ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 08:33]ـ
هناك أيضا مقال للأخ المحدث ابن الأمين يقول فيه:
من هم الجن والشياطين؟ وما هو تأثيرهم علينا؟
قال الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (5|83) عن الجن: «وهم أجسام رقاق صافية هوائية لا ألوان لهم. وعنصرهم النار، كما أن عنصرنا التراب، وبذلك جاء القرآن. قال الله عز وجل: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم}. والنار والهواء عنصران لا ألوان لهما، وإنما حدث اللون في النار المشتعلة عندنا لامتزاجها برطوبات ما تشتعل فيه من الحطب والكتان والأدهان وغير ذلك. ولو كانت لهم ألوان، لرأيناهم بحاسة البصر. ولو لم يكونوا أجساما صافية رقاقا هوائية، لأدركناهم بحاسة اللمس.
وصح النص بأنهم يوسوسون في صدور الناس، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. فوجب التصديق بكل ذلك حقيقة. وعلمنا أن الله عز وجل جعل لهم قوة يتوصلون بها إلى قذف ما يوسوسون به في النفوس. برهان ذلك قول الله تعالى {من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس}. ونحن نشاهد الإنسان يرى من له عنده ثار، فيضطرب وتتبدل أعراضه وصورته وأخلاقه وتثور ناريته. ويرى من يحب، فيثور له حال أخرى ويبتهج وينبسط. ويرى من يخاف، فتحدث له حال أخرى من صفرة ورعشة وضعف نفس. ويشير إلى إنسان آخر بإشارات يحل بها طبائعه، فيغضبه مرة ويخجله أخرى ويفزعه ثالثة ويرضيه رابعة. وكذلك يحيله أيضا بالكلام إلى جميع هذه الأحوال. فعلمنا أن الله عز وجل جعل للجن قوى يتوصلون بها إلى تغيير النفوس والقذف فيها بما يستدعونها إليه. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته ومن شرار الناس. وهذا هو جريه من ابن آدم مجرى الدم، كما قال الشاعر ...
وأما الصرع فإن الله عز وجل قال {الذي يتخبطه الشيطان من المس}. فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع، إنما هو بالمماسة. فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئاً ومن زاد على هذا شيئاً، فقد قال ما لا علم له به، وهذا حرام لا يحل. قال عز وجل: {ولا تقف ما ليس لك به علم}. وهذه الأمور لا يمكن أن تعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه r. ولا خبر عنه –عليه السلام– بغير ما ذكرنا. وبالله تعالى التوفيق. فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه، كما جاء في القرآن، يثير به طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم. فيُحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده. وهذا هو نص القرآن، وما توجبه المشاهدة. وما زاد على هذا، فخرافات من توليد العزامين والكذابين. وبالله تعالى نتأيد».
خرافات المس الشيطاني
اختلف العلماء في مسألة مس الشيطان للإنسان. فبداية يجب النظر في مسألة: ما المقصود بمس الشيطان للإنسان؟ لأن إنكار المس أو إثباته، متعلق بتعريفه وبيانه. فإن قيل بأن مس الشيطان هو القدرة على التعذيب النفسي بالوسوسة في صدر الإنسان، كان هذا المعنى صحيحاً. وبذلك يجب على كل مسلم أن يؤمن بمشروعية مس الشيطان لبني آدم. وأما من زعم بأن مس الشيطان هو القدرة على السيطرة على جسم الإنسان، بحيث يفقد الإنسان إرادته، ويتكلم الشيطان على لسانه، ويأمر جسده بفعل الفواحش والجرائم، وعقل الإنسان يكون مقيداً مأسوراً لا يقدر على شيء في جسده، فهذه من الخرافات العتيقة التي يجب محاربتها.
قال الإمام ابن حزم الأندلسي في أحد "رسائله" (3|228): «أما كلام الشيطان على لسان المصروع، فهذا من مخاريق العزامين (يعني بهم الراقون الذين يستعملون العزائم و هي الرقى). و لا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز. و نحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام، فكيف صار لسانه لسان الشيطان؟ إن هذا لتخليط ما شئت. و إنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها، كما قال تعالى {يُوَسْوِسُ في صدور الناس} و كما قال تعالى {إلا إذا تَمَنَّى ألقى الشيطان في أُمْنِيَّتِهِ}. فهذا هو فعل الشيطان فقط. و أما أن يتكلم على لسان أحد، فحِمقٌ عتيقٌ و جُنونٌ ظاهرٌ. فنعود بالله من الخذلان و التصديق بالخرافات».
وسنذكر الأدلة على أقوال كل فريق مع التعليق عليها.
أدلة من قال بأن الشيطان يدخل جسم الإنسان ويؤذيه بالوسوسة فقط
دليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قول الله تعالى:} وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ {. وقوله عز وجل:} ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُون}. وقوله جل وعَلى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ {.
فمن المفسرين من فسر نزغ الشيطان بالغضب. ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه، وهذا لا يستقيم البتة مع الآيات التي قبلها. ومنهم من فسره بالهم بالذنب. ومنهم من فسره بإصابة الذنب. وقوله {تذكروا} أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب، {فإذا هم مبصرون} أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.
دليل:
قول الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ... } سورة إبراهيم:22.
الآية صريحة في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والإيذاء والقتل، وأن الله تعالى لم يجعل له سلطاناً وسبيلاً على الناس إلا أن يوسوس في صدورهم. قال الإمام الطحاوي في "شرح الآثار": «الناس إنما أمروا بالاستعاذة من الشيطان، فيما جعل له سلطان عليهم -وهي الوسوسة- لتحبيب الشر وتكريه الخير وإنساء ما يذكرون وتذكير ما ينسون. وأما إعثار دوابهم وإهلاك أموالهم، فلا سبب له فيها». وقال الإمام الطبري في تفسيره (13|202): حدثنا يونس (ثقة) قال أخبرنا ابن وهب (ثقة) قال: قال ابن زيد: «خطيب السُّوء: إبليس الصادق. أفرأيتم صادقاً لم ينفعه صدقه؟ {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان} أَقْهَركُمْ به {إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} قال أَطَعْتُمُونِي {فلا تلوموني ولوموا أنفسكم} حين أطعتموني ... ».
فلم يجعل الله لإبليس سلطاناً يقهر به بني آدم ويجبرهم على المعاصي. وإنما يوسوس لهم ويدعوهم للمعاصي فيطيعونه. ولو احتج علينا الجاني بأن الشيطان كان قد ركبه وسيطر عليه وقت الجريمة، لما قبلنا ذلك منه. لو كان الشيطان قادراً على الصرع، فلماذا لا يصرع جميع المؤمنين ويصرف همته إلى العلماء والزهاد وأهل العقول مع شدة عداوته لهم، ولماذا لم يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد. فإن قيل أن الشيطان لا يتمكن إلا من ضعفاء الإيمان، فلماذا لم يشك الكفار المعاصرون من احتلال الجن لأجسامهم؟ هل سمعتم بملك أو رئيس اليوم قد احتل الجن جسمه وصار يتخبط به ويتكلم على لسانه؟
دليل:
قول الله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (41) سورة ص. وقوله عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (83) سورة الأنبياء.
ولا شك أبداً أن نبي الله أيوب –عليه السلام– لا يمكن أن يتلبسه الشيطان. فهذا يدل ضرورة على أن مس الشيطان هنا ليس التلبس والسيطرة. وإلى هذا ذهب المفسر الأندلسي ابن حيان إذ قال: «والضر هو المرض، وله أسبابٌ طبيعية ظاهرة في البدن. فنسب ما به من المرض –المستند إلى أسبابه الطبيعية– إلى الشيطان». وقال أحد المفسرين: «الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة. ولكن من غلب عليه المرة السود، أو ضعف عقله، ربما يخيل الشيطان إليه أمورا هائلة، ويوسوس إليه، فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله. ونسب ذلك إلى الشيطان مجازا، لما كان ذلك عند وسوسته».
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في تفسير "الكشاف" للزمخشري: «والنصب: تثقيل نصب، والمعنى واحد، وهو التعب والمشقة. والعذاب: الألم، يريد مرضه وما كان يقاسي فيه من أنواع الوصب. وقيل: الضرّ في البدن، والعذاب في ذهاب الأهل والمال. فإن قلت: لم نسبه إلى الشيطان، ولا يجوز أن يسلطه الله على أنبيائه ليقضي من إِتعابهم وتعذيبهم وطره، ولو قدر على ذلك لم يدع صالحاً إلا وقد نكبه وأهلكه، وقد تكرّر في القرآن أنه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب؟ قلت: لما كانت وسوسته إليه وطاعته له فيما وسوس سبباً فيما مسه الله به من النصب والعذاب، نسبه إليه. وقد راعى الأدب في ذلك، حيث لم ينسبه إلى الله في دعائه، مع أنه فاعله ولا يقدر عليه إلا هو. وقيل: أراد ما كان يوسوس به إليه في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء، ويغريه على الكراهة والجزع، فالتجأ إلى الله تعالى في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء، أو بالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل».
وقال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": «النصب والعذاب هما الماسان أيوب. ففي سورةَ الأنبياء (83) {أني مسني الضر}. فأسند المسّ إلى الضر. والضرّ هو النصب والعذاب. وتردّدت أفهام المفسرين في معنى إسناد المسّ بالنُّصب، والعذاب إلى الشيطان. فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة، كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن. وليس النُّصب والعذاب من الوسوسة، ولا من آثارها (قلت: وفي ذلك نظر، لأن الوسوسة من الممكن أن تؤدي إلى المرض النفسي). وتأولوا ذلك على أقوال تتجاوز العشرة، وفي أكثرها سماجة. وكلها مبني على حملهم الباء في قوله: {بِنُصبٍ} على أنها باء التعدية لتعدية فعل {مَسَّنِي}، أو باء الآلة مثل: "ضربه بالعصا"، أو يؤوّل النُّصب والعذاب إلى معنى المفعول الثاني من باب "أعطى". والوجه عندي: أن تحمل الباء على معنى السببية، بجعل النُّصْب والعذاب مسببين لمسّ الشيطان إياه، أي مسنّي بوسواس سببه نُصْب وعذاب. فجعل الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم النُّصْب والعذاب عنده، ويلقي إليه أنه لم يكن مستحقاً لذلك العذاب، ليلقي في نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك. أو تحمل البَاء على المصاحبة، أي مسّني بوسوسة مصاحبة لضرّ وعذاب. ففي قول أيوب {أني مسَّني الشيطانُ بنُصببٍ وعذابٍ} كناية لطيفة عن طلب لطف الله به ورفع النُّصب والعذاب عنه، بأنهما صارا مدخلاً للشيطان إلى نفسه، فطلب العصمة من ذلك، على نحو قول يوسف عليه السّلام: {وإلاَّ تصرف عنّي كيدَهن أَصْبُ إليهن وأكنْ من الجاهلين} (يوسف: 33). وتنوين «نصب وعذاب» للتعظيم أو للنوعية، وعدل عن تعريفهما لأنهما معلومان لله».
وقال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب": «الشيطان لا قدرة له البتّة على إيقاع الناس في الأمراض والآلام، والدليل عليه وجوه الأول: أنا لو جوزنا حصول الموت والحياة والصحة والمرض من الشيطان، فلعل الواحد منا إنما وجد الحياة بفعل الشيطان، ولعل كل ما حصل عندنا من الخيرات والسعادات، فقد حصل بفعل الشيطان، وحينئذٍ لا يكون لنا سبيل إلى أن نعرف أن معطي الحياة والموت والصحة والسقم، هو الله تعالى الثاني: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يسعى في قتل الأنبياء والأولياء، ولم لا يخرب دورهم، ولم لا يقتل أولادكم الثالث: أنه تعالى حكى عن الشيطان أنه قال: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) فصرح بأنه لا قدرة له في حق البشر إلا على إلقاء الوساوس والخواطر الفاسدة، وذلك يدل على قول من يقول إن الشيطان هو الذي ألقاه في تلك الأمراض والآفات، فإن قال قائل: لم لا يجوز أن يقال إن الفاعل لهذه الأحوال هو الله تعالى لكن على وفق التماس الشيطان؟ قلنا فإذا كان لا بد من الاعتراف بأن خالق تلك الآلام والأسقام هو الله تعالى، فأي فائدة في جعل الشيطان واسطة في ذلك؟ بل الحق أن المراد من قوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} أنه بسبب إلقاء الوساوس الفاسدة والخواطر الباطنة كان يلقيه في أنواع العذاب والعناء، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا في أن تلك الوساوس كيف كانت وذكروا فيه وجوهاً الأول: أن علته كانت شديدة الألم، ثم طالت مدة تلك العلة واستقذره الناس ونفروا عن مجاورته، ولم يبق له شيء من الأموال
(يُتْبَعُ)
(/)
ألبتة. وامرأته كانت تخدم الناس وتحصل له قدر القوت، ثم بلغت نفرة الناس عنه إلى أن منعوا امرأته من الدخول عليهم ومن الاشتغال بخدمتهم، والشيطان كان يذكره النعم التي كانت والآفات التي حصلت، وكان يحتال في دفع تلك الوساوس، فلما قويت تلك الوساوس في قلبه خاف وتضرع إلى الله، وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} لأنه كلما كانت تلك الخواطر أكثر كان ألم قلبه منها أشد. الثاني: أنها لما طالت مدة المرض جاءه الشيطان وكان يقنطه من ربه ويزين له أن يجزع فخاف من تأكد خاطر القنوط في قلبه فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}، الثالث: قيل إن الشيطان لما قال لامرأته: "لو أطاعني زوجك أزلت عنه هذه الآفات" فذكرت المرأة له ذلك، فغلب على ظنه أن الشيطان طمع في دينه، فشق ذلك عليه، فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}».
دليل:
ما رواه البخاري (#5652)، ومسلم (#2576)، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: «ألا أريك امرأة من أهل الجنة»؟ قلت: «بلى». قال: «هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت: "إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي". قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"؟ فقالت: "أصبر"، فقالت: "إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف"، فدعا لها».
فلو كان الشيطان هو الذي يتلبسها، ويتكلم على لسانها وقت صرعتها، ويستولي على جسدها وعقلها، لم يكن رسول الله r ليتركه يصرعها ويتلبسها. ولكان دعا لها بلا شك. لكنه بَيَّنَ لها أن الأفضل لها أن تصبر وأن لا يدعو لها. وإلا فالتخلص من الشيطان والاستعاذة بالله من وسوساته أمر واجب ومندوب، ولا يؤجر المرء على ترك ذلك! والخصوم يدعون أن قراءتهم للقرآن تطرد الجني المتلبس، وهذه صحابية تصلي مع رسول الله r وتسمع قراءته. فكيف لا يطرد هذا الشيطان المتلبس، لو كان هو سبب الصرع كما يزعمون؟
دليل:
ما رواه البخاري (#2035، #2038، #2039) ومسلم (#2175) عن صفية بنت حيي زوج النبي r قالت: كان النبي r معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي r أسرعا، فقال النبي r: « على رسلكما، إنها صفية بنت حيي». فقالا: «سبحان الله يا رسول الله»! فقال r: « إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئاً».
ومعنى الحديث أن رسول الله r قد خشي أن يوسوس الشيطان لهما ويقذف في أذهانهما سوء ظن، فوضح لهما أن التي معه صفية بنت حيي. قال الإمام الشافعي: «أراد -عليه السلام- أن يُعلّم أمته التبرّي من التهمة في محلها، لئلا يقعا في محذور. وهما كانا أتقى لله من أن يظنا بالنبي r شيئاً. والله أعلم». فهذا الحديث فيه دليل على أن الشيطان يدخل في الإنسان ويجري مجرى الدم، ويلقي في ذهنه الوسوسات وخواطر الشر. وهذا محل إجماع بين العلماء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ) في مجموع الفتاوى (24|276): «ودخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة». ويدل عليه أيضاً حديث عند مسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده، فإن الشيطان يدخل».
دليل:
ما رواه النسائي (8|283) وأحمد (3|427) من طريق عبد الله بن سعيد عن صيفي عن أبي اليسر كعب بن عمرو السَّلمي t قال: «كان رسول الله r يقول: "اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم، والغرق والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً"». هذا حديث حسنه شيخنا عبد القادر الأرناؤوط –رحمه الله– في تحقيقه لكتاب جامع الأصول (4|361).
قال الخطابي: «استعاذته -عليه السلام– من تخبط الشيطان عند الموت هو: أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا، فيضلّه ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله، أو يؤسه من رحمة الله تعالى، أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة، فيختم له بسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه». وواضح جداً من الحديث أن هذا عن الوسوسة النفسية لا غير.
دليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي من طريق جعفر بن سليمان (رافضي ضعيف) عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري t قال: كان رسول الله r إذا قام من الليل كبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «الله أكبر كبيراً»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه ونفثه».
إلا أن في الحديث ضعفاً. قال أبو داود في سننه (1|206): «هذا الحديث يقولون هو عن: علي بن علي عن الحسن مرسلاً. الوهم من جعفر». وقال الترمذي: «حديث أبي سعيد أشهر حديث في الباب، وقد تكلم في إسناده». وقال أحمد: «لا يصح هذا الحديث». وقال بن خزيمة (1|238): «لا نعلم في الافتتاح "سبحانك اللهم" خبراً ثابتاً عند أهل المعرفة بالحديث. وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد». ثم قال: «لا نعلم أحداً ولا سمعنا به، استعمل هذا الحديث على وجهه». ورواه عن جبير بن مطعم، وأعله بالاضطراب. ورواه أحمد من حديث أبي أمامة، وفي إسناده من لم يسم. وعن أنس نحوه، رواه الدارقطني، وفيه الحسين بن علي بن الأسود فيه مقال. وله طريق أخرى ذكرها بن أبي حاتم في العلل عن أبيه وضعفها.
أدلة من قال بأن الشيطان يدخل يسيطر على جسد الإنسان ويتكلم بلسانه
دليل:
ما أخرجه ابن ماجه (2|1174 #3548): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله r على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت على رسول الله r، فقال: «ابن العاص»؟ قلت: «نعم يا رسول الله». قال: «ما جاء بك»؟ قلت: «يا رسول الله، عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي». قال: «ذاك الشيطان، أدنه». قال: فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي. قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي، وقال: «اخرج عدو الله»، ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: «الحق بعملك». فقال عثمان: «فلعمري ما أحسبه خالطني بعد».
وهذا حديث ضعيف. فقد أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، وقد كان ثقة في أول أمره. لكن قال أبو داود: «تغير تغيرا شديداً»! وله من الحديث ما أنكره العلماء، كما تجد في ترجمته في كامل ابن عدي. والحديث الذي في صحيح مسلم مقدم عليه. ثم إن الحديث ليس صريحاً في التلبس، إذا جمعنا بينه وبين الروايات الأخرى (هذا على فرض أنه صحيح).
ففي صحيح مسلم (1|341 #468): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي: أن النبي r قال له: «أُمّ قَوْمَكَ». قلت: «يا رسول الله. إني أجد في نفسي شيئاً». قال: «ادْنُهْ». فجلّسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي، ثم قال: «تحوّل». فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال: «أُمّ قومك. فمن أَمّ قوماً فليخفف، فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض وإن فيهم الضعيف وإن فيهم ذا الحاجة. وإذا صلى أحدكم وحده، فليُصلّ كيف شاء».
وجاء في باب آخر في صحيح مسلم (4|1728 #2203): حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي r فقال: «يا رسول الله. إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها علي». فقال رسول الله r: « ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً». قال: «ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني».
قال الإمام النووي: «وقوله "أجد في نفسي شيئاً"، قيل: يحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من الكبر والإعجاب له بتقدمه على الناس، فأذهبه الله تعالى ببركة كف رسول الله r ودعائه. ويحتمل أنه أراد الوسوسة في الصلاة، فإنه كان موسوساً، ولا يصلح للإمام الموسوس». أقول: فروايتي مسلم –كما قال النووي– تُبيّن أن عثمان بن أبي العاص كان موسوساً. والوسوسة غير التلبس. والذي يجعلني أجزم بأن الروايات الثلاث هي حادثة واحدة:
1) ما ورد من كلام عثمان t في تعليقه على الحادثة في رواية ابن ماجه «فقال عثمان: فَلَعَمْرِي ما أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ». وفي رواية مسلم «فعلت ذلك فاذهبه الله عني».
(يُتْبَعُ)
(/)
2) كما أن الذي جعلني أجزم بأنها حادثة واحدة أن رواة الحادثة عن عثمان مختلفون، فقد يكون كل منهم رواها بالمعنى. ففي رواية ابن ماجه، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني. وفي رواية مسلم، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: موسى بن طلحة، وفي رواية مسلم الثانية: أبو العلاء.
3) وعثمان وفد على النبي r في سنة تسع، أي قبل وفاة النبي r بفترة قصيرة.
4) وأن الشيطان كان يحول بينه وبين صلاته بمعنى: جعل بينه وبين كمال الصلاة والقراءة حاجزاً من وسوسته المانعة من رُوح العبادة وسرّها، وهو الخشوع.
5) ثم إن المشهور عند من يقولون بمثل هذا الأمر –أن الجن يتلبس الأنس– أن السبب في التلبس هو بعد الإنسان عن الله وكثرة الذنوب والمعاصي. وعثمان t صحابي وإمام قومه. فهل مثل هذا يتلبسه الشيطان؟!
ونستنتج مما سبق أن هذا الحديث يتحدث عن دخول الشيطان إلى ابن آدم ليوسوس له في صدره. وهذه حقيقة قرآنية لا نقاش فيها. إنما موضوعنا عن المس الشيطاني، بمعنى أن الشيطان يصبح هو المسيطر الكامل على الجسد، وهو الذي يتكلم ويتحرك ويحس. وهذا من الخرافات. ولو صح لادعى المجرم أنه وقت الجريمة كان الشيطان قد تلبسه، فهو غير مسؤول عن جسمه!
دليل:
وما أخرجه أحمد (4|170): من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز (شيخ مضطرب الحديث) عن يعلى بن مرة t قال: لقد رأيت من رسول الله r ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها. فقالت: «يا رسول الله. هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة». قال: «ناولينه». فرفعته إليه، فجعلته بينه وبين واسطة الرَّحل. ثم فَغَرَ فاه، فنفث فيه ثلاثاً، وقال: «بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله». ثم ناولها إياه. فقال: «ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل». قال: فذهبنا، ورجعنا، فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال r: « ما فعل صبيك»؟ فقالت: «والذي بعثك بالحق، ما حسسنا منه شيئاً حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم». قال: «انزل فخذ منها واحدة ورُدَّ البقية».
وهو حديث لا يصح. وله شاهد ضعيف جداً، أخرجه الطبراني في الأوسط (9|52): من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن التيمي (ضعيف) ثنا عبد الحكيم بن سفيان بن أبي نمر (مجهول) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر (جيد) عن جابر بن عبد الله. وأخرجه الدارمي (1|22): عن عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن عبد الملك (ضعيف يقلب الحديث) عن أبي الزبير عن جابر. وكأن الحديث أصله عن عبد الحكيم، فقلبه إسماعيل هذا.
دليل:
قتل الجني لفتى من المسلمين في عهد رسول الله r. أخرجه مسلم (#2236). ومحاولته لقطع الصلاة على رسول الله r وخنقه -عليه الصلاة والسلام- له. أخرجه البخاري (#461) (#1210) ومسلم (#541). ومجيء الشيطان للرسول r - وهو في الصلاة- بشهاب من النار ليجعله في وجهه. أخرجه مسلم (#542). وسرقته للطعام ونحوه من المسلمين. أخرجه البخاري (#2311) (#3275).
والجواب أن الجن بإمكانها التشكل على شكل مخلوقات أخرى، كالأفاعي وكالإنس كذلك. وعندما تتشكل بأشكال هذه المخلوقات، فإنه يجري عليها نفس القوانين الفيزيائية والطبيعية التي تجري على تلك الأجسام. فيمكن عندها رؤية الجني الذي تشكل في شكل أفعى، كما في الحديث الأول. ولما قتله الفتى المسلم، مات الجني، وانتقم أصحابه الجن بأن أسقطوا الرمح على الفتى فقتلته. وأما في القصص الأخرى فقد كان الجني متلبساً على شكل رجل من الناس، كما نص الحديث الأخير. وقد رآه أبو هريرة r طبعاً على شكل أنسي. ولو كان الجني باقياً على شكله الأصلي الجني، لاستحال على أي بشر أن يراه. الدليل على ذلك قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف. فالجن ترانا، ونحن لا يمكن أن نراهم. فإذا تشكلوا على أشكالنا، رأينا أشكالهم البشرية (وليس الجنية) وجرت عليهم النواميس
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبيعية التي تجري على البشر.
ولم ينكر أحد أن الجني بإمكانه أن يتشكل بشكل أنسي ويؤذي ابن آدم، كما يؤذي ابن آدم للآدمي الأخر. فهذا لا خلاف بيننا وبينهم فيه. لكن أين هذا من تلبس الجني لجسد الإنسي، وسيطرته عليه، وتكلمه بلسانه. وشتان ما بين الأمرين.
دليل:
روى البخاري (#4274) قال: حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود يولد، إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها». ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}.
وجاء الحديث عند مسلم (#2366) عن ابن أبي شيبة عن عبد الأعلى عن معمر، بنحوه لكن في لفظه " إلا نَخَسَهُ الشيطان". قلت: أخطأ عبد الأعلى أو ابن أبي شيبة في لفظة "نخسه". ولفظ عبد الرزاق (عند البخاري ومسلم) عن معمر "يمسه"، وهو أثبت عن معمر، وكذلك لفظ عبد الواحد بن زياد، عن معمر مثل عبد الرزاق. كما أن هذا اللفظ يوافق لفظ شعيب عن الزهري (عند البخاري ومسلم). فهذا الصواب من لفظ الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وجاء الحديث من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ "يطعن بإصبعه". رواه عن أبي الزناد شعيب عند البخاري (#3044) والمغيرة عند أحمد (21|399)، ونحوه سفيان عند الحميدي (2|375). ولم أستطع الترجيح بين الإسنادين فكلاهما في غاية الصحة. فيكون لفظ "مسه" الشيطان أي "طعنه بإصبعه". فهذا المس لا علاقة له البتة بالصرع والجنون.
قال ابن حجر في فتح الباري (12|405): «ظاهر الخبر أن إبليس مُمَكَّنٌ من مَسِّ كل مولودٍ عند ولادته، لكن من كان من عباد الله المخلصين لم يضره ذلك المس أصلاً. واستثنى من المخلصين مريم وابنها، فإنه ذهب يمس على عادته، فحيل بينه وبين ذلك. فهذا وجه الاختصاص، ولا يلزم منه تسلطه على غيرهما من المخلصين». فإيذاء الشيطان للمولود عند ولادته هو خاص بوقت الولادة فقط، ولا يتعدى لغيره. ولنا أن نسألهم: لو أن الشيطان قدر على نخس الإنسان وإيذائه في كل وقت، فلم لا يصرع جميع المؤمنين؟ ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان؟ ولم لا يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟
دليل:
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (275) سورة البقرة.
قالوا: معنى الآية أن الذي يأكل الربا يقوم حين يبعث يوم القيامة مثل المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس. والمس عندهم هو سيطرة الشيطان على جسد الآدمي، فيجعله يتخبط مصروعاً.
والجواب عليهم هو في قوله تبارك وتعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (41) سورة ص. فهل الشيطان تلبس أيوب عليه السلام؟ وهل يجوز عندهم أن يسيطر الشيطان على جسد نبي من المرسلين فيجعله يتخبط كالمجانين (والعياذ بالله)؟ وماذا يقولن أيضاً عن قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف؟ وهل هؤلاء تلبسهم الشيطان؟!
وقد اختلف المفسرون في تفسير تلك الآية. فمنهم من فسرها كما سبق. ومنهم من فسرها بأن المس هو وسوسة الشيطان وتزيين الباطل لهم، وبذلك تكون الآية تتحدث عن الحياة الدنيا وليس الآخرة. ومنهم من فسر المس بأنه التخبط والصرع والجنون، لكنهم جعلوها كذلك في الحياة الدنيا، وهو ظاهر الآية وليس من قول مرفوع صحيح يخرج المعنى عن الظاهر. قال رشيد رضا في تفسير المنار: «وأما قيام آكل الربا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، فقد قال ابن عطية في تفسيره: "المراد تشبيه المرابي في الدنيا بالمتخبط المصروع كما يقال لمن يصرع بحركات مختلفة: قد جن". أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو المتبادر، ولكن ذهب الجمهور إلى خلافه، وقالوا: "إن المراد بالقيام القيام من القبر عند البعث، وأن الله تعالى جعل من علامة المرابين يوم القيامة أنهم يبعثون كالمصروعين". ورووا ذلك عن ابن عباس وابن مسعود. بل روى الطبراني من حديث عوف بن مالك مرفوعاً: "إياك والذنوب التي لا تغفر: الغلول، فمن غل شيئاً أتي به يوم القيامة، والرباـ فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط". والمتبادر إلى جميع الأفهام ما قاله ابن عطية، لأنه إذا ذكر القيام، انصرف إلى النهوض المعهود في الأعمال. ولا قرينة تدل على أن المراد به البعث. وهذه الروايات لا يسلم منها شيء من قول في سنده، وهي لم تنزل مع القرآن، ولا جاء المرفوع منها مفسراً للآية. ولولاها لما قال أحد بغير المتبادر الذي قال به ابن عطية، إلا من لم يظهر له صحته في الواقع. وكان الوضاعون الذين يختلقون الروايات، يتحرَّون في بعضها ما أشكل عليهم ظاهره من القرآن، فيضعون لهم رواية يفسرونه بها. وقلَّما يصح في التفسير شيء».
ومنهم من قال أن ربط الشياطين بمسألة الصرع، قد جاء ليكون تصوير المرابي على أبشع صورة عند العرب. جاء في "تفسير البحر المحيط" لأبي حيان: «وأبدى لأكل الربا صورة تستبشعها العرب على عادتها في ذكر ما استغربته واستوحشت منه، كقوله: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ الشَّياطِينِ}. وقول الشاعر: "ومسنونة زرق كأنياب أغوال". وقول الآخر: "خيلاً كأمثال السعالي شرّباً". وقول الآخر: "بخيل عليها جنّة عبقريّة". ولا ضير في ذلك، لأنه مجرد تشبيه خالٍ عن الحُكمِ حتى يكون خطأً غير مطابقٍ للواقع. وقد ورد نظير ذلك فيما حكاه الله عن أيوب (عليه السلام) إذ قال: {أني مسني الشيطان بنصب وعذاب} وإذ قال: {أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين}. والضر هو المرض، وله أسبابٌ طبيعية ظاهرة في البدن. فنسب ما به من المرض –المستند إلى أسبابه الطبيعية– إلى الشيطان».
وإلى قريب من هذا ذهب الزمخشري في "الكشاف" فقال: «{لاَ يَقُومُونَ} إذا بعثوا من قبورهم {إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} أي المصروع. وتخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع. والخبط الضرب على غير استواء كخبط العشواء، فورد على ما كانوا يعتقدون. والمس: الجنون. ورجل ممسوس، وهذا أيضاً من زعماتهم، وأن الجنيَّ يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل: معناه ضربته الجنّ ورأيتهم لهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات. فإن قلت: بم يتعلق قوله: {مِنَ الْمَسِّ}؟ قلت: بـ {لاَ يَقُومُونَ}، أي لا يقومون من المسّ الذي بهم إلا كما يقوم المصروع. ويجوز أن يتعلق بيقوم، أي كما يقوم المصروع من جنونه. والمعنى أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين، تلك سيماهم يعرفون بها عند أهل الموقف. وقيل الذين يخرجون من الأجداث يوفضون، إلا أكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين، لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم، فلا يقدرون على الإيفاض».
قال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب": «أما قوله تعالى: {لاَ يَقُومُونَ} فأكثر المفسرين قالوا: المراد منه القيام يوم القيامة، وقال بعضهم: المراد منه القيام من القبر. واعلم أنه لا منافاة بين الوجهين، فوجب حمل اللفظ عليهما. أما قوله تعالى: {إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ففيه مسائل: المسألة الأولى: التخبط معناه الضرب على غير استواء. ويقال للرجل الذي يتصرف في أمر ولا يهتدي فيه: إنه يخبط خبط عشواء. وخبط البعير للأرض بأخفافه. وتخبطه الشيطان إذا مسّه بخبل أو جنون، لأنه كالضرب على غير الاستواء في الادهاش. وتسمى إصابة الشيطان بالجنون والخبل خبطة، ويقال: به خبطة من جنون. والمس الجنون، يقال: مس الرجل فهو ممسوس وبه مس. وأصله من المس باليد، كأن الشيطان يمس الإنسان فيجنه، ثم سمي الجنون مساً، كما أن الشيطان يتخبطه ويطؤه برجله فيخبله، فسمي الجنون خبطة، فالتخبط بالرجل والمس باليد. ثم فيه سؤالان: السؤال الأول: التخبط تفعل، فكيف يكون متعدياً؟ الجواب: تفعل بمعنى فعل كثير، نحو تقسمه بمعنى قسمه، وتقطعه بمعنى قطعه. السؤال الثاني: بم تعلق قوله {مِنَ الْمَسِّ}. قلنا: فيه وجهان أحدهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
بقوله {لاَ يَقُومُونَ} والتقدير: لا يقومون من المس الذي لهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان والثاني: أنه متعلق بقوله {يقوم} والتقدير لا يقومون إلا كما يقوم المتخبط بسبب المس. المسألة الثانية: قال الجبائي: الناس يقولون المصروع إنما حدثت به تلك الحالة لأن الشيطان يمسه ويصرعه وهذا باطل، لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم. ويدل عليه وجوه: أحدها: قوله تعالى حكاية عن الشيطان {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) وهذا صريح في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والقتل والإيذاء ( ... ). الرابع: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يصرع جميع المؤمنين ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان، ولم لا يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد.
واحتج القائلون بأن الشيطان يقدر على هذه الأشياء بوجهين الأول: ما روي أن الشياطين في زمان سليمان بن داود -عليهما السلام- كانوا يعملون الأعمال الشاقة، على ما حكى الله عنهم أنهم كانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات (قال محمد الأمين: قدرتهم على ذلك لا تعني قدرتهم على صرع الإنسان، فتأمل). والجواب عنه: أنه تعالى كلفهم في زمن سليمان، فعند ذلك قدروا على هذه الأفعال، وكان ذلك من المعجزات لسليمان عليه السلام. والثاني: أن هذه الآية وهي قوله {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} صريح في أن يتخبطه الشيطان بسبب مسّه. والجواب عنه: أن الشيطان يمسّه بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع، وهو كقول أيوب عليه السلام {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (ص: 41). وإنما يحدث الصرع عند تلك الوسوسة: لأن الله تعالى خلقه من ضعف الطباع وغلبة السوداء عليه، بحيث يخاف عند الوسوسة، فلا يجترىء، فيصرع عند تلك الوسوسة، كما يصرع الجبان من الموضع الخالي. ولهذا المعنى لا يوجد هذا الخبط في الفضلاء الكاملين وأهل الحزم والعقل، وإنما يوجد فيمن به نقص في المزاج وخلل في الدماغ (يعني المرضى النفسيين). فهذا جملة كلام الجبائي في هذا الباب. وذكر القفال فيه وجه آخر، وهو أن الناس يضيفون الصرع إلى الشيطان وإلى الجن، فخوطبوا على ما تعارفوه من هذا. وأيضاً من عادة الناس أنهم إذا أرادوا تقبيح شيء، أن يضيفوه إلى الشيطان، كما في قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} (الصافات: 65).
المسألة الثالثة: للمفسرين في الآية أقوال. الأول: أن آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً، وذلك كالعلامة المخصوصة بآكل الربا، فعرفه أهل الموقف لتلك العلامة أنه آكل الربا في الدنيا. فعلى هذا معنى الآية: أنهم يقومون مجانين، كمن أصابه الشيطان بجنون. والقول الثاني: قال ابن منبه: يريد إذا بعث الناس من قبورهم خرجوا مسرعين -لقوله {يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً} (المعارج: 43) - إلا آكلة الربا فإنهم يقومون ويسقطون، كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. وذلك لأنهم أكلوا الربا في الدنيا، فأرباه الله في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم. فهم ينهضون، ويسقطون، ويريدون الإسراع، ولا يقدرون. وهذا القول غير الأول لأنه يريد أن آكلة الربا لا يمكنهم الإسراع في المشي بسبب ثقل البطن، وهذا ليس من الجنون في شيء. ويتأكد هذا القول بما روي في قصة الإسراء أن النبي r انطلق به جبريل إلى رجال كل واحد منهم كالبيت الضخم، يقوم أحدهم فتميل به بطنه فيصرع، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}. والقول الثالث: أنه مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (الأعراف: 201). وذلك لأن الشيطان يدعو إلى طلب اللذات والشهوات والاشتغال بغير الله، فهذا هو المراد من مس الشيطان. ومن كان كذلك كان في أمر الدنيا متخبطاً، فتارة الشيطان يجره إلى النفس والهوى، وتارة الملك يجره إلى الدين والتقوى. فحدثت هناك حركات مضطربة، وأفعال مختلفة. فهذا هو الخبط الحاصل بفعل الشيطان. وآكل الربا لا شك أنه يكون
(يُتْبَعُ)
(/)
مفرطاً في حب الدنيا متهالكاً فيها، فإذا مات على ذلك الحب، صار ذلك الحب حجاباً بينه وبين الله تعالى. فالخبط الذي كان حاصلاً في الدنيا بسبب حب المال، أورثه الخبط في الآخرة، وأوقعه في ذلّ الحجاب. وهذا التأويل أقرب عندي من الوجهين اللذين نقلناهما عمن نقلنا».
دليل:
جاء في حديث جابر في البخاري: «خَمِّروا الآنية وأَوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وَاكْفِتُوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشاراً وخَطفة. وأطفئوا المصابيح عند الرُّقاد (النوم) فإن الفُوَيْسِقَةَ (الفارة) ربما اجترَّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت». وهذا الحديث فيه أن شياطين الجن تنتشر في الليل وقد تتشكل بشكل حيوانات مؤذية أو بأشكال بشرية فتؤذي بني آدم، أو أنها قد تدل دواب الأرض على إيذاء البشر. قال ابن حجر في الفتح: «والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان، فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى حرق الدار».
على أن البعض توهم معنى الحديث بأن الجن تخطف البشر في الليل! واستشهدوا بقصة طويلة رواها العراقيون (باختلاف ألفاظهم) عن أبي نضرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً من الأنصار (أي الصحابة) خطفته الجن وهو ذاهب لصلاة العشاء! وتذكر الأسطورة تفاصيل حول سبي الجن له لسنين إلى أن أتاه جن أنس فأعتقوه. وفي الأسطورة كذلك أن الجن يأكلون الفول! ثم عاد فوجد عمر قد زوج امرأته من رجل آخر. وقد جاءت الأسطورة في مرسل يحيى بن جعدة (قاص مكة) كذلك مختصرة جداً، وهي أجدر أن تكون من القصص التي تحكيها الأمهات لأطفالهن لتخيفهن من الخروج ليلاً.
نعم، للقصة أصل صحيح وهو حكم عمر في المفقود، رواه ثقات المدينة بالإسناد المتصل، بغير تلك الخرافات. قال ابن عبد البر في "التمهيد": «وقد روى معناه المدنيون في المفقود، إلا أنهم لم يذكروا معنى اختطاف الجن للرجل». ومعلومٌ أن ابن أبي ليلى لم يسمع من عمر شيئاً ولم يره أصلاً. قال ابن المديني: «لم يثبت عندنا من جهة صحيحة أن ابن أبي ليلى سمع من عمر». وكان شعبة ينكر أنه سمع من عمر. بل روى عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال: «ولدت لست (سنين) بقين من خلافة عمر». وقال ابن معين: «لم ير عمر رضي الله عنه». فقيل له: «الحديث الذي يروى: "كنا مع عمر نتراءى الهلال" وقوله: "سمعت عمر يقول صلاة الجمعة ركعتان ... "». فقال: «ليس بشيء».
ومثل هذه الأسطورة لو صحت لرواها المدنيون وتناقلوها. على أن الزنادقة أرادوا الطعن في الدين فجعلوا من تلك الأسطورة حديثاً مرفوعاً، فيه أن هذا الرجل كان رجلاً صالحاً في الجاهلية اسمه "خرافة"! وأن الجن كانت بعد عودته تتسمع الخبر من السماء فتأتيه به قبل وقوعه، فيقال أصدق الحديث حديث خرافة. وأحسب أننا بغنى عن بيان كذب تلك الخرافة.
دليل:
أخرج أحمد (4|395 #19546): عن عبد الرحمن ثنا سفيان عن زياد بن علاقة عن رجل (مجهول) عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فناء أمتي بالطعن والطاعون». فقيل: «يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون». قال: «وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهداء».
وقد اضطرب زياد بن علاقة في هذا الحديث اضطراباً شديداً يفضي إلى ترك حديثه. فقد روى الحديث الطبراني في الأوسط (8|239) من طريق معتمر: سمعت بن أرطأة، يحدث عن زياد بن علاقة، عن كردوس بن عباس الثعلبي، عن أبي موسى الأشعري ... الحديث. وثم قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن زياد بن علاقة عن كردوس إلا الحجاج (بن أرطأة)، تفرد به معتمر. ورواه أبو بكر النهشلي (عند أبي يعلى 13|157 #7226) عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن أسامة بن شريك. ورواه الثوري ومسعر وإسرائيل عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن الحارث عن أبي موسى». وأخرجه في الأوسط (3|367 #3422) والصغير (1|219 #351) بذكر يزيد بن الحارث بدلاً من عبد الله. وأخرجه أحمد (4|413 #19723): من طريق أبي بلج قال حدثناه أبو بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عبد الله بن قيس، مرفوعاً. وهذا من مناكير أبي بلج.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا حديث أبي موسى، وقد جاء من حديث ابن عمر كذلك. رواه الطبراني في الأوسط (2|376 #2273) و الصغير (1|95) وقال: «لم يروه عن إبراهيم بن أبي حرة إلا بشر إلا عبد الله بن عصمة». وعبد الله بن عصمة النصيبي: مجهول، قال ابن عدي: «رأيت له أحاديث أُنكرها ... ولم أر للمتقدمين فيه كلام». وقد جاء من حديث أمنا عائشة. أخرجه الطبراني في الأوسط (5|353 #5531) من طريق يوسف بن ميمون (منكر الحديث جداًَ) عن عطاء عن بن عمر عن عائشة مرفوعاً. وأخرجه أبو يعلى (8|125 #4664) من طريق معتمر بن سليمان قال: سمعت ليثا (ضعيف) يحدث صاحب له (مجهول) عن عطاء عن عائشة. وكأن المجهول هو ابن ميمون.
ومعلوم أن الطاعون له جرثومة معلومة تصيب الغدد البلغمية وتسبب الوفاة. وقد تأول الشيخ رشيد رضا الجراثيم بأنها أحد أنواع الجن، وفيه تكلف. والبعض تأول بأن وخز الجن يكون بإعانتها على نقل تلك الجراثيم إلى جسم الإنسان، وهو محتمل. لكن الأولى أن لا يشتغل بتأويل الحديث الضعيف.
أنواع الصرع
1– الصرع العضوي: أما الصرع العضوي فمعروف في كتب الأطباء. وأحد أسبابه أن تنمو بعض النسج حول الغدد والمراكز العصبية، فتضغط عليها. وهذا الضغط قد يتسبب من حين لآخر، بجنون وفقدان وعي جزئي، فتجد المصروع المريض يتخبط بغير هدى، وربما نطق بكلام غير مفهوم. وقد يتغير صوته كذلك نتيجة الضغط على أعصاب الحنجرة واللسان. وبسبب فقدانه لإدراكه الذهني خلال فترة الصرع، فإنه لا يشعر بالألم إلا بعد خروجه من صرعته، تماماً كحال السكران شديد السكرة. وقد يبلغ الضغط على المراكز العصبية حداً يجعله يفقد الوعي ويغمى عليه. وله عدة حالات، ولها علاج كيماوي أو جراحي.
2– الصرع النفسي: يحصل الصرع النفسي نتيجة معاشرة أو مشاهدة الإنسان السليم للمصروعين، أو عندما يوهم المعالج المريض بأنه مصاب بمس من الجان. عندها تحصل لهذا الإنسان فكرة ثم وسوسه ثم وهم، فيتوهم بأنه مصاب بالمس. وربما تستغل بعض الشياطين هذا الوهم بأن تتسلط على عقله حتى تجعله يظن أن الأمر حقيقة. وما يكاد أن يقرأ عليه الراقي، حتى يسقط ويصرخ ويتخبط بالأقوال والأفعال ويتقمص تصرفات المصاب بالمس وقت القراءة، فيترك الحليم حيران.
إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي. لأن مرض الصرع يزول بفضل الله بالعلاج والدواء، أما مريض الوهم، فهو في دوامة لا تنتهي، ويحتاج إلى طبيب نفسي. فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مساً من الجن أو أنه مسحور، يتشوش فكره وتضطرب حياته، وتختل وظائف الغدد، وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر.، وربما يحدث له تشنجات أو إغماء. ويسمى في علم النفس الحديث "الإيحاء الذاتي".
تجد من يصرع وقت القراءة، ويقول "أنا الجني الفلاني، وأنا خادم سحر، ولن أخرج حتى يحصل كذا وكذا". و طبعاً الذي يتكلم الإنسان وليس الجني، وهو يمثل على الراقي بأنه جني. والغاية من هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة خاصة، ويلفت أنظار مَنْ حوله إليه، أو حتى يستجاب لطلباته، أو لتعرضه لمشاكل أو لصدمات عاطفية أو نفسية، أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه (وهو كثير) أو لغاية أخرى.
يقول الجاحظ: بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوها إلى زوجها، فعزم عليها، فإذا هي قد سقطت. فقال لأهلها: «أخلو بي بها». فقال لها: «أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصك». فقالت: «إنه قد كان لي صديق! وأنا في بيت أهلي. وإنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي، ولست ببكر. فخفت الفضيحة. فهل عنك من حيلة في أمري؟». فقال: «نعم». ثم خرج إلي أهلها، فقال: «إن الجني قد أجابني إلى الخروج منها، فاختاروا من أي عضو تحبون أن أخرجه من أعضائها. واعلموا أن العضو الذي يخرج منه الجن، لا بد وأن يهلك ويفسد. فإن خرج من عينها عميت، وإن خرج من أذنها صُمت، وإن خرج من فمها خرست، وإن خرج من يدها شلت، وإن خرج من رجلها عرجت، وإن خرج من فرجها ذهبت عذرتها». فقال أهلها: «ما نجد شيئاً أهون من ذهاب عذرتها». فأخرج الشيطان من فرجها، فأوهمهم أنه فعل، ودخلت المرأة على زوجها. اهـ.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في باب آخر في صحيح مسلم (4|1728 #2203): حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي r فقال: «يا رسول الله. إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها علي». فقال رسول الله r: « ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً». قال: «ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني».
قال الإمام النووي: «وقوله "أجد في نفسي شيئاً"، قيل: يحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من الكبر والإعجاب له بتقدمه على الناس، فأذهبه الله تعالى ببركة كف رسول الله r ودعائه. ويحتمل أنه أراد الوسوسة في الصلاة، فإنه كان موسوساً، ولا يصلح للإمام الموسوس». أقول: فروايتي مسلم –كما قال النووي– تُبيّن أن عثمان بن أبي العاص كان موسوساً. والوسوسة غير التلبس. والذي يجعلني أجزم بأن الروايات الثلاث هي حادثة واحدة:
1) ما ورد من كلام عثمان t في تعليقه على الحادثة في رواية ابن ماجه «فقال عثمان: فَلَعَمْرِي ما أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ». وفي رواية مسلم «فعلت ذلك فاذهبه الله عني».
2) كما أن الذي جعلني أجزم بأنها حادثة واحدة أن رواة الحادثة عن عثمان مختلفون، فقد يكون كل منهم رواها بالمعنى. ففي رواية ابن ماجه، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني. وفي رواية مسلم، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: موسى بن طلحة، وفي رواية مسلم الثانية: أبو العلاء.
3) وعثمان وفد على النبي r في سنة تسع، أي قبل وفاة النبي r بفترة قصيرة.
4) وأن الشيطان كان يحول بينه وبين صلاته بمعنى: جعل بينه وبين كمال الصلاة والقراءة حاجزاً من وسوسته المانعة من رُوح العبادة وسرّها، وهو الخشوع.
5) ثم إن المشهور عند من يقولون بمثل هذا الأمر –أن الجن يتلبس الأنس– أن السبب في التلبس هو بعد الإنسان عن الله وكثرة الذنوب والمعاصي. وعثمان t صحابي وإمام قومه. فهل مثل هذا يتلبسه الشيطان؟!
ونستنتج مما سبق أن هذا الحديث يتحدث عن دخول الشيطان إلى ابن آدم ليوسوس له في صدره. وهذه حقيقة قرآنية لا نقاش فيها. إنما موضوعنا عن المس الشيطاني، بمعنى أن الشيطان يصبح هو المسيطر الكامل على الجسد، وهو الذي يتكلم ويتحرك ويحس. وهذا من الخرافات. ولو صح لادعى المجرم أنه وقت الجريمة كان الشيطان قد تلبسه، فهو غير مسؤول عن جسمه!
أنا ممن أخذوا بقول ابن تيمية وابن القيم ومالك وغيرهم فى تلبس الجن للإنس
سؤال: لم لم ينصحه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالإستعاذة كما فعل مع الأعمى حين نصحه بالدعاء أقصد: لم لم يخبره بالدواء هل كل من يصيبه وسوسة يذهب لمن هو أفضل منه ليدعو له سيقول لى القائل ولم لا طلب الدعاء من الصالح مطلوب ما أقصده لم لم يخبره بالإستعاذة ثم يدعو له حتى لا يسن مافعله من بعده!؟ حين ذهب له الأعمى فأمره ان يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو أى على الشخص نفسه عمل ما أليس بهذا؟!
المهم لى تعقيب بسيط على مالونته بالأحمر
فالكاتب اختار سببا واحدا ليخدم فكرته ويؤكدها لدى القارىء فى حين أن الأسباب عديدة
منها على سبيل المثال لا الحصر
إما بالسحر
وإما بإيذاء الإنس للجن بقتله بدون قصد أو الإستجمار بالعظم وسكب الماء المغلى فى الخلاء
عدم ذكر الله
كثرة الذنوب والمعاصى والإستهانة بمراقبة الله
الكفر بوجود الجن والإستهانة بأدلة وجودهم
هجر القرآن
كثرة الشبهات والوساوس والشك فى الله وآياته
أو من باب العبث بالإنس
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 23/ 82 وهو يتحدث عن عبث الجن بالإنس: (وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل).
وماذا يقولن أيضاً عن قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف؟ وهل هؤلاء تلبسهم الشيطان؟!
اسأل سؤال طالب العلم لا العارف المجادل
هل كل كلمة فى القرآن استخدمها الله تعالى بمعنى واحد؟
بمعنى هل نستطيع أن نفى نفيا أكيدا بأن الكلمة الواحدة فى القرآن لا تستخدم إلا لمعنى واحد؟ أنتظر الرد.
ما أريد أن أقوله الأمر بين اثنين
إما إبتلاء يُصاب به المؤمن
أو عقوبة يصاب بها العاصى والكافر
وحصر ذلك فى العقاب فقط ينافى الواقع والشرع والأدلة فى السنة من إبتلاء أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بسحر أمرضها أو إبتلاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
إنما حدثت به تلك الحالة لأن الشيطان يمسه ويصرعه وهذا باطل، لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم. ويدل عليه وجوه: أحدها: قوله تعالى حكاية عن الشيطان {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) وهذا صريح في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والقتل والإيذاء ( ... ). الرابع: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يصرع جميع المؤمنين ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان، ولم لا يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد.
لم أفهم أخى الكريم مادخل السلطن بالصرع إن كان الشيطان نفسه قال إلا أن دعوتكم فقاستجبتم أى السلطان خاص بالحجة أو الوقوع فى ذنب يحجب العبد عن عفو ربه ولكن قد يوسوس ونقع فى ذنب ولكن ذنب يغفر مادمنا من عباد الله المخلصين
أما سيطرته على الجسد - أى الجن فى الصرع - لا دخل بالسلطان لأسباب
أولا لأنه ضعيف ويطرد بالذكر والخشوع والرقية وبيسر أخرجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من صدر عثمان رضى الله عنه لأن كيده ضعيفا على المخلصين وحتى العاصين بالتوبة وبالإستغفار والرقية
وثانياً لأن القلم مرفوع عن المجنون حتى يفيق أو يبرأ وبالتالى لا سلطان على المصروع من جهة الجن فلن تتحقق الغواية التى قال بها إبليس لأن المصروع مرفوع عنه القلم فى وقت صرعه. أن أعقب بأكثر من هذا إلى أن أرى رداً من الأخ الفاضل جزاه الله عنّا خيرا.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايمان نور]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 01:19]ـ
ما أريد أن أقوله الأمر بين اثنين
إما إبتلاء يُصاب به المؤمن
أو عقوبة يصاب بها العاصى والكافر
وحصر ذلك فى العقاب فقط ينافى الواقع والشرع والأدلة فى السنة من إبتلاء أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بسحر أمرضها أو إبتلاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا الجزء بعد الإقتباس الأول معذرة.
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 12:16]ـ
أنا ممن أخذوا بقول ابن تيمية وابن القيم ومالك وغيرهم فى تلبس الجن للإنس
أولا ما تعريفك للتلبس؟؟
ثانيا أين قول مالك في هذه المسألة؟؟؟
ثالثا: مقال ابن الأمين المحدث هو حول هل الشيطان يسيطر على الجسد أو لا وهو يقول في هذا الصدد:
ونستنتج مما سبق أن هذا الحديث يتحدث عن دخول الشيطان إلى ابن آدم ليوسوس له في صدره. وهذه حقيقة قرآنية لا نقاش فيها. إنما موضوعنا عن المس الشيطاني، بمعنى أن الشيطان يصبح هو المسيطر الكامل على الجسد، وهو الذي يتكلم ويتحرك ويحس. وهذا من الخرافات. ولو صح لادعى المجرم أنه وقت الجريمة كان الشيطان قد تلبسه، فهو غير مسؤول عن جسمه!
.. وقد ناقش وقدم أدلة تعضد رأيه وترجيحه .. وعلى من خالفه أن يتصدر ويرد بمنهجية حول المقال أعلاه بمقال مثله يبين فيه ويفصل ... لهذا فلستُ مطالبا بالدفاع عن مقالاته أو تبنيها
رابعا: الأساس في مداخلاتي هو نفي من يقول بأن الجني يستطيع جماع الإنسية على الحقيقة، وهذا ديدن المداخلتين السابقتين قبل أن أضع مقال ابن الأمين للاستئناس به بما أننا في منتدى فقهي.
حبذا توضيح فكرتك هنا:
سؤال: لم لم ينصحه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالإستعاذة كما فعل مع الأعمى حين نصحه بالدعاء أقصد: لم لم يخبره بالدواء هل كل من يصيبه وسوسة يذهب لمن هو أفضل منه ليدعو له سيقول لى القائل ولم لا طلب الدعاء من الصالح مطلوب ما أقصده لم لم يخبره بالإستعاذة ثم يدعو له حتى لا يسن مافعله من بعده!؟ حين ذهب له الأعمى فأمره ان يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو أى على الشخص نفسه عمل ما أليس بهذا؟!
و هنا:
هل كل كلمة فى القرآن استخدمها الله تعالى بمعنى واحد؟
بمعنى هل نستطيع أن نفى نفيا أكيدا بأن الكلمة الواحدة فى القرآن لا تستخدم إلا لمعنى واحد؟
السلام عليكم.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا ما تعريفك للتلبس؟؟
هو المعنى الذى قصده مفسرو آيه الربا على أنه (صرع الجن للإنس) أو الإقتران الشيطانى الداخلى فالتلبس شكل من أشكال المس والمس إيذاء الجن للإنس من الداخل أو الخارج،
وعلى هذا الرابط الفرق بين الإقتران الداخلى والخارجى
ربما بعد الإطلاع عليه يتوقف البعض ممن يربط آية الربا بآية سيدنا أيوب عليه السلام! فقد جاء مثلا فى الدرر المنثور أنه أخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن الشيطان عرج إلى السماء قال: يا رب سلطني على أيوب عليه السلام قال الله: قد سلطتك على ماله وولده، ولم أسلطك على جسده.
هنا التأثير كتأثير السحر على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أى للأنبياء عصمة من الإقتران الداخلى والسبب معروف وهو التبليغ.
المهم هاهو الرابط
http://www.ruqya.net/sara3.html
ثانيا أين قول مالك في هذه المسألة؟؟؟
كنت أقصد قول الإمام أحمد عن زواج الجن بالإنس وكرهه ذلك
ولكن مع هذا لم ينكر الأئمة دخول الجن بدن الإنس ومن أنكره من أهل السنة والجماعة رد عليه وغير ذلك معتزلة وأهل تصوف لا حاجة لنا بأخذ أقوالهم.
حبذا توضيح فكرتك هنا:
اقتباس:
سؤال: لم لم ينصحه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالإستعاذة كما فعل مع الأعمى حين نصحه بالدعاء أقصد: لم لم يخبره بالدواء هل كل من يصيبه وسوسة يذهب لمن هو أفضل منه ليدعو له سيقول لى القائل ولم لا طلب الدعاء من الصالح مطلوب ما أقصده لم لم يخبره بالإستعاذة ثم يدعو له حتى لا يسن مافعله من بعده!؟ حين ذهب له الأعمى فأمره ان يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو أى على الشخص نفسه عمل ما أليس بهذا؟!
فكرتى أستاذى:
حين ذهب الأعمى للرسول صلى الله عليه وسلم متوسلا بدعائه
(يُتْبَعُ)
(/)
مع (فعل الرسول وهنا الدعاء) كان للأعمى أيضا واجبا وهو أن يتوضأ ويصلى ويقول الدعاء الذى أخبره به النبى صلى الله عليه وآله وسلم
فلم هنا لم يخبر عثمان رضى الله عنه مع فعله صلى الله عليه وسلم _ بأن يفعل أى فعل؟ كأن يدعو يستغفر يستعذ كما فى الرواية الثانية والتى جزم القائل بأنها كلها روايات واحدة
أقصد تلك:
ما أخرجه ابن ماجه (2|1174 #3548): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله r على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت على رسول الله r، فقال: «ابن العاص»؟ قلت: «نعم يا رسول الله». قال: «ما جاء بك»؟ قلت: «يا رسول الله، عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي». قال: «ذاك الشيطان، أدنه». قال: فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي. قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي، وقال: «اخرج عدو الله»، ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: «الحق بعملك». فقال عثمان: «فلعمري ما أحسبه خالطني بعد».
أعلم أنه قال عن تلك الرواية ضعيفة فى حين صححها الألبانى وحقى كمسلمة إن اختلف العلماء فى التصحيح أن آخذ بقول أحدهما دون الآخر بالنظر لعلم كليهما أو فقه أو غير ذلك كالنظر للروايات الأخرى والتفاسير الخاصة بالمسألة.
وأوردها الألبانى فى السلسلة الصحيحة وعقب قائلا:
أخرجه ابن ماجه 3548، والروياني في مسنده (وإسناده صحيح). وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحا، وفي ذلك أحاديث كثيرة، وقد كنت خرجت أحدها فيما تقدم برقم 485 من حديث يعلى بن مرة قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .... وفيه: وأتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين، يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنيه. فأدنته منه، فتفل في فيه، وقال: اخرج عدو الله! أنا رسول الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو منقطع. ثم خرجته من طرق أخرى وختمت بقولي: وبالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد. والله أعلم. انظر الكتاب فيه تعليق مفيد ورد على كتاب استحالة دخول الجان بدن الإنسان.
ومالونته فى تعقيب الألبانى هو ما قصدته فى تعليقى الأول حين ذكر الكاتب وجه واحد فقط وهو العقوبة دون الإبتلاء ..
اقتباس:
هل كل كلمة فى القرآن استخدمها الله تعالى بمعنى واحد؟
بمعنى هل نستطيع أن نفى نفيا أكيدا بأن الكلمة الواحدة فى القرآن لا تستخدم إلا لمعنى واحد؟
هنا أقصد لم يتم ربط آية الربا بآية أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب!!!
هل لوجود كلمة مس! أصبح معنى اللفظة واحداً؟
هذا ماقصدت وبارك الله فى عمرك ورفع قدرك.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 09:12]ـ
سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
كيف يجعل ما قرئ عليه كلام الله في موضع الأذى؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أريد نقتطين
الأولى هل الأخ الكريم يرى أن الإغتسال بالماء المقروء عليه لا يجوز أم لا؟ فمعلوم أن الإغتسال كدهن الجسد بزيت مقروء عليه فكلاهما يصل للجسد والإغتسال وصب الماء المقروء عليه يشمل الجسد كله دول تعيين جزء معين والنقطة التى استنكرها الأخ الفاضل دهن منطقة أى تعيين فلو أخذنا حتى بقول عدم صب الماء فى الخلاء الماء يصل لكل الجسد.
،،
هذا رابط أيضا للشيخ الفاضل أبى البراء
عن حكم اهراق الماء المقروء عليه فى الخلاء
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=2080
النقطة الأخيرة التى أود الإشارة إليها
أنه ثبت أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ سور الإخلاص والمعوذتين فى يديه ثم ينفث فيهما ويمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده. والمسح يكون على سائر الجسد بدليل ما استطاع دون أى نهى عن وضع اليد بعد أن قرأ فيها على مكان العورة أو القدم أو غيره. والله أعلم.
ـ[أم حكيم]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 04:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أريد نقتطين
الأولى هل الأخ الكريم يرى أن الإغتسال بالماء المقروء عليه لا يجوز أم لا؟ فمعلوم أن الإغتسال كدهن الجسد بزيت مقروء عليه فكلاهما يصل للجسد والإغتسال وصب الماء المقروء عليه يشمل الجسد كله دول تعيين جزء معين والنقطة التى استنكرها الأخ الفاضل دهن منطقة أى تعيين فلو أخذنا حتى بقول عدم صب الماء فى الخلاء الماء يصل لكل الجسد.
،،
هذا رابط أيضا للشيخ الفاضل أبى البراء
عن حكم اهراق الماء المقروء عليه فى الخلاء
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=2080
النقطة الأخيرة التى أود الإشارة إليها
أنه ثبت أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ سور الإخلاص والمعوذتين فى يديه ثم ينفث فيهما ويمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده. والمسح يكون على سائر الجسد بدليل ما استطاع دون أى نهى عن وضع اليد بعد أن قرأ فيها على مكان العورة أو القدم أو غيره. والله أعلم.
أحسنت جزاك الله خيرا.
وأحب أن أنبه أيضا إلى أن الممنوع شرعا و الذي تطلبه الشياطين من أوليائها هو تنجيس القرآن والأذكار وأما دهن موضع الأذى فيمكن الاحتراز فيه عن التنجيس وهذا المؤمل في كل مؤمن.(/)
صباح الخير - صباح النور!!!
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:26]ـ
ألفاظٌ منهيٌ عنها
1 - صباح الخير- صباح النور:
في مجلة مجمع اللغة العربية بمصر مقالٌ ممتعٌ للأستاذ: عمر فروخ، قال فيه: (ومعظم الناس إذا حيَّا بعضهم بعضاً قالوا: صباح الخير أو مساء الخير! والرد على هذه التحية هو: صباح النور- مساء النور، وهذه التحية هي: التحية المجوسية، يعتقد المجوسي بقوَّتين: الخير، والشر، يمثلهما: النور والظلمة. وللمجوسي إله للخير أو النور، وإله للشر أو الظلمة، وهما يتنازعان السيطرة على العالم، فكان من المعقول أن يُحيِّي المجوس بعضهم بعضاً بقولهم: صباح الخير- صباح النور! ومع أنَّ الإسلام قد أمرنا بأن نأخذ تحية الإسلام: (السلام عليكم) مكان كل تحية أخرى، فلا يزال العرب في معظمهم – من المسلمين ومن غير المسلمين – يتبادلون التحية بقولهم صباح الخير- صباح النور) أ. هـ.
2 - الشاطر:
هو بمعنى قاطع الطريق، وبمعنى: الخبيث الفاجر. وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ، فليتنبه.
نعم: " الشاطر " في اصطلاح الصوفية، هو (السابق المسرع إلى الله)، فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب.
المصدر: معجم المناهي اللفظية، لفضيلة الشيخ: بكر أبو زيد، ص:334،314.
قال الإمام الراغب الأصفهاني – رحمه الله – في كتابه مفردات ألفاظ القرآن، مادة "شطر"،ص:453: ( ... يُعبَّر بالشَاطِرِ عن البعيد ... والشَاطِرُ أيضاً لمن يتباعد عن الحق، وجمعُهُ: شُطَّار).!!!!!
اللهم لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:45]ـ
ولكن!
الشاطر حسن ليس معناها قاطع الطريق حسن!
فيظهر أن الشطارة معناها الذكاء وخفة اليد وسعة الحيلة
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 04:13]ـ
الأخ الكريم، شكر الله لك.
بعدنا عن اللغة هو السبب في عدم معرفتنا لمعاني الألفاظ، نحن لا نريد اجتهادات شخصية، نريد الدليل مع ضرورة ذكر المصدر.
ـ[الفارس]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 02:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لا شكَّ في أن تحية الإسلام هي الأسمى والأعلى والأفضل، والأصل؛ لكن مالدليل أنَّ (صباح الخير / صباح النور) قد أُخذت من المجوس؛ غير ما ذكره الدكتور الفاضل؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 04:11]ـ
أعوذ بالله
ألهذه الدرجة بلغ بنا الجهل والتبعية؟؟!!!
بارك الله فيك على هذا التنويه وحفظ الله أناملك
سر بنا ونحن معك إلى نبذ هذه الألفاظ الدخيلة علينا فهي كالسم في الدسم
فلله درك ياحافظ الفصحى وشاعر النيل يوم قلت على لسان الفصحى
:
أيهجرني قومي عفا الله عنهم
إلى لغة لم تتصل برواة
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى
لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة
مشكلة الألوان مختلفات
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 06:21]ـ
شكر الله لجميع الإخوة والأخوات على هذه المشاركات، وأقول للأخ الفاضل (الفارس): لعلَّ ما ذكره العلماء الراسخون في العلم أمثال شيخنا العلامة بكر أبو زيد - حفظه الله -، وألبسه ثوب الصحة والعافية، فيه الغُنية من بحثنا واجتهاداتنا في مثل هذه المسائل التي يتعذر فيها الاستدلال لمن لم يرسخ في العلم.
وفقنا الله جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 06:33]ـ
ألفاظٌ منهيٌ عنها
1 - صباح الخير- صباح النور:
في مجلة مجمع اللغة العربية بمصر مقالٌ ممتعٌ للأستاذ: عمر فروخ، قال فيه: (ومعظم الناس إذا حيَّا بعضهم بعضاً قالوا: صباح الخير أو مساء الخير! والرد على هذه التحية هو: صباح النور- مساء النور، وهذه التحية هي: التحية المجوسية، يعتقد المجوسي بقوَّتين: الخير، والشر، يمثلهما: النور والظلمة. وللمجوسي إله للخير أو النور، وإله للشر أو الظلمة، وهما يتنازعان السيطرة على العالم، فكان من المعقول أن يُحيِّي المجوس بعضهم بعضاً بقولهم: صباح الخير- صباح النور! ومع أنَّ الإسلام قد أمرنا بأن نأخذ تحية الإسلام: (السلام عليكم) مكان كل تحية أخرى، فلا يزال العرب في معظمهم – من المسلمين ومن غير المسلمين – يتبادلون التحية بقولهم صباح الخير- صباح النور) أ. هـ
أخي الكريم قطرة مسك جزاك الله خيرا على اجتهادك، وعلى ما نقلته، ولكن أقول لعل في الأمر سعة إن شاء الله، واعلم لو أن هذه التحية منكرة لنهى عنها النبي (ص)، وأيضا فإن المراد من قولنا صباح الخير، يعني تلاقي الخير في صباحك، ومساء الخير تلاقي الخير في مسائك، فهو من قبيل الدعاء.
وأقول لك كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله: لا تشدد لا تشدد، وذلك لما سئل في بعض المسائل.
وقد سئلت اللجنة الدائمة برئاسة شيخنا ابن باز رحمه الله: ما حكم قول صباح الخير، مساء الخير؟ فأجابت: لا نعلم بذلك بأسا، ويكون ذلك بعد البدء بالسلام، وبعد الرد الشرعي إذا كان القائل بذلك مسلما عليه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد تقريره البداءة بالسلام: يقول السلام عليكم ثم إن شاء قال صباح الخير أو مساء الخير أو كيف أصبحت أو كيف أمسيت أو ما أشبه ذلك. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احب مجالستهم]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 05:33]ـ
بارك الله بكم جميعا
ونفع بعلمكم
ـ[الفارس]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أخي عبدالمحسن .. و وفق الله الجميع.(/)
من ضلالات عبدالله الغماري في تعليقه على التمهيد .. للأستاذ عمر الأحمد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 06:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال نُشر في مجلة الأصالة (العدد 21)، وقد قمت بترقيمه وتنسيقه، مع تعليقات يسيرة تُكمله، أسأل الله أن ينفع به، وأن يوفق دور النشر - عند تحقيقها لكتب السلف - أن تُكلف من يؤتمن في عقيدته، ولا يشوه الكتاب بتعليقاته وهوامشه الخَلَفية؛ كما فعل الغماري بالتمهيد.
من ضلالات الغماري في تعليقه على "التمهيد"
إن كتاب "التمهيد" لابن عبدالبر من أعظم الموسوعات والفقهية التي تعرض المسائل الفقهية بأدلتها من الكتاب والسنة وآثار الصحابة وأقوال الفقهاء من التابعين، ومن أدمن النظر أُتي علماً جماً، قال الذهبي: قال الشيخ عز الدين بن عبدالسلام وكان أحمد المجتهدين-: ما رأيت من كتب الإسلام مثل "المحلى" لابن حزم، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين. قلت: صدق الشيخ عزالدين، وثالثهما:: "السنن الكبير"، ورابعها: "التمهيد" لابن عبدالبر. فمن حصل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها فهو العالم حقاً (18/ 193 سير). وقد قال ابن عبدالبر عن كتابه في كتابه:
سمير فؤادي من ثلاثين حجة وصاقل ذهني والمفرج عن همي
بسطت لهم فيه كلام نبيهم لما في معانيه من الفقه والعلم
وفيه من الآداب ما يهتدي به إلى البر والتقوى وينهى عن الظلم
-وقد كانت لي –من فضل الله- قراءة في التمهيد، وقد أزعجني! ما رأيت في تحقيق المجلد السابع من تحقيق عبدالله الغماري، وبعض تعليقاته، التي شوهت جمال الكتاب في تأويل بعض صفات الله فكان مني أن أنصح لأمتي بالتحذير من هذا. والله أسأل أن ينفعني بما كتبت، وقلت: قال الذهبي: فإذا قلنا لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولا تقول إن معنى اليد القدرة، ولا أن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول أنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها. قوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى: 11، (ولم يكن له كفواً أحد) الإخلاص: 3، (سير 18/ 284).
1 - قال الغماري (ص 142) - تعليقًا على قول المبارك: الله على السماء السابعة على العرش. فقيل له: بحد؟ قال: نعم، وهو فوق سبع سماوات على العرش - -: لا يجوز إطلاق هذا في جانب الله تعالى، لأنه لم يرد في القرآن ولا في السنة، وفي ترجمة ابن حبان من طبقات الشافعية: أن أبا إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي؛ قال: سألت يحيى بن عمار عن ابن حبان؟ قلت: رأيته؟ قال: وكيف لم أره؟! ونحن أخرجناه من سجستان، فإن له علم كثير، ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله، فأخرجناه من سجستان. قال السبكي: انظر ما أجهل هذا الجارح وليت شعري من المجروح؟! مثبت الحد لله أو نافيه! وقال الحافظ العلائي تعليقاً على هذه الحكاية: يالله العجب! من أحق بالإخراج والتبديع وقلة الدين؟ اهـ.
قلت: قال الذهبي في السير في ترجمة ابن حبان في مورد هذه القصة؛ قال: إنكاركم عليه بدعة أيضاً والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله، ولا أتى نص بإثبات ذلك، ولا نبغيه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وتعالى الله أن يحدّ أو يوصف إلا بما وصف به نفسه، أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد، ولا كيف (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (16/ 97 ترجمة ابن حبان).
(قال أبومصعب: الصواب هنا أن يُقال ما قاله شيخ الإسلام – رحمه الله -:
" هل يجوز إطلاق الحد عليه؟ قد أطلق أحمد القول بذلك في رواية المروذي وقد ذكر له قول ابن المبارك نعرف الله على العرش بحد فقال أحمد بلغني ذلك وأعجبه، وقال الأثرم قلت لأحمد يحكى عن ابن المبارك نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا هو عندنا قال ورأيت بخط أبي إسحاق حدثنا أبو بكر أحمد بن نصر الرفاء قال سمعت أبا بكر بن أبي داود قال سمعت أبي يقول جاء رجل إلى أحمد بن حنبل فقال لله تبارك وتعالى حد قال: نعم لا يعلمه إلا هو قال الله تعالى: وترى الملائكة حافين من حول العرش. يقول محدقين قال فقد أطلق أحمد القول بإثبات الحد لله تعالى. وقد نفاه في رواية
(يُتْبَعُ)
(/)
حنبل فقال: نحن نؤمن بان الله تعالى على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد. فقد نفى الحد عنه على الصفة المذكورة وهو الحد الذي يعلمه خلقه. والموضع الذي أطلقه محمول على معنيين: أحدهما على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصة وليس هو ذاهبا في الجهات الستة بل هو خارج العالم متميز عن خلقه منفصل عنهم غير داخل في كل الجهات وهذا معنى قول أحمد حد لا يعلمه إلا هو. والثاني: أنه على صفة يبين بها من غيره ويتميز " (تلبيس الجهمية 1/ 436).
2 – قال الغماري: روى الشيخان عن ابن مسعود؛ قال: جاء رجل من أهل الكتاب، وفي رواية حبر اليهود، فقال: يا أبا القاسم! أبلغك أن الله عز وجل يحمل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والخلائق على إصبع ويقول: أنا الملك أنا الملك، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: (وما قدروا الله حق قدره)، ويلاحظ أن المتكلم بالأصابع يهودي، واليهود مجسمون، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك تعجباً من جهله وتلا الآية يوحي بتلاوتها إلى أن القبضة واليمين فيها معناهما القوة والاقتدار، لا الكف ولا الأصابع. (ص 48 ت64).
قلت: الصواب كما قال الذهبي في (السير 18/ 248): فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد: القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر: العلم، ولا نقول: إنها جوارح، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، (ولم يكن له كفواً أحد).
وذكر ابن خزيمة في كتابه التوحيد – (ص53، دار الكتب العلمية، باب ذكر إثبات يدي الله الخالق البارئ جل وعلا) - قال: والبيان أن الله تعالى له يدان كما أعلمنا في محكم تنزيله أنه خلق آدم عليه السلام بيديه ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.
قال ابن خزيمة: باب إثبات الأصابع لله عز وجل ثم ساق الأدلة على ذلك في كتاب التوحيد (ص97)، وكذلك في الرد على من أول اليد والأصابع بالقوة والقدرة.
قال ابن خزيمة في كتابه: جل ربنا على أن تكون أصابعه كأصابع خلقه وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته صفات خلقه وقد أجل الله تعالى قدر نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف الخالق الباري بحضرته بما ليس هو من صفاته فيسمعه فيضحك عنده، ويجعل بدل وجوب التكبير والغضب على المتكلم به ضحكاً تبدأ نواجذه تصديقاً وتعجباً لقائله لا يصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة مؤمن مصدق رسالته. اهـ.
3 - قال الغماري: روى البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً، قال الحافظ في الفتح: وقع في هذا الموضع يكشف ربنا عن ساقه وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك، ثم قال في قوله عن ساقه نكرة، ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم بلفظ: "يكشف عن ساق"، قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة، لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء. اهـ. وحفص أقوى لأنه ثقة، وسعيد صدوق. اهـ
قلت: قال البيهقي في "الأسماء والصفات": باب ما ذكر في الساق ثم ذكر الحديث السابق وذكر كذلك حديث رواه الإمام ومسلم وهو من رواية آدم بن أبي إياس مختصراً وقال في هذا الحديث: "يكشف ربنا عن ساقه". ?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير?.
قال شيخ الإسلام (6/ 359) في الفتاوى حول تفسير قوله تعالى: ?يوم يكشف ... ? قال: ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف، ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولاته له، ثم يريدون حرفه عنه ويجعلون هذا تأويلاً.
قلت: فإثبات صفة الساق لله عز وجل الأدلة عليها متظافرة متظاهرة، ولا يلزم من إثبات الساق لله عز وجل تشبيهها بسوق المخلوقين تعالى الله عز وجل عن ذلك (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فالإنسان له ساق والشجرة لها ساق؛ فلا نشبه ساق أحد بساق أحد. .
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - قال ابن عبدالبر: ... وأنه – أي الله تعالى - يدخل في النار يده حتى يُخرج من أراد ... قال الغماري (ص 150): لم يأت ذلك أي حديث مرفوع مقطوع به. اهـ
قلت: بل قد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في حديث الشفاعة الطويل، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله .... وذكر فيه: "فيقولون: ربنا! قد أخرجنا من أمرتنا، فلم يبق في النار أحد فيه خيرٌ. قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة، وشفع الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين. قال: فيقبض قبضة من النار –أو قال قبضتين- ناسًا لم يعملوا لله خيراً قط ... "، رواه الإمام البخاري (ح7439).
5 - قال الغماري (ص 150): العقيدة لا يكفي فيها رواية الثقات؛ بل لابد فيها من خبر يفيد العلم. اهـ
قلت: هذه الشنشنة لا يدرى ما الذي يُقصد منها؟ والأخبار التي يستدل منها على حكم عقدي مستندة إلى السنة الصحيحة سواء كانت هذه السنة من طريق الآحاد أو من طريق التواتر فإنها تقبل. قال ابن عبدالبر 1/ 2 التمهيد: وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتي لما يخبره به العالم الواحد إذا استفتى فيما لا يعلمه، وقبول خبر الواحد العدل فيما يخبر به مثله. اهـ
وقال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى 18/ 41: وخبر الواحد المتلقي القبول يوجب العلم عند جمهور العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وهو قول أكثر أصحاب الأشعري. وأنت كما ترى فإن الكلام متوجه إلى قبول خبر الواحد فكيف به برواية الثقات التي يقدح فيها الغماري؟!
6 - قال الغماري (ص 149) عن الكرسي موضع القدمين: لم يرد هذا مرفوعاً، ولكنه كلام ابن عباس رواه بن خزيمة في كتاب التوحيد، ومثل هذا لا يقبل إلا من المعصوم. اهـ
قلت: قال الذهبي في مختصر العلو: عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره، رواته ثقات، وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة 2/ 582 ط دار العاصمة. قال الألباني: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
وهذا لا يقال بالرأي ولابد أن عند ابن عباس خبر من عند المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكيف وقد ذكر الخطيب البغدادي أنه حديث مرفوع؟! " انتهى مقال الأستاذ عمر الأحمد – حفظه الله -.
وبقي أنه لم يتعرض لـ:
1 - رد الغماري لحديث " الجارية " وإنكاره لصفة العلو. (ص 135).
2 - قدحه في نعيم بن حماد أنه " يغلو في الإثبات "! (ص 144).
3 - رده لحديث " على صورة الرحمن ". (ص 147).
والله الهادي ..
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 08:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هذه الجملةُ الآتيةُ تحتاجُ إلى تصحيحٍ أليس كذلك؟
[ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها.]
والصواب بدون ما حَمِرَ لونُه
[إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها].
جاءت هذه الجملة في أول المقالة على الخطأ ثم تكررت في ثناياه على الصواب
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إلى الأستاذ سليمان الخراشي ـ بارك الله فيه ـ
نحمد لكم دفاعكم عن العقيدة السلفية لكن الأولى ألا تصف اجتهادات الشيخ رحمه الله بالضلال و إن كنت لا أوافقه لأنه خالف السلف الصالح.
فلا داعي لأن نقيم حروبا في مسائل من فروع العقائد , و نترك الحرب الحقيقية مع عباد الصليب و عباد الياسق الجديد.
و الله ولي التوفيق
و فقكم الله للخير و جعلكم ذخرا للمسلمين.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 04:01]ـ
بارك الله فيكم شيخنا سليمان و أعانكم على المزيد من الجمع و التنسيق
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 04:12]ـ
نحمد لكم دفاعكم عن العقيدة السلفية لكن الأولى ألا تصف اجتهادات الشيخ رحمه الله بالضلال.
وصفها بالضلال هو أقل الواجب مع التلطف و التألف و الا فان من قبلنا قد وصفوا أمثالها بالكفر ... فكما أن الحق أن وصف القول بالضلال و الكفر لا يلزم منه وصف صاحبه بمثله الا ان أقيمت عليه الحجة فان الحق أيضا أن ما قدمه الرجل من خير و جهد في نشر العلم لا يلزم منه السكوت عن مخازيه و التحذير منها و الغلظة في الحط عليها ووصفها و اياه بما هي أهل له خاصة ان انضم الى ذلك أن يكون القائل من رؤوس القائلين بها و المنافحين عنها ... ان روعي الميزان الصحيح في الشدة و اللين في هذا الموضع سهل بعض ذلك تقوية الحصون المانعة من أهل الالحاد و العلمانيين و النصارى و اليهود فمعلوم ان الحصون المنيعة لا تفتح غالبا الا من داخلها
و الله أعلم
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 04:36]ـ
ولو جئنا نطبق ما تقول لم يبق عالم واحد .....
####
و إذا أردت الكلام في هذا الموضوع فلا بأس شريطة أن تلتزم معي أقول السلف حقيقة لا ادعاءا.
أما من كفر الشيخ ـرحمه الله ـ فهذا لا يعرف في ضوابط التكفير شيئا و الله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 08:41]ـ
أجزل اللَّه لكم المثوبة والأجر يا شيخ سُلَيْمان
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 08:31]ـ
بارك الله في الناقل، الذي كثيرا ما يتحفنا بالنقولات، وهذا يدل على حرصه في تقريب المعلومة لدى القارئ.
بورك فيه.
ـ[السلفي النجدي]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 06:25]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ سليمان على هذا النقل الموفق
والشكر موصول لمجلة الأصالة التي أثرت العمل الإسلامي الأصيل
والشكر موصول أيضا للشيخ الفاضل عمر الأحمد وفقه الله كاتب المقال وصاحب التحقيقات الجميله
ـ[الحُميدي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 03:05]ـ
لقد تاب رحمه الله من ذلك كله ... ،
ترحموا على هذا العالم النحرير ... ،وكفى بمعايبنا شغلا .. ،(/)
من لطيف فقه الفقهاء وتفريعاتهم: "طيران الأولياء له أحكام"!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:07]ـ
(طيران الأولياء له أحكام)
قال القرافي في كتاب «اليواقيت في أحكام المواقيت»، نقلا عن: «مواهب الجليل»:
(مسألة)
من نوادر أحكام الأوقات:
إذا زالت الشمسُ ببلدٍ من بلاد المشرق، وفيها وليٌّ، فطار إلى بلد من بلاد المغرب، فوجد الشمسَ كما طلعت، فقال بعض العلماء: إنه مخاطب بزوال البلد الذي يوقِعُ فيها الصلاة؛ لأنه صار من أهلها.
(تعليق صاحب المواهب): وانظر على هذا: لو صلى الظهر في البلد الذي زالت عليه فيه الشمس، ثم جاء إلى البلد الآخر. والظاهر: أنه لا يُطالب بإعادة الصلاة؛ لأنه كان مخاطبا بزوال البلد الذي أوقع فيها الصلاة، وسقط عنه الوجوب بإيقاعها فيه، ولم يكلِّف الله بصلاة في يوم واحد مرتين، فانظره. اهـ
وقد يقول قائل: الطيران اليوم ليس قاصرا على أولياء الله الصالحين! بل إنه يستطعه كل أحد، حتى عُبَّاد الشياطين، قلت: (طيران عن طيران يفرق) (:
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 10:37]ـ
/// بارك الله فيكم ...
قد ذكر شيخ الإسلام نحو هذه المسألة الفقهيَّة، وهي من أدقِّ فرضيات الفقهاء التي استفاد منها المعاصرون في الطَّائرات.
ولكنَّه ذكره في مسألة الميقات، ولا يحضرني قوله الآن.
/// وأمَّا طيران المدَّعي للولاية بواسطة الشَّياطين فهو ثابتٌ، وقد تحمل الشَّياطين الصَّالحين إلى مسافاتٍ شاسعةٍ لإغوائهم، وقد ذكر ذلك الشيخ ابن تيميَّة أيضًا، ولا يحضرني الآن أيضًا.
فلعلِّي أبحث كلامه في الموضوعين وأضعه للفائدة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 02:08]ـ
/// قال الشيخ الإمام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسَّلام ابن تيميَّة رحمه الله في النُّبوَّات (ص/275): "والذين تحملهم الجن وتطير بهم من مكان الى مكان أكثرهم لا يدري كيف حمل، بل يحمل الرجل الى عرفات، ويرجع، وما يدري كيف حملته الشياطين، ولا يدعونه يفعل ما أمر الله به، كما أمر الله به، بل قد يقف بعرفات من غير إحرام، ولا إتمام مناسك الحج.
وقد يذهبون به الى مكَّة، ويطوف بالبيت من غير إحرامٍ إذا حَاذَى الميقات، وذلك واجب في أحد قولي العلماء ومستحب في الآخر، فيفوته المشروع، أو يوقعونه في الذَّنْبِ.
ويغرُوْنَه بأنَّ هذا من كرامات الصَّالحين، وليس هو ممَّا يكرم الله به وليَّه، بل هو ممَّا أضلَّتْهُ به الشَّياطين وأوهمته أنَّ ما فعله قربةٌ وطاعةٌ، أو يكون صاحبُه له عند الله منزلة عظيمة، وليس هو قربةٌ وطاعةٌ، وصاحبه لا يزداد بذلك منزلِةً عند الله".
/// ونحوُه في مجموع فتاويه (1/ 83، 174)، و (11/ 286)، و (17/ 460)، (19/ 48).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:20]ـ
بارك الله فيك يا أبا عمر،،،
ولعلك أخي الفاضل تبسط لنا القول في: (وهي من أدقِّ فرضيات الفقهاء التي استفاد منها المعاصرون في الطَّائرات).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 08:50]ـ
/// بارك الله فيكم ونفع بنا جميعًا ..
قصدُّت من تعقيبي السَّابق أنَّ بعض الفقهاء الأقدمين قد يفرضون فرضيَّاتٍ لا تقع بالمشاهدة حينئذٍ، أويكون في وقوعها وصَّحتها التَّجاذب = لكنَّ لها فائدة من جهة معرفة الأحكام المترتِّبة على تلك الفرضيَّة، بغضِّ النَّظَر عن رجحان ما توصَّلوا إليه.
/// وفي المسألة التي نقلتموها من كلام القرافي وما نقله عن الحطَّاب رحمهما الله فائدة في معرفة حكم صلاة المؤدَّاة في بلد وأدركها المؤدَِّي في بلدٍ آخر سافر إليها بالطَّائرة.
ومن إشارة الشيخ ابن تيميَّة رحمه الله في تعليقها على ما يفعله الجنُّ بالمفتونين بهم فائدة في حكم الإحرام من الميقات إذا حاذاها بالطَّائرة.
/// وللتلطيف والتَّطريف أكثر بمثل هذه الأمثلة: فقد سمعتُ بعض طلبة العلم ينقل عن بعض الفقهاء المتأثِّرين بالمتصوِّفة الممخرقين مسألةً عجيبةً، حاصلها: أنَّه لو رحلت الكعبة فأين يصلِّي النَّاس أويتوجَّهون؟ فالجواب: إلى أرضها، فقيل: وأبن ترحل؟ قيل: لزيارة الأولياء (1)؟!
/// ومثل هذه الفرضيَّة -أقصد زوال جرم الكعبة عن مكانها- قد تقع، وإن كان التَّعليل الذي علَّل به مرفوضٌ وفيه ضربٌ من التَّخريف المستهجن.
/// لكن .. يُستفاد منهَ في معرفة الحكم فيما لو وقع المذكور، وكان في الأرض صلاة، في زمن قدوم ذي السَّويقتين الحبشي وهدمه للكعبة، والله المستعان.
---------------------------------------------
(1): هذه خرافةٌ لها فلسفةٌ عند الصُّوفيَّة المتعمِّقين، ولها تأويلٌ قد يخالف الفرضيَّة فوق.
/// قال الألوسي -عفا الله عنه- في تفسيره: "وعلى هذا الطرز يخرج ما يحكي أن الكعبة كانت تزور واحداً من الأولياء، بأنْ يقال إنَّ الكعبة حقيقة غير ما يعرفه العامة، وهي باعتبار تلك الحقيقة تزول والناس يشاهدونها في مكانها أحجاراً مبنيَّة، وقد ذكر الشيخ الأكبر [يعني: ابن عربي]-قُدِّس سرَّه- في الفتوحات كلاماً طويلاً، ظاهراً في أنَّ لها حقيقة غير ما يعرفه العامَّة، وفيه: أنَّه كان بينه وبينها زمان مجاورته مراسلات وتوسُّلات ومعاتبة دائمة [؟!!] وأنَّه دوَّن بعض ذلك في جزءٍ سمَّاه تاج الوسائل ومنهاج الرسائل [؟!!] ... الخ كلامه ونقوله عن هؤلاء؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:59]ـ
/// وللتلطيف والتَّطريف أكثر بمثل هذه الأمثلة: فقد سمعتُ بعض طلبة العلم ينقل عن بعض الفقهاء المتأثِّرين بالمتصوِّفة الممخرقين مسألةً عجيبةً، حاصلها: أنَّه لو رحلت الكعبة فأين يصلِّي النَّاس أويتوجَّهون؟ فالجواب: إلى أرضها، فقيل: وأبن ترحل؟ قيل: لزيارة الأولياء (1)؟!
/// ومثل هذه الفرضيَّة -أقصد زوال جرم الكعبة عن مكانها- قد تقع، وإن كان التَّعليل الذي علَّل به مرفوضٌ وفيه ضربٌ من التَّخريف المستهجن.
/// لكن .. يُستفاد منهَ في معرفة الحكم فيما لو وقع المذكور، وكان في الأرض صلاة، في زمن قدوم ذي السَّويقتين الحبشي وهدمه للكعبة، والله المستعان. [/ COLOR][/SIZE]
/// لإتمام الفائدة بالتوثيق والنَّقل:
/// قال ابن عابدين -شيخ الحنفيَّة المتأخِّرين- في حاشيته على الدُّرِّ المختار: "قوله: (لا البناء) أي ليس المراد بالقبلة الكعبة التي هي البناء المرتفع على الارض، ولذا لو نقل البناء على موضع آخر وصلى إليه لم يجز، بل تجب الصلاة إلأرضها كما في الفتاوى الصوفية عن الجامع الصغير.
مطلب: كرامات الاولياء ثابتة.
وفي البحر عن عدة الفتاوى: الكعبة إذا رفعت عن مكانها؛ لزيارة أصحاب الكرامة، ففي تلك الحالة جازت الصلاة إلى أرضها. اهـ"؟!
/// يقصد البحر الرائق لابن نجيم، وهو فيه ونسبها إلى الفتاوى التتارخانيَّة والعتابيَّة.
- ولا تعليق؟!
/// فائدة: وأعظم من هذا ما ذكره السُّيوطيُّ في فتاويه وغيره: "أن الكعبة المعظمة شوهدت تطوف بجماعة من الأولياء في أوقات في غير مكانها، ومعلوم أنَّها في مكانها لم تفارقه في تلك الأوقات"؟!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 03:14]ـ
لو كل الناس صارت أولياء وحجّت بخطوة واحدة بدون تذاكر سفر ولا تكاليف كانت الدول تعلن إفلاسها
ولهذا أرى أن على رجال الاقتصاد محاربة الصوفية هؤلاء لأنهم بإفكارهم الغبية هذه يدمرون اقتصاد البلاد
أما مسألة انتقال الكعبة من مكانها وطوافها فهذه تؤثر على اقتصاد المملكة وسمعتها ولابد للمملكة التي تتشرف بحماية الكعبة أن تقف بالمرصاد ضد هذه الأفكار الصوفية الغبية وتحتاط من محاولة سرقة الأولياء الصوفيين للكعبة (!!!!!!)
ملاحظة: يعيش العرب حالة من الفقر العام ومع ذلك تؤمن الصوفية بأن أقطابها ومن يسمونه بأوليائهم يملكون التصرف في الكون!! فلماذا لم ترفع الصوفية حالة الفقر عن العرب؟!
الجواب من وجهة نظري: إما أن يكون الصوفية كذَبة يكذبون على الناس في كلامهم هذا فهذا يبطل مذهبهم وكلامهم. والحل الثاني أن يكون هؤلاء الأولياء المزعومة لهم هذه التصرفات لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرًا.
وهذا هو الصحيح فلا يملك التصرف في الكون إلا رب الكون والصوفية يكذبون فيما يقولون بخصوص تصرف الأولياء في الكون وغير ذلك من تخاريف المتصوفة.
(تعليق ساخر جدا = كلام سوالف = كلام سهاري = كلام مصاطب)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:28]ـ
اخي أشرف بن محمد
تقول وقد يقول قائل: الطيران اليوم ليس قاصرا على أولياء الله الصالحين! بل إنه يستطعه كل أحد، حتى عُبَّاد الشياطين،
قلت: (طيران عن طيران يفرق)
اقول هل فيه الان للصالحين بغير الطائرات كلام عجيب وغريب؟؟؟؟؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:44]ـ
(ابتسامة)
لعلك تعيد النّظر، مع شيء من التأمّل!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 03:32]ـ
/// فائدة: وأعظم من هذا ما ذكره السُّيوطيُّ في فتاويه وغيره: "أن الكعبة المعظمة شوهدت تطوف بجماعة من الأولياء في أوقات في غير مكانها، ومعلوم أنَّها في مكانها لم تفارقه في تلك الأوقات"؟!! [/ COLOR][/SIZE]
/// قد يقول قائل ومن ذنب مَن رأى حين يكذَّب بما رأته عيناه؛ إذ رأى الكعبة تطوف بالأولياء، فلم يكذب في الإخبار بما رآه.
/// فالجواب: ليس الذنب في الإخبار بما رؤي بل في أمرين:
1 - في التحقُّق من صِحَّة هذه الدَّعوى، فكم من أكاذيب اخترعت لأشباء الأولياء من الزنادقة والمهابيل والمجاذيم!
2 - والثاني: القبول والتسليم بكون ما رؤي هي الكعبة نفسها لا صورة صوَّرها الشيطان لإغواء المساكين من هؤلاء المجاذيب والجهلة، وهذا أقرب تفسير إن صحَّ ماحكاه السُّيوطي؛ إذ إنَّ للشياطين قدرةً على الغواية بالتشكُّل والتشكيل والنداء وغيرها من الوسائل لإغواء جهلة هؤلاء الأولياء المزعومين.
/// الأخ أبومحمد الغامدي .. الأخ أشرف يقصد التهكُّم بمن يدَّعون الولاية، وهم أولياء لشياطينهم.
وثَمَّ قِصَّة طريفة بالغة في تلاعب الشياطين بالمطيَّرين، لعلِّي أنقلها بعد للعبرة.
ـ[الصلاح]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 05:59]ـ
(ابتسامة) عفا الله عنكم، كيف أفادتنا مسألة بحث القدامى فيمن طيّرته الملائكة أو الشياطين؟ وهل نحن نحتاج إلى عيونهم وعقولهم وقلوبهم هم للنظر فيما يحدث حولنا اليوم؟؟ هداكم الله لقد أضاع القوم وقتهم في مسائل فارغة جوفاء قعدت بهم وبنا من بعدهم .. فهل سمعتم جنونا أكبر من جنون القائل بطيران "الولي"؟ ما هذا؟؟ ثم زيارة الكعبة للولي؟؟ .. أ ليس فيكم رجل رشيد؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 07:40]ـ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني /// /// وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وكم من عائبٍ قولاً صحيحًا /// /// وآفته من الفهم السقيمِ
ولكن تأخذُ الآذان منه /// /// على قدرِ القرائح والفهومِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 08:05]ـ
وثَمَّ قِصَّة طريفة بالغة في تلاعب الشياطين بالمطيَّرين، لعلِّي أنقلها بعد للعبرة.
/// قال ابن الحاج في المدخل: ((ومثل هذا ما حكي عن بعض المريدين أنه كان يحضر مجلس شيخه، ثم انقطع فسأل الشيخ عنه فقالوا له: هو في عافية، فأرسل خلفه، فحضر، فسأله: ما الموجب لانقطاعك؟ فقال: يا سيدي كنت أجيء لكي أصل، والآن قد وصلت! فلا حاجة تدعو إلى الحضور!
فسأله عن كيفيَّة وصوله، فأخبره أنَّه في كلِّ ليلةٍ يصلِّي وِرْده في الجنة.
فقال له الشيخ: يا بني والله ما دخلتها أبدًا، فلعلَّك أن تتفضَّل عليَّ فتأخذني معك، لعلي أن أدخلها كما دخلتها أنت. قال: نعم.
فبات الشيخ عند المريد، فلما أن كان بعد العشاء جاء طائِرٌ، فنزل عند الباب، فقال المريد للشيخ، هذا الطائر الذي يحملني في كُلِّ ليلة على ظهره إلى الجنة، فركب الشيخ والمريد على ظهر الطائر فطار بهما ساعة، ثم نزل بهما في موضع كثير الشجر، فقام المريد ليصلِّي، وقعد الشيخ.
فقال له المريد: يا سيِّدي أما تقوم الليلة؟
فقال الشيخ: يا بني الجنة هذه، وليس في الجنة صلاة، فبقي المريد يصلي والشيخ قاعد، فلما أن طلع الفجر جاء الطائر ونزل، فقال المريد للشيخ: قم بنا، نرجع إلى موضعنا.
فقال له الشيخ: اجلس، ما رأيتُ أحدًا يدخل الجنة، ويخرج منها، فجعل الطائر يضرب بأجنحته ويصيح، حتى أراهم أنَّ الأرض تتحرك بهم، فبقي المريد يقول للشيخ: قم بنا لئلا يجري علينا منه شيء.
فقال له الشيخ: هذا يضحك عليك، يريد أن يخرجك من الجنة، فاستفتح الشيخ يقرأ القرآن، فذهب الطائر، وبقيا كذلك إلى أن تبين الضوء، وإذا هما على مزبلة، والعذرة والنجاسات حولهما، فصفع الشيخ المريد وقال له: هذه هي الجنة التي أوصلك الشيطان إليها، قم فاحضر مع إخوانك، أو كما جرى)).
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 08:22]ـ
إخوتي الكرام ألا تعلمون أن أفضل أولياء الله هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ثبت عن أحد منهم أنه طار في الهواء.
ـ[الصلاح]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 11:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني، عفا الله عنا وعنكم، ما تقولون في الهندي المجوسي الذي يرمي حبلا في الهواء ثم يتعلق به ولايزال مصعّدا حتى يغيب في السماء عن الحضور؟ هل هذا ولي الله؟؟؟؟ .. وما تقولون فيمن يشطر نفسه شطرين فيكون نصفه في ناحية من الغرفة والنصف الآخر في الناحية الأخرى ثم يدعوه فيلتئم جسمه؟؟ هل هذا من الأولياء والأبدال والأقطاب وغيرها من الرتب العسكرية التي تعج بها كتب هؤلاء المشعوذين الدجالين؟؟ أسألكم هل سمع أحدكم أن مالك بن أنس طار في الهواء أم هل فعل ذلك أبوحنيفة أم الشافعي بل هل جاء ذلك عن صحابة النبي عليه الصلاة والسلام؟؟؟ بالله عليكم لاتؤذوا المسلمين بإذاعة هذه المخاريق والشعبذات والترهات فيهم في عصر يغزو فيه القوم الفضاء حقا ... هل جاءكم نبأ المركبة التي حطت أمس على سطح المريخ .. هل قادها القطب الرباني والغوث ولي الله صموئيل بن ماكنزي ... (ابتسامة)
ـ[الصلاح]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 12:39]ـ
(ابتسامة) ماعبّرني أحد ولا رد بالموافقة ولا بالرفض، سأرد على نفسي اذن، يا سيدي والله معيز ولو طاروا ... (ابتسامة)
ـ[المرابط ه]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 09:59]ـ
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:22]ـ
جزاكما الله خيراً الشيخ احمد والشيخ عدنان الله يوفقكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:35]ـ
أسألكم هل سمع أحدكم أن مالك بن أنس طار في الهواء أم هل فعل ذلك أبوحنيفة أم الشافعي بل هل جاء ذلك عن صحابة النبي عليه الصلاة والسلام؟؟؟)
أخي العزيز في الله:
أرجو أن تراجع من كلام الإمام ابن تيمية سبب كون الكرامات أكثر فيمن جاء بعد الصحابة؟!
بارك الله فيك.
ـ[سليمان سعود الصقر]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فأولياء الله تعالى هم المتقون، قال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنو وكانوا يتقون) يونس
فالولي لله هو التقي أما هؤلاء المارقة الصوفية فلا يستحون من الكذب، وولايتهم للشيطان الرجيم ... فتجد الرجل طاغوت من اطواغيت ويزعم أنه ولي ......
ولم يؤثر عن الصحابة المثنى عليهم، كانوا يطيرون في الهواء! ووقوع الكرامات هم ثابتة ولكن لم يكونوا يفاخرون بذلك .........
ومن السلف من تبل دموعه وسادته ولا تعلم زوجته بذلك!!
وقال الشافعي: "إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فاعلم أنه شيطان"!
والصوفية أيضا يقولون بالمراتب، وقال شيخ الإسلام: من قال بالمراتب فهو كافر (أي عند بلوغ مرتبة معينة يسقط عنه التكليف ..... الخ)
والله أعلم والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 08:32]ـ
دعونا من طيران الأولياء السابقين إلى طيران المعاصرين! من عنده وثائق عنه؟
أما أنا فعندي!
و لكن لن أخبركم حتى " تؤتوني من الله موثقا ":):):)
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 01:36]ـ
من عنده وثائق عنه؟
!!!!!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 08:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فأولياء الله تعالى هم المتقون، قال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنو وكانوا يتقون) يونس
فالولي لله هو التقي أما هؤلاء المارقة الصوفية فلا يستحون من الكذب، وولايتهم للشيطان الرجيم ... فتجد الرجل طاغوت من اطواغيت ويزعم أنه ولي ......
ولم يؤثر عن الصحابة المثنى عليهم، كانوا يطيرون في الهواء! ووقوع الكرامات هم ثابتة ولكن لم يكونوا يفاخرون بذلك .........
ومن السلف من تبل دموعه وسادته ولا تعلم زوجته بذلك!!
وقال الشافعي: "إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فاعلم أنه شيطان"!
والصوفية أيضا يقولون بالمراتب، وقال شيخ الإسلام: من قال بالمراتب فهو كافر (أي عند بلوغ مرتبة معينة يسقط عنه التكليف ..... الخ)
والله أعلم والله الموفق.
بارك الله فيك
وأرجو أن لا يصيبنا خرف المتصوفة وحماقاتهم
الإمام أحمد ومن هو الإمام أحمد لم نعلم عنه الطيران!!
وكذلك الشافعي وأبو حنيفة ومالك والسفيانان وشعبة طاوس وغيرهم, كم نعد؟؟
لم يأتي عن أحدهم أنه كان يجيد الطيران!!!
ولكن في المقابل سيدي فلان وسيدي علان والقطب والـ مدري ويش هم فقط تسمع عنهم الطيران, ولن أستغرب إذا سمعت أنهم قد حلوا في زحل والمريخ وعطارد, فالقوم سذج يا إخوان ويأتي منهم أكثر من ذلك!! فلا تعجبوا!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:38]ـ
يا اخوة هداكم الله وأصلحكم، هذا الموضوع كما هو واضح وضوح الشمس ليس مفتوحا بغية اقرار الصوفية على خرافاتهم!! وليس غرضه مناقشة مفهوم الولي في الشرع وعند المتصوفة، وأصل الكلام فيه كان مسألة فقهية منتزعة من كلام فقهاء عندهم تصوف، مبناها فرضية خرجت من تصوفهم، تعقبه أحد الفضلاء ببيان قياس بعض العلماء لأقوالهم تلك على أحوال مشابهة في زماننا، أحوال لا دخل لها ألبتة بالخرافة ولا بالكرامات ولا بركوب الشياطين ..
فهل كان هؤلاء المدعوون بالأولياء والأقطاب أولياء لله حقا؟ كلا! وهل كانوا يطيرون حقيقة في بعض الأحيان؟ نعم! فكيف اذا؟ ألأنها كرامات كما يدعون؟ كلا! وانما كانت الشياطين تحملهم، وهذا ما دعا هؤلاء الفقهاء المتصوفة الى وضع أمثال تلك الافتراضات! فهل عندكم اعتراض على ذلك؟؟
لماذا لا تفهمون ما تقرأون جيدا قبل أن تعقبوا عليه؟؟؟؟؟؟
أقترح أن يغلق الموضوع طالما أن أكثر أصحاب المداخلات فيه لا يفهمون المراد منه،
وجزى الله الشيخين أشرف وعدنان على ما كتبا فيه خير الجزاء!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 02:57]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 09:21]ـ
/// استسمح أخانا الكريم الشيخ أشرف؛ فقد غيَّرت عنوان مقاله إلى ما هو عليه الآن، دفعًا للَّبس الذي قد يقع في أذهان من لم يفهم مرامه ومرامي من الموضوع .. والضعيف أمير الركب!
/// الأخ الكريم الشيخ "أبوالفداء" جزاكم الله خيرًا على الإيضاح والبيان.
من عنده وثائق عنه؟
!!!!!
/// هات وثائقك يا أخانا الفاضل، قد شوَّقتنا إليها، لكن ما شرطك وميثاقك الذي تطلب؟ هل ثم سرٌّ مقدَّسٌ تخفيه مثلًا! (ابتسامة)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 11:00]ـ
هناك بلاء أعظم من هذا لم تنقلوه
حيث سأل أحدُِهم أحدَهم
أنه كان عنده ولي في ساعة من الساعات، ثم أخبره آخر أنه كان عنده في الساعة نفسها و حلف على ذلك فهل يحنث؟
و كانت الإجابة أنه لا يحنث لأن الولي قد يكون في مكانين في وقت واحد!!!!!
اللهم لا شماته، اللهم إنا نسألك العفو و العافية في الدنيا و الآخرة
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 12:42]ـ
///
/// هات وثائقك يا أخانا الفاضل، قد شوَّقتنا إليها، لكن ما شرطك وميثاقك الذي تطلب؟ هل ثم سرٌّ مقدَّسٌ تخفيه مثلًا! (ابتسامة)
يا أخي الكريم الفاضل حفيد الإمام البخاري رحمه الله:
أولًا:
شكرا لكم على الاستفسار - و لو بعد حين - الذي تجنبه الكثيرون و تجاهلوه ..... و لا أدري ما الدافع اللا شعوري له؟! مع أن الأمر مشوق كما ذكرتم؟!
ثانياً:
لقد تغيرت كثير من الأمور و المسائل .... فبعد أن كانت تتم على أرضية فقهية ... صارت تجري على خلفية فكرية؟! فمخالفك فيها يتهمك في دينك و عقلك .. ؟! مع أن الأمر في كثير من الأحيان قابل للإثبات!؟ كالكرامات و المعونات ... و منها قصص التبليغ الخارقة حقاً!! و " المثبت مقدم على النافي "
ثالثا:
الموثق الذي أريده هو:
1 - الهدوء و التريث لدراسة هذه " الدعوى " الكبيرة .. !! دراسة علمية ... دون استهزاء أو إخراج لها عن سياقها المحدد ... و مع تحكيم القواعد المعتبرة ... لا التهولات الشخصية .. !؟ فمثلا طلبت ممن استعظم هذه الكرامة أن تقع للمتأخرين دون أمثال الإمام الشافعي بله الصحابة رضي الله عنهم ... أن يسأل عن سر ذلك الإمام ابن تيمية نفسه ... فلم يسأل!!
2 - أن تصفحوا عني في ذكر من التزمت مع موقعكم المبارك عدم ذكره أو عدم طرح فكره في الموقع ... لأنه هو الطائر المعاصر!! و الحال أنني سأتكلم عنه هو.
فإن وافقتم على ذلك فأبشروا ... و حينها سأذكر قبلها كرامة اعترف بها باحث ديني نصراني أمريكي ... حدثت معه شخصياً عندما استنكر خارقة لهذا الرجل؟!!
و حادثة النصراني طازجة لم تمض عليها سنتان!
و إن سارت الأمور كما ينبغي جئتكم بما هو أعظم من كل ذلك!!!!!؟؟؟؟
و توثيقه أعظم و أكبر .... و هو عندي في بيتي!!
بارك الله فيكم ... و أكرر شكري لكم مرة أخرى أخي الفاضل أ. عدنان.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:24]ـ
/// بارك الله فيكم يا أخانا الكريم .. أولًا لست حفيدًا للإمام البخاري .. أو هكذا أظنُّ، ولا يهمَّنا ذلك. (ابتسامة)
/// ثمَّ إنَّ مذهب أهل السُّنَّة والجماعة إثبات الكرامات، مع تفصيلات أنت أخبر بها، دونك يها كتاب ابن تيمية: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
/// الاستهزاء من الكرامات -مطلقًا- إنَّما يقع من جاهلٍ أوضعيف إيمانٍ أوزنديق.
/// الطيران قد يحصل من الجنِّي والشيطان امتحانًا من الله، وقد يقع هو أوغيره من خوارق العادات كرامةً لبعض أوليائه، على الأصل المتقدِّم.
/// لسنا بحاجة إلى النصارى أوغيرهم لتصحيح معتقدٍ أومذهب، فإن جاء منهم عرضًا فتزيد يقيننا وإيماننا بربِّنا.
/// ليست الكرامة شرطًا للولاية أوالجاه الديني أوالمكانة عند الله، فمحاولة إثباتها لفلان أوفلان، وتطلُّبها من الولي، والمشاقاة بذلك لا فائدة فيه. وانظر إلى كتب القوم كطبقات الشعراني ترى عجبًا من الفواحش والمنكرات والكفر المتفق عليه يساق باسم الكرامة.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:29]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:33]ـ
/// وفيك بارك الله -أخي الكريم-، ونفع بنا وبك.
هناك بلاء أعظم من هذا لم تنقلوه
حيث سأل أحدُِهم أحدَهم
أنه كان عنده ولي في ساعة من الساعات، ثم أخبره آخر أنه كان عنده في الساعة نفسها و حلف على ذلك فهل يحنث؟
و كانت الإجابة أنه لا يحنث لأن الولي قد يكون في مكانين في وقت واحد!!!!!
اللهم لا شماته، اللهم إنا نسألك العفو و العافية في الدنيا و الآخرة
/// استطرادًا .. فشيخ الإسلام ابن تيمية رؤي في وقت واحد في مكانين، فلما أخبر بذلك قال: ذلك جنِّي يحبنا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 06:00]ـ
أعتذر لاخواني الكرام ان بدت مني حدة في تعقيبي الأخير فقد ساءني تسرع الكثيرين وتوافرهم على سوء فهم وجه الكلام ومراد كاتبه .. بارك الله فيكم وعفا عني وعنكم.
ومزيدا من الاستطراد اضافة لكلام الشيخ عدنان وفقه الله، أقول رحم الله شيخ الاسلام، فلعله كان يمازح سائله بهذا الكلام، ذلك أنه لا شك أن الجني الذي يتحرى أن يظهر بصورة الشيخ في مكان غير الذي هو موجود فيه، انما يريد أن يفتن به الناس، نسأل الله العافية. فكيف يقال على مثل هذا أنه يحب الشيخ؟ بئست المحبة هذه! (ابتسامة)
أخانا خلوصي تقول: "سأذكر قبلها كرامة اعترف بها باحث ديني نصراني أمريكي ... حدثت معه شخصياً عندما استنكر خارقة لهذا الرجل؟!! "
فيا أخي الكريم لا يقال لخوارق الفساق أنها كرامات فكيف بخوارق النصارى وعامة الكفار؟؟ هذه ما أظنها الا سبق قلم منك، وفقك الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 12:37]ـ
.. رحم الله شيخ الاسلام، فلعله كان يمازح سائله بهذا الكلام، ذلك أنه لا شك أن الجني الذي يتحرى أن يظهر بصورة الشيخ في مكان غير الذي هو موجود فيه، انما يريد أن يفتن به الناس، نسأل الله العافية. فكيف يقال على مثل هذا أنه يحب الشيخ؟ بئست المحبة هذه! (ابتسامة)
/// بارك الله فيكم .. أدام الله الابتسامات علينا (ابتسامة)
/// وتعقيبًا على تعقيبكم على الاستطراد -ونِعمَ هو-: فإنَّه لا يلزم أن يكون الشيخ مازحًا، بل سياق كلامه يدلُّ على أنَّه كان جادًّا، وأمَّا استشكال كون الجنِّي يظهر في مكان آخر فهذا من سوء تصرُّف المحبِّ مع محبِّه، ظانًّا أنَّه بذلك يحسن إليه. أو لعلَّه يترخَّص بالكذب لأجل الدعوة أوالمصلحة! والاحتمال الثاني من عندي!
/// وايضًا .. هذا كلُّه إن كان الجنِّي محبًّا له حقًّا وليس أراد فتنته إن استطاع! والذي فهمه ابن تيميَّة هو الأول.
/// وانظروا إلى سياق كلامه في مجموع فتاواه رحمه الله (13/ 92 - 93) قال: " ... وكثيرًا ما يستغيث الرجل بشيخه الحي أوالميِّت، فيأتونه فى صورة ذلك الشيخ، وقد يخلِّصونه ممَّا يكره، فلا يشكُّ أنَّ الشيخ نفسه جاءه أوأنَّ مَلكًا تصوَّر بصورته وجاءه. ولا يعلم أنَّ ذلك الذى تمثَّل إنَّما هو الشيطان؛ لمَّا أشرك بالله أضلَّتْه الشياطين، والملائكة لا تجيب مشركًا.
وتارةً يأتون إلى مَن هو خالٍ فى البريَّة، وقد يكون مَلِكًا أو أميرًا كبيرًا ويكون كافرًا، وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت، فيأتيه فى صورة إنسيٍّ، ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام، ويتوِّبه، فيُسْلِم على يديه، ويتوِّبه، ويطعمه، ويدلُّه على الطريق، ويقول: من أنت؟ فيقول: أنا فلان، ويكون من مؤمني الجن.
كما جرى مثل هذا لي! كنت فى مصر في قلعتها، وجرى مثل هذا الى كثير من الترك من ناحية المشرق، وقال له ذلك الشخص: "أنا ابن تيمية"، فلم يشكَّ ذلك الأمير أنِّى أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولًا، وكنت فى الحبس، فاستعظموا ذلك! وأنا لم أخرج من الحبس، ولكن كان هذا جِنِّيًّا يحبُّنا، فيصنع بالترك التَّتر مثل ما كنت أصنع بهم لمَّا جاءوا إلى دمشق، كنت أدعوهم إلى الإسلام فاذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسَّر، فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامى؛ ليظنَّ ذاك أنِّي أنا الذى فعلت ذلك.
قال لي طائفةٌ من الناس فلم لا يجوز أن يكون مَلَكًا؟ قلتُ: لا! إنَّ المَلَك لا يكذب، وهذا قد قال: "أنا ابن تيمية"، وهو يعلم أنَّه كاذب فى ذلك ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 01:12]ـ
الأخ خلوصي: هذا النصراني لعله صاحب خوارق شيطانية و نحن لا ننكرها
و فرق عظيم بينها و بين الكرامات
ألم تر أن السيف ينقص قدره *****إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 02:27]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان، وجزاكم الله خيرا على هذه الفائدة القيمة، ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية، ما رأيت من أهل العلم من كان أخبر منه بأمر الجن والشياطين وخوارقهم، ضابطا ذلك على منهج السلف رضي الله عنهم، أسأل الله أن يجمعنا واياه في الفردوس الأعلى، آمين.
وان كنت أعتب على شيخ الاسلام رحمه الله فتحه لباب الاستعانة بمؤمني الجن على أمور الدنيا المباحة واباحته لذلك، وهو القول الذي تهاون بسببه كثير من اخواننا في التعامل مع من يحسبونه من مؤمني الجن، وفي تلقي الأخبار عنهم، فصاروا يتعاملون مع مجاهيل لا يعرف لهم ضبط ولا حال من دين ولا غيره، ويوثقون نكرات يدعون الاسلام ولا سبيل للتحري خلفهم، فيقبل الواحد من اخواننا هؤلاء مزاعمهم بلا بينة من حالهم، وهذه مسألة ليس هذا محل مدارستها وهي خارجة عن الموضوع وقد اختلف أهل العلم فيها، ولكنه باب أدى فتحه عند المتأخرين في زماننا الى ثلمة بل قل أدى الى خرق في ثوب توحيدهم، هداهم الله وأصلحهم.
وهذا على أي حال لا ينفي ولا ينتقص شيئا من كون شيخ الاسلام رحمه الله قد ترك في مكتبة المسلمين أثقل وأقيم ما يرجع اليه الباحث من مؤلفات في أمر الجن والشياطين، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن المسلمين خير ما جزى عالما واماما من أئمة الدين ..
آمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 04:09]ـ
الأخ أبو الفداء
قولك: أعتب على شيخ الاسلام رحمه الله فتحه لباب الاستعانة بمؤمني الجن على أمور الدنيا المباحة واباحته لذلك
ما هي الأمور المباحة بين الإنس و الجن؟ هل هي المباحات بين الإنس و الإنس نفسها؟ أم هي الدعوة إلى الله لأن النبي صلى الله عليه و سلم فعلها، و ليست واجبة علينا لأننا غير ملزمين بدعوتهم كالنبي صلى الله عليه و سلم
فالمباح بين الإنس و الإنس، يختلف عن المباح بين الإنس و الجن
فهي نوعان من المباحات
لكن ربما بعض الناس يحمل كلامه ما لا يحتمل
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 04:42]ـ
الأخ أبو الفداء
فالمباح بين الإنس و الإنس، يختلف عن المباح بين الإنس و الجن
فهي نوعان من المباحات
لكن ربما بعض الناس يحمل كلامه ما لا يحتمل
أرجو المزيد من التوضيح للفائدة
وجزاك الله خيرا
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 12:49]ـ
/// الاستهزاء من الكرامات -مطلقًا- إنَّما يقع من جاهلٍ أوضعيف إيمانٍ أوزنديق.
بارك الله فيكم شيخ عدنان::
ألا يعد موافقة المعقول من شروط قبول الكرامة؟
من عجائب بعض هؤلاء أنهم أرادوا السفر فلما وصلوا إلى المطار قال أحدهم قد نسيت جواز السفر في بيتي - في مدينة أخرى- فذهبوا يصلون ويذكرون الله حتى أتى موعد الرحلة فسافر هذا الرجل من غير جواز!!
وأخرى أنهم تأخروا عن موعد الطائرة وذهبوا للمطار ووجدوا الطائرة لم تقلع بعد ولا يعلمون ما السبب؛ فلما سألوا , قالوا وجدنا الطائرة مربوطة بحبل ولم يستطيعوا حلّ عقدته حتى أتوا!!
///
/// وتعقيبًا على تعقيبكم على الاستطراد -ونِعمَ هو-: فإنَّه لا يلزم أن يكون الشيخ مازحًا، بل سياق كلامه يدلُّ على أنَّه كان جادًّا، وأمَّا استشكال كون الجنِّي يظهر في مكان آخر فهذا من سوء تصرُّف المحبِّ مع محبِّه، ظانًّا أنَّه بذلك يحسن إليه. أو لعلَّه يترخَّص بالكذب لأجل الدعوة أوالمصلحة! والاحتمال الثاني من عندي!
/// وايضًا .. هذا كلُّه إن كان الجنِّي محبًّا له حقًّا وليس أراد فتنته إن استطاع! والذي فهمه ابن تيميَّة هو الأول.
بارك الله فيكم ..
ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى كلاما حول هذا الموضوع في مواضع عدة ومنها ما ذكرتم وفي قاعدة التوسل والوسيلة ذكر رحمه الله في هذا الشأن:
وأعرفُ من ذلك وقائع كثيرة في أقوام استغاثوا بي وبغيري في حال غيبتنا عنهم، فرأوني أو ذاك الآخر الذي استغاثوا به قد جئنا في الهواء ورفعنا عنهم، ولما حدثوني بذلك بينتُ لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم ليظنوا أن ذلك كرامات للشيخ فتقوى عزائمهم في الاستغاثة بالشيوخ الغائبين والميتين.
وهذا من أكبر الأسباب التي بها أشرك المشركون وعبدةُ الأوثان، وكذلك المستغيثون من النصارى بشيوخهم الذين يسمونهم العلاّس يرون أيضاً من يأتي على صورة ذلك الشيخ النصراني الذي استغاثوا به فيقضي بعض حوائجهم.
وذكر رحمه الله أنه لا يسلم من أذى الشياطين أحد:
فإذا كانت الشياطين تأتي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتؤذيهم وتفسد عبادتهم، فيدفعهم الله تعالى بما يؤيد به الأنبياء من الدعاء والذكر والعبادة ومن الجهاد باليد، فكيف من هو دون الأنبياء؟
وشكر الله لكم ونفع بعلمكم::
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 02:41]ـ
ألا يعد موافقة المعقول من شروط قبول الكرامة؟
/// وفيكم بارك الله ونفع بكم، وسدَّدنا وإياكم لخير الدنيا والآخرة.
/// الجواب: كلَّا .. بل العكس هو الصَّحيح؛ فإنَّ الكرامة هي: أمرٌ خارقٌ للعادة. -عقلًا أوطبيعةً-، كسقوط إنسان من الطابق العشرين دون حصول أي أذى له .. هذا في العادة مستحيل طبعًا وعقلًا .. ولذلك عُدَّ كرامةً .. وإلَّا فلو لم يكن خارقًا لذلك فكيف تكون الكرامة إذن ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 01:13]ـ
الأخ الليث هذا الكلام أخذته من كلمة لأحد طلبة العلم و هو الأخ بدر بن طامي العتيبي
و استدل على هذا الفهم بكلام لابن تيمية في رسالة عموم الرسالة التي تحدث فيها عن الجن
و المراد أنك إن أردت أن تبيع و تشتري معي فهذا مباح لأنك إنسي و أنا إنسي
لكن هل يجوز لإنسي أن يقول سأبيع و أشتري مع الجن و سأحضرهم لذلك لأن البيع مباح
فيقال له مباح مع الإنس، أما مع الجن فليس بمباح
أما لو ظهر الجن
فهناك قصة تروى عن الشيخ ابن باز أنه كان في درسه و انتهى الدرس و بدأت الأسئلة ثم سمعوا سؤالاً و لم يجدوا السائل
فقال السائل أنا من إخوانك من الجن! فأجابه الشيخ
بغض النظر هل القصة صحيحة أو لا، فإن الأخ بدر بن طامي نقل عن ابن تيمية أن دعوة الجن إلى الله جائزة لأن هذا مباح
فليس كل ما هو مباح فعله مع الإنس يكون مباحاً فعله مع الجن
هذا ما فهمته من الأخ بدر ابن طامي نقلاً عن ابن تيمية في عموم الرسالة
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:31]ـ
/// الجواب: كلَّا .. بل العكس هو الصَّحيح؛ فإنَّ الكرامة هي: أمرٌ خارقٌ للعادة. -عقلًا أوطبيعةً-، كسقوط إنسان من الطابق العشرين دون حصول أي أذى له .. هذا في العادة مستحيل طبعًا وعقلًا .. ولذلك عُدَّ كرامةً .. وإلَّا فلو لم يكن خارقًا لذلك فكيف تكون الكرامة إذن ..
زادكم الله علماً وعملاً ونفعاً ..
لا خلاف في كون الكرامة خارقة للعادة؛ لكن ما وجه قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
.. وبعض من رأى هذا - أو صدق من قال إنه رآه - اعتقد أن الشخص الواحد يكون بمكانين في حالة واحدة فخالف صريح المعقول.
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 05:33]ـ
جزاك الله خيرا أخي (من صاحب النقب)
وكذلك الشيخ بدر العتيبي حفظه الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 06:12]ـ
باعتباري لا أعرف كيف أقتبس فقرة فقرة من كاتب واحد - يعني متخلف - فسأحاور بهذه الطريقة: مقحما كلامي في صلب الاقتباس .. و لكن بلون أحمر و حجم 6 ... فأكتسب بذلك أيضا تخويفكم!:):):):):):):
الاستهزاء من الكرامات -مطلقًا- إنَّما يقع من جاهلٍ أوضعيف إيمانٍ أوزنديق.
الذي يحدث - و هو محل البحث في مثله - أن يقع الاستهزاء حول حوادث معينة منسوبة لبعض الصالحين ... فيستهزيء قبل أن يستثبت .. فإن روجع قال إنه يؤمن بالكرامات على العموم! و ليس المطلوب أن يذعن و لكن أن لا يستهزيء من غير تثبت!
/// الطيران قد يحصل من الجنِّي والشيطان امتحانًا من الله، وقد يقع هو أوغيره من خوارق العادات كرامةً لبعض أوليائه، على الأصل المتقدِّم.
على الرغم من أن هذا معروف فيحسن ذكره و لكن في غير هذا الموضع لئلا يفر " الأخفى " أو اللا وعي .. بالنفوس عن طريق التهوين العام باحتمالات كهذه ... و الحال أننا في سياق الكرامة للصالحين لا عموم الخارقة ل " البني آدمين:) " ... و يشهد على الصلاح سيرة الإنسان و أخلاقه و استقامته.
فإذا ذكر لي من أثق بصدقه أنه رأى الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله رحمة واسعة يمشي على الماء أو يطير في الهواء ..... فإن الحق يقتضي مزيد تعظيم لا مزيد كلام عام كالذي أشرت إليه للتهوين من أثر القصة!؟
/// لسنا بحاجة إلى النصارى أوغيرهم لتصحيح معتقدٍ أومذهب، فإن جاء منهم عرضًا فتزيد يقيننا وإيماننا بربِّنا.
نفس الكلام السابق ينطبق هنا
و ما ذكرته القصد منه هذه الزيادة في اليقين!
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ليست الكرامة شرطًا للولاية أوالجاه الديني أوالمكانة عند الله، فمحاولة إثباتها لفلان أوفلان، وتطلُّبها من الولي، والمشاقاة بذلك لا فائدة فيه. وانظر إلى كتب القوم كطبقات الشعراني ترى عجبًا من الفواحش والمنكرات والكفر المتفق عليه يساق باسم الكرامة.
بل تدل الكرامة على الولاية و تعطي - ما دامت ولاية لا مجرد خارقة - اطمئنانا و ثقة بالانسان و خاصة المربي المرشد ... فإن نوع الفائدة ليس في المسائل العلمية بقدر ما هو للتنشيط على العمل و التأسي بشخص معاصرٍ و تربيته و طاعته.
..................
أما الشعراني .. فمرة أخرى لا محل له من " محل البحث " هنا .... و لا يؤخذ الصواب و الحقيقة بجريرة الخطأ و الصورة! ... فضلاً عن أن الشعراني عند من يجعله إماما بريء مما دُس عليه ... ؟!
أعتذر لاخواني الكرام ان بدت مني حدة في تعقيبي الأخير فقد ساءني تسرع الكثيرين وتوافرهم على سوء فهم وجه الكلام ومراد كاتبه .. بارك الله فيكم وعفا عني وعنكم.
ومزيدا من الاستطراد اضافة لكلام الشيخ عدنان وفقه الله، أقول رحم الله شيخ الاسلام، فلعله كان يمازح سائله بهذا الكلام، ذلك أنه لا شك أن الجني الذي يتحرى أن يظهر بصورة الشيخ في مكان غير الذي هو موجود فيه، انما يريد أن يفتن به الناس، نسأل الله العافية. فكيف يقال على مثل هذا أنه يحب الشيخ؟ بئست المحبة هذه! (ابتسامة)
أخانا خلوصي تقول: "سأذكر قبلها كرامة اعترف بها باحث ديني نصراني أمريكي ... حدثت معه شخصياً عندما استنكر خارقة لهذا الرجل؟!! "
فيا أخي الكريم لا يقال لخوارق الفساق أنها كرامات فكيف بخوارق النصارى وعامة الكفار؟؟ هذه ما أظنها الا سبق قلم منك، وفقك الله.
صدقت ... و قد سبق التعليق قبل قليل عليه ... إذ إن القصد أن النصراني هنا قد شهد بنفسه على كرامة الرجل مما عاينه من أمر يعود عليه ...
/// بارك الله فيكم .. أدام الله الابتسامات علينا (ابتسامة)
/// وتعقيبًا على تعقيبكم على الاستطراد -ونِعمَ هو-: فإنَّه لا يلزم أن يكون الشيخ مازحًا، بل سياق كلامه يدلُّ على أنَّه كان جادًّا، وأمَّا استشكال كون الجنِّي يظهر في مكان آخر فهذا من سوء تصرُّف المحبِّ مع محبِّه، ظانًّا أنَّه بذلك يحسن إليه. أو لعلَّه يترخَّص بالكذب لأجل الدعوة أوالمصلحة! والاحتمال الثاني من عندي!
أما عندي أنا - مع أنني من القوم الذين لا يحق أن يكون لهم عند - فكلاهما احتمال لا يمكنه نفي الاحتمالات الأخرى.
كما جرى مثل هذا لي! كنت فى مصر في قلعتها، وجرى مثل هذا الى كثير من الترك من ناحية المشرق، وقال له ذلك الشخص: "أنا ابن تيمية"، فلم يشكَّ ذلك الأمير أنِّى أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولًا، وكنت فى الحبس، فاستعظموا ذلك! وأنا لم أخرج من الحبس، ولكن كان هذا جِنِّيًّا يحبُّنا، فيصنع بالترك التَّتر مثل ما كنت أصنع بهم لمَّا جاءوا إلى دمشق، كنت أدعوهم إلى الإسلام فاذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسَّر، فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامى؛ ليظنَّ ذاك أنِّي أنا الذى فعلت ذلك.
قال لي طائفةٌ من الناس فلم لا يجوز أن يكون مَلَكًا؟ قلتُ: لا! إنَّ المَلَك لا يكذب، وهذا قد قال: "أنا ابن تيمية"، وهو يعلم أنَّه كاذب فى ذلك ... ".
و هذا أيضاً مجرد تفسير و احتمال .... لا دليل يحكمه في غيره ... و قد يكون الأمر أوسع من هذا كله .... فهي خوارق ... و يهمنا هنا دلالاتها و توظيفها: أهي من صلاح أم من فساد؟؟
الأخ خلوصي: هذا النصراني لعله صاحب خوارق شيطانية و نحن لا ننكرها
و فرق عظيم بينها و بين الكرامات
ألم تر أن السيف ينقص قدره *****إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
نعم صدقت .. و قد مر التوضيح .. بارك الله فيكم جميعا.
وان كنت أعتب على شيخ الاسلام رحمه الله فتحه لباب الاستعانة بمؤمني الجن على أمور الدنيا المباحة واباحته لذلك، وهو القول الذي تهاون بسببه كثير من اخواننا في التعامل مع من يحسبونه من مؤمني الجن، وفي تلقي الأخبار عنهم، فصاروا يتعاملون مع مجاهيل لا يعرف لهم ضبط ولا حال من دين ولا غيره، ويوثقون نكرات يدعون الاسلام ولا سبيل للتحري خلفهم، فيقبل الواحد من اخواننا هؤلاء مزاعمهم بلا بينة من حالهم، وهذه مسألة ليس هذا محل مدارستها وهي خارجة عن الموضوع وقد اختلف أهل العلم فيها، ولكنه باب أدى فتحه عند المتأخرين في زماننا الى ثلمة بل قل أدى الى خرق في ثوب توحيدهم، هداهم الله وأصلحهم.
و هل يحسب شيخنا أبو الفداء أن الأمر هكذا هو بيد الإمام ابن تيمية؟ إن شاء فتح الباب و إن شاء أغلقه ... ؟!
يا سيدي هذا اتباعه للأمر في ذاته ... هو هكذا انتقش في ذهنه من تأثير علمه المقتبس من الشريعة ...
أما سد الذرائع الذي يتحكم في العمل في مكان ما و زمان ما فلا يصح أن يصبح هو الحقيقة الشرعية التي لا تحول عنها ... لأنه قد تحول عند كثير من أهل زماننا بالعصبية الخفية إليها!؟
و السلام عليكم أهل الألوكة الطيبين ...
أخوكم الداعي لكم خلوصي آبي.
..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 06:43]ـ
بل تدل الكرامة على الولاية و تعطي - ما دامت ولاية لا مجرد خارقة - اطمئنانا و ثقة بالانسان و خاصة المربي المرشد ... فإن نوع الفائدة ليس في المسائل العلمية بقدر ما هو للتنشيط على العمل و التأسي بشخص معاصرٍ و تربيته و طاعته.]
/// وفَّقك الله .. لعلَّ في كلامي إجمالًا أوأنَّ في قراءتك لكلامي سرعةً ..
/// الدلالة على الولاية شيءٌ -وهو لا نختلف فيه إجمالًا-، والشرطيَّة فيه شيءٌ آخر، وكلامي عن الثاني. وبهذا يظهر المقصود من الإشارة -وليس البحث- إلى الشعراني وطبقاته ومنكرات مجاذيبه المدَّعى ولايتهم.
/// وبه -أيضًا- يتبيَّن لك الفائدة من إيرادي الكلام عن الاستهزاء من الكرامة -لمن كان أهلًا لها-لا على العموم، أمَّا الصواب فهو أن يستهزيء دون تثبُّت بمن كان مدَّعيًا لها وحاله أنَّه فويسق مبهرج، كحال الحلَّاج، قدَّس سرَّه بعض أولئك.
/// قد أصبحت الكرامة سلعةً وصكًّا عند أولئك القوم الفسَّاق والمجانين والزنادقة يستجلبون بها الولاية الكاذبة ... هذا أولًا ..
/// أمَّا ثانيًا .. ما الفرق بين "خارق العادة" عند الولي أوالشقي؟ أليست تعطي اطمئنانًا أنَّ ذاك المجذوب أوالمهبول الفويسق وليٌّ من أولياء الله .. قدَّس الله سرَّه! وهنا محلُّ بحث كتاب الشيخ ابن تيميَّة "الفرقان" ..
/// للتعقيب بقيَّةٌ ..
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 07:52]ـ
مشاركةً للشيخ عدنان أقول:
خوارق العادات ..
كما ذكر أهل العلم أنها تكون للصالحين وقد تكون لأهل الباطل.
فإن كانت لأهل الحق من المؤمنين الصالحين فهي كرامات من عند الله, وإن كانت لأهل الباطل من الفسقة والطالحين فهي استدراج من الشيطان له ولمن يتبعه, وهو من الله قبل ذلك.
وعلى ما سبق يكون النظر أولاً في حال من وقعت منه هذه الخارقة للعادة.
فإن اشتهر بالصلاح والتقى والتوحيد و اتباع السنة فهي كرامة من عند الله تعالى, تثبيتا له وتأييدا له, إذ كل مما اتصف به محمود ويأمربه الله ويرضاه, فالصلاح يأمر به الله والتقوى يأمر بها الله والتوحيد يأمر به الله والإتباع يأمر به الله, فمن ثم علمنا أنها كرامة من الله تعالى لعبده.
وإن كانت قد ظهرت على من اشتهر بالفسق والبدعة أو شيء من القبورية أو غير ذلك فهي بلا شك استدراج من الشيطان, ليثبته على ماهو عليه وليغرر به أتباعه, إذ كل مما اتصف به منهي عنه شرعا, ولا يأمر الله به, بل هو مما يريده الشيطان, فالفسق ينهى عنه الله ويأمر به الشيطان, والبدعة ينهى عنها الله ويأمر بها الشيطان, والقبورية ينهى عنها الله ويأمر بها الشيطان, فمن ثم علمنا أنه استدراج من الشيطان وإغواء منه له ولأتباعه.
وثم لو تأملنا فيمن حصلت له كرامة من الصالحين لوجدناها في وقت حاجة, أي أن المؤمن في ذلك الوقت كان محتاجا لهذه الكرامة فأكرمه الله بها تأييدا له وتثبيتا, كما حصل لعمر الفاروق رضي الله عنه مع سارية الجبل, وكما حصل للعلاء ابن الحضرمي حينما ركب البحر .. وغير ذلك.
فإنها كانت للحاجة.
وفي المقابل تجد الفساق والمبتدعة وأهل الباطل تحصل لهم الكرامة في أي وقت وبدون حاجة, كأن يريد الإستعراض أو تأييد مذهبه وغير ذلك, فإذا أتيت الواحد منهم وقلت له أرني كيف تطير, قام وطار!! أو يجمع الناس ليريهم الطيران أو الضرب بالشيش وغير ذلك, قد يكون ذلك استعراضا أو ليؤييد مذهبه الذي ينشره ..
وأريد أن نركز على نقطتين:
1 - النظر في حال الشخص, بالتفريق بين الصالح الموحد المتبع, وبين الطالح المبتدع وقد يكون قبوريا أو متلبسا بأي بدعة شركية.
2 - التفريق بين من تقع له لحاجة تأييدا له وتثبيتا, وبين من تقع له استعراضا أمام الجمهور أو لينصر نفسه وبدعته.
وبالله التوفيق
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
الأخ خلوصي نعم فتح الباب في الإستعانة بالشياطين أو عدمه ليس بيد ابن تيمية لكنه بيد الله الذي قال سبحانه:
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام/128، 129]
فهل المسألة مجرد سد ذرائع بالقاعدة المظلومة هذه الأيام، ففرق بين الذريعة التي سدها الله و رسوله، و بين الذريعة التي سدها عالم باجتهاده، فالأولى ألزم
مع أن سد الذريعة من قبل العالم سائغ أيضاَ و لا يرد عليه إلا باجتهاد يفتح الذرائع و ينظر ما الراجح منهما فتحها أو سدها ثم يرجح
أما حالنا اليوم و أن الفساق من الإعلاميين هم الذين يفتحون الذرائع بغير اجتهاد فهي حال يرثى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 07:00]ـ
"و هل يحسب شيخنا أبو الفداء أن الأمر هكذا هو بيد الإمام ابن تيمية؟ إن شاء فتح الباب و إن شاء أغلقه ... ؟! "
سامحك الله يا أخي الكريم .. وهل رأيتني أحمل في طيات كلامي الا كل تبجيل وتعظيم لذلك الامام الحبر رحمة الله عليه؟ فكيف أرميه بهذا الذي تقول؟؟؟ الله المستعان!
المسألة التي أدعي أن قول شيخ الاسلام فيها واجتهاده رحمه الله ليس موافقا للصواب، وقد رده عليه جمع من أهل العلم - ووافقه فيه آخرون - هو قوله بأن الاستعانة بالجن لها حكم العمل المستعان بهم عليه، فان كان مباحا فالجواز، وان كان محرما فالمنع، وان كان مستحبا فالاستحباب! وبأقل قدر من التأمل أقول لك، ان أردت أنت الآن أن تستعين بجني مسلم في أي أمر من أمور الدعوة أو من أمور الدنيا، فكيف تطلبه أصلا وتستدعيه وأين تجده؟؟؟؟ ثم لو فرضنا أنه ظهر لك أو أتاك وزعم أنه مسلم فكيف تصدقه في دعواه تلك؟؟؟ ثم بعد ذلك كله كيف تزعم أن استعانتك بكائن غيبي لا سبيل لك الى أن تراه الا حين يختار وعلى نحو ما يختار، لم تؤثر في توحيدك؟؟؟ وهل كان السلف والصحابة رضي الله عنهم يستعينون بالجن على أمور الدعوة وأمور الدنيا؟؟؟؟ أما ما استدل به شيخ الاسلام رحمه الله فليس فيه دلالة على الاستعانة التي تستلزم الاستدعاء والاستئمان والتوثيق للمستعان به كما هو ظاهر، وما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة الجن ومخاطبتهم فهو المعصوم بالوحي والمحفوظ بحفظ الله تعالى، صلى الله عليه وسلم، وليست هذه العصمة لأحد من بعده، فتأمل!
فالمسألة عند الذين خالفوا ابن تيمية رحمه الله في ذلك ليست سد ذريعة وفقط، والله أعلم!!
وفقني الله واياك لما يحب ويرضى
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 08:44]ـ
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بحرمة الاستعانة بالجن مطلقا, لأن لاتعرف عدالته ....
أخبرني بذلك معالي الشيخ الدكتور عبد المطلق ....
تنبيه: انا مستمتع بطرحكم الطريف العلمي الظريف
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 12:03]ـ
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بحرمة الاستعانة بالجن مطلقا, لأن لاتعرف عدالته ....
أخبرني بذلك معالي الشيخ الدكتور عبد المطلق ....
تنبيه: انا مستمتع بطرحكم الطريف العلمي الظريف
/// مسألة الاستعانة بالجني في المباحات -في نظري- محل اجتهاد وبحث، وليس يها نصا صريحًا قاطعًا .. فتعد من مسائل العقيدة الرعية الخلافية عند أهل السنة والجماعة ..
/// فتوى اللجنة الدائمة:
فتوى رقم (433):
س: ما حكم المناذير وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها، كأن يقال: خذوه اذهبوا به، انفروا به بقصد أو بغير قصد، وما حكم من دعا بهذا القول، حيث سمعت قول أحدهم: أنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات؟
ج: الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات -من الإضرار بأحد أو نفعه -شرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته، قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ /// وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). وقال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا).
فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك.
ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام؛ لقوله تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
/// ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات، ولا تتبع جنازته، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن سليمان بن منيع // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي
/// وخولفو في ذلك .. ففي فتاوى الشيخ ابن عثيمين، من لقاءات الباب المفتوح:
السؤال: بعضهم يستعين بالجن يقول: هذا رجل صالح عندي في المسجد ويجيد القرآن (100%)، قلنا: استعن بالله قال: لا. الجن كذلك يستعين بالجن الصالحين، كيف ندري أن هؤلاء صالحون؟ أم لا؟
/// الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة). فالاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا بأس بها، ولا حرج فيها،.
وأما مسألة كذبهم أو صدقهم هذا ينظر فيه.
هم على كل حال مجهولون ودعواهم أنهم صالحون ينظر هل هو يأمر صاحبه بالخير أو بالشر.
أنا بلغني أن بعض الناس الذين فيهم الجن إذا جاء عنده في آخر الليل أيقظه ليتهجد ويساعده، فإذا تأخر عن صلاة الجماعة أنبهه فمن هذه حالته فهي دليل على صلاحه. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 02:07]ـ
.. وبعض من رأى هذا - أو صدق من قال إنه رآه - اعتقد أن الشخص الواحد يكون بمكانين في حالة واحدة فخالف صريح المعقول.
للتوضيح: أنا أقر بأنه لا يمكن أن يكون الإنسان بمكانين في وقت واحد؛ لكن وجه الاستشكال: لمَ جعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المستند في هذا مخالفة صريح المعقول فقط , هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:08]ـ
/// والله قد نسيتك يا أخي الكريم "محبرة الداعي" .. لعلَّك تمهلني لمزيد من التأمل فيما نقلته مشكورًا واستشكلته وهو في محلِّه من استشكال.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 04:52]ـ
"للتوضيح: أنا أقر بأنه لا يمكن أن يكون الإنسان بمكانين في وقت واحد؛ لكن وجه الاستشكال: لمَ جعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المستند في هذا مخالفة صريح المعقول فقط , هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط؟ "
لعله أن يقال - والله أعلم - أن هناك فرقا بين مخالفة المعقول ومخالفة العادة. فالعقل يقبل وقوع خوارق العادات، على أنها أمور لها أسباب غيبية تغيب عنه ولا يدركها، ولكنه يقر بامكان وقوعها بدليل أنه يراها تقع! أما أن يقال أن من خوارق العادة لانسان أن يتعدد وجوده وتتعدد ذاته فيصبح موجودا في مكانين مختلفين معا في ذات الوقت، فهذا فاسد من جهة اللغة والعقل والمعنى اللغوي، وهو أشبه ما يكون بمقولة النصارى بأن الرب واحد وثلاثة في ذات الوقت!! فاعتراضنا العقلي عليهم أن هذا المعنى فاسد لغة وعقلا، دون النظر في كيفية أو في أسباب أو في طبيعة! فلا يمكن أن يصبح الواحد اثنان ولا ثلاثة تتعدد ذاته! فالقول بأن الرجل قد يتواجد في مكانين في ذات الوقت هذا ليس خرقا للعادة في الأسباب والكيفيات وطبائع الأشياء وفيما يعتاد الناس رؤيته من أمرها وعرفوه بالمشاهدة والقياس، وانما هو خرق صريح للعقل وللمعنى اللغوي نفسه للذوات والموجودات .. أرجو أن يكون المعنى واضحا ..
وتامل تحقيق ذلك كيف ان ابن تيمية رحمه الله لما قرر استحالة قبول العقل لفكرة أن يكون الانسان الواحد أو الذات الواحدة موجودة في مكانين في ذات الوقت، بنى على ذلك استنتاجا أن يكون هذا الثاني ليس الا تمثلا لجني يريد أن يوهم الناس بأنه هو الشخص نفسه! فقرر بأن هذا وان كان خارقا للعادة الا أن العقل لا يأبى وقوعه، بينما يأبى العقل السوي أن يقال أن الرجل نفسه موجود في مكانين في نفس الوقت .. واليوم قد يقرر العقل احتمالا آخر لظهور صورة الرجل في مكانين في نفس الوقت: ان تكون احداهما صورة مجسمة (هولوجرام) مثلا، وان كانت تقنية ذلك الأمر لم تصل بعد - ولا يزال أمامها الكثير - الى الحد الذي يتوهم به الناظر الى الصورة أنها هي الأصل نفسه، ولا تزال الشياطين أبرع في ذلك التمثل بصور البشر بكثير .. (ابتسامة)
فلعلنا نرى في المستقبل أو يرى أبناؤنا حالة لوجود صورة مطابقة للانسان في مكان غير المكان الذي هو موجود فيه، دون أن يكون تفسيرها الوحيد هو وقوع تمثل الجني به .. ((ويخلق ما لا تعلمون))
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 07:06]ـ
........ هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط؟ "
الحد والله أعلم هو أن لا يصل إلى حد التناقض العقلي والتضاد فبالتالي يؤدي إلى الإمتناع, والممتنع هو الذي يرفضه العقل والحس, وما دون ذلك فإنه يتقبله العقل.
مثلا: يقبل العقل والحس الدنيا بليل مستمر ولا نهار فيها .. ولكن لا يقبل ليلا ونهارا في وقت واحد لامتناعه, ولأنه جمع بين نقيضين, ولا يقبل رفعهما أي لا ليل ولا نهار, وذلك لأنه ممتنع أيضا, والقاعدة تقول: النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
ومثال آخر: لا يقبل العقل والحس الجمع بين الأبيض والأسود في وقت واحد, إذ لا تستطيع أن تقول هو أبيض وأسود في وقت واحد, لأنه جمع بين الضدين, والجمع بين الضدين ممتنع, ولكن يقبل رفعهما وإثبات لون آخر أو إثبات أحدهما, والقاعدة تقول: الضدان لا يجتمعان ولكن قد يرتفعان.
والجمع بين النقيضين والضدين ممتنع عقلا وحسا باتفاق أهل العقل.
وهناك أيضا من الممتنعات التسلسل والدور, فالحد والله أعلم هو أن لا يصل إلى حد الإمتناع.
والصورة التي رفضها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - من هذا القبيل.
فإنه يمتنع عقلا وحسا وجود شخصين لذات واحدة في نفس والوقت, فوجود الأول المشهود في مكان ما يقتضي عدمه في غيره, فلا تستطيع أن تقول فلان بذاته في مكة وفي المدينة في نفس الوقت وفي نفس الساعة, لأنه جمع بين نقيضين, والجمع بين النقيضين ممتنع عقلا وحسا, والممتنع يستحيل وجوده في خارج الذهن.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 10:21]ـ
شكر الله لكما لي عودة بإذن الله تعالى ,,
/// والله قد نسيتك يا أخي الكريم "محبرة الداعي" .. لعلَّك تمهلني لمزيد من التأمل فيما نقلته مشكورًا واستشكلته وهو في محلِّه من استشكال.
لا حرج عليك شيخ عدنان فمثلك يعذر؛ نفع الله بك ويسر أمرك ..
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:01]ـ
السؤال كان كالتالي: هل موافقة المعقول تعد شرطا من شروط حصول الكرامة؟
فلما كان الجواب بأنها لا تعد بل الصحيح أن تخالفه , طرح الإشكال من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؟ فكان الجواب كالتالي:
لعله أن يقال - والله أعلم - أن هناك فرقا بين مخالفة المعقول ومخالفة العادة. فالعقل يقبل وقوع خوارق العادات، على أنها أمور لها أسباب غيبية تغيب عنه ولا يدركها، ولكنه يقر بامكان وقوعها بدليل أنه يراها تقع! أما أن يقال أن من خوارق العادة لانسان أن يتعدد وجوده وتتعدد ذاته فيصبح موجودا في مكانين مختلفين معا في ذات الوقت، فهذا فاسد من جهة اللغة والعقل والمعنى اللغوي، .....
أليست مخالفة العادة قد يراد بها العقل وقد يراد الطبيعة؟!
معنى جوابك إن كان فهمي صحيحا أن هناك أمور قد تقع , العقل لا ينفي وقوعها بل قد تكون مخالفة لما هو متعارف عليه , وقد يُستغرب عقلاً وقوعها , فإن وقعت فإنها تقع على وجه نادر جداً كما مثَّل به الشيخ عدنان فيمن يسقط من الدور العشرين!
ففرق بين استغراب العقل و مخالفته فالأول قد يستبعد والثاني يمتنع!
واليوم قد يقرر العقل احتمالا آخر لظهور صورة الرجل في مكانين في نفس الوقت: ان تكون احداهما صورة مجسمة (هولوجرام) مثلا، وان كانت تقنية ذلك الأمر لم تصل بعد - ولا يزال أمامها الكثير - الى الحد الذي يتوهم به الناظر الى الصورة أنها هي الأصل نفسه، ولا تزال الشياطين أبرع في ذلك التمثل بصور البشر بكثير .. (ابتسامة)
فلعلنا نرى في المستقبل أو يرى أبناؤنا حالة لوجود صورة مطابقة للانسان في مكان غير المكان الذي هو موجود فيه، دون أن يكون تفسيرها الوحيد هو وقوع تمثل الجني به .. ((ويخلق ما لا تعلمون))
بل هذا وُجد , ففي أحد بلاد الغرب إن لم أكن مخطئا بين فرنسا وبريطانيا جعلوا هناك أشبه ما يكون بالنفق ترى من خلاله في الجهة الأخرى البلد الآخر كأن المسافة بينكما 200 م تقريباً
فتقف وترى صديقك وترى السيارات من خلفه والناس يسيرون! (ابتسامة)
........ هل هناك حد من الفهم لا يمكن مخالفته وهناك أمور تقبل ولو خالفت العقل؛ إن كان كذلك فما الحد وما هو الضابط؟ "
الحد والله أعلم هو أن لا يصل إلى حد التناقض العقلي والتضاد فبالتالي يؤدي إلى الإمتناع, والممتنع هو الذي يرفضه العقل والحس, وما دون ذلك فإنه يتقبله العقل.
مثلا: يقبل العقل والحس الدنيا بليل مستمر ولا نهار فيها .. ولكن لا يقبل ليلا ونهارا في وقت واحد لامتناعه, ولأنه جمع بين نقيضين, ولا يقبل رفعهما أي لا ليل ولا نهار, وذلك لأنه ممتنع أيضا, والقاعدة تقول: النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
إن كان ما فهمته صحيحا فإن جوابك كالتالي: أن الكرامة تخالف المعقول ما لم تبلغ حد التناقض , فإن ناقضت العقل فإنها ترد!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:18]ـ
إن كان ما فهمته صحيحا فإن جوابك كالتالي: أن الكرامة تخالف المعقول ما لم تبلغ حد التناقض , فإن ناقضت العقل فإنها ترد
(مالم تبلغ حد الإمتناع) لأنه أعم .. (فإن امتنعت عقلا فإنها ترد) وذلك لأن الممتنع ممنوع وقوعه باتفاق العقلاء في جميع الطوائف, بل يُحتج به على المخالفين كدليل التمانع في الربوبية .. ولو كان ممكنا وقوعه لبطل ما نحتج به, ولكان المخالف محتجا بالإمكان ....
وليس (إن ناقضت العقل) ....
هذا ما يظهر لي والموضوع تحت النقاش للفائدة
وبالله التوفيق
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:39]ـ
(مالم تبلغ حد الإمتناع) لأنه أعم .. (فإن امتنعت عقلا فإنها ترد) وذلك لأن الممتنع ممنوع وقوعه باتفاق العقلاء في جميع الطوائف, بل يُحتج به على المخالفين كدليل التمانع في الربوبية .. ولو كان ممكنا وقوعه لبطل ما نحتج به, ولكان المخالف محتجا بالإمكان ....
وليس (إن ناقضت العقل) ....
هذا ما يظهر لي والموضوع تحت النقاش للفائدة
وبالله التوفيق
شكر الله لكم ونفع بكم:::
بانتظار رأي الشيخ عدنان .. وفقه الله::
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:48]ـ
/// أنا أتأمل مباحثتكم المفيدة .. وفقكم الله (ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:52]ـ
///
/// هات وثائقك يا أخانا الفاضل، قد شوَّقتنا إليها، لكن ما شرطك وميثاقك الذي تطلب؟ هل ثم سرٌّ مقدَّسٌ تخفيه مثلًا! (ابتسامة)
كأن الشوق قد برد ــ فلا تعتب إذا مِتُّ
و لا تعتب إذا الأيا ــ م ساقتني و ما عدتُ
:):):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 11:51]ـ
من لطيف التكلف في الاحتجاج للمذهب ما ذكره بعض الأحناف (فتح القدير) قال ابن الهمام عن فرض إذا تزوج رجل بالمشرق امرأة بالمغرب فولدت ولداً أنه ينسب إليه:
قال ((والحق أن التصور ثابت في المغربية لثبوت كرامات الأولياء والاستخدامات فيكون صاحب خطوة أو جنياً!))
وقد يكون النص مختلفاً فمعذرة لأنى كتبته من الذاكرة.(/)
هل ورد عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح أنه كان صقّارا؟. (الصيد بالصقور).
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 12:47]ـ
الإخوة الأكارم /
تأملتُ في حال بعض المهتمين بهواية الصيد والقنص ..... وأعني بهم من يسمّون بـ:
الصقّارين
.... ثم خطر في بالي .... ما بسببه كُتب هذا الموضوع ..... وهو:
هل ورد عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح أنه كان صقّارا .... أو راغبا في هواية القنص؟.
ومن أول من قام باستخدام الصقور في الصيد؟.
فبحثتُ بين ثنايا صفحات المنتديات ..... فوجدت ما ستقرأونه أدناه ..... ولا غني لي عن إضافتكم، وتوجيهاتكم.
وقبل الدخول فيما وجد ... أعرض لوصف يسير لحالهم:
الصقّارون: رجالٌ يستهويهم الجلوس مع الصقور، وتربيتها، ورعايتها، واستخدامها في الصيد.
ولقد وضعت لهذه الصقور المجالس، وفصلت لها المقاعد الخاصة في البيوت، والسيارات، بل تصدرت المجالس قبل الرجال!!.
بل امتد عشق هذه الهواية إلى أن أصدرت لها المجلات، وصُنفت فيها الكتب، وخصصت بعض القنوات الفضائية البرامج المتعددة لها، ووضعت لها عيادات متخصصة لرعايتها الطبية والصحية!!.
وانتشرت هذه الهواية حتى سمّاها بعضهم هواية الملوك والكبراء.
يقول المنقول عنه:
لقد عرف العرب منذ القدم من خلال احتكاكهم بالحضارات والأمم السابقة التي لها حدود أو تواصل بالعرب من الفرس والروم، حيث انفتح العرب عليهم في جاهليتهم، وإسلامهم، وتأثروا بهم، وأثروا فيهم في العديد من المجالات، واقتبسوا منهم الكثير من العادات، ومظاهر الحضارة، ووسائل الترف، وكان من جملة ما أخذوه عنهم معارف الصيد ووسائله وآدابه.
والصيد عند العرب في الجاهلية لم يكن وسيلة من وسائل الرزق فحسب وإنما كان تسلية وترفيها ورياضة ومن متع النفس.
وكان العرب في الجاهلية يعلون من شأن القنص ويمتدح الرجل بأكله من صيد يده، ويعتبر ذلك علامة على قناعته، وعلى زهده مما في أيدي الناس.
واهتمام العربي بحياة الحيوان له جذور لغوية وعملية فمعنى القنص كما ورد في: (لسان العرب)
قنص: قنص الصيد يقنصه قنصا , وتقنصه يعني تصيده والقنص والقنيص ما أقنص , والقنيص الصائد والمصيد أيضا.
فمعنى الصيد في لغة العرب يفيد أخذ الحيوان وصيده.
وكلمة الصيد تطلق على صيد البر والبحر.
وكلمة القنص قد تفيد معنى صيد البر وحدة.
يقول الشاعر أمرؤ القيس:
رب رام من بني ثعل ... متلج كفيه في قره
فهو لاتنمنى رميته ... ماله لاعد من نقره
مطعم للصيد ليس له ... غيرها كسب على كبره
وكان العرب منهم يعود إلى أهله حاملا معه صيده , ويجد في ذلك مجالا للفخر.
وقد جاء في مقدمة ابن خلدون: عن ميزانية بغداد قبل ألف ومائة سنة: أن البزاة والصقور، ضمن موارد الميزانية التي تجبيها الدولة، من الجزيرة وما يليها من أعمال الفرات، ومن نفقات بيت المال أيضاً، ما يصرف يومياً على أصحاب الصيد من الصّقّارين والبازياريين، وعلى طعام وعلاج الجوارح.
والباحث في تاريخ العرب يجد أن الصيد لم يقتصر على الفقراء، وإنما مارسه الأغنياء والفقراء على السواء وأولع به السادة.
ويحكى أن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه كان قناصا مولعا بالصيد، وصاحب كلاب وجوارح وجاء يسأل الرسول عليه السلام عن أمر الصيد، فيقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنا قوم نتصيد بهذه الكلاب؟.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وإذا أرسلت كلبك المعلم فوجدت معه كلباً آخر فلا تأكل، فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره))، وفي رواية: ((إذا أرسلت كلبك المعلم فاذكر اسم الله، فإن وجدت مع كلبك كلباً غيره وقد قتل فلا تأكل، فإنك لا تدري أيهما قتله)). متفق عليه.
كما أن حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم كان صاحب صقور ومولعا بالصيد , فقد جاء في السيره: أن حمزة عبدالمطلب كان صاحب قنص.
وقد اجمع الدارسون والباحثون أن أول من صاد بالصقر هو الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة.
وقصته في ذلك:
(أنه وقف يوما عند صياد ينصب شبكةً للعصافير، فأنقض صقر على عصفور علق في الشبكة وأخذ يأكله .. وما لبث أن علق جناحاه بها ..
والحارث ينظر إليه ويعجب من فعله .. فأمر به .. فحمل إليه ووضع في بيت، وأوكل به من يطعمه ويعلمه الصيد .. فصار يحمله على يده.
وذات يوم وهو سائر رأى الصقر حمامة فطار عن يده إليها وأخذها، وأكلها .. فأمر الحارث عند ذلك. بتدريبه وتهذيبه والصيد به.
