بحَّاثة الأخطاء!! (الله يعينه على نفسه).
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 07:51]ـ
بحَّاثة الأخطاء
سلمان بن فهد العودة
1/ 7/1426
06/ 08/2005
عندما يبحث الإنسان عن الأخطاء، ويكون ذلك ديدنه وعادته يقع في إشكالية تشرّب الخطأ، ويصبح كأنه مغناطيس ترمي به في التراب فلا يلتقط إلا الرّان والحديد.
وهذا نمط تربوي واقع في المجتمعات أو المدارس العلمية أو المحاضن التربوية.
ومنشؤه خلل في القصد والهدف، وجنوح في أصل التربية على إعطاء الفرد نفسه حق التصويب والتخطئة، مع الإسراف في ملاحظة الآخرين، وتتبّعهم، وعدّ أنفاسهم، إضافة إلى شبهات مترسبة في أعماق النفس باتت وكأنها الحق الصُّراح.
ولو لم تكن نتيجة مَن دأْبه البحث عن الأخطاء إلا القاعدة الفيزيائية المشهورة " لكل فِعْل ردّ فِعْل، مساوٍ له في القوّة ومضادّ له في الاتجاه " لكفاه ذلك.
والتغافل عن الأخطاء ليس غباء أو سذاجة أو إقرار خطأ؛ فإن من يقرّ الناس على أخطائهم ليس فقيهاً، ومثله الذي يلاحقهم ويتابع أخطاءهم ويقسو عليهم.
والفقيه بحق هو من جمع هذا وذاك.
يقول ابن الوردي:
تجنَّبْ أصدقاءَكَ أو تغافَلْ ... لهمْ تظفرْ بودّهمُ المبينِ
وإنْ يتكدّروا يوماً فَعُذْراً ... فإنَّ القومَ منْ ماءٍ وطينِ
ويسري ميزان الوسط بين التغافل والملاحقة في كل المعاملات حتى بين الزوجين، وفي الصحيحين في حديث أم زرع: " قَالَتِ الْخَامِسَة: زَوْجي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ ".
يقول ابن حجر: (يحتمل المدح بمعنى: أنه شديد الكرم، كثير التغاضي، لا يتفقّد ما ذهب من ماله، وإذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك، أو لا يلتفت إلى ما يرى في البيت من المعايب، بل يسامح ويغضي).
وغالباً ما تتحكم العواطف؛ فيتصرف الناس بإملاء منها، وأشد ما يكون هذا عندما يتعلق بالشرع، ورغم ذلك فالناس لا يحبون أن تُهان كرامتهم، أو يُستخفّ بهم.
ولما أجاز ابن عباس -رضي الله عنه- الدينار بالدينارين؛ قال له أبو أسيد الساعدي في ذلك، وأغلظ له؛ فقال ابن عباس: (ما كنت أظن أحداً يعرف قرابتي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لي مثل هذا).
والمرء لا يسلم من الهوى في الحكم على الآخرين إلا من رحم الله.
وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن المعلمي صاحب التنكيل تجربة شخصية في كتابه [التنكيل 2/ 212] حيث يقول:
" وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تُحصى، وقد جرّبت نفسي، أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي، فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذلك الخادش، وتنازعني نفسي إلى تكلّف الجواب عنه، وغضّ النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لم يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخادش! فكيف لو لم يَلُح لي الخادش، ولكن رجلاً آخر اعترض عليّ به! فكيف لو كان المعترض ممن أكرهه؟!.
وهذا يبين لك مساحة حظ النفس، والأنانية في الجِبِلّة البشريّة.
تصيّد الأخطاء قد يكون بحسن نية ودافعه خير؛ لأنه بحث من يستشعر الغيرة والرقابة، لكن تتولد عنده الروح السلطويّة الفوقيّة على الناس.
ومن الطريف: أن أحدهم كان يكثر من قراءة سورة القارعة إذا أمَّ زملاءه، وكانوا يتندرون عليه أنه لا يكاد يحفظ غيرها، فصادف أن دخل الحرم مع زملائه؛ فقال مداعباً: لعل الإمام يقرأ تلك السورة ويغلط لأرد عليه!.
وأنت حين تلتزم بقول أو رأي أن فلاناً يُؤخذ عليه كذا من الأقوال والمذاهب أو الأحوال أو الأخطاء، ثم تذهب للتحقّق من ذلك والتحرّي حوله؛ ففي الغالب قد يسعدك أن تكتشف صواب ظنك السيّئ فيه، بينما المفترض هو أن تحزن لتحقّق الخطأ في أخيك المسلم.
ولما ناظر داود الظاهري أحدهم، ردّ عليه ذلك الشخص وقال له: إذا كنت تقول كذا وكذا؛ فقد كفرت والحمد لله.
قال له داود: لا حول ولا قوة إلا بالله! كيف تفرح لكفر أخيك المسلم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أجمل هذا الأثر الصحيح الذي يصف (البحّاثة عن الأخطاء) عندما لا يرى إلا عيوب الآخرين وأخطاءهم، مع أنه قد يكون أسوأ حالاً منهم: (يُبْصِرُ أَحَدُكُمْ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ) رواه البخاري في الأدب المفرد موقوفاً ورفعه ابن حبان في صحيحه وصحّحه الألباني.
فنحن حينما نحاول أن نزن حسنات الآخرين وسيئاتهم؛ تجدنا في الغالب نضع إصبعنا على طرف الكفة؛ لترجح هنا أو هناك بحسب ميلنا أو هوانا!.
وقديماً كان حكيم الفقهاء (الشافعي) يقول: ما ناظرت أحداً إلا تمنّيت أن يظهر الله الحق على لسانه.
وقد قيل لعثمان -رضي الله عنه -وهو خليفة، إن قوماً اجتمعوا على لهو وقَصْفٍ وفجور فذهب إليهم فوجدهم قد تفرقوا؛ فحمد الله تعالى وأعتق رقبة.
ومن الجيد رؤية الجانب الإيجابي حتى لدى المخطئ، وخاصة حين يكون السياق داعياً لاستحضارها أو ذكرها، وقد مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- النجاشي بأنه ملك لا يظلم عنده أحد وكان يومئذ كافراً، وقد قال ذلك لمناسبة أمر الصحابة بالهجرة إليه.
رأت إحدى الداعيات في بلد إسلامي امرأة محجّبة وهي تدخّن فقالت: سبحان الله محجّبة تدخّن؟
ولو شاءت لقالت: ما شاء الله بالرغم من أنها مدخنة إلا أنها التزمت بالحجاب.
صحيح أن الإنسان الذي عليه سمات التقوى قد يُعاتب، ويؤاخذ على ما لا يؤاخذ غيره، ويتحمل مسؤولية أكثر مما يتحمل غيره، لكن علينا أن نتدرب على الوزن بالقسط وألاّ نخسر الميزان.
هل يعني هذا أن علينا أن نبتلع الأخطاء ونتشرّبها؟.
كلا، بل الأصل معالجة الخطأ، لكن إذا أفرط الإنسان في المعالجة احتاج إلى معالجة، وإلاّ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول كما في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة عن أبي هريرة: (الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ أَخِيهِ). وقد صحّحه الصنعاني، وحسّنه الألباني وغيره.
والتعبير بالمرآة هنا بليغ، فأنت ترى فيها صورتك على حقيقتها بدون تعديل، وهكذا المسلم يرى فيه أخوه المسلمُ الوجهَ الطيبَ المشرق من الصواب، كما يرى فيه الخطأ أو النقص والجانب السلبي، خلافاً لما يفهمه قوم وهم يردّدون هذا الحديث ويظنون أنه يعني بيان العيب والخلل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 10:01]ـ
والله يعين الناس عليه
بارك الله فيك
مقال جميل
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 01:52]ـ
بارك الله فيكم شيخنا المبارك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في: (منهاج السنة النبوية):
" فإن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير*، ولا يقع على الصحيح، والعاقل يزن الأمور جميعا: هذا وهذا " أ. هـ
(*) العقير: الجريح.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 01:52]ـ
حبيبنا الشيخ سامي .. وفقه الله ورعاه
بارك ربي فيكم ولا حرمنا درركم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 04:42]ـ
باك الله فيك
ولو شئت أن أحصي الكتب المصنَّفة في النقد والاستدراك والتتبّع لما أحصيتها من كثرتها ...
فهل نقول أن المستدرِك أو المتتبّع أو المنتقِد من قبيل الذباب الذي لا يقع إلا على العقير؟!
والله الذي لا إله غيره إن هذا لشأن النابهين من طلبة العلم في القديم والحديث، ولا يضرهم خنفشاري صاح من فَوق، ونادَى على نفسه بالجهل من كل صوب ... والله المستعان.
وأرجو من المشرف رجاء أن يترك كلامي وشأنه، فأنا أتكلم كلاما عاما ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 04:53]ـ
ثم ما الغرض من الكتابة في المنتديات العلميّة إن ادّعينا صلاح النية؟
أتزيين الصفحات بالألوان الزاهية، وحسن التنسيق؟
أم أن الغاية المنشودة:
هي أن أكتب فيقرّ الناس قولي، فأطمئن إليه ...
أو أن أكتب فيستدرك الناس عليَّ، فأشكرهم وأدعوا لهم ... وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
هل نريد أن نصل إلى الحد الذي يصبح فيه كاتب المنتديات العلمية إلى (الكاتب البلياتشو) الذي لا يُحسِن إلا التزويق والترقيع؟!
أين جادة أهل العلم وطريقتهم وتتبع مسالكهم، والاقتداء والاهتداء بهم في صنائعهم ... ؟!
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 07:23]ـ
جزاكم الله خيرا.
الناقد له حالان - والله أعلم -:
الأول / بيانٌ ونصحٌ وتجليةُ لمايراه حقا، ويدين الله به.
الثاني / إبراز النفس، وإظهار الشهوة الخفية، وإسقاط للغير.
أما البحث بين السطور، والنظر فيما كُتب نظر الناقد البصير، بعيدا عن أساس الموضوع ..... فهذا مما لا يخفى أن النفس تمجه وترفضه.
والجميع يقرأ ويرى ما يراه الناقد .... لكن يختلف طلبة العلم في إدراكهم أن تلك الملاحظة، وذاك الخطأ مما لا يضر ولا يقصد، ومما تختلف فيه أنظار الكتّاب فيه فضلا عن طلبة العلم.
وإذا أراد القارئ أن ينقب عن الأخطاء، فلا يكلفه ذلك جهدا، وعليه أن يقف عند كل كلمة، وكل سطر، وكل إشارة أو إحالة، ويبحث عنها، ثم يكتب ماتمت ملاحظته في موضوع الكاتب .... المهم أن يُنتقد الموضوع.
أما مسألة الذباب فمقصد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى واضح، ولا يقصد أولئك الأئمة الأعلام ....
بل يقصد ما أشار إليهم الشيخ سلمان العودة وفقه الله.
والمقصد من الموضوع ظاهر ....
أسأل الله أن يصلح النيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل*]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 07:36]ـ
ثم ما الغرض من الكتابة في المنتديات العلميّة إن ادّعينا صلاح النية؟
أتزيين الصفحات بالألوان الزاهية، وحسن التنسيق؟
أم أن الغاية المنشودة:
هي أن أكتب فيقرّ الناس قولي، فأطمئن إليه ...
أو أن أكتب فيستدرك الناس عليَّ، فأشكرهم وأدعوا لهم ... وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
هل نريد أن نصل إلى الحد الذي يصبح فيه كاتب المنتديات العلمية إلى (الكاتب البلياتشو) الذي لا يُحسِن إلا التزويق والترقيع؟!
أين جادة أهل العلم وطريقتهم وتتبع مسالكهم، والاقتداء والاهتداء بهم في صنائعهم ... ؟!
بارك الله فيكم، فلاإفراط ولاتفريط، فلايكون المرء متتبعا لإخطاء الاخرين وهفواتهم ولايكون إلا ذاما، وفي الجانب الاخر لابد من إنكار المنكر وتبيين الخطأ للناس إن وجد، وأرجو ان تتسع الصدور لتقبل النقد والمناقشات العلمية خاصة إذا لم يكن فيها تجريح،وفق الله الجميع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيكم
أحسب أن هناك نقاط اتفاق لا داعي لتضييع الوقت فيها.
ولا شك أن هناك من الناس خصوصا في الشبكة من يكثر من النقد والاعتراض مما له قيمة أحيانا
ومما لا قيمة له أحيانا كثيرة حتى أصبحت سمة له وظاهرة، هذا مع قلة إفادته المستقلة أي: أن معظم كتاباته من نوع الردود والاقتيات على موضوعات الآخرين، حتى إنك من حين أن ترى اسمه من الخارج معلقا على موضوع = يخطر هذا في بالك،
هذا كله وهذا النباش قد لا يشعر بحاله، فعنده أنه عمدة المحققين وسيد المنتبهين ولا يدري أن كل أو أكثر من قرأ أو علق على الموضوع قبله =
قد انتبه لما انتبه له، وربما أكثر لكنه مما يحسن التجافي عنه وعدم الوقوف عنده.
وقد أعجبني خبر حكاه العلامة الشاطبي قال في الإفادات والإنشادات ص98:
لما توفي شيخنا الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله محمد بن الفخار، سألت الله عز وجل أن يرينيه في النوم؛ فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم، فلما نمت تلك الليلة رأيت كأني داخل عليه في داره التي كان يسكن بها، فقلت له يا سيدي أوصني، فقال لي: لا تعترض على أحد!
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 09:48]ـ
اذا كان المنتقد من اهل البدع فيجب بيان عواره والتحذير منه حتى لو احتاج الانسان ان يبحث بين السطور
ومن نظر في ردود اهل السنة على اهل البدع ظهر له شيئا من ذلك,
ومن ذلك رد الدارمي على المريسي
منهاج السنة لشيخ الاسلام في رده على ابن المنجس الرافضي
رد شيخ الاسلام على امام الاشاعرة الرازي,,والاخنائي,,وغيرهم كثير
كتب أئمة الدعوة من مثا مصباح الظلام للشيخ عبداللطيف ردا على ابن منصور
وغيرها كثير
وما جاء في صلب الموضوع ((ولما ناظر داود الظاهري أحدهم، ردّ عليه ذلك الشخص وقال له: إذا كنت تقول كذا وكذا؛ فقد كفرت والحمد لله.
قال له داود: لا حول ولا قوة إلا بالله! كيف تفرح لكفر أخيك المسلم؟.))
اذكر اني قرأت قديما ان الامام ابوحاتم الرازي وغيره قد وصفوه بالتجهم ... فأرجو ممن يستطيع توثيق ذلك او نفيه الافادة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 10:08]ـ
بارك الله فيك أخي الباحث وما ذكرته لعله مما أعنيه
أحسب أن هناك نقاط اتفاق لا داعي لتضييع الوقت فيها.
ولا يخالفك فيه الإخوة.
وأما القصة التي ذُكِرت عن الإمام داود في أصل المقال فأخشى أن تكون وهما، والكلام عن داود معروف في ترجمته، وليس مما يتعلق بهذا الموضوع.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 11:51]ـ
/// بارك الله فيكم ... لا ينبغي التحسُّس ممَّا فيه الاتفاق.
/// الكلام في المقال ههنا (على عمومه) جيِّد، وفي الغالب ينشأ عن قلَّة تربية المرء لنفسه.
/// ولكن يجوز في المناظرة ما لا يجوز في غيرها، من باب الإلزام والتقريع والمعاملة بالمثل.
/// وقد قال أحد السَّلف: "أعرف أناسًا لم تكن لهم عيوبٌ .... " الخ.
/// وقول (بحَّاثة) من أوزان المبالغة، فلا يدخل فيه من ليس كذلك.
/// ولْينْتبه من الإطلاق في الأحكام على الخفايا، فإنَّ الكلام في مسألة مقاصد النَّاس ونيَّاتهم مرتع خطير، فأمرها إلى الله، وإن كانت القرائن تظهر أمورًا لكن الكلام في هذا الباب لا ينفع وقد يضرُّ.
ثم ليس كلُّ مبتلًى بهذا الدَّاء مقصده الرياء والظُّهور والبروز، بل قد يكون مريضًا بتحسُّس الأخطاء وتوهُّمها والوسوسة فيها، كما عرفته عن بعض الأفاضل ممَّن طال عمره في الاشتغال بالدَّعوة، ولا عندي أدنى شكٌّ في إخلاصه ممَّا يظهر من سائر أحواله.
ـ[الباحث 1]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 03:59]ـ
من بحث عن أخطائه وحاول معالجتها فإنه لن يجد وقتاً للبحث عن أخطاء الناس.
ولكن الذين لا يوجد لهم هدف سوى تتبع أخطاء الناس والعلماء والدعاة والوعاظ فهؤلاء لن يطول سعيهم أبداً.
وهانحن نرى العشرات بل المئات من الشباب يتركون هذا المسلك لما عرفوا أنهم أضاعوا أوقاتهم فيما لا ينفع بل يضر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 12:09]ـ
الحمد لله وبعد
تتبع الأخطاء الشخصية مذموم
تتبع الأخطاء العلمية محمود
وجهة نظري
ولكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات
وغفر الله لي ولأخي المسيطير ولكافة الإخوة ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 07:48]ـ
رفع الله قدرك أخي المسيطير
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 05:26]ـ
/
يستحقُّ الرَّفع ..
وبِ جدارة!!
وبعض الردود ..
اِمْتلكَ كاتبُوها المهَارة ..
/
ومَنْ ذَا الذي تُرضَى سَجايَاهُ كُلُّهَا!!
%%%% كفَى المرْء نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ معَايبُه
/
الفاضل ..
المسيطير ..
نفعَ اللهُ بـ ضيائكُم ..
أيْنمَا امْتدَّتْ مَسَاراتُهُ ..
أخي الكريم ..
/
ـ[أبوهناء]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 01:16]ـ
يحكى أن شخصا كان يخطيء الاخرين دائما ويصر ان رأيه هو الصواب دائما وأنه لم يخطيء في حياته قط فقالوا له: اتق الله وراجع نفسك لعلك قد تكون أخطأت يوما .... سكت قليلا ثم انفجر أخيرا: نعم .. آسف .. لقد أخطأت مرة واحدة في حياتى حيث كنت أناظر شخصا وظننت أني كنت على خطأ .. و لكن تبين لي في النهاية أني كنت على صواب (ابتسامة) .. شكرا أخي على الموضوع القيم وبارك الله فيك
ـ[السلمي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 06:30]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد، و نفع بك، اختيار موفّق، و الله لقد آذانا كثيراً هذا النوع من الناس الذين افسدوا قلوبهم و قلوب من حولهم بتتبع الأخطاء!
و الحجة الدامغة - بزعمهم - التي يتغنون بها دوماً أن هذا من باب النصح، و لا يتفطّن كثيرٌ من هؤلاء لحظّ نفسه، و ما أجمل كلام الشيخ المعلّمي - رحمه الله -، و الشيخ سلمان - نفع الله به - لا يقصد بمقاله هذا - كما هو ظاهر - التنبيه على الأخطاء و سدّ باب النصيحة، بل يعني ذلك الضرب من الناس الذين تخذوا تتبع الأخطاء حرفةً.
مقالٌ موفّقٌ و رائع.
و هناك كلامٌ لشيخ الإسلام حول نقد الآخرين، و أنه ينبغي أن يكون من باب النصح، لا من باب التشفّي و الانتقام.
و الله المستعان
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:58]ـ
علماء السلف - رحمهم الله – دأبوا على مسألة: الرد على المخالف وهي سنة ماضية لديهم، مع تأدب في الخطاب، وإحسان في الرد والجواب ولم يكن قصدهم إظهار عيب من رد عليه وتنقصه، وتبيين جهله، وقصور علمه ونحو ذلك، وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بردود هذا شأنها.(/)
ارتحل وسكت
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 02:19]ـ
ارتحل وسكت
قال عبدالرحمن الأحول: سمعت ابن المبارك يقول:
بينا أنا في مرحلة بين الكوفة ومكة إذ جاءني رجل معة حبل, فجلس بين يدي
فقال: يا أباعبدرحمن أنا في هذه القرية, ليس فيها حانوت غير حانوتي, يمربي
المار فلو أبيت بهذا الحبل إلا مائه درهم لم يجد بداً من أن يشريه مني
أفأ بيعه؟
قال: فالتفتُّ إلى رفقائي فقلت: شدوا متاعكم, وارتحلت ولم أجبه بشئ ,
فلما صرنا في المرحله الأخرى قلت لرفقائي:تدرون لم سكت
عن صاحب الحبل؟ قالوا: لا.
فقال: كرهت أن أقول له:
لاتبعه , فأحرم عليه شيئآ قد أحله الله عز وجل له.
وكرهت أنا أقول له: يبعه, فيقطع أيدي الناس وأرجلهم بكلامي
فارتحلت وسكت.
الجرح والتعديل 1/ 279
ـ[أمل*]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 12:01]ـ
ماأفقه العلماء وأكثر ورعهم! رحمهم الله وغفر لهم، ولو سئل أحد طلبة العلم في وقتنا الحاضر لأفتى في المسألة، اللهم أرنا حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، بارك الله فيكم ورفع قدركم
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:54]ـ
آمين
وفيك بارك ربي وبك نفع(/)
هل سمي أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم باسم (أحمد) ?
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 04:46]ـ
هل سمي أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم باسم (أحمد)؟
أرجو ذكر أقوال أهل العلم إن وجدت.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:19]ـ
حياك الله أخي الكريم
الذي أعرفه أنه لم يتسم أحد باسم أحمد قبل الرسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:40]ـ
جزاكم الله خيرا
بُحِثَت المسألة قبل قليل على ملتقى أهل الحديث وهذه بعض الفوائد منه.
وهذا رابط الموضوع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106575
ـــــــــ
قال الحافظ العراقي في طرح التثريب (1/ 24):
(وفي الصحيحين من حديث جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم {إن لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد ...... } الحديث ولم يتسم بأحمد قبله صلى الله عليه وسلم أحد ولا في زمنه ولا في زمن أصحابه حماية لهذا الاسم الذي بشر به الأنبياء.
وأول من سمي أحمد في الإسلام أحمد بن عمرو بن تميم والد الخليل بن أحمد العروضي قاله أبو بكر بن أبي خيثمة وأبو العباس المبرد) ا. هـ
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله وسلم (أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء. فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ قال: نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم)
أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي في الكبرى والدلائل وغيرهم من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... .
وأورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (المجلد السابع القسم الثالث ص 1643 و ما بعدها).
وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند (إسناده حسن)
وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما دون لفظة (وسميت أحمد).
والله أعلم.
ـــــــــــــ
والمسألة تحتاج إلى مزيد بحث خصوصا لفظة (وسميت أحمد) في الحديث وهل تصح أو لا؟
فلعل أحد الفضلاء يتحفنا بتحقيق لهذا الحديث.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 02:11]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 07:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
للفائدة: وهذه الأحاديث من موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/hadith.php#dorar_top :
لمن أراد الرجوع للمصدر وليكتب في الفراغ [سميت أحمد].
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
--------------------------------------------------------------------------------
222281 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء: نصرت بالرعب , وأعطيت مفاتيح الأرض , وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا , وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي - خلاصة الدرجة: [فيه محمد بن عقيل عن علي] [وروي] عن محمد بن علي عن علي وهذا عندي الصحيح - المحدث: أبو زرعة الرازي - المصدر: العلل لابن أبي حاتم - الصفحة أو الرقم: 4/ 77
--------------------------------------------------------------------------------
165506 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا ما هو يا رسول الله قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل لي التراب طهورا
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: في الاحتجاج بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل خلاف - المحدث: الزيلعي - المصدر: نصب الراية - الصفحة أو الرقم: 1/ 159
--------------------------------------------------------------------------------
71255 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا يا رسول الله ما هو قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/ 78
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
27737 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا ما هو يا رسول الله فقال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل لي التراب طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: العراقي - المصدر: طرح التثريب - الصفحة أو الرقم: 2/ 110
--------------------------------------------------------------------------------
228560 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلت يا رسول الله ما هو قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/ 265
--------------------------------------------------------------------------------
122099 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء، فقلنا: ما هو يا رسول الله؟ قال: نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل لي التراب طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: هذا اللفظ ثابت من رواية علي - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تلخيص الحبير - الصفحة أو الرقم: 1/ 231
--------------------------------------------------------------------------------
193233 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء. فقلنا: يا رسول الله , ما هو؟ قال: نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض , وسميت أحمد , وجعل التراب لي طهورا , وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/ 402
--------------------------------------------------------------------------------
138791 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا: يا رسول الله ما هو قال: نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/ 113
--------------------------------------------------------------------------------
141965 - أعطيت أربعا لم يعطهن أحد من أنبياء الله أعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/ 349
--------------------------------------------------------------------------------
149023 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا ما هو يا رسول الله فقال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعلت لي التراب طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده فيه ضعف واضطراب - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1/ 317
--------------------------------------------------------------------------------
59862 - أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء. فقلنا: يا رسول الله! ما هو؟ قال: نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3939
______________________________ ______________________________ __
ومن ما سبق نرى أن هنلك روايات صحيحة وحسنة وضعفة [كما ضعف الالباني الحديث رقم (149023).
ملاحظة: مما سبق نستنتج أنه لم يكن أحد من الأنبياء اسمه أحمد أبداً. ولكن هذا لا يمنع من أن يكون قد سمي به أحد غير الأنبياء وهذا وارد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأحاديث السابقة (أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء ................ [وسميت أحمد] ............ ).(/)
العمليات الاستشهادية
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 05:39]ـ
العمليات الاستشهادية
السؤال:
ما رأيُكُم فيما يُسمُّونهُ بالعمليَّات الاستشهاديَّة التِّي انتشرت في هذا الزَّمن؟
الجواب:
ذكرتُ مِراراً أنَّني لاأعلمُ دليلاً يُبيحُ للإنسان أنْ يُباشر قتلَ نفسِهِ، أمّا أنْ يَتَسَبَّب في قتلِها؛ بأنْ يقتحِم بين صفَّيْن، أو ينزل يتسَوَّر سُور للأعداء وينزل عليهم بمُفردِهِ، أو يَنْغمِس بين صَفَّين، أو يثْبت لمجمُوعة يغلبُ على ظَنِّهِ أنَّهُ لا يَسْلَم منهم كل هذا لهُ أدلَّتُهُ، أما أنْ يُباشر قتل نفسِهِ بنفسِهِ هذا لا أعلمُ لهُ دليلاً، أفْتَاهُ بعضُ أهل العلم بأنَّهُ إذا كان فيه فيهِ نِكاية للعدو، وليس فيه وسيلة غير هذهِ، و يتولَّى تبِعة هذه الفتوى من أفتى بها، المقصُود أنَّني لا أعلمُ نصًّا صريحاً في أنْ يُباشر الإنسان قتل نفسِهِ، نعم قد يَتَسَبَّب، وقد يكون هذا التَّسبُّب قريب من المُباشرة بأنْ ينغمس بين صفَّيْن هذا في الغالب لا يَسْلم؛ لكنَّهُ لا يتولَّى قتل نفسِهِ بيدِهِ، قد جاء الوعيدُ الشَّديد على من قتل نفسَهُ
القول الثَّاني: وهو معرُوف أفتى بهِ من أهل العلم من أفتى، وإذا ترَتَّب على ذلك مصلحة كبيرة عامَّة، أو على خِلافِهِ مفسدة كبيرة، فقد أُفتِي من يُخْشى عليهِ من الأَسْر، فإذا شُدِّد عليهِ وضُغِط عليهِ أفْضَى بأسرار المُسلمين لعدوِّهِ، هذهِ فتوى من عالم مُعتبر تَبْرَأ الذِّمَّة بتقلِيدِهِ، إذا أسَرَهُ العدو، وخشي أنَّهُ إذا أُضْغِط عليهِ أنْ يُفْضِي بأسرار المُسلمين، هذه مفسدة كبيرة، على كلِّ حال الفتاوى معروفة من المشايخ منهم من تبرأ الذِّمَّة بتقليدهِ، ومنهم من هو طالب علم يقتحم هذه الغمرات وهو في عافِية، على كلِّ حال هذه المسألة كما عرضت والذي عندي أنَّها ليست شرعيَّة.
http://www.khudheir.com/ref/241
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 03:30]ـ
الذى أراه والله أعلم جوازهذه العمليات وانصح بقراءة هذا الرد فهو إن شاء الله مفيد
مُنَاقَشَةُ اعتِرَاضَاتِ الشَّيخِ أبي بَصِيرٍ حَفِظَهُ اللهُ على أدلَّةِ مَنْ أَجَازَ العملياتِ الإستِشهاديَّة
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 10:33]ـ
بحث ممتاز للشيخ هاني الجبير اسمه العمليات الاستشهادية بحث مختصر لكنه متين
وممكن الرجوع إلى كتاب أحكام الشهيد ذكر فيه العمليات الاستشهادية والأقوال والمناقشة والادلة والقائلين بالجواز ليس فقط دليلهم المصلحة بل هناك أدلة أخرى.
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 04:24]ـ
أرى أن أعدل القول في المسألة هو قول الشيخ الألباني -رحمه الله-، ولكن الذي يجب التنبيه عليه هو أنه لا يجوز أن نعادي أو نوالي على هذه المسألة باعتبار كون الدليل لم يتمحض لجهة الجواز أو الحرمة، والعجيب أني رأيت كثيرا من الإخوة يشتد بينهم النقاش في هذه المسألة حتى يرمي بعضهم بعض بالتجهيل والتخذيل،وقد رأيت من ينا ل من المشايخ الربانيين لا لشيء إلا لكونهم أفتوا بخلاف رأيه في المسألة أو بخلاف رأي من يقلده،ومؤخرا سمعت أحدهم ينال من الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني -حفظه الله-ويقدح في علمه وأخذ يلتقط له بعض السقطات- أغلب الحق فيها مع الشيخ الحويني-من ضمنها تجويزه للعمليات الاستشهادية ومخالفته شيخه الألباني-رحمه الله- ولمخالفته فتاوى علماء الدعوة السلفية كالشيخ ابن باز وابن عثيمين -رحمهم الله- وهذا من غمز العلماء وانتقاصهم ورميهم بالثلب الذي يخشى على فاعله أن يبتلى بموت القلب.
وهذه فتوى للعلامة الألباني في العمليات الاستشهادية:
السؤال الثالث: هل يجوز ركوب سيارة مفخخة بالمتفجرات والدخول بها وسط الأعداء وهو ما يسمى الآن بالعمليات الانتحارية؟ مع الدليل.
الجواب: قلنا مرارًا وتكرارًا عن مثل هذا السؤال بأنه في هذا الزمان لا يجوز، لأنها إما أن تكون تصرفات شخصية فردية لا يتمكن الفرد عادةً من تغليب المصلحة على المفسدة أو المفسدة على المصلحة، أو إذا لم يكن الأمر تصرفًا فرديًا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة أيضًا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية، فحينئذ يُعتبر هذا انتحارًا، أما الدليل فمعروف! فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما، أنَّ من نَحَر نفسه بأي آلة فهو في جهنم يعذب بمثلها، إنما يجوز مثل هذه العملية الانتحارية -كما يقولون اليوم- فيما إذا كان هناك حكم إسلامي، وعلى هذا الحكم حاكم مسلم، يحكم بما أنزل الله، ويطبق شريعة الله في كل شئون الحياة، منها: نظام الجيش، ونظام العسكر، يكون أيضًا في حدود الشرع، فإذا رأى الحاكم الأعلى -وبالتالي يمثله القائد الأعلى للجيش- إذا رأى أنَّ مِن مصلحة المسلمين إجراء عملية انتحارية في سبيل تحقيق مصلحة شرعية هو هذا الحاكم المسلم هو الذي يُقَدِّرها مستعينًا بأهل الشورى في مجلسه، ففي هذه الحالة فقط يجوز مثل هذه العملية الانتحارية، أما سوى ذلك فلا يجوز) اهـ
سلسلة الهدى والنور 451
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:04]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 25/ 279 ما نصه:
وأما قوله: أريد أن أقتل نفسي في اللّه. فهذا كلام مجمل، فإنه إذا فعل ما أمره اللّه به، فأفضى ذلك إلى قتل نفسه، فهذا محسن في ذلك، كالذي يحمل على الصف وحده حملاً فيه منفعة للمسلمين، وقد اعتقد أنه يُقتل، فهذا حسن. وفي مثله أنزل اللّه قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} ... الخ
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 02:07]ـ
هذا بحث من شرح صحيح البخاري في كتاب الجهاد للشيخ محمد طرهوني في (العملياتُ الاستشهاديةِ والاستعانةُ بالمشركين)
ـ[ابوبصير اليمني]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:08]ـ
العمليات الإستشهادية من الدين وقد ذكرها كثير من اهل العلم بالدليل الشرعي من الكتاب ومن السنة وسأتي بالدليل إنشاء الله غداً أة بعد غد
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:46]ـ
لعل أعدل الأقوال في هذه المسألة أن يقال عنها عمليات جهادية
لأننا لا نحكم لأحد بالشهادة إلا ما جاء منصوصاً عليه وكذلك من المستبعد أن يكون هذا الذي يقتل نفسه في العدو أن نسميه منتحراً فخروجاً من هذا الأمر يقال عنها عمليات جهادية وأمره إلى الله نرجوا له الشهادة والجنة
والعلم عند الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 10:48]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 25/ 279 ما نصه:
وأما قوله: أريد أن أقتل نفسي في اللّه. فهذا كلام مجمل، فإنه إذا فعل ما أمره اللّه به، فأفضى ذلك إلى قتل نفسه، فهذا محسن في ذلك، كالذي يحمل على الصف وحده حملاً فيه منفعة للمسلمين، وقد اعتقد أنه يُقتل، فهذا حسن. وفي مثله أنزل اللّه قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} ... الخ
الفرق كبير بين العمليَّات الانتحارية، وبين الانغماس في العدو، وقد تقدَّم بحث المسألة مرارًا.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 12:06]ـ
الشيخ حمود العقلا.
الشيخ ابن عثيمين.
الشيخ العلوان.
الشيخ الألباني.
وغيرهم كثير قالوا بجواز العمليات الاستشهادية.
ورأيهم والله أعلم هو الصواب.
وكلما قرأت أقوال من يرى حرمتها ازددت ثقة بجوازها.
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 12:58]ـ
نقل الإخوة عن الألبانى عدم جوازها، فهلا نقلت لنا غيره عن المشايخ الذين ذكرت أخى عبد الرحمن الناصر؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:20]ـ
نقل الإخوة عن الألبانى عدم جوازها، فهلا نقلت لنا غيره عن المشايخ الذين ذكرت أخى عبد الرحمن الناصر؟
الفتوى التي نقلها الأخ " أبو السها " تدل على تجويز الشيخ الألباني للعمليات الاستشهادية.
فيقول رحمه الله: (إذا لم يكن الأمر تصرفًا فرديًا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة أيضًا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية، فحينئذ يُعتبر هذا انتحارًا).
ويقول: (إنما يجوز مثل هذه العملية الانتحارية -كما يقولون اليوم- فيما إذا كان هناك حكم إسلامي، وعلى هذا الحكم حاكم مسلم، يحكم بما أنزل الله، ويطبق شريعة الله في كل شئون الحياة).
ويقول في خاتمة حديثه: (ففي هذه الحالة فقط يجوز مثل هذه العملية الانتحارية، أما سوى ذلك فلا يجوز).
فواضح أن الشيخ لا يحرمها لذاتها، بل إذا كانت مفاسدها أكبر فلا تجوز " وهذا ما يقوله الجميع ".
وسواء العمليات الاستشهادية أو غيرها، إذا كانت مفاسدها أكبر فلا تجوز.
والشيخ رحمه الله يشترط أن تكون العمليات الاستشهادية صادرة من جماعة وقيادة اسلامية، فإن كانت من جماعة علمانية فلا يجوز.
إذن، هو يُجيزها بشروط، ولا يحرمها لذاتها.
والشيخ يقول [في الشريط الرابع و الثلاثين بعد المائة من سلسلة الهدى والنور] حيث سُئل رحمه الله سؤالاً قال صاحبه: هناك قوات تسمى بالكوماندوز، يكون فيها قوات للعدو تضايق المسلمين، فيضعون - أي المسلمون - فرقة انتحارية تضع القنابل و يدخلون على دبابات العدو، و يكون هناك قتل ... فهل يعد هذا انتحاراً؟
فأجاب بقوله: (لا يعد هذا انتحاراً؛ لأنّ الانتحار هو: أن يقتل المسلم نفسه خلاصاً من هذه الحياة التعيسة ... أما هذه الصورة التي أنت تسأل عنها ... فهذا جهاد في سبيل اللّه ... إلا أن هناك ملاحظة يجب الانتباه لها، وهي أن هذا العمل لا ينبغي أن يكون فردياً شخصياً، إنما يكون بأمر قائد الجيش ... فإذا كان قائد الجيش يستغني عن هذا الفدائي، ويرى أن في خسارته ربح كبير من جهة أخرى، وهو إفناء عدد كبير من المشركين و الكفار، فالرأي رأيه و تجب طاعته، حتى و لو لم يَرضَ هذا الإنسان فعليه الطاعة ... ).
إلى أن قال رحمه الله: (الانتحار من أكبر المحرمات في الإسلام؛ لأنّه لا يفعله إلا غضبان على ربه ولم يرض بقضاء اللّه ... أما هذا فليس انتحاراً، كما كان يفعله الصحابة يهجم الرجل على جماعة من الكفار بسيفه، و يُعمِل فيهم السيف حتى يأتيه الموت و هو صابر، لأنه يعلم أن مآله إلى الجنة ... فشتان بين من يقتل نفسه بهذه الطريقة الجهادية و بين من يتخلص من حياته بالانتحار، أو يركب رأسه ويجتهد بنفسه، فهذا يدخل في باب إلقاء النفس في التهلكة).
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:27]ـ
أريد أن أنبه على أمر: لايصح أن يبدع بعضنا بعضا بسبب هذه النازلة الفقهية ونتهم من أجازها بأنه قطبي ومن منعها بأنه عميل .... كفانا تشرذما
من يوافقني؟
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 11:47]ـ
قال ابن الوزير في الروض الباسم ص 410 /
وقد ورد القرآن الكريم بقتل النفس لمصلحة غير كلية , وذلك في قصة يونس عليه السلام - قال تعالى (فساهم فكان من المدحضين) فألقى بنفسه الكريمة لأجل مصلحة أهل السفينة , وإن كان هذا من شرع من قبلنا , فالصحيح: ان ما حكاه الله تعالى في كتابنا من ذلك فهو حجة ..
ـ[أبومنصور]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 10:01]ـ
القول الثَّاني: وهو معرُوف أفتى بهِ من أهل العلم من أفتى، وإذا ترَتَّب على ذلك مصلحة كبيرة عامَّة، أو على خِلافِهِ مفسدة كبيرة، فقد أُفتِي من يُخْشى عليهِ من الأَسْر، فإذا شُدِّد عليهِ وضُغِط عليهِ أفْضَى بأسرار المُسلمين لعدوِّهِ، هذهِ فتوى من عالم مُعتبر تَبْرَأ الذِّمَّة بتقلِيدِهِ، إذا أسَرَهُ العدو، وخشي أنَّهُ إذا أُضْغِط عليهِ أنْ يُفْضِي بأسرار المُسلمين، هذه مفسدة كبيرة
بارك الله فيكم .. من هم المشايخ المذكورون الذين نسب اليهم الشيخ هذا القول؟؟ واين اجد اقوالهم؟
ـ[ابو مالك- الاثري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:37]ـ
ما هو حكم العمليات الانتحارية؟
الشيخ مشهور حسن سلمان
السؤال 315: ما هو حكم العمليات الانتحارية؟
الجواب: العمليات الانتحارية إن كان هكذا اسمها، وكان اسمها يناسب حقيقتها، فهي ليست بمشروعة، فالعمليات الانتحارية والعمليات الاستشهادية ألفاظ غير موجودة في كتب فقهائنا وعلمائنا.
والسؤال يحتاج إلى صياغة شرعية، ما ينبغي أن يكون الجواب في السؤال، فإن كان الجواب في السؤال فلا داعي له أصلاً، فإن قيل ما هو حكم العمليات الانتحارية؟ فالانتحار حرام، وإن قيل ما هو الحكم في العمليات الاستشهادية؟ فالاستشهاد من الطاعات التي يحبها الله ويرضاها، فكان الجواب في السؤال، فما ينبغي أن يكون الجواب في السؤال.
ولو سأل السائل: ما حكم أن يهجم الرجل على الأعداء، والموت محقق في حقه إثر هذا الهجوم فهل هذا عمل مشروع أم ممنوع؟ لكان هذا السؤال علمياً بهذه الطريقة، أما لو قيل: ما حكم أن يحمل الرجل المتفجرات وأن يكون بين الأعداء وأن يفجر نفسه بهم، لا يريد الخلاص بنفسه، وإنما يريد إلحاق الضرر بأعداء الله عز وجل؟ لكان هذا السؤال مشروعاً، فينبغي أن نصوب السؤال قبل البدء به.
ثم ما يجوز لأحد، لاسيما العوام، وطلبة العلم المبتدئين، ما يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن يتعدوا طورهم، وألا يعرفوا قدر أنفسهم، فينبغي أن يحترموا العلماء، ولا يجوز لهم أبداً التطاول على الفقهاء إن أفتوا بأي مسألة كانت، وذلك بشروط؛ أولاً: ألا يصادموا نصاً، والثاني: أن يكون أهلاً، وأهل العلم يحترمونهم ويعرفون قدرهم، ثالثاً: أن يعملوا بفتواهم بالقواعد المتبعة عند العلماء. فعندها الكلام الذي يقولوه إن أصابوا فيه فلهم أجران، وإن أخطأوا فيه فلهم أجر، وهم أمام الله عز وجل معذورون.
أما فرد العضلات، وتطويل الألسنة على الفقهاء والعلماء فهذا صنيع غير الموفقين، وصنيع المخذولين المحرومين، فالعلماء لهم قواعد متبعة، وهم في قواعدهم محترمون، ولا يجوز أن يتعدى عليهم، فمثلاً: من القواعد المتبعة عند الحنفية وعند المالكية أن من سيطر على شيء بالقوة فيكون مالكاً له ملكاً شرعياً، فإن جاء آخر فنزعه منه وثبت أنه نزعه منه بشروط السرقة مثلاً، وهذا الذي سرق لم يأخذ ماله وإنما أخذ مال غيره، فإنه يفتون بقطع اليد، فهل يجوز لأحد اليوم أن يحط وأن يقدح ويشتم ويلعن المالكية والحنفية لأنهم يقولون أنه من استولى على شيء قهراً فإنه يملكه؟ معاذ الله، لا يفعل ذلك إلا مخذول.
فهذه المسائل تطرح وتذكر على بساط البحث مقيدة بنصوص الشرع، وبالقواعد المتبعة، أو باجتهادات العلماء السابقين، أو بأشباه المسألة ونظائرها في دين الله عز وجل، ويحاول الباحث قدر جهده أن يصل إلى حكم الله عز وجل بالاجتهاد، والأمر بين صواب وخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المسألة بهذه الحروف وبهذه العبارات غير موجودة عند علمائنا الأقدمين، ولكن الموجود عند علمائنا اجتهادات في مسائل شبيهة بهذه المسألة وقد اعتمد العلماء على نصوص شرعية.
وأقول رأيي في هذه العمليات قبل أن أذكر بعض النصوص وذكر بعض الاجتهادات والنقولات عن العلماء.
فالذي أراه صواباً في هذه المسألة، بعد استخارة الله عز وجل وطول تأمل، وقد سئلت عبر الأوراق في هذا الدرس عشرات المرات عن هذه المسألة، فالذي أراه أن هذه العمليات مشروعة بقيود وشروط، وأن مرتكبيها أمرهم إلى الله عز وجل، نحسبهم أنهم قد أخلصوا الصلة بالله وأحكموها، وأخلصوا لله قبل القدوم على هذه العمليات، فنرجو الله عز وجل أن يتقبلهم، وهذا الرأي الذي أقوله هو رأي إمام هذا العصر الشيخ محمد ناصرالدين الألباني، فإنه كان يجيز هذه العمليات بقيود وشروط يأتي التنبيه عليها.
أما أن يقوم الرجل ويهجم على غيره بموت متحقق عنده لكي يصيب مقتلاً، أو يحصل ضرراً بالأعداء، فهذا جائز بنصوص السنة، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه، في قصة الغلام مع الساحر، والقصة الطويلة، وأراد الملك أن يقتل الغلام فما استطاع، فعلم الغلام الملك كيف يقتله؟ وقال له: ((إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني)) ففعل الملك ذلك، فقال الناس: آمنا برب الغلام، وكان مقصد هذا الغلام أن يسمع الناس هذا الكلام من الملك فيؤمنوا به بعد قتله، ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((إن الغلام أمر بقتل نفسه من أجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار، وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين)) (الفتاوي 28/ 540).
وهناك نصوص وردت عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذن وتدلل وتقوي هذا الأمر، فقد أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم بإسناد صحيح عم أسلم بن عمران قال: ((حمل رجل بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه، ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب رضي الله عنه: ((نحن أعلم بهذه الآية، إنما نزلت فينا، صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدنا معه المشاهد، ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار، فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه ونصره حتى فشا الإسلام، وكثر أهله،وكنا قد آثرناه على أهلينا والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها فنرجع إلى أهلينا وأموالنا، فنقيم فيهما، فنزل فينا قول الله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، فكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد في سبيل الله عز وجل.
فالذي قد حمل بنفسه، وقد قيل فيه إنه ألقى بنفسه إلى التهكلة، فقد رد ذلك أبو أيوب الأنصاري، وقال: إن التهلكة أن نترك الجهاد وأن ننشغل في الأموال والأولاد، فهذه هي التهلكة، وإننا إن فعلنا ذلك فإننا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، بأن نطمع أعداء الله عز وجل في أموالنا وأراضينا وأعراضنا وأنفسنا.
وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 34) وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدد، فصرخ الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته وكان لظنه أنه يرهب العدو بذلك، أو يجرئ المسلمين عليهم، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة،فهو حسن، ومتى كان مجرد التهور فممنوع، وقال ابن خريز منداد، وهو من علماء المالكية، كما في تفسير القرطبي (2/ 363) قال: (فأما أن يحمل الرجل على جملة العسكر أو على جماعة اللصوص والمارقين والخوراج فلذلك حالتان، إن غلب على ظنه أنه يقتل من حمل عليه وينجو فحسن، وكذلك لو علم وغلب على ظنه أن يقتل ولكن سينكي نكاية ويؤثر أثراً ينتفع به المسلمون فجائز أيضاً، وقد بلغني أن عسكر المسلمين لما لقي الفرس نفرت خيل المسلمين من الفيلة، فعمد رجل فصنع فيلاً من طين، وآنس به فرسه حتى ألفه فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل فحمل على الفيلة التي كان يتقدمها، فقيل له: إنه قاتلك، فقال: لا ضير أن أقتل ويفتح للمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك يوم اليمامة لما تحصنت بنو حنيفة في الحديقة، قال البراء بن مالك: ضعوني في الترس وألقوني إليهم، ففعلوا وألقوه وفتح الباب ودخل المسلمون، وقتل رضي الله تعالى عنه، فهجم على العدو وحده، وكان الموت متحققاً عنده، وهذا لا حرج فيه إن شاء الله.
وقال محمد بن الحسن الشيباني، كما في تفسير القرطبي أيضأً: (لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه، لأنه عرض نفسه للتلف في غير منفعة المسلمين، فإن كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يعد جوازه، ولأن فيه منفعة للمسليمن من بعض الوجوه، وإن كان قصده إرهاب العدو، وليعلم صلابة السلمين في الدين فلا يبعد جوازه، وإذا كان في نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله، وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}.
إذن في هذه النقول، وقبلها النصوص من فعل الصحابة ومما جرى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها جواز أن يحمل الرجل الواحد على العدو، وإن تحقق موته إن ترتب على ذلك منفعة معتبرة للمسلمين، وأما إن لم تتحقق المنفعة للمسلمين فهذا تهور ولا يجوز.
والجهاد قسمان؛ جهاد طلب وجهاد دفع،وجهاد الطلب لا بد فيه من إمام ومن أمير حتى يحصل ترتيب للجهاد، أما في الدفع فلا يحتاج إلى إذن الإمام.
وإن كان الجهاد جهاد دفع وقام البعض بذلك، فكان شيخنا رحمه الله تعالى، يشترط المشورة، وألا يكون ذلك على وفق أن يركب الرجل رأسه، وإنما ينبغي أن يكون ذلك وفق خطة، وهذه الخطة لا بد فيها من مشورة وتخطيط، أما أن يقوم كل على وفق رأسه في جهاد الدفع، فلا.
ثم لا بد أن يترتب على ذلك مصالح معتبرة، وازدحام المصالح والمفاسد في المحل الواحد هذا الأمر يسبب الخلاف في كثير من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء اختلافاً معتبراً، فهذه المسألة تختلف المصالح والمفاسد فيها، باختلاف وجهات النظر، فمن غلب المفاسد فمنعها فلا يقال عنه خائن، ولا يقال عميل، فالمصالح والمفاسد أمرها شائك في هذا الأمر.
وعلى طلبة العلم أن يحفظوا هذه القاعدة التي قررها الشاطبي رحمه الله تعالى، في كتابه الموافقات (جـ5/ 114) وهي قاعدة مهمة ينتبه إليها الموفق، قال: ((محال الاجتهاد المعتبر هي ما تردد بين طرفين وضح في كل واحد منهما قصد الشارع في الإثبات في أحدهما والنفي في الآخر، فلم تنصرف البتة إلى طرف النفي، ولا إلى طرف الإثبات))، فالعمل لم يظهر فيه نفي ولا إثبات فيظهر فيه خير وشر، ومنفعة ومضرة، فلما تزدحم فهذا الازدحام من مجال الاجتهاد المعتبر.
وهذه العمليات نرجو الله عز وجل أن يتقبل أصحابها ولا يجوز لأحد أن يحكم عليهم بخسران أو بضلال،هذا خطأ، ولا يجوز أيضاً لأحد أن يجزم لهم الجنة، إنما نقول: المرجو من الله عز وجل أن يتقبلهم، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب رقم 77 قال: ((باب لا يقال فلان شهيد، فيحرم على الواحد منا أن يجزم بالشهادة لأي كان)) وقد ألف يوسف بن عبدالهادي المعروف بابن المبرد كتاباً ما زا ل محفوظاً في المكتبة الظاهرية وهذا الكتاب عنوانه "حرمة الجزم للأئمة الأربعة بأن لهم الجنة" فلا يجوز للواحد منا أن يقول عن أحد الأئمة الأربعة أنه في الجنة كأبي بكر وعمر والعشرة المبشرين بالجنة، لكن لا يلزم من هذا أن نقول إنهم هالكون معاذ الله، هم أئمة الدين وأهل الورع والتقى، والواجب علينا أن نقول: الظنون والمرجو من الله عز وجل أنهم من أهل الجنة، لكن لا يجوز أن نجزم لأحد لم يقم نص عليه بعينه أنه من أهل الجنة.
وقد قص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة فيها عبرة لمن يعتبر: ((قال رجل لآخر: إن الله عز وجل لم يقبل عملك، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي: {قل له إن الله قد قبل عمله وأحبط عملك}، فلا يجوز لأحد أن يقول: الله يقبل من فلان، ويرد عمل فلان، لكن هل يوجد شجاعة وجود أكثر من أن يجود الرجل بنفسه؟ لا والله لا نعلم جوداً أكثر من هذا، فالمرجو من الله عز وجل أن من قام بهذا أن يتقبله الله، وبعد ذلك ومع ذلك وقبل ذلك الأمر بيد الله، والله عز وجل هو اعدل العادلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من المسائل التي ينبغي أن ينبه عليها في هذا الباب أولاً: أن العاقل ينظر إلى مراعاة الخلاف في المسائل، فمراعاة الخلاف من منهج الموفقين، وأن نهدر الخلاف ولا ننظر إليه في المسائل، فليس هذا من دين الله عز وجل في شيء، فمثلاً: الحنفية يجوزون للمرأة أن تزوج نفسها بنفسها، والجماهير يحرمون ذلك، ويعتبرون من فعلت ذلك فقد زنت، فلو أن امرأة حنفية دينة صينة عفيفة زوجت نفسها بنفسها، فهل يجوز لأحد أن يقول عنها زانية؟ أم أن خلاف العلماء لا بد من اعتباره؟ فلا بد من مراعاة اختلاف العلماء، فإنه من مناهج الموفقين،فمن أفتى بمسألة بأصل قام عنده فهذا ينبغي أن يحترم أصله، ويقال له: إما مصيب وإما مخطئ،أما تطويل اللسان على العلماء فهذا والعياذ بالله تعالى من قلة التوفيق، وقلة الديانة، ولا يفعل ذلك إلا من طاش عقله وفق رأيه.
فالمسائل العلمية تطرح ويقال فيها صواب وخطأ، وبعد ذلك الله عز وجل أعدل العادلين، وكلام البشر مهما كانوا لا يغير حقائق الأشياء عند الله عز وجل.
ثانياً: قد يقول قائل: النصوص التي ذكرت في حديث صهيب وفي قصة أبي أيوب وفي قصة البراء وغيره، هذا كله وقع فيه القتل بيد الآخرين، وليس بيد المكلف نفسه، فاختلفت هذه المسألة عمن يقتل نفسه، فأقول: الفرق معتبر، ولذا أقول لمن خالف الذي ذكرت في مثل هذه المسألة الخلاف معتبر، وهذه المسألة تتذبذب بين أصلين، أصل الاستشهاد والإقدام وإعمال النكايا في العدو، ورفع همة المسلمين، وبين أصل الحرمة أن يقتل الرجل نفسه، ولمسألة إن تذبذبت بين أصلين، كما قال الشاطبي من مجال الاجتهاد المعتبر.
لكن هذا لا ينافي ما قررت، من جواز أن يهجم الرجل بنفسه، وأن يقتل العدو ويكون هذا القتل بيده لا بيد عدوه، وهنالك نظائر لهذه المسألة وهذه النظائر ينبغي أن يقدم لها مقدمة.
فأيهما أشد؛ أن تقتل المسلم، أو أن تقتل نفسك فلو خيرت بين أن تقتل غيرك أو تقتل نفسك، فأيهما أشد؟ بلا شك أن تقتل مسلماً أشد من أن تقتل نفسك، وقد علمنا من أحكام الفقهاء رحمهم الله تعالى، لو أن الكفار تترسوا بالمسلمين فإنه يجوز لنا أن نقتل المسلم، من أجل المصلحة المعتبرة، لقتل الكفار.
فكانت نظائر المسألة في مثل هذه العمليات تأذن بالجواز، ولا تأذن بالمنع، لأن قتل النفس أقل درجة في المحذور من قتل الغير، وقد جوز الشرع قتل الغير في حالة تترس الكفار بالمسلمين، فأن يجوز أن يقتل الرجل نفسه في مثل هذه الصورة إن أعمل نكاية معتبرة عند العدو، فهذا أمر لا حرج فيه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى 28/ 537) قال: ((فإن الأئمة متفقون على أن الكفار لو تترسوا بالمسلمين، وضيق على المسلمين إذا لم يقاتلوا فإنه يجوز أن نرميهم، ونقصد الكفار، ولو لم نخوف على المسلمين جاز رمي أولئك المسلمين أيضاً في أحد قولي العلماء)).
وأخيراً أقول في مثل هذه المسألة: في هذه العمليات لو أردنا أن نتكلم عليها مجردة عما يجري على ساحة المسلمين اليوم لقلنا الآتي: إذا أردنا أن نتكلم عن العمليات بعبارات أهلها، فهذه العمليات العسكريون هم الذين يحددون فوائدها ومضارها، فهم أهل الاختصاص وأهل الخبرة، وهذه العمليات تسمى في علم العسكرية عمليات وخز الدبوس، فإنت إن حملت دبوساً، وضربت غيرك به، فمن المعلوم عند العقلاء أن هذا الدبوس لا يقتل، أليس كذلك؟ وإنما هذا الدبوس يثور الأعصاب،ويجعل هذا الإنسان يتخذ قرارات سريعة غير مدروسة لهيجانه وثوران أعصابه.
ولذا من المقرر عند العسكريين أن مثل هذه العمليات ثمارها تجنى على وجه العجلة، لما يكون هناك جيش يقابل جيشاً، فحينئذ هذه العمليات ترفع من معنويات، وتخفض من معنويات، وتثور الأعداء، وتجعلهم يتخذون قرارات سريعة، تكون هذه القرارت بحسبان الفريق المقابل.
ومن المعلوم ومن البدهيات والمسلمات والمؤكدات والمقررات أن المسلمين جميعاً على وجه الأرض اليوم آثمون بسبب ما يحصل لإخوانهم في فلسطين، من هتك أعراض وقتل أنفس، فالمسلمون آثمون بالجملة، فمن قام واجتهد وغلب على ظنه أن مثل هذه العمليات تخفف من وطأة هؤلاء الأعداء أو أنها تقل من الضرر اللاحق بهم فهذه شجاعة ما بعدها شجاعة، نرجو الله عز وجل أن يتقبل أصحابها.
وما ينقل عن شيخنا رحمه الله من أنه كان يقول عن هؤلاء (فطايس) وما شابه، فهذا كذب ملفق عليه، ونتحدى أحداً يأتي بخبر عنه، كان الشيخ رحمه الله يقول: لكل سرائرهم ونواياهم إلى الله، ونرجو الله أن يتقبلهم. وكيف يقول هذا وهو بنفسه رحمه الله تعالى، في 1948م لما حصل القتال مع اليهود خرج بنفسه إلى فلسطين من سوريا يحمل السلاح، ليقاتل في سبيل الله على أرض فلسطين ولكن الشيخ له حساد، وكلام حساده يشيع وينتشر، وتضيع الحقائق ولا تظهر.
وأقول من باب الإنصاف ومن باب العدل والحق، ووضع الأشياء في أماكنها هذا الرأي هو رأي الشيخ، وهو الذي أراه تدل عليه سائر النصوص، ونظائر المسألة وأشباهها، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:50]ـ
حكم العمليات الاستشهادية
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء
يقوم المجاهدون في فلسطين والشيشان وغيرهما من بلاد المسلمين بجهاد أعدائهم والإثخان بهم بطريقة تسمى العمليات الاستشهادية.
وهذه العمليات هي ما يفعله المجاهدون من إحاطة أحدهم بحزام من المتفجرات، أو ما يضع في جيبه أو أدواته أو سيارته بعض القنابل المتفجرة ثم يقتحم تجمعات العدو ومساكنهم ونحوها، أو يظهر الاستسلام لهم ثم يقوم بتفجير نفسه بقصد الشهادة ومحاربة العدو والنكاية به.
فما حكم مثل هذه العمليات؟ وهل يعد هذا الفعل من الانتحار؟ وما الفرق بين الانتحار والعمليات الاستشهادية؟ جزاكم الله خيرا وغفر لكم ..
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد أن تعلم أن مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه، فيجتهد العلماء على تنزيلها على النصوص والعمومات والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف، قال تعالى: ? ما فرطنا في الكتاب من شيء ? وقال عليه الصلاة والسلام عن القرآن: (فيه فصل ما بينكم).
وإن العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع وهو من الجهاد في سبيل الله إذا خلصت نية صاحبه وهو من أنجح الوسائل الجهادية ومن الوسائل الفعّالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم، ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء والإثخان فيهم ولما فيها من التنكيل والإغاظة والتوهين لأعداء المسلمين وغير ذلك من المصالح الجهادية.
ويدل على مشروعيتها أدلة من القرآن والسنة والإجماع ومن الوقائع والحوادث التي تنزّل عليها وردت وأفتى فيها السلف كما سوف نذكره إن شاء الله.
أولا
الأدلة من القرآن
1_ منها قوله تعالى: ? ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد ?، فإن الصحابة رضي الله عنهم أنزلوها على من حمل على العدو الكثير لوحده وغرر بنفسه في ذلك، كما قال عمر بن الخطاب وأبو أيوب الأنصاري وأبو هريرة رضي الله عنهم كما رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم، (تفسير القرطبي 2/ 361).
2 - قوله تعالى: ? إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون .. ? الآية، قال ابن كثير رحمه الله: حمله الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله.
3 - قوله تعالى: ? وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ?، والعمليات الاستشهادية من القوة التي ترهبهم.
4 - قال تعالى في الناقضين للعهود: ? فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ?.
