المدينة تركه، انتهى كلامه، وقال النووي في " الخلاصة ": الثابت في " صحيح مسلم " أن ابن مسعود فعل ذلك، ولم يقل: هكذا كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يفعله، ورواه أبو داود
وذكره الترمذي وقال الامام الالباني ضعيف الاسناد انظر سنن الترمذي 233
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 03:26]ـ
مسلم (1/ 379) كتاب المساجد: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود
أنهما دخلا على عبد الله فقال أصلى من خلفكم؟ قال نعم فقام بينهما وجعل أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا فضرب أيدينا ثم طبق بين يديه ثم جعلهما بين فخذيه فلما صلى قال هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
جزاك الله خير على التنبيه.
وقال بعضهم: إنه منسوخ، لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وهو بمكة، وفيها التطبيق، وأحكام أخرى، هي الآن متروكة، وهذا الحكم من جملتها، ولما قدم النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ المدينة تركه، انتهى كلامه
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:50]ـ
بارك الله في صاحب الموضوع والمشاركين
رأيي أن الأمر واسع في هذا له أن يصف عن يمين المأموم أو بساره
الروض المربع ج1/ص257
ويصح وقوفهم معه أي مع الإمام عن يمينه أو عن جانبيه لأن ابن مسعود صلى بين علقمة والأسود وقال هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل رواه أحمد وقال ابن عبد البر لا يصح رفعه والصحيح أنه من قول ابن مسعود]
مع أن القول بأنه يصف يسار الإمام له وجاهته القوية ومما يزيده وجاهة أن الحنابلة يقولون في صلاة العريان إنه يصف الإمام وسط العراة وجوبا ولم يجعلوه في طرف الصف مع حصول المقصود
ولكنهم نظروا إلى أهمية توسيط الإمام
فالمسألة فيها سعة
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:53]ـ
مسلم (1/ 379) كتاب المساجد: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود
أنهما دخلا على عبد الله فقال أصلى من خلفكم؟ قال نعم فقام بينهما وجعل أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا فضرب أيدينا ثم طبق بين يديه ثم جعلهما بين فخذيه فلما صلى قال هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شكر الله للأخوين الكريمين ما تفضلا به
في المذاهب الأربعة تصح صلاة المأموم أيضاً إذا صلى عن يسار الإمام وكان عن يمينه آخر، بخلاف ما إذا صلى عن يساره مع خلوِّ يمينه، ففيها خلاف
وحديث ابن مسعود رضي الله عنه فيه ذكر التطبيق، وهذا يؤيد القولَ بنسخ توزيع المأمومَين عن
يسار الإمام ويمينه -كما أشار الحافظ الحازمي- بل يكونان خلفه
وإذا تعذَّر هذا -كما في الحال المسؤول عنها- فيصلي المسبوق الثاني عن يمين المأموم، وإن صلى عن يسار الإمام جاز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 05:07]ـ
جزاكم الله خير
فائدة:
قال الفقيه ابن عثيمين رحمه الله في شرح مسلم
أنه إذا كانت الجماعة ثلاثة فإن الامام يكون بينهم وهذا هو الطور الاول ثم تحول الامر الى الطور الثاني وهو أنه اذا كانوا ثلاثة كان الامام امام وفي هذا دليل على انه اذا كانوا ثلاثة في ضيق المكان أو نحو ذلك فأنه لايقومون المأمومون على يمين الامام بل يقومون على يمينه وشماله .... الخ
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 07:12]ـ
جزاكم الله خير
فائدة:
قال الفقيه ابن عثيمين رحمه الله في شرح مسلم
أنه إذا كانت الجماعة ثلاثة فإن الامام يكون بينهم وهذا هو الطور الاول ثم تحول الامر الى الطور الثاني وهو أنه اذا كانوا ثلاثة كان الامام امام وفي هذا دليل على انه اذا كانوا ثلاثة في ضيق المكان أو نحو ذلك فأنه لايقومون المأمومون على يمين الامام بل يقومون على يمينه وشماله .... الخ
فائدة نفيسة .. أحسن الله إليك صاحب الدليل.
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:13]ـ
جزى الله الجميع كل خير
ـ[ابو نصار]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 11:09]ـ
برأي المتواضع لا يدخل معهم إذا كانوا في التشهد الأخير. . بل يصلي منفردا إذا لم تكن هناك جماعة ثانية.
لأنه لن يدرك الجماعة بدخوله معهم وهم في التشهد. .
والله أعلم. .
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 02:24]ـ
برأي المتواضع لا يدخل معهم إذا كانوا في التشهد الأخير. . بل يصلي منفردا إذا لم تكن هناك جماعة ثانية.
لأنه لن يدرك الجماعة بدخوله معهم وهم في التشهد. .
والله أعلم. .
بل الأظهر دخوله معهم لحديث أبي هريرة مرفوعاً: "فما أدركتم فصلُّوا ... "
ويُنظر في الرابطين الآتيين؛ ففيهما مناقشةٌ متعلقة بهذا الموضوع:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=40602&postcount=2
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=41170&postcount=13
ـ[حمد]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 09:16]ـ
فائدة:
نيل الأوطار ج3/ص219
في هذه الروايات دليل على أن موقف الرجلين مع الإمام في الصلاة: خلفه، وبه قال علي بن أبي طالب عليه السلام وعمر وابنه وجابر بن زيد والحسن وعطاء وإليه ذهب مالك والشافعي وأبو حنيفة وجماعة من فقهاء الكوفة
قال بن سيد الناس: وليس ذلك شرطاً عند أحد منهم ولكن الخلاف في الأولى والأحسن.(/)
إمامان ما اتفق لهما الحجُّ
ـ[ماجد المبارك]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 01:59]ـ
إمامان ما اتفق لهما الحجُّ
قال القاضي محمد بن محمد الماهاني: إمامان ما اتفق لهما الحج، الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني.
فقال: الشيخ أبو إسحاق ما كان له استطاعة الزاد والراحلة، ولكن لو أراد الحجّ لحملوه على الأحداق إلى مكّة.
والدامغاني لو أراد أن يحجَّ على السندس والاستبرق؛ لأمكنه ذلك.
طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (4/ 227).
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:59]ـ
رحمهم الله، لعل ذلك كان تورعاً منهم عن سؤال الناس، وهذه من صفات خلّص المتقين
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:41]ـ
رحمة الله عليهما
فائدة جميلة
شكراً لك
_-_-_-_--_-_-_-_
على الهامش:
هل صح أن الأبيات:
لبستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وقم أشكوا إلى مولاي ما أجد
وقلتُ يا عُدَّتي في كل نائبة ** ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنتَ تعلمها ** مالي على حملها صبرٌ ولا جلد
وقد مددتُ يدي بالضر مبتهلاً ** إليك يا خير من مُدَّتْ إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبة ** فبحر جودك يُرْوِي كل من يَردُ
لأبي إسحاق رحمه الله؟؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 03:49]ـ
وهناك إمامان آخران بالأندلس
ابن حزم وابن عبد البر.
رحمهما الله ... وقيض من يحج عنهما من محبيهما.
وابن حزم حج عنه من المعاصرين الشيخ الدكتور عبد العزيز الحربي فيما أعلم ..
أما عن ابن عبد البر فلا أدري هل حج عنه أحد أم لا؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 05:10]ـ
بالنسبة لامامنا قيل انه وقعت له أغلاط في منسكه بسبب هذا ... أما أبو اسحاق فغريب فقد كنت قرأت أنه خرج للحج مع ابن القشيري و امام آخر بعد الفتنة مع الحنابلة و لا أتذكر المصدر ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 07:41]ـ
و نسيتم أستاذي!؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 06:22]ـ
بالنسبة لامامنا قيل انه وقعت له أغلاط في منسكه بسبب هذا ...
من تقصد؟ وأى أخطاء
لو كنت تقصد ابن حزم والسعى 14 شوط فهى خطأ ولا تصح نسبتها إليه.
بل الموجود في المحلى السعى 7 أشواط تبدأ بالصفا وتنتهى بالمروة!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 06:11]ـ
أضحك الله سنكما شيخنا الخلوصي و أبا محمد فسبحان الله كيف جمع جوابي صاحبي ظاهر و باطن و اقتسما جوابي كل على ليلاه:) ... أما الشيخ أبا محمد فهذا ما كنت قراته في كلام للشيخ عبد الكريم الخضير في شرح منسك شيخ الاسلام عن أغلاط العلماء في مناسكهم قبل العيان كالنووي و ذكر أن العلماء بعد ابن حزم عدوا عليه غلطات و لم يذكرها ..
أما شيخنا الكريم الخلوصي فقد ذكرتني بصديق كان طرب اشد الطرب حين قرأناه اول مرة و مضى يتخيل كيف يكون اجتماع أئمة ثلاثة من هذا الحجم في رحلة واحدة .. و لم يزل يذكره سائر يومه:) ... فان لقيته سألته ان ما زال يتذكر فمن أحب شيئا أكثر من ذكره ..
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 03:59]ـ
هل صح أن الأبيات:
لبستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وقم أشكوا إلى مولاي ما أجد
وقلتُ يا عُدَّتي في كل نائبة ** ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنتَ تعلمها ** مالي على حملها صبرٌ ولا جلد
وقد مددتُ يدي بالضر مبتهلاً ** إليك يا خير من مُدَّتْ إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبة ** فبحر جودك يُرْوِي كل من يَردُ
لأبي إسحاق رحمه الله؟؟
**
ـ[العفالقي]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 10:49]ـ
أخي الكريم مسلم: البيت الأول لايستقيم بهذا اللظ:
لبستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وقم أشكوا إلى مولاي ما أجد
فلعله:لبستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وقمت أشكوا إلى مولاي ما أجد
ما أدري عهدي بها قديم أذكر أنها للشافعي.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 08:34]ـ
أخي الكريم مسلم: البيت الأول لايستقيم بهذا اللظ:
لبستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وقم أشكوا إلى مولاي ما أجد
فلعله:لبستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وقمت أشكوا إلى مولاي ما أجد
ما أدري عهدي بها قديم أذكر أنها للشافعي.
صدقتَ صدقتَ، أخي الحبيب
سبحان الله، الإنسان محل السهو والغلط، أنا يا أخي أحفظها منذ سنين بهذا اللفظ:
لبستُ ثوب الرجا والناس قد رقدوا ** وقمتُ أشكو إلى مولايَ ما أجدُ
فأراني لما جئت أكتبها غلطت فيها هذا الغلط!!!، فسبحان الله الذي لا معصوم إلا من عَصَمَ.
مَن أخذتها منه أخبرني أنها لأبي إسحاق، ولعل الإخوة يفيدوننا بجديد عنها.
جزاك الله أحسن الجزاء(/)
ماحكم قول أو كتابة {عليها السلام} لفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي ماحكم قول أو كتابة {عليها السلام} لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
و {عليه السلام} لعلي والحسن والحسين رضي الله عنهما, أفيدوني غفر الله لكم؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 03:09]ـ
السؤال:
أنا أعلم بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أحد عظماء الصحابة، ورابع خليفة للمؤمنين، وأنه لم يسجد لصنم، ولذلك نقول عند ذكره: كرّم الله وجهه.
والسؤال: من أول من استخدم عبارة (كرّم الله وجهه) عند ذكر علي بن أبي طالب؟.
الجواب:
الحمد لله
الظاهر أن أول من استعمل عبارة " كرم الله وجهه " في حق عليٍّ رضي الله عنه: هم الشيعة وقد تبعهم بعض الكتَّاب ممن انطلى عليهم قول الشيعة، وكثير من النُّساخ الجهلة.
1. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
قلت: وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد علي رضي الله عنه بأن يقال " عليه السلام " من دون سائر الصحابة أو " كرم الله وجهه "، وهذا وإن كان معناه صحيحا لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك فإن هذا من باب التعظيم والتكريم والشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم." تفسير ابن كثير " (3/ 517 – 518).
2. وقالت اللجنة الدائمة:تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه، ويقال إنه من أجل أنه لم يطَّلع على عورة أحد أصلاً، أو لأنه لم يسجد لصنم قط.وهذا ليس خاصّاً به بل يشاركه غيره من الصحابة الذين وُلدوا في الإسلام.والله أعلم.
=========================
تنبيه: في سياق بعض الأحاديث تجد قولهم ـ كرم الله وجه ـ عند ذكر علي رضي الله عنه ولا نعرف هذا في شيء من المرفوع، ولا أنه من قول ذلك الصحابي، ولعله من النساخ.ا. هـ
معجم المناهي اللفظية: للشيخ بكر أبو زيد (ص454).
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 03:10]ـ
قال الشيخ العثيمن (الممنوع هو تخصيص رجل بعليه السلام كل ما يذكر يقال عليه السلام ويتخذ شعارا له
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 07:42]ـ
جزاكم الله خيراً إخواني سليمان وخالد
على هذه الأجوبه التي نقلتُموها عن أهل العلم.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:38]ـ
إطلاق كلمة عليه السلام لغير الرسول صلى الله عليه وسلم
سئل الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال:
أثناء اطلاعي على موضوعات كتاب: عقد الدرر في أخبار المنتظر، في بعض الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني عليه السلام، أو ما يشابهه لغير الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة: رضي الله عنه أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها.
المصدر:
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس.
ـ[الفارس]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وماجاء في صحيح البخاري لفاطمة رضي الله عنها، هو من صنيع النسَّاخ. والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 06:41]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35063
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 08:37]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87453
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22133(/)
«إذا سمع أحدكم النِّداء والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه».
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 06:20]ـ
قال ابن أبي حاتم: (سألت أبي عن حديث رواه روح بن عبادة، عن حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إذا سمع أحدكم النِّداء والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه».
قلت لأبي: وروى روح أيضا عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وزاد فيه: «وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر».
قال أبي: هذان الحديثان ليسا بصحيحين، أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة، والحديث الآخر ليس بصحيح).اهـ
قال صاحب «كتاب الانتهاء لمعرفة الأحاديث التي لم يُفت بها الفقهاء» ص266، تعليقا على كلام أبي حاتم:
( ... مذهب أبي حاتم وجماعة من الحفاظ معه كثيرون: الاقتصار على أقل ما في الروايات، يحكمون بذلك دائما حيث لا مرجِّح).اهـ
ما رأيكم في هذا التعليق؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 10:52]ـ
هذا التعليق في تصوري خطأ ...
فإنَّ:
الأصل: الترجيح.
ولا يصار إلى الترجيح إلا بدلائل وقرائن.
وعند عدم اهتداء الناقد على المرجِّح، فإنه يتوقف.
وقد يكون التوقف = هو الترجيح بعينه.
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 10:56]ـ
أما أنّ النَّاقِد يرجِّح الأقل حيث لا مرجِّح، كذا بإطلاق، فهذا عجيب ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 11:04]ـ
حديث «إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة» اختُلف في رفعه ووقفه، واختلف الأئمة في الترجيح، فمنهم من رجَّح رفعه، ومنهم من رجَّح وقفه، وتوقف فيه يحيى بن معين، فقال: (يرفعه قوم، ويوقفه قوم، جميع الذين رووه ليس بهم بأس). وقال ابن رجب: (وإنما لم يخرِّجه البخاري لتوقفه. أو: لترجيحه وقفه). ينظر: «فتح الباري» لابن رجب، (6/ 55).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:26]ـ
قولي: (هذا التعليق في تصوري خطأ ... ).
أعني نسبة هذا الصنيع أو المسلك الذي ذكره صاحب «كتاب الانتهاء» إلى أبي حاتم وجماعة من الحفاظ معه كثيرون، والله أعلم.(/)
هل ترون يا معشر المشايخ الكرام جوازا في قوله جزيت خيرا .. بوركت؟
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 06:35]ـ
^
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما أرى من الناس من يدعو بصيغة المبني للمجهول
كقوله جزيت خيرا وبوركت ولم أجد له قبولا في نفسي
وعند تأمل واسع وجدت أن هذا الأمر قد يكون تفريعا عن قوله تعالى
وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا
على أساس أن ببناء المجهول يكون فيه هجرا لاسم الله تعالى
وإنما الأعمال بالنيات
فما الذي يضيره من ذكراسم ربه في دعائه جزاك الله خيرا بارك الله فيك
أفتونا مأجورين أحسن الله إليكم؟
.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 01:45]ـ
وفقكم الله
لا أرى أن في الآية ارتباطا بما ذكر، والكلام في المراد بهجر القرآن معروف في موضعه.
والبناء للمجهول ـ كما لا يخفى عليكم ـ أسلوب عربي فصيح له أغراض كثيرة: لفظية ومعنوية، ولا يظهر لي أن في استخدامه بأسا، وفي ظني أن أكثر من يستخدمه يريد الاختصار، وهو غرض صحيح.
والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 02:22]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عبد الرحمن على ما تفضلت به، وسؤال الأخ الفاضل دفعني للبحث عن تلك العبارة في كلام أهل العلم فوقفت على كلام هام في موضعين:
الأول: في كتاب المدخل لابن الحاج (1/ 159/ طبعة دار الفكر) في الكلام على الحلف بالله من غير ضرورة، قال رحمه الله: ((وقد كان السلف رضوان الله عليهم يوقرون الحلف كثيرا وتكثيره لغير ضرورة من البدع الحادثة بعدهم واليمين هنا لغير ضرورة بل كان بعضهم يوقر أن يذكر اسم الله تعالى إلا على سبيل الذكر حتى إذا اضطروا في الدعاء إلى من أحسن إليهم بالمكافأة له يقولون جزيت خيرا خوفا على اسم الله تعالى أن يخرج على ألسنتهم بغير صفة الذكر)).
والثاني في فتاوى السبكي (2/ 578) قال:
((عن عون بن عبد الله: ليعظم أحدُكم ربَّه أن يذكر اسمه في كل شيء. وكان بعض المشايخ قلما يذكر اسم الله إلا فيما يتصل بطاعته ويقول: (جزيت خيرًا)، وقلما يقول: (جزاك الله)؛ إعظامًا لاسم الله أن يمتهن في غير قربة وكان الإمام أبوبكر الشاشي يعيب على أهل الكلام كثرة خوضهم فيه تعالى وفي صفاته إجلالا لاسمه تعالى ويقول: هؤلاء يتمندلون بالله جل وعز)).
لكن مما لا شك فيه أن ورود الدعاء بصيغة المعلوم هي الأكثر، وقد وردت في صحيح السنة من ذلك ما رواه البخاري – رحمه الله – في صحيحه (5164) قال: ((حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسًا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال اسيد بن حضير: جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجًا وجعل للمسلمين فيه بركة)).
والحديث في مواضع أخرى من صحيح البخاري ورواه مسلم (367).
بارك الله فيك.
ـ[أمل*]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 02:34]ـ
والثاني في فتاوى السبكي (2/ 578) قال:
((عن عون بن عبد الله: ليعظم أحدُكم ربَّه أن يذكر اسمه في كل شيء. وكان بعض المشايخ قلما يذكر اسم الله إلا فيما يتصل بطاعته ويقول: (جزيت خيرًا)، وقلما يقول: (جزاك الله)؛ إعظامًا لاسم الله أن يمتهن في غير قربة
أخي الكريم،بارك الله فيك، لم أفهم هذا الكلام، فذكر الله مستحب في كل الاحوال (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)، وإذا قال جزاك الله خيرا فهذا دعاء،والدعاء من القربات، فلماذا يمتنع عن ذكر اسم الله؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 03:36]ـ
والثاني في فتاوى السبكي (2/ 578) قال:
((عن عون بن عبد الله: ليعظم أحدُكم ربَّه أن يذكر اسمه في كل شيء. وكان بعض المشايخ قلما يذكر اسم الله إلا فيما يتصل بطاعته ويقول: (جزيت خيرًا)، وقلما يقول: (جزاك الله)؛ إعظامًا لاسم الله أن يمتهن في غير قربة
أخي الكريم،بارك الله فيك، لم أفهم هذا الكلام، فذكر الله مستحب في كل الاحوال (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)، وإذا قال جزاك الله خيرا فهذا دعاء،والدعاء من القربات، فلماذا يمتنع عن ذكر اسم الله؟
أختنا الفاضلة بارك الله فيك سأل الأخ عن عبارة: ((جزيت خيرًا)) وهل فيها هجر لاسم الله وأن الأفضل أن نقول بدلا من ذلك: ((جزاك الله خيرًا))، وفي الحقيقة أنا أوافقه على ذلك لكن هذا الأمر على سبيل الاستحسان وليس الإلزام فعبارة: ((جزيت خيرًا)) بدون ذكر لفظ الجلالة تعبير مستعمل من قديم بحثت عنه بواسطة بعض البرامج فوجدته مستعملا ولم أقف على من أنكره، من أهل العلم، والعجيب أنني وقفت على كلام ابن الحاج والسبكي السابق وهو على عكس ما يراه الأخ تمامًا، فنقلته لأبين له أن من الناس من ادعى في الموضوع عكس ما يراه هو.
لكن الذي يبدو لي أن ما نقله السبكي وابن الحاج مبالغة غير مقبولة، وأن ذكر الله في الدعاء كثير في الأحاديث وفي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين من بعدهم لا يحصى، وإنما ذكرت ذلك للتنبيه عليه فقط بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 04:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال العلامة بكر ابوزيد -حفظه الله- في معجم المناهي اللفظية:
* جزاك الله خيراً:?
قال الخطابي – رحمه الله تعالى -:
(وقد روينا عن عون بن عبدالله أنه كان يقول: ليعظم أحدكم ربه، أن يذكر اسمه في كل شيء حتى يقول: أخزى الله الكلب، وفعل الله كذا. وكان بعض من أدركناه من مشايخنا قلَّ ما يذكر اسم الله – جل وعز – إلا فيما يتصل بطاعة أو قربة. وكان يقول للرجل إذا جزاه خيراً:
جزيت خيراً، وقلَّ ما يقول: جزاك الله خيراً، إعظاماً للاسم أن يمتهن في غير قربة أو عبادة) ا هـ. والسنة حاكمة في هذا، لقول النبي ?: ((من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً؛ فقد أبلغ في الثناء))
أبومحمد .....
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 08:41]ـ
قال الله تعالى: " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين "
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:05]ـ
وأين الشاهد يا أباسمية سلمك الله؟
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 01:20]ـ
^
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله
أريد أن أبقى خلف الصفوف يا شيخ عبد الرحمن
وأسأل الله أن ييسر بشيخ يضع ما في صدري على قلمه
وأبقى تلميذا لكم مثنيا ركبتي بين أيديكم أعزكم الله
كنت ظننت أن المسألة تحتاج تحريرا بليغا
ويقوم أحد المشايخ بضم الأراء الى بعضها البعض ووضعها في رسالة
ومن ثمة توزيعها على المنتديات الإسلامية
مع تقديري أن هذه المسألة داخلة في مسائل الإيمان تحت باب تعظيم الرب
جل ثناؤه
وجزى الله بقية المشايخ خيرا على ما بذلوه من خير لهذه المسألة
.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:38]ـ
/// في الحديث: ((إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ)).
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:47]ـ
قال الله تعالى: " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين "
هذا هو محل الشاهد(/)
وجهني أيها الشيخ الطيب كيف أحيا لربي في خضم هذا الخلاف والاختلاف؟
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 07:35]ـ
*
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهني أيها الشيخ الطيب كيف أحيا لربي في خضم هذا الخلاف والاختلاف؟
أجد نفسي في صور ثلاث مع الخلاف والإختلاف
صورة أجد نفسي تدعو بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
" اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والأرض
عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما هم فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك
إنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم "
وصورة أبحث فيها عن الحق ما استطعت
وما أجده مفهوما مقبولا في نفسي أخذته وعملت به ما استطعت
وصورة أنظر الى الأمر فما اطمأنت نفسي له أخذت به وعملت به ما استطعت
مع الانتظار لحق أحق منه أو تصويب له لأتركه وآخذ بالصواب
فأين أنا من شرع الله بهذا؟
أيها الشيخ المعين الطيب فلو أوجزت لي أحب الىّ وأخف على نفسي
ولو تركتني بدون إحالة لكان كرما منك تلقى الله بثوابه عند رب كريم
الا إذا استلزم الإمر وجوبا فلك الشكر ساعتئذ
سددك الله حفظك الله جزاك الله خيرا
.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:49]ـ
تتميماً للفائدة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6258
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=185&artid=9963
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:52]ـ
للفائدة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6258
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=185&artid=9963
..
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:20]ـ
ولو تركتني بدون إحالة لكان كرما منك تلقى الله بثوابه عند رب كريم
الا إذا استلزم الإمر وجوبا فلك الشكر ساعتئذ
سددك الله حفظك الله جزاك الله خيرا
.
^
لا أدري حفظك الله العلاقة بين ما سألت عنه وبين ماأحلتني عليه الا بضع كلمات متناثرات وجدت لهن ارتباطا بما سألت عنه
فلو أوجزت أحسن الله إليك وبينت لي رأي بعض عدول الأمة في كل صورة
أو بينت لي من واقع تجربة لك على الأقل
جزاك الله خيرا
.
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:46]ـ
^
أرجو من المشايخ الفضلاء توجيه القضية تأصيلا
وما أوردت السؤال لنفسي فحسب بل حسبتها قضية عامة يعاني منها
عدد كبير من المسلمين من الشباب خاصة ولست بشاب على كل حال
ولكنه أمر ابتلينا به في خضم الفتن والإحن والإنقلاب على شريعة الله جل جلاله
فهل من افراغ وسع لهذه أحسن الله إليكم
.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:56]ـ
.......
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 01:02]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
لعلَّ في هذا الرابط ما يفيد:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5424
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:24]ـ
اسمع شريط الاختلاف من برنامج حجر الزاوية 1426 و (قدموا تجاربكم فى كيفية الاختلاف) من برنامج أول أثنين وتصفح انتاج الشيخ فهو يركز على هذا الموضوع ويشير له كثيرا حتى أحيانا يشير اشارات عابرة ويذكر فوائد فيه أثناء الكلام على موضوع ليس له علاقة بالاختلاف ولعلى أضع ما أجده فى هذه الصفحة
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 05:36]ـ
جزاكم الله خيرا
ربنا جل وعلا ذكر حلا لهذه القضية في كتابه فقال جل وعلا (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
فالقضية لائحة واضحة بحمد الله فإن كنت ممن يستطيع التفكر والبحث في نصوص الوحيين فهذا من أسهل الأمورعليك أن تنظر في القضية
وإن كنت ترى نفسك بعيدا عن البحث ولو بحثت لما استطعت فورثة الأنبياء حاضرون، فعليك بالسؤال فإنما شفاء العي السؤال وعليك بمن تثق بدينه وورعه
نعم ما أثرته من قضية الاختلاف قد تكون أصعب وأعمق حينما يكون البحث فيها ذهنيا تصوريا على طاولة التنظير = أما على سبيل الواقع للمكلف فليست بذاك لأنني أرى من نفسي وغيري أن المكلف العامي لم يجد مشكلة في القضية كما يجدها الباحث، ونظر العامي للواقعة مختلف عن نظر الباحث أيضا للقضية = والخلاف كله من أجل العامي ولا مشكلة عنده بحمد الله
ترى في واقعك من العوام من يأخذ بقول الشيخ ابن عثيمين مع علمه بمخالفة الشيخ ابن باز ولكنه شيء وقع في نفسه، فعلمت أن المسألة في نفس الباحث أكبر منها وأعمق في نفس العامي، ومما يزيد الأمر وضوحا أن تاريخ الإسلام قديم على مر العصور واختلاف الأئمة وليست هذه من المسائل التي يندب ويتكلم عنها في كل زمان
لنأخذ مثالا حيا وواقعيا جدا:
تاريخ الحج = منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم واختلافهم في الفتوى [وكم أود لو يبحث أحد طلاب الدراسات العليا حول الخلاف في الحج بين الصحابة دراسة منهج وأبعاد] ثم من بعدهم على اختلاف مذاهبهم وانتصارهم للأئمة والاختلاف كل عصر أكبر من الذي قبله، لكننا لم نجد أن الأئمة جعلوا هذه القضية من المعضلات مالسبب في هذا؟
السبب هو ما ذكرت لك أن العامي في قضيته الخاصة يسهل عليه الوصول إلى مراده بالنظر إلى قضيته، لكن لو نظرت إلى القضية من نظر كلي لكونك باحثا فإنها تكون أعمق وأشد
أرجو أن أكون قد وضحت وأفدت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:01]ـ
الحبيب الشيخ المقرئ
ردك آلمني وأنت أكبر من هذا بكثير في نفسي
فلو راجعت الأمر ونظرت لي في صوره فلعل الله أن يفتح عليك بخير أخير منه هو ما أبحث عنه
وسؤالى هل هذه الصور سديدة صحيحة التقسيم في عالم الخلاف والإختلاف
هل هناك أكثر من هذه الصور إن كانت صوري صحيحة شرعية مذكورة عند أهل العلم
مع علمي أن هناك من الناس من يحمل صورتين من تلك الثلاث وغيرهم صورة واحدة
قد تكون صحتي سببا في عدم قدرتي على ضم الشئ الى الشئ ورده الى أصل كريم به يتضح مقصودي وبغيتي
الله المستعان
أفتونا مأجورين،،،
ـ[المرجان]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 05:48]ـ
اسمع شريط الاختلاف من برنامج حجر الزاوية 1426 و (قدموا تجاربكم فى كيفية الاختلاف) من برنامج أول أثنين وتصفح انتاج الشيخ فهو يركز على هذا الموضوع ويشير له كثيرا حتى أحيانا يشير اشارات عابرة ويذكر فوائد فيه أثناء الكلام على موضوع ليس له علاقة بالاختلاف ولعلى أضع ما أجده فى هذه الصفحة
إن كنت تقصد الشيخ سلمان العودة فللأسف لا يرجع إليه في هذه المسألة لأنه قد حاد في مسألة الخلاف عن منهج السلف، وسلك مسلك التمييع
براك الله في الجميع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 03:33]ـ
إن كنت تقصد الشيخ سلمان العودة فللأسف لا يرجع إليه في هذه المسألة لأنه قد حاد في مسألة الخلاف عن منهج السلف، وسلك مسلك التمييع
براك الله في الجميع
بارك الله فيك أخى الكريم لاداعى لهذا الاسلوب المستفز وقيد كلامك ب (من وجهة نظرى) وكان السلف يقولون قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب
ولا فضل للمتشدد على المترخص فكلاهما خرجا عن مقتضى الامر كما يقول الشاطبى
المهم الجماعة الجماعة وكلنا لنا هدف واحد اولا واخيرا(/)
(مرض القلب وشفائه) لأبن القيم رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 09:27]ـ
(مرض القلب وشفائه)
والقلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر.
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة.
إياك والغفلة عمن جعل لحياتك أجلا ولأيامك وأنفاسك أمداً، ومن كل ما سواه بد ولا بد لك منه.
من كتاب الفوائد لأبن القيم الجوزية رحمه الله.
نقله لكم أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.(/)
[الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!] ... من درر الشيخ: عبدالرحمن السعدي
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 11:30]ـ
ومن أعظم المحرمات و أشنع المفاسد إشاعة عثراتهم, و القدح فيهم في غلطاتهم و أقبح من هذا وأقبح: إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك.
وربما يكون_ وهو الواقع كثيرا _ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ, ولهم اجتهادهم فيه.
معذورون, و القادح فيهم غير معذور.
وبهذا و أشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم الناصحين, و المنتسبين للعلم من أهل البغي و الحسد و المعتدين.فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التعاون على البر و التقوى؛ و السعي في إعانة بعضهم بعضا في كل ما عاد إلى هذا الأمر, وستر عورات المسلمين, وعدم إشاعة غلطاتهم, و الحرص على تنبيههم, بكل ما يمكن من الوسائل النافعة, والذب عن أعراض أهل العلم والدين.
و لا ريب أن هذا من أفضل القربات.
ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويل و لا عذر, لم يكن من الحق و الإنصاف أن تهدر المحسان, وتمحى حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير, كما هو دأب أهل البغي و العدوان, فإن هذا ضرره كبير, وفساده مستطير. أيُّ عالم لم يخطئ؟ وأيُّ حكيم لم يعثر؟.
و قد علمت نصوص الكتاب والسنة التي فيها الحث على المحبة و الائتلاف, و التحذير من التفرق و الاختلاف. و أعظم من يوجه إليهم هذا الأمر أهل العلم والدين. فمتى لزموا هذه الأوامر الشرعية الحكمية, تبعهم الناس, واستقامت الأحوال. ومتى أخلو بذلك, وحل محله البغي و الحسد, و التباغض و التدابر, تبعهم الناس, وصاروا أحزابا وشيعا, وصارت الأمور في أطوار التغالب وطلب الانتصار, و لو بالباطل, و لم يقفوا على حد محدود, فتفاقم الشر, و عظم الخطر, وصار المتولي لكبرها: من كان يرجى منهم _ قبل ذلك _ أن يكونوا أول قامع للشر! و إذا تأملت الواقع, رأيت أكثر الأمور على هذا الوجه المحزن! و لكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم و الدين ثابتين على الحق, قائمين بالحقوق الواجبة و المستحبة, صابرين على ما نالهم في هذا السبيل من قدح القادح, و اعتراض المعترض, و عدوان المعتدين.
فتجدهم متقرِّبين إلى الله بمحبة أهل العلم و الدين, جاعلين محاسنهم و آثارهم و تعليمهم و نفعهم نصب أعينهم, قد أحبوهم لما اتصفوا به و قاموا به من هذه المنافع العظيمة, غير مبالين بما جاء منهم إليهم من القدح و الاعتراض, حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة, و مقيمين لهم الأعذار الممكنة.
و ما لم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا, عاملوا الله فيهم, فعفوا عنهم لله, راجين أن يكون أجرهم على الله, وعفوا عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم.
فإن عجزوا عن هذه الدرجة العالية, التي لا يكاد يصل إليها إلا الواحد بعد الواحد, نزلوا إلى درجة الإنصاف, و هي اعتبار ما لهم من المحاسن و مقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم, ووازنوا بين هذه و هذه:
فلابد أن يجدوا
جانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة,
أو متساويين,
أو ترجح الإساءة.
وعلى كل حال من هذه الاحتمالات, فيعتبرون ما لهم و ما عليهم.
و أما من نزل عن درجة الإنصاف. فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه, تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم.
فهذه المراتب الثلاث:
مرتبة الكمال,
مرتبة الإنصاف,
و مرتبة الظلم,
تميز كل أحوال أهل العلم ومقاديرهم و درجاتهم, و من هو القائم بالحقوق
, و من هو التارك. و الله تعالى هو المعين الموفق.
"الرياض الناضرة":ص (105 - 107) ط رمادي للنشر
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 04:44]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الدرة القيمة
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 09:07]ـ
و لكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم و الدين ثابتين على الحق, قائمين بالحقوق الواجبة و المستحبة, صابرين على ما نالهم في هذا السبيل من قدح القادح, و اعتراض المعترض, و عدوان المعتدين.
فتجدهم متقرِّبين إلى الله بمحبة أهل العلم و الدين, جاعلين محاسنهم و آثارهم و تعليمهم و نفعهم نصب أعينهم, قد أحبوهم لما اتصفوا به و قاموا به من هذه المنافع العظيمة, غير مبالين بما جاء منهم إليهم من القدح و الاعتراض, حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة, و مقيمين لهم الأعذار الممكنة.
و ما لم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا, عاملوا الله فيهم, فعفوا عنهم لله, راجين أن يكون أجرهم على الله, وعفوا عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم.
فإن عجزوا عن هذه الدرجة العالية, التي لا يكاد يصل إليها إلا الواحد بعد الواحد, نزلوا إلى درجة الإنصاف, و هي اعتبار ما لهم من المحاسن و مقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم, ووازنوا بين هذه و هذه:
فلابد أن يجدوا
جانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة,
أو متساويين,
أو ترجح الإساءة.
وعلى كل حال من هذه الاحتمالات, فيعتبرون ما لهم و ما عليهم.
و أما من نزل عن درجة الإنصاف. فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه, تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم.
شكراً لك أبا البراء، فقد نقلت من الدرر غررها، ومن اللآلي سررها، ومن الجواهر أجلاها، ومن الفوائد أغلاها فلله أبوك!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:09]ـ
جزاك الله خيراً على اللفتة البديعة
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:29]ـ
جزاكم الله خيرا
ليت هذا الموضوع ينشر في كل المنتديات الاسلامية، فمن المحزن حقا أن نرى بعض طلبة العلم يتكلم عن زلات العلماء ويناقشها، وينسى فضل العالم ولايكون له منصفا، وحتى بعض الكتاب عندما ييبين أخطاء شخص ما تجده ينسى نفسه ويغضب ويتحول الأمر إلى تجريح هذا الشخص، فيتعدى تبيان خطأ الشخص إلى تجريحه، والعدل أن يبين أولا فضائل الشخص ثم يذكر الخطأ بالأدلة، مع التزام الأسلوب الهادىء الرصين
.
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 06:55]ـ
صدقت ِ يا أختنا أمل بل الواجب على من ظن أن فلاناً أخطا وأراد بيان خطئه أن يتذكر قول الإمام الشافعي: قولي صواب يحتمل الخطا وقول غيري خطأ يحتمل الصواب، وكم كنت في ريعان الشباب أخطئ بعض أهل العلم، وعدت عن كثير من أقوالي عندما تقدمت بي السن فأنا الآن أناهز الخمسين من عمري أسأل الله تعالى حسن الختام، فلتحذروا يا أبنائي ويا إخوتي من التسرع والجهل الذي يظنه الغر علما.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 07:33]ـ
بارك الله فيكم وجزى الله تعالى ناقل الموضوع خير الجزاء، وكذا بارك في المعلقين عليه، والإنصاف أيها الأخوة الأفاضل أمر عزيز، وهو مخالف للهوى، وأول درجاته مع النفس فيقبل الحق ابتداءً إن صدر من غيره، ولا يرده، ثم بالتراجع عن الخطأ إن صدر منه، والإنصاف مع الغير فيعترف لذي الفضل بفضله ولا يغمطه هذا الحق، وكذا الاعتراف بخطأ هذا الغير إن كان حبيباً أو مقرباً وعدم موافقته على الباطل، وأعظم من هذا كله أن ينصف غيره حتى ولو كان خصمه أو عدوه، ولكل ما ذكرت تفاصيل وشواهد آثرت أن أذكرها ههنا كمشاركة في هذا الموضوع الطيب، ولعلي أعود فأفصل ما أحملت والله الموفق.
ـ[مغترب]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 07:38]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
قول:" اللهم إني لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه". في الميزان الشرعي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 07:16]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
اعلم – رحمني الله وإياك – أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدعاء يدفع البلاء، ويرد القدر، فهو من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر، أو جلب النفع؛
وقد شاع على ألسن كثير من الناس في هذا الزمان إمامهم ومأمومهم هذا الدعاء! ولا شك أن هذا الدعاء خطأ محض، واعتداء في الدعاء، وكيف لا يكون كذلك؟!، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [لا يرد القضاء إلا الدعاء].
رواه الترمذي وغيره وقال: حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويقول عليه الصلاة والسلام: [لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة]. رواه الحاكم وصححه، وحسنه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء].
رواه أحمد وغيره والحديث حسن بشواهده وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ولا شك أن الدعاء من القدر، فهو كسائر الأسباب المقدرة التي حث الشرع فيها العباد على تحصيلها والسعي في تحقيقها، ومما يدلك على ذلك: ما رواه الترمذي في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله: أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟
قال: " هي من قدر الله ".
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وضعفه الألباني.
لكن الأحاديث السابقة شاهدةٌ بهذا المعنى.
قال الشوكاني – رحمه الله تعالى – تعليقا على حديث " لا يرد القضاء إلا الدعاء":
[فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد ... إلى أن قال: والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل، فقد يقضي بشيء على عبده قضاء مقيدا بأن لا يدعوه، فإذا دعاه اندفع عنه!].
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما في " الجواب الكافي ":
[والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه،ويمنع نزوله، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض ".
وله مع البلاء ثلاثة مقامات:
أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا.
الثالث: أن يتقاوما، ويمنع كل منهما صاحبه].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
وقد ذهب أقوام إلى أن الدعاء لا معنى له، لأن الأقدار سابقة، والأقضية متقدمة، والدعاء لا يزيد فيها، وتركه لا ينقص منها شيئا، ولهذا فلا فائدة من الدعاء والمسألة!!، واحتجوا بعموم أحاديث القدر، ولكنهم محجوجون، لأن الله تعالى أمر بالدعاء في عدة آيات وأحاديث:
قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}،
وقال تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [الدعاء هو العبادة].
رواه الترمذي وصححه الألباني.
وقال عليه الصلاة والسلام: [من لم يسأل الله يغضب عليه].
رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.
وقد أورد الإمام الخطابي قول هؤلاء في " شأن الدعاء " ورده فقال:
[فأما من ذهب إلى إبطال الدعاء فمذهبه فاسد، وذلك أن الله سبحانه وتعالي أمر بالدعاء، وحض عليه .... ومَن أبطل الدعاء، فقد أنكر القرآن ورده، ولا خفاء بفساد قوله، وسقوط مذهبه]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-.
ولا شك أن هذه العبارة: " ... لا أسألك رد القضاء ... " ظاهرها مؤداه إلى هذا المذهب الردي.
وقد ورد سؤال إلى العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – هذا نصه:
هل يعصي من يقول: لا حاجة بنا إلى الدعاء، لأنه لا يرد ما قدر وقضي، أم لا؟
فأجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
[من زعم أنا لا نحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى، ويلزم أن يقول: لا حاجة بنا إلى الطاعة والإيمان، لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه، وما يدري الأخرق الأحمق أن الله قد رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب.
وبناء على ما سبق به القضاء، لا بغيره، لزمه أن لا يأكل إذا جاع، ولا يشرب إذا عطش، ولا يلبس إذا برد، ولا يتداوى إذا مرض، ويقول في ذلك كله: ما قضاه الله فإنه لا يُرد .. وهذا ما لا يقوله مسلم ولا عاقل!،
ولقد قال بعض مشايخ الضلال منهم: لا يجوز التداوي لأنه يشرك باعتماده على الأسباب!!، فكان جوابه: لا يأكل!، ولا يشرب!، ولا يلبس!، ولا يركب!، ولا يدفع عن نفسه من أراد قتله!، ولا عن أهله من قصدهم بالزنا والفواحش!، فبهت الذي فجر].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. [290].
السؤال:
كثير من الناس يقولون: [اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه].
فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
[لا نرى الدعاء هذا، بل نرى أنه محرم، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت)، وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء، كما جاء في الحديث: (لا يرد القضاء إلا الدعاء).
والله عز وجل يقضي الشيء، ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا، بل يقول: اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول: يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن يقول: اللهم إني أسألك أن تعافيني، أن تشفيني، أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
و قال أيضا - رحمه الله- في شرح الأربعين النووية:
[وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، فهذا دعاء بدعي باطل، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، معناه أنه مستغن، أي افعل ما شئت ولكن خفف، وهذا غلط، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً: اللهم عافني، اللهم ارزقني، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ".
فقولك: (لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء، كما جاء في الحديث: " لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ".
وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك، فإذا دعا أجاب الله دعاءه، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة، فيدعو فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء:83).
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ، قال الله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} (الأنبياء: الآية84]].
انتهى من شرح الأربعين النووية لـ ابن عُثيمين رحمه الله.
وقال شيخنا الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى -: في الفتاوى الشرعية [أشرطة. شريط رقم 29]:
[" اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ، وهذا له علاقة بطفرة النظام، بل يجوز الدعاء، فهذا عمر - رضي الله عنه - يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا، فامحني واكتبني سعيدا " أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق"].انتهى بتصرف.
وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:
السؤال:
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "؟
[الحمد لله، هذا الدعاء يجري كثيراً على الألسنة، وهو دعاء لا ينبغي، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء، ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قال فيه: (باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، وسوء القضاء، وقوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق} الفلق/1 - 2
ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء وسوء القضاء). البخاري 7/ 215 كتاب القدر] انتهى.
وأخيرا أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا، وأن يوفقنا لاتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي سليم]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 05:53]ـ
سلمت يمينك ايها الفاضل ....
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 06:10]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
علي الفضلي
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 07:30]ـ
جزاك الله خيرا، ودمت لإخوانك مفيدا
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيك أخي على الفضلي.
ـ[ابو نصار]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:33]ـ
وفيها إساءة الأدب مع الله. . شكرا أخي الفضلي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:04]ـ
الإخوة الأكارم: علي بن سليم، مهندا، آل عامر، أبا عبيدة الأثري، أبا نصار
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم، وعذرا في تأخري في الرد عليكم.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 02:32]ـ
جزاك الله خيراً وجعلك الله مفيداً لإخوانك ومستفيداً.
{ياأخي الفاضل علي الفضلي}
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 03:12]ـ
جزاك الله خيراً وجعلك الله مفيداً لإخوانك ومستفيداً.
{ياأخي الفاضل علي الفضلي}
آمين وإياكم أخي المكرم أبا العباس الأثري.(/)
هل في الجنة مطار وطائرات؟
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 09:28]ـ
سؤال: ربما يبدو سؤالي طفوليّاً، إذا كان شخص يحب شيئاً في هذه الدنيا حبّاً عظيماً، فهل يحصل عليه في الجنة؟ كأن يحب الطائرات مثلاً، فهل يحصل عليها في الجنة؟ وهل يمكن أن يحصل على مطار أيضاً؟.
الجواب: الحمد لله , ليس هذا السؤال طفوليّاً، بل هو شرعي من عاقل يحسن السؤال ويبحث عن الفائدة وعما يزيد شوقه للجنة وعمله للوصول لها، وقد سأل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما هو من جنس هذا السؤال.
فعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال: إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت، قال: وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ قال: فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه، قال: إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك.
رواه الترمذي (2543)، والحديث حسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " (3/ 522).
أما عن موضوع سؤالك المعين عمن يحب الطيران والطائرات فقد ورد في جنس هذا النعيم أحاديث صحيحة متنوعة.
فقد ثبت أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت رواه مسلم (2410).
وثبت أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يطير في الجنة بجناحين إكراماً من الله عز وجل بدل يديه اللتين قطعتا في غزوة مؤتة.
فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيتُ جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة ".
رواه الترمذي (3763)، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (3465).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
رواه البخاري (3506).
والظاهر أن طيران الإنسان بنفسه أبلغ عند أكثر الناس من طيرانه بواسطة، وأن طيرانه بالخيل في الجنة كما في الحديث المذكور في أول السؤال أبلغ من الطيران بالطائرات، وقد جاءت آيات وأحاديث في أن للإنسان في الجنة من النعيم ما تشتهيه نفسه وأبلغ من ذلك.
كما في قوله الله تعالى: {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون} الزخرف / 71.
قال السعدي في تفسير هذه الآية:
" ما تشتهيه الأنفس " هذا اللفظ جامع يأتي على كل نعيم وفرح وقرة عين وسرور قلب ... على أكمل الوجوه وأفضلها.
وقوله تعالى: {جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين} النحل / 31.
وقوله صلى الله عليه وسلم: قال الله: " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
رواه البخاري (3072) ومسلم (2824).
فينبغي أن يقرر الإنسان في نفسه كمال الجنة المطلق وكمال سعادة أهلها.
أما الجزم بأن في الجنة طائرات ومطارات ونحو ذلك مما لم يرد إثباته في النصوص فهذا من علم الغيب الذي يحتاج إلى دليل.
ونقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك)
نسأل الله أن يعيننا وإياك للعمل بما يقودنا إلى النعيم المقيم في الجنة.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 09:58]ـ
بلاد الشام مشهورة بما يسمى بـ (الفلافل)، ويسميه إخواننا في مصر بـ (الطعمية)، فكان بعض الشباب مغرماً به! فقال: هل في الجنّة (فلافل)؟
فقلتُ: إن في الجنة (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).
أسألَ اللهَ أنْ نموتَ على التّوحيد.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:40]ـ
بلاد الشام مشهورة بما يسمى بـ (الفلافل)، ويسميه إخواننا في مصر بـ (الطعمية)، فكان بعض الشباب مغرماً به! فقال: هل في الجنّة (فلافل)؟
من عجائب الاتفاقات أن أمي كانت تقول لي: تمرد أخوك على أكل الطعمية .. وكنت أفتح هذه الصفحة فناديته وقلت له: غيرك يتمناها في الجنة:)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 06:35]ـ
من عجائب الاتفاقات أن أمي كانت تقول لي: تمرد أخوك على أكل الطعمية .. وكنت أفتح هذه الصفحة فناديته وقلت له: غيرك يتمناها في الجنة:)
:)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
(ابتسامة)
الذي أعرفه أن أهل الإسكندرية يقولون: " فلافل " ...
ومَن تمرَّد على " الطعمية "، فماذا يأكل إذا؟! عجيب (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:07]ـ
ومفرد "فلافل": "فَلافْلاية" (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:41]ـ
ومفرد "فلافل": "فَلافْلاية" (ابتسامة)
المصدر لو تكرمت (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:59]ـ
المصدر: (محلات بيع الفلافل). (ابتسامة)
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 09:36]ـ
الثابت أن لأهل الجنه ما يشتهون لقوله تعالى {وفيها ما تشتهيه الأنفس}
لكن هل يتصور أن يشتهي المؤمن في الجنّه ركوب الطائرات؟ لاشك أن للطائرات أصوات مزعجه و يخرج منها وقود محترق ملوث وهذا لايتناسب مع نعيم الجنه بلا شك.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 10:04]ـ
بل يتصور أخي شرياس .. وأعرف ناسا متعتهم وطربهم في صوت محرك السيارة .. وللناس فيما يعشقون مذاهب .. أما عن وقودها الملوث فلعلها لا تخرجه في الجنة!(/)
مهم: أذكارُ دُبُرِ الصلاة (الصحيحة) عند الشيخ المحدث (عبد الله السعد).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 09:50]ـ
/// مهم: أذكارُ دُبُرِ الصلاة (الصحيحة) عند الشيخ المحدث (عبد الله السعد).
في الحقيقة الجميع يعلم فضل الذكر وما ورد في الكتاب والسنة من ذلك، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار مقيدة بأدبار الصلوات المفروضة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولها وحث عليها، وقد انتشرت الأوراق والكتيبات التي جمعت هذه الأذكار وما هو الصحيح منها، وبما أن هذا الأمر يخص أهل الحديث قبل غيرهم فقد أحببت أن أشارك بجمع الأذكار التي صحت عند عالم من علماء الحديث في هذا العصر وهو الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله، وهذه الأذكار أخذتها من أشرطة الشيخ التي سجلت دروسه، ولم يتم مراجعتها من قبل الشيخ؛ وإنما هو اجتهاد مني فنقلتها من الشريط ورتبتها لكي يتم حفظها بسهولة لمن لم يحفظها، والأمر بذلك واسع ولله الحمد ولكن كل ماكان الإنسان يتقيد بالأصح الوارد كان أفضل وبما أن الشيخ له مكانته بعلم الحديث فأحببت أن يستفيد الجميع من تصحيحاته، والله أعلم.
هذه الأذكار أخذتها من شريط " شرح آداب المشي إلى الصلاة " - الشريط السادس -، وهي من إلقاء الشيخ / عبدالله السعد شارحاً كتاب الإمام محمد بن عبدالوهاب، وهذه هي الأذكار، وفيها فوائد ذكَرَها الشيخ قد لا يعرفها البعض، وبالله التوفيق:
1 / إذا سلم يقول: (استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) كما في حديث ثوبان رواه مسلم.
2 / يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) كما في حديث المغيرة في الصحيحين.
3 / يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) كما في حديث ابن الزبير في صحيح مسلم.
4 / يقول: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) كما في حديث البراء في صحيح مسلم.
5 / يقول: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) كما في حديث علي رضي الله عنه في صحيح مسلم.
6 / ثم يسبح ويحمد ويكبر وهذا ثبت فيه أربع صفات وهي:
الأولى: أن تقول: (سبحان الله عشر مرات، الحمدلله عشر مرات، الله أكبر عشر مرات) كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة وغيره (تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا).
الصفة الثانية: أن تقول: (سبحان الله خمساً وعشرين، الحمدلله خمساً وعشرين، الله أكبر خمساً وعشرين، لا إله إلا الله خمساً وعشرين) فيكون المجموع مائة وهذا جاء في حديث ابن عمر وحديث زيد بن ثابت رواهما النسائي وهذه الصفة ثابتة.
الصفة الثالثة: أن تقول: (سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، الحمدلله ثلاثاً وثلاثين، الله أكبر أربعاً وثلاثين) فهذه مائة وهذه الصفة جاءت في الصحيح.
الصفة الرابعة: أن تقول: (سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، الحمدلله ثلاثاً وثلاثين، الله أكبر ثلاثاً وثلاثين، وتمام المائة تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وهذه في الصحيح أيضاً ـ وهي التي ورد فيها غفران الخطايا وإن كانت مثل زبد البحر ـ.
قال الشيخ عبدالله السعد: (فهذه أربعة أنواع جاءت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، والحكمة في تنوع هذه الأذكار مثل الحكمة في تنوع العبادات كالاستفتاحات وأنواع التشهدات وما شابه ذلك، فالحكمة من ذلك أن الإنسان عندما يعتاد على شيء معين قد يغفل عن تدبر هذا الشيء وتفهم معانيه واستحضار النية فيه لأنه اعتاد عليه، ولكن عندما يتغير هذا الشيء فإنه يدعوه إلى أن ينتبه وبالتالي يخشع ويتدبر في فعله لهذه العبادة، وكذلك فيما يتعلق بالتسبيح فأحياناً الإنسان قد يكون مستعجلاً فإنه يقتصر على عشر تسبيحات وعشر تحميدات وتكبيرات بدلاً من أن يأتي بمائة ويكون بذلك قد أتى بالسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يكن مستعجلاً فإنه يأتي بالنوع الآخر وهكذا).
7 / يقرأ: (آية الكرسي) كما في حديث أبي أمامة واسناده لا بأس به.
8 / يقرأ: (المعوذات وهي سورة الفلق وسورة الناس) كما في حديث عقبة بن عامر، وأما سورة الاخلاص فالحديث ضعيف بذلك، ولذلك يقتصر على المعوذات.
وأما الترتيب بهذه الأشياء فالواضح هو تقديم الاستغفار والتهليل، وإن قدم المعوذات وآية الكرسي على التسبيح والتحميد والتكبير فالأمر واسع ولله الحمد.
هذا باختصار وتنسيق كلام الشيخ عبدالله السعد حفظه الله فيما يتعلق بأذكار دبر الصلاة في شرحه لآداب المشي إلى الصلاة وقد نقلت هذا الكلام ورتبته من الشريط مباشرة، وفيه فوائد قد لا يعرفها الكثير أسأل الله أن ينفع بشيخنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا، ومن عنده إشكال أو إضافة فجزاه الله خيراً وأما الاشكال فسنحاول إن شاء الله التوضيح ما استطعنا وبالله التوفيق.
منقول
www.al-fr.net (http://www.al-fr.net/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:54]ـ
وفقك الله، وجزاك خيراً على ما ذكرت.
لكن لديَّ سؤال وهو: هل ورد عن البي صلى الله عليه وسلم ذكرٌ بعد صلاة النافلة؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:56]ـ
وماذا عن قراءة المعوذتين بعد صلاة الفجر والمغرب هل التحديد الذي ورد فيهما صحيح؟ وهو أن تقرأ ثلاث مرات؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 08:58]ـ
وماذا عن قراءة المعوذتين بعد صلاة الفجر والمغرب هل التحديد الذي ورد فيهما صحيح؟ وهو أن تقرأ ثلاث مرات؟
لعلَّ في هذين الرابطين ما يفيد:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1375&highlight=%DA%DE%C8%C9+%DA%C7% E3%D1+%C7%E1%E3%DA%E6%D0%CA%ED %E4
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=5496&postcount=6
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:23]ـ
جزاك الله خيرا،وليتك صغرت الخط قليلا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:35]ـ
لعلَّ في هذين الرابطين ما يفيد:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1375&highlight=%DA%DE%C8%C9+%DA%C7% E3%D1+%C7%E1%E3%DA%E6%D0%CA%ED %E4
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=5496&postcount=6
أحسن الله اليكم ابا محمد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:41]ـ
جزاك الله خيرا،وليتك صغرت الخط قليلا
واياكم اخي ,, ماادري ما المقصد من هذا الكلام.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:42]ـ
جزاك الله خيرا،وليتك صغرت الخط قليلا
واياكم اخي ,, ماادري ما المقصد من هذا الكلام غن كان الكلام موجه الي.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 01:51]ـ
المقصد خير بارك الله فيك
كبر الخط يجعل الفائدة بعيدة عن أختها أثناء القراءه ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
لاباس , فالفائدة تحتاج الى تعب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 02:59]ـ
ولكن ناشر العلم لا يبحث عن تعب الآخرين بقدر إيصال الفائدة لهم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:05]ـ
ولكن هل تعتقد ان من اراد ايصال الفائدة يريد اتعاب الاخرين ,,
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:22]ـ
أخي الحبيب ابن رجب وفقه الله:
حجم الخط له أثره في إراحة القارئ، والأفضل اختيار الحجم الافتراضي أو حجم (5)
ومن عادتي اختيار رقم (5)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا لكن هذا الخط الذي تكتب به اراه صغيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:49]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا لكن هذا الخط الذي تكتب به اراه صغيرا
وإليكم أحسن الله
صغر الخط عندك هو بسبب دقة الشاشة فيما يبدو
ولو اخترت كون دقتها (600 - 800) فسيختلف معك الحال
ـ[الغُندر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 11:42]ـ
لكن كيف اتيت بحديث علي رضي الله عنه في اذكار دبر الصلاة؟ وهو بين التسليم والتشهد في قيام الليل؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 12:14]ـ
الأخ الفاضل الحمادي: وفقك الله وجزاك خيراً على هذه الإفادة، لكن يبقى السؤال الأول معلقاً لم يجب عليه أحد وهو: هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرٌ بعد صلاة النافلة؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 12:45]ـ
انظر كيف يبدو الخط عندي يا حبيب:)
http://imageupload.com/out.php/i19220_untitled.JPG
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:28]ـ
لكن كيف اتيت بحديث علي رضي الله عنه في اذكار دبر الصلاة؟ وهو بين التسليم والتشهد في قيام الليل؟
بل جاء في صحيح مسلم أيضاً في حديث علي المذكور أنه يقول هذا الدعاء بعد التسليم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:35]ـ
الأخ الفاضل الحمادي: وفقك الله وجزاك خيراً على هذه الإفادة، لكن يبقى السؤال الأول معلقاً لم يجب عليه أحد وهو: هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرٌ بعد صلاة النافلة؟
وجزاك ربي خيراًَ وبارك فيك
لا أعلم أنه ورد شيءٌ من الذكر عقب صلاة النافلة سوى الوتر
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 03:50]ـ
بارك الله فيك يا أخ ابن رجب على هذا النقل العظيم للعلامة عبد الله السعد و فيه رد واضح من عالم مثل الشيخ عبد الله السعد على من ضعف حديث قراءة آية الكرسي دبر الصلاة ..
و عندي سؤال هل ورد شيء من الشيخ عبد الله السعد عن حديث التهليل عشرا دبر صلاة الفجر و المغرب؟؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 09:02]ـ
وجزاك ربي خيراًَ وبارك فيك
لا أعلم أنه ورد شيءٌ من الذكر عقب صلاة النافلة سوى الوتر
أحسنت ابا محمد.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 09:06]ـ
بارك الله فيك يا أخ ابن رجب على هذا النقل العظيم للعلامة عبد الله السعد و فيه رد واضح من عالم مثل الشيخ عبد الله السعد على من ضعف حديث قراءة آية الكرسي دبر الصلاة ..
و عندي سؤال هل ورد شيء من الشيخ عبد الله السعد عن حديث التهليل عشرا دبر صلاة الفجر و المغرب؟؟
وفيكم بارك الله ,,(/)
ماهو السبب الرئيس لمظاهر الضعف لدى الكثير من ((المتدينين))؟
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:13]ـ
ضعف التدين أمر ظاهر ومشاهد بكثره مع الأسف حتى صار أغلب المتدينين في الظاهر مثال لايحتذى به ولنتطرق لبعض مظاهر الضعف على عجاله:
1 - التأخر عن حضور صلاة الجماعة وخطبة الجمعه
2 - تأخير صلاة الفجر عن وقتها بغير عذر
3 - الجهل بأحكام الشريعة بسبب العزوف عن طلب العلم الشرعي
4 - عدم حفظ كتاب الله تعالى وهجره وعدم قرآءة كتب السنه فضلا عن حفظها
5 - ترك انكار المنكر ولو باللسان مع القدرة عليه
6 - مجالسه أهل المنكرات ومداهنتهم لا بل مشاركتهم أحيانا في ماهم فيه من الفسق
7 - قلة الذكر مع الانغماس الشديد في المباحات وترك الزهد في الدنيا
8 - عدم حفظ اللسان وغض البصر وترك الأخلاق الحميده كالصبر والحلم وكف الأذى والتواضع وغيرها
9 - هجر الطاعات المستحبه كقيام الليل والنوافل وصوم الاثنين والخميس والاكثار من الصدقه وغيرها
10 - اضاعة الأوقات وترك العمل الدعوي والجهد من أجل خدمة الدين
بصراحه المظاهر كثيرة وقد ذكرها الداعيه الشيخ مسعد أنور في شريط ((مهلا أيها الملتزمون)) وأنا بصراحه لا أعرف ما هو السبب الرئيسي لمثل هذا الضعف وان كنت أعرف الكثير من اسبابه!!!
في احدى برامج العلامه المحدث الشيخ أبو اسحاق الحويني حفظه الله تعالى اتصل أحد الاخوة يشتكي من تلك النوعيه من المتدينين وكيف انها تشوه السمعه والصورة للملتزم فرد الشيخ الحويني بالقول أن الالتزام في السابق كان أقوى بسبب الغربة وذكر الشيخ أن الغربة قوة وليست ضعف كما يتوهم البعض وعزى الشيخ سبب الضعف المنتشر بين الملتزمين لغياب التربية ففي السابق كان العلماء يعلمون ويربون في ذات الوقت ولكن بعد انتشار الصحوة المباركة قلت التربيه برغم وجود العلم الشرعي الا أن التربية تحتاح لاشراف أوسع وعدد العلماء لا يغطي عدد المنتسبين للدعوة. انتهى كلام الشيخ
كانت هذه وجهة نظر العلامه المحدث الشيخ أبو اسحاق الحويني فهو يرى قلة التربية هي السبب الرئيس في مظاهر الضعف فماذا ترون أنتم أيه الاخوة الكرام؟
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 09:16]ـ
يبدو والله أعلم أن قلة التفاعل هي السمه الغالبه على المنتديات العلميه لكن لابأس نواصل تكملة الموضوع:)
أتذكر في فترة بداية الثمانينات من القرن المنصرم كان الملتزمون يعانون الأمرين من المجتمع الذي لم يكن يتقبلهم في بادىء الأمر وكان من الصعب جدا على غير المخلص أن يظهر شيء من التدين الظاهر لما يلاقيه من الأذى ناهيك أنه أصلا لم تكن الصحوة في حينه قد بنت المؤسسات الضخمة الكبيرة كالمؤسسات الاقتصادية الاسلاميه كالبنوك والشركات ولم تكن الجمعيات الخيرية قد وصلت الا ما وصلت اليه الآن و لم يكن هناك وزراء ونواب من الملتزمين ولمّا يصبح لأهل العلم المكانه التي هم عليها اليوم باختصار كان هناك مشقه ولم تكن هناك مغريات كبيره لأصحاب المطامع الدنيويه.
ولقائل أن يقول فكيف انتشرت الصحوة في حينه وعلى يد من ومن الذي تحمل معضم الجهد وكيف كانوا أقوياء في حين أن الظروف لم تكن تخدمهم ففي الجزيرة العربية انفجرت أحداث مكة المكرمه - حركة جهيمان - وفي مصر اشتعل الصراع بين النظام والجماعات الاسلاميه - اغتيال السادات - الجواب ان شاءالله في المشاركة القادمه.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 10:04]ـ
كلام طيب بارك الله فيك، وأعاننا جميعا على أنفسنا
ـ[النجدية]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 11:41]ـ
أستاذنا الفاضل ... أكرمكم الرحمن و رعاكم!!
هذا موضوع يخص كل الملتزمين، و للأسف قليل من يتنبه إليه ..
و إنني أجد في بلدي، من يحابي إخوته من أعضاء حزبه، أو جماعته ... في حين يسيئ إلى صورة الإسلام و المتدينين، أمام غير الملتزمين!!
و إلى الله المشتكى ...
و لعل السبب الرئيس في نظري هو: عدم فهم الدين بشكل صحيح ... هذا بشكل عام!!
و نحن متابعون معك أستاذنا، جزاكم الرحمن صالحة و أمدكم بالقوة؛ لكل خير ...
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 01:30]ـ
أخي الفاضل
أضم صوتي إلى صوت الشيخ أبي إسحاق فأقول: إن قلة التربية الإيمانية هي السبب، ولكن هذه القلة لها أسبابها أيضاً، في السابق قبل عشرين عاماً أو أكثر لم يكن أمام الشاب المغريات الموجودة اليوم من الدشوش التي تحوي مئات القنوات وما فيها من البرامج والأفلام ... الخ، وكذلك الألعاب التلفزيونية المسماة (بلاي ستيشن) وتوفر وسائل السفر، وغير ذلك من الفتن الموجودة في المجتمع، فأصبح من الصعوبة أن تقنع شاباً الآن أن يلزم شيخاً، أو مجموعة من الشباب يعين بعضهم بعضاً على طاعة الله، ماذا ستقدم له؟ هل لديك من المغريات أكثر مما عنده؟ بالطبع لا، أما في السابق فإن مجرد خروج الشاب في رحلة أو اجتماع في مسجد مع أنداده يعد أمراً مميزاً ومحبوباً لديه وليس عنده بديل عنه، فاضطر بعض المربين أن يغير في طريقة التربية فأدخلوا فيها كثيراً من المسليات - مما هو معلوم لديكم - حتى يجذبوا الشباب، وبالفعل استجاب البعض، ولكن كان الثمن تربية هزيلة في الغالب.
وأذكر في إحدى زياراتي لشيخي الذي أخذ بيدي وكان له الأثر على توجهي، أننا تحدثنا عن البدايات فذكرته بالماضي، فتنهد وقال: لم يعد الشباب الآن كالسابق.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 01:42]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
لكن متى يتربَّى الناس والمشايخ في واد والناس في واد؟
المشايخ شغلتهم الفضائحيات فلم يعد لديهم الوقت لمخالطة الناس ليأخذوا من أدبهم وسمتهم فمتى يتربى الناس؟
حال الكثير من الناس الآن يقول: دلُّوني على شيخ لديه الوقت الكافي للناس.
عندما يهب العلماء أنفسهم لجميع الأمة ستعود الأمة
عندما تستطيع العجوز أن تصل للمشايخ وتوقفهم وتسألهم عما تريد كما حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ........ عندها فقط يصلح الكلام عن التربية
أما في غياب المربّي فإن الكلام عن التربية يعد استهلاكا للوقت
أرجو أن لا يُفهم من كلامي مخالفة رأي المشايخ حفظهم الله ......... كلا ولكني أردت أن أقول إن مشكلتنا الآن في عدم وجود المربّين الذين يملكون الوقت الكافي للتربية
فالجميع الآن مشغول ومن لا يجد ما يشغله يتصنع أنه مشغول وهكذا الخطوط كلها مشغولة
وحال الكثيرين يقول: عندما أجد خطا غير مشغول سأتصل
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 08:57]ـ
و إنني أجد في بلدي، من يحابي إخوته من أعضاء حزبه، أو جماعته ... في حين يسيئ إلى صورة الإسلام و المتدينين، أمام غير الملتزمين!!
و إلى الله المشتكى ...
و لعل السبب الرئيس في نظري هو: عدم فهم الدين بشكل صحيح ... هذا بشكل عام!!
الدعوة الحزبية وأعني بها الدعوة من أجل الحزب وليس اخلاصا لله تعالى هي دعوة فاشله ابتداء وعندما تنحرف نية الداعي الى غير الله تعالى فان الطرف الثاني وهو المدعو يكون غير مخلص مثل من دعاه فيلتم المتعوس على خايب الرجا كما يقول المثل:) ولاشك أن فساد النية يؤدي الى فساد العمل وبالتالي الثمرات الناتجه من ذلك العمل ولهذا نلاحظ كثرة الانتكاسات بين صفوف الحزبيين لانهم لم يخلصوا النيه من الاساس.
صحيح الفهم القاصر لمعنى الالتزام بالدين هو سبب رئيسي لمظاهر الضعف.
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:07]ـ
في السابق قبل عشرين عاماً أو أكثر لم يكن أمام الشاب المغريات الموجودة اليوم من الدشوش التي تحوي مئات القنوات وما فيها من البرامج والأفلام ... الخ، وكذلك الألعاب التلفزيونية المسماة (بلاي ستيشن) وتوفر وسائل السفر، وغير ذلك من الفتن الموجودة في المجتمع، فأصبح من الصعوبة أن تقنع شاباً الآن أن يلزم شيخاً، أو مجموعة من الشباب يعين بعضهم بعضاً على طاعة الله، ماذا ستقدم له؟ هل لديك من المغريات أكثر مما عنده؟ بالطبع لا، أما في السابق فإن مجرد خروج الشاب في رحلة أو اجتماع في مسجد مع أنداده يعد أمراً مميزاً ومحبوباً لديه وليس عنده بديل عنه، فاضطر بعض المربين أن يغير في طريقة التربية فأدخلوا فيها كثيراً من المسليات - مما هو معلوم لديكم - حتى يجذبوا الشباب، وبالفعل استجاب البعض، ولكن كان الثمن تربية هزيلة في الغالب.
وأذكر في إحدى زياراتي لشيخي الذي أخذ بيدي وكان له الأثر على توجهي، أننا تحدثنا عن البدايات فذكرته بالماضي، فتنهد وقال: لم يعد الشباب الآن كالسابق.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعاً
دعني أخي الفاضل أختلف معك فيما قلت ففي السابق كانت الملهيات موجوده باستثناء الدشوش لكن البقية كانت موجوده فالأفلام كانت حاضره بقوة سواء عبر دور السينما أو نوادي الفيديو ووسائل السفر موجوده منذ زمن بعيد وليست حديثه أما ألعاب - الفيديو غيمز - فهي أيضا كانت حاضرة وان اختلفت الأجهزة في الماضي كانت - الأتاري - واليوم - البلايستيشن - ناهيك عن دور المسرح والحفلات الغنائية ومدن الملاهي وأشياء كثيرة كانت حاضره في السابق وحده الدش والانترنت هو الجديد لكن بشكل عام كانت الملهيات والمشغلات موجوده.
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:22]ـ
المشايخ شغلتهم الفضائحيات فلم يعد لديهم الوقت لمخالطة الناس ليأخذوا من أدبهم وسمتهم فمتى يتربى الناس؟
أرجو أن لا يُفهم من كلامي مخالفة رأي المشايخ حفظهم الله ......... كلا ولكني أردت أن أقول إن مشكلتنا الآن في عدم وجود المربّين الذين يملكون الوقت الكافي للتربية
فالجميع الآن مشغول ومن لا يجد ما يشغله يتصنع أنه مشغول وهكذا الخطوط كلها مشغولة
وحال الكثيرين يقول: عندما أجد خطا غير مشغول سأتصل
ليس كل المشايخ يظهرون على الفضائيات وليس كل الفضائيات فضائحيات فهناك قنوات اسلاميه وقد يكون الشيخ يرغب في ايصال العلم الشرعي والنصح الى أكبر عدد ممكن لذى يظهر على الشاشات - الكلام عن المشايخ العالمين العاملين الذين لايظهروا في قنوات العري - أما بالنسبه لمن يتهرب أو يدعي أنه مشغول فهذا ليس أهل للتصدى للدعوة وهو غير مستعد لتحمل أعبائها فيجد نفسه قد انشغل عن مصالحه الماديه لحساب الدعوة فيبدء بالتذمر وأنه لم يعد لديه وقت وربما هذا هو السبب في أننا نشاهد دعاه يبدؤون بقوة ثم يتراجعون بعد ذلك وينسحبون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:02]ـ
أخي الفاضل
أضم صوتي إلى صوت الشيخ أبي إسحاق فأقول: إن قلة التربية الإيمانية هي السبب .....
كيف السبيل إليها؟!
ـ[المستفيد]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 03:34]ـ
التربية الهزيلة من اهم اسباب هذا الضعف والتي يكون فيها نوع من التحزب وعدم ربط الشاب بالكتاب والسنة ربطا وثيقا
بل ربطه بمدموعة كتب معاصرة يقراها وكأن فيها الحل السحري
فما أن يتخرج من نشاطه غلا وتضعف همته ويعود انسانا ضعيفا
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 10:05]ـ
التربية الهزيلة من اهم اسباب هذا الضعف والتي يكون فيها نوع من التحزب وعدم ربط الشاب بالكتاب والسنة ربطا وثيقا
بل ربطه بمجموعة كتب معاصرة يقراها وكأن فيها الحل السحري
فما أن يتخرج من نشاطه غلا وتضعف همته ويعود انسانا ضعيفا
التحزب أخي الفاضل يقود حتما الى عدم الاخلاص فتجد أهل التحزب يحضون الشباب على طلب العلم ليس لله بل للسيطره على أكبر عدد من المساجد والمراكز الدعويه ولذى نجد أن الشباب يزهد في طلب العلم ولا يقرأ الا الكتيبات الوعظية وبعض أشرطة المواعظ والأناشيد ثم ينصرف عنها ويبدأ بالضعف وهو الحال الغالب مع الأسف.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:19]ـ
اخوتى الفضلاء من أهم اسباب هذا الأمر
ضعف البدايات فالبعض لا تكون بدايته مع الصيام والقران والعلم وأصلاح القلب بمختلف العبادات
ولكن يكتفى بما اتى ولاياتى مايكفى مما هو مطلوب لعلاج رواسب السنين
وبعدها يبدأ ضعف الالتزام
شيئا فشيئا يدب فى افعاله حتى ينتهى الامر الى ضعف شديد
ورحم الله اسلافنا حين قالوا
من كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة00 والله أعلم أسال الله أن يصلح قلوبنا واحوالنا
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:08]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم
وفي نظري - والله أعلم - من أهم أسباب ضعف " الالتزام = الاستقامة " هو:
1) هجرهم تلاوة القرآن. وسمعت أحد المشايخ يقول: وجدنا بالتتبع ما ترك القرآن أحد إلا انتكس , أو كما قال.
واستشهد بقوله تعالى: ((وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا ... )) الآية.
2) مجالسة الفساق والاستمتاع بهم.
3) طول العهد, وبعد الملتزم عن المجالس الإيمانية.
فمن ثم يصاب بملل , وقسوة في القلب , وضيق في الصدر. ولربما ظن أن هذا بسبب التزامه , فيهوي في المعاصي. ولا حول ولا قوة إلى بالله!
ـ[شرياس]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 02:17]ـ
بالإضافة الى ما ذكره الإخوة فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في مسألة إنكار المنكر يضعف الإيمان فقديما كان الملزمين يناصحون اصحاب محلات الاغاني وينكرون عليهم اما الان فتجد صاحب التسجيلات الغنائية يطيل الصوت على الاغاني ولا يأبه بالمتدينين لماذا؟ لأنه يعلم انهم لن ينكروا عليه وقس على ذلك بقية المنكرات
من أقبح مظاهر الضعف مجالسة النساء المتبرجات خصوصا المذيعات ومن قبل من ((مشائخ)) مع الأسف كم هو قبيح هذا المنظر ومخجل في نفس الوقت
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[11 - Nov-2009, مساء 02:47]ـ
اللهم أصلح أحوالنا ...(/)
تنبيه لطلبة العلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
من شريط (لعلم ضرورة) للشيخ ناصر العمر الدقيقة 50 الى 56 من واجبات المتعلم الوعى الكامل والشامل وعدم الانعزال عن واقع الامة ومآسيها وعدم الانتصار على (كلمة غير مفهومة) وانا اقول لكم هذا التنيه يحز فى نفسى اننى اجد كثيرا من طلاب العلم من اجهل الناس بواقع الامة انا لااتكلم من فراغ قد تكون بعض العجائز افقه منه فى واقع الامة ومآسيها عندما دخل الاستعمار الى سوريا كان بعض العلماء يتناقشون هل يجوز تزويج الحنفية من الشافعى او تزويج الشافعى (المراة الشافعية) للحنفى والاستعمار يبسط نفوذه على بلاد الشام يحدثنى احد الافاضل فيقول كنت فى بلد يعانى من مآساة من امآسى التى يعانى منها المسلمون الحرمات تنتهك الدعاة يطاردون فيقول فذهبت الى درس عالم من العلماءفى هذا البلد قلت لانظر ماذا يقول والناس فى السجون والايتام فى البيوت والنساء تنتهك اعراضهم فيقول فلما جلست فى الحلقة بدأ بحمد الله والثناء عليه ثم قال مسالة اذا انبتت للمرأة لحية هل يجوز ان تحلقها ام لا (أفى مثل هذا الوقت اقول فى بلده الدعة يطاردون الحرمات تنتهك فى بلده على اشدها ومع ذلك يبحث مسالة يرى انها اهم من مسائل المسلمين اذا انبتت للمرأة لحية هل يجوز تحلقها ام لا ومع ذلك فلم يسلم هو من الاذى الطرد والابعاد مآسى اتعلمون ان بعض العلماء او بعض طلاب العلم لايعلم عن جهاد الافغان شيئا اتعلمون ان هناك من لا يعرف ان هناك بلد اسمه الفلبين فضلا ان يعلم ان هناك مأساة مآسى لو اردت ان استرسل معها فى قضية ضعف الوعى لدى كثير من طلاب العلم انبهكم احذركم اخوفكم من الوقوع فيما وقع فيه البعض لابد من الوعى الشامل والكامل بواقع امتنا كيف كيف سيطر اليهود على العالم بمخططاتهم وهم احبن واخس الخلق (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) لانعزال كثير من المسلمين عن واقع اممهم همه نفسه (قد أهمتهم أنفسهم) هذه القضية اياكم ان تفهموا اننى ادعوكم لطلب العلم الشرعى بمعزل عن فهم واقع الامة والتبصر فى حالها لنا اسوة وقدوة كتاب ربنا فيه بيان لذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل فى واقعنا الان نجد بعض علمائنا كسماحة الشيخ عبد العزيز حفظه الله بوعيه لواقع الامة وسعيه لشئون المسلمين فى مشرق الارض ومغاربها أمثالهؤلاء العلماء نريد اما حال كثير من الناس جهل وضعف وبعد تقول له هل تستمع الى الاخبار هل تقرأ الصحف يقول لا والحمد لله اقل له الحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه يرى انم استماع الاخبار لحال الامة قراءة الصحف قراءة المذكرات السياسية مضيعة للوقت اقول له (لا) نحن بحاجة الى من يحفظ كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحفظ العلم ويتفقه ويعمل بهذا العلم () فى القرءان تجدون فيه حديثا واضحا وجليا عن واقع الامة عن واقع الاعداء سابقا ولاحقا وحاضرا انتبهوا لمخططات الاعداء ولهى يسر الاعداء سرورا كبيرا ان تبتعدوا عن واقع امتكم عن الوعى الشامل والكامل فى حياتها ومن هنا انبهكم لهذا الامر وخطورته(/)
قد تكُون ممن يقُوم الليلَ، لكن هل أنت ممن يقُوم النَّهارَ؟!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 03:38]ـ
قيام الليل وقيام النهار
د -أحمد الريسوني-
في القرآن الكريم سورتان متشابهتان ومتجاورتان في الزمان والمكان، هما سورة المزمل وسورة المدثر. فأما تشابههما فحسبنا منه التشابه اللفظي والمعنوي في الاسم المأخوذ من نداء الافتتاح لكل منهما (يا أيها المزمل) (يا أيها المدثر) وكذلك ابتداء كل منهما بالأمر بالقيام.
وأما تجاورهما في الزمان فهو نزولهما متتابعتين أو متقاربتين ضمن أول ما نزل من القرآن الكريم. وأما تجاورهما المكاني فأعني به تتابعهما في ترتيب السور بالمصحف الشريف، مع أن كثيرا من سور القرآن وآياته تتابعت عند النزول وتباعدت عند الترتيب.
ما أريد الوقوف عنده في أمر السورتين الكريمتين هو الأمر بالقيام الوارد في مطلع كل منهما:
ـ (يا أيها المزمل قم الليل ... )
ـ (يا أيها المدثر قم فأنذر ... )
أمران بلفظ واحد، لكن في اتجاهين مختلفين. أما الأمر الأول (قم الليل) فقد أصبح له شأن وذكر في الدين والتدين، وفي التعبد والتقرب، وفي التربية والتزكية. وأصبح له اسمه الخاص به الدال عليه بلا غموض ولا التباس، وهو "قيام الليل".
وأما الأمر الثاني (قم فأنذر) فلم يحظ بشيء مما حظي به الأمر الأول، ولذلك فهو قصدي في هذه الورقة من "أوراق التجديد".
لقد كان المفروض بالنظر إلى سورة المدثر ومطلعها، ومقارنتها مع شقيقتها سورة المزمل ومطلعها، أن نتحدث عن "قيام النهار" مثلما نتحدث عن "قيام الليل" وإذا كان مضمون قيام الليل هو الصلاة والذكر والتلاوة (قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) فإن قيام النهار هو الدعوة بكل صيغها وما تتطلبه من مجاهدة ومكابدة (قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر) وسورة المزمل التي جاءت بقيام الليل هي نفسها لم تلبث أن وجهت الأنظار إلى قيام النهار قبل أن تصرح به شقيقتها المزمل. فبعد قوله تعالى تنويها بقيام الليل وأهميته (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا) أضاف سبحانه (إن لك في النهار سبحا طويلا).
قال العلامة ابن عاشور يوضح مغزى هذه اللفتة القرآنية (فيتحصل من المعنى: قم الليل، لأن قيامه أشد وقعا وأرسخ قولا، ولأن النهار زمن فيه شغل عظيم لا يترك لك خلوة بنفسك، وشغل النبي صلى الله عليه وسلم في النهار بالدعوة إلى الله وإبلاغ القرآن وتعليم الدين ومحاجة المشركين وافتقاد المؤمنين المستضعفين فعبر عن جميع ذلك بالسبح الطويل) التحرير والتنوير ج 92 ـ ص 462.
وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشغل جزءا من ليله في قيام الله، فقد كان يشغل عامة نهاره بقيام النهار، وفي مواجهة المناوئين له المتكتلين ضده (وإنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَدا قال إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا).
وإذا كان "قيام الليل" له ماله من عظيم الفضل وعظيم الأثر في التربية والتزكية فإن حكمه في الدين يبقى في حدود الندب والترغيب، ويبقى مجاله الزمني في حدود جزء من الليل يزيد أو ينقص، أما "قيام النهار"، بما هو دعوة وتبليغ، ومجاهدة ومكابدة، ومجادلة ومجالدة، يتضمن عددا من الفرائض والواجبات، فضلا عن مندوباته ومستحباته، لذلك فهو ألزم وآكد، ولذلك كان زمانه والقيام به "سبحا طويلا".
إننا اليوم ـ وفي هذه الأيام بالذات ـ بحاجة إلى إحياء قيام النهار واستعادة مكانته وفاعليته. إننا بحاجة إلى قيام الدعوة مثلما نحن بحاجة إلى قيام الدعاء. إننا بحاجة إلى الأعمال المكونة لقيام النهار (قم: فأنذر- وربك فكبر- وثيابك فطهر- والرجز فاهجر- ولا تمنن تستكثر) مثلما نحن بحاجة إلى الأعمال المكونة لقيام الليل (الركوع- السجود- التلاوة- الذكر- الدعاء). بل الأعمال الأولى هي أوجب في الشرع وآكد في الواقع.
من موقع الدكتور أحمد الريسوني.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 09:42]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 01:05]ـ
جزاك الله خيرا اخي مهند ونفع بك(/)
الاعتقاد بأن صلاة الجنازة على العائن وهو حي تذهب العين والحسد .. !!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:48]ـ
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم صلاة الجنازة على العائن وهو نائم لرد العين والحسد؟
فأجاب -حفظه الله-: (اشتهر عند العامة هذا الفعل فتراهم إذا عرفوا عن إنسان يصيب بعينه يصلون عليه كصلاة الجنازة سواء برضاه أو بغير رضاه أو في حال نومه، ويزعمون أن ذلك يبطل تأثير إصابته سواء في الماضي أو في المستقبل، كما أن الميت تبطل تأثير عينه، ولكن هذا لا دليل عليه ولا أظنه يفيد، وذلك أن نفسه لا تزال على ما هي عليه من الشر والحسد فلا يزول أثرها ما دامت الروح في الجسد إلا أن يشاء الله، فكونهم يشبهونه بالميت لا يعتبر تشبيها واقعيا ولو ادعوا التجربة وحصول التأثير، فإن ذلك وإن حصل به نفع أو تخفيف، فإنه غير مطرد فلا أرى جوازه والله أعلم) (المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 247)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:16]ـ
جزاك الله خيرا مواضيعك تفدنى كثيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:56]ـ
وجزاك أخي الحبيب خالد(/)
هل يعقد التسبيح بأصبع واحد ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:56]ـ
في الحديث: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده "
وقال: " واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات "
(مسؤلات) أي يوم القيامة
مستنطقات) أي متكلمات فيشهدن لصاحبهن أو عليه.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "العقد أن يضع الأنملة وهي طرف الإصبع في باطن الكف فتكون عقدة، يعد بها "
وهل يجمع سبحان الله والحمد لله باصبع واحد، أم يفرد سبحان الله بأصبع والحمد لله بأصبع والله أكبر بأصبع؟
كلاهما صحيح وذكر أبن حجر - رحمه الله -: أن إفراد كل واحدة بالعد بأصبع أفضل؛ لأنه يجتمع فيه مع عمل اللسان زيادة عد
بالأصابع، فتكون حركاته أكثر وله مع كل حركة ثواب.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 08:33]ـ
شكر الله لكم هذه الفائدة.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 08:44]ـ
لكن الحديث في صحيح البخاري الذي رواه أبو صالح عن أبي هريرة صريح في الجمع (سبحان الله والحمدلله والله أكبر) ..
والذي أذكره أن الحديث الآخر وهو عدم الجمع رواه أبو صالح أيضاً , ولكن حديث الجمع متأخر , فيحمل إما على النسخ أو الأفضلية , أو الجواز ..
ـ[ابو ربا]ــــــــ[04 - Oct-2009, مساء 11:28]ـ
أبو الليث
لعلك تراااااجع كلام ابن حجر في الفتح(/)
فائدة في أول إحداث إعلان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 07:13]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد.
قال ابن حجر الهيتمي في فتاوية الكبرى (ج 1 / صـ 131)
قد أحدث المؤذنون الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب الأذان في الفرائض الخمس إلا الصبح والجمعة فإنهم يقدمون ذلك فيهما على الأذان وإلا المغرب فإنهم لا يفعلونه غالباً لضيق وقتها. وكان ابتداء حدوث ذلك في أيام السلطان الناصر صلاح الدين ابن أيوب وبأمره في مصر وأعمالها وسبب ذلك أن الحاكم المخذول لما قتل أمرت أخته المؤذنين أن يقولوا في حق ولده: السلام على الإمام الطاهر ثم استمر الأمر على الخلفاء بعده إلى أن أبطله صلاح الدين المذكور وجعل بدله الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فنعم ما فعل فجزاه الله خيراً وقد استفتي مشايخنا وغيرهم في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم بعد الأذان على الكيفية التي يفعلها المؤذنون فأفتوا بأن الأصل سنة والكيفية بدعة وهو ظاهر كما علم مما قررته من الأحاديث .. أهـ
قلت: قد كان يكفيه رحمه الله إبطال ما فعلته المرأة دون بدل.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 08:06]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
كم كنت أتضايق من هذه البدعة حينما كنت أسافر إلى سوريا وعجزت أن أقنع بعضهم ببدعية هذا الفعل
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 12:43]ـ
وجزاكم مثله أخي الكريم
وأسأل الله عز وجل أن يجنبنا البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن.(/)
كيف أعرف الثلث؟
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 09:17]ـ
أحبتي في الله
ورد في الحديث ((ثلث لطعامك، وثلث لشرابك، وثلث لنفَسك))
فكيف أعرف الثلث؟ هل يرجع إلى وزن الشخص مثلاً وطوله؟ أم إلى شيء آخر.
هل هناك من بحث هذه المسألة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 09:27]ـ
هل جربت أن تأكل حتى لا تستطيع أن تجد مسلكا؟!
الثلث هو ثلث هذا المقدار (ابتسامة)
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 09:45]ـ
جزاك الله خيراً
طريقة جيدة لمعرفة الثلث، وإجابة ذكية بارك الله فيك.
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:03]ـ
هذا لفظ الحديث عند ابن ماجة " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنٍ، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس ".
والتقدير - والله أعلم - نسبي.
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:26]ـ
^
هذه طرفة حدثنا بها من لا أثق به وأنا الله يستر علي
فالحديث ضعيف
أو موضوع
أرويه بالمعنى
كان هناك مجموعة من الأخوة يأكلون ومعهم شيخ
فرآه أحدهم يأكل بنهم وكأن الشيخ أطال المكوث حول الجفنة
فصاح بالشيخ هذا الأخ مداعبا
الثلث ياشيخ
فرد عليه الشيخ بذكاء محكم اسكت كل أدرى بثلثه
فضج الحضور بالضحك
.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:35]ـ
شرح الله صدرك، ونور قلبك.(/)
مرضع ومرضعة .. ليس الفرق التاء المربوطة فقط
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في تعليق الشيخ خالد بن عثمان على رياض الصالحين ذكر الفرق بين المرضع والمرضعة عند بداية باب الخوف
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62676(/)
الشوكاني هل له سلف في هذه المسألة في الطلاق (دعوة للمدارسة العلمية)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 01:28]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في الدرر البهية في باب الطلاق
(هو جائز من مكلّف مختار، ولو هازلاً، لمن كانت في طُهر لم يمسَّها فيه ولا طلقها في الْحَيْضة التي قبله، أو في حمل قد استبان.
ويحرم إيقاعه على غير هذه الصفة.
وفي وقوعه، ووقوعِ ما فوق الواحدة من دون تَخَلُّل رَجْعَة خلافٌ، والراجح عدم الوقوع).
فهل له سلف من الصحابة أو التابعين أو أتباع التابعين في القول بهذا؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 03:00]ـ
فهو اختار هنا عدم وقوع الطلاق البدعي هل له سلف؟
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 08:56]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أنَّ الطَّلَاقَ الْمُحَرَّمَ الَّذِي يُسَمَّى " طَلَاقَ الْبِدْعَةِ " إذَا أَوْقَعَهُ الْإِنْسَانُ هَلْ يَقَعُ أَمْ لَا؟ فِيهِ نِزَاعٌ بَيْنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. وَالْأَكْثَرُونَ يَقُولُونَ بِوُقُوعِهِ مَعَ الْقَوْلِ بِتَحْرِيمِهِ. وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يَقَعُ. مِثْلَ طَاوُوسٍ وَعِكْرِمَةَ وَخِلَاسٍ وَعُمَرَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ وَحَجَّاجِ بْنِ أرطاة وَأَهْلِ الظَّاهِرِكدَاوُد وَأَصْحَابِهِ. وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَأَحْمَد وَيُرْوَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ... )
انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 33/ 81 وما بعدها.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 08:58]ـ
ذكر ابن حزم في المحلى (9/ 375) أنه قول ابن عمر وقول ابن عباس وذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى (33/ 81) أنه روي عن عمر رضي الله عنه.
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 09:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم السعيدي رأيتك تسأل الشيخ الحبيب د. ماهر الفحل عن الشيخ عبدالله الجديع، ونحن من محبيه، فلقد سبق لعلامة وفخر الأمة البروفيسور سالم آل عبدالرحمن أن حدثنا عنه وأمتعنا، فهل من زيادة عنه ..
لكم حبي وتقديري(/)
لماذا شرع الله لنا الصيام: (تأملات في مقاصد الصيام في ضوء الشريعة الإسلامية)!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:52]ـ
مقاصد الصيام
خباب بن مروان الحمد
الحمد لله ذي الطول والآلاء، وصلَّى الله على سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء، وعلى آله وصحابته الأتقياء، أمَّا بعد:
فإنَّ دين الإسلام دين مبني بعد إفراد الله بالعبادة على الحكمة والخير العميم، ولهذا لم يشرع ـ سبحانه وتعالى ـ أحكام هذا الدين دون فوائد مرجوَّة، ومقاصد جليلة، فإنَّ لهذه الشريعة الإسلامية تكاليف سامية المقاصد، نبيلة الفوائد، بديعة الأسرار.
ومن المعلوم أنََّ من أسمائه ـ سبحانه وتعالى ـ: الحكيم، ومقتضى هذا الاسم أنَّه متَّصفٌ بالحكمة، فكلُّ ما شرعه الله وقدَّره وأمر به فهو لحكمة بالغة.
فهو ـ سبحانه ـ لم يكلِّفنا بالعبادات لأجل الإشقاق علينا، أو لنكون قائمين بتطبيقها فحسب، أو لحاجته ـ تعالى ـ لنا، كيف وهو يقول: (والله الغني وأنتم الفقراء) بل شرعها ـ تعالى ـ لمصلحتنا وتربيتنا، لتكون هذه العبادات زاداً لنا على طريق الهدى، وفي هذا يقول الإمام البيضاوي ـ رحمه الله ـ: (إنَّ الاستقراء دلَّ على أنَّ الله ـ سبحانه ـ شرع أحكامه لمصالح العباد) (المنهاج: صـ233).
وتلك الحكم والمعاني السامقة لا تفهم إلاَّ بالبحث والاستقراء والتتبع؛ لما يسمِّيه علماء الإسلام بـ: (فقه المقاصد الشرعية)، ومن المتيقَّن أنَّ الأحكام إذا ربطت بعللها ومقاصدها اقتنع الناس بها، وكان لها دورٌ كبير في تأديتها على الوجه اللاَّئق بها؛ فإنَّ كثيراً من الناس يلتزمون العبادات، بيدَ أنَّهم قد يفقدون روحها ومعانيها، ولعلَّ من أسباب ذلك ضعف علمهم بمقاصدها؛ فيؤدُّون عباداتهم وكأنَّها عادات وتقاليد ورثوها عن آبائهم؛ فلا يشعرون بلذَّتها وحلاوتها، ولا يستفيدون من القيام بها على الوجه المطلوب.
لهذا كان من المناسب أن أعرِّجَ على ذكر شيء من مقاصد الصوم، وحِكَمه الباهرة، وخاصَّة أنَّ أهل العلم كانوا يولون لعلم مقاصد الشريعة مرتبة عالية، ورحم الله الإمام ابن تيمية حين قال: (من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقَّاً) (بيان الدليل على بطلان التحليل: صـ351) بل إنَّه ـ رحمه الله ـ يرى: أنَّ معرفة مقاصد الشريعة هي خاصَّة الفقه في الدين، فيقول: (خاصَّة الفقه في الدين ... معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها) (الفتاوى:11/ 354)
فمن المهم أن نعقل تلك الحقيقة الربانية، ونعلم أنَّ من تمام العبودية لرب الخلق والبرية، أن تكون عباداتنا خالصة لوجهه الكريم، وعلى سنَّة خير المرسلين محمد بن عبد الله عليه من ربنا أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وأن تكون تلك العبادات معينة على زيادة الإيمان، ليكون لها تأثيرٌ جليٌّ على النفوس والأبدان، وإلا كانت عباداتنا عادات، وحينها فليخشَ المسلم على نفسه من مشابهة أهل النفاق، الذين يصلون ويركعون ويحجون ومع ذلك لا يُكتب لهم في رصيد الدرجات حسنات، بل معاصٍ وسيئات، وسبب ذلك أن تلك العبادات لم تخالط سويداء قلوبهم، فصيَّرتهم إلى ماصيَّرتهم: (صمٌّ بكم عمي فهم لا يعقلون).
كما أنَّه من اللازم لنا حيث أنَّنا عبيد لله ـ سبحانه ـ أن نقرَّ بوجوب التسليم للنصوص الشرعية، سواءٌ أدركت الحكمة أو لم تُدرك، وأن نعلم أنَّ تلك العبادات شرف لنا، ورفعة لمقامنا عند ربِّنا، بل إنَّ من تمام حرِّيتنا لله كمال عبوديتنا له سبحانه، وقد أحسن القاضي عياض حين قال:
وممَّا زادني شرفاً وتيهاً ... وكدت بأخمصي أطؤ الثريَّا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيَّرت أحمد لي نبياً
ومن هنا، فإنَّ الصوم شرع لمعانٍ سامقة، وحكم برَّاقة، وفي هذا يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (والمقصود: أنَّ مصالح الصوم لمَّا كانت مشهودة بالعقول السليمة، والفطر المستقيمة، شرعه الله لعباده رحمة بهم، وإحساناً إليهم، وحمية لهم وجُنَّة) (زاد المعاد2/ 30) ولعلي أطرِّز مقالي هذا بشيء من تلك الفوائد والحكم ليتبًّين من خلاله روعة الشريعة الإسلامية، ومحاسنها؛ فمن تلك المقاصد والحكم:
1ـ تحقيق التقوى بعبودية الله ـ عزَّ وجل ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك لأنَّه عبادة يتقرب بها العبد لربِّه بترك محبوباته، وقمع شهواته، فيضبط نفسه بالتقوى ومراقبة الله ـ سبحانه وتعالى ـ في كل مكان وزمان، ولهذا يقول المولى سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
وإذا تأمَّلنا أمره ـ تعالى ـ لعلَّنا نستنتج أنَّ هذا ـ والله أعلم ـ من باب التسلية للمؤمنين حين أوجب عليهم الصيام، فبيَّن لهم أنَّه قد فرض الصيام على من كان قبلهم من الأمم في الدهور المنصرمة، فلا يتعجبوا حين فرض عليهم الصوم، ثمَّ قال تعالى: (لعلكم تتقون) وهذا هو المقصد الأسمى، في حكمة مشروعية الصيام. (فهو لجام المتَّقين، وجُنَّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين من بين سائرالأعمال، فإنَّ الصائم لا يفعل شيئاً، وإنَّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذُُّّذاتها إيثاراً لمحبَّة الله ومرضاته، وهو سرٌّ بين العبد وربه لا يطَّلع عليه سواه، والعباد قد يطَّلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأمَّا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده، فهو أمر لا يطَّلع عليه بشر، وذلك حقيقة الصوم) كما يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد (2/ 29).
ولهذا فإنَّ من تقوى المسلمين الصائمين لربِّهم أنَّهم لو ضربوا على أن يفطروا في شهر رمضان لغير عذر لم يفعلوا، لعلمهم بكراهية الله لإفطارهم في هذا الشهر، ولا ريب أنَّ هذا كما قال ابن رجب: (من علامات الإيمان حيث يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته إذا علم أنَّ الله يكرهه) (لطائف المعارف/صـ288) بل إنَّ هذا من أبلغ حكم الصيام لتدريب النفس على التقوى ومحاسبة النفس على التقصير والنقص.
وصدق الله ـ ومن أصدق من الله قيلاً ـ حين قال عن حكمة تشريع الصوم: (لعلَّكم تتقون)، فإنَّ من أعظم العبادات التي يتدرب بها العبد على ممارسة التقوى والتكيف معها هي عبادة الصيام، ولأجل ذا صار من أعظم الطاعات وأجل القربات، ليكون الصائم مقبلاً على الله تعالى، خاضعاً بين يديه، ومجاهداً نفسه ومحاسباً لها في تقصيره، فتكون نتيجة من نتائج التقوى، وقد قال ميمون بن مهران ـ رحمه الله ـ: (لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه) ذكره أبو نعيم في الحلية، وابن أبي شيبة في المصنف.
وحينئذٍ يرتقي الإنسان لمسالك العبودية، ومدارج التميز، لأنَّه حفظ هذه الأمانة، وجعلها منتصبة تجاه عينيه، ولذا صار الصيام سراً بين العبد وربه؛ لأنَّه قد يخلو الإنسان بنفسه فيكون عنده مثلاً شيء من الطعام، فتتحرك غريزة الأكل لديه، فيقمعها بسلطان التقوى، ويلجمها بلجام المراقبة، فإنَّ عبادة الصوم هي عبادة السر، ولهذا يقول الله ـ تعالى ـ في الحديث القدسي الصحيح: (كل عمل ابن آدم له إلاَّ الصوم فإنَّه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) أخرجه الشيخان.
فيكون هذا الترك لأجله ـ تعالى ـ طريقاً موصلاً بنا إلى الجنة ومكفِّراً لذنوبنا، وقد قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم، ومعنى إيماناً: أي إيماناً بوجوبه، ومعنى احتساباً: استشعاراً بالأجر عند ربِّه، كما قاله العز بن عبدالسلام في كتابه مقاصد الصيام (صـ34)
ويكفي أنَّ العبد المؤمن يشعر بصيامه أنَّه عبد لله حقَّاً، فإنَّ كمال الحرية في تمام العبودية لله، فلا يأكل الإنسان إلا إذا ابتدأ الوقت الذي بيَّنه الله أنَّه وقت للإفطار، ولا يصوم إلاَّ إذا ابتدأ وقت الصيام، فهي عبودية كاملة لله، وأمانة يؤدِّيها العبد لربِّه، ولهذا يقول المصطفى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (إنَّ الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود بسند حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحقيقة أنَّ هناك بعض المسلمين يفرِّط في حفظ هذه الأمانة التي استرعاه الله إيَّاها، (فقد حصل من الإنكليز أكثر من مرَّة امتحان العمَّال المسلمين بين الصيام وبين خيانة الله فيه، وذلك بإغرائهم بمضاعفة الأجور للمفطرين حتَّى إذا انتهى الشهر عكسوا الأمر، فضاعفوا أجور الصائمين، ونقصوا المفطرين أو طردوهم، مع التصريح لهم أنَّهم خونة خانوا دينهم) كتاب (الصوم مدرسة تربِّي الروح للشيخ: عبدالرحمن الدوسري/ صـ36)
والشاهد من هذا أنَّ المسلم ينبغي أن يلازم صيامه بتقوى الله في السِّر والعلن، وأن يكون صيامه على منهاج النبوَّة والسنَّة المحمدية، ولهذا فمن يصوم زيادة على ما قدَّره الشارع الحكيم ـ كمن يصوم من الفجر إلى العشاء ـ فإنَّه ليس من الصوم الذي شرعه الله واتُّقِيَ به، وكذلك من يفطر بعد صيامه على ما حرَّم الله كمن يفطر على الدخان أو الخمر أوغير ذلك من المسميات الخبيثة، فإنَّه لا يعتبر ممَّن جرَّه صيامه للتقوى وملازمة مراقبة الله، وإن كان صيامه ولا شك وفطره على محرَّم أحسن حالاً ممن لا يصوم ويأكل المحرم.
وقد ذكر العلماء أنَّ الفارابي ـ وهو فيلسوف معروف كانت له طريقة ضالة في العقيدة وكان موسيقاراً مشهوراً يجيد العزف على آلات الموسيقى والطرب المحرمة ـ قد لزم في آخر عمره الصيام، إلاَّ أنَّ صومه لم يجرَّه للتقوى؛ لأنَّه كان يفطر على الخمر المعتَّق ـ والعياذ بالله ـ فأين الفائدة إذاً من ذاك الصيام، إلاَّ الوقوع فيما حرَّم الله؟!
2ـ تزكية النفس:
من مقاصد الصيام الجليلة أنَّّ فيه تزكية للنفس وتنقية لها من الأخلاق الرذيلة؛ خاصَّة أنَّه شرع في شهر من خصوصيَّاته تصفيد الشياطين، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنَّة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين) أخرجه البخاري ومسلم.
ولهذا يضيِّق الصوم مجاري الشيطان في بدن الإنسان ـ وكما هو معلوم ـ فإنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، إلاَّ أنَّه بالصيام يضعف نفوذه، فإذا أكل المرء أو شرب انبسطت نفسه للشهوات، وضعفت إرادتها، وقلَّت رغبتها في العبادات، وفي الحديث: (إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) زاد بعضهم: (فضيِّقوا مجاريه بالصوم) والزيادة هذه باطلة لا أصل لها، ولكن العلماء قالوا: إنَّ التضييق عليه يكون بتضييق مجاريه بالجوع ومنه الصوم، فالجوع يكسر الشهوة، ومجرى الشهوات الشيطان، ولهذا كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يوصي الشباب ـ والذين تموج بهم عواصف الشهوات، وتكون غرائزهم مهيأة لاقترافها أكثر من غيرهم ـ بالزواج؛ فإن لم يستطيعوا إليه سبيلاً، فإنَّ أنجع طريق لهم مقيِّدة لشهواتهم وكسر حدَّتها؛ الصوم؛ فيقول ـ عليه السلام ـ: (يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنَّه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنَّه له وجاء) أخرجه البخاري (4/ 101) ومسلم (1400)
يقول ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ: (وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحَّتها؛ فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات) (زاد المعاد2/ 29)
ويقول الإمام الكمال بن الهمام ـ أحد فقهاء الحنفية ـ في فوائد الصوم: (أنَّ الصوم يسكن النفس الأمَّارة بالسوء ويكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج؛ ولذلك قيل: إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء، وإذا شبعت جاعت كلُّها) ا. هـ من فتح القدير.
ومن جميل ما اطَّلعت عليه من أبحاث أحد علماء الإعجاز العلمي أنَّه ذكر في سبب ترغيب رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ للمسلمين أن يصوموا الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري،أنَّ البحر يمد في هذه الأيام لضوء القمر بقدرة الله ـ عزَّ وجل ـ ويصيب البحر الجزر في الليالي الظلماء، وكذلك الدم فإنَّه يزيد ضخه في هذه الأيام فأمر ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالصيام؛ لأنَّ الشيطان يزيد من عتوِّه، وكلام هذا العالم جيد ولا يعارض النصوص؛ ولله الحمد والمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
شاهد المقال: أنَّ للصوم تأثيراً كبيراً في دفع الشهوات وكسر حدَّتها، ولهذا يقول المصطفى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (الصوم جُنَّة) أخرجه البخاري (4/ 87،94) ومسلم: (1151) ومعنى جُنَّة: أي درعٌ واقية من الإثم في الدنيا، ومن النار في الآخرة، وفي الحديث الآخر: (الصيام جنة من النار كجنَّة أحدكم من القتال) أخرجه أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبَّان عن عثمان بن أبي العاص، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (3879)، وفي الحديث الآخر: (الصيام جنَّة، وهو حصن من حصون المؤمن) أخرجه الطبراني عن أبي أمامة، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع: (3881)
ويعجبني ما قاله الشيخ الدكتور: مصطفى السباعي ـ رحمه الله ـ حين ذكر حديث: (الصوم جنَّة) ثم عقَّب قائلاً: فقد قدَّم الحكمة من الصيام ثمَّ بيَّن آدابه، ليكون أوقع في النفس وأعمق أثراً، وليكون المؤمن أكثر اطمئناناً إلى العبادة حين يؤدِّيها، وإلى التشريع حين ينفذه) (أحكام الصيام وفلسفته: للسباعي/ صـ 53)
وإذا كبَح الصوم المعاصي نال العبد منزلة راقية في العبودية لله؛ لأنَّ الصوم ـ الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ـ يستطيعه كثير من الناس، بيدَ أنَّه ـ سبحانه ـ أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي وما دار في فلكها، وقد ذكرالإمام ابن حجر العسقلاني أنَّ العلماء: (اتفقوا أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً) والحقيقة أنَّ الناس انقسموا في الصيام إلى عدَّة أقسام: فمنهم من يكون صيامه الإمساك عن الأكل والشرب فقط، إلاَّ أنَّه مرتكب للفواحش مطلق بصرَه لما حرَّم الله من النظر إلى النساء اللاَّتي لا يحللن له، وبعضهم قد أرخى لأذنه لكي تستمع للأغاني المحرمة، ولا يخفى على ذي لبٍّ ما فيها من الفسق والكلام الفاحش، وبعضهم أطلق لفمه العنان فينطق بالكلام الساقط، والعبارات الرذيلة، والغيبة والنميمة والكذب؛ فهل هذا صيام من أراد جنَّة الرضوان؟
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ حين قال: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظُّه من قيامه السهر والتعب) أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة (2/ 373،441) وابن ماجه في سننه برقم (1690) بسندٍ جيد، وانظر صحيح الترغيب (1070).
إذا لم يكن في السمع مني تصاون وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت
فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما فإن قلت: إني صمت يومي فما صمت
ولهذا فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم، مفلسين في شهر الجود والإحسان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مرَّة لأصحابه: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه ثمَّ طرح في النار) أخرجه مسلم.
والمقصد: أنَه ينبغي على المرء أن يكون بكليَّته صائماً عمَّا حرَّم الله في شهر رمضان وفي غيره من الشهور؛ فإنَّ رمضان هو المحطة السنوية للغسيل الروحي، وليس يعني ذلك أنَّ المسلم إذا صام عن المحرمات في رمضان، أنَّه يجوز له أن يقترف ما حرَّم الله من المعاصي والموبقات في غير هذا الشهر؛ فليكن رمضان زاداً إيمانياً لكل الشهور القادمة من بعده، ودورة تربوية يزداد فيها رصيد العمل الصالح، ويكثر فيه محاسبة النفس ومنعها من الحرام، وقد قال الله: (فأمَّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإنَّ الجنَّة هي المأوى).
أمَّا إذا كان صوم المسلم عن المحرمات في هذا الشهر، ومن ثمَّ إذا أدبرت شمس اليوم الأخير منه، عاد إليها كما لو أنَّ شيئاً لم يكن؛ فإنَّه لا يناسبه إلاَّ ما قاله الإمام أحمد والفضيل بن عياض: بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلاَّ في رمضان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليتَّق الله هؤلاء وليخشوا نقمته، وليعلموا أنَّ ذلك لن ينجيهم من عقاب الله وحسابه، وممَّا يعجب له المطَّلع على أحوال بعض العوام حيث يحفظ هؤلاء حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهنَّ) ثم يقفون عند هذا الحد، وينسون أو يتناسون تكملة هذا الحديث: (إذا اجتنبت الكبائر).
فليدرك الإنسان نفسه، وليجدد توبته لربه وليبتعد عن منكرات الأخلاق والأقوال والأعمال؛ فإنَّ رسول الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) أخرجه البخاري. ويقول: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل؛ فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم) أخرجه البخاري ومسلم.
وقد ذكر الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ أنَّ بعض السلف قال: (أهون الصيام ترك الشراب والطعام، وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء!!) لطائف المعارف (صـ/292)
وقد وقعت أثناء بحثي في هذا الموضوع على كلام جيد للإمام أبي حامد الغزالي ـ وإن كان فيه شيء من النَّفَس الصوفي ـ حيث قال في كتابه إحياء علوم الدين: (اعلم أنَّ الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص. فأمَّا صوم العموم فهو كفُّ البطن والفرج عن قضاء الشهوة، وأمَّا صوم الخصوص فهو كفُّ السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام، وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عمَّا سوى الله عزَّ وجلَّ بالكلية) إحياء علوم الدين (1/ 328) فالحذر كلَّ الحذر من إبطال الصيام بالموبقات، وقد كان بعض العلماء يرى أنَّ الغيبة تبطل الصيام ويحتاج المرء لقضاء هذا اليوم الذي فاته.
قال مجاهد بن جبر المكي ـ رحمه الله ـ: (خصلتان تفسدان الصيام: الغيبة والكذب، وقال سفيان الثوري: الغيبة تفسد الصوم) إحياء علوم الدين (1/ 329)
صحيح أنَّ القول الراجح أنَّ الغيبة لا تفطر الصائم؛ بمعنى أنَّ من اغتاب لا يلزمه قضاء يوم مكان ذلك اليوم الذي اغتاب فيه، بيد أنَّ شهر رمضان تعظَّم فيه ارتكاب المعصية باعتبار لأنَّه اقترف هذه المعاصي في زمن شريف، ولهذا ما على من فعل ذلك إلاَّ كثرة الاستغفار، ودعاء الله ـ عز وجل ـ أن يتوب عليه وأن يغفر له ذنبه، وقد روي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: (الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل).علَّق الإمام ابن رجب على هذا الأثر قائلاً: (فصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، كم نخرق صيامنا بسهام الكلام، ثمَّ نرقعه، وقد اتسع الخرق على الراقع والمقصود أنَّ من أراد الصوم الحقيقي فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته:
أهل الخصوص من الصوام صومهم ... صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون وأهل الأنس صومهم ... صون القلوب عن الأغيار والحجب)
لطائف المعارف/صـ314
3ـ تذكر المحرومين ومواساتهم:
إنَّ الصيام مواساة وإحسانٌ ... قضى بذلك قرآن وبرهان
نعم الصيام مع المعروف تبذله ... وليس فيه مع الحرمان حرمان
من مقاصد الصيام الجليلة أنَّ فيه تجربة لمقاساة الحرمان والجوع، وتذكُّر الفقراء الذين يقاسون الحرمان أبد الدهر، فيتذكر العبد إخوانه الفقراء وكيف أنَّهم يعانون الأمرَّين من الجوع والعطش، قال العلامة ابن الهمام عن الصائم: (إنَّه لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات، ذكر مَنْ هذا حالُه في عموم الأوقات، فتسارع الرقة عليه) (فتح القدير2/ 42)، ومن تدبر ذلك هيَّأ قلبه لمواساة الفقراء بالمال والإطعام والتصدق والبذل والجود والإحسان؛ لأنَّهم إخوانه المؤمنون، وهذا من أعظم التكافل الاجتماعي، والذي يجعل العبد يشعر بشعور معاناة أخيه الفقير ومعدوم المال، وقد ذكر ابن رجب ـ رحمه الله ـ عن بعض السلف أنَّه سئل: (لِمَ شُرِع الصيام؟ فقال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع.) لطائف المعارف/صـ314.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورحم الله الإمام القسطلاني حين كتب: (وإنَّما يجد ذوق التعب من نازله، ويعرف قدر الضرر من واصله، وفي مثل ذلك قيل:
لا يعرف الشوق إلاَّ من يكابده ... ولا الصبابة إلاَّ من يعانيها)
(مدارك المرام في مسالك الصيام/ للقسطلاَّني/صـ74)
فما أجمل مقصد الشارع الحكيم في مشروعية الصوم، ولا ريب أنَّه يسبب تآلف أرواح الصائمين، وليس شيء أقوى من هذه الإرادة المتينة، فأين نحن إذاً من شعورنا بمعاناة إخوانٍ لنا فراشهم الأرض، ولحافهم السماء، وأكلهم ضئيل، وزادهم أقلُّ من القليل، أفلا يليق بنا أن نشعر بمعاناتهم، ونكون ممَّن يواسيهم، خاصَّة أنَّ العلماء ذكروا أنَّ من أسماء هذا الشهر: (شهر المواساة) حيث يواسي فيه الأغنياء، إخوانهم الفقراء والمعدمين. ونتأسَّى برسول الهدى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حيث إنَّه كما ذكر ابن عبَّاس ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان) أخرجه البخاري (1902) ومسلم (2308)
ولهذا استحبَّ العلماء تفطير الصائمين المساكين خصوصاً، والمسلمين الموسرين عموماً لإطعامهم، والشعور بالتكافل الاجتماعي فيما بينهم، وتوثيق الروابط الاجتماعية لديهم؛ فقد أخرج البيهقي بسنده عن أمِّ عمارة بنت كعب الأنصارية أنَّ النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ دخل عليها فدعت له بطعام فقال لها: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (إنَّ الصائم إذا أُكِل عنده صلَّت عليه الملائكة حتَّى يفرغوا) السنن الكبرى (4/ 305) وفي رواية الترمذي وزاد: (وربَّما قال: حتَّى يشبعوا) أخرجه الترمذي وحسَّنه. وليس معنى تفطيرالصائم هو أن تعطي صاحبك أوالفقير بضع تمرات ورطبات وماء، بل معنى ذلك أن تفطر الصائم وتشبعه كما ذكر الإمام ابن تيمية، حيث قال: (والمراد بتفطيره أن يُشبعه) (الاختيارات الفقهية/ ص109) ويستدل لذلك بما في الحديث المذكور آنفاً.
ومن الأحاديث الدالَّة على استحباب تفطير الصائم، قوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنَّه لا ينقص من أجر الصائم شيء) أخرجه الإمام أحمد (2/ 174) وصحَّحه الألباني في الإرواء (1415)، ومنها حديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، مرفوعاً إلى رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (من سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتَّى يدخل الجنَّة).
والمراد أنَّ من بيده شيئاً من المال الفائض فليقدم شيئاً منه لإخوانه الذين لا يجدون ما يأكلون وما يطعمون، وإنَّ من خير التصدق؛ التصدق في شهر الصوم، حيث يضاعف الله فيه الدرجات، ويزيد الحسنات، ومن هذا المنطلق فإنَّ أهل العلم كانوا يستحبُّون استحباباً كبيراً التصدق في هذا الشهر، قال الإمام الشافعي: أحبُّ للرجل الزيادة بالجود في رمضان، اقتداءً برسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم! (لطائف المعارف/صـ315)
4ـ حفظ الصِّحَّة:
من حِكَمِ الصيام؛ أنَّ فيه فوائد صحية كثيرة وفيه راحة للبدن، وإجازة للجهاز الهضمي لإعطائه فترة من الزمن يستريح فيها من الامتلاء والتفريغ فيحصل له استجمام وراحة يستعيد بها نشاطه وقوته، ولا شك أنَّ المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، كما قال طبيب العرب الحارث بن كلدة.