وبينما هو يسير يوما لاحت له أرنب فطار الصقر إليه وأخذها، فلما رآه يصيد الأرنب ويطير أزداد به إعجابا) أ. هـ.
وقد اشتهر العرب في الجاهلية عند الأمم المجاورة بترويضهم (وتدريبهم) للصقور وعرفوا بذلك.
وتعتبر هواية القنص من الهوايات الارستقراطية التي كان يمارسها الشيوخ والفرسان , ثم أصبح لها - بمرور الوقت - تقاليد وأصول متعارف عليها يربي الإنسان نفسه عليها كما يربي الصقر نفسه على الصيد والقنص ..
ومما جاء في القرآن الكريم ذكره للصيد والقنص من حيت إباحة بعض أنواع الصيد وتحريمه لبعضها الآخر وكذلك وجوب تعليمه وتدريبه.
وقد ثبت أن العرب قبل البعثة المحمدية كانوا أول من استخدم الصقر الحر في الصيد وورد عن (النطريف) أنه قال:
إن أول من أولع بالصقور وروضها هم العرب، فبلغ بذلك ملك الفرس كسرى بهرام , فأرسل إلى مضر بن خزيمة صاحب الجزيرة يلتمس منه صقورا فأرسل ماكان لديه فلما رآها كسرى بهرام وهي تقنص الظباء والأرانب أعجبه ذلك فاقتناها وأظهر للفرس فضلها على الشواهين.
الجوارح عند علماء (البيزرة)
البيزرة وهي: البازي، والقيمي، والزرق، والباشق، والبيدق.
الشواهين ومنها: الشاهين، والانيقي، والقطامي.
الصقور ومنها: الصقر، والكوبج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:24]ـ
كتب الله أجرك أخي الفاضل المسيطير على هذا البحث المميز ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 12:35]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
---
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى
باب فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا
الحديث:
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ إِذْ الْتَفَتُّ فَإِذَا عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَتَيَانِ حَدِيثَا السِّنِّ فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ بِمَكَانِهِمَا، إِذْ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: يَا عَمِّ أَرِنِي أَبَا جَهْلٍ.
فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟.
قَالَ: عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ.
فَقَالَ لِي الْآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ.
قَالَ: فَمَا سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا فَأَشَرْتُ لَهُمَا إِلَيْهِ فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حَتَّى ضَرَبَاهُ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
الشرح:
قوله: (الصقرين) بالمهملة ثم القاف تثنية صقر، وهو من سباع الطير، وأحد الجوارح الأربعة، وهي:
الصقر، والبازي، والشاهين، والعقاب.
وشبههما به لما اشتهر عنه من الشجاعة، والشهامة، والإقدام على الصيد، ولأنه إذا تشبث بشيء لم يفارقه حتى يأخذه.
وأول من صاد به من العرب:
الحارث بن معاوية بن ثور الكندي
ثم اشتهر الصيد به بعده.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 01:18]ـ
كما أن حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم كان صاحب صقور ومولعا بالصيد , فقد جاء في السيره: أن حمزة عبدالمطلب كان صاحب قنص.
بحثت في بعض كتب السيرة عن ثبوت: أن حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه كان صاحب صقور ... فلم أجد ذلك صريحا، بل الإشارة إلى أنه - رضي الله عنه - صاحب قنص، والقنص يشمل الصيد بأنواعه، وليس خاصا بالصقور ... والله أعلم.
(قال ابن إسحاق: حدثني رجل من أسلم، كان واعية: أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لأمره؛ فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولاة لعبدالله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة، فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحا قوسه، راجعا من قنص له، و كان صاحب قنص يرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز فتى في قريش، وأشد شكيمة.
فلما مر بالمولاة، وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، قالت له: يا أبا عُمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام: وجده هاهنا جالسا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم).
(السيرة النبوية لا بن هشام).(/)
«تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها»،،لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبدِ العَزيز آل الشَّيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 01:47]ـ
«تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها»،
لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بن عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عام المَملكة العَربيّة السّعوديّة
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ إلى من يراه من إخوانه المسلمين وفقنا الله وإياهم لكل خير.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. . . أما بعد:
فإنه وردنا جملة من الأسئلة والاستفسارات حول موضوع الرؤى وتعبيرها، وما طرأ في الأزمان الأخيرة من التوسع في ذلك، حتى خصص لها زوايا في الصحف والمجلات، وأيضا برامج في القنوات الفضائية، وكذلك استخدمها أصحاب المنتزهات والمنتجعات الترفيهية وسيلة للجذب وكسب الأموال، ثم قامت بعض الشركات بتخصيص رقم هاتفي على مدار الساعة لاستقبال مكالمات الناس وتفسير رؤاهم.
ولما كان الأمر كذلك رأينا أن نبين للناس ما نعتقده، نصحا لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم، وأداء لواجب البيان الذي أخذ الله الميثاق به على أهل العلم ? وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ? [سورة آل عمران الآية 187].
فنقول وبالله نستعين:
إن المؤمن يعلم أن الرؤى حق وأنها من عند الله وأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وأنها من المبشرات، وكل هذا صحيح جاءت النصوص الصحيحة مصرحة به، فمن ذلك ما جاء في القرآن من بيان لبعض رؤى الأنبياء وما كان من تفسيرها وتأويلها، وكذلك رؤيا غيرهم وما كان من تفسيرها.
فأما رؤيا الأنبياء فإنها حق ووحي، ومن ذلك قول إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ لابنه: ? يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ? [سورة الصافات الآية 102].
ومن ذلك رؤيا يوسف عليه السلام حيث قال فيما قص الله سبحانه لنا من خبره: ? يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ? [سورة يوسف الآية 4] وجاء تأويلها في آخر السورة عند قوله تعالى: ? وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ? [الآية 100].
وأما غير الأنبياء فقد جاء في كتاب الله العزيز في سورة يوسف عليه السلام، رؤيا السجينين وتأويل يوسف عليه السلام لرؤيا كل منهما، وكذلك رؤيا الملك وتأويل يوسف عليه السلام لها.
وأما أدلة الرؤيا من السنة الصحيحة، فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة».
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كشف رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم».
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا». الحديث أخرجه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فثبت بهذا أن الرؤى حق، لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما يراه النائم هو من الرؤى الحق، بل ما يعرض للنائم في منامه، منه ما هو من الرؤى، ومنه ما هو من تهويل الشيطان وتلاعبه بابن آدم ليحزنه، ومنه ما يحدث به المرء نفسه يقظة فيراه مناما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس». . الحديث أخرجه مسلم.
إذا تبين هذا فإن ديننا الإسلام قد جاء بما فيه صلاح وخير البشر في العاجل والآجل، وقد بين لنا نبي الهدى والرحمة ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كل ما فيه نفعنا وخيرنا، ومن ذلك ما نحن بصدده الآن فإن المسلم ينبغي له أن يعتني بذكر الله والإكثار منه فإن الله تعالى يقول: ? أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? [سورة الرعد الآية 28] وقد بين لنا النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أذكارا نقولها في الصباح والمساء وعند النوم ترفع بها درجات المسلم ويزداد بها إيمانه، ويعصمه الله بها من شر الشيطان وشر كل ذي شر فلا يضره شيء بإذن الله وحده، ومن ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا: أصبحنا وأصبح الملك لله» أخرجه مسلم.
ومنه أيضا حديث عبد الله بن خبيب قال: «خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ليصلي لنا فأدركنا فقال: أصليتم قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله، ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حيث تمسي، وحيث تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
ومنه أيضا حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحنا وإذا أمسينا، قال: «قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك» أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي.
ومنه أيضا حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء». ومنه أيضا حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».
ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح، كتب له بها مائة حسنة، ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أرشدنا النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إلى أقوال وأعمال عند النوم يحسن بالمسلم أن يعتني بها: فمن ذلك حديث حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: «اللهم باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور».
ومنه حديث عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات».
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنه أتاه آت يحثو من الصدقة، وكان قد جعله النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عليها ليلة بعد ليلة، فلما كان في الليلة الثالثة قال: لأرفعنك إلى رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، إنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هي، قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ? اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? [سورة البقرة الآية 255] حتى تختم الآية، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح،
فقال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان».
ومنه حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه».
ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما، «أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهم خلقت نفسي وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية قال ابن عمر: سمعته من رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ».
ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخذ داخلة إزاره، فلينفض بها فراشه، وليسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جني، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
ومنه حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول» متفق عليه وفي رواية لمسلم: «واجعلهن من آخر كلامك». فهذه الأوراد والأذكار ينبغي لكل مسلم الحرص عليها والمداومة على الإتيان بها في محالها؛ اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وطردا للشيطان عنه وكذلك كل ذي شر، فإن الله يعصمه منه بحوله وقوته.
ثم إن المسلم إذا رأى في منامه رؤيا فليتبع الأدب النبوي في ذلك، فإن كانت رؤيا تسره ويحبها فليحمد الله ولا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ويتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا، ويتحول عن شقه الذي كان عليه ولا تضره الرؤيا.
وقد جاء في بيان ذلك أحاديث صحيحة، منها حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كنت أرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يقول: «الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره» أخرجه البخاري، وجاء عند ابن ماجه ذكر التحول عن شقه الذي كان عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الأدب النبوي العام في الرؤى، فإن أراد الرائي تعبير رؤياه فإنه يقصها على عالم بالتعبير ناصح أمين على الرؤيا. هذا ما يتعلق بالرائي.
أما المعبرون فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل، والحذر من الخوض في هذا الباب بغير علم فإن تعبير الرؤى فتوى لقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ? [سورة يوسف الآية 43].
ومعلوم أن الفتوى بابها العلم لا الظن والتخرص، ثم أيضا تأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم، بل هي كما قال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مبشرات، وكما قال بعض السلف: الرؤيا تسر المؤمن ولا تضره.
هذا وإن التوسع في باب تأويل الرؤيا، حتى سمعنا أنه يخصص لها في القنوات الفضائية، وكذلك على الهواتف، وفي الصحف والمجلات والمنتديات العامة من المنتجعات وغيرها أماكن خاصة بها؛ جذبا للناس وأكلا لأموالهم بالباطل، كل هذا شر عظيم وتلاعب بهذا العلم الذي هو جزء من النبوة، قيل لمالك ـ رحمه الله ـ: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب! وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيرا أخبر به وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنما على ما أولت عليه، فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة.
فيجب على المسلمين التعاون في منع هذا الأمر كل حسب استطاعته، ويجب على ولاة الأمور السعي في غلق هذا الباب؛ لأنه باب شر وذريعة إلى التخرص والاستعانة بالجن وجر المسلمين في ديار الإسلام إلى الكهانة والسؤال عن المغيبات، زيادة على ما فيها من مضار لا تخفى من إحداث النزاعات والشقاق والتفريق بين المرء وزوجه، والرجل وأقاربه وأصدقائه، كل هذا بدعوى أن ما يقوله المعبر هو تأويل الرؤيا، فيؤخذ على أنه حق محض لا جدال فيه وتبنى عليه الظنون، وهذا من أبطل الباطل، كيف وصديق هذه الأمة بل خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين لما عبر الرؤيا قال له النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «أصبت بعضا وأخطأت بعضا» ونحن لا نعلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير القرون وأحرصهم على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وأتقاهم لله وأخشاهم له لا نعلم أنهم عقدوا مجالس عامة لتأويل الرؤى ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وإني إبراء للذمة ونصحا للأمة لأحذر كل من يصل إليه هذا البيان من التعامل مع هؤلاء أو التعاطي معهم والتمادي في ذلك، بل الواجب مقاطعتهم والتحذير من شرهم، عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألزمنا وإياكم كلمة التقوى، ورزقنا اتباع سنة سيد المرسلين واقتفاء آثار السلف الصالحين، وحشرنا وإياكم في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
المصدر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) عداد: 67،ص 7.
بارك اللَّهُ في سَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبدِ العَزيز آل الشَّيخ،
ونفع بعلمه.آمين.
أخوكم المحب
سَلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 02:10]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم سلمان.
لا يخفى على الجميع أن الرؤى هي جزء من أجزاء النبوة كما روى الإمام البخاري من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رؤيا المؤمن جزء من ستة وأَربعين جزءا من النبوة"، وكما روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ..... "، ومع هذا فإن تعلق الناس في هذا الزمان بالرؤى غير محمود، والأصل في هذه الأمور هو عدم التعلق التام بالرؤى، ولا إنكارها ودم الإكتراث بها، أما ما يتعلق بالمعبرين فحدث ولا حرج، والمؤمن عليه أن يعلم أن تعبير الرؤى كالفتيا.
والله ولينا في الدنيا والأخرة، وإليه المصير.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:21]ـ
الشّيخ الحبيب / وليد الدّلبحي:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ونفع بكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:23]ـ
الموقر العزيز / ابن رَجَبٍ:
شكر اللَّه لكم،ورفع قدركم.
دمتم بخير.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:40]ـ
واياكم
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ونفع الله بك
أخوك
أبو الصمصام النجدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:38]ـ
الأخ الغالي / أبا الصمصام النَّجديّ:
وعليكم السلام ورحمة اللَّهِ وبركاته:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القادر أبُو زيدٍ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 08:14]ـ
حَفِظَ اللَّهُ سماحةَ الشيخِ عبد العزيز، ونفع به. آمين.(/)
ثلاثة أيام .... ثلاث ليال ...... سويا
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:13]ـ
الحمد لله
قال ربنا في سورة آل عمران في قصة زكرياء
{قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا}
وفي سورة مريم قال ربنا
{قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا}
سؤالي للمشايخ الفضلاء .. ما توجيه التعارض الظاهري بين الآيتين ...
بارك الله فيكم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:51]ـ
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا
"قَالَ رَبّ اجْعَلْ لِي آيَة" أَيْ عَلَامَة عَلَى حَمْل امْرَأَتِي "قَالَ آيَتك" عَلَيْهِ "أَلَّا تُكَلِّم النَّاس" أَيْ تَمْتَنِع مِنْ كَلَامهمْ بِخِلَافِ ذِكْر اللَّه "ثَلَاث لَيَالٍ" أَيْ بِأَيَّامِهَا كَمَا فِي آل عِمْرَان ثَلَاثَة أَيَّام "سَوِيًّا" حَال مِنْ فَاعِل تُكَلِّم أَيْ بِلَا عِلَّة
منقول من تفسير الجلالين
ولاتعارض بينهما
والله أعلم
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 06:44]ـ
ذكر ذلك العلامة: عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - حيث قال: قال تعالى: " {قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} وفي الآية الأخرى {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} والمعنى واحد، لأنه تارةً يعبر بالليالي، وتارةً بالأيام ومؤداها واحد، وهذا من الآيات العجيبة، فإن منعه من الكلام مدة ثلاثة أيام، وعجزه عنه من غير خرس ولا آفة، بل كان سويا، لا نقص فيه، من الأدلة على قدرة الله الخارقة للعوائد، ومع هذا، ممنوع من الكلام الذي يتعلق بالآدميين وخطابهم،. وأما التسبيح والتهليل، والذكر ونحوه، فغير ممنوع منه، ولهذا قال في الآية الأخرى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ} فاطمأن قلبه، واستبشر بهذه البشارة العظيمة، وامتثل لأمر الله له بالشكر بعبادته وذكره، فعكف في محرابه، وخرج على قومه منه فأوحى إليهم، أي: بالإشارة والرمز {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} لأن البشارة بـ " يحيى " في حق الجميع، مصلحة دينية.
المصدر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي، تحقيق: عبد الرحمن اللويحق، ص:490.(/)
(تذكرمكانة الإمام النووي العلمية) بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكرمكانة الإمام النووي العلمية
بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ..... وبعد:
فهو الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، أبو زكريا، يحيى بن شرف بن مري، بن حسن بن حسين، بن محمد، بن جمعة، بن حزام، النووي الدمشقي، نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حوران في سورية، تبعد عن دمشق 83 كم جنوبا.
ولد - رحمه الله – في محرم سنة: 631 هـ من أبوين صالحين، ونشأ في أسرة مسلمة زاكية.
أنَّ الإمام النووي كان إماماً في العلم والورع،والزهد ولا ريب إن من يحمل مثل هذه الصفات الحميدة يجد نفسه مؤهلاً لحيازة المكانة العالية في قلوب المسلمين من العلماء والمثقفين.
وإنّ من أعظم ما امتاز به سلفنا الصالح أن يجلَّ بعضهم بعضا وينزلوه المنزل الذي يستحقه، ولا يخذلوه، فيعتز التلميذ بشيخه، ويحرص على صحبته وملازمته والانتفاع منه، كما يعتز الشيخ بتلميذه ويحرص على تعليمه العلم ونشره.
هكذا كان حالهم، ولبيان المكانة الرفيعة بين أوساط العلماء نأخذ بعضاً من شذرات أقوالهم وثنائهم فيه لإظهار مكانته العلمية:
1. قال الشيخ قطب الدين اليونيني (رحمه الله): (كان أوحد زمانه في الورع والعبادة والتقليل من الدنيا، والإكباب على الإفادة والتصنيف مع شدة التواضع وخشونة الملبس والأكل، والأمر بالمعروف والنهيُّ عن المنكر).
2. نقل الإمام الذهبي (رحمه الله) عن الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي (رحمه الله)، قوله: (كان إماماً بارعاً حافظاً متقناً أتقن علوماً جمةً وصنَّفَ التصانيف الجمَّة وكان شديد الورع والزهد تاركا لجميع الرغائب …).
3. قال الذهبي (رحمه الله): (الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي صاحب التصانيف النافعة…).
4. قال الإمام الشيخ تاج الدين السبكي (رحمه الله): (…كان يحيى سيداً وحصوراً وليثاً على النفس هصوراً وزاهداً لم يبال بخراب الدنيا إذا صير دينه ربعاً معموراً له الزهد والقناعة ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة هذا مع التفنن في أصناف العلوم فقهاً ومتون أحاديث وأسماء رجال ولغة وتصوفا وغير ذلك…).
5. قال الشيخ عبد الرحيم الأسنوي (رحمه الله): (هو محرر المذهب، ومهديه، وملقحه ومرتبه وسار في الأفاق ذكره، وعلا في العالم محله وقدره، صاحب التصانيف المشهورة المباركة النافعة .. )
6. نقل الإمام السيوطي (رحمه الله) عن العارف المحقق أبي عبد الحليم محمد الأخميني (رحمه الله) قوله: (كان الشيخ محيي الدين سالكاً منهاج الصحابة ولا أعلم أحداً في عصرنا سالكاً منهاجهم غيره).
7. ونقل الإمام السيوطي (رحمه الله) عن ابن العطار (رحمه الله) قوله: (كتب شيخنا محمد بن الظهير الإربلي الحنفي شيخ الأدب في وقته تصحيح التنبيه للشيخ وسألني مقابلتي معه بنسختي ليكون له عنه رواية مني، فلما فرغ منه قال لي: ما وصل ابن الصلاح إلى ما وصل إليه الشيخ من الفقه والحديث واللغة وعذوبة اللفظ والعبارة).
8. نقل الإمام السخاوي (رحمه الله) عن ابن كثير (رحمه الله) قوله: (الشيخ الإمام العالم العلاّمة شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه، كان من الزهادة والعبادة والتَّحري والورع والامتناع عن النَّاس والتخلِّي لطلب العلم والتحلِّي به، على جانب لا يقدر عليه غيره ولا يضيع شيئاً من أوقاته)
9. نقل عن الإمام المحدث أحمد بن فرح الإشبيلي (رحمه الله) قوله: (كان الشيخ قد صارت إليه ثلاث مراتب كل مرتبة منها لو كانت لشخص لشدت إليه آباط الإبل من أقطار الأرض المرتبة الأولى العلم والقيام بوظائفه، والثانية الزهد في الدنيا، والثالثة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
هذه بعض من أقوال العلماء والثناء عليه التي اقتطفتها من هنا ومن هناك من العلماء الأعلام، وكانوا لا يمدحون أحداً إلا بما فيه، وهي شهاداتُ حقٍِ بحقِ إِمامِنا العالم العابد الزاهد وحيد دهرهِ وزمانهِ (رحمه الله تعالى) وأسكنَهُ الدرجاتِ العُلى في علّيين آمين.
وفي سنة:676 هـ رجع الإمام النووي إلى نوى بعد أن رد الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء،وودعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدس والخليل، وعاد إلى نوى فمرض بها، وتوفي في 24 رجب، سنة 676هـ.
ولما بلغ نعيه الى دمشق ارتجت هي وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون آسفا شديدا.
وهكذا انطوت صفحة من صفحات علم من أعلام المسلمين بعد جهاد في طلب العلم والحق،وترك للمسلمين كنوزا من العلوم والمعارف،لا زال العالم الإسلامي يغترف من معينها وينهل من سلسبيلها، فرحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته ....... آمين ......... آمين .......... آمين يارب العالمين.
انظر: الأذكار، للنووي:ص13 - 21؛منهج وموارد الإمام النووي، د. طه الحمداني ص38 - 40.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 06:40]ـ
ارجو تصحيح كلمة (مكانت) وجعلها (مكانة) مع الشكر
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 11:31]ـ
بارك الله فيك
صححتها في العنوان عندما أنزلتَ المقال، وسأصححها الآن في الموضوع
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 04:58]ـ
رحم الإمام النووي برحمته الواسعة.
هؤلاء بالفعل كانوا من أولياء الله.
يقال أن كتاب رياض الصالحين أكثر كتاب طبع بعد كتاب الله.
مع أن هناك من كان أفضل منه في علم الحديث كالإمام ابن حجر مثلا، لكن الله شاء لحكمة يعلمها أن ينال كتابه هذا هذه المكانة من بين سائر الكتب.
وهناك علماء آخرين اشتهروا مع كون هناك من هو أفضل منهم في فنهم، فهذا ابن مالك النحوي كان من هو أفضل منه في الصناعة النحوية، لكن شاء الله لحكمة هو يعلمها أن تكون ألفية ابن مالك أكثر انتشارا من غيرها وأن يكون هو أكثر ذكرا من غيره.
اللهم ارزقنا الإخلاص وارحم الجميع.
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 10:30]ـ
احسنت واجدت اخي الكريم، والاخطأ ماهي الا من زلة ناسخ، اللهم رب العالمين احفظ اخي الحمادي والجزائري لما يحبه ويرضاه .. امين
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 10:12]ـ
وابشر ببحث عن الامام ابن حجر، ان شاء الله،ان كان هناك بقية في العمر(/)
السعادة في معاملة الخلق؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 12:35]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:
(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله، فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم،
ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم
كما جاء في الأثر: (ارجُ اللهَ في الناس، ولا تَرْجُ الناسَ في الله، وخَفِ اللهَ في الناس، ولا تخف الناسَ في الله)
أي: لا تفعل شيئاً من أنواع العبادات والقُرَب لأجلهم، لا رجاءَ مدحهم، ولا خوفاً من ذمِّهم، بل ارجُ الله
ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تَذَر، بل افعل ما أُمِرْتَ به وإن كرهوه.
وفى الحديث: (إنَّ من ضعف اليقين أن تُرضِيَ الناسَ بسَخَط الله، أو تذمَّهم على ما لم يؤتِكَ الله)
فإنَّ اليقينَ يتضمَّن اليقينَ في القيام بأمر الله، وما وعَدَ الله أهلَ طاعته، ويتضمَّن اليقينَ بقَدَر الله وخَلقِه وتدبيره، فإذا أرضيتَهم بسَخَط الله لم تكن موقناً، لا بوَعدِه ولا برزقه.
فإنه إنما يحملُ الإنسانَ على ذلك إما مَيلٌ إلى ما في أيديهم من الدنيا فيترك القيامَ فيهم بأمر الله لما يرجوه منهم
وإما ضعفُ تصديق بما وعَدَ الله أهلَ طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة
فإنك إذا أرضيتَ اللهَ نصَرَكَ ورَزقَكَ وكَفَاكَ مؤنتَهم، فإرضاؤهم بسَخَطِه إنما يكون خوفاً منهم ورجاءً لهم؛ وذلك من ضعف اليقين.
وإذا لم يقدِّر لك ما تظنُّ أنهم يفعلونه معكَ فالأمرُ في ذلك إلى الله لا لهم.
فإنه ما شاءَ كانَ، وما لم يشأ لم يكن، فإذا ذممتَهم على ما لم يقدِّر كان ذلك من ضعف يقينك.
فلا تخفهم ولا تَرْجُهُمْ، ولا تَذمَّهم من جهة نفسك وهواك ... )
مجموع الفتاوى (1/ 51، 52).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 01:12]ـ
الشّيخ أبا مُحمَّد الحِمَادي:
شكر اللَّهُ لكم هذا النقل الموفق، ونفع بكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 01:46]ـ
أحسنتم وجزاكم الله خيرا
ليتني قرأت هذا الكلام قبل اليوم
كم من أخ أحسنت إليه أيما إحسان فأساء إلي أيما إساءة
لما تكرر معي هذا المعنى أكثر من مرة
نظرت فألزقت التهم بذاك الأخ الذي أحسنت إليه وقابل إحساني بإساءة
ولم أفكر يوما أن يكون الخلل من طرفي وجهتي
إذ أنا المحسن وأن من كنت سببا في سعادته دنيا وآخرة بعد الله عز وجل وهو ناكر المعروف وناسي الجميل
فلما قرأت هذا الكلام أعدت النظر فإذا المصيبة ثمّ
فإذا البليّة والرزية هنا في هذه النفس في تلك النيّة
لم تكن لله فكانت وبالا الحمد لله على كل حال
رحم الله أبا العباس وغفر لنا
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 04:07]ـ
بارك الله فيك.
نسأل الله السلامة ونسأله أن يعيننا على أنفسنا.
قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: ما عالجت شيئا أشد على نفسي من نيتي. إنها تتقلب.
قال الإمام الشافعي:
الناس داء وداء الناس قربهم ......... وفي اعتزالهم قطع للمودات
الأمر في نهاية المطاف معادلة جد صعبة. لكن الموفق من وفقه الله، نسأله أن نكون من الموفقين.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 04:51]ـ
لااله الا الله .... هذا الكلام من نعم الله على اوليائه ....
لا اله الا الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 06:01]ـ
شيخنا الحبيب أبا محمد .. رعاه الله
لاعدمناك أخا مفيدا محبا لأخوانه
نسأل الله السلامة من حضوض النفس،وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:59]ـ
المشايخ الفضلاء سلمان .. وأمجد .. وأبا هارون .. والمجلسي الشنقيطي .. وآل عامر
شكر الله مروركم، وطيب حديثكم ودعائكم وأثابكم على خيراً
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:27]ـ
بارك الله فيكم ابا محمد على هذا النقل الطيب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:20]ـ
وفيكم بارك الله أخي الغالي ابن رجب
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:58]ـ
للتأمُّل في هذه الكلمات المباركة لشيخ الإسلام ابن تيميَّة:
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:
(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله، فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم،
ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم ... )
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 09:59]ـ
أحسنت ابا محمد
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 04:04]ـ
بارك الله فيك أخي ابن رجب
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 09:26]ـ
وأياكم شيخنا
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 04:33]ـ
كلمات طيبة تلك التي انتقيتها
ما أطيبك وأطيب مشاركاتك أخي الحبيب الحمادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 07:03]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالمحسن
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 08:52]ـ
نفع الله بك، وأحسن لنا ولك القصد والعمل ياأبامحمد
ـ[النجدية]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 09:50]ـ
بسم الله ...
أستاذنا الفاضل جزاكم الله خيرا؛ فهذه فوائد كثيرا ما نغفل عنها.
أساتذتي و إخوتي- يا رعاكم الله - في أثناء قراءتي لهذه السطور الطيبة؛ كان يطرق فكري ما سمعته يوما من قساوسة نصرانيين، و هم يعلمون الصغار دينهم؛ كانوا حقا، كثيييرا ما يركزون على هذه القيم!!
فقارنت هذا بحالنا؛ قليلا ما تفعل هذا، و نفطن إليه!!
و إلى الله المشتكى ...
أسأل الله أن يعيننا على أنفسنا، و أن يربيها التربية التي يرضى بها عنا، اللهم استجب!!!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 01:28]ـ
شكر الله لكما ونفع بكما وجزاكما خيراً
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:57]ـ
*
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:
(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله، فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم،
ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم
ولقد علمت أن من لم يقدر على العمل بذاك لما يترتب عليه
من ألم شديد ووجع عظيم
وعظيم مذلة وإهانة من الناس له
لما يروه منه من إدبار عن دنياهم وقلة ماعندهم في عينيه
وخفة ثقل مايملكوه في يديه وصغر كبير مايعظموه على شفتيه
فمن يقدر على تحمل كل هذا؟
فمن أراد الله تعظيمه أعطاه عظيم الصبر
أخي الشيخ أبومحمد جزاك الله خيرا
*
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:35]ـ
جزاك الله خيرًا.
أقل القليل هم من يوفقه الله تعالى لبلوغ تلك المنزلة الرفيعة.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها و أجرنا من خزي الدنيا و من عذاب الآخرة.
ـ[ريبال]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 07:20]ـ
ضيقت علينا ـ هذه النية ـ في إصلاحها .... فما تنصلح!!
اللهم رحمتك ـ على ما بنا ـ نرجو،،،،،،،،،
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 12:52]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الحمادي على هذا النقل الطيب وأسأل الله أن يثيبكم على هذا النقل المبارك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 07:12]ـ
الإخوة الكرام (فلسطين بن أحمد العسكري .. أحمد العراقي .. ريبال .. أبو العباس الأثري)
أشكر لكم ما تفضَّلتم به من المرور والتعليق والدعاء، وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شيخي الفاضل أسأل الله ان تكون بخير
أسال الله أن يجمعنا في خير اخوك صالح "أبو فاطمة القيرواني " من تونس والسلام عليكم
http://www.m5zn.com/uploads/0d0b505087.gif
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أبا فاطمة
ومرحباً بك في موقعك وبين إخوانك في الله
وإذا عرضت لك مسألة فاعرضها هنا ولن يدخر الإخوة جهداً في إفادتك
وفقك الله لكل خير
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جازاك الله خيرا شيخي أنت و الأخوة الكرام ووفقكم الله لما يحب و يرضى
http://www.m5zn.com/uploads/0d0b505087.gif
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 04:18]ـ
وجزاكم ربي خيراً يا أبا فاطمة
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:02]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الحمادي
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 12:52]ـ
وجزاكم ربي خيراً أخي أبا عثمان
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ الكريم
و بارك الله فيك على هذا النقل القيم
ـ[أسماء]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ الكريم
على هذا النقل الطيب و القيم
(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله، فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم،
ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم
كما جاء في الأثر: (ارجُ اللهَ في الناس، ولا تَرْجُ الناسَ في الله، وخَفِ اللهَ في الناس، ولا تخف الناسَ في الله)
أي: لا تفعل شيئاً من أنواع العبادات والقُرَب لأجلهم، لا رجاءَ مدحهم، ولا خوفاً من ذمِّهم، بل ارجُ الله
ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تَذَر، بل افعل ما أُمِرْتَ به وإن كرهوه.
هذه الكلمات لها معني عظيم حق على كل واحد أن يعرفها
لذا أحببت إضافة هذه القصة الرائعة و المفيدة
كان عمر بن هُبيرة الغازي والياً على (الكوفة و البصرة) في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك، و كان يزيد يرسل إلية بالكتاب (الرسالة) تلو الكتاب، و يأمر بإنفاذ ما في هذه الكتب، و لو كان مجافياً للحق أحياناً ....
فدعا ابن هبيرة كلاً من الحسن البصري و عامر بن شراحبيل المعروف بالشّعبي
يستفتيهما في ذلك و هل له من مخرج في دين الله؟
فأجاب الشّعبي جوابا فيه ملاطفة للخليفة، و مسايرة للوالي، و الحسنُ ساكت، فالتفت عمر بن هبيرة إلى الحسن
و قال له: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟؟
فقال: " يا ابن هبيرة، خَف الله في يزيد، و لا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله عزّ و جل يمنعك من يزَيد، و أن يزيد لا يمنعك من الله، يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك مَلك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، و ينقُلك من سعة قصرك، إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، و إنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 01:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أختي الكريمة (أسماء) وجزاك خيراً على هذه الإضافة الطيبة
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 01:02]ـ
جزاك الله خيرا أخي / الحمادي
و شكرا لك سعيك ..
و سدد الله خطاك ..
فعلا .. كلمات تكتب بماء الذهب ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 10:33]ـ
وجزاك ربي خيراً وشكر سعيك وسدد خطاك أخي الكريم
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 06:27]ـ
للرفع.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 10:07]ـ
بارك الله فيك ورفع قدرك أخي أحمد
ـ[مغترب]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 06:52]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله شيخ الإسلام
درر
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:52]ـ
وجزاك ربي خيراً أخي الفاضل
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 07:19]ـ
لإفادة نفسي والأحباب من هذه الكلمات المباركة لشيخ الإسلام رحمه الله
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:
(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله، فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم،
ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم
كما جاء في الأثر: (ارجُ اللهَ في الناس، ولا تَرْجُ الناسَ في الله، وخَفِ اللهَ في الناس، ولا تخف الناسَ في الله)
أي: لا تفعل شيئاً من أنواع العبادات والقُرَب لأجلهم، لا رجاءَ مدحهم، ولا خوفاً من ذمِّهم، بل ارجُ الله
ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تَذَر، بل افعل ما أُمِرْتَ به وإن كرهوه.
وفى الحديث: (إنَّ من ضعف اليقين أن تُرضِيَ الناسَ بسَخَط الله، أو تذمَّهم على ما لم يؤتِكَ الله)
فإنَّ اليقينَ يتضمَّن اليقينَ في القيام بأمر الله، وما وعَدَ الله أهلَ طاعته، ويتضمَّن اليقينَ بقَدَر الله وخَلقِه وتدبيره، فإذا أرضيتَهم بسَخَط الله لم تكن موقناً، لا بوَعدِه ولا برزقه.
فإنه إنما يحملُ الإنسانَ على ذلك إما مَيلٌ إلى ما في أيديهم من الدنيا فيترك القيامَ فيهم بأمر الله لما يرجوه منهم
وإما ضعفُ تصديق بما وعَدَ الله أهلَ طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة
فإنك إذا أرضيتَ اللهَ نصَرَكَ ورَزقَكَ وكَفَاكَ مؤنتَهم، فإرضاؤهم بسَخَطِه إنما يكون خوفاً منهم ورجاءً لهم؛ وذلك من ضعف اليقين.
وإذا لم يقدِّر لك ما تظنُّ أنهم يفعلونه معكَ فالأمرُ في ذلك إلى الله لا لهم.
فإنه ما شاءَ كانَ، وما لم يشأ لم يكن، فإذا ذممتَهم على ما لم يقدِّر كان ذلك من ضعف يقينك.
فلا تخفهم ولا تَرْجُهُمْ، ولا تَذمَّهم من جهة نفسك وهواك ... )
مجموع الفتاوى (1/ 51، 52).
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 07:27]ـ
فوائد قيمة
رحم الله الإمام ابن تيمية ورزقه ربي الفردوس الأعلى
وجزاكم الله خيراا شيخنا ورفع قدركم في عليين وجعله الله في ميزان حسناتكم(/)
التوبة توجب للتائب آثاراً عجيبة والحكمة في منعهم علم الساعة ومعرفة آجالهم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 07:58]ـ
التوبة توجب للتائب آثاراً عجيبة والحكمة في منعهم علم الساعة ومعرفة آجالهم
قال ابن القيم: " التوبة توجب للتائب آثارا عجيبة من المقامات التي لا
تحصل بدونها فتوجب له من المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه عبوديات أخر فإنه إذا تاب الى الله تقبل الله توبته فرتب له على ذلك القبول أنواعا من النعم لا يهتدي العبد لتفاصيلها بل يزال يتقلب في بركتها وآثارها ما لم ينقضها ويفسدها، ومنها ان الله سبحانه يحبه ويفرح بتوبته اعظم فرح وقد تقرر ان الجزاء من جنس العمل فلا ينسى الفرحة التي يظفر بها عند التوبة النصوح وتأمل كيف تجد القلب يرقص فرحا وأنت لا تدري بسبب ذلك الفرح ما هو وهذا أمر لا يحس به الا حيي القلب وأما ميت القلب فإنما يجد الفرح عند ظفره بالذنب ولا يعرف فرحا غيره فوازن إذا بين هذين الفرحين وانظر ما يعقبه فرح الظفر بالذنب من أنواع الأحزان والهموم والغموم والمصائب فمن يشتري فرحة ساعة بغم الأبد وانظر ما يعقبه فرح الظفر بالطاعة والتوبة النصوح من الانشراح الدائم والنعيم وطيب العيش ووازن بين هذا وهذا ثم اختر ما يليق بك ويناسبك وكل يعمل على شاكلته وكل امرئ يصبو الى ما يناسبه.
مفتاح دار السعادة ج1/ص294
وقال: " فصل ومن حكمته سبحانه ما منعهم من العلم علم الساعة ومعرفة آجالهم وفي ذلك من الحكمة البالغة مالا يحتاج الى نظر فلو عرف الانسان مقدار عمره فإن كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش وكيف يتهنأ به وهو يترقب الموت في ذلك الوقت فلولا طول الأمل لخربت الدنيا وإنما عمارتها بالآمال وإن كان طويل العمر وقد تحقق ذلك فهو واثق بالبقاء فلا يبالي بالانهماك في الشهوات والمعاصي وأنواع الفساد ويقول إذا قرب الوقت أحدثت توبة وهذا مذهب لا يرتضيه الله تعالى عز وجل من عباده ولا يقبله منهم ولا تصلح عليه أحوال العالم ولا يصلح العالم إلا على هذا الذي اقتضته حكمته وسبق في علمه فلو ان عبدا من عبيدك عمل على ان يستحضك أعواما ثم يرضيك ساعة واحدة إذا تيقن انه صائر إليك لم تقبل منه ولم يفز لديك بما يفوز به من همه رضاك وكذا سنة الله عز وجل ان العبد إذا عاين الانتقال الى الله تعالى لم ينفعه توبة ولا إقلاع قال تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن وقوله فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا باسنا سنة الله التي خلت في عباده والله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة فيواقع الذنب مع كراهته له من غير إصرار في نفسه فهذا ترجى له مغفرة الله وصفحه وعفوه لعلمه تعالى بضفعه وغلبة شهوته له وأنه يرى كل وقت ما لا صبر له عليه فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه خائف مختلج في صدره شهوة النفس الذنب وكراهة الإيمان له فهو يجيب داعي النفس تاره وداعي الإيمان تارات فأما من بنى أمره على ان لا يقف عن ذنب ولا يقدم خوفا ولا يدع لله شهوة وهو فرح مسرور يضحك ظهرا لبطن إذ ظفر بالذنب فهذا الذي يخاف عليه ان يحال بينه وبين التوبة ولا يوفق لها فإنه من معاصيه وقبائحه على نقد عاجل يتقاضاه سلفا وتعجيلا ومن توبته وإيابه ورجوعه إلى الله على دين مؤجل الى انقضاء الأجل وإنما كان هذا الضرب من الناس يحال بينهم وبين التوبة غالبا لان النزوع عن اللذات والشهوات الى مخالفة الطبع والنفس والاستمرار على ذلك شديد على النفس صعب عليها أثقل من الجبال ولا سيما إذا انضاف إلى ذلك ضعف البصيرة وقلة النصيب من الإيمان فنفسه لا تطوع له ان يبيع نقدا بنسيئة ولا عاجلا بآجل كما قال بعض هؤلاء وقد سئل أيما أحب إليك درهم اليوم أو دينار غدا فقال لا هذا ولا هذا ولكن ربع درهم من أول أمس فحرام على هؤلاء ان يوفقوا للتوبة إلا ان يشاء الله فإذا بلغ العبد حد الكبر وضعفت بصيرته ووهت قواه وقد أوجبت له تلك الاعمال قوة في غيه وضعفا في إيمانه صارت كالملكة له بحيث لا يتمكن من تركها فإن كثرة المزاولات تعطى الملكات فتبقى للنفس هيئة راسخة وملكة ثابتة في الغي والمعاصي وكلما صدر
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه واحد منها أثرا أثراً زائداً على اثر ما قبله فيقوى الأثران وهلم جرا فيهجم عليه الضعف والكبر ووهن القوة على هذه الحال فينتقل الى الله بنجاسته وأوساخه وأدرانه لم يتطهر للقدوم على الله فما ظنه بربه ولو انه تاب وأناب وقت القدرة والإمكان لقبلت توبته ومحيت سيئاته ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون ولا شيء أشهى لمن انتقل الى الله على هذه الحال من التوبة ولكن فرط في أداء الدين حتى نفذ المال ولو أداه وقت الإمكان لقبله ربه وسيعلم المسرف والمفرط أي ديان أدان وأي غريم يتقاضاه ويوم يكون الوفاء من الحسنات فإن فنيت فيحمل السيئات فبان ان من حكمة الله ونعمه على عباده ان ستر عنهم مقادير آجالهم ومبلغ أعمارهم فلا يزال الكيس يترقب الموت وقد وضعه بين عينيه فينكف عما يضره في معاده ويجتهد فيما ينفعه ويسر به عند القدوم فإن قلت فها هو مع كونه قد غيب عنه مقدار اجله وهو يترقب الموت في كل ساعة ومع ذلك يقارف الفواحش وينتهك المحارم فأي فائدة وحكمة حصلت بستر اجله عنه قيل لعمر الله ان الأمر كذلك وهو الموضع الذي حير الألباب والعقلاء وافترق الناس لأجله فرقا شتى ففرقة أنكرت الحكمة وتعليل أفعال الرب جملة وقالوا بالجبر المحض وسدوا على أنفسهم الباب وقالوا لا تعلل أفعال الرب تعالى ولاهي مقصود بها مصالح العباد وإنما مصدرها محض المشيئة وصرف الارادة فأنكروا حكمة الله في أمره ونهيه وفرقة نفت لأجله القدر جملة وزعموا ان أفعال العباد غير مخلوقة لله حتى يطلب لها وجوه الحكمة وإنما هي خلقهم وإبداعهم فهي واقعة بحسب جهلهم وظلمهم وضعفهم فلا يقع على السداد والصواب الا اقل القليل منها فهاتان الطائفتان متقابلتان اعظم تقابل فالأولى غلت في الجبر وإنكار الحكم المقصودة في أفعال الله والثانية غلت في القدر وأخرجت كثيرا من الحوادث بل أكثرها عن ملك الرب وقدرته وهدى الله أهل السنة الوسط لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فأثبتوا لله عز وجل عموم القدرة والمشيئة وأنه تعالى ان يكون في مسلكه مالا يشاء أو يشاء مالا يكون وأن أهل سمواته وأرضه اعجز واضعف من ان يخلقوا مالا يخلقه الله أو يحدثوا مالا يشاء بل ما شاء الله كان ووجد وجوده بمشيئته وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده لعدم المشيئة له وانه لا حول ولا قوة الا به ولا تتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة الا بإذنه ومع ذلك فله في كل ما خلق وقضى وقدر وشرع من الحكم البالغة والعواقب الحميدة ما اقتضاه كمال حكمته وعلمه وهو العليم الحكيم فما خلق شيئا ولا قضاه ولا شرعه الا لحكمة بالغة وإن تقاصرت عنها عقول البشر فهو الحكيم القدير فلا تجحد حكمته كمالا تجحد قدرته والطائفة الأولى جحدت الحكمة والثانية جحدت القدرة والأمة الوسط أثبتت له كمال الحكمة وكمال القدرة فالفرقة الأولى تشهد في المعصية مجرد المشيئة والخلق العاري عن الحكمة وربما شهدت الجبر وأن حركاتهم بمنزلة حركات الأشجار ونحوها والفرقة الثانية تشهد في المعصية مجرد كونها فاعلة محدثة مختارة هي التي شاءت ذلك بدون مشيئة الله والأمة الوسط تشهد عز الربوبية وقهر المشيئة ونفوذها في كل شيء وتشهد مع ذلك فعلها وكسبها واختيارها وإيثارها شهواتها على مرضات ربها فيوجب الشهود الأول لها سؤال ربها والتذلل والتضرع له ان يوفقها لطاعته ويحول بينها وبين معصيته وان يثبتها على دينه ويعصمها بطواعيته ويوجب الشهود الثاني لها اعترافها بالذنب وإقرارها به على نفسها وأنها هي الظالمة المستحقة للعقوبة وتنزيه ربها عن الظلم وان يعذبها بغير استحقاق منها أو يعذبها على ما لم تعمله فيجتمع لها من الشهودين شهود التوحيد والشرع والعدل والحكمة وقد ذكرنا في الفتوحات القدسية مشاهد الخلق في مواقعة الذنب وأنها تنتهي الى ثمانية مشاهد احدها المشهد الحيواني البهيمي الذي شهود صاحبه مقصور على شهوات لذته به فقط وهو في هذا المشهد مشارك لجميع الحيوانات وربما يزيد عليها في اللذة وكثرة التمتع والثاني مشهد الجبر وان الفاعل فيه سواه والمحرك له غيره ولا ذنب له هو وهذا مشهد المشركين وأعداء الرسل الثالث مشهد القدر وهو انه هو الخالق لفعله المحدث له بدون مشيئة الله وخلقه وهذا مشهد القدرية المجوسية الرابع مشهد أهل العلم والإيمان وهو مشهد القدر والشرع يشهد فعله وقضاء الله وقدره كما تقدم
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس مشهد الفقر والفاقة والعجز والضعف وانه إن لم يعنه الله ويثبته ويوفقه فهو هالك والفرق بين مشهد هذا ومشهد الجبرية ظاهر السادس مشهد التوحيد وهو الذي يشهد فيه إنفراد الله عز وجل بالخلق والإبداع ونفوذ المشيئة وان الخلق اعجز من ان يعصوه بغير مشيئته والفرق بين هذا المشهد وبين المشهد الخامس ان صاحبه شاهد لكمال فقره وضعفه وحاجته وهذا شاهد لتفرد الله بالخلق والإبداع وأنه لا حول ولا قوة الا به السابع مشهد الحكمة وهو ان يشهد حكمة الله عز وجل في قضائه وتخليته بين العبد والذنب ولله في ذلك حكم تعجز العقول عن الإحاطة بها وذكرنا منها في ذلك الكتاب قريبا من أربعين حكمة وقد تقدم في أول هذا الكتاب التنبيه على بعضها الثامن مشهد الأسماء والصفات وهو ان يشهد ارتباط الخلق والأمر والقضاء والقدر بأسمائه تعالى وصفاته وان ذلك موجبها ومقتضاها فأسماؤه الحسنى اقتضت ما اقتضته من التخلية بين العبد وبين الذنب فإنه الغفار التواب العفو الحليم وهذه أسماء تطلب آثارها وموجباتها ولا بد فلو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وهذا المشهد والذي قبله اجل هذه المشاهد وأشرفها وارفعها قدرا وهما لخواص الخليفة فتأمل بعد ما بينهما وبين المشهد الأول وهذان المشهدان يطرحان العبد على باب المحبة ويفتحان له من المعارف والعلوم أموراً لا يعبر عنها وهذا باب عظيم من أبواب المعرفة قل من استفتحه من الناس وهو شهود الحكمة البالغة في قضاء السيئات وتقدير المعاصي وإنما استفتح الناس باب الحكم في الأوامر والنواهي وخاضوا فيها واتوا بما وصلت إليه علومهم واستفتحوا أيضا بابها في المخلوقات كما قدمناه وأتوا فيه بما وصلت إليه قواهم وأما هذا الباب فكما رأيت كلامهم فيه فقل ان ترى لأحدهم فيه ما يشفى أو يلم وكيف يطلع على حكمة هذا الباب من عنده ان أعمال العباد ليست مخلوقة لله ولا داخلة تحت مشيئته أصلا وكيف يتطلب لها حكمة أو يثبتها أم كيف يطلع عليها من يقول هي خلق الله ولكن أفعاله غير معللة بالحكم ولا يدخلها لام تعليل أصلا وإن جاء شيء من ذلك صرف الى لام العاقبة لا الى لام العلة والغاية فأما إذا جاءت الباء في أفعاله صرفت الى باء المصاحبة لا الى باء السببية وإذا كان المتكلمون عند الناس هم هؤلاء الطائفتان فإنهم لا يرون الحق خارجا عنهما ثم كثير من الفضلاء يتحير إذا رأى بعض أقوالهم الفاسدة ولا يدرى أين يذهب ولما عربت كتب الفلاسفة صار كثير من الناس إذا رأى أقوال المتكلمين الضعيفة وقد قالوا إن هذا هو الذي جاء به الرسول قطع القنطرة وعدي الى ذلك البر وكل ذلك من الجهل القبيح والظن الفاسد ان الحق لا يخرج عن أقوالهم فما أكثر خروج الحق عن أقوالهم وما أكثر ما يذهبون في المسائل التي هي حق وصواب الى خلاف الصواب والمقصود ان المتكلمين لو اجمعوا على شيء لم يكن إجماعهم حجة عند احد من العلماء فكيف إذا اختلفوا والمقصود ان مشاهدة حكمة الله في أقضيته وأقداره التي يجربها على عباده باختياراتهم وإراداتهم هي من ألطف ما تكلم فيه الناس وأدقه وأغمضه وفي ذلك حكم لا يعلمها إلا الحكيم العليم سبحانه ونحن نشير الى بعضها فمنها أنه سبحانه يحب التوابين حتى انه من محبته لهم يفرح بتوبة احدهم اعظم من فرح الواحد براحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدوية المهلكة إذا فقدها وأيس منها وليس في أنواع الفرح أكمل ولا اعظم من هذا الفرح كما سنوضح ذلك ونزيده تقريراً عن قريب إن شاء الله ولولا المحبة التامة للتوبة ولأهلها لم يحصل هذا الفرح ومن المعلوم ان وجود المسبب بدون سببه ممتنع وهل يوجد ملزوم بدون لازمه أو غاية بدون وسيلتها وهذا معنى قول بعض العارفين ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم المخلوقات عليه فالتوبة هي غاية كمال كل آدمي وإنما كان كمال أبيهم بها فكم بين حالة وقد قيل له إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى وبين قوله ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى فالحال الأولى حال أكل وشرب وتمتع والحال الأخرى حال اجتباء واصطفاء وهداية فيما بعد ما بينهما ولما كان كماله بالتوبة كان كمال بنيه أيضا بها كما قال تعالى ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات فكمال الآدمي في هذه الدار بالتوبة النصوح وفي الآخرة بالنجاة من النار ودخول الجنة وهذا الكمال مرتب على كماله الأول والمقصود انه سبحانه لمحبته التوبة وفرحة بها يقتضي على عبده بالذنب ثم إن كان ممن سبقت له الحسنى قضى له بالتوبة وإن كان ممن غلبت عليه شقاوته أقام عليه حجة عدله وعاقبة بذنبه.
وقال: فصل ومنها انه سبحانه يجب ان يتفضل عليهم ويتم عليهم نعمه ويريهم
مواقع بره وكرمه فلمحبته الإفضال والإنعام ينوعه عليهم اعظم الأنواع وأكثرها في سائر الوجوه الظاهرة والباطنة ومن اعظم أنواع الإحسان والبر ان يحسن الى من أساء ويعفو عمن ظلم ويغفر لم أذنب ويتوب على من تاب إليه ويقبل عذر من اعتذر إليه وقد ندب عباده الى هذه الشيم الفاضلة والأفعال الحميدة وهو أولى بها منهم وأحق وكان له في تقدير أسبابها من الحكم والعواقب الحميدة ما يبهر العقول فسبحانه وبحمده وحكى بعض العارفين انه قال طفت في ليلة مطيرة شديدة الظلمة وقد خلا الطواف وطابت نفسي فوقفت عند الملتزم ودعوت الله فقلت اللهم اعصمني حتى لا أعصيك فهتف بي هاتف أنت تسألني العصمة وكل عبادي يسألوني العصمة فإذا عصمتهم فعلى من أتفضل ولمن اغفر قال فبقيت ليلتي الى الصباح استغفر الله حياء منه هذا ولو شاء الله عز وجل ان لا يعصي في الأرض طرفة عين لم يعص ولكن اقتضت مشيئيه ما هو موجب حكمته سبحانه فمن اجهل بالله ممن يقول انه يعصي قسرا بغير اختياره وميشيئته سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً.
مفتاح دار السعادة 1/ 283 - 287(/)
قال الإمام أحمد: هذا زمن مبادرة هذا زمن عمل
ـ[الغامدي1]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 12:12]ـ
قال الخلال: أخبرني أبو النضر إسماعيل بن عبدالله العجلي. قال أتيت أبا عبدالله آخر ما رأيته فخرج فقعد في دهليز فقلت: ياأبا عبدالله كنت أراك تقف عن أشياء في الفقه بان لك فيها قول؟ فقال يا أبا النضر هذا زمن مبادرة هذا زمن عمل و أخذ في نحو هذا من الكلام إلى أن قمنا.
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص385 طبعة التركي
ودخل إبراهيم الحصري على أحمد بن حنبل فقال: إن أمي رأت لك مناما هوكذا وكذا وذكرت الجنة؛فقال: ياأخي إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا وخرج إلى سفك الدماء؟ السير 222/ 11
وقال أحمد:عزيز علي أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن
وقيل للإمام أحمد من نسأل بعدك؟ فقال عبدالوهاب الوراق. فقالوا له ليس عنده من العلم مثل ما عندك.فقال: إن عبدالوهاب يأكل الحلال وله نية ومثله يوفق
ولما استشار الرشيد مالكا أن يحمل الناس على موطئه فى مثل هذه المسائل منعه من ذلك وقال إن أصحاب رسول الله تفرقوا فى الأمصار وقد أخذ كل قوم من العلم ما بلغهم وصنف رجل كتابا فى الاختلاف فقال أحمد لا تسمه كتاب الإختلاف ولكن سمه كتاب السنة
مجموع الفتاوى 30/ 79
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 02:53]ـ
بارك الله بما كتبت أخي الغامدي1(/)
الصوفية في حضرموت.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 01:26]ـ
الصوفية في حضرموت
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1907&page_id=0&page_size=15&links=False
حوار مع الشيخ أحمد المعلم ـ قامع الصوفية ـ:
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2089&selected_id=-2090&page_size=5&links=False&gate_id=0
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:38]ـ
بوركت ..
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:20]ـ
بارك الله فيكم:
الشيخ الحبيب الخراشي.
والأخ المبارك ابن رجب
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:19]ـ
شكر الله لك أخي رشيد،وبارك فيك،وثبتك على الحق
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:20]ـ
علما بأن بعض الروابط لم تفتح معي
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 10:56]ـ
مرحبا بالأخ الفاضل آل عامر، جعلك الله عامرا بالتقوى.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 11:04]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم رشيد.
- حضرموت أليست هذه هي ديار داعية الشرك "الجفري"؟
- مع وجود هذه القبور والأوثان التي تعبد من دون الله، كيف الدعوة إلى دين الله الحق في تلك البلاد، وهل من مستجيب من عامة الناس، هل تجدون أي مضايقات من عامة الصوفية أو من علمائهم وفقك الله أخي الكريم؟
- مانعرف عن الشيخ المعلم الا كل خير، نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياه لكل خير، ماهي جهود الإخوة الدعاة والمشايخ الفضلاء كأمثال الشيخ المعلم، مع علماء الصوفية ودعاتهم، هل من نقاشات علنية أو سرية معهم، هل من ردود واضحة بين الطرفين؟
هذه أسئلة للأخ الفاضل رشيد حتى نزداد تبصراً في حال إخواننا في حضرموت، ونعرف ما يقدمه الدعاة إلى الله من جهد وبذل لدين الله، وفي الختام بارك الله في الجميع، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 08:33]ـ
أولا: جزاك الله خيراً على حرصك، وحبك لمعرفة حال إخوانك في حضرموت، فنسأل الله أن يبارك فيك.
ثانياً: نعم حضرموت وبالأخص منطقة (تريم) هي قعر دارهم ـ أي الجفري خصوصا والصوفية عموماً ـ.
ثالثاً: أخي الحبيب الدعوة في حضرموت قائمة على قدم وساق بفضل الله عزوجل ثم بفضل العلماء الذين قضوا أعمارهم في محاربتها قديماً وحديثاً ـ وهذه النقطة لعلي اجعل لها موضوعا خاصاً إن شاء الله.
ـ الدعوة في حضرموت إلى السنة هي الغالبة ـ والحمدلله ـ مع إن تاريخ الصوفية في حضرموت قديم، ومتجذِّر فيها ودعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لها دور كبير في اجتثاث هذه النبتة المسمومة.
ـ تقوم الدعوة في حضرموت على نشر مذهب السلف بشتى الطرق: من تعليم، ودورات، وكتب، ونشرات ... أما المناظرات فقليلة فالقوم يهابونها ولا أدل على ذلك ماحدث مع الشيخ الحسيني والجفري، فقد طلب الحسيني مناظرته وأتاه إلى (تريم) ولكن لم يناظره.
ـ أما حال النا س اتجاه الصوفية فطوائف ثلاث:
1) أناس يتبعونهم بحكم التأثير الدعوي، والمادي عندهم.
2) أناس يتبعونهم اعتقادا وهم قليل جدا جدا
3) أناس يرفضونهم لعدم قبولهم لدعوتهم وهم كثر.
وعموما بدأ الناس في معرفة مثالب هذه الطائفة، والبعد عنهم.
ـ أما حال المشايخ الفضلاء، والأساتذة النبلاء، فالحرب سجال بيننا وبينهم حتى والله ياأخي تصل إلى المضاربة بيننا وبينهم في المساجدـ والله المستعان ـ
أما الشيخ الفاضل أحمد المعلم فهو ربّان السفينة، وقائدها المحنك، ولم يزل يحارب الشرك، وأهله قديما وحديثا، وله في ذلك صولات وجولات، والشيخ احمد شاعر له عدة منظومات جميلة وهي معي مكتوبة وهذه عناوينها:
1) (هذه دعوتنا) ومنها هذه الأبيات:
الله أكبر في الدفاع سأبتدي ** وهو المعين على نجاح المقصد
وهو الذي نصر النبي محمداً ** وسينصر المتتبعين لأحمد
ثم قال:
ندعو إلى التوحيد طول حياتنا ** في كل حين في الخفا والمشهد
ونحارب الشرك الخبيث وأهله ** حرباً ضروساً باللسان وباليد
وكذلك البدع الخبيثة كلها ** نقضي عليها دون باب المسجد
والقصيدة طويلة.
2) (الدفاع الأمجد عن الطريق الأرشد):
ويُعدُّ بركاناً سينسف في غد ** صرح الخرافة والضلال المبعد
سترَ القبورين ينوي هتكه ** ويُبينُ أسباب الضلال لمن هُدي
يقصد الشيخ بالبركان هو كتابه (القبورية).
3) ومنها (المبشرون بالجنة) و (أوقات الإجابة) و (النهج القويم والصراط الوسط المستقيم) و (تحية إكبار) قدمها للشيخ عائض عندما قدم حضرموت، و (رمز الوفا في ترتيب غزوات المصطفى) و (قبض العلم) مرثية الشيخ ابن باز رحمه الله، و (فقيه العصر) مرثية الشيخ العثيمين رحمه الله، و (ناصر الدين) مرثية الشيخ الألباني رحمه الله، و (ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 09:24]ـ
أخي الحبيب الدعوة في حضرموت قائمة على قدم وساق بفضل الله عزوجل ثم بفضل العلماء الذين قضوا أعمارهم في محاربتها قديماً وحديثاً
الحمد لله بشرك الله بالجنة.
ـ[طالب النصح2]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 04:49]ـ
سؤال موجه للأخ الفاضل رشيد لحضرمي:
من أي بلاد حضرموت أنت أخي رشيد؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 05:07]ـ
تسلم يمنيك أخي رشيد والشيخ أحمد المعلم جبل من جبال السنة في حضرموت أيده الله ووفقه وسدد على طريق الحق خطاه
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:15]ـ
سؤال موجه للأخ الفاضل رشيد لحضرمي:
من أي بلاد حضرموت أنت أخي رشيد؟
الاخ الحضرمي فقد من فترة عن الملتقى ما ادري عنه ,,, الاخ رشيد من حضرموت - المكلا - الديس.
ـ[اليونيني]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 01:14]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً أيها الإخوة.
ومعذرة عن التأخرلقد كنت في سفر.
وجواب سؤال أخي طالب النصح2 هو كما قاله الحبيب ابن رجب.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 10:03]ـ
أهلا بابي عائشة ,,
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:55]ـ
وللشيخ أحمد بن حسن المعلّم منظومات العلمية كثيرة رائقة شائقة، ولا زالت مخطوطة إلى الآن
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 04:07]ـ
وللشيخ أحمد بن حسن المعلّم منظومات العلمية كثيرة رائقة شائقة، ولا زالت مخطوطة إلى الآن
هل هي عندك؟
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 04:48]ـ
لا وعافاك الله، لكني سمعته مشافهة يُحدث بها
ـ[طالب النصح2]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 02:38]ـ
السلام عليكم أخي رشيد وبارك الله فيك:
الشيخ / احمد المعلم من المشايخ المشهود لهم بأتباع السنة ومحاربة البدع، وكذلك يوجد الشيخ / عبدالله بن فيصل الاهدل، هذا الشيخ كذلك يعمل بسحب البساط من الصوفية بنشر العلم الشرعي على منهج السلف وقيام حلقات تحفيظ القرآن تقريبا في معظم مساجد مدينة الشحر، وكذلك منطقة الغيل، وقيام الاعراس الجماعية للشباب، وغيرهم من العلماء والمشايخ بارك الله في جهودهم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 04:50]ـ
هل أنت من اليمن ايها الناصح؟
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 10:23]ـ
صدقت أخي طالب النصح 2 فالشيخ أحمد المعلم، والشيخ عبدالله بن فيصل الأهدل نجمان في سماء حضرموت، فأسأل الله أن يحفظهما، ويبارك في أعمالهما، ويديم المودة بينهما.
ـ[طالب النصح2]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 05:39]ـ
نعم أنا يمني يا ابن رجب (جعلك الله مثل من تسمية به)(/)
نقل نفيس وطويل في فروع ابن مفلح في ذم تقديم أقوال المعظمين على ما يرتاح إليه المتفقه
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 01:51]ـ
وجدت نقلا جميلا في كتاب الفروع 11/ 116 - طبعة الدكتور التركي، فعجبت من إيراد ابن مفلح له مع طوله، ونفاسته،
فقلت: كم في الزوايا من خبايا
قال ابن مفلح:
وقال ابن الجوزي في كتابه السر المكتوم: هذه الفصول هي أصول الأصول (وهي) ظاهرة البرهان، لا يهولنك مخالفتها لقول معظم في النفس ولطعام وقد قال رجل لعلي عليه السلام: أتظن أنا نظن أن طلحة والزبير على الخطإ وأنت على الصواب؟ فقال: إنه ملبوس عليك، اعرف الحق تعرف أهله.
وقال رجل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: إن ابن المبارك قال كذا، فقال: إن ابن المبارك لم ينزل من السماء.
وقال أحمد: من ضيق على الرجل أن يقلد، والله أعلم: وقال أيضا: لما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بعثه على أقوم منهاج، وأحسن الآداب، فكان أصحابه على طريقه وجمهور التابعين، ثم دخلت آفات وبدع، فأكثر السلاطين يعملون بأهوائهم وآرائهم، لا بالعلم، ويسمون ذلك سياسة، والسياسة هي الشريعة.
والتجار يدخلون في الربا ولا يعلمون وقد يعلمون ولا يبالون، وصار جمهور العلماء في تخليط، منهم من يقتصر على صورة العلم ويترك العمل به، ظنا منه أنه يسامح لكونه عالما، وقد نسي أن العلم حجة عليه.
ومنهم من يطلب العلم للرياسة لا للعمل به، فيناظر، ومقصوده الغلبة لا بيان الحق، فينصر الخطأ، ومنهم من يجترئ على الفتيا وما حصل شروطها، ومنهم من يداخل السلاطين فيتأذى هو مما يرى من الظلم ولا يمكنه الإنكار، ويتأذى فيقول: لولا أني على صواب ما جالسني هذا، ويتأذى، العوام بذلك فيقولون: لولا أن أمر السلطان قريب ما خالطه هذا العالم، ورأيت الأشراف يثقون بشفاعة آبائهم وينسون أن اليهود بنو إسرائيل، ورأيت القصاص لا ينظرون في الصحيح، ويبيعون بسوق الوقت ورأيت أكثر العباد على غير الجادة، فمنهم من صح قصده، ولا ينظرون في سيرة الرسول وأصحابه، ولا في أخلاق الأئمة المقتدى بهم، بل قد وضع جماعة من الناس لهم كتبا فيه رقائق قبيحة، وأحاديث غير صحيحة، وواقعات تخالف الشريعة، مثل كتب الحارث المحاسبي وأبي عبد الله الترمذي وأبي طالب المكي، فيسمع المبتدئ ذم الدنيا ولا يدري ما المذموم، فيتصور ذم ذات الدنيا، فينقطع في الجبل، ويقتصر على البلوط والكمثرى أو اللبن أو العدس، وإنما ينبغي لقاصد الحج أن يرفق بالناقة ليصل.
ثم ذكر بعض ما ننقل عن أبي يزيد [وداود الطائي وبشر وغيرهم فحلف أبو يزيد] لا يشرب الماء سنة.
وكان داود يشرب الماء الحار من دن، ويقول بشر: أشتهي منذ خمسين سنة الشواء فما صفا لي درهمه، وتكلم عليه بمقتضى الشرع وقال: التقليد للأكابر أفسد العقائد، ولا ينبغي أن يناظر بأسماء الرجال، إنما ينبغي أن يتبع الدليل، فإن أحمد بن حنبل أخذ في الجد بقول زيد بن ثابت وخالف أبا بكر الصديق رضي الله عنهم، وقد قال علي عليه السلام: اعرف الحق تعرف أهله.
وقد ذكر لأحمد بن حنبل كلمات عن إبراهيم بن أدهم فقال: وقفنا في ثنيات الطريق، عليك ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتكلم أحمد في الحارث المحاسبي، وبلغه عن سري السقطي أنه قال: لما خلق الله تعالى الحروف وقف الألف وسجدت الباء.
فقال: نفروا الناس عنه، وكان الشافعي يرد على مالك.
وهذه طريقة المتزهدين، لم يكن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا سلكوا ما رتبه أبو طالب المكي في لرياضة.
ثم ذكر أن هؤلاء المتزهدين إن رأوا عالما لبس ثوبا جميلا أو تزوج مستحسنة أو ضحك، عابوه، وهذا في أوائل الصوفية، فأما في زماننا فلا يعرفون التعبد ولا التقلل، وقنعوا في إظهار الزهد بالقميص المرقع، فما العجب في نفاقهم، إنما العجب نفاقهم، ثم ذكر أنهم يدخلون في قوله تعالى {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} وكيف لا يوصف بالاستدراج من يعمل لثبوت الجاه بين الخلق ويمضي عمره في تربية رياسته ليقال هذا فلان، أو في تحصيل شهواته الفانية مع سوء القصد، وقال: طلب الرياسة والتقدم بالعلم مهلكة لطالبي ذلك، فترى أكثر المتفقهين يتشاغلون بالجدل ويكثر منهم رفع الأصوات في المساجد بذلك، وإنما المقصود الغلبة والرفعة، فهم داخلون في قوله صلى الله عليه وسلم {من تعلم علما ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف وجه الناس إليه لم يرح رائحة الجنة} ومنهم من يفتي ولا يبلغ درجة الفتوى، ويري الناس صورة تقدمه فيستفتونه ولو نظر حق النظر وخاف الله تعالى علم أنه لا يحل له أن يفتي.
وكتاب السر المكتوم لابن الجوزي، لا أعرف عنه شيئا، فلعل الإخوة يفيوننا عنه ...
ـ[خالد السالم]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 09:19]ـ
أخي الشيخ عبد العزيز بن سعد، يوجد في الفروع كثير من أمثال هذه الدرر، منثورةٌ في زواياالفروع، ولو نشط أحد لجمعها، لائتلف لديه مجلد لطيف.
ومن ذلك:
1 - الفروع (7/ 403)
قال إبراهيم الحربي: حدَّثني شجاع بن مخلد، قال: لقيني بشر بن الحارث، وأنا أريد مجلس منصور بن عمَّار، فقال لي: وأنتَ أيضاً يا أبا شجاع!؟
ارجع، فرجعت.
قال إبراهيم:
لو كان في هذا خير لسبق إليه الثوريُّ ووكيع وأحمد وبشر. اهـ
2 - الفروع (7/ 403)
قال أحمد: يُخرج المعبر لا القَصَّاص، وقال: يعجبني قاص إن كان صدوقاً، ما أحوج الناس إليه.
ونقل حنبل: أما هؤلاء الذين أحدثوا من وضع الأخبار، فلا أراه.
ولو قلتَ: إنَّه يسمعهم الجاهل؟ فلعلَّه ينتفع. وكره منعهم.
ونقل ابن هانئ: ما ا، فعهم للعامَّة، وإن كان عامَّة حديثهم كذباً.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 08:37]ـ
صدقت، أخي الكريم
وذكر هذه الأخبار في ثنايا الفقه تريح القارئ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 10:36]ـ
ابتداء أخي الحبيب عبدالعزيز بن سعد
يبدو أن "السر المكتوم" تحريف عن "السر المصون" والصواب الأخير
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 12:47]ـ
وإن قلنا: لا تحريف ..
فنقول: هناك احتمال آخر
أن ابن مفلح رحمه الله ذكر اسم الكتاب بالمعنى، فقال: "المكتوم" وأراد "المصون" .. وهكذا ورد الأخير في مواضع عدة من "الفروع" بخلاف الأول
فإن قيل: هكذا ورد "المكتوم" في "الآداب الشرعية"
فنكرر ما قلناه سابقا
وقد يقول قائل:
لماذا أورِد هذه الاحتمالات
أقول:
انظر: "معجم مصنفات الحنابلة" للدكتور الطريقي، 2/ 361(/)
ما للذى أصيب فى بيت الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 02:27]ـ
علمت الان ان صديقى وأخى الكبير كسرت قدمه أو أصيب وهو يعمل فى المسجد فى تكميله وترميمه ووقع فى المسجد من الداخل فليتكم تذكرونى بالفضل الذى ناله بشئ من الدقة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 06:56]ـ
وقدمه الان فى جبيرة ويقول لى انه اذا مرر يده عليها بالماء ليتوضأ يضر بالجبس فماذا يفعل هل يمرر يده من غير ماء أم ماذا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 06:58]ـ
وأصابعة الخمسة ليست فى الجبيرة(/)
آثار عن السلف في موقفهم من الكلام في الدين بالرأي
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:24]ـ
الحمد لله رب العالمين.
1. قال أبو سلمة بن عبد الرحمن للحسن البصري: أرأيت ما تفتي الناس، أشيئاً [في الأصل: أشياء] سمعته أم برأيك؟ فقال الحسن: لا، والله ما كل ما نفتي به سمعناه؛ ولكن رأينا خير لهم من رأيهم لأنفسهم. (طبقات ابن سعد 7/ 165)
2. عن أبي هاشم الرماني عن إبراهيم قال: لا يستقيم رأي إلا برواية ولا رواية إلا برأي [قلت: المراد هنا الفقه وحسن الفهم]. (الحلية 4/ 225)
3. قال الأعمش: ما سمعت إبراهيم [النخعي] يقول في شيء برأيه قط. (العلم لأبي خيثمة 13 والحلية 4/ 222)
4. قال أبو حمزة الأعور: لما كثرت المقالات بالكوفة أتيت إبراهيم النخعي فقلت: يا أبا عمران أما ترى ما ظهر بالكوفة من المقالات؟! فقال: أوه! دققوا [لعلها مصحفة عن (لفقوا)] قولاً واخترعوا ديناً من قِبَل أنفسهم، ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا هو الحق، وما خالفه باطل؛ لقد تركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم؛ إياك وإياهم. (الحلية 4/ 223)
5. قال أبو حمزة: قلت لإبراهيم: انك إمامي وأنا أقتدي بك فدلني على الأهواء، قال: ما جعل الله فيها مثقال حبة من خردل من خير، وما الأمر إلا الأمر الأول. (الحلية 4/ 222)
وفي رواية أخرى عن أبي حمزة عن إبراهيم قال: والله ما رأيت فيما أحدثوا مثقال حبة من خير، يعني أهل الأهواء والرأي والقياس. (الحلية 4/ 222)
6. قال عاصم الأحول: كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال: يا أبا بكر ما تقول في كذا؟ قال: ما أحفظ فيها شيئاً، فقلنا له: فقل فيها برأيك؟ قال: أقول فيها برأيي ثم أرجع عن ذلك الرأي؟! لا والله. (الحلية 2/ 268)
7. سئل أيوب عن شيء فقال: لم يبلغني فيه شيء فقيل له: قل فيه برأيك، فقال: لا يبلغه رأيي ---- وقال حماد بن زيد: سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا؟ يعني الرأي فقال أيوب: قيل للحمار: ألا تجتر؟! فقال: أكره مضغ الباطل. (الحلية 3/ 8)
8. قال صالح بن مسلم: قال لي عامر الشعبي يوماً وهو آخذ بيدي: إنما هلكْتُم بأنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس. (تاريخ أصبهان 2/ 182 والحلية 4/ 320)
9. عن صالح بن مسلم قال: قال عامر [الشعبي]: لقد تركتني هذه الصعافقة ولَلمسجد أبغض إلي من كناسة داري؛ يعني أصحاب القياس. (الصمت لابن أبي الدنيا ص114)
10. قال ابن شهاب الزهري: دعُوا السُنَّة تمضي لا تَعْرِضُوا لها بالرأي. (إحكام الأحكام لابن حزم ص789)(/)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: من قال لك: اقلط (تفضل) حياءً تحرم عليك إجابته.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:38]ـ
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب: " القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة* " للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى، ص44 مانصه:
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
القاعدة الثانية:
(الوسائل لها أحكام المقاصد:
فما لا يتم الواجب إلا به: فهو واجب.
وما لا يتم المسنون إلا به:فهو مسنون.
وطرق الحرام والمكروهات تابعة لها.
ووسيلة المباح مباح.
ويتفرع عليها أن توابع الأعمال ومكمّلاتها تابعة لها).
ثم قال الشيخ الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
ومن فروعها:
(أن من أهدى حياءا أو خوفا وجب على المُهْدى إليه الرد أو يُعَاضُه عنها).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في بيان المسألة:
(إذا أهدى إلى الشخص حياءا فإنه يجب على المُهدى إليه الرد، بمعنى أن يقول: لا أريدها.
ومن ذلك أيضا: إذا عرض عليه الدخول في البيت ليطعم، وهو يعرف أنه إنما عرَض عليه ذلك حياءا فلا يُجِب، ولا يجوز له أن يجيب.
وهذه تقع كثيرا، يخرج الرجل من بيته للشغل وإذا بصاحبه يصادفه عند الباب، فيقول: تفضل؛ قصدا أم حياءا؟ حياءا.
نقول لهذا: لا تجبه، يحرم عليك الإجابة، لإنك تعلم أنه ما فعل ذلك إلا حياءا) أ. هـ
---
(*) القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة - طبعة مكتبة السنة.
ـ[الغُندر]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:59]ـ
بس المشكلة وش يوصل المعلومة هذي لأصحابي البطالين
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 09:18]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سامي على هذا النقل المتميز
أرجو أن تسعفنا بالدليل، بارك الله فيك على هذا الحكم
وما أكثر الثقلاء في هذا الزمان والله المستعان
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:13]ـ
أحسنتم أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل المسيطير
كم نحرج من أناس ثقلاء لا نود في دخولهم، ولكن العادة والتقاليد ...(/)
أين إجابات الشيخ سعد الحميد؟
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
حتى الآن لم نر إجابات الشيخ على الأسئلة التي كانت عبر الغرفة الصوتية فما السبب؟
وجزيتم خيرا.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:41]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، إجابات الشيخ عن بعض الأسئلة، وتسجيلات دروسه في التذركة، سوف تنزل قريباً بإذن الله تعالى، نسأل الله التوفيق والسداد والإعانة للجميع.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:53]ـ
بورك فيك أخي وليد
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:34]ـ
المشرف الحبيب والأخ الكريم /وليد .. ثبته الله على طاعته
أسأل الله لكم المعونة والتوفيق والسداد أنت وإخوانك
ما أطيب نفوسكم نطلب وأنتم تسعون في الرضا
لله در مجلس أنتم أهله
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:47]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم آل عامرن نحن في خدمة طلاب العلم، ومحبيه، وأهله، وبقدر الإستطاعة نحاول أن نرقى بهذا الصرح العلمي إلى ما يطيب به كل قلب محب، ويكون مجلس بحق مجلس علمي، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيكم جميعا أيها المشايخ الأفاضل في مجلسنا العلمي المبارك إن شاء الله وشكرا على جهودكم القيمة وخاصة في الدروس العلمية التي أتمنى استمرارها وتنوعها ويا ليت لو تكون بطريقة منهجية محددة وواضحة في كل العلوم بحيث يسير الطالب في طريق طلب العلم بشكل متدرج منظم كما أتمنى أن تكون هناك سرعة في رفع ملفات الدروس واللقاءات فطول الزمن يفقدها ألقها وجمالها رغم إدراكنا لحجم الجهد الذي تبذلونه - أعانكم الله - ولكن بالإمكان الاستعانة ببعض الأعضاء ليحملوا عنكم شيئا من هذه الأعباء الثقيلة
بارك الله في جهودكم وأثابكم(/)
ابن حزم و المسألة المنبرية
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 02:51]ـ
الحمد لله رب العالمين
أحب من المشائخ الفضلاء ممن قتل هذه المسألة يقينا و بحثا أن يفيدني بموقف ابن حزم رحمه الله
تعالى في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا.(/)
بعض المناهي اللفظية
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 06:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأنقل لكم هذه المناهي اللفظية من مطوية قام على مراجعتها
الشيخ العلامة/ محمد بن عثيمين
الشيخ العلامة/ بكر أبو زيد
درج على ألسنة الناس كلمات قد يكون في بعضها خطورة كبيرة , واختصارا دعونا نذكر أمثلة لذلك للتنبيه عنها وتوضيح سبب النهي ...
قول بعض الناس (بذلت قصارى جهدي والباقي على رب العباد)
سبب النهي / هذا القول لا يصح , لأنه يعني أن الفاعل اعتمد على نفسه أولا , ولكن يقول بذلت جهدي وأسأل الله المعونة ..
قول البعض (الدين لب وقشور)
سبب النهي / لأن القشور لا فائدة منها والدين خير كله أصوله وفروعه وواجباته وسننه ..
قول البعض (يعلم الله إني فعلت كذا)
سبب النهي / لأنه إذا قالها والأمر بخلاف ما قال , اتهم الله بالجهل
قولهم عن الميت (دفن في مثواه الأخير)
سبب النهي / لأنه يتضمن إنكار البعث
قولهم للمتزوج (بالرفاه والبنين)
سبب النهي / لأنها تهنئة أهل الجاهلية والبنين يعني الذكور
قول (أدام الله أيامك)
سبب النهي / لأنه من الاعتداء في الدعاء لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى (((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))) ..
تسمية بعض الزهور (عباد الشمس)
سبب النهي / لأن جميع المخلوقات بما فيها الأشجار لا تعبد إلا الله تعالى.
قول البعض (فلان شكله غلط) وما اكثرها
سبب النهي / لأن فيه سخرية واعتراضا على خلق الله ..
قول البعض (الله ورسوله أعلم)
سبب النهي /لا يجوز إطلاقها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من الأحكام الشرعية ..
قول بعضهم (بذمتي _ بشرفي)
سبب النهي / لا يجوز لأنه قسم بغير الله وهذا شرك أصغر ..
قول بعضهم (شاءت حكمة الله كذا)
سبب النهي / لأن الحكمة أمر معنوي لا مشيئة لها , والذي يشاء هو الله تعالى ..
قول البعض (الله يظلمك كما ظلمتني)
سبب النهي / لأن فيه اتهاما لله بالظلم .. تعالى الله عن ذلك ..
قول البعض عن الذي مات (ربنا افتكره)
سبب النهي / لأن فيه نسبة النسيان إلى الله تعالى ..
قول (فلان ما يستاهل)
سبب النهي / لأن فيه اعتراضا على حكم الله واتهاما لله بالظلم ..
قول (شاء القدر كذا)
سبب النهي / لأن القدر أمر معنوي لا مشيئة له والله تعالى هو الذي يشاء ..
قول (الفاتحة على روح فلان)
سبب النهي / لأنه من البدع المحدثة ...
قول البعض (لم تسمح لي الظروف أو لم يسمح لي الوقت)
سبب النهي / إن كان المقصد انه لم يحصل وقت يتمكن فيه من المقصود فلا بأس , وان كان القصد أن للوقت تأثير فلا يجوز ..
(حكم لعن الشيطان) سبب النهي / الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان , وإنما أمر بالاستعاذة منه كما قال تعالى (((وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم))) ..
قول (أهل الكتاب ليسوا كفارا)
سبب النهي / هذا القول كفر , لأن الله تعالى يقول (((يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون))) ..
قول (الله يسأل عن حالك)
سبب النهي / لأنه ينسب الجهل لله تعالى ..
قول (توكلنا على الله وعليك)
سبب النهي / لأنه أشرك غير الله مع الله فيما هو من خصائص الله تعالى ..
قول (اليوبيل الفضي أو الذهبي)
سبب النهي / لأن اليوبيل كلمة يهودية معناها الخلاص والتحرير والاحتفال به محرم ..
تسمية الأحكام الشرعية (عادات وتقاليد)
سبب النهي / لأنها توهم ان الإسلام عادات وتقاليد ورثناها عن أسلافنا تقبل التغيير والتبديل ..
تسميتهم لبناء المقوس شمال الكعبة (حجر إسماعيل عليه السلام)
سبب النهي / لأنه لم يثبت أن له علاقة بإسماعيل عليه السلام فقد بني بعده بقرون عدة ..
تسميتهم للمسجد الأقصى (ثالث الحرمين الشريفين)
سبب النهي / لأنه لا يوجد حرم إلا بمكة المكرمة والمدينة المنورة , أما الأقصى فهو مسجد وليس حرما
اسال الله لي ولكم السداد والتوفيق .. وان يوفقني واياكم لما يحبه ويرضاه .. وان يغفر لي ولوالدي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات
منقول .. للفائدة
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 06:59]ـ
قولهم عن الميت (دفن في مثواه الأخير)
سبب النهي / لأنه يتضمن إنكار البعث
شيخنا ابن باز رحمه الله يرى أنه لا بأس بهذه المقولة، وأنها لا تتضمن مخالفة شرعية، لأن قولهم مثواه الأخير يعني بالنسبة للدنيا، وليس المراد إنكار البعث اهـ
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 07:03]ـ
حكم لعن الشيطان) سبب النهي / الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان , وإنما أمر بالاستعاذة منه كما قال تعالى (((وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم))) ..
نعم لم يؤمر بلعن الشيطان وأيضا لم يُنه عنه، فلا بأس بلعنه، وقد قال سبحانه: (لعنه الله) وقال النبي (ص): " ألعنك بلعنة الله "، فلا حرج بلعنه.
جزاك الله خيرا أخي لامية العرب على جهدك المبارك، وعملك الجليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 08:33]ـ
أخي لامية العرب .. نفع الله بك وبارك في علمك
أفدتني أثابك الله ...
الله المستعان كم صدرت منا هذه الكلمة (بذلت قصارى جهدي والباقي على رب العباد)
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 02:32]ـ
نعم لم يؤمر بلعن الشيطان وأيضا لم يُنه عنه، فلا بأس بلعنه، وقد قال سبحانه: (لعنه الله) وقال النبي (ص): " ألعنك بلعنة الله "، فلا حرج بلعنه.
جزاك الله خيرا أخي لامية العرب على جهدك المبارك، وعملك الجليل.
صدقتَ أخي المفضال عبدالمحسن، نفع الله بك وبالأخ المبارك لامية العرب
وقد وردت أحاديث تنهى عن سبِّ الشيطان من حديث أبي هريرة وغيره، ولم يصحَّ منها شيءٌ
وإنما ثبتَ من حديث رجل من الصحابة أنه قال:
كنتُ رديفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان!
فقال: "لاتقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلتَ ذلك تعاظمَ حتى يكون مثل البيت، ويقول: بِقوَّتي
ولكن قل: (بسم الله) فإنك إذا قلتَ ذلك تصاغرَ حتى يكون مثل الذباب".
وقد وقعَ في إسناد هذا الحديث شيءٌ من الاختلاف غير المؤثِّر في ثبوته
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن قول (تعس الشيطان) ليس نهياً عن سبِّ الشيطان، وإنما لكي لا يظنَّ الشيطان
أنه الفاعلُ لتلك العثرة، أو المتسبِّب فيها
ولذا قال: ( ... فإنك إذا قلتَ ذلك تعاظمَ حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي .. ) أي: بقوَّتي صرعتُه
ولبيان هذا المعنى وذكر شواهده موضعٌ آخر.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 03:14]ـ
ما شاء الله أنعم بهذا الفقه أخي الحمادي
وشيخنا ابن باز رحمه الله قال عن هذا الحديث: ليس هذا نهيا عن لعن الشيطان وإنما نهي عن قول تعس الشيطان، عن هذه اللفظة التي ورد بها الحديث.
وفقك الله وبارك فيك.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 05:25]ـ
الأستاذ الفاضل /عبد المحسن بن عبدالرحمن .. أليس الإستعاذة أولى بارك الله فيك
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 05:28]ـ
أخي آل عامر
رفع الله قدرك وأعلى منزلتك
ماأنا إلا ناقل وما دفعني الى نقلها إلا أن جلها على لساني فأردت بذلك النصح لتعم الفائدة
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 05:32]ـ
بارك الله في الأستاذ الفاضل/ الحمادي حفظه الله ونفع بعلمه وقلمه
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 07:48]ـ
بارك الله في الأستاذ الفاضل/ الحمادي حفظه الله ونفع بعلمه وقلمه
وفيك بارك الله وبك نفع
وعذراً لم أتنبه لهذه المشاركة
إنما رأيتها الآن وأنا أبحث عن أمر
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 08:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضو جديد و لا ادري كيف استطيع التواصل مع الاحباب هل من مساعدة
و احببت ان اسأل عن الدكتور خلدون بن مكي الحسني من هو و من يكون و هل هو حقا من سلالة ال البيت و هل خلدون يعتبر اسم او لقبه الحقيقي بما انني اسم عائلتي خلدون هحاول هن اعرف هل بيننا و بين الدكتور قرابة شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة)(/)
رفع الغلَط الغريب ودفع الخلْط المريب عن معاني وأحكام كون الحديث في فضائل الأعمال أو ا
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 08:43]ـ
رفع الغلَط الغريب ودفع الخلْط المريب
عن معاني وأحكام كون الحديث في فضائل الأعمال أو الترغيب والترهيب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على خليله وصفيه وعبده ونبيه الرسول الأمين محمد وعلى آله وصحبه وسائر من آمن به واهتدى بهديه، وبعد.
فقد وقع في كلام كثير من المتأخرين على أحاديث الترغيب والترهيب وأحكامها لبس وخلط وإيهام، فأردت المشاركة في كشف ذلك، وإن كنت مسبوقاً إليه، فإن الحاجة إلى نشر مثل هذا الكشف ما زالت قائمة بل ماسة ملحة، فأقول:
أما الترغيب فالمراد به تحبيب النفوس في فعل الأعمال الصالحة، ودفعِها إلى ذلك، وذلك بذكر النصوص المبينة لثواب تلك الأعمال والفضل المرجو من فِعلها.
وأما الترهيب فالمراد به التخويف مِن فعل الأعمال السيئة والمعاصي، وذلك بذكر عقوباتها وأضرارها.
والمراد بالأعمال الصالحة تلك الأعمال التي ثبت بالآيات أو الأحاديث الثابتة أنها أعمال صالحة، وتشمل الواجبات والمستحبات، ومن المعلوم المقرَّر أن الوجوب والاستحباب حكمان شرعيان لا يثبتان لعمل من الأعمال بحديث ضعيف.
ومثل ذلك يقال في الأعمال السيئة، فالمراد بها: الأعمال التي ثبت بالكتاب والسنة الثابتة أنها أعمال محرمة، فلا تثبت الحرمة بحديث غير ثابت.
وأما المكروهات فقد ورد في النصوص الشرعية وأصول الدين ترغيب في اجتنابها، فإنَّ في اجتنابها ثواباً لمن يجتنبها، والتحقيق أن ترك المكروهات لوجه الله هو في الحقيقة داخل في جملة الحسنات والأعمال الصالحة، ومثله ترك المباحات بقصد التفرغ للطاعات والتقوّي عليها، وكذلك فِعلها - أي المباحات - بقصد التقوي على الطاعات: كل ذلك يثاب عليه المرء لأنه عملٌ صالح، وإنما الأعمال بالنيات.
هذا وإنَّ أحاديث الترغيب والترهيب تسمى اختصاراً أحاديث الفضائل.
وقد كانت هذه التسمية واحداً من جملة أسبابٍ أوقعت كثيراً من أهالي العصور المتأخرة في لبس شديد وغلط بعيد، في هذا الباب؛ فقد خلط أكثر العامة وكثير من أشباههم ممن يعدون أنفسهم في جملة طلبة العلم الشرعي بين فضائل الأعمال والأعمال الفاضلة، ففهموا ما قاله كثير من العلماء من أن الحديث الذي فيه ضعف غير شديد وهو غير منكر يعمل به إذا كان وارداً في فضائل الأعمال، أي في الترغيب والترهيب المتقدم معناهما، وإنما مرادهم بذلك ما أسلفتُه، ولكن هؤلاء ظنوا - جهلاً - أن معنى (فضائل الأعمال) هو (الأعمال الفاضلة)، فصارت القاعدة التي لخص فيها بعض أهل العلم مذهب الأئمة في الأحاديث الضعيفة، والتي نصها (يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)، أقول: صار معنى هذه القاعدة عند هؤلاء الجهلة والمتساهلين: (يعمل بالحديث الضعيف في بيان الأعمال الفاضلة)، وبعبارة أخرى: (الحديث الضعيف يثبت به حكم الوجوب وحكم الاستحباب، للأعمال، لأن الأعمال الواجبة والأعمال المستحبة: أعمال فاضلة)، وهذا خلط ليس بعده خلطٌ أشد منه ولا أعجب؛ وهكذا نَجَمت كثير من البدع، ونُصرت كثير من الضلالات، وأُميتت كثير من السنن، وكيدت كثير من الحقوق، والله وحده المستعان.
هذا جانب مما يتعلق بأحاديث الترغيب والترهيب، وكان السلف يسمونها أيضاً الرقاق، وبقي جانبٌ آخرُ مضادٌّ لهذا الجانب، وهو أنَّ طائفة من طلبة العلم، وقد يكون بينهم بعض العلماء - منعوا رواية الحديث الضعيف أصلاً، ومنعوا الترغيب والترهيب به، وهذا مخالف لطريقة أئمة هذا العلم، والتي نقلها عنهم الخطيب الحافظ في (الكفاية) و (الجامع)، ونقلها غيره أيضاً.
قال الخطيب في (الكفاية) (2/ 398 - 400) تحت بابٍ أسماه (باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجوز في فضائل الأعمال):
(قد ورد عن غير واحد من السلف أنه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة بالتحليل والتحريم إلا عمن كان بريئاً من التهمة بعيداً من الظِّنَّة، وأما أحاديث الترغيب والمواعظ ونحو ذلك فإنه يجوز كتبها عن سائر المشايخ)؛ ثم أسند هذه الآثار الخمسة التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
370 - عن سفيان الثوري قال: لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام إلا من الرؤساء المشهورين بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان، ولا بأس بما سوى ذلك من المشايخ.
371 - عن سفيان بن عيينة قال: لا تسمعوا من بقية ما كان في سُنَّة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.
372 - عن أحمد بن حنبل قال: إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد.
373 - عن أحمد قال: أحاديث الرقاق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجىء شيءٌ فيه حكم. [وقع في نسخة خطية من كتاب (الكفاية): (الأحاديث) بدل (أحاديث)، فأثبتَها محقق الكتاب].
374 - عن أبي زكريا العنبري قال: الخبر إذا ورد لم يحرم حلالاً ولم يُحِلَّ حراماً، ولم يوجب حكماً، وكان في ترغيب أو ترهيب أو تشديد أو ترخيص: وجب الإغماض عنه والتساهل في رواته [لعلها روايته].
انتهى النقل عن الخطيب.
إن رواية الحديث الضعيف للترغيب به في عمل صالح، أو للترهيب به من عمل سيء: ليست عملاً به ولا تصحيحاً له، والقول الصحيح هو جواز ذلك، فيجوز ذِكر الحديث الضعيف للناس لعلهم ينتفعون بمعناه، ولكن لذلك شروط:
الأول منها: أنه يجب أن يُقتصر في ذلك على جانب واحد فقط، هو جانب الترغيب والترهيب؛ ويجب أن يكون العملُ المرغَّبُ فيه قد ثبت كونُه واجباً أو مستحبّاً بالنصوص الثابتة، كما تقدم.
والثاني: أن يكون الحديثُ المرغَّبُ به متنُه غيرُ منكر (1)، وضعفُه غيرُ شديد.
----------------------------------
هامش (1): لو جرينا على جادة التحقيق والتدقيق لما احتجنا إلى الاحتراز عن المنكر، فإنه يُغني عنه الاحتراز عن شدة الضعف، فالمنكر أقل ما يوصف به أنه شديد الضعف، ولكن المقام مقام تفصيل وبيان لمسألة خطيرة فصار التقسيم المذكور غير منكور، وعلى مِثله جرى غير واحد من العلماء المتأخرين ممن تكلم في هذه القضية.
----------------------------------
والثالث: أن لا يُوهمَ ذِكرُ الحديث الضعيف أو روايتُه ثُبوتَه، وأن لا يجرّ ذلك أي مفسدةً إلى الدين، مثل أن يوافق الحديثُ هوى بعض الجاهلين أو المبتدعة المتهاونين، فينشره ويحاجج به على رغم معرفته بضعفه؛ ولذلك فإنه يجب أن يبرأ المرغِّب بذلك الحديث من تصحيحه ويبين ضعفه، وأن يبين ذلك بالطريقة التي يفهمها الحاضرون.
فلا يكتفي بالإشارة الغامضة، مثل ما يصنعه بعض الخطباء ونحوهم من الاسترواح والاكتفاء في بيان ضعف الحديث!! بالإشارة إلى ذلك بأن يذكر الحديث بلفظة (رُوي) زاعماً أنها تفيد تضعيف الحديث، وهل يفهم العامة ذلك؟!.
ولا يكتفي بإطلاق الاصطلاح، مثل أن يقول: هذا الحديث غير ثابت، أو يقول: في إسناده نظر، أو: مختلف في صحته، ونحو ذلك، إذا كان أكثر الحاضرين لا يفهمون مقاصد هذه العبارات.
بل حتى كلمة (ضعيف) ونحوها أرى أن يشرحها الخطيب - إذا رأى حاجةً لذلك - وأن يبين معناها بوضوح تامِّ مناسب لحال المخاطَبين، ويكرر ذلك على المنبر مرات ومرات، مع بيان حكم الحديث الضعيف ومع الترهيب من أن يُنسَبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من المرويات غير الثابتة عنه.
ولعل الأولى أنه إذا احتاج إلى ترغيب جماعة في أمر من الأمور، وكان عَلِم - أو خشيَ - تساهلهم في تلقف الأحاديث ولا سيما الغريبة منها ونشرِها بين الناس مع جزمهم بنسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أقول لعل الأولى هنا إن أبى إلا أن يذكّرهم ويعظهم بمتن ذلك الحديث أن يقول لهم: ورد في بعض الآثار كذا وكذا، ثم يقول لهم: هذا ليس بحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز لأحد أن ينسبه إليه، أو نحو ذلك من الاحترازات المشروعة؛ وصيانة السنة الصحيحة والذبُّ عنها مع التقصير في جانب الترغيب والترهيب - لو قُدّر وقوع هذا - أولى من ترغيب الناس بما يكون سبباً في انتهاء تلك الصيانة وانتفاء ذلك الذب (2).
-------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
هامش (2): نقل السخاوي في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع) (ص195) عن النووي أنه قال: «قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً!!؛ وأما الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شئ من ذلك»؛ ثم نقل السخاوي عن ابن العربي المالكي أنه خالف في ذلك فقال: «إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً».
ثم قال: «وقد سمعت شيخنا [يعني الحافظ ابن حجر] مراراً يقول - وكتبه لي بخطه -: إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
الأول: متفق عليه، ان يكون الضعف غير شديد فيخرج [حديث] من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
الثاني: ان يكون مندرجا تحت اصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له اصل اصلا.
الثالث: ان لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
قال: والاخير عن ابن عبد السلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد؛ والاول نقل العلائي الاتفاق عليه».
قلت: قد حصل تساهل ضار في هذا الباب.
------------------------------------------
وأرجعُ إلى ما كنتُ فيه، وهو بيان عدم التلازم بين الامتناع من رواية الحديث الضعيف وبين ترك الانتفاع بما قد يرد فيه من الحكم العالية والمواعظ الجليلة، وأزيد على ما تقدم أنَّ طرد ذلك الأصل في الأخبار غير المرفوعة يكون من باب الأولى؛ ولهذا كان العمل على جواز رواية ونشر أحاديث الترغيب والترهيب غير المرفوعة، وإن كانت ضعيفة الأسانيد.
فمن أراد أن يجمع كتاباً أو كلاماً في الزهد من أقوال السلف وأخبارهم رحمهم الله، الصحابة والتابعين ومن بعدهم من القدماء فإنه لا يُشترط - لجواز نشر تلك المرويات بين الناس - صحةُ أسانيدها، وذلك لأن باب هذه الأخبار هو باب الترغيب والترهيب في مسائل أعمال القلوب المتفق على أنها من أبواب الدين وشعب الإيمان كالصبر والشكر والحياء والتوكل والخوف والرجاء ونحوها؛ ثم إن العلماء اختلفوا في رواية الضعيف من أحاديث الترغيب والترهيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتفقوا على منع ذلك، بل الأرجح الذي عليه الأكثر من المتقدمين والمتأخرين هو جواز ذلك ولكن بشروط مشى عليها المتقدمون وفصل فيها المتأخرون، وقد تقدم التفصيل في ذلك؛ ولا شك أن الأمر في باب الآثار الموقوفة والمقطوعة أسهل وأقرب، كما تقدم، بل لعل الباحث لا يكاد يقف على كبير نهي لهم عن رواية هذا النوع من الأخبار غير المرفوعة.
بل إن من أراد نشر مثل تلك الآثار وروايتها لغيره فإن له في هذا المسلك سلفاً من كبار أئمتنا، فتأمل ما جرى عليه من صنف في الزهد والأخلاق والأدب ونحوها من أئمة الاسلام وكبار علمائه كابن المبارك ووكيع وأحمد ثم البيهقي في مؤلفاتهم في الزهد والبخاري في الأدب المفرد وما شاكله من كتبه، وابن حبان في روضة العقلاء والآجري في مؤلفاته في الأخلاق والآداب وكذلك من جمع أبواباً في الزهد والرقائق كأصحاب السنن وعبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما، وكذلك من ألف أو كتب في هذا الفن وما قاربه أو شاركه في بعض مسائله كفن المناقب والسير ونحو ذلك من المتوسطين والمتأخرين كالخطيب وابن الجوزي وابن قدامة والنووي وابن تيمية والمزي والذهبي وابن القيم وابن كثير وابن رجب وابن حجر وغيرهم، تأمل صنيع هؤلاء العلماء في هذه الكتب وهذه الأبواب تجد أنهم جميعاً تساهلوا في هذا الباب في إيراد ما لا يثبت سنده من غير المرفوعات لأن الغاية سماع الحكمة الصحيحة والموعظة الحسنة والعبرة المؤثرة، ولقد كاد أكثر قدماء المحدثين على جواز التساهل برواية المرفوع - فضلاً عن الموقوف والمقطوع - من أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب وكل ما ليس فيه إثبات عقيدة أو تشريع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)؛ رواه البخاري؛ أفلا يكفي هذا الترخيص في التحديث عن بني اسرائيل - رغم كل الذي جرى من تحريف في كتبهم وانقطاع فظيع في أسانيدهم - دليلاً ومستنَداً للتحديث عن أحد من أفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
علماء المسلمين أو أكابر واعظيهم بخبر تظهر صحة معناه وتشهد له النصوص الثابتة والأصول المقررة أو هي - في الأقل - لا يعارضها ولا تدل على بطلان فيه أو نكارة؟ !
وإنه لمما يناسب هذا المقام أن أسوق فيه جملة من أقوال العلماء في هذا الباب تأييداً لهذا التأصيل؛ فأقول:
روى الخطيب في (اقتضاء العلم العمل) (ص83) عن الغلابي قال: سأل رجل ابن عيينة عن إسناد حديث قال: ما تصنع بإسناده؟! أما أنت فقد بلغتك حكمته ولزمتك موعظته.
وذكر الماوردي في (أدب الدنيا والدين) (ص88 - 89) عن الحسن البصري أنه حدث بحديث فقال رجل: يا أبا سعيد عمن؟ قال: ما تصنع بعمن؟! أما أنت فقد نالتك عظته وقامت عليك حجته.
وقال الذهبي في ترجمة الشافعي من (سير أعلام النبلاء) (10/ 97): وبلغنا عن الإمام الشافعي ألفاظ قد لا تثبت ولكنها حكم؛ ثم سرد الذهبي جملة طيبة منها.
وقال أبو نعيم في (الحلية) (9/ 377 - 378): حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو الحسن الرازي قال: سمعت يوسف بن الحسين يقول: قال ذو النون: (صدور الأحرار قبور الأسرار؛ قال: وسئل ذو النون: لم أحب الناس الدنيا؟ قال: لأن الله تعالى جعلها خزانة أرزاقهم فمدوا أعينهم إليها؛ وقيل له: ما إسناد الحكمة؟ قال: وجودها؛ وسئل يوماً----) (3).
-------------------------------
هامش (3) هذا كلام ذي النون المصري ينقله يوسف بن الحسين الرازي، وأما في رواية الخطيب الآتية بعد قليل ففيها أن الكلام المتعلق بالحكمة ليوسف الرازي، ولا تنافي، فكأنه سمعها من ذي النون فمرة رواها عنه، ومرة سئل هو عنها فأجاب بما سمعه من ذي النون.
-------------------------------
وقال الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/ 213 - 215) تحت هذه الترجمة (ما لا يفتقر كتبه الى الإسناد): (كل ما تقدم ذكره [يعني أحاديث الأحكام ونحوها] يفتقر كتبه الى الإسناد فلو أسقطتْ أسانيده واقتصر على ألفاظه فسد أمره ولم يثبت حكمه لأن الأسانيد المتصلة شرط في صحته ولزوم العمل به؛ كما أنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا أحمد بن جعفر الختلي نا أحمد بن علي الأبار نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبدان يقول: قال عبد الله وهو ابن المبارك: الإسناد عندي من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، واذا قيل له: من حدثك؟ بقي) ---إلى أن قال الخطيب:
(وأما أخبار الصالحين وحكايات الزهاد والمتعبدين ومواعظ البلغاء وحكم الأدباء فالأسانيد زينة لها وليست شرطاً في تأديتها.
وقد أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب نا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي قال: سمعت عبد الرحمن الجلاب يقول: سمعت يوسف بن الحسين الرازي يقول: إسناد الحكمة وجودها.
أنا منصور محمد بن عيسى الهمذاني نا صالح بن أحمد التميمي اخبرني أحمد بن موسى الدينوري فيما كتب إلي نا ابو حفص عمر بن محمد الخراساني عن سعيد بن يعقوب قال سمعت ابن المبارك وسألناه، قلنا: نجد المواعظ في الكتب فننظر فيها؟ قال: لا بأس وإن وجدت على الحائط موعظة فانظر فيها تتعظ، قيل له: فالفقه؟ قال: لا يستقيم إلا بالسماع.
نا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري لفظاً أنا ابو بكر بن المقرئ الأصبهاني نا ابو جعفر محمد بن عبدان المعروف برزقان الواسطي نا العباس بن عبد الله الترقفي نا محمد بن عبد الخالق قال كنت جالساً ثم يزيد بن هارون وخراساني يكتب الكلام ولا يكتب الإسناد قال: فقلت له أو قيل له: ما لك لا تكتب الإسناد؟ فقال: أنا خانه خواهم نبازار؛ قال أبو طالب: تفسيره: قال: أنا للبيت أريده لا للسوق.
قال أبو بكر [الخطيب]: إن كان الذي كتبه الخراساني من أخبار الزهد والرقائق وحكايات الترغيب والمواعظ فلا بأس بما فعل؛ وإن كان ذلك من أحاديث الأحكام وله تعلق بالحلال والحرام فقد أخطأ في إسقاط اسانيده لأنها هي الطريق إلى تبينه فكان يلزمه السؤال عن أمره والبحث عن صحته).
ثم قال الخطيب: (وعلى كل حال فان كتب الإسناد أولى سواء كان الحديث متعلقاً بالأحكام أو بغيرها)؛ ثم أسند إلى أبان بن تغلب قوله: (الإسناد في الحديث كالعَلَم في الثوب) يعني أنه زينة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا عُلم هذا فليعلم أنه لا بد من الاحتياط الكافي، فعلى من يجمع أو يروي تلك الأخبار أن يختار من أقوالهم ما لا يرى فيه مخالفة صريحة لشيء من نصوص الوحيين وأصول المعتقد الإسلامي؛ وهذا يقتضي أن لا يُقْدِم على مثل هذا العمل إلا من يكون من أهل السنة والاتباع ومن طلبة العلم النابهين وأهل الاطلاع على العلوم الاسلامية، العقائد والسنن والتفسير والسيرة وغيرها؛ والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وللمقال بقية تأتي قريباً بإذن الله تعالى.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 10:33]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه في (المجموع) (1/ 250 - 252) في ثنايا تفصيله في أحكام التوسل وأحاديثه: (والمقصود أن هذه الأحاديث التي تروى في ذلك: من جنس أمثالها من الأحاديث الغريبة المنكرة بل الموضوعة التي يرويها من يجمع في الفضائل والمناقب الغثَّ والسمين، كما يوجد مثل ذلك فيما يصنَّف في فضائل الأوقات وفضائل العبادات وفضائل الأنبياء والصحابة وفضائل البقاع ونحو ذلك؛ فإن هذه الأبواب فيها أحاديث صحيحة وأحاديث حسنة وأحاديث ضعيفة وأحاديث كذب موضوعة.
ولا يجوز أن يُعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يُروى في فضائل الأعمال ما لم يُعلم أنه ثابت إذا لم يُعلم أنه كذبٌ، وذلك أن العمل إذا عُلم أنه مشروع بدليل شرعي ورُوي في فضله حديثٌ لا يُعلم أنه كذبٌ جاز أن يكون الثوابُ حقاً.
ولم يقل أحد من الأئمة: إنه يجوز أن يُجعل الشيءُ واجباً أو مستحبّاً بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع.
وهذا كما أنه لا يجوز أن يُحَرَّمَ شيء إلا بدليل شرعي، لكن إذا عُلم تحريمُه ورُويَ حديث في وعيد الفاعل له ولم يُعْلَمْ أنه كذبٌ: جاز أن يرويَه؛ فيجوز أن يروى في الترغيب والترهيب ما لم يُعلم أنه كذب، لكن فيما عُلم أن الله رغَّبَ فيه أو رهَّب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله.
وهذا كالإسرائيليات: يجوز أن يروى منها ما لم يُعلم أنه كذبٌ، للترغيب والترهيب فيما عُلم أن الله تعالى أمر به في شرعنا ونهى عنه في شرعنا؛ فأما أن يثبت شرعاً [كذا] لنا بمجرد الإسرائيليات التي لم تثبت فهذا لا يقوله عالم، ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الأئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة.
ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه.
ولكن كان في عُرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف؛ والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن، كما أن ضعف الإنسان بالمرض ينقسم إلى مرض مخوف يمنع التبرعَ من رأس المال، والى ضعيف خفيف لا يمنع من ذلك.
وأول من عُرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام: صحيح وحسن وضعيف: هو أبو عيسى الترمذي في (جامعه)، والحسن عنده ما تعددت طرقه ولم يكن في رواته متهم وليس بشاذ؛ فهذا الحديث وأمثاله يسميه أحمد ضعيفاً ويحتج به، ولهذا مثَّل أحمد الحديث الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما؛ وهذا مبسوط في موضعه).
وقال في (المجموع) (18/ 65 - 68): (قول أحمد بن حنبل: إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد)، وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال: ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به، فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم.
ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره، بل هو أصل الدين المشروع؛ وإنما مرادهم بذلك أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله، بنص أو إجماع، كتلاوة القرآن والتسبيح والدعاء والصدقة والعتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة، ونحو ذلك، فإذا روي حديث في فضل بعض الأعمال
(يُتْبَعُ)
(/)
المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها، فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، كرجل يعلم أن التجارة تربح لكن بلغه أنها تربح ربحاً كثيراً، فهذا إن صدق نفَعه وإن كذب لم يضره.
ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات والمنامات وكلمات السلف والعلماء ووقائع العلماء ونحو ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف.
فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع فإن ذلك ينفع ولا يضر، وسواء كان في نفس الأمر حقاً أو باطلاً،فما علم أنه باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه، فإن الكذب لا يفيد شيئاً، وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام، وإذا احتمل الأمرين روي لإمكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه.
وأحمد إنما قال: إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد، ومعناه أنا نروي في ذلك بالأسانيد وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم.
وكذلك قول من قال: يعمل بها في فضائل الأعمال، إنما العمل بها العمل بما فيها من
الأعمال الصالحة، مثل التلاوة والذكر، والاجتناب لما كره فيها من الأعمال السيئة.
ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن عبدالله بن عمرو: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، مع قوله في الحديث الصحيح (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم)، فإنه رخص في الحديث عنهم ومع هذا نهى عن تصديقهم وتكذيبهم، فلو لم يكن في التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخص فيه وأمر به، ولو جاز تصديقهم بمجرد الإخبار لما نهى عن تصديقهم؛ فالنفوس تنتفع بما تظن صدقه في مواضع.
فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديراً وتحديداً، مثل صلاة في وقت معين بقراءة معينة أو على صفة معينة: لم يجز ذلك، لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه (من دخل السوق فقال لا إله إلا الله كان له كذا وكذا)، فإن ذكر الله في السوق مستحب، لما فيه من ذكر الله بين الغافلين ----.
فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته ----.
فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب، لا في الاستحباب؛ ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 10:44]ـ
بارك الله فيك يا شيخ محمد على هذا البحث الماتع الجميل، ولا حرمك الله الأجر.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 11:17]ـ
بارك الله فيك
وهذا كما أنه لا يجوز أن يُحَرَّمَ شيء إلا بدليل شرعي، لكن إذا عُلم تحريمُه ورُويَ حديث في وعيد الفاعل له ولم يُعْلَمْ أنه كذبٌ: جاز أن يرويَه
فيه دليل على جواز ذكر الأحاديث الضعيفة في باب الأحكام للاستئناس والشد والتقوية لا للتشريع وإثبات الأحكام
وبهذا يتضح خطأ كثير من المتفقه والمنتسبين إلى فقه النص في إنكارهم على الفقهاء لذكرهم الضعيف في باب الأحكام وكتب الفقه
فإنهم إنما ذكروه للاستئناس والشد والتقوية والحكم عندهم ثابت من طريق أخرى صحيحة كفهم من كتاب الله أو حديث صحيح أو قاعدة فقهية أو إجماع أو قياس أو غير ذلك من الأدلة المعتبرة
إذا الفقه ليس مقتصرا على النصوص كما هو مقرر في موضعه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 11:32]ـ
لم أر في كلام أغلب من تكلم فيه هذه المسألة التنبيه على جزئية مهمة وهي:
حديث اختلف النقاد في صحته وضعفه اختلافا شديدا كأن يضعفه أحمد ومسلم ويصححه على والبخاري ونحو ذلك
ويكون دليل كل واحد منهم له حظ كبير من النظر وعلى ذلك أمثلة كثيرة يجدها المعتني بكتب العلل
ولعل حديث طلق بن علي في الوضوء أو حديث جابر في الشفعة يصلح مثالا على ذلك
طبعا في هذه الحالة يكون الحديث معلولا في الغالب على طريقة المحدثين لا الفقهاء
السؤال: هذا النوع من الأحاديث هل يحتج به في الأحكام؟؟
ذكر بعضهم أن أحمد قد يعل حديثا لكن في باب الفقه يحتج به
ولعل هذا يكون مراد من قال أن أحمد يحتج بالضعيف
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النوع من الأحاديث لا يدخل في قولهم "غير شديد الضعف" لأن مرادهم بهذا الشرط أن لا يكون في إسناده متهم أو كذاب
وهذا النوع أعلى بكثير وأقرب إلى الصحة من غيره
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 12:17]ـ
بارك الله في الشيخ وليد وفي الشيخ أمجد، وأحسن الله إليهما.
وليت الأخ أمجد يواصل بحث المسألة التي ذكرها (أعني في مشاركته الأولى)، وللمعلمي كلام في ذلك في ترجمة الخطيب من (التنكيل).
ومما قاله هناك دفاعاً عن الخطيب: (ولا يضره أن يكون فيما ذكره أخيراً رواية ساقطة توافق أخرى قوية).
وقال أيضاً (1/ 143 - 144) متعقباً بعض من طعن في الخطيب يروي في بعض أجزائه الحديثية الفقهية روايات غير صحيحة ساكتاً عليها: (أقول: الجواب من أوجه:
الأول: أن الخطيب إن كان قصد بجمع تلك الرسائل جمع ما ورد في الباب فلا احتجاج، وإن كان قصد الاحتجاج فبمجموع ما أورده، لا بكل حديث على حدة.
----.
السادس: إذا روي الحديث بسند ساقط لكنه قد روي بسند آخر حسن أو صالح أو ضعيف ضعفاً لا يقتضي الحكم ببطلانه: لم يجز الحكم ببطلان المتن مطلقاً، ولا يدخل من رواه بالإسنادين معاً في حديث ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين))، لأنه لا يرى الحديث نفسه كذباً.
وقد يتوسع في هذا فيلحق به ما إذا كان المتن المروي بالسند الساقط ولم [لعل الواو زيدت خطأ] يرو بسند أقوى لكن قد روي معناه بسند أقوى؛ ويقوي هذا أن المفسدة إنما تعظم في نسبة الحكم إلى النبي صلى الله عيه وآله وسلم مع ظن أنه كذب لا في نسبة اللفظ، وشاهد هذا جواز الرواية بالمعنى ----).
والآن أرجع إلى تكملة موضوعنا، فدونك ما يأتي:
لطيفة فيها بيان بعض حكمة وجود ما لا يصح من الأحاديث
قال شيخ الإسلام في المجموع (13/ 95 - 97) عقب كلام له ذكر فيه كثيراً من أنواع الأحوال الشيطانية وتصرفات الجن والمنامات والمكاشفات والمخاطبات ونحوها وانخداع كثير من جهلة المشايخ وغيرهم بذلك:
(فهذا باب واسع واقع كثيراً، وكلما كان القوم أجهل كان عندهم أكثر، ففي المشركين أكثر مما في النصارى، وهو في النصارى كما هو في الداخلين في الاسلام [كذا العبارة]، وهذه الأمور يسلم بسببها ناس ويتوب بسببها ناس يكونون أضل من أصحابها فينتقلون بسببها إلى ما هو خير مما كان عليه، كالشيخ الذي فيه كذب وفجور من الإنس قد يأتيه قوم كفار فيدعوهم إلى الإسلام فيسلمون ويصيرون خيراً مما كانوا وإن كان قصد ذلك الرجل فاسداً، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم) [متفق عليه].
وهذا كالحجج والأدلة التي يذكرها كثير من أهل الكلام والرأي فإنه ينقطع بها كثير من أهل الباطل ويقوى بها قلوب كثير من أهل الحق وإن كانت فى نفسها باطلة، فغيرها أبطل منها، والخير والشر درجات، فينتفع بها أقوام ينتقلون مما كانوا عليه إلى ما هو خير منه.
وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفاراً؛ وكذلك بعض الملوك قد يغزو غزواً يظلم فيه المسلمين والكفار ويكون آثماً بذلك ومع هذا فيحصل به نفع خلق كثير كانوا كفاراً فصاروا مسلمين، وذاك كان شراً بالنسبة إلى القائم بالواجب، وأما بالنسبة إلى الكفار فهو خير.
وكذلك كثير من الأحاديث الضعيفة في الترغيب والترهيب والفضائل والأحكام والقصص، قد يسمعها أقوام فينتقلون بها إلى خير مما كانوا عليه وإن كانت كذباً.
وهذا كالرجل يسلم رغبة في الدنيا ورهبة من السيف ثم إذا أسلم وطال مكثه بين المسلمين دخل الإيمان في قلبه، فنفس ذل الكفر الذي كان عليه وانقهاره ودخوله في حكم المسلمين خير من أن يبقى كافراً، فانتقل إلى خير مما كان عليه وخف الشر الذي كان فيه، ثم إذا أراد الله هدايته أدخل الإيمان في قلبه؛ والله تعالى بعث الرسل بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا الخلق بغاية الإمكان ونقل كل شخص إلى خير مما كان عليه بحسب الإمكان، (ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون) [الأحقاف 19].
وأكثر المتكلمين يردون باطلاً بباطل وبدعة ببدعة، لكن قد يردون باطل الكفار من المشركين وأهل الكتاب بباطل المسلمين فيصير الكافر مسلماً مبتدعاً.
وأخص من هؤلاء من يرد البدع الظاهرة - كبدعة الرافضة - ببدعة أخف منها وهى بدعة أهل السنة؛ وقد ذكرنا فيما تقدم أصناف البدع، ولا ريب أن المعتزلة خير من الرافضة ومن الخوارج----) إلى آخر كلامه رحمه الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 12:24]ـ
لم أر في كلام أغلب من تكلم فيه هذه المسألة التنبيه على جزئية مهمة وهي:
حديث اختلف النقاد في صحته وضعفه اختلافا شديدا كأن يضعفه أحمد ومسلم ويصححه على والبخاري ونحو ذلك
ويكون دليل كل واحد منهم له حظ كبير من النظر وعلى ذلك أمثلة كثيرة يجدها المعتني بكتب العلل
ولعل حديث طلق بن علي في الوضوء أو حديث جابر في الشفعة يصلح مثالا على ذلك
طبعا في هذه الحالة يكون الحديث معلولا في الغالب على طريقة المحدثين لا الفقهاء
أخي الحبيب أمجد من قال لك أن كل حديث اختلف فيه الحفاظ وكان دليل كل واحد منهم له حظ من النظر ... طبعًا يكون الحديث معلولا في الغالب على طريقة المحدثين.
أخي الحبيب: هذه ليست القاعدة وليست هذه طريقة المحدثين، إنما العبرة بهل العلة التي ذكرها من أعل الحديث مؤثرة أو غير مؤثرة، يعني العبرة بالترجيح وليست هكذا جزافًا أو ليس الحكم لمن أعل مطلقًا، والاختلاف في تصحيح الحديث شأنه شأن الاختلاف في أي مسألة فقهية أو عقدية .. ، عند وقوع الاختلاف فالعبرة بالراجح من الأدلة والعالم المجتهد وطالب العلم الذي يستطيع أن يميز بين الأدلة يحكم بما تبين له من الدليل أما العامي فيقلد من شاء من العلماء من أعل الحديث أو من صححه شريطة تجنب الهوى وحظ النفس، وعليه أن يقلد من تحدث في نفسه الثقة بحكمه، بارك الله فيك ونفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 02:22]ـ
تكلم العلامة المعلمي في (الأنوار الكاشفة) (ص87 - 88) على ما ينسب إلى بعض الأئمة من التساهل فقال: (معنى التساهل في عبارات الأئمة هو التساهل بالرواية، كان من الأئمة من إذا سمع الحديث لم يروه حتى يتبين له أنه صحيح أو قريب من الصحيح أو يوشك أن يصح إذا وجد ما يعضده، فإذا كان دون ذلك لم يروه البتة.
ومنهم من إذا وجد الحديث غير شديد الضعف وليس فيه حكم ولا سنة، إنما هو في فضيلة عمل متفق عليه كالمحافظة على الصلوات في جماعة ونحو ذلك لم يمتنع من روايته، فهذا هو المراد بالتساهل في عباراتهم.
غير أن بعض من جاء بعدهم فهم منها التساهل فيما يرد في فضيلة لأمر خاص قد ثبت شرعه في الجملة كقيام ليلة معينة، فإنها داخلة في جملة ما ثبت من شرع قيام الليل؛ فبنى على هذا جواز أو استحباب العمل بالضعيف، وقد بين الشاطبي في الاعتصام خطأ هذا الفهم؛ ولي في ذلك رسالة لا تزال مسودة. على أن جماعة من المحدثين جاوزوا في مجاميعهم ذاك الحد، فأثبتوا فيها كل حديث سمعوه ولم يتبين لهم عند كتابته أنه باطل؛ وأفرط آخرون فجمعوا كل ما سمعوا معتذرين بأنهم لم يلتزموا إلا أن يكتبوا ما سمعوه ويكتبوا سنده وعلى الناس أن لا يثقوا بشيء من ذلك حتى يعرضوه على أهل المعرفة بالحديث ورجاله.
ثم جاء المتأخرون فزادوا الطين بلة بحذف الأسانيد.
والخلاص من هذا أسهل [كذا، ولعلها مصحفة عن (سهل)] وهو: أن تبين للناس الحقيقة، ويرجع إلى أهل العلم والتقوى والمعرفة؛ لكن المصيبة حق المصيبة إعراض الناس عن هذا العلم العظيم، ولم يبق إلا أفراد يلمون بشيء من ظواهره، ومع ذلك فالناس لا يرجعون إليهم، بل في الناس من يمقتهم ويبغضهم ويعاديهم ويتفنن في سبهم عند كل مناسبة ويدعي لنفسه ما يدعي، ولا ميزان عنده إلا هواه لا غير، وما يخالف هواه لا يبالي به ولو كان في الصحيحين عن جماعة من الصحابة، ويحتج بما يحلو له من الروايات في أي كتاب وجد، وفيما يحتج به الواهي والساقط والموضوع، كما ترى التنبيه عليه في مواضع من كتابي هذا، والله المستعان).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 03:50]ـ
مشايخنا الأكارم
يبدو أن هذا الباب يحتاج إلى بسط كثير؛ لأنه يقع فيه إشكال عندي وعند كثير من طلبة العلم، وذلك أن كثيرا من أهل العلم ينقلون عن الإمام أحمد وغيره من العلماء أنهم يجعلون الحديث الضعيف أقوى من الرأي، وذكروا أن هذه طريقة أبي داود أيضا، ويظهر من كلام الشيخ عبد الكريم الخضير في رسالته أن هذا قول جمع كبير من المتقدمين.
والذين صنفوا في أصول الحنابلة يطلقون القول بالاحتجاج بالحديث الضعيف، وقول شيخ الإسلام إن ذلك غلط على أحمد يحتاج إلى بسط أكثر لبيان من الذي غلِط، ومن الذي نقل بخلاف هذا الغلَط، ومن الذي غلّط هذا الغالِط؟
والتفريق بين (إثبات الحكم) و (إثبات فضيلة للحكم) وارد على الحلال والحرام، كما هو وارد على المستحبات والمكروهات، فكيف ساغ هذا التفريق؟
هذه استشكالات وليست اعتراضات، ورحم الله من أزال عني هذا الإشكال، وبارك الله فيكم وزادكم علما.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 06:37]ـ
مشايخنا الأكارم
يبدو أن هذا الباب يحتاج إلى بسط كثير؛ لأنه يقع فيه إشكال عندي وعند كثير من طلبة العلم، وذلك أن كثيرا من أهل العلم ينقلون عن الإمام أحمد وغيره من العلماء أنهم يجعلون الحديث الضعيف أقوى من الرأي، وذكروا أن هذه طريقة أبي داود أيضا، ويظهر من كلام الشيخ عبد الكريم الخضير في رسالته أن هذا قول جمع كبير من المتقدمين.
والذين صنفوا في أصول الحنابلة يطلقون القول بالاحتجاج بالحديث الضعيف، وقول شيخ الإسلام إن ذلك غلط على أحمد يحتاج إلى بسط أكثر لبيان من الذي غلِط، ومن الذي نقل بخلاف هذا الغلَط، ومن الذي غلّط هذا الغالِط؟
والتفريق بين (إثبات الحكم) و (إثبات فضيلة للحكم) وارد على الحلال والحرام، كما هو وارد على المستحبات والمكروهات، فكيف ساغ هذا التفريق؟
هذه استشكالات وليست اعتراضات، ورحم الله من أزال عني هذا الإشكال، وبارك الله فيكم وزادكم علما.
---------------------
الأخ الكريم أبا مالك
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كنت تعني أنهم فرقوا بين الحديث الضعيف الذي ورد فيه فضيلة لعمل لم يعرف له فضل - أو فضل مختص به - في غير ذلك الحديث، وبين حديث آخر ضعيف مثله ولكنه ورد فيه فضيلة لعمل قد ثبتت له فضيلة في الجملة، فتركوا الحديث الأول ولم يتركوا الحديث الثاني.
إن كنت تعني هذا فهو استيضاح أو استشكال وجيه.
وجوابه – بحسب ما أرى – أن الحديث الأول لا يمكن العمل به، لأنه حينئذ يؤدي إلى عبادة مبتدعة أو عبادة لسنا على يقين – بل ولا على ظن راجح – من أنها قربة أو عبادة يحبها الله ويرتضيها، والأصل في العبادات المنع حتى يقون الدليل على مشروعيتها، والحديث الضعيف ليس دليلاً، وإنما هو فقط احتمال غير قوي.
وأما الحديث الثاني فهو متروك أيضاً، أعني من جهة الاحتجاج به، ولكنه يروى لزيادة الترغيب به، فقط، أي ببيان فضل أعظم للعمل الصالح، أعظم من ذلك الفضل المذكور في الآية أو الحديث الثابت.
فإن قيل: هذه الزيادة في الترغيب، كيف تثبتونها بحديث ضعيف وهي شيء من جنس الفضل الذي أبيتم إثباته بالحديث الضعيف لذلك العمل الذي لم تدل النصوص الثابتة على كونه واجباً أو مستحباً؟ أي لم تدل النصوص الثابتة على أي فضل له؟!
فالجواب أن نوعي الفضلين مختلفان تماماً، فهذا فضل يؤدي – كما تقدم - في كثير من الأحيان إلى بدعة أو غلط أو تعبد بالظن المرجوح، وهذا ما تأباه أصول الدين وتبطله.
وأما الفضل الثاني أي الزيادة في الترغيب فلا محذور فيها.
ثم إننا لم نثبت تلك الزيادة أعني ذلك الترغيب الزائد، نعم لم نثبتها ولم نقطع بها وإنما هي على الاحتمال، لم يثبتها العلماء النفاد المحققون ولا المرغّبون للناس بذلك الحديث ولا المرغَّبون، إلا من انحرف منهم أو أخطأ؛ بل ينبغي أن يفهم من يرغَّب بذلك الحديث أن صحته على الاحتمال الضعيف ويجب أن يحذر من نسبة مثل ذلك الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن توهمِ وإيهام ثبوته عنه صلى الله عليه وسلم.
فإن قيل: لماذا لا تُترك الأحاديث الضعيفة جملة واحدة وذلك هو الأسلم والأحوط للدين؟
فالجواب أن تركها الكلي التام والإعراض عنها من أصلها ليس من العدل في حقها، وهي بحسب ما تقرر عند علماء السنة الراسخين وأئمتها - كما تقدم نقل مذهبهم أو بيانه - شبه متروكة، أو قريبة من الترك، وإنما استعملت تلك الأحاديث الضعيفة بطريقة تناسب أو تراعي مقتضى احتمال صحة كثير منها – أي تلك الأحاديث الضعيفة - في نفسها، من جهة، وعدم شدة ضعفها وعدم نكارتها وعدم بطلانها من جهة أخرى، ولذلك لم يطلق عليها النقاد اسم الترك، ولذلك أيضاً يقوون الأسانيد الضعيفة ببعضها أحياناً؛ ثم إن تلك الطريقة المقتصرة على ذلك القدر اليسير من الاستعمال - إن صحت العبارة علمياً - وذلك القدر الكبير من الترك: خالية من أي محذور – لو التزم الناس حقيقتها -، فلا تلك الأحاديث نسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل القطع ولا الظن المعتبر، ولا ما قاربهما، ولا هي معمول بها في الأحكام العملية ولا في العقائد ولا غيرها؛ فأين سوء أثرها، وما نراه من آثار سيئة للأحاديث الضعيفة فليست هي السبب في تلك الآثار ولكن الناس من أنفسهم يُؤتَون.
هذا ما عندي الآن، ولعله يأتي لاحقاً من حوارات الفضلاء ما يفتح أبواباً أخرى للإيضاح والتفصيل، والله المستعان ونعم الوكيل.
--------------
وأما ما يروى عن الإمام أحمد في ذلك فهو – حقاً – يحتاج إلى تحقيق، ولعل الله يوفق إلى التعاون في النظر في المسألة ونقل أقوال العلماء المحققين فيها وتدارسها.
وعندي فيها وجهة نظر لا أدري أتستحق الذكر أو لا.
والله أعلم وهو الموفق إلى الحق بإذنه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 06:48]ـ
تفضل يا شيخنا بذكر وجهة نظركم، ولا تبخلوا علينا بشيء من علمكم، أسأل الله أن ينفع بكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:24]ـ
(للفائدة)
قال الإمام النووي في (خلاصة الأحكام):
(يُتْبَعُ)
(/)
((وأمرنا الله سبحانه وتعالى عند التنازع بالرجوع إلى الله والرسول، أي الكتاب والسنة، وهذا كله في سنة صحت، أما ما لم تصح فكيف تكون سنة وكيف يحكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قاله أو فعله من غير مسوغ لذلك، ولا تغترن بكثرة المتساهلين في العمل والاحتجاج في الأحكام بالأحاديث الضعيفة وإن كانوا مصنفين وأئمة في الفقه وغيره وقد أكثروا من ذلك في كتبهم ولو سئلوا عن ذلك لأجابوا بأنه لا يعتمد في ذلك الضعيف، وإنما أباح العلماء العمل بالضعيف في القصص
وفضائل الأعمال التي ليست فيها مخالفة لما تقرر في أصول الشرع مثل فضل التسبيح وسائر الأذكار والحث على مكارم الأخلاق والزهد في الدنيا وغير ذلك مما أصوله معلومة مقررة)).
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 10:12]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل محمد سلامة خيرا وأثابه أحسن الثواب وكل من شارك أو علق.
شيخنا الحبيب محمد سلامة وفقه الله:
الذي يظهر لفهم كاتبه السقيم أن فضائل الأعمال ليس المراد بها الترغيب والترهيب فقط بل أعم من ذلك وهذا ظاهر ما حكاه النووي وغيره كالرملي والقاري.
"وقال الهيتمي رحمه الله"الذي أطبق عليه أئمتنا الفقهاء والأصوليون والحفاظ أن الحديث الضعيف حجة في المناقب كما أنه بإجماع من يعتد به حجة في فضائل الأعمال"
.
وقال العراقي في شرح ألفيته "وأما غير الموضوع فجوزوا التساهل في إسناده وروايته من غير بيان لضعفهإذا كان في غير الأحكام والعقائد بل في الترغيب والترهيب من المواعظ والقصص وفضائل الأعمال ونحوها أما إذا كان في الأحكام الشرعية من الحلال والحرام وغيرهما وفي العقائد كصفات الله تعالى وما يجوز ويستحيل عليه ونحو ذلك فلم يروا التساهل في ذلك وممن نص على ذلك من الأئمة عبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وعبدالله بن المبارك وغيرهم وقد عقد ابن عدي في مقدمة الكامل والخطيب في الكفاية بابا لذلك ... ".
ونحوه كلام السخاوي في فتح المغيث ونقله عن غير واحد من المتقدمين كأحمد وابن معين وابن المبارك والسفيانين وابن مهدي.
ونقل قول أبي عمر بن عبدالبر: أحاديث الفضائل لانحتاج فيها إلى من يحتج به.
وكذا صرح السيوطي رحمه الله في تدريب الراوي.
وهو الذي عليه عمل الفقهاء أصحاب المذاهب الأربعة وأتباعهم وكتبهم مليئة بذلك كما صرح به الكمال بن الهمام وابن عابدين والخرشي والنووي والرملي والهيتمي والسيوطي والمرداوي وابن النجار وغيرهما من أصحابنا الحنابلة.
وقال ابن مفلح في الآداب:
فصل في العمل بالحديث الضعيف وروايته والتساهل في أحاديث الفضائل دون ما تثبت به الأحكام والحلال والحرام ... والذي قطع به غير واحد ممن صنف في علوم الحديث حكاية عن العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف فيما ليس فيه تحليل ولا تحريم كالفضائل وعن الإمام أحمد ما يوافق هذا.
وظاهر كلام هؤلاء وغيرهم ان الكلام في غير الأحكام أي الحلال والحرام والإيجاب والحظر وأن الاستحباب والكراهة يثبتان بالضعيف.
فقد نقل النواوي رحمه الله كما في الأذكار عن العلماء من المحدثين والفقهاء أن الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق لايعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شئ من ذلك كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة فإن المستحب أن يتنزه عنه ولكن لايجب.
ونقله عنه السخاوي في فتح المغيث مقرا به.
وقال ابن الهمام في فتح القدير:
والاستحباب يثبت بالضعيف غير الموضوع.
وصرح ابن مفلح رحمه الله كما في النكت على محرر المجد بذلك.
وقال الموفق في المغني:
فإن النوافل والفضائل لايشترط صحة الحديث فيها.
وصنيع الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم ظاهر في ذلك وإنكاره مكابرة فكم استحبوا أشياء وكرهوا أشياء باحاديث ضعيفة وهذا في عشرات المسائل في كتب أصحابنا وغيرهم وتتبع ذلك يطول وهو لايخفى على شريف علمكم.
بل في الأحكام يأخذ أحمد وغيره من الأئمة الأربعة بالضعيف إذا لم يكن في الباب غيره ويقدمونه على الرأي والقياس كما هو مدون في مذاهبهم وصرح به ابن القيم في إعلام الموقعين وضرب أمثلة من المذاهب الأربعة وأمثلته المذكورة أحاديثها ضعيفة بل هو مصرح بأن مالكا رحمه الله يقدم المرسل والمنقطع والبلاغات على القياس وكلهامن الضعيف عند أهل الحديث،وأصحابنا صرحوا في كتب الأصول بأن المرسل حجة في الأحكام بشروط ذكروها والمرسل عندهم يشمل المنقطع والمعضل وصرحوا بذلك في كتبهم الفروعية كذلك.
فكيف يفسر الضعيف عند أحمد بالحسن عند الترمذي كما ذهب إليه الشيخ تقي الدين وابن القيم رحمهما الله تعالى وكيف يقدم على الحسن قول الصحابي؟!
فلو كان الضعيف عند أحمد هو الحسن عند الترمذي لقدم على قول الصحابي وهذا واضح بحمد الله.
وصنيع أحمد وابي داود في سننه وغيره من أصحابنا يشهد لذلك ومذهبنا فيه عشرات المسائل المبنية على أحاديث ضعيفة وفيها نصوص عن أحمد وليست تخريجات لأصحابه. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 01:28]ـ
[ quote
ولم يقل أحد من الأئمة: إنه يجوز أن يُجعل الشيءُ واجباً أو مستحبّاً بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع.
السؤال
uote]
وهذا حال كثير من الشباب في هذا الزمان خالفووا الاجماع
ـ[ابن السائح]ــــــــ[18 - Nov-2007, صباحاً 11:07]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 08:33]ـ
، ولكن هؤلاء ظنوا - جهلاً - أن معنى (فضائل الأعمال) هو (الأعمال الفاضلة)، فصارت القاعدة التي لخص فيها بعض أهل العلم مذهب الأئمة في الأحاديث الضعيفة، والتي نصها (يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)، أقول: صار معنى هذه القاعدة عند هؤلاء الجهلة والمتساهلين: (يعمل بالحديث الضعيف في بيان الأعمال الفاضلة)، وبعبارة أخرى: (الحديث الضعيف يثبت به حكم الوجوب وحكم الاستحباب، للأعمال، لأن الأعمال الواجبة والأعمال المستحبة: أعمال فاضلة)، وهذا خلط ليس بعده خلطٌ أشد منه ولا أعجب؛ وهكذا نَجَمت كثير من البدع، ونُصرت كثير من الضلالات، وأُميتت كثير من السنن، وكيدت كثير من الحقوق، والله وحده المستعان.
من يشرح لي ما الفرق بين عبارة فضائل العمال والعمال الفاضلة بالأمثلة:
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 08:33]ـ
، ولكن هؤلاء ظنوا - جهلاً - أن معنى (فضائل الأعمال) هو (الأعمال الفاضلة)، فصارت القاعدة التي لخص فيها بعض أهل العلم مذهب الأئمة في الأحاديث الضعيفة، والتي نصها (يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)، أقول: صار معنى هذه القاعدة عند هؤلاء الجهلة والمتساهلين: (يعمل بالحديث الضعيف في بيان الأعمال الفاضلة)، وبعبارة أخرى: (الحديث الضعيف يثبت به حكم الوجوب وحكم الاستحباب، للأعمال، لأن الأعمال الواجبة والأعمال المستحبة: أعمال فاضلة)، وهذا خلط ليس بعده خلطٌ أشد منه ولا أعجب؛ وهكذا نَجَمت كثير من البدع، ونُصرت كثير من الضلالات، وأُميتت كثير من السنن، وكيدت كثير من الحقوق، والله وحده المستعان.
من يشرح لي ما الفرق بين عبارة فضائل الأعمال والأعمال الفاضلة بالأمثلة؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:13]ـ
وليت الأخ أمجد يواصل بحث المسألة التي ذكرها (أعني في مشاركته الأولى)، وللمعلمي كلام في ذلك في ترجمة الخطيب من (التنكيل).
ومما قاله هناك دفاعاً عن الخطيب: (ولا يضره أن يكون فيما ذكره أخيراً رواية ساقطة توافق أخرى قوية).
وقال أيضاً (1/ 143 - 144) متعقباً بعض من طعن في الخطيب يروي في بعض أجزائه الحديثية الفقهية روايات غير صحيحة ساكتاً عليها: (أقول: الجواب من أوجه:
الأول: أن الخطيب إن كان قصد بجمع تلك الرسائل جمع ما ورد في الباب فلا احتجاج، وإن كان قصد الاحتجاج فبمجموع ما أورده، لا بكل حديث على حدة.
----.
السادس: إذا روي الحديث بسند ساقط لكنه قد روي بسند آخر حسن أو صالح أو ضعيف ضعفاً لا يقتضي الحكم ببطلانه: لم يجز الحكم ببطلان المتن مطلقاً، ولا يدخل من رواه بالإسنادين معاً في حديث ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين))، لأنه لا يرى الحديث نفسه كذباً.
وقد يتوسع في هذا فيلحق به ما إذا كان المتن المروي بالسند الساقط ولم [لعل الواو زيدت خطأ] يرو بسند أقوى لكن قد روي معناه بسند أقوى؛ ويقوي هذا أن المفسدة إنما تعظم في نسبة الحكم إلى النبي صلى الله عيه وآله وسلم مع ظن أنه كذب لا في نسبة اللفظ، وشاهد هذا جواز الرواية بالمعنى ----).
قال أبو بكر البيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" ص 332:
"وقد عابه بعض الناس بروايته عن بعض الضعفاء وقد أجبنا عنه في غير موضع وهو أن الضعفاء الذين طعن فيهم أهل العلم بالآثار مختلفون، منهم من قد أجمعوا على سقوطه وترك الاحتجاج بروايته فهؤلاء لا يحتج بهم الشافعي، و [ color=red] قد يروي عن بعض ما سمعه من الأحاديث في مسائلها، واعتماده على ما سبق من الكتاب أو السنة الصحيحة أو القياس الصحيح دون ما أورده من الرواية الضعيفة، ومنهم من قد اختلفوا في جواز الاحتجاج بروايته فأدى اجتهاده إلى صدق بعضهم في الرواية مع من أدى اجتهاده إلى مثله من أهل المعرفة فاحتج بروايته وأكدها بما يؤكد به أمثالها من المتابعة، وذلك بين في كتاب المعرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أجاب إمام من أئمة أهل العلم بالنقل عائب الشافعي رحمه الله بذلك بجواب فيه كفاية وهو فيما أبنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله قال قرأت في أصل كتاب أبي أحمد محمد بن أحمد بن الحسين الماسرجي، سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول في قول أجاده في مثله:
"وهذا قول أهل العلم بالحديث والأخبار ممن يعرف بالتفقه فيها والاتباع لها منهم يحي بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي،ومحمد بن ادريس الشافعي، وأحمد بن حنبل،وإسحاق بن راهويه
وقال مسلم: "ثم أقبل صاحب الوضع في في جلود السباع والميتة يعطف على الشافعي محمد بن ادريس يعيره بالرواية عن أقوام فيقول لو أن الشافعي اتقى حديث فلان وفلان من الضعفاء لكان ذلك أولى به من اتقائه حديث عكرمة الذي أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديثه
قال مسلم: "والشافعي لم يكن اعتماده في الحجة للمسائل التي ذكر في كتبه تلك الأحاديث في إثر جواباته لها، ولكنه كان ينزع الحجج في أكثر تلك المسائل من القرآن، والسنة، والأدلة التي يستدل بها، ومن القياس،اذ كان يراه حجة ثم يذكر الاحاديث قوية كانت أو غير قوية
فما كان منها قويا اعتمد عليه في الاحتجاج به وما لم يبلغ منها أن يكون قويا ذكره عند الاحتجاج بذكر خامل فاتر، وكان اعتماده حينئذ على ما استدل به من القرآن والسنة والقياس
والدليل على أن ما قلنا من مذهب الشافعي لذكر الأحاديث الضعاف أنه كما قلنا أن مذهبه ترك الاحتجاج بالتابعين تقليدا، وأنه يعتمد في كتبه لمسائل من الفروع ويتكلم فيها بما يصح من الجواب عنها من دلائل القرآن والسنة والقياس، ثم يأتي على أثرها بقول ابن جريج عن عطاء وعمرو بن دينار وغيرهما من آراء التابعين بما يوافق قوله لئلا يرى من ليس بالمتبحر في العلم ممن ينكر بعض فتواه في تلك الفروع أن ما يقول في العلم لا يقوله غيره فيذكر تلك الآراء عن التابعين لهذا، إلا انه لا يعتد بشئ من أقوالهم حجة يلزم القول به عنه تقليدا". ا. هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:32]ـ
وقال في موضع من المعرفة:
"وقد مضى في المسألة قبلها اعتماده على حديث أبي هريرة وترجيحه لفعله بصحة إسناده مع ما رَوَى فيه عن غيره وذلك يدلك على أنه كان يروي عن الضعفاء كما جرت به عادة الرواة واعتماده فيما رواه على ما يجب الاعتماد عليه أو على غير ما رواه من كتاب أو سنة أو قياس
وبمثل هذا أو قريب منه أجاب مسلم بن الحجاج رحمنا الله وإياه من عاب الشافعي بروايته على بعض الضعفاء والله يغفر لنا وله فلم يترك لعائب مقالا(/)
وقفة مع مقال (الداعية القدوة والسفر للسياحة) لفضيلة الشيخ علوي السقاف حفظه الله
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 11:36]ـ
كتب الشيخ علوي السقاف جزاه الله خيرا كلمة بعنوان (الداعية القدوة والسفر للسياحة) , وجعل " ظاهرة السفر إلى خارج البلاد المحافظة التي يعيشون فيها " أي أولئك الدعاة " إلى أخرى مغايرة تماماً لتلك الطبيعة المحافظة، لا لشيء غير مجرد ما يعرف بالسياحة، أو الترويح عن النفس " من " الظواهر السلبية "
والبلاد التي يقصدها الشيخ هي البلاد التي " يكثر فيها الفساد والمنكر، من تبرج وسفور وتناول للخمور "
والإشكال عند الشيخ أن " هذا الداعية والقدوة المسافر إلى تلك البلاد، يشهد ذلك كله أو بعضه، لكنه عاجز عن إنكار شيء منه، بل قد يلجأ إلى المكوث في موقع حدوث المنكر – كالمطارات، وأماكن التسوق، وبعض المطاعم، والطرقات - ساعات طوال، مشاهداً، أو مستمعاً، ... "
ويسوق الشيخ في مقاله" كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حضور الأماكن التي تكثر فيها المنكرات، مع العجز عن إنكارها، -وهذا يشمل السفر والحضر-، يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/ 239): ((ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً، فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومُروءته إذا أصرَّ عليه، واللّه أعلم)) انتهى. "
ويعلل الشيخ هذا الحكم بأنه " مبنيٌ على ما هو مستقر ومعلوم من الشريعة بأن الأصل وجوب الإنكار باليد، أو اللسان، - والغالب أن ذلك متعذرٌ في أكثر تلك البلاد- فإن لم يمكن، فإنكار القلب هو أضعف الإيمان، والإنكار بالقلب كما قال العلماء يكون ببغض المنكر وهجرانه والبعد عنه لا بالذهاب إليه اختياراً دون مصلحة دينية أو دنيوية راجحة "
ويرى الشيخ أن أقل ما يقال في هذا الأمر " أنه من المشتبهات المفضية إلى الحرام "
هذه بعض المحتويات الرئيسة لذلك المقال ونصه الكامل على الرابط التالي:
http://www.dorar.net/weekly_tip.php?tip_id=38
والذي أريد بحثه هنا مع الإخوة الفضلاء, هو ما إذا كان المسلم يقصد بلدا إسلاميا يشتمل على مناطق لا تفشو فيها المنكرات بهذه الطريقة, بل فيها أماكن محافظة إلى حد كبير كالأرياف وبعض المناطق البعيدة عن صخب المدن والأسواق والشواطيء التي يكثر فيها العري ونحو ذلك, ولا شك أنه إذا صح توصيفي هذا فإنه يجوز السياحة بهذه الأماكن, لولا أنه يشكل على ذلك مر آخر.
هذا الأمر هو أن الوصول لتلك الأماكن المحافظة يتطلب المرور بأماكن أخرى تفقد هذه الصفة (المحافظ) , وذلك كالمطارات مثلا لمن يسافر بالطائرة, فالمطارات قد ذكرها الشيخ في مقاله كمثال على الأماكن التي تفشو فيها المنكرات, فهل يحرم هذا السفر بناءا على ذلك؟
هل يقال بأن هذه الأماكن ليست مقصودة للمسافر, وأنها قصدت تبعا لا استقلالا فلا يعطي السفر حكمها بل حكم المكان المقصود الذي سيكون فيه المسافر أغلب الوقت, وهو ذلك المكان المحافظ الذي يجوز المكث فيه لعدم فشو المنكر؟
أم يحرم السفر كاملا من أجل مكان يمر به هذا الإنسان ليس مقصودا له بالأصل؟
أتمنى من الإخوة التأمل وإبداء الرأي في هذا ..
بارك الله في الجميع ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 01:49]ـ
مازال العلماء قديماً وحديثاً يجتازون أماكن فيها منكرات أثناء أسفارهم إما لطلب علم أو غرض مباح، وبعض هذا مسطور في تراجمهم، لعل من ينشط لنقلها يتحفنا ببعضها، مع العذر. وكنت استمع قبل فترة لنبذة عن حياة تقي الدين الهلالي، سافر إلى ألمانيا، وبعض دول أوروبا وزار شكيب أرسلان، وكان في المغرب، موطنه. والسير للأوائل فيها الكثير حتى ان بعضهم كان يصف بعض المنكرات التي كان يشاهدها في طريقه.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 03:38]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله, كلام الشيخ حفظه الله في من سافر لمجرد السياحة, ولا يريد بكلامه من سافر لغرض صحيح كطلب العلم وغير ذلك, وهذا ورد على لسان الشيخ علوي كما ورد في كلام ابن تيمية المذكور أعلاه ونص الشاهد منه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره "
فليت الكلام بارك الله فيك يتركز في السفر للسياحة في بلد من بلاد المسلمين تفشو في بعض أماكنه المنكرات, والمسافر ذاهب لمكان لا تفشو فيه المنكرات ولكنه سيمر مرورا بتلك الأماكن التي تفشو فيها المنكرات وليست مقصودة له
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 03:41]ـ
وهذا مقال الشيخ علوي بارك الله فيه كاملا:
-------------------------------------------
الداعية القدوة والسفر للسياحة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
فقد ظهرت على بعض الدعاة في السنوات القليلة الماضية عددٌ من الظواهر السلبية، كان من أبرزها وربما أخطرها تراجع عدد منهم في أخذ الدين بقوة، ومجاهدة النفس على السير على خطى أسلافهم من أهل العلم والدعوة في القيام بأمر الشريعة، وتعظيم شعائر الله، الأمر الذي لا ينكره إلا مكابر، ولعل من أهم أسباب ذلك التراجع: تكالب أعداء الإسلام من خارج بلاد المسلمين ومن داخلها على شأن هذا الدين، وكثرة النقد اللاذع للمنهج الإسلامي الصحيح، ثم ما صاحب ذلك من نقدٍ آخر ذاتي، كان أكثر ميلاً إلى الهدم منه إلى البناء، لاسيما من بعض الدعاة الذين اعتورهم شيء من الهزيمة النفسية، ناهيك عن شيوع فتاوى برامج الفضائيات والمعتمدة على ما يسمى بالتيسير بصرف النظر عن الدليل، الأمر الذي أنتج تراجعاً عند بعض الدعاة عن ذلك النهج الذي كانوا عليه إلى آخر هجين بين التميع والتميز؛ كل ذلك وغيره أدى إلى هذا الضعف العام الذي تشهده ساحة الدعوة، وخاصة فيما يتعلق بتميز أولئك الدعاة في عبادتهم وخلقهم ومظهرهم وربما طريقة تعاملهم مع قضايا الشريعة وأمور الدعوة، الأمر الذي أفرز كثيراً من الظواهر المتعددة والمؤلمة والتي لم تكن تُعهد من قبل، وما ظاهرة السفر إلى خارج البلاد المحافظة التي يعيشون فيها، إلى أخرى مغايرة تماماً لتلك الطبيعة المحافظة، لا لشيء غير مجرد ما يعرف بالسياحة، أو الترويح عن النفس إلا من هذه الظواهر.
وهنا نقول، بأن مِن الدعاة إلى الله مَن لا يكترث لهذا التميز أصلاً، فليس هو مقصودنا بهذا الحديث، وإنما مقصودنا أولئك الإخوة الذين اعتادوا أخذ هذا الدين بقوة [فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا] (الأعراف:145)، وأقاموا الشريعة بمأخذ الجد، فحملوا همَّ هذه الدعوة شهورا متتابعة، طيلة العام باذلين أوقاتهم وجهدهم منشغلين بدعوتهم عن ترفيه أنفسهم وأهل بيتهم وأبنائهم؛ فلا شك أن مثل هؤلاء قد يجدوا في أنفسهم، وفي من يعولون من أهلٍ وذرية، حاجة إلى شيء من الترفيه عن النفس بسفر أو نزهة أو ما شابه ذلك، وما من شك كذلك أن هذا أمر مباح لا بأس به، وقد يكون مطلوباً أحياناً، والأصل في السفر الإباحة، وقد يكون أحياناً مندوباً أو واجباً، ومرادنا في هذه المقالة ذلك السفر والانتقال إلى بلاد يكثر فيها الفساد والمنكر، من تبرج وسفور وتناول للخمور، وغيرها مما لا يخفى على أحد، كل ذلك وهذا الداعية والقدوة المسافر إلى تلك البلاد، يشهد ذلك كله أو بعضه، لكنه عاجز عن إنكار شيء منه، بل قد يلجأ إلى المكوث في موقع حدوث المنكر – كالمطارات، وأماكن التسوق، وبعض المطاعم، والطرقات - ساعات طوال، مشاهداً، أو مستمعاً، ...
هذا، وترى كثيراً من هؤلاء الإخوة يتذرع بشبه واهية، لعل من أبرزها أنهم في رحلة إلى بلاد إسلامية، مع أن واقع كثيرٍ منها - للأسف - لا يختلف كثيراً عن أكثر بلاد الكفار من حيث مظاهر التبرج والسفور، والعري، وتناول الخمور، وفشوالمنكرات.
ثم إن المرء ليعجب من قيام البعض منهم بحَث الآخرين على الذهاب إلى تلك البلاد متذرعين بحجة المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي للمسلمين هناك، ولم يفرق أولئك الإخوة بين ما يمكن أن يقال للمفرِّطين من المسلمين الذين يريدون الذهاب إلى بلاد الكفر، وبين ما لا ينبغي على الدعاة فعله لا سيما من هم في موطن القدوة، وكم هو نفيس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حضور الأماكن التي تكثر فيها المنكرات، مع العجز عن إنكارها، -وهذا يشمل السفر والحضر-، يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/ 239): ((ليس للإنسان أن يحضر
(يُتْبَعُ)
(/)
الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً، فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومُروءته إذا أصرَّ عليه، واللّه أعلم)) انتهى. وهذا مبنيٌ على ما هو مستقر ومعلوم من الشريعة بأن الأصل وجوب الإنكار باليد، أو اللسان، - والغالب أن ذلك متعذرٌ في أكثر تلك البلاد- فإن لم يمكن، فإنكار القلب هو أضعف الإيمان، والإنكار بالقلب كما قال العلماء يكون ببغض المنكر وهجرانه والبعد عنه لا بالذهاب إليه اختياراً دون مصلحة دينية أو دنيوية راجحة، كما هو ظاهر من كلام شيخ الإسلام وغيره، فمن تلك المصالح الدينية طلب العلم والدعوة إلى الله، ومن الدنيوية العلاج المتعذر في بلاد تخلو من تلك المنكرات، والتجارة التي لا بد منها، ونحو ذلك، أمَّا مجرد الذهاب لغرض الفرجة، أو النزهة، أو السياحة، فليست من ذلك في شيء، فكيف بمن يذهب بزوجته وأبنائه وبناته الذين بلغ بعضهم سن ما يعرف بالمراهقة؟!
هذا، ولو أن الداعية القدوة تأمل تلك المحاذير الشرعية والمفاسد الأخلاقية المترتبة على هذا النوع من السفر لأعاد النظر فيه، أو تردد قبل الإقدام عليه، لا سيما مع وجود نوع آخر من المنكرات، كاضطرار الداعية المسافر لوضع صور زوجته، وبناته، في جواز السفر ومن ثم رؤية الرجال لهن عند نقاط التفتيش، ومعابر الحدود وغيرها، ومن ذلك أيضا اعتياد أبناء الدعاة وبناتهم واستمراؤهم مشاهدة تلك المنكرات، وهم مع ذلك يرون أباهم الداعية القدوة لا يحرك ساكناً، بل ربما اضطر أحيانا إلى محادثة نساء متبرجات و التعامل معهن!، ومن جهة أخرى فإن تكرار مثل هذا السفر، يولد لدى أسرة الداعية رغبة في مزيد منه حباً في التعرف على بلد جديد أو ثقافة مختلفة، ومما يؤسف له أن ترى كثيراً من أبناء أولئك الدعاة وبناتهم وأسرهم يتفاخرون بأسفارهم تلك، وربما حثوا غيرهم على القيام بها، ولنا أن نتخيل حال ذلك الجيل الذي يمثِّلُ فيه أبناءُ الدعاة وبناتهم محط النظر، ومقصد الاقتداء.
وهنا نخاطب إخواننا الدعاة قائلين: إذا كان لا يسوغ لنا التوسع في فعل المباح في بعض الأوقات، فكيف يسوغ لنا الإقدام على فعلٍ، أقل ما يقال فيه، أنه من المشتبهات المفضية إلى الحرام؟! قال الأوزاعي رحمه الله: (كنا نمزح ونضحك فلما صرنا يقتدى بنا , خشيت ألا يسعنا التبسم) - سير أعلام النبلاء (7/ 132) - و قال ابن القيم في مدارج السالكين (2/ 26): (قال لي يوماً شيخ الإسلام-قدس الله روحه-في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية وإن لم يكن تركه شرطاً في النجاة).
فنصيحتي لهؤلاء الدعاة أن يعيدوا النظر في أسفارهم تلك، وليتذكروا أن ثمَّت من يقتدي بهم، وربما قلدهم في أفعالهم وتصرفاتهم، وأنهم بتصرفهم هذا يسيئون لأنفسهم، ولأبنائهم وبناتهم، ولدعوتهم ولطلابهم ومن يقتدي بهم، وليبحثوا عن بدائل تتناسب مع مقامهم الذي وضعهم الله فيه، وهي كثيرة ومتوفرة ولله الحمد.
وأخيراً قد يقول بعض هؤلاء إنَّ حجم التغيرات التي تشهدها الساحة تتجاوز الحديث في مثل هذه الموضوعات، ففلسطين محاصرة، والعراق يحترق، وأفغانستان تُدَمَّر، وأنت تتحدث عن ظواهر سلبية عند بعض الدعاة وعن سفرهم للسياحة، فأقول أولاً: إن كان الأمرُ كذلك –وهو كذلك- فكيف يسوغ لكم السفر للسياحة والنزهة وصرف الأموال فيها؟!، أما كان الأولى صرفها لرفع الحصار، وإخماد الحرائق، وبناء ما دُمِّر؟، ثم ثانياً: ألأن فلسطين محاصرة والعراق يحترق وأفغانستان تدمَّر، نترك دعاتنا و أبناءنا تحاصرهم الشهوات، وتحرقهم الشبهات، وتدمرهم التنازلات، أم نسعى لإنقاذ هؤلاء وهؤلاء؟!
والله من وراء القصد
بقلم مشرف موقع الدُّرَرُ السَّنِيَّةُ
aasaggaf@dorar.net
عن موقع الدُّرَرُ السَّنِيَّةُ ( http://www.dorar.net/weekly_tip.php?tip_id=38)
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 06:17]ـ
لا أظن أن هناك داعية يسافر لمجرد السياحة
هذا داخل الوطن فضلا عن خارجه
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:19]ـ
وما المانع أخي الحلم والأناة, أليس عنده أهل وأولاد يحبون ذلك؟
وهب أنه ليس داعية, فما الحكم في هذه المسألة؟(/)
التقليد بين تقديس المتمذهِبين وتشويه المتكلمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التقليد بين تقديس المتمذهِبين وتشويه المتكلمين:
الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيد الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبِه ومَن استنَّ بسنَّتِهم واهتدى بهديِهم إلى يوم الدين ...
أما بعد: فسأتحدث هنا – بإذن الله تعالى – عن محورَين نجد فيهما مفارقاتٍ جسيمة في مواقف الناس من «التقليد».
المحورُ الأول: تقديسُ المتمذهِبين للتقليد:
مصطلحُ «التقليد» يُرادُ به في أصول الفقه: قبولُ قول الغير بلا حجةٍ ولا دليل (1)، والأصوليون يدرسونه من زوايا عدة، تشمل بيانَ أقسامه، ومواضعه، وأحكامَه، وشروطَه.
وهو نوعان: عام، وخاص.
فالعام: أن يلتزمَ مذهباً معيَّناً يأخذُ بِرُخَصِه وعزائمِه في جميع أمور دينه.
وهذا هو الذي يُراد بالتقليد إذا أطلِق، فالمقلِّدُ هو المتمَذهِبُ بمذهبٍ معيَّن، وغيرُ المقلد: مَن لا يلتزمُ مذهباً معيناً، بل يلتزمُ الدليلَ أينما كان ومع مَن كان.
والتقليدُ بهذه الصورة لم يكن في عصر الصحابة، ولا في عصر التابعين، بل حدثَ في عصر أتباع التابعين، وانتشر بعد ذلك.
وقد أسهَمت عواملُ عديدةٌ في انتشارِه، حتى ظَنَّ البعضُ أن الإسلامَ مرتبِطٌ بالتمذهُب، وأن المسلمَ لا بد أن يكون في تعبِّده لله تعالى ملتزماً لمذهبٍ من المذاهب الأربعة المعروفة.