ثانيا
الأدلة من السنة
1_ حديث الغلام وقصته معروفة وهي في الصحيح، حيث دلهم على طريقة قتله فقتلوه شهيدا في سبيل الله، وهذا نوع من الجهاد، وحصل نفع عظيم ومصلحة للمسلمين حيث دخلت تلك البلاد في دين الله، إذ قالوا: آمنا برب الغلام، ووجه الدلالة من القصة أن هذا الغلام المجاهد غرر بنفسه وتسبب في ذهابها من أجل مصلحة المسلمين، فقد علّمهم كيف يقتلونه، بل لم يستطيعوا قتله إلا بطريقة هو دلهم عليها فكان متسبباً في قتل نفسه، لكن اغتفر ذلك في باب الجهاد، ومثله المجاهد في العمليات الاستشهادية، فقد تسبب في ذهاب نفسه لمصلحة الجهاد، وهذا له أصل في شرعنا، إذ لو قام رجل واحتسب وأمر ونهى واهتدى الناس بأمره ونهيه حتى قتل في ذلك لكان مجاهدا شهيدا، وهو مثل قوله عليه الصلاة والسلام:" أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ".
2 - فعل البراء بن مالك في معركة اليمامة، فإنه اُحتمل في تُرس على الرماح وألقوة على العدو فقاتل حتى فتح الباب، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة، وقصته مذكورة في سنن البيهقي في كتاب السير باب التبرع بالتعرض للقتل (9/ 44) وفي تفسير القرطبي (2/ 364) أسد الغابة (1/ 206) تاريخ الطبري.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حمل سلمة بن الأكوع والأخرم الأسدي وأبي قتادة لوحدهم على عيينة بن حصن ومن معه، وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " خير رجّالتنا سلمة " متفق عليه.، قال ابن النحاس: وفي الحديث الصحيح الثابت أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده وإن غلب على ظنه أنه يقتل إذا كان مخلصا في طلب الشهادة كما فعل سلمة بن الأخرم الأسدي، ولم يعب النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينه الصحابة عن مثل فعله، بل في الحديث دليل على استحباب هذا الفعل وفضله فإن النبي عليه الصلاة والسلام مدح أبا قتادة وسلمة على فعلهما كما تقدم، مع أن كلاً منهما قد حمل على العدو وحده ولم يتأنّ إلى أن يلحق به المسلمون اهـ مصارع الأشواق (1/ 540).
4 - ما فعله هشام بن عامر الأنصاري لما حمل بنفسه بين الصفين على العدو الكثير فأنكر عليه بعض الناس وقالوا: ألقى بنفسه إلى التهلكة، فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة رضي الله عنهما وتليا قوله تعالى: ? ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله .. ? الآية، مصنف ابن أبي شيبة (5/ 303، 322) سنن البيهقي (9/ 46).
5 - حمل أبي حدرد الأسلمي وصاحبيه على عسكر عظيم ليس معهم رابع فنصرهم الله على المشركين ذكرها ابن هشام في سيرته وابن النحاس في المصارع (1/ 545).
6 - فعل عبدالله بن حنظلة الغسيل حيث قاتل حاسراً في إحدى المعارك وقد طرح الدرع عنه حتى قتلوه، ذكره ابن النحاس في المصارع (1/ 555).
7 - نقل البيهقي في السنن (9/ 44) في الرجل الذي سمع من أبي موسى يذكر الحديث المرفوع: " الجنة تحت ظلال السيوف". فقام الرجل وكسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل.
8 - قصة أنس بن النضر في وقعة أحد قال: واهاً لريح الجنة، ثم انغمس في المشركين حتى قتل. متفق عليه
ثالثا الإجماع
نقل ابن النحاس في مصارع الأشواق (1/ 588) عن المهلب قوله: قد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد، ونقل عن الغزالي في الإحياء قوله: ولا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل.
ونقل النووي في شرح مسلم الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد، ذكره في غزوة ذي قرد (12/ 187).
هذه الحوادث السبع السابقة مع ما نُقل من الإجماع هي المسألة التي يسميها الفقهاء في كتبهم مسألة حمل الواحد على العدو الكثير، وأحيانا تسمى مسألة الانغماس في الصف، أو مسألة التغرير بالنفس في الجهاد.
قال النووي في شرح مسلم باب ثبوت الجنة للشهيد (13/ 46) قال: فيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء. اهـ.
ونقل القرطبي في تفسيره جوازه عن بعض علماء المالكية (أي الحمل على العدو) حتى قال بعضهم: إن حمل على المائة أو جملة العسكر ونحوه وعلم وغلب على ظنه أنه يقتل ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثرا ينتفع به المسلمون فجائز أيضا، ونقل أيضا عن محمد بن الحسن الشيباني قال: لو حمل رجل واحد على الألف من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، تفسير القرطبي (2/ 364).
ووجه الاستشهاد في مسألة الحمل على العدو العظيم لوحده وكذا الانغماس في الصف وتغرير النفس وتعريضها للهلاك أنها منطبقة على مسألة المجاهد الذي غرر بنفسه وانغمس في تجمع الكفار لوحده فأحدث فيهم القتل والإصابة والنكاية.
وقائع وحوادث تنزل عليها العمليات الاستشهادية
أولا مسألة التترس:
فيما لو تترس جيش الكفار بمسلمين واضطر المسلمون المجاهدون حيث لم يستطيعوا القتال إلا بقتل التُرس من المسلمين جاز ذلك، قال ابن تيمية في الفتاوى (20/ 52) (28/ 537، 546) قال: ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم .. اهـ، وقال ابن قاسم في حاشية الروض (4/ 271) قال في الإنصاف: وإن تترسوا بمسلم لم يجز رميهم إلا أن نخاف على المسلمين فيرميهم ويقصد الكفار وهذا بلا نزاع. اهـ
ووجه الدلالة في مسألة التترس لما نحن فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه يجوز للتوصل إلى قتل الكفار أن نفعل ذلك ولو كان فيه قتل مسلم بسلاح المسلمين وأيدي المسلمين، وجامع العلة والمناط أن التوصل إلى قتل العدو والنكاية به إنما يكون عن طريق قتل التُرس من المسلمين فحصل التضحية ببعض المسلمين المتترس بهم من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، وهذا أبلغ من إذهاب المجاهد نفسه من العمليات الاستشهادية من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، بل إن قتل أهل التُرس من المسلمين أشد لأن قتل المسلم غيره أشد جرما من قتل المسلم لنفسه، لأن قتل الغير فيه ظلم لهم وتعدٍ عليهم فضرره متعد وأما قتل المسلم نفسه فضرره خاص به ولكن اُغتفر ذلك في باب الجهاد وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل النكاية في العدو مثله أو أسهل منه، فإذا كان فعل ما هو أعظم جرما لا حرج في الإقدام عليه فبطريق الأولى ألا يكون حرجا على ما هو أقل جرما إذا كان في كليهما المقصد هو العدو والنكاية لحديث: (إنما الأعمال بالنيات).
وفي هذا رد على من قال في مسألة الانغماس والحمل على العدو أن المنغمس يُقتل بأيدي الكفار وسلاحهم! فنقول ومسألة التترس يقتل بأيدي المسلمين وسلاحهم ومع ذلك لم يعتبروا قتل المسلمين المتترس بهم من باب القتل الذي جاء الوعيد فيه.
ثانيا: مسألة البيات:
ويقصد بها تبييت العدو ليلا وقتله والنكاية فيه وإن تضمن ذلك قتل من لا يجوز قتله من صبيان الكفار ونسائهم، قال ابن قدامة: يجوز تبييت العدو، وقال أحمد: لا بأس بالبيات وهل غزو الروم إلا البيات، وقال: لا نعلم أحداً كره البيات. المغني مع الشرح (10/ 503).
ووجه الدلالة:
أنه إذا جاز قتل من لا يجوز قتله من أجل النكاية في العدو وهزيمته فيقال: وكذلك ذهاب نفس المجاهد المسلم التي لا يجوز إذهابها لو ذهبت من أجل النكاية جائز أيضا، ونساء الكفار وصبيانهم في البيات قتلوا بأيدي من لا يجوز له فعله لولا مقاصد الجهاد والنيات.
الخلاصة ..
دل ما سبق على أنه يجوز للمجاهد التغرير بنفسه في العملية الاستشهادية وإذهابها من أجل الجهاد والنكاية بهم ولو قتل بسلاح الكفار وأيديهم كما في الأدلة السابقة في مسألة التغرير والانغماس، أو بسلاح المسلمين وأيديهم كما في مسألة التترس أو بدلالةٍ تسبب فيها إذهاب نفسه كما في قصة الغلام، فكلها سواء في باب الجهاد لأن باب الجهاد لما له من مصالح عظيمة اُغتفر فيه مسائل كثيرة لم تغتفر في غيره مثل الكذب والخداع كما دلت السنة، وجاز فيه قتل من لا يجوز قتله، وهذا هو الأصل في مسائل الجهاد ولذا أُدخلت مسألة العمليات الاستشهادية من هذا الباب.
أما مسألة قياس المستشهد في هذه العمليات الاستشهادية بالمنتحر فهذا قياس مع الفارق، فهناك فروق بينهما تمنع من الجمع بينهما، فهناك فرق بين المنتحر الذي يقتل نفسه جزعًا وعدم صبر أو تسخطًا على القدر أو اعتراضًا على المقدور واستعجالاً للموت أو تخلصًا من الآلام والجروح والعذاب أو يأسًا من الشفاء بنفس خائفة يائسة ساخطة في غير ما يرضى الله وبين نفس المجاهد في العملية الاستشهادية بنفس فرحة مستبشرة متطلعة للشهادة والجنة وما عند الله ونصرة الدين والنكاية بالعدو والجهاد في سبيله لا يستوون، قال تعالى: ? أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ? وقال تعالى: ? أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ? وقال تعالى: ? أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ?.
نسأل الله أن ينصر دينه ويعز جنده ويكبت عدوه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
2/ 2 / 1422 هـ(/)
ما المراد بـ (عج)
ـ[أبو جود]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المراد بـ (عج) عند الدسوقي المالكي، في حاشيته على الشرح الكبير؟ فإنه لم يشرح مراده بهذا المصطلح في مقدمة كتابه. شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:41]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المراد به - رعاك الله - علي بن زين العابدين بن محمد الأجهوري شيخ المالكية في عصره ... تـ: < 1066 هـ > رحمه الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:47]ـ
/// حيا الله أخونا القديم الجديد الكريم الشيخ المتلثِّم خلف هذا الاسم (الباجي) ... نفع الله به
/// قد عرفتك فأمط لثامك، ووالله (وحشتنا بزَّاف).
(ابتسامة)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المراد به - رعاك الله - علي بن زين العابدين بن محمد الأجهوري شيخ المالكية في عصره ... تـ: < 1066 هـ > رحمه الله.
/// طبعًا وهذا بخلاف (عج) التي عند الرَّافضة النَّوكى، التي يتبعونها ذكرهم مهديَّهم الخرافي المسردب أي: عجَّل الله بخروجه. (ابتسامة)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 04:45]ـ
[ SIZE="5"]/[COLOR="Blue"]// حيا الله أخونا القديم الجديد الكريم الشيخ المتلثِّم خلف هذا الاسم (الباجي) ... نفع الله به
/// قد عرفتك فأمط لثامك، ووالله (وحشتنا بزَّاف).
(ابتسامة)
.....
جزاكم الله خيراً الشيخ الكريم عدنان
فأنت لفتت نظري إلى الشيخ الحبيب الذي يتخفى خلف هذا الإسم
مرحباً بك شيخنا الحبيب ونقبل أياديكم الكريمة والحمد لله أنك اخترت اسم الباجي ولم تختر (ابن العربي) ... :)(/)
الوضوء من الكلام الخبيث
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 02:44]ـ
يقول صاحب كتاب تذكير الطائفة المنصورة ببعض السنن المهجورة:
من السنن المهجورة
الوضوء من الكلام الخبيث
كان من هدي السلف انه إذا تكلم أحدهم بالكلمة الخبيثة أعاد الوضوء
-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لأن أتوضأ من الكلمة الخبيثة أحب إلي من أن أتوضأ من الطعام الطيب.
- عن عا ئشة رضي الله عنها قالت:يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولايتوضأ من الكلمة العوراء يقولها.
عن إبراهيم قال: إني أصلي الظهروالعصروالمغرب بوضوء واحد ,إلا أن أحدث, أو أقول قولا منكار
-عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني: الوضوء من القول المنكر
- قل طلحة بن مصرف: لولا أني على طهارة لأ خبرتك بما تقو ل الرافضة
قلت-المؤلف-: وان كانت الكلمة الخبيثه ليست من نواقض الوضوء، ولكنه يتوضأ منها؛ تنزها عن القول الخبيث وتوبه منه، والله اعلم
فهل لكم تعليق على ماذكر رعاكم الله
_________________________
عبد الرزاق 469، ابن أبي شيبة 1/ 90
عبد الرزاق470، ابن أبي شيبة1/ 90
عبدالرزاق 471.
عبدالرزاق472،ابن أبي شيبة1/ 91
الإبانة 2/ 557
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 05:41]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
قال الإمام ابن المنذر في "الإشراف" (1/ 114): [وأجمع كل من نحفظُ قولَه من علماء الأمصار على أنّ القذفَ، وقولَ الكذبِ، والغيبةَ لا تنقض طهارة ولا تُوجب وضوءاً، كذلك مذهب أهل المدينة، وأهل الكوفة من أصحاب الرأي وغيرهم، وهو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق].
وقال الإمام النووي في "المجموع": [ونقل الروياني عن الشيعة إيجاب الوضوء من ذلك والشيعة لا يعتد بخلافهم].
وقال الإمام ابن المنذر في "الإشراف" (1/ 115): [وروينا في هذا الباب غير حديث، قد ذكرناها في غير هذا الموضع، ولا أحسب من أمر بالوضوء من ذلك إلا استحساناً، بين ذلك في ألفاظ حديثهم].
وقال الإمام النووي في "المجموع": [الصحيح أو الصواب: استحباب الوضوء الشرعي من الكلام القبيح كالغيبة والنميمة والكذب والقذف وقول الزور والفحش وأشباهها].
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:58]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد وزادك من فضله
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 07:53]ـ
بارك الله في الشيخين الفاضلين
نصَّ على استحباب الوضوء في الحال المذكورة جمعٌ من أهل العلم، منهم
الإمام النووي في المجموع وشيخ الإسلام في شرح العمدة
ويمكن الاستدلال لذلك بعموم الأحاديث الدالة على أنَّ الوضوءَ مكفرٌ للسيئات، مع ما ورد من آثار في هذا عن ابن مسعود وعائشة وغيرهما
وقد أشار إلى هذا النووي -فيما نقله عن بعض الشافعية- وابن تيميَّة
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 08:31]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبدالله الحمادي
ونفعنا بعلمكم وأخلاقكم الكريمة
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 12:11]ـ
قال ابن خزيمة في صحيحه:
باب ذكر الدليل على أن الكلام السيئ والفحش في المنطق لا يوجب وضوءا
ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف فقال في حلفه: واللات، فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق بشيء» قال أبو بكر: «فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الحالف باللات ولا القائل لصاحبه: تعال أقامرك بإحداث وضوء، فالخبر دال على أن الفحش في المنطق، وما زجر المرء عن النطق به لا يوجب وضوءا خلاف قول من زعم أن الكلام السيئ يوجب الوضوء»
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 12:34]ـ
قال ابن خزيمة في صحيحه:
باب ذكر الدليل على أن الكلام السيئ والفحش في المنطق لا يوجب وضوءا ...
نفع الله بكم وشكر سعيكم
استدلال جميل للإمام ابن خزيمة رحمه الله
ولاشك في عدم نقض الكلام السيء للوضوء، وقد حكى ابن المنذر الإجماعَ على ذلك
لكن هل يستحب؟ وهل يصح عدُّ الوضوع من ذلك من السنن المهجورة؟
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:16]ـ
جزيتم خيرا
ـ[قحطان]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 11:36]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك ..
ولعل ذلك بسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم
«إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - حتى يخرج نقيا من الذنوب».
ـ[أبو صالح السلمي]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي آل عامر جزاك الله خيراً على هذا الموضوع ...
ثم أعلم أخي أن نَّواقض الوضوء نوعان:
الأول: مجمع عليه، وهو المستند إلى كتاب الله وسُنَّةِ رسوله صلّى الله عليه وسلّم، كالخارج من السبيلين.
الثاني: فيه خلافٌ، وهو المبنيُّ على اجتهادات أهل العلم رحمهم الله، كمس الذكر , ومس المرأة بشهوة , وتغسيل الميت , والردة عن الإسلام، والخارج من البدن من غير السبيلين كالدم والقيء والرعاف، ونحوها، وعند النِّزاع يجب الردُّ إلى كتاب الله وسُنَّةِ رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
وأما الوضوء من الكلام الخبيث فليس من هذين النوعين.(/)
هل مسائل الخلاف لا إنكار فيها
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 06:05]ـ
هل مسائل الخلاف لا إنكار فيها؟
سؤال:
بعض الناس يقول: المسائل التي اختلف فيها العلماء لا ينكر فيها على من أخذ بقول واحد منهم، ويذكرون قاعدة: "لا إنكار في مسائل الخلاف" فهل هذه القاعدة صحيحة؟.
قال الشيخ محمد المنجد حفظه الله:
الحمد لله
هذه القاعدة التي يقولها بعض الناس: (لا إنكار في مسائل الخلاف) غير صحيحة، والصواب أن يقال: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد) وبيان ذلك:
أن المسائل التي اختلف العلماء فيها نوعان:
الأول: مسائل ورد في بيان حكمها نص صريح من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، ولا معارض له، أو نقل فيها إجماع، ثم شذ بعض المتأخرين وخالف الإجماع، أو دل على حكمها القياس الجلي الواضح. فهذه المسائل ينكر فيها على من خالف الدليل.
ولهذا النوع من المسائل أمثلة كثيرة، منها:
1 - إنكار صفات الله تعالى التي مدح بها نفسه، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم تحت مسمى: "التأويل" وهو في الحقيقة تحريف لنصوص الكتاب والسنة.
2 - إنكار بعض الحقائق التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم مما سيحدث يوم القيامة كالميزان والصراط.
3 - ما قاله بعض المعاصرين من جواز أخذ الفائدة على الأموال المودعة في البنوك، مع أن هذا هو عين الربا الذي حرم الله ورسوله.
4 - القول بجواز نكاح التحليل، فإنه قول باطل مخالف للعن النبي صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له.
5 - القول بإباحة سماع آلات الموسيقى والمعازف، فإنه قول منكر، دل على بطلانه كثير من الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف ولذلك اتفقت كلمة الأئمة الأربعة على تحريمها.
6 - القول بأن الداخل إلى المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب يجلس ليستمع الخطبة ولا يصلي تحية المسجد.
7 - القول بعدم استحباب رفع الأيدي في الصلاة مع تكبيرة الركوع والرفع منه والقيام إلى الركعة الثالثة.
8 - القول بعدم استحباب صلاة الاستسقاء. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها جماعة مع أصحابه.
9 - القول بعدم استحباب صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان.
فهذه المسائل وأمثالها مما وردت نصوص ببيان حكمها ينكر فيها على المخالف، ولم يزل الصحابة ومن بعدهم من الأئمة ينكرون على من خالف دليلاً صحيحا، ولو كان مجتهداً.
النوع الثاني: مسائل لم يرد ببيان حكمها دليل صريح من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس الجلي.
أو ورد بحكمها دليل من السنة، ولكنه مختلف في تصحيحه، أو ليس صريحاً في بيان الحكم، بل يكون محتملاً.
أو ورد فيها نصوص متعارضة في الظاهر.
فهذه المسائل تحتاج إلى نوع اجتهاد ونظر وتأمل لمعرفة حكمها، ومن أمثلة هذا النوع:
1 - الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا.
2 - الخلاف في سماع الموتى لكلام الأحياء.
3 - نقض الوضوء بمس الذكر، أو مس المرأة، أو أكل لحم الإبل.
4 - القنوت في صلاة الفجر كل يوم.
5 - القنوت في صلاة الوتر، هل يكون قبل الركوع أم بعده؟
فهذه المسائل وأمثالها مما لم ترد نصوص صريحة ببيان حكمها هي التي لا ينكر فيها على المخالف، ما دام متبعاً لإمام من الأئمة وهو يظن أن قوله هو الصواب، ولكن لا يجوز لأحد أن يأخذ من أقوال الأئمة ما يتوافق مع هواه، فإنه بذلك يجتمع فيه الشر كله.
وعدم الإنكار على المخالف في هذه المسائل ونحوها، لا يعني عدم التباحث فيها، أو عدم التناظر وبيان القول الراجح بدليله، بل لم يزل العلماء قديماً وحديثاً تعقد بينهم اللقاءات والمناظرات للتباحث في مثل هذه المسائل، ومن ظهر له الحق وجب عليه الرجوع إليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ... إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين: تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (30/ 80).
وهذه أقوال لبعض العلماء تؤيد ما سبق من التقسيم:
1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وقولهم مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً قديماً وجب إنكاره وفاقاً. وإن لم يكن كذلك فإنه يُنكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضاً بحسب درجات الإنكار.
أما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس. والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه، فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو لخفاء الأدلة فيها" انتهى باختصار.
"بيان الدليل على بطلان التحليل" (ص 210 - 211).
وقال أيضاً:
" مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 207).
2 - وقال ابن القيم رحمه الله:
"وقولهم: "إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها" ليس بصحيح. . . ثم ذكر كلام شيخ الإسلام المتقدم، ثم قال:
وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنة وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء؟! وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مَسَاغ لم تنكر على مَنْ عمل بها مجتهداً أو مقلداً. . .
والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها كثير، مثل كون الحامل تعتد بوضع الحمل، وأن إصابة الزوج الثاني شرط في حلها للأول، وأن الغسل يجب بمجرد الإيلاج وإن لم ينزل، وأن ربا الفضل حرام، وأن المتعة حرام، وأن النبيذ المسكر حرام، وأن المسلم لا يُقتل بكافر، وأن المسح على الخفين جائز حضراً وسفرا، وأن السنة في الركوع وضع اليدين على الركبتين دون التطبيق، وأن رفع اليدين عند الركوع والرفع منه سنة، وأن الشفعة ثابتة في الأرض والعقار، وأن الوقف صحيح لازم، وأن دية الأصابع سواء، وأن يد السارق تقطع في ثلاثة دراهم، وأن الخاتم من حديد يجوز أن يكون صَدَاقاً، وأن التيمم إلى الكوعين (مفصل الكف) بضربة واحدة جائز، وأن صيام الولي عن الميت يجزئ عنه، وأن الحاج يلبي حتى يرمي جمرة العقبة، وأن المحرم له استدامة الطيب دون ابتدائه، وأن السنة أن يسلم في الصلاة عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وأن خيار المجلس ثابت في البيع، وأن المصَراة يرد معها عوض اللبن صاعاً من تمر، وأن صلاة الكسوف بركوعين في كل ركعة، وأن القضاء جائز بشاهد ويمين، إلى أضعاف ذلك من المسائل، ولهذا صرح الأئمة بنقض حكم مَنْ حكم بخلاف كثير من هذه المسائل، من غير طعن منهم على من قال بها.
وعلى كل حال فلا عذر عند الله يوم القيامة لمن بلغه ما في المسألة من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها إذا نَبَذَها وراء ظهره" انتهى.
"إعلام الموقعين" (3/ 300 - 301).
3 - وقال ابن قدامة المقدسي: " لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه، فإنه لا إنكار على المجتهدات " انتهى من "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/ 186).
4 - قال النووي في "شرح مسلم":
" قال العلماء: لَيْسَ لِلْمُفْتِي وَلا لِلْقَاضِي أَنْ يَعْتَرِض عَلَى مَنْ خَالَفَهُ إِذَا لَمْ يُخَالِف نَصًّا أَوْ إِجْمَاعًا أَوْ قِيَاسًا جَلِيًّا " انتهى.
5 - وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فإن أراد القائل مسائل الخلاف، فهذا باطل يخالف إجماع الأمة، فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان، ولو كان أعلم الناس وأتقاهم، وإذا كان الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق، وأمرنا باتباعه، وترك ما خالفه؛ فمن تمام ذلك أن من خالفه من العلماء مخطئ ينبه على خطئه وينكر عليه، وإن أريد بمسائل الاجتهاد: مسائل الخلاف التي لم يتبين فيها الصواب فهذا كلام صحيح، ولا يجوز للإنسان أن ينكر الشيء لكونه مخالفاً لمذهبه أو لعادة الناس، فكما لا يجوز للإنسان أن يأمر إلا بعلم، لا يجوز أن ينكر إلا بعلم، وهذا كله داخل في قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به
(يُتْبَعُ)
(/)
علم) " انتهى من "الدرر السنية" (4/ 8).
6 - وقال الشوكاني:
"هذه المقالة –أي لا إنكار في مسائل الخلاف- قد صارت أعظم ذريعة إلى سدّ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما بالمثابة التي عرفناك، والمنزلة التي بيّناها لك، وقد وجب بإيجاب الله عز وجل، وبإيجاب رسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، الأمر بما هو معروف من معروفات الشرع، والنهي عما هو منكر من منكراته: ومعيار ذلك الكتاب والسنة، فعلى كل مسلم أن يأمر بما وجده فيهما أو في أحدهما معروفاً، وينهى عما هو فيهما أو في أحدهما منكراً.
وإن قال قائل من أهل العلم بما يخالف ذلك، فقوله منكر يجب إنكاره عليه أولاً، ثم على العامل به ثانياً.
وهذه الشريعة الشريفة التي أُمِرْنا بالأمر بمعروفها، والنهي عن منكرها، هي هذه الموجودة في الكتاب والسنة" انتهى من "السيل الجرّار" (4/ 588).
7 - وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ردًا على من قال: "المسائل الخلافية لا إنكار فيها".
" لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. . .
المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حظ من النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: "العوام على مذهب علمائهم". . .
القسم الثاني من قسمي الخلاف: لا مساغ له ولا محل للاجتهاد فيه، فينكر على المخالف فيه لأنه لا عذر له" انتهى باختصار من "لقاء الباب المفتوح" (49/ 192 - 193).
والله أعلم.
ـ[هشام ربيع إبراهيم]ــــــــ[23 - Sep-2009, مساء 01:30]ـ
الخلاف لفظي عند التحقيق.
ـ[جذيل]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 02:09]ـ
للشيخ عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد كلام جيد.
يقول ان المسائل التي لا ينكر على المجتهد فيها مالا نص فيها , اما المسائل المجتهد فيها المخالفة للدليل ولو اجتهد فيها من اجتهد فيجب الانكار فيها بالاجماع ..
فتح المجيد ص 452(/)
ترى كم كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبنا ويحب لنا الهداية والنجاة من النار؟؟؟؟!!!
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 04:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:
محمد صلى الله عليه وسلم .. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار .. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه، لأنه:
يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أعددت لها؟ ". قال: إني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت ".
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
أبشر بها يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غير لونك؟! ". قال: يا رسول الله .. ما بي ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أراك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً، فأنزل الله عز وجل قوله: " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ".
رحم الله ثوبان .. حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه والليل يقلقه**** والصبر يسكته والحب ينطقه
ويستر الحال عمن ليس *******يعذره وكيف يستره والدمع يسبقه
الرحمة المهداة
قال عز وجل: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
لولاه لنزل العذاب بالأمة .. لولاه لاستحققنا الخلود في النار .. لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام:
" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.
- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته ".
لطيفة
قال الحسن بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال فيه: " بالمؤمنين رؤوف رحيم "، وقال في نفسه:
"إن الله بالناس لرؤوف رحيم ".
اصبر لكل مصيبة وتجلد**** واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها***** نوب تنوب اليوم تكشف في غد
وإذا أتتك مصيبة تبلى بها******* فاذكر مصابك بالنبي محمد الجماد أحبه .. وأنت؟!
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة ".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
ما أشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "، فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي .. أمتي ". وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل .. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
حتى لا تكون فاسقاً
قال الله في سورة التوبة، _التي سميت بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم _: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ".
قال القاضي عياض:
" فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرع الله من كان ماله وولده وأهله أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله: " فتربصوا حتى يأتي الله بأمره "، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن أضل ولم يهده الله.
كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر ".
قال الخطابي: " فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك ".
آخذ بحجزنا عن النار
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ".
ما أشد حب رسولنا لنا، ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ وخوفه علينا أشد، ففي الحديث: " وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني ".
وفى رواية أحمد: " إن النار أدنيت منى حتى نفخت حرها عن وجهي ".
ولذلك كان من الطبيعي أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم ".
ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال صلى الله عليه وسلم: " وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني ".
ولم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار.
حجاب .. واثنان .. وثلاثة
1. حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة ".
2. حجاب الذكر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم من النار .. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات ".صحيح الجامع, وحسنه ابن حجر في الفتح.
3. حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار ".
والي كل مؤمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه ".
أعميت عيني عن الدنيا وزينتها ... فأنت والروح شئ غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي أرق *****من أول الليل حتى مطلع الفلق
وما تطابقت الأجفان عن سنة***** إلا وإنك بين الجفن والحدق
ما أشرف مقامه!! [/ COLOR]
ولو وزنت به عرب وعجم ... جعلت فداه ما بلغوه وزناً
إذا ذكر الخليل فذا حبيب ... عليه الله في القرآن أثنى
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن ذكروا نجى الطور فاذكر ... نجى العرش مفتقراً لتغنى
وإن الله كلم ذاك وحياً ... وكلم ذا مخاطبة وأثنى
ولو قابلت لفظة لن تراني ... لـ"ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشياً عليه ... وأحمد لم يكن ليزيغ ذهناً
وإن ذكروا سليمانًا بملك ... فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهباً أباها ... يبيد الملك واللذات تفنى
وإن يك درع داود لبوساً ... يقيه من اتّقاء البأس حصنا
فدرع محمد القرآن لما ... تلا: "والله يعصمك" اطمأنا
وأغرق قومه في الأرض نوح ... بدعوةِ: لا تذر أحداً فأفنى
ودعوة أحمد: رب اهد قومي ... فهم لا يعلمون كما علمنا
وكل المرسلين يقول: نفسي ... وأحمد: أمتي إنساً وجنا
وكل الأنبياء بدور هدي ... وأنت الشمس أكملهم وأهدى
[ COLOR="red"] لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه .. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية، ولأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كلما ازداد له ذكراً، ولأحاديثه ترديداً، ولسنته اتباعاً، ومع هذا كل تزداد حلاوة الإيمان.
وثيقة حبه .. وقعها بالدم
- ففي الطائف وقف المشركون له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه.
- ومع بنى عامر بن صعصعة: يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة، فيجيبونه إلى طلبه، وبينما هو معهم إذ أتاهم بيحرة بن فراس القشيري، فأثناهم عن إجابتهم له ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم فالحق بقومك، فو الله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك، فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناقة فركبها، فغمزها بيحرة فألقت النبي صلى الله عليه وسلم من على ظهرها.
تصور حالته صلى الله عليه وسلم وقد قرب على الخمسين من عمره، ويسقط من ظهر الناقة ويتلوى من شدة الألم على الأرض، والارتفاع ليس بسيطاً، إنه يسقط على بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
- بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله ".
- وغير ذلك: يوضع سلا جزور على كتفيه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وينثر سفيه سفهاء قريش على رأسه التراب، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلى الله عليه وسلم ..
صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لأنه يحبنا .. أوذي وضرب وعذب .. اتهم بالسحر والكهانة والجنون .. قتلوا أصحابه .. بل وحاولوا قتله .. وصبر على كل ذلك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتق رقابنا من النار ..
وبعد كل هذا البذل والتعب؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
يا ويحنا .. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.
للأمانة: الموضوع منقول, مع بعض التصرف. .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 06:19]ـ
اللهم صل وسلم على نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
بأبي وأمي ونفسي يارسول الله (بالمؤمنين رؤوف رحيم)
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 04:34]ـ
جزاك الله خيرأ يا لامية العرب على المرور الرائع. وأشكرك جزيل الشكر.
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لأنه يحبنا .. أوذي وضرب وعذب .. اتهم بالسحر والكهانة والجنون .. قتلوا أصحابه .. بل وحاولوا قتله .. وصبر على كل ذلك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتق رقابنا من النار ..
وبعد كل هذا البذل والتعب؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
يا ويحنا .. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.
جزاك الله كل خير حواري الرسول على هذا النقل الطيب
فسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت سيرة حية أمام أصحابه في حياته و أمام أتباعه بعد وفاته كما أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان الذي لا يتم إلا به .......
ـ إن واجبنا الإقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجعلها المثل الأعلى للإنسان الكامل في جميع جوانب الحياة، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم دليل على محبة العبد لربه، وسينال محبة الله عز وجل وفي هذا يقول تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} أل عمران / 31
قام الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالى فقال: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم بكى، ثم قال: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم بكى، ثم قال: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم بكى ............... ثم قال: {ويل لمن لم تدركه رحمة الله، ويل لمن لم تدركه رحمة الله، ويل لمن لم تدركه رحمة الله}
اللهم ارزقنا حبك وحب حبيبك محمد عليه الصلاة والسلام وجعلنا من المشتغلين بالصلاة والسلام عليه في كل وقت وحين آمين يا رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا(/)
تنبيهات مهمة لجميع الإخوة الأعضاء وفقهم الله
ـ[أبو حماد]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل الأماجد أعضاء المجلس العلمي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم بادئ ذي بدءةٍ على جهودكم النافعة، ومشاركاتكم الهادفة، في مجلسكم المجلس العلمي، وقد لمس الجميع ارتقاءً في الطرح، وجودة في المحتوى، وما كان هذا ليكون لولا توفيق الله أولاً، ثم هذه الجهود المتظافرة من الجميع مشرفين وأعضاء، فالحمد لله على توفيقه وفضله.
ونودُّ الإشارة إلى أمور مهمة، نرجو ونأمل أن يتنبّه لها الإخوة جميعاً، وهي ممّا يساعد في رقي المجلس العلمي، ويزيد من رونقه وحضوره، ونحن جميعاً مسئولون عن هذا الصرح المبارك، لا يستقل مشرف بذلك دون عضو، فالكل لحمة واحدة ونسيج مترابط.
أوّلاً:
نبه المشرفون غير مرّة إلى ضرورة مطابقة العنوان لمحتوى المشاركة، لأن ذلك أدعى لجمع الذهن وأبعد عن التشتيت، حفظ وقت المتصفح بمعرفة المضمون من العنوان، وسهولة الوصول إليه عند البحث عنه لاحقا، لكنّا لاحظاً قصوراً في هذا عند بعض الأخوة الكرام، فيكتب الكاتب منهم الموضوع بعنوان لا يُستدل به على فحواه، وهذا مما يخالف شروط المجلس العلمي، فيجب أن يكون العنوان مطابقاً وبشكل صريح وواضح للمحتوى، وإلا فإن الأخوة المشرفين سوف يضطرون آسفين لحذف الموضوع برمته، ولا يخفى عليكم ما في إصلاح العناوين وتتبعها من الجَهد والمشقة والعنت، ووقتكم ووقت المشرفين أثمن من تبديده في ملاحقة العناوين.
ثانياً:
لاحظنا وجود بعض التجاوزات في العبارات، واستعمال خشن اللفظ وهُجر القول، وهذا مما لا يليق بعامة أهل الإسلام، فضلاً عن خاصته من طلبة العلم وروّاد الشريعة، والكلمة الطيبة صدقة، ومن لانت كلمته عظم قدره ووجبت محبته، وما يزال المرء بخير ما حبس لسانه عن التخوض في الباطل، أو الوقيعة في إخوانه.
نعم، الرد من أصول الدين، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة والقول الهادئ، ولئن نُقل عن بعض السلف أنه كان حاد الطبع، غليظ الخُلق، فقد نقل عن عامتهم وأكثرهم أنهم كانوا على قدر عظيم من رجاحة العقل، ولين القول، وكريم السجايا، وهو الموافق لهدي النبي، فقد كان رقيق اللفظ، حسن العبارة، ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا فظّاً غليظ القلب.
نحن دعاة إصلاح وبناء وتوجيه، وهذا إنما يكون بالكلمة الطيبة، والخلق النبيل، ولا يخفى على شريف علمكم أن الدعوة الإسلامية انتشرت في كثير من بقاع الأرض بالمعاملة الحسنة.
وليكن حال أحدنا مع أخيه أن ينصح له، ويبادر بإصلاح خلته، فإن رأى من أمره ما يكره فلينصح له، إما برسالة خاصة، أو بطريقة مؤدبة تؤتى ثمارها وتؤدي الغرض، وأن لا يقف من ذلك موقف المتفرج، فإن من كمال حقوق الأخوة بذل النصيحة.
ثالثاً:
أشرنا كثيراً إلى أن الموقع مختص بأهل السنة والجماعة، فيمنع منعاً باتاً نشر ما يخالف طريقتهم، سواءً كان تلميحاً كالكتابة بأسماء فيها نوع من الهمز، أو بالتصريح المباشر في طرح المواضيع وإدراج الكتب المخالفة لمنهجهم.
رابعاً:
النقد مطلوب، والرد على المخالف من أصول الإسلام ولا ريب، غير أن جانب البناء والتأصيل وتأسيس العلوم والمعارف آكد وأوجب.
خامساً:
إذا وجد أحدكم مشاركة تحتاج إلى تدخل المشرفين، فإنا نهيب به أن يستخدم زر التنبيه الخاص بذلك، أو أن يقوم بإرسال رسالة خاصة لأحد المشرفين، حتى يتم تدارك الأمر.
هذه ملاحظات يسيرة، أحب إخوانكم من المشرفين بيانها وإيضاحها نصحاً للجميع، حتى نساهم في الارتقاء بهذا المجلس المبارك، ونكون عوناً على الخير والبر، فيجب علينا جميعاً أن نتوخّاها ونعمل بموجبها، لنصل إلى مبتغانا إن شاء الله.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 05:48]ـ
جزاكم الله خيرا نصائح قيمة جدا ..... وجوائز أقيم (ابتسامة)
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 08:01]ـ
أحسنتم شيخنا الكريم وبارك الله فيكم وفي بقية المشايخ الفضلاء
وأسأل الله أن يثيبكم على جهدكم المبارك رفعة في الدنيا والآخرة
ومغفرة من الرحمن تصلون بها إلى جنة عرضها السماوات والأرض
نعم مثل ما تفضلتم الرفق الرفق
فإن الرفق لايكون في شيء إلازانه ولا ينزع من شيء إلا شانه كما أخبربذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
وقال: ((إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)) متفق عليه
يقول الشيخ محمد الحمد: .. ولهذا كان حرياً بمن كان أهلاً للرد، واقتضى الأمر أن يرد - أن يلزم الإنصاف، وحرياً بمن يقف على شيء من ذلك أن يحسن التعامل مع الخلاف والردود.
فيا من يروم المعالي، ويتطلب الإصلاح عليك بلزوم الإنصاف، وتحري العدل.
وإذا لم ينصفك الرجل، فرد عليك الحق بالشمال وباليمين، أو جحد جانباً وهو يراه رأي العين - فلا تكن قلة إنصافه حاملة لك على أن تقابله بالعناد، فترد عليه حقاً، أو تجحد له فضلاً، واحترس من أن تسري لك من خصومك عدوى هذا الخلق الممقوت، فيلج في نفسك، وينشط له لسانك، أو قلمك، وأنت تحسبه من محاربة الخصوم بمثل سلاحهم.
كلا، لا يحارب الرجل خصومه بمثل الاعتصام بالفضيلة، ولا سيما فضيلة كالإنصاف؛ فهي تدل على نفس مطمئنة، ونظر في العواقب بعيد. ا.هـ
ولاننسى قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
بارك الله في الجميع وحمانا من نزغ الشيطان ومكائده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 10:13]ـ
بارك الله فيكم ابا حماد ماقلته في محله.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 10:38]ـ
جزاك الله خيرا أيها المشرف الكريم، فقد أصبت عين القرطاس، ووضعت الهِنَاء على موضع النُّقْب ...
غير أني أحسن الله إليك لم أفهم ديباجة رابعا ... ؟
ـ[ظاعنة]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 01:40]ـ
الكلمة سهم يسدده اللسانُ إلى القلب، فتقتل أو تحيى، أو ترشد أو تضلّ ..
يقول الحكماء: " كلمتك فى فمك أنت تملكها، فإذا خرجت ملكتك ".
توجيهاتك قيّمة، وسنمتثل لها بإذن الله.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 04:57]ـ
بارك الله فيكم
وأؤكد على التنبيهين الآتيين:
بسم الله الرحمن الرحيم
أوّلاً:
نبه المشرفون غير مرّة إلى ضرورة مطابقة العنوان لمحتوى المشاركة، لأن ذلك أدعى لجمع الذهن وأبعد عن التشتيت، حفظ وقت المتصفح بمعرفة المضمون من العنوان، وسهولة الوصول إليه عند البحث عنه لاحقا، لكنّا لاحظاً قصوراً في هذا عند بعض الأخوة الكرام، فيكتب الكاتب منهم الموضوع بعنوان لا يُستدل به على فحواه، وهذا مما يخالف شروط المجلس العلمي،
فيجب أن يكون العنوان مطابقاً وبشكل صريح وواضح للمحتوى، وإلا فإن الأخوة المشرفين سوف يضطرون آسفين لحذف الموضوع برمته، ولا يخفى عليكم ما في إصلاح العناوين وتتبعها من الجَهد والمشقة والعنت، ووقتكم ووقت المشرفين أثمن من تبديده في ملاحقة العناوين.
ثانياً:
لاحظنا وجود بعض التجاوزات في العبارات، واستعمال خشن اللفظ وهُجر القول، وهذا مما لا يليق بعامة أهل الإسلام، فضلاً عن خاصته من طلبة العلم وروّاد الشريعة، والكلمة الطيبة صدقة، ومن لانت كلمته عظم قدره ووجبت محبته، وما يزال المرء بخير ما حبس لسانه عن التخوض في الباطل، أو الوقيعة في إخوانه. نعم، الرد من أصول الدين، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة والقول الهادئ، ولئن نُقل عن بعض السلف أنه كان حاد الطبع، غليظ الخُلق، فقد نقل عن عامتهم وأكثرهم أنهم كانوا على قدر عظيم من رجاحة العقل، ولين القول، وكريم السجايا، وهو الموافق لهدي النبي، فقد كان رقيق اللفظ، حسن العبارة، ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا فظّاً غليظ القلب.
نحن دعاة إصلاح وبناء وتوجيه، وهذا إنما يكون بالكلمة الطيبة، والخلق النبيل، ولا يخفى على شريف علمكم أن الدعوة الإسلامية انتشرت في كثير من بقاع الأرض بالمعاملة الحسنة.
وليكن حال أحدنا مع أخيه أن ينصح له، ويبادر بإصلاح خلته، فإن رأى من أمره ما يكره فلينصح له، إما برسالة خاصة، أو بطريقة مؤدبة تؤتى ثمارها وتؤدي الغرض، وأن لا يقف من ذلك موقف المتفرج، فإن من كمال حقوق الأخوة بذل النصيحة.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أروع ما قلت: ((لاحظنا وجود بعض التجاوزات في العبارات، واستعمال خشن اللفظ وهُجر القول، وهذا مما لا يليق بعامة أهل الإسلام، فضلاً عن خاصته من طلبة العلم وروّاد الشريعة، والكلمة الطيبة صدقة، ومن لانت كلمته عظم قدره ووجبت محبته، وما يزال المرء بخير ما حبس لسانه عن التخوض في الباطل، أو الوقيعة في إخوانه)). نفع الله بكم، وأجزل ثوابكم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 06:22]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا شيخنا الفاضل
نعم لهذه التنبيهات التي تجعل هذا الموقع صرحا من صروح العلم الشرعي
نفع الله بكم وبعلمكم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:46]ـ
رابعاً:
النقد مطلوب، والرد على المخالف من أصول الإسلام ولا ريب، غير أن جانب البناء والتأصيل وتأسيس العلوم والمعارف آكد وأوجب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو حماد
ديباجة رابعا مشكلة عندي
ما وجه التعارض بين شطرها الأول والثاني؟
بل إن شطرها الأول لا يمكن تحقّقه إلا بتحصيل الشطر الثاني ...
أرجو أن أكون قد وُفّقت في تبيان وجهة نظري ...
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:11]ـ
جزاك الله خير ..
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 05:02]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
ـ[هيا]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 10:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرآ أخي الفاضل الحمادي
على توجيهاتكم الطيبة
شكرآ لكم وبارك الله بكم
آمين
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 12:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرآ أخي الفاضل الحمادي
على توجيهاتكم الطيبة
شكرآ لكم وبارك الله بكم
آمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك وشكر لك
لعل مرادك أختي الكريمة (أبو حماد) فهو الذي قام بكتابة الموضوع، وإن كنت شاركت في إقرار
هذه التنبيهات مع بقية الإخوة المشرفين
أسأل الله أن ينفع بهذه التنبيهات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصحاري]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا نصائح قيمة جدا
ـ[هيا]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 08:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك وشكر لك
لعل مرادك أختي الكريمة (أبو حماد) فهو الذي قام بكتابة الموضوع، وإن كنت شاركت في إقرار
هذه التنبيهات مع بقية الإخوة المشرفين
أسأل الله أن ينفع بهذه التنبيهات
نعم والله قصدت اخونا الفاضل (أبو حماد)
جزاه الله عنا خيرآ ونفعنا بمواضيعه وتنبيهاته
شكرآ له ولك يا اخي الفاضل (الحمادي)
وجزاكم الله خيرآ وبارك فيكم
اللهم آمين يارب
والسموحة للخطأ الغير المقصود
والله يحفظكم ويرعاكم
آمين يارب
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 06:43]ـ
ما وصلت هذه المنتدى إلى ما وصلت إليه إلا بوجود أمثالكم يا أخانا الكريم
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:23]ـ
ليس هذا إلا تواضعا منك رضي الله عنا وعنك ورفع قدرك وعلا شأنك وزادنا وإياك علما نافعا كما تريد لا نقول لك من اليوم ما لا تريد أهم شيئ مواصلتك في إمتعانا.
ـ[طالب علم شرعي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 06:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسعدكم الله جميعا وأسعد الله بكم، إخواني في الله
أشكر أباحماد على وضعه النقاط أعلاه وهي حقيقة لا بد ذكره للعمل بها ..
اللهم وفقنا في تحصيل أو التحصل على ما ينفعنا اللهم آمين ..
واصرف عنا الشيطا ن ومكائده الصارفة عن تلقي العلم والتعليم
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 11:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن دعاة إصلاح وبناء وتوجيه، وهذا إنما يكون بالكلمة الطيبة، والخلق النبيل، ولا يخفى على شريف علمكم أن الدعوة الإسلامية انتشرت في كثير من بقاع الأرض بالمعاملة الحسنة.
وليكن حال أحدنا مع أخيه أن ينصح له، ويبادر بإصلاح خلته، فإن رأى من أمره ما يكره فلينصح له، إما برسالة خاصة، أو بطريقة مؤدبة تؤتى ثمارها وتؤدي الغرض، وأن لا يقف من ذلك موقف المتفرج، فإن من كمال حقوق الأخوة بذل النصيحة.
بارك الله فيكم و في جهدكم القيم و جعله الله في ميزان حسناتكم
أسأل الله أن يجعلنا ممن يسمعون القول و يتبعون أحسنه
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 09:58]ـ
جزاك الله كثيراً ومنكم نستفيد
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 08:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك فيكم مولاكم
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 10:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا نسأل الله أن يوفق أعضاء هذا الملتقى لكل خير وان يجنبنا كل فتنة وشر مما يقع في المواقع الآخرى.
ـ[إسماعيل جاد]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 05:35]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[الديرزوري]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 05:43]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإفادات المباركة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 02:48]ـ
/// لعلَّنا بحاجة إلى تذكير الإخوة الكرام إلى هذه التنبيهات وخاصَّة التنبيهين الآتيين:
بسم الله الرحمن الرحيم
... أوّلاً:
نبه المشرفون غير مرّة إلى ضرورة مطابقة العنوان لمحتوى المشاركة، لأن ذلك أدعى لجمع الذهن وأبعد عن التشتيت، حفظ وقت المتصفح بمعرفة المضمون من العنوان، وسهولة الوصول إليه عند البحث عنه لاحقا، لكنّا لاحظاً قصوراً في هذا عند بعض الأخوة الكرام، فيكتب الكاتب منهم الموضوع بعنوان لا يُستدل به على فحواه، وهذا مما يخالف شروط المجلس العلمي، فيجب أن يكون العنوان مطابقاً وبشكل صريح وواضح للمحتوى، وإلا فإن الأخوة المشرفين سوف يضطرون آسفين لحذف الموضوع برمته، ولا يخفى عليكم ما في إصلاح العناوين وتتبعها من الجَهد والمشقة والعنت، ووقتكم ووقت المشرفين أثمن من تبديده في ملاحقة العناوين.
/// ومن هذا الباب ما يفعله بعض الإخوة وفقهم الله من ذكر عناوين مبهمة كـ (سؤال مهم)، (وقضية هامة) و (للضرورة)!!، ونحو ذلك ممَّا لا يعطي تصوُّرًا لمحتوى العنوان.
/// ولذا نرجو من الإخوة كتابة طلبهم أوعنوان موضوعهم بصورة واضحة كـ (سؤال مهم في ... ) ويذكر ما يريد أن يسأل عنه، ونحو ذلك.
/// ونهيب بالإخوة أيضًا ترك العناوين الصحفيَّة المثيرة التي لا يراد بها الحقيقة ..
/// كما نعيد التنبيه أيضًا على أهميَّة وضع الموضوع الجديد في مكانه المناسب من مجالس المنتدى، وخاصَّة ما يتعلَّق بالإعلانات ونحوها فمكانها المناسب لها: (استراحة المجلس).
/// وفَّقكم الله ونفع بكم ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 10:43]ـ
جزاكم الله خيرا أباحماد والشيخ عدنان وبقية المشرفين الكرام على جهودكم المباركة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 03:18]ـ
درر!!
جزاكم الله خيراً.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 06:56]ـ
/// بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا وبقية الإخوة الكرام ..
/// تنبيهان إضافيَّان -يتعلقان بالمرفقات الصوتية أوالكتابية أوالإعلانات عن المحاضرات ونحوها- يضافان على التنبيهات السابقة:
1 - تأمل الإدراة من جميع الإخوة الأعضاء الالتزام بعمل فهرسة أو تلخيص أوإشارة ولو مختصرةٍ عن محتوى الصوتيات أوالملفَّات المرفقة التي يحيل إليها بعض الإخوة في المنتدى، وخاصة فيما يتعلَّق بالمحاضرات أوالكلمات.
/// والإدراة تأسف مقدَّمًا من حذف المواضيع التي لا يظهر فيها محتوى المحاضرة أوالمرفق بتوضيحٍ من صاحب الموضوع.
2 - كما تأمل الإدراة منكم الالتزام بوضع مواضيع الإعلانات، كمحاضرة، أو درس، أوكلمة، أودورةٍ، أوبثٍّ مباشر في "استراحة المنتدى"، فقد لوحظ أخيرًا على بعض الأعضاء طرقهم هذه المواضيع في المجلس الشرعي. وإنما أنشأت الاستراحة لمثل هذا.
/// وقد سبق التنبيه على هذا مرارًا؛ لكن لوحظ مؤخَّرًا إغراق المجلس الشرعي من بعض الإخوة بالإعلانات عن المحاضرات والصوتيات ونحوها.
/// وفَّقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 07:24]ـ
بارك الله فيكم. .
والحقيقة عجبي لا ينقضي من بعض الأعضاء القدامى الذين تنقل لهم - تقريبا يوميا - موضوعات إعلانية من المجلس الشرعي إلى الإستراحة، ومع ذلك يعيد الكرة، وكأن القوم لا يعون!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:18]ـ
/// بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا وبقية الإخوة الكرام ..
/// تنبيهان إضافيَّان -يتعلقان بالمرفقات الصوتية أوالكتابية أوالإعلانات عن المحاضرات ونحوها- يضافان على التنبيهات السابقة:
1 - تأمل الإدراة من جميع الإخوة الأعضاء الالتزام بعمل فهرسة أو تلخيص أوإشارة ولو مختصرةٍ عن محتوى الصوتيات أوالملفَّات المرفقة التي يحيل إليها بعض الإخوة في المنتدى، وخاصة فيما يتعلَّق بالمحاضرات أوالكلمات.
/// والإدراة تأسف مقدَّمًا من حذف المواضيع التي لا يظهر فيها محتوى المحاضرة أوالمرفق بتوضيحٍ من صاحب الموضوع ..
/// كما لا ننسى أن نذكِّركم بأنَّ المسلمين على شروطهم. فتأمل الإدارة فيمن يرفق ملفًا أونحوه أن لا يكون مشتملًا على ما يخالف شروط هذا المنتدى؛ من المواد التي لا يسمح بنشرها.
ـ[في بحر التاريخ]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 05:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:20]ـ
/// تنبيهٌ وتذكيرٌ للإخوة الكرام:
الاخوة الكرام كتاب المنتدى وفقكم الله
نرغب لفت نظركم الى ان وضع روابط سيئة في هذا المنتدى ستحذف مباشرة حتى لو ان الموضوع المراد دلالة الاخرين عليه موضوع شرعي او اخباري او غير ذلك لان الدلالة على اماكن الشر امر لا يجوز شرعا وفيها اثم على من دل عليها اورضيها ونرى الاحالة على المواقع الاسلامية لتحميل كتب اوغيرها
ـ[ابو الحسن الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اشكركم على المجهودات الطيبة التي تقومون بها لاجل نشر المعرفة فارجو ان تعينوني على ايجاد كتاب نفيس جدا الا وهو تاريخ الجزائر للعلامة مبارك الميلي فارجو ان توفقوا لذلك. وشكرا
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[28 - Nov-2008, صباحاً 04:59]ـ
[ CENTER] ثانياً:
لاحظنا وجود بعض التجاوزات في العبارات، واستعمال خشن اللفظ وهُجر القول، وهذا مما لا يليق بعامة أهل الإسلام، فضلاً عن خاصته من طلبة العلم وروّاد الشريعة، والكلمة الطيبة صدقة، ومن لانت كلمته عظم قدره ووجبت محبته، وما يزال المرء بخير ما حبس لسانه عن التخوض في الباطل، أو الوقيعة في إخوانه.
[/ JUSTIFY]
إني من عوام الناس، وألحظ هذا بكثرة في نقاشات طلبة العلم في هذا المجلس، ولعلي أهيب بهم أن يكونوا قدوة خير لغيرهم من الناس. وشكر الله لك مشرفنا على هذه التبيهات.
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 08:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نصائح هامة ومفيدة
ـ[المشتاقة لجنة الرحمن]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 10:11]ـ
بارك الله فيكم
وأؤكد على التنبيهين الآتيين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 12:24]ـ
مشكور يا أبا حماد وجزاك الله خيرا
ـ[مهدي صالح]ــــــــ[10 - Jan-2009, مساء 01:34]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 03:43]ـ
جزاكم الله خيرا
وفقكم الله
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 07:07]ـ
... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 06:11]ـ
ما أجمل الدر الذي لاحظته ........ من أصل ذا الأسلوب قد ألفيته
دراً زبرجد بلا علا أكثر وذا ...... حكماً من الآيات حقا حزته (ابتسامة)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 03:45]ـ
تنبيهات مهمة ..
بارك الله فيكم ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 11:23]ـ
وكذلك أرجو مراعاة ما يلي:
* من يطلب كتاباً يجب أن يكون عنوان موضوعه (طلب كتاب كذا)، أو عبارة بهذا المعنى.
ـ[أبوحسام الدين]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير هيئة الألوكة الكرام على هذه التنبيهات، وحبذا لو حذفت المشاركة التي تحوي سب أو رمي لعضو ببدعة أو ضلالة عينا من غير توفر الشروط والضوابط الشرعية
ويكون من الأفضل أن يكون من حق أي عضو أهين في مشاركة ما أن يطلب بحذف هذه المشاركة حتى يستقيم الحوار وفق الضوابط الشرعية والأخلاق الإسلامية.
وأيضا ربما خالف عضو بمشاركة القائمين على الموقع في مسألة علمية أو عملية، فهل يتم حذف هذه المشاركة دون نقاش علمي وتوضيح لما فيها من خطأ؟ أم تترك للنقاش العلمي الحر وفق الضوابط الشرعية. فربما يأتي صوفي أو أشعري أو صاحب بدعة ويناظر ويحاور فيها منهم من يريد معرفة الحق ومنهم من يظن أن هذا هو الحق، فبالحوار العلمي الهادئ يتبين له الحق والهدى.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 03:25]ـ
جزيتم خيرا
ـ[دجانة]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 03:27]ـ
جزاكم الله خيرًا وأحسن الله اليكم
ـ[سفيان عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 03:30]ـ
بارك الله فيك أخي وجمع الله القلوب على الإسلام
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 04:38]ـ
جزيتم خيرا،،
نلتزم بها إن شاء الله
ـ[أبو عمر بن سالم]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 03:30]ـ
جزاكم الله خيرا و أرجو أن تكون النصيحة وصلت
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 11:07]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 10:50]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
شكر الله لكم وجزاكم على هده النصيحة.ونسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوب الجميع.
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 12:52]ـ
بورك فيكم
مما زادني إعجابا بهذا المنتدى أنه بدأ يتوجه للعالمية
وله شهرة عند العامة(/)
الرد على شبهة الرافضة (كانت عائشة سوداء قبيحة المنظر)
ـ[معاذ]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الخبيث المدعو سعيد السماوي في مقال له:
(لقد استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتحل عن دار الدنيا وعمر عائشة على ما ينقل المؤرخون لم يتجاوز العشرين عاما، وكانت سوداء أدماء قبيحة المنظر، فقد جاء: "قال عباد بن العوام: قلت لسهيل بن ذكوان: أرأيت عائشة؟ قال: نعم، قلت صفها لي. قال: كانت أدماء. ولكن المؤرخين ورجال السير لم يحتملوا هذا الوصف من ابن ذكوان فرموه بالكذب حتى تبقى الصورة الوهمية في عقولهم بأن عائشة شقراء بيضاء وملكة جمال!! حيث جاء: "قال غير عباد: كانت شقراء بيضاء، واتهمه – أي ابن ذكوان – ابن معين بالكذب!.
هكذا يقول هذا المائق المارق.
و الجواب إن شاء الله على هذه الفرية، من وجهين:
أولا: أقول لهذا الملعون: إن الرواية التي ذكرتها تفيد أن عائشة كانت أدماء!! و الأدْمةُ: السمرة و الآدَمُ من الناس: الأسمر، و يقول أَهلُ اللغة: إنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب، وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب، أنظر: مختار الصحاح 1/ 4؛ لسان العرب 12/ 12.
و من المعلوم أن السمرة ليست معيارا للقبح، بل إن الكثير من الرجال و النساء؛ المشربة بشرتهم بسمرة، تجدهم على قدر عال من الجمال، بل هي من أعظم صفات الجمال عند الكثير من الناس. و قد جاء في الحديث في وصف المسيح ابن مريم عليه السلام: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ? يقول: (بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء قلت من هذا قالوا هذا بن مريم ... ) متفق عليه.
إذن فالأدْمَةُ لا تستلزم القبح، فقد يكون الإنسان الأبيض البشرة قبيح الوجه و بالعكس، و قد يكون الإنسان الآدم جميل الوجه و بالعكس.
و الحديث الذي ذكرته ينص على أنها كانت أدماء، فمن أين لك أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم كانت سوداء قبيحة؟؟؟
أهذا هو الورع الذي تعلمته عن الأئمة كما تحاول أن تفهمنا؟؟؟، أم أنه محض الكذب و الافتراء؟؟؟.
أما وجدت في كتاب آية يقول فيها المولى عز و جل: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة8.؟؟؟
و قد جاء في تفسير العسكري في عقوبة من يبغض آل البيت رضي الله عنهم وصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله و صحبه وسلم: «إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين، أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين» تفسير العسكري: (ص:196)
ثانيا: من المعلوم عند أهل الأصول، أن التأويل فرع عن التصحيح، فما لا يصح سنده رواية، لا يُتَبَنَّى فقهه دراية.
و قبل أن نطبق هذه القاعدة على روايتنا هذه أحب أن أذكرك بتعهدك، بأن كل ما تنقله سيكون من المصادر المعتبرة عند أهل السنة، و هذا يقتضي منك أن تذكر الروايات التي يحتج بها أهل السنة، لا أن تبحث عن الروايات المكذوبة التي يذكرها أهل العلم في تراجم الهلكى و الكذابين للتدليل على كذبهم و وهائهم.
و إنما ألزَمْتُك بهذا القيد بناءً على ادعائك أنك كنت تبحث عن حقيقةِ فكرة ساعة لقلبك و ساعة لربك، و هذا يستلزم منك الإنصاف!!، لكن يا سبحان الله كلما كتبت حرفا، إلا و دلَّلْت على كذبك في زعمك هذا، و على مدى حقدك و تحاملك على أم المؤمنين، فحسبنا الله و نعم الوكيل.