وليس من شكٍّ أنَّ الصوم فيه صحَّة وراحة للإنسان، وأنَّه مقاوم لأمراض عدَّة قد تجتاح جسم الإنسان، أو أنَّه يخفف من وطئتها إذا ابتلي بها الجسم، ومن فوائد الصيام الصحية: الوقاية من الأمراض وخاصة أمراض المعدة، وزيادة الوزن، وزيادة الدهون، وزيادة الضغط، والسكري، والتهاب المفاصل.
ولهذا فإنَّ بقراط الملقب بأبي الطب اليوناني قد استعمل الصوم كعلاج خلال الأيام الأولى من المرض، وكان يصف أنواعاً مختلفة من الصوم تتناسب مع المرض الذي يصاب به الشخص المريض (انظر: الصوم علاج كلِّ الأمراض ـ للدكتورة: أميَّة لحُّود: صـ8).
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول الدكتورة (أميَّة لحود): (لقد أجريت عدَّة تجارب على بعض الطلاب، أثبتت أنَّ الصوم لفترة قصيرة يزيد في قدرة هؤلاء الطلاب الذكائية والفكرية، ويجعل منهم طلاباَ يملكون منهم قدرة أكثر على استيعاب دروسهم وحفظها، أمَّا السبب لكل هذا فهو أنَّ الصوم يتيح للجسم أن يطرح كل السموم المتراكمة، فيصبح الدم نقياً، ويتغذى به الدماغ بطريقة أفضل) (الصوم علاج كل الأمراض/ صـ19ـ20)
ولا ريب أنَّ ذلك يوضح عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ في أنَّه ما شرع لنا شيئاً إلا وفيه من سبل الخير والنفع الشيء الكثير.
ولقد وعى الأطباء أهمية الصوم وصاروا يقدمونه على كثير من أنواع الأدوية والعلاج، فيقول الدكتور (نيكولاي): (إنَّه من المهم أن نطلب من المريض أن يصوم ويخسر بعضاً من وزنه من أجل أن يحصل على الشفاء التام، خير من أن نملأ بطنه بالعقاقير والأدوية وجميع أنواع الغذاء).
بل إنَّ الدكتور (وولف بايير) الألماني وضع كتاباً عنوانه: (العلاج بالصوم علاج المعجزات) وأكَّد أنَّ الصوم، هو الواسطة الأكثر فعالية من أجل القضاء على كل الأمراض، وساوى أهمية الصوم بأهمية الجراحة).
وقد ذكرالشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ عن بعض أطباء الإفرنج أنَّه قال: (صيام شهر في السنة يذيب الفضلات الميتة في البدن منذ سنة) تفسير المنار (2/ 145)
وفي هذا يقول الدكتور: محمد محمد أبو شوك في مقالة له: (الصوم والجهاز العصبي): (فإلى من يتردَّدون إلى عيادات الأطبَّاء، طلباً لدواء يذهب عنهم التوتر العصبي، والأرق، والكآبة، وغيرها من الأمراض، التي تذهب بالعقول؛ هاكم رمضان، لو تمسَّكتم بروحانيته، وما يضفيه على نفوسكم من خير لما احتجتم في يوم من الأيام، إلى ما لا نهاية له من علاج ودواء) بيدَ أنَّ بعض الناس لا يعطون لهذا الشهر مقصده من ذلك لترويض النفس على التقلُّل من الأكل، كما ذكر الإمام الغزالي بأنَّ (مقصود الصوم الخواء، وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى) إحياء علوم الدين (1/ 230)
والعجب حين تجد كثيراً من الناس حين يقدم هذا الشهر المبارك يذهب إلى السوق ويشتري من الحاجيات ما يفوق شراءه لأكثر من ثلاثة أشهر، من المأكولات والمشروبات والحلويات وما إلى ذلك، وكأنَّ هذا الشهر شهر أكلات ووجبات! ولهذا زادت كثير من أمراض الناس لكثرة أكلهم، حتَّى إنَّ الإنسان لو ذهب إلى المسشفيات لوجد أنَّ أكثرها من قسم الباطنية والأمراض المتعلقة بكثرة الأكل والشرب، حتَّى إنَّه صار ملحوظاً كثرة السمنة والترهل بسبب كثرة المطعومات وإدخال الطعام على الطعام، والله ـ سبحانه وتعالى ـ يقول: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا). قال بعض العلماء: (جمع الله بهذه الآية الطبَّ كلَّه)
وقد كان أسلافنا الكبار ينهون عن كثرة الأكل؛ فقد قال لقمان لابنه: (يا بني! إذا امتلأت المعدة، نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة). وقال حاتم الطائي وهو المشهور بكرمه:
فإنَّك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذمِّ أجمعا
ولهذا فقد ذكر علماء الطبِّ أنَّ تناول الفطور حتَّى الشعور بالتخمة يؤدِّي إلى إفساد الفوائد الصحية للصوم، ولهذا فإنَّه ينبغي على المسلم أن يكون محافظاً على تلك الفوائد المجنية من شهر الصيام، ولا يفسدها بكثرة الأكل والإسراف في المشتريات من المطعومات، ولقد قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني: (من الإسراف الأكل فوق الشبع، ومن الإسراف الاستكثار من المباحات والألوان، ومن الإسراف أن يضع على المائدة من ألوا ن الطعام فوق ما يحتاج إليه الأكل) (كتاب الكسب للشيباني/ صـ 79ـ83).
فهل يعي المسلمون أنَّ هذا من الإسراف؟! وإنَّ المرء ليستغرب من الكثير من أبناء المسلمين، حين يجدهم يتهافتون على الأكل من أصناف عديدة بعد صيامهم، وكأنَّهم لم يأكلوا مدَّة شهر، ولو نصحهم أحد بتخفيف ما يأكلونه، وعدم الإسراف فيما يقدِّمونه من مطعم ومشرب، لضجُّوا وأكثروا، وقالوا ألا تعلم أنَّنا قد صمنا عشر ساعات فأكثر، ولم نطعم أكلاً ولا شراباً؟ فعجباً من هؤلاء، وحقَّ أن يقال فيهم مقولة الشيخ: أحمد شهيد الحلبي باللهجة الشاميَّة: (نأكل بالأرطال، ونشرب بالأسطال، بدنا نكون أبطال، هذا شيء بطَّال!!)
5ـ تقوية الإرادة وتحقيق الصبر:
(يُتْبَعُ)
(/)
من مقاصد الصيام التحلي بفضيلة الصبر، وتقوية الإرادة، فالصيام كما قال السباعي ـ يرحمه الله ـ (رجولة مستعلنة وإرادة مستعلية) (أحكام الصيام / صـ89) وحين خرج قوم طالوت معه للجهاد في سبيل الله ومقاتلة عدو الله جالوت، ابتلى الله ـ عز وجل ـ قوم طالوت بالصوم والإمساك عن الشرب من النهر، وأنَّ من شرب منه لم يستطع أن يجاهد شهوة نفسه ويصبر عليها؛ فكيف يريد أن يجاهد الكفار أعداء الله ـ عز وجل ـ، ومن مرَّ من هذا النهر وصبر وصابر على الصوم فإنّهَ سينال شرف الجهاد في سبيل الله، والانتصار على الكفار.
ولهذا قال تعالى: (فلما فصل طالوت بالجنود قال إنَّ الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلاَّ من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم) وهؤلاء القليل الذين لم يشربوا من هذا النهر وصبروا على ذلك هم الذين نالوا العز والمجد والنصر على قوم جالوت الكافرين.
ومن هنا فإنَّ الصوم من أعظم المدارس التربوية التي تعين المرء على التربي على فضيلة الصبر والمصابرة، كيف وأنَّه تعالى قال: (واستعينوا بالصبر والصلاة) وقد فسَّر بعض العلماء الصبر المقصود بالآية بأنَّه: الصوم، قال ابن رجب: (فإنَّ الصيام من الصبر، وقد قال الله ـ تعالى ـ: (إنَّما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)) لطائف المعارف/صـ283) وقد جمع الله في هذه المدرسة أنواع الصبر الثلاثة التي ذكرها العلماء وهي:
أ ـ الصبر على طاعة الله، بأن تصبر نفسك على هذه الطاعة، وتصومها إيماناً بالله، وابتغاء لدرجاته، واحتساباً لثوابه.
ب ـ الصبر على معصية الله، وذلك بأن يتعود العبد على الصوم عمَّا حرَّم الله ـ عزَّ وجل ـ في هذا الوقت من أكل المفطرات التي تفسد صومه، أو الصبر على المعاصي والفواحش والذنوب وموبقات الأعمال؛ فكلما أراد أن يفعل العبد معصية تذكر أنَّه في صوم وعبادة فيصبر نفسه على عدم فعلها ابتغاء لثوابه سبحانه.
ج ـ الصبر على أقدار الله، وهذا أمر واقع في الصوم فإنَّ الله عزَّ وجل قد قدَّر على المسلمين الصيام، وألزمهم به، فيلزمهم أن يطيعوا الله، ويستسلموا لأوامره، وينقادوا لأقداره، ومن ذلك ما يلاقيه المسلم من الجوع والعطش في تأدية هذه العبادة.
وقد ورد كما عند الترمذي وحسَّنه، وابن ماجه: (إنَّ الصوم نصف الصبر) وجاء في الحديث: (صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحر الصدر) أخرجه البزار عن علي وابن عباس، وأخرجه الطبراني والبغوي عن النمر بن تولب (انظر صحيح الجامع الصغير (3804)) ومعنى وحر الصدر: أي غشَّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ، والله أعلم.
فإذا صبر الإنسان على ذلك فإنَّ الله يوفيه أجره بالثواب الجزيل، والخير العميم، وقد قال تعالى: (ذلك بأنَّهم لا يصيبهم ظماٌ ولا نصبٌ ولا مخمصة في سبيل الله ولا ينالون من عدوٍّ نيلاً إلاَّ كُتِبَ لهم به عمل صالح).
وحيث أنَّ الصوم مدرسة للصبر، فهو أيضاً مدرسة لتربية الإرادة، (وقد وضع أحد المفكرين الألمان كتاباً في تقوية الإرادة، فجعل الصوم هو الأساس، وذهب فيه إلى أن الصوم هو الوسيلة الفعَّالة لتحقيق سلطان الروح على الجسد، فيعيش المرء وهو قوي الإرادة، متصلب العزيمة) (الصوم مدرسة تربي الروح ـ للشيخ: عبدالرحمن الدوسري).
6ـ التدريب على الدقَّة والنظام واحترام المواعيد:
ويكفي شاهداً على ذلك قوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: (إذا أذن بلال فلا تمسكوا، ولكن أمسكوا إذا أذَّن ابن أم مكتوم) أخرجه البخاري ومسلم، والفرق بين أذان ابن أم مكتوم وأذان بلال كما في الحديث: (ما بينهما إلاَّ أن ينزل هذا ويصعد هذا)!
فلنتأمَّل هذه الدِّقة في كيفية الإمساك عن الطعام وقت الصوم من خلال هذا الحديث، لكي تتربى النفوس على دقة المواعيد، وعلى الاهتمام بالأوقات، إلاَّ أنَّه ويا للأسف قد دارت رحى الأيام واستلقت على القاع القمم، فصرت ترى الكفرة والملحدين، يطبقون هذا الخلق الجميل فيما بينهم، فهذا هرتزل خطَّط بأن يقيم منظمة صهيونية خلال خمسين سنة فأفلح ومن معه في إنشائها بل أقام دولة كاملة (إسرائيل) في أقل من خمسين سنة!
فيتوجب علينا أن نستفيد من الهدي النبوي في أهمية الانضباط في المواعيد، والاهتمام بترتيب الأوقات، ليكون ذلك ديدننا مدى العمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
7ـ تجديد الطاقة، وتوجيه الهمَّة نحو العمل:
ومن مقاصد هذا الشهر تعويد البدن على العمل والحركة والنشاط، وكثرة الطاعات، وألوان العبادات، وأشكال البر والخيرات؛ ذلك أنَّ في هذا الشهر حيوية واضحة، ودورة إيمانية تربوية لائحة.
ويعجبني ما قاله الدكتور: بدران الحسن في مقال له بعنوان: (رمضان وتوحيده الأمَّة ثقافياً واجتماعياً) حيث يقول: (إنَّ رمضان يعلِّم الناس الإنجاز العملي، والإعراض عن الخوض في ما لا ينفع من القول، أو بتعبير مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ إنَّ رمضان يعلِّمنا (المنطق العملي) فنتحوَّل من القول وفق ما يقول القرآن، إلى العمل بما يقول) ا. هـ.
ومن يلاحظ كثيراً من دور المسلمين وبيوتهم خلال هذا الشهر، فسيجد فيها الركود والتثاقل عن العمل، أو أنَّ بعضهم يبدأ هذا الشهر بهمَّة وثابة، وعزمة تواقة لكل خير، وما أن تمضي خمسة أيام أو عشرة حتَّى تجد الركود قد سرى في جسمه، والكلل بان على محياه، والملل صار طابعه في العمل.
لكنَّ الملاحظ في حياة الصحابة والسلف الصالح؛ قوَّة النشاط في تحري الخير، وكثرة العمل الصالح في هذا الشهر، ومن ذلك الغزوات والسرايا الكثيرة التي خرجت للجهاد في سبيل الله، ومنها معركة بدر في اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة، وفتح مكة في اليوم العاشر من رمضان في السنة الثامنة من الهجرة، وقد كان هذا في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ ثم أتت من بعده الفتوحات الإسلامية العظيمة، التي شرَّفت وجه الأمة الإسلامية بكثرتها لإدخال الناس في سبيل الله، وتحطيم الطواغيت التي تحول بين عوام الكفار وبين الدخول في الإسلام، ومن هذه الغزوات وقعة البويب في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وفتح النوبة في السنة الحادية والثلاثين من الهجرة، وفتح الأندلس في الثانية والتسعين من الهجرة، والفتوح الإسلامية للمسلمين في فرنسا في السنة الثانية بعد المائة من الهجرة، وفتح عمورية في السنة الثالثة والعشرين بعد المائتين الهجرية، وتوالت الفتوحات بعد ذلك بفتح حارم، وصفد، والمعركة العظيمة عين جالوت، وفتح أنطاكية، وفتح أرمينيا الصغرى، ومعركة شقحب، وفتح جزيرة قبرص في عهد المماليك، وفتح البوسنة والهرسك، وفتح بلاد الصرب وعاصمتها بلغراد.
كلُّ ذلك دليل واضح على أنَّ شهر رمضان، شهر عبادة وعمل وفتوح وانتصارات، لا شهر رفاهية، وكثرة وجبات، والتفنن في الأكلات، حتَّى إنَّه لو قدم قادم من دولة كافرة ورأى كثرة ذهاب الناس للأسواق قبل بداية شهر رمضان؛ لظنَّ أنَّ الشهر القادم شهر عيد وأعراس واحتفالات وتجمعات، فنسأل الله المزيد من عفوه.
والمراد أنَّه ينبغي على أهل الصيام أن يشدوا عزائمهم في السير نحو كلِّ طاعة، ويواصلوا عملهم الصالح في هذا الشهر، ويواكبوا مع تلك الأعمال الصالحة، حسن الخلق والبشاشة في وجوه الخلق، وقد أخرج الإمام أحمد في المسند بسند حسن أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: (إنَّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)، فما البال وأهل الصيام صائمون في شهر رمضان، فماذا سيدركون مع صومهم وحسن خلقهم من الأجور الكثيرة، والحسنات الغزيرة من الكريم المتعال ـ سبحانه وبحمده ـ؟
نسأله ـ سبحانه ـ التوفيق والسداد، والهدى والرشاد، وعلى الله الاتِّكال، ومنه الاستمداد، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 09:42]ـ
ما شاء الله موضوع قيم ومفيد على عادتكم يا شيخ خباب.
حفظكم المولى وسدد خطاكم، ولطفاً راجع بريدك الخاص.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 12:32]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم خالد العامري
وجزاك خيرا
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 07:39]ـ
اللهم بلغنا شهر رمضان واجعلنا فيه من المقبولين ... آمين
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 03:43]ـ
اللهم بلغنا شهر رمضان واجعلنا فيه من المقبولين ... آمين
آمين آمين .. وجزاكم الله خيرا
استفدت كثيرا من هذه المقالة
ومازلت في المقصد الثالث وهذه استراحة:)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 10:31]ـ
شرفت بمرورك وتعليقك أخي عبد الملك السبيعي
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 10:23]ـ
بوركت على هذا الموضوع القيّم يا استاذ خباب ونحن مشتاقون لسماع صوتكم وطروحاتكم على الايميل، مع تحياتي لك وللجميع
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 08:46]ـ
يُرفع لمناسبة الوقت.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:46]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور صالح النعيمي
ـ[أسماء]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 05:30]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم بلغنا شهر رمضان واجعلنا فيه من المقبولين ... آمين
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 09:10]ـ
كل عام وأنتم بخير
ـ[حارث البديع]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 11:14]ـ
يارب اقبلنا فيه
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:22]ـ
الشيخ الكريم خباب الحمد: جزاك الله خيراً على هذا الموضوع النافع الذي يلامس القلوب ويحفز النفوس ويثير المشاعر ويقوي الإرادة ويعين العبد على تأمل أسرار العبادات وآثار الطاعات.(/)
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من ابن الزاغوني وابن حامد وأبي يعلى
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 09:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت شيخ الإسلام ابن تيمية (في بعض المواضع) يصف ابن الزاغوني وأبي يعلى بالميل إلى التأويل والتأثر بالمتكلمين.
وهذا قد يكون واضحاً في بعض كتبهم (وهي مطبوعة).
لكن في المقابل ففي كتبهما أيضاً ميل إلى المبالغة في الإثبات.
ووجدت ابن الجوزي يحط كثيراً على ابن حامد.
فهل هناك من جمع كلام ابن تيمية في هؤلاء الثلاثة وفي كتبهم؟
وهل هناك دراسات مهمة عن هؤلاء الثلاثة؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت شيخ الإسلام ابن تيمية (في بعض المواضع) يصف ابن الزاغوني وأبي يعلى بالميل إلى التأويل والتأثر بالمتكلمين.
.
هلا نقلت كلام شيخ الإسلام في وصفه لهما بميلهما الى التأويل؟؟؟
خصوصا ان الإمام ابا يعلى من أبعد الناس عن التأويل حتى انه صنّف كتابه " إبطال التأويلات " ردا على ابن فورك الأشعري
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 01:36]ـ
وأبي يعلى
الصواب: أبا يعلى ..
وأستغفر الله.
بالنسبة لكلام شيخ الإسلام فيوجد في درء التعارض، وأظن الشيخ سليمان العلوان نقله في رده على السقاف.
أما أبو يعلى فإن كان بالغَ في الإثبات في (إبطال التأويلات) فقد مال إلى المتكلمين في (المعتمد).
فهل من نبيه يحل لنا الإشكال؟
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:57]ـ
على ذهني الآن من كلام شيخ الإسلام في هذا المعنى ما حاصله: أن القاضي أبا يعلى عول في بعض المسائل الكلامية على ما قرره المتكلمون من الصفاتية كابن كلاب ونظرائه، لا أنه يقصد إلى التأويل قصداً، ولهذا يقع في كلامه في هذا الجنس من الاضطراب بحسب اختلاف مواده الأثرية الكلامية ... ، فيكون في بعض طريقته للإثبات أقرب إلى طريقة السالمية ونحوهم من الذين أسسوا الإثبات على أصول لا تلائم الأثر، ولا سيما في فروع مسألة الكلام والصفات الاختيارية ..
وتعرض شيخ الإسلام لحال أبي يعلى وابن الزاغوني في هذا كثير وهو من أخبر الناس بهما لوجوه لا تخفى، فالوقوف على بعض ذلك لا يعسر مع وسائل البحث العديدة السريعة إن شاء الله تعالى ..(/)
ما حكم قيام المجند العسكري للضابط إذا دخل عليه أو مر بجنبه؟.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء الأفاضل الأكابر
طلبة العلم الأعزاء
عسلهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال أبحث عن جواب له مع الأدلة الصحيحة (ما حكم قيام المجند العسكري للضابط إذا دخل عليه أو مر بجنبه؟.)
وجزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو معاوية الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 08:41]ـ
-معذرة مشايختي الفضلاء على تدخلي و تطفلي- ..
إلا أنني -و بصفتي من أولئك القوم- فأنني أنهى من حولي عن قيامهم لي ..
و لا يليق بالرجل المسلم أن يطالب أخيه بالقيام ..
و ذلك لما في القيام من الإجلال المبالغ فيه و الذي لا ينبغي أن يُصرف إلا لله سبحانه و تعالى.
و لأن ذلك مما درجت عليه عادة الأعاجم في تحيتها لأكابرها ..
و لا ينبغي أن يتشبه الرجل بالقوم ..
و لا ينبغي أن يُقرّ ذلك بصفته (عرفاً عسكرياً) .. فكل عرفٍ خالف الشرع فلا اعتبار له ...
و لما فيه من ترسيخ مفهوم الكبر لدى المعظم و المبجل ..
و الله أعلم ..
ما زلنا ننتظر العلماء الفضلاء كي يجيبوننا عن تساؤلنا ..
و يصححوا ما نهجته و ذهبت إليه .. أو يناقشوه ..
و الله الموفق ..
أخوكم: أبو معاوية الغامدي.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:34]ـ
الأخ السائل الكريم .. تفضل هذه المحاضرة للشيخ / محمد بن إسماعيل المقدم .. وفيها مرادك إن شاء الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62280
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 08:58]ـ
مثل هذه المسائل ينبغي أن تعرض على اللجنة الدائمة للإفتاء أو المفتي العام، لأن لها صفة العمومية في العسكريين، وتحتاج إلى معالجة على مستوى عال ..(/)
موقف الصحابة في فتنة مقتل عثمان ...
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 06:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجميعن.
لقد شاع قتنة مقتل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – شيوعاً أعظم مما كان فيها من مواضع القدوة، وما كان فيها من العدل، والإنصاف، والمثل العليا في تحقيقها، وأكثر مما كان من هذه الفتنة قصة المؤمنين الصادقين الأبرار، مما يبين قوة إيمانهم، ويقينهم، وتعلقهم بخالقهم، مما يزيد الإيمان ويحسن الاقتداء بهم.
من ذلك رفض أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قتال محاصريه، وما في ذلك من إيثار وتقديم لمصالح الأمة على مصالحه الشخصية، فإن فيه دلالات قوية على قوة إيمانه – رضي الله عنه – وتعلقه بربه، واستحضاره للحياة الآخرة.
فإن هذه الفتنة لم تشع فحسب، بل زيد فيها الكثير، وحرف منها شيء غير قليل، وشوه أكثرها، حتى اتخذها أهل الأهواء والبدع سبيل في طعنهم في الصحابة – رضي الله عنهم – زاعمين بأنهم متقاعسين ليسهل بذلك عليهم الطعن في الإسلام.
والمنصف المتتبع للروايات التاريخية الصحيحة يظهر له زيف ما اتهم به الصحابة مهاجرين وأنصار من تخاذل وتقاعس عن نصرة عثمان – رضي الله عنه –، وكل ما روي في ذلك، فإنه لا يسلم من علة إن لم تكن عللاً قادحة في الإسناد والمتن معاً.
ولكن يأبى أمير المؤمنين عثمان – رضي الله عنه – القتال وسفك الدماء حقناً لدماء المسلمين، وعملاً بوصية رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – التي سار بها، وبينها عثمان – رضي الله عنه – يوم الدار، وأنها عَهد عُهد به إليه وأنه صابر نفسه عليه.
فقد قال الإمام أحمد في مسنده (6/ 51 - 52): ثنا يحيى، عن إسماعيل، قال: ثنا قيس، عن أبي سهلة، عن عائشة قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: أدعوا لي بعض أصحابي.
قلت: أبو بكر.
قال: لا.
قلت: عمر.
قال: لا.
قلت: ابن عمك علي؟
قال: لا.
قالت: قلت: عثمان.
قال: نعم.
فلما جاء عثمان قال: تنحى. فجعل يساره، ولون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار وحصر فيها. قلنا: يا أمير المؤمنين: ألا تقاتل؟
قال: لا، إن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – عهد إلي عهداً وإني صابر نفسي عليه.
إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين إلا أنا سهلة وهو ثقة.
كما علم – رضي الله عنه – بأن هذه الفتنة ستنتهي بقتله، وذلك فيما أخبره به رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – عند تبشيره إياه بالجنة على بلوى تصيبه، وأنه سيقتل مصطبراً بالحق معطيه في فتنة، وذلك فيما رواه البخاري في صحيحه، فتح الباري (7/ 21 - 22، 43، 52 - 53، 10/ 597، 13 - 43، 220) من حديث أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أمره أن يبشر عثمان بالجنة على بلوى تصيبه.
وهذه الأخبار تفسر لنا جلياً سبب أصرار عثمان – رضي الله عنه – على رفض القتال أثناء الحصار، وهذا الموقف طالما حاك حوله أهل الأهواء والبدع الأساطير.
كما ثبت بالدليل الصحيح بأن الصحابة – رضي الله عنهم – لم يتقاعسوا في نصرة عثمان – رضي الله عنه –، بل عزموا إلى نصرته حتى منعهم عثمان – رضي الله عنه –، بل عزم بعض الصحابة – رضي الله عنهم – على الدفاع عنه دون استشارته، فدخل بعضهم الدار مستعداً للقتال، فقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – معه في الدار، متقلداً سيفه لابساً درعه ليقاتل دفاعاً عن أمير المؤمنين، ولكن عزم أمير المؤمنين عليه أن يخرج من الدار خشية أن يتقاتل مع القوم عند دخولهم عليه فيقتل، كما لبسه مرة أخرى أيضاً.
ونذكر هذا الموقف ليس على سبيل الحصر، ولكن على سبيل المثال. وهذا بيان دفاع بعض الصحابة عن أمير المؤمنين عثمان – رضي الله عنه –.
الأنصار:
قال خليفة بن خياط في التاريخ (ص173): وحدثنا كهمس قال: نا ابن أبي عروبة عن قتادة أن زيد بن ثابت قال لعثمان: "هؤلاء الأنصار بالباب: إن شئت كنا أنصار الله مرتين فقال: لا حاجة لي في ذلك، كُفُّوا"، إسناده حسن لغيره.
ومن طريق خليفة أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص401).
(يُتْبَعُ)
(/)
,اخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 205) وابن سعد من وجه آخر عن زيد بن ثابت – رضي الله تعالى عنه – كلاهما عن عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال جاء زيد بن ثابت إلى عثمان: وذكره بنحوه وأخره "أما القتال فلا".
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص400) وفي روايته زيادة: "وهو محصور ومعه ثلاثمائة من الأنصار، فدخل على عثمان فقال: ... ".
وهذا الإسناد رجاله رجال الشيخين، إلا أن ابن سيرين لم يدرك زيد بن ثابت.
ورواه أبو عرب عن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن سعيد عنه محمد بن سيرين به مثله.
وهاتين الطريقين يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره، وله شاهد عند البخاري.
قال البخاري في التاريخ الصغير (1/ 101): حدثنا إسماعيل حدثني ابن وهب عن يونس، عن ابن شهاب بلغني أن كعب بن مالك قال: "يا معشر الأنصار، كونوا أنصار الله مرتين"، يعني في أمر عثمان.
ورواه من طريقه ابن عساكر. رجاله ثقات رجال الشيخين.
إسناده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فشيخ الزهري مبهم. كما أن في رواية يونس عن الزهري وهماً قليلاً. فيعتبر هذا من بلاغات الزهري.
ويشهد له ما تقدم، فيتقي إلى درجة الحسن.
حارثة بن النعمان وجماعة معه:
قال البخاري في التاريخ الصغير (1/ 101): حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الله ابن رباح أن حارثة بن النعمان قال لعثمان وهو محصور: "إن شئت أن نقاتل دونك".
ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 402) وفيه: عبد الله بن زياد والصواب رباح. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 299): - عن هذا الخبر - "رواه البخاري في (التاريخ) من طريق ثابت بن رباح".
وفي رواية ابن عساكر: "حماد بن زيد". إسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم.
الزبير بن العوام وبني عمرو بن عوف والحسن بن علي بن أبي طالب وأبو هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير:
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص374): أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي قالا: أنا أبو الحسين بن النقور – زاد ابن السمرقندي: وأبو محمد الصريفيني، قالا: - أنا أبو القاسم بن حبابة.
ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم، وأبو محمد عبد السلام بن أحمد، وأبو عبد الله بن سمرة بن جندب، وأخوه أبو محمد بن عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح. قالا: أنا عبد الله بن محمد البغوي، نا مصعب بن عبد الله بن مصعب نا أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة وهو جد موسى أو أمه – قال: بعثني الزبير إلى عثمان، وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي وعنده الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وبين يديه مراكن مملأة ماء ورياط مضرجة فقلت: يعثني إليك الزبير بن العوام، وهو يقرئك السلام، ويقول لك: "إني على طاعتي لم أبدل، ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به"؛ فلما سمع الرسالة قال: "الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام وقل له: إن يدخل الدار لا يكن إلا رجلاً من القوم، ومكانك أحب إلي، وعسى الله أن يدفع بك عني"، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: "ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –؟ " قالوا: "بلى – زاد ابن حبابة يا ابا هريرة –" قال: "أشهد لسمعت رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول: "تكون بعدي فتن وأمور" فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: "إلى الأمين وحزبه" وأشار إلى عثمان بن عفان. فقام الناس فقالوا: قد أمكنتنا البصائر فأذن لنا في الجهاد. فقال عثمان: أعزم – أو كلمة نحوها – على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل.
إسناده من البغوي حسن لذاته، وبعضه صحيح لغيره؛ فمصعب وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وقد ثبت حديث صحيح عند ابن ماجه (1/ 41) من حديث كعب بن عجرة، وعند الإمام أحمد في المسند (5/ 33) من حديث مرة البهزي، ثبتت إشارة أبي هريرة – رضي الله عنه – إلى الفتنة بإسناد صححه أحمد شاكر، وأيضاً خرجه القزويني الحاكمي كما في الرياض النضرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه ابن عساكر من طريق: الزبير بن بكار وفيه اختلاف.
عبد الله بن الزبير:
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 70): أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: "قلت لعثمان يوم الدار: قاتلهم، فوالله لقد أحل الله لك قتالهم". فقال: "لا والله لا أقاتلهم أبداً". قال: فدخلوا عليه وهو صائم، قال: وقد كان عثمان أمر عبد الله بن الزبير على الدار، وقال عثمان: "من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله بن الزبير".
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان، 399 - 400) وأخرجه ابن أبي شيبة عن حماد به.
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
وتدليس أبي أسامة تدليس خفيف لا يضر، فقد ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين (30).
وأخف منه هشام بن عروة فقد ذكره في المرتبة الأولى، انظر: طبقات المدلسين (26).
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 70): أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ابن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير قال: "قلت لعثمان: يا أمير المؤمنين، إن معك في الدار عصابة مستنصرة بنصر الله بأقل منهم لعثمان، فأذن لي فلأقاتل، فقال: أنشدك الله رجلاً، أو قال: أذكر بالله رجلاً أهراق في دمه، أو قال: أهراق في دماً".
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان، 400) من طريقه.
قال خليفة بن خياط في التاريخ (173): حدثنا ابن علية قال: نا أيوب عن ابن أبي ملكية عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان: إنا معك في الدار عصابة مستبصرة ينصر الله بأقل منهم؛ فأذن لنا فقال: أذكر الله رجلاً أهراق في دمه، أو قال: دماً".
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان، 400) من طريقه. إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
وذكره البوصيري في المطالب العالية (4/ 294) وقال: "موقوف رواته ثقات"، وقال الحافظ في المطالب: "لأحمد بن منيع".
قال خليفة بن خياط في التاريخ (173): حدثنا معاذ عن ابن عون عن نافع قال: "كان ابن عمر مع عثمان في الدار".
ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان، 397 - 398) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين.
الحسن بن علي بن أبي طالب وأبو قتادة الأنصاري:
قال أبو بكر بن أبي الدنيا في المحتضرين (خ ق 12 ب حديث 343، كما في حاشية تاريخ دمشق ترجمة عثمان ص405): نا بشار بن موسى، أنا عبد الله بن مبارك، حدثني يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال: دخلت على عثمان وهو محصور، أنا ورجل من قومي نستأذنه في الحج فأذن لنا، فلما خرجت استقبلني الحسن بن علي بالباب، فدخل وعليه سلاحه، فرجعت معه، فدخل فوقف بين يدي عثمان. قال: "يا أمير المؤمنين ها أنا ذا بين يديك فمرني بأمرك". فقال له عثمان: "يا ابن أخي وصلتك رحم أن القوم ما يريدون غيري ووالله لا أتوقى بالمؤمنين، ولكن أوقي المؤمنين بنفسي"، فلما سمعت ذلك منه قلت: "يا أمير المؤمنين، إن كان من أمرك كون فما تأمر"، قال: "انظر ما اجتمعت عليه أمه محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –، فإن الله لا يجمعهم على ضلالة، كونوا مع الجماعة حيث كانت".
قال بشار: "فحدثت بن حماد بن زيد، فرق ودمعت عيناه، وقال: رحم الله أمير المؤمنين، حوصر نيفاً وأربعين ليلة، لم تبد منه كلمة يكون لمبتدع فيها حجة". ورواه من طريقه ابن عساكر.
إسناده ضعيف. بشار ضعيف، كثير الغلط، ويونس في روايته عن الزهري وهم قليل.
ولعرض الحسن على عثمان – رضي الله عنهما – القتال دونه شواهد، فيتقوى بها إلى درجة الحسن لغيره.
ولقوله: "أقي المؤمنين بنفسي" شاهد، رواه سعيد بن منصور في السنن (2/ 334)، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة.
وذكره محب الطبري في الرياض النضرة (3/ 45 .. ).
عبد الرحمن بن عوف:
قال ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 242): غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم أنه سمع أباه قال: رأيت عبد الرحمن بن عوف بمنى، محلوقاً رأسه يبكي، يقول: "ما كنت أخشى أن أبقى حتى يقتل عثمان".
رجاله رجال الشيخين. إسناده صحيح.
الحسن بن علي بن أبي طالب:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 224) عن علي بن حفص قال: حدثنا محمد بن طلحة عن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبي قلابة قال: جاء الحسن بن علي إلى عثمان فقال: اخترط سيفي، قال: لا أبرأ الله إذاً من دمك، ولكن ثم سيفك وارجع إلى أبيك".
رجاله رجال مسلم.
إسناده حسن إن صح سماع أبي قلابة من الحسن، إذ إنه يروي عن بعض الصحابة ولم يسمع منهم وعن بعض آخر سمع منه.
وأبو قلابة؛ قيل فيه نصب يسير، فإن كان في هذه الرواية ما يدعو إلى النصب فيضعف به وإلا فلا يعلل به.
أما ما فيها من بيان للموقف الحسن من الحسن تجاه عثمان، فلا يعلل به؛ لأن النصب في كراهة علي وبنيه، واتهامهم بدم عثمان.
الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير:
ورى خليفة في التاريخ (174): عن عبد الرحمن بن مهدي قال: نا حصين بن بكر عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين قال: انطلق الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان، كلهم شاكي السلاح، حتى دخلوا الدار، فقال عثمان: "أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم، فخرج ابن عمر والحسن وقال ابن الزبير ومروان: "ونحن نعزم على أنفسنا؛ أن لا نبرح".
ومن طريقه خليفة رواه ابن عساكر تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص396).
إسناده صحيح إلى ابن سيرين؛ رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا حصن وهو ثقة.
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 71): أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن ابن سيري قال: كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة لو يدعهم لضربوهم إن شاء الله حتى يخرجوهم من أقطارها، منهم ابن عمر، والحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير.
إسناده صحيح إلى ابن سيرين.
ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص396)، ويوجد ما يشهد لوجود الحسن وابن عمر في الدار أثناء الحصار من رواية نافع.
ويشهد لبعضه ما رواه خليفة موصولاً.
عبد الله بن عمر بن الخطاب:
قال خليفة بن خياط في التاريخ (173): وحدثني كهمس قال: نا ابن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع أو غيره: أن ابن عمر كان يومئذ متقلداً سيفه حتى عزم عليه عثمان أن يخرج مخافة أن يقتل.
رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص398)، كما رواه من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سعيد به. وليس فيها شك في الراوي عن ابن عمر، وفيه زيادة.
رجاله رجال الشيخين، وكهمس صدوق فإسناده حسن.
ولا يضر تدليس واختلاط ابن أبي عروبة، حيث أن رواية كهمس عنه في صحيح البخاري، انظر: رجال البخاري للكلابادي (2/ 485، 875).
وقال خليفة بن الخياط: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عن نافع قال: "لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين".
ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص398).
ورواه أيضاً: من طريق عبد العزيز بن معاوية وأبي محمد: يحيى بن السري. كلاهما عن ابن عون به.
كما رواه أيضاً من طريق ابن الأعرابي في معجمه (ق 212) عن عبد العزيز بن مقطوعاً؛ فلم يذكر نافعاً، انظر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص398).
ورواه أيضاً من طريق عثمان بن موسى عن نافع به وزاد: "والله لنقاتلن عن عثمان"، انظر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص399).
ورواه في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص397). من طريق موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر أو عن نافع مولى ابن عمر أو عنهما جميعاً، أن عبد الله بن عمر لم يَدْعُ بسلاحه بعد رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إلا مرتين: يوم الدار، ويوم نجدة الحروري.
وإسناد خليفة حسن.
ورواه ابن عساكر (ص399) من طريق حسين المعلم، عن نافع عن ابن عمر وفيه زيادات ولفظه:
"لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين. فأتى عثمان، فقال: صحبت رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وعرفت له حق الرسالة، وحق النبوة؛ وصحبت أبا بكر فعرفت له حق الولاية؛ وصحبت عمر، فكنت أعرف له حق الوالد وحق الولاية، وأنا أعرف لك مثل ذلك. فقال له عثمان: جزاكم الله خيراً من أهل البيت. اقعد في بيتك حتى يأتيك أمري".
وذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 290) وقال: "رواه الحارث عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف، وسكت عنه الحافظ في المطالب".
وقد تابعه الحسن بن مكرم عند ابن عساكر كما مر.
أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البخاري في التاريخ الكبير (4/ 358): حدثني يحيى بن موسى، نا أبو داود، نا حزم القطعي، نا أبو الأسود سوادة، أخبرني طلق بن خشاف، قال: قُتل عثمان فتفرقنا في أصحاب النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –، نسألهم عن قتله، فسمعت عائشة قالت: "قتل مظلوماً، لعن الله قتلته".
ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص497).
وهذا الإسناد حسن لذاته. رجاله كلهم ثقات، إلا حزم ومسلم، فهما صدوقان.
أبو هريرة:
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 70): أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: دخلت على عثمان يوم الدار، فقلت: "يا أمير المؤمنين، طاب أم ضرب؟ " فقال: "يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً وإياي؟ " قال: قلت: "لا"، قال: "فإنك والله إن قتلت رجلاً واحداً فكأنما قتل الناس جميعاً"، قال: فرجعت ولم أقاتل".
ورواه سعيد بن منصور في السنن (2/ 334) عن أبي معاوية به.
ورواه خليفة بن خياط في التاريخ (173) قال: حدثنا عن الأعمش به مختصراً، وفيه أن عثمان قال لأبي هريرة – رضي الله تعالى عنهما –: "أعزم عليك لتخرجن".
ومن طريق خليفة رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 401 - 402)، وفيه قال خليفة: حدثني عمر بن علي عن أبي معاوية به.
كما رواه ابن عساكر من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية به مثله، وفيه اختلاف يسير جداً منه أن فيه: "فكأنما قتلت لناس جميعاً".
ورواه أيضاً من طريق عثمان بن حكيم عن أبي صالح به نحوه وفيه زيادة.
إسناده صحيح من أبي معاوية إلى منتهاه على شرط الشيخين فقد أخرجا به في غير ما موضع.
ولا تعلله عنعنة الأعمش، وإن كان مدلساً حيث إن صاحبي الصحيحين أحرجا له بهذه الصيغة عن أبي صالح.
وأخرج البخاري له بهذه الصيغة وهو مدلس، يدل على ثبوت لقياه لشيخه هذا عند البخاري، لعدم اكتفاء البخاري بالمعاصرة، واشتراط الاجتماع ولو مرة.
قال خليفة بن خياط في التاريخ (173): حدثنا كهمس عن ابن أبي عروبة عن قتادة [عن الحسن]: أن أبا هريرة كان متقلداً سيفه حتى نهاه عثمان.
ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 401) بزيادة ما بين [المعكوفتين].
وفي تاريخ خليفة سقطت هذه الزيادة.
ورجاله رجال البخاري.
وكهمس بن المنهال صدوق، ولا يعلل الخبر بتدليس سعيد بن أبي عروبة ولا اختلاطه. فإن الحافظ ذكره في المرتبة الثانية، كما أنه من أثبت الناس في قتادة كما قال الحافظ ابن حجر، انظر: تعريف أهل التقديش (63).
أما اختلاطه، فإن رواية كهمس عنه كانت قبل اختلاطه، وذلك لتخريج البخاري له من رواية كهمس عنه.
فالخبر يتقوى بما قبله فيكون حسناً لغيره.
المصدر: فتنة مقتل عثمان، تأليف د. محمد بن عبد الله الغبان، بتصرف.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
جمع وإعداد/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي - منتدى أنا المسلم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 06:20]ـ
بارك الله فيك أخى العوضى وبارك فى الجامع والمرتب بارك الله فى الجميع، وقد تحدث ابن حزم فى هذا الموضوع حديثا رائعا فى كتابه الفصل، وزاد فيه أبوبكر ابن العربى المالكى زيادة رائعة فى كتابه العواصم من القواصم، وكذا ابن تيمية رحمه الله فى منهاج السنة(/)
«شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة»، للشيخ العلاّمة عبد العزيز آل الشيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:12]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة»
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا اخترنا أن تكون افتتاحية هذا العدد من هذه المجلة (1) المباركة النافعة حول شهر رمضان، فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادات. فإن الله سبحانه وتعالى قد من علينا بهذا الشهر الكريم المبارك، زمن فاضل خصه الله بمزيد من الخصائص من بين سائر الشهور، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن كتاب الله العظيم يقول الله عز وجل: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)) [سورة البقرة /185] في هذا الشهر تفتح أبواب الرحمة، وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين، فتكون النفوس المؤمنة مقبلة على طاعة ربها، معرضة عن معاصيه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)) رواه الجماعة إلا أبا داود بألفاظ متقاربة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وجاء عند بعضهم عن غيره، وزاد الترمذي وابن ماجه والنسائي في رواية: ((وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)) [قال الألباني - رحمه الله -: صحيح (صحيح الترمذي) رقم 682] وفي بعض الروايات: ((تقييد التصفيد والغل بمردة الشياطين))؛ فاختلفت أنظار العلماء في شرحه وبيانه فمنهم من قال:
إن التصفيد خاص بمردة الشياطين دون غيرهم تقليلا للشر في هذا الشهر،
وقال بعضهم: إن هذا الفضل إنما يحصل للصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه، وروعيت آدابه.
وقال آخرون -وهو الأقرب إلى الصواب بإذن الله-: إن تصفيد الشياطين على حقيقته، ولا يلزم من تصفيد جميع
الشياطين أن لا يقع شر ولا معصية؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين، كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة، والشياطين الإنسية، فالمقصود أنه وبكل حال فإن هذا الشهر فرصة لمن وفقه الله وفتح على قلبه للإقبال على طاعته، والبعد عن معاصيه لتوفر أسباب ذلك ودواعيه. ويستفاد من هذا الحديث بزياداته فضيلة أخرى، وهي أن لله في هذا الشهر عتقاء من النار وذلك كل ليلة. وفضائل هذا الشهر الكريم كثيرة عظيمة ذكرنا فيما مضى طرفا منها.
ودخول هذا الشهر الكريم لا يثبت إلا بأحد أمرين:
الأول: رؤية هلال رمضان. فيثبت الشهر بذلك بإجماع المسلمين؛ لقول الله تعالى: ((فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) [سورة البقرة /185] وفي حديث ابن
عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا)) متفق عليه.
ويكفي في ثبوت الرؤية إخبار عدل واحد من المسلمين برؤيته له، على الصحيح، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: ((تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام، وأمر الناس بصيامه)) رواه أبو داود والدارمي وابن حبان والحاكم والبيهقي، وصححه ابن حزم.
وفي حديث ابن عباس قال: ((جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال- يعني رمضان- فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم. قال: يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا)) رواه أصحاب السنن.
الأمر الآخر: الذي يثبت به دخول شهر رمضان؛ إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، فإنه إذا لم ير الهلال أكملت عدة شعبان ثلاثين يوما، سواء كان الجو صحوا أو غائما أو قترا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) متفق عليه واللفظ للبخاري، وفي معناه أحاديث أخرى في الكتب الستة وغيرها. ومن رأى الهلال فردت شهادته فإنه لا يصوم إلا يوم صوم الناس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصوم يوم تصومون)) أخرجه الترمذي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يثبت دخول الشهر بغير هذين الأمرين، فلا عبرة بقول أهل الحساب والفلك في هذا الأمر، فإنه أمر شرعي ينبني عليه عبادات المسلمين ضبطها الشارع بضوابط لا يجوز لنا تجاوزها، وقد دلت الأدلة على أن ثبوت شهر رمضان لا يكون إلا بالرؤية الشرعية المعتبرة، أو بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوما.
ولم يأت دليل يعلق دخول هذا الشهر بالحساب، بل قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على عدم اعتباره، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا)) يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين. فنفى المعرفة بالحساب وظاهره نفي تعليق الحكم به، يوضح ذلك ما في البخاري أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)).
بل إن بعض العلماء قد نقل إجماع السلف على عدم اعتبار الحساب في ثبوت شهر رمضان، وإذ قد ظهر ذلك فإن الاعتماد على الحساب في إثبات الشهر عمل غير مشروع؛ لعدم الدليل عليه، مع مخالفته لظواهر الأدلة وما نقل من إجماع سلف الأمة، فيكون القول به مردودا على صاحبه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنهما الذي أخرجه مسلم في صحيحه: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))
والجاليات المسلمة في البلاد الكافرة إن تمكنوا من تحري رؤية هلال رمضان فهو المتعين، وإن لم يتمكنوا فالواجب عليهم أن يتبعوا أقرب بلد مسلم يعمل بالرؤية الشرعية، ولا يجوز لهم العمل بالحساب بحال كغيرهم من المسلمين في بلاد الإسلام.
ويشرع استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة إلى الله من الذنوب والخطايا، ورد المظالم إلى أهلها، فإن هذا مشروع كل وقت، يقول الله عز وجل: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [سورة النور /31] ويقول سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)) [سورة التحريم / 8]، ويتأكد أمر التوبة في مثل هذه الأزمان الفاضلة لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها.
هذا وإنه مما ينبغي التنبيه له أنه لا يجوز للمسلم أن يصوم يوم الشك، يقول عمار رضي الله عنه: ((من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم)) ويوم الشك هو يوم الثلاثين إذا لم يحل دون منظر هلال ليلته غيم أو قتر. وإذا دخل هذا الشهر الكريم، فإنه لا بأس من التهنئة بدخوله؛ لأنه قد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ففي سنن النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم)). وجاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في رمضان تغلق أبواب النار. . .)) الحديث إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: ((وينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر حتى ينقضي رمضان)).
ثم إن أعظم العبادات في هذا الشهر الكريم هي عبادة الصيام، و صيام رمضان رابع أركان الإسلام يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، واللفظ لمسلم.
وهو فرض بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [سورة البقرة / 183] ومن السنة حديث ابن عمر السابق.
وقد أجمع المسلمون على فرضية صيام رمضان.
و معنى الصوم في اللغة: مطلق الإمساك، يقول الله تعالى عن مريم أم عيسى عليه السلام: ((فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)) [سورة مريم/26].
وقال الشاعر:
خيل صيام وخيل غير صائمة * * * * تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو في الشرع: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، طاعة لله سبحانه وتعالى.
والصوم له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة:
فمنها أنه سبب لحصول التقوى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [سورة البقرة / 183].
وهو وقاية للمسلم من الذنوب، ووقاية من عذاب الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الصيام جنة وحصن حصين من النار)) أخرجه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان. وأصله في الصحيحين.
بالصوم تضيق مجاري الشيطان، وتخف دواعي الشهوة التي تردي صاحبها؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) متفق عليه.
الصوم سبب لإجابة الدعاء فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر. . .)) الحديث أخرجه الترمذي.
وقد خص الصيام من بين سائر الأعمال بمزيد فضل ومزية، من ذلك أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)) متفق عليه.
ومن ذلك أيضا أن جميع الأعمال جزاؤها الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، إلا الصوم فإن الله سبحانه أضافه إلى نفسه وتولى سبحانه جزاءه بغير حصر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)) [صحيح البخاري اللباس (5583)، صحيح مسلم الصيام (1151).].
الصائمون لهم باب يخصهم من أبواب الجنة لا يدخل معه أحد غيرهم، يقال له باب الريان، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق، فلم يدخل منه أحد)) [صحيح البخاري الصوم (1797)،صحيح مسلم الصيام (1152)]
هذه بعض فضائل الصوم المنصوص عليها في الشرع، وهناك فوائد أخرى يذكرها أهل الطب وغيرهم مثل كون الصوم علاج للبدن وتنقية له من الأخلاط الرديئة التي تضره، وقد كان كبار أهل الطب يصفونه علاجا لمرضاهم.
ثم إن الصائم يجب عليه أن يخلص لله عز وجل في صيامه وأن يحافظ عليه، ويحتسب ذلك عند الله فإنه سبب لمغفرة الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه.
هذا وإن هناك أمورا تنافي حقيقة الصوم وتبطله، يجب على الصائم البعد عنها. وهناك أمور تنافي كمال الصوم وتجرحه، وتنقص ثوابه، يجب تركها كل وقت، ويتأكد ذلك في رمضان، لحرمة الزمان.
أما مبطلات الصوم فقسمان:
* قسم مجمع على كونه مفسدا للصوم،
وهو ثلاثة أمور الأكل والشرب والجماع، في نهار رمضان من العامد المختار. دليل ذلك قوله تعالى: ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) [سورة البقرة /187].
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم- مرتين- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها)) رواه البخاري وغيره من أهل السنن، وفي لفظ للبخاري: ((يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي)).
وقد أجمع المسلمون على أن هذه الأمور الثلاثة مفطرة للصائم مفسدة لصومه.
* القسم الثاني من المفطرات:
ما وقع فيه الخلاف بين العلماء هل يعد مفطرا أم لا؟ وهذا القسم تحت أنواع:
منها: الحجامة، والصحيح أنها تفطر الصائم، فعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفطر الحاجم والمحجوم)) رواه أحمد والترمذي وغيرهما. وفي الباب عن ثوبان وشداد بن أوس وأبي هريرة وعائشة وأسامة بن زيد ومعقل بن سنان الأشجعي رضي الله عن الجميع. قال الإمام أحمد رحمه الله: أصح حديث في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس، وحسن أبو زرعة رحمه الله هذا الحديث من طريق أبي هريرة،
وقال الدارمي رحمه الله: صح عندي حديث ((أفطر الحاجم والمحجوم)) بحديث ثوبان وشداد بن أوس وأقول به. وقال الإمام أحمد: أحاديث ((أفطر الحاجم والمحجوم)) و ((لا نكاح إلا بولي)) يشد بعضها بعضا. وأنا أذهب إليها. وكلام أئمة الحديث في الاحتجاج بهذا الحديث كثير، يصعب سرده هنا. وفي معنى الحجامة التبرع بالدم.
ومن المفطرات أيضا ما كان بمعنى الأكل والشرب مما يحصل به غذاء البدن، كالإبر المغذية، وكحقن الدم في جسم الصائم، وكذلك أيضا الأدوية والعلاجات التي تؤخذ من الأنف أو الفم؛ لأنهما منفذان للجوف أما الفم فواضح، وأما الأنف فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما)) [سنن الترمذي الصوم (788)،سنن النسائي الطهارة (87)،سنن أبو داود الطهارة (142)،سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (407)،مسند أحمد بن حنبل (4/ 211)].
ومن المفطرات أيضا: إنزال المني بشهوة، بنحو استمناء أو تكرير نظر لما تقدم من عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته)).
ولا يفطر بالاحتلام ولا بالإنزال الناتج عن التفكير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)) متفق عليه.
ومن تعاطى شيئا من المفطرات السابقة في نهار رمضان عامدا مختارا، وجب عليه المبادرة إلى التوبة والتضرع إلى الله عز وجل لعله أن يعفو عنه ويغفر له تلك الزلة. ومع التوبة يجب عليه يوم مكان ذلك اليوم الذي أفطره.
والمجامع في نهار رمضان عامدا مختارا يجب عليه مع التوبة النصوح، وقضاء يوم مكان كل يوم أفسده بالجماع، كفارة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، والدليل على ذلك ما رواه الجماعة بألفاظ متقاربة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان. قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا. قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا. قال: ثم جلس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر. فقال: تصدق بهذا، قال: فهل على أفقر مني؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. وقال: اذهب، فأطعمه أهلك)).
ومن أخر قضاء يوم من رمضان حتى دخل عليه شهر رمضان الآخر، وجب عليه مع القضاء، كفارة للتأخير، أفتى بذلك جمع من الصحابة كأبي هريرة وابن عباس وابن عمر رضي الله عن الجميع.
ومن تعاطى شيئا من المفطرات ناسيا أو جاهلا أو بغير اختياره فهو معذور ولا شيء عليه؛ لقوله تعالى: ((رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [سورة البقرة /286].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يفطر الصائم بنحو قلع سن أو دواء جرح وإن وجد طعمه في الحلق، ولا بخروج الدم من السعال أو الرعاف، أو الناسور أو الباسور، ولا يفطر أيضا بشم الطيب، ولا البخور، لكن ينبغي له التحرز من الاستعاط بالبخور واستنشاقه؛ لأن له جرما ربما وصل إلى الجوف. ولا بأس باستعمال معاجين الأسنان، ونحوها من المنظفات مع التحفظ عند استعمالها لئلا يتحلل شيء منها فيذهب إلى الجوف، وترك ذلك في نهار رمضان أحوط للصائم؛ لأن له نفوذا قويا.
ويشرع للصائم كغيره السواك أول النهار وآخره؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) أخرجه الجماعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ولم يصح في النهي عنه للصائم حديث فيما نعلم.
وإن مما يجب على المسلم تركه في كل وقت- ويتأكد ذلك عليه في رمضان لحرمة الزمان- المحرمات بأنواعها، فأعظم ذلك صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، كمن يذبح أو ينذر لغير الله من حجر أو شجر أو نبي أو ولي أو ملك، أو يطلب منه المدد أو الغوث، فإن ذلك كله من الشرك بالله يقول الله عز وجل:
((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)) [سورة الجن / 18]
وعاقبة الشرك وخيمة يقول الله: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)) [سورة النساء / 48] ويقول سبحانه: ((إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)) [سورة المائدة /72].
ومما يجب على العبد التنبه له في هذا الشهر أيضا أمر الصلاة فإن أمرها عظيم، من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، فالحذر الحذر من التساهل فيها أو أدائها في غير وقتها، فإن هذا فعل أهل السوء يقول الله سبحانه: ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)) [سورة مريم / 59].
ومن المحرمات التي يجب التنبه لها: عقوق الوالدين، والسحر، وأكل مال اليتيم، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والزنا، والربا، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وشهادة الزور، والكذب، والخيانة، وشرب الخمر، وأكل أموال الناس بالباطل. ومنها: الغيبة والنميمة. وغير ذلك من المحرمات التي يجب على المسلم البعد عنها كل وقت، ويتأكد عليه في هذا الشهر الكريم أن ينزه عنها صومه، حتى يكون من الصائمين المحافظين على صيامهم.
ثم إن الصائم سواء كان رجلا أو امرأة، قد يعرض له من العوارض ما يشرع معه الفطر في نهار رمضان. فمن الأعذار:
المرض، يقول الله عز وجل: ((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) [سورة البقرة / 184].
والمريض له أحوال:
أولها: أن يكون مرضه خفيفا عارضا، لا يؤثر فيه الصوم، لا بشدة في المرض، ولا بتأخر في زمن البرء، فمن كانت هذه حاله فإنه لا يباح له الفطر، وهذا كمن يعرض له بعض الصداع في نهار صيامه، ونحو ذلك.
ثانيها: أن يكون الصوم يؤثر على صحته إما باشتداد المرض، أو بتأخر زمن البرء، فهنا يستحب له الفطر.
ثالث الأحوال: أن يكون الصوم مضرا به ضررا بينا، وقد يؤدي به إلى الهلكة، فهنا يتأكد تأكدا كبيرا، إبقاء على نفسه ودفعا للضرر عنها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا ضرر ولا ضرار)) [سنن ابن ماجه الأحكام (2340)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 327). . والحديث: صححه الإمام أحمد والحاكم وغيرهما.]، والله سبحانه وتعالى يقول: ((لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)) [سورة البقرة / 286]. ويقول سبحانه: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [سورة التغابن / 16].
ومن العلماء من قال: بوجوب الفطر في هذه الحال؛ لأن الله تعالى يقول: ((وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)) [سورة البقرة / 195]. ومنهم من قال: بعدم الوجوب، وأن الصوم مكروه فقط وليس بمحرم. والقول بالوجوب أقرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبكل حال؛ فإن العبد إذا علم من نفسه عدم الصبر على شدة المرض أو زيادته، وأن ذلك ربما أدى به إلى التشكي والتسخط، فإنه والحالة هذه يجب عليه أن يفطر؛ لأن صوم من هذه حاله وسيلة إلى المحرم، وهو التسخط والجزع، وما كان وسيلة إلى المحرم فهو محرم. ولا ينبغي أن يكون في هذا خلاف.
فإذا أفطر من شرع له الفطر بسبب المرض لزمه أحد أمرين:
إما القضاء بعدد الأيام التي أفطرها، أو الإطعام عن كل يوم مسكينا نصف صاع من الطعام، على التفصيل الآتي بيانه: فالمريض الذي يرجى برؤه إذا أفطر لزمه القضاء، ولا يلزمه الإطعام، ولا يجزئه لو فعله.
فإذا استمر به المرض بعد رمضان ولم يتمكن من القضاء، حتى مات، لم يلزمه شيء، ولا يلزم ورثته أيضا شيء. أما إن تمكن من القضاء ففرط ولم يصم حتى مات؛ فإنه يشرع لوليه أن يصوم عنه؛ لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وعليه صوم صام عنه وليه)) متفق عليه؛ ولأنه دين عليه؛ ودين الله أحق بالوفاء.
أما المريض الذي لا يرجى برؤه، فإنه لا يلزمه إلا الإطعام، فإن أطعم سقط عنه الفرض، وله أن يطعم جمعا من المساكين بعدد الأيام التي أفطرها، في يوم واحد، بأن يصنع لهم وليمة ويدعوهم إليها أو يوزعها عليهم.
فإن شفي من المرض بعدما أطعم لم يلزمه القضاء؛ لأنه فعل الواجب عليه فبرئت ذمته. وإن مات وهو لم يطعم، أطعم عنه من ماله قبل قسمة التركة؛ لأنه دين ثابت في ذمته، حتى لو مات في أثناء الشهر ولم يطعم عما مضى من الأيام أطعم عنه من ماله.
ومن الأعذار المبيحة للفطر في نهار رمضان، السفر، فإن المسافر مسافة قصر يشرع له الفطر لقوله تعالى:
((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) [سورة البقرة/184].
فإذا أفطر المسافر في سفره، لزمه القضاء بصيام يوم مكان كل يوم من رمضان أفطره في سفره.
والتفضيل بين الفطر والصوم في السفر مسألة مشهورة عند أهل العلم، والخلاف فيها معروف ولكل دليله، وينبغي أن يعلم أن هذا الخلاف فيما إذا كان الصوم لا يشق على المسافر، أما إن كان شاقا عليه، فلا شك حينئذ في استحباب فطره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لما رأى رجلا قد ظلل عليه، قد أعياه الصوم في السفر: ليس من البر الصيام في السفر)). [صحيح البخاري الصوم (1844)،صحيح مسلم الصيام (1115).]
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شدد في هذا كثيرا، فإنه ((لما خرج عام الفتح وكان صائما، فلما بلغ كراع الغميم، قيل له: إن الناس قد شق عليهم الصوم، فأفطر وأمر الناس بالفطر، فبلغه أن أناسا لا يزالون صياما، فقال صلى الله عليه وسلم: أولئك العصاة، أولئك العصاة)). [صحيح مسلم الصيام (1114)،سنن الترمذي الصوم (710)،سنن النسائي الصيام (2263).]
وإذا كان القوم صحبة في سفر، وكان بعضهم صائما وبعضهم مفطرا، فإنه لا ينبغي أن ينكر هذا على هذا؛ لأن كلا منهما قد اتبع سنة، فالصائم عمل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أسفاره. والمفطر عمل بقوله وبفعله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم كانت هذه حالهم في أسفارهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول أنس رضي الله عنه: ((كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم)) [صحيح مسلم الصيام (1117)،سنن الترمذي الصوم (713)،سنن النسائي الصيام (2310)،مسند أحمد بن حنبل (3/ 50)].
ومن الأعذار التي يشرع لأجلها الفطر للصائم سواء كان رجلا أو امرأة: الكبر، فالكبير إذا شق عليه الصوم أفطر، وأطعم عن كل يوم مسكينا، دليل ذلك قوله تعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)) [سورة البقرة /184]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: " ليست بمنسوخة. وهو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا " رواه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأعذار التي يختص بها النساء دون الرجال: الحيض والنفاس، فالحائض لا يجوز لها الصوم، ولا يصح منها لو فعلت، وهي آثمة بصومها حال حيضها، وذلك بالإجماع. دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث خطبته لأحد العيدين، ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن يا معشر النساء، قلن له: وما نقصان عقلنا وديننا؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها)) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. والنفساء لها حكم الحائض.
ويجب على كل من الحائض والنفساء، قضاء يوم عن كل يوم أصابها فيه الحيض والنفاس أثناء رمضان، لحديث معاذة، أنها سألت عائشة رضي الله عنها: ((ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: أحرورية أنت؟ قالت: لست بحرورية، ولكنني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة)) رواه الجماعة بألفاظ متقاربة.
ومن الأعذار التي يختص بها النساء أيضا، الحمل والإرضاع،
فإن الحامل أو المرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما جاز لهما الفطر، أفتى بذلك بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. فإن أفطرت الحامل أو المرضع خوفا على نفسها، لزمها قضاء يوم مكان كل يوم أفطرته بسبب ذلك. وإن أفطرتا خوفا على ولديهما، لزمهما مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، وهذا مروي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين ثم أنه يحسن هنا التنبيه لبعض الأمور:
أولا: أن النية في شهر رمضان واجبة، ويكفي أن ينوي العبد المسلم أنه سيصوم رمضان في أول الشهر، ويستصحب حكمها بقية الشهر، بمعنى ألا يقطع الصيام لا بفعله ولا بنيته، فإن قطعه بفعل أو بنية لزمه استئناف نية جديدة.
وأمر النية قد يشكل على كثير من المسلمين، وقد يورث عند بعضهم الوسوسة، وهو أمر يسير، فالنية إنما هي العزم على الصيام، والعبد المسلم منذ أن يعلم أن غدا من رمضان وهو عازم على صيامه إلا إن كان فيه مانع من الموانع، ومحل النية القلب ولا يجوز التلفظ بها.
ثانيا: ينبغي للمسلمين أن يحرصوا على السنة في تعجيل الفطور، لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) متفق عليه.
وفي تأخير السحور جاء حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: ((تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة. قلت- أي الراوي عن زيد-: كم كان قدر ذلك؟ قال: خمسين آية)) متفق عليه.
ثالثا: يلاحظ على كثير من المسلمين السهر في ليالي هذا الشهر الكريم على الملهيات، حتى إذا اقترب وقت السحر ناموا، ففاتهم فضل السحور وفضل إدراك وقت النزول الإلهي، وربما فاتتهم صلاة الفجر والعياذ بالله، فالواجب على العبد الحزم في ذلك، وأن يجعل شهره هذا موسما للازدياد من الطاعات، وأن لا ينشغل بما يصده عن الله من الملهيات.
ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر الكريم عبادة القيام، قيام الليل فإنه دأب الصالحين، وقد شرعه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته في كل أيام العام، بل كان واجبا عليهم ثم خفف الله عنهم يقول الله: ((إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [سورة المزمل / 20].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقيام الليل فقال: ((كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)) [سورة الذاريات /17].
وصلاة الليل هي أفضل الصلوات بعد الفرائض؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: الصلاة في جوف الليل)) الحديث رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
والأفضل تأخير قيام الليل إلى جوف الليل لمن وثق بالقيام؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيكم خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر، ثم ليرقد، ومن وثق بقيام من آخر الليل فليوتر من آخره، فإن قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل)) رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد.
والأصل في صلاة الليل أن تكون مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى)) متفق عليه.
والأفضل أن يختم صلاته بالليل على وتر؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا)) [صحيح البخاري الجمعة (953)،صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (751].
ولا حد لصلاة الليل فإن صلى إحدى عشرة ركعة فحسن، وإن صلى ثلاث عشرة فحسن أيضا؛ فإن هذا مما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. فإن صلى ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا، أو زاد فصلى خمس عشرة أو سبع عشرة، أو إحدى وعشرين أو ثلاثا وعشرين، أو أكثر من ذلك فلا بأس إذا قطعها على وتر؛ لأن الأصل في صلاة الليل عدم التحديد كما تقدم من الآية، ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما المتقدم: ((صلاة الليل مثنى مثنى)). وهذا جواب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صلاة الليل، ولو كانت محدودة بعدد قلة وكثرة لبين ذلك له.
والمسلم ينبغي ألا يغفل عن صلاة الليل، وإن لم يدرك ذلك فلا أقل من الوتر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)) متفق عليه.
هذا، وإن قيام الليل ليتأكد في رمضان ويزيد فيه الأجر والفضل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) رواه الجماعة.
ويشرع في هذا الشهر الكريم قيام الليل جماعة وهو ما يسمى بـ (التراويح) فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك مع أصحابه رضي الله عنهم ثلاث ليال، أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين. وقد سنه عمر بن
الخطاب رضي الله عنه طوال الشهر وهذا ثابت عنه في الصحيحين أيضا.
وينبغي للإمام مراعاة حال مأموميه قوة وضعفا، فلا يطيل بهم إطالة تشق عليهم، ولا يخل بمقصود الصلاة فينقرها نقرا، بل تكون صلاته معتدلة نافعة يسمع فيها من يصلي خلفه القرآن، من غير مشقة زائدة عليهم.
ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر الكريم، تلاوة القرآن كتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وشهر رمضان هو شهر القرآن: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)) [سورة البقرة / 185].
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن جبريل عليه السلام، كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرة كل عام وذلك في رمضان، ودارسه إياه عام قبض صلى الله عليه وسلم مرتين في رمضان.
وقد كان للسلف أحوال يطول ذكرها مع القرآن في هذا الشهر الكريم، والمقصود هنا التنبيه على أفضل ما يشرع من العبادات في هذا الشهر الكريم، وإن كان جنسها مشروعا في غير رمضان لكن فضلها في رمضان أكبر وأجرها أعظم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يشرع أيضا في هذا الشهر كثرة البذل والصدقات؛ فإن هذا من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة)) [صحيح البخاري الصوم (1803)،صحيح مسلم الفضائل (2308)].
ومما يشرع في هذا الشهر الكريم من العبادات الاعتكاف.
والاعتكاف في اللغة: من العكوف، وهو بمعنى الإقامة على الشيء، ولزومه.
وفي الشرع: التعبد لله عز وجل، بلزوم بيت من ييوت الله، من شخص مخصوص، على صفة مخصوصة.
وهو مشروع في المساجد كلها لعموم قوله تعالى: ((وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)) [سورة البقرة /187] ولا حد لأكثره باتفاق. واختلفوا في أقله، فمن قائل أقله يوم وليلة، ومن قائل بل يوم أو ليلة، ومن قائل بل ساعة، ومنهم من قال بل يكفي المرور بنية الاعتكاف. ومنهم من اشترط الصوم للاعتكاف، والصحيح عدم اشتراطه؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك فاعتكف ليلة)) رواه البخاري ومسلم.
ويتجنب المعتكف الخروج من المسجد إلا لحاجة الإنسان، وهو البول أو الغائط؛ ففي الصحيحين أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا)) هذا لفظ البخاري، وزاد مسلم: ((إلا لحاجة الإنسان)). وفسرها الزهري رحمه الله بالبول والغائط.
وكذلك يجوز له الخروج من المسجد للأكل والشرب إذا لم يكن له من يحضر الطعام والشراب في معتكفه. وإذا اعتكف في مسجد لا تقام فيه جمعة، وأدركته الجمعة وجب عليه الخروج ليصليها في مسجد تقام فيه الجمعة. ولا يخرج لغير ذلك من الحوائج لا لعيادة مريض ولا لاتباع جنازة ولا غيرها، إلا إذا شرطها.
والجماع يفسد الاعتكاف بالإجماع. ويجوز لزوج المعتكف وأهله زيارته في معتكفه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه، فعن علي بن الحسين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه، فرحن، فقال لصفية بنت حيي: ((لا تعجلي حتى أنصرف معك)) الحديث رواه البخاري.
وينبغي للمعتكف أن يستشعر حقيقة هذه العبادة، وأن يملأ وقته في المسجد، بأنواع العبادات من صلاة، وتلاوة لكتاب الله وذكر ودعاء واستغفار، والتنويع بين العبادات يبعث العبد على النشاط في العبادة وعدم الملل، فيحصل له بذلك الأجر الكثير.
وينبغي هنا التنبيه على ما يفعله بعض إخواننا من اتخاذ المعتكف مكانا لمجلبة الزوار، وتجاذب أطراف الأحاديث، والانشغال بأمور الدنيا ومتابعتها، إما من طريق من يزورهم أو عبر هواتفهم ونحو ذلك. وكل هذا ينافي المقصود من الاعتكاف وهو الإقامة على طاعة الله وملء الوقت بعبادة الله.
وأفضل الأوقات للاعتكاف هو شهر رمضان وأفضل أيام الشهر ولياليه، هو العشر الأخيرة منه، وقد استقرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف في العشر الأخيرة من رمضان تحريا لليلة القدر، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قلت: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم، ((اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، قال فخرجنا صبيحة عشرين. قال فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين، فقال: إني أريت ليلة القدر، وإني أنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله فليرجع، فرجع الناس إلى المسجد، وما نرى في السماء قزعة، قال: فجاءت سحابة، فمطرت وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء، حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته)). رواه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشرع لمن أراد اعتكاف العشر أن يدخل معتكفه بعد صلاة الصبح من اليوم الحادي والعشرين؛ لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في الصحيحين: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصبح دخل معتكفه)) متفق عليه.
وقد ذكر بعض العلماء أن المعتكف ينبغي له أن يبدأ في اعتكافه من غروب شمس يوم العشرين من رمضان؛ ليدرك ليلة إحدى وعشرين وهي إحدى الليالي الوتر التي يرجى فيها ليلة القدر، بل قد حصل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكانت ليلة القدر هي ليلة إحدى وعشرين، كما مر قريبا في حديث أبي سعيد الخدري.
وأجاب هؤلاء العلماء عن حديث عائشة بأنها رضي الله عنها إنما ذكرت دخول النبي صلى الله عليه وسلم المعتكف في صبيحة إحدى وعشرين، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ مكانا مهيأ له في المسجد ليعتكف فيه، وهذا لا يمنع كون الرسول صلى الله عليه وسلم قد مكث في المسجد من غروب الشمس حتى الصبح، ثم دخل المعتكف بعد صلاة الصبح، ولعل هذا القول هو الأقرب.
وينبغي للمسلم أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه، ويحرص على اتباع سنته، فيعتكف اعتكافا كما اعتكفه النبي صلى الله عليه وسلم في وقته وهيئته وأن يبتعد عما يخدش ذلك أو يبطل اعتكافه من الأقوال والأعمال فالأمر يسير
والأيام قليلة، فعلى العبد أن يوطن نفسه على الصبر في مواطن الطاعات، فإن ذلك من أجل القربات.
ثم إن على المسلم أن يحرص في آخر هذا الشهر بكثرة العبادات والاجتهاد فيها خصوصا في ليالي العشر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر وأيقظ أهله وأحيا ليله، وإحياء الليل يكون بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن والاستغفار، وغير ذلك من العبادات.
إخواني إن شهر رمضان من الأزمان الفاضلة والمواسم الخيرة التي ينبغي للمسلم اغتنامها بالصالحات، والحرص على الطاعات، فكم من أخ لنا انتظر هذا الشهر ولم يستقبله، وكم ممن استقبله لم يكمله، وكم ممن أكمله لم يدركه من قابل.
والله سبحانه تفضل على عباده المسلمين بهذا الشهر الكريم وشرع لهم من العبادات ما يكون لهم به الأجر العظيم، والخير الكثير. وقد خص الله هذه الأمة على سائر الأمم بمزيد منه وعطائه، فالأعمار قصيرة، والأعمال قليلة، والأجور مضاعفة كثيرة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما بقاؤكم فيمن سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتاب: هؤلاء أقل منا عملا وأكثر أجرا، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. فقال: فهو فضلي أوتيه من أشاء)) رواه البخاري.
اللهم اجعلنا ممن أدرك هذا الشهر الكريم، ووفقته فيه للصيام والقيام والذكر والدعاء وسائر الطاعات، اللهم واجعل عملنا فيه صالحا، ولوجهك خالصا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، اللهم واجعلنا ممن أدرك ليلة القدر، فكتبت له فيها عظيم الأجر، اللهم وفقنا للأعمال الصالحة بعد رمضان، وأعده علينا أعواما عديدة والأمة الإسلامية في خير حال يا رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
- حفظه الله ورعاه -
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) ((مجلة البحوث الإسلامية)) - العدد: 61 - من رجب إلى شوال لسنة 1421هـ -.
جزى الله سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ خير الجزاء،ونفع به،وبارك في عمره،وختم لنا وله بالحسنى،وجعل هذا الجهد المبارك في ميزان حسناته. آمين.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عَبد القَادر أبُوْ زَيْدٍ
ـ[أسماء]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل القيم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:46]ـ
بارك الله فيك
من منا مثلك يا أخ سلمان
كل مشاركاتك نقل عن العلماء و متابعة لأخبارهم
جزاك الله خيراً
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 02:16]ـ
جزاك الله خير .. للفائدة ولقرب الشهر الفضيل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 05:59]ـ
للتحميل:(/)
تنبيه أئمة المساجد إلى الأخطاء في الوقف والوصل عند القراءة والتي يحسن الانتباه لها
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
قرب شهر القرآن والصيام وأئمتنا في المساجد يبذلون جهدا عظيما في المساجد خلال هذا الشهر جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم
ومن خلال صلاتي مع بعض الأئمة حتى من المجيدين ألحظ كما يلحظ غيري بعض الوقوف أو الوصل غير المستحسن فأحببت أن نجمع ما يراه المشايخ هنا في مكان واحد حتى يسهل مراجعته وتوزيعه لمن أراد
وأريد من الإخوة أن ينبهوا عن الوقف أو الوصل الذي يتكرر ويكثر سماعه حتى يتلافاه الأئمة وغيرهم
ونبدأ باسم الله [وأرجو من يذكر شيئا أن يرقم التنبيه بالتسلسل]
[1] كثير من الأئمة يقف عند ركوعه على آخر آيات المحرمات في النكاح في سورة النساء أية (23) يقف على آخر الآية الطويلة وقد يبدأ بما بعدها في اليوم الثاني ويحسب أن الآية لا علاقة بها بما بعدها وهي قوله تعالى (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ... ) الآية النساء 24
مع أنها تابعة لما قبلها فتنبه
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:47]ـ
[2] قوله تعالى (أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة .. ) الآية
كثير من الأئمة يصل ولا يقف على (أو لم يتفكروا) فالوصل يوهم أن [ما] موصولة، وهي نافية ولا يظهر المعنى للسامع إلا بالوقف ثم تبدأ ما بصاحبهم من جنة
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:51]ـ
[3] في قوله تعالى [لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا] سورة الفتح
كثير من القراء يصل الآية ولا يقف على [وتوقروه] مع أن الضمير اختلف في الفعل الذي بعده فقوله [وتسبحوه] الضمير يعود على الرب جل وعلا فيحسن الوقف على [وتوقروه] ويستأنتف [وتسبحوه] وتكمل إلى آخر الآية
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:47]ـ
] 4 [بعض القراء يرفع صوته عند تلاوة هذه الآية (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ)،] المائدة: 64 [مع أن الأولى أن يخفض بها صوته، قال الإمام إبراهيم النخعي - رحمه الله -: " ينبغي للقارئ إذا قرأ نحو قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ)] التوبة: 30 [. ونحو ذلك من الآيات أن يخفض بها صوته ". قال ابن الجزري - رحمه الله - عقب هذا النص: " وهذا من أحسن آداب القراءة ".
المصدر: إبراز المعاني بالأداء القرآني، د. إبراهيم الدوسري، ص: 8.
] 5 [بعض القراء قرأ (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ) ثم وقف مضطراً عند قوله تعالى (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ)، وابتدأ بـ (مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا)، وهذا الابتداء قبيحٌ ينبغي التنبه له.
وهذا الأخير سمعته في أحد الأشرطه المسموعة لأحد القراء عفا الله عنا وعنه.
وكتاب إبراز المعاني من أحسن الكتب التي تناولت هذا الجانب، بين فيه المؤلف معنى الأداء الصحيح للقرآن الكريم ومقوماته وخصائصه وأثره في التعبير عن المعاني المقصودة في آي الذكر الحكيم وكيفية تصويرها وإبرازها في التلاوة ... فأنصح بقراءته لأئمة المساجد خاصة.
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 04:21]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم
[6] كثيرا ما أسمع بل ومن بعض الأفاضل يقرأ قول الله تعالى في سورة الأنعام [هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِىَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ]
فيقف على قوله تعالى [لا ينفع نفسا إيمانها] ويصل [لم تكن آمنت من قبل] ولا شك أن الوقف يوهم معنى غير صحيح فكان الواجب الوصل
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 04:41]ـ
أحسنتم شيخنا، واصل بارك الله فيك
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 04:54]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم يا شيخ عبد الله
[7] في سورة النحل [إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لانْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ]
أكثر الأئمة عندنا في نجد وكذلك أئمة الحرم يصِلون [شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم] وفي المصحف علامة الوقف الجائز فوق [لأنعمه] وعندي أن الوقف عليها أوضح للمعنى وأحسن فالوقف على [لأنعمه] ثم تستأنف [اجتباه ... ] أوضح في المعنى وأدل وقد كان شيخنا ابن عثيمين يكثر من قراءة هذه الآيات في صلاة العشاء وكان يقف على هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 08:45]ـ
[8] يقف بعض الأئمة على هذه الآية في نهاية صلاة التراويح [فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين] ويبدأ من الغد بقوله تعالى [من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون] مع اتصال المعنى الظاهر وعدم وضوح المراد عند الفصل ولعل ذلك بسبب أن بعض الأئمة يعتمد القراءة والتقسيم بطريقة الأوجه فحينما ينتهي الوجه بالآية الأولى يقف عليها والآية الثانية هي بداية الوجه فلعل هذا هو السبب فلينتبه لهذا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:40]ـ
شكر الله لكم موضوع نافع.
ويخطر في بالي دائما سؤال: هل يقال إن الركوع لا بأس به عند جميع أنواع الوقف: التام والكافي والحسن؟
أو يقال لا يحسن إلا عند التام فقط؟
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 09:48]ـ
شكر الله لكم موضوع نافع.
ويخطر في بالي دائما سؤال: هل يقال إن الركوع لا بأس به عند جميع أنواع الوقف: التام والكافي والحسن؟
أو يقال لا يحسن إلا عند التام فقط؟
أحسن الله إليكم ومنكم نستفيد
الوقف التام والكافي يحسن الوقوف عليهما والابتداء بما بعدهما بصورة شبه متساوية
وقلت شبه متساوية لأن الوقف الكافي له تعلق بما بعده معنىً وهو أمر تتفاوت في تذوقه الأفهام
ولذا قد تتبادل المسميات المواقع فيكون التام كافياً لدى بعضهم والكافي تاماً
والوقف الحسن وإن حسن الوقوف عليه فالأحسن منه - في ظني - ألا يقطع عما تعلق به في اللفظ والمعنى
وبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أم الفضل]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 08:30]ـ
من الوقوف التي تعطي السامع معنىً أبلغ في التدبر:
* "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا" الوقف على (ما) والابتداء بـ (بعوضة فما فوقها) أبلغ في فهم المراد (إن الله لا يستحيي أن يضرب) يجعل (مثلاً) مفعول أول (ما) نكرة موصوفة بما بعدها، وهي مفعول ثان بمعنى أي مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني (بعوضةً فما فوقها) أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم.
*"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ" البعض جعل الوقف على (ابن مريم) وقفا لازما؛ لأن الوصل يوهم أن (رسول الله) من قولهم فيتضمن هذا اعترافهم له بالرسالة وهم ليسوا كذلك بل كذبوه.
"قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ " الوقف على (محرمة عليهم) خلاف الواقع فاليهود في فلسطين حتى اليوم ويستقيم المعنى بالوقف على الموضع الثاني (أربعين سنة) لأنها المدة التي لم يدخلوها ثم بعد ذلك دخلوها (ذكر هذا الشيخ عبدالعزيز قاري نقلا عن الشيخ عبدالفتاح القاضي) نسأل الله أن يخرجهم منها أذلة صاغرين.
"عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ "التوبة43
الوقف على (عنك) أبلغ و يُشعر باللطف في عتاب الله تعالى لرسوله (ص) حيث قدم العفو تطميناً لقلبه (ص).
{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام45
الوقف على (ظلموا) أبلغ، ثم يبتدئ (والحمد لله رب العالمين) على نصر رسله بعد أن استأصل الظالمين وأهلك الكافرين.
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف24
الوقف على (همت به) أولى؛ لأن الوصل يوهم التسوية بين همّ امرأة العزيز بهمّ يوسف عليه السلام وهما غير مستويان فقد عصمه الله تعالى.
{قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى} طه52
الوقف على (كتاب) ثم الابتداء بـ (لايضل ربي ولاينسى) أوضح في تنزيه الله وتسبيحه سبحانه.
{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ *فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} غافر71،72 سمعت قارئا يقف على (السلاسل) ثم يبدأ (يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون) فيعطي معنى جديدا.والسلاسل عطف على الأغلال فتكون في الأعناق،أو مبتدأ خبره محذوف أي في أرجلهم أو خبره (يسحبون) يجرون بها في الحميم أي جهنم. أعاذنا الله منها
{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} القدر5
الوقف على (سلام) ثم الابتداء (هي حتى مطلع الفجر).
ـــــــــــــــــ
ثبت أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سئل عن قوله تعالى:" وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً "المزمل/4 فقال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
قال ابن الجزري: ففي كلام علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دليل على وجوب تعلمه وتعليمه أ. هـ (النشر 225)
قال ابن الأنباري:" من تمام معرفة القرءان معرفة الوقف والابتداء؛ إذ لايتأتى لأحد معرفة معاني القرءان إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه أ. هـ (منار الهدى 5/ 6)، (هداية القارئ 365).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 02:32]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الماتع المفيد.
وأقول: ولا يؤخذ من هذا محاولة وصل الآيات المتعلقة ببعضها مباشرة؛ فإن ذلك مخالف لسنته عليه الصلاة والسلام فعن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية .... ) الحديث. قال الدارقطني: إسناده صحيح وكلهم ثقات , وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ويقول أبو عمرو الداني في المكتفى: ولهذا الحديث طرق كثيرة ... ثم قال: وكان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع على الآيات وإن تعلق بعضهن ببعض.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 08:14]ـ
*"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ" البعض جعل الوقف على (ابن مريم) وقفا لازما؛ لأن الوصل يوهم أن (رسول الله) من قولهم فيتضمن هذا اعترافهم له بالرسالة وهم ليسوا كذلك بل كذبوه. . [/ COLOR][/FONT]
أحسن الله إليكم أختي الفاضلة
والعلم عند الله فالآية مع الوصل محتملة لمعنى آخر قوي يظهر خسة هؤلاء القتلة وأن قولهم (قتلنا عيسى ابن مريم رسولَ الله) إنما قالوا (رسولَ الله) استهزاءً بالرسالة وتجبراً على الرسل.
فلا حاجة إذن بهذا المعنى للوقف اللازم المشار إليه
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:44]ـ
قوله تعالى " قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم " معظم المصاحف بعلامات وقف على كلا - في حين أظن أنه ينبغي الوقوف على شركاء، حيث أن كلا بداية الرد من الله عز وجل على مقتضى الاستفهام الاستنكاري
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[20 - Jan-2010, مساء 10:17]ـ
في قوله تعالى في سور آل عمران:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
فنهاية الحزب عند هذه الآية والآية التي بعدها تبدأ بقوله تعالى:
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)
فالكثير من المقرئين يقفون على رأس الحزب ويستأنفون من الآية التي بعدها والحسن أن يستأنف من الآية 14 لأن معنى الآية الثانية متعلق بها. والله أعلم
وجزى الله مشايخنا الكرام خير الجزاء على هذه التوجيهات(/)
ما هو الزي الشرعي للرجل!
ـ[عربي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 01:45]ـ
ما هو الزي الشرعي للرجل؟
أرجوا من الإخوة الكرام، المشاركة بالدليل و البرهان، جزاكم الله خيرا و بارك فيكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 09:25]ـ
ما هو الزي الشرعي للرجل؟
أرجوا من الإخوة الكرام، المشاركة بالدليل و البرهان، جزاكم الله خيرا و بارك فيكم.
الزي الشرعي للرجل هو لباس قومه، والأصل فيه الإباحة بشروط:
1 - عدم مشابهة زي الكفار، لحديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما).
2 - عدم مشابهة زي النساء. لحديث: (لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة).
3 - عدم مشابهة زي الفساق والمخنثين لعموم حديث (من تشبه بقوم فهو منهم).
4 - عدم مخالفة ما جاء النص بمنعه مثل: الإسبال، والمعصفر.
5 - أن يكون صفيقا لا يشف.
6 - ألا يحجم العورة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 11:47]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا علي الفضلي.
والدليل على تحريم الرقيق من الثياب الذي لا يستر، والضيق الذي يصف العورة عموم الأحاديث الواردة في ستر العورة، لأن الثوب إذا كان شفافًا بحيث يشف لون الجسم أوضيقًا بحيث يصف العورة لم يحدث به الستر المأمور به.
وأما النهي عن المعصفر وهو الثوب المصبوغ بالعصفر فجمهور العلماء على جوازها، وكرهها جماعة من العلماء كما حكاه النووي في شرح مسلم (14/ 54/ طبعة حسن عباس قطب) فالظاهر والله أعلم أن النهي في الحديث للكراهة وليس للتحريم.
وهناك شرط آخر: أن لا يكون الثوب حريرًا، وقد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في لبس الحرير لمرض كالحكة التي تصيب الجلد ونحوه، ورخصَّ فيه قدر أصبعين، ودليله ما جاء في صحيح البخاري رحمه الله: (باب لبس الحرير وافتراشه للرجال وقدر ما يجوز منه)
(5828) حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت أبا عثمان النهدي: أتانا كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا هكذا وأشار بإصبعيه اللتين تليان الإبهام.
قال [القائل أبو عثمان النهدي كما صرح به مسلم]: فيما علمنا أنه يعني الأعلام.
ورواه مسلم في صحيحه (2069/ 14) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به.
و (الأَعْلام) كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 303/ طبعة دار طيبة): ((بفتح الهمزة جمع عَلَم بالتحريك ... وهو ما يكون في الثياب من تطريف وتطريز ونحوهما)).
والله أعلم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 12:02]ـ
- عدم مشابهة زي الكفار، لحديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما).
هل يدخل البنطال في هذا، خاصة في البلدان الإسلامية التي انتشر فيها جدا كمصر مثلا .. وكذلك (الجينز)؟
عدم مشابهة زي الفساق والمخنثين لعموم حديث (من تشبه بقوم فهو منهم).
أرجو ذكر بعض الأمثلة عن لباس أولئك .. وهل يختلف الأمر بحسب ما يلبس الفساق في كل بلد؟
ألا يحجم العورة.
ما هي العورة؟
وهل البنطال يحجم؟
ـ[عربي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 12:24]ـ
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك و أرجوا مزيد من التفصيل من ناحية انزال النصوص على الواقع
مثلا
1 - كثير من أهل هذا الزمن من المسلمين يشابه الكفار زيهم فهل لا بأس في مشابهة هؤلاء المسلمين على الرغم من مشابهتهم للكفار في زيهم و بالتالي مشابهة الكفار؟
و هكذا دواليك، ما حال باقي النصوص لما ننزلها على واقع اليوم؟
ـ[سعد بن ثقل العجمي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 05:57]ـ
لماذا لم يسأل الصحابة رضي الله عنهم وهم أنقى وأتقى الرجال
هذا السؤال
للمؤيد بالوحي هادم الشرك والغي صلى الله عليه وسلم
يا صاحبي:
قال حبيبي عليه الصلاة والسلام
هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون
هدانا الله وإياكم
ـ[عربي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 08:49]ـ
لماذا لم يسأل الصحابة رضي الله عنهم وهم أنقى وأتقى الرجال
هذا السؤال
للمؤيد بالوحي هادم الشرك والغي صلى الله عليه وسلم
يا صاحبي:
قال حبيبي عليه الصلاة والسلام
هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون
هدانا الله وإياكم
غفر الله لنا و لك و هدانا و إياك سواء السبيل لن أطيل عليك و إنما أختصر الأمر بمسألة واحدة ألا و هي هلا أرشدتا و علمتنا ضابط التنطع خير من الاعتراض فقط و إن جئتنا ببينة سلمنا لك و أغلقنا الموضوع على الرغم من بعشرات البينات على شرعية هذا السؤال في هذا الزمن و لكن أعود و أقول بينة واحدة منك من هدي النبي صلى الله عليه و سلم أو من القرآن الحكيم سأطلب من الشرف بعدها خذف هذا لموضوع المتنطع (إن صحت دعواك بأن هذا تنطع) كله حتى لا نفتن فيه الناس!.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 10:47]ـ
غفر الله لك .. أين التنطع؟
النبي (ص) نبه أصحابه على اللباس الشرعي، وارجع إلى مشاركة الفضلي فقد أتى بالدليل .. ثم إن لباسا جديدا دخل إلينا في البلاد المسلمة وكان لابد من السؤال فيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:21]ـ
هل يدخل البنطال في هذا، خاصة في البلدان الإسلامية التي انتشر فيها جدا كمصر مثلا .. وكذلك (الجينز)؟
أرجو ذكر بعض الأمثلة عن لباس أولئك .. وهل يختلف الأمر بحسب ما يلبس الفساق في كل بلد؟
ما هي العورة؟
وهل البنطال يحجم؟
حياكم الله أخي الحبيب السبيعي.
البنطال: اختلف فيه المعاصرون: فالعلامة الألباني يرى أنه من لباس الكفار، والعلامة ابن عثيمين يرى أنه مما تعارف عليه الناس.
والراجح - والله أعلم - أن كلام العلامة الألباني أقرب للصواب، ذلكم أن مثل هذا اللباس لم يعرفه المسلمون إلا بعد دخول عباد الصليب بلاد الإسلام، واحتلالهم لهذه البلاد، فتمركزوا فيها، ونشروا فيها عاداتهم وثقافاتهم، وليس بخاف عليك - إن شاء الله تعالى - أن الناس في دول الخليج يزدرون من يلبس البنطال، وما زال بعضهم كذلك مع كل هذا الانفتاح اللامحمود!
فإن قال قائل: لكن كثر من يلبسه في بلاد الإسلام! أفلا يرفع التشبه؟
قلت: قرر العلامة الألباني أن التشبه لا يرتفع إلا إذا اشترك في هذا اللباس الصالح والطالح.
لباس الفساق والمخنثين: كالذي رأيته مرة في مطار الكويت: شاب نزل من الطيارة يلبس نوعا من البناطيل العريضة المسحوبة إلى الأسفل!! حتى تكاد العورة من الخلف تظهر، وكأن شخصا سحب بنطاله وهو ممسك به!!!:)
لا شك أن البنطال يحجم العورة، ودونك بعض المصلين في صلاتهم، فإنك ترى أعضاءهم محجمة.
وعورة الرجل ما بين السرة والركبة.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 02:49]ـ
الأخ الكريم الفضلي .. جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[عربي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 04:39]ـ
قد نقلت نفس الموضوع لملتقى أهل الحديث راجيا من طلبة العلم الكرام أن يفصلوا ما جاء في هذه المسألة و أن نفوفها حقها.
كما أشكر كل من شارك في هذا الموضوع حتى الآن و أخص بذلك الأخ الكريم علي الفضلي و المشرف علي أحمد عبد الباقي.
و العلم قال الله قال رسول الله و غير ذلك مشغلة
أنوه على ضرورة عدم الخوض دون أدلة شاكرا كل من يبين بدليل.
و هذا رابط الموضوع في موقع أهل الحديث الذي بدأته فقط اليوم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=667175&posted=1#post667175
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 05:51]ـ
الأخوة الأفاضل بارك الله فيكم / ما دخل الرفق في شيء إلا زانه.
الأخ سعد العجمي، جزاك الله خيرًا ليس في أسئلة الإخوة تنطع وإنما السؤال عن الضابط الشرعي للباس الرجل بدليله من الكتاب والسنة وليس في ذلك تنطع بارك الله فيك إنما يكون التنطع إذا ذكر الدليل فتكلف الإخوة شيئًا زائدًا بارك الله فيك.
الأخ عربي جزاك الله خيرًا على هذا الموضوع المفيد.
الأخ عبد الملك السبيعي، جزاك الله خيرًا على هذه المدارسة المفيدة التي من شأنها أن تثري الموضوع. وكذلك أخونا علي الفضلي بارك الله فيه ونفع به.
وبخصوص المشابهة عمومًا (مشابهة الكفار، مشابهة الرجال للنساء أو مشابهة النساء للرجال أو مشابهة الفسقة) هناك ضابط لابد من وضعه في الاعتبار ألا وهو أن الأمر الذي نحكم فيه بمشابهة الغير لابد وأن يكون هذا الأمر من خصائصهم، أي يكون هذا الأمر معروفًا بهم منسوبًا إليهم.
وهذا الاختصاص منه ما هو منصوص عليه، ومنه ما هو عرفي.
يعني حلق اللحية نَسَبَته السنة للمجوس: ((قصوا الشوارب واعفوا اللحى خالفوا المجوس)) هل لو كل الماجوس الآن أطلقوا لحاهم نحلق نحن لحانا لمخافة المجوس.
الجواب: لا، لأن إطلاق اللحى ليس من خصائصهم وأنما أخذوه من غيرهم (من المسلمين) فتوفير اللحى الآن من خصائص المسلمين بها يأمر الدين الإسلامي بل في معظم بلاد المسلمين يسمون الملتحي سني، فحتى لو التحى المجوس فاللحية ليست من خصائصهم فمن فعلها لا يعتبر متشبهًا بهم.
أما الاختصاص العرفي الذي يعرف بالعرف فيتغير بالعرف، والله أعلم، وفي الحقيقة هذه الجزئية تحتاج إلى تأصيل ونقل لكلام أهل العلم وهذا ليس في وسعي الآن.
وأعتقد أن الفرق بين فتوى الشيخ الألباني وفتوى الشيخ ابن عثيمين باعتبار هذه النقطة فالشيخ الألباني لعله نظر إلى المسألة على اعتبار أن أصل (البادلة) أو (القميص والبنطال) المعروف إنما عرف بصورته تلك أول ما عرف في بلاد النصارى.
بينما نظر الشيخ ابن عثيمين إلى المسألة على اعتبار ما آلت إليه فقد حمل الحكام في بعض بلاد المسلمين الناس على لبس القميص والبنطال ولا يسمح للموظف بدخول عمله ولا بدخول الجامعة إلا بهذا الزي، فأصبح هذا الزي منتشرًا في تلك البلاد لا يختص باليهود ولا بالنصارى، لذلك لم ير الشيخ فيه مشابهة بعد اختلاط الحابل بالنابل وخصوصًا أن اختصاص النصارى بالبنطال ليس أمرًا منصوصًا عليه بل هو أمر عرفي، وقد عرف المسلمون السراويلات من قديم، والله أعلم.
ولو كان النهي عن المشابهة على هذا الإطلاق بحيث يشمل كل مشابهة لكان ركوب السيارة والطائرة والقطار محرمًا بل ولكان النت ودخول المنتديات محرمًا لأن النصارى واليهود هم أول من فعلوا هذا. ولا يزال الأمر محتاجًا إلى زيادة بحث، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي سليم]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 06:12]ـ
بارك الله في السائل و المسؤل ... و رحم الله علم القصيم و شامة الشام ...
و ليس هذا من التنطع بمكان و لله الحمد ...
و ثمة ملاحظة اردت تدوينها فان كانت من الصواب فهو لله وحده و الا فمني ومن الشيطان و اسال الله تعالى العفو و الغفران ....
فذكر مشرفنا الحبيب الاخ علي احمد عبد الباقي حفظه الله و رعاه ... ما ذكر و كل ذو فائدة ...
فرايت المقاربة التي اتى بها تختلف من عدة وجوه ...
حيث النت مبتدع و السيارة كذلك بينما القميص و البنطال مما يوجد بينهما اصل و العدول عنه ...
و لذا فلا مشابهة ... فالاصل القميص و حدث العدول الى الشبهة و هو البنطال ... و لا داعي و مبرر لهذا العدول غير ما ساذكره لاحقا ..
بينما السيارة فالاصل الدواب فكان العدول امر حتمي حيث يخدم المصلحة فكانت الطائرات و السيارات ...
و لذا كان لا كهرباء و لا هاتف و لاغيره ... فهذه مما يحتاجه المسلم بداهة ...
بينما القميص هو الاكمل و البنطال هو الانقص من حيث ستر العورة و المشابهة ... و الدواب هي الانقص و السيارة هي الاكمل من حيث الراحة و السرعة .... ارجو ان تكون الفكرة و صلت ...
هذا و الله اعلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 07:25]ـ
بارك الله فيك (أخي علي سليم) وجزاك الله خيرًا على التعقيب وفي الحقيقة كلامك لم يتضح لي فأحتاج إلى مزيد بيان بارك الله فيك.
والنقطة التي أحب التركيز عليها في المدارسة هي: هل مشابهة الكفار مرفوضة بإطلاق أم للأمر قيود؟ وإن كان الجواب أن الأمر له قيود فما هي تلك القيود؟ وإن كان الجواب أن المشابهة محرمة مطلقًا، فالسؤال هل الاستفادة من اختراعاتهم الحديثة وما اختصوا به في النظم والإدارة الحديثة وغيرها لا تعتبر مشابهة ولماذا خرجت عن المشابهة المحرمة؟ ولو أخذنا المثال المذكور (البنطال) هل فيه تشبه بالكفار طبعًا إذا كان فضفاضًا وصفيقًا غير شفاف لا يصف ولا يشف ولا يحجم العورة بارك الله فيك.
ـ[علي سليم]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 07:53]ـ
و فيك بارك المولى مشرفنا الفاضل (علي احمد عبد الباقي) ادخلك المولى الجنة مع من تحب ... اللهم آمين ..
فالذي اردت تبيانه على عجالة ...
ان اللباس يختلف بكونه موجودا مذ وجود آدم عليه السلام لقوله تعالى (يابني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءتكم و ريشا ... ) الاية من سورة الاعراف
اذ لا مشابهة بين ما كان موجودا مع من كان معدوما ...
فالهاتف مستحدث بصناعة ملل الكفر ... البنطال مستحدث بصانة ملل الكفر هنا الاتفاق و الاختلاف ان الاصل في الاول كان معدوما في زمن النبوة بينما الثاني اي اللباس كان موجودا .... هذه واحدة
ثم كلامنا الان عن اللباس ... فالاصل يشمل ستر العورة و الخروج من الشبهة شبهة تشابه الكفر بلباسه ...
عندنا القميص او بتعبير آخر العباءة و يقابلها البنطال ...
فالقميص اكمل و العدول عنه عدول عن الاكمل ... و مهما كان البنطال ساتر للعورة فهو دون القميص فالستر يتحقق بالقميص اكثر من البنطال .... هذه ثانية
ثم عدم مشابهة الكفار في كل شيئ امر مستحيل و يلزمنا التفريق بين اهل الكتاب من غيرهم اذ كان صلى الله عليه و سلم يعجبه موافقة اهل الكتاب بداية ...
فارى ان هناك قيودا ... ربما اعجز عن حصرها و لكن الذي يحضرني منها:
1 - عدم مشابهة الكفار في لباسهم الدينيّ
2 - عدم مشابهة الكفار في شيء اصله اكمل و هو متواجد عند المسلمين كمثالنا السابق حول اللباس
ثم هناك قيد كان دوما يدندن حوله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و هو ان الضعيف دوما يقلد القوي في لباسه ... في مشيته ... و لذا تقليدهم و مشابهنهم تورث ضعفا و تدرجا ... هذا و الله اعلم
اخوك المحب: علي سليم
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 01:21]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...
كما قال أهل العلم ... ((فإن المشابهة بالظاهر تورث المشابهة بالباطن)) ...
ويجب على المسلم السوي أن يكون مسلماً باطناً وظاهراً ....
اصبحنا لا نميز بين الكافر والمسلم ... لو كنت موجوداً بين مجموعة أجانب او يهود أو في المطار .. هل تستطيع ان تجزم على شخصٍ ما أنه مسلم .... لو امسكنا شخصا يلبس البنطال ورميناه في شارع امريكي .. هل تستطيع ان تميزه .. وهم على شاكلة واحدة ... وهل تستطيع ان تلقي عليه السلام الواجب عليك ... وهل اذا لقيته ولم تسلم عليه .. يعتبر هذا خطأك ام خطأه؟؟
*يجب ان يشار الى الشخص المسلم وان يُعرف بين الناس ...
هل البنطلون يستر العورة؟؟ اذا كان كذلك ألبسوه النساء ... لما لا! فهو فضفاض ويستر العورة ..
(((ولا تقل لي فيه تشبه للرجال ... نحن أصلا نناقش دخوله الينا من الكفار .. فمن حدد انه للرجال, وبما انه ساتر للعورة ليلبسه الطرفين ... فمن شروط الزي الشرعي .. ان يكون ساتراً للعورةكما تقدم))
هل لا حرج فيه لأنه مما عمت به البلوى؟؟؟ .... الم يكن يوماً لباساً للكفار؟؟ واول شخص لبسه بدأ بالحرام ... اذا الأمر بدأ بحرام,, فهو من أساسه حرام ... هل الحكم هنا للأكثرية؟؟؟
قرأت فتوى للشيخ بن عثيمين رحمه الله ... يحرم لبس ((الكاب)) طاقية ((البيسبول الأمريكية)) ... تجد الأن الصغير والكبير والعامل والفتاة وكل فئات المجتمع يضعها فوق رأسه ويمشي .... هل عمت بها البلوى أيضا .. وأصبحت حلالاً الآن ... والتكلم فيها أصبح من التنطع؟؟؟؟
أخونا علي الفاضل قال:
عدم مشابهة الكفار في لباسهم الدينيّ
هل عندما لبس عبدالله بن عمرو بن العاص الثوب المعصفر ونهره النبي وقال هو من لباس الكفار فلا تلبسها ... هل كان ذلك لباس أهل الدين ذلك الزمان؟؟؟
هل عندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه (((إياكم وزِي العجم وتمعددوا واخشوشنوا ... )) كان يقصد فقط اللباس الديني ...
هل نظرتم الى المصلين المتبنطلين وهم في الحالة الركوع وفي حالة السجود ... ؟؟؟
بعض الأخوة يقول الرسول لبس الجبة الرومية .... فلا حرج من لبس لباس الكفار ...
نقول له ... لا أهمية للمصدر ... فأثوابنا وقمصاننا أكثرها من الصين ... والألبسة العربية كلها كذلك ((شماغ. عباءة .. عماماة .. قلنسوة .. الخ))
هذا ما فاض به الخاطر الساعة ...
أكرمكم الله وأحسن اليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 01:58]ـ
هل البنطلون يستر العورة؟؟ اذا كان كذلك ألبسوه نسائكم ... لما لا فهو ساتر للعورة ..
كتب اشرف بن محمد في ملتقى أهل الحديث:
لا؛
لأن البنطال من الزي الخاص بالرجال، فمشاركة المرأة للرجال في هذا الزيّ يُعَدُّ مِن باب التشبّه المنهيّ عنه، وفي الحديث: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل "، إذًا لكل منهما لبسة خاصّة، وإن كانت كل منها ساترة للعورة.
قال الحافظ رحمه الله في " الفتح ":
((قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس. قلت: ... ، فأما هيئة اللباس فتختلف باختلاف عادة كل بلد، فَرُبَّ قوم لا يفترق زيّ نسائهم من رجالهم في اللبس، لكن يمتاز النساء بالاحتجاب والاستتار ... ، وقال بن التين: المراد باللعن في هذا الحديث: مَن تَشبَّه من الرجال بالنساء في الزيّ، ومن تَشبَّه من النساء بالرجال كذلك))
قال الشيخ الألبانيّ رحمه الله:
((لا يجوز للمرأة أن يكون زيّها مشابهًا لزيّ الرجل، فلا يحلّ لها أن تلبس رداءه وإزاره ونحو ذلك كما تفعله بعض بنات المسلمين في هذا العصر من لبسهن ما يُعرَف بـ " الجاكيت " و " البنطلون "، وإن كان هذا في الواقع أستَر لهن من ثيابهن الأخرى الأجنبية)) انتهى من حجاب المرأة المسلمة ص54
ثم قال:
فهل يُقبَل من الرجل أن يرتديَ جلبابًا؟!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 01:58]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68069
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 02:23]ـ
كنت أعلم انه سيتم تجاهل جميع النقاط ويتم التركيز على هذه النقطة فقط ... وكنت حتى مترددا في وضعها ...
حسناً ....
مفهوم ضمناً أن لا تتشبه المرأة بزي الرجل ... لكن من قال ان البنطال مقتصر عل الرجال فحسب؟؟؟؟ نحن في مناقشة في هذا الدخيل الذي جاء على بلادنا الاسلامية من بلاد الكفر .... هل يجوز لبسه ام لا ..... نسينا ذلك وانسبناه للرجل!!!
والبنطال تلبسه المرأة والرجل في بلاد الكفر .... وهو مما عمت به البلوى ايضاً هنا ...
اذا كان يستر العورة .... لماذا اقتصر للرجال دون النساء
الجلباب مذكور بالقرآن والسنه الصحيحة أنه للنساء وان يرخينه ذراعاً والرجل ازاره لنصف الساقين ..
فالجلباب مذكور بالنص الصريح للنساء .... لا يتشبه بها الرجال ... اين نص ان البنطال مقتصر على الرجال؟؟؟
ومن الذي حدد أصلاً انه للرجل؟؟؟ ما دام من احكام الزي الشرعي ستر العورة
هذا البنطال جاء من بلاد الكفر تلبسه المراة كما يلبسه الرجل هناك .... لماذا الكيل بمكيالين؟؟؟؟
هل تقليد الكفار مقتصر على الرجال فقط؟؟؟؟ او كما يقال ((مما عمت به البلوى للرجال فقط)))؟؟؟؟
هو ساتر للعورة ... اليس كذلك ...
وان شئت ضع هذه النقطة في دبوس وعلقها عى زاوية مؤقتاً ....
وناقشني بغيرها من النقاط التي ذكرت ...
أكرمك الله أخي الحبيب وأحسن اليك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 02:37]ـ
الأخ الكريم أحمد
تمهل .. لم أتجاهل كلامك أخي الكريم ولكن كتبت في نقطة عندي فيها شيء .. أما الباقي فمنه ما هو صحيح .. ومنه ما ذكر الإخوة الجواب عليه من قبل .. قلم اجد ما أكتبه في كليهما.
البنطال - في بلاد الكفر - هو في الأصل للرجل ثم لبسته المرأة هناك .. ويدل على ذلك - معذرة - أفلامهم ومسلسلاتهم التي ترجع إلى سنين قديمة، أو التي تحكي عن أزمنة ماضية في بلادهم.
فالحاصل أنه لباس عندهم للرجل وقد انتقل إلينا .. ونحن نبحث حكم لبس الرجل له في بلادنا بصفة عامة .. حيث يذكر الإخوة الضوابط وينظر الكل منا في مجتمعه.
أما لبس المرأة له فهو عندهم تشبه من المرأة بالرجل، ولا يرون فيه حرجا، أما نحن فعندنا نهي عن ذلك التشبه.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 03:04]ـ
بارك الله فيك ... نحن نتناقش حتى يتبين لنا الحق ...
معلومة عندي او اشكال عندي مضافاً اليه معلومة منك او اشكال عندك
ان شاء الله نخرج بكَِم علمي طيب ...
وفقنا الله الى الحق ...
زادك الله علماً وفضلاً وأدباً
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 09:10]ـ
وفقنا الله الى الحق ...
زادك الله علماً وفضلاً وأدباً
آمين .. ورفع الله مقامك ونفع عباده بك.
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 11:00]ـ
هناك رسالة علمية نال بها الباحث درجة الدكتوراة بامتياز وهي فعلا رائعة وعنوانها:
لباس الرجل _ أحكامه وضوابطه _ في الفقه الإسلامي
للباحث: د/ ناصر الغامدي. عضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى.
والكتاب يقع في مجلدين ضخمين , بحوالي 1586صفحة.
وطبعته دار طيبة الخضراء.
وهناك رسالة علمية أخرى نال بها الباحث درجة الماجستير بامتياز أيضاً وعنوانها:
أحكام اللباس في الصلاة والحج.
للباحث: د/ سعد بن تركي الخثلان. عضو هيئة تدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود.
ويقع في مجلد واحد. وطبعته مكتبة الرشد.
وكلاهما جميل ولكن الأول ألصق باموضوع.
والله يحفظكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 01:28]ـ
والكتاب يقع في مجلدين ضخمين , بحوالي 1586صفحة.
هل الموضوع كبير إلى هذا الحد؟!
اكتب فهرس الكتاب مشكورا اخي إذا أمكنك
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:27]ـ
الفهرس طويل جدا فالمعذرة المعذرة. . . . ولكن
هذا ملخص سريع ومختصر جداً. لبحث (لباس الرجل. للغامدي)
فالكتاب يقع في خمسة فصول خلا التمهيد.
فالأول: أنواع لباس الرجل المشروع. من /ص 88 إلى 495
وفيه مباحث:
1/ فيما يختص بالبدن
2/ فيما يختص بالرأس
3/ فيما يختص بالرجلين
4/ فيما يختص باليدين
الثاني: شروط لباس الرجل ومن في حكمه. من /ص 497 إلى890
وفيه مباحث:
1/ ألا يكون اللباس محرماً.
2/ ألا تكون هيئة اللباس وصفته مخالفة لما ورد به الشرع.
3/ أن يكون اللباس ساتراً للعورة.
الثالث: آداب لباس الرجل في الفقه الإسلامي. من /ص 890 إلى 961
وفيه مباحث:
1/ حقيقة الآداب في الشرع وأهميتها.
2/ التواضع في اللباس واستحباب الخشونة والزهد.
3/ شكر نعمة اللباس والاعتراف بفضل المنعم _ وفيه أذكار اللباس لبساً وخلعا_
4/ حفظ المروءة في اللباس.
الرابع: أحكام لباس الرجل المتعلقة بالعبادات. من /ص 961 إلى 1410
وفيه مباحث:
1/ أحكام اللباس المتعلقة بالصلاة.
2/ هيئات لباس الرجل المستحبة في بعض مواطن العبادة.
3/ أحكام كفن الرجل وآدابه.
4/ أحكام لباس الرجل المتعلقة بالحج والعمرة.
الخامس: الأحكام المتعلقة بتجارة ملابس الرجال الممنوعة.
وفيه مباحث:
1/ الاتجار بملابس الرجال الممنوعة.
2/ الاحتساب على أسواق المسلمين في جانب اللباس.
3/ مدى ضمان ما أتلف من اللباس الممنوع.
أ. ه
ثم الخاتمة , والتوصيات , والملاحق: ببعض صور الألبسة.
والله يحفظكم.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 12:50]ـ
لماذا لم يسأل الصحابة رضي الله عنهم وهم أنقى وأتقى الرجال
هذا السؤال
للمؤيد بالوحي هادم الشرك والغي صلى الله عليه وسلم
يا صاحبي:
قال حبيبي عليه الصلاة والسلام
هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون
هدانا الله وإياكم
///ذِكر الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم ان أهل الكتاب يتسرولون:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار، فذكر الحديث وفيه، فقلنا: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون قال: تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب ..
((أبو امامة)) ((الأداب الشرعية: 3\ 495)) ((السيل الجرار- الشوكاني1\ 156))
///الاستفسار والسؤال عن كيفية اللباس في الحرم المكي:
(حديث ابن عمر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: ما يلبس المحرم؟ فقال لا يلبس القميص ولا العمامة ولا البرنس، ولا السراويل ولا ثوبا مسه ورس ولا زعفران، ولا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين). متفق عليه)
///سؤال بن الأكوع:
حدثنا القعنبي ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن موسى بن إبراهيم عن سلمة بن الأكوع قال قلت: يا رسول الله إني رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد قال نعم وأزرره ولو بشوكة
رواه الشافعي وأحمد وأبو داود والنسائي والحاكم ...
///سؤال عبدالله بن عمرو
حديث عبدالله بن عمرو: قلت يا رسول الله أمن الكبر أن يكون لي الحلة فألبسها؟ فال:لا ..
أخرجه أحمد والبزار بسند رجاله ثقات ((مجمع الزوائد))
///لبس الحرير حرام ... الا اذا كان هناك حاجه ...
اصيب عبدالرحمن بن عوف يوماً بالحكه هو -واذا لم أخطأ- الزبير بن العوام ...
فشكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم .... فرخص لهما لبس الحرير .....
///إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه.
تخريج السيوطي: (ن) عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عمر (الضياء) عن أنس.
تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 919 في صحيح الجامع
///حديث عبيد بن خالد المحاربي:
بينا أنا أمشي بالمدينة إذا إنسان خلفي يقول: ارفع إزارك فإنه أتقى، فإذا هو رسول الله، فقلت: يا رسول الله إنما هي بردة ملحاء، قال: أما لك في أسوة. فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه.
((صحيح)) ((الألباني)) ((الشمائل المحمدية 97))
///سؤال أم سلمة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم:
حديثها ... ((كيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنكشف أقدامهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه))
===========================
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت النساء هن الاتي يُسبلن والرجال هم الذين يقصرون ثيابهم ...
وفي زماننا هذا النساء هن الاتي يقصرن والرجال هم الذين بُسبلون ..
والسؤال عن ذلك أصبح تنطعاً ...
أصبحت في هذه الأيام لا أسمع سوى:
((الدين دين يسر))
((خذوا من الدين ما استطعتم))
((القابض على دينه كالقابض على جمرة))
وطبعاً ما يُفهم هو:
((الدين دين يسر)) ((الدين سبهللة .. ))
((خذوا من الدين ما استطعتم)) ((خذوا من الدين ما بدا لكم))
....
على كُلٍ منتظر الجواب على سؤال الأخ عربي ... ما هو ضابط التنطع عندك؟؟
وهل اذا سأل الواحد سؤال لم يسبقه اليه صحابي او تابعي او لم نجده في الحديث و الأثر .. تنطعاً؟؟(/)
[المفطرات المعاصرة] للشيخ / خالد المشيقح حفظه الله
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:14]ـ
[المفطرات المعاصرة] للشيخ / خالد المشيقح حفظه الله. . (استفد وأفد من حولك وانشرها)
20 مفطرا لا تتجاوز (12) صفحة بشكل واضح وسهلا ومفهوم ..
والمراد بـ " المفطرات المعاصرة ": مفسدات الصيام التي استجدت وهي كثيرة:
المفطر الأول: بخاخ الربو
المفطر الثاناي: الأقراص التي توضع تحت اللسان
المفطر الثالث: منظار المعدة
المفطر الرابع: القطرة
المفطر الخامس: بخاخ الأنف
المفطر السادس: التخدير
المفطر السابع: قطرة الأذن
المفطر الثامن: غسول الأذن
المفطر التاسع: قطرة العين
المفطر العاشر: الحقن العلاجية
المفطر الحادي عشر: الدهانات والمراهم واللاصقات العلاجية
المفطر الثاني عشر: قسطرة الشرايين
المفطر الثالث عشر: الغسيل الكلوي
المفطرالرابع عشر: التحاميل التي تستخدم عن طريق فرج المرأة
المفطر الخامس عشر: التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر
المفطر السادس عشر: المنظار الشرجي
المفطر السابع عشر: ما يدخل في الجسم عبر مجرى الذكر من منظار أو محلول أو دواء
المفطر الثامن عشر: التبرع بالدم
المفطر التاسع عشر: ما يتعلق بأخذ شيء من الدم للتحليل
المفطر العشرون: معجون الأسنان
كل ما سبق من هذه المفطرات تجدها بالتفصيل على هذا الرابط ...