ومن هذا الباب صرَّحَ كثيرٌ من العلماء من أتباع المذاهبِ بكون باب الاجتهاد قد أُقفل بعد عصر الأئمة الأربعة، وبذلك حجَّروا واسعاً، وتقوَّلوا على الله تعالى دون أن يستندوا إلى قواطع الشرع.
وقد تفنّنَ أتباعُ المذاهب في إثبات أحقِّيَّةِ هذا المذهبِ أو ذاك، واستدلُّوا لذلك بما لا يُغني ولا يُسمِنُ من جوع.
ولم يكتفِ كثيرٌ منهم بذلك، بل تعدَّى على مَن يلتزمُ الدليل ولا يقلِّدُ مذهباً معيَّناً، فاتَّهَمَه بالتعالُم، والخروج على مذاهب المسلمين، وأنه ممن يستخِفُّ بالأئمة ... إلى غيرها من الشتائم التي تُوَجَّه إلى مَن يدعو إلى اتباع الكتاب والسنة، ونبذِ ما خالفهما، سواء في العقائد، أو في الأحكام.
وقد وصلَ الأمرُ ببعضِ هؤلاء فألَّفَ رسالةً أسماها: «اللَّامَذهَبية: أخطَرُ بدعةٍ تُهَدِّدُ الشريعة الإسلامية».
ومن الواضح: مدى تقديس هؤلاء للتقليدِ حتى بهذه الصورة التي لم ينزل الله بها من سلطان، فالالتزامُ بمذهبٍ معيَّنٍ في جميع أمور الدين: من البدع المحدثةِ بعد القرون المشهودِ لها بالخيرية، ولذلك قال شيخُ الإسلام: (إنّ في القولِ بوجوب التقليد – بهذا المعنى – طاعة غير النبيِّ (ص) في كل أمرِه ونهيِه، وهو خلاف الإجماع).
ويقول أيضاً: «إنه متى اعتقدَ أنه يجبُ على الناس اتباعُ واحدٍ بعينه من هؤلاء الأئمة الأربعة دون الآخر: فإنه يجب أن يُستَتاب ... بل غايةُ ما يُقال: إنه يسوغ، أو ينبغي، أو يجب على العامي أن يقلِّدَ واحداً لا بعينه، من غير تعيين زيدٍ ولا عمرو» (2).
فلا شكَّ «أنّ هذا القولَ من أبطل الباطل؛ لأن هذا يستلزمُ أن تكون دلالاتُ الكتاب والسنةِ الآن مقفَلة، فالكتابُ والسنةُ للأممِ السابقة، أما المتأخرون: فقد أُقفِلَ عنهم بابُ الاستدلال، مع أن الكتاب والسنةَ هدًى وبيان للناسِ من بعثة الرسول (ص) ونزولِ هذا الهدى إلى قيام الساعة، ويقولُ الرسولُ (ص): «وقد تركتُ فيكُم ما إن تمسّكتُم به: فلن تضلُّوا بعدي؛ كتاب الله» (3) (4).
والتقليدُ بهذا المعنى لا شك أنه مذمومٌ، ومع ذلك نرى تقديسَ المتمذهِبين له بإيجابهم له على أنفسِهم وعلى الآخرين، وبنبذِ مخالفيهم في ذلك بشتى التهم التي لا أساسَ لها.
هذا جانبٌ من مواقف الناس مع «التقليد»، وهو تقديسُه حتى ولو كان على هذه الصورة المذمومة.
المحور الثاني: تشويهُ المتكلمين للتقليد:
أما الصورة الأخرى من مواقف الناس من «التقليد»: فهو موقف المتكلمين بشتى طوائفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم على النقيض من الطائفة الأولى، فبينما نرى الطائفةَ الأولى تقدِّسُ التقليدَ الذي ليس عليه دليلٌ من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، بينما نراهم كذلك: نطالِعُ هنا موقفاً مناقِضاً لذلك الموقف، وهو تشويهُ «التقليد» حتى وإن كان موافقاً لما جاء به الكتاب والسنة، بل يكون مما يجب على المسلم القولُ به واعتقادُه.
وينبغي أن يُعرَف هنا: أن المتكلمين لا يختلفون في تعريف التقليد عن بقية الأصوليين، فالتقليدُ عندهم – كما هو عند غيرهم – هو: قبولُ قول الغيرِ بلا حجةٍ ولا دليل (5).
وبعضُهم عرَّفوه بأنه: «قبولُ قول الغير من غير أن يُطالِبَه بحجةٍ وبيِّنة» (6).
وهذا التعريفُ لا يختلف عن التعريف الأولِ سوى أنه زادَ عدمَ المطالبة بالحجة والبيِّنة، ومؤدَّى التعريفَين واحد.
ومع اتفاق المتكلمين مع غيرهم في تعريف التقليد: إلّا أنهم يُطلقون «المقَلِّدَ» على كلِّ مَن لا يقول بالـ «ـنَّظَرِ الكلامي»، فالتقليدُ عندهم: الإيمانُ بالله تعالى دون الاعتماد على الأدلة الكلامية التي يُوصَل إليها بالنظر، ولا يَخرج الإنسانُ عن دائرة التقليد عندهم حتى ولو كان إيمانُه بناءً على نصوص الكتاب والسنة؛ إذ المُخرِج من التقليد عندهم هو النظرُ الكلاميُّ المعروف عندهم.
ومما يتصل بالموضوع: أن المتكلمين يختلفون مع أهل السنة في قضية مهمة تتفرع عنها مسائل عديدة، وهي مسألة «فِطْرِيَّةِ معرِفةِ الله تعالى»، فمذهبُ أهل السنة أن معرفة الله تعالى فطريةٌ، بينما يذهب المتكلمون من المعتزلةِ، ومَن تبعَهم من الأشاعرة والماتريديّة إلى أنّ معرفة الله تعالى ليست فطريّة، ولذلك أوجبوا النظرَ العقليَّ لِيُتَوَصَّلَ به إلى معرفة الله عز وجل، وهذا النظرُ العقليُّ هو الذي يُخرجُ الإنسانَ – عندهم – عن التقليد.
والمرادُ بالنظرِ هنا: هو «النظرُ في الأدلة؛ ليتوصلَ بها إلى المعرفة» (7).
وقد صرّحَ المتكلمون بأنّ «معرفةَ الله تعالى لا تُنالُ إلاّ بحجة العقل»، واستدلوا لذلك بأنّ ما عدا حجة العقلِ «فرعٌ على معرفة الله تعالى بتوحيده وعدله، فلو استدللنا بشيءٍ منها على الله والحالُ هذه: كنا مستدلين بفرع الشيء على أصله، وذلك لا يجوز» (8).
فخلاصةُ النظرِ عندهم: هو النظرُ العقليُّ في الأعراض، وملازمتِها للأجسام، دون اعتمادٍ على الوحي.
وقد أوجبوا هذا النظرَ على كلِّ أحد، ليتَوصَّلَ به إلى إثباتِ الصانع، بل جعلوه أولَ واجبٍ على المكلف.
يقولُ عبد الرحمن النيسابوري (ت478): «أولُ واجبٍ على المكلَّف: القصدُ إلى النظرِ الصحيح، المؤدّي إلى العلمِ بحدوث العالم، وإثباتِ العلمِ بالصانع، والدليلُ عليه: إجماعُ العقلاء على وجوب معرفة الله تعالى، وعلِمنا عقلاً: أنه لا يعلم حدوثُ العالَم، ولا الصانع: إلاّ بالنظرِ والتأمُّل، وما لا يُتوَصَّلُ إلى الواجبِ إلاّ به فهو واجبٌ» (9).
ومما يتصلُ بهذا الموضوع أيضاً: حكمُ مَن آمَنَ بدون النظرِ والاستدلال، وهذه المسألةُ هي المسألةُ المعروفةُ في كتب الكلام بمسألة «إيمان المقلِّد»، وقد اختلفوا في إيمانِه اختلافاً عريضاً.
وأكثرُهم على أن إيمان المقلد لا يخلو من إشكال، وأن المقلدَ عاصٍ بترك النظر إذا كان أهلاً له (10)، يقول المقّري في ذلك (11):
أول واجب على المكلف ... إعمالُه للنظر المؤلف
إلى أن قال:
وفي المقلد اختلافٌ مستطر ... لأن إيمانَه على خطر
وأكثرُ المتكلمين على أنّ إيمانَ المقلِّدِ صحيحٌ على ما فيه، وذهبَ الأشعريُّ والمعتزلةُ وكثيرٌ من المتكلمين إلى عدم الاعتداد بإيمانه.
وبقطع النظرِ عن صحيحِ أقوالِهم من سقيمها، إلاّ أنّ طريقةَ طرحِهم للموضوع، وتفاصيلهم المتجاذِبةِ فيه: يدلُّ على تهوُّرِهم فيه، ومدى اغترارِهم بمبادئهم الباطلة، إذ بلغ بهم الأمرُ إلى الاختلافِ في إيمان جمهرةِ الأمة.
وهذا التهور قد سجَّله عليهم أحدُ أئمةِ المتكلِّمين أنفسِهم -وهو الغزالي- إذ يقول: «من أشد الناس غلواً وإسرافاً: طائفةٌ من المتكلمين كفّروا عوام المسلمين، وزعموا أن مَن لا يعرف الكلامَ معرفتنا، ولم يعرف العقائد الشرعيةَ بأدلتنا التي حررناها: فهو كافر.
فهؤلاء ضيقوا رحمةَ الله الواسعة على عباده أولاً، وجعلوا الجنةَ وقفاً على شرذمةٍ يسيرة من المتكلمين، ثم جهلوا ما تواترَ من السنة ثانياً» (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
والصحيح أن إيمان المقلد صحيح ولا إشكالَ فيه.
بل التقليد الذي يذمُّه المتكلمون هو صريحُ الإيمان، ذلك أنهم قد عرّفوا «التقليدَ» بأنه: «قبولُ قولِ الغير بلا حجة ولا دليل»، ولا شكّ أنّ المقلدَ الذي يختلفون في إيمانه لم يتبع إلاّ الكتابَ والسنة، فكيفَ يُتّهَمُ، مع ذلك، بالتقليد؟!
قال الإمامُ أبو المظفر السمعانِي رادًّا عليهم: «وقد قالوا: إنّ التقليدَ (قبولُ قولِ الغيرِ من غير حجة)، وأهلُ السنةِ إنما اتبعوا قولَ رسولِ الله (ص)، وقولُه نفسُ الحجة، فكيف يكون هذا قبولَ قولِ الغير من غير حجة؟!» (13).
وقال الحافظُ ابنُ حجر: «المذموم من التقليد: أخذُ قولِ الغيرِ بغيرِ حجة، وهذا ليس منه حكمُ رسولِ الله (ص)؛ فإنّ الله أوجبَ اتّباعَه في كل ما يقول، وليس العملُ فيما أمَر به أو نهى عنه داخلاً تحت التقليدِ المذمومِ اتفاقاً، وأمّا مَن دونه ممن اتّبعَه في قولٍ قاله، واعتقَدَ أنه لو لم يقله لم يقل هو به: فهو المقّلدُ المذموم، بخلاف ما لو اعتقَدَ ذلك في خَبَرِ الله ورسوله؛ فإنه يكون ممدوحاً ... » (14).
وأصلُ هذا البلاء: من قلةِ تعظيم المتكلمين للنصوصِ الشرعية، وقلةِ اعتبارِها، ومن إعلاء شأنِ العقلِ في كل شيء.
وقد صدق الإمام اللالكائي (ت418هـ) فيما ذكرَ أن المبتدعَ يعدُّ رأيَ النظّامِ (15)، والعلاّف (16)، والجبّائيِّ (17)، وابنِه (18)، وأمثالِهم: «حكمةً، وعلماً، وحججاً، وبراهين، ويَعُدُّ كتابَ الله وسنةَ رسولِه: حشواً، وتقليداً، وحملَتَها: جهالاً، وبُلْهاً (19) ... وإنما وجهُ خطئِهم عندهم: إعراضُهم عمّا نصبوا من آرائهم لنصرةِ جدَلِهم، وتركُ اتّباعِهم لمقالتِهم، واستحسانِهم لِمذاهبِهم، فهو كما قال الله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (20)، ثم ما قذفوا به المسلمين من التقليد والحشو: ولو كُشِفَ لهم عن حقيقةِ مذاهبِهم: كانت أصولُهم المُظلِمةُ، وآراؤهم المحدَثَةُ، وأقاويلُهم المنكَرة: بالتقليدِ أليق، وبما انتحلوها من الحشوِ أخلق؛ إذ لا إسنادَ له في تمَذهُبِه إلى شرعٍ سابق، ولا استنادَ لِمَا يزعمُه إلى قولِ سلفِ الأمةِ باتفاقِ مخالفٍ أو موافق ... فليس بحقيقٍ مَن هذه أصولُه: أن يعيبَ على مَن تقلّدَ كتابَ الله وسنةَ رسولِه، واقتدى بهما، وأذعنَ لهما، واستسلَمَ لأحكامهما، ولم يعترض عليهما بظنٍّ أو تخرُّص واستحالةٍ: أن يطعنَ عليه؛ لأنه بإجماعِ المسلمين على طريق الحقِّ أقوم، وإلى سبيل الرشادِ أهدى وأعلم، وبنورِ الاتباعِ أسعد، ومن ظلمةِ الابتداع وتكلفِ الاختراع أبعد، وأسلمُ من الذي لا يمكنه التمسُّكُ بكتابِ الله إلاّ متأوِّلاً، ولا الاعتصامُ بسنةِ رسولِ الله (ص) إلاّ منكِراً، أو متعجِّباً، ولا الانتسابُ إلى الصحابةِ والتابعين والسلفِ الصالحين إلاّ متمسخِراً مستهزئاً، لا شيءَ عنده إلاّ مضغُ الباطل، والتكذيبُ على الله ورسولِه والصالحين من عبادِه، وإنما دينُه: الضِّجاج (21)، والبقباقُ، والصياحُ، واللقلاق ... » (22).
وقال الحافظُ ابنُ حجر بعد مناقشتِه للمتكلمين في مسألة «التقليد»: «والعجَبُ: أنّ مَن اشترطَ ذلك من أهلِ الكلام يُنكِرون التقليدَ وهم أولُ داعٍ إليه، حتى استقرَّ في الأذهانِ: أنّ مَن أنكَرَ قاعدةً من القواعدِ التي أصّلوها فهو مبتَدِعٌ، ولو لم يفهمها ولم يعرفْ مأخذَها، وهذا هو محضُ التقليد، فآلَ أمرُهم إلى تكفيرِ مَن قلّدَ الرسولَ - عليه الصلاةُ والسلام - في معرفةِ الله تعالى، والقولِ بإيمانِ مَن قلّدَهم، وكفى بهذا ضلالاً ... » (23).
والخلاصةُ: أنّ ذنبَ مَن يسميه المتكلمون «المقلِّد» هو جهلُه أو إعراضُه عن طرقِ أولئك المتكلمين المبتَدَعة، ولم ينفعه اتباعُ الحُجَجِ من كتابِ الله وسنةِ رسولِه (ص) عند هؤلاء، وهذا من جهلِهم بضروريات الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تبين من هذا: أنّ الاختلافَ معهم ليس في تعريف التقليد، فالتقليدُ عند الجميع هو قبولُ قولِ مَن ليس قوله حجة، وإنما الاختلاف في تحديد الحجة، فالحجةُ عند أهل السنة والجماعة وجمهورِ المسلمين هي الكتاب والسنة، والحجةُ في أصول العقائد عند المتكلمين هي العقل، أو ما يسمونه الأدلة العقلية.
والمقلدُ الذي لا يفتأ المتكلمون يذمُّونه: هو المتبِعُ للكتاب والسنة، ومنهجهُ هو الواجبُ اتباعُه، والتقليدُ هنا هو عينُ الصواب، وهو ليس من التقليد في شيء، وإنما يسميه المتكلمون تقليداً: تشويهاً لصورتِه، وتنفيراً للناس عنه.
أما التقليدُ الذي توجبُه طائفةُ المقلِّدين في الفروع: فليس عليه دليلٌ من الكتاب أو السنة، وتقديسُهم ليس في موضعه، كما أنّ تشويهَ المتكلمين له ليس في محله.
وما أحسنَ مَن قال في ذمِّ الطائفتَين، ومخاطِباً المتكلمين، الذين تراهم ينصرون التقليدَ في الفروع، مع أنه مذموم، ويُنَفِّرون عنه في العقائد، مع أنه هو الواجب – على التفسير الذي سبق -:
واحذَرْ من التقليدِ فهو مضلَّةٌ * إنّ المقلِّدَ في سبيل الهالِكِ
تأبونَه في العقلِ وهو مقالُكم * في الدين، يا لَه من ضلالٍ فاتكِ
وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب:
عبد الله الأثري.
(1) انظر: (البرهان) للجويني (2/ 1357)، (المستصفى) للغزالي (2/ 462)، (شرح الكوكب المنير) (4/ 529)، وغيرها من الكتب الأصولية.
(2) (مختصر الفتاوى المصرية) (ص/46).
(3) رواه مسلم (ح/1218).
(4) من كلام الشيخ ابن عثيمين في (شرح الأصول من علم الأصول) (ص/641).
(5) انظر: (الإشارة إلى مذهب أهل الحق) للشيرازي (ص/185).
(6) انظر: (شرح الأصول الخمسة) للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص/61).
(7) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص: (45).
(8) المصدر السابق ص: (88).
(9) الغنية في أصول الدين له ص: (55 - 56).
(10) انظر: شرح جوهرة التوحيد ص: (34 - 35).
(11) إضاءة الدجنة (ق/2/أ-ب).
(12) فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة للغزالي ص: (81).
(13) فصول من كتاب الانتصار لأهل الحديث ص: (60).
(14) فتح الباري بشرح صحيح البخاري له (13/ 363 - 364 ح7372).
(15) هو: إبراهيم بن سيار بن عباد، أبو إسحاق، النظام البصري المعتزلي.
(16) هو: محمد بن الهذيل بن عبد الله، أبو الهذيل، العلاف البصري المعتزلي، (ت235هـ).
(17) هو: محمد بن عبد الوهاب بن سلام، أبو علي، الجبائي البصري، رأس المعتزلة وشيخهم، (235 - 303هـ).
(18) هو: عبد السلام بن أبي علي محمد بن عبد الوهاب، أبو هاشم الجبائي، شيخ المعتزلة، (ت321هـ).
(19) من البلاهة، وهي الحماقة.
(20) سورة الحج، الآيتان (8 - 9).
(21) الضَّجاجُ: المشاغَبةُ والمشارّة والمجادلة، والبقباق واللقلاق: كثرةُ الكلام.
(22) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي (1/ 11 - 13).
(23) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (13/ 366ح7372). قلت: لا شكّ أنّ مَن كان سليماً في عقلِه وفطرتِه، ولم يحس من مدّعي معرفةِ الطرق شيئاً يُريبُه: يجبُ عليه أن يغتنم توفُّرَ هذا المرشِدِ في مثل هذه الظروفِ الحالِكة، وأن لا يتردّد في استغلال هذا المرشِدِ إلاّ مَن لا يخلو من إصابةٍ في شيءٍ من عقلِه، أو فسادٍ لشيءٍ من فطرتِه، وهذا ينطبقُ تمامَ الانطباقِ على المتكلمين، حيث أغلقوا عليهم بابَ الوحي، الذي قدّمَ لهم كلَّ ما يحتاجون إليه في دينهم في أمور الغيب، ثم لجأوا إلى طرقٍ ساقطةٍ لا تناسبُ الشرعَ والعقلَ لإثباتِ ما أغناهم الشرعُ مؤونتَه، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:49]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 10:08]ـ
جزاك الله خيراً
وإياكم.
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 05:31]ـ
هل المقلد في مسائل العقيدة مع قدرته على معرفة الدليل يعتبر آثما؟
شكرا(/)
{وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً}
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:13]ـ
{وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً}
أ. د. عبدالكريم بكار
تشعر أمة الإسلام اليوم بغربة حقيقية بين الأمم المعاصرة، وتجد نفسها فريدة ومتميزة على مستوى المبادئ والمفاهيم والأهداف؛ وهذا التميز والتأبي على السير في ركاب القوى العظمى جرّ عليها ضغوطاً أدبية ومادية، هي أكبر مما نظن بكثير.
إن أدبياتنا تعلمنا أن الأسلوب الصحيح في مواجهة ضغوط الخارج وتحدياته لايكمن في التشاغل بالرد عليها؛ مما قد يجرنا إلى معارك خاسرة، وإنما يتمثل في الانكفاء على الداخل بالإصلاح والتنقية والتدعيم ... ولا ريب أن ذلك شاق على النفس؛ لأن المرء آنذاك ينقد نفسه، ويجعل من ذاته الحجر والنحّات في آن واحد!
والآية الكريمة التي نحن بصددها معْلم بارز في التأصيل لهذا الانكفاء، ولعلنا نقتبس من الدوران في فلكها الأنوار التالية:
1 - إن كثيراً من النصوص يوجهنا نحو الانكفاء على الداخل في مواجهة الخارج بالنقد والإصلاح والتقويم والتحسين، وإن المتتبع للمنهج القرآني في قصِّه أحوال الأمم السابقة يجد أن ما ذكره القرآن الكريم من أسباب انقراضها واندثار حضاراتها لا يعود أبداً إلى قصور عمراني، أو سوء في إدارة الموارد واستغلالها؛ وإنما يعود إلى قصور داخلي، يتمثل في الإعراض عن منهج الله (جلّ وعلا) واستدبار رسالات الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، وهذه الحقيقة بارزة في جميع أخبار الأمم السابقة؛ حتى يتأصل في حسِّ القارئ للكتاب العزيز إعطاء الأولوية لصواب المنهج قبل أي شيء آخر.
وحين حلّت الهزيمة بالمسلمين في أحد، وقال بعض الصحابة (رضوان الله عليهم): كيف نُهزَم ونحن جند الله؟! جاء الجواب: {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} [آل عمران: 165] فالهزيمة وقعت بسبب خلل داخلي، وليس بسبب شراسة الأعداء، وكثرة عددهم وعتادهم؛ إذ لا ينبغي تضخيم العدو إلى الحد الذي يجعل تصور هزيمته شيئاً بعيداً؛ فالعدو بَشَر له أحاسيسه، وله موازناته ومشكلاته، وبالتالي إمكاناته أيضاً، وفي هذا يقول (سبحانه): {إن تَكُونُوا تَاًلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَاًلَمُونَ كَمَا تَاًلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء: 104].
2 - ترمي الآية الكريمة إلى تدعيم (الذاتي) في مقابل (الموضوعي)؛ إذ تعلِّم المسلم أنه إذا ساءت الظروف فإن عليه أن يُحسِّن من ذاته؛ لأن من المعروف أنه حين تسوء الظروف، فإن الغالب أن يسوء الإنسان نفسه، ولذلك: فإنه يحدث في حالات الفقر الشديد نوع من التحلل الخلقي من نحو: السرقة، والرشوة، وسؤال الناس، والذل، والتحايل، والغش، والبخل، وقطيعة الرحم ... والمطلوب من المسلم آنذاك: أن يقف (وقفة رجل) فيضغط على نفسه، ويضبط سلوكه ويُلغي أو
يؤجل بعض رغائبه، ويقتصد في نفقاته، حتى تمر العاصفة، وينتهي الظرف الاستثنائي.
ومن النصوص الواضحة في تدعيم الشخصية عند صعوبة الظروف قوله:
(يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) [1].
لم نكن على مدار التاريخ نمتلك الوعي الكافي بهذه الحقيقة، فبدل أن نلجأ إلى التربية والتوجيه والتعاضد والتراحم، واكتساب عادات جديدة، واقتلاع المشكلات من جذورها .. كنا نواجه التفسخ الاجتماعي والانحراف السلوكي بأمرين: القوة، ومزيد من القوانين، حيث كانا أقرب الأشياء إلينا تناولاً، وأقلها تكلفة حسب ما يبدو وقد عبّر عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) عن هذه الحقيقة حيث قال: (يحدث للناس من الأقضية على مقدار ما يُحدثون من الفجور).
ونحن نقول: إن شيئاً من التوسع في الأنظمة والتشريعات الرادعة يحدث عند جميع الأمم، حين يقع تهديد خطير لأمن الناس وحقوقهم، لكن الجزاءات والعقوبات هي أشبه شيء بالتدخل الجراحي في العلاج الطبي، فهو آخر الحلول، وعند اللجوء إليه ينبغي أن يتم في أضيق الحدود!.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العقوبات الرادعة إنما وجدت لمن فاتتهم التنشئة الاجتماعية القويمة؛ والعقوبات لا تنشيء مجتمعاً لكنها تحميه. وهذه رؤية إسلامية جلية، فآيات الأحكام والعقوبات جزء منها لا تشكل أكثر من عُشْر آيات القرآن الكريم، أما الباقي فكان يستهدف البناء الإيجابي للإنسان من الداخل. إن التجربة علمتنا أن كثرة القوانين وتعقيدها تصب دائماً في مصلحة الأقوياء، وتزيد في قيود الضعفاء!، وأن البطش لا يحل المشكلات، لكن يؤجلها، فيكون حال المجتمع كمن يأكل عن طريق الدّين، فهو ينتقل من سيء إلى أسوأ!!.
إن الدولة الفاضلة هي التي تدير مجتمعها بأقل قدر ممكن من العنف واستخدام القوة؛ لأنها ترتكز أساساً على استخدام الأساليب والأدوات السلمية في الضبط والإدارة.
إن الآية الكريمة تعلمنا مرة أخرى: أن النصر الخاص يسبق النصر العام، وأن الأمة المنتصرة على أعدائها هي أمة حققت نصراً داخليّاً أولاً، وحقق كل واحد من أفرادها نصراً خاصّاً على صعيده الشخصي قبل كل ذلك.
3 - لا ينبغي لنا أن نفهم نصّاً من النصوص بمعزل عن المنظومة التي ينتمي إليها، ويعالج معها مشكلة واحدة؛ والنص الكريم هنا يوجهنا إلى أمرين: الصبر، والتقوى.
ويعني الصبر: احتمال المشاق والديمومة في تأدية التكاليف الربانية، مهما كانت الظروف قاسية؛ لأن ذلك نصف النصر، إذ إن نصف الفوز يأتي من جهودنا، وقبله من توفيق الله (تعالى) لنا، والنصف الثاني يأتي من أخطاء أعدائنا.
إن الصبر لا يعني الاستسلام للأحوال السيئة كما هو مفهوم العوام لكنه يعني عدم اللجوء إلى الحلول السريعة، وقد جرت العادة أن الناس حين يرون إنساناً متفوقاً: يطلبون منه حلولاً سريعة لمشكلاتهم المتخمرة والمتأسنة؛ والحلول السريعة تفضي في كثير من الأحيان إلى اليأس والإحباط، أو إلى الاندفاع والتهور؛ مما يعقِّد المشكلة أكثر مما يحلها!.
إن من المهم أن ندرك أن ثمة أوضاعاً كثيرة لا نستطيع أن نفعل حيالها الآن شيئاً، لكن إذا قلنا: ماذا نستطيع أن نفعل تجاهها خلال عشرين عاماً، فسوف نرى أننا نستطيع أن نفعل أشياء كثيرة جدّاً، فكأن الصبر استخدام للوقت في الخلاص من أوضاع لا نستطيع الآن أن ننجح في الخلاص منها.
حقيقةُ ضرورة اقتران الصبر بالعمل والحركة للخلاص من الأوضاع الصعبة حقيقة قرآنية لامعة، نطقت بها الكثير من الآيات القرآنية، مثل قوله (سبحانه): {ثُمَّ إنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل: 110]، وقوله (سبحانه): {يَا أََيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، وقوله (تعالى): {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} [الإنسان: 24].
إن احتمال المعاناة دون حركة للخلاص من مسبِّباتها قد يكون ضرباً من اليأس والاستسلام، وقد يكون ضرباً من العجز أو قصر النظر أو ضيق الأفق ... وهذا ما لا يرضى الله (جل وعلا) لعباده المؤمنين منه شيئاً.
أما التقوى فتعني هنا بصورة أساسية: نوعاً من الحصانة الداخلية من التأثر بالظروف السيئة المحيطة؛ إذ إن الهزائم العسكرية والظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية .. كل ذلك محدود الضرر ما لم يغير من المبادئ والأخلاق والنفوس والسلوك، بل إنها تصلّب روح المقاومة، وتُكسب الخبرة، وتكشف عن الأجزاء الرخوة في البناء الداخلي، وتحطِّم هيبة العدو في النفوس.
وقد مرّت أمم كثيرة بأقصى مما نمر به، لكنها استطاعت عن طريق الانتفاضة النفسية والشعورية، أن تتجاوز المحن، وتنبعث من جديد!.
4 - إن المفهوم الأساسي للصبر والتقوى هنا هو: تهذيب الذات وتحسينها، وتدعيمها، والرقي بها؛ وهذا التدعيم يأخذ أشكالاً كثيرة، منها: المزيد من الالتزام الصارم، ومقاومة الشهوات، والتعاون، والمفاتحة، والمراجعة، والتضحية، والمواساة لبعضنا بعضاً، والحفاظ على رأس المال الوطني، والاقتصاد في الاستهلاك .. إنه يعني اكتساب عادات جديدة، من نحو تكثيف القراءة الجيدة، والنظر دائماً إلى المستقبل بعقل مفتوح، وتحسين العلاقات مع الآخرين، والإكثار من المعروف والنوافل، إلى جانب التخلص من أكبر قدر ممكن من العادات السيئة، مثل عدم الدقة وخلف الوعد، وتأجيل أعمال اليوم إلى أوقات أخرى ...
5 - يركز الخطاب الإسلامي بصورة عامة على تدعيم الذاتي في كل الأحوال، وقلما يتطرق إلى علاج الظروف العامة التي يعيش فيها المسلم، ومن ثم: فإننا نجده يؤكد على الصلاح واستقامة السلوك والانتهاء عن المناهي ... أما تناول الشروط الموضوعية الضرورية لاستجابة المسلم للدعوة فإنه ضعيف، وعلى بعض الأصعدة معدوم، وهو على كل حال فقير، وتنقصه الخبرة والدربة.
إن بين الإنسان والظروف والأوضاع الحياتية العامة التي يعيشها علاقة جدلية فهو يؤثر فيها ويتأثر بها، ولا بد للدعاة من أن يدركوا أن الفرد المسلم لا يستطيع أن يبتعد مسافات كبيرة عن الوضعية العامة للمجتمع، وذلك التباعد مرهق ومكلف؛ فحين يكون كسب القوت الضروري لا يتأتى للسواد الأعظم من الناس إلا عن طرق محرمة أو ملتوية مثلاً فإن الذين سوف يستجيبون لنداء (اللقمة الحلال) سيكونون قلة، وسوف تظل مبادئهم في حالة اختبار دائم، وربما أدخلهم ذلك في مشكلات مع أقرب الناس إليهم.
ولهذا: فكما أن محاولات تحسين المستوى الشخصي للمسلم يظل ضروريًّا وحيويّاً، فإن تحسين المناخ العام ينبغي أن يظل موضع عناية واهتمام؛ إذ ليس المطلوب تحقيق شروط الدعوة الجيدة، وإنما تحقيق شروط الاستجابة الناجحة أيضاً.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
________________________
(*) الآية: 120 من سورة آل عمران.
(1) أخرجه البخاري، كتاب النكاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 06:33]ـ
مقال في الصميم ,يندى له الجبين لواقع أليم
ونظرة واعية لحال الأمة وكيفية معالجتها .. ليتها تجد من يلتفت إليها
سبحان من ألهم هذا الدكتور /عبد الكريم بكار عقلا واعيا من خلال الأنوار التي اقتبسها من هذه الأية الكريمة (وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا) نسأل الله أن يحفظه من كل سوء ويجعل قلمه سيالا في الحق
شكر الله لك أخي عبدالعزيز بن عبدالله على هذا النقل المبارك
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 10:39]ـ
أشكرك على المشاركة أخي لامية العرب
ـ[أبوبكر عبد المؤمن]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد العزيز الرجاء إفادتنا بالمرجع الذي استللت منه مقال الدكتور عبد الكريم بكار أعلاه
و جزاك الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 02:04]ـ
أشكرك أخي أبوبكر على تذكيري
المقال هو من موقع صيد الفوائد في صفحة الدكتور عبدالكريم
وهذا الرابط http://saaid.net/Doat/bakkar/020.htm
ـ[أبوبكر عبد المؤمن]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز بن عبدالله(/)
سؤال حول الرؤى، أرجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[هالة]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال أرجو من الإخوة مساعدتي فيه و أجركم على الله و هو:
كيف يتّم التفريق بين الرؤى التي من الله و الرؤى الشيطانية و حديث النفس في المنام؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 12:52]ـ
التفريق ظني ويكون بالقرائن وغالبا الرؤى الشيطانية تكون مخالفة للواقع كان يقطع راسك ويتدحرج وتلحق به , هذا ما لدي ولعل الإخوة يفيدوننا.
ـ[هالة]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 12:33]ـ
لذلك علامات ذكرت، و لكنها علامات أغلبية، و ليست مُطَّرِدة في كل الرؤى، و من الصعبِ ضَبطها بضابطٍ، و الممارسُ للتعبير يُدرك من ذلك شيئاً، و العبرةُ في الرؤى، و قانون التعبير لها مبنيٌ على حال الرائي، فيُدرَك من رؤياه شأنها و انتماؤها.
و حديثُ المنام نوعان:
الأول: حديثٌ هو من همِّ النفسِ و ليسَ رؤيا، و عليه ما ذكره المعبرون و أصل الصنعة في ذلك، كمن نام جائعاً و رأى أنه يأكلُ.
الثاني: ما كان رؤيا، و هذا فيه حديثُ عبد الله بن زيدٍ في الأذان، و فيه " فهممتُ لهم رسول الله " صلى الله عليه و سلم، فأُخذَ منه أن حديثَ النفسِ قد يكون رؤيا.
و الحديثُ عن الرؤى و أبحاثها متشعِّبٌ جداً ...
ـ[علي سليم]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 09:15]ـ
بينا ذلك ضمن دورة قائمة في كثير من المنتديات تحت عنوان _ (كيف تصبح معبرا)(/)
ذكر الله عز وجل هكذا (الله الله الله)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم:
عندي إشكال في ذكر الله عز وجل هكذا (الله الله الله) هل فيه شيء مع الاستدلال؟
ـ[حمد]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 01:59]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما لونته بالأزرق أخي رشيد، هو الاستدلال:
ومن ذلك اجتماعهم على: الله الله، أو: هو هو، فهذا كله بدعة لا أصل له في الشرع المطهر، فإن المشروع أن يقال: لا إله إلا الله، أو: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أما تقطيعها: هو. هو، أو الله الله، فهذا بدعة لا أصل لها.
http://209.85.135.104/search?q=cache:5MBDZwOVTYYJ:ww w.binbaz.org.sa/index.php%3Fpg%3Dmat%26type%3D fatawa%26id%3D4857+%22%D8%A7%D 9%84%D9%84%D9%87+%D8%A7%D9%84% D9%84%D9%87%22&hl=ar&ct=clnk&cd=27&gl=sa
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:09]ـ
قال الشيخ البراك في شرح الطحاوية:
وأما الذكر باللفظ المفرد أو بالضمير فهو ذكر مبتدع كما يفعل الصوفية يذكرون الله بالاسم المفرد (الله) ويكررونها أو (هو) ويكررونها، ويعتبرون هذا ذكرا!
وهذا ذكر مبتدع باطل لغة وعقلا وشرعا، فقول: (هو هو) أو (الله الله) ليس فيه ذكر، ولا إيمان، ولا كفر، فكلمة (الله) وحدها لا تفيد حكما بالنسبة للعبد، فمن سمعناه يقول (الله) لا نقول: إنه يذكر ربه، ولا نقول: إنه يسبح.
فكلمة (الله) يقولها الموحد إذا جعلها في كلام مركب فيقول (سبحان الله) أو (لا إله إلا الله) أو (الله أكبر)، ويقولها الكافر إذا قال: الله لا وجود له، فيكون بهذا كافرا ملحدا.
إذًا؛ يجب أن يكون الذكر بالجملة التامة: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. اهـ
وانظر: العبودية 10/ 226، وطريق الهجرتين ص339
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 09:55]ـ
ألا يدخل هذا الذكر ضمن قوله تعالى (فاذكروني أذكركم) ومن قال الله فقد ذكر الله.
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 12:43]ـ
لا أخي الحبيب رشيد / سأبين لك بالمثال ولله المثل الأعلى* وهو العزيز الحكيم
لو أمرك أو طلب منك شخص اسمه راشد: أن تذكره كثيراً،
هل نفهم من طلبه أن تذكر اسمه مجرّداً: (راشد).
لا معنى له.
بل نفهم منه أنه: يريد أن تذكره في نفسك وتدعو له /
ونفهم منه أنه: يريد أن تثني عليه أمام الناس.
ونفهم منه أنه: يريد أن تردّ له دَينه.
وغير ذلك.
*الله يأمرنا بذلك، وهو الغني عن ذكرنا له سبحانه، بل نحن المحتاجون إلى ذكره ليذكرنا.
أرجو أن أكون بيّنت أخي الحبيب.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:30]ـ
نعم أخي الحبيب المبارك حمد أن أعرف هذا جيداً ولكن أليس هناك فرق بين التعامل بيننا وبين المخلوقين، وبين التعامل بيننا وبين الله؟ فلذلك لايمكن قياس هذا بهذا؛ ولذا لو أمرنا الله عز وجل بذكره هكذا هل يستطيع أحد أن يقول لافائدة فيه! لاأظن هذا
أنا أعرف أن هذا فعل الصوفية، ولكن لايعني هذا أن أرده لكونهم يفعلونه، إنما أردت أن أطلب الحق في هذه المسألة.
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:36]ـ
جزاك الله خيراً أخي رشيد
هذا ليس قياس أخي الحبيب:)
وإنما هو إيضاح للّسان العربي بالمثال.
وهذه الطريقة يستعملها المفسرون.
أردت أن أقول أنّ العربي القحّ لا يفهم من الأمر بالذكر: مجرّد نطق الاسم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:50]ـ
تأمل في كلام الشيخ البراك جيدا.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:13]ـ
أحسن الله إليكم.
وإن كانت المسألة مازالت محل نظر ـ والله أعلم ـ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 01:55]ـ
ذكر اللَّه باسمه المفرد
سؤال:
سمعت أحد طلاب العلم يذكر بدع الصوفية، فذكر من بينها ذكرهم الله بالاسم المفرد، وأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه الكرام، ولكن ألم يقل رسول الله في الحديث الذي لا أذكر نصه، ولكن معناه أنه لن تقوم الساعة على عبد يقول الله الله، وهذا ذكر لله بالاسم المفرد، ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في مقام مدح لقائله، حيث استثناه من شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد للَّه
أولا:
ذكر الله بالاسم المفرد، بأن يقتصر الذاكر على لفظ الجلالة فيقول: الله، الله، الله، من بدع الأذكار التي أحدثها الجهال من المتصوفة ومن وافقهم، لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة.
وقد سبق في موقعنا تقرير ذلك بشكل مفصل في جواب السؤال رقم: (9389)، (26867)
ثانيا:
أما ما يستدل به البعض على مشروعية هذا الذكر، فهي شبهات ساقطة لا تدل على مشروعية هذا النوع من الذكر أبدا، ومن هذه الأدلة:
ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ) رواه مسلم (148)
وليس في الحديث دليل على الذكر بالاسم المفرد، وذلك من وجوه:
1 - أن بعض الرويات جاء فيها: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه)
وهي رواية أحمد في "المسند" (3/ 268)، وابن حبان في صحيحه (15/ 262) والحاكم (4/ 540) بل هي إحدى روايات مسلم كما نقله القاضي عياض من رواية ابن أبي جعفر. انظر النووي في "شرح مسلم" (2/ 178)
فهذه الرواية تفسر الرواية الأولى، فيكون المعنى: لا تقوم الساعة على الموحدين الذين يقولون: لا إله إلا الله.
2 - لا يجوز أن يكون المراد بالحديث: أن الساعة لا تقوم على من يذكر الله باسمه المفرد، وتقوم على من يذكرون بغير ذلك، فإن غاية ما يُزعم هو استحباب الذكر بالاسم المفرد، وليس فرضيته، فكيف يكون مدار النجاة من هول قيام الساعة على أمر مستحب؟!.
3 - ثم إن اللغة العربية لا تسعف من يريد أن يستدل به، لأن الاسم المفرد لا يفيد معنى تاما، وذكر الله تعالى لا بد أن يحمل معنى الثناء عليه بشيء من صفاته.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (10/ 564):
" اتفق أهل العلم بلغة العرب وسائر اللغات على أن الاسم وحده لا يحسن السكوت عليه، ولا هو جملة تامة ولا كلاما مفيدا " انتهى.
4 - أن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين ومن تبعهم، لم يفهموا من هذا الحديث استحباب الذكر بالاسم المفرد، ولم يرد عن أحد منهم أنه استنبط ذلك من هذا الحديث، وهذا دليل كاف على بطلان هذا الاستدلال.
5 - ثم تواردت أقوال العلماء في تفسير الحديث، ولم يرد عن أحد منهم الاستدلال به على الذكر بالاسم المفرد.
يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (2/ 178):
" (يقول الله الله): هو برفع اسم الله تعالى، وقد يغلط فيه بعض الناس فلا يرفعه " انتهى.
ويقول الطيبي كما في "تحفة الأحوذي" (6/ 375):
" معنى (حتى لا يقال) حتى لا يذكر اسم الله ولا يعبد " انتهى.
ويقول المناوي في "فيض القدير" (6/ 417):
" وليس المراد أن لا يتلفظ بهذه الكلمة، بل أنه لا يذكر الله ذكرا حقيقيا، فكأنه لا تقوم الساعة وفي الأرض إنسان كامل، أو التكرار كناية عن أن لا يقع إنكار قلبي على منكر؛ لأن من أنكر منكرا يقول عادة متعجبا من قبحه " الله الله " فالمعنى: لا تقوم الساعة حتى لا يبقى من ينكر المنكر " انتهى.
ويقول الشيخ الألباني رحمه الله في "فتاوى جدة" (الشريط رقم/6/الدقيقة 60):
" هذا لا يعني أن المسلم يجلس يذكر الله بالاسم المفرد، فيقول مائة مرة "الله الله الله" كما يفعلون في كثير من الطرق، وتفسيره في رواية الإمام أحمد في "المسند" (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول: لا إله إلا الله)
فإذًا اللفظ المفرد في الرواية الأولى كنايةٌ عن التوحيد، ومعنى ذلك أنه لا تقوم الساعة على وجه الأرض من يعبد الله.
هذا قد جاء صريحا في حديث ابن سمعان في صحيح مسلم، وفيه أن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يقيم الساعة أرسل ريحا طيبة فيقبض روح كل مؤمن، فلا يبقى على وجه الأرض إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة.
وليس في هذا الذكر أكثر من أنه مستحب، فهل لا تقوم الساعة إلا على من ترك المستحب، يعني إذا استمر المسلمون يقومون بكل واجباتهم وعقائدهم الصحيحة، لكنه أخل بهذا الأمر المستحب، فعليهم تقوم الساعة!؟ " انتهى.
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:44]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا محمد الغامدي، فالمسألة اتضحت عندي ولله الحمد.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الدينار بالدينار و الدرهم بالدرهم ..... عهد نبينا
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:04]ـ
الحمد لله
ذكرالقاضي ابن العربي المعافري الاندلسي رحمه الله في معرض كلامه عن تفسير العهد .. والعقد في سورة المائدة ما يلي
(وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: الدينار بالدينار و الدرهم بالدرهم لافضل بينهما. هذا عهد نبينا الينا وعهدنا اليكم).
وعزاه المحقق الى البخاري كتاب البيوع باب بيع الدينار بالدينار نساء رقم 2032
وعزاه ايضا لمسلم و الترمذي والنسائيوابن ماجه و احمد ومالك.(/)
النواهي والأوامر في الآداب محمولة على والكراهة و الإستحباب.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:42]ـ
أين أجد مضان هذه المسألة وهي:
كلام أهل العلم على مسائل الآداب وأن النواهي فيها محمولة للكراهة، والأوامر محمولة على الإستحباب؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 03:08]ـ
بارك الله فيكم
تجدها في كتب أصول الفقه، في أبواب الأمر والنهي
وللشافعي في أصل المسألة كلام في (الرسالة) وفي (جماع العلم)
وكذا ابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار؛ في أكثر من موضع
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 11:39]ـ
الله يبارك فيك، ويزيدك من فضله.
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 01:38]ـ
واذكر أني قرأت لشيخنا محمد بن عثيمين في كتابه الشرح الممتع تعرض لهذه المسألة وقررها.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:14]ـ
دلالة الأمر والنهي في مسائل الآداب والإرشاد
إعداد/ عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
1427هـ
?
?
الحمد لله أحق الحمد وأوفاه والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن علماء الأصول يذكرون لصيغة الأمر أوجها كثيرة، أوصلها الآمدي في الإحكام 2/ 9 إلى خمسة عشر وجها، وأوصلها المحلي في شرحه لجمع الجوامع إلى ستة وعشرين وجها، إلا أن الملاحظ أن بعضها قد يدخل في غيره، ولذا قال الغزالي في المستصفى 1/ 419: وهذه الأوجه عدها الأصوليون شغفا منهم بالتكثير وبعضها كالمتداخل.
فمن تلك الأوجه التي يترتب عليها خلاف في الفروع:
1 - الوجوب، كقوله تعالى:" وأقيموا الصلاة" البقرة:83.
2 - الندب، ومثل له الآمدي بقوله تعالى:" فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا" النور:33.
3 - الإرشاد، ومثل لله الآمدي بقوله تعالى:" واستشهدوا شهيدين من رجالكم .. ".
والفرق بين الندب والإرشاد هو ما ذكره الزركشي في البحر المحيط "2/ 356" “بأن المندوب مطلوب لمنافع الآخرة والإرشاد لمنافع الدنيا، والأول فيه الثواب، والثاني لا ثواب فيه”.
وبالنظر في حقيقة دلالة الأمر والنهي، نجد أن الأصوليين يذكرون أقوالا كثيرة تصل إلى خمسة عشر قولا كما في الإحكام 2/ 10 وشرح المحلي على جمع الجوامع 1/ 291 وغيرهما، وأهمها قولان:
الأول: قول الجمهور وهو أن الأصل في الأمر أنه للوجوب، والأصل في النهي أنه للتحريم.
الثاني: قول كثير من المعتزلة كأبي هاشم وغيره وبعض الفقهاء أن الأمر حقيقة في الندب، والنهي حقيقة في الكراهة.
إلا أننا نجد عند تطبيق كلام أهل العلم على النصوص نجد أن كثيرا منهم يعتبرون أصلا في هذا الباب وهو: أن الأمر في مسائل الآداب للاستحباب، والنهي في مسائل الآداب للكراهة إلا بقرينة. وهو متقرر عندهم في مسائل التطهر وأبواب الآداب. ونسمعها من شيوخنا رحم الله من مات منهم وحفظ اللأحياء, فقد سمعتها من شيخنا الشيخ عبدالله ابن قعود، ونقلها عن الشيخ عبدالرزاق عفيفي، وذكرها الشيخ محمد العثيمين رحمهم الله جميعا.
وحيث أن كثيرا من علماء الأصول لم يذكروا هذه القاعدة فيما أعلم، ولعلهم تركوها لتقررها عندهم، ولذا أحببت أن أذكر من نص عليها من الأئمة، ومن طبقها دون أن ينص عليها.
وللوصول لهذا الهدف فقد طالعت شروح الأحاديث التي ظننت أنها من موارد البحث في الكتب التالية:
1 - فتح الباري لابن حجر.
2 - شرح صحيح مسلم للنووي.
3 - التمهيد لابن عبدالبر.
4 - العدة على إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، العدة للصنعاني والإحكام لابن دقيق العيد.
5 - طرح التثريب لأبي زرعة العراقي.
6 - تفسير الآيات الواردة من تفسير القرطبي والشنقيطي.
7 - كتب الآداب الشرعية مثل الآداب الشرعية لابن مفلح وشرح منظومة الآداب للسفاريني.
ومقصودي من هذا البحث بيان استعمال أهل العلم لهذا القاعدة وأنها متقررة عندهم وإن اختلفوا في الفروع المذكورة، فلا يفهم من إيراد نقل عن إمام في مسألة ما موافقته أو بحث المسألة فقهيا، إذ للمسائل الفقهية مواطنها، فذكرها للاستدلال للقاعدة.
وأسأل الله العون والتوفيق أنه جواد كريم.
ذكر من ذكر القاعدة بالنص
أولا: قول الإمام الشافعي رحمه الله
يفصل الشافعي رحمه الله في مبحث له في آخر كتاب الأم 7/ 292 - 293 فيقول:
كتاب صفة نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
أصل النهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل ما نهى عنه فهو محرم حتى تأتي عنه دلالة تدل على أنه إنما نهى عنه التحريم إما أراد به نهيا عن بعض الأمور دون بعض وإما أراد به النهي للتنزيه عن المنهي والأدب والاختيار ولا نفرق بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم إلا القدرة-كذا- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر لم يختلف فيه المسلمون فنعلم أن المسلمين كلهم لا يجهلون سنة وقد يمكن أن يجهلها بعضهم
فمما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان على التحريم لم يختلف أكثر العامة فيه أنه نهى عن الذهب بالورق إلا هاء وهاء وعن الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل يدا بيد ونهى عن بيعتين في بيعة فقلنا إذا تبايع المتبايعان ذهبا بورق أو ذهبا بذهب فلم تيقابضا قبل أن يتفرقا فالبيع مفسوخ وكان حجتنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عنه صار محرما وإذا تبايع الرجلان بيعتين في بيعة فالبيعتان جميعا مفسوختان بما انعقدت وهو أن يقول أبيعك على أن تبيعني لأنه إنما انعقدت العقدة على أن ملك كل واحد منهما عن صاحبه شيئا ليس في ملكه ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر ومنه أن أقول سلعتي هذه لك بعشرة نقدا أو القدرة عشر إلى أجل فقد وجب عليه بأحد الثمنين لأن البيع لم ينعقد بشيء معلوم وبيع الغرر فيه أشياء كثيرة نكتفي بهذا منها ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشغار والمتعة فما انعقدت على شيء محرم على ليس في ملكي بنهي النبي صلى الله عليه وسلم لأني قد ملكت المحرم بالبيع المحرم فأجرينا النهي مجرى واحدا إذا لم يكن عنه دلالة تفرق بينه ففسخنا هذه الأشياء والمتعة والشغار كما فسخنا البيعتين
ومما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحالات دون بعض واستدللنا على أنه إنما أراد بالنهي عنه أن يكون منهيا عنه في حال دون حال بسنته صلى الله عليه وسلم وذلك أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يخطب أحكم على خطبة أخيه فلولا الدلالة عنه كان النهي في هذا مثل النهي في الأول فيحرم إذا خطب الرجل امرأة أن يخطبها غيره فلما قالت فاطمة بنت قيس قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حللت فآذنيني فلما حلت من عدتها أخبرته أن معاوية وأبا جهم خطباها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ولكن انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهته فقال انحكي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به استدللنا على أنه لا ينهى عن الخطبة ويخطب على خطبة إلا ونهيه عن الخطبة حين ترضى المرأة فلا يكون بقى إلا العقد فيكون إذا خطب أفسد ذلك على الخاطب المرضى أو عليها أو عليهما معا وقد يمكن أن يفسد ذلك عليهما ثم لا يتم ما بينها وبين الخاطب ولو أن فاطمة أخبرته أنها رضيت واحدا منهما لم يخطبها إن شاء الله تعالى على أسامة ولكنها أخبرته بالخطبة واستشارته فكان في حديثها دلالة على أنها لم ترض ولم ترد فإذا كانت المرأة بهذه الحال جاز أن تخطب وإذا رضيت المرأة الرجل وبدا لها وأمرت بأن تنكحه لم يجز أن تخطب في الحال التي لو زوجها فيها الولي جاز نكاحه فإن قال قائل فإن حالها إذا كانت بعد أن تركن بنعم مخالفة حالها بعد الخطبة وقبل أن تركن فكذلك حالها حين خطبت قبل الركون مخالفة حالها قبل أن تخطب وكذلك إذا أعيدت عليها الخطبة وقد كانت امتنعت فسكتت والسكات قد لا يكون رضا فليس ههنا قول يجوز عندي أن يقال إلا ما ذكرت بالاستدلال ولولا الدلالة بالسنة كانت إذا خطبت حرمت خاطبها الأول أن يخطبها حتى يتركها الخاطب الأول
ثم يتفرق نهي النبي صلى الله عليه وسلم على وجهين
فكل ما نهى عنه مما كان ممنوعا إلا بحادث يحدث فيه يحله فأحدث الرجل فيه حادثا منهيا عنه لم يحله وكان على إذا لم يأت من الوجه الذي يحله وذلك مثل أن أموال الناس ممنوعة من غيرهم وأن النساء ممنوعات من الرجال إلا بأن يملك الرجل مال الرجل بما يحل من بيع أو هبة وغير ذلك وأن النساء محرمات إلا بنكاح صحيح أو ملك يمين صحيح
فإذا اشترى الرجل شراء منهيا عنه فالتحريم فيما اشترى قائم بعينه لأنه لم يأته من الوجه الذي يحل منه ولا يحل المحرم
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إذا نكح نكاحا منهيا عنه لم تحل المرأة المحرمة عنه من فعل شيء في ملكي أو شيء مباح لي ليس بملك لأحد فذلك نهي اختيار ولا ينبغي أن نرتكبه
فإذا عمد فعل ذلك أحد كان عاصيا بالفعل ويكون قد ترك الاختيار ولا يحرم ما له ولا ما كان مباحا له
وذلك مثل ما روى عنه أنه أمر الآكل أن يأكل مما يليه ولا يأكل من رأس الثريد ولا يعرس على قارعة الطريق فإن أكل مما لا يليه أو من رأس الطعام أو عرس على قارعة الطريق أثم بالفعل الذي فعله إذاكان عالما بنهي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرم ذلك الطعام عليه وذلك أن الفعل ولم يكن يحتاج إلى شيء يحل له به الطعام كان حلال فلا يحرم الحلال عليه بأن عصى في الموضع الذي جاء منه الأكل ومثل ذلك النهي عن التعريس على قارعة الطريق الطريق له مباح وهو عاص بالتعريس على الطريق ومعصيته لا تحرم عليه الطريق وإنما قلت يكون فيها عاصيا إذا قامت الحجة على الرجل بأنه كان علم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه والله أعلم.
وقال في الرسالة ص 348: ولم يكن أمْرُه أن يأكل مِن بين يديه ولا يأكل من رأس الطعام إذا كان مباحاً له أن يأكل ما بين يديه وجميعَ الطعام: إلاَّ أدَبًا في الأكل من بين يديه لأنه أجملُ به عند مُوَاكِلِه وأبعَدُ له من قُبْح الطَّعْمَة والنَّهَم وأَمَره ألا يأكل من رأس الطعام لأن البركة تنزل منه له على النظر له في أن يُبارَك له بَرَكَةً دائِمة يدوم نزولها له وهو يبيحُ له إذا أكل ما حوْلَ رأس الطعام أن يأكل رأسه.
وإذا أباح له المَمَرَّ على ظهر الطريق فالممرُّ عليه إذْ كان مُباحاً لأنه لا مالِكَ له يمنع الممر عليه فيحرُم بمنعه: فإنما نهاه لمعنى يُثْبِت نظراً له فإنه قال: " فَإِنَّهَا مَأْوَى الهَوَامِّ وَطُرُقُ الحَيَّاتِ " على النظر له لا على أن التعريس محرَّم وقد ينهى عنه إذا كانت الطريق مُتَضايقاً مسْلوكاً لأنه إذا عرَّس عليه في ذلك الوقت منع غيره حقه في الممر. أهـ.
ففرق بين ما هو للأدب وغيره.
ثانيا: تقسيم الحافظ ابن عبدالبر النهي إلى نهي تحريم ونهي أدب وإرشاد
يقسم الحافظ ابن عبد البر النمري في كتابه: "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" ما جاء من نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:
ـــ نهي تحريم، وهو الأصل عنده، مثل النهي عن نكاح الشغار، وعن نكاح المحرم، وعن نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وعن قليل ما أسكر كثيره
ـــ نهي "على جهة الأدب وحسن المعاملة والإرشاد إلى المرء" وذلك مثل نهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يمشي المرء في نعل واحدة، وأن يقرن بين ثمرتين في الأكل، وأن يأكل من رأس الصحفة، وغيره كثير. ونسب إلى البعض أن "من فعل "هذا" فلا حرج". "1/ 140 ـ 141".
وقد استعمل ابن عبدالبر هذا التقسيم في التمهيد كثيرا، فمن ذلك قوله في التمهيد1/ 142: " وما اعلم احدا من العلماء جعل النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع من هذا الباب وانما هو من الباب الأول الا أن بعض أصحابنا زعم ان النهي عن ذلك نهي تنزه وتقذر ولا أدري ما معنى قوله نهي تنزه وتقذر فان أراد به نهي أدب فهذا ما لا يوافق عليه وان أراد ان كل ذي ناب من السباع يجب التنزه عنه كما يجب التنزه عن النجاسة والاقذار فهذا غاية في التحريم لأن المسلمين لا يختلفون في أن النجاسات محرمات العين أشد التحريم لا يحل استباحة أكل شيء منها ولم يرده القائلون من أصحابنا ما حكينا هذا عنهم ولكنهم أرادوا الوجه الذي عند أهل العلم ندب وادب لأن بعضهم احتج بظاهر قول الله عز وجل قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير " ..
وذكر رحمه الله أن الأصل أن النهي للتحريم إلا بقرينة وقد يفهم من كلامه أن من القرائن أن يكون النهي للأدب، فقال رحمه الله " وفيه أن النهي حكمه إذا ورد ان يتلقى باستعمال ترك ما نهى عنه والامتناع منه وان النهي محمول على الحظر والتحريم والمنع حتى يصحبه دليل من فحوى القصة والخطاب او دليل من غير ذلك يخرجه من هذا الباب الى باب الارشاد والندب ".
ثالثا: قول الإمام ابن تيمية رحمه الله في المسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب ليصلح بين بني عمرو بن عوف، فرجع فوجده يصلي بالناس، فلما التفت أبو بكر فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فتقهقر فرده النبي صلى الله عليه وسلم لكنه رجع، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال له:" ما شأنك؟ قال: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم"رواه البخاري652 ومسلم421. قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: فسلك أبو بكر مسلك الأدب معه، وعلم أن أمره أمر إكرام لا أمر إلزام، فتأخر تأدبا معه، لا معصية لأمره. منهاج السنة النبوية 8/ 577.
رابعا: قول ابن دقيق العيد رحمه الله في دلالة الأمر
قال رحمه الله: نختار مذهب من يرى أن الصيغة موضوعة للقدر المشترك بين الوجوب والندب وهو مطلق الطلب. الإحكام مع العدة 4/ 494.
خامسا: أبو زرعة العراقي رحمه الله يفرق بين الأمر للآداب والأمر في غيره
في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا:" لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون"، قال أبو زرعة: هذا النهي ليس للتحريم ولا للكراهة وإنما هو للإرشاد فهو كالأمر في قوله تعالى:" وأشهدوا إذا تبايعتم" والفرق بينه وبين ما ما كان للندب في الفعل والكراهة في الترك أن ذلك لمصلحة دينية، والإرشاد يرجع لمصلحة دنيوية. طرح التثريب 8/ 117.
وفي شرحه لحديث:" اقتلوا الحيات .. " حمله على الإرشاد وذكر أنه منحط عن الاستحباب لأنه ما كان لمصلحة دنيوية بخلاف الاستحباب فإن مصلحته دينية، فإن تحقق الضرر انتقل الحكم إلى الوجوب كما إذا عدا على الإنسان. طرح التثريب 8/ 127.
سادسا: قول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في المسألة
ذكر الشيخ رحمه الله اختلاف الأصوليين في ما يقتضيه الأمر والنهي عند الإطلاق، ثم قال:
سلك بعض العلماء مسلكا جيدا وهو أن الأوامر تنقسم إلى قسمين:
• أوامر تعبدية.
• وأوامر تأديبية، من باب الآداب ومكارم الأخلاق.
فما قصد به التعبد فالأمر فيه للوجوب، والنهي للتحريم، لأن الله خلقنا لعبادته، وما قصد به التأدب فإن الأمر فيها أمر إرشاد لا إلزام، والنهي فيها للكراهة لا للتحريم، إلا إذا ورد ما يدل على الوجوب فهو للوجوب. واستدل رحمه الله على التفريق بين العبادة والأدب مع الناس بأن العلاقة فيما كان من باب الأدب تكون مع الناس بعضهم مع بعض، فإذا أسقط الإنسان حقه فقد برئ الإنسان منه، وما كان من باب العبادة فإن العلاقة تكون بين الناس وبين الله عز وجل. ثم مثل للأمر الذي جاء في باب الأدب بما في المتفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا:" إذا نتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال، فلتكن اليمنى أولهما ينتعل وآخر ما ينزع". منظومة أصول الفقه وقواعده مع شرحها للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ص 103 - 105.
سابعا: بيان موقف ابن حزم رحمه الله من المسألة
نصر ابن حزم قول الجمهور القائل بحمل الأمر على الوجوب، وحمل النهي على التحريم. ورد على المخالفين، ثم ذكر أن هذا الأصل لا ينقض إلا بنص آخر أو إجماع. الإحكام 1/ 292.
والإجماع عنده أضيق من غيره، فالإجماع المتيقن قسمان:
الأول: كل ما لا يشك فيه أحد من أهل الإسلام، كوجوب الصلوات الخمس وتحريم الخمر.
الثاني: شيء شهده جميع الصحابة رضي الله عنهم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أو تيقن أنه عرفه كل من غاب عنه صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: فهذان قسمان للإجماع ولا سبيل إلى أن يكون الإجماع خارجا عنهما، ولا أن يعرف إجماع بغير نقل صحيح إليهما. الإحكام 1/ 555.
كما أنه لا يرى اتفاق أهل عصر على قول من الأقوال السابقة إجماعا. الإجماع. الإحكام 1/ 560.
ولا يرى الإجماع السكوتي حجة. الإحكام 1/ 615.
لذا فإننا نرى أن كثيرا من النصوص التي في أمور الآداب والإرشاد حملها ابن حزم على الوجوب إن كانت أمرا، وعلى التحريم إن كانت نهيا، مع حكاية الإجماع في تلك المسائل. من غيره ممن لا يلتزم شروطه للإجماع المعتبر.
ولهذا الخلاف أثر في الفروع في مسائل كثيرة، ولعلنا نذكر طرفا منها ليتضح موقف العلماء منها. مع التنبيه إلى أن كثيرا من تلك المسائل نجد فيها موافقة الإمامين: الصنعاني والشوكاني لاختيار أبي محمد ابن حزم رحم الله الجميع، مما يقوي أنهم لا يأخذون بالتفريق بين مسائل الآداب وغيرها.
تطبيقات فقهية على القاعدة
(يُتْبَعُ)
(/)
مسألة: غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم:
قال الزرقاني في شرحه للموطأ 1/ 76: حديث: أن رسول الله ? قال إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده "
والنهي – كذا والصواب والأمر - للاستحباب عند الجمهور لأنه علله بالشك في قوله " فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده " أي كفه لا ما زاد عليه اتفاقا زاد ابن خزيمة والدارقطني منه أي من جسده أي هل لاقت مكانا طاهرا منه أو نجسا أو بثرة أو جرحا أو أثر الاستنجاء بالأحجار بعد بلل الماء أو اليد بنحو عرق ومقتضاه إلحاق من شك في ذلك ولو مستيقظا ومفهومه أن من درى أين باتت يده كمن لف عليها خرقة مثلا فاستيقظ وهي على حالها لا كراهة وإن سن غسلها كالمستيقظ ومن قال الأمر للتعبد كمالك لا يفرق بين شاك ومتيقن وحمله أحمد على الوجوب في نوم الليل دون النهار وعنه في رواية استحبابه في نوم النهار واتفقوا على أنه لو غمس يده لم يضر الماء
وقال إسحاق وداود والطبري ينجس لأمره بإراقته بلفظ فإن غمس يده في الإناء قبل أن يغسلها فليرق ذلك الماء لكنه حديث ضعيف أخرجه ابن عدي وقال هذه زيادة منكرة لا تحفظ والقرينة الصارفة للأمر عن الوجوب التعليل بأمر يقتضي الشك لأنه لا يقتضي وجوبا استصحابا لأصل الطهارة واحتج أبو عوانة بوضوئه ? من الشن بعد قيامه من الليل وتعقب بأن قوله أحدكم يقتضي اختصاصه بغيره وأجيب بأنه صح عنه غسل يديه قبل إدخالهما الإناء في حديث اليقظة فبعد النوم أولى ويكون تركه لبيان الجواز وأيضا فقد قال في رواية لمسلم وأبي داود وغيرهما فليغسلهما ثلاثا وفي رواية ثلاث مرات.
والتقييد بالعدد في غير النجاسة العينية يدل على السنية.
وفي رواية لأحمد فلا يضع يده في الوضوء حتى يغسلها والنهي للتنزيه فإن ترك كره وهذا لمن قام من النوم كما دل عليه مفهوم الشرط وهذا حجة عند الجمهور أما المستيقظ فيطلب بالفعل ولا يكره الترك لعدم ورود نهي عنه وقال البيضاوي فيه إيماء إلى أن الباعث على الأمر بذلك احتمال النجاسة لأن الشارع إذا ذكر حكما وعقبه بعلة دل على أن ثبوت الحكم لأجلها.
مسألة الاستنجاء باليمين:
قال ابن حجر رحمه الله:
قوله باب النهي عن الاستنجاء باليمين أي باليد اليمني وعبر النهي إشارة إلى أنه لم يظهر له هل هو للتحريم أو للتنزيه أو أن القرينة الصارفه للنهي عن التحريم لم تظهر له وهي أن ذلك أدب من الآداب وبكونه للتنزيه قال الجمهور وذهب أهل الظاهر إلى أنه للتحريم وفي كلام جماعة من الشافعة ما يشعر به لكن قال النووي مراده من قال منهم لا يجوز الاستنجاء باليمين أي لا يكون مباحا ما يستوي طرفاه بل هو مكروه راجح الترك. الفتح 1/ 253.
مسألة: مسك الذكر حال البول:
في حديث أبي قتادة مرفوعا: لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ... " نقل الصنعاني عن ابن حجر أنه قال: إن القرينة الصارفة للنهي عن التحريم هي أن ذلك أدب من الآداب". العدة على إحكام الأحكام 1/ 262.
مسألة: الإبراد بالظهر
وعند شرح حديث الإبراد بالظهر في الفتح 2/ 15: وجمع بعضهم بين الحديثين بأن الابراد رخصة والتعجيل أفضل وهو قول من قال إنه أمر إرشاد.
ونقل الصنعاني عن الكرماني الإجماع على عدم الوجوب، ونقل عياض عن قوم الوجوب. العدة 2/ 484.
مسألة: الانتشار وابتغاء فضل الله بالبيع والشراء بعد الجمعة
في الفتح 2/ 427: ووهم من زعم أن الصارف للأمر عن الوجوب هنا كونه ورد بعد الحظر لأن ذلك لا يستلزم عدم الوجوب بل الإجماع هو الدال على أن الأمر المذكور للإباحة وقد جنح الداودي إلى أنه على الوجوب في حق من يقدر على الكسب وهو قول شاذ نقل عن بعض الطاهرية وقيل هو في حق من لا شيء عنده ذلك اليوم فأمر بالطلب بأي صورة اتفقت ليفرح عياله ذلك اليوم لأنه يوم عيد والذي يترجح أن في قوله انتشروا وابتغوا إشارة إلى استدراك ما فاتكم من الذي انفضضتم إليه فتنحل إلى أنها قضية شرطية أي من وقع له في حال خطبة الجمعة وصلاتها زمان يحصل فيه ما يحتاج إليه من أمر دنياه ومعاشه فلا يقطع العبادة لأجله بل يخلو منها ويذهب حينئذ لتحصيل حاجته وبالله التوفيق.
مسألة الإسراع بالجنازة:
(يُتْبَعُ)
(/)
في شرح حديث: أسرعوا بالجنازة .. " الذي رواه البخاري في الجنائز ومسلم 944، قال ابن حجر في الفتح 3/ 148: نقل بن قدامة أن الأمر فيه للاستحباب بلا خلاف بين العلماء وشذ بن حزم فقال بوجوبه. وانظر المحلى 5/ 154 والمغني 2/ 472.
مسألة: حكم السحور:
في حديث أنس مرفوعا:" تسحروا فإن في السحور بركة" قال ابن دقيق العيد: فيه دليل على استحباب السحور للصائم وتعليل ذلك بأن فيه بركة.
وتعقبه الصنعاني فقال بأن البخاري ذكر أن الصارف حديث الوصال فلا يكون فيه دلالة على أن الأمر يصرف عن الوجوب بالقرائن. العدة 3/ 332.
مسألة: الأكل من الهدي والأضحية:
في قوله تعالى:"فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" الحج:36، أمر بالأكل وهو مشروع عند الجميع، إلا أن ابن حزم طرد أصله فجعل الأكل من الهدي واجبا.
وحكى النووي الإجماع على أن الأكل من الهدي سنة، والقرينة الصارفة للأمر أنه جاء لإبطال ما عليه العرب من تحريم الأكل من الهدي.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان ج5/ص193:
" ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "، هذا الأكل الذي أمر به هنا منها وإطعام البائس الفقير منها أمر بنحوه في خصوص البدن أيضا في قوله تعالى " والبدن جعلناها لكم من شعائر الله " إلى قوله " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " ففي الآية الأولى الأمر بالأكل من جميع بهيمة الأنعام الصادق بالبدن وبغيرها وقد بينت الآية الأخيرة أن البدن داخلة في عموم الآية الأولى ...
وفي هاتين الآيتين الكريمتين مبحثان
الأول حكم الأكل المأمور به في الآيتين هل هو الوجوب لظاهر صيغة الأمر أو الندب والاستحباب
المبحث الثاني فيما يجوز الأكل منه لصاحبه وما لا يجوز له الأكل منه ومذاهب أهل العلم في ذلك
أما المبحث الأول فجمهور أهل العلم على أن الأمر بالأكل في الآيتين للاستحباب والندب لا للوجوب والقرينة الصارفة عن الوجوب في صيغة الأمر هي ما زعموا من أن المشركين كانوا لا يأكلون هداياهم فرخص للمسلمين في ذلك.
وعليه فالمعنى فكلوا إن شئتم ولا تحرموا الأكل على أنفسكم كما يفعله المشركون وقال ابن كثير في تفسيره إن القول بوجوب الأكل غريب وعزا للأكثرين أن الأمر للاستحباب قال وهو اختيار ابن جرير في تفسيره وقال القرطبي في تفسيره فكلوا منها أمر معناه الندب عند الجمهور ويستحب للرجل أن يأكل من هديه وأضحيته وأن يتصدق بالأكثر مع تجويزهم الصدقة بالكل وأكل الكل وشذت طائفة فأوجبت الأكل والإطعام بظاهر الآية ولقوله ? " فكلوا وادخروا وتصدقوا " ....
ثم قال:
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له أقوى القولين دليلا وجوب الأكل والإطعام من الهدايا والضحايا لأن الله تعالى قال " فكلوا منها " في موضعين وقد قدمنا أن الشرع واللغة دلا على أن صيغة أفعل تدل على الوجوب إلا لدليل صارف عن الوجوب وذكرنا الآيات الدالة على ذلك كقوله " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ". وأوضحنا جميع أدلة ذلك في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك منها آية الحج التي ذكرنا عندها مسائل الحج.
ومما يؤيد أن الأمر في الآية يدل على وجوب الأكل وتأكيده " أن النبي ? نحر مائة من الإبل فأمر بقطعة لحم من كل واحدة منها فأكل منها وشرب من مرقها " وهو دليل واضح على أنه أراد ألا تبقى واحدة من تلك الإبل الكثيرة إلا وقد أكل منها أو شرب من مرقها وهذا يدل على أن الأمر في قوله " فكلوا منها " ليس لمجرد الاستحباب والتخيير إذ لو كان كذلك لاكتفى بالأكل من بعضها وشرب مرقه دون بعض وكذلك الإطعام فالأظهر فيه الوجوب.
والحاصل أن المشهور عند الأصوليين أن صيغة أفعل تدل على الوجوب إلا لصارف عنه وقد أمر بالأكل من الذبائح مرتين ولم يقم دليل يجب الرجوع إليه صارف عن الوجوب وكذلك الإطعام هذا هو الظاهر بحسب الصناعة الأصولية وقد دلت عليها أدلة الوحي كما قدمنا إيضاحه وقال أبو حيان في البحر المحيط والظاهر وجوب الأكل والإطعام وقيل باستحبابهما وقيل باستحباب الأكل ووجوب الإطعام والأظهر أنه لا تحديد للقدر الذي يأكله والقدر الذي يتصدق به فيأكل ما شاء ويتصدق بما شاء وقد قال بعض أهل العلم يتصدق بالنصف ويأكل النصف واستدل لذلك بقوله تعالى " فكلوا منها وأطعموا البآئس الفقير " قال فجزأها نصفين نصف له
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصف للفقراء وقال بعضهم يجعلها ثلاثة أجزاء يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث واستدل بقوله تعالى " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " فجزأها ثلاثة أجزاء ثلث له وثلث للقانع وثلث للمعتر هكذا قالوا وأظهرها الأول والعلم عند الله تعالى.
مسألة كتابة الدين:
يخطئ الكثير من الناس حينما يجرون بعض العقود دون كتابة أو شهادة، ولو وثق الناس ديونهم ومعاملاتهم بالكتابة والشهادة لارتاح القضاة في المحاكم من كثير من القضايا، ومن المتقرر أن من مقاصد الشرع الحرص على كل ما يجمع كلمة المسلمين والأمر به والمنع من كل ما يسبب الفرقة والشحناء بينهم ولهذا فإننا نجد أن أطول آية في كتاب الله تعالج مشكلة عدم توثيق العقود، فقد قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه .. "، وفيها الأمر بكتابة الدين وأجل ذلك الدين، ثم قال:" فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه .. " وفيها أن من عليه الدين هو الذي يكتب إقرارا بالدين أو يملي إن لم يكن كاتبا، ثم قال:" ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا" وفيها أن الدين ولو قل فإن من الحكمة أن يكتب، وأن الحكمة من ذلك أن الكتابة من القسط والحكمة التي أمر الله بها وأنها تدفع الريبة والخطأ الذي يسبب ضياع الحقوق ومن ثم يسبب الشحناء، ثم أكد الأمر بالشهادة فقال:" وأشهدوا إذا تبايعتم".
والجمهور على أن هذه الأوامر للاستحباب لما ثبت أن النبي صلى الله عليه عليه وسلم اشترى من جابر جملا فلم يشهد عليه، قالوا: ولأن الأمر للارشاد. واختار ابن حزم الوجوب لظاهر الأمر. ولحديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه ورجل آتى سفيها ماله وقد قال الله تعالى:" ولا تؤتوا السفهاء أموالكم"".
ومما رد به الجمهور أننا نرى جمهور المسلمين في جميع ديار الإسلام يبيعون بالأثمان المؤجلة من غير كتاب ولا إشهاد، وذلك إجماع على عدم وجوبها. تفسير الرازي المسمى مفاتيح الغيب 2/ 383.
مسألة قبول الحواله:
يشرع للدائن أن يقبل حوالة المدين على المليء لحديث:" مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع" متفق عليه. واختار ابن حزم أن الأمر للوجوب وهو قول كثير من الحنابلة وأبي ثور وابن جرير. وخالفهم الجمهور فاعتبروا الأمر لغير الوجوب. فهو مستحب عند المالكية والشافعية، وأما الحنفية فالأمر عندهم للإباحة.
قال ابن عبدالبر رحمه الله " قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مطل الغني ظلم وإذا أحلت على مليء فاتبعه وهذا عند أكثر الفقهاء ندب وإرشاد لا إيجاب وهو عند أهل الظاهر واجب. التمهيد 18/ 290.
مسألة النكاح للمستطيع:
ذهب ابن حزم إلى فرضية النكاح أو التسري للمستطيع وتمسك بالأمر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
وخالفه غيره فقال بأن الأمر للندب، قال ابن قدامة:" والأخبار تحمل على من له شهوة، لما فيها من القرائن الدالة عليها". المغني 6/ 448، الطبعة المصرية.
مسألة وليمة العرس:
اتفق العلماء على مشروعيتها واختلفوا في وجوبها واستحبابها على قولين:
القول الأول: أن إقامة وليمة العرس واجبة وهو قول لأحمد، قال ابن عقيل: ذكر الإمام أحمد رحمه الله أنها تجب ولو بشاة؛ للأمر. أ. هـ. وكذا قال بعض أصحاب الشافعي ودليل الوجوب:
ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رَدْعَ زعفران " وفي رواية: وَضَرًا من خلوق " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْيَم؟ فقال: تزوجت يا رسول الله، قال: فما أصدقتها؟ قال: وزن نواة من ذهب، قال: [فبارك الله لك] أولم ولو بشاة ". فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بها عبد الرحمن بن عوف والأمر للوجوب ولأن الإجابة إليها واجبة فكانت واجبة. ونصره ابن حزم رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثاني: أنها سنة مشروعة وليست بواجبة، وحملوا الأدلة السابقة من أمره صلى الله عليه وسلم وفعله على الاستحباب وأجابوا عن أدلة الموجبين بما يلي:
أولاً / حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه محمول على الاستحباب لأنها طعام سرور حادث وأشبه سائر الأطعمة.
ثانياً / كونه أمر بشاة ولا خلاف في أنها لا تجب.
ثالثاً / ما ذكروه من كون إجابة دعوتها واجبة فتكون الدعوة واجبة باطل بالسلام فإن السلام سنة وإجابة المسلم واجبة.
واختار الاستحباب أكثر أهل العلم وهو مذهب أحمد وعليه أصحابه.
مسألة: النهي عن الغيلة:
وجدت ابن عبد البر النمري في التمهيد "13/ 93" يفرق فيه بين ما هو إرشاد من السنة وما هو من باب الديانة، فقد علق على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم ” بقوله: “ وفيه دليل على أن من نهيه عليه السلام ما يكون أدبا ورفقا وإحسانا إلى أمته ليس من باب الديانة، ولو نهى عن الغيلة كان ذلك وجه نهيه والله أعلم".
مسألة: حكم مكاتبة العبد
في قول الله تعالى:" والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم"النور: 33. اتجاهان في الأمر الوارد في الآية.
قال أبو سعيد الإصطخري القرينة الصارفة للأمر في هذا عن الوجوب الشرط في قوله ان علمتم فيهم خيرا فإنه وكل الاجتهاد في ذلك إلى المولى ومقتضاه أنه إذا رأى عدمه لم يجبر عليه. الفتح 5/ 187.
وقال القرطبي في مسألة ما إذا طلب العبد المكاتبة والسيد يأباها: فيها قولان الأول لعكرمة وعطاء ومسروق وعمرو بن دينار والضحاك بن مزاحم وجماعة أهل الظاهر أن ذلك واجب على السيد وقال علماء الأمصار لا يجب ذلك وتعلق من أوجبها بمطلق الأمر وافعل بمطلقه على الوجوب حتى يأتي الدليل بغيره وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وبن عباس واختاره الطبري واحتج داود أيضا بأن سيرين أبا محمد بن سيرين سأل أنس بن مالك الكتابة وهو مولاه فأبى أنس فرفع عمر عليه الدرة وتلا فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا فكاتبه أنس قال داود وما كان عمر ليرفع الدرة على أنس فيما له مباح ألا يفعله وتمسك الجمهور بأن الإجماع منعقد على أنه لو سأله أن يبيعه من غيره لم يلزمه ذلك ولم يجبر عليه وإن ضوعف له في الثمن وكذلك لو قال له أعتقني أو دبرني أو زوجني لم يلزمه ذلك بإجماع فكذلك الكتابة لأنها معاوضة فلا تصح إلا عن تراض وقولهم مطلق الأمر يقتضي الوجوب صحيح لكن إذا عري عن قرينة تقتضي صرفه عن الوجوب وتعليقه هنا بشرط علم الخير فيه فعلق الوجوب على أمر باطن وهو علم السيد بالخيرية وإذا قال العبد كاتبني وقال السيد لم أعلم فيك خيرا وهو أمر باطن فيرجع فيه إليه ويعول عليه وهذا قوي في بابه. تفسير القرطبي12/ 245. والمحلى 9/ 222.
وقال الزرقاني 4/ 130:
وقال أبو عمر لما لم يجب على السيد بيعه بإجماع وفي الكتابة إخراج ملكه عنه بغير رضى ولا طيب نفس كانت الكتابة أحرى أن لا تجب ودل ذلك على أن الآية على الندب لا على الإيجاب
وقال أبو سعيد الاصطخري القرينة الصارفة له عن الوجوب الشرط في قوله " إن علمتم فيهم خيرا " سورة النور الآية 33 فإنه وكل الاجتهاد في ذلك إلى الموالي ومقتضاه أنه إذا رأى عدمه لم يجبر عليه فدل على أنه غير واجب
وقال القرطبي لما ثبت أن العبد وكسبه ملك للسيد دل على أن الأمر بكتابته غير واجب لأن قوله خذ كسبي واعتقني بمنزلة أعتقني بلا شيء وذلك لا يجب اتفاقا
" قال مالك وسمعت بعض أهل العلم يقول في قول الله تبارك وتعالى " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " سورة النور الآية 33 " أمر للموالي أن يبذلوا لهم شيئا من أموالهم للوجوب عند الأكثر والندب عند مالك وجماعة لأنه في معنى وصدقه التطوع الإعانة على العتق وكل منهما لا يجب وفي معنى الإيتاء حط جزء من مال الكتابة كما قال " إن ذاك أن يكتب الرجل غلامه ثم يضع " يحط " عنه من آخر كتابته شيئا مسمى " وهو الجزء الأخير لأن به يخرج حرا فتظهر ثمرته
(يُتْبَعُ)
(/)
" قال فهذا الذي سمعت من أهل العلم " أي بعضهم كما عبر به أولا " وأدركت عمل الناس على ذلك عندنا وقد بلغني " لعله من نافع أو ابن دينار " أن عبد الله بن عمر كاتب غلاما له على خمسة وثلاثين ألف درهم " فضة " ثم وضع عنه من آخر كتابته خمسة آلاف درهم " فخرج حرا " والأمر عندنا أن المكاتب إذا كاتبه سيده تبعه ماله " لأنها في معنى العتق وهو يتبعه إذا أعتقه ولم يستثنه " ولم يتبعه ولده " لأنهم ذوات أخر " إلا أن يشترطهم في كتابته " فيدخلون لأنه بالشرط كأن الكتابة وقعت على الجميع
مسألة: بيع الأمة إذا زنت أربع مرات:
والأمر بالبيع مندوب عند الجمهور خلافا لأبي ثور وأهل الظاهر وادعى بعض الشافعية أن سبب صرف الأمر عن الوجوب أنه منسوخ وممن حكاه بن الرفعة في المطلب ويحتاج الى ثبوت وقال بن بطال حمل الفقهاء الأمر بالبيع على الحض على مساعدة من تكرر منه الزنا لئلا يظن بالسيد الرضا بذلك ولما في ذلك من الوسيلة الى تكثير أولاد الزنا قال وحمله بعضهم على الوجوب ولا سلف له من الأمة فلا يستقل به وقد ثبت النهي عن إضاعة المال فكيف يجب بيع الأمة ذات القيمة بحبل من شعر لا قيمة له فدل على أن المراد الزجر عن معاشرة من تكرر منه ذلك وتعقب بأنه لا دلالة فيه على بيع الثمين بالحقير وان كان بعضهم قد استدل به على جواز بيع المطلق التصرف ماله بدون قيمته و لو كان بما يتغابن بمثله إلا أن قوله ولو بحبل من شعر لا يراد به ظاهره وانما ذكر المبالغة كما وقع في حديث من بنى لله مسجدا و لو كمفحص قطاة على أحد الأجوبة لأن قدر المفحص لا يسع أن يكون مسجدا حقيقة فلو وقع ذلك في عين مملوكة للمحجور فلا يبيعها وليه إلا بالقيمة ويحتمل أن يطرد لأن عيب الزنا تنقص به القيمة ثم كل أحد فيكون بيعها بالنقصان بيعا بثمن المثل نبه عليه القاضي عياض ومن تبعه وقال ابن العربي المراد من الحديث الإسراع بالبيع وامضاؤه ولا يتربص به طلب الراغب في الزيادة وليس المراد بيعه بقيمة الحبل حقيقة. الفتح 12/ 164.
مسألة: النهي عن القران بين التمرتين:
واختلفوا فى أن هذا النهى على التحريم أو على الكراهة والأدب فنقل القاضى عياض عن أهل الظاهر أنه للتحريم وعن غيرهم أنه للكراهة والأدب والصواب التفصيل فإن كان الطعام مشتركا بينهم فالقران حرام إلابرضاهم. شرح النووي لصحيح مسلم 13/ 223.
مسألة: الأكل أو الشرب بالشمال:
اختلف اهل العلم في حكم الأكل والشرب بالشمال على قولين هما:
القول الأول:أن الأكل والشرب بالشمال مكروه، واليه ذهب جمهور العلماء " انظر فتح الباري لابن حجر 9/ 522، شرح النووي لصحيح مسلم 13/ 191، والآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 168 وغيرها.
وقال ابن عبدالبر كذلك " نهي عن الأكل بالشمال والشرب بها لأن الأمر يقتضي النهي عن جميع أضداده فمن أكل بشماله أو شرب بشماله وهو بالنهي عالم فهو عاص لله ولا يحرم عليه مع ذلك طعامه ذلك ولا شرابه لأن النهي عن ذلك نهي أدب لا نهي تحريم والأصل في النهي أن ما كان لي ملكا فنهيت عنه فإنما النهي عنه تأدب وندب إلى الفضل والبر وإرشاد إلى ما فيه المصلحة في الدنيا والفضل في الدين وما كان لغيري فنهيت عنه فالنهي عنه نهي تحريم وتحظير.
القول الثاني:ان الأكل والشرب بالشمال محرم واليه ذهب جماعة من العلماء وعلى رأسهم ابن حزم وابن عبدالبر وابن العربي وابن حجر والصنعاني والشوكاني وغيرهم المحلى 7/ 424، وسبل السلام للصنعاني 4/ 318
مسألة التسمية عند الأكل:
ذهب ابن حزم إلى أن التسمية فرض عند الأكل، وخالفه غيره فحملوها على الاستحباب. المحلى 7/ 424.
مسألة السلام:
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم 14/ 140:
ونقل ابن عبدالبر وغيره إجماع المسلمين على أن ابتداء السلام سنة وأن رده فرض.
وفي 14/ 141: وهذا الذى جاء به الحديث من تسليم الراكب على الماشى والقائم على القاعد والقليل على الكثير وفى كتاب البخارى والصغير على الكبير لكنه للاستحباب فلو عكسوا جاز وكان خلاف الأفضل,
مسألة: الابتداء باليمنى عند الانتعال، وباليسرى عند الخلع:
(يُتْبَعُ)
(/)
في المتفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا:" إذا نتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال، فلتكن اليمنى أولهما ينتعل وآخر ما ينزع". نقل أبو زرعة عن ابن عبدالبر أن الأمر للاستحباب، ثم نقل عن عياض والنووي والقرطبي إجماع المسلمين على أن الأمر للاستحباب. طرح التثريب 8/ 132.
في الفتح 10/ 321 في معرض حديثه عن حكم الابتداء باليمنى عند الانتعال، وباليسرى عند الخلع:
ونقل عياض وغيره الإجماع على أن الأمر فيه للاستحباب والله أعلم
مسألة النهي عن المشي في نعل واحدة:
في المتفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا:" لا يمشي أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا". نقل أبو زرعة عن النووي الإجماع على أن النهي للكراهة، وخال ابن حزم فقال بأن النهي للتحريم. طرح التثريب 8/ 134.
وقال ابن عبد البر رحمه الله " ونهيه صلى الله عليه وسلم عن المشي في نعل واحدة نهي أدب لا نهي تحريم والأصل في هذا الباب أن كل ما كان في ملكك فنهيت عن شيء من تصرفه والعمل به فإنما هو نهي أدب لأنه ملكك تتصرف فيه كيف شئت ولكن التصرف على سنته لا تتعدى وهذا باب مطرد ما لم يكن ملكك حيوانا فتنهى عن أذاه فإن أذى المسلم في غير حقه حرام وأما النهي عما ليس في ملكك إذا نهيت عن تملكه أو استباحته إلا على صفة ما في نكاح أو بيع أوصيد أو نحو ذلك فالنهي عنه نهي تحريم فافهم هذا الأصل.
مسألة تغيير الشيب:
الصواب أن الآثار المروية عن النبى صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب وبالنهى عنه كلها صحيحة وليس فيها تناقض بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبى قحافة والنهى لمن له شمط فقط قال واختلاف السلف فى فعل الأمرين بحسب اختلاف أحوالهم فى ذلك مع أن الأمر والنهى فى ذلك ليس للوجوب بالاجماع ولهذا لم ينكر بعضهم على بعض. شرح النووي لصحيح مسلم14/ 80.
مسألة قراءة القرآن في أقل من ثلاث:
قال ابن حجر رحمه الله: وكأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب وعرف ذلك من قرائن الحال التي ارشد إليها السياق وهو النظر إلى عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المآل وأغرب بعض الظاهرية فقال يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث وقال النووي أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك وإنما هو بحسب النشاط والقوة فعلي هذا يختلف باختلاف الأحوال والاشخاص والله أعلم. الفتح 9/ 97.
مسألة الفرار من المجذوم:
قال ابن حجر رحمه الله:
وليس في أمره بالفرار من المجذوم معارضة لأكله معه لأنه كان يأمر بالأمر على سبيل الإرشاد أحيانا وعلى سبيل الإباحة أخرى وان كان أكثر الأوامر على الإلزام وإنما كان يفعل ما نهى عنه أحيانا لبيان أن ذلك ليس حراما وقد سلك الطحاوي في معاني الآثار مسلك بن خزيمة فيما ذكره فأورد حديث لا يورد ممرض على مصح ثم قال معناه أن المصح قد يصيبه ذلك المرض فيقول الذي أورده لو أني ما أوردته عليه لم يصبه من هذا المرض شيء والواقع أنه لو لم يورده لأصابه لكون الله تعالى قدره فنهى عن إيراده لهذه العلة التي لا يؤمن غالبا من وقوعها في قلب المرء ثم ساق الأحاديث في ذلك فأطنب وجمع بينها بنحو ما جمع به بن خزيمة ولذلك قال القرطبي في المفهم إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إيراد الممرض على المصح مخافة الوقوع فيما وقع فيه أهل الجاهلية من اعتقاد العدوى أو مخافة تشويش النفوس وتأثير الأوهام وهو نحو قوله فر من المجذوم فرارك من الأسد وان كنا نعتقد أن الجذام لا يعدي لكنا نجد في أنفسنا نفرة وكراهية لمخالطته حتى لو أكره إنسان نفسه منه وعلى مجالسته لتأذت نفسه بذلك فحينئذ فالأولى للمؤمن أن لا يتعرض إلى ما يحتاج فيه إلى مجاهدة فيجتنب طرق الأوهام الآلام مع أنه يعتقد أن لا ينجي حذر من قدر والله أعلم قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة الأمر بالفرار من الأسد ليس للوجوب بل للشفقة لأنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى أمته عن كل ما فيه ضرر بأي وجه كان ويدلهم على كل ما فيه خير. الفتح 10/ 162.
مسألة: لعق اليد بعد الطعام
في حديث ابن عباس مرفوعا: إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها. متفق عليه الأمر للاستحباب.
مسألة: عيادة المريض:
في حديث البراء: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز .... "
قال ابن دقيق العيد رحمه الله: عيادة المريض عند الأكثرين مستحبة بإطلاق، وقد تجب حيث يضطر المريض إلى من يتعاهده وإن لم يعد ضاع، وأوجبها الظاهرية. الإحكام مع العدة 4/ 490.
مسألة تشميت العاطس:
في حديث البراء: وتشميت العاطس.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله: وتشميت العاطس عند جماعة كثيرة من باب الاستحباب. الإحكام مع العدة 4/ 491.
مسألة إجابة الداعي:
في حديث البراء: وإجابة الداعي
قال ابن دقيق العيد رحمه الله: وإجابة الداعي، عامة، والاستحباب شامل للعموم ما لم يقع مانع. الإحكام مع العدة 4/ 493.
هذا ما تيسر جمعه والحمد لله أولا وآخرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
ماشاء الله.
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز.
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 06:55]ـ
اجدت يا شيخ عبد العزيز و افدت
ـ[خالد العامري]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 01:22]ـ
ما شاء الله، أحسنت أحسن الله إليك يا شيخ عبد العزيز. وقد سمعت أحدهم سُئل عن هذه القاعدة فقال (ما معناه) لا أعلم أحداً سبق الشيخ بن عثيمين إليها!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 12:17]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[لبنى وهبي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا عن الموضوع القيم. واشير إلى أن لشيخنا الدكتور سعد الدين العثماني مقال في الموضوع حاول أن يضم أطرافه عنوانه: "التصرفات النبوية الإرشادية سمات ونماذج"، وهو منشور في مواقع عدة في الشبكة، منها على موقع الإسلام اليوم ورابطه http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-9595.htm وله حفظه الله عناية خاصة بمثل هذه المواضيع المرشدة إلى منهج السلف في التعامل مع السنة دون إفراط ولا تفريط.(/)
متى يكون الكلام صعباً والفعل سهلاً
ـ[مستور الحال]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 01:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتهر عند الناس أن الكلام سهل والفعل صعب، ولكن لو أردنا أن نسأل متى يكون الكلام صعباً والفعال سهلاً.
فأما من حاسب نفسه على صغيرة وكبيرة، وتذكر سؤال الله عنها يوم القيامة، يقل كلامه، ويكثر ذكره لله، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) [سورة الزلزلة: 7،8].
فعندما يتكلم عن الكذب فإنه يتذكر تساهله في الكذب توريةً أو هزلاً، أو عذراً بسيطاً.
وعندما يتكلم عن قيام الليل يتذكر سهواته وسهراته وتناومه، وتعلله بأن هذا السهر في الطاعة، وتمضي الليالي ولا يقوم من الليل إلا نزراً يسيراً.
وعندما يتكلم عن صلة الرحم يتذكر عمته في القرية الفلانية ولا يزورها في السنة إلا مرة، وخاله في الشارع الفلاني ولا يقابله إلا في الطريق، وأخاه في المدينة الأخرى يعمل فيها ولا يتصل عليه إلا للحاجة، وهكذا.
وعندما يتكلم عن الغيبة فالله المستعان!! لا يكاد ينجو منها أحد ولو في الاسبوع مرةً.
فمن السهل أن تصدق في بعض حديثك وتصل رحمك، وتمتنع عن الغيبة، وتقوم الليل، ولكن من الصعب أن تستديم على هذه الحال، وترعاها وتراقبها في حياتك، - اللهم وفقنا للعمل الصالح.
كيف لا يصعب على المؤمن الحديث عن هذه المعالي من الأمور وغيرها وهو يخاف أن يقول غداً وهو في نار جهنم - أعاذنا الله وإياكم -: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 05:44]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 08:17]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سؤال عن الكعبه المشرفه والبيت الحرام
ـ[محمد بن صالح]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد عندي سؤال عن مبنى الكعبه المشرفه القائم الان متى تم بناؤه؟
وسؤال اخر عن التوسعات للمسجد الحرام هل من احد يفيدنا عن تاريخ التوسعات؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 01:22]ـ
/// وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته ..
البناء الموجود للكعبة الآن هو بناء الحجَّاج بن يوسف الثَّقفي بعد هدمه لبناء عبدالله بن الزُّبير، وكلُّ ما حصل بعد ذلك فإنَّما هو ترميمٌ لها، وآخرها قبل بضع سنوات.
/// وآخر توسعةٍ للمسجد الحرام كانت في عهد الملك فهد رحمه الله، وهي المسمَّاة الآن بالتَّوسعة.
وإذا أردَّت تفصيلًا مسهبًا في الكلام حول موضوع التوسعات والبناء وغير ذلك فعليك بكتاب: التاريخ القويم لمكة وبلد الله الكريم، لمحمد طاهر الكردي، الذي أخرجه عبدالملك بن دهيش في طبعة بثلاث مجلَّداتٍ كبار.
ـ[محمد بن صالح]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 02:16]ـ
/// وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته ..
البناء الموجود للكعبة الآن هو بناء الحجَّاج بن يوسف الثَّقفي بعد هدمه لبناء عبدالله بن الزُّبير، وكلُّ ما حصل بعد ذلك فإنَّما هو ترميمٌ لها، وآخرها قبل بضع سنوات.
/// وآخر توسعةٍ للمسجد الحرام كانت في عهد الملك فهد رحمه الله، وهي المسمَّاة الآن بالتَّوسعة.
وإذا أردَّت تفصيلًا مسهبًا في الكلام حول موضوع التوسعات والبناء وغير ذلك فعليك بكتاب: التاريخ القويم لمكة وبلد الله الكريم، لمحمد طاهر الكردي، الذي أخرجه عبدالملك بن دهيش في طبعة بثلاث مجلَّداتٍ كبار.
بارك الله فيك ... اخي العزيز على الافاده(/)
مقياس
ـ[اسماعيل احمد]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث في العلاقة بين مستوى التدين والاتجاه نحو المرض النفسي , لذلك انا بحاجة الى مقياس للتدين, مع الشكر الجزيل.
اسماعيل احمد
اخصائى صحة نفسية(/)
برنامج قضايا معاصرة على موقع البث الإسلامي
ـ[ركاب]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 01:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إخواني الفضلاء سيبث اليوم على موقع البث الإسلامي الساعة الثانية ظهرا بتوقيت مكة المكرمة برنامج قضايا معاصرة في ضوء الكتاب و السنة و سيطرح اليوم قضية مهمة و هي: الاستخفاف بالدماء.
ضيف اللقاء هو فضيلة الشيخ/د. عبد الله بن عبد العزيز الزَايدي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
و هذا هو الرابط http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=4795&action=listen&sid=(/)
مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 05:06]ـ
مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
للمباحثة
تنبيه: الموضوع علمي بحت.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 05:53]ـ
بارك الله فيك
موضوع مهم لأن أسباب هذا القصور تكررت في غيره ممن أعجب بطريقته كالشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم رحمة الله على الجميع
واعذروني إن ذكرت أسماءً فمعرفة الطريقة الصحيحة في التفقه دون غيرها أمر جد خطير وخاصة في هذا الزمن
وطريقة معرفة مواطن الخلل والقصور العلمي للرجل هو بمعرفة أصوله التي بنى عليها مذهبه
ولذلك كان فقه الشافعي من أمتن الفقه لقوة أصوله
ولذلك بقيت المذاهب الأربعة وانتشرت وتمذهب بها المحققون لقوة أصولها ط
فأول هذه المواطن:
** هو التوسع في استصحاب الأصل
والاستصحاب من أضعف الأدلة وإن كان حجة كما قرره المحققون من أهل العلم كأبي العباس ابن تيمية وغيره
وسبب توسعه في هذا الدليل الكلي معلوم وهو منعه للقياس وتعليل الأحكام
** ومنها: القصور في علم الحديث إما لفساد قواعد مشى عليها خالف فيها الجمهور أو أهل هذا الفن وإما لضعف معرفته بعلل الحديث
وهذا يشترك فيه معه غيره من الفقهاء يعني ضعف المعرفة بعلم العلل
وإنما ذكرته لأن أبا محمد ليس بمقلد بل ادعى الاجتهاد المطلق فإذا كان ضعيفا بعلم العلل مع دعوى الاجتهاد المطلق أورث خللا كثيرا
أما غيره ممن تقيد بمذهب إمام من الأئمة فإنه بتقليده له ولأصحابه ينجبر ضعف معرفته بهذا العلم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 09:23]ـ
إذا اكملتم هذا البحث
أتبعوه ببحوث اخرى تحت عنوان:
"مواطن الضعف-أو القصور العلمي-عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله"
"مواطن الضعف-أو القصور العلمي-عند الإمام مالك رحمه الله"
"مواطن الضعف-أو القصور العلمي-عند الإمام الشافعي رحمه الله"
"مواطن الضعف-أو القصور العلمي-عند الإمام أحمد رحمه الله"
وهكذا ...
ولاينحصر الأمر في الامام ابن حزم وحده رحمه الله ...
ومع المحبة والسلام
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:28]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أمجد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:30]ـ
ولي عودة بإذن الله، ولكن الموضوع دقيق ويحتاج إلى تحضير ووقت لتتبعه ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:32]ـ
الأخ "إمام الأندلس" ..
"المجلس" ساحة لطلبة العلم، فاكتب ما شئت، ما دللتَ عليه بعلم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:42]ـ
لاشك أنك -مع احترامي لك-لم تكن مسددا في العنوان ..
والله المستعان
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 10:56]ـ
انقد ما تراه بشرط العلم ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 11:08]ـ
وقولك: "لا شك .. " إلخ .. يفيد أنك على يقين من أن الإمام ابن حزم قد سلمت أصوله من القصور، وأن بناءه الفقهي والحديثي قد سلم من كل ضعف؟
فهل ما فهمته عنكم صحيح؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:20]ـ
الأخ "إمام الأندلس" ..
"المجلس" ساحة لطلبة العلم، فاكتب ما شئت، ما دللتَ عليه بعلم ..
وهل لو رددنا بعلم سيبقى كلامنا!!!!
لقد رددت على موضوعات مثيلة من قبل فكان الحذف والاستفزاز ثم الشطب
لو تريد المناقشة بعلم فاذهب إلى منتدى أهل الظاهر ونناقشك هناك
واطمئن لن يحذف لك شيئاً وستجد الردود العلمية والخضوع للحق
إلا إذا كان لديك أهداف أخرى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:33]ـ
أهلا بأبي محمد العمري وسهلا ..
أنا طرحت الموضوع للمباحثة
ولا وقت عندي للمناقشات التي تحتاج إلى المتابعة ..
وأنا طريقتي في مثل هذه الموضوعات:
أولا: محاولة استقراء الدراسات المعنية بالمسألة محل البحث.
ثانيا: تقسيم هذه الدرسات، وترتيبها بحسب الموضوع.
ثالثا: تقييم هذه الدراسات.
وأنتَ يا أبا محمد ممَّن يُرجَى نفعه في هذا الباب من العلم إن شاء الله، فإن كان بوسعك أن توقِفنا على هذه الدراسات وتقسيمها وتقييمها، فإنا لهذا لمن المبتهجين الشاكرين، وفقك الله ونفع بك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:34]ـ
وأرجو أن تتراجع عن قولك:
(إلا إذا كان لديك أهداف أخرى).اهـ
أنا ليس لي هدف إلا العلم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:36]ـ
لاشك أن كل إمام له اخطاء وهفوات
ولكن المشكل حصرها في امام دون اخر
وهذه قرينة تدل على التعصب وعدم الحيادية.
مرحبا بمواضيع تناقش منهج الامام ابن حزم ولكن المشكلة أن يتم الدفاع عنه فتحذف ردودك وتترك ردود مخالفيك
ثم يقال هذا نقاش علمي ...
وقد رأينا هذا في كثير من المواضيع والنقاشات ..
والله اعلم ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:42]ـ
الأخ "إمام الأندلس"
هذا الموضوع خاص بشأن التباحث، حول الإمام ابن حزم
فإن كنت - كما أشعرتك سابقا - تريد أن تُفيد في باب آخر .. فما الذي يحول بينك وبين ذلك؟
ثم أحببت أن أتأكد من أمر:
هل أنت يا "إمام الأندلس" ترميني بالتعصب وعدم الحيادية؟
ثم يا أخي إن كان لك مشكلة مع الإشراف، فما دخل موضوعي وفقك الله ونفع بك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:46]ـ
وأرجو أن تتراجع عن قولك: (إلا إذا كان لديك أهداف أخرى).اهأنا ليس لي هدف إلا العلم.
الأخ الكريم أشرف
أتراجع عما أقول ولا أخجل من الرجوع إلى الحق
ولو شئت فلدى العديد من البحوث مكتوبة تدور حول:
1 - إثبات أن أخطاء أو زلات ابن حزم أقل بكثير من غيره مهما كان هذا الغير
2 - ###
3 - إبراز فقه الظاهرية وقوته وأنه أكثر اتجاه يطابق نهج الصحابة ومن تبعهم بإحسان بل هو منهجهم فعلاً
** ولا أدعى عصمة أحد بل الكل له أخطاء ولا معصوم إلا نبيك صلى الله عليه وسلم.
مع محبتي والسلام.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:48]ـ
أخي الكريم أشرف انا لم اتهمك بهذا ابدا وإنما تكلمت عن شيء عشناه في كثير من المنتديات وأرجوا أن لايتكرر
والله اعلم
هل نسيتني ياشيخ اشرف؟
انا المصمودي "ابن حزم" ابتسامة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:53]ـ
أنتظر الروابط على الخاص يا أبا محمد، مع الشكر.
مع الإشارة إلى أنك قد أغفلت ذِكر الدراسات التي أومأت إليها في مشاركتي برقم "11"، تلك الدراسات المعنية بإبراز جوانب القصور في الأصول، ومظاهر الضعف في البناء الفقهي والحديثي عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
فإنْ وقفت عليها، فأرجو ذِكرها تفصيلا، وإن لم تقف عليها فصرِّح بذلك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:57]ـ
الأخ الكريم "إمام الأندلس"
للأسف الشديد لا أذكر (:
تستطيع تذكيري على الخاص إنْ أردت، أو هنا كما تحب ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:12]ـ
الدراسات المعنية بإبراز جوانب القصور في الأصول، ومظاهر الضعف في البناء الفقهي والحديثي عند الإمام ابن حزم رحمه الله.
كل ذلك أو جمهوره الأعظم هراء ومردود عليه وستأتيك الروابط على الخاص إن شاء الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:22]ـ
بارك الله فيك
إذا الدرسات ستأتيني روابطها على الخاص.
تقييمك لها: "هراء".
نفع الله بك.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:29]ـ
قصدى أخى الكريم أن من ذكر قصوراً أومظاهر ضعف في البناء الفقهي والحديثي كلامه معظمه هراء وتحامل وشغب وعصبية وستجد الردود عليه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:40]ـ
لقد فهمت عنك ..
وأنا أحرص على أمرين:
الأول: أن تأتني - مشكورا - بروابط الدراسات النَّاقدة لابن حزم فيما سلف الإشارة إليه.
الثاني: أن تأتني - مشكورا - بروابط الدراسات الناقضة للناقدة.
فإن أتيتني بالدراسات المختصة بالردود على النُّقاد فقط، فمع حرصي على ذلك، فليس هو مطلبي الأصلي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 01:19]ـ
أحب أن أبين أن كلام أبي محمد العمري كذب في كذب!!
فقد كتب الإخوة عندهم في منتداهم موضوعات كثيرة في مناقشة ابن حزم والرد عليه، ومع ذلك كان مآلها إلى الحذف والشطب ووووو ... إلخ مما يرمينا به.
وأما ما قاله (إمام الأندلس) من مواطن القصور عند الأئمة الأربعة، فإن هذا كلام مضحك في الواقع؛ لأن المقصود مواطن القصور التي انفرد بها ابن حزم، ولا يشك عاقل أن ابن حزم له طريقة متفردة مختلفة عن المنهج المتبع عند جماهير أهل العلم، بغض النظر عن صوابها وخطئها، ولكن من ينازع في تفرد طريقة ابن حزم لا ينبغي أن يناقش لأنه ليس بعاقل.
أما الأئمة الأربعة فلم ينفرد واحد منهم بمواطن قصور تفردوا بها عن غيرهم، وإنما كانت الأخطاء عند بعضهم أخطاء فرعية وليست أخطاء منهجية، ولذلك كذب أهل العلم بما نسب إلى بعضهم من رد للنصوص، كالذي نسب إلى أبي حنيفة.
ولا ننازع في الأخطاء الفرعية عند أحد كائنا من كان.
ولكي يكون النقاش علميا كما يريد صاحب الموضوع، فأقترح أن يكون النقاش بذكر مسألة منهجية واحدة فقط ثم مناقشتها، ثم الانتقال إلى مسألة أخرى وهكذا.
وأرى أن تكون أولى هذه المسائل مسألة (الاستقراء) الذي هو أساس علمي أصيل متين عند جميع أهل العلم في جميع العلوم وفي جميع العصور، وابن حزم يخالف في هذا الأمر البديهي الواضح، وقد نص على ذلك في كتابه التقريب، ولا أعرف أحدا وافقه على ذلك ممن سبقه ولا ممن لحقه، بل ولا حتى أهل الظاهر من المعاصرين لا يوافقونه على ذلك، فالشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري منهجه استقرائي واضح، ومناهج تجديد النحو التي ينادون بها هي مناهج استقرائية واضحة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 01:47]ـ
فأقترح أن يكون النقاش بذكر مسألة منهجية واحدة فقط ثم مناقشتها، ثم الانتقال إلى مسألة أخرى وهكذا.
وأن يكون المناقش بعيدا عن السلب والشتم وتسفيه الآخرين
بمعنى أن يكون النقاش علمي متأدب
فإن الإدارة لا تحذف المشاركات العلمية الخالية من الطعن واللمز والالتزام بالأدب العلمي
وما حذف من مشاركات إخواننا إنما كان لهذا السبب فكان بعضهم يرسل بعض مشاركات قد خلط فيها بين العلم والطعن بأحد الأئمة وتسفيه الآخرين ونحو هذا فما كان من المشرف إلا أن حذف المشاركة بما فيها فيظن كاتبها بالمشرف أنه يحذف المشاركات العلمية
وأنا إذ أشهد بهذا أشهد بعلم إذ كنت متابعا لما جرى وحصل
حتى أنا كنت قد رددت على أحدهم بنوع من الشدة والحدة فحذفت مشاركتى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 04:57]ـ
لا أختلف في كون ابن حزم يقيم مذهبه على أصول لا تستقيم ..
لكن اتهامه بالقصور العلمي فيه نظر .. فهذا الوصف إنما يطلق على على المتشبع بما لم يعط
أو على متوسطي طلبة العلم ..
ولهذا نص الذهبي الإمام الكبير على أنه يخضع لفرط علمه .. يعني ابن حزم
أما كلام الأخ إمام الأندلس .. وكلام العمري .. فلا يخلو من تعصب
لأن النقاش ليس عن أخطاء في مسائل .. وإنما عن منهج .. كما ذكر الشيخ أبو مالك
أما اتهام ابن حزم برفض الاستقراء كدليل معتبر .. ففيه والله أعلم نظر ..
فإن حاصل كلام ابن حزم .. أن إثبات شيء مستخرج عن الاستقراء .. ليس من السهولة بمكان ..
فإذا ثبت يقينا .. فبها ..
فيشبه كلامه في الاستقراء كلام أحمد في نفي الإجماع
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:07]ـ
لكن اتهامه بالقصور العلمي فيه نظر .. فهذا الوصف إنما يطلق على على المتشبع بما لم يعط
أو على متوسطي طلبة العلم ..
لا أظن صاحب الموضوع يقصد هذا المعنى، ولم يرد هذا المعنى في خاطري، ولا أظنه يرد في خاطر من اطلع على كتب ابن حزم.
لذلك أرى أن يحدد المراد من النقاش في هذا الموضوع، فما المراد بالقصور العلمي؟ وما المراد بمواطن الضعف؟
المراد بيان الخلل المنهجي في بعض القواعد والأصول التي بنى عليها ابن حزم كلامه.
فكثيرا ما أختلف مع إخواني الظاهرية في مسألة، وهي (هل الأخطاء التي عند ابن حزم سببها في التقعيد أو في التفريع)، فهم يقولون: إن ما أخطأ فيه ابن حزم هو خطأ في التفريع، وأنه لم يطبق أصول أهل الظاهر تطبيقا صحيحا.
وأنا لا أرى ذلك، بل أعتقد اعتقادا يقينيا أن الأخطاء التي عند ابن حزم أخطاء منهجية سببها في المنهج نفسه الذي يتخذه مقياسا ومعيارا للترجيح.
وكوننا نخص ابن حزم بالكلام لا يعني هذا أن المراد عين ابن حزم، بل المراد بيان الخلل المنهجي أيا كان القائل به، فمما لا يخفى أن كثيرا من أهل العلم قد تأثروا بابن حزم، فإذا بينا الخلل المنهجي سهل علينا معرفة الأخطاء الفرعية التي تنبني على هذا الخلل.
وكثيرا ما أضرب هذا المثال لإخواني من طلبة العلم:
لنفرض أننا نتناقش في مسألة لغوية، واحتججتُ أنا ببيت لامرئ القيس، فقال مخالفي: هذا البيت لا يثبت، فهنا خلافي مع صاحبي خلاف فرعي في إثبات هذا البيت أو عدم إثباته.
أما إن قال لي: (أنا لا أحتج بامرئ القيس أصلا؛ لأنه شاعر جاهلي كافر لا يحتج بقوله)!!
فهنا صار خلافي مع صاحبي خلافا منهجيا؛ لأنه قد هدم الأصل الأصيل للاحتجاج على لغة العرب ألا وهو كلام عرب الجاهلية.
والخلاف بين الأمرين خلاف كبير جدا، وطريقة النقاش في كل منهما متباينة، فلا يصح في الحالة الثانية أن تستشهد على صحة كلامك بأن سيبويه يقول كذا وأن الخليل يقول كذا!
أو أن تستشهد على صحة كلامك ببيت من الشعر الجاهلي!
وهذا الاختلاف في طريقة النقاش أيضا ينسحب على مسائل الفقه ومسائل الأصول، بل على جل مسائل العلم.
فإذا جاءك من يطعن في حجية السنة مثلا، فلا يصح في عقول العقلاء أن تستشهد عليه بحديث نبوي! فضلا عن أن تستشهد على صحة كلامك بأقوال أهل العلم!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:10]ـ
]
وأما ما قاله (إمام الأندلس) من مواطن القصور عند الأئمة الأربعة، فإن هذا كلام مضحك في الواقع؛ لأن المقصود مواطن القصور التي انفرد بها ابن حزم،. [/ COLOR]
.[/COLOR]
طيب اضحك كما شئت لكن الظاهر من العنوان غير ماتقول فتنبه ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:12]ـ
فيشبه كلامه في الاستقراء كلام أحمد في نفي الإجماع
كلام أحمد في نفي الإجماع يخطئ في فهمه كثيرون.
وقد صار مطية يركبها كل من أراد أن يفسد في الدين، أو أن ينكر المعلوم من الدين بالضرورة!
لا أقصد أنك منهم، ولكن المراد أن من يحتج بكلام أحمد أحد رجلين:
- إما رجل لم يعرف مراد أحمد، ولم يطلع على مذهبه، ولم يعرفه منهجه في الإجماع.
- وإما رجل يريد أن يضل الناس ويبحث عن أي شاهد يشهد له من كلام السلف.
ولا ينبغي أن يتكلم في مذاهب أهل العلم إلا من تحقق بمعرفتها؛ لأن كل إنسان يستطيع أن يفهم ما يشاء من أي نص يشاء، وقد ذكرتُ في موضوع (اتقوا الله في نقل كلام أهل العلم) طرفا من هذا الباب.
فإذا كنا نعلم عن عالم من العلماء أنه يقول قولا معينا وعرفنا هذا من تتبع كلامه واستقرائه، فلا يصح أن ننسب له قولا بناء على ظاهر كلامه في موضع من المواضع؛ لأن المواضع المفسرة تقضي على المواضع المحتملة المجملة.
فمثلا من المعروف عن ابن تيمية أنه ينكر تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، وقد أطال النفس في الرد على المخالف في ذلك.
فإذا جاء بعض المعاصرين يقول: ابن تيمية يعترف بالمجاز بدليل أنه يقول في رسالة كذا: (هذا مجاز)، أو (هذا محمول على المجاز) ... إلخ
فنقول له: أنت جاهل بابن تيمية، ولا يصح لك أن تتكلم عن ابن تيمية؛ لأنك تبني دليلك على فهمك لنص مقتطع من سياقه، من غير أن تتبع كلام ابن تيمية، وأما من يعرف ابن تيمية وقرأ معظم كتبه فهو يعلم حق المعرفة مذهبه في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:12]ـ
ولا يشك عاقل أن ابن حزم له طريقة متفردة مختلفة عن المنهج المتبع عند جماهير أهل العلم، بغض النظر عن صوابها وخطئها، ولكن من ينازع في تفرد طريقة ابن حزم لا ينبغي أن يناقش لأنه ليس بعاقل.
. [/ COLOR]
وهل مخالفة جماهير أهل العلم مظنة الخطأ أخي الكريم أبامالك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:15]ـ
أما الأئمة الأربعة فلم ينفرد واحد منهم بمواطن قصور تفردوا بها عن غيرهم، وإنما كانت الأخطاء عند بعضهم أخطاء فرعية وليست أخطاء منهجية،. [/ color]
دعوى منك أخي الكريم ابامالك
ممكن تبرهن عليها لو تكرمت
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:16]ـ
طيب اضحك كما شئت لكن الظاهر من العنوان غير ماتقول فتنبه ...
معذرة نسيت أنك من أهل الظاهر.
ولكن صاحب الموضوع ليس من أهل الظاهر، فلا يصح أن تجعل فهمك حاكما عليه!
وهذه إحدى المعضلات والمشكلات أيضا عند أهل الظاهر!
أنهم يفهمون كلام مخالفيهم على غير مرادهم، ثم يحاكمونهم على هذا الفهم!
ولذلك يكثر عندهم نسبة الأقوال الخاطئة إلى أهل العلم.
ولا ينبغي أن ينازع في هذا ذو عقل سليم!
لماذا؟
لأنه إذا كان أهل الظاهر يفهمون كلام صاحب الشرع بطريقة مخالفة لطريقة أهل العلم، فليس بمستغرب أن يفهموا كلام أهل العلم أيضا على هذه الطريقة الغريبة!
وأعجب من كل ذلك أنهم يأتون مثلا لكلام الإمام مالك والإمام الشافعي ويريدون أن يفهموا كلامهم بناء على منطق أهل الظاهر!
مع أن مالكا والشافعي ليسا من أهل الظاهر أصلا!
وهذا يشبه طريقة من أراد أن يفهم كلام ابن حزم بمنهج أبي حنيفة!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:18]ـ
لا أختلف في كون ابن حزم يقيم مذهبه على أصول لا تستقيم ..
طيب هذا في نظرك اخي الكريم أبالقاسم وبعض من اقتنعت بقولهم (وحقك لك هذا) وفي نظري أنا اقتناعا بحجة ابن حزم الإمام ومحققين اخرين خلاف ذلك (وأعتقد أن يحق لي هذا)
.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
دعوى منك أخي الكريم ابامالك
ممكن تبرهن عليها لو تكرمت
أولا: أخبرني ما معنى البرهان؟ وما الفرق بين ما هو برهان وما ليس ببرهان؟
ثانيا: صاحب الدعوى هو أنت وليس أنا، فأنت تدعي أن هؤلاء عندهم أخطاء منهجية، وأنا نفيت ذلك، والبينة على المدعي لا على النافي.
ثالثا: ما من قول قال به بعض الأئمة الأربعة إلا وقد وافقه عليهم عشرات العلماء ممن جاء بعدهم، ومن ينكر هذا فليس بعاقل! فكيف يقال: إنهم تفردوا بمناهج لم يوافقهم عليها غيرهم؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:21]ـ
طيب هذا في نظرك اخي الكريم أبالقاسم وبعض من اقتنعت بقولهم (وحقك لك هذا) وفي نظري أنا اقتناعا بحجة ابن حزم الإمام ومحققين اخرين خلاف ذلك (وأعتقد أن يحق لي هذا)
.
أصول ابن حزم التي بنى عليها مسائل الاعتقاد هي أصوله التي بنى عليها مسائل الفروع.
ومعلوم ما عند ابن حزم من تجهم في مسائل الاعتقاد.
وعندما ألزمناكم هذا المذهب وأنه يجب أن تقولوا بقول ابن حزم في مسائل الاعتقاد صرتم فريقين:
- فريق التزم هذا المذهب، وصار من الجهمية، والله المستعان!
- وفريق ظل يلف ويدور، ويزعم أن ابن حزم لم يطبق منهج أهل الظاهر في مسائل الاعتقاد!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:22]ـ
معذرة نسيت أنك من أهل الظاهر.
ولكن صاحب الموضوع ليس من أهل الظاهر، فلا يصح أن تجعل فهمك حاكما عليه!
وهذه إحدى المعضلات والمشكلات أيضا عند أهل الظاهر!
أنهم يفهمون كلام مخالفيهم على غير مرادهم، ثم يحاكمونهم على هذا الفهم!
ولذلك يكثر عندهم نسبة الأقوال الخاطئة إلى أهل العلم.
ولا ينبغي أن ينازع في هذا ذو عقل سليم!
لماذا؟
لأنه إذا كان أهل الظاهر يفهمون كلام صاحب الشرع بطريقة مخالفة لطريقة أهل العلم، فليس بمستغرب أن يفهموا كلام أهل العلم أيضا على هذه الطريقة الغريبة!
وأعجب من كل ذلك أنهم يأتون مثلا لكلام الإمام مالك والإمام الشافعي ويريدون أن يفهموا كلامهم بناء على منطق أهل الظاهر!
مع أن مالكا والشافعي ليسا من أهل الظاهر أصلا!
وهذا يشبه طريقة من أراد أن يفهم كلام ابن حزم بمنهج أبي حنيفة!
طيب نتحاكم إلى صاحب الموضوع ونسأله هل قصدك ماتفرد به ابن حزم مخالفا جماهير أهل العلم
أم مواطن القصور والضعف العلمي لديه سواء وافق به جماهير أهل العلم أم لا؟
تنبيه العنوان كالتالي:"مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله. "
أما قولك أنني من اهل الظاهر فأنا لست متمذهبا بمذهب الظاهرية ولست متبعا لأي مذهب فقهي من حيث الديانة والتعبد ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:26]ـ
لاأما كلام الأخ إمام الأندلس .. وكلام العمري .. فلا يخلو من تعصب
طيب أنا اعتقد أن الإمام ابن حزم له أخطاء وقد كررت هذا وأخالفه في الكثير من المسائل سواء في المعتقد أو في الفروع فلا داعي لهذا الكلام
ولاتحاسبوني بمايفعل غيري فأنا لست ملتزما بأي مدرسة
إلا مدرسة النص:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:27]ـ
طيب نتحاكم إلى صاحب الموضوع ونسأله هل قصدك ماتفرد به ابن حزم مخالفا جماهير أهل العلم
أم مواطن القصور والضعف العلمي لديه سواء وافق به جماهير أهل العلم أم لا؟
أوافق على هذا.
وأقترح أيضا أن نختار (بالإجماع) مشرفا على هذا النقاش حتى يكون حاكما بين المتناقشين.
وإن كنت أرى العنوان واضحا فيما أقول؛ لأن ابن حزم إذا وافق جماهير أهل العلم فكيف يقال حينئذ (مواطن الضعف عند ابن حزم)؟؟؟ ينبغي أن يقال حينئذ: مواطن الضعف عند الجماهير.
أما قولك أنني من اهل الظاهر فأنا لست متمذهبا بمذهب الظاهرية ولست متبعا لأي مذهب فقهي من حيث الديانة والتعبد ..
أي أنك من المجتهدين المطلقين!
هذا الكلام كلام الظاهرية أصلا يا أخي؛ لأن الظاهري عندهم ليست مذهبا أصلا، فأنت وهم تنازعون في مجرد اللفظ!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:30]ـ
ولاتحاسبوني بمايفعل غيري فأنا لست ملتزما بأي مدرسة
إلا مدرسة النص:)
نحن لا نلزمك بشيء؛ لأن النقاش ليس عنك، وإنما عن ابن حزم، فإذا دخلت في النقاش مدافعا عنه كان النقاش عن دفاعك وليس عن شخصك.
وأما قولك (لست ملزما بأي مدرسة إلا مدرسة النص)
فينبغي أن نوضح ما في هذا الكلام من تلبيس؛ لأننا نلاحظ في هذه الأيام أن كثيرا من الأغمار الصغار يُضحك عليهم بمثل هذه الشعارات، وكل من أراد أن يلبس على الناس دينهم فإنه يأتي بمثل هذه العبارات.
فنقول: دين الله عز وجل محفوظ بحفظ الله له، وهذا أمر لا نختلف فيه، ولكن نسأل: ما المراد بحفظ الدين؟ هل المراد (حفظ حروفه وكلماته ونصوصه)؟ أو المراد (حفظ معاني هذا الدين)؟
إن قلنا بالأولى لزمنا أن نصحح مذاهب القرامطة والرافضة والباطنية والفلاسفة والجهمية.
وإن قلنا بالثانية لزمنا أن نلتزم بفهم سلف الأمة لهذا الدين، وهو المطلوب.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:32]ـ
أوافق على هذا.
وأقترح أيضا أن نختار (بالإجماع) مشرفا على هذا النقاش حتى يكون حاكما بين المتناقشين.
وإن كنت أرى العنوان واضحا فيما أقول؛ لأن ابن حزم إذا وافق جماهير أهل العلم فكيف يقال حينئذ (مواطن الضعف عند ابن حزم)؟؟؟ ينبغي أن يقال حينئذ: مواطن الضعف عند الجماهير.
طيب إن كان قصد الاخ الكريم أشرف ماترمي إليه فأنا اسحب كلامي
أما النقاش فأنا ليس عندي استعداد للدخول فيه إنما ابديت بعض ملاحظاتي فقط والله أعلم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:34]ـ
.
أي أنك من المجتهدين المطلقين!
هذا الكلام كلام الظاهرية أصلا يا أخي؛ لأن الظاهري عندهم ليست مذهبا أصلا، فأنت وهم تنازعون في مجرد اللفظ!
لم أقل أنني من المجتهدين المطلقين فأرجوا عدم السخرية
أما كونه كلام الظاهرية أو كلام غيره فهذا لايهمني
يكفي انه كلام ربي
"اتبعوا ماأنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون"
والله تعالى أعلم ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:36]ـ
.
وأما قولك (لست ملزما بأي مدرسة إلا مدرسة النص)
فينبغي أن نوضح ما في هذا الكلام من تلبيس؛.
طيب هل قولي أنني من مدرسة النص تهمة ينبغي أن أدافع عن نفسي بسببها لكونها تلبيسا ودجلا افتراءا؟
طيب هل تريد مني أن أقول أنا من مدرسة الرأي مثلا؟
الله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:38]ـ
شيخ أبا مالك .. كلام أحمد معلوم ..
وقصدي بارك الله فيك أن من أساء فهم أحمد .. كالذي فهم من ابن حزم أنه ينفي حجية الاستقراء ..
وحين أعود لمكتبتي .. سأبين ذلك إن شاء الله تعالى
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:39]ـ
أصول ابن حزم التي بنى عليها مسائل الاعتقاد هي أصوله التي بنى عليها مسائل الفروع.
!
ماهي هذه الأصول أخي الكريم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:41]ـ
وعندما ألزمناكم هذا المذهب وأنه يجب أن تقولوا بقول ابن حزم في مسائل الاعتقاد صرتم فريقين:
- فريق التزم هذا المذهب، وصار من الجهمية، والله المستعان!
- وفريق ظل يلف ويدور، ويزعم أن ابن حزم لم يطبق منهج أهل الظاهر في مسائل الاعتقاد!
من نحن؟
هل تقصد الحزمية؟ أم المتمذهبين بمذهب اهل الظاهر؟
طيب وهل تعلم قولي في مايتعلق بعقيدة ابن حزم رحمه الله أم ماذا اخي الكريم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:43]ـ
شيخ أبا مالك .. كلام أحمد معلوم ..
وقصدي بارك الله فيك أن من أساء فهم أحمد .. كالذي فهم من ابن حزم أنه ينفي حجية الاستقراء ..
وحين أعود لمكتبتي .. سأبين ذلك إن شاء الله تعالى
يا أخي الفاضل، كلام ابن حزم في هذه المسألة واضح كالشمس، ولا يمكن أن يُساء فهمه، وقد نقلناه سابقا بنصه في موضوع مفرد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:45]ـ
ماهي هذه الأصول أخي الكريم
لا أقصد أصولا معينة، وإنما المقصود أن ابن حزم لم يسلك مسلكين مختلفين في كل من العقيدة والفروع.
فطريقته المنهجية واحدة فيهما، وهذا واضح لكل من اطلع على كتبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:46]ـ
لم أقل أنني من المجتهدين المطلقين فأرجوا عدم السخرية
أما كونه كلام الظاهرية أو كلام غيره فهذا لايهمني
يكفي انه كلام ربي
"اتبعوا ماأنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون"
والله تعالى أعلم ..
ليس في الأمر سخرية، وقد بينتَ صدق كلامي بجملتك الأخيرة.
فأنت تزعم أن اتباع كلام أهل العلم كفر وشرك؛ لأنه اتخاذ أولياء من دون الله!
وتزعم أنك تكتفي بالأخذ مباشرة من القرآن بغير الرجوع لأهل العلم، مع أنك تزعم أنك ليست من المجتهدين المطلقين، فكيف حصلتَ الأهلية لفهم نصوص الوحي إذن؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 05:47]ـ
طيب هل قولي أنني من مدرسة النص تهمة ينبغي أن أدافع عن نفسي بسببها لكونها تلبيسا ودجلا افتراءا؟
طيب هل تريد مني أن أقول أنا من مدرسة الرأي مثلا؟
الله المستعان
ليس تهمة تدافع عنها، ولكنها حق يساء فهمه!
فماذا تقصد بمدرسة النص؟
هل تقصد النصوص كرسوم مفرغة من المعاني؟ أو تقصد النصوص بفهم السلف الصالح؟
إن كانت الأولى فهذه التي نخشى منها ونفر.
وإن كانت الثانية فهو حق.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 07:42]ـ
لا أقصد أصولا معينة، وإنما المقصود أن ابن حزم لم يسلك مسلكين مختلفين في كل من العقيدة والفروع.
فطريقته المنهجية واحدة فيهما، وهذا واضح لكل من اطلع على كتبه.
لو بينت لي ذلك فأنا لك من الشاكرين اخي الكريم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 07:44]ـ
فأنت تزعم أن اتباع كلام أهل العلم كفر وشرك؛ لأنه اتخاذ أولياء من دون الله!
!
لم أقل هذا الكلام فارجوا اخي الكريم عدم التشغيب
أنا اتيتك بالاية الكريمة وقصدي بذلك أن الإنسان ملزم باتباع الوحي وليس مذهب معين ولم اتكلم عن اتباع كلام اهل العلم
فكلامهم يأخذ مصداقيته بمباركة الوحي له وإلا فلاعبرة به
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 08:03]ـ
وتزعم أنك تكتفي بالأخذ مباشرة من القرآن بغير الرجوع لأهل العلم، مع أنك تزعم أنك ليست من المجتهدين المطلقين، فكيف حصلتَ الأهلية لفهم نصوص الوحي إذن؟!
لم أقل هذا الكلام
وإنما سوء فهمك لكلامي
هذا مشكلك أخي الكريم وليس مشكلتي أنا
فكثير من الناس يسيئون فهم كلام مخالفيهم ثم بسيئون الحكم عليه والله المستعان
متى قلت أنه لاعبرة بكلام العلماء وانه لايجوز الرجوع إليهم؟
ممكن تبين لي كلمة واحدة من كلامي تؤكد افترائك علي
طيب وماذا نفعل بهذا التراث الذي تركه لنا علمائنا في شتى الفنون؟
نرميه في البحر ثم نقول عندنا قران وسنة؟
ابدا ماقال أحد قط بهذا الكلام
فنحن نستفيد من كلام أهل العلم المحققين سواء كانوا شافعية او مالكية او حنفية أو حنبلية أو ظاهرية أو لاادري مذهبهم (اقصد المذاهب السنية)
بشرط واحد ان يكون كلامهم صحيحا
لاتسألني كيف تعرف أن هذا حق وان هذا صواب
هذا يكون ببذل الوسع في معرفة الحق من خلال الاجتهاد في تحصيل العلم والنهل من معين الكتاب والسنة
والاستفادة من اقوال العلماء والفقهاء باختلاف مشاربهم ومدارسهم
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 08:30]ـ
أما قولك أنني من اهل الظاهر فأنا لست متمذهبا بمذهب الظاهرية
فلماذا أخي لكريم جعلت معرف بريدك الإلكتروني هكذا:
daherysalafi@hotmail.com ؟
مجرد سؤال.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 09:01]ـ
فلماذا أخي لكريم جعلت معرف بريدك الإلكتروني هكذا:
daherysalafi@hotmail.com ؟
مجرد سؤال.
أهلا نضاااااااااااااااااال مشهود
ربما أعجبه الاسم أو الانتساب - مجرد الانتساب - هل تراها معرة يُتَبرأ منها؟ (ابتسامة)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:00]ـ
يقول العوضى
أحب أن أبين أن كلام أبي محمد العمري كذب في كذب!!
فقد كتب الإخوة عندهم في منتداهم موضوعات كثيرة في مناقشة ابن حزم والرد عليه، ومع ذلك كان مآلها إلى الحذف والشطب ووووو ... إلخ مما يرمينا به.
أنت الكاذب يا أبا مالك ولدى الأدلة والبراهين على حذفك كثير من الردود العلمية التى كشفت الخطأ الذي وقعت فيه في بعض الموضوعات ... أما بخصوص ما ادعيت من حذف عندنا لكلام أمثالك ... قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:04]ـ
بسم الله، والحمد لله، وبعد:
أتعجب كيف يُشغَّب على العنوان، ولو التزم المرء منا النصفة لفهم الكلام على وجهه بادي النظر دون فكر أو تأمل
ثم يزداد عجبي ويزداد، بعد أن أبنت عن المراد مرة بعد مرة: المشاركات: 9 و17.
ولعمري، هل يُقال: "مواطن الضعف أو القصور" إلا إذا أُرِيدَ البناء والأصول؟!
ثم إن أشد أنواع الضعف العلمي بلا مرية، الضعف الواقع في الأصل والبناء والمنهج، الذي هو ثمرة كل فرع.
ثم لا أُخفي استيائي ممَّن يُلقي الكلام إلقاءً بلا تحقيق أو تدقيق، بل إن أردت أنْ أقول: بلا مسؤولية، لأرجو أن أكون قد وُفِّقت إلى الصواب.
أنا لا أدعو إلى "عصمة المشاركات"، ولكن قليل من التحقيق، قليل من المسؤولية.
حياكم الله جميعا، وأحث شيخنا الفاضل أبا مالك وغيره من إخواننا الفضلاء على مواصلة الحوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:19]ـ
الأخ الفاضل / أمجد الفلسطيني
بخصوص كلامك عن الحذف و ... علمت أشياء وغابت عنك أشياء
وإن شاء الله لو تقابلنا على المسنجر أعطيك التفاصيل
أما بخصوص كلامك عن الاستصحاب وضعف ابن حزم في العلل فلدى الكثير فيه يظهر لك سلامة منهجه يرحمه الله ... وإن شاء الله لو تقابلنا على المسنجر أعطيك التفاصيل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:32]ـ
أنت الكاذب يا أبا مالك ولدى الأدلة والبراهين على حذفك كثير من الردود العلمية التى كشفت الخطأ الذي وقعت فيه في بعض الموضوعات ... أما بخصوص ما ادعيت من حذف عندنا لكلام أمثالك ... قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
كفاك كلاما مضحكا، فهذا يظهر مقدار عقلك!
فأنا لم أنفِ أنني حذفت لك أشياء، وهذا من حقي كمشرف أن أحذف ما أراه يستحق الحذف، خصوصا إن صدر ممن ليس مؤهلا للكلام العلمي.
ولكنك أنت نفيت أنكم تحذفون الردود في منتداكم، وهذا كذب واضح لا مراء فيه.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:44]ـ
فلماذا أخي لكريم جعلت معرف بريدك الإلكتروني هكذا:
daherysalafi@hotmail.com ؟
مجرد سؤال.
حياك الله اخي
ومن حقك السؤال بارك الله فيك
هذا العنوان هو عندي من مدة طويلة اخي الكريم أظن تقريبا من سنة
والانسان يتغير أخي الكريم
:)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:45]ـ
هدؤو ياإخوان
لاداعي لهذا بارك الله فيكم
"الخلاف لايفسد للود قضية"
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:49]ـ
أي ود وأي نقاش يا أخي صخر
الحذف من جانب واحد
أنت تضيع وقتك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 10:53]ـ
الأخ أبو محمد العمري
أنا لا أحذف إلا ما يخالف ضوابط المجلس، أو أراه من الضعف العلمي، أو ما هو خارج الموضوع، وقد سامحناك كثيرا جدا، أكثر من غيرك من الأعضاء.
عموما:
أقترح أن يكون النقاش في مسألة واحدة فقط نختارها بالاقتراع، وأي مشاركة تخرج عن هذه المسألة تحذف.
وهذه بعض الاقتراحات:
1 - مبحث الاستقراء
2 - مبحث القطع والظن
3 - مبحث القرائن
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
الأخوين العراقي الأصيل وإمام الأندلس
(يا ترى. . . كم بين العراق والأندلس، بل كم بين أبى حنيفة وابن حزم رحمهما الله!)،
أشكركما على الإشارة والإجابة.
وما دام أن الإنسان يتغير، بسنة أو بسنوات. . . فالأمل موجود. والله الموفق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, مساء 11:55]ـ
الأخ أبو محمد العمري
أنا لا أحذف إلا ما يخالف ضوابط المجلس، أو أراه من الضعف العلمي، أو ما هو خارج الموضوع، وقد سامحناك كثيرا جدا، أكثر من غيرك من الأعضاء.
عموما:
أقترح أن يكون النقاش في مسألة واحدة فقط نختارها بالاقتراع، وأي مشاركة تخرج عن هذه المسألة تحذف.
وهذه بعض الاقتراحات:
1 - مبحث الاستقراء
2 - مبحث القطع والظن
3 - مبحث القرائن
ما رأي المشايخ لو حددنا الحوار حول ما كتبه أبو محمد رحمه الله من القواعد في كتاب معين، حتى يكون النقاش أكثر موضوعيا (ولا أقول أكثر ظاهريا). ولنبدأ مثلا بـ:
1 - أصوله الاستنباطية في كتاب (الإحكام)
2 - أفكاره العقائدية والمنهجية في كتاب (الفصل)
3 - نظرته لتعليل الأحكام في (إبطال القياس). . .؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 12:02]ـ
الأخ أو أراه من الضعف العلمي، أو ما هو خارج الموضوع،
اخي الكريم ربما ماتراه أنت ضعفا علميا يراه غيرك نظرة مغايرة
وماتراه خارج الموضوع قد يراه غيرك من صميم الموضوع.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 12:17]ـ
اخي الكريم ربما ماتراه أنت ضعفا علميا يراه غيرك نظرة مغايرة
وماتراه خارج الموضوع قد يراه غيرك من صميم الموضوع.
والله أعلم
هذا صحيح، ولذلك كان لا بد من وجود مشرفين لهم حق اتخاذ القرار؛ لئلا يحصل مثلُ هذا التضارب الذي تشير إليه.
ولا أحسبك تريد أن يكون الأمر (بوظة) أو (خلطبيطة) أو ما شئت أن تسميه!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 06:25]ـ
سُبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ الله .. واللهُ أكبر (!)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 10:29]ـ
[خلاصة المشاركات]
رَقْمُ المباحث التي تفضَّل بذكرها إخواننا الفضلاء، وقد "رأوا" أنها من أوجه القصور والضعف أوالخلل المنهجي عند الإمام المبجل أبي محمد ابن حزم رحمه الله:1و2و3 - التوسع في استصحاب الأصل، وسبب توسعه في هذا الدليل الكلي: منعه للقياس. و: تعليل الأحكام.4 - القصور في علم الحديث، إما: لفساد قواعد مشى عليها خالف فيها الجمهور، أو أهل هذا الفن. وإما: لضعف معرفته بعلل الحديث. 5 - مبحث الاستقراء.6 - مبحث القطع والظن.7 - مبحث القرائن.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:14]ـ
أخي الكريم أشرف لقد طرحت السؤال في دارة أهل الظاهر في هذا الرابط ربما بعض الاخوة هناك لايشاركون في الالوكة بسبب حذف مشاركاتهم كما يقولون فهذا رابط من خلاله ان شاء الله يمكن نثري الحوار
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?p=15369#post153 69
وكتبت فيهما مايلي:
طرح بعض الافاضل في المجلس العلمي موضوعا حول مواطن الضعف والقصور العلمي عند الإمام ابن حزم
فحصل رفع وخفض بين الاخوة وأخذ ورد وفي الاخير انتهى بهم المطاف إلى تحديد بعض مايؤاخذ عليه الإمام ابن حزم كأرضية للنقاش وهي كالتالي:
1و2و3 - التوسع في استصحاب الأصل، وسبب توسعه في هذا الدليل الكلي: منعه للقياس. و: تعليل الأحكام.
4 - القصور في علم الحديث، إما: لفساد قواعد مشى عليها خالف فيها الجمهور، أو أهل هذا الفن. وإما: لضعف معرفته بعلل الحديث.
5 - مبحث الاستقراء.
6 - مبحث القطع والظن.
7 - مبحث القرائن.
فمارأيكم أيها الاخوة الكرام؟
هل من مجيب ...
أرجوا من الاخوة المشرفين عدم حذف الرابط فخلافكم مع اخوانكم لايفسد للود قضية وأشهد الله على محبتكم في الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:31]ـ
4 - القصور في علم الحديث، إما: لفساد قواعد مشى عليها خالف فيها الجمهور، أو أهل هذا الفن. وإما: لضعف معرفته بعلل الحديث.
لا أوافق على هذه النقطة، فابن حزم عالم متبحر في الحديث.
ولكن المشكلة -من وجهة نظري- أنه ليس عنده أمر وسط، ولا إعمال للقرائن، فالحديث إما صحيح فقط وإما باطل فقط.
فليس عنده للصحيح مراتب ولا للضعيف مراتب، ولذلك فلا يقول بتقوية الحديث بتعدد الطرق، وكذلك لا يقول بتقديم حديث الثقات على حديث الثقة إذا خالف، ولا يقول بالشذوذ إذا تفرد الثقة.
وكذلك ليس عنده مسألة تلقي الأمة بالقبول، فلا توجد مزية لصحيح البخاري أو غيره.
وكذلك لا يوجد عنده قطعي وظني، فكل النصوص إما قطعية وإما باطلة، ولذلك فليس عنده مراتب للترجيح بين النصوص، فإما أن تقبل النصوص لصحتها وإما أن ترد لعدم صحتها.
أما مسألة أنه يخطئ في تطبيق بعض القواعد أو يجهّل بعض الرواة أو نحو ذلك، فهذا حتى إن كان خطأ فليس خطأ منهجيا، بل هو خطأ فرعي يقع مثله أو شبيهه لباقي أهل العلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:08]ـ
فابن حزم عالم متبحر في الحديث.
ولكن المشكلة -من وجهة نظري ...
كونه متبحرا في علم الحديث لا يناقض القصور المذكور
لأن المراد التنبيه على أصوله ومنهجيته غير الصحيحة في هذا العلم التي خالف فيها إصول وقواعد المحققين في هذا الفن
وتقدم تحديد منعى القصور في جوابك عن كلام أبي القاسم
ومن هذه المسائل ما ذكرت من عدم إعمال القرائن وغيرها فهذا سبب قصوره في هذا العلم يعني سبب خطئه وشذوذه في هذا العلم لا قلة علمه
ولا تلازم بين الخطأ وقلة العلم لاحتمال كون الخطأ في المنهج لا التطبيق كما هو هنا
لكن لا أرى طرحها هنا لأنها ليست مما انفرد بها ابن حزم
ولأن البعض تكلم عليها وهو الشيخ ابن معين (هشام الحلاف) كما تجده على الملتقى وأظن أن الشيخ ناصر الفهد تكلم على ذلك
إلا إذا كانت هناك زيادات من بعض الأعضاء على ما كتب في ذلك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:29]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
هذا قريب مما أعنيه بارك الله فيك.
فأنا أقصد أن الأخطاء في علم الحديث عند ابن حزم ليست ناتجة عن أمور مختلفة عن الأمور التي وضع قواعدها في باقي العلوم.
ونحن نناقش هنا الأخطاء المنهجية وليس الأخطاء الفرعية، والخطأ المنهجي - في رأيي - عدم وجود مراتب للقوة والضعف، وعدم وجود مراتب للقطع والظن، وهذا هو المنهج نفسه الذي طبقه في الأصول وطبقه في الفقه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:59]ـ
لا أقصد أصولا معينة، وإنما المقصود أن ابن حزم لم يسلك مسلكين مختلفين في كل من العقيدة والفروع.
فطريقته المنهجية واحدة فيهما، وهذا واضح لكل من اطلع على كتبه.
في هذه قد تكون أخطأت شيخنا فيبدو أن مسلك الامام ابن حزم في الأمرين مختلف و ليس راجعا لأصول مذهب اهل الظاهر كما قال الشيخ ابن عقيل الظاهري في كتابه ابن حزم في ألف عام بدليل أن ائمة الظاهرية قبله طبقوا هذه الأصول و لم يخلطوا في العقائد مثله ... و دليل آخر اوضح ذلك ان كل من استغرب تخليط ابن حزم في العقائد كابن كثير و الذهبي انما كان استغرابهم لأنه ظاهري فلو كان مسلكه فيهما واحدا لما صح تعليلهم لهذا الاستغراب و الذي بدأ ظهر لي بعد قراءة الفصل و مقارنتها بمواضع من المحلى و غيرها من مؤلفات ابن حزم ان تخليطه في العقائد كان ناشئا عن هوى خفي لاعن قلة اطلاع تماما كما وصف الامام ابن عبد الهادي فعند ابن حزم ولع بعلوم الأوائل و غرام بها حتى أنه ألف كتابا لتقريب نواتها الى العوام وهو ما لم يسبقه اليه حتى الفلاسفة أنفسهم الذين كانوا يصرون على ان صناعة البرهان صناعة الخاصة و ليس محمودا أن يطلع عليها الجمهور ... فكما قال ابن عبد الهادي لما اطلع على أقوال السلف رام الجمع و التوفيق بين الأمرين لاعتقاده أن كلا الأمرين صحيح و لهذا أتى بغرائب ينكرها عليه أهل السنة و الجهمية لموافقته للأولين في اللفظ و موافقة الآخرين في المعنى ... و لهذا حين تقرأ له حججه في ما خالف فيه جماهير العلماء من المذاهب الأربعة كمذهبه في القصر و مذهبه في قضاء الفوائت تجد احتجاجه القوي مرتبط أساسا بأصول الظاهر التي قررها أكثر من
(يُتْبَعُ)
(/)
ارتباطها بالأصول المنطقية ... و ان قرأت مذهبه عن الجهة و عن معاني الصفات تجد ها مرتبطة بالأصول المنطقية (كاعتماده للمقولات العشر و نظرية الجوهر الفرد) أكثر من ارتباطها بأصول أهل الظاهر ...
و الله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:21]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
لقد اطلعتُ على كلام أهل العلم الذين قالوا إن ابن حزم لم يكن ظاهريا في العقائد كما كان ظاهريا في الفروع.
ولكن لم أطلع على كلام أحد قال إن ابن حزم ضل في العقائد بسبب هوى خفي، فيا ليتك تسمي لنا من ذكر ذلك.
والذي يظهر للناظر بادي الرأي أنه إن كان هناك هوى خفي عند ابن حزم، فظهوره في الفروع أوضح بكثير من ظهوره في مسائل الاعتقاد، لا سيما ولا يُتصور [أو قل إنني أنا لا أتصور شخصيا] أحد يكون عنده هوى خفي في مسائل الاعتقاد تحمله على مخالفة مذاهب أهل السنة، ثم لا ينسحب هذا الهوى على مسائل الفروع؛ لأنه لا يشك أحد أن الخطأ في مسائل الفروع أهون.
وكلام الشيخ ابن عقيل الظاهري - مع احترامي - يصعب قبوله منه؛ لأنه واضح التحامل على باق العلماء نصرة لابن حزم، وأئمة الظاهرية السابقون لم يكن مشهورا منهم غير داود الظاهري، وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد، ولذلك هجره الإمام أحمد، وهذا فضلا عن أن شيئا من تصانيفه لم تصلنا لكي نحكم عليها بالخلل أو عدمه.
فقول القائل: إن أئمة الظاهرية قبل ابن حزم طبقوا أصول أهل الظاهر ولم يخالفوا في مسائل الاعتقاد، كلام تعوزه الدقة العلمية أولا، وتعوزه الصحة أيضا ثانيا!
وأيا ما كان الأمر، فأنا لم أقصد بقولي (الأصول) أصول الفقه أو القواعد والضوابط التي سار عليها ابن حزم.
وإنما كان قصدي (المنهج الفكري الذي بنى عليه هذه القواعد).
هذا المنهج الفكري مبني على عدة مسلمات يكررها ابن حزم كثيرا في كل كتبه، سواء في الاعتقاد أو في غيره.
فمثلا هو يستعمل كثيرا قوله تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} في رد كل أمر لا يوافق رأيه، وهذا الأمر يستعمله في كل الأمور لا فرق بين اعتقاد وغيره.
وكذلك فهو لا يفرق بين النصوص القطعية والنصوص الظنية، فليس عنده شيء اسمه قطعي وظني، فالنصوص المنقولة إما أن تكون صحيحة وإما أن تكون باطلة، والصحيح ليس فيه مراتب، والباطل ليس فيه مراتب، وهذه القاعدة سار عليها ابن حزم في كل كتبه سواء منها الاعتقادية أو الفروعية.
والحجج والبراهين عنده ليس فيها مراتب، وليس فيها راجح ومرجوح، فالبرهان إما أن يكون صحيحا ولا بد من قبوله في جميع الأحوال، وإما أن يكون فاسدا ولا يمكن قبوله في جميع الأحوال، وهذه الطريقة سار عليها في مسائل الاعتقاد وغيرها.
والبراهين العقلية أيضا عند ابن حزم لها منزلتها، وهذا مطبق في مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع على السواء.
والقواعد الأصولية التي قعدها في الإحكام وفي النبذ وفي غيرها يحيل عليها في مسائل الفروع ومسائل الاعتقاد.
ومن القواعد المقررة عند أهل السنة أن مسائل الاعتقاد تؤخذ من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وابن حزم لا يتقيد بهذا القيد لا في مسائل الاعتقاد ولا في مسائل الفروع، فطريقته فيهما واحدة.
وأما ما يظنه بعض الناس (أو بعض العلماء كالذهبي وغيره) اختلافا في منهج ابن حزم بين مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع، فليس كما ظنوا؛ لماذا؟
لأن مسائل الفروع الخطاب فيها يكون من الله عز وجل إلينا، وهذا معناه - عند ابن حزم - أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها.
أما مسائل الاعتقاد فالخطاب فيها يكون من الله عز وجل عن الله عز وجل، فنحن مطالبون فيه بالتسليم والاعتقاد فقط، ولسنا مطالبين بالتطبيق، فإذا أخبرنا الله عز وجل أنه (رحيم - قدير - حكيم - .... إلخ) فمن المقطوع به أن الخالق غير المخلوق، فإذا فهمنا هذه الأسماء كما نفهمنا في ذواتنا فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، أما النصوص الموجهة إلينا فلا بد أن نفهمها كما هي عندنا لأنها موجهة لنا نحن.
فلهذا ظن من ظن من أهل العلم أن طريقة ابن حزم في البابين مختلفة، ولكن عند تدقيق النظر يظهر أنه لا خلاف، وأنه إنما ظهر التفاوت لاختلاف الموضوع، وليس لاختلاف القاعدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن تكون وجهة نظري واضحة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:29]ـ
اعتراضي على وصفه بالقصور العلمي .. هو اعتراض على اللفظ .. من باب توقير أهل العلم
فتخيل قائلا: هذا علامة بحر كبير إمام .. إلخ .. ثم قال هو ذو قصور علمي ..
ففيه رائحة تناقض
لكن لو قال أخطاء منهجية عن الإمام ابن حزم .. لكان أولى
غير أني على سفر ..
وبعيد عن مكتبتي
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:39]ـ
[خلاصة المشاركات]
رَقْمُ المباحث التي تفضَّل بذكرها إخواننا الفضلاء، وقد "رأوا" أنها من أوجه القصور والضعف أوالخلل المنهجي عند الإمام المبجل أبي محمد ابن حزم رحمه الله:1و2و3 - التوسع في استصحاب الأصل، وسبب توسعه في هذا الدليل الكلي: منعه للقياس. و: تعليل الأحكام.4 - القصور في علم الحديث، إما: لفساد قواعد مشى عليها خالف فيها الجمهور، أو أهل هذا الفن. وإما: لضعف معرفته بعلل الحديث. 5 - مبحث الاستقراء.6 - مبحث القطع والظن.7 - مبحث القرائن.
هذا كلام الأستاذ الفاضل ابن تميم الظاهري باختصار شديد على سبيل الإجمال:
" ..... فأول ما ذكر هنا هو قولهم ودعواهم التوسع في الاستصحاب، وينكر الجمهور على أهل الظاهر هذا الاستصحاب، وهذا الإنكار لا معنى له، فكما أنكروا العمل بالاستصحاب، فأهل الظاهر ومن يبطل القياس ينكر عليهم التوسع في القياس، فأي فرق بين إنكار وإنكار؟!
فما العبرة حينها؟ وكيف نصحح دعوى من الدعاوى المذكورة؟!
العبرة بلا شك بالنصوص القاطعة الدالة على صحة قول أحد الأطراف، فالذين أنكروا الاستصحاب على أهل الظاهر وغيرهم، ورأوا أن هذا توسع لا يصح أو لا يقبل، فهؤلاء في نظر مخالفهم على خطأ، بل على أمر قبيح وعظيم جداً، فهم إما على خطأ إذا أحسنا الظن بهم، وإما على ضلال على رأي مخالفهم.
والضلال جاء من تركهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أكثر الصحابة رضي الله عنهم عليه السؤال، فقال حديثاً كان نبراساً لكل إمام وعالم، ولكل عامي جاهل، وفيه: (وما سكت عنه فهو عفو) أي ما سكت عنه الشرع ولم يذكره في النصوص بحكم شرعي فهو معفو عنه، لا يطالب المسلم به.
فتأتي قاعدة المخالف في القياس، فيزعم أننا أمرنا أن نخرج حكم كل ما لم نجد قياساً، وهذا يخالف الحديث المذكور!
فيرد خصمه: العبرة بما ثبت يقيناً، والحديث ثابت بيقين، ودلالته متيقنة عندنا وعندكم، أما القياس فأنتم تشهدون أنه لم يثبت النص الآمر به ودل عليه بطريق متيقن، بل بطريق ظني، فدعو الظن، وتعالوا إلى ما نسلم به جميعاً، وهو اليقين، واليقين ذكر فيه أن ما سكت عنه النص فهو عفو، فواجب التزامه.
لكن بعض محدثي اليوم من أهل القياس يزعمون كذباً أن القياس ثبت يقيناً، وخالفوا أصحاب القياس من أهل الأصول والفقه أو أهل التحقيق منهم على الأقل، الذين اعتبروه ثابتاً بالظنون والاحتمالات.
فهذا أصل هذه المسألة، والمتمسك بالظن، والتارك لليقين مخطئ، وقد قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول} والرد إليهما لا يكون إلا بأمر متيقن، لأن الظن يوجب الاختلاف باتفاق كل مسلم وكافر.
وتوسع ابن حزم وغيره من أهل الظاهر ليس لمنع القياس والتعليل، وإنما لأجل الحديث الصحيح الذي لا يجوز إهماله، فهؤلاء الذين خالفوا لا وزن لهذا الحديث عندهم، ولو سألتهم عنه لما أجابوا إجابة من يعلم، ولكن جوابهم دأباً بالشغب والتأويل الفاسد للفرار من الحجج القاطعة في النصوص الشرعية.
فإذا أمر النص وقال: كل ما لم أذكره بحكم فهو عفو غير لازم عليكم، فليس لنا التعقب والزيادة من عند أنفسنا، وبما لم يأمر به الله تعالى، ولا يجوز أن يخالف هذا الأمر بآراء الرجال، وبظنون مضمحلة، والله المستعان.
أما القول بأن ابن حزم عنده قصور في علم الحديث، فليت شعري، من كتب هذه العبارة؟ هل هو علامة الدنيا ليعرف أن ثمة قصور عند فلان؟ ومن أي قاعدة حاكمه ليعرف أن هذا قصور أو كمال؟ أهي قاعدة أخذها تقليداً؟ أو هي قاعدة لم تثبت بيقين وإنما بظنون وآراء الرجال؟ فهذا هو العجب.
فابن حزم وغيره يقول: كل قاعدة في علم الحديث أو أي علم آخر لم تثبت بيقين، ولا دلت عليها النصوص بيقين: فهي باطلة، وكل قاعدة ثبتت بيقين: فهي حق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان كذلك: فهاتوا قواعد المصطلح والحديث، ولنعرضها على اليقين، فما ثبت على اليقين منها: فهي قاعدة حق، وما خالف اليقين: فهي قاعدة باطل.
فالجمهور لم يأت نص باتباع قولهم أصلاً، ولا جاء نص يأمر بأخذ قواعد الحديث والمصطلح من فلان أو فلان، ولكن وضع الشرع قواعد وأصول لمحاكمة كل قاعدة يضعها العلماء في كل فن من فنون الشرع، وبها تتم المحاكمة ليعرف من كان عنده قصور ومن كانت قواعده متكاملة.
وقد أذكرني هذا بمحاورة بعض طلبة العلم حين قال عن الاستدلال ببعض قواعد المصطلح أنها كهانة!! واستدل بذلك بقول ابن المديني رحمه الله تعالى! فأي عجب أكثر ممن يرى القاعدة ثابتة بكهانة، ويريد أن يشرع من خلالها الحلال والحرام؟! فسبحان الله عما يصفون.
فما الفرق بين قولهم هنا، وبين قول ابن حزم وقولي وقول كل ظاهري عن أكثر الجمهور: أنهم أخذوا قواعد باطلة في الحديث بناء على الظن والتقليد، وليس عندهم فيها برهان متيقين، فهم مقصرون، وقواعدهم قاصرة ضعيفة لا تصلح أصلاً؟
فهل هناك فرق بين هذه الدعوى وتلك الدعوى؟
.................
فمعرفة القصور لا تكون بمجرد ذكر أن فلاناً خالف الناس في كذا، وإنما تذكر سبب مخالفة الرجل لهم، وسبب مخالفتهم له، ثم الرد إلى اليقين والبرهان لنعرف من المقصر ومن الذي لم يقصر.
فأكثر قواعد المصطلح لن تجد دليلها، وأكثرها دليله التخمين والظن والتقليد، ولو سألت من يتعصب لهذه القواعد المظنونة عن دليلها لقال لك: قال بها فلان من أئمة الحديث! فاعتبروا هذا العالم حجة على الأمة في ذلك! وكأن الشرع قد نص لهم على أن كلام فلان في الحديث كله حق!!
وهؤلاء أكثرهم يزعم أنه يحسن علم الأصول والجدل والمناظرة، ولا نراهم يطبقون شيئاً من ذلك حين يحاكمون إماماً لا يبلغون شيئاً من علومه ومنزلته.
فنحن نسأل دائماً: هل وجدتم هؤلاء يأتون لقواعد ابن حزم، وقواعد مخالفيه، ثم محاكمتها على ما أوجب الله تعالى علينا؟ هل وجدتم أحدهم يأخذ باليقين ليرد على ابن حزم وغيره ويلزمه وفق أصول المناظرة والإلزام؟
.............
............
أما مبحث الاستقراء والظن والقرائن: فهم يشهدون أنها كلها ظني، ولا ينتج يقيناً بذاته، والشرع لا يؤخذ بالظن، فوجب عليهم أن يقيموا الحجة على مخالفهم، وتكون حجة متيقنة توجب العمل بالظن، ثم إن ترك ابن حزم وغيره هذه الحجة: فليقولوا: هذا قصور علمي، أما قبل ذلك: فلا يصلح حشوهم هذا في محاكمة قواعد أو عالم.