و لا تعتقد أن ذِكْرَكَ للرواية بصيغة التمريض يغني عنك شيئا، لا و الله فإنما أنت بصدد بحث علمي، يستوجب منك النزاهة و الدقة، خصوصا و خطابك هذا موجه للعوام بالدرجة الأولى، و لعلك نسيت أو جهلت (و الجهل بك أليق) أن المنهج العلمي في البحث و حسن الطرح، دليل على حسن القصد و نقاء السريرة، و هو الأمر الذي يفتقده قَوْمٌ قِوَامُ دينهم الكذب.
و نعود للرواية التي استدللت بها لإثبات كذبك، و أظْهَرت بها مدى فجورك و غيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: لا بد أن نوضح للقارئ مسألة مهمة: و هي أن هذه الرواية لم يذكرها أي من المصنفين، سواء في الصحاح أو المسانيد أو المعاجم أو غيرها، و هذا يدل على عدم اعتبار الرواية من أصلها، و إنما ذكرها أهل التراجم في ترجمة سهيل بن ذكوان هذا، و عادة أهل الجرح و التعديل، ذكر بعض الروايات المنكرة للراوي الضعيف أو المتروك -في ترجمته- تدليلا على وهائه، و هذا ما حصل في ترجمة سهيل بن ذكوان.
ثانيا: لقد كذَّب سهيلَ بن ذكوان هذا الراويُ عنه و هو عباد؛ قبل أن يكذبه أهل الجرح و التعديل –السير- و لا شك أن الراوي عنه أعلم به و بحاله، فليتنبه كل جاهل متحامل مثلك.
ثالثا: أقوال أئمة الجرح و التعديل في حال سهيل بن ذكوان:
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبى يقول قال عباد بن العوام (و هو الراوي عنه) كنا نتهمه بالكذب
و كذا قال البخاري: قال:عباد بن العوام كنا نتهمه بالكذب أي سهيل بن ذكوان
و قال يحيى بن معين: كان كذابا.
و قال مسلم، و النسائي، و الدارقطني: متروك.
و قال الذهبي: واه.
وقال أبو داود: ليس بشيء
و ليست هذه هي الرواية المنكرة الوحيدة لسهيل بن ذكوان، بل له روايات منكرة أخرى، نذكرها هنا بحول الله، لمزيد من البيان لحال هذا الرجل.
قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال: ثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أنا سهيل بن ذكوان أن امرأة استعدت على زوجها عند عبد الله بن الزبير فقالت إنه لا يدعها في حيض ولا في غيره ففرض لها بن الزبير أربع بالليل وأربع بالنهار فقال لا يكفيني يا بن الزبير تمنعني ما أحل الله لي قال إذا أسرفت.3/ 426.
و قال ابن عدي أيضا: ثنا بن حماد ثنا العباس قال سمعت يحيى يقول قال علي بن ثابت يقول رأينا رجلا يعني سهيل بن ذكوان هذا يقوله كان كبير العينين حكاه تعجبا من كذبه لأن إبراهيم النخعي كان أعور.
و هاتين الروايتين تبينان بجلاء كذب سهيل هذا، و نكارة حديثه، خصوصا الرواية الأخيرة التي ادعى فيها أن إبراهيم النخعي كان كبير العينين، و المعروف من صفات إبراهيم النخعي رحمه الله أنه كان أعور.
و هي شبيهة جدا بالرواية التي نتحدث عنها، و التي قال فيها أن أم المؤمنين كانت أدماء، فقد قال غيره من الثقات، أنها كانت بيضاء، و هذا هو الثابت رغم أنوف الرافضة الحاقدين.
يقول ابن عدي: وسهيل بن ذكوان هذا مع ما ينسب إلى الكذب؛ ليس له كثير حديث، وإنما لم يعتبر الناس بكذبه في كثرة رواياته لأنه قليل الرواية، وإنما تبينوا كذبه بمثل ما بينا أن عائشة كانت سوداء، وإن إبراهيم النخعي كان كبير العينين، وعائشة كانت بيضاء، وإبراهيم النخعي أعور، وهو في مقدار ما يرويه ضعيف.
سبب آخر كذَّبه أهل العلم من أجله:
قال ابن حبان في كتابه المجروحين (1/ 353): وكان يدعي شيوخا لم يرهم ويروي عنهم.
قلت: و الآن إليك الدليل القاطع على كذب هذا الرجل، بل و على أنه لم ير أم المؤمنين عائشة قط. قال ابن المديني رحمه الله: (ثنا محمد بن الحسن الواسطي عن سهيل بن ذكوان قال لقيت عائشة بواسط انتهى. وهكذا يكون الكذب فقد ماتت عائشة قبل أن يخط الحجاج مدينة واسط بدهر.) لسان الميزان.3/ 124
و الآن بعد أن بينا حال هذا الرجل، و أثبتنا كذبه، و أنه لم يرى أم المؤمنين بعينه قط، هل ما تزال مصرا على ادعائك أن عائشة كانت أدماء، سوداء، قبيحة المنظر!!! اعتمادا على هذه الرواية المكذوبة؟؟ و التي لم تصرح بكل ما اختلقته من البهتان!!؟
و من يكن الغراب له دليلا ## يمر به على جيف الكلاب
أم أن حقدك على حبيبة رسول الله، هو ما يحملك على و صف زوجة النبي صلى الله عليه و سلم، بصفات لا توجد إلا في مخيلتك المريضة!؟؟؟.
و لا تنسى أن الحديث يدور حول زوجة النبي صلى الله عليه و سلم، الذي قلت في حقه: (كان وسيما، وكان جمال نوره الأخاذ يأسر القلب، ويسحر الروح) فهل يتزوج من هذه صفاته بامرأة هذه صفاتها؟؟؟ {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} الصافات154
و الحقيقة أن عمل الرافضة الخبثاء بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة، أمر جاري به العمل، فكل روايات القوم عن الهلكى، و الوضاعين، و المجاهيل، و لذا لا تكاد تجد في رواياتهم حديثا واحدا صحيحا!، و هذا ما اعترف به كبار علمائهم، يقول الفقيه المحدث الحر العاملي: (يستلزم ضعف الأحاديث كلها عند التحقيق، - لأن الصحيح عندهم-: ((ما رواه العدل، الإمامي، الضابط، في جميع الطبقات)) و لم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادرا، و إنما نصوا على التوثيق، و هو لا يستلزم العدالة، قطعا، بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني، و غيره.) وسائل الشيعة:30/ 260.
هذا هو حال القوم، و ذاك هو حال رواياتهم، فلا غرابة إذا استدلوا بأخبار الهلكى، و الوضاعين، و المجاهيل، خصوصا إذا علمنا أن الكلام حول أناس لا علم لهم بالحديث و علومه. أناس أَلِّف أول كتاب لهم في علم الحديث في القرن السابع الهجري. أناس قصروا الفائدة في علم الحديث على التبرك و دفع تعيير أهل السنة!!!، يقول الفقيه المحدث الشيخ الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة: (و الفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانية، و دفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة، بل منقولة من أصول قدمائهم!) وسائل الشيعة30/ 258
و لأجل التبرك بذكر اتصال سلسلة المخاطبة لم يفرق القوم بين الهلكى و الوضاعين و غيرهم، فأخذوا كل ما وجدوا له سندا و وضعوه في كتبهم، و بنو عليه الأحكام، و تعبدوا الله بها!!!.
إن الروافض قوم لا خلاق لهم ## من أجهل الناس في علم و أكذبه
و الناس في غنية عن رد إفكهم ##لهجنة الرفض و استقباح مذهبه
ألا ترى الجهل فاش بين ربوعهم ## و الصدق أغربُ من عنقاء مُغربه
قال الشعبي رحمه الله: لو شئت أن يملؤا هذا البيت (أي الرافضة) ذهبا وفضة على أن أكذب لهم على علي لفعلوا وكان يقول لو كانت الشيعة من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا. اعتقاد أهل السنة لللالكائي 7/ 1267
أرجوا أن ينقل إلى مواقع الرد على الرافضة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 04:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
موضوع رائع
كنت أنتظر الرّد على هذه الشبهة من زمن
ـ[معاذ]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 04:17]ـ
و إيا ك أخي الفاضل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 01:15]ـ
بارك الله فيك
ـ[معاذ]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 03:07]ـ
و فيك بارك أخي الكري
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 12:00]ـ
لعنه الله
ولا كأنه يتكلم عن زوجة من يزعم أنه نبيه
ـ[معاذ]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 01:46]ـ
لعنه الله
ولا كأنه يتكلم عن زوجة من يزعم أنه نبيه
ماذا كنت تقول لو قرأت مقاله كاملا؟؟، و سمعت طعنه في عرضها بأسلوب قبيح بديء،و تكفيره لها و لأم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما و أرضاهما،
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:40]ـ
جزاك الله خيرا
جاء في كتاب السنة للخلال (476) عن أبي عبد الرحمن قال أبي - الإمام أحمد - عن عائشة: يقال إنها شقراء بيضاء.
رضي الله عنها.
ـ[معاذ]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 04:33]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الباسط عن هذه الإفادة
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 04:20]ـ
طيب
لو سلمنا جدلا انها سوداء وقبيحة
هل يضرها ذلك
"إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
ـ[معاذ]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 05:46]ـ
طيب
لو سلمنا جدلا انها سوداء وقبيحة
هل يضرها ذلك
"إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
صدقت أخي، و لكن هذا الملعون وجد في ذلك مطعناـ حسب زعه ـ فقال: وبسبب قبحها فإنها كانت تكره بشدة سائر أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سيما مولاتنا خديجة (عليها السلام) وقصتها في الإساءة إليها بوقاحة أمام رسول الله وتوبيخه لها على إساءتها لها معروفة ولا حاجة لتكرارها.
و في هذا الرابط تجد بحول الله الرد على هذه الفرية الجديدة
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4971
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 06:30]ـ
^
انا لله وانا اليه راجعون
انقبض قلبي عند رؤية هذا الموضوع
فوالله ماعدت أكتب في هذا المجلس الا لأنني وجدت هذا الموضوع قد حذف
فأنظر اليوم فإذا هو حي يرزق لا أبقاه الله
فلا والله لاأحنث في قسمي
إن أحببتم وجودي في هذا المجلس فابعثوا لي برسالة على البريد الالكتروني
بأنكم حذفتم هذا الموضوع ... هذا شرطي
فهو والله لله رب العالمين
استودعكم الله
السلام عليكم ورحمة الله
*
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 07:06]ـ
لم استطع تعديل المشاركة
وهذه المعدلة
^
انا لله وانا اليه راجعون
انقبض قلبي عند رؤية هذا الموضوع
فوالله ماعدت أكتب في هذا المجلس الا لأنني وجدت هذا الموضوع قد حذف
فأنظر اليوم فإذا هو حي يرزق لا أبقاه الله
وانظروا لمعاذ هذا وما خطت يده الآثمة في مشاركته أعلاه
سم الرفض والنفاق والجهل
*
كنت شابا
التقيت برجل درس في جامعة الامام قبل سبع وعشرين سنة تقريبا
ثم كأنني بعد هذا الزمن الطويل أدركت أنهم فصلوه من الجامعة لسبب ما
مع أنني لم أر مثل ايمانه في كثير من جموع الشباب العائد الى الله
إن لم يكن أفضلهم
وإن كتب الله لي عودة سأحدثكم عن تقواه وإيمانه وحبه لربه
حدثني عن منهج تدريس الشبهات والرد عليها
في جامة الإمام
وذكر فيما ذكر اعتراض بعض المشايخ على تدريس الشبة والرد عليها
وقالوا إن المنهج السليم هو غرس العقيدة السليمة أولا وترسيخها في نفس الطالب ثم يأتي بعد ذلك عرض الشبهات والرد علها
اقول بضوابطه ومحاذيره
كبرت وعلمت وتحققت خطر طرح الشبهات وأقاويل ودعاوى المنافقين والمناوئين للإسلام بدون منهج سديد ذكي حاذق
وبعد
فلا والله لاأحنث في قسمي
إن أحببتم وجودي في هذا المجلس فابعثوا لي برسالة على البريد الالكتروني
بأنكم حذفتم هذا الموضوع ... هذا شرطي
وطرح الموضوع بهذه الهيئة حرام هذه فتواي
فهي والله لله رب العالمين
وتعظيم لفراش رسول رب العالمين
ألم تر ايها المؤمن كيف تلقى هذه القبيحة في وجهك كلما قرأت
عنوان الموضوع
أي تحقيق وتخريج وتنقيح للمناط عملتم على تتبعه
وارساء قواعده واظهار حقيقته في حكمكم على ابقاء الموضوع
حذفتم ردودي بدون توجيه
بدون تصحيح
بدون روية
بدون مقابلة العلة بعلة
فأي دين هذا يا معشر المشايخ
الذي تدينون الله به
لا أعلم غير الاسلام دينكم
ولا سنة غير سنة رسول الله سنتكم
استودعكم الله
السلام عليكم ورحمة الله
*
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 07:33]ـ
جزاك الله خيراً أخي معاذ
أسأل الله أن يشلّ لسانه وأركانه ويكفي المسلمين شرّه
فوالله الذي لا إله غيره إنها -أم المؤمنين- لأحبّ إلينا من آبائنا وأمهاتنا وأولادنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرب]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 10:45]ـ
بارك الله فيكم
ـ[معاذ]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 05:18]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة فلسطين بن أحمد العسكري
حذفتم ردودي بدون توجيه
بدون تصحيح
بدون روية
بدون مقابلة العلة بعلة
نعم حذفوا مشاركتك التي اتهمتني فيها ظلما، و طعنت خلالها في ديني - حسبي الله و نعم الوكيل- كما حذفوا مشاركتي التي رددت عليك فيها، فبالله عليك أين التوجيه منك لموضوعي؟
انا لله وانا اليه راجعون
انقبض قلبي عند رؤية هذا الموضوع
فوالله ماعدت أكتب في هذا المجلس الا لأنني وجدت هذا الموضوع قد حذف
فأنظر اليوم فإذا هو حي يرزق لا أبقاه الله
عجبا أخي تتوقف حين حذف الموضوع ثم تتوقف من جديد حين أعيد أمر عجيب!!!
وانظروا لمعاذ هذا وما خطت يده الآثمة في مشاركته أعلاه
سم الرفض والنفاق والجهل
أجل أنظروا إلى ما خطته يداي فإن وجدتموه في الدفاع عن أم المؤمنين رضي الله عنها، و في الدود عن عرضها و عرض النبي صلى الله عليه و سلم فادعوا لي بالخير و إن وجدتم غير ذلك فسددوني و ادعوا لي بالهداية رحمكم الله.
أما و الله الذي لا إلاه غيره إني لأكتب كلماتي هذه و لا يعلم إلا الله وحده ما أشعر به من أسى و وجد، فوالله الذي لا إلاه غيره ما خططت حرفا إلا حبا لله ثم لرسوله ثم لصحابته و لأم المؤمنين على الخصوص!!
أجل قد تكون صادقا في شعورك، لكن اعلم أخي أنك لست أكثر منا حبا لأم المؤمنين و لا غيرة على عرضها فقد و الله تألمت أشد من ألمك و أنا أقرأ ما سطر في كتب القوم عليهم من الله ما يستحقون. و تألمت أشد الألم و انا أسمع ما يلقى في دروسهم و ما يسطر في منتدياتهم و تتفوهم به شفاههم من السخف و الخُلف و الكفر البواح طعنا في أم المؤمنين و في عرضها.
و إن كان حبك لأم المؤمنين حملك على الطعن في محب لها أشد من حبك لسوء فهمك!! فقد حملني حبي لأم المؤمنين على جمع الشبهات و الافتراءات و الرد عليها.
و قد و الله اخذ ذلك مني وقتا في جمع الشبه و الافتراءات و الرد عليها و حاولت أن أكتب مؤلفا أبين فيه فضائل أم المؤمنين و شمائلها ثم أعرج على هذه الشبهات فأفندها بحول الله. و قد اتيت بحول الله على الكثير من هذه الافتراءات و الشبهات المزعومة، لكن و في صدد البحث استوقفني أمر مهم و هو: أنني لاحظت أن أغلب الحاقدين الطاعنين يتسترون وراء دعوى البحث التاريخي الذي أوصلهم إلى ما يدعون فوجدت نفسي مضطرا إلى إدراج فصل حول ضوابط البحث في التاريخ الإسلامي و هو المبحث الذي ليس بالسهل ناهيك عن ما يحتاجه من وقت.
فقررت استلال بعض الشبهات و الافتراءات التي لم أجد لها جوابا في كتاب أو منتدى ثم أنشرها ليستفيد منها المسلمون، و راعيت في هذه الافتراءات ما انتشر في المنتديات و بالخصوص في غرف البالتولك و على مجلات القوم القذرة، و إن كنت أنت لم تسمع بها فاعلم علمني الله و إياك أنها أكثر من أن تحصى، و تردد في كل حين و مكان فصار أمر الرد على هذه الافتراءات واجبا، و إليك هذا الرابط تجد لي فيه كلمة حول ضوابط الرد على أهل البدع
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4949
وانظروا لمعاذ هذا وما خطت يده الآثمة في مشاركته أعلاه
سم الرفض والنفاق والجهل
طعنت في ديني في المرة السابقة و كررت الأمر هاهنا فحسبي الله و نعم الوكيل، أقبل لك الوصف بالجهل فقول الله عز و جل يؤيده {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} الأحزاب72 لكن من أين لك أنني منافق: {أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} مريم78 و من أين لك أنني رافضي؟؟ و لله الحمد كل من عرفني يعرف بغضي للقوم و يعلم مناظراتي معهم على البالتولك و على منتدياتهم، لكن أخانا الفاضل فلسطين العسكري اطلع على الغيب فأخرج المخبوء على طريقة من يقول نأخذ علمنا مباشرة من الرزاق و لا حول و لا قوة إلا بالله، أجل استوقفتني كلمة منك إلى المشرفين حيث تقول:
حذفتم ردودي بدون توجيه
بدون تصحيح
بدون روية
بدون مقابلة العلة بعلة
فأي دين هذا يا معشر المشايخ
الذي تدينون الله به
لا أعلم غير الاسلام دينكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا سنة غير سنة رسول الله سنتكم
أجل أخي أين توجيهك إلي؟ فقد طعنت مباشرة في ديني قبل أن توجه إلي أي نصيحة، و أين مقابلة العلة بالعلة؟
أجل ثأرت لنفسك لمجرد أن مداخلتك حذفت- مع أن مداخلتي حذفت معها- و لم تشعر بوخز ضمير و أنت تعمد إلى جهادي الذي أتقرب به إلى الله في الدفاع عن أم المؤمنين فتجعل منه موبقة بل لم ترضى بذلك حتى طعنت في ديني و وصفتني بالرفض و النفاق و لا أخالك تعرف ما معنى أن ترمي أحدا بالنفاق و إلا لما تفوهت بها و كأنك لم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم: {أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال و إلا رجعت عليه} رواه البخاري و مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
فلا والله لاأحنث في قسمي
إن أحببتم وجودي في هذا المجلس فابعثوا لي برسالة على البريد الالكتروني
بأنكم حذفتم هذا الموضوع ... هذا شرطي
وطرح الموضوع بهذه الهيئة حرام هذه فتواي
فهي والله لله رب العالمين
وتعظيم لفراش رسول رب العالمين
ألم تر ايها المؤمن كيف تلقى هذه القبيحة في وجهك كلما قرأت
عنوان الموضوع
لن أطيل التعليق على كلامك هذا و لكن اعلم اخي ان وجودي و وجودك في هذا المنتدى من عدمهم لن يقدم و لن يؤخر شيئا في هذا المنتدى فسيره لا يتوقف على أحد منا.
أما قولك: طرح الموضوع بهذه الهيئة حرام فالأمر كما قلت أنها فتواك فإن كنت اهلا للفتوى كما تحب أن توحي إلينا فأنت تدو ر بين الأجر و الأجرين، و لكن اعلم هداني الله و إياك إلى ما اختلف فيه من الحق: أنني ما ذكرت الموضع بالعنوان الذي عنونت له به إلا لمسألة مهمة، أولا: لأنني كما قلت اقتبست بعض الشبهات من كتابي السالف الذكر فلم أعمد إلى تنقيح، كما انني ذكرت أنها شبهة على أساس ان الرافضي عليه من الله ما يستحق قد اعتمد في طعوناته و مزاعمه على أحاديث من كتب أهل السنة، بيد انني بينت خلال البحث و إثر الرد على الشبهات انها افتراءات جائرة من حاقد ملعون، أيضا من الأسباب انتشار هذه الافتراءات فصدرت الرد على كل شبهة و فرية بقولي الرد على شبهة الرافضة ثم ذكرت نوع الشبهة و الفرية بين قوسين فلماذا يا أخي أهملت هذا كله على طريقة الرافضة أنفسهم؟؟؟؟ نعم أخي لو أن مداخلتك صبت حول العنوان لكان معك بعض الحق فلو صدرتهُا بقولي رد فرية الرافضة لكان أولى - و أنا من هنا أهيب بالمشرفين تغيير شبهة الرافضة إلى فرية الرافضة، أما ذكر الشبهة بين قوسين فلا أظنه يقدح في أم المؤمنين و لا في ديني و حبي لها رضي الله عنها و أرضاها.
ثم أقول لك أخي بالله عليك أسألك بالله هل قرأت الرد؟ أم انك فقط قرأت العنوان دون تثبت و لا روية ثم أخذت تنهال بالأحكام هكذا جزافا!!!؟ فحسبي الله و نعم الوكيل.
و أسالك سؤالا مقابلا الان فأقول ماذا لو اتهمتك بالرفض مدعيا أنك تحاول حذف الموضوع الذي أدافع فيه عن أم المؤمنين حتى لا تجد من يرد على هذه الفرية و أخذت أطعن في دينك و أتهمك بالرفض و النفاق!! ماذا كان يكون حالك؟؟؟؟ تنبه أخي فما هكذا تورد الإبل.
و جرح ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند
و على العموم فإن كانت هذه محاولتك فقد نجحت إلى حد ما فقد كنت نشرت إلى حينها الرد على ثلاث افتراءات و بعد مداخلتك توقفت عن ذكر غيرها و إليك روابط بقية الافتراءات.
الرد على الفرية الأولى
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4971
الرد على الفرية الثانية
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4968(/)
كتاب ابن الغرس من مصادر العجلوني في كشف الخفا ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 05:51]ـ
لابن الغرس «كشف الالتباس فيما خفي على كثير من الناس» ألفه في الأحاديث الموضوعة، وهو من مصادر العجلوني، فاستفده، وله كذلك من التآليف: «نظم الكنز»، و «نظم مراتب الوجود»، للإمام عبد القادر الجيلي. راجع ترجمته عند المحبي ...
ومن مشايخ ابن الغرس: الشيخ حجازي الواعظ (ت 1035 هـ)، له شرح على «الجامع الصغير» للسيوطي، وغير ذلك مما تراه عند الكتاني، فاغتنمه ...
وعليه، فقول العجلوني: (وفي ابن الغرس)
يعني: في «كشف الالتباس فيما خفي على كثير من الناس»، والله أعلم وأحكم.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 09:35]ـ
(كشف الالتباس فيما خفي على كثير من الناس)
هل هذا الكتاب موجود أم مفقود؟(/)
إسناد عال، وبيت خال ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 05:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(إسناد عال وبيت خال)
قال الإمام ابن الصلاح رحمه الله، كما في «معرفة أنواع علم الحديث» ص 231، ط: عتر:
((قال الإمام أحمد رحمه الله: «الإسناد العالي سُنَّة عمَّن سلف».
وقد رُوِّينا أنَّ يحيى بن معين رضي الله عنه قيل له في مرضه الذي مات فيه: «ما تشتهي؟ قال: بيت خالي وإسناد عالي».
(قال ابن الصلاح) العُلوّ يُبْعِدُ الإسنادَ من الخلل؛ لأنَّ كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوًا أو عمدًا، ففي قلتهم قلة جهات الخلل، وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل، وهذا جلي واضح)).اهـ
قلت: ما ساقه ابن الصلاح رحمه الله خلاصة خلاصة أصول البحث العلمي، وعصارة العصارة، وهو ينسحب على كافة العلوم، من علم اللغة، إلى علم السُّنَّة (العقيدة) (1)، وما بينهما.
فالمرجع في كل فن قول أهله بالإسناد العالي، ومن أصولهم المعتمدة، لا وسائط، لا حواجز، لا خلل، لا اضطراب، لا غلط، لا سوء فهم، لا تأويل ...
_____
(1) وقد سمَّى -كما هو معلوم مشهور- الأستاذ سيد سابق كتابه الشهير بـ: «فقه السنة»؛ وهذه التسمية في نظري معيبة، فإن السنة اسم عام يشمل أصول العقيدة، والحلال والحرام، والفضائل والآداب، ولو سمَّاه: «فقه الأحكام» لكان أحسن في نظري، والله تعالى أعلم.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 05:55]ـ
نماذج من الخبط الذي يزعمونه علما ...
تجد بعض الطيبين من العوام الذي لم يشموا رائحة العلم في يوم من الأيام، ولم يذوقوا حلاوته ومكابدته، يعهد إلى بعض الأحاديث والآثار المسندة فيخرّجها من كتب الفهارس، أو من الكتب التي ليس لها عناية بسياق الإسناد، أو من كتب مصادرها معروفة مشهورة متداولة
وهذا المقاصد الحسنة أنموذجا:
وهذه فائدة أرجو أن ينفع بها مَن شاء الله من عباده ...
متى يلجأ الباحث إلى كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي - وقِس عليه نظائره -؟
في حالات، منها:
- أن يكون مصدر السخاوي مفقودا أو عزيز الوجود.
- أن يُذيّل السخاوي التخريج بحُكم، أو فائدة أو استدراك، وهكذا ...
أما في حالة اقتصار السخاوي على التخريج من مصادر مشهورة متداولة متوافرة، وعدم تذييله التخريج بحُكم أو استدراك أو فائدة، فمن المعيب اتخاذ المقاصد في هذه الحالة واسطة ... .
نعم لك بعد تخريج الحديث من أصوله، أن تقول: وأورده السخاوي في «المقاصد».
وفي هذا إشاره إلى أنه من المشهور المتداول الذي لم يصح ...
وقد يزيد الخابط الطين بلة، فيتعالم وينتفخ انتفاخ الهزال، فيقول: وقال العجلوني في كشف الخفا ... ولم يدر المسكين أن كشف الخفا مختصر من المقاصد الحسنة ... وإن زاد العجلوني ...
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 05:56]ـ
وتجد بعض المتعالمين الذي يزعمون التحقيق، بل النفخ والتعالم بهم ألصق، لا يكتفون بتخريج الأحاديث من الأصول المشهورة الستة ... بل يأتون وينفخون الكتاب بالتخاريج التي يزعمونها علما، فيقولون أخرجه الفلاني المتوفى 204 ومن طريقه العلاني المتوفى عام 748 مثلا ...
ثم تنظر ما فائدة سوق هذا السيل العرم من المراجع والتخاريج = لا فائدة سوى أنا أنا ... تعالم وكذب ...
أنا أريد تخريج يحل إشكال، يزيل لبس، ... ، أما التخريج للتكثّر وكفى، فليس هذا بشأن أهل العلم ...
ـ[خالد العامري]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 07:32]ـ
أخي الكريم بان المنير _وفقك الله_: لعلك تستدرك على ما كتبتَ في المشاركة رقم (3).
فلا أظنك تقول بأن يكتفي الباحث على ما في الكتب الستة، بل هذا إلى القصور أقرب. وأنت وإن كنت _حفظك الله_ قد أشرت إلى أهمية أن يسهم التخريج في حل إشكالٍ أو إزالة لبس، إلا أنه في معلومك أن هذا لا يتأتى إلا بعد بسط.
كلامك في الجملة فيه تنبيهاتٌ مهمة، وفقك الله.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ... سياق كلامي قاض على مرادي ... وقد بان لك وظهر بما لا مزيد عليه ... فالحمد لله على توفيقه عل كل حال ...
ـ[أبو بلال منير]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من وصفه رب العرش الكريم في كتابه العزيز الحكيم بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم.
أخي الفاضل ابن المنير السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اسمح لي أولا إن قلت لك أنه استعصى علي فهم ما تقصده من كلامك: (وتجد بعض المتعالمين الذي (كذا) يزعمون التحقيق، بل النفخ والتعالم بهم ألصق، لا يكتفون بتخريج الأحاديث من الأصول المشهورة الستة ... بل يأتون وينفخون الكتاب بالتخاريج التي يزعمونها علما، فيقولون أخرجه الفلاني المتوفى 204 ومن طريقه العلاني المتوفى عام 748 مثلا ...
ثم تنظر ما فائدة سوق هذا السيل العرم من المراجع والتخاريج = لا فائدة سوى أنا أنا ... تعالم وكذب ...
أنا أريد تخريج يحل إشكال، يزيل لبس، ... ، أما التخريج للتكثّر وكفى، فليس هذا بشأن أهل العلم ...
ماذا تقصد من قولك: أنا أنا ... تعالم وكذب؟ ومن وقفت عليه خرج حديثا على الشكل الذي ذكرته في المثال؟ (أخرجه الفلاني المتوفى 204 ومن طريقه العلاني المتوفى عام 748؟) حبذا لو وضحت أكثر حتى لا يتأول كلامك على غير محمله.
وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 07:50]ـ
كثرة الطرق في تخريج الحديث أحياناً قد يستدل عليها بهذه الآية "ألهاكم التكاثر"
لأن المرء قد ينشغل بحصر طرق لا يحتاج إليها في معرفة حكم الحديث عن معرفة حكمه، و الشيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، كان يراد بالطريق معرفة حكم الحديث، فصار تطلب بعض الطرق يشغل عن معرفة حكم الحديث(/)
المفاضلة بين رائحة (المسك) و (غيره من الأطياب) في النصوص الشرعية.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 09:53]ـ
/// المفاضلة بين رائحة (المسك) و (غيره من الأطياب) في النصوص الشرعية ///
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسَّلام على نبيه وصحبه وآله وأتباعه .... أمَّا بعد
فإنَّ الملاحظ في كثيرٍ من الأحاديث التي في نصوصها تعلُّق بالرَّائحة الطِّيبة تعليق وصف طيب الرَّائحة أو المفاضلة بينها وبين غيرها برائحة (المسك).
- كحديث: المسك أطيب الطيب، وجوابه عندما سُئِل عن المسك فقال: أطيب طيبكم، وفي لفظ: أطيب طيبكم المسك، وفي آخر: خير طيبكم المسك.
- وحديث: خُلوف فم الصَّائم.
- وحديث: ريح دم الشَّهيد.
- وكذا بعض ما ذُكِر من نعيم الجنَّة ... وغيرها من النُّصوص الكثيرة.
/// والمسألة ههنا: هل المسك أطيب الطِّيب مطلقًا في نفس الأمر، أو في تفضيله تفصيل؟
/// فالوجه الأول: إنْ قيل: إنَّه أطيب مطلقًا في نفس الأمر، فما الجواب عن انصراف النَّاس عنه، ورغبتهم عنه؟
/// هل يُقال جوابًا: إنَّ سبب ذلك هو انحراف الفطرة والذَّوق، فصار انحراف ذوق كثيرٍ من النَّاس سببًا في كونهم لايحبُّونه، بلْه تفضيله على غيره من الأطياب؟
/// أو يُقال جوابًا آخر: إنَّ الجيد من طِيب (المسك) الممدوح غير موجود الآن، أوبقِلَّة؛ لكنَّه غير مشهورٍ، إذ المسك في زمن النَّبيٍّ صلى الله عليه وسلَّم هو غير الموجود حاليًّا؛ لكثرة الغشِّ في هذا الباب أو غيره من الأسباب.
/// والوجه الثَّاني: إنْ قيل: إنَّه ليس أطيب مطلقًا في مقصود ألفاظ النُّصوص، فكيف الجواب عمَّا جاء في صريح الأحاديث من بيان فضْلِه بل تفضيْلِه؟
/// هل يُقال جوابًا: إنَّه تمثيل للتَّقريب بما يُفهم في ذاك العصر، والمتوفِّر ممَّا هو متداول بين المخاطبين كثيرًا، كحديث تفضيل الثَّريد على سائر الطَّعام.
- وأنَّ الأذواق تختلف في زمن الصَّحابة والآن، فالنَّبيُّ (ص) يخبر بواقع ذوقهم حالهم حينئذٍ؟ وللنَّاس فيما يعشقون مذاهب!
/// المسألة عندي محتملة، لكنَّ القلب إلى الأول أميل؛ لأنَّ حديث رائحة الشَّهيد يرجِّح كونه مقصودًا بالتَّفضيل، والله أعلم.
/// ولعلَّ الإخوة الكرام يشاركوننا بالبحث لنسْتفيد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 01:11]ـ
شكر لكم أبا عاصم ونفع بكم وبارك الله فيكم
لا يخفاكم أن المسك أنواع كثيرة، ولعل أحسن وأغلها لم يشمه أكثر الناس ولم يروه لندرته وغلاء ثمنه.
وهذا رابط فيها فوائد عن أنواعه وطريقة استخراجه ....
http://www.khayma.com/HAWAJ/misk.htm
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 07:09]ـ
بارك الله فيكم أباعبدالله، وقد أشرتُ إلى ما أشرتَ إليه على وجه الاحتمال لا الجزم؛ إذ لا أعلم شيئًا أجزم به في هذا الباب، فعل تعلمُه عند أهل الطِّيب وبائعيه والخبراء فيه؟
/// أو يُقال جوابًا آخر: إنَّ من جودة طِيب (المسك) نفسه غير موجودة الآن، أوبقِلَّة لكنَّه غير مشهورٍ، وما كان من المسك في زمن النَّبيٍّ صلى الله عليه وسلَّم هو غير الموجود حاليًّا، نظرًا لكثرة الغشِّ في هذا الباب.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 12:41]ـ
إنَّ من جودة طِيب (المسك) نفسه غير موجودة الآن، أوبقِلَّة لكنَّه غير مشهورٍ، وما كان من المسك في زمن النَّبيٍّ صلى الله عليه وسلَّم هو غير الموجود حاليًّا، نظرًا لكثرة الغشِّ في هذا الباب. [/ size][/color]
نعم الموجود في محلات العطارة اليوم ليس هو المسك المعروف عند أهل هذه الصناعة، والمسك الأصلي: نادر جداً، وغالٍ جداً، والسبب نفاسته في نفسه، وقلة مصادره، ولذا منعت الدول تصديره خارج بلادها، لأنه يعد عندهم ثرة وطنية، ولهذا يمنعون إنتاجه بكميات تجارية حماية للبيئة، وللغزلان التي يستخرج منها.
وقد رأيته (مهرباً) عند بعض الخاصة من أهل الصنعة.
ثم إن المسك الأصلي لا يستعمل مباشرة في التطيب، لكونه حاد الرائحة جداً، ولذا يخلطونه بما يكسر حدته من الأدهان النفيسة.
وخلطه بالأدهان الخسيسة مضرٌ برائحته، ولهذا لا تجد تجار الصنعة يتاجرون به لما ذكر أعلاه، ولكلفته الباهظة عليهم لو خلطوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّه تمثيل للتَّقريب بما يُفهم في ذاك العصر، والمتوفِّر ممَّا هو متداول بين المخاطبين كثيرًا، كحديث فضل الثَّريد على سائر الطَّعام.
- وأنَّ الأذواق تختلف في زمن الصَّحابة والآن، فالنَّبيُّ (ص) يخبر بواقع ذوقهم حالهم حينئذٍ؟ وللنَّاس فيما يعشقون مذاهب!
[/ size][/color]
وهذا أيضاً صحيح فما يزالون مختلفين في كل شيء
=========================
وبالمناسبة يا شيخ عدنان: ما دمت طرقت تفاوت الأذواق ونسبيتها، فقد كنت نقلتُ كلاماً لابن حزم حول نسبية الذوق في الجمال، ربما يهمكم، واستغفر لأخيك من اللمم إن كان!:
الباب السابع
من أحب صفة لم يستحسن بعدها غيرها مما يخالفها
واعلم أعزك الله أن للحب حكما على النفوس ماضياً، وسلطاناً قاضياً، وأمراً لا يخالف،
وحداً لا يعصى، وملكاً لا يتعدى، وطاعة لا تصرف، ونفاذاً لا يرد؛ وأنه ينقض المرر، ويحل
المبرم، ويحلل الجامد، ويخل الثابت، ويحل الشغاف، ويحل الممنوع، ولقد شاهدت كثيراً من
الناس لا يتهمون في تمييزهم، ولا يخاف عليهم سقوط في معرفتهم، ولا اختلال بحسن
اختيارهم، ولا تقصير في حدسهم، قد وصفوا أحباباً لهم تفي بعض صفاتهم بما ليس
بمستحسن عند الناس ولا يرضى في الجمال، فصارت هجيراهم، وعرضة لأهوائهم، ومنتهى
استحسانهم ثم مضى أولئك إما بسلو أو بين أو هجر أو بعض عوارض الحب، وما فارقهم
استحسان تلك الصفات ولا بان عنهم تفضيلها، على ما هو أفضل منها في الخليقة، ولا
مالوا إلى سواها؛ بل صارت تلك الصفات المستجادة عند الناس مهجورة عندهم وساقطة
لديهم إلى أن فارقوا الدنيا وانقضت أعمارهم، حنينا منهم إلى من فقدوه، وألفة لمن
صحبوه. وما أقول إن ذلك كان تصنعاً لكن طبعاً حقيقياً واختياراً لا دخل فيه، ولا يرون
سواه، ولا يقولون في طي عقدهم بغيره. وإني لأعرف من كان في جيد حبيبه بعض الوقص
فما استحسن أغيد ولا غيداء بعد ذلك. وأعرف من كان أول علاقته بجارة مائلة إلى
القصر فما أحب طويلة بعد هذا. وأعرف أيضاً من هوى جارية في فمها فوه لطيف فلقد
كان يتقذر كل فم صغير ويذمه ويكرهه الكراهية الصحيحة. وما أصف عن منقوصي
الحظوظ في العلم والأدب لكن عن أوفر الناس قسطاً في الإدراك، وأحقهم باسم الفهم
والدراية.
وعني أخبرك أني أحببت في صباي جارية لي شقراء الشعر فما استحسنت من ذلك
الوقت سوداء الشعر، ولو أنه على الشمس أو على صورة الحسن نفسه وإني لأجد هذا في
أصل تركيبي من ذلك الوقت، لا تؤاتيني نفسي على سواه ولا تحب غيره البتة، وهذا
العارض بعينه عرض لأبي رضي الله عنه وعلى ذلك جرى إلى أن وافاه أجله.
وأما جماعة خلفاء بني مروان - رحمهم الله - ولا سيم ولد الناصر منهم، فكلهم مجبولون
على تفضيل الشقرة، لا يختلف في ذلك منهم مختلف. وقد رأيناهم ورأينا من رآهم من لدن
دولة الناصر إلى الآن فما منهم إلا أشقر نزاعاً إلى أمهاتهم، حتى قد صار ذلك فيهم خلقة،
حاشى سليمان الظافر رحمه الله، فإني رأيته أسود اللمة واللحية.
وأما الناصر والحكم والمستنصر رضي الله عنهما فحدثني الوزير أبي رحمه الله وغيره
أنهما كانا أشقرين أشهلين، وكذلك هشام المؤيد ومحمد المهدي وعبد الرحمن المرتضى
رحمهم الله، فإني قد رأيتهم مراراً ودخلت عليهم فرأيتهم شقراً شهلاً، وهكذا أولادهم
وأخوتهم وجميع أقاربهم، فلا أدري أذلك استحسان مركب في جميعهم أم لرواية كانت عند
أسلافهم في ذلك فجروا عليها. وهذا ظاهر في شعر عبد الملك بن مروان بن عبد الرحمن
بن مروان بن أمير المؤمنين الناصر وهو المعروف بالطليق، وكان أشعر أهل الأندلس ......
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 06:33]ـ
بارك الله فيكم أبا عبدالله ونفع بكم ..
وجزاكم الله خيرًا على هذه المعلومات القيَّمة ..
ولو عندكم شيءٌ من المسك (المهرَّب) فلعلَّكم تمكِّننا من اشتمامه (ابتسامة) .. حتى نعرف فضيلة هذا الطِّيب الذي أكثر النَّبيُّ (ص) من الثناء عليه.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 01:21]ـ
للأسف ليس عندي شيءٌ منه، ولو كان لكنتم من أولى الناس بتطييبه بأيديكم، على ما قال أبو الطيب:
الطيب أنت إذا أصابك طيبه والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 08:11]ـ
بارك الله فيكم أباعبدالله على لطفكم وإفادتكم ..
وأبقيت ذكراً دونه المسك نافحاً /// /// /// يضوع مدى الأَيام قرنا إلى قرن
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:11]ـ
يرفع للإفادة ..
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 08:43]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وأنا فرحان بالمسك الذي يباع ظناً مني أنه المسك الذي كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 10:13]ـ
أضحك الله سنك ابا الخطاب ,,
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 10:51]ـ
إذا وجدت هذا المسك ياشيخ عدنان، فأنت مدعو والشيخ أبي عبدالله النجدي إلى تناول طعام العشاء عندي، شريطة أن تمسّنا منه قبل الإنصراف. (المعذرة الدعوة خاصة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 12:21]ـ
عندي مداخلة غريبة و انما ذكرني بها لفظة المسك
وهي أن المسك على طيب رائحته و غلاء ثمنه و فضله على سائر الطيب و مع ذلك فان مصدره ليس بحسن اذ هو عبارة عن دم الغزال و أذكر أثرا عن علي رضي الله عنه ان صحّ أنه قال شهوات الدنيا مردّها الى قذارة فالعسل فضلات النحلة و المسك دم غزال و و الشهوة عبارة عن مبال في مبال؟
و يحضرني بيت المتنبي الجميل
و ان تفق الأنام و أنت منهم ... فان المسك بعض دم الغزال
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 03:13]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 11:58]ـ
للفائدة،
لدى عبدالصمد القرشي (وهذه ليست دعاية له) عطر جديد اسمه "عطر الغزال النادر" وهو ليس عطرا خالصا، لأنه على هيئة بخاخ، ورائحته طيبة جدا كما أن ثمنه غال جدا!
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:17]ـ
جزاك الله خيراً ونفعنا الله بكم
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 11:01]ـ
78. ومن علامة الصادق: أنه لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويستكثر من الأسباب التي تقربه إليه وتدنيه منه، لا لعلة من علل الدنيا ولا لشهوة من شهواتها، كما قال عمر بن الخطاب: لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر. ابن القيم: مدارج 3/ 213
وأضحك الله سن أخي:
وأنا فرحان بالمسك الذي يباع ظناً مني أنه المسك الذي كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 01:22]ـ
/// بارك الله في الإخوة الكرام وجزاهم خيرًا.
إذا وجدت هذا المسك ياشيخ عدنان، فأنت مدعو والشيخ أبي عبدالله النجدي إلى تناول طعام العشاء عندي، شريطة أن تمسّنا منه قبل الإنصراف. (المعذرة الدعوة خاصة)
/// للأسف الشَّديد .. وجدتُ هذا المسك ثم ضاع منِّي، وضاع العشاء وما يلزم لحضوره (ابتسامة)
/// والقصَّة قصيرة .. حيث أحضر لي بعض الإخوة شذرات من مسك جاف في قطعة صغيرة من النايلون، فوضعته في مكان ثم وجدته -كما ذكر المشايخ الكرام- حادًّا قويًّا، لكنَّه أقرب إلى المسك الأسود في رائحته، وكأنَّ هذا من ذاك، لكنَّه مخفَّف أومحوَّر.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 05:05]ـ
الدعوة قائمة، حتى بدون المسك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 05:08]ـ
الدعوة قائمة، حتى بدون المسك
طبعا .. الدعوة يلزم منها ما يحققها، كتذكرة ذهاب وعودة لي وللأهل، وحجز في فندق 5 نجوم .. إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب (ابتسامة)
بارك الله فيك يا شيخ عبدالله، وبارك لك في كرمك ولطفك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 11:38]ـ
للفائدة،
لدى عبدالصمد القرشي (وهذه ليست دعاية له) عطر جديد اسمه "عطر الغزال النادر" وهو ليس عطرا خالصا، لأنه على هيئة بخاخ، ورائحته طيبة جدا كما أن ثمنه غال جدا!
وهل من مكوناته المسك الذي أشار عليه الإخوة؟
ـ[المسدد]ــــــــ[21 - Mar-2010, صباحاً 12:23]ـ
أعرفُ صاحبَ طيبٍ-عندنا في الرياض-أراني قطعَ مسك بُنِّية اللون؛ رائحتها نفاذة جداً. رأيت عنده فأراً كالمحنط, كريه الرائحة يقول إنه فأر المسك. المهم أنه يبيع تولة مسك الغزال التولة ب800ريال, ولكن للحق لم أر مسكاً مثله أبداً ... ولا حتى الذي يباع في بعض محلات العود.
الذي يريد معرفة مكانه فليخبرني بالخاص حتى آخذ عمولتي منه ..... (بالطيب:)
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 02:12]ـ
هذا المسك المسمى مسك الغزال هو المسك الطبيعي وهو يشبه البن المطحون (نسكافيه) فلايكون سائلا
له رائحة قويه غير مستساغة
ولايستخدم بمفرده إلا في التركيبات العلاجية
أما في مجال العطور فلابد من خلطه ببعض أنواع الأطياب الإخرى لتظهر مزاياه.
فبعد خلطه وتركه لمدة يعطي التركيبة العطرية جمالا في الرائحة وثباتا
وهو غالي الثمن يباع الجرام الواحد منه بمئة دولار وأكثر
لكن مع الأسف كثر الغش والتلاعب فيه ولايعرف الأنواع الجيدة منه إلا أهل الخبرة
أما المسك الدارج الشائع فجميعه صناعي كالمسك الأبيض والمسك الإنجليزي وحتى المسك الأسود فكلها أطياب كيميائية
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 02:20]ـ
للفائدة،
لدى عبدالصمد القرشي (وهذه ليست دعاية له) عطر جديد اسمه "عطر الغزال النادر" وهو ليس عطرا خالصا، لأنه على هيئة بخاخ، ورائحته طيبة جدا كما أن ثمنه غال جدا!
من باب النصيحة
أنصحكم بالابتعاد عن منتجات هذه الشركة لأسباب منها
-رداءة المنتوجات والغش الواضح في مكوناتها
-الضحك على الناس بادعاءات واهية بأن هذا النوع من العود مثلا قديم لمئة عام!! وفي حقيقة الأمر أنه لم يكمل عدة شهور عندهم
-غلاء فاحش في الأسعار نظرا لأن من زبائنهم ملوكا وأمراء وسلاطين
فهناك طيبا تباع التولة منه ب10 ريالات سعودي في الأسواق
وهم يبيعونه ب 5000ريال!!!! وكل ماأقوله عن تجربة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسدد]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 11:07]ـ
هذا المسك المسمى مسك الغزال هو المسك الطبيعي وهو يشبه البن المطحون (نسكافيه) فلايكون سائلا
وهذا هو الذي أرانيه .... !
طيب أيها الإخوة, ما هو رأيكم في العنبر؟ الذي عنده خبرة يا ليت يكرمنا بها؛ لأنني-ومن نفس المحل-شريت ما قال لي هو أنه عنبر ولكنه كان لا يتجاوز الـ40 ريالاً لنصف التولة. (رائحته جيدة جداً بالمناسبة)(/)
وتطريق الوهم للأئمة الحفاظ، وَهْم لا ينبغي المبادرة إليه ما وُجِدَ للكلام وجه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 11:22]ـ
((وتطريق الوهم للأئمة الحفاظ، وَهْم لا ينبغي المبادرة إليه ما وُجِدَ للكلام وجه)).
المفهم، 5/ 454.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 04:20]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل
وقد ابتلينا في هذا العصر بأناس لا يملون من قولهم (لا دليل عليه)!!
فإذا رحت تبحث عن مصدر قولهم وسببه وجدته -في أغلب الأحيان- مبنيا على أنهم لم يستطيعوا فهم الدليل!
وكأن دلالة الدليل مشروطة بأن تكون أفهامهم الكليلة وعقولهم العليلة قادرة على فهمه!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 02:24]ـ
بارك الله فيك
والمسألة بحاجة إلى مزيد بسط وتفصيل ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 02:19]ـ
"طبقات الشافعية الكبرى": السبكي، (9/ 235/س14 - ... ).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:13]ـ
ينبغي التأمل في
(ما وُجِدَ للكلام وجه).
يعني: وجه مقبول معتبر ..
أمّا التكلّف والتعسّف لرفع الوهم عن العالِم فهذا أمر غير مقبول، فالعالِم بشر يصيب و يخطيء ..(/)
نصيحة لمن يقوم بواجب الدعوة إلى الله بحق
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة لمن يقوم بواجب الدعوة إلى الله بحق
من باب التناصح الواجب بين المؤمنين اكتب هذه الكلمات وأسال الله أن تكون نافعة لما نصبو إليه في سبيل الدعوة إلى الله على بصيرة.
فوعظ الناس وتذكيرهم بالحق المنزل من رب السماوات والأرض هي منزلة عظيمة أصطفى لها الله خير الناس وهم أنبياءه ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم.
فمن تحمل هذه المسئولية الجليلة في هذه الأزمان لا بد له من أن يتبع خطى هولاء الشرفاء المرسلين من رب العالمين ويتلمس طريقتهم ويتكلم بكلامهم ويتشبه بهم في سماتهم.
والداعي إلى الله لا بد أن يعلم بأن هذه الدعوة ثقيلة على الناس المدعوين وقد سماها الله بذلك قال ربنا جل في علاه {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} , فالقَبول لها ليس سهلاً ولذلك أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ. وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ. وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ".
فليس هذا بسبب تقصير هولاء الأنبياء حاشاهم عليهم الصلاة والسلام , ولكن لبيان أن الواجب هو دعوة الناس بالحق وليس دخولهم في هذا الحق فهذا ليس على الداعي ولكنه بيد الله الهادي من شاء من عباده.
لذلك يجب على الداعي إلى الله , ألا ينتظر قَبول الناس لما يدعوهم إليه وكذلك يجب عليه التأكد من أنه يدعوهم إلى الحق المنزل من عند الحق سبحانه وليس إلى ما يحبه الناس ويوافق أهوائهم , وهذه عادة المصلحين فهم ينشرون الحكمة فإن قبلت فالحمد لله وإن ردت فالحمد لله قال تعالى {إن عليك إلا البلاغ}.
وقوله عليه الصلاة والسلام: " فوالله لأنْ يَهدِيَ الله بك رجُلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم " متفق عليه " دليل على أن المقصود بيان الحق للناس , وليس المقصود عدد القابلون لهذا الحق , فإن قبله ولو رجلاً واحداً فهو للداعي خير من حمر النعم هي كناية عن الخير الكثير الذي لا أعظم ولا أفضل منه.
فالواجب على الدعاة إلى الله أن يروا ما هي الدعوة التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يأمروا ويدعوهم إليها قال تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وقال عليه الصلاة والسلام: " فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى ". متفق عليه
والحمد والمنة لله بأننا في بلاد ينتشر فيها التوحيد ويختفي فيها الشرك, ولكن هناك الوسائل المفضية لهذا الذنب العظيم الذي لا يغفره الله والله المستعان فيجب تحذير الناس من هذه الوسائل بكشفها وبيان المروجين لها.
ومن أهم هذه الوسائل البدع المنتشرة بين الناس من دعوة لتعظيم الآثار أو أحياء الموالد البدعية أو الشبهات والشهوات المنتشرة من خلال المحطات الفضائية.
قال عليه الصلاة والسلام في وصف الغرباء: " هم الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَتِي "
فمن الحكمة التي مأمور بها الداعي إلى الله في قوله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} بأن يدعو الناس لما فيه صلاح حالهم وما يخصهم في الدين والدنيا , فلا شك بأن الطبيب الحكيم أذا جاءه المريض فهو يصف له الدواء النافع لحالته ولا يكون حكيماً إن وصف له الدواء الذي يعالج مرض شخصاً أخر.
فالحكمة تأبى من الدعاة أن يعملوا على إشغال الناس المدعوين, بمشاكل العصر السياسية والدولية , فالناس لا حيلة ولا يد لهم فيها, كذلك إشغالهم بالكتب الفكرية التي قطعاً لا تلاءم جميع المدعوين لتفاوت مداركهم , فالأولى توجيه الناس بما يصلح من أحوالهم في الآخرة قبل الدنيا وبما يكفهم عن المعاصي والآثام وبما يعرفهم بسنة المصطفى خير الآنام صلى الله عليه وسلم.
فالواجب تذكير الناس بالتوحيد المنجي من النار بأنواعه الثلاث بشرح مبسط ثم التعريف بسنة سيد المرسلين وهي سفينة النجاة من الأهواء والفتن دقيقها وجليلها المستحبة قبل المؤكدة والواجبة منها لقوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه
وكذلك تذكير الناس بيوم المعاد بما صحت به الأخبار النبوية الثابتة عن رسول الهدى عليه الصلاة والسلام وذلك لشيوع الغفلة بين الناس هذه الأيام والله المستعان.
الخلاصة وأعتذر عن الإطالة:
يجب تذكير الناس بمنهج السلف وبالعقيدة الصحيحة وبالولاء والبراء على مفرداتها , لأن المشككين فيها من خلال المحطات الفضائية كثر هذه الأيام وبعضهم من يتلبس بلباس السنة وهو يوالي المبتدعة وغيره يزهد في تقرير مذهب السلف في الصفات وأخر ينكر عذاب القبر بل هناك من يدعو للإستغاثة بالقبور وما خفي أعظم والله المستعان.
فبيان السنة يا أهل السنة أوجب الواجبات هذه الأيام, والسنة أعني بها سنة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام البررة في العقيدة والعبادة.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 12:43]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / ابن عقيل على ما خطَّتْ يمينُك، ولا حرمك الله الأجر.
جعلني الله وإياك من الدعاة إلى الله، على سبيل الأنبياء والمرسلين.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 01:06]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأحسن إليكم أخي الفاضل ولي استفسار منكم حفظكم الله حول قولكم: " فالحكمة تأبى من الدعاة أن يعملوا على إشغال الناس المدعوين, بمشاكل العصر السياسية والدولية , فالناس لا حيلة ولا يد لهم فيها "
ما المقصود به أخي الحبيب؟
لأنني فهمته بطريقة معينة فأرجو أن توضحوا مرادكم منه تحديدا وجزاكم الله خيرا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 05:58]ـ
بارك الله فيك أخي ابن عقيل
ونفع الله بما كتب
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 08:30]ـ
الاخوة الأكرام
رمضان أبو مالك
محمد العبادي
آل عامر
جزاكم الله عني خيراً ونفعنا بما نكتب يوم لا ينفع مال ولا بنون
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 08:36]ـ
ولي استفسار منكم حفظكم الله حول قولكم: " فالحكمة تأبى من الدعاة أن يعملوا على إشغال الناس المدعوين, بمشاكل العصر السياسية والدولية , فالناس لا حيلة ولا يد لهم فيها "
ما المقصود به أخي الحبيب؟
لأنني فهمته بطريقة معينة فأرجو أن توضحوا مرادكم منه تحديدا وجزاكم الله خيرا.
أخي الكريم
مرادي واضح وفقك الله
وهو أن يلتزم الداعي في دعوته بما يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا بما تهواه نفسه وتوجهه والله المستعان
وربما لكم رأي يثري الموضوع فلتطرحه وفقك المولى
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 12:41]ـ
ما أردت أن أعلمه منكم أخي الحبيب هل هذه الكلمة تعني عدم الاهتمام بشئون المسمين؟ أي هل على الداعي مثلا عدم إشغال الناس بقضايا المسلمين كفلسطين والعراق والشيشان .... إلخ
إن مجرد الإحساس في حد ذاته باّلام المسلمين أمر مشروع، ناهيك عن بعض الوسائل التي يستطيع أن يقوم بها كل مسلم كالدعاء والجهاد بالمال والمقاطعة ..... إلخ
وأيضا فإن من الواجب على الدعاة أن يكون لهم موقف في كل حدث كبير يمر بدولتهم، فمثلا الناس في مصر أو السعودية ..... إلخ يتحدثون كلهم في موضوع ما، العالمانيون يتحدثون والساقطون يتحدثون وأهل البدع يتحدثون هل يُعقل أن يتحدث الجميع ويسكت دعاة الحق؟ لا بد أن تكون للدعاة كلمتهم في كل قضية، وإلا صارت دعوتنا أقرب إلى الصوفية، وبذك نكون قد قدمنا أغلى هدية للعالمانيين.
هذا ما أردت أن أوضحه وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 04:26]ـ
ربما يكون القصد هو طرح هذه المواضيع بمقدار
ولا تكون هي الشغل الشاغل
فيتكلم الداعية عن التوحيد والفقه، وتربية النفوس والوعظ والتخويف، والترغيب في الجنة وما يوصل إليها
وأحوال المسلمين، فإن لها مدخلا في موالاتهم ومعاداة أهل الكفر
قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"(/)
الخبراء بالشيخ ابن عثيمين: من هذا الذي يصحح خطأ الآخر: ابن عثيمين أم الآخر؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 12:01]ـ
(("فتاوي الشيخ ابن عثيمين"
ثانياً: ذكر فضيلتكم ص .. عدد .. أن الخلاف بين أهل السنة السلف والخلف على ما ذكرتم خلاف بين الفاضل والأفضل، وهذا يقتضي أن يكون المرء مخيراً بين إجراء نصوص الصفات على ظاهرها اللائق بالله عز وجل وهو مادرج عليه السلف الصالح، وبين صرفها عن ظاهرها إلى معان
وهذا الذي ذكرتم غير صحيح، فما زال أئمة أهل السنة ينكرون على من أول نصوص الصفات أو بعضها، ولولا أن كتابي هذا إلى رجل يعلم ذلك، أو يمكنه أن يعلمه بالرجوع إلى كتبهم لنقلت من كتبهم ماتيسر في هذا الباب.
ولا ريب أن تأويل نصوص الصفات عن ظاهرها تحريف محرم وذلك من وجوه:
1. 1. أنه جناية على النصوص حيث صرفها عن ظاهرها، والله سبحانه وتعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين، والنبي صلى الله عليه وسلم، خاطبهم بأفصح لسان البشر، فوجب حمل كلاميهما على ظاهرهما المفهوم بمقتضى اللسان العربي، غير أنه يجب أن يصان عن التكييف، والتمثيل في صفات الله.
2. 2. أن صرف كلام الله عن ظاهره إلى معنى يخالفه قول على الله بغير علم وقد قال الله تعالى:) قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (. وقال تعالى:) ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً (. فالصارف لكلام الله عن ظاهره قال على الله بلا علم من وجهين:
الأول: أنه زعم أن الله لم يرد بكلامه كذا.
الثاني: أنه قال: إنه أراد به كذا لمعنى آخر لم يدل عليه ظاهر الكلام.
مثال ذلك قوله تعالى:) ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي (. فإذا صرف الكلام عن ظاهره قال لم يرد باليدين اليدين الحقيقيتين وإنما أراد القدرة قلنا: ما دليلك على ما نفيت؟ وما دليلك على ما أثبت؟ فإن أتى بدليل وأنى له وإلا كان قائلاً على الله بلا علم في نفيه وإثباته.
3. 3. أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وسلف الأمة، وأئمتها.
4. 4. أنه يلزم على طريقته لوازم باطلة وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فمن ذلك.
أ) أنهم لم يصرفوا هذه النصوص إلا حين اعتقدوا أن ظاهرها مستلزم لتشبيه الله تعالى بخلقه وتشبيه الله تعالى بخلقه كفر، كما قال نعيم بن حماد الخزاعي: " من شبه الله بخلقه فقد كفر" ومن المعلوم أن من أبطل الباطل أن يجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كفراً وتشبيهاً، وهم قد جعلوه مستلزماً، أو موهماً لذلك جل ربي، وكلامه عن هذا اللازم، والإيهام.
ب) أن الله تعالى لم يبين الحق الذي يجب على العباد اعتقاده في باب أسماء الله تعالى وصفاته وإنما جعل ذلك موكولاً إلى عقولهم يثبتون ما شاؤوا، وينكرون ما شاؤوا ويؤولون النصوص المثبتة لما أنكروه، وهذا من أبطل الباطل، فكيف يدع الله تعالى بيان هذا الباب الذي هو من أوجب الواجبات ويكل أمره إلى عقول متناقضة يمنع بعضها ما يوجبه الآخر، أو يجوزه على الله عز وجل.
ج) أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين، وسلف الأمة وأئمتها كانوا قاصرين أو مقصرين في معرفة ما يجب لله تعالى من الصفات وما يمتنع عليه إذ لم يرد عنهم حرف واحد في التأويل الذي سلكه أولئك المؤولون وحينئذ إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، وسلف الأمة، وأئمتها جاهلين بذلك قاصرين عن معرفته، وإما أن يكونوا عالمين به، لكن كتموه وقصروا في بيانه للناس، وكلا الأمرين باطل.