ولا تنسانا من خالص دعواتك
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=990
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:26]ـ
[المفطرات المعاصرة] للشيخ / خالد المشيقح حفظه الله. . (استفد وأفد من حولك وانشرها)
20 مفطرا لا تتجاوز (12) صفحة بشكل واضح وسهلا ومفهوم ..
والمراد بـ " المفطرات المعاصرة ": مفسدات الصيام التي استجدت وهي كثيرة:
المفطر الأول: بخاخ الربو
المفطر الثاناي: الأقراص التي توضع تحت اللسان
المفطر الثالث: منظار المعدة
المفطر الرابع: القطرة
المفطر الخامس: بخاخ الأنف
المفطر السادس: التخدير
المفطر السابع: قطرة الأذن
المفطر الثامن: غسول الأذن
المفطر التاسع: قطرة العين
المفطر العاشر: الحقن العلاجية
المفطر الحادي عشر: الدهانات والمراهم واللاصقات العلاجية
المفطر الثاني عشر: قسطرة الشرايين
المفطر الثالث عشر: الغسيل الكلوي
المفطرالرابع عشر: التحاميل التي تستخدم عن طريق فرج المرأة
المفطر الخامس عشر: التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر
المفطر السادس عشر: المنظار الشرجي
المفطر السابع عشر: ما يدخل في الجسم عبر مجرى الذكر من منظار أو محلول أو دواء
المفطر الثامن عشر: التبرع بالدم
المفطر التاسع عشر: ما يتعلق بأخذ شيء من الدم للتحليل
المفطر العشرون: معجون الأسنان
كل ما سبق من هذه المفطرات تجدها بالتفصيل على هذا الرابط ...
ولا تنسانا من خالص دعواتك
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=990
/// بارك الله فيك، ونقع بك.
/// للتنبيه: بعد الاطلاع على بحث الشيخ - حفظه الله - اتضح أنَّ المذكور أعلاه هي عناوين لأنواع المفطرات المعاصرة، وإلا فإن الشيخ رجَّح في بعضها عدم التفطير كما في بخاخ الربو والأقراص ... فلا تأخذ من هذا الموضوع بأن الشيخ - وفقه الله - يرى كل هذه من المفطرات.
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 01:10]ـ
جزاك الله خير على هذا الرد المبارك
ـ[المستفيد]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:37]ـ
رفع الله قدرك، هذا وقتها الآن ..(/)
128 مسألة من مسائل الجاهلية
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:43]ـ
128 مسألة من مسائل الجاهلية
تأليف الإمام
محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله تعالى)
====
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
هذه أمور خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين، مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.
///فالضد يضر حسنَه الضدُ --- وبضدها تتبين الأشياءُ///
فأهم ما فيها وأشدها خطراً عدم إيمان القلب بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن انضاف إلى ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية تمت الخسارة كما قال تعالى: {والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون}.
[1]: أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته، يريدون شفاعتهم عند الله، لظنهم أن الله يحب ذلك وأن الصالحين يحبونه، كما قال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلآء شفعآؤنا عند الله} وقال تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونآ إلى الله زلفى} وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى بالإخلاض، وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يُقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر إن من فعل ما استحسنوا فقد حَرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
وهذه هي المسألة التي تَفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الله الجهاد كما قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
[2]: أنهم متفرقون في دينهم، كما قال تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون}، وكذلك في دنياهم ويرون أن ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الصلاة ولا تتفرقوا فيه}، وقال تعالى {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ}، ونهانا عن مشابهتهم بقوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جآءهم البينات}، ونهانا عن التفرق في الدنيا يقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
[3]: أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمع والطاعة له ذل ومهانة، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك وأبدى فيه وأعاد.
وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما صح عنه في الصحيح أنه قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" (أخرجه مسلم). ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.
[4]: أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم، كما قال تعالى: {وكذلك مآ أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثرهم مقتدون} وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنآ أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير}، فأتاهم بقوله: {قل إنمآ أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة}، وقوله: {اتبعوا مآ انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}.
[5]: أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشئ، ويستدلون على بطلان الشئ بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضغ من القرآن.
[6]: الاحتجاج بالمتقدمين كقوله: {قال فما بال القرون الأولى}، {ما سمعنا بهذا فى ءابآءنا الأولين}.
[7]: الاستدلال بقوم أعطوا قوى في الأفهام والأعمال، وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: {ولقد مكانهم فيمآ إن مكناهم فيه}، وقوله: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}، وقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}.
[8]: الاستدلال على بطلان الشئ بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء، كقوله: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}، وقوله: {أهؤلآء من الله عليهم من بيننآ}، فرده الله بقوله: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.
(يُتْبَعُ)
(/)
[9]: الاقتداء بفسقة العلماء والعباد فأتى بقوله: {يا أيها الذين ءامونا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله}، وبقوله: {لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهوآء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل}.
[10]: الاستدلال على بطلان الدين بقلة أفهام أهله وعدم حفظهم كقولهم {بادي الرأي}.
[11]: الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا}.
[12]: إنكار القياس الصحيح، والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق.
[13]: الغلو في العلماء الصالحين، كقوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الح} ق.
[14]: أن كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والإثبات، فيتبعون الهوى والظن ويُعرضون عما جاءت به الرسل.
[15]: اعتذارهم عن اتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقولهم: {قلوبنا غلف}، {يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول}، فأكذبهم الله وبين أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم، وأن الطبع بسبب كفرهم.
[16]: اعتياضهم عما أتاهم من الله بكتب السحر، كما ذكر الله ذلك في قوله: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون * واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ومآ}.
[17]: نسبةُ باطلهم إلى الأنبياء كقوله: {وما كفر سليمان}، وقوله: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً}.
[18]: تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك اتباعه.
[19]: قدحهم في بعض الصالحين بفعل بعض المنتسبين إليهم، كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم.
[20]: اعتقادهم في مخاريق السحرة وأمثالهم أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء كما نسبوه لسليمان عليه السلام.
[21]: تعبدهم بالمُكَاءِ والتَصِديةِ. (1).
[22]: أنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
[23]: أن الحياة الدنيا غرتهم، فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه كقولهم: {نحن أكثر أموالا وأولاداً وما نحن بمعذبين}.
[24]: ترك الدخول في الحق إذا سبقهم إليه الضعفاء تكبراً وأنفة، فأنزل الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم}. الآيات.
[25]: الاستدلال على بطلانه بسبق الضعفاء، كقوله: {لو كان خيراً ما سبقونا إليه}.
[26]: تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.
[27]: تصنيف الكتب الباطلة ونسبتها إلى الله، كقوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} الآية.
[28]: أنهم لا يقبلون من الحق إلا الذي مع طائفتهم، كقوله: {قالوا نؤمن بمآ انزل علينا}.
[29]: أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله طائفتهم، كما نبه الله تعالى عليه بقوله: {قل فَلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}.
[30]: وهي من عجائب آيات الله، أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع، وارتكبوا ما نهى الله عنه من الإفتراق، صار كل حزب بما لديهم فرحين.
[31]: وهي من أعجب الآيات أيضاً، معاداتهم الدين الذي انتسبوا إليه غاية العداوة، ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفئتهم غاية المحبة، كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاهم بدين موسى عليه السلام، واتبعوا كتب السحرة، وهي من دين آل فرعون.
[32]: كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه، كما قال تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ}.
[33]: إنكارهم ما أقروا أنه من دينهم، كما فعلوا في حج البيت، فقال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سَفِهَ نفسه}.
[34]: أن كل فرقة تدعي أنها الناجية، فأكذبهم الله بقوله: {هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، ثم بين الصواب بقوله: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن}.
[35]: التعبد بكشف العورات كقوله: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليهآ ابآءنآ والله أمرنا بها} ,
[36]: التعبد بتحريم الحلال، كما تعبدوا بالشرك.
[37]: التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله.
[37]: الإلحاد في الصفات، كقوله تعالى: {ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون}
(يُتْبَعُ)
(/)
[39]: الإلحاد في الأسماء، كقوله: {وهم يكفرون بالرحمن}.
[40]: التعطيل، كقول آل فرعون.
[41]: نسبة النقائص إليه سبحانه، كالولد والحاجة والتعب، مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك.
[42]: الشرك في الملك، كقول المجوس.
[43]: جحود القدر.
[44]: الاحتجاج على الله به.
[45]: معارضة شرع الله بقدره.
[46]: مسبة الدهر، كقولهم: {وما يهلكنا إلا الدهر}.
[47]: إضافة نعم الله إلى غيره، كقوله: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها}.
[48]: الكفر بآيات الله.
[49]:جحد بعضها.
[50]: قولهم: {ما أنزل الله على بشرمن شئ}.
[51]: قولهم في القرآن: {إن هذآ إلا قول البشر}.
[52]: القدح في حكمة الله تعالى.
[53]: إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ماجاءت به الرسل كقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله}، وقوله: {وقالت طآئفة من أهل الكتاب امنوا وجه النهار واكفروا اخره}.
[54]: الإقرار بالحق ليتواصلوا به إلى دفعه كما قال في الآية (2).
[55]: التعصب للمذهب، كقوله تعالى: {لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم}.
[56]: تسمية اتباع الإسلام شركاً، كما ذكره في قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} الآيتين.
[57]: تحريف الكلم عن مواضعه (3).
[58]: لي الألسنة بالكتاب (4).
[59]: تلقيب أهل الهدى بالصباة والحشوية.
[60]: افتراء الكذب على الله.
[61]: التكذيب بالحق.
[62]: كونهم إذا غُلبوا بالحُجة فزعوا إلى الشكوى للملوك، كما قالوا: {اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض}.
[63]: رميهم إياهم بالفساد في الأرض كما في الآية.
[64]: رميهم إياهم بانتقاص دين الملك، كما قال تعالى: {ويذرك والِهَتَكَ} الآية، وكما قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم}.
[65]: رمهيهم إياهم بانتقاص آلهة الملك في الآية.
[66]: رميهم إياهم بتبديل الدين، كما قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}.
[67]: رميهم إياهم بانتقاص الملك كقولهم: {ويذرك والهتك}.
[68]: دعواهم العمل بما عندهم من الحق، كقولهم: {نؤمن بمآ أنزل علينا}، مع تركهم إياه.
[69]: الزيادة في العبادة، كفعلهم يوم عاشوراء.
[70]: نقصهم منها، كتركهم الوقوف بعرفات.
[71]: تركهم الواجب ورعاً.
[72]: تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.
[73]: تعبدهم بترك زينة الله.
[74]: دعوتهم الناس إلى الضلال بغير علم.
[75]: دعوتهم إياهم إلى الكفر مع العلم.
[76]: المكر الكُبار، كفعل قوم نوح.
[77]: أن أئمتهم إما عالم فاجر وإما عابد جاهل، كما في قوله: {وقد كن فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون * وإذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله علم ما يسرون وما يعلنون * ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا آماني وإن هم إلا يظنون}.
[78]: دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس.
[79]: دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله: {قل إن كنتم تحبون الله}.
[80]: تمنيهم الأماني الكاذبة، كقولهم: {لن تمسنا النار إلآ أياما معدودة}، وقولهم: {لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى}.
[81]: اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.
[82]: اتخاذ آثار أنبياءهم مساجد كما ذُكر عن عمر (4).
[83]: اتخاذ السُرج على القبور.
[84]: اتخاذها أعياداً.
[85]: الذبح عند القبور.
[86]: التبرك بآثار المعظمين، كدار الندوة، وافتخار من كانت تحت يده بذلك، كما قيل لحكيم بن حزاك: بعثَ مَكرمَةَ قريش؟! فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى (5).
[87]: الفخر بالأحساب.
[88]: الطعن في الأنساب.
[89]: الاستسقاء بالأنواء (6).
[90]: النياحة.
[91]: أن أجل فضائلهم البغي، فذكر الله فيه ما ذكر.
[92]: أن أجل فضائلهم الفخر، ولو بحق، فنهي عنه.
[93]: أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق والباطل أمر لا بد منه عندهم فذكر الله فيه ما ذكر.
[94]: أن مِن دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره، فأنزل الله: {ولا تزر وازرة وزر اخرى}.
[95]: تعيير الرجل بما في غيره فقال: "أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" (متفق عليه).
(يُتْبَعُ)
(/)
[96]: الافتخار بولاية البيت، فذمهم الله بقوله: {مستكبرين به سامرا تهجرون}.
[97]: الافتخار بكونهم ذرية الانبياء، فأتى الله بقوله: {تلك امة قد خلت لها ما كسبت}.
[98]: الافتخار بالصنائع، كفعل أهل الرحلتين على أهل الحرث.
[99]: عظمة الدنيا في قلوبهم، كقولهم: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.
[100]: التحكم على الله، كما في الآية السابقة.
[101]: ازدراء الفقراء، فأتاهم بقوله: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}.
[102]: رميهم أتباع الرسل بعدم الإخلاص وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله: {ما عليك من حسابهم من شئ} الآية وأمثالها.
[103]: الكفر بالملائكة.
[104]: الكفر بالرسل.
[105]: الكفر بالكتب.
[106]: الإعراض عما جاء عن الله.
[107]: الكفر باليوم الآخر.
[108]: التكذيب بلقاء الله.
[109]: التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، كما في قوله: {أولئك الذين كفروا بـ ء ـايات ربهم ولقآئه}، ومنها التكذيب بقوله: {مالك يوم الدين}، وقوله: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة}، وقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}.
[110]: قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس.
[111]: اٌيمان بالجبت والطاغوت.
[112]: تفضيل دين المشركين على دين المسلمين.
[113]: لبس الحق بالباطل.
[114]: كتمان الحق مع العلم به.
[115]: قاعدة الضلال، وهي القول على الله بلا علم.
[116]: التناقض الواضح لما كذبوا بالحق، كما قال تعالى: {بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج}.
[117]: الإيمان ببعض المنزل دون بعض.
[119]: التفريق بين الرسل.
[120]: دعواعم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم.
[121]: صدهم عن سبيل الله من آمن به.
[122]: مودتهم الكفر والكافرين.
[123] و [124] و [125] و [126] و [127] و [128]: العيافة (7)، والطرق (8)، والطيرة (9)، والكهانة (10)، والتحاكم إلى الطاغوت، وكراهة التزويج بين العبدين (11).
والله أعلم
وصلى الله على محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلم.
----
(1) قال ابن عباس: كانت قريش تطوف عراة يصفقون ويصفرون فكان ذلك عبادة في ظنهم. قال ابن عمرو ومجاهد والسدي: المكاء الصفير، والتصدية: التصفيق.
(2) أي الآية السابقة.
(3) قال تعالى في سورة المائدة، الآية: 13 {يحرفون الكلم عن مواضعه} الآية.
(4) يشير الشيخ (رحمه الله) إلى ما أخرجه الطحاوي وابن وضاح وغيرهما كما في الاعتصام للشاطبي عن المعرور بن سويد الأسدي قال: وافيت الموسم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما انصرفنا إلى المدينة انصرفت معهم فلما صلى بنا صلاة الغداة قرأ فيها: {ألم تر كيف فعل ربك} و {لإيلاف قريش} ثم رأى ناساً يذهبون فذهبا فقال: أين يذهب هؤلاء؟ قالوا: يأتون مسجداً هاهنا صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، يتبعون آثار أنبيائهم فاتخذوهم كنائس وبيعاً، من ادركته الصلاة في شئ من هذه المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فليصل فيها وإلا فلا يتعمدها.
(5) يشير الشيخ (رحمه الله) بهذا إلى ماذكره الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب عن مصعب قال: جاء الإسلام ودار الندوه بيد حكيم بن حزام، فباعها بعدما مات معاوية بمائة ألف درهم، فقال له ابن هبيرة: بعثت مكرمة قريش، فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى.
(6) أي طلب السقيا من النجم، أو نسبة المطر إليه كقولهم: مطرنا بنوء كذا كما في الحديث المتفق عليه عن زيد بن خالد الجهني أخرجه البخاري رقم 844 ومسلم رقم 71. ومن اعتقد أن الكواكب فاعل مدبر منشئ للمطر كما كان أهل الجاهلية يفعلون لاشك في كفره، ويكره من قاله اعتباراً بالعبارة.
(7) العيافة: هي زجر الطير فإن طار يميناً تفاءلت، وإن طار شمالاً تشاءمت، وكذلك الاعتبار بأسمائها ومساقطها.
(8) هو نوع من التكهن بالحصى أو بالقطن والصوف وادعاء على الغيب.
(9) هي التشاؤم.
(10) الكهانة: إدعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب.
(11) لعل المراد ما كان عليه أهل الجاهلية من جعل الإماء تزني بأجر، فلذلك لا يزوجونها ويمنعون ذلك الزواج(/)
سؤال: هل أداء السنن والنوافل في المساجد الثلاث أجرها مضاعف كالصلوات المكتوبة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 06:33]ـ
أجوا الإفادة - حفظكم الله -
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:08]ـ
السلام عليكم تفضل أُخيَّ:
س: هل النافلة في الحرم تساوي ألف نافلة؟ (1)
ج: الصلاة في الحرم بمائة ألف صلاة، ما هو بألف فقط، بل مائة ألف صلاة، والنافلة والفريضة جميعا؛ لعموم الحديث «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة» نفلا وفرضا.
__________
(1) سؤال موجه إلى سماحته بعد الدرس الذي ألقاه في المسجد الحرام في 28\ 12\ 1418هـ.
من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 07:46]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا أبا معاذ.
للفائدة:
قال سماحةُ الشَّيخ العلاّمة ابن عُثيمين ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ:
(فإن قال قائل: هل هذا التفضيل في صلاة الفريضة والنافلة؟
فالجواب: أن فيه تفصيلاً فالفرائض لا يستثنى منها شيء، وأما النوافل فما كان مشروعاً في المسجد، شمله هذا التفضيل كقيام رمضان وتحية المسجد وما كان الأفضل فيه البيت، ففعله في البيت أفضل كالرواتب ونحوها.
فإن قال قائل: وهل تضاعف بقية الأعمال الصالحة هذا التضعيف؟
فالجواب: أن تضعيف الأعمال بعدد معين توقيفي، يحتاج إلى دليل خاص ولا مجال للقياس فيه، فإن قام دليل صحيح في تضعيف بقية الأعمال أخذ به، ولكن لا ريب أن للمكان الفاضل والزمان أثراً في تضعيف الثواب، كما قال العلماء ـ رحمهم الله ـ: إن الحسنات تضاعف في الزمان والمكان الفاضل، لكن تخصيص التضعيف بقدر معين يحتاج إلى دليل خاص.
فإن قال قائل: وهل تضاعف السيئات في الأمكنة الفاضلة والأزمنة الفاضلة؟
فالجواب: أما في الكمية فلا تضاعف لقوله تعالى: {{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ *}} [الأنعام: 160] وهذه الآية مكية لأنها من سورة الأنعام، وكلها مكية لكن قد تضاعف السيئة في مكة من حيث الكيفية لقوله تعالى: {{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}} [الحج: 25].). (الشّرح الممتع على زاد المستقنع).
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 02:24]ـ
وأما النوافل فما كان مشروعاً في المسجد، شمله هذا التفضيل كقيام رمضان وتحية المسجد وما كان الأفضل فيه البيت، ففعله في البيت أفضل كالرواتب ونحوها.
كيف استدل الشيخ على هذا التفريق؟(/)
الورقة الضائعة سببٌ في الثروة الحديثية الضخمة للشيخ الألباني رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 05:34]ـ
قصة الورقة الضائعة
محمد ناصر الدين الألباني
يقول الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه (فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية):
(ولم يكن ليخطر ببالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها (ذم الملاهي) للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟.
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع)، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات!، فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه!.
فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!.
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)!.
فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظها بها!. (قلت: لعلها أحظى بها).
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية!.
وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.
ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات!.
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة!.
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات).
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1121
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:56]ـ
غفر الله للشيخ وأسكنه فسيح جنته.
وجزاك الله خيرا أخي أبامحمد
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 08:52]ـ
موضوع جميل ماتع!
شكر الله لك ورحم الآمام الألباني وجمعنا به ووالدينا في الفردوس الأعلى.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 02:05]ـ
انظروا للهمم كيف تسمو بصاحبها إلى القمم (!).
لله درك وعلى الله أجرك يا محدث الزمان ........
الأخ (المسيطير) جزاك الله الفردوس .........
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 02:23]ـ
انظروا للهمم كيف تسمو بصاحبها إلى القمم (!).
لله درك وعلى الله أجرك يا محدث الزمان ........
الأخ (المسيطير) جزاك الله الفردوس .........
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 11:59]ـ
جزاك الله خيراً أخى الحبيب
ورحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[21 - Nov-2008, صباحاً 04:01]ـ
وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
قال الله تعالى: ((واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم))
و إنما العلم بالتعلم
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة!
اللهم يسر لنا أسباب طلب العلم والرضا.
بارك الله في الأخ الكريم المسيطر وزاده علما وفضلا.
ورحم الله الشيخ الألباني ورفع درجاته في العليين بإذنه تعالى، فإنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو يوسف الغزي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 03:19]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وغفر الله للشيخ العلامة الألباني ورحمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
درر الفوائد_القابض على الجمر
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 07:50]ـ
حديث أنس بن مالك -رَضِيَ الله عنهُ- قال: قال رسُولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: ((يَأْتِي على النَّاسِ زَمَان القَابِض على دينِهِ كالقَابِض على الجَمر)) نعم الشَّخص المُسْتَقِيم على دينِ الله -جلَّ وعلا- فِي بعضِ الأوْقَات، وفِي بعضِ الأَمَاكِنْ لا سِيَّمَا في آخِر الزَّمَان حِينَمَا تَكْثُرُ الفِتَنْ لا شَكَّ أنَّ المُلْتَزِم المُتَمَسِّك بِدِينِهِ وضْعُهُ شَدِيد، وحَيَاتُهُ مُقْلِقَة تَجِدُهُ فِي نِزَاع وفِي صِرَاع مَعَ أَهْلِهِ، مَع جِيرَانِهِ، مَع نَفْسِهِ الأَمَّارَة كالقَابِضْ عَلى الجَمْر، فهُو مع قَبْضِهِ على الجَمْر يُصَارع ويُعاني بس متى يُفْلِت من هذا الجَمْر على مَشَقَّة وعلى شِدَّةٍ شَدِيدَة؛ فَعَلَى الإنْسَان أنْ يَسْعَ جَاهِداً أنْ يُحَافِظْ على دِينِهِ، وأنْ لا يَتَنَازَلْ بِشَيْءٍ مِن دينِهِ مَهْمَا كَلَّفَهُ الأمْر حتَّى يَلْقَى الله -جلَّ وعلا-، وأمَّا مَنْ يَتَنَازَلُون عَن - نَسْأَل الله السَّلامة والعَافِيَة- عن دين، عن عِرْض في مُقَابِل عَرَض الدُّنْيا، وأَخْبَر النَّبِي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- عن فِتَنْ تَكُون فِي آخِر الزَّمَانْ يُصْبِح الرَّجُلُ مُؤمِنْ ويُمْسِي كَافِر، يُمْسِي مٌؤْمِنْ ويُصْبِحْ كَافِر، كُل هذا مِن المُغْرِيَات والمُلْهِيَات والضُّغُوط الشَّدِيدَة، الضُّغُوط النَّفْسِيَّة، الضُّغُوط الأُسَرِيَّة، الضُّغُوط الاجْتِمَاعِيَّة، لا يَجِد مَن يُعِينُهُ على الثَّبَات، فَلْيَحْرِص الإنسان على أنْ يَعْتَصِم بِكِتَابِ الله -جلَّ وعَلا-، وأنْ يَكُون دَيْدَنُهُ النَّظَر فِي كِتَاب الله، وأَنْ يَقْرَأ القُرْآن على الوَجْه المَأْمُور بِهِ، وهذا هو المُعِينْ، وهُو المُثَبِّتْ بإذنِ الله -جلَّ وعَلا- والمَخْرَجْ فِيهِ مِنْ جَمِيع الفِتَنْ.
====
الشيخ/د. عبدالكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/490
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:14]ـ
نصيحة قيمة
وما اكثر التنازلات في سبيل ارضاء الناس ومجاملتهم على حساب الدين والنفس
نسأل الله الثبات على الحق
جزاك الله خيرا أخي تاور
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:31]ـ
آمين ...
وجزاك أخي الحبيب في الله (لامية العرب) , وجمعنا الله وإياكم على طاعته.
وأذكر حديثا رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته/6010 , أن رسول الله (ص) قال: "من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس".
ـ[النجدية]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الرحمن خيرا أستاذنا تاور على هذه الفوائد!!
لكن هناك جملة أثارت أسئلة في خلدي؛ هلا تكرمتم علي بالجواب؟؟
العبارة هي: "أنَّ المُلْتَزِم المُتَمَسِّك بِدِينِهِ وضْعُهُ شَدِيد، وحَيَاتُهُ مُقْلِقَة تَجِدُهُ فِي نِزَاع وفِي صِرَاع مَعَ أَهْلِهِ، مَع جِيرَانِهِ، مَع نَفْسِهِ الأَمَّارَة كالقَابِضْ عَلى الجَمْر .. "
*ولكن علِمنا معاملة النبي عليه السلام، بداية الدعوة؛ كيف كان يتعامل مع عمه، و هو كافر!!
هناك أساليب للدعوة إلى الله علمنا إياها النبي الكريم صلى الله عليه و سلم، توجب علينا أن نتعامل مع أهلنا، و جيراننا باتزان، و بأسلوب طيب؛ لا يسيء إلى الدين ... نعاشرهم و نعاملهم بالحسنى، لا نعتزلهم، و لا نتساهل في ديننا، و التزامنا ... لنكسب قلوب الناس و نؤلفهم على الدين، و لنريهم الإسلام المشرق على حقيقته ... أليست هذه مسؤوليتنا؟؟؟
هذا تساؤلي؛ و أنتم -أستاذنا-خير مسدد إن شاء الله
و دمتم في حفظ ربي!!
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 01:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا: لست أستاذاً كما كتبت إنما أنا ناقلاً فحسب وابتغي المثوبة والأجر من الله.
ثانياً: بالنسبة لسؤالك أختي الفاضلة فأقول وبالله أستعين:
قال الشيخ/د. عبدالكريم الخضير حفظه الله وهو ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"أنَّ المُلْتَزِم المُتَمَسِّك بِدِينِهِ وضْعُهُ شَدِيد، وحَيَاتُهُ مُقْلِقَة تَجِدُهُ فِي نِزَاع وفِي صِرَاع مَعَ أَهْلِهِ، مَع جِيرَانِهِ، مَع نَفْسِهِ الأَمَّارَة كالقَابِضْ عَلى الجَمْر .. "
مراد الشيخ على فهمي (أنا) , أنّ الإنسان معرض للفتن في حياته القصيرة الأجل وتزيد شدتها على المسلم المستقيم بدين الله وطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, وذلك يكون في بعض الأوقات (اي تزيد من شدتها وتنقص بحسب الزمان والمكان) لما يتعرض له من شهوات وفتن وملذات الدنيا وتزيين الشيطان للمعاصي والنفس الأمارة بالسوء لأن النفس بطبيعتها تكره العبادة وتميل الى المعصية ولما كان ذلك أثره شديد على النفس والوقوع في المعاصي وجب التمسك بالدين وسنة سيد المرسلين وأن الناصح لله ورسوله يجب أن يتحلى بعقيدة سليمة وأخلاق حميده وأسس قويمة متينة وفقه عظيم حتى ينتهج النهج المستقيم ويتسلح بسلاح العلم القويم قال تعالى: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" الأنعام:153, أي لا سبيل ولا طريق إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كما تعرفين انه من شروط العبادة لأن للعبادة شرطان: الاول: الإخلاص ودليله: "قل الله اعبد مخلصا له ديني "الزمر (آية:14) والثاني: المتابعة ودليله: قال صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم و رد معناه مردود أي العمل وحتى يسد باب العبادات البدعية التي جاء بها الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم, ويتربى ويربي نفسه على العلم النافع والعمل الصالح والدعوة تكون على بصيرة في العلم قال تعالى: "قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيره انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين "يوسف (آية:108) , وقال تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا "الاسراء (آية:36) ولكي يستطيع أن يميز البدعة من السنة وأن يفند الشبهة وإن لم يستطع يسأل أهل العلم والإيمان وأهل الذكر والبيان قال تعالى: "وما ارسلنا قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " الانبياء (آية:7) , وكما لا يخفى عليك أنه يجب على الإنسان التعلم لأن الأصل فيه الجهل قال تعالى: "والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئده لعلكم تشكرون " النحل (آية:78) , وكيف يكون الإنسان مفتاحا للخير مغلاقا للشر وكيف! ومتى!! يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كما قال تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " ال عمران (آية:104).
وأن ذلك يكمن في طريق العلم والتعلم وأن يعمل بالحلم والتحلم ويعرف أهل العلم ويحفظ لهم حقهم وقدرهم وكيف يكون هيناً ليناً سهلاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس" صححه الألباني/3135/صحيح الجامع الصغير وزيادته, ومتى يكون شديداً في دين الله ومتى يقوم باعتدال و وسطية حتى ينشر دين الله بالسماحة واليسر والحجة والبرهان وبذلك يستطيع أن يحفظ نفسه من الفتن ويحفظ دينه من العبث والشُبه والبدع وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال صلى الله عليه وسلم: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرا: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" عن أبي هريرة عند مسلم (2/ 300).
, فلو نظرنا الى الدين نجد أن فيه كل ما نحتاجه لحياتنا وبعد مماتنا من أخلاق ومعاملات وفقه وعبادات و ... الخ وكيف نفوز في الدارين (الدنيا والآخرة) , وأن الله خلقنا لعبادته قال تعالى: "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " الذاريات (آية:56)
أختي الكريمة وفقك الله لما يحب ويرضى أشكر لك سؤالك ومشاركتك , وأسأل الله أن يرزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل و يعيذنا من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
فإن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان, والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد في الأولين والآخرين
ـ[النجدية]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 02:30]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أستاذنا - من باب الإحترام أقول: أستاذنا - على ما تفضلتم به ...
و جعل الله جهدكم في ميزان حسناتكم، و نفع بكم!!!
و دمتم في حفظ المولى ...
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 08:44]ـ
وجزاك اختي الفاضلة
آمين ...(/)
الأشياء الكبيرة ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 06:45]ـ
على الرغم من كون الشمس كانت قد أوشكت على الغروب إلا أن هذا لم يمنع ذلك الرجل من السكان المحليين أن يغوص بأقدامه في البحر جائياً ذاهباً غير مبالٍ بالظلام الذي بدأ يحل على الشاطيء.
اقتربت منه فوجدته يحمل أحد حيوانات نجم البحر والتي تقذف الأمواج بها على الشاطيء فقط لتلقى حتفها، ولكن هذا الرجل أبى أن يكون هذا مصيرها فكان يحملها واحداً بعد واحد ليعيدها إلى البحر وإلى الحياة مرة ثانية.
اقتربت منه قائلاً له: ما فائدة عملك هذا؟؟
ألا ترى تلك الآلاف المؤلفة التي تنتشر بطول الشاطيء وعرضه من هذا الحيوان؟؟
ماذا عساك تفعل؟؟
ألا ترى أن عملك هذا لن يغير من مصير تلك الآلاف شيئاً؟؟
ابتسم الرجل وانحنى ليلتقط نجم بحر آخر، ثم يرميه في البحر قائلاً: ((لقد تغير مصير نجم البحر هذا، أليس كذلك؟!)).
ثم انصرف الرجل وتركني.
تأملت في منطقه طويلاً ..... ثم قلت لنفسي:
إي والله لقد صدق الرجل إننا لا ننظر إلا إلى التأثيرات العظيمة ... إننا لا نلتفت للعمل الصغير على الرغم من أنه ليس صغيراً أبداً لا عند الله ولا عند من انتفع بهذا العمل ...
وتلك لعمري مشكلة من أكبر مشاكلنا ...
إننا لا نقنع سوى بالجماهير الغفيرة ....
لا نقنع سوى بالأعداد الضخام .... ينصرف الداعية عن المسجد فلا يعود إليه؛ لأن المسجد غير ممتليء
لا نرضى سوى بالمشاريع الضخمة والمؤسسات واسعة النشاط ...
أما الآداء الفردي ...
أما الأشياء الدقيقة الفعالة ....
فنحن زاهدون فيها مقللون من شأنها وأثرها ...
على الرغم من أن عصرنا هو عصر الترانزستور والأشياء الدقيقة الفعالة ..
وعلى الرغم من كوننا أهل دين يضرب كتابه المثل للخير بالذرة ... ويضرب نبيه المثل للخير بشق تمرة ...
ألا ترون أننا بالفعل أمام مشكلة كبيرة ... وأؤكد أنها مشكلة كبيرة؛ لعلمي أنكم لا تلتفتون إلا إلى الأشياء الكبيرة ...
ـ[محمد المالكي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 07:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على ماكتبت فلقد أجدت وأفدت
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 12:52]ـ
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه .....
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 11:42]ـ
أثابك الله فيما كتبت أخي السلفي أبو فهر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[ريبال]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 07:58]ـ
ليتك أطنبت ـ بارك الله فيك ـ ما كدت أرتشف حتى نفد الكلام، وبنا ـ والله ـ جوعة لمثل هذا الزاد، وبنا حاجة ـ علم الله ـ لمثل هذه التنبيهات، فإن عدت مرة أخرى للحديث في هذه المواطن فليكن معك زاد يكفي الشرهاء من الطلبة ,
والله يتولاك بحفظه ورحمته.
ـ[النجدية]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 10:25]ـ
بسم الله ...
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل أبو فهر السلفي؛ على ما تتحفنا به ... لا حرمنا فضلكم!!
و إنني مع الأستاذ ريبال فيما قاله ... فهذا ليُروى غليلنا، أعانكم الله لما يحب و يرضاه!
فنحن ننظر حقا للأمور الكبيرة، و ننسى أن البعوضة تدمي مقلة الأسد ...
و ننتظر المزيييييييييييد!!
و دمتم على الخير أعوانا!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:36]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ...
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 08:07]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 04:33]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 06:15]ـ
بورك فيك يا أبا فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 06:08]ـ
وفيكم بارك الله جميعاً .... ونفعنا الله بما نكتب في الدارين .. اللهم واجعله حجة لنا لا علينا
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 08:14]ـ
ليتك أطنبت ـ بارك الله فيك ـ ما كدت أرتشف حتى نفد الكلام، وبنا ـ والله ـ جوعة لمثل هذا الزاد، وبنا حاجة ـ علم الله ـ لمثل هذه التنبيهات، فإن عدت مرة أخرى للحديث في هذه المواطن فليكن معك زاد يكفي الشرهاء من الطلبة ,
والله يتولاك بحفظه ورحمته.
الحمد لله
أضحك الله سنك يا ريبال
ولقد أوجزت لكنك كفيت
جزى الله اخانا خيرا على هذه الاشارة العظيمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:52]ـ
للفائدة ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 05:31]ـ
على الرغم من كون الشمس كانت قد أوشكت على الغروب إلا أن هذا لم يمنع ذلك الرجل من السكان المحليين أن يغوص بأقدامه في البحر جائياً ذاهباً غير مبالٍ بالظلام الذي بدأ يحل على الشاطيء.
اقتربت منه فوجدته يحمل أحد حيوانات نجم البحر والتي تقذف الأمواج بها على الشاطيء فقط لتلقى حتفها، ولكن هذا الرجل أبى أن يكون هذا مصيرها فكان يحملها واحداً بعد واحد ليعيدها إلى البحر وإلى الحياة مرة ثانية.
اقتربت منه قائلاً له: ما فائدة عملك هذا؟؟
ألا ترى تلك الآلاف المؤلفة التي تنتشر بطول الشاطيء وعرضه من هذا الحيوان؟؟
ماذا عساك تفعل؟؟
ألا ترى أن عملك هذا لن يغير من مصير تلك الآلاف شيئاً؟؟
ابتسم الرجل وانحنى ليلتقط نجم بحر آخر، ثم يرميه في البحر قائلاً: ((لقد تغير مصير نجم البحر هذا، أليس كذلك؟!)).
ثم انصرف الرجل وتركني.
تأملت في منطقه طويلاً ..... ثم قلت لنفسي:
المشهد الذي سكت عنه الراوي
من قصة
الأشياء الكبيرة
ثم انصرف الرجل وتركني ...
وعدت إلى البيت .. وبالي يتجاذبه اليأس من إنقاذ آلاف الحيوانات البحرية، والأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، حسب الطاقة والوقت المتاح ...
اتقدت في مكامني جذوة الحماسة لمد يد الغوث إلى اليائسين والميؤوس منهم من حيوانات نجم البحر، واستولى عليَّ مشهد ذلك "الأبوريجان" الصادق وإن ظنه البناس ساذجا .. استلقيت على الأريكة .. شغلتُ التلفاز .. واخترت قناة "أوسيانيا" للاستئناس والحفاظ على تلك الجذوة التي انقدحت شرارتها الأولى على شاطئ البحر ...
وهنا كانت المفاجأة!
الشاطئ نفسه .. والشمس نفسها، بخجلها المؤْذن بمجيء الغروب!
تقترب الكاميرا بـ "زوم" نابض بالإثارة من يدٍ تحمل نجم البحر، فيتسارع إيقاع نبضات قلبي .. لكنها سرعان ما تعود إلى وتيرتها الاعتيادية الرتيبة، عندما ترتفع الكاميرا مظهرة وجه "حامل النجم"؛ لم يكن "الأبوريجان" الذي التقيتُه، بل شخص آخر تمامًا!!
والذي شد انتباهي من مظهره: نظارته السوداء .. الغامقة السواد .. وكأنه خبير في نقد المجوهرات ...
ومع ذلك ابتهجت لرؤيته، وقلت في قرارة نفسي: هذا مؤشر خير، فإنقاذ نجم البحر ليس حكرًا على "الأبوريجان"، وهو يشغل بال كل شرائح المجتمع ..
ثم سمعته يقول:
"إنّ إنقاذ نجم البحر وإعادته إلى البحر عِلْم؛ عِلْمٌ قائم بذاته .. "
لم أفهم ما معنى "قائم بذاته" هذه، لكنّ لهجته أربكتني ...
ثم قال، وهو يعدِّل من جديد نظارته السوداء الغامقة؛ وكأنّ تعديلها يجلب له أفكارًا أعمق:
"ليس لكل مَن هبَّ ودَبَّ أن يعيد نجم البحر إلى الماء. الإنقاذ فن، وفن صعب جدًّا .. يتطلَّب كفاءةً عالية وخبرة واسعة .. وأهم ما يشترط فيه: احترام معايير الإنقاذ، ووضع نجم البحر في أنقى وأطهر مكان في البحر؛ وإلا فتركه يموت على الشاطئ أفضل .. فالبحر كما تعلمون واسع؛ فيه مواطن ملوّثة، وأخرى أقل تلوُّثا .. بل فيه أماكن يظنها الناس من البحر وهي ليست منه! "
عندئذ سأله الصحفي: "وما هو الحل في رأيكم، يا فضيلة سماحة الدكتور؟ "
أجاب الخبير المتخصص وهو ينفض الرمل عن بذلته المخبرية، وعلى طرف شفتيه ابتسامة يشوبها الزهو والوعيد معًا: "الحل هو أن يُترَك الإنقاذ لأهل الإنقاذ. وأقول لغير المتخصصين: ابتعدوا عن الشواطئ! ابتعدوا عن حيوانات نجم البحر! فقد تصابون بالعدوى، لأنكم غير معقَّمين، عدا كونكم غير مؤهَّلين .. اتقوا الله في علم الإنقاذ، واتركونا نشتغل! "
فاعترضه الصحفي قائلا: "ولكن لو فعل الناس ذلك، لتراكمت الحيوانات البحرية على الشواطئ، ولفرغت البحار! فأنتم مجموعة محدودة، ولا يمكنكم إنقاذ هذا الكَم الهائل من الحيوانات المهددة بالهلاك .. "
سلق الدكتور المختص الصحفيَّ المسكين بنظرة لاهبة، حتى خشيتُ أن يصيبه بمكروه .. ثم عدَّل من جديد نظارته السوداء الغامقة، الجالبة لأعمق الأفكار، وقال:
"نحن أهل النجاة، وعلى أيدينا فقط ينجو نجم البحر .. ثم إنني أظنك لا تعلم أنّ هذا الحيوان يسمَّى أيضًا "صليب البحر" .. صليييييييييب! وليس المهم أن ننقذ نجم البحر .. المهم هو الحفاظ على مملكتنا الطاهرة في عَرْض البحر .. "
وفي هذه اللحظة، حدث ما لم يكن في الحسبان .. تخلَّص نجم البحر من يد الدكتور المختص في "الإنقاذ"، وأخذ سبيله في الرمل .. بحثًا عن أحد "الأبوريجان" ...
وبعد ذلك، أطفأتُ التلفاز ..
لم أتأمّل في منطقه .. ولم أقل في نفسي شيئًا ..
- النهاية-
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 03:40]ـ
ضحكت ومن البسمات دموع ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Jan-2009, صباحاً 09:54]ـ
لم يكن "الأبوريجان" الذي التقيتُه، بل شخص آخر تمامًا!!
تصويب "مغرض": بل شخصًا آخر ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Jan-2009, صباحاً 02:01]ـ
وافت من نفسي نفَساً؟
و من روحي ريحاناً ....
و من مقولاتي مكاناً من باب آخر و لكنه يلاقيه في ساحة المعنى و الوظيفة؟!
" إنما الشأن شأنك "؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 04:43]ـ
استمر يا مولانا ...
فقد فتحت بهذا بابا كبيرا من أبواب " فقه التواني "
و مما سمعته من بدائع الدكتور البكار حفظه الله مما له علاقة:
إن مشكلتنا ليست مع المستحيل ..
بل مع الممكن الذي نطيقه و لا نمارسه ...
و الأخفى يزين ذلك قائلا: كيف تنشغل بالمسائل الصغيرة؟!؟
و أنت تظن أنك منتظر سنوح الفرصة للكبيرة!؟
حتى إذا سنحت
" تولّوا إلا قليلا منهم "!!؟!!
ـ[أبوفارس النجدي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 06:39]ـ
المشهد الذي سكت عنه الراوي
من قصة
الأشياء الكبيرة
ثم انصرف الرجل وتركني ...
وعدت إلى البيت .. وبالي يتجاذبه اليأس من إنقاذ آلاف الحيوانات البحرية، والأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، حسب الطاقة والوقت المتاح ...
اتقدت في مكامني جذوة الحماسة لمد يد الغوث إلى اليائسين والميؤوس منهم من حيوانات نجم البحر، واستولى عليَّ مشهد ذلك "الأبوريجان" الصادق وإن ظنه البناس ساذجا .. استلقيت على الأريكة .. شغلتُ التلفاز .. واخترت قناة "أوسيانيا" للاستئناس والحفاظ على تلك الجذوة التي انقدحت شرارتها الأولى على شاطئ البحر ...
وهنا كانت المفاجأة!
الشاطئ نفسه .. والشمس نفسها، بخجلها المؤْذن بمجيء الغروب!
تقترب الكاميرا بـ "زوم" نابض بالإثارة من يدٍ تحمل نجم البحر، فيتسارع إيقاع نبضات قلبي .. لكنها سرعان ما تعود إلى وتيرتها الاعتيادية الرتيبة، عندما ترتفع الكاميرا مظهرة وجه "حامل النجم"؛ لم يكن "الأبوريجان" الذي التقيتُه، بل شخص آخر تمامًا!!
والذي شد انتباهي من مظهره: نظارته السوداء .. الغامقة السواد .. وكأنه خبير في نقد المجوهرات ...
ومع ذلك ابتهجت لرؤيته، وقلت في قرارة نفسي: هذا مؤشر خير، فإنقاذ نجم البحر ليس حكرًا على "الأبوريجان"، وهو يشغل بال كل شرائح المجتمع ..
ثم سمعته يقول:
"إنّ إنقاذ نجم البحر وإعادته إلى البحر عِلْم؛ عِلْمٌ قائم بذاته .. "
لم أفهم ما معنى "قائم بذاته" هذه، لكنّ لهجته أربكتني ...
ثم قال، وهو يعدِّل من جديد نظارته السوداء الغامقة؛ وكأنّ تعديلها يجلب له أفكارًا أعمق:
"ليس لكل مَن هبَّ ودَبَّ أن يعيد نجم البحر إلى الماء. الإنقاذ فن، وفن صعب جدًّا .. يتطلَّب كفاءةً عالية وخبرة واسعة .. وأهم ما يشترط فيه: احترام معايير الإنقاذ، ووضع نجم البحر في أنقى وأطهر مكان في البحر؛ وإلا فتركه يموت على الشاطئ أفضل .. فالبحر كما تعلمون واسع؛ فيه مواطن ملوّثة، وأخرى أقل تلوُّثا .. بل فيه أماكن يظنها الناس من البحر وهي ليست منه! "
عندئذ سأله الصحفي: "وما هو الحل في رأيكم، يا فضيلة سماحة الدكتور؟ "
أجاب الخبير المتخصص وهو ينفض الرمل عن بذلته المخبرية، وعلى طرف شفتيه ابتسامة يشوبها الزهو والوعيد معًا: "الحل هو أن يُترَك الإنقاذ لأهل الإنقاذ. وأقول لغير المتخصصين: ابتعدوا عن الشواطئ! ابتعدوا عن حيوانات نجم البحر! فقد تصابون بالعدوى، لأنكم غير معقَّمين، عدا كونكم غير مؤهَّلين .. اتقوا الله في علم الإنقاذ، واتركونا نشتغل! "
فاعترضه الصحفي قائلا: "ولكن لو فعل الناس ذلك، لتراكمت الحيوانات البحرية على الشواطئ، ولفرغت البحار! فأنتم مجموعة محدودة، ولا يمكنكم إنقاذ هذا الكَم الهائل من الحيوانات المهددة بالهلاك .. "
سلق الدكتور المختص الصحفيَّ المسكين بنظرة لاهبة، حتى خشيتُ أن يصيبه بمكروه .. ثم عدَّل من جديد نظارته السوداء الغامقة، الجالبة لأعمق الأفكار، وقال:
"نحن أهل النجاة، وعلى أيدينا فقط ينجو نجم البحر .. ثم إنني أظنك لا تعلم أنّ هذا الحيوان يسمَّى أيضًا "صليب البحر" .. صليييييييييب! وليس المهم أن ننقذ نجم البحر .. المهم هو الحفاظ على مملكتنا الطاهرة في عَرْض البحر .. "
وفي هذه اللحظة، حدث ما لم يكن في الحسبان .. تخلَّص نجم البحر من يد الدكتور المختص في "الإنقاذ"، وأخذ سبيله في الرمل .. بحثًا عن أحد "الأبوريجان" ...
وبعد ذلك، أطفأتُ التلفاز ..
لم أتأمّل في منطقه .. ولم أقل في نفسي شيئًا ..
- النهاية-
جزاك الله خيرًا ...
أحسب أنّ مما فات الأخ الكريم (أبو فهر السلفي) أن ينبّه أن تلك القصة التي استهلّ بها المقال (مسروقة) من كتاب (هل فات الأوان؟ لنبدأ من جديد)، تأليف: باسل شيخو، طـ دار القلم!
ولم أكن أحبّ أبدًا من (أديبنا الكبير!) أن (يستغفل) جمهور القراء الكرام، ويعاملهم بهذه السذاجة!
فالله المستعان!
ولا أدري: هل هذا ينسحب على مواضيع أُخَر من مواضيعه ـ كموضوع: (هل يحكم بموت المتوفّى دماغيًّا) ـ، أم لا؟!
ولا أدري ـ أيضًا ـ: إلى متى هذه الجرأة على (السطو) على أعمال الغير؟! أليس (من بركة العلم نسبته إلى أهله)؟!
وهذا ما نبّه عليه الأخ الكريم (الواحدي) ـ جزاه الله خيرًا ـ، إلا أن أسلوبه في التنبيه كان لطيفًا غاية اللطف!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:49]ـ
الحمد لله وحده ...
هل لك في نقل القصة من هذا الكتاب ..
أما السرقة:
فهي نقاط:
1 - هذا الكتاب لا أعرفه ولم أره. ولو كنت نقلت القصة منه=كنتُ عزوتها.
2 - رأى أحدهم رجلاً على شاطيء البحر يرمي نجم البحر فقال له ما الذي ستغيره برميك لهذا النجم وحده والآلاف منه أمامك مرمية على الشاطيء ستموت؟ فقال له على الأقل حياة هذا النجم ستتغير. هذا السطر بالضبط سمعته من أحد مقدمي برامج التنمية البشرية منذ ثلاثة أعوام، ولا أدري هل أخذه من كتاب شيخو أم إن الحدوتة كلها مترجمة عن الأدب الغربي من تلك القصص التي تزخر بها كتب البرمجة اللغوية والتنمية البشرية.
3 - الذي أخذته أنا من هذا السطر لا علاقة له بما استفاده المقدم منه (كان يتكلم عن عدم اليأس!) والسطر نفسه أشبه بالفكرة الحسنة منه بالقصة ولا أعد استفادتي منه على هذا النحو = شيئاً يستوجب رده إلى قائل خاصة أني على يقين أنه قصة غربية -على الغالب-فمصدرها الرئيس ليس هو من سمعته يقولها ولم أره نسبها لقائلها. وخاصة أني أخذتُ منها معنى غير الذي قصده ناقلها.
4 - تنبيهك على هذا الموضوع تنبيه بالعلم وإن كنت أخطأتَ في ظنك خطأ مغفوراً بإذن الله، أما باقي كلامك فهو من البغي والعدوان ولمز الخلق بغير بينة والله حسيبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السائر]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 12:47]ـ
أبو فهر السلفي
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
كم وكم استمتعنا واستفدنا مما سطرته يدك، فاعفو عنهم واصفح، وزد علينا من النكت اللطيفة، زادك الله علما وخشية
والسلام عليكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:04]ـ
الأمر سهل بإذن الله ...
ولستُ أعتب على الأخ في اتهامه لي بسبب هذا الموضوع فهذا اجتهاده ومعه ما يدل عليه ...
وإنما عتبي عليه بسبب هذا الاستطراد الذي زاده ...
وقد راسلني أحد الإخوة منذ قليل يقول لي إن كتاب شيخو هذا معظمه قصص وأمثال غربية وهندية ونحوها وجلها لم يعزها هو نفسه لأصحابها وأن هذه القصص بالفعل يتداولها من يتكلمون في التنمية البشرية ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 09:49]ـ
عجب يا (أبو فهر) أطربتني يارجل ..
ـ[قحطان]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 06:45]ـ
أبا فهر ..
جزيت من الخير ماترى به نعيم الفائزين وراحت العابدين ..
بغض النظر عما تبع موضوعك من تعليقات فأنا لم أركز فيها ولقد مررت مرور العائد من صيد قد حازه ...
نعم والله نذهب مع بعض الأخوة للقرى ويكون متحمسا وحينما يرى قلة الحاضرين لا يعود ...
ووالله بعض القرى يقول أصحابهاسنوات لم نر داعيا ولا ناصحا(/)
اللهم بلغنا رمضان (هؤلاء ماتوا في سلخ شعبان)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 07:58]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (ج17 ص91 الشاملة) بسند حسنه العجلوني رحمه الله في كشف الخفاء (ج1 ص370) وحسنه الهيثني رحمه الله في مجمع الزوائد (ج10ص204) من حديث أبي هريرة أنه قال: " كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ (حي من قضاعة) مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ "
ورواه أيضا الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (ج17 ص91 الشاملة) وابن ماجة رحمه الله في سننه (رقم 3925 كتاب تعبير الرؤيا - باب تعبير الرؤيا) وابن حبان رحمه الله في صحيحه (ج12 ث454 الشاملة) والبيهقي رحمه الله في الزهد الكبير (ج2 ص140 الشاملة) والبيهقي أيضا في السنن الكبرى (ج3 ص372) من حديث طلحة رضي الله عنه، ورواه ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (ج2 ص66 الشاملة) والحاكم رحمه الله في مستدركه (ج2 ص224 الشاملة) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأناس من الصحابة بألفاظ مختلفة والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب برقم 371 وفي صحيح ابن ماجة وانظر تخريج الشيخ للحديث في الصحيحة برقم 2591.
- قال العجلوني رحمه الله في كشف الخفاء (ج1 ص370): " الحي إذا تساوى مع الميت في فضله كالإسلام والعلم كان الحي أفضل من الميت بما يكسبه بعده من الأعمال "
- - وقال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة (ج7 ص299 الشاملة): " وَفِي الْحَدِيث فَضْل طُول الْحَيَاة مَعَ الْأَعْمَال الصَّالِحَة "
فانظر أخي المسلم كيف كان إدراك المؤخر لرمضان سببا في تقدمه على المجتهد الذي لم يدرك رمضان في دخول الجنة؟
عندما يقرأ المرءُ هذا الحديثَ لا يملك إلا أن يُلح على ربه جل في علاه بالدعاء قائلا: (اللهم بلغنا رمضان)
و لا يظنن أحد منا أنه ببلوغه أكثر شعبان قد أدرك رمضان، لا والله بل إذا أدركتَ اّخر يوم من شعبان ما ضمِنت بلوغك رمضان! ألم تسمع عن أناس ماتوا في سلخ شعبان؟
وسلخ الشهر هو اّخر أيامه، كما جاء في لسان العرب (ج3 ص24): " سَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه وسَلَخَ هو وانسَلخ وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه التهذيب يقال سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه "
إن هناك المئاتِ بل الاّلافَ بل الملايينَ قد ماتوا في سلخ شعبان، وقد طالعتنا كتب التراجم ببعض من مات في هذا اليوم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 - جعفر بن حيان: مات في سلخ شعبان، سنة خمس وستين ومئة (سير أعلام النبلاء ج7 ص287) (ثقات ابن حبان ج6 ص139) (تهذيب الكمال ج5 ص25) (تهذيب التهذيب ج2 ص75)
2 - أبو نعيم الفضل بن دكين: وفي " الطبقات " لابن سعد: أخبرنا عبدوس بن كامل، قال: دفن أبو نعيم يوم سلخ شعبان (السير ج10 ص144) (ثقات ابن حبان ج7 ص319)
3 - الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني أبو علي: توفي أبو علي ببغداد في سلخ شعبان سنة ستين ومئتين (السير ج12 ص264)
4 - ابن الدجاجي البغدادي:مات في سلخ شعبان سنة ثلاث وستين وأربع مئة (السير ج18 ص263)
5 - عبد الغفار بن الحكم:
مات في آخر يوم من شعبان سنة سبع عشرة ومائتين (ثقات ابن حبان ج8 ص421)
6 - محمد بن يزيد بن رفاعة: مات ببغداد يوم الاربعاء سلخ شعبان سنة ثمان و أربعين ومائتين (ثقات ابن حبان ج9 ص109) (تهذيب التهذيب ج6 ص325)
7 - إبراهيم بن الحسين بن علي بن مهران بن ديزيل الكسائي: ومات في آخر يوم شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين رحمه الله. (لسان الميزان ج1 ص20 الشاملة)
8 - يحيى بن يزيد بن ضمام بن إسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن شريك: مات في آخر يوم من شعبان سنة وأربعين ومائتين. (لسان الميزان ج3 ص 122 الشاملة)
9 - ابن القارص: توفي في التاسع والعشرين من شعبان سنة خمس وست مئة (السير ج21 ص434)
فاللهم بلغنا رمضان .... اللهم بلغنا رمضان ...... اللهم بلغنا رمضان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 07:09]ـ
اللهم بلغنا رمضان
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 06:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا الجزاء ونفع بكم
اللهم بلغنا رمضان وبلغنا ليلة القدر واعتق رقابنا من النار
آمين آمين آمين يارب العالمين
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 09:49]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وشرفني مروركم الكريم.(/)
فتوى نفيسة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 09:28]ـ
الحمد لله
من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله:
(الدرر السنية 8/ 51 - 52):
(بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب: إلى الأخوين: أحمد بن محمد، وثنيان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، ذكر لي عنكم أن بعض الإخوان تكلم في عبد المحسن الشريف، يقول: إن أهل الأحساء يحبون على يدك، وأنك لابس عمامة خضراء، والإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة؛ فأول درجات الإنكار: معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله.
وأما تقبيل اليد، فلا يجوز إنكار مثله، وهي مسألة فيها اختلاف بين أهل العلم، وقد "قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس، رضي الله عنهم، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم". وعلى كل حال، فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها.
وأما لبس الأخضر، فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت، لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم؛ وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم، ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إكرامهم إلا لأجل الألوهية، أو إكرام المدعي لذلك.
وقيل: إنه ذكر عنه أنه معتذر عن بعض الطواغيت، وهذه مسألة جليلة ينبغي التفطن لها، وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات آية: 6]، فالواجب عليهم إذا ذكر لهم عن أحد منكر: عدم العجلة؛ فإذا تحققوه، أتوا صاحبه ونصحوه، فإن تاب ورجع، وإلا أنكر عليه وتكلم فيه.
فعلى كل حال، نبهوهم على مسألتين:
الأولى: عدم العجلة، ولا يتكلمون إلا مع التحقيق، فإن التزوير كثير.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم، ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله، فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم، والسلام.)
وفي هذه الرسالة النفيسة فوائد كثيرة، منها:
1 - لا إنكار في المسائل الخلافية التي سبيلها الاجتهاد.
2 - لا إنكار إلا بعد العلم.
3 - تقبيل اليد مسألة خلافية بين أهل العلم فلا إنكار فيها.
4 - لا إنكار في تميز أهل البيت بلون خاص لئلا يظلموا ويقصر في حقوقهم (هذه الفائدة تفهم من كلام الشيخ رحمه الله وإن لم يصرح بها).
5 - ليس من التوحيد إنكار حقوق أهل البيت.
6 - ينبغي إنكار إكرام أهل البيت إن كان يؤدي إلى قدح في توحيد الألوهية.
7 - وجوب التثبت قبل الحكم على الأشخاص بما ينقل عنهم.
وأكثر هذه الفوائد معلوم من كلام العلماء - عليهم رحمة الله - لكن قل من يعرف ذلك من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
وهنا فريقان محتاجان إلى الاطلاع على هذه الرسالة:
- بعض أتباع الدعوة السلفية الذين ينكرون في هاتين المسألتين، أو يقصرون في حقوق أهل البيت.
- أعداء الدعوة النجدية الذين يصمونها بالنصب أو الغلو.
والله أعلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 12:38]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عصام ووفقنا الله وإياك.
لدي تعليق على استنباط وفهم لك حفظك الله تبين لي خلافه:
- لا إنكار في تميز أهل البيت بلون خاص لئلا يظلموا ويقصر في حقوقهم (هذه الفائدة تفهم من كلام الشيخ رحمه الله وإن لم يصرح بها).
والذي فهمته أنا من كلام الشيخ وهو نص لفظه أيضا وصفه لهذا بالمحدث:
وأما لبس الأخضر، فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت، لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم؛
ولا يخفاك أيها الأخ الكريم أن وصفها بالأحداث إن لم يكن إنكارا فلا يكون مدحا وإقرارا، ولعل الشيخ أراد أن ينفي التهمة التي وجهت له بوصفه لبس ذلك وأنه إنما كان من شعار أهل لبيت للعلة المذكورة وعرج بعد هذا لتقرير حقهم ..
هذا ما أحببت أن أذكره ولعلي واهم فتصوب لي خطأي وفقك الله ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 10:46]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
وكلامك محتمل، ولذلك قلتُ آنفا عن هذه الفائدة: (تفهم من كلام الشيخ رحمه الله وإن لم يصرح بها).
ولكنني أرى أن السياق يرجح كونه يرى أن لا إنكار فيها لوجود المقتضي وهو تمييز أهل البيت بما ييسر لهم تحصيل حقوقهم (ليس الكلام في مدحها وإقرارها ولكن في الإنكار هل يكون أم لا).
هذا ما ظهر لي، ولست أجزم به.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 12:59]ـ
شكر الله لك أخي الكريم
وعلى فكرة وإن كنت لا تعرفني إلا أني أفتقد مشاركات في الفترة الأخيرة ولعل المانع خير
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:05]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 10:03]ـ
أحسنت شيخنا ,,(/)
دور السلطان محمود بن سبكتكين في نشر الإسلام والسنة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 12:50]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
من سلاطين وملوك الإسلام الذين كان لهم دور عظيم في نشر الإسلام والسنة السلطان محمود الغزنوي المعروف بابن سبكتكين , وقد كان السلطان محمود الغزنوي في عهد الخليفة العباسي القادر بالله؛ وهذا الخليفة كان معظما للسنة على طريقة أهل الحديث وقد أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء.
القادر بالله
ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في ترجمة الخليفة القادر بالله
"كان من الستر والديانة ولإدامة التهجد بالليل وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه ,وكان قد صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أهل الحديث ,وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن , وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث.
تاريخ بغداد (4|38) وسير أعلام النبلاء (15|128)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة ,وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم وكذلك في أيام المتضد والمهدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم ,وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك.
مجموع الفتاوى (4|22)
وذكر ابن كثير رحمه الله:
وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة ,فقهاء المعتزلة فأظهروا الرجوع وتبرؤا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام ,وأخذت خطوطهم بذلك ,وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم , وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك ,واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم , ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر , وأبعد جميع طوائف أهل البدع ونفاهم عن ديارهم وصار ذلك سنة في الإسلام.
البداية والنهاية (12|6)
السلطان محمود بن سبكتكين
وأما السلطان محمود الغزنوي فكان على طريقة القادر بالله في نشر السنة ومحاربة أهل الاعتزال والرفض.
قال ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة عشرين وأربعمائة
وفي يوم الإثنين منها ثامن عشر رجب .. جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة , وفيه الرد على أهل البدع وتفسيق من قال بخلق القرآن وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبدالعزيز بن يحيى الكتاني من المناظرة ثم ختم القول بالمواعظ والقول بالمعروف والنهي عن المنكر , وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه.
وفي يوم الإثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المريسي والكتاني أيضا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضل الصحابة وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة وأخذت خطوطهم بموافقة ماسمعوه وعزل خطباء الشيعة وولي خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
البداية والنهاية (12|26)
وقال أبو إسماعيل الهروي عن السلطان محمود الغزنوي: قرأت كتاب محمود الأمير يحث فيه على كشف أستار هذه الطائفة والإفصاح بعيبهم ولعنهم حتى كان قد قال فيه: أنا ألعن من لايلعنهم فطار والله في الآفاق للحامدين كل مطار , وسار في المادحين كل مسار؛ لا ترى عاقلا إلا وهو ينسبه إلى متانة الدين وصلابته.
ذم الكلام (4|430)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بني جنسه كان الإسلام والسنة في مملكته أعز فإنه غزا المشركين من أهل الهند ونشر من العدل ما لم ينشره مثله فكانت السنة في أيامه ظاهرة والبدع في أيامه مقموعة.
مجموع الفتاوى (4|22)
وذكر الذهبي: أنه دخل ابن فورك على السلطام محمود الغزنوي
فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لأن لازم ذلك وصفه بالتحتية فمن جاز أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال السلطان:ما أنا وصفته حتى يلزمني بل هو وصف نفسه , فبهت ابن فورك.
سير أعلام النبلاء (17|487)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وأظهر السلطان محمود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر وأظهر السنة وتناظر عنده ابن الهيصم وابن فورك في مسألة العلو فرأى قوة كلام ابن الهيصم فرجح ذلك.
ويقال إنه قال لابن فورك: فلو أردت تصف المعدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا؟ أو قال: فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم؟
وأن ابن فورك كتب إلى أبي إسحق الأسفراييني يطلب الجواب عن ذلك فلم يكن الجواب إلا أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسما.
درء التعارض (3|229)
ومن أعماله العظيمة التي قام بها تحطيم الأصنام في بلاد الهند
قال ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة
"وفيها ورد كتاب من محمود بن سبكتكين يذكر أنه دخل بلاد الهند أيضا , وأنه كسر الصنم الأعظم الذي لهم المسمى بسومنات , وقد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام وأعظم وينفقون عنده الفقات والأموال الكثيرة التي لا توصف ولا تعد , وكان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية ومدينة مشهورة , وقد امتلأت خزائنه أموالا وعنده ألف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤس حجيجه وثلاثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه لما يضرب على بابه الطبول والبوقات , وكان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه , وقد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم وكان يعوقه طول المفاوز وكثرة الموانع والآفات ثم استخار الله السلطان محمود لما بلغه خبر هذا الصنم وعباده وكثرة الهنود في طريقه والمفاوز المهلكة والأرض الخطرة في تجشم ذلك في جيشه , وأن يقطع تلك الأهوال إليه فندب جيشه لذلك؛ فانتدب معه ثلاثون ألفا من المقاتلة ممن اختارهم لذلك سوى المتطوعة فسلمهم الله حتى انتهوا إلى بلد هذا الوثن , ونزلوا بساحة عباده؛ فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة.
قال: فما كان بأسرع من أن ملكناه وقتلنا من أهله خمسين ألفا وقلعنا هذا الوثن وأوقدنا تحته النار.
وقد ذكر غير واحد أن الهنود بذلوا للسلطان محمود أموالا جزيلة ليترك لهم هذا الصنم الأعظم فأشار من أشار من الأمراء على السلطان محمود بأخذ الأموال وإبقاء هذا الصنم لهم.
فقال: حتى أستخير الله عز وجل فلما أصبح قال إني فكرت في الأمر الذي ذكر فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم أحب إلى من أن يقال الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا ثم عزم فكسره رحمه الله فوجد عليه وفيه من الجواهر واللآلئ والذهب والجواهر النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة , ونرجو من الله له في الآخرة الثواب الجزيل الذي مثقال دانق منه خير من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الجميل الدنيوي فرحمه الله وأكرم مثواه.
البداية والنهاية (12|22)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 07:29]ـ
جزاكم الله خيرا.
لكن ماذا عن قولة الذهبي - رحمه الله تعالى - فيه بأنه كان من الكرامية؟!، ومعلومٌ أن الكرامية مجسمة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:54]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي
عبارة الذهبي كالآتي:وكان السلطان مائلا إلى الأثر إلا أنه من الكرامية.
سير أعلام النبلاء (17|486)
وقد ذكر الذهبي رحمه الله أن والده كذلك كان يميل إلى الكرامية.
فلعله لأصل النشأة تأثر بهم ولا يعني ذلك أن يوافقهم في كل معتقدهم.
وخصوصا أن الذهبي نقل أنه كان محبا للأثر.
فلعله كان بين بين , ولم ينقل لنا تفصيل معتقده للحكم عليه , وقد أثنى عليه شيخ الإسلام والذهبي وابن كثير ومن قبلهم أبو إسماعيل الهروي.والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 06:47]ـ
أخي المكرم عبد الباسط: القصد أن الكرامية مجسمة، والمجسمة كفار باتفاق أليس كذلك؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 01:41]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
المنسوبون إلى التجسيم على دركات
وقد تكلم عنهم الشيخ جابر بن إدريس بكلام جيد في كتابه القيم مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها
وتناول نسبة الكرامية إلى التجسيم وبين مرادهم به 1/ 303 - 307
وبين طوائفهم ومقالاتهم 1/ 307 - 314
وأنصح كل طالب علم جادّ أن يدرس هذا الكتاب ويُنعم النظر فيه
ففيه فوائد نفيسة نظمها في عِقْد وجعلها في متناوَل الباحثين وصيّرها منهم على طرف الثمام وذراع الحبل
فجزاه الله خيرا ووفقه وبارك في جهوده وكثّر من أمثاله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 01:47]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
المنسوبون إلى التجسيم على دركات
أخي المكرم ابن السائح: ماذا تعني بأن التجسيم دركات؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 02:03]ـ
أخي الكريم الفضلي
لا شك أنهم على دركات
فمنهم الكافر الوَقِح المجترئ على الله بالكفر القبيح ممن نسب إلى الله ما تقشعر منه الأبدان ويَقِفُّ منه الشعر
كالهشامَيْن الرافضييْن ومن سار على طريقهما الهاوي بسالكه طريق الجحيم
ومنهم من وقع في التجسيم المُرْدِي لكن لم تبلغ به الوقاحة ما بلغت بأولئك
ومنهم من أطلق لفظ التجسيم وقصد أن الله جلّ جلاله موجود قائم بنفسه
وهذا غلط قبيح منهم لأنهم ابتدعوا وصفا لم يصِف الله به نفسه
ثم هو مُوهم يفهم منه أكثر الناس تمثيل الله بخلقه
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 04:16]ـ
أخي الكريم: إنما قصد السؤال هو الوصول إلى الحكم عليهم، وأصله عن الكرامية، والكرامية مجسمة، وتجسيمهم قبيح كما هو معلوم عند أهل العلم، وأهل السنة إذا قالوا مجسمة، فإنهم يريدون المجسمة الذين اتفق الناس على كفرهم الذين يمثلون الخالق بالمخلوق، فيقولون مثلا: يد الله كيد فلان، أو يكيفون فيقولون: يد الله وصفها كذا وكذا، فكل هؤلاء كفار لأنهم ما قدروا الله حق قدره، مكذبون لكتاب الله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، {ولم يكن له كفوا أحد}.
أما من ذكرت بقولك: ومنهم من أطلق لفظ التجسيم وقصد أن الله جلّ جلاله موجود قائم بنفسه.
فهؤلاء لا يقصدهم أهل السنة حينما يقولون: " مجسمة " وهذا واضح.
وقولك: ومنهم من وقع في التجسيم المُرْدِي لكن لم تبلغ به الوقاحة ما بلغت بأولئك.
مثل لنا - إذا تفضلت - لمن وقع في التجسيم المردي، مع ضرب مثال لما يقولونه - تفضلا -.
وما حكم هؤلاء؟ هل هم كفار؟
والله الموفق.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 06:22]ـ
أخي الكريم: إنما قصد السؤال هو الوصول إلى الحكم عليهم، وأصله عن الكرامية، والكرامية مجسمة، وتجسيمهم قبيح كما هو معلوم عند أهل العلم، وأهل السنة إذا قالوا مجسمة، فإنهم يريدون المجسمة الذين اتفق الناس على كفرهم الذين يمثلون الخالق بالمخلوق، فيقولون مثلا: يد الله كيد فلان، أو يكيفون فيقولون: يد الله وصفها كذا وكذا، فكل هؤلاء كفار
أخي العزيز
دعنا نتدارس الأمر مسألة مسألة
كلما أنهينا مسألة تناولنا ما يليها
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد
أريد نصوصا عن أئمة السنة على كفر كل من وُصِم بالتجسيم
ثم بعدها سنتدارس عقيدة الكرامية في الصفات
وسنعلم هل هم كفار أم مسلمون
ولا بد من النقول عن الأئمة الفحول
وأنا مشغول بعد عشر دقائق
وسأرجع بعد العشاء إن شاء الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 06:34]ـ
أخي الفضلي جزاك الله خيرا
كما ذكر أخي ابن السائح أن كلمة المجسم يراد بها عدة معان:
1 - التشبيه
2 - إثبات الصفات
3 - القائم بنفسه
والكرامية هم من أهل الإثبات وأطلق عليهم مجسمة من باب أنهم يثبتون أن الله موجود قائم بنفسه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وكذلك إذا قيل هو جسم بمعنى أنه مركب من الجواهر المنفردة أو المادة والصورة فهذا باطل بل هو أيضا باطل فى المخلوقات فكيف فى الخالق سبحانه وتعالى وهذا مما يمكن أن يكون قد قاله بعض المجسمة الهشامية والكرامية وغيرهم ممن يحكى عنهم التجسيم إذ من هؤلاء من يقول أن كل جسم فانه مركب من الجواهر المنفردة ويقولون مع ذلك أن الرب جسم وأظن هذا قول بعض الكرامية فانهم يختلفون فى إثبات الجوهر الفرد وهم متفقون على أنه سبحانه جسم
لكن يحكى عنهم نزاع فى المراد بالجسم هل المراد به أنه موجود قائم بنفسه أو المراد به أنه مركب فالمشهور عن ابن الهيصم وغيره من نظارهم أنه يفسر مراده بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه لا بمعنى أنه مؤلف مركب وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون فإنهم لم يثبتوا معنى فاسدا فى حق الله تعالى.
لكن قالوا إنهم اخطؤوا فى تسمية كل ما هو قائم بنفسه أو ما هو موجود جسما من جهة اللغة قالوا فإن أهل اللغة لا يطلقون لفظ الجسم الا على المركب.
والتحقيق أن كلا الطائفتين مخطئة على اللغة أولئك الذين يسمون كل ما هو قائم بنفسه جسما وهؤلاء الذين سموا كل ما يشار إليه وترفع الأيدى إليه جسما وادعوا ان كل ما كان كذلك فهو مركب وإن اهل اللغة يطلقون لفظ الجسم على كل ما كان مركبا فالخطأ فى اللغة والابتداع فى الشرع مشترك بين الطائفتين.
وأما المعاني فمن اثبت من الطائفتين ما نفاه الله ورسوله أو نفى ما أثبت الله ورسوله فهو مخطئ عقلا كما هو مخطئ شرعا.
مجموع الفتاوى (5|429)
ومعلوم أن ابن الهيصم وهو من الكرامية ممن تناظر مع ابن فورك أمام محمود بن سبكتكين.
والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 01:36]ـ
جزاكم الله خيرا، وعذرا لتأخري في الرد لانشغالي بالعيال وحوائجهم. والله المستعان.
إن الإشكال قد زال بما ذكره أخونا الفاضل عبد الباسط، حيث وضع النقاط على الحروف – كما يقال – بذاك النقل الذي أوقفنا عليه عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -.
ولكن الحق يقال: إن أخانا ابن السائح إنما ذكر كلاما عاما، وأما المجسمة الذين اتفق أهل السنة على كفرهم إنما هم الذين يمثلون الخالق بالمخلوق، والذين يعبر عنهم أهل العلم بالمجسمة الغلاة، لا من أراد بلفظة الجسم القائم بذاته وصفاته – كما أسلفت في مشاركة سابقة-، وأما أخونا ابن السائح فقد ذكر كلاما عاما، واستشكالي إنما كان عن الكرامية بعينهم، فلم أكن أعرف تفصيل ابن تيمية – لكسلي في البحث -، ولكن يبقى يرد أمران على من يعدل محمود بن سبكتكين:
1 - أنه لا يجزم بأنه لم يكن من الغلاة، وإن كان الراجح قد يكون كذلك،
قال في " البداية والنهاية ":
[وكان على مذهب الكرامية في الاعتقاد]. فأطلق القول في ذلك.
و قال في " الملل والنحل ":
[وهو -المذهب الكرَّامي- أقرب مذهب إلى مذهب الخوارج، وهم مجسّمة وحاش غير محمد بن الهيصم فإنَّه مقارب].
2 - أنه تبقى عقائد الكرامية الأخرى التي نشرها ابن الهيصم حامل لواء الكرامية ومقدمها، ولذا قال الإمام الذهبي في " تاريخ الإسلام ": [ولولا ما في السلطان محمود من البدعة لعد من ملوك العدل.].
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 10:25]ـ
ولكن الحق يقال: إن أخانا ابن السائح إنما ذكر كلاما عاما، وأما المجسمة الذين اتفق أهل السنة على كفرهم إنما هم الذين يمثلون الخالق بالمخلوق، والذين يعبر عنهم أهل العلم بالمجسمة الغلاة، لا من أراد بلفظة الجسم القائم بذاته وصفاته – كما أسلفت في مشاركة سابقة-، وأما أخونا ابن السائح فقد ذكر كلاما عاما، واستشكالي إنما كان عن الكرامية بعينهم، فلم أكن أعرف تفصيل ابن تيمية – لكسلي في البحث -
عفا الله عنك أخي القضلي
لو تأملت في كلامي كله لظهر لك أنه واضح في بيان أقسام من يُنسب إلى التجسيم
وأشرتُ إلى خطئك في إشارتك إلى تكفير الكرامية
ويعلم بارئي تبارك وتعالى أنني كنت أعددت أمسِ مادة كبيرة في شرح ما ذكرتُه بالدلائل والحُجج والنقول عن الأئمة الفحول
لكن لما رجعت إلى الموضوع البارحة ولم أر جواب ما طلبتُه منك رأيت الخير في إرجاء الكتابة وتأخيرها
ثم فوجئت اليوم حين رأيت تعليقك
واسمح لي أن أتمثل فأقول مُحوِّرا:
غيري (سها) وأنا (المُعاتب) فيكمُ // فكأنني سبّابة المُتندّم
ثم إنني كنت أحلتُ على مليء حين نصحتُ بقراءة الدراسة القيمة عن مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها
وهي كفيلة بإيضاح الأمر لكل مسترشد
وحسبك أنك رجعت عن ظنك أن الكرامية كفار بنقل واحد عن شيخ الإسلام
مع أنه توجد نصوص عنه وعن غيره في بيان حقيقة اعتقاد الكرامية
وبعض تلك النصوص مُتاحة قريبة في التدمرية وغيرها
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:05]ـ
عفا الله عنك أخي القضلي
ويعلم بارئي تبارك وتعالى أنني كنت أعددت أمسِ مادة كبيرة في شرح ما ذكرتُه بالدلائل والحُجج والنقول عن الأئمة الفحول
وحسبك أنك رجعت عن ظنك أن الكرامية كفار بنقل واحد عن شيخ الإسلام
مع أنه توجد نصوص عنه وعن غيره في بيان حقيقة اعتقاد الكرامية
آمين وإياكم.
وحبذا لو نزلت هذه المادة ليستفيد منها إخوانك.
وأما تراجعي - ولو قلتَ - فهمي لحقيقة مذهب الكرامية لأصبت - لأني ليس لي دراسة في مذهب هؤلاء إلا قديمة أنسيتها لبعد العهد -، ولو كان تراجعا لكان شرفا خيرا من التمادي في الخطأ ... أليس كذلك؟
ولكن يبقى الإيرادان اللذان أوردتهما أنا بأخرة، فننتظر منكم ومن الإخوة تعليقا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 02:57]ـ
المدح والذم - فضلا عن التعديل والتكفير - لا بد وأن يؤسس على نصوص الكتاب والسنة.
فأين في نصوص الكتاب والسنة تكفير "المجسمين". . .؟ ثم أين كلام السلف في تكفير "المجسمين" حتى يقال إنه "متفق عليه"؟
الكرامية - أخي الكريم - خير من الأشاعرة والماتريدية في كثير من الأحيان.
نعم، هؤلاء أسسوا عقائدهم على أساس الكلام. ولهم البدعة القبيحة في الأسماء والأحكام (مسألة الإيمان) لم يسبق إليهم.
إلا أنهم في باب الأفعال الفعلية خير من الأشاعرة، فضلا عن المعتزلة والجهمية.
ولا بد أن تنتبه إلى الفرق بين (المشبهة) وبين (المجسمة). وإذا كان القول بأن الله تعالى جسم بدعة، فالقول بأنه لا داخل العالم ولا خارجه أخزى!
ـ[أبو أحمد فلاحة]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 09:56]ـ
للملك محمود سبكتكين ابن اسمه ابراهيم فهل عرفتموا عليه وجزاكم الله خيرا(/)
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 07:05]ـ
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة" ص 184 - 185:
قال شيخ الاسلام:
[وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم؛ ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح، فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته، ولهذا ظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها،وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم].
ـ[أبومنصور]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:02]ـ
بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 02:07]ـ
وبكم بارك أخي أبا منصور.
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 03:16]ـ
بارك الله فيك فائدة قيّمة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 08:32]ـ
وبكم بارك أخي أبا ربيع السلفي.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 10:00]ـ
بارك الله فيك وفيما نقلت أخي الغالي والحبيب علي الفضلي.
إني أحبك في الله, وأسأل الله أن يبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 07:33]ـ
آمين.وإياكم وكل موحد.
وأحبك الله الذي أحببتني فيه.
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 09:07]ـ
كلام جميل ولكن أشك في واقعيته؟؟
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:02]ـ
بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 01:18]ـ
كلام جميل ولكن أشك في واقعيته؟؟
أخي الشوك الناعم!!:
واقعا حينما ترى كهول وعجائز النصارى السياح - رغم البشرة الشقراء - إلا أنك ترى وجوها دميمة جدا، وفيها شبه بالخنازير. فتأمل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 01:19]ـ
بارك الله فيك
وبكم بارك أخي أبا محمد.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 01:44]ـ
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة" ص 184 - 185:
قال شيخ الاسلام:
[وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم؛ ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح، فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته، ولهذا ظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها،وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم].
جزاكم الله كل خير على الفائدة
يمكن أن نستدل لهذا بقوله صلى الله عليه و سلم:
{نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ ................ }
قال في النهاية: يروي بالتخفيف والتشديد من النَّضارة وهي في الأصل حُسنُ الوجه
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه فائدة أخرى من كلام ابن القيم تجمع مع أختها تحت مسألة تأثير الأعمال على البدن
قال: والمقصود: أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة وتارة تكون معنوية باطنة فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة حتى إن صاحب القلب الحي ليشم من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها كما يتأذى من شم رائحة النتن ويظهر ذلك كثيرا في عرقه حتى ليوجد لرائحة عرقه نتنا فإن نتن الروح والقلب يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره والعرق يفيض من الباطن ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب الناس عرقا قالت أم سليم وقد سألها رسول الله عليه الصلاة و السلام عنه وهي تلتقطه هو من أطيب الطيب فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد والنفس الطيبة بضدها فإذا تجردت وخرجت من البدن وجد لهذه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ولتلك كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض.
إغاثة اللهفان تحت فصل فيما في الشرك والزنا واللواطة من الخبث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 05:37]ـ
جميل جدا أخي محمدا الجزائري.
فبارك الله فيكم.
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيكم ..(/)
كتاب سفيان الثوري لهارون الرشيد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 08:38]ـ
كتاب سفيان الثوري لهارون الرشيد
ذكر الإمام ابن بلبان والغزالي وغيرهما: أن الرشيد لما ولي الخلافة زاره العلماء بأسرهم إلا سفيان الثوري، فإنه لم يأته، وكان بينه وبينه صحبة، فشق عليه ذلك، فكتب إليه الرشيد كتاباً يقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله هارون أمير المؤمنين إلى أخيه في الله سفيان بن سعيد الثوري أما بعد يا أخي فقد علمت أن الله آخى بين المؤمنين وقد آخيتك في الله مؤاخاة لم أصرم فيها حبلك ولم اقطع فيها ودك واني منطو لك على أفضل المحبة وانه لم لم يبق أحد من إخواني وإخوانك إلا زارني وهنأني بما صرت إليه وقد فتحت بيوت الأموال وأعطيتهم المواهب السنية بما فرحت به نفسي
وقرت به عيني وقد استبطأتك وقد كتبت كتاب مني إليك أعلمك بالشوق الشديد إليك وقد علمت يا أبا عبد الله ما جاء في فضل زيارة المؤ من ومواصلته فإذا ورد عليك كتابي هذا فالعجل العجل.
وأعطى هارون الكتاب إلى احد رجاله ويدعى_عباد وأمره بإيصاله إلى سفيان الثوري وان يحصي عليه بسمعه وقلبه دقيق أمره وجليله ليخبره به
قال عباد: انطلقت إلى الكوفة فوجدت سفيان في مسجده فلما راني قام وقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم واعو ذبك اللهم من طارق لا يطرق إلا بالخير فنزلت عن فرسي بباب المسجد فقام سفيان يصلي ولم يكن وقت صلاه فدخلت وسلمت فلم يرفع أحد جلسائه رأسه إلي
فبقيت واقفاً وما منهم من أحد يعرض علي الجلوس وقد علتني من هيبتهم الرهبة فرمت إليه الكتاب فلما رآه ارتعد وتباعد عنه كأنه حيه عرضت له في محرابه فركع وسجد وسلم وادخل يده في كمه وأخذه وقلبه بيده ورماه إلى من كان خلفه وقال ليقرا بعضكم فاني استغفر الله أن أمس شيئاً مسه ظالم بيده
فمد بعضهم يده إلى الكتاب وهو يرتعد ثم قرأه فجعل سفيان يبتسم تبسم المتعجب فلم فرغ من قراءته قال: اكتبوا للظالم على ظهره فقيل له يا أبا عبد الله إنه خليفة فقال اكتبوا له في ظهره فان كان اكتسبه من حلا ل فسوف يجزا به وان كان اكتسبه من حرام فسوف يصلى به ولا يبقى شيء مسه ظالم بيده عندنا فيفسد علينا ديننا فقيل له: ما نكتب إليه؟
قال سفيان الثوري اكتبوا إليه:
بسم الله الرحمان الرحيم
من العبد الميت سفيان إلى العبد المغرور بالآمال هارون الذي سلبت حلاوة الإيمان ولذة قراءة القران ,أما بعد فاني كتبت إليك أعلمك إني قد صرمت حبلك وقطعت ودك وانك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك فيما هجمت على بيت مال المسلمين فأنفقته في غير حقه
وأنفقته لغير حكمه ولم ترضى بما فعلته وأنت ناء عني حتى كتبت إلي تشهدني عليه فأما أنا فقد شهدت عليك وإخواني الذين حضروا قراءة كتابك وسنؤدي الشهادة غداً بين يدي الله الحكم العدل
يا هارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم؟
هل رضي بفعلك المؤلفة قلوبهم والعاملون عليها في أرض الله والمجاهدون في سبيل الله وابن السبيل أم رضي بذالك حمله القران وأهل العلم أم رضي بفعلك الأيتام والأرامل أم رضي بذالك خلق من رعيتك؟
فشد يا هارون مئزرك واعد للمسالة جواباً والبلاء جلباباً واعلم انك ستقف بين يدي الحكم العدل فاتق الله في نفسك يا هارون
إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذة قراءة القران ومجالسة الأخيار
ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً وللظالمين إماماً
وتشبهت بالحجبة برب العالمين ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك
يظلمون الناس ولا ينصفون ويشربون الخمر ويحدون الشارب
ويرتشون ويحدون الزاني ويسرقون ويقطعون يد السارق ويقتلون القاتل
أفلا كانت هذه الأحكام عليك وعليهم قبل أن يحكموا بها على الناس
فكيف بك يا هارون غداً إذا نادى المنادي من قبل الله الحكم العدل
المنتقم الجبار احشروا الظلمة وأعوانهم فتقدمت بين يدي الله ويداك مغلولتان إلى عنقك لا يفكهما إلا عدلك وإنصافك والظالمون حولك وأنت لهم إمام أو سائق إلى النار وكأني بك يا هارون وقد أخذت بضيق الخناق ووردت المساق والتفت الساق بالساق وأنت ترى حسناتك في ميزان غيرك وسيئات غيرك في ميزانك على سيئاتك بلا على بلا وظلمه فوق ظلمه فاتق الله يا هارون في رعيتك واحفظ محمداً في أمته واعلم أن هذا الأمر لم يصر إليك إلا وهو صائر إلى غيرك وكذالك الدنيا تفعل بأهلها واحداً بعد واحد فمنهم من تزود وزاد نفعه ومنهم من خسر دنياه وآخرته وإياك ثم إياك أن تكتب إلي بعد هذا فاني لا أجيبك والسلام.
يقول عباد رسول الرشيد إلى سفيان وألقى الكتاب منشوراً من غير طي ولا ختم، فأخذته وأقبلت به إلى سوق الكوفة، وقد وقعت الموعظة بقلبي فناديت: يا أهل الكوفة من يشتري رجلاً هرب إلى الله؟ فأقبلوا إلي بالدراهم والدنانير، فقلت: لا حاجة لي بالمال، ولكن جبة صوف وعباءة قطوانية، فأتيت بذلك، فنزعت ما كان علي من الثياب، التي كنت أجالس بها أمير المؤمنين، وأقبلت أقود الفرس الذي كان معي، إلى أن أتيت باب الرشيد حافياً راجلاً، فهزأ بي من كان على الباب ثم استؤذن لي، فلما رآني على تلك الحالة، قام وقعد، وجعل يلطم رأسه ووجهه، ويدعو بالويل والخراب، ويقول: انتفع الرسول وخاب المرسل، ما لي وللدنيا، والملك يزول عني سريعاً. فألقيت الكتاب إليه مثل ما دفع إلي، فأقبل يقرؤه ودموعه تنحدر على وجهه، وهو يشهق فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين، قد اجترأ عليك سفيان، فلو وجهت إليه فأثقلته بالحديد، وضيقت عليه السجن، فجعلته عبرةً لغيره. فقال هارون: اتركوا سفيان وشأنه يا عبيد الدنيا، المغرور من غررتموه والشقي والله – حقاً – من جالستموه، وإن سفيان أمَّة وحده ولم يزل كتاب سفيان عند الرشيد يقرؤه دبر كل صلاة ويبكي، حتى توفي - رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 05:30]ـ
كيف السبيل إلى توثيق نسبة هذا الكتاب أخي الفاضل بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا؟
هلا تفضلت بتوثيقه وعزوه ليعم النفع
ولكم الشكر مقدما
وجزاكم الله خيرا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 11:18]ـ
ذكر الإمام ابن بلبان والغزالي وغيرهما: أن الرشيد لما ولي الخلافة زاره العلماء بأسرهم إلا سفيان الثوري
الحكاية موضوعة من تركيب بعض حطاب الليل
وقد ولي هارون الخلافة بعد وفاة الثوري بنحو تسع سنين
فما أجهل مركّب الكتاب وحابك القصة وصانعها وما أبعده عن المعرفة بأخبار العلماء والخلفاء
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 10:33]ـ
الأخ شتا العربي من ناحية توثيق الكتاب فقد ذكره الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين 2/ 353، 2/ 391، والدميري في حياة الحيوان 2/ 74، وهو مطبوع أيضاً من ضمن مجموعة الرسائل المنيرية، وأما ما ذكره ابن السائح من قوله وقد ولي هارون الخلافة بعد وفاة الثوري بنحو تسع سنين، فلو وثق لنا ذلك بالمراجع حتى تكتمل الفائدة، وأما قوله: (فما أجهل مركّب الكتاب وحابك القصة وصانعها وما أبعده عن المعرفة بأخبار العلماء والخلفاء) لا ينبغي التسرع وخاصة في الأمور التاريخية لأنها أمور ظنية، ولا شك أن العلماء أمناء فيما نقلوا ومناقشون فيما قالوا أو كتبوا، فلا بد من التريث والتحري وخاصة إذا حصلت المعاصرة واللقاء وقد حصل كل ذلك لأن هارون الرشيد توفي سنة 193 هـ وسفيان الثوري توفي سنة 161 هـ بل ومما يدل على أن اللقاء حصل بعد خلافة هارون الرشيد ما ذكره أبو نعيم في كتابه الحلية قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو عبدالله محمد بن يوسف البنا ثنا أبوالحسن بن إبراهيم البياضي قال أخبرت أن أمير المؤمنين هارون الرشيد قال لزبيدة أتزوج عليك قالت زبيدة لا يحل لك أن تتزوج علي قال بلى قالت زبيدة بيني وبينك من شئت قال ترضين بسفيان الثوري قالت نعم قال فوجه إلى سفيان الثوري فقال إن زبيدة تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها وقد قال الله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ثم سكت فقال سفيان تمم الآية يريد أن يقرأ فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة وأنت لا تعدل قال فأمر لسفيان بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها. حلية الأولياء 6/ 378
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 12:59]ـ
بنى هارون بزُبيدة سنة 165 = المعرفة والتاريخ 1/ 153
أي بعد وفاة الثوري بأربع سنين
وكان هارون سنة 165 ولي عهد - المعرفة والتاريخ 1/ 154
وفي المعرفة والتاريخ 1/ 161: وفي سنة سبعين ومئة حج بالناس هارون
ثم روى من طريق أبي معشر: وتوفي موسى بن محمد سنة سبعين ومئة فاستُخلف هارون
ثم روى قول الإمام أحمد: واستخلف هارون في شهر ربيع الآخر سنة سبعين ومئة
ونص على ذلك أُمم لا يُحْصَوْن لكنني اقتصرت على كتاب الحافظ يعقوب بن سفيان لمزيد ضبطه وإتقانه وحرصه على النقل والإسناد
وأود أن أشير إلى أن الثوري مات وهارون غلام ابنُ نحو ثلاث عشرة سنة لا يُعرف بصحبته الثوري
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 02:04]ـ
جزاك الله خيراً الأمور التاريخية الخلاف فيها متشعب وفعلاً ذكر ابن كثير في البداية والنهاية 10/ 160 أن هارون الرشيد بويع بالخلافة بعد موت أخيه سنة 170 هـ ولكن ذكر ابن تغري أيضاً في النجوم الزاهرة 2/ 64 أن بداية خلافة هارون الرشيد كانت سنة 148 هـ مع الذي ذكره أبو نعيم في كتابه الحلية من تحاكم هارون وزوجته إلى سفيان وقد تقدم ذلك والخلاف في مثل هذا لا ينحصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 02:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أثابك الله وجزاك خيرا
لا شك في غلط من ذكر أنه ولي الخلافة سنة 148
فهذه السنة سنة مولد هارون
وكان الخليفة جدُّه أبو جعفر المنصور
ولا يشك عارف بالتاريخ أن هارون لم يكن خليفة سنة 148 بل كان رضيعا حدبث عهد بولادة لا يعقل شيئا
وقد بقي أبو جعفر المنصور خليفة إلى سنة 158
ثم تولى ابنه محمد الملقَّب بالمهدي
ثم تلاه أخوه موسى الهادي
ثم ولي بعده هارون سنة 170
أما رواية أبي نعيم ففي سندها ضعف واضح
ثم فيها نكارة تدل على قلة علم بعض رُواتها بأحوال الثوري وهارون وأخبارهما
أما أبو نعيم فحافظ عالم
لكنه لم يلتزم الصحة
بل يروي الصحيح والسقيم
وقد ملأ الحلية بالأخبار المنكرة
وقد بين ذلك غير واحد
منهم شيخ الإسلام أبو العباس الإمام
وتلميذه الذهبي الحافظ الهُمام
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 06:50]ـ
جزاكما الله خير الجزاء وبارك فيكم وأثابكم خيرا على هذه الفوائد
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...(/)
ملف متكامل عن شهر رمضان: مسائل وأحكام، مواعظ وآداب، فتاوى مختارة
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 07:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعدُ:
يطيب لإخوانكم في موقع الألوكة تهنئتكم بقرب حلول شهر الطاعات والخير شهر رمضان المبارك، سائلين من الله العلي القدير أن يبلغنا وإياكم الشهر في أوفر صحة وأتم حال، وأن يتقبّل منّا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من يصومه ويقومه احتساباً ليغفر له ما تقدم من ذنبه.
وبهذه المناسبة الكريمة فإننا نقدم للقراء مجموعة مختارة من المواد الشرعية المتعلقة بشهر رمضان المبارك، تشتمل على نبذة من الأحكام المختصة بالشهر وما يحتاج إليه الصائم والقائم من فقه تلك العبادات، إضافة إلى العديد من المواعظ والآداب الشرعية، مع ملحق خاص بفتاوى كبار العلماء في المسائل النازلة التي يحتاج المسلم فيها إلى بيان الحكم الشرعي.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانكم في موقع الألوكة
مسائل وأحكام:
أقسام الناس في الصيام لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1324
آداب الصيام المستحبة لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1316
قواطع الأدلة في الرد على من عول على الحساب في الأهلة للشيخ حمود بن عبد الله التويجري
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1164
حكم التهنئة بدخول شهر رمضان للشيخ عمر بن عبد الله المقبل
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1149
أخطاء يقع فيها بعض الصائمين للشيخ عائض بن عبدالله القرني
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1186
70 مسألة في الصيام للشيخ محمد صالح المنجد
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1147
48 سؤالا في الصيام لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1146
مفطرات الصوم ومسائل القضاء للدكتور: يوسف بن عبدالله الأحمد
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1165
صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1153
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم راجعها: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1151
فصول في الصيام والتراويح والزكاة لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1162
المفطرات المعاصرة للدكتور: خالد بن علي المشيقح
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1148
مفطرات الصوم لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1312
شروط الفطر بالمفطرات وما لا يفطِّرُ وما يجوز للصائم لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1313
آداب الصيام الواجبة لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1311
مفطرات الصوم لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1312
شروط الفطر بالمفطرات وما لا يفطِّرُ وما يجوز للصائم لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1313
شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستنقع" (1) لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1303
شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستقنع" (2) لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1304
شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستقنع" (3) لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1305
شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستقنع" (4) لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1306
شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستنقع" (5) لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=122&ArticleID=1307
والمزيد من المواد المتعلقة بأحكام شهر رمضان المبارك على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Index.aspx?CategoryID=122
مواعظ وآداب:
مقدمات بين يدي الصيام لفهد بن مبارك الوهبي
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1270
كيف نستقبل رمضان؟ للشيخ عائض بن عبدالله القرني
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1266
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟ للشيخ عبدالله بن جار الله الجار الله
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1264
رمضان والقرآن للشيخ إبراهيم الحقيل
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1257
إلى من أدركت رمضان للشيخ عبدالملك القاسم
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1251
وأن تصوموا خير لكم للدكتور عبدالكريم بكار
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1236
نصائح رمضانية للشيخ عبدالله بن جار الله الجار الله
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1233
الصّيامُ .. آداب وعِبَر بدر بن محمد عيد الحسين
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1335
إنهم يغتالون فرحتنا برمضان!! للدكتور رياض بن محمد المسيميري
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1198
كيف يستقبل العٍلمانيون رمضان؟ للشيخ ناصر بن سليمان العمر
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1225
إيه يا شهر الشهور! محمد حسين يعقوب
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1201
تحية رمضان للشيخ سعود الشريم
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1206
ماذا عن الخدم في رمضان؟ خالد الحليبي
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=123&ArticleID=1226
والمزيد من المواد الخاصة بآداب شهر رمضان المبارك على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Index.aspx?CategoryID=123
وهنا ملحق خاص بالفتاوى المتعلقة بالشهر:
http://www.alukah.net/Page.aspx?name=fatawa_ramadan
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 08:20]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك في جهودكم.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 08:24]ـ
جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرَاً، وَشَكَرَ صَنِيعَكُمْ، وَأَجْرَلَ مَثُوبَتَكُمْ.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:16]ـ
بارك الله فيكم أبا حماد، ووفقنا جميعاً لإدراك شهر الخير، وأعاننا على اغتنامه فيما يرضيه عنا
وأودُّ من الأحباب المشاركة بما تيسر من روابط الأبحاث الفقهية والحديثية المتعلقة بالصيام والقيام وأحكامهما
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:22]ـ
أحسن الله إليكم ابا حماد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:24]ـ
وأودُّ من الأحباب المشاركة بما تيسر من روابط الأبحاث الفقهية والحديثية المتعلقة بالصيام والقيام وأحكامهما
هذا فكرة جيدة من الشيخ ابي محمد
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 10:38]ـ
غفر الله لك ولوالديك ولأهلك شيخنا وحبيبنا أبا حماد،وبارك فيك
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 07:51]ـ
أبحاث ومسائل الصيام ورمضان في ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=13063&highlight=%C7%E1%D5%ED%C7%E3)
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 10:14]ـ
والله لا نعرف كيف نجازيك يا أبا حماد على ما قدمت لذا نسأل الله أن يجازيك خير الجزاء وأن ينفعنا وينفعك بما أرسلته لنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 12:42]ـ
دليل مواضيع ملتقى أهل الحديث المتعلقة بشهر رمضان
( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=82163)
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 09:53]ـ
مختارات رمضانية التي في موقع صيد الفوائد ( http://saaid.net/mktarat/ramadan/index.htm)
وهذه صفحة احكام فقهية فيها:
أحكام فقهية
( http://saaid.net/mktarat/ramadan/f.htm)
وهذه صفحة المكتبة الرمضانية فيها:
المكتبة الرمضانية ( http://saaid.net/book/list.php?cat=97)
ـ[الزياني]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 02:57]ـ
شكر الله لكم يا شيخنا وبارك الله فيكم ونفع بكم وبما تقدمونه.
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 09:22]ـ
فقه الصيام والقيام والإعتكاف والزكاة والعيد
ملف جمعته من الموسوعة الفقهية
الجمع مرتب ومنسق ومفهرس على الوورد، وفهرس في آخره.
لا يخفى عليكم أن الموسوعة اهتمت بالفقه المقارن، فهذا الجمع يعد موسوعة في الفقه المقارن في الصيام والقيام والإعتكاف وليلة القدر والعيد وزكاة الفطر وصوم التطوع.
والرجاء من الإخوة: الدعاء
تقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر أعمالكم وجعلكم من عتقائه.
رابط التنزيل المباشر:
http://www.alukah.net/majles/attachment.php?attachmentid=10 87&d=1188210840
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 08:29]ـ
**كلمة شكر**
جزى الله القائمين على هذا الموقع المبارك خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 01:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 03:13]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك في جهودكم
ـ[مهندس كمبيوتر]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 07:35]ـ
شكرا جزيلا ورمضان على الأبواب عام 2008 الشهر التاسع بالرجاء افادتنا بالكتب والمحاظرات لهذا الشهر العظيم.
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 09:53]ـ
جزاكم الله خيرًا.
موضوع مميز، نسأل الله أن يجزل الأجر لمن أعده وشارك فيه، وأن ينفعنا بما فيه.
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 06:27]ـ
جزاكم الله خيرا
يرفع بمناسبة اقتراب شهر رمضان بلغنا الله اياه وأعاننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[ابو الفوائد]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 07:03]ـ
لقد استفدت كثيرا من المكتبة الرمضانية للجوالات لأنها معي أينما كنت، قام بتحويلها للجوال الأخ الفاضل محمد القصيف وهي في هذا الرابط:
http://www.ce4arab.com/vb7/showthread.php?t=126298
كما فيها خاصية البحث في جميع الكتب، لكن النتيجة تظهر لكتاب واحد ثم التالي للكتاب الثاني وهكذا للجوال الكفي. أما الجوال العادي (الهواتف الذكية) مثل نوكيا فالبحث يكون في كتاب واحد.
والمكتبة تتضمن الكتب التالية:
م
الكتاب
المؤلف
1
الجامع لأحكام الصيام
محمود عبد اللطيف عويضة
2
شرح كتاب الصيام من المحرر لابن عبد الهادي
سليمان بن خالد الحربي
3
شرح كتاب الصيام من عمدة الفقه لابن قدامة
عبد المحسن بن عبد الله الزامل
4
شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع للحجاوي
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
5
شرح كتاب الصيام من دليل الطالب لمرعي الكرمي
أنيس بن ناصر المصعبي
6
كتاب الصيام و كتاب الاعتكاف من الشرح الممتع لابن عثيمين
سلطان بن سراي الشمري
7
الإلمام بشيء من أحكام الصيام
عبدالعزيز الراجحي
8
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام
عبد الله بن صالح القصير
9
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان
صالح بن فوزان الفوزان
10
سبعون سؤالا في الصيام
خالد سالم بامحمد
11
الصيام سؤال وجواب
سالم العجمي
12
48 سؤالا في الصيام
محمد بن صالح العثيمين
13
جلسات رمضانية
محمد بن صالح العثيمين
14
سبعون مسألة في الصيام
محمد صالح المنجد
15
دليل عباد الرحمن فى رمضان
بهجت فاضل بهجت
16
كيف نصوم رمضان إيمانا واحتسابا؟
رأفت صلاح
17
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
سامي بن محمد بن جاد الله
18
(يُتْبَعُ)
(/)
رمضانيات نسائية
عبد الله بن أحمد الغامدي
19
مفطرات الصيام المعاصرة
أحمد بن محمد الخليل
20
رسالة في المفطرات الطبية العلاجية والتشخيصية
وسيم فتح الله
21
مقالات حول الحساب الفلكي
مجموعة مؤلفين
22
بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار من ثلاثين وجها
وائل بن علي الدسوقي
23
أحكام قيام الليل
سليمان بن ناصر العلوان
24
رسالة قيام رمضان وبحث عن الاعتكاف
محمد ناصر الدين الألباني
25
فقه الاعتكاف
خالد بن علي المشيقح
26
كلام السالفين الصالحين فيما يكون عليه المعتكفين
أحمد بن محمد السعيد
27
حوار في الاعتكاف
عبد الله بن جبرين
28
إرشاد العابد في حكم مكث الجنب والحائض والنفساء في المساجد
شريف مراد أبو عمرو
29
تنبيه الأنام إلى المخالفات في المسجدين النبوي والحرام
عبد المجيد بن سليمان الحديثي
30
شرح حديث لبيك اللهم لبيك
ابن رجب الحنبلي
31
صفة العمرة وآداب السفر
سليمان بن محمد اللهيميد
32
صفة العمرة للإمام ابن باز
بندر بن عتيق المطيري
33
أحكام زكاة الفطر
ندا أبو أحمد
34
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
أبو محمد رضا صمدي
35
اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
36
دروس رمضان
محمد إبراهيم الحمد
37
دروس رمضان
شريف الفقي
38
وظائف رمضان
ابن قاسم
39
استقبال المسلمين لرمضان
عطية محمد سالم
40
استقبال رمضان
محمد صالح المنجد
41
بين يدي رمضان
محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم
42
مصارحات رمضانية
خالد بن سعود الحليبي
43
مجالس رمضانية
أحمد عبد الرحمن الكوس
44
البرنامج اليومي للصائمين في رمضان
فريق عمل دار نشر نور الإسلام
45
البرنامج اليومي لربة المنزل في رمضان
فريق عمل دار نشر نور الإسلام
46
البرنامج اليومي للحائض في رمضان
فريق عمل دار نشر نور الإسلام
47
الدليل الطبي للمريض في شهر الصيام
حسان شمسي باشا
48
عذراً رمضان
خالد الراشد
49
غربة صائم
خالد الراشد
50
العبرة في شهر الصوم
عبد المحسن العباد
51
ثوابت الايمان بعد رمضان
صلاح سلطان
52
رمضان في الحضارة العربية الإسلامية
محمد رجب السامرائي
ـ[عبدالله الكناني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 01:51]ـ
بعد إذن الأخ الكريم سأقوم بنسخ الروابط لوضعها في منتديات أخرى لإفادة الجميع بارك الله فيكم(/)
أين الله يا أتباع (نذار) و (حسام)
ـ[علي سليم]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 08:04]ـ
أين الله
قلت لهم أين الله يا أتباع (نذار) و (حسام)
قالوا أنت كافر وكفرك أشد من أصحاب الاوثان
قلت كيف تنكرون على سؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحديث صحيح رواه الامام مسلم (امام الاتقياء)
قالوا بل الحديث ضعيف والجارية خرساء
قلت لهم ان صح قولكم فقد أشارت في تلك الرواية الى السماء
قالوا يا وهابية ليس لله مكان
لا هو فوق ولا تحت ولا عن اليمين ولا عن الشمال
ولا هو داخل العالم ولا خارجه بل ليس له مكان
قلت مهلا" فقد عبدتم عدما" وهذا ما قاله شيخ الاسلام
ثم قلت لهم كيف تنكرون حقيقة نطق بها اللسان
سبحان ربي الأعلى دعاء السجود برهانا" أن الله في السماء
هداكم الله يا أذناب (نزار) و (حسام)
.........
ثم قلت .. يا أفراخ الجهمية (جهمية هذا الزمان)
أو ما قرأتم قوله تعالى ((أأمنتم من في السماء))
قالوا قرأنا والمقصود هنا ملائكة العذاب
قلت مهلا .. " فقد قال خير الأنام
(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
فهل هذه ملائكة الرحمة يا أغبياء
هداكم الله يا أذناب (نزار) و (حسام)
............
ثم قلت لهم قول المولى في سبع سور من القرآن
((الرحمن على العرش استوى)) و العرش سقف السماء
قالوا بكل وقاحة .. الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء
قلت مهلا" .. فقد قفيتم اثر اليهود الاشقياء
قيل لهم قولوا ((حطة)) تفوزوا بمغفرة من الرحمن
قالوا (حنطة) و زادوا نونا" فهل جزاء الاحسان الا الاحسان
فقولوا لي بربكم .. هل هناك فرق بين (نون) اليهود و (لام) الاحباش؟
فكيليهما زاد, و من زاد فقد اتهم الكتاب بالنقصان
هداكم الله يا اذناب (نزار) و (حسام)
............
ثم قلت رويدا" .. يا اصحاب التأويل و التعطيل
لدي هدية لكم .. ((تعرج الملائكة و الروح اليه .. ))
و عندها ضحك احدهم قائلا" (العروج هنا الى جبريل)
قلت الروح معناها جبريل و هذا قول اكثر المفسرين
و هل يعرج جبريل الى جبريل؟
فان صح قولكم .. فالى اين عرج الصادق الامين؟
هداكم الله يا اذناب (نزار) و (حسام)
.............
ثم قلت مهلا" .. يا اصحاب الاهواء و التزييف
سوف اسمعكم قول المولى بشأن المسيح عليه السلام
((يا عيسى اني متوفّيك و رافعك اليّ .. )) فما هو جوابكم يا مساكين؟
قالوا الرفع هنا رفع مكانة و رتبة و تمكين
قلت مهلا" .. يا اصحاب التكفير .. وقعتم في كفر عظيم
و هل رتبة الله هي نفسها رتبة المسيح؟
هداكم الله يا اذناب (نزار) و (حسام)
.............
ثم قلت اخبروني عن قوله ((اليه يصعد الكلم الطيّب .. ))
أيكون الصعود الى الشمال ام الى اليمين؟
أو بماذا كانت تفتخر (زينب) ام المؤمنين
كفى وقاحة و حماقة يا اساتذة الشياطين
فان كنتم تزعمون ان ليس لله مكان
فالى اين تتجهون في الدعاء؟؟؟(/)
صورة حقيقة من داخل الكعبة المشرفة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 12:59]ـ
صورة الكعبة المشرفة من الداخل ... ,,
وأرجو أن يتكرم المشرف بوضع ما يراه لطمس الصور، مع أنها غير واضحة المعالم بالنسبة لي.
http://www.9m.com/upload/6-07-2007/0.596460118319.jpg
صورة لمفتاح الكعبة المشرفة .. ,,,
http://www.9m.com/upload/6-07-2007/0.497540118342.jpg
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 01:18]ـ
المفتاح هذا هو الذي كان مع عثمان الذي من بني شيبة رضي الله عنه
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 12:46]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
(حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ، وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ حَتَّى أَنَاخَ عِنْدَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ ائْتِنَا بِالْمِفْتَاحِ، فَجَاءَهُ بِالْمِفْتَاحِ، فَفَتَحَ لَهُ الْبَابَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ، ثُمَّ أَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ، فَمَكَثَ نَهَارًا طَوِيلًا ثُمَّ خَرَجَ، وَابْتَدَرَ النَّاسُ الدُّخُولَ، فَسَبَقْتُهُمْ فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: صَلَّى بَيْنَ ذَيْنِكَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ، وَكَانَ الْبَيْتُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ سَطْرَيْنِ صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ، وَجَعَلَ بَابَ الْبَيْتِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، وَاسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُكَ حِينَ تَلِجُ الْبَيْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ، قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى وَعِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرْمَرَةٌ حَمْرَاءُ).
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 01:39]ـ
ما أجملها!!!
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 01:54]ـ
لم تظهر لي الصور .. للأسف: (
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 03:07]ـ
لم تظهر لي الصور .. للأسف: (
أغلق المتصفح وافتحه مرة أخرى في وقت آخر
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:24]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الغالي
لأول مرة أرى الكعبة من الداخل
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 07:55]ـ
أغلق المتصفح وافتحه مرة أخرى في وقت آخر
لم ينجح الأمر .. حتى أني أخذت رابط الصورة ووضعته في المتصفح فلم تظهر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 08:02]ـ
جرب هذا الرابط:
http://www.9m.com/upload/6-07-2007/0.596460118319.jpg
وجرب ما في المرفق:
ـ[النجدية]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 09:01]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أستاذنا المسيطر؛ على هذه الصورة الطيبة!!
و لكن ازداد شوقي لمعرفة، كيف كانت تبدو من الداخل في زمن النبي (ص) ...
سبحان الله!!
ـ[أبو رزان]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه الصورة المؤثرة، لكن سبحان الله بقدر ما تأثرت للصورة تأثرت بإسبال الثوب داخل الكعبة المشرفة، أرجوا من الإخوة الأفاضل أن يفهم قصدي بعيدا عن الدخول في تفريعات فقهية بالنسبة للإسبال.وجزاكم الله خيرا جميعا
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 05:26]ـ
فائدة متممة:
حكم الصلاة داخل الكعبة وعلى سطحها وأين يتجه في صلاته
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال:
سؤال من (ع. ش) من الأردن يقول في رسالته: هل يجوز الصلاة داخل الكعبة أو على سطحها؟ وإذا كان الجواب نعم فإلى أي اتجاه يتجه المصلي بارك الله فيكم؟.
الجواب:
الصلاة في الكعبة جائزة، بل مشروعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة لما فتح مكة،
دخلها
وصلى فيها ركعتين
وكبر
ودعا في نواحيها عليه الصلاة والسلام
وجعل بينه وبين الجدار الغربي منها حين صلى ثلاثة أذرع عليه الصلاة والسلام.
وقال لعائشة في حجة الوداع لما أرادت الصلاة في الكعبة ((صلي في الحجر فإنه من البيت))؛ لكن ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يصلي فيها الفريضة، بل تصلَّى في خارجها؛ لأنها هي القبلة فتصلى الفريضة في خارجها وأما النافلة فلا بأس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيها النافلة ولم يصل فيها الفريضة.
والصواب: أنه لو صلى فيها الفريضة أجزأه وصحت، لكن الأفضل والأولى أن تكون الفريضة خارج الكعبة؛ خروجاً من الخلاف، وتأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى بالناس الفريضة خارج الكعبة، وتكون الكعبة أمام المصلي في جميع الجهات الأربع في النافلة والفريضة، وعليه أن يصلي مع الناس الفريضة ولا يصلي وحده.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد العاشر.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=2490
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجتهدة]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 06:42]ـ
جزاك الله خيراً ... رائعة(/)
صلاة التراويح في البيت ..
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 03:27]ـ
بسم الله والحمد لله
صلاة التراويح في البيت ..
قال ابن حجر (4/ 320): قال ابن التين وغيره: استنبط عمر ذلك [أي صلاة التراويح جماعة] من تقرير النبي صلى الله عليه وسلم من صلى معه في تلك الليالي، وإن كان كره ذلك لهم، فإنما كرهه خشية أن يُفْرض عليهم، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم حصل الأمن من ذلك، ورَجَحَ عند عمر ذلك لما في الاختلاف من افتراق الكلمة، ولأن الاجتماع على واحد أنشط لكثير من المصلين، وإلى قول عمر جنح الجمهور.
وعن مالك في إحدى الروايتين وأبي يوسف وبعض الشافعية الصلاة في البيوت أفضل، عملاً بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) وهو حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
وبالغ الطحاوي فقال: إن صلاة التراويح في الجماعة واجبة على الكفاية.
وقال ابن بطال: قيام رمضان سنة، لأن عمر إنما أخذه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تركه النبي صلى الله عليه وسلم خشية الافتراض.
وعند الشافعية في أصل المسألة ثلاثة أوجه: ثالثها: مَنْ كان يحفظ القرآن ولا يخاف من الكسل ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلّفه، فصلاته في الجماعة والبيت سواء، فمن فقد بعض ذلك فصلاته في الجماعة أفضل.