فما الفرق الآن بين مقالهم هذا وبين مقال فيه تعريض بالإمام أحمد رحمه الله، والقول بأن لديه قصوراً في الجانب الفقهي والأصولي؟ أو غيره من الأئمة الأربعة؟
هذه مقالات لم تبن على أسس علمية، وليس هي محاكمات صحيحة، ولو عرضت مثل هذه المحاكمات في المحافل الأكاديمية، أو على المتخصصين لما التفتوا إليها، لأنها دعاوى عريضة، لم يؤيدها برهان، وغير قائمة على محاكمة صحيحة لقواعد القول والقائل ومخالفه.
....... وإن أرادوا العلم فعلوا ما يلزم ابن حزم وكل ظاهري، وهو الرد عليهم باليقين وحده، وهكذا يتعلم كل طالب علم من أول سنوات الدراسة: أن الإلزام لا يكون إلا بشيء متيقن، أو شيء يتفق عليه من اختلف في المسألة.
وهم يعلمون تمام العلم أن لا يقين عندهم في محاكمة ابن حزم، وليس عندهم إلا الظنون، لذلك يتخذون سبل الاستخفاف به والتشنيع عليه، وهم بمجموعهم لا يصلون إلى كعبي أبي محمد بن حزم رحمه الله، فلو اشتغلوا في تعليم أنفسهم، وتأديبها، لفتح الله عليهم.
انتهى مع قليل من التصرف ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:43]ـ
http://saaid.net/Doat/sudies/02.doc
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:58]ـ
أرى أن هناك قدر مشترك وقدر متناقض بين منهج ابن حزم رحمه الله في فقه الأحكام وبينه في العقائد. ومما يوضحه ذلك ما يأتي:
1 - أن أقوال ابن حزم في العقائد كثيرا ما تتبنى على ما درسه سابقا في المنطق والفلسفة، بخلاف أقواله في الفقه الذي كان أكثره أخذه من فقهاء الإسلام أو ما فهمه بنفسه من النصوص والأدلة الشرعية. قال ابن تيمية في (المنهاج): "وهذا مأخذ ابن حزم فإنه من نفاة الصفات، مع تعظيمه للحديث، والسنة والإمام أحمد، ودعواه أن الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره. وغلطه في ذلك بسبب أنه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة، والمعتزلة عن بعض شيوخه، ولم يتفق له من يبين له خطأهم، ونقل المنطق بالإسناد عن متى الترجمان، وكذلك قالوا: إذا قلنا: موجود وموجود، وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء.". وقال ابن عبد الهادي في (طبقات علماء الحديث): "وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق، والفلسفة، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة، ثم نظر في الكتاب، والسنة، ووجد ما فيها من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه، فصار في الحقيقة حائرا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب، والسنة، فروغ في ردها روغان الثعلب، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي، ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلا، بل هو بمنزلة الأعلام، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات، وقول الذي كان يلزم قراءة قل هو الله أحد لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها، ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل، وفي كلامه على اليهود والنصارى، ومذاهبهم، وتناقضهم فوائد كثيرة، وتخليط كثير، وهجوم عظيم، فإنه رد كثيرا من باطلهم بباطل مثله، كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات، وكثيرا ما يلعن، ويكفر، ويشتم جماعة ممن نقل كتبهم كمتَّى، ولوقا، ويوحنا، وغيرهم، ويقذع في القدح فيهم إقذاعا بليغا."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:10]ـ
وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد، ولذلك هجره الإمام أحمد، وهذا فضلا عن أن شيئا من تصانيفه لم تصلنا لكي نحكم عليها بالخلل أو عدمه.
لطفا شيخنا. . . كيف قلتم أن تصانيفه رحمه الله لم تصلنا فلا نحكم عليها بالخلل أو عدمه بعد حكمكم لصاحبها في قولكم: (وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد)؟!
ثم أقصدتم بهجرة الإمام أحمد رحمه الله هي التي في مسألة ("القرآن محدَث")؟ إن كان الذي قصدتموه ذلك، فليس بصحيح، لأن الخلاف فيه لفظي.
فقول القائل: إن أئمة الظاهرية قبل ابن حزم طبقوا أصول أهل الظاهر ولم يخالفوا في مسائل الاعتقاد، كلام تعوزه الدقة العلمية أولا، وتعوزه الصحة أيضا ثانيا!
غذرا شيخنا. . . أتقصد الإمام داود أم غيره؟
وأما ما يظنه بعض الناس (أو بعض العلماء كالذهبي وغيره) اختلافا في منهج ابن حزم بين مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع، فليس كما ظنوا؛ لماذا؟
لأن مسائل الفروع الخطاب فيها يكون من الله عز وجل إلينا، وهذا معناه - عند ابن حزم - أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها.
أما مسائل الاعتقاد فالخطاب فيها يكون من الله عز وجل عن الله عز وجل، فنحن مطالبون فيه بالتسليم والاعتقاد فقط، ولسنا مطالبين بالتطبيق، فإذا أخبرنا الله عز وجل أنه (رحيم - قدير - حكيم - .... إلخ) فمن المقطوع به أن الخالق غير المخلوق، فإذا فهمنا هذه الأسماء كما نفهمنا في ذواتنا فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، أما النصوص الموجهة إلينا فلا بد أن نفهمها كما هي عندنا لأنها موجهة لنا نحن.
الذي أعرفه أن مسائل الاعتقاد نحن مطالبون فيها أيضا بالتطبيق، لا مجرد الاعتقاد من غير تطبيق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:25]ـ
2 - كثيرا ما تمسك أبو محمد رحمه الله (في العقائد وفي الأحكام على السواء) بما يراه من ظواهر الألفاظ وعمومها مع إهمال معانيها الباطنة ودلائلها اللازمة، فينكر دلالة أسماء الله تعالى الحسنى على ما تضمنته من الأوصاف، وينكر دلالة نصوص الأحكام على العلة والاعتبار وفحوى الخطاب؛ ومع ذلك يثبت أسماء لله تعالى هي ليست منها في شيء مثل (الدهر) و (الهوي)، ويفضل أمهات المؤمنين على العشرة من كبار الصحابة، ويقول بنبوة مريم وأم موسى عليهما السلام، وأن الخوارق بالإطلاق لا تقع لغير الأنبياء، ويقول باستحباب السفر إلى آثار الأنبياء، وأن عذاب القبر واقع على الروح فقط، وأدخل في مقدورات الله الممتنعات لذاته مثل الجمع بين النقيضين، وأن ليس له تعالى إلا تسعة وتسعين اسما وجواز صب البول في الماء الدائم ثم الاغتسال فيه، وما إلى ذلك من الغرائب. والله أعلم.
وهذه كلام ابن تيميه رحمه الله في (الفتاوى): "كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ "الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ. وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي " بَابِ الصِّفَاتِ".
فَإِنَّهُ يُسْتَحْمَدُ فِيهِ بِمُوَافَقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ لِكَوْنِهِ يَثْبُتُ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَيُعَظِّمُ السَّلَفَ، وَأَئِمَّةَ الْحَدِيثِ، وَيَقُولُ: إنَّهُ مُوَافِقٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَد فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَغَيْرِهَا، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُ، وَلَهُمْ فِي بَعْضِ ذَلِكَ. لَكِنَّ الْأَشْعَرِيَّ، وَنَحْوَهُ أَعْظَمُ مُوَافَقَةً لِلْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ، وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي الْقُرْآنِ وَالصِّفَاتِ، وَإِنْ كَانَ " أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ " فِي مَسَائِلِ الْإِيمَانِ وَالْقَدَرِ أَقْوَمَ مِنْ غَيْرِهِ، وَأَعْلَمَ بِالْحَدِيثِ، وَأَكْثَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَلِأَهْلِهِ مَنْ غَيْرِهِ، لَكِنْ قَدْ خَالَطَ مِنْ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ فِي مَسَائِلِ الصِّفَاتِ مَا صَرَفَهُ عَنْ مُوَافَقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي مَعَانِي مَذْهَبِهِمْ فِي ذَلِكَ، فَوَافَقَ هَؤُلَاءِ فِي اللَّفْظِ، وَهَؤُلَاءِ فِي الْمَعْنَى.
وَبِمِثْلِ هَذَا صَارَ يَذُمُّهُ مَنْ يَذُمُّهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ، والمتكلمين، وَعُلَمَاءِ الْحَدِيثِ بِاتِّبَاعِهِ لِظَاهِرِ لَا بَاطِنَ لَهُ، كَمَا نَفَى الْمَعَانِيَ فِي الْأَمْرِ، وَالنَّهْيِ، وَالِاشْتِقَاقِ، وَكَمَا نَفَى خَرْقَ الْعَادَاتِ، وَنَحْوَهُ مِنْ عِبَادَاتِ الْقُلُوبِ. مَضْمُومًا إلَى مَا فِي كَلَامِهِ مِنْ الْوَقِيعَةِ فِي الْأَكَابِرِ، وَالْإِسْرَافِ فِي نَفْيِ الْمَعَانِي، وَدَعْوَى مُتَابَعَةِ الظَّوَاهِرِ.
وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالدِّينِ، وَالْعُلُومِ الْوَاسِعَةِ الْكَثِيرَةِ مَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مُكَابِرٌ ; وَيُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ كَثْرَةِ الإطلاع عَلَى الْأَقْوَالِ، وَالْمَعْرِفَةِ بِالْأَحْوَالِ ; وَالتَّعْظِيمِ لِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، وَلِجَانِبِ الرِّسَالَةِ مَا لَا يَجْتَمِعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ. فَالْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا حَدِيثٌ يَكُونُ جَانِبُهُ فِيهَا ظَاهِرَ التَّرْجِيحِ. وَلَهُ مِنْ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ مَا لَا يَكَادُ يَقَعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْفُقَهَاءِ."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 04:25]ـ
بارك الله فيك شيخنا
وفقك الله يا أخي الكريم
لقد اطلعتُ على كلام أهل العلم الذين قالوا إن ابن حزم لم يكن ظاهريا في العقائد كما كان ظاهريا في الفروع.
ولكن لم أطلع على كلام أحد قال إن ابن حزم ضل في العقائد بسبب هوى خفي، فيا ليتك تسمي لنا من ذكر ذلك.
هو مقتضى كلامهم المشهور فيه و أوضحه عندي كلام ابن عبد الهادي المشهور وتحليله لنفسية ابن حزم تتبينه في كتبه لولا شدة العبارة قال رحمه الله "وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق، والفلسفة، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة، ثم نظر في الكتاب، والسنة، ووجد ما فيها من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه، فصار في الحقيقة حائرا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب، والسنة، فروغ في ردها روغان الثعلب، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي، ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلا، بل هو بمنزلة الأعلام، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات، وقول الذي كان يلزم قراءة قل هو الله أحد لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها، ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل " و يمكن التأكد من ذلك مثلا بمطالعة كتاب الفصل فقارن مثلا القواعد التي يذكرها في المقدمة و هي منطقية صرفة و خاصة في رده على الدهرية ثم قارنها بردوده على الصفاتية تجد الأمر تطبيقا للوازم تلك القواعد المنطقية ليس الا ...
والذي يظهر للناظر بادي الرأي أنه إن كان هناك هوى خفي عند ابن حزم، فظهوره في الفروع أوضح بكثير من ظهوره في مسائل الاعتقاد، لا سيما ولا يُتصور [أو قل إنني أنا لا أتصور شخصيا] أحد يكون عنده هوى خفي في مسائل الاعتقاد تحمله على مخالفة مذاهب أهل السنة، ثم لا ينسحب هذا الهوى على مسائل الفروع؛ لأنه لا يشك أحد أن الخطأ في مسائل الفروع أهون.
و لكن شيخنا تعلم أن الفروع كما قال شيخ الاسلام أمرها قريب و تطرق الأهواء الفلسفية اليها كان قليلا بالمقارنة مع العقائد و لأن ولع ابن حزم بالفلسفة و تعظيمه لها (حتى أن جهوده في اعلاء رايتها في الأندلس قد توازي جهود صديقه ابن عبد البر في نشر السنة فيها) لم يؤثر كثيرا في الفروع لأن ما ترجم من الفلسفة أصلا له اتصال مباشر بالعقائد لا بالفروع ... أي نعم.بعض النظريات الفلسفية كنظرية الحدود و المقولات العشر و غيرها أثرت في علمي الأصول و الفقه بلا شك و هو ما انتج عند ابن حزم تلك العقلية الأرسطية في تبنيه للنظرة اليقينية للأشياء و الفصل التام بينها بلا نسبية او احتمال أو ظن و لهذا ترى عنده ما ذكرتم
وكذلك فهو لا يفرق بين النصوص القطعية والنصوص الظنية، فليس عنده شيء اسمه قطعي وظني، فالنصوص المنقولة إما أن تكون صحيحة وإما أن تكون باطلة، والصحيح ليس فيه مراتب، والباطل ليس فيه مراتب، وهذه القاعدة سار عليها ابن حزم في كل كتبه سواء منها الاعتقادية أو الفروعية.
والحجج والبراهين عنده ليس فيها مراتب، وليس فيها راجح ومرجوح، فالبرهان إما أن يكون صحيحا ولا بد من قبوله في جميع الأحوال، وإما أن يكون فاسدا ولا يمكن قبوله في جميع الأحوال، وهذه الطريقة سار عليها في مسائل الاعتقاد وغيرها."
فمعروف ان المنطق الأرسطي في بداياته كان متأثرا بالاشكالات التي يطرحها السوفسطائيون و الذين كانوا يزعمون القدرة على التشكيك في اي شيء بالخطابة و الجدل فكانت ردة الفعل المعاكسة في منطق اليقين الأرسطي ان ما لم يثبت يقينا دون شك فلا يمكن قبوله معرفيا و بالتالي أنتج هذا عند ابن حزم و عند كثير من الفقهاء المتأخرين نظرية الفصل الصوري بين الأشياء و عدم قبول الظن و لو كان راجحا
و لكن أقواله في الفقه تجدها مبنية على اصل من أصول الظاهر و لها الغلبة على القواعد المنطقية-شأنه في ذلك شان حنفية المعتزلة مثلا- في ما تقرأ له عكس ذلك في كتبه العقائدية ... فلا أدري مثلا من أين ستجد أصلا او قاعدة لأهل الظاهر تجيز لك أن تقول أن الله لا داخل العالم و لا خارجه؟؟؟ أو أن التركيب يفيد الحدوث؟؟ الى غيرها من اقواله العقائدية المبنية جلها على القواعد المنطقية وان ألبست ثوب السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام الشيخ ابن عقيل الظاهري - مع احترامي - يصعب قبوله منه؛ لأنه واضح التحامل على باق العلماء نصرة لابن حزم، وأئمة الظاهرية السابقون لم يكن مشهورا منهم غير داود الظاهري، وداود كان عنده خلل أيضا في بعض مسائل الاعتقاد، ولذلك هجره الإمام أحمد، وهذا فضلا عن أن شيئا من تصانيفه لم تصلنا لكي نحكم عليها بالخلل أو عدمه.
فقول القائل: إن أئمة الظاهرية قبل ابن حزم طبقوا أصول أهل الظاهر ولم يخالفوا في مسائل الاعتقاد، كلام تعوزه الدقة العلمية أولا، وتعوزه الصحة أيضا ثانيا!
أما بالنسبة لداوود فمعروف أن ما انتقد عليه الامام أحمد هو التعبير بلفظ قد يفتح الباب للجهمية كما انتقد على البخاري قريب من ذلك مع ان الحق معهما و قد هجر الامام أحمد خلقا من اهل السنة حتما من باب سد الذرائع و هذا يدل عليه ان ابن الامام أحمد كان مصاحبا له الا ان مفام القدوة ليس كمقام غيره .. أما عن تصانيفه فكثير ممن نحكم على حسن اعتقادهم من أقوالهم لم تصلنا تصانيفهم .. كما اني لم أقل شيخنا أن كثيرا من الظاهرية لم يخالفوا في الاعتقاد مجرد المخالفة بل قلت انهم لم يخلطوا مثلما خلط ابن حزم لمكان المنطق منه ... و الا فان من الظاهرية من كان من المعتزلة كما كان منهم حنفية و حتى حنابلة ...
وأما ما يظنه بعض الناس (أو بعض العلماء كالذهبي وغيره) اختلافا في منهج ابن حزم بين مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع، فليس كما ظنوا؛ لماذا؟
لأن مسائل الفروع الخطاب فيها يكون من الله عز وجل إلينا، وهذا معناه - عند ابن حزم - أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها.
أما مسائل الاعتقاد فالخطاب فيها يكون من الله عز وجل عن الله عز وجل، فنحن مطالبون فيه بالتسليم والاعتقاد فقط، ولسنا مطالبين بالتطبيق، فإذا أخبرنا الله عز وجل أنه (رحيم - قدير - حكيم - .... إلخ) فمن المقطوع به أن الخالق غير المخلوق، فإذا فهمنا هذه الأسماء كما نفهمنا في ذواتنا فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، أما النصوص الموجهة إلينا فلا بد أن نفهمها كما هي عندنا لأنها موجهة لنا نحن.
فلهذا ظن من ظن من أهل العلم أن طريقة ابن حزم في البابين مختلفة، ولكن عند تدقيق النظر يظهر أنه لا خلاف، وأنه إنما ظهر التفاوت لاختلاف الموضوع، وليس لاختلاف القاعدة.
أرجو أن تكون وجهة نظري واضحة.
فقولكم عن منهج ابن حزم في الفروع " أن ما نفهمه نحن من هذا الخطاب بادي الرأي هو المطلوب منا، مهما كان هذا المفهوم عجيبا غريبا، ومهما كان مخالفا لنهج العرب في كلامها." هو الذي اثاؤ استغرابهم لأنه لو طبقه في العقائد لما خاض فيما خاض فيه من التأصيلات الباطنية .... فاي مقارنة بين أصول الباطنية وأصول ابن حزم تجد التشابه الكبير بينها فمثلا لو قال بالظاهر فلا شك ان ظاهر ألفاظ الصفات يفرض أن العلم غير البصر و غير السمع فلو قلت لأي عربي ان رددت عليك هذه الصفات الواحدة تلو الأخرى أيسبق الى ذهنك أنها تعبر عن معنى واحد لأجابك بلا تردد بالنفي و لن يجديه نفعا الادعاء بان خطاب الشارع في الفروع موجه لنا و خطابه في العقائد ليس موجها لنا ... لأن نفس قواعد أهل الظاهر كالآية التي قلتم انه يكثر من الاستشهاد بها "قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين"ستحكم على كلامه بانه دعوى بلا برهان و ان هذا الفرق لا دليل عليه لا من كتاب و لا من سنة .... و لو ادعى الفرق في فهم الخطاب لا في تلقيه لألزمه على الأقل أن يكون على مذهب المفوضة في الصفات لا على مذهب الباطنية ... فالمفوض لا يدري و لكن ابن حزم يقول أنه يدري أن عين العلم هو عين السمع هو عين البصر و ان لا صفة زائدة على الذات وهو شر من مذهب المفوضة من وجه لأنه يؤدي الى القول بالباطن و لهذا استغرب منه العلماء هذا و اصاب في ذلك الشيخ ابن عقيل كل الصواب .... و لكن ابن حزم اضطر الى ركوب هذا المركب ليس خضوعا لأصل من اصول أهل الظاهر و انما التزاما بما خطه في اول الكتاب في رده على الدهرية من التزامه ان تعدد الصفات و التركيب يعني حدوث الذات كما تفرضه نظرية الجوهر الفرد لهذا التزم بالقول أن لا صفة زائدة على الذات و كان ما كان ..
بارك الله فيكم على ما افدتم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 04:33]ـ
لم أر ردك شيخ نضال و الا لما كررت نفس الكلام بارك الله فيك(/)
الوصلات الصّوتيّة لـ «قراءة السّنن الأربع على فضيلة الشّيخ عبد الوكيل الهاشمي.»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 08:34]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
الوصلات الصّوتيّة لـ «قراءة السُّنن الأربع
على فَضِيلةِ الشَّيْخِ عبد الوكيل بن عبد الحق الهَاشمي ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ.»
جمعها / سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
سَدَّدَهُ اللَّهُ فيما يخفي ويبدي إنه بكل خيرٍ كفيل وعلى كل شئٍ وكيل.
(1) [قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [13 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39839
(2) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [13 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39840
(3) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [13 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39841
(4) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [14 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39883
(5) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [15 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39930
(6) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [15 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39931
(7) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [15 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39931
(8) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [15 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39932
(9) [ قراءة السّنن الأربع ـ النَّسائي] [16 ـ7 ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39981
يتبع ـ إن شاءَ اللَّهُ تعالى ـ.(/)
هل من فرق بين قولهم (النظام) او (القانون)؟
ـ[المتبع]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:17]ـ
هل هناك من فرق بالتسمية بين القانون والنظام حيث يقول بعضهم ان النظام هو ما وافق الشريعة الاسلامية والقانون هو ما خالفها هل هذا التفريق صحيح ام لا وهل من احد كتب حول هذا الموضوع كتابة وافية
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 06:26]ـ
لا يظهر ثمت فرق بينهما، بيد أن قانون ليست عربية قيل لفظة فارسية، بخلاف النظام، ولئن وجد فرق بينهما، فلن يكون كبيرا، ولا مشاحة في الاصطلاح، ومن قال بأن القانون يدخل في تعطيل الشريعة ونحو ذلك فقد بالغ، وأبعد النجعة.
فالقانون هو النظام، إلا أن البعض يفضل لفظة القانون يحسب أنها ألصق بهذا العلم، والبعض يفضل النظام، باعتباره لفظا عربيا، وقد قيل بأن قانون عربية أيضا.
وفقك الله، وأفدنا بما عندك بارك الله فيك.(/)
هل يليق بالمربي أن يشبه فعل أحد متخاصمين بفعل الحيوان؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:51]ـ
نوع الخصومة: عراك (مضاربة)!(/)
«النّية وأثرها في قبول الأعمال،لسماحة شيخنا العلاَّمة عبد اللَّه بن جِبْرِين»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:40]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«النّية وأثرها في قبول الأعمال،
محاضرة لسماحة شيخنا العلاَّمة عبد اللَّه بن جِبْرِين
ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ.»
وصلة المحاضرة (16 ـ 7 ـ 1428 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39994
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 08:13]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
مختارات من كتاب الآداب الشرعيه لابن مفلح المقدسي
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 03:03]ـ
الحمد لله ....
وبعد .. فهذه مختارات من كتاب الآداب الشرعيه لابن مفلح المقدسي الحنبلي رحمه الله .. أعجبتني فأحببت أن يشاركني فيها إخوتي ممن لم يطلعوا على الكتاب ... وأتعمد في هذه المختارات .. انتزاع العبارة الموجزة المختصرة التي هي زبدة الكلام و لطائفه .. و الله الموفق.
فصل ... في الخوف و الصبر و الرضا
لايوصف باليقين الا من اطمان قلبه علما وعملا .. و الا فإذا كان عالما بالحق ولكن المصيبة او الخوف أورثه جزعا عظيما لم يكن صاحب يقين.
قال بعضهم المومن يصبر على البلاء .. ولا يصبر على العافية الا صديق.
فصل في البهت و الغيبة و النميمة و النفاق
ويحرم البهت و الغيبة و النميمة و كلام ذي الوجهين.
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان من اربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق.
قال ابن عبد البر وقال عدي بن حاتم الغيبة مرعى اللئام.
وقال ابو عاصم النبيل لايذكر في الناس ما يكرهونه الا سفلة لا دين له.
قيل لابن عمر انا ندخل على اميرنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره قال كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من النفاق.
فصل في اباحة المعاريض ومحلها
قال مثنى لأبي عبد الله كيف الحديث الذي جاء في المعاريض في الكلام?
قال المعاريض لا تكون في الشراء و البيع.
وقال انما المعاريض في الرجل يدفع عن نفسه فأما في الشراء و البيع لا تكون معاريض.
وقال في المراء
المراء في اللغة الجدال.
وتفسير المراء في اللغة استخراج غضب المجادل .. من قولهم مريت الشاة اذا استخرجت لبنها.
وقال عبد الرحمن بن ابي ليلى .. ماماريت اخي أبدا ... لاني إن ماريته إما أن أكذبه و إما أن أغضبه.
واذا بليت بجاهل متجاهل ** يجد المحال من الامأور صوابا
وليته مني السكوت و ربما ** كان السكوت عن الجواب جوابا.
وفي هذا القدر كفاية ان شاء الله ... ولعل الله ييسر فأزيد من هذه المختارات الطيبة ان شاء الله.
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 01:39]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 01:48]ـ
الحمد لله
بوركت اخي
فصل يتعلق بما قبله
و لمسلم .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع)
وقال في شرح صحيح مسلم معناه الزجر عن التحديث بكل ما سمع فإنه يسمع في العادة الصدق و الكذب .. فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لاخباره بما لم يكن.
فصل في الزعم وكون الزعم مطية الكذب
كان ابن عمر يقول زعموا مطية الكذب ... وكان مجاهد يكره ان يقول الرجل زعم فلان ..
معناه ان الرجل اذا اراد المسير الى بلد و الظعن في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي اربه .. فشبه ما يقدمه امام كلامه و يتوصل به الى غرضه زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوصل بها الى الحاجة ... وانما يقال زعموا في حديث لا سند له ..
فصل في حفظ اللسان و توقي الكلام
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من كان يومن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت)
وقال صلى الله عليه و سلم (ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها .. وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها سبعين خريفا في النار)
روى الخلال عن عطاء قال كانوا يكرهون فضول الكلام .. وكانوا يعدون فضول الكلام ما عداكتاب الله ان نقرأه او امرا بمعروف او نهيا عن منكر او تنطق في معيشتك بما لابد لك منه.
وقال الامام أحمد بسنده الى عبد الله. ان الرجل يخرج من بيته ومعه دينه فيلقى الرجل اليه حاجة فيقول له انك كيت انك كيت يثني عليه وعسى الايحظى من حاجته بشيء فيسخط الله عليه وما معه من دينه شيء.
وعن عبد الله بن المبارك قال عجبت من اتفاق الملوك الاربعة كلهم على كلمة
-قال كسرى اذا قلت ندمت واذا لم اقل لم اندم.
-وقال قيصر انا على رد ما لم اقل اقدر مني على رد ما قلت
-وقال ملك الهند عجبت لمن تكلم بكلمة ان هي رفعتتلك الكلمة ضرته و ان هي لم ترفع لم تنفعه.
-وقال ملك الصين ان تكلمت بكلمة ملكتني و ان لم اتكلم بها ملكتها
وكان مالك بن انس يعيب كثرة الكلام ويقول لا يوجد الا في النساء او الضعفاء
قال الشاعر
وان لسان الفتى ما لم يكن له ** حصاة على عوراته لدليل
وقال آخر
يموت الفتى من عثرة بلسانه ** وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فيه ترمي برأسه ** وعثرته بالرجل تبرى على مهل
والله اعلم والحمد لله رب العالمين.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:33]ـ
الحمد لله
تتمة لما قبله ... وصية الصديق لعمر ... وفيها
... و ان الله عز وجل ذكر آية الرحمة مع آية العذاب ليكون المومن راهبا راغبا ... لا يتمنى على الله و لا يقنط من رحمة الله.
فصل في حسن الظن بأهل الدين
حسن الظن بأهل الدين حسن ... قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لا يحل لمسلم يسمع من اخيه كلمة يظن بها سوءا وهو يجد لها
في شيء من الخير مخرجا.
قال المتنبي
اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدق ما يعتاده من توهم
عن بشر الحافي قال
صحبة الاشرار أورثت سوء الظن بالاخيار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 02:30]ـ
الحمد لله
فصل
قيل لابن عقيل: أسمع وصية الله عز وجل يقول {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةكأنه ولي حميم}
و أسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا , كيف لي بطاعة الله و التخلص من النفاق? فقال ابن عقيل: النفاق هو اظهار الجميل و ابطال القبيح و إضمار الشر مع اظهار الخير لإيقاع الشر, والذي تضمنته الآية اظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن .... ومن أظهر الجميل و الحسن في مقابلة القبيح ليزول الشر فليس بمنافق لكنه يستصلح الا تسمع الى قوله سبحانه و تعالى: {فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم} ... فهذا اكتساب استمالة و دفع عداوة و اطفاء لنيران الحقائد و استنماء الود واصلاح العقائد, فهذا طب المودات و اكتساب الرجال.
قال زهير
ومن لم يصانع في أمور كثيرة ** يضرس بأنياب و يوطأ بمنسم.
يليه ان شاء الله ... فصل في وجوب التوبة و أحكامها و ما يتاب منه.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 11:58]ـ
الحمد لله
فصل في وجوب التوبة و أحكامها و ما يتاب منه
عن أبي هريرة مرفوعا (يا أيها الناس توبوا إلى الله عز وجل فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة) رواه مسلم.
وعن الاغر بن يسار المزني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (نه ليغان على قلبي و إني لأستغفر الله عز وجل في اليوم مائة مرة).
قال الشيخ تقي الدين: فمن تاب توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها إلا أن يعارض هذا العام معارض يوجب التخصيص , ثل أن يكون بعض الذنوب لو استحضره لم يتب منه لقوة ارادته إياه , أو لاعتقاده انه حسن , وتصح من بعض ذنوبه في الاصح.
فصل في عدم توبة المصر و كيفية التوبة من الذنوب
ولا تصح التوبة من ذنب أصر على مثله.
وقال ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس: قال حذيفة رضي الله عنه: كفارة من اغتبته أن تستغفر له ... وقال عبد الله بن المبارك
لسفيان بن عيينة التوبة من الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته فقال سفيان بل تستغفر مما قلت فيه .. فقال ابن المبارك لا تؤذوه مرتين.
(أشكل علي قول ابن المبارك الاخير فهل من مبين/المجلسي).
قال ابن مفلح المقدسي: واختار اصحابنا أنه لا يعلمه بل يدعو له دعاء يكون إحسانا اليه مقابل مظلمته.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 01:49]ـ
الحمد لله
فصل فيماعلى التائب من قضاء العبادات ومفارقة قرين السوء ومواضع الذنوب
وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد في الذي قتل مائة نفس وقال له الرجل العالم من يحول بينك و بين التوبة ?انطلق الى أرض كذا وكذا فإن بها اناسا يعبدون الله عز وجل فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك فإنها أرض سوء.
قال في شرح مسلم قال العلماء:
في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي اصاب فيها الذنوب والاخوان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ما داموا على حالهم و أن يستبدلهم بصحبة اهل الخير و تتأكد بذلك توبته ....
فإن اقتص من القاتل فهل يطالبه المقتول ? لى وجهين.
قال القاضي عياض .... أن قتل القصاص لا يكفر ذنوب القاتل بالكلية و إن كفر ما بينه و بين الله عز وجل.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 04:14]ـ
الحمد لله
فصل في العفو عمن ظلم وجعله في حل
قال صالح: دخلت على ابي يوما فقلت بلغني ان رجلا جاء الى فضل الانماطي فقال له اجعلني في حل اذ لم اقم بنصرتك فقال فضل
لاجعلت أحدا في حل .... فتبسم ابي وسكت .. فلما كان بعد ايام قال لي: مررت بهذه الآية {فمن عفا و أصلح فأجره على
الله} فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم حدثني المبارك حدثني من سمع الحسن يقول: اذا جثت الامم بين يدي رب العالمين يوم القيامة ونودوا: ليقم من أجره على الله عز وجل .. فلا يقوم الا من عفا في الدنيا
قال ابي فجعلت الميت في حل من ضربه ايا ثم جعل يقول: وما على رجل الا يعذب الله تعالى بسببه احدا ?
وقال في رواية حنبل وهو يداوي: اللهم لا تؤاخذهم ... فلما برئ ذكره حنبل له فقال: نعم أحببت ان القى الله و ليس بيني و بين قرابة النبي صلى الله عليه وسلم شيء .. وقد جعلته في حل الا ابن ابي دؤاد ومن كان مثله فإني لا أجعلهم في حل.
وقال عبد الله: قال ابي: وجه الي الواثق أن اجعل المعتصم في حل من ضربه اياك فقلت ما خرجت من داره حتى جعلته في حل و ذكرت قول النبي صلى الله عليه و سلم لا يقوم الا من عفا ... فعفوت عنه.
وروى الخلال عن الحسن أفضل اخلاق المومن العفو.
وروى ايضا من رواية مجالد عن الشعبي عن مسروق سمعت عمر يقول: كل الناس مني في حل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 08:48]ـ
جزاك الله خيرًا يا أخانا، واصل وصلك الله بكل خير.(/)
محاضرة (حول الكتابة في المنتديات) للشيخ خالد السبت - حفظه الله -.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 06:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه محاضرة طيبة جدًّا للشيخ خالد السبت - حفظه الله -؛ وجدتُّها أثناء تصفُّح صفحته على طريق الإسلام، فأحببتُ نقلها لمن لم يعرفها؛ لأنَّها تُعالج القضية التي أثارها بعض الأعضاء على الموقع هنا عن (مشاركة المرأة في المنتديات المختلطة خصوصًا، والنسائية عمومًا).
وإن كان الشيخ - حفظه الله - لم يستدل بأدلَّةٍ نقلية، ولكن تكلَّم كلامًا لعلَّه يفيد - إن شاء الله -، فجزاه الله خيرًا.
http://download.media.islamway.com/lessons/khaledassabt//15Montdiat.rm
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:30]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:17]ـ
كتب الله أجرك أخي الكريم ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 02:16]ـ
مرحبا بالأخ المفضال / رمضان
جزاكم الله خيرا، فوائدكم من عوائدكم
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 06:44]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل يصح أن يقال: بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في رمضان
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 06:50]ـ
هذه اللفظة قالها بشر الحافي رحمه الله لما سئل إن قوما يتعبدون و يجتهدون في رمضان؟ فقال: (بئس القوم لا يعرفون لله حقا إلا في شهر رمضان إن الصالح الذي يتعبد و يجتهد السنة كلها).
وهذه يرددها الكثير من الوعاظ، وفيها نظر، وقد صدق رحمه الله بأن الصالح من يتعبد السنة كلها، لكن أيضا فإن من يعبد الله في رمضان خير ممن لا يعبده ولا في رمضان، ولا شك أن من تاب وأناب، وتعبد في رمضان، فقد أتى خيرا، وعمل صالحا، وما ذلك إلا دلالة على مافيه من خير وصلاح فهل يقال عن هؤلاء بأنهم بئس القوم، والله أعلم.
فهل توافقوني ..
وفقكم الله وبارك فيكم ونفع بعلمكم.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 09:43]ـ
فهل يقال عن هؤلاء بأنهم بئس القوم؟
جزى الله خيرا من بذل علما
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 10:20]ـ
مِن باب التربية الإيمانية تشجيع مثل هذا النوع مِن الناس، والدخول عليهم من تعبدهم في هذا الشهر، وحثهم على التعبد بعد رمضان، والاستمرار على ذلك.
أما أن ننفرهم ونقول لهم -وجهاً لوجه (!) -: (بئس القوم أنتم!) فهذه غِلظة، فتعبدهم في رمضان بذرة خير يجدر العناية بها وتربيتها؛ لتنمو في طاعة الله -عز وجل-.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:17]ـ
.. إضافة إلى ما في ذلك من التعريض بتزكية نفس هذا الذام الذي يذم غيره، بحيث يتوهم السامع أنه يعرف الله السنة كلها، كما أن الله تعالى أخبر عن الفائدة من الصيام في شهر رمضان فقال {لعلكم تتقون} مع أن التقوى مطلوبة طوال العمر، إلا أن رمضان مظنة زيادة التقوى، الذي هو خير زاد.
ـ[أبو أمامة الوائلي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:45]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فلا يظهر في هذا السياق ما ينكر لأنه إنكار للفعل؛ وعلى الفاعل، وقد جاء مثل هذا السياق فيما رواه مسلم في كتاب الجمعة من صحيحه، باب تخفيف الصلاة والخطبة قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشِدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ. قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)). قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: ((فَقَدْ غَوِىَ)).
وروى في كتاب الفتن من صحيحه باب الفتنة التي تموج كموج البحر قال: َحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ جُنْدُبٌ: جِئْتُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ؛ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فَقُلْتُ: لَيُهَرَاقَنَّ الْيَوْمَ هَا هُنَا دِمَاءٌ. فَقَالَ ذَاكَ الرَّجُلُ: كَلاَّ وَاللَّهِ. قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ. قَالَ: كَلاَّ وَاللَّهِ. قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ. قَالَ: كَلاَّ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِيهِ. قُلْتُ: بِئْسَ الْجَلِيسُ لِي أَنْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ؛ تَسْمَعُنِي أُخَالِفُكَ وَقَدْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلاَ تَنْهَانِي. ثُمَّ قُلْتُ: مَا هَذَا الْغَضَبُ؟ فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ وَأَسْأَلُهُ فَإِذَا الرَّجُلُ حُذَيْفَةُ.
ولهذا نظائر كثيرة في السنة فلا ينكر.
وهو من باب مطلق الذم؛ لا من الذم المطلق؛ وفرق بينهما فليتنبه. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وكتب / أبو أمامة الوائلي 29/ 8/1428هـ
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 07:29]ـ
فرق بين معنى قولهم: بئس القوم لا يعرفون الله (حقاً) إلا في رمضان، و معنى ما جاء في الأدلة التي استدللت بها، تمعن تجد الفرق، ولا يكفي في جعلها من النظائر أن حوت كلمة "بئس"، فهذا كثير في القرآن والسنة، كـ "بئس أخو العشيرة" وغيرها، الاشكال هو في الحط على أقوامٍ يُزعم أنهم لا يعرفون الله حقا إلا في رمضان.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 09:49]ـ
وهذه يرددها الكثير من الوعاظ، وفيها نظر، وقد صدق رحمه الله بأن الصالح من يتعبد السنة كلها، لكن أيضا فإن من يعبد الله في رمضان خير ممن لا يعبده ولا في رمضان، ولا شك أن من تاب وأناب، وتعبد في رمضان، فقد أتى خيرا، وعمل صالحا، وما ذلك إلا دلالة على مافيه من خير وصلاح فهل يقال عن هؤلاء بأنهم بئس القوم،.
انما يصح ايرادك وفقك الله لو كانت هذه العبارة للذم المطلق المستلزم نفي مطلق الخيرية وليست كذلك
فان هذه العبارة لمطلق الذم
والمراد ان من اقتصرت معرفتهم بالله والقيام بحقوقه على رمضان فهم بئس القوم بالنسبة لمن عرفوا الله وقاموا بحقوقه في سائر الشهور او بالنسبة لما ينبغي ان يكون عليه المؤمنون
وان كان هؤلاء المذمومون فيهم خير وهم احسن حالا ممن لم يعرفوا الله في رمضان وغيره
فهم مذمومون من جهة تقصيرهم في سائر الشهور وان كان فيهم خير في شهر رمضان ذلك ان معرفة الله والقيام بحقوقه واجبة في سائر الازمنه وبالله التوفيق.
ثم اني رايت بعد فراغي من كتابة هذه المشاركة ما كتبه الاخ ابو امامة الوائلي فوجدتني وافقته من غير قصد والحمدلله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 03:22]ـ
هل الاجتهاد في رمضان يترتب عليه كل هذه المذمة؟
ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر اجتهادا في رمضان واكثر تعبدا في العشر الأواخر؟.
مع العلم الفتور في غير رمضان سمة عامة البشر ورمضان وبقية المناسبات فرص للتعويض عما فاتهم من تقصير
بخلاف من يصلي ويصوم في رمضان ويترك الصلاة ويعص في غير رمضان
فللأخير نقول إن الرب الذي يعبد ويطاع في رمضان هو نفسه الرب الذي يعبد ويطاع في غير رمضان فلما عبدتموه في رمضان وتناسيتموه في غير رمضان فبئس القوم الذي فرّق بين هذا وذاك
والله أعلم
والله من وراء القصد(/)
هل ظلم أهل السنة مرجئة الفقهاء؟ (تنبيه إلى الشيخ مشهور سلمان ـ وفقه الله ـ)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 08:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ظلم أهل السنة مرجئة الفقهاء؟ (تنبيه إلى الشيخ مشهور سلمان ـ وفقه الله ـ)
قال الكشميري في ’’فيض الباري‘‘ (1/ 53 - 54):
((الإيمان عند السلف عبارة عن ثلاثة أشياء: اعتقاد و قول و عمل. و قد مرَّ الكلام ـ يعني في كتابه ـ على الأوَّلين، أي: التصديق و الإقرار، بقي العمل: هل هو جزء للإيمان أم لا؟
فالمذاهب فيه أربعة، قال الخوارج و المعتزلة: إنَّ الأعمال أجزاء للإيمان، فالتارك للعمل خارج عن الإيمان عندهما، ثم اختلفوا: فالخوارج أخرجوه عن الإيمان، و أدخلوه في الكفر، و المعتزلة لم يُدخلوه في الكفر، بل قالوا: بالمنزلة بين المنزلتين.
و الثالث: مذهب المرجئة، فقالوا: لا حاجة إلى العمل، و مدار النجاة هو التصديق فقط، فصار الأوَّلون و المرجئة على طرفي نقيض.
و الرابع: مذهب أهل السنة و الجماعة، و هم بينَ بينَ، فقالوا: إنَّ الأعمال أيضاً لا بدَّ منها، لكن تاركها مُفسَّقٌ لا مُكفَّرٌ، فلم يُشدِّدوا فيها كالخوارج و المعتزلة، و لم يُهوِّنوا أمرها كالمرجئة.
ثمَّ هؤلاء ـ أي أهل السنة و الجماعة ـ افترقوا فرقتين، فأكثر المحدِّثين إلى أنَّ الإيمان مركَّب من الأعمال، و إمامنا الأعظم ـ رحمه الله تعالى ـ و أكثر الفقهاء و المتكلِّمين إلى أنَّ الأعمال غير داخلة في الإيمان، مع اتفاقهم جميعاً على أنَّ فاقد التصديق كافر، و فاقد العمل فاسق، فلم يبق الخلاف إلاَّ في التعبير، فإنَّ السلف و إن جعلوا الأعمال أجزاء، لكن لا بحيث ينعدِم الكلُّ بانعدامها، بل يبقى الإيمان مع انتفائها.
و إمامنا أبو حنيفة و إن لم يجعل الأعمال جزءاً، لكنَّه اهتم بها، و حرَّض عليها، و جعلها أسباباً ساريةً في نماء الإيمان، فلم يُهدرها هدر المرجئة، إلاَّ أنَّ تعبير المحدِّثين القائلين بجزئية الأعمال، لمَّا كان أبعد من المرجئة المنكرين جزئيَّة الأعمال، بخلاف تعبير إمامنا الأعظم ـ رحمه الله تعالى ـ فإنَّه كان أقرب إليهم من حيث نفي جزئية الأعمال؛ رُمي الحنفية بالإرجاء، و هذا كما ترى جورٌ علينا، و الله المستعان.
و لو كان الاشتراك مع المرجئة بوجهٍ من الوجوه التعبيرية كافياً لنسبة الإرجاء إلينا، لزم نسبة الاعتزال إليهم، أي إلى المحدِّثين، فإنهم، أي المعتزلة، قائلون بجزئية الأعمال أيضاً كالمحدِّثين، و لكن حاشاهم من الاعتزال، و عفا الله عمن تعصَّب و نسب إلينا الإرجاء، فإنَّ الدين كلَّه نصح، لا مراماة و منابزة بالألقاب، و لا حول و لا قوة إلا بالله العي العظيم)) اهـ.
قال المرادي ـ عفا الله عنه ـ: في هذا الكلام مخالفات كثيرة، أنبِّه على بعضها بكلمات يسيرة، فأقول:
(1) جعل الكشميري ـ غفر الله له ـ مذهب أهل السنة و الجماعة في الإيمان على قولين؛ قول السلف و أهل الحديث، و قول الأحناف ـ أي مرجئة الفقهاء ـ.
وفي هذا نظر، فالسلف قد أجمعوا على أنَّ الإيمان قول و عمل، و خلاف الأحناف في هذه المسألة لا يُعتد به أمام إجماع السلف، فهم في هذا الباب مخالفون لأهل السنة و الجماعة.
نعم، هم من أهل السنة في غير مسائل الإيمان.
(2) جعله الخلاف بين السلف و الأحناف من باب اختلاف التعبير ليس إلاَّ، و هذا غلط ظاهر، كما بيَّن ذلك أهل العلم.
قال سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في تعليقه على ’’العقيدة الطحاوية‘‘ (ص20 ـ ط. دار الوطن):
((و ليس الخلاف بينهم و بين أهل السنة فيه لفظياً، بل هو لفظي و معنوي، و يترتَّب عليه أحكام كثيرة يعلمها من تدبَّر كلام أهل السنة و كلام المرجئة، و الله المستعان)).
و قال معالي الشيخ العلاَّمة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ:
((هل الخلاف بين أهل السنة و مرجئة الفقهاء في تعريف الإيمان صوري أو معنوي حقيقي؟ هذه المسألة لها جهتان:
الأولى: جهة الحكم.
الثانية: جهة امتثال الأوامر: العلمية و العملية.
من جهة الحكم، يعني مرتكب الكبيرة، مرجئة الفقهاء لا يكفرونه و لا يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب، فهم من جهة الحكم كأهل السنة. قال ابن تيمية: أكثر الخلاف الذي بين أهل السنة في مسألة الإيمان لفظي، و هذا نستفيد منه فائدتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: مرجئة الفقهاء لا يخرجون من أهل السنة إخراجاً مطلقاً، بل يقال: إنهم من أهل السنة إلا في مسألة الإيمان.
الثانية: قوله: أكثره لفظي، يدل على أنَّ ثمة منه ما ليس بلفظي و هو الذي ذكرته لك أنه من جهة الأوامر و اعتقاد ذلك.
و من العلماء من قال: إن الخلاف صوري لا حقيقة له، يعني لا يترتَّب عليه خلاف في الاعتقاد و ممن ذهب إليه الشارح ابن أبي العز ـ رحمه الله ـ. و من العلماء من قال: إنه معنوي حقيقي. سبب ذلك أنَّ جهة النظر إلى الخلاف منفكَّة، فمنهم من ينظر إلى الخلاف بأثره في التكفير، و منهم من ينظر إلى الخلاف بأثره في الاعتقاد.
فمن نظر إلى الخلاف بأثره في التكفير، قال: الخلاف لفظي صوري، لأنَّ مرجئة الفقهاء متَّفقون مع أهل السنة على أنَّ الكفر و الردة يكون بالقول و بالاعتقاد و بالعمل و بالشك.
و الجهة الثانية التي ينظر إليها و هي أنَّ عمل الجوارح ممَّا أمر الله ـ جل و لا ـ به في أن يُعتقد وجوبه أو يُعتقد تحريمه من جهة الإجمال و التفصيل، فأعمال العباد لها جهتان: الإقرار بها، و الامتثال لها.
فإذا عمل العبد عملاً فإمَّا أن نقول: إنَّه داخل في التصديق بالجنان و هذا خارج عن قول الحنفية، لأنه عندئذ لا يكون تصديقاً فقط و إنما يكون اعتقاداً شاملاً للتصديق و للعزم على الامتثال.
هذا من جهة الإقرار، و من جهة الامتثال: فالعمل يتمثل فعلاً، فإذا كان كذلك فالتنصيص على دخول العمل في مسمى الإيمان هو مقتضى الإيمان بالآيات و الأحاديث. لأنَّ حقيقة الإيمان بالأوامر و النواهي، أن تؤمن بأن تعمل و أن تؤمن بأن تنتهي، و لهذا فحقيقة المسألة ترجع إلى الأمر بالإيمان في الوحيين كيف يؤمن به و يحققه، فمن عمل بجنس العمل الذي يمتثل به فقد حقَّق الإيمان، فدلَّ على أن الامتثال داخل في حقيقة الإيمان. فالإيمان لا بدَّ له من امتثال، و هذا الامتثال لا يتصور أن يكون غير موجود من مؤمن. و إذا كان ذلك كذلك كان جزءاً من الإيمان، أوَّلاً: لدخوله في تركيبه، و ثانياً: أنَّه لا يتصور في الامتثال للإيمان، و الإيمان بالأوامر أن يؤمن و لا يعمل البتة.
فتحصَّل أنَّ الخلاف من هذه الجهة معنوي، و ليس بصوري)) اهـ. ’’الوافي في اختصار شرح عقيدة أبي جعفر الطحاوي‘‘ (ص150 - 151).
(3) اتِّهامه السلف الصالح بالظلم و الجور لمَّا صنَّفوا الأحناف ضمن فرق المرجئة.
و هذه فرية بلا مرية، فالسلف أعلم الناس بالحق، و أرحمهم بالخلق، وهم لم يصفوا الحنفية بالإرجاء بإطلاق، بل جعلوهم ضمن مرجئة الفقهاء، و بيَّنوا أنَّهم أقلّ الفرق انحرافاً في هذا الباب.
(4) خلطه بين مذهب السلف و بين مذهب المعتزلة و الخوارج.
و الفرق بين المذهبين واضح جلي، لا يلتبس إلاَّ على من لم يضبط أقوال أهل العلم في هذا الباب.
فالمعتزلة و الخوارج جعلوا آحاد الأعمال أركاناً في الإيمان، فتارك أيِّ عمل ـ عندهم ـ كافرٌ الكفر المخرج من الملة، و العياذ بالله.
أما السلف فقد جعلوا جنس العمل ركن في الإيمان، فتارك جنس العمل يكفر الكفر المخرج من الملة.
قال الشيخ العلاَّمة حافظ حكمي ـ رحمه الله ـ في ’’معارج القبول‘‘ (ص446 ـ ط. دار ابن حزم):
((و الفرق بين هذا و بين قول السلف الصالح أنَّ السلف لم يجعلوا كل الأعمال شرطاً في الصحة، بل جعلوا كثيراً منها شرطاً في الكمال، كما قال عمر بن عبد العزيز فيها: من استمكلها استكمل الإيمان، و من لم يستمكلها لم يستكمل الإيمان. و المعتزلة جعلوها كلها شرطاً في الصحة و الله أعلم)).
و قال الشيخ العلاَّمة زيد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله و عافاه ـ في ’’الأجوبة السديدة‘‘ (6/ 318):
((فهم [أي المرجئة] لم يفرِّقوا بين جنس العمل ـ و الذي يُعد شرطاً في صحة الإيمان عند أهل السنة ـ و بين آحاد العمل و أفراده، و الذي يعد تاركه غير مستكمل الإيمان)).
إذا علم ما سبق، فقد نقل كلام الكشميري السباق ـ على عجره و بجره ـ الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ـ وفقه الله ـ في تعليقه على الكتاب الماتع ’’سبيل الرشاد في هدي خير العباد‘‘ (6/ 100 - 101) للعلامة السلفي محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ.
وهو إذ ينقله بلا أيِّ تعليق عليه كالمقرِّ له، و فاته ـ حفظه الله ـ أنَّ في ذاك الكلام ما يُخالف تقريرات أهل السنة في مسائل الإيمان ـ كما سبق بيانه ـ، و لو تأمَّله جيِّداً لما سارع إلى نقله و إثباته في حواشيه، أو على الأقلِّ لنبَّه على ما فيه زلل و خطل، وفقه الله الجميع لصالح القول و العمل.
فريد المرادي ـ كان الله له ـ.
الجزائر في 21 رجب 1428هـ. [/ SIZE]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 07:22]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 08:32]ـ
و إياكم أخي علي ...
فائدة زائدة:
قال الشيخ محمد الكثيري ـ وفقه الله ـ في كتابه النافع ’’ براءة أهل الحديث و السنة من بدعة المرجئة ‘‘ (ص266) تعليقاً على كلام الكشميري:
((فقد نسب هذا الديوبندي الماتريدي للسلف أنهم جعلوا الأعمال أجزاء من الإيمان، لكن لا ينعدم الإيمان بانعدامها، و هذا ما يدعيه بعض المنتسبين للسنة في هذا العصر)).
ثم قال (ص269):
((ثم يفجؤنا بعض المنتسبين للسنة و الحديث في هذا العصر شاهراً كلام الكشميري الماتريدي و محتجاً به على إخوانه أهل السنة و الحديث كما يحتج به بعض الحنفية الماتريدية سواءً بسواء.
و لو علم هؤلاء أن مقتضى هذا القول أن السلف أئمة السنة و الحديث خاضوا حرباً كلامية تبعها ما تبعها من التبديع و التضليل ضد من لم يكن بينهم و بينه خلاف حقيقي أو على أحسن الأحوال ضد من لم يعلموا حقيقة مذهبه.
و كم في هذا من التعدي على السلف و علمهم و التهوين من شأنهم و ورعهم، و هذه جريرة من بتسور على من لا يحسن من العلوم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 01:54]ـ
الحمد لله وحده ...
وللكشميري غير ذلك من الخزايا والبلايا فوجئتُ بها وأنا أطالع شرحه للبخاري بغرض معرفة عقيدة هذا الرجل الذي حشر قوله صاحب (قراءة نقديّة) مع من حشر أقوالهم في موطن التأصيل والشرح لعقيدة أهل السنة!
ـ[ابو الحسن العلوان]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 02:03]ـ
بارك الله فيك واحسن اليك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - Apr-2009, صباحاً 11:01]ـ
وفيكم بارك الله ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 02:45]ـ
جزاك الله خيرا أخي على الإضافة المفيدة، ويقال أن الكشميري له طعونات في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -، والله أعلم.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:33]ـ
وإياك أخي الكريم، وما ذكرته عن الكشميري ثابت عنه في كتابه " فيض الباري "، وذكره الشيخ مشهور - إشارة - في موسوعته (كتب حذر منها العلماء) ...
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 11:23]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم.
إليكم هذا الاقتباس من كناب "شرح العقيدة الطحاوية" للإمام الألباني رحمه الله تعالى.
يقول الشّيخ الألباني رحمه الله تعالى في تعليقه على النقطة 62.
62 - والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان (2)
قال الشيخ الألباني:
هذا مذهب الحنفية والماتريدية خلافا للسلف وجماهير الأئمة كمالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وغيرهم فإن هؤلاء زادوا على الإقرار والتصديق: العمل بالأركان. وليس الخلاف بين المذهبين اختلافا صوريا كما ذهب إليه الشارح رحمه الله تعالى بحجة أنهم جميعا اتفقوا على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن الإيمان وأنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه. فإن هذا الاتفاق وإن كان صحيحا فإن الحنفية لو كانوا غير مخالفين للجماهير مخالفة حقيقية في إنكارهم أن العمل من الإيمان لاتّفقوا معهم على أن الإيمان يزيد وينقص وأن زيادته ونقصه بالمعصية مع تضافر أدلة الكتاب والسنة والآثار السلفية على ذلك وقد ذكر الشارح طائفة طيبة منها (ص 384 - 387) [342 - 344] ولكن الحنفية أصروا على القول بخلاف تلك الأدلة الصريحة في الزيادة والنقصان وتكلفوا في تأويلها تكلفا ظاهرا بل باطلا ذكر الشارح (ص 385) [342] نموذجا منها بل حكى عن أبي المعين النسفي أنه طعن في صحة الحديث " الإيمان بضع وسبعون شعبة. . . " مع احتجاج كل أئمة الحديث به ومنهم البخاري ومسلم في (صحيحيهما) وهو مخرج في " الصحيحة " (1769) وما ذلك إلاّ لأنه صريح في مخالفة مذهبهم
ثم كيف يصح أن يكون الخلاف المذكور صوريا. وهم يجيزون لأفجر واحد منهم أن يقول: إيماني كإيمان أبي بكر الصديق بل كإيمان الأنبياء والمرسلين وجبريل وميكائيل علهم الصلاة والسلام كيف وهم بناء على مذهبهم هذا لا يجيزون لأحدهم - مهما كان فاسقا فاجرا - أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى بل يقول: أنا مؤمن حقا والله عز وجل يقول: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقا} [سورة الأنفال: 2 - 4] {ومن أصدق من الله قيلا} [سورة النساء: 22] وبناء على ذلك كله اشتطوا في تعصبهم فذكروا أن من استثنى في إيمانه فقد كفر وفرعوا عليه أنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية وتسامح بعضهم - زعموا - فأجاز ذلك دون العكس وعلل ذلك بقوله: تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب وأعرف شخصا من شيوخ الحنفية خطب ابنته رجل من شيوخ الشافعية فأبى قائلا:. . . لو لا أنك شافعي فهل بعد هذا مجال للشك في أن الخلاف حقيقي؟ ومن شاء التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية: " الإيمان " فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 02:03]ـ
وفيكم بارك الله ...
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 07:31]ـ
شكر الله لكم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 09:47]ـ
وشكر لكم أيضا أخي الكريم ...(/)
أصول البلاغة النبوية
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 03:17]ـ
الحمد لله،
أحتاج تعليقاتكم - بارك الله فيكم.
---------------------------
أصول البلاغة النبوية
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد،
فقد كثرت في الأيام الأخيرة فلول الشانئين الأصاغر، المتعرضين لمقام الحبيب صلى الله عليه وسلم، بالعيب والثلب، وهم أحق به وأهله. وقد تجمعوا بقضهم وقضيضهم، وأجلبوا بخيلهم ورَجلهم، وستروا قبيح قصدهم، بمسوح من الحرية المزعومة طورا، وحق التعبير طورا آخر، وإن هو إلا الحقد المتأججُ أواره، منه استمداد فَعالهم، وإليه مرجع أقوالهم، وعليه مدار فكرهم – إن صح أن لأمثالهم فكرا!
وقد قدح زنادَ ذاك الحقد – قديما ولا يزال – جهلٌ غُدافي الإهاب، هم فيه سادرون، قد غرقوا في غَمرته، بل عُجنوا من طينته، فهم منه في عَماية، حجبتهم عن الصواب، فلا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا.
وقد قيل قديما: (المرء عدو ما يجهل).
وإن من أعظم ما يجاهَد به هؤلاء الحاقدون المتربصون ويُجالَدون، أن تنصب أمام أعينهم الكليلة موائد العلم، بلألائها الفتان، ونورها البراق، لعلها تُفَتّق منهم تلك البصائر العشواء.
على أهل العلم في هذه الأمة الفاضلة الخيرة، أن يعرضوا على الناس، صورة ذلك الحبيب المبعوث رحمة للعالمين، فيربطوا بين الخلق وبين هاديهم ومرشدهم، بوشيجة من المعرفة الوثيقة التي تثمر محبة صادقة، تنبت من بذرتها شجرة إيمان راسخ.
ومن أراد سلوك هذا السبيل من دعاة الأمة وعلمائها – أعني سبيلَ التعريف بالحبيب عليه الصلاة والسلام – فلَيجدنّ من القول متسعا، بل لتتشعبن به فروع القول، حتى يحتاج إلى أرسان من قواعد المنهج، يضبط بها جماح الكلام.
فإنك مهما شئت أن تلمس تجسيدَ خصلة من خصال الخير، أو صفة من صفات الكمال الإنساني، فإنك في رسول الله صلى الله عليه وسلم واجدُها في أبهى صورها، وأكمل حالاتها.
وقد جعلت من وُكدي، أن أنهدَ إلى جانب من جوانب هذا الكمال البشري المتمثل في شخصية النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ وهو جانب الفصاحة والبلاغة.
وإن الهيبة لتسطو بالنفس، وتأخذ بتلابيبها لتأطرها عن ركوب هذا البحر الغطمطم الذي يخشى الضياع في خضمه!
وإن الخشية لتتملك أرجاء الفؤاد حين يهم بسلوك هذا المهْيع الفسيح الشائك الذي لا تؤمن فيه العثرة والزلة!
وكأني بك تسأل بإنكار: أحقا تبغي بألفاظك الكليلة أن تصف أشرف الألفاظ؟
أم تُراك قد زينتْ لك جراءةُ نفسك أن تكلف يراعك الذليل من أمره شطط الكتابة عن خير ما خطه يراع؟
أم لعلك تروم أن تحدثنا بكلماتك عن خير كلمات فاه بها رجل من البشر؟
ولست متكلفا لسؤالك جوابا؛ غير أنني أقول: هي المحبة جدَحت لي يدُها كأسَ النطق، فكان ما كان مما تراه منثورا بين يديك الآن.
مقدماتٌ ممهدات:
يحسُن بي – قبل الشروع في اللب المقصود بالذات- أن أعرف بالأثافي الثلاثة التي يتركب منها عنوان المقال – أي: (أصول البلاغة النبوية) - إذ معرفة المركب فرع عن معرفة مفرداته.
فلأبدأ بالثاني من هذه الأثافي، ولأُثن بالثالث، ولتكن (الأصول) ثالثتها.
• البلاغة والفصاحة:
اختلفت أقوال العلماء في تعريف هذين المصطلحين، وفي بيان الفرق بينهما) (.
والذي استقر عليه كلام البلاغيين، أن كلا منهما يقع صفة لمعنيين: أولهما الكلام، وثانيهما المتكلم. فتقول: شعر فصيح أو بليغ، وشاعر فصيح أو بليغ. وتختص الفصاحة بكونها صفة للمفرد فيقال: لفظة فصيحة ولا يقال لفظة بليغة.
وبعد هذا، فإن فصاحة المفرد، هي خلوصه من عيوب ثلاثة:
o تنافر الحروف: وهو وصف في الكلمة ينشأ عنه ثقلها في اللسان، وصعوبة النطق بها، كلفظة (الهعخع).
o الغرابة: بأن تكون الكلمة وحشية، غير ظاهرة الدلالة على المعنى، كلفظة جحْلَنجع، التي ذكرها أبو الهميسع في بعض رجَزه.
o مخالفة الوضع: بأن تكون الكلمة مخالفة لما ثبت عن الواضع) (، كقول القائل (الأجلل) يريد (الأجل) ففك الإدغام مخالفا للقياس الصرفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزاد بعض البلاغيين، أن تخلص اللفظة من الكراهة في السمع، كلفظ (النقاخ) بمعنى الماء العذب. وفيه نظر، لأن في ذكر الغرابة غنية عن ذكر هذا العيب، لأن استكراه السمع للفظ إنما جاء من جهة وحشيته وغرابته.
وأما فصاحة الكلام، ففي براءته من عيوب ثلاثة أيضا – وذلك بعد خلوص مفرداته من العيوب السابق ذكرها -:
o تنافر الكلمات: وهو وصف في الكلمات مجتمعة، يوجب ثقلها على اللسان، وعسر النطق بها، كقول الشاعر: (في رفع عرش الشرع مثلك يشرع).
o ضعف التأليف: وهو أن يكون الكلام مخالفا في تركيبه المشهور من قواعد النحو، كالإضمار قبل ذكر المرجع لفظا ومعنى وحكما، كما في قول الشاعر:
(ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا من الناس، أبقى مجده الدهر مطعما)) (.
o التعقيد: وهو أن يكون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد، لخلل واقع فيه. وهو نوعان: لفظي ومعنوي. فالأول كقول الشاعر:
وما مثله في الناس إلا مملكا أبو أمه حي أبوه يقاربه
والثاني كقول العباس بن الأحنف:
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا.
وقد اشترط بعض العلماء في فصاحة الكلام، خلوصه من كثرة التكرار وتتابع الإضافات. وليس الأمر على إطلاقه، فقد يوجد من ذلك في الكلام الفصيح، بل في أفصحه، كما في قوله تعالى: (ذكر رحمة ربك عبده زكريا)، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح: (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم). والمرجع في هذا إنما هو إلى ثقل اللفظ أو خفته على اللسان.
هذا ملخص ما ذكره البلاغيون في هذا المبحث.
لكن العمدة – عند التحقيق – إنما هي على لحظ تصرفات البلغاء في خطبهم ورسائلهم وقصائدهم، لا على هذه الضوابط الرياضية الصارمة؛ إذ الضوابط عصا الأعمى – فيما قيل) (.
وقد كان العرب الأقحاح في الأعصار المتقدمة يرسلون الكلام على سجيتهم، فيجيء منه كلام بليغ تارة، وأقل بلاغة تارة أخرى. وكان الذوق العربي سليما من عوارض الهجنة، وآثار العجمة. فكان الاعتماد عليه في تمييز البليغ الفصيح من غيره.
ثم جاء من بعدهم فقعّدوا وأصلوا، وكان في ذلك خير كثير. لكن بالغ المتأخرون في تتبع القواعد النظرية، والجمود على القوانين الجاهزة، وأهملوا التطبيق العملي، وإعمال الذوق اللساني البليغ.
فلتكن نظرتنا إذن – في هذا البحث – نابعة من هذا الأصل الذوقي، ولنكن من القواعد على ذُكر، نتطلبها عند الحاجة إليها، حين يخوننا ذوقنا الهائم في سباسب العُجمة.
• موضوع البحث:
موضوع الكلام هو الأحاديث القولية الصحيحة المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلا يدخل في مبحثنا حديث فعلي، ولا تقريري، ولا حديث في صفة الحبيب صلى الله عليه وسلم. والأمر في هذا أظهر من أن يحتاج إلى بيان.
ولا يدخل حديث في رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تردد أو شك. وهذا حال الأحاديث المعلولة التي تجاذبها حالا رفع ووقف) (.
ولا يدخل كذلك حديث غير صالح للاحتجاج، لكونه ضعيفا أو موضوعا أو نحوهما.
بل أزيد فأقول: لا ينبغي أن تدخل في بحثنا هذا الأحاديث المختلف في صحتها بين الحفاظ. لأن المقامَ مقامُ تأصيل وتقعيد، وهو لا يناسب مراتب الظنون، وإنما يحتاج إلى ثلج اليقين.
وهذا الاحتراز الثالث عظيم الخطر، سامق الشأن. لكن أغلب المتكلمين في هذا الباب معرضون عنه في التطبيق، مع كونهم مجمعين على صحته عند التنظير.
ولعل السبب في ذلك، تجاذب الاختصاصات العلمية. وذلك أن الباحثين في أبواب البلاغة عموما – والنبوية منها خصوصا – هم من أرباب اللغة والبيان، وليسوا من المحدثين والحفاظ.
ولذلك كثر عنذهم الاستدلال بالأحاديث التي لا تصلح للاستدلال، لفقدها ركن الثبوت، وهو الأساس الذي يبنى عليه الاحتجاج.
وقد يكون لهذا المأخذ – أي: ضرورة التأكد من ثبوت الأحاديث النبوية قبل الاستنباط منها - علاقة بإحجام جمع من العلماء عن الخوض في هذا الفن الرفيع.
ولما كان القرآن قطعي الثبوت، تكلموا في إعجازه البلاغي، فأطابوا وأطنبوا. بل ما خرج علم البلاغة إلا من رحم الإعجاز القرآني) (. أما الكلام على البلاغة في الحديث النبوي، فلم يرق إلى نفس المرتبة ولا إلى قريب منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن الفرق بين البلاغة النبوية والإعجاز القرآني ثابت ظاهر لا سبيل إلى طمسه. وهو ذاتُه الفرق بين المعجز وغير المعجز، والفاصل بين كلام الخالق وكلام المخلوق. وذلك أن كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مهما ارتقى في درجات البلاغة، وتسامى إلى سماء الفصاحة، يبقى كلاما بشريا، تلفه مسحة الإنسانية، وتغلفه سرابيل الفناء البشري.
أما القرآن الكريم، فلا تجد فيه حين تتذوق ألفاظه، وتتدبر معانيه، شيئا من حالات النفس الإنسانية، أو أثرا من تقلباتها. ولذلك تقف أمامه عاجزا متحيرا، تشعر بذل المخلوق وضعفه أمام عظمة الخالق سبحانه.
ولذلك قال الجاحظ:
( .. لأن رجلاً من العرب لو قرأ على رجل من خطبائهم وبلغائهم سورة واحدة، طويلة أو قصيرة، لتبين له في نظامها ومخرجها، وفي لفظها وطبعها، أنه عاجز عن مثلها. ولو تحدى بها أبلغ العرب لظهر عجزه عنها. وليس ذلك في الحرف والحرفين، والكلمة والكلمتين.
ألا ترى أن الناس قد كان يتهيأ في طبائعهم، ويجري على ألسنتهم أن يقول رجل منهم: الحمد لله، وإنا لله، وعلى الله توكلنا، وربنا الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهذا كله في القرآن، غير أنه متفرق غير مجتمع؛ ولو أراد أنطق الناس أن يؤلف من هذا الضرب سورة واحدة، طويلة أو قصيرة، على نظم القرآن وطبعه، وتأليفه ومخرجه لما قدر عليه، ولو استعان بجميع قحطان ومعد بن عدنان)) (.
وفي معنى هذا قول الله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)) (.
وهذا لب الإعجاز البلاغي القرآني، الذي لا مطمع لأبلغ البلغاء في متابعته فضلا عن مجاراته. ومَن تجشم عناء معارضته من أهل الشقاق، ما زاد على أن فضح نفسه، وأتى بما جعله هزؤا أبد الدهر) (. أما كلام النبي صلى الله عليه وسلم فإنه - على بلوغه أعلى مراتب الفصاحة – فيه من آثار النفس الإنسانية ما يجعل البلغاء يطمعون في محاكاته، لما يلمسونه من الصلة البشرية بينهم وبينه.
وأمر آخر له تأثير في هذا التفريق بين القرآن الكريم والبلاغة النبوية، وهو مسألة الرواية بالمعنى في الحديث. وهي مسألة عظيمة الشأن جدا، جديرة بأن تخصص لها وقفة يسيرة، تجلو غوامضها.
وجماع الأمر فيها، أن الرواية بالمعنى ثابتة في طائفة من الأحاديث النبوية، حتى قال الثوري: (إن قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني، إنما هو المعنى)) (. لكن، لا يكون ذلك مانعا في الاستدلال بالحديث على الأصول العامة للبلاغة النبوية، وذلك للأوجه التالية:
الوجه الأول: أن الأصل عند المحدثين الاعتناء بضبط ألفاظ الحديث، ومنهم من كان يتشدد في ذلك – على ما هو مقرر. فالرواية بالمعنى أمر عارض لا ينبغي أن يسوى بالأصل الثابت. يؤكده
الوجه الثاني: وهو أن من قال من الحفاظ بجواز النقل بالمعنى، إنما قاله من باب التجويز العقلي، الذي لا يتنافى – في الغالب - مع وقوع عكسه. فالغالب على الظن أن الألفاظ الأصلية للنبي صلى الله عليه وسلم لم يطرأ عليها تبديل البتة، أو لم يساورها غير شيء من التبديل يسير.
الوجه الثالث: أن الرواية بالمعنى – على فرض كونها محل اتفاق - لا تعم كافة أصناف الحديث. وإنما الغالب وقوعها في الأحاديث الطويلة. أما الأحاديث القصار، أو حِكم النبي صلى الله عليه وسلم وأمثاله، ونحو ذلك، فإن الرواة يحافظون على نصها، ولا يعدلون عنه، لانعدام الحاجة إلى ذلك.
الوجه الرابع: أن التبديل الواقع في الحديث بسبب الرواية بالمعنى، إنما يكون في اللفظة الواحدة بعد اللفظة، أو في بعض دقائق التركيب، مع بقاء الهيكل العام للحديث، وهو – في الأعم الأغلب – موضع حكم الذوق بالبلاغة.
الوجه الخامس: أن للمحدثين - خاصة منهم أهل العلل - طرقا خاصة يجمعون بها روايات الحديث الواحد، فيظهر من جمعها إن وقع في نص الحديث تصرف من الرواة أم لا. ثم إن كان الحديث مما اختلفت فيه ألفاظ رواته، من غير سبيل للترجيح بينها، فالمتعينُ تنكبُه في مبحثنا هذا.
الوجه السادس: أن الشك المتطرق إلى بعض الأحاديث بسبب من احتمال الرواية بالمعنى، لا ينفي صحة الأصول العامة المأخوذة بطريق الاستفاضة والتواتر، من مجموع الأحاديث النبوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الجملة، فإن هذه المسألة – وإن صح عدّها سببا في تأخر بحث البلاغة النبوية مقارنة ببلاغة القرآن الكريم - لا ينبغي أن تصرف الباحث في الموضوع عن مراده.
• خطوة نحو التأصيل:
ليس المراد في هذا البحث أن يجمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم في صعيد واحد، ويستخرج ما فيه من أفانين البلاغة، وضروب الفصاحة. فذاك مقصد لا مطمع في إدراك عشر معشاره. وقد قارب بعضَه جمع من شراح الحديث، فأجادوا وأحسنوا.
وإنما المراد وضع بعض الأصول العامة، والضوابط الإجمالية، التي تعين على فهم هذا الكلام البليغ، وتذوق حلاوته. وأعظِم به من مقصد جليل!
وقد مضى آنفا ذكر بعض ألوان التأصيل، ويأتي من ذلك فنون أخرى – بإذنه تعالى.
برهان البلاغة النبوية:
وإذ وصل بنا الكلام إلى هذا الموضع، فلرُب متكئ على أريكته، منجدل في طينة غفلته، يحك عينيه ليطرد عنهما سمادير الوسَن، ثم يقول: قد حدثتنا طويلا عن هذه البلاغة النبوية، حتى لكأنها عندك من المسلمات؛ أفَتُرانا نسلم برأيك لمحض قولك؟
وجوابي عن هذا – بعد أن أردد مع أبي الطيب قوله المأثور:
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
من أوجه تأتيك فيما يلي:
أولها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن نفسه بذلك، فقال (بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي)) (.
قَالَ الزهري) (: (وَبَلَغَنِي أَنَّ جَوَامِعَ الْكَلِمِ أَنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ الْأُمُورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُكْتَبُ فِي الْكُتُبِ قَبْلَهُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ وَالْأَمْرَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ).
وهل هذه البراعة في الجمع، والإعجاز في الإيجاز، وقلة اللفظ مع كثرة المعاني، إلا قمة ما تكون عليه بلاغة الكلام؟
ولست أستدل في هذا المقام، ببعض الأحاديث التي يذكرها المتكلمون في هذا الباب، مع كونها لا تصح من جهة الإسناد.
ومن ذلك:
- ما جاء عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم دجن: (كيف ترون بواسقها؟). قالوا: ما أحسنها، وأشد تزاحمها. قال: (كيف ترون قواعدها؟). قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها. قال: (كيف ترون جونها؟). قالوا: ما أحسنه، وأشد سواده. قال: (كيف ترون رحاها استدارت؟). قالوا: نعم، ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: (كيف ترون برقها؟، أخفوا، أو وميضا؟ أم يشق شقا؟). قالوا: يا رسول الله، بل يشق شقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحيا). فقال له رجل: يا رسول الله ما أفصحك، ما رأينا الذي هو أعرب منك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حق لي، وإنما أنزل القرآن علي بلسان عربي مبين؟)) (.
- ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش)) (.
- وما جاء من حديث أبي سعيد مرفوعا، قال: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، أنا أعرب العرب، ولدتني قريش، ونشأتُ في بني سعد بن بكر، فأنى يأتيني اللحنُ)) (.
- ومثله ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بعض خطباء الوفود بكلام عذب فصيح، فقال له علي رضي الله عنه: (يا رسول الله نحن وأنت بنو أب واحد ونشأنا في بلد واحد، وإنك تكلم العرب بلسان ما يفهم أكثره. فقال: (إن الله عز وجل أدبني فأحسن تأديبي، ونشأت في بني سعد بن بكر)) (.
ومن هذه البابة أحاديث أخرى تركت ذكرها اختصارا.
والوجه الثاني: أن الصحابة الذين وصفوا منطقه عليه الصلاة والسلام، شهدوا له – وهم سادات الفصحاء، ومن معدن البلاغة والأدب – بتقدمه في هذا المضمار، بحيث لا يلحق غباره، ولا يدرك شأوُه.
من ذلك ما أخرجه النسائي والبيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسرد الكلام كسردكم هذا، كان كلامه فصلا يبينه يحفظه كل من سمعه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء بسند ضعيف من حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، طويل الفكرة، ليس له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتح كلامه ويختمه بأشداقه. يتكلم بجوامع الكلم، فضل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة، وإن دقت، لا يذم منها شيئا، لا يذم ذواقا ولا يمدحه)) (.
والوجه الثالث: أن أكابر البلغاء أذعنوا للفصاحة النبوية، وجعلوها تاجا على رأس العربية، يشع نور لآلئها على أرجاء الكلام العربي كله.
بل تخذوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم معينا ثرا يمتحون منه في مكاتباتهم ومخاطباتهم.
والأمر في شرح هذا وتفصيله يطول جدا.
فلأجتزئ بذكر كلام الأديب البليغ، مقدم أهل الصنعة، عمرو بن بحر الجاحظ في (البيان والتبيين)) (، حين يقول:
(وأنا ذاكرٌ بعد هذا فَنّاً آخرَ من كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو الكلام الذي قلّ عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجَلَّ عن الصَّنعة، ونُزِّه عن التكلف، وكان كما قال اللّه تبارك وتعالى: قل يا محمد: "وما أنا مِنَ المتَكلِّفين "، فكيف وقد عابَ التشديق، وجانب أصحاب التقعيب، واستعمل المبسوطَ في موضع البسط، والمقصورَ في موضع القصر، وهَجَر الغريبَ الوحشيَّ، ورغِبَ عن الهجين السُّوقيّ، فلم ينطِقْ إلا عن مِيراثِ حكمَةٍ، ولم يتكلَّم إلا بكلامٍ قد حُفَّ بالعصمة، وشُيِّد بالتأييد، ويُسِّرَ بالتوفيق. وهو الكلامُ الذي ألقَى اللّه عليه المحبّةَ، وغشَّاهُ بالقَبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبَيْن حُسنِ الإفهام، وقلّة عدد الكلام، مع استغنائه عن إعادته، وقِلّةِ حاجة السامع إلى معاوَدته. لم تسقط له كلمة، ولا زَلّت به قَدَم، ولا بارَتْ له حجَّة، ولم يَقُم له خَصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبذُّ الخُطَبَ الطِّوال بالكلِم القِصار ولا يَلتمِس إسكاتَ الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتجُّ إلا بالصِّدق ولا يطلب الفَلْج إلا بالحق، ولا يستعين بالخِلابة، ولا يستعمل الموارَبة، ولا يهمِز ولا يَلْمِز، ولا يُبْطِيءُ ولا يَعْجَل، ولا يُسْهِب ولا يَحْصَر، ثم لم يَسْمع الناسُ بكلامٍ قَطّ أعمَّ نفعاً، ولا أقصَدَ لفظاً، ولا أعدلَ وزناً، ولا أجملَ مذهباً، ولا أكرَم مطلباً، ولا أحسنَ موقعاً، ولا أسهل مخرجاً، ولا أفصح معنًى، ولا أبين في فحوَى، من كلامه صلى الله عليه وسلم كثيراً)) (.
ثم قال:
(قال محمَّد بن سلام: قال يونس بن حبيب: (ما جاءنا عن أحدٍ من روائع الكلام ما جاءنا عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم).
.. ولعلّ بعضَ من يتَّسِع في العلم، ولم يعرفْ مقاديرَ الكَلِم، يظُنّ أنّا قد تكلّفنا له من الامتداح والتشريف، ومن التزيين والتجويد ما ليس عنده، ولا يبلُغه قدْرُه، كَلاَّ والذي حَرَّمَ التزيُّدَ على العلماء، وقبَّح التكلّف عند الحكماء، وبَهْرَجَ الكذَّابين عند الفقهاء، لا يظنّ هذا إلا من ضلَّ سعيُه)) (.
والوجه الرابع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقامه الله تعالى في موضع البيان لكتاب الله عز وجل، وذلك إنما يناسب أعلى درجات البلاغة. قال الحليمي رحمه الله في الكلام على بيان النبي صلى الله عليه وسلم وفصاحته: (ولو لم يكن على ذلك دلالة سوى أن الله نصبه منصب البيان لكتابه، فقال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) لكان كافيا، فإنه لو لم يكن آتاه البيان، ولم يرقه فيه إلى أعلى الدرجات، لما رضيه لتبيين كتابه، والكشف عن معاني خطابه)) (.
والوجه الخامس: أن العرب الخلص الذين عاش النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، وبث دعوته بين ظهرانيهم، لو علموا في فصاحته ما يعاب، أو ما يخالف أصول البيان والإعراب، لتعلقوا به، وبثوا ذلك في مجالسهم، واتخذوه سبة يتندرون بها في نواديهم؛ ولردوا عليه دعوته بسبب من ذلك، لأنهم من العرب الأقحاح الذين لا يستجيبون إلا لأفصحهم لسانا، وأظهرهم بيانا) (.
فلما لم يوجد من ذلك شيء، ولو أقل من القليل، مع توفر الداعي، وقوة المقتضي، علمنا أنه صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب قاطبة، لا يخالج النفس في ذلك أدنى شك أو شبهة.
والوجه السادس: وهو الذي ينبغي أن يكون قبل الوجوه السابقة كلها، وينبغي أن يكون بعدها كذلك. وهي بينة إثبات أَكِل أمر الشهادة بها للذوق العربي السليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القارئ لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد من حلاوتها في نفسه، ما تصغر معه كل حلاوة أدركها طول عمره؛ ومِن نورها في قلبه، ما تنشرح له أرجاء صدره.
ومهما زدت من القراءة، وأكثرت من النظر في تلك الأحاديث، فإنك لن تجد في ذهنك ذرة من الملل أو السآمة، وإنما هو نور آخذ بحجزة نور، وضياء يتلوه ضياء.
ولن تجد - في غير القرآن والحديث - هذه الخاصية العجيبة في شيء من الكلام، كائنا من كان مبدعه.
سر البلاغة النبوية:
وإذ قد برهنا على بلوغ الكلام النبوي أعلى مراتب الفصاحة، فلنا أن نسأل عن سر هذه البلاغة النبوية؟
والحق، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اجتمعت فيه خلال كثيرة، ثقّفت لسانه، وزينت بيانه، وجعلته تاج الفصحاء، وسيد البلغاء.
• وأول هذه الخلال نسبه الكريم. فإن قبيلتَه قريشا كانوا أفصح العرب لسانا، وأرقهم لفظا، وأبعدهم عن تلك اللهجات الرديئة التي وصمت غيرهم من قبائل العرب) (. وقد نشأ النبي عليه الصلاة والسلام في بني سعد بن بكر) (، وهم من أكرم العرب وأفصحهم، مع كونهم أهل بداوة رقيقة الحواشي، ليس فيها من جلافة الأعراب ما يكدر صفوها.
وقد كانت حليمة السعدية من أوسطهم؛ والرضاع مؤثر في الطباع، كما قد قيل) (. ولم يختلط عليه الصلاة والسلام طول حياته الشريفة بقوم خارجين عن حدود رفعة البيان.
وإذ قد اجتمع له صلى الله عليه وسلم أفضل ما ينشأ في كنفه فصيح قط، فلا جرم أن اعتلى سماك البيان اللغوي، وأتى منه بأفضل ما يطيقه إنسان.
• وثانيها قلبه النقي التقي، المتجذر في الصفاء، والمتغلغل في الطهر. وهو قلب متصل بالله عز وجل، ينبض بأشرف المعاني، وأزكى الفكَر، فلا يزال يبعثها أرسالا بهية، إلى ذاك اللسان الفصيح، ليترجمها كلاما منمقا بديعا.
• وثالثها عقل ذكي متوقد، وذهن حاد متوهج، وبصيرة نفاذة إلى بواطن الأمور. فلا يمر على خاطره إلا معنى جليل قد امتلك ناصية الصحة، وترفع عن سفساف الأفكار.
• ورابعها لسان صقلته روائع البيان القرآني، فصار ذربا بأنصع الألفاظ، وأرشق التراكيب، وأحكم المعاني. وأعظِم بلسان يُدارس جبريل عليه السلام عجائب آيات التنزيل، ونفائس القرآن الكريم.
• والخامس تأييد إلهي محكم، يعصمه من العيوب التي لا يخلو من الوقوع فيها غيره من الفصحاء. فتجد كلامه متناسقا في سموه، متوازيا في عليائه، لا ينزل في لحظة ما عن أعالي رتب البيان. وهذا لا يكون إلا بمدد من الوحي.
ولذلك صح أن أزعم بثقة وثبات، أن البلاغة النبوية – رغم قصورها عن درجة الإعجاز القرآني - ليست متمحضة في الإنسانية، بل هي قبس من الوحي الإلهي.
أصول البلاغة النبوية:
ذكرت فيما سبق من الكلام، مباحث نافعة، قاربتُ فيها شيئا من التأصيل المجمل لفن البلاغة النبوية، وذلك بقدر ما تتسع له صفحات هذا المقال المختصر.
وأنا الآن ساردٌ لك، جُملا من الأصول والأركان، يقوم عليها صرح البلاغة النبوية. ولست أزعم لنفسي أنني محيط بتلك الأصول إحصاء وعَدا، ولا أنني مستوف بحث ما سأذكره منها. ولكن حسبي من الدلالة ما أبان أوائل الطرُق، ويكفيني من در القلادة ما أحاط بالعنق.
1 - القصد والإيجاز:
ومعناه أن تجتمع المعاني الكثيرة المقصودة من الكلام في الألفاظ القليلة، التي تقل عن العدد المتعارف عليه بين الناس في عادات خطابهم.
وهو من معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (بعثت بجوامع الكلم)، وقد سبق إيراده.
وقد سلم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم – بهذا القصد والإيجاز – من الانتشار المفضي إلى العي والخطل، ومن الإطناب المؤدي بالسامع إلى السآمة والملل.
وإنك مهما قلّبت وجوه النظر في كلام البلغاء في تصاريف كلامهم، فلن تجد فيهم من يسلم من اللجإ إلى فنون من الإطناب والإطالة، وتشقيق الكلام، يستعين بها على بسط ما يبثه من المعنى.
ولن تجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك شيئا. وإنما هو القصد الذي يحير الألباب، ويبهر العقول.
وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام، على سبيل المثال: (إنما الأعمال بالنيات)) (. ستجد في هذه الكلمات الثلاثة المختصرة في هذا التركيب اللطيف، ألوانا من العلوم، وأصنافا من المعاني) (، يحار أهل الفهوم في استنباطها.
ومثله في الوجازة والجمع، أحاديث أخرى كثيرة، منها قوله عليه الصلاة والسلام:
- الدين النصيحة) (.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الحلال بين، والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.
- إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
- المرء مع من أحب.
- الناس معادن.
- الظلم ظلمات يوم القيامة) (.
وغيرها من مثل هذه الأحاديث القصار التي تخرج مخرج الحكمة الشاردة، والمثل السائر، والقاعدة العامة الشاملة لما لا يحصى من المفردات، كثير جدا في دواوين السنة النبوية) (.
2 - استيفاء المعنى:
وإذا كان الإيجاز مطلبا بلاغيا ساميا، فإن تقصده كثيرا ما يفضي بأرباب الأدب والفصاحة، إلى لون من النقص والاضطراب، يخرج به الكلام سقيما مخَدجا.
وأما في كلام سيد الفصحاء – صلى الله عليه وسلم – فإن الإيجاز ليس مخلا بالمعنى، وإنما هو ضرب من البراعة اللفظية، يكتمل رُواؤه باستيفاء المعنى المراد، حتى يخرج الكلام حسن التركيب والمظهر، تام المضمون والمخبر.
وهذا أصل عظيم جدا، هو لب البيان النبوي، المعصوم من التقصير في الهداية والإرشاد. ولولاه لما كانت السنة النبوية الشريفة بهذه المثابة في تقرير الشرائع، وتحرير القواعد، ووضع الأصول والضوابط.
ومن المثال على ذلك:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) (. وأنت لو شئت أن تبدل في هذه الكلمات المتناسقة، بزيادة أو نقص، لتكميل المعنى أو بسطه، لما تأتى لك ذلك إلا بحيث تخرج من حدود البيان العربي البليغ، إلى نوع من الثرثرة الممقوتة. فالمعنى – كما ترى – كامل منسجم، واللفظ ناصع منورق، مستو في فصاحته، لا عوج فيه ولا أمت.
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) (: تأصيل عظيم لباب من أبواب الشرع جليل. ولست ترى فيه – على وجازته وحذف فضوله – نقصا في المعنى المقصود.
وفي الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمثلة على هذا الأصل، الشيء الكثير. وأنا مكتف – على رغبة مني في البسط جامحة – باستعاذته صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل، والجبن والهرم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات) (.
قال ابن القيم:
(فجمع هذا الحديث الشريف في استعاذته صلى الله عليه وسلم أصول الشر وفروعه ومباديه وغاياته وموارده ومصادره وهو مشتمل على ثمان خصال كل خصلتين منها قرينتان)) (.
وقس على هذا الدعاء غيره، فتدبره وأنعم النظر فيه، تر عجبا.
3 - نصاعة الألفاظ:
ألفاظُ الحديث النبوي واضحة لكل أحد، خالصة من كل بشاعة، مبرأة من كل عيب وهجنة. اجتمع فيها ما أوردناه آنفا من شروط الفصاحة في المفرد، وزادت على ذلك، حتى استوت على عرش البيان، وتبوأت من البلاغة المحل الأسمى.
ولا يشكل على ما قررنا، بعض ما يورده أهل الغريب من الألفاظ الوحشية المستعصية على الفهم، وذلك لأن كثيرا من هذه الألفاظ لم تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما وردت في الأحاديث المرفوعة المروية في كتب السنة بالإسناد، فتتبعها أهل الغريب بالشرح البيان، ولم يتكلفوا عناء التثبت من صحتها، إذ لم يكن ذلك من مرامهم.
وقسم آخر من هذه الألفاظ الصعبة، تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بها، بسبب من اختلاف أحوال المخاطبين. فقد كان منهم أعراب موغلون في البداوة، وأصحاب منعمون في رقة الحضارة، وكان منهم ملوك وسوقة، وصغار وكبار، ونساء ورجال. فخاطب كل طائفة من هؤلاء بما يوافق حاله.
وهل البلاغة إلا مراعاة حال المخاطَب، لتحصل أعلى درجات الإفهام؟
لكنه – صلى الله عليه وسلم – لم يخرج قط عن انتقاء الحر من اللفظ، الذي يتقبله السمع، ويستسيغه الذوق.
وتأمل في هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم)) (.
ألست تجد وقع هذه الألفاظ وهي تدغدغ سمعك، وتلامس شغاف قلبك، مع إيغالها برفق في وضوح المعنى، وسلاسة التركيب؟.
4 - موافقة مراد المخاطب:
ويسوقنا الكلام في الأصل السابق سوقا حثيثا، فيسلمنا إلى عرض أصل آخر عظيم الخطر، وهو أن الكلام النبوي كان يتأقلم مع أحوال المخاطبين به، مع الاحتفاظ بالأصول الثابتة الأخرى.
فهو إذ يخاطب ملكا من ملوك الأرض، تجده يقول: (سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين)) (.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين يخاطب بعض أطفال المسلمين يقول: (يا أبا عمير ما فعل النغير)) (.
فتدبر ما في الحديث الأول من الفخامة والجزالة، حتى لكأن كلماته صواعق منزلة، تقرع رأس عظيم الروم؛ وما في ألفاظ الحديث الثاني من الرقة والحنان، حتى لكأنها تطرب فؤادك بعذوبتها.
هذا، وقد ذكر بعض الأفاضل في هذا الباب، كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر: (إلى الأقيال العباهلة، والأرواع المشابيب، الحديث)، وكتابه إلى همدان: (إن لكم فراعها ووهاطها وعزازها، الحديث)، وقوله لبني نهد: (اللهم بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها، الحديث)، ونحو ذلك.
وقد ضربت صفحا عن ذكر هذه الكتب والأحاديث، لأنها لا تصح من جهة الإسناد) (.
5 - عدم التكلف:
وهذا الأصل متفرع عن مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه البيان للنص القرآني، والإرشاد إلى خيري الدنيا والآخرة. وهذان الأمران لا يجتمعان مع التشدق والتفاصح.
ولذلك لا يوجد في كلامه عليه الصلاة والسلام شيء من الصناعة اللفظية المتكلفة، وإنما كان يتكلم عن روية وسلاسة طبع.
وحتى ما جاء في حديثه من السجع، فهو سجع بالغ السلاسة والعذوبة، ليس فيه خشونة الصناعة، بل ينسج على منوال الفواصل القرآنية، ويهتدي بضيائها، مع الفرق بين الكلامين كما سبق بيانه.
6 - الخلوص من العيوب البلاغية:
كلامه عليه الصلاة والسلام مبرأ من الهنات البيانية التي لا يكاد يسلم منها متكلم. وإنك مهما استطعت، فلن تستطيع أن تجد في كلامه هجنة أو ضعفا؛ ومهما قدرت، فلن تقدر على أن تستخرج منه ركاكة أو إسفافا.
وقد ترفّع كلام النبي صلى الله عليه وسلم عن جفاء البداوة وغلظتها، وعن ضعف الحضارة وركاكتها. مع كونه أمسك من الأولى بأزمة جزالتها وفصاحتها، وغشي من الثانية بسرابيل رقتها وسجاحتها.
فجاء كلاما جزلا في رقة، ومتينا في عذوبة، وقويا في لطف وبهاء.
7 - السبق إلى بعض التراكيب:
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم من البيان والفصاحة بهذا المحل الأسمى، الذي وصفته لك فيما سبق من الكلام، فليس بمستبعد أن يسبق أرباب البلاغة إلى تعبيرات لم يجارَ فيها، ولا تهيأ لغيره أن يحاكيها.
فمما تفرد بالسبق إليه:
- قوله صلى الله عليه وسلم: (حمي الوطيس)) (، أي: اشتدت الحرب.
- وقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)) (.
- وقوله أيضا: (الحرب خدعة)) (.
وقد أفرد الخفاجي هذا الباب بالتأليف، على ما ذكر في شرح الشفا.
فهذا التفرد والسبق، مساهمة من النبي صلى الله عليه وسلم في الوضع اللغوي، بشقيه الإفرادي والتركيبي، وبلونيه الحقيقي والمجازي.
ومن أحق بذلك من سيد الفصحاء – بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم؟
وبعد، فهذا جهد المقل في وصف هذه البلاغة النبوية التي بذت فصحاء العرب!
أردت لهذه الكلمات أن تكون شذرات منثورة، توقظ الوسنان، وتحرك الغافل. وأسأل الله تعالى أن ييسر لي – فيما يستقبل من الأيام - بسط ما ورد في هذا المقال مختزلا، وتفصيل ما ذكرته فيه مجملا.
وحسبي الآن أن أكون قد طرقت بابا موصدا على أمثالي، ونفذت قليلا بذهن كليل، وفكر ضئيل، إلى تلك المعاني السامقة، والحقائق العالية.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
البشير عصام (أبو محمد)
الرباط، يوم الخامس والعشرين
من ربيع الأول من سنة 1428.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 03:19]ـ
على ملف ...
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 04:41]ـ
أهلاً بالشيخ ومرحباً، وقد شرفتنا في هذا المجلس المبارك شرفك الله بطاعته.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 05:11]ـ
اهلا وسهلا ومرحبا بالشيخ الغالي.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 07:57]ـ
جزاكم الله خيرا، أخوي الفاضلين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:09]ـ
مرحباً بكم وأهلاً يا أبا محمد
أحببت المبادرة بالترحيب، ثم العودة إلى الإفادة من موضوعكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:59]ـ
حياكم الله شيخنا الفاضل
شرفت مجلسنا ونورت منتدانا
أسأل الله أن يبارك فيكم، ويجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 11:22]ـ
بارك الله فيك ياشيخ.
ومرحباً بك بين إخوانك في الله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 11:55]ـ
أهلاً بالشَّيخِ عِصَام ومرحبًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:07]ـ
أهلا ومرحبا بالشيخ أبي محمد وشكر الله له حضوره وإتحافه.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:14]ـ
شكر الله لك، وحفظك، ونفع بك
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزيت الجنة يا شيخ عصام، والظاهر أنك قليل المشاركة في هذا المنتدى مقارنة مع ملتقى أهل الحديث.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 07:43]ـ
حياكم الله شيخنا الفاضل والله إني أحبكم في الله ومقالكم رائع للغاية وكلامكم يأسر المستمع فلا يمل منه لكن به عيبا وهو أنك تحزن عند الانتهاء من القراءة وتتمنى لو طالت بك القراءة!
وهناك بعض الاستفسارات شيخنا الفاضل:
1 - أثرتم حفظكم الله قضية (الرواية بالمعنى) وكيف أنها كانت حجر عثرة أمام كثير من أهل اللغة والبلاغة من أن يخوضوا غمار كلام النبوة الرصين، ولقد درستُ قضية الاستشهاد بالحديث الشريف وهل هو حجة لغوية أم لا؟ فمنهم من أباح مطلقا ومنهم من منع مطلقا ومنهم من وضع شروطا للاحتجاج ومنها:
أ - أن يكون الحديث في كتاب من كتب السنة الموثوقة.
ب - أن يكون راويه ممن لا يجيز الرواية بالمعنى كابن سيرين رحمه الله وغيره.
ج - أن يكون راويه يجيز الرواية بالمعنى، لكن كلامه حجة كالشافعي رضي الله عنه.
د - أن يكون الحديث من جوامع الكلم فهذه غالبا ما نقلت بلفظها.
ه - أن يكون الحديث من الألفاظ التي يتعبد إلى الله بها كالأدعية والأذكار فهذه غالبا ما تنقل ألفاظها.
و - أن يكون الحديث من العبارات التي لم يُسبق إليها النبي صلى الله عليه وسلم ك (مات حتف أنفه) (حمي الوطيس) .... إلخ
ي - أن يكون الحديث من الأحاديث التي خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من العرب بلهجتهم كقوله: (ليس من امبر امصيام في أمسفر) (بغض النظر عن الملاحظات حول شذوذ هذا الحديث ونحو ذلك)
فما رأي فضيلتكم في هذه القضية؟ لأنني كنت مشغولا ها منذ فترة ثم نسيتها إلى أن قرأتُ مقالكم الموقر.
2 - قولكم - حفظكم الله -: " وأول هذه الخلال نسبه الكريم. فإن قبيلتَه قريشا كانوا أفصح العرب لسانا، " هل من بحث شامل حول هذه القضية؛ لأني كنت قد قرأتُ في أحد الأبحاث الجامعية أن قبيلة قريش - مع فصاحتها -ليست حجة، لما حدث في لغتها من تغير بسبب الخلطة بمن يأتون إلى مكة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 07:49]ـ
وقد قيل قديما: (المرء عدو ما يجهل).
يشهد له قول الله تعالى في سورة يونس: " بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) " وقوله في سورة الأحقاف: " وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) "
- قال القرطبي رحمه الله: " وقيل لبعضهم: هل في القرآن: من جهل شيئا عاداه؟ فقال نعم؟ قال الله تعالى: " وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم " ومثله " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه " (2) [يونس: 39].
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 07:45]ـ
جزى الله خيرا إخوتي المشايخ الذين تدخلوا بالتعقيب والتشجيع.
أخي الكريم العبادي
وفقكم الله لمرضاته.
قضية الاستشهاد بالحديث في النحو واللغة قد قتلت بحثا قديما وحديثا، وألفت فيها مؤلفات جامعة. فلن يزيدك رأيي المجرد فيها شيئا ذا بال.
وتجد على هذا الرابط فوائد نفيسة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68498&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%D4%E 5%C7%CF+%C8%C7%E1%CD%CF%ED%CB
أما القضية الثانية، فأنا فيها متبع للذين جزموا بأن قريشا أفصح العرب. وتجد تفصيل الكلام فيها في مزهر السيوطي، وفي شروح حديث (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش). وغيرها من كتب اللغة.
وأعتذر عن التفصيل، لأن ذلك يأخذ وقتا كثيرا.
والله أعلم.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
تناول الأستاذ عصام أبو محمد المغربي -جزاه الله خيرا- موضوعا مفيدا، وقد قرأته بعناية وتركيز، وقد بعثت له بهذه الملاحظات في رسالة خاصة لأستبين بها إن كان هو عصام البشير الوزير السوداني، أم أنه آخر، ولأتيح له النظر في إمكانية تعديلها بنفسه، لأن موضوعه من المواضيع الجذابة المستطابة، كما أن أسلوبه لا يقل عن أسلوب بلديي إن لم يكن فوقه، وبعض هذه الأخطاء أخطاء طباعية خفيفة لا يكاد يخلو منها كتاب، وبعضها أحسب أنه من الأهمية بمكان، وجاء رده لينفي أنه عصام أحمد البشير -وزير الإرشاد السوداني السابق- بيد أنه لم يوافقني في أهم هذه الملاحظات، لذا رأيت أن أطرحها عسى أن يلمس المهم منها أذواق البعض فيوافقوني عليه، والملاحظات هي:-
أولا: قوله: ((وزاد بعض البلاغيين، أن تخلص اللفظة من الكراهة في السمع، كلفظ (النقاخ) بمعنى الماء العذب. وفيه نظر، لأن في ذكر الغرابة غنية عن ذكر هذا العيب، لأن استكراه السمع للفظ إنما جاء من جهة وحشيته وغرابته)).
فأقول: هذه أولى الملاحظات الهامة، فتعقبه لهذه الزيادة لا يسلم له، إذ ليس كل غريب في الألفاظ مستكره. وقد شرح علماء الغريب كثيرا من الألفاظ التي لا يستوحش من سماعها، بل هي مما يستطاب سمعه، فتقييد بعض البلاغيين المسألة بخلوص اللفظ من الكراهة تقييد معتبر، والمثال الذي أوردوه يدل على قوة تقييدهم، وأحسب أن زيادتهم في محلها، وأن الاعتراض عليها غير سليم.
ثانيا: قوله: ((ولذلك كثر عنذهم الاستدلال))، خطأ طباعي طفيف، إذ أعجمت الدال المهملة.
ثالثا: قوله: ((رحم الإعجاز القرآني))، وهذه أهم ملاحظة، فأحسب أنه من المناسب أن يستبدل لفظ (رحم)، وهو لفظ لا يحتمله القرآن، وأقترح تغييره إلى: ((مشكاة الإعجاز القرآني))، ولكن الأخ عصام قد حاول تبرير سلامة اللفظ ومناسبته، إلا أن تبريره لم يجد قبولا عندي، وما زلت أنفر من هذا اللفظ وأستبشعه جدا لكونه مرتبط بالقرآن.
رابعا: قوله: ((بالشرح والبيان))، سقط منه حرف العطف، فأثبت: (بالشرح البيان)).
خامسا: قوله: ((ليس فيه خشونة الصناعة))، أحسب أن المناسب: ((ليس فيه تكلف الصناعة)).
وجزى الله الأستاذ عصام خيرا على هذا الطرح الممتاز.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 09:42]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه
أخي الكريم أبا أيوب
وفقكم الله لمرضاته
كنتم قد تفضلتم بإرسال رسالة خاصة، قلتم فيها ما يلي:
وقد قرأت بتركيز ما سطره قلمكم ويسرني أن أكتب لكم هذه الملاحظات:
أولا: قولكم: (وزاد بعض البلاغيين، أن تخلص اللفظة من الكراهة في السمع، كلفظ (النقاخ) بمعنى الماء العذب. وفيه نظر، لأن في ذكر الغرابة غنية عن ذكر هذا العيب، لأن استكراه السمع للفظ إنما جاء من جهة وحشيته وغرابته).
اسمح لي بأن أقول: ليس كل غريب في الألفاظ مستكره. فزيادة بعض البلاغيين هنا أحسب أنها زيادة جيدة
ثانيا: قولكم: (رحم الإعجاز القرآني)، أحسب أنه من المناسب أن تعيد النظر في لفظ (رحم)، وأقترح تغييره إلى: (مشكاة الإعجاز القرآني).
ثالثا: الكلام المنسوب لسفيان: (هامش رقم عشرة)، أخرجه الترمذي في العلل الصغير، وأبو نعيم في الحلية مع اختلاف في السند.
رابعا: قولكم (بالشرح والبيان)، سقط منه حرف العطف، فأثبت في مقالكم (بالشرح البيان).
خامسا: قولكم: (ليس فيه خشونة الصناعة)، أحسب أن المناسب: (ليس فيه تكلف الصناعة).
وقد أجبتكم بالتالي:
أما عن ملحوظاتكم، فجوابها كما يلي:
1 - قضية الكراهة في السمع والغرابة، قضية مبحوثة منذ القدم، ولا يخلو منها كتاب من كتب البلاغة. ولست أنشط لاختصار كلامهم، إذ هو من الشهرة بالمكان الذي لا يخفى. ويكفيني قول صاحب التلخيص وهو من المتون المتداولة: ( .. قيل: ومن الكراهة في السمع، نحو: (كريم الجرشى شريف النسب) وفيه نظر). فانظر شروحه عند هذا الموضع.
2 - لم يظهر لي في عبارة (رحم الإعجاز القرآني) ما يشكل، فهي استعارة تخييلية حسنة، جرت بها أقلام كثيرة.
3 - و4 - جزاكم الله خيرا.
5 - ما تؤديه لفظة (خشونة) من المعاني لا يتأتى في لفظ (تكلف). فالأول - في هذا السياق - لفظ أدبي حي، والثاني لفظ علمي جامد.
وأزيد الآن البيان التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - في قضية الكراهة والغرابة، أقول: قد أرشدتُكم آنفا إلى مواضع بحث هذه القضية. فأرجو أن تطلعوا عليها، ثم ليكن بحثكم للمسألة بعد ذلك منصبا على مناقشة ما ذكروه بشمول وإحاطة.
وعلى كل حال، فإن ملحوظتكم هذه، انتقاد منكم لطائفة كبيرة من أهل البلاغة – إن لم يكن لجمهورهم – وأنا لا أعدو أن أكون متبعا لهم، مقتاتا من موائدهم. فلا يتوجه إلي شيء من الإنكار، إلا بالقدر الذي يتوجه إليهم مثله.
2 - في عبارة (رحم الإعجاز القرآني): هنا عِلمان اثنان هما: علم الإعجاز القرآني (وهو من العلوم القرآنية) وعلم البلاغة (وهو من علوم العربية). وقد نشأ الثاني من بين مباحث الأول.
فشُبهت هذه العلاقة بين العلمين، بولادة الطفل من أمه، ثم أثبت للمشبه لازم من لوازم المشبه به – وهو الرحم إذ هو لازم للولادة – على سبيل الاستعارة التخييلية.
والكلام هنا في (علم الإعجاز) وهو علم إنساني اجتهادي، لا في القرآن الذي هو كلام الله، فقولكم: (وهو لفظ لا يحتمله القرآن)، في غير محله.
أما إن كان إنكاركم لأجل النفور من اللفظ أو استبشاعه، فتلك قضية ذوقية، لكل فيها وجهة هو موليها. فلا تثريب علي فيما اعتمْتُ من اللفظ.
أما لفظ (المشكاة) الذي اقترحتموه فلا يؤدي الغرض المطلوب، إذ لا يتوجه تشبيه العلاقة بين العلمين، باقتباس النور من المشكاة، وإنما هو أقرب ما يكون بالولادة والتولد. فليتأمل.
وقد تبين بما ذُكر، أنني لم (أحاول تبرير سلامة اللفظ ومناسبته) كما ذكرتم، إذ التبرير فرع الإقرار بالغلط، وهو ما لم يكن.
3 - لفظ (الخشونة): هو لفظ استعمله كثيرون في مثل هذا السياق، يحضرني منهم الرافعي – عليه رحمة الله - في مواضع. وأنتم لم تذكروا لإنكاركم تعليلا، ولا أقمتم عليه دليلا. فكيف السبيل إلى الذب عن النفس في مثل هذا؟
وأنا لم يخف علي استعمال لفظ (تكلف)، فهو من الابتذال والشهرة بمكان، لكن الشأن في استعمال اللفظ الذي يؤدي الغرض الذي قصدته في نفسي، وتمثل في خاطري.
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
والله أعلم.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد اطلعت على تعليقكم الأخير، واسمح لي بأن أعلق على بعض أقوالكم فيه:
أولا: قولكم: ((قضية الكراهة في السمع والغرابة، قضية مبحوثة منذ القدم، ولا يخلو منها كتاب من كتب البلاغة. ولست أنشط لاختصار كلامهم، إذ هو من الشهرة بالمكان الذي لا يخفى. ويكفيني قول صاحب التلخيص وهو من المتون المتداولة: ( .. قيل: ومن الكراهة في السمع، نحو: (كريم الجرشى شريف النسب) وفيه نظر.
فانظر شروحه عند هذا الموضع.
فأقول وبالله التوفيق: أنا لم أطالبكم بالنشاط لاختصار كلامهم، حتى أستعين باختصاركم على فهم ما هو مسبوط ومشتهر، وإنما كان تعليقي واضحا، ولا يدل أبدا على عدم فهمي لكلامهم الذي قتل بحثا منذ القدم كما قلت.
ثانيا: قولكم: ((في قضية الكراهة والغرابة، أقول: قد أرشدتُكم آنفا إلى مواضع بحث هذه القضية. فأرجو أن تطلعوا عليها، ثم ليكن بحثكم للمسألة بعد ذلك منصبا على مناقشة ما ذكروه بشمول وإحاطة.
وعلى كل حال، فإن ملحوظتكم هذه، انتقاد منكم لطائفة كبيرة من أهل البلاغة – إن لم يكن لجمهورهم – وأنا لا أعدو أن أكون متبعا لهم، مقتاتا من موائدهم. فلا يتوجه إلي شيء من الإنكار، إلا بالقدر الذي يتوجه إليهم مثله)).
وتعليقي هو: أولا جزاك الله خيرا على إرشادكم، ولكن! هل يفهم من كلامي أنني لم أطلع على ما ذكرت، حتى يتسنى لي مناقشة ما ذكروه بشمول وإحاطة؟! علما بأنني لم أستعرض معرفتي بالفن بقدر ما كنت أركز فقط على تعقبكم لما زاده بعض البلاغيين من خلوص اللفظ من الكراهة، لا سيما وقد مثلوا بلفظ (نقاخ)، وهو لفظ مستكره بالفعل، ولو عرض على أول من نطق به لكرهه ومجه، وتمنى أن لم يكن قد نطق به أصلا، حتى أضحى هذا اللفظ شاهدا قويا على رجاحة مذهب ذلك البعض من البلاغيين، وإن خالفهم جمهور أهل الفن كما ذكرت، وهذا يجعل زيادة ذلك البعض سليمة جدا، وفي مكانها، وعلى كل حال فيسعني ما وسعك من متابعة طائفة دون طائفة، فأنت الذي ذكرت: ((وزاد بعض البلاغيين: أن تخلص اللفظة من الكراهة في السمع، كلفظ (النقاخ) بمعنى الماء العذب)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وما زلت عند رأيي بأن الغرابة في اللفظ لا تعني الكراهة البتة. ولو اكتفيتَ بالشطر الثاني من كلامك، وهو قولك: ((وعلى كل حال، فإن ملحوظتكم هذه، انتقاد منكم لطائفة كبيرة من أهل البلاغة – إن لم يكن لجمهورهم – وأنا لا أعدو أن أكون متبعا لهم، مقتاتا من موائدهم. فلا يتوجه إلي شيء من الإنكار، إلا بالقدر الذي يتوجه إليهم مثله))، لكان حسنا، فكلامي في واقع الأمر -كما أسلفت- إنما كان أيضا موافقة لطائفة منهم دون أخرى، ولكان اكتفاؤكم بالشطر الثاني أجمل من الدلالة على المختصرات والإرشاد لمظان المعرفة التي دللت عليها، إذ أن الأمر لم يكن يحتاج هذا كله.
أما قولكم: (رحم الإعجاز القرآني): هنا عِلمان اثنان هما: علم الإعجاز القرآني (وهو من العلوم القرآنية) وعلم البلاغة (وهو من علوم العربية). وقد نشأ الثاني من بين مباحث الأول.
فهذا أيضا من المعارف الظاهرة الجلية، ولكنني ما زلت أحسب أن اختياركم لفظ (رحم) غير مناسب، والمسألة في نظري مثل الشبهات والحرام، فإذا كان بعض الكلام لا يناسب القرآن -كما وافقتم على ذلك- فإن علوم القرآن مثل حماه.
أما لفظ الخشونة فالحكم فيه هو الذوق كما قلت، ولا أنازع في ذلك، فلكل ذوقه.
وفيما يتعلق بتخريج كلام سفيان الثوري -رحمه الله- فقد قرأت مقالكم على ملف Word سُحب من الملف الأصل، وظهر فيه هامش (فارغ) على ما نسب لسفيان، ولم يتم تخريجه، فقمت بتخريجه وبعثت لكم به، فلما رجعت للملف الأصل لم يظهر لي ذلك الهامش، فأعرضت عن ذكره في تعليقي الأخير لكونه غير لازم، ذكرت ذلك حتى لا يظن أنه استطالة.
ولا يسعني في الختام إلا أن أورد قول أبي سليمان الداراني -رحمه الله- ((لو أن المؤمن أعطى شهوته من الجوع لتفسخت أعضاؤه، وما في الأرض أحب إلي من أن أكفى المؤونة؛ فيحدث الرجل وأنا أسمع ولربما حدثني الرجل بالحديث وأنا أعلم به منه فأنصت له كأني ما سمعته، ولربما مشيت إلى الرجل وهو أولى بالمشي مني إليه، ولقد كنت أنظر إلى الأخ من إخواني فما يفارق كفي كفه [حتى] أجد طعم ذلك في قلبي)) فأسأل الله أن ينفع بما كتبتم، وما ستكتبون.
ـ[باحثة علم شرعي]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 03:09]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الملك عبد العزيز يقول لأحد العلماء:سبحان من يحيي العظام وهي رميم
ـ[ابوانس]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 09:23]ـ
(ولد له بعدد الثمانين)
كان الشيخ فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان، البريدي القصيمي الدوسري النجدي127 - 1373 هـ أحد من جردوا أقلامهم لنصرة الدعوة السلفية وكان معتمداً للملك عبد العزيز بمصر، وقد رزق الشيخ فوزان بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبد العزيز، بالجفر (الشيفرة): " سبحان من يحيي العظام وهي رميم! ".
ألف كتابه المشهور " البيان والاشهار "لكشف زيغ الملحد الحاج مختار - ط " نشر بعد وفاته، في مجلد، يرد به علي مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمي، إلى حنابلة نجد في كتابه " جلاء الاوهام عن مذاهب الائمة العظام - ط " قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى " حالك الظلام بالافتراء على أئمة الاسلام! ".
وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الامور والتفهم لها، على جانب عظيم.
وضعف سمعه في أعوامه الاخيرة، إلا أنه ظل محتفظا بنشاطه الجسمي وقوة ذاكرته ودقة ملاحظته إلى أن توفي رحمه الله [أنظر الأعلام للزركلي5/ 162](/)
مناقشة العلامة البراك لرأي العلامة العثيمين في حكم التصوير والنظر إلى الصور واقتنائها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:23]ـ
فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله سلام عليك ورحمة الله وبركاته ... أما بعد: فقد قرأتُ كلام الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في التصوير في المجلد الثاني عشر من مجموع الفتاوى له، وقد لحظتُ فيه أشياء أشكلت، مثل قوله: "إن التصوير الفوتوغرافي ليس تصويرا، ومع ذلك لا يجوز اقتناء الصور للذكرى"، ومع تردد في بعض المواضع في حكم التصوير، وفي حكم النظر إلى بعض الصور ... آمل تعليقكم على ذلك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من يُمعن النظر في أجوبة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في التصوير، والنظر إلى الصور واقتنائها، يلاحظ أن تصوُّره للواقع فيه تشوّش، أي: إنه لم يتصور الواقع تصوراً تاماً، ولهذا وقع في كلامه في هذا الموضوع بعض الأمور التي تستغرب من مثله، عفا الله عنه، ويمكن أن يتخذ منها أهل الأهواء والشهوات طريقاً إلى ترويج ما يهوونه من برامج الإعلام المرئية، ونشر أنواع الصور في الصحف والمجلات، وأهم ما لدينا من كلام الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع أجوبته كما في مجموع الفتاوى له في ج 12 من صفحة 311 إلى 327 ومدار كلامه رحمه الله على ثلاث مسائل:
1 - حكم التصوير.
2 - اقتناء الصور.
3 - النظر إلى الصور.
وحاصل كلامه في حكم التصوير أنه يختلف باختلاف المصوَّر، واختلافِ الوسيلة في التصوير، وعلى هذا فالتصوير باعتبار حكمه عند الشيخ ثلاثة أنواع:
1 - تصوير مباح على الصحيح، وهو تصوير الجمادات والنباتات.
2 - تصوير محرم، وهو تصوير ذات الأرواح باليد.
3 - تصوير مختلف فيه، وهو تصوير ذات الأرواح بالكاميرا.
والشيخ رحمه الله في الأغلب من ظاهر كلامه يختار جواز هذا النوع مالم يُتوصل به إلى ماهو محرم فيحرم، واحتج الشيخ لما ذهب إليه:
أولاً: بأن التصوير بالكاميرا ليس هو من فعل المكلف، فلا يكون تصويرا.
ثانياً: أن التصوير الذي بالكاميرا ليس فيه مضاهاة لخلق الله، بل هو نقل للصورة التي خلقها الله بواسطة الآلة، وليس للإنسان في هذا فعل إلا توجيه الآلة وتحريكها، فنقل الصورة لا يتوقف على خبرة المحرك بالآلة ومعرفته بالرسم، وأيَّد رحمه الله ذلك بمثل، وهو أن تصوير الخط كما في الصكوك والوثائق ماهو إلا نقل لخط الكاتب، وليس خطاً لمن نقله بالآلة، فيقال: هذا خط فلان الذي هو كاتب الأصل.
هذا حاصل ما احتج به الشيخ رحمه الله، وهو مسبوق إلى هذا، وما سمَّاه الشيخ نقلاً للصورة هو ما سمَّاه غيره من المجيزين للتصوير بحبس الظل، ويسمون التصوير بالكاميرا التصوير الضوئي.
والجواب عن الأول -وهو أن التصوير بالكاميرا ليس تصويرا لأن ذلك ليس من فعل المكلف- أن يقال: هذا غير مُسَلَّم، فإنه تصوير لغةً وعرفاً، فإنه يقال للآلة: آلة التصوير، ولمُشغِّلها: المُصور، ولفعله: التصوير، وللحاصل بها: صورة، وهذا التصوير من فعل المكلَّف، ولكن بالوسيلة الحديثة ((الكاميرا))، ومما يدل على أنه من فعل المكلَّف أن له أحكاماً، فقد يكون مباحاً وقد يكون حراماً كما تقدم.
ويجاب عن الثاني -وهو أن التصوير بالكاميرا ليس فيه مضاهاة لخلق الله تعالى ... إلخ- بأن ذلك ممنوع؛ فالمضاهاة مقصودة للمصور وحاصلة.
وتسمية ذلك ((نقلاً)) تغيير لفظ لا يغير من الحقيقة شيئا، فلا يؤثر في الحكم.
والصورة التي خلقها الله لا تنتقل عن محلها، فإنها لو انتقلت لخلا محلُّها، ومعلوم أن الصورة عَرَض لا يقوم بنفسه، فلا يوصف بالانتقال، بل الزوال، فالصورة الحاصلة بالكاميرا تضاهي الصورة القائمة بالمصوَّر وليست إياها، ولهذا يتصرف المصوِّر في الصورة بالتصغير والتكبير والتحسين والتقبيح.
ولو كانت الصورة محضَ نقل لما أمكن التصرف فيها.
= فتبيَّن أن التصوير بالكاميرا تصويرٌ حقيقةً، لا نقل للصورة التي خلقها الله، لأن ذلك متعذر. ولتصرف المصور في الصورة الحاصلة بالآلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما صورة الخط فلا يقال فيها: إن هذا خط فلان، بل صورة خطه، ولهذا يفرق بين الأصل والصورة، فيقال في الوثيقة: هذا أصل وهذا صورة، ولا يُعول في الإثبات على الصورة في الكثير من الأمور المهمة، بل لابُد من إحضار الأصل. والله أعلم.
وأما المسألة الثانية، وهي حكم اقتناء الصور، فقد ذهب الشيخ رحمه الله إلى تحريم اقتنائها للذكرى، وتحريم تعليقها، وقد أشار في ذلك إلى دلالة السنة على تحريم اتخاذها واقتنائها في غير ما يُمتهن.
(ج 12 ص 325)
والسنة التي أشار إليها مثل حديث عائشة رضي الله عنها في قصة القرام التي سترت به سَهْوة لها، أي فُرْجة، وكان فيه تصاوير، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم هتكه وتَلَوَّن وجهه، وقال: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله" قالت عائشة: فجعلناه وسادة أو وسادتين. متفق عليه. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم: أحيوا ماخلقتم" ثم قال: "إن البيت الذي الصور لاتدخله الملائكة" متفق عليه.
وقد استوفى الشيخ رحمه الله ذكر الأدلة على حكم اقتناء الصور في الجواب المُطول المفصل الوارد في ج12 في الصفحات من 311 إلى 317.
وسواء عنده أكانت الصورة كاملة أم غير كاملة إذا كان الرأس موجوداً لحديث أن جبريل عليه السلام لما امتنع من دخول بيت النبي صلى الله عليه وسلم لوجود التمثال الذي بالباب، أمر أن يُقطع رأس التمثال حتى يكون كهيئة الشجرة، ونقل الشيخ رحمه الله عن الإمام أحمد قوله: "الصورة الرأس" ومثله عن ابن عباس رضي الله عنه.
وأكد الشيخ أنه لا يزول حكم الصورة حتى يبان الرأس إبانةً تامة، وكأنه يشير إلى ما يفعله المحتالون على تحليل الحرام من تصوير الجسم وتصوير الرأس فوقه مع الفصل بينهما بخط، وقد نص رحمه الله على جواز اقتناء الصورة أو ما فيه صورة مما تدعو إليها الحاجة أو الضرورة، كالصورة لإثبات الشخصية، والصور التي في النقود.
وبين رحمه الله أن ما يحرم اقتناؤه من الصور يتفاوت حكمه باعتبار مقصود مقتنيها، وباعتبار المصوَّر، كاقتناء صور العظماء وصور النساء، ولا سيما مع تعليقها أغلظ تحريماً من غيرها لما يتضمنه ذلك من المفاسد. وقد أجاد وأفاد رحمه الله في مسألة اقتناء الصور هذه، وإن كان تصويرها بالكاميرا.
ولكن هذا يُضعف ما ذهب إليه من جواز تصوير ذوات الأرواح بالكاميرا.
فإن القول بجواز التصوير بالكاميرا مع تحريم اقتناء الصورة فيه نوع تناقض.
مما يدل على أن قوله بجواز التصوير ليس هو فيه على طمأنينة.
ويؤيد ذلك أنه نص في جوابه المفصل المشار إليه على أن التصوير بالكاميرا من المتشابهات، حيث قال بعد ذكر الخلاف: "والاحتياط الامتناع من ذلك، لأنه من المتشابهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه". (ج12/ 312)
وبناءً على ما تقدم يتبين أنه لا يصح إطلاق نسبة القول بجواز التصوير بالكاميرا إلى الشيخ، فإما أن يقال: (عنه في ذلك روايتان)، أو يقال: (إن قوله بالجواز لم يكن مطمئناً إليه وإن احتج له ببعض الشبهات العقلية، فقد ذكر القولين وحجج الفريقين، ومال في أغلب أجوبته إلى القول بالجواز).
وقد اشتهر عنه القول بالجواز، وأخذ بذلك كثير من طلاب العلم وغيرهم تقليدا، كما تعلق به أصحاب الأهواء الذين لا يأخذون من أهل العلم إلا ما يوافق أهواءهم، فعمت البلوى بهذا التصوير واستباحه أكثر الناس؛ جهلاً وتقليداً وهوى، وهذا كله لا يضر الشيخ، فهو علامة مجتهد متحر ٍ للحق، فأمره دائر بين الأجر والأجرين، إن شاء الله. فإن المجتهد إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد.
والمقلدون للشيخ لم يمعنوا النظر في سائر أجوبته، لذلك لم يعرفوا حقيقة مذهبه في هذه المسألة.
وأما أصحاب الأهواء فلا يعنيهم التحقق من مذهب العالم وفتواه، بل يكفيهم أن يظفروا منه بما يوافق مرادهم ويصلح للتشبث به لترويح باطلهم
وفي كلام العلماء ما يعد من المتشابه الذي يجب رده إلى الواضح من كلامهم، وسبيل أهل الزيغ اتباع المتشابه من كل كلام، كما قال تعالى "فَأما الّذين فِي قُلُوبهمْ زيْغ فَيَتّبعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتغاءَ تَأوِيلِه" وهذا منشأ ضلال فرق الضلال من هذه الأمة، فنعوذ بالله من سبيل الغي والضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلاصة القول أن المبيحين للتصوير بالكاميرا أو التصوير الضوئي أصناف:
1 - علماء مجتهدون في معرفة الحق بريئون من الهوى، فهم في التصوير متأولون، وهذا الصنف قليل.
2 - علماء مجتهدون متأثرون في اجتهادهم بضغط الواقع وشيء من الهوى.
3 - مقلدون بحسن نية.
4 - مقلدون مع شهوة وهوى، وهؤلاء يكثرون في المنتسبين إلى العلم والدين.
5 - متبعون لأهوائهم لا يعنيهم أن يكون التصوير حراماً أو حلالا، لكنهم يدفعون بالشبهات وبالخلاف من أنكر عليهم، والله يعلم ما يسرون وما يعلنون، فالناس في هذا المقام كما قال الله تعالى: "هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَالله ُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون".
وأما المسألة الثالثة، وهي حكم النظر إلى الصحف والمجلات والتلفاز فقد فصّل فيه الشيخ من جهة نوع المصوَّر ومن جهة أثر النظر:
فعنده أن الصورة إذا كانت لحيوانات، أي لغير آدمي جاز النظر إليها، لكن لا يجوز اقتناء الصحف من أجلها وإن كانت لآدمي ففيه تفصيل، وهذا نص كلامه:
"وإن كانت صور آدمي، فإن كان يشاهدها تلذذاً أو استمتاعاً بالنظر فهو حرام، وإن كان غير تلذذ ولا استمتاع، ولا يتحرك قلبه ولا شهوته بذلك، فإن كان ممن يحل النظر، كنظر الرجل إلى الرجل، ونظر المرأة إلى المرأة أو إلى الرجل أيضا، ً على القول الراجح فلا بأس به، لكن لا يقتنيه من أجل هذه الصور"
وهذا تفصيل حسن لا إشكال فيه، ولكنه رحمه الله قال بعد ذلك: ((وإن كان ممن لا يحل له النظر إليه، كنظر الرجل إلى المرأة الأجنبية فهذا موضوع شك وتردد)). (ج 12/ 326)
وقد ذكر بعد ذلك منشأ هذا الشك والتردد عنده وهو أمران:
الأول: تردده في دلالة حديث "لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها" هل النهي عن نعت صورتها الظاهرة كمحاسن وجهها، أو النهي عن نعت ما تحت الثياب من العورة؟
والشيخ يميل إلى الاحتمال الثاني، من أجل لفظ المباشرة ومن أجل زيادة النسائي في الحديث ولفظه: "لا تباشر المرأةُ المرأةَ في الثوب الواحد".
فيقال: هب أن المراد من الحديث المعنى الثاني، فتحريم النظر إلى المرأة الأجنبية لا يتوقف على دلالة هذا الحديث، فقد جاء في الكتاب والسنة ما يدل على تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية، قال تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)) وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة" رواه الإمام أحمد وغيره عن علي رضي الله عنه، وهو صحيح بمجموع طرقه. وفي صحيح مسلم عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري.
الأمر الثاني -مما أوجب التردد في تحريم النظر إلى صورة المرأة الأجنبية بغير شهوة-: ما ذكره من الفرق العظيم في التأثير بين الحقيقة والصورة.
فيقال: أولاً: هذا لا يُسلم على الإطلاق، فقد تكون الصورة أعظم تأثيراً لما يجري فيها من التحسين والتلوين، والعناية في تحديد مواضع الفتنة.
وثانياً: دعوى الفرق في التأثير بين الحقيقة والصورة -وإن سُلِّم في الجملة- فإنه يرد على ما قرره رحمه الله في الاحتجاج لجواز التصوير بالكاميرا، حيث ذكر أن التصوير بالكاميرا نقلٌ للصورة التي خلقها الله، وهذا يقتضي أن تكون الصورة كالحقيقة في التأثير.
نعم؛ إذا كانت المرأة الأجنبية حاضرة يُطمع في الوصول إليها، فهي من هذه الجهة أعظم تأثيراً على الناظر من الصورة.
وبهذا يتبين أن النظر إلى صورة المرأة الأجنبية كالنظر إلى المرأة الأجنبية في التأثير والتحريم، وإن وُجد تفاوت بينها، فما كان أعظم تأثيراً كان النظر إليه أشد تحريما.
هذا كله في النظر إلى المرأة الأجنبية أو صورتها بغير شهوة، أما إذا كان بشهوة فقد تقدم نص الشيخ على التحريم مطلقاً.
وذكر رحمه الله في هذا المقام شيئاً من الفرق في النظر إلى صورة المرأة الأجنبية بين المعينة وغير المعينة فإن كان النظر بشهوة وتلذذ فهو حرام، وإن كان بغير شهوة؛ فإن كانت الصورة لامرأة معينة، فالقول بتحريم النظر حينئذ قال فيه الشيخ: ((فيه نظر)) جزء 12 ص 327 وإن كانت الصورة لغير معينة وبغير شهوة، ولا يخشى أن تجر إلى محظور شرعي، فالنظر في هذه الحال جائز. وهذا التفصيل من الشيخ رحمه الله لم يذكر عليه دليلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحاصل ما تقدم أن رأي الشيخ في حكم التصوير بالكاميرا ليس مستقراً ولا محررا، وإن كان الغالب على كلامه ظاهرُه القول بالجواز، وما ذكره من الأدلة على ذلك ضعيفة ومنقوضة كما تقدم، وكذلك ما ذكره من التفصيل في مسألة النظر إلى صور الآدميين فيه ما لا يتجه، كالفرق في النظر إلى صور المرأة الأجنبية بين المعينة وغير المعينة.
وكذلك تردده في حكم نظر الرجل إلى صورة المرأة الأجنبية بناءً على الفرق في تأثير النظر بين الحقيقة والصورة.
وهذا التفصيل وهذا التردد يمكن أن يكون شبهة لأصحاب الأهواء والشّهوات، من مطالعي الصّحف والشّاشات بإطلاق أبصارهم فيما يُعرض ويُنشر.
وإذا كان معظم ما ينشر ويعرض من صور النساء يقصد منه الإغراء وجذب الأنظار وإشباع الشهوات، والدعاية إلى ترويج الصور والمجلات والمبيعات.
فلا متمسك لأهل الباطل في كلام الشيخ رحمه الله. فإن النظر إلى ما يُعرض وينشر في وسائل الإعلام من صور النساء الفاتنات لإمتاع القراء والمشاهدين كله حرام عند الشيخ.
وأما ما قرره الشيخ في مسألة اقتناء الصور فهو واضح بيّن لا إشكال فيه.
والذي أراه صواباً هو تحريم التصوير بالكاميرا، وأنه داخل في عموم أدلة تحريم التصوير، وتحريم اقتناء الصور، وتحريم النظر إلى صور ما يحرم النظر إليه من الرجال والنساء، وأن الصورة كالحقيقة في ذلك،
ويحسُن هنا ذكر جملة من الأحاديث الوردة في حكم التصوير:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة" متفق عليه، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله"، ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم"، ولهما عنه مرفوعاً: "من صور صورة في الدنيا كُلِّف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ"، وفي صحيح البخاري عن أبي جحيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَن المصورين".
والأحاديث الدالة على تحريم تصوير ذوات الأرواح وأنه من كبائر الذنوب وتحريم اقتناء الصور كثيرة مشهورة محفوظة في دواوين السنة.
وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم عامة وباقية إلى قيام الساعة، لعموم رسالته وختم النبوة به صلى الله عليه وسلم، فأحكام شريعته وخصوصها لا تختص بزمانه بل هي دائمة إلى أن يأتي أمر الله تبارك وتعالى، ولا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة، فنصوص تحريم التصوير شاملة لكل تصوير بأي وسيلة مما كان في عهده صلى الله عليه وسلم أو يكون بعده، والله الذي أنزل هذه الشريعة يعلم ما سيحدث من وسائل التصوير، فيجب تحكيم نصوص الكتاب والسنة وإعمال عُموماتها وإطلاقاتها، مالم يثبت ما يوجب التخصيص أو التقييد، كما يجب التحاكم إليها عند التنازع كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)).
وبعد؛ فعلى الجميع أن يتقوا الله ويلتمسوا رضاه، ويجتنبوا ما حرم عليهم وما يقرب إلى الحرام من المشتبهات.
هذا ونسأل الله أن يلهمنا الصواب، ويهدينا سبيل الرشد في القول والعمل. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود
غرة رجب 1428
http://www.islamlight.net/albarrak/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=21554&Itemid=7
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:37]ـ
الشَّيْخ الفاضل / عبد الرَّحمَن السُّدَيْس:
سَلامٌ عَليكُم ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُه:
شَكَرَ اللَّهُ لكُم،وبَارَكَ فِي العَلاّمَةِ عَبْدِ الرَّحْمَن البَرَّاك،ورَحِمَ الإمامَ ابنَ عُثَيْمِين.
آمين.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:48]ـ
نقل موفق، وجواب محرر، ورحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة وجميع أموات المسلمين.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 03:32]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين، وبارك لنا في الشيخ البراك.
إضافةً إلى ما في (المناقشة) من فوائد من ناحية بيان الحكم الشرعي للمسألة، تجد التربية على أدب الاختلاف والاعتذار للمخالف بل والاعتراف بفضله والتماس العذر له وغير ذلك مما يطول الكلام في عدّه.
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن، وفضلاً راجع الرسائل الخاصة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 04:15]ـ
ما شاء الله،
وحشتنا موضوعاتكم ونقولكم الممتعة يا شيخ عبد الرحمن،
بارك الله فيك، ورحم الله الشيخ ابن عثيمن، وأطال الله عمر الشيخ عبد الرحمن البراك في الخير والنفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:36]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن،
لا حرمك الله الأجر، ونفع الله بشيخنا البراك، وأطال الله في عمره على طاعته، ورحم الله الشيخ العثيمين وأسكنه فسيح الجنان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:23]ـ
شكر لكم هذا النقل يا شيخ عبد الرحمن
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:02]ـ
رحم الله شيخنا ابن عثيمين وحفظ الله الشيخ البراك
وشيخنا ابن عثيمين رحمه الله يفرق بين التصوير الفوري والتصوير الذي يحتاج الى تحميض الصوره
ويشهد لكلام الشيخ البراك ما نقلته سابقا من تمزيق الشيخ للصوره شيخه السعدي رحمهما الله
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:39]ـ
تجدون إن شاء الله كلاما يفيدكم في هذا الباب على هذا الرابط، وقد كتب المناظرة أخونا الشيخ المقرئ الحبيب المفتقد ـ حفظه الله وسلمه ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51675
بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 05:35]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل، وبارك فيك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 05:22]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 11:02]ـ
[
السؤال
UOTE= عبد الرحمن السديس;39935] [ COLOR="DarkGreen"] فإن من يُمعن النظر في أجوبة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في التصوير، والنظر إلى الصور واقتنائها، يلاحظ أن تصوُّره للواقع فيه تشوّش، أي: إنه لم يتصور الواقع تصوراً تاماً، ولهذا وقع في كلامه في هذا الموضوع بعض الأمور التي تستغرب من مثله، عفا الله عنه، ويمكن أن يتخذ منها أهل الأهواء والشهوات طريقاً إلى ترويج ما يهوونه من برامج الإعلام المرئية، ونشر أنواع الصور في الصحف والمجلات،
قول الشيخ البراك حفظه الله (ان تصوره للواقع فيه تشوش)
قويه من الشيخ حفظه الله
و قول الشيخ حفظه الله عن قول شيخنا بجواز التصوير يمكن ان يتخذ منها اهل الاهواء والشهوات ... ) اقول ان قول الشيخ البراك عن شيخنا تصوره فيه تشوش
هذا يفتح باب عظيم في الطعن في فتاوى شيخنا وخاصه انه صدر من شيخ مثل الشيخ البراك فقد ياتي احد في اي قتوى من قتاوى شيخنا ويقول ان تصور الشيخ فيه تشوش
والممعروف عن شيخنا لا يفتي الا بعد تصور الواقع
وخاصه في كلامه على التصوير فقد بحثها الشيخ مرارا وتكررا
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 01:02]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين، وبارك لنا في الشيخ البراك.
إضافةً إلى ما في (المناقشة) من فوائد من ناحية بيان الحكم الشرعي للمسألة، تجد التربية على أدب الاختلاف والاعتذار للمخالف بل والاعتراف بفضله والتماس العذر له وغير ذلك مما يطول الكلام في عدّه.
رحم الله علمائنا
فنحن ننهل من أخلاقهم قبل علمهم
وفقكم الله لمرضاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 02:09]ـ
هذا يفتح باب عظيم في الطعن في فتاوى شيخنا وخاصه انه صدر من شيخ مثل الشيخ البراك فقد ياتي احد في اي قتوى من قتاوى شيخنا ويقول ان تصور الشيخ فيه تشوش
والممعروف عن شيخنا لا يفتي الا بعد تصور الواقع
ليس الأمر كما ظننت، والشيخ البراك لم يقل إن فتاوى الشيخ فيها تشوش مطلقا حتى يورد هذا، وإنما تكلم عن رأيه في هذه المسألة، وبين وجه هذا الكلام؛ فلم يكن كلامه مرسلا بلا حجة ولا بينة.
وما من عالم إلا وله مسائل خالف الصواب فيه لهذا السبب أو غيره، ولم يفتح هذا بابا في الطعن في فتاواهم وأقوالهم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 02:43]ـ
حفظ الله الشيخ البراك ونفع به ومتعنا بعلمه وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين
ولي عودة حول رأي الشيخ ابن عثيمين ففي رأيي أن الشيخ ليس في رأيه تشويش بحسب قواعده هو كما سأبينه إن شاء الله
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 04:59]ـ
جزاك الله خير على النقل الطيب
وحفظ الله شيخنا البراك زنفعنا بعلمه
والله ربي وربكم أسأل .....
أن يرحم فقيه هذا العصرة العلامة الجبل الورع ابن العثيمين
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 02:13]ـ
الى الان ما فهمت التشويش المقصود
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 06:02]ـ
وإنما تكلم عن رأيه في هذه المسألة، وبين وجه هذا الكلام؛ فلم يكن كلامه مرسلا بلا حجة ولا بينة.
.
و إن كان لكافيا فلا حاجة إلى ذكر التشويش
حفظ الله الشيخ البراك
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 12:24]ـ
شكر الله لكم يا شيخ عبد الرحمن ..
وقول الشيخ فيه تشويش ليس مذمة وليس فيه حطيطة من قدر العلامة ابن عثيمين، ومثل هذه الكلمات تحتمل إن قالها باجتهاد وحسن قصد قرن لقرنه الذي يحبه ويبجله ويقدمه، ولاسيما إن كانا كالشيخين جلسا بجوار بعضيهما وتباحثاً أيام الطلب بالمعهد العلمي سنين عدداً، فما يكنانه لبعضهما أعظم مما يكنه المعترض على لفظة (تشويش) للمنعوت بها، فرحم الله ميتهم وحفظ باقيهم ذخراً للإسلام وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 01:02]ـ
أحسنتم يا شيخ حارث الهمام
وشيخنا الشيخ عبدالرحمن البراك يحرص على معرفة رأي الشيخ محمد بن عثيمين في كثير من المسائل المشكلة
وهذا يعرفه من يحضر دروسه نفع الله به
وقد فسَّر الشيخ مراده بالتشوش بقوله:
(أي: إنه لم يتصور الواقع تصوراً تاماً، ولهذا وقع في كلامه في هذا الموضوع بعض الأمور التي
تستغرب من مثله عفا الله عنه ... )
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 12:14]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 2/ 202:التصوير على الورق وهذا إذا كان بآلة فوتوغرافية فورية فلا يدخل في التصوير ولا يستطيع الإنسان أن يقول إن فاعله ملعون لأنه لم يصور في الواقع فإن التصوير مصدر " صور يصور " أي جعل هذا الشيء على صورة معينة كما قال الله تعالى (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) وقال (وصوركم فأحسن صوركم) فالمادة تقتضي أن يكون هناك فعل في نفس الصورة لأن " فعل " في اللغة العربية تقتضي هذا ومعلوم أن نقل الصورة بالآلة ليس على هذا الوجه وإذا كان ليس على هذا الوجه فلا نستطيع أن ندخله في اللعن ونقول: إن هذا الرجل ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كما يجب علينا التورع في إدخال ما ظاهر اللفظ عدم دخوله فيه يجب علينا أيضا" التورع في منع ما لايتبين لنا دخوله في اللفظ لأن هذا إيجاب وهذا سلب فكما نتورع في الإيجاب نتورع أيضا" في السلب وكذلك كما يجب أن نتورع في السلب يجب أن نتورع في الإيجاب فالمسألة ليست مجرد تحريم ولكن سيترتب عليها العقوبة فهل نشهد أن هذا معاقب باللعن وشدة الظلم وما أشبه ذلك؟ لا نستطيع أن نجزم إلا بشيء واضح ... فالذي أرى: أن هذا لا يدخل تحت اشتقاق المادة " صور " بتشديد الواو فلا يستحق اللعنة.
ولكن يبقى النظر: إذا أراد الإنسان أن يصور هذا التصوير المباح فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد.
وأما استعمال المصور: فهذا له أقسام منها أن يتخذه على سبيل الإهانة مثل: أن يجعله فراشا" أو مخدة وما أشبه ذلك فهذا فيه خلاف بين أهل العلم: فأكثر أهل العلم على الجواز وأنه لا بأس به لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اتخذ وسادة فيها صورة كما جاء في البخاري ومسلم.
وأما القول بجواز التصوير بالكاميرا مع تحريم اقتناء الصورة فيه نوع تناقض.
فالحقيقة ليس فيه تناقض لأن الفعل وهو التصوير له حكم والصورة لها حكم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 03:02]ـ
الشيخ ابن عثيمين نص أنه محرم للشبهة لكن إن كان لحاجة فيعمل حتى مع وجود الشبهة و هذا النص موجود في فتاواه و لهذا حرم الصور للذكرى لأنه لا حاجة تبيحها
و عندي له دليل لم يذكره بل ذكره أحد طلابه و هو الحديث " إن الله يكره هذه المشية إلا في هذا الموضع " فتقاس الصورة التي يحتاج إليها لإرهاب العدو في المعركة على المشية التي أبيحت حال المعركة لإرهاب العدو لكنها حاجة عارضة و تزول تدخل في قولهم ما حرم سداً للذريعة أبيح للحاجة
أما من إباحه لمجرد التحسين لا لضرورة و هي دفع المفاسد و لا لحاجة و هي جلب المصالح و إنما للتكميل فهذا الذي قوله مخالف للنصوص
حفظ الله شيخنا عبد الرحمن البراك و رحم شيخ مشايخنا ابن عثيمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 10:16]ـ
و هذا نص الشيخ بمنع التصوير إلا لحاجة
وأما التصوير بالآلة وهي (الكاميرا) التي تنطبع الصورة بواسطتها من غير أن يكون للمصور فيها أثر بتخطيط الصورة وملامحها فهذه موضع خلاف بين المتأخرين فمنهم من منعها، ومنهم من أجازها فمن نظر إلى لفظ الحديث منع لأن التقاط الصورة بالآلة داخل في التصوير ولولا عمل الإنسان بالآلة بالتحريك والترتيب وتحميض الصورة لم تلتقط الصورة، ومن نظر إلى المعنى والعلة أجازها لأن العلة هي مضاهاة خلق الله، والتقاط الصورة بالآلة ليس مضاهاة لخلق الله بل هو نقل للصورة التي خلقها الله - تعالى - نفسها فهو ناقل لخلق الله لا مضاه له، قالوا: ويوضح ذلك أنه لو قلد شخص كتابة شخص لكانت كتابة الثاني غير كتابة الأول بل هي مشابهة لها ولو نقل كتابته بالصورة الفوتوغرافية لكانت الصورة هي كتابة الأول وإن كان عمل نقلها من الثاني فهكذا نقل الصورة بالآلة الفوتغرافية (الكاميرا) الصورة فيه هي تصوير
(يُتْبَعُ)
(/)
الله نقل بواسطة آلة التصوير. والاحتياط الامتناع من ذلك، لأنه من المتشابهات ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، لكن لو احتاج إلى ذلك لأغراض معينة كإثبات الشخصية فلا بأس به، لأن الحاجة ترفع الشبهة لأن المفسدة لم تتحقق في المشتبه فكانت الحاجة رافعة لها.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:08]ـ
و هذا نص أوضح في أنه لا يبيح الصورة الفوتوغرافية إلا للضرورة أو الحاجة
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم الشيخ. .. . حفظه الله تعالى وجعله من عباده الصالحين، وأوليائه المؤمنين المتقين، وحزبه الملحين، آمين.
وبعد فقد وصلني كتابكم الذي تضمن السلام والنصيحة فعليكم السلام، ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله عني على نصحتكم البالغة التي أسال الله تعالى أن ينفعني بها.
ولا ريب أن الطريقة التي سلكتموها في النصيحة هي الطريقة المثلى للتناصح بين الإخوان، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ولقد بلغت نصيحتكم مني مبلغاً كبيراً بما تضمنته من العبارات الواعظة والدعوات الصادقة، أسأل الله أن يتقبلها، وأن يكتب لكم مثلها.
وما أشرتم إليه - حفظكم الله - من تكرر جوابي على إباحة الصورة المأخوذة بالآلة: فإني أفيد أخي أنني لم أبح اتخاذ الصورة - والمراد صورة ما فيه روح من إنسان أو غيره - إلا ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه، كالتابعية، والرخصة، وإثبات الحقائق ونحوها.
وأما اتخاذ الصورة للتعظيم، أو للذكرى، أو للتمتع بالنظر إليها، أو التلذذ بها فإني لا أبيح ذلك، سواء كان تمثالاً أو رقماً، وسواء كان مرقوماً باليد أو بالآلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة)) (1). وما زالت أفتي بذلك، وآمر من عنده صور للذكرى بإتلافها، وأشدد كثيراً إذا كانت الصورة صورة ميت.
وأما تصوير ذوات الأرواح من إنسان أو غيره فلا ريب في تحريمه، وإنه من كبائر الذنوب، لثبوت لعن فاعله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر فيما إذا كان تمثالاً - أي مجسماً - أو كان باليد، أما إذا كان بالآلة الفورية التي تلتقط الصورة ولا يكون فيها أي عمل من الملتقط من تخطيط الوجه وتفصيل الجسم ونحوه، فإن التقطت الصورة لأجل الذكرى ونحوها من الأغراض التي لا تبيح اتخاذ الصورة فإن التقاطها بالآلة محرم تحريم الوسائل، وإن التقطت الصورة للضرورة أو الحاجة فلا بأس بذلك.
هذا خلاصة رأيي في هذه المسألة، فإن كان صواباً فمن الله وهو المان به، وإن كان خطأ فمن قصوري أو تقصيري، وأسأل الله أن يعفو عني منه، وأن يهديني إلى الصواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 03:57]ـ
فتوى الشيخ ابن عثيمين بعدم تحريم التصوير الفوتوغرافي الذي هو الفعل وإجرى الأحكام الخمسة على الصورة الفوتوغرافية.
من خلال هذا القول عند الشيخ أن المصور الذي يصور بالآلة الفوتوغرافية إذا صور مايحرم تصويره كما لو صور لذكرى وما أشبه ذلك يكون عند الشيخ عاصيا وعند الذي يحرم التصوير الفوتوغرافي ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عند الشيخ من خلال هذا القول أن التصوير الفوتوغرافي يجوز للحاجة لأن تحريم التصوير الفوتوغرافي عند الشيخ محرم تحريم وسائل لا مقاصد.
وعند الذين يحرمون التصوير الفوتوغرافي لا يجيزون ذلك إلا لضرورة. بينما نرى ويرى غيرنا أن حالات كثيرة أجيز هذا التصوير فيها ولم تصل إلا حد الضرورة.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:55]ـ
أحكام التصوير في الفقه الاسلامي,
تأليف: محمد بن أحمد بن علي واصل.
http://www.pdfbooks.net/vb/showthread.php?p=110686
فهرس الكتاب:
http://www.dorar.net/book_index/8169
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 01:42]ـ
شكراً للشيخ عبدالرحمن هذا النقل اللطيف.
وليت الأخ (بين المحبرة والكاغد) يوضح لي كيف لا يكون في تصور الوالد الشيخ ابن عثيمين (وشوشةٌ) في مسألة التصوير مع تضارب النقول عنه-رحمه الله- مرةً بالجواز للمصلحة الشرعية وأخرى بالإحتياط والمنع،وثالثة بالجواز للمتحرك دون غيره!
وهذا (التشوش) لا يُعد عيباً أو قدحاً في الشيخ،فكما أن الشيخ ابن باز-رحمه الله-يفتي بالمنع فقد نقل بعض طلابه عنه أن حثهم على الخروج في الإعلام، والحال نفسه مع الشيخ ابن عثيمين، وسابقهم الشيخ السعدي-رحمهم الله جميعاً-.
ولعل مرد (التشوش) الاختلاف حول ماهية الكاميرا،وما عملها؟
ثم هل تعارض النقول عن الشيخ وتوجيهها لفتواه إلا دليل على التشوش؟
أما أنه يفتح الباب في الطعن في فتاوى الإمام فنعم إذا كان من مثل الوالد الشيخ البراك-حفظه الله- وأصحاب الهوى لايقيمون وزناً لأقوال الشيخ أو فتاويه، فضلاً عن ان يطعنوا فيها.
وقد اختلفت الأراء في عهد الشخ في بعض فتاويه،مثل الرخصة في الصلاة للطلاب المسافرين وغيرها(/)
((خواطري مع شيخنا الألباني)) 1 – 3
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 07:58]ـ
كان ذلك قبل ما يزيد عن ثلاثين سنة؛ إذ ذهبت مع أحد الأخوة إلى فندق الرحاب بجوار المسجد النبوي،
والتقينا الألباني في بهو الفندق،
فذكر له الأخ الذي كان معي بأن هذا الشاب الصغير يريد أن يتعلم السلفية وما هو موقف المسلم من
المذاهب الأربعة؟
فجلس –رحمه الله – معنا قرابة الساعة، وهو يشرح لنا السلفية وموقف المسلم من المذاهب الأربعة،
وقال لي: اقرأ كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعليك بكتب الحديث
فأدمن النظر فيها، وكان من ضمن ما نصحني باقتنائه
(المسند) للإمام أحمد، ومنذ ذلك الحين وأنا –بحمد الله تعالى – أحب الحديث وأهله والمصنفات فيه،
وكانت أول محاولة لي في ميدان البحث أن جمعت مرويات الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان من
الكتب الستة ومسند أحمد والموطأ، ثم خرجت الأحاديث
وقمت بإعطاء أحكام على الأسانيد، ثم عرضت العمل على شيخنا مقبل الوادعي – رحمه الله – وكنت
أستفيد من آرائه وتوجيهاته.
وكان شيخنا الألباني كلما جاء إلى المدينة حضرت مجلسه، وكان أول مباحثة علمية جرت بيني
وبينه حول حديث: (لا تقتلوا أولادكم سراً؛ فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه) فأخبرته
بأن فضيلته جود إسناده في (الصحيحة) 823 فذكر أن مداره على مهاجر بن أبي مسلم، وقد روى
عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في (الثقات)!
ثم ضعف السند في (غاية المرام) 242 وقال بأن المهاجر بن أبي مسلم مجهول الحال؛ لأن ابن أبي
حاتم أورده في (الجرح والتعديل) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأن ابن حبان وثقه على عادته في
توثيق الضعفاء والمجاهيل؛ وقال الحافظ: مقبول – أي
عند المتابعة - وإلا فلين الحديث، قال رحمه الله: ولم أجد له متابعاً فالحديث ضعيف!
فهز رأسه رحمه الله متأملاً فيما أقول، وذكرت له أني خرجت الحديث في كتاب: (أربعون باباًً في
الطب من الأحاديث الصحاح والحسان) – وهو أول أعمالي المطبوعة – ص104.
ثم أرسلت لفضيلته: (الثلاثيات) و (صفة الجنة) مع ابنيه: عبد المصور ومحمد، ومن ثم اتصلت به
وأخبرته، ففرح جداً بتحقيق
(صفة الجنة) لأبي نعيم الأصبهاني، فقد خرج من علم المخطوطات – التي كان رحمه الله يشير إليها
– إلى عام المطبوعات المشهورة!
ثم جرت بيننا اتصالات هاتفية كثيرة سألته بعدها عن رأيه فيما يكتبه علي رضا من تحقيقات ومقالات
ومؤلفات؛ فأثنى عليها وقال:
ما شاء الله! يغلب عليها الصواب – مثلنا – وهي كتحقيقات البارزين في هذا المجال!
فحمدت الله كثيراً على هذه التزكية التي قل من يأخذها من فضيلته.
وقد كنت بعثت إلى أخينا الشيخ علي الحلبي برسائل بالفاكس عن بعض مقالاتي في الصحف، ومنها
مقال: (كم ترك الأول للآخر)
الذي رددت فيه على بعض المؤلفين، فقرأها ثم سأله الحلبي عن رأيه، فقال: والله جيدة، وخاصة رده
على (فلان) هذا!
وقد كنت صححت حديث: (لا تزوجوا النساء لحسنهن ... )
متبعاً في ذلك ابن حزم في (المحلى) 11/ 122 وأوردت ذلك في
(الصناعة الحديثية عند ابن حزم) – مع كتاب المجلى في تحقيق المحلى – ص223 برقم 157 زعماً
مني أنه إسناد انفرد به ابن حزم!
ثم تبين لي وهمي؛ فبعثت رسالة بالفاكس إلى أخينا الحلبي، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة المحدث الألباني – حفظه الله ونفع بعلمه الجميع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فقد
وهمت في اتباع ابن حزم في إسناد حديث: (لا تزوجوا النساء لحسنهن ... )؛ إذ إنني أعلم أن
الأفريقي هالك في غاية السقوط عند ابن حزم – كما في (المحلى)
2/ 32، 147، 4/ 154، 7/ 357 - فمن المستبعد جداً أن يكون موجوداً في إسناد الحديث ثم
يحتج به ابن حزم!؟
وهذا ما جعلني واثقاًً من كون الإسناد فيه متابعة سلمة بن شبيب للإفريقي،
ولكن:-
هذا مما يؤكد للجميع أنكم – بحمد الله – من الذين من الله عليهم بالتوفيق لخدمة السنة المطهرة
؛ إذ إنني رجعت إلى (مسند البزار) – البحر الزخار – (6/ 413) رقم (2438) فوجدت الإسناد
(يُتْبَعُ)
(/)
هو نفسه الذي فيه الإفريقي؛ فتأكدت من سقوط ذلك من إسناد (المحلى) لابن حزم أو انتقال عينه –
رحمه الله – من عبد الله بن يزيد المقرئ إلى عبد الله بن يزيد الحبلي وإسقاط الإفريقي
بينهما!!
فيبقى الحديث ضعيفاً كما حكم عليه الحافظ ابن حجر نفسه في (مختصر زوائد البزار) 1/ 333 رقم
(528) وكما صنعتم – فضيلتكم – في (الضعيفة) 1060 فحكمتم على الحديث بالضعف،
ولعلي – إن شاء الله تعالى – مستدرك ذلك في (تحقيقي للمحلى)
وفقكم الله، وسدد خطاكم، وختم لكم بحسن الخاتمة.
ابنكم: علي رضا بن عبد الله.
فلما انتهى أخونا الحلبي من قراءة الرسالة، قال الألباني: جزاه الله خيراً، ومثله ينفع الله به الناس إن
شاء الله، ثم بكى الإمام الألباني، فسألت علياًً؛ فقال: الشيخ رقيق وتذكر الموت فبكى.
((دراسات علمية مع شيخنا الألباني)) 2 - 3
اقترح علي بعض المشايخ أن أجعل اسم هذه الحلقات - كما ترون - بدلاً من كلمة: خواطر؛ فأجبته لذلك!
فمن الدراسات الجيدة مع فضيلة شيخنا الألباني ما دار بيني وبينه – رحمه الله – حول حديث:
(ما استجار عبد من النار سبع مرات في اليوم إلا قالت النار: يارب! إن عبدك فلاناً قد استجارك
مني فأجره، ولا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قلت الجنة: يا رب! إن عبدك فلاناً سألني
فادخله الجنة).
فقد ذهبت إلى تضعيف سنده في (صفة الجنة) لأبي نعيم الأصبهاني رقم (67)؛ لأن مداره على:
يونس بن خباب،وهو منكر الحديث كما قال البخاري؛
بل قال الجوزجاني: كذاب مفتر!
(صفة الجنة) رقم (68).
ثم وقفت – بعد ذلك – على تصحيح شيخنا للحديث في (الصحيحة السادسة) رقم (2506)؛
إذ رجح رحمه الله أن يونس الذي
في إسناد أبي يعلى – المسند 11/ 54 رقم 6192 – إنما هو ابن يزيد الأيلي، قال:
(لأن جرير بن حازم من المعروف أنه يروي عن يونس بن يزيد الأيلي كما تقدم، فهذا هو ملحظ أولئك الحفاظ الذين
صرحوا بصحة الحديث، وأنه على شرط الشيخين).
ثم تكلم فضيلته على (علي رضا) باعتبار أنه تسرع ورد على الحفاظ الذين صححوا الحديث، وهم:
المقدسي، والمنذري، وابن القيم، وابن كثير!
وقد اتصلت فوراً بفضيلته وسألته عن سبب هذه القسوة في الرد علي؟ فقال بالحرف الواحد:
كان هذا قبل أن نعرفك؛ ثم تلطف معي كثيرًا وقال:
إن كثيراً من المتسرعين ممن نشئوا في هذا العلم يردون على كبار الحفاظ دون تريث وروية؛ وأما
أنت فإذا أصابك شيء من رشاش
كلامي فهي كالعملية الجراحية التي تسدد خطاك التي نرى فيها السداد – إن شاء الله – يستمر معك دائماً
، وأنا أستفيد من ملاحظاتك،ورجاع للحق إذا اتضح لي.
وقد كنت أخبرت فضيلته بأن حافظاًً مثل البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة) – المطبوع المسند
برقم (8460) ومختصره برقم (7044) – قد جزم بأنه يونس بن خباب لا يونس بن يزيد!
فرد فضيلته قائلاً: إن الهيثمي، والبوصيري، وابن حجر، كل هؤلاء نشئوا في هذا العلم، ولم يصلوا
إلى ما وصل إليه أولئك الحفاظ الكبار.
ثم وقفت – بحمد الله تعالى وتوفيقه ومنه – على حافظ كبير؛ بل هو إمام النقاد الحافظ الدارقطني الذي
جزم بأن يونس هذا إنما هو ابن خباب كما بين ذلك بالتفصيل في (العلل) 11/ 188 – 190 رقم 2213
– فحمدت الله كثيراً على هذا التوفيق، وعلمت يقيناً- لا ظناً- بأن البحث والتنقيب في بطون الكتب
والمصنفات هي السبيل الأمثل لمعرفة الصواب في هذه الأمور؛ وهكذا يضاف الدارقطني
- الذي هو أقدم وأعلم من جميع الحفاظ الذين ذكرهم الألباني بلا ريب - إلى قائمة المضعفين لهذا
الحديث، مع الهيثمي، والبزار، والبوصيري، وعلي رضا- ولا فخر – ويظل الإسناد
ضعيفاً جدًا، فينقل من (الصحيحة السادسة) إلى (الضعيفة السادسة)
أو غيرها من كتب شيخنا رحمه الله.
وقد أطلعت أخانا علي الحلبي على كلام الدارقطني، فلعله أبلغ شيخنا بذلك، والله أعلم.
تنبيه: في الحديث علة أخرى، وهي الوقف على أبي هريرة رضي الله عنه: كذلك أخرجه
الطيالسي في (المسند) برقم 2579
بإسناد قال عنه البوصيري نفسه: على شرط مسلم – المخطوط 3/ 23 – وقال عن الرواية
(يُتْبَعُ)
(/)
المرفوعة: أبو يعلى والبزار بسند ضعيف لضعف يونس بن خباب.