فإذا تبين ذلك علم أن الخلاف بين السلف والخلف في صفات الله تعالى ليس خلافاً بين الأفضل والفاضل، ولكنه خلاف بين الواجب والمحرم والحق والباطل، وأن طريق الخلف في ذلك محرم باطل.
واعلم يا فضيلة الشيخ أن القول إذا كان باطلاً محرماً فلا يلزم أن يكون قائله آثماً إذا كان لم يقصر في طلب الحق واتباعه، ولكن اجتهد فأخطأ، ولكن عدم إثمه عند الله تعالى لا يلزمنا أن نصوب قوله، أو نقول: إنه من السنة، فالتفريق بين القول والقائل، والفعل والفاعل أمر ينبغي التفطن له، والواجب علينا أن ننكر ما خالف الحق مهما كان القائل به، ومهما كان عدد القائلين، ونعتذر عن قائله إذا علمنا منه صدق النية في طلب الحق واتباع ما تبين له منه.)). انتهى.
- هل هذه الحادثة (الفتوى والمساجلة) ثابتة؟ *
- من هو المجيب هنا: الشيخ ابن عثيمين يصحح كلام شيخ آخر أم العكس؟
معلوم في علم الحديث أن رواية الأثبات في شيخ من الشيوخ أحفظ من رواية غيرهم، أفيدونا أيها المقربون من الشيخ رحمه الله؟
=============================
المصدر: http://kl28.com/ebnothiminr.php?search=104
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 12:14]ـ
لم أقرأ هذا الكلام من قبل، ولست من تلاميذ الشيخ رحمه الله، لكن يبدو أنَّ الأمر ظاهر في كون الشيخ
ابن عثيمين هو المصحح
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 02:06]ـ
الأخ الفاضل عبدالله الشهري وفقه الله الرد هنا للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله والمردود عليه هو محمد بن علي الصابوني في مقالاته التي نشرها في " مجلة المجتمع " (الأعداد: 627 و628 و629 و630 و631 و632) تحت عنوان: (عقيدة أهل السنة في ميزان الشرع).
ولقراءة الرد كاملا زر هذا الرابط:
http://www.al-eman.com/Ask/ask3.asp?id=15178&hide1=2&Next=100&select1=29&select2=10&rad1=&dbegin=&mbegin=&ybegin=&dend=&mend=¥d=&rad2=MOF&idser=&wordser=null
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 02:10]ـ
شكر الله لكم هذا التوضيح ورحم الله أموات المسلمين وثبتنا بعدهم آمين.(/)
فهرنهايت 451 .......
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 03:00]ـ
451 فهرنهايت
روايةراي برادبوري التي كتبها عام 1953 - والتي احتفل العالم منذ عامين بمرور خمسين عامًا على صدورها -صارت علامة بارزة ليس في أدب الخيال العلمي فقط، ولا في الأدب السياسي فحسب، بل إنها أضافت مفاهيم جديدة إلى اللغة الإنجليزية ذاتها .. ولسوف تجد أن الكلام عن السلطة الشمولية القمعية وغسل وسائل الإعلام لعقلالبشر لا يكتمل إلا بذكر (451 فهرنهايت) و (1984) رائعة أورويل و (عالم جديد شجاع) لهكسلي ..
وما من مرة طالعت فيها هذه التحفة الرائعة إلا وأيقنت أن العلم يحبو ولعله غادر الحبو إلى العدو نحن الواقع المؤلم الذي تصفه تلكم الرواية الرائعة ..
تدور أحداث الرواية حول (مونتاج) – لاحظ الاسم - رجل المطافئ الذي يمارس عمله بحماس .. سوف نعرف أن رجل المطافئ في هذا العصر – وهو مستقبل غيربعيد - مهمته محددة جدًا: أن يحرق .. يحرق الكتب كل الكتب بكافة أشكالها في هذا الزمن تعامل الكتب معاملة المخدرات .. ربما يحرق مالكيهاكذلك .. يقتل العلم وأهله فالزمن ليس زمنهم تلك حياة لاهثة ياصاحبي .. لا تحتمل تؤدة أولئك القوم الذين لازالوا يمارسون تلك العملية المهمة التي يدعونا: التفكير ......
ودرجة الحرارة المفضلة للحرق هي 451فهرنهايت .. إن هذا العصر قد استغنى تمامًا عن الكتب واستبدل بها ثقافة الصور المرئية. كل بيت فيه تلفزيون عملاق لا يغلق تقريبًا .. أربع شاشات على الجدران وثمة طريقة إلكترونية تسمح لمعدي البرامج بأن يخاطبوك بشكل شخصي. هذا زمان السيطرة الإعلامية والخطاب الموجه للاوعي والغريب أن هذا الخطاب يأتي بنتائج مبهرة ..
هل شاهدت إعلان المشروب الغازي الذي يصور لاعب كرة أو ممثل يشربه؟؟
هل تستطيع أن تصوغ دلالة واحدة منطقية لهذا الإعلان؟؟
لكن لاتشغل ذهنك فهو خطاب اللاوعي ... أنت تحب اللاعب ... يقترن في اللاوعي بالمشروب ... فتطلبه في المطعم بعد الغذاء مباشرة ...
تلك هي الثقافة المرئية ...
إن مونتاج جزء من النظام .. أحيانًا هو النظام ذاته .. إلى أن يُلقى حجر في بركةحياته الراكدة .. هذا الحجر هو فتاة رقيقة ما زالت تحاول أن تعيش بالطريقة القديمة .. تسأل أسئلة .. تتمهل فلا يأخذها تيار الحياة المندفع .. تستنشق الزهور ... تستمتع بالمطر ... بشر من لحم ودم .. لاكائنات شبه آلية جامدة باردة العواطف أو مصطنعة المشاعر ....
إنها تقول له: ((أنت تضحك بينما أنا لاأقول دعابات .. وتجيب بلا تفكير دون أن تتروى لتفهم كلماتي)) (ص/16) ...
متمهلة هي في زمن لاهث لايرحم ألايذكركم هذا بشيء ...
تقول له: ((الصبية في عمري يتسلون بقتل بعضهم .. لقد أطلقتالشرطة الرصاص على ستة منهم العام الماضي .. وماتعشرة منهم في حوادث سيارات .. )) (ص/44) ..
هل سمعت عن شيء مثل هذا في عالمك اليوم ياصاحبي؟؟؟
(مونتاج) يعيش مع زوجته التي تنتمي لهذا العالم أكثر من اللازم .. زوجته التي لا تكف عن متابعةإعلانات التلفزيون وتنتحر كل ليلة، ثم تصحو فيالصباح وقد نسيت ذلك! .. في الفيلم الذي قدمه فرانسوا تريفو عام 1969 .. قامت الممثلة جولي كريستي بالدورين معًا (الزوجة والفتاة) كجزء من الرمز الصعب.
ثم تأتي الطامة الكبرى من عجوز صممت ألا يحرقوا كتبها .. بل فضلت أن تحترق معها .. ((كل هؤلاء المخابيل يفضلون الموت مع كتبهم .. هذا نمط سلوكي معتاد)) هكذا يقول زملاء مونتاج ليخففوا عنه صدمة ما رأى ...
هذه هي الهزة التي تدفع (مونتاج) دفعًا إلى أن يسرق كتابًاأو كتابين ليعرف سر هذه الأشياء الممنوعة التي يفضل الناس أن يحترقوا معها .. وتدريجيًا يندمج في هذاالعالم السحري، ويحاول أن يتفادى شكوك رئيسه
في جلسة حميمة يقول له رئيسه في كلمات تعبر تماماً عن واقع مايريد لنا سادة العولمة في مانهاتن:
((في الماضي كانت الحياة هادئة تسمح بالاختلاف .. ثم في القرن العشرين تسارعت الحركة .. صارت الكتب أقصر ثم اقتطعت لتكون مجرد تعليق في كتاب مختارات .. أدر عقل الإنسان في آلة الطرد المركزي لتتخلص من كل الأفكار غير المجدية المضيعة للوقت .. انشر المزيد من الرسوم الهزلية في الكتب .. أعطالناس صورًا أكثر .. الرياضات الجماعية ممتعة وتغريبعدمالتفكير .. )).
(يُتْبَعُ)
(/)
آه .... الرياضات الجماعية ... ترى ياصديقي هل تذكر النشوة التي ملأت صدرك وصدر الجماهير عندما فاز الأهلي أو انتصر (الأخضر) فرحة ولافرحة القدس يا صاحبي .... نشوة تنسي الأحزان وتخدر الشعور ...
يواصل رئيسه في المطافئ غسل مخه: ((كلمة مثقف صارت سبة كما يجب لها أن تكون .. تذكر كيف كنت فيطفولتك تكره الصبي الذكي في الصف، وتختصه بالضرب والتعذيب بعد الدراسة .. إنه خوفنا المبرر من أننكون أقل من الآخرين .. خذ صراعاتك إلى المحرقة يا (مونتاج) .. النار تحل كل شيء .. النار نقية طاهرة .. ولأسباب كهذه قمنا بتخفيض سن دخول الحضانة عامًابعد عام .. حتى أننا اليوم ننتزعهم تقريبًا من المهدإلى الحضانة.
أعط الناس مسابقات يربحون فيها إذا ماتذكروا أسماء الأغاني الشهيرة أو أسماء عواصم الولايات .. أو كم من القمح أنتجته ولاية (أيوا) العام الماضي! .. أحشهم بالحقائق سريعة الاحتراق حتى يشعروا بأنهم أذكياء .. ))
[اتصل بزيرو 900 وقل لنا ما هي عاصمة السعودية (الرياض –ريو دي جانيرو- كوناكري)]
يقول مدير المطافئ: ((التلفزيون يغرقك في بحر من الأصوات والألوان بحيث لا تجد الوقت لتفكر أولتنتقد .. إنه يقدم لك الأفكار جاهزة)) ..
يقول مدير المطافئ: ((دعني أؤكد لك أن الكتب لاتقول شيئًا .. لو كانت قصصًا فهي تتكلم عن أناس لاوجود لهم .. لو لم تكن قصصًا فالأمر أسوأ .. أستاذيعتبر الآخر أبله، وفيلسوف يحاول خنق فيلسوف آخر .. كلهم يكافحون محاولين محو النجوم وإطفاء الشمس .. فقط النار تستطيع أن تطهر كل هذا)).
((الناس تريد السعادة .. ونحن نقدمها لهم .. نوفر لهم المرح ودغدغة المشاعر .. )).
((صفاء العقل يا مونتاج)) .. (ص/68 - 72) ..
لا للتفكير في زمن العولمة ... اللذة والمتعة فحسب ..
.. سرعان ما يصير (مونتاج) رمز النظام عدوًا له .. مطاردًا .. يضطر لحرق زملائه .. ثم يفر .. يعبرالنهر لتزول رائحته عن كلاب الشرطة، وعلى شاشةالتلفزيون يرى عملية إعدام كاملة لرجل آخر يفترض أنههو (مونتاج) .. لقد بحثت السلطات عن أي رجل يمشي وحده في الشارع .. ربما هو مؤرق أو غريب الأطوار .. كانوابحاجة إلى أحمق يمشي في الشارع لينقذوا ماء وجوههم وهاهو ذا .. لقد تم إعدامه أمام العدسات من دون أن يظهر وجهه لحظة واحدة ..
يندمج مونتاج مع الثوار الذين اعتزلوا المدنية .. يعيشون وحدهم بعيدًا عن العالم وقد جعلوا مهمتهم هي الحفاظعلى تراث البشرية الأدبي والعلمي .. كل واحد منهم حفظ كتابًا بعينه حتى صار هو الكتاب ذاته .. رجل هوالتوراه .. رجل هو هاملت .. رجل هو رحلة الحاج .. هذه أجمل مشاهد الرواية وهي التي يتذكرها الناس كلماتحدثوا عنها .. تنتهي الرواية وقد نشبت الحرب النووية وأبيدت عاصمتهم فلم يبق من أمل لدى البشرالباقين إلا أن يحاولوا استعادة ما اختزنوه في صدورهم من تراث ..
انتهت الرواية الرائعة التي هي أقرب إلى نبوءة تحققت فعلاً ..
في الزمن الصعب حيث يمسك سادة العولمة بخيوط اللعبة ...
حين يرتدي الشاب الكاب والكاجوال وير ويدخل مكدونالد ويمسك بالكولا والهامبورجرر لا ليأكل وإنما ليشعر أنه يعيش كما يعيش السادة في مانهاتن ... أو نيوجرسي ......
عولمة في اتجاه واحد .... منهم إلينا ...
ولسلعة واحدة .... قاذورات السعادة الجسدية المتوهمة ....
يقول الدكتور أحمد خالد: لأسباب واضحة اختار مايكل مور عنوان (فهرنهايت 911) لفيلمه الشهير الذي يهاجم عصابة بوش بضراوة .. لقد استطاع بأنفه الحساس أن يشم رائحة ذلك العالم الشمولي الكابوسي الذي تتحدث عنه الرواية .. حرارة ما جرى في 11 – 9 كانت هي الدرجة المناسبةلحرق ملكة النقد والتعقل لدى الأمريكيين، ولم يخيب الأمريكيون أمله .. لقد شاهدوا الفيلم في حماس .. ثم انتخبوا بوش لفترة ثانية بالحماس ذاته .. ! .. إن المواطن الأمريكي يتعامل مع هذه الأمور بمنطق عسير الفهم نوعًا: يبكي لدى مشاهدة فيلم عن فظائع أمريكافي حرب فيتنام ثم يذهب ليتطوع هناك في الأسبوع ذاته .. لم لا؟ .. أليس هو ذات المواطن مستلب الوعي الذي تتحدث عنه رواية برادبوري فائقة الشهرة؟
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 05:33]ـ
احسنتم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 01:59]ـ
وإليك أحسن الله ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 01:44]ـ
للتذكير
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:26]ـ
تذكير بماذا ياشيخ أبا فهر؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 01:06]ـ
بارتفاع درجات الحرارة ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:02]ـ
.......
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 04:52]ـ
روعة في مقالاتكم شيخنا .... مع معرفتنا بكثرة مشاغلكم الا أننا لن نعذركم ان أطلتم الغياب و الانقطاع عن حرارة تكنولوجيا الشبكة ... متتبع دائما لمقالاتكم و لاتساع دائرة معارفكم أسأل الله ان يبارك لكم في سعيكم للكمال المعرفي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 01:56]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ...
فهذا موضوع لم يأخذ حقه .. فحظوظ المواضيع كحظوظ الناس يصيبها ما يصيبهم من الذيوع أو الخمول ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 11:43]ـ
الذنب ذنبك شيخنا فأنت من أنزله في فصل الصيف .. يعني أحسنتم قراءة الرواية و لم تنجحوا في قراءة اللاوعي العربي في المنتديات:) و لااخفيك قرأت مقالاتكم التي وضعتموها هنا و في منتديات أخرى و لم أعر بالا لهذه- ولعلها الأجمل- الا البارحة حينما كنت اتأمل سقوط المطر من نافذتي ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:56]ـ
أظن درجة الحرارة هذه الأيام تناسب هذا الموضوع ..
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 02:11]ـ
رواية ذات مضمون فكري رائع
لعلي أقرأها يوماً
جزاك الله خيراً
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 02:59]ـ
بمناسبة ارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى
لكم يكون للكتابة الأدبية وقع أعظم من أي مقالة علمية - حتى ولو كانت من النذير العريان - أحيانا
بارك الله فيك أبا فهر
ـ[أبو عبدالله الحجازي]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 07:16]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الجليل ..
قرأت 1984 منذ مدة باللغة الإنجليزية, ووجدتها رائعة رغم أني أردت قرائتها بالعربية ولكن لم أجدها.
والآن أود قراءة فهرنتهايت, فهل توجد لها ترجمة عربية كاملة؟
حيث أن غالبية الروايات المترجمة يختصرها المترجمون بشكل مخل بالمضمون.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 10:31]ـ
فهرنهايت و1984 ترجمهما الدكتور أحمد خالد توفيق كما أشرتُ، وأصل هذا المقال إنما هو كلامه ..
ولكنه للأسف حذف من ترجمتيه مالايتناسب مع طبيعة السلسلة التي نشر فيها الترجمات .. (سلسلة روايات عالمية)
ولهما ترجمتان كاملتان ولكن عزب عني الآن موضعهما ..
بالمناسبة: الدكتور أحمد خالد هو صاحب الترجمة العربية الوحيدة لرائعة تشاك بولانيك (نادي القتال) وهي ترجمة كاملة،ونشرتها دار ميريت ..
===
بارك الله فيك أبا جهاد ..(/)
خواطر في ذهني ارجو مساعدتي في حلها ((1))؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 05:04]ـ
السلام عليكم ورحمه الله:
هذه خواطر ارجو الاجابه عليها:
1_ هل ذكر الله مخلوق؟ مثل قولي (سبحان الله)
2_ اسماء سور القرآن هل هي مخلوقه؟
3_ هل ما كتب في اللوح المحفوظ كله كلام الله؟
4_ وجدت ورقة في الأرض مكتوب عليها القرآن الكريم هل يجب علي رفعها حتى لاتمتهن؟
5_هل السنة وحي؟ يعني هل هي كلام الله تعالى؟
ارجو افادتي لأن الشيطان تسلط علي بالوساوس والسلام عليكم.
ـ[الغُندر]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 11:42]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 12:41]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيء الجميل فيك أخي الغندر أنّك علمت أنها وساوس.
أخي الحبيب، استعذ بالله من الشيطان الرجيم.
((وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه هو السميع العليم))
أشغل نفسك بحفظ كلام الله وتدبره <---
هذا ما يريده الله منا.
أما ما يطرأ في القلب من الأسئلة فلم يكلفنا الله بالبحث عنه.
وسأختار بعض الأسئلة التي يجب على كل مسلم معرفة جوابها.
وجدت ورقة في الأرض مكتوب عليها القرآن الكريم هل يجب علي رفعها حتى لاتمتهن؟
أحسنت، حتى لا يطأها أحد.
هل السنة وحي؟
نعم، وحي.
يقول سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)).
أما البقية أخي، فلا يضرك عدم معرفة الجواب عنها، واستعن بالله على صرف الوسواس الخناس.
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 12:53]ـ
أحسنت أخي حمد وفقك الله
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 07:12]ـ
ارجو افادتي لأن الشيطان تسلط علي بالوساوس والسلام عليكم.
اللهم أعذه من الشيطان اللهم اصرف عنه وسواس الشيطان اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه اللهم رد كيد الشيطان عن أخي اللهم رد كيد الشيطان اللهم رد كيد الشيطان .. آمين
أخي الفاضل الغندر تحية طيبة
أسعدني قولك إنها من وساوس الشيطان، وأبشر بأن أمرك يسير غير عسير، وهذه الأمور التي أصابتك، وتلك الوساوس التي تعتريك، قد وقعت لمن هم خير منك صحابة رسول الله (ص)، فطمأنهم (ص) وقال لهم: " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " لأن الوسوسة حيلة العاجز من شياطين الجن والإنس فهم لم يستطيعوا أن يوقعوك في شركهم إلا بالوسوسة.
والآن عليك يا أخي بأمور لتنجو:
أولا: أن تنصرف عن تلك الوساوس، فإذا بدأ الشيطان في وسوسته فاذكر الله ثم اقرأ المعوذات وانفث عن شمالك، وسترى أن ذلك دواء قوي وعلاج قويم يفتك بالشيطان أعظم من فتك النار في الورق.
ثانيا: عليك أن تشغل نفسك عنها، بقراءة القرآن وكتب أهل العلم كالتفسير والعقيدة والفقه ونحو ذلك.
ثالثا: أن تحذر من أن تطلق لنفسك العنان وتنجرف وراء هذه الوساوس، فإنها مهلكة إن أنت جاريتها.
رابعا: المحافظة على الصلوات في أوقاتها مع جماعة المسجد.
خامسا: أن تحافظ على الأذكار قدر المستطاع، ذكر دخول الخلاء والخروج منه، الخروج من المنزل والدخول إليه، اللباس، الطعام، النوم.
سادسا: البعد عن ما يغضب الله، ويجلب الشياطين، كالاستماع إلى أنواع الملاهي، كالغناء وآلات اللهو.
سابعا: أن تكون على يقين وثقة بالله سبحانة وتعالى.
ثامنا: الالتجاء إلى الله سبحانه بالدعاء بأن يبعد عنك وسواس الشيطان.
تاسعا: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
عاشرا: أن تعلم أن كيد الشيطان كان ضعيفا، فإن هذا مما يقوي عزيمتك ويكون سببا في نصرتك عليه ودحره.
هذه أمور إذا أنت عملت بها الآن، فأنا على يقين وثقة بأن الشيطان سينصرف عنك الآن بحول الله وقدرته.
جعل الله ما يصيبك من ذلك علوا في درجاتك، وتكفيرا لسيئاتك، اللهم آمين.
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 11:14]ـ
السلام عليكم
احسنتم الرد، واحسن الاخ عندر الاستماع له
ـ[الغُندر]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 06:53]ـ
يا إاخوة الجواب سهل ولله الحمد حصلت عليه والسلام عليكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 03:51]ـ
السلام عليكم ورحمه الله:
هذه خواطر ارجو الاجابه عليها:
1_ هل ذكر الله مخلوق؟ مثل قولي (سبحان الله).
/// وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته، خواطرك وشكواك منها من صريح الإيمان إن شاء الله إن لم يؤثِّر عليك سلبًا.
/// سؤالك (هل ذكر الله مجمل) هذا السؤال مجمل، وجوابه تفصيلًا على وجهين، كما يلي:
/// إن كان هذا الذِّكر قد تكلَّم الله به، واقتبسه الإنسان ونوى حكايته عنه، كما في قوله: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) مثلًا= فههنا يُقال: إنَّ المتلفَّظ به غير مخلوقٍ؛ لأنَّه حكايةٌ أواقتباسٌ أوقراءة لكلام الله، وكلام الله غير مخلوق، كُتبَ أونُطِِقَ به أو غير ذلك، وأمَّا لسانك وحركته، وصوتك فإنَّها مخلوقة.
/// وهذه المسألة التي هي التي يطلق عليها مسألة (اللفظيَّة)، أو مسألة (هل لفظي بالقرآن مخلوقٌ أم لا؟).
/// وأمَّا إن كان قولك: (سبحان الله) من تعبيرك أنت، لا حكاية عن كلام الله فهو مخلوقٌ؛ لأنَّك وقولك مخلوقان.
2_ اسماء سور القرآن هل هي مخلوقه؟
/// إن كانت تسميتها توقيفيًّا من الله تعالى، فليست مخلوقةً.
وإن كانت تسميتها من أصحاب رسول الله (ص) فمخلوقة، وهو الظَّاهر من كلام أهل العلم.
4_ وجدت ورقة في الأرض مكتوب عليها القرآن الكريم هل يجب علي رفعها حتى لاتمتهن؟
/// نعم، عليك رفعها؛ إذ ذلك من تعظيم كلامه، وتعظيم ذلك واجبٌ، قال سبحانه: ((ذلك ومن يعظِّم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب)).
5_هل السنة وحي؟ يعني هل هي كلام الله تعالى؟
/// نعم هي وحيُ من الله؛ والأدلَّة على ذلك كثيرةٌ، منها: قوله: ((وأنزلنا إليك الذِّكر لتبيِّن للنَّاس ما نُزِّل إليهم))، وقوله: ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحيٌ يوحى)).
لكن لا يلزم أن تكون كلام الله، إذ المقصود بكونه وحيًا أنَّه بتوفيقٍ من الله وتأييده له معنىً، لا لفظًا، بخلاف القرآن الذي لفظه ومعناه من الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
أحسنت أخي الحبيب عدنان.(/)
عبارة "الجهل بالتساوي كالعلم بالتفاضل"، هل هي صحيحة بإطلاق؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 11:18]ـ
ذكرها الفقهاء ورددها ابن تيمية رحمه الله في أكثر من موضع. تأملوها جيداً ثم اذكروا ما عن لكم.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 11:49]ـ
الأمر كما ذكرت أخي الكريم
لكن يشكل على إطلاقه العريا ونحوها فإنها تجوز بشروط مع الجهل بالتساوي لا مع العلم بالتفاضل ...
والله أعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 02:24]ـ
الحمد لله
الاخوة الكرام
احب ان استفسر عن موضوع المسألة بوركتم جميعا
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 02:26]ـ
دليل القاعدة حديث: أينقص الرطب إذا جف، قالوا: نعم
قال: فلا إذن.
وحديث القلادة
ولم تيبين لي ما يشكل عليها
والعرايا مستثناة من قاعدة ربا الفضل للحاجة كما تعلمون، فلا تؤثر في القاعدة
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 02:41]ـ
ذكرها الفقهاء ورددها ابن تيمية رحمه الله في أكثر من موضع. تأملوها جيداً ثم اذكروا ما عن لكم.
لم يبد لي فيها شيء مخالف.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 03:36]ـ
دليل القاعدة حديث: أينقص الرطب إذا جف، قالوا: نعم
قال: فلا إذن.
وحديث القلادة
ولم تيبين لي ما يشكل عليها
والعرايا مستثناة من قاعدة ربا الفضل للحاجة كما تعلمون، فلا تؤثر في القاعدة
معلوم أن العريا مستثناة للحاجة، والإشكال بارك الله فيكم هو:
أن العريا لا بد فيها من الخرص، وليس إباحتها للحاجة يعني جوازها دون خرص - أي مع العلم بالتفاضل - والله أعلم
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:11]ـ
معلوم أن العريا مستثناة للحاجة، والإشكال بارك الله فيكم هو:
أن العريا لا بد فيها من الخرص، وليس إباحتها للحاجة يعني جوازها دون خرص - أي مع العلم بالتفاضل - والله أعلم
لم يظهر لي وجه كلامك - بارك الله فيك -.
والقاعدة (الجهل بالتماثل كالعلم بالتفاضل) حتى على ما فهمته من كلامك صحيحة؛ فتأمل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:00]ـ
جزاكم الله خيرا. بتجريد العبارة عن سياقها الفقهي وتأمل حقيقة معناها في ذاتها يظهر الخلل. فقولنا (الجهل بالتماثل) كقولنا "عدم العلم بالتماثل" وقولنا (كالعلم بالتفاضل) كقولنا "كالعلم بعدم بالتماثل"، فيكون المعنى = عدم العلم بالتماثل كالعلم بعدم التماثل، وهذا ليس بصحيح على كل حال لمن تأملها حق التأمل إذ أن عدم العلم بالشيء ليس كالعلم بنقيضه، فالأول (الجهل بالتماثل) يحتمل وجود التماثل أما الثاني (العلم بالتفاضل) فهو أخص لأن فيه تعيين ودرء للاحتمال فالعالم بالتفاضل موقن أن التماثل معدوم ولا احتمال لوجود ضده. وشبيه ما قلته هنا ما ذكره ابن تيمية في أكثر من موضع من كتبه: عدم العلم (الجهل) بوجود شيء ليس كالعلم بعدم وجوده.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:11]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالله
من أطلق هذه العبارة فمراده النظر إلى الحكم
فحكم ما جُهِلَ تماثله من الأجناس الربوية التي يُشترط العلم بتماثلها= كحكم ما عُلِمَ تفاضله
أي: كلاهما ربا محرم
ومن أدلتها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفيه: (أينقص الرطب إذا يبس؟) الحديث.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 01:01]ـ
جزاكم الله خيراً ...
الجهل بالتساوي في هذا الباب يعني احتمال وجود التفاضل، ومع وجدود الاحتمال يُمنع البيع سداً لذريعة الربا، إقامة للمظنة مقام المئنة.
والفرق الذي أشرتم إليه حاصل، لكنه لا أثر له على الحكم، إلا فيما سأشير إليه بعد قليل.
والقاعدة في أصلها صحيحة، وأصلها سد ذريعة الربا، ودليلها عموم أدلة الربا، كالنهي عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم كيلها.
لكن عند الحاجة يعفى عن الجهل في اليسير، وقد نقلوا عن الإمام مالك إجازة البيع مع الجهل بالتساوي في المراطلة الكبيرة استحساناً، وهو مصيرٌ إلى القول بأقوى الدليلين، وإيثار ترك ما يقتضيه الدليلُ، على طريق الاستثناءِ والترخص، بمعارضَتِه ما يعارضه في بعض مقتضياته.
و المُرَاطَلَةُ: مُفَاعَلَةٌ، مِنَ الرِّطْل، وهي بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والرطل: زِنَتُهُ ثنتا عشرة أوقية
والجهل هنا وإن كان مانعاً للبيع بعموم أدلة الربا، إلا أنهم أجازوه بحكم المشقة، " ووجه ذلك أن التافه في حكم العدم، ولذلك لا تنصرف إليه الأغراض في الغالب، وأن المشاحة في اليسير قد تؤدى إلى الحرج والمشقة، وهما مرفوعان عن المكلف " كما ذكر الشاطبي في الاعتصام والموافقات، وذكره غيره أيضاً.
هذا ما يظهر لي، وأستغفر الله من زلة القلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:14]ـ
جزاك الله خيرا، ووفقكم الله،كما ذكرت من جانب فقهي، هو من باب الاستحسان بنزارة الشيء وتفاهته،
كما لقّبه الأصولي يعقوب الباحسين [1]. ومثّل له بما عند الحنفية كما لا يخفاكم في إهدار وصف الربا لأنهم يقولون أن في اشتراط التساوي التام سد لباب البياعات.
======
[1] الاستحسان، ص 116.(/)
صور مشرقة من تواضع كبار العلماء (صوتي)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 06:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن سار على نهجه وأتبع هداه
أما بعد,
فهذه صور مشرقة حقيقية تذكرنا بسلفنا الصالح في التواضع مع العلم الشرعي كيف لا وهو علم رب العالمين , فلا يعرف قدر هذا العلم ولا يتعامل معه بهذا التواضع إلا من خشي الله - نحسبهم والله حسيبهم - وعلم أنه موقع عنه سبحانه وأنه أصبح بين العباد وبين خالقهم.
وهنا عالمان سلفيان بل قدوتان لطلاب العلم الشرعي وهما:
1 - مفتي الديار الإسلامية وعلامة عصره الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
2 - الشيخ الدكتور محمد أمان الجامي أستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية والمدرس في المسجد النبوي رحمه الله تعالى.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 07:25]ـ
قد سمعنا شيخنا ابن باز رحمه كثيرا يقول الله أعلم أو يحتاج إلى مراجعة.
وفي بعض الأحيان يعتذر الشيخ رحمه الله عن القراءة في المنتقى لأنه لم يتمكن ليلته من مراجعته.
ولم يكن رحمه الله يستنكف أن يقول ذلك.
ما أعظمه من إمام، وما أجله من عالم.
أثابك الله أخي ابن عقيل.
ـ[محب الموحدين]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 09:04]ـ
جزاك الله أخي ابن عقيل خير الجزاء ..
وقد أحسنت وأجدت فما أحوجنا - معشر طلاب العلم- إلى مثل هذه المواقف وخاصة في هذه الأزمان .. والله المستعان.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 08:27]ـ
بارك الله فيكما ورحم علماءنا وأجزل لهم المثوبة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 10:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 08:23]ـ
وفيك بارك وجزاك خيراً(/)
آداب ومصطلحات نقل كلام العلماء وغيرهم وعزوه، في التآليف والتعاليق وغيرها
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 08:57]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه؛ وبعد.
لربما قال قائل من الواقفين على عنواني هذا (آداب ومصطلحات نقل كلام العلماء وغيرهم في التآليف والتعاليق وغيرها): أما ألاداب فأي شيء يراد من بيانها؟! وأي حاجة إلى مثل هذا البيان؟! أليس يكفي في مثل هذا الباب أن يقال: ليس ثم أكثر من شرطين لنقل كلماء العلماء، أما أولهما فالأمانة، وأما ثانيهما فالحكمة؟!
فأقول جواباً على هذا السؤال الذي قدرته: هذا صحيح؛ ولكن كثيراً من الناس تشتبه عليه الأمور حتى ربما ظن بعض الخيانة أمانة وحسِب بعض اللعب حكمةً، وما كل كاتب وقارئ عنده من الحكمة والبصيرة ونفاذ الرأي ما يكفي معه الإجمال وينجع معه الاختصار، ولولا ذلك لكان أكثر هذا التطويل الذي غرقت فيه علوم الناس قديماً وحديثاً زائداً وباطلاً، وحاشاه أن يكون كذلك.
إذن الأصل أن التفصيل هو الأنفع والأنسب ولو خالطه أحياناً شيء من تكرار أو حشو أو زيادة.
ثم إن هنا أمرا آخر، وهو أن صناعة الكتب صناعة عريقة عتيقة، لها أصولها وقواعدها واصطلاحاتها، ولا ينبغي لمن أراد أن يشارك أهل هذه الصناعة فيها أن يجهل ظواهرها وخوافيها، ولا أن تكثر مخالفاته لهم في اصطلاحاتهم وطرائقهم، ولا سيما في ما صار إجماعاً أو كالإجماع.
ولذلك كله أردت إفراد هذا الموضوع بهذه المقالة، وإن كان الموضوع يحتاج – عند عارفي أهميته - إلى إفراده بالتصنيف والدراسة الوافية العميقة المستوعبة، ولكن طرق بابه في مثل هذا المنتدى لن يخلو من فائدة، وما لا يدرك كله لا يترك.
وموضوعنا هذا هو في الحقيقة باب من أبواب أصول التأليف والتحقيق، وأوثق مراجعه وأقربها وأقدمها هي كتب المحدثين رحمهم الله تعالى وجزاهم عن الدين وأهله خير الجزاء، وهل يوجد في الدنيا علم يحتاج إلى نقل إلا وقد عظم انتفاع أهله بعلم الحديث؟! وهذه بعض بركات السنة النبوية المشرفة المطهرة؛ ومن مراجعه الحديثة كتب أصول التحقيق، وأما علم أصول التأليف فما أقل التآليف فيه!.
إن هذا الموضوع ذو شأن عظيم، وهو يحتاج إلى مزيد من التأصيل والتفصيل والتحرير.
متى يجب نقل الكلام المنقول بلفظه دون معناه؟
متى يكفي النقل بالمعنى وما هي اصطلاحاته؟
متى يجوز اختصار الكلام المنقول.
هل يذم بتر الكلام؟
هل يجب عند نقل الكلام بيان مناسبته ومقام إيراده؟
ما النقد المتجه إلى طريقة الجامعات في العزو وغيره؟
ما هي رموز ابتداء النقل وانتهائه؟
إذا رجح محقق الكتاب ما ليس راجحاً وترك الراجح من أصوله فكيف ننقل تلك العبارة من ذلك الكتاب؟
هل يجوز النقل عن أهل الكتاب والكفار؟
هل نعتمد تحقيقات المستشرقين الكفار للكتب الإسلامية؟
هل نثق بنقول هؤلاء فننقلها عنهم؟
متى يسوغ إهمال نسبة الكلام إلى قائله؟
هل يعاب نقل الكلام عن عالم وقد سبقه إليه غيره؟
هذه أمثلة وغيرها كثير،، فلنبدأ الآن بذكر ما يخطر بالبال من آداب نقل كلام أهل العلم وعزوه، مشفوعة بشرح الاصطلاحات المستعملة في ذلك، والله الموفق.
الأدب الأول: الأمانة
هذا الأدب هو أول الآداب وأكبرها وأخطرها ورأسها وأساسها، هو رأس مال الكاتب والعالم، ومن لم يتحلَّ به فقد خسر نفسه ولم يلتفت الناس إلى ما يكتبه، ثم لا بد أن يفضحه الله عاجلاً أو آجلاً.
ويوجد من الأمثلة المتكاثرة في كلام نقاد الحديث وغيرهم من الأئمة والعلماء وفي تأصيلاتهم ونقدهم لمخالفي الحق من أهل الروغان والزيف والزيغ والزور والكذب والبهتان وفي ردودهم عليهم ما لا خفاء به ولا قلة، وذلك يغنينا عن ضرب بعض المُثل في مثل هذا الموضع فإن الاقتضاب به أليق.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 10:02]ـ
جزكم الله خيراً وأحسن إليكم، ونحن في متابعتكم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 10:41]ـ
أحسن الله إليك أخي الشيخ الكريم محمد، ونفع بك، وكلام طيب جميل، نسأل الله أن ينفع بهذا الجهد الطيب.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 10:50]ـ
أحسن الله إليك أخي الشيخ الكريم محمد، ونفع بك، وكلام طيب جميل، نسأل الله أن ينفع بهذا الجهد الطيب.
بارك الله فيك يا شيخ وليد، وأكرمك الله ونفع بك.
ولعل بعض الأخوة يسرد لنا أو يصف لنا ما أُلف من كتب في أصول التأليف وقواعده، سوى كتب أصول التحقيق.(/)
رسائل من (المحمول) ورسائل أخرى ...
ـ[معلم]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
هذه رسائل وصلتني على هاتفي (المحمول) من موقع الإسلام اليوم رأيت نقلها لكم مع رسائل أخرى
(الأعمال الدعوية والخيرية أعمال تكاملية تسابقية تسير بتوازن يتعذر معه التصادم فإن تصادمت فقد خرجت النيات عن مسارها وانحرفت إلى تحصيل حظوظ النفس وشهواتها.) د. عبد الله السكاكر
(إن من أعظم ثمار معرفة أسماء الله – جل وعلا – والإيمان بها هو الفهم الصحيح لمدلولاتها، والتجاوب مع هذا الإيمان وهذا الفهم بحيث لا تصبح مجرد فهوم ذهنية لا رصيد لها في واقع الحياة على الفرد والأمة) د. ناصر العمر
(التعايش والفاهم والتعاون بين الأمم المختلفة أمر تحتاجه الإنسانية حاجة ماسة، وقد شرع الإسلام التسامح وأمر بالعدل والرحمة والبر بين البشريّة قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) د.محمد الحسن الددو
(إذا مر متدبر القرآن بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن) ابن القيم
قال لقمان لابنه: (يابني اختر المجالس على عينك فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإنك إن تك عالما ينفعك علمه وإن تك جاهلا يعلموك، ولعل الله يطلع عليهم برحمته فتصيبك معهم)
(يصل الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود: غم لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها ومذمة لا يحمد عليها، وسخط الرب عليه، ويغلق عنه باب التوفيق) أبو الليث السمرقندي
(فكل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يكتفي باتباعه، أن يقوم بالعبادات الخاصة .. بل لابد أن يكون داعية إلى الله – سبحانه وتعالى – بحاله ومقاله .. ولا بد أن يكون أيضا داعية إلى الله على بصيرة بحال من يدعوهم .. ولا بد أن يكون الداعية عالما بأسلوب الدعوة .. وكيف يدعو الناس .. وهذا أمر مهم جدا بالنسبة للدعاة .. كيف يدعون الناس؟ هل يدعون الناس بالعنف، والشّدة، والقدح فيما هم عليه، وسب ما ينتهجونه؟! أو يدعون الناس باللّين والرّفق، وتحسين ما يدعونهم إليه دون أن يقبحونهم فيما هم عليه من منهج وسلوك؟ .. يقول الله – تعالى – لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بل لعباده، لجميع المؤمنين: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوًا بغير علم) الأنعام (108) ..
نحن نعلم أن سب آلهة المشركين أمر مطلوب؛ لأنها آلهة باطلة .. ولكن إذا يترتب على ذلك مفسده أكبر مع إمكان زوال الباطل بدون هذه المفسدة فإن الله يقول: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوًا بغير علم) ... وبناء على ذلك فإذا رأى الداعية شخصًا على أمر يرى هذا الداعية أنه باطل وصاحبه يرى أنه حق فليس من طريق الدعوة التي أرشد الله إليها نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلّم أن يقدح فيما هو عليه من مذهب أو نحلة؛ لأنّ ذلك ينفره، وربما يؤدي إلى أن يسب ما أنت عليه من الحق؛ لأنك سببت ما هو عليه من الباطل الذي يعتقده حقّا ولكن الطريق: أن أبين له الحق، وأشرحه له؛ لأن كثيرًا من الناس ولا سيما المقلدون قد يخفى عليهم نور الحق .. بما غشيهم من الهوى والتقليد لذلك أقول: يبين الحق ويوضح، ولا شك أن الحق تقبله الفطر السّليمة؛ لأنه دين الله وشرعه .. فلا بد أن يؤثر هذا الحق .. أن يؤثر في الدعوة .. لا أقول: إنه يؤثر في الحال؛ لأن هذا قد يكون من الأمور الصّعبة .. لكن قد يؤثر ولو بعد حين .. قد يفكر هذا المدعو فيما دعي إليه مرة بعد أخرى حتى يتبين له الحق، فالمهم أن الداعية لا بد أن يكون ذا بصيرة بما يدعو إليه في الأسلوب الذي يدعو إليه الناس؛ لأن هذا أمر مهم بالنسبة لقبول الدعوة ورفضها .. ) ابن عثيمين
رحم الله أمواتنا وحفظ لنا علماءنا
(يتبع)
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 10:08]ـ
حياك الله أخي
وأعانك الله على نشر الخير
ـ[معلم]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 02:25]ـ
مرحبًا بك أخي الحبيب آل عامر
تقبل الله دعوتك
(يُتْبَعُ)
(/)
أهديك هذه الكلمات وأرجو أن تقبلها:
(يحتاج الحوار إلى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزموا بها، لأن الحوار سينهار من قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة. وهذه الآداب تجعل الحوار مثمرًا بإذن الله عز وجل، وتكون كالمؤشر لإيجابيّة هذا الحوار أو سلبيته.
وهذه الآداب هي من الأخلاق والأسس التي ينبغي أن تتوافر في كلّ مسلم وليس فقط في المتحاورين) خالد بن محمد المغامسي
(جمع الخوارج بين متناقضات غريبة وخصال متضاربة لم تكن لغيرهم من الفرق في كثير منها .. فقد كانوا يعتقدون أنهم وحدهم على حق وأن آراءهم هي جوهر الاسلام، وأن الدفاع عن هذه الآراء والموت في سبيلها بل وقتل من لا يقرهم عليها مما يبتغي به وجه الله .. وقد اعتبروا عبدالرحمن ابن ملجم بطلا شهيدا لأنه قتل عليا رضي الله عنه ابتغاء وجه الله .. وقد أخلصوا لعقيدتهم وتعصبوا لها ولم يسلموا لخصومهم بحجة، ولم يخضعوا لرأي غير ما استقروا عليه والسبب في ذلك كما يقول الشيخ محمد أبو زهره رحمه الله ((استيلاء أفكارهم على نفوسهم، وتغلغل مذاهبهم في أعماق قلوبهم، واستيلاؤهم على مواضع تفكيرهم وطرق إدراكهم)) ثم أنهم في مجموعهم من البدو الخلص وقد غلبت عليهم طبيعتهم الجافة فصبغتهم بصبغتها الخالصة فما كانوا لذلك يفقهون قولا أو يهتدون سبيلا ... ) عبدالرحمن عبدالسلام يعقوب
قال عبدالرحمن بن مهدي: لا يكون الرجل إمامًا يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع.
(يعجبني أن يواجه الإنسان هذه الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر، وسماحة الخلق، وسعة الاحتمال، بسمة ترى في الله عوضًا عن كل فائت، وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود.د (محمد الغزالي)
(احرص على أن توصف بسلامة الجانب، وتحفظ من أن توصف بالدهاء؛ فيكثر المتحفظون منك، حتى ربما أضر ذلك بك وربما قتلك؟ (ابن حزم)
(التسارع الهائل في الحقائق العلمية يعني تسارعًا هائلا في اكتشاف جهلنا فكان ينبغي أن تقودنا هذه المكتشفات إلى التواضع لا إلى الغرور) الشّريف حاتم العوني
ـ[لامية العرب]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 06:28]ـ
الكلمة أمانة وعلى حاملها أن يعيها قبل أن يوصلها
وهذه العبارات مفخرة لأصحابها وناقليها
شكر الله سعيك وأثابك الله
ـ[معلم]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 06:49]ـ
الكلمة أمانة وعلى حاملها أن يعيها قبل أن يوصلها
وهذه العبارات مفخرة لأصحابها وناقليها
شكر الله سعيك وأثابك الله
جزاك الله خيرا
وهذه هديتي لك:
حتى يكون الداعية ناجحاً، يحتاج أن يكون بصيراً، بطبيعة الدين الذي يدعو إليه، والمنهج الذي يدعو به، والوسط الذي يدعو فيه، والناس الذين يدعوهم وهذه البصيرة مهمة جداً لفوزه بهدفه المنشود.
كما يجب عليه أن يفحص شخصيته جيداً، ليقوم ما قد يكون فيها من عوج، ويعيد ترتيب منظومته الفكرية، حتى يمكنه استغلال كل قدراته من أجل البلوغ إلى هدفه السامي في هداية الناس إلى الحق) د. علي بن عبدالله الصّياح
(القلوب التي أذعنت لله تعالى فأحبته وخشعت له هي قلوب تحن وتحنوا على الناس فتكون وعاء يحتوي آلامهم وهمومهم ويجود عليهم بما يستطيع) د. سلمان العودة
(ليس عند القلب أحلى ولا ألذ ولا أطيب من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله، ومحبته له، وإخلاصه الدين له، وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله فيصير القلب منيبًا إلى الله راغبًا راهبًا كما قال تعالى: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب سليم) (ابن تيميّة)
(عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير؛ سنكتشف في نفوس الناس كنوزًا من الخير، وسنجد لهم مزايا طيبة، وسنثني عليها صادقين مخلصين .. ونعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كبيرة) سيد قطب
(وابن خلدون الذي يرى ضرورة إلمام المعلم والمربي بفن التدريس والتربيّة والتعليم، ولا يكفي أن يكون العلم وحده سلاح المعلم، بل لا بد من دراسة نفسية للأطفال، ومعرفة درجة استعداداتهم ومواهبهم العقليّة حتى ينزل إلى مستواهم الفكري، وبذلك يتم الاتصال بينه وبين الناشئين وواضح من كلام ابن خلدون أن دراسة فن التربيّة وطرق التدريس من أهم ما يعني به المربون) د. محمد بن أحمد الصالح
وقال الشيخُ بكرُ أبو زيد: «أهلُ الإسلام ليس لهم سمةٌ سوى الإسلام والسلام، فيا طالب العلم – بارك الله فيك وفي علمك –: اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى، على طريقة السلف، ولا تكن خرّاجاً ولاّجاً في الجماعات فتخرج من السعة إلى القوالب الضيّقة، فالإسلام كله لك جادّة ومنهج، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإنَّ يد الله مع الجماعة، فلا طائفيّة ولا حزبيّة في الإسلام، وأعيذك بالله أن تتصدّع فتكون نهّاباً بين الفرق والطوائف والمذاهب الباطلة والأحزاب الغالية، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها، فكن طالب علم على الجادّة تقفوا الأثر، وتتّبع السنن تدعو إلى الله على بصيرة .. » (الداعية البصير) د. علي بن عبدالله الصيّاح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معلم]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 02:13]ـ
(الطلب الشديد على البروز الشكلي لدى الشباب كثيرًا ما يكون صدى لفراغ روحي وفكري مخيف) د. عبدالكريم بكار
(إن الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلميّة، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين. إن بعض الحوارات تنتهي قبل أن تبدأ، وذلك لعدم التزام المتحاورين بآداب الحوار) خالد بن محمد المغامسي
((إظهار البلاء لا على وجه الشّكوى لا ينافي الصبر لأن الله تعالى قال عن أيوب: (إنا وجدناه صابرا) مع أنه قال: (إني مسني الضر)). النووي
(الكلام عن الأخلاق قليل النفع. والأصل أن يتشرب الأطفال معاني الفضيلة عن طريق الاحتكاك والمعايشة اليوميّة للكبار ... ) د. عبدالكريم بكار
(جوهر العبادة إسلام القلب والوجه لله، ثم تغيير القدم في ميدان الكفاح الشريف دون جزع ولا هوان، إن العبادة كما هي ضراعة وتسبيح هي قدرة على امتلاك الحياة وتسخييرها في سبيل الله وإعلاء اسمه). محمد الغزالي
(إن العلم لا يجعل المسلم دائمًا أفضل التزامًا؛ ولكن يجعله على كل حال أكثر حساسيّة نحو مسائل التدين، والارتقاء الفكري والخلقي .... ) د. عبدالكريم بكار
(تفيد تقارير الأمم المتحدة أن المنطقة العربية تسجل حالة إصابة جديدة بفيروس الايدز كل 20 دقيقة ويعيش في الوقت الحالي ما يقرب من نصف مليون عربي مع فيروس الايدز، وأن العام 2006م شهد وحده 68 ألف حالة إصابة جديدة و36 ألف حالة وفاة) الإسلام اليوم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:37]ـ
الهدية مقبولة والشكر موصول لناقلها
(عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير؛ سنكتشف في نفوس الناس كنوزًا من الخير، وسنجد لهم مزايا طيبة، وسنثني عليها صادقين مخلصين .. ونعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كبيرة) سيد قطب
وهذا والله ماوجدناه في هذا المنتدى الخصيب
انتقاء موفق لأقوال هؤلاء العلماء الأجلاء فأنت كحامل المسك<<<أولئك القوم
ـ[معلم]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 05:57]ـ
الهدية مقبولة والشكر موصول لناقلها
وهذا والله ماوجدناه في هذا المنتدى الخصيب
انتقاء موفق لأقوال هؤلاء العلماء الأجلاء فأنت كحامل المسك<<<أولئك القوم
أكرمك الله بمسك الجنة أخي الحبيب
(متى تشيع علاقات الحب والعاطفة في علاقاتنا الأسرية. ويكسر احتكار هذه المعاني في الأفلام والأحلام وخارج نطاق الشرعية) د. سلمان العودة
(من أسباب السعادة: إعطاء النفس حظها المعقول من اللذات المباحة دون إفراط ومن حرم نفسه من حقها فقد خالف الشرع والفطرة. إن هذا الحرمان قد يؤدي إلى عله نفسية أو يكون ناتجا عن علة نفسية) د. محمدالصغير
ملاحظة: (طلب الدنيا بعمل الآخرة ثلاثة أقسام: أحدها: أن يعمل الخير خالصًا لوجه الله لكنه يرجو من الله أن يثيبه عليه في الدنيا، كالذي يتصدق لأجل حفظ ماله وهذا القسم محرم. وثانيها: يعمل الخير لأجل رياء الناس وسمعتهم، وهذا القسم شرك بالله، وثالثها: أن يعمل الخير لأجل كسب مادي من الناس مثل الذي يحج لأن يأخذ مالا على الحجة لا من أجل الله تعالى، أو الذي يتصف بالدين والصّلاح لأجل أن يتعين في وظيفة دينيه لا من أجل الله، وهذا القسم شرك بالله لأنه قصد بعمله غير وجه الله. أما من أراد بعمله وجه الله لكن حصل له شيء من الدنيا فأخذه فهذا لا إثم عليه وينقص أجره بقدر ما أخذ من الدنيا كالذي يجاهد من أجل الله ويأخذ الغنيمة) الشيخ محمد السليمان القرعاوي رحمه الله
في 14/ 7/ 1428 من الهجرة النبويّة الشّريفة
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:16]ـ
طلب الدنيا بعمل الآخرة ثلاثة أقسام: أحدها: أن يعمل الخير خالصًا لوجه الله لكنه يرجو من الله أن يثيبه عليه في الدنيا، كالذي يتصدق لأجل حفظ ماله وهذا القسم محرم.
كثير ممن أعرفهم يتصدقون لوجه الله راجين من الله دفع بلية أو مصيبة إنفاذا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء)) هل هذا يندرج تحت هذا القسم؟؟
وما أكثر الامور التي نبتغي بها وجه الله ثم نسأل الله من خيرها في الدنيا كبر الوالدين وما نرجوه من الاجر ثم مانرجوا من بر أبنائنا لنا .......... ارجو أن تكون الصورة واضحة جلية
ـ[معلم]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكم الله خيرا وسددكم
ـ[معلم]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:44]ـ
{النوع الأول: ممن ركبوا هذا الشرك الأصغر وأرادوا بعملهم الحياة الدنيا؛ أنه يعمل العمل الصالح وهو فيه مخلص لله جل وعلا؛ ولكن يريد به ثواب الدنيا ولا يريد ثواب الآخرة. مثلا يتعبد الله جل وعلا بالصلاة وفيها مخلص لله أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله؛ لكن يريد منها أن يصح بدنه، أو وصل رحمه وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة لكي يكون عنده مال فيتصدق وهو يريد بذلك ثواب الدنيا، فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر ومخلصا فيها لله؛ ولكنه طامع في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة، ولم يعمل هربا من النار وطمعا في الجنة، فهذا داخل في هذا النوع، وداخل في قوله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ).
والأعمال التي يعملها العبد ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:
القسم الأول: أن يكون العمل الذي عمله واستحضر فيه ثواب الدنيا وأراده ولم يرد ثواب الآخرة لم يرغِّب الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا، مثل الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأعمال والطاعات، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا ولو أراد به الدنيا فإنه مشرك ذلك الشرك.
والقسم الثاني: أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ورغّب فيها بذكر ثوابا لها في الدنيا، مثل صلة الرحم وبر الوالدين ونحو ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل هذا العمل استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فهو داخل في الوعيد فهو من أنواع هذا الشرك؛ لكن إذا استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا، له رغبة فيما عند الله في الآخرة يطمع الجنة ويهرب من النار واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه «فمن قتل قتيلا فله سلبه» فقتل القتيل في الجهاد لكي يحصل على السلب هذا؛ ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيها عند الله جل وعلا مخلصا فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا، بل قلبه معلق أيضا بالآخرة} (كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد) للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى
والله أعلم
ـ[معلم]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 06:30]ـ
{بعد انتهاء المحاورة ولم يقتنع أحد طرفي الحوار بوجهة نظر الآخر، فإنك قد تجد أحدهما في هذه الحالة يلجأ إلى غيبة أخيه ويتكلم فيه في المجالس وهذا من الأمور المحرمة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات12قال الشوكاني في تعليقه على هذه الآية: (فهذا نهي قرآني عن الغيبة مع إيراد مثل بذلك، يزيده شدة وتغليظًا، ويوقع في النفوس من الكراهية له، والاستقذار لما فيه مالا يقدر قدره. فإن أكل لحم الإنسان من أعظم ما يستقذره بنو آدم جبلة وطبعا ولو كان كافرا أو عدوًا مكافحًا)} خالد بن محمد المغامسي.
{الناس ينظرون إلى المتعلم العلم الشرعي والصالح نظرة دقيقة فاحصة دون أن يعلم، فربّ خطأ يقوم به لا يلقي له بالاً يكون في حسابهم من الكبائر؛ وذلك لأنه محسوب في مجتمعه قدوة لهم. وهنا تكمن أهمية القدوة وخطورتها، إذ إن كل مفارقة بين أقوال القدوة وسلوكه واهتماماته تشكِّل مصدر حيرة وإحباط لدى عامة الناس، وخصوصا المبتدئين في الالتزام، ويكون مصدر فتنة للناس واستخفاف بالعلم الذي تلقاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذين يعرفهم الناس بالصلاح والتدين .. وهم في الحقيقة جمعوا مع تلك السمعة تناقضا في الواقع ومخالفة لما يفترض أن يكونوا عليه؛ هؤلاء لا يقال فيه: إنهم لا يصلحون أن يكونوا قدوات، بل إنهم يمارسون دوراً تخريبياً؛ إذ هم يشوهون صورة الصالحين والفضلاء في أذهان العامة، ويعطونهم صورة مخالفة لحقيقة الدين التي قد لا يعرفونها إلا من خلالهم. كما أنههم يشجعون الناس بطريقة خفية على التميع والهشاشة الدينية، ويتسببون في تبخير ما بقي من هيبة واحترام للصالحين، ويكونون سبباً في فقد ثقة الناس بهم.
ولذلك فإنَّ المسؤولية عظيمة وكبيرة على العلماء والدعاة والصالحين وذويهم وأهل بيوتهم بشكل خاص، إذ لا بدَّ أن يؤهلوا تأهيلاً خاصاً لإكمال وظيفتهم الدعوية في المجتمع عن طريق الاهتمام بتحقيق القدوة والأنموذج الواقعي للصلاح والاستقامة. وهذا يلقي عليهم مسؤولية عامة تجاه الناس، فضلاً عن مسؤوليتهم الخاصة تجاه أنفسهم فيما بينهم وبين الله تعالى.
وعلى ذلك فإنَّ على كل مسلم ومسلمة عرف طريق الحق وسلكه، أن يجاهد نفسه ليقترب ما استطاع من ذلك الأنموذج الإنساني الراقي، نعني به القدوة، وإذا نظرنا في تاريخ العلماء والصالحين وجدنا أدبيات كثيرة تحثّ المسلم على التميز والحرص على العمل بالعلم، إذ يقول سفيان بن عيينة: "إذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل، فما أصنع بالعلم الذي كتبت؟! ". وقال الحسن: "لا تكن ممَّن يجمع علم العلماء وطرائف الحكماء، ويجري في العمل مجرى السفهاء". وقال أيضاً: "كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده".
فالرأس في الخير لا بدَّ أن يسير في طريق المجاهدة ومنابذة الشهوات، ولا يرتضي لنفسه أن يكون من الخلوف الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم "يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون"، وإنما يحرص على أن يكون من أتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين وصفوا بأنهم: "يأخذون بسنته ويقتدون بأمره" وكما يقول مالك بن دينار: "إنَّ العالم إذا لم يعمل بعلمه، زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصخرة الصماء"}.أسماء بنت راشد الرويشد(/)
هل يأثم تارك السنة المؤكدة؟
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 07:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يأثم تارك السنة المؤكدة أم لا؟
وجزاكم الله خيرًا
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 09:17]ـ
بالتأكيد أنه لا يأثم
وفقك الله
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 11:48]ـ
بوركت أخي الكريم
وقد بحثت فوجدت مثل هذا السؤال أجاب عليه د. أحمد بن عبدالرحمن الرشيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن السنة كما يعرفها أهل العلم: ما يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، ولها أمثلةٌ عديدة، منها: السنن الرواتب، والوتر، والسواك، والمبالغة في المضمضة والاستنشاق، وتخليل الأصابع، وإفطار الصائم على تمرٍ، وتكرار الحج والعمرة، والصدقة غير الزكاة، ومساعدة المحتاجين من الناس، ونحو ذلك. إلا أن هذه السنن ليست على درجةٍ واحدةٍ، بل بعضها أقوى من بعض مع اشتراكها في أفضلية الفعل، وعدم المعاقبة على الترك، ولذلك قسم أهل العلم السنن قسمين: سنن مؤكدة، وسنن غير مؤكدة. والذي يعنينا هنا السنن المؤكدة، وهي كما يعرفها أهل العلم: ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم-; وواظب على فعله، كالسنن الرواتب، والوتر، وصلاة العيدين عند طائفةٍ من أهل العلم، وقراءة السورة بعد الفاتحة في الصلاة، وسجود التلاوة، وقيام الليل، والأضحية، وصلاة الكسوف، وصلاة الاستسقاء، وركعتا الطواف، وإبداء السلام، وعيادة المريض، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير. هذا هو المشهور عند أهل العلم في معنى السنة المؤكدة، وخلاصته أن فاعلها يستحق الثواب، وتاركها لا يستحق العقاب.
إلا أن الأحناف لهم تفسيرٌ آخر للسنة المؤكدة، فهم يعنون بها الواجب، يقول الكاساني في بدائع الصنائع (1/ 155): « .... لأن السنة المؤكدة, والواجب سواء, خصوصا ما كان من شعائر الإسلام»، ولا شك أن السنة بهذا المعنى تختلف عن المعنى المتقدم ذكره، وذلك من حيث الأثر المترتب على تركها، فإن تارك السنة المؤكدة بالمعنى الأول لا يأثم، لكن تارك السنة بالمعنى المشهور عند الأحناف يأثم؛ لأنها مثل الواجب، والواجب يعاقب تاركه كما هو معلوم، ومن أمثلة السنة المؤكدة عند الأحناف: صلاة الجماعة، فإنهم يصرحون بأنها سنة مؤكدة، وليس معنى هذا أنهم يجيزون التخلف عنها، ولكنهم يعنون بالسنة المؤكدة الواجب كما صرحوا هم به، ولذلك فإنهم لا يجيزون التخلف عن صلاة الجماعة من غير عذر.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
على هذا الرابط ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=5 0700)
وجزاكم الله خيرًا
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 07:24]ـ
نود بمزيد من التعليقات حول السنة المؤكدة والغير مؤكدة ... !!!!!!!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 03:40]ـ
الشاطبي يفرق بين ترك السنة في النظر الكلي و النظر الجزئي فمن ترك راتبة الفجر مرة ليس كمن يتركها بالكلية للحديث من رغب عن سنتي فليس مني لهذا روي عن الإمام أحمد أن الذي يترك الرواتب رجل سوء لا تقبل شهادته أي يداوم على تركها(/)
هل يمكن أن ينفرد كفر الإعراض؟
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 08:06]ـ
بمعنى
هل يمكن أن يصدر عن شخص كفر إعراض وهو غير متلبس بكفر آخر؟
وإذا كان ذلك لا يمكن، فما الفائدة من تخصيصه بنوع مستقل؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:49]ـ
للاستفادة(/)
فصل في أن من قدح في الناس بلا مسوغ ولا تثبت فسيذهب الله ذكره
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 09:05]ـ
هذا كلام نفيس وقفت عليه في الآداب الشرعية للعلامة ابن مفلح يبين لك مغبة الوقوع في أعراض الناس وجرحهم بلا بينة ولا مسوغ شرعي وبه تعرف سبب طي ذكر كثير ممن حصل علما وكان ملء السمع والبصر يوما ما فاستزله الشيطان وأغراه بالوقوع في أعراض من لحومهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وهاهو وأصحابه قد جعلهم الله أحاديث ومزقهم كل ممزق نسأل الله السلامة والعافية.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 2/ 140:
وقال أبو الحارث:سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول:
ما تكلم أحد في الناس إلا سقط وذهب حديثه،قد كان بالبصرة رجل يقال له الأفطس كان يروي عن الأعمش والناس وكانت له مجالس وكان صحيح الحديث إلا أنه كان لا يسلم على لسانه أحد فذهب حديثه وذكره.