وقال رحمه الله (4/ 321): قوله (فخرج ليلة والناس يصلون بصلاة قارئهم) ... وفيه إشعارٌ بأن عمر كان لا يُواظب على الصلاة معهم، وكأنه كان يرى أن الصلاة في بيته ولا سيما في آخر الليل أفضل. أ. هـ(/)
اختلاف المطالع
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 10:08]ـ
اختلاف المطالع
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول: إذا أُكْمِل عِدَّة شعبان ثلاثين مع أنَّ هُناك رجل في دولةٍ أُخرى رَأَى الهِلال وصَامَتْ تِلك الدَّولة ... فهل يصُوم من هُو في دَوْلَةٍ أُخْرَى؟
إِذَا رَأَى الهِلال ثُمَّ رُدَّت شَهَادَتُهُ مثلاً فَيَصْدُقُ عليهِ أنَّهُ رَأَى الهِلال، ويَدْخُل فِي قولِهِ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ)) وبهذا قال جَمْعٌ منْ أَهْلِ العِلم أَنَّهُ يَصُوم، وكَذَا لَوْ رَأَى هِلال شَوَّال يُفْطِر ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ))؛ وَلَكِنْ المُرَجَّح أنَّهُ لا يَصُوم ولا يُفْطِر إِلَّا مع النَّاس ((الصَّوم يوم تَصُومُونْ، والفِطْرُ يوم تُفْطِرُونْ، والأَضْحَى يوم تُضَحُّونْ)) فَيَصُوم مع النَّاس، ويُفْطِر مع النَّاس، هذا الذِّي رَأَى الهِلال فِي دَوْلَةٍ أُخْرَى، وصَامَتْ تِلْكَ الدَّوْلَة ومَنْ فِي البَلَد الآخَر، هَذِهِ المَسْأَلَة يُسَمِّيها أو يَتَكَلَّم عنها أَهلُ العِلْم على اخْتِلاف المَطَالِعْ، وأنَّ لِكُلِّ بَلَدٍ مَطْلَع، ويَكُون الهِلال قَدْ طَلَع فِي الشَّام، ولا يكُون طَلَع فِي المَدِينة، ويَطْلُع فِي بَلَد ولا يَطْلع فِي بَلَد، فَإِذا رُؤِيَ الهِلال فِي بَلَد يَعْتَمِد الرُّؤْيَة الشَّرْعِيَّة ... فَهَل يَلْزَم جَمِيع المُسْلِمِينْ الصَّوم أو يَلْزَم مَنْ فِي بَلَدِهِ وتَبْقَى البُلْدانْ الأُخْرَى على مَطْلَعِهَا ورُؤْيَتِها؟! قولُهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ)) هذا لَيْسَ بِخَاص بأَهْلِ المَدِينة كما في قولِهِ: ((ولَكِنْ شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا)) لَيْسَ بِخَاص بأَهْلِ المَدِينة؛ وإِنَّما يَتَّجِه لِكُلِّ من يَتَصَوَّر مِنْهُ الإِجَابة ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ)) الأَصْل أنَّ الخِطَاب للأُمَّةِ كُلِّها، وعَلَى هذا إِذَا رُؤِيَ الهِلال فِي أَيِّ بَلَدٍ من بُلْدَانِ المُسْلِمين فَإِنَّهُ يَلْزَمُ جميع المُسْلِمين فِي شَرْقِ الأَرْضِ وغَرْبِهَا الصَّوْم؛ لأنَّ الخِطَاب مُوَجَّهٌ إِلَيْهِم، ولا يُوجَد ما يُخْرِجُ بَعْضَهم عن عُمُوم هذا الخِطَاب، وبِهَذا يقول جَمْعٌ من أهل العِلم، وهو المَعْرُوف عند الحَنَابِلة، وكثير من أهل العِلم، ومِنْ أهْلِ العِلم مَنْ يَرَى اخْتِلاف المَطَالِع وأنَّهُ إِذَا رُؤِيَ الهِلال في بَلَدٍ أو إِقْلِيم لا يَلْزَمُ غيرهُم الصِّيام؛ إلاَّ من كان على سَمْتِها واتَّحَدَ مَطْلَعَهُ مَعَهَا، ويَسْتَدِلُّون على ذلك بِحَديث ابن عبَّاس المُخَرَّج فِي مُسْلِم، وهُو أنَّ كُرَيْباً قَدِمَ المَدِينة من الشَّام، فَرَأَى أَهْلُ الشَّام الهِلال في الجُمعة، وأهْلُ المَدِينة مَا رَأَوْهُ إِلَّا يومُ السَّبت، فقال كُرَيْب: إنَّ مُعَاوية والنَّاس صَامُوا يوم الجُمُعة، وعَلَى هذا أَكْمَلْنَا عِدَة رَمَضَان ثَلاثِينْ، ولا يُمْكِنْ أنْ يَزِيد الشَّهر على ثَلاثِينْ، فابن عبَّاس قال: لكنَّا لا نُفْطِرُ حتَّى نَرَاهُ هكذا أَمَرَنَا رسُولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، فَدَلَّ الخَبَر على أنَّ الشَّام لهُم رُؤْيَتُهُم، وأنَّ أَهْل المَدِينة لهُم رُؤْيَتُهُم، ولم يُفْطِر أهلُ المَدينة بِفِطْر أهل الشَّام المَبْنِيّ على رُؤْيَتِهِم؛ وإنَّمَا أَكْمَلُوا رمضان ثَلاثِينَ يوماً هكذا أَمَرَنَا رسُولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، يَعْنِي الحَدِيث الخَبَر صَحِيح، ومَرْفُوع إلى النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، وتَجِد من أَهْلِ العِلم أَهْل الأَثَر أَهل الإِتِّبَاع أَهْل الإِقْتِدَاء يُفْتِي بَعضُهُم بِأَنَّ المَطَالِع مُتَّحِدَة، وأنَّ هَذَا أَضْبَط للنَّاس، وأَصْوَنْ لِصِيَامِهِم، فَلا يُتْرَك الأَمْر لِاجْتِهَادَاتْ البُلْدان، بِمَعْنى أنَّ هَؤُلاء يَصُومُون يوم الخَمِيس، وهَؤُلاء يَصُومُون يوم الجُمعة، وهؤُلاء يَصُومُون يوم السَّبت، ويُفْطِرُون قَبْلَهُم بِيَومٍ أو يَوْمَيْن ... هل يُمْكِن لِمُجْتَهِدٍ أنْ يَجْتَهِد مع نَصِّ ابن عبَّاس فَيَقُول: بِاتِّحَادِ المَطَالِع ... يُمْكِنْ أو مَا يُمْكِنْ؟، يعني لَوْ نَظَرْنَا فِي كَلام الشيخ ابن باز ويَعْرِف هذا الحَدِيث أو
(يُتْبَعُ)
(/)
حتَّى المَذْهَب عند الحَنَابِلَة، على كُلِّ حَال الهَيْئَة أَفْتَتْ بِاخْتِلاف المَطَالِع؛ لَكِنْ الكَلام مَعَ مَنْ يَقُول بِاتِّحَادِ المَطَالِع مَعَ صِحَّة خَبَر ابن عبَّاس، وقَوْلِهِ: هكذا أَمَرَنَا رسُولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فِي صَحِيح مُسْلِم ... هل المَسْأَلة اجْتِهَادِيَّة أَو نَصِيَّة؛ لِيَسُوغَ فِيهَا الخِلاف؟ قولُهُ: هكذا أَمَرَنَا رسُولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مَرْفُوعْ قَطْعاً؛ لَكِنْ مَا حَقِيقَةُ هذا الأمْر؟ هل أَمْر الرَّسُول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- الذِّي نَقَلَهُ ابن عبَّاس أَمْر فِي هذِهِ المَسْأَلَة بِخُصُوصِها واتِّحَاد المَطَالِع، أَو أَمْرُهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- بِقَوْلِهِ: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ))؛ لأنَّ بعض النَّاس حِينَمَا يَسْمَع كَلام بعض العُلَماء أَهْل الأَثَر أَهْل الإِقْتِدَاء يَقُولُون بِوُجُوب الصَّوم لِجَميع الأُمَّة إِذَا رُؤِيَ الهِلال ولو اخْتَلَفَتْ المَطَالع يقول: كيف يَسُوغ لِمِثْلِ هذا وقَد عُرِفَ بِعِلْمِهِ، وفَضْلِهِ، وإقتِدَائِهِ، وإتِّبَاعِهِ مع صِحَّة حديث ابن عبَّاس، نقُول: ابن عبَّاس هَكَذا قَال: أَمَرَنَا رسُولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-؛ لكن ما حَقِيقَة هذا الأَمْر؟ هَلْ أَمَره في هذِهِ المَسْأَلَة بِخُصُوصِها؟ هَلْ أَمَرَهُم بِهَذِهِ المَسْأَلة التِّي تَدُلُّ على اخْتِلافِ المَطَالِع أو أَمَرَهُم بِقَوْلِهِ: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ)) والنَّصْ كمَا يَفْهَمُهُ ابن عبَّاس فِي دَلَالَتِهِ على اخْتِلاف المَطَالِع يَفْهَمُهُ غَيْرُهُ فِي الدَّلَالَةِ على اتِّحَادِ المَطَالِع، وعلى كُلِّ حَال لِلاجْتِهَادِ فِي مثلِ هَذَا مَجَال، ومن اجتهد وقال باتِّحَادِ المَطَالِع فَلَهُ سَلَف، ودَلَالَةُ الحديث عليهِ وَاضِحَة، ومَنْ اجْتَهَد وقَال بِاخْتِلاف المَطَالِع فَلَهُ سَلَف، ودَلَالَةُ خَبر ابن عبَّاس عليهِ أَوْضَح؛ لِأَنَّ ابن عبَّاس فَهِمَ من حديث: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ)) أنَّهُ خاص بِكُلِّ إِقْلِيمٍ يَخْتَلِف مَطْلَعُهُ عن غَيْرِهِ أو أنَّ لَدَيْهِ أَمْرٌ خَاص بهذِهِ المَسْأَلَة، قد يقول قائل: أنَّ فَهْم الصَّحَابِي مُقَدَّمٌ على فَهْمِ غَيْرِهِ، نقول هذا هُو الأَصل؛ لكنْ لا يَعْنِي أنَّ فَهْمَ الصَّحَابِي أو فَهْم الرَّاوِي مُلْزِم لِغَيْرِهِ، وحديث: ((رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعْ)) يَدُلُّ على ذلك، فهذه المَسْألة لا شكَّ أنَّها مِن الدَّقَائِق في قصة ابن عبَّاس يعني لو كرَّرنا الكلام؛ لأنَّ مِثل هذا يُشْكِل على بعض طُلَّاب العِلْم، يقول: كيف الشيخ ابن باز يُعارض حديث ابن عبَّاس وهو في صحيح مُسلم؟
ابن عبَّاس اسْتَدَلّ بالحديث على اخْتِلَاف المَطَالِع وعَمَلَ بِهِ على هذَا الأَسَاسَ؛ لَكِنَّهُ اسْتَدَلَّ بِأَمْرِ النَّبِي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- ... فهل عند ابن عبَّاس أَمْر خاص فِي هذِهِ المَسْألَة أَو لَعَلَّهُ اسْتَنَدَ فِي قَوْلِهِ هذا على حديث: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ))؟ وحينئذٍ يَبْقَى المَجَال فِي فَهْمِ النَّصْ وَاسِعْ.
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:16]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:25]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 11:33]ـ
وبارك فيكم
ـ[النجدية]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 05:19]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أستاذنا عبد الله احمد آل علي؛ على هذا النقل الطيب النافع!!
و لكن في النفس سؤال، و أسأل الله أن يعينكم على تجلية الأمور عندي ...
ألا يمكننا أن نفيد من تقدم علم الفلك في تبين دخول شهر رمضان، أو انتهائه؟؟
بحيث يصوم العالم الإسلامي كله، أو يفطر ... في نفس الوقت؛ فإنني والله أجد في هذا نوعا من توحد كلمة المسلمين ...
و دمتم في حفظ ربي و رعايته!!!
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب.
ـ[مصطفى بن حسين السلفي]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 12:32]ـ
احسن الله اليك يا حبيب
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 01:13]ـ
هذا الذِّي رَأَى الهِلال فِي دَوْلَةٍ أُخْرَى، وصَامَتْ تِلْكَ الدَّوْلَة ومَنْ فِي البَلَد الآخَر، هَذِهِ المَسْأَلَة يُسَمِّيها أو يَتَكَلَّم عنها أَهلُ العِلْم على اخْتِلاف المَطَالِعْ، وأنَّ لِكُلِّ بَلَدٍ مَطْلَع، ويَكُون الهِلال قَدْ طَلَع فِي الشَّام، ولا يكُون طَلَع فِي المَدِينة، ويَطْلُع فِي بَلَد ولا يَطْلع فِي بَلَد، فَإِذا رُؤِيَ الهِلال فِي بَلَد يَعْتَمِد الرُّؤْيَة الشَّرْعِيَّة ...
لعل الأقرب أن يكون ذلك اختلافاً في الرؤية لا في المطالع. فمن أين لنا أن نجزم بأن الهلال لم يكن موجوداً في البلد الآخر في تلك الليلة، بل لعله كان موجوداً ولم يروه لأي سبب من الأسباب.
والذي أفهمه من اختلاف المطالع أن الشمس والقمر يشرقان ويغربان في مواعيد مختلفة حسب خطوط العرض، ففي المدينة مثلاً يتأخر غروب الشمس عن مكة بست دقائق في هذه الأيام، مع أن خط الطول واحد تقريباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم
إخوتي الكرام في هذا المنتدى الطيب المبارك هذا موضوع له علاقة بما تم طرحه في موضوع إختلاف المطالع يستحق الاطلاع على هذا الرابط
http://www.alokab.info/forums/index.php?showtopic=35480&hl (http://www.alokab.info/forums/index.php?showtopic=35480&hl)=
صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ
إنّ صوم رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، بالإضافة إلى أنها عبادة تنظم علاقة المسلمين بربهم، فهي مظهر من المظاهر العامة للأمة الإسلامية، يبدؤون الصيام معاً في يوم واحد. ويحتفلون بالعيد معاً في يوم واحد، امتثالاً لأوامر الله تعالى، التي توحد بينهم، وليس امتثالاً لقرارات الحكام السياسية ولا لفتاوى علماء السلاطين النفاقية، التي صيغت للتفريق بينهم.
قال صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين يوماً».
وقال قال صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين»
وقال قال صلى الله عليه وسلم: «إنّما الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له».
هذه الأحاديث النبوية صريحة الدلالة، على أنّ السبب الشرعي لبداية شهر رمضان هو رؤية هلال رمضان. وأن السبب الشرعي لعيد الفطر هو رؤية هلال شوال، وخطاب الشارع في هذه الأحاديث موجه إلى جميع المسلمين لا فرق بين شامي وحجازي ولا بين إندونيسي وعراقي، فألفاظ الأحاديث جاءت عامّة، لأن ضمير الجماعة في: «صوموا ... وأفطروا» يدلّ على عموم المسلمين، وكذلك لفظ: (رؤيته) فهو اسم جنس مضاف إلى ضمير، يدلّ على رؤية الهلال من أي إنسان، إلا أنّ هناك أحاديث حصرت هذه الرؤية بالمسلمين، فقد رُوي عن ابن عباس أنّه قال: «جاء أعرابي إلى النبي قال صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت الهلال، فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، قال: نعم، فنادى النبي قال صلى الله عليه وسلم أن صوموا».
إنّ رؤية مسلم هلال رمضان أو هلال شوال توجب على المسلمين جميعهم الصوم أو الإفطار، لا فرق بين بلد وبلد، ولا بين مسلم ومسلم، لأنّ من يرى الهلال من المسلمين حجة على من لم يره.
وليست شهادة مسلم في بلد أولى من شهادة مسلم في بلد آخر، ولا قيمة للتقسيمات والحدود التي أقامها الكفار في بلاد المسلمين، والتي جعلت أهل درعا في سوريا يصومون بينما أهل الرمثا في الأردن يفطرون، وليس بين المدينتين إلا حدود وهمية رسمها الكفار منذ أن هُدمت الخلافة. ثم حرص على بقائها الحكام. إنّ الأمر في أحاديث الرسول قال صلى الله عليه وسلم بصوم رمضان لرؤية الهلال أمرٌ للوجوب، لأنه أمر بفرض ثبت بقوله تعالى: (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
وإنّ الأمر بالفطر لرؤية هلال شوال هو أيضاً للوجوب، لأنّ النبي قال صلى الله عليه وسلم «نهى عن صيام يومين: يوم الأضحى ويوم الفطر». وبما أنّه نهيٌ عن القيام بمندوب أو فرض، فهو قرينة على أنّ الأمر في قوله: «وأفطروا لرؤيته» للوجوب.
أمّا اختلاف المطالع الذي يتذرع به بعضهم فهو من باب تحقيق المناط، الذي بحثه العلماء السابقون، للواقع الذي كانوا يعيشونه، حيث كان المسلمون لا يتمكنون من إبلاغ رؤية الهلال إلى جميع أنحاء دولة الخلافة المترامية الأطراف في يوم واحد، لأنّ وسائل الإعلام التي كانت موجودة يومئذٍ كانت قاصرة عن ذلك. وقد احتج بعض هؤلاء بما رُوي عن كُريب «أنّ أم الفضل بعثته إلى معاوية بالشام، فقال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستُهل عليّ رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس، ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال لكنّا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم» فهذا ليس دليلاً شرعياً، وإنما هو اجتهاد لابن عباس في قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» وابن عباس لم يأخذ برؤية أهل
(يُتْبَعُ)
(/)
دمشق الهلال، لأنّ أهل المدينة المنورة لم يروه في اليوم نفسه.
وهذا الاجتهاد مخالف لصريح الحديث الذي رُوي عن جماعة من الأنصار، قال: «غُمَّ علينا هلال شوال فأصبحنا صياماً، فجاء ركب من آخر النهار، فشهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم رسول الله أن يفطروا، ثم يخرجوا لعيدهم من الغد» فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يفطروا في يوم حسبوه من رمضان بسبب رؤية غيرهم هلال شوال في غير المدينة المنورة، فالركب رأوا الهلال قبل وصولهم المدينة بيوم.
وأمّا اليوم، فوسائل الإعلام المتوفرة عند جميع الدول قادرة على نقل خبر رؤية الهلال إلى جميع العالم في بضع ثوان، فيلزم المسلمين الصيامُ أو الإفطارُ حال سماعهم خبر ثبوت رؤية الهلال من أيّ مكان على الأرض، سواء ثبتت الرؤية مباشرة أو بالعين البصرية أو بواسطة آلة مُكبِّرة أو مُقرِّبة. والرؤية المعتبرة هي الرؤية البصرية، ولا اعتبار للحسابات الفلكية إذا لم تثبت الرؤية بالعين البصرية، إذ لا قيمة شرعية للحسابات الفلكية في إثبات الصوم والإفطار، لأنّ السبب الشرعي للصوم أو الإفطار هو رؤية الهلال بالعين لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فإن غُمَّ عليكم» أي إن لم تروه بأعينكم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم «فاقدروا له» لا تعني الرجوع للحسابات الفلكية، وإنما تعني ما بيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين».
أيها المسلمون: إنّ عدم توحيد رؤية الهلال ما هي إلا مشكلة من مشكلات عديدة تواجه المسلمين بسبب غياب دولة الخلافة، التي ترعى شؤونهم بأحكام الإسلام، وتوحدهم في ظلّ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. فعلى المسلمين التقيد بالحكم الشرعي في صيامهم وإفطارهم وكل أعمالهم، وإن لم يتقيد حكامهم به، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإن بلغهم خبر رؤية مسلم هلال رمضان من أيّ مكان على الأرض، وجب عليهم الصيام، وإن بلغهم خبر رؤية مسلم هلال شوال من أيّ مكان على الأرض، وجب عليهم الإفطار.
أمّا الحلُّ الجذري الصحيح لجميع مشكلات المسلمين فإنّه بأيديهم، وهو العمل الجادّ مع العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإعادة دولة الخلافة، وتنصيب خليفة يوحد دولهم، ويطبق شرع الله عليهم، فيحملون معه رسالة الإسلام بالجهاد إلى الناس كافّة، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، وبذلك يعيشون حياة عزٍّ وكرامة في الدنيا، وينالون رضوان الله وثوابه في الآخرة.
قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى اللّهُ عملَكُم ورسولُه والمؤمنون، وستُرَدُّونَ إلى عالِمِ الغيبِ والشهادةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بما كنتم تعملون
ـ[أبومعاذ المصري]ــــــــ[16 - Aug-2009, صباحاً 10:26]ـ
وهذا بحث مفيد جدا لشيخنا ممدوح جابر _حفظه الله وأطال عمره_
1 - إشكالية اختلاف البلدان في رؤيا الهلال ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6618)
2- أحكام رؤية الهلال ومسائل في الصيام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=80151)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[17 - Aug-2009, صباحاً 07:35]ـ
الإشكال في ماذا؟ هل هذا الذي قاله ابن عباس: (هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.) هل مرفوع أو يُعْتَبَرُ من اجتهاده هو؟
قال الشوكاني - رحمه الله تعالى -: (وَاعْلَمْ أَنَّ الْحُجَّةَ إِنَّمَا هِيَ فِي الْمَرْفُوعِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا فِي اجْتِهَادِهِ الَّذِي فَهِمَ عَنْهُ النَّاسُ، وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. هُوَ قَوْلُهُ: فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ.) هذا الذي أشارَ إليه (فلا نزال نصوم، حتى نكمل ثلاثين أو نراه). وهل هذا فَهْمٌ أو يكون نَصًا مرفوعًا للنبي عليه الصلاة والسلام؟ لا شك أنه الأول، أنه فَهْمٌ من ابن عباس (وَالْأَمْرُ الْكَائِنُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) الذي أشارَ إليه ابن عباس: أمرنا. ماذا عَنَى؟ عَنَى (مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَغَيْرُهُمَا بِلَفْظِ ((لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ)) وَهَذَا لَا يَخْتَصُّ بِأَهْلِ نَاحِيَةٍ عَلَى جِهَةِ الِانْفِرَادِ) حينئذٍ نقول: قبل ذلك ابن عباس أشارَ إلى نَصٍّ عام ((لا تصوموا حتى تروه، ولا تُفطروا حتى تروه)) هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. حينئذٍ إذا اختلفت المَطَالِع لكل أهل بلدٍ رُؤْيَتُهُمْ الخاصة لفظٌ أو فَهْمٌ؟ فَهْمٌ من ابن عباس رضي الله تعالى عنه، حينئذٍ نقول: ((صُوْمُوا لِرُؤْيَتِهِ)) هذا لفظٌ عام، حينئذٍ التَّخصيص والاستدلال به على بعض البُلدان دُوْنَ بعض إذا اختلفت المَطَالِع تَحتاج إلى مُخَصِّص، وفَهْمُ ابن عباس الذي فَهِمَ منه بعض أهل العلم أنه رَفْعٌ للنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من اجتهاده.
يَقُوْلُ الشَّوْكَانِي - رحمه الله تعالى -: (فَالِاسْتِدْلَالُ بِهِ) يعني بهذا النص ((صُوْمُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا ... )) (عَلَى لُزُومِ رُؤْيَةِ أَهْلِ بَلَدٍ لِغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِلَادِ أَظْهَرُ مِنَ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى عَدَمِ اللُّزُومِ لِأَنَّهُ إِذَا رَآهُ أَهْلُ بَلَدٍ فَقَدْ رَآهُ الْمُسْلِمُونَ فَيَلْزَمُ غَيْرَهُمْ مَا لَزِمَهُمُ) وهذا هو الأصل.
قال ابن بازٍ - رحمه الله تعالى -: (والذي يَظهرُ لي أن اختلافها لا يُؤثر وأن الواجبَ هو العمل برؤية الهلال صومًا وإفطاراً وتضحيةً متى ثَبتت رؤيته ثُبوتًا شرعيًا في أي بلدٍ ما) وقال في مَوْضِعٍ آخر: (الصواب اعتمادُ الرؤيةِ وعَدَمُ اعتبار اختلاف المَطَالِع في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باعتماد الرؤية ولم يُفَصِّل) قال: ((صُوموا)) وهذا خِطَابٌ عام ولم يَرِد الإستثناء، ولم يَرِد التفصيل فَدَلَّ على أن النَّصَّ عام، وهذا هو أَوْلَى، وهو المُنَاسِب لأن يكون المسلمين على وِحْدَةٍ واحدة.
ولذلك يَرِدُ على القَول باختلاف المطالع إذا اختلفوا في دُخُول شهر شوال ماذا يصنعون؟ متى يَقِفُون؟ يَرِدُ إشكالٌ كبير، وهذا حَاصِلٌ إلى هذا العصر، فحينئذٍ إذا رُؤِيَ هلال شهر ذي الحجة ليلة الجمعة في الحجاز هنا، ورُؤِي في مصر مثلًا ليلة السبت، المصريون متى يقفون؟ ونحن متى نقف؟ إذا قيل باختلاف المطالع في تَرَتُّب الأحكام الشرعية في مثل هذه النوازل: الصيام، والإفطار، والنَّحر. يَتَرَتَّب عليه إشكالٌ لا حَلَّ له، لأنه كيف يُقال بأن المصري يعتقد أن هذا اليوم هو يوم العاشر ويقف عرفة مع الحجازيين لأنهم يَرَوْن أنه يوم عرفة! هذا مَحَلُّ إشكالٍ لا جواب عليه.(/)
لمحة عن حياة الإمام ابن تيمية
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 10:27]ـ
لمحة عن حياة الإمام ابن تيمية
(661 - 728)
هو شيخ الإسلام ابن تيمية الإمام المحدث الحافظ الناقد والمفسر الغواص في معاني القرآن والمؤرخ المطلع على أحداث التاريخ المبرز في العلوم النقلية والعقلية على كبار المتخصصين فيها والآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الزاهد العابد المجاهد المظفر في ميادين القتال وفي ميادين الدفاع عن حياض الإسلام بالحجة والبرهان.
سيف الله المسلول على الفلاسفة والملحدين وعلى الغلاة المبتدعين، جندت كثير من الأقلام لترجمته وإبراز شخصيته الفذة وسطرت في هذا الشأن عشرات من المجلدات (1) وفي ذلك ما يغني القارئ عن أن أترجم له في هذه المقدمة، غير أني أرى أن أتحف القارئ بشذرات مما زكاه به كبار علماء عصره تتناول بعض الجوانب من حياته وأن أعطيه فكرة مجملة عن كثرة مصنفاته الدالة على تبحره في العلوم وامتلاك نواصيها.
1 - قال الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبدالهادي (ت744): "هو الشيخ الإمام الرباني إمام الأئمة، ومفتي الأمة، وبحر العلوم، سيد الحفاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر وقريع الدهر، شيخ الإسلام، وعلامة الزمان ترجمان القرآن، علم الزهاد، أوحد العباد وقامع المبتدعين وآخر المجتهدين، تقي الدين أبوالعباس، أحمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي المحاسن، عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة، شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات، عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني، نزيل دمشق، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها" (2).
2 - وقال الإمام الحافظ الفقيه الأديب ابن سيد الناس فتح الدين أبوالفتح محمد بن محمد اليعمري المصري الشافعي: وهو يتحدث عن المزي: "وهو الذي حداني على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، فألفيته ممن أدرك من العلوم حظاً، وكاد أن يستوعب السنن والآثار حفظاً. إن تكلم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه، فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته. برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه (3).
3 - وقال الإمام الحافظ الناقد أبوالحجاج يوسف المزي (ت742):
ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه".
4 - وقال العلامة كمال الدين ابن الزملكاني:
"كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف، إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا قد عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين .. واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها" (4).
وقال الإمام الحافظ أبوعبد الله شمس الدين الذهبي (ت 748) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
"كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأساً في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف، بحراً في النقليات، هو في زمانه فريد عصره علماً وزهداً وشجاعة وسخاء وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وكثرة التصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم الأصول وجميع علوم الإسلام: أصولها وفروعها، ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه، وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأُبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سيناء يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم وهتك أستارهم وكشف عوراهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة، وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي، فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدتين وهو بشر من البشر له ذنوب
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله يغفر له ويسكنه أعلى الجنة فإنه كان رباني الأمة فريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين، وكان رأسا في العلم يبالغ في إطراء قيامه في الحق، والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد، ولا لحظتها من فقيه.
وقال في مكان آخر: قلت: وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح وبالسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" لكن الإحاطة لله غير أن يغترف من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي.
وأما التفسير فمسلم إليه، وله في استحضار الآيات من القرآن - وقت إقامة الدليل بها على المسألة - قوة عجيبة، وإذا رآه المقرئ تحير فيه، ولفرط إمامته في التفسير وعظم إطلاعه يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين ويوهي أقوالاً عديدة وينصر قولاً واحدًا موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث.
ويكتب في اليوم والليلة من التفسير أو من الفقه أو من الأصلين أو من الرد على الفلاسفة والأوائل نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما أبعد أن تصانيفه الآن تبلغ خمسمائة مجلدة، وله في غير مسألة مصنف مفرد في مجلد (5).
///شيوخه:
بلغ عدد شيوخه أكثر من مائتي شيخ، من أبرزهم:
1 - والده عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية (ت 682)،
2 - المحدث أبوالعباس أحمد ابن عبد الدائم (ت668)،
3 - ابن أبي اليسر، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن المقدسي الحنبلي (ت689)،
4 - ابن الظاهري الحافظ أبوالعباس الحلبي الحنفي (ت690).
///تلاميذه:
أَمَّا تلاميذه فلا يحصون كثرة، فمن تلاميذه البارزين والمبرزين:
1 - شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي ابن قيم الجوزية المتوفى سنة (751).
2 - والحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي
(ت 744).
3 - والحافظ أبوالحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى (742).
4 - والحافظ المؤرخ أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي (ت748).
5 - وأبوالفتح ابن سيد الناس محمد بن محمد اليعمري المصري (ت734).
6 - والحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي (ت739).
///مؤلفاته:
إن مؤلفات هذا الإمام كثيرة جداً بحيث عجز تلاميذه ومحبوه عن إحصائها، قال تلميذه النجيب شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أبي بكر المشهور
بابن القيم - رحمه الله -:
"أما بعد: فإن جماعة من محبي السنة والعلم سألني أن أذكر له ما ألفه الشيخ الإمام العلامة الحافظ أوحد زمانه، تقي الدين أبوالعباس أحمد ابن تيمية - رضي الله عنه - فذكرت لهم أني عجزت عن حصرها وتعدادها لوجوه أبديتها لبعضهم وسأذكرها إن شاء الله فيما بعد ... ".
ثم قال:
1 - "فمما رأيته في التفسير" فذكر اثنين وتسعين مؤلفا مابين
رسالة وقاعدة (6).
2 - قال: "ومما صنفه في الأصول مبتدئًا أو مجيباً لمعترض أو سائل" فذكر عشرين مؤلفاً ما بين كتاب ورسالة وقاعدة (7).
3 - ثم قال: "قواعد وفتاوى" فذكر خمسة وأربعين ومائة مابين كتاب وقاعدة ورسالة (8).
4 - "الكتب الفقهية" وسرد خمسة وخمسين مؤلفاً مابين كتاب ورسالة وقاعدة (9).
5 - "وصايا وإجازات ورسائل تتضمن علوماً" بلغت اثنتين وعشرين (10).
وذكر الحافظ ابن عبد الهادي كثيرًا من مؤلفات شيخ الإسلام مع ذكر نماذج لبعض المؤلفات والتنويه بمكانتها في كتابه العقود الدرية (11) من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية.
هذه لمحة خاطفة عن حياة هذا الإمام العظيم - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته.
____________________
([1]) كثرت الكتابة عن شيخ الإسلام - رحمه الله - فبلغ عدد المعروف من المؤلفات المستقلة في سيرته وأعماله ثمانية وستين مؤلفاً.
وترجم له عدد كبير من المؤرخين القدامى والمحدثين المعروف منهم أربعة وستون.
وهناك دراسات لعدد من المستشرقين تناولت تراث شيخ الإسلام ومنهجه وأفكاره.
انظر في هذا مقدمة الرسالة الموسومة بـ (شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه) (1/ 179 - 195) لأخي وأحد تلاميذي النجباء عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي قدمها لنيل درجة الدكتوراه من شعبة السنة بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
([2]) العقود الدرية (ص 2).
([3]) العقود الدرية (ص10) والرد الوافر ص (26) والشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية (ص 26) والدرر الكامنة (1/ 166 - 167).
([4]) العقود الدرية (ص 7 - 8) وسجل ابن عبد الهادي لكمال الدين شهادات أخر قد تفوق هذه الشهادة مع أنه كان من مخالفيه والمتعصبين عليه.
([5]) العقود الدرية (ص 23 - 25) وقد ذكر بعض مؤلفاته وله ثناء عاطر على ابن تيمية في عدد من مؤلفاته ونقل العلماء عنه.
انظر: الشهادة الزكية (ص 38 - 44) والرد الوافر (ص 31 - 36).
([6]) أسماء مؤلفات ابن تيمية (ص 9 - 18).
([7]) أسماء مؤلفات ابن تيمية (ص 19).
([8]) أسماء مؤلفات ابن تيمية (ص 20 - 26).
([9]) أسماء مؤلفات ابن تيمية (27 - 29).
([10]) أسماء مؤلفات ابن تيمية (29 - 30).
([11]) العقود الدرية (ص 26 - 67).
====
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=2&id=619&bid=41&gid=0(/)
حكم الإصرار على الصغيرة
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 06:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في مسألة الإصرار على الصغيرة هل يجعلها كبيرة أم لا؟ على قولين:
القول الأول: قول جمهور العلماء رحمهم الله أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة.
والقول الثاني: قول بعض أهل العلم ورجحه الشوكاني أن الإصرار على الصغيرة صغيرة ولا يجعلها كبيرة.
واستدل أصحاب القول الأول بحديث (لا صغيرة مع الإصرار) وهذا الحديث روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عدة طرق عن عدد من الصحابة منهم ابن عباس وأنس وعائشة وغيرهم ولكن جميع هذه الطرق ضعيفة ضعفها ابن رجب رحمه الله في شرح الأربعين والألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة.
وروي هذا الحديث موقوفاً عن ابن عباس وموقوفاً عن أنس.
أما قول ابن عباس فقد أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما واللاكائي في شرح أصول الاعتقاد وغيرهم من طريق شبل بن عباد المكي عن قيس بن سعد عن سعيد بن جبير أن رجلا قال لابن عباس كم الكبائر أسبع هي؟ قال إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع غير أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار) وهذا الإسناد صحيح إلى ابن عباس صححه ابن مفلح في الآداب الشرعية ومشهور حسن سلمان في تحقيقه للإعتصام.
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه من قوله قال العراقي في تخريج الإحياء: (وروى أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس عن أنس قوله: لا صغيرة مع الإصرار، وإسناده جيد) انتهى ولم أقف في الحقيقة على إسناد أثر أنس.
ولم يعلم لهما مخالف من الصحابة.
واستدل أصحاب القول الثاني بأن هذا لا دليل عليه.
وقد عرضت هذه المسألة على بعض أهل العلم في هذا المجلس المبارك فاستفدت منهم كثيراً واقترح أحد الأفاضل أن أكتب المسألة في المجلس الشرعي ليعلق عليها المشايخ وطلاب العلم بما يفتح الله عليهم.
فما هو الصواب في هذه المسألة؟
وما هو ضابط الإصرار؟
وهل أثر ابن عباس وأنس له حكم الرفع؟ وجزاكم الله خيرا، ولا أحد يبخل علينا بما عنده لعل هذا الموضوع يكون مرجعاً شاملاً لهذه المسألة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيك أخي أباعمر ..
أنقل لك رأي الحافظ ابن رجب - رحمه الله - قاله في تعليقه على حديث: " أتبع الحسنة السيئة تمحها ":
(المسألة الثانية:أن الصغائر هل تجب التوبة منها كالكبائر أم لا لأنها تقع مكفرة باجتناب الكبائر لقوله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما "؟ هذا مما اختلف الناس فيه فمنهم من أوجب التوبة منها وهو قول أصحابنا وغيرهم من الفقهاء والمتكلمين وغيرهم وقد أمر الله بالتوبة عقيب ذكر الصغائر والكبائر فقال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن " إلى قوله " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "، وأمر بالتوبة من الصغائر بخصوصها في قوله " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ".
ومن الناس من لم يوجب التوبة منها وحكي عن طائفة من المعتزلة. ومن المتأخرين من قال يجب أحد الأمرين إما التوبة منها أو الإتيان ببعض المكفرات للذنوب من الحسنات وحكى ابن عطية في تفسيره في تكفير الصغائر بامتثال الفرائض واجتناب الكبائر قولين: أحدهما وحكاه عن جماعة من الفقهاء وأهل الحديث أنه يقطع بتكفيرها بذلك قطعا لظاهر الآية والحديث. والثاني وحكاه عن الأصوليين أنه لا يقطع بذلك بل يحمل على غلبة الظن وقوة الرجاء وهو في مشيئته الله عز وجل إذ لو قطع بتكفيرها لكانت الصغائر في حكم المباح الذي لا تبعة فيه وذلك نقض لعري الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: قد يقال لا يقطع بتكفيرها بها لأن أحاديث التكفير المطلقة بالأعمال جادت مقيدة بتحسين العمل كما ورد ذلك في الوضوء والصلاة وحينئذ يتحقق حسن العمل الذي يوجب التكفير وعلى هذا الاختلاف الذي ذكره ابن عطية ينبني الاختلاف في وجوب التوبة من الصغائر، وقد خرج ابن جرير من رواية الحسن أن قوما أتوا عمر فقالوا: نرى أشياء من كتاب الله لا يعمل بها؟ فقال لرجل منهم: أقرأت القرآن كله؟ قال: نعم. قال: فهل أحصيته في نفسك؟ قال: اللهم لا. قال: فهل أحصيته في بصرك فهل أحصيته في لفظك هل أحصيته في أثرك ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم؟ ثم قال: ثكلت عمر أمه أتكلفونه أن يقيم على الناس كتاب الله قد علم ربنا أنه سيكون لنا سيئات. قال وتلا " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما "، وبإسناده عن أنس بن مالك أنه قال: لم أر مثل الذي بلغنا عن ربنا تعالى لم نخرج له عن كل أهل ومال ثم سكت ثم قال والله لما خلقنا ربنا أهون من ذلك لقد تجاوز لنا عما دون الكبائر فمالنا ولها ثم تلا " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما "، وخرجه البزار في مسنده مرفوعا والموقوف أصح وقد وصف الله المحسنين باجتناب الكبائر قال تعالى " ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة " وفي تفسير اللمم قولان للسلف أحدهما أنه مقدمات الفواحش كاللمس والقبلة وعن ابن عباس هو ما دون الحد من وعيد الآخرة بالنار وحد الدنيا والثاني أنه الإلمام بشيء من الفواحش والكبائر مرة واحدة ثم يتوب منه وروي عن ابن عباس وأبي هريرة وروي عنه مرفوعا بالشك في رفعه قال اللمة من الزنا ثم يتوب فلا يعود واللمة من شرب الخمر ثم يتوب فلا يعود واللمة من السرقة ثم يتوب فلا يعود ومن فسر الآية بهذا قال لا بد أن يتوب منه بخلاف من فسره بالمقدمات فإنه لم يشترط توبة.والظاهر أن القولين صحيحان وأن كليهما مراد من الآية وحينئذ فالمحسن هو من لا يأتي بكبيرة إلا نادرا ثم يتوب منها ومن إذا أتى بصغيرة كانت مغمورة في حسناته المكفرة بها ولا بد أن لا يكون مصرا عليها كما قال تعالى " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون". وروي عن ابن عباس أنه قال: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار. وروي مرفوعا من وجوه ضعيفة.وإذا صارت الصغائر كبائر بالمداومة عليها فلابد للمحسنين من اجتناب المداومة على الصغائر حتى يكونوا مجتنبين لكبائر الإثم والفواحش.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيك شيخنا سليمان على إضافتك النفيسة.
ولكن لا أدري هل مقولة (لا صغيرة مع الإصرار) مما لا يقال بالرأي فيكون لها حكم الرفع؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 09:37]ـ
من الواضح يا أخي الكريم أن مقولة (لا صغيرة مع إصرار) مما لا يقال بالرأي، ولكي يتضح لك ذلك تصور أن هذا الأثر عن ابن عباس لم يصلنا، فهل ترى أن العقل يمكن أن يتوصل إلى أنه لا صغيرة مع إصرار؟!
ثم إننا حتى لو افترضنا أنها مما يقال بالرأي، فهو قول صحابي اشتهر ولم يعرف له مخالف من الصحابة، ولو كان قوله خطأ لخالفوه، لا سيما وهو قول جمهور أهل العلم ممن بعده، وهذا يفيد أن استقراء نصوص الشريعة يدل على ذلك.
أظنني وقفت على نحو هذا القول عن عمر بن الخطاب أيضا، فليراجع.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك على إضافتك.
وبالنسبة لقول عمر رضي الله عنه فقد قال النووي في شرح مسلم: (وروي عن عمر وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. معناه أن الكبيرة تمحى بالاستغفار والصغيرة تصير كبيرة بالإصرار) انتهى
وفي الحقيقة لا أدري عن صحة قول عمر ومن وقف عليه فليفدنا به مشكورا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 12:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جزى الله الشيوخ الفضلاء سليمان الخراشي وأبا مالك العوضي كل خير.
أخي الكريم أبو عمر القصيمي وفقني الله وإياك لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ذكرته أخي الكريم من كون الصغيرة تكون كبيرة بالإصرار هو ما ذهب إليه الجمهور وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله بل ذهبا إلى أنه ربما تعظم الصغيرة بالإصرار فتكون اعظم من الكبيرة التي فعلت مرة واحدة.
مجموع الفتاوى (15/ 293) إغاثة الهفان (2/ 151) مدارج السالكين (1/ 224)
ودليل ما ذهب إليه الجمهور ما يلي:
1 - ما ثبت بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله: " لا كبيرة مع اسغفار ولا صغيرة مع إصرار " اخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهم.
وهو كما ذكر الشيخ الفاضل أبو مالك إما أن يقال له حكم الرفع أو قول صحابي انتشر ولا مخالف له.
2 - يشهد له ما رواه أحمد في مسنده (5/ 331) والطبراني في الكبير (6/ 165) والأوسط (7/ 219) عن سهل بن سعد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله (ص): " إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى انضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه " وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح (11/ 329) وروى أحمد (1/ 402) والطبراني في الكبير (10/ 212) نحوه عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
3 - أن النصوص دلت على التفريق بين المعاصي بحسب ما يقترن بها من زمان او مكان أو حال أو وصف ومن ذلك:
- حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر " رواه مسلم
ففرق بين زنا الشيخ وزنا الشاب وبين كذب الملك وكذب الرعية وبين تكبر الغني وتكبر الفقير والسبب في هذا وجود الداعي للمعصية وانعدامه.
- عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " رواه البخاري.
- وفرق النبي (ص) بين من جر ثوبه خيلاء ومن أسبل بغير خيلاء.
- وفرق بين الزنا بحليلة الجار والزنا بغيرها فعن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سألت النبي (ص) أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قلت: إن ذلك لعظيم قلت: ثم أي؟ قال: " وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك " قلت: ثم أي؟ قال: " أن تزاني حليلة جارك " متفق عليه وروى أحمد في مسنده (6/ 8) والطبراني في الكبير (20/ 256) من حديث المقداد بن الأسود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص) أنه قال: " لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره قال فقال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره "
4 - قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} ففرق بين العاصي المصر وغير المصر.
5 - أنه من المعروف عادة أن من كرر عصيان الرؤساء والأسياد وعزم على عدم الرجوع عنه وأظهر عدم المبالاة أنه أعظم بكثير ممن فعل ذلك بدون إصرار ولذلك فهم يوقعون به عقوبة أشد من عقوبة من فعل ذلك مرة.
ولكن ما هو ضابط الإصرار عند أهل العلم؟
تكلم عن هذه المسألة كثير من المحدثين والأصوليين في اشتراط العدالة في الرواية، والفقهاء في اشتراط العدالة في الشهادة في باب الشهادات وإلحاق الصغيرة بالكبيرة وممن تكلم في ذلك بشيء من التحرير القرافي في كتابه الفروق (4/ 67) الفرق التاسع والعشرون والمائتان وكذا الزركشي في البحر المحيط (4/ 277) وقد اختلفت آراء العلماء في بيان ضابط الإصرار:
1 - فمنهم من ضبطه بالعدد والتكرار وكثرة فعلها ثم اختلفوا فمنهم من جعل ذلك في معصية واحدة ومنهم من قال كرر ذلك في نوع واحد أو عدة أنواع.
2 - ومنهم من جعل الضابط هو فعل المعصية مع العزم على الفعل وعدم الرجوع ولذلك يقال فلان مصر على كذا أي عازم ومصمم بقلبه عليه وهذا الذي يدل عليه عرف الاستعمال وهو ما رجحه القرافي.
3 - ومنهم من قال يكرر الفعل مع إظهار عدم المبالاة والشعور بالذنب.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 01:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
بخصوص هذا الموضوع هناك عدة أمور وتساؤلات ترد في الذهن , أود أن أطرحها بين أيديكم:
هل الإصرار على الصغيرة ذنب منفصل عن الصغيرة ذاتها؟؟
لأننا إن قلنا إن الإصرار على الصغيرة ذنب جديد ومستقل , فلازم هذا القول ألا يقال إن الصغيرة تصبح كبيرة بالإصرار , بل يقال إن الصغيرة تبقى صغيرة ولكن الإصرار عليها هو الذنب الكبير.
وهنا يرد إشكال آخر وهو:
هل الصغائر تُغتفر بالطاعات أم لا؟؟
إن قلنا إن الصغائر تُغتفر بالطاعات , فلازم هذا القول ألا تبقى صغيرة إلا وقد غُفرت وبالتالي فكيف تصبح الصغيرة كبيرة وهي قد غُفرت أصلاً؟؟!
وأي صغيرة تلك التي ستصبح كبيرة؟؟! هل هي الصغيرة الثانية أم العاشرة أم ماذا؟؟!!
وهل يستقيم أن نعتبر الصغيرة الأولى صغيرة بينما الصغيرة العاشرة - مثلاً - كبيرة؟؟!
إن هذه الأمور تعيدنا إلى القول بأن الإصرار على الذنب (صغيراً كان أو كبيراً) هو بحد ذاته ذنب منفصل عن الذنب الأصلي المصَرّ عليه.
والله أعلم.
,, أبو فهد ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 04:31]ـ
شيخنا الفاضل أبا حازم:
جزاك الله خيراً على مشاركتك النافعة أسأل الله أن ينفع بك ويجزيك عنا خيرا.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 03:22]ـ
للرفع بانتظار رأي الأخوة المشايخ وطلبة العلم فيما قلتُ , ولكم الشكر.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 07:28]ـ
بارك الله فيك يا أبا فهد على مشاركتك.
وبالنسبة لاستشكالك بما يتعلق بأن الصغائر تغفر، نعم هي تغفر بالأعمال الصالحة كما نص الحديث ولكن الصغيرة المصر عليها لا تدخل بهذا؛ لأنها تكون بسبب الإصرار في حكم الكبيرة.
ومن يفعل الصغيرة ويداوم عليها وهو عازم على تكرارها فهذا مصر عليها.
وإذا قلنا بأن الصغائر تكفّر مطلقاً بالأعمال، فعندئذ يلزمنا القول بأنه لا يوجد شيء اسمه (إصرار) بالصغائر وهذا لا يقوله أحد، لأننا لو قلنا بأن الصغيرة تكفّر مطلقاً بالأعمال وهذا الشخص المرتكب للصغيرة يصلي مثلاً وهو مداوم على هذه الصغيرة فصلاته على هذا القول تكفّر هذه الصغيرة المداوم عليها فكيف يتأتى الإصرار؟ فلا بد لقائل هذا القول أن يقول بأن الإصرار لا يدخل بالصغائر لأنها تكفّر فإذا كفرت الصغائر فهي ستمحى فلا وجود لشيء اسمه (إصرار) وأعتقد أنه لا أحد يقول بهذا، فيتضح بعد ذلك أن الصغيرة تكفّر بالأعمال الصالحة، ولكن إذا كان مرتكب الصغيرة مداوماً عليها وعازماً على المداومة والإصرار وعدم التوبة فهو مستهيناً بمعصية الله، فعندئذ لا تبقى هذه الصغيرة المصر عليها ضمن الصغائر بل تكون في حكم الكبيرة كما دل عليه ما تقدم، والكبيرة أيضاً درجات نسأل الله أن يعفو عنا وأن يرزقنا طاعته.
هذا ما عندي بهذه المسألة، ولعل المشايخ الفضلاء يشاركون في توضيح استشكالك، وينبهونني إن كنتُ مخطئاً والله أعلم.
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 10:39]ـ
الأخ أبا عمر وفقه الله لا يخفى عليك أن تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة مذهب معتبر عند بعض العلماء المحققين فما بالك بالصغائر
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 12:27]ـ
من أبي الفهد العرفي إلى الأخ الفاضل أبي الفهد، بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وسدد فهمك وأصلح فؤادك ..
لا ينبغي أن نترك الأمر هكذا بعد عرضه حتى لا يتأذى منه ضعفاء القلوب فنعم أنا أقول بقولك وبأن الإصرار على الصغيرة ليس بكبيرة ولكن، لابد وأن نبين أن الذنوب قبيحة والطاعة نور والصغائر بريد الكبائر كما أن الكبائر بريد الكفر والعياذ بالله وكذا لابد أن ننوه للقارئ بأن الحياة بعيدا عن الصغائر لا توازيها الحياة بجوارها من حيث الروحانيات والاطمئنان القلبي والأمل والرجاء والطمع فيما عند الله سبحانه من عفو ومغفرة .. لذا فكما نقر مطمئنين بأن الإصرار على الصغيرة لا يعني الاستهانة كما يظن بعض الأفاضل وإنما يقال بتعظيمه من ابن عباس رضي الله عنه ذاك المعلم الفقيه ابن عم سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام كي يبغض الناس من الصغائر وينفرهم منها ويردعهم عنها لا لتنصب الموازين بأن هذا واقع في كبيرة وهذا كافر، فالرسول صلى الله عليه وسلم بين أن العبد قد يقيم على الصغيرة وتتكرر منه ولم يقل بأنها تصير كبيرة ومع هذا فقد حذر من محقرات الذنوب كي يخشى من كانت ديدنه على نفسه، ولازم القول بأن الإصرار على الصغيرة كبيرة هكذا تحقيقا أن نقول بأن الإصرار على الكبيرة كفر، وهذا هو قول الخوارج أعاذنا الله والقراء من الوقوع في هذا، وكل يؤخذ منه ويرد فتنبهوا وأنا ممن يؤخذ من قوله ويرد كما أن قول الجمهور يؤخذ منه ويرد. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 05:40]ـ
الأخ أبا عمر وفقه الله لا يخفى عليك أن تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة مذهب معتبر عند بعض العلماء المحققين فما بالك بالصغائر
بارك الله فيك يا أبا ربيع، ولكن لم أتطرق لهذه المسألة فقد كان حديثنا عن الإصرار على الصغيرة هل يجعلها كبيرة أم لا؟
والكلام عن التكفير جاء تبعاً للمسألة وشكراً لك، وأشكر جميع من أتحفنا بمشاركته وننتظر زيادة توضيح وبيان لهذه المسألة ممن عنده فائدة.
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 12:21]ـ
وقد اختلفت آراء العلماء في بيان ضابط الإصرار:
1 - فمنهم من ضبطه بالعدد والتكرار وكثرة فعلها ثم اختلفوا فمنهم من جعل ذلك في معصية واحدة ومنهم من قال كرر ذلك في نوع واحد أو عدة أنواع.
2 - ومنهم من جعل الضابط هو فعل المعصية مع العزم على الفعل وعدم الرجوع ولذلك يقال فلان مصر على كذا أي عازم ومصمم بقلبه عليه وهذا الذي يدل عليه عرف الاستعمال وهو ما رجحه القرافي.
3 - ومنهم من قال يكرر الفعل مع إظهار عدم المبالاة والشعور بالذنب.
1 - العدد والتكرار وكثرة فعلها كلها أمور نسبية تحتاج الى ضابط فلو قلنا عدد فكم العدد الذي به يكون الفاعل مصرا ولو قلنا التكرار فكم مرة تكرر المعصية لكي يكون فاعلها مصرا ومثله أيضا بالكثرة فكم مرة تفعل المعصية حتى نطلق عليها كثيرة؟
2 - يعني مثلا لو أن رجلا زنى مره واحده في السنه لكنه عقد العزم على الرجوع بعد خمس سنوات هل هو مصر أقصد أن مجرد عقد العزم بحد ذاته اصرار؟
3 - التكرار بحد ذاته يحتاج الى ضابط فكم مرة تكرر المعصية ليكون فاعلها مصر عليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهد]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 05:07]ـ
بارك الله فيك يا أبا فهد على مشاركتك.
وبالنسبة لاستشكالك بما يتعلق بأن الصغائر تغفر، نعم هي تغفر بالأعمال الصالحة كما نص الحديث ولكن الصغيرة المصر عليها لا تدخل بهذا؛ لأنها تكون بسبب الإصرار في حكم الكبيرة.
ومن يفعل الصغيرة ويداوم عليها وهو عازم على تكرارها فهذا مصر عليها.
بارك الله فيك ونفع بك يا أبا عمر
أيضاً يرد على ما تقول هنا نفس الإشكالات التي ذكرتُها في مشاركتي السابقة.
وعلى كلامك , هل تغتفر الصغيرة الأولى (أي قبل الإصرار)؟؟!
طيب وماذا عن الصغيرة الثانية .. هل تغتفر بحكم أنها قبل الإصرار أم لا؟؟!!
وماذا عن الصغيرة العاشرة .. هل تغتفر بحكم أنها قبل الإصرار أم ستعتبرها كبيرة بعد الإصرار؟؟!
إذن:
يلزم من هذا إما أن نفرق بين الصغيرة الأولى والعاشرة - مثلاً - ونعتبر الصغيرة الأولى صغيرة مغتفرة بينما الصغيرة العاشرة كبيرة بسبب الإصرار , أو أن نعتبر الصغيرة الأولى (أي قبل الإصرار) بحد ذاتها كبيرة كالصغيرة العاشرة!!
وهذا لا يستقيم لا شرعاً ولا عقلاً ولا أعلم أحداً قال بذلك.
ثم إنه يرد هنا سؤال مهم:
هل الإصرار على الصغيرة ذنب منفصل عن الصغيرة ذاتها , أم هو داخل فيها؟؟!!
وإذا قلنا بأن الصغائر تكفّر مطلقاً بالأعمال، فعندئذ يلزمنا القول بأنه لا يوجد شيء اسمه (إصرار) بالصغائر وهذا لا يقوله أحد، لأننا لو قلنا بأن الصغيرة تكفّر مطلقاً بالأعمال وهذا الشخص المرتكب للصغيرة يصلي مثلاً وهو مداوم على هذه الصغيرة فصلاته على هذا القول تكفّر هذه الصغيرة المداوم عليها فكيف يتأتى الإصرار؟ فلا بد لقائل هذا القول أن يقول بأن الإصرار لا يدخل بالصغائر لأنها تكفّر فإذا كفرت الصغائر فهي ستمحى فلا وجود لشيء اسمه (إصرار) وأعتقد أنه لا أحد يقول بهذا، فيتضح بعد ذلك أن الصغيرة تكفّر بالأعمال الصالحة، ولكن إذا كان مرتكب الصغيرة مداوماً عليها وعازماً على المداومة والإصرار وعدم التوبة فهو مستهيناً بمعصية الله، فعندئذ لا تبقى هذه الصغيرة المصر عليها ضمن الصغائر بل تكون في حكم الكبيرة كما دل عليه ما تقدم، والكبيرة أيضاً درجات نسأل الله أن يعفو عنا وأن يرزقنا طاعته.
هذا ما عندي بهذه المسألة، ولعل المشايخ الفضلاء يشاركون في توضيح استشكالك، وينبهونني إن كنتُ مخطئاً والله أعلم.
عفواً أخي العزيز:
أود أن أنبه على أن الإصرار على الذنب , هو ذنب مستقل أي أن ذنب الصغيرة منفصل عن ذنب الإصرار عليها , وإذا علمنا ذلك لا يكون هناك تعارض بين مغفرة الصغائر (وإن تكررت) والإصرار على فعلها , فتأمل.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 09:33]ـ
بارك الله فيكم
أولاً: لا يخفى أن العمل قد يحتف به أمور تغير حكمه الدنيوي والأخروي سواء في الأعمال الحسنة أو الأعمال السيئة كالزمان والمكان وحال الشخص ونحو ذلك وهذا له أدلة كثيرة وهو أمر متقرر شرعاً تكلم عنه أهل العلم وسبق الإشارة إلى شيء من ذلك في زنا الشيخ وكذب الملك وتكبر الفقير ومنه التفريق بين المحصن وغير المحصن في الزنا والتفريق بين المجاهر وغير المجاهر في المعصية والتفريق بين الزنا بحليلة الجار والزنا بغيرها.
ثانياً: لا يمكن أن يساوى بين من كرر الصغيرة واصر عليها وداوم عليها وبين شخص يعمل الصغيرة مرة واحدة ويعمل الصالحات فنقول يكفر عنهما وهما سواء،وإلا لقلنا لنفعل ما نشاء من الصغائر ولو لمئات المرات؛ لأنه في النهاية تعمل الصالحات فتكفر عنك وهذا غير صحيح لا عقلا ولا شرعاً.
ومعلوم أن الكثرة لها تأثيرها في الشرع في الطاعات والمعاصي وهناك قاعدة عند أهل العلم " ما كان أكثر فعلا كان أكثر فضلا " ذكرها السيوطي في الأشباه والنظائر وغيره، ويدل عليها نصوص كثيرة قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " وذكر النبي (ص) في أكثر من حديث أن من فعل كذا مائة مرة ...
قال العز بن عبد السلام: " إذا اتحد نوع المصلحة والمفسدة كان التفاوت بالقلة والكثرة .. "
وقال القرافي: كثرة الثواب كثرة الفعل وقلة الثواب قلة الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المداومة أيضا قال النبي (ص): " احب الأعمل إلى الله أدومه وإن قل " رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها فلا شك أن المداومة على الفعل طاعة أو معصية يختلف حكمها عن فعلها مرة واحدة.
وحيث إنه لا يساوى بينهما فما هو الفرق إذاً لا بد ان يكون ما فعله المصر أعظم مما فعله غير المصر وإلا كان التسوية بينهما ليس عدلاً وهذا غير وارد في هذه الشريعة.
وأما ضابط الكثرة عند من جعلها ضابط الإصرار فهو العرف والمرء أعرف بنفسه في ذلك والناس يعرفون من يوصف بالمكثر من المعصية والمقل منها كما يعرفون من يكثر الطاعة ممن يقللها.
ثالثاً: سبق الإشارة إلى أقوال اهل العلم في ضابط الإصرار وأن منهم من ضبطه بالكثرة والتكرار ومنهم من ضبطه بالعزم على الرجوع للفعل ومنهم من ضبطه بعدم المبالاة وعدم الشعور بالذنب وفي هذا استهانة بأوامر الله ونواهيه وهذا بحد ذاته ذنب عظيم.
ولا يقول قائل إن الصغيرة صغيرة والذنب الآخر هو الإصرار لأن الإصرار لا يستقل بنفسه فلا بد له من متعلق يصر عليه، والصغيرة تبقى صغيرة إن لم يصاحبها الإصرار فكونها تحولت إلى كبيرة إنما هو لمجموع الأمرين وهو أمر معهود في الشرع ان يكون الحكم مركبا من علتين أو عملين فعندنا مثلا زنا المحصن والقتل العمد العدوان والجماع في نهار رمضان وغيرها مما يتركب من وصفين أو علتين أو أكثر.
رابعاً: ما ورد من تكفير الصغائر يجاب عنه بما يلي:
1 - إما أن يقال إنه مقيد باجتناب الكبائر كما ورد في بعض الأحاديث والإصرار حولها لكبيرة وذلك بعزمه وإصراره على معاودة الذنب فلا تكفر عندئذٍ.
2 - ما ذكره ابن القيم رحمه الله بقوله: (وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة على أن من الذنوب كبائر وصغائر قال الله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} وقال تعالى: {والذين يجتنبون كبائر الاسم والفواحش إلا اللمم} وفى الصحيح عنه أنه قال: " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "
وهذه الأعمال المكفرة لها ثلاث درجات:
أحدها أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الاخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء للضعيف الذى ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية.
الثانية أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شىء من الكبائر.
الثالثة أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة) الجواب الكافي (ص 87)
وها هنا كلام نفيس لابن القيم يبين الفرق بين المعاصي بحسب ما يقع في القلب:
قال رحمه الله: (فصل وههنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء
والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في أعلى رتبها وهذا أمر مرجعه إلى ما يقوم بالقلب وهو قدر زائد على مجرد الفعل والإنسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره وأيضا فإنه يعفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها وجر بلحية نبي مثله وهو هارون ولطم عين ملك الموت ففقأها وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدلله لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة فى البحر وانظر إلى يونس بن متى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له ما احتمل لموسى وفرق بين من إذا أتى بذنب واحد ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع كما قيل: وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع ... ) مدارج السالكين (1/ 328)
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 11:28]ـ
أود أن أنبه على أن الإصرار على الذنب , هو ذنب مستقل أي أن ذنب الصغيرة منفصل عن ذنب الإصرار عليها , وإذا علمنا ذلك لا يكون هناك تعارض بين مغفرة الصغائر (وإن تكررت) والإصرار على فعلها , فتأمل.
نفع الله بك يا أبا فهد:
لكن حتى لو قلنا بأن الإصرار ذنب مستقل عن الصغيرة وهو الظاهر، فكيف نعرف أن الإصرار وقع؟ يعني هل الإصرار ذنب خفي لا يعرف الشخص هل وقع فيه أم لا؟
فلا بد لنا من ضابط للإصرار على الصغيرة فما هو الضابط عندك لهذا الذنب (الإصرار)؟
فإذا عرفتَ الضابط في الإصرار يزول والله أعلم إشكالك الأول المتعلق بالصغيرة الأولى والعاشرة.
وأيضاً نقطة نبه عليها الشيخ (أبو حازم) كما نقل عن العلامة ابن القيم وهي أن الصغيرة تتحول إلى حكم الكبيرة بسبب ما يحتف بها من الأمور ليس لذاتها، فقد تكون الصغيرة أعظم من الكبيرة كما قال ابن القيم رحمه الله.
وأشكر جميع من شارك في الموضوع ولا زلنا نطمع بالمزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 06:13]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
الحديث عن بلوغ الصغيرة الكبيرة لا يعني البتة موافقة ذلك الشخص الذي يكثر من اقتراف الصغائر بل لا نتطرق إليه لأمر غفل عنه - حسبما أرى - جل الحاضرون لأن من ابتلي بكثرة الصغائر فهو لا محالة واقع في كبيرة من الكبائر وإن لم يكن يدري فهذا إن فتش في حاله (مع والديه، في تعاملاته المادية، في ضبطه للسانه، في ظلمه للآخرين، ..... ) لن يخرج عن كبيرة منها لأنه لا تتوالى الصغائر على شخص معظم لحرمات الله، فمن كان معظما لحرمات الله تعالى فلا يمكن أن يستهين بالصغائر جملة لاستقباحه أن يقابل ربه بها، غير أنه قد تلازمه صغيرة من الصغائر لتذله بين يدي الله ولتردعه عن العجب بنفسه فهذا هو النقاش لأن الإنسان لا ينفك عن صغيرة ..
فلينتبه الأخوة القراء لأن الحكم في هذا الأمر إما أن يوافق ما أنزل الله وإما أن يجانبه فلا تأخذنكم العاطفة فتتشددوا ولا تستهينوا بحرمات الله تعالى جل شأنه وتعاظم سلطانه فتصبحوا من المميعين .. والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 07:29]ـ
أخي الكريم أبو فهد وفقني الله وإياك
أولاً: هذا ليس تشدداً وإنما هو مبني على الأثر وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ومثل لا يقال بالرأي وهو قول جمهور أهل العلم والمحققين منهم.
ثم هذا الأمر يسير فما يضير المرء إذا ابتلي بمعصية أن يتوب ويستغفر فإن ابتلي بها مرة أخرى تاب واستغفر وعزم على عدم الرجوع إليها وهكذا؛ فإنه عند ذلك يغفر له سيئاته، ولا يكون مصراً.
ثانياً: قولك أخي الكريم: (غير أنه قد تلازمه صغيرة من الصغائر لتذله بين يدي الله ولتردعه عن العجب بنفسه فهذا هو النقاش لأن الإنسان لا ينفك عن صغيرة) هذا يحتاج لتوضيح هذا يصح باعتبار النهايات وبعد التوبة لا باعتبار البدايات وقبل التوبة فلا ينبغي أن يلبس الشيطان على المرء فيبرر له الوقوع في المعصية من صغيرة أو كبيرة حتى لا يصاب بالعجب وحتى يظهر الذل والافتقار إلى الله فإن هذا من تلبيس إبليس بل المؤمن يفعل الطاعات ويجتنب المعاصي قدر الإمكان، وإن كانت غايته إظهار الذل وترك العجب فسيكون كثير التوبة والاستغفار ومثل هذا لا يمكن أن يصر على معصية فإن من أقبل على الله وعلم الله صدقه وإخلاصه وذله له أعانه وصرف عنه المعاصي، وهؤلاء الصحابة والصالحون في كل عصر هم من أكثر الناس ذلاً لله وافتقاراً إليه وبعداً عن العجب وهم مع ذلك عباد صوام النهار قوام الليل يرون الصغائر موبقات فيجتنبونها بل هم في درجات الزهد في المباحات والورع في المشتبهات فضلاً عن المعاصي صغيرها وكبيرها.
ثالثاً: من أظهر الذل والافتقار إلى الله بعد المعصية وتاب إليه واستغفر لم يكن مصراً فهو خارج عن موطن النزاع ولا يقال فيه إن صغيرته أصبحت كبيرة؛ لأنه يتوب وينوب إلى الله فمع التوبة والاستغفار وفعل الطاعات لا يمكن أن يقال عنه إنه مصر.
رابعاً: كون الإنسان لا ينفك عن صغيرة صحيح لكن المؤمن لا ينفك أيضاً عن التوبة والاستغفار والندم على فعله وهذا حال الأنبياء والصحابة والصالحين وهذا هو المسك الذي يجمع بين القدر والشرع.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 04:43]ـ
من أبي الفهد العرفي إلى الأخ الفاضل أبي الفهد، بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وسدد فهمك وأصلح فؤادك ..
لا ينبغي أن نترك الأمر هكذا بعد عرضه حتى لا يتأذى منه ضعفاء القلوب فنعم أنا أقول بقولك وبأن الإصرار على الصغيرة ليس بكبيرة ولكن، لابد وأن نبين أن الذنوب قبيحة والطاعة نور والصغائر بريد الكبائر كما أن الكبائر بريد الكفر والعياذ بالله وكذا لابد أن ننوه للقارئ بأن الحياة بعيدا عن الصغائر لا توازيها الحياة بجوارها من حيث الروحانيات والاطمئنان القلبي والأمل والرجاء والطمع فيما عند الله سبحانه من عفو ومغفرة .. لذا فكما نقر مطمئنين بأن الإصرار على الصغيرة لا يعني الاستهانة كما يظن بعض الأفاضل وإنما يقال بتعظيمه من ابن عباس رضي الله عنه ذاك المعلم الفقيه ابن عم سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام كي يبغض الناس من الصغائر وينفرهم منها ويردعهم عنها لا لتنصب الموازين بأن هذا واقع في كبيرة وهذا كافر، فالرسول صلى الله عليه وسلم بين أن العبد قد يقيم على الصغيرة وتتكرر منه ولم يقل بأنها تصير كبيرة ومع هذا فقد حذر من محقرات الذنوب كي يخشى من كانت ديدنه على نفسه، ولازم القول بأن الإصرار على الصغيرة كبيرة هكذا تحقيقا أن نقول بأن الإصرار على الكبيرة كفر، وهذا هو قول الخوارج أعاذنا الله والقراء من الوقوع في هذا، وكل يؤخذ منه ويرد فتنبهوا وأنا ممن يؤخذ من قوله ويرد كما أن قول الجمهور يؤخذ منه ويرد. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
أحسن الله إليك أخي الفاضل / أبو الفهد العرفي
أنا لم أدعُ إلى الاستهانة بالصغائر , ولم أهوّن من مسألة الإصرار على الذنب (صغيراً كان أو كبيراً) .. بل كل كلامي يتمحور حول خطأ المفهوم الذي يقول إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة.
طبعاً الإصرار على الصغيرة , مذموم وفيه جرأة وقلة حياء مع الله سبحانه وتعالى .. ولكن كل ذلك لا يجعل الصغيرة كبيرة بمجرد الإصرار.
فالإصرار مذموم بل هو ذنب بحد ذاته , ولكنه لا يجعل الصغيرة - بحد ذاتها - كبيرة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 06:46]ـ
إلى الإخوة الأفاضل (أبو حازم الكاتب وأبو فهد) عذرا عن غيابي هذه الفترة عنكم وعن باقي أعضاء المنتدى، وأقول لحضراتكم:
أما الأخ أبو حازم فأنا أعرف يا أبا حازم أن الصالحين لا ينفكون عن التوبة أبدا والله، ولا يمكن أن يكون هذا حالهم وإن كنت تريد أن تقصد بأن الإصرار على المعصية الملازم للبعد عن التوبة من هذه المعصية بصفة متلازمة كبيرة فأنا معك أخي الكريم وإنما عنيت بأن هذا الواقع في الإصرار (مصر من جهة تلازم الذنب له وضعف الوازع عنده في تركه) وليس من جهة حاله مع ربه هل يتوب أم لا، ولا أعني مطلقا وأنا أعي ما أقول هذا القائم بالذنب مع لا مبالاته فهذا ورب الكعبة لا يمكن أن يكون إلا واقع في كبيرة من الكبائر دون أن يدري كما نوهت آنفا فتضاف الصغائر إلى الكبائر وهنا الحكم على صغيرته لا قيمة له لأنه واقع في كبائر الذنوب، فما الفائدة من الحديث معه في صغيرته وأنا على يقين بأنه إما مخل خللا فادحا في العقيدة أولا وأخيرا وإما في الفرائض وإما مرتكب لكبيرة من الكبائر وهنا يجب دعوته إلى التوبة وإلى التزام طريق الله سبحانه وتعالى وإلى تصحيح معتقده وأن يبين له كيف يتعامل مع الله أولى من النقاش معه حول صغيرته ..
وأما الأخ أبو فهد فأنا لا أقصد إلا التنويه إلى قبح المعصية صغيرة كانت أم كبيرة. وجزاك الله خيرا ولكن حاول أن تفصل في الأمر أكثر فهو أنفع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 02:34]ـ
لازالت المسألة تحتاج إلى بحث ...
ولي عودة
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 05:06]ـ
يرفع للفائدة القادمة
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 07:08]ـ
مختصرٌ من جواب الشيخ ابن عثيمين في مسألة المصر على شرب الدخان:
فقال رحمه الله: فإنه متى تقرر تحريمه, فإنه ليس من الكبائر, ولكن من الصغائر, وقد نص العلماء على أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة, لما في ذلك من الدلالة على أن صاحبها لم يقم في قلبه من تعظيم الله ما يوجب انكفافه عنها, وحينئذ فالمصر على الصغيرة يحكم بفسقه,
الفتاوى
ومن فقهاء الشافعية الشيخ الشهير بالنجم الغزي الشافعي قال ما نصه من الكبائر تناوله المرة أو المرتين، أي بل الإصرار عليه بكون كبيرة كسائر الصغائر .. (يقصد المسكر)
فتاوى محمد آل ابراهيم {12|79}
وقال في موضعٍ أخر: الإصرار على حلق اللحية من الكبائر، ..
المصدر السابق {25|105ْ}
وهذا كلام نفيس للعلامة بن باز ..
في تفسير آية النجم ...
نشر السؤال والجواب في جريدة المسلمون في العدد (530) بتاريخ 30/ 10 / 1415 هـ.
س: ما هو المراد بكلمة (اللمم) في قوله تعالى: سورة النجم الآية 32 الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ. . . الآية؟
ج: إن علماء التفسير -يرحمهم الله- اختلفوا في تفسير ذلك، وذكروا أقوالا في معناه، أحسنها قولان:
أحدهما: أن المراد به: ما يلم به الإنسان من صغائر الذنوب، كالنظرة والاستماع لبعض ما لا يجوز من محقرات الذنوب وصغائرها ونحو ذلك، وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف، واحتجوا على ذلك بقوله سبحانه في سورة النساء: سورة النساء الآية 31 إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا قالوا: المراد بالسيئات المذكورة في هذه الآية: هي صغائر الذنوب، وهي: اللمم؛ لأن كل إنسان يصعب عليه التحرز من ذلك، فمن رحمة الله سبحانه أن وعد المؤمنين بغفران ذلك لهم إذا اجتنبوا
(الجزء رقم: 8، الصفحة رقم: 297)
الكبائر، ولم يصروا على الصغائر.
وأحسن ما قيل في ثبوت الكبائر: إنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا؛ كالسرقة، والزنى، والقذف، وشرب المسكر، أو فيها وعيد في الآخرة بغضب من الله أو لعنة أو نار؛ كالربا، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على غفران الصغائر باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر: قول النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الاستئذان (5889) ,صحيح مسلم القدر (2657) ,سنن أبو داود النكاح (2152) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 276). إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى، فهو مدرك ذلك لا محالة، فزنى العين النظر، وزنى اللسان الكلام، وزنى الأذن الاستماع، وزنى اليد البطش، وزنى الرجل الخطى، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
ومن الأدلة على وجوب الحذر من الصغائر والكبائر جميعا وعدم الإصرار عليها: قوله سبحانه: سورة آل عمران الآية 135 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ سورة آل عمران الآية 136 أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
القول الثاني: أن المراد باللمم: هو ما يلم به الإنسان من المعاصي، ثم يتوب إلى الله من ذلك، كما قال في الآية السابقة، وهي قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 135 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً الآية، وقوله سبحانه: سورة النور الآية 31 وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(الجزء رقم: 8، الصفحة رقم: 298)
سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2499) ,سنن ابن ماجه الزهد (4251) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 198) ,سنن الدارمي الرقاق (2727). كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون؛ ولأن كل إنسان معرض للخطأ ...
والتوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب، وهي المشتملة على الندم على ما وقع من المعصية، والإقلاع عنها، والعزيمة الصادقة على ألا يعود إليها؛ خوفا من الله سبحانه، وتعظيما له، ورجاء مغفرته.
ومن تمام التوبة إذا كانت المعصية تتعلق بحق الآدميين؛ كالسرقة، والغضب، والقذف، والضرب، والسب، والغيبة، ونحو ذلك - أن يعطيهم حقوقهم، أو يستحلهم منها إلا إذا كانت المعصية غيبة - وهي: الكلام في العرض - ولم يتيسر استحلال صاحبها؛ حذرا من وقوع شر أكثر، فإنه يكفي في ذلك أن يدعو له بظهر الغيب، وأن يذكره بما يعلم من صفاته الطيبة، وأعماله الحسنة في الأماكن التي اغتابه فيها، ولا حاجة إلى إخباره بغيبته إذا كان يخشى الوقوع في شر أكثر.
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يحفظنا وإياكم من كل سوء، وأن يمن علينا جميعا بالاستقامة على دينه، والسلامة من أسباب غضبه، والتوبة إليه سبحانه من جميع ما يخالف شرعه، إنه جواد كريم ...
الفتاوى {8|489}
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 06:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لاتنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر من عصيت
ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك
اللهم جنبنا المعاصي والذنوب الصغائر منها والكبائر
نقاشكم أكثر من رائع فيه فائدة عظيمة
فجزاكم الله الجنة(/)
الشيخ ابن باز:الموظف يدخل في حديث (خيرا من أن يأكل من عمل يده).
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 09:16]ـ
الإخوة الأكارم /
المتبادر إلى الذهن، بل الثابت في بعض الأذهان عند ذكر حديث:
(ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده)
أن ذلك خاص بالأعمال اليدوية المباشرة، فيدخل فيه: النّجار، والحدّاد، والخبّاز، والبنّاء، والخياط .... إلخ.
فوقعت على فائدة فرحت بها، وأعجبتني، وأحببت نقلها لكم، وهي:
بشارة للموظفين من علم من أعلام الأئمة - رحمه الله -.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
باب كسب الرجل وعمله بيده
عن المقدام رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده).
نقل الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله في كتابه:
(الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري)
ج2/ 192
تعليقَ سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى على الحديث؛ حيث قال رحمه الله:
(صاحب الوظيفة: كاتب، مدير؛ كله من عمل يده).أ. هـ
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 11:27]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة الطيبة
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:06]ـ
لله درك ..
ما أكثر فوائدك ..
أيها الشيخ المبار ك والحبيب الغالي(/)
«التّعليق على رسالة (حقيقة الصّيام)،لصاحب الفضيلة العلاّمة عبد الرَّحمن البَرَّاك»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 11:04]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«التّعليق على رسالة (حقيقة الصّيام) لشيخ الإسلام،
لصاحب الفضيلة الشَّيخ العلاَّمة عبد الرَّحمن بن ناصر البَرَّاك
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى،ورعاهُ ـ.»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [21 ـ8 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41168
للفائدة:
رسالة (حقيقة الصيام) لشيخ الإسلام ـ رحمه اللَّهُ ـ مصححة ومقابلة على بعض المطبوعات،
للشّيخ الفاضل أبي مُعاذ عبد اللَّه المزروع ـ جزاه اللَّهُ خيرًا ـ.
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6248)
الدَّرْسُ الثَّانِي [22 ـ8 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41200
أسأل اللَّه للجميع التّوفيق والعلم النّافع.
[الدّرسُ الأوّل]:
http://www.archive.org/download/SharhRissalhHaqiqahSyaam/syaam01.mp3
[ الدَّرسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/SharhRissalhHaqiqahSyaam/syaam02.mp3
[ الدَّرسُ الثَّالِث]:
http://www.archive.org/download/SharhRissalhHaqiqahSyaam/syaam03.mp3
[ الدَّرسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/SharhRissalhHaqiqahSyaam/syaam04.mp3
[ الدَّرسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhRissalhHaqiqahSyaam/syaam05.mp3
انتهى الشَّرح.
والحمدُ للَّه ربِّ العالمينَ.
صفحة الشّرح على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/SharhRissalhHaqiqahSyaam&reCache=1
أَخُوْكُم الْمُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ.(/)
حملوا ولأول مرة المفصل في أحكام الهجرة للشاملة 2 + ورد1 - 4 مفهرسا
ـ[علي الشحود]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الهجرة من مكان إلى مكان آخر وجدت منذ وجود الإنسان على هذه الأرض، ولها أسباب كثيرة:
منها- أنَّ الإنسان إذا أصبح المكان الذي يعيش فيه جدباً تركه وبحث عن مكان آخر أكثر خصوبة من أجل العيش والبقاء
ومنها- طلباً للعلم والمعرفة إذا لم يكن ذلك متوفراً في البلد الذي يعيش فيه
ومنها - بسبب الكوارث الطبيعية (من فيضانات وسيول وصواعق وزلازل) التي يسلطها الله تعالى على من عصاه كما فعل بأهل سبأ قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)} [سبأ/15 - 21] وكما فعل بالأمم السابقة
ومنها- بسبب الحروب بين الناس فيفرُّ المهزوم إلى مكان آخر آمن
ومنها- الخوف من عدو أو وحوش ونحو ذلك
ومنها- للسياحة ....
وهذه الأنواع تحدث مع جميع البشر وفي كل العصور.
ومنها- الفرار بالدين، وهي أعظم أنواع الهجرة، قال تعالى عن النبي إبراهيم عليه السلام لما هاجر من العراق إلى الشام: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)} سورة العنكبوت.
وقد كان الكفار والفجار يستخدمون هذه الوسيلة عندما تعييهم الحيل في القضاء على الدين الحق، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) [إبراهيم/13 - 15]}
وفعلوه مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30) سورة الأنفال
وهذه الهجرة (إذا ضيق على المؤمن في مكانٍ ما ولم يستطع القيام بشئون دينه) واجبة عليه حتى قيام الساعة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَفُوًّا غَفُورًا (99) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) [النساء/97 - 101]}
ذلك لأن الدين أغلى ما يملك الإنسان، فإذا تعرض للأذى في دينه ضحَّى بكل شيء يملكه ليسلم له دينه، فإذا سلم الدين سلم كل شيء وإذا ضاع الدين ضاع كل شيء وفي سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ (2484) عن بُكَيْرَ بْنِ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّةُ " ": وهو حديث صحيح لغيره
==============
والمشكلة الكبرى أن الهجرة سابقا كانت من ديار الكفر والفسوق والعصيان إلى دار الإسلام، لكنها اليوم أصحبت من دار الإسلام إلى ديار الكفر والفسوق والعصيان.
وقد تمخَّض عن هذه الهجرة مشكلات كثيرة جدًّا:
منها موضوع الحصول على الجنسية والإقامة
ومنها مشكلات الأسرة من حيث التعليم والتربية والرعاية
ومنها مشكلات اللباس والاختلاط والمعاملات والحلال والحرام في الأطعمة والأشربة والعادات والتقاليد، والعلاقات الاجتماعية مع الكفار وأهمها مشكلة الحفاظ على الهوية وغير ذلك .....
================
وهذا الكتاب الذي بين يدينا يتحدث عن هذا الموضوع بشكل مفصل، وقد قسمته لثلاثة أبواب:
الباب الأول- الهجرة في القرآن والسنة:
وقد تكلمت فيه عن تعريف الهجرة وأنواعها، وعرجت على هجرة الصحابة رضي الله عنهم للحبشة،وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة هو وأصحابه الكرام وما يستفاد منهما من دروس وعبر.
ثم استقصيت الآيات المتعلقة بالهجرة ووضعت لها عناوين وقمت بشرحها من أهم كتب التفسير القديمة والحديثة ....
وقد تكلمت عن أحكام الهجرة عند الفقهاء بالتفصيل قدامى ومحدثين بما فيها أنواع الدور وأحكامها .....
الباب الثاني –فتاوى وبحوث حول الهجرة:
ذكرت في هذا الباب الفتاوى التي قالها العلماء اليوم والمعوَّل عليهم في هذا الباب حول مفهوم الهجرة وأحكامها، وهي عبارة عن فتاوى وبحوث واستشارات قيمة، وقد بلغ عددها حوالي مائة وثلاثة وثمانين
الباب الثالث - أحكام الدور الثلاث عند المعاصرين:
استقصيت ما ورد عند العلماء المعاصرين حول أحكام الدور الثلاث دار الإسلام ودار الحرب ودار الكفر
وهي عبارة عن فتاوى واستشارات وبحوث قيمة تجلِّي هذه الحقيقة بالتفصيل
وقد استبعدت غالب فتاوى فقهاء الهزيمة، الذين رضوا بالدون، والذين باع كثير منهم دينه بثمن بخس!!!!
وقد بلغ عددها حوالي ثلاثمائة وسبعة وثلاثين فتوى وبحثا
وبذلك يكون كتابنا هذا قد حوى – بإذن الله - جلَّ ما يتعلق بهذا الموضوع الجلل، وذلك لكي يعرف المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حكم الإسلام في قضايا الهجرة وشروطها وأبعادها وما يتمخض عنها
==============
المراجع التي اعتمدت عليها:
هي سائر مراجع كتب التراث من كتب تفسير وحديث وفقه وشروح الحديث
وفتاوى فقهاء العصر لا سيما
فتاوىاللجنة الدائمة
وفتاوى العلامة ابن باز
وفتاوى العلامة ابن عثيمين
والدرر السنية
وفتاوى الأزهر
وفتاوى أستازنا الزحيلي والفقه الإسلامي وأدلته له (مع تحفظنا عن بعض ما ورد في الفقه الإسلامي)
وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
والشبكة الإسلامية
الإسلام اليوم
الإسلام سؤال وجواب
صيد الفوائد
شبكة نور الإسلام
موقع المنبر
شبكة مشكاة الإسلامية
موقع المختار الإسلامي
المسلم اليوم
وغيرها كثير
==============
قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ* (74) سورة الأنفال
نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يجزي كل من ساعد على نشر هذا العلم في الدارين آمين
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 14 شعبان لعام 1428 هـ الموافق ل 27/ 8 /207 م
================(/)
حرمة التماثيل ووجوب كسرها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 02:02]ـ
[حرمة التماثيل ووجوب كسرها]
اعلم- رحمك الله-: أنه لا يشك موحد بأن كسر الأصنام وتحطيمها وتوحيد
العبادة لله عز وجل وتجريدها من أجل القربات إلى الله عز وجل , وبه
بعث الأنبياء والمرسلون ,قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله
واجتنبوا الطاغوت) وقال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك
بالعروة الوثقى لا انفصام لها)، وحماية ًلهذا الجناب العظيم وهو جناب التوحيد
وسداًً لذريعة الشرك بأنواعه , أمرت الشريعة بكسر الأصنام وطمس الصور ,
وهتك الحروز والتمائم وحذرت منها أيما تحذير وسدت الطرق أمام أبوابها.
وللأسف الشديد يبدو أنه قد جاء – أو اقترب -الزمن الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ,حيث انتشرت هذه الأصنام وعمت وطمت بين صنم لمعظم أوصنم لمعبود أو صنم لتاجر، نعم فقد انتشرت هذه الأصنام حتى أصبحت تملأ أسواق المسلمين، ولا من نكير لغفلة عامة الناس عن حرمتها، وغفلة طلبة العلم عن التحذير منها، ولذلك كان لزاما علينا وعلى كل موحد بيان حرمة التماثيل والأصنام ووجوب كسرها ,حتى لا يغتر الموحدون بكثرتها في هذا الزمان ,ولتقام الحجة , وتستبين المحجة.
والله أستعين في بيان الأدلة .. وإلى المقصود:-
ِالدليل الأول: قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام (وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون, مالكم لا تنطقون , فراغ عليهم ضربا باليمين) فقام الخليل عليه السلام بتكسير هذه الأصنام ,ولا يستريب سني بأن هذا العمل إنما يكون إذا لم تكن هناك مفسدة ظاهرة تغلب على مصلحة تكسيرها, ولا يُشك أيضا بأن هذا العمل إنما يكون لأهل الشوكة والسلطان بحيث لا يدنس الإسلام ولا يهان.
الدليل الثاني: قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)،
ففي صحيح البخاري وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما – وفي رواية نصبا- فجعل يطعنها بعود في يده, وجعل يقول: (جاء الحق وزهق الباطل .. الآية)
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره 10/ 314: (في هذه الآية دليل على كسر نصب الأوثان إذا غلب عليهم).
الدليل الثالث: ما رواه مسلم وغيره عن أبي الهياج الأسدي قال:قال لي علي بن أبي طالب:ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن لا تدع تمثالا إلا طمسته , ولا قبرا مشرفا إلا سويته)
وفي لفظ للطبراني في المعجم الصغير والأوسط (لا تدع تمثالا إلا كسرته) ,وفي لفظ للبيهقي في السنن الكبرى (ولا تمثالا في بيت إلا طمسته)., ولفظة (تمثال) نكرة في سياق النهي أو النفي ,فتعم كل تمثال بلا
استثناء سواء كان هذا التمثال تمثال ولي أو تمثال نبي أو تمثال معظم من المعظمين , لا فرق بينهم في الحكم ,وهذا الفهم والاستنباط قد جاء منصوصا عليه في لفظ لأحمد في "المسند" [1/ 111،89] (أمرني أن أسوي كل قبر ,وأطمس كل صنم) وهذا لفظ واضح قوي على حرمة كل تمثال لا يُستثنى من ذلك شيء.
الدليل الرابع: ما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:وبأي شيء أرسلك؟ قال: (أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان ,وأن يُوحد الله لا يُشرك به شيء). فواضح من الحديث أن كسر الأوثان مقصد من مقاصد الشريعة.
الدليل الخامس: ما رواه الترمذي – وصححه – وأبو داود عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فقال:إني كنت أتيتك البارحة
فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت
تمثال الرجال, وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل , وكان في البيت كلب ,
فمر برأس التمثال الذي بالباب فليقطع فيصير كهيأة الشجرة , ومر بالستر فليقطع
ويجعل منه وسادتين منتبذتين يوطآن, ومر بالكلب فيخرج ,ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم) صححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود) وفي الصحيحة (356) وهذا الحديث دليل على أنه لا فرق في التحريم والكسر بين التماثيل , سواء كانت تعبد من دون الله، أو لم تكن وإنما فقط للزينة، أو لللآثار فإنه لا يظن أبدا أنها كانت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبادة , ومن شك في ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
الدليل السادس: روى الإمام أحمد من حديث عاصم عن أبي وائل عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أشد الناس عذابا يوم القيامة: رجل قتله نبي أو قتل نبيا , وإمام ضلالة ,وممثل من الممثلين) صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (281). والممثل هنا هو الذي يصنع التماثيل.
الدليل السابع: في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ,قال رسول صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير) وفي ذلك حرمان بركة الملائكة كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج10رقم (5945).
عموم حرمة التماثيل:
يتضح من هذه النصوص القرآنية والنبوية حرمة التماثيل ووجوب كسرها وإزالتها
، وأن هذا التحريم عام يشمل جميع أنواع التماثيل والتصاوير لا فرق في ذلك بين تمثال وآخر، سواء أعد هذا التمثال للعبادة أم للزينة أم للتراث أم لعرض الملابس أم لغير ذلك، وسواء كانت هذه التماثيل صغيرة أم كبيرة، وسواء كانت جديدة أم قديمة.
وأخيرا نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحشرنا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتحت لوائه يوم العرض، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
الله بقلب سليم.
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 08:00]ـ
بارك الله فيك أيها المبارك والحبيب المفيد
للأسف والله رأيت هذه الأصنام في بيوت من يشار إليهم بالبنان ........
نسأل الله السلامة والستر والعافية، ونعوذ بالله من كل فعل يغضبه علينا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 08:28]ـ
بارك الله فيك أيها المبارك والحبيب المفيد
للأسف والله رأيت هذه الأصنام في بيوت من يشار إليهم بالبنان ........
نسأل الله السلامة والستر والعافية، ونعوذ بالله من كل فعل يغضبه علينا
الله المستعان.
جزاكم الله خيرا أخي المكرم آل عامر.(/)
إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة وأما التشديد فيحسنه كل أحد
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 05:51]ـ
كلما ازداد المرء من العلم، كلما ازداد من الوسطية وقرب من الاعتدال، وبقدر نقصه من العلم، بقدر بعده من الوسطية.
إن توسع المرء واطلاعه على اختلاف العلماء في مسائل العلم وسبره لأدلتهم وتفحصه لها يكسبه ملكة في الفهم والاتزان الفكري، ويبعده عن الحماسة المذمومة، والتطرف المقيت.
وانظر إلى من حولك ـ من غير تسمية ـ ممن هو معدود في العلماء أو طلبة العلم، ونشأ على تعلم مذهب معين لا يتعداه، والتزم الإفتاء به، ما حاله لو ذهبت إلى غير المذهب الذي يأخذ به؟. سيغضب ويزمجر ويرعد ويزبد، على مخالفة مذهبه، وما ذلك إلا من ضيق الأفق وعدم المعرفة باختلاف أهل العلم في المسائل، ولله دره ذلك الإمام إمام دار الهجرة لما أراد الخليفة جمع الناس على كتابه، فأبى ذلك، لتفرق العلم في الأمصار، وكانت تلك نظرة شمولية حصيفة منه رحمه الله ورضي عنه.
فنصيحتي لإخواني أن نكون أكثر اطلاعا، وأبعد نظرا، وأوسع أفقا، مع أهمية أخذ العلم من ينابيعه الأصيلة والتدرج فيه.
كل قادر أن يقول في كل النوازل والأحداث، حرام، لا يجوز، منهي عنه، ولكن ليس هذا هو الفقه والعلم.
ورحم الله سفيان الثوري وهو القائل: إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة وأما التشديد فيحسنه كل أحد.
كلمة مضيئة خالدة وغرة في جبين قائلها رحمه الله.
وقد وردت أيضا عن معمر رحمه الله.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 11:16]ـ
أحسنت بارك الله فيك
كلما ازداد المرء من العلم، كلما ازداد من الوسطية وقرب من الاعتدال، وبقدر نقصه من العلم، بقدر بعده من الوسطية
المعضلة العمياء الصماء هي: ما معيار الوسطية!
إن قلت: النص، أو الشرع رجعنا إلى أصل السؤال.
وإن قلت: إنه أوسط الأقوال في كل مسألة فهو مشكل جداً، لمخالفته الإجماع.
وكلام معمر الذي أخذه عنه الثوري لا يصلح معياراً ... لأن كل أخف يوجد ما هو أخف منه كما قال أبو محمد ابن حزم.
الوسطية كلٌّ يدعيها ....
رعاك الله ...(/)
لصوص النصوص من كلام العلماء وكتبهم
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 01:55]ـ
لصوص النصوص من كلام العلماء وكتبهم
بقلم / أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/301431...A%C8%E5%E3_%7D
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وبعد:
فقد أعضل الداء وعزّ الدواء على أناس امتلأت قلوبهم بنكت سوداء فأصبحت كالكوز مجَخِيا لا يعرف معروفا
ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه.
فأصبح الشوط بطين والمنهل معين في أن يعرف الحق عند هذا أو ذاك لما امتلأت قلوبهم على أهل السنة
فيدافع المرء منهم عمن طعن في الدين وحارب الموحدين فتؤلف الكتب وتصدر النشرات وتوزع المقالات
وسيوفهم يشهرونها على رقاب من يدافع عن تراب المسلمين ودين رب العالمين وأنفق ماله التي هي بالملايين
وترك الأهل والإخوان والأوطان والصلاة بجانب بيت الله الحرام ليبقى في الثغور يأكل كسرة خبز يابسة أو يبحث
عن شربة ماء دافئة أو ملاذا يلجأ إليه عند حر الشمس الحامية أو شدة البرد القارسة. ولكن في سبيل الله وقد لاقى من هم خير منه أعظم مما لاقى وأوذوا من قبله بأكثر مما لاقى فالمتخاذلين والأذناب في كل زمان ومكان فعند الله الموعد.
فإلى الديان يوم الدين نمضي 000وعند الله تلتقي الخصوم
فإن الطعن في الصالحين وخذلان والمجاهدين وتسميتهم أنهم من الخوارج المارقين عند هؤلاء أمر هين لين في قاموس المتخاذلين، خاصة إن كانوا من الصنف الذي سنتحدث عنهم من اللصوص للنصوص من كلام العلماء الربانيين وطلاب العلم وأهله، والمؤمن لا يكذب ولا يسرق،ومن كذب أو سرق لا يوثق في علمه أو نقله فكيف بمن اجتمعت فيهم السرقة والكذب.
إلا أن الكذب والسرقة في موضوعنا هذا نوع آخر غير ما يعلمه عوام الناس إنها سرقة كلام العلماء والكذب على المسلمين بالكذب بالتدليس على أنها من بنات أفكارهم ومن نتائج دراساتهم وبحوثهم.
والمسألة في تلك السرقات ليس منحصرة في ألفاظ أو بعض العبارات فهذا مما لا يسلم منه إنسان وإنما هي عند البعض نصوص كثيرة وبتر ونقاط وفواصل واستفهامات وإيهام أن الكلام انتهى ثم التتمة من الكاتب أو المؤلف على أن الذي سيكتب من كلامه ثم الاعتداء على التحقيقات.
كما قال الألباني رحمه الله:
أن بعضهم يسرق العزو من كتبه فيجدها لقمة سائغة ويظهر هذا عندما يكون العزو خطأ فينقله السارق فيفتضح أمره). انتهى
وقد جاء في كتاب ((الألباني كما عرفته)) لعصام موسى هادي.
الموافق 30/ 10/1998م.
لما كثر اللغط حول ما يفعله بعض إخواننا من نقل لكلام دون أن يعزو ذلك إليهم، سألت شيخنا هل هذه سرقة أم لا؟
فقال شيخنا: نعم هو سرقة، ولا يجوز شرعاً؛ لأنه تشبّع بما لم يعط، وفيه تدليس وإيهام أن هذا الكلام أو التحقيق من كيس علمه.
فقلتُ: شيخنا بعضهم يحتج بما وقع فيه بعض العلماء السابقين؟
فقال: هل يفخرون بذلك؟
لا ينبغي لطالب العلم أن يفخر بذلك، واعلم يا أستاذ أن المنقول هو أحد أمرين:
فمن نقل كلاماً لا يشك أحد رآه أنه ليس من كلامه كمثل ما أقوله أنا وغيري: إن فلاناً ضعيف أو ثقة، فكل من يقرأ هذا يعلم أن هذا ليس كلامي، فهذا يغتفر، أما ما فيه بحث وتحقيق فلا يجوز أياً كان فاعله. انتهى
بل والبعض يأتي بالنص فيبتره وينسبه إلى العالم مستغلا النص المبتور مستشهدا به على قوله
بل ووجدت سرقات عجيبة أيضا لأحدهم عندما كنت أبحث في احدى المسائل وأجمع الكلام حولها فأجد تدليسا عجيبا في قص كلام المسألة وتوزيعها على عدة صفحات من كتابه على أن هذا من عنده والله المستعان.
نقل عن طرفة بن العبد قوله:
(ولا أغير على الأشعار أسرقها 0000غنيي بها وشر الناس من سرق)
وقال الجزيري في مقاماته:
((واستراق الشعر عند الشعراء أفظع من سرقة البيضاء وغيرتهم على بنات الأفكار كغيرتهم على البنات الأبكار))
وإليكم الآن كلام بعض العلماء في هؤلاء اللصوص
1 _ قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين 3/ 332:
وهو يتكلم على الطرق الخفية التي يتوصل بها إلى الحرام:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وكحيل اللصوص والسراق على أخذ أموال الناس وهم أنواع لا تحصى
فمنهم، السراق بأيديهم، ومنهم السراق بأقلامهم، ومنهم السراق بأماناتهم، ومنهم 000)
فانظر حفظك الله كيف سمى الذي يسرق كلام أهل العلم بقلمه أنه لص وحرامي وأن اكتساب ماله حرام.
2 ـ قال الشيخ محمود شاكر رحمه الله في كتابه المتنبي ص / 113
وهذا الاسلوب في تجاهل الألفاظ ثم الالتفاف حولها بألفاظ أخرى وإخراجها مخرج الأمر غير المتعمد وإخفاء المحرك وراء نقاب مموه = هو من الأساليب الناجحة أيضا (في علم السطو) والذي يقتدر عليه يبلغ مبلغا عظيما في باب (السطو الخفي) فاحفظه فإنه نافع جدا.
وإذا خلط بمسحوق (حب الثرثة) طيب نفس القارئ وأطفأ حرارة الفهم وسهل عمل الغفلة!!
هذه فائدة طيبة منقولة عن ابن البيطار العشاب الطبيب وانتهت النكتة اللطيفة
3 _ قال المحدث محمد جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث ص / 38
(لا خفاء أن من المدارك المهمة في باب التصنيف، عزو الفوائد والمسائل والنكت إلى أربابها تبرؤا من انتحال ما ليس له، وترفعا د
عن أن يكون كلابس ثوبي زور.
قال رحمه الله: لهذا نرى جميع مسائل هذا الكتاب معزوة إلى أصحابها بحروفها وهذه قاعدتنا فيما جمعناه ونجمعه)
ثم قال رحمه الله:
وقد اتفق أني رأيت في ((المزهر)) للسيوطي هذا الملحظ حيث قال في ترجمة " ذكر من سئل عن شيء فلم يعرفه
فسأل من هو أعلم منه " ما نصه:
((ومن بركة العلم وشكره، عزوه إلى قائله؛ قال الحافظ أبو طاهر السلفي: سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول:
سمعت أبا عبد الله الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: " لما وصل كتابي إلى عبد الله الحاكم، أجابني بالشكر عليه، وذكر أنه أملاه على الناس، وضمن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة وأنه لا يذكرها إلا عني)). وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم، قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد يقول: ((من شكر العلم أن تستفيد الشيء، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا ولم يكن لي به علم، حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا، فهذا شكر العلم)) قال السيوطي: ((ولهذا لا تراني أذكر في شيء من تصانيفي حرفا إلا معزوا إلى قائله من العلماء مبينا كتابه الذي ذكر فيه)). انتهى.
4_ قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
وسرقة الكتب إحدى الثمرات المرة لهذه الحضارة الجديدة التي يسرت الوسائل، ومهدت السبل، لأهل الخير ولأهل الشر، فمن لم يكن له دين يعصمه، وخوف من الله يسدده، أحكم السرقة حتى لا تكاد تنكشف، وحتى أنك لو وضعت أمامك النسخة الأصلية من الكتاب والنسخة المسروقة، لم تستطع أن تفرق بينهما، فالورق هو الورق، والحرف والحبر والتجليد ـ كل ذلك سواء في النسختين.
ذلك لتعلموا أنه لا حضارة ولا العلم ولا الأخلاق، بالتي تغني عن الدين، لأنها كلها للناس، فإن لم ير صاحبها الناس، اعرض عنها وتناساها، واتبع شهوته ومصلحته.
أما صاحب الدين فيعلم أنه إن خلا بنفسه، وغلق عليه الأبواب، وأسدل الستائر، واستخفى من الناس، فإنه لا يستخفي من الله، وهو معه يسمعه ويراه، وإن أنكر شهدت عليه يده التي اقترف بها الذنب، ورجله التي مشى بها إليه، وجلده الذي لا يستطيع أن يخلعه، ويخرج منه، كما يخرج من ثوبه، ليلبس ثوبا غيره فلا يعرفه من يبصره
رحم الله علماء الأمة المخلصين ما أنصفهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 02:20]ـ
بعضهم يسرق كتابا من المغرب فيضمنه كتابه في المشرق، أو يسطو على كتاب من المشرق فيضعه في كتاب في المغرب، ويظن أن لن يكون في الأمة من يكشف سطوه ويبين سرقته، وهيهات! ولا سيما بعد انتشار الإنترنت وسهولة الاتصال بين أرجاء العالم.
وربما يكشف النقاب عن سرقة رسالة علمية بعد عشرين سنة أو أكثر من حصول صاحبها على الدكتوراه أو الماجستير بمرتبة الشرف الأولى! ثم يظهر للعيان أنه في حقيقة الأمر قد حاز مرتبة (القرف) السفلى!
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 03:04]ـ
جزاك الله خيرا
يا أبا مالك
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 05:49]ـ
هنا كلام عن نموذج للسرقات العصرية تحت عباءة الاختصار
اتمنى ان تبدي لي فيها رأيك خصوصا وان هذا البحث الممتع يحتاج لتطبيق ونموذج للمناقشة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18274
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 01:11]ـ
نقل احد الاخوة ...
كان يقول شيخ فاضل عن بعضهم ((ثم يقول ألفه ..... قل بل (هفه.ولفه .. )
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 03:12]ـ
هنا كلام عن نموذج للسرقات العصرية تحت عباءة الاختصار
اتمنى ان تبدي لي فيها رأيك خصوصا وان هذا البحث الممتع يحتاج لتطبيق ونموذج للمناقشة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18274
للأسف حذفتم مشاركاتي، ومشاركات الاخوة تحت موضوع ((ضابط السرقة العلمية)) للأخ أبو سعد البقمي.
وهذا الكلام المقتبس لم أكتبه، وإنما كتَبَتْه الادارة مع الأسف، وقلت مع الأسف لأن الرابط الذي أحالوا عليه لايعمل، فهي حيلة لإخفاء مشاركاتي، ولا أدري لماذا؟
مع إني حريص على عدم ذكر أسماء، وإذا كان عندي مناصحة ناصحتُ سرا عن طريق الرسائل الخاصة.
لكن حينما رأيت الموضوع مطروحاً للنقاش شاركت لايضاح بعض التصرفات غير اللائقة ببعض طلبة العلم.
لكن حسبي الله على من كان السبب في إخفاء مشاركاتي.
صورة. للمشرفين والمؤسسين على هذا الموقع.
ولي عودة هنا - بإذن الله -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 03:56]ـ
قد تكون هناك سرقة من نوع آخر ,مثل لو أذهب إلى أبو لوز الذي يفرغ أشرطة الشيخ ابن جبرين
في شرح منار السبيل , وأعُطيه مالأً من أجل أن أكتب عليه أسمي على أني أنا الذي فرغته وهو غير صحيح , فالذي فرغ أبو لوز كماهو معروف
والله المستعان ...(/)
{إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} أي أظهروا أعمالهم الصالحة لتثبت عدالتهم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - Sep-2007, صباحاً 06:30]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
قال الشاطبي رحمه الله:وطلب العلم عبادة قال ابن العربي سألت شيخنا الإمام أبا منصور الشيرازي الصوفي عن قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ما بينوا}
قال: أظهروا أفعالهم للناس بالصلاح والطاعات.
قلت: ويلزم ذلك؟ قال: نعم لتثبت أمانته وتصح إمامته وتقبل شهادته.
قال ابن العربي: ويقتدى به غيره فهذه الأمور وما كان مثلها تجري هذا المجرى.
الموافقات (2|218)
ـ[لاقط الدرر]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 12:16]ـ
أفدت وأحسنت النقل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 02:40]ـ
رائع
ـ[خالد الروقي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 08:22]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
قال الشاطبي رحمه الله:وطلب العلم عبادة قال ابن العربي سألت شيخنا الإمام أبا منصور الشيرازي الصوفي عن قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ما بينوا}
قال: أظهروا أفعالهم للناس بالصلاح والطاعات.
قلت: ويلزم ذلك؟ قال: نعم لتثبت أمانته وتصح إمامته وتقبل شهادته.
قال ابن العربي: ويقتدى به غيره فهذه الأمور وما كان مثلها تجري هذا المجرى.
الموافقات (2|218)
أرجو من الإخوان تعديل الآية. جملة: ما بينوا. خارج القوسين وليست من الآية.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 02:23]ـ
جزاكم الله خيرا والخطأ في الآية استغفر الله منه(/)
موسم الطاعات أم موسم الخلافات؟! لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 03:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موسم الطاعات أم موسم الخلافات؟!
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1277 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1277)
http://www.rslan.com/images/index/mawsim.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1277)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فمن العجب أن يُحَوِّل كثيرٌ من المسلمين موسمَ الطاعات الأكبر إلى موسم للخلاف يتجدد!!
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1277[/ ... ](/)
أيتها الدكتوراه اللعينة هل تسمحين لي بهجاءك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 09:03]ـ
لعل القاسم المشترك الأكبر بين ما تقرأه في الكتب وتطالعه في المجلات وتشاهده في التلفاز وتسمعه في المذياع وتلقاه في الندوات وتحضره في المجالس = هو ذلك اللقب الفخم والفخم جداً والذي يستحيل على سبيل الاختصار إلى (دال) ضخمة فخمة تسبق اسم المتكلم ويقدم بها له.
بل ولعلك تجد أن عدد حملة الدكتوراه في بلادنا العربية بالنسبة لعدد السكان هو أكبر مما يمكنك أن تجده في كثير من بلاد العالم المتقدمة والمتخلفة على حد سواء، وإن كنت في شك فدعني أذكرك أن سدنة العولمة الأمريكية كآدم سميث وغيره ليسوا من حملة هذه الدكتوراه أل ... اللعينة.
ولعله قد سبق إلى ذهنك فاستقر فيه وربع رجليه = أن هذه ظاهرة صحية وارتفاع في المستويات العلمية ينم عن مستقبل باهر وغد مشرق ...
ودعني أصدمك فأقول: لا يا مولانا فواقع الأمر أنهم وباختصار مخل: ضحكوا عليك
أيها (المضحوك عليه) العزيز دعنا نبتدي من أول المشوار:
انتهى صاحبنا من دراسته المسماه في جل البلدان العرية (بالثانوية) واتجه إلى دراسته الجامعية –دعنا نقول- بملء إرادته الحرة.
درس أربع سنوات أمشاجاً من العلم تتفاوت درجة استفادته منها بحسب قوة المنهج أو ضعفه وبحسب قوة المدرس (الذي هو الآخر دكتور مر بما ذكرنا وانتهى إلى ما سنذكر) ...
يمر الطالب بعد ذلك إلى مرحلة الدراسات العليا فيتعمق أكثر في تخصصه ...
والآن ما هو غاية صاحبنا في أحسن الأحوال (؟؟؟)
غايته ومنزلته وتوصيفه أنه لايعدو أن يكون –في أحسن الأحوال- طالب علم قوي.
الآن تأمل معي: يظل يبحث سنتين في مسألة غالباً ماتكون فرعية وغالباً ماتكون اجترار وتكرار لما سبق وقرأه دع عنك أنمها تشغله عن تدرجه في الطلب عامين ...
ثم ينشغل أربعة أعوام أخرى ليحصل على تلك الدكتوراة ... في مسألة أخرى ..
الآن ماهو الواقع: طالب علم قوي انشغل ستة أعوام عن متابعة الطلب الشمولي؛لينشغل ببحث مسألتين ..
نعم. قد يكون في ذلك دربة له ومران على البحث ... ولكن ستة أعوام (!!!)
نأتي لمشكلة هذا المقال ومربط الفرس فيه: وهو أن هذه الدكتوراه كانت تعادل درجة أزهرية يقال لها (العالِمية) وكان الأزهري يحصل علي العالمية قديماً بشق الأنفس وحين يكون عالماً لايشق له غبار حتى أن عبقرياً كطه حسين لم يستطع الحصول عليها وضعف عنها ..
الغريب في الأمر أن هذه الدكتوراه الآن صارت ترادف لقب (عالم) لهل ماله من الثقل على الرغم من أن المراحل التي أوقفتك عليها لا تنبيء بالنتيجة التي انتهينا إليها ...
نعم من حملة الدكتوراه من هو عالم لكن اسمح لي: ليس بسبب الدكتوراه وإنما بسبب طرق الطلب التي اتبعها البخاري وأحمد ... والدكتوراه (جت في السكة) ...
وإذاً ...
فلا الدكتوراه بذاتها تعني أن حاملها عالم ...
ولا المراحل التي يمر بها حاملها تصنع عالماً ...
المشكلة أن جمهور حاملي هذه اللعين قد تناسوا ذلك وصاروا يتكلمون بمنطق أن الدكتوراه سيف مشهر في أيديهم يصفحوا به وجوه (غير المتخصصين) ممن طلبوا العلم بالطرق القديمة ... بل صار بعضهم يداري جهله بتفخيم دال الدكتوراه ولعبكة الكلام ... وحتى صار رجل الشارع يعتذر لأنه لم يفهم (العك بتاعهم) ويرد الأمر لجهله هو وأنه لم يصل لمستوى حاملي الدكتوراه.
اللدكتوراه لعنتها على سبيل التغليب لم صارت في أغلب أحوالها يتستر بها الجهلة والمتعالمين-وفي أحسن الأحوال-طالب العلم المتزيي بزي العالم ...
يبقى موقفان أختم بهما:
الأول: قال لي الشريف حاتم العوني مرة: سادة المتخصصين في الحديث في العصر الحديث ليسوا أكاديميين.
الثاني: قال لي صاحبي مرة لما شكوت من الدكتوراه:
(******************** حرر)
ـ[النجدية]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 09:22]ـ
بسم الله ...
بارك الله بكم أستاذنا الفاضل أبو فهر السلفي؛ فقد زدت في النفس ترسيخا، أن الدكتوراة ليست غاية بل وسيلة .........
فما أجمل أن تحيى طيلة العمر؛ طالبا للعلم!!
فالعلم نور؛ يرافق طلابه مدى حياتهم!!
جزاكم الله الجنة.
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:15]ـ
كلام جميل ووجهة نظر محترمة. لكن ..
ليتك نزهت كلامك عن اللعن _صحيح أنك لاتقصد أحداً_ لكن لمن هو بقدر فضلك , أسلم له.
وهؤلاء يصدق عليهم ماقد ذكره شيخ الإسلام.كما في الرد على البكري - (ج 2 / ص 730)
( .... وقد قيل إنما يفسد الناس نصف متكلم ونصف فقيه ونصف نحوي ونصف طبيب هذا يفسد الأديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد اللسان وهذا يفسد الأبدان).
والله يحفظكم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:34]ـ
الرجاء تصحيح كلمة "المتعالمين" في قول الأخ أبي فهر السلفي:" يتستر بها الجهلة والمتعالمين " السطر الخامس من تحت، لتصبح:"يتستر بها الجهلة والمتعالمون " كما تقتضي قواعد اللغة العربية، والدين النصيحة والمومن مرآة أخيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله فيك!
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 12:53]ـ
مقال جميل جدا
ولكن مارأيك بمن يضع هذه "الدال" في بحوثه الشرعية مع ان هذه "الدال" ليست في العلوم الشرعية "شئ مضحك"
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 01:36]ـ
جزى الله الأخ الكريم أبا فهر السلفي خيرا على هذا الهجاء الذي يستحقه ما هجاه
أما من يضع هذه الدال قبل اسمه في الأبحاث الشرعية والمحاضرات ونحوه، وهي في علم دنيوي، فكثيرون هذه الأيام، وكثير منهم إنما يريد التلبيس على العوام بهذه الدال! وأذكر يوم أن صُرخ في وجهي: كيف تقول عن فلان أنه لا يجوز له أن يتكلم في أمور الشرع وهو دكتور فاضل .. قلت: لا بأس أن يتكلم في أمور النفط فهو دكتور هندسة بترول فاشل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 02:35]ـ
أخانا الفاضل أبا فهر السلفي، بارك الله فيك ونفع بك، أراك قد هاجمت (الدكتوراه) هجومًا شرسًا لا داعي له، والحقيقة أن الدّالَ المزعومة لا تُكْسب جاهلًا علمًا، كما أن غيابها لا يُنْقص من قدر العالم، وقد كان العلَّامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله لم يتجاوز مرحلة التعليم الابتدائي ومع ذلك أُسنِد إليه التدريس في الجامعة الإسلامية واستفاد منه الدكاترة قبل الطلبة.
وكذلك فضيلة الإمام وحسنة الأيام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تولى منصب رئيس الجامعة الإسلامية على الرغم من عدم حصوله على الدكتوراه.
وعلى الطرف النقيض هناك كثير ممن حصل على الدكتوراه وهو من العلماء الراسخين والأمثلة يفوتها الحصر، فليست الدكتوراه جناية ولا هي تهمة يجب على الإنسان لكي يكون عالمًا من العلماء الراسخين أن يتنصل منها أو يفر منها فراره من المجذوم.
والصحيح أن الدكتوراه كجزء من حياتنا التعليمية قد أصابها الفساد والضعف والخلل ولكن هذا الفساد ليس خاصًا بها وإنما هو عام يشمل حياتنا العلمية برمتها فتخصيصه بالدكتوراه أراه لا مبرر له.
والفساد المشار إليه موجود حتى في حلقات المشايخ فما أكثر طلبة العلم العققة والذين يتعالمون ويدَّعون العلم وليس لديهم منه إلا حفظ بعض الآيات وبعض الأحاديث التي لا يحسن فقهها، ويتكثر بدرس أو درسين يحضرهما في حلقة الشيخ فلان، وتراه يرفع عقيرته في كل مكان بقوله: أذكر أنني سمعت الشيخ فلان يقول كذا، والشيخ الفلاني يفتي بكذا .. ليتكثر بهؤلاء المشايخ ويوهم أنه من تلامذتهم، فالخلل ليس في الدكتوراه كشهادة وإنما الخلل موجود في حياتنا العلمية والثقافية برمتها.
لذلك كنت أتمنى أن تتناول الموضوع بحيادية أكثر لا تكشف عن العداء غير المبرر بينك وبين تلك الدرجة العلمية.
أحسن الله إليك وبارك الله فيك ورزقنا وإياك الإنصاف والإحسان في القول والعمل.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 02:46]ـ
أخي الكريم منازعة بعض الجهلة من حاملي الدكتوراة لا تسوغ لعن الدكتوراة لا شرعا ولا واقعا، وأرجو أن تحذف أي لعن ذكرته في موضوعك لأنني أخشى عليك من هذا الحديث:" قَالَ زَيْدٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَنَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ" رواه أبوداود (4908) وغيره وهو في "السلسلة الصحيحة" 2/ 51.
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 03:38]ـ
^
هي لا تسمح يا شيخ أبا فهر
ومع هذا فقد سمعت مالا يسرها
(طز عوز)
وهذه لأصحاب المناهج الذين ارتضوا ذاك
وليس لإخوتي مما شارك في هذا الموضوع
والله تعالى يقول
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
سيأتي زمان تمحى إن شاء الله
وهي تلعن من باب رفض التبعية واستقلال الشرع المطهر
وحضارته
والشيخ أفاض في السير والسبر وكنت أظن أن الأمر لا يحتاج كل هذا!
.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 11:29]ـ
تعمدت أن أتأخر أطول فترة ممكنة قبل الرد على هذا الموضوع في أي من المنتديات ... وعادتي التي يعلمها من يقرأ لي أنني لا أستكمل موضوعي في مشاركته (الأم) وإنما أعد ما يجري بين إخواني من مناقشات حوله هو خير استكمال له .. وقبل بدء المناقشات أقول: إن ممن هجا الدكتوراه: محمود شاكر والألباني ولا أظن هذان ممن يحسدان أهل الدكتوراه ...
وممن هجاها الدكتور جلال أحمد أمين،بل خصص لها فصلاً كاملاً في كتابه التحفة ((عصر الجماهير الغفيرة)) ولا أظن (الدكتور) أحمد أمين مصاباً بقصر الذيل ...
بالنسبة للعنة المذكورة في المقال فليست على بابها ومن يعرف أسلوبي يعرف ذلك ...
والآن إلى مناقشة ماذكره الأحبة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 12:55]ـ
ترددت كثيرا في المشاركة في هذه المناقشة الدائرة حول الدكتوراه وكنت أظن أن الأمر مجرد حالة غضبية عابرة يقصد بها شخص معين أو شيء من هذا القبيل،لكن تبين أخيرا أن الأمر جد وأن الدكتوراه ملعونة وأن أقواما هجوها فأحببت أن أدلي برأيي في الموضوع ...