وأقول: هو على شرط مسلم مع صحة السند، ولله الحمد، فإذا قلنا بأن له حكم الرفع؛ لأنه مما لا
يقال بالرأي، فيكون حديثاً صحيحاً على شرط مسلم، ولكن بلفظ: (من قال: أسأل الله الجنة سبعاً
، قالت الجنة: اللهم! أدخله الجنة، ومن استعاذ من النار
سبعاً، قالت النار: اللهم! أعذه مني).
وهذه فائدة عزيزة جداً، فلله الحمد عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.
وقد ذكرت في (صفة الجنة) برقم (67) أن الحديث بلفظ: (ما سأل رجل الجنة ثلاث مرات إلا
قالت الجنة: اللهم! أدخله الجنة، ولا استجار من النار إلا قالت: اللهم! أجره مني) قد صح من
رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، فمن أراد الزيادة فعليه براجعة المصدر السابق غير مأمور.
((دراسات علمية مع شيخنا الألباني)) 3 – 3
الحقيقة أن ما علمناه شيخنا – رحمه الله – من شؤم التقليد، هو الذي جعلني – بعد الله تعالى - أتتبع في تحقيقاتي
الحديثية وتأليفاتي العلمية منهجه رحمه الله
في عدم التقليد، وأن يكون في بعض تلك الكتابات بيان لبعض أوهام شيخنا رحمه الله، فقد كان كثيراً ما يردد في كلامه
معي، أنه يستفيد من ملحوظاتي عليه، وأنه رجاع إلى الحق إذا تبين له ذلك.
ووالله! ما أنا وغيري من الذين ظهروا في ميدان البحث والتحقيق إلا حسنة من حسنات شيخنا رحمه الله، فلولا الله ثم
هو لما عرفنا السنة من البدعة، ولا الصحيح من الضعيف، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيه عن الإسلام
والمسلمين خير ما جزى مجدداً من مجددي هذا الدين، كما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله يبعث لهذه
الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها). انظر (الصحيحة) 599.
فأقول وبه تعالى أستعين: روى الطبري في (تهذيب الآثار) – الجزء المفقود بتحقيقي – رقم (353) من طريق
عمرو بن الهيثم أبي قطن، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنوا عليه الصلاة.
قالوا: علمنا.
قال: قولوا: اللهم! اجعل صلواتك، وبركاتك، ورحمتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد
عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة. اللهم! ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون،
صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وأل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد).
هذا الإسناد الصحيح لو وقف عليه شيخنا رحمه الله لصحح الأثر الموقوف هذا؛ ذلك لأنه خرجه في (فضل الصلاة
على النبي) – صلى الله عليه وآله وسلم - لإسماعيل القاضي ص60 ثم قال: إسناده ضعيف ... ! انظر ص 60.
قلت: الصحيح في أمر المسعودي هو ما ذكره الحافظ العراقي بشأن التفصيل فيمن روى عن المسعودي قبل اختلاطه
فيقبل، وبعد الاختلاط فيرد!
وقال: وقد شدد بعضهم في أمر المسعودي ورد حديثه كله؛ لأنه لا يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير. ثم ذكر كلام
ابن حبان فيه بأنه لم يتميز حديثه القديم بحديثه للأخير فاستحق الترك! انظر (المجروحين) 2/ 48.
والصحيح التفصيل كما تقدم عن العراقي، وهو ما اعتمده ابن الكيال في (الكواكب النيرات) ص64 – 65، وقال
الحافظ ابن حجر: صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد، فبعد الاختلاط (التقريب) 5130.
وقد ذكر العراقي عمرو بن الهيثم – الراوي عن المسعودي - فيمن روى عنه قبل أن يقدم بغداد. ولعله لهذا صحح
إسناده علاء الدين مغلطاي كما نقله السخاوي عنه في (القول البديع) ص49 وقال هو: إسناد الموقوف حسن.
وقد رواه الطبراني – أيضاً – من طريق الفضل بن دكين، عن المسعودي به. (المعجم الكبير) 9/ 121 – 122 رقم 8594
.
وهذا إسناد صحيح أيضاً فإن أبا نعيم الفضل بن دكين ممن روى عن المسعودي قبل الاختلاط، كما قال العراقي، وأقره
ابن الكيال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبتتبعي لتخريجات شيخنا الألباني؛ فإني رأيته لا يفصل في شأن المسعودي، فكأنه يميل إلى رأي ابن حبان، ولو أنه
رحمه الله فصل في المسعودي كما فصل في ابن لهيعة لكان هو الصواب إن شاء الله تعالى.
وهذا الأثر الموقوف رواه أيضاً من طرق أخرى، عن المسعودي به: أبو يعلى في (المسند) 9/ 175 رقم 5267،
وابن ماجة في (السنن) رقم 906،
والبيهقي في (الدعوات الكبير) رقم 157، وفي (شعب الإيمان) 2/ 208 رقم 1550، والدارقطني في (العلل) 5/ 15
رقم السؤال 682، وأبو نعيم في (الحلية) 4/ 271، والشاشي في (المسند) 2/ 89 – 90 رقم 611، وابن
بشكوال، والمعمري، وعبد بن حميد، وتمام، وابن أبي عاصم، والديلمي – كما في القول البديع ص49 - وأورده
صاحب (معجم المناهي اللفظية) ص306 على اعتبار أنه حديث أو أثر ضعيف قال: والنبي صلى الله عليه وآله وسلم
هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم؛ لكن الذكر بابه التوقيف، والله أعلم.
قلت: الصواب أنه أثر صحيح؛ لكن الأحاديث المرفوعة التي علمنا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيغ
الصلاة عليه لا توجد فيها السيادة، وهذا هو الأولى والأحرى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وختاماً أذكر آخر اتصال هاتفي لي مع محدث العصر رحمه الله فور علمي بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية
لخدمة السنة والحديث النبوي الشريف، ولشدة مرض شيخنا استطعت – في المرة الخامسة – أن أجري معه الحوار
التالي:
الألباني: السلام عليكم.
علي رضا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ كيف حالكم؟
الألباني: أهلاً وسهلاً، أحمد الله إليك.
علي رضا: الله يسلمك ويبارك فيك يا فضيلة الشيخ.
الألباني: الله يحفظك، أهلاًً وسهلاً مرحباً.
علي رضا: والله! يا شيخ أنا كذا مرة أتصل ما استطعت أن أتحدث معكم، و (حبيت إني أكون) أول من يهنئكم بهذه
الجائزة، الله يجعلها – إن شاء الله –
نصراً مبينا ً بإذن الله تعالى، وفي نفس الوقت تكون – أعني – أكبر حجر يلقم في أفواه هؤلاء الذين يطعنون في الشيخ
الألباني، فجزاكم الله خيراًً كثيراً.
الألباني: الله يبارك فيك؛ أولاًً: أنا أعتذر إليك؛ لأنك حينما كنت تتصل كنت نائماً.
علي رضا: أخبروني.
الألباني: ولعلك تعلم أني مريض منذ أكثر من سنة.
علي رضا: الله يشفيكم ويطهركم – إن شاء الله – ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
الألباني: الله يبارك فيك، هذا من جهتكم، ومن جهة الجائزة فهي – الحقيقة – قيمتها ما أشرتم إليها آنفاً؛ فلعلها تلقم
حجراً لأعدائنا وخصومنا بالباطل.
علي رضا: بارك الله فيكم، والله هذا هو الذي جعلنا – أعني – نحن نعرف أن القيمة المعنوية هي أهم شيء بارك الله
فيكم.
الألباني: وهذا هو المهم؛ ولهذا أنا قلت – حينما قدموا إلي – هذه البشارة، قلت: اللهم! لا عيش إلا عيش الآخرة.
علي رضا: الله أكبر.
الألباني: ونسأل الله أن تكون مقدمة بالنسبة لي ولكل محب لي: بشارة ومقدمة للجائزة الكبرى ليوم (يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
علي رضا: آمين – والله – آمين، جعلنا الله وإياكم في فردوسه الأعلى يا فضيلة الشيخ.
الألباني: إن شاء الله ذلك ما أبغي.
علي رضا: الله يسلمك يا فضيلة الشيخ؛ كنت (ذكرت) مرة: تحدثنا سوياً وسألتكم عن كتابات وتحقيقات ومقالات
علي رضا - أعني شخصي الفقير -
وأثنيتم عليها ثناءً عطراً – بارك الله فيكم – الآن كثير من الحساد والمغرضين وغيرهم – يا شيخ – يقولون: الشيخ
طعن فيك في (الجزء السادس) فهذا هو عندنا الجرح المفسر وما نقبل كلامك (وما أدري أيش) – كثير من هذا الكلام
– فما تعليق فضيلتكم بارك الله فيكم؟
الألباني: كما قلت آنفاً أنا الآن صحتي لا تناسبني ولا تمكنني أن أخوض هذه المعارك، ولذلك أنا أعتذر عن الخوض في
مثل هذه المسائل، أخشى أن يكون لها ما بعدها، وجسمي لا يتحمل ذلك.
علي رضا: أنا أعلم أعلم – بارك الله فيكم – يا شيخ.
الألباني: وفيكم بارك، لكن لا يضيرك أن يتكلم الناس – هنا يسعل الشيخ -.
علي رضا: شافاكم الله وعافاكم وبارك فيكم.
الألباني: لا يضيرك أن يتكلم الناس بغير حق فيمن يتكلم بالحق؛ فالله عز وجل ناصره، كما هو وعده الصادق في مثل
قوله تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) فعليك التزام المنهج السلفي، ولتمض
القافلة تمشي.
علي رضا: الحمد لله، هذا هذا الذي أحببت أن أسمعه منكم فضيلة الشيخ، وجزاكم الله خيراً كثيراً.
الألباني: الله يبارك فيك.
علي رضا: وأنا والله – من محبتي لكم الشديدة – أحببت أن أكون أول المهنئين، ولكن فيما بعد أخبرتني – زوجكم
الكريمة – أن عندكم علماً بهذا.
الألباني: أي نعم. على كل حال جعلك الله دائماً مبشراً والوجه الذي يأتي دائماً بالخير.
علي رضا: الله يسلمك ويبارك فيك فضيلة الشيخ.
الألباني: أهلاً وسهلاً.
علي رضا: الله يسلمكم، الشيخ حمدي السلفي كلمته ويسلم عليك ويهنئك أيضاً.
الألباني: أيضاً بلغوني ذلك، فجزاكم الله خيراً كثيراً.
علي رضا: الله يبارك فيك ما نبغي نطول عليك والله.
الألباني: أهلاً وسهلاً.
علي رضا: طيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الألباني: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
تم هذا اللقاء في يوم 20/ 9 / 1419 هجرية.
الرابط من موقع الشيخ علي رضا:
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=1873
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:03]ـ
هذه بعض الأماكن من (السلسة الضعيفة) للمحدث الألباني والتي رأيت فيها الشيخ يتعقب فيها الشيخ علي رضا؛ فأحببت جمعها؛ للفائدة من جهة؛ ولبيان أن الشيخ - وإن مدح كثيراً علي رضا - إلا أنه لا يجامل في الناحية العلمية أحداً مهما كان!
ولهذا قال له - كما في الشريط المسجل -: (المهم أن تغلب إصابات الرجل أخطاءه؛ فهذا هو المهم؛ فإن لكل جواد كبوة؛ بل كبوات).
والألباني في هذا - رحمه الله تعالى - يقول عن نفسه أيضاً مخاطباً علي رضا:
(أنت مثلنا: يغلب الصواب في تحقيقاتك على الخطأ)!
وهذا أوان الشروع في الموضوع؛ قال رحمه الله تعالى:
5028 - (ما من عبد يدخل الجنة؛ إلا جلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين؛ يغنيانه بأحسن صوت سمعته الجن والإنس، وليس بمزامير الشيطان، ولكن بتحميد الله وتقديسه).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 48: ((ضعيف جداً)).
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 113/ 7478)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 286/ 2)، والبيهقي في "البعث" (421) عن سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي: حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعاً.
وذكره ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 5) من رواية جعفر الفريابي - ولعله عند ابن أبي الدنيا أو البيهقي -: حدثنا سليمان بن عبدالرحمن: حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ... ، وقال المنذري (4/ 266):
"رواه الطبراني، والبيهقي". وقال الهيثمي (10/ 419):
"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم"!
قلت: ليس فيهم من لا يعرف، بل كلهم ثقات؛ سوى واحد، فهو معروف بالضعف، بل الضعف الشديد، وهو خالد هذا - وهو الدمشقي -؛ قال الحافظ:
"ضعيف - مع كونه كان فقيهاً -، وقد اتهمه ابن معين".
وأبوه يزيد - وهو ابن عبدالرحمن بن أبي مالك - صدوق ربما وهم.
ومن أجل ذلك؛ أشار المنذري إلى تضعيف الحديث.
وقد صح بعضه موقوفاً؛ فقد ذكره ابن القيم (2/ 3) من رواية جعفر الفريابي: حدثنا سعد بن حفص: حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبدالرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
إن في الجنة نهراً طول الجنة، حافتاه العذارى قيام متقابلات، يغنين بأصوات حتى يسمعها الخلائق، ما يرون في الجنة لذة مثلها، فقلنا: يا أبا هريرة! وما ذاك الغناء؟ قال: إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس، وثناء على الرب عز وجل.
هكذا رواه موقوفاً. وعزاه المنذري (4/ 267) للبيهقي؛ وهو في "البعث" (213/ 425):
قلت: وإسناده جيد، ورجاله ثقات رجال "الصحيح"؛ غير أبي عبدالرحيم - واسمه خالد بن أبي يزيد الحراني -، وهو ثقة. وأشار المنذري لتقويته.
وقد صح مرفوعاً أنهن يغنين بغير ذلك، فراجع "صحيح الجامع الصغير وزيادته" رقم (1557) و (1598).
ثم رأيت تخريج الحديث لأخينا الفاضل علي رضا في تعليقه على كتاب أبي نعيم "صفة الجنة" (3/ 272 - 273)؛ صدره بقوله: "حسن"! ثم انتقد بحق كلمة الهيثمي المتقدمة، وتكلم على رواة الطبراني واحداً بعد واحد، ولكنه سقط من قلمه أن يترجم لخالد بن يزيد بن أبي مالك - علة الحديث -، ومن غرائبه الدالة على سقط المشار إليه أنه بعد أن ترجم للراوي عنه - سليمان بن عبدالرحمن - بقول الذهبي:
"مفت ثقة، ولكنه مكثر عن الضعفاء"؛ قال عقبه مباشرة:
"وأبوه: يزيد بن عبدالرحمن؛ صدوق ربما وهم".
قلت: ويزيد هذا: هو أبو خالد - العلة -، فغفل عن ترجمته، وبالتالي عن سوء حاله، وبناء على ذلك حسنه! ثم أيده بقول العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 537):
" [أخرجه] الطبراني بإسناد حسن"!
6600 - (لا يقطع صلاة المسلم شيء إلا الحمار، والكافر، والكلب
والمرأة).
منكر بذكر: "الكافر ".
أخرجه أحمد (6/ 84 - 85) وابن جرير في
" تهذيب الآثار " (ص 310/ 584 - الجزء المفقود، تحقيق علي رضا) من طريق
راشد بن سعد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
فقالت عائشة: يا رسول الله! لقد قُرِنّا بدواب سوء.
قلت: وإسناده ضعيف، رجاله ثقات كلهم، غير أن راشد بن سعد لم يذكروه
(يُتْبَعُ)
(/)
في الرواة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، لا في ترجمته، ولا في ترجمتها،
@@@ 234
أحدها: أنهم ذكروا في ترجمته أنه روى عن بعض الصحابة، ولم يسمع
منهم، وتاريخ وفاتهم قريب من تاريخ وفاتها، مثل سعد بن أبي وقاص- وهو مدني
مثلها-، وقد توفي سنة (55)، وهي سنة (57)، وهو سنة (158).
والثاني: أنه يستنكر جداً أن ينسب إليها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
الحديث، فتقابله بقولها: " لقد قرنا بدواب سوء "! وهي الصدّيقة الأديبة الفقيهة
رضي الله عنها.
والثالث: أن المحفوظ من طرق صحيحة عنها في "الصحيحين" وغيرهما أنها
خاطبت بذلك بعض التابعين حينما ذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب، والحمار،
والمرأة الحائض، فقالت: شبهتمونا بالحمير والكلاب! والله! لقد رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة ... الحديث. وأحد
طرقه في "صحيح أبي داود " (706). وفي رواية لمسلم (2/ 65) أن عروة هو
الذي قال ذلك، فقالت: إن المرأة لدابة سوء! ففيه إشعار قوي بأنها لم تسمع
الحديث منه صلى الله عليه وسلم، وإنما من أولئك المشار إليهم، ولذلك قالت لهم: شبهتمونا ...
إلخ محتجة بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مضطجعة بينه وبين القبلة، وإن كانت هذه
الصلاة لا تنافي حديث القطع، لأن اضطجاعها ليس مروراً- كما حققه العلماء-.
والمقصود تبرئة السيدة من أن ينسب إليها مجابهة حديث النبي صلى الله عليه وسلم بتلك
الكلمة بمثل هذا الإسناد المنقطع.
وأيضاً: ففيه ذكر (الكافر)، وهو خلاف الأحاديث الصحيحة التي اقتصرت
على ذكر الثلاثة المذكورة دونه، وهي من حديث أبي ذر وعبد الله بن مغفل، وأبي @@@ 244
وبعضها في "صحيح أبي داود " (699، 700).
نعم، جاء ذكر (اليهودي والمجوسي) في حديث لابن عباس، لا يصح
إسناده، وهو مخرج في "ضعيف أبي داود " (110)، وهو خلاف الصحيح عن
ابن عباس مرفوعاً وموقوفاً. انظر " صحيح أبي داود، (700).
وقد خفي هذا التحقيق على محقق " تهذيب الآثار"، فصرح في التعليق
عليه بأنه " حديث صحيح، وإسناده صحيح أيضاً "!
ثم تكلم على رواته الأربعة عند ابن جرير توثيقاً، ولم ينتبه لما ذكرته من علة
الانقطاع وغيره مما سبق بيانه. والله الموفق.
ثم تبين أنني كنت خرجت الحديث منذ زمن بعيد برقم (5542)، فوجدت
تطابقاً جميلاً بين التخريجين، وقد يزيد أحدهما على الآخر بفائدة لم تذكر في
الآخر، فرأيت إثبات هذا لهذا وللتاريخ. والله ولي التوفيق.
6603 - (لا تغيروا هذا الشيب، فمن كان مغيراً لا محالة، فبالحناء
والكتم).
منكر.
أخرجه الطبري في " تهذيب الآثار " (505/ 957 - الجزء المفقود)، @@@ 250
وابن عدي في "الكامل " (5/ 57) من طريق عمر بن سعيد الدمشقي: ثنا
سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، سعيد بن بشير: ضعيف.
وعمر بن سعيد الدمشقي: متروك، له ترجمة سيئة في "الميزان " و "اللسان "،
ويستدرك عليهما ما رواه ابن عساكر في "التاريخ " (5 4/ 68/ 5 23) عن
الدارقطني أنه قال فيه:
" روى عن سعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير بواطيل ".
قلت: لكنه قد توبع، فقد أتبعه الطبري بطريق آخر عن محمد بن بكار قال:
أخبرنا سعيد بن بشير به بلفظ:
"من كان مغيراً .. " الحديث، دون طرفه الأول.
وهذه متابعة قوية من (محمد بن بكار) - وهو: ابن بلال العاملي الدمشقي-،
وهو ثقة، وقول الأخ علي رضا في تعليقه على " تهذيب الطبري" أنه: (ابن ريان) ..
خطأ منه، قلد فيه الحافظ ابن حجر في " تهذيبه "، وهو سبق قلم منه- والله أعلم-
في ترجمته لـ (سعيد بن بشير)، بخلاف أصله " تهذيب الكمال" للحافظ
المزي، فإنه فيها- كما ذكرت-: (ابن بلال). وهكذا على الصواب وقع فيه في
ترجمة (محمد بن بكار) نفسه. وكذا هو في"الجرح والتعديل"، وكذلك وقع
في الترجمتين من " تاريخ دمشق " لابن عساكر (7/ 210 و 10/ 139).
وتابعه أيضاً يحيى بن صالح- وهو: الوحاظي- بلفظ:
@@@ 251
أخرجه الديلمي (3/ 150 - الغرائب الملتقطة).
والوحاظي ثقة من رجال الشيخين. فانحصرت العلة في سعيد بن بشير، فهو
من منكراته، لتفرده به، ومخالفة حديثه لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" غيروا الشيب ... ".
صح ذلك عن جمع من الصحابة، فانظر " صحيح الجامع الصغير " رقم
(43 0 4 - 46 0 4).
(يُتْبَعُ)
(/)
6706 - (قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ، فِيهَا سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ
حَمْرَاءَ، فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، في َكُلُّ بَيْتٍ سَبْعُونَ
سَرِيرًا، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ امْرَأَةٌ
[من الحورِ العين]، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ
لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ. فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيْفًا وَوَصِيفَةً، وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ مِنَ
الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ):
@@@ 452
منكر جداً.
أخرجه البزار في " مسنده " (3/ 51 - 52/ 2217 - الكشف)،
والطبري في " تفسيره " (9 1/ 124)، وابن أبي الدنيا في " صفة الجنة " (63/
181)، والطبراني في " المعجم الكبير " (18/ 160 - 161) وفي " الأوسط "
(5/ 431/ 4846) - الشطر الأ ول منه -، والحسين المروزي في " زيادات الزهد"
(550/ 1577)، وأبو نعيم في " صفة الجنة " (0 21 - 1 21/ 377 - تحقيق
الأخ علي رضا)، والبيهقي في " البعث " (160/ 281)، وابن الجوزي في
" الموضوعات " (3/ 252 - 253)؛ كلهم من طريق جسر بن فرقد عن الحسن -
وأدخل بينهما بعضهم رجلاً - عن عمران بن حصين وأبي هريرة قالا:
سئل رصول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {ومساكن طيبة في جنات عدن}؟
قال: ... فذكره. وقال البزار:
" لا نعلم له طريقاً إلا هذا، و (جسر): ليّن الحديث، وقد حدث عنه أهل
العلم، والحسن: فلا يصح سماعه عن أبي هريرة من رواية الثقات".
وقال ابن الجوزي:
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي إسناده جسر؛ قال يحيى:
ليس بشيء، لا يكتب حديثه. وقال ابن حبان: خرج عن حد العدالة ".
قلت: عبارة ابن حبان في" الضعفاء " (1/ 317):
" كان ممن غلب عليه التقشف، حتى أغضى عن تعهد الحديث؛ فأخذ يهم إذا
روى، ويخطىء إذا حدث، حتى ... ".
قلت: فالظاهر أنه أصابته غفلة الصالحين؛ فروى ما لا أصل له؛ فإن لوائح @@@ 453
الصنع والوضع في هذا الحديث ظاهرة، وقد نقل بعضهم عن الحافظ ابن كثير أنه
قال:
"الأشبه أنه موضوع ".
ولم أره في كتابه " النهاية " (2/ 240 - تحقيق أبو عبية فهيم الأزهري)،
فالذي فيه:
" قلت: وهذا الحديث غريب، فإن هذا (الجسر) ضعيف جداً، وإذا كان
(الجسر) ضعيفاً؛ فلا يملك الاتصال "!
إلا أن هذا المحقق (الفهيم) ممن لا يوثق بأمانته وتحقيقه؛ فقد تصرف في
الكتاب بتراً وحذفاً - حسب فهمه -؛ كما صرح بذلك في كثير من تعليقاته! وهي
تدل دلالة قاطعة على جهله التام بعلم الحديث ورجاله ومصطلحه من جهة، وأنه
لا يقيم وزناً للعارفين به من الأئمة، فالعلم عنده هو عقله وفهمه! فهو من نمط
(أبي ريا) و (الغزالي المصري) وأمثالهما من العقلانيين الذين ابتليت بهم الأمة.
فعبارة ابن كثير المذكورة ليست صريحة بما نقلته عن (بعضهم) آنفاً. والله
أعلم.
هذا؛ ولم يتعقب السيوطي في " اللآلي " (2/ 452) بشيء يذكر، سوى
أنه عزاه لجمع ممن أخرجوه من طريق (جسر) نفسه، منهم ابن أبي حاتم في
" التفسير "! وليس بشيء؛ لأنهم لم يلتزموا عدم إيرادهم ما هو موضوع - ما دام
أنهم يذكرون سنده؛ كما هو ظاهر لا يخفى على العلماء -. وأما قول ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " - بعد أن ذكر تعقب السيوطي المشار إليه -:
@@@ 454
" وجسر لم يتهم بكذب ".
فليس بشيء أيضاً؛ لأن ابن الجوزي إنما حكم بوضع الحديث من حيث متنه،
لا اتهاماً لراويه بالكذب. وهذا أسلوب معروف عند العلماء النقاد. ولا يتقنه إلا
النابغون منهم، الجامعون بين علم الرواية والدراية.
وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (4/ 537) - وعزاه لأبي الشيخ في
" العظمة "، والآجري في " النصيحة " من رواية الحسن بن خليفة عن الحسن
قال: سألت أبا هريرة وعمران بن حصين في هذه الآية -:
" ولا يصح، والحسن بن خليفة لم يعرفه ابن أبي حاتم، والحسن البصري لم
يسمع من أبي هريرة - على قول الجمهور - ".
6706 - (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ يُسْتَقْبَلُونَ
- أَوْ: يُؤْتَوْنَ - بِنُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ، عَلَيْهَا رِحالٌ الذَّهَبُ، شِرْكِ نِعَالِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
نُورٌ يتلألأَ، كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، فَيَنْتَهُونَ إِلَى شَجَرَةٍ يَنْبُعُ مِنْ
أَصْلِهَا عَيْنَانِ، فَيَشْرَبُونَ مِنْ إِحْدَاهُمَا، فَتغْسِلُ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ دَنَسٍ،
وَيَغْتَسِلُونَ مِنَ الأُخْرَى، فَلا تَشْعَثُ أَبْشَارُهُمْ، وَلا أَشْعَارُهُمْ بَعْدَهَا أَبَدًا،
وَيَجْرِي عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمُ، فَيَنْتَهُونَ - أَوْ: فَيَأْتُونَ - بَابَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا حَلْقَةٌ
مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَى صَفَائِحِ الذَّهَبِ، فَيَضْرِبُونَ بِالْحَلْقَةِ عَلَى الصَّفْحَةِ،
فَيُسْمَعُ لَهَا طَنِينٌ - يا عليُّ! - فَيَبْلُغُ كُلَّ حَوْرَاءَ أَنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَقْبَلَ،
فَتَبْعَثَ قَيْمُهَا، فَيَفْتَحُ فَإِذَا رَآهُ خَرَّ لَهُ - قَالَ مَسْلَمَةٌ: أُرَاهُ قَالَ: -
@@@ 500
سَاجِدًا، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، إِنَّمَا أَنَا قَيِّمُكُ، وُكِّلْتُ بِأَمْرِكَ، فَيَتْبَعَهُ
وَيَقْفُو أَثَرَهُ، فَتَسْتَخِفُ الْحَوْرَاءَ الْعَجَلَةُ، فَتَخْرُجَ مِنْ خِيَامِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
حَتَّى تَعْتَنِقَهُ، ثُمَّ تَقُولُ: أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ، وَأَنَا الْخَالِدَةُ الَّتِي لا أَمُوتُ،
وَأَنَا النَّاعِمَةُ الَّتِي لا أَبْأسُ، وَأَنَا الرَّاضِيَةُ الَّتِي لا أَسْخَطُ، وَأَنَا الْمُقِيمَةُ
الَّتِي لا أَظْعَنُ، فَيَدْخُلَ بَيْتًا مِنْ أُسُسِهِ إِلَى سَقْفِهِ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ بَنَاؤهُ عَلَى
جَنْدَلٍ اللُّؤْلُؤُ، طَرَائِقُ أَصْفَرُ وَأَحْمَرُ وَأَخْضَرُ، لَيْسَ مِنْهَا طَرِيقَةٌ تُشَاكِلُ
صَاحِبَتَهَا، فِي الْبَيْتِ سَبْعُونَ سَرِيرًا، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ حَشْيَةً، عَلَى
كُلِّ حَشْيَةٍ سَبْعُونَ زَوْجَةٌ، عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا
مِنْ بَاطِنِ الْحُلَلِ، فَيَقْضِي جِمَاعُهَا فِي مِقْدَارِ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ، هَذِهِ الأَنْهَارُ
مِنْ تَحْتِهِمْ تَطَّرِدُ، أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ - قال: صاف لا كَدَر فيه -وأنهار
من لبن لم يتغير طعمه، لم يخرج من ضروع الماشية، وأنهار من خمر
لذة للشاربين، لم يعتصرها الرجال بأقدامهم، وأنهار من عسل مصفى،
لم يخرج من بطون النحل، فيستجلي الثمار، فَإِنْ شَاءَ أَكَلَ قَائِمًا، وَإِنْ
شَاءَ، قَاعِدًا، مُتَّكِئًا، ثُمَّ تَلا: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ
قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً}، فَيَشْتَهِي الطَّعَامَ، فَيَأْتِيهِ طَيْرٌ أَبْيَضُ - وربما قَالَ: أَخْضَرُ -،
فَتَرْفَعُ أَجْنِحَتَهَا، فَيَأْكُلُ مِنْ جُنُوبِهَا أَيَّ الأَلْوَانِ شَاءَ، ثُمَّ تَطِيرُ فَتَذْهَبُ،
فَيَدْخُلُ الْمَلَكُ، فَيَقُولُ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، {تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ}، ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت لأهل الأرض، لأضاءت
الشمس معها سواد في نور).
باطل؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة.
أخرجه ابن أبي حاتم في " التفسير " من
طريق مسلمة بن جعفر البجلي: سمعت أبا معاذ البصري قال: إن علياً كان ذات @@@ 501
يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً}،
فقال: ما أظن (الوفد) إلا الراكب يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وآله
وسلم: ... فذكره.
ساقه ابن كثير في " تفسيره " (3/ 37 1 - 138) قائلاً:
" وروى ابن أبي حاتم ههنا حديثاً غريباً جداً مرفوعاً عن علي، فقالت: ... ".
فساق إسناده إلى (مسلمة).
قلت: وإسناده ضعيف جداً؛ وفيه علتان:
الانقطاع بين أبي معاذ البصري؛ فإنه لم يدرك علياً - واسمه: سليمان
ابن أرقم -، وضعفه الشديد في شخصه، قال البخاري في " التاريخ " (2/ 2/
2):
" روى عن الحسن والزهري، تركوه، كنيته أبو معاذ،. ولذا قال الذهبي في
" الكاشف ":
" متروك ". وأما الحافظ فاقتصر في " التقريب " على قوله فيه:
"ضعيف "!
ولذلك تعجب منه أخونا الفاضل (علي رضا) في تعليقه على " صفة الجنة "
لأبي نعيم (2/ 129)، وهو محق، ولكنه غفل عن الانقطاع الذي ذكرته؛ وأعله
أيضاً بـ (مسلمة بن جعفر)؛ فقال:
" أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/ 1/ 267) ولم يذكر فيه @@@ 502
(يُتْبَعُ)
(/)
جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول "!
قلت: لو أنه قال: (مجهول الحال)، لكان أهون، لأن الإطلاق يشعر بأنه
مجهول العين، وليس كذلك، فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه ستة من الرواة،
أكثرهم من الثقات المعروفين، فمثله لا يقال فيه: " مجهول"؛ بل الأولى أن يقال
فيه: (صدوق)، ولا سيما وقد ذكره ابن حبان في " الثقات" (9/ 180)
برواية ثقتين منهم؛ ولذلك أخذت على الذهبي في كتابي " تيسير انتقاع الخلان "
قوله فيه: " يجهل " - في " المغني " و" الميزان " -! وهو معذور؛ لأنه لم يقف على
ما ذكرته، وغاية ما قال فيه:
" ... عن حسان بن حميد عن أنس عنه في سب الناكح يده. يجهل هو
وشيخه، وقال الأزدي: ضعيف ".
هذا عذر الذهبي؛ فما عذر مقلده؟ وقد وقف على رواية أولئك الثقات عنه
في " الجرح "، وعلى استدراك الحافظ العسقلاني في " اللسان " توثيق ابن حبان
إياه، ولكنها الغفلة التي لا ينجو منها إنسان إلا من عصم الله، أو الحداثة المنتشرة
في هذا الزمان.
والحديث ساقه المنذري في " الترغيب " (4/ 242 - 243) من رواية ابن
أبي الدنيا في كتاب " صفة الجنة " عن الحارث - وهو: الأعور - عن علي مرفوعاً
هكذا - يعني: مطولاً -، ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي وغيرهما عن عاصم بن
ضمرة عن علي موقوفاً عليه بنحوه، وهو أصح وأشهر، ولفظ ابن أبي الدنيا
قال: ... " فساقه.
قلت: ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم أيضاً في " صفة الجنة " (2/ 127) @@@ 503
عقب رواية عاصم بن ضمرة، ولكنه لم يسق لفظه، ولا رفعه، وإنما قال:
" وذكر نحو حديث عاصم بن ضمرة ".
والحارث: ضعيف؛ بل كذبه بعضهم. قال الذهبي في " الكاشف ":
" قال ابن المديني: كذاب. وقال الدارقطني -: ضعيف. وقال النسائي: ليس
بالقوي. وقد كذبه الشعبي. وقال أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: لم يكن
يصدق عن علي في الحديث إلا أصحاب عبد الله ".
قلت: فلا يحتج بحديثه سواء رفعه أو أوقفه.
وأما عاصم بن ضمرة: فهو حسن الحديث، ومع أنه أوقفه فإنما رواه عنه أبو
إسحاق - وهو: السبيعي -، وهو مدلس، ولم يصرح بالتحديث في كل الروايات عنه،
وقد أخرجها الأخ علي رضا (2/ 126)، ثم قال:
" قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " (4/ 400): هذا حديث
صحيح، وحكمه الرفع؛ إذ لا مجال للرأي في مثل هذا. وأقره السيوطي. قلت:
مدار الطرق على أبي إسحاق - وهو: السبيعي -، وكان مدلساً، وقد عنعنه؛ فأنى
له الصحة! ".
ولقد صدق - وفقه الله -؛ ولذلك فلم يصب المنذري في تصديره الحديث
بقوله:
" عن. علي ... " المشعر بحسنه على الأقل! @@@ 504.
6757 - (يقول الله عز وجل كل يوم للجنة: طيبي لأهلك فتزداد
طيبا، فذلك البرد الذي يجده الناس بسحرٍ من ذلك).
ضعيف جداً.
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 15 - هند)،
ومن طريقه أبو نعيم في " صفة الجنة " (1/ 46/ 20): ثنا أحمد بن جعفر
ابن فاتك التُستري: ثنا يوسف بن موسى أبو غسان السكري الرازي: ثنا عمرو
ابن عبد الغفار الفقيمي: ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً. وقال
الطبراني: @@@ 573
" لم يروه عن الأعمش إلا عمرو بن عبد الغفار، تفرد به يوسف بن موسى أبو
غسان ".
قلت: وهوصدوق - كما قال أبو حاتم -؛ لكن الآفة من شيخه: (عمرو بن
عبد الغفار الفقيمي): قال الذهبي في " المغني ":
"هالك، قال أبو حاتم: متروك الحديث. قال ابن عدي: اتهم بالوضع ". وقال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/ 412):
"رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه عمر [و] بن عبد الغفار، وهو متروك ".
وأما شيخ الطبراني (أحمد بن جعفر بن فاتك التستري)؛ فلم أجد له
ترجمة، وقد وقع اضطراب كثير في اسمه على وجوه:
! ولأ: لم يقع اسم (جعفر) في رواية أبي نعيم عن الطبراني، فقال: (أحمد
ابن فادك التستري). وكذا وقع في " المعجم الأوسط " (3/ 3 1 1/ 2233) في
حديث آخر له. وكذا في ترجمة (يوسف بن موسى التستري) من " تهذيب
الكمال " في الرواة عنه فقال:
" وأبو جعفر أحمد بن فاذك التستري".
فكناه (أبو جعفر)، وأعجم دال (فادك). وكذا في " توضيح المشتبه " لابن
ناصر الدين (1/ 511): فالظاهر أن ما في " المعجم المصغير " خطأ من بعض
النساخ، وأن الصواب أنه (أبو جعفر) لا (ابن جعفر). والله سبحانه وتعالى
أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: وقع أيضاً في اسم أبيه (فاتك)، فعند أبي نعيم في" الأوسط ": (فادك) @@@ 574
بالدال المهملة مكان التاء المثناة، وأعجمه في" التهذيب " - كما تقدم -، ولعل
الصواب الإهمال، وليست هذه المادة أصلاً في " التوضيح " أو " التبصير "، ولا
في أصلهما " الإكمال "، نعم؛ في " التبصير " (ص 1064):
" فاتك، جماعة ". ولم يذكر أحداً.
ثالثاً: لقد وقع لأخينا الفاضل علي رضا في اسم الشيخ عدة أوهام في تعليقه
على"صفة الجنة":
أحدها: جعل اسمه (أحمد بن نازك)، هكذا بالنون، وعلق عليه فقال:
" في الأ صل (قادك) (1) وهو تحريف، وما أثبته هو الصواب. انظر " الإكمال "
لابن ماكولا (1/ 436) ".
وفيه ما يأتي:
أولاً: ما أثبته هو الخطأ بعينه لمخالفته للمصادر المتقدمة، على ما بينها من
اختلاف.
والآخر: ما نسبه لـ " الإكمال "، خطأ أيضاً؛ لأنه لم يذكر ثمة ولا اسماً
واحداً، وإنما هو في التعليق عليه للشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله، ثم هو في
نفسه خطأ مطبعي؛ كما نبه عليه محقق " التوضيح " الأخ العرقسوسي، فقال في
تعليقه على (فادك):
" تحرف إلى (نازك) قي حاشية " الإكمال " (1/ 436)، وإلى (فاتك)
في " المعجم الصغير " ".__________
(1) كذا الأصل بالقاف، ولعله خطأ مطبعي.
@@@ 575
رابعاً: قال الأخ علي رضا (ص 47) بعد أن ضعف الحديث جداً:
" وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، إلا أنه مما لا يفرح به. انظر
التعليق على الأثر (16) ".
ولدى الرجوع إلى حيث أشار إليه، وجدت الحديث في (ص 43) بلفظ:
" إن الله بنى جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل
ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلمي ... "
الحديث.
فعجبت له كيف جعل هذا شاهداً لحديث الترجمة، وليس فيه ولا جملة
واحدة تشهد له؟! ولو كانت؛ فلا يصح في العلم إطلاق لفظ الشهادة؛ لأنها
قاصرة، على ما فيه من الضعف الشديد في إسناده - كما بينه جزاه الله خيراً - وان
كان ذهب أخيراً إلى تقوية الحديث بما له من متابع وشاهد، وانتقدني في ذكري
لحديث ابن عباس الذي حسنه هو - في " ضعيف الجامع " (5/ 33) -، وقد بينت
علته في " الصحيحة " تحت الحديث (2662)، وهو عندي صحيح باللفظ المخرج
هناك، وليس فيه لفظة (عدن)، فليتنبه لهذا؛ فإنه موضع يستحق النظر والتأمل.
ثم إن حديث الترجمة، قد أورده الديلمي في كتابه " الفردوس " (5/ 248/
8094)، ولم يورده الحافظ في " زهر الفردوس "، لننظر إسناده، هل هو من طريق
الطبراني وشيخه، أو من طريق غيره، ويغلب على ظني أنه الأول.
ثم رجعت إلى كتابه الآخر " تسديد القوس في ترتيب مسند الفردوس "، وهو
محذوف الأسانيد، فرأيته يقول عقبه:
@@@ 576
" الطبراني في " الصغير " عن جابر ".
فهذا يعني أنه رواه من طريق الطبراني، فصدق ظني والحمد لله.
ولقد ذكرني عزوه لـ " صغير الطبراني " أن أنبه وأن عزو شيخه الهيثمي إياه
لـ " أوسط الطبراني " - كما تقدم - إنما هو من أوهامه؛ فإن شيخ الطبراني المتقدم
ليس له في " المعجم الأوسط " إلا حديث واحد غير هذا - كما سبقت الإشارة
إليه -.
والحديث عزاه ابن القيم في " حادي الأرواح " (1/ 252) من رواية أبي
نعيم من حديث الأعمش ... إلخ. فما أعجبني طيه من إسناده آفته، وكان الأولى
به أن يقول: من حديث عمرو بن عبد الغفار الفقيمي: ثنا الأعمش ... إلخ؛ لأنه
إذا ساق المحدث الحديث الضعيف بإسناده فقد تبرأت ذمته، ولا مسؤولية عليه.
ولهذا لم يعجبني أيضاً صنيع الحافظ ابن رجب في " لطائف المعارف " (ص 58)
فإنه أورده أيضاً بمعناه، ودون عزو، وبلفظ:
"وفي الحديث أيضاً: أن الجنة تفتح ... "، وسكت عنه!
ثم إن (عمرو بن عبد الغفار) هذا قد خفي أمره على ابن حبان؛ فأورده في
كتابه " الثقات " (8/ 478)!
الرابط:
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=1317
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:57]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
وليت الشيخ علي يبتعد عن مدح نفسه، ونشر تزكياتها! بين حين وآخر.
وخيرٌ من هذا أن يجعل جهوده العلمية تتحدث عنه.
رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:03]ـ
بارك الله فيكم , وجزاكم الله خيرا شيخ سليمان على التنبيه.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:13]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
وليت الشيخ علي يبتعد عن مدح نفسه، ونشر تزكياتها! بين حين وآخر.
وخيرٌ من هذا أن يجعل جهوده العلمية تتحدث عنه.
رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل.
آمين يا أخي فالإخلاص مطلوب والمتابعة الصحيحة مطلوبة؛ ومع هذا وذاك فمدح النفس ليس مذموماً دائماً؛ بل قد يكون مستحباً أو واجباً كما بين أهل العلم.
فيوسف عليه السلام قال: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).
فمدح نفسه وزكاها بأمرين اثنين: الحفظ والعلم.
وإذا أثنى العلماء على علم المرء؛ فكيف سيعلم الجاهل أن هذا المرء مزكى علمياً فيثق بأجوبته إذا لم يذكر ثناء العلماء عليه!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:22]ـ
بارك الله فيكم
وإذا أثنى العلماء على علم المرء؛ فكيف سيعلم الجاهل أن هذا المرء مزكى علمياً فيثق بأجوبته إذا لم يذكر ثناء العلماء عليه!؟
بحضوره العلميِّ الجاد، وبحوثه النافعة، ولزومه هديَ أهل العلم في الانشغال بما ينفع؛ وترك قيلَ وقالَ
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:39]ـ
سألني أحد إخواننا المتخرجين من الجامعة الإسلامية بكلية الحديث عن حديث في (صحيح البخاري) فيه محاولة انتحاره عليه الصلاة والسلام من رؤوس الجبال بعدما انقطع عنه الوحي زماناً؟
ثم وجدت أحد الإخوة يطلب بشكل ملح جداً بيان هذه المسألة؛ قال:
لأن الروافض يطعنون في (البخاري) بسبب هذه الرواية؟
وقد كنت - بفضل الله تعالى ومنه وكرمه - كتبت مقالة في هذا قبل مدة ليست بالبعيدة في جريدة (المدينة) في زاويتي (من وحي السنة) بعنوان: (ثبات المصطفى)، فلما رأيت هذا الطعن من الرافضة الكفار - بسبب زعمهم تحريف القرآن، وقذفهم الصديقة بالزنا، وتكفيرهم جل الصحابة، و 0000 - أصبح لزاما ً علي أن أنافح عن:
أولاً: سيدنا وحبيبنا وخليل ربنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم 0
ثانياً: الإمام البخاري رحمه الله تعالى الذي طعن فيه كثير من أهل الضلال: من رافضة، ومعتزلة قديمة وعصرية - كالغزالي - والعقلانية منكرة السنة و 00000
ثالثاً: السلفيين بعامة، وأهل الحديث منهم بخاصة لما لهم - بعد الله تعالى - من يد طولى في نصرة هذا الدين إلى قيام الساعة 0
فأقول وبالله أستعين، ومنه تعالى أطلب المدد والإصابة في القول والعمل:
أصل الحديث في (صحيح البخاري) - مع فتح الباري برقم (6982)، كتاب: التعبير؛ باب: أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة:
حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب؛ ح؛ وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال الزهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فذكرت حديثاً طويلاً فيه بيان كيفية نزول الوحي في بدايته على رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفيه قول الزهري رحمه الله: (حتى حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - فيما بلغنا - حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال 000) 0
قال أخونا السائل من كلية الحديث: هل لبلاغ الزهري هذا ما يشهد له أو يقويه من الروايات؟
فأجبت: بلاغ الزهري هذا حكمه الضعف سنداً؛ لأنه سقط من إسناده اثنان على الأقل، وبلاغات الزهري ليست بشيء كما هو الحال في مرسلاته؛ فهي شبه الريح - أي لاأساس لها بمنزلة الريح لاتثبت - فقد قال يحيى القطان: (مرسل الزهري شر من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكلما يقدر أن يسمي سمى؛ وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه!) 0 انظر (شرح علل الترمذي) لابن رجب 1/ 284 0
فإذا كان هذا حال المرسل؛ فكيف يكون حال البلاغ؟
أما رواية ابن مردوية التي ذكرها الحافظ في (فتح الباري) 12/ 359 - 360، وأنها من طريق محمد بن كثير، عن معمر بإسقاط قوله: (فيما بلغنا) فتصير الرواية كلها من الحديث الأصلي؛ أقول: هذه الرواية ضعيفة أيضاً لا يحتج بها؛ لأن محمد بن كثير هذا هو المصيصي، وهو كثير الغلط كما في (التقريب) 6291 0
وأما رواية ابن عباس رضي الله عنهما عند الطبري في (التاريخ) 2/ 300 - 302، والتي ذكرها ابن حجر في (الفتح) 12/ 361؛ فإنها واهية جداً بل موضوعة، فالحمل فيها على محمد بن حميد الرازي، وهو متهم بالكذب - بل كذبه صراحة بلديه أبو زرعة الرازي، وهو أعرف به من غيره - فلا قيمة لروايته أصلاً؛ وقد روى ابن إسحاق في (السيرة) كما في (سيرة ابن هشام) 1/ 267 - 270؛ حديث ابن عباس هذا، وليس فيه زيادة ابن حميد الكذاب 0
والخلاصة:
لقد تبين لي بحمد الله تعالى أن رواية إقدامه عليه الصلاة والسلام على الانتحار من رؤوس الجبال ضعيفة سنداً، باطلة متناً؛ فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرفع قدراً، وأجل مكانة، وأكثر ثباتاً من أن يقدم على الانتحار بسبب فترة الوحي وانقطاعه عنه!
أما التفسيرات التي ذكرها بعض العلماء كالحافظ الإسماعيلي - ونقله عنه ابن حجر في (الفتح) 12/ 360، 361 - وتأويله للرواية بأنها بسبب مفاجأة الوحي له ثم انقطاعه عنه عليه الصلاة والسلام، وكونه لم يتحمل أعباء النبوة، والخوف من القيام بها، وإرادة التخلص من هذا الغم؛ ثم سكن جأشه، واستقرت نفسه عندما ظهر له جبريل عليه السلام 000 أقول: لا داعي لهذا التأويل
أو التفسير؛ لأنه فرع التصحيح كما يقول العلماء؛ وإذ لم تصح الرواية فلا داعي لتفسيرها، بل الواجب أن نتيقن بأنه عليه الصلاة والسلام لم يفكر في الانتحار، ولم يسع إليه، بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه 0
ملحوظة: لو مشينا مع بعض الناس في قواعدهم الباطلة؛ لقوينا الرواية؛ لأن ابن حميد عندهم ممن يستشهد بهم!!
وإذا نسب بعضهم نبيه عليه الصلاة والسلام لاستلام الأصنام في الجاهلية؛ فما أيسر عليه من أن ينسبه عليه الصلاة والسلام لمحاولة الانتحار؛ فقد مر بعضهم على بلاغ الزهري هذا مرور الكرام - كما يقال - في (سيرته الذهبية) 2/ 361، بل عزاها للبخاري، وعبد الرزاق وغيرهما؛ دون أن ينبس ببنت شفة كما يقال!
اللهم إني ما كتبت الذي كتبته إلا دفاعاً عن رسولك صلى الله عليه وآله وسلم؛ فأسلك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعلني رفيقه عليه الصلاة والسلام في الجنة آمين 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 10:54]ـ
طالب العلم يبرز بعلمه، وأدبه، وأخلاقه، وعمله بهذا العلم، لا بالقيل والقال كما ذكر الشيخ الحمادي، ولا بتزكية نفسه بين الحين والآخر، ولا بتطبيل الناس له، ولا بتتبع عثرات العلماء، والدعاة، وعلي رضا كغيره من طلاب العلم، يؤخذ منه ويرد عليه، فلذا نرجو من الجميع العدل في القول، وإعطاء كل ذي حق حقه، وإنزال الناس منازلهم. بارك الله في الجميع.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 11:55]ـ
وقد اتصلت فوراً بفضيلته وسألته عن سبب هذه القسوة في الرد علي؟ فقال بالحرف الواحد:
كان هذا قبل أن نعرفك
هذا مشكل جدا
والحق يقال والإمام الألباني جاوز القنطرة بجهوده وفضله
لكن هذه المسائل العلمية الدقيقة ونحوها ليست ممن يشنع بها على القائل
ويوصف بالجهل أو التعالم أو التزبب قبل التحصرم أو نحو هذا
فإذا التزمت بقواعد هذا الفن والتحقيق العلمي فلا ضير عليّ إن خالفتك في تصحيح حديث أو تضعيفه
أو خالفتك في قاعدة أو قاعدتين من قواعد هذا الفن
ولا يؤثر في ذلك إذا كنت أعرفك أو لا أعرفك
كنت معي أو عليّ كنت توافقني في منهج الحكم على الأحاديث أم لا
وهذا معروف في علم أدب الخلاف
رحم الله الألباني وغفر لمن حفظ حقه فلم يتعصب له وتابعه على أخطائه ولم يضع من قدره ونسي حسناته
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 12:11]ـ
الشيخان الحمادي , وليد الدلبحي بارك الله فيكم على التنبيه والافادة
ـ[السلطان رشاد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 09:31]ـ
إذا كانت هذه الخواطر صحيحة - والله أعلم - فصاحبها علامة كبير في الحديث؛ والله أعلم.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أحب الحديث عن علي رضا، بل أتمنى له الستر والسداد.
لكني لا أحب المبالغات في مدح النفس، والتزيد ... فالمرء في ذلك كلابس ثوبي زور.
السؤال الآن أليست دكتوراه علي رضا في الفيزياء وليست في الحديث؟ وأليس في وضعها قبل اسمه في المنتديات إيهاماً أنها في الحديث النبوي الشريف؟
وأين كلام العلامة مقبل الوادعي عن علي رضا؟
وهناك الكثير من طلبة العلم ممن رد على علي رضا في علم الحديث، فليت أحد الإخوة يجمع لنا بعضهم .. لعل الأخ علي يتواضع قليلاً، ويعرف أنه لم يخرق الأرض ولم يبلغ الجبال طولاً.
أما مقارنته بالعلامة الألباني فهي من المضحكات المبكيات.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:10]ـ
كلام المعلق الأخير صحيح؛ فعلي رضا ليس معصوماً من الأخطاء؛ فنريد من الإخوة جمع كل الانتقادات العلمية عليه.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:28]ـ
هذا الكلام فيه نكارة شديدة، وفي نظري أن الموضوع بحاله هذا لا يستحق النشر في منتدى موثوق كهذا المنتدى
أدعو الإخوة المشرفين إلى حذفه، وأتمنى من الإخوة الكرام أن يوافقني على هذه الدعوة إن رأوا صوابها ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:31]ـ
نصيحة: أرى أن نشتغل بطلب العلم فالعمر أقصر والعلم أكثر
لن تتعلم علم الحديث وفنونه من كتب د: على رضا ولا من الردود عليه
عليك إذا أخذت مباديء هذا العلم أن تنظر في كتب وكلام أحمد وعلي وابن معين والبخاري ومسلم والنسائي وأبي حاتم وغيرهم ممن سار على دربهم
هناك العلم في تلك الكتب وذاك الكلام رحمهم الله
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:37]ـ
كم ان طالب العلم لا يستحب له مدح نفسه كذلك طالب لا يحمل في قلبه شي على اخوانه
ولا يحقد ولا يحسد ويحسن الظن بهم
ـ[السلطان رشاد]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 11:41]ـ
هذا الكلام فيه نكارة شديدة، وفي نظري أن الموضوع بحاله هذا لا يستحق النشر في منتدى موثوق كهذا المنتدى
أدعو الإخوة المشرفين إلى حذفه، وأتمنى من الإخوة الكرام أن يوافقني على هذه الدعوة إن رأوا صوابها ..
كم ان طالب العلم لا يستحب له مدح نفسه كذلك طالب لا يحمل في قلبه شي على اخوانه
ولا يحقد ولا يحسد ويحسن الظن بهم
هذا الكلام فيه شدة في النقد والتجريح لعلي رضا؛ وموقع الرجل زرته فوجدته مليئاً بالمقالات العلمية؛ والله يحب الإنصاف؛ فاتقوا الله في أنفسكم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 01:50]ـ
هذا الكلام فيه شدة في النقد والتجريح لعلي رضا؛ وموقع الرجل زرته فوجدته مليئاً بالمقالات العلمية؛ والله يحب الإنصاف؛ فاتقوا الله في أنفسكم.
العدل مطلوب وفقك الله، أما أنك وجدت الكثير من المقالات العلمية، فقد وجدنا الكثير من التطاول على أهل العلم وطلابه في هذا الموقع، فالإنصاف عزيز، وعلى الإنسان أن يتق الله فيما يكتب. والله يحفظ الجميع.
ـ[السلطان رشاد]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:16]ـ
العدل مطلوب وفقك الله، أما أنك وجدت الكثير من المقالات العلمية، فقد وجدنا الكثير من التطاول على أهل العلم وطلابه في هذا الموقع، فالإنصاف عزيز، وعلى الإنسان أن يتق الله فيما يكتب. والله يحفظ الجميع.
العدل يقتضي منك أخي المشرف أن تكون قوالاً بالحق فترينا المواطن التي تطاول فيها المذكور على أهل العلم وطلابه؛ فالدعاوى إن لم تقيموا عليها ...............
شكراً لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:51]ـ
العدل يقتضي منك أخي المشرف أن تكون قوالاً بالحق فترينا المواطن التي تطاول فيها المذكور على أهل العلم وطلابه؛ فالدعاوى إن لم تقيموا عليها ...............
نعم وجد في الموقع المذكور تطاول على أهل العلم ومنهم على سبيل المثال:
الشيخ الدكتور/ سفر الحوالي.
الشيخ الدكتور/ سلمان العودة.
الشيخ/ أبو إسحاق الحويني.
الشيخ/ كمال بن السيد سالم ((صاحب كتاب صحيح فقه السنة)).
وغيرهم فلدي من ذلك الدليل على أن هذا الموقع فيه من الطعن بعلماء الأمة، وطلاب العلم. والروابط موجودة.(/)
مَن يُنقِذنا من ((نَظَرِ الفجْأة))؟!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 10:51]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن!
إن العنوان: (من ينقذنا من نظر الفجأة) ليس طلباً للحلول ....
إنما هو من باب التنفيس،، عما في النفس من آهات وزفرات ..
إنه من باب: ذهب الذين يُعاش في أكنافهم ........
إنه من باب: فلابد من شكوى إلى ذي مروءةٍ ......
ومعاذ الله أن يكون من باب: (هلك الناس)، بل هو من باب: (ظهر الفساد)
حينما تكون في سيارتك بعد صلاة الفجر ذاهباً إلى حلقة علمٍ، أو مرتلاً بعضَ آياتِ الكتاب العزيز، أو تكمل بقية الأوراد ......
في هذه اللحظة المطئنة، يقف بجانبك ـ عند إشارة المرورـ أحد الشُبَّان، فتلتفت إليه، فإذا هو يشاهد على شاشة السيارة المرتفعة ـ التي يراها كل أحد ـ الكاسيات العاريات .... ما يعكّر عليك صفوَ ما أنت فيه ...
فمن ينقذنا من نظر الفجأة؟!
حينما تكون في المطار .......................
فمن ينقذنا من نظر الفجأة ...........................
حينما تكون .....
حينما تكون .....
حينما تكون .....
إنني لا أتكلم عن الإثم، فهو مرفوع ـ إن شاء الله ـ،،
لكنني أتكلم عن الألم الذي يرميه عليك الآخرون وهم لا يشعرون ...
وهاهنا وقفة لطيفة: لا تظن أخي الحبيب ـ هداني الله وإياك ـ أننا أفضل من هؤلاء، لكننا نسأل الله ذلك [انظر المدارج لابن القيم في موازنته بين أهل الكبائر المنكسرة قلوبهم، وأهل الديانة المتعاظمين]،،
فقاصم الظهر ((العُجب)) أشد بلاءً، وأعظم وزراً ...
فلنسأل الله العافيةَ والسلامة ..
ولنأمر بالمعروف، ولننه عن المنكر،، ولنأخذ على يد السفيه .. بالحكمة والموعظة الحسنة.
هذه بعض زفرات من يعيش في هذا البلد ((المحافظ))!
اللهم إنا نستغفرك من شر ما علمنا، ومن شر ما لم نعلم ..
اللهم اهدنا وسددنا ..
اللهم إنا نعوذ بك من كل عمل ادعينا فيه إرادة وجهك، فخالط قلوبنا ماقد علمتَه!
أخوكم: أبو ريان.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 04:41]ـ
خامساً: نظر الفجاءة.المعنى اللغوي: قال في اللسان: (فَجِئَه الأمر، وفَجَأَه .. هجم عليه من غير أن يشعر به، وقيل إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب …). قال القاضي عياض: الفجاءة: مهموز ممدود، ما كان من غير قصد.وضَبَطَهُ في النهاية فقال: هي بالضم والمد، وبالفتح وسكون الجيم من غير مد.وقال النووي: الفجاءة: بضم الفاء وفتح الجيم وبالمد، ويقال: بفتح الفاء وإسكان الجيم والقصر، لغتان.قال في شرح الترمذي (وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مدٍ على المرأة). المعنى الشرعي:قال القاضي عياض: (ومعنى نظر الفجاءة: التي لم يقصد صاحبها تأملها والنظر إليها، فتلك معفوٌ عنها، والمنهي عنه المحرم من ذلك إدامة النظر، وتأمل المحاسن على وجه التلذذ والاستحسان والشهوة.). قال النووي: (ومعنى نظر الفجاءة: أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرفه في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثِم، لهذا الحديث فإنه – صلى الله عليه وسلم – أمره أن يصرف بصره، مع قوله تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .. ). حكمه:يتبين من كلام أهل العلم، أن نظر الفجاءة كما عرفه أهل العلم من المعفو عنه، وهو من الأمور التي قد لا يسلم منها أحد، لانتشار التبرج والسفور واختلاط النساء بالرجال في 2 – أن يصرف بصره في الحال ولا يديمه، والله أعلم. كثير من الأماكن، لكن ينبغي التنبهإلى شرطا عدم الإثم، وهما: 1 – أن يكون من غير قصد.الأدلة الواردة فيه:1 – حديث جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري. 2 – حديث علي بن أبي طالبٍ – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال له: " يا علي لا تتبع النظرةَ النظرة، فإنَّ لك الأولى وليست لك الآخرة ". * يدل هذين الحديثين على عدم إعقاب النظرةِ الأولى - التي من غير قصد – بالنظرة الثانية لأنها باختيارك فتكون عليك.قال الخطابي في المعالم: (ويروى أطرق بصرك، قال: والإطراق أن يقبل ببصره إلى وجهه،
(يُتْبَعُ)
(/)
والصرف أن يفتله إلى الشق الآخر). العلاج لهذه النظرة:سيأتي في وسائل معينه على غض البصر ما يمكن أن يدرج هنا، لكن لعل هناك علاجاً سريعاً لهذه النظرة – وهو خاص لمن كان متزوجاً – وهذا العلاج هو:حديث جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأى امرأةً، فأتى امرأته زينب، وهي تَمْعَسُ مَنِيْئَةً لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال: " إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأةً فليأتِ أهله، فإن ذلك يَرُدُّ ما في نفسه ". وفي لفظٍ لمسلم " فإذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإنَّ ذلك يرد ما في نفسه ".* الكلام عن هذا الحديث في النقاط التالية:1 – معنى قوله " تمعس " أي تدبغ، قوله " منيئة " الجلد أول ما يدبغ، وفي كلاهما خلافٌ.2 – قوله " في صورة شيطان " أي في صفة الوسوسة والإضلال، لأن رؤيتها من جميع الجهات داعية للفساد.3 – قوله " فإن معها مثل الذي معها " أي فرجاً مثل فرجها، ويسد مسدها.4 – أن فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا مع زينب، ليس لأنه وقع في نفسه شيءٌ عندما رأى المرأةَ، فهو منزه عن ذلك، ولكن فعله ليقتدى به في الفعل، وإرشاداً لهم لما ينبغي أن يفعلوه.5 – وفيه الدلالة على جواز طلب الرجل امرأته إلى الوقاع في النهار وغيره، وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه، لأنه ربما غلبت على الرجل شهوةٌ تضره بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره، والله أعلم.6 – قال ابن القيم – رحمه الله -: (… وأرشد من ابتلي بنظرة الفجأة أن يداويه بإتيان امرأته، وقال إن معها مثل الذي معها، فإن في ذلك التسلي عن المطلوب بجنسه، والثاني: أن النظر يثير قوةَ الشهوةِ فأمره بتنقيصها بإتيان أهله، ففتنة النظر أصل كل فتنةٍ …).والله أعلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:17]ـ
أخي أبوريان
جزاك الله خيرا، وحمانا الله وإياك من الفتن
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:50]ـ
[ CENTER] وهاهنا وقفة لطيفة: لا تظن أخي الحبيب ـ هداني الله وإياك ـ أننا أفضل من هؤلاء، لكننا نسأل الله ذلك [انظر المدارج لابن القيم في موازنته بين أهل الكبائر المنكسرة قلوبهم، وأهل الديانة المتعاظمين]،،
فقاصم الظهر ((العُجب)) أشد بلاءً، وأعظم وزراً ...
فلنسأل الله العافيةَ والسلامة ..
عافاني الله وإياك، نعم، وقد قال ابن القيم في المدارج كلاماً جدّ نفيس، قال ((ومن علامات الإنابة: ترك الاستهانة بأهل الغفلة والخوف عليهم مع فتحك باب الرجاء لنفسك فترجو لنفسك الرحمة وتخشى على أهل الغفلة النقمة ولكن ارج لهم الرحمة واخش على نفسك النقمة فإن كنت لا بد مستهينا بهم ماقتا لهم لانكشاف أحوالهم لك ورؤية ما هم عليه فكن لنفسك أشد مقتا منك لهم وكن لهم أرجى لهم لرحمة الله منك لنفسك قال بعض السلف: لن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا وهذا الكلام لا يفقه معناه إلا الفقيه في دين الله فإن من شهد حقيقة الخلق وعجزهم وضعفهم وتقصيرهم بل تفريطهم وإضاعتهم لحق الله وإقبالهم على غيره وبيعهم حظهم من الله بأبخس الثمن من هذا العاجل الفاني لم يجد بدا من مقتهم ولا يمكنه غير ذلك ألبتة ولكن إذا رجع إلى نفسه وحاله وتقصيره وكان على بصيرة من ذلك: كان لنفسه أشد مقتا واستهانة فهذا هو الفقيه))
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 09:52]ـ
كلمات جميلة جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيك أخي مهند
كلما اشتدَّ البلاء وعظم الداعي إلى الفتنة كان أجر المتمسك أعظمَ
أسأل الله أن يثبتنا على طاعته ورضوانه، ويكفينا شرور أنفسنا والشيطان
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 05:30]ـ
الحمد لله
نسأل الله تعالى ان يعذرنا و ان يغفر لنا تقصيرنا .... فلكل شيء سبب
بارك الله فيك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 06:00]ـ
جزاكم الله خيرًا إخواننا الكرام، لما قرأت ما كتبه الإخوة الأفاضل وتعليق أخينا أبي محمد الحمادي.
بارك الله فيك أخي مهند
كلما اشتدَّ البلاء وعظم الداعي إلى الفتنة كان أجر المتمسك أعظمَ
أسأل الله أن يثبتنا على طاعته ورضوانه، ويكفينا شرور أنفسنا والشيطان
واعتباركم أن تشغيل شخص لتلك الصور في سيارته من شدة البلاء، وتذكرت حال طلبة العلم في مصر بلدي الحبيب، وكيف أن طالب العلم يسمع ليل نهار بالطرقات وفي المحلات ووسائل المواصلات كل جديد في عالم الكست والفديو كليب شاء ذلك أو أباه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيستجيب شخص ويتضجر عشرة، ولا يحميه أحد أضف إلى ذلك صور الكاسيات العاريات التي تمر أمام عينيه ليل نهار في الشارع وفي العمل واليقظة والنوم، وحتى في بيته إذا نظر من شباك ليلتقط نفسه أو يجيل بصره في فضاء الله الواسع، وفي وسائل المواصلات، وطبعًا معظم إن لم يكن كل طلبة العلم بمصر فقراء لا يمتلكون السيارات كما هو الحال هنا في المملكة نسأل الله أن يديم الخير على هذا البلد المبارك وأن يفيض من خيره على سائر بلاد المسلمين، والله يحضرني أحد الإخوة الأفاضل كان يعمل معي بدار هجر، وكان يركب سيارات الأجرة من شارع الملك فيصل بالجيزة ليذهب إلى العمل بمنطقة أرض اللواء مكان دارهجر للطباعة والنشر، وكان أحيانًا يحرص على أن يركب في سيارة ليس فيها نساء، فالسيارات مزدحمة فتجد عشرة أشخاص أو أكثر في سيارة أجرة الجميع ملتحم النساء والرجال، فكان هذا الأخ يحاول أن لا يركب سيارة بها نساء فيأتي متأخرًا على العمل ساعة أو ساعتين، هذا هو البلاء يا رجال. بارك الله فيكم، وطبعًا هناك حيثما ذكرت لا أعرف ما هو نظر الفجأة فحيث يممت وجهك سقطت على ما الله به عليم، أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يحفظ لنا بلاد الحرمين على ما هي عليه من الخير - في الظاهر والله يتولى السرائر - فإنها آخر حصون الإسلام، زادها الله منعة وحفظًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:07]ـ
المشايخ الفضلاء ـ بلا استثتاء ـ: جزاكم الله خيراً على المشاركات والتعاليق القيمة،،،
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
أصبحنا نسمع من يستفتي من إخواننا في بعض البلدان عن مسألة صلاة الجماعة، هل له أن يصليها في البيت؛ لتكالب الفتن؟!
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شرور الفتن،،،
وعليك بمن يريد ويكتب ويطالب و (يجاهد) لتكون جدةُ والدمامُ مثلَ باريس وروما!!
والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:49]ـ
الشيخ الحبيب / أباريان
جزاك الله خير الجزاء.
وأسأل الله أن يصلح أحوالنا ظاهرا وباطنا، ويستر علينا، ويتجاوز عن تقصيرنا في طاعته، وأن يعيننا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... وأن لا يؤخذنا بما فعل السفهاء منا.
وطبعًا هناك حيثما ذكرت لا أعرف ما هو نظر الفجأة فحيث يممت وجهك سقطت على ما الله به عليم.
شيخنا الحبيب / علي عبدالباقي
أحزنتي كثيرا بذكر أحوال إخواننا في مصر .....
وأسأل الله أن يعينكم جميعا، وأن ييسر أموركم .... ويحفظكم من بين أيديكم ومن خلفكم ومن أمامكم ومن خلفكم .... ونعوذ بالله جميعا أن نغتال من تحتنا.
لا حرمكم الله الأجر.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 07:57]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمد على المرور ...(/)
'كيف نقرأ'!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 01:06]ـ
اسمع من بعض الناس عندما احثه على القراءة يقول (ياما قرانا وماخدنا حاجة) أو (اتعلمنا كتير خدنا ايه) وأبحث عن جواب مفصل بأدلة منذ زمن بعيد وها انا وجدته بفضل الله تعالى وأقدمه لا خوانى
ـ[أبو فراس]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:12]ـ
الرابط ينقلنا للصفحة الرئيسية للموقع
أين الموضوع؟!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:53]ـ
بقلم ابراهيم العسعس
في إحدى القرى ...
طرَق "ساعي البريد" الباب، خرج الأبُ، فسلَّمهُ الساعي رسالةً، وقال: إنَّها لابنتك!
لم يكن الأب يعرفُ القراءة، وبدأ الفأرُ يلعب بِعبه ـ كما يقال في العامية ـ، مِن أين أتت الرسالة؟ وهل تكون البنت ... ؟! وما مضمونها؟ خرج مسرعاً إلى الطريق لعلَّه يجد مَن يقرأ له الرسالة لتطمئنَّ نفسُه.
وجد مُعلمةَ المدرسة في الطريق، فقال هذا هو المطلوب، أتقرئين لي هذه الرسالة التي وصلت لابنتي؟ سأل الأبُ ... بالطبع، أجابت المعلمةُ، فضَّت الرسالةَ وبدأت بالقراءة ... قرأت له رسالةَ غزلٍ موجهةً لابنته من أحدهم! حَمل الأبُ الرسالةَ ومضى غاضباً، في الطريق لقي ابنَ صاحبِ البيت الذي يسكن فيه، فطلب منه أن يقرأ له الرسالة، يريد أن يتأكد!
فقرأ الشاب، فإذا هي رجاءٌ من صاحب البيت للبنت أن تُذكِّر أباها بضرورة دفعِ أُجرة البيت المُتراكمة عليه، عارضاً لها سوءَ الأحوال، وضيقَ ذات اليد! ما هذا أصبح عندنا قراءتان لرسالةٍ واحدة! صاحَ الأبُ، فما هي حقيقة الرسالة؟! لا بدُّ من ثالث ليُبيِّنَ لي ما في الرسالة.
فإذا بأحد الشباب الذي ينتظرُ فرصتَه للعمل أو السفر، أعطاهُ الرسالة بعد أن شرحَ له الحال، قرأ الشاب، فتحدَّث عن صعوبة العيش في القرية، وقِلِّة فُرص العمل، وأنَّ من يُهاجر يجد فرصته في بلاد الخواجات! شدَّ الرجلُ شعرَ رأسه، وصرخ: ولكن، أين هي الحقيقة؟! فلم يسمع إلاَّ صدى صوته، مع ضحكات من حوله من قُرَّاء الرسالة!! لقد رأى كلُّ منهم في الرسالة ما يُحبُّ أن يرى، وما في نفسه، لا ما هو موجود فيها فعلاً! لقد انعكست آمالُ كلٍّ منهم، ورغباته، وطبائعه على الرسالة فلم يعُد يرى غيرها! وهكذا ضاعت الحقيقة بين هذه الآمال والرغبات والطبائع.
الحقيقة الضائعة:
إنها قصة تقع، وإن لم يكن بحرفية هذه القصة، إذ إنَّ جانب الرمزية والمبالغة الدرامية واضح فيها! وهذا كلُّه غير مهم، فالذي يعنينا الفكرة العميقة والخطيرة التي أرادت القصة توصيلها. إنَّها تتحدث عن الحقيقة الضائعة عندما تتحول القراءة إلى حوار مع النفس، يقرأ من خلالها القارئ ما في نفسه لا ما هو مكتوب! وفي هذه الحالة تفقدُ القراءةُ قيمتَها وغايتها، فالكلمة هنا لا دلالة محددة لها، لأنَّه بمثل هذه القراءة تصبح دلالة الكلمة لا نهاية لها، إذ يُمكن أن تكون دلالاتها بعدد ما على البسيطة من قُرَّاء!
ومع الأسف الشديد هذه القراءة هي قراءتنا! وليس فقط أننا لا نقرأ! بل عندما نقرأ، نقرأ قراءة خاطئة! مُسيَّرة! قراءة أميَّة!!
قراءة أمِيَّة؟!:
وكأنها جملة ينقضُ آخرُها أولَها! فكيف تكون قراءةً، وأميَّةً في الوقت نفسه؟! إنها لكذلك عندما تكون القراءة مُجرد "فكِّ" الحرف دون فهم! وبلا ربط بين أول الكلام وآخره! وبين الكلمة في مكان وغيرها من الكلمات في مكان آخر! وبين قراءة الكلمة وقراءة الكون، أو قراءة الواقع! هذه القراءة سمَّاها القرآن الحكيم: أُميَّةً! وعدَّ الذين يقرؤونها: أُميُّون!: ومنهم أميُّون لا يعلمونَ الكتابَ إلاَّ أمانيَّ، وإنْ هم إلاَّ يظنُّون" (البقرة: 78). الأماني هي القراءة بلا وعي، ولذلك قال "لا يعلمون"، ولم يقل لا يقرؤون! فالقرآن يعدُّ الوقوف عند مستوى قراءة الحروف ضرباً من الأميَّة.
فكيف نقرأ؟
سأذكر ما نحن عليه، وما ينبغي أن نكون عليه في سياق واحد اختصاراً، وتحقيقاً للفائدة المرجوَّة في مقالة مضغوطة، فالقضية التي نتحدث عنها كثيرة الذيول، عميقة الأبعاد، تحتاج لكتاب مُسترسِل!
(يُتْبَعُ)
(/)
- هل نقرأ باسم الله؟! لا تتسرع في الإجابة وتقول: بدأ الشيخ يُخلِّط! فكلنا نبدأ قراءتنا باسم الله! وأنا أقول، وهو كذلك، فنحن قبل أن نقرأ نبدأ باسم الله، وقد يأخذ منا الثناء على الله، والحمد له سبحانه صفحات، فهل هذا هو الذي طلبه الله تعالى في أول كلمة نزلت في آخر رسالة؟! "اقرأ باسم ربك الذي خلق".
إنَّ أبعاد القراءة باسم الله كَسَعَة هذا الكون، حسبنا منها الإشارة إلى ما نحن بصدده، أعني القراءة التي تُحقِّق هدفها. إنَّها استحضار رقابة الله حذراً من الوقوع في الطغيان؛ الطغيانِ في الفهم، فحمل النفس على الفهم تكليف. الطغيان في الدخول على النَّص وقد قررنا ما نريدُه مما لا نريده قبل أن نقرأ حرفاً! إنها باسم الله التي تقينا هذه المصارع. وكما بينت لنا النصوص أنَّ القراءة بلا علم ضلال، بينت لنا أنَّ القراءة دون باسم الله طغيان.
- القراءة الذرية: وهذه القراءة تُفكِّكُ النص، بل وتُفكِّكُ الجملة، وأكاد أقول: بل وتُفككُ الكلمة! إنَّها تغوص في الكلمة وتعزلها عما حولها، ثم تخرج منها لتدخل فيما بعدها دون أيِّ رابطٍ بينهما! إنَّها قراءة "تُقصقِصُ" النَّصَّ وتفهم ـ هذا إنْ فهمت ـ كلَّ جملة، أو كلَّ كلمة بعيداً عن سياقها، ولذلك فإنها تبني على كلِّ كلمة قراراً وقضية جديدة لا علاقة لها بقضية النص الواحدة، بمعنى أنها تمتصُّ ـ ولا أقول تفهم أو تستنتج! لأنَّ صاحب هذه القراءة يتفاعل مع النص تفاعلاً غريزياً فلا يستطيع أن يفهم! ـ من كلِّ كلمة، أو جملة قضية منفصلة! إنَّ النص في هذه القراءة يتكون من مجموعة من الجزر المنعزلة عن بعضها!
يقابل هذه القراءة، القراءة الإحاطية الشمولية، التي تستعرض النصَّ كلَّه، لتفهم عليه ما يريد. وصاحبُ هذه القراءة يُدرك أنَّ أيَّ استبعاد لأيةِ كلمة ـ قصداً أو سهواً ـ سينتهي إلى نتائج لم يُردها النصُّ، وأنَّ الفرق بين وجود حرف وعدم وجوده تترتب عليه قضية هائلة رهيبة، قد تكون كالفرق بين الكفر والإيمان، كما حصل في سورة (الكافرون)!
إنَّ سوء الفهم يعود إلى أنَّ القارئ يتناولُ النص، أو ينظر إليه من زاوية معينة لا إحاطة فيها، ولو سعى القارئ إلى امتلاك مهارة القراءة الشمولية، وتناولَ النَّصَّ من مُختلف الزوايا لَبنى فيما بينه وبين الكاتب جسراً متيناً من التواصل والتفاهم.
- القراءة العصافيرية!!: وأعني بها القراءة التي لا تَراكُم فيها. فصاحبُ هذه القراءة لا يبني شيئاً، يعيش مع النصِّ في لحظة زمنية مُجمَّدة، وقد يستمتع بقراءته، وقد يبكي ويضحك، ثم بعد ذلك كأنَّه لم يقرأ شيئاً! فذاكرته مخرومة، مُستباحة، لا تُمسك ماءً ولا تُنْبِتُ كلأً. قُدرته على الاستحضار معدومة، والأمر عنده أُنُف، دائماً يبدأ من جديد، فهو بالضبط كالعصفور الذي لا تاريخ له، يقع في نفس الفخِّ الذي وقع فيه قبل قليل! فكيف تتوقع أن يبنيَ هذا النَّمطُ حواراً مع النص بقصد الوصول إلى الفائدة والتفاعل؟!
- يقابل هذه القراءة، القراءة التراكُميَّة، وهي قراءة تبني على ما سبق، وتربط اللاحق بالسابق، لِتكوِّنَ من بعدُ مجموعةً من الأفكار والفوائد المتراكمة، بها يستطيع القارئ أنْ يَلِجَ إلى النصِّ ليفهم عنه ويتفاعل معه.
- القراءة الغرائزية: ولئن سألتَ صاحبَ هذه القراءة، لماذا تقرأ؟ لقال لك: أنا أقرأ لأنَّني أعرف القراءة! وأمتلك كُتباً! وعندي حاسوب! وأزيدك: أنا رابط "انترنت"!!! فلماذا لا أقرأ؟! فهل يستطيع هذا القارئ أن يفهم النص، ويتفاعل معه؟! إنَّ القارئ الغرائزي ينظر إلى النصِّ ولا يُبصره!! نظر المغشيِّ عليه من الموت!! ويُفكك حروفه تلقائياً دون أنْ تدخل هذه القراءة إلى برنامجه الذهني، ومواقفه من النَّصِّ ـ رفضاً أو موافقةً ـ مواقف غرائزية لا عقل فيها، فهي ردَّات أفعال، وسوانح خواطر، وليست مما يقتضيه العقل والفكر! فمن الذي يقابل القارئ الغرائزي؟! إنه القارئ الواعي المريد، الذي يستقبل النص استقبالاً مقصوداً، عقله معه، وذهنه حاضر. يعرف لماذا يقرأ، ويعرف ماذا يقرأ، ويعرف كيف يقرأ. القراءة بالنسبة له نورٌ يمشي به يضيء له الطريق، ويحس معها بالدهشة التي يشعر بها من يطلع على المعرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إشكالية التَّحيز: من أخطر ما يُعطِّل قيمة القراءة، ويُفقدها غايتها، أن يدخل القارئ على النص وهو مُتحيِّز إلى عاطفة، أو فكرة مسبقة! فإذا فعل ذلك تشوَّش معيار التقويم، وضلَّ مقياس الموضوعية! ولا يخفى على المراقب أن قراءتنا ـ على الأغلب ـ متحيزة عاطفياً، وفكرياً، فنحن نحب أن نقرأ ما يدغدغ عواطفنا وإن خالف الحقيقة، ونأخذ موقفاً مسبقاً ممن نعرف أنه يخالفنا، أو يطرح ما يزعجنا!
وهذا يعني أن معيارنا في القراءة أهواؤنا، ورغباتنا، ومقرراتنا المسبقة، فمن وافقها فهو الذي لم تلد النساء مثله! ومن الأمثلة على ذلك، قضية السلبية والإيجابية، فما هو مقياس السلبية والإيجابية عندنا؟ إنه ما نحب وما لا نحب! فإن قرأنا ما نتبنى، ونحب فالكاتب إيجابي، وإلا فهو سلبي مُثبِّط! ومثل ذلك التفاؤل والتشاؤم، مقياسهما لدينا مطاط جداً، حمَّال وجوه، والحكم في النهاية أهواؤنا ورغباتنا!
إنَّ القراءة المقابلة لهذه الآفة هي القراءة المحايدة، وأستدركُ لأقول قدر الإمكان! لأنني أدرك أن الحياد المطلق غير مقدور عليه، لكن نُسدِّد ونقارب إلى الدرجة التي تكون فيها القراءة أقربَ ما يكون إلى الحياد، وأبعدَ ما يكون عن المقررات السابقة. إنَّ القراءة المحايدة قراءة تحب الحقيقة ولو أزعجتها، وتقبل الحق ولو كان من أبغض الناس، بل ولو كان من أفسق الناس، كما كان يقول أحد الكبار:
إعمل بعلمي ولا يمنعك تقصيري ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
والقراءة المحايدة موضوعية، تحتكم إلى المعلومة التي تنقل الواقع كما هو، وتعرض الحقيقة كما ينبغي لا كما تحب.
- وأخيراً القراءة المتسرعة: وأعني بها القراءة التي تأخذ موقفاً بادي الرأي، تخطف الكلمة أو الجملة خطفاً، ثم تبني عليه قصراً من وجهات النظر المتعجلة. ومن قرأ هذه القراءة فحتماً سينقطع التواصل والتفاهم بينه وبين الكاتب، وسيحمل كلَّ ما يقرأ حملاً لا إنصاف فيه، وسيُوظِّف كلَّ ما يعرفه من آليات التعامل مع النصوص ليدعم وجهة نظره المتسرعة، فيشرع باصطياد الثغرات ـ أو ما يظن أنها ثغرات!! ـ ليُرديَ الكاتب أرضاً، ويحمل المحتمل على الصريح، وينادي على رؤوس الأشهاد ملوِّحاً بالمحتمل: أنْ هذا هو كاتبكم العظيم فاحذروه! ويقابل هذه القراءة، القراءة المتأنية المُنصفة، التي لا تستعجل النتائج، وتعطي الكاتب الفرصة التي يستحقها للفهم عنه، وتحمل محتمله على صريحة، وتستخدم آليات فهم النص لخدمة الوصول إلى الحقيقة.
- وأخيراً، وتلخيصاً: إنَّ القراءة المطلوبة هي القراءة المبنية على الإخلاص والإنصاف والفهم والوعي والتدبر، القراءة التي تربط وتستنتج.
إن بداية النهضة هي قراءة صحيحة، ولا يمكن أن ينجح شعار التوحيد أولاً دون هذه القراءة. فلا عجب أن كانت هذه الكلمة أول كلمة في آخر رسالة. هذه الكلمة التي لا أجد في وصف عظمتها وخطورتها أبلغ مما قاله سيد رحمه الله فيها: "الكلمة التي أدهشت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثارت معه وعليه العالم". فلله درُّ سيد رحمة الله عليه. وكيف لا وهي التي وضعها القرآن بداية للذين حمَّلهم مسؤولية تغيير العالم، وقيادة البشرية، وقد سُئل فولتير مرةً عمَّن سيقود العالم، فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرؤون".
وها هي المطابع في العالم الإسلامي، تدفع في كل عام آلافاً من الكتب، وها هي الشواهد تدل على أن الذي يقود العالم هم الذين يحسنون القراءة، ونحن لا زلنا قابعين على حدود القراءة الأمية، العصافيرية، الخ .. القائمة القاتمة! إننا نمتلك وسيلة الحضارة، ومنهج التقدم؛ القرآن، ومع ذلك فإن حالة الوهن التي نعيشها تحرمنا من الإفادة من هذا الكتاب الحكيم.
إن حوارنا حوار طرشان، والتواصل فيما بيننا معدوم، ولقد يصدق علينا ما قاله حسن البنا رحمه الله: "إذا شرحت فكرتك لأحدهم عشرين مرة، ثم ظننت أنه قد فهمك فأنت متفائل"!
وأختم بهذا الحديث الرائع الذي يصف عجزنا عن القراءة المنتجة، وكيف أن القراءة المطلوبة ليست هي مجرد قراءة الأحرف، فقد روى زياد بن لبيد، فقال: " ذكرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئاً، فقال: "وذاك عند ذهابِ العلم، قُلنا يا رسولَ الله: وكيف يذهبُ العلمُ؟ ونحنُ قرأنا القرآنَ ونُقرئه أبناءَنا، وأبناؤنا يُقرؤون أبناءهم، فقال: "ثَكِلتْكَ أمُّكَ يا ابنَ لبيد، إنْ كنتُ لأراكَ من أفقهِ رجلٍ بالمدينة، أوَ ليس هذه اليهودُ والنصارى يقرءونَ التوراةَ والإنجيل، ولا ينتفعونَ ممَّا فيهما بشيءٍ؟! "، رواه ابن ماجة وابن حبان بسند صحيح.
العنوان قسم الثقافة والادب ثم كيف نقرأ
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:54]ـ
بارك الله فيك يا أخ خالد، ونفع بك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 03:45]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد، وحفظك
ـ[أبو فراس]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 02:40]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الكريم خالد(/)
رأيت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في المنام فقال لى المعبر تصدق عن الشيخ
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 06:48]ـ
رأيت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله وقد س الله روحه في المنام فقصصت الرؤيا على معبر
فقال تصدق عن الشيخ تزاح عنك مشكله او تفرج عنك كربه
ماادري هل من المناسب ان اقصص عليكم الرؤيا
افتوني في امري
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:17]ـ
اذا في احد يدل على معبر ثقه اقصه عليه الرؤيا
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:43]ـ
استشيركم اخوتي
هل افعل ما طلبه من لمعبر
ان اتصدق عن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله
ام لا يعمل بها
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 08:06]ـ
ما رأيك أن تتصدق عن الشيخ بنشر علمه
والله أعلم
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 10:19]ـ
أخي الكريم:
إذا كانت الرؤيا لا تتضمن شيئاً تكرهه فلما لا تقصها علينا هنا
لعل أحد الإخوة يفهمها ويعبرها لنا
بارك الله فيك(/)
14 فائدة سريعة من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه
ـ[ابوانس]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 09:56]ـ
فوائد من الحديث السادس من الأربعين النووية
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمي ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب رواه البخاري ومسلم.
الفوائد:
1 - أن الحلال المحض بين لا اشتباه فيه وكذلك الحرام المحض ولكن بين الأمرين أمور تشتبه على كثير من الناس هل هي من الحلال أم من الحرام.
2 - أما الراسخون في العلم فلا يشتبه عليهم ذلك ويعلمون من أي القسمين هي.
3 - الحلال المحض فمثل أكل الطيبات من الزروع والثمار وبهيمة الأنعام.
4 - الحرام المحض مثل أكل الميتة.
5 - المشتبه مثل بعض ما اختلف في حله أو تحريمه مثل ما اختلف في إباحة لبسه من جلود السباع ونحوها.
6 - أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمر أحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال.
7 - قال بعض السلف من عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء الظن به.
8 - فيه دليل على أن طلب البراءة للعرض ممدوح.
9 - أنه ينبغي التباعد عن المحرمات وأن يجعل الإنسان بينه وبينها حاجزا.
10 - سد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها ويدل على ذلك أيضا من قواعد الشريعة تحريم قليل ما يسكر كثيره.
11 - فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه واجتنابه المحرمات واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه.
12 - أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبهة هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة.
13 - حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بضربه للأمثال وتوضيحها.
14 - أن فساد الظاهر دليل على فساد الباطن.
* الفوائد من ملخصة من عدة شروح ....
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 10:30]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا أنس، نفع الله بك.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 11:20]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ونفع بك، هذه فوائد نافعة بإذن الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 11:51]ـ
شكر الله لك أخي أبا أنس
ـ[ابوانس]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:45]ـ
سعٌدت بمروركم بارك الله فيكم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى المحض؟؟
ـ[عبير]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 03:23]ـ
جزاك الله خيراً ,, لقد استفدت منه في مادة البحث ..
بارك الله فيك و نفع بك ..(/)
ترك مجالسة أهل الأهواء وآكلي لحوم العلماء
ـ[أبو فراس]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:57]ـ
:: ترك مجالسة أهل الأهواء وآكلي لحوم العلماء::
26/ 1/2007
يقول السائل: ما حكم حضور دروس الذين يتطاولون على العلماء ويشككون عامة الناس بكتب أهل العلم ويأتون بأمور غريبة مخالفة لما عليه علماء الإسلام، أفيدونا؟
الجواب: لا بد أن يعلم أولاً أن احترام العلماء وتقديرهم أمر مطلوب شرعاً، وقد وردت نصوص كثيرة في تقدير العلماء واحترامهم، قال الإمام النووي: [باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم]. ثم ذكر قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الزمر الآية 9، ثم ساق الإمام النووي طائفة من الأحاديث في إكرام العلماء والكبار وأحيل القارئ إلى كتاب رياض الصالحين للإمام النووي ص 187 - 192.
ومما ورد أيضاً ما جاء في الحديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه أحمد والحاكم وقال العلامة الألباني حديث حسن، كما في صحيح الترغيب والترهيب 1/ 152. وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية المشهورة: [وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخبر والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل] شرح العقدية الطحاوية ص 554.
وقد حذر العلماء من سب العلماء ومن الوقيعة بهم فقد ورد عن الإمام أحمد بن الأذرعي قوله [الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب] حرمة أهل العلم ص 319.
وقال الحافظ ابن عساكر يرحمه الله مخاطباً رجلاً تجرأ على العلماء: [إنما نحترمك ما احترمت الأئمة].
وقال الحافظ ابن عساكر يرحمه الله: [اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)].ومع كل هذه النصوص التي تحث على ما سبق وغيرها من النصوص الشرعية التي تحرم السب والشتم واللعن والوقوع في أعراض المسلمين إلا أن بعض الناس من أشباه طلبة العلم ليس لهم شغل إلا شتم العلماء وسبهم على رؤوس الأشهاد في المساجد وفي الصحف والنشرات ويحاول هؤلاء المتسلقين على حياض العلم الشرعي تشويه صورة العلماء وتنفير عامة الناس منهم والتهوين من علمهم والتهوين من قيمة كتبهم ويزعمون أن العلماء قد حرفوا دين الله عز وجل وغير ذلك من سوء الأدب مع العلماء. إن أدعياء العلم هؤلاء، الذين يأتون الناس بالغرائب والعجائب ويزعمون – والزعم مطية الكذب - أنهم يرجعون إلى كتاب الله عز وجل وما صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقط، وهم في الحقيقة يتلاعبون في كتاب الله ولا يعرفون المبادئ الأولية لعلم الحديث، إن الموقف الشرعي من هؤلاء المبتدعة هو مقاطعتهم وعدم حضور مجالسهم ومقاطعة دروسهم ومحاضراتهم كما هو منهج السلف في عدم مجالسة أهل البدع والأهواء فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب " أخرجه الآجري في الشريعة ص61، وابن بطة في الإبانة الكبرى 2/ 438. وعن أبي قلابة رحمه الله تعالى أنه كان يقول: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم " أخرجه الدارمي في سننه1/ 120 وعن الحسن البصري أنه قال: " لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم " أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 133. ويقول الحافظ ابن عبد البر: " أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان كذلك فقد رخص له مجانبته ورب صرمٍ جميل خير من مخالطة مؤذية] التمهيد 6/ 127. هذه النصوص وغيرها ذكرها الدكتور إبراهيم الرحيلي في كتابه موقف أهل السنة والجماعة من أهل
(يُتْبَعُ)
(/)
الأهواء والبدع. ومن أقوال الإمام الفضيل بن عياض في هؤلاء المبتدعة وأمثالهم: (لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة.) (من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة.) (من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الاسلام من قلبه).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [ومن كان متبدعاً ظاهر البدعة وجب الإنكار عليه، ومن الإنكار المشروع أن يهجر حتى يتوب، ومن الهجر امتناع أهل الدين من الصلاة عليه، لينزجر من يتشبه بطريقته ويدعو إليه، وقد أمر بمثل هذا مالك بن أنس وأحمد بن حنبل وغيرهما من الأئمة.] وإن الواجب شرعاً هو تأديب من يأتي الناس بالغرائب والمتشابهات كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل، فقد روى الدارمي من طريق سليمان بن يسار قال قدم المدينة رجل يقال له صبيغ بن عسل فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ قال وأنا عبد الله عمر فضربه حتى أدمى رأسه فقال حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي)
وروى إسماعيل القاضي في الأحكام من طريق هشام عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى لا تجالس صبيغ واحرمه عطاءه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فانه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن {الذاريات ذرواً} فقال ما اسمك قال عبد الله صبيغ فقال وأنا عبد الله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس إذا ألح عليه رجل في مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام) إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه) وكما قال تعالى {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذي يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك في قلوبهم) ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذي لا يعلمه إلا الله فكان مقصودهم مذموماً ومطلوبهم متعذراً مثل أغلوطات المسائل التي نهى رسول الله عنها] عن الإنترنت.
وخلاصة الأمر أنه يجب هجر المتلاعبين في كتاب الله عز وجل وآكلي لحوم العلماء والطاعنين في كتبهم ولا يجوز لعامة الناس حضور دروسهم وتكثير جمعهم، وما أحوجنا لإمام يصنع بهم كما صنع عمر رضي الله عنه بصبيغ.
الشيخ حسام الدين عفانة من علماء فلسطين
http://www.yasaloonak.net/default.asp?page=fatawa&num=fatwa&types=134&typename= الآداب%20الشرعية& id=999
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 01:08]ـ
جزاكم الله خيرا على نقلكم المبارك(/)
تريث أخي!! قبل أن تشارك
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تريث أخي!! قبل أن تشارك
تريث أخي!! قبل أن تشارك، وتعال معي لنقف معا بعض الوقفات:
الوقفة الأولى:-
اسأل نفسك قبل أن تُسأل، هل أريد بهذه المشاركة وجه الله والأجر بالسعي في إظهار الحق، وهداية الخلق أو غير ذلك؟
وراقب نفسك فإن لله عليك رقيب، واحتسب الأجر فيما تكتب، واحذر مديح المادحين، وتشجيع المشجعين.
الوقفة الثانية:-
اسأل نفسك، هل هناك ما يستدعي المشاركة؟
هل لدي ما أثري به الموضوع؟
إذا كان في جعبتك ما يفيد، فبادر إلى نفع إخوانك مشكورا مأجورا.
وإن كانت الأخرى فأمسك ووفر على نفسك وإخوانك وقتا هو جزء من العمر الذي سنسأل
عنه، وإحدى النعم العظيمة التي غبن فيها كثير من الناس. . .
الوقفة الثالثة:-
لتعلم أخي الحبيب أن المحاورة والمناقشة يراد منها، إثراء المعارف وصقل العقول، لا تكدير الخواطر وكسر القلوب؛ فتذكر ذلك وأنت تحاور، فليست المشكلة أن نختلف، وإنما هي ألا نعرف كيف نختلف، وليس الحل بأن نمنع الحوار ونكمم الأفواه، وإنما أن نرتقي بأسلوب الحوار، وننزه الألفاظ، ونلجم الأهواء.
يقول الشاعر:
في الرأي تضطغن العقول ... وليس تضطغن الصدور
الوقفة الرابعة:-
إحذر بارك الله فيك، مسالك الكبر فإنه كما جاء في الحديث: «بطر الحق، وغمط الناس» ولا شك أن عدم الإنصاف من بطر الحق، وازدراء المحاور والتهكم به من غمط الناس، فإذا سبقك خصمك إلى هذا المستنقع، فقد علق وتلطخ، فترفع عن مسايرته.
... *** ...
ختاما
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا،وأن يجمع كلمتنا على الحق،وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى بعفوه ورحمته وفضله وكرمه،وأن يذكرنا بما قد نغفل عنه في لحظة حماس، واحتدام نقاش.
محبكم
محمد آل عامر
ـ[خالد العامري]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 02:01]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ونفعنا بما قلت، وجعل هذه الكلمات في موازين حسناتك.
ـ[البحر الزخار]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 03:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 09:54]ـ
أحسن الله إليك أخي ووفقك ورعاك:
المشكلة ليست في الحوار والمناقشة ..
وإنما هو سلامة القصد .. وإحسان الظن .. وعدم تحميل كلام المحاور أسوأ وجوهه ..
قال ابن عبدالبر: (الآثار المرويّة في هذا الباب ـ أي كراهة الجدل والمناظرة ـ كلّها إنّما وردت في النّهي عن الجدال والمراء في القرآن .. والمعنى أن يتنازع اثنان في آية يجحدها أحدهما ويدفعها أو يصير فيها إلى الشّك فذلك هو المراء الّذي هو كفر.
وأمّا التّنازع في أحكام القرآن ومعانيه فقد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من ذلك، وهذا يبيّن ذلك أنّ المراء الّذي هو كفر هو الجحود والشّك ونهى السّلف رحمهم الله عن الجدال في الله جلّ ثناؤه في أسمائه وصفاته.
وأمّا الفقه فأجمعوا على الجدال فيه والتّناظر؛ لأنّه علم يحتاج فيه إلى ردّ الفروع إلى الأصول للحاجة إلى ذلك، وليس الاعتقادات كذلك) (1).
وقال أيضاً: (وأمّا الفقه فلا يوصل إليه ولا يُنال أبداً دون تناظر فيه وتفهّم له) (2).
وصدق ـ رحمه الله ـ، لكنّا نلحظ على ما قاله أنّ الجدل الّذي لا يُراد به الوصول إلى الحق هو داخل أيضاً في نهي السّلف عن الجدل والمراء؛ لأنّه يورث العداوة والبغضاء والتّنافر، لا مجرّد الجدل في القرآن، وما ذكره من تنازعهم في أحكام القرآن والفقه أعمّ من دعواه فإنّ الخلاف لا يستلزم الجدل والمراء، ولا يدخل معنا الردّ على المخطىء فليس هذا هو الجدل والتناظر، ولهذا لا تجد في عهد الصّحابة مراء وجدالاً بالمعنى الّذي يذكره الفقهاء.
قالَ ابن الوزير ـ رحمه الله ـ: (المكروه منه نوعان:
أحدهما: المراء به واللّجاج الذي يعرف صاحبه أنّه غير مفيد, وربما عرف أنّه مثير للشّرّ, والفرق بينه وبين الجدال بالتي هي أحسن: أن يكون المجادل بالتي هي أحسن قاصداً لإيضاح الحقّ, أو طامعاً في اتّباع خصمه لا يقبل, ولم يكن له مقصد إلا غلبة الخصم, ومجرّد الظّهور عليه, ملاحظة لحظّ النّفس في ذلك فقد صار ممارياً وداخلاً في المنهيّ عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيهما: أن ينتصر للحقّ بالخوض في أمور يستلزم الخوص فيها الشّكوك والحيرة والبدعة , ولا يقتصر ـ في الانتصار للحقّ- على أساليب القرآن والأنبياء ـ عليهم السلام ـ والسّلف الصّالح ـ رضي الله عنهم ـ , وإنّما كره الانتصار للحقّ بتلك الطريقة لما أشار إليه كثير من محقّقي علم الكلام: من أنّها خوض في محارات العقول, وبحث في غوامض تلتبس العلوم فيها بالظّنون, وسير في متوعّرات مسالك تزلّ فيها أقدام الحلوم) (3).
وقال المزني يوماً لبعض مخالفيه في الفقه: (من أين قلتم كذا وكذا، ولم قلتم كذا وكذا؟ فقال له الرّجل: قد علمت يا أبا إبراهيم أنّا لسنا لِمِيّة، فقال المزني: إن لم تكونوا لميّة فأنتم إذن في عميّة) (2).
وقال عمر بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ: (رأيتُ ملاحاة الرّجال تلقيحاً لألبابهم، وما رأيت أحداً لاحى الرّجال إلاّ أخذ بجوامع الكلم)، قال يحيى بن مزين: (يريد بالملاحاة هنا: المخاوضة والمراجعة على وجه التّعليم والمدارسة والتّفهّم) (4).
والاختلاف في الرّأي إذا كان لله لا يفسد القلوب، فهذا أبو العبّاس بن سريج فقيه الشّافعيّة بلا مدافعة، كانت له مناظرات كثيرة مشهورة مع محمّد بن داود الظّاهري، فلمّا مات محمّد جلس للتّعزية كأنّه من أهله وقال: (ما آسى إلاّ على تراب أكل لسان محمّد بن داود) (5).
والجدل يُقصد منه شيئان: إمّا الانتصار على الخصم وإسكاته بأيّ طريق كانت، وإمّا إظهار الحقّ ليُؤخذ به.
وأكثر الطّرق الجدليّة تتبع الأوّل، ومنه الإلزامات الّتي لا تؤدّي إلى جواب الخصم وإنّما إلى عكس السّؤال عليه بحيث لا يستطيع المتجادلان جواباً، وهذا قد يجوز في جدال أهل البدع لنقض بدعهم، ويكون المقصود الهدم، لكن لا يسوغ هذا في المناظرات الفقهيّة الّتي يُراد منها الفائدة والتوصّل للحق.
ذكر السّبكي عن المزني تشكيكه في تصوّر قتل تارك الصّلاة وأنّه إمّا أن يُقتل على صلاة مضت أو لم تأت، فالأوّل باطل؛ لأنّ المقضيّة لا يُقتل بتركها والثّاني كذلك؛ لأنّ له تأخير الصّلاة فعلام يُقتل؟ ثمّ أورد جواب بعض أصحابه: أنّ هذا يلزمه في حبسه وتعزيره كما يقول المزني، فما كان جواباً للمزني كان جواباً لمن يرى القتل، ثمّ علّق السّبكي بقوله: (وهذه طريقة جدليّة لا أرضاها) (6) لأنّها كما ترى لم يذكر صاحبها جواباً للإشكال، وإنّما ارتضى إسكات الخصم، وهذا لا يصدر عنه حقّ واضح للمتعلّم.
ولهذا كان أبو حامد الاسفرايني يقول لتلميذه العبّاداني: (لا تعلّق كثيراً ممّا تسمع منّي في مجالس الجدل، فإنّ الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته) (7).
وهذا في الحقيقة فصل نافع لطلاّب العلم، فإنّ البعض اعتاد على الاعتماد على كتب الجدل والرد على الخصوم في نسبة الأقوال للمذاهب، أو حتى اعتمادها والدفاع عنها، وهذا خطأ، بل ما يجري في هذه الكتب لا يُعتمد عليه مالم يعتمد على الأصول وما يذكره الأئمّة في مصنفاتهم الأصلية، لا على سبيل الجدل، وهذا من أبي حامد تقرير جيّد واعتراف مسدّد.
إنّ ما يجري في الجدل والمناظرة من المغالبات اليسيرة الّتي لا تؤدّي للشّحناء والتنافر يُغضّ عنه الطّرف، كما قال السّبكي: (ما يقع في المغالطات والمغالبات في مجالس النّظر، يحصل به من تعليم إقامة الحجّة، ونشر العلم، وبعث الهمم على طلبه ما يعظم في نظر أهل الحق، ويقل عنده قلة الخلوص (8) وتعود بركة فائدته وانتشارها على عدم الخلوص فقرب من الإخلاص إن شاء الله) (9).
ومن طرائف المناظرات: أنّ إسحاق بن راهوية ناظر الشّافعي في جلود الميتة إذا دُبغت في حضرة أحمد بن حنبل:
قال الشّافعي: دباغها طهورها.
قال إسحاق: ما الدّليل؟
قال الشّافعي: حديث ميمونة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ بشاة ميتة فقال: (هلا انتفعتم بإهابها) (10).
فقال إسحاق: حديث ابن عكيم: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر (لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب) (11) أشبه أن يكون ناسخاً لحديث ميمونة لأنّه قبل موته بشهر.
فقال الشّافعي: هذا كتاب وذاك سماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال إسحاق: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر وكسرى وكان حجّة عليهم عند الله، فسكت الشّافعي، فلمّا سمع أحمد بن حنبل ذلك ذهب إلى حديث ابن عكيم، ورجع إسحاق إلى حديث الشّافعي فأفتى بحديث ميمونة.
ثمّ قال السّبكي تعليقاً: قد يظنّ قاصر الفهم أنّ الشّافعي انقطع مع إسحاق، وليس الأمر كذلك، ويكفيه مع قصور فهمه أن يتأمّل رجوع إسحاق إلى قول الشّافعي، فلو كانت حجّته قد نهضت على الشّافعي لما رجع إليه.
ثمّ تحقيق هذا أنّ اعتراض إسحاق فاسد الوضع، لا يُقابل بغير السّكوت، بيانه أنّ كتاب عبدالله بن عكيم كتاب عارضه سماع، ولم يُتيقّن أنّه مسبوق بالسّماع، وإنّما ظنّ ذلك ظنّاً لقرب التّاريخ، ومجرّد هذا لا ينهض بالنّسخ، أمّا كتب رسول الله e إلى كسرى وقيصر فلم يعارضها شيء، بل عضدتها القرائن، وساعدها التّواتر الدّالّ على أنّ هذا النّبيّ e جاء بالدّعوة إلى ما في هذا الكتاب.
فلاح من هذا أنّ السّكوت من الشّافعي تسجيل على إسحاق أنّ اعتراضه فاسد الوضع، فلم يستحقّ عنده جواباً.
وهذا شأن الخارج عن المبحث عند الجدليّين، فإنّه لا يُقابل بغير السّكوت، ورُبّ سكوت أبلغ من نطق، ومن ثمّ رجع إليه إسحاق، ولو كان السّكوت لقيام الحجّة لأكّد ذلك ما عند إسحاق) (12).
ومن المناظرات المشهورة في العقيدة مناظرة الأشعري لشيخه الجبّائي المعتزلي، حيث قال له: (أيّها الشّيخ، ما قولك في ثلاثة مؤمن وكافر وصبي؟ فقال: المؤمن من أهل الدّرجات والكافر من أهل الهلكات، والصّبيّ من أهل النّجاة.
فقال أبو الحسن: فإن أراد الصّبيّ أن يرقى إلى أهل الدّرجات؟
قال الجبّائي: لا، يُقال له: إنّ المؤمن إنّما نال هذه الدّرجة بالطّاعة، وليس لك مثلها.
قال أبو الحسن: فإن قال: التّقصير ليس منّي فلو أحييتني كنت عملت من الطّاعات كعمل المؤمن.
قال الجبّائي: يقول الله له: كنت أعلم أنّك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك وأمتّك قبل أن تنتهي إلى سنّ التّكليف.
قال أبو الحسن: فلو قال الكافر: ياربّ علمت حاله كما علمت حالي فهلاّ راعيت مصلحتي مثله، فانقطع الجبّائي) (13).
وقال السّبكي: (قد يناظر المرء على ما لا يراه إشارة للفائدة وإبرازاً لها وتعليماً للجدل) (14).
ومن قوّة الشافعي في المناظرة قيل عنه: (كان يناظر الرّجل حتّى يقطعه، ثمّ يقول لمناظره: تقلّد أنت الآن قولي، وأتقلّد قولك، فيتقلّد المناظر قوله ويتقلّد الشّافعي قول المناظر، فلا يزال يناظره حتّى يقطعه) (15).
ومن أدب المناظرة قول ابن أبي هريرة: (البحث مع الفاسق لا يجوز، وفرّق الماوردي فجوّزه في المعقول دون المنقول) ثمّ قال السّبكي: (وكلاهما مُستدرك، والصّواب البحث معه، وأمّا قبول نقله فأمر آخر) (16).
===
() جامع بيان العلم ص (411).
(2) جامع بيان العلم ص (420).
(3) الروض الباسم (2/ 353).
(4) انظر جامع بيان العلم ص (436).
(5) طبقات الشّافعيّة (3/ 24).
(6) طبقات الشّافعيّة (2/ 107).
(7) طبقات الشّافعيّة (4/ 62).
(8) أي التجرّد و الخلوص من المغالطات والمغالبات.
(9) طبقات الشّافعيّة (4/ 62).
(10) أخرجه البخاري في الزّكاة (ح1492) ومسلم في الحيض (ح 363) عن ابن عبّاس رضي الله عنهما بلفظ: (جلدها) بدل إهابها.
(1) أخرجه أحمد (ح18303) و (18305) و (18306)، والترمذي في اللباس (ح 1729) والنسائي في الفرع والعتيرة (ح4249) و (4250) و (4251) وأبوداود في اللباس (ح 4128) و (4128) وابن ماجه في اللباس (ح3613)، وغيرهم، وصحّحه الألباني في الإرواء (ح38).
(12) طبقات الشّافعيّة الكبرى (2/ 91 ـ 92).
(13) طبقات الشّافعيّة الكبرى (3/ 356).
(14) طبقات الشّافعيّة الكبرى (2/ 159).
(15) طبقات الشّافعيّة الكبرى (2/ 175).
(16) طبقات الشّافعيّة الكبرى (3/ 258).
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 12:03]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ محمد ونفع بهذه الوصايا المباركة
الوقفة الثالثة:-
... وليس الحل بأن نمنع الحوار ونكمم الأفواه، وإنما أن نرتقي بأسلوب الحوار، وننزه الألفاظ، ونلجم الأهواء.
الحوار مطلوب، وينبغي أن تتسع صدورنا له، وأما الجدل المذموم فمرفوض
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تركه، فكيف إذا اشتمل على تعدٍّ وإساءة وتعالم!
إذا نزل الحوار إلى هذا المستوى فلابدَّ من إيقافه؛ لا تكميماً للأفواه، فالحوار مفتوحٌ في موضوعات
كثيرة، وإنما إيقافاً للحوار في هذا الموضوع الذي انحرف مسار المتحاورين فيه، وتمادى بعض أطرافه في مخالفة ضوابط الحوار
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 01:36]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ونفعنا بما قلت، وجعل هذه الكلمات في موازين حسناتك.
آمين
جزاك الله خير الجزاء،وأحسن إليك في الدنيا والأخرة
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:17]ـ
الأخ /البحر الزخار .. بارك الله فيك، ونفع بك
الشيخ الكريم أبو عمر .. عمّر الله أيامك بالطاعات،
شكر الله لك إضافتك الماتعة وجعلها في ميزان حسناتك، ونفعنا بعلمكم
ولعلنا جميعا نستفيد -رعاك الله- من مناظرة الإمام الشافعي -رحمه الله- مع الإمام إسحاق-رحمه الله- أن الواحد منا
إذا أنهى ما يريد قوله،وأدلى بدليله نقول له: اترك صاحبك وإن لم يوافقك؛ فهو مع مرور الزمن، وتخمّر الفكرة في
رأسه سيقتنع برأيك، بل ربما تبناه،ودافع عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:28]ـ
الحوار مطلوب، وينبغي أن تتسع صدورنا له، وأما الجدل المذموم فمرفوض
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تركه، فكيف إذا اشتمل على تعدٍّ وإساءة وتعالم!
إذا نزل الحوار إلى هذا المستوى فلابدَّ من إيقافه؛ لا تكميماً للأفواه، فالحوار مفتوحٌ في موضوعات
كثيرة، وإنما إيقافاً للحوار في هذا الموضوع الذي انحرف مسار المتحاورين فيه، وتمادى بعض أطرافه في مخالفة ضوابط الحوار
شيخنا الكريم الحمادي .. حفظه الله من كل شر
صدقت، ولو ترك المجال مفتوحا لتحول المجلس إلى ..
أسأل الله بفضله وكرمه أن يكتب لك ولإخوانك التوفيق،والسداد،وأن يعينكم جميعا على
هذه المسؤلية.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد.
الحوار له أساليب، وله آداب، والنقاش الذي يكون لأهداف سامية تطرح فيه البركة، ويستفاد منه، أما النقاش العقيم الذي يتم وينبني على كره، وبغض، واستذباح لتخطئة التطرف الآخر، فهذا مذموم، لانقبله في هذا المجلس المبارك، ولو أن هذه الأمور عرفها الجميع، وعمل بها الكبير قبل الصغير، وطبقها طلاب العلم قبل العلماء، والعامة، لوصلنا للمراد، واستفدنا من النقاش، وأصبح لحوارنا فائدة، ولكلامنا معنى، يستفيد منه الجميع، وأصبحنا إخواناً ليس في قلوبنا الا المحبة، والإجلال.
لكن للأسف الشديد فإن بعض الإخوة هدانا الله وإياهم لكل خير لا يرضون الا بتعكير جو النقاش العلمي، ولا يهنى لهم عيش الا إذا ضاقت النفوس ببعضها، وحمل القلب على إخوانهم كرهاً، وحقداً، وكل هذا الفعل المشين يلبسونه بلبوس الشرع، والجرح والتعديل، كذباً وزوراً، فما كان علماء الأمة وسلفها على هذا النهج والطريق الذي سلكه هؤلاء القوم، فهذه رسالة نوجهها لهم "كفوا عنا أساليبكم، واتركونا على خير، دعونا نؤسس مجلساً للعلم، يضم طلاب العلم والعلماء، بعيداً عن تصرفاتكم المشينه، وأساليبكم القذرة، فما نحن في حاجة لها، نريد جواً هادئاً، ملؤه المحبة والصفاء، العلم نتدارسه، والحب في الله نتبادله، والأخلاق نتقاسمها، وفي رياض الجنان نمرح، بعيداً عن الشحناء، والبغضاء، والطعن في الأعراض، وتناول الموتى قبل الأحياء بما لايرضي الله، كفوا عنا غثاكم، واتركونا للعلم وطلابه، دعونا وشأننا، لا تعكروا صفونا، ولا تقلقونا بسفاسف الأمور، التي يخجل الإنسان من ذكرها" هذه رسالةٌ لهم، راجياً من الله أن يهدينا وإياهم لكل خير.
وفي النهاية هذه دعوة جادة لكل راغب في الخير والعلم، هذا المجلس ما فتح الا للعلم وتدارسه، وتدريسه، فأهلاً بك معنا أخاً في الله، نستفيد منك وتفيد منا. لاحرم الله الجميع الأجر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 06:22]ـ
موضع جميل وتذكرة نافعة بإذن الله
نسأل الله أن يهدينا وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا خصوصا عند التطبيق؛ فإن كلامنا وقت السعة جميل، لكن فعالنا عند الضيق بخلاف ذلك!
والموفق من وفقه الله، والناصح لنفسه لابد أن يتفقدها، ويلزمها الطريق، والناصح لإخوانه لابد أن يتعاهدهم بمثل هذه الموعظة فجزاك الله خيرا، وأحسن إليك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:28]ـ
الشيخ الكريم / محمد آل عامر
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
لا فض فوك، ولا عدمك محبوك.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا وقلوبنا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:08]ـ
بارك الله فيك أخي محمد وجزى الله الإخوة كل خير.
وهنا أود أن أضيف إلى ما ذكره الإخوة الكرام أموراً منها:
1 - ينبغي التفريق بين المسائل التي يتم النقاش فيها فليست المناظرة مثلاً في مسألة عقدية أو مسألة من مهمات المسائل كالمناظرة في مسألة دقيقة اجتهادية وإن المرء ليستغرب حينما يرى قوة الألفاظ في النقاش والمناظرة واللمز والتشكيك في النية في مسألة اجتهادية اختلف فيها أهل الشان من الأئمة المعتبرين كاختلاف الفقهاء في مسألة فقهية اجتهادية أو اختلاف المحدثين في تصحيح أو تضعيف حديث لا يقطع بأحدهما، واختلاف في مسألة لفظية لا ثمرة لها وبعضنا عنده أسلوب المناظرة واحد لا يتغير سواء ناظر في توحيد الله تبارك وتعالى أو ناظر في مسألة دقيقة في مسائل الطهارة ظنية في الثبوت والدلالة، أو حديث اختلف فيه تصحيحاً
(يُتْبَعُ)
(/)
وتضعيفاً فيرجع القاريء ليتأكد من الموضوع حينما ترد هذه العبارات هل فعلا المناظرة في مسألة اجتهادية أو مسألة قطعية، وبهذا يتبين ان الخلل في المناظرة ليس في ذات المسألة وإنما في تفكير وعقل المناظر وسجيته وطبيعته في الحوار وهذا لا ينبغي أن يعتمد عليه طالب العلم في المناظرات فحدة المرة وشدته وتعنته أو تساهله أو عجبه او كبره كل هذا ينبغي أن يكون بعيدا في ساحة المناظرة فالمناظرة علم.
2 - بعضنا يظن أن الحدة تعني القوة العلمية وهذا جهل لم تكن الحدة يوماً من الدهر عمدة عند المحققين والعلماء، وإنما هذا يؤثر في السذج من الناس وجهال الخلق، ومن اتصف بالحدة من العلماء المشهورين ومن السلف الصالح فهو جبلي فيهم وهو عيب كانوا يشتكون منه ويبحثون عن علاجه لكنه مغتفر في حقهم ويعذرون به في مقابل سعة علمهم ونفعهم للأمة، فلا يقلدون في ذلك بل حق طالب العلم أن يقلدهم فيما يمدحون فيه من العلم والصلاح لا فيما يخطئون فيه.
والمرء قد يتقبل القسوة والغلظة والحدة من عالم مشهور محقق أقر بعلمه القريب والبعيد فيتحمل ذلك ويتتلمذ عليه؛ لأن ما يحصله منه من علم يرجح كثيراً على ضرر القسوة، لكنه لن يتقبل ذلك من طالب علم؛ لأنه إن لم يأخذ ما عنده من حق برفق ولين وإلا فسيذهب إلى غيره فهو ليس مجبوراً على هذا الشخص.
3 - لا يلزم أن تنتهي المناظرة باتفاق الطرفين أو الأطراف على قول واحد فلا زال الناس يختلفون فالمرء يذكر حججه وأدلته مع حسن العبارة ولطافة المنطق، ولا يلزم بعد ذلك أن يقتنع صاحبك فيما تقول كما أنه لا يلزمك أن تقتنع بما يقول، وكونك ترى هذا هو الحق والصواب والراجح الذي لا مرية فيه ولا شك فإنما هذا هو بفكرك وعقلك واجتهادك ونظرك وهو يختلف عن عقل واجتهاد غيرك فأنت تراه حقاً؛ لأن اجتهادك أوصلك لهذا ولذلك لو أنك أعدت قراءة ما كتبت في أي موضوع في اليوم نفسه أو غداً فالغالب أنك ترى أن ما ذكرته هو أصوب الأقوال وتنظر إلى ما كتبه غيرك بأنه خطأ لأنك ما زلت تنظر بنفس العقل والتفكير إلا أن تغير ذلك بحصول علمٍ جديدٍ فاصلٍ في المسألة وإلا سيبقى الاجتهاد نفسه.
والمقصود أنه ما زال العلماء يختلفون ويستمرون في الخلاف حتى بعد المناظرة ولا يلزم أن تنتهي مناظراتهم بقول فصل.
والإمام أحمد تلميذ الشافعي والشافعي تلميذ مالك ولكل واحد من هؤلاء الأئمة الثلاثة مذهب مستقل عن شيخه يخالفه في عشرات المسائل ولم يترتب على ذلك أي شيء وذلك لسعة علمهم وعقولهم لكنهم متفقون على أصول العقيدة، ولا يخفى على طلاب العلم أن لكل مذهب مفردات استقلوا بها وصنفوا فيها مصنفات وهم من قرون على رأيهم وينافحون عنه ويستدلون له.
ومن ينظر أنه يلزم الناس ان يأخذوا بقوله أصبح هو بحد ذاته دليلاً شرعياً وحجةً ملزمةً للخلق وهذا لا يقول به عاقل فضلاً عن طالب علم.
ثم لا يلزم أن كل مسألة أخالف فيها أن أذكر قولي المخالف في تلك المشاركة إلا على سبيل المدارسة والمباحثة والاستفادة لا على سبيل أن قولي هو الحق فأنا أعرض قولي على سبيل المناقشة لا على سبيل التقرير، بل ولا يمنع أن يشارك المرء إخوانه من طلبة العلم حتى فيما يرى خلافه بدون عرض القول المخالف ولا يلزم من هذا الموافقة على ترجيح القول ما لم يصرح بالموافقة.
وربما بعضنا لا يشارك في الموضوع لكونه مخالفا لكنه لا يطمئن حتى يضع مشاركة أخرى مستقلة تقرر القول المخالف وكأنه إن لم يبين رأيه فهو موافق وكأنه ملزم بإبداء رأيه والناس تنظر ما يبديه في المسألة.
لو أراد أحد رأيك في المسألة فسيسألك شخصياً، والكلام هنا فيما يكون على سبيل الاجتهاد لا على سبيل المسائل الواضحة.
وهنا نجد مشكلة أخرى في تحديد كون المسألة اجتهادية أو ليست اجتهادية عند البعض وهذا أمر مهم لا بد أن يعلم المرء ما هو الاجتهاد وما مواطن الاجتهاد وما هو محله؛ لأن بعضنا يرى أن فهمه للنص يعني أن المسألة نصية لا اجتهادية؛ لأنه ورد فيها نص اي دليل ويغفل عن كون الاجتهاد يكون في الثبوت والدلالة.
والكلام في هذا الأمر يطول لكني أحببت أن أذكر ما أراني أخطيء فيه أنا والإخوة هنا مما ينبغي استدراكه.
والله الموفق
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 09:06]ـ
الشيخ آل عامر: بورك على هذا المقال البليغ ...
و أقول ـ شهادة للحق ـ أن هذا المجلس العلمي هو من أحسن المنتديات علماً و أدباً ...
و الفضل في هذا ـ بعد فضل الله ـ يعود إلى وجود ثلة طيبة من المشايخ و طلبة العلم في هذا المنتدى ـ إشرافاً و كتابةً ـ، و لله الحمد ...
ـ[أبوهناء]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 01:50]ـ
بارك الله فيك وهل تسمح لي برفع الموضوع إلى منتديات أخري نظرا لمايحويه من نصائح قيمة؟ ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 01:28]ـ
وفيك بارك الله أيها الكريم ...
والأمر لك فيما أردت أخي الحبيب(/)
الفرق بين التوكل والتوكيل
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:45]ـ
فائدة استفدتها قبل قليل:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=43827
يقول صاحب الموضوع:
كتاب التوحيد الميسر للشيخ عبدالله الحويل كتاب مفيد جداً أنصح الجميع بشراءه وسوف أنقل لكم هذه الفائدة:
التوكل: عمل قلبي باطن
التوكيل: عمل ظاهر
قال الشيخ عبدالله: والتوكيل جائز
ـ[مستور الحال]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:54]ـ
التوكل: عمل قلبي باطن
التوكيل: عمل ظاهر
قول صحيح نوعاً ما ولكن فيه بعض القصور.
الصواب والله أعلم أن التوكل الذي هو أعظم أنواع العبادة هو عبادة يجتمع فيه الاعتقاد والقول والعمل.
ولهذا يقول سعيد بن جبير: التوكل جماع الإيمان.
أما بالنسبة للاعتقاد فلا يتوكل على الله إلا من أحب ربه وأحسن الظن به، وآمن بقدرته على كل شيء، واستحضر معية الله له، وعلمه به.
أما بالنسبة للقول: فهناك أدعية يقولها المتوكل: مثل حسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الله ربنا توكلنا، وغيرها، وكلها من دعاء الله له بالإعانة والسداد، وهي من التوكل القولي، فيقدم هذه الأدعية على كل أعماله وعباداته.
أما بالنسبة للعمل فمن لم يبذل السبب الشرعي لا يسمى متوكلاً وإنما يسمى متواكلاً - أي متكاسلاً عما أمره الله به، فالأسباب الشرعية هو من التوكل وليس ليست جزءاً مستقلاً عنه، ولا يسمى من يبذلها متوكلاً حتى يتوكل على الله بقلبه، وفي هذا البحث أبلغ الرد على من يستهوون التفريق بين الإيمان وأعمال الجوارح.
وإذا عرفت أن العبادة هي التعبد لله ببذل الأسباب الشرعية والمباحة والتوكل على خالقها ومسببها، إذا عرفت ذلك تبين لك مصداق قول سعيد بن جبير وقوة فهم السلف الصالح.
أما بالنسبة للتوكيل؛ فالمراد به الوكالة الشرعية المذكورة في كتب الفقه، وهي من الأسباب المباحة، التي لا يعتمد عليها، بل الاعتماد على الله وحده.
فقولنا لا يعتمد عليها نقصد عمل القلب. فلا يصح أن يقال توكلت الله ثم عليك، ولكن قل: توكلت على الله وحده، ووكّلتك في مهمة كذا، أي كلفتك بها نيابةً عني.
والله أعلم بالصواب.
ـ[جمال عوض]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 12:58]ـ
من ناحية البنية يبدو الفرق واضحاً بين التوكل والتوكيل، فالتوكل مصدر (توكل)؛ لأن مصدر الفعل المبدوء بتاء زائدة يأتي على وزن الفعل مع ضم ما قبل الآخر.
والتوكيل مصدر (وكل) بتشديد الكاف؛ لأن مصدر (فعل) بتشديد العين يأتي على وزن (تفعيل) إذا كان صحيح اللام.
والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... بارك الله فيكم ...
وهذه فائدة أيضا عن التوكل من شرح الأصول الثلاثة للشيخ صالح آل الشيخ:-
سؤال: هل يصح أن يُقال توكلت على الله ثم عليك؟
والجواب: أن هذا لا يصلح؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب.
ما معنى التوكل؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب؛ إذا بُذل السبب فوض العبد أمره إلى الله، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعها التوكل، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد.
ولهذا سئل الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال: لا تصح لأن التوكل عمل القلب، لا يَقبل أن يقال فيه (ثُمَّ)؛ توكلت على الله ثم عليك. إنما الذي يقال فيه (ثُمَّ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر.
بعض أهل العلم في وقتنا قالوا: إن هذه العبارة لا بأس بها؛ توكلت على الله ثم عليك، ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك، ومثل وكَّلْتُك ونحو ذلك، فسهلوا فيها باعتبار ما يجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله؛ لا يصلح إلا لله، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه، ينبغي وَصْدُ الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له.
الشريط الثالث من سلسلة شرح الأصول الثلاثة
وللأمانة فالتفريغ منقول من الأخ سالم الجزائري.
بارك الله في الجميع.(/)
سؤال هام عن تطبيق الحدود؟
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 10:37]ـ
اخوتى الفضلاء وجدت هذا الكلام عن تطبيق الحدود:
قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فى كتابه:
(وجوب تطبيق الحدود الشرعية) ص26 ما نصه:
3 - إزالة أسباب الجريمة قبل إيقاع العقاب، وبعيداً عن التعصب والجهل نقول: لا يجوز بتاتاً أن نوقع العقوبة الشرعية قبل إزالة أسباب الجريمة، والأعذار إلى الجانح والجاني، فقد يكون في ظل الاحتكار والظلم، وضياع التكافل الاجتماعي، ووجود الأثرة، وحب النفس. أقول: قد يكون في ظل مجتمع هكذا عذر لمن يلجأ إلى السرقة، ومن انحرفت نحو الزنا والبغاء؛ لتعول ولداً، أو أُماً عجوزاً، أو أباً مريضاً، وأظن أنه من السذاجة والجهل أيضاً أن نعاقب الزاني ونحن نسمح بكل ألوان الفسق والفجور، والدعوة إلى الخناء، ولذلك فليس من العقل والحكمة أبداً أن تطبق الحدود الشرعية الخاصة بالجرائم دون إزالة حقيقية لأسباب هذه الجرائم .. )
و قد رأيت لذلك ما قد يكون شاهدا 00قاله ابن القيم فى كتاب الطرق الحكمية يقول:
فصل: ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى بامرأة زنت اضطراراً
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى بامرأة زنت فأقرت فأمر برجمها فقال على رضي الله عنه لعل بها عذرا ثم قال لها ماحملك على الزنا؟ قالت كان لي خليط وفي إبله ماء ولبن ولم يكن في إبلي ماء ولا لبن فظمئت فاستسقيته فأبى أن يسقيني حق أعطيه نفسي فأبيت عليه ثلاثاً فلما ظمئت وظننت أن نفسي ستخرج أعطيته الذي أراد فسقاني فقال علي الله أكبر (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم).
وفي السنن للبيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي أتى عمر بامرأة جهدها العطش فمرت على راع فاستسقت فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت فشاور الناس في رجمها فقال علي هذه مضطرة أرى يخلى سبيلها ففعل.
قلت والعمل على هذا لو اضطرت المرأة إلى طعام أو شراب عند رجل فمنعها إلا بنفسها وخافت الهلاك فمكنته من نفسها فلا حد عليها.
فإن قيل فهل يجوز لها في هذه الحالة أن تمكن من نفسها أم يجب عليها أن تصبر ولو ماتت؟ قلت هذه حكمها حكم المكرهة على الزنا التي يقال إن مكنت من نفسك وإلا قتلتك، والمكرهة لاحد عليها ولها أن تفتدي من القتل بذلك، ولو صبرت لكان أفضل لها)
ومثل هذه الحالات قد تعم الان فهل كما يفهم من كلام الشيخ عبد الرحمن ان يتم ترك فترة لازالة عموم هذه الاسباب اولا وبعدها من فعل يعاقب؟
ما هو الكلام الفصل فى ذلك00
يعنى هل اذا امسك حكم دولة مجموعة اسلامية فهل يجب عليهم الحكم فورا بالحدود ام يأخذوا فترة تمهيد اولا لازلة اسباب الجريمة؟ مع الاستشهاد بكلام العلماء
ملحوظة:اخوانى الفضلاء
المقصود هو تحديد هذا الامر (وهو ترك فترة للازالة) وهذا التحديد اما يكون:
1 - بزمن يغلب على الظن ازالة اساسيات اسباب المنكرات فيه ثم يبدأ بعده التطبيق00
2 - او يكون التحديد بمعايير واضحة كحالة ما حتى تزول كما حدث فى عام الرمادة فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه حتى انتهت السنة (عام الرمادة) وهى ما يمكن تسميته فترة يوجد بها اسباب الجريمة اضطرارا 000فلما انتهت عاد الامر 00
وليس المقصود قطعا عدم التحديد (لا بزمن ولا بمعيار او حالة محددة) فتكون الامور غير منضبطة
لا هذا ليس مقصودا00
وانما المقصود امور محددة بما سبق 00
مع الاستشهاد بكلام العلماء
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 07:36]ـ
أين أنتم ياأحباب؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 03:19]ـ
للرفع ........... للاهمية
أين طلاب العلم؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 06:28]ـ
كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق -حفظه الله- قد أنكره عليه الشيخ بن باز رحمه الله في رسالة وجهها إليه، و قد رد عليه الشيخ عبد الرحمن بالموافقة و تصحيحه لكلام الإمام.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 07:37]ـ
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق.
وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ 8\ 3\1415 هـ بيد الأخ الكريم ع. خ. س , وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق , وجميع ما شرحتم فيه كان معلوما.
ولقد سرني كثيرا ما ذكرتم فيه من التزامكم بما درج عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان , إلا ما قد يقع خلاف ذلك من خطأ أو نسيان , كما سرني أيضا رغبتكم وحرصكم على إيضاح ما نسب إليكم من الأخطاء لترجعوا عنها إن صح صدورها منكم.
وسرني أيضا عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم وطلبكم الأجر من الله عز وجل في ذلك ... إلى آخر ما أوضحتم في رسالتكم.
وكان وصولها إلي بعد انتهاء مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الثانية والأربعين المنتهية في الثلاثين من شهر صفر سنة 1415 هـ , ومتى رأينا الحاجة إلى عرضها عليهم في المجلس عرضناها عليهم في الدورة القادمة إن شاء الله.
وإليكم بيان ما لاحظته عليكم من خلال كتبكم الآتية أسماؤها: الأول: أصول العمل الجماعي.
الثاني: الخطوط الرئيسية لبعث الأمة الإسلامية.
الثالث: وجوب تطبيق الحدود الشرعية.
الرابع: مشروعية الجهاد الجماعي.
الخامس: الوصايا العشر.
السادس: فصول من السياسة الشرعية.
السابع: ما لاحظناه بالشريط المعنون بـ (المدرسة السلفية).
أولا: قلتم في كتابكم: (أصول العمل الجماعي) ما نصه: إن بعض المنتسبين إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله زعموا أن كل من أسس جماعة للدعوة والجهاد فهو خارجي معتزلي.
- كما زعموا أن النظام ليس من دين الله , وأن التحزب ليس من الإسلام.
- كما زعمت أن بعض هؤلاء التلاميذ المنتسبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أعطوا للحكام المعاصرين حقوقا لم تعط للصديق ولا للفاروق , ولا عرفها المسلمون في كل تاريخهم , ولا دونها - حسب علمكم - عالم موثوق في شيء من كتب العلم , وهو أنه لا يجوز أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا بإذن الإمام , ولا يجوز رد عدوان على ديار الإسلام إلا بإذن السلطان , وهؤلاء أعطوا الحاكم صفات الرب سبحانه وتعالى , فالحق ما شرعه , والباطل ما حرمه , وما سكت عنه فيجب السكوت عنه , وعندهم أن ما أهمله الحاكم من أمر الدين ومصالح المسلمين فيجب على أهل الإسلام إهماله والتغاضي عنه حتى لا يغضب أمير المؤمنين.
(ينظر أصول العمل الجماعي ص 10 , ص 11). انتهى ما ذكرتم. ولا نعلم أن أحدا من أتباع الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال هذه المقالة التي ذكرتم , فأرجو بيان الكتاب الذي نقلتم منه ذلك , أو الشخص الذي بلغكم ذلك , وإلا فالواجب بيانكم خطأكم فيما نقلتم , وأن ذلك شيء لا أصل له , وأنه قد اتضح لكم عدم صحة هذه المقالات عن أحد من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , مع التثبت مستقبلا في كل ما تنقلون , وأن يكون الهدف بيان الحق والباطل مع عدم الحاجة إلى بيان ذلك الشخص المنقول عنه إلا عند الضرورة التي تقتضي بيانه.
ثانيا: قلتم في الشريط المسمى: (المدرسة السلفية) ما نصه: إن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامة وجهل تام عن المشكلات الجديدة ... وأن سلفيتهم سلفية تقليدية لا تساوي شيئا. انتهى.وهذا قول باطل؛ فإن العلماء في السعودية يعرفون مشاكل العصر , وقد كتبوا فيها كثيرا , وأنا منهم بحمد الله , وقد كتبت في ذلك ما لا يحصى , وهم بحمد الله من أعلم الناس بمذهب أهل السنة والجماعة , ويسيرون على ما سار عليه السلف الصالح في باب توحيد الله , وفي باب الأسماء والصفات , وفي باب التحذير من البدع , وفي جميع الأبواب. فاقرأ إن كنت جاهلا بهم مجموعة ابن قاسم (الدرر السنية) , وفتاوى شيخنا محمد بن إبراهيم رحمه الله , واقرأ ما كتبنا في ذلك في فتاوانا وكتبنا المنشورة بين الناس.
ولا شك أن ما قلته عن علماء السعودية غير صحيح , وخطأ منكر , فالواجب عليك الرجوع عن ذلك , وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية , نسأل الله لنا ولك الهداية والرجوع إلى الحق والثبات عليه , إنه خير مسئول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: ذكرتم في كتابكم: (خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية) ص 72 , 73 ما نصه: إن دولنا العربية والإسلامية بوجه عام لا ظل للشريعة فيها إلا في بعض ما يسمى بـ: الأحوال الشخصية , وأما المعاملات المالية والقوانين السياسية والقوانين الدولية , فإن دولنا جميعها بلا استثناء خاضعة لتشريع الغرب أو الشرق , وكذلك قوانين الجرائم الخلقية والحدود مستوردة مفتراة ... إلخ ما ذكرتم ص 78.
وهذا الإطلاق غير صحيح , فإن السعودية بحمد الله تحكم الشريعة في شعبها , وتقيم الحدود الشرعية , وقد أنشأت المحاكم الشرعية في سائر أنحاء المملكة , وليست معصومة لا هي ولا غيرها من الدول.
وقد بلغني أن حكومة بروناي قد أمر سلطانها بتحكيم الشريعة في كل شيء , وبكل حال , فالواجب الرجوع عن هذه العبارة , وإعلان ذلك في الصحف المحلية في المملكة العربية السعودية والكويت , ولو عبرت بالأكثر لكان الموضوع مناسبا; لكونه هو الواقع في الأغلب , نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.
رابعا: قلتم في كتابكم: (وجوب تطبيق الحدود الشرعية) ص 26 ما نصه:
3 - إزالة أسباب الجريمة قبل إيقاع العقاب: وبعيدا عن التعصب والجهل نقول: لا يجوز بتاتا أن نوقع العقوبة الشرعية قبل إزالة أسباب الجريمة , والإعذار إلى الجانح والجاني , فقد يكون في ظل الاحتكار والظلم , وضياع التكافل الاجتماعي , ووجود الأثرة , وحب النفس.
أقول: قد يكون في ظل مجتمع هكذا عذر لمن يلجأ إلى السرقة , ومن انحرفت نحو الزنا والبغاء; لتعول ولدا , أو أما عجوزا , أو أبا مريضا , وأظن أنه من السذاجة والجهل أيضا أن نعاقب الزاني ونحن نسمح بكل ألوان الفسق والفجور , والدعوة إلى الخناء , ولذلك فليس من العقل والحكمة أبدا أن تطبق الحدود الشرعية الخاصة بالجرائم دون إزالة حقيقية لأسباب هذه الجرائم .. إلى آخر ما ذكرتم ص 27.
فأقول: إن هذا الكلام بعيد عن الصواب , مخالف للحق , ولا أعلم به قائلا من أهل العلم إلا ما روي عن عمر رضي الله عنه من التوقف عن إقامة حد السرقة في عام الرمادة , وهذا إن صح عنه فهو محل اجتهاد ونظر.والنصوص من الكتاب والسنة صريحة في وجوب إقامة الحد الشرعي على من ثبت عليه ما يوجبه.
فالواجب عليكم الرجوع عن هذا الكلام , وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية , وفي مؤلف خاص يتضمن رجوعكم عن كل ما أخطأتم فيه.
ولا يخفى أن الحق قديم، كما قال عمر رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم، فالرجوع إليه خير من التمادي في الباطل.
وفقنا الله وإياكم لما في رضاه، وأعاذنا جميعا من أسباب سخطه.
خامسا: دعوتكم في كتابكم: (مشروعية الجهاد) ص 28 , 37 , 39 , وكتابكم: (الوصايا العشر) ص 71 , ص 44 إلى تفرق المسلمين إلى جماعات وأحزاب , وقولكم: إن هذا ظاهرة صحية.
ولا يخفى أن هذا مصادم للآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , مثل قوله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (1) وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (2) الآية. ................ إلى آخر المطاف.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 08:01]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم(/)
هذا ابن باز يا من تجهله (وثيقة نادرة)
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رسالة من سماحة الشيخ ابن باز
رحمه الله تعالى
لحاكم سوريا السابق حافظ الأسد
نشرتها مجلة الإعتصام المصرية
عدد يناير 1980
http://www.w30w.com/up-pic/uploads/ddcf795001.jpg
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:23]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة فقد كانت دعوته عمل .. نعم والله .. عمل.
كان رحمه الله إذا أخبر بمنكر قام ليغير بشتى الوسائل بحكمة وتؤدة ..
أما حالنا لآن؟!
نسأل الله أن يعفو عنا نسمع بالمنكر فنفز بالصياح والصراخ .. ولآ عمل .... ؟
الله المستعان
ـ[الهوواوووي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 11:38]ـ
مشكور اخوي الكريم ورحم الله مشايخنا رحمة واسعة ... ,,,,
ـ[الجراح الحسني]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 01:51]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:38]ـ
أبوعبدالله بن إبراهيم
الهوواوووي
الجراح الحسني
جزاكم الله خير
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 08:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ارحم الشيخ العلامة ابن باز رحمة واسعة
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 09:38]ـ
وهكذا ينبري علماء الأمة العاملون بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، والذين ينبزهم النابزون من إخواننا المسلمين عفا الله عنا وعنهم بأنهم علماء حيض ونفاس، وما هو أسوأ من ذلك، ليدافعوا ويدفعوا عن الذين خرج منهم هؤلاء النابزون إخواننا المسلمون، ألا من متعظ؟! ورحم الله من قال:
جزى الله الشدائد كل خيرٍ ... عرفتني عدوي ممن صديقي.
غفر الله للجميع وعفا عنا وعنهم، وشكراً لك أختنا الرايه.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 02:34]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة .......... لست أدري لماذا دائما ننتقض الاخرين دون ذكر حججهم فالاخوان ينتقضون المشايخ رحمهم الله بسبب فتواهم في حرب الخليج ........ والتي اتاحت للامريكان احتلال العراق و قتل وتشريد المسلمين واحداث الفتنة بلبنان ودخول اقدس الديار بلاد الحرمين .....
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:51]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 10:50]ـ
إن الذي أتاح دخول الأمريكان وغيرهم إلى بلاد المسلمين على ما أخبر به ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " رواه أحمد.
وهو كون هذه الأمة إلا من رحمه الله أصبحت غثاء كغثاء السيل تحب الدنيا وتكره الموت (الآخرة) وليس هو فتاوى العلماء الأجلاء أئمة الهدى، الذين عزوا بعلمهم وعملهم ودينهم وعز بهم دينهم وعلمهم وعملهم بل وأمتهم، وإلا فقل لي يا أخييَّ أين هي الأمة المعتزة بدينها وعلمائها؟ .. ولا تقل كيت وكيت من إخواننا سامحهم الله الذين يطعنون في العلماء الذين ليسوا على طريقته الخاصة ولا من فرقته وجماعته الخاصة ويلمزهم ويهمزهم بما لا يليق بمسلم!!
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 05:20]ـ
للرفع بعد احداث صيدنايا
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 05:25]ـ
لم تعد صورة المقال تظهر لي إن واجه الإخوة نفس المشكل فعليهم بهذا الرابط إلى أن يعالج صاحب الموضوع الخلل.
http://66.102.9.104/search?q=cache:73x8zFi_R70J:fo rum.ma3ali.net/t137023.html+%22%D9%85%D8%AC%D 9%84%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B9%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%85+ %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1 %D9%8A%D8%A9+%D8%B9%D8%AF%D8%A F+%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8% B1+1980%22&hl=en&ct=clnk&cd=1&gl=uk(/)
هل ورد نهي عن لبس الخاتم في إحدى الأصابع للمرأة؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:28]ـ
هل ورد نهي عن لبس الخاتم في إحدى الأصابع للمرأة؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:44]ـ
الأصل في الأشياء الإباحة حتى يأتي صارف الإباحة
هذه قاعدة ستفيدك كثيرا ان شاء الله.
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 11:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ورد نهي للرجال في بعض الأصابع (كالسبابة والوسطى)
فهل الحكم خاص لهم؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 12:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[البادع]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 12:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى قَال: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، وَأَنْ أَلْبَسَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ وَفِي هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " [أخرجه الترمذي وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ].
وعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَتَّمَ فِي إِصْبَعِي هَذِهِ أَوْ هَذِهِ، قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَى الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا " [أخرجه مسلم].
قال النووي رحمه الله: " والكراهة للنزاهة " [شرح النووي 14/ 298].
والأظهر أنه لا يكره لبس الخاتم في البنصر والإبهام، لعدم ورود نص يدل على التحريم أو الكراهة، فبقي الأمر على الإباحة، لأن ما سكت عنه الشرع فهو من قبيل المباح. [الموسوعة الفقهية 11/ 27].
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 11:05]ـ
للاستزادة
بارك الله فيكم
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 01:39]ـ
هذه بعض الفتاوى في لبس الخاتم في الوسطى و السبابة للمرأة
-فتوى الشيخ بن باز (موقع الشيخ)
ما حكم لبس الخاتم في السبابة اليمنى واليسرى بالنسبة للرجل والمرأة؟
لا أعلم بهذا شيئا، فلا أعلم في هذا بأسا، فالمرأة تلبس خواتم في جميع أصابعها, والرجل يلبس في الخنصر والبنصر كما كان النبي- صلى الله عليه وسلم- في الخنصر أو البنصر؛ لأن المرأة التختم من زينتها ومن حليها, وأما الرجل فلا بأس أن يلبس الخاتم في خنصره أو بنصره لما جاء من الأدلة في ذلك.
-فتوى الشيخ محمد صالح المنجد (الإسلام سؤال و جواب)
أرغب في سؤالكم حول موضوع لبس الخاتم للنساء، يقال بأن لبس المرأة للخاتم في أصبعها السبابة أو الابهام يعتبر تشبهاً بالكفار أرجو توضيح ذلك لنا.
الحمد لله
المرأة لها أن تتختم في أصابع يديها كلها، قال الإمام النووي رحمه الله: " أجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر، وأما المرأة فلها التختم في الأصابع كلها " أ. هـ شرح النووي على مسلم، وعون المعبود 11/ 286. والله أعلم.
-فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين شفاه الله (موقع الشيخ)
السؤال س: هل لبس الذهب في الأصابع كلها بالنسبة للمرأة جائز مع الدليل؟ وقد ورد في سنن أبي داود النهي عن لبس الخاتم في السبابة أو الوسطى (شك الراوي) فهل هذا النهي صحيح، وهل يعم النهي حتى النساء؟
الاجابة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: ما حكم لبس الخاتم سواء من ذهب أو غيره في الإبهام والسبابة؟
لبس الخواتيم للنساء مباح في جميع أصابع اليد وأما في حق الرجال فيلبس الخاتم للحاجة ويجعل في الخنصر والبنصر سواء في اليد اليمنى أو اليد اليسرى وسواء كتب عليه اسم صاحبه ليختم به كتبه أو لم يكتب عليه ولا يجوز للرجال لبس الذهب ونحوه ولا وضعه في الإبهام ولا في السبابة والله أعلم.
-فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين (موقع الشيخ)
السؤال: بارك الله فيكم السائلة م. د. تقول ما حكم لبس الخاتم في السبابة اليمنى واليسرى بالنسبة للرجل والمرأة
الجواب
الشيخ: الخاتم يلبس في الخنصر وفي البنصر وفي الوسطى هذا هو الأكمل والأفضل سواءٌ بالنسبة للرجل أو للرجل والمرأة لكن لو جرت العادة بأن المرأة تتحلى بالخواتم في أصابعها الخمسة فلا حرج في ذلك. انتهى
قلت (أبو معاذ) المعلوم أن النساء شقائق الرجال, و كل ما أمر به الرجل أو نهي عنه فهو للمرأة كذلك و لا يختص أحدهما عن الآخر بحكم إلا بدليل, لكن هناك بعض التساؤلات في هذا الأمر
هل هناك إجماع ثابت في المسألة؟
و من قال بالتحريم أو الكراهة للمرأة؟
أبو معاذ.
ـ[عبدالله]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 04:11]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 06:07]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله على هذا التوضيح
وأردت أن أعرف هل من العلماء من قال بحرمة لبس الخاتم في الوسطى للمرأة وعلى ماذا يستدلون في ذلك؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ووفقكم لمايحب ويرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 06:43]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 09:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَتَّمَ فِي إِصْبَعِي هَذِهِ أَوْ هَذِهِ، قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَى الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا " [أخرجه مسلم].
.
هذا الحديث: ظاهره تحريم لبس الخاتم في السبابة والوسطى للرجال والنساء على السواء!
فيلزم من يبيح ذلك للنساء: أن يصرف هذا النهي من التحريم إلى الإباحة! وهذا مرام دونه حَدَدٌ!
ودعوى الاجماع على إباحة ذلك للنساء: هي دعوة غير مسموعة أصلا! ولو كان القائل بها: فلان وفلان؟
وكيف يكون ثمة إجماع: مع وجود هذا النص الصريح الصحيح بالتحريم في تلكم القضية؟
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[23 - Aug-2010, صباحاً 03:58]ـ
جاء في غذاء الألباب:
وقال في الإنصاف: أكثر الأصحاب لم يقيدوا الكراهة في اللبس بالسبابة والوسطى بالرجل بل أطلقوا.
قال الحافظ ابن رجب في كتابه: وذكر بعض الأصحاب أن ذلك خاص بالرجال. انتهى.
ولم يقيده صاحب الإقناع والمنتهى والغاية وغيرهم.
والقيد أصوب، والله أعلم.(/)
لن تخفى على الله فانتبه يا هذا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 03:00]ـ
أراك تكتب كما لو كنت سيبويه زمانه أو البخاري الثاني مع أنك لم تزل صغير السن قليل العلم حفظت كلمتين من هنا ومثلهم من هناك فجئت تتبجح بهم
فأين علاجك لنفسك التي أوشكتْ على إهلاكها بعجبك وكبرك؟
وأين علمك الذي تلوّح به مع أننا لم نر لك سوى جعجعة فارغة؟
فاعلم يا هذا أن الكلام المعسول إلى زوال وغدا ينكشف الجاهل ويظهر في الناس جهله فماذا أنت قائل عندئذ؟
ألا تذكر لحظة كهذه تقع فيها في حرج عظيم؟ ترمقك الأبصار وترميك النفوس بأقسى عبارات ونظرات الاتهام؟
لماذا لا تكبح نفسك فتضعها حيث ينبغي أن تكون مع صغار الطلبة صغار السن الذين هم في بداية الطريق؟
إن كنت لا زلت تظن نفسك عالما فاعلم أن الله يعلم حقيقتك حتى لو اختفيت خلف شاشة حاسوبك ورصصت الكلمة جنب الأخرى
فانتبه لنفسك يا هذا وانصحها قبل فوات الأوان
ولا تنس أني نصحتك مع اعترافي بأني أقل منك علما وأكثر منك جهلا لكنني بحمد الله تعلمت عدة مسائل أتكلم فيها لا أتجاوزها وأرجو الالله أن يعلمني غيرها الكثير والكثير مما ينفعني في ديني ودنياي
وأرجو لك التوفيق والهداية
محبك
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 11:15]ـ
اللهم عفوَك يا كريم
بارك الله فيكم أخي الفاضل
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:26]ـ
اللهم عفوَك يا كريم
بارك الله فيكم أخي الفاضل
وبارك الله فيكم مشرفنا الحبيب وجزاكم الله خير الجزاء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 10:07]ـ
اللهم استر علينا.
جزيت خيرا اخي الكريم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 08:53]ـ
اللهم استر علينا.
جزيت خيرا اخي الكريمآمين آمين
وجزاكم الله خير الجزاء أخي الحبيب
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:42]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 10:09]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 11:36]ـ
=====(/)
المستدركات والتنبيهات والفوائد والتقييدات على كتبٍ شتَّى.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 04:00]ـ
المستدركات والتنبيهات والفوائد والتقييدات (على كتبٍ شتَّى).
/// الحمدلله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله، وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ... أمَّا بعد
/// فهذه جملة مستدركات كنتُ قيَّدُّتها منذ زمن على جملةٍ من الكتب، ثمَّ ذكرتها متفرِّقةً في منتدىً من المنتديات سابقًا، وها أنا أعيد جمعها في موضوعٍ واحدٍ، وأتيحها لإخواني من باب التواصي بالخير، وأترك الصفحة مفتوحةً لعلَّه يجدُّ شيءٌ مستقبلًا.
(1): الاستدراك على كتاب اختيارات شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:
/// وهي طائفة من الاختيارات العلمية الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، مما وقفت عليها دون تتبُّع في كتب الشيخ رحمه الله، ولم أرَ البعلي ذكرها في اختياراته، ومن أهم مهمات هذا الموضوع تيسير الوقوف على رأي الشيخ لمن أراده، وأنا أذكرها دون ترتيب، حسب المتيِّسر:
1 - استحباب الأكل من دم التمتع والقران:
/// قال رحمه الله في الفتاوى (26/ 58 - 59): (( ... ثبت عن النبى (ص) أنه أكل من هديه؛ فإنه أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر، فأكل من لحمها، وشرب من مرقها، و ثبت أنه كان متمتعاً التمتع العام؛ فإن القارن يدخل فى مسمى المتمتع كما سنذكره؛ فدل على استحباب الأكل من هدي المتمتع)).
2 - استحباب العقيقة:
///قال رحمه الله في الفتاوى (32/ 206): ((وأما وليمة الختان فهي جائزة من شاء فعلها ومن شاء تركها، وكذلك وليمة الولادة إلا أن يكون قد عق عن الولد؛ فإنَّ العقيقة عنه سنة)).
3 - جواز الانتفاع بجلد الأضحية:
/// قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 309) في كلامه على الأضحية: ((جلدها إن شاء انتفع به، وإن شاء تصدَّق به)).
4 - حكم الأضحية لو تعيَّبت قبل ذبحها:
/// قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 304) في كلامه على الأضحية: ((إذا اشترى أضحية فتعيبت قبل الذبح ذبحها فى أحد قولي العلماء.
وان تعيبت عند الذبح أجزأ فى الموضعين)).
5 - مشروعية إبدال الأضحية المنذورة في الذِّمة لو بيعت:
/// قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 304) في كلامه على الأضحية: ((وإن كان قد نذر أضحية فى ذمته فاشتراها فى الذمة وبيعت قبل الذبح كان عليه إبدالها شاة)).
6 - مشروعية التَّضحية من مال اليتيم:
/// قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 305) في كلامه على الأضحية: ((يضحى عن اليتيم من ماله)).
7 - النهي عن ذبح الأضاحي عند القبور:
/// قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 306) في كلامه على الأضحية: ((ولا يذبح عند القبر أضحية ولا غيرها ... )).
8 - جواز التضحية بالبهيمة الحامل:
/// قال رحمه الله فيه (26/ 307) في كلامه على الأضحية: ((والأضحية بالحامل جائزة ... )).
9 - استحباب البهيمة العفراء في الأضحية:
/// قال رحمه الله فيه (26/ 308) في كلامه على الأضحية: ((والعفراء أفضل من السوداء، وإذا كان السواد حول عينيها وفمها وفي رجليها =أشبهت أضحية النبي صلى الله عليه وسلم)).
10 - جواز التضحية بالبهيمة التي ليس لها أسنان في أعلاها:
/// قال رحمه الله فيه (26/ 308) في كلامه على الأضحية: ((وأما التي ليس لها أسنان في أعلاها فهذه تجزيء باتفاق)).
11 - ما يقال من الذكر عند ذبح الأضحية:
/// قال رحمه الله فيه (26/ 308 - 309) في كلامه على الأضحية: ((ويقول: "بسم الله، والله أكبر، اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك"، وإذا ذبحها قال: "وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين"، "قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين /// لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين")).
12 - ما يفعل بلحم الأضحية بعد ذبحها:
/// قال رحمه الله فيه (26/ 309) في كلامه على الأضحية: ((ويتصدُّق بثلثها، ويهدي ثلثها، وإن أكل أكثرها، أو أهداه، أو أكله، أو طبخها ودعا الناس إليها = جاز)).
13 - إجزاء التضحية بشاةٍ واحدةٍ عن المضحي وعن أهل بيته جميعاً:
/// قال رحمه الله فيه (26/ 310) في كلامه على الأضحية: ((وإن ضحَّى بشاةٍ واحدةٍ عنه وعن أهل بيته أجزأ ذلك في أظهر قولي العلماء، وهو مذهب مالك وأحمد وغيرهما ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
/// والبقيَّة تأتي بالتَّبع، بحول الله تعالى وقوَّته.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 04:00]ـ
(2): الاستدراك على كتب تخريج منار السَّبيل لابن ضويَّان (إرواء الغليل والتكميل والتحجيل):
/// قال ابن ضويان رحمه الله في منار السبيل (1/ 263) آخر باب الأضحية: ((ويسنُّ الحلق بعده، قال أحمد: هو على ما فعل ابن عمر تعظيماً لذلك اليوم)).
/// وهذا الأثر الذي أشار إليه أحمد يستدلُّ به في هذه المسألة، وهي استحباب حلق شعر الرأس بعد ذبح الأضحية، وهي من مفردات مذهب أحمد، التي عليها عامة الحنبلية؛ متقدمي مصنفيهم ومتأخريهم - غير الشيخ تقي الدين ابن تيمية - وعلى ذا الأثر بنَوا هذا الاستحباب.
/// حتى ادَّعى أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله أنه لم يستحبَّه أحدٌ من أهل العلم.
/// قال رحمه الله في الاستذكار (15/ 141) بعد كلامه على أثر ابن عمر الآتي ذكره: ((ولا هو عند أحدٍ من أهل العلم من سنَّة الأضحى فيما علمت)).
/// لكن مذهب الحنابلة استحباب ذلك كما تقدَّم.
/// قلتُ: والمقصود أنَّ هذا الأثر قد أخرجه مالك في الموطأ (2/ 483) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 288) عن نافع: أنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنه ضحَّى مرَّة بالمدينة.
قال نافع: فأمرني أن اشتري له كبشاً فحيلاً أقرن ثم اذبحه يوم الأضحى في مصلَّى الناس.
قال نافع: ففعلت، ثم حمل إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنه؛ فحلق رأسه حين ذبح الكبش، وكان مريضاً، لم يشهد العيد مع الناس.
قال نافع: وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول: ليس حلاق الرأس بواجبٍ على من ضحَّى، وقد فعله ابن عمر.
/// وهذا أثرٌ إسناده من أعلى الأسانيد وأصحِّها في الدنيا.
/// ووجه الاستدراك: أنه لم يخرِّجه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء، ولا الشيخان: صالح آل الشيخ، وعبدالعزيز الطريفي (حتى في آخر طبعةٍ لكتابه).
/// دُوِّن في 14/ 5/1425 هـ، عدنان البخاري، مكة المكرمة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 01:02]ـ
جزاك الله خيرا،
نفع الله بك،وبارك في علمك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 02:04]ـ
/// الأخ الكريم .. أحمد آل عامر ... وفَّقه الله ونفع به
آمين .. وفيكم بارك وبكم نفع
(3): الاستدراك على كتاب (النكت على العمدة للزركشي) في ذكره أوهام عمدة الأحكام للمقدسي:
/// كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي رحمه الله (ت/600هـ) يعد من الكتب المختصرة المباركة التي ألِّفت في أحاديث الأحكام.
• وقد التزم مؤلِّفه جمع جملة من أحاديث الأحكام من الصحيحين، صحيح البخاري، ومسلم.
• كما قال رحمه الله في مقدمته: ((فإنَّ بعض إخواني سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام؛ مما اتفق عليه الإمامان: أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، ومسلم بن الحجَّاج بن مسلم النيسابوري؛ فأجبته إلى سؤاله رجاء المنفعة به)).
• ولكن المؤلف رحمه الله قد وقع في بعض الأوهام في كتابه ذاك، وقد تتبَّع ونبَّه على بعضها الزركشي في كتابه النكت على العمدة؛ ومنها ما نسبه من بعض الألفاظ التي هي خارجة عن ألفاظ الصحيحين.
• وقد وقفت على وهمٍ له رحمه الله يمثِّل ما أشرت إليه، ولا أعلم هل له نظير في بقية أحاديث عمدة الأحكام أم لا؛ إذ لم أقصد المقابلة ولا التتبُّع، لكنَّه فات الزَّركشي ذكره.
• وهذا الوهم هو ما ذكره رحمه الله في الحديث (338)؛ إذ قال:
• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قتلت (هذيل) رجلاً من بني ليث بقتيل كان لهم في الجاهلية؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس؛ فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عزوجل قد حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلَّت لي ساعة من نهار؛ وإنَّ ساعتي هذه حرامٌ؛ لا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدي وإما أن يقيد؛ فقال العباس إلاَّ الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا؛ فقال: إلا الإذخر)).
(يُتْبَعُ)
(/)
• قلتُ: وجه الوهم الذي وقع فيه عبدالغني رحمه الله هو نسبته هذا الحديث بلفظه إلى الصحيحين، وليس فيهما لفظة (هذيل) إنما الذي فيهما (خزاعة)، والفرق كبير بينهما، من جهة المعنى، ومن جهة التحقق من ألفاظ الشيخين والتدقيق في ذلك أيضاً.
• ففي صحيح مسلم (ح/1355)؛ من طريق إسحاق بن منصور أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى أخبرني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول: ((إن (خزاعة) قتلوا رجلاً من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه ... )) الحديث.