وقال في رواية الأثرم _وذكر الأفطس واسمه عبد الله بن سلمة_ قال: إنما سقط بلسانه فليس نسمع أحدا يذكره.
وتكلم يحيى بن معين في أبي بدر فدعا عليه قال أحمد:فأراه استجيب له.
والمراد بذلك والله أعلم عدم التثبت والغيبة بغير حق.
وقال أبو زرعة:عبد الله بن سلمة الأفطس كان عندي صدوقا لكنه كان يتكلم في عبدالواحد بن زياد ويحيى القطان،وذكر له يونس بن أبي إسحاق فقال: لاينتهي يونس حتى يقول:سمعت البراء.
قال أبو زرعة: فانظر كيف يرد أمره؟!
قال أبو زرعة: كل من لم يتكلم في هذا الشأن على الديانة فإنما يعطب نفسه،وكان الثورى ومالك يتكلمون في الناس على الديانة فينفذ قولهم وكل من يتكلم فيهم على غير الديانة يرجع الأمر عليه. اهـ
ـ[محب الموحدين]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 10:55]ـ
الله المستعان ..
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
واقعة تشهد لما ذكر:
قال الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي: .. كنت أتخيل في الناصح [ابن الحنبلي]: أن يكون إماماً بارعاً، وأفرح به للمذهب؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان، وحدة الخاطر، وسرعة الجواب، وكثر الصواب، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً، وأكثر صواباً، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس، واتباعه عيوبهم، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه ـ إلى أن قال: ـ والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم، وكشف ما استتر من خطاياهم، ومحبة بيان سقطاتهم، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته، وعَيبِ تصانيفه، وإظهار أخطائه، وكما لا يحب ذلك لنفسه = ينبغي أن لا يحبه لغيره، سيما للأئمة المتقدمين، والعلماء المبرزين، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه .. ذيل طبقات الحنابلة 3/ 430.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:12]ـ
الأخ ابن مفلح، كلام جميل، جزاك الله خيرا
الأخ عبد الرحمن، شاهد جيد
ويبقى التأصيل والتفصيل صنعة أهل العلم والإنصاف ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 11:20]ـ
[تمهيد]
أولا أنا أثق في نقولات الأخ عبدالرحمن السديس، لأني أعتبره من طلبة العلم الفاهمين، لكن مبدأ مراجعة مصادر الناقل من مباديء البحث العلمي، وهو من بابة (ولكن ليطمئن قلبي)، ومراجعة مصادر الناقل مبدأ = سواء استشكلت نقله أم لم أستشكله، وعند الاستشكال، فالمراجعة آكد وألزم ... وراجع في هذا مدرسة ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ...
[الحاصل]
لما راجعت ترجمة (الناصح = ناصح الدين) من ذيل الطبقات، رأيت أن كلام الموفق في الناصح من كلام الأقران الذي يطوى ولا يروى ...
أنظر ماذا يقول ابن رجب: (وقد وقع مرات بين الناصح والشيخ الموفق اختلاف في فتوى في السماع المحدَث ...
أجاب فيها الشيخ الموفق بإنكاره، فكتب الناصح بعده ما مضمونه ...
فلما عاد جوابه إلى الشيخ الموفق: كتب في ظهرها بخطه ما مضمونه "كنت أتخيّل في الناصح: أن يكون إماما بارعا ... (إلى أن قال) وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه.
فمن ذلك: في فتياه هذه خطأ من وجوه كثيرة ... ).
وتأمل ماذا يقول ابن رجب: (وانتهت إليه (إلى الناصح) رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين، وكان يساميه في حياته.
قال ناصح الدين: وكنت قدمت من إربل سنة وفاة الشيخ الموفق، فقال لي: قد سررت بقدومك، مخافة أن أموت وأنت غائب، فيقع وَهَن في المذهب، وخُلْفٌ بين أصحابنا).
إذا هناك (نوع) منافسة، ومدافعة ...
وإذا كان ذلك كذلك، فإني لا أستطيع أن أقبل من الموفق رحمه الله كلامه في الناصح ...
ثم تأمل قول الموفق: (ظننت)
هذا وقد أثنى أهل العلم على (الناصح = ناصح الدين) بالفقه، وأنه جيّد الإيراد، شهما مهيبا، صارما، واعظا، متواضعا، متفنّنا، له تصانيف، وأنه قد حصل له القبول التام، وله من الفضل والأدب وحسن الأخلاق ... ، وكان رئيس المذهب في زمانه بدمشق ...
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 07:20]ـ
الأخ الكريم / ابن مفلح ... وفقه الله
جزاك الله خيرا، ونفع بما نقلت،وحمانا الله وإيك أخي الحبيب من الوقوع في أعراض المسلمين
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 07:22]ـ
[تمهيد]
ومراجعة مصادر الناقل مبدأ = سواء استشكلت نقله أم لم أستشكله، وعند الاستشكال، فالمراجعة آكد وألزم ... وراجع في هذا مدرسة ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ...
.
بارك الله فيك وفي الشيخ عبدالرحمن
فائدة عظيمة تستحق عليهادعوة من القلب في ظهر الغيب وهي علي دين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 01:04]ـ
بارك الله فيك أخي ابن المنير.
كلام الموفق في مكانه، وقوله ظننت أي غلطه في تلك الفتوى أما ما بعدها من أمور فهو واقع ...
وقد أذهب الله ذكر الناصح فيندر أن تجد حنبليا يعرفه الآن، فضلا عن غيرهم من أهل المذاهب، وأين هو من الموفَق؟ والله الموفِق.
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 01:06]ـ
بارك الله فيكم و في الشيخ عبد الرحمن
ـ[ابن المنير]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:53]ـ
الشيخ الكريم عبدالرحمن، سلام عليك وبعد:
قولك: (كلام الموفق في مكانه).
أقول: قد سبق الرد على هذا، فراجعه مشكورا.
قولك: (وقوله ظننت أي غلطه في تلك الفتوى).
أقول: هذا التفسير يأباه سياق الكلام ... هل الموفق (يظن = تأمل: يظن) أن الناصح قد أخطأ في الفتوى، ثم يذكر فيه هذا الكلام الشديد، ثم يتبعه بتفنيد لتلك الفتوى من عدة وجوه ... هذا لا يكون إلا مع اليقين لا الظن، فتأمله.
تأمل الجزم: (رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً، وأكثر صواباً)
وهنا الظن: (وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس).
قولك: (أما ما بعدها من أمور فهو واقع).
أقول: قولك (بعدها) أي: بعد كلمة (ظننت)، وما بعد هذه الكلمة، فهو واقع عند مَن؟ فإن قلت عند الموفَّق ... فيقال: إن لهذا الكلام سببا ومشاحة ... فهو حينئذ غير مقبول ...
وإن كان (واقع) عندك، فما هو دليل هذا الواقع من غير كلام الموفق؟
بل إني أقول: قول الموفق: (ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه) فهل وقفتَ وفقك الله على مَن ابتُلي بمحبة تخطئة الناصح، وتتبع عيوبه؟
قولك: (وقد أذهب الله ذكر الناصح فيندر أن تجد حنبليا يعرفه الآن، فضلا عن غيرهم من أهل المذاهب).
أقول: كيف أذهب الله ذِكره ... وكُتبه ما بين مطبوع ومخطوط ... ونبأه في كتب الطبقات والتراجم مسطور؟! وتأمل قول الذهبي في الناصح (وكان له قبول زائد).
ثم هناك مَن شاع ذِكره في المذهب ولا يبلغ مبلغ الناصح ولا يكاد ... فإدامة الذّكر وضده ليس هو المعيار والمقياس ... ولا ريب أن لهذا الأمر أسبابا وظروفا ...
مثلا: ذاع ذِكر الموفق في المذهب ... وخمل ذِكر الناصح ابن الحنبلي
من الأسباب في هذا: أن الموفق رحمه الله صنَّف الكتب الخادمة للمذهب ... بخلاف الناصح ... (راجع مصنفات الناصح، في كتاب د. الطريقي 3/ 124 - 126) ...
وكأنك يا شيخ عبدالرحمن تشير إلى أن الله تعالى قد أذهب ذِكر الناصح لمحبته تخطئة الناس، وهذا غير صحيح، بل لم يذكره الموفق نفسه، الموفق ربط بين أن غير الناصح أسد جوابا منه، وذكر السبب في ذلك (ظننا) أنه ابتلي بمحبة تخطئة الناس ...
وقولك: (فيندر أن تجد حنبليا يعرفه الآن).
أقول: هذا عجيب، كيف يتحقق وصف (حنبليا) على التحقيق، ويخفى عليه علماء مذهبه ... ، اللهم إن كان من غير الحنابلة الباحثين فعذره حينئذ معه ...
ودعني أركز على قولك (الآن) أقول: لا يضر الناصح أن يجهله حنبلي معاصر، فيكفي أن الله يعرفه، وأئمة المذهب يعرفونه، بل ويذعنون لعلمه وفضله ...
قولك: (وأين هو من الموفَق؟).
أقول: (كان يساميه في حياته، وبعد وفاته انتهت إليه رئاسة المذهب).اهـ بتصرف، من كلام الحافظ ابن رجب.
تنبيه: كلامي كله من باب المناظرة، فلا يُنتَزع منه أنني أقول بالمساواة بين مقام الموفق والناصح ... فقد جعل الله لكل شيء قدرا ... وربك يخلق ما يشاء ويختار ...
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:56]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 12:50]ـ
تنبيه: قاعدة كلام الأقران يطوى ولا يذكر أو لا يقبل ليست على إطلاقها
فقد يصيب قرينه الحق لأسباب خارجة
وإنما مراد العلماء من هذا الكلام أن الكلام من الأقران بعضهم في بعض مظنة للخطأ وحظوظ النفوس وهذا في الغالب لا على الاطلاق والله أعلم
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 01:08]ـ
/
الفاضل ..
ابن مفلح ..
جزاكُم اللهُ خيْراً على النقْل ..
ونفعَ بِمَا سَطَّرتُم ..
.
..
...
ويَالَيْتَ قَوْمِي يَعلمُون ...
/
دُمتُمْ على الحقِّ بـ ثَبَات ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:39]ـ
للإمام النووي رحمه الله كلامٌ مهم في (رياض الصالحين والأذكار) عند حديث:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
ومن ذلك قوله: (فمتى شك في الكلام وتركه فالسنة الإمساك عنه، والسلامة لا يعدلها شيءٌ)
أو نحو هذه العبارة
بارك الله فيكم أخي الغالي ابن مفلح، وأعاننا على حفظ ألسنتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:49]ـ
بارك الله فيكم ابا محمد وجزاكم الله خيرا على حرصكم الجم في الافادة مع اشغالكم الكثيرة.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:11]ـ
الأخ الفاضل أمجد
الأمر مرده إلى القرائن بلا ريب ... وهذا ما دندنت حوله ... وللفائدة هذه جملة لا بأس بها من كلام أهل العلم، جمع وترتيب الأخ الفاضل عبدالله زقيل:
كَلامُ الأَقْرَانِ يُطْوى ولا يُرْوى ( http://saaid.net/Doat/Zugail/134.htm)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:12]ـ
والشيخ عبدالرحمن تنبهت اليوم أنه على سفر، فنسأل الله تعالى أن يرده إلينا سالما غانما ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:15]ـ
[قيد]
الموفق ربط بين أن غير الناصح أسد جوابا منه [في بعض الفتاوى]، وذكر السبب في ذلك (ظننا) أنه ابتلي بمحبة تخطئة الناس ...
ـ[المسروحي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:09]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:39]ـ
السلام عليكم
@@
وتكلم يحيى بن معين في أبي بدر فدعا عليه قال أحمد:فأراه استجيب له.
هذه ليس هنا مكانها وابو بدر شجاع بن الوليد رحمه الله قد تكلم فيه غير ابي زكريا رحمه الله(/)
اليوم إجابات الشيخ سعد الحميد على الأسئلة عبر الغرفة الصوتية.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 09:42]ـ
يقوم فضيلة الشيخ سعد بن عبد الله الحميد - حفظه الله - بالإجابة على أسئلة واستفسارات الإخوة الأعضاء عبر الغرفة الصوتية، وذلك في تمام الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم الأربعاء 4/ 7/1428هـ، نسأل الله أن ينفع بالشيخ وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي علي لكن من فاتته فكيف يسمعها؛ لأن الوقت غير مناسب للبعض؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 10:22]ـ
تم تسجيل الدرس والإجابة على الأسئلة، وسوف يتم رفعها على الموقع إن شاء الله، لكن حرص الأعضاء على الحضور أفضل، لطرح الأسئلة التي تشكل = مباشرة على الشيخ للإجابة عليها.
وسوف يقوم الشيخ بالإجابة على بقية الأسئلة يوم السبت القادم إن شاء الله.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:04]ـ
أجزل الله لك المثوبة , ونفع الله بعلم الشيخ.(/)
رسالة عباد بن عباد رحمه الله تعالى
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 09:42]ـ
هذه رسالة كتبها أحد حكماء هذه الأمة، عالج فيها أموراً نحن - أهل هذا العصر - أحوج إلى علاجها من أهل عصره إليه؛ وقد ذكَّرنيها موضوع (بحاثة الأخطاء، الله يعينه على نفسه) [ويعين الناس عليه].
هذه الرسالة مهما أثنيتُ عليها ومدحتُها فقراءتك لها بتدبر وتمعن ستكون إن شاء الله أبلغَ - في وصفها - من ذلك الثناء، فدونك الرسالة، نفعني الله وإياك بما نقرأ.
رسالة عباد بن عباد الخواص الشامي
قال الإمام الدارمي في (سننه) (675) طبعة حسين سليم أسد:
(أخبرنا عبد الملك بن سليمان أبو عبد الرحمن الإنطاكي عن عباد بن عباد الخواص الشامي أبي عتبة قال: أما بعد، اعقلوا والعقل نعمة، فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه حتى صار عن ذلك ساهيا.
ومن فضل عقل المرء ترك النظر فيما لا نظر فيه حتى لا يكون فضل عقله وبالاً عليه في ترك منافسة من هو دونه في الأعمال الصالحة، أو رجل شغل قلبه ببدعة قلد فيها دينه رجالاً دون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اكتفى برأيه فيما لا يرى الهدى إلا فيها ولا يرى الضلالة إلا تركها، يزعم انه أخذها من القرآن وهو يدعوا إلى فراق القرآن؛ أفما كان للقرآن حملة قبله وقبل أصحابه يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه وكانوا منه على منار لِوَضَحِ الطريق، وكان القرآن إمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً لأصحابه، وكان أصحابه أئمة لمن بعدهم، رجال معروفون منسوبون في البلدان، متفقون في الرد على أصحاب الأهواء مع ما كان بينهم من الاختلاف وتسكُّعِ أصحاب الأهواء برأيهم في سبل مختلفة جائرة عن القصد مفارقة للصراط المستقيم فتوهت بهم أدلاؤهم في مهامة مضلة فأمعنوا فيها متعسفين في تِيههم، كلما أحدث لهم الشيطان بدعة في ضلالتهم انتقلوا منها إلى غيرها لأنهم لم يطلبوا أثر السابقين ولم يقتدوا بالمهاجرين، وقد ذكر عن عمر انه قال لزياد: هل تدري ما يهدم الإسلام؟ زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون.
اتقوا الله وما حدث في قرائكم وأهل مساجدكم من الغيبة والنميمة والمشي بين الناس بوجهين ولسانين، وقد ذكر أن من كان ذا وجهين في الدنيا كان ذا وجهين في النار.
يلقاك صاحب الغيبة فيغتاب عندك من يرى انك تحب غيبته ويخالفك إلى صاحبك فيأتيه عنك بمثله فإذا هو قد صاب عند كل واحد منكما حاجته وخفي على كل واحد منكما ما يأتي عند صاحبه؛ حضوره عند من حضره حضور الإخوان، وغَيبته عند من غاب عنه غَيبة الأعداء؛ من حضر منهم كانت له الأثرة ومن غاب منهم لم تكن له حرمة، يفتن من حضره بالتزكية، ويغتاب من غاب عنه بالغيبة؛ فيا لعباد الله! أما في القوم من رشيد ولا مصلَح به يقمع هذا عن مكيدته ويرده عن عِرض أخيه المسلم، بل عرف هواهم فيما مشى به إليهم فاستمكن منهم وأمكنوه من حاجته، فأكل بدينه مع أديانهم.
فالله الله ذبوا عن حُرَم أعيانكم، وكفوا ألسنتكم عنهم إلا من خير، وناصحوا الله في أمتكم، إذ كنتم حملة الكتاب والسنة، فإن الكتاب لا يَنطق حتى يُنطَق به، وإن السنة لا تعمل حتى يُعمل بها؛ فمتى يتعلم الجاهل إذا سكت العالم فلم ينكر ما ظهر ولم يأمر بما ترك؟! وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه.
اتقوا الله فإنكم في زمان رق فيه الورع وقل فيه الخشوع وحمل العلم مفسدوه فأحبوا أن يعْرَفوا بحمله وكرهوا أن يُعرفوا بإضاعته، فنطقوا فيه بالهوى لِما أدخلوا فيه من الخطأ، وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل، فذنوبهم ذنوبٌ لا يُستغفر منها، وتقصيرهم تقصير لا يعترف به! كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائرا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول ودافعوا بالقول عن أنفسهم أن يُنسبوا إلى عملهم، فلم يتبرءوا مما انتفوا منه ولم يدخلوا فيما نَسبوا إليه أنفسهم، لأن العامل بالحق متكلم وإن سكت، وقد ذُكر أن الله تعالى يقول: (إني لست كل كلام الحكيم أتقبل، ولكني أنظر إلى همه وهواه، فإن كان همه وهواه لي جعلت صمته حمداً ووقاراً وإن لم يتكلم)، وقال الله تعالى: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)؛ وقال: (خذوا ما آتيناكم بقوة)، قال: العمل بما فيه.
ولا تكتفوا من السنة بانتحالها بالقول دون العمل بها، فإن انتحال السنة دون العمل بها كذب بالقول مع إضاعة العلم.
ولا تعيبوا بالبدع تزيناً بعيبها فإن فساد أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم.
ولا تعيبوها بغياً على أهلها، فإن البغي من فساد أنفسكم.
وليس ينبغي للطبيب أن يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه، فإنه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم، ولكن ينبغي أن يلتمس لنفسه الصحة ليقوى به على علاج المرضى؛ فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظراً منكم لأنفسكم ونصيحة منكم لربكم وشفقة منكم على إخوانكم، وان تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم، وأن يستفطم بعضكم بعضاً النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله من أهدى إلي عيوبي.
تحبون أن تقولوا فيحتمل لكم، وإن قيل [لكم] مثل الذي قلتم غضبتم.
تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم وتأتون مثل ذلك أفلا تحبون أن يؤخذ عليكم؟!
اتهموا رأيكم ورأي أهل زمانكم، وتثبتوا قبل أن تَكلموا، وتعلَّموا قبل أن تعملوا، فإنه يأتي زمان يشتبه فيه الحق والباطل ويكون المعروف فيه منكراً والمنكر فيه معروفاً، فكم من مقترب إلى الله بما يباعده ومتحبب إليه بما يبغضه عليه، قال الله تعالى (أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسنا---) الآية.
فعليكم بالوقوف ثم الشبهات حتى يبرز لكم واضح الحق بالبينة، فإن الداخل فيما لا يعلم بغير علم آثم.
ومن نظر لله نظر الله له.
عليكم بالقرآن فأتموا به وأُموا به؛ وعليكم بطلب أثر الماضين فيه؛ ولو أن الأحبار والرهبان لم يتقوا زوال مراتبهم وفساد منزلتهم بإقامة الكتاب وتَبيانه ما حرفوه ولا كتموه، ولكنهم لما خالفوا الكتاب بأعمالهم التمسوا أن يخدعوا قومهم عما صنعوا مخافة أن تفسد منازلهم وأن يتبين للناس فسادهم، فحرفوا الكتاب بالتفسير وما لم يستطيعوا تحريفه كتموه، فسكتوا عن صنيع أنفسهم إبقاء على منازلهم، وسكتوا عما صنع قومهم مصانعة لهم، وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه، بل مالؤوا عليه ورفقوا لهم فيه).
انتهت الرسالة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 01:29]ـ
ولا تعيبوا بالبدع تزيناً بعيبها فإن فساد أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم.
ولا تعيبوها بغياً على أهلها، فإن البغي من فساد أنفسكم.
وليس ينبغي للطبيب أن يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه، فإنه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم، ولكن ينبغي أن يلتمس لنفسه الصحة ليقوى به على علاج المرضى؛ فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظراً منكم لأنفسكم ونصيحة منكم لربكم وشفقة منكم على إخوانكم، وان تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم، وأن يستفطم بعضكم بعضاً النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله من أهدى إلي عيوبي.
تحبون أن تقولوا فيحتمل لكم، وإن قيل [لكم] مثل الذي قلتم غضبتم.
تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم وتأتون مثل ذلك أفلا تحبون أن يؤخذ عليكم؟!
.
كلام عظيم لله دره.
وجزاك الله خيرا.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 02:39]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الكريم / محمد خلف.
ووالله؛ لقد خِفْتُ من هذه الرسالة جدًّا؛ فإنَّها تنطبقُ انطباقًا حذو القُذَّة بالقُذَّة علينا، وعلى أهل زماننا.
اللهم اعفُ عنَّا، واغفر لنا، وارحمنا، واهدِنا لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرِف عنَّا سيِّئها؛ لا يصرفُ عنَّا سيِّئها إلا أنت.
أصلح الله الأحوال.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 06:45]ـ
اتقوا الله فإنكم في زمان رق فيه الورع وقل فيه الخشوع وحمل العلم مفسدوه فأحبوا أن يعْرَفوا بحمله وكرهوا أن يُعرفوا بإضاعته، فنطقوا فيه بالهوى لِما أدخلوا فيه من الخطأ، وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل،
رسالة حملت الكثير من العبر ولامست الجروح
الى الله المشتكى
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره الى مسلم
فالواجب علينا
شكر الله تعالى على نعمة العقل وتوظيفها بما يرضى الله المنعم المتفضل سبحانه
وجوب اتباع ماأمرنا الله تعالى به واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده ومن أقتفى أثره الى يوم الدين
الإبتعاد عن المهلكة وهي اتباع هوى النفس ومحاكاة اهل البدع ونشر بدعتهم
ترك الجدال والشقاق والغيبة بأنواعها وخاصة في ولاة الامر وأهل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:32]ـ
نصيحة مباركة، رحم الله قائلها ورفع درجته
وشكر الله لكم يا شيخ محمد
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 03:28]ـ
جزاكم الله خيراً، ورفع قدركم، ونفع بكم.(/)
الرقية من العين والسحر وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 10:17]ـ
الرقية من العين والسحر وأقوال العلماء في ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد فإن الله سبحانه وتعالى: أخبرنا بأن القرآن شفاء لما في الصدور فقال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. (يونس:57) وقال: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. (الإسراء: من الآية82)، وقال: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ. (فصلت: من الآية44)، وقال: وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. (التوبة: من الآية14)، فالقرآن شفاء من كل داء بإذن الله تعالى، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على الرقية بالقرآن حين رقوا اللديغ بفاتحة الكتاب وأعطوا على ذلك قطيعاً من الغنم، فعن أبي سعيد الخدري أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطي قطيعاً من غنم فأبى أن يقبلها وقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال وما أدراك أنها رقية ثم قال خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم.
أخرجه مسلم رقم (2201) 4/ 1727.
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث جواز الرقية بكتاب الله ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور.
فتح الباري شرح صحيح البخاري 4/ 457، ونيل الأوطار للشوكاني 6/ 31.
قال الذهبي: قال الخطابي رحمه الله: إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي الحسن الحسين رضي الله عنهما فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وبالله المستعان وعليه التكلان. الكبائر للذهبي ص16. فقد جمع العلماء آيات من القرآن وقالوا بأنها رقية من العين وجربوها ووجدوها نافعة بإذن الله تعالى وسأذكر بعد تلك الآيات بعض الأحاديث الواردة في العين وفي الرقية منها، وأقوال بعض العلماء في ذلك، أما الآيات: فقوله تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (البقرة:109)، وقال تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً. (النساء:54)، وقال تعالى: وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ. (يوسف:67)،وقال تعالى: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً (الكهف:39)، وقال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ، الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (الملك:1 - 4)، وقال تعالى: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ، وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ. (القلم: 51 - 52)
وأما الآيات التي يحل بها السحر عن المسحور بإذن الله عز وجل، فعن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور، الآية التي من سورة يونس] فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ، وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [(يونس: 81 – 82)، والآيات الأخرى التي في سورة الأعراف] وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [(لأعراف: 117 - 122)، وقوله تعالى] وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [(طه:69). تفسير ابن كثير ج2/ص428
قال بن عباس من أخذ مضجعه من الليل ثم تلا هذه الآية فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين لم يضره كيد ساحر ولا تكتب على مسحور إلا دفع الله عنه السحر.
تفسير القرطبي ج8/ص368
وأما الأحاديث الواردة في العين وفي الرقية منها فالأول منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: العين حق.
أخرجه مسلم رقم (2187) 4/ 1719.
وعن بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا.
أخرجه مسلم رقم (2188) 4/ 1719.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين.
أخرجه البخاري رقم (5738)، ومسلم رقم (2195) 4/ 1725.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين، والحمة، والنملة
أخرجه مسلم رقم (2196) 4/ 1725.
قال الحافظ ابن حجر: رقية النملة والنملة: قروح تخرج في الجنب وغيره من الجسد.
فتح الباري شرح صحيح البخاري 10/ 196.
وعن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر قال وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد قال فقال له عامر بن ربيعة ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء قال فوعك سهل مكانه واشتد وعكة فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلاً وعك وأنه غير رائح معك يا رسول الله فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق توضأ له فتوضأ له عامر فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس.
أخرجه مالك في الموطأ رقم (1678) 2/ 938، والنسائي في السنن الكبرى رقم (7616) 4/ 380.
عن حميد بن قيس المكي أنه قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما مالي أراهما ضارعين فقالت حاضنتهما يا رسول الله إنه تسرع إليهما العين ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر لسبقته العين.
أخرجه مالك في الموطأ رقم (1680) 2/ 939، وأحمد في المسند رقم (27510) 6/ 438، وغيرهما
عن سليمان بن يسار أن عروة بن الزبير حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت صبي يبكي فذكروا له أن به العين قال عروة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسترقون له من العين.
أخرجه مالك موطأ رقم (1681) 2/ 940.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال خرج سهل بن حنيف ومعه عامر بن ربيعة يريدان الغسل فانتهيا إلى غدير فخرج سهل يريد الخمر قال وكيع يعني به الستر حتى إذا رأى أنه قد نزع جبة عليه من صوف فوضعها ثم دخل الماء قال فنظرت إليه فأصبته بعيني فسمعت له قرقفة في الماء فأتيته فناديته ثلاثاً فلم يجبني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فجاء يمشي فخاض الماء حتى كأني أنظر إلى بياض ساقيه فضرب صدره ثم قال اللهم اذهب عنه حرها وبردها ووصبها فقام فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يحب فليبرك فإن العين حق.
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين رقم (7500) 4/ 240 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال الحافظ ابن كثير: قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا محمد بن معمر حدثنا أبو داود حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري ويقال له بن الضجيع ضجيع حمزة رضي الله عنه حدثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس قال البزار يعني العين قال ولا نعلم يروي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد قلت بل قد روي من وجه آخر عن جابر قال الحافظ أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي المعروف بشكر في كتاب العجائب وهو مشتمل على فوائد جليلة وغريبة حدثنا الرمادي حدثنا يعقوب بن محمد حدثنا علي بن أبي علي الهاشمي حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر وإن أكثر هلاك أمتي في العين ثم رواه عن شعيب بن أيوب عن معاوية بن هشام عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تدخل الرجل العين في القبر وتدخل الجمل القدر وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ولم يخرجوه.
تفسير ابن كثير 4/ 412
قال أبو عمر ابن عبد البر: لا أعلم خلافاً بين العلماء في جواز الرقية من العين أو الحمة وهي: لدغة العقرب وما كان مثلها إذا كانت الرقية بأسماء الله عز وجل ومما يجوز الرقي به وكان ذلك بعد نزول الوجع والبلاء وظهور العلة والداء وإن كان ترك الرقى عندهم أفضل وأعلا لما فيه من الاستيقان بأن العبد ما أصابه لم يكن ليخطئه وأنه لا يعد شيء وقته وأن الأيام التي قضى الله بالصحة فيها لم يسقم فيها من سبق في علم الله صحته.
الاستذكار لابن عبد البر 8/ 405.
قلت: قوله (ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) فيه إثبات القدر، وهو حق، بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه: أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين، ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين، وإنها قوية الضرر.
قال ابن القيم: وقد روى الترمذي من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عين الإنسان صحيح فلولا أن العين شر لم يتعوذ منها، وفي الترمذي من حديث علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني حابس بن حبة التميمي حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا شيء في الهام والعين حق ضعيف لكن قوله والعين حق صحيح
وفيه أيضا من حديث وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا رواه مسلم وفي الباب عن عبدالله بن عمر وهذا حديث صحيح، والمقصود أن العائن حاسد خاص وهو أضر من الحاسد ولهذا والله أعلم إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد وليس كل حاسد عائنا فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها الساحر والحاسد فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها ليس هو شيئاً اكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها بخلاف السحر فإنه إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية فلهذا والله أعلم قرن في السورة بين شر الحاسد وشر الساحر لأن الإستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن فالحسد من شياطين الإنس والجن والسحر من النوعين، وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب فذكره في السورة الأخرى كما سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى فالحاسد والساحر يؤذيان المحسود والمسحور بلا عمل منه بل هو أذى من أمر خارج عنه ففرق بينهما في الذكر في سورة الفلق والوسواس إنما يؤذي العبد من داخله بواسطة مساكنته له وقبوله منه ولهذا يعاقب العبد على الشر الذي يؤذيه به الشيطان من الوساوس التي تقترن بها الأفعال والعزم الجازم لأن ذلك بسعيه وإرادته بخلاف شر الحاسد والساحر فإنه لا يعاقب عليه إذ لا يضاف إلى كسبه ولا إرادته فلهذا أفرد شر الشيطان في سورة وقرن بين شر الساحر والحاسد في سورة وكثيرا ما يجتمع في القرآن الحسد والسحر للمناسبة.
بدائع الفوائد لابن القيم 2/ 458 - 459.(/)
جزى الله خيراً من احتسب وأجاب على سؤالاتي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:05]ـ
سمعت من الشيخ ان تلقين الناس بالتوبة كقول بعض الوعاظ (تبنا الى الله ورجعنا اليه وندمنا على ما فعلنا) والناس يرددون وراءه بدعة فاشكل على قول النبى صلى الله عليه وسلم (انى استغفر الى الله وأتوب اليه فى اليوم) الى اخر الحديث فما الحل اكرمكم الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:09]ـ
قرأت ان الاحاديث الواردة فى فضل اعمال ما بسيطة كبير جدا كالمشى لصلاة الجمعة ان هذا الفضل خاص بالشخص الفاعل لهذا الفعل لا ان كل أحد يفعله موعود بهذا الفضل أى هو لذات الفاعل لا الفعل لفضل فاعله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:11]ـ
أكرمكم الله كيف الجمع بين ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول الا حقا وبين قوله (من (يشترى) هذا العبد) قصدى الشراء لا العبد وقول الاعمش لما ضرب الجمال فى الحج وقيل له فى ذلك فقال (من تمام الحج ضرب الجمال والشعبى لما قيل له أيكم الشعبى فأشار الى زوجته وقال هذا وغير ذلك من الوارد ليت أحد يجاوبنى اجابة بينة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:13]ـ
ما درجة الخلاف هذا وهل هو معتبر أكرمكم الله تعالى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:15]ـ
أكرمكم الله اليس كل انسان كريم لصريح قول الله تعالى (ولقد كرمنا بنى أدم) بحكم خلقته البشرية وما فيه من روح الله وعقل فما وجه الجمع بينها وقوله تعالى (ومن يهن الله فما له من مكرم)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:16]ـ
هل أم الزوجة بالنسة لزوج ابنتها كمحرمات الزوج من النسب أم ثم فروق وما هى هذه الفروق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:18]ـ
كثير ما اسمع عند ذكر نبى غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ عليه السلام فقط فهل يقصد قصر السلام ولماذا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:20]ـ
نحن مكلفون بحفظ دين الله والقرءان فكيف الجمع بين هذا وقوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) وقرأت ان الحفظ شرعى وقدرى وأريد شرحا أكرمكم الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:21]ـ
قال الشيخ خالد السبت فيما مع7ناه (من العلماء من قال بما قدم من عمل صالح وأخر أى ما أراد نأن يعمله ولم يعمله من الصالحات ويقول الشيخ ان الظاهر انه ليس بمراد لأن (الحساب لا يجرى على هذا الا اذا كان فى مقابلة ترك الواجبات) والا فمعلوم أن من هم بحسنة ولم يعملها يؤجر) لا افهم هذا الكلام فاشرحوه جزاكم الله خيرا خاصة ما بين القوسين فى المنتصف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:23]ـ
قرأت ان العلماء اختلفوا فى جواز رواية الحيث الذى فيه اقرار النبى صلى الله عليه وسلم لاحد اشار بفعل بيده مثلا على صفة من صفات الله (اختلفوا هل يجوز رواية الحديث بهذا الفعل أم يرويه بدونه) اريد شرحا لهذا الكلام ومثال ----- ولماذا يكتفى فى روايات السيرة بالشهرة فقط وما الدليل على ذلك وعلل ايضا بانه ان لم نقبل الضعيف فى التاريخ ستضيع حلقة من حلقات التاريخ ولن نستطيع فهمه أرجو التعليق بارك الله فيكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 12:52]ـ
للإجابة عن أسئلتي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 04:34]ـ
اريد فقط لوحتى يعلم أحد معلومة مفيدة حول سؤال تفتح لى الباب شيئا ما ولا يشترط اجابة كاملة بل ما يحضر فى الذهن يكفى
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 11:47]ـ
سمعت من الشيخ ان تلقين الناس بالتوبة كقول بعض الوعاظ (تبنا الى الله ورجعنا اليه وندمنا على ما فعلنا) والناس يرددون وراءه بدعة فاشكل على قول النبى صلى الله عليه وسلم (انى استغفر الى الله وأتوب اليه فى اليوم) الى اخر الحديث فما الحل اكرمكم الله
أخي الحبيب كثرت الأسئلة، لذلك اقترح أن تنتظر ولا تضف إليها أخرى حتى يتمكن الأعضاء الأفاضل ممن عنده علم بهذه الأمور من إجابتك.
وبالنسبة للسؤال الأول نعم يا أخي تلقين الناس التوبة بصيغة معينة من البدع الحادثة التي لم يرد عليها دليل من الشرع، ولا شك أن التوبة عبادة قلبية يتقرب العبد بها إلى الله، وهي ندم العبد على ما ارتكبه من ذنوب في جنب الله تعالى أو مظالم في حق عباد الله، ولا تصح التوبة إلا بالإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم الصادق الجازم، على عدم العودة إليها مرة أخرى.
وإذا كانت المعصية متعلقة بحق من حقوق المخلوقين كسرقة مالٍ، أو غصبه أو ضربٍ أو ما شابه ذلك، فيتعين على التائب أن يرد إلى المظلوم حقه أو يتحلله منه.
والتوبة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين بها، وفعلها أصحابه ولم يرد عنهم صيغة معينة تقال عند التوبة أو تستخدم في التعبير عنها.
وقد أتى بعض الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معترفين ببعض الذنوب كالسرقة والزنا وشرب الخمر فأقام عليهم الحد، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه لقن أحدًا منهم صيغة معينة يقولها للتوبة، فلما كان الأمر على ما ذكرنا علم أن تلقين الناس - وكلهم خطاء - صيغة معينة لإعلان التوبة أمر مبتدع لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:24]ـ
قرأت ان الاحاديث الواردة فى فضل اعمال ما بسيطة كبير جدا كالمشى لصلاة الجمعة ان هذا الفضل خاص بالشخص الفاعل لهذا الفعل لا ان كل أحد يفعله موعود بهذا الفضل أى هو لذات الفاعل لا الفعل لفضل فاعله
أخي الحبيب كل فعل وعد الشارع عليه بأجر يكون ذلك عامًا للمسلمين، إلا إذا كانت هناك قرينة تدل على التخصيص، فمثلا في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (2691) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)).
فهذا أجر عظيم على عمل بسيط، وهذا فضل من الله ومنة فكل من قال ذلك مخلصًا ولم يمنع مانع من قبول عمله كان له هذا الأجر.
لكن هناك أحاديث يدل سياقها على تخصيص شخص معين بها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة يوم الخندق: ((ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة)) فسكت الصحابة ثم ندب لذلك حذيفة رضي الله عنه رواه مسلم في صحيحه (1788)، لا شك أن هذا أمر خاص بحذيفة رضي الله عنه إذ هو أجر خاص على عمل خاص. والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:51]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 04:20]ـ
لو وضعت أخي الكريم خالد كل سؤال في موضوع مفرد، لربما كان ذلك أدعى لسرعة الجواب.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 04:26]ـ
سمعت من الشيخ ان تلقين الناس بالتوبة كقول بعض الوعاظ (تبنا الى الله ورجعنا اليه وندمنا على ما فعلنا) والناس يرددون وراءه بدعة فاشكل على قول النبى صلى الله عليه وسلم (انى استغفر الى الله وأتوب اليه فى اليوم) الى اخر الحديث فما الحل اكرمكم اللهبالإضافة لما ذكره مشرفنا الغالي بارك الله فيه
فأنت نفسك أخي قد نقلتَ الحل عندما ذكرت حديث النبي (ص) وفيه: (إني أستغفر) بصيغة المفرد فهو يستغفر (ص) لنفسه وبنفسه بخلاف الاجتماع على الذكر والاستغفار جماعة فهذا مخالف للحديث كما ترى
ولا اجتهاد مع نص أخي
والنص واضح في الحديث الذي ذكرته في كلامك بارك الله فيكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 05:31]ـ
جزاكم الله خيرا
لو وضعت أخي الكريم خالد كل سؤال في موضوع مفرد، لربما كان ذلك أدعى لسرعة الجواب. انا كنت واضع كل سؤال على حدى متتاليين فوق بعض لكن المشرف شيخنا الحمادى راسلنى وقال ان هذا يؤثر على المواضيع فى المجلس فجمعها هو ووضع لها هذا العنوان جزاه الله وكل مشايخنا خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 07:35]ـ
بواسطة خالد المرسى
أكرمكم الله كيف الجمع بين ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول الا حقا وبين قوله (من (يشترى) هذا العبد) قصدى الشراء لا العبد وقول الاعمش لما ضرب الجمال فى الحج وقيل له فى ذلك فقال (من تمام الحج ضرب الجمال والشعبى لما قيل له أيكم الشعبى فأشار الى زوجته وقال هذا وغير ذلك من الوارد ليت أحد يجاوبنى اجابة بينة
لعله من باب ضرب المثل كمن يجوز القراءة فى الروايات الخرافية والاساطير قائلا أنها من باب ضرب المثل لا الكذب؟
انتظر الفائدة من مشايخنا الكرام
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 01:11]ـ
اخي الكريم تقول هل أم الزوجة بالنسة لزوج ابنتها كمحرمات الزوج من النسب أم ثم فروق وما هى هذه الفروق
اقول أم الزوجة بالنسة لزوج ابنتها محرمة عليه بالصهر على التابيد مثل محرمات الزوج من النسب يجوز له الخلوة والسفر بها الاانها لاترثه
وتقول قال الشيخ خالد السبت فيما معناه (من العلماء من قال بما قدم من عمل صالح وأخر أى ما أراد نأن يعمله ولم يعمله من الصالحات ويقول الشيخ ان الظاهر انه ليس بمراد لأن (الحساب لا يجرى على هذا الا اذا كان فى مقابلة ترك الواجبات) والا فمعلوم أن من هم بحسنة ولم يعملها يؤجر)
اقول ان كان كلام الشيخ خالد يتعلق بتفسير اية القيامة فهذا تفسير العلامة ابو بكرالجزائري حفظه الله
للاية {يُنبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} أي يوم تقوم الساعة يخبّر الإِنسان من قبل ربّه تعالى بما قدم من أعماله في حياته الخير والشر سواء وبما أخر بعد موته من سنة حسنة سنّها أو سيئة كذلك والله اعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 02:19]ـ
بواسطة خالد المرسى
أكرمكم الله كيف الجمع بين ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول الا حقا وبين قوله (من (يشترى) هذا العبد) قصدى الشراء لا العبد وقول الاعمش لما ضرب الجمال فى الحج وقيل له فى ذلك فقال (من تمام الحج ضرب الجمال والشعبى لما قيل له أيكم الشعبى فأشار الى زوجته وقال هذا وغير ذلك من الوارد ليت أحد يجاوبنى اجابة بينة
لعله من باب ضرب المثل كمن يجوز القراءة فى الروايات الخرافية والاساطير قائلا أنها من باب ضرب المثل لا الكذب؟
انتظر الفائدة من مشايخنا الكرام
أنقل لكم اجاببات الشيخ سلمان العودة
ثم هل هى اجابات على سؤالى؟
النكت ونسبة الكذب فيها
السؤال: يقول: لم تتطرق في كلامك عن النكت من أنها أو غلبها كذب وافتراء، ولم تذكر في تلك حكماً؟ الجواب: في الواقع أنني لا أرى أنها تدخل صراحة في باب الكذب؛ لأنه ليس يقصد من ورائها الخبر الصريح، بقدر ما يقصد من ورائها ذكر رواية، أو سرد قصة قرأها الإنسان أو سمعها، دون أن يكون ملزماً بتوثيق هذه الرواية، أو تضعيفها، ودون أن يكون يقصد الإخبار بقدر ما يقصد الإضحاك، أو إنقاذ موقف، أو ما أشبه ذلك من المقاصد، فليس مما يصح فيما يظهر لي أنه كذب صراح.
النكت الخيالية
السؤال: النكت التي يرويها الناس حول الحيوانات، التي هي من صنع الخيال؟ الجواب: هذه ذكر ابن الجوزي طُرَفاً كثيرة، منها في كتاب الأذكياء، ولها كتب مخصصة، ككتاب ابن المقفع كليلة ودمنة وغيرها، وهي أنواع، فيها أشياء تذكر لا تخلو من فوائد معينة تجري مجرى الأمثال للإفادة، وبعضها لمجرد التسلية ولا فائدة من ورائها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 03:49]ـ
قال الشيخ خالد السبت فيما معناه (من العلماء من قال بما قدم من عمل صالح وأخر أى ما أراد نأن يعمله ولم يعمله من الصالحات ويقول الشيخ ان الظاهر انه ليس بمراد لأن (الحساب لا يجرى على هذا الا اذا كان فى مقابلة ترك الواجبات) والا فمعلوم أن من هم بحسنة ولم يعملها يؤجر)
لعل الشيخ يقصد ما قاله ابو السعود (من المكتبة الشاملة) فى تفسيره
وَأَخَّرَ} أيْ لَمْ يعملْ خيراً كانَ أو شراً فيعاقبُ بالأولِ ويثابُ بالثانِي أو
لكن أنا استغرب استدلااك الشيخ لأنه ما من أحد يجهل أن من هم بحسنة ولم يعملها يؤجر وابو السعود أطلق اعتمادا على فهم القارئ الطبيعى لكلامه اذ لايعاقب من هم بفعل حسنة ولم يعملها الا اذا كانت هذه الحسنة مثلا فريضة عليه
انتظر تعليق الاخوة
ـ[ابن أبي ناصر]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما الحكاية عن الشعبي لما جاءه الرجل وسأله أيكما الشعبي وكان مع امرأة، أجابه الشعبي بما يناسب عقله وحماقته فهو يرى رجلا وامرأة ويعلم بأن الرجل الشعبي فيسأل أيهما الشعبي فأجابه الشعبي على قدر حماقته، ويشبه هذا قصة وقعت للمحدث صالح جزرة حدث يوما بأحاديث فلما انتهى مجلس الإملاء سأله أحد الحاضرين ما اسم الشيخ فقال جزرة جوابا له على قدر عقله وحماقته: واثلة بن الأصقع، فكتبها الرجل وانصرف، وإن كان صاحب جزرة أنكر عليه فعله. ولكن هذا الأمر كان موجودا عندهم من إجابة الأحمق والسفيه على قدر عقله فيما يعلم ظاهره يقينا بخلاف الظاهر والله الموفق.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 04:27]ـ
الأخ ابن أبي ناصر: مرحباً بك وزاد الله من همتك في الخير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 10:47]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
أستأذنكم فى توضيح قصة المحدث صالح جزرة(/)
لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأ كل طعامك إلا تقي
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 01:34]ـ
قال تعالى"ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً وأسيرا "
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأ كل طعامك إلا تقي "
ومعلوم أن الأسير قد يكون كافرا وقد يكون ....
فما الجمع بين الآية والحديث
قال أبو سليمان: أخبرنا محمد بن مكي قال: حد ثنا الصائغ قال: حدثنا سعيد بن
منصور قال: حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن سالم بن غيلا ن، عن الوليد
بن قيس، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تصاحب إلامؤمنا ولا يأ كل طعامك إلا تقي "
قال::قوله صلى لله عليه وسلم لا يأ كل طعامك إلا تقي
إنما أراد به طعام الد عوة دون طعام الحاجة، ألا تراه يقول ـ: "ويطعمون الطعام على
حبه مسكينا ويتيماً وأسيرا " ومعلوم أن أسراهم الكفار دون المؤمنين ودون الأتقياء من
السلمين،: وإنما وجه الحديث ومعناه: لا تدع إلى مؤاكلتك إلا الأتقياء، لأن المؤاكلة
توجب الألفة، وتجمع بين القلوب.
العزلة لأبي سليمان الخطابي
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 03:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
/// للفائدة
لا تصاحب إلا مؤمناً ... هل يصحّ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4694&highlight=%D8%DA%C7%E3%DF
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 05:27]ـ
جزاك الله خيرا، وأحسن اليك(/)
وسائل مساعدة على الحفظ للشيخ سامي بن محمد جاد الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وسائل مساعدة على الحفظ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فهذه بعض الوسائل التي تساعد طالب العلم على حفظ العلم, وأولى ما ينبغي لطالب العلم أن يعنى بحفظه هو كتاب الله عز وجل , قال تعالى: ?بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ?، ثم حفظ السنة النبوية , ثم حفظ المتون العلمية التي تساعده على فهم نصوص الكتاب والسنة, ثم حفظ كلام العرب الذي نزل به القرآن.
1 - تقوى الله عز وجل واجتناب الذنوب, قال علي بن خشرم: شكوت إلى وكيع قلة الحفظ, فقال: استعن على الحفظ بقلة الذنوب.
وقال محمد بن رافع: قيل لسفيان بن عيينة: بم جدت الحفظ؟ قال: بترك المعاصي.
وقد ذكر في ترجمة الشيخ الحافظ عبدالله بن محمد الدويش (المتوفى سنة:1408) رحمه الله أنه كان كثيراً ما يوصي الطلاب بتقوى الله عز وجل ويحثهم على الاستقامة مستشهداً بقوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ? وأن هذا مما يساعد على الحفظ, ويذكر أن الشيخ الألباني رحمه الله اجتمع بالشيخ عبدالله الدويش, وحصل بينهما نقاش علمي, وفي نهاية المجلس قال الشيخ الألباني للشيخ عبدالله الدويش: أنت أحفظنا، ونحن أجرؤا منك. أو كما قال رحمه الله.
والإنسان قد يحرم من العلم والحفظ بسبب ذنوبه, وهذا من شؤم المعاصي والذنوب.
2 - حضور القلب عند الحفظ, وقد قال الله تعالى: ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ?، قال الحسن البصري رحمه الله: يقول استمع وقلبه شاهد, فإن قلبه إذا حضر عقل ما يقال, وإذا غاب القلب لم يعقل ما يقال له.
3 - الصبر وكثرة التكرار.
قال مطرف: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا, وكان إذا سمع الحديث لم يحفظه أخذه العويل والزويل حتى يحفظه!
وقال الجنيد: ما طلب أحد شيئا بجد وصدق إلا ناله, فإن لم ينله كله نال بعضه.
وقد زعم رجل أن البخاري رحمه الله كان يأخذ دواء للحفظ اسمه (بلاذر) فسأله أحد تلاميذه: هل من دواء يشربه الرجل فينتفع به للحفظ؟ فقال: لا أعلم, ثم أقبل عليه وقال له: لا أعلم شيئا أنفع للحفظ من نهمة الرجل, ومداومة النظر.
قلت: ومراده رحمه الله بـ (مداومة النظر) التكرار, والناس يختلفون في هذا فمنهم من يحفظ من مرة, ومنهم من يحفظ من خمس مرات, ومنهم من عشر, ومنهم من خمسين وهكذا.
و قال الفضل بن سعيد بن سالم: كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه, فعزم على تركه, فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة قد أثر الماء فيها, فقال: الماء على لطافته قد أثر في صخرة على كثافتها, والله لأطلبنَّ العلم, فطلب فأدرك!
4 - أن لا يكثر من المحفوظ, وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل, قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
وقال سفيان الثوري: كنت آتي الأعمش ومنصوراً فأسمع أربعة أحاديث أو خمسة ثم أنصرف, كراهة أن تكثر وتفلّت.
وقال شعبة: كنت آتي قتادة فأسأله عن حديثين, فيحدثني, ثم يقول: أزيدك؟ فأقول: لا, حتى أحفظهما وأتقنهما.
وقال الزهري: من طلب العلم جملة فاته جملة, وإنما يدرك العلم حديث وحديثان.
وقال هشام بن أبي عبد الله: كنا ربما رجعنا من عند قتادة بنصف حديث, يحدثنا بالحديث فنحفظه, فنحفظ نصفه, ثم نعود فنحفظ نصفه من الغد.
قلت: وهذا يحمل على الأحاديث الطويلة والله أعلم.
5 - أن الحفظ إذا لم يتعاهده الإنسان فإنه يذهب، وأصدق دليل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): (تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل من عقلها).
6 - مذاكرة المحفوظ مع الزملاء, فينبغي لطالب العلم أن يذاكر ما يحفظه من العلم مع إخوانه فإن هذا مما يثبت الحفظ ويرسخه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: إحياء الحديث مذاكرته, فتذاكروا. وقال له عبد الله بن شداد بن الهاد: رحمك الله, كم من حديث أحييته في صدري قد كان مات!
7 - أن الإنسان كلما ازداد محفوظه من العلم كلما سهل عليه الحفظ, قال الزهري: إن الرجل ليطلب وقلبه شِعْبٌ من الشعاب, ثم لا يلبث أن يصير واديا لا يوضع فيه شيء إلا التهمه.
قلت: فالشعب مجرى الماء الصغير, والوادي معروف أنه مجرى متسع للماء, فشبه الإنسان في بداية طلبه وحفظه للعلم بالشعب الصغير, فلا يزال يتسع ويتسع كلما ازداد علما وحفظا حتى يصبح مثل الوادي الكبير الذي لا يوضع فيه شيء إلا التهمه.
وقال الحارث بن أسامة: كان العلماء يقولون: كل وعاء أفرغت فيه شيئا فإنه يضيق, إلا القلب فإنه كلما أفرغ فيه اتسع.
وقال أبو هلال العسكري: كان الحفظ يتعذر علي حين ابتدأت أرومه [أي: أطلبه] ثم عودته نفسي إلى أن حفظت قصيدة رؤبة (وقاتم الأعماق خاوي المخترق) في ليلة, وهي قريب من مائتي بيت.
وقال العلامة ابن القيم: من استكثر من الحفظ قويت حافظته, ومن استكثر من الفكر قويت قوته المفكرة.
8 - العناية بالفهم والعمل.
هذا من أهم ما يساعد طالب العلم على الحفظ, أن يفهم ما يحفظه, ولا يكون همه مجرد ضبط الكلمات بدون فهم لمعانيها, وكذلك على الإنسان أن يعمل بما حفظه فهذا مما يثبت هذا المحفوظ في ذهنه.
9 - ابتكار طرق خاصة تساعد على الحفظ, فيحاول طالب العلم أن يستفيد من طرق غيره في الحفظ, وأيضا يحاول أن يبتكر طرق خاصة به تساعده على الحفظ, وأذكر هنا طريقة استفدتها من شيخنا المحدث/ أبو عبد الرحمن السعد – حفظه الله – وهي تحديد الرواة الذين يشتركون في الاسم والدرجة من أصحاب الكتب الستة, ومن أمثلة ذلك:
-لا يوجد في الكتب الستة من اسمه قتيبة إلا راو واحد، وهو قتيبة بن سعيد الثقفي وهو ثقة ثبت.
-يوجد في الكتب الستة ثلاثة من الرواة اسمهم آدم وكلهم ثقات, وهم: آدم بن أبي إياس, وآدم بن سليمان (خرج له مسلم حديث واحد) , وآدم بن علي العجلي.
وهناك عدة أمثلة على ذلك لعلي أذكرها في مرة قادمة إن شاء الله تعالى، فهذه الطريقة تساعد طالب العلم في معرفة أحوال الرجال.
وقد سمعت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله, يقول: هناك راويان في الكتب الستة: أحدهما: الرَّبيع بن صَبيح , والآخر: مُسلم بن صُبيح، وذكر كلاما معناه: أن الراوي الأول بفتح الحرف الأول من اسمه واسم أبيه, والراوي الثاني بضم الحرف الأول من اسمه واسم أبيه.
فمثل هذه الطرق تساعد الإنسان على الحفظ والضبط، ويكتسب الإنسان ذلك من خلال أصحاب التجربة أو من ابتكاره الشخصي.
والله تعالى أعلم وأحكم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صفحة الشيخ في صيد الفوائد
http://saaid.net/Doat/sami/sami.jpg
http://saaid.net/Doat/sami/index.htm
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 01:27]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل المفيد، وبارك في الشيخ سامي ونفع به.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيكم ياابا مهند.
وكم يسعدني ان اراك في الالوكة بعد غياب طويل فهلا وسهلا بكم مرة خرى.
إبتسامة يمانية.
ـ[علي أكرم]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 03:31]ـ
جزاك الله خيراً(/)
الدعاء في آخر البرنامج هل له أصل؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 07:52]ـ
لا حظت على إحدى القنوات الإسلامية أنّهم غالباً يختمون كل حلقة من أي برنامج وعظي أو شرعي بالدعاء ويطلب الشيخ المحاضر من المشاهدين التأمين؟
فهل تعلمون لهذا أصلاً؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 09:54]ـ
لعل أصله حديث ابن عمر - رضي الله عنه -:
- كان ابن عمر إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات وزعم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكثر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. النسائي.
- وعند الترمذي: أن ابن عمرقال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. حسنه الألباني.
ـ[أمل*]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 02:37]ـ
بارك الله فيكم، وهل صح الأثر عن ان عمر؟ والحديث الذي صححه الألباني هل ضعفه أحد من أهل العلم؟
ـ[أمل*]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 07:53]ـ
اللهم علمنا ماينفعنا
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن ذلك فأجاب:
– بعد حلقة الدرس. لا أرى به بأساً، إلا أنه لا يُلتزم بحيث يُظن أنه سنة.
موقع المشكاة
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 09:39]ـ
لا حظت على إحدى القنوات الإسلامية أنّهم غالباً يختمون كل حلقة من أي برنامج وعظي أو شرعي بالدعاء ويطلب الشيخ المحاضر من المشاهدين التأمين؟
فهل تعلمون لهذا أصلاً؟
لا أعلم أنّ الدعاء في آخر الحصة سنّة، و لكن أعلم بأنّه جائز. فهل أنت تبحث عن أصل في الجواز أم عن أصل في السنّية؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 10:08]ـ
حياك الله شيخ سليمان:
أثر ابن عمر لو قلنا بثبوته فلا يصلح لأنه لا يدل على الالتزام، ولو كانت تلك عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مجالسه لنقل نقلاً أكثر.
ثم إن الأثر لم يفرق بين مجلس علم أو غيره وهذا يزيد الأمر إشكالاً ..
وشيء آخر أن الواقع غير المذكور في حديث ابن عمر، فالدعاء طويل غالبا وفيه ابتهال وخشوع، وأثر ابن عمر دعاء قصير أشبه ما يكون بكفارة المجلس فهذا غير ذاك.
الأخ سراج الجزائري: في العبادات لا يُقال جائز أو سنة، بل إما مشروع أو غير مشروع، فالسؤال هل له أصل فيكون مشروعاً أم لا فيكون محدثاً؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 10:19]ـ
الأخ سراج الجزائري: في العبادات لا يُقال جائز أو سنة، بل إما مشروع أو غير مشروع، فالسؤال هل له أصل فيكون مشروعاً أم لا فيكون محدثاً؟
من معرفتي لكلام الفقهاء علمت بأنّه يقال عن تأدية عبادة في زمن معيّن أهو جائز أو واجب أو سنّة أو مكروه، كتحية المسجد: فمنهم من يقول بأنّه يحرم تأديّتها ما بين العصر و المغرب و منهم من يقول بأنّه يستحب فعلها و منهم من يقول بأنّها يجب و منهم من يقول بأنّه يكره. و لا شك أنّ القائلين بكراهية تأديتها أو إستحبابها أو وجوبها هم قائلين بجواز تأديّتها.
و الدعاء عبادة مشروعة و الدليل على مشروعيته الكتاب و السّنة و الإجماع و الأصل أنّه يجوز في أي وقت ما دام لا يوجد تحديد لذلك من حيث الأصل. و لا يوجد ما يدلّ على أنّ الدعاء في آخر الحصّة من البرنامج التلفزيوني و التأمين على ذلك بأنّه بدعة إلا إن كان يفعل ذلك من منطلق بأنّه يندب الدعاء في آخر الحصّة، أو بدعة فعل ذلك مع تصوير ذوات الأرواح من غير حاجة، فيحرم فعل ذلك الدعاء أمام الكاميرات.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 12:42]ـ
وفقك الله أخي:
هناك لبس، أنا أقصد السؤال المبدئي عن العبادة هو المشروعية من عدمها، ثم بعد ذلك إن كانت مشروعة فهي بعد ذلك تأخذ حكمها من حيث الوجوب أو الاستحباب، أما ما ذكرته من أحكام فليس عن أصل العبادة وإنما عن أحوالها، فصلاة تحية المسجد مشروعة ثم اختلف العلماء بين الاستحباب والوجوب، وصلاتها في أوقات النهي فيه خلاف بين المشروعية فيكون حكمها الوجوب أو الاستحباب حسب قول الباحث، أ أو عدم المشروعية فتكون.
والدعاء أخي مشروع في الأصل هذا متفق عليه، لكنّ التزامه في وقت معين أو حالة معينة أو بصيغة معينة لم يرد بها الشرع يدخل في البدعة الإضافية.
إلا إن جاءنا أحد الإخوة بأصل لهذا الفعل، فإن المشايخ الذين يفعلونه من أهل السنة وأستبعد أن يداومون عليه بلا أصل ولو لم نوافقهم عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 07:52]ـ
والدعاء أخي مشروع في الأصل هذا متفق عليه، لكنّ التزامه في وقت معين أو حالة معينة أو بصيغة معينة لم يرد بها الشرع يدخل في البدعة الإضافية.
إلتزام العبادة في وقت معيّن (جائز تأديّة هذه العبادة فيه في غير حالة الإلتزام) أو بحالة معيّنة (جائزة في غير حالة الإلتزام) أو بصيغة معيّنة (جائزة في غير حالة الإلتزام) لا يدخل في البدعة إن لم يكن يظن أنّه جاء في الشرع أفضلية هذا الإلتزام (فيما لم يرد الشرع فيه بذلك).