إن هذا الكلام غير منطقي فالدكتوراه ليست سوى رتبة علمية تخضع لمقاييس تتفاوت من جامعة إلى أخرى وهي لا تختلف عن الإجازات العلمية المعروفة في تراثنا الإسلامي فكما يجيز الشيخ تلميذه في الرواية عنه في مجال أو مجالات معينة، تمنح لجنة علمية مكونة من عدد من الأساتذة الدرجة العلمية للطالب الذي يتقدم ببحث في مجال معين
قد يكون الطالب لا يستحق هذه الدرجة العلمية لكنه احتال في الحصول عليها إما بانتحال عمل ليس له أو بشراء عمل جاهز الى غير ذلك من الأساليب الدنيئة التي يلجأ إليها بعض الناس، لكن أمرهم سرعان ما يفتضح وتلحقهم اللعنات بسبب ذلك فيكون الملعون ذلك الشخص لا الدكتوراه وقس على ذلك من القدماء من كانوا يستكثرون من إجازات الشيوخ والرحلة إليهم دون أن ينفعهم ذلك أو يجعل منهم وحده علماء مالم يشمروا عن ساعد الجد ويثنوا ركبهم من أجل تحصيل العلم والتبريز فيه ومن ثم فلا توجد قاعدة تقول إن الدكتوراه أو الإجازة ملعونة بل إذا تحقق العلم في صاحب الإجازة أو الدكتوراه فإنه تكون له درجة على نظيره وامتياز. والله من وراء القصد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 01:16]ـ
الفاضل عز الدين كلامك رائق وهو قريب من كلام الشيخ علي عبد الباقي ... وسأعرض له بعد قليل فنظرة إلى ميسرة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 01:17]ـ
أتريد أن تعرف المزيد من جنايات هذه (الدال) اللعينة ... وأي مدى بلغته في نفوس الناس ...
إذاً ما عليك إلا أن تتأمل تلك الظاهرة العجيبة وذلك الولع المستفز برسم تلك (الدال) لتسبق اسم المتكلم ولو كانت (داله) دال طبيب ....
في مصر عشرة دعاة على الأقل تسبق اسمهم تلك (الدال) وهم أطباء ...
وعدد آخر تسبق اسمهم تلك (الدال) وهم دكاترة في العلوم غير الشرعية ...
وآخرون تسبق اسمهم تلك (الدال) وهم حملة ماجستير فحسب ..
أوبعد ذلك تنكر أنَّ لهذا اللفظ جناية ...
ألا تراه وقد دفع أفاضلَ إلى التشبع بما لم يعطوا ...
أي فائدة تلك ... نحصلها من قولنا الدكتور فلان تعريفاً به كداعية شرعي و (داله) دال طبيب (؟؟؟)
يا أحبتي ألم أقل لكم صارت الدكترة مرادفة للقب عالم بل وعالم ضليع راسخ ... وإلا لما حرص من ذكرنا على أن يسبق الاسم بتلك (الدال) المزورة ...
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 04:01]ـ
بالنسبة للعنة المذكورة في المقال فليست على بابها ومن يعرف أسلوبي يعرف ذلك ...
أنت تذمها وتذكر مافيها من نقائص وتعتبرها من أعظم الأمراض المعاصرة وتلعنها ثم تقول اللعنة ليست على بابها، ما معنى ذلك؟
والأسلوب الأدبي مهما علا لا يسوغ تجاوز الأحكام الشرعية، أفلا تخاف على نفسك من الحديث الذي ذكرتك به؟!
بإمكانك أن تكتب وتذم بما تراه حقا أما اللعن فلا يسوغ لمن لم يلعنه الشرع، وقد كتبت ذلك ثانية لأنني رأيتك - بارك الله فيك- لم تلتفت لتذكيري إياك، ولم تشفق على نفسك، ومررت عليه هكذا، مع أنك علقت على كلام الأخوة الذي لا تبلغ خطورته ما ذكرته لك مهما اختلفت معهم فيه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 04:17]ـ
معذرة يا أبا عمرو فالدكتوراه أمر معنوي لا يدخل الجنة ولا يلج النار ولا تسقط عليه الرحمة ليطرد منها ... وعليه فاللعنة ليست على بابها ... دمت بعافية ..
وباقي الذم الموجود هو على ممارسات أهل الدكترة ... كما ذم الله الدنيا رغم كونها لا تذم لذاتها وأإنما أراد سبحانه المغرورين بالدنيا الذي أضاعوا بها الآخرة ... وهو أسلوب عربي معروف ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:22]ـ
معذرة يا أبا عمرو فالدكتوراه أمر معنوي لا يدخل الجنة ولا يلج النار ولا تسقط عليه الرحمة ليطرد منها ... وعليه فاللعنة ليست على بابها ... دمت بعافية .. جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
اللعن يقع على المعنويات كما يقع على المحسوسات
والدكتوراه ليست معنوية بحتة وإنما هي منزلة تترتب عليها محسوسات مثل زيادة الراتب أو نحوه في الدنيا على سبيل المثال
كما أنه لا يُتَوصّل إليها إلا بماديات مثل المذاكرة والكتابة في أوراق إلخ ...
فليست معنوية في كل جوانبها
ثم هلا تفضلت أخي بالدليل على تفريقك بين المعنوي والمحسوس في عدم جواز اللعن؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ quote معذرة يا أبا عمرو فالدكتوراه أمر معنوي لا يدخل الجنة ولا يلج النار ولا تسقط عليه الرحمة ليطرد منها ... وعليه فاللعنة ليست على بابها ... دمت بعافية ..
... [/ quote]
إيّاك و العموم في قوله صلى الله عليه و سلم:
" لا تلعن الريح فإنها مأمورة و إنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ".
فدعك من اللعن و لو احتياطا و كما قيل: أشفق على النفس لا تشفق على الحجر
أما الألقاب فأنا لست دكتورا و لكن أعتقد أنها لا تذم بإطلاق إلا لمن اتخذها وسيلة لنشر الباطل أو جعلها غاية ....
أما إن كانت مدعاة لقبول الحق فمرحبا بها و ها أنت ترى كم من دكتور قبله الناس لأنه يحمل شهادة فحصل به الخير الكثير
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:26]ـ
أما بخصوص ذم المشايخ الكرام للدكتوراه فإنما هو ذم لما فيها من فساد واضمحلال علم عدد من الحاصلين عليها
كذلك ذمها الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله من جهة التسمية واللقب الغريب عن المسلمين ورأى أن تُستبدل بـ (العالمية) أو نحوها فيما أذكر الآن وكتابه (تغريب الألقاب العلمية) ليس بين يدي الآن فلعل بعض الأفاضل يراجعه وينقل لنا نص كلامه حفظه الله
المهم أن الدكتوراه كرتبة علمية لا إشكال فيها وإنما المشكلة من جهة تغريب اللقب ومن جهة اضمحلال علم بعض الحاصلين عليها
لكن الترتيب أو الطبقات في المتعلمين معروفة لدى العرب من زمن فليست بجديدة ولا غريبة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:27]ـ
ليست الريح معنوية يا مولانا ....
وعموماً فقد أوضحت مقصودي بما لا مزيد عليه ... ومن زعم أن الدكتوراة سوف تدخل تحت رحمة الله فليزعم أني طلبت طردها منها ... وحينئذ فلا بأس فهذا أمر يحاسبني ربي على تحقيق مناطه من عدمه ومرة أخرى: ألا لعنة الله على تلك الدكتوراه المزورة ....
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:31]ـ
أمرٌ آخر أحببت أن أفرده هنا
وهو أن لفظ الدكتور شاء من شاء وأبى من أبى قد أصبح الآن دلالة على احترام رأي حامله فالذين يطالبون إخوانهم بالتفريط في هذه المراتب هم في الحقيقة يضرون بالمسلمين من حيث لا يشعرون
ولا يبعد أن يساهم هؤلاء في أن يعتلي غير الأمناء من حملة هذه الشهادات لمناصب علمية ويطرد الأمناء لعدم حصولهم عليها
ويا أخي الكريم علاج الأمور لا يكون بقطعها
فالشجرة التي تفسد بعض فروعها لا تقطع من جذورها وإنما يتم علاج بعض الفروع أو قطع الفروع إن لم تستطع علاجها لكن لا تقلعها من جذورها مرة واحدة
فما هكذا يا أخي يكون العلاج للأمور
فإذا كان الكثير من الحاملين للدكتوراه ليسوا أهلا لها مثلا فلا يلزم من هذا أن نلغيها أو نحول بين الناس وبينها بحجة أن غيرهم ليس أهلا لها
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:32]ـ
ليست الريح معنوية يا مولانا ....
وعموماً فقد أوضحت مقصودي بما لا مزيد عليه ... ومن زعم أن الدكتوراة سوف تدخل تحت رحمة الله فليزعم أني طلبت طردها منها ... وحينئذ فلا بأس فهذا أمر يحاسبني ربي على تحقيق مناطه من عدمه ومرة أخرى: ألا لعنة الله على تلك الدكتوراه المزورة ....
يا أخي الكريم وما هو الدليل على التفريق بين المعنوي والمحسوس في جواز اللعن وعدمه؟
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:46]ـ
ومرة أخرى: ألا لعنة الله على تلك الدكتوراه المزورة ....
جزاك الله خيرا على التجاوب فبعد أن كنت تلعن الدكتوراه بإطلاق و كذلك الدال صرت الآن تقيد بالمزورة و هذا و الله مكسب لنا (ابتسامة)
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:48]ـ
كلامك ينصب ايضا على خريجين الكليات الشرعية لان المئات منهم ليسوا بأقوياء
فهل ننصح الناس بعدم دخول الكليات الشرعية لاجل الخريجين منها هذا حالهم
وهل نقول للعلماء والمشايخ الذين يدرسون ويشرفون في الجامعات توقفوا لان طلابكم
الذين تخرجوا على ايديكم ليسوا بأقوياء
كونها اي الدكترة في جزئية من العلم فبركة والحمدلله
فقد جاء في الأثر عن بعض الصحابة
لأن أعلم بابا من العلم في أمر , ونهي , أحب إلي من سبعين غزوة في سبيل الله
والكلام المذكور ينصب على كل شهادة وليست الدكترة فقط
من الابتدائي حتى الدكترة
واما الذين انتقدوا مثل الالباني ومحمود شاكر رحم الله الجميع
اما الالباني فزمانه يختلف عن زماننا
ومحمود شاكر كان طالبا في الدراسات العليا ولكنه فصل
واغلب تلاميذه من الدكاتره
واما من هو دكتور في الطب او اي علم آخر فاين المشكلة ان يضع دال قبل اسمه
وهو صادق في هذا وهل العلم الشرعي حكر على المتخصصين في الدراسات الشرعية
وماالعيب ان يفعل ذلك شهادة وحصل عليها
وذكرت ان عندكم في الاسكندرية دعاة كلهم اطباء
نعم صحيح منهم محمد اسماعيل المقدم هل تشك في قوته العلمية الشرعية
وكونك تنتقد من يدرس الدكترة
هذا ليس بجديد فانتقاد الدراسة بشكل عام امر قديم
واقول الدراسة خير من عدمها
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 06:14]ـ
منقول من ملتقى اهل التفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة هذه المقالة:
قرأتُ هذه المقالة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، في جريدة (الرياض)، فأعجبني مضمونها فقصصتها من أطرافها بدقة، وطويتها ووضعتها في حافظتي الشخصية التي أحملها معي، غير أنني تكلمتُ يوماً وأنا طالبٌ في كلية الشريعة مع أحد الشيوخ الفضلاء ممن يحملون لقب دكتور حول غرابة حمل شيوخ كلية الشريعة لقب الدكتور، مع كون هذا اللقب غريباً عن البيئة الإسلامية وألقابها الخاصة بها، فلم يرقه ما في هذه المقالة، وقال لي: لو كنت تحمل هذا اللقبَ لما تحمستَ لهذه المقالة وللرأي الذي طرح فيها! فأعدتُ المقالة إلى جيبي حينذاك، وكففتُ عن نقاش هذا الموضوع، حيث وقع رده علي وقعاً شديداً، حيث أشار حينها إلى أنه ينطبق علي قول الثعلب حين عجز عن نيل العنب: (حامض يا عنب)!
ومرت سنوات طوال بعد ذلك ومرت بالأمة أحداث جسام على المستوى الثقافي والحضاري زادت من قناعتي بأهمية طرح مثل هذه الموضوعات على بساط البحث والنقاش، لعل القائمين على شؤون التعليم العالي في البلاد الإسلامية يتنبهون إلى خطورة تغريب الألقاب العلمية، وما فيه من الذوبان الحضاري والثقافي في ثقافة غريبة عن ثقافتنا الإسلامية العريقة والغنية.
ثم جلستُ اليوم مع حافظتي الخاصة المشتتة الأوراق، حتى أعيد ترتيبها، فأعدتُ قراءة هذه المقالة مرة أخرى، فرأيتًُ من المناسب طرح هذا الموضوع الآن حيث لن أُتَّهم بما اتُهمتُ به من قبلُ من أن الدافع هو العجزُ عن تحصيل هذه الدرجات العلمية، ولتيسر النقاش حول هذه المسألة في هذا الملتقى العلمي الذي يرتاده عدد كبير من الباحثين المتخصصين، من الأكاديمين وغيرهم، عسى أن يكون هذا بداية لتصحيح هذه المسألة في التعليم العالي في البلاد الإسلامية. وأترككم مع هذه المقالة الماتعة، للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ، أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود، وأظنه قد تقاعد منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وهو من الأساتذة الأجلاء الذين كتبوا دراسات أدبية متميزة في الأدب السعودي وغيره، وله مقالات وترجمات لبعض البحوث الإنجليزية في غاية الجودة. وهذا هو المقال.
[ line]
الشيخ + الدكتور لقبان علميان متنافران
(مهداة إلى أصحاب الفضيلة دكاترة العلوم الإسلامية)
بقلم / أ. د. محمد بن عبدالرحمن الشامخ
http://www.tafsir.net/images/shamekh.jpg
نعم إنهما لقبان علميان متنافران. أما الأول فلقبٌ عربي كريمٌ رعت نشأته أروقة المساجد وحلقاتها العلمية. وأما الثاني فهو في أصله لقب كهنوتي عاش طفولته في كنائس النصارى ومعابد اليهود.
وقد مشى (الشيخ) على الأرض العربية الإسلامية هوناً، تضفي العباءة عليه وقارها، وتزيده العمامة العربية سكينة وبهاءً.
أما (الدكتور) فقد وفد إلى ديار الإسلام في عصرها الحديث، فأقبل يتخايل في مسيرته، وصار يزهو بردائه الجامعي، ويترنح فرحاً بقبعته الأكاديمية.
الدكتور في المعاجم الأجنبية لقب كنسي كهنوتي:
وإذا كان لقب الدكتور قد أصبح رمزاً من الرموز الفكرية الجامعية العالية في بلادنا الإسلامية، فإن الرضا بتسلله إلى ميدان العلوم الإسلامية يبعث في النفس شيئاً من ألم الحسرة والأسى، ذلك أن هذا اللقب – الذي افتتن به البعض منا – ليس في أصله سوى لقب كنسي كهنوتي.
ففي تعريف كلمة (الدكتور) DOCTOR جاء في معجم أكسفورد OXFORD الجديد ما يلي:
(دكاترة الكنيسة هم طائفة معينة من آباء النصرانية الأوائل الذين اشتهروا بالعلم والقدسية، ولا سيما القديسون آمبروز وأوغسطين وجرومي وجريجوري آباء الكنيسة الغربية)
Doctors of the Church certain early Christian Fathers distinguished for their learning and heroic sanctity esp. Ambrose, Augustine, Jerome, and Gregory in the western church.
وجاء في الطبعة العالمية الثالثة من معجم وبستر ... ster :( الدكتور هو عالم ديني برز في دراسة اللاهوت، وعرف بالقداسة الشخصية، وعادة ما يكون من شراح المذهب الرسمي والمدافعين عنه.
Doctor : a religious scholar who is eminent in theololgical learning and personal holiness and usu. an expouner and defender of established doctrine.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعرف معجم تشيمبر Chambers ( الدكتور) قائلاً: (الدكتور أب من علماء الكنيسة، ورجل من رجال الدين مهر في علم اللاهوت أو القانون الكنسي.
Doctor : a learned father of the Church, a cleric especially skilled in theology or ecclesiatical law.
وحين ذكر منير البعلبكي في معجمه (المورد) كلمة الدكتور جعل أول معانيها العالم بعلم اللاهوت النصراني، فقال: (الدكتور عالم لاهوتي بارز).
أما الأستاذ الجامعي علي جواد الطاهر الذي كان على دراية واسعة بالثقافة الفرنسية فقد قال بأن: (الدكتور في الأصل هو الذي يعلم علناً، وأطلقه اليهود على الرباني أو الحاخام العالم بالشريعة، وأطلقه المسيحيون على الذي يفسر الكتب المقدسة. ودخل اللقب الجامعات لأول مرة في جامعة بولونيا في القرن الثاني عشر، ثم تبعتها جامعة باريس بعد قليل) [منهج البحث الأدبي، ص 32، بغداد 1970 م].
هذا إذن أصل من أصول لقب الدكتور الذي تحدر إلى الجامعات الأوروبية من كنائس النصارى ومعابد اليهود.
كيف تسلل لقب الدكتور إلى الدراسات الإسلامية؟
وإذا كان الخذلان الفكري قد مكن للقب الدكتور من أن يصبح أداة من أدوات الخيلاء الثقافية في ديار الإسلام، فإن من أضعف الجهد أن يجد هذا اللقب الطارئ من يذوده حين يتسلل إلى مجال العلوم الإسلامية متشبثاً ببُردةِ مُفَسِّرٍ، أو عباءة محدث، أو جبة فقيه، ممن خلعت عليهم جامعاتهم الإسلامية لقباً كنسياً وجردتهم من صفة (عالم) التي وصفهم الله بها، وكرمهم بالانتساب إليها.
وقد يغض المرءُ الطرف كارهاً عما شاع من استخدام اللقب في ميادين العلوم الدنيوية، ولكن في السكوت عن اقتحامه لمجالات العلوم الإسلامية تهاوناً في مراعاة ما أمرنا به من مخالفة اليهود والنصارى.
عرفت كليات الدراسات الإسلامية في البلاد العربية هذا اللقب الأجنبي حين بدأ نفر من الدكاترة العرب الذين تثقفوا بالثقافة الأوروبية الحديثة يهزأون بشيوخ الكليات والمعاهد الدينية، ويسخرون من طرقهم في الدرس والبحث. ونسي أصحاب هذه الأقلام الجامحة المتعالية الهازئة أن ما اتسمت به أقلامهم وألسنتهم من قوة في التأثير وبراعة في البيان إنما كان أثراً من آثار تلك المعاهد والكليات الإسلامية التي رعت نشأتهم العلمية الأولى، وكانت في هذا كذلك الشاعر الذي آلمته رمية العقوق فقال:
أعلمه الرماية كل يوم * فلما اشتد ساعده رماني
وعندما تكاثرت الأصوات المستغربة التي تسخر من الكليات الإسلامية، وتصد أجيالاً من الطلاب عنها، رأى علماءُ هذه الكليات وأشياخها أن تيار الاستغراب – الذي كان يهيمن على الحياة الثقافية آنذاك – يقتضي أن يتخلوا عما ألفوه من ألقابهم العلمية العربية، وأن يتلقبوا بالدكتوراه التي شغفت الجامعات العربية الحديثة بها، والتي بلغ الافتتان بها حداً جعل أديباً يحصل على عدد منها ويلقب نفسه بالدكاترة في بعض مقالاته الصحفية التي كان ينشرها منذ حوالي نصف قرن. [هو الأديب المصري الدكتور زكي مبارك / عبدالرحمن]
وظنت طائفة من الناس أن الدكتوراه هي التي صنعت الأسماء التي لمعت في أفق الثقافة العربية في ذلك الحين، ولكن مرور السنين قد أثبت أن هذا كان وهماً من أوهام الحياة الجامعية العربية، ذلك أن الدكتوراه – وهي في معظم أحوالها أطروحة جامعية أولية تجريبية أضعف من أن تصنع علماً من أعلام الثقافة، أو توجد رمزاً من رموز الفكر. ولكن القدرة الذهنية المبدعة، والدأب في البحث والدرس هما اللذان صنعا الأعلام من دكاترة الفكر العربي الحديث. وربما كانت هذه الحقيقة سبباً في أن شهرة هؤلاء الدكاترة الأعلام قد نسجت أوهام الدكتوراه في الثقافة العربية المعاصرة، وأحاطتها بهالة عاجية براقة ما زالت تتراءى لبعض الأذهان.
معظم الأساتذة في كليات بريطانية مشهورة ليسوا دكاترة:
حين كانت الجامعات العربية الحديثة تحتفي بالدكتوراه احتفاءً شديداً كما ذكر آنفاً، كانت بعض الجامعات العريقة كالجامعات البريطانية لا تلقي للدكتوراه بالاً، ولا تتخذها شرطاً في تعيين هيئة التدريس فيها، ذلك أنها كانت تعول في هذا على ما لدى المرشح للتدريس من قدرة علمية وموهبة ذهنية وصبر على البحث والدرس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أوضح الأستاذ ج. واطسون الأستاذ في جامعة كمبردج هذه الحقيقة في كتابه (الأطروحة الأدبية) الذي نشر عام 1970م فقال: (يسود الاعتقاد بأن الالتحاق في مهنة التدريس الجامعي يتطلب شهادة بكالوريوس ممتازة ومؤهلاً علمياً عالياً مثل درجة الدكتوراه. ورغم أن المؤسسات الجامعية الأمريكية غالباً ما تولي المؤهلات الرسمية كالدكتوراه اهتمامها إلا أن في مثل هذا الاعتقاد مبالغة كبيرة بالنسبة للجامعات البريطانية، إذ يتضح من التقرير الذي قدمته لجنة روبنز عن التعليم العالي في بريطانيا عام 1963 أن 41% من مدرسي الجامعات البريطانية لم يحصلوا على شهادة جامعية ممتازة، وأنه لم يكن بين مدرسي الجامعات الذين عينوا فيما بين عام 1959 وعام 1961 سوى 39% ممن كانوا يحملون شهادة عليا حين التعيين، كما إنه لم يكن بين هؤلاء إلا 28% من حملة الدكتوراه. وربما حصل نفر من فئة الـ 72% الذين عينوا بدون دكتوراه على هذه الدرجة بعد التعيين، ولكن عدداً كبيراً من هذه الفئة قد فُضِّلوا في التعيين على أولئك المرشحين الذين كانوا يحملون درجة الدكتوراه. وليس من المستغرب في الجامعات البريطانية أن يفضل في التعيين مرشح لا يحمل الدكتوراه على آخر يحمل هذه الدرجة، فهناك أقسام بل كليات كاملة في جامعات مشهورة لا يحمل معظم أعضاء هيئة التدريس فيها درجة الدكتوراه).أ. هـ[ترجم كاتب المقال فصولاً من هذا الكتاب ونشرها في كتابه (إعداد البحث الأدبي) الذي صدر في الرياض عام 1405هـ انظر ص 45 - 46 من هذا الكتاب].
وقد ذهبتُ مع عدد من الزملاء منذ سنوات لزيارة إحدى الجامعات الأمريكية المشهورة، وهناك تحدث أستاذ بارز في علم الرياضيات عن تلميذه الذي كان يرجو أن يتم تعيينه مدرساً في الجامعة بعد الحصول على درجة الدكتوراه. وقال الأستاذ بأني رشحته للتدريس، ولكني اشترطتُ عليه أن يتخلى عن إتمام رسالة الدكتوراه التي أوشك على الانتهاء منها، وأن يكف عن السعي في الحصول على درجتها، لأنه كان حينئذٍ – وهو في مرحلة الطلب – ينشر أبحاثاً جيدة محكمة في المجلات العلمية، وكان هذا في نظر الأستاذ أهم مؤهل علمي يجب أن يتوافر في المدرس الجامعي.
عدد من الأساتذة الأعلام يسخرون من حال الدكتوراه:
حضرتُ مجلساً علمياً ضم طائفة من علماء اللغة العربية وأساتذتها المشهورين الذين تتلمذت لهم أجيال من حملة الدكتوراه في البلاد العربية، وقد أتوا على ذكر رسائل الدكتوراه في الجامعات العربية، فأنكروا ما صار إليه أمرها من شكلية وابتسار، وسخروا مما آل إليه حالها من ضعفٍ وهزال.
وأعرف جامعياً زهد في الدكتوراه حين رأى ما أصيب به عدد من رسائلها الأدبية من ترهل في الأبواب والفصول، ونحول في جدلية الطرح ومنطقية الفكر، وما آل إليه لقب الدكتور في بيئات عربية متفرة اتخذته حِليةً اجتماعية وزخرفاً ثقافياً. وقد آثر أن يتخلى عن لقب دالي أعجمي علق باسمه طيلة ثلاثين عاماً، وحرمه من أن يأنس بذلك الود الحميم الذي يشعر به حين يناديه مناد باسمه الذي سماه به والداه.
علماء الدراسات الإسلامية والدكتوراه:
لقد أفاض الكاتب في الحديث عن الدكتوراه ليبين أن الدراسات الإسلامية – التي هي عنوان شخصية المسلم ورمز هويته – في غنى عن لقب كنسي لا هوتي طارئ لم يجد في دياره الأصلية من الحظوة ما وجده في بلاد المسلمين من افتتان به وتعلق بأذياله. ولا يريد المرء أن يحرم الباحثين الإسلاميين من تقدير علمي ومادي يماثل ما اكتسبه الباحثون الاخرون، ولكنه يرى أن في الألقاب العلمية الإسلامية العربية ما يوجد الألفة الحميمة بين الباحث المسلم وبين أبناء ملته، ويبعده عن مظنة التشبه وريبة التقليد.
وإذا كان لا بد للباحثين في الدراسات الإسلامية من سمة تميز طبيعة عملهم الجامعي فإن اللغة العربية لن تضيق بمقاصدهم، ولن تغمطهم حقهم، فأبواب الاجتهاد فيها مشرعة، وسبل الاستنباط فيها ممهدة. فإذا رأى بعض الجامعيين أن صفة (الشيخ) التي يؤثرها الناس – لا تكفي لتبيان درجاتهم العلمية، فإن من الممكن أن يقولوا مثلاً العالم الشيخ، أو الأستاذ الشيخ، أو الأستاذ الجامعي الشيخ، والأستاذ المساعد الشيخ، أو ما شاؤوا من صفات علمية عربية إسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعدُ فإن إيجاد لقب علمي بديل يلائم وقار الباحث الجامعي الإسلامي ليس مشكلة علمية جوهرية، فقد بلغ الأشياخ الدكاترة منزلة علمية معينة، ولكن بإمكانهم أن يصلوا إلى مقام يماثل تلك المنزلة أو يعلو عليها بدون دكتوراه، وذلك بما وهبهم الله من قدرات ذهنية، ومواهب فكرية، وطاقة فاعلة، وعمل دائب صبور. فليس العلماءُ الدكاترة بأغزر علماً وأحكم منهجاً من إخوانهم العلماء الأشياخ، ومن ينظر في قائمة من فازوا بجائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والعلوم الإسلامية مثلاً يجد أن العلماء الباحثين الذين لم يحملوا الدكتوراه كانوا من أبرز أولئك الأعلام.
وتشهد الأمثلة الحية المشرقة في ديار الإسلام بأن منهج الدكتوراه الفرعي الجزئي المحدود لا يرقى إلى مستوى المنهج الإسلامي في ميدان الدراسات الإسلامية من حيث شمول المعرفة وغزارة العلم وسلوك طريق الاجتهاد. ودليل هذا هم أولئك الشيوخ الأعلام من شيوخ العلماء الذين يلجأ الناس اليوم إليهم في مسائل الفتيا وقضايا الاجتهاد، والذين لم تعلق بأسمائهم الإسلامية وصفاتهم العلمية ألقاب القساوسة والكهان.
[ line]
انتهى هذا المقال الذي حفظته في جيبي أكثر من خمسة عشر عاماً لأضعه بين أيديكم الآن مرة أخرى، وقد أثار الكاتب الكريم في طياته قضايا في غاية الأهمية، أرجو أن يتناولها نقاشكم العلمي الهادئ، الذي يخرج بعده القارئ بوجهة نظر علمية متزنة حول هذه القضية التي تتعلق بالحضارة الإسلامية وخصوصيتها وتميزها، مع مراعاة واقع الحياة العلمية الآن، ومسائل الغزو الفكري الغربي، ومراعاة التدرج في إصلاح مثل هذه القضايا الأكاديمية، وكم أتوق لرؤية جامعاتنا الإسلامية وأقسامها العلمية وقد عادت لتحتفي بالألقاب الإسلامية النابعة من صميم تراثنا العلمي الإسلامي، وقد زالت عنها وعن درجاتها العلمية عقدةُ الحفاوة بالألقاب الغربية، والله الموفق سبحانه وتعالى.
الجمعة 10/ 7/1427هـ
التوقيع د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
كلية التربية بجامعة الملك سعود
am33s@hotmail.com
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 06:33]ـ
الحبيب ... أمين
الدكتوراه عندي في أغلب أحوالها مزوَرة مزوِرة ..... ولذا استحللت هجاءها ... ولعنها ...
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 06:52]ـ
*
جاء في ختام المشاركة
التوقيع د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
كلية التربية بجامعة الملك سعود
am33s@hotmail.com
ذكرني هذا التوقيع بصديق لي حدثني قبل ثلاثين سنة تقريبا بخبر غريب
ذكر لي أن أحد الباحثين قدم بحثا عن أمراض التدخين في محاضرة له
وبعد انتهاء المحاضرة قام وأشعل له سيجارة وأخذ يدخن ...
"ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات إينما تكونوا يأت بكم الله جميعا
إن الله على كل شئ قدير"
.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 07:44]ـ
أصبت أخي العسكري في تعليقك البليغ بارك الله فيك، وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 08:30]ـ
بارك الله في الإخوة الأفاضل، وجزاهم الله خيرًا.
أولًا: هناك تصحيح بسيط جدًا فيما كتبه أخي فالح بارك الله فيه، حيث قال:
ومحمود شاكر كان طالبا في الدراسات العليا ولكنه فصل
فأقول الأستاذ محمود شاكر – رحمه الله – لم يكن طالبًا للدراسات العليا ولم يفصل، وإنما ترك كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة في السنة الأولى أو الثانية – غير متأكد – إثر مشادة بينه وبين أستاذه الدكتور طه حسين حول قضية انتحال الشعر الجاهلي.
وبالنسبة للمقال الذي نقله أخونا الفاضل الطيب وشنان وأصله في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=41194
هناك فرق جوهري بين طرح الدكتور الشهري من خلال عرض مقال الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشامخ.
وطرح أخينا أبي فهر السلفي، وذاك الفرق يتمثل في أن الأول يعرض للقب العلمي (الدكتوراه) كلقب كنسي كهنوتي وافد، ينبغي التخلص منه والاستعاضة عنه بلقب إسلامي عربي.
بينما أخونا أبو فهر السلفي يهاجم الدكتوراه كدرجة علمية، والأول لا يختلف عليه أحد، وإن كنت لم أقف على كتابة جادة في طرح البديل الإسلامي عنها بصورة تحظى بقبول الأوساط العلمية الإسلامية.
وللفائدة كتاب صاحب الفضيلة العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبوزيد ((تغريب الألقاب العلمية)) موجود على الشبكة في مكتبة المجلس ضمن كتاب ((المجموعة العلمية)) في موضوع الأخ الفاضل سلمان أبو زيد على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=25643&postcount=20
بارك الله فيكم جميعًا.
ولأخينا أبي فهر تعليقًا على قوله:
الحبيب ... أمين
الدكتوراه عندي في أغلب أحوالها مزوَرة مزوِرة ..... ولذا استحللت هجاءها ... ولعنها ...
هذا ليس إنصافًا، ولو سألتني من من حملة الدكتوراه وهو على علم جم، أذكر لي هؤلاء؟
وأحببت أن أجيبك إجابة وافية لخرج الجواب في مجلد.
لكن لو سألتك أنا نفس السؤال: من من حملة الدكتوراه في العلوم الشرعية الذين يتعالمون وهم جهال، ماذا سيكون جوابك؟!
وأرجو أن تفرق بين دكتور جاهل وبين دكتور عالم لكنه زل في مسألة أو عدة مسائل أو دكتور على بدعة فلهذا موضع آخر للبحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 08:43]ـ
نتفق -أخي - على أن الطرحين مختلفان ولكل مقام مقال
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 09:58]ـ
هذا ليس إنصافًا، ولو سألتني من من حملة الدكتوراه وهو على علم جم، أذكر لي هؤلاء؟
وأحببت أن أجيبك إجابة وافية لخرج الجواب في مجلد.
لكن لو سألتك أنا نفس السؤال: من من حملة الدكتوراه في العلوم الشرعية الذين يتعالمون وهم جهال، ماذا سيكون جوابك؟!
.
كتاب في مجلد ضخم مرتب على حروف المعجم .... مقسم إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: فيمن كان جاهلاً
الفصل الثاني: فيمن كان متقناً لباب ويتكلم في كل الأبواب (متستراً بالدكترة)
الفصل الثالث: من كانت درجته هي درجة الطالب القوي ولكنه تزيى بزي العالم. (أوليس حاملاً للدكتوراه فلم لا (؟؟!!!)
وأنا مصر يا شيخ علي على أنهم هم الغالب ... ولولا أن الإخوة في الملتقى شغلوني لحبرت لك ما أردت قوله لك رداً على مشاركتك الأولى ... فنظرة إلى ميسرة ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:10]ـ
عندنا في جامعة القرويين بالمملكة المغربية تجربة رائدة فيما يتعلق بالاسم حيث يسمى اليوم ما يعادل الدكتوراه " بالعالمية " - بكسر اللام وهذا مما يمكن أن يتم الاتفاق عليه في البلاد العربية والإسلامية بشكل يضمن لحملة هذه الشهادات حقوقهم دون أن يتعارض ذلك مع التعامل بالمثل مع من يحمل شهادة الدكتوراه من الجامعات الغربية والشرقية على السواء
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:32]ـ
كتاب في مجلد ضخم مرتب على حروف المعجم .... مقسم إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: فيمن كان جاهلاً
الفصل الثاني: فيمن كان متقناً لباب ويتكلم في كل الأبواب (متستراً بالدكترة)
الفصل الثالث: من كانت درجته هي درجة الطالب القوي ولكنه تزيى بزي العالم. (أوليس حاملاً للدكتوراه فلم لا (؟؟!!!)
أخي الحبيب هذه الأقسام التي ذكرتَها موجود في كل فئات المجتمع ابتداء من السباك والكهربائي وانتهاء بالدكاترة.
وأنا مصر يا شيخ علي على أنهم هم الغالب ... ولولا أن الإخوة في الملتقى شغلوني لحبرت لك ما أردت قوله لك رداً على مشاركتك الأولى ... فنظرة إلى ميسرة ...
أخالفك الرأي وأقول الغالب على دكاترة العلوم الشرعية أنهم مشايخ أفاضل وعلماء، والتخصص لا يخرجهم عن كونهم علماء.
ورأيك أحترمه وأقدره لكن أقول: ((هاتوا برهانكم)).
وردك على مشاركتي الأولى والثانية مما يشرفني ويسرني، أسأل الله أن يجري الحق على قلبك ولسانك وأن ينفعني بما تكتب في هذا الموضوع وفي غيره، وأنا بانتظار تحبيرك بارك الله فيك.
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:45]ـ
القضية يا أستاذ محمد المعيار ليس في البديل فأمره في تصوري هين
لكن القضية هي في سيكولجية المصطلح الجديد
فكلمة دكتور سيكوليجية فيها حسن وحلاوة بصرف النظر عن مدلولها اللغوي الأصلي
ويحتاج من يريد الى صناعة البديل الى تحرر من التبعية الغربية
ووضع مصطلح جديد يخرج من جمال عظيم وحسن
وحلاوة للإسلام الذي يحمله في فؤاده
ليجد هذا الجديد قبولا في الأوساط العلمية بمختلف طرائقها
ولعلك تجد في اختياري كلمة سيكولجية دليلا على أن حلاوة البديل لم يستقر في فؤادي ..
ماهي الكلمة التي بإمكاني وضعها لتحل محل المعنى الذي أريده؟
ولكن صدق الله العظيم
"واتقوا الله ويعلمكم الله"
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:00]ـ
أخي الحبيب هذه الأقسام التي ذكرتَها موجود في كل فئات المجتمع ابتداء من السباك والكهربائي وانتهاء بالدكاترة.
أصبت ... ولو كنت محتسباً على السباكين وأفهم في عملهم لقلت لهم مقالي ... ولكني طالب علم فليس لي شإلا الدكتوراه أنقدها ... أخالفك الرأي وأقول الغالب على دكاترة العلوم الشرعية أنهم مشايخ أفاضل وعلماء، والتخصص لا يخرجهم عن كونهم علماء.
ورأيك أحترمه وأقدره لكن أقول: ((هاتوا برهانكم)).
وردك على مشاركتي الأولى والثانية مما يشرفني ويسرني، أسأل الله أن يجري الحق على قلبك ولسانك وأن ينفعني بما تكتب في هذا الموضوع وفي غيره، وأنا بانتظار تحبيرك بارك الله فيك.
....
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 03:16]ـ
....
أخي الحبيب كنت أتمنى أن تكتب كلمة آمين قبل هذه النقاط، وقد فهمت من هذا أنك متعجل في تحبير ما تكتب وأقول لك، على رسلك خذ راحتك واكتب وحبر، ثم أعد قراءة ما تكتب وأنا لست مستعجلا بل كل ما أريده هو أن نصل إلى قناعة صحيحة تستند إلى دليل معتبر فلا تُعْجِل نفسك خذ راحتك ونحن جميعًا بانتظار إفادتك وتحبيرك، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 05:47]ـ
وأنا مصر يا شيخ علي على أنهم هم الغالب ...
إصرارك يا أخي لا يغير الحقائق و لا الإصرار هو الذي يجعل كلامك صوابا و إنما ينبغي أن تصرف همتك في البحث عن الدليل الذي يجعل الحق معك
و الحق إنما يعرف بدليله
و لو أن كل واحد من الإخوة الفضلاء جعل يصر على ما يراه لما خرجنا من الإصرار و لصار لنا مذهب جديد يعرف بمذهب المصرّيين على أقوالهم دون ذكر الأدلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 06:11]ـ
أغلب الذين لا يحملون الشهادات تجدهم دائما ينتقدون اصحاب الشهادات
حتى في علوم الدنيا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 07:04]ـ
دليلي يا أستاذ أمين هو استقرائي لأحوال هؤلاء الدكاترة ... توافقني .... تخالفني. ... هذا حقك.
=======================
أستاذ فالح ...
لو كان الباعث ما ذكرتَ لوجدتنا ننتقد أصحاب الشهادات مطلقاً ...
وليس ذلك بصحيح ... بل انتقدنا الدكتوراه والغالب على أهلها لما ذكرنا من مسوغات ...
أما الباعث الحقيقي على ذلك ... فهو حراسة العلم ..
صدقت أم لم تصدق ...
اقتنعت أم لم تقتنع ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيكم
المرجو من الإخوة وفقهم الله التلطف في كلامهم، والاجتهاد في مناقشة أصل الموضوع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 07:45]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الله .... وموضوعي لا يعدو أن يكون وجهة نظر ... ولكنك تعلم أزمات العقل العربي ...
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:03]ـ
الأخ الفاضل (أبو فهر السلفي)
العنوان أيضاً به خطأ إملائي ... ((هل تسمحين لي بهجاءك .. )) والصواب ((بهجائك))
وعجيب منك مثل هذه الأخطاء التى كنت تستدركها على بعض محاوريك في ملتقى أهل الأثر قديماً ... (ابتسامة)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:04]ـ
دليلي يا أستاذ أمين هو استقرائي لأحوال هؤلاء الدكاترة ... توافقني .... تخالفني. ... هذا حقك.
...
نعم أخي بارك الله فيك الاستقراء دليل معتبر لكن لابد أن يصدر من أهله هذا أولا
ثانيا: أنت تقول أنك أستقرأت أحوال هؤلاء الدكاترة و لا ندري من هم هؤلاء الدكاترة لكننا نعلم أنك تردد كلمة الأغلب فنرجو منك أخي التفصيل في هذا الاستقراء من حيث عدد الدكاترة الذين خبّرت أحوالهم و من أي جهة هم فنعرف بعد ذلك هل هم ثلثي الدكاترة الموجودين في الساحة العلمية أم نصفهم أم أقل.
ثالثا: فإذا تبيّن هذا الاستقراء صحيحا فستجدني أول الموافقين لا لإصرارك لكن لدليلك و إن كانت الأخرى فلن تجد لك موافقا لا أنا و لا غيري و اعلم بعدها ..................
سأذكر لك المحذوف بعد معرفة التفصيل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:10]ـ
يا أستاذ أمين عندي أن أكثر من سبعين بالمائة من الدكاترة ليسوا علماء وتتفاوت درجاتهم بعد ذلك ... بين جاهل .... و ... و ... الأقسام التي سبق وذكرتها ....
والشريحة محل البحث كانت دكاترة مصر ملابسة وقراءة ... وعدد من دكاترة المملكة وغيرها قراءة فقط (وخاصة أهل تحقيق الكتب) ...
بالمناسبة .... استقرأ حال دكاترة كليتي أيام كنت فيها فوجدت أني أعلم من نصف دكاترة كليتي ... رغم إني ولا بعرف حاجة ..
وأرى نفسي لم أظلم أحداً في ذلك ... وهذا يكفيني ...
==================
الفاضل أبو الفضل ... كويس إنك ذكرت إني كنت بانتقد الأخطاء من قبل ... لعل ذلك دليل على ما أذكره من الفرق بين العجلة والجهل ... وعموماً حتى لو الخيار هو الجهل فالأمر قريب عندي .... ولم أدعِ لنفسي شيئاً أخاف أن يُرفع عني ...
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:07]ـ
يا أستاذ أمين عندي أن أكثر من سبعين بالمائة من الدكاترة ليسوا علماء وتتفاوت درجاتهم بعد ذلك ... بين جاهل .... و ... و ... الأقسام التي سبق وذكرتها ....
والشريحة محل البحث كانت دكاترة مصر ملابسة وقراءة ... وعدد من دكاترة المملكة وغيرها قراءة فقط (وخاصة أهل تحقيق الكتب) ...
بالمناسبة .... استقرأ حال دكاترة كليتي أيام كنت فيها فوجدت أني أعلم من نصف دكاترة كليتي ... رغم إني ولا بعرف حاجة ..
وأرى نفسي لم أظلم أحداً في ذلك ... وهذا يكفيني ...
...
لا يزال كلامك مجملا فبعد أن قلت أن عندك أكثر من سبعين بالمائة لم تذكر بعدها إلا المجملات فأنت تقول: عدد من .................... عدد من
فمن أين لك هذه السبعين؟
لكن نشمي معك خطوة خطوة فأقول:
كم عدد دكاترة المملكة الذين قرأت لهم؟
قد تقول أخي لماذا يناقشني هذا في مسألة العدد؟
فأقول أما اللقب فلا يهمني لأنني لست دكتورا و لم أعرف الجامعات لكنني أعلم أنك بإطلاقاتك هذه تكون قد ظلمت عددا كبيرا ممن يحمل هذا اللقب و هم من أهل العلم و الفضل أو على الأقل طلبة علم أقوياء و لو في تخصصهم فقط
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:40]ـ
لا أعرف العدد على وجه التحديد ولكنه أكبر مما تتخيل أنت ... ولا حاجة لي لأن تمشي معي أو أمشي معك لا خطوة ولا اثنتين ... فأنت مثلي ليس عندك عدد محدد لمن تزعم أنهم من الدكاترة العلماء ولا تستطيع بعد ذلك أن تثبت أن هذا العدد غالب على عددي ... ولا تستطيع بعد ذلك أن تثبت أنهم صاروا علماء بسبب الدكترة ...
يا صديقي وجهة نظري تقوم على مجموعة أفكار:
1 - من الدكاترة علماء-ولكن ليس بسبب الدكترة صاروا هكذا
2 - أغلب الدكاترة ليسوا علماء ...
3 - هؤلاء الأغلب أصناف قد ذكرتها لك من قبل ..
4 - صارت الدكترة تأشير (عالم) وتلك مصيبة عظمى
5 - صار عدم الدكتورة وسيلة لنفي (العلم) وتلك مصيبة أعظم.
6 - عندما كانت الإجازة من العالم هي وسيلة معرفة العالم كان العلم في أحسن حالاته ... وعندما ظهرت الدكتوراه صرنا في الزمن الصعب ...
هذه خلاصة المقالة لمن يفهم ولمن يريد أن يفهم ولمن لا يريد الفهم ....
دمتم بعافية ...
ولي عودة للتقرير والعرض أم الرد ... فهذا يرجع لمدى عقلانية وموضوعية المتكلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 10:14]ـ
فأنت مثلي ليس عندك عدد محدد لمن تزعم أنهم من الدكاترة العلماء ولا تستطيع بعد ذلك أن تثبت أن هذا العدد غالب على عددي ...
نعم أحسنت أنا مثلك تماما لكنني أمسكت لساني و أرسلته أنت بإطلاق غير محمود مآله القدح في كل من يحمل هذا اللقب فتسقطه من أعين الناس
نعم إذا كان عدد الدكاترة المزورين في المملكة أكبر مما أتخيل أنا هكذا بإطلاق فمن يلتفت إليهم بعدك يا أبا فهد فكلامك يشبه غيبة العلماء في المآل و النتيجة
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 01:02]ـ
بارك الله فيكم.
قد قرأت المشاركات إلى النصف، فأسأل الله ألا يكون هذا تكرار مني.
بالنسبة للشهادة العالية فيتوقف تفوق صاحبها على أمور من بينها:
1 ـ الجامعة التي حصل فيها على تلك الشهادة، فحامل الدكتوراة من كامبريج ليس كحامل الدكتوراه من العالم الثالث (أي بلداننا).
2 ـ نوع الفن الذي تخصص فيه المرئ، فإنسان ناقش الدكتوراه في باب القضاء مثلا ليس كمن ناقش الدكتوراه في كان وأخواتها.
3 ـ في الجامعات الأوروبية أو على الأقل في السويد توجد درجات أخرى من بينها درجة الأستاذية (بروفيسور) وهي أعلى من الدكتوراه ولا يحصل عليها المرئ إلا إذا أثبت جدارته في التعليم وتقديم الفائدة في باب العلم. وهي درجة تقدير تمنحها المعاهد في الجامعات لناس معينين بعد إخضاعهم إلى معايير شديدة. انتهى.
استطراد بذكر قصة جميلة:
من فضائل الله علي أن لاقاني بطالب علم شنقيطي يرفض أن يلقب بالشيخ، بل ويوبخ من يلقبه بالشيخ. مع العلم أنه ابن عالم وأمه حافظة للقرآن وخاله عالم أي هو من عائلة علماء وقد حفظ القرآن وعمره سبعة سنوات وحفظ كماَّ هائلا من متون الفقه المالكي ويحفظ ألفية السيوطي وألفية مالك .. إلخ. وقد يسر الله لي طلب العلم على يديه.
هذا الرجل منعه أبوه من الدخول إلى المدارس النظامية لرأي له فيها، لكنه علمه في المحاضر.
حينما توفي والده أتى خاله وقال لأهله، اسمعوا: ابنكم هذا لن يذهب بعيدا بدون شهادة دارسية، فانظروا ما أنتم فاعلون.
قالوا: الرأي رأيك.
ذهب خاله إلى أحد الثانويات التي يعرف فيها مديرها، فأخبره بأمر الولد وعرض عليه تسجيله في الثانوية.
أحضر المدير كتب القسم النهائي في الثانوية وقال له: بقي على شهادة الباكالوريا ثلاثة أشهر، أعط الولد هذه الكتب ووفقه الله.
راجع الولد تلك الكتب وتقدم على الإمتحان، ونجح في اجتياز الإمتحان برتبة الثاني على مستوى جمهورية موريتانيا بأكملها.
خيّر بعدها في أي بلد يريد أن يتابع فيه الدراسة، فاختار الجزائر جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة.
وتخرج هناك في دفعته بالرتبة الأولى على مستوى الجمهورية الجزائرية بأكملها.
بعدها إنتقل إلى مصر وحصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية.
وقال لي: اخترت الدكتوراة في علم دنيوي حتى لا أقتات من علمي الشرعي.
وكان يمازحنا بدعابة فيها جد قائلا: اخواننا المشارقة عندهم عقدة الدكترة، إذا نسيت عدم ذكرها في مقدمة خطابهم روحت فيها!
العلم نور يقتبس ****** صاحبه مكرم حيث جلس
البيت الثاني شديد فلا داعي لذكره!
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 01:28]ـ
مشكلتنا دائما (نترك المهم) .... (نضيع الاوقات) .... (نتعصب لأنفسنا)
اللهم قد أصابنا ما أصابنا اللهم أصلح ذات بيننا
أخوكم الصغير
أبو ريانـ
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:35]ـ
وجهة نظر!
ليس ذنب عيسى صلى الله عليه وسلم أن عدته فئام إلهاً!
وليس ذنب الدكتوراة أن عد بعض الناس صاحبها عالماً حتى تهجى!
وقصارها كونها شهادة لصاحبها بالتخصص في فرع معين، والطعن في شهادة الشاهدين على ذلك جزافاً اعتسافٌ يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل، بل في اعتقادي أن من يمنح هذه الدرجة أوثق في مجاله ممن يخلع عليه لقب الشيخ أو الفقيه أو الأستاذ ونحوها من قبل العامة، وانظر كم من [شيءٍ] قالوا له شيخ أو فقيه أو أستاذ [الأستاذ فلان] وما يدري لعمرك ما طحاها، على حد ما قال الأول: وقال الطانزون له فقيه!
نعم قد تزيد نسبة الدكاترة غير العلماء أو تقل، بل قد يكون فيهم من لايستحق لقب الدكتور حتى في مجال تخصصه كما أن في المشايخ -ولاسيما حدثاء الأسنان- من لايستحق لفظ الشيخ! لكن الدكاترة الذين يعرفون ما شُهد لهم به في (الدكتوراة) هم جم غفير بحمد الله ولا يعني ذلك أنهم علماء غير تخصصهم، وتخصصهم يدعو إلى الاستفادة منهم ولا سيما في مجاله.
فوائد منثورة:
- البيت الذي نقله أبو هارون كأنه مصحف أو متصرف فيه من قول بعضهم في علم النحو: اقتبس النحو فنعم المقتبس ... إلى أن قال: شتان ما بين حمار وفرس!
- ما نقل بعنوان: (الشيخ + الدكتور لقبان علميان متنافران) فيه ما لايسلم به، وطريقة تقرير الشيخ الموقر -حفظه الله- للمسألة محل نظر فليس استعمال لفظ في اللغة العربية أو الإنجليزية يعني أن هذا أصله عند القوم، بل كثير من الألفاظ لما حدث ما يناسبها عندهم استعملوها فيه، أو لما حدثت استعملوها في مناسبتها، وإن لم يكن الحادث أصلها، وهذا مسلك يقع بسببه خلط يؤدي إلى التغليظ في أمور لعل فيها سعة وللرأي فيها مجالا.
الوقت لا يأذن بتعليق المزيد لكن لا يفوتني شكر الدكتور [تستاهل:)] أبي فهر على لفتتاته، فجزاه الله خيراً، مع التنبيه إلى ما أشار إليه الشيخ عبدالله فالمسألة ما تستاهل نفساً محموماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 08:48]ـ
صدقت يا شيخنا ...
ولكن الذم (قد) يلحق المعنويات كالدكتوراه بناء على غالب حال أهلها ... وهذا أسلوب عربي قديم موجود في القرآن فالله قد ذم الدنيا رغم كونها لا تذم لذاتها ... وإنما ذمت لأجل غالب حال المغترين بها ... المتخذين لها سلماً للنار ...
دمت بعافية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 08:51]ـ
قال ابن القيم في ((عدة الصابرين)): ((فالدنيا فى الحقيقة لا تذم وانما يتوجه الذم الى فعل العبد فيها وهى قنطرة أو معبر إلى الجنة أو الى النار ولكن لما غلبت عليها الشهوات والحظوظ والغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة فصار هذا هو الغالب على أهلها وما فيها وهو الغالب على اسمها صار لها اسم الذم عند الاطلاق.
والا فهى مبنى الاخرة ومزرعتها ومنها زاد الجنة وفيها اكتسبت النفوس الايمان ومعرفة الله ومحبته وذكره ابتغاء مرضاته وخير عيش ناله أهل الجنة فى الجنة انما كان بما زرعوه فيها وكفى بها مدحا وفضلا لأولياء الله)).
قال أبو فهر (اللي هو أنا) في بعض مقالاته: فالدكتوراه في الحقيقى لقب لا يلحقه الذم لذاته وهى قنطرة أو معبر للازدياد في العلم والتمكن فيه ولكن لما غلب عليها ما ذُكر لحقها الذم وإلا فمن أهلها من هم من سادات العلم.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 05:53]ـ
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلاّ الله
والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 08:35]ـ
اخي الكريم رعاك الله
انت اطنبت في الكلام كثيرا،وعممت فيه ايضا،ونسفت مجهود الكثير من الاساتذة والعلماء الفضلاء،وارجو ان تتقبل منا هذا الكلام،فإن طرحك خرج كثيرا عن الموضوعية رعاك الله،علما اننا لا ننكر ان هناك بعض من لا يستحق (الدال)،لكن هل بيدك شيء لتغيير هذا السبيل،ولو كنت انت تحمل هذا (الدال) لكان الامر اكثر تقبلا منك رعاك الله، وفي الحقيقة ان الكثير من كلامك عليه مآخذات من نواحي متعددة لكن النقاش على مايبدو معك عقيم.
واذا كان غير ذلك،فارجو عدم التعميم،وخصص من كقولك ولا تطلق، ولا تلعن، واحذر من هذه اللفظة،واحسن الله اليك.
ـ[محمد أبو أحمد]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 09:48]ـ
الدكتوراه درجة علمية لا دخل لها بالذم أو المدح.
وصحيح أن عددا ممن يحملون ليسوا جديرين بها، ولكن التعميم خطأ جسيم وانحراف عن منهج الإسلام في النقد والتدقيق في الحكم.
ولكن ما رأيك في من يلقب نفسه بالسلفي أو الأثري، أو الظاهري، أو ينسب نفسه لأهل السنة والجماعة، أ محب الشيخ الفلاني، أو .. ؟
ألا يعد ذلك أيضا نوعا من اللهث وراء صنف آخر من الألقاب؟ أفلا يمكن أن نجد من يتلقب بالسلفي وهو عالة على مذهب السلف في الفهم والعمل؟، وعندها، هل يجوز لنا في هذه الحالة أن نلعن هذا اللقب؟
...
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 01:06]ـ
صحيح أن الدكتوراه وما فوقها ليست هي الغاية كما أسلفتم، لكن كم هو جميل أن يجمع الطالب بين الشهادة والعلم، فهي تكسب صاحبها شيئا من الاحترام اجتماعيا و إعلاميا، وأهل العلم أولى الناس بها. ثم حبذا تنزيه كتاباتنا عن اللعن وما شابهه.
وفق الله الجميع لمرضاته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:39]ـ
بيان هام
جاري البحث وبشدة عن التعميم .... فلم نجده حتى الآن بل وجدنا تغليباً واستثناء ... فمن وجد هذا التعميم فليعلمنا مشكوراً وله الأجر والثواب عند الله ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 12:38]ـ
ولو كنت انت تحمل هذا (الدال) لكان الامر اكثر تقبلا منك رعاك الله.
جهدت زمناً لمحاولة الوصول لتعريف منضبط للموضوعية فلم أستطع ...
ولكني متيقن من أن كلام (الدكتور) هنا يخلو من الموضوعية تماماً ويذكرني في وجه منه بقول بعضهم: ((لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 02:35]ـ
الدكتوراه لا تذم لذاتها، فلا حاجة إلى لعنها، وإنما الذم في حال من شُهِد له بها وهو لا يستحقها، هذا كل مافي الأمر. مثله مثل من شُهد له بـ "الحافظ" وهو لاعناية له بالحديث، فهنا لا نقول: درجة الحفظ اللعينة، ولكن نقول كما قال الأعمش: «من لم يطلب الحديث أشتهي أن أصفعه بنعلي». ونقل ابن القيم في مفتاح دار السعادة أن الشافعي مر يوماً بشيخ فسأله هل عندك الحديث والفقه فقال: لا، فقال له: لا جزاك الله خيراً، لا عن نفسك، ولا عن الإسلام، ضيعت نفسك، وضيعت الإسلام.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 02:57]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
الذي يتجول في عالم الانترنت سيقف مذهولا أمام كثرة المواضيع التي تتار هنا و هناك و التيقد تعد بالآلاف إن لم نقل بالملايين و قد تجد الموضوع الواحد ينقله جماعة من الناس في منتديات مختلفة لعظم فائدته و لكثرة درره.
و لا يشترط في الكاتب ليستفيد منه الناس أن يكون عالما و لا دكتورا بل قد تحصل الفائدة من شخص لا علاقة له بالعلم كمن يطرح سؤالا فيحصل بسبب ذلك نقاش علمي بناء تعظم فائدته فيكون هو سببا لتلك الفوائد و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
و لا يملك المستفيد من تلك المواضيع إلا أن يدعو لأهلها عن ظهر الغيب فيقول جزاكم الله عنّا و عن الاسلام كل خيرا
و هناك مواضيع أخرى قليلة الفائدة لسوء اختيار الموضوع أو سوء في الطرح أو سوء في المناقشة و لا نملك و الحالة هذه إلا الدعاء لأصحابها فنقول وفقنا الله و إياكم لكل خير
و قد تتحول هذه المواضيع إلى سبب في نشر الأحقاد و ربما التهم و إساءة الظن فتتحول تلك الفائدة إلى أضرار فلا يصلح بعد ذلك إلا غلق الموضوع
هذا و قد كنت من قبل لا أحب فكرة غلق المواضيع لكن تبين لي فيما بعد أنه أحيانا لسبب أو لآخر لا يبقى من الحلول إلى الغلق قبل فوات الأوان.
و بمناسبة الشهر الكريم أسأل الله أن يبارك في أوقاتكم جميعا
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 03:50]ـ
الأستاذ الشهري لا أرانا ابتعدنا كثيراً ....
الأستاذ الجزائري ... أبنت عن وجهة نظرك بطريقتين أحدهما أشد (جزأرة) من الآخرى ... لا أراك الله إغلاقاً في عزيز لديك ... وكل عام وأنت وجميع أهلك وأحبابك بخير ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 05:53]ـ
في الحقيقة لم أكن أريد أن أدخل في النقاش هاهنا.
ولكن خطر على بالي شيء بعد قراءة كلمة الأخ (عبد الله الشهري)، وسألت نفسي: هل ما قاله حقا صحيح؟
فقوله ( ... الذم في حال من شُهِد له بها وهو لا يستحقها) يجعلني أسأل: وكيف شُهِد له بها وهو لا يستحقها؟
هل السبب في ذلك أنه دلس على المشرفين؟
هل السبب في ذلك أنه سرق جهد غيره؟
هل السبب في ذلك أن الذين منحوه هذه الدرجة أصلا ليسوا أهلا لإعطائها؟
الحقيقة يا أخي الكريم أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، وأظن أبا فهر أراد ذلك، ولكنه قسا في عبارته.
فلو أنا افترضنا أن رجلا قد جهد جهده في بحث الدكتوراه، وحصل عليها عن جدارة، بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، فهل هذا معناه أنه عالم؟!
الجواب الذي لا يشك فيه أحد أنْ لا، وهذا لا يمنع من أن يكون عالما في بعض الأحيان، ولكن المقصود أن حصوله على هذه الدرجة وقولنا: (فلان دكتور) ليس مساويا لقولنا (فلان عالم)، ولا أظن أحدا ينازع في هذا الأمر، ولا حتى الذين حصلوا على هذه الدرجة.
وأنا لا أتكلم هنا عن الفساد الذي استشرى في جميع مناحي العلوم الشرعية، سواء منها الأكاديمية أو غيرها.
وإنما أنا أتكلم عن باحث جاد مجتهد، يسعى بأقصى ما يمكنه للبحث والتحقيق والتحري والنظر هاهنا وهاهنا، وتجميع أطراف الموضوع الذي يكتب فيه أطروحته، حتى أتى على غاية ما يمكن البشر في هذا الباب.
فأنا أدعي أنه حتى بعد ذلك لا يمكن أن يوصف هذا الشخص بأنه عالم، ومن نازع في ذلك فإنه لا يعي ما يقول!
وحتى الذين منحوه هذه الدرجة لم يقصدوا بمنحه إياها أنه قد صار عالما، وإنما قصدوا أنه صار قادرا على أن يبحث بنفسه، وهذا هو المعنى المقصود أيضا عند الأجانب الذين استوردنا منهم هذا اللقب.
فأنا في الحقيقة أريد أن أبصّر الطرفين بتحرير محل النزاع، فمن قال أصلا: إن درجة الدكتوراه معناها أن صاحبها قد صار عالما؟
لم يقل ذلك أحد؛ لا الذي اخترع الدرجة، ولا الجامعة التي تعطيها، ولا المشرف الذي يشرف عليها، ولا الباحث الذي حصل عليها.
فلماذا نلعنها إذن؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 06:26]ـ
لم يقل ذلك أحد؛ لا الذي اخترع الدرجة، ولا الجامعة التي تعطيها، ولا المشرف الذي يشرف عليها، ولا الباحث الذي حصل عليها.
فلماذا نلعنها إذن؟!
إن أردت قولاً بلسان المقال ... فأنى هذا ... بل العالم العالم لا يقول: أنا عالم.
أما إن رمت قولاً بلسان الحال والانتفاخ والانتفاش. والتقليل من غير حملة (الدال) والسؤال عن (الدال) كلما تكلمت في العلم، وادعاء (الدال) ولو كانت (دال) طبيب ....
= فانظر حولك يا أبا مالك ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 09:21]ـ
رسالة على لسان الدكتوراه موجهة إلى الفاضل المحترم السيد أبي فهر السلفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فأراك - سامحك الله - قد قسوت علي كثيرا ولم تكن في خطابك منصفا فأنت لم تتورع في الأول أن تصفني باللعينة ثم لم تتأمل ثانيا عندما قلت لي طالبا: هل تسمحين لي بهجائك؟
إنه ليس من حقك أن تلعنني وكيف تفعل ذلك وما أنا إلا شهادة علمية وإن شئت إدارية اقتضتها الحياة العصرية ويحملها الآن الملايين من الناس الذين من حقهم أن تحترم شعورهم
إن حديثك يشبه أن يكون حديث من لديه عقدة إزاء الدكتوراه ولوكنت حاصلا علي مالعنتني وإنما يلعن الإنسان ما منع منه وأنا أدعوك إلى تسجيل أطروحة تجعلها النموذج المحتذى ...
أنا لا أسمح لك بهجائي و لا أقبل أن تضع حملة الدكتوراه جميعا في كفة الجهل وأنت تعلم أن منهم أفذاذا تميل بهم كفة العلم وترجح عن كفتك التي تضع فيها من لحقتهم لعنتك من المساكين الذين قد يكونوا كما تقول، لكن ذلك ليس ذنبي أنا، وإنما هو ذنب من انطلت عليهم حيلهم فمنحوهم شهادة لا يستحقونها وأنا في هذا معك من المحتجين ...
وفي الختام أرجو أيها الفاضل الكريم أن توقف هجماتك علي وتتوجه بها مباشرة لمن تراهم لا يستحقونها وحينئذ ستجدني إلى جانبك مناصرة ومؤازرة
والله من وراء القصد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 06:41]ـ
قال ابن القيم في ((عدة الصابرين)): ((فالدنيا فى الحقيقة لا تذم وانما يتوجه الذم الى فعل العبد فيها وهى قنطرة أو معبر إلى الجنة أو الى النار ولكن لما غلبت عليها الشهوات والحظوظ والغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة فصار هذا هو الغالب على أهلها وما فيها وهو الغالب على اسمها صار لها اسم الذم عند الاطلاق.
والا فهى مبنى الاخرة ومزرعتها ومنها زاد الجنة وفيها اكتسبت النفوس الايمان ومعرفة الله ومحبته وذكره ابتغاء مرضاته وخير عيش ناله أهل الجنة فى الجنة انما كان بما زرعوه فيها وكفى بها مدحا وفضلا لأولياء الله)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 04:49]ـ
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلاّ الله
والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله
ـــ
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 09:25]ـ
الان على قناة المجد العامة
ساعة حوار بتقديم الاستاذ فهد السنيدي حول " حمى الدال " مع احد المهتمين ... !!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 09:38]ـ
المفروض يغشوا مني ....
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 05:26]ـ
مهما سببتم وشتمتم وأقبلتم بخيلكم ورجلكم يبقى أن الدكتوراه لها واقعها الذي لا يمكن أن يغطيه إلا من استطاع تغطية الشمس، ولا يعرف مذاقها إلا من ذاقها، ولذا فالأولى الدعوة لها لا ضدها، ولكن بالطرق المشروعة.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:11]ـ
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته.
1) ماكنت أظن أن حبيبي أبافهر تخرج منه هذه الألفاظ القاسية ولكن خرجت
2) والقضية لاتستدعي هذه الحساسية والسب والشتم، (إن أريد إلا الإصلاح ماستطعت) فأصلح حال إخوانك الدكاترة بالتي هي أحسن.
3) ماهو ضابط الدكتوراه التي تعنيها وتلعنها، وهل نفس الدكتوراه درجة واحدة أم هي أقسام، الذي أراه أن الدكتوراه يقصد بها مرتبة بعد الكلية،والماجستير بغض النظر عن المحصّل العلمي،ولكن عادة الناس تقدير الدكتور واحترامه لما بذل من الجهد حتى وصل إلى هذه المرتبة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:22]ـ
((أيتها الدكتوراه اللعينة هل تسمحين لي بهجاءك))
... وهل بعد اللعن هجاء؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 01:56]ـ
استبدلوا لفظ الفقيه بغيره ..... ومن العجيب مُحَدِّثون دكاترة
والله لو علم الجدود بفعلنا ....... لتناقلوه في المجالس نادرة
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 04:34]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال إسحاق بن راهويه في مسنده (مكتبة الإيمان):
1178 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ فِرْيَةً اثْنَانِ: شَاعِرٌ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ
قال أبو عبد الله البخاري في الأدي المفرد باب 386، باب ما يكره من الشعر
874 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ جُرْمًا إِنْسَانٌ شَاعِرٌ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ مِنْ أَسْرِهَا، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ
وقال الإمام ابن ماجه في كتاب الأدب من السنن، باب 42
3761 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً لَرَجُلٌ هَاجَى رَجُلاً فَهَجَا الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ وَزَنَّى أُمَّهُ». تحفة 16329
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (بتحقيق الحويني، عن جوامع الكلم)
593 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً اثْنَانِ: شَاعِرٌ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ
وقال أبو جعفر الطحاوي في المشكل: (حديث 9 - من مسند الطحاوي 9966)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ هَجَا رَجُلا، فَهَجَا الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا
وقال حديث 10 (من مسند الطحاوي 9967):
فَوَجَدْنَا إِسْحَاقَ بْنَ إبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيَّ قَدْ حَدَّثَنَا، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ فِرْيَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلُ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا، أَوْ رَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ
وقال أبو حاتم ابن حبان (ط دار المعرفة):
5785 - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً اثْنَانِ: شَاعِرٌ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ
وقال البيهقي في كتاب الشهادات من السنن الكبرى (نسخة المكنز)
21659 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ وَأَبُو صَادِقِ بْنُ أَبِى الْفَوَارِسِ الْعَطَّارُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً لَرَجُلٌ هَجَا رَجُلاً فَهَجَا الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ وَزَنَى أُمَّهُ».(/)
درر الفوائد_عمل يسير ترجح به كِفَّة الحسنات
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 09:27]ـ
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} / (6) سورة القارعة، يعني كَثُرَتْ أعمالُهُ الصَّالحة فرَجَحَت كِفَّتُها بِكِفَّةِ الأعمال السَّيِّئَة يعني زادت حسناتُهُ على سَيِّئَاتِهِ، وقد خَابَ منْ رَجَحَتْ آحادُهُ على عَشَرَاتِهِ، يقولُ أهل العلم: "خابَ وخَسِر منْ رَجَحَتْ آحادُهُ على عَشَرَاتِهِ" يعني الحَسَنة بعشْرِ أمثالُها والسَّيِّئَة واحِدَة، ومع ذلك تَرجِحْ السَّيِّئَاتْ على الحَسَنات؟ هذا دليلُ الخَيبة والحِرمانْ والخُسْرَانْ، خَابَ وخَسِرْ منْ رَجَحَتْ آحَادُهُ وَزَادَتْ على عشراتِهِ، ففضلُ الله -جل وعلا- وكَرَمُهُ وجُودُهُ يجعل الحَسَنَة بعَشْرِ أمثالها هذا أقل تقدير و إلاّ فالله -جل وعلا- يُضاعف إلى سبعمائة ضِعف وفَتَحَ لنا أبْوَاب وآفاق تُوصِلُنا إلى جَنَّاتِهِ ومرضَاتِهِ، وضَاعَفَ لنا الأُجُور على أعمالٍ يسِيرَة إذْ لو أنَّ الإنسان يُكْثِرُ منْ الاسْتِغْفَار بِحُضُور قلب لا مَعَ الغَفْلَة واللَّهُو لكانَ لهُ شأنْ غير شأنه الذِّي يَعِيشُهُ، ولو كان يُكْثِر من التَّسْبيح والتَّحميد والتَّهليل، وكُلُّ تسْبيحةٍ صدقة وكُلُّ تسبيحَةٍ أو تحميدَةٍ أو تَهْليلةٍ شَجَرة في الجنَّة، والجَنَّة قِيعَان وغِرَاسُها التَّسبيح والتَّحميد والتَّهليل يعني ما يُكلِّفُ شيء.
الإنسان إذا أرادَ أنْ يَغْرِس نَخْلَة يحتاج إلى أنْ يَشْتَرِي الفَسِيلَة ثُمَّ يغرِسُها ويَتْعبُ على نخلِها وغَرْسِها وسَقْيِها وانْتِظارُ ثَمَرَتِها السِنِين، فَضْلاً عنْ كَونِهِ يغْرِسُ نواة انتظارٌ طويل، لكِنْ إذا قال: سُبحان الله غُرسَتْ لهُ هذهِ النَّخلة، الحمد لله غُرسَتْ لهُ نخلة يُكلف شيء يا الإخوان هذا؟ هذا ما يُكلِّف شيء سُبحان الله وبحمده مئة مرَّة في دقيقة ونِصف تُقال حُطَّتْ عنهُ خطاياه وإنْ كانت مِثْل زَبَدِ البحر، من قال" لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، لهُ الملك، ولهُ الحمد، وهُو على كلِّ شيءٍ قدير" عشر مرَّات بدقيقة تُقال -يا الإخوان- العشْر، كان كمنْ أعْتَقَ أربعةً من ولدِ إسماعيل" عِتْقْ رَقَبَة وهذهِ عشرُ رِقَابْ بدقيقةٍ تُقال حُطَّتْ عنهُ خَطاياهُ وإنْ كانت مِثل زبَدِ البحر بِدقيقة ونصف، وبِهذا تَرجِح كِفَّةُ الحَسَنات، بشيءٍ لا يُكلِّفُك شيء، ما أُمِرْتْ بِأخْذ مِسْحَات على كتفك وتذْهب إلى البَراري والقِفَار منْ أجل أنْ تغرِسْ شَجَرَة لِيُغْرَسْ لَكَ بدلَها شجَرَة في الجنَّة، وأنتْ في فِراشِك وأنْتَ في طريقِك، وأنْت جالِسْ في مجْلسٍ يكثُرُ فيهِ اللَّغَط والكَلام في أُمُور الدُّنْيا بإمْكانِك أنْ تقُول: سُبحان الله وبحمدِه سُبحان الله العظيم، ((كلِمَتانِ خَفِيفَتانِ على اللِّسَانْ، ثَقِيلَتانِ في المِيزَانْ، حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحمن، سُبحان الله وبحمده، سُبحان الله العظيم)) ((سبَقَ المُفَرِّدُون الذَّاكِرُونَ الله كثيراً والذَّاكِرَاتْ)) فالذِّكْر الذِّكْر يا إخوان، هذا لا يُكلِّف شيء، وبِهِ تَرجِحُ كِفَّةُ الحَسَناتْ.
====
الشيخ/د. عبدالكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/134
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 09:52]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل القيم
و جزى الله الشيخ الخضير خير الجزاء على التذكرة.(/)
أسماء طابة وطيبة
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أود وأرجو من الأخوة أن يتفضلوا بذكر الكتب المتعلقة بأسماء طابة، سواء مخطوطة أو مطبوعة .......
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 05:27]ـ
للرفع(/)
من فوائد وأسرار الصيام
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 02:19]ـ
لقد تكلم العلماء والمربون عن الفوائد التربوية من الصوم، حتى أنه أطلق عليه مدرسة الصيام، لما فيه من الفوائد الكثيرة التي تعتبر مصدرا من مصادر التربية.
وعبادة بهذه الأهمية والفائدة؛ يجب علينا أن نتلمس الفوائد التي فيها، ونحاول الاستفادة منها، إننا نرى أصحاب الدورات التربوية أو الإدارية .. ، قبل الدخول في دورة من الدورات؛ يقوم المقدمون بعرض مزايا هذه الدورة، وما فيها من فوائد، ونحن مقبلون على عبادة؛ أشبه بدورة، ومدرسة، يتربى فيها المسلم على مجموعة من الفضائل، ويتخلى عن مجموعة من الرذائل. فينبغي علينا أن نتعرف على هذه الفوائد و الأسرار.
(1) التقوى: وهي المقصد الأسمى من فرضية الصوم، كما نطق بذلك الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} (البقرة183)
(2) تحقيق الإخلاص، والبعد عن الرياء:
فالصائم إنما يمتنع عن هذه الشهوات المباحة والمحببة للنفوس؛ إنما يمتنع عنها لله وحده، في الوقت الذي لا يراه فيه أحد؛ إخلاصا لله، وهذا هو المطلوب في جميع العبادات الظاهرة والباطنة، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (5البينة أي: كون حالهم مخلصين فيه لله، لم يُؤمروا بالعبادة فقط، بل بالإخلاص فيها.)
(3) اعتياد النظام ودقة المواعيد:
نرى حياة كثير منا فوضى، وعدم التزام بالمواعيد والأوقات، فإذا جاء رمضان أعطانا هذا الدرس العجيب في دقة المواعيد، والنظام والمحافظة عليه، ولو وقفنا أمام مثال واحد نرى كيف أن رمضان يعلم الناس النظام والدقة: قال النبي (ص):" إذا أذن بلال فلا تمسكوا، ولكن أمسكوا إذا أذن ابن أم مكتوم " خ/م
(4) التذكير بالغاية من خلق الإنسان:
في زحمة الحياة وملذاتها؛ واستمتاعه بزينتها؛ من مأكل وشرب ومنكح .. ؛ يغفل الإنسان عن غاية وجوده وسر حياته، وتتحول هذه الملذات والشهوات إلى إلف يألفه، لا يكاد يستغني عنه، " وهذا الإلف متى طال أمده فإنه يُعبِّد الإنسان لهواه وشهوته، وينسيه الغاية من خلقه، والتي من أجلها أوجد الله له الطعام والشراب والزوج كي يستعين بها على طاعة ربه وخالقه.
لذلك ينبغي على المسلم أنه يستشعر في كل لحظة أنه عبد لله وحده، عبدا لله في رمضان وفي غيره، عبدا لله في عمله وفي بيته، عبد لله في مسجده أو في سوقه، فالعبودية لا تنفك عن الإنسان، فهو عبد لله في حياته كلها، حتى فيما يترك ويدع: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (16الأنعام)، فالمسلم يستشعر أنه عبد لله في كل أحيانه؛ لأنه ما خلقه الله؛ وخلق الجن والإنس إلا لعبادته سبحانه، فانظر كم من الوقت أنت عبد لله؟ كم من الوقت أنت مطيع له؟ إذا حددت الوقت الذي هو لله في حياتك؛ تعلم ما لك عند الله من المنزلة والكرامة، ولا تُظلم نفس شيئا!
(5) إمكانية التغيير:
هذا الدرس من أهم الدروس المستفادة من هذا الشهر، فنحن لو تأملنا واقع المسلمين الآن لقال الكثير منا: إن هذا الواقع السيء لا يصعب تغييره، فالشوارع مليئة بالمنكرات، والصحف وامجلات، التلفاز والفضائائيات سمومها تبث ليل نهار، فأنى للناس أن يتغير حالهم؟ هذا أمر صعب، لا يصلحه إلا مجدد!! هكذا يقول البعض.
ولكن لنا في رمضان خير شاهد، فتقول: كيف؟
أولا: لو نظرنا إلى المساجد في غيررمضان، وخاصة في صلاة الفجر، نجدها خاوية إلا من رحم الله، وعندما يقبل علينا هذا الشهر تمتلىء المساجد بالراكعين الساجدين، ويتغير واقع الناس إلى الأحسن.
ثانيا: سهولة تغير الإلف والعادة، وقد تلاحظ شخصا يدخن فتنهاه عن المنكر .. ؛ ولكنه تراه يتذرع بالحجج .. ، أما إذا دخل رمضان تراه يمتنع عن التدخين أكثر اليوم، ويصبر ويتحمل، ولكن ضعف النفس والهوى وتسلط الشيطان والأصحاب:ل ذلك يدفعه للعودة إلى التدخين.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأمثلة تعطينا الأمل في تغيير الواقع السيء إلى واقع أفضل، وأن لا نيأس من حال الناس أو حالنا؛ فلا تيأس من تغيير حالك، أسألك سؤال: متى آخر مرة ختمت القرآن؟ الجواب ربما يكون: رمضان الماضي!! وإذا جاء رمضان انظر كم مرة تختم؟ انظر إلى أخلاقك قبل رمضان، وإذا جاء رمضان؟ لاحظ محافظتك على الصف الأول؟ وهكذا، إذاً هناك إمكان لتغيُّر للأحسن وترك السيء أو الأسوء.
الأمر فقط يحتاج منا لمجاهدة وإرادة قوية، والله وعد بالعون والهداية فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69 العنكبوت (العمر بتصرف 39)
(6) التربية على الصبر وقوة الإرادة:
ما أحوجنا إلى الصبر والمصابرة والتحمل وقوة الإرادة، وبخاصة في هذا الزمان الذي قل فيه الصبر، وضعفت فيه الإرادة، وقل فيه التحمل، عصر السرعة والإنترنت؛ نريد كل شيء بغطة زرّ!!
لنكن صرحاء مع أنفسنا؛ فلوتعطلت علينا المكيفات في بيوتنا أو سياراتنا أو مساجدنا فكيف سيكون حالنا؟
فما أحوجنا إلى الصبر في ميادين كثيرة، في ميدان طلب العلم، فالعلم يحتاج إلى سهر وبحث وطول مطالعة، وكل ذلك لا بد له من صبر.
وفي ميدان الدعوة وتوجيه الناس نحتاج إلى الصبر وسعة الصدر، فالأخذ بأيدي الناس إلى الحق، وانتزاعهم من الشهوات والملذات المحرمة أمر شاق وصعب، فلا بد من التحمل. (العمر 29)
قال لقمان لابنه كما حكى الله عنه: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (17لقمان) فعند دعوة الناس، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لابد من الصبر عليهم؛ لأنك تصادمهم في شهواتهم ومألوفاتهم.
(7) تهذيب الأخلاق:
الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، ويضعف سلطانه على الصائم، لذلك ترى الصائم يبعد عن الكذب والفحش في القول والفعل، ويتحلى بالصبر والصدق والرحمة، وتنمو في الإنسان نوازع الخير، ففي رمضان يتربى الصائم على هذه الأخلاق الحميدة، وترك كثير من الأخلاق الذميمة، بل إن النبي (ص) حث الصائم خصوصا على ذلك فقال: " الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله او شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم " (خ/م)، وقال النبي (ص): " من لم يدع قول الزور العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " (خ)
(8) التذكير بنعمة الله:
عندما يحس الصائم ألم الجوع، وحرارة العطش في نهار رمضان؛ يتذكر البؤساء والفقراء الذين لا يجدون ما يكفيهم من ذلك طوال السنة. فيتساوى عندها الغني والفقير في الجوع، فتذهب غفلة الشبعان عن الجائع، ويتذكر الموسر حال المعسر، ويتقي الله فيما سيسأله الله عنهم، فيأتي رمضان ليذكرنا أولا بهذه النعمة التي نحن فيها فنشكرها، ويذكرنا ثانيا بمن حولنا من الفقراء الذين ذقنا ألم جوعهم وحرارة عطشهم، فنمد لهم يد الرحمة، ونمسح عنهم ألم البؤس، وندخل السرور على أطفالهم كما نحبه لأطفالنا، عندها تنشأ الرحمة بين الناس، وتزول الكراهية والحسد.
(9) الصوم والصحة:
مع أن الصوم عبادة جزاؤها الأجر والثواب في الآخرة .. إلا أن من بديع الحكمة والرحمة الإلهية أن يتعبّدنا ربنا بما فيه خيرنا في العاجل والآجل، فتكون العبادات سببا في العافية وصحة البدن و سلامته ..
ولا شك أن في الصيام فوائد عديدة للجسم، ويتضح ذلك فيما يلي:
1 - الصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء، ويعمل على طرحها، والتي يمكن أن يؤدي طول مكثها إلى تحوّلها لنفايات سامة، كما أنه الوسيلة الوحيدة الفعالة التي تسمح بطرد السموم المتراكمة في الجسم.
2 - بفضل الصوم تستعيد أجهزة الإطراح والإفراغ نشاطها وقوتها، ويتحسّن أداؤها الوظيفي في تنقية الجسم، مما يؤدّي إلى ضبط الثوابت الحوية في الدم و سوائل البدن. لذا نرى الإجماع الطبي على ضرورة إجراء الفحوص الدموية على الريق .. أي يكون المفحوص صائما، فإذا حصل أن عاملا من هذه الثوابت في غير مستواه .. فإنه يكون دليلا على أن هناك خللا ما.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - بالصوم يستطيع الجسم تحليل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة.
4 - الصوم أداة يمكن أن تُعيد الشباب و الحوية إلى الخلايا والأنسجة. ولقد أكّدت أبحاث علمية أن الصوم سبب فيه إعادة الشباب الحقيقي للجسد.
5 - الصوم يضمن الحفاظ على الطاقة الجسدية، ويعمل على ترشيد توزيعها حسب حاجة الجسم.
6 - الصوم يُحسّن وظيفة الهضم، ويُسهل الامتصاص، ويسمح بتصحيح فرط التغذية.
7 - الصوم يفتح الذهن، ويُقوي الإدراك، وقديما قيل: البطنة تُذهب الفطنة.
8 - الصوم علاج شاف – بإذن الله – لكثير من أمراض العصر، فهو يُخفف العبء عن جهاز الدوران، وتهبط نسبة الدسم وحمض البول في الدم أثناء الصيام، فيقي البدن من الإصابة بتصلب الشرايين، وداء النقرس، وغيرها من أمراض التغذية.
9 - وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب.
وهكذا .. وبعد أن يُنظف الجسم من سمومه، وتأخذ أجهزته الراحة الكاملة بسبب الصوم؛ يتفرّغ إلى لأم جروحه، وإصلاح ما تلف من أنسجته، وتنظيم الخلل الحاصل في وظائفها؛ إذ يسترجع الجسم أنفاسه، ويستعيد قواه لمواجهة الطواريء .. بفضل الراحة والاستجمام اللذين أُتيحا له بفضل الصوم.
وقد يشعر الصائم ببعض المضايقات في أيام صومه الأولى: كالصداع، ولوهن، وتوتر الأعصاب، وانقلاب المزاج، وهذه تُفسّر بأن الجسم عندما يتخلص من رواسبه المتبقية داخل الأنسجة، ينتج عن تذويبها سموم تتدفق في الدم قبل قبل أن يلقى بها خارج الجسم، وهي إذ تمر بالدم، تمر عبر الجسد و أجهزته كلها من قلب ودماغ وأعصاب، مما يؤدي إلى تخريشها أول الأمر، وظهور هذه الأعراض، والتي تزول بعد أيام من بدء لصيام. (مجالس رمضانية ص 80)
(10) تخلية القلب للفكر والذكر:
فإن تناول هذه الشهوات قد تُقسّي القلب وتُعميه، وتحول بين العبد وبين الذكر والفكر، وتستدعي الغفلة.
وخلو الباطن من الطعام والشراب ينوّر القلب .. ويُوجب رقّته .. ويُزيل قسوته .. ويُخلِيْه للذكر والفكر. (اللطائف ص291)
وكثرة الأكل توجب عكس ذلك.
(11) الصوم يقمع الشهوة:
ولهذا جاء في الحديث أن النبي (ص) قال: " يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوّج، و من لم يستطع فعليه بالصوم .. فإنه له وجاء " متفق عليه.
فأشار النبي إلى أن الصوم يمنع من اندفاع الإنسان إلى الشهوة، وربط بعض أهل العلم هذا الحديث بالحديث الآخر المتفق عليه من حديث صفية .. وفيه قول النبي .. : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " (مجالس رمضان للعودة ص 75).
(12) الصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة؛
فالصائم يترك بعض الأمور الدنيوية تطلّعا إلى ما عند الله من الآخرة والثواب، فمقياس ربحه وخسارته أخروي، فهو يترك الأكل والشرب والملذات في نهار رمضان .. انتظارا للجزاء الحسن والثواب العظيم يوم القيامة.
وفي ذلك أعظم الدروس لتوطين قلب الصائم على الإيمان بالغيب والآخرة، والتعلّق بها، والترفّع عن عاجل ملاذّ الدنيا التي تقود إلى التثاقل والإخلاد إلى الأرض.
واصحاب المقاييس المادية لا يرون في الصوم أكثر من حرمان من لذة الأكل والشرب والجماع .. (مجالس رمضان ص74).
====
محمد بن مبارك حسن الطواش
إمام وخطيب جامع ابن قدامة
الخبر- العقربية - السعودية
11/ 08/1422هـ
====
**ملاحظة: اختصرت منه حتى تسهل قرائته
http://saaid.net/mktarat/ramadan/323.doc
أعاننا الله و إياكم على صيامه وقيامه
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 05:01]ـ
أعاننا الله و إياكم على صيامه وقيامه
آمين
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 07:14]ـ
وجزاك أخي الحبيب في الله (آل عامر)
وشكر الله لك على مشاركتك وسدد خطاك(/)
ابن جبرين وغيره في مناقشة سلمان العودة في رسالة الدكتوراه ... مقطع صوتي للمناقشة كاملة.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 07:21]ـ
هذا مقطع صوتي ... مناقشة رسالة الدكتوراه .. المقدمة من الشيخ الفاضل: سلمان العودة
وقد نا قشه الشيخان الفاضلان:عبد الله بن جبرين وخلدون الاحذب
أشرف عليه الشيخ: عبد الله بن بيه
موضوع الرسالة:كتابة الطهارة من كتاب المرام
http://radio.islamtoday.net/arshefinfo.cfm?st=764
ـ[اسعد]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 05:03]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 08:50]ـ
جزاك الله خير .. وحفظ الله الشيخ العلامه د. سلمان بن فهد العودة وأطال الله في عمره ونفع الله به الإسلام والمسملين.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 12:21]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:13]ـ
شكرا لكم عل المرور(/)
العوام قسمان: الصِّرف، وغير الصِّرف.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 07:25]ـ
قال العلامة الفُلّاني في " إيقاظ همم أولي الأبصار " ط. دار الفتح:
[قال ابن عبدالبر: وأنشد الصولي عن المراغي قال: أنشدني أبو العباس الطبري عن أبي سعيد الطبري قال أنشدني الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي لنفسه، وكان من أفضل أهل زمانه:
تريد تنام على ذي الشُّبَهْ ... وعلّك إنْ نمتَ لم تنتبِهْ
فجاهد وقلّدْ كتاب الإله ... لتلقى الإله إذا مُتَّ بهْ
فقد قلد الناس رهبانهم ... وكل يجادل عن راهبهْ
وللحق مستنبطٌ واحدٌ ... وكلٌّ يرى الحق في مذهبهْ
ففيما أرى عجبٌ غير أنَّ ... بيان التفرق مِنْ أعجبهْ
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [يذهب العلماء ثم يتخذ الناس رؤوسا جهالا يسألون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون].
وهذا كله نفي للتقليد وإبطال له لمن فهمه وهدى لرشده.
وقال أيوب: " ليس تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره "
وقال عبيدالله بن المعتز: " لا فرق بين بهيمة تنقاد وإنسان يقلد ".
وهذا كله لغير العامة، فإن العامة لا بدل لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها، لأنها لا تتبين موقع الحجة، ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك، لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها، وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله تعالى أعلم.
ولم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المرادون بقول الله عز وجل {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، وأجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بخبره بالقبلة إذا أشكلت عليه، فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين لا بد له من تقليد عالم" انتهى كلام الحافظ أبي عمر بن عبدالبر.
قال شيخ مشايخنا محمد حياة السندي، ناقلا عن خزانة الروايات: " المراد بالعامي هنا هو: العامي الصرف الجاهل الذي لا يعرف معنى النصوص والأحاديث وتأويلاتها، وأما العالم الذي يعرف معنى النصوص والأخبار وهو من أهل الدراية، وثبت عنده صحتها من المحدثين، أو من كتبهم الموثوقة المشهورة المتداولة، فيجوز له العمل عليها وإن كان مخالفا لمذهبه" إلى أن قال: " وأما قول أبي يوسف أنه يجب على العامي الاقتداء بالفقهاء فمحمول على العامي الصرف الذي لا يعرف معنى الأحاديث وتأويلاتها لأنه أشار إليه صاحب الهداية بقوله: " لعذر عدم الاهتداء إلى معرفة الأحاديث "، وكذا قوله: " وإن عرفت تأويله يجب الكفارة " يشير إلى أن المراد بالعامي غير العالم.
وفي الحميدي: " العامي منسوب إلى العامة وهم الجهال "
فعلم من هذه الإشارات أن مراد أبي يوسف بالعامي: الجاهل الذي لا يعرف معنى النصوص".
انتهى ملخصا].
قلت (علي): من كلام العلامة السندي يتبين أن العوام قسمان: عوام صرف، وغير صرف، وأن العوام الصرف هم: الذين لا يعرفون معاني النصوص ولا الضعيف من الصحيح في الأحاديث فهؤلاء حقهم التقليد؛ وأن العوام غير الصرف – ولعلها المرتبة الوسطى بين التقليد والاجتهاد، وهؤلاء هم: الذين يعرفون معاني النصوص، والصحيح من الضعيف من كتب الأئمة الموثوقين.
والله أعلم.(/)
درة من درر الشيخ العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 09:52]ـ
قال - رحمه الله تعالى - في معرض تفسيره لقوله تعالى: {إن المتقين في جنات ونهر} من سورة القمر:
[[ .. الجنات نفسرها بأنها شرعا هي " دور المتقين فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر " فَسِّر الجنات التي في الآخرة بهذا التفسير: " هي التي أعدها الله للمتقين فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر "، لكن عندما تقرأ قول الله تعالى {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} كيف تفسر الجنة؟
بأنها البستان الكثير الأشجار، عندما تقرأ {كلتا الجنتين آتت أكلها} تفسره بأنها بستان كثير الأشجار، لكن لا تفسر جنة النعيم في الآخرة بهذا التفسير!، إنك إن فسرتها بهذا التفسير قَلّت الرغبة فيها، وهبطت عظمتها في قلوب الناس، لكن قل: "هي الدار التي أعدها الله لأوليائه، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، سكانها خير البشر، النبيون والصديقون والشهداء والصالحون " حتى تحفز النفوس على العمل لها، وحتى لا يتصور الجاهل أن ما فيها كأمثال ما في الدنيا.]].
من لقاء "الباب المفتوح" شريط: [187].
رحم الله تعالى شيخنا الشيخ ابن عثيمين، ورفع الله درجته في المهديين، وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى. آمين.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:38]ـ
رحمه الله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:48]ـ
رحم الله العلامة ابن عثيمين ورفع درجته
ووالدينا والمسلمين اجمعين
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:16]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل علي الفضلي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 06:32]ـ
الإخوة: العلي، لامية العرب، أباعبيدة:
جزاكم الله خيرا على مروركم.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 08:08]ـ
رحم الله الشيخ ورفع درجته في الجنة.
وجزاك الله خيرا أخي في الله (علي الفضلي).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 01:10]ـ
رحم الله الشيخ ورفع درجته في الجنة.
وجزاك الله خيرا أخي في الله (علي الفضلي).
آمين، وإياكم أخي المبارك السني.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 01:37]ـ
أثابك اللهً أخي الفضلي على هذه النقولات المباركة الطيبه
ورحما الله الشيخ محمد العثيمين,
وأسأله سبحانه أن يجعل لك في كل ضيق مخرجا ويرزقنا الجنة,
وجزاك الله خيراً على هذه النقولات.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:19]ـ
أثابك اللهً أخي الفضلي على هذه النقولات المباركة الطيبه
ورحما الله الشيخ محمد العثيمين,
وأسأله سبحانه أن يجعل لك في كل ضيق مخرجا ويرزقنا الجنة,
وجزاك الله خيراً على هذه النقولات.
آمين آمين، وإياكم أخي الحبيب الأثري.
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 05:05]ـ
رحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة و جمعنا به في دار كرامته
و شكر الله للكاتب - صائد الفائدة - جهده في نقل مثل هذه الدرر ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 10:15]ـ
رحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة و جمعنا به في دار كرامته
و شكر الله للكاتب - صائد الفائدة - جهده في نقل مثل هذه الدرر ..
آمين، وأنت أخي عبد الله جزاكم الله خيرا على مروركم.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 09:01]ـ
رحمه الله
وبارك الله فيك
ـ[الخلال]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 12:50]ـ
رحمه الله، وأسكنَهُ فسيحَ جناته، ونفعنا بعلمِهِ.
وبوركتَ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 05:19]ـ
رحمه الله، وأسكنَهُ فسيحَ جناته، ونفعنا بعلمِهِ.
وبوركتَ.
آمين آمين، وإياكم أخي المكرم الخلال.
وبارك الله فيكم أخي المكرم البكري.(/)
البشارة والتهنئة بدخول رمضان
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 11:18]ـ
البشارة والتهنئة بدخول رمضان
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
البِشارة والتَّهنِئة بدخول شهر رمضان مُخرَّجة في صحيح ابن خُزيمة من حديث سلمان وهو حديثٌ ضعيف ((أتاكم شهر رمضان شهر عظيمٌ مُبارك ... إلى آخِرِهِ)) خَرَّجَهُ ابن خُزيْمة؛ لكنَّهُ حديثٌ ضعيف، والتَّهنِئَة عُمُوماً تهنِئَةُ المُسلم بما يَسُرُّهُ في الجُملة لها أصلٌ في الشَّرع؛ لكنْ لا يُتَعَبَّد بلفْظٍ مُعيَّن، ويَسُرُّهُ دُخُول مثل هذا الشَّهر المُبارك العظيم، فإذا هنَّأَ المُسلمُون بعضُهُم بعضاً بألفاظٍ وأساليب لا يتعبَّدُونَ بها فرأيُ الإمام أحمد -رحمهُ الله تعالى- أنَّ الأمر فيهِ سَعة.
http://www.khudheir.com/ref/516
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 07:36]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز في الله (عبدالله أحمد ال علي)
وحفظ الله الشيخ وأطال في عمره وسدد خطاه
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 09:09]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا بحث مختصر حول: حكم التهنئة بدخول شهر رمضان، حاولت أن أجمع فيه أطرافه راجياً من الله –تعالى – التوفيق والسداد، وفيه إجابة عن سؤال السائل.
فأقول: قبل البدء بذكر حكم المسألة لا بد من تأصيل موضوع التهنئة.
فيقال: التهاني – من حيث الأصل – من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر. ويدل لذلك – ما سيأتي – من تهنئة بعض الصحابة بعضاً في الأعياد، وأنهم كانوا يعتادون هذا في مثل تلك المناسبات.
ويقول العلامة السعدي – رحمه الله – مبيناً هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات - كما في (الفتاوى) في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (348): " هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. فهذه الصور المسؤول عنها ما أشبهها من هذا القبيل، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد.
أما الإجابة في هذه الأمور لمن ابتدئ بشيء من ذلك، فالذي نرى أنه يجب عليه أن يجيبه بالجواب المناسب مثل الأجوبة بينهم؛ لأنها من العدل، ولأن ترك الإجابة يوغر الصدور ويشوش الخواطر.
ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة، وهي: أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المحبوبة لله، بحسب ما ينتج عنها وما تثمره، كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضار ما يلحقها بالأمور الممنوعة، وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جداً " ا. هـ كلامه، وللشيخ – رحمه الله – كلام في (منظومة القواعد) – كما في (المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي 1/ 143) – يقرر فيه هذا المعنى، وللمزيد ينظر (الموافقات للشاطبي 2/ 212 - 246) ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة.
فإذا تقرر أن التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلا ما أنكره الشرع، ولذا: مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب،بل رغب في بعضها، وحرم بعضها كالسجود للتحية.
وبعد هذه التوطئة يمكن أن يقال عن التهنئة بدخول الشهر الكريم: قد ورد في التهنئة بقدومه بعض ا لأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أذكر جملة منها، وهي أقوى ما وقفت عليه، وكلها لا تخلو من ضعف، وبعض أشد ضعفاً من الآخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله – عز وجل – عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ". أخرجه النسائي (4/ 129) ح (2106)، وأحمد (2/ 230، 385، 425) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة – واسمه عبد الله بن زيد الجزمي – عن أبي هريرة –رضي الله عنه -.
والحديث رجاله الشيخين إلا أن رواية أبي قلابة عن أبي هريرة مرسلة، أي أن في الإسناد انقطاعاً ينظر: (تحفة التحصيل) لأبي زرعة العراقي (176).
والحديث أصله في الصحيحين – البخاري (2/ 30) ح (1899)، ومسلم (2/ 758) ح (1079) – ولفظ البخاري: " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين "، ولفظ مسلم: " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة- وفي لفظ (الرحمة) – وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".
2 - حديث أنس – رضي الله عنه – قال: دخل رمضان، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ". أخرجه ابن ماجة ح (1644) من طريق محمد ابن بلال، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس – رضي الله عنه -. وهذا الإسناد ضعيف لوجهين:
الوجه الأول: أن فيه محمد بن بلال البصري، التمار.
قال أبو داود: ما سمعت إلا خيراً، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال العقيلي – في (الضعفاء 4/ 37) ترجمة (1584) -: " بصري يهم في حديثه كثيراً "، وقال ابن عدي في (الكامل 6/ 134): " له غير ما ذكرت من الحديث، وهو يغرب عن عمران القطان، له عن غير عمران أحاديث غرائب، وليس حديثه بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به ".
وحديث الباب من روايته عن عمران، فلعله مما أغرب به على عمران، وقد لخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله في (التقريب 5766): " صدوق يغرب ".
الوجه الثاني: أن في سنده عمران بن داوَر، أبو العوام القطان، كان يحيى القطان لا يحدث عنه، وقد ذكره يوماً فأحسن الثناء عليه – ولعل ثناءه عليه كان بسبب صلاحه وديانته، جمعاً بين قوله وأقوال الأئمة الآتية، لكن قال أحمد: " أرجو أن يكون صالح الحديث "، وقال مرة: " ليس بذاك "، وضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وقال الدارقطني: "كثير الوهم والمخالفة"، وقد ذكره ابن حبان في (الثقات). ينظر: (سؤالات الحاكم للدارقطني 261 رقم 445)، (تهذيب الكمال 22/ 329)، (الميزان 3/ 236) (موسوعة أقوال الإمام أحمد في الرجال 3/ 121)، وقال الحافظ بن حجر ملخصاً أقوال من سبق: " صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج " كما في (التقريب 5150)، وعمران هذا روى الحديث عن قتادة ولم أقف له على متابع، فهذا مظنة الضعف والغرابة.
وذكر الإمام البرديجي كلاماً قوياً يبين فيه حكم الأحاديث التي ينفرد فيها أمثال هؤلاء الرواة عن الأئمة الحفاظ،فيمكن أن ينظر: (شرح العلل 2/ 679،654) لابن رجب، ونحوه عن الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 7). وقتادة بلا ريب من كبار الحفاظ في زمانه، وروى عنه جمعٌ كبير من الأئمة، كما قال الذهبي في (السير 5/ 270): " روى عنه أئمة الإسلام، أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن الحارث المصري وشعبة ... " ثم ذكر جملة منهم فأين هؤلاء من هذا الحديث؟
3 - حديث سلمان – رضي الله عنه – قال: خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في آخر يومٍ من شعبان، فقال " أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟!، فقال: " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة، أو شربة ماء ن أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما،فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنها: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ". أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 191) ح (1887).
قال ابن رجب (رحمه الله) في (اللطائف 279): " هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان ". وإنما تأخر الاستدلال به على مسألتنا – مع صراحته أكثر من غيره –؛ لأنه لم يثبت،فقد سئل أبو حاتم عنه – (العلل) لابنه (1/ 249) – فقال: " هذا حديث منكر "، وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: " إن صح الخبر "، وقال ابن حجر في (إتحاف المهرة 5/ 561): " ومداره على علي بن زيد، وهو ضعيف ".
وخلاصة تضعيف هؤلاء الأئمة لهذا الخبر تعود إلى أمرين:
- ضعف علي بن زيد.
- ومع ضعفه فقد تفرد به، كما قال الحافظ بن حجر.
وبهاتين العلتين يتضح وجه استنكار أبي حاتم – رحمه الله –، وقد ذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها، وفيها أربع روايات عن الإمام أحمد – رحمه الله – ذكرها ابن مفلح – رحمه الله – في (الآداب الشرعية 3/ 219)، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه.
وقال ابن قدامة في (المغني 3/ 294): " قال الإمام أحمد – رحمه الله- قوله: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبّل الله منا ومنك"، وقال حرب: "سئل أحمد عن قول الناس: تقبل الله منا ومنكم؟ قال: لا بأس"، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة ابن الأسقع؟، قال: نعم، قيل: فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد؟ قال: لا .. "
فيقال: إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها،فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسم من أعظم مواسم الطاعات، وتنزل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، والتجارة مع الله ... من باب أولى، والله أعلم.
ومما يستدل به على جواز ذلك أيضاً: قصة كعب بن مالك – رضي الله عنه- الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهما، وقيام طلحة (رضي الله تعالى عنه) إليه.
قال ابن القيم – رحمه الله – ضمن سياقه لفوائد تلك القصة في (زاد المعاد 3/ 585):"وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية، والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية، وأن الأوْلى أن يقال: يهنك بما أعطاك الله، وما منّ الله به عليك، ونحو هذا الكلام، فإن فيه تولية النعمة ربهّا، والدعاء لمن نالها بالتهني بها ". ولا ريب أن بلوغ شهر رمضان وإدراكه نعمة دينية، فهي أوْلى وأحرى بأن يُهنأ المسلم على بلوغها، كيف وقد أثر عن السلف أنهم كانوا يسألون الله – عز وجل – ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وفي الستة الأخرى يسألونه القبول؟ ونحن نرى العشرات، ونسمع عن أضعافهم ممن يموتون قبل بلوغهم الشهر.
وقال الحافظ بن حجر – رحمه الله -: " ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة، أو يندفع من نقمة: بمشروعية سجود الشكر، والتعزية – كذا في (الموسوعة الفقهية) التي نقلت عنها – وربما في الصحيحين عن كعب بن مالك .. " نقلاً عن (الموسوعة الفقهية الكويتية، 14/ 99 - 100)، وينظر: (وصول الأماني) للسيوطي، وقد بحثت عن كلام الحافظ في مظنته ولم أهتد إليه، وينظر: (وصول الأماني 1/ 83) (ضمن الحاوي للفتاوى).
خلاصة المسألة:
وبعد هذا العرض الموجز يظهر أن الأمر واسع في التهنئة بدخول الشهر، لا يُمنع منها،ولا ينكر على من تركها، والله أعلم.
هذا، وقد سألت شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عنها، قال: " طيبة "، وكذلك سألت شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عن التهنئة بدخول شهر رمضان، فقال: (طيبة جداً)، وذلك في يوم الأحد 8/ 9/1416هـ حال بحثي في هذه المسألة.
وقد سئل العلامة الشنقيطي – رحمه الله – عن الصفة الشرعية للتهنئة برمضان والمناسبات الأخرى كالعيدين، فأجاب – رحمه الله – بجواب مطول خلاصته: أنه لا يعلم صفة معينة في هذا الِشأن إلا ما ورد في العيدين – كما سبق نقله – وأن الإنسان إذا اقتصر على الوارد كان أفضل، لكن لو ابتدأه غيره فلا حرج أن يجيبه من باب رد التحية بخير منها، فلو اتصل الإنسان على أخيه، أو زاره، وقال له: نسأل الله أن يجعل هذا الشهر عوناً على طاعته، أو يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه، فلا حرج -إن شاء الله-؛ لأن الدعاء كله خير وبركة لكن لا يلتزم بذلك لفظاً مخصوصاً،ولا تهنئة مخصوصة. نقلاً من شريط (آداب الاستئذان)
أسأل الله – تعالى – أن ينفع بهذا البحث، وما كان فيه من صواب، فإن كان كذلك فمن الله وحده، وإن أخطأت فأنا أهلٌ لذلك، وأستغفر الله وأتوب إليه، وأصلي على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
====
عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
http://saaid.net/mktarat/ramadan/2.htm
====
جزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا(/)
هذا تصريف الفتنة ومعانيها لمن خشي الفتنة!!!
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 02:46]ـ
*
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تصريف الفتنة ومعانيها لمن خشي الفتنة!!!
قمت بتنسيق النص وتحسينه قدر استطاعتي فلعل الله أن يجعل لنا في هذه خيرا كثيرا
جاء في لسان العرب
فتن
الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار
وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ
وفي الصحاح: إِذا أَدخلته النار لتنظر ما جَوْدَتُه، ودينار مَفْتُون
والفَتْنُ الإِحْراقُ
ومن هذا قوله عز وجل: يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ؛ أَي يُحْرَقون بالنارويسمى الصائغ الفَتَّان، وكذلك الشيطان
ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها أُحْرِقَتْ بالنار: الفَتِينُ
وقيل في قوله: يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ، قال: يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم.
ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة.
ابن الأَعرابي: الفِتْنة الاختبار، والفِتْنة المِحْنة
والفِتْنة المال، والفِتْنة الأَوْلادُ، والفِتْنة الكُفْرُ،
والفِتْنةُ اختلافُ الناس بالآراء، والفِتْنةُ الإِحراق بالنار
وقيل: الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم. يقال: فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها.
ابن سيده: الفِتْنة الخِبْرَةُ.
وقوله عز وجل: إِنا جعلناها فِتْنةً للظالمين؛ أي خِبْرَةً
ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم وكذَّبوا بكونها
وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم
قالوا: الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار؟ فصارت فتنة لهموقوله عز وجل: ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين
يقول: لا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا
فالفِتْنة ههنا إِعجاب الكفار بكفرهمويقال: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ
وأَهل الحجاز يقولون: فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها
وأَهل نجد يقولون: أَفْتَنَتْه
قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ سَعِيداً، فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِم
قال ابن بري: قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ
وقال الأَصمعي: هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ، لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ
وأَجازه أَبو زيد؛ وقال هو في رجز رؤبة
يعني قوله: يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ
وقوله أَيضاً: إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ
ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيدْ
قال: وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي
قال: حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم
قالت: مَرَرْنا ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير
ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها وتقول: لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت سعيداً
فأَمسى قد قلا كل مسلم وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ،
واشْترى وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ
فقال سعيد: كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ
والفِتْنةُ إِعجابُك بالشيء، فتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً، فهو فاتِنٌ، وأَفْتَنَه
وأَباها الأَصمعي بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة:
يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ
فلم يعرف البيت في الأُرجوزة
وأَنشد الأَصمعي أَيضاً:
لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ فلم يَعْبأْ به
ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين.
وقال سيبويه: فتَنَه جعل فيه فِتْنةً، وأَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنة إليه.
قال سيبويه: إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ، وإِذا قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ.
وحكى أَبو زيد: أُفْتِنَ الرجلُ، بصيغة ما لم يسم فاعله، أَي فُتِنَ.
وحكى الأَزهري عن ابن شميل: افْتَتَنَ الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان، قال: وهذا صحيح
قال: وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ فهي لغة ضعيفة.
قال أَبو زيد: فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الفجور،
وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً
وقال أَبو السَّفَر: أَفْتَنْتُه إِفْتاناً، فهو مُفْتَنٌ
وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله، وكذلك إِذا اخْتُبِرَ.
قال تعالى: وفتَنَّاك فُتُوناً.
وقد فتَنَ وافْتَتَنَ، جعله لازماً ومتعدياً، وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفُتُون أَيضاً: الافْتِتانُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى
ومنه قولهم: قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ؛ قال الشاعر:
رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا مِ، أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا
والمَفْتُونُ: الفِتْنة، صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول والمَجْلُودِ.
وقوله تعالى: فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ؛
قال أَبو إِسحق: معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون؛
قال أَبو عبيدة: معنى الباء الطرح كأَنه قال أَيُّكم المَفْتُونُ
قال أَبو إِسحق: ولا يجوز أَن تكون الباء لَغْواً، ولا ذلك جائز في العربِية
وفيه قولان للنحويين: أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ، مصدر على المفعول
كما قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ
وليس لفلان مَجْلُودٌ أَي ليس له جَلَدٌ
ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قال بأَيِّكم الفُتون، وهو الجُنون
والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ الفَريقينِ المَجْنونُ
أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر، أَقامَ الباء مقام في؛
وفي الصحاح: إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة
كما زيدت في قوله تعالى: قل كفى بالله شهيداً
قال: والمَفْتُون الفِتْنةُ، وهو مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول
ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره
قال: وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره
كقولهم بمن مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك
لأَن الأَول في معنى الظرف
قال ابن بري: إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان، وليس بمصدر
فإِن جعلت الباء غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ.
وافْتَتَنَ في الشيء: فُتِن فيه.
وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن: أَراد الفُجُور بهنَّ.
والفِتْنة الضلال والإِثم.
والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق.
والفاتِنُ: الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ، صفة غالبة.
وفي حديث قَيْلَة: المُسْلم أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ
الفَتَّانُ: الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي
فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان.
قال: والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم
فينبغي لهم أَن يتعاونوا على اللِّصِّ
وجمع الفَتَّان فُتَّان
والحديث يروى بفتح الفاء وضمها
فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن الدين
ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ
على الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنونهم
وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة في الفِتْنة
ومن الأَول قوله في الحديث: أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ؟
وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل:
فتَنْتُمْ أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم
استعملتموها في الفِتْنة، وقيل: أَنَمْتُموها.
وقوله تعالى:
وفتَنَّاكَ فُتُوناً
أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاًوقوله عز وجل:
ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي
أَي لا تُؤْثِمْني بأَمرك إِيايَ بالخروج
وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ
قال الزجاج: وقيل إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ
فقالوا يريدون بنات الأَصفر
فقال: لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر
فأَعلم الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم.
وفتَنَ الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه
ومنه قوله عز وجل:
وإِن كادوا ليَفتِنونك عن الذي أَوْحَيْنا إِليك
أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.
ابن الأَنباري: وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً، قال بعضهم: معناه أَمالته عن القصد
والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق.
وقوله عز وجل:
ما أَنتم عليه بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ:
فسره ثعلب فقال: لا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ عليه أَن يدخل النار
وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به
وقيل: الفِتْنةُ الإِضلال في قوله: ما أَنتم عليه بفاتنين
يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من أَضَلَّه الله
أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النار الذين سبق علم الله في ضلالهم
قال الفراء: أَهل الحجاز يقولون ما أَنتم عليه بفاتِنينَ
وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ والفِتْنةُ: الجُنون، وكذلك الفُتُون.
وقوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
والفِتْنةُ أَشدُّ من القَتْلِ
معنى الفِتْنة ههنا الكفر، كذلك قال أَهل التفسير.
قال ابن سيده: والفِتْنةُ الكُفْر.
وفي التنزيل العزيز:
وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ فِتْنة.
والفِتْنةُ الفَضِيحة.
وقوله عز وجل:
ومن يرد الله فِتْنَتَه
قيل: معناه فضيحته، وقيل: كفره
قال أَبو إِسحق: ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما يَظْهَرُ به أَمرُه.
والفِتْنة العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى المؤمنين في أَول الإِسلام
ليَصُدُّوهم عن الإِيمان، كما مُطِّيَ بلالٌ على الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق
رضي الله تعالى عنه، فأَعتقه.
والفِتْنةُ ما يقع بين الناس من القتال.
والفِتْنةُ القتل
ومنه قوله تعالى:
إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا
قال: وكذلك قوله في سورة يونس:
على خَوْفٍ من فرعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم
أَي يقتلهم
وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم:
إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم
فإِنه يكون القتل والحروب والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا
ويكون ما يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فيُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة والعمل لها.
وقوله، عليه السلام:
ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من النساء
يقول: أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها.
والفِتْنةً الاختِبارُ.
وفتَنَه يَفْتِنُه: اختَبَره.
وقوله عز وجل:
أَوَلا يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُونَ في كل عام مرة أَو مرتين:
قيل: معناه يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد
وقيل: يُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب والمكروه.
والفَتْنُ الإِحرَاق بالنار. الشيءَ في الناريَفْتِنُه: أَحرقه.
والفَتِينُ من الأَرض: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ كأَنها مُحْرَقة، والجمع فُتُنٌ.
وقال شمر: كل ما غيرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون
ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ في السواد كأَنها مُحْترقَة
وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ:
غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ، على آبارِها، أَبداً عُطُونُ وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة
وقال بعضهم: الواحدة فَتِينة، وجمعها فَتِين
قال الكميتُ: ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ، تَأْوي إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ، كالفَتِينا
(* قوله «من الحلاف» كذا بالأصل بهذا الضبط
وضبط في نسخة من التهذيب بفتح الحاء المهملة).
فحذف الهاء وترك النون منصوبة، ورواه بعضهم: كالفِتِينَا.
ويقال: واحدة الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ.
وحكى ابن بري: يقال فِتُونَ في الرفع، وفِتِين في النصب والجر
وأَنشد بيت الكميت.
والفِتْنَةُ الإِحْراقُ.
وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته.
وفِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ.
وفِتْنة المَحْيا: أَن يَعَْدِلَ عن الطريق.
وفِتْنَةُ المَمات: أَنْ يُسْأَلَ في القبر.
وقوله عزَّ وجل:
إِنَّ الذين فَتَنُوا المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا
أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان.
وفي حديث الحسن: إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات
قال: فَتَنُوهم بالنار أَي امْتَحَنُوهم وعذبوهم
وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم
أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به فَيَجْزِيهم، جَزاؤُهم فِتْنةٌ.
قال الله تعالى:
أَلم، أَحَسِبَ الناسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُونَ
جاءَ في التفسير: وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم
فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء الصادقُ الإِيمان من غيره
وقيل: وهم لا يُفْتَنون وهم لا يُمْتَحَنُون بما يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم
وكذلك قوله تعالى: ولقد فَتَنَّا الذين من قبلهم؛ أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا.
وقوله تعالى مُخْبِراً عن المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ:
إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر؛ معناه إِنما نحن ابتلاءٌ واختبارٌ لكم.
وفي الحديث: المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً
أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب
من فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه.
ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً، وهو قليل:
قال ابن الأَثير: وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه
ثمَّ كَثُر حتى استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ عن الشيء.
وفَتَّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ.
وفي حديث الكسوف:
وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور؛ يريد مُساءَلة منكر ونكير، من الفتنةِ الامتحان
وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغير ذلك.
وفي الحديث:
فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه:
أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ
فقال: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً؟
تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل: إِنما أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة، ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ.
وهما فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ
قال نابغة بني جَعْدة:
هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه لِسَاعَتِه، فآذَنَ بالوَداعِ الواحد: فَتْنٌ
وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر الباهليّ:
إِمّا على نَفْسِي وإِما لها، والعَيْشُ فِتْنَان: فَحُلْوٌ ومُرّ
قال أَبو عمرو: الفِتْنُ الناحية، ورواه غيره: فَتْنانِ، بفتح الفاء، أَي حالان وفَنَّانِ، قال ذلك أَبو سعيد
قال: ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي ضَرْبانِ.
والفِتانُ، بكسر الفاء: غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ
قال لبيد: فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي، ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ والجمع فُتُنٌ.
انتهى
الحمد لله رب العالمين
*
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 03:09]ـ
لعلني أنشط إن شاء الله وأقوم بتنسيقه ووضع ألون مختلفة فيه تيسيرا للقراءة لمن هم في بداية الطلب من الأخوة الأحباب بأفضل مما هو عليه الآن لعظم هذا الموضوع
فبرنامج التحرير في المجلس لم يساعدني والمشاكل كانت كثيرة فيه
وقد جمع صاحب اللسان موارد وشوارد كثيرة هذا الباب
تهم المؤمن الذي يخاف مقام ربه
لما عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ربه الجبار جل جلاله
أدناه منه يقول له الله سل
فقال عليه السلام
"اللهم إني أسأل فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين
واغفر لي وارحمني وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون"
الله أكبر
انظروا ماذا يسأل رسول الله ربه في هذا المقام المحمود العظيم
كم أتعجب من طيبة قلب رسول الله وصفاء نفسه وأدبه مه ربه
لا إله إلا الله
هو خير خلق الله حقا صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين
جزاكم الله خيرا(/)
ألم تسأل يوما ما الألوكة؟ وأي حكمة وراء التسمية؟
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 03:16]ـ
^
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم تسأل يوما ما الألوكة؟ وأي حكمة وراء التسمية؟
جاء في لسان العرب
ألكفي ترجمة علج: يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ
وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل،
وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج.