• وقد تابعه على لفظه أبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه عليه (4/ 33) ح (3155)؛ من طريق عبيد الله بن موسى ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره: ((أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه ... )).
• وخالفه أبوعوانة الاسفراييني في مستخرجه عليه (4/ 187) ح (6462)؛ من طريق الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: لما فتح الله على رسوله مكة قتلت (هذيل) رجلا من (بني سليم) ... )).
• وعند البخاري (ح/112) وأعاده في (ح/6486)؛ من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن خزاعة قتلوا رجلاً من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه ... )) الحديث.
• وقد روى لفظة (هذيل) بدل (خزاعة) طائفة من المصنفين غير أبي عوانة؛ منهم ابن حبان في صحيحه (ح/3715)؛ من طريق الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: ((لما فتح الله جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قتلت هذيل رجلا من بني ليث ... )) الحديث.
• وليس الغرض ههنا تتبع من رواه كذا، ومن رواه كذا، والموازنة بين اللفظتين ثم الترجيح أو الجمع.
• قلتُ: قد تكون النسخ التي اعتمد عليها من الصَّحيحين بها هذه اللَّفظة، فالله أعلم، والخطأ إلينا أقرب؛ إنَّما المقصود الإ شارة إلى الوهم في النسبة ممَّا بأيدينا من نسخة الصَّحيحين، والتنبيه إلى الدِّقة في النسبة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 02:04]ـ
(4): الاستدراك على كتاب ذيل لسان الميزان للشيخ حاتم بن عارف الشَّريف:
/// قد استدرك الشيخ الدكتور حاتم بن عارف الشَّريف نفعنا الله بعلومه =جملةً من الرِّجال المتكلَّم عليهم على كتاب الميزان للذَّهبيِّ ولسانه لابن حجر، ثمَّ استدرك جماعة من الإخوة رجالًا آخرين هم على ذا الشَّرط.
/// قلتُ: وممَّا وقع لي في البحث ممَّن هم على هذا الشَّرط: (يزيد بن سعيد بن يزيد، أبو خالد الأصبحي الإسكندراني).
/// له حديث الاغتسال لصلاة الجمعة، وحديث لا ينظر الله إلى الذين يأتون النساء في أدبارهنَّ.
/// لم يذكره الحافظ الذهبي في ميزانه، ولا الحافظ ابن حجر في لسانه، ولا الشيخ حاتم الشَّريف في ذيله.
/// وقد ذكره ابن حبان في ثقاته (9/ 277)، وقال: (يُغرِبُ).
///وترجم له أبو سعد السمعاني في الأنساب (2/ 288 - 289) وسكت عنه.
///وقد ضعَّفه ابن عبدالبر في التَّمهيد (2/ 466) ط الفاروق، فقال: "ضعيف".
/// ثمَّ نبَّهني الأخ الشيخ (طارق آل ناجي) إلى أنَّ ابن أبي حاتم نقل في الجرح والتعديل (9/ص268، رقم1124) عن أبيه قوله: "محلُّه الصِّدق".
/// والحمدلله رب العالمين ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 06:02]ـ
.
(3): الاستدراك على الحافظ ابن القطَّان الفاسي رحمه الله في بيان الوهم والإيهام:
/// قال ابن القطان رحمه الله في بيان الوهم والإيهام (3/ 64) عند ذكره نعيم بن سالم بن قنبر: ((لا تعرف حاله، ولا وجدتُ له ذكراً)).
/// قلتُ: قد وقفت على حاله؛ فهو: متروك متَّهم، ولم يستدركه محقِّق بيان الوهم على المؤلَّف!
• إذ يبيِّن ما أخرجه - أيضاً - ابن عدي في كامله (7/ 285) قال: حدثنا محمد بن عمر بن عبد العزيز العسقلاني ثنا عمرو بن خليف ثنا محمد بن مخلد الرعيني حدثنا يغنم عن أنس قال قال النبي (ص): (لا ترضع لكم الحمقاء؛ فإنَّ اللَّبَن يعدي).
• فتبيَّن من هذا: أنَّ نعيم بن سالم هو يغنم بن سالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قال ابن حبان في المجروحين (3/ 145): ((يغنم بن سالم بن قنبر: شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك، روى عنه بنسخة موضوعة، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلاَّ على سبيل الاعتبار، روى عنه عبد الغني بن سعيد)).
• وقال الذهبي في المغني (2/ 760): ((يغنم بن سالم بن قنبر: هالك، ضعَّفه أبو حاتم، وقال ابن حبان كان يضع الحديث على أنس)).
/// قلتُ: لعلَّ السبب الذي جعل ابن القطان لا يعرفه كونه صاحب أسماء ووجوه؛ فهو نعيم بن سالم بن قنبر، ويغنم بن سالم بن قنبر، وغنيم بن سالم بن قنبر!
• وبيان هذا كما يلي:
• قال ابن حجر في اللسان (7/ 384) في ترجمة يغنم بن سالم: ((وقد صحَّفه بعض الرواة؛ فقال: (نُعَيم) بالنون والمهملة مصغر أو هو الصواب، وتقدم له ذكر في النون؛ في نعيم بن سالم، وفي نعيم بن تمام)).
• وقال في (7/ 231) في ترجمة نعيم بن تمام: ((وأظنه يغنم بن سالم، الآتي في آخر الحروف، تصحَّف اسمه واسم أبيه؛ كالذي بعده، والله أعلم)).
• وقال في (7/ 231) في ترجمة نعيم بن سالم: ((قال ابن القطَّان: لا يعرفُ، قلت: تصحَّف عليه اسمه، وإلاَّ فهو معروف مشهور بالضعف في الحديث، متروك الحديث))
• قال الذهبي في الميزان (5/ 406): ((غنيم بن سالم؛ عن أنس بن مالك قال ابن حبان: روى العجائب والموضوعات لا يعجبني الرواية عنه فكيف الاحتجاج به ومن بلاياه عن أنس مرفوعا ... ، قلت: والظاهر أنَّ هذا هو: يغنم بن سالم أحد المشهورين بالكذب، وإنما صغَّره بعضهم والله أعلم، وعثمان متهم بالوضع أيضاً. انتهى، والله اعلم)).
• قال ابن حجر في اللسان (5/ 412) تعليقاً على كلام الذهبي المتقدم: ((وقد قال ابن طاهر في ذيل الكامل: له عن أنس نسخة موضوعة، وقد سبقه الى ذلك ابن حبان، وقال: قلَّ ما يوجد حديثه عند أصحاب الحديث؛ إنما يوجد عند أصحاب الرأي.
والظاهر أنه (يغنم) كما ظن المؤلف، وقد أخرج ابن عدي في أثناء ترجمة يغنم بن سالم، من طريق عثمان بن عبد الله الشامي ثنا غنيم بن سالم من ولد قنبر مولى علي عن أنس رضي الله عنه حديثاً = فوضح أنهما واحد)).
• قلتُ: قد سبقَ الخطيبُ البغدادي: الذهبيَ وابنَ حجر في التنبيه على كونهما شخصٌ واحدٌ؛ إذْ قال في موضح أوهام الجمع (2/ 476 - 477): ((ذكر يغنم بن سالم بن قنبر: أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العكبري ... حدثنا يغنم بن سالم بن قنبر خادم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ... وساق حديثاً.
• ثم قال: ((وهو: غنيم بن سالم الذي روى عنه عثمان بن عبد الله القرشي؛ أخبرنا ... أخبرنا عثمان بن عبد الله عن غنيم بن سالم عن أنس بن مالك رضي الله عنه ... )) الخ كلامه.
/// فتحصَّل - مما تقدم - أنَّ لهذا الرجل أسماء: (نُعَيْمٌ بن سالم، نُعَيْمٌ بن تمام، ويَغْنَم بن سالم، ومنعم بن سالم)، منها ما هو مصحَّفٌ ومنها غير ذلك.
/// ولضبط اسم (يغنم) فقد قال ابن ماكولا في الإكمال (7/ 274): ((باب نعيم ويغنم وبعثم: ... وأما يَغْنَم: أوله ياء مفتوحة معجمة بإثنتين من تحتها، بعدها غين معجمة، ثم نون مفتوحة؛ فهو يغنم بن سالم بن قنبر خادم علي رضي الله عنه، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه ... )).
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 07:34]ـ
أخي الحبيب / عدنان البخاري، بارك الله فيك، جهد مبارك إن شاء الله نفع الله بك. وموضوع طيب أحسن الله إليك، أما قولك:
• ولكن المؤلف رحمه الله قد وقع في بعض الأوهام في كتابه ذاك، وقد تتبَّع ونبَّه على بعضها الزركشي في كتابه النكت على العمدة؛ ومنها ما نسبه من بعض الألفاظ التي هي خارجة عن ألفاظ الصحيحين.
• وقد وقفت على وهمٍ له رحمه الله يمثِّل ما أشرت إليه، ولا أعلم هل له نظير في بقية أحاديث عمدة الأحكام أم لا؛ إذ لم أقصد المقابلة ولا التتبُّع، لكنَّه فات الزَّركشي ذكره.
• وهذا الوهم هو ما ذكره رحمه الله في الحديث (338)؛ إذ قال:
• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قتلت (هذيل) رجلاً من بني ليث بقتيل كان لهم في الجاهلية؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس؛ فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عزوجل قد حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلَّت لي ساعة من نهار؛ وإنَّ ساعتي هذه حرامٌ؛ لا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدي وإما أن يقيد؛ فقال العباس إلاَّ الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا؛ فقال: إلا الإذخر)).
• قلتُ: وجه الوهم الذي وقع فيه عبدالغني رحمه الله هو نسبته هذا الحديث بلفظه إلى الصحيحين، وليس فيهما لفظة (هذيل) إنما الذي فيهما (خزاعة)، والفرق كبير بينهما، من جهة المعنى، ومن جهة التحقق من ألفاظ الشيخين والتدقيق في ذلك أيضاً.
وممن نبه على أوهام الحافظ عبد الغني في كتابه ((عمدة الأحكام)) الإمام الصنعاني - رحمه الله - في حاشيته على ((إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام)) لابن دقيق العيد، وقد نبه على هذا الوهم في الكتاب المذكور (4/ 320/نشر المكتبة السلفية) قال - رحمه الله -: ((قال: ((قتلت هذيل))، أقول: في البخاري: ((أن خزاعة قتلت)) وهذيل هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر وهو جد قبيلة هذيل، وأما خزاعة فهم قبيلة من الأزد، وليث قبيلة كبيرة منسوبون إلى ليث بن بكر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وأفهم كلام فتح الباري أنهما قتيلان: أحدهما من هذيل والآخر من ليث والقاتل أيضًا مختلف)).
وفي كلامك مزيد توضيح وتوسع، استمر على هذه الإتحافات، أحسن الله إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 10:50]ـ
بارك الله فيك ..
مقالاتك لا تُمل ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:45]ـ
الشيخان الكريمان .. علي عبدالباقي وسليمان الخراشي ... وفقهما الله وبارك فيهما
جزاكم الله خيرًا ونفع بنا جميعًا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 01:32]ـ
الشَّيخ الفاضل / أبا عُمرَ عَدنَانَ البُخاريّ:
سَلامٌ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللَّهِ وبركَاتُهُ،،،
شكر اللَّهُ لكم،ورفع قدركم.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 03:49]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عدنان، لا تحرمنا من هذه الفوائد الطيبة.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 05:59]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب / أبا عمر عدنان البخاري على هذه الاستدراكات الطيبة.أكمل بارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 04:06]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا، ونفع بي وبكم.
تنبيهٌ: لستُ بأبي عمر، وإن كنت اشتهرت به، لكنِّي أبوعاصم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 11:58]ـ
سلمت يمينك يا أبا عاصم ....
أسأل الله أن يجعله من عباده الصالحين،وأن يكون قرة عين لكما
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 09:28]ـ
/// أخي الكريم الفاضل محمد آل عامر ... وفقه الله
جزاكم الله خيرًا ..
/// استدراك .. في موضوعٍ سابقٍ لي (وهو: وصف الله سبحانه وتعالى بالتأذي) على هذا الرابط: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4325
= كنتُ قد ذكرت أثناء محاورة بعض الإخوة أنَّ منهج أهل السُّنَّة والجماعة أتباع السَّلف في إثبات صفات الله تعالى قائمٌ على إثبات ما ظهر من نصوص الكتاب والسُّنَّة، ولا يلزم في أفراد الصِّفات نقل قولٍ لأحدٍ من السَّلف فيها؛ إذ القضيَّة منهج وطريقة لا أفراد نصوص.
/// وكنتُ قد ذكرت في ثنايا ذاك الموضوع والحوار أنَّ هذا الذي أعرفه من منهج أهل العلم.
حيث قلتُ هناك في المشاركة رقم (103): ((الظَّاهر من تصرُّف جميع من أعرفهم من أهل العلم، ومنهم من ذكرت أسماء كتبهم في السُّنَّة وابن تيميَّة و ... ، يثبتون الصِّفة ويوردون الدليل الدال عليها، ولا يعوِّلون على ذكر شيءٍ من أقوال السَّلف في الباب (غالبًا).
وهاك تلك الكتب التي مثَّلتَ بها، ارجع إليها وقارن فهل ترى فيها ما ذكرتَه من منهجك وقاعدتك، أوما ذكرته أنا وأعلمه من تصرُّف أهل العلم سلفهم وخلفهم فيها؟!)).
/// ثم وقفتُ على كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة في بيان منهجه الذي بيَّنتُه سلفًا، وأحببت ذكره ههنا، إذ الموضوع قد أُغلق بعد أن طال الحوار فيه، ولم أشأ إزعاج المشرفين بمطالبة فتحه، فإليكم نصَّ كلام الشَّيخ رحمه الله في ذا الأمر.
/// قال رحمه الله في القتوى الحمويَّة عند كلامه عن منهج السَّلف في هذا الباب: "بل الذى رأيته أنَّ كثيرًا من كلامهم يدلُّ؛ إمَّا نَصًّا وإمَّا ظاهرًا، على تقرير جِنْس هذه الصِّفات.
ولا أنقل عن كُلِّ واحدٍ منهم إثبات كُلِّ صِفةٍ.
بل الذي رأيتُه أنَّهم يثبتون جِنْسَها فى الجملة، وما رأيتُ أحدًا منهم نفاها، وإنَّما ينفون التَّشبيه وينكرون على المشبِّهةِ الذين يشبِّهُون الله بخلقه، مع إنكارهم على من ينفى الصِّفات أيضًا".
ـ[حسام68]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 09:42]ـ
هل من مزيد،،، بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه،،،
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 01:03]ـ
نفع الله بك شيخنا أبا عاصم.
بمناسبة الاستدراك على كتب تخريج منار السبيل، فإني هذه الأيام أبحث في مسألة (الرد على الزوجين) وقد اشتهر في كتب الفقهاء أن عثمان رضي الله عنه رد على زوج، وهذا الأثر ذكره ابن ضويان في منار السبيل وقال الألباني (لم أقف عليه) ولم يذكره صالح آل الشيخ ولا الطريفي، فهل لك أن تستدرك عليهم وتفيدنا جزاك الله خيرا فإني لم أجده.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 06:34]ـ
/// آمين، أفعل إن شاء الله، ولا تؤمِّل كثيرًا.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 08:46]ـ
الله يعطيك العافية
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 01:52]ـ
/// آمين، وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
/// بعض مناسبات أبواب البخاري وما تحتها من الأحاديث:
/// ما زال أهل العلم يعجبون من تصرُّف البخاري رحمه الله في بعض كتب كتابه؛ حيث يورد تحتها من الأبواب أوالأحاديث ما قد يعجزهم أحياناً عن ربط العلاقة بينهما.
/// ومن هذا الضَّرب ما وقع في آخر باب من كتاب الاستئذان من الصحيح؛ حيث أورد فيه رحمه الله ما يلي: "باب ما جاء في البناء: قال أبو هريرة عن النبي (ص) من أشراط الساعة إذا تطاول رعاء البهم في البنيان.
حدثنا أبو نعيم حدثنا إسحاق هو بن سعيد عن سعيد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيتني مع النبي (ص) بنيت بيدي بيتا يكنني من المطر ويظلني من الشمس ما أعانني عليه أحد من خلق الله.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو قال ابن عمر: والله ما وضعت لبنة على لبنة ولا غرست نخلة منذ قبض النبي (ص).
قال سفيان: فذكرته لبعض أهله قال والله لقد بنى بيتا! قال سفيان: قلت: فلعله قال قبل أن يبني".
/// والمناسبة والعلاقة بين "الباب وما تضمَّنه من الأحاديث" و"كتاب الاستئذان" ظاهرةٌ لي -والله أعلم- من جهة: أنَّه بتتبُّع أبواب وأحاديث هذا الكتاب يتبيَّنُ أنَّه مشتملٌ على جملة أبوابٍ وأحاديثَ أوردها في أدب الدور والمساكن وما يحصل من لقيا الناس فيها وزيارتهم ومجاورتهم.
وكتاب الاسئذان تالٍ في التَّرتيب من البخاري رحمه الله في صحيحه لكتاب الأدب؛ فكأنَّه بينهما عمومًا وخصوصًا، وكأنَّ الثاني متمِّم للأوَّل ومخصِّص لذكر بعض أفراده.
/// ولعلَّ الفقه الذي قصده البخاري من الباب ههنا منه، وبيان هذا كالآتي:
والإشكال في مناسبة حديث أبي هريرة الذي علَّقه، فله فيه وجهان:
- الوجه الأوَّل: أنَّ فيه أدب بناء الدُّور، وأنَّه ينبغي ترك المباهاة فيه و"التَّطاول" دون حاجة غير المباهاة والإسراف، وهذا بيِّنٌ من حديث ابن عمر التَّالي الذي أورده بعده، إذ علاقة حديث ابن عمر هو التَّزهيد في التعلُّق بالدُّور والتباهي بزينتها وتبذير المال فيها.
/// وينظر في ذلك الفتح لابن حجر (13/ 88) في كتاب الفتن، مع أنَّه قال قبل ذلك في هذا الموضع من كتاب الاسئذان: "وأشار بإيراد هذه القطعة إلى ذم التطاول في البنيان، وفي الاستدلال بذلك نظر! ".
- والوجه الثَّاني -وفيه بُعدٌ أو هو بحديث أبي هريرة وحده خاص-: أنْ يقال إنَّ الناس سيتطاولون في البنيان قبل قيام الساعة، ولا يراعون جانب الأدب والاستئذان المطلوب في البناء أعلى من بناء الجار، فـ (أشار) بالحديث إلى ضرورة ذلك.
/// يتبع إن شاء الله ذكر أبواب أخرى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 10:54]ـ
نفع الله بك شيخنا أبا عاصم.
بمناسبة الاستدراك على كتب تخريج منار السبيل، فإني هذه الأيام أبحث في مسألة (الرد على الزوجين) وقد اشتهر في كتب الفقهاء أن عثمان رضي الله عنه رد على زوج، وهذا الأثر ذكره ابن ضويان في منار السبيل وقال الألباني (لم أقف عليه) ولم يذكره صالح آل الشيخ ولا الطريفي، فهل لك أن تستدرك عليهم وتفيدنا جزاك الله خيرا فإني لم أجده.
قال الحافظ ابن عبدالبر في "الاستذكار" 15/ 486 ط: قلعجي:
(أجمعوا: أنْ لا يُردَّ على زوجٍ ولا زوجة، إلا شيءٌ رُوِيَ عن عثمان:
"لا يصح").اهـ.
وللحافظ ابن عبدالبر كتاب: "الإشراف على ما في أصول فرائض المواريث من الإجماع والاختلاف". فلعله أسند الأثر فيه.
وقد طوَّفت حول مظان إسناد الأثر: فلم أظفر به.
لذا؛ لعل نقل رأي ابن عبدالبر في الأثر: "نقل نفيس" (ابتسامة).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:15]ـ
ما أخبار هذا الكتاب يا عباد الله:
"الإشراف على ما في أصول فرائض المواريث من الإجماع والاختلاف"؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 08:34]ـ
_
/// أورد غير واحدٍ من الأئمَّة في قوله تعالى: ?ومن الذين أشركوا يودُّ أحدُهم لو يعمَّر ألف سنةٍ وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمَّر? بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّه قال: «هو كقول الفارسي (وفي بعض المصادر: الأعاجم): ده هزارسال، يقول: عشرة آلاف سنة». وألفاظهم فيه متقاربة.
/// وقد رأيت في غير مصدرٍ كتابة هذه اللَّفظة خطأ.
إذ كُتِبت في بعضها: «زه» بالزاي المعجمة.
وفي بعضها: «ذه» بالذال المعجمة.
وفي بعضها: «هزارسال»، بجعلها كلمة واحدة.
وفي بعضها: «هز_ارسال» بجعل «هز» كلمة و «ارسال!» كلمة أخرى ..
وكل هذا غلطٌ.
/// والصَّواب أنَّ الجملة تنطق في الفارسية (حتى المعاصرة) هكذا: «دَهْ_هَزار_سآل»، فهي ثلاث كلمات فارسيَّة، «دَهْ» أو «دَآهْ» بمد يسير، يعني: عشرة، و «هزار» أو «هَزُوْر» بالألف الممالة يعني: ألف، و «سال» أو «سَوُل» بالألف الممالة أيضًا، يعني: سنة.
/// ورأيت كذلك في غير مصدرٍ من المصادر تفسيرها بألف عام، والصَّواب بالترجمة الدقيقة: عشرة آلاف عام.
/// والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدسى]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 09:30]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 05:53]ـ
/// وإيَّاك ..
/// أثر عمر بن عبد العزيز: «أنَّه كان إذا وُلِد له ولدٌ أذَّن في أذنه اليُمنى، وأقام في اليُسرى».
/// قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 149): «لم أره عنه مسندًا، وقد ذكره ابن المنذر عنه».
/// وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/ 392): «غريبٌ عنه».
/// التعقُّب: قد رأيته مسنداً؛ فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنَّفه (4/ 336) من طريق ابن أبي يحيى عن عبدالله بن أبي بكر «أنَّ عمر بن عبدالعزيز كان إذا ولد له ولد أخذه كما هو في خرقته فأذَّن في أذنه اليُمنى، وأقام في اليُسرى، وسمَّاه مكانه».
/// قلتُ: شيخ عبدالرزَّاق (ابن أبي يحيى) إن كان إبراهيم فهو متروك الحديث.
والله أعلم.(/)
تمييز أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم الواجبة من المستحبة!!
ـ[معاند]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 06:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل)
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (حفوا الشوارب و أرخوا اللحى).
السؤال: كيف نميز وجوب أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم من استحبابها؟
في الحديث الأول هل يقتضي أمره فيه بوجوب القيلولة؟
و في الحديث الثاني هل يقتضي أمره فيه وجوب إعفاء اللحية؟
أرجو التوضيح ..
في حفظ الرحمن
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل من باب المدارسة وليس الفتوى
ما أعرفه أن الأصل في الأمر أنه للوجوب
ولايجوز صرفه عن الوجوب إلى الندب إلا بدليل أو قرينة
ولما كان النوم من الجِبِلِّيَّات التي لا يرد عليها الوجوب
كان النوم وقت القيلولة - والله أعلم - مستحباً مخالفةً للشياطين
بخلاف الأمر بإرخاء اللحية وإعفائها فهو أمر متكرر مطلق ليس معه ما يدفعه عن الوجوب
وأستغفر الله لي ولكم
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 01:51]ـ
ما أعرفه أن الأصل في الأمر أنه للوجوب
ولايجوز صرفه عن الوجوب إلى الندب إلا بدليل أو قرينة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 03:25]ـ
حتى يأتي المشايخ نتطفل قليلا: فالأمر يفيد الوجوب مالم تصرفه قرينة إلى الندب ومن هذه القرائن أن يكون الأمر في باب الاّداب كالأمر بالأكل باليمين ونحو ذلك وذها هو قول جمهور العلماء خلافا للظاهرية.
أما ما ذكرت من أمثلة فالحديث الأول - مع ضعفه - فإنه يفيد الاستحباب؛ لأن ذلك في باب الاّداب، والحديث الثاني الأصل أيضا أن يفيد الاستحباب، لكن هناك قرائن في اللحية جعلت جمهور العلماء يقولون بالوجوب منها كثرة الأمر بذلك والمفاسد التي في حلقها كالتشبه بالنساء والمرد وتقليد الكفار ونحو ذلك.
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 03:26]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ محمد العبادي وفقه الله ما ذكرته من المثال أن الأكل باليمين مستحب وليس بواجب
قال ابن حجر:قال النووي أجمع العلماء على استحباب التسمية على الطعام في أوله وفي نقل الإجماع على الاستحباب نظر إلا أن أريد بالاستحباب أنه راجح الفعل وإلا فقد ذهب جماعة إلى وجوب ذلك؛وهو قضية القول بإيجاب الأكل باليمين لأن صيغة الأمر بالجميع واحدة قوله: وكل بيمينك ومما يليك.
قال شيخنا في شرح الترمذي: حمله أكثر الشافعية على الندب وبه جزم الغزالي ثم النووي لكن نص الشافعي في الرسالة وفي موضع آخر من الأم على الوجوب.
قلت: وكذا ذكره عنه الصيرفي في شرح الرسالة ونقل البويطي في مختصره أن الأكل من رأس الثريد والتعريس على الطريق والقرآن في التمر وغير ذلك مما ورد الأمر بضده حرام.
ومثل البيضاوي في منهاجه للندب بقوله صلى الله عليه وسلم:كل مما يليك وتعقبه تاج الدين السبكي في شرحه بأن الشافعي نص في غير موضع على أن من أكل مما لا يليه عالما بالنهي كان عاصيا إثما.
قال:وقد جمع والدي نظائر هذه المسألة في كتاب له سماه كشف اللبس عن المسائل الخمس ونصر القول بأن الأمر فيها للوجوب قلت- القائل ابن حجر -: ويدل على وجوب الأكل باليمين ورود الوعيد في الأكل بالشمال ففي صحيح مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأكل بشماله فقال: كل بيمينك قال: لا أستطيع قال: لا استطعت فما رفعها إلى فيه بعد.
وأخرج الطبراني من حديث سبيعة الأسلمية من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى سبيعة الأسلمية تأكل بشمالها فقال أخذها داء غزة فقال أن بها قرحة قال وأن فمرت بغزة فأصابها طاعون فماتت وأخرج محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين نزلوا مصر وسنده حسن.
وثبت النهي عن الأكل بالشمال وأنه من عمل الشيطان من حديث ابن عمر ومن حديث جابر عند مسلم وعند أحمد بسند حسن عن عائشة رفعته:من أكل بشماله أكل معه الشيطان الحديث.
الفتح (9|522)
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث ابن عمر الذي أشار إليه ما جاء في صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.
ومثل هذه الأحاديث لا يقاومها القول بالاستحباب.والله أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 03:54]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل عبد الباسط، وهذا بحث جيد في مسألة الأكل باليمين
أريج النسرين في حكم الأكل باليمين
بقلم/ سيف بن علي العصري (ما جستير في الفقه جامعة الإيمان - اليمن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً نستجلب به كل نعمة، وندفع به كل نقمة، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير .. أما بعد:
فهذا تحرير لأقوال أهل العلم في مسألة الأكل باليمين، مع بيان الدليل والتعليل والله أرجو أن يكون هذا الجزء نافعاً مفيداً، فأقول:
اتفقت المذاهب الأربعة المتبوعة على أن الأكل باليمين من الآداب وليس من الواجبات، وذهب ابن حزم في آخرين إلى وجوب الأكل باليمين استناداً لظاهر الأخبار.
حكاية أقوال المذاهب الأربعة:
مذهب الحنفية:
قال الإمام ابن نجيم الحنفي (1/ 30): المواظبة لا تفيد السنية إلا إذا كانت على سبيل العبادة، وأما إذا كانت على سبيل العادة فتفيد الاستحباب والندب لا السنية، كلبس الثوب والأكل باليمين. ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على التيامن كانت من قبيل الثاني – أي العادة - فلا تفيد السنية، كذا في شرح الوقاية، وكذا قال في السراج الوهاج: إن البداءة باليمنى فضيلة على الأصح. اهـ
مذهب المالكية:
قال العلامة النفراوي في الفواكه الدواني: (و) الآداب المقارنة أن (تتناول) المأكول والمشروب (بيمينك) على جهة الندب لخبر: {إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله}.اهـ
والقول بندب الأكل باليمين هو المنصوص عليه عند المالكية في مختصر خليل، وشروحه، بل في عامة كتب المذهب.
المذهب الشافعي:
قال الإمام الشربيني في مغني المحتاج (4/ 412): ويكره نفض يده في القصعة والشرب من فم القربة، والأكل بالشمال والتنفس والنفخ في الإناء ... الخ.
وهذا هو المنصوص في كتب المذهب كأسنى المطالب لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وتحفة المحتاج للإمام ابن حجر الهيتمي وغيرهم.
مذهب الحنابلة:
قال الإمام ابن قدامة في المغني (7/ 222): تستحب التسمية عند الأكل، وأن يأكل بيمينه مما يليه، لما روى عمر بن أبي سلمة قال: {كنت يتيما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك}. متفق عليه. اهـ
وقال الإمام المرداوي في الإنصاف (8/ 327): وتستحب التسمية عليهما، والأكل باليمين. ويكره ترك التسمية والأكل بشماله إلا من ضرورة، على الصحيح من المذهب. وعليه جماهير الأصحاب. وذكره النووي في الشرب إجماعا. وقيل: يجبان. اهـ
القائلون بوجوب الأكل باليمين، وحرمة الأكل بالشمال
ذهب إلى ذلك الظاهرية واختاره الإمام ابن العربي المالكي كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح، واختاره أيضاً الإمام تقي الدين السبكي من الشافعية، حكى عنه ذلك ولده الإمام التاج السبكي، وكلام الإمام العراقي في شرح الترمذي يميل إليه.
واستدل من قال بالوجوب بما في الصحيحين من حديث عمر بن أبي سلمة وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكل بيمينك. والحديث متفق عليه.
وبما رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تأكلوا بالشمال، فإن الشيطان يأكل بالشمال.
وبما رواه مسلم وأحمد وغيرهما عن سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال صلى الله عليه وسلم: كل بيمينك. قال: لا أستطيع. قال: لا استطعت. ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه.
وقالوا إن في الأحاديث ثلاث دلالات تفيد الوجوب:
الأولى: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأكل باليمين، والأمر يفيد الوجوب.
الثانية: أن الأكل بالشمال تشبه بالشيطان.
الثالثة: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه، إذْ لو كان الأكل باليمين سنة لما ناسب الدعاء عليه بسبب تركها.
ورد الجماهير من العلماء على ذلك بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأمر: فإن الأصوليين ذكروا من صوارف صيغة الأمر عن الوجوب إلى الندب، أن يكون الأمر واردًا في باب الأدب، كقوله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237]، ومثَّل له العلماء أيضًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (كل بيمينك، وكل مما يليك). ولا شك أن الأكل باليمين داخل تحت الأدب.
قال الإمام ابن عبد البر في الاستذكار (5/ 288): وأصل النهي أن تنظر إلى ما ورد منه وطرأ على ملكك أو على ما ليس في ملكك، فما كان منه وارداً على ملكك فهو يمين آداب وإرشاد واختيار، وما طرأ على غير ملكك فهو على التحريم، وعلى هذا ورد النهي في القرآن والسنة.
ثم قال: والاستنجاء باليمين دون الشمال والأكل بالشمال دون اليمين .. فهذا كله وما كان مثله نهي أدب وإرشاد لأنه طرأ على ما في ملك الإنسان، فمن واقع شيئًا من ذلك لم يحرم عليه فعله. اهـ
وأما التشبيه بالشيطان فلا يفيد الحرمة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن المجلس بين الظل والشمس مجلس الشيطان. رواه أحمد.
وأخبرنا صلى الله عليه وسلم في أمر القيلولة بقوله: قيلوا فإن الشيطان لا يقيل. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه بعض المحدثين بتعدد طرقه وإن ضعفه البعض الآخر.
وفي سنن ابن ماجه: وليعط بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله. قال المنذري: إسناده صحيح. وصححه المناوي.
ولا أعلم قائلاً بوجوب القيلولة، والجماهير من العلماء على عدم وجوب المناولة باليمين، إلى غير ذلك.
وأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من أكل بالشمال، فقيل في الجواب عنه أجوبة من ذلك:
الجواب الأول: أ ن الرجل كان منافقاً، بدليل رده أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرًا واستعلاءً، فالدعاء عليه لنفاقه الباعث له على التكبر على حكم الشرع. جزم بذلك القاضي عياض.
ويتفق أهل العلم و النظر على أن من ترك سنة من سنن الشريعة تكبراً عليها، وازدراء لها أنه قد انحط إلى دركة بعيدة، ولا يكون حاله كحال من ترك سنة من السنن تكاسلاً وتفريطاً.
الجواب الثاني: أن الدعاء عليه لمخالفة الحكم الشرعي عمومًا، جزم بذلك الإمام النووي، ولا يلزم أن يكون الدعاء على ترك الواجبات أو فعل المحرمات.
الجواب الثالث: أن الدعاء عليه لكبره. قال المناوي في فيض القدير: ودعاؤه على الرجل إنما هو لِكِبْرِهِ الحامل له على ترك الامتثال. اهـ كما هو مبين في قول الراوي: (ما منعه إلا الكبر)، ولا يلزم على هذا الجواب أن يكون الرجل منافقاً، إذ الكبر كبيرة لا تخرج صاحبها من الإسلام.
تنبيه: نصُ الشافعي رضي الله عنه على إثمِ من ترك الأكل مما يليه محمولٌ على حالة يتأذى فيها الأكلة بذلك، كما نص على ذلك الإمام جلال الدين المحلي في شرح جمع الجوامع.
والله من وراء القصد
حرر بتاريخ 12/ جمادي الأولى/ 1424هـ
12 - 07 - 2003
ـ[معاند]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 11:57]ـ
شكرا لكل من علق على الموضوع .. الإخوة الأكارم يبدو أن الموضوع أخذ منعطفا جديدا و هو حكم الأكل باليمين .. و من أراد النقاش في مثل هذا الموضوع فليتفضل مشكورا غير مأمور بأن يفتح موضوع جديد ..
سؤالي إذا سمحتم ..
ما أعرفه أن الأصل في الأمر أنه للوجوب
ولايجوز صرفه عن الوجوب إلى الندب إلا بدليل أو قرينة
ما هو الندب؟ و ما هي القرينة؟
زادكم الله علما ورفع قدركم.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 09:50]ـ
..
سؤالي إذا سمحتم ..
ما هو الندب؟ و ما هي القرينة؟
زادكم الله علما ورفع قدركم.
الندب - أخي الفاضل - هو الاستحباب ويعني: طلب الشارع للفعل والحث عليه بحيث يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه
كالأمر بصلوات النافلة مثلاً والأمر بالنوم في القيلولة فالنائم استجابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم مثاب إن شاء الله ومن لم ينم القيلولة فلا حرج عليه
وأما القرينة فهي العلامة أو الدليل يشير إلى المقصود أو يدل على الشيء
ومثال ذلك الأمر بالوتر، في قوله صلى الله عليه وسلم:
يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر.
فقد ثبتت القرينة المفيدة لصرفه عن الوجوب حيث دل حديث آخر على أن الصلوات لا يجب منها غير الخمس،
وذلك في حديث الرجل الذي جاء يسأل عن الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع.
فهذا نص في أنه لا يجب من الصلوات غير الصلوات الخمس لا وتر ولا غيره.
وبارك الله فيكم(/)
نصيحة إلى كتاب المنتديات
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 02:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة إلى كتاب المنتديات
هذه نصيحة أسداها سماحة العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ لكتَّاب صحيفة ’’البصائر‘‘ ـ لسال حال جمعية العلماء بالجزائر ـ رأيتُ من المناسب إيرادها هنا ـ إفادةً لإخواني في المنتديات ـ عسى أن ينفعنا الله بها، و على الله قصد السيبل.
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ:
((أمَّا أقلام كتَّاب ’’البصائر‘‘ فيجب أن تشرح الحقائق الكلية من دينية و علمية، و تبيِّن الحق بدلائله و شواهده، و تُسميه باسمه، و تشرح الباطل و تفضحه بشبهاته و أوهامه بما نعهده فيها من نصرة الحق و الغضب له، و لكن يجب أن تسمو عن النبذ و التلويح، و فرق بين أسلوب في الكتابة و أسلوب، و معرض للكلام و معرض.
و ليعلم من لم يكن على بصيرة من أمرنا أنَّنا لا ندعو إلاَّ إلى الله و دينه و نبيِّه و سنة و نبيِّه و هدي السلف الصالح من أمته.
و أننا لا ننكر على أحد لذاته أو اسمه أو شهرته؛ و إنما ننكر على المبطل باطله أو وقوفه في طريق الحق.
و لو أنصف خصومنا لعلموا أنَّ إنكارنا عليهم هو دليل أخوتنا لهم، بل دليل صدقنا في هذه الأخوة، فلو لم يكونوا إخواننا في الدين لما أنكرنا عليهم ما أنكره الدين، و أنَّ الدين الذي أوجب علينا أن نُنكر المنكر يُوجب عليهم الفيئة إلى الحق، و يُوجب علينا جميعاً التحاكم إلى كتاب الله و سنة نبيِّه و الرضا بحكمهما و التسليم لهما و الرجوع إلى سبيلهما الجامعة، و قد دعوناهم إلى هذا و لا نزال ندعوهم، و نسأل الله لنا التوفيق و الإخلاص في الدعوة و لهم الهداية و التوفيق للإنصاف، و لا نيأس من روح الله ((إنَّه لا ييأس من روح الله إلاَّ القوم الكافرون)).
إننا لا نُريد التضييق عليكم ـ أيها الكتَّاب الكرام ـ و إنما نريد إلفاتكم إلى الميادين الفسيحة و المراعي الخصيبة و توجيهكم إلى ناحية التفكير العميق و البحث المنتج، فأمامكم من المواضيع ما تنفد الأعمار و لا ينفد.
أمامكم حقائق الدين و فضائله، و آداب الإسلام و حكمه فاشرحوها و بيِّنوها.
و أمامكم السنن الميِّتة فأحيوها نشراً و نصراً كما أحييتموها علماً و عملاً، و ارفعوا أصواتكم بلزوم إحيائها.
و أمامكم مباحث التاريخ الإسلامي و عبره و عظاته و سير أمجاده فأحيوها تَحيوا بها و تُحيوا ...
أمامكم أمراضنا الاجتماعيّة و جوائحنا النفسيّة و الخُلقيّة التي حجبت عنَّا وجه الحياة، و أخفت علينا مسالكه فشرِّحوا الداء و بيِّنوا الدواء، و مزِّقوا الجلابيب التي أضفاها الجهل على عقولنا فلم تفقه معنى الحياة.
أمامكم العلم بآفاقه المتَّسعة فبيِّنوا و رغِّبوا و أهيبوا الغافلين عنه و المتخلفين عن ركبه أن يشمِّروا و يُسارعوا و أن يتمسَّكوا بأسبابه و يأخذوه عن أقطابه.
أمامكم اللغة و علومها و آدابها فابحثوا و نقِّبوا و احدوا ركابها و طربوا، و اسعوا لبيان فضلها سعيكم لتعليمها، و أشربوا قلوب أولاد هذه الأمة: أنه ما غرَّد بلبل بغير حنجرته.
أمامكم العلم و الدين و إذا قلنا لكم العلم و الدين فقد قلنا لكم قليلاً و دللناكم على كثير ...
و الإحسان الإحسان ـ أيها الكتَّاب الكرام ـ فلا تكتبوا إلاَّ فيما تُحسنون موضوعه.)) اهـ.
’’الآثار‘‘ (1/ 210 - 211).
ـ[أبو رزين]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:15]ـ
ماشاء الله ..
بارك الله فيك.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 05:55]ـ
وفيكم بارك الله ...
ـ[عبدالله الفياض]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 06:20]ـ
جزيت الجنة أخي الفاضل ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 06:56]ـ
و إياك أخي المحب ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 08:39]ـ
أخي الحبيب ما أجمل فوائدك فريدة مثل اسمك
جزاك الله خيرا، ورحمه الله العلامة محمد البشير
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 09:00]ـ
الأخ الفاضل آل عامر: شرف لي مرورك و تعليقك، جزاك الله عني خيراً ...
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:41]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 06:23]ـ
للرفع بارك الله فيكم ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 06:05]ـ
يرفع للفائدة ...(/)
المال والبنون
ـ[أم عاصم]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت في القرآن الكريم في الآيات ذكر المال والبنون مقترنة دائماً. فهل يعرف أحد السر في ذلك؟ وهل هناك مراجع خاصة بهذا الأمر؟
كذلك نلاحظ دائماً تقديم ذكر المال على البنين؟ هذه أسرار لغوية أو إعجازية؟ الله أعلم
من عنده الجواب يتكرم بغفادتنا وجزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.islamiyyat.com/lamasat-questions4.htm
سؤال 97: ما سر تقديم المال على البنون في قوله تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف)؟
المال والأنفس والمال والبنون دائماً المال مقدم على البنين وعلى الأنفس. يتقدم ذكر المال على الأولاد وعلى الأنفس حيث وردا مجتمعين في القرآن الكريم والسبب في هذا لأن المال أظهر من الأولاد. يعني قديماً كان مال فلان يُرى: الأغنام والإبل وما أشبه ذلك والمال يمكن أن يفخر به الإنسان وقد لا يفخر بأولاده فقد يكونا سيئين بحيث لا يستحقون أن يفتخر بهم. والمال هو الزينة أكثر من الأولاد (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) زينة المال أظهر من زينة الأولاد وأوضح للناس والمجتمع: يرون المركب الفاره والقصر المنيف يرونه أكثر من رؤية الأولاد. لكن في موضع واحد وهذا يقتضي أن يُسأل عنه وهو الآية 111 في سورة التوبة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)) قدّم الأنفس وسببه واضح لأن التعامل هنا مع الله ومع الله عز وجل وهذا ينبغي أن يقدّم الأسمى. تقديم المال في آية الكهف ليس لأنه أسمى ولكن لأنه أظهر وأوضح أما في التعامل مع الله تعالى لا بد أن يقدم النفس. لا شك أن المناسب لما إشترته الله سبحانه وتعالى لما كان قد وهبه إبتداءً أن يقدم الأعلى (الأنفس). حيثما ورد المال والأنفس يتقدم المال لأنه أظهر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 05:40]ـ
قال الشيخ المبارك/ صالح بن عواد المغامسي وفقه الله تعالى في برنامجه: " محاسن التأويل ":
(فإن الله جل وعلا ذكر في صدر الآية أن المال والبنين من أعظم العطايا التي تعطي بالدنيا - وأنا قلت (البنين) لأني عطف على المال ولأنها منصوبة , لم أقْلها حكاية عن القرآن حتى تتنبه يعني ليس خطأ في القراءة – قال الله {الْمَالُ وَالْبَنُونَ} البنون والمال كلاهما من زينة الدنيا باتفاق , لكن لماذا قدم المال؟.
قدم الله المال لأن المال يتعلق به كل أحد , يتعلق به نفس كل أحد بخلاف البنين لا يتعلق قلب كل أحد هذا واحد.
الأمر الثاني أن الإنسان إذا كان كثير المال ولا أبناء عنده , فلا يقال عنه أنه شقي , شقاوة دنيوية , لكن من كان عنده كثرة أبناء ولا مال له فيعتبر فيه نوع من الرقة الحال وكثرة العيال وشقاوة المرء في دنياه من حيث الجملة لا من حيث .. قضاء الله وقدره ,
لهذا قدم الله جل وعلا المال , وأن كان حب الأبناء في النفس مقدم على حب المال , لكن هذا الذي من أجله قدم ذكر المال
فذكر الله أثنين من زينة الدنيا , وذكر الزينة يدل على أن هناك شيء من الضروريات غير الزينة , لأن الله قال {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا} والمعنى أن ما على غير ماذا؟ غير الأرض , فلما قال جل وعلا {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَة} دل على أن هناك أشياء ألصق بالإنسان غير ماذا؟.
غير المال والبنين , وهي جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله [من أصبح معافى في بدنه أمناً في سربه عنده قوت يومه , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها].
هذا لا يعد زينة , قوت اليوم الواحد , ولا الأمن في الديار ولا المعافاة في الأبدان , هذه من أعظم النعم , لكنها تعين على طاعة الرب تبارك وتعالى , فإن رزق الإنسان مع هذه الثلاث مالاً وبنينا فقد أتم الله عليه نعمة الدنيا , فما بقي عليه إلا أن يجعلها طريقاً للآخرة) أ. هـ.
http://almajd.islamacademy.net/showthread.php?t=39393
ـ[أم عاصم]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 01:52]ـ
جزاكم الله خيراً على مروركم وإجاباتكم الرائعة وفقكم الله وجعل أعمالكم في موازين حسناتكم(/)
الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:48]ـ
الأوهَام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام
إعداد
مصطفى بن قحطان الحبيب
الحمد لله وكفى، وسلام على عبده المصطفى، وبعد:
فإن من منة الله على هذه الأمة أن بعث فيها نبيها المصطفى رحمة لهذه الملة، ومن رحمته ومزيد فضله أن جعل علماءها وأعلامها هم ورثة الأنبياء، وهم الذين يحملون هذا العلم حتى صح قول من قال: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين».
وقد ألفت كتب ورسائل لتعرف الناس بأعلام الأمة وعلمائها، ذاك أن الأمم لا بد لها من أن تعرف تاريخ عظمائها؛ ليكونوا منارًا لمن بعدهم، وسيرهم هديًا لأجيالهم، وأثناء مسيرتي العلمية لاحظت أن هناك مشاكل تشكل على طلبة العلم، بل وعلى الجيل المسلم، وقد يتجاوز الأمر إلى بعض المحققين، وإن كانت هذه الإشكالات تتفاوت من طبقة إلى طبقة، فنحن نىر أن طلبة العلم الشرعي الذين يميزون أكثر المتشابه والمشكل قد يقعون في بعض منه، والأمر في ظني يعود إلى سعة الاطلاع، وقوة الطلب العلمي، ودقته، والإشكال الذي أعني هنا هو الاشتباه الحاصل في تشابه أسماء العلماء والأعلام في الاسم والرسم.
إنَّ اختلاط أسماء الأعلام بعضهم ببعض يمثل مقوقًا في فهم أشياء كثيرة في العقيدة، والفقه، والسلوك، والتاريخ، وغير ذلك، والمتطلع إلى ما تحويه المكتبة الإسلامية يجد إشكالًا واضحًا يواجه الجيل المسلم في إدراك حقيقة هذا العَلم أو العالم، وهذا الوهم لا يشمل الكُتاب المسلمين وعامتهم، بل امتد إلى أهل العلم، والمتطفلين على أهل التحقيق والمتعالمين.
والذي دفعني لكتابة هذا المقال أن لي مع كل علم من الذين سأذكرهم في هذه العجالة السريعة قصة إما كتاب، أو طالب علم، أو محقق. وما سأذكره ينبئ القارئ الكريم عن حجم الضعف العلمي والثقافي لهذه الأمة، وابتعادها عن سير علمائها، بل ويريك بونًا شاسعًا بين عامة أهل الدين، والإيمان، وأعلام أمتنا المجيدة.
وإليك أمثلة بسيطة لذلك، فقد حاول جمع من كتاب أهل البدعة والباطنية أن يخلطوا على أهل الحق، مستخدمين تشابه الأسماء، فهذا الكاتب المصري المعروف أحمد أمين صاحب كتاب «ضحى الإسلام»، و «فجر الإسلام»، و «بدأ الإسلام» اختلط على البعض بكاتب رافضي خبيث –أحسبه من أهل لبنان- يدعى أحمد أمين أيضًا، وهو صاحب كتاب «التكامل في الإسلام»، وللرافضة تاريخ قديم بذلك فقد دسَّ أهل الضلالة كتابًا يدعى «الإمامة والسياسة»، ونسبوه زورًا إلى خطيب أهل السنة والجماعة الإمام ابن قتيبة الدينوري، والكتاب كما هو معروف محشو بذم الصحابة، وإثارة الخلاف بينهم، وقد انبرى جمع من الكتَّاب لبيان بطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة، وكما قال المثل: حبل الكذب قصير.
ومثال آخر: هو اشتباه الأديب المحقق محمود شاكر مع أستاذ التاريخ محمود شاكر، والأول هو شقيق العلامة أحمد محمد شاكر، وقد اشترك مع أخيه في تحقيق كتب جمة، والثاني هو صاحب الكتاب المشهور «تاريخ الإسلام» وغيره.
ومثال ثالث: اشتباه اسم الشيخ ابن عثيمين بالمحقق المشهور عبد الرحمن بن عثيمين.
والاشتباه مداره على أشياء كثيرة، نذكر بعضًا منها:
1 - اشتباه سببه اللقب، أو اسم الشهرة.
2 - تطابق الاسم واسم الأب، وأحيانًا حتى الجد.
3 - الاشتباه بين الأب والابن، وقد قرأت مرارًا كتب تترجم للعلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله ويُوضع في ترجمته كتاب «الاختيارات لفتاوى شيخ الإسلام» وتنسبه لابن القيم، وهو لابنه برهان الدين. وكذا الإمام الحافظ أبو داود وابنه فلا يزال المترجمون ينسبون كتب الأب للابن، والابن للأب. والأمثلة في ذلك كثيرة.
4 - الاشتباه الحاصل من رسم الكلمة، ومثاله الهيثمي (بالثاء)، والهيتمي (بالتاء)، وسبب هذا الخطأ النسخ، والنسَّاخ، والمطابع، وضعف التصحيح في المطبوعات الحديثة.
5 - عدم التنبيه من قبل أهل العلم، وأساتذة الجامعات، والمشايخ على الأوهام الحاصلة، وقد اهتم أهل الحديث سابقًا بتبيين ذلك، وخاصة في أسماء الرواة، وهذا علم اندرس، والحاجة اليوم ماسة مع انتشار الحس الثقافي للفرد والأمة، وأعني: بالثقافة الثقافة الإسلامية.
من أجل هذا وغيره توكلت على العزيز الرحيم، واستمدت العون من ربي، وسألته أن يفتح لي في أن أكتب الأسماء والأعلام الذين حصل فيهم لبس معين، أو قد يحصل.
وقد جمعت عددًا لا بأس فيه إلا إنني بدأت بمجموعة مهمة، وسأكملها بعد حين في أعداد قادمة. وقد أهملت بعض التشابه بالألقاب؛ وذلك لعدم شهرة المشتبه به. فإدراجه في مقالنا هذا يولد إشكالًا جديدًا على القارئ اللبيب ... وعسى ربي أن ينفع به أهل العلم، وعامتهم، ويقبله مني –آمين- وصلى الله على سيد المرسلين (1 ( http://www.alukah.net/majles/newthread.php?do=postthread&f=3#_ftn1)).
--------------------------------
(1) ملاحظة: جميع السنين المكتوبة بالتاريخ الهجري فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:56]ـ
1 - السبكي (تقي الدين)
علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن تقي الدين، لقب بشيخ الإسلام، وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات، وتميز ببغضه لشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم. فكتب في الرد على شيخ الإسلام كتاب «شفاء السقام في زيارة خير الأنام»، والذي سماه في أول الأمر «شن الغارة على من أنكر الزيارة»، ورد عليه ابن عبد الهاديفي «الصارم المنكي في الرد على البكي»، وألف رسالة في الرد على شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم في قضية فناء الجنة والنار. وكذا رد على نونية ابن القيم بكتاب سماه «السيف الصقيل». ولد سنة (683) في «سُبك» من أعمال المنوفية في مصر، وتفصيل حياته ذكرها ابنه صاحب الطبقات. توفي سنة (756)
(«طبقات الشافعية»: (6/ 146)، «حسن المحاضرة»: (1/ 177)).
2 - السبكي (تاج الدين)
عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي أبو نصر قاضي القضاة، لقب بتاج الدين، مؤرخ، باحث، ولد في القاهرة وانتقل إلى دمشق. ولادته سنة (727) من مؤلفاته «طبقات الشافعية»، و «معيد النعم»، و «جمع الجوامع» في أصول الفقه، كلها مطبوعة. توفي سنة (771) ((«الدر الكامنة»: (2/ 425)، «حُسن المحاضرة»: (1/ 182))).
3 - السبكي (بهاء الدين)
أحمد بن علي بن الكافي السبكي، أبو حامد الملقب ببهاء الدين. ولد سنة (719)، وولى قضاء الشام سنة (762)، ثم قضاء العسكر في الشام، مات مجاورًا لمكة سنة (763). من مؤلفاته المطبوعة «عروس الأفراح» شرح تلخيص المفتاح ((«الدر الكامنة»: (1/ 210)، «البدر الطالع»: (1/ 811))).
4 - السبكي (المعاصر)
محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب السبكي فقيه مالكي معاصر، تعلم بالأزهر ودرس فيه. أسس الجمعية الشرعية، ولد سنة (1274). وتوفي سنة (1352)، الموافق (1933) ميلادي. من كتاباته «الدين الخالص» في ستة أجزاء مطبوعة، وله شرح سنن أبي داود مطبوع منه أجزاء ((«الأعلام»: (7/ 186))).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:59]ـ
1 - الآلوسي الكبير (أبو الثناء)
محمود بن عبد الله الحسين الآلوسي الملقب بشهاب الدين أبو الثناء، مفسر، محدث، أديب، يعتبره البعض من المجددين، وهو من أهل بغداد تقلد الإفتاء ببغداد، فعزل فانقطع للتأليف. سافر خلال حياته للآستانه عاصمة الدولة العثمانية، وبقي هناك قرابة السنتين، وهو صاحب التفسير المشهور المعروف بـ «روح المعاني»، وغيره من المؤلفات الجليلة. ولد سنة (1217)، وتوفي سنة (1270)، وقبره ببغداد ((«أعلام العراق» لمحمد بهجت الأثري صفحة: (21))).
2 - الآلوسي (نعمان)
نعمان بن محمود بن عبد الله أبو البركات الآلوسي، وهو ابن أبو الثناء، واعظ، فقيه، باحث، من أعلام الأسرة الآلوسية. ولد سنة (1252)، وزار مصر في طريقه إلى الحج سنة (1295)، وذهب إلى الأستانة، ولقب برئيس المدرسين، واشتهر في كتابه البديع «جلاء العينين في محاكمة الأحمدين» ((والمقصود بالأحمدين: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، وأحمد بن حجر الهيتمي، والكتاب دفاع علمي جليل القدر عن شيخ الإسلام))، و «الآيات البينات في حكم سماع الأموات عند الحنفية السادات» الذي طبع بتحقيق الشيخ الألباني. توفي ودفن ببغداد سنة (1317) ((«أعلام العراق»: صفحة (57 - 61)، «المسك الأذفر» لأبي المعلي الآلوسي: صفحة (51))).
3 - الآلوسي (أبو المعالي)
محمود شكري بن عبد الله بن شهاب الدين محمود الآلوسي حفيد الآلوسي الكبير الملقب أبو المعالي، عالم، وأديب، ومؤرخ، ومن الدعاة البارزين للإصلاح في العراق. ولد في بغداد سنة (1273)، وهو صاحب المصنفات الجليلة ومنها: «بلوغ الأرب في أحوال العرب»، «غاية الأماني في الرد على النبهاني»، «مختصر التحفة الاثنا عشرية»، «تاريخ نجد». توفي في بغداد سنة (1342)، ((«أعلام العراق»، «الأعلام»: (7/ 172).
ملاحظة: من المؤسف أن الآلوسيين لم يحظوا في العالم الإسلامي مع جلالة قدرهم، وسعة علمهم، ونشكر مجلة «الحكمة» الغراء؛ لنشرها حياة العلامة محمود شكري الآلوسي رحمه الله)).
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 09:46]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ وليد على هذا النقل الطيب والموضوع المفيد، واصل بارك الله فيك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 10:23]ـ
نقل موفق فجزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب(/)
الطرق المبتكرة في القسوة بالخطاب والعتاب!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 05:24]ـ
/// الحمدلله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد
/// فإنَّ الطرق والأساليب في خطاب الناس أوالإشارة إليهم كثيرة بالعتاب أوالَّلوم أوالتَّقريع.
ومنها طرق النصيحة أو اللوم، بالشِّدَّة أواللَّين.
/// ومما ينبغي التنبُّه له في هذا المقام أنَّ بعض الأخوة الأفاضل -وكلكم كذلك- لو أرد نصح أخيه بكلام فيه (قسوة) ولا يخلو من (تهمةٍ) لجأ إلى طريقة (العموم المراد به الخُصوص).
/// إما بمزامنة كتابة موضوع ذي صلةٍ بحدث ما.
/// وإما بالتعقيب في موضوع ذي صلة بكلامه الذي يعمِّمه (حتى يسلم من مقص المشرف وتحريره).
وليس هو على باب قول النبيِّ (ص): (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).
فإنَّا لسنا في مدينة كبيرة حتى يقال مثل هذا الكلام، فيخفى مَن المقصود بالكلام! ويقع المراد من النصح والبيان، وإنَّما نحن في منتدىً محصورٌ ومعلومٌ عدد روَّاده وكتَّابه وهيئاتهم.
ومعروف أيضًا (بين الأعضاء) من القاسي في خطابه واللَّين في ألفاظه ((دائمًا)) أو ((أحيانًا)).
/// فحين تكتب مثل هذه المواضيع (للنُّصح) أو (التعريض) بالمزامنة مع ((بعض المواقف)) تتوجَّه الأذهان مباشرة لبعض الناس، المتهمين من البعض بشدتهم في الخطاب، أوقسوتهم في الرَّدِّ.
والحق والإنصاف أنَّ بعض من يوصفون بذلك كذلك، لكن .. ((أحياناً))، وعلى ((بعض الناس)).
/// لكن الأسى ومخالفة الإنصاف أن تتشكَّل صورةٌ بعيد هذه المواقف بأنَّ فلاناً طبعه القسوة والجفاء (مع الجميع)، (ودون مسوِّغ شرعي) و (دائمًا).
/// وعليه .. فعلى الأخ المحب لأخيه أن يكون حريصاً على إصلاح الودِّ، لا إفساده وتعكيره، فيسلك النصح في الخصوص قبل الإعلان في الملأ، وهذا لو كانت التهمة (بالتعميم والمداومة) صحيحة.
/// هذه واحدة فاحفظوها ..
/// وأيضًا .. فإنَّ بعض الأخوة يتهم أخاه بعموم القسوة وسوء الخلق (إطلاقاً) أو (كثيرًا) في التعامل مع إخوانه كلهم، ثم يأتي فيقع هو فيما هو أنكى.
ألا وهو .. الشِّدَّةُ في مناصحته بحسن الخلق؛ فيصفه بأنَّه سيء الخلق، أومتكبِّر ... الخ؛ من الأوصاف الخارجة أيضاً عن حدود الأدب الذي ندعو إليه جميعاً، ونسأل الله أن يرزقناه على الدَّوام.
سواءٌ اكان ذلك النصح الشديد مباشرةً وعلانيةً، أو بالطريقة المبتكرة المتقدم ذكرها من التَّعميم بالمزامنة مع بعض المواضيع أوالحوارات الدَّائرة ههنا.
/// وهذه ثانيةٌ فتأمَّلوها ..
/// والثالثة: أنَّ الخطاب أوالجدال ليست مشروعيَّته محصورةٌ كلُّها بالكلام الهيِّن الليَّن، وعلى الدوام، ومع كل الأنام؛ بل لكل مقام مقال.
/// فمن ابتدأ سوء الخِطاب لأخيه أولمن يحرم عليه ذلك فإنَّه يُباح ردعه بمثله أوبما يناسبه، وقد قال الله تعالى: ((وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولُعِنُوا بما قالوا)).
/// وقال تعالى: ((ولا تجادلوا أهل الكتاب إلَّا بالتي هي أحسن إلَّا الذين ظلمُوا منهم)).
/// وقد قال الله لنبيه (الرؤوف الرحيم بالمؤمنين): ((جاهد الكفَّار والمنافقين وأغلظ عليهم)).
/// ولا يشك فاضلٌ من الأفاضل أنَّ الإنكار الشديد على من يغربُ كثيراً على العلم وأهله، أويقع في بدع الأقوال ولا يتراجع، أو غير ذلك =أمرٌ مشروعٌ لا ممنوع، بل قد يكون علاجًا له ولو بعد أمدٍ، أوكابحًا له عن التعجُّل والاستهتار، أوعبرةً لمن يُوعِظَ بغيره.
/// نعم .. لا شكَّ أنَّ اللِّين أولاً، فالإعراض والإشارة ثانيًا، ثم الإغلاظ ثالثاً.
/// ونعم .. الإعراض والملاينة حلٌّ سهلٌ وطريقة مريحة ومسلك أولى يقدر عليها كلُّ أحد، لكن .. من لهؤلاء؟! من لهم؟!
/// والحكمة من القسوة (أحياناً)، ومع ((بعض الناس)) هي زجره عن معاودة تلك الألفاظ الخارجة عن الأدب وحسن الخطاب، وأنَّه إنْ:
جاء ( .... ) عارضًا رمحه /// /// /// إنَّ بني عمِّك فيهم رِماحوزجره عن الخوض بالمحدثات الغرائب، أو التقحُّم في مضائق العلم بكلامٍ فيه باطل، أوتعالمٍ فاضح.
فقسا ليزدجروا ...
/// وإليكم الرابعة فانتبهوا لها ..
/// من الطرق المبتكرة في الشِّدَّة على الإخوان: التعريض بالدعاء، مثل أن يقال: رزقك الله (يا فلان!) حسن الخلق، والمعنى أنك سيء الخلق، أو شفاك الله؟! والمعنى أنك معتوه!، أو نسأل الله الإخلاص، والمعنى أنك مراءٍ!
أو يذكر حديثاً فيه تعريض، مثل أن يقول: (الحسد يأكل الحسنات)؛ والمعنى أنك (يا فلان) حاسد، أوغير ذلك من الأساليب التي تخفى على أحدٍ.
/// ثمَّ إليكم آخر هذه الطرق وأخسها وضعًا ..
/// إذ من الطرق المبتكرة في الشدة على الإخوان، وإن كان فيها شيء من الجبن وخِسَّة الطَّبع والخور =ما أسمِّيه بـ (ولادة المعرِّفات)؛ وذلك باستخدام الكاتب للمعرِّفات الحادثة، اسمين أو ثلاثة أو أكثر -بحسب الحاجة-؛ لاستخدامه في مثل ما تقدم ذكره من أساليب الثلب وهتك العرض.
/// ومن المضحك المبكي أنَّ هذه المعرِّفات إنَّما تكثر ولادتها (العسرة المفضوحة) عند المحاككة والمحاصصة في بعض المواضيع، مرَّة بفلان الفلاني، ومرَّة بأبي فلان.
/// وقد يتجاوز ذلك فيثني على نفسه ويطريها ويزكِّيها، ويطعن فيمن خالف ((نفسه)) المتواضعة، ثم يشاء الله فضحه في يومٍ من الدَّهر، ويكون من باب: فعجبنا له يسأله ويصدِّقه؟!
/// وقد لا يكون أولئك المواليد الجدد المستترين خلف تلك المعرِّفات جبنًا أصحاب وجوهٍ وألوان في نفس الأمر، ولكن كما قيل: (بئس الرجل لا يُعرف إلَّا وقت الفتنة).
/// فأين كنت عن الإفادة والنُّصح يا (أبا فلان الفلاني) قبل هذا النِّقاش، أبعثك الله الآن لترفع الخلاف وتعيد الأمَّة إلى سلفها التَّليد؟! وبئس الرجل لا يكون إلَّا وقود فتنة وشقاق! ياحسرةً على العباد!
/// وعلى كلٍّ .. فكل الأساليب هي في الحقيقة قسوة؛ لكن القسوة في المخترعات المتقدمة أنكى وأحكم، ومن مقص المشرف أسلم، وفي نفوس الناس أقبل!
/// هذا بيان أردت به البيان، والله يغفر لنا جميعاً ويهدينا إلى سواء الصراط، ويرزقنا حسن الأدب والخطاب، وإليه سبحانه المرجع والمآب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 06:54]ـ
بوركت يا شيخ و بوركت يمينك على هذا البيان الكاشف، وفقنا الله للاستفادة منه ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 09:45]ـ
يقول الامام البربهاري رحمه الله:
{فتح باب المناصحة فتح باب الفائدة , وفتح باب المناقشة اغلاق باب الفائدة}.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عدنان ووفقنا وإياك لكل خير
وهذا الكلام الجميل وغيره من كلام المشايخ والإخوة هنا ينبغي أن يؤخذ منه المقصود ويبعد المرء عن ذهنه تنزيل هذا الكلام على نفسه أو غيره من الإخوة، وإحسان الظن في ذلك فهذا أسلم للصدر وأنفع للمرء في قبول الكلام؛ فإن المرء حينما يظن أنه المقصود بالكلام أو هو تلميح له يكون سبباً في عدم قبوله فالنفس بطبيعتها تكره من يلمزها أو يسيء إليها ظاهرا أو باطناً، والأصل في هذا هو الظاهر، وحتى مع احتمال أن يكون هو المراد فالمتكلم بقصد الإساءة لا يضر إلا نفسه، وهو يتحمل إثم أذية أخيه، والمحظوظ من لم ترد إلى قلبه هذه الخطرات أصلاً، واشتغل بما ينفعه، وتغافل عن كثير من الكلام الذي لا يفيد لا سذاجة ولا غباء ولكن طلبا لمرضاة الله وسلامة للصدر وحفاظاً للود.
قال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
قال أحمد بن إسحاق بن منصور: سمعت أبي يقول لأحمد بن حنبل: ما حسن الخلق؟ قال: هو أن تحتمل ما يكون من الناس.
وحقيقةً إن لم يكن الصلاح والعلم سببا في حفظ اللسان وحفظ حقوق الخلق فماذا عسانا نقول للفاسق والجاهل؟!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 10:03]ـ
كلام جميل من شيخ جليل ,, بارك الله فيكم واجزل لكم المثوبة.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 12:31]ـ
/// /// وعليه .. فعلى الأخ المحب لأخيه أن يكون حريصاً على إصلاح الودِّ، لا إفساده وتعكيره، فيسلك النصح في الخصوص قبل الإعلان في الملأ، وهذا لو كانت التهمة (بالتعميم والمداومة) صحيحة.
/// هذه واحدة فاحفظوها ..
/// وأيضًا .. فإنَّ بعض الأخوة يتهم أخاه بعموم القسوة وسوء الخلق (إطلاقاً) أو (كثيرًا) في التعامل مع إخوانه كلهم، ثم يأتي فيقع هو فيما هو أنكى.
ألا وهو .. الشِّدَّةُ في مناصحته بحسن الخلق؛ فيصفه بأنَّه سيء الخلق، أومتكبِّر ... الخ؛ من الأوصاف الخارجة أيضاً عن حدود الأدب الذي ندعو إليه جميعاً،
/// وهذه ثانيةٌ فتأمَّلوها ..
/// والثالثة: أنَّ الخطاب أوالجدال ليست مشروعيَّته محصورةٌ كلُّها بالكلام الهيِّن الليَّن، وعلى الدوام، ومع كل الأنام؛ بل لكل مقام مقال.
/// فمن ابتدأ سوء الخِطاب لأخيه أولمن يحرم عليه ذلك فإنَّه يُباح ردعه بمثله أوبما يناسبه،
/// وإليكم الرابعة فانتبهوا لها ..
/// من الطرق المبتكرة في الشِّدَّة على الإخوان: التعريض بالدعاء، مثل أن يقال: رزقك الله (يا فلان!) حسن الخلق، والمعنى أنك سيء الخلق، أو يذكر حديثاً فيه تعريض، مثل أن يقول: (الحسد يأكل الحسنات)؛ والمعنى أنك (يا فلان) حاسد،
/// ثمَّ إليكم آخر هذه الطرق وأخسها وضعًا ..
=ما أسمِّيه بـ (ولادة المعرِّفات)؛ وذلك باستخدام الكاتب للمعرِّفات الحادثة، اسمين أو ثلاثة أو أكثر -بحسب الحاجة-؛ لاستخدامه في مثل ما تقدم ذكره من أساليب الثلب وهتك العرض.
/// وعلى كلٍّ .. فكل الأساليب هي في الحقيقة قسوة؛ لكن القسوة في المخترعات المتقدمة أنكى وأحكم، ومن مقص المشرف أسلم، وفي نفوس الناس أقبل!
.
بارك الله فيك أخي الكريم
واسمح لي وقد اختصرتها لعل هناك من يهتم بحفظها ومراعاتها والعمل بما جاء فيها
سلمت يمينك
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 12:45]ـ
الأخ الحبيب والشيخ الكريم عدنان، والله إني لأحبك في اللَّه، فقد وجدت فيك من
الأدب والخلق الجم في قبولك للنقد مع حسن الكلام منك؛ فما رأيتك حادا بل جادا،
وفقك الله،وحَسَّنَ خُلَقَكَ،ورزقك منزلة العلماء الربانيين، هذا ليس مدح فما
نحن للمدح ولا هو لنا، إنما هو ثناء لمن يستحق الثناء.أرشدك الله لكل خير وثبت قلبك على الهداية آمين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 01:16]ـ
/// الإخوة الكرام .. أبوحازم و (ابن رجب) وعاطف الرِّفاعي ... وفَّقهم الله وبارك فيهم
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ونفع بكم
/// الأخ الكريم الحبيب ... أحمد آل عامر .. وفَّقه الله وبارك فيه
///آمين، وأسأل الله أن يأخذ بنواصينا لما فيه خير ديننا ودنيانا وآخرتنا، ومن أعزِّ الأشياء في الدُّنيا مجالسة أقوامٍ يذِّكِّرونك بالآخرة، وتتعلَّم منهم العلم والأدب، أدام الله ذلك الودِّ وصرف عنَّا مكايد الشَّيطان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 10:07]ـ
المشايخ الفضلاسلمكم الله.
تصحيح عبارة البربهاري:
{المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة , والمجالسة للمناقشة إغلاق باب الفائدة}.
المعذرة كنت نقلتها من .... أحسب نفسي حافظ.
إبتسامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 11:53]ـ
/// الشيخ الفاضل الغالي عدنان البخاري، لا حرمك الله الأجر.
/// قرأت ما خطه قلمك، وما جادت به قريحتك، وماذكرت إلا خيرًا، ولا قلت إلا صدقاً، ولكن لي تعليق بسيط على بعض ما قيل لعلك تسمح لي وفقك الله:
أولاً: النقاشات العلمية الجادة هي بضاعة هذا المجلس العلمي، ولا نقبل ببضاعة غيرها، والعلم وتدارسه، والنقاش فيه، وتعلمه، وتعليمه، هو أساس إنشاء هذا الموقع المبارك، ونحن نحاول بقدر المستطاع أن نجعل هذا المجلس العلمي يسير على ما تم التخطيط له مسبقاً، ولكن نجد وللأسف الشديد إخواناً لنا هداهم الله لا يستقر لهم قرار ولا يرتاح لهم بال حتى يعكروا صفو هذا المجلس العلمي، فتجدهم يختارون من المواضيع ما يثير الجدل العميق، ولو أنهم مع مواضيعهم يقبلون الحق ويسلمون للدليل لقلنا: طالبو حق ومريدوه، ولكن تجد النقاش يطول والموضوع يأخذ أكبر من حجمه، ويتشعب والنهاية ماهي؟ لا نهاية! يبقى كلا الطرفين على رأيه، وكأننا لم نفعل شيئاً سوى أن القلوب قد شحنت، والصدور قد أوغرت، فلا بركة في نقاشنا، ولا فائدة من كلامنا، فإلى الله المشتكى.
ثانياً: الكلام عام لا يقصد به شخصًا بعينه، فعلى الإنسان أن يتق الله تعالى، وأن يبحث عن ما يرضيه سبحانه، وليعلم الجميع أن الله مطلع على ما نخفي ونعلن، فالمرء يكتب وسوف يحاسب على ما يكتب، إن خيراً فخير، وإن شراً فلا يلومن إلا نفسك.
ثالثاً: المشرفون في هذا الموقع المبارك يسعون بقدر المستطاع إلى أن يجعلوا هذا المجلس علمياً صرفاً، لا مجاملة فيه لأحد، وسوف نعامل الجميع بمن فيهم أنفسنا معاملة واحدة، والله نسأل أن يوفق الجميع لكل خير.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 05:13]ـ
/// بارك الله فيكم.
/// ولا أخالفك في شيءٍ ممَّا ذكرتَه حفظك الله، غير نقظةٍ فيها شيءٌ من الخفاء.
من المعلوم أنَّ مثل هذه المنتديات المقصود منها ملاقحة الأفكار بعلمٍ وأدبٍ، وليس المقصود منها توافق المتناظرين في كلِّ مسألةٍ يُتناظر فيها، حاشا ما يخالف مثل أهل السنُّة فإنَّه لا يمكَّن داعيه من طرح ما عنده كما هو منهج إدراتكم ههنا.
والحاصل أنَّه قد تحصل في كثيرٍ من المناظرات والمحاورات فوائد جمَّةٌ، ولا يخرج أحد الطرفين أوأكثر من اتفاقٍ غير مزيدٍ من الفوائد.
أمَّا ما يحصل من إيغار الصدور وشحنها فهذا أسبابه معروفةٌ وقد تقدَّم الكلام عنه كثيرًا، بسبب سوء الخطاب لأحد المتناظرين، أوالاستكبار والمغالطة عن قبول الحق بعد وضوحه.
ولا أظنُّك تخالفني في هذا أوأحد الإخوة، والله أعلم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 05:36]ـ
رفع الله قدرك وستر عيبك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 04:43]ـ
/// تتمَّةٌ ...
/// من الأساليب القديمة الجديدة في المحاورة ما شاع في السَّنوات الأخيرة من التباكي على السَّلفيَّة والحديث والسُّنَّة والعلم والعلماء =حين المناظرة أوارتفاع حِدَّة الرُّدود؛ فيلجأ بعض النَّاس عند إفلاس جُعبته من البراهين والحُجج في مجال نقاشٍ علميٍّ، تُقارع فيه الحُجَّة بالحُجَّة إلى استعمال الإرهاب الفكري ضدَّ مناظرِهِ ومحاوره.
/// فتراةً يتَّهمه بأنََّه يريد بانتقاده أومخالفته فيما ذهب إليه من بعض دقائق مسائل الفروع أوالأصول= (هدم السُّنَّة)، أو (محاربة السَّلفيَّة)، أو (معاداة أهل السُّنَّة)، أو (الطَّعن في العلماء والأئمَّة)، أو (التحقير من علمهم)، أو (تجهيلهم) ... الخ!
/// وهكذا من الأساليب الدَّالَّة على إفلاس صاحبها من الحُجج والبراهين، وقلَّة ورعه بتطاوله على أعراض إخوانه، مثل الـ ((لاساميَّة))!
/// وطالب الحقِّ ومبتغي العلم الصَّحيح لا يجعل من هذه البضاعة الكاسدة القديمة مادَّةً يحاور أويردُّ بها على من خالفه إن كان من إخوانه المسلمين، لأنَّ ثَمَّة جولتان، ستمضي الأولى، وستبقى الثَّانية!
/// وإنْ نسي المرءُ كلَّ شيءٍ من الأدب في المحاورة، ولم يرع حرمة أحدٍ فيها =فلا ينسَ أنَّه ستزول هذه المناظرات، وتنقضي هذه السَّاعات، وتبقى حقوق العباد تغلبها يوم القيامة المشاحة.
/// أسأل الله تعالى بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أنْ لا يجعل لأحدٍ من النَّاس علينا شيئًا من حقٍّ أومظلمةٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 07:53]ـ
/// من المعلوم أنَّ مثل هذه المنتديات المقصود منها ملاقحة الأفكار بعلمٍ وأدبٍ، وليس المقصود منها توافق المتناظرين في كلِّ مسألةٍ يُتناظر فيها، حاشا ما يخالف مثل أهل السنُّة فإنَّه لا يمكَّن داعيه من طرح ما عنده كما هو منهج إدراتكم ههنا.
والحاصل أنَّه قد تحصل في كثيرٍ من المناظرات والمحاورات فوائد جمَّةٌ، ولا يخرج أحد الطرفين أوأكثر من اتفاقٍ غير مزيدٍ من الفوائد.
أمَّا ما يحصل من إيغار الصدور وشحنها فهذا أسبابه معروفةٌ وقد تقدَّم الكلام عنه كثيرًا، بسبب سوء الخطاب لأحد المتناظرين، أوالاستكبار والمغالطة عن قبول الحق بعد وضوحه ...
/// وأيضًا ... فإنَّه ما من مسألةٍ أوموضوعٍ أورأيٍ إلَّا وقد يجد المرء من ينازعه في بعض ما يذكره فيها، إمَّا لجهلٍ؟!، أولخفاء وعدم وضوحٍ في الطَّرح، أو (لمغالطةٍ وتشغيبٍ).
/// فالذَّنب ذنب من اعترض وشغَّب، لا من اجتهد فانتقى تلك النَّفيسة لأهلها.
/// وأنا أقول للإخوة كثيرًا -في نظري- لا تنبغي الكتابة في منتدى أكثر من يحضره من طلبة العلم المتقدِّمين أوالشيوخ وذوي الفهوم الجيِّدة =إلَّا بما فيه بحثٌ جديدٌ، أو عزيزٌ، يقلُّ الَّتنبيه عليه.
/// ويستثنى من هذا: المواضيع التي لها طابعٌ وعظيٌّ، أوفوائد، أوللتَّحميض أحيانًا بين كبار المسائل، أوالتَّذكير، ونحوها من المسائل، وهذه ينبغي أن تكون هي الأقل حظًّا.
/// وأمَّا المواضيع التي تثير الجدل العقيم، وتولِّد غالبًا الشِّقاق والنِّزاع، دون فائدةٍ تذكر =معروفةٌ معهودةٌ، إذْ لا تخرج -في الغالب- عن أمرين:
1 - مواضيع عن أشخاصٍ وذواتٍ يقع فيهم التَّجاذب، وغالب من يتكلَّم فيها إنَّما دافعه التَّحامل أوالتعصُّب، ولا فائدة منها إلَّا إن أُريدَ بها دفع بهتان عن هؤلاء.
/// وكثيرٌ منها مكرورٌ معاد، ٌ تجده في كثيرٍ من المنتديات، ويتكلَّم فيه كلُّ من هبَّ ودبَّ.
/// ومعلومٌ من هم روَّاد هذه الأنواع! والله المستعان.
2 - ومنها مواضيع عن مسائل بدعيَّةٍ أوخلافيَّة تكلَّم فيها بعض النَّاس، ولكنَّها قد قُتِلَت بحثًا، وأُشْبِعَت حوارًا، وردًّا ومناقشةً، و ((نزاعًا))!
/// فهذه لا جديد فيها، فلِمَ تُطرح ههنا، ألأجل إعادة إحياء النِّزاع من جديد على لا شيء؟!
/// نعم .. قد يُستثنى منها ما جَدَّ من مناقشات، أوتنبيهًا على دقيقةٍ في تلكم المسائل، أوعلى دليلٍ أووجهٍ فات من تكلَّم فيه، أوقلَّ التنبيه عليه، أو نحو ذلك ممَّا قد يخفى على كثيرٍ من طلاَّب العِلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 08:10]ـ
....
/// ثمَّ إليكم آخر هذه الطرق وأخسها وضعًا ..
/// إذ من الطرق المبتكرة في الشدة على الإخوان، وإن كان فيها شيء من الجبن وخِسَّة الطَّبع والخور =ما أسمِّيه بـ (ولادة المعرِّفات)؛ وذلك باستخدام الكاتب للمعرِّفات الحادثة، اسمين أو ثلاثة أو أكثر -بحسب الحاجة-؛ لاستخدامه في مثل ما تقدم ذكره من أساليب الثلب وهتك العرض.
/// ومن المضحك المبكي أنَّ هذه المعرِّفات إنَّما تكثر ولادتها (العسرة المفضوحة) عند المحاككة والمحاصصة في بعض المواضيع، مرَّة بفلان الفلاني، ومرَّة بأبي فلان.
/// وقد يتجاوز ذلك فيثني على نفسه ويطريها ويزكِّيها، ويطعن فيمن خالف ((نفسه)) المتواضعة، ثم يشاء الله فضحه في يومٍ من الدَّهر، ويكون من باب: فعجبنا له يسأله ويصدِّقه؟!
/// وقد لا يكون أولئك المواليد الجدد المستترين خلف تلك المعرِّفات جبنًا أصحاب وجوهٍ وألوان في نفس الأمر، ولكن كما قيل: (بئس الرجل لا يُعرف إلَّا وقت الفتنة).
/// فأين كنت عن الإفادة والنُّصح يا (أبا فلان الفلاني) قبل هذا النِّقاش، أبعثك الله الآن لترفع الخلاف وتعيد الأمَّة إلى سلفها التَّليد؟! وبئس الرجل لا يكون إلَّا وقود فتنة وشقاق! ياحسرةً على العباد!
/// قد انزعج بعض الإخوة من تعميمي الحكم على من يكتب بمعرِّفات متعدِّدةٍ بأنَّه جبنٌ وخورٌ .. وو .. الخ
/// والذي أودُّ وأحبُّ التنبيه عليه أنَّ كلامي الماضي متوجِّهٌ فيمن يستعمل تلك المعرِّفات في الطَّعن في إخوانه، أو مدح نفسه، أوإثارة الفتن ... ونحو ذلك ممَّا لا ينبغي، وقد يدخل هؤلاء في حديث ذي الوجهين، وذي اللِّسانين.
/// أمَّا لو كان لمقاصد شريفةٍ كمحاولة إثراء المنتديات بمواضيع شتَّى بمعرِّفاتٍ مختلفةٍ دون أن يُنسب ذلك له أو لأغراض أخرى فلا عتب ولا نكارة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 07:36]ـ
"المعرفات" ليست من الأمور المبتكرة الحديثة، بل هي شأن قديم، واتحاد الصورة ليس بلازم ...
وللناس مقاصد .. أنَّى لنا الإحاطة بها؟!
وهذه المقاصد على قسمين:
شريفة ...
ودون ذلك ...
وعلى صاحب المقاصد الشريفة أن يجتهد في وضع الضوابط المعِينَة له على تحصيل مقاصده ...
والله الموفق، وله الحمد في الأولى والآخرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:34]ـ
وجوب التَّفريق بين ما يجوز وما لا يجوز من المقاصَّة في الأعراض كالسَّبِّ (في المناظرة وغيرها) عند اختيار غير الأولى.
/// الأصل في ذا الباب قول الله تعالى في كتابه: ((وإنْ عاقبتم فعاقبُوا بمثل ما عُوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصَّابرين)).
- وقوله تعالى: ((وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها)).
/// فالسَّبُّ أوالدُّعاء أوالتَّقريع عند المقاصَّة جائزٌ، وإنْ كان خلاف الأولى والأفضل والأجمل، لكن يحرم منه ما كان أصل جنسه محرَّمًا.
/// وهو مثيل من قَتَل بفاحشةٍ أو سحرٍ فلا يشرع قتله بالمثل!
- وقال تعالى: ((فمَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)).
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى 34/ 135]: "يجوز القِصَاص في الأعراض، يجوز للرَّجل أنْ يقتصَّ؛ فإذا قال له الهاشميُّ: يا كلب! قال له: يا كلب! وإذا قال: لعنك الله، قال له: لعنك الله!
ويجوز ذلك.
وهذا من معنى قوله تعالى: ((ولمَن انْتَصَر بعد ظلمِهِ فأولئك ما عليهم من سبيل /// إنَّما السَّبيل على الذين يظلمون النَّاس ويبغون في الأرض بغير الحقِّ أولئك لهم عذابٌ أليمٌ /// ولمن صَبَر وغَفَر إنَّ ذلك لمن عزم الأمور)).
ولو كذب عليه لم يكن له أن يكذب عليه، وكذلك من سبَّ أبا رجُلٍ فليس له أنْ يسبَّ أباه؛ سواء كان هاشِمِيًّا أو غير هاشِمِيٍّ؛ فإنَّ أبَا السَّابِّ لم يظلِمْهُ، وإنَّما ظَلَمَه السَّابُّ، ((ولا تزرُ وازِرةٌ وزْرَ أُخْرَى)).
ولكن إنْ سبَّ مسلمٌ أبا مسلمٍ فإنَّه يعزَّر على ذلك ... ". انتهى.
/// وقال رحمه الله أيضًا [كما في مجموع الفتاوى 34/ 163]: "والعدل في القصاص معتبرٌ بحسب الإمكان، ومن المعلوم أنَّ الضَّارب إذا ضَرَبَ ضَرْبةً مثل ضربَتِه أو قريبًا منها كان هذا أقرب إلى العَدْلِ من أن يعزِّر بالضَّرْبِ بالسَّوط.
فالذي يمنع القِصَاص في ذلك خوفًا من الظُّلم يبيح ما هو أعظم ظلمًا ممَّا فرَّ منه، فعلم أنَّ ما جاءت به السُّنَّة أعدل وأمثل.
وكذلك له أن يسبَّه كما يسبُّه، مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبَّحَك الله، فيقول: قبَّحك الله، أوأخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب يا خنزير، فيقول: يا كلب ياخنزير.
فأمَّا إذا كان محرَّمَ الجِنْس، مثل تكفيرِهِ، أو الكذِبِ عليه لم يكن له أنْ يكفِّرَه ولا يكذِبَ عليه، وإذا لَعَنَ أبَاه لم يكن له أنْ يلعن أبَاه؛ لأنَّ أبَاه لم يظلِمْهُ ... ". انتهى نقل المراد منه.
/// ولتلميذه ابن القيَّم كلامٌ أظنُّه في البدائع لا يحضرني موضعه الآن، فليراجع.
والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:23]ـ
/// يرفع ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 05:21]ـ
ماشاء الله موضوع جميل
افدتنا بارك الله فيك شيخنا أبا عمر
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:18]ـ
ما شاء الله
موضوعاتك دوما جميلة وقيمة تستحق الرفع و الحفظ
بارك الله فيك أستاذ عدنان ونفع بك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 11:28]ـ
/// الأخوان الكريمان .. الأندلسي والأمل "القادم" ... جزاكم الله خيرا وبارك فيكما
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 12:11]ـ
/// وإليكم الرابعة فانتبهوا لها ..
/// من الطرق المبتكرة في الشِّدَّة على الإخوان: التعريض بالدعاء، مثل أن يقال: رزقك الله (يا فلان!) حسن الخلق، والمعنى أنك سيء الخلق، أو شفاك الله؟! والمعنى أنك معتوه!، أو نسأل الله الإخلاص، والمعنى أنك مراءٍ!
أو يذكر حديثاً فيه تعريض، مثل أن يقول: (الحسد يأكل الحسنات)؛ والمعنى أنك (يا فلان) حاسد، أوغير ذلك من الأساليب التي تخفى على أحدٍ ...
/// ومن تلكم الطرق في الشِّدَّة والقدح: التَّعريض والاستفزاز بمدح كلام فلانٍ في فلانٍ، وليس في مدح ردِّ فلان على مقال فلان. وكأنَّ المقصود من الرَّد والمدح هو صاحب المقال لا المقال!
/// وينبغي التنبُّه إلى أنَّه لا بأس بمدح مقالٍ أعجب به امرؤ؛ لكن دون استفزازٍ للطرف الآخر، واللبيب يفرق بينهما بسياق الكلام ولحنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ومنها: تسمية الردِّ العلمي -في مسألةٍ محل تجاذب وتباحث- سيفًا أوإلجامًا أوصارمًا أوصاعقة .. إلى غير ذلك من التسميات التي تصلح للردود على الزنادقة أوالمبتدعة، أوخطاب إعلان حرب!، وهي مستفزَّة للآخرين، فيخرجهم عن العلميَّة والموضوعيَّة إلى المعاملة بالمثل عند ترك الأولى. والله المستعان!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 07:09]ـ
/// ومن الطُّرق السَّقيمة التي شاعت في بعض المنتديات مؤخرًا، وفيها قسوةٌ على المحاور أوالمناظر التباهي من بعض "فاقدي الحُجَّة" بالتزكيات والمنازل و"الدكترات" عند عجزه حال المحاورة مقارعة حجَّة أخيه بمثلها.
/// فترى بعض هؤلاء البؤساء -رفع الله عنهم الأسقام وعافانا ممَّا ابتلاهم به- يقول في سياق المناظرة ودون مناسبةٍ سائغةٍ: "قد زكَّاني فلان وفلان"، فما عندك من التَّزكيات! ومن أثنى عليك من أهل العلم!
وكأنَّنا عند المحاورة والمناظرة يتقدَّم أحد الطَّرفين إلى الآخر في وظيفةٍ رسميَّةٌ والمحاور مديرها؟!
عجبًا .. فقد بقي عليه أن يقول: هات ملف علَّاقي، وثلاث صور شمسية، مع شهادتك التدريبية، ولا تنس صحبة وليَّ أمرك معك=حتى نكمل النِّقاش! وإلَّا فلا كلام "لنا" معك. (ابتسامة)
/// وكأنَّ العلم بالشرع والفهم لنصوصه وكلام أهله (الذي يظهر بالمحاججة) لا يظهر إلَّا بتلك التَّزكيات!
/// وفي مثل هذا التصرف البائس صرف للأنظار وإخفاء لمظاهر الضَّعف العلمي؛ بتدليس مهلهل.
/// ولتأمُّل سوء تصرُّف هؤلاء البؤساء -نسأل الله العفو- وما هم عليه من السَّقم الفكري فليلحظ ما يلي:
/// أنَّ من يبرز من جعبته بعض التزكيات التي عفا عليها الزمن لم يصنع شيئًا عند المحاججة بتلك الطريقة البليدة! ذلك أنَّ هؤلاء العلماء الذين قد زكَّوه في يومٍ ما أوقدَّموا له في كتابٍ ما = لم يخطر ببال أحدهم أنَّ تزكياتهم ستستعمل من مثل هؤلاء الذين لم يربُّوا أنفسهم على أدب العلم كصكِّ غفران مطلق يلوَّح بها لإبطال حقٍّ أوإحقاق باطلٍ!
/// وأيضًا .. فإنَّ بعض هذه التَّزكيات قد يكتبها بعض أهل العلم لبعض "الأصاغر" في العلم أوالأقران في المناظرة تشجيعًا لهم وحسن ظنٍّ بحالهم، وذلك بالثناء عليه في رسالةٍ خاصَّةٍ أو تقريظ لكتاب أو نحو ذلك؛ ولكنَّ الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة؛ فتزكية من زكَّى من أهل العلم قد انتهى مفعولها بتغيُّر الحال بعد الحال، وليس في تزكية أحد من النَّاس ضمانة بسلامة المزكَّى مطلقًا في كلِّ أحواله وكتبه و"اختياراته" وانحرافاته ومرض قلبه بعد ذلك.
/// فيا أيُّها الزَّاهي بتزكياتك والمتباهي بها نحِّ ذلك جانبًا عند المحاججة بالموضوعيَّة والمنهجيَّة العلميَّة، ولك أن تؤطَّر تلك التَّزكيات بإطاراتٍ مذهَّبةٍ وتعلِّقها في بيتك .. وتتأملها غدوا وعشيًا .. لا لكي تزيد غرورك وأسقام فؤادك، أوتنظر إلى عطفيك لأجلها؛ بل لكي تذكِّرك بماضيك الفائت، ولتبذل جهدًا أكبر بالتفرُّغ أوقاتًا مضاعفة في طلب العلم والمعرفة حتى بلوغ تلك المرتبة التي أمَّل مزكُّوك وصولك إليها، أوحسن ظنُّهم بك وأنت أعلم بقدر نفسك ..
/// أعاننا الله على بلوغ الإمامة في الدِّين على هدى واتِّباعٍ وإخلاص.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 11:09]ـ
موضوع جميل استفدت منه ,فأحببت شكرك عليه ,, جزاك الله خيراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 11:39]ـ
/// وإيَّاك، وحيَّاك الله وبيَّاك ..
/// ومن الطرق القديمة الجديدة في القسوة، التعصُّب للأشخاص دون الحقِّ الذي هم حاملون له، أوأخطأوه في تلكم المسألة، وما ينجم عن ذاك التعصُّب من بغيٍ وظلمٍ وإهدار عرضٍ لمسلمٍ؛ إذ يجب صيانة عرْضهِ على الدَّوام ..
/// حتى لو كانت المنازعة بين شيخ الرَّاد وخصمه فلا ينبغي له أن يحشر نفسه بينهما، عصبيَّةً لشيخه وجاهليَّةً أسقطها الإسلام؛ بل يكون قوَّامًا بالقسط والعدل والإنصاف، ومن لم يقدر على قول الحقِّ فلا يقف في صفِّ الباطل، بل كُنْ محايدًا وأنكر بقلبك على الأقل: تتمَّة وفائدة: حرمة التَّهاجر لأجل المعلِّمين أوالشُّيوخ فقط:
(يُتْبَعُ)
(/)
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى 28/ 14 - 16]: "وليس لأحدٍ أنْ يُعَاقِبَ أحدًا على غير ظُلْمٍ ولاتعدِّي حدٍّ، ولا تضييع حقٍّ، بل لأجل هَوَاه؛ فإنَّ هذا من الظُّلم الذي حرَّم الله ورسوله، فقد قال تعالى -فيما روى عنه نبيه-: ((يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)).
وَإذَا جَنَى شخصٌ فلا يجوز أن يُعَاقَب بغير العقوبة الشَّرعيَّة.
وليس لأحدٍ من المتعلِّمِين والأستاذين أن يعاقبه بما يشاء، وليس لأحدٍ أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك، مثل أن يأمر بهجر شخصٍ فيهجره بغير ذنبٍ شرعيٍ، أو يقول: أقعدته، أو أهدرته، أو نحو ذلك؛ فإنَّ هذا من جِنْس ما يفعله القَسَاوسة والرُّهبان مع النَّصارى، والحزَّابون مع اليهود، ومن جِنْس ما يفعله أئمَّة الضَّلالة والغِواية مع أتباعهم ...
فإذا كان المعلِّمُ أو الأُستاذ قد أَمَر بهجر شخصٍ، أو بإهداره، وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك =نَظَرَ فيه؛ فإن كان قد فَعَلَ ذنبًا شرعيًّا عُوْقِبَ بقدر ذَنْبِهِ، بلا زيادةٍ، وإنْ لم يكن أذْنَبَ ذنبًا شرعيًّا لم يجز أنْ يعاقب بشيءٍ لأجل غرض المعلِّم، أوغيره.
وليس للمعلِّمين أن يحزِّبُوا النَّاس، ويفعلوا ما يُلْقِي بينهم العَدَاوة والبغضاء؛ بل يكونون مثل الأخوة المتعاونين على الِبِّر والتَّقوى، كما قال تعالى: ((وتعاونوا على البِرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)).
وليس لأحدٍ منهم أن يأخذ على أحدٍ عهدًا بموا فقتة على كُلِّ ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه؛ بل مَنْ فَعَلَ هذا كان من جِنْسِ جنكزخان وأمثاله، الذين يجعلون من وافقهم صديقًا مواليًا، ومن خالفهم عدوًّا باغيًا.
بل عليهم وعلى أتباعهم عهدُ الله ورسولُه؛ بأنْ يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرِّموا ما حرَّم الله ورسوله، ويرْعَوا حقوق المعلِّمين كما أمر الله ورسوله.
فإنْ كان أستاذٌ أحدٍ مظلومًا نصَرَه، وإن كان ظالمًا لم يعاونه على الظُّلم، بل يمنعه من ذلك؛ كما ثبت فى الصَّحيح عن النَّبيِّ (ص) أنَّه قال: ((انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قيل: يا رسول الله أنصره مظلومًا، فكيف انصرُه ظالمًا؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه)).
وإذا وَقَعَ بين معلِّمٍ ومعلِّمٍ، أو تلميذٍ وتلميذٍ، أو معلِّمٍ وتلميذٍ خصومةٌ ومشاجرةٌ لم يجز لأحدٍ أنْ يُعِيْن أحدهما حتى يعلم الحقَّ، فلا يعادونه بجهلٍ ولا بهوىً، بل ينظر فى الأمر، فإذا تبيَّن له الحقُّ أعان المُحِقَّ منهما على المُبْطِل، سواء كان المُحِقُّ من أصحابه أو أصحاب غيره، وسواء كان المُبْطِل من أصحابه أو أصحاب غيرِهِ، فيكون المقصود عبادة الله وحده، وطاعة رسوله، واتِّبَاع الحق، والقيام بالقسط ... ".
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 02:55]ـ
حياكم الله وبارك فيكم يا شيخ عدنان ..
ووالله قد أفدت من موضوعك هذا أيما افادة ... وأسأل الله العفو عما قد أكون وقعت فيه مما حذرتم منه في غفلة مني، وأعتذر ها هنا الى كل من ظلمته دونما قصد، أو بغيت عليه في خطابي، أو احتددت عليه بغير مسوغ شرعي، وأستميحه العذر والعفو .. والله أسأل أن يصفح هؤلاء عني ... فالحمل يوم القيامة ثقيل ثقيل، ولا قبل لأحدنا بأن تنتزع منه يوم القيامة حسنة واحدة لعله ألا تكون نجاته الا بها، نسأل الله العافية ...
وأشهد الله يا شيخ عدنان أني أحبكم في الله وأحمده سبحانه على أن جعلني في هذا المجلس جليسا لأمثالكم، وان نفسي لتهفو للقياكم والله وغيركم من أكارم هذا المجلس المبارك ومشايخه، ولكن ما من سبيل أعلمه الى ذلك في الدنيا ...
فأسأله تبارك وتعالى ألا يحرمنيه في الآخرة، وأن يجمعني واياكم في الفرودس الأعلى ...
آمين.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 11:27]ـ
/// آمين .. وبارك الله فيكم يا أبا الفداء ونفع بكم وبمشاركاتكم .. وأسأله سبحانه أن يجمع بين إخوة الدين والعلم في دنياه على خيرٍ وعافيةٍ، ولا يحرم أحدًا من اللقاء في جنَّة عدنٍ ..
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 04:09]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 03:49]ـ
/// وإياك.
يرفع للإفادة.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 04:28]ـ
2 - ومنها مواضيع عن مسائل بدعيَّةٍ أوخلافيَّة تكلَّم فيها بعض النَّاس، ولكنَّها قد قُتِلَت بحثًا، وأُشْبِعَت حوارًا، وردًّا ومناقشةً، و ((نزاعًا))!
/// فهذه لا جديد فيها، فلِمَ تُطرح ههنا، ألأجل إعادة إحياء النِّزاع من جديد على لا شيء؟!
/// نعم .. قد يُستثنى منها ما جَدَّ من مناقشات، أوتنبيهًا على دقيقةٍ في تلكم المسائل، أوعلى دليلٍ أووجهٍ فات من تكلَّم فيه، أوقلَّ التنبيه عليه، أو نحو ذلك ممَّا قد يخفى على كثيرٍ من طلاَّب العِلم.
لعل من أكثر ما يؤلم التعصب لبعض الأراء في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف وغالب من يتعصب لرأيه هم أصحاب الهوى وما هم بطلاب حق إلا ما شاء الله , جزاكم الله خيرا على رفع هذا الموضوع فالواضح أنها تجارب شخص عارف بكل ما يدور في المنتديات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضا العربي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم أخانا الحبيب الشيخ عدنان البخاري وثقل موازين طيباتك على ما أحسنت به من لفت من غفل من إخوانك ومن أساء بغير علم أو به إلى خطورة البغي على الخلطاء من إخوانهم في الخطاب .. نعوذ بالله أن نكون ممن يبغي بغير الحق ونسأله تعالى أن يسلم قلوبنا وإياكم وكل المسلمين من النفاق وأعمالنا من الرياء أو البغي وأن يطهر أنفسنا من كل ما لا يليق بخشيته تعالى
أدام الله إحسانكم وبارك فيكم وأحسن إليكم
ودمتم في فضل من الله ونعمة(/)
توجيه بارك الله فيكم .. لطلبة العلم!!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 11:13]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بن عمرة عن عمرة: أن عائشة رضي الله عنها دبرت أمة لها فاشتكت عائشة فسأل بنو أخيها طبيبا من الزط فقال إنكم تخبرونى عن امرأة مسحورة سحرتها أمة لها فأخبرت عائشة قالت سحرتينى فقالت نعم فقالت ولم لا تنجين أبدا ثم قالت بيعوها من شر العرب ملكة.
قال الشيخ الألباني: صحيح
وهذه ا لرواية الأخرى في مسند الأمام احمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان ثنا يحيى عن بن أخي عمرة ولا أدري هذا أو غيره عن عمرة قالت: اشتكت عائشة فطال شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال والله انكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة قال هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها قالت نعم أردت ان تموتي فاعتق قال وكانت مدبرة قالت بيعوها في أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها.
تعليق شعيب الأرنؤوط: هذا الأثر صحيح
وحديث عائشة رواه مالك عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها أعتقت جارية لها على دبر منها ثم أن عائشة مرضت بعد ذلك ما شاء الله فدخل عليها سندي فقال إنك مطبوبة فقالت من طبني فقال مرأة من نعتها كذا وكذا وفي حجرها صبي قد بال فقالت عائشة ادع لي فلانة لجارية لها تخدمها فوجدوها في بيت جيران لها في حجرها صبي قد بال فقالت حتى أغسل بول الصبي فغسلته ثم جاءت فقالت لها عائشة سحرتني قالت نعم فقالت لم قالت أحببت العتق فقالت عائشة أحببت العتق فوالله لا تعتقن أبدا فأمرت عائشة بن أخيها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكتها ثم قالت ابتع لي بثمنها رقبة حتى اعتقها ففعلت لت عمرة فلبثت عائشة ما شاء الله عز وجل من الزمان ثم أنها رأت في النوم أن اغتسلي من ثلاث آبار يمر بعضها في بعض فإنك تشفين قالت عمرة فدخل على عائشة إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الرحمن بن سعد بن زرارة فذكرت لهما الذي رأت فانطلقا إلى قباء فوجدوا آبارا ثلاثا يمد بعضها بعضا فاستقوا من كل بئر منها ثلاث شخب حتى ملئ الشخب من جميعهن ثم أتوا به عائشة فاغتسلت به فشفيت.
المصدر: كتاب الاستذكار ج 8 ص 159.
انتهى.
قال أبو همام:
لن أناقش الأثر من ناحية حديثية لأننى سأفترض صحته ولكن السؤال:
من السندى هذا؟
التفصيل أفضل من الاختصار.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 10:58]ـ
فإن مع العسر يسراً!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 10:59]ـ
للرفع
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:29]ـ
لمن لديه علم والشكر موصول له سلفاً.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 12:22]ـ
لعله من الجن.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
لعل السندي أخي الحبيب وصف لهذا الرجل؟
السِّنْد جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند والنسبة إِليهم سِنْديّ
ولا إشكال حيث أن كل من الرواة وصفه على حسب ظنه فمنهم من قال أنه من الزط والآخر قال أنه من السند وهذا يدل على أنهم اتفقوا على أنه ليس بعربي ولا يضر بعد ذلك معرفة إلى أي الناس ينسب فالمهم أنه ليس بعربي!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 11:42]ـ
جزى الله أباحاتم وآل عامر خيراً.
سؤالى:
هل هو رجل يُطبب بالجن أم أنه عراف؟
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 12:01]ـ
يرفع!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 11:30]ـ
لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 11:58]ـ
إلى أهل الألوكة!
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 08:02]ـ
أخي الفاضل أتمنى منك قراءة ما في الرابطين جيدا لتعرف التوجيه المناسب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124531
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10577
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 06:13]ـ
يرفع!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 08:26]ـ
التوجيه بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:42]ـ
الأثران في الفاظهما اختلاف
ففي اللفظ الأول أنه يتطبب أي أنه يزوال مهنة الطب ولم يأت وصف أنه عراف أو كاهن، ولو كان كذلك لجاء مصرحا به، فهم أهل اللغة
وفي اللفظ أنه جاء لعائشة رضيى الله عنها دون سؤال منها ن وأخبرها أنها مسحورة، واعترفت الجارية بذلك ولم تنكر
فعائشة لم تأخذ كلام السندي استقلالا في تصديق أن الجارية سحرتها، بل أخذت با عتراف الجارية رضي الله عنها.
وثمرة ذلك كله أن عائشة رضي الله عنها لم تطلب علاجا من هذا السندي، ولم تطلب منه حلا لسحرها، حتى يستشهد به من أراد الاستعانة بالسحرة أو الشياطين أو الجان. فالذي يظهر أن هذا الأثر على من استدل به، لأنه لو كان جائزا ذلك لطلبت عائشة رضي الله عنها من حل السحر أو علاجها منه.
فالخلاصة أن عائشة رضي الله عنها جاءها خبر، وتثبتت منه، وهذا حتى في خبر الكفار إن جاءنا تثبنا منه، والله أعلم.(/)
هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 03:57]ـ
طرح أحد الإخوة في منتدى التوحيد سؤالًا حول دعاء الأنبياء، وهل هو مستجاب، وما دليل ذلك من الكتاب والسنة؟
على هذا الرابط:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=68384#post683 84
وقد شارك بعض الإخوة، وشاركتُ بقولي:
نعم دعاء الأنبياء مستجاب، ولكن ليس ذلك خاصًا بالأنبياء بل هذه الأمة دعاؤها مستجاب، وهذا وعد الله الذي لا يتخلف قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ... } الآية (غافر /60).
قال ابن حجر في فتح الباري (14/ 277/تحقيق نظر فريابي) في الرد على من استشكل على تفسير الآية السابقة بأن كثيرًا من الناس يدعو فلا يستجاب له، فلو كانت الآية على ظاهرها لم يتخلف فقال الحافظ – رحمه الله -: ((والجواب عن ذلك أن كل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به وتارة بعوضه وقد ورد في ذلك حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رفعه: ((ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها))، ولأحمد من حديث أبي هريرة: ((إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له))، وله في حديث أبي سعيد رفعه: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها)) وصححه الحاكم وهذا شرط ثان للإجابة، ولها شروط أخرى منها: أن يكون طيب المطعم والملبس لحديث: ((فأنى يستجاب لذلك)) وسيأتي بعد عشرين بابا من حديث أبي هريرة ومنها ألا يكون يستعجل لحديث: ((يستجاب لأحدكم ما لم يقل: دعوت فلم يستجب لي)) أخرجه مالك.)) انتهى كلام ابن حجر رحمه الله.
والخلاصة أن الدعاء مستجاب من كل مؤمن حقق شروط الدعاء واجتنب موانع الإجابة، ولا شك أن أفضل من يأتي بهذا هم الأنبياء لذلك فدعاؤهم مستجاب لأنهم يأتون بالدعاء على وجهه ويتجنبون موانع الإجابة بلا شك، لكن ليس في ذلك ما خصهم الله به دون سائر المؤمنين إلا بقدر ما خصهم به من العلم والطاعة وصلاح الظاهر والباطن. والله تعالى أعلم.
أما ما خص به الأنبياء في هذا الباب فمنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: ((لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي)) رواه البخاري في صحيحه (6304 و7474) ومسلم (198 و199).
قال الحافظ في الفتح (14/ 279/تحقيق نظر الفريابي): ((المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها، وما عدا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة، وقيل: معنى قوله: ((لكل نبي دعوة)) أي أفضل دعواته، ولهم دعوات أخرى، وقيل: لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته إما بإهلاكهم وإما بنجاتهم، وأما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب)) انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.وأنا أطرح الموضوع هنا على إخواني في هذا المجلس للمدارسة، فمن كان لديه آثارة من علم فليكتب ما يفتح الله عليه به بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:21]ـ
بار ك الله فيك أخي الكريم
والذي يظهر لي في المسألة، أننا ما دمنا سلمنا بعصمة الأنبياء، فهذا يعني إجابة دعوتهم على وجه التحقيق، وإلا لما كان هناك فرق بينهم وبين أتباعهم المؤمنين، وهذا باعتقادي خلاف الصواب ..
وهذا ما فهمه خباب بن الأرت حين لجأ إلى الرسول بجوار الكعبة ليدعو للمسلمين بمكة، وهذا فيه إشارة إلى أن دعوة النبي مستجابة على وجه التحقيق وإلا لكان كافيا أن يدعو هو بنفسه أو أن يشير الرسول إلى ذلك له ..
وكذلك المتتبع للآيات القرآنية التي تحمل في طياتها دعوات الأنبياء يجد استجابة الله لهم بعين ما يدعون، نوح، إبراهيم، زكريا، أيوب، ونبينا محمد عليهم الصلاة والسلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أعتقد -رغم قلة بضاعتي من العلم - أن هناك نصوصا دالة على أن نبيا دعا الله تعالى، فلم يستجيب الله له بعين ما دعا ... (فإن وجد ذلك كان قاطعا للنزاع) ولا أعتقد أن أحدا سيسرد لنا قصة دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه ... فمن الأحاديث التي وردت في نص ما كتبه أخونا علي ما يحيطنا دراية بتنوع الدعاء إلى جائز وغير جائز.
والظاهر من خلال النصوص أيضا، أن الأنبياء يشتغلون كثيرا بذكر الله تعالى، ودعاؤهم (غالبا) يكون عند النوازل والشدائد ..
وهذا باختصار لأنه كان عند أول نظرتي لموضوعك بارك الله فيك ..
وبالله التوفيق والسداد، وأسأله الإخلاص في القيل والفعل ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 03:18]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
ليس الأمر على إطلاقه، فإجابة الدعاء بصورته أو بمعناه وتوقيتها أو عدم الاستجابة كل ذلك خاضع للحكمة الالهية سواءً كان الداعي نبياً أو غيره.
فنوح عليه السلام: " ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح "
وإبراهيم عليه السلام: " قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين "
ومحمد صلى الله عليه وسلم: " ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " قال البخاري " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَزَلَتْ {لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
وقال تعالى " استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم "
وحديث مسلم " سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا "
فكيف مع ذلك كله يقال أن دعاء الأنبياء مستجاب هكذا بإطلاق؟؟!!!
ـ[أفلااطون]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 06:59]ـ
الصحيح الذي تشهد له النصوص أن دعاء النبي قد يستجاب وقد لا يجاب إلى عين ما سأله. ولا أعلم أحدا من أهل التحقيق خالف في هذا.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 04:36]ـ
الحمدلله أولا وآخرا وصلاة وسلاما على رسول الله….
إعلم أخي .. أن الأنبياء أفضل الخلق وأكملهم دينا ودنيا ولذلك كان دعاؤهم مستجابا، ولم يثبت نص صريح على أنه بمثابة دعاء غيرهم من المسلمين، بل الله عود أنبيائه دوما على الإجابة ..
ففي سورة مريم في قصة زكريا (ولم أكن بدعاءك رب شقيا)
قال ابن كثير وغيره: أي لم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء ولم تردني قط فيما سألتك.
وفي قصة إبراهيم مع أبيه (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) قال قتادة ومجاهد وغيرها: قال عوده: الإجابة.
وقيل غير ذلك.
وعلى هذا تدل عشرات الآيات والنصوص من الكتاب والسنة ..
ولكن يجب العلم أن الدعاء إما (جائز أوغير جائز) فالدعاء الممنوع شرعا ولو دعا به نبي لا يصرفه ذلك عن أصله، ومثل ذلك قليل جدا، وتلكم الآيات هي ما استدل بها معارضي وهنا أبينها واحدة تلو الأخرى ..
فالإستدلال بقوله تعالى: (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي….) ليس في محله لأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوله: قال ابن كثير هذا سؤال استعلام وكشف من نوح عليه السلام عن حال ولده الذي غرق. اهـ
فهو كما ترى أقوال تَفُ (مختلف فيها).
وثانيه: أن ابن نوح مات كافرا، فلو أننا سلمنا جدلا أن نوحا دعا لابنه فهو من قبيل الدعاء الممنوع ولذلك قال تعالى: (فلا تسئلن ما ليس لك به علم…) وقال نوح بعد ما تبين له: (إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم .. )
فمثله كمثل دعاء إبراهيم لأبيه (آزر) وكدعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للمنافقين وعزمه على فعله لعمه أبي طالب ..
وأما الإستدلال بقوله تعالى: (…. قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) هو أيضا عندنا داحض، قال ابن كثير: لما جعل الله إبراهيم إماما سأل الله أن تكون الأئمة من بعده من ذريته فأجيب إلى ذلك وأخبر أنه سيكون من ذريته ظالمون وأنه لا ينالهم عهدالله ولا يكونوا أئمة فلا يقتدى بهم.
ثم قال: والدليل على أنه أجيب إلى طلبه، قوله تعالى في سورة العنكبوت: (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب).
وأما الإستدلال بقوله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء)
ذكر الطبري في تفسيره: أي ليس لك من الحكم في شيء في عبادي… وقال: وذكر أن الله عز وجل إنما أنزل هذه الآية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أصابه بأحد ما أصابه من المشركين، قال كالآيس لهم من الهدى، أو من الإنابة إلى الله…تأمل في قوله: كالآيس لهم.
فهذه الآية من قبيل قوله تعالى: (فلا تسألني ما ليس لك به علم) والذي يؤيد ذلك أن هؤلاء الثلاثة الذين أيس النبي منهم أسلموا جميعا وحسن إسلامهم، فهو إذن عتاب من الله وليس دعاءا مردودا…فتأمله جيدا?!
والآية تشير إلى أنه لاينبغي الحكم على أحد بعدم الفلاح، إلا بعلم من الله كما كان لنوح عليه السلام (… لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن .. ) ولذلك نجد علة دعاء نوح على قومه في قوله تعالى (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا).
وأما الإستدلال بالحديث (سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة….)
هذا يدل دلالة واضحة على أن المألوف والذي عوده ربه عليه، هو الإجابة كما قال زكريا وإبراهيم (ولم أكن بدعائك رب شقيا) (إنه كان بي حفيا) هذا مفهوم الحديث (المخالفة)
ولذلك قال الإمام النووي عند شرحه فيما معناه: هذا من معجزته عليه الصلاة والسلام…
وتأمل في المسألة مع قوله تعالى (…أويلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض .. )
فدعاء الأنبياء مستجاب على الإطلاق، ولا يصح عندنا التعلق بهذا النذر الضئيل جدا من الإستثناءات، إن صح الإستدلال بها – وليس كذالك- والله ولي التوفيق.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 04:05]ـ
فدعاء الأنبياء مستجاب على الإطلاق، ولا يصح عندنا التعلق بهذا النذر الضئيل جدا من الإستثناءات، إن صح الإستدلال بها – وليس كذالك- والله ولي التوفيق.
سبحان الله 00 كلامك عجيب
* فإقرارك بأن الدعاء منه جائز ومنه غير جائز وأن دعوة النبي بالنوع الثاني لا يخرجه عن أصله - هو إقرار بأن الدعاء لا يستجاب بالاطلاق لللأنبياء ولكن بشروط ومنها أن يكون الدعاء بما يجوز.
* حديث البخاري صريح في عدم استجابة الله لدعاء النبي على قومه حيث أخذ يقنت عليهم شهراً، وأنت تركت نص الروايات المذكورة وذهبت الى أخرى تخدم وجهة نظرك، وليس هذا بإنصاف ولا حياد في دراسة المسألة، بل لو أكملت كلام الطبري لرأيته قد أتى بالأحاديث التي لك ذكرت!.
* وقول النبي في الحديث الآخر " فمنعني واحدة " يكاد يكون كالنص في المسألة وأنت مصر على ان دعاء الأنبياء مستجاب على الاطلاق - يا أخي كلمة الاطلاق هذه تعني أن هذا الأمر لا يتخلف ولو لمرة واحدة فتأمل!!
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 10:42]ـ
أخي الكريم لاأرد على اتهامك لي بعدم الإنصاف، ولن أتهمك كذلك بالإختلاط، لكني سأظل معك في صميم فحوانا، مزايدا لك التوضيح ..
أولا أراك لا تفرق بين إجابة دعاء الأنبياء على الإطلاق، وبين إجابة دعائكم على عين ما يطلبون، فهما شيئان مختلفان ..
فالأول لا غضاضة فيه فالمسلم المستقيم مجاب الدعوة على الإطلاق –فضلا عن النبي- وبذلك ثبتت النصوص، ولاخلاف في ذلك بين المحققين ..
لكن المختلف فيه هو هل إجابة دعاء الأنبياء على عين المطلوب أم أنه بمثابة دعاء غيرهم من المسلمين، إماإجابته على عين المطلوب، أو بدفع البلاء به عنهم في الدنيا، أو يدخر لهم في الآخرة ..
فصاحب الموضوع اعتمد على قيل ابن حجر على تسوية دعاء الأنبياء مع دعاء غيرهم من المؤمنين، وهذا ما خالفناه فيه معتمدين على ماسبق ذكره لك…
وبقي لي الآن أن أوضح لك الدعاء الجائز والممنوع، أراك تخلط الحابل بالنابل ..
فدعاء إبراهيم لأبيه، ونوح –إن صح – لابنه، ورسولنا بعد غزوة أحد، إنما علمهم الله تعالى بعدم جواز ما فعلوا، إذ هو معصية يأثم عليها مع العلم، وعليه فإن إنما يعلم أنبياءه هنا بخطئهم حتى لا يعودوا…
ولو لم يكن كذلك، لجاز لهم إن لم يستجاب لهم أن يستمروا أو يعودوا إليه على أمل الإجابة في زمن آخر، كما هو الحال عند كل كل مؤمن ..
فالدعاء الممنوع لا يبحث في إجابته إذ هو بالأصل معصية لله. ولكن البحث في الدعاء الجائز شرعا، فهو مستجاب على الإطلاق للمؤمنين في أحد الثلاث المذكورة، ومستجاب على الإطلاق وعلى عين المطلوب للأنبياء .. ولا نص صريح ينقض ذلك، بل النصوص الكثيرة الصحيحة تؤيده .. وقد ذكر بعضها لك ..
وأما حديث الذي أنت به متعلق، وهو العمدة عندك (…فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة .. )
فهو طلب معارض لقوله تعالى (أو يلبسكم شيعا…)
وكذلك دعاؤه على الثلاثة، إنما أتى من بعد قوله (كيف يهدي الله قوما فعلوا كذا وكذا بنبيهم…) أوكما قال.
هذا منه حكم عليهم بعدم الفلاح، وهذا لا يجوز له إلا بنص من الله له، ولما لم يكن كذلك فنهاه الله تعالى عن مثل ذلك وتدبر في قوله (ليس لك من الأمر شيء)
وأنا أتحداك أن تأتيني بدعاء دعا به نبي من الأنبياء وبقي معلقا أمره، ولم يرد عليه عتاب على عدم جوازه، كدعاء إبراهيم ونوح ونبينا بعد أحد عليهم صلوات ربي وسلامه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الحذيفي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 12:56]ـ
3951 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن معاذ بن جبل قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة فأطال فيها فلما انصرف قلنا أو قالوا يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة قال إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردها علي.
تحقيق الألباني:
صحيح، الصحيحة (1724) (سنن ابن ماجة)(/)
كيف أصل إلى عقب موالي النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[ابن سفينة]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 12:05]ـ
اشكركم على هذا المدى الرائع والجهد المشكور عليه ان شاء الله.
اخوكم يسال سؤال موالي النبي (ص) وموالي قريش.
جزاكم الله خير!
كيف اصل الى عقب موالي الحبيب محمد (ص) وخصوصا:
سفينة " مهران " مولى النبي (ص) له اكثر من 21 اسما ولكن" مهران " اشهرها
ومولى ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها من قبل.
وعقب مرحوم بن عبدالعزيز العطارالبصري القرشي مولى معاوية ابن ابي سفيان.
جوزيتم خيرا وزوجتم بكرا تظل بكرا.
ـ[ابن سفينة]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 11:17]ـ
للرفع رفع الله قدركم.
ـ[ابن سفينة]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 11:53]ـ
للرفع يا جماعة الخير وين اهل الحديث ومحبيه رواته ومحدثيه.(/)
منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فهذه محاضرة كنت قد ألقيتها في مدينة الدوحة عاصمة قطر، في شهر رمضان المبارك من عام 1392 هـ، وقد اقترح عليَّ بعض الإخوان طبعها لما فيها من فوائد هامة، ولحاجةِ المسلمين إلى مثلها. واستجابة لطلبهم أنشرها تعميماً للنفع بها، ومراعاة للذكرى والتاريخ، وقد أضفنا إليها بعضَ العناوين التفصيلية إعانة للقارئ الكريم على استجماع أفكارها الرئيسية، وأرجو الله ـ عز وجل ـ أن يكتبني في جملة الدافعين عن دينه، والناصرين لشرعه، وأن يثيبني عليها، وإنه أكرم مسئول.
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله
*منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار وبعد:
فإني لأَظن أنني سوف لا أستطيع أن أقدم لهذا الحفل الكريم ـ لا سيما وفيه العلماء الأجلاء والأساتذة الفضلاء – شيئاً من العلم لم يسبق أن أحاطوا به علماً، فإن صَدَقَ ظني فحسبي من كلمتي هذه أن أكون بهذا مذكراً، متبعاً لقول الله تبارك وتعالى: {وذَكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات:55]. إن كلمتي في هذه الليلة المباركة من ليالي شهر رمضان المعظم لم أر أن تكون في بيان شيء من فضائله، وأحكامه، وفضلِ قيامه، ونحو ذلك مما يطرقه فيه عادةً الوعاظ والمرشدون، بما ينفع الصائمين، ويعود عليهم بالخير والبركة، وإنما اخترتُ أن يكون حديثي في بحثٍ هام جداً؛ لأنه أصل من أصول الشريعة الغراء، وهو بيان أهمية السنة في التشريع الإسلامي.
///وظيفة السنة في القرآن
تعلمون جميعاً أن الله تبارك وتعالى اصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم بنبوته، واختصه برسالته، فأنزل عليه كتابه القرآن الكريم، وأمره فيه ـ في جملة ما أمره به ـ أن يبينه للناس، فقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم} [النحل:44]. والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان:
الأول: بيان اللفظ ونظمه، وهو تبليغ القرآن، وعدم كتمانه، وأداؤه إلى الأمة، كما أنزله الله تبارك وتعالى على قلبه صلى الله عليه وسلم. وهو المراد بقوله تعالى: {يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربك} [المائدة:67]، وقد قالت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في حديث لها: " ومن حدثكن أن محمداً كتم شيئاً أُمر بتبليغه، فقد أعظم على الله الفرية. ثم تلت الآية المذكورة " [أخرجه الشيخان]. وفي رواية لمسلم: " لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً أُمر بتبليغه لكتم قوله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} [الأحزاب: 37] ".
والآخر: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه، وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة، أو العامة، أو المطلقة، فتأتي السنة، فتوضح المجمل، وتُخصِّص العام، وتقيد المطلق. وذلك يكون بقوله صلى الله عليه وسلم، كما يكون بفعله وإقراره.
///ضرورة السنة لفهم القرآن وأمثلةٌ على ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} [المائدة: 38] مثال صالح لذلك، فإن السارق فيه مطلقٌ كاليد، فبينتِ السنة القولية الأول منهما، وقيدته بالسارق الذي يسرق ربع دينارٍ بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً " [أخرجه الشيخان]. كما بينتِ الآخَرَ بفعله صلى الله عليه وسلم أو فعل أصحابه وإقراره، فإنهم كانوا يقطعون يد السارق من عند المفصل، كما هو معروف في كتب لحديث، وبينت السنة القولية اليد المذكورة في آية التيمم: {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم} [النساء: 43، المائدة:6] بأنها الكف أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "التيمم ضربة للوجه والكفين " [أخرجه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما].
وإليكم بعض الآيات الأخرى التي لم يمكن فهمها فهماً صحيحاً على مراد الله تعالى إلا من طريق السنة:
1 ـ قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82] فقد فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (بظلم) على عمومه الذي يشمل كل ظلم ولو كان صغيراً، ولذلك استشكلوا الآية فقالوا: يا رسول الله! أيُّنا لم يلبس أيمانه بظلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " ليس بذلك، إنما هو الشرك؛ ألا تسمعوا إلى قول لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13]؟ " [أخرجه الشيخان وغيرهما].
2 ـ قوله تعالى: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} [النساء: 101] فظاهر هذه الآية يقتضي أن قصر الصلاة في السفر مشروط له الخوف، ولذلك سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما بالنا نقصر وقد أَمِنَّا؟ قال: " صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته " [رواه مسلم].
3 ـ قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم .. } [المائدة: 3] فبينت السنة القولية أن ميتة الجراد والسمك، والكبد والطحال من الدم حلال، فقال صلى الله عليه وسلم: " أحلت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحوت (أي السمك بجميع أنواعه)، والكبد والطحال " [أخرجه البيهقي وغيره مرفوعاً وموقوفاً، وإسناد الموقوف صحيح، وهو في حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قِبَلِ الرأي].
4 ـ قوله تعالى: {قل لا أجد في ما أوحي إلي مُحرَّماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً، أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به} [الأنعام: 145]. ثم جاءت السنة فحرمت أشياء لم تُذكر في هذه الآية، كقوله صلى الله عليه وسلم: " كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير حرام ". وفي الباب أحاديث أخرى في النهي عن ذلك. كقوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " إن الله ورسوله ينهيانكم عن الحمر الإنسية، فإنها رجس " [أخرجه الشيخان].
5 ـ قوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [الأعراف: 32] فبينت السنة أيضاً أن من الزينة ما هو محرم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوماً على أصحابه وفي إحدى يديه حرير، وفي الأخرى ذهب، فقال: " هذان حرام على ذكور أمتي، حل لإناثهم " [أخرجه الحاكم وصححه].
والأحاديث في معناه كثيرة معروفة في " الصحيحين " وغيرهما. إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المعروفة لدى أهل العلم بالحديث والفقه. ومما تقدم يتبين لنا أيها الإخوة أهمية السنة في التشريع الإسلامي، فإننا إذا أعدنا النظر في الأمثلة المذكورة ـ فضلاً عن غيرها مما لم نذكر ـ نتيقن أنه لا سبيل إلى فهم القرآن الكريم فهماً إلا مقروناً بالسنة.
ففي المثال الأول فهم الصحابة (الظلم) المذكور في الآية على ظاهره، ومع أنهم كانوا ـ رضي الله عنهم ـ كما قال ابن مسعود: (أفضل هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تَكلُّفاً) فإنهم مع ذلك قد أخطئوا في ذلك الفهم، فلولا أن النبي صلى الله عليه وسلم ردهم عن خطئهم وأرشدهم إلى أن الصواب في (الظلم) المذكور إنما هو الشرك لاتبعناهم على خطئهم، ولكن الله تبارك وتعالى صاننا عن ذلك. بفضل إرشاده صلى الله عليه وسلم وسنته. وفي المثال الثاني: لولا الحديث المذكور لبقينا شاكين على الأقل في قصر الصلاة في السفر في حالة الأمن ـ إن لم نذهب إلى اشتراط
(يُتْبَعُ)
(/)
الخوف فيه كما هو ظاهر الآية ـ وكما تبادر ذلك لبعض الصحابة لولا أنهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصر، ويقصرون معه وقد أمنوا. وفي المثال الثالث: لولا الحديث أيضاً لحرمنا طيبات أحلت لنا: الجراد والسمك، والكبد والطحال. وفي المثال الرابع: لولا الأحاديث التي ذكرنا فيه بعضها لاستحللنا ما حرم الله علينا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من السباع وذوي المخلب من الطير. وكذلك المثال الخامس: لولا الأحاديث التي فيه لاستحللنا ما حرم الله على لسان نبيه من الذهب والحرير، ومن هنا قال بعض السلف: السنة تقضي على الكتاب.
///ضلال المستغنين بالقرآن عن السنة
ومن المؤسف أنه قد وجد في بعض المفسرين، والكُتَّاب، المعاصرين من ذهب إلى جواز ما ذُكر في المثالين الأخيرين من إباحة أكل السباع ولبس الذهب والحرير اعتماداً على القرآن فقط، بل وجد في الوقت الحاضر طائفة يَتَسَمَّوْنَ بـ (القرآنيين) يفسرون القرآن بأهوائهم وعقولهم، دون الاستعانة على ذلك بالسنة الصحيحة، بل السنة عندهم تبعٌ لأهوائهم، فما وافقهم منها تشبثوا به، وما لم يوافقهم منها نبذوه وراءهم ظهرياً.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى هؤلاء بقوله في الحديث الصحيح: " لا أَلْفِيَّنَ أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري! ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " [رواه الترمذي]. وفي رواية لغيره: " ما وجدنا فيه حراماً حرمناه، ألا وإني أتيت القرآن ومثله معه ". وفي أخرى: " ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ".
بل إن من المؤسف أن بعض الكتاب الأفاضل ألَّف كتاباً في شريعة الإسلام وعقيدته، وذكر في مقدمته أنه ألفه وليس لديه من المراجع إلا القرآن!. فهذا الحديث الصحيح يدل دلالة قاطعة على أن الشريعة الإسلامية ليست قرآناً فقط، وإنما قرآن وسنة، فمن تمسك بأحدهما دون الآخر، لم يتمسك بأحدهما، لأن كل واحد منهما يأمر بالتمسك بالآخر كما قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء:80]، وقال: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} [النساء: 65]، وقال: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقض ضل ضلالاً مبيناً} [الأحزاب: 36]، وقال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7].
وبمناسبة هذه الآية يعجبني ما ثبت عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وهو أن امرأة جاءت إليه، فقالت له: أنت الذي تقول: لعن الله النامصات والمتنمصات، والواشمات .. الحديث؟ قال: نعم، قالت: فإني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أجد فيه ما تقول! فقال لها: إن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} قالت: بلى! قال: فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لعن الله النامصات .. الحديث [متفق عليه].
///عدم كفاية اللغة لفهم القرآن
ومما سبق يبدو واضحاً أنه لا مجال لأحدٍ مهما كان عالماً باللغة العربية وآدابها أن يفهم القرآن الكريم، دون الاستعانة على ذلك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، فإنه لم يكن أعلم في اللغة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزل القرآن بلغتهم، ولم تكن قد شابتها لوثةُ العُجمة والعامية واللحن، ومع ذلك فإنهم غلطوا في فهم الآيات السابقة حين اعتمدوا على لغتهم فقط.
وعليه فمن البدهي أن المرء كلما كان عالماً بالسنة، كان أحرى بفهم القرآن واستنباط الأحكام منه؛ ممن هو جاهل بها، فكيف بمن هو غير معتَدٍّ بها، ولا ملتفتٍ إليها أصلاً؟
ولذلك كان من القواعد المتفق عليها بين أهل العلم: أن يفسر القرآن بالقرآن والسنة1 ثم بأقوال الصحابة .. إلخ.
ومن ذلك يتبين لنا ضلال علماء الكلام قديماً وحديثاً ومخالفتهم للسلف ـ رضي الله عنهم ـ قي عقائدهم ـ فضلاً عن أحكامهم ـ وهو بُعدهم عن السنة والمعرفة بها وتحكيمُهم عقولهم وأهواءهم في آيات الصفات وغيرها. وما أحسن ما جاء في " شرح العقيدة الطحاوية " (ص 212 ـ الطبعة الرابعة):
(يُتْبَعُ)
(/)
(وكيف يتكلم في أصول الدين من لا يتلقاه من الكتاب والسنة، وإنما يتلقاه من قول فلان؟! وإذا زعم أنه يأخذه من كتاب الله. لا يتلقى تفسير كتاب الله من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينظر فيها ولا فيما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان، المنقول إلينا عن الثقات الذي تخيرهم النُّقَّاد؛ فإنهم لم ينقلوا نظم القرآن وحده، بل نقلوا نظمه ومعناه، ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم الصبيان، بل يتعلمونه بمعانيه. ومن لا يسلك سبيلهم فإنما يتكلم برأيه. ومن يتكلم برأيه، وبما يظنه دين الله، ولم يتلق ذلك من الكتاب فهو مأثوم (!) وإن أصاب. ومن أخذ من الكتاب والسنة فهو مأجور وإن أخطأ. لكن إن أصاب يضاعف أجره).
ثم قال (ص 217):
(فالواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم، والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون أن نعارضه بخيالٍ باطل نسميه معقولاً، أو نحمله شبهة أو شكاً، أو نقدم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم، فنوحده صلى الله عليه وسلم بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان، كما نوحد المُرسِلَ ـ سبحانه وتعالى ـ بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل). وجملة القول: أن الواجب على المسلمين جميعاً أن لا يُفرِّقوا بين القرآن والسنة، من حيث وجوب الأخذ بهما كليهما، وإقامة التشريع عليهما معاً. فإن هذا هو الضمان لهم أن لا يميلوا يميناً ويساراً، وأن لا يرجعوا القهقرى ضُلالاً،
كما أفصح عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: " تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يرِدا على الحوض " [رواه مالك بلاغاً، والحاكم موصلاً بإسناد حسن].
______________________________ __________
(1) لم نقل كما هو شائع لدى كثير من أهل العلم: يفسر القرآن بالقرآن إن لم يكن ثمة سنة، ثم بالسنة، لما سيأتي بيانه في آخر هذه الرسالة عند الكلام على حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.
ــــــــــ
///تنبيه هام///
ومن البدهي بعد هذا أن نقول:
إن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع، إنما هي السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالطرق العلمية والأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل العلم بالحديث ورجاله. وليست هي التي في بطون مختلف الكتب من التفسير والفقه، والترغيب والترهيب، والرقائق والمواعظ وغيرها؛ فإن فيها كثيراً من الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة، وبعضها مما يتبرأ منه الإسلام. مثل حديث هاروت وماروت، وقصة الغرانيق، ولي رسالة خاصة في إبطالها وهي مطبوعة2، وقد خرجت طائفة كبيرة منها في كتابي الضخم " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة "، وقد بلغ عددها حتى الآن قرابة أربعة آلاف حديث3! وهي ما بين ضعيف وموضوع وقد طبع منها خمس مئة فقط!
فالواجب على أهل العلم، لا سيما الذين ينشرون على الناس فقههم وفتاويهم أن لا يتجرأوا على الإحتجاج بالحديث إلا بعد التأكد من ثبوته، فإن كتب الفقه التي يرجعون إليها عادة، مملوءة بالأحاديث الواهية المنكرة وما لا أصل له، كما هو معروف عند العلماء.
وقد كنت بدأت مشروعاً هاماً في نظري، وهو نافع جداً للمشتغلين بالفقه سميته " الأحاديث الضعيفة والموضوعة في أمهات الكتب الفقهية " وأعني بها:
1 ـ الهداية للمرغيناني في الفقه الحنفي.
2 ـ المدونة لابن القاسم في الفقه المالكي.
3 ـ شرح الوجيز للرافعي في الفقه الشافعي.
4 ـ المغني لابن قدامة في الفقه الحنبلي.
5 ـ بداية المجتهد لابن رشد الأندلسي في الفقه المقارن.
ولكن لم يُتح لي إتمامه - مع الأسف - لأن مجلة (الوعي الإسلامي الكويتية) التي وعدت بنشره، ورحبت به، حين اطلعت عليه لم تنشره.
وإذ قد فاتني ذلك، فلعلي أوفق في مناسبة أخرى ـ إن شاء الله تعالى ـ إلى أن أضع لإخواني المشتغلين بالفقه منهجاً علمياً دقيقاً يساعدهم، ويسهل لهم طريق معرفة درجة الحديث بالرجوع إلى المصادر التي لا بد من الجوع إليها من كتب الحديث، وبيان خواصها ومزاياها، وما يمكن الاعتماد عليه منها، والله تعالى ولي التوفيق.
______________________________ __________
2 - وإسمها " نصب المجانيق في نسف قصة الغرانيق " طبع المكتب الإسلامي.
3 - وقد جاوز العدد الآن الخمسة آلاف ولعل الله ييسر طبعها قريباً
(يُتْبَعُ)
(/)
ــــــــــــ
///ضعيف حديث معاذ في الرأي وما يستنكر منه///
وقبل أن أنهي كلمتي هذه أرى أنه لا بد لي من أن أُلفت انتباه الإخوة الحاضرين إلى حديث مشهور، قلما يخلو منه كتاب من كتب أصول الفقه، لضعفه من حيث إسناده ولتعارضه مع ما انتهينا إليه في هذه الكلمة من عدم جواز التفريق في التشريع بين الكتاب والسنة، ووجوب الأخذ بهما معاً، ألا وهو حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين أرسله إلى اليمن:
" بم تحكم؟ " قال: بكتاب الله، قال: " فإن لم تجد؟ " قال: بسنة رسول الله، قال: " فإن لم تجد؟ " قال: أجتهد رأيي ولا آلو. قال: " الحمد لله الذي وفَّقَ رسولَ رسولِ الله، لما يحب رسول الله ".
أما ضعف إسناده، فلا مجال لبيانه الآن، وقد بينت ذلك بياناً شافياً ربما لم أسبق إليه في السلسلة السابقة الذكر (4)، وحسبي الآن أن أذكر أن أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ قال فيه: (حديث منكر). وبعد هذا يجوز لي أن أشرع في بيان التعارض الذي أشرت إليه فأقول:
إن حديث معاذ هذا يضع للحاكم منهجاً في الحكم على ثلاث مراحل، لا يجوز أن يبحث عن الحكم في الرأي إلا بعد أن لا يجده في السنة، ولا في السنة إلا بعد أن لا يجده في القرآن. وهو بالنسبة للرأي منهج صحيح لدى كافة العلماء، وكذلك قالوا إذا ورد الأثر بطل النظر. ولكنه بالنسبة للسنة ليس صحيحاً؛ لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومبينة له، فيجب أن يبحث عن الحكم في السنة، ولو ظن وجوده في الكتاب لما ذكرنا، فليست السنة مع القرآن، كالرأي مع السنة، كلا ثم كلا، بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدراً واحداً لا فصل بينهما أبداً، كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا إني أُتيت القرآن ومثله معه " يعني السنة وقوله: " لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
فالتصنيف المذكور بينهما غير صحيح لأنه يقتضي التفريق بينهما وهذا باطل لما سبق بيانه.
فهذا هو الذي أردت أن أنبه إليه، فإن أصبت فمن الله. وإن أخطأت فمن نفسي، والله تعالى أسأل أن يعصمنا وإياكم من الزلل ومن كل ما لا يرضيه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
______________________________ __________
(4) وهو برقم 885 من السلسلة المذكورة (ونرجو أن يطبع المجلد الموجود فيه قريباً إن شاء الله).(/)
رسالة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله , يجيب فيها عن سؤال حول معنى "لاإِله إلاّالله".
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه وسلم,
سُئِلَ الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن معنى "لاإِله إلاّالله"، فأجاب بقوله:
إعلم رحمك الله أنّ هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون.
وليس المراد بقولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد بقولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها وبغض ما خالفها ومعاداته، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال لا إله إلاّ الله مخلصا)، وفي رواية (خالصا من قلبه)، وفي رواية (صادقا من قلبه،) وفي حديث آخر: (من قال لا إله إلاّ الله وكفر بما يُعبد من دون الله)، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة، فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات نفي الإلهية عمّا سوى الله تعالى من المخلوقات، حتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجبرائيل فضلا عن غيرهم من الأولياء والصالحين.
إذا فهمت ذلك فتأمل هذه الألوهية التي أثبتها الله لنفسه، ونفاها عن محمد وجبرائيل وغيرهما، أن يكون لهم مثقال حبة من خردل، فاعلم أنّ هذه الألوهية هي التي تسميها العامة في زماننا السر والولاية، والإله معناه الولي الذي فيه السرّ، وهو الذي يسمونه الفقير والشيخ، وتسميه العامة السيد وأشباه هذا، وذلك أنهم يظنون أنّ الله جعل لخواص الخلق منزلة، يرضى أنّ الإنسان يلتجئ إليهم ويرجوهم ويستغيث بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله، فالذي يزعم أهل الشرك في زماننا أنهم وسائطهم وهم الذين يسميهم الأولون (الآلهة)، والواسطة هو الإله، فقول الرجل لا إله إلاّ الله، إبطال الوسائط.
فإذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة، فذلك بأمرين:
الأول: أن تعرف أنّ الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقتلهم ونهب أموالهم، واستحلّ نساءهم، كانوا مقرين لله سبحانه، بتوحيد الربوبية، وهو أنه لا يخلق، ولا يرزق، ولا يحيي، ولا يميت، ولا يدبّر الأمور إلاّ الله وحده، كما قال الله تعالى: {قُل مَن يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومَن يُخرج الحي من الميت ويُخرج الميت من الحي، ومَن يدبّر الأمر، فسيقولون الله} يونس (آية:31).
وهذه مسألة عظيمة مهمة، وهي أن تعرف أنّ الكفار شاهدون بهذا كله ومقرّون بها ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم، وكانوا أيضا يتصدّقون ويحجون ويعتمرون ويتعبّدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عزّ وجل، ولكن الأمر الثاني هو الذي كفّرهم وأحلّ دماءهم وأموالهم، وهو أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية، وهو أنه لا يُدعى ولا يُرجى إلاّ الله وحده لا شريك له ولا يُستغاث بغيره ولا يُذبح لغيره ولا يُنذر لغيره، لا لملَك مقرّب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك.
وتمام هذا، أن تعرف أنّ المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون الصالحين مثل الملائكة وعيسى وعُزير وغيرهم من الأولياء، فكفروا بهذا مع إقرارهم بأنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، وإذا عرفت هذا عرفت معنى لا إله إلاّ الله، وعرفت أن من نخا نبيا أو ملكا أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، يمكّن هؤلاء الصالحين أن يكونوا مقرّبين ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة، وإلاّ نحن نفهم أنّ الله هو الخالق المدبّر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقل: كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله فإنّهم يدعون عيسى وعزيرا والملائكة والأولياء يريدون ذلك، كما قال تعالى: {والذين اتّخذوا من دونه أولياءَ ما نعبدهم إلاّ ليُقرّبونا إلى الله زلفى} الزمر (آية:3).
وقال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} يونس (آية:18).
فإذا تامّلت هذا تاملا جيداً، عرفت انّ الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية، وهو تفرّد بالخلق والرزق والتدبير، وهم ينخون عيسى والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقرّبونهم إلى الله ويشفعون عنده.
وعرفت أنّ من الكفار خصوصا النصارى منهم، من يعبد الله الليل والنهار، ويزهد في الدنيا، ويتصدق بما دخل عليه منها، معتزل في صومعة عن الناس، ومع هذا: كافر عدو لله .. مخلّد في النار، بسبب اعتقاده في عيسى أو غيره من الأولياء، يدعوه أو يذبح له أو ينذر له، تبيّن لك كيف صفة الإسلام، الذي دعا إليه نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، وتبين لك أن كثيرا من الناس عنه بمعزل، وتبين لك معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: بدا الإسلام غريباً، وسيعود غريبا كما بدأ. فالله الله يا إخواني تمسّكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسّه ورأسه: شهادة أن لا إله إلاّ الله .. واعرفوا معناها، وأحبّوها وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم، وابغضوا من أحبّهم أو جادل عنهم أو لم يكفّرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلّفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلّفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم ... فالله الله، تمسّكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا، اللهم توفّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.
ولنختم الكلام بآية ذكرها الله في كتابه، تُبيّن لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفراً من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: {وإذا مسّكم الضرّ في البحر ضلّ مَن تدعون إلاّ إياه فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم وكان الإنسان كفوراً} الاسراء (آية:67).
فقد سمعتم أنّ الله سبحانه ذكر عن الكفار أنهم إذا مسّهم الضرّ تركوا السادة والمشائخ ولم يستغيثوا بهم بل أخلصوا لله وحده لا شريك له واستغاثوا به وحده، فإن جاء الرخاء أشركوا، وانت ترى المشركين من أهل زماننا ولعل بعضهم يدّعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة، إذا مسّه الضرّ قد يستغيث بغير الله مثل معروف أو عبد القادر الجيلاني وأجلّ من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير، وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله المستعان ... وأعظم من ذلك وزرا أنّهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة مثل شمسان وإدريس ويونس وأمثالهم والله سبحانه أعلم.
الحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين(/)
اتصل بصاحبه بالمكبر وأنا أسمع, ثم أطفأه فهل هذا تناجي؟ إشكال
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 02:27]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
لو كنت مع خالد, ثم اتصل صديقكما أحمد على خالد فوضع خالد جهاز الجوال على المكبر, ثم تحدثتم لخمس دقائق, ثم أراد أحمد وخالد أن يتحدثوا بموضوع خاص, ثم أقفل خالد المكبر ووضع أذنه على السمّاعة, حتى لاتسمع, وبدأوا يتحدثون, فهل هذا تناجي؟؟؟ علما أن علة التناجي منصوصه في الحديث الصحيح وهي "فإن ذلك يحزنه", فالعلة هي حزن الثالث المنفرد ...
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 08:50]ـ
للرفع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:06]ـ
الحمد لله في الحديث الصحيح عن النبي (ص) «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الْآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ».
الذي يظهر أن المتصل لا يسمى ثالثا وليس هو كالحاضر، وقد جرت العادة على إغلاق المكبر، وأن ذلك لا يحزن الجليس، بخلاف الحاضر بينهما.
ولو قدر أن الحاضر حزن؛ فيظهر أنه لا عبرة بذلك؛ لأنه مخالف للعادة، كما لو حزن فضولي على تناجي اثنين وهم أربعة أو أكثر. والله أعلم.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 10:21]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن, فقد أجدت وأفدت,,(/)
أسئلة عن القلب ..
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 07:53]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أحتاج مساعدتكم بارك الله بيكم
1 - هل القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي أم غير ذلك؟
2 - إن كان القلب ليس القلب العضوي فما الجواب عن حديث:
أ) (المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى هاهنا وأومأ بيده إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)
ب) (إن في الجسد مضغة إذا صلحت .. ) الحديث.
جـ) حديث شق الصدر.
3 - و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا؟
جزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي الكريم ونفع بك
بالنسبة للاسئلة فلا أستطيع الاجابة لقلة علمي ووجود من هو أعلم مني
لكن سأذكر بعض من تكلم عنهذه المسألة
1 - تكلم العلامة الامين الشنقيطي رحمه الله عنها في قسم الفتاوى ضمن " أثار الامين الشنقيطي"
وهي جواب لسؤال يقع في حوالي عشرين صفحة وكلامه متين وقوي كعادته وأغلب الادلة التي تكلم عنها من القران "حوالي 20 دليل" وذكر ان الادلة من السنة كثيرة لايتسع لها المقام
2 - تكلم عنها المفسر الاصولي د. خالد بن عثمان السبت حفظه الله في الشريط الاول من أعمال القلوب
وهو الشريط الاول من الاخلاص وذكر أنه أطلع على بعض البحوث الطبية التي تثبت أن المشاعر والعواطف تتغير نوعا ما عند عمل عمليات زراعة القلب" العهد به بعيد فقد يكون في كلامي وهم"
3 - الشيخ محمد موسى الشريف حفظه الله في أحد كتبه ولم أطلع عليه
4 - عقد مؤتمر قبل مايقارب السنة في المنطقة الشرقية عن القلب وشارك فيه كثير من الاطباء والفقهاء كالشيخ سلمان العودة وغيره
وممن شارك فيما أظن الشيخ الفاضل: عصام البشير سدده الله وهو أحد الافاضل في هذا المجلس
فليته يفيدنا في الموضوع لانه لم يتيسر لي الحضور
هذا ماعندي وارجوا من المشايخ الفضلاء ممن عنده علم أن يتفضل على من لاعلم عنده
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 02:57]ـ
بارك الله في عمرك وعملك ونفع بك أخي الفاضل
وجدت هذه الفتوى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 05:52]ـ
[ quote] وجدت هذه الفتوى [/ اين هى
وهو الشريط الاول من الاخلاص وذكر أنه أطلع على بعض البحوث الطبية التي تثبت أن المشاعر والعواطف تتغير نوعا ما عند عمل عمليات زراعة القلب" العهد به بعيد فقد يكون في كلامي وهم" سمعت الشيخ الحوينى يقول ان الدكتور الشهير مجدى يعقوب نقل قلب انسان لانسان أخر فوجد هذا المنقول اليه يتكلم باشياء حدثت للا خر تماما فقدم استقالته وهذا دليل على ان العقل فى القلب وكذا قال الشيخ مصطفى العدوى فى تفسير جزء تبارك او قد سمع
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 09:11]ـ
[ quote] اين هى
الفتوى في المرفقات في المشاركة رقم (4)
[ quote]
سمعت الشيخ الحوينى يقول ان الدكتور الشهير مجدى يعقوب نقل قلب انسان لانسان أخر فوجد هذا المنقول اليه يتكلم باشياء حدثت للا خر تماما فقدم استقالته وهذا دليل على ان العقل فى القلب وكذا قال الشيخ مصطفى العدوى فى تفسير جزء تبارك او قد سمع
هل سمعته يذكر ذلك في محاضرة أو في شريط؟ وهل يمكنك إحضار المصدر بارك الله بيك؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 09:47]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أحتاج مساعدتكم بارك الله بيكم
1 - هل القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي أم غير ذلك؟
2 - إن كان القلب ليس القلب العضوي فما الجواب عن حديث:
أ) (المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى هاهنا وأومأ بيده إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)
ب) (إن في الجسد مضغة إذا صلحت .. ) الحديث.
جـ) حديث شق الصدر.
3 - و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا؟
جزاكم الله خيراً
الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخت الفاضلة (تاج الروح) الجواب على سؤالك: نعم القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي، ولا إشكال على ذلك فيما أوردتِ من النصوص بل هي مأيدة له دالة عليه، فقد روى مسلم في صحيحه (2564) من حديث أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) وفي إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره دليل على أن القلب الذي هو محل التقوى هو القلب الذي محله الصدر، ويدل على ذلك قوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} (الحج /46).
لذلك قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/ 123/طبعة مؤسسة قرطبة):
((قال المازري: واحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس، وقد سبقت المسألة مبسوطة في حديث: (ألا إن في الجسد مضغطة .. ).)).وقال في الموضع المشار إليه (11/ 29 – 30):
((قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
قال أهل اللغة: يقال: صلح الشئ وفسد بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها قالوا: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في صلاح القلب وحمايته من الفساد واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس وفيه خلاف مشهور مذهب أصحابنا وجماهير المتكلمين أنه في القلب وقال أبو حنيفة هو في الدماغ وقد يقال في الرأس وحكوا الأول أيضا عن الفلاسفة والثاني عن الأطباء قال المازري: واحتج القائلون بأنه في القلب بقوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها} وقوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} وبهذا الحديث فإنه صلى الله عليه وسلم جعل صلاح الجسد وفساده تابعًا للقلب مع أن الدماغ من جملة الجسد فيكون صلاحه وفساده تابعا للقلب فعلم أنه ليس محلا للعقل واحتج القائلون بأنه في الدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل ويكون من فساد الدماغ الصرع في زعمهم ولا حجة لهم في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ مع أن العقل ليس فيه ولا امتناع من ذلك قال المازري لا سيما على أصولهم في الاشتراك الذي يذكرونه بين الدماغ والقلب وهم يجعلون بين رأس المعدة والدماغ اشتراكا والله أعلم)) انتهى كلام النووي.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1/ 231 – 232/تحقيق نظر فريابي):
((قوله: (مضغة) أي: قدر ما يمضغ، وعبر بها هنا عن مقدار القلب في الرؤية، وسمي القلب قلبًا لتقلبه في الأمور، أو لأنه خالص ما في البدن وخالص كل شيء قلبه، أو لأنه وضع في الجسد مقلوبًا، ... ويستدل به على أن العقل في القلب ومنه قوله تعالى: {فتكون لهم قلوب يعقلون بها}، وقوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال المفسرون: أي عقل، وعبر عنه بالقلب لأنه محل استقراره)). انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
وكل من وقفت على كلامه ممن قال بأن العقل مقره القلب إنما أراد الجارحة المعروفة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: ((التقوى ههنا)) وأشار إلى صدره تؤيده، وقوله في حديث النعمان بن بشير عند البخاري ومسلم: ((في الجسد مضغة))، تدل على ذلك أيضًا.
قال القرطبي رحمه الله في تفسير سورة البقرة (1/ 185 - 189 باختصار وتصرف/ بعناية هشام البخاري) في تفسير قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم .. } الآية:
(فيها عشر مسائل: الأولى: قوله تعالى (ختم الله) بين سبحانه في هذه الآية المانع لهم من الإيمان بقوله: {ختم الله} والختم مصدر ختمت الشيء ختما فهو مختوم ومختم شدد للمبالغة ومعناه التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء ومنه ختم الكتاب والباب وما يشبه ذلك حتى لا يوصل إلى ما فيه ولا يوضع فيه غير ما فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال اهل المعاني وصف الله تعالى قلوب الكفار بعشرة أوصاف بالختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والإنكار فقال في الإنكار: {قلوبهم منكرة وهم مستكبرون} ........
وقال في الطبع: {فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}، وقال: {بل طبع الله عليها بكفرهم}، وقال في الختم: {ختم الله على قلوبهم} وسيأتي بيانها كلها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
................. حقيقة الختم والطبع إنما هو فعل ما يصير به القلب مطبوعا مختوما لا يجوز أن تكون حقيقته التسمية والحكم ألا ترى أنه إذا قيل فلان طبع الكتاب وختمه كان حقيقة أنه فعل ما صار به الكتاب مطبوعا ومختوما لا التسمية والحكم هذا ما لا خلاف فيه بين أهل اللغة ولأن الأمة مجمعة على أن الله تعالى قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم كما قال تعالى: {بل طبع الله عليها بكفرهم} وأجمعت الأمة على أن الطبع والختم على قلوبهم من جهة النبي عليه السلام والملائكة والمؤمنين ممتنع فلو كان الختم والطبع هو التسمية والحكم لما أمتنع من ذلك الأنبياء والمؤمنون لأنهم كلهم يسمون الكفار بأنهم مطبوع على قلوبهم وأنهم مختوم عليها وأنهم في ضلال لا يؤمنون ويحكمون عليهم بذلك فثبت أن الختم والطبع هو معنى غير التسمية والحكم وإنما هو معنى يخلقه الله في القلب يمنع من الإيمان به دليله قوله تعالى: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقال وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} أي لئلا يفقهوه وما كان مثله.
الرابعة قوله (على قلوبهم) فيه دليل على فضل القلب على جميع الجوارح والقلب للإنسان وغيره وخالص كل شيء وأشرفه قلبه فالقلب موضع الفكر وهو في الأصل مصدر قلبت الشيء أقلبه قلبا إذا رددته على بداءته وقلبت الإناء رددته على وجهه ثم نقل هذا اللفظ فسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الحيوان لسرعة الخواطر إليه ولترددها عليه كما قيل ما سمي القلب إلا من تقلبه فأحذر على القلب من قلب وتحويل.
..................
(السادسة) القلب قد يعبر عنه بالفؤاد والصدر قال الله تعالى: {كذلك لنثبت به فؤادك} وقال: {ألم نشرح لك صدرك} يعني في الموضعين قلبك، وقد يعبر به عن العقل قال الله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} أي عقل لأن القلب محل العقل في قول الأكثرين والفؤاد محل القلب والصدر محل الفؤاد والله أعلم)) انتهى كلام القرطبي.
وفي الحقيقة أن البحث في هذا الموضع يطول، والكلام فيه يكثر، لكن خلاصة ما مضى أن العقل في القلب، وأننا نعقل ونفهم بقلوبنا كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن المراد بالقلب هو تلك المضغة التي محلها الصدر، والتي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في كلامه كما سبق.
3 - و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا؟
[/ COLOR][/SIZE]
كل ما أسند إلى الله تعالى من هذه الصفات كقوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم} وغير ذلك، فما نسب إلى الله تعالى من هذه الصفات كالختم والطبع فهو على حقيقته لا يجوز تأويله ولا صرفه عن ظاهره، لأنه يدخل فيما وصف الله به نفسه فنثبته لله تعالى كما أثبته لنفسه على الحقيقة ونفوض كيفيته لله تعالى، فنثبت الختم والطبع على حقيقته بمعناه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفوض الكيف، فكيفية الختم لا نعرفها، فهو خَتمٌ وطبعٌ من فعل الله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته سبحانه. والله أعلم.
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 10:07]ـ
بسمِ الله ..
الحمدُ لله الذى أنزل على عبدِهِ الكتابَ ولم يجعل لهُ عِوجا ..
والصّلاة والسّلام على الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدّين ..
وبعد؛
فالسّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
**************************
أختى الحبييبة / تاج الرُّوح
من أجمل ما وقفت عليه فى هذا الأمر هو ما قاله الشيخ بن العثيمين رحمه الله وطيب ثراه وجزاه عن الإسلام خيرًا في كتاب شرح رياض الصالحين لفضيلته، قال:
" يعني هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ- هذه مسألة أشكلت على كثير من النظار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها إلى قول الله، وقول رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح، أن العقل في القلب (!)، وأن القلب في الصدر {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج: 46]، وقال: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، ولم يقل: القلوب التي في الأدمغة (!).
فالأمر فيه واضح جدًّا، أن العقل يكون في القلب، ويؤيد هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
فما بالك بأمر شهد به كتاب الله، والله هو الخالق العالم بكل شيء، وشهدت به سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟!.
إن الواجب علينا إزاء ذلك؛ أن نطرح كل قول يخالف كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن نجعله تحت أقدامنا، وألا نرفع به رأسًا.
إذن، القلب هو محل العقل، ولا شك، ولكن الدماغ محل التصور، ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب، ثم القلب يأمر أو ينهي، فكأن الدماغ "سكرتير" يجهز الأشياء ثم يدفعها إلى القلب، ثم القلب يأمر أو ينهي، وهذا ليس بغريب {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] وفي هذا الجسم أشياء غريبة تُحار فيها العقول.
وأيضًا قلنا هذا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا صلحت صلح الجسد" فلولا أن الأمر للقلب، ما كان إذا صلح صلح الجسد، وإذا فسد، فسد الجسد كله.
إذًا: فالقلوب محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالاً بالدماغ، ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير، وفسد العقل (!) فهذا مرتبط بهذا، لكن العقل المدبر في القلب، والقلب في الصدر: {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
ــــــــ
(*) شرح رياض الصالحين- للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، المجلد الأول- باب المراقبة- ص: 179.
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 10:18]ـ
وأُزيدُكِ أختى الطيّبة الفاضِلة بما جاء فى موقع موسوعة الإعجاز العلمىّ فى مقالة: شيفرة القَلب .. لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها .. ( http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1322&select_page=2)
شيفرة القلب ... لهم قلوب لا يفقهون بها
http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183839097clip_9.jpg
تطوّر خطير لعله يوازي في أهميته اكتشاف الجاذبية لنيوتن، ما فاجأنا به كتاب (شيفرة القلب) أو The Heart Code الذي نشر حديثا ويوشك أن يزلزل العالم الذي تواضع على تقبّل قناعاته الذاتية دون شديد تمييز ..
كما ليفكك أخيرا بعض المسلّمات ويستبيح نهائيا بعض المحرّمات.
فقد جاءت على عرضه قناة الجزيرة الوثائقية التي جرى تدشينها مؤخرا، حيث زعم الكتاب بحجج بالغة القوة أن من يقود البشر في جميع حركاتهم وسكناتهم بما فيها عواطفهم إنما هو القلب أساسا وابتداء .. ثم تشعّ منه بعد ذلك إلى المخ عبر مراكز عصبية محورية بارزة الوضوح عثر عليها مؤخرا جدا بين جوانحه، مما يعني أن معلومات المخ متأخرة (وعتيقة!) مقارنة بما جرى من توثيق وتسجيل القلب المسبّق لها!
ولقد أفاض البرنامج الوثائقي في التفصيل الخطير استدلالا بنتائج العمليات الطبية الكبرى لزراعة القلب البشرى في آخرين .. وغير خافٍ أن عدد من أجري لهم من العمليات من هؤلاء من القلة في العرف العلمي لتطبيق منظومة الإحصاء المتبعة ما يجعل من الصعب التسليم باعتمادها، إلا أن مضامينها مدوّية ومثيرة.