و الدليل على هذا ما يلي: بعث النبي محمد صلى الله عليه و سلّم رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ "قل هو الله أحد". فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة و السلام، فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال عليه الصلاة و السلام:"أخبروه أن الله يحبه". فيلاحظ بأنّ الرّجل هنا التزم فعل شيئ في عبادة من غير أن ينقل لنا بأنّه كان مؤذونا له بهذا الإلتزام قبل إقرار النّبي صلى الله عليه و سلّم له و مع ذلك لم ينكر عليه النّبي صلى الله عليه و سلّم هذا الإلتزام.
و قد التزم جمع من العلماء من الآوائل و المعاصرين صيغ من الدعاء في آخر خطبة الجمعة لم يرد الشرع بإستحباب إلتزامها و التزام تأديّتها في آخر الجمعة
فالبدعة في إلتزام هيئة أو وقت في عبادة (لم يأتي في الشرع أفضلية هذا الإلتزام) إنّما يكون إذا كان يظن أنّ الشرع في الأصل يحث على هذا الإلتزام.
و لعلك تعلم بوجود الإختلاف بين العلماء في البدعة الإضافية و أنّه ليس كل العلماء على التأصيل الذي أصّله الشاطبي (رحمه الله) في هذا الأمر.
وفقك الله أخي
ـ[أمل*]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 02:25]ـ
إلتزام العبادة في وقت معيّن (جائز تأديّة هذه العبادة فيه في غير حالة الإلتزام) أو بحالة معيّنة (جائزة في غير حالة الإلتزام) أو بصيغة معيّنة (جائزة في غير حالة الإلتزام) لا يدخل في البدعة إن لم يكن يظن أنّه جاء في الشرع أفضلية هذا الإلتزام (فيما لم يرد الشرع فيه بذلك).
و الدليل على هذا ما يلي: بعث النبي محمد صلى الله عليه و سلّم رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ "قل هو الله أحد". فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة و السلام، فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال عليه الصلاة و السلام:"أخبروه أن الله يحبه". فيلاحظ بأنّ الرّجل هنا التزم فعل شيئ في عبادة من غير أن ينقل لنا بأنّه كان مؤذونا له بهذا الإلتزام قبل إقرار النّبي صلى الله عليه و سلّم له و مع ذلك لم ينكر عليه النّبي صلى الله عليه و سلّم هذا الإلتزام.
و قد التزم جمع من العلماء من الآوائل و المعاصرين صيغ من الدعاء في آخر خطبة الجمعة لم يرد الشرع بإستحباب إلتزامها و التزام تأديّتها في آخر الجمعة
فالبدعة في إلتزام هيئة أو وقت في عبادة (لم يأتي في الشرع أفضلية هذا الإلتزام) إنّما يكون إذا كان يظن أنّ الشرع في الأصل يحث على هذا الإلتزام.
و لعلك تعلم بوجود الإختلاف بين العلماء في البدعة الإضافية و أنّه ليس كل العلماء على التأصيل الذي أصّله الشاطبي (رحمه الله) في هذا الأمر.
وفقك الله أخي
بارك الله فيكم كلام مقنع وجميل، ولكن من قال به من أهل العلم؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 03:21]ـ
و الدليل على هذا ما يلي: بعث النبي محمد صلى الله عليه و سلّم رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ "قل هو الله أحد". فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة و السلام، فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال عليه الصلاة و السلام:"أخبروه أن الله يحبه". فيلاحظ بأنّ الرّجل هنا التزم فعل شيئ في عبادة من غير أن ينقل لنا بأنّه كان مؤذونا له بهذا الإلتزام قبل إقرار النّبي صلى الله عليه و سلّم له و مع ذلك لم ينكر عليه النّبي صلى الله عليه و سلّم هذا الإلتزام.
و قد التزم جمع من العلماء من الآوائل و المعاصرين صيغ من الدعاء في آخر خطبة الجمعة لم يرد الشرع بإستحباب إلتزامها و التزام تأديّتها في آخر الجمعة
فالبدعة في إلتزام هيئة أو وقت في عبادة (لم يأتي في الشرع أفضلية هذا الإلتزام) إنّما يكون إذا كان يظن أنّ الشرع في الأصل يحث على هذا الإلتزام.
و لعلك تعلم بوجود الإختلاف بين العلماء في البدعة الإضافية و أنّه ليس كل العلماء على التأصيل الذي أصّله الشاطبي (رحمه الله) في هذا الأمر.
وفقك الله أخي
الأخ سراج وفقه الله
إذا لم يقر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي الذي كان يقرأ سورة الإخلاص فما يكون حكم عمله في ظنك؟!!
فالزيادة يا أخي في زمن التشريع بدون نكير من المبلغ عليه الصلاة والسلام هي تشريع فاعلم هذا وفقك الله.
ولذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بقوله:
من رأى? النكير من النبيِّ صلى الله عليه وسلم حجةً، لامن غير الرسول.
وأما قولك حفظك الله بأن هناك من خالف الشاطبي رحمه الله
أقول لك الحجة ليس في كلام الشاطبي وإنما الحجة في الأدلة التي تؤيد قول الشاطبي رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 03:32]ـ
لعل أصله حديث ابن عمر - رضي الله عنه -:
- كان ابن عمر إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات وزعم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكثر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. النسائي.
- وعند الترمذي: أن ابن عمرقال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. حسنه الألباني.
أرجو ألا يغفل الأخوة قول الراوي وهو ابن عمر رضي الله عنهما " يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه " وقوله " كان يدعو بهن لجلسائه " ولم يُذكر التأمين أو طلبه في الروايتين
والشيخ المحدث محمد علي الأثيوبي حفظه الله يعمل بهذا الحديث في دروسه وبطريقة موافقه للحديث بحيث يسرد الدعاء بعد الدرس بصوت خافت وسريع ولعله يفعل ذلك حتى يتحاشي أن يؤمن أحداً خلفه.
وأما ما يفعل في بعض المحطات الفضائية فلا يمت للسنة بصلة والله أعلم
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 05:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
10416 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الكلمات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن غريب - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3502
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
87535 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك، و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، و أبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، و اجعله الوارث منا، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا، و انصرنا على من عادانا، و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا، و لا مبلغ علمنا، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: الكلم الطيب - الصفحة أو الرقم: 226
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
47408 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الكلمات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3502
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
هذا والله أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 08:56]ـ
بارك الله فيكم كلام مقنع وجميل، ولكن من قال به من أهل العلم؟
أختي الكريمة لست أعرف عالما أفتى بجواز إلتزام هيئة من الدعاء و التأمين عليه في آخر البرنامج التلفزيوني فما قلته كان عن اجتهاد مني و لكن ما قلته كان مبنيا على أصول أراها صحيحة و قد استأنست بأقوال للعلماء في مسائل أخرى تشبه هذه الحالة فمثلا:
- قد أجاز علماء إلتزام الترضي على الصحابة في آخر خطبة الجمعة
- و نحن في المغرب العربي عندنا علماء يفتون بجواز التزام قراءة القرآن بعد صلاة الصبح و بعد صلاة العصر من أجل المراجعة و لكن من غير نيّة التعبّد في هذا التخصيص
- و أيضا أجاز العلماء التزام الترضي على الصحابة عند ذكر اسمهم أو اسم آحادهم رغم أنّ هذا الإلتزام لم يرد له دليل على الاستحباب في نصوص الكتاب و السّنة
- و أيضا أجاز العلماء التزام الترحم على علماء المسلمين الميتين عند ذكر اسمهم أو اسم آحادهم رغم أنّ هذا الإلتزام لم يرد له دليل على الاستحباب في نصوص الكتاب و السّنة
- و أيضا أجاز العلماء التزام ذكر حفظه الله عند ذكر عالم من العلماء الأحياء رغم أنّ هذا الإلتزام لم يرد له دليل على الاستحباب في نصوص الكتاب و السّنة
فهذه الأربعة الأشياء الأخيرة هي إلتزام لهيئة و صيغة من الدعاء في وقت ما لم يرد في الشرع إستحباب إلتزام هذه الصيغة و كذا استحباب ذكرها في تلك الأوقات و هي معروفة متواترة عن العلماء
فما ذكرته أختي الكريمة له ما يشبهه في كلام العلماء
و أيضا أختي الكريمة لا أعرف في نصوص الكتاب و السّنة شيء يحرّم إلتزام عبادة في وقت يجوز تأديتها فيه و من عنده دليل فاليتفضل مشكورا و يقدّمه لنا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 09:09]ـ
الأخ سراج وفقه الله
إذا لم يقر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي الذي كان يقرأ سورة الإخلاص فما يكون حكم عمله في ظنك؟!!
فالزيادة يا أخي في زمن التشريع بدون نكير من المبلغ عليه الصلاة والسلام هي تشريع فاعلم هذا وفقك الله.
ولذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بقوله:
من رأى? النكير من النبيِّ صلى الله عليه وسلم حجةً، لامن غير الرسول.
وأما قولك حفظك الله بأن هناك من خالف الشاطبي رحمه الله
أقول لك الحجة ليس في كلام الشاطبي وإنما الحجة في الأدلة التي تؤيد قول الشاطبي رحمه الله
و وفقك الله أخي
إذا لم يقر عليه الصلاة و السلام فيسكون دليلا على خلاف قولي و لكنّه عليه الصلاة و السّلام أقر
و لي سؤال ما الأدلّة التي تؤيّد قول الشاطبي رحمه الله -في خصوص مسألتنا هذه-؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 02:22]ـ
و وفقك الله أخي
إذا لم يقر عليه الصلاة و السلام فيسكون دليلا على خلاف قولي و لكنّه عليه الصلاة و السّلام أقر
و لي سؤال ما الأدلّة التي تؤيّد قول الشاطبي رحمه الله -في خصوص مسألتنا هذه-؟
أخي سراج وفقه الله
إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو على فعل الصحابي وحده ولا يكون إقراراً لكل من يزيد عبادة محدثة في أصلها أو وصفها.
وأما الدليل على وجود البدعة الإضافية فهو ما خرجه الدارمي في سننه من حديث عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لاَ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ - رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ: أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ. قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه القائل فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد.
فهذا العالم رضي الله عنه أنكر على هولاء المتعبدون فعلهم وهم في المسجد والإنكار تسلط على الوصف وهو محدث لا على أصل العبادة وهي مشروعة. والله أعلم
ـ[أمل*]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 05:17]ـ
البدعة هي ابتداع أمر في الدين لم يكن له أصلا مشروعا، مثال على ذلك:من الامور التي لها أصلا في الشرع صلاة التروايح،
فلذلك لم تكن بدعة، ولكن لو نظرنا إلى الدعاء بعد الدرس والتزام هذا الامر، هل ورد عن النبي فعل مثل هذا الأمر؟ المشروع أن يدعو المسلم ربه في كل وقت ولكن بمفرده وليس دعاء جماعيا، فالأصل المشروع يكون بنفس الهيئة، فلو التزم المسلم الدعاء بعد الدرس ولم يعتقد مشروعيته فهل يكون هذا جائزا؟ ألا يدخل هذا في الزيادة في الدين؟ أليس الأولى تركه؟
أسئلة تحتاج إلى أجوبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:26]ـ
الأخ ابن عقيل بارك الله فيك
بالنسبة لقولك:
ولا يكون إقراراً لكل من يزيد عبادة محدثة في أصلها أو وصفها
إلتزام دعاء ما في وقت معيّن بصيغة معيّنة لا هو زيادة في أصل عبادة أو لا زيادة في وصفها
و بالنسبة لقولك:
إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو على فعل الصحابي وحده
فأقول: النّبي صلى الله عليه و سلّم أقرّ التزام الصحابي بهيئة من هيئات العبادة دون أن يوجد نص على استحباب إلتزام تلك الهيئة من هيئات العبادة و الأصل أن لا تحمل على الخصوصية لذلك الصحابي
و بالنسبة لقولك:
وأما الدليل على وجود البدعة الإضافية فهو ما خرجه الدارمي في سننه من حديث عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لاَ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ - رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ: أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ. قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه القائل فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد.
فهذا العالم رضي الله عنه أنكر على هولاء المتعبدون فعلهم وهم في المسجد والإنكار تسلط على الوصف وهو محدث لا على أصل العبادة وهي مشروعة. والله أعلم
هؤولاء الذين أنكر عليهم عبد الله بن مسعود ما الذي حملهم على التسبيح و التكبير بالحصى؟
الجواب: هو خوفهم أن تضيع حسناتهم و إلا فما معنى قول عبد الله بن مسعود التالي: "وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ"، و أيضا ما معنى قوله رضيّ الله عنه: "فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ " فالإنكار كان على هذا.
ثم عبد الله بن مسعود رضيّ الله عنه لم ينكر عليهم التسبيح بالحصى إذ لا يوجد هذا في الأثر
و قد أجاز علماء التسبيح بالمسبحة و من جملة هؤولاء العلماء عبد العزيز بن باز رحمه الله
فلا يوجد أي دليل في الأثر الذي نقلت في خصوص مسألة هذا الموضوع على ما ذكرت أخي الكريم.
ثم أنت يا أخي أنت لا تلتزم تأصيلك فمن خلال متباعتي لمشاركاتك و من جملتها هذه المشاركة وجدت أنّك تلتزم ذكر رضيّ الله عنه عند ذكر إسم صحابي؟! فأين هذا من تأصيلك للبدعة الإضافية أما قرأت ما ذكرت أعلاه
و فقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:36]ـ
البدعة هي ابتداع أمر في الدين لم يكن له أصلا مشروعا، مثال على ذلك:من الامور التي لها أصلا في الشرع صلاة التروايح،
فلذلك لم تكن بدعة، ولكن لو نظرنا إلى الدعاء بعد الدرس والتزام هذا الامر، هل ورد عن النبي فعل مثل هذا الأمر؟ المشروع أن يدعو المسلم ربه في كل وقت ولكن بمفرده وليس دعاء جماعيا، فالأصل المشروع يكون بنفس الهيئة، فلو التزم المسلم الدعاء بعد الدرس ولم يعتقد مشروعيته فهل يكون هذا جائزا؟ ألا يدخل هذا في الزيادة في الدين؟ أليس الأولى تركه؟
أسئلة تحتاج إلى أجوبة
تعريفك للبدعة تعريف لا أتبناه فالذي ذكرتي هو جزء من البدعة
و بالنسبة للجواب على سؤالك فقد علمت إجابتي على سؤالك و قلت بأنّه كلام مقنع و جميل أم أنّه بالنسبة لك لا تعملين بما تقتنعين به حتى تجدي عالما يفتى بخصوص المسألة بعينها؟!
بقي هل الأولى تركه؟ فأقول: و إن كنت مبدئيا عندي نوع التوقف في هذه المسألة و لكن مبدئيا أرى أنّ الأولى عدم المواظبة لأنّ النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يواظب على هذا الإلتزام و المسألة تحتاج هنا إلى مزيد تحرير مني في المستقبل -إن شاء الله-و لكن المقطوع به عندي أنّ هذا الأمر جائز.
ثم من قال لك بأنّ الدعاء الجماعي غير مشروع؟! مع التنبيه أنّ كلمة مشروع هذه ينبغي أن يكون تحتها خط و أن يوضّح من قالها ما المقصود منها؟
أختي الكريمة المذهب الذي أتبناه في المسألة هو مذهب جماهير المسلمين من سلف الأمّة و خلفها و لو كنت مثل بعض النّاس لرميت من يخالفني في هذه القضية بالشذوذ و ما ذكرته من أمثلة في مشاركتي ما قبل القبل أخيرة في الموضوع يوضّح الأمر بجلاء
و فقك الله
دون أن أنسى تنبيه الأخ ابن عقيل على أن لا يلتزم ذكر: "وفقك الله" في كل مشاركة يريد أن يناقشني فيها؟! إذ النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يلتزم قول: "وفقك الله" عند مناقشته لمن يخالفه.
ـ[أمل*]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:05]ـ
أم أنّه بالنسبة لك لا تعملين بما تقتنعين به حتى تجدي عالما يفتى بخصوص المسألة بعينها؟!
أخي الكريم، أنا اخذ الفتوى من كبار العلماء،أما هنا فالكلام للمدارسة وتعلم كيفية الاستدلال للمسائل
من قال لك بأنّ الدعاء الجماعي غير مشروع؟
س1: نحن جماعة في السودان نجلس في حلقة في المسجد لتلاوة القرآن الكريم يوميا بعد صلاة الفجر، وفي نهاية التلاوة يدعو رجل مخصص ويرفع يديه، ونحن نرفع أيدينا معه ونؤمن على ذلك. هل يجوز هذا العمل أم لا يجوز؟
ج1: هذا الدعاء الجماعي بعد انتهاء الحلقة المذكورة من قراءة القرآن - بدعة يجب تركها، ولا مانع أن كل إنسان يدعو لنفسه منفردا بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم، أو في غير ذلك من الأحوال؛ لأن الدعاء عبادة، وهو مطلوب كل وقت، لا سيما بعد الفراغ من العبادة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:14]ـ
هذه الفتوى لا دليل عليها و يخالفها كثير من العلماء عندنا في المغرب
ثم من نقلت قولهم هم يلتزمون قول رضيّ الله عنه عند ذكر إسم كل صحابي فما موقفك أنت؟
و بالنسبة لقولك:
أخي الكريم، أنا اخذ الفتوى من كبار العلماء،أما هنا فالكلام للمدارسة وتعلم كيفية الاستدلال للمسائل
فأقول: الإنسان يأخذ الفتوى من العلماء عند الجهل أما إذا اقتنع بقول و قال أنّه كلام جميل و مقنع فهذا مطالب بأن يعمل بما اقتنع به حتى و إن لم يعرف قول عالم كبير في المسألة، يقول الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، فعند العلم لا يشترط سؤال أهل الذكر.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:23]ـ
و كي لا أطيل في المسألة أكثر أقول كخلاصة:
- من يرى أنّ إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بدعة فيلزمه بأنّ إلتزام قول: "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي بدعة و بالتالي يخالف جماهير المسلمين.
- و من يرى جواز إلتزام "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي كما عليه جماهير المسلمين فيلزمه عدم إعتبار إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بأنّها بدعة و العكس بالعكس، و بالتالي فلا يكون شاذا.
ـ[أمل*]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 11:12]ـ
و كي لا أطيل في المسألة أكثر أقول كخلاصة:
- من يرى أنّ إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بدعة فيلزمه بأنّ إلتزام قول: "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي بدعة و بالتالي يخالف جماهير المسلمين.
- و من يرى جواز إلتزام "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي كما عليه جماهير المسلمين فيلزمه عدم إعتبار إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بأنّها بدعة و العكس بالعكس، و بالتالي فلا يكون شاذا.
أخي الكريم انتبه الى الفتوى (ولا مانع أن كل إنسان (يدعو لنفسه منفردا) بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم، أو في غير ذلك من الأحوال؛ (لأن الدعاء عبادة، وهو مطلوب كل وقت)، لا سيما بعد الفراغ من العبادة).
الدعاء الفردي في كل وقت مشروع، أما الجماعي فلايشرع إلا ماثبت في السنة كما في صلاة الاستسقاء أو صلاة الكسوف، وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل*]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 11:32]ـ
و بالنسبة لقولك:
فأقول: الإنسان يأخذ الفتوى من العلماء عند الجهل أما إذا اقتنع بقول و قال أنّه كلام جميل و مقنع فهذا مطالب بأن يعمل بما اقتنع به حتى و إن لم يعرف قول عالم كبير في المسألة، يقول الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، فعند العلم لا يشترط سؤال أهل الذكر.
أخي الكريم،عندما قلت لك أن هذا الكلام مقنع وجميل طلبت منك ذكر من قاله من أهل العلم، فنحن نفهم الدين بفهم السلف وليس بأفهامنا القاصرة، فلانقول بقول لم يقل به السلف الصالح وهذا منهج أهل السنة والجماعة،ونحن هنا نناقش المسألة وتعليقي على كلامك لايعني التزام هذا الرأي ورد الحق ان ظهر لنا والا لكان تعصبا، بل نتبع الدليل ان ظهر لنا، والحديث الذي ذكرته ان رجلا
كان يقرأ سورة (قل هو الله احد) يختم بها القراءة في كل صلاة لايصح الاستدلال به في هذه المسألة،فقراءة القران مشروعة في الصلاة حتى لو قرات بهذه السورة الوحيدة في كل ركعة، أما الدعاء الجماعي فمسألة أخرى، والله أعلم
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 02:45]ـ
و كي لا أطيل في المسألة أكثر أقول كخلاصة:
- من يرى أنّ إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بدعة فيلزمه بأنّ إلتزام قول: "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي بدعة و بالتالي يخالف جماهير المسلمين.
- و من يرى جواز إلتزام "رضي الله عنه" عند ذكر كل صحابي كما عليه جماهير المسلمين فيلزمه عدم إعتبار إلتزام صيغة من الدعاء في آخر الدرس بأنّها بدعة و العكس بالعكس، و بالتالي فلا يكون شاذا.
الأخ سراج هدانا الله وإياه للصواب
قياسك هذا قياس مع الفارق يا أخي
فالدعاء للمسلمين مشروع مطلقاً والأدلة على هذا كثيرة وأما الترضي على الأصحاب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم فهو تأسي بمن ترضى عنهم من فوق سبع سماوات ولا يحتاج النهار دليل قال تعالى {وَ?لسَّـ?بِقُونَ ?لاْوَّلُونَ مِنَ ?لْمُهَـ?جِرِينَ وَ?لانْصَـ?رِ وَ?لَّذِينَ ?تَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} وقال سبحانه {وَ?لَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ?غْفِرْ لَنَا وَلإِخْو?نِنَا ?لَّذِينَ سَبَقُونَا بِ?لإَيمَـ?نِ} فمن ترضى عنهم من باب الدعاء فهو مشروع ومن ترضى عنهم من باب الإخبار كذلك مشروع.
وأما فهمك لحديث ابن مسعود رضي الله عنه بما ذكرت فهذا الفهم خاطئ وسبب الخطأ هو الأصل الخطير الذي تسير عليه في فهم النصوص وعدم الإعتداد بمن سبقك من المؤمنين وسبيلهم المستقيم.
ففهم السلف واجب على من طلب الحق بل لا يجوز الخروج عن فهمهم إذا تيقنا من وصوله إلينا لقوله تعالى {ويتبع غير سبيل المؤمنين}
وفقك الله
ـ[هالة]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 04:01]ـ
الأخ سراج جزاك الله خيرا و لكن رفقا بالقوارير
الأخ ابن عقيل لم تجب على ما أورده الأخ سراج وفقك الله؟! و ما ألزمك إياه
فما رأيك في التسبيح بالمسبحة؟ و كما ذكر الأخ سراج الشيخ عبد العزيز بن باز أجاز التسبيح بالمسبحة إذا كان بغير نية التعبد كما في فتاويه
فهل مذهب عبد العزيز بن باز مخالف لمذهب السلف و هل فهمه كان مبني على أصل خطير؟!
و هل يمكن أن تأتينا بأصل عن الصحابة أنّهم التزموا ذكر رضيّ الله عنه عند ذكرهم لبعضهم؟ الله عزّوجل ترضى عنهم و لكن هل في الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التزام بالترضي عند ذكر كل صحابي؟! - فما تتحدث عنه خارج عن محل النزاع-
الأخت سارة بالنسبة لقولك:
والحديث الذي ذكرته ان رجلا كان يقرأ سورة (قل هو الله احد) يختم بها القراءة في كل صلاة لايصح الاستدلال به في هذه المسألة،فقراءة القران مشروعة في الصلاة حتى لو قرات بهذه السورة الوحيدة في كل ركعة، أما الدعاء الجماعي فمسألة أخرى، والله أعلم
أختي الحديث الذي ذكره الأخ سراج كان لإثبات جواز التزام الدعاء في آخر الدرس و لم يتكلم آنذاك عن الدعاء الجماعي فهو لم يستدل به على جواز الدعاء الجماعي، فكيف فهمت ذلك؟!
أما عن الدعاء الجماعي فقد ذكر علماء التفسير عند آية: "قد أجيبت دعوتكما" قصّة و هي أنّ موسى عليه السلام كان يدعو و أخوه هارون عليه السلام كان يؤمّن و هذا دعاء جماعي، فللدعاء الجماعي عدّة صور بعضها ممنوع و بعضها غير ممنوع
أما إذا دعى شخص و من يستمع لدعائه يؤمّن فهذا دعاء جماعي مشروع و أذكر أني اطّلعت على فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين يفتي فيها بجواز التأمين سرّا لمن يستمع لخطبة الإمام عند دعاء الإمام و هذا يا أختي دعاء جماعي
ثم يا أخت سارة صحيح الدّين يفهم بفهم السلف الصالح و لكن هناك أمور لم تكن موجودة في عهد السلف الصالح كالتلفاز و الدعاء في برنامج تلفزيوني مثلا فهنا نسير على أصول السلف الصالح لإستنباط حكم في الأمور النازلة
ثم يا أخت سارة ألم تنقلي ما يلي:
اللهم علمنا ماينفعنا
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن ذلك فأجاب:
– بعد حلقة الدرس. لا أرى به بأساً، إلا أنه لا يُلتزم بحيث يُظن أنه سنة.
موقع المشكاة
فأنت قد ذكرت بأنّ الشيخ السحيم لا يرى بأسا عن ما ذكر في سؤال الموضوع بشرط أن لا يلتزم بحيث يظن سنّة يعني أهو يجيز ما ذكر في السؤال من الدعاء الجماعي؟! أم أنّك اخطأت في النقل؟
ثم أيفهم من كلام الشيخ السحيم أنّه إذا التزم ذلك و لم يظن بأنّه سنّة أنّه لا بأس به؟
يا أخت سارة الدّين يفهم بفهم الصحابة و العلماء أدلاء إلى الحق فإذا عرفت الحقّ في مسألة ما من غير الإطّلاع على فتوى عالم فلابأس و لا تتركي الحق حتى تعرفي قولا لعالم بحجّة أنّ الدين يفهم على حسب فهم العلماء ثم يا أختي واضح هنا بأنّ العلماء مختلفين و عند الإختلاف يردّ إلى الكتاب و السّنة فما أدلتك؟! اللهم إلا إذا كنت مقلّدة فهذا أمر آخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:03]ـ
أخي الكريم انتبه الى الفتوى (ولا مانع أن كل إنسان (يدعو لنفسه منفردا) بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم، أو في غير ذلك من الأحوال؛ (لأن الدعاء عبادة، وهو مطلوب كل وقت)، لا سيما بعد الفراغ من العبادة).
الدعاء الفردي في كل وقت مشروع، أما الجماعي فلايشرع إلا ماثبت في السنة كما في صلاة الاستسقاء أو صلاة الكسوف، وفقك الله
أختي الكريمة أنا لا أمنع من الدعاء الفردي و كذا لا أمنع من الدعاء الجماعي
يعني أسألك: لما شخص يدعو و الآخرين يقولون آمين أين الحرام هنا؟!
أيضا من السّنة عندما يدعو إنسان يرفع يديه فما الحرام عند رفعهما عند الدعاء الجماعي؟! و ما الدليل على أنّ هذا حرام
أنت تريدين أن نتناقش طيّب قدّمي لي أدلّتك كي نستطيع النقاش؟
أما تأتيني بكلام عالم دون أدلّته فهذا ما ينفع؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:07]ـ
الأخت هالة
شكرا على تنبيهك و أعتذر إن كان في كلامي شيئا من الغلظة اتجاه القوارير
و جزاك الله خيرا على مشاركتك
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:09]ـ
الأخ ابن عقيل أرجو أن تعيد قراءة كلامي فأظن أنّك لم تعيه
ـ[أمل*]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:36]ـ
الأخت سارة بالنسبة لقولك:
اقتباس:
والحديث الذي ذكرته ان رجلا كان يقرأ سورة (قل هو الله احد) يختم بها القراءة في كل صلاة لايصح الاستدلال به في هذه المسألة،فقراءة القران مشروعة في الصلاة حتى لو قرات بهذه السورة الوحيدة في كل ركعة، أما الدعاء الجماعي فمسألة أخرى، والله أعلم
أختي الحديث الذي ذكره الأخ سراج كان لإثبات جواز التزام الدعاء في آخر الدرس و لم يتكلمآنذاك عن الدعاء الجماعي فهو لم يستدل به على جواز الدعاء الجماعي، فكيف فهمت ذلك؟!
أختي الكريمة، التزام الدعاء في اخر الدرس بحيث يدعو الشيخ ويؤمن الحضور من بعده ألا يسمى هذا دعاء جماعيا؟
أما عن الدعاء الجماعي فقد ذكر علماء التفسير عند آية: "قد أجيبت دعوتكما" قصّة و هي أنّ موسى عليه السلام كان يدعو و أخوه هارون عليه السلام كان يؤمّن و هذا دعاء جماعي، فللدعاء الجماعي عدّة صور بعضها ممنوع و بعضها غير ممنوع
نحن هنا نناقش مسألة التزام دعاء الشيخ بعد الدرس وتأمين الناس على دعائه،وليس مسألة دعاء شخص ويؤمن عليه اخر
أما إذا دعى شخص و من يستمع لدعائه يؤمّن فهذا دعاء جماعي مشروع و أذكر أني اطّلعت على فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين يفتي فيها بجواز التأمين سرّا لمن يستمع لخطبة الإمام عند دعاء الإمام و هذا يا أختي دعاء جماعي
أختي بارك الله فيك الدعاء في صلاة الجمعة ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
ثم يا أخت سارة صحيح الدّين يفهم بفهم السلف الصالح و لكن هناك أمور لم تكن موجودة في عهد السلف الصالح كالتلفاز و الدعاء في برنامج تلفزيوني مثلا فهنا نسير على أصول السلف الصالح لإستنباط حكم في الأمور النازلة
بارك الله فيك، عندما قلت أننا نفهم الدين بفهم السلف أي أن طالب العلم عندما يبحث في مسألة ما (وكان قادرا على الاجتهاد) يبحث في نصوص القران والسنة فان لم يجد يبحث في أقوال السلف فان لم يجد لجأ إلى القياس والإجتهاد،أما إذا لم يكن قادرا على الإجتهاد -أمثالنا- وكان لديه بعض العلم بحث في الادلة التي استدل بها العلماء فاذا تبين له الصواب في قول ما اخذ به، وما نفعله هنا ليس الإفتاء في المسائل وإنما نحن نناقش الادلة لكي نتعلم طريقة استدلال العلماء بالأحاديث وطرق استنباط الأحكام،أما حكم الامور النازلة فان العلماء يجتهدون في بحثها وفق فهمهم لقواعد الشريعة، فاذا لم يجدوا في كلام السلف لجأوا إلى القياس وطرق استنباط الأحكام
ثم يا أخت سارة ألم تنقلي ما يلي:
اقتباس:
اللهم علمنا ماينفعنا
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن ذلك فأجاب:
– بعد حلقة الدرس. لا أرى به بأساً، إلا أنه لا يُلتزم بحيث يُظن أنه سنة.
موقع المشكاة
فأنت قد ذكرت بأنّ الشيخ السحيم لا يرى بأسا عن ما ذكر في سؤال الموضوع بشرط أن لا يلتزم بحيث يظن سنّة يعني أهو يجيز ما ذكر في السؤال من الدعاء الجماعي؟! أم أنّك اخطأت في النقل؟
عندما أنقل كلام العلماء لايعني أنني ساخذ به، وإنما هي مدارسة للعلم
ثم أيفهم من كلام الشيخ السحيم أنّه إذا التزم ذلك و لم يظن بأنّه سنّة أنّه لا بأس به؟ لا، بل يقول الشيخ لايلتزم بذلك،وهو يرى أنه جائز
يا أخت سارة الدّين يفهم بفهم الصحابة و العلماء أدلاء إلى الحق فإذا عرفت الحقّ في مسألة ما من غير الإطّلاع على فتوى عالم فلابأس و لا تتركي الحق حتى تعرفي قولا لعالم بحجّة أنّ الدين يفهم على حسب فهم العلماء ثم يا أختي واضح هنا بأنّ العلماء مختلفين و عند الإختلاف يردّ إلى الكتاب و السّنة فما أدلتك؟! اللهم إلا إذا كنت مقلّدة فهذا أمر آخر
وكما قلت لك نحن هنا نناقش الأدلة وكلام العلماء ونبحث في اختلاف العلماء لنقوي ملكة الاستنباط، والله الموفق للصواب
«
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:42]ـ
الأخت سارة -وفقك الله- نفيك الإجتهاد عنا بالجملة غير صواب، ثم الإجتهاد يتبعض.
و بالنسبة لإلتزام الدعاء في وقت معيّن سواء أكان ذلك من فرد أو جماعة فما الدليل على أنّه بدعة؟
و قد سبق التنبيه بأنّ أثر عبد الله بن مسعود السابق الذكر ليس فيه منع لا من الدعاء الجماعي و لا من التسبيح بالحصى سواء أكان ذلك عن انفراد أو جماعة إلا إن كان ذلك بدافع الخوف من ضياع الحسنات فطبعا فعل ذلك بدافع الخوف من ضياع الحسنات بدعة لأنّه عدم ثقة في الله عزّوجل و أنّه عليم و شك في عدالة الله، فهل يوجد عندكم دليل آخر أو هل لديكم ردّ على كلامي هذا؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:26]ـ
الأخ سراج والأخت هالة
حتى لا تضيع الفائدة من النقاش وحتى لا يكون حوارنا حوار طراشان؟!!
دعونا نتفق على المرجعية
هل تتفقوا معنا على وجوب فهم الدين على فهم السلف الصالحين وهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؟
أي لا يجوز لنا أن نخالفهم إذا أتفقوا في أمر من أمور الدين وخصوصاً في فهمهم لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
أنتظر الجواب
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 04:27]ـ
أوافق على فهم الدّين بحسب ما يدل عليه الكتاب و السّنة و الإجماع
أي أوافق على هذا الكلام:
لا يجوز لنا أن نخالفهم إذا أتفقوا في أمر من أمور الدين وخصوصاً في فهمهم لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 01:43]ـ
تطبيق القاعدة التي ذكرها الإمام الشاطبي في الاعتصام لتمييز البدعة تقتضي الحكم على عدد من الأمور بالبدعة منها:
تلحين خطبة الجمعة، وقد كان سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يفعله،
تلحين خطبة الاستسقاء، وقد فعل ذلك سماحة المفتي حفظه الله
تلحين قراء الكتب العلمية
الدعاء في خطبة الجمعة لولاة الأمر،
وقد سبق أن كتبت بحثا في خطبة الجمعة، ثم سمعت شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ ينتقد الإمام الشاطبي في تطبيقه وأحكامه بالبدعة ...
وطرد قاعدته رحمه الله:
أن الفاصل بين الرجال والنساء في المسجد بدعة
والمكبر للإقامة بدعة
والتزام ذكر الصلاة على الصحابة بعد الصلاة على النبي (ص)
وقراءة القرآن بداية الندوات، وقد كان يفعل بين يدي الإمام ابن باز رحمه الله بلا نكير
وغيرها كثير مما هو موجود بلا نكير من علمائنا حفظهم الله
ولو رجعنا إلى موقف أئمة السلف من المحدثات لبان لنا الطريق الصواب
فعكرمة رضي الله عنه يضع المصحف على عينيه ويقبله ويقول: كلام ربي كلام ربي
وعمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يأمر ابنه -كما في البخاري - بأن يقف على قبره قدر ما ينحر جزور- للدعاء له والله أعلم
وابن عمر رضي الله عنهما له رأي في تتبع خطو النبي (ص) ولا أعلم حكم عليه بالابتداع
وسئل الإمام أحمد عن عمرة رجب فقال: أهل الشام يفعلونه، ولم يذكر أنه بدعة
والمسألة تحتاج إلى تتبع موقف الأئمة الكبار من السلف كالإمام أحمد ونحوه من أئمة الحديث
والشيخ أحمد صاحب الموضوع أهل لذلك
وموارد موقف الإمام أحمد موجودة مبثوثة في:
مسائل ابنه عبدالله
ومسائل صالح
ومسائل ابن هانئ
ومسائل الكوسج
ومسائل حنبل بن إسحاق
ومسائل الحربي
وغيرها مما هو مطبوع متداول
وإليكم ما كنت كتبت قبل عشر سنوات، مع التسليم بأن بعضها مسلم به، وبعضها يحتاج إلى تأنٍّ
فهذا بحث في بدع خطبة الجمعة، من كلام العلماء والمصنفين في البدع رحمهم الله. فمن أهم ما ذكره العلماء المصنفون في البدع:
• البدعة الأولى: التزام السجع والتثليث والتربيع والتخميس في دواوين الخطب والسجع قد ورد النهي عنه في الصحيح. الشقيري 19
ويستدرك على البدعة الأولى وهي الالتزام بالسجع في الخطبة ما قاله ابن عبد السلام في فتاويه: ولا يسجع الخطيب إلا بالفواصل الحساسة التي يرجى من مثلها التذكير والاتعاظ دون الرياء والسمعة وإظهار البلاغة والفصاحة ".
• قال ابن عبد السلام في جواب له على سؤال عن جواز ذكر شعر يتضمن موعظة في الخطبة في عيد أو جمعة، أو شعر ينبه على رحيل شيء ودخول آخر وما يشعر بالفرقة أو ذكر حاجر والعقيدة وما أشبه ذلك أم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب: لا تذكر الأشعار في الخطبة لأنه من أقبح البدع، ثم تكلم عن ذكر هذه
المواضيع التي تذر بالفراق وأنها تذكر بالفسق. فتاواه / 486
• الثانية: جعل الخطبة الثانية عارية من الوعظ والإرشادات والتذكير والترغيب والترهيب والأمر والنهي – بل صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء للسلطان بدعة. والخطب النبوية ليست كذلك. الشقيري 90
• الثالثة: التزام ختم الخطبة الثانية بآية: اذكروا الله يذكركم أو (إن الله يأمركم بالعدل والإحسان) بدعة وقد كانت الخطب تختم في القرون الثلاثة بقولهم: أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ".
• الرابعة: مواظبتهم على قراءة حديث في آخر الخطبة الأولى دائماً بدعة، إذ صار عند الناس كفرض ينكرون على تاركه، ومواظبتهم في آخر الخطبة الأولى أيضاً على حديث " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " أو ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " لا شك أنه جهل وبدعة. الشقيري 89
• الخامسة: العدول عن السنة في القراءة لصلاة الجمعة من قراءة ما يراه الإمام من آيات أو سوراً متناسبة مع موضوع الخطبة. بدع القراءة لبكر أبو زيد (59)
• السادسة: ذكر الأشعار في الخطبة. فتاوى ابن عبد السلام (79).
• السابعة: الترنم بالخطبة. قال علي محفوظ: والترنم وقت الخطبة ... إلى غير ذلك من البدع التي حدثت ولم تفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين مع وجود مقتضيها في زمن التشريع وعدم المانع منها. الإبداع / 45
• الثامنة: افتتاحهم خطبتي العيدين: الأولى بالتكبير تسعاً والثانية بالتكبير سبعاً وختمها بآية (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام).
• التاسعة: ذكر الصحابة رضي الله عنهم في الخطبة: قال ابن عبد السلام في جواب له: ذكر الصحابة والخلفاء رضي الله عنهم والسلاطين بدعة غير محبوبة ولا يذكر في الخطبة إلا ما يوافق مقاصدها من الثناء والدعاء والترغيب والترهيب وتلاوة القرآن ... ثم قال: والأولى أن يقتصر في الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام على ما صح في الحديث ولا يزيد عليه بذكر الصحابة رضي الله عنهم ولا غيرهم .. " فتاوى ابن عبد السلام ط. الرسالة / 394
ولشيخ الإسلام رأي آخر في منهاج السنة فليراجع.
• العاشرة: ذكر الحكام في الخطب:
أجمع الفقهاء على تحريم ذكر الحكام بما ليس منهم وتملقهم ومنافقتهم في الخطبة،
وقال الأحناف والحنابلة: يندب ذكر الخلفاء الراشدين والعمّين (حمزة والعباس) رضي الله عنهما في الخطبة، ولا يندب الدعاء للسلطان عند بعض الأحناف وجوزه بعضهم وندب إليه الحنابلة واستدلوا على استحبابه بأن أبو موسى الأشعري دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الخطبة.
وقالوا: الدعاء للسلطان مستحب لأن سلطان المسلمين إذا صلح كان فيه صلاح لهم "
ينظر: التعليق على فتاوى العز بن عبد السلام ط. الرسالة (395)
والمغني 2/ 304 وما بعدها، الأم 1/ 201، الدر المختار 1/ 758 وما بعدها نيل الاوطار 3/ 329، الفقه وأدلته 2/ 288 فقه السنة 1/ 309
فتاوى ابن تيمية 1/ 129 والاختيارات العلمية (ص 148)
• الحادية عشرة: رفع الإمام يديه حال الدعاء في الخطبة – قال ابن تيمية: ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة وهو أصح الوجهين لأصحابنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بإصبعيه إذا دعا، وأما في الاستسقاء فيرفع يديه لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه لما استقى على المنبر.
وقال السيوطي: ورفع أيديهم عند الدعاء بدعة قبيحة. الأمر بالاتباع / 247
ويدل عليه حديث عمارة بن رؤيبة في إنكاره على بشر بن مروان – أخرجه مسلم عن
حصين بن عبد الرحمن. ونص على بدعيته أبو شامة في الباعث. ص 284.
وابن عابدين في الحاشية (1/ 768) وذكر أنهم يأثمون على الصحيح. عن تعليق
مشهور على الأمر بالاتباع. / 248
• الثانية عشر: الالتفات يميناً وشمالاً.
قال السيوطي: السنة الإقبال على الناس من أول الخطبة إلى آخرها.
قال الشافعي رضي الله عنه: ويقبل الخطيب بوجهه على الناس ولا يلتفت يميناً
وشمالاً " الأم (1/ 230) الأمر بالاتباع / 248
وينظر الباعث (ص 85) وحاشية ابن عابدين (1/ 759)
وروضة الطالبين (2/ 32) وإصلاح المساجد (ص 48)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 03:33]ـ
لا حرج من الدعاء الجماعي بعد إلقاء المحاضرة
هل يجوز الدعاء بشكل جماعي كأن يدعو الإمام بعد إلقاء المحاضرة مثلاً؟.
الجواب:
الحمد لله
الدعاء من أفضل العبادات التي يتعبد المسلم فيها ربه؛ قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/60.
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ، (قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) رواه الترمذي (2969) وصححه، وأبو داود (1479) وابن ماجه (3828) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وننبه هنا إلى أمرٍ مهم، يختلط على كثير من الناس، وهو التفريق بين "الذِّكر الجماعي"، و "الدعاء الجماعي"، فالأول: ليس له وجود في الشرع، فلم يثبت أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه مع أصحابه بصوتٍ واحد، ولا أنه كان يذكر ربَّه ويردد خلفه أصحابه رضي الله عنهم.
وأما الدعاء الجماعي: فله أصل في الشرع، وصوره كثيرة، ففي قنوت النوازل، وقنوت الوتر كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، ويؤمن أصحابه على دعائه من خلفه، وجمهور العلماء يرون تأمين المصلين على دعاء الخطيب يوم الجمعة، وكذا في الاستسقاء، وهكذا في صور مختلفة متعددة.
وأما الدعاء الجماعي البدعي فمن صوره:
1. أن يَجمع المسلمُ طائفة من الناس من أجل الدعاء فقط.
فعن أبي عثمان قال: كتب عاملٌ لعمر بن الخطاب إليه: أن ها هنا قوماً يجتمعون، فيدعون للمسلمين، وللأمير، فكتب إليه عمر: "أقبل، وأقبل بهم معك"، فأقبل، وقال عمر للبواب: أعِدَّ لي سوطاً، فلمَّا دخلوا على عمر: أقبل على أميرهم ضرباً بالسوط.
رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (13/ 360) وسنده حسن.
2. ومنه: اجتماع الناس للدعاء بصوت واحد.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
الذِّكر الجماعي بصوت واحدٍ سرّاً، أو جهراً، لترديد ذكر معين وارد، أو غير وارد، سواءً كان من الكل، أو يتلقونه من أحدهم، مع رفع الأيدي، أو بلا رفع لها: كل هذا وصف يحتاج إلى أصلٍ شرعيٍّ يدل عليه من الكتاب والسنَّة؛ لأنه داخل في عبادة، والعبادات مبناها على التوقيف، والاتباع، لا على الإحداث والاختراع؛ ولهذا نظرنا في الأدلة في الكتاب والسنَّة: فلم نجد دليلاً يدلُّ على هذه الهيئة المضافة، فتحقق أنه لا أصل له في الشرع المطهر، وما لا أصل له في الشرع: فهو بدعة، إذاً فيكون الذِّكر، والدعاء الجماعي بدعة، يجب على كل مسلم مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم تركها، والحذر منها، وأن يلتزم بالمشروع.
وعليه: فالدعاء الجماعي بصوت واحدٍ، سواءً كان دعاءً مطلقاً، أو مرتَّبا، كأن يكون بعد قراءة القرآن، أو الموعظة، والدرس: كل ذلك بدعة.
"تصحيح الدعاء" (ص 134، 135).
وأما دعاء المحاضِر، أو المعلِّم، في آخر درسه، وتأمين الحاضرين على دعائه، فالظاهر لنا من سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم: جواز ذلك، بل استحبابه.
فعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ: (اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا). رواه الترمذي (3502)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الترمذي".
وبوَّب عليه النووي في كتابه " الأذكار " بقوله: " باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه ".
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
أحياناً بعد إلقاء محاضرة، أو درس من الدروس: يدعو المحاضر، ويرفع يديه، فهل نجلس معه أثناء الدعاء الجماعي، أم ننصرف بعد المحاضرة قبل بدء الدعاء؟.
فأجاب:
"لا بأس بالدعاء بعد المحاضرة، أو بعد الموعظة، أو الذكرى، لا بأس بالدعاء، يدعو الله للحاضرين بالتوفيق، والهداية، وصلاح النية، والعمل، لكن رفع اليدين في مثل هذا لا أعلم فيه دليلاً، ولا أعلم أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا العموم، عموم رفع اليدين بالدعاء، وأنه من أسباب الإجابة، لكن لم أحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان بعدما يعظ الناس، ويذكِّرهم، كان يرفع يديه، ويدعو، فلو كان هذا يفعله: لنقله الصحابة رضي الله عنهم؛ فإنهم ما تركوا شيئاً إلا نقلوه، رضي الله عنهم، فالأولى، والأحوط: عدم الرفع في مثل هذا، إلا لدليل يدل على ذلك، أما كونه يدعو لهم بعدما يفرغ، غفر الله لنا ولكم، أو وقفنا الله وإياكم، أو نفعنا الله وإياكم بما سمعنا، أو ما أشبه ذلك: فهذا لا بأس به، وإن أمَّنوا: فلا بأس بذلك" انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" (شريط رقم 610).
http://www.islam-qa.com/ar/ref/132538(/)
قراءة أخرى لحادث الإسراء والمعراج
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 08:54]ـ
بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه.
جِيء بالبراق، وركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبيت المقدس فصلَّى بالأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ ثم عُرج به إلى السموات العلى، فدنى وتدلى وكان قاب قوسين أو أدنى، ورأى من آيات ربه الكبرى، ثم عاد إلى الناس يخبرهم بما كان من أمره، ولم يخش في الله لومة لائم، لم يخش من تكذيبهم وقد كان يتوقعه.
صدّق البعض ولم يتردد، وكذَّب البعض ولم يتردد، وطلب فريقٌ الدليل على صدق الخبر، ورأى فريقٌ أن في الأمر فرصة للتشهير بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووصفه بالكذب فراح يُسوِّق الخبر بطريقته.
والحقيقة أن هذا هو حال الناس مع الوحي جملة ... مع أحكامه وأخباره. منهم من يصدق الخبر ثقة في المخبر، ويقتنع بالحكم ثقة في حِكمة المشرع جل وعلى، ومنهم من يعرض الخبر على عقله أو على رصيده المعرفي فإن اقتنع وإلا ردّه.
ومنهم المغرضون الذين لا هم لهم إلا صدِّ الناس عن دين الله. . . الذين ينتظرون فرصة ليشهروا بالدين والدعاة. مع أنهم يعرفون ما في الدين من الخير " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا " [النمل: 14].
هي قضية كبرى. . . هي قضية أساسية محورية: ما هو المصدر اليقيني للمعرفة؟ من هو الذي نثق فيه ونأخذ منه العلم؟
أهو الوحي؟ أم هو العلم التجريبي. . . الحواس الخمس؟. والشرع لا يتعارض أبدا مع العقل.
مما لا شك فيه أن الحواس لا تستطيع إدراك كل شيء على حقيقته، ومما لا شك فيه أيضا أن المعرفة التجريبية نسبية تتغير يوما بعد يوم تبعا لتطور وسائل البحث، فانظر إلى النظريات العلمية كيف أن نظريات اليوم تعدل نظريات الأمس، وكيف أن هذا الأمر في كل العلم التجريبي بلا استثناء. إذا كيف يثق المرء بهذا العقل العاجز المحدود؟ وكيف تنبني ثقة على من يتغير كلامه يوما بعد يوم؟!
إن من كذَّب حادث الإسراء قاس الأمر على عقله وعلى ما لديه من معرفة تجريبية فقال: " نضرب إليها أكباد الإبل شهرا ونعود شهرا وأنت تزعم أنك أتيتها وعدت في ليلة واحدة؟!
عرض الأمر على معلوماته الحسية الضئيلة فلم يستقيم الأمر عنده فرده بدعوى استحالة ورود المعنى الحقيقي!!
إن العقل محدود التفكير ومحدود الوسائل، وإن الشرع من الله العليم الخبير القدير، فإن صح الخبر واستقامت الدلالة مع أساليب اللغة العربية فليس لنا إلا التصديق والإتباع، كما فعل الصديق ــ رضي الله عنه ـــ حين سمع بخبر الإسراء والمعراج.
أذكر مرة كنت أتحدث مع زميل لي حول هذا السؤال: بم يفهم الإنسان؟ بقلبه أم بعقله؟
وكنت قد قرأت لأئمة أهل السنة والجماعة السابقين والمعاصرين أن المرء يفهم بقلبه وليس بعقله. لصريح القرآن "ولقد ذرأنا لجهم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها " [الأعراف: 179] ولصريح قوله تعالى " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب لا يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " [الحج: 46]
فقلت: هو يفكر بقلبه وليس بعقله ـ وإن كانت معلوماتي الطبية تضاد ذلك ـ ثقةً في دِلالة الخبر القرآني. وهو جزم بما درسناه بأن العقل في الرأس ثقة بأن الذي قال هذا هو العلم التجريبي المشاهد. واحتج علي بأنه تم نقل قلب هندوسي إلى مسلم فقام المسلم يصلي ولو كان الأمر كما تقول لقام يعظم البقرة.
ومن قريب سمعنا أن الطب اكتشف أن عملية التفكير تتم في القلب وليس في العقل. فكتبت إليه رسالة عنوانها هذه الآية " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " [يونس: 38].
ومن يتدبر حال من قالوا بنفي الصفات عن الله عز وجل، ونفي رؤية الله في الجنة،ومن يتدبر حال هؤلاء المُحدثين الذين يسمون بـ (المفكرين) أو ما يسمون بـ (العقلانيين) ـــ مع التحفظ الشديد على الاسم ولذا وضعته بين قوسين ـ تجد أن لُبَّ المشكلة في قضية التسليم للخبر حين تتضح الدلالة، وأن العقول معظمة عند أصحابها لذا وطئ بعضهم النص بلا حياء ولا رهبة، وحمله البعض الآخر وصار به حيث يريد هو لا كما يريد النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المخلصون .. الأتقياء البررة يقولون ـ بلسان حالهم ومقالهم ـ أن صدق الخبر نستدل عليه من صدق المخبر، ومن هؤلاء أبي بكر، صدق لأن المتكلم هو النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس إلا.
وهذا مسلك الصالحين: أخبرني من لا ينطق عن الهوى، أخبرني الصادق الأمين. وكون الخبر من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا لا يحتاج لدليل يعضده. وإن تعارض مع كل عقل ونقل: " قل أأنتم أعلم أم الله ". لا شلك: الله أعلم. ولا يتعارض.مع نقل صريح ولا عقل صحيح.وسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
ومن وجهة نظري أن الخلل هو في فقد التصور الكامل عن الله عز وجل والثواب والعقاب، خلل في توحيد الربوبية (معرفة الله بأسمائه وصفاته) أدى إلى نقص في توحيد العبادة (الألوهية)، ونفوس جهلت ــ أو نسيت ـ أنها موقوفة بين يدي الله عز وجل وأنها مسئولة ثم إلى نار أو إلى جنة.
لو أن النفوس تعلم ربها حق المعرفة، لوقفت حين تحتار في أمر الخبر وما جرئت على المساس بالنص فضلا عن المرور عليه أو حمله بتأويلات فاسدة، تماما كما فعل أبو بكر يوم الإسراء ويوم الحديبية حين علم بشروط الصلح. وكما فعل عمر يوم حاطب بن أبي بلتعة حين قيل له "لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " َدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ [البخاري / كتاب المغازي]
إن مشهد الناس حول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يحدثهم عن الإسراء والمعراج، هو هو حالهم اليوم مع أحكام الشرع اليوم، بين مزعن مطيع يقول سمعنا وأطعنا كل من عند ربنا "، ومناقش يبحث عن العلة كي يفهم الحكم ... الخ.
نحتاج اليوم من يتصدر لهذه الحالة من النقاش والجدل حول النصوص، وينادي في القوم ربكم أعلم وأحكم، وليس لكم إلى البحث عن صدق الخبر وصحة الدلالة. وإن في الإسراء لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
كتب محمد جلال القصاص
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 02:17]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 02:52]ـ
بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه.
وهذا مسلك الصالحين: أخبرني من لا ينطق عن الهوى، أخبرني الصادق الأمين. وكون الخبر من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا لا يحتاج لدليل يعضده. وإن تعارض مع كل عقل ونقل: " قل أأنتم أعلم أم الله ". لا شلك: الله أعلم. ولا يتعارض.مع نقل صريح ولا عقل صحيح.وسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
كتب محمد جلال القصاص [/ COLOR]
بارك الله فيك
إن أخبر به من لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم - فلن يتعارض مع العقل الصحيح , وإنما تعارضه مع أوهام تلك العقول السقيمة التي وصفتها بالتالي:
لو أن النفوس تعلم ربها حق المعرفة، لوقفت حين تحتار في أمر الخبر وما جرئت على المساس بالنص فضلا عن المرور عليه أو حمله بتأويلات فاسدة، تماما كما فعل أبو بكر يوم الإسراء ويوم الحديبية حين علم بشروط الصلح. وكما فعل عمر يوم حاطب بن أبي بلتعة حين قيل له "لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " َدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ [البخاري / كتاب المغازي]
كتب محمد جلال القصاص
الغرور العقلي .. والانتكاس الفكري
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8325
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 02:23]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما.
أخي الفاضل زين العابدين، استدركتُ على جملتي في ذات النص وبجوارها تماما بما استدركتَه علي وهذا نص كلامي (وإن تعارض مع كل عقل ونقل: " قل أأنتم أعلم أم الله ". لا شلك: الله أعلم. ولا يتعارض.مع نقل صريح ولا عقل صحيح.وسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
جزاك الله خيرا على اهتمامك ونصحك.
.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:53]ـ
شكرا أخي محمد , أعتذر لم أنتبه , بارك الله فيك وإلى الأمام.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:51]ـ
شكر الله لك أخي زين العابدين تواضعك.(/)
«وجوب الأدب مع الرسول ونصرته وتوقيره وتعظيمه» لفضيلة الشَّيخ خالد الرَّدادي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 10:35]ـ
وجوب الأدب مع الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ونصرته وتوقيره وتعظيمه،
لفضيلة الشَّيخ خَالد بنِ قاسم الرَّدَّاديّ
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ(/)
دراسة لحديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان).روايةً ودرايةً
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 10:43]ـ
دراسة لحديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان).روايةً ودرايةً
لفضيلة الشَّيخ خَالد بنِ قاسم الرَّدَّاديّ
ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ورعاهُ ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أولاًـ تخريج الحديث:
فقد أخرجه: عبدالله بن أحمد في"زوائدالمسند" (259/ 1)،والبزار في"المسند" (294/ 1 - كشف الأستار)،وابن السني في "اليوم والليلة" (659)،وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان" (1)،والطبراني في "الأوسط" (40/ 3)،و"الدعاء" (911)،والبيهقي في"شعب الإيمان" (3815)،و"فضائل الأوقات" (14)،وأبونعيم في "الحلية" (269/ 6)،والخطيب البغدادي في"الموضح" (473/ 2)،والرافعي في "التدوين" (433/ 3) جميعهم من طرق عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زيادالنميري، عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_قال:" كان رسول الله صلى الله عليه إذادخل رجب قال: ... " فذكر الحديث.
ثانياً ـ الحكم على درجة الحديث:
قال الإمام ابن رجب في"لطائف المعارف" (ص234):
"روي عن أبي إسماعيل الأنصاري أنه قال: لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث. وفي قوله نظر، فإن هذاالإسناد فيه ضعف ".
وقد حكم على هذا الحديث بالضعف جماعة من العلماء وهم:
البيهقي، وأبوشامة المقدسي في"الباعث" (ص227)،والنووي في"الأذكار" (ص313)،والذهبي في"ميزان الإعتدال" (65/ 2)،والهيثمي في"مجمع الزوائد" (165/ 2)،وابن حجرفي"تبين العجب" (ص37)،والمناوي في"فيض القدير" (131/ 5)،والألباني في"تعليقه على المشكاة" (432/ 1)،و"ضعيف الجامع" (4402).
ثالثا ـ شرح الحديث:
قال ابن رجب:
(في هذا الحديث دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة، لإدراك الأعمال الصالحة فيها، فإن المؤمن لايزيده عمره إلاّ خيراً، وخيرالناس من طال عمره وحسن عمله، وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح، من صوم رمضان، أورجوعٍ من حجٍ، وكان يقال: من مات كذلك غفر له).
وقد كان السلف يجتهدون في الدعاء أن يبلغهم الله مواسم الطاعات ليجتهدوا فيها، قال معلى بن الفضل:"كانوايدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"،وقال يحى بن كثير:"كان من دعائهم: اللهم سلّمني إلى رمضان،وسلّم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".
اللهم إنانسألك أن تتقبل أعمالنا الصالحة، وأن تبارك لنا في شعبان وأن تبلغنا رمضان، إنك على كل شئ قدير،وبالإجابة جدير.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 09:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 06:39]ـ
الموقر العزيز / ابن رجب:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ونفع بالشّيخ الفاضل خالد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 06:41]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سُئل فضيلة الشّيخ عبد الكريم بن عبد اللّه الخُضَيْر ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
ما صحة حديث: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان؟
فأجاب ـ أثابه اللَّهُ تعالى ـ:
هذا حديث لا يثبت لكن إن دعا المسلم بان يبلغه الله عز وجل رمضان وان يوفقه لصيامه وقيامه وان يوفقه لإدراك ليلة القدر أي بان يدعو أدعية مطلقة فهذا إن شاء الله لا بأس به.
المصدر: الموقع الرَّسمي لفضيلة الشّيخ المُحدِّث عبد الكريم بن عبد اللّه الخُضَيْر.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 06:44]ـ
سائل يقول ... بما أننا الآن في شهر رجب من الأشهر الحُرم ... فهل لكم أنْ تُذكِّرُونا بِعِظم هذا الشَّهر حيثُ يكثر فيها وفي غيرها من الشُّهُور التَّساهل والتَّهاون عند كثير من الناس بالمعاصي والمنكرات وانتشار للبدع كالعمرة الرجبية وغيرها فنرجو منكم بيان هذه الأمور؟
لاشكَّ أنَّ شهر رجب، وسائر الأشهر الحُرم أشهُر مُعظَّمة شرعاً، فلا يجُوزُ للإنسان أنْ يظلم نفسهُ فيها أو يظلِمَ غيرهُ، فعليهِ أنْ يُكثر ممّا شرعهُ الله لهُ، ولا يبتدع؛ عليهِ أنْ يَكُفْ عن المعاصي، والكَفْ عن المعاصي مطلُوب في كلِّ وقت؛ لكنَّهُ يزداد تَأكُّدُهُ في مثل هذه الأشهُر الحُرم، وأمّا بالنِّسبة للعُمرة في رجب لقد قال عمر رضي الله تعالى عنهما في الصحيح " إنَّ النبي عليه الصَّلاة والسَّلام اعتمر في رجب، وأنكرت عليهِ عائشة رضي الله تعالى عنها وأنَّ النبي عليه الصَّلاة والسَّلام اعتمر أربع عُمَرْ وجميع هذه العُمَرْ كان ابن عُمر معهُ فيها وأنَّهُ لم يعتمر في رجب قط.