الليث: الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة،
سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم
مشتق من قول العرب: الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ،
والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ.
ابن سيده: أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه.
والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم؛
قال لبيد: وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ
قال الشاعر: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً، عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ
قال ابن بري: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة
ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛
وقال فيها:
يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ، إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ
قال: وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛
وقوله: أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ: أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟
إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب.
قال ابن سيده: ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك
فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه؛
فأَما قول عديّ بن زيد:
أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً: أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار
فإِن سيبويه قال: ليس في الكلام مَفْعُل،
وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال: مَأْلُك جمع مَأْلُكة،
وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة،
والذي روي عن ابن عباس أَقيس
قوله «والذي روي عن ابن عباس أقيس» (*هكذا في الأصل)
قال ابن بري: ومثله مَكْرُم ومَعُون،
قال الشاعر: ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم
وقال جميل: بُثَيْنَ الْزَمي لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه، على كثرةِ الوَاشينَ، أَيّ مَعُون
قال: ونظير البيت المتقدم قول الشاعر:
أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً، أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل
كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ: من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول
ويقال: أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك، وهي الرسالة،
وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نقلته بالهمزة
قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً،
والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها،
فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة،
وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة،
إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة
فهذا على حد قولهم: ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي ولا أَتَهَيَّبُها،
وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل،
وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل؛
وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة:
أَلِكْني إِليها بالسلام،
فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها،
وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ؛
قال عمرو بن شَأْسٍ:
أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً، بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا
فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه،
وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة؛
والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس:
أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ الـ ـإِله، فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا
وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه،
وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام؛
وعليه قول الشاعر:
أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً، سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني
وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه:
أَلِكْني إِلى قومي، وإِن كنتُ نائياً، فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ
أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وهي الرسالة.
وقال كراع: المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي.
وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك.
ابن الأَنباري: يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني،
وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني،
والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة؛
وأَنشد:
أَلِكْني إِليها بخير الرسو لِ، أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ
قال: ومن بنى على الأَلوك قال: أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً؛
وأَنشد:
أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا
قال أَبو منصور: أَلِكْني أَلِكْ لي،
وقال ابن الأَنباري: أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه؛
وقا ل أَبو عبيد في قوله: أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك،
والمَلَكُ مشتق منه،
وأَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك،
ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك؛
وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر: فلسْتَ لإِنْسيٍّ،.
ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب
والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب،
ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة،
وقد قالوا المَلائك. ابن السكيت: هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب.
والملائكة: جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز
فقيل مَلَك في الوحدان، وأَصله مَلأَك كما ترى.
ويقال: جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته
وبعد
متى توصف الرسالة بالألوكة؟
ومالحكمة من اختيار هذا الوصف لمجلسنا الكريم؟
سألتم من ليس عنده جواب،،،
*
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 04:35]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ينظر هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1883&highlight=%C7%E1%C3%E1%E6%DF%C 9+%C7%E1%D1%D3%C7%E1%C9
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 06:42]ـ
بارك الله فيكما ونفع بكما
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 08:04]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 07:05]ـ
...
الحمد لله
الأخ عبد المحسن والأخ عبد الله شكرا لكما على هذه الزيارة الخاطفة
أخي الشيخ أبو محمد
ماكنت لأفرد موضوعا انفرد به غيري
وقد بحثت أولا في المجلس وكتبت في نافذة البحث "الألوكة"
ولم يخرج لي بشئ
مازلت "سؤالا" يا أبا محمد في بداية الطلب
سؤالى بشئ من البسط متى توصف الرسالة بالألوكة
على الاعتبار اللغوي أن العَلم واحد وباقي الأسماء له صفات؟
ترى الآن وضعت علامة استفهام واحدة فالحذر الحذر
والذي حداني لطرح هذا السؤال فهمي كما هو مقرر
أن الرسالة كما في قوله تعالى
"الذين يبلغون رسالات الله"
تتضمن أربعة أقسام
عقيدة وشريعة ومنهج وسلوك وأخلاق
وأشار الى هذا شيخ الإسلام رحمه الله في مكان لا أجده في حافظتي الساعة
تحت قوله تعالى "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"
وكان حذري من أن الرسالة إذا وصفت بالألوكة فإنها لا تتضمن
الأربعة أقسام التي ذكرتها آنفا
فهي مخصوصة بأمر لم أتوصل إليه ولم أقدر على البحث فيه فشرعت
في عرض الموضوع على أحباب يوصلونا الى بر العلم وصدقه
أحسن الله اليك موفقا مباركا أينما كنت
*
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 01:56]ـ
جزيتم خيرا على الافادة(/)
درر الفوائد_محبة أهل العلم
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 07:32]ـ
عليك أنْ تُحِبَّ العُلماء والمُتعلِّمين؛ لأنَّ المرء مع من أحب، فإنْ لم تُحِبَّهُم، الإنسان قد يحصُل لهُ ما يَعُوقُهُ عن تحصيل هذهِ المحبَّة؛ لأنَّ المحبَّة عِبَادة وطاعة لله -جل وعلا-؛ لكنْ قد لا يُوفَّق الإنسان لأنَّ هذه أمُور قلبيَّة، قد يكُون عندهُ من الأعمال ما يحُولُ دُونهُ ودُون هذه المحبَّة، لأنَّهُ قد يقول قائل: الإنسان وش اللي يمنعهُ من أنْ يُحب أهل الخير؟ وهل كلُّ شخص يُوفَّق لحُبِّ أهل الخير؟ قد يكون عندهُ من الأعمال ما يحُولُ دُونهُ ودُونَ هذا العمل الفاضل الخَيِّر {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [(54) سورة سبأ] فإنَّ الله -جل وعلا- يحُولُ بين المرءِ وقلبه لماذا؟ ظُلماً، لا والله {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِّلْعَبِيدِ}
[(46) سورة فصلت] وإنَّما لوُجُود بعض الأعمال التِّي تجعل هذا الشَّخص يُحال بينهُ وبين قلبِهِ، وبينهُ وبين مُرادِهِ، قد يُحب الإنسان، يَوَد الإنسان أنْ يكُون ذاكراً شاكراً لِمَا يسمع من فضل الذِّكر؛ لكنْ تجِد من أيْسَر الأُمُور عليهِ الكلام الكثير القيل والقال؛ لكنْ سُبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أثقل من الجبال عندهُ لماذا؟ هل هي بالفِعل ثقيلة؟ ليست ثقيلة؛ لكنْ عندهُ من الأعمال ما يحُولُ بينهُ وبين تسهيل هذه الأُمُور وتيسيرها، فإنْ لم تكُن مُتعلِّماً فَأَحِبَّهُم لماذا؟ لأنَّ المرء مع من أحب، فإنْ لم تُحِبَّهُم فلا تُبغِضُهم أقل الأحوال عالج قلبك لا تُبغِضهُم؛ لأنَّ بعض النَّاس ما يكفيه ما يُحب أهل العلم؛ بل إذا رآهُم يكاد يتميَّز من الغيظ -نسأل الله السَّلامة والعافية- لِما جُبِل عليهِ من خُبْث الطَّوِيَّة، وسُوء النِّيَّة، وكُلُّ هذا سَبَبُهُ التَّساهُل بالأُمُور اليسيرة من فُضُول الكلام، و فُضُول الأكل، و فُضُول النَّظر، وفُضُول النُّوم، هذهِ الفُضُول تتراكم على القلب وهي الرَّانْ، ثُمَّ بعد ذلك تسهُل عليه مُزاولة المكروهات، ثُمَّ بعد ذلك يَجْرُؤ على المُحرَّمات، ثُمَّ بعد يُطْبَع على قلبِهِ -نسأل الله السَّلامة والعافية- فمثل هذهِ الأُمُور ينبغي أنْ يَتَنبَّه لها الإنسان.
====
الشيخ/د. عبدالكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/141
ـ[النجدية]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 02:52]ـ
بسم الله ...
بارك الله في علمكم أستاذنا عبد الله السني ...
و جعل نقلكم هذا في ميزان حسنات أستاذنا عبد الكريم الخضر، و ميزان حسناتكم!!!
لكن أتعجب هل هناك من يكره، و يبغض العلماء حقا؟!!
ما أعرفه، و ألفته: أن العالم -و أعني العالم بحق الرباني، التقيُّ المتمسك بشرع الله ... - يضع الله تبارك و تعالى له القبول في الأرض، و يلقي في قلب كل من يراه محبة منه سبحانه!!
فكيف يؤمر أحد بمحبة أمثال هؤلاء؛ و الله تبارك و تعالى تكفل بذلك؟؟
هذا تساؤل ... و أدامكم الرحمن لي مسددا، و أكرمكم بالجتة!
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 05:19]ـ
بارك الله فيك.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 10:19]ـ
وفيكم بارك ..
وجزاكم الله خيراً على المشاركة(/)
صحيفة أعمال شهر رمضان
ـ[أبومنصور]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم
صحيفة أعمال شهر رمضان في الملحقات
الرجاء توزيعها والدعاء لمن قام بتصميمها
وتقبل الله صيامكم
ملاحظة: توجد نسخة باللغة الانجليزية
ـ[أبومنصور]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 01:38]ـ
للرفع للفائدة(/)
هل الأوزعي يطعن حقاً في علي ابن طالب نريد كلام طلبة العلم في هذا ... !!!
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 04:50]ـ
الحمد الله وبعد ....
حيا الله أخواني طلبة العلم أحببت أن أسأل عن الذي ينقل علي الإمام الأوزعي في طعنه قي علي بن طالب رضي الله عنه وما صحة ما ينقل عنه لأنني أنزلة موضع في شبكة أنا مسلم في كفر ما يطعن في الصحابة وهو كلام شيخنا عبد العزيز الراجحي ورد عليه أحد الأخوه بهذا الرد فتمنا من الأخوه أن يوضح لي بارك الله فيهم ...
حيث ينقل الذهبي:
عن الأوزاعي أنه قال " ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه وأخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان بالبيعة " هذا القول موجودعند الذهبي في سير أعلام النباء ج7ص130
ومن الكفار أيضا!!!!!!!!! حسب قاعدة لحشوية
وخالد بن سلمةثور بن يزيد الكلاعي الذي يبغض عليا لأنه قتل جده!!!!!!!! خالد بن عبدالله القسري الأميروأبو إسحاق الجوزجاني يا ناس المحدث المشهور كيف تشترطون يا من أردتم أبعادنا عن السنة ولكن هيهات هيهات كيف تشترطون وتقولون أن من يسب الصحابة فهو زنديق ومع ذلك نجد هذا الجوزجاني يسب عليا رضي الله عنه وفي ذات الوقت نجده يضعف هذا ويحكم بكذب ذاك او باختلاط الآخر وأن هذا يكتب حديثه ولا يحتج به وأن الآخر لا يكتب ولا يحتج بحديثه ... بالله عليكم .... ؟؟ ومن أهل السنة الكفار حسب كلام طارح الموضوع:
ابن قتيبة الدينوري صاحب التصانيفومحمد بن بن زياد الأهاني أبو سفيان الحمصي وأسد بن وداعةولمازة بن زياد الجهضميوعبدالله بن سالم الأشعريونعيم بن أبي هند النعمان بن أسماء الأشجعيوأزهر بن عبدالله الحرازي الحمصيوعبدالله بن شقيق العقيليوأبو لبيد شيخ جرير بن حازم
ومن الكفار أيضا بني أمية ملوك أهل السنة مثل
مروان بن الحكم الذي قتل الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كما انه منشيء الفتنة العظيمة حيث قتل رجلا في عهد عثمان وكانت تلك بداية الشعلة التي أصبحت نارا أكلت الأخضر واليابس
مروان بن الحكم كافر حسب قاعدتهم الإ ان ابن تيمية يعتبرهمن أفضل الناس!!!!!!!!!!!!! هذا واسطة خصوصية بس
ومن ملوك اهل السنة الكفار الوليد بن عبدالملك وأبوه عبدالملك وهشام وسليمان وغيرهم
وقد قال احد ملوك بين امية يوما ذاكرا آية قرآنية كريمة وهي (الذي تولى كبره) ليفسر الآية ان هذه نزلت في علي بن أبي طالب ولم تنزل في عبدالله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين!!!!!!
ولا أدري هل ابن تيمية كافر أيضا حيث يقول في منهاج سنته طاعنا في علي رضي الله عنه وآل بيته الأطهار!!!! مايلي
وقال عنه انه يظلم رعيته ج4 ص100 في منهاج السنة "وعلي يشكو من رعيته ويظلمهم ويدعو عليهم "وقال ان في خلافته لم يقتل فيها كافر وأن ولاته كانوا أسوأ من ولاة عثمان "ف‘ن عليا قاتل على الولاية وقتل بسبب ذلك خلق عظيم "ج3 ص211 - 212
وقال؟ أيضا في كتابه ذلك أن كثير من الصحابةيسبون عليا ويقاتلونه!!!!!!!! وقال؟ أيضا انه لو أقر معاوية على الشام لما حصل الشر وغن قتاله بصفين لم يكن فيه عزم ولا ظفر ج4 ص217 - 218 منهاج السنة
نترك لطارح الموضوع الحكم على ابن تيمية نرجو تسريع الفتوى حتى تسري بين المسلمين ليتم العمل بها!!!!!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 06:19]ـ
أخي الفاضل تكملة النص عند الإمام الذهبي يوضح المقصود وهو هكذا:
حيث ينقل الذهبي:
عن الأوزاعي أنه قال " ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه وأخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان بالبيعة " هذا القول موجودعند الذهبي في سير أعلام النباء ج7ص130
قال: فلما عقلت أمري، سألت مكحولا ويحيى بن أبي كثير، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عبيد بن عمير، فقال:
ليس عليك شئ، إنما أنت مكره، فلم تقر عيني حتى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 06:21]ـ
فالذي في النص أنه كان مكرها وليس على مكره ملام أخي الفاضل ولا يؤخذ بقول مُكره أصلا فلا يُنسب له أي قول ما دام كان مكرها.
لكن لابد من البحث في صحة هذا الكلام عن الأوزاعي أيضا وهذا ما لم يسعفني الوقت له الآن فأرجو لو أفادنا بعض الأفاضل في هذا مشكورا.
ولم أقرأ بقية مشاركتك الآن للسبب نفسه.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 04:50]ـ
^
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر
الإمام الأوزاعي رحمة الله عليه وذب عن عرضه بلغ مرتبة الإجتهاد المستقل
كالإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة والطبري والليث بن سعد
وظهر مذهبه رحمة الله عليه مقدار 200 سنة في بلاد الشام
و40 سنة في بلاد الأندلس ولكن بقدره الله وحكمته اختفت أقواله ولا تجد الا بعضها كما قال العلماء
منثورة بين طيات الكتب
ولا أعلم أحدا جمعها الا رسالة ماجستير لشيخ لبناني نسيت اسمه
جمع فيها بعض أقواله
فهؤلاء الأيمة الطيبين حفظة دين الله يقال عنهم هذا الخبث الخبيث وهم الذين
كانوا يتعبدون بحب علي رضي الله عنه لاعتقادهم الذي لا يشوبه شائبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنه أتم الرضا
وهؤلاء الشيعة الرافضة لهم أيام نحسات قادمات فالله أغير على أوليائه منا
وهو ربي رب الأرض والسموات ومن فيهن آيات بينات لأؤلي الأبصار
الحمد لله رب العالمين،،،
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبو هريرة السلفي وفقني الله وإياك.
أولاً: الأثر المذكور عن الإمام الأوزاعي رحمه الله جاء من طريق يزيد بن محمد بن يزيد الرهاوي عن أبيه عن عيسى بن يونس به و محمد بن يزيد الرهاوي أبو عبد الله بن أبي فروة: ضعيف.
- قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ليس بالمتين هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث صدوق وكان يرجع إلى ستر وصلاح وكان النفيلي يرضاه.
- وقال البخاري: أبو فروة مقارب الحديث إلا أن ابنه محمدا يروي عنه مناكير.
- وقال أبو عبيد الاجري عن أبي داود: أبو فروة الجزري ليس بشيء وابنه ليس بشيء.
- وقال النسائي: ليس بالقوي.
- وقال الترمذي: لا يتابع على روايته وهو ضعيف.
- وقال الدارقطني: ضعيف.
- وذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء.
- ووثقه مسلمة والحاكم وذكره ابن حبان في الثقات.
- قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ليس بالقوي.
وابنه يزيد بن محمد بن يزيد أبو فروة الأصغر لم يوثقه غير ابن حبان وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عنه.
ولو صح الأثر فهو محمول على ما ذكره الشيخ شتا العربي.
وأما ما نقل عن ابن تيمية رحمه الله فهو من الظلم والبهتان وهو حال أهل الأهواء يأخذون ما لهم ويتركون ما عليهم ويبترون النصوص ومن قرا كلام ابن تيمية رحمه الله علم انه لم يرد ما ذكره هذا القائل:
قال رحمه الله: (وأما علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإن أهل السنة يحبونه ويتولونه ويشهدون بأنه من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين لكن نصف رعيته يطعنون في عدله فالخوارج يكفرونه وغير الخوارج من أهل بيته وغير أهل بيته يقولون إنه لم ينصفهم وشيعة عثمان يقولون إنه ممن ظلم عثمان وبالجملة لم يظهر لعلي من العدل مع كثرة الرعية وانتشارها ما ظهر لعمر ولا قريب منه.
وعمر لم يول أحدا من أقاربه وعلي ولى أقاربه كما ولى عثمان أقاربه وعمر مع هذا يخاف أن يكون ظلمهم فهو أعدل وأخوف من الله من علي فهذا مما يدل على أنه أفضل من علي.
وعمر مع رضا رعيته عنه يخاف أن يكون ظلمهم وعلي يشكو من رعيته وتظلمهم ويدعو عليهم ويقول إني أبغضهم ويبغضوني وسئمتهم وسئموني اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون) منهاج السنة النبوية (6/ 18)
وهذا النص يدل على أن كلام ابن تيمية رحمه الله في مسألتين:
إحداهما بيان واقع الحال بالنسبة لعمر وعلي رضي الله عنهما وهو أن رعية علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كانوا يشتكون ظلمه وهو لا يعني أن شكواهم صحيحة لكن الكلام على واقع الحال إذ منهم الخوارج وشيعة عثمان وغيرهم حتى من أهل بيته من يرى انه لم ينصفهم، وكانت رعية عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أفضل بلا شك.
وابن تيمية يرى أن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كذلك كان يخاف أن يكون ظلم رعيته وهذا منهما رضي الله عنهما من تمام التقوى والخوف من الله وليس هذا طعناً فيهما رضي الله عنهما.
الثانية: أن الكلام كان عن الموازنة بين حال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع رعيته وحال علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع رعيته وفضل عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عليه وهذا أمر لا شك فيه.
وينبغي أن يعلم ان كلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه منهاج السنة والذي يتكرر كثيرا عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إنما كان على سبيل الرد على الشيعة وغلوهم في علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وطعنهم في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكان كثيرا ما يضع موازنة بين علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وبين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم موازنة شرعية وموازنة بواقع الحال بينهم وبين رعيتهم ولا يلزم من بيان فضل الثلاثة على علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الطعن فيه أو تنقيصه فهو رابع الخلفاء وأفضل الصحابة بعدهم وزوج فاطمة بنت رسول الله (ص) وفضائله كثيرة مشهورة لكن الكلام في مقام الرد عمن طعن فيهم الرافضة من أصحاب رسول الله (ص).(/)
انتبه! إنها الجنة! (الحلقة الأولى).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:53]ـ
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، {أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} أما بعد:
عباد الله:
مطلب من المطالب العلية , هو أحق ما صرفت فيه نفائس الأنفاس, وأعلى ما تنافس فيه الفطناء الأكياس ,لهذا الشيء فليعمل العاملون ,وإليه فليتسابق المتسابقون ,وعليه فليتنافس المتنافسون ,وهو خير ما تطلع إليه المتطلعون , هذا الشيء فيه ما لا عين رأت ,ولا أذن سمعت ,ولا خطر على قلب بشر، كلكم حتما علم هذا الشيء ,ألا وهو الجنة.
الجنة هي دار النعيم الأبدي ,والفوز السرمدي ,التي أعدها سبحانه وتعالى لعباده الصالحين ,فالحسرة كل الحسرة أن تضيع لحظة من الوقت الشريف , والعمر النفيس , في غير الاشتغال بالعمل الذي يوصل إلى هذه الدار؛ ولكن قبل أن نتنقل في أرجائها بالخيال والكلمات , وقبل أن نشرع في الحديث عما أعده الله فيها لعباده ,وقبل أن نتكلم عن كنه تلك الحياة الطيبة السرمدية , نجيب عن سؤال عقدي يتعلق بها:
هل الجنة معدة الآن لأهلها؟
أهل السنة على أن الجنة وكذلك النار مخلوقتان موجودتان الآن , لكن أنكرت طائفة من أهل البدع كالمعتزلة وغيرهم وجودهما الآن، وقالوا بل ينشئهما الله يوم القيامة , قالوا لأن خلق الله للجنة والنار قبل يوم القيامة عبث!! , فحكّموا عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، وردوا النصوص الدالة على ذلك من الكتاب والسنة، بل وردوا النظر الصحيح! , فمن كتاب الله عز وجل قوله تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) وقوله تعالى (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وقوله تعالى (ولقد رآه نزلة أخرى ,عند سدرة المنتهى, عندها جنة المأوى) ومن السنة في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الإسراء .. وفي آخره (ثم انطلق بي جبرائيل ,حتى أتى سدرة المنتهى ,فغشيها ألوان لا أدري ما هي , قال ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذ اللؤلؤ ,وإذا ترابها المسك)، وقال سبحانه عن النار: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين} وقال سبحانه: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا} وغير ذلك من نصوص الكتاب والسنة.
فالجنة معدة الآن للمتقين ,والنار معدة الآن للعصاة و الكافرين ,فها هي نصوص الكتاب والسنة كما سمعتم تثبت ذلك وترد على من أنكر وجودهما الآن؛ وأما النظر الصحيح: فإن النفس البشرية مجبولة على الهمة والنشاط إذا علمت أن جائزتها ومكافأتها قد أُعدت لها , فإن ذلك يكون أدعى للعمل والهمة والنشاط , وأي جائزة هي؟! إنها سلعة الله الغالية , إنها الجنة , الجنة دار السلام ودار النعيم الأبدي جعلها الله تبارك وتعالى جزاء وفاقا، ومكافأة ونعيما مقيما لمن أطاعه ولم يعصه ,وعمل بأمره ونهيه ,قال عز من قائل {والله يدعو إلى دار السلام}، وقال سبحانه {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار}،
وقال تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا).
فإن سألتَ عن وصف هذه الدار، فهاك وصفها:
بناؤها من الذهب والفضة , وطينتها المسك الخالص ,وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران.
وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن بناء الجنة فقال:
(لبِنَة من فضة ولبنة من ذهب , ومَلاطُها - أي طينتها- الأُذفَر -أي الخالص- وحصباؤها -أي حصاها- اللؤلؤ والياقوت , وتربتها الزعفران , لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم)؛
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر , ذخرا, بَلْه ما أطلعكم الله عليه).
عباد الله:الذي هذا وصفه، هو أولى ما شمر إليه العلماء الأكياس ,وأحرى ما زاحم عليه عقلاء الناس.
أما إن سألت عن نعيمها ولذاتها فقد جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث أنس - رضي الله عنه - قال عليه الصلاة والسلام: (يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا ,من أهل الجنة ,فيصبغ في الجنة – أي يغمس- صبغة ,فيُقال له:يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ,ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط)، وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - كما في صحيح مسلم وغيره يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سأل موسى ربه ,ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال:هو رجل يجيئ بعدما أُدخل أهل الجنة الجنة فيقال له:ادخل الجنة.فيقول: أي ربّ:كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخَذاتِهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟
فيقول:رضيتُ ربّ ,فيقول:لك ذلك ومثلُه ومثلُه ومثله ومثله ,
فقال في الخامسة:رضيتُ ربّ, فيقول هذا لك وعشرة أمثاله, ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك , فيقول: رضيتُ ربّ؛
قال: (أي موسى عليه الصلاة والسلام): فأعلاهم منزلة؟
قال: أولئك الذين أردتُ –أي اخترت واصطفيت- غرست ُكرامتهم بيدي , وختمت عليها , فلم تر عينٌ، ولم تسمع أذنٌ، ولم يخطر على قلب بشر)
وللكلام عن الجنة صلة –إن شاء الله تعالى.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 11:29]ـ
لم أقرأ الموضوع بعدُ
وسأعود إليه في وقت لاحق إن شاء الله تعالى
لكن لفت نظري العنوان: (انتبه! إنها الجنة) عنوان جميل فعلا
أملي أن يجعلني الله من هؤلاء الذين انتبهوا للجنة وعملوا لها
جعلني الله وإياك من أهل الجنة.
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 01:28]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الغالي علي الفضلي على هذا الكلام الذي يكتب بماء الذهب بل بالذهب نفسه
نعم أثابك الله على ما كتبت أخي الأثري.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 11:28]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الغالي علي الفضلي على هذا الكلام الذي يكتب بماء الذهب بل بالذهب نفسه
نعم أثابك الله على ما كتبت أخي الأثري.
وإياكم أخي المكرم، أعانني الله وإياكم على نشر الخير من العقائدة الصحيحة، والمناهج القويمة، والسلوكيات الحميدة.(/)
لايفوتكم، جديد الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 03:59]ـ
نزل حديثا لفضيلة الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
1. شرح مقدمة سنن ابن ماجه (17 شريط).
2. محاضرة (قد أفلح من زكاها) في شريط واحد.
3. شرح المنظومة الميمية للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله (5 أشرطة).
4. شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (27 شريط).
" جميع أشرطة الشيخ حفظه الله تباع في تسجيلات الراية الإسلامية "
المملكة العربية السعودية ... الرياض ... حي الربوة ... غرب مخرج 14 في الدائري الشرقي
هاتف 0096614911985
ص. ب: (40124) الرمز: (11499)
ـ[ريبال]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 06:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هل هي في موقعه؟
لقد أنزل الله تعالى هذا الرجل في قلبي منزلة كبيرة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 11:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:19]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا.
«شرح الأربعين المكيَّة،
لصاحب الفضيلة المُحَدِّثِ الشَّيْخِ عَبدِ الكرِيْم بنِ عبد اللَّهِ الخُضَيْر
ـ أثابه اللَّهُ تعالى ـ»
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6142)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:19]ـ
«شرح مقدِّمة سنن ابن ماجه،
لصاحب الفضيلة العلاّمة المُحَدِّثِ الشَّيْخِ عَبدِ الكرِيْم بنِ عبد اللَّهِ الخُضَيْر
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ورعاهُ ـ.»
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4801)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:20]ـ
«شَرْحُ المَنْظُوْمَةِ المِيمِيَّةِ فِي الوَصَايا والآدَابِ العلميَّةِ لحافظ الحَكمي ـ رحمه اللَّهُ ـ،
لصاحب الفضيلة العلاّمة المُحَدِّثِ الشَّيْخِ عَبدِ الكرِيْم بنِ عبد اللَّهِ الخُضَيْر
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ورعاهُ ـ.»
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4728)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:21]ـ
«شرح التذكرة لابن الملقن،
لصاحب الفضيلة العلاّمة المُحَدِّثِ الشَّيْخِ عَبدِ الكرِيْم بنِ عبد اللَّهِ الخُضَيْر
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ورعاهُ ـ.»
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4446)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:22]ـ
«شرح منظومة غرامي صحيح في المصطلح،
لصاحب الفضيلة العلاّمة المُحَدِّثِ الشَّيْخِ عَبدِ الكرِيْم بنِ عبد اللَّهِ الخُضَيْر
ـ سلَّمهُ اللَّه تعالى ـ.»
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4445)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:23]ـ
«تعليقات صاحب الفضيلة شيخنا الكريم
الشّيخ العلاّمة عبد الكريم بن عبد اللّه الخضير - سلّمه اللّه تعالى -
على تفسير الجلالين سورة " ق "»
( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3649)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:24]ـ
يتبع ـ إن شاء اللَّهُ تعالى ـ.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 01:06]ـ
شكر الله لكم هذه الجهود
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 04:23]ـ
ريبال بارك الله فيك.
باذن الله تعالى ستنزل جميع مواد الشيخ عبدالكريم حفظه الله تباعا في موقعه صوتيا ومفرغا.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 09:56]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك الإسلام والمسلمين ..
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 12:38]ـ
ابن رجب بارك الله فيك.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 02:03]ـ
بوركتم في هذه الجهود
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 05:17]ـ
سلمان ابو زيد ... بارك الله فيك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 03:43]ـ
الموقر العزيز / أحمد بن حنبل:
أجزل اللَّه لكم المثوبة والأجر.
أخوكُم المحبّ
سَلْمَان بن عبد القَادِرِ أبُو زيدٍ.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 05:03]ـ
محمد بن مسلمة بارك الله فيك.(/)
حكم التهنئة بدخول شهر رمضان
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:17]ـ
حكم التهنئة بدخول شهر رمضان
بقلم: عمر بن عبد الله المقبل
هذا بحث مختصر حول: (حكم التهنئة بدخول شهر رمضان)، حاولت أن أجمع فيه أطرافه، ملتمساً في ذلك طلب الحق ـ إن شاء الله (تعالى) ـ.
قبل البدء بذكر حكم المسألة لا بد من تأصيل موضوع (التهنئة).
فيقال: التهاني ـ من حيث الأصل ـ من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.
قال الشيخ العلامة (عبد الرحمن ابن سعدي) (رحمه الله تعالى) في منظومة القواعد.
والأصلُ في عاداتنا الإباحةْ حتى يجيءَ صارفُ الإباحةْ
وليس مشروعاً من الأمور غير الذي في شرعنا مذكور (1)
ثم قال (رحمه الله) معلقاً على ذلك:
(وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام (رحمه الله) في كتبه، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه: أن العادات الأصل فيها الإباحة، فلا يحرم منها إلاّ ما ورد تحريمه ... إلى أن قال: فالعادات هي ما اعتاد الناس من المآكل والمشارب، وأصناف الملابس والذهاب والمجيء، وسائر التصرفات المعتادة، فلا يحرم منها إلاّ ما حرّمه الله ورسوله، إما نصّاً صريحاً، أو يدخل في عموم، أو قياسٍ صحيح، وإلاّ فسائر العادات حلال، والدليل على حلها قوله (تعالى): ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)) [البقرة: 29]، فهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أيّ وجهٍ من وجوه الانتفاع) (2).
وإذا كانت التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا: مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب، بل رغب في بعضها، وحرّم بعضها، كالسجود للتحية.
حكم التهنئة بدخول الشهر الكريم:
روى ابن خزيمة (رحمه الله) في صحيحه (3/ 191) عن سلمان (رضي الله عنه) قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان، فقال:
(أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، .... ) الحديث.
قال ابن رجب (رحمه الله): ( ... هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان) (3).
وإنما تأخر الاستدلال به على مسألتنا لأنه لم يثبت، بل هو حديث منكر كما قال الإمام أبو حاتم الرازي (4)، ولذا: بوّب عليه الإمام ابن خزيمة في صحيحه بقوله: (باب فضائل شهر رمضان، إن صحّ الخبر) (5).
وفي سنده (علي بن زيد بن جُدْعان) وهو (ضعيف) (6).
وذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها، وفيها أربع روايات عن الإمام أحمد (رحمه الله)، ذكرها ابن مفلح (رحمه الله) في (الآداب الشرعية)، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه (7).
(قال الإمام أحمد (رحمه الله): ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبّل الله منا ومنك.
وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس: تقبل الله منا ومنكم؟ قال: لا بأس، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة بن الأسقع؟، قال: نعم، قيل: فلا تكره أن يقال: (هذا يوم العيد)؟، قال: لا .... ) (8).
فيقال: إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها، فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسمٌ من أعظم مواسم الطاعات، وتنزل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، والتجارة مع الله .. من باب أولى، والله أعلم.
تحقيق بعض العلماء في المسألة:
ومما يُستدَل به على جواز ذلك أيضاً: قصة كعب بن مالك (رضي الله عنه) الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهما، وقيام طلحة (رضي الله تعالى عنه) إليه.
قال ابن القيم (رحمه الله) ضمن سياقه لفوائد تلك القصة:
(وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية، والقيام إليه إذا أقبل، ومصافحته، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية، وأن الأَوْلى أن يقال: يهنك بما أعطاك الله، وما منّ الله به عليك، ونحو هذا الكلام، فإن فيه تولية النعمة ربّها، والدعاء لمن نالها بالتهني بها) (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ريب أن بلوغ شهر رمضان وإدراكه نعمةٌ دينية، فهي أولى وأحرى بأن يُهنّأ المسلم على بلوغها، كيف وقد أثر عن السلف أنهم كانوا يسألون الله (عز وجل) ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وفي الستة الأخرى يسألونه القبول؟، ونحن نرى العشرات ونسمع عن أضعافهم ممن يموتون قبل بلوغهم الشهر.
وقال الحافظ ابن حجر (رحمه الله): (ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة، أو يندفع من نقمة: بمشروعية سجود الشكر، والتعزية (10)، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك ... ) (11).
ونقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة.
وقد ذكر الحافظ المنذري أن الحافظ أبي الحسن المقدسي سُئِل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين: أهو بدعة أم لا؟، فأجاب: بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة ولا بدعة (12).
خلاصة المسألة:
وبعد هذا العرض الموجز يظهر أن الأمر واسع في التهنئة بدخول الشهر، لا يُمنع منها، ولا ينكر على من تركها، والله أعلم.
هذا، وقد سألت شيخنا العلامة (محمد بن صالح العثيمين) عن التهنئة بدخول شهر رمضان، فقال: (طيبة جدّاً)، وذلك في يوم الأحد 8/ 9/1416هـ، حال بحثي في هذه المسألة، والتي أسأل الله (عز وجل) أن أكون قد وفقت فيها للصواب، فإن كان كذلك فمن الله وحده، وإن كان ما قلته خطأً فأنا أهلٌ له، والله ورسوله منه بريئان، وأستغفر الله العظيم.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الهوامش:
1) المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي، 1/ 143.
2) انظر (الموافقات) للإمام الشاطبي، 2/ 212 ـ 246، ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة.
3) لطائف المعارف، ص 279، ط. دار ابن كثير.
4) علل الحديث للرازي، 1/ 249.
5) صحيح ابن خزيمة، 3/ 191.
6) تقريب التهذيب، رقم الترجمة (4734).
7) الآداب الشرعية، 3/ 219.
8) المغني لابن قدامة، 3/ 294.
9) زاد المعاد، 3/ 585.
10) كذا في الموسوعة الفقهية التي نقلت عنها.
11) الموسوعة الفقهية الكويتية، 14/ 99ـ100، وانظر، وصول الأماني، للسيوطي وقد بحثت عن كلام الحافظ في مظنته ولم اهتد إليه.
12) وصول الأماني، 1/ 83 (ضمن الحاوي للفتاوي).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 11:43]ـ
جزآكم الله خيراً،وكل عام وأنتم بخير.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 01:09]ـ
أحب أن أشير إلي تعديل في المشاركة حيث أنني نقلت هذا المبحث من مجلة البيان عدد109،ثم رأيت أن الكاتب الكريم حفظه الله تعالي قد أضاف إلي المبحث،لذا رأيت أنه من الواجب علي نقل المبحث وعليه الإضافات.
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا بحث مختصر حول: حكم التهنئة بدخول شهر رمضان، حاولت أن أجمع فيه أطرافه، راجياً من الله تعالى التوفيق والسداد.
وقبل البدء بذكر حكم المسألة لا بد من تأصيل موضوع التهنئة
فيقال: التهاني -من حيث الأصل- من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.
ويدل لذلك -ما سيأتي- من تهنئة بعض الصحابة بعضاً في الأعياد، وأنهم كانوا يعتادون هذا في مثل تلك المناسبات.
يقول العلامة السعدي -رحمه الله- مبيناً هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات.؟ -كما في "الفتاوى" في المجموعة الكاملة لمؤلفاته (348) -:
"هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
فهذه الصور المسؤول عنها وما أشبهها من هذا القبيل، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الإجابة في هذه الأمور لمن ابتدأ بشيء من ذلك، فالذي نرى أنه يجب عليه أن يجيبه بالجواب المناسب مثل الأجوبة بينهم، لأنها من العدل، ولأن ترك الإجابة يوغر الصدور ويشوش الخواطر.
ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة، وهي: أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المحبوبة لله، بحسب ما ينتج عنها وما تثمره، كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضار ما يلحقها بالأمور الممنوعة، وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جداً " ا هـ كلامه.
وقد طبق الشيخ -رحمه الله- هذا عملياً حينما أرسل تلميذه الشيخ عبد الله بن عقيل خطاباً له في أوائل شهر رمضان من عام 1370هـ، وضمنه التهنئة بالشهر الكريم، فرد الشيخ عبد الرحمن -رحمه الله- بهذا الجواب في أول رده على رسالة تلميذه: "في أسر الساعات وصلني كتابك رقم (19/ 9) فتلوته مسروراً، بما فيه من التهنئة بهذا الشهر، نرجو الله أن يجعل لنا ولكم من خيره أوفر الحظ والنصيب، وأن يعيده عليكم أعواماً عديدة مصحوبة بكل خير من الله وصلاح " اهـ. كما في الأجوبة النافعة (ص:280)، وفي صفحة (284) ضمن الشيخ رسالته المباركة في العشر الآواخر.
وللشيخ -رحمه الله- كلام في منظومة القواعد -كما في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (1/ 143) - يقرر فيه هذا المعنى، وللمزيد ينظر (الموافقات) للشاطبي (2/ 212 - 246) ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة.
فإذا تقرر أن التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا: مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب، بل رغَّب في بعضها، وحرّم بعضها، كالسجود للتحية.
وبعد هذه التوطئة يمكن أن يقال عن التهنئة بدخول الشهر الكريم:
قد ورد في التهنئة بقدومه بعض الأحاديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أذكرها جملة منها، وهي أقوى ما وقفت عليه، وكلها لا تخلو من ضعف، وبعضها أشد ضعفا من الآخر:
1 - حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". أخرجه النسائي (4/ 129) ح (2106)، وأحمد (2/ 230،385،425) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- عن أبي هريرة –رضي الله عنه-.
والحديث رجاله رجال الشيخين، إلا أن رواية أبي قلابة عن أبي هريرة مرسلة، أي أن في الإسناد انقطاعاً ينظر: تحفة التحصيل لأبي زرعة العراقي (176).
والحديث أصله في الصحيحين -البخاري (2/ 30) ح (1899)، ومسلم (2/ 758) ح (1079) - ولفظ البخاري: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين "ولفظ مسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة -وفي لفظ (الرحمة) - وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".
قال ابن رجب (رحمه الله) في "اللطائف" (279): "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان، .... ثم ساق هذا الحديث، ثم قال: قال العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان".
2 - حديث أنس –رضي الله عنه- قال: دخل رمضان، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم".
أخرجه ابن ماجه ح (1644) من طريق محمد بن بلال، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه-.
وهذا الإسناد ضعيف لوجهين:
الوجه الأول: أن فيه محمد بن بلال البصري، التمار.
قال أبو داود: ما سمعت إلاَّ خيراً، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي -في "الضعفاء" (4/ 37) ترجمة (1584) -: "بصري يهم في حديثه كثيراً"، وقال ابن عدي -في "الكامل" (6/ 134) -: "له غير ما ذكرت من الحديث، وهو يغرب عن عمران القطان، له عن غير عمران أحاديث غرائب، وليس حديثه بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به".
وحديث الباب من روايته عن عمران، فلعله مما أغرب به على عمران.
وقد لخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله في "التقريب" (5766): "صدوق يغرب".
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: أن في سنده عمران بن داوَر، أبو العوام القطان، كان يحيى القطان لا يحدث عنه، وقد ذكره يوماً فأحسن الثناء عليه -ولعل ثناءه عليه كان بسبب صلاحه وديانته، جمعاً بين قوله وأقوال الأئمة الآتية-، لكن قال أحمد (أرجو أن يكون صالح الحديث)، وقال مرةً (ليس بذاك)، وضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وقال الدار قطني: كثير الوهم والمخالفة، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. ينظر:
"سؤالات الحاكم للدار قطني" (261رقم445)، "تهذيب الكمال" (22/ 329)، "الميزان" (3/ 236)، "موسوعة أقوال الإمام أحمد في الرجال" (3/ 121).
وقال الحافظ ابن حجر ملخصاً أقوال من سبق: "صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج" كما في "التقريب": (5150).
وعمران هذا روى الحديث عن قتادة، ولم أقف له على متابع، فهذا مظنة الضعف والغرابة.
وذكر الإمام البرديجي كلاماً قوياً يبين فيه حكم الأحاديث التي يتفرد فيها أمثال هؤلاء الرواة عن الأئمة الحفاظ، فيمكن أن ينظر: "شرح العلل" (2/ 654،697) لابن رجب، ونحوه عن الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 7).
وقتادة -بلا ريب- من كبار الحفاظ في زمانه، روى عنه جمعٌ كبير من الأئمة، كما قال الذهبي في "السير" (5/ 270): "روى عنه أئمة الإسلام، أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن الحارث المصري وشعبة، ..... " ثم ذكر جملة منهم، فأين هؤلاء من هذا الحديث؟
3 - حديث سلمان –رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان، فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء".
قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟! فقال: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لاغنى بكم عنها: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة".
أخرجه الحاكم في صحيحه (3/ 191) ح (1887)، وهو حديث لا يصح، فقد سئل أبو حاتم عنه -"العلل" لابنه (1/ 249) - فقال: "هذا حديث منكر"، وقال ابن خزيمة -في الموضع السابق-: "إن صح الخبر"، وقال ابن حجر في إتحاف المهرة 5/ 561: "ومداره على علي بن زيد، وهو ضعيف".
وخلاصة تضعيف هؤلاء الأئمة لهذا الخبر تعود إلى أمرين:
- ضعف علي بن زيد.
- ومع ضعفه فقد تفرد به، كما قال الحافظ ابن حجر.
وبهاتين العلتين يتضح وجه استنكار أبي حاتم -رحمه الله-.
وقد ذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها، وفيها أربع روايات عن الإمام أحمد (رحمه الله)، ذكرها ابن مفلح (رحمه الله) في (الآداب الشرعية 3/ 219)، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه.
وقال ابن قدامة في "المغني" (3/ 294): "قال الإمام أحمد (رحمه الله) قوله: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبّل الله منا ومنك، وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس: تقبل الله منا ومنكم؟ قال: لا بأس، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة بن الأسقع؟، قال: نعم، قيل: فلا تكره أن يقال: (هذا يوم العيد)؟، قال: لا .... ".
فيقال: إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها، فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسمٌ من أعظم مواسم الطاعات، وتنزل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، والتجارة مع الله .. من باب أولى. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يُستدَل به على جواز ذلك أيضاً: قصة كعب بن مالك –رضي الله عنه- الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهما، وقيام طلحة (رضي الله تعالى عنه) إليه.
قال ابن القيم -رحمه الله- ضمن سياقه لفوائد تلك القصة في "زاد المعاد" (3/ 585):
"وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية، والقيام إليه إذا أقبل، ومصافحته، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية، وأن الأَوْلى أن يقال: يهنك بما أعطاك الله، وما منّ الله به عليك، ونحو هذا الكلام، فإن فيه تولية النعمة ربّها، والدعاء لمن نالها بالتهني بها".
ولا ريب أن بلوغ شهر رمضان وإدراكَه نعمةٌ دينية، فهي أولى وأحرى بأن يُهنّأ المسلم على بلوغها، كيف وقد أثر عن السلف أنهم كانوا يسألون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وفي الستة الأخرى يسألونه القبول؟، ونحن نرى العشرات ونسمع عن أضعافهم ممن يموتون قبل بلوغهم الشهر.
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة، أو يندفع من نقمة: بمشروعية سجود الشكر، والتعزية -كذا في الموسوعة الفقهية التي نقلت عنها-، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك ... ) نقلاً عن الموسوعة الفقهية الكويتية، (14/ 99ـ100)، وينظر: وصول الأماني، للسيوطي، وقد بحثت عن كلام الحافظ في مظنته ولم اهتد إليه، وينظر: وصول الأماني، (1/ 83) (ضمن الحاوي للفتاوى).
خلاصة المسألة:
وبعد هذا العرض الموجز يظهر أن الأمر واسع في التهنئة بدخول الشهر، لا يُمنع منها، ولا ينكر على من تركها. والله أعلم.
هذا، وقد سألت شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عنها فقال: "طيبة"، وكذلك سألت شيخنا العلامة (محمد بن صالح العثيمين) رحمه الله عن التهنئة بدخول شهر رمضان، فقال: (طيبة جدّاً)، وذلك في يوم الأحد 8/ 9/1416هـ، حال بحثي في هذه المسألة.
وقد سئل العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- (صاحب الأضواء) عن الصفة الشرعية للتهنئة برمضان والمناسبات الأخرى كالعيدين؟ فأجاب رحمه الله بجواب مطول، خلاصته: أنه لا يعلم صفة معينة في هذا الشأن إلا ما ورد في العيدين -كما سبق نقله- وأن الإنسان إذا اقتصر على الوارد كان أفضل، لكن لو ابتدأه غيره فلا حرج أن يجيبه من باب رد التحية بخير منها، فلو اتصل الإنسان على أخيه، أو زاره وقال له: نسأل الله أن يجعل هذا الشهر عونا على طاعته، أو يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه، فلا حرج إن شاء الله، لأن الدعاء كله خير وبركة، لكن لا يلتزم بذلك لفظاً مخصوصاً، ولا تهنئة مخصوصة. نقلاً من شريط: (آداب الاستئذان).
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا البحث، وما كان فيه من صواب، فإن كان كذلك فمن الله وحده، وإن أخطأت فأنا أهلٌ لذلك، وأستغفر الله وأتوب إليه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتب أصله في شهر شعبان عام 1417هـ، وأعيدت كتابته وصياغته بإضافات كثيرة في 27/ 8/1422هـ. http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=6 15(/)
((الخميس أول رمضان بالسعودية ومعظم الدول العربية))
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:54]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الخميس أول رمضان بالسعودية ومعظم الدول العربية
أعلنت السعودية وقطر والأردن واليمن والإمارات والبحرين وفلسطين ومصر ومعظم الأقليات المسلمة حول العالم أن غدا الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان وأن الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك، بينما أعلنت ليبيا أن يوم غد الأربعاء سيكون أول أيام الشهر الكريم في الجماهيرية.
وأعلن مجلس القضاء الأعلي بالسعودية أن غدا الأربعاء 12 سبتمبر هو المتمم لشهر شعبان وأن بعد غدا الخميس 13 من الشهر نفسه هو أول أيام شهر رمضان الكريم. كما أعلنت دار الإفتاء في مصر أن الأربعاء هو المكمل لشهر شعبان، وأن يوم الخميس المهو أول أيام شهر رمضان.
وفي اليمن أعلنت لجنة تحري رؤية هلال رمضان بمحافظة الحديدة أن يوم الأربعاء هو المكمل لشهر شعبان، وأن يوم الخميس الموافق 13 سبتمبر هو أول أيام شهر رمضان المبارك. ونقلت وكالة سبأ عن رئيس اللجنة (عبدالرحمن مكرم) قوله انه تم تحري هلال رمضان ولم يتم تبين رؤيته ليكون بذلك يوم الأربعاء هو اخر أيام شهر شعبان وعلى ان يبدأ شهر رمضان المبارك من يوم الخميس القادم بأذن الله تعالى.
أما في ليبيا فقد أعلن المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء مساء اليوم أن الدراسات والحسابات الفلكية التي أجراها بينت أن الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك في ليبيا.
وفلكيا أعلنت الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية "إسنا" أن الخميس المقبل هو أول أيام رمضان في بلدان القارة. وقالت في بيان إن "رمضان في أمريكا الشمالية سيمتد على مدار 29 يومًا فقط هذا العام؛ وهو ما يعني أن أول أيام عيد الفطر المبارك هناك سيوافق السبت 13 أكتوبر".
وفي أوروبا، أعلنت جمعية الأئمة بهولندا أن الخميس المقبل يوافق أول أيام رمضان فلكيا، وهو ما أعلنه أيضا المجلس الأوروبي للإفتاء بالنسبة لبلدان الاتحاد السوفيتي السابق. وانفردت كل من الهند وباكستان بإعلان أن يوم الجمعة 14 سبتمبر هو أول رمضان فلكيًّا في الدولتين.
وتتقدم شبكة نور الإسلام بأخلص التهاني والتبريكات لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة حلول الشهر الكريم، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=6480&Itemid=25
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 03:49]ـ
اللهم وفقنا فيه للصيام والقيام وسائر القربات وردنا فيه ردا جميلا لكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 02:39]ـ
الخميس أول رمضان بالسعودية ومعظم الدول العربية ...
و كذلك الحال في الجزائر ...
وفق الله المسلمين جميعاً لصيامه و قيامه، آمين ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 09:45]ـ
اللهم وفقنا فيه للصيام والقيام وسائر القربات وردنا فيه ردا جميلا لكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم
آمين.
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 09:49]ـ
الأخ المكرّم /:فريد المرادي:
شكر اللَّه لكم مروركم،وتشريفكم.(/)
العلم الشرعي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 11:46]ـ
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد:
إن موضوع هذه المشاركة هو موضوع عظيم، موضوعنا عن الهدى عن النور عن الضياء عن حياة الروح، إنه العلم الشرعي، قال تعالى: {أوَ من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}، {أو من كان ميتا} في ظلمات الكفر والجهل والمعاصي، {فأحييناه} بنور العلم والإيمان و الطاعة هل يستوي بهذا الذي هو {في الظلمات}،ظلمات الجهل والغي و الكفر والمعاصي؟ لا والله لا يستويان مثلا.
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى – في كتابه البديع " اجتماع الجيوش الإسلامية .. " على هذه الآية:
[فأحياه سبحانه وتعالى بروحه الذي هو: وحيه، وهو روح الإيمان والعلم، وجعل له نورا يمشي به بين أهل الظلمة كما يمشي الرجل بالسراج المضيء في الليلة الظلماء، فهو يرى أهل الظلمة في ظلماتهم وهم لا يرونه، كالبصير الذي يمشي بين العميان].انتهى.
العلم الشرعي - عباد الله – أمره عظيم لذلك كان أول مبتدأ رسالة النبي عليه الصلاة و السلام أن الله تبارك وتعالى قال له: {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم}.
وعلم الله تبارك وتعالى قبل ذلك آدم عليه السلام {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين}؛
العلم الشرعي - عباد الله - هو مفتاح معرفة العبادة، ومفتاح قبولها، وطريق صحتها، و سبيل أدائها على الوجه الذي يرضي الله تعالى، "فكم من مريد للخير لا يدركه" كما يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -، فالعمل لا يُقبل إلا إذا توفر فيه شرطان: الأول: أن يكون خالصاً لله عز وجل؛ والثاني: - وهو الذي يفتقر إليه كثير من الناس- ألا وهو أن يكون العمل على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي: يكون على الطريقة التي علّمَناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنى لك أن يكون على الطريقة التي علمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بالعلم الشرعي،بالتعلم، بالجلوس في حلقات العلم الشرعية لفقه الكتاب و السنة، لذلك قال الله تعالى حاثاً على طلب العلم الشرعي: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}،
وقوله تعالى {يحذرون} حذف المعمول، " فيحذرون" عامل، ومعموله محذوف! قال العلامة السعدي –رحمه الله تعالى- في كتابه العظيم " القواعد الحسان" (في القاعدة الرابعة عشرة): [حذف المتعلق المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له]،
فقوله:" يحذرون " لم يذكر معمولا، فأفاد العموم: يحذرون النار، يحذرون غضب الجبار، يحذرون البدع، يحذرون الشرك، يحذرون المعاصي، يحذرون الشبهات، يحذرون الشهوات المحرمة، فحذْف المعمول أفادنا كل هذه المعاني العظيمة، فهذه قاعدة مفيدة على طالب العلم أن يحفظها، ويطبقها، ومن أمثلة هذه القاعدة الكثيرة: في عدة آيات قال سبحانه: {لعلكم تعقلون}، {لعلكم تذكرون}، {لعلكم تتقون} وغيرها من الآيات. والله الموفق.
وقال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - حاثاً له على الاستزادة من العلم: {وقل رب زدني علما}، وقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (من يرد الله به خيراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً ًًًًًً يفقه في الدين)، قال شيخ الإسلام العلم الهمام ابن تيمية الإمام: " ولازم ذلك أن الذي لا يريد الله به خيرا لا يفقهه في الدين".انتهى من " المجموع ".
العلم يبني بيوتا لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العِز والكرم
ولذلك قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، لا والله لا يستويان مثلا، وقال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، رفع الله عز وجل في هذه الآية أهل العلم رفعين: رفعا عاما مع المؤمنين لأنهم رأس المؤمنين،ورفعهم رفعاً خاصا بهم أفردهم به سبحانه وتعالى لكمال علمهم به سبحانه وخشيتهم له سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي " إعلام الموقعين ": [وقال ابن عباس في قول الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، قال: يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات].انتهى.
ولذلك حينما ذُكر عند النبيِ - صلى الله عليه وسلم - عالمٌ وعابد، قال عليه الصلاة والسلام: [فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم]،
ويكفي أهلَ العلم شرفاً أن الله تبارك وتعالى أشهدهم على انفرادِهِ بألوهيتِهِ وتوحيدِهِ سبحانه فقال في كتابه الكريم: {شهد الله أنه لا إله هو والملائكة وأولوا العلم ِقائماً بالقسط ِ لا إله إلا هو العزيز الحكيم}.
أيها الإخوة: قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، نعم إن أهل العلم هم أشد الناس خشية لله تعالى، فأنت للشيء أخوف كلما كنت له أعرف،
قال العلامة ابن القيم في " مدارج السالكين ": [و الخشية أخص من الخوف، فإن الخشية للعلماء بالله، قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، فهي خوف مقرون بمعرفة]. انتهى.
ولذا كان الطريق الموصل إلى الله عز و جل هو العلم الشرعي.
إن الجنة - عباد الله - لها ثمانية أبواب،كل باب خصص لفئة من الناس لا يدخل منه غيرهم:هذا باب الريان للصائمين،وهذا باب للمتصدقين، وهذا باب الصلاة، وهكذا،إلا العلم الشرعي فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فيه: [من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة]، فنكر هذا الطريق وأبهمه قال "طريقا" إلى الجنة، "طريقا" هذا عام، لأنه نكرة في سياق الشرط: ((من سلك)) فهو عام، فهو موصل إلى الجنة من كل أبوابها.
فاحرصوا يرحمكم الله على تعلم العلم الشرعي، والتفقه في الدين، اللهم فقهنا في ديننا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا،اللهم إنا نسألك علماً نافعا ورزقاً طيبا وعملاً متقبلا، ونعوذ بك اللهم من علم لا ينفع وقلبٍ لا يخشع ودعوة لا تسمع.
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:58]ـ
يرفع للفائدة ورفع الهمة.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 08:30]ـ
الأخوين الفاضلين: فريدا المرادي، حمدان: جزاكما الله خيرا على مروركما.(/)
فوائد علمية في منظومات شعرية
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 12:26]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين
وبعد،
فهذا موضوع كتبته في أحد المنتديات ـ وما زلت أكتب فيه ـ رأيت أن أنقله هنا للفائدة ولعل إخواننا يثرونه فيعم النفع إن شاء الله تعالى.
لا يخفى أن المنظومات سهلة الحفظ قريبة التناول تعين المبتدي وتذكر المنتهي خاصة إذا كانت هذه المنظومات صغيرة يسيرة تجمع فائدة أو مجموعة فوائد يستحضرها الطالب عند الحاجة وتسعفه وقت طلبها.
وكنت قد جمعت بعضاً من هذه المنظومات اليسيرة من بعض الكتب فأردت أن أضعها هنا لعل الله عز وجل ينفع بها.
وشرطي أن لا أذكر من الأبيات ما كان ضمن منظومات طويلة وإنما المقصود تلك الأبيات التي قالها مؤلفها جمعاً لفائدة أو تقييداً لشاردة ولذا فإني لا أزيد في الأبيات التي تتضمن فائدة عن ثمانية أبيات إلا في القليل النادر ومن شرطي كذلك أن أوثق ما أذكره بذكر قائله ـ قدر المستطاع ـ وذكر مصدره الذي نقلته منه.
هذا وثم بعض المنظومات قد تستدعي أن يكون عليها تعقيب أو تعليق فأفعل بإيجاز إن شاء الله تعالى. أما المنظومات التي أرى أنها عديمة الجدوى أو أن فائدتها ليست بذات قيمة فلا أعرج عليها إذ المقصود ما فيه نفع الطالب.
وأما ترتيب هذه الفوائد فهو كما اتفق ولن يكون له ترتيب خاص حرصاً على الاستمرار ومنعاً للإبطاء.
هذا وقد أفادني أبو حازم الكاتب ـ جزاه الله خيراً ـ وهو من كتاب ملتقى أهل الحديث بفائدة فقال:
ومن باب الفائدة هناك كتاب مفيد في هذا الباب وهوكتاب (الصفحات الناظرة في الأبيات الحاصرة) للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم _ رحمه الله _ وقد رتبه أبجدياً على القافية.أهـ
وكذلك قال عبد الله أبو محمد ـ جزاه الله خيراً ـ وهو من كتاب الملتقى كذلك: وأذكر أن للشيخ أ. د: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر كتيباً صغير الحجم باسم: أبيات جمع الشتات ط: دار التوحيد بالرياض. أهـ
ولم أقف على هذين الكتابين.
وكذا يوجد في ملتقى أهل الحديث موضوع في الغرض ذاته ولكنه خارج عن شرطي ولذا فلم أر مانعاً من كتابة هذا الموضوع هنا كما أثبته هناك. والله المستعان.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 11:27]ـ
لي أبيات جمعت فيها ما وقفت عليه من ذلك قلت فيها:
واعلم بأن الذكر بالتعوذ === في عشرة من حالنا فلتأخذ
للنزغ والنهيق والنباح === وفي قراءة وبافتتاح
وفي الصلاة عند تلبيس أتى === بمسلم له الذي قد أثبتا
وبالخلاء ثم عند الغضب === وعن وسواس أتى بالريب
والعاشر الذي مؤخراً بدا === فاذكره دوماً إن قصدت مسجدا
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 08:37]ـ
نظمهم ابن ناصر الدين فقال:
أولو العزم نوح والخليل بن تارح ==== وموسى وعيسى والحبيب محمد
(النجوم الزواهر في معرفة الأواخر لابن اللبودي صـ 75)
ونظمهم بعضهم فقال:
محمد ابراهيم موسى كليمه ==== فعيسى فنوح هم أولو العزم فاعلم
(شرح البيجوري على جوهرة التوحيد صـ 145، والتنبيهات السنية على العقيدة الواسطية لعبد العزيز بن ناصر الرشيد صـ 312)
والأنبياء المذكورون في القرآن والذين يجب الإيمان بأعيانهم خمسة وعشرون نبياً، ذكر في سورة الأنعام في قوله تعالى: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه .... " وما بعدها من الآيات ثمانية عشر نبياً، وذكر بقيتهم في سور متفرقة.
وقد نظمهم بعضهم فقال:
حتم على كل ذي التكليف معرفة === بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا منهم ثمانية === من بعد عشر ويبقى سبعة وهمو
إدريس هود شعيب صالح وكذا === ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
(شرح البيجوري على جوهرة التوحيد صـ 54)
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 07:57]ـ
إبراهيم عليه السلام منه جميع الأنبياء ما عدا ثمانية يجمعهم قول القائل:
وعنه حاد آدم شيث* الوصي === إدريس نوح هود يونس يصي
لوط وصالح فذي ثمان === حادوا عن الخليل واستبانوا
((كوثر المعاني الدراري (ج 1/ 391)))
ـــــــــــــ
* لا أعلم دليلاً على نبوته.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 07:04]ـ
نظمهم بعضهم فقال:
خيار عباد الله بعد نبيها === هم العشر زهر بشروا بجنان
زبير وطلح وابن عوف وعامر === وسعداه والصهران والختنان
ونظمهم بعضهم أيضاً فقال:
خير الصحابة بعد أحمد عشرة === لهم بجنات النعيم بشائر
عمراه صهراه ابن عوف عامر === سعداه طلحة والزبير العاشر
ونظمهم بعضهم أيضاً فقال:
لقد بشرت بعد النبي محمد === بجنات عدن زمرة شهداء
سعيد وسعد والزبير وعامر === وطلحة والزهري والخلفاء
ونظمهم السرمري فقال:
خلفاه سعداه ابن عوف طلحة === خير الصحاب مع الزبير وعامر
ونظمهم أيضاً الحافظ أبو عبد الله محمد بن ناصر الدين فقال:
وعشرة خير صحب بالجنات أتى === وعد النبي لهم سرداً بلا خلل
عتيق عثمان عامر طلحة عمر الز === بير سعد سعيد وابن عوف على
ونظمهم أيضاً الحافظ أبو الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى فقال:
لقد بشر الهادي من الصحب عشرة === بجنات عدن كلهم قدره علي
عتيق سعيد سعد عثمان طلحة === زبير ابن عوف عامر عمر علي
ونظمهم أيضاً فقال:
لقد بشر الهادي من الصحب زمرة === بجنات عدن كلهم فضله اشتهر
سعيد زبير سعد طلحة عامر === أبو بكر عثمان ابن عوف علي عمر
(النجوم الزواهر صـ 56/ 57
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 02:39]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
المسائل التي يجوز فيها الانتفاع بالنجاسة:
وجاز الانتفاع بالأنجاس في ........... مسائل نظمٌ بعدِّها يفي
في جلد ميتة إذا ما دُبِغا ........... ولحمها للاضطرار سُوِّغا
وشحمها تدهن منه البَكْرةُ ........... عظامُها بها تصفى الفضةُ
وجاز أن تشلى عليها الغلفُ ........... بوَفقهم والحملُ فيه الخلفُ
ولبن الأتُنِ للسُّعالِ ........... والجلدُ للرئمان فيه جالي
وغصة تزال بالرياح ........... وبول الادمي للجراحِ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 02:41]ـ
علامات البلوغ:
وكل تكليف بشرط العقلِ .............. مع البلوغ بدم أو حملِ
أو بمني أو بإنبات الشَّعَرْ .............. أو بثمانيةْ عَشَرْ حولاً ظَهَرْ
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقف و الإبتدا في القرآن الكريم
قال الناظم رحمه الله:
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ ******* لاَبُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
وَالاِبْتِدَاءِ، وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ *******ثَلاَثَةً: تَامٌ، وَكَافٍ، وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَمَّ: فَإِنْ لَمْ يُوجَدِ****** تَعَلُّقٌ - أَوْ كَانَ مَعْنىً - فَابْتَدِي
فَالتَّامُ، فَالْكَافِي، وَلَفْظاً: فَامْنَعَنْ****** إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ، فَالْحَسَنْ
وَغَيْرُ مَا تَمَّ: قَبِيحٌ، وَلَهُ *******الْوَقْفُ مُضْطَراًّ، وَ يَبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ يَجِبْ *******وَلاَ حَرَامٌ غَيْرُ مَا لَهُ سَبَبْ
وقد نظم الإمام ابن الجزري أبياتِ الوقف والابتداء في منظومته: "طيّبة النشر" بعبارة أوضح، فأحببت ذكرها للفائدة، قال:
وَبَعْدَ مَا تُحْسِنُ أَنْ تُجَوِّدَا******* لاَ بُدَّ أَنْ تَعْرِفَ وَقْفاً وَابْتِدَا
فَاللَّفْظُ إِنْ تَمَّ وَلاَ تَعَلُّقَا******* تَامٌ، وَكَافٍ إِنْ بِمَعْنىً عُلِّقَا
قِفْ وَابْتَدِئْ، وَإِنْ بِلَفْظٍ فَحَسَنْ *******فَقِفْ وَلاَ تَبْدَأْ سِوَى الآيِ يُسَنّ
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيحٌ وَلَهُ******* يُوقَفُ مُضْطَرّاً وَيُبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ يَجِبْ *******وَلاَ حَرَامٌٍ غَيْرُِ مَا لَهُ سَبَبْ
منظومة مراتب الجرح والتعديل
عند الحافظ ابن حجر (رحمه الله تعالى) في كتابه تقريب التهذيب
الحَمْدُ للهِ وصلَّى رَبِّي *****على النَّبِيِّ وَآلِهِ والَّصّحْبِ
وبعدُ: فاسْمَعْ هَذِهِ المَراتِبا*****للجَرْحِ والتَّعْدِيلِ واحْفَظْ دائِبا
نَظَمْتُ ما أَوْرَدَهُ ابنُ حَجَرَ ***** في أَوَّلِ التَّقْرِيبِ مثلَ الّدُرر
أوَّلُها صحابَةٌ لأحْمَدَا ***** وبعدُ من توثيقُهم تأكَّدا
إمَّا بأَفْعلٍ كأوْثقِ الملا ***** أو صِفةٍ كَرّرتها على الولا
وبَعْدَهُم من أُفردُوا بصِفَةٍ ***** كثقَةٍ أو مُتقِنٍ أو حُجَّةٍ
ثمَّ يَليهم بعد ذاك من قَصُر ***** عنهم قليلاً كصَدُوق فاعتبرْ
وبعده صّدُوق لكن قدْ رُمي ***** بسوءِ حفظٍ أو بوَهم فاعْلم
كذاكَ منْ تَغَيَّروا بآخِرَهْ ***** ومن أتى بِبِدْعَةٍ مُسْتَنْكَرَة
ثُمّ الذي لمْ يَرْوِ إلاّ ما نَدرْ ***** ولم يُضَعَّف من إمام مُعتَبرْ
فذاكَ مقبولٌ إذا ما تُوبِعا ***** أوْ لا فليِّن الحديثِ قُوطِعا
ثمّ يلي مجْهولُ حالٍ بعدَ ذا ***** ثمّ ضَعيفٌ بعدَهُ فَلْيُنْبَذا
وبعد ذا مجهولُ عيْنٍ ضُعِّفا ***** ثُمَّ الذي بالتَّرك بعدُ وُصِفا
مُتَّهمٌ بكذبٍ حادي عَشَرْ ***** وبعد ذاك كاذبٌ وهو أشرْ
فهذه مراتبُ الرُّواةِ قدْ ***** لخّصْتها نظماً فهاك ما تَوَدْ
مُختتماً بالحمدِ والصلاةِ ***** على النبِيِّ وصحبهِ الثقاتِ
منظومة أداب البحث
زين المرصفي 1300هـ
1يقول زين المرصفي المرتجي**من ربه سلوك خير منهج
2وبعد حمد مفهم الخطاب**ومرسل الرسول بالصواب
3عليه منه أفضل الصلاة**وأله وصحبه الثقات
4فهاك نظما خاليا عن غث**ضمنته مهم فن البحث
5فقلت راجيا لعفو ربي**معتمدا عليه وهو حسبي
6إن قلت قولا ذا تمام خبري**إذا نقلت فيه عن معتبري
7فيطلب التصحيح للنقل إذا**لم تلتزم فيما نقلته لذا
8أو ادعيت يطلب الدليل**إن كان غير واضح ذا القيل
(يُتْبَعُ)
(/)
9ثم ثلاث للدليل عارضه**منع ونقل مجمل معارضه
10فأول جزء الدليل مورده**فإن يكن مدللا لا يورده
11إذ منعه أن يطلب الدليل**وذاك حاصل وفيه قيل
12والمنع يأتي خاليا عن السند**ومعه وهو الذي به اعتمد
13فإن يكن مساويا فيدفع**وإن يكن أخص ليس ينفع
14وبالجواز فيه عقلا يكتفى**وإن أتى عقلا فبالحل صفا
15والمنع من قبل الدليل غصب**وفيه خلف نحوه لا تصبو
16والثان إبطال الدليل كله**بشاهد ينبئ عن قبوله
17فإن خلا عنه فليس يصغى**لقول من قرره بل يلغى
18لأنه مكابر إلا إذا **كان الدليل واضحا لن ينبذا
19ولايجوز النقص بالتطويل**ونحوه مثل خفاء القيل
20إلا خفا التعريف عن معرف**فإن فيه النقض يأتي فاعرف
21وثالث إقامة الدليل **على خلاف قول ذي التعليل
22فإن أراد ذا ابتغا المعارضة**فليأت بالخلاف بالمناقضة
23أو نقضه أو بدليل أخرا**ياتي وفي المقام بحث قررا
24والمدعى والنقل ليس يمنعا**إلا مجازا فادر ماقد وقعا
25ثم لدى نهاية المناظرة**وذكر كل منهما ما حرره
26فعجز مدع دعوا إفحاما**وسائل في عرفهم إلزاما
27ثم السؤال إن للاستفسار**ياتي فليس مذهب النظار
28وإن يكن للاعتراض فهو في**ذا الفن مقصود بلا تعسف
29وتم مارمت فجاء وافيا**بحمد رب العالمين صافيا
30ومن يصادف هفوة فليصلحا**بعد تأمل لها وليصفحا
31فقد نظمته على استعجال**مع غربتي عن أهل ذا المجال
32والحمد لله مع السلام**بعد الصلاة للنبي التهامي
33محمد وأله والصحب**مارنح القمري فوق القضب
منظومة أسماء الرسل
ألا إن إيمانا برسل تحتما **وهم ادم إدريس نوح على الولا
وهود وصالح لوط مع إبراهيم أتى**كذا نجله إسماعيل إسحاق فضلا
ويعقوب يوسف ثم يتلوا شعيبهم**وهارون مع موسى وداود ذو العلا
سليمان أيوب وذو الكفل يونس**وإلياس أيضا واليسع ذاك فاعقلا
كذا زكريا ثم يحيى غلامه**وعيسى وطه خاتما قد تكملا
وقد تم نظمي جمع رسل مرتبا**لهم حسب إرسال كما قاله الملا
عليهم صلاة الله ثم سلامه**يدومان مادام الأراضي وماعلا
فياربنا فرج كروبي بجاههم**وبالأل والأصحاب ثم الذين تلا
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 04:45]ـ
إذا صح الحديث فهو مذهبي.
قال الشيخ العلامة المسند محمد بن سعيد صقر المدني الحنفي في منظومته رسالة المهدي:
وقول أعلام الهدى لا يعملُ ... بقولنا بدون نص يقبلُ
فيه دليل الأخذ بالحديثِ ... وذاك في القديم والحديثِ
قال أبو حنيفة الإمامُ ... لا ينبغي لمن له إسلامُ
أخذٌ بأقواليَ حتى تعرضا ... على الكتاب والحديث المرتضى
ومالكٌ إمام دار الهجرةِ ... قال وقد أشار نحو الحجرةِ
كل كلام منه ذو قبولِ ... ومنه مردودٌ سوى الرسولِ
والشافعيُ قال إن رأيتمُ ... قولي مخالفا لما رويتمُ
من الحديث فاضربوا الجدارا ... بقوليَ المخالف الأخبارا
وأحمد قال لهم لا تكتبوا ... ما قلته بل أصل ذلك فاطلبوا
فاسمع مقالاتِ الهداةِ الأربعه ... واعمل بها فإن فيها منفعه
لقمعها لكل ذي تعصبِ ... والمنصفون يكتفون بالنبي
صلى الله عليه وسلم.
غوث المكدود (1/ 280).
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[07 - Dec-2007, صباحاً 11:12]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً
نظمهن بعضهم فقال:
توفي رسول الله عن تسع نسوة === إليهن تعزى المكرمات وتنسب
فعائشة ميمونة وصفية === وحفصة تتلوهن هند وزينب
جويرية مع رملة ثم سودة === ثلاث وست ذكرهن مهذب
((حاشية بيجرمي على الخطيب (ج 1 / صـ 12) ونسبها الطهطاوي في نهاية الإيجاز (صـ 467) إلى الحافظ أبي الحسن بن الفضل المقدسي))
ونظمهن بعضهم فقال:
ألا إن أزواج النبي محمد === عليه سلام الله في السر والجهر
خديجة الكبرى وسودة بعدها === وعائشة أيضاً وحفصة في الإثر
ورملة أيضاً وهي أم حبيبة === وهند وتدعى أم سلمة عن خبر
وزينب أيضاً بنت جحش نعدها === كذا زينب بنت الخزيمة فاستقر
وكنيتها أم المساكين بعدها === جويرية أيضاً صفية يا فخري
وميمونة الست الجليلة آخراً === تزوجها المختار في سرف فادر
فهاهن عشر ثم واحدة فكن === لهن محباً تحظ بالبر والأجر
وقد عقد المختار أيضاً لسبعة === سواهن لم يدخل بهن فخذ شعري
(النجوم الزواهر صـ 51)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 03:04]ـ
قال الأهدل في نظم القواعد الفقهية:
واعلم بأن سبب التخفيف ............. في الشرع سبعة بلا توقيف
وذلك الإكراه والنسيان ............. والجهل والعسر كما أبانوا
وسفر ومرض ونقص ............. فهذه السبعة فيما نصوا
ـ[علي أكرم]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 10:13]ـ
أبيات جمع الشتات
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=4399
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 09:54]ـ
من المصنفات في هذا الباب:
- نظم الفوائد لابن مالك [طبع في مجلة أم القرى بتحقيق سليمان العايد]
- نظم الفرائد للمهلبي [طبع في العبيكان بتحقيق عبد الرحمن العثيمين]
- قلائد الفوائد وشوارد الفرائد للسيوطي [لم يطبع فيما أعلم، ومخطوطته موجودة]
- عقد الفرائد فيما نظم من الفوائد لعلاء الدين بن عبد الباقي الخطيب [لم يطبع فيما أعلم، ومخطوطته موجودة]
- الصفحات الناضرة في الأبيات الحاصرة للشيخ عبد السلام بن برجس [طبع بدار الصميعي]
- أبيات الشتات لعبد الرزاق بن عبد المحسن العباد [كما في المشاركة السابقة]
- مجموع للشيخ بكر أبو زيد في الضوابط العلمية نظما ونثرا [لم يطبع ولعله لم يكمل]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 12:10]ـ
شروط لا إله إلا الله
للشيخ حافظ حكمي
وفي شروط سبعة قد قيدة ... وفي نصوص الوحي حقا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها ... بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم والياقين والقبول ... والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة ... وفقك الله لما أحبه
سلم الوصول
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 01:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ... غفر الله لي ولك وجميع المسلمين. وجعل عملك هدا في موازين حسناتك.
ـ[أبو هر]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:43]ـ
قال الشيخ أيمن رشدي سويد في شرحه على الجزرية ذاكرا لأسنان الإنسان:
ثنيات الفتى ورباعيات ... وأنياب الفتى كل رباع
وأربع الضواحك ثم ست ... وست في طواحنها انتفاع
وأربع النواجذ مال ماض ... إذا عرى الفتى منها ارتجاع
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 03:13]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
المسائل التي يجوز فيها الانتفاع بالنجاسة:
وجاز أن تشلى عليها الغلفُ ........... بوَفقهم والحملُ فيه الخلفُ
أخي أبا مالك
الصحيح الغُضف لا الغلف
قال ابن منظور في اللسان:
(غضف) .... وهي في الكلاب إقبال الأُذن على القفا وكلبٌ أَغْضَفُ وكلاب غُضْف وقد غَضِفَ بالكسر إذا صار مسترخي الأُذن التهذيب التَّغَضُّفُ والتغَضُّنُ والتغيُّفُ واحد ومن ذلك قيل للكلاب غُضْفٌ إذا استرخت آذانها على المحارة من طولها وسَعتها وقال ابن الأَعرابي الغاضِفُ من الكلاب المتكسّر أَعلى أُذنه إلى مقدَّمه والأَغضفُ إلى خلفه والغُضْفُ كلاب الصيْد من ذلك صفة غالبة وغَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً وغَضَفاناً وغَضْفاناً لَواها وكذلك إذا لوتْها الرِّيح وقيل غَضَفها أَرخاها وكسرها
و الله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:20]ـ
للفائدة ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162568
كتاب نادر (المواكب العلية في توضيح الكواكب الدرية في الضوابط العلمية)
ـ[القاسم عامر]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:54]ـ
غفر الله لنا ولك(/)
موقف عجيب للماوردي مع مؤلفاته
ـ[ماجد المبارك]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 08:09]ـ
موقف عجيب للماوردي مع مؤلفاته
قال ابن خلكان في وفياته (3/ 282): قيل: إنه لم يظهر شيئًا من تصانيفه في حياته، وإنما جمع كلها في موضع، فلما دنت وفاته، قال لشخص يثق إليه: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها؛ لأني لم أجد نية خالصة لله تعالى، لم يَشُبها كدرٌ، فإن عاينت الموتَ ووقعت في النزع فاجعل يدك في يديّ، فإن قبضتُ عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يُقبل منّي شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة ليلاً، وإن بسطتُ يدي، ولم أقبض على يدك فاعلم أنها قبلت، وأني قد ظفرتُ بما كنتُ أرجوه من النية الخالصة.
قال ذلك الشخص: فلما قارب الموتَ وضعتُ يدي في يده فبسطها، ولم يقبض على يدي، فعلمتُ أنها علامة القبول، فأظهرتُ كتبه بعده.
ـ[النجدية]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 08:55]ـ
بسم الله ...
بارك الله بكم أستاذنا ماجد المبارك، و أشكر لكم هذا النقل الطيب المبارك!!
لله درك يا إمامنا الماوردي!!
والله إن ما سمعته؛ يجعل كل أحد منا يقف وقفات مع نفسه؛ يحاسبها؛ ليتثبت: أأخلص في عمله؟ أم لم يخلص!!
سبحان الله!
إن في سلفنا الصالح - رحمهم الله -مدرسة؛ نجدد بها الإيمان، و نزكي بها النفوس ...
جزاكم الله خيرا.
و دمتم في رعاية المولى ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 10:00]ـ
جزاكم الله خيرا ,, نقل موفق
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 05:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 06:28]ـ
جزاكم الله خيرا
هنا أمور:
* ترجم الخطيب للماوردي، ولم يذكر هذه الواقعة ..
* صدَّر ابن خلكان هذه الواقعة بـ: (قيل) والأصل في هذا اللفظ أنه للتضعيف
وكذا فعل السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 5/ 269، وأظنه تبع في ذلك ابن خلكان - قال السبكي في ترجمة ابن خلكان (ومن مصنفاته كتاب وفيات الأعيان وهو كتاب جليل) -، لكنه من المعروف أن السبكي محقق، فقال عقب ذِكر هذه الواقعة: (قلت: لعل هذا بالنسبة إلى «الحاوي» وإلا فقد رأيت من مصنَّفاته غيره كثيرا، وعليه خطّه، ومنه ما أُكمِلت قراءته في حياته).اهـ
أقول: ومما يدل على صحة ما ذكره السبكي:
- قول الماوردي في مقدمة الأحكام السلطانية: (ولما كانت الأحكام السلطانية بولاة الأمور أحق، وكان امتزاجها بجميع الأحكام يقطعهم عن تصفحها مع تشاغلهم بالسياسة والتدبير، أفردت لها كتابا امتثلت فيه أمر من لزمت طاعته ... ).
- وفي معجم الأدباء، لياقوت: (قرأت في مجموع لبعض أهل البصرة: تقدَّم القادر بالله إلى أربعة من أئمة المسلمين في أيامه في المذاهب الأربعة، أن يصنِّف له كل واحد منهم مختصرا على مذهبه، فصنَّف له الماوردي «الإقناع»، وصنف له أبوالحسين القُدُوري مختصره المعروف على مذهب أبي حنيفة، وصنف له القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن نصر المالكي مختصرا آخر، ولا أدري من صنف له على مذهب أحمد، وعرضت عليه، فخرج الخادم إلى أقضى القضاة الماوردي وقال له: يقول لك أمير المؤمنين: حفظ الله عليك دينك، كما حفظت علينا ديننا).اهـ
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 06:58]ـ
وأنا في شك من هذه الواقعة جملة وتفصيلا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 07:34]ـ
تأمَّل قول الخطيب في ترجمة الماوردي -رحمهما الله-:
(وله تصانيف عدَّة في أصول الفقة، وفروعه، وفي غير ذلك ...
مات في يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول من سنة خمسين وأربعمئة، ودُفِنَ من الغد في مقبرة باب حرب، وصلَّيت عليه في جامع المدينة، وكان قد بلغ ستا وثمانين سنة).اهـ
إذا الخطيب اطَّلع على تصانيف عِدَّة للماوردي قبل وفاته .. فكيف يُقال إذن:
( ... فعلمتُ أنها علامة القبول، فأظهرتُ كتبه بعده).اهـ
والله أعلم وأحكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 07:43]ـ
وقد يقول قائل:
يُحمَل قول الخطيب على أنه قد اطلع على تصانيفه بعد وفاته ..
يقال: اثبت العرش أولا
ثم قد سبق ما ينقض أصل هذا الزعم .. فتبصَّر(/)
شبكة الإصالة: رَمَضَان شَهْرُ التَّقْوى والإِيمان ...
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 02:18]ـ
رَمَضَان شَهْرُ التَّقْوى والإِيمان ...
يُعَدُّ (الصِّيامُ) مِن أركانِ الإسلامِ الّتي يَكَادُ يُجْمِعُ على القيامِ بها، والعَمَل بهديها -دون تخلُّفٍ عنها، أو استنكافٍ عن حَقّها- كُلُّ المسلمين؛ حتّى -منهم- بعضُ الفَاسقين!!
والصيامُ -بهذا المعنى- هو الفريضةُ الأساس التي فَرَضها اللهُ –تعالى- على النَّاس؛ ليقوموا بها، ويلتزموا أحكامَها، وينالوا ثَمَرَتَها ...
والصيامُ -بهذا المعنى- لا يكونُ –جُملَةً- إلا في شهر رمضانَ المبارك؛ الذي قال فيه ربُّ العالمين في كتابهِ العظيم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} ...
وهو الفريضةُ الّتي وَعَدَ اللهُ –تعالى- القائمين بها -المُحقِّقين لِنورها- بثمرةٍ غاليةٍ ينالونها، ويُشْرِقون بأنوارها، ويَسْعَدُون بآثارها؛ ألا وهي (التقوى)؛ وذلك في قولهِ -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}.
قال الإمام البَغَوي في «تفسيره» -مُعَلِّلاً-: «لأن الصومَ وصلةٌ إلى التقوى؛ لِمَا فيه مِن قهر النَّفس، وكسر الشَّهوات ... ».
فالصيامُ المفروضُ في هذا الشهرِ العظيمِ مطلوبٌ بِذاتهِ -لا شَكَّ ولا رَيْبَّ-؛ لكنّه –دون حقيقتهِ، ودون آثارهِ القلبيّة المنعكسة على الجوارح بالأعمالِ الإيمانيّة- يكادُ يكون لا قيمةَ له!!
فالنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صيامهِ إلا الجوع والعَطَش»؛ فَمَن لم يُحْكِم في الصيام حُكْمَهُ وحِكَمَهُ: فكأنّه ما صام، ولا بالحقِّ الواجب عليه التزمَ وقام!
وقد نقل العلامةُ المُناويُّ في «فيض القدير» -شارحاً الحديثَ- قولَ مَن قال: «تمامُ الصيامِ أن يَكُفَّ الجوارحَ عما كره اللهُ؛ فيحفظَ اللسانَ عن النُّطق بما يَحْرُمُ، ويحفظَ العينَ عن النَّظر إلى المكاره، والأُذُنَ عن الاستماع إلى المُحَرَّمِ؛ فإن المستمعَ شريكُ القائلِ، وهو أحدُ المُغتابَيْن.
وكذا يَكُفُّ جميعَ الجوارحِ كما يكُفُّ البطنَ والفرجَ.
فإذا عرفتَ معنى الصوم الحقيقيّ: فاستكثِرْ منه ما استطعتَ، فإنه أساسُ العبادةِ، ومِفتاح القُرُبات».
وشهر رمضان -شهر التقوى والإيمان والإحسان- بهذا المعنى- فرصةٌ قد لا تتكرّر -فالأعمارُ بيد ربِّ العالمين؛ الذي خَلق وقدر-:
فهو فرصةٌ للبعيد عن ربِّه؛ كي يفتحَ صفحةً حديدةً يكون فيها مِن المرحومين؛ بدلاً مِن استمراره في غَيِّه مَعَ المَحْرومين!
وهو فُرصةٌ للقريب من خالقهِ ومولاه؛ كي يُجَدِّدَ العهد مع الله -تعالى-؛ حِرصاً على الطاعةِ، وثباتاً على الخير، ودواماً على الهدى ..
وهو فُرْصةٌ للمُقَصِّر المُذْنِب المُتذبذبِ؛ كي يرسُخَ ويقوى، ويمشي بخطىً ثابتةِ لا تَرَدُّدَ فيها؛ يركَنُ فيها -بنفسه- إلى الحقِّ وأهلهِ؛ لِيَسْعَدَ ويُسْعِدَ ...
فرصةٌ .. قد .. لا .. تتكرّر ..
فكم مِن فتىً شابّ ... فَجَأَهُ الموتُ العُجاب .. فإذا هو تحت التُّراب!
وكم مِن ذي جاهٍ ومال ... تقلّبت به الأحوال .. فإذا هو إلى زوال!
وكم مِن ذي قُوَّةٍ وعُنفوان .. مَالَ عليه الزَّمان .. فصار إلى هوان!!
ورحم اللهُ مَن قال:
لِكُلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ ...... فلا يُغَرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتَها دُوَلٌ .... مَن سرّهُ زَمنٌ ساءَته أزمانُ
وهذه الدارُ لا تُبقي على أحدٍ ..... ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
وها هي ذي الأيّامُ تَمُرُّ، والأَسابيعُ تَجْري، والشهورُ تطوى ....
وها هي سنةٌ كاملةٌ مَرَّتْ على إطلاق هذا الموقع العلميِّ (الأصالة) -منذ شهر رمضان الفائتِ في العام المنصرم ...
فهل قَدَّمْنَا فيه النافع المُفيد؟!
وهل قَدَّمْنَا لِزُوّارنا ورُوّادنا الجيّدَ والجديد؟!
فالله الّذي لا يُحْلَفُ إلا به:
نطمعُ بأيَّة إضافةٍ تُثْري ...
وَنُرَحِّبُ بأيِّ توجيهٍ يَبْني ...
وَنَسعَدُ بأيِّ نقدٍ علميٍّ يُتَمِّمُ ...
فلعلَّ ما نكتُبُه -اليوم- يكون لنا نافعاً في الغَدِ ..
ولعلَّ ما فيه نفعٌ لنا في -الغد- لم نكتبه إلى الآن!
وكُلُّ ذلك –كيفما كان- مِن رحمةِ الرحيم الرحمن -سبحانه وتعالى- القائل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُون} ..
فشهرُ التقوى شهرُ رحمةٍ ...
فاللهم اجعلنا أهلاً لها، ومِن أهلهِ.
وما أجملَ ما كان يدعو به الإمام ابنُ الجوزيِّ -رحمه الله- مِمّا ندعو به ونُكَرِّره-:
«اللهمّ لا تعذّب لساناً يُخبرُ عنك، ولا عيناً تنظرُ إلى علومٍ تدلُّ عليك، ولا قَدَماً تمشي إلى طاعتك، ولا يداً تكتب حديثَ رسولِك وصَفِيِّك -صلى الله عليه وسلم-».(/)
رمضان بين عزيمة الاغتنام ونية التضييع
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 02:35]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا دخل رمضان فإنه يرحّب بالصوم، فذلك واجب من شهده، وأما إذا أشرف وأذِن بالحضور وطرق الأبواب فإنه لا يقابل إلا بالعزيمة الصادقة على بذل الطاقة والجهد لاغتنامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). فمن كانت عزيمته قوية كان شهر رمضان عليه مباركا وفاتح خير من أول يومه، ومن كانت عزيمته واهية، فإنه لا محالة سيدرك العاقبة السيئة.
العزيمة كما عرّفها الأصوليون: أنها ما بنيت على خلاف التيسير، كالصوم في السفر لمن أطاقه، وعدم التلفّظ بكلمة الكفر وإن قتل. فمن الناس من ينصحه طبيبه بعدم صوم الشهر لكنه يصومه عزيمة من نفسه، مثله في ذلك ما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه اجتهد قبل موته اجتهادا شديدا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟ فقال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها ... أي إذا قاربت الخيل خط الوصول في السباق ضاعفت مجهودها رغم تعبها، فلم يزل على ذلك حتى مات رضي الله عنه.
واستقبال رمضان في هذه الأيام يكون بالعزيمة، بمعنى أن لا تفكر في أشياء تضعف حماسك وتحبسك عن الاجتهاد خلال رمضان، وإنما تستجمع قوى الإرادة على الفعل. وأن تعزم على صيام رمضان قبل حلول رمضان، فبعض من وهنت عزيمته قد زاد من وهنها ما يقوله لسانه: كيف سنصوم رمضان؟ نصوم رمضان في هذا الحر؟ نصوم مع هذا الغلاء؟! وبعض من قويت إرادته بدأ يغير من توقيت أخذه لدوائه الملازم له، حتى يصوم من أول يوم صيام الأصحاء.
إن المؤمن إذا لم ينشط عزيمته ولم يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان، فإنه إذا باغته الشهر وجده خبيث النفس كسلان، ومن المتخلّفين المتأخرين، وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة والكسل والقعود قبل حلول رمضان .. كمن يريد السفر، فإنه يعد متاعه من قبل، أما إذا أجّل وسوّف إلى وقت انطلاق الركب فاته القطار.
وحتى لا يبقى معنى العزيمة غامضا وحتى نزيد في توضيحها: أن تكون عازما على فعل ما لا تألفه النفوس أو لا تحبه. أي لا تعزم على الصيام فحسب وعلى الإمساك عن المفطرات فقط،
فكل الناس يصومون في رمضان هذا الصيام، بل اعزم على ما هو أكبر وأعظم. فبعض أعمال الطاعات والعبادات تحمل في طياتها مشقة على النفس، فإذا لم تقوّ النفس بالعزيمة لمجاهدة العجز والكسل ثم القيام بذلك العمل لم تقم به. وما كان صاحب النفس الخاملة يوما من أهل العزائم بل من أهل الرخص، ولذلك قال الله عن الجهاد (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ففي الآية وعد بالثواب لحمل وإعداد النفوس وشحنها بالعزيمة حتى تتهيأ لملاقاة الموت الذي تأباه الطباع.
وللعزيمة تمارين هي من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه، لأنه لا قوة للنفس ما لم تُعدّ العدة للطاعة، قال الله تعالى عن أسباب تخلّف القاعدين: ''ولو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبّطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين''. وكذلك رمضان وسائر الأعمار والطاعات، من لم يمرّن نفسه حرم خير رمضان وكان في آخره من المحرومين.
والمتأمل في حال سلفنا الذين تجافت جنوبهم عن المضاجع، وتناءت قلوبهم عن المطامع، يجد أن سر اجتهادهم حمل نفوسهم بالعزائم، فهذا ابن عمر رضي الله عنه كان إذا فاتته صلاة الجماعة صام يوما، وأحيا ليلة، وأعتق رقبة. وعن وكيع قال: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة. وكان أبو مسلم الخولاني قد علّق سوطا في مسجد بيته يخوّف به نفسه، وكان يقول لنفسه: قومي، فوالله لأزحفنّ بك زحفا، حتى يكون الكلل منك لا مني، فإذا دخلت الفترة (الفتور) تناول سوطه وضرب به ساقه، وقال: أنت أولى بالضرب من دابتي.
وكان يقول: أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟ كلا .. والله لنزاحمنّهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالا. وعن أحمد بن حرب قال: يا عجبا لمن يعرف أن الجنة تزيّن فوقه والنار تسعّر تحته كيف ينام بينهما؟
هذه سيرة الأخيار في مجاهدة النفس ومغالبة الهوى، من استحضرها عند هبوب ريح الكسل وسأل الله حسن العمل قويت عزيمته وارتفعت همته.
* إمام خطيب ـ مسجد مالك بن أنس ـ باش جراح (الجزائر)
* المصدر: بشير شارف
جريدة الخبر الجزائرية
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:34]ـ
رأيت أن في رفعه فائدة.(/)
o0::: عندما يتحدث رمضان:::0 o... استمع ماذا يقول ....... !!
ـ[عيووووون]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 06:42]ـ
عندما يتحدث رمضان
د. محمد بن عبدالعزيز المسند
لقد اعتاد الكُتّاب والوعّاظ والخطباء أن يتحدثوا عن رمضان، ويبينوا حَكَمَه وأحكامه وأسراره، فماذا لو كان رمضان هو المتحدث، فماذا سيقول لنا؟
أترككم معه الآن ليتحدث إليكم:
أيّها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
أنا رمضان، سيد شهور العام.
سلام عليكم ورحمته وبركاته .... أما بعد:
فإني أحمد الله إليكم، الذي لا إله إلا هو، ولا رب سواه، وأصلي وأسلم على البشير النذير، والسراج المنير، محمّد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين.
أيّها المسلمون .. أكتب لكم رسالتي هذه، وجسد الأمة الإسلامية ينزف دماً صبياً في مواضع كثيرة منه وكلما رقأ منه جانب، نزف جانب آخر ...
ومواضع أخرى من جسد الأمة قد خُدرت، فهي شبه معطلة، لا تقوي على الحركة، ولا يُحسب لها أيّ حساب ..
وقوى الشر والطغيان تسرح وتمرح في كثير من بقاع الأرض،بلا حسيب ولا رقيب، وليس السبب كامن في العدو نفسه، وكثرة عدده وعدته، وإنما السبب كامن في نفوسكم أيها المسلمون: ((قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (آل عمران: 165).
فإذا غيّرتم ما بأنفسكم، غيّر الله ما بكم ..
وإني ما جئتكم إلا لأغير ما بأنفسكم، فهلا ساعدتموني على ذلك.
أيها المسلمون: إني ما جئتكم لتجعلوني موسماً لملء بطونكم بأصناف الطعام والشراب .. ولا جئتكم لتجعلوا ليلي نهاراً، ونهاري ليلاً، وتقطّعوا ساعاتي الثمينة باللهو واللعب، والنظر إلى ما حرم الله .. !
فهلا أدركتم الحكمة من مجيئي إليكم. .
أيها المسلمون: تعلمون بارك الله فيكم أن الله قد خصني بمزايا كثيرة دون سائر الشهور ..
ففي لياليّ المباركة أنزل القرآن العظيم، هدي للناس، وبينات من الهدى والفرقان، وإن خير ما قضيتم به أوقاتكم في أيامي ولياليّ المباركة، تلاوة آيات القرآن وتدبرها والعمل بها ..
ومن مزايا التي خصني الله بها، تصفيد الشياطين ومردة الجن، فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه قبل رمضان، وإنها – والله – لفرصة عظيمة لمن أراد التحرر والانطلاق من أسر الشياطين، والدخول في حصن الله الحصين، ليبدأ حياة جديدة بعد انتهاء أيامي القلائل ..
ومن مزاياي، أن أبواب الجنة تفتّح بدخولي، وأبواب النار تغلّق، فأي فرصة أعظم من هذه الفرصة .. !!
ومن الذي تفتّح له أبواب الجنة، ويدعى إلى ما فيها، فيأبى إلا الوقوف على أبواب النار المغلقة، وانتظار فتحها؟! ..
وإن من أبرز مزاياي، أن الله خصني بليلة هي خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر .. وقد خصكم الله بهذه الليلة دون سائر الأمم لتعوضوا ما فاتكم من طول أعمارهم، وقصر أعماركم ...
لو عُرض على موظف منكم إن يجتهد في ليال معدودة، ويعمل بجد واجتهاد، مقابل راتب ثلاث وثمانين سنة، أترون هذا الموظف يتردد لحظة في قبول هذا العرض الخيالي .. فما بال كثير من الناس اليوم يرفضون عرض الله لهم في كل عام، ويرضون لأنفسهم بالحرمان والشقاء.
أيها المسلمون: إني لم أكن في يوم من الأيام شهر البطالة وملء البطون والنوم والكسل إلا في هذه الأزمنة المتأخرة ..
هلا رجعتم إلى تأريخ أسلافكم العظام لتروا ما صنعوا في أيامي المباركة.
هل نسيتم بدراً، وفتح مكة، واليرموك وحطين، إنها بطولات تحققت في رمضان .. ولم تكن هذه البطولات والانتصارات لتتحقق في أرض الواقع، لو لا أنها تحققت أولاً في نفوس أولئك المؤمنين، على أهوائهم وشهواتهم فمتى انتصرتم أيها المسلمون اليوم على أنفسكم وأهوائكم، نصركم الله على أعدائكم، وعاد لكم عزكم ومجدكم المسلوب ..
أيها المسلمون: تذكرون وأنتم تمتنعون عن الطعام والشراب، وتقاسون ألم الجوع في هذه الأيام، ثم تنعمون بعد ذلك بأنواع الطعام والشراب حتى تقاسون ألم التخمة – تذكروا إخواناً لكم في بقاع كثيرة، لا يحدون ما يسدون به رمقهم، ليس في هذه الأيام فقط، بل على مدار العام ..
لقد زرت أقواماً كثيرين، يستوي عندهم رمضان وغيره، فهم صائمون على الدوام، إلا من بضع فتات يلتقطونه من المزابل، أو من عند أبواب بعض الأغنياء، أو ما تمدهم به منظمات الصليب الأحمر مع نسخ الإنجيل، والقليل الذي يأتي من بعض الدول الإسلامية .. وبعضهم لم يجد إلا النمل ليأكله .. !!
أيها المسلمون: إن الأحداث اليوم تتسارع بشكل مخيف، والعالم يكاد يشتعل ناراً، فما لي أرى أكثركم مستغرقاً في نوم عميق! .. أما آن للنائم أن يستيقظ، .. أما آن للغافل أن ينتبه من غفلته؟
إني شهر التقوى .. وشهر الشفافية، فما يبلغ العبد من الشفافية، مثل ما يبلغ في هذا الشهر، فمن لم يستيقظ الآن، فمتى تستيقظ؟!.
إن الله – سبحانه وتعالى – تكفل بنصر دينه، وإعلاء كلمته، وقد تكاثرت البشائر بذلك، لكن سنة الله تعالى جرت بأن هذا الدين لا ينتصر إلى برجال مؤمنين، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم، فكونوا أنتم هؤلاء الرجال، لتنالوا هذا الشرف، وإلا فإن الله عز وجل سيستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
إياكم أن تحتقروا أنفسكم، وترضوا بالهوان والذل، فإنكم إن كنتم مع الله، وكان الله معكم، كنتم أنتم الأعزة، وإن كادكم جميع من في الأرض، المهم أن تصدقوا مع الله، وتكونوا معه بقلوبكم وقوالبكم، وحينئذ يتنزل نصر الله لكم.
وختاماً
أودعكم وأسأل الله عز وجل كما بلغكم أول أيامي، أن يبلغكم آخرها، ويقبل منكم كل عمل صالح أودعتموه فيّ، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد ,,,
د. محمد بن عبدالعزيز المسند
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيووووون]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 04:11]ـ
أهنئ جميع أعضاء وزوار المنتدى بحلول شهر رمضان المبارك
ولا أنسى أن أشكر إدارة المنتدى على هذا المجهود الرائع
أسأل الله أن يتقبل مني ومنكم(/)
ماحمكم الذهاب لحقوق الانسان للمطالبة بحق؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:10]ـ
افيدونا وجزاكم الله خيرا(/)
كلام لشيخ الإسلام ينطبق على كثير من مسلمي هذا الزمان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:23]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في " الإيمان الكبير ":
[فعامة الناس إذا أسلموا بعد كفر، أو ولدوا على الإسلام، والتزموا شرائعه وكانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون، ومعهم إيمان مجمل، ولكن دخول حقيقة الإيمان إلى قلوبهم إنما يحصل شيئا فشيئا إن أعطاهم الله ذلك، وإلا فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين!، ولا إلى الجهاد، ولو شككوا لشكوا!، ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا!، وليسوا كفارا!، ولا منافقين!، بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب!، ولا عندهم من قوة الحب لله ولرسوله ما يقدمونه على الأهل والمال!!، وهؤلاء إن عوفوا من المحنة وماتوا دخلوا الجنة.
وإن ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب وإلا صاروا مرتابين، وانتقلوا إلى نوع من النفاق.
وكذلك إذا تعين عليهم الجهاد ولم يجاهدوا كانوا من أهل الوعيد،
ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم عامة أهلها فلما جاءت المحنة والابتلاء نافق من نافق.
فلو مات هؤلاء قبل الامتحان لماتوا على الإسلام، ودخلوا الجنة، ولم يكونوا من المؤمنين حقا! الذين ابتلوا فظهر صدقهم، قال تعالى: {ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}
وقال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}].
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:48]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب علي الفضلي، أسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه و يجنبنا الفتن و يختم لنا بالحسنى.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 01:29]ـ
هؤلاء حدهم أن يموتوا لا يشركوا بالله شيئا، وهذا كما تفضلتم حال الكثير من العوام الذين ماتوا ولم تقم في قلوبهم هذه لحقائق ولكن عصمهم الله من فتنة الشرك
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 02:27]ـ
أخي الحبيب علي ... وفقك الله
جزاك الله خيرا على النقل الطيب. وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 06:56]ـ
الإخوة: أحمد العراقي، الموحد السلفي، كمال الجزائري.
بارك الله فيكم على مروركم.
ومبارك عليكم شهر المغفرة والعتق من النيران.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 03:50]ـ
قول الامام ابن تيمية رحمه الله
((وإلا فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين!، ولا إلى الجهاد، ولو شككوا لشكوا!، ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا!، وليسوا كفارا!، ولا منافقين))
!، قلت ممايصدق كلام ابن تيميةرحمه الله اني سمعت شيخا فاضلا يقول ان مؤذنا في بعض بلاد المسلمين يؤذن اثنتي عشرة عاما جاءه رجل ذات يوم وقال ارايت ماتقوله من الشهادتين في الاذان هل انت تشهدبها حقيقة وهذه شهاد ةكما لوشهدت على شخص في المحكمة قال نعم فكررذلك الرجل كلامه فقال المؤذن والله الناس يقولوا هكذا
وهذا يحتم على العلماء وطلبة العلم تعليم العقيدة الصحيحة لعوام المسلمين وجزاكم الله خبرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا محمد الغامدي.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[09 - Oct-2007, صباحاً 02:18]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز علي الفضلي والله صدق رحمه الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Oct-2007, صباحاً 06:33]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز علي الفضلي والله صدق رحمه الله.
وبك بارك أخي الحبيب أبا عبيدة.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 01:15]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
جزاك الله خيرا على هذا النقل المسدد(/)
نوى العمرة في شعبان وأداها في رمضان
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:51]ـ
اختلف أهل العلم في هذه المسألة، فذهب بعضهم إلى أن العبرة بالنية، وأن هذه العمرة تقع في شعبان، وذهب فريق آخر إلى أن العبرة بأفعال العبادة، فما دام أنه بدأ الطواف في رمضان فهي واقعة في رمضان.
في انتظار مشاركاتكم.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 03:04]ـ
للرفع
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 04:20]ـ
فتح الله عليّ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر " أخرجاه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يعتبر الإحرام بالصلاة في إدراك الوقت وإنما اعتبر الإدراك بإدراك الركوع، فكذلك الإحرام بالعمرة لا عبرة به في إدراك الوقت، وإنما العبرة بإدراك الطواف.
فيكون المعتبر في إدراك الوقت الفعل لا النية.
وقد وقفت لبعض علمائنا من رأى أن العبرة بالنية وأن العمرة هذه من شعبان لا رمضان، لكن الحديث السالف الذكر لا يسعف هذا القول.
والمسألة كما ترون ليس فيها نص يجب الركون إليه، فلا تثريب على من رأى هذا الرأي أو ذاك.
ولم أقف على من استدل بهذا الحديث في هذه المسألة فإن كان صوابا فمن الله وحده.(/)
إشكال في لفظة "مرحبا"
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 01:45]ـ
حبب إلي من العلوم علم الأنساب, وحين كنت في غياهب مدونة العلامة ابوسعيد ابن حزم مررت بفصل بديع اسمه "اصنام العرب" فذكر أن من أصنام العرب صنم اسمه "مرحب" ويقع في حضرموت, ويسمى سادنه "ذو مرحب".
فثار في بالي إشكال لم يظهر لي حله, وهو:
هل تشابه لفظة "مرحبا" التي نقولها في التحية مع اسم هذا الصنم ينطبق عليها قاعدة "حماية المصطفى جناب التوحيد وسده طرق الشرك" التي ذكرها شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب, وعليه فيمتنع إطلاق هذا اللفظ سداً لذريعة مشابهة أوثان أهل الشرك؟
فإن كان لايجوز فهذا ظاهر على القاعدة.
أما إن كان لابأس بها لورودها: فهل هذا يعني جواز عبارة "بالعون" التي يطلقها بادية الشام وغتم الأعراب حتى وإن شابهت إسم صنم كما ذكره بعض طلاب العلم عن أصل هذه العبارة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 01:55]ـ
يا أخي الكريم، كلمة (مرحبا) هذه مذكورة في القرآن! ومذكورة في السنة! ومتواترة من كلام العرب!
وتسمية الصنم المذكور قد تكون جاءت بعد هذه الكلمة ومشتقة منها، ومجرد التسمية لا يُذم لأجلها ولا يمدح؛ فكم من فاجر أو كافر واسمه على اسم نبي، وكم من مؤمن تقي ورع، واسمه على اسم أفجر الفاجرين وأكفر الكافرين.
والأحاديث في ذلك كثيرة جدا:
((مرحبا بأم هانئ))، ((مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح))، ((مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى)) ... إلخ.
ثم تواتر هذا عن الصحابة والتابعين بما لا يُمكن دفعه، (مرحبا بك يا ابن أخي)، (مرحبا بوصية رسول الله) ... إلخ.
وقد بوب الترمذي (باب ما جاء في مرحبا).
وقال اللغويون قاطبة: ((وقولهم: "مرحباً وأهلاً" أي أتيت سعة، وأتيت أهلاً؛ فاستأنس ولاتستوحش)).
والخلاصة أن هذه الكلمة ليس فيها إشكال على الإطلاق بالاتفاق.
ـ[اللالكائي]ــــــــ[22 - Dec-2007, صباحاً 07:56]ـ
قال تعالى:
{هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ} {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} (59 - 60) سورة ص
قال الشيخ بكر أبو زيد -في معجم المناهي اللفظية:
بالعون *: ?
في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – لما سُئِل عن قول: بالعون، أجاب: (هذا صريح في الحلف بغير الله، وليس الظن أنه يعني: بعون الله) وهذا اللفظ منتشر في ديار غامد، وزهران، وعسير .. والله أعلم.
وقيل: ((عون)): اسم صنم كان في اليمن، فيكون هذا من القسم به، كقوله الجاهلية الأُولى: ((باللات والعزى))، وهذا شركٌ بين.
? * بالعون: فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 1/ 171.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 11:40]ـ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد: مرحبا بطالب العلم
غير أني أكبر فيك هذا الحس الإيماني .. والحساسية الدقيقة لحماية جناب التوحيد(/)
الرجاء من جميع الأفاضل المشاركة في تجميع ما يخص حد الردة على الشبكة في هذا الرابط
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 02:21]ـ
الرجاء من جميع الأفاضل المشاركة في تجميع ما يخص حد الردة على الشبكة في هذا الرابط
وجزاكم الله خير الجزاء مقدما وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 02:23]ـ
د. المسير: القائلين بعدم وجود حد للردة مرتعشون إسلاميا
المصريون: بتاريخ 12 - 9 - 2007
شهدت ندوة (حد الردة) التي عقدت بنقابة الصحفيين يوم الاثنين جدلا حادا بين الحاضرين في حين شن د. محمد المسير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر هجوما حادا على منكري وجود حد الردة في الإسلام واصفا هذا الزعم بأنه (عبث فكري) وأضاف المسير أن من يقولون بعدم وجود حد للردة في الإسلام (مرتعشون إسلامي
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38435&Page=13
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 02:24]ـ
أثارت جدلاً بين الإسلاميين ... المُسِّير ينفي لـ "المصريون" اتهامه "الجماعات الإسلامية" بأنها مخترقة من "الموساد"
كتب سمير ريحان (المصريون):: بتاريخ 12 - 9 - 2007
نفي الدكتور محمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر بشدة ما نسب إليه من تصريحات، قال فيها إن الجماعات الإسلامية مخترقة من قبل "الموساد" وتنفيذ خطة إسرائيل لتهديد الأمن القومي.
وأضاف في تصريح لـ "المصريون" إن كل ما قلته خلال ندوة "حد الردة إشكالات وإجابات" التي عقدت أخيرًا بنقابة الصحفيين المصريين هو إن الاختراق موجود منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يزال قائمًا.
وعبر عن اندهاشه إزاء ما وصفه بتحريف كلامه من بعض الصحفيين، مشيرًا إلى أن الندوة التي أقيمت في نقابة الصحفيين كانت بالأساس تتكلم عن مواضيع فقهية لا علاقة لها بالسياسية ولا الأمن القومي.
من جانب آخر، قال المسير إن قتل المرتد هو من الأمور المتفق عليها عبر تاريخ الأمة الإسلامية، مساندًا رأي المفتي الأسبق الدكتور نصر فريد واصل بهذا الصدد، والذي يأتي على نقيض المفتي الحالي الدكتور علي جمعة الذي يرى أنه ليس هناك حد للردة في الدنيا وأن عقاب المرتد في الآخرة.
من جهته، عبر الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية عن صدمته إزاء الاتهام الموجه للجماعات الإسلامية، الذي جاء على لسان عالم جليل قال إن كلامه يتسم بالانضباط والمسئولية ولا يسير في خط الأزاهرة المهرولين للفتوى حسب الضغوط.
وأشار إلى أن الدكتور المسير لا يحيد عن تخصصه في العقيدة وغير مهتم بمناقشة تاريخ الجماعات السرية، وقال: لعلها ثورة حماسية هي نتاج طبيعي للجدل الإعلامي حول حادثة الحادي عشر من سبتمبر، مستنكرًا إعطاء إسرائيل قوة أكبر من حجمها لأنها تعطي صورة طالما سعت إليها في تأكيدها على قدرتها على تحريك الكون.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38464&Page=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 02:28]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=110904&highlight=%C7%E1%D1%CF%C9
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 02:30]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=108198&highlight=%C7%E1%D1%CF%C9(/)
نصيحه غاليه ..............
ـ[عمارالمجوري]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 04:06]ـ
كان هناك يوما
رجلا أسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب
فأستشعر الرجل عظمة ما أرتكبه من جرم في حق الله
فقرر أن يذهب إلى حكيم القرية ودار الحوار بينهما
الرجل: استحلفك بالله أيها الحكيم أن تغيثني مما أنا فيه
الحكيم: تماسك أيها الرجل وقص لي قصتك
الرجل: أسرفت على نفسي من المعاصي والذنوب وكلما أردت إن أتوب أعود للمعاصي مرة أخرى فما السبيل أيها الحكيم
الحكيم: أممم ..... أن إيمانك ضعيف أيها الرجل وأنت بحاجة لتقويته.
الرجل: أقوى ايمانى كيف أيها الحكيم ... بالله عليك أخبرني
الحكيم: ألم تعلم يا أخي إن الإيمان يزيد وينقص ... يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
الرجل: أعلم أيها الحكيم ولكن ..
.
الحكيم: اصبر أيها الرجل ألا تريد الشفاء
الرجل: بلى
الحكيم: خذ هذه الرسالة وأقرأها جيدا وبعد ذلك عد إلى.
الرجل: إذا هات الرسالة
الحكيم: الرسالة هي .............................. .................... .
((المشكلة))
أن الشباب كل الشباب يحبون الله و الرسول و يحبون التوبة و لكن كلما أعلن أحدهم التوبة لله عز وجل عاد للمعصية و يرجع ذلك لعظم داعي الشهوة في نفسه و ضعف داعي الإيمان في قلبه
جائتنى فكرة حل المشكلة من أن الإيمان يزيد و ينقص و أنه يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي
((فكانت الفكرة)):
(أن الشاب يحرص على عمل الطاعات السهلة و الإكثار منها و يحرص على ترك المعاصي السهلة و البعد عنها و يحاول في الصعب.)
لو مشى الشباب على هذه الخطة لوجدوا أن طاعاتهم زادت و معاصيهم قلت و بذلك يزيد الإيمان في قلوبهم و لو زاد الإيمان في قلوبهم و كبر فلن تستطيع فتن الشهوات أن تنال منهم و تأخذهم ولأستقامو على أمر الله يفعلون كل أمر و يتركون كل نهى
الطاعات السهلة كثيرة مثل ذكر الله عز و جل و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الخلق:
لو حرص الشاب على ذكر الله مع كل نفس فذكر الله سهل على اللسان و ثقيل فى الميزان فليس أثقل في الميزان من لا إله إلا الله و حسن الخلق و بحث عن الطاعات السهلة و أكثر منها لكان نتيجة لذلك أن يزيد إيمانه
مثلا من يصلى فى البيت ممكن يصلى في المسجد و يا خد سبعة و عشرون ضعف الأجر و أجر المشي للمسجد
و من يصلى فى المسجد و لكنه يأتي فى الركعة الثانية لو بكر و دخل المسجد مع الأذان لأدرك السنة القبلية و الصف الأول و تكبيرة الإحرام و لا يخفى ما فى هذه الثلاثة من الثواب العظيم يحصل عليه بمجرد التبكير خمس دقائق فقط للمسجد.
و هكذا لو بحث الشاب عن الطاعات السهلة لوجد منها الكثير
كذلك المعاصي السهل تركها لو تركها الشاب لن يجد مشقة فى تركها و لكن ذلك سيكون له تأثير كبير على إيمانه
و مثال المعاصي السهل تركها الكذب و الغيبة و الشتم و السب و سوء الخلق و النميمة والوقيعة بين المسلمين
و عقوق الوالدين و قطيعة الرحم كلها كبائر يفعلها الشباب ببساطه و دون النظر لأثرها الهدام على الإيمان فى قلوبهم
فالشاب مطلوب منه عدم اليأس من المعصية الصعب تركها قط بل يحرص على ترك المعاصي السهل تركها و يحاول فى الصعب و عدم اليأس من عجزه عن الطاعات الصعب فعلها قط بل يحرص على فعل الطاعات السهل فعلها و الإكثار منها و البحث عنها و يحاول فى الصعب و فى وقت بسيط جدا سيجد إيمانه قد كبر و أصبح يفعل من الطاعات ما كان يظن أنه مستحيل عمله و يترك من المعاصي ما كان يظن أنه من المستحيل تركه
كذلك يجب ان يحب الشباب ربهم و يعبدونه عبادة المحب فيذكرونه و يسبحونه مهما كان حالهم مع المعصية
فالمحب لو أخطأ فى حبيبه يعود إليه فورا و يعتذر و يبدى الأسف و الندم على ما كان منه من إرسائه أما ما يفعله الشباب الآن فهي معامله الشريك الذى إذا أخطأ يقول هذا ماعندى و أنا أحسن من غيري و قد قدمت لك كذا و كذا من الطاعات و فى هذا كفاية .. انتهت الرسالة
وبعد مرور يومين
جاء الرجل للحكيم قائلا:
جزاك الله خيرا أيها الحكيم فإني ألاحظ أن مستوى ايمانى ارتفع مرة واحدة وأنى أشهد الله اننى بدأت فى عمل:
دراسة جدوى للتخلص من الذنوب التي امتلاء قلبي بها حتى أعزز العلاقات بيني وبين الله
وسأحرص دائما على ذكر الله مادمت حيا
الحكيم: الحمد لله الذى هداك لهذا الخير العظيم الذى يغفل عنه معظم الناس
الحكيم: وآخر نصيحتي إليك (هذا دواء الداء و لا ينفع الدواء بمجرد العلم به بل يجب تعاطى الدواء والاستمرار عليه حتى يشفيك الله من دائك)
.......