فمن أبرزها قضية التغير الضخم الغير متوقع أو معروف إلى الآن، في طبائع متلقي القلوب المنقولة، حتى أن أحدهم ذكر أنه يشعر كما لو كان هناك تواجد وجداني لشخص آخر معه! ولعل أعجب شيء في القضية: هو القانون الذي لا يسمح لمتلقي القلب المزروع بمعرفة شخصية واهبه الذي قضى، تحديدا!
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن ذلك لم يمنع تداعي أحجار الدومينو من أن تكرّ وتكشف رغم ذلك من جملة الأحداث البارزة ما يبهر .. فقد رأى أحد متلقي عمليات زرع القلوب شخص مالكه الأصلي الذي قضى، وهو يخبره في المنام أن قلبه الجديد الذي يحمله إنما هو عائد له، ووصف له شخصيته وكيف عاش في الحياة سابقا .. وعندما واجه ذلك المستفيد من العملية أطباءه الذين يخفون حسب القانون مصدر القلب الذي يحمله، صعقوا وأصيبوا بالذهول لدقة المعلومات ولمعرفتهم الوثيقة باستحالة اطلاعه عليها دون علم ومصدر! فأذعنوا في النهاية لطلبه وكشفوا له تفاصيل ملفات الحامل السابق لقلبه مما أسعده بشدة ملحوظة، وفاض به الإحساس بالشعور كأنه مخطط كامل في دقة التفاصيل لتركيب كيانه الجديد! والأغرب في الأمر للعجب، أن ذلك الإحساس كان مشتركا لدى بقية المنتفعين من عمليات زرع القلب، بعد الدراسة.
أضف إلى ذلك التغيير الداخلي في الديكور النفسي المثير للدهشة في شخصية المتلقي: فقد وُجد أن ميوله الجديدة غالبا ما تكون مناقضة تماما لميوله السابقة ... كما ثبت بعد التأكد، أنها صفات منسوبة فعليا، ويا للهول إلى مالكي القلوب الأصليين السابقين!
فأحدهم انهمك في الرياضة، رغم كرهه الشديد السابق لها .. وبين قوسين: من الصفات الفعلية لمالك القلب السابق!
والآخر انكب على كتابة الشعر، رغم نفوره السابق مما يسمى كتب!
والآخر شرع في تسلق الجبال، رغم خوفه سابقا من السقوط وهو واقف في مكانه!
والآخر تعلّق بشغف بالسباحة والغوص في البحر، رغم تخوفه الشديد السابق من الغرق في (شبر مويه!).
والآخر باشر بعزف الموسيقى وتأليف السمفونيات، رغم عدم معرفته في السابق بالدّو من الرى!
والآخر انطلق ليكتب بشكل مذهل دون توقف رغم تعثّر سيره الدراسي سابقا.
والآخر أصبح ودودا بشكل مبهر رغم انطوائه الشديد في السابق.
والآخر كذا وكذا في سلسة طويلة من التطورات المذهلة بتناقضها للطبيعة الأصلية لذلك الشخص، وتصب جميعها في روافد نفس هذه البحيرة ....
وهذا التناقض المنظور يثير لدينا الشك، في أنه ضروري أن يصار إلى إعادة ترتيب صياغة أولويات القضية .. حتى لكأنه قلب أساسي نقل إليه جسم ككائن ثانوي يمثله الشخص الثاني الذي لا زال على قيد الحياة!! وفي هذا ما تصطكّ منه المسامع والعقول .. بالطبع في ترتيب تسلسلها الجديد الذي ندور بحيْرة شديدة دون وعي على مزماره!
كما يجعلنا أيضا في مجابهة غير محسوبة وموضع دقيق وحساس، وامتحان صعب يجب على المتلقي معرفته ومصارعته قبل الإقدام على إجراء العملية الكبرى، ربما من ناحية الواجب الأدبي، وهو: هل هو على تمام الاستعداد لتحمل تبعات القادم من تغيير محوري شامل غير معروف أو مأمون الجانب، ثمرة لذلك الكوكتيل النفسي؟
وعندما سُئل طبيب وجرّاح القلب العالمي الشهير مجدي يعقوب عن ذلك، أجاب بأننا لا نملك من الوسائل المتوفرة إلى الآن ما يمكننا من إثبات أو (نفي!) ذلك.
وما يُبهر الناس في الغرب اليوم هو في شرقنا من البديهيات، فليس هذا بغريب علينا في عالمنا العربي والإسلامي، أو يبعث على رفع الحواجب تعجبا، فهو الذي قد فرغ من حسم ذلك منذ قرابة خمسمائة وألف سنة مضت .. ليبني للغرب بجرّة قلم ما يعيد بانبهار شديد اكتشافه اليوم! أو مما يذكر بقول سابق مؤدّاه: (ما أعظمه من دين لو كان له رجال!).
ولعله غيض من فيض، أو سطر من قمطر كما قيل، قول شاعرنا العربي قديما:
(إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا!)
أو قول الشاعر الآخر:
(قلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرونا!
وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمينا)
كما أن القرآن الكريم قد ذكر: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) الإسراء 36.
وذكر: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) القصص 10.
وذكر: (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) الأنعام 113.
كما ذكر بخصوصه أيضا: (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها) الأعراف 179.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبحسبه فإن من الواضح جدا: جمعه للحواس الأساسية المحورية الكبرى، أن الإنسان لا يرى بغير عينيه، ولا يسمع بغير أذنيه، وبأنه أيضا لا يعقل بغير قلبه، وتاليا للمخ الذي هو المحّول على رأس كابل العمود الفقري، أو محطة تحويل الطاقة المتصرفة تبعا إلى بقية أطراف الجسد .. انبعاثاً من ذلك الخلق السحري الأعجب، والمركز المشعّ لمجرّة الإنسان، المسمى بـ (القلب)! في تناغم بديع لا يكلّ ولا يملّ، مجبرا كل من يطوف به طائف من الشكوك، أو يراوده مخالج من الوساوس، على الإذعان والتسليم بأقصى درجات التعجب والذهول!
(هو الحق يُغفي ثم ينهض ساخطا فيهدم ما شاء الظلام ويحطم!)
إعداد سيف الدين بن الشيخ محمد نور
أديب ومهندس وباحث من الإمارات
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 11:56]ـ
وفي الحقيقة أن البحث في هذا الموضع يطول، والكلام فيه يكثر، لكن خلاصة ما مضى أن العقل في القلب، وأننا نعقل ونفهم بقلوبنا كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن المراد بالقلب هو تلك المضغة التي محلها الصدر، والتي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في كلامه كما سبق.
شيخنا الفاضل علي أحمد عبد الباقي ..
زادك الله علماً وفهماً شيخنا الفاضل
الأخت الكريمة محبة القرآن والعربية ..
أحبك الله وأحبك خلق الله ..
شكراً على ما تفضلت به، جزاكِ الله خيراً
أنقل هنا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - جزاه الله خير الجزاء من وجهني للبحث عن كلامه -:
"وأما قوله: أين مسكن العقل فيه؟ فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} ( java******:openquran(21,46,46 )) [ الحج: 46]. وقيل لابن عباس: بماذا نلت العلم؟ قال: بلسان سؤول، وقلب عقول.
لكن لفظ [القلب] قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن، التي جوفها علقة سوداء، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد)، وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقًا، فإن قلب الشيء باطنه، كقلب الحنطة واللوزة والجوزة ونحو ذلك، ومنه سمى القليب قليبًا؛ لأنه أخرج قلبه وهو باطنه، وعلى هذا، فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضًا؛ ولهذا قيل: إن العقل في الدماغ، كما يقوله كثير من الأطباء، ونقل ذلك عن الإمام أحمد، ويقول طائفة من أصحابه: إن أصل العقل في القلب، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ.
والتحقيق: أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا، وما يتصف / من العقل به يتعلق بهذا وهذا، لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب. والعقل يراد به العلم، ويراد به العمل، فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة، وأصل الإرادة في القلب، والمريد لا يكون مريدًا إلا بعد تصور المراد، فلابد أن يكون القلب متصورًا، فيكون منه هذا وهذا، ويبتدئ ذلك من الدماغ، وآثاره صاعدة إلى الدماغ، فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء، وكلا القولين له وجه صحيح، وهذا مقدار ما وسعته هذه الأوراق، والله أعلم."
"ثم إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق القلب للإنسان يعلم به الأشياء، كما خلق له العين يرى بها الأشياء، والأذن يسمع بها الأشياء، كما خلق له ـ سبحانه ـ كل عضو من أعضائه لأمر من الأمور، وعمل من الأعمال، فاليد للبطش، والرجل للسعي، واللسان للنطق، والفم للذوق، والأنف للشم، والجلد للمس، وكذلك سائر الأعضاء الباطنة والظاهرة.
فإذا استعمل الإنسان العضو فيما خلق له وأعد لأجله، فذلك هو الحق القائم، والعدل الذي قامت به السموات والأرض، وكان ذلك خيرًا وصلاحًا لذلك العضو ولربه وللشيء الذي استعمل فيه، وذلك الإنسان الصالح / هو الذي استقام حاله،و {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} ( java******:openquran(1,5,5)) [ البقرة: 5].
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا لم يستعمل العضو في حقه، بل ترك بطالًا فذلك خسران، وصاحبه مغبون، وإن استعمل في خلاف ما خلق له فهو الضلال والهلاك، وصاحبه من الذين بدلوا نعمة الله كفرًا،ثم إن سيد الأعضاء ورأسها هو القلب، كما سمى قلبًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الإسلام علانية والإيمان في القلب) ثم أشار بيده إلى صدره وقال: (ألا إن التقوى ها هنا إلا إن التقوى ها هنا). "
"
"فصلاح القلب وحقه، والذي خلق من أجله، هو أن يعقل الأشياء، لا أقول أن يعلمها فقط، فقد يعلم الشيء من لا يكون عاقلًا له، بل غافلًا عنه ملغيًا له، والذي يعقل الشيء هو الذي يقيده ويضبطه ويعيه ويثبته في قلبه، فيكون وقت الحاجة إليه غنيًا فيطابق عمله قوله، وباطنه ظاهره، و ذلك هو الذي أوتى الحكمة، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} ( java******:openquran(1,269,26 9)) [ البقرة: 269]، وقال أبو الدرداء: إن من الناس من يؤتي علمًا ولا يؤتي حكمًا، وإن شداد بن أوس ممن أوتي علمًا وحكمًا. "
المصدر ..
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=182
وهنا ما ذكره الشيخ خالد السبت:
"وعقيدة أهل السنة والجماعة- وهو الذي دل عليه القرآن هو- أن العقول في الصدور، وليست في الأدمغة .. وأما الفلاسفة من القدماء وكما يقرره الأطباء في هذا العصر- إلا من رحم الله عز وجل- يقولون، ويقول الفلاسفة: إن العقل بالدماغ. وأما الذي عليه أهل السنة والجماعة هو أن العقل في القلب، وهو الذي دل عليه القرآن."
المصدر ..
http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=1575
أو يمكن تحميله من المرفقات
السؤال الآن:
بعد تجميع أقوال أصحاب الفضيلة والفتاوى التي ذُكر فيها المقصود بالقلب في كتاب الله الكريم وفي سنة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، هل يمكن التأكيد بأن العقل موجود في القلب وهو العضو العضوي في جسم الإنسان؟ وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة وأن من يقول غير ذلك هم الفلاسفة من القدماء؟ هذا أولاً ..
ثانياً: لا يزال كلامك عن الختم والطبع يحتاج لتوضيح بارك الله بيك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 01:21]ـ
ثانياً: لا يزال كلامك عن الختم والطبع يحتاج لتوضيح بارك الله بيك [/ RIGHT]
بارك الله فيك أختنا الكريمة (تاج الروح)، وبارك الله في الأخت (محبة القرآن والعربية) على نقلها عن الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وسائر علماء المسلمين.
للتوضيح أقول وصف القلب في القرآن بصفات كثيرة يجمعها أنها مما يوصف به القلب من ذلك الغلظة، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب .. } الآية (آل عمران /159).
ومنها السلامة، قال تعالى: {إلا من أتى الله بقلب سليم} (الشعراء /89).
ومنها الإنابة، قال تعالى: { ... وجاء بقلب منيب} (ق/33).
وكل هذه الصفات السابقة مما يتصف به القلب ولم تسند إلى الله تعالى، ومعناها على ما هو معروف من لغة العرب وعلى ما فسرها به أهل العلم وليس فيها إشكال.
وهناك صفات حكى الله في قرآنه أنه فاعلها بتلك القلوب، لذلك فهذه الأفعال من صفات الله الفعلية، ومن ذلك قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم .. } (البقرة /7).
وزيادة المرض في القلب المريض الزائغ، قال تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا} (البقرة/10).
ومنه قوله تعالى: {وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} (التوبة /87)، وقوله تعالى: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون} (التوبة/93).
وغيرها من الآيات.
فالختم على قلب الكافر، وزيادة المرض في القلب المريض بالكفر والنفاق، والطبع على تلك القلوب، كلها صفات نسبها الله إلى نفسه أنه سبحانه يفعلها بقول المنافقين والكفار بما كسبت من الكفر والزيغ، وهذه الصفات تدخل تحت ما يسميه علماء أهل السنة بصفات الله الفعلية، وهي قديمة الجنس حادثة الأفراد، فالله عز وجل لم يزل يفعل، لم يزل فاعلا، لكن أفراد فعل الله سبحانه ومنها: خلق السماوات والأرض وخلق العرش والاستواء عليه والطبع على قلوب الكافرين والمنافقين والختم عليها كلها صفات حادثة لحدوث من تقع عليهم (السماء والأرض والعرش والقلوب ... )، فهذه الصفات عقيدة أهل السنة فيها أنها على معناها المعروف من تلك الألفاظ وعلى الحقيقة لا يجوز تأويلها ولا تعطيلها كما أنه لا يجوز تكييفها ولا تمثيلها بنظائرها من صفات المخلوقين، وأما كيفيتها يعني كيف يستوي الله على العرش وكيف يختم على قلوب الكافرين وكيف يطبع عليها، فمذهب أهل السنة في الكيفية هو التفويض، لا يعلم كيفية هذه الأشياء إلا الله فنحن نثبت هذه الصفات لله كما أثبتها لنفسه، ونعرف معناها ونثبته على نحو يليق بجلال الله وعظمته، أما الكيف فلا نعلمه ونفوضه لله تعالى، فلا نعلم كيف يختم الله على قلوب الكافرين ولا كيف يطبع عليها، فمعنى الختم كما مر فيما نقلته عن القرطبي رحمه الله: ((حقيقة الختم والطبع إنما هو فعل ما يصير به القلب مطبوعا مختوما)) و: ((هو معنى يخلقه الله في القلب يمنع من الإيمان به))، وأما الكيف فنكل علمه إلى الله تعالى.
وأعتذر بسبب عدم نقل النصوص والتوسع فإنني أكتب هذا من رأس القلم، وأرجو أن يكون الأمر واضحًا. بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 02:25]ـ
إذًا: فالقلوب محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالاً بالدماغ، ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير، وفسد العقل (!) فهذا مرتبط بهذا، لكن العقل المدبر في القلب، والقلب في الصدر: {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
بارك الله فيك أختنا محبة القرآن العربية، وفي الشيخ علي عبدالباقي
كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله جيد، وقد ذكره في موضع آخر، كشرحه على مختصر التحرير في أصول الفقه عند قول الفتوحي في مختصر التحرير: (ومحلُّه القلب، وله اتصالٌ بالدماغ)
واختار العلامة القرافيُّ نحوَ هذا، حيث ذكر أنَّ محلَّ العقل في القلب، غير أنَّ سلامةَ الدماغ شرطٌ له
فالدماغ ليس محلاً للعقل، وإنما هو شرطٌ له؛ فلا يمكن أن يكون العقل سليماً إلا إذا كان الدماغ سليماً
ولذا تجد المرءَ إذا ضُرِبَ على دماغه فتأثر اختلَّ لذلك عقله، وفسد تفكيره، مع كون قلبه لم يتأثر
بشكل عضوي
وعزا القرافيُّ هذا إلى أكثر الفقهاء، وقليل من الفلاسفة
ونقل نحوه الصالحيُّ في سبل الهدى والرشاد
وفي المسألة كلامٌ كثير، ولشيخ الإسلام ابن تيمية تفصيلٌ فيه؛ تفضَّلت بنقله الأخت الفاضلة تاج الروح بارك الله فيها
وكذلك تلميذه ابن القيم في أقسام القرآن، وللعلامة الشنقيطي كلام طويل فيه
وهذه المسألة مذكورةٌ في كثير من الكتب، سواء كتب التفسير أو شروح الأحاديث أو أصول الفقه أو الفقه أو غيرها
بل بوَّب البخاري في الأدب المفرد بقوله: (بابٌ العقل في القلب)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 02:49]ـ
وفيكم بارك الله شيخنا أبا محمد الحمادي، ونفع الله بكم.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:26]ـ
بارك الله فيك أختنا الكريمة (تاج الروح)
بارك الله في عمرك وعملك شيخنا الفاضل
نعم الأمر واضح بارك الله بيك، الآن السؤال لو سمحت:
قال تعالى: "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" الأحزاب: 32
القلوب تمرض كما ذُكر في الآية الكريمة، فهل تموت لو زاد مرضها؟، بمعنى هل يموت قلب الإنسان معنوياً رغم بقائه على قيد الحياة؟
وقال تعالى: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" قـ: 37
الآية تعني هنا لمن كان له عقل يفكر به ويتدبر أليس كذلك؟
وقال عز وجل:
"وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" هود: 120
"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" الإسراء: 36
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" الفرقان: 32
"وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" القصص: 10
"مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى" النجم: 11
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:42]ـ
زادك الله علماً وفهماً شيخنا الفاضل الحمادي
ما تفضلت به مهم، جزاك الله خيراً
سأبحث عن النصوص التي ذكرت كاملة، وإذا احتجت مساعدتك سأضع أسئلتي بارك الله بيك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 12:05]ـ
بارك الله في عمرك وعملك شيخنا الفاضل
نعم الأمر واضح بارك الله بيك، الآن السؤال لو سمحت:
قال تعالى: "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" الأحزاب: 32
القلوب تمرض كما ذُكر في الآية الكريمة، فهل تموت لو زاد مرضها؟، بمعنى هل يموت قلب الإنسان معنوياً رغم بقائه على قيد الحياة؟
وفيك بارك الله أختنا الفاضلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب / نعم يموت قلب الإنسان بالوقوع في الشرك والكفر، وقد سمى الله الكفار أمواتًا في قوله تعالى: {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} (الأنعام/122).
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: ((أومن كان كافرًا فهديناه)). قال القرطبي في جامعه (7/ 78): ((عامة في كل مؤمن وكافر. وقيل: كان ميتًا بالجهل فأحييناه بالعلم)).
فقد يموت القلب بالمعصية والإنسان على قيد الحياة، بل يموت الإنسان وهو يدب على الأرض يأكل ويشر كما تأكل الأنعام، لكنه في الحقيقة ميت بضلاله وجهله.
وقال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان (1/ 477) في تفسير قوله تعالى: {والموتى يبعثهم الله} (الأنعام/36):
((قال جمهور علماء التفسير المراد بالموتى في هذه الآية الكفار وتدل لذلك آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {أو من كان ميتا فأحييناه ... } الآية، وقوله: {وما يستوى الاحيآء ولا الاموات .. } .. )).
ودليل أن القلب يطمس عليه حتى الموت ما رواه البخاري في مواضع من صحيحه ومسلم (144) واللفظ له قال: ((حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو خالد - يعني سليمان بن حيان - عن سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة قال: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفِّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم، فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك؟!!. قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه)) ... الخ.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (2/ 174 - 175):
في شرح قوله: ((مُجَخِّيًا)): ((قال القاضي - رحمه الله -: شبه القلب الذى لا يعى خيرًا بالكوز المنحرف الذى لا يثبت الماء فيه. وقال صاحب التحرير: معنى الحديث أن الرجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصى دخل قلبَه بكل معصية يتعاطاها ظلمةٌ واذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإسلام، والقلب مثل الكوز فاذا انكب انصب ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك)) انتهى.
ومن الشعر الرائق في هذا المعنى قول ابن المبارك - رحمه الله -:
رأيت الذنوب تميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها
والكلام في هذا يطول وأفضل من تكلم في حياة القلوب وموتها فيما أعلم هو العلامة ابن القيم - رحمه الله – خصوصًا في كتابه ((الفوائد)) – وهو غير ((بدائع الفوائد)) - وفي كتابه ((مدارج السالكين)).
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيي موات قلوبنا. والله تعالى أعلم.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 02:44]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيي موات قلوبنا. والله تعالى أعلم.
اللهم آمين
بارك الله فيكم جميعاً، وزادكم علماً وفهماً وإحساناً
حماكم الله(/)
مناقشة ابن القيم للعقلانيين!!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 07:53]ـ
قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله تعالى ـ:
فإن قيل: كيف تدّعون أن هذه العقوبات ـ أي قتل الجاني ـ لاصقة بالعقول، وموافقة للمصالح، وأنتم تعلمون أنه لا شيء بعد الكفر بالله أفظع ولا أقبح من سفك الدماء؟!
فكيف تردعون عن سفك الدم بسفكه؟!
وهل مثال ذلك إلا إزالة نجاسة بنجاسة؟!
ثم لو كان ذلك مستحسنا لكان أولى أن يحرق ثوب من حرق ثوب غيره، وأن يذبح حيوان من ذبح حيوان غيره، وأن تخرب دار من خرب دار غيره، وأن يجوز لمن شتم أن يشتم شاتمه، وماالفرق في صريح العقل بين هذا وبين قتل من قتل غيره أو قطع من قطعه؟!!
وإذا كان إراقة الدم الأول مفسدة وقطع الطرف كذلك فكيف زالت تلك المفسدة بإراقة الدم الثاني وقطع الطرف الثاني؟!
وهل هذا إلا مضاعفة للمفسدة وتكثير لها؟!
ولو كانت المفسدة الأولى تزول بهذه المفسدة الثانية لكان فيه ما فيه إذ كيف تزال مفسدة بمفسدة نظيرها من كل وجه؟!
فكيف والأُولى لا سبيل إلى إزالتها وتقرير ذلك بما ذكرناه من عدم إزالة مفسدة تحريق الثياب وذبح المواشي وخراب الدور وقطع الأشجار بمثلها؟!
ثم كيف حَسُن أن يعاقب السارق بقطع يده التي اكتسب بها السرقة ولم تحسن عقوبة الزاني بقطع فرجه الذي اكتسب به الزنا؟!
ولا القاذف بقطع لسانه الذي اكتسب به القذف؟!
ولا المزور على الإمام والمسلمين يقطع أنامله التي اكتسب بها التزوير؟! ولا الناظر إلى ما لا يحل له بقلع عينه التي اكتسب بها الحرام؟!
فعلم أن الأمر في هذه العقوبات جنسا وقدرا وسببا ليس بقياس، إنما هو محض المشيئة، ولله التصرف في خلقه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
فالجواب وبالله التوفيق والتأييد من طريقين: مجمل ومفصل.
أما المجمل؛ فهو أن من شرع هذه العقوبات ورتبها على أسبابها جنسا وقدرا فهو عالم الغيب والشهادة وأحكم الحاكمين وأعلم العالمين ومن أحاط بكل شيء علما وعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وأحاط علمه بوجوه المصالح دقيقها وجليلها وخفيها وظاهرها ما يمكن اطلاع البشر عليه وما لا يمكنهم وليست هذه التخصيصات والتقديرات خارجة عن وجوه الحكم والغايات المحمودة كما أن التخصيصات والتقديرات الواقعة في خلقه كذلك فهذا في خلقه وذاك في أمره ومصدرهما جميعا عن كمال علمه وحكمته ووضعه كل شى في موضعه الذي لا يليق به سواه ولا يتقاضى إلا إياه كما وضع قوة البصر والنور للباصر في العين وقوة السمع في الأذن وقوة الشم في الأنف وقوة النطق في اللسان والشفتين وقوة البطش في اليد وقوة المشي في الرجل وخص كل حيوان وغيره بما يليق به ويحسن أن يعطاه من أعضائه وهيئاته وصفاته وقدره فشمل إتقانه وإحكامه لكل ما شمله خلقه كما قال تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شيء) وإذا كان سبحانه قد أتقن خلقه غاية الإتقان وأحكمه غاية الإحكام؛ فلأن يكون أمره في غاية الإتقان والإحكام أولى وأحرى ومن لم يعرف ذلك مفصلا؛ لم يسعه أن ينكره مجملا!
ولا يكون جهله بحكمة الله في خلقه وأمره وإتقانه كذلك وصدوره عن محض العلم والحكمة مسوغا له إنكاره في نفس الأمر.
وسبحان الله! ما أعظم ظلم الإنسان وجهله!!
فإنه لو اعترض على أي صاحب صناعة كانت ممن تقصر عنها معرفته وإدراكه على ذلك وسأله عما اختصت به صناعته من الأسباب والآلات والأفعال والمقادير وكيف كان كل شيء من ذلك الوجه الذي هو عليه لا أكبر ولا أصغر ولا على شكل غير ذلك يسخر منه ويهزأ به وعجب من سخف عقله وقلة معرفته هذا ما تهيئه بمشاركته له في صناعته ووصوله فيها إلى ما وصل إليه والزيادة عليه والاستدراك عليه فيها هذا مع أن صاحب تلك الصناعة غير مدفوع عن العجز والقصور وعدم الإحاطة والجهل بل ذلك عنده عتيد حاضر ثم لا يسعه إلا التسليم له والاعتراف بحكمته وإقراره بجهله وعجزه عما وصل إليه من ذلك.
فهلا وسعه ذلك مع أحكم الحاكمين وأعلم العالمين ومن أتقن كل شيء فأحكمه وأوقعه على وفق الحكمة والمصلحة؟!
وقد كان هذا الوجه وحده كافيا في دفع كل شبهة وجواب كل سؤال وهذا غير الطريق التي سلكها نفاة الحكم والتعليل ولكن مع هذا فنتصدى للجواب المفصل بحسب الاستعداد وما يناسب علومنا الناقصة وأفهامنا الجامدة وعقولنا الضعيفة وعباراتنا القاصرة فنقول وبالله التوفيق ....................... ....
أما الجواب المفصل فانظره ـ غير مأمور ـ في إعلام الموقعين (2/ 120)
أخوكم أبو ريان.(/)
من تراث المدرسة الصديقية الغمارية ..
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة ... ؟؟
للعلاّمة الأصولي السيد عبد الحي بن الصدّيق الغماري الحسني ..
من الأعذار التي يتعلل بها المقلدون لرد السنن الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن العمل بالحديث يحتاج إلى البحث عن المعارض إذ ربما يكون الحديث دالا على الوجوب أوالحرمة أو الندب مع وجود معارض له يدل على خلاف مادل عليه أو على نسخه ..
ولايوجد من له أهلية التحقق من وجوده أو عدم وجوده سوى الأئمة .. أما من جاء بعدهم من العلماء فلا سبيل لهم إلى معرفته ..
هذا أحد الأعذار التي يجعلها المقلدون وسيلة لرميهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وتقديمهم أقوال أئمتهم عليها ولو كانت نصا صريحا لايحتمل التأويل بحال من الأحوال ...
وعذرهم هذا عذر باطل، وعن الدليل عاطل، وإنما هو من هوس المقلدين وترهاتهم الناشئة عن جهلهم وجمودهم وتعصبهم كما تدل عليه الأدلة الآتية:
– الدليل الأول على بطلانه وفساده ما قاله الإمام تقي الدين السبكي في رسالته التي أفردها للكلام على قول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: إذا صح الحديث فهو مذهبي: إن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شيء معارض متفق عليه، والذي يقوله الأصوليون من أن خبر الواحد إذا عارضه خبر متواتر أو قرآن أو إجماع أو عقل إنما هو فرض، وليس شيء من ذلك واقعا، ومن ادعى فليبينه حتى نرد عليه ..
وكذلك لايوجد خبران صحيحان من أخبار الآحاد متعارضان بحيث لايمكن الجمع بينهما. والشافعي قد استقرأ الأحاديث وعرف أن الأمر كذلك وصرح به في غير موضع من كلامه فلم يكن عنده ما يتوقف عليه العمل إلا صحته، فمتى صح وجب العمل به لأنه لامعارض له، فهذا بيان للواقع. والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع، وهذه فائدة عظيمة وإليها الإشارة بقوله: إذا صح الحديث .. حيث أطلقه ولم يجعل معه شرطا آخر. انتهى كلامه ص 84 من المثنوني والبتار، لشقيقنا الحافظ أبي الفيض رحمه الله تعالى، طبعة الأنوار.
فبيَّن تقي الدين السبكي أنه لايوجد حديثان صحيحان متعارضان، بحيث لايمكن الجمع بينهما، وأن الشافعي صرح بهذا في غير موضع من كلامه. فلهذا علَّق العمل بالحديث على صحته لأنه لامعارض له وأن هذا بيان للواقع، والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع ..
وهذا وحده كاف في الدلالة على بطلان عذرهم وفساده، لأنه صادر من إمامين عظيمين لهما المكانة العظيمة في علوم الشريعة. ويؤيد ما قاله هذان الإمامان،
2 – الدليل الثاني وهو أن انتفاء المعارض هو الأصل لأن الله تعالى لم ينزل شريعته متناقضة ولاجعلها متعارضة بل أنزل القرآن والوحي يصدق بعضه بعضا.
والسنة مثل القرآن إجماعا بل هي داخلة في مسمى كتاب الله كما بينه الحافظ في الفتح عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العسيف: لأقضين بينكما بكتاب الله، وإنما قضى بينهما بسنته. إذ الكل من عند الله تعالى، إن هو إلا وحي يوحى. فدل هذا على أن الأصل عدم المعارض وانتفاؤه فيجب استصحابه والتمسك به، كما يجب التمسك بالنفي الأصلي واستصحابه عند عدم ورود النص على ماهو مقرر في أصول الفقه.
3 – الدليل الثالث أن الحديث متيقن، ومعارضه محتمل مشكوك في وجوده. ومن قواعد وأصول الشريعة أنه لايترك متيقن لموهوم محتمل.
4 – الدليل الرابع أن عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم كان على خلاف هذا الشرط فإنهم كانوا يعملون بالأحاديث بدون توقف ولابحث عن معارض. فإذا وصلهم الحديث أخذوا به وعملوا بمقتضاه، وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تُتُبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 – الدليل الخامس وعلى تسليم دعواهم وجوب البحث عن المعارض قبل العمل بالحديث فإن العلم بانتفائه في وقتنا أيسر كثيرا جدا من العلم به في زمن الأئمة لما هو موجود في وقتنا من كتب السنة التي لايحصى نوعها وعددها بسبب المطابع الحديثة، بحيث يمكن للباحث أن يجزم بوجود المعارض أو انتفائه وهو مطمئن بذلك الحكم غير شاك ولامتردد فيه. وهذا شيء لايمكن في زمن الأئمة لما هو معلوم أن السنة لم تكن وصلت حينئذ طور الكمال في الجمع والتدوين بل كانت محفوظة في الصدور مفرقة بتفرق رواتها وحفاظها في البلدان والأقطار.
وقد كان هذا هو عذر الإمام مالك لما دعاه المنصور إلى الموافقة على حمل الناس أن يعملوا بكتبه ولايتعدَّوها إلى غيرها، فاعتذر الإمام عن قبول هذه الفكرة بأن الصحابة سمعوا أحاديث ورووا روايات وتفرقوا في البلدان، ودعاه الرشيد إلى مثل هذا فاعتذر بالعذر نفسه، يؤيد هذا ويزيده ظهورا
6 – الدليل السادس وهو أن الأئمة أصحاب المذاهب المتبوعة قد تمسكوا في كثير مما ذهبوا إليه من أحكام بعمومات أو مطلقات من القرآن أوالسنة مع وجود مخصصات أو مقيدات لها. وهذا شيء موجود بكثرة في أقوال الأئمة خصوصا أبا حنيفة ومالكا كما يعلمه من كانت له خبرة بأحاديث الأحكام، وربما نبهت على شيء من ذلك في بحث خاص.
وغير خاف أن وجود هذا في أقوالهم دليل واضح على أنهم كانوا لايرون البحث عن المعارض ولا العلم بانتفائه شرطا في العمل بالحديث.
ولهذا كان يتغير اجتهادهم وتَرد عنهم أقوال متعارضة بحسب ما وقفوا عليه من المعارض بعد الاجتهاد الأول. وقد لاينفون على المعارض فيستمرون على القول بما دل عليه العام أو المطلق مع وجود مخصصه أو مقيده!!
ومن رجع إلى المغني لابن قدامة والمجموع للنووي والفتح للحافظ، ونيل الأوطار للشوكاني وسبل السلام للأمير الصنعاني وغيرها من الكتب التي تذكر أقوال الأئمة وأدلتها تحقق هذا وعلمه علما يقينا.
وقد كان هذا من الأسباب التي دعت الشافعي إلى الرجوع عن مذهبه الذي وضعه بالعراق إلى مذهبه الجديد الذي وضعه بمصر!! يؤيد هذا
7 – الدليل السابع وهو أن العلم بانتفاء المعارض يستلزم الإحاطة بالسنة ومدارك الأحكام إذ لايمكن العلم بانتفائه والقطع بعدم وجوده إلا لمن هذا وصفه، والإحاطة متعسرة بل ممنوعة كما بينه الأئمة أنفسهم، كما أوضحته في كتابي: إقامة الحجة .. على عدم إحاطة أحد من الأئمة الأربعة بالسنة.
وهذا يستلزم ضرورة أنه لم يوجد في الأمة مجتهد صحيح الاجتهاد مقبوله!! واللازم باطل، فالملزوم مثله ..
8 – الدليل الثامن أن هذا العذر البارد الذي يتعللون به لترك السنة والإعراض عنها لازم لهم في أقوال الإمام فإنها تتعارض كثيرا، فيروى عنه في المسألة الواحدة قول بالحرمة وقول بالجواز، وآخر بالكراهة وغيرها كما يعلمه الخبير بكتب الفقه وهذا شيء كثير جدا في المذاهب كلها، وحيث ثبت عنه هذا التعارض في كثير من أقواله، فجائز جدا أن يكون موجودا في جميعها .. !!
فيلزمهم أن لايعملوا بشيء منها إلا بعد البحث عن معارضه!! وهم غير أهل للبحث عنه كما أقروا به هم أنفسهم في البحث عن معارض الحديث. فقالوا إنهم غير أهل للبحث عنه وإن المؤَهَّل له هو الإمام!!
وهكذا يتبين لمن له مسكة من العقل أن عذرهم هذا يستلزم تركهم العمل بشريعة الله كلها فلا يؤخذ حكم لما ينزل بالناس من الحوادث ولا العبادات والمعاملات لا من السنة ولا من أقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض للسنة أو لقول الإمام!!
وهذا كلام يغني سماعه عن بيان ما يتضمن من ضلال وخذلان!!
9 – الدليل التاسع: إن من عجيب أمرهم وغريب تصرفهم أنهم يغفلون أو يتغافلون عما يستلزمه عذرهم هذا من ترك العمل بأقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض على ما سبق بيانه، فيذكرون في كتبهم الأقوال المتعارضة المتناقضة في المسألة الواحدة عن الإمام أو بعض أصحاب التخريج على أصوله ويرون أن العمل بها كلها على تعارضها جائز بل واجب!! خصوصا إذا كان القولان المرويان عن الإمام أو بعض أئمة مذهبه مشهورين فلا ضرر حينئذ في العمل بالقولين الوجوب والحرمة، أو الجواز والحرمة في المسألة الواحدة في الوقت الواحد وبالنسبة للشخص الواحد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعمل بالأقوال المتناقضة إذا كانت مشهورة في المذهب جائز بل واجب!! و إن كانت الضرورة العقلية تقضي باستحالة اجتماع النقيضين أو الضدين، لأنهم لايفكرون بعقولهم وإنما يفكرون بعقول غيرهم!!
هذا عملهم و تصرفهم في الأقوال المتعارضة المروية عن إمامهم!!
فإذا رأوا الحديث الصحيح مخالفا للمذهب زعموا أن العمل به غير جائز لاحتمال وجود معارض له!!
فاعجب من عقول هؤلاء المعاندين للحق الجامدين على الباطل كيف عكسوا الأمر وقلبوا الوضع فحكموا بعقولهم التي عشش فيها الجهل بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يجب ترك العمل به لاحتمال معارض موهوم قد لايكون موجودا كما هو الواقع في كثير من الأحاديث التي ردوها وأعرضوا عن العمل بها معتذرين عن تصرفهم بهذا الهراء الذي علمت من الأدلة السابقة أنه أبطل من كل باطل!!
أما أقوال الإمام أو بعض علماء مذهبه المتعارضة المتناقضة فلا يكون تعارضها موجبا لترك العمل بها!! مع أن هذا تعارض واقع مشاهد مقرر في كتب المذهب وذاك تعارض محتمل موهوم متخيل.
فمن العجب الذي لا يدرى له السبب أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد ويترك العمل بها باحتمال المعارض الموهوم!!
أما أقوال الإمام وعلماء مذهبه فهي مقبولة واجب العمل بها على تعارضها وتناقضها!!
إن في عملهم الآثم لدليلا على أنهم يرون أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها التعارض والتناقض فلهذا لايجوز العمل بها إلا بعد البحث عن المعارض والجمع بينه وبين معارضه أو العلم بانتفائه.
وأقوال أئمتهم سالمة من التعارض والتناقض فلهذا كان العمل بها لايتوقف عن البحث عن المعارض!!
لو قيل لإنسان اجتهد ثم إيت بسخافة وضلالة لما أمكنه أن يأتي بأعظم من هذا سخافة وضلالة!!
فهذه الأدلة تدل دلالة قطعية على بطلان ما اشترطوه في العمل بالسنة من وجوب البحث عن المعارض. وأن من بلغه الحديث ممن له علم بدلالة الألفاظ يستطيع أن يفهم بواسطتها ما يدل عليه من الأحكام بمنطوقه أو مفهومه أو إشاراته فواجب عليه المبادرة إلى العمل بذلك بدون توقف على البحث عن المعارض، فإذا تبين بعد عمله به معارض له عمل بمقتضاه وسلك الطرق المقررة في أصول الفقه عند تعارض الدليلين.
هذا هو ما كان عليه عمل الصحابة والتابعين فقد كانوا يبادرون إلى العمل بما سمعوه من الحديث بدون أن يبحثوا عن المعارض ثم إذا ظهر المعارض عملوا بمقتضاه. وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تتبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
فهذا الشرط الذي اشترطه أتباع المذاهب للعمل بالسنة والذي لم يسبقهم إلى اشتراطه أحد من الصحابة والتابعين الذين هم خير القرون وأعلم الأمة بالقرآن والسنة، إنما هو في الحقيقة وسيلة مكشوفة جدا وسعي مفضوح ودعوة خسيسة للإعراض عن السنة وإلقائها ظهريا وتقديم العمل بمذهبهم عليها!!
وإلا فلماذا لم يشترطوا البحث عن المعارض عند العمل بأقوال إمامهم التي فيها التعارض والتناقض حقيقة وواقعا لامجازا وظاهرا؟!
وأقطع دليل على ذلك ما هو مقرر في كتب الفقه في كثير من المسائل التي يروى فيها كل مسألة منها قول الجواز وقول الحرمة وآخر بالكراهة، أليس هذا دليلا واضحا على ما قلته من أن قصدهم بذلك الشرط هو نصر مذهبهم وتقديمه على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك اختلقوا للعمل بها هذا الشرط الواهن، ولم يشترطوه في العمل بأقوال الإمام المتعارضة.!!
فهل يرون أن العمل بالمتعارض الواقع في نفس الأمر من أقوال الإمام واجب، والعمل بالسنة محرم حتى يبحث عن المتعارض المحتمل الموهوم؟!
فإن كان هذا رأيهم ـــ وهو الواقع كما يدل عليه عملهم ـــ فقد بلغوا في الضلال والخذلان شأوا بعيدا جدا ....
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:49]ـ
رخص الصيام وتشديدات الفقهاء المقلدين
للشيخ المحدّث السيد عبد العزيز بن الصدّيق الغماري
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا ابتعد المسلم عن منهاج السنة المحمدية السمحة؛ واتبع آراء الفقهاء وأقوالهم غرق معهم في البحر المظلم المتلاطم الأمواج بالخلافات والظنون التي لا يقوم عليها دليل ولا يؤيدها برهان، ولا تسندها حجة، كما ذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله 2/ 33 عن مالك رحمه الله تعالى أنه كان يقول: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين. فهذه الآراء العارية عن الدليل، إنما هي مجرد فهم صدر عن خطأ من فرد ثم تسلسل الأخذ به حتى صار دينا عند جهلة الفقهاء البلداء، يرون الخروج عنه خروجا عن الجماعة، وبعدا عن شريعة الإسلام؛ وسلوكا لغير سبيل المؤمنين!! مع أنهم وأيم الله- هم أحق الناس بهذا الوصف؛ وألصق به من غيرهم!!. وإمامهم مالك رحمه الله تعالى الذي يزعمون تقليده، والتزام مذهبه كذبا وزورا، يتبرأ منهم ومن عملهم، وقولهم هذه برآة الذئب من دم يوسف.
… (قال مالك رحمه الله تعالى إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه) رواه ابن عبد البر في جامع العلم 2/ 32 .. فترك السنة الثابتة الصحيحة لقول المذهب خروج عن قول مالك، ونهيه عن ذلك؛ وقال أيضا (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم). وقال ابن عبد البر في (جامع العلم) 2/ 82/ وفي سماع اشهب سئل مالك عمن أخذ بحديث حدثه الثقة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أتراه في ذلك في سعة؟ فقال لا والله يصيب الحق، وما الحق إلا واحد، قولان مختلفان يكونان صوابين جميعا ما الحق والصواب إلا واحد. فها هو اشهب وهو من أفقه أصحاب مالك وأوثقهم ينقل عن إمامه أنه إذا صح الحديث فلا يسع أحدا أن يخالفه لأن الحق واحد وهو ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وأله وسلم، وما سواه خطأ غير صواب…
وكل هذا رماه المقلدة المتأخرون وراءهم ظهريا، وتمسكوا بالمذهب رغم مخالفته للحديث؛ جهلا منهم بنهي إمامهم عن ذلك، وتعصبا بالهوى للباطل ومعاندة السنة وتركها بغير دليل ولا كتاب منير!! وبذلك – والعياذ بالله تعالى- وقعوا و أوقعوا من أتبعهم في الضلال والخسران؛ ومعصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومخالفة إمامهم الذي يزعمون تقليده؛ واتباعه. قال الشيخ الأكبر في الفتوحات 1/ 499/ فأبت المقلدة من الفقهاء في زماننا أن توفى حقيقة تقليدها لإمامها باتباعها الحديث الذي أمرها بها إمامها، وقلدته في الحكم مع وجود المعارض فعصت الله تعالى في قوله (وما آتاكم الرسول فخذوه) وعصت الرسول في قوله فاتبعوني، فإنه ما قالها إلا عن أمر ربه سبحانه؛ وعصت إمامها في قوله خذوا بالحديث إذا بلغكم، واضربوا بكلامي الحانط فهؤلاء في كسوف دائم مسرمد عليهم إلى يوم القيامة، فلا هم مع الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مع إمامهم فلا حجة لهم عند الله تعالى فانظروا مع من يحشروا هؤلاء. انتهى كلام الشيخ الأكبر. وهو في غاية الإفادة، والتحذير لمن بلغه الحديث الصحيح، ورده لقول إمامه؛ ومبينا لجهل المقلدة في هذا الصنيع المخزي بالمسلم في رد حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقول غيره، وماذا عسى أن يكون مقام هذا الغير؟ في العلم والدين، والرتبة العظيمة في الإمامة؟ أظنه لو بلغ ما بلغ في كل ذلك فإنه لن يبلغ مقام كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ ومع ذلك لما أتى عمر بأوراق من التوراة ليتذكر بما فيها غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: أمتهوك أنت يا عمر؟! لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي!!
فمن يقدم بعد هذا على تقديم قول إمام ـ مالك أو غيره ـ على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ولهذا احتاط الأئمة في هذا الأمر وأوصوا كلهم من أخذ عنهم أن يأخذ بالحديث إذا خالف قولهم؛ كما تجد ذلك عنهم بأسانيدهم في جامع بيان العلم لابن عبد البر وإيقاظ همم أولي الأبصار للفلاني والأحكام لابن حزم، وغيرها من الكتب التي ألفت في موضوع مخالفة المقلدة للسنة لأجل المذهب؛ بل بلغ الأمر بالإمام مالك في هذا الموضوع أن أبا جعفر المنصور أراد أن يحمل الناس على رأي مالك، ويلزمهم باتباع ما في المرطأ من فقه فقال: لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث وروايات،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذ كل قوم منهم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه. وقال ابن كثير في مختصر علوم الحديث لابن الصلاح: وقد طلب المنصور الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه، فلم يجبه إلى ذلك، وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف، وقال: إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها. ولما ذكر الشعراني هذه القصة في الميزان 1/ 35/ قال عقبها: فانظر يا أخي إن كنت مالكيا إلى قول إمامك فكيف يجوز بعد هذا القول من مالك أن يلزم المقلدة الناس باتباع قوله، والتزام مذهبه. وقد قال ابن عبد البر لم يبلغنا عن أحد من الأئمة أنه أمر أصحابه بالتزام مذهب معين لا يرى صحة خلافه بل المنقول عنهم تقريرهم الناس على العمل بفتوى بعضهم بعضا لأنهم كلهم على هدى من ربهم؛ وقال أيضا: لم يبلغنا في حديث صحيح ولا ضعيف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر أحدا من الأئمة بالتزام مذهب معين لا يرى خلافه؛ انظر الميزان للشعراني1/ 33/.
فالتزام مذهب معين وإلزام الناس بالتدين به في جميع مسائله وفروعه، سواء صح دليلها أو لم يصح؛ من أقبح البدع التي ظهرت في الإسلام؛ وشر ما حدث في الأمة من المنكرات، لأن ذلك يدعو أولا إلى ترك السنة وإماتتها عمدا كما حصل من المقلدة، وذلك كفر صراح بواح يوجب اللعنة كما ورد في الحديث " ستة لعنتهم وكل نبي مجاب .. فذكر منهم: التارك لسنتي" ويدعو ذلك ثانيا إلى إبطال فرض من الفروض الواجبة في كل عصر وهو الاجتهاد فيما ينزل بالناس من النوازل التي تحتاج إلى ما يتعلق بها من حكم الشرع فيها؛ فما بلد الأفهام وصرف العقول عن الغوص في الكتاب والسنة لاستخراج أحكام ما يجدّ من أحداث وحواديث إلا التقليد الأعمى الذي اعتنقه المقلدة وجعلوه دينا لجهلهم؛ ونكوصهم عن الهمم العالية؛ والأمر لله تعالى. ولم يخترع القول بإلزام الناس بمذهب معين، ودعا إليه بعض حكام عصره إلا عبد الله بن المقفع المجوسي الأصل الذي قال فيه ابن مهدي ما رأيت كتابا في الزندقة إلا وأصله من ابن المقفع؛ انظر البدايةوالنهاية 10/ 96. ولعله وضع هذا القول ليصد الناس عن اتباع الإسلام الذي جاءت السنة بأحكامه وبيان أصوله وفروعه، ـ لا كان الله له ـ وقد قتل شر قتلة، والعياذ بالله جزاء له من الله تعالى على ما اخترع وافترى من حمل الناس على مذهب معين، سواء كان قول ذلك المذهب موافقا للحق والصواب أو مخالفا له.
ومنذ ظهر هذا القول الباطل، والعلماء يصنفون الكتب في رده وإبطاله وبيان فساده، وإن العمل به يؤدي إلى ترك الكتاب والسنة، ويسد باب الاجتهاد الواجب في كل عصر وزمان، وقد ألف الحافظ السيوطي في هذا كتابا قيما سماه: (الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض) وقد طبع مرتين. كما تناول الرد على الالتزام بمذهب معين ابن عبد البر وهو من أئمة المالكية في كتابه (جامع بيان العلم)، وابن القيم الجوزية في (أعلام الموقعين) وأبو شامة في كتابه (المؤمل في الرد إلى الأمر الأول) وهو في غاية الإفادة، يجب على المسلم المتحرر من ربقة الجمود أن يكون ملازما لقراءته مجتهدا في حفظه.
وبعد هذه المقدمة المختصرة الصغيرة التي نرجو أن تكون مرشدة هادية لمن أراد الله تعالى له سلوك سبيل الحق والرشاد، نقول إن الفقهاء أتوا بأحكام تتعلق بصيام رمضان فيها حرج، وضيق بعيد عن روح سماحة الشريعة المحمدية، وما ذلك إلا لبعدها عن السنة. من ذلك أنهم يُلزمون من أكل وشرب ناسيا في رمضان فعليه قضاء ذلك اليوم، وهذا مخالف للحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة مرفوعا " من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه. فإنما أطعمه الله وسقاه " وفي لفظ " إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا فإنما هو رزقه ساقه الله تعالى إليه ولا قضاء عليه " رواه الدارقطني وصححه. وفي لفظ عند الدارقطني " من أفطر يوما من رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة ". فإيجاب القضاء على من أكل أوشرب ناسيا مخالف لحكم من أرسله الله تعالى ليبين للناس دينهم؛ فهو تقدم بين يدي الله ورسوله، والحديث موافق لقول الله تعالى < ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم >. فالنسيان ليس من كسب القلوب، قال الحافظ: وموافق للقياس في إبطال الصلاة بعمد الأكل لا
(يُتْبَعُ)
(/)
بنسيانه. ومن العجب أن المالكية يخالفون في إيجاب القضاء على الناسي العقل، وحكم الطبيعة، فيقولون أن الناسي معه ضرب من التفريط فهذا القول في الناسي لا يقول به من له معرفة وعلم كما لا يخفى، والحديث يشير إلى رد قولهم هذا فإن قوله: " فإنما أطعمه الله وسقاه " يستدل به على صحة صوم الذي أكل ناسيا أو شرب، لإشعاره بأن الفعل الصادر منه مسلوب الإضافة إليه، فلو كان أفطر لأضيف الحكم إليه، ولأجل هذا قال الحسن ومجاهد أن من جامع ناسيا فلا شيء عليه، قال الحسن هو بمنزلة من أكل وشرب ناسيا. والجماع وإن كان يخالف الأكل والشرب لأن نسيان المجامع نادر بالنسبة للأكل والشرب لكن في بعض طرق الحديث " من أفطر في شهر رمضان" لأن الفطر أعم من أن يكون بأكل أو شرب أو جماع، وإنما خص الأكل والشرب بالذكر في الطريق الأخرى لكونهما أغلب وقوعا ولعدم الإستغناء عنهما غالبا؛ وللمالكية في رد العمل بهذا الحديث تمحلات لا طائل تحتها ولا تحتوي على علم.
ومما يكرهه الفقهاء للصائم: الغسل ودخول الحمام واستعمال الماء. وكل هذا مخالف لمنهاج السنة، ففي سنن أبي داود عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعرج يصب الماء على رأسه وهو صائم من العطش أو من الحر. وفي البخاري: بلّ عمر ثوبا فألقى عليه وهو صائم. ودخل الشعبي الحمام وهو صائم. وقالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدركه الفجر جنبا في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم. وقال الحسن لا بأس بالمضمضة، والتبرد للصائم. وقال أنس: إن لي (ابزن) وهو حجر منقوش شبه الحوض. وهو ما نسميه اليوم (باالبانيو) قال أنس: أتقحم فيه وأنا صائم. قال عيسى بن طهمان: سمعت أنس بن مالك يقول: إن لي ابزن إذا وجدت الحر تقحمت فيه وأنا صائم.
ويكره الفقهاء للصائم الاكتحال والتعطر ودهن الرأس، والقطرة في الأذن والأنف، والحقنة بجميع أنواعها في العرق وغيره، وفي الدبر، ووضع الدواء على الجرح، وكل هذا لا دليل على قولهم فيه إلا مجرد الرأي. والمحرم على الصائم هو الأكل والشرب متعمدا، وكذلك الجماع، وإلحاق شيء آخر بغير هذا فلا دليل عليه، ولهذا ورد عن جماعة من السلف استعماله والفتوى به بدون كراهة مطلقا. وقد أشار البخاري في صحيحه إلى بطلان هذه المكروهات بما يعلم بمراجعته، ويجوز للصائم أن يقبل امرأته سواء كان شابا أو شيخا؛ والمنع من ذلك مخالفة للسنة الصحيحة في ذلك. كما يجوز له أن يذوق شيئا من الطعام الذي يطبخ لأجل الملح أو غيره من غير أن يدخل شيء من ذلك إلى حلقه، وإنما يذوقه ثم يمجه. وإذا أصبح الصائم جنبا فلا شيء عليه ولا كراهة فيه، ولكن يجب عليه أن يبادر بالصلاة قبل طلوع الشمس ولا بد .. ومما ينبغي للصائم أن يعلمه أنه إذا كان يشرب ماء أو لبنا وسمع آذان الفجر فلا يترك شرابه حتى يستوفيه. وكذلك إذا ظن أن الغروب وجب فأفطر ثم ظهر خلاف ذلك. فلا شيء عليه. والمرضع التي تخاف على ولدها قلة اللبن في ثديها إذا صامت وهو لا يقبل غير ثديها ولا يشرب اللبن الاصطناعي في (الببرون) يجب عليها الفطر ولا قضاء عليها ولا فدية لأنها أفطرت لإنقاذ ولدها لا لمرض بها، والله تعالى أوجب القضاء على الصائم الذي يفطر لمرض به كما قال تعالى < فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر>
وأما الفدية فلا معنى لها هنا، وكذلك الحامل إذا قال لها الطبيب الثقة أن الصيام يضر بحملها فيجب عليها أن تفطر ولا قضاء عليها، نعم إن أفطرت لأجل ضعف يصيبها بسبب الحمل فيجب غليها القضاء حينئذ، لأنهاأفطرت بسبب المرض، والشيخ الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصوم يفطر، ولا فدية عليه.
وإن كان بعض الفقهاء يقولون بوجوب الفدية عليه وذلك غير صواب. لان الفدية كانت واجبة عندما كان الأمر في صيام رمضان على التخيير من شاء صامه، ومن شاء أفطره، وأعطى الفدية عن كل يوم. كما قال تعالى:< وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين > ثم رفع الله تعالى هذا الحكم بقوله:< فمن شهد منكم الشهر فليصمه > إذا كان مطيقا لصيامه بدون أن يلحقه جهد أو ضرر في الصيام، ثم بين تعالى حكم المريض والمسافر بقوله: < فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر> ولم يزد تعالى أمرا آخر على القضاء، فالذين أوجبوا الفدية على الشيخ الهرم الكبير الذي لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يستطيع الصيام، لا دليل لهم فيما أوجبوه.
فهذه أحكام تتعلق بالصيام يكثر السؤال عنها في رمضان، ويقع الكثير في حيرة من امرها لأجل ما أحاطه بها الفقهاء من آراء وأقوال، وفهوم ما انزل الله تعالى بها من سلطان. فيجب على المسلم والمسلمة أن يكونا على بينة منها وعلم بها، ليخرجا بسببها من تضييق الفقهاء المقلدة إلى سعة فقه السنة السمحة. والله تعالى الموفق
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:50]ـ
كلام ماتع للشيخ العلامة أحمد بن الصديق الغمارى عن العلة من كتاب ((در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق لتلميذه عبد الله التليدي)):
يقول الشيخ رحمه الله عن التعليل فى الشريعة ناصحاً أحد تلاميذه فى رسالة ((إنى أحبك أن لا تتبع المغفلين من خلق الله تعالى من الأولين والآخرين فى طلب علة التحريم والإباحة فإنه من الفضول والجهل بالدين .. فالعلة هى أمر الله فقط، فإن بينها لك فذاك، وإلا فكل من زعم أنها كذا ... فهو كاذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ... فآمن بها بما أمرك به مولاك، ولا دخل لك فى العلة))
ويقول فى رسالة أخرى من نفس الكتاب (( ... فإن البحث عن علل التشريع من الفضول والبحث الضائع، بل قد يكون من الكذب على الله تعالى حيث قال (إنه تعالى أوجب كذا لأجل كذا ولحكمة كذا) .... ))
ويقول الشيخ رحمه الله وعفا عنه فى كتاب ((در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق لتلميذه عبد الله التليدي)): فى رسالة له إلى أحد تلاميذه:
((حول القياس: وبعد:
فالحق ما قاله ابن حزم وقد أطال فى تقريره أيضاً ابن العربي الحاتمى فى الفتوحات المكية ويكفى من ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله افترض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها " .. والقياس ما هو إلا البحث عما سُكِتَ عنه بطرق مخزية مضحكة مؤدية إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام وتشريع ما لم يأذن الله بتشريعه والغلو فى الدين وتخطئة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإظهار تقصيرهما بالفعل .. كأن أهل القياس يقولون: يا الله ويا رسول الله إنكما ما أحسنتما التشريع فى هذه المسألة وبقى عليكما كذا وكذا، وهكذا هو القياس فى الحقيقة محاربة لله ورسوله وجرأة عليهما وكفر بهما .. ومع هذا فإنهم يعدون نفاة القياس مبتدعة غير معتبرين من أهل الحق ولا من أهل العلم!! حتى إنهم لا يعتبرونهم فى الإجماع لا وفاقاً ولا خلافاً!!)) أ. هـ
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:51]ـ
قال الشيخ أحمد بن الصديق الغماري، رحمه الله ـ في " دُر الغمام الرقيق " (ص: 171 ـ 172):
" أويس القرني أول ما تلقى فضائلة في " صحيح مسلم " الذي خرَّج فيه حديث " خير التابعين رجل يقال له أويس " وحديث أمره صلى الله عليه وسلم لعمر وعلي وأمثالهم أن يطلبوا منه الدعاء والاستغفار، ثم في كُُتُبِ الحديث الأخرى ك " صحيح الحاكم " و " دلائل النبوة " لأبي نعيم والبيهقي وغيرهما، ثم في " كنزل العمال " لابن المتقي الهندي " و " منتخبه " الذي بهامش " مسند أحمد " وفي " الحلية " لأبي نعيم، و" التهذيب في تراجم الكتب السنة " و " الإصابة في اسماء الصحابة "، في القسم الثالث منه، ولعلي القاري، " المعدن العدني في فضائل أويس القرني " كان عندنا في مجموعة من مؤلفاته.
ومع هذا فقد أنكره مالك وقال: إنه لم يسمع بوجوده وإنه لا أصل له ... مما هو وصمة وعار في جبين جهلة المقلدة الذين يعتقدون أن مالكاً لا تخفى عليه خافية، وأن علمه محيط بكل شيء، وأن من عداه لا يحيطون بشيء من علمه إلَّا بما شاء، تعالى الله عن قولهم علوًّ كبيراً، ونزه الله مالكاً وبرأه من عقائدهم الفاسدة فيه ..
والسنة أخبرت بأنه ـ يعني أويساُ ـ مجاب الدعاء وأنه يشفع يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر ".
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:52]ـ
كشف أنواع الجهل فيما قيل في نصرة السدل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
نضع بين يدي القراء الكرام ملخصا لكتاب: كشف أنواع الجهل فيما قيل في نصرة السدل، للإمام المحدث الأصولي السيد عبد الله بن محمد بن الصديق رحمهما الله تعالى. الذي ردَّ فيه على بعض المغاربة المتأخرين كالسيد محمد القادري، والسيد المهدي الوزاني، والشيخ محمد الخضر الشنقيطي. حيث تعصب هؤلاء للسدل في الصلاة، وأفرطوا في تعصبهم حتى قال بعضهم: إن القبض (وهو وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة) قيل بحرمته، بينما لم يقل أحد بحرمة السدل. فتبعهم كثير من الجهلة، فبدؤوا يطلبون من الأئمة أن يسدلوا في صلاتهم، وإلا أبعدوهم عن الإمامة. وليس لتعصبهم أي دليل أو حتى شبهة يستندون عليه، وإنما دعاوى ليس لها ما يسندها. فأبانوا عن جهل عريض بعلم الأصول وقواعد الاستدلال .. وقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى دعاواهم واحدة واحدة، وأتبع كل دعوى بما يبطلها من قواعد علم الأصول والحديث.
بدأ رحمه الله تعالى بذكر حديث في السدل، لم يذكروه. وهذا الحديث موضوع. وهو: روى الطبراني عن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر في صلاته رفع يديه قبال أذنيه، فإذا كبر أرسلهما ثم سكت، وربما رأيته يمينه على يساره.
في سند هذا الحديث: الخصيب بن جحدر، كذّبه شعبة والقطان وابن معين والبخاري والساجي وابن الجارود وغيرهم. فعلى هذا فالحديث موضوع لا يجوز العمل به.
الدعوى الأولى والثانية: حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر القبض، فهو دليل على السدل. وكل حديث لم يذكر القبض في صفة صلاة النبي يدل على السدل. قال المؤلف رحمه الله تعالى: وهاتان الدعويان باطلاتان جدا. لأمور:
الأول: عدم ذكر القبض لا يدل على عدم وجوده في الصلاة. لما تقرر أن عدم ذكر الشيء لا يدل على عدم وجوده.
الثاني: أن السدل لم يذكر في الحديث أيضا. فكيف يكون الحديث دليلا عليه، وهو لم يذكره.
الثالث: يتجلى من الأول والثاني تناقض واضح، لأن عدم ذكر القبض دليل عندهم على عدم مشروعيته، وعدم ذكر السدل دليل على مشروعيته .. هذا تهافت.
الرابع: عند المالكية يستحب السدل، قال ابن عاشر في مستحبات الصلاة: سدل يد تكبيره مع الشروع. ولم يذكر السدل في أحاديث صفة الصلاة، مع أن المستحب هو ما طلبه الشارع طلبا غير جازم، وليس في الأحاديث طلب السدل، وإنما فيها سكوت عنهما. فأخذوا من عدم ذكره استحبابه أي أخذوا من العدم أمرا وجوديا، وهو باطل. لأن العدم لا يكون علة لأمر وجودي.
قالوا: الأصل هو السدل. وهذا باطل أيضا، لأن الأصل لا يدل على الاستحباب لأنه ليس بأمر ولا طلب فيه.
الخامس: القاعدة المقررة في الأصول: إن المطلق يحمل على المقيد فيقيد به. فأحاديث صفة الصلاة التي لم تذكر القبض، هي مطلقة، فتقيد بالأحاديث التي ذكر فيها القبض. فتكون الأحاديث منسجمة بعضها مع بعض، لا تعارض بينها ولا دلالة فيها على السدل إطلاقا. وهذا هو الاستدلال المبني على القواعد الأصولية لا قولهم المبني على قواعد سطحية.
الدعوى الثالثة: السدل ناسخ للقبض، وهي باطلة من وجوه:
الأول: إن القبض سنة وفضيلة. والفضائل لا تنسخ كما قال ابن عبد البر وغيره. والذي ينسخ من الأحكام: الواجب والحرام والمباح، وأما المندوب فلا ينسخ لأنه فضيلة والمكروه تابع له. وهذا مما يجهله كثير ممن لم يتقن علم الأصول.
الثاني: النسخ هو رفع الحكم بعد ثبوته، والذي يرفع الحكم هو الشارع. ولايثبت النسخ باجتهاد صحابي، فضلا عمن دونه. كما هو مقرر في علم الأصول. قال الصيرفي: لا يقع النسخ إلا بدليل توقيفي. اهـ. أي عن الشارع.
الدعوى الرابعة: السدل عمل أهل المدينة. وهي باطلة أيضا من وجوه:
الأول: إن هذا العمل لم ينقله أحد ممن تخصص في نقل مذاهب الأئمة، مثل الترمذي وابن المنذر وابن جرير الطبري وابن حزم وابن قدامة والنووي. وإنما نقله الصاوي في حاشية أقرب المسالك عن مجهول ولم يعتمده لأنه حكاه بصيغة التضعيف، وهي: وقيل.
الثاني: المنقول عن الخلفاء الأربعة فمن بعدهم من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين بالمدينة إلى عهد مالك، هو القبض. ما عدا سعيد بن المسيب.
الثالث: المسائل التي عمل فيها مالك بعمل أهل المدينة عددها تسعون مسألة، ليس فيها مسألة السدل ... وقد ذكرها صديقنا العلامة السيد محمد علوي المالكي في كتابه فضل الموطا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: قال العلامة السنوسي في إيقاظ الوسنان: وقد لهج المتأخرون من المالكية بترجيح القول والرواية بمجرد وجودهما في المدونة، ولو خالف الكتاب والسنة الصحيحة ... كما في مسألة سدل اليدين في الصلاة، وردّوا الأحاديث السالمة من المعارضة والنسخ وتركوها لأجل رواية ابن القاسم في المدونة عن مالك. مع أن رواية القبض ثابتة عن مالك وأصحابه برواية ثقات أصحابه وغيرهم. اهـ.
الخامس: ترجيح متأخري المالكية لرواية ابن القاسم في السدل، على رواية أصحاب مالك عنه سنية القبض. مخالف لما تقرر في علم الأصول والحديث. فالقاعدة المقررة: إن الثقة إذا روى ما يخالف رواية أوثق منه أو أكثر عددا، كانت روايته شاذة ضعيفة. وهكذا رواية ابن القاسم هذه. قال ابن عبد البر: وروى أشهب عن مالك: لا بأس بالقبض في النافلة والفريضة، وكذا قال أصحاب مالك المدنيون، وروى مطرف وابن الماجشون أن مالكا استحسنه، وقال أيضا: لم يأت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين، وهو الذي ذكره مالك في الموطأ، ولم يحك ابن المنذر وغيره عن مالك غيره. اهـ. فأين عمل أهل المدينة؟؟؟
الدعوى الخامسة: تضعيف حديث الصحيحين في القبض. وهي دعوى باطلة جدا، وردّها كالتالي:
أولا: الطعن في حديث الصحيحين خرق للإجماع، وهو حرام وفاعله عاص، كما قال الإمام النووي في شرح مسلم، ومثله في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية، وعمدة القاري في شرح البخاري للعيني، وإرشاد الساري في شرح البخاري للقسطلاني.
ثانيا: تضعيف حديث القبض في البخاري هو تضعيف للموطأ. لأن البخاري رواه من طريق مالك، وهو في الموطأ. وكتاب الموطأ تلقته الأمة بالقبول. فتضعيف حديث رواه البخاري ومالك وقاحة كبيرة وخرق للإجماع.
ثالثا: لفظ حديث سهل بن سعد في البخاري والموطأ: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم: لا أعلمه إلا ينمى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. قال الحافظ: هذا حكمه الرفع، لأنه محمول على أن الآمر هو النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعا: في صحيح مسلم عن وائل بن حجر: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل في الصلاة كبّر ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى .. الحديث. وقد ضعفه الخضر الشنقيطي وهو أشد المتعصبين للسدل تعنتا.
الدعوى السادسة: ذكر صاحب الرحلة المراكشية حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: كأني أنظر إلى أحبار بني إسرائيل واضعي أيمانهم على شمائلهم في الصلاة .. فادعى أنه ذم للقبض لأنه من فعل بني إسرائيل.
قلت: هذا حديث ضعيف رواه ابن شيبة في مصنفه مرسلا عن الحسن .. وهو يدل على أن القبض من شرائع الأنبياء، روى ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال: من أخلاق النبيين وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة .. وذكر القرطبي وغيره أنه إذا بلغنا شرع من قبلنا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أو لسان من أسلم كعبد الله بن سلام، ولم يكن منسوخا ولا مخصوصا، فهو شرع لنا، وهو المقرر عند المالكية.
الدعوى السابعة: إن السادل يشبه الميت وهو أقوى في تحقيق الخشوع.
وهذه حكمة ميتة لا رواج لها في الميدان العلمي، وإليكم حكمة مشروعية القبض على لسان العلماء، قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: والحكمة فيه أي القبض عند علماء المعاني: الوقوف بهيئة الذلة والاستكانة بين يدي رب العزة ذي الجلال والإكرام كأنه إذا جمع يديه يقول: لا دفع ولا منع ولا حول أدعى ولا قوة، وها أنا في موقف الذلة فأسبغ علي فائض الرحمة. اهـ. وقال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: [فصل لربك وانحر] روي عن علي بن أبي طالب أنه فسر هذا النحر بوضع اليدين على النحر في الصلاة.
قلت: روى ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ والحاكم والبيهقي في السنن عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى: [فصل لربك وانحر] قال: وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى ثم وضعهما على صدره في الصلاة.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ: قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل، وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع. ومن اللطائف ما ذكره الحافظ في الفتح نقلا عن بعضهم: القلب موضع النية والعادة أن من حرص على حفظ شيء جعل يديه عليه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا بعض مما في هذا الكتاب القيم من مسائل ردّ بها المؤلف على من يدعي جهلا وتعصبا سنية سدل اليدين في الصلاة .. والغرض هو بيان موضوع الكتاب لا غير، حيث أن الكتاب يضم غير ما ذُكر هنا مسائل أخرى مهمة كمسألة تواتر أحاديث القبض في الصلاة، والردّ على القادري الذي قال بحرمة القبض تعصبا .. وغيرها من المسائل والفوائد الحديثية والأصولية التي يتحفنا بها المؤلف رحمه الله تعالى على عادته في كتبه، أجزاء ورسائل كانت أو كتبا كبيرة.
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:52]ـ
اغتنام الأجر من حديث الإسفار بالفجر ...
للشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله
الحمد لله كما ينبغي لجلاله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله.
هذا جزء سميته: اغتنام الأجر من حديث الإسفار بالفجر. دعاني إليه أن الحافظ السيوطي عدّه من الأحاديث المتواترة، وأورده في كتابه: الأزهار المتناثرة، [رقم الحديث 24 ص 14]
وقال: ((أخرجه الأربعة: عن رافع بن خديج؛ وأحمد: عن محمود بن لبيد؛ والطبراني: عن بلال، وابن مسعود، وأبي هريرة، وحواء؛ والبزار: عن أنس وقتادة؛ والعدني في مسنده عن رجل من الصحابة)).
وتبعه على ذلك شيخنا أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني في نظم المتناثر [ص 55 و 56]، وهو وهم ناشىء من التهور والتقليد، أما التهور فمن الحافظ السيوطي، وأما التقليد فمن شيخنا الذي يعتمد عزو المتقدمين وكلامهم، ولا يبحث في الأسانيد. وذلك أن أكثر هذه الطرق راجع إلى طريق واحد.
** ** ** ** ** ** **
فحديث رافع بن خديج، ومحمود بن لبيد، وحواء، وأنس، ورجل من الصحابة، حديث واحد تعدد صحابيوه من اضطراب زيد بن أسلم، وعاصم بن عمر، أو من الرواة عنهما.
** ** ** ** ** ** **
وحديث أبي هريرة غلط أيضا من أبي زيد الأنصاري، فلم يبق إلا حديث رافع بن خديج، وابن مسعود، وبلال، والأخيران ضعيفان. خصوصا حديث ابن مسعود، فليس في الباب إلا حديث واحد يعتمد عليه؛ على أن فيه مقالا أيضا. فالحديث لا يمكن أن يصحح إلا بعد اللَّتيا والّتي، بل غايته أنه حسن، فكيف يدعى فيه التواتر؟؟
** ** ** ** ** ** **
وبيان ذلك أن هذا الحديث رواه زيد بن أسلم واختلف عليه فيه على أقوال:
القول الأول: عنه، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نوّروا بالفجر فإنه أعظم للأجر)).
هكذا رواه آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن أبي داود، عن زيد بن اسلم.
قال الطحاوي في معاني الآثار [شرح معاني الآثار ج1 ص179]: ثنا بكر بن إدريس بن الحجاج، ثنا آدم بن أبي إياس.
(ح) وقال القضاعي في (مسند الشهاب): أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الصفار، أنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: قرأنا على علي ـــ هو ابن داود القنطري ـــ ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، عن أبي داود، عن زيد بن أسلم، به.
ورواه الخطيب في ((التاريخ)) [13: 45] من طريق موسى بن عبد الله بن موسى القراطيسي أبو عمران البغدادي، ثنا آدم بن أبي إياس، به؛ لكنه قال: حدثنا شعبة عن داود بدون أداة الكنية. وقال الخطيب: إنما يحفظ هذا من رواية بقية بن الوليد، عن شعبة، عن داود. وأما آدم فيرويه عن شعبة عن أبي داود، عن زيد بن أسلم.
** ** ** ** ** ** ** ** **
القول الثاني: عن زيد بن أسلم، عن عاصم، عن محمود، عن رجال من قومه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال النسائي [1: 272] أخبرني إبراهيم بن يعقوب، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من قومه من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما اسفرتم بالفجر فإنه أعظم للأجر)).
** ** ** ** ** ** ** ** **
القول الثالث: عنه، عن عاصم، عن رجال من قومه بدون واسطة محمود، كذا رواه عنه حفص بن ميسرة، وهشام بن سعد.
فرواية حفص أخرجها الطحاوي في ((معاني الآثار)) [1: 179]: حدثنا روح بن الفرج، ثنا زهير بن عباد، ثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن رجال من قومه من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أصبحوا بصلاة الصبح فما أصبحتم بها فهو أعظم للأجر)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواية هشام بن سعد أخرجها الطحاوي أيضا عن محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به مثله [شرح معاني الآثار1: 179].
** ** ** ** ** ** ** **
القول الرابع: عنه، عن محمود بن لبيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدون ذكر رافع بن خديج ولا عاصم أيضا.
قال الإمام أحمد [المسند 5: 429]: ثنا إسحاق بن عيسى، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر)). إلا أن عبد الرحمن بن زيد ضعيف.
** ** ** ** ** ** ** **
القول الخامس: عنه، عن أنس.
قال أبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) [1: 95]: حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن يعقوب، ثنا أحمد بن مهران، ثنا خالد بن مخلد، ثنا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل: سمعت زيد بن أسلم يحدث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أسفروا بصلاة الغداة يغفر الله لكم)).
وقال البزار في مسنده [كشف الأستار 1: 194، ومجمع الزوائد 1: 315]: حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، حدثنا خالد بن مخلد، ثنا يزيد بن عبد الملك، به.
وقال ... في فوائده تخريج الدارقطني: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، ثنا محمد بن إشكاب، ثنا خالد بن مخلد، به.
ثم قال: هكذا قال: عن زيد بن أسلم، عن أنس. وهو وهم، وإنما هو: عن زيد بن أسلم، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج.
ورواه الديلمي في ((مسند الفردوس)) قال: أخبرنا أبو العلاء أحمد بن نصر، عن عبد الرحمن بن غزوان، عن ابن زرقويه، عن إسحاق بن صدقة، عن خالد بن مخلد، به. لكنه قال: عن سليمان بن بلال، عن يزيد بن عبد الملك، به. ويزيد ضعفه احمد، والبخاري، والنسائي، وابن معين في رواية ووثّقه في أخرى.
** ** ** ** ** ** **
القول السادس: عنه، عن ابن بجيد، عن جدته حواء.
قال ابن عبد البر في ((الاستيعاب)) [4: 272]: حدثنا يعيش بن سعيد، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم، ثنا أبو يعقوب الحنيني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن اسلم، عن ابن بجيد، عن جدّته حواء ـــ وكانت من المبايعات ـــ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أسفروا بالصبح فإنه كلما أسفرتم كان أعظم للأجر.
وقال الطبراني في ((الكبير)) [مجمع الزوائد 1: 316]: حدثنا أحمد بن محمد بن محمد الجمحي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني هو أبو يعقوب، به بلفظ: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. والحنيني ضعفه النسائي وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات.
** ** ** ** ** ** **
فهذه خمسة طرق كلها رجعت إلى طريق واحد، وقد ورد حديث رافع بن خديج من غير طريق زيد بن أسلم، لكنه اختلف فيه أيضا على رواية عاصم بن عمر بن قتادة على قولين:
((القول الأول)): عنه، عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، هكذا قال محمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق عنه.
فرواية محمد بن عجلان: قال أحمد [المسند3: 465]: حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق أنبأنا ابن عجلان، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر.
وقال الدارمي [السنن1: 277]: اخبرنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، به بلفظ: نوروا بصلاة الفجر فإنه أعظم للأجر.
ورواه أبو داود [السنن1:294]: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، به بلفظ: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر.
وقال النسائي [السنن1: 272]: أخبرنا عبيد الله بن سعيد ثنا يحيى، عن ابن عجلان، به بلفظ: أسفروا بالفجر. ولم يزد.
وقال ابن ماجة [السنن رقم 672] ثنا محمد بن الصباح، أنبأنا سفيان بن عيينة، به بلفظ: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر أو لأجوركم.
ومن هذا الوجه رواه الطحاوي في ((معاني الآثار)) [1: 178].
وقال ابن ثرثال في جزئه: حدثنا يوسف، حدثنا الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى، قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، به بلفظ: أسفروا بالفجر فكلما أسفرتم كان أعظم للأجر أو أجركم.
ورواية محمد بن إسحاق أخرجها أيضا الطيالسي في مسنده، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أسفروا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه الدارمي [السنن1: 277] عن حجاج بن منهال، عن شعبة، به مثله.
وقال الترمذي: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق به. ثم قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقال البيهقي في السنن: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، ثنا أحمد بن الوليد الفحام، ثنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن إسحاق، به.
وقال أبو نعيم في ((الحلية)) [7: 94]: حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، وسليمان بن أحمد الطبراني، قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، به بلفظ: أسفروا بصلاة الفجر فإنه أعظم للأجر. وقال ابن شبيب: بصلاة الصبح. ثم قال: تفرد به النعمان عن سفيان.
ورواه أبو نعيم أيضا في ((تاريخ إصبهان)) [2: 329] من هذا الوجه أيضا.
** ** ** ** ** ** ** **
((القول الثاني)): لعاصم عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان.
رواه البزار والطبراني كلاهما من رواية فليح بن سليمان، عنه بهذا السند. وقال البزار: لا نعلم أحدا تابع فليح بن سليمان على روايته. وإنما يرويه محمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج.
قال الطيالسي في مسنده: حدثنا أبو إبراهيم، عن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبلال: أسفر بصلاة الصبح حتى يرى القوم مواضع نَبلهم.
ورواه الدولابي في ((الكنى والأسماء)) لكنه لم يجاوز به هرير بن عبد الرحمن، فقال: أخبرني بعض أصحابنا عن أحمد بن يحيى الحلواني، قال: ثنا محمد بن الصباح الدولابي، ثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين بن إسماعيل المؤدب، ثنا هرير بن عبد الرحمن به مرسلا.
** ** ** ** ** ** ** **
وحديث بلال أخرجه الطحاوي في معاني الآثار قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا شَبابة بن سَوّار، ثنا أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر الصديق، عن بلال.
وقال البزار في مسنده [كشف الأستار1: 194]: ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا شبابة بن سوار به إلى بلال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. ثم قال البزار: أيوب بن سيار ليس بالقوي، وفيه ضعف.
** ** ** ** ** ** ** **
وحديث أبي هريرة قال ابن حبان في ((الضعفاء)) [1: 324] أخبرنا الحسين بن إسحاق بالكرخ، ثنا القاسم بن عيسى الحضرمي، ثنا سعيد بن أوس، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بلال أسفر بالصبح فإنه أعظم للأجر. أخرجه بترجمة سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري النحوي اللغوي، ثم قال: لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار، ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات، وليس هذا من حديث ابن عون ولا ابن سيرين ولا أبي هريرة، وإنما هو من حديث رافع بن خديج فقط، وهذا الإسناد إما مقلوب أو معمول.
لكن قال الذهبي [ميزان الاعتدال 2: 126] وثقه جزرة وغيره، وقال أبو حاتم: صدوق، وليّنه ابن حبان لأنه وهم في سند حديث: أسفروا بالفجر.
** ** ** ** ** ** ** **
وحديث ابن مسعود رواه الطبراني في الكبير: حدثنا أحمد بن يحيى الحضرمي، ثنا أحمد بن سهل بن عبد الرحمن الواسطي، ثنا المعلى بن عبد الرحمن، ثنا سفيان الثوري، وشعبة عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أسفروا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر. والمعلى بن عبد الرحمن ضعيف، بل قال الدارقطني إنه كذاب.
** ** ** ** ** ** ** **
فلم يبق للحديث إلا طريق رافع بن خديج و بلال وأبي هريرة وابن مسعود على ما فيها من مقال، وهذا العدد لا يحصل به التواتر. والله تعالى أعلم.
كتبه الفقير أحمد بن محمد بن الصديق صبيحة يوم السبت رابع ربيع النبوي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 05:11]ـ
ويقول الشيخ رحمه الله وعفا عنه فى كتاب ((در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق لتلميذه عبد الله التليدي)): فى رسالة له إلى أحد تلاميذه:
((حول القياس: وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحق ما قاله ابن حزم وقد أطال فى تقريره أيضاً ابن العربي الحاتمى فى الفتوحات المكية ويكفى من ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله افترض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها " .. والقياس ما هو إلا البحث عما سُكِتَ عنه بطرق مخزية مضحكة مؤدية إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام وتشريع ما لم يأذن الله بتشريعه والغلو فى الدين وتخطئة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإظهار تقصيرهما بالفعل .. كأن أهل القياس يقولون: يا الله ويا رسول الله إنكما ما أحسنتما التشريع فى هذه المسألة وبقى عليكما كذا وكذا، وهكذا هو القياس فى الحقيقة محاربة لله ورسوله وجرأة عليهما وكفر بهما .. ومع هذا فإنهم يعدون نفاة القياس مبتدعة غير معتبرين من أهل الحق ولا من أهل العلم!! حتى إنهم لا يعتبرونهم فى الإجماع لا وفاقاً ولا خلافاً!!)) أ. هـ
يقول شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله:
أصل هذا أن تعلم أن لفظ القياس لفظ مجمل، يدخل فيه القياس الصحيح والقياس الفاسد.
فالقياس الصحيح هو الذي وردت به الشريعة، وهو الجمع بين المتماثلين والفرق بين المختلفين، الأول قياس الطرد، والثاني قياس العكس وهو من العدل الذي بعث الله به رسوله.
فالقياس الصحيح مثل أن تكون العلة التي علق بها الحكم في الأصل موجودة في الفرع من غير معارض في الفرع يمنع حكمها، ومثل هذا القياس لا تأتي الشريعة بخلافه قط. وكذلك القياس بإلغاء الفارق، وهو: أن لا يكون بين الصورتين فرق مؤثر في الشرع، فمثل هذا القياس لا تأتي الشريعة بخلافه. وحيث جاءت الشريعة باختصاص بعض الأنواع بحكم يفارق به نظائره فلا بد أن يختص ذلك النوع بوصف يوجب اختصاصه بالحكم، ويمنع مساواته لغيره، لكن الوصف الذي اختص به قد يظهر لبعض الناس وقد لا يظهر، وليس من شرط القياس الصحيح المعتدل أن يعلم صحته كل أحد، فمن رأى شيئاً من الشريعة مخالفاً للقياس فإنما هو مخالف للقياس الذي انعقد في نفسه، ليس مخالفاً للقياس الصحيح الثالث في نفس الأمر.
وحيث علمنا أن النص جاء بخلاف قياس: علمنا قطعاً أنه قياس فاسد، بمعنى أن صورة النص امتازت عن تلك الصور التي يظن أنها مثلها بوصف أوجب تخصيص الشارع لها بذلك الحكم فليس في الشريعة ما يخالف قياساً صحيحاً، لكن فيها ما يخالف القياس الفساد وإن كان من الناس من لا يعلم فساده. أهـ
[مجموع الفتاوى (20/ 504)]
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 09:14]ـ
الأخ الفاضل ابن عقيل
إن الإمام ابن تيمية غير معصوم (# دع السخرية وانشر المفيد) وقوله يستدل له لا يستدل به
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 10:13]ـ
أخي أباالفيض: جزاكم الله خيرًا ..
نقل الفوائد العلمية من الغماريين أو غيرهم لا مانع منه. لكن تنبه إلى أن أكثرهم خالف أهل السنة في عقائدهم، فتنبه لهذا - بارك الله فيك -، وكن دائرًا مع الحق، قوالا به، ولو مع من تحب. وفقك الله ونفع بك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 12:31]ـ
إن الإمام ابن تيمية غير معصوم وقوله يستدل له لا يستدل به
أغلب مواطن الخلل عند الظاهرية في مسألة الفهم لا يفهمون الكلام (كلام الشارع وكلام المخالف) الفهم الصحيح إما لعدم التأني أو للمشي على أصول فاسدة أو لجهل بأصول الاستدلال الصحيح
وإلا فالكل يستدل بكتاب الله وسنة رسوله ولو جئنا بنصراني أو يهودي لاستدل من الكتاب على صحة معتقده لكن بفهم خاطيء
فذكر كلام أبي العباس هنا لا للاستدلال به بل للاستدلال بالاستقراء الذي استدل به هو
ولا يخفى على الموافق والمخالف أنه من أهل الاستقراء
وهكذا هو القياس فى الحقيقة محاربة لله ورسوله وجرأة عليهما وكفر بهما
بل هذه والله هي الجرأة لقد قاس جمهور العلماء ولم يخالف في ذلك إلا أقل من القليل
والرد على منكري القياس مبسوط في الكتب فلا داعي لمناقشته هنا
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 01:02]ـ
فضيلة الشيخ سليمان الخراشي بارك الله فيه
أنا عقيدتي ولله الحمد هي نفس عقيدة الصحابة والتابعين أثبت ما أثبتوا وأسكت عنا سكتوا عنه
وآخذها من الصحاح كالبخاري ومسلم وليس من قول ابن فلان وأبي فلانة
والفوائد التي نقلتها علمية بحتة لا مخالفة فيها أعلمها
رحم الله مشايخنا وسائر أئمة الإسلام
تنبيه للأخ أبي الفيض الغماري
تأدب في مخاطبة إخوانك، وإذا لم يمكنك المشاركة إلا بمثل ما كتبتَ فالسكوت خير
الحمادي
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 02:15]ـ
أمجد الفلسطيني
من أخبرك أني ظاهري
هل كرهك للظاهرية يجعلك تتهم من يختلف معك بأنه ظاهري؟
وما دليلك أن استقراء ابن تيمية هو الصحيح دائماً؟!!!!
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 02:16]ـ
الأخ الفاضل الحمادي
تنبيهك باللون الأحمر يجعل الناس تظن أنني لم أتأدب في الخطاب مع فضيلة الشيخ الخراشي حفظه الله
احذف تنبيهك من هذه المشاركة من فضلك
ويرجى العدل في المعاملة ولا يستجرينك المنتفعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 02:32]ـ
الأخ الفاضل الحمادي
تنبيهك باللون الأحمر يجعل الناس تظن أنني لم أتأدب في الخطاب مع فضيلة الشيخ الخراشي حفظه الله
احذف تنبيهك من هذه المشاركة من فضلك
ويرجى العدل في المعاملة ولا يستجرينك المنتفعون
وهل سوءُ الأدب وقلة الحياء مقبولةٌ مع غير الشيخ الخراشي!!
أخي الحبيب أبا الفيض:
الكلام الذي حذفته لك كلامٌ سيءٌ وقبيح، وفي وصيتك لي بـ (ألا يستجريني المنتفعون) إشارةٌ لشيءٍ مماحذفته لك
أتريد أن أذكر للقراء ما كتبتَه عن أخيك!!
في هذا الكلام إساءةُ ظنٍّ بأخيك المسلم، فاتق الله في نفسك، واحفظ لسانك عما لا يحل
ولا تنسَ قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد)
ودع عنك هذه الأساليب، وإلا فابحث عن مكان آخر يناسبك
ووصيتك لي بالعدل في المعاملة مقبولةٌ، وإن وجدتَني أخطأتُ في شيء فنبهني عليه؛ لكن التزم الأدب
واحفظ حقوق إخوانك عليك
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 02:45]ـ
الشيخ الفاضل الحمادي
وهل قلت أنا إن ((سوءُ الأدب وقلة الحياء مقبولةٌ مع غير الشيخ الخراشي!!))
وما قلته في حق بعض المرتزقة أدعياء العلم ... أنا أدرى بهم وعاشرتهم وأعرف طريقتهم هم وبني جنسهم وأتحمل مسئولية كل كلمة قلتها
وما كتبت إلا تحذيراً للناس من شرهم.
سبحانك اللهم وبحمدك ... نشهد أن لا إله إلا أنت ... نستغفرك ونتوب إليك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
الشيخ الفاضل الحمادي
وهل قلت أنا إن ((سوءُ الأدب وقلة الحياء مقبولةٌ مع غير الشيخ الخراشي!!))
وما قلته في حق بعض المرتزقة أدعياء العلم ... أنا أدرى بهم وعاشرتهم وأعرف طريقتهم هم وبني جنسهم وأتحمل مسئولية كل كلمة قلتها
وما كتبت إلا تحذيراً للناس من شرهم.
سبحانك اللهم وبحمدك ... نشهد أن لا إله إلا أنت ... نستغفرك ونتوب إليك.
كونهم من أدعياء العلم هذا بحسب ظنك؛ والذي أعلمه أنهم من خيرة الإخوة علماً وأدباً
ومن يريد تحذير الناس يثبت كلامه بالحجة والبرهان، لا بالدعاوى
وكونك تتحمل مسؤلية ما قلتَ فبينك وبين الله، ولكن الواجب علينا ألا نقبل قولَ مسلم في أخيه إلا ببيِّنة
وفقك الله
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 08:36]ـ
أنا عقيدتي ولله الحمد هي نفس عقيدة الصحابة والتابعين أثبت ما أثبتوا وأسكت عنا سكتوا عنه
يا غماري وصلك الله بلطفه وهدانا وإياك لأحسن الأقوال لا يهدي لأحسنها إلا هو
جاء في وصية عمر الفاروق للأشعري رضي الله عنهم قوله: " الفَهْم الفَهْمَ فيما يختلِجُ في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب والسنة، ?عرف الأمثال والأشباه، ثم قِسِ الأُمور عند ذلك، فاعمد إلى أحبِّها إلى الله تعالى? وأشبهها بالحق فيما ترى ".أهـ المقصود
تكرماً وتفضلاً
ما معنى قول عمر رضي الله عنه عندك:
1 - اعرف الأمثال والأشباه.
2 - ثم قس الأمور عند ذلك.
3 - فأعمد لأشبهها بالحق فيما ترى.
قوله (فيما ترى) مهم جداً أرجو إلا تغفله
وأنا لم أورد عليك قول عمر رضي الله عنه إلا إلزماً لك بما ألتزمت وفقك المولى وهو قولك: (أثبت ما أثبتوا وأسكت عما سكتوا عنه)
فهنئياً لك يا أخي إن أعانك الله فعلاً على هذا الإلتزام بمنهج من يستحقوا الإتباع.
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أخي الفاضل ابن عقيل
-كلامك أولاً لابد من إثبات سند القصة وصحتها
-ثانياً هل قول الصحابي حجة
-ثالثاً أنا لن أتكلم في هذه الأمور بهذا المنتدى لأني سيحذف لي كلام لمصلحة المخالف كما حدث مع غيري فلا أجد الحياد هنا ومن سويعات نبهنى الأخ سامح رضا على مؤامرة هنا فكان جزاؤه الشطب ومن قبل أوقف الشيخ أبو محمد المصرى وحذف كلامه رغم أنه كان دامغاً لخصومه وبالنور ينطق فحذف كلامه لمصلحة المخالف!
فليس لدي استعداد ووقت لمثل هذا
وأقول للمشرفين والمتآمرين من بعض الأعضاء ... احذروا سهام الدعاء وخاصة في الثلث الأخير.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 10:25]ـ
أخي أباالفيض:
راجع ما وافقتَ عليه من شروط التسجيل؛ لتعذرنا في الحذف.
لم يُفتح هذا المجلس للسماح للمخالفين بأن ينشروا شبهاتهم، ومهمتنا تتبعها بالردود!
إن كنت تريد الأخذ والرد .. عليك بقسم المناظرات في ملتقى أهل الحديث.
وفقك الله.
مقال قد يهمك:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5618
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 10:38]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
لا حاجة لي بمناظرتكم هنا وملتقى الحديث أسوأ ...
وبخصوص الرابط لدي الكثير من الكرامات المكذوبة لفقهاء من سائر المذاهب التى تتبعونها ولو شئت لذكرتها
وما دخل الرابط الذي ذكرته بما يحدث في هذه الصفحة
شكونا إليهم خراب العراق**فعابوا علينا شحوم البقر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الأفاضل
الأخ الغماري على عقيدة السلف الصالح فلا تتهموه بما هو برئ منه
لا تعينوا الشيطان على أخيكم لأسباب مذهبية!!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 11:48]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
غَفَرَ اللَّهُ لك أبا الفيض!
خُذ ـ تكرمًا ـ هذه (الهدية) مني:
شَرْحُ كَلِمَةِ الإِخْلاصِ، للشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَرَّاك:
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=39&read=0&lg=77
شَرْحُ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ،للشَّيْخِ صَالح الفَوْزَان:
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=235&read=0&lg=308
شَرْحُ لُمْعَةِ الاعْتِقَادِ، للشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جِبْرِيْن:
http://taimiah.org/Courses/courses.asp?id=Course09&book=book13
شَرْحُ عَقِيْدَةِ أهْلِ السُّنَّةِ، للشَّيْخِ ابْنِ عُثَيْمِيْن:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_79.shtml
شَرْحُ القَوَاعِدِ المُثْلَى، للشَّيْخِ ابْنِ عُثَيْمِيْن:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_75.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_76.shtml
وفَّقكم اللَّه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 12:44]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيهم جميعاً
الأخ أبو الفيض الغماري لا يحسن عرضَ ما لديه من البحث العلمي والحوار إلا مصحوباً بسيء القول، وقلة الأدب، ونحوه أبو محمد المصري وسامح رضا
وقد كذب أبو الفيض وقبله أبو محمد ومعهم سامح رضا في دعواهم حذفَ ما يخالف آراءهم الفقهية الاجتهادية، كذبوا والله
وقد نبهتُ مراراً على أنَّ سوءَ الأدب واتهامَ الناس مرفوضٌ مطلقاً ولو كان الكاتبُ أعلمَ أهل الأرض
أما الحوار العلمي النظيف الذي لا يشتمل على إساءة إلى الأئمة، ولا طعن فيهم، ولا في أيِّ مسلم فلن يحذف أبداً
وأتحدى أن يأتي أبو الفيض أو من قبله بشيء يثبت هذا، اللهم إلا أن يكون مخالفاً للضوابط من وجه آخر
وقد تم طرد أبي محمد المصري لسوء أدبه تجاه أهل العلم المخالفين لمشربه وتجاه إخوانه المحاورين له، وتبعه اليوم سامح رضا
ولن يكون هناك أي مجاملة في هذه المسألة
ولا بأس أن أصرِّح بما حصل اليوم حتى يكون القرَّاء على اطلاع بسوء أدبك يا أبا الفيض
كتب اليوم الأخ (أبو الفيض الغماري) رداً على الأخ أمجد الفلسطيني في مشاركته رقم (10) كلاماً سيئاً مشتملاً على اتهام وطعن في ديانة الأخ أمجد، ولا نعرف عن الأخ أمجد إلا الخير، كذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي أحداً على الله
قال أبو الفيض رداً على مشاركة علميَّة من الأخ أمجد:
المدعو أمجد الفلسطيني
من أنبأك أني ظاهري
لا تدع حقدك على الظاهرية يجعلك تهذي
وأرح نفسك فهذا لن يقربك إلى أهل نجد أو نفط الخليج
وليتك تشغل نفسك بمشاكل حماس وفتح والخونة الذين يمدون اليهود بالمعلومات وتبلغ نسبتهم 20 % من شعبك!
وكتب في رسالة خاصة إلى الأخ أمجد أسوأ من هذا وأقبح، وتكلم في عضو آخر -لن أسميه هنا-وقال عنه: (القذر فلان)
وقال للأخ أمجد (لن يعطوك وظيفة!!) إلى آخر كلامه السيء الذي لا يصدر إلا عن شخص مريض القلب
علم الله لم أكن أرغب في ذكر هذا الكلام، ولا إشعار الإخوة بهذا
وقد حررته منذ رأيته، وكتبت تنبيهاً لأبي الفيض في هذا الموضوع
فكتب ينتقد التحرير، فعقب وعقبت على تعقيبه بما ترونه في هذا الموضوع
ثم شارك سامح رضا بما كذب فيه على المشرفين، فحذفت مشاركته، وراسلني فأجبتُ عن رسالته، ثم عاد بوضع مشاركته مرة أخرى، فأوقفته مؤقتاً، وتبعه الأخ أبو الفيض لتجنِّيه وقلة أدبه مع إخوانه
هذه المسألة لا مجاملة فيها أبداً، ولا مللَ من متابعتها والتفرغ لها، والقضاء عليها قدر الطاقة
الحوار مقبول، وسوء الأدب مرفوض(/)
الرقاة وتقسيم آيات الكتاب الحكيم!
ـ[الغُندر]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 05:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمن
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الانام وبعد:
فجلنا عرف ما عليه الرقاة اليوم من تقسيم ايات الكتاب الحكيم الى 1_ ايات الجن 2_ ايات النفس والعين 3_ ايات الشفا., هذا ما علمت منها فما رأيكم في هذا التقسيم؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 08:05]ـ
من ذلك هذا الكلام: وجدته في احد المواقع
ويمكن حبس الجني بقراءة قوله تعالى:} وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {[يس:9]، على المصاب بنية حبس الجني فلا يستطيع الهرب بإذن الله تعالى.
ـ[الغُندر]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 02:26]ـ
يا جماعة ردو
ـ[الغُندر]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 07:19]ـ
يرفع .....
ـ[علي سليم]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 11:27]ـ
هذا التقسيم حادث .... و ربما يلجأ بعض الرقاة الى معرفة الايات التي يتأثّر الجني بها بقوله اي الجني او ببكائه و كل هذا تحت مضمار تصديق اعوان الكهنة .... و لذا اعنبر ناصر السنة و شامة الشام ان الانسان و بمجرد تصديقه كلام الجن فقد وقع في قوله صلى الله عليه و سلم (من أتى كاهنا فصدقه ... الحديث
هذا على عجالة ...
ـ[الغُندر]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 01:43]ـ
هذا التقسيم حادث .... و ربما يلجأ بعض الرقاة الى معرفة الايات التي يتأثّر الجني بها بقوله اي الجني او ببكائه و كل هذا تحت مضمار تصديق اعوان الكهنة .... و لذا اعنبر ناصر السنة و شامة الشام ان الانسان و بمجرد تصديقه كلام الجن فقد وقع في قوله صلى الله عليه و سلم (من أتى كاهنا فصدقه ... الحديث
هذا على عجالة ...
من هو شامة الشام؟ وانا قرأت فتوى للشيخ محمد بن عثيمين يقول ان سؤال الجني عن امر مبا ح هو مباح ان لم تكن وسيلته محرمة؟ ويذكر ان هذا من فتاوى شيخ الاسلام؟
ـ[علي سليم]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 11:45]ـ
اقصد الالباني رحمه الله تعالى ....(/)
دعوة المرسلين لا دعوة الزائغين::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 08:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دَعْوَةُ المُرْسَلِينَ لا دَعْوَةُ الزَّائِغِين
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1266 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1266)
http://www.rslan.com/images/index/Da3wat.gif (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1266)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. [الزمر: 65]
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1266[/ ... ]
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:43]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
هل يفيدنى أحدٌ عن د: محمد مُعتز العرجاوى؟
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 09:40]ـ
بسمِ الله ..
الحمدُ للهِ جاعلِ الملائكةِ رُسُلاً ..
الحمدُ لله .. خلقَ الإنسانَ .. عَلَّمهُ البَيانْ ..
والصّلاة والسّلام على النّبى مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصَحبِهِ وتابعيهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدّين ...
السّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
**************************
الإخوة والأخوات الكِرام ..
هل منكم من يستطيع أن يفيدنى فى التعريف ب د: محمد معتز العرجاوى؟
ما شاء الله وجدت له أعمالا طيبة للغاية ..
لكننى لا أعرف عنه شيئًا، أو عن تخصصه.
وبحثت على الشبكة فلم أجد تعريفًا به ..
فهل يفيدنى أحدٌ فى ذلك؟
وجزاكُم اللهُ خيرًا ..(/)
هل الإسلام يزيد وينقص؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 10:44]ـ
سمعت احد المشايخ يقول كما ان الإيمان يزيد وينقص فالإسلام يزيد وينقص!
فما رأيكم وهل له سلف؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 11:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم الغندر وفقني الله وإياك:
مسألة زيادة الإسلام ونقصانه مبنية على بيان المراد بالإسلام ثم ينبني على المسألة جواز الاستثناء فيه وعدمه ولأحمد _ رحمه الله _ في ذلك روايتان:
الرواية الأولى: أن الإسلام هو الكلمة أي الشهادتان كما نقل ذلك عن الزهري _ رحمه الله _ وعليه فلا يزيد ولا ينقص ولا يجوز الاستثناء فيه؛ لأن الشهادتين لا تزيد ولا تنقص، وعليه فلا يجوز الاستثناء فيه، وهذا القول هو المشهو عن السلف؛ والمرء يدخل في الإسلام بالشهادتين وتجري عليه أحكام المسلمين.
الرواية الثانية: أن الإسلام أعمال الإسلام الظاهرة الكاملة، وإذا كان كذلك فلا بد من الاستثناء لعدم الجزم بفعلها هنا كالجزم بالإيمان سواء وهو هنا يزيد وينقص بناء على ما يفعله من هذه الأعمال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والصحيح أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة كلها وأحمد إنما منع الاستثناء فيه على قول الزهري هو الكلمة هكذا نقل الأثرم والميمونى وغيرهما عنه، وأما على جوابه الآخر الذى لم يختر فيه قول من قال الإسلام الكلمة فيستثنى في الإسلام كما يستثنى فى الإيمان؛ فإن الإنسان لا يجزم بأنه قد فعل كل ما أمر به من الإسلام وإذا قال النبى (ص): " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " " و بنى الاسلام على خمس " فجزمه بأنه فعل الخمس بلا نقص كما أمر كجزمه بإيمانه فقد قال تعالى: {ادخلوا فى السلم كافة} أي الإسلام كافة أي فى جميع شرائع الإسلام.
وتعليل أحمد وغيره من السلف ما ذكروه في اسم الإيمان يجيء في اسم الإسلام فإذا أريد بالإسلام الكلمة فلا استثناء فيه كما نص عليه أحمد وغيره وإذا أريد به من فعل الواجبات الظاهرة كلها فالاستثناء فيه كالاستثناء في الإيمان، ولما كان كل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه أحكام الإسلام التى تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه فلهذا قال الزهري الإسلام الكلمة وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره، وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها فإن الزهري أجل من أن يخفى عليه ذلك، ولهذا أحمد لم يجب بهذا فى جوابه الثانى خوفا من أن يظن أن الإسلام ليس هو إلا الكلمة ولهذا لما قال الأثرم لأحمد فإذا قال أنا مسلم فلا يستثنى قال نعم لا يستثنى إذا قال أنا مسلم فقلت له: أقول هذا مسلم وقد قال النبى (ص): " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " وانا اعلم أنه لا يسلم الناس منه فذكر حديث معمر عن الزهري قال فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل.
فبين أحمد أن الإسلام إذا كان هو الكلمة فلا استثناء فيها فحيث كان هو المفهوم من لفظ الإسلام فلا استثناء فيه ... ) مجموع الفتاوى (7/ 415 - 416)
وقال أيضا: ( .... ولا يستثنى في هذا الاسلام؛ لأنه أمر مشهور لكن الاسلام الذى هو أداء الخمس كما أمر به يقبل الاستثناء فالإسلام الذى لا يستثنى فيه الشهادتان باللسان فقط فانها لا تزيد ولا تنقص فلا استثناء فيها .. ) مجموع الفتاوى (7/ 259)
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 03:37]ـ
جزى الله الأخوين الكريمين كل خير
حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -وفيه أن جبريل سأل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإسلام والإيمان فَقَالَ له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ...
وفي هذا دليل على أن الإسلام يزيد وينقص(/)
صيد الخاطر (لابن الجوزى) شهوات الدنيا مصائد هلاك
ـ[طه محمد]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 02:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين فصل-تأملت فى شهوات الدنيا فرأيتها مصائد هلاك ,وفخوخ تلف, فمن قوى عقله على طبعه وحكم عليه يسلم, ومن غلب طبعه فيا سرعة هلكته, ولقد رأيت بعض أبناء الدنيا كان يتوق فى التسرى ثم يستعمل الحرارات المهيجةللباه, فما لبث أن انحلت حرارته الغريزيه وتلف. ولم أر فى شهوات النفس أسرع هلاكا من هذه الشهوه, فأنه كلما مال الأنسان الى شخص مستحسن أوجب ذلك حركة الباه زائدا عن العاده واذا رأى أحسن منه زادت الحركه وكثر خروج المنى زائدا عن الأول فيفنى جوهر نكاحها خروج الفضله الؤذية كما ينبغى فيقع التأذى بلاحتباس وقوة التوق الى منكوح. وكذلك الفرط فى الأكل فانه يجنى على نفسه كثيرا من الجنايات والمقصر فى مقدار القوت كذلك. فعلمت أن أفضل الأمور أوساطها, والدنيا مفازة فينبغى أن يكون السابق فيها العقل فمن سلم زمان راحلته الى طبعه وهواه, فيا عجاه تلفه-هذا فيما يتعلق البدن والدنيا-فقس عليه أمر الآخره فافهم ... اريد شرحآ أو تعليق
شكرا لك(/)
برنامج مقترح للاستعداد لرمضان ....
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 01:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذا برنامج مقترح للاستعداد لشهر رمضان أضعه بين يدي أخواني.
راجي من الله عز وجل أن يوفقنا على قيام وصيام هذا الشهر.
برنامج شعبان للإستعداد لشهر رمضان
1. حفظ آيات الصيام.
2. تدبر آيات الصيام (بقراءة تفسير هذه الآيات من كتب أهل السنة مثل تفسير ابن كثير- توفيق الرحمن في دروس القرآن - تفسير ابن عثيمين) ومن تدبر هذه الايات فهما فإليك ملخص في تفسيرها:
3. حفظ عشرة أحاديث في الصيام (مع شيء من فقهها)
4. قراءة كتاب في أحكام الصيام (مثل كتاب: صفة صوم النبي صلى الله علية وسلم للشيخين سليم الهلالي وعلي الحلبي– زاد الصائم للشيخ فخر الدين المحسي – كتاب الصيام من الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين)
5. حفظ وفهم أحكام الصيام من الكثب المذكورة:
أ - معنى الصيام.
ب - مبطلات الصيام.
ت - أمور لا تبطل الصوم.
ث - آداب الصوم.
6. مسائل يكثر السؤال عنها في رمضان (اسمع شريط الشيخ سعد الخثلان)
7. مسائل معاصرة في الصيام (اسمع أشرطة الشيخ خالد المشيقح 1 - 5 الدورة العلمية 1428هـ)
8. مفسدات الصيام المعاصرة (اقرأ كتاب الشيخ خالد المشيقح -المفطرات المعاصرة-)
9. كيف تستقبل رمضان.
10. أشرطة ننصح بسماعها:
أ - مخالفات في رمضان (الشيخ عبدالعزيز السدحان)
ب - استقبال شهر رمضان (الشيخ صالح اللحيدان)
ت - الضيف الكبير شهر رمضان (الشيخ علي الشبل)
ث - التمسك بالسنة (الشيخ عبدالعزيز الراجحي)
ج - مسائل يكثر السؤال عنها في رمضان (الشيخ سعد الخثلان)
ح - القرآن في رمضان (الشيخ عبدالكريم الخضير)
خ - بيوتنا في رمضان (الشيخ صالح السدلان)
د - الصيام وطهارة القلوب (الشيخ محمد رسلان)
ذ - من فقه الصيام (العلامة ابن عثيمين)
ر - من أحكام الصيام (الشيخ مشهور بن حسن)
ز - الصيام آداب وأحكام (الشيخ صالح الفوزان)
س - نيل المرام من أحكام الصيام (العلامة ابن عثيمين)
ش - مفسدات الصيام (الشيخ عبدالعزيز الريس)
كتبه أبومحمـ ـــــــــــد
وملاحظة:
• جميع الأشرطة والكتب متوفرة على الإنتر نت. (ما عدا زاد الصائم).
• لطلب شرح هذا البرنامج أو أي إستفسار ( hakeem855@hotmail.com)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 12:49]ـ
وفقك الله وسددك، وجعلك مباركاً أينما كنت، وسلَّمنا ووالدينا شهر رمضان وتسلَّمه منا جميعاً وهو راضٍ عنا.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 06:47]ـ
جزاك الله خيرا وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك
اللهم بلغنا واياك والمسلمين رمضان وارزقنا فيه القبول والغفران
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 07:12]ـ
جزاكم الله خير
وأنتظروا شرح وبيان هذا البرنامج(/)
أجيبوا الداعي إذا دعيتُم
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 02:21]ـ
أجيبوا الداعي إذا دعيتُم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين.
أما بعد,
اعلم وفقك الله لطاعته بأن من حَقُّ المُسلِمِ عَلَى المُسْلِمِ إجابَةُ الدَّعْوَةِ , فقد حث عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة بل ترجح وجوب إجابة الدعوة عند أكثر أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دُعِي أحدُكُم إلى الوليمة فلْيأتِها». وفي رواية مسلم قَالَ: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ َلْيُجِبْ». متفق عليه
بل وقد صرح عليه الصلاة والسلام في احاديث أخرى بأن التارك لإجابة الدعوة عاصي لله ولرسوله , ولذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه قائلاً: باب من تَرك الدعوة فقد عَصَى الله ورسوله
فأورد رحمه الله حديث أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يقول: «من ترك الدعوة فقد عَصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم». وعند مسلم بلفظ " فَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللّهَ وَرَسُولَهُ "
قال ابن حجر رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث:
قوله (ومن ترك الدعوة) أي ترك إجابة الدعوة، وقوله (فقد عصى الله ورسوله) هذا دليل وجوب الإجابة، لأن العصيان لا يطلق إلا على ترك الواجب. أهـ مختصراً
فلا تُترك الدعوة إلا باسباب يعذر بها المدعو , منها ما ذكره النووي رحمه الله قائلاً: وأما الأعذار التي يسقط بها وجوب إجابة الدعوة أو ندبها فمنها أن يكون في الطعام شبهة أو يخص بها الأغنياء أو يكون هناك من يتأذى بحضوره معه أو لا تليق به مجالسته، أو يدعوه لخوف شره أو لطمع في جاهه أو ليعاونه على باطل، وأن لا يكون هناك منكر من خمر أو لهو أو فرش حرير أو صور حيوان غير مفروشة أو آنية ذهب أو فضة، فكل هذه أعذار في ترك الإجابة، ومن الأعذار أن يُعتذر إلى الداعي فيعذره. أهـ
وقد شاع في هذه الأيام تخصيص الأغنياء بالدعوة وترك الفقراء , وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن هذا الفعل بقوله: " شرُّ الطعام طعامُ الوَليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء " متفق عليه
نقل ابن حجر رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ” إذا خص الغني وترك الفقير أمرنا أن لا نجيب ”.
وقد ذكر ابن بطال عن ابن عمر رضي الله عنه أنه ميز بين الأغنياء والفقراء فأطعم كلا على حدة فلا يكون في ذلك بأس، والله أعلم.
فالدعوة تكون واجبة على المدعو سواء وصلته بالكتابة أو باللسان أو بالإخبار , وقد أتى ابليس الرجيم الناس من هذا الباب , فبعض الناس لا يجيب الدعوة إلا أذا دعي ببطاقة دعوة بل وبعضهم أذا لم يكتب اسمه أو كتب الأسم بشكل خاطىء لا يجيب الدعوة , وبعضهم أذا دعي في نفس يوم الوليمة أو قبلها بيوم أو يومين فلا يجيب , وبعضهم لا يجيب إن جاءته الدعوة بصورة غير مباشرة كأن يدعوه شخص مرسل من الداعي!!
وقد تكلف الناس في طريقة الدعوة بما يسمى ببطاقات الدعوة وأنتشرت هذه العادات السيئة والمكلفة بين الناس وليس لهم فيها سلف إلا التقليد الأعمى والتنافس على الباطل , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه أنه كان يكلف أحد أصحابه ليؤذن الناس ويدعوهم الى الوليمة شفاهةً كما صح أنه قال لأنس رضي الله عنه: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» صحيح مسلم
وكذلك يسن دعوة أناس مخصوصين بأعيانهم كما فعله عليه الصلاة والسلام كما جاء في صحيح مسلم عن انس بن مالك قَالَ لي عليه الصلاة والسلام: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي فُلاَناً وَفُلاَناً وَفُلاَناً. وَمَنْ لَقِيتَ» وَسَمَّى رِجَالاً.
قال النووي رحمه الله:
وفيه أنه يجوز في الدعوة أن يأذن المرسل في ناس معينين وفي مبهمين كقوله: من لقيت من أردت. أهـ
ومن هديه عليه الصلاة والسلام في الولائم , أن يولم بما تيسر عنده , فقد أولم عليه الصلاة والسلام مرة بحيس ومرة بمدين من شعير وأخرى بلحم الشاة كما صح عنه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ولكنك ترى اليوم من العادات في الولائم ما جُعل واجبٌ على الناس وكأنه شرع سماوي لا يخالف , فالوليمة لا تسمى وليمة اليوم إلا إذا اشتملت على لحوم الماشية , بل قد وجد من لا يجلس الى الطعام أذا لم يكن الطعام من نوع خاص من الماشية كما هي عادة بعض المناطق , والله المستعان.
وهذا مخالف للهدي المحمدي الذي يحث على التواضع وقبول الدعوة ولو كانت من فقير مُعدَم أو مسكين مُعْوِزٌ ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه،؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى كُرَاعٍ فَأَجِيبُوا». صحيح مسلم
وفي البخاري عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لو دُعِيتُ إلى ذِراعٍ أو كُراعٍ لأجَبتُ، ولو أُهدِيَ إليَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ لقَبِلتُ». البخاري
وأما العادات بشكل عام يعمل بها ما لم تخالف الشرع أو تتجاوز عن الحد , فالعادات في الولائم لا بأس بفعلها لمن وسع الله عليه في رزقه فيستحب له أن يقدم أحسن الطعام وأجوده من غير إسراف , أما من قدر عليه رزقه ولم يجد سعة في ماله وحاله فله في نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام المثل والقدوة , قال سبحانه {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيَنْفِقْ مِمَّا آتاه اللَّهُ}
فعليكم بالسنة في جميع الأمر فإنها سفينة النجاة من ظلمات هذه الحياة الزائفة الفانية الزائلة , وإياكم الركون الى العادات والتقاليد التي تخالف خير الهدي الشريف.
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
كتبه
ابن عقيل غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 06:19]ـ
الأخ بن عقيل .. وفقه الله
جزاك الله خيرا، ونفع بما ذكرت
ولعل مما يضاف إلى ماذكرت _بارك الله فيك_ ما يفعله بعض الناس أثناء عقد القران من إقامة الولائم،وحجز القصور
ودعوة الناس .... وكأنها وليمة فرح.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 09:38]ـ
الأخ بن عقيل .. وفقه الله
جزاك الله خيرا، ونفع بما ذكرت
ولعل مما يضاف إلى ماذكرت _بارك الله فيك_ ما يفعله بعض الناس أثناء عقد القران من إقامة الولائم،وحجز القصور
ودعوة الناس .... وكأنها وليمة فرح.
وجزاك وبارك فيك(/)
أحكام آيات الصيام
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 09:43]ـ
إعداد / عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن الله تعالى أنزل كتابه ليعمل به ولا يمكن ذلك إلا بمعرفة معانيه، وفي هذا البحث محاولة لجمع ما ذكره أهل العلم من أحكام آيات الصيام، ومن الله أستمد العون والتوفيق.
قوله تعالى:"ياأيها الذين آمنوا"، من أحكام هذه الآية:
1 - أن من شروط وجوب الضوم الإسلام وقد أجمع المسلمون على ذلك.، والتكليف؛ لأن غير المكلف غير مخاطبا بالأحكام، والمكلف هو البالغ العاقل. وأما الصبي الذي يطيق الصوم بعد بلوغه عشر سنين فإنه سؤمر به ويضرب على تركه ليعتاد على الصوم كما يؤمر بالصلاة، لا لأنه واجب عليه.
2 - وأن من توفرت الشروط أثناء النهار فإنه يمسك ويقضي، ووجه إمساكه أنه مخاطب بهذه الآية فالشروط متوفرة والموانع منتفية، ووجه وجوب القضاء فلأنه لا يصح صوم جزء من النهار وقياسا على الحائض. قال ابن قدامة في المقنع:" وإن أسلم كافر أو أفاق مجنون أثناء النهار أو بلغ صبي فكذلك- يعني لزمهم الإمساك والصوم- وعنه لا يلزمهم شيء" وذكر في الشرح الكبير أن المذهب الأول وفاقا لأبي حنيفة.
قوله تعالى:" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" فيه أن الصوم فرض وركن من أركان الإسلام وهذا بالإجماع، فمن أنكر وجوبه فقد كذب بالقرآن والمكذب به كافر.
قوله تعالى " أياما معدودات"، فيها من الأحكام ما يلي:
1 - أن الصوم الشرعي يكون بالإمساك عن المفطرات في من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس- وهو اليوم عند الإطلاق كما في المفردات. ومن ذلك يعلم أن الوصال غير مشروع، كما في حديث أيي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال. متفق عليه.
2 - أنه إذا قامت البينة في أثناء النهار فإنه يلزم الإمساك لوجود الشروط وانتفاء الموانع، ويلزم القضاء لأنه لم يصم يوما كاملا، ومثله من زال عذره وسط النهار، وعليه فتوى اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز.
قوله تعالى:" فمن كان منكم مريضا" فيها من الأحكام ما يلي:
1 - الرخصة للمريض أن يفطر وقد نقل القرطبي أن المريض له حالتين:
الأولى: ألا يطيق الصوم بحال فعليه الفطر وجوبا.
الثانية: أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة فيستحب له الفطر. ونقل عن الجمهور أنه إذا كان به مرض يؤلمه ويؤذيه أو يخاف تماديه أو يخاف تزيده صح له الفطر.
وذكر الطبري رحمه الله أنه لا يعذر بالفطر إلا من كان الصوم جاهده جهدا غير محتمل وأما من كان الصوم غير جاهده فهو بمعنى الصحيح الذي يطيق الصوم فعليه أداء فرضه.
2 - وفيها أن المريض لو صام فقد فعل مكروها لإضراره بنفسه وتركه تخفيف الله تعالى.
قوله تعالى:" أو على سفر" قوله:"سفر" نكره في سياق الشرط فتعم كل ما يطلق عليه سفرا. وفي الآية من الأحكام ما يلي:
1 - الرخصة لمن كان مسافرا أن يفطر ولو كان سفره سفر معصية- وهو مذهب أبي حنيفة والظاهرية ورجحه شيخ الإسلام.
2 - وفيها أن كل ما أطلق عليه سفر فإنه مرخص للفطر وهو مذهب الظاهرية، ورجحه شيخ الإسلام، ونقلاه عن عدد من السلف. وذهب الأئمة الأربعة إلى تحديد السفر ولهم أدلة تراجع في المطولات.
3 - وفيها أن من سافر أثناء النهار فإنه يباح له الفطر، وهذا هو المذهب عند الحنابلة وهو قول الظاهرية خلافا للجمهور.
4 - وفيها أنه لا يفطر حتى يتحقق فيه وصف السفر بأن يخلف عامر البلد خلف ظهره.
5 - وفي قوله تعالى:" على سفر" دليل على أن الرخصة لمن كان مسافرا في الطريق، او لمن يصل إلى بلد وهو لا ينوي الإقامة التي تخرجه عن حد السفر. أما من وصل إلى بلد غير بلده وعزم على البقاء فترة تخرجه عن حد السفر عرفا – فإنه لا يترخص برخص السفر. وذلك لأن "على" تدل على الاستعلاء والاسقرار، ولقوله تعالى:" وإذا ضربتم في الأرض" ولقوله:" يوم ظعنكم ويوم إقامتكم"، فالناس إما ظاعن مسفر وإما مقيم ولا ثالث لهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حدد المالكية والشافعية أن الإقامة أقل من أربعة أيام لا تمنعه من الرخصة لحديث:" يقيم المهاجر بعد قضاء منسكه ثلاثا"، وحده الحنابلة في المشهور عنهم إلى أنه إن أقام عشرين فرضا فإنه يترخص فإن زاد فرضا أتم واستدلوا بقصره صلى الله عليه وسلم في مكة وأنه أقام أربعة أيام، وحده الحنفية بخمسة عشر يوما. فالتحديد مذهب الجمهور.
6 - وفيه أنه إن لم ينو إقامة ولم يعلم متى يذهب سواء غلب على ظنه قضاء الحاجة في مدة يسيرة أو طويلة، واحتمل انقضاؤها في المدة التي لا تقطع حكم السفر مما تقدم في المسألة السابقة؛ فإنه يترخص رخص السفر- وهذا مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وقول عند الشافعية.
قوله تعالى:"فعدة من أيام أخر" التقدير: فأفطر، كما في قوله تعالى:" فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية .. "، تقديره: فحلق ففدية. قال ابن العربي: وهو من لطيف الفصاحة.
1 - فليس في الآية على هذا التأويل عدم صحة صوم المسافر لثبوت صومه صلى الله عليه وسلم في السفر. ولكن قد يكون فيها إيماء إلى استحباب الفطر لمن لا يشق عليه الصوم، فالفطر رخصة، وهو مذهب الحنابلة ورجحه شبخ الإسلام وتلميذه ابن القيم واللجنة الدائمة والشيخ ابن باز.
وذهب الأئمة الثلاثة إلى أ، الصوم أفضل لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه وفيه:" وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة" متفق عليه، ولا يفعل النبي صلى الله عليه وسلم إلا الأفضل، ورجحه ابن عثيمين.
وذهب عمر بن عبدالعزيز وغيره إلى أن الأفضل الأيسر للمسافر لعموم أدلة التيسير.
2 - وفيه دليل على عدم وجوب التتابع وإنما هو مستحب وهو قول الأئمة الأربعة، وأما ما أخرجه الدارقطني عن عائشة رضي الله عنها اقلت: نزلت " فعد من أيام أخر متتابعات"، فسقطت " متتابعات" قال الدارقطني" إسناده صحيح. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:" من كان عليه صوم من رمضان فليسرده ولا يقطعه" فمحمولان على الاستحباب إن ثبتا.
3 - وفيه دليل على أن أهل البلد إذا صاموا تسعة وعشرين يوما وثمة معذور لم يصم معهم فإنه يقضيه تسعة وعشرين يوما وهو قول الحمهور.
4 - وفيه دليل لمن أجاز صوم النافلة قبل قضاء الفرض لقوله تعالى:" فعدة" وهي نكرة واقعة في جواب الشرط، وهو مذهب الحنفية ورواية عند الحنابلة.
5 - وفيه دليل لمن لم يوجب الكفارة على من أخر القضاء لغير عذر إلى رمضان آخر، وهو مذهب الحنفية. وذهب الجمهور إلى لزوم الكفارة لثبوت ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما ولم يعلم لهما مخالف من الصحابة. وقد قال يحي بن أكثم: لا أعلم لهم مخالفا. ورجح البخاري قول الحنفية فقال: ولم يذكر الله الإطعام، إنما قال: فعدة من أيام أخر".
6 - وفيه أن القضاء دين على من ترخص فأفطر، فإن مات قبل القضاء فله ثلاث حالات:
الأولى: أن يموت قبل تمكنه من القضاء فلا شيء عليه ولا يلزم الورثة شيء.
الثانية: أن يموت مفرطا بأن تمكن من القضاء فلم يقض، فذهب الجمهور إلى أنه يطعم عنه من تركته ولا يصام عنه ورجحه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم. وقال داوود وبعض الشافعية إلى أن الأولياء يخيرون بين الصوم والإطعام من تركته لعموم أحاديث القضاء. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: يشرع لبعض أقاربه أن يصوموا عنه.
قوله تعالى:" وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" ذهب الجمهور إلى أنها منسوخة وأن هذا كان في أول الإسلام، وهو قول سلمة بن الأكوع وابن عمر ومعاذ رضي الله عنهم. وذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أنها محكمة فيمن يستطيع الصوم بكلفة ومشقة كالكبير والمريض، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما:" يُطَوَّقونه" بمعنى يتكلفونه. وعلى قراءته فإن في الآية:
1 - لزوم الفدية على من كان مريضا ولا يرجى برؤه أو كبيرا- وهو قول الجمهور، لهذه القراءة، وفعل أنس رضي الله عنه.
2 - ومثل الكبير: الحامل والمرضع إن خافتا على نفسيهما، قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية:" كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا، والمرضع والحبلى إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا"، ولم يذكر القضاء لأنه أمر معلوم.
3 - وفيها أن الفدية تكون طعاما فلا يجزئ غير الطعام.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - نقل القرطبي عن أبي عبيد أن قوله:" فدية طعام .. " بينت أن لكل يوم طعام واحد. وهذا مذهب الجمهور خلافا للحنفية. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ولا حرج أن تعطي الجميع واحدا من الفقراء أو بيتا فقيرا.
5 - وفي قوله:" طعام" استدل به من أجاز إطعام المساكين بطعام مطبوخ، وهو رواية عند الحنابلة، واستدلوا أيضا بفعل أنس رضي الله عنه. واختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
6 - وفي قوله:" مسكين .. " أنه لا يعطى إلا من أسكنته الحاجة، فلو أعطى غير محتاج عامدا لم يجزئه ذلك.
قوله تعالى:" فمن تطوع خيرا فهو خير له" فيه مشروعية الزيادة في الإطعام عن الواجب، قال ابن عباس رضي الله عنهما:" فمن تطوع خيرا .. " قال: مسكينا آخر فهو خير له. رواه الدارقطني وقال: إسناده صحيح ثابت.
قوله تعالى:" وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" على قول من رجح إحكام الآية فإن فيها أنه يجوز للكبير والمريض الذي يشق عليه الصوم أن يصوم إذا لم يودِ به إلى الهلاك.
قوله تعالى:" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" فيه إيماء إلى اختصاص هذا الشهر بالإكثار من قراءة القرآن، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة رضي الله عنهم من بعده.
قوله تعالى:" هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" فيه أن الدعوة بالقرآن أنجح وأعظم أثرا لوصفه بالهداية، قال علي رضي الله عنه:" ومن ابتغى الهدى بغيره أضله الله" رواه الترمذي، فهو كلام الله وخير الكلام كلام الله، وقد كان صلى الله عليه وسلم يخطب بسورة "ق" وقد قال تعالى:" وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ... ".
قوله تعالى:" فمن شهد منكم الشهر فليصمه" فيه من الأحكام:
1 - استدل بها الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في رواية أن من سافر أثناء النهار فإنه لا يباح له الفطر، لأنه شهد وقت الصوم فيدخل في قوله تعالى:" فليصمه". ومذهب الحنابلة إباحة الفطر لأن معنى الآية عندهم: من شهد اليوم كاملا بدلالة السنة وفعل الصحابة.
2 - استدل الحنابلة بهذه الآية على أن من أفطر لعذر أول النهار ثم زال عذره فإنه يمسك وعليه القضاء وذلك في مسائل:
الأولى: إذا قامت البينة بالرؤية أثناء النهار – وهو قول عامة أهل العلم.
الثانية: كل من أفطر والصوم واجب عليه كالمفطر بلا عذر، ومن ظن غروب الشمس ولما تغب، ونحوهم فإنه يمسك بلا خلاف.
الثالثة: إن بلغ صبي أو أسلم كافر أو أفاق مجنون أو برئ مريض مفطرا- وهو أيضا مذهب أبي حنيفة خلافا لمذهب الشافعي، وكذلك إذا طهرت حائض أو نفساء أو قدم المسافر مفطرا.
3 - استدل بقوله:" الشهر" أنه لا يصام إلا الشهر المعروف في اللغة وهو الشهر القمري ويكون إما تسعة وعشرين يوما وإما ثلاثين. وفي ذلك مسائل:
الأولى: إن صام الناس ثمانية وعشرين يوما بسبب غيم أو صام شخص برؤية بلد ثم سافر إلى بلد سبق البلد الأول في الرؤية فيلزمه أن يقضي يوما لأن الشهر لا يقل عن تسعة وعشرين يوما.
الثانية: أما إن صام الناس برؤية خاطئة ولم يروا هلال شوال ليلة الثلاثين، فإنهم يصومون لأنه تبين أن أول يوم صاموه هو تمام الثلاثين من شعبان.
4 - وفيه استحباب ترائي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عدَّ ثلاثين ثم صام".
5 - وفيه أنه لا يجب الصوم إلا إن دخل الشهر بيقين، وعيه؛ فيكره صيام يوم الشك، واختلف العلماء في تحديد يوم الشك على أقوال منها:
الأول: أنه اليوم المكمل للثلاثين من شعبان الذي تكون ليلته صحوا فإن لم يرَ الهلال فيها فإنه يكره الصوم على مذهب مالك والشافعي وأحمد وجمهور أهل العلم، وقد قال عمار رضي الله عنه:" من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم".
الثاني: أنه اليوم المكمل للثلاثين من شعبان الذي تكون ليلته بها غيم أو قتر يحول دون رؤية الهلال، وفي هذه المسألة أقوال:
1. وجوب الصوم احتياطا، لقوله صلى الله عليه وسلم: فإن غم عليكم فاقدروا له" والمعنى: ضيقوا له بأن يجعل الشهر تسعة وعشرين يوما، ولفعل ابن عمر رضي الله عنهما وهو راوي الحديث وأعلم بمعناه فيجب الرجوع إلى تفسيره. وهو ظاهر مذهب الإمام أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. تحريم الصوم وهو مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي لحديث عمار وغيره في النهي عن يوم الشك. وإعمالا للأصل وهو بقاء شعبان. وللنهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، ولحديث:" فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"، وأما رواية:" فاقدروا له " فتفسر بالروايات الأخرى.
3. أنه يجوز صومه ويجوز فطره وهو مذهب أبي حنيفة، وهو قول شيخ الإسلام رحمه الله.
4. أنه يستحب صيامه قال في الفروع: ولكن الثابت عن أحمد أنه كان يستحب صيامه اتباعا لابن عمر وغيره من الصحابة الذين كانوا يصومونه ولا يأمرون الناس بصومه.
6 - وفيه أن من شهد الشهر برؤية ثقة ممن دخل في الخطاب الأول بقوله:"يا أيها الذين آمنوا" فقد وجب عليه الصوم، لأن الخطاب للأمة كافة، فإذا رُأي الهلال في بلد لزم أهل البلاد الأخرى الصوم دون الاعتبار بالمطالع. وهو مذهب أحمد. والقول الثاني اعتبار المطالع وهو قول لأصحاب أبي حنيفة وحدده الشافعي بقرب البلدان، وهو اختيار جمع من المحققين كابن عبدالبر والنووي وشيخ الإسلام وعلل بأن كل قوم مخاطبون بما عندهم كما في أوقات الصلاة، ولحديث كريب مع ابن عباس رضي الله عنهماوفيه أن أبا كريب قال: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
7 - وفيه أنه لا اعتبار للحساب في الصوم إجماعا.
8 - وفيه أن من رأى هلال رمضان وحده ولم يقبل قوله لزمه الصوم، لأنه شهد الشهر، وهو ظاهر مذهب الحنابلة، وقال شيخ الإسلام: شرط كونه هلالا وشهرا: شهرته بين الناس واستهلال الناس به، حتى لو رآه عشرة ولم يشتهر ذلك عند عامة أهل البلد لكون شهادتهم مردودة أو لكونهم لم يشهدوا به كان حكمهم حكم سائر المسلمين، واستدل رحمه الله بحديث:" صومكم يوم تصومون" وقياسا على من رأى هلال النحر وحده فإنه لا يقف في المناسك لوحده بل حكمه حكم الناس، واستثنى رحمه الله من كان في مكان ليس فيه غيره، فإنه يصومه بمجرد رؤيته للهلال.
قوله تعالى:" ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر" قال الشيخ السعدي رحمه الله:" أعاد الرخصة للمريض والمسافر لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة"، وهذا التفسير على قول الجمهور بأن الآية الأولى منسوخة، وعلى قول ابن عباس رضي الله عنهما بأن الآية السابقة محكمة فإنها أعيدت للتأكيد.
قوله تعالى:"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" فيه مشروعية اختيار الأيسر عند التخيير وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
قوله تعالى:"ولتكملوا العدة" فيه أن القضاء يحكي الأداء فإذا أفطر لعذر تسعة وعشرين يوما فإنه يقضيه تسعة وعشرين يوما.
قوله تعالى:"ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" فيه من الأحكام ما يلي:
1 - فيه مشروعية التكبير عند إكمال العدة بغروب شمس آخر يوم من رمضان.
2 - وفيه أنه لو كبر الله بأي لفظ فإنه قد وافق السنة كما قال الإمام أحمد فيما نقله عنه القرطبي في تفسيره. وقد ورد عن الصحابة صيغ للتكبير فمنها:
• كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول:" الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبرولله الحمد".
• كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول:" الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبروأجل الله أكبرعلى ما هدانا".
• وكان سلمان الخير رضي الله عنه يقول:"كبروا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبركبيرا".
• وورد عن عمر وعلي رضي الله عنهما أنهما يكبران:" الله أكبر الله أكبرلا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبرولله الحمد" ورجحها الحنفية كما في المبسوط والشافعية كما في المجموع والحنابلة كما في المغني وشيخ الإسلام كما في الفتاوى.
3 - وفيه مشروعية الذكر بعد انقضاء العبادة، فمن ذلك:
• قال الله تعالى عن الحج:" فإذ قضيتم مناسككم فاذكروا الله ... ".
• و قال الله تعالى عن صلاة الجمعة:" فإذا قضيتم الصلاة فانتسروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا".
• وقال ابن عباس رضي الله عنهما:" كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير".
قوله تعالى:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه أن دعوة المؤمن مستجابة، وتتمثل صور الإجابة فيأمور ثلاثة كما قال صلى الله عليه وسلم:" ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".
وفيه إيماء إلى أن الدعاء في رمضان وفي حال الصيام أدعى للإجابة.
قوله تعالى:"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن .. "
فيه الإذن بمباشرة الرجل لأهله ليلة الصيام وبدلالة المفهوم فإن فيه تحريم مباشرتها حال الصوم.
قوله تعالى:" وابتغوا ما كتب الله لكم"
1 - فيه مشروعية النية الصالحة عند فعل المباحات، قال ابن سعدي رحمه الله:" انووا بمباشرتكم لزوجاتكم التقرب إلى الله تعالى، والمقصود الأعظم من الوطء وهو حصول الذرية وإعفاف فرجه وفرج زوجته وحصول مقاصد النكاح".
2 - ومما كتبه الله لنا ليلة القدر، قال ابن القيم رحمه الله:" فكأنه سبحانه يقول: اقضوا وطركم من نسائكم ليلة الصيام ولا يشغلكم ذلك عن ابتغاء ما كتب لكم من هذه الليلة التي فضلكم بها والله أعلم".
قوله تعالى:"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل"
1 - فيه التنبيه إلى رؤووس مسائل مفسدات الصوم وهي المباشرة والأكل والشرب وما في معناها.
2 - وفيه النهي عن مقدمات النكاح، قال الزجاج:" الرفث كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من امرأته"، وفي الحديث القدسي:" يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"، فكل ما يجلب الشهوة فيدخل في النهي. ورخص بعض أهل العلم للكبير الذي لا تحرك المباشرة شهوته مستدلين بحديث عائشة رضي الله عنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لإربه. متفق عليه، وصح في السنن أن ابن عباس رضي الله عنهما نهى شابا عن القبلة حال الصوم وقد ورد عنه أنه قال:" رخص للكبير الصائم في المباشرة وكره للشاب".
3 - وفي قوله سبحانه:" حتى يتبين" قال السعدي رحمه الله:" فيه أنه إذا أكل شاكا في طلوع الفجر فلا بأس عليه".
4 - و قال رحمه الله:" وفيه دليل على استحباب تأخير السحور أخذا بالرخصة".
5 - وقال رحمه الله:" وفيه جواز أن يدركه الفجر وهو جنب لأن لازم إباحة الجماع إلى طلوع الفجر أن يدركه الفجر وهو جنب ولازم الحق حق".
قوله تعالى:" ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد" فيه من الأحكام:
1 - استثناء إباحة المباشة للمعتكف وأنه من محظورات الاعتكاف، قال ابن عبدالبر رحمه الله:" وأجمعوا على أن المعتكف لا يباشر ولا يقبل". وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:" إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه".
2 - وفيه أن كل لزوم طويل عرفا للمسجد فإنه يسمى اعتكافا ولو ساعة، واختار الشافعي أن أقل الاعتكاف لحظة.
3 - وفيه مشروعية الاعتكاف وأنه لا يكون إلا في مسجد، حكاه ابن عبدالبر إجماعا. وأما المرأة فأجاز أبو حنيفة لها أن تعتكف في مسجد بيتها ومنعه الجمهور لعدم نقله عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من الصحابيات.
4 - ويؤخذ من قوله تعالى:" عاكفون" كراهة صرف المعتكف وقته في غير عبادة في المسجد فيشتغل بالقراءة والذكر.
5 - واستدل بعض العلماء بسياق مجيء الاعتكاف في آيات الصيام أنه لا يصح الاعتكاف إلا بصيام، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك، ورجحه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله. قال ابن القيم:" ولما كان المقصود إنما يتم مع الصوم، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم، وهو العشر الأخير من رمضان. ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرا قط بل قالت عائشة رضي الله عنها:" لا اعتكاف إلا بصوم"، ولم يذكر الله سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم، ولا فعله النبي صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم. فالقول الراجح الدليل الذي عليه جمهور السلف أن الصوم شرط في الاعتكاف وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية قدس الله روحه". ومذهب أحمد والشافعي صحته بلا صوم لحديث عمر وفيه أنه صام في الليل وليس الليل وقتا للصوم، ولثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في شوال ولم ينقل أنه صام وقت اعتكافه، وأما حديث عائشة
(يُتْبَعُ)
(/)
فصححوا وقفه وعلى فرض صحة رفعه فالمراد به الاستحباب.
قوله تعالى:" تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون".
فيه المنع من كل ما يوصل إلى الحرام، وتسمى هذه القاعدة عند الفقهاء: قاعدة سد الذرائع، قال الشيخ السعدي رحمه الله:" قوله:" فلا تقربوها" أبلغ من قوله:" فلا تفعلوها" لأن القربان يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه والنهي عن وسائله الموصلة إليه ... ثم قال: وأما الأوامر فيقول فيها: " تلك حدود الله فلا تعتدوها" فينهى عن مجاوزتها".
وفي الصوم نجد من الأحكام المترتبة على هذه القاعدة ما يلي:
1 - قال ابن عباس رضي الله عنهما:" رخص للكبير الصائم في المباشرة وكره للشاب". ومثله كل ما يحرك الشهوة كتكرار النظر للتلذذ والمعانقة واللمس للشهوة. وبعض العلماء يرى تحريم القبلة لمن تحرك شهوته وهو رواية عن أحمد وفاقا للشافعي ومالك.
2 - قال صلى اله عليه وسلم:" وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائما".
3 - قال الإمام أحمد: أحب أن يجتنب ذوق الطعام فإن فعل فلا بأس.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهم المراجع
الناشر المحقق المؤلف الكتاب
د. صالح الحسن أحكام التكبير
المكتبة الإسلامية علي حسن عبدالحميد أحكام العيدين
المكتب الإسلامي ناصر الدين الألباني إرواء الغليل
مكتبة الصحابة عبدالله العبيلان إمتاع أولي النظر في مدة قصر المقيم أثناء السفر
د. علي الرميخان الأحكام والفتاوى الشرعية للمسائل الطبية
مصطفى العدوي
عبدالرحمن ابن قاسم التسهيل لتأويل التنزيل
حاشية الروض المربع
مكيبة المعارف صالح البليهي السلسبيل
دار العاصمة د. فيحان المطيري الصوم والإفطار لأهل الأعذار
مؤسسة النور علي الصالحي الضوء المنير على التفسير
دار هجر د. عبدالله التركي ابن قدامة المغني
دار هجر د. عبدالله التركي ابن قدامة المقنع والشرح الكبير
دار السلام ابن حجر بلوغ المرام
دار طيبة مجموعة من المحققين البغوي تفسير البغوي
دار السلام ابن كثير تفسير القرآن العظيم
دار الفكر تفسير القرطبي
مؤسسة الرسالة السعدي تيسير الكريم الرحمن
الرسالة عبدالقادر وشعيب الأرناؤوط ابن القيم زاد المعاد
دار الكتاب العربي الصنعاني سبل السلام
دار الثريا ابن عثيمين فتاوى أركان الإسلام
دار التأصيل فتاوى ابن عقيل
رئاسة الإفتاء د. محمد الشويعر فتاوى الشيخ ابن باز
رئاسة الإفتاء فتاوى اللجنة الدائمة
صديق حسن خان نيل المرام من تفسير آيات الأحكام
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 07:15]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 09:59]ـ
وفيك بارك الله
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 12:35]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على هذا المجهود الطيّب!(/)
هل يصح الإسلام من الكافر إذا لم يترك الخمر مثلا؟
ـ[دويدار]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 01:44]ـ
حقيقة ثقافتي الشرعية قليلة واحب ان استفيد من العلماء الذين يكتبون في هذا الموقع كمثل الشيخ سعد الحميد والمشائخ الموجودين أحب أن اسأل سؤال حيرني قليل وهو أن الانسان الكافر اذا اراد ان يسلم هل يجب عليه ان يتوب من كل شيء يعني هو كافر ويشرب الخمر ويزني وهو قرا عن الاسلام واحب ان يسلم ويوحد ويقبل الدين كله لكن بالنسبة للخمر كمثلا يؤمن أنه حرام لكن لا يريد ان يتوب منه حالا فهل يقبل منه الاسلام في هذي الحال واذا كان يقبل فهل هو ينطبق عليه قول الرسول (ص) ان الاسلام يجب ماقبله أو هو يكون عاصيا مسلما يكفر عنه الشرك فقط
وجزاكمالله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:24]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك
التوبة واجبة من كل الذنوب، ويصح إسلامه وتوبته من الشرك ولو لم يترك الخمر على الصحيح؛ لأن الجهة منفكة، ولا يلزم من صحة توبته من الزنى تركه للخمر مثلا.
وقول النبي (ص):" إن الإسلام يجب ما قبله" أي: إذا صحت توبته وكانت عامة، أما من كان مصرا على معصية؛ فإنه لابد من التوبة منها.
وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه" قال رجل: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟
قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر".
والله أعلم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 10:57]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم
ـ[جذيل]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:17]ـ
يقول الامام احمد: يصح الاسلام على شرط , ثم يلزم بشرائع الاسلام.
جامع العلوم 1/ 147(/)
هل يصح الصيام من وسط النهار لمن أكل أوله
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 01:58]ـ
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم". رواه البخاري 3/ 38،48،58، 9/ 111، ومسلم 2/ 798 والنسائي في الصغرى 4/ 163 وأبو داوود 1/ 571 والترمذي وأحمد والدارمي.
وسؤالي: هل يصح الصوم من وسط النهار في النافلة مع أكله في أوله لهذا الحديث؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 03:03]ـ
جزاك الله خيرا
1 - أما إذا أكل من أول النهار ثم بدا له أن يصوم فلا إلا في صوم الفريضة كأن يكون علم بفرض رمضان في النهار وكان قد أكل فيلزمه الإمساك.
وأما إذا لم يأكل فله أن يمسك على خلا ف بين العلماء
1 - فالإمام مالك لم يصحح الصيام إلا إذا نوى من الليل
2 - والحنابلة والشافعية أجازوا ذلك وهو مذهب البخاري
3 - والأحناف أوجبوا أن يكون ذلك قبل الزوال
بوب البخاري في صحيح باب إذا نوى بالنهار صوما
وقالت أم الدرداء كان أبو الدرداء يقول عندكم طعام؟ فإن قلنا لا قال فإني صائم يومي هذا. وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وحذيفة رضي الله عنهم ثم استدل بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء (إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل
قال ابن حجر: قوله وقالت أم الدرداء كان أبو الدرداء يقول عندكم طعام فإن قلنا لا قال فإني صائم يومى هذا.
وصله بن أبي شيبة من طريق أبي قلابة عن أم الدرداء قالت:كان أبو الدرداء يغدوا أحيانا ضحى فيسال الغداء فربما لم يوافقه عندنا فيقول إذا أنا صائم.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي إدريس وعن أيوب عن أبي قلابة عن أم الدرداء وعن معمر عن قتادة أن أبا الدرداء كان إذا أصبح سأل أهله الغداء فإن لم يكن قال أنا صائم.
وعن بن جريج عن عطاء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه كان يأتي أهله حين ينتصف النهار فذكر نحوه.
ومن طريق شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه كان ربما دعا بالغداء فلا يجده فيفرض عليه الصوم ذلك اليوم.
قوله وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وحذيفة.
أما أثر أبي طلحة فوصله عبد الرزاق من طريق قتادة وبن أبي شيبة من طريق حميد كلاهما عن أنس ولفظ قتادة أن أبا طلحة كان يأتي أهله فيقول هل من غداء فإن قالوا لا صام يومه ذلك.
قال قتادة:وكان معاذ بن جبل يفعله ولفظ حميد نحوه وزاد وإن كان عندهم أفطر ولم يذكر قصة معاذ.
وأما أثر أبي هريرة فوصله البيهقي من طريق بن أبي ذئب عن حمزة عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال رأيت أبا هريرة يطوف بالسوق ثم يأتي أهله فيقول عندكم شيء فإن قالوا لا قال فأنا صائم.
ورواه عبد الرزاق بسند آخر فيه انقطاع أن أبا هريرة وأبا طلحة فذكر معناه.
وأما أثر ابن عباس فوصله الطحاوي من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن بن عباس أنه كان يصبح حتى يظهر ثم يقول والله لقد أصبحت وما أريد الصوم وما أكلت من طعام ولا شراب منذ اليوم ولأصومن يومى هذا.
وأما أثر حذيفة فوصله عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال حذيفة:من بدا له الصيام بعد ما تزول الشمس فليصم.
وفي رواية بن أبي شيبة أن حذيفة بدا له في الصوم بعد ما زالت الشمس فصام.
وقد جاء نحو ما ذكرنا عن أبي الدرداء مرفوعا من حديث عائشة أخرجه مسلم وأصحاب السنن من طريق طلحة بن يحيى بن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة وفي رواية له حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال:هل عندكم شيء قلنا لا قال فإني إذا صائم الحديث.
ورواه النسائي والطيالسى من طريق سماك عن عكرمة عن عائشة نحوه ولم يسم النسائي عكرمة.
قال النووي: في هذا الحديث دليل للجمهور في أن صوم النافلة يجوز بنية في النهار قبل زوال الشمس وتأوله الآخرون على أن سؤاله هل عندكم شيء لكونه كان نوى الصوم من الليل ثم ضعف عنه وأراد الفطر لذلك قال: وهو تأويل فاسد وتكلف بعيد.
وقال ابن المنذر اختلفوا فيمن أصبح يريد الإفطار ثم بدا له أن يصوم تطوعا فقالت طائفة له أن يصوم متى بدا له فذكر عمن تقدم وزاد بن مسعود وأبا أيوب وغيرهما وساق ذلك بأسانيده إليهم قال:وبه قال الشافعي وأحمد.
قال وقال ابن عمر: لا يصوم تطوعا حتى يجمع من الليل أو يتسحر.
وقال مالك في النافلة: لا يصوم الا أن يبيت الا أن كان يسرد الصوم فلا يحتاج إلى التبييت.
وقال أهل الراى من أصبح مفطرا ثم بدا له أن يصوم قبل منتصف النهار أجزاه وإن بدا له ذلك بعد الزوال لم يجزه.
قلت: وهذا هو الأصح عند الشافعية والذي نقله ابن المنذر عن الشافعي من الجواز مطلقا سواء كان قبل الزوال أو بعده هو أحد القولين للشافعي والذي نص عليه في معظم كتبه التفرقة والمعروف عن مالك والليث وابن أبي ذئب أنه لا يصح صيام التطوع الا بنية من الليل.
الفتح (4|141)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 04:48]ـ
فما توجيه الحديث المذكور؟
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 05:27]ـ
فما توجيه الحديث المذكور؟
النية تتبع العلم.
وقالوا: إن صيام عاشوراء إنما وجب في النهار، ولم يعلموا قبل ذلك.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 09:53]ـ
شيخنا المزروع
هل يلزم من علم بالشهر من وسط النهار، فأمسك أن يقضي؟
المشهور: نعم
والحديث - على توجيهكم الحذر (قلت قالوا ولم تجزم) - يدل على عدم وجوب القضاء، لأنه لا يمكن أن يؤخر النبي صلى الله عليه وسلم البيان عن وقت الحاجة ..
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 05:44]ـ
شيخنا المزروع
هل يلزم من علم بالشهر من وسط النهار، فأمسك أن يقضي؟
المشهور: نعم
والحديث - على توجيهكم الحذر (قلت قالوا ولم تجزم) - يدل على عدم وجوب القضاء، لأنه لا يمكن أن يؤخر النبي صلى الله عليه وسلم البيان عن وقت الحاجة ..
جزاك الله خيراً، وغفر الله لي ولك.
على الرأي الذي ذكرته أعلاه - وهو ما يذهب له شيخ الإسلام - لا يلزم القضاء من علم بدخول شهر رمضان في وسط النهار، وإنما عليه أن يمسك بقية يومه.(/)
ما رأي طلبة العلم بما جاء في كتب المصطلح أن من دلائل وضع الحديث أن يخالف العقل؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 06:36]ـ
ما رأي طلبة العلم بما جاء في كتب المصطلح أن من دلائل وضع الحديث أن يخالف العقل؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد وقفت لبعض الطاعنين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة وردها بالعقل الاستدلال بما جاء في كتب مصطلح الحديث أن من دلائل وضع الحديث أن يخالف العقل , فهل هذه القاعدة صحيحة على إطلاقها أم أن لها ضابطا؟
إليكم ما وقفت عليه أعرضه عليكم طالبا الاستزادة أو التنبيه.
أولا: أول من نقل هذه القاعدة أن من علامة الوضع في الحديث أن يخالف العقل الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية نقلا عن الباقلاني.
قال الصنعاني في كتابه توضيح الأفكار (2|96)
وقد حكى الخطيب هذا في أول كتابه الكفاية تبعا للقاضي أبي بكر الباقلاني وأقره فإنه قسم الأخبار إلى ثلاثة أقسام ما تعرف صحته وما يعلم فساده وما يتردد بينهما ومثل الثاني بما يدفع العقل صحته بموضوعها والأدلة المنصوصة فيها نحو الأخبار عن قدم الأجسام وما أشبه ذلك ويلحق به ما يدفعه الحس والمشاهدة كالخبر بالجمع بين الضدين كقول الإنسان أنا الآن طائر في الهواء ومكة لا وجود لها.
قلت:نص كلامه في الكفاية (17)
والباقلاني هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بان جعفر قاسم البصري، ثم البغدادي، ابن الباقلاني،كان من أهل البصرة، وسكن بغداد، وقد كانت وفاته سنة 403 هـ
وهو من أئمة الأشاعرة المؤصلين لمذهبهم ومن قواعدهم تقديم العقل على النقل عند تعارضه معه وهذه القاعدة مسلمة عندهم وقانون عام يلجئون إليه.
ثانيا: تتابع العلماء على ذكر هذه القاعدة التي نقلها الخطيب البغدادي عن الباقلاني المتكلم
فقد أقرها ابن الملقن في كتابه المقنع (1|235)
وابن حجر في النكت (2|267)
والسخاوي في فتح المغيث (1|268) ونقله عن ابن الجوزي
قال: وكأن يكون مخالفا للعقل ضرورة أو استدلالا ولا يقبل تأويلا بحال نحو الإخبارعن الجمع بين الضدين وعن نفي الصانع وقدم الأجسام وما أشبه ذلك لأنه لا يجوز أن يرد الشرع بما ينافي مقتضى العقل
قال ابن الجوزي وكل حديث رأيته يخالفه العقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع فلا يتكلف اعتباره أي لا تعتبر رواته ولا تنظر في مجرحهم.
قلت: ونص عبارة ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (1|106).
والسيوطي في تدريب الراوي (1|276)
التعليق على هذه القاعدة
1 - تبين أن أصل ذكر هذه القاعدة من علماء الكلام الذين عارضوا الوحي بالعقل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: ويكفيك دليلاً على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل، بل منهم من يزعم أن العقل جوز وأوجب ما يدعى الآخر أن العقل أحاله.
فيا ليت شعرى، بأى عقل يوزن الكتاب والسنة! فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد ? لجدل هؤلاء.
مجموع الفتاوى (5/ 29)
وقد بين رحمه الله إن الذي دعاهم إلى ذلك ظنهم أن المعقول يناقض ما أخبر به الرسول ?، أو ظاهر ما أخبر به الرسول، وبين أن العقل لا يناقض السمع، وأن ما ناقضه فهو فاسد، وبين أن العقل موافق لما جاء به الرسول ?، شاهد له، ومصدق له، لا يقال: إنه غير معارض فقط، بل هو موافق مصدق، فأولئك كانوا يقولون هو مكذب مناقض فبين أولاً أنه لا يكذب ولا يناقض ثم بين ثانياً أنه مصدق موافق.
وقد ألف في ذلك كتابه الكبير درء التعارض العقل والنقل وقال فيه:» ولما كان بيان مراد الرسول ? في هذه الأبواب لا يتم إلا بدفع المعارض العقلي، وامتناع تقديم ذلك على نصوص الأنبياء، بينا في هذا الكتاب فساد القانون الفاسد الذي صدوا به الناس عن سبيل الله وعن فهم مراد الرسول، وتصديقه فيما أخبر، إذ كان أي دليل أقيم على بيان مراد الرسول لا ينفع إذا قدر أن المعارض العقلي القاطع ناقضه، بل يصير ذلك قدحاً في الرسول، وقدحاً فيمن استدل بكلامه، وصار هذا بمنزلة المريض الذي به أخلاط فاسدة تمنع انتفاعه بالغذاء، فإن الغذاء لا ينفعه مع وجود الأخلاط الفاسدة التي تفسد الغذاء، فكذلك القلب الذي اعتقد قيام الدليل
(يُتْبَعُ)
(/)
العقلي القاطع على نفي الصفات أو بعضها، أو نفي عموم خلقه لكل شيء، أو نفي أمره ونهيه، أو امتناع المعاد، أو غير ذلك لا ينفعه الاستدلال عليه بذلك الكتاب والسنة إلا مع بيان فساد ذلك المعارض.
درء التعارض (1|15) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (2|395)
2 - إن علماء الحديث الذين استندوا إلى هذه القاعدة لم يكتفوا في رد الحديث إن عارضه العقل بذلك بل كان مستندهم الأول السند , وهو المعول عليه أولا وآخرا , وهذا خلاف ما عليه من تأثر بمدرسة الكلام من رد الأحاديث الصحيحة بمجرد معارضتها للعقل.
وإليك بعض الأمثلة على ذلك.
قال ابن حجر في النكت (2|267): ومنها جعل بعض الأصوليين من دلائل الوضع أن يخالف العقل فقد قال الله تعالى {لآيات لقوم يعقلون} ولهذا أنكروا " حديث عرق الخيل رواه محمد بن شجاع الثلجي قال البيهقي " هو موضوع ".
وقال ابن عدي:" كان الثلجي يضع الأحاديث التي يشنع بها على أهل الحديث.
فأنت ترى أن العلماء لما مثلوا بهذا الحديث لم يكتفوا بمعارضة العقل له بل عولوا على السند.
وقال علق ابن الجوزي في الموضوعات (1|105) على هذا الحديث – حديث عرق الخيل –
بعد أن أورده:إنه من أرك الموضوعات وأدبرها إذ هو مستحيل لأن الخالق لا يخلق نفسه.
قلت: فلم يكتف برده عقلا بل أتبع ذلك بالحديث على طرق الحديث. وهكذا الحال في كثير من الموضوعات التي عارضت العقل.
3 - إن من العلماء من بين أن هذه الطريقة لرد الأحاديث من الطرق المشكلة التي تحتاج إلى روية ونظر فلا يتعجل أحد في رد حديث بدعوى معارضته للعقل , ولذلك قال ابن الجوزي في الموضوعات (1|106)
:واعلم أنه يجيء في كتابنا هذا من الأحاديث مالا يشك في وضعه غير أنه لا يتعين لنا الواضع من الرواة وقد يتفق رجال الحديث كلهم ثقاة والحديث موضوع أو مقلوب أو مدلس وهذا أشكل الأمور.
4 - إن العلماء أنكروا على من رد الأحاديث الصحيحة بدعوى معارضتها للعقول.
قال ابن حجر رحمه الله عند حديث " العين حق "
:" الإصابة بالعين شيء ثابت موجود أو هو من جملة ما تحقق كونه قال المازري أخذ الجمهور بظاهر الحديث وأنكره طوائف المبتدعة لغير معنى لأن كل شيء ليس محالا في نفسه ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فهو من متجاوزات العقول فإذا أخبر الشرع بوقوعه لم يكن لإنكاره معنى وهل من فرق بين إنكارهم هذا وإنكارهم ما يخبر به من أمور الآخرة.
الفتح (10|203)
وقال أيضا عن الطرق المبتدعة في معارضة العقل بالوحي: إلى غير ذلك مما ابتدعوه مما لم يأمر به الشارع وسكت عنه الصحابة ومن سلك سبيلهم بل نهوا عن الخوض فيها لعلهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل لكون العقول لها حد تقف عنده.
الفتح (13|350)
وقال المازري أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث – حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم - وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها قالوا وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء.
قال المازري: وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين.
الفتح (10|227)
وعن حديث الذبابة – إذا وقع الذباب -
قال الخطابي: تكلم على هذا الحديث من لا خلاق له فقال كيف يجتمع الشفاء والداء في جناحي الذباب وكيف يعلم ذلك من نفسه حتى يقدم جناح الشفاء وما ألجأه إلى ذلك قال وهذا سؤال جاهل أو متجاهل فإن كثيرا من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة وقد ألف الله بينها وقهرها على الاجتماع وجعل منها قوي الحيوان وأن الذي ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه وألهم النملة أن تدخر قوتها أو أن حاجتها وأن تكسر الحبة نصفين لئلا تستنبت لقادر على إلهام الذبابة أن تقدم جناحا وتؤخر آخر.
الفتح (10|252)
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث - (228)
قالوا حديث يكذبه النظر، قالوا: رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا وقع الذباب في إناء حدكم فامقلوه فإن في أحد جناحيه سماً وفي الآخر شفاء وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء قالوا: كيف يكون في شيء واحد سم وشفاء وكيف يعلم الذباب بموضع السم فيقدمه وبموضع الشفاء فيؤخره.
قال أبو محمد: ونحن نقول إن هذا الحديث صحيح وقد روي أيضاً بغير هذه الألفاظ .. ثم قال بعد ذلك: نقول إن من حمل أمر الدين على ما شاهد فجعل البهيمة لا تقول , والطائر لا يسبح , والبقعة من بقاع الأرض لا تشكو إلى أختها والذباب لا يعلم موضع السم وموضع الشفاء واعترض على ما جاء في الحديث مما لا يفهمه فقال: كيف يكون قيراط مثل أحد وكيف يتكلم بيت المقدس, وكيف يأكل الشيطان بشماله ويشرب بشماله وأي شمال له , وكيف لقي آدم موسى صلى الله تعالى عليهما وسلم حتى تنازعا في القدر وبينهما أحقاب وأين تنازعا فإنه منسلخ من الإسلام معطل غير أنه يستعد بمثل هذا وشبهه من القول واللغو والجدال ودفع الأخبار والآثار مخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ولما درج عليه الخيار من صحابته والتابعون, ومن كذب ببعض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كمن كذب به كله , ولو أراد أن ينتقل عن الإسلام إلى دين لا يؤمن فيه بهذا وأشباهه لم يجد منتقلا لأن اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والوثنية يؤمنون بمثل ذلك ويجدونه مكتوبا عندهم وما علمت أحدا ينكر هذا إلا قوما من الدهرية وقد اتبعهم على ذلك قوم من أهل الكلام والجهمية.