المصدر: الموقع الرَّسمي لفضيلة الشّيخ المُحدِّث عبد الكريم بن عبد اللّه الخُضَيْر.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 08:36]ـ
واياكم(/)
«مقالات مفيدة حول شهر رجب»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 10:49]ـ
«مقالات مفيدة حول شهر رجب»
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
شهر رجب بين المبتدَع والمشروع
فضائل شهر رجب في الميزان
حول شهر رجب
لِمَ لا نحْتفلُ بليلةِ الإسراءِ والمِعْراجِ؟
شهر رجب
تنبيهات حول شهر رجب
العَجَبْ مما أَحْدَثَ النَّاسُ في رَجَبْ
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
بدع في شهر رجب
إفراد شهر رجب بعبادة أو خصوصية
حكم تخصيص رجب بالصيام والاعتكاف والصمت فيه
أحاديث صوم رجب ضعيفة ولا أصل لها
عتيرة رجب ما لها وما عليها
نصيحة عن بدع شهر رجب
هل لشهر رجب مزية على غيره؟
أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
تخريج " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"
كتاب: البدع الحولية
http://saaid.net/mktarat/12/7.htm
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 06:36]ـ
الأخ المكرّم / ابن رجب:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 08:40]ـ
واياكم.(/)
إلى الأخوة المشرفين خاصة والأعضاء عامة
ـ[القانونى]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 06:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت فى الأيام السابقة، ظاهرة تنبئ بخطر على جمال وروعة هذا المنتدى، لذا أقترح على الأخوة بمنعها.
هذه الظاهرة نشأت عن دفاع طائفة من الأخوة الأعضاء عن بعض الأئمة، ثم رد طائفة أخرى من الأخوة على هذا ببيان سقطات هؤلاء الأئمة الذين دافع عنهم الأولون.
الطائفة الأولى: ترى أن هؤلاء الأئمة المُدَافع عنهم لم توفهم الأجيال اللاحقة لهم حقهم، بل ظلموهم وهناك من إدعى عليهم زوراً وبهتاناً بتعصب.
أقول وهذا صحيح.
الطائفة الأخرى: لا تقلل من شأن الأئمة ولا تنتقص منهم، ولكن ترى أن فى كتب هؤلاء الأماجد عثرات، لا ينبغى لطلاب العلم من الناشئة وحديثى العهد بالإلتزام والعلم التصدى لها، رحمة ورأفة بعقولهم فى مبتدى الطلب.
وهذا حق لا يخالف فيه أحد.
إذن أين المشكلة؟
المشكلة ان كلا من الطرفين يسعى للحفاظ على مصلحة، وهى لاتتعارض مع الأخرى.
فلا الأولون يرضون بإطلاع الناشئة على ما لاتستوعبه عقولهم ويجرهم إلى الفتنة، ولا الآخرون ينتقصون من أقدار الأئمة الأماجد رضوان الله عليهم.
فما الحل؟
فى رأيى - إن جاز ان يكون لمثلى رأى - أن نكتفى بذكر ثناء أهل العلم على الأئمة، وأن نختار فقط الإجتهادات المعتبرة لهم ونبرزها.
أما ما يكون من شأنه الخوض فى مخالفاتهم، فهناك بريد خاص فى المنتدى، وكذا هناك إمكانية أظهار البريد الإليكترونى الخاص على برامج التراسل الفورى المشهورة، ويمكن لمن أرادوا مناقشة أمر أن يستقلوا بأنفسهم، ويناقشوه كيفما تبدى لهم، مع نصيحتى لهم بأن لا ينتقصوا من أقدار العلماء، ولا يفسدوا ذات البين.
كذلك، أرى أن تحذف كل مشاركة تتناول تفصيل فى أبواب علم الكلام مما لايناقشه إلا أهل العلم وخواص الطلبة، فى المجالس الخاصة.
الأمة لديها من المشكلات الكثير، وفتح أبواب للفتنة لا يكون إلا من صنع الجهال.
دعونا نضع المشاركات فى أبواب الفقه من العبادات والمعاملات والسياسة الشرعية مما يكون نفعه فورى وتفتقر إليه غالبية الناس.
لا تحدثوا الناس بما لا يفهمون، أتريدون أن يُكذب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
مجرد رأى
و رحم الله إمرأً أهدى إلى عيوبى.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 08:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم وفقني الله وإياك.
هذا كلام جميل ولطيف، ولا شك أن غالب الكلام في الكتب والرجال إنما يكون ردود أفعال ومن هنا يأتي الغلو في الجانبين: غلو في المدح وغلو في الذم، وكلا الطرفين ذميم، وبعيد عن الإنصاف والأمانة، وبعيد عن النصح للمسلمين وفيهما من السلبيات ما يلي:
1 - انتقاص العلماء والطعن فيهم وتقليل قيمتهم ومكانتهم عند المسلمين.
2 - الحرمان من كتبهم وعلومهم.
3 - إثارة الشحناء والكراهية بين المسلمين بين أتباع العالم وخصومه.
4 - رد ما قاله العالم من حق وتأويله إلحاقا بما أخطأ فيه.
5 - إشغال المسلمين لا سيما الشباب منهم بهذا الأمر الذي ليس هو المقصد والغاية.
6 - ما يوقعه الله من عقوبة على من تكلم بهم ظلما وعدوانا ولقصد سيء.
7 - وقوع الظلم والعدوان الذي حرمه الله عز وجل على نفسه وعلى عباده.
8 - المبالغة في تعظيم الرجال فوق المأمور به شرعاً.
9 - تقليدهم فيما أخطأوا فيه مع العلم بالخطأ.
10 - غش المسلمين وعدم نصحهم في تصحيح عقائدهم وأعمالهم.
11 - عدم تميز العقيدة السليمة من الفاسدة.
إذا علم هذا فكلا المنهجين خطأ وليس من منهج أهل السنة في التعامل مع الرجال و مؤلفاتهم.
ولكن منهجهم يعتمد على أمور:
1 - بيان العقيدة السليمة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة وتأصيلها.
2 - بيان علماء السنة المشهورين الذين هم أعلام هذه العقيدة المتفق عليهم كالصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وبيان ما نصوا عليه في عقائدهم المشهورة والمصنفة.
3 - الاستفادة من كتب أهل العلم حتى وإن خالفوا مذهب أهل السنة لمن يمكنه التمييز بين الخطأ والصواب في هذه المسائل.
4 - أخذ ما أصاب به أهل العلم عموما من حق والدعاء لهم لفضلهم وسابقتهم في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - اجتناب ما أخطأ فيه أهل العلم مما تعقبهم فيه غيرهم من أهل العلم والعدل والإنصاف المتبعين لمنهج أهل السنة والجماعة مع الاعتذار للعلماء في خطأهم إن علم منهم حسن القصد والحرص على السنة والاستغفار لهم وعدم الكلام في هذه المسائل إلا عند الحاجة ومن يخشى عليه الوقوع في الخطأ بمتابعتهم جهلا منه بذلك.
6 - الحذر من الدعوة إلى ما أخطأوا فيه أو نشره بحجة أنه الحق وأنه عقيدة أهل السنة فإن هذا ظلم لهم وظلم للمسلمين وغش للإسلام، وقد نص الأئمة من أهل السنة كالشافعي وغيره أنه إذا صح الحديث فهو مذهبه، وأنه إذا علم أن قوله خالف الحديث فهو يأمرنا بضرب قوله عرض الحائط، وهذا في مسائل الفقه فما بالك بمسائل العقيدة، وذلك لعلمهم أن زلة العالم خطيرة؛ إذ يتبعه فيها غيره، وهو يحمل تبعتهم، وهم لصلاحهم وصدقهم مع الله ونصحهم للإسلام لا يهمهم اتباعهم فيما قالوا به بقدر ما يهمهم موافقة الحق.
واخيرا ً ينبغي أن يعلم أن هذا الباب خطير وأنه يحتاج إلى نية صالحة لا نية التشفي وتصيد الأغلاط؛ فإن من علم الله منه ذلك لم يقبل منه وعوقب بنقيض قصده مع مغبة هذه المعصية المنتظرة.
كما أنه قد عُلم بنصوص الشرع أن هذا كلام في غائب لكنه استثني للحاجة والضرورة من باب النصح وما كان كذلك فالحاجة تقدر بقدرها فلا ينبغي الزيادة بل يتكلم في الخطأ بقدر ما يحتاج إليه مع العدل والصدق والكلام بعلم مع الاعتماد على فهوم السابقين من أهل العلم.
كما ينبغي أن يعلم أن أهل السنة وسط في التعامل مع العلماء والأولياء والصالحين فهم يعظمونه التعظيم اللائق بالعلماء ويرترحمون عليهم ويدعون لهم ويستغفرون لهم ويستفيدون من علمهم دون الغلو والاطراء المنهي عنه وقد نهى النبي (ص) عن أن يطرى كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم وأمرنا ان نقول عبد الله ورسوله، وهو رسول الله (ص) أفضل الخلق وصاحب الشفاعة العظمى والمغفور لهم ما تقدم من ذنبه وما تأخر والذي لا يقول إلا حقاً ومع ذلك نهانا عن الغلو فيه وذلك لما يترتب على ذلك من خطر عظيم في هذا الباب ولو أنا نظرنا كيف أدى الغلو بمقلدة المذاهب لرأينا عجبا ولن أنقل نصوصا في ذلك حتى لا أخص مذهبا دون غيره وإلا فهذه النصوص مشهورة في كتب أهل العلم وقد ذكر شيئا منها الإمام أبو محمد بن حزم _ رحمه الله _ في كتابه الإحكام لمن اراد النظر فيها.
ـ[القانونى]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 04:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الكاتب بأمثالك تزدان المنتديات، بوركت وجميع الأخوة الأعضاء
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:34]ـ
بارك الله في الأخوين الفاضلين: (القانوني)، و (أبي حازم الكاتب)، كلامكما طيب، وأرجو أن ينتفع الإخوة جميعًا به، لكنْ لي وقفتان مع كلام أخينا القانوني:
الأولى: مع قوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
....
أما ما يكون من شأنه الخوض فى مخالفاتهم، فهناك بريد خاص فى المنتدى، وكذا هناك إمكانية أظهار البريد الإليكترونى الخاص على برامج التراسل الفورى المشهورة، ويمكن لمن أرادوا مناقشة أمر أن يستقلوا بأنفسهم، ويناقشوه كيفما تبدى لهم، مع نصيحتى لهم بأن لا ينتقصوا من أقدار العلماء، ولا يفسدوا ذات البين.
أخي الحبيب من عقيدة أهل السنة وأهل الحق والعدل عدم الغلو في أي إنسان كائن مَن كان، الحب والتقدير والموالاة والتعظيم ومعرفة المكانة شيء، ودراسة العالم ومناقشة آرائه شيء آخر، فأنا أحب الإمام أحمد وأعظمه، لكن لا يدفعني ذلك إلى القول بأن كتابه المسند لا يحوي إلا الصحيح من الحديث، ولا يمنعني ذلك من أن أبين ما فيه من الضعيف، كذلك أدرس آراءه في الفقه والاعتقاد، بأدب وحياد وموضوعية، مصطحبًا في ذلك الرغبة في معرفة الحق والعلم، غير متعصب لأحد، وقس على الإمام أحمد غيره من الأئمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني إذا وقفت للإمام البيهقي أو للإمام ابن حزم أو لغيرهما على بعض المسائل التي يخالف قولهم فيها مذهب سلف الأمة من الصحابة والتابعين، فكتبت تنبيهًا على ذلك مستصحبًا الأدب مع ذلك العالم، داعمًا قولي بالدليل، ما يضيرني في ذلك، هل البيهقي أو ابن حزم أكبر من أن ينبه العارف على أخطائهم من لا يعرف، حتى يتجنب ما وقعوا فيه من الخطأ، لكن أقول ينبغي أن يكون ذلك مصحوبًا بالأدب الجم والترحم عليهم والاستغفار لهم، وعلى الناقد أن يقصد بذلك النصح للمسلمين، متجنبًا المبالغة، مستندًا إلى الدليل.
ويكون ذلك أيضًا متبوعًا بسعة الصدر مع المخالف، بل يتمنى الناقد في قرارة نفسي أن يكون مخطئًا، وأن يكون ذلك الإمام على الصواب.
وعلى المخالف للناقد أن يبين له وجه الخطأ في نقده بالدليل دون تعصب ودون شتائم، أو تقبيح لقوله أو فعله.
الوقفة الثانية: مع قوله:
كذلك، أرى أن تحذف كل مشاركة تتناول تفصيل فى أبواب علم الكلام مما لايناقشه إلا أهل العلم وخواص الطلبة، فى المجالس الخاصة.
الأمة لديها من المشكلات الكثير، وفتح أبواب للفتنة لا يكون إلا من صنع الجهال.
دعونا نضع المشاركات فى أبواب الفقه من العبادات والمعاملات والسياسة الشرعية مما يكون نفعه فورى وتفتقر إليه غالبية الناس.
لا تحدثوا الناس بما لا يفهمون، أتريدون أن يُكذب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
مجرد رأى
و رحم الله إمرأً أهدى إلى عيوبى.
يأخي الحبيب فرق بين علم الكلام وما فيه من الجدل وبين توضيح عقيدة السلف المستندة إلى الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
فالخوض في علم الكلام مذموم، بينما بيان عقيدة الأمة من الكتاب والسنة هو من أوجب الواجبات، فينبغي التفريق بينهما، أحسن الله إليك.
وتوضيح عقيدة الأمة من الكتاب والسنة لابد أن يعرفها من لا يعرفها إذ هي من أوجب الواجبات فكيف تناقش على الخاص، ونترك المجلس للكلام في الفروع الفقهية، تقرير عقيدة الأمة أهم من الفروع، الخلاف في العقيدة غير مقبول بينما الخلاف في الفروع أمر سهل، أرجو الانتباه لذلك بارك الله فيك.
وقولك نحدث الناس بما يفهمون نعم نحدثهم بالكتاب والسنة وفعل وقول سلف الأمة، وهو مما يفهمه كل أحد وليس في ذلك ما يصعب على طالب علم، يدخل إلى المجالس والمنتديات ويناقش، كيف يفهم الكمبيوتر والتكنولوجيا المعقدة ولا يريد أن يفهم عقيدته، ولا يريد أن يعرف ربه ودينه كما ينبغي من الكتاب والسنة، على فهم سلف الأمة.
وأخيرًا هذا رأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والنصح والبيان حق واجب لي على إخواني بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذن لماذا لا تسمحون للشيخ أبي محمد بعرض كلامه ثم تعقبون عليه؟
أراكم تواظبون على مسحه!!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:50]ـ
من تعني بالشيخ ابي محمد؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذن لماذا لا تسمحون للشيخ أبي محمد بعرض كلامه ثم تعقبون عليه؟
أراكم تواظبون على مسحه!!
يا أخي نحن لا نواظب على مسح أحد، مرحبًا بك وبأبي محمد وبكل من يلتزم بشروط المجلس ويتكلم بدليل، إن طرح فكرة قدم الدليل وإن رد على أحد قدم الدليل، كل من كان كذلك فأهلا به، وقلوبنا مفتوحة له.
وهذا الذي قلته لا يليق، أحسن الله إليك.
ـ[القانونى]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 03:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الغمارى، أود أن علمك أننى على تواصل خاص مع الأخ الحبيب ابى محمد، وأوضحت له فى تراسل خاص وجهة نظر الأخوة المشرفين.
وكذلك راسلت الأخ الفاضل السديس وأوضحت له وجهة نظر الأخ ابى محمد.
وأزعم أن وجهات نظر الأحبة قد تلاقت و تفهمها كل منهما، ولله الحمد.
والسبب فى حذف بعض مشاركات الأخ ابى محمد هو ما ابديته من وجهة نظر لى، وانتقدنى فيها مشرفنا العزيز الأخ على عبد الباقى، كما هو مدون بالأعلى.
ومازلت اؤكد على رأيى مع توضيح، وهو اننى لا امنع من بيان العقيدة الصحيحة، ولكن الذى اشدد عليه هو التوسع فيما يضر ذكره بالمبتدئين.
ولعل مشرفنا الحبيب يكون قد تفهم رأيى الآن
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 11:43]ـ
جزى الله الشيخ على على ماتفضل به , ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
جزى الله الشيخ خيرا على ماتفضل به من توجيه وتذكير بما في الالوكة من شروط قد غفل عنها البعض منا.(/)
زنة التحشية ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
توقيعات
زِنةُ التَّحْشِيَة
عبد الله العُتَيِّق 4/ 7/1428
18/ 07/2007
لا يزال اللاحقُ مِن ذوي المعارفِ يَستدرِكُ على السابق، فيُتَمِّم كلامَه، أو يُقيّده، أو يُخصِّصه، أو يُبِيّنُه، إلى غير ذلك، فكانَ أن وُضِعَ الاصطلاحُ في الاستدراكِ و التَّتَبُّعِ على هيئة بناءٍ هرَمي؛ رأسه (المتن)، يليه (الشرْح)، تعقبُه (الحاشية)، و يُختَم بـ: (التقرير)، و قد يكون ثَمَّ تجاوُزٌ فيهِ، إذْ لا مُشَاحَّةَ في الاصطلاحِ.
و (التحشيةُ) ثالثةٌ في الترتيبِ، و هي مكمَنٌ لدقيق التحقيق، و مخزَنٌ لفهمِ الوهم، فلا يكادُ يجرؤُ عليها إلاّ النَّبَغَةُ ممن نال التمكينَ في العلوم و المعارف، فشحَّ الزمان بِهم فلمْ يَجُدْ إلاّ بقِلَّةٍ، و الكرام قليلُ، و اليومَ طرَقَ بابها من غيرِ بابها مَن جمعَ بين حرفين، و ضبط حركتين، و لمَّ مُتضادَّيْن، و كثيرٌ ما هُمْ.
و الأصلُ فيها كينونتها في ذات الفَنِّ المطروقة فيه، و بتحقيقِ و تكميلِ ما لا بُدَّ منه، و ما خرجَ فلا يُحمدُ عند أهل المعارفِ.
نُوِّعَت (التحشيةُ) إلى أنواعٍ:
أوّلها: تأصيليٌّ، و هو ما كان مِن موضوعِ الكتابِ أو الفنِّ أصالةً، تكميلاً لنقصٍ، و استدراكاً لِفَوْتٍ، مما به يكتملُ التحقيقُ للمطروقِ فيه، مِن ذلك حواشي القُدامى، و عليها عَقْدُ الحَمْدِ و الثناءِ عند أهل المعرفةِ، لجودتها و قيمتها، و ما فيها من منثورِ النُّكَتِ.
ثانيها: تَكميليٌ، يُقَيِّدُ المُحَشِّي فيها ما يقتنصه من لطيف المُنتخباتِ المعرفية، و دقيق الأبحاثِ العلمية، مما يُستَلْطَفُ ذكرها، من باب: الشيءُ بالشيءِ يُذكرُ.
ثالثها: حَشَويٌ، تنتظمُ تحتَ قالةِ: "مَن قرأ الحواشي ما حَوَى شَيْ"، و أصِفُ هذا النوعَ بـ "الحواشي لواشي" و اللَّشُّ: الطَّرْدُ _ كما في "القاموس" _، و هذه ظاهرةُ الجيلِ الكُتُبِي في عالمِ التحقيقِ _ لا التأليف _، فقد غَدَتْ (التحشيةُ) صناعةً _ لا فنّاً تأليفيّاً_، ستُقامُ لها أصولٌ هزيلةٌ و قواعدُ مُهْتَرِئَةٌ، ليسهُلَ الولوجُ لكلِّ لَجوجٍ، و تفنَّنَ أهلُ النوعِ الحَشَوي في (التحشيةِ) فكانتْ الفنونُ الحشويّة:
أولاً: فَنُّ الفُروق النُّسَخِيَّة؛ إذْ يَعْمَدُ كثيرٌ إلى تقييدِ ما يقفُ عليهِ مِن فُرُوقٍ بين النُّسَخِ للكتابِ الواحد، فيقيمُ سطراً لحرْفٍ، جادةَ المستشرقين في النسخِ و الإظهار، يكتبُ: في نُسخةٍ (وَ) بدلَ (فـ)، و في نسخةٍ: صلى الله عليه و سلم، و في أخرى: عليه السلام. و غالبُ الفروق لا تلوي على شيءٍ، و هذه صنعةُ مَن لا يُدرك إلاّ رَسْم الحرفِ فيُحسن الوَقْفَ، وَ عجبٌ أنَّ مُتَّخِذَ هذا الفنِّ محمودٌ، و موصوفٌ بالدِّقَةِ، و كم دِقَّةٍ أورثَتْ دَقَّةً، و أهل النوعين السابقين يلْحقهما ذمٌ جَمٌّ.
ثانياً: فَنُّ السَّرْد المَرْجعي، عِند العَزوِ _ لما في المتنِ _ في الحاشيةِ يَروقُ لبعضٍ أن يأتي بجرِّ عَزْوِ المَرْجِعِ، فيسرُدَ: الاسمَ، و المؤلفَ، و لقبَه، و مولدَه و وفاتَه، و المحقِّقَ، و الجزءَ، و الصفحةَ، و الناشرَ، و تاريخَ النشرِ، و رقمَ الطبعةِ، و بلدَ الناشرِ. يهونُ الأمرُ إن كان المرجعُ واحداً، لكن إن كان أكثرَ من مرجعٍ، و ليتَ الاقتصارَ على جرِّ العزوِ أولَ الأمرِ فحسب، بل عند كلِّ ذكرٍ للمرجعِ، على أن الاقتصارَ على: الاسم، و الجزءِ، و الصفحةِ، كافٍ، و لكنَّها آفةٌ أكاديميةٌ، الصبرُ عليها ضرورةٌ على ضررٍ.
هذا الفنُّ مُملٌّ لما فيهِ مِن طولٍ مَهولٍ، و ضخامةٍ مُسْئمةٍ.
ثالثاً: الفنُّ التسويقي، يَتخذُ البعضُ (التحشيةَ) محلاً تطبيقياً لفنِّ التسويقِ، فيُنَزِّلُ نظرياتِها ليُحْسِن الفنَّ، يذكرُ كثيرٌ كثيراً مِن: لنا، كتبنا، حققنا، لن تجده في غير كتابنا.
و من التسويقِ تهميشُ الغيرِ _ بأدبٍ في التسويق _ فيُسطِّرُ: لديه أخطاءٌ كُثُرٌ، صحَّفَ و حرَّفَ، له وهمٌ و خلْطٌ، ليس من أهل الفنِّ ... .
انتقلتُ مِن فنِّ (التحشيةِ) الأصيلةِ إلى صناعةِ (التحشية) الدخيلةِ دون إشارةٍ، أدْعى لِلَفْتِ القلبِ، و صرفِ النظرِ، و بين الفنِّ و الصناعةِ فرْقٌ يلمعُ كبرْقٍ.
منقول:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=2 1&catid=36&artid=9713
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 08:41]ـ
مقال رائع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 08:55]ـ
مافهمت شي!!!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 10:01]ـ
مقال رائع
رفع الله قدرك شيخ عبدالله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 10:02]ـ
مافهمت شي!!!
بارك الله فيك يا ابن رشد.
وهذا من العجائب إبن رشيد لايفهم ((إبتسامة))(/)
ما هو حد اللحية لغةً وشرعا؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 12:37]ـ
ما هو حد اللحية لغةً وشرعا؟؟
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 01:07]ـ
هذا أحد الأجوبة أخي زكرياء، والمسألة خلافية على ما أظن:
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=16277
السلام عليكم: أريد أن أعرف حد اللحية شرعاً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاللحية عند علماء اللغة والفقه هي شعر الخدين والذقن، قال ابن منظور في لسان العرب: "اللحية اسم يجمع من الشعر ما نبت على الخدين والذقن" وقال محمد السفاريني الحنبلي في شرح منظومة الآداب: "اللحى بالقصر جمع لحية بالكسر شعر الخدين والذقن.
والله أعلم.
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 02:20]ـ
أقول: الظاهر السائل يريد معرفة حدها طولاً لا معرفة معناها اللغوي فقط. فأرجو أن يكون هناك جواب
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 04:07]ـ
المسألة خلافية، هل يجوز الأخذ من اللحية، أم لا يجوز الأخذ منها، ويجب تركها على حالها؟
وما مقدار الأخذ منها ـ إن جاز ذلك ـ، هل هو مازاد عن مقدار قبضة اليد، أم يمكن تقصيرها عن ذلك؟
ـــــــــ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5605
ـــــــ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10304
ــــــــ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4456&highlight=%C7%E1%E1%CD%ED%C9
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:27]ـ
قال الشيخ الدبيان في كتابه أحكام الطهارة بعد أن ذكر تعريف اللحية:فتبين أن في اللحية عند أهل اللغة قولين:
الأول:قيل: اللحية مانبت من الشعر على الخدين والذقن.
الثاني: هي الشعر النازل على الذقن.
والأول عندي أصح؛ لأن اللحية إنما سميت لحية؛ لأنها والله أعلم تنبت على اللحى، واللحى: هوعظم الحنك
وهو الذي عليه الأسنان، وهو منبت اللحية من الإنسان وغيره.
ثم قال في خاتمت بحثه:
والراجح والله أعلم شمول اللحية للشعر النابت على الذقن وعلى الخدين، وأما من قال: إن اللحية هي
شعر الذقن خاصة، فلا يعني هذا والله أعلم أنهم أرادوا أن شعر الخد يجوز حلقه، وإنما أرادوا هل يدخل
في مسمى اللحية حقيقة، أو يدخل حكما،ولم أقف على أحد من السلف كان يحلق شعر خديه، بل لم أقف
على فقيه يرى جواز حلق شعر الخدين إلا ما نقلته عن ابن عرفة من المالكية.
ـ[طالب فائدة]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 01:40]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله في علمكم
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 11:06]ـ
سمعت فضيلة الشيخ خالد المصلح يفسر حديث الأمر بإعفاء اللحية وتوفيرها بأنه ما زاد على ما أمر به الحديث من جزِّ الشارب وإحفائه. فما زاد على الجز والإحفاء فهو توفير وإعفاء , هذا ما سمعته منه وفقه الله.(/)
دراسة في التصحيف والتحريف
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 09:09]ـ
التصحيف والتحريف من الأمور الطارئة الَّتِيْ تقع في الْحَدِيْث سنداً أو متناً عِنْدَ بعض الرُّوَاة، وَهُوَ من الأمور المؤدية إلى الاختلاف في الْحَدِيْث الذي هو رأس علم العلل. فيحصل لبعض الرُّوَاة أوهام تقع في السند أَوْ في الْمَتْن بتغيير النقط أو الشكل أو الحروف.
وهذا النوع من الخطأ يسمى عِنْدَ الْمُحَدِّثِيْنَ بـ (التصحيف والتحريف).
والتصحيف هُوَ: تغيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط (1).
والتحريف: هُوَ العدول بالشيء عن جهته، وحرَّف الكلام تحريفاً عدل بِهِ عن جهته، وَقَدْ يَكُوْن بالزيادة فِيْهِ، أو النقص مِنْهُ، وَقَدْ يَكُوْن بتبديل بعض كلماته، وَقَدْ يَكُوْن بجعله عَلَى غَيْر المراد مِنْهُ؛ فالتحريف أعم من التصحيف (2).
ولابد من الإشارة إلى أن المتقدمين كانوا يطلقون المصحف والمحرف جميعاً عَلَى شيء واحد، ولكن الحافظ ابن حجر جعلهما شيئين وخالف بينهما، فَقَدْ قَالَ: ((إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق فإن كَانَ ذَلِكَ بالنسبة إلى النقط فالمصحف، وإن كَانَ بالنسبة إلى الشكل فالمحرّف)) (3).
وعلى هَذَا فالتصحيف هُوَ الَّذِيْ يَكُوْن في النقط؛ أي في الحروف المتشابهة الَّتِيْ تختلف في قراءتها مثل: الباء والتاء والثاء، والجيم والحاء المهملة والخاء المعجمة، والدال المهملة والذال المعجمة، والراء والزاي.
ومعرفة هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث لَهُ أهمية كبيرة (4)؛ وذلك لما فِيْهِ من
تنقية الأحاديث النبوية مِمَّا شابها في بعض الألفاظ سواء كَانَ في متونها أم في رجال أسانيدها.
وعندما كثر التصحيف والتحريف بَيْنَ الناس شرع الحفاظ من أهل الْحَدِيْث بتصنيف كتب: (التصحيف والتحريف) وكتب (المؤتلف والمختلف) (5)، وهذا الفن فن جليل لما يحتاج إِلَيْهِ من الدقة والفهم واليقظة، وَلَمْ ينهض بِهِ إلا الحفاظ الحاذقون قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ)) (6).
والسبب في وقوع التصحيف والإكثار مِنْهُ إنما يحصل غالباً للآخذ من الصحف وبطون الكتب، دون تلق للحديث عن أستاذ من ذوي الاختصاص؛ لِذَلِكَ حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (7): ((لا تحملوا العلم عن صحفي، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي)) (8).
أقسام التصحيف
للتصحيف بحسب وجوده وتفرعه أقسام. ينقسم إِلَيْهَا وَهِيَ ستة أنواع:
القسم الأول: التصحيف في الإسناد:
مثاله: حَدِيْث شعبة، عن العوام بن مراجم (9)، عن أبي عثمان النهدي (10)، عن عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها…الْحَدِيْث)) (11).
وَقَدْ صحف فِيْهِ يحيى بن معين، فَقَالَ: ((ابن مزاحم)) – بالزاي والحاء – وصوابه: ((ابن مراجم)) – بالراء المهملة والجيم – (12).
ومنه ما رواه الإمام أحمد (13)، من طريق شعبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن عرفطة – قَالَ (14): وإنما هُوَ خالد بن علقمة – قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد خير يحدّث، عن عائشة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((أنه نهى عن: الدباء (15)، والحنتم (16)، والمزفت (17))).
وَقَدْ أخطأ الإمام شعبة بن الحجاج فصحف في هَذَا الاسم فَقَالَ: ((مالك بن عرفطة))، وصوابه: ((خالد بن علقمة)) كَمَا نبه عَلَى ذَلِكَ الإمام أحمد –كَمَا سبق– (18) وَقَدْ رَوَاهُ أبو عوانة، عن شعبة، فأخطأ فِيْهِ كذلك فِيْمَا أخرجه الْخَطِيْب في موضح أوهام الجمع والتفريق (19).
ثُمَّ رجع إلى الصواب فِيْمَا أخرجه عَنْهُ الْخَطِيْب في " تاريخ بغداد " (20) وَقَالَ: ((عن شعبة، عن خالد بن علقمة، عن عَبْد خير، بِهِ)).
القسم الثاني: التصحيف في الْمَتْن:
ومثاله حَدِيْث أنس مرفوعاً: ((ثُمَّ يخرج من النار من قَالَ: لا إله إلا الله، وَكَانَ في قلبه من الخير ما يزن ذرة)) (21).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((قَالَ فِيْهِ شعبة: ((ذُرَةً)) – بالضم والتخفيف – ونسب فِيْهِ إلى التصحيف)) (22)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثّل ابن الصَّلاَحِ لتصحيف الْمَتْن بمثال آخر فَقَالَ: ((وفي حَدِيْث أبي ذر: ((تعين الصانع))، قَالَ فِيْهِ هشام بن عروة – بالضاء المعجمة – وَهُوَ تصحيفٌ، والصواب ما رواه الزهري: ((الصانع)) – بالصاد المهملة – (23) ضد الأخرق (24))) (25).
القسم الثالث: تصحيف البصر:
وَهُوَ سوء القراءة بسبب تشابه الحروف والكلمات وهذا يحصل في الأعم لِمَنْ يأخذ من الصحف دون تلقٍ.
مثاله: ما رواه ابن لهيعة عن كتاب موسى بن عقبة إِلَيْهِ بإسناده عن زيد بن ثابت: ((أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد)) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((إنما هُوَ بالراء: ((احتجر في المسجد بخص أو حصير حجرة يصلي فِيْهَا)) (26) فصحّفه ابن لهيعة؛ لكونه أخذه من كتاب بغير سَمَاع)) (27).
وَقَالَ الإمام مُسْلِم: ((هَذِهِ رِوَايَة فاسدة من كُلّ جهة. فاحشٌ خطؤها في الْمَتْن والإسناد، وابن لهيعة المصحف في متنه، المغفل في إسناده)) (28).
وَقَدْ وصف السخاوي تصحيف البصر بأنه الأكثر (29).
القسم الرابع: تصحيف السمع:
ويحدث بسبب تشابه مخارج الكلمات في النطق فيختلط الأمر عَلَى السامع فيقع في التصحيف أَوْ التحريف.
نحو حَدِيْث لـ: ((عاصم الأحول))، رَوَاهُ بعضهم فَقَالَ: ((عن واصل الأحدب)) وَقَدْ ذَكَرَ الإمام الدَّارَقُطْنِيّ أنَّهُ من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((كأنه ذهب – والله أعلم – إلى أن ذَلِكَ مِمَّا لا يشتبه من حَيْثُ الكتابة، وإنما أخطأ فِيْهِ سمع من رَوَاهُ)) (30).
القسم الخامس: تصحيف اللفظ
ومثاله ما ورد عن الدَّارَقُطْنِيّ: أن أبا بكر الصولي (31) أملى في الجامع حَدِيْث أبي أيوب: ((من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال)) (32)، فَقَالَ فِيْهِ: ((شيئاً)) – بالشين والياء – (33).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((تصحيف اللفظ وَهُوَ الأكثر)) (34).
القسم السادس: تصحيف المعنى دون اللفظ:
مثاله: قَوْل مُحَمَّد بن المثنى (35): ((نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة)) (36) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((يريد ما روي: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة)) (37) فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة هاهنا حربة نصبت بَيْنَ يديه فصلى إليها)) (38).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 09:11]ـ
(1) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 39.
(2) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 39.
(3) نُزهة النظر: 127، وانظر: تدريب الرَّاوِي 2/ 195، وألفية السيوطي: 203، وتوضيح الأفكار 2/ 419 مع حاشية محيي الدين عَبْد الحميد.
وَقَالَ الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص ": 166: ((وسبق الحافظ ابن حجر في هَذَا التفريق الإمام العسكري في كتابه " شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف ")).
(4) ولأهمية هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث فَقَدْ صنف فِيْهِ العلماء عدة كَتَبَ مِنْهَا:
تصحيف العلماء: لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه).
التنبيه عَلَى حدوث التصحيف: لحمزة بن الحسن الأصفهاني (ت 360 ه)، وَهُوَ مطبوع.
التنبيهات عَلَى أغاليط الرُّوَاة: لأبي نعيم علي بن حمزة البصري (ت 375 ه).
شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف: لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري (ت 382 ه).
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ: لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري، وَهُوَ مطبوع.
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ: للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ (ت 385 ه).
إصلاح خطأ الْمُحَدِّثِيْنَ: لأبي سليمان حمد بن مُحَمَّد الخطابي (ت 388 ه).
الرد عَلَى حمزة في حدوث التصحيف: لإسحاق بن أحمد بن شبيب (ت 405 ه).
متفق التصحيف: لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت 456 ه).
تلخيص المتشابه في الرسم، وحماية ما أشكل مِنْهُ عن بوادر التصحيف والوهم: للخطيب البغدادي (ت 463 ه).
تالي التلخيص: لأبي بكر أحمد بن علي الْخَطِيْب (ت 463 ه).
مشارق الأنوار عَلَى صَحِيْح الآثار: لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 ه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يؤمن فِيْهِ التصحيف من رجال الأندلس: لأبي الوليد يوسف بن عَبْد العزيز المعروف بابن الدباغ (ت 546 ه).
مطالع الأنوار: لأبي إسحاق إِبْرَاهِيْم بن يوسف بن إِبْرَاهِيْم المعروف بابن قرقول (ت 569 ه).
التصحيف والتحريف: لأبي الفتح عثمان بن عيسى الموصلي (ت 600 ه).
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف: لخليل بن أيبك الصفدي (ت 764 ه).
تحبير الموشين فِيْمَا يقال لَهُ بالسين والشين: للفيروزآبادي (ت 817 ه).
التطريف في التصحيف لأبي الفضل السيوطي (ت 911 ه).
التنبيه عَلَى غلط الجاهل والتنبيه: لابن كمال باشا (ت 940 ه).
وَقَدْ ساق هَذِهِ الكتب ورتبها الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص ": 174 - 178.
(5) الْمُؤْتَلِف لغة: اسم فاعل من الائتلاف بمعنى الاجتماع والتلاقي، وَهُوَ ضد النفرة، قَالَ ابن فارس: الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل عَلَى انضمام الشيء إلى الشيء، والأشياء الكثيرة أَيْضاً. مقاييس اللغة 1/ 131 (ألف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة:224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمختلف لغة: اسم فاعل من الاختلاف، وَهُوَ ضد الاتفاق، يقال: تخالف الأمران، واختلفا إذا لَمْ يتفقا. وكل ما لَمْ يتساوَ فَقَدْ تخالف واختلف. لسان العرب 9/ 91 (خلف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة: 224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمؤتلف والمختلف في اصطلاح الْمُحَدِّثِيْنَ: هُوَ ما يتفق في الخط دون اللفظ. فتح المغيث 3/ 213.
وَهُوَ فن مهم للغاية، وفيه عدة مؤلفات سردها الدكتور موفق في كتابه " توثيق النصوص ": 183 - 194 فبلغ بِهَا ستين.
(6) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 252، وطبعتنا: 448.
(7) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة (167ه)، وَقِيْلَ: (163 ه)، وَقِيْلَ: (164ه).
سير أعلام النبلاء 8/ 32، والكاشف 1/ 440 (1926)، والتقريب (2358).
(8) الجرح والتعديل 2/ 31، وتصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 71، وشرح ما يقع فِيْهِ التصحيف: 13، والتمهيد 1/ 46، وفتح المغيث 2/ 232.
(9) انظر: الإكمال 7/ 186.
(10) بفتح النون وسكون الهاء. التقريب (4017).
(11) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 3/ 64 - 65 س287، وفي المؤتلف والمختلف 3/ 2078 - 2079.
(12) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 252، وطبعتنا: 448.
(13) في مسنده 6/ 244، وكذلك أخرجه الطيالسي (1538)، وإسحاق بن راهويه (1229) و (1249).
(14) القائل هُوَ: عبد الله بن الإمام أحمد راوي المسند عن أبيه.
(15) الدباء: القرع، واحدها دُباءة، كانوا ينتبذون فِيْهَا فتسرع الشدة في الشراب، وتحريم الانتباذ في هَذِهِ الظروف كَانَ في صدر الإِسْلاَم ثُمَّ نسخ، وَهُوَ المذهب، وذهب الإمام مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. النهاية 2/ 96.
(16) الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فِيْهَا إلى الْمَدِيْنَة، ثُمَّ اتسع فِيْهَا فقيل للخزف كله حنتم، واحدها حنتمة؛ وإنما نهي عن الانتباذ فِيْهَا لأنها تسرع الشدة فِيْهَا لأجل دهنها. وَقِيْلَ: لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر فنهي عَنْهَا من عملها.والأول أوجه.النهاية 1/ 448.
(17) المزفت: هُوَ الإناء الَّذِيْ طلي بالزفت، وَهُوَ نوع من القار ثُمَّ انتبذ فِيْهِ. النهاية 2/ 304.
(18) وكذا نبه عَلَى هَذَا الوهم في " علله " برواية ابنه 2/ 33 - 34.
(19) 2/ 61.
(20) تاريخ بغداد 7/ 400.
(21) أخرجه أحمد 3/ 116 و173 و276، وعبد بن حميد (1173)، والبخاري 1/ 17 (44) و 9/ 149 (7410)، ومسلم 1/ 125 (193) (325)، وابن ماجه (4312)، والترمذي (2593).
(22) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 253، وفي طبعتنا: 450.
(23) قَالَ الحافظ العراقي في شرح التبصرة:2/ 296، وطبعتنا 2/ 423: ((وكقول هشام بن عروة في حَدِيْث أبي ذر: ((تعين ضايعاً)) بالضاد المعجمة، والياء آخر الحروف، والصواب بالمهملة والنون))، ومثله في تدريب الرَّاوِي 2/ 114.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا جزء من حَدِيْث أخرجه البخاري 3/ 188 (2518)، ومسلم 1/ 62 (84) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مُراوح، عن أبي ذر، قَالَ: قلت: يا رَسُوْل الله … وفيهما: ((تعين صانعاً))، وعند مُسْلِم أَيْضاً بلفظ: ((فتعين الصانع))، هكذا في الأصول المطبوعة لـ " الصحيحين ": ((صانعاً) – بالصاد المهملة والنون – ومثل ذَلِكَ في مسند الحميدي (131)، ومسند الإمام أحمد 5/ 150 و5/ 171، وفي فتح الباري 5/ 148: ((ضائعاً))، وفي عمدة القارئ 13/ 79: ((ضايعاً)). وانظر تفصيل ذَلِكَ في شرح مُسْلِم للنووي 1/ 271، وفتح الباري 5/ 149، وعمدة القاري 13/ 80.
(24) الأخرق: هُوَ الَّذِيْ ليس بصانع ولا يحسن العمل، يقال: رجل أخرق: لا صنعة لَهُ، والجمع خرق – بضم ثُمَّ سكون – وامرأة خرقاء، كذلك. انظر: فتح الباري 5/ 149.
(25) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 254، وفي طبعتنا: 45.
(26) أخرجه البخاري 8/ 34 (6113)، ومسلم 2/ 188 (781)، وفي التمييز (57)، وأخرجه البخاري أَيْضاً 1/ 186 (731) و 9/ 117 (7290)، ومسلم 2/ 188 (781) بلفظ: ((اتخذ حجرة)).
(27) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 449.
(28) التمييز: 140.
(29) فتح المغيث 3/ 71.
(30) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 256، وفي طبعتنا: 453.
(31) هُوَ محمد بن يحيى بن عَبْد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر المعروف بالصولي، كَانَ أحد العلماء بفنون الآداب، حسن الْمَعْرِفَة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة .. انظر: تاريخ بغداد 3/ 427، ومعجم الأدباء 19/ 109، والسير 15/ 301.
والصولي: بضم الصاد المهملة، وفي آخرها اللام، هَذِهِ النسبة إلى صول، وهم اسم لبعض أجداده. الأنساب 3/ 572.
(32) حَدِيْث أبي أيوب: أخرجه الطيالسي (594)، وعبد الرزاق (7918)، والحميدي (381) و (382)، وابن أبي شيبة (9723)، وأحمد 5/ 417 و419، وعبد بن حميد (228)، والدارمي (1761)، ومسلم 3/ 169 (1164)، وأبو داود (2433)، وابن ماجه (1716)، والترمذي (759)، والطحاوي في شرح المشكل (2337) و (2338)، وابن حبان (3634)، والبيهقي 4/ 392، والبغوي (1780).
(33) تاريخ بغداد 3/ 431، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 255، وفي طبعتنا: 452.
(34) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 256، وفي طبعتنا: 453.
(35) هُوَ مُحَمَّد بن المثنى بن عبيد العنَزي –بفتح النون والزاي– أبو موسى البصري المعروف بالزمن: ثقة ثبت توفي (252ه). تهذيب الكمال 5/ 493 (6170)، والكاشف 2/ 214 (5134)، والتقريب (6264).
(36) بفتح العين المهملة والنون. انظر: الأنساب 4/ 221، وتاج العروس 15/ 248.
(37) هَذِهِ إشارة إلى حَدِيْث ورد عن جَمَاعَة من الصَّحَابَة. انظر مثلاً: مسند الإمام أحمد 4/ 308، وصحيح البخاري 2/ 25 (973)، وصحيح مُسْلِم 2/ 55 (501) (246)، وابن ماجه (1304).
(38) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 254 - 255، وفي طبعتنا: 451، وانظر في معنى العنزة: الصحاح 3/ 887، وتاج العروس 15/ 247.
ـ[أمل*]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:36]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم، الشرح واضح وسهل، جعله الله في ميزان حسناتكم
ولكم هل التصحيف لايزال موجودا؟ بمعنى هل المسألة اجتهادية بحيث ممكن أن يرى أحد في حديث ما كلمة شاذة لاتناسب سياق الحديث فيصححها بما ظهر له، أم أن الأمر انتهى وكل الأحاديث الموجودة الان ليس فيها تصحيف ولاتحريف؟
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 09:14]ـ
جزاكم الله خيراً
التصحيف والتحريف ما زال موجوداً؛ بل إن الكتب المحققة في الوقت الحالي فيها شيءٌ كثير من ذلك بسبب العجلة وقلة المعرفة لكثير ممن انتسب إلى هذه الصناعة (علم التحقيق) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 06:24]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا الحارث، واحسن الله لك
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 10:16]ـ
جزاك الله خيراً وبورك فيك فضيلة الدكتور ماهر.
ولعلي أذكر في هذا الصدد من طريف التصحيف الذي وقع للحافظ عبد الحق الإشبيلي في كتابه (الأحكام الوسطى)، عندما روى حديث (يمسح المتيمم هكذا، فبدأ من مقدم رأسه إلى آخره)، وقال ابن القطان في نقده: وهذا من أوهامه أو أخطائه حيث نصحف عليه اليتيم بالمتيمم، وهل سمع أن الرأس يمسح في التيمم؟
وذكر أن الأمر لم يحمل على أنه من أخطاء النُّساخ لأن كتاب عبد الحق مرتب على الأبواب، والحديث ورد ذكره في باب التيمم!!! فجل من لا يخطيء.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 02:39]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً، ونفع الله بكم وستر عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 05:42]ـ
جزاكم الله خيراً
التصحيف والتحريف ما زال موجوداً؛ بل إن الكتب المحققة في الوقت الحالي فيها شيءٌ كثير من ذلك بسبب العجلة وقلة المعرفة لكثير ممن انتسب إلى هذه الصناعة (علم التحقيق) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لقد وقفت على شيء من ذلك قبل أكثر من عشر سنين، فهالتني الجرأة على تحريف كتب العلم، وذلك في نسخة النكت على ابن الصلاح المحققة
حيث ورد في المتن قول ابن حجر: وفي سؤالات السهمي للدارقطني قوله سألت الدارقطني عن كذا ......... إلى آخر النص، وهو بقدر خمسة أو ستة أسطر.
ثم وضع المحقق رقما عند كلمة (السهمي) وكتب في الحاشية: في الأصل (السلمي) والصحيح ما أثبتناه لأن المعروف سؤالات السهمي وليس السلمي.
وفي ختام النص وضع رقما آخر ثم قال: لم أجد هذا في سؤالات السهمي
عندها ارتبت بالأمر فبحثت عن سؤالات السلمي فوجدتها رسالة أو أطروحة في جامعة العراق بتحقيق د. خليل حمادة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
فسألته وإذا بالنص في سؤالات السلمي كما هو في النكت.
فالمحقق هنا كما ذكرتم قد تعجل وحرف المتن بناء على أنه لا يوجد للدارقطني سؤالات للسلمي، لأنه لايعرفها.
وذلك قبل صدور الطبعات الجديدة من سؤالات السلمي بتحقيق الشيخ الحميد وغيره.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 08:48]ـ
جزاك الله خيراً.
وسترى الكتاب قريباً - إن شاء الله تعالى - بتحقيق جديد من غير تصحيف ولا تحريف، عن دار الميمان.
ولعلك تبلغ سلامنا لمحقق سؤالات السلمي.
والسلام عليكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 07:15]ـ
بارك الله فيك يا د: ماهر
(التنبيه عَلَى غلط الجاهل والتنبيه: لابن كمال باشا (ت 940 ه*).)
"التنبيه": صوابه: النَّبيه
وهو "تحريف طباعة"
ملاحظة عامة:
وجدتكم وفقكم الله تتكلّفون ضبط ما لا يُشكل، وترغبون عن ضبط ما يُشكل
مثال
(لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه*).)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 08:05]ـ
أعني: "التنبيه" (الثانية)، صوابها: "النَّبيه". وهذا واضح جليّ، ولكن لا بأس من زيادة التوضيح ...
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 11:26]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاكم الله تعالى كل خير
القسم السادس: تصحيف المعنى دون اللفظ:
مثاله: قَوْل مُحَمَّد بن المثنى (35): ((نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة)) (36) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((يريد ما روي: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة)) (37) فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة هاهنا حربة نصبت بَيْنَ يديه فصلى إليها)) (38).
كنت أرى أن محمد بن المثنى إنما قال ذلك على سبيل الدعابة!؟
والله أعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 11:30]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
جزاكم الله خيراً
التصحيف والتحريف ما زال موجوداً؛ بل إن الكتب المحققة في الوقت الحالي فيها شيءٌ كثير من ذلك بسبب العجلة وقلة المعرفة لكثير ممن انتسب إلى هذه الصناعة (علم التحقيق) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
1 - قلة المعرفة بالرجال
2 - قلة المعرفة بالحديث
3 - عدم معرفة الخط (وهذا عام، فإن أكثر الناس لا يعرفون أصول الخط)
4 - التكاسل في قراءة الأصل
5 - ............................
.............................
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 02:48]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 05:36]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ماهر.
= = = = = = = = = =
ملاحظة: ما بال بعض الكرام يتكلفون زيادة التوضيح.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 05:47]ـ
ذكر الحاكم في "المعرفة" له أمثلة للتصحيف والتحريف مادَتْ بتصورات قومٍ وعقائدهم، أمثلة:
1 - "لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس"، والصواب جرس [1].
2 - "اذهبوا عنّا (!!) "، صوابه: ادّهنوا غبّاً [2]
3 - .....
= = = = = = = = =
[1] المعرفة، ص 146.
[2] المعرفة، ص 147.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:26]ـ
ملاحظة: ما بال بعض الكرام يتكلفون زيادة التوضيح.
مداعبة مقبولة (ابتسامة) ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 01:05]ـ
مداعبة مقبولة (ابتسامة) ..
رفع المولى قدرك وبارك في علمك
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 04:25]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 04:28]ـ
وإياك أيها الشيخ الفاضل،
وإني لأغبطك على هذه الأخلاق العالية، والتواضع الجمّ، رفع الله قدرك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 09:31]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ذكر الحاكم في "المعرفة" له أمثلة للتصحيف والتحريف مادَتْ بتصورات قومٍ وعقائدهم، أمثلة:
1 - "لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس"، والصواب جرس [1].
2 - "اذهبوا عنّا (!!) "، صوابه: ادّهنوا غبّاً [2]
3 - .....
= = = = = = = = =
[1] المعرفة، ص 146.
[2] المعرفة، ص 147.
ومن الأمثلة أيضا المثال الذي ختم به الحاكم هذا الباب من معرفة علوم الحديث (معرفة التصحيفات في المتون)
{
قال: سمعت أبا منصور بن أبي محمد الفقيه، يقول: كنت بِعَدَنَ اليمن يوما، وأعرابيٌّ يذاكرنا، فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نصب بين يديه شاةً " فأنكرت ذلك عليه فجاء بجزء فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نصب بين يديه عَنَزة،
فقال: "أبصر! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نصب بين يديه عَنزة (قلت: أي بسكون النون)، فقلت أخطأتَ، إنما هو عَنَزَة، أي عصا
}
فأدى التصحيف - ولم يعدُ الفرق بين فتحة وسكون - إلى إفساد المعنى، وتحويله عن الصواب
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 01:00]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن للتصحيف والتحريف أخا يقال له السقط، وقد يؤدي السقط بمقدار كلمة إلى تحريف المعنى، إلى ضده، وقد يؤدي إلى قيام (المحقق) - إن جاز التعبير - بتصحيف النص، في محاولة لتصحيح الخطأ الناتج عن ذلك السقط،
وسأورد إن شاء الله تعالى مثالا مما وقفت عليه، ليتبين مرادي من هذا الكلام،
فإن رأيتم أن تنظروا في علاقة السقط بالتحريف والتصحيف، فافعلوا يرحمكم الله،
وليتك، أبا الحارث - تضع هذه الدراسة القيمة - على هيئة ملف نصي
وجزاكم الله خيرا
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 06:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 07:13]ـ
جزاك الله خيرا
شكرا(/)
من يبلغ عني الشيخ عائض القرني؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 02:12]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:ـ
الشيخ عائض القرني أحد المجددين ـ من وجهة نظري ـ ألبس الأدب حلة الدين.، أخذه من عزلته فكساه ثوبا قشيبا وأجلسه بين أهل الحديث والتفسير.فشكر الله له.
الشيخ عائض القرني ممن يقول فينصت له الدهر ويعي قوله ثم يردد، ويتجاوب الجميع فرحا أو حقدا.
الشيخ عائض القرني ممني فعل وترك غيره يتكلم.
الشيخ عائض القرني حبيب تربعت محبته في قلبي، ولا زلت أسمع له أطلب الفائدة. وتسر عيني برؤيته، مع أنى لا أذهب لمحاضراته إلا حين يكلُّ ذهني من شيخ الإسلام ومسائل الاستحلال والإيمان. وأقول علَّ له خبيئة صالحة قذفت بمحبته في قلوب من لا يهتمون بفنِّه.
الشيخ عائض القرني ألقى للزمان (لا تحزن).
من قريب حصلت على دروس (قصة الرسالة) للشيخ عائض القرني ـ حفظه الله ـ وأنا أسمع درس الحديبية هالني الأمر .. أفزعني، فقلت ربما استضافوه بدون علم سابق وقالوا له حدثنا عن الحديبية فأتى كلامه بلا تحضير ولا ترتيب منقوص ومغلوط في أشياء كثيرة ... كما بدى لي.
ـ ذكر الشيخ ـ حفظه الله ـ أن عدد المسلمين في يوم الحديبية كان عشرة آلاف مقاتل، وكرر ذلك عدة مرات، ولم يقل بهذا أحد قبله، من أهل الحديث أو أهل التفسير، بل اتفقوا على أنهم ألف وأربعة مئة،والمزيد منهم جعلهم ألف وسبعمائة، وهم أهل خيبر، ولم يجتمع للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشرة آلاف قبل يوم الفتح، وكانوا من القبائل المجاورة.
ـ ذكر الشيخ أن سلمة بن الأكوع بايع ثلاثا، وهو قد بايع مرتين فقط.
ـ خلط الشيخ بين الرجل الذي لم يبايع واستتر بالجمل الأحمر، وبين صاحب الجمل الأحمر الذي ذكر قصته جابر بن عبد الله، وهذا غير ذاك.
ولم ينزل في هذا ولا ذاك قول الله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم .. الآيات) بل نزلت ـ بإجماع أهل التفسير ـ القرطبي والطبري وابن كثير هذا ما اطلعت عليه وهو يكفي ـ في عبد الله بن أبي بن سلول. . . فيما بدر منه وهم رجوع يوم بني المصطلق.
ـ ذكر الشيخ أن قصة نوم الجيش عن صلاة الصبح وفيه النبي حتى طلعت الشمس كانت يوم الحديبية، وهي كانت يوم اليرموك.
هالني أن يكون الشيخ محدث وراوية مطلع ومتخصص في الحديث ثم يخلط هكذا. فمن يبلغه عني؟!
ـ[كارم محمود]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:19]ـ
جزاك الله خيرا. أرسل ملاحظاتك على ايميل موقع الشيخ.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:57]ـ
أسلوب جميل في النصح , أتمنى ان تصل إلى الشيخ.
بارك الله فيك.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:44]ـ
ينصت له الدهر ويعي ما يقول ثم يردده!!!!!!!!!!!
هل هذا تعبيرٌ سليم
وقد ورد في الحديث ((أن الله هو الدهر))؟
أنا أسأل فقط فتنبهوا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:58]ـ
للرفع ,,,,
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 08:38]ـ
ـ ذكر الشيخ أن قصة نوم الجيش عن صلاة الصبح وفيه النبي حتى طلعت الشمس كانت يوم الحديبية، وهي كانت يوم اليرموك.
لعلك - أخي الفاضل تعني تبوك و ليس اليرموك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 09:43]ـ
صح تبوك. شكر الله لك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 10:01]ـ
ينصت له الدهر ويعي ما يقول ثم يردده!!!!!!!!!!!
هل هذا تعبيرٌ سليم
وقد ورد في الحديث ((أن الله هو الدهر))؟
أنا أسأل فقط فتنبهوا
حيا الله الشيخ الخليفي.
وجزى الله خيرا الأخ القصاص على بيانه.
ولكن الأخ الخليفي مصيب فيما سأل فيه.
وما زال المشايخ ينبهون الكتّاب على قضية ضبط الأسلوب الأدبي في المسائل الدينية، والمخاطبات الاجتماعية، لأنه كم وكم من كاتب جاوز الحد في ألفاظه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:01]ـ
حيا الله الشيخ الخليفي.
وجزى الله خيرا الأخ القصاص على بيانه.
ولكن الأخ الخليفي مصيب فيما سأل فيه.
وما زال المشايخ ينبهون الكتّاب على قضية ضبط الأسلوب الأدبي في المسائل الدينية، والمخاطبات الاجتماعية، لأنه كم وكم من كاتب جاوز الحد في ألفاظه.
وجزاكم الله خيرا.
حقيقة وجدت في كلامك نوع من الاضطراب في حق الشيخ عبدالله الخليفي.
اولا: قلت شيخ ومن ثم قلت ومن ثم قلت مشايخ.
إبتسامة.
وبالنسبة للاخ محمد جلال قد بالغ في كلامه فلعله يراجع ماكتبه.
ودمتم سالمين
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:00]ـ
كتبت المقدمة على عجالة، فأتى فيها شيء من المبالغة، أعتذر عنه، فالمقصد هو المعنى، والأدب يشط بصاحبة أحيانا. ولذا أحرص دائما على حبس كل ما كتب فترة من الزمن أنظر إليه من حين لحين حتى ارضى عنه، وتطمئن له نفسي، كل ذلك أخشى الجنوح بسبب مراعاة الأسلوب والغفلة عن المضمون. وهو يحدث بلا قصد.
عفوا أكمل: واستمعتُ إلى درس (غزوة بدر)
وفيه ذكر الشيخ ـ حفظه الله ـ كلام الأخنس بن شريق ومشورته على قريش بالرجوع عن قتال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته، ذكر ذلك في مكة، ومعلوم أن قريش لم تتشاور في الخروج، وإنما هبت وثارت، وتشاورت في أمر كنانة: ما بالها إن خرجت وتركت النساء والصبيان في مكة بلا رجال، فكان الشيطان في شخص سيد من سادات كنانة يقول لهم (إني جار لكم).
ومشورة الأخنس كانت في الطريق حين علم بنجاة القافلة، وله حديث يروى مع أبي جهل عن صدق الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجع ببني زهرة من الطريق. وكان سيدا مطاعا فيهم.
فائدة خارج الموضوع:
الأخنس بن شريق هذا .. طلع عيني مرة .. وأنا أبحث عن ترجمة له .. كنت أظنه قرشي كونه سيدا مطاعا في بني زهرة ـ أخوال النبي ـ وإذ به حليف يسكن ديارهم قد ساد فيهم.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:40]ـ
حقيقة وجدت في كلامك نوع من الاضطراب في حق الشيخ عبدالله الخليفي.
اولا: قلت شيخ ومن ثم قلت ومن ثم قلت مشايخ.
إبتسامة.
حياكم الله أخي الحبيب ابن رجب.
بينهما عموم وخصوص مطلق:) فكل شيخ أخ، وليس كل أخ شيخا.
ودمتم سالمين.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 06:25]ـ
ينصت له الدهر ويعي ما يقول ثم يردده!!!!!!!!!!!