ـ[عمارالمجوري]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 04:07]ـ
منقول يا اخوان(/)
البلاغة النبوية وجوامع الكلم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 11:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أول ما يلاحظه الباحث في التراث الحديثي هو أن اهتمام الدارسين قديما وحديثا بموضوع البلاغة النبوية - عموما - وجوامع الكلم - خصوصا - يتسم بكثير من القصور وكأن الموضوع ثانوي تكفي فيه الإشارة العابرة عن بسط القول، باعتباره وسيلة لاغاية، وهو أمر لافت للانتباه باعث على الفضول والتطلع إلى معرفة أسباب هذا العزوف غير المقصود، إذ أن العلماء بقدر ما اهتموا بإعجاز القرآن ومعانيه وإعرابه بقدر ما قصروا في الاهتمام بالحديث النبوي الشريف باستثناء لفتات رائعة نجدها هنا وهناك مما يعتبر سندا قويا لمن يروم البحث في هذا المجال
على هذا الأساس واستلهاما منه أطرح على الإخوة الكرام هذا الموضوع الهام لمناقشته وإغنائه بكل ما يقرب البلاغة النبوية وجوامع الكلم من الأجيال المسلمة الصاعدة
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Sep-2007, صباحاً 01:43]ـ
البلاغة النبوية:
إذا كان القرآن الكريم قمة البلاغة وذروة البيان، فإن مما لاشك فيه أن السنة النبوية "القولية" تأتي في المحل الثاني، ولا عجب في ذلك فمصرهما واحد وكلاهما من الله عز وجل {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} وفي الحديث:"أوتيت القرآن وثله معه "
والفرق بينهما هو أن القرآن كلام الله المعجز المتحدى به الجن والإنس أن يأتوا بسورة من مثله، في حين تمثل السنة النبوية - قولا وفعلا وتقريرا - البيان والتفصيل لكتاب الله {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
وترجع بلاغة رسول الله صلى الله عليه إلى عدة عوامل تضافرت مجتمعة من أجل بناء شخصيته البيانية المتفردة، من بيئته القرشية واسترضاعه في بني سعد بن بكر، واتصاله بالنسب أوالمصاهرة
بعدة قبائل عربية أخرى ثم ارتقت إلى أجواء عليا سامية حين اختاره الله رسولا إلى الناس كافة وجعل القرآن معجزته، فغلب على روحه حتى عاد سجية له،ومن ثم صح لأم المومنين عائشة رضي الله عنها أن تقول وقد سئلت عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم:"كان خلقه القرآن ثم تلت قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}
من هذا الفيض الرباني الزاخر اغترف صلى الله عليه وسلم فكان أفصح الخلق
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 05:30]ـ
روى البيهقس في شعب الإيمان أن رجلا قال: يا رسول الله ما أفصحك! فما رأينا الذي هو أعرب منك.
قال صلى الله عليه وسلم:"حق لي فإنما أنزل القرآن علي بلسان عربي مبين"
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:04]ـ
روى ابن فارس" أن العلماء بكلام العرب والرواة لأشعارهم والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالهم، أجمعوا أن قريشا أفصح العرل ألسنة وأصفاهم لغة وذلك أن الله تعالى اختار منهم محمدا صلى الله عليه وسلم فجعل قريشا قطان حرمه وولاة بيته فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون الى مكة للحج ويتحاكمون الى قريش في دارهم وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لغاتها ورقة ألسنتها إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى سلائقهم التي طبعوا عليها فصاروا بذلك أفصح العرب "
"وقدذكر الله تعالى لنبيه - على حد تعبير الجاحظ- حال قريش في بلاغة المنطق ورجاحة الأحلام وصحة العقول وذكر العرب وما فيها من الهاء والنكراء والمكر ومن بلاغة الألسنة واللدد عند الخصومة "
قال الله تبارك وتعالى: {إذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} وقال سبحانه: {لتنذر قوما لدا} وقال عز من قائل: {وإن يقولوا تسمع لقولهم}
وما قيل عن قريش يقال عن بني سعد إذ أنهم كانوا من أفصح العرب
يقول أبو عمرو بن العلاء:"أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم "
يتضح مما تقدم أن رسول الله صلى عليه وسلم أفصح من نطق بالضاد وقد سبق الى قول أشياء لم تسمع من أحد قبله
عن علي رضي الله عنه قال:" ما سمعت كلمة عربية من العرب إلا وقد سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول:" مات حتف أنفه وما سمعتها من عربي قبله "
وقال الخطابي:" ومن فصاحته - صلى الله عليه وسلم - أنه تكلم بألفاظ اقتضبها لم تسمع من العرب قبله ولم توجد في متقدم كلامها كقوله:" مات حتف أنغه، وحمى الوطيس، و لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، في ألفاظ عديدة تجري مجرى الأمثال، وقد يدخل في هذا إحداثه الأسماء الشرعية"
وذكر ابن دريد من الألفاظ التي لم تسمع من عربي قبل النبي صلى الله عليه وسلم قوله:" لا ينتطح فيها عنزان " وقوله:"الحرب خدعة" ...
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر مبارك أستاذي الكريم، وتقبل الله صيامكم، وقيامكم، وسائر صالح أعمالكم، ثم أعتذر عن انقطاعي لأسباب بينتها في الرد على موضوع مسائل ابن الأزرق أرجو من أستاذي الكريم الاطلاع عليها.
ثم بالنسبة لهذا الموضوع الشيق، وهو كما أشرتم أستاذنا لم يعط حقه ومستحقه من العناية والاهتمام رغم النصوص النبوية الشريفة التي يمكن الانطلاق من خلالها لإفراده بعلم مستقل لذاته، فقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، ولم يحط بلسان العرب أحد غيره، ولكم كان يُذهَلُ سامعوه لِما يسمعون منه من ألفاظ لطيفة غريبة، في قالب من المعاني الرائقة العجيبة، لا يأتي بها غيره، ولا يدركها سواه، وهم من هم في الفصاحة والجزالة والفخامة والبيان، على حد قوله مثلا في صفة الحرب يوم حنين: (هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ)، وكما قال الأستاذ الرافعي:" فإن هذه الكلمة بكل ما يقال في صفتها، وكأنما هي نار مشبوبة من البلاغة تأكل الكلام أكلا، وكأنما هي تمثل لك دماء نارية أو نارا دموية! "، فجزاكم الله خيرا أستاذنا على هذا الاهتمام بطرح هذا الموضوع الهام، وأتمنى من الجميع أثراءه بما يستحقه المقام النبوي الشريف، ووفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - أخي محمد التهامي- بارك الله فيك ووفقنا جميعا إلى ما يرضيه وشكرا لك على لطفك وحسن ظنك بأخيك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 04:39]ـ
للبلاغة النبوية عدة جوانب منها ما يتعلق بالمعنى ومنها ما يتعلق بالأسلوب وقد كنت قرأت في الموضوع مقالا جيدا في إحدى المجلات الإسلامية وضاع مني لكن بقي عندي منه ملخص سجلته في مذكراتي يوم قرأته وعسى أن أجده فأنبه عليه و يمكن إجمال ذلك فيما يلي:
1 - خصائص المعنى ويدخل تحتها:
أ- اشتمال الحديث مهما كان قليل الكلمات والجمل على كثير من المعاني والحقائق واأسرار والأحكام
ب- الإحكام - بالكسر - ويعني أن المعنى صحيح في ذاته يفيد الحقيقة التي لا تتبدل بتغير الظروف والملابسات وهذا يفيد ما يمتاز به الحديث إلى جانب المعنى من ترابط وتسلسل.
ج- الغوص في أعماق النفس ومخاطبة القلب والضمير.
2 - خصائص الأسلوب: يمتاز بعدة مميزات منها:
أ- الجزالة والفخامة في الكلمات والوضوح في الدلالة
ب- البعد عن التكلف
ج- تعداد الصور البيانية: أي ما في الحديث من صور بيانية عديدة تستهدف توضيح المعنى وتقريبه للسامعين في الوقت الذي تسترعي الأسماع بما فيه من جاذبية وتلوين
د- التناسق وجمال الوقع: وذلك بما فيه من توافق بين المعنى وانسجام في أصوات الحروف وهو ما يمكن التعبير عنه بموسيقى الحديث أو إيقاعه
من ذلك على مستوى الكلمة:قوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" فكلمة يغرغرتحكي صوت صوت من يعالج الموت في حنجرته وهذا الإيقاع من شأنه أن يساعد على تقريب المعنى وتمكينه في النفس
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 07:37]ـ
تابع:
ومن ذلك فيما يتعلق بالجملة قوله صلى الله عليه وسلم:"المومن للمومن كالبنيان يشد بعضه البعض " فما في هذه الجملة من تناسق وترابط يجعلها كالقطعة الواحدة ومن ذلك فيما يتعلق بالجمل المتعددة قوله صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المومن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمومن إنه كلام منسق إلى فقرات متناسقة مع مافيه من موسيقى داخلية للألفاظ والجمل ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 03:38]ـ
آمل أن يسهم الإخوة الكرام في إثراء موضوع البلاغة النبوية بكل ما يرونه مفيدا كما أرجو هم - مشكورين سلفا - أن لا يبخلوا بذكر ما وقفوا عليه في هذا الشأن من مصادر ومراجع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 04:10]ـ
جوامع الكلم
انتقل بعد الأحاديث المقتضبة الماضية عن البلاغة النبوية في شمولها لشتى مجلات القول وأصنافه إلى الحديث عن جانب واحد منها وهو الذي عرف في اصطلاح أهل الحديث بجوامع الكلم التي قال عنها الجاحظ بأسلوب الرائق في البيان والتبيين بأنها " الكلام الذي قل عدد حروفه وكثر عدد معانيه وجل عن الصنعة ونزه عن التكلف وكان كما قال الله تبارك وتعالى - لنبيه أن يقول -:
{وما أنا من المتكلفين}
وقال البدر العيني في عمدة القاري في سياق حديثه عن قوله صلى الله عليه وسلم:" بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب ":" أي الكلمات القليلة الجامعة للمعاني الكثيرة، وحاصله أنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بالقول الوجيز القليل اللفظ الكثير المعاني "
وتساءل عما إذا " قيل: المراد بجوامع الكلم القرآن بدليل قوله صلى الله عليه وسلم " بعثت " والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ واتساع المعاني "
وهذا القول لاينبغي أخذه على إطلاقه، بل ينبغي التفريق فيه بين لونين من جوامع الكلم التي بعث الله بها محمدا عليه الصلاة والسلام:
أولهما: القرآن وهو كلام الله المعجزكقوله تعالى: {إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}
قال الحسن البصري رحمه الله:" لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به ولا شرا إلا نهت عنه "
وثانيهما: ما في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم، التي هي جزء من الوحي وإن لم يكن معجزا
وعن هذا اللون تحدثنا في البداية وعنه تقول السيدة عائشة أم المومنين رضي الله عنها:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لوعده العاد لأحصاه "
ويقول عنه هند بن أبي هالة وقد سأله الحسن بن علي رضي الله عنهما أن يصف له منطق رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ... يفتتح الكلام ويختمه باسم الله تعالى، ويتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول و لا تقصير"
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 08:01]ـ
إذا تأملنا فيما تقدم من حديث عن معنى جوامع الكلم وجدنا هذا النوع من البلاغة النبوية يندرج تحت ما أطلق عليه علماء البلاغة في علم المعاني:"الإيجاز" وهو أحد طرق التعبير عما يدور في الخلد ويجول في الخاطر من المعاني المتعددة تحت اللفظ القليل مع الإبانة والإفصاح وهونوعان:
1 - إيجاز قصر - بكسر القاف وفتح الصاد -: ويكون بتضمن العبارات القليلة معاني كثيرة من غير حذف مثل قوله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} وقوله صلى الله عليه وسلم: "الضعيف أمير الركب "
2 - إيجاز حذف: ويكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثر مع قرينة تعين المحذوف
وقد ألف العلماء في جوامع الكلم عدة مصنفات أذكر منها في هذا الموجز:
- الأحاديث الكلية لأبي عمرو ابن الصلاح
- الأربعين النووية لأبي زكرياء يحيي النووي
- الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة لأبي بكر ابن السني
- جامع العلوم والحكم لأبي الفرج ابن رجب الحنبلي
- جوامع الكلم في الحديث من المواعظ والحكم لأبي بكر محمد الشاشي القفال
- الشهاب في الحكم والأداب لأبي عبد الله القضاعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 04:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر لك أستاذي العزيز، والمعذرة عن تأخري وقلة تواصلي كوني في غاية الانشغال هذه الأيام لقرب موعد مناقشتي، ثم أتمنى على جميع الإخوة الأعضاء في هذا المجلس المبارك المشاركة الفاعلة في هذا الموضوع الهام وذلك كأقل ما ينبغي اتجاه رسولنا الكريم في هذا الشهر المبارك، ووفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 01:44]ـ
تآليف في موضوع البلاغة النبوية:
أ - من المؤلفات القديمة التي اهتم أصحابها بالبلاغة النبوية:
1 - المجازات النبوية للشريف الرضي {ت406ه}
2 - الفائق في غريب الحديث لمحمود بن عمر الزمخشري {ت538ه}
3 - عمدة القاري: شرح البخاري لمحمود بن أحمد العيني {ت 855ه} وهذه الكتب الثلاثة كلها مطبوعة
ب- من المؤلفات الحديثة في الموضوع:
1 - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لمصطفى صادق الرافعي
2 - الحديث النبوي من الوجهة البلاغية لعزالدين علي السيد
3 - الحديث النبوي الشريف من الوجهة البلاغية لكمال عزالدين
4 - بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي محمد حسن العماري
5 - البيان النبوي لمحمد رجب البيومي
6 - التصوير الفني في الحديث النبوي لمحمد بن لطفي الصباغ
7 - من بلاغة الحديث الشريف لعبد الفتاح لاشين
8 - روائع من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم: دراسات أدبية ولغوية وفكرية لعبد الرحمن حبنكة الميداني
9 - من البلاغة النبوية لكامل سلامة الدقس
10 - من بلاغة النبوة لعبد القادر حسين
ومؤلفات أخرى لايتسع المجال لذكرها كلها ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 04:16]ـ
نماذج من جوامع الكلم:
الحديث الأول: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان سحر"
رواه البخاري في الصحيح
سبب ورود الحديث:
روي أن السبب قدوم رجلين من جهة المشرق - بالنسبة للمدينة النبوية المنورة- وهما: الزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم فخطبا فأخذا بألباب الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من البيان لسحرا ... الحديث "
وروى البيهقي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم، ففخر الزبرقان فقال: "يا رسول الله أنا سيد تميم والمطاع فيهم والمجاب لديهم، أمنعهم من الظلم وآخذ لهم حقوقهم وهذا -أي عمرو- يعلم ذلك" فقال عمرو: "إنه شديد العارضة مانع لجانبه مطاع في أنديته " فقال الزبرقان:"والله لقد علم مني أكثر مما قال وما منعه إلا الحسد" فقال عمرو:"أنا أحسدك والله إنك لئيم الخال حديث المال أحمق الولد مضيع في العشيرة والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى وما كذبت في الأخرى لكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت ولقد صدقت في الأولى والأخرى جميعا" فقال صلى الله عليه وسلم:"إن من البيان لسحرا ... "
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 08:04]ـ
*معنى الحديث وبلاغته:
يعني هذا الحديث أن من البيان ما يحل من العقول والقلوب في التمويه، محل السحر فكما أن الساحر بسحره يزين الباطل في عين المسحور حتى يراه حقا كما قال الله تعالى: {سحروا أعين الناس} وكما قال: {يخيل إليه من سحرهم}، فكذلك المتكلم بمهارته في البيان وتقلبه في البلاغة وترصيف النظم يسلبعقل السامع ويشغله عن التفكير فيه، حتى يخيل إليه الباطل حقا، فتستمال به القلوب كما تستمال بالسحر، فشبه بذلك تشبيها بليغا بحذف الأداة
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذا خرج مخرج الذم لأنه أطلق عليه السحر، وإلى هذا ذهبت طائفة من المالكية محتجين بأن مالكا أدخله في الموطإ فيما يكره من الكلام، وقالوا أيضا إن من البيان ما يكسب صاحبه من الإثم ما يكتسبه الساحر بسحره أو هو الرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بحجته من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:"إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه " الحديث ...
وذهب آخرون إلى أن المراد منه مدح البيان والحث غلى تحسين الكلام لأن الله تعالى امتن به على عباده فقال: {خلق الأنسان علمه البيان} وكان النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ الناس وأفضلهم بيانا وقيل: غاية ما يقال: ليس ذما للبيان كله ولا مدحا مطلقا له لأنه أتى ب"من" للتبعيض
وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أن رجلا طلب إليه حاجة كان يتعذر عليه إسعافه بها، فاستمال قلبه بالكلام فأنجزها له ثم قال:"هذا هو السحر الحلال"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 03:27]ـ
وهذه أمثلة من البيان المذموم:
روي أن غيلان الضبي مر مع عبد الله بن عامر بنهر أم عبد الله الذي يشق البصرة فقال عبد الله بن عامر:ما أصح هذا النهر لأهل هذا المصر، فقال غيلان:أجل والله أيها الأمير يتعلم فيه العوم صبيانهم ويكون لسقياهم ومسيل مياههم وياتيهم بميرتهم
ثم مر غيلان مرة أخرى مع زياد على ذلك النهر وقد كان عادى ابن عامر فقال له: ما أضر هذا النهر لأهل هذا المصر فقال:أجل والله أيها الأمير تندى منه دورهم ويغرق فيه صبيانهم ومن أجله يكثر بعوضهم
وذكر الجاحظ في البيان والتبيين أن البيان يعني الخلابة في التعبير والإيقاع في الحبائل واقتدار صاحبه على نصرة رأيه بالحق والباطل، واستشهد على ذلك بقول مالك بن دينار أنه سمع الحجاج يخطب ذاكرا ما صنع به أهل العراق وما صنع بهم فيقع فس نفسه أنهم يظلمونه وأنه صادق فيما يقوله لقوة حجته وروعة بيانه
ثم يقول الجاحظ معقبا: فالذين كرهوا البيان إنما كرهوا مثل هذه المذاهب
والجاحظ نفسه كان لا يشق له غبار في هذا اللون من سحر البيان ومن أبرز النماذج الشاهدة على ذلك تلك الأمثلة الكثيرة التي نجدها - على سبيل الذكر - في كتاب المحاسن والمساويء
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 09:09]ـ
الحديث الثاني:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الصبر عند الصدمة الأولى "أخرجه الإمام أحمد وأصحاب الكتب الستة
سبب وروده:
في صحيح البخاري عن ثابت البناني قال:سمعت أنس بن مالك يقول لامرأة من أهله: تعرفين فلانة؟ قالت: نعم، قال: فإن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي عند قبر فقال:اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني فإنك خلو من مصيبتي، قال: فجاوزها ومضى فمر بها رجل فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم،قالت: ما عرفته قال:إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاءت على بابه فلم تجد عليه بوابا فقالت: يا رسول الله والله ما عرفتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:إن الصبر فذكره
معنى الحديث وبلاغته:
"الصدمة الأولى "في الحديث كناية عن أول هجمة المصيبة، فعندها تهتز النفس ويكون تأثير المصيبة في ذروته، وهذه الحال تشبه صدمة الجسم الشديد في أنه يحطم ويوجع ويؤلم، وفي "الصدمة" بمفردها استعارة تصريحية شبه فيها حلول المصيبة بصدمة مادية على جسم المصاب فأذهله لأن ما يفاجيء الإنسان وهو غافل أعظم إيجاعا لنفسه مما يطرقه وقد أخذ له أهبته وأعد له عدته
من هنا أعطي الأجر بكامله لمن صبر لتلك الصدمة ولم يجزع ويتمالكه الحزن والقلق وسلم الأمر كله لله عز وجل {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا له راجعون}
ـ[محمد الشوا]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 03:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أبشر إخوانى بأن رسالتى للدكتوراة بكلية الآداب_جامعة المنصورة_مصر
بعنوان (الإيجاز (جوامع الكلم) فى أحاديث الصحيحين .. دراسة بلاغية أسلوبية)
ـ[القوفي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 11:18]ـ
سلسلة مفيدة جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم.
الأخ محمد يمكن أن تفصل لي موضوعك أين ومتى سجلت؟ وكم بقي لك من المدة؟ بارك الله فيك.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 11:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نتمنى للأخ محمد التوفيق والسداد كما نسأله في الوقت ذاته إغناء هذا المختصر لتعم الفائدة(/)
ترقيص الخيول!!
ـ[كارم محمود]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 01:44]ـ
السلام عليكم ... المشايخ الكرام .. ما حكم ترقيص الخيول؟ فقد رأيت قبل ايام خيولا ترقص على صوت مزامير في حفل شعبي في قريتنا. وما الدليل سددكم الله؟
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 05:16]ـ
السلام عليكم ... المشايخ الكرام .. ما حكم ترقيص الخيول؟ فقد رأيت قبل ايام خيولا ترقص على صوت مزامير في حفل شعبي في قريتنا. وما الدليل سددكم الله؟
تقول أخي: على صوت مزامير ثم تسأل عن الحكم؟.
الجواب في سؤالك.
والله أعلم.
ـ[كارم محمود]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 02:28]ـ
أين تحرير الجواب؟
ـ[كارم محمود]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 04:35]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[الغُندر]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 07:02]ـ
اخي انت قلت مزامير والمزامير معروف حرمتها , فلعلك تغير الصيغة الى (حكم ترقيص الخيول).(/)
هذه بعض المفاهيم الخاطئة في رمضان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 12:40]ـ
هذه بعض المفاهيم الخاطئة في رمضان
هذه بعض المفاهيم الخاطئة في رمضان احببت التنبيه عليها وبالله التوفيق
مفهوم فضل الصوم وانه يكفر الذنوب كلها حتى الكبائر ولذا يتركون الفرائض طوال العام ويرتكبون الموبقات
وهذا مخالف لحديث ثابت في صحيح مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر).
مفهوم الصوم وانه الامتناع عن الاكل والشرب فقط
وليس الامر كذلك بل هو مع ذلك هوكف النفس عن الشهوات المحرمة من نظر محرم وغيبة ونميمة وشتم ولعن والغش والخداع وسماع محرم كالغناءوغيره
مفهوم انه شهر النوم والبطالة والكسل حيث ينام البعض النهار كله ويضيع الفرائض عن وقتها كالظهر والعصرا وقد كان عند السلف شهر جد واجتهاد في طاعة الله
بل هو شهر جهاد في سبيل الله فقد كانت غزو ة بدر وفتح مكة في رمضان
مفهوم ان المريض يفطر و يكفر باطعام مسكين سواء كان مرضه يرجى برؤه ام لا؟؟
وهذا ليس بصحيح فمن كان مرضه يرجى شفاؤه فانه يقضي ولايطعم متى ما شفاه الله
مفهوم انه شهر الزكاة والزكاة مرتبطة شرعا بمضي الحول كما ورد في السنة
فلايصح من كان حول الزكاة في شهر رجب تاخيرها الى شهررمضان
مفهوم انه شهر التفنن في انواع الماكولات وكثرة الاكل في الليل بحيث لايحس اثناء الصوم بالجوع
وهذامماينافي بعض حكم الصوم حيث ان منها كما قال العلماء ان يعرف الغني مقدار النعمةعلية بالغنى عندما يحس اثناء الصوم بالجوع فيتذكر اخوانه الفقراء
مفهوم صلاة النساء للتراويح في المساجد حيث يرتكب بعضهن اكثر من مخالفة شرعية كالتبرج والسفور والتطيب والخلوة مع السائق فترجع مازورة غير ماجورة
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 08:20]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
ـ[ام ابي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:40]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
يصومون عن ما أحل ويفعلون ويقولون ما حرم الله في النهار أو الليل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 06:06]ـ
يرفع للفائدة
ـ[القرافي المالكي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 06:18]ـ
بوركت أخي الفاضل
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 07:33]ـ
جزاك الله خيراً
و هناك أيضا من تلك المفاهيم الخاظئة:
* طول السهر دون فائدة
* تضييع الأوقات في تتبع الأئمة ذوي الصوت الحسن
* اغفال التدبر عند تلاوة القرآن وجمع النفس على الاكثار من الختمات
* ترك السحور أو تعجيله و هو خلاف السنة
* الاكثار من أصناف المأكولات
* تضيع المرأة غالب وقتها في الطبخ و الاعداد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 08:13]ـ
جزاكما الله خيراً(/)
رمضان .. نحو ثقافة أوسع (منقول)
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 12:07]ـ
إن الله تعالى كتب الصيام وبيّن حكمته فقال: (لعلكم تتقون)، ولكننا سنقف كثيرًا في محاولة لفهم التقوى كمدلولات وسلوكيات ومناهج وتغيّرات.
ليست التقوى وصفة جاهزة للاستخدام؛ فالناس مختلفون في أزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم، وليست هي معادلة صعبة لا يفهمها إلاّ الذين أوتوا العلم.
إن التقوى قوة تتكون في النفس البشرية. قوة في الشعور والإحساس، وقوة في العلم والمعرفة والإدراك، وقوة في الفاعلية والتطبيق، وقوة في التغيّر والتغيير.
حينما ننظر إلى التقوى على أنها قوة، فسوف تتبدل مفاهيمنا السلبية حول (الإنسان التقيّ) هذا المصطلح الذي يُنعت به أصحاب الدروشة أكثر من غيرهم.
لقد ظُلمت التقوى عندما فُسّرت ببعض الهمهمات والأذكار أو بعض الألبسة والبذاذات أو بعض السلوكيات والزهديات، وعلى النقيض جُرّد منها العاملون الكادحون في الاقتصاد والاجتماع والسياسة و ..
إن التقوى ليست إلاّ مُخرجات المعرفة بالله تعالى وبشرعه في حكمة عقلية ورؤية أخروية أيّاً كان موقع الإنسان في المحراب أو في المتجر والمصنع أو في المدرسة، في البر أو في البحر.
وباعتبار التقوى قوة فإن الصيام أحد أهم مصادر تلك الطاقة العظيمة (لعلكم تتقون).
إن الصائم القوي في نفسه وأخلاقه وعمله .. وفي دعائه وقيامه وصبره .. الصائم الذي يزيده الصيام قوة، ويزيده الصيام قرباً ومعرفة ربانية هو الذي يتناغم مع حكمة الصيام وسرّ تشريعه.
من هنا كان لابد من توسيع ثقافتنا حول الصيام ورمضان، وأن نعيد النظر فيما نكتبه ونسجله من برامج، وما نقوله من خطب وخطابات، ولتكن تلك المخرجات نابضة والقوة مليئة بالحياة.
كما أننا ونحن نحاول فهم ثقافة الصيام ورمضان علينا أن نربأ بمجتمعنا عن الإعلام الهابط الذي يحوّل الأجواء الرمضانية إلى مسلسلات وأغنيات تضعف التقوى وتذهب بهجة الصائم.
ولسنا هنا نقبر المرح ونمنح الفسح بل لا حياة إلاّ بشيء منها ولكنها الوسيلة لا الغاية، -ألا فافهموا رحمكم الله-.
إن الخصوصية الروحانية الرمضانية قد ذهبت بين رذيلتين:
1 - التشدد والتنطع والفهم الخاطئ للتقوى في دروشة مقيتة تمنع النفس من كل ملذاتها وتمنع العقل من مدركاتها.
2 - التفريط والبعد عن الصيام كشعيرة دينية مقدسة، ورمضان كشهر عظيم نزل فيه القرآن وتدارسه فيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعن القيام والدعاء والابتهالات في قضاء للوقت بين نوم ولهو غير سليم.
إنني أرى شدة الحاجة إلى تطوير الثقافة الرمضانية، وإعادة النظر في المؤلفات والمواعظ والخطب والفتاوى والبرامج الرمضانية، بعيدًا عن الاجترارات الماضوية التي تلغي خصوصية العصر وطبيعة إنسانه، ولماذا لا تتشكل لجنة علمية اجتماعية لمثل هذا المشروع؟ وهي دعوة موجهة للمؤسسات الرائدة كـ (الإسلام اليوم).
أما أن تبقى ثقافة جامدة لا يتغير فيها إلاّ وسائل النقل وأغلفة الكتب فليس ذلك من البرّ الدعويّ.
محمد الدحيم
موقع الإسلام اليوم
29/ 8/1428
11/ 09/2007
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 01:42]ـ
شكرا لك ... أخي أحمد على النقل(/)
سُئلَ شَيْخُ الإِسْلام ـ ما عمل أهل الجنة؟ وما عمل أهل النار؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 03:11]ـ
سُئلَ شَيْخُ الإِسْلام ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
ما عمل أهل الجنة؟ وما عمل أهل النار؟
فأجاب:
الحمد للّه رب العالمين، عمل أهل الجنة: الإيمان والتقوى، وعمل أهل النار الكفر والفسوق والعصيان، فأعمال أهل الجنة الإيمان باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، والشهادتان: شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدًا رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. وأن تعبد اللّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ومن أعمال أهل الجنة: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار، واليتيم، والمسكين، والمملوك من الآدميين والبهائم.
/ومن أعمال أهل الجنة: الإخلاص للّه، والتوكل عليه، والمحبة له ولرسوله، وخشية اللّه ورجاء رحمته، والإنابة إليه، والصبر على حكمه، والشكر لنعمه.
ومن أعمال أهل الجنة: قراءة القرآن، وذكر اللّه، ودعاؤه، ومسألته، والرغبة إليه.
ومن أعمال أهل الجنة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله للكفار والمنافقين.
ومن أعمال أهل الجنة: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فإن اللّه أعد الجنة للمتقين، الذين ينفقون في السراء، والضراء، والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، واللّه يحب المحسنين.
ومن أعمال أهل الجنة: العدل في جميع الأمور، وعلى جميع الخلق حتى الكفار، وأمثال هذه الأعمال.
وأما عمل أهل النار، فمثل: الإشراك باللّه، والتكذيب بالرسل، والكفر والحسد، والكذب، والخيانة، والظلم، والفواحش، والغدر، وقطيعة الرحم، والجبن عن الجهاد، والبخل، واختلاف السر والعلانية، واليأس من / روح اللّه، والأمن من مكر اللّه، والجزع عند المصائب، والفخر والبطر عند النعم، وترك فرائض اللّه، واعتداء حدوده، وانتهاك حرماته، وخوف المخلوق دون الخالق، ورجاء المخلوق دون الخالق، والتوكل على المخلوق دون الخالق، والعمل رياء وسمعة، ومخالفة الكتاب والسنة، وطاعة المخلوق في معصية الخالق، والتعصب بالباطل، والاستهزاء بآيات اللّه، وجحد الحق، والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة.
ومن عمل أهل النار: السحر، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم اللّه بغير الحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وتفصيل الجملتين لا يمكن، لكن أعمال أهل الجنة كلها تدخل في طاعة اللّه ورسوله، وأعمال أهل النار كلها تدخل في معصية اللّه ورسوله، {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13، 14] واللّه أعلم.
ـ[ام ابي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:21]ـ
يرفع للفائدة(/)
بينات من الهدى والفرقان
ـ[علي مبارك]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 11:34]ـ
قال الله سبحانه وتعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)
وقال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) فجدير بالمسلم أن يتدبر القرآن وخصوصا في شهر القرآن شهر رمضان المبارك، وسأذكر في هذا الموضوع آية في كل حلقة وأذكر بعض ما وقفت عليه من فوائدها،وأسأل الله أن يتقبل هذه الحروف وأن يلبسها حلل الكرامة والقبول، إن ربي قريب مجيب.
______________________________ ___
-------------------- الحلقة الأولى ---------------------
قال الله عز وجل (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)
# المعنى باختصار: إذا خفي عليكم أمر ما فاسألوا عنه أهل الاختصاص بمعرفته.
# من فوائد هذه الآية:
1 - الحث على طلب العلم والتعلم، لقوله (فاسألوا) وهذا فعل أمر، والأمر له ثلاثة أركان آمر ومأمور ومأمور به، فالذي يُصدر الأمر هو الآمر، والذي يُتوجه إليه الأمر هو المأمور، والعمل المطلوب هو المأمور به، وفي هذه الآية الآمر هو الله سبحانه، والمأمور هو الإنسان العاقل، والمأمور به هو سؤال أهل العلم.
ومن المعلوم أن السؤال وسيلة من وسائل الحصول على العلم، فدلت الآية على العناية بالعلم والحث على طلبه.
2 - تقسيم المجتمع إلى قسمين: علماء وغير علماء، وبيان واجب كل قسم، فواجب العلماء التعليم، وواجب الشخص الذي ليس بعالم أن يسأل أهل العلم عما يحتاج إليه.
3 - في هذه الآية الإرشاد إلى إنزال الناس منازلهم، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
4 - بيان وسيلة من وسائل العلم وهي السؤال، ولذلك قيل حسن السؤال نصف العلم.
5 - بيان بعض آداب السؤال وهي (أ) أن يكون السؤال للتعلم وليس لاختبار العالم، لقوله تعالى (إن كنتم لا تعلمون)
فإن قيل إن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان وهو يعلم ذلك فما الجواب؟ الجواب أن هذا لابأس به إذا توفرت فيه الشروط التالية (1) أن يكون قصد السائل إفادة الآخرين (2) أن يتيقن السائل بأن المسؤول يعرف إجابة السؤال.
(ب) ومن آداب السؤال أن يوجه السؤال لأهل المعرفة والإتقان وليس لكل أحد لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر) يعني أهل العلم والمعرفة وليس أي أحد.
(ج) ومن آداب السؤال أن يسأل الإنسان عن الأمور التي يحتاج إليها وينتفع بمعرفتها.
(6) ويستفاد من الآية أن الإنسان يسأل أهل الذكر وأهل الذكر هم أهل المعرفة والإتقان، ولكل علم أهله، ولذلك قيل: يُسأل عن كل علم أهله، فإذا كانت المسألة دينية فالكلام لعلماء الدين، وإن كانت في الطب فالكلام لأهل الطب، وهكذا في جميع التخصصات، لأن أهل العلم أدرى بما فيه وأعلم من غيرهم، وهذا الأساس يضع النقاط على الحروف ويقضي على التدخلات والتداخلات.
(7) ومن فوائد هذه الآية أنها حددت الإطار العام والقانون الشامل للعلم ففيها فضل العلم وكيف يُطلب؟ وعمن يؤخذ؟.
(8) ومن فوائد هذه الآية أنها تحث على التخصص في العلم، لأن الإنسان لايقال عن إنه من أهل العلم إلا إذا كان متقنا لعلمه متمكنا منه، ولايمكن الوصول إلى أعلى درجات الإتقان إلا عن طريق التخصص، ومن هنا يتبين أن التخصص في العلوم ليس منهجا جديدا وافدا على الأمة الإسلامية بل هو من الأمور التي دعا إليها الإسلام وحث عليها.
(9) وفي هذه الآية دليل على شمولية الدين الإسلامي وأنه عالج جميع الأمور التي يحتاج إليها الناس.
________________________
وللحديث بقية إن شاء الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 05:41]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7151
ـ[علي مبارك]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 11:52]ـ
أخي الكريم أبو مالك العوضي جزاك الله خير الجزاء.
______________________________ ______
ونستكمل بقية الفوائد:
من فوائد الآية:
10 - الإشارة إلى أن ترك السؤال يمنع الإنسان من التعلم، وقد جاء في الحديث (اثنان لايطلبان العلم حيي ومستكبر)
11 - وفي هذه الآية بيان آداب المفتي والمستفتي.
12 - وفيها بيان فضل العلم وفضل العلماء.
13 - وفيها الحث على التواضع والاعتراف بالحق وإنزال الناس منازلهم.
14 - وفيها وجوب نشر العلم وتبليغه لأن الله عز وجل أحال من لايعلم على من يعلم فدل ذلك على عدم جواز كتمان العلم.
15 - وفيها الحث على إكرام أهل العلم وتقديرهم.
16 - وفيها الحث على بذل الأسباب، وأن ذلك من أسباب حصول المراد وتحقق المطلوب.
17 - وفيها بيان سعة رحمة الله سبحانه، ومن رحمته أنه لم يأمر الجميع بأن يكونوا علماء بل أمر كل شخص بما يقدر عليه وكلف كل إنسان ما يطيق.
18 - وفيها بيان تفاوت الناس في المواهب والقدرات، ومن فهم ذلك أيقن أن كل إنسان ميسر لما خلق له، وهذه المعرفة تعين المرء على سياسة نفسه وتربيتها وتساعده على حسن التعامل مع الآخرين، وما أحوج الدعاة إلى هذه المعرفة!
هذا بعض ما يتعلق بالآية الكريمة من الفوائد، ونسأل الله أن يوفقنا لفهم القرآن الكريم والعمل به، إنه سبحانه خير مسؤول وأكرم مأمول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
وبهذا تتم الحلقة الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 07:10]ـ
جزاك الله خيراً(/)
أسباب الغفران في شهر رمضان::لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 01:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الغفران في شهر رمضان
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281)
http://www.rslan.com/images/index/asbab.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281)
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1281[/ ... ](/)
من آداب الصيام المستحبة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 05:18]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فإن من آداب الصيام المستحبة التي حث عليها الشارع:
السحور:
فعن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: [تسحروا، فإن في السحور بركة].رواه الشيخان.
وفي المسند عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: [السحور كله بركة، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين].
وعند الطبراني في " الكبير " عن سلمان رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور].
والبركة في السحور قسمان: شرعية، حسية:
شرعية: أولا: فيها امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ثانيا: فيها التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: أنه سبب لصلاة الله وملائكته على المتسحرين، وصلاة الله تعالى على عبده، وصلاة ملائكته على العبد سبب لإخراجه من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور}
وأما البركة الحسية: فإن أكلة السحر فيها تقوية للإنسان على الصيام في النهار، وسائر الطاعات والأعمال.
والتسحر فيه مخالفة لأهل الكتاب اليهود والنصارى، فإنهم ليس لديهم هذه العبادة العظيمة، ففي حديث: عمرو بن العاص – رضي الله عنه- قال: قال: [رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر] رواه الجماعة إلا البخاري.
ونحن مأمورون بمخالفة اليهود والنصارى في كل ما يخصهم.
ومن الآداب المستحبة: تعجيل الفطور، وتأخير السحور.
جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر].
وزاد ابن ماجة: " عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون ". وصححها الألباني.
والرافضة وافقوا اليهود في تأخير الفطر، ونحن مأمورون بمخالفة اليهود وأهل الكتاب والمشركين.
وكان الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – يطبقون هذه السنة النبوية العظيمة: فقد روى البيهقي في السنن قال:
" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً، وأبطأهم سحورا ".
و أخرج الفريابي في كتابه " الصيام " بسنده إلى قيس بن حازم قال: أُتي عمر بن الخطاب بإناء فيه شراب، فقال لرجل: اشرب لعلك من المسوفين تقول: سوف سوف سوف!
وأخرج أيضا بسنده عن حُميد قال: كنا عند أنس، وكان صائما، فدعا بعشائه، فالتفت ثابت ينظر للشمس، وهو يرى أنها لم تغب، فقال أنس – رضي الله عنه – لثابت: " لو كنت عند عمر لحفظك – أي: ضربك – ".
وعن مجاهد قال: كنت آتي ابن عمر بشرابه، وإني أخفيه عن الناس من تعجيله الفطر.
فانظروا - يرحمكم الله - إلى تأسي الصحابة الكرام برسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
ومن الآداب المستحبة تأخير السحور:
فعن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما، قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى. قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية. رواه البخاري.
وروى ابن حبان عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: [إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة]. وصححه الألباني.
ومن هذه الأحاديث نعرف الذي يعجل السحور فهو مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
بل إن السحور سمي سحورا لأنه يقع في السحر، والسحر هو آخر الليل، فالأكل في أول الليل ليس سحورا.
والحمد لله رب العالمين.(/)
أرجو المساعدة
ـ[عاشقة الجنان]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 09:17]ـ
أريد أن أبحث في موضوع انتفاء المستحق
هل يجوز للإمام أو ولي الأمر أن يمنع المستحق أخذ حقه كسَلَب المقاتل مثلا، وأريد أمثلة أخرى على ذلك
ويا حبذا تزويدي بمراجع في هذا الموضوع
أرجو مساعدتي سريعا فالوقت يداهمني
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان:)(/)
ألا بلغوا عني - رسالة إلى المجاهدين في شهر رمضان المبارك
ـ[عيووووون]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 03:00]ـ
ألا بلغوا عني - رسالة إلى المجاهدين
في شهر رمضان المبارك
أبعث إليكم رسالة تخرج من سويداء قلبي يزفها مشاعر الحنين والشوق إلى عفراء صولاتكم.
وقد أقبل علينا شهر الجهاد والصوم، شهر البشائر والنصر
وأنتم كما كنتم ومازلتم قد عودتمونا في هذا الشهر بشد العزائم والأزر، وقبض المعاصم على قوائم السيف البَتِر
حتى تقضوا على رايات الكبرياء والصلف، ولترفعوا راياتكم خفاقة مثل السلف
إخواننا قد منعنا قعودنا عن مناشدتكم، والاستحياء منكم عن مناجاتكم وبث الحديث لكم
ولكنكم قطعتم علينا طريق الخجل بحسن خلقكم، فتجاسرت على نفسي أن أذكركم بأن الأمة مرتبطة بجهادكم ومرتقبة
لصنيعكم، فوالله لولا لطفه سبحانه ثم جهادكم لجال العدو في ديارنا ومساجدنا حتى لعب بنا كما يتجارى الصبيان بالكرة
ولأجهز على حلب ودمشق وعبر إلى سيناء ومصر ووصل إلى طنجة وشنقيط هذا بعد أن يحكم قبضته على الجزيرة
والحجاز
ولكن الله سلّم ..
فاعلموا أن الأمة كلها من ورائكم وعقلاء الناس يعرفون ما أريد بكم، فلا تصغوا للأبواق الزور المرفوعة ومنابر الشرور المسموعة
فيا من أوقفتم الشرطي الأمريكي القذر عن التمطي في شوارع العراق
ويا من فضحتم أسطورة الجندي البريطاني المدجج بالسلاح والمركبات
يا من أرغمتم الدب الروسي على الانحناء أمام صمود عزائمكم
يامن أظهرتم أثر العقيدة في القتال وأحييتم سنة رفع الرأس بعد طول انتكاس
يا من بدت على أيديكم سنن الله جلية واضحة لكل من يرى
وكنتم مصداقا لآيات كتابه في نصر الفئة المؤمنة القليلة العدد والعدة على الكثيرة الطاغية بإذن الله
(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 249]
ألا إننا ننتظركم في شهر رمضان أن تنحروا رأس الكفر وأن تقهروا عنق الظلم وأن تحيوا لنا الأمل الكبير في عيشة
الأحرار
ألا فانتبهوا لطريقكم ولا تنثنوا، واحرصوا على ريح جهادكم ولا تذهبوه لمحترفي إشعال الفتن ومؤججي نيرانها
وأما نحن -فجهد المقل- أن نقف لكم في المحاريب متجهين إلى ناصركم واقفين ببابه ساجدين له مظهرين الذلة والمسكنة
عسى أن ينصركم وأن يؤيدكم وأن يقيكم شر نفوسكم وشر الفتن ما ظهر منها وما بطن
عودتمونا في رمضان أن نشعر بمعنى النصر والتأييد، حتى العدو أدرك قيمة هذا الزمان وصار يحسب له ألف حساب، فلا تخلفوا بنا الموعد ولا تحرمونا من بسمة يوم العيد بأخبار الظفر والانتصار
أخيرا نودعكم في انتظار بشائر النصر في هذا الشهر الكريم
ـ[عيووووون]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 03:15]ـ
أسأل الله العلي القدير أن تبلغ كلماتي مسامعهم
وأن يقرءهم مني السلام
وأسأله تعالى أن يغنمهم أرض الكافرين وديارهم وأموالهم
وأن يجعله شهرا ينصر فيه جنود الرحمن ويذل فيه عباد الأوثان والصلبان
ويكون عيدنا عيد النصر والتمكين
فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
.
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 04:59]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب , وأسأل الله العلي العظيم أن ينصرهم ويذل أعدائهم ..(/)
فَتَاوى رمضَانَ،برنامج يجيب فيه أصحاب الفضيلة العلماء على أسئلة المستمعين عبر الهاتف
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 04:06]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
فَتَاوى رمضَانَ،
برنامج يجيب فيه أصحاب الفضيلة العلماء على أسئلة المستمعين عبر الهاتف
9ـ1428 هـ
[4 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41587
أجاب على أسئلة المستمعين معالي الشَّيخ العلاَّمة عبد اللَّه بن علي الرّكبان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 05:15]ـ
[3 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41541
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 05:23]ـ
جزاك الله خيرا أيها الفاضل و نفع بجهودك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 04:37]ـ
الموقر العزيز / فريد المرادي ـ حفظه اللَّهُ تعالى من كل سوء،آمين ـ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم وتشريفكم وتعليقكم.
ـ[عبد الله المحتاج إلى ربه]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 05:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على جهودك الطيبة و نفع الله بك آمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 06:32]ـ
الأخ المكرّم / عبد اللَّه المحتاج إلى ربه:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 06:33]ـ
[6 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41686
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 06:35]ـ
[7 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41740(/)
نصيحة الحيران في مسألة القرقعان. (القرنقعوه)!
ـ[خالد جمال]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 06:26]ـ
نصيحة الحيران في مسألة القرقعان
1428 هـ
بقلم
أبي عبد الرحمن القطري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله العليم الحكيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. أما بعد فهاتان) (ونقض) لمحدثة في العادات لها?كلمتان (تأسيس) بالدلائل الشرعية لمنهاج النبي (علاقة بموسم عظيم من مواسم الطاعات والعبادات وهي (ليلة القرقعان). أو ما يسمى (بالقرنقعوه). فنقول وبالله التوفيق:
1 - التأسيس:
في بيان النبي صلى الله عليه وسلم لكمال دين الإسلام:
وذلك من خلال استعراض ما في بعض الأحاديث من معان عظيمة، منها ما رواه أبو داود في سننه عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
(ما هذان اليومان)؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله عليه وسلم:
(إن الله أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) ح/ 1134. ومن هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا) وهو في الصحيحين ورد في مناسبة وهي إنكار أبي بكر عندما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ووجد عند عائشة جاريتين تغنيان فأنكر عليهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. كذلك إذن النبي صلى الله عليه وسلم: لعائشة أن تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب في (يوم عيد) وهو في البخاري. والأحاديث فيها دلالات منها:
1 - أن اليومين الجاهليين لم يقرهما النبي صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة.
2 - أن هذا الإبدال يقتضي ترك كل ما ليس له أصل أو أصله جاهلي مبدل أو منسوخ.
3 - وفيه أن هذا الحكم يقتضي ترك الجمع بين ما هو من الإسلام وبين ما ليس منه.
4 - وفيه أن العادات محكومة بعرف الشرع فما أقره الشرع فهو الذي يسوغ إقراره وإبقاؤه. وما ليس كذلك فلا يجوز إقراره فضلا عن الدفاع عن بقائه.
5 - أن ترك الصحابة لذلك اليومين دليل على قوة المؤثر وهو الإسلام ففيه أن تأثيره قوى في النفوس حتى إنهم تركوا ما نشأوا عليه بكلمة واحدة.
6 - فيه إشارة إلى أن الجاهليين لا أصول لهم معروفة كأهل الكتاب وذلك من قولهم: (كنا نلعب فيهما في الجاهلية) بخلاف أهل الكتاب فإنهم قالوا – في يوم عاشوراء: - (ذلك يوم نجى الله فيه موسى فنحن نصومه) وكلا الحالين ضلال. إذ ما تمسكوا به من الشرائع يدور بين كونه مبدلا أو منسوخاً، فلا يجوز العمل بذلك. فكل ما كان جاهلي المنشأ فإنه لا يجوز العمل به أو قبوله. فتنبه.
7 - وفيه أن الفرح واللعب والسرور في الأعياد في عادات الأمم والشعوب، وأن الشريعة بإزالة مثل هذه العادات التي لا تحقق مقاصد الشريعة ولا تكملها فجواب النبي صلى الله عليه وسلم خرج على جوابهم بأن اليومين من الأيام الجاهلية المخترعة فتأمل.
8 - وفيه أن هذا الإبدال ليس لأنهم شابهوا أهل الكتابين، وإنما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم في التشريع بأن هذين اليومين من أيام الجاهلية فهي مخترعة بالتوارث.
9 - وفيه شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حماية الديانة من الدخيل ولو كان هذا في باب العادات فإنه كان حريصاً على طمس كل ما كان أجنبياً يضر بصفاء دين الإسلام أو يؤدي إلى مزاحمة الشعائر الإسلامية.
10 - تعيين هذين اليومين يعطيهما الشرعية، شرعية الثبوت والدوام وشرعية الفرح فيهما والابتهاج والتوسع في المآكل والمشارب وغير ذلك مما هو مصاحب لهما وما سواهما فباطل وما يتبع الباطل فهو مثله.
وفيه أن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لما يرون فيه من المصلحة إذ لو اعتقدوه مفسدة لما أحدثوه وفعلوه، إذ الغالب في أمر العادات الالتفات إلى المقاصد والمعاني فإذا وجد في شيء منها معنى للتعبد فلا بد من التسليم والوقوف مع المنصوص. فإن الله تعالى قال: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) أي سنة وسبيلا وهي صريحة في أن لكل أمه منهج هم سالكوه ومتبعوه فليس لهذه الأمة التي أنعم الله عليها بالإسلام أن تتبع العادات المؤسسة على الخرافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - وفيه قوة إيمان الصحابة فإنهم لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن وجوه الحكم أو المفاسد في قوله ذلك مع أنهم يعلمون أن هذا تغيير لما ورثوه عن آبائهم لما تقرر في النفوس أن هديه حجة على العالمين فهو سبحانه الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فاكتفوا بهذا الأصل العام ولم يبحثوا في تفاصيل زائدة، فأكثر الناس لا يدركون المفاسد التي في البدع ومع ذلك تجدهم يعترضون ويعارضون أوامر الشرع ومقرراته بل ومقاصده في بعض الأحيان بعادات موروثة أشبه بالخرافات منها بالحقائق.
12 - وفيه أن كل عمل كان المتبع فيه الهوى بإطلاق من غير التفات إلى الأمر أو النهي فهو باطل باتفاق. وليلتنا هذه ليس لها تاريخ تأسيسٍ لا من جهة دينية ولا تاريخية أدبية. فعلم بذلك أنها من الخرافات الرافضية، وما أكثرها؟!
13 - وفيه أن العادات إذا لم تكن متممة مكملة للمشروع من العبادات إما أن تكون لغواً ولهواً لا فائدة فيه ومنه، وإما أن تكون موضوعة لمزاحمة مقاصد الشريعة، وكلا الأمرين موجود في هذه الليلة. ولكن أكثر الناس لايعلمون
فتخصيص أيام معينة بعمل زائد من المباحات كالفرح والاجتماع والتوسع في المآكل والمشارب والملابس زيادة في الدين معناها تعظيم هذا اليوم، ولا معنى لهذا التخصيص إلا ما قام في قلوب المعظَّمين من خصوصية هذا اليوم، وحيث لا أصل يعتمد عليه في تخصيص ليلة النصف من رمضان بهذا الاحتفال فإننا نقول: إن اعتياد ذلك من الإحداث في الدين، هذا إذا لم تكن هذه الأيام في مواسم طاعة فكيف إذا كانت كذلك، ودلالة هذا ظاهرة في الأحاديث التي سقناها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن في الحديثين الأخيرين أنه بسبب العيد أجاز ما أجاز، فبسبب هذه الخصوصية حدّ الشرع قاعدة في المباحات التي تخالط مواسم العبادات هذا أولا، وثانيا: لم يلزم الشرع أحداً باعتياد فعل هذه الأمور – مع كونها مباحة- في كل عيد ومناسبة وهذا ظاهر لذوي الألباب وإنما بين كمال الشريعة زماناً في الأيام وبين مقاصد التشريع نوعاً في الأفعال، فمن زاد في شريعته بعد ما سمعه فإنه محدث فيها شيئا ما أنزل الله به من سلطان.
وفي الأحاديث: تقرير الشرع الحاجة إلى مثل هذا النوع من الأيام التي يباح فيها التوسع في المآكل والمشارب. فلذلك شرع ما فيه الكفاية من الأيام التي تكون فيها هذه الأمور موجودة عادةً مقصودة شرعاً، وبناء عليه فإنه لا يجوز إحداث أيام مثل الأعياد الشرعية ولا أن يفعل فيها ما يفعل في الأعياد والأيام الشرعية لئلا تكون مضاهية لها.
تعريف العيد: قال في لسان العرب: العيد كل يوم فيه جمع يعود كأنهم عادوا إليه وقيل اشتقاقه من العادة والعيد عند العرب الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن. 3/ 318 - 319 قال شيخ الإسلام: (فالعيد يجمع أموراً منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها اجتماع فيه، ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات وقد يكون مطلقا وكل هذه الأمور قد تسمى عيدا) انتهى من الاقتضاء 1/ 496. وهذا الضابط يصحح مفاهيم الناس لمعنى العيد.
فعلى هذا لم يرد في الشرع تخصيص ليلة النصف من رمضان بفضيلة. فالزمن الفاضل في الشريعة لا بد من النص عليه بعينه (كليلة القدر في رمضان) والعيدين، ولابد من تعيين الفضيلة التي فيه سواء كانت في العبادة أو في المباحات التي تفعل في المناسبات الدينية كقوله صلى الله عليه وسلم: (يوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) رواه أحمد وأصحاب السنن إلا ابن ماجة عن عقبه بن عامر.
- كما أنه لم يرد عن واحد من السلف الصالح عبر القرون الثلاثة الأولى المفضلة أنه احتفى بهذه الليلة لا من طريق صحيح ولا ضعيف ولا موضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
- اعتياد الاحتفال بليلة في زمن ديني شرعي دون غيره زيادة في الدين بلا حجة ولا دليل والله تعالى قال: | (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) قال ابن عباس في تفسير الآية: فإنها نزلت يوم عيدين في يوم الجمعة ويوم عرفة. رواه الترمذي ح/ 3044 وعن طارق بن شهاب أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، فقال عمر: آية؟ فقالوا: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فقال عمر إني لأعلم أي مكان أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة .. الحديث. رواه البخاري ح/3005 قال ابن رجب (شرح البخاري 1/ 172):فهذا قد يؤخذ منه أن الأعياد لا تكون بالرأي والاختراع كما يفعله أهل الكتابين من قبلنا إنما تكون بالشرع والأتباع.
- ثم قال ص / 174: والأعياد هي مواسم الفرح والسرور وإنما شرع الله لهذه الأمة الفرح والسرور بتمام نعمته وكمال رحمته كما قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) فشرع لهم عيدين في سنة وعيداً في كل أسبوع .. انتهى. قلت: والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بمخالفة المشركين عامة واليهود والنصارى خاصة فقال صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين) (خالفوا اليهود .. ) ومقتضى هذه المخالفة ألا نفعل كفعلهم وأن نقصد إلى مخالفتهم، فاللبيب يفهم من قول اليهودي لعمر (لا تخذنا ذلك اليوم عيدا) يرى حرص اليهود ومارعتهم إلى الإحداث في الدين ومن نتائجه الحتمية تبديل معالم الشريعة. فالآية والحديث أصلان من أصول الإسلام في رد كل محدثة اخترعها الناس في العبادات أو في العادات التي لها صلة بموسم ديني، وها هنا سؤالان يدلان على أن هذا من الإحداث في الدين.
الأول: لماذا يكون الاحتفال في شهر رمضان دون غيره؟
الثاني: ولماذا ليلة النصف منه؟ فهذان سؤالان يحتاجان إلى إجابة صحيحة صريحة، فإن الشريعة جاءت بتعيين فضائل في بعض الأزمة الفاضلة فدل هذا على تحريم تجاوز هذه المعيِِنات بالنص وعليه فإن اختراع أزمنة وأيام للاحتفال بها يعتبر مضاهاة لأيام الله أو إحداث زيادة فيها بغير إذن الشرع، فانظر يا رعاك الله إلى فضيلة يوم عاشورا عند أهل السنة كيف زاد فيه الرافضة البكاء والنياح ولطم الخدود ولبس السواد .. ما إن صار فعلهم هذا سُبَّةً لأهل الإسلام، فإن النهي عن إحداث مثل هذه الأيام علته كمال هذه الدين وتمام نعمة رب العالمين على المؤمنين.
2 - أما النقض: فمن وجوه:1.
من جهة الإجماع العملي: (فإن ترك النبي صلى الله عليه وسلم (العمل بمثل هذا) في جميع عمره وترك السلف الصالح له على توالى أزمنتهم نص في الترك وإجماع من كل من ترك لأن الإجماع العملي كالإجماع النصي) انظر الاعتصام 2/ 273 - ط/ مشهور حسن.
2. المداومة على فعلها حتى صارت سنّة فإن هذا يعد من المضاهاة لمقاصد الشريعة في هذا الشهر ومنها: الاعتناء بالتعبدات السُنية من تلاوة القرآن وقيام الليل ونحو ذلك فهذا يؤثر سلباً في حياة المسلمين من ناحية إدخال ما هو غريب على شريعتهم ولكن أكثر الناس عن هذا غافلون فالبدع – خاصة في باب العادات – متغيرة متزايدة لا يقف الناس فيها عند حدّ فها نحن نرى حدة تزايد اعتناء الناس بهذه المناسبة في أسواقهم وبيوتهم بل وفي مؤسساتهم الثقافية الأدبية فإن بعضها يرعى الاحتفال بهذه المناسبة لأنها من التراث الموروث مع أنهم ضد (الموروث) باسم التقدمية؟
3. كل عادة لابد أن يكون لها سبب لإيجادها، وبما أن هذه العادة قد أقحمت في هذا الشهر إقحاماً فأصبح لها نصيب من التعظيم في القلوب، فإنها يستعد لها الاستعداد اللائق بها لأجل أنها في رمضان، ومن المعلوم – كما هو في علم الاجتماع – أن العادات المتكررة في المواسم الدينية لابد أن يكون لها رصيد تاريخي في حياة الأمم المتدينة.وعليه فإن الاحتفال بهذه الليلة لا أصل له في الشريعة فيكون ما تبع هذه الليلة من عادات باطل كالأصل. ومثاله: عادة (الحية بية) فإنها منتقلة إلى عرب الساحل من الأعاجم بحكم المجاورة والمخالطة وهي عند اهلها مقرونة بما يسمى عندهم بعيد النيروز، ولا شك في بدعيتها، ومثلها: ما يسمى: بـ (ليلة
(يُتْبَعُ)
(/)
النافلة) فإن الناس يتهادون مأكولات خاصة في ليلة النصف من شعبان وهو يوم مولد آخر أئمة الشيعة الإمامية فهذه عادات انتقلت بخفية على حين غفلة، فإذا كانت هذه العادات من جنس واحد فليكن حكمها متّحد.
4. من جهة الاعتبار والنظر: وذلك من أوجه عديدة: -
الأول: أن الشريعة وُضعتْ على مقاصد كلية وفرعية تابعة لها، ومما يعرف به مقصد الشريعة في أمر ما السكوت عن التشريع مع قيام دواعيه المقتضية له، فرمضان زمن فاضل وفيه ليلة خير من ألف شهر .. فلمَ حثَّ الشرع على قيامها والدعاء فيها ولم يلتفت إلى مثل ليلتنا هذه، بل ولم يأمرنا أن نفرح ونلهو ونشتري الحلويات ونوزع المأكولات في ليل القدر مع إنها أولى من غيرها فكيف بليلتنا هذه، فهذان وجهان يبينان أن الذي وضع أهمية لهذه الليلة ليس عنده أثارة من علم النبوة وإنما هي أيدي العابثين وغفلة الغافلين فصار هذا من الإحداث الضار بالدين ومقاصده.
الثاني: أن ارتباط العادات بالعبادات من السرور والابتهاج والتوسع في المأكل والملبس له أصل في الشريعة وهو الأعياد الشرعية (الفطر والأضحى) وقد تقرر أن الأعياد الإسلامية من جملة الشريعة المحمدية التي لا يجوز تعدي حدودها، فلا يجوز إحداث أوقات ومواسم ليس لها أصل لتضاهي الأيام والمواسم الشرعية، ولا يجوز كذلك إحداث شعائر ومشاعر كالتوسع في المآكل والملابس في هذه المناسبات لتزاحم قداسة الأيام الإسلامية، فقد نهى العلماء عن مثل هذه المناسبات وعللوا هذا النهي بمثل ما قلت وأن هذا مضاهاة لأعياد الإسلام.
الثالث: مما يبين أنها من المحدثات: تخصيص هذه الليلة دون غيرها، وما يصرف فيها من أموال لشراء مآكل خاصة لتلك الليلة، وإلباس الأطفال ألبسة خاصة لتلك الليلة، والتجوال في الشوارع مع إنشاد أناشيد خاصة بتلك الليلة، فالشرع جعل الاحتفال بالأعياد الإسلامية من المقاصد الفرعية المكملة للمقاصد الكلية، فالمقصد الكلي الفرح بنعمة الإسلام وكمال الدين وإتمام النعمة، قال تعالى: " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " فجعل الفرح بإكمال عبادة الصوم وشكران النعمة من الموصلات إلى رضوان الله ثم الاحتفال والتكبير في العيد ولبس الجديد فكذلك، أما الاحتفال بليلة ليس لها في قاموس الشريعة دليل إحداث فيها، ومزاحمة للأيام الشرعية المقصودة بعينها.
الرابع: نهىُ الله عن أن نقفُ ما ليس لنا به علم (والمعنى ما ليس له أصل شرعي) قال تعالى: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم .. ) الآية، نقل ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية (ج3/ص236ط/ ابن تيمية) عن ابن عقيل الحنبلي قوله: لو تمسك الناس بالشرعيات تمسكهم بالخرافات لاستقامت أمورهم فإنهم لا يَكبُّون الرغيف على وجهه ولا يتزوج أحدهم في صفر .. ولعل الواحد منهم لو عوتب على ترك الجمعة والجماعات لأهون العتبة. فهذا قدر الدين عندهم يدّعون أنهم من أهله ولعل أحدهم يقول لا يحل طرح الرغيف على وجهه ثقة بما يسمع من النساء البله والسفساف ... انتهى كلامه؛ ثم قال ابن مفلح: ومن هذا ترك عيادة المريض يوم السبت وغير ذلك مما لا أصل له في الشرع ومنه تخصيص بعض الأيام بشيء كتخصيص بعضهم يوم الأربعاء بدخول الحمام والاستراحة وبعضهم له بالدعاء وزيارة القبور. انتهى. قلت: ومثله ما في بعض العادات الشعبية!! (المحلية) فالحائض والنفساء لا تزور من تزوجت حديثاً خوفاً على العروس من العقم!!، ومن تزوجت حديثاً لا تزور قريبتها التي تزوجت بعدها خوفاً من العقم كذلك!! وهناك من يكره ويتشاءم من الزواج بين العيدين، و من يبخر المولود (بالشبة والسويدا) طرداً للعين والحسد وهكذا في مسلسل طويل من العادات مخالفة للشرع وبعضها قادح في الاعتقاد أتكون شريعة الرحمن الحكيم الخبير منسوباً إليها مثل تلكم الخزعبلات الخرافية؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: تغليظ فعل المخالفات في الأمكنة والأزمنة الفاضلة، أما الأمكنة – فكالحرم- قال الله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). وأما الأزمنة: فكقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، وهذا في حال الصيام. قال شيخ الإسلام: [[المعاصي في الأيام المعظمة والأمكنة المعظمة تغلظ معصيتها وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان]]. انتهى من الآداب الشرعية 3/ 430 وهذا المفعول هو في أيام عبادة وذكر لله. وفيه ما فيه من المخالفات كما سيأتي
السادس: من المعلوم أن العلماء نهوا عن التزام لبس السواد حال الحداد على الميت لأن هذا لا أصل له، ومثله نهيهم عن التزام الأخضر من اللباس للمرأة المحرمة لأنه لا أصل له، فإذا علم هذا فإن مدار الحكم عندهم على أنه لا أصل لهذه العادة التي أدخلت على هذه العبادات والشرائع فليكن حكم مسألتنا مثلها.
5. النقض باستعمال قاعدة سد الذرائع: وذلك من عدة جهات:
الأولى: إضاعة المال فيما لا فائدة فيه وفيما لا أصل له. وهذا منهي عنه شرعاً. فهاهنا مخالفتان: الأولى: إضاعة المال والثانية: فيما لا أصل له. فما الفائدة المرجوة من صرف هذه الأموال؟ والنبي صلى اله عليه وسلم قد نهى عن (قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) رواه مسلم.
الثانية: أن فشو هذا الأمر بهذه الطريقة إذا لم ينكر فإنه سيؤثر على الأصل المشروع (رمضان) كونه زمناً فاضلاً شرع فيه الصيام لتحقيق التقوى فهل هذا الاحتفال من وسائل تحقيق التقوى؟ إن السكوت على مثل هذا يفضي إلى تنامي هذه المحدثات لتصبح هذه المواسم الإيمانية مواسم للبدع المحدثة كما هو الحاصل في بعض الدول الإسلامية. وكما هو الحال في سائر البدع التي عظُمت بتقبل الناس لها وعُظمتْ حتى شب عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذت سنة!!
6. أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع واجتهدت في إحيائها والعمل بها أضاعت السنن والعمل بها، كمن يكثر الاستماع للغناء طلباً لصلاح قلبه فتنقص الرغبة عنده للاستماع إلى القرآن الذي به شفاء قلبه إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض عنه. فإذا علمنا أن هذه الآثار السلبية موجودة من جراء تعاطي هذه العادة، وعلمنا ما ينتج عن هذا من مفاسد فالشريعة جاءت بدفع مثل هذه المفاسد وجلب المصالح وليس في إبقاء هذه العادة مصلحة شرعية واحدة ظاهرة فالواجب تركها.
7. مفاسد أخلاقية ظاهرة: (الدخول على النساء) من قبل غلمان قاربوا سن الاحتلام، فإن الله أمر – ترسيخا لأصل الحياء الإيماني – أولاد المسلمين بالاستئذان في ثلاثة أوقات حال دخولهم على آبائهم وأمهاتهم، هذا إذا لم يبلغوا الحلم وهي أوقات راحة ووضع للثياب، فترسيخاً لمبدأ الحياء لأنه من الإيمان طولبنا بهذا ديناً فكيف إذا كان الداخل على النساء ليس من الأولاد؟ بل كيف تهدر هذه الفضيلة من أجل تقديس عادة لا أصل لها، فالأولى بذوي العقول الرشيدة أن يمنعوا هذا عطفاً للنفوس على السنة، وتنفيراً لها من البدعة وما تفضي إليه.
8. النقض من جهة التاريخ: رجعنا إلى المادة التاريخية كدليل قائم شاهد لنقض هذه البدعة فيقال:
(أ) إنه لا يعرف تاريخ نشوء هذه المحدثة على وجه التحديد عبر التاريخ الإسلامي الممتد على مدى (15) قرناً من الزمان، هذا في العموم.
(ب) وعلى وجه الخصوص فإني اطلعت على عدة مقالات وأبحاث فيما يتعلق بالكركعان خاصة وما يتعلق بموضوع التراث الشعبي بشكل أعم ولم يستطع أحد من هؤلاء الباحثين أصحاب المقالات والكتابات أن ينسب هذه العادة إلى زمن أو تاريخ معين وأحسنهم من ينسبها إلى بعض الفرق الباطنية من الفاطميين أو العهد الصفوي الشيعي الإمامي. وهذه كلها اجتهادات في نطاق البحث التراثي، وعليه فإن المقرر شرعاً أن ما كان هذا حاله فإنه لا أصل له في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم فلا محل للقول بالجواز هنا، ثم إن هاهنا أصل مهم وهو: أن العادات والتقاليد محكومة بالشرع فإذا وافقت قواعد الشرع فإنها تقبل بناء على هذا الأساس وإلا فإنها ترد، والحجة علىالناس جميعاً ما كان في عصر الرسالة أو الخلفاء الراشدين.
3 - اعتراضان وبيان خطئهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: الاحتجاج من قبل بعض المسلمين (بأن هذا عمل المسلمين منذ زمن ولا منكر لذلك): والجواب: ما قال شيخ الإسلام رحمه الله: [ومن اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد فإنه لم يزل في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المحدثة المخالفة للسنة ولا يجوز دعوى الاجماع بعمل بلد. فكيف بعمل طوائف منهم؟ .... والاحتجاج بمثل هذه الحجج والجواب عنها معلوم: أنه ليس من طريقة أهل العلم .. ] انتهى من الاقتضاء ص/271 – 272 فأقول: إن الواجب على كل مسلم أن يتحاكم إلى الكتاب والسنة وقواعد الشريعة السمحاء فيما يتعلق بمسائل الدين، لأن الشرع هو الذي يجب اتباعه لا العادات والموروثات (الشعبية)!!. والله تعالى قال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً).
الثاني: أنها عادة من العادات لا مدخل لها إلى الابتداع لأن الابتداع في العبادات وهذه من العادات: والجواب: أن نقول: إن خلط مواسم الطاعات بأمر زائد على المشروع إحداث في الدين داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ثم إليك أخي المسلم هذه الدرر مما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: [لا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره إنفاقاً واجتماعاً وراحة ولذة وسروراً ... فصار ما وسع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عوناً على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها أو بعض الذي يكون في عيد الله فترت عن الرغبة في عيد الله وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم فنقص بذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت خسراناً مبيناً ..... ] انتهى من الاقتضاء .. قلت: فإذا جعلت أيام تضاهي هذه المواسم قَلتْ العناية بالأيام الشرعية من قبل المؤمنين وتكاسلوا عن القيام بالمشروع فيها كما هو مشاهد في الواقع من انتظار كثير من الناس ليلة النصف من رمضان والاستعداد لها بشراء الألبسة الخاصة والأطعمة الخاصة، وكأنهم يستعدون للعيد الشرعي .. ثم تضيع هذه الأموال في لهو الأطفال وشهوات النساء اللاتي أخذن يتفنن في تزويق الحلويات وتنويعها وبذل المئات من الريالات في شراء أنواع منها لتداس بعد ذلك بالأقدام لهواً ولعباً أو لتؤكل حتى يتخم الآكل .. ولا فائدة مرجوة في الدنيا أو الآخرة من هذا الفعل والله جل وعلا يقول: [ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله .. ]. وقال رحمه الله: [ .. فينبغي للمسلم إذا طلب منه أهله وأولاده شيئاً من ذلك أن يحيلهم على ما عند الله ورسوله ويقضي لهم في عيد الله من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره، فإن لم يرضوا فلا حول ولا قوة إلا بالله، ومن أغضب أهله لله أرضاه الله وأرضاهم، فليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك، وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " انتهى من الفتاوى 25/ 323، فالشرع جاء بأصل عظيم وهو سد الذرائع المفضية إلى الفساد وأعظمها هي تلك التي تفضي إلى إلحاق الضرر بالديانة وكلما عظمت المفسدة الناتجة عن ارتكاب الممنوع كلما اتسع المنع في الذريعة وشدد فيه، فمن المفاسد في هذه المحدثة: أنها وسيلة لدخول المحدثات في الدين، وفيها إضاعة المال، وتضييع مقاصد الشريعة في هذا الشهر بإدخال محدثات فيه، فعل أمر لا أصل له في الشريعة .. وغيرها من المفاسد المتوقعة طالما تُرك اتباع سنن الشريعة وما عليه خير قرن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ...
فنسأل الله العظيم بأسمائه وصفاته: أن يمن علينا بالمغفرة والرحمة وأن يتقبل منا صالح أعمالنا وأن يجعل علمنا نافعاً لنا وحجة لنا لا علينا وأن يختم لنا بالحسنى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله. ا.هـ
ملف وورد
تفضل من هنا ( http://www.mahaja.com/library/books/book/220)(/)
تتبع المساجد لحسن الصوت في رمضان
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 12:53]ـ
قال ابن أبي الدنيا: حدثني عبيد بن أسباط القرشي، قال: حدثني أبو مسعود القواريري، عن أبي سعد البقال، قال:
(كنتُ أذهب أنا وعبد الرحمن بن الأسود، نتبع حسن الصوت بالقرآن في المساجد في شهر رمضان).
الإشراف في منازل الأشراف؛ لابن أبي الدنيا (166).
ـ[الأندلسي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 01:41]ـ
بارك الله فيكم
قد يؤدي تتبع المساجد لمثل هذا لأن يجهر البعض الآخر وهذا غير جيد، وقد ذكر ابن القيم مثل هذا في بعض الكتب. أي النهي عن تتبع المساجد .. للحديث المعروف الذي صححه بعض العلماء ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 04:54]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 04:59]ـ
من بابِ الفائدةِ:
سُئل سماحةُ الإمامِ ابنِ بازٍ ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ:
ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب؟
فأجاب: الأظهر والله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه؛ لأنه ما كل صوت يريح، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته، والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته وليستفيد من ذلك وليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول، بل لقصد الفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة، فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى)) فإذا كان قصده أيضا زيادة الخطوات، فهذا أيضا مقصد صالح.
وسُئل ـ نفع اللَّه بعلمه ـ: ما حكم التنقل بين المساجد فكل ليلة في مسجد طلبا لحسن الصوت؟.
فأجاب: لا أعلم في هذا بأسا، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئن قلبه فيه ويخشع فيه؛ لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل في الأول من الخشوع والطمأنينة، فأنا أرجح حسب القواعد الشرعية أنه إذا وجد إماما يطمئن إليه ويخشع في صلاته وقراءته يلزم ذلك أو يكثر من ذلك معه، والأمر في ذلك واضح لا حرج فيه بحمد الله، فلو انتقل إلى إمام آخر لا نعلم فيه بأسا إذا كان قصده الخير وليس قصده شيئا آخر من رياء أو غيره، لكن الأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه يلزم المسجد الذي فيه الخشوع والطمأنينة وحسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه إذا صلى فيه كثر المصلون بأسبابه يتأسون به، أو لأنه يفيدهم وليس عندهم من يفيدهم ويذكرهم بعض الأحيان، أو يلقي عليهم درسا، بمعنى أن يحصل لهم بوجوده فائدة، فإذا كان هكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو من غيره، أو كونه أقرب إلى خشوع قلبه والطمأنينة وتلذذه بالصلاة فيه فكل هذا مطلوب.
((مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز)) (ج11/ ص 328)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 05:20]ـ
فتوى صاحبِ الفضيلةِ الإمام ابن عُثَيمين ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ:
س9: ما حكم تتبُّع الأئمة الذين في أصواتهم جمال؟
ج9: أرى أنه لا بأس في ذلك، لكن الأفضل أن يصلي الإنسان في مسجده لأجل أن يجتمع الناس حول إمامهم وفي مساجدهم، ولأجل ألا تخلو المساجد من الناس، ولأجل ألا يكثر الزحام عند المسجد الذي تكون قراءة إمامه جيدة فيحدث من هذا ارتباك، وربما يحدث أمر مكروه، ربما يأتي إنسان يتلقف امرأة خرجت من هذا المسجد الذي فيه الناس بكثرة، ومع كثرة الناس والزحام ربما يخطفها وهي لا تشعر إلا بعد مسافة، ولهذا نحن نرى أن الإنسان يبقى في مسجده لِمَا في ذلك من عمارة المسجد وإقامة الجماعة فيه. واجتماع الجماعة على إمامهم والسلامة من الزحام والمشقَّة.
المصدر: «48 سُؤالاً في الصِّيَام»
( http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=3755)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 05:25]ـ
فتوى صاحبِ الفضيلةِ شيخنا العلاَّمة عبد اللَّهِ بنِ جِبرينٍ:
سئل ـ نفع اللَّهُ بعلمِهِ ـ:
يتنقل كثير من الناس بين المساجد بحثا عن أئمة حَسَني الصوت، فما تعليقكم على ذلك؟
فأجاب: أرى أن ذلك الأمر لا بأس به في بعض الأحيان وليس في كل الأوقات، وأشعر ويشعر غيري أن الإمام متى كان حسن الصوت ومجيدا للقراءة وخاشعا في الصلاة وفي القراءة، يكون التأثير في النفس أكبر، والذي يصلي معه ويستمع لقراءته يشعر بخشوع، ويقبل عليها ويتأثر تأثرًا بليغًا، ويجد بعدها نفعا في بقية يومه، ومن ثم فلا مانع من أن يختار المسلم الإمام الذي يناسبه، والذي يحصل من سماعه الخشوع والخضوع، ولكن بشرط أن يكون الإمام حسن الصوت محسنا للتجويد ومكملا لشروط القراءة.
ولكن أرى ألا يتكلف الناس في كثرة التردد والذهاب إلى أماكن بعيدة بل أنهم يواصلون مع إمامهم في الحي الذي يقطنون فيه، ما لم يكن عليه خطأ أو تقصير في إمامته، ولكان هذا الأنسب، ولا أمنعهم منعا باتا في أن يذهبوا ويطلبوا من يناسبهم.
المصدر: حوار رمضاني
( http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=3803)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 12:23]ـ
جزاك الله خيراً ...
وأنا وإن كنت لا أفعل ذلك، لكن أزعجني تشديد بعض طلبة العلم على من يفعل هذا، حتى كادوا أن يصنفوه من البدع!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 01:07]ـ
قال ابن أبي الدنيا: حدثني عبيد بن أسباط القرشي، قال: حدثني أبو مسعود القواريري، عن أبي سعد البقال، قال:
(كنتُ أذهب أنا وعبد الرحمن بن الأسود، نتبع حسن الصوت بالقرآن في المساجد في شهر رمضان).
الإشراف في منازل الأشراف؛ لابن أبي الدنيا (166).
أبو مسعود القواريري هذا لم أجد له ترجمة بل لم أجد له رواية غير هذه
ولم يذكره المزي في شيوخ بن أسباط ولا تلاميذ البقال (والبقال ضعيف وجماعة من المحدثين يجعلونه متروكاً) فهو مجهول
والسند ضعيف
ولا يعني هذا مخالفة الأخ كاتب المقال فيما ذهب إليه وإنما أردت تنبيهه
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 06:40]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
يحتمل أن أبا مسعود القواريري: هو عبد الرحمن بن الحسن التميمي الزجّاج الموصلي.
فالقواريري نسبة إلى عمل القوارير وبيعها، والزجّاج نسبة إلى عمل الزجاج، وقد يطلق على أحدهما الاسم الآخر.
وأبو مسعود ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 276)، وابن أبي حاتم في الجرح (5/ 227)، وابن حبان في الثقات (8/ 372).
وقد ذكر أبو حاتم في شيوخ أبي مسعود: أبا سعد البقال.
وقال - أي: أبو حاتم - فيه: " يكتب حديثه ولا يحتج به "، قال الذهبي - كما في الميزان (2/ 556)، ولسانه (5/ 96 ط. أبو غدة) -: " وقال غيره: صالح الحديث، روى عنه ابن راهويه، وعلي بن حرب، وابن عمار - وليّنه -، وآخرون ".
والبقال ينقل ما رآه من عبد الرحمن بن الأسود وفعله هو وإياه، لا ما رواه وتحمّله عنه، وما نقله في شأن القرآن الكريم، وأبو سعد من قراء الناس - كما ذكر ابن معين -، بل من أقرئهم - كما ذكر أبو داود -.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 02:43]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
يحتمل أن أبا مسعود القواريري: هو عبد الرحمن بن الحسن التميمي الزجّاج الموصلي.
فالقواريري نسبة إلى عمل القوارير وبيعها، والزجّاج نسبة إلى عمل الزجاج، وقد يطلق على أحدهما الاسم الآخر.
وأبو مسعود ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 276)، وابن أبي حاتم في الجرح (5/ 227)، وابن حبان في الثقات (8/ 372).
وقد ذكر أبو حاتم في شيوخ أبي مسعود: أبا سعد البقال.
وقال - أي: أبو حاتم - فيه: " يكتب حديثه ولا يحتج به "، قال الذهبي - كما في الميزان (2/ 556)، ولسانه (5/ 96 ط. أبو غدة) -: " وقال غيره: صالح الحديث، روى عنه ابن راهويه، وعلي بن حرب، وابن عمار - وليّنه -، وآخرون ".
والبقال ينقل ما رآه من عبد الرحمن بن الأسود وفعله هو وإياه، لا ما رواه وتحمّله عنه، وما نقله في شأن القرآن الكريم، وأبو سعد من قراء الناس - كما ذكر ابن معين -، بل من أقرئهم - كما ذكر أبو داود -.
بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 04:22]ـ
يحتمل أن أبا مسعود القواريري: هو عبد الرحمن بن الحسن التميمي الزجّاج الموصلي ..................
والبقال ينقل ما رآه من عبد الرحمن بن الأسود وفعله هو وإياه، لا ما رواه وتحمّله عنه، وما نقله في شأن القرآن الكريم، وأبو سعد من قراء الناس - كما ذكر ابن معين -، بل من أقرئهم - كما ذكر أبو داود -.
توجيه موفق، بارك الله فيكم يا شيخ محمد، ومثل هذه الحكاية مما يحتمل عن الضعفاء كالبقال ونحوه ... إذ هو ليس بالساقط جملةً.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 07:25]ـ
مداخلات موفقة للإخوان جزاهم الله خيرا
وبالمناسبة فإن الحديث الوارد في الباب وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد " حديث ضعيف، وقد صححه بعض أهل العلم.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 09:40]ـ
جزاكم الله خيراً
وأنبه على أنني لم أعل الرواية بالبقال بل ذكرت حاله للمعرفة(/)
سؤال هام عن الموقع المنسوب للشيخ " ماهر الفحل "
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 02:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الشيخ " ماهر " يشرف على الموقع بكل أقسامه بنفسه؟؟
فقد دخلت منتدى العقيدة بالموقع فوجدت كلاما غاية في الخطورة لمشرف الموقع المسمى " ماجد الشيحاوي الأعرجي ":
http://3lsooot.com/vb/showthread.php?t=495
وهو كلام يغني بطلانه عن الرد عليه , و كونه صادرا من مشرف ملتقى العقيدة (بل و مثبتا بأول الصفحة الأولى) فيه ما فيه!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 02:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الشيخ " ماهر " يشرف على الموقع بكل أقسامه بنفسه؟؟
فقد دخلت منتدى العقيدة بالموقع فوجدت كلاما غاية في الخطورة لمشرف الموقع المسمى " ماجد الشيحاوي الأعرجي ":
http://3lsooot.com/vb/showthread.php?t=495
وهو كلام يغني بطلانه عن الرد عليه , و كونه صادرا من مشرف ملتقى العقيدة (بل و مثبتا بأول الصفحة الأولى) فيه ما فيه!!
بارك الله فيك أخي الفاضل
القول الذي دافع عنه الأخ ماجد خطأ، لكنه ليس غايةً في الخطورة، فقد ذهب إليه جمع من أهل العلم
والبحث الذي كتبه هذا الأخ بحث ضعيفٌ حديثياً، وقد استدلَّ بجملة أحاديث لا تصح
وهناك بعض الأبحاث في هذه المسألة، بل فيها كتب مطبوعة
وفقكم الله
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 07:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل " الحمادي " ....
أعرف أن القول بنجاة والدي النبي - صلى الله عليه و سلم - (على خطأه) هو قول بعض أهل العلم , كما تفضلتم ببيانه .....
و ليس هذا منبع خطورة القول المذكورة في كلامي , بل منبعها هو:
1 - وصفه للمخالفين في المسألة بأنهم " لا خلاق لهم , و يريدون النيل من مقام النبي - صلى الله عليه و سلم ". هذه الدعوى التي تعودناها من الصوفية و أذنابهم.
2 - جعله هذه المسألة من " أهم مسائل العقيدة "!! و هذا قول لا يصدر إلا من جاهل بعقيدة أهل السنة , فكيف يكون مديرا عاما لمنتدى العقيدة؟!
هاكم الفقرة المعنية بنصها من كلامه:
اما بعد: فكلامي عن مسالة في العقيدة في غاية الاهمية تناقلها كثير من الناس فاصاب بعضهم واخطا البعض الاخر وهذه المسالة يذيعها بين فترة واخرى اناس لا خلاق لهم وغايتهم هو الاستنقاص من مقدار النبي صلى الله عليه وسلم فكل من سار على نهجهم فهو منهم والمسالة هي هل ابوا النبي صلى الله عليه وسلم ناجيان ام غير ذلك؟؟؟
ثم تبنى بعد ذلك القول بنجاتهم , و أخذ يسفه القول الآخر (الصحيح) و يكيل لأصحابه الإتهامات كما بينت آنفا ........
فهذا سر وصفي لكلامه بالخطورة ...
و السؤال هو: كيف يجعل الشيخ " ماهر " - حفظه الله - (لو أنه صاحب الموقع كما قيل) مثل الشخص مديرا عاما لقسم العقيدة؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 09:36]ـ
أصبتم، وفقكم الله ونفع بكم أخي الفاضل ابن عبدالكريم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 10:39]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
القول الذي دافع عنه الأخ ماجد خطأ، لكنه ليس غايةً في الخطورة، فقد ذهب إليه جمع من أهل العلم
والبحث الذي كتبه هذا الأخ بحث ضعيفٌ حديثياً، وقد استدلَّ بجملة أحاديث لا تصح
وهناك بعض الأبحاث في هذه المسألة، بل فيها كتب مطبوعة
وفقكم الله
بارك الله فيكم ابا محمد ,,
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 04:53]ـ
أحسنت أخي ابن عبد الكريم بارك الله فيك كما تفضلت فالذي يظهر أن
الدكتور ماجد الشيحاوي الاعرجي الحسيني
الازهري الشافعي
رئيس قسم العقيدة الإسلامية
من الصوفية هداه الله
وذلك من خلال كتابته لموضوع
الاحتفال بالمولد الشريف!!!! ( http://3lsooot.com/vb/showthread.php?p=2770#post2770 )
وانتصاره له
لكني لم أر في الموقع ما يدل على أن للدكتور ماهر الفحل وفقه الله صلة به
ثم لو كان للدكتور ماهر صلة في هذا الموقع فهل له حق التصرف فيه أم أنه ضيف من الضيوف
ولا نستبق الأحداث فالدكتور
معنا ومن أعضاء هذا المنتدى المبارك
وننتظر البيان والتوضيح منه
ـ[الدكتور ماجد الشيحاوي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 04:00]ـ
أحسنت أخي ابن عبد الكريم بارك الله فيك كما تفضلت فالذي يظهر أن
الدكتور ماجد الشيحاوي الاعرجي الحسيني
الازهري الشافعي
رئيس قسم العقيدة الإسلامية
من الصوفية هداه الله
وذلك من خلال كتابته لموضوع
الاحتفال بالمولد الشريف!!!! ( http://3lsooot.com/vb/showthread.php?p=2770#post2770 )
وانتصاره له
لكني لم أر في الموقع ما يدل على أن للدكتور ماهر الفحل وفقه الله صلة به
ثم لو كان للدكتور ماهر صلة في هذا الموقع فهل له حق التصرف فيه أم أنه ضيف من الضيوف
ولا نستبق الأحداث فالدكتور
معنا ومن أعضاء هذا المنتدى المبارك
وننتظر البيان والتوضيح منه
اولا نسال الله تعالى الهدية للجميع فالذي يكتب عن المولد او غيره لايدل على انه من طائفة معينة لاني طالب علم واكتب اقوال العلماء من السلف والخلف ولربما اجتهدت بذلك فاكون مصيبا او مخطا فلذلك انا حذفت تلك المواضيع حتى لا يكون هناك اي مشاحنات بين الاخوة وبالنسبة لي انا ادين الله تعالى بعقيدة اهل السنة والجماعة بالكتاب والسنة اكتب ما اره صائبا ولكن اذا رايت كلاما في خطأرجعت وليس ذلك مثلبه ولا منقصة بل هي ان اردت الوصف لغيري لاني لا احب مدح نفسي معاذ الله هي من صفات طالب العلم الذي يحرص على النفع للامة وعفى الله عما سلف
اخوكم المحب
ماجد الشيحاوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 05:09]ـ
بارك الله فيكم أخانا الدكتور ماجد، وجعلنا الله وإياكم من المنقادين للحق، المذعنين له
المتبعين لسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وأصحابه رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 07:17]ـ
اولا نسال الله تعالى الهدية للجميع فالذي يكتب عن المولد او غيره لايدل على انه من طائفة معينة لاني طالب علم واكتب اقوال العلماء من السلف والخلف ولربما اجتهدت بذلك فاكون مصيبا او مخطا فلذلك انا حذفت تلك المواضيع حتى لا يكون هناك اي مشاحنات بين الاخوة وبالنسبة لي انا ادين الله تعالى بعقيدة اهل السنة والجماعة بالكتاب والسنة اكتب ما اره صائبا ولكن اذا رايت كلاما في خطأرجعت وليس ذلك مثلبه ولا منقصة بل هي ان اردت الوصف لغيري لاني لا احب مدح نفسي معاذ الله هي من صفات طالب العلم الذي يحرص على النفع للامة وعفى الله عما سلف
اخوكم المحب
ماجد الشيحاوي
اللهم اغفر لي ولأخي
الأخ الفاضل الدكتور / ماجد
أما إني فهمت من كلامك أنك لست على منهج الصوفية فلعلي عجلت في الأمر، ولكن عذري أن هذه المسألة أعني الاحتفال بالمولد النبوي، من المسائل التي عني بها الصوفية، حتى أصبحت أمارة عليهم، ولا أعرف أن أحدا ممن هو على عقيدة السلف الصالح، يقر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولئن وجد فإنهم ندرة، ولذلك قلت في معرض كلامي من غير جزم أيضا:
(فالذي يظهر أن الدكتور ماجد من الصوفية هداه الله).
فمنك العذر والسماح جزاك الله خيرا.
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، بارك الله فيك وشكر لك توضيحك وبيانك.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 07:41]ـ
الأخ الفاضل الدكتور / ماجد .........
بارك الله فيك و جزاك خيرا على حذفك للموضوعين , و لتعلم - أخي الفاضل - أن أهل السنة هم أكثر الناس محبة لرسول الله و أعرفهم بحقوقه - بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم -. و لهذا فتحن نعلم أن الدين قد ختم بوفاته - صلى الله عليه و سلم - و أنه ما ترك شيئا يقربنا من الجنة و لا يباعدنا عن النار إلا أخبرنا عنه.
و لهذا فإن في سنته - صلى الله عليه و سلم - الكفاية لمن اتصف بحبه , و الغناية عن اختراع مناسبات ما احتفل بها - صلى الله عليه و سلم - هو ولا أصحابه المقربون (و هم كانوا أشد الناس حبا له).
و لتعلم أيضا أخي الفاضل أن القائل بأن أبا الرسول في النار هو متبع لما صح من حديثه - صلى الله عليه و سلم - , و ما هذا بقادح في منزلة رسول الله - كما توهمت - إلا لو كان دخول " آزر " النار قادحا في منزلة خليل الرحمن. و ما أحسبك تقول بنجاة " آزر "!!
و أحب أن أذكرك - أخي الفاضل - أنك غير مسبوق - حسب علمي - بوضع هذا المبحث في باب العقيدة. و لا أخالك - إن شاء الله - يخفى عليك قول الإمام أحمد: " إياك أن تقول بقول ليس لك فيه إمام ".
وفقنا الله و إياك الى ما يحب و يرضى. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...........(/)
لماذا نامر بالمعروف وننهى عن المنكر؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 02:43]ـ
قال الامام ابن رجب رحمه الله
واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة يحمل عليه رجاء ثوابه
وتارة خوف العقاب في تركه
وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه
وتارة النصيحة للمؤمنين والرحمة لهم ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من التعرض لعقوبة الله وغضبه في الدنيا والآخرة
وتارة يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته وأنه أهل أن يطاع ويذكر فلا ينسي
ويشكر فلا يكفر وأنه يفتدي من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال
كما قال بعض السلف وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض،
وكان عبد الملك بن عمر بن عبدالعزيز يقول لأبيه وددت أني غلت بي وبك القدور في الله تعالى
ومن لحظ هذا المقام والذي قبله هان عليه كل ما يلقي من الأذى في الله تعالى وربما دعا لمن آذاه
كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ضربه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه
ويقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 02:55]ـ
ومن لحظ هذا المقام والذي قبله هان عليه كل ما يلقي من الأذى في الله تعالى وربما دعا لمن آذاه
كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ضربه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه
ويقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 07:53]ـ
حديث رقم: 3290
صحيح البخاري > كتاب الأنبياء > باب أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم الكهف
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق قال عبد الله: (كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
رواه البخاري(/)
(دعاء يغفل عنه كثير من الناس الدعاء بعد صلاة الوتر)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 11:47]ـ
(دعاء يغفل عنه كثير من الناس الدعاء بعد صلاة الوتر)
السلام عليكم ورحمة الله
هذا الدعاء سنة صحيحة وواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام من الوتر
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في رسالة قيام رمضان:
وإذا سلم من الوتر، قال: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، (ثلاثاً) ويمد بها صوته، وبرفع الثالثة ("صحيح أبي داود" (1284).)
وهذا الحديث أيضا في سنن أبي داود:
عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال سبحان الملك القدوس.قال الشيخ الألباني: صحيح 1430 سنن أبي داود.
نقله لكم أبوعبيدة الهواري الشرقاوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله تعالى خير الجزاء ونفع الله بك ..
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 03:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله تعالى خير الجزاء ونفع الله بك ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإياكم أخي الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 07:04]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 06:52]ـ
جزاك الله خيرا
وإياكم أخي الكريم.
ـ[داوود يوسف]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 07:07]ـ
أخي الكريم جزاك الله عنا كل خير.و أقول لكل من يقرأهذه الرسالة = هكذا نتعاون على النفس و الشيطان بايقاظ الغافل. أخوك / يوسف
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 07:17]ـ
نفع الله بكم .. وسدّد خُطاكم ..
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 01:17]ـ
أخي الكريم جزاك الله عنا كل خير.و أقول لكل من يقرأهذه الرسالة = هكذا نتعاون على النفس و الشيطان بايقاظ الغافل. أخوك / يوسف
وإياكم أخي الكريم ,,.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 07:35]ـ
نفع الله بكم .. وسدّد خُطاكم ..
اللهم آميين وإياكم.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 05:13]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الطرح الذي أسأل الله أن ينفع به
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:29]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الطرح الذي أسأل الله أن ينفع به
وإياكم أخي الكريم.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 06:06]ـ
>>>>> ....
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 04:19]ـ
للرفع والتذكير ..... ,,,,,,
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 05:27]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 02:22]ـ
جزاك اله خير
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 02:24]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
ذكرك الله تعالى الشهادة وكلَّ ما يحبه ويرضاه. آمين.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 01:03]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
وإياكم , وفيك بارك الله.
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 01:57]ـ
نفع الله بك، وبارك فيك، وجعلني الله وإياك ممن ينشر سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 04:05]ـ
وإذا سلم من الوتر، قال: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، (ثلاثاً) ويمد بها صوته، وبرفع الثالثة ("صحيح أبي داود" (1284).
أجزل الله مثوبتك على هذه الذكرى أخي الفاضل.
و ههنا بحثان يحسُن الافادة عنهما من كلام شراح الحديث إن أمكن:
1 - مدّ الصوت هل هو راجع إلى الجمل الثلاث جميعا أم الى الثالثة فقط؟
2 - مدّ الصوت هل يكون في الواو من (القدوس) أم في الالف من (سبحان) أم في كليهما؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 05:39]ـ
جزاك الله خيرا
ولى ملاحظة هل ماذكرته
يُعنون له بالدعاء أم الذّكر؟
ـ[علي سليم]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 06:22]ـ
يرفع للعمل بذه السنة ...
جزاك الباري خيرا ...
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[23 - Aug-2010, صباحاً 01:57]ـ
جزاك الله خير
وإياك أخي إبراهيم.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 05:04]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
ذكرك الله تعالى الشهادة وكلَّ ما يحبه ويرضاه. آمين.
وإياك أخي الكريم , اللهم آمين.
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 06:45]ـ
بوركككككت
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 11:20]ـ
نفع الله بكم وووفقكم .. ولكن هل تقال بعد الاستغفار أو قبل أو لا يستغفر المصلي بعد الوتر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 08:39]ـ
عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال سبحان الملك القدوس
الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح أبي داود ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1430
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان رسول الله يقرأ في الوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الركعة الثانية ب {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة ب {قل هو الله أحد} ولا يسلم إلا في آخرهن ويقول – يعني بعد التسليم -: سبحان الملك القدوس ثلاثا
الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1700
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أنه كان يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} ويقول بعدما يسلم: سبحان الملك القدوس. ثلاث مرات، يرفع بها صوته
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1749
خلاصة حكم المحدث: صحيح
? كان رسول الله، يقرأ في الوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات
الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1728
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثا
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1739
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان رسول الله، يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} ويقول بعدما يسلم: سبحان الملك القدوس. ثلاث مرات، يرفع بها صوته
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1750
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
- كان رسول الله، يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} فإذا أراد أن ينصرف قال: سبحان الملك القدوس. ثلاثا، يرفع بها صوته
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1751
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أن رسول الله، كان يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وكان يقول إذا سلم: سبحان الملك القدوس ثلاثا ويرفع صوته بالثالثة
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1731
خلاصة حكم المحدث: صحيح
- كان يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثا، ويمد في الثالثة
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1740
خلاصة حكم المحدث: صحيح
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وكان يقول: سبحان الملك القدوس ثلاثا، ويرفع صوته بالثالثة
(يُتْبَعُ)
(/)
الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن القطان ( http://majles.alukah.net/mhd/628)- المصدر: الوهم والإيهام ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 5/ 614
خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن
- كان يوتر بثلاث، يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية ب قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة ب قل هو الله أحد، ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس. ثلاث مرات، يطيل في آخرهن
الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن القطان ( http://majles.alukah.net/mhd/628)- المصدر: الوهم والإيهام ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 5/ 352
خلاصة حكم المحدث: صحت الزيادة المذكورة [يعني قوله بعد فراغه سبحان ... ] من رواية غير الثوري
أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ كان يوتر بثلاث ركعات يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون. وفي الثالثة بقل هو الله أحد ويقنت قبل الركوع , فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس _ ثلاث مرات _ يطيل في آخرهن
الراوي: أبي بن كعب المحدث: عبد الحق الإشبيلي ( http://majles.alukah.net/mhd/581)- المصدر: الأحكام الصغرى ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 275
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، يطيل في آخرهن الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن القطان ( http://majles.alukah.net/mhd/628)- المصدر: الوهم والإيهام ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 5/ 614
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات الراوي: أبي بن كعب المحدث: النووي ( http://majles.alukah.net/mhd/676)- المصدر: الخلاصة ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1/ 563
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال: سبحان الملك القدوس. وفي رواية: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات الراوي: أبي بن كعب المحدث: النووي ( http://majles.alukah.net/mhd/676)- المصدر: الأذكار ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 120
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن حجر العسقلاني ( http://majles.alukah.net/mhd/852)- المصدر: نتائج الأفكار ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 3/ 21
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر يقول ثلاثا سبحان الملك القدوس الراوي: أبي بن كعب المحدث: العجلوني ( http://majles.alukah.net/mhd/1162)- المصدر: كشف الخفاء ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1/ 538
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
أن رسول الله، كان يوتر بثلاث ركعات؛ كان يقرأ في الأولى ب {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية ب {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة ب {قل هو الله أحد} ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ، قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس. ثلاث مرات، يطيل في آخرهن الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1698
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان رسول الله، يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وكان إذا سلم وفرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثا طول في الثالثة الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1733
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
? - كان رسول الله، يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} فإذا فرغ من الصلاة قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1735
خلاصة حكم المحدث: صحيح
? - كان رسول الله، يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس. ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة، ثم يرفع
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1752
خلاصة حكم المحدث: صحيح
? - أن رسول الله كان يوتر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح النسائي ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1753
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم من الوتر قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات؛ يرفع في الثالثة صوته الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1227
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وإذا سلم من الوتر, قال: سبحان الملك القدوس, سبحان الملك القدوس, سبحان الملك القدوس, [ثلاثا] ويمد بها صوته, ويرفع في الثالثة. الراوي: - المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: قيام رمضان ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 33
خلاصة حكم المحدث: مخرج في "صحيح أبي داود"
? - كان رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات.
الراوي: أبي بن كعب المحدث: الوادعي ( http://majles.alukah.net/mhd/1422)- المصدر: الصحيح المسند ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 9
خلاصة حكم المحدث: صحيح
? - عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه كان يقرأ في الوتر: ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يأيها الكفرون} , و {قل هو الله أحد} فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس, سبحان الملك القدوس, سبحان الملك القدوس, ورفع بها صوته.
الراوي: عبدالرحمن بن أبزى المحدث: الوادعي ( http://majles.alukah.net/mhd/1422)- المصدر: الصحيح المسند ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 912
خلاصة حكم المحدث: صحيح، رجاله رجال الصحيح
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 10:16]ـ
السؤال الرابع من الفتوى رقم (16499)
س4: ماذا يقرأ في سنة العشاء والوتر وماذا يقال عقب الوتر؟
ج4: لم يرد في تخصيص سنة العشاء بقراءة سورة بعينها وأما في صلاة الوتر فيسن أن يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى وسورة الكافرون والإخلاص، وإذا سلم من الوتر قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات لما روى الخمسة إلا الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد» (1). وزاد أحمد والنسائي: «فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات» (1) وفي رواية: «ورفع صوته في الآخرة» (2).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[راجية رضى الله]ــــــــ[27 - Aug-2010, صباحاً 12:28]ـ
جزاكم الله خيرا
معلومة جديدة
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 07:41]ـ
نفع الله بك، وبارك فيك، وجعلني الله وإياك ممن ينشر سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
وإياك ,اللهم آمين.(/)
رِسَالَةُ عِتَابٍ مِنْ ((تَكْبِيرَةِ الإحْرَام))!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على مَن لا نبيَ بعدَه.
حبيبي طالبَ العلمِ:
لطالما ادّعيْتَ حُبِّي، لكنَّ أمارات الحبِّ غائبة ..
لطالما حدَّثْتَ العُشَّاقَ عني، وذكَّرْتَهم بأني مَنْ أستحقُّ أنْ يُهجرَ له لذيذُ الكَرَى،
فهَلْ أضحى كلامُك زوراً يا تُرى؟
أو نوعاً من الفِرَى؟!
حدِّثني: ماذا جرى؟
أنسيتَ ((عند الصباحِ يحمدُ القومُ السُّرى))؟!
قد قصَّرتَ في إكرامي على مدارِ العام، أماّ وقد حلَّ رمضانُ ضيفاً عليك، فقمتَ لإكرامه، متمثلاً قول القائل:
أُضاحكُ ضيفي قبل إنْزالِ رحلهِ ... ويُخصب عندي المَحَلُّ جديبُ.
فها أنا أجددُ عهدَ الزيارةِ، وهل حقُّ الضيفِ إلا الإكرام والقِرى؟!
أيا طالبَ العلمِ: أنسيتَني؟
إنني ((تكبيرةُ الإحرام))!
أتذكرُ ولوعَك بي حينما كنتَ قريبَ عهدٍ باستقامةٍ وطلب؟
وماهي إلاّ شهورٌ حتى ابتُليتَ بالكَسِل واللَّعب!
محتجاً بأن الطلبَ أفضلُ النوافلِ؛ فلا تأتي إلاّ مع الإقامة ..
وتروي لنا أخباراً عن أئمة الهدى ظننتَ أنك لها فهّامة!
فأضعتَ أجراً وافراً، ولم تُقمِ الصلاةَ حقَّ الإقامة.
أينَ الغيرةُ عليَّ يا ذا الغيرة؟!
أعلمُ أنَّك تجاهدُ نفسَك لتُعانِقَني كلَّ يومٍ خمسَ مرات، فتنشط للأُولى، وتتأخر في الثانية، وتنام في الثالثة، أما الرابعة والخامسة فلا تميّزَ لك عندي؛ فإنني أرى أكثرَ المسلمين!
هلاَّ عقدتَ العزمَ، وأنت الآن مفعمُ القلبِ بالحرصِ والإيمان، أن تجاهدَ نفسَك على النهوضِ قبيلَ أو بعيدَ الأذان، ليسافر رمضانُ وقد تعوّدت البرَّ والإحسان؟
فهذا هو الظنُّ بك؛ لأنك طالبُ علمٍ، وعضوٌ أو متصفحٌ لموقع (الألوكة) ..
فقبيحٌ بك الحرصَ على المُلحِ والفوائد، وتضيِّع محمودَ العوائد!
أَعْلمُ أن نقدي لك شديدٌ؛ لكنك طالبُ علمٍ تقبل الشديدَ لتستفيد!
أراك على خيرٍ.
التوقيع: ((تكبيرةُ الإحرام)).
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 09:33]ـ
قال أبو طالب المكيُّ في (قوت القلوب):
(ومثلٌ رابعٌ في تفاوت المؤمنين في حقيقة الكمال ودخولهم في الاسم والمعنى مثل صلاة رباعية أقيمت فجاء رجل فأدرك تكبيرة الإحرام ثم جاء آخر فأدرك الركوع ثم جاء آخر فأدرك الركعة الثانية ثم جاء ثالث فأدرك الركعة الثالثة ثم جاء رجل رابع فأدرك الركعة الآخرة فكلهم قد صلوا وأدركوا الصلاة في جماعة ونال فضلها لقوله صلى الله عليه وسلم: من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة، ولكن ليس من أدرك الركعة الأولى في كمال الصلاة وإدراك حقيقتها كمن أدرك الثالثة والرابعة ولا يكون أيضاً من أدرك التكبيرة للإحرام في الفضل كمن لم يدرك شيئاً من القيام وهما مدركان معاً فكذلك المؤمنون في كمال الإيمان وحقائقه لا يستوون وإن استووا في الاسم والمعنى وكذلك في تفاوتهم في الآخرة).
وقال زروق في (النصيحة الكافية):
(ومن أوامره تعالى: الصلاة، ومن آفاتها: تأخيرها لغير عذر ومزاحمة الوقت بها لغير ضرورة وترك الجماعة، والتهاون حتى تفوت ركعة أو تكبيرة الإحرام ... )
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 08:46]ـ
الله المستعان.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 07:10]ـ
هنا: بكاءُ الشيخ العلاَّمة / عبد الرحمن البراك؛ لفوات صلاة الجماعة بسبب زحام السيارات! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84985)
أولئك آبائي فجئني بمثلهم .............................. ................ !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 10:16]ـ
بوركت على ما سطرت
قال تعالى"وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في الصف الأول والأذان ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا!
والسعيد من كانت قرة عينه في الصلاة ..
والله الهادي
ـ[القرعاني]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
[[/ U] فكذلك المؤمنون في كمال الإيمان وحقائقه لا يستوون وإن استووا في الاسم والمعنى وكذلك في تفاوتهم في الآخرة).
... )
رحماك ربي ... رحماك ربي
اللهم ألطف بنا وافتح لنا أبواب رحماتك
ولا زلت أتذكر موقف إمام أهل السنة في هذا العصر
_ ابن باز _رحمه الله_
قرأته من كتاب الإنجاز إن لم أهم
أنه مرة فاتته تكبيرة الإحرام
فألقى إمام المسجد وكان من شيوخه
موعظة و زجر فيها المتأخرين عن الصلاة
قال الشيخ/ لم تفتني بعدها تكبيرة الإحرام
وشكرا لك أخي المعتبي
وزادك من الهدى والتقى والعفاف والغنى(/)
طلب من إخواني الأعزاء حياكم الله
ـ[عبد الله المحتاج إلى ربه]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 04:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا أحييكم جميعا و أسئل الله لي و لكم التوفيق
أنا أبحث عن محاضرة الشيخ سعد الشثري التي هي بعنوان "حقيقة الإيمان وبدع الإرجاء" أريد المحاضرة مسموعة إذا أمكن مع تعليق سماحة المفتي و جزاكم الله خيرا(/)
قاعدة عامة نافعة
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 03:18]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد،
فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين في الكلام على حديث: " أفلا أكون عبداً شكوراً ":
قال بعض العلماء: واعلم أن من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبناء عليه فكل حديث يأتي بأن من فعل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فإنه حديث ضعيف لأن هذا من خصائص الرسول، أما: " غفر له ما تقدم من ذنبه " فهذا كثير، لكن " ما تأخر " هذا ليس إلا للرسول صلى الله عليه وسلم فقط وهو من خصائصه، وهذه قاعدة عامة نافعة لطالب العلم ... أهـ
ـ[حسام السمنودي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 03:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
2_وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)
وفي رواية (وسئل عن صوم يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية)
3_ صحيح الجامع 6086 (حسن)
من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر
(حم 4 ك) عن معاذ بن أنس(/)
هل الافضل الزواج ام نوافل العبادات
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 05:27]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فائدة تفضيل النكاح على التخلي عنه
استدل على تفضيل النكاح على التخلي لنوافل العبادة بأن الله تعالى عز وجل اختار النكاح لأنبيائه ورسله فقال تعالى ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وقال في حق آدم عليه السلام
(وجعل منها زوجها ليسكن إليها)
واقتطع من زمن كليمه عليه السلام عشر سنين في رعاية الغنم مهر الزوجة ومعلوم مقدار هذه السنين العشر في نوافل العبادات
واختار لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأشياء فلم يحب له ترك النكاح بل زوجة بتسع فما فوقهن ولا هدي فوقه هدية
ولو لم يكن فيه إلا سرور النبي صلى الله عليه وسلم يوم المباهاة بأمته
ولو لم يكن فيه إلا انه بصدد أنه لا ينقطع عمله بموته
ولو لم يكن فيه إلا أنه يخرج من صلبه من يشهد بالله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة
ولو لم يكن فيه إلا غض بصره وإحصان فرجه عن التفاته إلى ما حرم الله تعالى
ولو لم يكن فيه إلا تحصين امرأة يعفها الله به ويثيبه على قضاء وطره ووطرها فهو في لذاته وصحائف حسناته تتزايد
ولو لم يكن فيه إلا ما يثاب عليه من نفقته على امرأته وكسوتها ومسكنها ورفع اللقمة إلى فيها
ولو لم يكن فيه إلا تكثير الإسلام وأهله وغيظ أعداء الإسلام
ولو لم يكن فيه إلا ما يترتب عليه من العبادات التي لا تحصل للمتخلي للنوافل
ولو لم يكن فيه إلا تعديل قوته الشهوانية الصارفة له عن تعلق قلبه بما هو أنفع له في دينه ودنياه فإن تعلق القلب بالشهوة أو مجاهدته عليها تصده عن تعلقه بما هو أنفع له فإن الهمة متي انصرفت إلى شيء انصرفت عن غيره
ولو لم يكن فيه إلا تعرضه لبنات إذا صبر عليهن وأحسن إليهن كن له سترا من النار
ولو لم يكن فيه إلا أنه إذا قدم له فرطين لم يبلغا الحنث أدخله الله بهما الجنة
ولو لم يكن فيه إلا استجلابه عون الله له فإن في الحديث
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف)
قال أبو عيسى هذا حديث حسن).
[ img]
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 06:16]ـ
بوركت أخي الحبيب
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 05:08]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 07:27]ـ
كيف صار اختيار الله عز وجل النكاح لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام دليلا على تفضيله على سائر النوافل؟! ّ
فهل الله عز وجل لم يختر النوافل لأنبيائه؟! ّ
يا أخي، لا شك أن التنفل بالجهاد خير من التنفل بالزواج، وأن قضاء الجهاد الواجب خير من قضاء الزواج الواجب، على لسان رسولنا (ص) حيث قال فيما رواه البخاري ومسلم: أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله.
وإن كان في النكاح سبب في ذرية ففي الجهاد سبب في إحياء أمة.
وقد فعله الرسول (ص).
بل التأليف في العلم النافع _ وهو أقل من الجهاد ولم يفعله الرسول (ص) _ خير من النكاح، فمصنفات الطبري رحمه الله خير وأنفع للأمة من أن يخلف لها قبيلة!
وكذلك مصنفات ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلماء والعزاب وغيرهم.
والنكاح سنة وفيه نفع عظيم للأمة ولكن لا يفضل على سائر النوافل بل لا يقارن ببعضها.
ومن جمع بين هذا وذاك فالحمدلله، ومن شق عليه وأراد الأجر والصبر فعليه بما هو أنفع كالجهاد والعلم.
والله أعلم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 11:46]ـ
في نظري تفضيل النكاح على غيره راجع للمرء ذاته
فمنهم من يصلح حاله للنكاح ويهيأ نفسيا لباقي الاعمال (النوافل)
بسبب النكاح فهذا في حقه افضل
أما من لايتأثر بمثل هذا ويرى النكاح مشغلا له عن نوافل أخرى أحب إليه
ويتقنها ويمهر فيها ويشعر أنه ميسر لها فهذا الافضل في حقه
ترك النكاح كما فعل ابن تيمية والنووي وغيرهم
ويعود هذا لما سئل ابن تيمية ايهما افضل الذكر العام ام قراءة القرآن؟
فقال: (يرجع هذا على حسب تأثير العمل على صاحبه فإن كان التسبيح وغيره
فله افضل وان كانت القراءة فهي في حقه افضل)
والله اعلم. بتصرف(/)
المسعودي والجاذبية!!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 09:39]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فمن المعلوم عند القاصي والداني فضل الحضارة الإسلامية على النهضة الغربية (المادية) ولا ينكر هذا إلا خفافيش الحقائق
ومن المؤسف أن اكتشافات بعض العلماء المسلمين تنسب لغيرهم وفي بلاد المسلمين مع وجود كتبهم
ولكن من يقرأ؟
عرفنا منذ نعومة أظفارنا أن جاذبية الأرض اكتشفها إسحاق نيوتن بفضل تلك التفاحة التي وقعت عليه وهو نائم تحت الشجرة
وما زال هذا يدرس لأبنائنا في المدارس حتى الساعة
والذي لا يعرفه كثيرون أن الجاذبية أمرٌ عرفة علماء المسلمين قديماً مثل البيروني وابن ملكة البغدادي وغيرهم
ولكني هنا سأنقل نصاً صريحاً من مروج الذهب للمسعودي فب هذا الصدد أرشدني إليه الأخ محمد بن جمال المشهداني
قال المسعودي (1/ 253) ((والنسيم جاذبٌ أيضاً لما في أبدان الخلق من الخفة والأرض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل، إذ كانت الأرض بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجذب بطبعه الحديد))
أليست هذه الجاذبية؟ وبلا تفاحة!!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 02:53]ـ
جزاك الله خيراً
وبرأيي أن الغربيين بما أعطوا من حظارة وعلم و إعلام صاروا ينسبون كل شيء لأنفسهم ولعظمائهم. وصارت اكتشافاتهم هي الأولى ومخترعاتهم هي التي لم يسبقوا إليها , وفي الحقيقة أنه لم يسبق إليها أحد من بني جلدتهم ليس إلا ...
ودعني أضرب مثلا من اكتشافاتهم العظيمة؟!
اكتشاف (أمريكا) أعلنوا أنهم هم المكتشفين لها وأن (كولومبس) اكتشف أن وراء هذه البحار دولاً, وأمما, من الهنود الحمر, وغبرهم. بعدما كان سائدا عندهم أن لاشيء وراء هذا المحيط.
فبالله من المكتشف السكان الاصليين في هذه المنطقة أم من عرف أن هناك حياة بشرية بعدما كان هووقومه جاهلين بهذا الموضوع.
ولو صح تسمية مثل هذه مكتشفات لصار كل من تعلم علماً لايعرفه بنو قومه والمحيطين به مكتشفأً ومخترعاً؟!.
ولا يفهم قارئ أني أقلل من مقدرتهم وما حباهم الله من قدرة وقوة واختراعات متعددة ,
ولكني لا أحب التهويل الزائد والذي يصل لسرقة ماعند الغير لينسبوه لأنفسهم.
والله يحفظكم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 06:21]ـ
فائدة قيمة.
بارك الله فيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 09:31]ـ
للفائدة/المسعودي شيعي جلد .. وكتابه المروج .. مليء بالطوام ..
وأول من ألمح إلى الجاذبية الأرضية .. أولاد موسى بن شاكر فيما أحسب
في عهد المأمون
وكذلك هبة الله أبو البركات .. والحسن بن الهيثم ..
ولكن هذا لا يمنع من نسبة السبق في الكشوفات الهندسية والطبية للإسلام
وإن جاء به كفرة كابن سينا وبعض الرافضة .. كجابر بن حيان
لأن هذه الأشياء من مفرزات الحضارة الإسلامية .. إذ هي خرجت من كنفها .. حتى لو كان المكتشف يحمل دينا باطلا ..
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 02:32]ـ
جزاك الله خيراً أبا القاسم
والمسعودي متشيع وإن أنكر ذلك بعض المعاندين
فهو مترجم في اعيان الشيعة للعاملي
ولكني لا أعرف أي دركة من دركات التشيع قد نزل
فإن العاملي في كتابه يترجم لأقوام التشيع فيهم خفيف بل قد يكون مشكوكاً في نسبته إليهم
مثل حشره لأبي الأسود الدؤلي في عموم الشيعة(/)
مقام الدُّعاء ينبغي فيه البسط (الإمام ابن عثيمين)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 03:54]ـ
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع/ المجلد 3 (عند قول المصنف: «ويقول: رَبِّ اغفرْ لي»
قوله: «واُجبرني» الجَبْرُ يكون من النَّقْصِ، وكلُّ إنسان ناقص مفرِّط مُسِرفٌ على نفسه بتجاوز الحدِّ أو القصور عنه، ويحتاج إلى جَبْرٍ حتى يعود سليماً بعد كَسْرِه؛ لأن الإنسان يحتاج إلى جَبْرٍ يَجبرُ له النَّقْصَ الذي يكون فيه.
فهذه المعاني التي تُذكر في الأدعية ينبغي للإنسان أن يستحضرها. فإن قال قائل: أليس يغني عن ذلك كله أن يقول: «اللَّهُمَّ اُرحمني»؟ لأنَّ الرحمة عند الإطلاق: بها حصولُ المحبوب وزوال المكروه؟
فالجواب: بلى، لكن مقام الدُّعاء ينبغي فيه البسط ,لكن على حسب ما جاءت به السُّنَّة، وليس البسط بالأدعية المسجوعة التي ليس لها معنى، أو يكون لها معنى غير صحيح.