والخلاصة أن هذه القاعدة أصل ذكرها من أهل الكلام وإن ذكرها العلماء في قواعد المصطلح فهي ليست على إطلاقها بلها ضوابط وثوابت. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 08:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشيخ الكريم عبد الباسط وفقني الله وإياك
يظهر _ والله أعلم _ أن هناك فرقا بين أن يقال هذا يحتار فيه العقل وهذا يحيله العقل وقد بين هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: (والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه فهم يخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول .. ) مجموع الفتاوى (2/ 312)
وكون الحديث يناقض العقول السليمة علامة على بطلان الحديث ولذلك هم مثلوا بالمتناقضات وما ينكره الحس.
ولذلك أهل العلم إذا رأوا في الحديث ما يناقض القرآن أو السنة المشهورة أو العقل أو الحس بحثوا عن أدنى علة في الحديث يردونه بها.
وكون الحديث بيرد بتكذيب العقل له يدل على وضعه قرره غير واحد من أهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله في كتابه المنار المنيف (ص 50 - 61) فقال: (ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا فمنها: اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله (ص) .. ) ثم ذكر أمثلة ثم قال: ( .. ومنها تكذيب الحس له ... ) ثم ذكر أمثلة ثم قال: (ومنها أن يكون الحديث باطلا في نفسه فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول (ص) .. ثم ذكر أمثلة لذلك.
بل إن أهل العلم من أئمة الجرح والتعديل يحكمون على الراوي بكذبه من متنه فيكون الأمران متلازمين تكذيب الراوي لروايته ما ينكر والحكم على الحديث من طريق هذا الراوي.
ولكن هذا الأمر يعتمد على أمرين:
الأمر الأول: أن يكون الحديث فعلا مناقضا للعقول السليمة لا عقل فلان دون الخلق كما يصنع المتكلمون من رد بعض الأحاديث المتعلقة بالصفات بدعوى أنها تخالف العقل وتستلزم التجسيم.
الأمر الثاني: ان يكون من يحكم بذلك هم أهل الشان وهم أهل الحديث الذين يعرفون الصحيح من السقيم وأحوال الرواة.
والمقصود أن هناك فرقاً بين ما زعمه المتكلمون قديما وحديثاً من رد الأحاديث لمخالفة العقل وبين ما قرره المحدثون في هذا الباب والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 12:07]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولا أظن شيخنا الكريم أن حديثا يناقض العقل حقيقة أو الحس إلا وفي إسناده ما يدلل على بطلانه؛ فالسند والمتن متلازمان في الأغلب في هذه القضية.
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:48]ـ
ما رأي طلبة العلم بما جاء في كتب المصطلح أن من دلائل وضع الحديث أن يخالف العقل؟
هذا صحيح. . . بارك الله فيكم.
ومعيار المعقولية هو البدهيات العقيلة (البينات). . لا المسلمات الكلامية الجهمية.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 12:30]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ليس القول فقط قول المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم، بل قال مثله أو قريباً منه شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية، قال في المنار المنيف-بشيء من التصرف -:
والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث "من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أعطي ثواب سبعين نبيا".
وكأن هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح عليه السلام لم يعط ثواب نبي واحد - وكقوله: "من اغتسل يوم الجمعة بنية وحسبة كتب الله له بكل شعرة نورا يوم القيامة ورفع له بكل قطرة درجة في الجنة من الدر والياقوت والزبرجد بين كل درجتين مسيرة مئة عام"ومر في حديث طويل قبح الله واضعه وهو من عمل عمر بن صبح الكذاب الخبيث. ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا فمنها:
1 - اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة جدا كقوله في الحديث المكذوب: "من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرا له سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له ومن فعل كذا وكذا أعطي في الجنة سبعين ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف حوراء".
وأمثال هذه المجازفات الباردة التي لا يخلو حال واضعها من أحد أمرين إما أن يكون في غاية الجهل والحمق وإما أن يكون زنديقا قصد التنقيص بالرسول صلى الله عليه وسلم بإضافة مثل هذه الكلمات إليه.
2: تكذيب الحس له كحديث: "الباذنجان لما أكل له" "والباذنجان شفاء من كل داء".
3 - سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه كحديث: "لو كان الأرز رجلا لكان حليما ما أكله جائع إلا أشبعه"
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 03:29]ـ
لا نزاع بين أهل العلم أن ما يخالف العقل لا يمكن قبوله، فهذا لا يختلف فيه اثنان.
ولكن هذا فيما يتفق العقلاء عليه، ولا يقع بينهم اختلاف فيه، مثل أن الواحد نصف الاثنين، وأن الجزء أقل من الكل.
ولكن الإشكال في أن يرد بعض الناس النصوص الشرعية بدعوى مخالفة العقل، ولا تكون في الواقع مخالفة إلا لعقله هو.
فهنا لا يصح رد النصوص بدعوى مخالفتها للعقل؛ لأن عقلك ليس أولى من عقل غيرك.
وأهل الحديث من أكثر الناس إعمالا للعقل وفهما للنصوص ودقة في الاستنباط، ولولا ذلك لما استطاعوا أن يعرفوا دقائق علل الحديث وأخطاء الرواة التي لا يمكن أن يعرفها إلا من كان شديد الذكاء، عظيم الخبرة، دقيق الفهم.
والواقع يدل على أن أكثر من يرد النصوص بدعوى مخالفتها للعقل هم أعداء النصوص الذين هم أبعد الناس عن معرفتها.
فلماذا لا نجد من يدعي مخالفة النصوص للعقل من أهل الحديث المتقنين له المتبحرين فيه؟
ولماذا لا نجد من يدعي مخالفة النصوص إلا ممن معظم مادته وأكبر علمه من الفلاسفة وأهل الكلام؟
الجواب أن كل إناء بالذي فيه ينضح، وكثرة التعمق في الواضحات يورث الشك في البدهيات.
أبلغ ما يطلب النجاح به الطـ ............. ـبع وعند التعمق الزلل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توبة]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 03:58]ـ
أخي أبا مالك
هلا تفضلت بتقديم أمثلة توضح زعمك حول المبالغة في إعمال العقل لدى المتكلمين في رد النصوص،و الفرق بينهم و بين أهل الحديث
بارك الله فيك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 05:56]ـ
الأخ الكاتب قرأت بعض موضوعك، و اسمح لي بالرد قبل إكماله
أهل السنة الذين قالوا به لا يوافقون المعتزلة في تقديم العقل على النقل و رد الحديث لهذا اعتزال
لكن يعتبرون الرواية " و ليس الحديث " المخالفة للعقل فيها علة قادحة، لقوله تعالى " و ما صاحبكم بمجنون " فالذي ينقل عن الرسول صلى الله عليه و سلم كلام مجانين فهذه علة قادحة في المتن، و ليس تقديماً للعقل على النقل
و قد استدل به الحازمي في رسالة له في المصطلح و إنما هو تقديم لآية " و ما صاحبكم بمجنون " المتواترة، على رواية الحديث التي فيها نسبة قول المجانين للرسول صلى الله عليه و سلم
و جزاك الله خيراً
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 11:15]ـ
تقديم العقل على النقل. . وتقديم النقل على العقل. . هكذا بالإجمال: سيان في البطلان!
إنما الحق: تقديم القطعي على الظني. . والأقوى على الأضعف. . والراجح على المرجوح،
بغض النظر عن كونه (عقليا) أو (نقليا) أو (حسيا) أو (ذوقيا) أو (لغويا) أو (مصلحيا).
والله الموفق للسداد.(/)
مقال رائع جداً جداً لمفاهيم ينبغي أن تصحَّح .....
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 02:42]ـ
مفاهيم ينبغي أن تصحَّح
هذا متشدد؟
بين التشدد - الغلو، والالتزام، والتفلت
الغلو والتشدد
النهي عن الغلو والتشدد في الدين
نماذج للغلو في الاعتقادات
نماذج للغلو في الأعمال
تشديدات ابن عمر رضي الله عنهما
التوسط والاعتدال
المتفلت
أسباب إطلاق لقب متشدد على البعض في هذا العصر
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وفضلك يا أرحم الراحمين.
هناك مفاهيم مغلوطة، وأحكام معكوسة، وتصنيفات ممقوتة، يطلقها بعض الناس على بعض العلماء، وطلاب العلم، والدعاة، لا يدركون خطورتها، ولا يعرفون ضررها، ولا يشعرون بمغبة حكايتها وترديدها وإشاعتها بين العامة، ولا ببشاعة نتائجها.
منهم من يفعل ذلك بقصد ولإحن، ومنهم من يطلق تلك الأحكام لقلة علمه وضحالة فقهه، ومنهم من يعتقد أن كل من خالف ما تعارف عليه الناس، ودرجوا عليه، واعتادوه، وقلدوا فيه، ومشوا عليه، استحق أن يُصنف ويُحذر منه، سواء كان المخالف موافقاً لسلف الأمة، وملتزماً بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام أم لا؟ وسواء كان ما اعتاده الناس وتعارفوا عليه مغايراً للمحجة البيضاء والحنيفية السمحة أم لا؟
من تلك التصنيفات الجائرة، والأحكام الباطلة، والنعوت الفارغة، إطلاق نعت ولقب "متشدد" على نفر من طلاب العلم الملتزمين المجتهدين، العاملين على رد الأمة إلى شرعها المصفى، وعقيدتها النقية، وطريقتها المرضية، وسبلها السوية.
ومن العجيب الغريب تباين الناس واختلافهم وتناقضهم في تصنيف الملتزمين بالسنة، العاملين لإحيائها وإشاعتها بين الناس، تصنيفاً متفاوتاً ومتغايراً جداً، فنفس الشخص الذي يطلق عليه البعض لقب "متشدد" يصفه آخرون بأنه متساهل، متهاون، مجامل، بل ومداهن، وذلك لاختلاف الموازين، واختلال المفاهيم، وقلة العلم والفقه والورع في الدين، فإرضاء الناس غاية لا تنال.
ومما يسلي النفس ويعزيها أن هذا المسلك قديم، وقد ابتلي به بعض العلماء الأخيار، والأئمة الأطهار، نظمنا الله في سلكهم، وحشرنا في زمرتهم، وجمعنا في مستقر رحمته بهم، منهم على سبيل المثال لا الحصر شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الشاطبي، والإمام ابن بطة، والإمام ابن منده رحمهم الله.
ولله در الإمام الشاطبي1 حين قال: (فقد تلخص مما تقدم أن مطالبة المخالف بالموافقة جارٍ مع الأزمان لا يختص بزمان دون زمان، فمن وافق فهو عند المطالب المصيب على أي حال كان، ومن خالف فهو المخطئ المصاب، ومن وافق فهو المحمود السعيد، ومن خالف فهو المذموم المطرود، ومن وافق فقد سلك سبيل الهداية، ومن خالف فقد تاه في طرق الضلالة والغواية.
إلى أن قال:
فتردد النظر بين أن أتبع السنة على شرط مخالفة ما اعتاد الناس - فلابد من حصول نحو مما حصل لمخالفي العوائد، لا سيما إذا ادعى أهلها أن ما هم عليه هو السنة لا سواها، إلا أن في ذلك العبء الثقيل، مع ما فيه من الأجر الجزيل – وبين أن أتبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح، فأدخل تحت ترجمة الضلال عائذاً بالله من ذلك، إلا أني أوافق المعتاد، وأعد من المؤالفين، لا من المخالفين، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئاً، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور، فقامت عليَّ القيامة، وتواترت عليَّ الملامة، وفوَّق إليَّ العتاب سهامه، ونسبتُ إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منزلة أهل الغباوة والجهالة، وإني لو التمست لتلك المحدثات مخرجاً لوجدتُ، غير أن ضيق العطن، والبعد عن أهل الفطن، رقى بي مرتقى صعباً، وضيق عليَّ مجالاً رحباً، وهو كلام يشير بظاهره إلى أن اتباع المتشابهات لموافقات العادات أولى من اتباع الواضحات، وإن خالفتُ السلف الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما ألموا في تقبيح ما وجهت إليه وجهتي بما تشمئز منه القلوب، أوخرجوا بالنسبة إلى بعض الفرق الخارجة عن السنة شهادة ستكتب ويسألون عنها يوم القيامة، فتارة نسبت إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه، كما يعزي إليَّ بعض الناس، بسبب أنني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حالة الإمامة، وسيأتي ما في ذلك من المخالفة للسنة وللسلف الصالح والعلماء.
وتارة نسبت إلى الرفض وبغض الصحابة رضي الله عنهم، بسبب أني لم ألتزم ذكر الخلفاء الراشدين منهم في الخطبة على الخصوص، إذ لم يكن ذلك شأن من السلف في خطبهم، ولا ذكره أحد من العلماء المعتبرين في أجزاء الخطب، وقد سئل أصبغ عن دعاء الخطيب للخلفاء المتقدمين فقال: هو بدعة2، ولا ينبغي العمل به، وأحسنه أن يدعو للمسلمين عامة؛ قيل له: فدعاءه للغزاة والمرابطين؟ قال: ما ارى به بأساً عند الحاجة إليه، وأما أن يكون شيئاً يصمد له في خطبته دائماً فإني أكره ذلك؛ ونص أيضاً العز بن عبد السلام على أن الدعاء للخلفاء في الخطبة بدعة غير محبوبة.
وتارة أضاف إليَّ القول بجواز القيام على الأئمة، وما أضافوه إلا من عدم ذكري لهم في الخطبة، وذكرهم فيها محدث لم يكن عليه من تقدم.
وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين، وإنما حملهم على ذلك أني التزمت في التكليف والفتيا الحمل على مشهور3 المذهب الملتزم لا أتعداه، وهم يتعدونه ويفتون بما يسهل على السائل ويوافق هواه4 وإن كان شاذاً في المذهب الملتزم أوفي غيره، وأئمة أهل العلم على خلاف ذلك، وللمسألة بسط في كتاب الموافقات5.
وتارة نسبتُ إلى معاداة أولياء6 الله، وسبب ذلك أني عاديت بعض الفقراء المبتدعين المخالفين للسنة، المتنصبين – بزعمهم – لهداية الخلق، وتكلمتُ للجمهور على جملة من أحوال هؤلاء الذين نسبوا أنفسهم إلى الصوفية ولم يتشبهوا بهم.
وتارة نسبتُ إلى مخالفة السنة والجماعة، بناء منهم على أن الجماعة التي أمر باتباعها – وهي الناجية – ما عليه العموم، ولم يعلموا أن الجماعة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان، وسيأتي بيان ذلك بحول الله، وكذبوا عليَّ في جميع ذلك، أووهموا7، والحمد لله على كل حال.
فكنت على حالة تشبه حالة الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه، إذ حكى عن نفسه فقال: "عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين، والعارفين والمنكرين، فإني وجدت بمكة وخرسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقاً أومخالفاً، دعاني إلى متابعته علىما يقوله، وتصديق قوله، والشهادة، فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك – كما يفعله أهل هذا الزمان – سماني موافقاً، وإن وقفت في حرف من قوله، أوفي شيء من فعله، سماني مخالفاً، وإن ذكرتُ في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد سماني خارجياً، وإن قرأت عليه حديثاً في التوحيد سماني سالمياً8، وإن كان في الإيمان سماني مرجئياً9، وإن كان في الأعمال سماني قدرياً10، وإن كان في المعرفة سماني كرَّامياً11، وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر سماني ناصبياً12، وإن سكت عن تفسير آية أوحديث سماني ظاهرياً13، وإن أجبت بغيرهما سماني باطنياً14، وإن أجبت بتأويل سماني أشعرياً15، وإن جحدتهما سماني معتزلياً16، وإن كان في السنن مثل القراءة سماني شافعياً، وإن كان في القنوت سماني حنفياً، وإن كان في القرآن سماني حنبلياً، وإن ذكرت رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الأخبار – إذ ليس في الحكم والحديث محاباة – قالوا: طعن في تزكيتهم، ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرأون عليَّ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشتهون من هذه الأسامي، ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره، وإن داهنتُ جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى، ولن يغنوا عني من الله شيئاً، وإني متمسك بالكتاب والسنة، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الغفور الرحيم".
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا تمام الحكاية، فكأنه رحمه الله تكلم على لسان الجميع، فقلما تجد عالماً مشهوراً أوفاضلاً مذكوراً إلا وقد نبذ بهذه الأمور أوبعضها، لأن الهوى قد يداخل المخالف، بل سبب الخروج عن السنة الجهل بها، والهوى المتبع الغالب على أهل الخلاف، فإذا كان كذلك حمل على صاحب السنة، إنه غير صاحبها، ورجع بالتشنيع عليه والتقبيح لقوله وفعله حتى ينسب هذه المناسب).17
وما قاله هذان الإمامان قاله أبو القاسم عبد الرحمن بن منده الأصبهاني18 كما حكى عنه الذهبي في ترجمته19: (قد عجبتُ من حالي، فإني وجدت أكثر من لقيته إن صدقتُه فيما يقول مداراة له سماني موافقاً، وإن وقفت في حرف من قوله، أوفي شيء من فعله، سماني مخالفاً، وإن ذكرتُ في واحد منهما أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجياً، وإن قرئ علي حديث في التوحيد سماني مشبهاً، وإن كان في الرؤيا سماني سالمياً.
إلى أن قال: وأنا متمسك بالكتاب والسنة، متبرئ إلى الله من الشَّبْه والمِثْل، والند والضد، والأعضاء والجسم والآلات، ومن كل ما ينسبه النسابون إليَّ، ويدعيه المدعون عليَّ من أن أقول في الله تعالى شيئاً من ذلك، أوقلته، أوأراه، أوأتوهمه، أوأصفه به).
من الظلم البين والتجني الواضح أن يصف المسلمُ أخاه بصفة هو بريء منها، وأن يرميه ويبهته بما ينفر الناس ويصدهم عنه بالظن والتخريص، من غير تثبت، ويحسبه هيناً وهو عند الله عظيم، لعدم استشعاره لخطورة ما يقول، ويذيع، وينشر، ولجريرة ما يقترف.
لذلك فإنه من الضرورة بمكان التعرف على حقيقة هذه المصطلحات، وتحديد مدلولاتها، حتى نكون على بينة من أمرها، وحتى لا نظلم إخواننا المسلمين ونبوء بغضب رب العالمين، لنميز ونفرق بين المتشدد، والمعتدل، والمتفلت.
فما المراد بالتشدد، والتوسط، والتفلت؟
الغلو والتشدد
أ. التشدد
قل ابن منظور: التشديد20 خلاف التخفيف، وشاده مشادة وشِداداً غالبه، وفي الحديث: "من يشاد هذا الدين يغلبه الدين"، أي من يقويه ويقاومه، ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته، والمشادة المغالبة، وهو مثل الحديث الآخر: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"، والمتشدد البخيل، كالشديد، قال طرفة:
أرى الموت يعتامُ الكرامَ ويصطفي عقيلة مالِ الفاحش المتشدد
ب. الغلو
مجاوزة الحد، قال ابن منظور21: وغلا في الدين، والأمر يغلو غلواً، جاوز حده، وفي التهذيب: وقال بعضهم: غلوتَ في الأمر غلواً وغلانية، وغلانياً إذا جاوزت فيه الحد وأفرطتَ فيه.
وفي الحديث: "إياكم والغلو في الدين"، أي التشدد فيه ومجاوزة الحد.
ومنه الحديث: "وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه"، إنما قال ذلك لأن من آدابه وأخلاقه التي أمر بها القصد في الأمور، وخير الأمور أوسطها، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
النهي عن الغلو والتشدد في الدين
لقد نهى الله ورسوله وحذرا الأمة من الغلو في الدين، في الاعتقادات، والأعمال، وجميع التصرفات.
قال تعالى: "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته".22
وقال: "قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق".23
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"24.
وقال: "يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات ما أحلَّ الله لكم ولا تعتدوا".25
وروى أحمد عن أنس يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق"26، وصحَّ عنه أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله".27
أقوال أهل العلم في المراد بالغلو والتشدد
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم" الآية: (يعني بذلك فيما ذكره المفسرون غلو اليهود في عيسى حتى قذفوا مريم، وغلو النصارى فيه حتى جعلوه رباً، فالإفراط والتقصير كله سيئة وكفر، ولذلك قال مطرف بن عبد الله: الحسنة بين سيئتين؛ وقال الشاعر:
وأوفِ ولا تستوفِ حقَّك كلَّه وصافح فلم يستوفِ قطُّ كريمُ
ولا تغلُ في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
وقال آخر:
عليك بأوساط الأمور فإنها نجاةٌ ولا تركب ذلولاً ولا صعباً).28
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال المناوي رحمه الله في شرح الحديث: "إياكم والغلو في الدين": (أي التشدد فيه ومجاوزة الحد، والبحث عن غوامض الأشياء، والكشف عن عللها، وغوامض متعبداتها، "فإنما أهلك من كان قبلكم" من الأمم "الغلو في الدين"، والسعيد من اتعظ بغيره، وهذا قاله غداة العقبة29 وأمرهم بمثل حصى الخذف، قال ابن تيمية: قوله "إياكم والغلو في الدين" عام في جميع أنواع الغلو، في الاعتقادات والأعمال، والغلو مجاوزة الحد بأن يزاد في مدح الشيء أوذمه على ما يستحق، ونحو ذلك، والنصارى أكثر غلواً في الاعتقاد والعمل من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن بقوله: "لا تغلوا في دينكم"، وسبب هذا الأمر العام رمي الجمار، وهو داخل فيه مثل الرَّمي بالحجارة الكبار على أنه أبلغ من الصغار، ثم علله بقوله بما يقتضي أن مجانبة هديهم مطلقاً أبعد عن الوقوع فيما به هلكوا، وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه الهلاك).30
وقال ابن الجوزي رحمه الله: (بدء الشرائع كان على التخفيف، ولا يعرف في شرع نوح وصالح وإبراهيم عليهم السلام تثقيل، ثم جاء موسى عليه السلام بالتشديد31 والإثقال، وجاء عيسى عليه السلام بنحوه، وجاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بنسخ تشديد أهل الكتاب، ولا تنطق بتسهيل من كان قبلهم فهي على غاية الاعتدال).32
وقال ابن القيم رحمه الله عن غلو النصارى: (ومعلوم أن هذه الأمة – القضبية – ارتكبت محذورين عظيمين، لا يرضى بهما ذو عقل ولا معرفة.
أحدهما: الغلو في المخلوق حتى جعلوه شريك الخالق وجزءاً منه وإلهاً آخر معه، وأنفوا أن يكون عبداً له.
والثاني: تنقص الخالق وسبه، ورميه بالعظائم، حيث زعموا أنه – سبحانه وتعالى عن قولهم علواً كبيراً – نزل من العرش عن كرسي عظمته، ودخل فرج امرأة، وأقام هناك تسعة أشهر يتخبط بين البول والدم والنجو، وقد علته أطباق المشيمة والرحم والبطن، ثم خرج من حيث دخل رضيعاً صغيراً يمص الثدي، ولف في القُمُط، وأودع السرير، يبكي ويجوع ويعطش، ويبول ويتغوط، ويحمل على الأيدي والعواتق، ثم صار إلى أن لطمت اليهود خديه، وربطوا يديه، وبصقوا في وجهه، وصفوا قفاه، وصلبوه جهراً بين لصين، وألبسوه إكليلاً من الشوك، وسمَّروا يديه ورجليه، وجرعوه أعظم الآلام، هذا وهو إله الحق الذي بيده أتقنت العوالم، وهو المعبود.
ولعمر الله هذه مسبة لله سبحانه وتعالى ما سبه بها أحد من البشر قبلهم ولا بعدهم، كما قال تعالى فيما يحكي عنه رسوله الذين نزهه ونزه أخاه المسيح عن هذا الباطل الذي: "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً"33، فقال: "شتمني ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، الذي لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفواً أحد، أما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته".34
وقال عمر رضي الله تعالى عنه في هذه الأمة: "أهينوهم35 ولا تظلموهم، فقد سبوا الله عز وجل مسبة ما سبه إياها أحد من البشر").36
نماذج للغلو في الاعتقادات
صور الغلو في الاعتقادات التي نهى الشارع عنها وحذر منها سداً للذريعة كثيرة جداً، ولكن سنشير إلى بعضها ليُقاس عليها:
1. اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، وأنه خلق من نور، وأنه حي في قبره كحياته قبل موته، وأنه يُرى يقظة بعد موته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله".
2. التوسل والاستغاثة بذات الأنبياء والمرسلين أوبجاههم أحياء وأمواتاً.
3. التعلق بقبور الأنبياء ومن يعتقد فيهم الصلاح، والدعاء عندها، والصلاة إليها، والطواف بها.
4. البناء على القبور وإيقاد السرج عليها.
نماذج للغلو في الأعمال
1. تحريم ما أحل الله لعباده، كالذي يحرم على نفسه أكل اللحم، أوالزواج، ونحو ذلك.
2. الغلو في العبادة، كمن يعزم على صيام النهار وقيام الليل كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في سبب نزول قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني إذا أصبت اللحم انتشرت وأخذتني شهوتي، فحرمت اللحم؛ وقيل إنها نزلت بسبب جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وأبوذر الغفاري، وسالم مولى أبي حذيفة، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، ومعقل بن مقرِّن، رضي الله عنهم، اجتمعوا في دار عثمان بن مظعون، واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقيموا الليل، ولا يناموا على الفرش، ولا يأكلوا اللحم، ولا يقربوا النساء والطيب، ويسيحوا في الأرض ويترهبوا.37
وخرج مسلم في صحيحه عن أنس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء؛ وقال بعضهم: لا آكل اللحم؛ وقال بعضهم: لا أنام على الفراش؛ فحمد الله وأثنى عليه فقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، ولكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
قال القرطبي: (قال علماؤنا رحمة الله عليهم: في هذه الآية وما شابهها والأحاديث الواردة في معناها رد على غلاة المتزهدين، وعلى أهل البطالة من المتصوفين، إذ كل فريق منهم قد عدل عن طريقه، وحاد عن تحقيقه، قال الطبري: لا يجوز لأحد من المسلمين تحريم شيء مما أحل الله لعباده المؤمنين على نفسه من طيبات المطاعم والملابس والمناكح، إذا خاف على نفسه بإخلال ذلك لها بعض العنت والمشقة، ولذلك رد النبي صلى الله عليه وسلم التبتل على ابن مظعون، فثبت أنه لا فضل في ترك شيء مما أحله الله لعباده، وأن الفضل والبر إنما هو في فعل ما ندب عباده إليه، وعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنه لأمته، واتبعه على منهاجه الأئمة الراشدون، إذ كان خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم).38
تشديدات ابن عمر رضي الله عنهما
كان ابن عمر رضي الله عنهما يأخذ من التشديدات بأشياء لم يوافقه عليها كبار الصحابة، كالخلفاء الراشدين وغيرهم.
ولهذا عندما طلب المنصور من مالك رحمهما الله أن يضع كتاباً ليحمل عليه جميع الأمة ويمنع ما سواه، وكان ذلك حوالي عام 148هـ، أوصاه أن يتجنب فيما يدونه شدائد ابن عمر، ورخص ابن عباس، وشواذ ابن مسعود39 رضي الله عنهم.
روى ابن عبد البر بسنده إلى محمد بن سعد قال: (سمعتُ مالك بن أنس يقول: لما حج أبو جعفر المنصور دعاني، فدخلت عليه فحادثته، وسألني فأجبته، فقال: إني عزمتُ أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعت، يعني الموطأ، فتنسخ نسخاً ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ولا يتعدوها إلى غيرها، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فإني رأيتُ أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم، قال فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل هذا، فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، وعملوا به، ودانوا به من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم؛ فقال: لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرتُ به).40
قلت: هذه القصة تدل على إنصاف مالك رحمه الله لإخوانه العلماء، وعلى تواضعه وورعه، وعلى عمق فقهه، لأن حمل الناس على قول واحد فيه من المشقة والعناء ما فيه.
من تشددات ابن عمر رضي الله عنهما ما ذكره ابن القيم41 وغيره، والتي لم تؤثر عن أبي بكر وعمر ولا غيرهما من كبار الصحابة، ما يأتي:
1. كان ابن عمر رضي الله عنهما يقضي حاجته في نفس المكان الذي قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته في غزواته وأسفاره إذا مر بها.
2. وكان يربط دابته في نفس الشجرة التي ربط فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته.
3. وكان يصوم يوم الغيم ليلة تسع وعشرين من شعبان احتياطاً، وكان ابن عباس لا يصومه.
4. وكان يغسل داخل عينيه في الوضوء حتى عمي.
5. وكان يأخذ لمسح أذنيه ماءً جديداً، والراجح أن الأذنين يمسحان بما أخذ لمسح الرأس.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. كان يمنع من دخول الحمام42، وكان إذا دخله اغتسل منه، وكان ابن عباس يدخل الحمام.
7. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يتيمم بضربتين، ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين، وهو مذهب مالك، ولا يقتصر على ضربة واحدة وهو الأرجح، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يخالفه في ذلك.
8. وكان ابن عمر يتوضأ من قبلة امرأته ويفتي بذلك، وكان إذا قبل أولاده تمضمض ثم صلى، وكان ابن عباس يقول: ما أبالي قبلتهما أوشممتُ ريحاناً.
9. وكان يأمر من ذكر أن عليه صلاة وهو في صلاة أخرى أن يتمها، ثم يصلي الصلاة الفائتة، ثم يعيدها، وهذا مذهب مالك.
10. وكان إذا فاتته ركعة مع الإمام سجد سجدتي السهو بعد قضاء صلاته.
11. وكان يأمر الحائض أن تنقض شعرها للغسل عندما تطهر، فقالت عائشة: هلا أمرها أن تحلق شعرها!
قال ابن القيم رحمه الله: (وكذلك كان هذان الصحابيان الإمامان43 أحدهما يميل إلى التشدد والآخر إلى الترخيص، وذلك في غير مسألة).
قلت: هؤلاء الصحابة الثلاثة من كبار علماء الصحابة، وقد أخذ عنهم المسلمون دينهم، بل كل فقه الكوفة أخذ من علي وابن مسعود، وكذلك فقه الحجاز جله أخذ من شيخي الصحابة في وقتهما ابن عمر وابن عباس، وهذه المآخذ لا تغض من مكانتهم العلمية، فقط علينا أن لا نقتدي بهم في ذلك.
التوسط والاعتدال
المعتدل المتوسط هو الذي يكون ملتزماً بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه السلف الصالح لا يحيد عن ذلك أبداً، بين التشديد والتخفيف، إذ الحسنة بين سيئتين، فلا إفراط ولا تفريط، وهذا ما عليه أهل السنة قاطبة، متجنباً ما يأتي:
1. الأقوال الشاذة.
2. رخص وزلات أهل العلم.
3. اتباع الهوى.
4. تقليد أحد الناس في كل ما يقول سوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
5. الابتداع في الدين.
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً": (أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم، والوسط العدل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها، وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" قال: "عدلاً"، قال: هذا حديث حسن صحيح؛ وفي التنزيل: "قال أوسطهم"، أي أعدلهم وخيرهم.
إلى أن قال: ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير كان محموداً، أي هذه الأمة لم تغلُ غلو النصارى في أنبيائهم، ولا قصروا تقصير اليهود في أنبياءئهم، وفي الحديث: "خير الأمور أوسطها"، وفيه عن علي رضي الله عنه: "عليكم بالنمط الأوسط، فإليه ينزل العالي، وإليه يرتفع النازل").44
وقال الشاطبي في تعريف الوسطية: (المفتي البالغ الذروة الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور، فلا يذهب بهم مذهب الشدة، ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال، والدليل على صحة هذا أنه الصراط المستقيم، الذي جاءت به الشريعة، فإنه قد مر أن مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير إفراط ولا تفريط، فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع، ولذلك كان ما خرج عن المذهب الوسط مذموماً عند العلماء الراسخين.
وأيضاً فإن هذا المذهب كان المفهوم من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الأكرمين، وقد رد عليهم45 عليه الصلاة والسلام التبتيل، وقال لمعاذ لما أطال46 بالناس في الصلاة: "أفتان أنت يا معاذ"47، وقال: "إن منكم منفرين"48، وقال: "سدِّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدُّلجة، والقصد القصد تبلغوا"49، وقال: "عليكم بالعمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، وقال: أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل"، ورد عليهم الوصال، وكثير من هذا.
وأيضاً فإن الخروج إلى الأطراف خارج عن العدل، ولا تقوم به مصلحة الخلق، أما في طرف التشديد فإنه مهلكة، وأما في طرف الانحلال فكذلك أيضاً).50
(يُتْبَعُ)
(/)
روى جابر رضي الله عنهما قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطاً، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط، فقال: هذا سبيل الله – ثم تلا هذه الآية: "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"؛ وهذه السبل تشمل اليهودية والنصرانية، والمجوسية، وسائر أهل الملل، وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام، هذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد كما قال ابن عطية.51
المتفلت
هو المتبع لهواه، الذي لا يدور مع الدليل حيث دار، ولا يكلف نفسه باتباع الأرجح الأقرب إلى السنة بالاجتهاد في أقوال المفتين ولو كان أمياً، فاتباع الهوى يحدث بالآتي:
1. التقليد لما تهواه نفسه، والتذرع باتباع أحد الأئمة المقتدى بهم قديماً أوحديثاً.
2. أوبالتشهي في اختيار الأقوال.
3. أوبتتبع الرخص والزلات.
4. أوباتباع ما لا يسبب له حرجاً مع مجتمعه ولا يخالف ما ألفه الناس واعتادوه.
5. أوعن طريق التزيين والتقبيح العقلي.
6. أوبالجدل والمراء.
7. أوعن طريق تقليد الآباء والأجداد.
أسباب اتباع الهوى كثيرة ولا يمكن الإحاطة بها، ولكن أخطرها ما يأتي:
1. الجهل بمصدر وكيفية التلقي في الشرع.
2. عدم تلقي العلم من المشايخ الملتزمين بمنهج السلف الصالح.
3. اتخاذ الرؤوس الجهال.
4. التعامل مع الكتب مباشرة.
5. غياب الأدب والسلوك، أي تزكية النفوس.
6. التمذهب والتحزب و"التشرذم" جعل كل حزب بما لديهم فرحون.
7. ندرة المشايخ المقتدرين القدوة الأكفاء.
8. الغرور والاستكبار.
9. الاستهانة بالابتداع في الدين.
أسباب إطلاق لقب متشدد على البعض في هذا العصر
بالاستقراء يمكننا أن نشير إلى أهم الأسباب التي دعت البعض إلى تصنيف بعض العلماء وطلاب العلم وغيرهم إلى متشددين، أومتحجرين، أومتزمتين، أوغالين، إلى آخر هذه القائمة من الألفاظ والألقاب غير المنضبطة من جهة، بينما يوصف غيرهم بالمستنيرين، ولقائل أن يقول بالمتفلتين، أوالمتساهلين، أوالمداهنين المسايرين لما تهواه العامة، ولما يتمشى مع مجريات العصر، ولا يوقع في حرج من جهة أخرى، التزامُ الأولين وتمسُّكهم واقتداؤُهم بما كان عليه سلف هذه الأمة في أمور عقدية، أومسائل انعقد عليها إجماع الأمة واتفاقها بعد خلاف دام قليلاً، وذلك لأن الحق عند الله سبحانه وتعالى واحد لا يتعدد، وكل مجتهد مأجور إذا كان من أهل الاجتهاد، وحاز أدواته، وكان على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والتعبد والسلوك، أما أهل الأهواء قديماً وحديثاً فهم غير داخلين ولا معدودين في سلك المجتهدين، ومن أطلق لفظ كل مجتهد مصيب فمراده أنه مأجور غير آثم، أما أن يكون الحق عند الله عز وجل متعدداً فهذا لا يقول به عاقل، دعك عن مجتهد مقتدى به.
والأسباب التي توصل إليها بالاستقراء ونتج عنها هذا التصنيف الجائر والحكم الخاسر من غير ذكر أدلتها لأن المقام لا يتسع لذلك هي:
أولاً: وصف الله سبحانه وتعالى بكل صفات الجلال والكمال، وبكل ما وصف به نفسه أووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل، وهذا ما كان عليه السلف قاطبة في القرون الثلاثة الفاضلة، وعليه الخلف الصالح ظاهرين إلى أن تقوم الساعة.
ثانياً: منعهم للتوسل غير المشروع، وهو التوسل بذات وجاه الأنبياء والمرسلين والصالحين، الأحياء منهم والميتين.
ثالثاً: عدم الحرج من إطلاق لفظ الشرك أوالكفر على من أكفرهم الله ورسوله، لتعاطيهم أسباب ذلك مع توفر الشروط وانتفاء الموانع، لأن الإكفار ملك للشارع الحكيم.
رابعاً: حرصهم على الهدي الصالح والسمت الصالح الذي هو جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، كما أخبر الصادق المصدوق، والمتمثل في إعفاء اللحى، وقص الشوارب، وتقصير الثياب، ولبس القمص والسراويل والعمائم، التي أضحت غيظاً للكافرين والمنافقين، وشعاراً لعباد الله الصالحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يدل على أهمية السمت الصالح في الدين ما قاله حامي الكفر والوثنية في هذا العصر بوش أمام الكونغرس عن حال "الاتحاد اليهودي المسيحي" بتاريخ 29/ 1/2002، حيث أعلن الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين: (ولن يخضع الرجال بعد الآن لشرط إطلاق اللحى، ولن تخضع النساء لشرط تغطية وجوههن وأجسادهن)، خاب فأله وخسرت آماله.
خامساً: حرصهم على تصحيح العقيدة من الممارسات الشركية، والاهتمام بنشرها وتعليمها للناس.
سادساً: محاربتهم للبدع والمحدثات في العبادات.
سابعاً: إفتاؤهم بتحريم الغناء، والموسيقى، والسماع الصوفي المصحوب بالتلحين والآلات الموسيقية.
ثامناً: حرصهم وإفتاؤهم بوجوب الحجاب على النساء، ونهيهم وتحذيرهم عن التبرج والسفور والاختلاط بالأجانب.
تاسعاً: تحذيرهم من زلات، وهفوات، وسقطات أهل العلم.
عاشراً: الالتزام بظواهر النصوص وعدم تفريغها من معانيها والتوسع في التأويل من غير دليل.
أحد عشر: إفتاؤهم بتحريم الإسبال على الرجال سواء كان مصحوباً بخيلاء وتكبر أم لا.
الثاني عشر: نهيهم وتحذيرهم عن تصوير ما فيه روح والاشتغال والتكسب بذلك لأنه من الكبائر.
الثالث عشر: نهيهم وتحذيرهم عن تقليد الرجال في كل ما يقولون وأنه ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرابع عشر: هجرهم لأهل البدع والفسوق المجاهرين ببدعهم وفسقهم.
الخامس عشر: ذمهم للرأي والقياس في معارضة النصوص الصحيحة الصريحة.
السادس عشر: اعتقادهم أن ليس كل خلاف يستراح له ويعمل به.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تحت عنوان: "خطأ من يقول: لا إنكار في مسائل الخلاف": (وقولهم: "إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها" ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول والفتوى، أوالعمل، أما الأول في إذا كان القول يخالف سنة أوإجماعاً وجب إنكاره اتفاقاً52، إن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله، وأما العمل فإذا كان خلاف سنة أوإجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار، وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أوسنة، وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء؟ وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهداً أومقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم.
والصواب ما عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه فيسوغ فيها – إذا عدم فيها الدليل الظاهر الذي يجب العمل به – الاجتهاد لتعارض الأدلة أولخفاء الأدلة فيها، وليس في قول العالم: إن هذه المسألة قطعية أويقينة ولا يسوغ فيها الاجتهاد طعن على من خالفها، ولا نسبة له إلى تعمد خلاف الصواب، والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها كثيرة، مثل53 – فذكرها:
1. الحامل تعتد بوضع الحمل، ولو كان المتوفى لم يدفن بعد، خلافاً لما كان يفتي به علي وابن عباس رضي الله عنهم.
2. إصابة الزوج الثاني شرط في حلها للأول، هذا بالنسبة للمطلقة ثلاثاً، لا تحل لزوجها الأول إلا بعد معاشرة الثاني لها.
3. أن الغسل يجب بمجرد الإيلاج وإن لم ينزل، نسخاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الماء من الماء".
4. وأن ربا الفضل حرام، وقد توقف في حرمته ابن عباس أولاً ثم رجع إلى قول العامة.
5. وأن المتعة حرام، يريد رحمه الله متعة النساء التي أجازها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات، ثم عاد فحرمها في غزوة خيبر، هي والحمر الأهلية، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول بحلها حيناً، ولكن سرعان ما عاد إلى قول العامة عندما روجع في ذلك، وهذا هو اللائق بحبر الأمة وترجمان القرآن، وبهذا أجمع أهل السنة قاطبة، بحرمة متعة النساء، وبأنها أخت الزنا، ولم يبحها إلا أهل الأهواء الرافضة، وقد بلغت وقاحتهم وانحطاطهم أن أباحوها مع الرضيعة شريطة عدم الإيلاج!! فنعوذ بالله من الخذلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. أن النبيذ المسكر حرام، خلافاً لمن قال بإباحته من أهل الكوفة لقوله صلى الله عليه وسلم: "الخمر ما خامر العقل، وكل مسكر خمر"، أوكما قال، فالحمد لله الذي لم يتعبدنا بأقوال الرجال، ولا بتقليدهم في كل ما يقولون.
7. أن المسح على الخفين جائز حضراً وسفراً، لم ينكر ذلك إلا أهل الأهواء من الرافضة والخوارج الذين لم يحفل باتفاقهم، ولا يحزن لاختلافهم، بل إن المسح على الجوارب، والعمامة، والخمار، رخصة أخذ بها طائفة من أهل العلم، وعمل بها كبار الصحابة، منهم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم.
8. أن المسلم لا يقتل بكافر، خلافاً لأبي حنيفة رحمه الله، لأن نفس الكافر ليست مكافئة لنفس المؤمن.
9. أن السنة في الركوع وضع اليدين على الركبتين دون التطبيق الذي نسخ، وهو وضع الكفين بين الركبتين، الذي كان يقول به ابن مسعود رضي الله عنه، لأن حديث النسخ لم يبلغه، وإلا لما تعداه.
1. أن رفع اليدين – الترويح – عند الركوع والرفع منه54 سنة، وقد صح ذلك عن عدد كبير من الصحابة، منهم الخلفاء الراشدون، وفي مذهب مالك روايتان في الترويح والقبض، أصحهما القول بالترويح والقبض، وهذا مذهب المدنيين والشاميين من المالكية، ورواه ابن وهب عن مالك، ولكن أشهر المالكية رواية ابن القاسم عن مالك في عدم القبض والترويح، وفي ذلك إجحاف وظلم على أتباع المذهب المالكي، فعلى علماء المالكية أن يذكروا الروايتين عن مالك، سيما وأن رواية القبض والترويح هي الأصح، وآخر ما أثر عن مالك كما قال العلماء المحققون، بجانب موافقتها للسنة الصحيحة ولعامة أهل العلم، وقد رواهما عنه ابن وهب.
11. أن الشفعة ثابتة في الأرض والعقار، أي أن الجار أولى بشراء أرض وعقار جاره بسعر المثل إلا إذا لم يرغب في ذلك أوعَجَز عن سعر المثل.
12. الوقف – وهو الحبس – صحيح لازم، خلافاً لما قاله أبو حنيفة رحمه الله، وأن الوقف على شرط صاحبه، ولا يصح نقله عن غير ما حدده صاحبه أوالتلاعب فيه كما هو حادث الآن، فهناك أوقاف كثيرة بيعت واستبدلت عن طريق جهات رسمية وغير رسمية، وهذا حرام ولا يحل أبداً، فعلى المسؤولين ونظار الوقف أن يتقوا الله في أنفسهم وفي الواقفين والموقوف عليهم.
13. أن دية الأصابع سواء، وهي عشرة من الإبل، لا فرق بين إبهام، وسبابة، ووسطى، وخنصر، وبنصر، ولا بين أصابع اليدين والرجلين.
14. أن يد السارق تقطع في ثلاثة دراهم55، خلافاً للاحناف الذين قالوا لا تقطع إلا في عشرة دراهم لصحة الخبر في القول الأول.
15. أن الخاتم من الحديد يجوز أن يكون صداقاً، لم يحدد الشارع قدراً للصداق، أي المهر، فيجوز أن يكون قليلاً أوكثيراً، ولكن السنة دلت على عدم المغالاة، ونهت وحذرت من ذلك، وما اشتهر على ألسنة بعض الخطباء وأئمة المساجد من أن عمر نهى عن المغالاة في المهور فقامت امرأة وقالت رادة عليه: يعطينا الله وتحرمنا؛ فقال: أخطأ عمر وأصابت امرأة؛ ليس له أساس من الصحة، ولم يرد في ديوان من دواوين السنة، وإنما وجد في بعض التفاسير، وما قاله عمر هو السنة، وهو الحق، فلا ينبغي للخطباء والوعاظ أن يحلوا وعظهم وخطبهم بما لم تثبت صحته.
16. أن التيمم إلى الكوعين مع الوجه ضربة واحدة جائز، بل هو الراجح، وقد ذهب ابن عمر إلى أنه ضربتان، ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين، وتبعه مالك في ذلك.
17. أن صيام الولي عن الميت يجزئ عنه، سيما في النذر، والله أعلم.
18. أن الحاج يلبي حتى يرمي جمرة العقبة، وكان بعض أهل العلم يقول: التلبية تقطع قبل ذلك.
19. أن المُحْرِمَ له استدامة الطيب دون ابتدائه، بمعنى لو تطيب قبل إحرامه وبقي أثر الطيب عليه بعد الإحرام فلا شيء عليه.
20. أن السنة أن يسلم في الصلاة عن يمينه وعن يساره "السلام عليكم ورحمة الله"، لا أن يكتفي بقول "السلام عليكم" فقط وإلى جهة اليمين دون اليسار، وهذا القول مرجوح.
21. أن خيار المجلس ثابت، وذلك لتفسير ابن عمر راوي الحديث أن التفرق بالأبدان، وذهب أبو حنيفة ومالك رحمهما الله إلى أن التفرق بالكلام، ولهذا لم يأخذوا بخيار المجلس، والصواب الأخذ بخيار المجلس.
22. أن المصراة يرد معها عوض من اللبن صاعاً من تمر.
23. أن صلاة الكسوف بركوعين في كل ركعة، وهي ركعتان كل ركعة ركوعان وسجودان.
(يُتْبَعُ)
(/)
24. أن القضاء – أي الحكم – جائز بشاهد واحد ويمين.
بهذا اتضح لنا أن إطلاق لفظ متشدد أوتصنيف البشر إلى متشددين وغير متشددين نتيجة الالتزام بما صح عن الله ورسوله وما أجمعت عليه الأمة من الظلم الواضج، والجهل الفاضح، والتعدي البين، وأن الملتزمين بما كان عليه سلف هذه الأمة هم المعتدلون المتوسطون المحمودون، وأن من سواهم من الغالين المتشددين، أوالمتساهلين المتهاونين المقصرين المفرطين هم المذمومون المؤاخذون، وأن بيان هذا التوضيح ونشره بين الناس من باب النصيحة الواجبة.
وعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه، وفي إخوانه المسلمين، وأن لا يكون همه تصنيف الخلق والحكم عليهم بغير وجه حق، وليعلم أن عليه رقيب عتيد، وأنه لن تزول قدماه عن الصراط حتى يسأل عن ذلك، وحتى يقتص منه لمن وسمهم بهذه السمة، وانتقصهم بالتشدد والتنطع والغلو مع براءتهم وسلامتهم من هذا السلوك المشين والخلق غير المستقيم، واحذر شهادة الزور وقول الزور الذي سيكتب عليك وتسأل عنه.
وتذكر قول الله في الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"، والأولياء هم العلماء كما قال أبو حنيفة والشافعي: "إن لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله ولي"، فلحوم العلماء مسمومة، ورحم الله الحافظ ابن عساكر عندما قال ناصحاً لإخوانه المسلمين ومبيناً خطورة الطعن والتشكيك في العلماء وانتقاصهم: اعلم أخي وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أويصيبهم عذاب أليم"56.
واحذر أن ينطبق عليك قول القائل: "رمتني بدائها وانسلت"، فالبعض يغلو ويعظم من يجب أن يُهجروا ولا يُوالوا، وينتقص ويعيب من تجب عليه موالاتهم ومحبتهم، فقط اتباعاً للهوى والاستلطاف، ولحمية، سيما وأن الفاصل بين الحق والباطل قد يكون شعرة.
والله أسأل أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجنبنا الهوى والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويهديهم سبل السلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الشيخ الأمين الحاج(/)
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوة
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 04:51]ـ
" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً "} البقرة:74 {
قال الإمام عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: شبه قسوة القلب بالحجارة، مع أنَّ في الموجودات ماهو أشد صلابةً منها؛ لأنَّ الحديد والرصاص إذا أُذيب في النار ذاب، بخلاف الحجارة!!
وقال الإمام ابن عاشور - رحمه الله -: ووجه تفضيل تلك القلوب على الحجارة في القساوة، أنَّ القساوة التي اتصفت بها القلوب، مع كونها نوعاً مغايراً لنوع قساوة الحجارة، قد اشتركا في جنس القساوة الراجعة إلى معنى عدم قبول التحول عن الحالة الموجودة إلى حالة تخالفها، فهذه القلوب قساوتها عند التمحيص أشد من قساوة الحجارة؛ لأنَّ الحجارة قد يعتريها التحول عن صلابتها وشدتها بالتفرق والتشقق وهذه القلوب لم تُجْدِ فيها محاولة.
المصدر: تيسير الكريم الرحمن، ص:55.
والتحرير والتنوير، ج1،ص:349.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 08:23]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 11:50]ـ
شكر الله لكم هذه الفائدة.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 06:40]ـ
وفقنا الله وإياكما لكل خير.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 08:31]ـ
شكر الله لكم هذه الفائدة.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 05:30]ـ
أشكرك أختي الكريمه
ـ[الحافظة]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 08:39]ـ
بارك الله فيك وزادك من فضله ووفقك لمرضاته على هذه الفائدة
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 08:43]ـ
جزاكم الله خيرا عى هذه الفائدة - جعلها الله في ميزان الحسنات ..(/)
قال الإمام أحمد: من علم أنه إذا مات نسي أحسن ولم يسيء
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:28]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
جاء في طبقات الحنابلة في ترجمة معرف الكرخي وقد سئل: هل رأيت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل؟ قال: نعم وسمعت منه كلمتين أزعجتناني سمعته يقول: من علم أنه إذا مات نسي: أحسن ولم يسيء.
وفي رواية: سمعته يقول كلاما جمع فيه الخير ثم ذكر له هذه المقولة.
طبقات الحنابلة (1|381)
قلت: ما أعظم هذه الكلمة من هذا الإمام , وما أشد هذه الكلمة على نفس المرء , فالإنسان بطبيعته وغريزته يحب الذكر والشهرة , وخصوصا من يشتغل بأمر فيه نفع للعباد ديني أو دنيوي.
ولذلك استصعب معروف الكرخي هذه الكلمة وأزعجته وهو من يعرف بالزهد.
وكم يستصعبها المرء إذا تفكر بها , ويصارع نفسه في قبولها والعمل بها مع أنها كلمة جمعت حقيقة الزهد في هذه الدنيا الفانية , فرحم الله الإمام أحمد كم له من كلمات فيها تهذيب للنفس وتزكية لها.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 06:41]ـ
فرحم الله الإمام أحمد كم له من كلمات فيها تهذيب للنفس وتزكية لها.
آمين
وجزاك الله أخي الحبيب كل خير
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:34]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 12:19]ـ
جزيت خيرا ...
لعل القصد بالنسيان هو النسيان من الدعاء والإستغفار للشخص , وليس النسيان المضاد للشهرة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 10:20]ـ
جزاك الله خيرا
ولعلهما متلازمان(/)
سنة التداول
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:41]ـ
سنة التداول
د. محمد عمارة: بتاريخ 13 - 8 - 2007
لقد عملنا القرآن الكريم أن "التداول" سنة من سنن الله في الاجتماع الإنساني وعبر تاريخ الأمم والحضارات: {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} آل عمران: 140 {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} محمد:38 ..
كذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سنة التداول هذه هي التي جعلت وتجعل خط سير التاريخ يأخذ شكل "الدورات" فكما يتم التداول بين الليل والنهار كذلك يتم التداول بين العدل والجور .. وبين الصعود والهبوط ... وبين التقدم والتخلف ... وبين النهوض والانحطاط ... وصدق رسول الله إذ يقول:"لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله، حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره، ثم يأتي الله تبارك وتعالي بالعدل، فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله، حتى يولد في العدل من لا يعرف غيرة " رواه الإمام أحمد.
وإذا كان الحال كذلك مع سنة التداول فإن الهزيمة النفسية لا يجوز لها أن تعرف مكانا لها بين الأمة التي تؤمن بهذه السنة مهما اشتدت المحن وطال الليل وتكاثفت الظلمات خصوصا مع تصديق التاريخ على صدق سنة التداول في مراحل هذا التاريخ ... ومع البشائر التي تؤكد عليها الأحاديث النبوية من مثل:"الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة " ... وان هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة
.. "لا تجتمع أمتي على ضلالة " .... إن الأمة الإسلامية تمتلك وطنا متكامل أقطاره وتبلغ مساحته خمسة وثلاثين مليونا من الكيلومترات المربعة أي أربعة أضعاف مساحة الصين ... ويبلغ تعداد هذه الأمة مليارا ونصف المليار من السكان ... أي ربع البشرية ... وأغلبية المتدينين بالديانات السماوية .... والتي تمتلك من الثروات المادية ما يجعلها العالم الأول على ظهر هذا الكوكب ... إن هذه الأمة رغم المأزق الحضاري الذي يمسك منها الخناق ... لا زالت تمتلك الجوامع الخمسة ... وحدة العقيدة ووحدة الشريعة ... ووحدة الحضارة ووحدة الأمة ... وتكامل دار الإسلام ... وذلك فضلا عن الرصيد الحضاري الذي تعلمت منه الدنيا والذي جعل هذه الأمة "العالم الأول" على ظهر هذا الكوكب لأكثر من عشرة قرون بينما عمر الغرب كعالم أول لم يتجاوز قرنين من الزمان ...
فإذا دعت هذه الأمة تاريخها في ظل سنة التداول وإذا أدركت أرصدتها الحضارية والمادية في ظل هذه السنة فإن الهزيمة النفسية التي هي أخطر تحديات واقعنا المعاصر لن تجد لها طريقا مفتوحا إلى عقول هذه الأمة وقلوبها ...
صحيح أن سفينة هذه الأمة الإسلامية تناوشتها الأمواج العاصفة في محيط عالي أعلنت الفرعونية والقارونية الغربية فيه الحرب الصليبية على الإسلام وأمته وحضارته وعالمه ... وأن التحديات المعاصرة تريد تحويل "نعمة التعددية" إلى "نقمة التشرذم المذهبي" ... لكن الوعي بعمل سنة التداول في التغيير والنهوض عبر التاريخ .. تاريخنا وتاريخ الأمم الأخرى يقول لنا:
لقد كانت الفتوحات الإسلامية التي فتح فيها المسلمون في ثمانين عاما أوسع مما فتح الرومان في ثمانية قرون والتي هزم المسلمون فبها قوى الهيمنة العظمى الروم والفرس التي قهرت الشرق عشرة قرون ... تجديدا لسنة التداول بين الأمم والحضارات ...
وكذلك كان التحرير الإسلامي الذي قادته دول الفروسية الإسلامية الأيوبية والمملوكية ـ ضد التيار والحملات الصليبية التي دامت قرنين من الزمان ... وكذلك كانت حركات التحرر الوطني في تاريخنا الحديث تلك التي دفعت الإمبراطوريات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والسوفيتية في النصف قرن الأخير.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=37284&Page=1&Part=2(/)
مشروعية الاكتناء،وفضل إطعام الطعام
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 06:37]ـ
(44/ الصحيحة):" خياركم من أطعم الطعام ".
قال عمر لصهيب:أي رجل أنت؛ لولا خصال ثلاث فيك! قال:وما هن:قال:اكتنيت
وليس لك ولد , وانتميت إلى العرب وأنت من الروم , وفيك سرف في الطعام.
قال: أما قولك:اكتنيت ولم يولد لك , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى.
وأما قولك:انتميت إلى العرب ولست منهم ,وأنت رجل من الروم؛ فإني رجل من النمر بن قاسط, فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي.
وأما قولك:فيك سرف في الطعام ,فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره.
قال الشيخ الألباني-رحمه الله- وفي هذا الحديث فوائد:
الأولى: مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد؛بل قد صح في البخاري وغيره أن النبي صلى الله
عليه وسلم كنى طفلة صغيرة حينما كساها ثوبا جميلا, فقال لها: ((هذا سنا ياام خالد! هذا سنا يا ام خالد)).
وقدهجرالمسلمون -لا سيما الأعاجم منهم هذه السنة العربية الإسلامية،
فقلما تجد من يكتني منهم، ولو كان له طائفة من الأولاد،
فكيف من لاولد له؟!
وأقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة، مثل:الأفندي، والبيك،والباشا ثم السيد، أو الأستاذ، ونحو ذلك مما يدخل بعضه أوكله في باب التزكية المنهي عنها في أحديث كثيرة، فليتنبه لهذا.
الثانية: فضل إطعام الطعام،وهوفي العادات الجميلة التي امتاز بها العرب
على غيرهم من الأمم، ثم جاء الإسلام وأكد ذلك أيما توكيد، كما في الحديث الشريف، بينما لا تعرف ذلك أوربا، ولا تستذوقه، اللهم إلا من دان با لإسلام منها،كالألبان ونحنوهم.
وإن مما يؤسف له أن قومنا بدءوا يتأ ثرون بأوربا في طريقة حياتها- ماوافق الإسلام منها وما خالف – فأخذوا لا يهتمون بالضيافة ولا يلقون لها بالا، اللهم إلا ما كان منها في المناسبات الرسمية،ولسنا نريد هذا، بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن نفتح له دورنا، وأن نعرض عليه ضيافتنا،فذلك حق علينا ثلاثة أيام، كما جاء في الحديث الصحيحة.
فرائد الشوارد1/ 63
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 08:33]ـ
بارك الله فيك يا شيخ آل عامر:
حديث (قال عمر لصهيب:أي رجل أنت؛ لولا خصال ثلاث فيك! قال:وما هن:قال:اكتنيت
وليس لك ولد , وانتميت إلى العرب وأنت من الروم , وفيك سرف في الطعام.
قال: أما قولك:اكتنيت ولم يولد لك , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى ...... ).
رواه الإمام أحمد والطبراني في معجمه والحاكم في مستدركه كلهم من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه فذكره.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:40]ـ
جزاك الله خيرا، أخي الحبيب وليد،وبارك فيك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:58]ـ
لازلنا اليوم نتمتع بدرر آل عامر فجزاه الله خيرا انعش الملتقى بدرره ونقوله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:15]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أما أنا فكنيتي (أبو إبراهيم) وأما إطعام الطعام فننتظر منك عجلا سمينا حنيذا مع أرز شهي؛ حتى لا يكون كلاما دون فعال (ابتسامة)
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:26]ـ
بارك الله فيك أخي آل عامر:
حديث (قال عمر لصهيب:أي رجل أنت؛ لولا خصال ثلاث فيك! قال:وما هن:قال:اكتنيت
وليس لك ولد , وانتميت إلى العرب وأنت من الروم , وفيك سرف في الطعام.
قال: أما قولك:اكتنيت ولم يولد لك , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى ...... ).
رواه الإمام أحمد والطبراني في معجمه والحاكم في مستدركه كلهم من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه فذكره.
رعاك الله أيها الأخ الحبيب والمشرف الكريم
عبيدالله بن عمرو الرقي
وزهير بن محمد التميمي
كلاهما عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه فذكره
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:28]ـ
لازلنا اليوم نتمتع بدرر آل عامر فجزاه الله خيرا انعش الملتقى بدرره ونقوله.
وجزاك أخي الحبيب
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أما أنا فكنيتي (أبو إبراهيم) وأما إطعام الطعام فننتظر منك عجلا سمينا حنيذا مع أرز شهي؛ حتى لا يكون كلاما دون فعال (ابتسامة)
أبشر بما يسرك ...
والله يعلم كم أتمنى زيارتك لطيبة،وتشريفك لنا، فلك في القلب محبة خاصة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:51]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أما أنا فكنيتي (أبو إبراهيم) وأما إطعام الطعام فننتظر منك عجلا سمينا حنيذا مع أرز شهي؛ حتى لا يكون كلاما دون فعال (ابتسامة)
أضحك الله سنك ابا أبراهيم.
فهل هذا يرضيك. (إبتسامة يمانية).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:51]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أما أنا فكنيتي (أبو إبراهيم) وأما إطعام الطعام فننتظر منك عجلا سمينا حنيذا مع أرز شهي؛ حتى لا يكون كلاما دون فعال (ابتسامة)
أضحك الله سنك ابا أبراهيم.
فهل هذا يرضيك. (إبتسامة يمانية).
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 12:30]ـ
أبشر بما يسرك ...
والله يعلم كم أتمنى زيارتك لطيبة،وتشريفك لنا، فلك في القلب محبة خاصة
وأنتم والله لكم في القلب معزة خاصة (لكم يا عامر في لقلب بيت عامر!)
أما طيبة فليست غائبة عنا ... ففي كل يوم يزورني طَيفُها ....... فمتى أقوم وإذ بي ضيفُها؟!
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 12:33]ـ
أضحك الله سنك ابا أبراهيم.
فهل هذا يرضيك. (إبتسامة يمانية).
نعم بالطبع يرضيني أخي الحبيب .... أما الابتسامة اليمنية فبالطبع ستكون كلها رقة وحكمة!(/)
الدولة السعودية الأولى ..... جدير بالقراءة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 09:49]ـ
الحمدلله على نعمه التي لا تعد و لا تحصى والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين
وبعد،،،
رأيت بعض الأخوة وفقهما الله ممن شغلهم التحصيل العلمي عن الاهتمام بالجنب التاريخي شيء ما وكثرت عليهم شبهات،، أهل الأهواء من أعداء الدعوة السلفية ..
فقد منّ الله جل وعلا علي أن درست أثناء المرحلة الجامعية على يدي أستاذي
الدكتور /عبدالرحيم عبد الرحمن رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا ...
وهذا الدكتور الفاضل كما عرفته من عوام المسلمين الذي اهتدى إلى الحق وأنصف الدعوة السلفية النجدية هكذا أحسبه والله حسيبه من خلال البحث العلمي المجرد كما يسمى وهو من أهل الكنانة حرسها الله و أعلى بالسنة منارها .. فليس بباحث من أرض نجد حتى يقال إنه نجدي وما عساه يقول في أبائه ... وإن كان الحق هو ضالة المؤمن .. وهذا البحث بحث تاريخي ليس بحثا في الرد على شبهات أعداء الدعوة كما هو بحث الشيخ العبداللطيف حفظه الله الموسوم بدعاوى المناوئين للشيخ محمد عبدالوهاب .. ومعا أنه كما وصفت بحث تاريخي إلا أن صاحبه رحمه الله لما بحث بعين الإنصاف لم يستطيع إلى أن يقر بنور شمس الحقيقة كما قال:
((أما الدعوة نفسها فإننا نرى أن الوصف الذي يطابق جوهرها هو لفظ السلفية))
((وكلها في الحقيقة تنشد الرجوع بالإسلام إلى أصوله الأولى))
وقسمه كتابه إلى فصول:
الفصل الأول: إقليم نجد الأرض والسكان.
الفصل الثاني: محمد بن عبدالوهاب ودعوته السلفية.
الفصل الثالث:الدولة السعودية وتوحيد نجد.
الفصل الرابع: ضم الإحساء.
الفصل الخامس: الخليج وعمان.
الفصل السادس: آل سعود و الحجاز.
الفصل السابع: آل سعود واليمن.
الفصل الثامن: تطلع آل سعود إلى العراق والشام
الفصل التاسع: نظم الحكم والإدارة.
الفصل العاشر: العلاقات الخارجية للدولة السعودية الأولى.
الفصل الحادي عشر: استرداد الحجاز من آل سعود.
الفصل الثاني عشر: حملة إبراهيم باشا وانهيار الدولة السعودية الأولى.
وله كتب عن هذه الحقبة أخبرني رحمه الله قبل وفاته بسنتين تقريبا أن له كتاب عن تركي بن عبدالله ولا أدري اهو في السوق أم لا توفي رحمه الله قبل ثلاثة أعوام أو تزيد رحمه الله رحمة واسعة. و أظن والله أعلم أن هذا الكتاب يسد فجوة تاريخيه حول الدولة السعودية الأولى وهو مدعم بوثائق وكان هذا الكتاب رسالته لنيل الماجستير
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 09:59]ـ
بوركت اخي المبارك , أين الكتاب؟
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيك
ماأسماء الكتب؟
وأين أجدها؟ وهل هي مطبوعة؟
وماإسم المؤلف كاملا؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 01:13]ـ
بوركت اخي المبارك , أين الكتاب؟
أخي الحبيب هذا عبارة عن تقرير عنه و هو يباع في المكتبات على ما أظن وأظنه كذلك يوجد في المكتبات الجامعية والعامة
بارك الله فيك
ماأسماء الكتب؟
وأين أجدها؟ وهل هي مطبوعة؟
وماإسم المؤلف كاملا؟
كتابنا هذا وله كتاب عن تركي بن عبدالله! أخبرني أنه سيطبعه ولكني لم أره! ثم علمت بعد فترة أنه توفي رحمه الله
واسمه عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم
وكتابه طبع في دار الكتاب الجامعي في مصر
علما أنه درس في الكويت وقطر والأمارات إن لم تخني الذاكرة إضافة إلى الجامعات المصرية(/)
-التصفية والتربية - للمحدث العلامة: الألباني - رحمه الله
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:57]ـ
**التصفية والتربية**
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - ((أقول وأخصُّ به المسلمين الثقات، المتمثلين في الشباب الواعي، الذي عرف أولاً مأساة المسلمين، واهتم ثانياً بالبحث الصادق عن الإخلاص وبكل ما أُتيه من قوة ... بينما الملايين من المسلمين مسلمون بحكم الواقع الجغرافي أو في تذكرة النفوس – الجنسية أو البطاقة أو شهادة الميلاد – فهؤلاء لا أعنيهم بالحديث، أعود فأقول: إن الخلاص إلى أيدي هؤلاء الشباب يتمثل في أمرين لا ثالث لهما؛ التصفية والتربية.
///التصفية: وأعني بالتصفية: تقديم الإسلام على الشباب المسلم مصفىًّ من كل ما دخل فيه على مِّر هذه القرون والسنين الطوال؛ من العقائد ومن الخرافات ومن البدع والضلالات، ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحة قد تكون موضوعة، فلا بد من تحقيق هذه التصفية؛ لأنه بغيرها لا مجال أبداً لتحقيق أمنية هؤلاء المسلمين، الذين نعتبرهم من المصطفين المختارين في العالم الإسلامي الواسع.
فالتصفية هذه إنما يراد بها تقديم العلاج الذي هو الإسلام، الذي عالج ما يشبه هذه المشكلة، حينما كان العرب أذلاء وكانوا من فارس والروم والحبشة من جهة، وكانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى من جهة أخرى.
نحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة، ونرى أنه لا بد من البدء بالتصفية والتربية معاً، أما أن نبدأ بالأمور السياسية، والذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدهم خراباً يباباً، وقد يكون سلوكهم من الناحية الإسلامية بعيداً عن الشريعة، والذين يشتغلون بتكتيل الناس وتجميعهم على كلمة ((إسلام)) عامة ليس لهم مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أولئك الدعاة، ومن ثم ليس لهذا الإسلام أي أثر في منطلقهم في حياتهم، ولهذا تجد كثيراً من هؤلاء وهؤلاء لا يحققون الإسلام في ذوات أنفسهم، فيما يمكنُهم أن يطبِّقوه بكل سهوله. وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتهم بأنه لا حكم إلا لله، ولا بد أن يكون الحكم بما أنزل الله؛ وهذه كلمة حقٍّ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.
العلة الأولى الكبرى: بُعدهم عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً، كيف لا وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يضيعون عمرهم في التوحيد، ويا سبحان الله، ما أشد إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل؛ لأنه يتغافل – إن لم يكن غافلاً حقًّا – عن أن دعوة الأنبياء والرسل الكرام كانت (أن عبدوا الله واجتنبوا الطاغوت). بل إن نوحاً عليه الصلاة والسلام أقام ألف سنة إلا خمسين عاماً، لا يصلح ولا يشرع ولا يقيم سياسة، بل: يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.
هل كان هناك إصلاح؟ هل هناك تشريع؟ هل هناك سياسة؟ لا شيء، تعالوا يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، فهذا أول رسول – بنص الحديث الصحيح – أُرسل إلى الأرض، استمرَّ في الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاماً لا يدعوا إلا إلى التوحيد، وهو شغل السلفيين الشاغل، فكيف يُسفُّ كثير من الدعاة الإسلاميين وينحطُّوا إلى درجة أن ينكروا ذلك على السلفيين.
///التربية: والشطر الثاني من هذه الكلمة يعني أنه لا بد من تربية المسلمين اليوم، على أساس ألا يفتنوا كما فُتِن الذين من قبلهم بالدنيا. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: {ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تُفتح عليكم زهرة الحياة الدنيا، فتهلككم كما أهلكت الذين من قبلكم}. ولهذا نرى أنه قَّل مَنْ ينتبه لهذا المرض فيربي الشباب، لا سيما الذين فتح الله عليهم كنوز الأرض، وأغرقهم في خيراته – تبارك وتعالى – وفي بركات الأرض، قلَّما يُنبه إلى هذا.
مرض يجب على المسلمين أن يتحصنَّوا منه، وأن لا يصل إلى قلوبهم {حب الدنيا وكراهة الموت}، إذاً فهذا مرض لا بد من معالجته، وتربية الناس على أن يتخلصوا منه.
الحل وارد في ختام حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: {حتى ترجعوا إلى دينكم}. الحل يتمثل في العودة الصحيحة إلى الإسلام، الإسلام بالمفهوم الصحيح الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصُرْكم} وهي التي أجمع المفسرون على أَنَّ معنى نصر الله: إنما بالعمل بأحكامه، فإذا كان نصر الله لا يتحقق إلا بإقامة أحكامه، فكيف يمكننا أن ندخل في الجهاد عملياً ونحن لم ننصر الله؛ عقيدتنا خراب يباب، وأخلاقنا تتماشى مع الفساد، لا بد إذاً قبل الشروع بالجهاد من تصحيح العقيدة وتربية النفس، وعلى محاربة كل غفلةٍ أو تغافُل، وكلِّ خلافٍ أو تنازع {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم} وحين نقضي على هذا التنازع وعلى هذه الغفلة، ونُحِلُّ محلها الصحوة والائتلاف والاتفاق؛ نتجه إلى تحقيق القوة المادية {وأعدوا لهم ما استطعْتُم من قوة ومن رباط الخيل}.
أخلاق المسلمين في التربية خراب يباب. أخطاء قاتلة، ولا بد من التصفية والتربية والعودة الصحيحة إلى الإسلام، وكم يعجبني في هذا المقام قول أحد الدعاة الإسلاميين – من غير السلفيين، ولكن أصحابه لا يعملون بهذا القول -: ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم دولته في أرضكم)) .. إن أكثر الدعاة يخطئون حين يغفلون مبدأنا هذا، وحين يقولون: إن الوقت ليس وقت التصفية والتربية، وإنما وقت التكتل والتجمُّع .. إذ كيف يتحقق التكتُّل والخلاف قائم في الأصول والفروع .. إنه الضعف الذي استشرى في المسلمين .. ودواؤه الوحيد يتلخَّص فيما أسلفتُ في العودة السليمة إلى الإسلام الصحيح، أو في تطبيق منهجنا في التصفية والتربية، ولعلَّ في هذا القدر كفاية. والحمد لله رب العالمين.
http://www.alalbany.net/misc/misc006.php
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 10:39]ـ
جزاك الله خيرا
و قد ذكرتي بأوائل ما سمعته عن الإمام محمّد ناصر الدّين الألباني و بماض لي أحبه أصبح من المتعسّر عيشه من جديد بالنسبة لي
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 08:50]ـ
جزاك الله خيرا
و قد ذكرتي بأوائل ما سمعته عن الإمام محمّد ناصر الدّين الألباني و بماض لي أحبه أصبح من المتعسّر عيشه من جديد بالنسبة لي
السلام عليكم ورحمة الله
أخي في الله (سراج بن عبد الله الجزائري) عفا الله عنك
هل يمكن أن توضح الكلام أكثر ... حيث أنني لم أفهم ما كتبته!؟ , بارك الله فيك
أخوك المحب لك في الله (تاور)
"اللهم إغفر لنا ذنوبنا , وإسرافنا في أمرنا , وثبت أقدامنا , وانصرنا على القوم الكافرين"
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 11:48]ـ
جزاك الله خيرا، ورحم الله الإمام الألباني وجمعنا به في دار كرامته
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 12:17]ـ
جزاك الله خيرا، ورحم الله الإمام الألباني وجمعنا به في دار كرامته
وجزاك كل خير أخي في الله (آل عامر) ..
آمين
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:39]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخانا (عبد الله السني)،، ورحم الله العلامة الألباني رحمة واسعة.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:14]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخانا (عبد الله السني)،، ورحم الله العلامة الألباني رحمة واسعة.
وجزاكم الله بمثله وأفضل أخي العزيز (محمود الغزي) .. وحياكم الله ونفع بكم ..
آمين ..(/)
قال ابن القيم رحمه الله فيه تفصيل. ولم أعثر عليه؟
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:04]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
وقول الصحابي من السنة اختلف فيه فقيل هو في حكم المرفوع وقيل لا يقضى له بالرفع والصواب التفصيل كما هو مذكور في غير هذا الموضع. ص (109) جلاء الأفهام
ولم أجد هذا التفصيل الذي ذكر الشيخ رحمه الله في ما وقع تحت يدي من كتب المصطلح فهل أنا واهم؟ أو أنه سبق قلم أو ..... ألخ
فهل أحد من الإخوة مر عليه التفصيل هذا الذي ذكره الإمام رحمه الله أو لديه توجيه لهذا الكلام فيتفضل به.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 09:41]ـ
أخي الكريم:
هذه المسألة تبحث في أصول الفقه وإليك بعض النقولات في ذلك:
في المسودة: اذا قال الصحابي من السنة كذاوكذا اقتصى سنة النبي صلى الله عليه وسلم عند أصحابنا وعامة الشافعية وجماعة من الحننفية منهم أبو عبد الله البصرى وقال أبو بكر الرازى والكرخي والصيرفي لا يقتضى ذلك واختاره الجوينى ..
قال أبو المعالي الجويني: إذا قال الصحابي من السنة كذا فقد تردد فيه العلماء فذهب ذاهبون إلى أن قوله هذا محمول على النقل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذا فإن السنة إذا أطلقت تشعر بحديث الرسول عليه السلام
وأبى المحققون هذا فإن السنة هي الطريقة وهي مأخوذة من السنن والاستنان فلا يمتنع أن يحمل ما قاله على الفتوى وكل مفت ينسب فتواه إلى شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم مستند الفتوى قد يكون نقلا وقد يكون استنباطا واجتهادا فالحكم بالرواية مع التردد لا أصل له
وكذلك إذا قال أمرنا بكذا فهو بمثابة قوله من السنة كذا فهذا منتهى القول في التحميل والتحمل ..
وفي البرهان: وحكى الداودي في شرح مختصر المزني أن الشافعي كان يرى في القديم أن ذلك مرفوع إذا صدر من الصحابي أو التابعي ثم رجع عنه؛ لأنهم قد يطلقونه ويريدون سنة البلد ا هـ لكن قال الإسنوي النقل الأول أرجح لكونه منصوصا عليه في القديم والجديد معا، وقال شيخ شيوخنا الحافظ زين الدين العراقي والأصح في مسألة التابعي كما قال النووي في شرح المهذب إنه موقوف فإن قوله من السنة كثيرا ما يعبر به عن سنة الخلفاء الراشدين ويترجح ذلك إذا قاله التابعي بخلاف ما إذا قاله الصحابي فإن الظاهر أن مراده سنة النبي صلى الله عليه وسلم ا هـ بل جزم البيهقي بنفي الخلاف فيه بين أهل النقل والحاكم فقال في مستدركه أجمعوا على أن قول الصحابي من السنة كذا حديث مسند ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 01:02]ـ
قال الحافظ العراقي رحمه الله:
قول الصحابي (من السنة) أو ............... نحو (أمرنا) حكم الرفع ولو
بعد النبي قاله بأعصر ............... على الأصح وهو قول الأكثر
وقوله (كنا نرى) إن كان مع ............... عصر النبي من قبيل ما رفع
وقيل لا أو لا فلا كذاك له ............... وللخطيب قلت لكن جعله
مرفوعا الحاكم والرازي ............... ابن الخطيب وهو القوي
لكن حديث (كان باب المصطفى ............... يقرع بالأظفار) مما وقفا
حكما لدى الحاكم والخطيب ............... والرفع عند الشيخ ذو تصويب
وعَدُّ ما فسره الصحابي ............... رفعا فمحمول على الأسباب
وقولهم (يرفعه) (يبلغ به) ............... (رواية) (ينميه) رفع فانتبه
وإن يقل عن تابع فمرسل ............... قلت من السنة عنه نقلوا
تصحيح وقفه وذو احتمال ............... نحو (أمرنا) منه للغزالي
وما أتى عن صاحب بحيث لا ............... يقال رأيا حكمه الرفع على
ما قال في المحصول نحو (من أتى) ............... فالحاكم الرفع لهذا أثبتا
وما رواه عن أبي هريرة ............... محمد وعنه أهل البصرة
كرر (قال) بعدُ فالخطيب ............... روى به الرفع وذا عجيب
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:08]ـ
لعلي أيها الأفاضل لم أحسن في سؤالي
أنا والله الحمد واضحة المسألة لدي أن فيها قولين لكن هل هناك تفصيل؟ فقد ذكر رحمه الله أن الصحيح هو التفصيل أنه لا يقال يحكم برفع من قال السنة ولا يقال لا يرفع من قال السنة، أتمنى ان أكون قد أوضحت مسألتي؟
جزى الله الشيخين عبدالمحسن و أبو مالك ما سطروا وأتمنى أن إذا كان للتفصيل محل قد وقعوا عليه أن يذكروه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
((إذا قال الراوي (من السنة كذا) يحمل عند الشافعي رحمه الله وكثير من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله تعالى على سنة النبي عليه الصلاة والسلام. وعند جمع من المتأخرين، وهو اختيار فخر الإسلام رحمه الله تطلق عليها وعلى غيرها، ولا تنصرف إلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام بدون قرينة بدليل قولهم: سنة العمرين، ولا يخفى أن الكلام في السنة المطلقة، وهذه مقيدة وبهذا يخرج الجواب عن قوله: عليه السلام {من سن سنة حسنة} الحديث، فإن قوله: عليه السلام {من سن سنة} قرينة صارفة عن التخصيص بالنبي عليه السلام، ولا نزاع في صحة إطلاق السنة على الطريقة على ما هو المدلول اللغوي، ولا خفاء في أن المجرد عن القرائن ينصرف في الشرع إلى سنة النبي عليه السلام للعرف الطارئ كالطاعة تنصرف إلى طاعة الله تعالى وطاعة رسوله ... ))
[شرح التلويح على التوضيح]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:15]ـ
(( .... وشرط الحاكم وأبو نعيم في علومهما كون الصحابي معروفا بالصحبة [أي ليقبل قوله: من السنة كذا]، وفيه إشعار أن من قصرت صحبته لا يكون كذلك))
[البحر المحيط للزركشي]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:22]ـ
كلمة (من السنة) تحتمل - لفظا - سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنة البلد أو سنة الخلفاء أو نحو ذلك.
وبناء على هذين الاحتمالين اختلف أهل العلم، فالجمهور عملوا بالمتبادر، وهو سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والحنفية غلبوا الاحتياط فجعلوها أعم من ذلك.
ولعل التفصيل الذي أشار إليه ابن القيم هو إعمال القرائن ومراعاة النصوص والمقاصد الشرعية، فحيث دلت على الأول أخذ به، وحيث دلت على الثاني أخذ به.
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 08:28]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
وقول الصحابي من السنة اختلف فيه فقيل هو في حكم المرفوع وقيل لا يقضى له بالرفع والصواب التفصيل كما هو مذكور في غير هذا الموضع. ص (109) جلاء الأفهام
بنى الاخ الفاضل سؤاله على ان المعنى: كما ذكره اهل الاصول او اهل العلم في غير هذا الموضع.
ولعل المعنى: "كما ذكرته في غير الموضع من كتبي " كما يقال كما ذكرناه في غير هذا الموضع او نحو ذلك من العبارات.
وعليه فيبحث في كتب ابن القيم فان لم يوجد فيكون هذا التفصيل في كتبه التي فقدت.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 02:59]ـ
جزى الله من شارك خير الجزاء وأوفاه وأجزله،(/)
كلمات يسيرة تتعلق بشهر شعبان
ـ[أبو فراس]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 08:31]ـ
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان.
الأمر الأول: في فضل صيامه. ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» البخاري (1969)، ومسلم (1156). وفي البخاري (1970) في رواية: «كان يصوم شعبان كله». وفي مسلم في رواية: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً». وروى الإمام أحمد (21753)، والنسائي (2357) من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: «لم يكن (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان»، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» قال في الفروع (ص 120 ج 3 ط آل ثاني): والإسناد جيد.
الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه.
فقد ذكر ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتاب اللطائف (ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) أن في سنن ابن ماجة (1388) بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر».
قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في المجلد الخامس من مجموع فتاويه): والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي سبرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث.
وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد، حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.
وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» أخرجه مسلم (867) من حديث جابر – رضي الله عنه -.
الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف منه.
وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة - رضي الله عنها - وفيه: "أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". خرجه الإمام أحمد (26018) والترمذي (739) وابن ماجة (1389)، وذكر الترمذي أن البخاري ضعَّفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف. اهـ
وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.
وذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ حفظه الله تعالى ـ أنه ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد مصطلح الحديث.
الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من شعبان، وله ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يصلى فيها ما يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
المرتبة الثانية: أن يصلى في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه.
وأما حديث علي ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه ابن ماجة: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها». فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعَّفه، وأن محمد رشيد رضا قال: إنه موضوع، ومثل هذا لا يجوز إثبات حكم شرعي به، وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل، فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة، فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً، وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه من كان يضع الحديث، كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.
الشرط الثاني: أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسباً للعامل، وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل. ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا الشرط، إذ ليس لها أصل مثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في اللطائف (ص 541): فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه شيء. وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس): إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة اهـ.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليله فكله موضوع. اهـ
وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، كما قال ابن رجب في اللطائف (ص 441): وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة. اهـ
ولا ريب أن ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، وذلك لأن الله تعالى يقول: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً" [المائدة:3] ولو كانت الصلاة في تلك الليلة من دين الله تعالى لبيَّنها الله تعالى في كتابه، أو بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أو فعله، فلما لم يكن ذلك علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل بدعة ضلالة».
المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف): وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.
الأمر الخامس: أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام.
وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر، كما قال الله تعالى: "حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [الدخان –6] وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل القرآن فيه، قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ " [البقرة:185] فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الايات.
الأمر السادس: أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيها: «كل بدعة ضلالة».
وليعلم أن من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه يقع في عدة محاذير منها:
المحذور الأول: أن فعله يتضمن تكذيب ما دل عليه قول الله عز وجل: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " [المائدة:3]، لأن هذا الذي أحدثه واعتقده ديناً لم يكن من الدين حين نزول الآية، فيكون الدين لم يكمل على مقتضى بدعته.
المحذور الثاني: أن ابتداعه يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله، حيث أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه. والله سبحانه قد شرع الشرائع وحدّ الحدود وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث في الشريعة ما ليس منها فقد تقدم بين يدي الله ورسوله، وتعدى حدود الله، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون.
المحذور الثالث: أن ابتداعه يستلزم جعل نفسه شريكاً مع الله تعالى في الحكم بين عباده، كما قال الله تعالى: "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ" [الشورى:21].
المحذور الرابع: أن ابتداعه يستلزم واحداً من أمرين، وهما: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم جاهلاً بكون هذا العمل من الدين، وإما أن يكون عالماً بذلك ولكن كتمه، وكلاهما قدح في النبي صلى الله عليه وسلم، أما الأول فقد رماه بالجهل بأحكام الشريعة، وأما الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله تعالى.
المحذور الخامس: أن ابتداعه يؤدي إلى تطاول الناس على شريعة الله تعالى، وإدخالهم فيها ما ليس منها، في العقيدة والقول والعمل، وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله عنه.
المحذور السادس: أن ابتداعه يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجاً يسلكه ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير، فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله: "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:105]، وفيما حذر منه بقوله: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" [الأنعام: 159].
المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا هدموا من الشرع ما يقابلها.
وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى، أو صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشريعة لكفاية لمن هداه الله تعالى إليه واستغنى به عن غيره، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ َ". وقال الله تعالى: "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاي فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى " [طه:123].
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، وأن يتولانا في الدنيا والا?خرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.
مقالات هامة جدا بمناسبة شهر شعبان تجدها على هذا الرابط الدعوي الرائع
ساهم في نشرها جزاك الله خيرا
http://www.saaid.net/mktarat/12/8.htm(/)
لا يمسه الا المطهرون
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 08:13]ـ
الحمد لله وبعد
يقول ربنا تبارك و تعالى ... إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب
العالمين.
اختلف السلف رضوان الله عليهم في تفسير المطهرون على قولين - حسب علمي - فمنهم من قال
إنهم الملائكة .... و عليه فيكون الكتاب المكنون الذي لا يمسه الا المطهرون هو اللوح المحفوظ أو
الصحف المذكورة في سورة عبس في قوله تعالى ... كلا إنه تذكره .. فمن شاء ذكره ... في صحف
مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة. وهذه الآية شاهدة لهذا القول .... واستدل مالك
بها .. فعلى هذا فالآية خبر محض.
أما القول الثاني فالمطهرون هم المطهرون من الجنابة و الحدث ... وعليه فتكون الآية نهيا جاء في
صورة الخبر و هو بليغ .... ومن أساليب العرب في الامر و النهي ... ومثاله .... ولن يجعل الله
للكافرين على المومنين سبيلا .... ويشهد لحملها على الامر بالطهارة في صيغة الخبر قوله صلى الله
عليه و سلم ... والا يمس القرآن الا طاهر.
ومن المعلوم أنه اذا احتملت الآية تفسيرين او أكثر ... و لاتعارض ... حملت عليهما جميعا ....
وفي موضوعنا لا تعارض بين المعنيين البتة .... و لايكذب احدهما الثاني .. بل لكل منهما شاهد معصوم يشهد له .... وقد درج
الشيخ الشنقيطي في الاضواء على هذا المعنى في تفسير قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله في
الدنيا و الاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ...... فذكر
تفسيرين ... لكل منهما شاهد معصوم .... بل و فسر رحمه الله تعالى في سورة ص قوله تعالى جند ما
هنالك مهزوم من الاحزاب بقول لم يسبق اليه ودلت عليه الادلة ..... و اشار الى ان السلف
لم يفسروها بذلك بل فسروها بغروة بدر .... الا ان الاية تحتمل ما فسرها به ايضا .. ثم ذكر القاعدة في حمل الاية على
أكثر من معنى ....
ثم ينظر بعد ذلك للخروج من الخلاف في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و في آثار اصحابه
كيف تعاملوا مع المصحف .. هل كانوا يرون. وجوب الطهارة .. حملا على عموم الاية و الحديث ام
يرون غير ذلك ...
أرجو من المشايخ الفضلاء التصحيح واثراء المسألة .. وخصوصا مسالة مس المصحف ...
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 08:45]ـ
الذي يظهر أن الآية لا تصلح للاستدلال في مسألة مس المصحف، إذ المقصود الملائكة، وشيخنا ابن باز رحمه الله وهو ممن يرى وجوب الطهارة لمس المصحف، يقول: إن المقصود بها الملائكة هذا هو الصواب وليس المراد بها الطهارة من الحدث.اهـ
والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر، إذ لا يوجد حسب علمي ما يصلح للاستدلال به على وجوب الطهارة لمس المصحف، والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 11:31]ـ
بارك الله فيكم
المسألة مبحوثة بكثرة لكن لا بأس بتذاكر بعض الجوانب منها
ففي الحديث المستفيض "لا يمس القرآن إلا طاهر"
استدل الجمهور بهذا الحديث على مذهبهم من وجهين أو أكثر:
الأول: أن كلمة "طاهر" لفظ مشترك بين الطهارة المعنوية والحسية ولا مرجح لأحدهما على الآخر فيحمل المشترك هنا على جميع معانيه إذ لا تعارض بينها فينتج حرمة مس المصحف من الكافر والمحدث
الثاني: أن مادة "طهر" استعملها الشارع في معنى الطهارة الحسية أكثر من المعنوية كما هو واضح في نصوص الكتاب والسنة
مثل قوله "ولا تقربوهن حتى يطهرن" "فيه رجال يحبون أن يتطهروا"
وفي السنة " إني كرهت أن أذكر الله إلى على طهارة" و "طهور إناء أحدكم" و "إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر" وغيرها كثير وكذا هو في لسان الصحابة والعلماء
إذا تقرر ذلك فحمله على هذا المعنى أولى من الآخر لأن الشريعة استعملته أكثر من غيره فإذا أطلق في لسان الشارع انصرف إلى هذا المعنى والله أعلم
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 12:55]ـ
جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر». [«إرواء الغليل»]
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:34]ـ
الإخوة الكرام
كل ما ورد صريحا في وجوب مس المصحف على طهارة، فإنه غير صحيح.
ويصح أن يقال في أدلة هذه المسألة:
الصحيح غير صريح، والصريح غير صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:44]ـ
بارك الله فيكم
المسألة مبحوثة بكثرة لكن لا بأس بتذاكر بعض الجوانب منها
ففي الحديث المستفيض "لا يمس القرآن إلا طاهر"
استدل الجمهور بهذا الحديث على مذهبهم من وجهين أو أكثر:
الأول: أن كلمة "طاهر" لفظ مشترك بين الطهارة المعنوية والحسية ولا مرجح لأحدهما على الآخر فيحمل المشترك هنا على جميع معانيه إذ لا تعارض بينها فينتج حرمة مس المصحف من الكافر والمحدث
الثاني: أن مادة "طهر" استعملها الشارع في معنى الطهارة الحسية أكثر من المعنوية كما هو واضح في نصوص الكتاب والسنة
مثل قوله "ولا تقربوهن حتى يطهرن" "فيه رجال يحبون أن يتطهروا"
وفي السنة " إني كرهت أن أذكر الله إلى على طهارة" و "طهور إناء أحدكم" و "إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر" وغيرها كثير وكذا هو في لسان الصحابة والعلماء
إذا تقرر ذلك فحمله على هذا المعنى أولى من الآخر لأن الشريعة استعملته أكثر من غيره فإذا أطلق في لسان الشارع انصرف إلى هذا المعنى والله أعلم
بارك الله فيك أخي الفاضل على مداخلتك القيمة
وهذا الحديث المشهور وهو الكتاب الذي بعثه النبي (ص) إلى أهل اليمن، أورده أبو داود رحمه الله في كتاب المراسيل، ولا يصح إلى النبي (ص)، قال ابن معين: ليس يصح، ولم يجزم الإمام أحمد بصحته فقال: أرجو أن يكون صحيحا.
نعم قد ذهب بعض أهل العلم إلى صحته، والجواب عن هذا الحديث على فرض صحته، من وجهين:
الوجه الأول: أن النبي (ص) قال: " ولا يمس القرآن إلا طاهر "، وكلمة " طاهر " من الألفاظ المشتركه كما ذكرتَ في مداخلتك وفقك الله، ومما يرجح أن المقصود بهذا المؤمن، أن أهل اليمن كانوا على غير الإسلام، وهذا الكتاب موجه لهم.
الوجه الثاني: أنه لم يرد عن النبي (ص) في حديث صحيح، أنه أمر أصحابه بالوضؤ من مس المصحف، مع الحاجة الملحة إلى ذلك، وكما هو معلوم بأن تأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:48]ـ
جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر». [«إرواء الغليل»]
جزاك الله خيرا يا أبا عثمان
وهذا الحديث الذي تذكر حديث ضعيف لا تقوم به حجة، وقد ضعفه الشيخ الألباني، ومن قبله ابن حجر والنووي، وغيرهم.
بارك الله فيك.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:46]ـ
الحمد لله
الحمد لله
بارك الله في الاخوة الكرام .. الا اني لا أرى مانعا من حمل الآية على المعنيين ... وهذا قرره العلماء ...
فمن جعله نهيا في صورة الخبر فله دليله ... و المطلوب من المكلفين الطاعة
ومن جعله خبرا محضا عن الملائكة فله دليله
ولا تعارض البتة بين المعنيين ... فتحمل الآية عليهما جميعا ..
فلا يصح ان يقال ليس في الآية دليل على مس المصحف ..
الثاني: أن مادة "طهر" استعملها الشارع في معنى الطهارة الحسية أكثر من المعنوية كما هو واضح في نصوص الكتاب والسنة
كلام قوي ... ومفيد ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 04:07]ـ
جزاكم الله خيرا
كلا التفسيرين للاّية - والله أعلم - دليل على وجوب الطهارة لمس المصحف، فعلى تفسير (المطهرون) بالملائكة، فإن فيه دليلا على وجوب التطهر بدليل الإشارة.
وعلى التفسير الثاني فالأمر واضح.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 06:58]ـ
الحديث صححه الألباني كما في الصحيحة (لا يمس القرآن إلا طاهر)، وجمهور أهل العلم على تصحيحه، وعلى تلقي هذه الصحيفة بالقبول.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه ليس بين الصحابة ولا بين التابعين اختلاف في هذه المسألة
وهو مشهور من قول الفقهاء السبعة.
والصحابة والتابعون الذين روي عنهم خلاف ذلك إما أنهم من صغار التابعين كالزهري، وإما أن الرواية عنهم بذلك فيها نظر كابن عباس.
وأما القول بأن لفظ (طاهر) مشترك ولا قرينة، فهو قول واضح الخطأ؛ لأن القرينة هنا واضحة جدا، إذ لفظ (طاهر) مستفيض في النصوص الشرعية بمعنى الطهارة الشرعية الكاملة، ولم أقف على نص واحد فيه استعمال (طاهر) بمعنى مؤمن كما ذكر الشوكاني.
ولم يذهب أحد من سلف الأمة إلى أن الجنب يمس القرآن، ولذا وقع المتأخرون الذين يرجحون جواز المس بغير وضوء في شذوذ؛ لأنهم اضطروا إلى تعميم قولهم في الجنابة كالحدث.
والمسألة في بحثها مبنية على مراتب:
المرتبة الأولى: النقاش في صحة الحديث.
المرتبة الثانية: النقاش في دلالة الحديث على المطلوب.
المرتبة الثالثة: النقاش في ثبوت عمل السلف بهذا الحديث.
أما المرتبة الثالثة فلا ينازع فيها إلا مكابر؛ لأن هذا مستفيض عنهم استفاضة واضحة حتى نقل فيها الإجماع.
وهذه المرتبة تدل على على صحة المرتبة الثانية لأن عمل السلف على معنى الحديث يدل على صحة فهمه.
وهذه المرتبة تدل على المرتبة الأولى؛ لأن جريان عمل السلف على الحديث يدل على تلقيهم له بالقبول.
وبالجملة فلا يشك منصف في بعد قول المتأخرين الذين يعملون بالبراءة الأصلية في هذا الباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:46]ـ
المشايخ الكرام.
ألا يصح أن نقول (أن مس المصحف أمر تعم به البلوى فلو كان محرماً على غير المتوضيء والجنب لجاء بسند صحيح لقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شئ) ... )
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 08:56]ـ
الوجه الثاني: أنه لم يرد عن النبي (ص) في حديث صحيح، أنه أمر أصحابه بالوضؤ من مس المصحف، مع الحاجة الملحة إلى ذلك، وكما هو معلوم بأن تأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز.
المشايخ الفضلاء:
هل ورد عن النبي (ص) أنه أمر أصحابه رضي الله عنهم بذلك.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 09:13]ـ
أحسنت أخي عبد المحسن
والصحابة والتابعون الذين روي عنهم خلاف ذلك إما أنهم من صغار التابعين كالزهري، وإما أن الرواية عنهم بذلك فيها نظر كابن عباس.
.
يكفينا منك هذه في بيان المبالغة في كلامك السابق أخي الكريم ...
وأزيد على كلامك المقتبس فأقول:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما قصة إرسال الكتاب إلى هرقل وفيه آية (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سواءٍ بينَنا وبينَكم)
قال ابن حزم في المحلى (1/ 83) " فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث كتابا وفيه هذه الآية إلى النصارى وقد أيقن أنهم يمسون ذلك الكتاب ".
وقد ترجم الإمام البخاري في صحيحه بهذا الحديث في معرض الاستدلال على جواز قراءة القرآن بدون طهارة.
وهذا يدل على إن ابن حزم على منهج المتقدمين!! في احتجاجه بالحديث على جواز مس المصحف بدون طهارة.
أما من نفى استعمال (طاهر) بمعنى مؤمن فهذا مبني على عدم القول بمفهوم الموافقة وما أظنك ممن ينفيه
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 10:02]ـ
الحمد لله
النزاع أخي الكريم في مس (لمصحف) بارك الله فيك ... و ليس في مس صحيفة فيها آية كحديث هرقل .... او في قراءة القرآن عن ظهر قلب ...
أرجو أن تنتبه لهذا بارك الله فيك ....
أما قول الاخ ابي الفضل ان مس المصحف امر تعم به البلوى ... فالذين فهموا من الآية الحكم يعضدها الحديث .. فالآية عندهم نهي بصورة الخبر .... اي انه امر شرعي مطلوب .. وليس خبرا محضا ... وعدم حدوثه احيانا لا ينقض الآية ...
فقد جاءت في القرآن أوامر بصورة الخبر كقوله تعالى ... ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا .... وكقوله تعالى
لا تجد قوما يومنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله .... وكقوله تعالى ان الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالهم و انفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم اولياء بعض ... وغيرها ... فكل هذه أوامر و نواهي بصيغة الخبر ... و لا يرد القرآن تخلفها .... وهي كقولك لتنهى عن العقوق ... الصالح لا يعق والديه ...
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 11:38]ـ
الحمد لله
النزاع أخي الكريم في مس (لمصحف) بارك الله فيك ... و ليس في مس صحيفة فيها آية.
طيب بارك الله فيك مادام أن هنالك فرقا لم نتبه له فهلَّا بينت لنا متى عرف الناس هذا المصحف الذي تعنيه!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 03:23]ـ
طيب بارك الله فيك مادام أن هنالك فرقا لم نتبه له فهلَّا بينت لنا متى عرف الناس هذا المصحف الذي تعنيه!
الحمد لله
اعلم أخي الكريم أنه قد يجيء الاشارة للحكم في القرآن و لم يعمل به بعد ... وهو ليس حكما بالمعنى الاصولي
بل هو اشارة الى العمل أنه سيكون ... كقوله تعالى في المزمل وهي مكية {علم أن سيكون
منكم مرضى و آخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله و آخرون يقاتلون}
و فسر الصحابة قوله تعالى {سيهزم الجمع و يولون الدبر} ببدر و لم تكن هجرة بعد
والقمر مكية وقال تعالى {جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب} فسروها ببدر مع ان
السورة مكية .... فها انت ترى ان القرآن كما قال العلماء الايات القرآنية تنزل احيانا وفيها
اشارات الى الحكم قبل تشريعه بمدة قد تطول او تقصر .. انظر البرهان للزركشي ...
اذا علم هذا ... فحتى لو فرض ولم يعلم الناس المصحف بلفظه فهذا لا يخرج الآية
عن كونها دليلا لمن استدل بها ... وانت تعلم الحديث الذي ذكره الاخوة.(/)
الزاد في مواجهة الصعاب
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:45]ـ
؛Oّ,¸¸,ّO؛°`°؛O الزاد في مواجهة الصعاب O؛°`°؛Oّ,¸¸,ّO؛
د. علي بن عمر بادحدح
أكرمنا الله بالإيمان، وأعزنا بالإسلام، خلقنا بقدرته، ورزقنا من نعمته، ووفقنا بهدايته، قلبونا موصولة برجائه، ونفوسنا معلقة بعطائه، وآمالنا في رحمته، وطموحنا إلى جنته، توكُلُنا عليه، وإنابتنا إليه، فنحن لله وبالله وعلى الله.
فإذا عظُم الخطب، واشتد الكرب فلا نجاة منه إلا بعون من الله - سبحانه وتعالى -:** ولقد نادنا نوح فلنعم المجيبون}، **ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم}.
وإذا أحدق الشر وتضاعف الضر فلا كاشف له إلا الله، ** أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون} ** وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير} ..
إذا توالى الهم، وتتابع الغم، فلا فارج له إلا الله .. ** وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له وكشفنا ما به من غم وكذلك نُنجي المؤمنين}.
وإذا جاءت النقمة، أو حلت الفتنة فلا صارف لها إلا الله .. ** فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم}
كلما تفاقم الضرر واقترب الخطر، فلا ملجأ من الله إلا إليه .. ** ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}.
الصلة بالله - سبحانه وتعالى - تعلقاً به، ويقيناً بموعوده، وأملاً في نصره، ورضىً بقضائه، ومحبة في ثوابه، وخوفاً من عقابه، وتوكلاً على قوته .. ذلك هو المعوّل عليه في كل خطب، وهو الموثوق به بإذن الله - عز وجل - في كل كرب ..
تضرَّع إلى الله، واستمسك بمنهج الله، وأدم ومناجاة ودعاء لله .. ** وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
فالحق - سبحانه وتعالى - ينادينا ** وقال ربكم ادعوني استجب لكم}.
ويخبرنا جل وعلا بتحقق المراد، إذا تم اللجوء إليه والتضرع والتذلل بين يديه:
** إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم ... }.
يأتي المدد من الله، ويتنزل النصر من عند الله، ويكون التثبيت من الله سكينة في النفوس، ويكون اليقين صارفاً للخوف والجزع .. اليقين بالله - سبحانه وتعالى - وليس شيء غير ذلك، لا التجاء إلى أسباب الكثرة العددية، ولا إلى وفرة القوة المادية، ولا إلى الاستعدادات العسكرية، إنما اللجوء إلى رب البرية - سبحانه وتعالى -.
كل شيء يستند فيه إلى غير الله؛ فإنه إلى ضياع وخراب، وكل اعتماد وتوكل على غير الله؛ فإنه إلى خسار وانهيار، وإن المرء المؤمن لَيرى ويقرأ ويعتقد ويوقن، وهو يتلو آيات القرآن، أن ذلك حق لا مرية فيه، ولكن تعلق القلوب بالدنيا الزائلة، ربما ينال من ذلك كله، والله - جل وعلا - قد بيّن لنا أن الالتجاء إلى غيره أمر لا تحمد عقباه، فقال – سبحانه وتعالى -: ** أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه}.
مهما اجتمعوا، ومهما كثروا، ومهما عظموا، ومهما انتفخوا .. كلهم من دون الله في صيغة موجزة، تدل على الاحتقار لهم، وبيان ضعفهم، وزرع اليقين بفشل كيدهم وذهاب ريحهم، لأن الله - سبحانه وتعالى - قدّم بذلك بقوله: ** أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه} .. ** ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام}، ** ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمته هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون * قل يا قومي اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}.
هل بعد هذا الوضوح في الآيات من وضوح في التفريق بين من يلجؤون إلى من دون الله أو يعتمدون عليه، أو يظنون أنهم يقدرون على تحقيق ما يصبون إليه بمساعدتهم، وبين من يلجأ إلى الله - عز وجل -، وهو كافٍ عباده، وهو حسبهم – سبحانه -، وهو وكيلهم - جل وعلا -.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان النبي - صلى الله عليه وسلم- صادق الاعتماد والتوكل على الله أرأيته وهو قافل من الطائف بعد أن لقي ما لقي من الأذى؟ ما الذي صنعه؟ إلى من توجه ليذهب عنه حزنه؟ أليس قد لجأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله - عز وجل - وهو يناديه في تضرع خاشع: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ... ) فينزاح الهم والكرب، ويزول الحزن، ويقوى اليقين، ويعظم الإيمان، وتنقشع الغمة، وتعلو الهمة.
ويوم واجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أضعاف من معه من المؤمنين في جيش قريش،في يوم بدر توجه - عليه الصلاة والسلام - إلى الله - جل وعلا -: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض .. ) فما زال يهتف بربه ماداً يديه، مستقبلاً القبلة حتى سقط رداءه من منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، فقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك إنه سينجز لك ما وعدك.
في أحرج موقف، وعند التقاء الصفوف وتكاثر الأعداء، يستعين النبي - صلى الله عليه وسلم - برب الأرض والسماء.
أما رأيناه في الأحزاب ** إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] في هذا الموقف كبّر النبي - صلى الله عليه وسلم – وبشّر بفتح قصور كسرى وقيصر وكانت النتيجة؟ ** فرد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خير وكفى الله المؤمنون القتال}.
ويوم توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر لقتال فلول اليهود المتجمعة فيها، استعان بقوة الله، وقال وهو مقبل على ديارهم .. (الله أكبر .. الله أكبر، خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).
هكذا يكون دائماً صادق الالتجاء إلى الله، يواجه كل خطب بالاستعانة بالله، فينتصر بإذن الله - سبحانه وتعالى - فالصبر زاد المؤمنين، والنصر عقبى الصابرين، والقادر الجبار نعم العون إن عز المعين.
لابد من أوبة صادقة، وإنابة مخلصة، والتجاء حقيقي حار مخلص لله - سبحانه وتعالى -،: ** ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} فلنعد إلى الله ونتخلى عن كل ما سواه ** والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد}.
ولقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم – يعلمنا صدق اللجوء إلى الله ففي الصحيحين من حديث ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم).
وفي حديث أسماء بنت عميس عند أبي داود بسند حسن، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاطبها فقال: ألا أعلمكِ كلمات تقوليهن عند الكرب! قالت: بلى يا رسول الله، فقال لها: قولي (الله ربي ولا أشرك به شيئا).
فالله هو الذي بيده كل شيء، وهو التي تنفذ مشيئته في كل شيء، وهو الذي تنتصر قدرته على كل شيء - سبحانه وتعالى -، ولذلك ينبغي لنا أن نحرر هذا الأمر في واقع حياتنا بصدق اليقين بالله - سبحانه وتعالى - وأن الأمر كله بيد الله، و أن النصر من عند الله، وأن القوة كلها لله، وأن العزة كلها لله.
لقد لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني لان عباس حين قال له وهو رديفه: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ... تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وأن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك).
وكما بيّن - عليه الصلاة والسلام - في رواية أخرى لهذا الحديث: (وأعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك).
من كان هذا يقينه، فأي شيء يرهبه؟ ومن كان هذا إيمانه، فأي شيء يخيفه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قالثبات لا يتحقق، والشجاعة لا تظهر، والحمية الإيمانية لا تتوقد، إلا إذا ملأ الإيمان القلب وانسكب اليقين في النفس وكان الرضا بقضاء الله وقدره والإيمان به عظيماً قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان ذلك: " الذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله، فمن سلّم لله واستسلم له، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له، لم يبقى لخوف المخلوقين في قلبه موضع؛ فإن نفسه التي يخاف عليها سلّمها إلى وليّها ومولاها، وعلم أنه لا يصيبها إلا ما كتب لها، وأن ما كتب لها لابد أن يصيبها، فلا معنى للخوف من غير الله بوجه ".
وفي التسليم أيضاً لطيفة أخرى، وهي أنه إذا سلّم لله فقد أودع نفسه عنده وأحرزها في حرزه، وجعلها تحت كنفه لا تنالها يد عدو عاد، ولا بغي باغٍ عاتٍ، وكما قال الشجاع علي رضي الله عنه:
أي يومي من الموت أفر **** يوم لا يقدر أو يوم قدر
يوم لا يقدر لا أرهبه **** ومن المقدور لا يندي الحذر
وكما كان شيخ الإسلام ابن تيميه يقول في مواجهة ما أحاط به من الخطوب وفي موقفه إزاء ما حل به من الكروب: " ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحلت فهي معي .. أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وخروجي من بلدي سياحة ".
وهاهم إخواننا في فلسطين عندما يئسوا من قوة الناس وإعانة الخلق، ولم يلتجئوا إلا إلى الله - سبحانه وتعالى - استطاعوا أن يثبتوا على مدى تلك الأعوام المتعاقبة، رغم كل البغي والظلم والعدوان، وتغيير الموازيين، وانتكاس العدالة، وجور المحاكمة، ورغم قوة البطش الصهيونية الغاشمة الظالمة، نرى ثباتاً عظيماً في صفوف المؤمنين، وهلعاً ظاهراً وجبناً بيّناً، وخوفاً مريعاً في صفوف المعتدين، خوف ممن.
من شباب وأطفال صغار لا يملكون سلاحاً سوى الأحجار، ولا يجدون شيئاً يواجهون به أعدائهم إلا قوة الواحد القهار - سبحانه وتعالى -.
ولذلك من استمسك بإسلامه ويقينه؛ فإنه قوي وإن لم يكن لديه سلاح - كما ترجم - ذلك إخواننا وأطفالنا في الأرض المباركة
وهذا شاهد من شواهد صدق ما أخبرت به من أثر اليقين بالله - عز وجل -، وصدق الالتجاء إلى الله. يدعونا لأن نؤكده لأنفسنا من واقعنا المعاصر فضلاً عن تاريخنا الماضي، فضلاً عن ما بين أيدينا من آيات القرآن والسنة أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع اليقين، وأن القوة مع الإيمان وأن العزة مع الإسلام. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيك
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 01:21]ـ
غفر الله لكما جميعا(/)
°°التحف في أقوال السلف°°
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:46]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/fb3871df03.gif
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "خير الأعمال ماكان لله أطوعَ، ولصاحبه أنفع ... "
• قال بعض السلف: "قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر ... ؟ "
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "تأمَّلت أنفع الدعاء فإذا هو: سؤال الله العون على مرضاته"
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتلطف بالناس في التوبة بكل طريق".
• قال بعض السلف: "ادَّخر راحتك لقبرك، وقِّلل من لهوك ونومك، فإنَّ من ورائك نومةً صبحها يوم القيامة".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها، والعمل المجرد عن الّنية لا يثاب عليه".
• قال الحسن البصري -رحمه الله-: "استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
• قال بعض السلف: "إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم".
• قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ".
• قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: "كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان".
• سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: "متى الراحة؟ قال: عند أول قدم أضعها في الجنة".
• قال مطرف بن عبد الله -رضي الله عنه-: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".
• قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: "لا مُستراح للعبد إلا تحت شجرة طوبى".
• جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أدِّبه بالذكر".
• قال العلاَّمة السعدي -رحمه الله-: في تفسير قوله تعالى: {وهو اللطيف الخبير} من معاني اللطيف: "أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "فمن كان مخلصاً في أعمال، الدين يعملُها لله؛ كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم" [مجموع الفتاوى 1/ 8].
• قال بعض السلف: "القلوب مشاكي الأنوار، ومن خلط زيته اضطرب نوره، فعُمِّيت عليه السَّبيل".
• قال بعض السلف: "الَّتقيُّ وقتُ الراحة له طاعة، ووقت الطاعة له راحة".
• قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "نحن قوم مساكين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا".
• قال بعض السلف: "من كان لله كما يريد، كان الله له فوق ما يريد، ومن أقبل عليه تلقاه من بعيد".
• قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "ليس سرور يعدل صُحبةَ الأخوان ولا غمّ يعدل فراقهم".
• قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح".
• قال بعض السلف: "إنَّ الدنيا إذا كست أوكست، وإذا حلت أوحلت، وإذا غلت أوغلت، فإياك إياك".
قال ابن عبد البر –رحمه الله-: كتب عمر إلى معاوية: أن ألزم الحقَّ، ينزلك الحقُّ في منازل أهل الحقّ، يوم لا يُقضى إلا بالحقّ، والسلام.
• قال ابن القيم –رحمه الله-: الجهاد نوعان: جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير.
• والثاني: الجهاد بالحجَّة والبيان، وهو جهاد الخاصّة من أتباع الرُّسل، وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدّة مؤونته وكثرة أعدائه.
• قال ابن القيم –رحمه الله-: كلُّ مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرَّحمة إلى ضدّها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشَّريعة وإن أُدخلت فيها بالتأويل [إعلام الموقعين: 3/ 3].
• نقل عن النوويُّ والخطيب الشّربينيُّ عن الجويني إمام الحرمين اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه. [روضة الطالين: 21/ 7].
• قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إذا أصاب أحدُكم ودّاً من أخيه فليتمسَّك به، فقلما يصيب ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قال العلاَّمة السعدي –رحمه الله-: عنوان سعادة العبد: إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق. [1/ 30].
• قال بعض السلف: صانع المعروف لا يقع، وإن وقع وجد مُتكائاً.
• قال بن القيم –رحمه الله-: ومن ظن إدالة أهل الكفر على أهل الإسلام إدالة تامة فقد أساء الظنّ بالله.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ليس في كتاب الله آية واحدة يُمدح فيها أحد بنسبه ولا يُذم أحد بنسبه.
• قال شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-: ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم.
• قال الحسن البصري –رحمه الله-: لرجل: تعشَّ العشاء مع أمك تقرُّ به عينُها أحبُّ إليّ من حجة تطوُّعاً.
• قال بعض السلف: ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكانها الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيراً ممّا انتزعه.
• قال بعض السلف: تذكَّر أنَّ "كلَّ نعمة دون الجنة فانيةٌ" "وكلَّ بلاء دون النار عافية".
• قال بعض السلف: إنَّ العبد ليهمُّ بالأمر في التجارة والإمارة حتى يُيسَّر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإنه إن يسَّر له أدخلتُه النار فيصرف الله عنه، فظلَّ يتطير بقوله: سبّني فلان وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله.
• قال شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-: في [المنهاج 3/ 378]: إذا صار لليهود دولةٌ في العراق يكون الرّافضة أعظم أعوان لهم.
• قال بعض السلف: ما بين مصراعي باب الجنة مسيرةُ أربعين، وليأتينَّ عليه يومٌ وهو كظيظ من الزحام.
• قال عمر الفاروق –رضي الله عنه-: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولاخير في قوم لا يحبون النُّصح.
• قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- في آخر حياته: "وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن" [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/ 402]
• قال الشيخ/ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن "ليس بين الرافضة والنصارى إلا نسبة الولد لله"، كما في الدرر السنية (1/ 386).
• قال ابن القيّم –رحمه الله- "كلما كانت النفوس أكبر والهمة أعلى، كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل، والزمن يمضي وحظك منه ما كان في طاعة الله".
• قال إسحاق بن خالد –رحمه الله- "ليس أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم: ليت شعري بم يختم لي!؟ عندها ييأس إبليس ويقول: متى يُعجب هذا بعمله؟ ".
• قال ابن القيّم – رحمه الله- "الله إذا أراد بعد خير سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة، فإنّ ما تقبل من الأعمال ورفع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره".
• قال ابن القيّم – رحمه الله- في الوابل الصيب: "فالمتصدق يعطيه الله ما لا يعطي الممسك، ويوسع عليه في ذاته وخلقه ورزقه ونفسه وأسباب معيشته جزاء له من جنس عمله".
• قال ابن القيّم –رحمه لله- "بل أكثر من يتعبد الله –عز وجل- بترك ما أوجب فيتخلى وينقطع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قدرته عليه، ويزعم أنه متقرب إلى الله بذلك مجتمع على ربه تارك ما لا يعنيه؛ فهذا من أمقت الخلق إلى الله".
• "لن يستطيع أحد أن يركب على ظهرك إلا إذا كنت منحنياً"
• قال سفيان الثوري –رحمه الله- "إذ أحببت الرجل في الله، ثم أحدث في الإسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله" الحلية 7/ 34.
• قال ابن القيّم –رحمه الله- "فإذا إنضافت الأقوال الباطلة إلى الظنون الكاذبة وأعانتها الأهواء الغالبة، فلا تسأل عن تبديل الدين بعد ذلك".
• قال على الطنطاوي –رحمه الله- "إن الأمة الخاملة صف من الأصفار، لكن إن بعث الله لها واحداً مؤمناً صادق الإيمان داعياً إلى الله، صار صف الأصفار مع الواحد مئة مليون، والتأريخ مليء بالشواهد على ما أقول".
• قال الإمام الذهبيّ –رحمه الله- "فالقادة الأعلام يوم من أيام أحدهم أكبر من عمر آحاد الناس".
• قال الإمام الشوكاني – رحمه الله- "فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القواعد الإسلامية وأجل الفرائض الشرعية، ولهذا فإن تاركه شريكاً لفاعل المعصية ومستحقاً لغضب الله وانتقامه". فتح القدير – سورة المائدة الآية 78 - 79.
• قال الحسن –رحمه الله- "تفقدوا الحلاوة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموها فابشروا وأملوا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق"
• قال بن رجب –رحمه الله- في رسائله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"العِلْم وسيلة إلى كل فضيلة".
"العاقل من تزيده نيران الأزمات لمعاناً".
"التفكر عبادة لا تقبل النيابة".
"الصاعقة لا تضرب إلا لاقمم".
• قال ابن رجب –رحمه الله- في لطائفه: "يمر السحاب في بلدة بماءٍ معين من المعصرات يريد النزول؛ فلا يستطيع لما حل بها من المنكرات".
• قال ابن القيم –رحمه الله- "إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم". إعلام الموقعين 1/ 308.
• قال ابن القيم -رحمه الله-: قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس:9 - 10. والمعنى: "قد أفلح من كبَّرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها، وقد خسر من أخفاها وحقَّرها وصغَّرها بمعصية الله. فما صغَّر النفوس مثل معصية الله، وما كبَّرها وشرَّفها ورفَعَها مثل طاعته".
• قال سفيان الثوري – رحمه الله- "ليس للشيطان سلاح للإنسان مثل خوف الفقر، فإذا وقع في قلب الإنسان: منَعَ الحق وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء".
• قال الله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ) الأنعام: من الآية83. قال شيخ الإسلام –رحمه الله-: "رفع الدرجات و الأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان".
• قال بن عقيل – رحمه الله- "لولا أن القلوب تُوقن باجتماع ثانٍ لتفطرت المرائر لفراق المُحبين".
• قال شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-: "وبالجُملةِ مَنْ قال أو فعل ما هو كُفْر. كَفَرَ بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافراً، إذا لا يقصد الكفر أحدٌ إلا ما شاء الله". الصارم المسلول ص 17
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب
ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 07:23]ـ
للفائدة
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:06]ـ
أثابك الله أخي الحبيب علي أكرم على هذة الدرر السلفية,
وجزاك الله خيراً وزادك علماً.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:11]ـ
أثابك الله أخي الحبيب علي أكرم على هذة الدرر السلفية,
وجزاك الله خيراً وزادك علماً.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 10:57]ـ
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب
أسأل الله عزوجل أن يغفر لك.(/)
قال السلف
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:49]ـ
http://www.ojqji.net/up_vb/04073/408726d18c.gif
قال سلمة ابن دينار:
ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم
وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال ابن القيم رحمه الله:
من هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله
من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه، ويفرق بين الصوت
الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير
فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنة - فهو أبلد من الحمار
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله .. كُتب له أجر عمله وأجر حسبته
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
سُئل الإمام أحمد:
متى يجد العبد طعم الراحة؟
فقال: عند أول قدم يضعها في الجنة!!
قال ابن القيم رحمه الله:
نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب .. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الامور
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال مالك ابن دينار:
اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الارباح من غير بضاعة ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال ابن تيميه رحمه الله:
فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا .. وبستان العارفين ..
قال الامام أحمد:
الناس الى العلم أحوج منهم الى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين
وحاجته الى العلم بعدد أنفاسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال مالك:
إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه
وقار وسكينة وخشية
وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله.
حكى الشافعي عن نفسه فقال:
كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك
تصفحاً رقيقاً - يعني في مجلس العلم -
هيبة لئلا يسمع وقعها!!
عن بعض السلف:
من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل ومن صبر عليه آل أمره الى عز الدنيا والآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال الزهري رحمه الله:
ما عُبِد الله بشيء أفضل من العلم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال عمر بن عبد العزيز:
إن الليل والنهار يعملان فيك
فاعمل أنت فيهما.
قال ابن القيم:
الدنيا مجاز والآخرة وطن
والاوطار-أي الاماني والرغبات -انما تُطلب في الاوطان
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قيل لحكيم
.. ما العافية؟
قال: أن يمر بك اليوم بلا ذنب
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قال وهيب بن الورد:
إن استطعت ألا يسبقك الى الله أحد فافعل
واخيراً
للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه
فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه
ويعمر بيته قبل انتقاله إليه
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب(/)
من أقوال السلف في الدعاء
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:50]ـ
] [] [] [من أقوال السلف في الدعاء] [] [] [
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه - ذكره في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 706).
وعنه - رضي الله عنه - قال: بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح - جامع العلوم والحكم (1/ 276).
وعن عبد الله بن مسعود قال: إن الله لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء، إن الله - تعالى - لا يقبل من مسمِّع، ولا مراء، ولا لاعب، ولا لاه، إلا من دعا ثبتَ القلب - شعب الإيمان (2/ 50 - 51).
وعن أبي الدرداء قال: ادع الله في يوم سرائك، لعله يستجيب لك في يوم ضرائك - أخرجه أحمد في الزهد (ص135)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 225)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 52).
وعن الحسن أن أبا الدرداء كان يقول: جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 24)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 52).
وعن حذيفة قال: ليأتينَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريِق - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 24)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 40).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: دعوة المسلم مستجابة ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول: قد دعوت فلم أجب - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 133).
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: يكفي من الدعاء مع البر، كما يكفي الطعام من الملح - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 40).
وعن محمد بن واسع قال: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير، كما يكفي القدر من الملح - شعب الإيمان (2/ 53 - 54).
وعن طاووس قال: يكفي الصدق من الدعاء، كما يكفي الطعام من الملح - شعب الإيمان (2/ 54).
وعن عبد الله بن أبي صالح قال: دخل علي طاووس يعودني فقلت له: ادع الله لي يا أبا عبد الرحمن، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه - صفة الصفوة لابن الجوزي (2/ 289).
وعن أبي بكر الشبلي في قوله - تعالى -: {دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قال: ادعوني بلا غفلة، أستجب لكم بلا مهلة - شعب الإيمان (2/ 54).
وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول: إلهي أسألك تذللا، فأعطني تفضلا.
ويقول: كيف أمتنع بالذنب من الدعاء، ولا أراك تمتنع بالذنب من العطاء.
ويقول: لا تستبطئن الإجابة إذا دعوت، وقد سددت طرقها بالذنوب - شعب الإيمان (2/ 54).
وعن غالب القطان، أن بكر بن عبد الله المزني عاد مريضا، فقال المريض لبكر: ادع الله - عز وجل - لي، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه - أخرجه الطبراني في الدعاء (1137).
عن الحسن في قوله - عز وجل -: {دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، قال: اعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله - عز وجل - أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله - أخرجه الطبري في تفسيره (2/ 94)، والطبراني في الدعاء (9).
وعنه قال: كانوا يجتهدون في الدعاء ولا تسمع إلا همسا - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 109).
وعن حبيب أبي محمد قال: الترياق المجرب الدعاء - مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا (ص121).
وعن داود بن شابور قال: قال رجل لطاووس: ادع لنا، فقال: ما أجد لقلبي خشية فأدعو لك - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 142).
وعن سعيد بن المسيب قال: إن الرجل ليُرفع بدعاء ولده من بعده - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 119).
وعن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد وجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 24).
وعن النخعي قال: كان يقال: إذا دعوت فابدأ بنفسك، فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 33).
وعن وهب بن منبه قال: مثل الذي يدعو بغير عمل، مثل الذي يرمي بغير وتر - أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 39)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 53).
وعنه قال: من سره أن يستجيب الله دعوته فليطب طعمته - جامع العلوم والحكم (1/ 275).
وعن محمد بن حامد قال: قلت لأبي بكر الوراق: علمني شيئا يقربني إلى الله - تعالى - ويقربني من الناس، فقال: أما الذي يقربك إلى الله فمسألته، وأما الذي يقربك من الناس فترك مسألتهم - طبقات الصوفية للسلمي (ص224)، شعب الإيمان (2/ 35).
وعن الأوزاعي قال: أفضل الدعاء الإلحاح على الله - عز وجل - والتضرع إليه - شعب الإيمان (2/ 38).
وعن مُورِّقٍ العجلي قال: ما وجدت للمؤمن مثلا إلا كمثل رجل في البحر على خشبة، فهو يدعو: يا رب، يا رب، لعل الله - عز وجل - أن ينجيه - الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 161)، شعب الإيمان (2/ 39).
وعن هلال بن يساف قال: بلغني أن العبد المسلم إذا دعا ربه فلم يستجب له كتبت له حسنة - شعب الإيمان (2/ 49).
وعن السري السقطي قال: كن مثل الصبي، إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكناه، فقعد يبكي عليها، فكن أنت مثله، فإذا سألت ربك فلم يعطكه، فاقعد فابك عليه - شعب الإيمان (2/ 53).
وعن ابن عيينة قال: لا تتركوا الدعاء، ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم، فقد استجاب الله لإبليس وهو شر الخلق، قال: {قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى? يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ ?لمُنظَرِينَ} [الحجر: 36، 37]- شعب الإيمان (2/ 53).
وقال بعض العباد: إنه لتكون لي حاجة إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه، ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها، وتدوم لي تلك الحال - مدارج السالكين (2/ 229).
وقال بعض العارفين: ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق - الإحياء (1/ 554).
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معين]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 10:14]ـ
أحسنت الجمع
وفقكم الله
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:37]ـ
بارك الله فيك(/)
فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:51]ـ
· قال: الأصمعي: أتى رجل إلى الحجاج فقال: إن ربعي بن حراش زعموا لا يكذب، وقد قدم ولده عاصيين قال: فبعث إليه الحجاج فقال: ما فعل ابناك؟ فقال: هما في البيت، والله المستعان، فقال الحجاج بن يوسف: هما لك وأعجبه صدقه.
::::
· عن (يزيد بن المهلب) قال: من عُرِف بالصدق جاز كذبه، من عُرِف بالكذب لم يجز صدقه.
/
\
· قال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يُؤخرون الصلاة زمن الوليد، ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا فأتى عبد الله بن أبي زكريا فاستُحلف ما صَلى فحلف، وأتي مكحول فقال: فلم جئنا إذا؟ قال: فتُرك.
· قال يحيى الحاني: قيل ليسار: تروي عن مثل خالد يعني القسري؟ فقال: إنه أشرف من أن يكذب.
· قال المنصور لهشام بن عروة: يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك وإخواني مع أبي وأنت تشرب سويقاً بقصبه يراع؟ فلما خرجنا قال: أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي لله قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين قال: فليم في ذلك فقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً.
· قال السراج: سمعت محمد بن يحيى: خرجت مع وهب بن جرير إلى مكة فلما بلغناها أصابتنا شدة، فسمعت وهباً يقول:
إن الذي نجاك نم بطن ذمه ... ومن سيول في بطون مفعمه
لقادر أن يستتم نعمه
::::
· ومن شعر شعيب بن المحدث في (تهذيب ابن عساكر) 6/ 323:
ولم ارَ مثلَ الصدق لأهله ... إذا جمعتهم والرجال المجامعُ
إذا ما رأى الجُهالُ ذا العلم واضعاً ... إلى ذي الغنى ماُلوا إليه وأسرعوا
· ومن كلام ابن حمزة البغدادي، قال: علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذل بعد العز، ويخفى بعد الشهرة، وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخفاء.
.
.
.
.
.
· قال ابن المبارك: إن الفضيل بن عياض صَدق الله فأجرى الحكمة على لسانه فالفضيل ممن نفعه علمه.
· وعن يوسف بن أسباط قال: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
· وعن معروف قال: ما كثرَ الصالحين، وما أقل الصادقين.
· وعن الفهرجوري قال: الصدقُ موافقة (الحق) في السر (والعلانية) وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة.
· قال الحكم بن عمرو الغفاري: أقسم بالله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقاً على عبد فاتقى الله يجعل الله من بينهما مخرجا.
· وقيل: عن حكيم بن حزام باع دار الندوة معاوية بمائة ألف، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش؟ فقال: ذهبت المكارم يا ابن أخي إلا التقوى، إني اشتريت بها داراً في الجنة أشهدكم أني قد جعلتها لله.
. . . . . . . . .
· قال فضالة بن عبيد: لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة أحب لإلي من الدنيا وما فيها لأنه تعالى يقول: ** إنما يتقبل الله مِن المتقين}.
· إن الحسن بن علي خطب فقال: إن أكيس الكيس التقي، وإن أحمق الحمق الفجور.
· عن بكر المزني قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى قيل له: صف لنا التقوى فقال: العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله على نور من الله مخافة عذاب الله.
· قال الذهبي: أبدع وأوجز فلا تقوى إلا بعمل ولا عمل إلا بتروٍ من العلم والإتباع، ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله، لا يقال فلان ترك للمعاصي بنور الفقه، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها، ويكون الترك خوفاً من الله لا ليمدح بتركها فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز.
· عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشرك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه.
· قال رجل لميمون بن مهران: يا أبا أيوب لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم. قال: اقبل على شأنك، ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم.
::::::::::::::::::::
· عن يزيد بن كميت سمع رجلاً يقول لأبي حنيفة: اتق الله، فانتفض واصفر وأطرق وقال: جزاك الله خيراً ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا.
· عن ابن عيينة قال: قال رجل لمالك بن مغول: اتق الله، فوضع خده على الأرض.
· عن الفضيل: لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه.
· قال سعيد بن الحداد: سمعت سحنون يقول: كنت إذا سألت ابن القاسم عن المسائل، يقول لي: يا سحنون، أنت فارغ، إني لأحس في رأسي دوياً كدوي الرحال – يعني من قام الليل – قال: وكان قلما يعرض لنا إلا وهو يقول: اتقوا الله، فإن قليل هذا الأمر مع تقوى الله كثير، وكثيره مع غير تقوى الله قليل.
· وقال جشم بن عيسى: سمعت عمي معروف بن الغيرازان يقول: سمعت بكر بن خنيس يقول: كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف. قال: ثم يقول معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي، أكلن الربا، ولقيت المرأة فلم تغض عنها، ووضعت سيفك على عاتقك، إلى أن قال: ومجلسي هذا ينبغي لنا أن تتقيه، فتنه للمتبوع، وذلة للتابع.
:
:
:
:
:
:
· وعن الشافعي قال: من لم تُعزه التقوى، فلا عز له.
· وعن الشافعي: أنفع الذخائر التقوى، وأضره العدوان.
· وعن أبي سليمان الداراني: الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.
· عن أبي عبيد: دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد، فقدمت فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك على عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سُبقت به، فلا تُسبقن بتقوى الله.
· قال يحيى بن معين:
المالُ يذهب حِله وحرامُه ... يوماً وتبقى في غدٍ آثامه
ليس التقي بمتقٍ لإلهه ... حتى يطيبَ شرابُه طعامُه
ويطيب ما يحوي وتكسب كفُه ... ويكون في حُسْنِ الحديث كلامُه
نطق النبي لنا به عن ربه ... فعلى النبي صلاتهُ وسلامُه
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تلميذة ابن القيم]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 04:44]ـ
مامعنى هذا
· ومن كلام ابن حمزة البغدادي، قال: علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذل بعد العز، ويخفى بعد الشهرة، وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخفاء.
ـ[عامر عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 10:36]ـ
قال محمد بن سيرين -رحمهُ اللهُ- ومالك وغيرهما: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
وقد قال النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)). انظر الصحيحة (رقم1013).
وقال -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر)). انظر: الصحيحة (695)، وذم الكلام (4/ 75).
وسئل عبد الله بن المبارك عن تفسير هذا الحديث؛ فقال: "لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوا عن أصاغرهم هلكوا" ما معناه؟ قال: هم أهل البدع، فأمَّا صغير يؤدي إلى كبيرهم؛ فهو كبير".
وقال إبراهيم الحربي في قوله: ((لا يزالون بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم)): معناه أن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين فهو كبير، والشيخ الكبير إن أخذ بقول [فلان-من أهل الرأي] وترك السنن فهو صغير. انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 85) بتصرف يسير.
وقال عمر بن الخطاب -رضي اللهُ عنه-: " إن أصدق القيل قيل الله، ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة ضلالة، ألا وإن الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، ولم يقم الصغير على الكبير، فإذا قام الصغير على الكبير فقد" أي: فقد هلكوا.
وقال عبد الله بن مسعود -رضي اللهُ عنه-: "لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا".
وقال –أيضاً- -رضي اللهُ عنه-: "العلم في كبرائكم، ولن تزالوا بخير ما كان كذلك، فإذا قال الصغير للكبير: ما يدريك، فهناك هناك".
فالأصاغر هم أهل الانحراف والضلال، وهم أهل الجهل ولأهواء
وقد قال ابن عبد البر -رحمهُ اللهُ- في جامع بيان العلم وفضله (1/ 617): "وقال بعض أهل العلم: إن الصغير المذكور في حديث عمر وما كان مثله من الأحاديث إنما يراد به الذي يُسْتَفْتى ولا علم عنده، وإن الكبير هو العالم في أي سِنٍّ كان.
وقالوا: الجاهل صغير وإن كان شيخاً، والعالم كبير وإن كان حَدَثاً".
إلى أن قال: "وقال آخرون: إنما معنى حديث عمر وابن مسعود في ذلك أن العلم إذا لم يكن عن الصحابة كما جاء في حديث ابن مسعود، ولا كان له أصل في القرآن والسنة والإجماع؛ فهو علمٌ يهلك به صاحبه، ولا يكون حامله إماماً ولا أميناً ولا مرضياً كما قال ابن مسعود -رضي اللهُ عنه- وإلى هذا نزع أبو عبيد -رحمهُ اللهُ-".
وقال بهز -رحمهُ اللهُ-: "دين الله أحق ما طلب له العدول". انظر: ذم الكلام للهروي (5/ 63).
وقال محمد بن إبراهيم الماستوي حين ذكر أهل الكلام: "فإما ركونٌ أو إصغاء إلى استفتاء أحد منهم أو أخذ حديث عنهم، فهو من عظائم أمور الدين".
وقال الشافعي -رحمهُ اللهُ-: " إنما يتكلم في هذا الدين من كان مأموناً على عقدة هذا الدين".
وقال محمد بن النضر: "من أصغى بسمعه إلى مبتدع خرج من عصمة الله -عزَّ وجلَّ-".
فالواجب أخذ العلم عن الثقات من أهل العلم، وعن أهل السنة والاتباع.
قال الشاطبي -رحمه الله-: "إن العالم المعلوم بالأمانة والصدق والجري على سنن أهل الفضل والدين والورع إذا سئل عن نازلة فأجاب، أو عرضت له حالة يبعد العهد بمثلها، أو لا تقع من فهم السامع موقعها:
أن لا يواجه بالاعتراض والنقد".
وأهل البدع والجهالة، والضلالة والغواية هم في حقيقة أمرهم قطاع طريق، مفسدون في الأرض ولا يصلحون.
قال ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد (ص/61): "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له(/)
«عجز الثّقة، للشّيخ د. عبد العزيز بن محمَّد آل عبد اللّطيف»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 01:01]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«عجز الثّقة، للشّيخ د. عبد العزيز بن محمَّد آل عبد اللّطيف»
من عيون القصص التي أوردها القاضي عياض في كتابه «ترتيب المدارك»: (أن رجلاً من أصحاب الإمام محمد بن سحنون (ت 256هـ) دخل بمصر حمّاماً، عليه رجل يهودي، فتناظر مع الرجل، فغلبه اليهوديُّ؛ لقلة معرفة الرجل، فلما حجَّ محمد بن سحنون صَحِبه الرجلُ؛ فلما دخل ابن سحنون مصر، قال له: امضِ بنا أصلحك الله إلى الحمام الذي عليه اليهودي؛ فلما دنا خروج محمد بن سحنون، سبقه الرجلُ، وأنشب المناظرة مع اليهودي، حتى حانت صلاة الظهر، فصلى محمد، ثم رجع معه إلى المناظرة، حتى كانت العصر، فصلاها، ثم كذلك المغرب، ثم إلى العشاء، ثم إلى الفجر، وقد اجتمع الناس، وشاع الخبر بمصر: الفقيه المغربي (ابن سحنون) يناظر اليهودي، فلما كانت صلاة الفجر، انقطع اليهودي، وتبيّن له الحق وأسلم، فكبّر الناس وعلت أصواتهم، فخرج محمد وهو يمسح العرق عن وجهه وقال لصاحبه: لا جزاك الله خيراً، كاد أن يجري على يديك فتنة عظيمة، تناظر يهودياً، وأنت بضعف، فإن ظهر عليك اليهودي لضعفك، افتتن من قدّر الله فتنته)
(1).
فما كان لهذا اليهودي أن يغلب ذاك الرجلَ إلا لقلة علم الرجل وضعف حجته ومناظرته.
والثقة بالله والطمأنينة إلى المنهج الصحيح لا بد أن يقترن بهما بذل الجهد والرسوخ في دين الله ومدافعة ما ينافيه، وإلا فإن أهل الباطل لهم «علوم كثيرة وكتب وحجج، كما قال الله ـ تعالى ـ: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [غافر: 83] .. «فالطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه، أهل فصاحة وعلم وحجج، والواجب أن تتعلم من دين الله ما يصير سلاحاً لك .. فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح» (2).
إن ضعف الحجة وغلبة الجهل يعقبه تسلط الخصوم، وظهور الباطل، وهوان أهل الحق. وقد قرر ابن تيمية ـ في غير موطن ـ أن من أسباب ظهور البدع تقصير المنتسبين لأهل السنة في مواجهة تلك البدع.
ومن ذلك أن الحنابلة بمصر أصابهم سنة 705هـ إهانة عظيمة وكثيرة؛ وذلك بسبب أن قاضيهم قليل العلم مُزجى البضاعة، فلذلك نال الحنابلة ما نالهم (3).
وخصوم أهل السنة ـ في هذا الزمان ـ كثيرون جداً، وفيهم الكافر والمنافق، وفيهم أهل البدع والأهواء، ولديهم من الإمكانات والقدرات ما يفوق العدّ والحصر، وقد أجلبوا بباطلهم، وزيّنوه للدهماء، ونشروه في الآفاق، ونفّروا من الإسلام والسنة والفضيلة، ومع ذلك فإن لأهل الإسلام والسنة من رصيد الفطر السليمة والعقول الصريحة ما يعزز منهجهم وينشر معتقدهم.
وقد حكى ابن تيمية واقعة عجيبة في هذا الشأن فقال:
«حدّثني بعض أصحابنا أن بعض الفضلاء الذين فيهم نوع من التَّجَهُّّم (4)، عاتبه بعض أصحابه على إمساكه عن الانتصار لأقوال النفاة، لما ظهر قول الإثبات في بلدهم، بعد أن كان خفياً، واستجاب له الناس بعد أن كان المتكلم به عندهم قد جاء شيئاً فريّاً، فقال: (هذا إذا سمعه الناس قبلوه وتلقوه بالقبول، وظهر لهم أنه الحق الذي جاء به الرسول، ونحن إذا أخذنا الشخص فربّيناه وغذّيناه ثلاثين سنة، ثم أردنا أن نُنزِل قولنا في حَلْقِه، لم ينزل في حلقه إلا بكلفة).
وهو كما قال؛ فإن الله ـ تعالى ـ نَصَب على الحق الأدلة والأعلام الفارقة بين الحق والنور، وبين الباطل والظلام، وجعل فِطَرَ عباده مستعدة لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من الاستعداد لمعرفة الحقائق، لم يكن النظر والاستدلال .. » (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن جملة أمور تستدعي الثقة التامة بالمنهج السلفي؛ فهو سبيل الفرقة الناجية، والذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وهو القائم على نصوص الوحيين، ففي القرآن ما يردّ على جميع الأهواء، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: «لو تدبّر إنسان القرآن كان فيه ما يردّ على كل مبتدع وبدعته» (6). والسنَّة الصحيحة تبيّن القرآن وتدلّ عليه، كما أن المنهج السنيّ منهج مطّرد في مسائله ودلائله، فلا يلحقه التغيير، ولا يعتريه التذبذب والتبديل، وهو المنهج الوحيد الذي يزداد ظهوراً ونفوذاً عند وجود المعارضين، وإذا وُجد المرتدون، قامت جحافل العابدين المحبين لله ـ تعالى ـ والمجاهدين بالسنان والبيان، كما قال ـ سبحانه ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54].
وإذا استدل خصم لباطله بدليل نقلي صحيح أو دليل عقلي صريح؛ ففي هذا الدليل ما ينقض مذهبه وينقض استدلاله، فإن الدليل الحق لا يدل إلا على الحق.
ومع قناعتنا بما سبق، إلا أن المتعيّن علينا بذل الأسباب واستفراغ الوسع من أجل التفقه في هذا المنهج الرباني، ومقارعة الشبهات، ومعالجة النوازل والتحديات؛ فلقد اتسع الخرق على الراقع، وانفتح طوفان من الشبهات والإشكالات، ولا تزال الجهود القائمة من أهل السنة دون ضخامة هذه القضايا الشائكة.
وهذا يوجب السعي إلى إنشاء مؤسسات علمية تربوية مستقلة لتأهيل علماء الشريعة، وتحقيق ذلك عبر برنامج علمي شرعي عميق، وخلال سنوات طويلة، ومن خلال مهارات عملية وبرامج تطبيقية من أجل تنمية مَلَكة الفقه والاستنباط، وسبل المناظرة والحوار، وقدرات وآليات في إعداد البحث العلمي وصياغته.
فلقد استحوذ الجهل في هذا العصر، وصارت البلاد موحشة وقفرة من غياب العلماء الربانيين، وانهمك طوائف من الإسلاميين بالبرامج الإغاثية والمؤسسات الإدارية التدريبية ونحوها، فلنتدارك هذا الحال قبل أن يغلب الجهال فيكونوا هم العلماء، فيَضلون ويُضلون، ويُفسدون ولا يُصلحون.
مجلة البيان العدد 239
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك (1/ 429 ـ 430).
(2) كشف الشبهات، للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص 38 ـ 39.
(3) انظر: البداية، لابن كثير، 14/ 40.
(4) يعني بالتجهم: نفي صفات الله تعالى.
(5) الدرء: 5/ 61 ـ 62.
(6) أخرجه الخلاَّل في السنَّة: 1/ 547.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 01:03]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي لفضيلة الشّيخ الدّكتور عبد العزيز بن محمَّد آل عبد اللّطيف ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ. ( http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=6045&Itemid=5)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 01:18]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ CENTER وهذا يوجب السعي إلى إنشاء مؤسسات علمية تربوية مستقلة لتأهيل علماء الشريعة، وتحقيق ذلك عبر برنامج علمي شرعي عميق، وخلال سنوات طويلة، ومن خلال مهارات عملية وبرامج تطبيقية من أجل تنمية مَلَكة الفقه والاستنباط، وسبل المناظرة والحوار، وقدرات وآليات في إعداد البحث العلمي وصياغته.
فلقد استحوذ الجهل في هذا العصر، وصارت البلاد موحشة وقفرة من غياب العلماء الربانيين، وانهمك طوائف من الإسلاميين بالبرامج الإغاثية والمؤسسات الإدارية التدريبية ونحوها، فلنتدارك هذا الحال قبل أن يغلب الجهال فيكونوا هم العلماء، فيَضلون ويُضلون، ويُفسدون ولا يُصلحون.
ويجب علينا أيضا هدم أعمدة الضلال وفضحها أمام العامة وتبيينها للناس أنها تدعوا إلى الكفر الصراح , ومن تلك الأعمدة القنوات اللبرالية والمجلات الحداثية التي تظهر الكفر الصراح.
وجزاك الله خيرا.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 09:32]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان(/)
الكتب التي فيها بدع، أو صور فاتنة وأوقفها صاحبها على المسجد يجب أن تحرق. العثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 01:59]ـ
السؤال:
فضيلة الشيخ: هذا شخص يسأل ويقول: في أحد مكتبات المساجد كتبٌ فيها بدع، وكتب فيها صور ويقال: إن أصحابها جاءوا بها وقفاً على هذه المكتبة! فماذا نفعل بهذه الكتب التي في المكتبة، وهي مكتبة أحد المساجد؟
الجواب:
[الواجب على القائمين على مكاتب المساجد إذا رأوا كتباً فيها بدع، أو فيها صور فاتنة أن يحرقوا هذه الكتب، وألا يبقوها في أيدي الشباب؛ لأنها تضرهم من ناحية العقيدة، وتضرهم أيضاً من ناحية الأخلاق فيما يتعلق بالصور، حتى وإن كان صاحبها أوقفها، لكن إن كان صاحبها حياً فينبغي أن يبلغ، ويقال: إن هذا لا يحل لك أن تجعله في المكتبة، ونرى أن تشتري بدله من الكتب المفيدة].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. شريط (لقاء الباب المفتوح) " 93".
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:00]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 10:12]ـ
جزاك الله خيراً
وإياك صديقي وأخي الخليفي.
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيك أخي علي، وأثابك على نشرك الخير
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 02:00]ـ
السؤال:
[الواجب على القائمين على مكاتب المساجد [ COLOR="Red"] إذا رأوا كتباً فيها بدع، أو فيها صور فاتنة أن يحرقوا هذه الكتب
بارك الله في أخي علي، ورحم الشيخ محمداً
لكن كلام الشيخ عن الكتب التي فيها بدع فيه عموم، وهو يشمل كتباً كثيرة جداً
ولعله من العموم المراد به الخصوص
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 02:40]ـ
شكر الله لكم
الظاهر أن الشيخ يريد الكتب التي يغلب عليها البدع ككتب المعتزلة، والرافضة أو كتب العقائد المخالفة لأهل السنة، أما مطلق البدع فلا تسلم منه معظم كتب التفسير وشروح الحديث والفقه والأصول والتراجم وغيرها، ولا يعرف عن الشيخ إنكار وجودها في المساجد والمكتبات العامة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 05:19]ـ
وبك بارك أخي الحبيب آل عامر.
وبارك الله في الشيخين الفاضلين الحمادي والسديس، والأمر كما قلتما، وإلا لم تسلم لنا كتب كثيرة.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 01:38]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
وإياكم أخي المكرم أبا العباس الأثري.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 11:57]ـ
ما حكم الكتب التي فيها صور (ليست فاتنة)، كقصص الأطفال ونحوها حيث أوقف بعضها في المسجد؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 02:11]ـ
وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في (الطرق الحكمية) ():
(فصل كذلك لا ضمان في تحريق الكتب المضلة وإتلافها. قال المروذي: قلت لأحمد: استعرت كتاب فيه أشياء رديئة، ترى أن أحرقه؟ قال: نعم. فأحرقه، وقد رأى النبي ? بيد عمر كتابا اكتتبه من التوراة وأعجبه موافقته للقرآن فتمعر وجه رسول الله ? حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه، فكيف لو رأى رسول الله ? ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بها ما في القرآن؟! والله المستعان، وقد أمر النبي ? من كتب عنه شيئا غير القرآن أن يمحوه ثم أذن في كتابة سنته ولم يأذن في غير ذلك وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها بل مأذون في محوها وإتلافها وما على الأمة أضر منها وقد حرَّق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان لما خافوا على الأمة من الاختلاف، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت الخلاف والتفرق بين الأمة؟؟!.
ثم قال ابن القيم: (والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف، وإتلاف آنية الخمر فإن ضررها أعظم من ضرر هذه ولا ضمان فيها كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق).
وقال الإمام ابن القيم في كتابه القيم (زاد المعاد في هدي خير العباد): (وقوله: (فتيممت بالصحيفة التنور فيه المبادرة إلى إتلاف ما يخشى منه الفساد والمضرة في الدين، وأن الحازم لا ينتظر به ولا يؤخره وهذا كالعصير إذا تخمر، وكالكتاب الذي يخشى منه الضرر والشر، فالحزم المبادرة إلى إتلافه وإعدامه) ().
هذا كلام الناصحين
أما اليوم فبعضهم يتحذلق ويقول لا إشكال في نشرها إذا كالن يمكن للمتلقي الوقوف على الحق
أعاذنا الله من الإعجاب بالنفس(/)
شرح وبيان برنامج شعبان للاستعداد لشهر رمضان
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 05:16]ـ
شرح وبيان برنامج شعبان للإستعداد لشهر رمضان
1. حفظ آيات الصيام. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187))) سورة البقرة
2. تدبر آيات الصيام (بقراءة تفسير هذه الآيات من كتب أهل السنة مثل تفسير ابن كثير- توفيق الرحمن في دروس القرآن - تفسير ابن عثيمين)
قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أي فرض والذي فرضه هو الله سبحانه وتعالى والصيام في اللغة الإمساك و أما في الشرع فإنه التعبد لله بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
قول تعالى: (عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أي الامم السابقة –يعم اليهود والنصارى ومن قبلهم كلهم كتب عليهم الصيام ولكنه لا يلزم أن يكون كصيامنا في الوقت والمدة.
قوله (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي تتقون الله عز وجل، هذه هي الحكمة الشرعية التعبدية للصوم وما جاء سوى ذلك من مصالح بدنية أو مصالح اجتماعية فإنها تبع.
قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) أياماً معدودة قليلة.
وقوله تعالى (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا) يعني مرضاً يشق به الصوم أو يتأخر به البرء أو يفوت به العلاج.
(أَوْ عَلَى سَفَرٍ) أي السفر المبيح للفطر. (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) أي أيام مغايرة.
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) أي يستطيعونه. (فِدْيَةٌ) فداء يفتدى به عن الصوم، والأصل أن الصوم لازم لك، وأنك مكلف به فتفتدي نفسك من هذا التكليف والالزام بإطعام مسكين. (طَعَامُ مِسْكِينٍ) أي عليهم لكل يوم طعام مسكين وليس المعنى طعام لكل شهر، بل لكل يوم.
(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) أي من فعل الطاعة على وجه الخير فهو خير له. (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) المراد بالخير هنا التفضيل يعني أن تصوموا خير لكم من الفدية. (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) إن كنتم من ذوي العلم فافهموا.
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ) أي أنزله الله سبحانه وتعالى فيه ومعنى أنزل فيه القرآن أي ابتدئ فيه إنزاله.
(هُدًى لِلنَّاسِ) أي كل الناس يهتدون به – المؤمن والكافر – الهداية العلمية، أما الهداية العملية فإنه هدىً للمتقين
(يُتْبَعُ)
(/)
(بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى) أي أن القرآن أشتمل على الآيات البينات – الواضحات- فهو جامع بين الهداية والبراهين الدالة على صدق ما جاء فيه من الأخبار وعلى عدل ما جاء فيه من الأحكام (من الهدى) صفة لـ (بينات) يعني أنها بينات من الدلالة والإرشاد. (وَالْفُرْقَانِ) أي يفرق بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين النافع والضار فرقان في كل شيء. (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ) شهد أي حضر.
(فليصمه) فليصم نهاره. (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) تقدم تفسيرها. فائدة: ((هذه الجملة سبقت ولكن لما ذكر سبحانه وتعالى ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) وكانت هذه الاية ناسخة لما قبلها قد يظن الظان أنه نسخ حتى فطر المريض والمسافر فأعادها سبحانه وتعالى تأكيداًََ لبيان الرخصة وأن الرخصة – حتى بعد أن تعين الصيام- باقية وهذا من بلاغة القرآن وعلية فليست هذه الجمله من الاية تكراراً محضاً بل تكرار لفائدة.))
(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) قال ابن كثير –رحمه الله – أي إنما أرخص لكم في الإفطار للمرض والسفر ونحوهما من الاعذار لارادته بكم اليسر.
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) أي يريد الله منا شرعاً أن نكمل العدة. (لتكبروا) أي ولتقولوا: الله أكبر. (عَلَى مَا هَدَاكُمْ) أي تكبروه لهدايتكم وهذه الهداية تشمل: هداية العلم وهداية العمل فالانسان اذا صام رمضان وأكمله فقد من الله علية بهدايتين: هداية العلم وهداية العمل. (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي تقومون بشكر الله عز وجل على أمور أربعة إرادة الله بنا اليسر وعدم إرادته العسر وإكمال العدة والتكبير على ما هدانا.والشكر هو القيام بطاعة المنعم بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
(وَإِذَا سَأَلَكَ) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. (عِبَادِي) المؤمنون. (عَنِّي) أي عن قربي وإجابتي. (فَإِنِّي قَرِيبٌ) قال البغوي –رحمه الله – أي إني قريب منهم بالعلم لا يخفى علي شيء. (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) أي إذا صدق في دعائه إياي بأن شُعر بأنه في حاجة إلى الله، وأن الله قادر على إجابته، وأخلص الدعاء لله بحيث لا يتعلق قلبه بغيره. (فَلْيَسْتَجِيبُوا لي) أي فليجيبوا لي بالطاعة أجبهم بالعطاء. (توفيق الرحمن) (وَلْيُؤْمِنُوا بِي) أي وليؤمنوا بأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان. (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) قال البغوي لكي يهتدوا.
(أُحِلَّ لَكُمْ) أي أحل الله لكم. والمراد بـ (لَيْلَةَ الصِّيَامِ) الجميع ليالي رمضان (الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) هو الجماع (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) يعني هن سكن لكم وأنتم سكن لهن. (ابن كثير) (عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ) أي تخادعونها بإتيانهن بحيث لا تصبرون. قال ابن عثيمين رحمه الله والظاهر والله أعلم أن هذا الاختيان بكون الانسان يفتي نفسه بأن هذا الأمر هين أو بأنه صار في حال لا تحرم عليه زوجته وما أشبه ذلك .. (فَتَابَ عَلَيْكُمْ) أي تاب عليكم بنسخ الحكم الأول الذي فيه مشقه والنسخ إلى الاسهل توبه. (وَعَفَا عَنْكُمْ) أي تجاوز عما وقع منكم من مخالفة. (فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ) والمراد بالمباشرة الجماع (وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) أي اطلبوا ما قدر الله لكم من الولد. (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد) أي ولكم الأكل والشرب حتى يظهر ظهورا جليا يتميز به الخيط الابيض وهو بياض النهار من الخيط الاسود وهو سواد الليل. (مِنَ الْفَجْرِ) بيان لمعنى الخيط الابيض ولم يذكر الخيط الاسود من الليل اكتفاءٌ بالاول. (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ) أي أكملوا الصيام على وجه التمام. (إِلَى اللَّيْلِ) أي إلى دخول الليل وذلك بغروب الشمس وبمجرد غروب الشمس –أي قرص الشمس- يكون الافطار. (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ) ولا تجامعوهن (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد) والاعتكاف في الشرع هو التعبد لله سبحانه وتعالى بلزوم المساجد لطاعة الله. ِ (تِلْكَ حُدُودُ اللَّه) ما ذكر من الاحكام الاكل والشرب والجماع وحدود الله موانعه. ِ (فَلَا تَقْرَبُوهَا) قال ابن كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
–رحمه الله- لا تجاوزها وتتعدوها (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ) قال ابن كثير –رحمه الله- أي كما بين الصيام وأحكامه وشرائعه وتفاصيله كذلك يبين سائر الاحكام على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) أي يتقون الله عز وجل وتقوى الله سبحانه وتعالى هي اتخاذ وقاية من عذابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه.اهـ
((هذا التفسير مأخوذ من تفسير العلامة ابن عثيمين بتصرف. إلا ما نقلت عن ابن كثير والبغوي فقد أشرت إليه.))
3. حفظ عشرة أحاديث في الصيام (مع شيء من فقهها) 1 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الصيام جنةٌ يسْتَجَنُّ بها العبد من النار} ("صحيح الترغيب" (970)).
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا جاء رمضان؛ فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين} (البخاري (3277)، ومسلم (1079)).
3 - قال صلى الله عليه وسلم: {من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له} ("إرواء الغليل" (914)).
4 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس؛ فقد أفطر الصائم}
(البخاري (1954)، ومسلم (1100)).
5 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تسحروا فإن في السحور بركة} (البخاري (1923)، ومسلم (1095)).
6 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: {لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر} (البخاري (4/ 173)، ومسلم (1093)).
7 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: {كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات؛ حسا حسوات من ماء} ("إرواء الغليل" (922)).
8 - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد كان يقول صلى الله عليه وسلم إذا أفطر: {ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله} ("إرواء الغليل" (5920)).
9 - عن عائشة وأم سلمة - رضي الله عنهما-: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر في رمضان وهو جنب من غير حُلم، فيغتسل ويصوم} (البخاري (1930)، ومسلم (1109)).
10 - قوله صلى الله عليه وسلم ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) البخاري (1901) ومسلم (760)
4. قراءة كتاب في أحكام الصيام (مثل كتاب: صفة صوم النبي صلى الله علية وسلم للشيخين سليم الهلالي وعلي الحلبي– زاد الصائم للشيخ فخر الدين المحسي – كتاب الصيام من الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين)
- ويوجد كتاب مختصر صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب مختصر شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع لابن عثيمين على ملف (( w )) تجده على الشبكة (الانترنت موقع صيد الفوائد).
5. حفظ وفهم أحكام الصيام من الكتب المذكورة:
أ - معنى الصيام.
هو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس.
ب - مبطلات الصيام.
1 – الاكل والشرب متعمداً
2 - الجماع
3 - إنزال المني عمداً
4 - تعمد القيء
5 - الحيض والنفاس
6 - الابر المغذية
ت - أمور لا تبطل الصوم.
1 - السواك 2 - الصائم يصبح جنباً 3 - المضمضة والاستنشاق 4 - المباشرة والقبله ويكره ذلك للشاب دون الشيخ 5 - تحليل الدم، وضرب الإبر التي لا يقصد بها التغذية 6 - الحجامة (فيها خلاف) 7 - ذوق الطعام 8 - الكحل والقطر ونحوهما مما يدخل العين. 10 - صب الماء البارد على الرأس والاغتسال 11 - الاكل والشرب من الاناء إن كان في يده عند سماع الاذان 12 - بلع الريق وما لا يتحرز منه كالغبار. 13 - التطيب.
ث - آداب الصوم.
1 - تأخير السحور 2 - تعجيل الفطر 3 - الفطر على رطب فان لم يجد فتمر فان لم يجد فعلى الماء 4 - الدعاء عند الفطر 5 - الدعاء بعد الفطر من خير الدنيا والآخره.6 - أفطار الصائم 7 - قراءة القرآن 8 - كثرة الصدقات 9 - حفظ اللسان.
6. مسائل يكثر السؤال عنها في رمضان (اسمع شريط الشيخ سعد الخثلان)
ومن المسائل التي ذكرها الشيخ سعد الخثلان في شريطه:
- رجح الشيخ أن نية واحدة تكفي لفرض رمضان ما لم ينقطع الصيام.
- جواز الأكل والشرب والمؤذن يؤذن
- الابر جائزة الا المغذية.
- قطرة الانف تفطر لإنها تنفذ إلى الجوف (انظر كلام الشيخ المشيقح في المفسدات المعاصرة)
(يُتْبَعُ)
(/)