وإنما كان البسط مشروعاً في الدُّعاء لأسباب:
1 - لأنّ الدُّعاء عبادة، وكلما اُزددتَ من العبادة ازددتَ خيراً.
2 - أنَّ الدُّعاء مناجاة لله، وأحبُّ شيء للمؤمن هو الله، ولا شكَّ أنَّ كثرةَ المناجاة مع الحبيب مما تزيد الحُبَّ.
3 - أن يستحضر الإنسانُ ذنوبَه على وجه التفصيل، لأن للذُّنوب أنواعاً، فإذا زِيدَ في الدُّعاء استحضرت، ولهذا كان من دُعاء الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «اللَّهُمَّ اُغْفِر لي ذنبي كُلَّهُ، دِقَّهُ وجِلَّهُ، وأوَّلَهُ وآخرهُ، وعلانيتَهُ وسِرَّهُ».
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 03:58]ـ
ما الجمع بين ماذكره الشيخ - رحمه الله- وبين قول الشيخ محمد الفيفي:
رابعاً: من الأمور المحدثة: التكلف في ذكر التفاصيل:
1ـ فقد جاءت السنة في التحذير منه والحثّ على الإقتصار على الجوامع و الكوامل من الدعاء وترك الأدعية المطولة، بل فهم السلف الصالح أن المبالغة في ذكر التفاصيل في الدعاء هو نوع من الإعتداء كما جاء في سنن أبي داوود أنّ سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.صحيح سنن أبي داوود برقم 1480.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي يستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك) صحيح سنن أبي داوود برقم 1482.وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) الحديث .. رواه ابن ماجه والبيهقي، انظر صحيح الجامع برقم 4047
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7267
ـ[معاند]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 07:18]ـ
أبو جهاد ماهو البسط؟
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 06:20]ـ
أبو جهاد ماهو البسط؟
البسط: الإطالة , المد , التوسعة. والله أعلم
ـ[أبو فراس]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 10:06]ـ
بارك الله فيك
والله إنني أعاني كثيرا من الأئمة الذين يطيلون في دعاء القنوت وأنا مريض لا أتحمل رفع اليدين واقفا لربع ساعة وربما أكثر وأتحاشى المساجد التي بها هؤلاء الأئمة فلم لا يلتزم هؤلاء بالسنة ويكتفون بالأدعية الجامعة المسنونة بدلا من الأدعية المستحدثة؟!
ـ[معترك النظر]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 01:29]ـ
ينكر بعض الناس على الأئمة التطويل في دعاء القنوت ويرون أنه خلاف السنة وبعضهم ممن عنده غلو في التبديع يجعله من بدع هذا الزمان
وقد رد الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين على هؤلاء أثناء كلامه على الدعاء في صلاة الجنازة والذي جاء التفصيل فيه صريحا.
*تنبيه*: بعض الناس يرى تخفيف الدعاء لئلا يشق على المصلين وهذا لا بأس به ومراعاة المصلين مطلب شرعي، لكن الكلام هنا على من يجعل التطويل بدعة ومخالفة.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (5/ 320،319):
" إذا قال قائل: لماذا التطويل والتفصيل؟
قلنا: لأن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط.
والسنّة في الدعاء أن تبسط وتطول لستة أسباب:
الأول: أن إطالة الدعاء تدل على محبة الداعي؛ لأن الإِنسان إذا أحب شيئاً أحب طول مناجاته، فأنت متصل بالله في الدعاء، فتطويلك الدعاء وبسطك له دليل على محبتك لمناجاة الله - عز وجل -.
الثاني: أن التطويل يظهر فيه من التفصيل ما يدل على شدة افتقار الإنسان إلى ربه في كل حال.
الثالث: أن ذلك أحضر للقلب.
الرابع: زيادة الأجر والتعبد لله تعالى؛ فالدعاء عبادة يؤجر عليها الإنسان.
الخامس: أن هذا من باب الإلحاح في الدعاء والله يحب الملحِّين في الدعاء.
السادس: أن بالتطويل في الدعاء قد يذكر شيئاً قد نسيه من الدعاء.
واعتبر هذا بقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، سره وعلانيته، وأوله وآخره"، "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني"، "اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي"، فهذا فيه تفصيل وعمومات، لكن فائدته ما أشرت إليه من قبل.
ولو قيل: إن صلاة الجنازة مبنية على التخفيف؛ ولهذا لا يقرأ فيها دعاء الاستفتاح، فكيف نبسط في الدعاء ونطول؟
فالجواب: أن الدعاء هو مضمون الصلاة، فينبغي البسط فيه، أما دعاء الاستفتاح فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح في صلاة الجنازة.(/)
ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
ـ[عبد الله المحتاج إلى ربه]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 08:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان عظيم مبارك، أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان، وجعل صومه ركناً من أركان الإسلام، وقيامه نافلة تزداد بها الحسنات، وتكون سبباً في النجاة من النيران. ففي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن «مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» (1). مَن صام رمضان إيماناً، أي إيماناً بالله عز وجل، وإيماناً بشريعة الله وقبولاً لها، وإذعاناً واحتساباً لثواب الله الذي رتَّبه على هذا الصيام وكذلك القيام، فمن قام رمضان أو ليلة القدر متصفاً بهذين الوصفين ـ الإيمان والاحتساب ـ غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وإننا إذا نظرنا إلى الماضي وجدنا أن هذا الشهر المبارك صارت فيه مناسبات عظيمة، يفرح المؤمن بذكراها ونتائجها الحسنة.
المناسبة الأولى: أن الله تعالى أنزل فيه القرآن، أي ابتدأ إنزاله في هذا الشهر وجعله مباركاً، فتح المسلمون به أقطار الأرض شرقاً وغرباً، واعتزَّ المسلمون به وظهرت راية الإسلام على كل مكان.
ولا يخفى علينا جميعاً أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي إليه بتاج كسرى من المدائن إلى المدينة محمولاً على جملين، كما ذُكِرَ ذلك في التاريخ، وضع بين يديه رضي الله عنه، لم ينقص منه خرزة واحدة، كل هذا من عزَّة المسلمين وذلة المشركين ولله الحمد، وإننا لواثقون أن الأمة الإسلامية سترجع إلى القرآن الكريم، وستحكم به، وستكون لها العزة بعد ذلك إن شاء الله.
ولكن لابدَّ لجاني العسل من قرص النحل، ولجاني الورد من الشوك، لابد أن يتقدم النصر امتحان لمن قاموا بالإسلام والدعوة إليه، لأن الله تعالى قال في كتابه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ} [محمد: 31]، وقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
المناسبة الثانية في هذا الشهر المبارك: غزوة بدر، وكانت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سمع أن عيراً لقريش يقودها أبوسفيان قادمة من الشام إلى مكة، فلما علم بذلك ندب أصحابه السريع منهم أن يخرجوا إلى هذه العير من أجل أن يأخذوها؛ لأن قريشاً استباحت إخراج النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه من ديارهم وأموالهم، ولم يكن بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلّم عهد ولا ذمة، فخرج صلى الله عليه وسلّم إلى عيرهم من أجل أن يأخذها، وخرج بعدد قليل، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، لأنهم لا يريدون الحرب، ولكنهم يريدون أخذ العير فقط، فلم يخرجوا إلا بهذا العدد القليل ومعهم سبعون بعيراً يعتقبونها وفَرَسَانِ فقط.
أما أبوسفيان الذي كانت معه العير، فأرسل إلى أهل مكة يستحثهم، ليحموا عيرهم ويمنعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فخرج أهل مكة بحدِّهم وحديدهم وكبريائهم وبطرهم، خرجوا كما وصفهم الله بقوله: {خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 47].
وفي أثناء الطريق بلغهم أن أباسفيان نجا بعيره من النبي صلى الله عليه وسلّم، فاستشار بعضهم بعضاً، هل يرجعون أو لا يرجعون، فقال أبوجهل ـ وكان زعيمهم ـ والله لا نرجع حتى نقدم بدراً فنقيم عليها ثلاثاً، ننحر فيها الجزور، ونسقى فيها الخمور، وتعزف علينا القِيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الكلمات تدل على الكبرياء والغطرسة، والثقة بالباطل ليدحض به الحق .. والتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلّم بحدِّهم وحديدهم وكبريائهم وبطرهم وقوتهم، وكانوا ما بين تسعمائة وألف، أما النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه فكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، والتقت الطائفتان، جنود الله عز وجل وجنود الشيطان، وكانت العاقبة لجنود الله عز وجل، قتل من قريش سبعون رجلاً من عظمائهم وشرفائهم ووجهائهم، وأُسر منهم سبعون رجلاً، وأقام النبي صلى الله عليه وسلّم ثلاثة أيام في عرصة القتال كعادته، بعد الغلبة والظهور، وفي اليوم الثالث ركب حتى وقف على قليب بدر التي ألقي فيها من صناديد قريش أربعة وعشرون رجلاً، وقف على القليب يدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، يقول: «يا فلان ابن فلان، هل وجدت ما وعد ربكم حقاً، إني وجدت ما وعدني ربي حقاً». فقالوا: يا رسول الله، كيف تكلم أناساً قد جَيَّفُوْا؟ ـ أي صاروا جيفاً ـ قال: «ما أنتم بأسمع لِمَا أقول منهم، ولكنهم لا يستجيبون»، أو قال: «لا يرجعون قولاً» (2).
ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة النبوية منتصراً ولله الحمد.
المناسبة الثالثة: فتح مكة، كانت مكة قد استولى عليها المشركون وخرَّبوها بالكفر والشرك والعصيان، فأذن الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلّم أن يُقاتل أهلها وأحلها له ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها بعد الفتح كحرمتها قبل الفتح، ودخلها النبي صلى الله عليه وسلّم في يوم الجمعة في العشرين من شهر رمضان عام ثمانية من الهجرة، مظفراً منصوراً حتى وقف على باب الكعبة وقريش تحته ينتظرون ماذا يفعل بهم، فقال لهم: «يا قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟» قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم. فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» (3). فمَنَّ عليهم بعد القدرة عليهم، وهذا غاية ما يكون من الخُلُق والعفو.
وبعد عرض المناسبات في هذا الشهر لنا أن نقول: ما الذي ينبغي أن نفعله في شهر رمضان؟ .. الذي نفعله في هذا الشهر المبارك إما واجب وإما مندوب، فالواجب هو الصيام، والمندوب هو القيام.
والصيام كلنا يعرف هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبداً لله، دليله قوله تعالى: {فَالانَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187].
والغرض من الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة، ولكن هو ترويض النفس على ترك المحبوب لرضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكل والشرب والجِماع، هذه هي شهوات النفس.
أما المحبوب المطلوب رضاه فهو الله عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل.
والحكمة من فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرَّم الله، وتقوموا بما أوجب الله. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (4).
أي أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة، وإذا قال: إني صائم، أعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عن مقابلته ولكن الذي منعه من ذلك الصوم، وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولا يستمر في السبِّ والمقاتلة.
هذه هي الحكمة من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرص على فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلى الخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، كل ما نستطيع أن نهذِّب أنفسنا به فإننا نعمله.
فإذا ظلَّ المسلم على هذه الحالة طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهر إلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاة الفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات، وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة.
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16898.shtml(/)
علامات السعادة وعلامات الشقاء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 11:52]ـ
علامات السعادة وعلامات الشقاء
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فصل
من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته وكلما زيد في عمله زيدفي خوفه و حذره وكلما زيد في عمره نقص من حرصه وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم
والتواضع لهم
وعلامات الشقاوة أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه وكلما زيد في عمره زيد قي حرصه وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه وهذه الأمور ابتلاء من الله وامتحان يبتلي بها عباده فيسعد بها أقوام ويشفى بها أقوام وكذلك الكرامات امتحان وابتلاء كالملك والسلطان والمال قال تعالى عن نبيه سليمان لما رأى عرش بلقيس عنده ((هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر)) فالنعم ابتلاء من الله وامتحان يظهر بها شكر الشكور وكفر الكفور كما أن المحن بلوى منه سبحانه فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب قال تعالى ((فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا)) أي ليس كل من وسعت عليه وأكرمته ونعمته يكون ذلك إكراما مني له ولا كل من ضيقت عليه رزقه وابتليته يكون ذلك إهانة مني له
ـ[النجدية]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 10:16]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا على هذه السطور الطيبة!!
في ميزان حسناتكم، إن شاء الله ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 12:01]ـ
شكر الله لك هذا النقل الموفق يا أبا محمد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 12:49]ـ
جزيت خيرا ,, كل موفق
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 12:50]ـ
جزيت خيرا ,, كل موفق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفعنا الله واياكم بما علمناوجعله حجة لنا لاعلينا
ـ[ريبال]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 07:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 09:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 02:16]ـ
أخي الحبيب ...
جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 02:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ونفعنا الله واياك بما علمناوجعله حجة لنا لاعلينا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 11:25]ـ
فالنعم ابتلاء من الله وامتحان يظهر بها شكر الشكور وكفر الكفور كما أن المحن بلوى منه سبحانه فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب قال تعالى ((فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا)) أي ليس كل من وسعت عليه وأكرمته ونعمته يكون ذلك إكراما مني له ولا كل من ضيقت عليه رزقه وابتليته يكون ذلك إهانة مني له
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:47]ـ
يرفع للفائدة(/)
عبادة السر!!
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 04:32]ـ
عبادة السر!!
فيصل بن علي البعداني
فإن حقيقة التدين تتمثل بمحبة الله - تعالى - وتعظيمه، ومخافته ورجائه، والتذلّل له، والخضوع التام لأمره واجتناب نهيه، قولاً وعملاً، خفية وعلناً.
فهو تسليم مطلق، وانقياد كامل، في الاعتقادات والأقوال والأعمال، برغبة جيّاشة، واختيار واعٍ، وتشرف وافتخار.
فالتدين حالة مركبة من المعرفة والشعور والسلوك، يكون غاية مطلوب العبد منها: الظفر برضا مولاه - عز وجل -، ونيل رحمته، والسلامة من غضبه.
وفي أجواء التدين ومجتمعات الدعاة تكون الصورة العامة المقبولة هي الالتزام والمحافظة الظاهرة التي من خرج عنها وُوجه باللوم والمذمّة، وهي ـ لا شك ـ حالة فضل وإنعام تحتاج إلى شكر لله - تعالى - من الفرد والمجتمع على توفيقه وتيسيره.
لكن المحكَّ العملي الذي تتجلى من خلاله حقيقة تلك الاستقامة العلنية يكون في عبادات السرّ المتضمنة لعبادات الخلوة والخفاء (1) ولعبادات القلب.
فأما عبادة القلب فهي أجلُّ عبادات السِّر وأعظمها، فالله - عز وجل - لا يناله من عبده إلا التقوى، ولا ينظر إلى الصور والأموال وإنما إلى القلوب والأعمال، ولا ينفع عنده يوم تبلى السَّرائر مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والإيمان ليس بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكن ما وقرَ في القلب وصدَّقه العمل، كما يشهد لذلك قوله - تعالى: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (2).
وأما عبادات الخفاء وقُرَب السِّر المشتملة على تعظيم أمر الله - تعالى - ونهيه، والإكثار من مناجاته فهي عمل آخر جاءت النصوص والآثار مكثرة من الحثّ عليه، فمن ذلك قوله - تعالى -: {إنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ} [فاطر: 18]، أي: يخافونه - سبحانه - حال خلوتهم به بعيداً عن أعين الخلق (3)، وقوله - عز وجل -: {إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 271]، والآية الكريمة ظاهرة في تفضيل صدقة السِّر، والتي ثبت أنها تطفئ غضب الرب - سبحانه - (4)، وجاء من السبعة الذين يظلّهم الله - تعالى - يوم القيامة في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه: «رجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه» (5). وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسرُّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة»، قال الترمذي: «ومعنى هذا الحديث أن الذي يسرُّ بقراءة القرآن أفضلُ من الذي يجهر بقراءة القرآن؛ لأن صدقة السِّر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية» (6).
وما ذاك إلا لما في قُرْبَة السِّرِّ ـ بعيداً عن رؤية الخلق ـ من عظم إيمانٍ، وكمال أدبٍ مع الله - تعالى - وتعظيمٍ له - سبحانه -، ولما فيها من حضور قلبٍ واجتماع هَمٍّ وابتعادٍ عن القواطع والمشتتات، وثقةٍ بالله - تعالى وأُنْسٍ به، واطمئنانٍ إليه، ومراقبةٍ له، ومخافةٍ منه، ومطالعة مِنَّتِه، وتطلعٍ للظفر بمحبته وثوابه، ولما فيها من تخليصٍ للنفس من الطمع بثناء الخلق وحب مدحهم وكراهية ذمّهم، وضمان سلامتها من بعض دسائس السوء من رياء وسمعة وتصنُّع، فهي أبلغ في التضرع والخشوع، وأمكن في التذلّل والخضوع.
ولذا؛ فقد جاء التوجيه النبوي الكريم بحثِّ العبد المؤمن على أن يكون له عبادة في السِّر، فعن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - مرفوعاً قال: «من استطاع منكم أن يكون له خِبءٌ من عملٍ صالحٍ فليفعل» (1)، وكان الفضيل بن عياض يقول: (كان يقال: من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرةِ قلوبهم خلائقُ ثلاثة: الحلم، والأناة، وحظٌّ من قيام الليل) (2)، ويحكي الخريبي عن السلف أنهم كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئةٌ من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها (3)، وقال مسلم بن يسار: (ما تلذّذ المتلذّذون بمثل الخلوة بمناجاة الله - عز وجل -) (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تأمَّل سير السلف وجد اهتماماً بليغاً بعبادة القلب، التي هي روح العبودية ولبّها، بل هي الأصل وإنما أعمال الجوارح تبع ومكملة ومتممة لها (5)، فهذا الصحابي الجليل والإمام الجِهْبِذ ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول: «من صلى صلاة عند الناس لا يصلي مثلها إذا خلا، فهي استهانة استهان بها ربه»، ثم تلا قوله - تعالى -: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108] (6)، وفي يوم قال - رضي الله عنه - لأصحابه: «أنتم أكثر صلاة وأكثر جهاداً من أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم -، وهم كانوا خيراً منكم، قالوا: بمَ ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة» (7).
ويقول وهب بن منبه: (يا بُنيّ أخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق الله فيها فعلك في العلانية، .. ولا تظنن أن العلانية هي أنجح من السَّريرة، فإن مَثَلَ العلانية مع السَّريرة كمَثَلِ ورق الشجر مع عِرْقها: العلانية ورقها، والسَّريرة عِرْقها. إن نُخِر العِرْق هلكت الشجرة كلها؛ ورقها وعودها، وإن صلحت صلحت الشجرة كلها؛ ثمرها وورقها، فلا يزال ما ظهر من الشجرة في خير ما كان عِرْقها مستخفياً لا يُرى منه شيء. كذلك الدين لا يزال صالحاً ما كان له سريرة صالحة يصدق الله بها علانيته، فإن العلانية تنفع مع السَّريرة الصالحة كما ينفع عِرْقَ الشجرة صلاحُ فرعها، وإن كان حياتها من قبل عِرْقها فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السَّريرة هي ملاك الدين فإن العلانية معها تُزَيِّن الدين وتجمله إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه - عز وجل -» (8)، وهذا الإمام أحمد يوصي ابن المديني قائلاً: (ألزم التقوى قلبك، وانصب الآخرة أمامك) (9)، فمراد الله - تعالى - ومطلوبه من عباده صلاح قلوبهم، والتي لا صلاح لها إلا بأن يستقر فيها معرفة الله وعظمته ومحبته وخشيته ومهابته ورجاؤه والتوكل عليه، ويمتلئ من ذلك (10)، يقول ابن رجب: (فأفضل الناس من سلكَ طريق النبي– صلى الله عليه وسلم - وخواصّ أصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية والاجتهاد في الأحوال القلبية؛ فإن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان) (11).
كما يجد المطالع لسيرهم عنايةً فائقة بعبادة السِّر وعمل الخفية، فعن محمد بن إسحاق قال: (كان ناسٌ من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل) (1)، وعن زائدة: (أن منصور بن المعتمر مكث ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها، وكان يبكي، فتقول له أمه: يا بني! قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي. فإذا كان الصبح كحل عينيه، ودهن رأسه، وبرق شفتيه، وخرج إلى الناس) (2). وقال محمد بن واسع: (لقد أدركت رجالاً، كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بلَّ ما تحت خدّه من دموعه لا تشعر به امرأته. ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خدّه ولا يشعر به الذي إلى جانبه) (3)، وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله، ويخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته، كأنه قام تلك الساعة (4)، والأمر أكثر من أن يحصر.
والمتأمل في واقع الدعاة ومحاضن التدين وبيئاته اليوم يلحظ مظاهر عدة تدل على تقصير في عبادة القلب، وضعف بيِّن في القيام بكثير من القربات في الخفاء، والتي يدّخرها صاحبها لوقوفه بين يدي ربه - عز وجل - يوم تُبلى السرائر، مما وَرَّث هشاشة بيّنة في الاستقامة، وضعفاً جلياً في الجدِّية، وفتوراً ظاهراً في أخذ الكتاب بقوة تعلّماً وعملاً ودعوة، وهو أمر ما لم يشعر بخطره القائمون على الشأن الدعوي والتربوي - مؤسسات وأفراداً - ويولوه ما يستحق من أولوية في التصحيح والمعالجة، فإن أجيال الاستقامة القادمة ستكون أكثر بَهَتَانَاً وأشدّ ضعفاً.
وفي ظنِّي أن مسؤولية معالجة هذه الظاهرة تقع بدرجة أكبر على الفرد نفسه على اعتبار أن عبادة القلب وعمل السِّر هي بوّابة نجاته وطريق رفعته، فإن اعتنى بها وأصلح من حاله فيها ففي ذلك سعادته، وإن قصَّر بإلقاء نفسه في بحور الغفلة ودركات البطالة والشهوات فقد أساء إلى نفسه، والإنسان على نفسه بصيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلَّ من أبرز ما يعين العبد على الوصول إلى مقصوده في هذا الجانب: مراقبة من لا تخفى عليه خافية والسِّر عنده علانية، ومخافته - تعالى - والحياء منه، والتعرف على جلاله وعظمته - سبحانه -، وترك الاشتغال بما لا يعني من فضول الطعام والمنام والكلام والنظر والخلطة ونحوها، والزهد في متع الدنيا وملذّاتها وإيثار الآخرة على الدنيا، وخشية عدم قبول العمل، والشعور الدائم بالتقصير والزّلل في القيام بحق الباري - سبحانه -، والاهتمام بأعمال القلوب وعدم قصر العبد جهده على أعمال الجوارح، وتذكّر الموت والبلى، ومطالعة سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم -، والإكثار من القراءة في تراجم العلماء الربّانيين والعُبّاد الزاهدين، ومحاسبة النفس، وإدراك ثمار وفوائد قُرَب السِّر، وتنمية الحياء من النفس وجعله في رتبة أعلى من رتبة الحياء من الخلق، ومرافقة من تنفع مرافقته في الآخرة وتزيد صحبته المرء قرباً من الله - تعالى -، وتخصيص أوقات للخلوة بالله والأنس به والعيش في كنفه من اعتكاف وقيام ليل وخلوات للتفكر في ملكوت الله - سبحانه - والذكر والدعاء والقراءة ونحو ذلك (5).
فهيّا إخواني إلى بذل الوسع في إتيان قُرَب السِّر وتكميلها فإنها أقوات الروح، وليكن لأحدنا حظ من عبادة لا يعلم بها أحد إلا البَرُّ الرحيم، إذ السائر إليه - سبحانه - لا بد له (من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكّره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره) (6)، فعبادات الخفاء من أعظم أسباب الثبات التي تحول بين المرء وحالات الضعف والانتكاس، فالحذر الحذر من أن نتغافل عنها، فإن ثمارها عظيمة، والصوارف عنها كثيرة، وعلينا من الله عين ناظرة، والشاهد هو الحاكم، والموفَّق من هداه الله - تعالى - وأعانه.
اللهم ارزقنا خشيتك ومحبتك والقرب منك، والبصيرة في دينك، والمداومة على طاعتك، وعافِ نفوسنا بمنّتك، وأصلح حال أمتنا، وارزقها الرّفعة والتمكين على أيدينا، إنك على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
----------------------------------------
(1) المراد بعمل الخلوة ما كان بين العبد وربه بعيداً عن أعين الناس، لكن تحقيق ذلك بإطلاقٍ متعذر، ولذا فقد عدّ بعض أهل العلم عمل الرجل مع رفيقه الملازم ومع أهله عملاً في السِّر؛ لأنه لا يقدر أن يكتم منهما.
(2) البخاري (52).
(3) يقول ابن عاشور في التحرير والتنوير (9/ 173): (أي: يخشون ربهم في خاصتهم، لا يريدون بذلك رياء، ولا لأجل خوف الزواجر الدنيوية والمذمّة من الناس).
(4) انظر: المعجم الصغير للطبراني (1033)، صحيح الجامع للألباني (3759).
(5) البخاري: (1428).
(6) الترمذي: (2919)، وحسَّنه، وصححه الألباني، ومقولة الترمذي في جامعه عقبه، والملحوظ أن النصوص لم تكتف بالحثِّ على عبادة السِّر، بل تجاوزت ذلك إلى التحذير من خيانة السِّر، وعصيان الله - تعالى - في الخفاء، ومن ذلك: قوله- تعالى- عند ابن ماجه بسند صحيح (4245) من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: «لأعلمنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله - عز وجل - هباء منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا، جَلِّهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها»، ولأن جوهر المقالة لا يتحدث عن هذا الجانب فلن يتم التركيز عليه.
(1) تاريخ بغداد، للخطيب: 11/ 262، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6018)، ورجّح الدارقطني وقفه، انظر: العلل المتناهية لابن الجوزي (1376).
(2) حلية الأولياء، لأبي نعيم: (8/ 95).
(3) انظر: تهذيب الكمال، للمزي: (14/ 464).
(4) حلية الأولياء، لأبي نعيم: (4/ 272).
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) ولذا قرّر أهل العلم أن معرفتها أهم، والقيام بها أجل وأعظم، وذلك لأن مقصود الشرع من الأعمال كلها ظاهرها وباطنها إنما هو صلاح القلب وكماله وقيامه بالعبودية لربه - عز وجل -، ولذا فإن عبادة الجوارح إذا خلت من عبودية القلب لم تكن عبادة، ولم ينتفع صاحبها بها البتة، يقول ابن تيمية في فتاويه (10/ 355): (الدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان)، ويقول ابن القيم في بدائع الفوائد (3/ 710): (ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال التي ميَّزت بينهما؟ وهل يمكن أحداً الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم، فهي واجبة في كل وقت).
(6) تفسير ابن أبي حاتم 4/ 346، وقد روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً أيضاً، وفيه إبراهيم الهجري، صدوق، كثير الوهم في رفع الموقوفات، وقد حسَّنه الحافظ ابن حجر في المطالب 9/ 260، وضعّفه جماعة، منهم الألباني، كما في ضعيف الجامع (5355).
(7) المعجم الكبير، للطبراني: (9/ 153).
(8) حلية الأولياء، لأبي نعيم: (4/ 69 - 70).
(9) حلية الأولياء، لأبي نعيم: (9/ 173).
(10) انظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب: 75.
(11) المحجة في سير الدلجة، لابن رجب: 56.
(1) تهذيب الكمال، للمزي: (20/ 392).
(2) انظر: حلية الأولياء، لأبي نعيم: 5/ 41، تهذيب الكمال، للمزي: (28/ 554).
(3) حلية الأولياء، لأبي نعيم: (2/ 347).
(4) تذكرة الحفاظ، للذهبي: (1/ 131).
(5) وقد جاءت في ذلك أقوال عدة عن السلف، ومنها: قول عمر ـ - رضي الله عنه - ـ: «خذوا بحظِّكم من العزلة»، وقول أبي الدرداء - رضي الله عنه -: «نِعْمَ صومعة الرجل بيته يكفّ فيها بصره ولسانه، وإياكم والسوق فإنها تلهي وتلغي»، وقول ابن المسيب: (العزلة عبادة وذكر)، وقول مسروق: (إن المرء لحقيق أن تكون له مجالس يخلو فيها يذكر فيها ذنوبه فيستغفر منها)، انظر: الزهد، لأحمد: 135، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 148، التمهيد لابن عبد البر: 17/ 446، وليس المراد من الحث على اتخاذ خلوات للتعبد الحث على العزلة المطلقة عن الناس، إذ ذاك أمر تأباه نصوص الشرع وقواعده، والحق أن من العزلة ما هو مشروع، ومنها ما هو ممنوع، فالعزلة المشروعة ما كان مأموراً بها أمرَ إيجاب أو استحباب كاعتزال الأمور المحرمة وترك مخالطة من يخوض في آيات الله - عز وجل - حتى يخوض في حديث غيره، واعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع في الآخرة، والاختلاء الوقتي بالنفس للمحاسبة والتأمل والصلاة، والقراءة والدعاء والاعتكاف ونحو ذلك. والعزلة غير المشروعة ما أدَّت إلى إضاعة حق الحق أو النفس أو الخلق كإضاعة الجُمَع والجماعات، وجهل ما يجب علمه، وعدم تعاونٍ على البر والتقوى، وتضييعٍ لحق الأهل والوالد والولد، وترك كسب ما يحتاج إليه العبد من نفقة، ونحو ذلك. انظر في ذلك: الفتاوى لابن تيمية: (10/ 393 - 407)، والبحث القيم الموسوم بـ (العزلة والخلطة)، لـ د. العودة.
(6) الفتاوى، لابن تيمية: (10/ 426).
http://www.albayan-magazine.com المصدر:(/)
حديث عظيم في عقوبات المعاصي في صحيح البخاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 02:16]ـ
حديث عظيم في عقوبات المعاصي في صحيح البخاري
7134 قال الامام البخاري رحمه الله ـ حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا ". قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ. وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ الْحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقْ ـ قَالَ ـ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّىْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ ـ قَالَ وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ فَيَشُقُّ ـ قَالَ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ـ قَالَ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ـ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ـ قَالَ ـ فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ ـ حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ـ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَىِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ. ـ قَالَ ـ فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ. ـ قَالَ ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالاَ لِي ارْقَ فِيهَا. قَالَ فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا باب الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ ـ قَالَ ـ قَالاَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ. قَالَ وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ـ قَالَ ـ قَالاَ لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالَ فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ ـ قَالَ ـ قَالاَ هَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا، ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ. قَالاَ أَمَّا الآنَ فَلاَ وَأَنْتَ دَاخِلُهُ. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ قَالَ قَالاَ لِي أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي. وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ ". قَالَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ. وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطَرٌ مِنْهُمْ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ ".
ـ[ام ابي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
اللهم سلم سلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 05:08]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 11:32]ـ
جزاك الباري كل خير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[19 - Oct-2009, صباحاً 09:35]ـ
جزاك الله خيرا
نسأل الله أن يرحمنا برحمته و أن يعاملنا بما هو أهله، لا ما نحن أهله!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 05:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
رمضان شهر التزكية::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 03:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان شهر التزكية
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1282 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1282)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1282[/ ... ](/)
ما رأي شيخ الإسلام (ابن تيمية) في التعامل مع الجن؟
ـ[المستفيد]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 11:49]ـ
السلام عليكم،
الأخوة الأفاضل ..
يشيع البعض ان شيخ الإسلام ابن تيمية يجيز التعامل مع الجن على العموم
ما هو رأي شيخ الإسلام ..
وهل اجد عندكم بعض النقولات أو الإحالات عن هذا الموضوع؟؟
وجزاكم الله خير
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 01:17]ـ
راجع كتاب الشيخ مشهور في الجان فإنه جامع في بابه وفق الله الجميع
ـ[مراد بن صالح]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 02:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام في آخر كتابه الماتع الفرقان:
والمقصود هنا أن الجن مع الإنس على أحوال:
? فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه، ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى، وهو في ذلك من خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه.
? ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حُرّم عليهم، ويستعملهم في مباحات له، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك، وهذا إذا قُدّر أنه من أولياء الله تعالى، فغايته أن يكون في عموم أولياء الله، مثل النبي الملك مع العبد الرسول؛ كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
? ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك، وإما في قتل معصوم الدم، أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم، وإما في فاحشة كجلب من يطلب فيه الفاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص إما فاسق وإما مذنب، غير فاسق.
? وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي، أو أن يحملوه إلى عرفات ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك، فهذا مغرور قد مكروا به، وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن، بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات، وليس عنده من حقائق الإيمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية، فيمكرون به بحسب اعتقاده، فإن كان مشركا يعبد الكواكب والأوثان أوهموه أنه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صوّر ذلك الصنم على صورته من ملك، أو نبي، أو شيخ صالح، فيظن أنه يعبد ذلك النبي أو الصالح، وتكون عبادته في الحقيقة للشيطان. قال الله تعالى ?وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ? [سبإ:40 - 41]، ولهذا كان الذين يسجدون للشمس والقمر والكواكب يقصدون السجود لها فيقارنها الشيطان عند سجودهم ليكون سجودهم له، ولهذا يتمثل الشيطان بصورة من يستغيث به المشركون، فإن كان نصرانيا واستغاث بجرجس أو غيره جاء الشيطان في صورة جرجس أو من يستغيث به، وإن كان منتسبا إلى الإسلام واستغاث بشيخ يحسن الظن به من شيوخ المسلمين، جاء في صورة ذلك الشيخ، وإن كان من مشركي الهند جاء في صورة من يعظمه ذلك المشرك، ثم إن الشيخ المستغاث به إن كان ممن له خبرة بالشريعة لم يعرفه الشيطان أنه تمثل لأصحابه المستغيثين به، وإن كان الشيخ ممن لا خبرة له بأقوالهم نقل أقوالهم له فيظن أولئك أن الشيخ سمع أصواتهم من البعد وأجابهم، وإنما هو بتوسط الشيطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد أخبر بعض الشيوخ الذين كان قد جرى لهم مثل هذا بصورة مكاشفة ومخاطبة؛ فقال يرونني الجن شيئا براقا مثل الماء والزجاج، ويمثلون له فيه ما يطلب منه الإخبار به، قال فأخبر الناس به، ويوصلون إلي كلام من استغاث بي من أصحابي فأجيبه فيوصلون جوابي إليه، وكان كثير من الشيوخ الذين حصل لهم كثير من هذه الخوارق إذا كذّب بها من لم يعرفها، وقال إنكم تفعلون هذا بطريق الحيلة، كما يدخل النار بحجر الطلق، وقشور النارنج، ودهن الضفادع، وغير ذلك من الحيل الطبيعية، فيتعجب هؤلاء المشايخ ويقولون نحن والله لا نعرف شيئا من هذه الحيل، فلما ذكر لهم الخبير إنكم لصادقون في ذلك، ولكن هذه الأحوال شيطانية أقروا بذلك وتاب منهم من تاب الله عليه، لما تبين لهم الحق، وتبين لهم من وجوه أنها من الشيطان، ورأوا أنها من الشياطين لما رأوا أنها تحصل بمثل البدع المذمومة في الشرع وعند المعاصي لله، فلا تحصل عند ما يحبه الله ورسوله من العبادات الشرعية، فعلموا أنها حينئذ من مخارق الشيطان لأوليائه، لا من كرامات الرحمن لأوليائه.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
انتهى كلامه رحمه الله
وعلق عليه معالي الوزير صالح آل الشيخ:
المقصود من هذا الفصل هو أن علاقة الإنس بالجن مبيَّنة في الكتاب والسنة، وأنها ليست متروكة لاجتهاد الناس فيما يرون أنه ينفع، فالنبي عليه الصلاة والسلام مبعوث إلى الثقلين الجن والإنس بعامة، وهذه البعثة معناها أنهم يؤمرون ويُنهون، وأنّ التكليف الذي على الإنس تكليف على الجن، وأنّ الجن ليسوا بخارجين على شريعة محمد عليه الصلاة والسلام.
فإذن ما يكون بدعة في حق الإنسي هو بدعة في حق الجني، وما كان وسيلة إلى الشرك في حق الإنسي يكون وسيلة إلى الشرك في حق الجني، وما كان شركا في حق الإنسي يكون شركا في حق الجني، لهذا كان الساحر الذي يستخدم الجنّ كان كافرا لأنه استعان بهم في أمور أَشرك فيها وأولئك دعوه إلى الشرك فصاروا هم كفارا وصار الساحر أيضا كافرا، كما قال جل وعلا ?وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ? [البقرة:102] ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «حَدّ السّاحِرِ ضَرْبه بالسّيْفِ» أو «ضَرْبة بالسّيْفِ» والصحيح أن هذا حد ردة وليس حد تعزير أو قصاص؛ كما هو مبسوط في موضعه.
إذن فالجن مخاطبون بمثل ما خوطب الإنس، لهذا من الجن مسلمون ومنهم مشركون، من الجن يهود ونصارى وسنة وبدعة إلى آخره، كما أن الإنس فيهم ذلك، إذا تبين هذا فللإنسي مع الجني كما ذكر أحوال:
أكمل هذه الأحوال أنه إذا علم الإنسي بالجني فإنه يكون فيه في مقام ورثة الأنبياء؛ أنه يأمره وينهاه؛ يأمره بطاعة الله وينهاه عن معصية الله، كما يحصل لبعض أهل العلم إذا قرؤوا على أحد وكلّمهم الجني الذي يكون متلبسا بالإنسي فإنه إذا نطق فإنهم يعلمونه التوحيد وينهونه عن الشرك ويأمرونه بالإحسان وينهونه عن التعدي والظلم الذي منه دخول الجني في هذا الإنسي، فيأمرونه بما أمر به الله جل وعلا به ورسوله وينهونه عما نهى الله جل وعلا ورسوله ?، وهكذا كان عليه الصلاة والسلام وورثة الأنبياء يفعلون ذلك لا يطلبون منهم ولا يسألونهم بل يأمرونهم وينهونهم ويتلون عليهم القرآن والسنة إقامة للحجة عليهم وتعليما لهم وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر كما يُفعل هذا مع الإنسي، سواء بسواء لأنهم مكلفون.
والحال الثانية أن الإنسي قد يحتاج إلى جني في أمر مباح، وهذا لا حرج أن يستخدم الإنسيُّ الجنيَّ إذا احتاج إليه في أمر مباح؛ لكن هذا بشرط وهو ألاّ يكون هذا ديدنا له؛ يعني يؤاخي قرينا من الجن أو إذا احتاج علما أو خيرا طلب من جني معين، بل الاستخدام الذي قاله هنا شيخ الإسلام (ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة) يعني إذا عرض له الجني استعمله في أمر مباح، أما أن يكون الجني مآخيا مستخدما دائما هذه ليست بالحالة الجائزة؛ لأن هذه تفضي إلى محرم والله جل وعلا قال في وصف الإنس والجن ?رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ? [الأنعام:128] ومعنى الاستمتاع يعني الديمومة؛ أن الجني يستمتع دائما بالإنسي والإنسي يستمتع دائما بالجني، كما يستمتع الرجل بصديقه الدائم معه وكما يستمتع الرجل بمتاعه وأهله إلى آخره بما يكون ملازما له، إذا عرض
(يُتْبَعُ)
(/)
له فإنه يخاطبه وقد يطلب منه أشياء ويستخدمه في أمر مباح، وهذا على وجه القلة لا على وجه الديمومة؛ يعني من عرض له جني فاستفاد منه في أمر مباح فلا يقال هذا خارج عن الشريعة، لكن من كان له جني يقول أنا أستخدم هذا الجني المعين دائما فهذا لاشك أنه محرم؛ لأنه لم يأتِ عليه دليل لا من الكتاب ولا من السنة ولم يكن عليه فعل أهل العلم والسلف بل كانوا يفعلون بالجن كما كان عليه حال النبي عليه الصلاة والسلام وحال أصحابه من بعده.
المقصود من هذا أن قول شيخ الإسلام (ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة)؛ فالإنسان يعرض له إنسي فيطلب منه شيء يسأله عن شيء يعرض له يسأله عن شيء لكن لا يتخذه دائما على هذه الحال في سؤال الجني.
فإذن سؤال الجني دائما إما أن يقول أسأل قريني أو يقرأ على أحد وإذا تكلم سأله أو يتخذ عنده شخص فيه جني ملابس له وكلما أراد أن يستعلم شيئا قرأ عليه حتى ينطق الجني ثم بعد ذلك يسأله على أشياء، فإن هذا كله من وسائل البدع والمحدثات وهو محرم ومنكر ويجب النهي عنه.
أما الاستخدام الذي يكون في حالة دون حالة يعني تارة يعرض له مرة ونحو ذلك فهذا لا يقدح، مثل ما كان يحصل لبعض الأولياء؛ يعني ممن مثل بهم شيخ الإسلام يعني في مقصود كلامه أنه إذا استخدمه مرة ونحو ذلك استعمله في عمل مباح فهذا لا حرج فيه.
الحال الثالثة في علاقة الإنسي بالجني: في علاقة الاستمتاع بالمحرم إما بالإخبار بالغيب أو بالإتيان بالأمور المحرمة له من نساء أو مردان أو خمر أو مال مسروق يأتي به الجني ونحو ذلك، هذه كلها حرام وهي حرام وهي بحسب الحال إن كان استخدمه في أمور شركية فهو شرك وإن كان استخدمه في محرم فهو محرم.
ثم ذكر في آخر قال (إن استعان بهم على المعاصي فهو عاصي إما فاسق وإما مذنب غير فاسق) وذلك أن المعصية قد تكون فسقا وقد لا تكون فسقا فليست كل معصية فسقا، وكذلك ليس كل عاص فاسقا فالفاسق هو الذي يجاهر بالكبيرة، هذا الذي عليه حد الفسق أما فعل الصغائر ليس بفسق، وكذلك الكبيرة إذا استتر بها فلا يحكم عليه بالفسق لقوله «كلّ أمّتي مُعَافىً إلا المجاهِرون»، فالمعاصي منقسمة إلى كبائر وصغائر، وإلى فسوق وإلى غيره؛ وكذلك فاعل المعصية قد يكون مذنبا وقد يكون فاسقا بحسب نوع الذنب وصفة ارتكابه.
سؤال: استعمال الإنس للجن ما يشترط فيه أن يكون استعماله لما في مقدور الإنس فعله، لأنه ممكن أن يتعدى ما ليس في مقدور الإنس؟
الجواب: لا، في مقدور الجن ليس في مقدور الإنس، يشترط أن يطلب منهم أشياء في مقدورهم.
سؤال: ما يؤدي إلى الفتنة افتتان الناس، مثلا يحملونه إلى الحج وطيره في الهواء؟
الجواب: هو فتنة إذا حدّث به أو بين لهم أنّ هذا من وَلايته وإلى آخره هذا بحسب الذي يحصل له، حصلت للصحابة أشياء ما افتتن الناس بهم، حذيفة رضي الله عنه أتاه أناس في دمشق فسألوه الدعاء يعني طلبوا منه أن يدعوا لهم فدعا، ثم أتوه مرة أخرى فطلبوا منه الدعاء فأنكر عليهم وقال: أنبياء نحن؟ ففرق بين الاستمرار والحالة، هذا أصل مهم، ففرق بين الاستمرار في الأشياء والحالة؛ لأن الاستمرار يجعل الشيء ملازم يجعل الشيء يعتقد فيه إما اعتقاد في شخص أو اعتقاد في حالة أو صفة إلى آخره، العبرة بالحالة العبرة بالفاعل.
وقال أيضا في تعليقه على الكلام المولن بالأحمر:
هذا إذا كان، إذا كان صحيحا؛ يعني قد يأمرهم وينهاهم مثل ما حصل لسليمان عليه السلام، كل ملَك عليهم يأمر وينهى، إذا كان، فهذا يكون بمنزلة الملوك مش بمنزلة المحتاج ما يخرج عن هذا القسم، هو يأمرهم وينهاهم لأنه كالملك عليهم، أوامر كثيرة يدخل ضمنها الأمر بالواجب، كذلك عندك في النسخة الثانية (وهذا إذا كان يأمرهم) يعني من كان استعملهم في أمر مباح وهو مع هذا يأمرهم وينهاهم بما يجب عليهم فهو كالملك لأن الملك يسعى في صلاح رعيته وهو يجمع ما بين الاستفادة منهم في الأمور المباحة وأمرهم ونهيهم ما يجب شرعا.
الحال الأولى: حال الكُمَّل.
الحال الثانية: هذه موارد زلل.
سؤال: قال (فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: تعرف أصلا أن استخدام الإنس والطلب منه، تعرف الأصل فيه المنع، هذا يعني رتب هذا على هذا، يعني أن الأصل الترك، يعني وإن عرض يعني عرض جني وقال أخدمك، إن عرض جني وقال: أنا أدلك على الطريق، مثل واحد ضاع في فلاة، وقال له: أنا أدلك على الطريق، أو أشباه ذلك فإن قال له دلني، فلا بأس، باعتبار أنه حاضر يقدر ويسمع، وإن تركه فهو مثل استخدام الإنس وقال له أنا لست محتاج لك، أنا بَدُلْ الطريق بنفسي، يعني المقصود في أصل المسألة، موش في الاستعانة، يعني فيه أناس يرفضون حتى الاستفادة من الإنس على الأمور المباحة يقول أنا أموري أجريها بنفسي خاصة الذين يسعون في الكمالات السلوكية.
... ما فيه شك، هو مثل استعمال الإنس، استعمالك في أمور مباحة، يعلم الإنسي أنها مباحة، هذا إذا جاءه الجني؛ عرض له -مسلم أو غير مسلم- لا بأس به، إذا كان الأمر مشتبها عليه ما يدري فلا بد أن يكون مسلما مثل استخدام الإنس لأنه لا يأمن الجني الكافر ولا يشترط هنا؛ لا أعرف أن أهل العلم قالوا تسأله مسلم أو كافر، لكن إذا جاء من جهة الكيد فيحذر الجني، إذا جاء من جهة قبول الخبر: الجني خبره ضعيف لا يصدق إلا أن يكون على البرهان، مثل بعض الناس يِجِيلَهْ الذين يقرؤون يجيء الجن ينطق يقول هذا فيه بلاء أو يعلمه بعض الأشياء وزوجته ما أدري أوش سوّت، خبر الجن أصله ضعيف ما يصدق لأن الجن هذا لا تعلم عدالته ولا تعلم صدقه ولا تعلم ديانته، كيف تأخذ خبره وتنقله للإنس؟ يحصل مشاكل يحصل مصائب وقطيعة بسبب نقل خبر الجني إلى الإنس، يقول فيكم بلاء مسويلكم كذا وكذا، أم الزوج فعلت فيك كذا وكذا من جهة الجني، والجني خبره ضعيف ما يصدّق، فلا يجوز نقله حتى تعلم عدالته، العلم بعدالة الجني متعذرة.
ولهذا قال أهل العلم في المصطلح؛ مصطلح الحديث: وحديث الجني ضعيف. يعني إذا كان في الإسناد جني فالإسناد ضعيف، وفيه روايات كثيرة معروفة في أسانيدها جن لكن هي ضعيفة.
انتهى كلامه حفظه الله
وعلق الشيخ الدكتور خالد المصلح على العبارة الملونة بالأحمر:
وه?ذا القسم في الحقيقة لا يخلو من حالين:
إما أن يكون بسعي وطلب للإنسان فهـ?ذا لا يجوز لأنه داخل في قوله تعالى?: ?وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا? [الجن:6].
القسم الثاني أن يكون بمبادرة ومبادءة من الجن دون طلب، فه?ذا جائز ولا حرج على الإنسان معْ أنه يجب عليه أن يحترس بأن لا يكون ذلك استدراجا منهم إلى? الوقوع في الشرك، وما أشبه ذلك.
على كل حال رأي الشيخ -رحمه الله- في الاستعانة بالجن واضح وهو أنه يجوز لهم الاستعانة بهم في الأمور المباحات على أن لا يكون وسيلة ذلك محرمة؛ يعني بشرط أن لا يتوصّل للإستعانة بهم من طريق أو بطريق محرم.
والقول الثاني هو الذي فصلنا فيه وهو التفريق بين أن تكون الإعانة معروضة وبين أن تكون الإعانة مسؤولة فإذا كانت مسؤولة فإنها لا تجوز ولو كان الطريق مباحا؛ لأنه لا طريق مباحا في الاستعانة بهم: ?وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) ? [الجن:6].
ـ[المستفيد]ــــــــ[10 - Oct-2007, مساء 10:19]ـ
بوركتم ....(/)
ما حكم قول (حنا أهل السنة رخوم)؟
ـ[المسندي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 12:47]ـ
اليوم كنت اتناقش مع احد العوام (مثلي) فقلت ان الرافضة أقوياء عندما استطاعوا ان يوقفوا مسلسل يتعرض لهم ونحن لم نستطع ان نوقف هذا المسلسل الذي استهزأ بشعائر الدين فقال (حنا اهل السنة رخوم) فما هو حكم قوله؟
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 01:07]ـ
الرافضة بارك الله فيك خوارج!
فإن كنا (رخوم) باتباع فخير والحمد لله فهو أفضل من أن نكون شجعاناً في الباطل!
فأهل السنة أهل حق لا يتعدون السنة التي انتسبوا إليها ولهم منهج استقروا عليه تلقوه من أسلافهم حشرنا الله معهم في الإنكار والتعامل فإياك وطرائق الشيطان وكلام الغوغاء والدهماء من الناس ..
أما بالنسبة إلى قائل هذه العبارة فهو أحقر من أن يرد عليه!
نعوذ بالله من شنئان السنة وأهلها ..
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 03:47]ـ
قائل هذه العبارة أراد حقا ونطق باطلا، فهو أراد بهذه الكلمة أن يستحث الهمم، وأن يبين بأنه لا ينبغي علينا أن نكون ضعفاء، وأن نأمر بالمعروف وننكر المنكر ونؤدي واجبنا، ولم تسعفه العبارات بصياغة هذا المعنى، والواجب على المرء أن يعتز بدينه وإيمانه وعقيدته، ولا يتلفظ بهذه العبارات التي يؤاخذ بها، وربما فرح بها الخصوم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:45]ـ
قال بعض المشايخ وفقه الله الاستهزاء بالدين من صفات المنافقين
الاستهزاء بالدين من صفات المنافقين. وفي غزوة تبوك استهزأ بعض الناس بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والرواية قد رواها ابن جرير رحمه الله وغيره، وهو حديث حسن. عن عبد الله بن عمر قال: (قال رجل في غزوة تبوك في المجلس قال: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت؛ ولكنك منافق، ولأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، قال عبد الله بن عمر: وأنا رأيته متعلقاً بِحِقْب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنْكُبُه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله: إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ [التوبة:65] ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65 - 66]) وفي رواية: (فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله! إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ [التوبة:65] ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65 - 66]). وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الكفر الذي كفروا به كفر حقيقي، وليس مجرد كفر باللسان، بل هو كفر قلبي، ولذلك ما أظهروه إلا لبعض خواصهم، قال: (ما رأينا مثل قرائنا) ونُقل الحديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا دال على الكفر ولا شك. فبيَّنت هذه الرواية أن الاستهزاء بآيات الله كفر، وأن المستهزئ كافر، فلو أن شخصاً استهزأ بشيء من الدين، أو بآية من القرآن مثلاً، ثم قال لك: يا أخي! والله أنا قصدي المزاح فقط، نقول: لا، الاستهزاء بالقرآن كفر، قلتَ مازحاً أو ما قلتَ مازحاً أنت كافر، هذه هي المسألة واضحة.))) انتهى كلامه
قلت انظر الى قولهم 0 (مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أجبن عند اللقاء،))
كمايقال الان هؤلاء المطاوعة همهم بطونهم وهم جبنااء
فقول هذاالرجل اهل السنة رخوم بمعنى جبناء
وربما كما قال اخونا عبد المحسن بن عبد الرحمن ((أراد بهذه الكلمة أن يستحث الهمم، وأن يبين بأنه لا ينبغي علينا أن نكون ضعفاء، وأن نأمر بالمعروف وننكر المنكر ونؤدي واجبنا، ولم تسعفه العبارات))
وعلى كل حال هي كلمة خطيرة يخشى على قائلها لانه اتهم عامة اهل السنة بالجبن فيؤمر بالتوبة الى الله مما قال
الا ان قصد نفسه فهذا امر اخر(/)
ماذا نقول بدعاء القنوت اذ قال الامام (تباركت ربنا وتعاليت) آمين أو سبحانك أو ماذا؟
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 11:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء الأجلاء الأفاضل
طلبة العلم الكرام
عسلهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال أرجو الاجابة عنه (
ماذا نقول بدعاء القنوت اذ قال الامام (تباركت ربنا وتعاليت) آمين أو سبحانك أو ماذا؟
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 01:50]ـ
اذا قال الامام ((فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت))
فلاتقل شيئا لانه ثناء على الله وليس بدعاء والله اعلم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 02:54]ـ
وما قولكم حفظكم الله
في رفع اليدين في القنوت
عند بدايه الدعاء في الثناء على الله قبل الدعاء
اليس كله داخل في القنوت
واليس من الدعاء الثناء على الله
الاحظ الشيخ السديس لا يرفع يديه في بدايه القنوت اذا بدا في الثناء على الله
افيدزنا حفظكم الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 03:01]ـ
بعد كتابة ماسبق وجد ت هذه الفتوى
سؤال موجه الى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء يقول السائل
ترديد المؤمنين كلمات: حقا - نشهد - وأحيانا يا الله، بعد دعاء الإمام في القنوت هل هو جائز شرعاً وهل يجوز رفع اليدين في القنوت للفجر أو الوتر، وهل يجوز رفع اليدين والتكبير جهراً وراء الإمام في كل تكبيرة في صلاة الجنازة وكذا في التكبيرات السبع والخمس في صلاة العيدين؟
الجواب يشرع التأمين على الدعاء في القنوت، وعند الثناء على الله سبحانه يكفيه السكوت وإن قال سبحانك أو سبحانه فلا بأس، ويرفع يديه في دعاء القنوت وتكبيرات الجنازة والعيدين، لأنه قد ورد ما يدل على ذلك. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 7/ ص 48 ـ 49) [رقم الفتوى في مصدرها: 6983]
ـ[المسندي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 03:25]ـ
افتى الشيخ عبدالعزيز بن باز فيما نقله عنه العصيمي انه يسكت عند ثناء الامام على الله تعالى.
ـ[أبو عابد]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم
وماذا عندما يقول الإمام (ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً) و (إن الكفار قد بغوا وطغوا) وغيرها من جُمَل؟
بارك الله فيكم ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم
وماذا عندما يقول الإمام (و (إن الكفار قد بغوا وطغوا) وغيرها من جُمَل؟
بارك الله فيكم ... فلاتقل شيئا لانه ليس بدعاء
التامين على الدعاء فاذا قال ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً فاغفر لنا وارحمنا فقل امين
والله اعلم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 11:42]ـ
لم يجب احد على سؤالى
رفع اليدين في بدايه الدعاء في الثناء قبل الدعاء
ـ[المسندي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:38]ـ
لم يجب احد على سؤالى
رفع اليدين في بدايه الدعاء في الثناء قبل الدعاء
نعم ترفع
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 02:56]ـ
من قال بعد الرفع ما حجته
كما يفعل امام الحرم السديس لا يرفع
اذا بدا في الثناء
وفقكم الله
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 02:30]ـ
للرفع و للاجابة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 10:31]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63244
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 12:00]ـ
حياكم الله يا شيخ إحسان، وجمعني الله بك في الفردوس الأعلى.
وممن يرى أن: "أشهد"، و"حق، .. لا أصل له العلامة الألباني.
وذكر بعض أهل العلم فائدة جميلة عن شيخ مشايخ الشام الراجحي أنه قال:
في حال الثناء أيضا تؤمن،والدليل التأمين في آخر الفاتحة، والفاتحة مشتملة على ثناء وسؤال.
والله أعلم.
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 01:11]ـ
حياكم الله يا شيخ إحسان، وجمعني الله بك في الفردوس الأعلى.
وممن يرى أن: "أشهد"، و"حق، .. لا أصل له العلامة الألباني.
وذكر بعض أهل العلم فائدة جميلة عن شيخ مشايخ الشام الراجحي أنه قال:
في حال الثناء أيضا تؤمن،والدليل التأمين في آخر الفاتحة، والفاتحة مشتملة على ثناء وسؤال.
والله أعلم.
لو أن الإدارة تنظر في مسألة تطويل فترة التعديل أسوة ببعض الملتقيات الأخرى، ولأن هذا الذي يوافق فطرة البشر من السهو والغلط.
أصحح:
شيخ مشايخ قراء الشام عبد الكريم راجح لا الراجحي!(/)
ماهي جوانب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 01:42]ـ
ماهي جوانب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فصل
ومما ينبغى أن يعلم أن كل خصلة من خصال الفضل قد أحل الله رسوله فى أعلاها وخصه بذروة سنامها فإذا احتجت بحاله فرقة من فرق الأمة التى تعرفت تلك الخصال وتقاسمتها على فضلها على غيرها أمكن الفرقة الأخرى أن تحتج به على فضلها أيضا فإذا احتج به الغزاة والمجاهدون على أنهم افضل الطوائف احتج به العلماء والفقهاء على مثل ما احتج به أولئك واذا احتج به الزهاد والمتخلفون عن الدنيا على فضلهم احتج به الداخلون فى الدنيا والولايه وسياسة الرعيه لاقامة دين الله وتنفيذ أمره واذا احتج به الفقير الصابر احتج به الغنى الشاكر واذا احتج به أهل العبادة على فضل نوافل العبادة وترجيحها احتج به العارفون على فضل المعرفة واذا احتج به أرباب التواضع والحلم احتج به أرباب العز والقهر المبطلين والغلظه عليهم والبطش بهم واذا احتج به ارباب الوقار والهيبه والرزانة احتج به أرباب الخلق الحسن والمزاح المباح الذى لا يخرج عن الحق وحسن العشرة للأهل والأصحاب وإذا احتج به أصحاب الصدع بالحق والقول به فى المشهد والمغيب احتج به أصحاب المدارة والحياء والكرم أن يبادروا الرجل بما يكرهه فى وجهه وإذا احتج به المتورعون على الورع المحمود احتج به الميسرون المسهلون الذين لا يخرجون عن سعة شريعته ويسرها وسهولتها وإذا احتج به من صرف عنايته إلى إصلاح دينه وقلبه احتج به من راعى إصلاح بدنه ومعيشته ودنياه فانه بعث لصلاح الدنيا والدين وإذا احتج به من لم يعلق قلبه بالاسباب ولا ركن إليها احتج به من قام بالاسباب ووضعها مواضعها وأعطاها حقها وإذا احتج به من جاع وصبر على الجوع احتج به من شبع وشكر ربه على الشبع واذا احتج به من اخذ بالعفو والصفح والاحتمال احتج به من انتقم فى مواضع الانتقام واذا احتج به من أعطى لله ووالى لله احتج به من منع لله وعادى لله واذا احتج به من لم يدخر شيئا لغد احتج به من يدخر لأهله قوت سنه واذا احتج به من يأكل الخشن من القوت والادم كخبز الشعير والخل احتج به من يأكل اللذيذ الطيب كالشوى والحلوى والفاكهة والبطيخ ونحوه وإذا احتج به من سرد الصوم احتج به من سرد الفطر فكان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم واذا احتج به من رعب عن الطيبات والمشتهيات احتج به من أحب أطيب ما فى الدنيا وهو النساء والطيب وإذا احتج به من الان جانبه وخفض جناحه لنسائه احتج به من أدبهن وآلمهن وطلق وهجر وخيرهن واذا احتج به من ترك مباشرة أسباب المعيشة بنفسه احتج به من باشرها بنفسه فأجرو استأجر وباع واشترى واستسلف وادان ورهن واذا احتج به من يجتنب النساء بالكلية فى الحيض والصيام احتج به من يباشر امرأته وهى حائض بغير الوطء ومن يقبل امرأته وهو صائم واذا احتج به من رحم أهل المعاصى بالقدر احتج به من أقام عليهم حدود الله فقطع السارق ورجم الزانى وجلد الشارب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 06:49]ـ
واذا احتج به من يجتنب النساء بالكلية فى الحيض والصيام احتج به من يباشر امرأته وهى حائض بغير الوطء ومن يقبل امرأته وهو صائم واذا احتج به من رحم أهل المعاصى بالقدر احتج به من أقام عليهم حدود الله فقطع السارق ورجم الزانى وجلد الشارب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 05:48]ـ
يرفع للفائدة
ـ[د/ محمد]ــــــــ[10 - Mar-2010, صباحاً 10:54]ـ
جزاكم الله خيرا
وأظن أن الأولى في العنوان أن يكون: ما جوانب ............... فاحذف هي يرحمك الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 05:11]ـ
على ان الزمان يقول:
إن أهم جانب للاقتداء هو المعرفة:
معرفة الرب الجليل
ثم معرفة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 06:30]ـ
الصورة والسيرة والسريرة .... !!!!!!!!(/)
طلب مساعدة
ـ[أبو عبيدة بن الجراح]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 02:19]ـ
أريد معلومات عن تاريخ الفلك في الحضارات (اليونانية - الرومانية - بلاد الرافدين - مصر- الهندية - الصينية - العرب والمسلمين - الفرس - البيزنطية - العصر الحديث)
رجاءاً وضع المعلومات مع التوثيق لأنني أريد أن أستفيد منها في عمل بحث منهجي وشكراً
ـ[أبو عبيدة بن الجراح]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 02:21]ـ
أنا طلب ماجستير في التاريخ محتار في إختيار عنوان بحثي ولهذا أرغب بمساعدتكم بأن تشيروا علي بعدة عناوين تتحدث عن التاريخ الحديث والمعاصر وخاصة بفلسطين وأنا شاكر لكم مساعدتى
ـ[المسندي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 03:59]ـ
قد يخلد اسمك يا اخي ان وفقك الله لكتابة تاريخ الامة في هذا القرن لأنه يعتبر من اخطر ومن اسوأ القرون للأمة المسلمة ولكن اوصيك بالا تخشى في الله لومة لائم , وليكن اسمه مثلا
1_ تاريخ المسلمين في القرنين الثالث والرابع عشر.
2_ البلاد الاسلامية المغتصبة في القرنين الثالث والرابع عشر.
3_فلسطين واخواتها المغتصبات!.(/)
اليوم الوطني .. هل يعتبر عيدًا؟
ـ[معاند]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 03:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
سؤالي .. هل اليوم الوطني يعتبر عيدًا محرمًا؟ و إذا كان كذلك .. ما هو وجه الإستدلال ..
و ماذا عن تسمية بعض الأسابيع بأسبوع الشجرة أو المرور أو غيره ..
كذلك سبق و أني قرأت بأنه لا يمكن القول بأنه عيد إلا إذا كان وضعه كمناسبة دينية .. فما صحة هذا القول
في حفظ الرحمن
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:04]ـ
الأمر يظهر ويبين في معرفة ضابط البدعة، وضابط التشبه، واختلاف الناس في اليوم الوطني راجع إلى اختلافهم في هذين الأمرين، فقل لي ماضابط البدعة والتشبه عندك أقل لك رأيك في اليوم الوطني.
ـ[معاند]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:37]ـ
عبد المحسن بن عبد الرحمن
ألا يوجد ضابط يستطيع الكل أن يعتمد عليه؟ لأنه على كلامك فسيأتي من يأتي ويفسره حسب رأيه!!
جوابك يقودني لسؤال أوسع و أشمل .. وهو ..
هل الحكم الشرعي .. يكون حسب أفهام الناس؟ و إذا كان كذلك فإن أفهام الناس متفاوته، و عليه فإن الجميع سيحكم بحكم مغاير و بهذه الطريقة أتوقع أن (الطاسة بتظيع).
ننتظر التعليقات ..
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:54]ـ
العنوان الاحتفال باليوم الوطني
المجيب:العلامة عبد الله بن بيه
ً المصدر: الاسلام اليوم
التاريخ 16/ 12/1424هـ
السؤال
أصحاب الفضيلة المشايخ: سؤالي يا أصحاب الفضيلة عن اليوم الوطني، هل يجوز حضور الحفل؟ وإذا ألزمنا به كأعضاء سفارة ماذا علينا فعله؟ وهل يجوز لنا الحضور بنية إلقاء كلمة ذكر أو محاضرة نذكر فيها بطاعة الله ورسوله -عليه السلام-؟ أرجو إعطائي نصيحة ألقيها في هذا اليوم، أرجو الرد بأسرع وقت لأن اليوم الوطني قرب وأنا محتارة ولا أعرف ماذا أقول لزوجة السفير إذا دعتني؟.
الجواب
اليوم الوطني ليس عيداً، والأعياد التي لا يجوز إحداثها هي الأعياد الدينية وليست التجمعات التي يتجمع الناس بها لسبب أو لآخر، قد يحتفلون بالزواج وقد يحتفلون بالولادة، وقد يحتفلون بأي شيء فهذا ليس من الأعياد الدينية، لهذا يجب أن نزيل هذا الوهم، وهذه الشبهة التي يتعلق بها كثير من الناس، فيدخلون على الناس حرجاً وشغباً في دينهم، بحيث يصبح المتدين أو الملتزم في حرج يشعر وكأنه يأتي كبيرة ويأتي منكراً، هذا ليس بمنكر، فالأصل في الأشياء الإباحة، فلا حرج عليك أن تحضري فقد أجاز الحنابلة – رحمهم الله تعالى- العتيرة وهي ذبيحة كان أهل الجاهلية يعملونها في رجب كرهها المالكية باعتبار أنها كانت فعل الجاهلية ولكن الحنابلة أجازوها؛ لأنه لا يوجد نص يمنع من ذلك. أهل الجاهلية كانوا في رجب يذبحون ذبيحة اسمها الرجبية، واسمها العتيرة، فبعض العلماء يرى أن هذا باق على أصل الجواز، فإذا اجتمع الناس وذبحوا ذبيحة في رجب أو في شعبان أو في أي زمن فهذا لا مانع منه أن يحتفل الناس أو يفرحوا بحدث زوال الاستعمار في بلد مثلاً، هذا ما يسمى باليوم الوطني غالباً عندنا في أفريقيا، أو في البلاد التي كانت مستعمرة، فالأمر إن شاء الله لا حرج فيه، أما إذا كان ينبغي لك أن تلقي محاضرة فهذا شيء حسن إذا كانت المناسبة تسمح بإلقاء محاضرة أو خطبة تذكير ونحو ذلك فهذا لا بأس به، أما أن نتشبث: بأن أبدلنا الله عيدين، هذه أعياد كانت للأنصار وكانت أعياد جاهلية وأصنام، فالنبي – صلى الله عليه وسلم- ذكر أن أعياد الإسلام الدينية عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذا لا يفهم منه أنه يمنع أن يتجمع الناس في تجمع حتى ولو كان كرهه المرء ورأى أنه إذا لم يكن هناك منكر فلا داعي إلى التشويش على الناس، وإثارة بعض الفتن والخصومات في أمور ليست ممنوعة، نصاً من كتاب أوسنة، ولا إجماعاً للعلماء ولا اتفاقاً داخل المذاهب، لأن التيسير في مثل هذه الأمور التي لا حرج فيها قطعاً، والأقوال التي تقول تحرج لا تستند إلى قاطع وهي أقوال ضعيفة، فلا مانع من أن نفسح للناس المجال وأن نيسر لهم، فاليسر أصل من أصول هذا الدين "، وما جعل عليكم في الدين من حرج" [الحج: 78]، "يريد الله أن يخفف عنكم" [النساء: 28]، "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" [الشرح: 5 - 6]، "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" رواه البخاري (69)،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومسلم (1734] من حديث أنس –رضي الله عنه-، فالأصل في هذا الدين اليسر نكررها مرة أخرى، والاجتهادات الأخرى للعلماء اجتهادات محترمة، لكنها ليست نصوصاً من الشارع. والسلام عليكم.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 05:08]ـ
حكم (العيد اليوم الوطني)
للشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:ـ فإن تخصيص يوم من أيام السنة بخصيصة دون غيره من الأيام يكون به ذلك اليوم عيداً، علاوة على ذلك أنه بدعة في نفسه ومحرم وشرع دين لم يأذن به الله، والواقع أصدق شاهد، وشهادة الشرع المطهر فوق ذلك وأصدق، إذ العيد اسم لما يعود مجيؤه ويتكرر سواء كان عائداً يعود السنة أو الشهر أو الأسبوع كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (59).
ولما كان للنفوس من الولع بالعيد ما لا يخفى لا يوجد طائفة من الناس إلا ولهم عيد أو أعياد يظهرون فيه السرور والفرح ومتطلبات النفوس شرعاً وطبعاً من عبادات وغيرها، ولهذا لما أنكر أبو بكر الصديق رضي الله عنه على الجويريتين الغناء يوم العيد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" دعهما ياأبا بكر فإن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا أهل الإسلام ".
وقد منّ الله على المسلمين بما شرعه لهم على لسان نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم من العيدين الإسلاميين العظيمين الشريفين الذين يفوقان أي عيد كان، وهما:" عيد الفطر " و " عيد الأضحى " ولا عيد للمسلمين سنوياً سواهما، وكل واحد من هذين العيدين شرع شكر الله تعالى على أداء ركن عظيم من أركان الإسلام.
فـ" عيد الفطر" أوجبه الله تعالى على المسلمين وشرعه ومنّ به عليهم شكراً لله تعالى على توفيقه إياهم لإكمال صيام رمضان وما شرع فيه من قيام ليله وغير ذلك من القربات والطاعات المنقسمة إلى فرض كالصلاة وصدقة الفطر وإلى مندوب وهو ماسوى ذلك من القربات المشروعة فيه، وللجميع من المزايا ومزيد المثوبة ما لا يعلمه إلا الله تعالى و " عيد الأضحى " شرع شكراً لله تعالى على أداء ركن آخر من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام، وقد فرض الله فيه صلاة العيد، وشرع فيه وفي أيام التشريق ذبح القرابين من الضحايا والهدايا التي المقصود منها طاعة الله تعالى والإحسان إلى النفس والأهل بالأكل والتوسع والهدية للجيران والصدقة على المساكين،وشرع فيه وفي أيام التشريق وفي عيد الفطر من التكبير والتهليل والتحميد ما لا يخفى، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب " وفي حديث آخر زيادة " وذكر لله تعالى "
كما منّ تعالى بشرعه إظهار السرور والفرح ولابروز بأحسن مظهر وأكمل نظافة والامبساط والفراغ في ذلك اليوم والتهاني بذلك العيد والراحة من الأعمال توفيراً للسرور والأنس وغير ذلك وكل ذلك يدخل في مسمى العيد حتى أذن فيه بتعاطي شيء من اللعب المباح في حق من لهم ميل إليه كالجويريات والحبشة الذين لهم من الولع باللعب ما ليس لغيرهم , كما أقر فيه صلى الله عليه وسلم الجويريتين على الغناء المباح بين يديه صلى الله عليه وسلم: وأقر الحبشة على اللعب بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد، وبذلك يعرف أن المسلمين لم يخلوا بحمد الله في السنة من عيد، بل شرع لهم عيدان اثنان، اشتمل كل واحد من العيدين من العبادات والعادات من الفرح والامبساط ومظهر مزيد التآلف والتواد والتهاني به بينهم ودعاء بعضهم لبعض على ما لم يشتمل عليه سواهما من الأعياد.
وتعيين يوم ثالث من السنة للمسلمين فيه عدة محاذير شرعية:
" أحدها " المضاهات بذلك للأعياد الشرعية.
" المحذور الثاني ": أنه مشابهة للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعياد لم تكن مشروعة أصلاً، وتحريم ذلك معلوم بالبراهين والأدلة القاطعة من الكتاب والسنة، وليس تحريم ذلك من باب التحريم المجرد، بل هو من باب تحريم البدع في الدين، وتحريم شرع دين لم يأذن به الله كما يأتي إن شاء الله بأوضح من هذا، وهو أغلظ وأفضع من المحرمات الشهوانية ونحوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ألف شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه في تحريم مشابهة الكفار ولا سيما في أعيادهم سفراً ضخماً سماه " اقتضاء الصراط المستقيم، في مخالفة أصحاب الجحيم " ذكر فيه تحريم مشابهة الكفار بالأدلة: من الكتاب، والسنة، والإجماع، والآثار، والإعتبار، فذكر من الآيات القرآنية ما ينيف على ثلاثين آية، وقرر بعد كل آية وجه دلالتها على ذلك , ثم ذكر من الأحاديث النبوية الدالة على تحريم مشابهة أهل الكتاب ما يقارب مائة حديث، وأعقب كل حديث بذكر وجه دلالته على ذلك، ثم ذكر الإجماع على التحريم، ثم ذكر الآثار.
ثم ذكر من الاعتبار ما في بعضه الكفاية، فما أجل هذا الكتاب وأكبر فائدته في هذا الباب.
" المحذور الثالث": أن ذلك اليوم الذي عين الموطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهرجان الذي هو عين الموطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهراجان الذي هو عيد الفرس المجوس، فيكون تعيين هذا اليوم وتعظيمه تشبهاً خاصاً، وهو أبلغ في التحريم من التشبه العام.
" المحذور الرابع ": ان في ذاك من التعريج على السنة الشمسية وإيثارها على السنة القمرية التي أولها المحرم ما لا يخفى، ولو ساغ ذلك ـ وليس بسائغ البتة ـ لكان أول يوم من السنة القمرية أولى بذلك، وهذا عدول عما عليه العرب في جاهليتها وإسلامها، ولا يخفى أن المعتبر في الشريعة المحمدية بالنسبة إلى عباداتها وأحكامها الفتقرة إلى عدد وحساب من عبادات وغيرها هي الأشهر القمرية، قال تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ((60) وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما:" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة ثم قال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين " فوقت العبادات بالأشهر القمرية من الصيام والحج وغير ذلك كالعدد، وفضل الله الأزمنة بعضها على بعض باعتبار الأشهر القمرية.
" المحذور الخامس" أن ذلك شرع دين لم يأذن به الله، فإن جنس العيد الأصل فيه أنه عبادة وقرية إلى الله تعالى،مع ما اشتمل عليه مما تقدم ذكره، وقد قال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (61)
ــ ثم ذكر نقلا طويلا عن شيخ الاسلام، ثم ختم بقوله ــ
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
تحريراً في 19/ 5/1385هـ)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 05:13]ـ
هذ ا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(فتوى رقم 9403 - 3/ 59).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أولاً: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أموراً منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات.
ثانياً: ما كان من ذلك مقصوداً به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني، لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلاً لمصلحة الأمة وضبط أمورها، كأسبوع المرور، وتنظيم مواعيد الدراسة، والاجتماع بالموظفين للعمل، ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فلا حرج فيه بل يكون مشروعاً، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. والله أعلم.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 05:16]ـ
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز:
(يُتْبَعُ)
(/)
اطلعتُ على ما نشرته صحيفة (الندوة) في عددها الصادر بتاريخ 30/ 11 / 1384 هـ تحت عنوان (تكريم الأم .. وتكريم الأسرة) فألفيت الكاتب قد حبذ من بعض الوجوه ما ابتدعه الغرب من تخصيص يوم في السنة يحتفل فيه بالأم وأَوْرَدَ عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا اليوم وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم يحتفلون بتكريم أمهاتهم واقترح أن يكون الاحتفال للأسرة كلها واعتذر عن عدم مجيء الإسلام بهذا العيد؛ لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم.
ولقد أحسن الكاتب فيما اعتذر به عن الإسلام وفيما أورده من سيئة هذا العيد التي قد غفل عنها من أحدثه ولكنه لم يشر إلى ما في البدع من مخالفة صريح النصوص الواردة عن رسول الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام ولا إلى ما في ذلك من الأضرار ومشابهة المشركين والكفار فأردت بهذه الكلمة الوجيزة أن أنبه الكاتب وغيره على ما في هذه البدعة وغيرها مما أحدثه أعداء الإسلام والجاهلون به من البدع في الدين حتى شوهوا سمعته ونفروا الناس منه وحصل بسبب ذلك من اللبس والفرقة ما لا يعلم مدى ضرره وفساده إلا الله سبحانه.
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه وفي لفظ لمسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، والمعنى:
فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " خرجه مسلم في صحيحه، ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون، فوجب تركه وتحذير الناس منه، والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله.
وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت وقد صدق في ذلك فالواجب على المسلمين أن يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم واستحسان ما استحسنوه من البدع, وليس ذلك خاصا بالأم بل قد شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما وصلة جميع القرابة وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد العناية والبر؛ لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر قال الله سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} الإسراء/23، وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان/14، وقال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} محمد/22، 23.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ثم الأقرب فالأقرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع "، يعني: قاطع رحم، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجَله فليصل رحمه "، والآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها كفاية ودلالة على ما سواه وهي تدل مَنْ تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان إليهما وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار نسأل الله العافية من ذلك.
وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر الأقارب ولا يخفى على اللبيب ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير مع كونه مخالفا لشرع أحكم الحاكمين وموجباً للوقوع فيما حذر منه رسوله الأمين.
ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: " لتتبعن سَنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن "،
وفي لفظ آخر: " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع، قالوا: يا رسول الله فارس والروم؟ قال: فمن؟ "، والمعنى فمن المراد إلا أولئك فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون
ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكتابنا لنشر محاسن ديننا والتحذير من البدع والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5/ 189).
4. وقال الشيخ صالح الفوزان:
ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها: تقليدهم في أمور العبادات، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها. وقد قال صلى الله عليه وسلم: " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه الصور، وإنهم شرار الخلق، وقد وقع في هذه الأدلة من الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد اليهود والنصارى.
ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد، ويوم الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية، وكلها وافدة على المسلمين من الكفار؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار، فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام، فيقع في هذه الأمور عن جهل، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور، فالمصيبة حينئذ أشد، {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} الأحزاب/21.
من خطبة " الحث على مخالفة الكفار"
ـ[معاند]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 05:17]ـ
بارك الله فيك أخي على ما تفضلت به ..
مما فهمته أنه لا يمكن أن نقول أن هذا اليوم عيدًا و ذلك لأنه ليس مناسبة دينية ..
ما قولك أخي الفاضل في عمل إحتفال سنوي مثلا للأمهات أو للآباء؟
و على هذا نقيس مثلا أعياد الميلاد .. مع العلم أنه غير مقصود بها تعبد ديني .. هو فقط أحتفال سنوي لا أكثر ..
ننتظر تعليقات الإخوة(/)
مقال رائع للدكتور سعد العتيبي
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 04:15]ـ
بعد بكاء هذا الحليق .. كتبت هذه!
د سعد العتيبي
3/ 9/1428
تكاثرت صفوف المصلين في الصلوات .. وهذه هي الليلة (الثانية) من ليالي هذا الشهر المبارك شهر القرآن، وهو أمر نشهده كلّ عام .. وفي صلاة التراويح هذه الليلة كانت هذه الواقعة التي لا أظنّها غريبة على كثير منّا رجالاً ونساءً، ولا سيما في مثل هذه الأيام: أثناء قراءة الإمام لآيات من الكتاب العزيز، بصوت ندي يتمعن فيه معاني ما يقرأ، وكان بجانبي شاب مصري، ليس على محياه ولا في مظهره ما يكشف روح التدين لديه لو لم يكن موجوداً في المسجد .. لكنّه لم يستطع إخفاء موجة بكاء كان يكتمها، حتى نطق بها اضطراب بدنه، مع أزيز كأزيز المرجل .. وبقي تأثره ظاهراً حتى بعد انصرافنا من الصلاة ..
هذه الحادثة أرجعتني لمسودة مقال له صلة بالموضوع كتبته منذ مدّة ولم أنشره، ولكن الواقعة أعلاه شجعتني على وضعه الآن بين يدي القراء الكرام، وإن كان جُلّه وصفاً لا تعليقا ولا تحليلا .. وهذا نصه:
قال أحد الأشخاص في مجلس عام: ما شاء الله! مظاهر الصحوة في فلسطين تبشر بخير ولله الحمد .. فقاطعه آخر: لو كان فيهم خير ما رأيت نساءهم كاشفات! انتهت الواقعة! لكنني لم أستطع الصمت إزاءها ..
وقبل الدخول فيما جرى، وقراءة هذه الواقعة، ينبغي أن أُبيِّن ثلاثة أمور، أحدها عام، والآخران مرتبطان بقصة الحجاب:
الأول: ينبغي التنبيه إلى الفرق بين وصف الواقع وبيان كيفية التعامل معه، وبين الإقرار بمشروعيته والقبول بخطئه.
وأنا هنا لا أتكلم عن واقع مسلمٍ قد ذاب تماما حتى خرج من دينه، ولكنني أتحدث عن المسلم الذي لا زال ينتمي لإسلامه ويفخر به، ويحافظ على ما بلغه علمه من الواجبات ويتحفّظ عما بلغه علمه وقناعته من المنهيات ..
الثاني: أنَّ مراد المعترض بكلمة (كاشفات) أي: أي كاشفات عن وجوههن، لا أنهن متبرجات تبرج الجاهلية ..
الثالث: أنَّ الخلاف في كشف الوجه بين العلماء ليس على إطلاقه كما قد يفهم بعض الأفاضل من كلام المفتين به، أو كما يريد أن يروِّج أهل التهوين من أدعياء تحرير المرأة .. والكلام في هذه المسألة مفصّل في مظانّه وما كتب فيه بخصوصه، وقد وضحت ذلك في جواب محرّر لسؤال طرحته بعض الأخوات الفاضلات في أحد البلاد الغربية منذ بضع سنين.
1) وعوداً على بدء، فإنَّ هذه الواقعة التي ذكرت، تكشف لنا أن مفهوم الاستقامة وصدق التديّن لدى بعضنا، صار مرتبطا بالهيئة الظاهرة ارتباطا لا يتردّد بعضنا في جعله معياراً للحكم على مدى تديّن الأشخاص ذكوراً أو إناثاً! ولربما بلغ الأمر ببعض المتعجلين إلى درجة القذف أو السب والشتم، كأنْ يصف امرأةً كاشفة الوجه بأنها فاجرة! أو حليقَ لحيةٍ بأنَّه ليس متدينا أو لا يهتم بالدين!
من هنا وفي أجواء هذه الإشكالية، استشعرت أنّني أمام حالة لا يسعني فيها السكوت، ولا سيما أنَّها تتضمن جهلاً بالحال من جهة وقدحاً في الصالحين والصالحات من جهة أخرى، فبدأت بتحرير محلِّ الإشكال بين الشخصين، وإثبات قوَّة الصحوة الإسلامية في فلسطين الرباط، بل وفي العالم كلِّه وجعلت ذلك دليلا على حسن القصد وصدق مشاعر الانتماء، ولِم لا وهي الصحوة العابرة للقارّات بأكثر من خمسين مليون مسلم يتكاثرون في بلاد الكفر بلْه غيرها .. تلك الصحوة التي أقضت مضاجع حماة الكفر وآخرين من دونهم من أهل النفاق والشقاق ومن اغترّ بهم من السذّج ومن خدعهم الأجنبي جسداً أو فكراً بوصف مثقف أو خبير!!
2) ثم عرّجت على تصحيح فهم المعترض ومن حوله مستشهداً ببعض الأحاديث، وبعض الشواهد والوقائع التي مرّت عليَّ في هذا الموضوع في مواقع مختلفة .. فكم من رجلٍ وامرأةٍ وفتى وفتاة، يُرى في مظهر أحدهم ما قد يُحقَر به ظنا بأنَّه إلى قلّة الديانة أو عدمها أقرب، فلا يُمْهِلكُ لإسداء واجب النصيحة - إن اقتضاها الحال - حتى ترى منه ما يجعلك تستبعد سوء الظنّ به ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- ذات يوم كنت أنتظر أحد الزملاء في مكان عام أمام أحد جوامع مدينة الرياض - وكنت سبقت الموعد بما يقارب العشرين دقيقة احتياطا للطريق - لننطلق معاً في زيارة أحد كبار علمائنا – حفظهم الله - وقد مضى على أداء صلاة الظهر - جماعة - قرابة الساعة؛ وإذْ بسيارة رياضية شبابية تأتي مسرعة لتقف بالقرب من موقف سيارتي، وما إن وقَفَتْ حتى نزل منها شابَّان، لا تبعد سِنُّهما عن العشرين عاما تزيد سنة أو سنتين أو تنقص نحوها تقريبا، وكان لباس كلٍ منهما: قميص تنحسر يداه عن العضد ولكنه يستر المنكب، وتوحي صبغته بأحدث ما يتلقَّفه الشباب من الموضة، وعلى كلٍ منهما بنطال (جنز) مُنْحَسِرٍ عن الساقين، يقارب ما يُعرف بالبـ (برمودا)، و يستر عورة الرجل .. نزلا مُسرِعَين واتجها نحو مصلى النساء! توقفت عن قراءة كُتَيِّبٍ كان بين يديّ، لِما رابني من هذا التصرّف! ولكنهما لم يمهلاني لاستعراض احتمالات ما أرى في لحظة خاطفة .. سرعان ما خرجا واتجها نحو أماكن الوضوء! .. لم يلبثا طويلاً فسرعان ما خرجا واتجها نحو باب المسجد .. رأيت أن أكمل انتظاري داخل المسجد وكنت أظنّه مغلقا قبل أن يدفعا الباب .. دخلته بعد بضع دقائق، وإذا كل منهما قد انفرد يصلي! ورفع أحدهما يديه داعيا، ثم انطلقا متماسكين بيديهما ولوح أحدهما بيده اليمنى وتبعه الآخر مسلِّمين مبتسمين! فبادلتهما التحية والابتسامة بأحسن منها وأزيد .. ابتسامة مقابل ابتسامة، وأزيد منها من فرط فرحتي بهذا المشهد الذي قلَّ أن يعدله مثله فيما رأته العين وهو غير ما تعبِّر عنه الحروف .. لقد كان ما شهدته هو الفصل الأخير من المشهد حيث كانا - حين دخولي - يصليان الراتبة ..
وأصدقكم أنني لم أستغرب هذا المشهد تماما .. ولولا المكان، لما كان مُستغربا أصلا .. فقد رأيت أمثاله في بلدان إسلامية وغير إسلامية من إخوة وأخوات محلّ ثقة في تدينهم وحبِّهم للخير، بل وتبني بعضهم لمشاريع دعوية تتسم بالإبداع لا الابتداع ..
- وهذا شاب قد عبثت بمظهره الموضة إلى حدّ التشويه، يتقدّم إلي مع بعض الإخوة لينطق بكلمات هامسة: بالله سمعنا إيمانيات! وهذه الكلمة ربما يستغربها من لم يعش في مجتمعات اعتادتها عند رؤية من يظنون به خيراً .. وآخر من مثله رأيته في الصيف الماضي إذْ جاء يسأل: أين أجد تسجيلا للقرآن الكريم كاملا بقراءة الشيخ حسين آل الشيخ!
- وهذه فتاة لم تلتزم بحجابٍ تامٍّ تسأل سؤال تديّن: لو لم أصم يوم الخميس بسبب الامتحان هل أكون آثمة لتركي عملا كنت أداوم عليه؟!
- وأخرى تلبس قميصاً وبنطالاً، وتلف ما اعتادت عليه من حجابٍ على رأسها، تسأل بحسرة: أخي يستمع للموسيقى فكيف أقنعه بتركها؟!
- وهذه طبيبة لم تلتزم بالحجاب مطلقا، لكنها تُلحّ عليك بإحضار بعض الكتيبات التي تتحدث عن الإسلام، بغية إهدائها لزميلتها الكافرة التي لا زالت تسعى في إسلامها وتتحاور معها عن فضل الإسلام ومحاسنه .. وتتمنى أن تسلم على يديها!
- وهذا كهل يلتف حوله أبناؤه في بلدٍ من بلاد الكفر، وقد خِلته وخِلتهم من غير المسلمين لما تراه من مظاهر، لولا أنه سلّم عليك مبتسماً وحيّاك، ثم سألك: أيجوز لي أن أقصر الصلاة مع أني سأجلس في هذا النُزُل (الفندق) أكثر من أربعة أيام؟!
- وأغرب من ذلك كلَّه ما تجده في أجواء الجاليات الإسلامية، فمن المعقول أن تسمع فتاة من أسرة مسلمة! تسألك سؤالاً جاداً لا هازلاً: لماذا يجوز لأخي أن يتخذ صديقةً ولا يجوز لي أن أتخذ صديقاً!! وهي قصة قد أشرت إليها من قبل في مقال بعنوان: مسلسل الخَور اللعين.
- وأما ما يدعو للاستغراب بحق فهو أن تقف على لقاء مع مغنية، تثني فيه على الله وتبتهل إليه بدعاء! من نحو: الحمد لله! سيخرج ألبومي الجديد هذا العام إن شاء الله! يا رب! .. كنت أظن هذا ونحوه ضربا من التعوّد أو السخرية، حتى علمت من بعض الدعاة في تلك الأجواء بأنَّ الأمر ليس كذلك على كل حال، وأن من تلك الغافلات من عاشت في بيئة جهلٍ، ولبّس عليها غيرُها حتى ظنَّتْ حسناً ما ليس بالحسن!
(يُتْبَعُ)
(/)
- وصدق، فقد كنت قرأت مقابلة مع إحدى الفنانات التائبات من أرض مصر - بلاد الأزهر - فوجدتها تصرِّح فيها بأنها لم تعلم أن الحجاب واجب شرعا إلا بعد توبتها بسنتين!! وأن سبب علمها بوجوبه من غير إلزام الزوج به كما كانت تظن! هو أنشودةٌ في الحجاب ردَّدتها بعض الصغيرات احتفاء بها في بيت إحدى الداعيات بالمدينة النبوية قبل أن تعود لبلادها من رحلة عمرة وزيارة للمسجد النبوي ..
- ولعلّ بعضكم يتذكر تلك المشاهد التي تكررت في شوارع مدن بلاد الإسلام .. شباب لا يظهر عليهم من أثر المحافظة ما يُميزهم عن غيرهم، لكنهم كانوا يوزِّعون الملصقات التي تبيّن حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، والملصقات التي تطلب من المسلمين مقاطعة المنتجات الدنمركية ..
- ولعل بعضكم – أيضاً - قرأ أو سمع بتلك المرأة المتبرجة التي كانت مكشوفة الرأس والشعر والعنق وشيئا من الصدر، قد انحسر لباسها عن ساقيها في مظهر بلغ من التفرنج غايته، في عاصمة من عواصم الإفرنج الكبيرة، ولكنّها مع هذا المظهر المزري لم تحتمِل كلمات عِدَاءٍ صليبيٍ في حق نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من قسيس بلغ منه الحقد مداه فوقف يصرخ بها بين مقاعد الحافلة التي كانت المرأة تجلس في الصف الأخير من مقاعدها، فما إن سمعته حتى اتجهت إليه لتصفعه وهي تردد: إلا محمد! إلا محمد! وبدنها يرتجف من شدّة الغيظ وحرارة الغيرة! في حين عاد القس لمقعده في حالة من الذهول ووقع الصفعة غير المتوقعة!
وهاهي مظاهرات المسلمين والمسلمات، تخترق طرق العواصم التي يُذكر فيها نبي الرحمة بسوء، أو يُستهدف بإهانة، فتنقلب المكيدة على أهلها، وينضم إلى ركب الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقوام كثراً صحوة من غفوة أو إسلام بعد كفر!
3) أيها الكرام إنَّ تحت المظاهر التي قد يتقالّ البعضُ أصحابَها مخابرَ لو علمها المتقالّ لربما احتقر نفسَه أمامها .. وإنَّ انتشار بعض الآراء الفقهية – وإن كانت لا تنهضها أدلتها وفق الأصول – في بلاد دون أخرى وتكوُّنها جزءاً من الثقافة الإسلامية لمجتمع ما، لا يعني أن أتباعه محادّون لله في شرعه، أو متنكِّبون عن قصدٍ سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم؛ فرسوخ الآراء الفقهية مع الزمن تجعل الأتباع - حتى من بعض طلبة العلم - لا يتوقفون كثيراً عند المراجعة الشرعية التأصيلية للمسلمات المتوارثة في المجتمع، ولاسيما إذا تلقاها علماء بلدٍ أو غيره عن آخرين ممن يثقون في تدينهم .. فيرقى الأمر عند بعضهم حتى يبلغ طالبُ العلم مرتبة المشيخة وهو يتلبّس مخالفةً يشير إليها عيباً قادحاً عوامُّ بلدٍ ساد فيه القول الراجح وفق أصول الترجيح المعتبرة.
4) إنَّي لأنظر إلى هذه المشاهد التي ذكرتُ بعضها ونبّهت إلى غيرها، بوصفها بعض المباهج التي تظهر أوقات التمايز .. ولكن بعض أحبتنا يتشاءمون .. وليس ثم داعٍ لمن عرف تطور الصحوة؛ فليبشروا بالخير، وليسألوا كبار السنِّ عن الشباب في زمن شبابهم وعن الشباب زمن كهولتهم ليعرفوا أنَّ مجتمعاتِ أمتنا تقترب من دينها وتأوي إليه شيئاً فشيئاً، وإن ظهر منها ما يوحي بخلاف ذلك، لجهل أو غفلة أو صبوة شباب أو غيره .. فشبابنا مهما ساروا خلف الموضة، ووقعوا فيما لا يزينهم شرعا من مخالفة، فهم منا وقلوبهم منعقدة على حب الله ورسوله، وإن نال منها الإعلام ووطَّأ لهم سن المراهقة وصبوة الشباب ..
إن التوبة في صفوف الغافلين، وما يعرف (بأهل الفن) مثلا، أو الشعور بالإثم في عبارات بعضهم مع تمني التوبة، لهو رحمة من الله لهم، تتمثل في بقايا ضميرٍ حيٍ لم تُفلح في اجتثاثه جرعات السوء المتتالية، فلا أمن لأهل الباطل من عودة ضالٍ إلى الهدى، ولا فرحةِ لهم في غواية فتاةٍ ولا صبوة شاب ..
إنَّ لحظات الإيمان لتتجدّد في ظروف منها ما يمكن تفسيره، ومنها ما لا يعلم سرّه إلا الله تعالى .. فمن ذا الذي كان يظن إسلام عمر رضي الله عنه وعظيم جهده في نصرة الحق، بلْه خلافته في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعبقريته في فهم الإسلام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
5) وهي رسالة للمتربصين بشابنا: على رسلكم فمهما كانت مظاهر شبابنا ذكوراً وإناثاً، ومهما سركم من مناظرهم، فهم ليسوا منكم في شيء ولستم منهم في شيء، وإن أصررتم، فمصير جهدكم، قد بيّنه الله تعالى في كتابه: (ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) .. حماهم الله شرَّه وشرَّ كلِّ من فيه شرّ من أهل الباطل من غلاة وجفاة.
وهذه الحسرة رأيناها رأي العين في تصرفات القوم ومقالاتهم .. فهذا أحد منظري العلمانية - المرجعيين عند كتابها - في العالم العربي يقول متحسراً على العمر الذي أمضاه بين المسلمين في حوارات الترويج لفكر غيره، أو كما يعبّر الأستاذ فهمي هويدي: في الدفاع عن (القبيلة العلمانية)! يقول هذا المنظِّر المسكين العجوز متحسراً: إنَّ الجمهور في تلك الحوارات كان " مغلقاً أمام تأثيري وتأثير أمثالي، لأنَّ له ثقافته الخاصة التي لا تريد من حيث المبدأ أن تنفتح على نوع الثقافة الذي أمثله ... الهدف الحقيقي لنشاطنا، لا يصل إليهم حرف واحد مما نقول "! ويقول: إنَّ رفع أحد الحاضرين صوته بطريقة خطابية " يمحو تماما تأثير كل ما أجهدت نفسي فيه "! فسبحان من أنطقه!!
د) يا أهل الإسلام ودعاته إنَّ الوقائع أعلاه حقائق تذكرني بقول الله عزّ وجل: (ولا تمنن تستكثر) .. فمهما قدّم المنسوبون للدعوة على اختلاف مناشطهم، فالمطلوب أكبر وأكثر .. ومهما ظننا أن الجميع قد علم وأنَّ البلاغ قد حصل، فإنَّ الواقع يكشف لنا الكثير من القصور، ويطالبنا بالمزيد والمزيد .. فقبل أحداث منهاتن كان بعض المسلمين لا يعرف من الإسلام إلا يوم العيد! وكان بعض الأمريكيين ممن سمعوا بالإسلام يظنونه نادياً رياضياً! واليوم تنفد الكتب العربية من مكتباتهم حتى كتب الطبخ بحثاً عن الإسلام!! كما يقول الداعية الأمريكي المسلم: يوسف أستس حفظه الله!
هـ) يا إخوة الدين والعقيدة في البلاد أو المجتمعات التي منّ الله على أهلها أو جلِّهم أو كثير منهم بالعلم والمناهج الشرعية والمحافظة السلوكية -: على رسلكم! فلا تحمِّلوا نوايا من ترون على ما ترون من مخالفات، فكم بين المظاهر والمخابر من خفايا تصرخ بضدِّها، وكم في أمة الإسلام من خير، وكم تحت المناظر المكروهة من مخابر محبوبة ..
ويا إخواننا وأخواتنا ممن تأذى من غَيرةِ بعض الغيورين ممن عاشوا في بلادٍ أو مجتمعاتٍ محافظة حتى وقع الإنكار منهم على ما اعتادوا، ظناً منهم أنَّ من أمامهم ممن عرفوا الحق وأعرضوا عنه .. رفقاً بإخوانكم فقد سمعنا نقداً يشكو من نفس الإشكالية لكنها من الطرف الآخر .. لتعذروا من عاش في أجواء الفضيلة وحماها، حين يرى لبّها يُستنقَص ممن ينتمي للإسلام، فإنَّهم قد لا يتصورون عدم بلوغ الحق لكم كما بلغهم، ولا أثر الحياة التي تعيشونها في تلك الديار على أجيالكم.
وأخيراً أختم بهذا الحديث الذي كان مستندي النبوي في أهمية طرح هذا الموضوع وإن كان ثمة مستندات أخر: فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يُلقَّب حِماراً، وكان يُضحِك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشَّرَاب، فأُتي به يوماً فأِمرَ به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه!، ما أكثرَ ما يُؤتَى به!؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا إنَّه يُحبّ الله ورسوله) رواه البخاري
هذه بعض التأملات التي رأيت تدوينها لما فيها من فوائد دعوية - وإن لم أقتنع بكمال صورتها – ورأيت أن أُظهرها للمتأملين قبل أن تُؤخِّر تدوينها الأولويات .. وصل اللهم وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.(/)
أحوال السلف في رمضان
ـ[عبد الله المحتاج إلى ربه]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 05:04]ـ
حالهم مع قراءة القرآن
قال ابن رجب: وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها: «أنّ جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرةً وأنّه عارضه في عام وفاته مرتين» متفق عليه، وفي حديث ابن عباس «أنّ المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً» متفق عليه
فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً فإنّ الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزمل:6]، وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185] لطائف المعارف ص315
ولهذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان بين ذلك في سير أعلام النبلاء فمن ذلك
* كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ
* كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف
* كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن
* كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين
* كان زبيد اليامي: إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه
* كان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه
* قال أبي عوانة: شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان
* كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ
* وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة
* كان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر
* كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة
* وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية
* فائدة:
قال ابن رجب الحنبلي: وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنام للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم. لطائف المعارف
للمتابعة إن شاء الله ..
أصل الرسالة: http://www.3llamteen.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=284&Itemid=2
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 06:33]ـ
بارك الله فيك(/)
كلام الحافظ ابن رجب في حكم طلاق الحائض مهم جدا؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 08:16]ـ
كلام الحافظ ابن رجب في حكم طلاق الحائض
فائد ة لطلبة العلم الذين يتسرعون في الافتاء في قضايا الطلاق
قال ابن رجب رحمه الله
عتد شرحه لحديث
أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد.
ومنها الطلاق المنهي عنه كالطلاق في زمن الحيض فإنه قد قيل إنه قد نهي عنه لحق الزوج حيث كان يخشى عليه أن يعقبه فيه الندم ومن نهي عن شيء رفقا به فلم ينته عنه بل فعله وتجشم مشقته فإنه لا يحكم ببطلان ما أتى به كمن صام في المرض أو السفر أو واصل في الصيام أو أخرج ماله وجلس يتكفف الناس أو صلى قائمًا مع تضرره بالقيام للمرض أو اغتسل وهو يخشى على نفسه الضرر والتلف ولم يتيمم أو صام الدهر ولم يفطر أو قام الليل ولم ينم،
وكذلك إذا جمع الطلاق الثلاث على القول بتحريمه وقيل إنما نهي عن طلاق الحائض لحق المرأة لما فيه من الإضرار بها بتطويل العدة ولو رضيت بذلك بأن سألته الطلاق بعوض في الحيض فهل يزول بذلك تحريمه فيه قولان مشهوران للعلماء
والمشهور من مذهبنا ومذهب الشافعي أنه يزول التحريم بذلك
فإن قيل إن التحريم فيه لحق الزوج خاصة فإذا قدم عليه فقد أسقط حقه فقط وإن علل بأنه لحق المرأة لم يمنع نفوذه ووقوعه أيضًا فإن رضا المرأة بالطلاق غير معتبر لوقوعه عند جميع المسلمين لم يخالف فيه سوى شرذمة يسيرة من الروافض ونحوهم كما أن رضا الرقيق بالعتق غير معتبر ولو تضرر به ولكن إذا تضررت المرأة بذلك، وكان قد بقي شيء من طلاقها أمر الزوج بارتجاعها كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر بارتجاع زوجته تلافيا منه لضررها وتلافيا منه لما وقع منه من الطلاق المحرم حتى لا تصير بينونتها منه ناشئة عن طلاق محرم وليتمكن من طلاقها على وجه مباح فتحصل إبانتها على هذا الوجه
وقد روي عن أبي الزبير عن ابن عمر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ردها عليه ولم يرها شيئًا
وهذا مما تفرد به أبو الزبير عن أصحاب ابن عمر كلهم مثل ابنه سالم ومولاه نافع وأنس وابن سيرين وطاوس ويونس بن جبير وعبد الله بن دينار وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وغيرهم
وقد أنكر أئمة العلماء هذه اللفظة على أبي الزبير من المحدثين والفقهاء وقالوا إنه تفرد بما خالف الثقات فلا يقبل تفرده فإن في رواية الجماعة عن ابن عمر ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حسب عليه الطلقة من وجوه كثيرة، وكان ابن عمر يقول لمن سأله عن طلاق المرأة في الحيض إن كنت طلقت واحدة أو اثنتين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بذلك يعني بارتجاع المرأة وإن كنت طلقتها ثلاثًا فقد عصيت ربك وبانت منك امرأتك وفي رواية أبي الزبير زيادة أخرى لم يتابع عليها وهو قوله ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} الطلاق.
ولم يذكر ذلك أحد من الرواة عن ابن عمر وإنما روى عبدالله بن دينار عن ابن عمر أنه كان يتلو هذه الآية عند روايته للحديث وهذا هو الصحيح.
وقد كان طوائف من الناس يعتقدون أن طلاق ابن عمر كان ثلاثًا وأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ردها عليه لأنه لم يوقع الطلاق في الحيض وقد روي ذلك عن أبي الزبير أيضًا من رواية معاوية بن عمار الدهني عنه فلعل أبا الزبير اعتقد هذا حقا فروى تلك اللفظة بالمعنى الذي فهمه وروى ابن لهيعة هذا الحديث عن أبي الزبير فقال عن جابر أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعها فإنها امرأته
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخطأ في ذكر جابر في هذا الإسناد وتفرد بقوله فإنها امرأته ولا يدل على عدم وقوع الطلاق إلا على تقدير أن يكون ثلاثًا فقد اختلف في هذا الحديث على أبي الزبير وأصحاب ابن عمر الثقات الحفاظ العارفون به الملازمون له لم يختلف عليهم فيه فروى أيوب عن ابن سيرين قال مكثت عشرين سنة يحدثني من لا أتهمهم أن ابن عمر طلق امرأته ثلاثًا وهي حائض فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها فجعلت لا أتهمهم ولا أعرف الحديث حتى لقيت أبا غلاب يونس بن جبير، وكان ذا ثبت فحدثني أنه سأل ابن عمر فحدثه أنه طلقها واحدة خرجه مسلم وفي رواية قال له ابن سيرين فجعلت لا أعرف للحديث وجها ولا أفهمه وهذا يدل على أنه كان قد شاع بين الثقات من غير أهل الفقه والعلم أن طلاق ابن عمر كان ثلاثًا ولعل أبا الزبير من هذا القبيل ولذلك كان نافع يسئل كثيرًا عن طلاق ابن عمر هل كان ثلاثًا أو واحدة ولما قدم نافع مكة أرسلوا إليه من مجلس عطاء يسئلونه عن ذلك لهذه الشبهة واستنكار ابن سيرين لرواية الثلاث يدل على أنه لم يعرف قائلا معتبرا يقول إن الطلاق المحرم غير واقع وأن هذا القول لا وجه له قال الإمام أحمد في رواية أبي الحارث وسئل عمن قال لا يقع الطلاق المحرم لأنه يخالف ما أمر به فقال هذا قول سوء رديء ثم ذكر قصة ابن عمر وأنه احتسب بطلاقه في الحيض
وقال أبو عبيدة الوقوع هو الذي عليه العلماء مجمعون في جميع الأمصار حجازهم وتهامهم ويمنهم وشأمهم وعراقهم ومصرهم وحكى ابن المنذر ذلك عن كل من يحفظ قوله من أهل العلم إلا ناسا من أهل البدع لا يعتد بهم وأما ما حكاه ابن حزم عن ابن عمر أنه لا يقع الطلاق في الحيض مستندا إلى ما رواه من طريق محمد بن عبد السلام الخشني الأندلسي حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر في الرجل يطلق امرأته وهي حائض قال لا تعتد بها وبإسناده عن خلاس نحوه فإن هذا الأثر قد سقط عن آخر لفظه وهي قال لا يعتد بتلك الحيضة كذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة في كتابه عن عبد الوهاب الثقفي وكذا رواه يحيى بن معين عن عبد الوهاب أيضًا قال هو غريب لا يحدث به إلا عبد الوهاب ومراد ابن عمر أن الحيضة التي تطلق فيها المرأة لا تعتد بها المرأة قرأ وهذا هو مراد خلاس وغيره وقد روي ذلك أيضًا عن جماعة من السلف منهم زيد بن ثابت وسعيد بن المسيب فوهم جماعة من المفسرين وغيرهم كما وهم ابن حزم فحكوا عن بعض من سمينا أن الطلاق في الحيض لا يقع وهذا سبب وهمهم والله اعلم
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 09:24]ـ
فائد ة لطلبة العلم الذين يتسرعون في الافتاء في قضايا الطلاق
بارك الله فيك ونفع بك
كل ما ذكرت في الموضوع ونقلته عن الإمام الحافظ ابن رجب لا جديد فيه، بل قال غيره كلاما أبلغ مما نقلت، فالذي نقلته لم يكن خافيا على شيخ الإسلام رحمه الله ولا على غيره ممن رأى هذا الرأي إلى يومنا هذا كشيخنا الإمام ابن باز رحمه الله، فهل تظن أن من سميتهم لك طلبة علم يتسرعون في الإفتاء، إنهم أعلم من في زمانهم، وكل من عاصرهم من أهل السنة شهد لهم بأرفع مراتب العلم وأعلاها.
الإجماع الذي نقلته معروف في المسألة، وكان الناس يشغبون على شيخ الإسلام أنه وافق الرافضة في هذه المسألة، وقصة ابن عمر معروفة وما ذكرته حولها معلوم، والروايات في هذه القصة كثيرة، ولعلك تراجع ما كتبه شيخ الإسلام في هذا الموضوع.
والمسألة كبيرة عريضة، لا أريد أن أدخل في تفاصيلها، لأن الجدل حولها يطول، لكن أحيلك على مليء ألا وهو الكتب ففيها الغنية والسداد.
وللفائدة فإن شيخنا ابن باز رحمه الله يفتي في هذه المسألة أكثر من خمسين سنة، وعلى هذا فإني أظنك أنت المتسرع وليس هم، وإني لا أقول هذا لأنك ترى هذا الرأي في المسألة، لا والله بل الرأي الذي تذكر هو رأي الجمهور، ولك أن تأخذ به، وليس لأحد أن يصادر رأيك، إلا أن الذي أثارني قولك طلبة علم يتسرعون، وقد تسرعت فيه، كما أنه لا يليق بطالب علم مثلك ينشد الحق ويطلبه، وأنت إذا خالفك غيرك في مسألة من المسائل فلا تسفهه أو تنتقصه، وما يدريك فلعله أصاب الحق وأصبت الباطل، وإني أدعوك إلى الرفق بارك الله فيك، والذين يسفهون الآخر وينتقصونه إنما أوتوا من قبل جهلهم وضعف عقولهم بأصول العلم وطرائقه، أسأل الله أن يوفقنا وإياك للصواب، كما أسأله أن يزيدك من العلم والفضل.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 03:20]ـ
اخي الكريم تقول
(((وللفائدة فإن شيخنا ابن باز رحمه الله يفتي في هذه المسألة أكثر من خمسين سنة، وعلى هذا فإني أظنك أنت المتسرع وليس هم، وإني لا أقول هذا لأنك ترى هذا الرأي في المسألة، لا والله بل الرأي الذي تذكر هو رأي الجمهور، ولك أن تأخذ به، وليس لأحد أن يصادر رأيك، إلا أن الذي أثارني قولك طلبة علم يتسرعون، وقد تسرعت فيه)))،
اقول لك مالذي جاء بذكر شيخناالعلامة ابن باز رحمه الله وهل ذكرته في مقالي اوذكرت احدا من كبارعلمائنا اعتقد ياخي انك انت المتسرع اوغير المتامل لمانقلته اولعنوان المقال فهو موجه الى طلبة العلم المتسرعين امثالك في الحكم على الاخربدون تامل لمايقراون وليس للعلماءفهذه المسالة حيرت العلماء فبلك فالامام الصنعاني كماذكرعن نفسه الف رسالتين احداهافي عدم وقوع طلاق الحائض والاخرى في وقوعه
وتقول
((وأنت إذا خالفك غيرك في مسألة من المسائل فلا تسفهه أو تنتقصه))
اقول لك ولاي قارى من الاعضاء الكرام
هات من مقالي مايدل على ماذكرت
أسأل الله أن يوفقنا وإياك للصواب، كما أسأله أن يغفرلي ولك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 10:12]ـ
يا أبا محمد
بارك الله فيك
أنا فهمت من كلامك، أنك ترى أن من يفتي في مسألة طلاق الحائض، بأنه من الذين يتسرعون في الإفتاء، فبينت، أن هذا الرأي قال به علماء أجلاء، ومن أمثلة ذلك شيخ الإسلام وشيخنا ابن باز، ومن أخذ برأيهم لا يعد متسرعا، وهم حينما أخذوا بهذا الرأي في أيام طلبهم لا يعدون من المتسرعين في الفتوى، وبما أنك بينت الآن أنك لا تقصد بأن من يفتي في مسألة طلاق الحائض ممن يتسرعون بالفتوى، فأنا أستغفر الله وأتوب إليه، ولو صغت فاتحة الموضوع بأسلوب آخر يبين مرادك لكان أولى.
ألا ترى أن القول بأن فلانا من المتسرعين في الفتوى يعد نقيصة؟ أليس التسرع نقصا؟.
فهو موجه الى طلبة العلم المتسرعين امثالك
اللهم اغفر لأخي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يوفقنا وإياك للصواب، كما أسأله أن يغفرلي ولك. وهوالغفور الرحيم
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 01:20]ـ
ما شاء الله ...
ما أجمل هذا الصنيع والأدب الرفيع، كاد الشيطان أن يدخل بينكما وما علم الرجيم أنكما أكبر
من ذلك ...
جمع الله قلبيكماعلى طاعته ونصربكما سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وغفر لنا جميعا
وللفائدة
ممن يقول بعدم وقوع الطلاق ويفتي به الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 01:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ال عامرثبت الله قلبك وقلوبنا على طاعته
ونصر بنا وبك سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وغفر لنا جميعا واعاذنا واياك من شر ابليس وجنوده آمين
تقول ممن يقول بعدم وقوع الطلاق ويفتي به الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
اقول انااعلم ذلك فقد كنت مع بعض الزملاء في مركز الدعوة ممن يرسل استفتاءت الناس اليه والى شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله ا
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 09:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتنا الأكارم
أقول،وعذرا للدخول بينكم:
كم هو الجمال الذي يلفنا ويجمعنا ان تحاورنا بلطف ما بين الأسطر والكلمات، ثم لم لا نتأمل في ذلك قليلا قبيل الارسال. حفظت عن واحد من كبار شيوخ العصر أنه كان يدعو الله تعالى لكل من يريد نصحه،ويبقى على ذلك لفترة، بين تعديل نصوصه وما كتب وبين الاستغفار له ولصاحبه،ومن هذا الباب لعله تفوق على الأقران رعاه الله.
ثم لا تنسوا كلمة سواء
وقولوا للناس حسنا
جزاكم الله خيرا
وكلكم أحبتنا ومنكم ننتفع وبعزيز خطاكم نشيد
شدوا على الحق والجادة
سلمكم الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 12:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 03:35]ـ
قال العلامة الالباني رحمه الله ردا على الامام ابن الفيم رحمه الله:
وأما قوله في حديث ابن وهب عن ابن أبى ذئب في آخره:) وهي واحدة (فلعمر الله لو كانت هذه اللفظة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدمنا عليها شيئا ولصرنا إليها بأول وهلة ولكن لا ندري أقالها ابن إوهب من عنده أم ابن أبي ذئب أو نافع فلا يجوز أن يضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يتيقن أنه من كلامه ويشهد به عليه ونرتب عليه الأحكام ويقال: هذا من عند الله بالوهم والإحتمال).
قلت: وفي هذا الكلام صواب وخطأ. أما الصواب هو اعترافه بكون هذه اللفظة نص في المسألة يحب التسليم
بها والمصير إليها لو صحت. وأما الخطأ فهو تشككه في صحتها ورده لها بدعوى أنه لا يدري أقالها ابن وهب من عنده. . . وهذا شئ عجيب من مثله لأن من المتفق عليه بين العلماء أن الأصل قبول رواية الثقة كما رواها وأنه لا يجوز ردها بالإحتمالات والتشكيك وأن طريق المعرفة هو التصديق بخبر الثقة ألا ترى أنه يمكن للمخالف لابن القيم أن يرد حديثه (فردها علي ولم يرها شيئا) بمثل الشك الذي أورده هو على حديث ابن وهب بالطعن في أبي الزبير ونحو ذلك من الشكوك وقد فعل ذلك بعض المتقدمين كما تقدمت الإشارة إلى ذلك وكل ذلك مخالف للنهج العلمي المجرد عن الإنتصار لشئ سوى الحق.
على ان ابن وهب لم يتفرد باخراج الحديث بل تابعه الطيالسي كما تقدم فقال: حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر: (أنه طلق امرأته وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فجعله واحدة).
وتابعه أيضا يزيد بن هارون نا ابن أبي ذئب به. أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن أمشكاب نا يزيد بن هارون. ومحمد بن أشكاب لم أعرفه الآن وبقية الرجال ثقات. ثم عرفته فهو محمد بن الحسن بن إبراهيم أبو جعفر بن اشكاب البغدادي الحافظ من شيوخ البخاري ثقة.
وتابع ابن أبي ذئب ابن جريج عن نافع عن ابن عمر: (أن رسول صلى الله عليه وسلم؟ قال: هي واحدة). أخرجه الدارقطني أيضا عن عياش بن محمد نا أبو عاصم عن ابن جريج. قلت: ورجاله ثقات كلهم وعياش بن محمد هو ابن عيسى الجوهري ترجمه الخطيب وقال (12/ 279): (وكان ثقة) فهو إسناد صحيح إن كان
ابن جريج سمعه من نافع. وتابع نافعا الشعبى بلفظ أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ثم يحتسب بالتطليقة التي طلق أول مرة لا وهو صحيح السند كما تقدم. وكل هذه الروايات مما لم يقف عليها ابن القيم رحمه الله تعالى وظني أنه لو وقف عليها لتبدد الشك الذي أبداه في رواية ابن وهب ولصار إلى القول بما دل عليه الحديث من الإعتداد بطلاق الحائض. والله تعالى هو الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد. (
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 08:25]ـ
هذه من المسائل المجمع عليها وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه على جلالة قدره إلا أنه أخطأ في هذه المسألة، وهو بشر معرض للخطأ وله أجر على اجتهاده، وهذه المسألة حكى الإجماع عليها أئمة كثيرون منهم ابن المنذر وابن عبدالبر وغيرهم كثير. والحديث صريح في وقوعه.
ومشكلتنا نتشبذ بالخلف لا بأقوال السلف.
يا إخوان إذا أجمع السلف فلا كلام بعدهم حتى لو من خالف من العلماء فالذين ذكرتموهم فضلاء لكنهم بشر.
قال أبو عبيدة الوقوع هو الذي عليه العلماء مجمعون في جميع الأمصار حجازهم وتهامهم ويمنهم وشأمهم وعراقهم ومصرهم وحكى ابن المنذر ذلك عن كل من يحفظ قوله من أهل العلم إلا ناسا من أهل البدع لا يعتد بهم.
أبعد هذا الإجماع كلام لا أحد يأتي ويقول هؤلاء الذين نقلوا الإجماع متساهلون سأقول له هل أنت أفهم منهم وحتى العلماء الذين بعدهم أم تلاميذ السلف بكلام السلف.؟.(/)