هل هذا تعبيرٌ سليم
وقد ورد في الحديث ((أن الله هو الدهر))؟
أنا أسأل فقط فتنبهوا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدهر ليس اسم من أسماء الله
ــــــــــــــــــــــــ
2626 - قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4826
--------------------------------------------------------------------------------
6512 - قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7491
--------------------------------------------------------------------------------
1730 - قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم. يسب الدهر. وأنا الدهر. أقلب الليل والنهار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2246
--------------------------------------------------------------------------------
156319 - يقول الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]- المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5274
--------------------------------------------------------------------------------
53473 - يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 18/ 154
--------------------------------------------------------------------------------
111913 - يقول الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5274
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
بعد أن قال الله (أنا الدهر) قال: (بيدي الأمر أقلب الليل والنهار). أي ان الله هو المتصرف في الدهر وليس هو من أسم الله تبارك وتعالى.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 07:47]ـ
بارك الله فيكم أستاذ محمد
ووفق الإخوة جميعاً لسلوك مسلك الأدب في نصيحة إخوانهم
فنحن بحاجة إلى كثير من الأدب وترويض النفس على الرفق بإخواننا المسلمين، وإن كانت المخالفات
متفاوتة، والأشخاص كذلك متفاوتون في تقبُّلهم للحق أو ردهم له
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 12:38]ـ
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ} فَهَلْ هَذَا مُوَافِقٌ لِمَا يَقُولُهُ الِاتِّحَادِيَّةُ: بَيِّنُوا لَنَا ذَلِكَ؟.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. قَوْلُهُ {لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ}: مَرْوِيٌّ بِأَلْفَاظِ أُخَرَ كَقَوْلِهِ: {يَقُولُ اللَّهُ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} وَفِي لَفْظٍ: {لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} وَفِي لَفْظٍ: {يَقُولُ ابْنُ آدَمَ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ وَأَنَا الدَّهْرُ}. فَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ {
(يُتْبَعُ)
(/)
بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ الزَّمَانُ فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالزَّمَانُ هُوَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ؛ فَدَلَّ نَفْسُ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ هُوَ يُقَلِّبُ الزَّمَانَ وَيُصَرِّفُهُ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}. وَإِزْجَاءُ السَّحَابِ سَوْقُهُ. وَالْوَدْقُ الْمَطَرُ. فَقَدْ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ لِلْمَطَرِ وَإِنْزَالَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَإِنَّهُ سَبَبُ الْحَيَاةِ فِي الْأَرْضِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ثُمَّ قَالَ: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} إذْ تَقْلِيبُهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ: تَحْوِيلُ أَحْوَالِ الْعَالَمِ بِإِنْزَالِ الْمَطَرِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ خَلْقِ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ وَالْمَعْدِنِ وَذَلِكَ سَبَبُ تَحْوِيلِ النَّاسِ مِنْ حَالٍ إلَى حَالٍ الْمُتَضَمِّنُ رَفْعَ قَوْمٍ وَخَفْضَ آخَرِينَ. وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِخَلْقِهِ الزَّمَانَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ كَقَوْلِهِ: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} وَقَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} وَقَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}. وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي تُبَيِّنُ أَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَانِ. وَلَا يَتَوَهَّمُ عَاقِلٌ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الزَّمَانُ؛ فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ. وَالْحَرَكَةُ مِقْدَارُهَا مِنْ بَابِ الْأَعْرَاضِ وَالصِّفَاتِ الْقَائِمَةِ بِغَيْرِهَا: كَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ وَالسَّوَادِ وَالْبَيَاضِ. وَلَا يَقُولُ عَاقِلٌ إنَّ خَالِقَ الْعَالَمِ هُوَ مِنْ بَابِ الْأَعْرَاضِ وَالصِّفَاتِ الْمُفْتَقِرَةِ إلَى الْجَوَاهِرِ وَالْأَعْيَانِ فَإِنَّ الْأَعْرَاضَ لَا تَقُومُ بِنَفْسِهَا بَلْ هِيَ مُفْتَقِرَةٌ إلَى مَحَلٍّ تَقُومُ بِهِ وَالْمُفْتَقِرُ إلَى مَا يُغَايِرُهُ لَا يُوجَدُ بِنَفْسِهِ بَلْ بِذَلِكَ الْغَيْرِ فَهُوَ مُحْتَاجٌ إلَى مَا بِهِ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِهِ فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ الْخَالِقُ؟. ثُمَّ أَنْ يَسْتَغْنِيَ بِنَفْسِهِ وَأَنْ يَحْتَاجَ إلَيْهِ مَا سِوَاهُ وَهَذِهِ صِفَةُ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ فَكَيْفَ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ مِنْ النَّوْعِ الْأَوَّلِ. وَأَهْلُ الْإِلْحَادِ - الْقَائِلُونَ بِالْوَحْدَةِ أَوْ الْحُلُولِ أَوْ الِاتِّحَادِ - لَا يَقُولُونَ إنَّهُ هُوَ الزَّمَانُ وَلَا إنَّهُ مِنْ جِنْسِ الْأَعْرَاضِ وَالصِّفَاتِ؛ بَلْ يَقُولُونَ هُوَ مَجْمُوعُ الْعَالَمِ أَوْ حَالٌ فِي مَجْمُوعِ الْعَالَمِ. فَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ شُبْهَةٌ لَهُمْ لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ بَيَّنَ فِيهِ أَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - مُقَلِّبُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَكَيْفَ وَفِي نَفْسِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ بِيَدِهِ الْأَمْرُ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. إذَا تَبَيَّنَ هَذَا: فَلِلنَّاسِ فِي الْحَدِيثِ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ لِأَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ. أَحَدُهُمَا: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ وَأَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ خَرَجَ الْكَلَامُ فِيهِ لِرَدِّ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَشْبَهَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ إذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ أَوْ مَنَعُوا أَغْرَاضَهُمْ أَخَذُوا يَسُبُّونَ الدَّهْرَ وَالزَّمَانَ يَقُولُ أَحَدُهُمْ قَبَّحَ اللَّهُ الدَّهْرَ الَّذِي شَتَّتَ شَمْلَنَا وَلَعَنَ اللَّهُ الزَّمَانَ الَّذِي جَرَى فِيهِ كَذَا وَكَذَا. وَكَثِيرًا مَا جَرَى مِنْ كَلَامِ الشُّعَرَاءِ وَأَمْثَالِهِمْ نَحْوُ هَذَا كَقَوْلِهِمْ: يَا دَهْرُ فَعَلْت كَذَا. وَهُمْ يَقْصِدُونَ سَبَّ مَنْ فَعَلَ تِلْكَ الْأُمُورِ وَيُضِيفُونَهَا إلَى الدَّهْرِ فَيَقَعُ السَّبُّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي فَعَلَ تِلْكَ الْأُمُورَ وَأَحْدَثَهَا وَالدَّهْرُ مَخْلُوقٌ لَهُ هُوَ الَّذِي يُقَلِّبُهُ وَيُصَرِّفُهُ. وَالتَّقْدِيرُ: أَنَّ ابْنَ آدَمَ يَسُبُّ مَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْأُمُورَ وَأَنَا فَعَلْتهَا؛ فَإِذَا سَبَّ الدَّهْرَ فَمَقْصُودُهُ سَبُّ الْفَاعِلِ وَإِنْ أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الدَّهْرِ فَالدَّهْرُ لَا فِعْلَ لَهُ؛ وَإِنَّمَا الْفَاعِلُ هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ. وَهَذَا كَرَجُلِ قَضَى عَلَيْهِ قَاضٍ بِحَقِّ أَوْ أَفْتَاهُ مُفْتٍ بِحَقِّ فَجَعَلَ يَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَضَى بِهَذَا أَوْ أَفْتَى بِهَذَا وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ قَضَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُتْيَاهُ فَيَقَعُ السَّبُّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ السَّابُّ - لِجَهْلِهِ - أَضَافَ الْأَمْرَ إلَى الْمُبَلِّغِ فِي الْحَقِيقَةِ وَالْمُبَلَّغُ لَهُ فِعْلٌ مِنْ التَّبْلِيغِ بِخِلَافِ الزَّمَانِ فَإِنَّ اللَّهَ يُقَلِّبُهُ وَيُصَرِّفُهُ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَوْلُ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَطَائِفَةٍ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالصُّوفِيَّةِ: إنَّ الدَّهْرَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْنَاهُ الْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ. وَرَوَوْا فِي بَعْضِ الْأَدْعِيَةِ: يَا دَهْرُ يَا ديهور يَا ديهار وَهَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الْأَوَّلُ لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ وَهُوَ الْآخِرُ لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ؛ فَهَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ إنَّمَا النِّزَاعُ فِي كَوْنِهِ يُسَمَّى دَهْرًا بِكُلِّ حَالٍ. فَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ - وَهُوَ مِمَّا عُلِمَ بِالْعَقْلِ الصَّرِيحِ - أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَيْسَ هُوَ الدَّهْرَ الَّذِي هُوَ الزَّمَانُ أَوْ مَا يَجْرِي مَجْرَى الزَّمَانِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الزَّمَانَ الَّذِي هُوَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. وَكَذَلِكَ مَا يَجْرِي مَجْرَى ذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}. قَالُوا عَلَى مِقْدَارِ الْبُكْرَةِ وَالْعَشِيِّ فِي الدُّنْيَا؛ وَ [فِي] الْآخِرَةِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ الْمَزِيدِ وَالْجَنَّةُ لَيْسَ فِيهَا شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ؛ وَلَكِنْ تُعْرَفُ الْأَوْقَاتُ بِأَنْوَارِ أُخَرَ قَدْ رُوِيَ أَنَّهَا تَظْهَرُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَالزَّمَانُ هُنَالِكَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ الَّتِي بِهَا تَظْهَرُ تِلْكَ الْأَنْوَارُ.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 10:51]ـ
سأكمل:
تذكرت شيء، في غزوة الحديبية، ذكر الشيخ أن أبا بصير ذهب إلى (مرّ الظهران) وأقام هناك.
وهو قد ذهب شمال المدينة عند (العيص) في أرض قضاعة (جهينة تحديدا). وهي اليوم بجوار ينبع النخل (50كم شمال شرق).
ومرّ الظهران وادي يبدأ من (بطن نخلة) ـ شمال شرق مكة وفيه كان صنم العزى وكان سدنه من سليم إذ كانت ارضهم يومئذ قبل أن يرحلوا إلى مصر ويأتي الحروب ـ ويصب في البحر الأحمر جنوب جدة. وهو واحد من ثلاث وديان كبار في تهامة.
هذا ما أذكره مما قرأته في جغرافيا الجزيزرة العربية.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:43]ـ
واستمعت لغزوة تبوك:
وفيها ذكر الشيخ ـ حفظه الله ـ، وهو متخصص في الحديث، قصة الرجل الذي أخذ سيف النبي ـ صلى الله عليه وسلم وهو نائم، ووقف على رأسه ينادي: من يمنعك مني ... القصة.
ذكرها في غزوة تبوك، وهي كانت في غزوة لنجد وليست الشام .. والحديث متفق عليه.
.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:28]ـ
ـ ذكر الشيخ أن قصة نوم الجيش عن صلاة الصبح وفيه النبي حتى طلعت الشمس كانت يوم الحديبية، وهي كانت يوم اليرموك [تبوك = صُحِّح].
هالني أن يكون الشيخ محدث وراوية مطلع ومتخصص في الحديث ثم يخلط هكذا. فمن يبلغه عني؟!
الأخ الفاضل محمد جلال القَصَّاص، سلام عليك، وبعد: ما ذكره (والعهدة عليك) فضيلة الشيخ عائض القرني، له وجه صحيح، أنظر: سنن أبي داود، ح رقم (447)، بل إن القول بأنها (يوم تبوك) قد قال فيه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله بأنه (لا يصح).
والمسألة محل كلام ...
ولعلك لا تعيد مستقبلا قولك: ( ... وهو متخصص في الحديث) ... فإن السياق حاكِم ... وقد أُمِرنا بأن لا ندع فرجات للشيطان ...
وفقك الله وبارك فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 08:23]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك نصحك، وسأراجع الأمر. والشيخ عائض حبيب، ما رمتُ انتقاصة. وأعتذر عما يبدوا أنه تطاول على شخصه.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:45]ـ
جزاكم الله خيراً
لم أقل أن الدهر من أسماء الله
وإنما نقلت معنى الحديث بلفظ آخر _ وهذا جائز عند جماعة من أهل العلم قياساً على جواز الترجمة _
وأما الأخ _ المو شيخ _ الفضلي
فأقول له اتق الله أنت تعرفني جيداً وتعرف أن كلمة شيخ كبيرة علي
إلا إذا كنت تقصد شيخ بمصطلح أبي حاتم الرازي _ فطايحتلك _
أو مشروع شيخ
وهذا يجوز قياساً على جواز تكنية الصبي _ فهمينة طايحتلك_
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:09]ـ
اضحك الله سنك يا شيخ عبدالله ,, فهذا تواضع منك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 11:55]ـ
أخي الفاضل: محمد جلال القَصَّاص،،،
بارك الله فيك أخي الفاضل، وكثّر من أمثالك ...
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:43]ـ
بارك الله فيك يا شيخ محمد ..
واقترح أن تعدل عنوان موضوعك إلى ملا حظات على قصة الرسالة للشيخ عائض .... ثم تبدأ بذكر الملاحظات على طريقة أهل العلم في المناقشة والاستدلال ...
بدلا من استهلالك العاطفي (من يبلغ ... ) كأن الشيخ لا يوصل إليه إلا بشق الأنفس!
فالإبلاغ يكون بالرسائل الخاصة وهو قريب وقريب جدا بل ربما بعض معارفك وإخوانك هم معارف له وإخوان له
والله يحفظك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 12:57]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم لكن لماذا لم تبعث هذه التصيحات لموقع الشيخ مباشرة
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:25]ـ
أخي الكريم، شكرا لما أبديت، و يبقى المنهج الأفضل ألا يكون إبداء الملحوظات على ملاْ، خاصة مع يسر الوصول في هذا الزمان.
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:31]ـ
الأدب يشط بصاحبة أحيانا. ولذا أحرص دائما على حبس كل ما كتب فترة من الزمن أنظر إليه من حين لحين حتى ارضى عنه، وتطمئن له نفسي، كل ذلك أخشى الجنوح بسبب مراعاة الأسلوب والغفلة عن المضمون. وهو يحدث بلا قصد.
.
عفا الله عنك استاذ محمد جلال القصاص
كلمة عظيمة تم تقييدها بإسمكم حفظك الله.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 06:06]ـ
وإياك أخي الفاضل
لم افهم مرادك جيدا.
لو شرحت لي؟(/)
ما صحة حديث السوق؟
ـ[ابو احمد الحاكم]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة حديث السوق؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحديث منكر.
انظر التفصيل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75269
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:59]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أهلا بالغالي.
بالنسبة لحديث السوق فهو حديث منكر. كما قال ابو حاتم في العلل لابنه.(/)
تذكر شعب الايمان
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم
و بعد: .............
فقال حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر العقدي،قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال: ((الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان)).
قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى -: تكلف جماعة حصر هذه الشعب بطريق الاجتهاد،وفي الحكم بكون ذلك هو المراد صعوبة، ولا يقدح عدم معرفة حصر ذلك على التفصيل في الإيمان. أهـ
ولم يتفق من عد الشعب على نمط واحد، وأقربها إلى الصواب طريقة بن حبان، لكن لم نقف على بيانها من كلامه، وقد لخصت مما أوردوه.
ما أذكره، وهو أن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب، وأعمال اللسان، وأعمال البدن.
فأعمال القلب فيه المعتقدات والنيات، وتشتمل على أربع وعشرين خصلة: الإيمان بالله، ويدخل فيه الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده بأنه ليس كمثله شيء، واعتقاد حدوث ما دونه.
والإيمان بملائكته، وكتبه،ورسله،والقدر خيره وشره، والإيمان باليوم الآخر، ويدخل فيه المسألة في القبر، والبعث،والنشور، والحساب،والميزان والصراط، والجنة والنار،ومحبة الله،والحب والبغض فيه، ومحبة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ واعتقاد تعظيمه،ويدخل فيه الصلاة عليه،واتباع سنته،والإخلاص، ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق، والتوبة، والخوف، والرجاء،والشكر، والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء،والتوكل، والرحمة، والتواضع، ويدخل فيه توقير الكبير ورحمة الصغير،وترك الكبر والعجب، وترك الحسد وترك الحقد، وترك الغضب وأعمال اللسان وتشتمل على سبع خصال: التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم،وتعليمه،والدعاء، والذكر،ويدخل فيه الاستغفار، واجتناب اللغو وأعمال البدن وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة،منها ما يختص بالأعيان وهي خمس عشرة: خصلة التطهير حسا وحكما، ويدخل فيه اجتناب النجاسات وستر العورة والصلاة فرضا ونفلا.
والزكاة كذلك،وفك الرقاب، والجود،ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف والصيام فرضاً ونفلًا، والحج،والعمرة كذلك والطواف والاعتكاف والتماس ليلة القدر،والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك،والوفاء بالنذر، والتحري في الأيمان وأداء الكفارات.
ومنها ما يتعلق بالإتباع وهي ست خصال: التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال،وبر الوالدين،وفيه اجتناب العقوق، وتربية الأولاد، وصلة الرحم وطاعة السادة أو الرفق بالعبيد.
ومنها ما يتعلق بالعامة وهي سبع عشرة خصلة: القيام بالإمرة مع العدل ومتابعة الجماعة،وطاعة أولي الأمر والإصلاح بين الناس،ويدخل فيه قتال الخوارج والبغاة، والمعاونة على البر، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد، ومنه المرابطة.
وأداء الأمانة،ومنه أداء الخمس، والقرض مع وفائه وإكرام الجار،وحسن المعاملة، وفيه جمع المال من حله، وإنفاق المال في حقه ومنه ترك التبذير والإسراف، ورد السلام، وتشميت العاطس،وكف الأذى عن الناس، واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها تسعاً وسبعين خصلة باعتبار أفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر ............ والله أعلم
انظر: فتح الباري، لابن حجر 1\ 52
كًًَُتِبَت بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي
ـ[الجنة]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركنم وجزيتم الخير فقد كفيتم ووفيتم
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 04:04]ـ
بارك الله لنا فيكم،وجعل الله لنا، النصيب من اسمكم،انا وانت وجمع الاخوة في هذا المجلس العلمي العتيد، انه نعم المولى ونعم المعين ..... امين(/)
عدد المسلمين في العالم وصفات الأمة
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:07]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
يقدر عدد المسلمين في العالم بحوالي مليار ونصف نسمة، وهي قوة بشرية عظيمة لأمة وصفها الحق سبحانه بالخيرية في قوله تبارك وتعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} الآية ... وبالوسطية في قوله سبحانه: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} وبأوصاف أخرى ...
فما عدد المسلمين حسب المذاهب الفقهية والعقدية؟، وما توزيعهم العرقي واللغوي والجغرافي وما وما؟ إلى أسئلة أخرى؟
وما هي الحواجز التي تمنع المسلمين من الوحدة وإنهاء خلافاتهم ... ؟؟؟
هذه دعوة لنقاش هادف خالص لوجه الله خال من الغمز واللمز ساع إلى جمع الشمل وإنهاء الفرقة والتشرذم، دعوة لعلماء الأمة وورثة الأنبياء
والله ولي التوفيق
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:31]ـ
إذا سلمنا بواقع المسلمين القائم المعيش، واعتبرنا تقسيمهم إلى قسمين كبيرين: سنة - بنسبة 90 في المائة -وشيعة
ثم سلمنا بأن مذاهب أهل السنة الفقهية المنتشرة في العالم أربعة: حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية، وهم على المستوى العقدي: أشعرية وما تريدية وسلفية
فلماذا لا يحقق المسلمون - في انتظار تحقيق وحدة شاملة للأمة الإسلامية بكل هذه الأقسام - وحدات جزئية يحترم بعضها البعض، و تراعى في هذه الوحدات المكونات المشتركة بينها من حيث العنصر البشري والجغرافي والاقتصادي والثقافي و غير ذلك
وعلى الرغم من أن الإسلام دين كوني جاء لإسعاد الناس كافة وتحريرهم من القيود والأغلال ومن العبودية لغير الله، وأنه لم يعط قيمة للإنسان باعتبار انتمائه العرقي أو لسانه القومي وإنما بتقواه وعمله الصالح، فإنه في الوقت نفسه لم يلغ خصوصيات الشعوب ما دامت لا تتقاطع مع الإسلام الذي يهتم بالوحدة الجزئية أو النسبية في سبيل الوحدة الكبرى الشاملة، ما دامت ليست مفرقة ولا فاصلة ولا مشتتة للجماعة وما دامت تصب في اتجاه الوحدة الكبرى في إطار قول الله تبارك وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} الآية
إن وجود اتحادات في المغرب العربي والمشرق العربي وفي غيرها من بلا د العالم من السنة أو من الشيعة هي قوة للإسلام، ولا شك أنه إذا حسنت النيات تحققت الأمنيات، ولا شك أن طلب الحق والسعي إليه والاجتماع عليه منحة ربانية، قال الله تعالى: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}
ولابن خلدون - في هذا السياق- كلمة قيمة في مقدمته قال فيها:" إن القلوب إذا انصرفت إلى الحق ورفضت الدنيا والباطل وأقبلت على الله اتحدت وجهتها، فذهب التنافس وقل الخلاف وحسن التعاون والتعاضد واتسع نطاق الكلمة لذلك "
للحديث بقية
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 10:40]ـ
أزمة الثقافة الإسلاميةالمعاصرة:
لا أحد ينكر أن الثقافة الإسلامية تمر اليوم بمرحلة عصيبة تضافرت عليها فيها مجموعة من العوامل الكابحة لأي مشروع إسلامي متطور هادف إلى التغيير والتجديد وإعادة بناء حضارة الإسلام التي باتت مهددة بالانهيار وفقدان الهوية في ظل عولمة ظالمة، تفرض على الأمم والشعوب نموذجا وحيدا بالقوة والإرغام أحيانا و لا أحد يستطيع أن يعترض على ما يقع أو ينطق ببنت شفة، لأن الواقع أكبرمن أن يتصدى له شعب بمفرده، بل لابد من قيام تكتلات واتحادات كبرى بين دول وشعوب تجمع بينهم عدة قواسم مشتركة ...
في ظل هذا الوضع المخيم على أكثر بقاع الأرض تعيش الأمة الإسلامية - وهي المستهدف الأول في خارطة الحضارات الإنسانية الكبرى - تشرذما وتمزقا وبلبلة في الفكر والثقافة و و و
إن الركن الأساس الذي تقوم عليه حضارة الإسلام وهوية أمته هو الدين ومن خلاله وبتوجيه منه ترتب كل الأمور وهو - كما هو معلوم - دعوة عالمية يتساوى في ظلاله كل الناس دون استثناء وهو ما يقلق العولمة ويقض مضجعها
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 09:30]ـ
أما الركن الثاني في حضارة الإسلام فهو الإنسان، صانع الحضارة و منفذ التعاليم السماوية السامية، و المجتهد على ضوئها فيما يعرض للناس في حياتهم من معضلات، دون أن يتعارض ذلك مع الاستفادة من تجارب الأمم والشعوب الأخرى لأن الحكمة ضالة المومن أنى وجدها التقطها، ولم تكن الحضارة الإسلامية منغلقة على نفسها في يوم من الأيام ...
إن الانغلاق على الذات شأن الضعيف الفقير من حيث مبادؤه وقيمه، أما القوي فلا يخشى الغرق و لا يركب مراكب الملق، وذلك سر بقاء حضارة الإسلام قائمة شامخة على الرغم من ضعف المسلمين وتخاذلهم وتشرذمهم ...
والإنسان حين ينطلق من الإيمان، يشعر بقوة دافقة مستمدة من الحق المتعال الذي يكفل للمتوكلين عليه التوفيق والسداد، ويحصنهم ضد كل انحراف أو انجراف {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} والمومن حين يعمل ويكد ويسعى إلى الخير، يفعل ذلك و هو يستحضر على الدوام الرقابة الإلهية التي لا تنقطع أو تغيب أبدا، ولو أن المسلمين كل من موقعه الذي يسره الله له عملوا بذلك لصلحت الأحوال ولتبدل الناس غير الناس، إذ تلك هي الغاية المرجوة التي يسعى إلى تحقيقها العاملون المخلصون الأمناء على مصالح الناس المقدرون لمسئولية الإنسان على الأرض ...(/)
مسابقة لا صعبة ولا سهلة: كتابي لا تحل ذبيحته!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:15]ـ
كيف؟ والله يرعاكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:03]ـ
كل يوم تلغز.
:)
إبتسامة
:)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:04]ـ
لا إجابة حتى تضعَ جائزة (ابتسامة).
لعله والله أعلم أسلم ثم عاد لدينه الكتابي، فهو في حكم الإسلام مرتد كفر بعد إسلامه فلا تقبل ذبيحته.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:34]ـ
بارك الله فيك ..
هل تقصد كتابك أم ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:40]ـ
فالشهري كريم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 01:39]ـ
إذا استمرت الردود هكذا، فيبدو أن هذه المشاركة سترحل إلى "استراحة المجلس" كما قد حصل في مشاركة سابقة:)
أما الجواب فلمّا نره بعد، وأما الجائزة فاستضافة الفائز في بيتي لقضاء الصيف في "النماص"، بدون إيجار طبعاً.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 02:48]ـ
ويرعاك ربي شيخ عبدالرحمن
جائزة مغرية جداً
لعل الجواب
أن يكون أحد أبوية ليس كتابي
أو لأنه من نصارى العرب
أو كان مسلما ثم ارتد
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 06:15]ـ
لعلَّك - أكرمك الله - كما قال الأخ / زين العابدين - وفقه الله - تقصد: " كتابك "، فإنَّه لا تَحلُّ ذبيحتَه!
وهذا أول ما توارَدَ على ذهني منذ قراءة العنوان من الخارج.
وأما الجائزة، فتصعُبُ على مثلي، لأنِّي من مصر، ولأنِّي سأتزوَّج - إن شاء الله - بعد شهرٍ (ابتسامة).
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
إن لم تكن الإجابة "كتابك" كما ذكر الإخوة؛ فإن ذبيحة الكتابي لا تحل في عدة حالات، منها:
- أن تكون الذبيحة من المحرمات كالخنزير والسباع.
- أن يكون الكتابي غير ملتزم بدينه.
- أن تكون التذكية غير شرعية كالضرب بمسدس أو الصعق الكهربائي.
- إذا عُلم ذكر اسم غير الله عليها.
والله أعلم
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:41]ـ
وأما الجائزة، فتصعُبُ على مثلي، لأنِّي من مصر، ولأنِّي سأتزوَّج - إن شاء الله - بعد شهرٍ (ابتسامة).
ما شاء الله
الف مبروك اخي الحبيب رمضان أبو مالك
بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما فى خير
أسأل الله أن يملئ بالمودة والرحمة بيتكما
أسأل الله أن يتمم لكم بخير وأن يجعلها قرة عين لك وأم لأبناء صالحين بررة
اسعدني خبر زواجك ..
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:36]ـ
فى مذهب الامام الشافعى
قال الامام ابو اسحاق الشيرازى ما يلى
وان كان من نصارى العرب وهم بهراء وتنوخ وتغلب لم يحل لما روى عن عمر رضى الله عنه انه قال ما نصارى العرب باهل كتاب
لاتحل لنا ذبائحهم وعن على بن ابى طالب رضى الله عنه انه قال لاتحل ذبائح نصرى بنى تغلب
ولانهم دخلو فى النصرانية بعد التبديل ولايعلم هل دخلوا فى دين من بدل منهم او فى دين من لم يبدل منهم فصارو كالمجوس
لما اشكل امرهم فى الكتاب لم تحل ذبائحهم
المهذب ج2 ص 0 5 3
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 01:23]ـ
ما شاء الله
الف مبروك اخي الحبيب رمضان أبو مالك
بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما فى خير
أسأل الله أن يملئ بالمودة والرحمة بيتكما
أسأل الله أن يتمم لكم بخير وأن يجعلها قرة عين لك وأم لأبناء صالحين بررة
اسعدني خبر زواجك ..
بارك الله فيك أخي الحبيب / محمد آل عامر، وأحبَّك الله الذي أحببتني فيه.
وأسأل الله - جلَّ وعلا - أن يسعدنا وإياك في الدنيا والآخرة، وأن يجعل ذلك الزواج خالصًا لوجهه الكريم، مُوصلًا لمرضاته - سبحانه وتعالى -، وأن يُيسِّر لإخواننا الذين لم يتزوَّجوا بعدُ؛ والعُقبى لكم! (ابتسامة).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:09]ـ
فى مذهب الامام الشافعى
قال الامام ابو اسحاق الشيرازى ما يلى
وان كان من نصارى العرب وهم بهراء وتنوخ وتغلب لم يحل لما روى عن عمر رضى الله عنه انه قال ما نصارى العرب باهل كتاب
لاتحل لنا ذبائحهم وعن على بن ابى طالب رضى الله عنه انه قال لاتحل ذبائح نصرى بنى تغلب
ولانهم دخلو فى النصرانية بعد التبديل ولايعلم هل دخلوا فى دين من بدل منهم او فى دين من لم يبدل منهم فصارو كالمجوس
لما اشكل امرهم فى الكتاب لم تحل ذبائحهم
المهذب ج2 ص 0 5 3
بارك الله فيك، وكما نقلت لنا، عمر لم يرهم أهل كتاب أصلاً.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:10]ـ
الجواب: ولد الكتابي من مجوسية، وقد سبق إلى الإمساك "بطرف من" الجواب أخونا آل عامر.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:05]ـ
عجل يا أخانا الشهري ضع سؤالا قبل فوات الصيف وحتى لا تضيع الجائزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:14]ـ
الجواب: ولد الكتابي من مجوسية، وقد سبق إلى الإمساك "بطرف من" الجواب أخونا آل عامر.
بارك الله فيكم
طيب ولو 50%
يعني نصف الصيفية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 05:54]ـ
بارك الله فيكم، بيتي مصيف للجميع، وللسابقين على وجه الخصوص.
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 11:01]ـ
بارك الله فيكم، بيتي مصيف للجميع، وللسابقين على وجه الخصوص.
جعله الله عامراً براعيه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:53]ـ
جعله الله عامراً براعيه
آمين، وجزاكم الله خيرا، وجزى الله تعالى أخانا الشهري خيرا على أحاجيه اللطيفة،
لكن " نماص " هذه أين تقع؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 09:37]ـ
بارك الله فيك وتقبل مني ومنكم، هذه خارطة توضح موقع "النماص":
http://www.alnamas.net/mgz/14241015/images/map.jpg
وهذه صور لأمطار هطلت هذه السنة على منطقة النماص وضواحيها:
http://alnamas.net/images/008/IMGP10053.jpg
http://www.l22l.com/l22l-up-1/c6a3d7f7f4.jpg
http://aaffmmzz22.jeeran.com/d6.jpg(/)
حكم إلزام الشعب بمعصية؟؟؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
س ما حكم اللزام الشعب بمعصية ومعاقبة من لا يفعلها؟
وهل المراسل الذي يرسل التعميم يكون معهم؟
أرجو الأجابة عاجلاااااااااااااااااااااااااا ااااااا.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:32]ـ
صح في الحديث:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
ويجب إخبار الملزم بالحكم الشرعي مع استحضار قوله تعالى:
فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
وإن أمكن أن تكون القتوى من المفتي العام للدولة، لأنه قد لا يقبل إلا منه
فإن أصر على المعصية فينظر في قاعدة الإكراه
ـ[الغُندر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 06:41]ـ
يا اخي ما ذكرت معروف ولكن اقول هل تكفر من يلزم شعبه بمعصية؟ لأن هذا تشريع واستحلال
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 10:23]ـ
تعني بعد إقامة الحجة الرسالية عليه
وكون الأمر محرما ليس فيه شبهة(/)
أشرطة جديدة للشيخ العلامة سليمان العلوان (رجب 1428هـ)
ـ[نصر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذه بعض الاشرطة للشيخ سليمان العلوان حفظه الله حصلت عليها من بعض طلاب الشيخ
وهي غير موجودة في المواقع
وهي فتاوى عامة
1
http://www.zshare.net/audio/2175934cd5f4c1/
2
http://www.zshare.net/audio/2175964f300e7e/
3
http://www.zshare.net/audio/21760768d80e98/
4
http://www.zshare.net/audio/21761247f0328c/
5
http://www.zshare.net/audio/2176187e8a23a4/
6
http://www.zshare.net/audio/21762472867143/
7
http://www.zshare.net/audio/2176283cddc786/
8
http://www.zshare.net/audio/2176381a20ac39/
9
http://www.zshare.net/audio/2176444d82a012/
10
http://www.zshare.net/audio/2176473bc73f19/
11
http://www.zshare.net/audio/2176500475816e/
الملف رقم 11 يحتاج الى تعديل من الاخ واضعه حيث انه فارغ
12
http://www.zshare.net/audio/2176548c10ac2b/
13
http://www.zshare.net/audio/217661248c4218/
14
http://www.zshare.net/audio/2176638881921b/
15
http://www.zshare.net/audio/2176719305e49c/
16
http://www.zshare.net/audio/2176835987de8c/
17
http://www.zshare.net/audio/217710571502f2/
18
http://www.zshare.net/audio/21910036023b90/
19
http://www.zshare.net/audio/219108569588c2/
قصة جريج العابد
http://www.zshare.net/audio/21911198f2a74f/
لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
http://www.zshare.net/audio/21912323704029/
نرجو نشرها في المنتديات ووضع روابط جديدة بارك الله فيكم على الإرشيف
(((منقول عن الاخ ابو محمد القصيمي)))
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 03:30]ـ
بارك الله فيك وأعانك على نشر الخير
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 04:17]ـ
جزكم الله خيرا، هل الشيخ في السجن؟
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 05:55]ـ
جزكم الله خيرا، هل الشيخ في السجن؟
المعروف أن الشيخ مسجون
لكن هذا الموضوع يشير إلى أنه خرج
فمتى كان ذلك؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:04]ـ
جزاكم الله خيار اخانا.
لكن احب التاكد هل هذه الجلسات من السيدي cd الذي وزع من قبل , ام ان هذه الجلسات جديد؟
ـ[نصر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعتبر الاشرطة من اواخر الاشرطة قبل سجنه فرج الله عنه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 11:47]ـ
بارك الله فيكم.,, وصلت الرسالة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 12:14]ـ
إذن هي قديمة وموجودة لا كما قلتم
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 04:01]ـ
الشيخ الى الان وهو في السجن ومعه اخوه صالح وخالد.
نسأل الله ان يعجل بفكاك اسرى المسلمين.
الاخ الكريم / ابن رجب
حاولت الاتصال بك ولم استطع؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 09:36]ـ
الشيخ الى الان وهو في السجن ومعه اخوه صالح وخالد.
نسأل الله ان يعجل بفكاك اسرى المسلمين.
الاخ الكريم / ابن رجب
حاولت الاتصال بك ولم استطع؟
جزاكم الله خيرا ياشيخ نايف ,, كنت أقفلت الرسائل لمدة يوم واسترجعتها ,, فهي مفتوحة.
تفضل. إبتسامة
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 01:53]ـ
جزاكم الله خيراً.(/)
:::: فاكهة المجالس:::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 02:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فاكهة المجالس
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1223 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1223)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فقد كان عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - يقول «لو كُنْتُ مغتابًا أحدًا لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي من غيرهما».
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
عناصر المحاضرة:
• بيان أن العِرض هو موطن المدح والذم من الإنسان.
• ما جاء من آثار السلف في حفظ اللسان.
• أقبح الخصال.
• الغِيبة وما هي؟
• نماذج من الغيبة.
• من جلس في مجالس بها غِيبة.
• ما يُباح من الغِيبة وما ورد في ذلك.
• ما ينبغي لمن سمع غِيبة أخيه المسلم.
• غِيبة القلب.
• ما يفعل إذا عَرَض له سوء الظن؟.
• كفارة الغيبة والتوبة منها.
******* http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1223[/ ... ]
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 03:24]ـ
بارك الله فيك ونفع بك(/)
افتوني جعل الله مثواكم الفردوس الاعلى من الجنة
ـ[الشاكر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اريد فتوى في موضوع الاستبراء من النجاسة هذا الموضوع يسبب لي الكثير من المشقة والحيرة وايضا الكثير من الاسراف في الماء وحتى لا اطيل اريد ان اعرف ماذا يفعل المسلم في الامور التالية:
1 - اذا وجد بستمرار سائل متجمد اقل من قطرة على مخرج البول اكرمكم الله وماذا يفعل في الثوب والبدن وخاصه مع العرق قد يلامس هذه القطرة وتنتشر.
2 - اذا وجد طفل وقد تبول على ملابسه في حجرة بها اثاث من كنب وغير هل يغسل كل مكان شهد فيه مع تيقن انه لا بد ان هذا البول قد لامس شياء من الحجر ولا كن لا يعلم اين.
3 - سرير النوم والفراش الذي يجامع عليه المرء زوجته والكل يعلم ما يلامسه من سوائل
ثم يأتي في اليوم التالي وينام على هذا الفراش وجسمه وثوبه مبتل من الوضوء قبل النوم ثم يستيض وقت الصلاة ويتوضا ويذهب الى المسجد فما حكم فعل ذلك
لقد قرأت ان بعض اهل العلم يرى بالعفو من يسير البول هل في الاخذ بهذا القول شي خاصة انه سوف يحل لدي الكثير من الوساوس
اعتذر عن الإطالة ولكن يعلم الله كم اواجه من المشقة في هذا الامر مع علمي ان الدين يسير
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الكريم ينبغي قبل أن أذكر جواب ما سألت عنه أن تعرف أمرين:
الأمر الأول: أن شريعتنا مبنية على اليسر ورفع الحرج في جميع أحكام الشريعة.
الأمر الثاني: أن شريعتنا وسط بين اليهود والنصارى في باب الطهارات فهم ليسوا كاليهود في التشديد فيها الذين شدد عليهم في ذلك حتى أمروا بقرض الثوب المتنجس ومجانبة الحائض في المؤاكلة والمضاجعة، وليسوا كالنصارى في التساهل فيها وملابستها؛ بل نحن مأمورون باجتناب النجاسة مطلقا وبرفع الحدث الأكبر ورفع الحدث الأصغر عند إرادة فعل تشرع له الطهارة.
الأمر الثالث: أن خير الهدي هدي النبي (ص) ففعله هو الاحتياط وهو المشروع وليس الاحتياط بالتشديد على النفس ومخالفة السنة وعليه فالمرء مطالب بالعلم بسنة النبي (ص) في هذا الباب؛ لأن العلم هو أقوى سلاح يرد به وسواس الشيطان، وإنما يوسوس الشيطان غالبا لمن كان جاهلا بأحكام الشريعة.
الأمر الرابع: أن يعلم المسلم أن الشيطان له طرق كثيرة في إغوائه ومنها وسوسوته له في مسائل الطهارة وله في ذلك عدة سبل وحجج يوردها في ذهن المسلم كأن يوسوس له بأن هذا هو الأحوط والأبرأ للذمة، أو ينسيه ما تلفظ به أو فعله فيرهقه بإعادة ذلك مرارا وتكرارا، أو يوسوس له بأنه أصابته النجاسة، وعليه فالمسلم مطلوب منه التعوذ من الشيطان وعدم الاسترسال في الوساوس وتتابع الخطرات وذلك أن للشيطان خطوات وقد نهانا الله عز وجل عن اتباعها فقال سبحانه: {يأيها لذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشآء والمنكر ولولا فضل لله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشآء والله سميع عليم}
الأمر الخامس: قد وضع أهل العلم قواعد في هذا الباب منها:
1 - قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) ويراد بها أنك إذا تيقنت الطهارة فلا يزول هذا الليقين إلا بيقين مثله وإلا فالأصل هو البقاء على اليقين.
2 - (الأصل في الأعيان الطهارة) وهذا يشمل الأرض والملابس والفراش والحيوانات وغيرها.
3 - (كل ما يمكن الاحتراز عن ملابسته معفو عنه) وما لا يمكن الاحتراز عنه قد يكون:
- للمشقة كمن به حدث دائم كسلس البول والمستحاضة فهلؤلاء قد تسامح الشرع معهم.
- وقد يكون لعموم البلوى كما يحدث في حق عموم الناس من الابتلاء بالقيح من الدمامل ونحوها فهو معفو عنه أيضاً.
ولذلك قال النبي (ص) في الهرة: " إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات " أخرجه الخمسة بسند صحيح من حديث أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ومن هذا ما يصيب الفراش مما سألت عنه من مني وغيره ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (معلوم أن المني يصيب أبدان الناس وثيابهم وفرشهم بغير اختيارهم أكثر مما يلغ الهر في آنيتهم فهو طواف الفضلات بل قد يتمكن الإنسان من الاحتراز من البصاق والمخاط المصيب ثيابه ولا يقدر على الاحتراز من مني الاحتلام والجماع وهذه المشقة الظاهرة توجب طهارته ولو كان المقتضي للتنجيس قائما، ألا ترى أن الشارع خفف في النجاسة المعتادة فاجتزأ فيها بالجامد مع أن إيجاب الاستنجاء عند وجود الماء أهون من إيجاب غسل الثياب من المني لا سيما في الشتاء في حق الفقير ومن ليس له إلا ثوب واحد .. ) مجموع الفتاوى (21/ 592)
4 - (النجاسة إنما يثبت حكمها مع العلم) ويدل لهذا حديث خلع النبي (ص) نعليه في الصلاة حينما اخبره جبريل أن بها نجاسة ولم يعد الصلاة ولم يستأنفها، ولذلك لو صلى المرء وفي بدانة أو بقعته نجاسة ولم يعلم بها فصلاته صحيحة ولا يعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشاكر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:16]ـ
ابو حازم جزاك الله خيرا ونفع بعلمك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:44]ـ
تصويبات:
(أن تعرف أمرين) الصواب: أن تعرف أموراً
(فلا يزول هذا الليقين) الصواب: اليقين
3 - (كل ما يمكن الاحتراز عن ملابسته معفو عنه) الصواب: (كل ما لا يمكن الاحتراز عن ملابسته معفو عنه)
(فهلؤلاء قد تسامح) الصواب: فهؤلاء
(لو صلى المرء وفي بدانة أو بقعته) الصواب وفي بدنه
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:07]ـ
فائدة حول طهارة ما يقع في الفراش:
من لطائف الإمام أبي محمد ابن حزم _ رحمه الله _ وعجائبه في هذه المسألة ما رأيته في كتابه العظيم المحلى (1/ 129 130) حيث قال: (ولعاب الكفار من الرجال والنساء الكتابيين وغيرهم نجس كله وكذلك العرق منهم والدمع وكل ما كان منهم .... ) ثم قال:
(فإن قيل: قد أبيح لنا نكاح الكتابيات ووطؤهن.
قلنا: نعم فأي دليل في هذا على أن لعابها وعرقها ودمعها طاهر؟
فإن قيل: إنه لا يقدر على التحفظ من ذلك.
قلنا: هذا خطأ، بل يفعل فيما مسه من لعابها وعرقها مثل الذي يفعله إذا مسه بولها أو دمها أو مائية فرجها ولا فرق ولا حرج في ذلك .. )
وها هنا أسئلة تدور في الذهن:
1 - إذا قيل بنجاسة اللعاب فهل يجوز ملابسته علماً أن ملابسة النجاسة محرمة؟ وقد ذكر هذا ابن حزم في أكثر من موضع في كتابه المحلى كما ذكره عامة الفقهاء.
2 - إذا كان لعابها في فم الرجل وهو مباح بلا شك فكيف سيتم تطهير الفم؟
3 - لو بلع الرجل اللعاب فكيف سيتم تطهير البطن ومسالكه؟
وقل مثل ذلك في العرق والدمع بمعنى آخر هو بجماعه لزوجته الكتابية يتقلب في النجاسات ويتلطخ بها، ثم ما هو مصير الولد الذي ينمو في رحمها ويتغذى بنجاساتها ثم يخرج فيرضع من لبنها النجس.
غفر الله لك يا أبا محمد.
ـ[الشاكر]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 04:09]ـ
جزاك الله خير الجزاء ونفع الله بعلمك وني لأسال الله بسمه الاعظم ان يؤتيك خير الدنيا والآخرة جزاء ما كتبت فأن مثل هذه الامور يستحي ان يسأل المسلم فيهامباشرة
وني لدي سؤال واعلم كم اثقلت عليكم وشغلتكم وهو
اذا وجد المسلم بستمرار سائل متجمد اقل من قطرة على مخرج البول اكرمكم الله وماذا يفعل في الثوب والبدن وخاصه مع العرق قد يلامس هذه القطرة وتنتشر
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 05:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم وفقني الله وإياك:
من ابتلي بسلس البول لضعف في المثانة أو للبرودة أو لغير ذلك فحكمه حكم المستحاضة وعليه فهو يعمل ما يلي:
1 - يتوضأ لكل صلاة.
2 - يغسل فرجه وما يصيب البدن بالماء أو ما يقوم مقامه.
3 - يحتاط لنفسه بما يمنع انتشار البول كأن يضع مناديل أو نحوها.
4 - إن استطاع أن يضع للصلاة لباساً خاصاً فحسن إلا أن يشق عليه ذلك.
و لا يضره بعد ذلك ما خرج حتى لو كان أثناء الصلاة.
أدلة ما سبق:
- قال الله تعالى: {ما جعل عليكم في الدين من حرج}
- وقال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
- وقال النبي (ص): " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
- عن أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص) أنه قال في الهرة: " إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات " أخرجه الخمسة بسند صحيح.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي (ص) فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله (ص): " لا إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ". قال الراوي _ وهو هشام بن عروة _ وقال أبي: " ثم تؤضي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت " رواه البخاري بهذا اللفظ.
وسبق قاعدة: (ما لا يمكن التحرز منه يكون عفواً) وكذا قاعدة (إذا ضاق الأمر اتسع)
والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 07:54]ـ
بارك الله فيكم أيها الشيخ الكريم ونفع بعلمكم وسددكم وجعلكم من مفاتيح الخير
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 08:13]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خير ا يا شيخ ابا حازم
اجوبة موفقه وفوائد لطيفه
وفقكم الله
ـ[هالة]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم وفقني الله وإياك:
من ابتلي بسلس البول لضعف في المثانة أو للبرودة أو لغير ذلك فحكمه حكم المستحاضة وعليه فهو يعمل ما يلي:
1 - يتوضأ لكل صلاة.
2 - يغسل فرجه وما يصيب البدن بالماء أو ما يقوم مقامه.
3 - يحتاط لنفسه بما يمنع انتشار البول كأن يضع مناديل أو نحوها.
4 - إن استطاع أن يضع للصلاة لباساً خاصاً فحسن إلا أن يشق عليه ذلك.
و لا يضره بعد ذلك ما خرج حتى لو كان أثناء الصلاة.
أدلة ما سبق:
- قال الله تعالى: {ما جعل عليكم في الدين من حرج}
- وقال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
- وقال النبي (ص): " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
- عن أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص) أنه قال في الهرة: " إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات " أخرجه الخمسة بسند صحيح.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي (ص) فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله (ص): " لا إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ". قال الراوي _ وهو هشام بن عروة _ وقال أبي: " ثم تؤضي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت " رواه البخاري بهذا اللفظ.
وسبق قاعدة: (ما لا يمكن التحرز منه يكون عفواً) وكذا قاعدة (إذا ضاق الأمر اتسع)
والله أعلم
شكرا جزيلا
إلا أنّه أشكل عندي قياس الاستحاضة بسلس البول ففرق بين الأمرين و لا يوجد علّة للقياس في الحديث و قد سألت سابقا طالب علم فأجابني ما معناه ما يلي: "بأنّه لا يجوز القياس في العبادات و أنّه لا يشترط الوضوء لكل صلاة بالنسبة للمريض بسلس البول و طهارته بالوضوء لا تنتقض فليس من مبطلات الوضوء سلس البول و إنّما من نواقض الوضوء التبول عن قصد".
فأرجو منك التوضيح يا شيخ؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك ها هنا أمور:
الأمر الأول: مسألة القياس في العبادات:
ينبغي أن يعلم أولا ما المراد بالقياس في العبادات:
العبادات تشمل:
1 - أصول العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج.
2 - أحكام متعلقة بأصول العبادات كالطهارة والأذان وأنصبة الزكاة والاعتكاف، وكذا رخص العبادات كالقصر والجمع في الصلاة والفطر في السفر ونحو ذلك.
3 - ما تضمن معنى العبادة والعقوبة كالكفارات فهي عبادة بفعل الكفارة من صوم أو صدقة أو عتق وعقوبة؛ لأنها لم تجب ابتداء بالشرع.
إذا علم ما سبق فنحرر محل النزاع:
أولاً: لا خلاف بين العلماء أنه لا يجوز إثبات عبادة جديدة زائدة على العبادات المنصوص عليها في الكتاب والسنة بالقياس والتي هي أصول العبادات، كأن يثبت صلاة سادسة أو صوم شهر غير شهر رمضان قياسا على العبادات المشروعة وذلك لأن العبادات توقيفية وإثبات مثل ذلك ابتداع في الدين وقد قال النبي (ص): " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه
ثانياً: لا خلاف بين العلماء أن العبادات التي لا يعقل معناها لا يجوز القياس فيها؛ لأن القياس فرع التعليل ومعقولية المعنى فما لا يعقل معناه لا يمكن القياس فيه وذلك كالمقدرات من الركعات او الأنصبة في الزكاة ونحو ذلك.
إذا الخلاف وقع في الأحكام المتعلقة بالعبادات لا في أصول العبادات والتي يعقل معناها وقد اختلف في ذلك على قولين مشهورين:
القول الأول: أنه لا يجوز القياس فيها وهو قول الحنفية.
القول الثاني: أنه يجوز القياس فيها وهو قول أكثر الأصوليين والفقهاء واستدلوا بما يلي:
1 - عموم النصوص الدالة على حجية القياس.
2 - القياس على خبر الآحاد حيث تثبت به العبادات فكذا القياس بجامع الظنية فيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجاب عن هذا الدليل بأنه قياس مع الفارق فخبر الآحاد وحي وتشريع وتوقيف بخلاف القياس، ثم إنه لا يسلم بأن خبر الاحاد يفيد الظن مطلقا بل منه ما يفيد الظن ومنه ما يفيد العلم.
والقول بالجواز هو الأظهر لعموم الأدلة، ثم إن الحنفية نقضوا قولهم هذا فأجروا القياس في بعض المسائل من أحكام العبادات كقياسهم سائر المائعات على الماء في إزالة النجاسة عن الثياب، وقالوا يجوز ان يبدل التكبير في تكبيرة الإحرام في الصلاة بقوله: الله أجل والله أعظم؛ لأن المقصود التعظيم والثناء على الله، وقاسوا الخيل السائمة على الخيل للتجارة في وجوب الزكاة فيها.
ولهذا أمثلة كثيرة اعتمد الجمهور فيها على القياس وهي متعلقة بالعبادات مثل:
1 - قاسوا اشتراط النية في الوضوء على اشتراطها في التيمم خلافا للحنفية.
2 - جواز الاستنجاء بما يزيل النجاسة غير الماء والأحجار كالورق والمناديل ونحوها.
3 - نقض الوضوء بمس الدبر قياسا على مس الذكر عند الشافعي ورواية عن أحمد.
4 - جواز المسح على العمامة قياسا على المسح على الخفين عند الحنابلة.
5 - وجوب الكفارة على من جامع في نهار رمضان ناسيا قياسا على المتعمد وقياسا على وجوب الفدية في الحج على من جامع سهوا أو عمدا ووجوب الكفارة هو قول الحنابلة.
6 - وجوب الكفارة على من قتل عمدا فعفي عنه قياسا على من قتل خطأ عند الشافعية ورواية عند الحنابلة.
7 - وجوب الكفارة في اليمين الغموس قياسا على اليمين المنعقدة عند الشافعي ورواية عن أحمد.
وينبغي أن يعلم أن بعض هذه المسائل لها أدلة منصوصة لكن وجه إيرادها هنا انهم استدلوا لها بالقياس مع النصوص.
ويمكن النظر في كتاب القياس في العبادات حكمه وأثره للشيخ محمد منظور إلهي (رسالة ماجستير) وكذا كتب أصول الفقه باب القياس.
الأمر الثاني: قياس من به سلس بول على المستحاضة.
وجه القياس هنا ظاهر وهو أنهما يشتركان في خروج النجاسة التي تنقض الوضوء باستمرار مما لا يمكن معه حفظ الطهارة.
قال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 97 - 98) في بيان وجه القياس ووجوب الوضوء: (وسائر من ذكرنا _ يعني أبا حنيفة والشافعي والثوري والليث وغيرهم _ يوجب الوضوء عليها لكل صلاة فرضا كما يوجبه على سلس البول لأن الله قد تعبد من ليس على وضوء من عباده المؤمنين إذا قام إلى الصلاة أن يتوضأ وسلس البول والمستحاضة ليسا على وضوء فلما أمرا جميعا بالصلاة ولم يكن حدثهما الدائم بهما يمنعهما من الصلاة وكان عليهما أن يصليا على حالهما فكذلك يتوضآن للصلاة لأن الحدث يقطع الصلاة بإجماع من العلماء وعلى صاحبه أن ينصرف من صلاته من أجله والمستحاضة مأمورة بالصلاة وكذلك سلس البول لا ينصرف واحد منهما عن صلاته بل يصلي كل واحد منهما على حاله فكذلك يتوضأ وهو على حاله لا يضره دوام حدثه لوضوئه كما لا يضره لصلاته لأنه أقصى ما يقدر عليه فكما لا تسقط عنه الصلاة فكذلك لا يسقط عنه الوضوء لها .. )
ومالك رحمه الله لا يرى وجوب الوضوء لكل صلاة في حق المستحاضة ومن به سلس بول بل يستحب ذلك، وهو مروي عن ربيعة وعكرمة وأيوب رحمهم الله كما ذكر ابن عبد البر.
الأمر الثالث: هل يشترط في النواقض القصد؟
هذا الشرط لا أحد يقول به فلا تدخل النية في هذا الباب.
وهل المرأة تقصد الحيض والاستحاضة والنفاس؟ ومن خرج منه ريح فهل يشترط قصده بذلك؟
هذا الكلام ليس بصحيح والنية إنما تتعلق بما كان مقدوراً للمكلف.
ـ[هالة]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:41]ـ
جزاك الله خيرا
يا شيخ قلت ما يلي:
ومالك رحمه الله لا يرى وجوب الوضوء لكل صلاة في حق المستحاضة ومن به سلس بول بل يستحب ذلك، وهو مروي عن ربيعة وعكرمة وأيوب رحمهم الله كما ذكر ابن عبد البر
فإذا يمكن أن تذكر لنا ما الذي استدل به مالك -رحمه الله- في رأيه بأنّ الاستحاضة و سلس البول ليست من نواقض الوضوء؟ إذ طالب العلم الذي سألته استأنس في قوله بهؤولاء و أنا أريد أن أحرر المسألة.
و بارك الله فيك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 11:15]ـ
بارك الله فيك قد ذكر ابن عبد البر حجة مالك في عدم وجوب الوضوء فقال: (وأما مالك فإنه لا يوجب على المستحاضة ولا على صاحب السلس وضوءا لأنه لا يرفع به حدثا .. )
والمعنى أنه حيث لم يرفع حدثا فلماذا نوجب الوضوء فإنه لا فائدة فيه.
وهذا الاستدلال مردود من أوجه:
الوجه الأول: أن النبي (ص) أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة والأمر للوجوب وإذا صح الحديث فهو العمدة ولا يلتفت لغيره.
الوجه الثاني: أن النبي (ص) قال: " إذا أمرتكم بامر فأتو منه ما استطعتم " متفق عليه، وهو يستطيع فعل الوضوء في هذه الحالة.
الوجه الثالث: أن الله تعالى قال: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين .. } الآية فالله أمرنا بالوضوء عند القيام غلى الصلاة وعند حضور الصلاة لا يخلو المر من حالين:
إما ان يكون طاهرا فيكفيه ذلك.
وإما أن يكون غير طاهر كالمستحاضة ومن به سلس بول فهما غير طاهرين بالإجماع فهما إذاً مأموران بالوضوء لهذه الآية.
الوجه الرابع: أن الوضوء يخفف الحدث على أقل تقدير كما هو الحال في وضوء الجنب عند النوم، وإذا كان يخفف الحدث فهو واجب لأنه يستطيعه (والميسور لا يسقط بالمعسور)
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: (من كلف بشيء من الطاعات فقدر على بعضه وعجز عن بعضه فإنه يأتي بما قدر عليه ويسقط عنه ما عجز عنه) قواعد الأحكام (2/ 5)
وقال القرافي في الفروق (3/ 198): (المتعذر يسقط اعتباره والممكن يستصحب فيه التكليف)
وينظر كذلك المنثور للزركشي (1/ 227) الأشباه والنظائر للسيوطي (1/ 346) والأشباه والنظائر للسبكي (1/ 155) قواعد ابن رجب (ص 10)
الوجه الخامس: لو لم يكن يرفع حدثا فلماذا استحبه مالك إذا فما الفرق بين الواجب والمستحب في هذا؟
فإن قيل إنه لا يرفع الحدث ولكن يخففه كما هو الحال في وضوء الجنب.
قيل فكذا هنا يخفف الحدث وهو القدر الذي يمكنه فعله من الواجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 01:27]ـ
* الأخت هالة كيف فهمت من ما قاله الأخ أبو حازم أنّ مالك لا يرى نقض الوضوء بسلس البول و الإستحاضة؟ فقوله أنّ مالك يرى الإستحباب لا يلزم منه أنّه لا يرى نقض الوضوء، و يتبيّن لك ذلك بما يلي:
روى أبو داود (رحمه الله): أنّ سهلة بنت سهيل استحيضت فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تغتسل لكل صلاة فلما جهدها ذلك (أتعبها) أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل، والمغرب والعشاء بغسل، وتغتسل للصبح.
فلعل مالك -رحمه الله- رأى أنّ ما يصرف أمر النّبي صلى الله عليه وسلّم بالوضوء لكل صلاة بالنسبة للمستحاضة من الوجوب إلى الإستحباب هو هذا الحديث و هذا لا يعني بأنّه يرى نقض الوضوء فقد يكون مراده أنّه لا بد من فعل أحد الثلاثة أمور: إما الوضوء لكل صلاة أو الإغتسال لكل صلاة أو تجمع بين الظهر والعصر بغسل، والمغرب والعشاء بغسل، وتغتسل للصبح.
* الأخ أبو حازم هل يمكن أن تنقل لنا كلام ابن عبد البر الذي ذكر فيه أنّ مالك يرى باستحباب الوضوء للمستحاضة و من به سلس بول؟ -و أجرك على الله-
* أيضا أخي الكريم أبو حازم أنت قلت: "وإما أن يكون غير طاهر كالمستحاضة ومن به سلس بول فهما غير طاهرين بالإجماع فهما إذاً مأموران بالوضوء لهذه الآية." فهل يمكن أن تذكر أين مصادر هذا الإجماع؟ -و أجرك على الله-
* و بالنسبة لقولك: "قياس من به سلس بول على المستحاضة.وجه القياس هنا ظاهر وهو أنهما يشتركان في خروج النجاسة التي تنقض الوضوء باستمرار مما لا يمكن معه حفظ الطهارة."
يا أخي من شروط القياس العلّة فأين هذه العلّة في الحديث النبوي الشريف الذي عدّيت منه حكم الإستحاضة (و ماذا تفعل من أجل الصلاة) إلى من به سلس بول؟ - و لعل مذهب الظاهرية هنا أقوى -
* و بالنسبة لقولك: "ولهذا أمثلة كثيرة اعتمد الجمهور فيها على القياس وهي متعلقة بالعبادات مثل:
1 - قاسوا اشتراط النية في الوضوء على اشتراطها في التيمم خلافا للحنفية.
2 - جواز الاستنجاء بما يزيل النجاسة غير الماء والأحجار كالورق والمناديل ونحوها.
3 - نقض الوضوء بمس الدبر قياسا على مس الذكر عند الشافعي ورواية عن أحمد.
4 - جواز المسح على العمامة قياسا على المسح على الخفين عند الحنابلة.
5 - وجوب الكفارة على من جامع في نهار رمضان ناسيا قياسا على المتعمد وقياسا على وجوب الفدية في الحج على من جامع سهوا أو عمدا ووجوب الكفارة هو قول الحنابلة.
6 - وجوب الكفارة على من قتل عمدا فعفي عنه قياسا على من قتل خطأ عند الشافعية ورواية عند الحنابلة.
7 - وجوب الكفارة في اليمين الغموس قياسا على اليمين المنعقدة عند الشافعي ورواية عن أحمد "
فأقول: بعض القياسات المذكورة هنا ليست صحيحة و الوقوف فيها على ظواهر الأحاديث أولى
ـ[الشاكر]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:53]ـ
شاكر لكم اثراء الموضوع الذي حقيقة له اهميه كبيره فالطهارة امر مهم للمسلم ولكن اريد اخذ رأي الشيخ ابو حازم واهل العلم في ما وجدت في صحيفة الاقتصادية الأكترونية
العفو عن يسير النجاسات
د. عبد الرحمن المخضوب - 26/ 01/1427هـ
النجاسات يجب إزالتها والتطهر منها لقول الله تعالى "وثيابك فطهر" وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه" رواه الدار قطني وغيره، لذا فإن الطهارة من النجاسة شرط لصحة الصلاة، وقال جمهور العلماء إنه لا يعفى عن يسير البول مثل رؤوس الإبر، قال الإمام أحمد ومالك والشافعي إنه نجاسة لا تشق إزالتها فوجبت إزالتها واستثنوا من ذلك يسير الدم والقيح فإن أكثر أهل العلم يرون العفو عن يسيرهما لما روت عائشة رضي الله عنها، قالت قد كان يكون لإحدانا الدرع فيه تحيض وفيه تصيبها الجنابة ثم ترى فيه قطرة من دم فَتَقْصَعُهُ ـ أي تدلكه بريقها، وفي لفظ ما كان لإحدانا إلا ثوب فيه تحيض فإن أصابه شيء من دمها بلته بريقها ثم قصعته بظفرها ـ رواه البخاري وأبو داود، وهذا يدل على العفو عنه، ومثل هذا لا يخفى على النبي، صلى الله عليه وسلم, ولا يصدر إلا عن أمره وقال به جملة من الصحابة فقد روى الحازم بإسناده, عن نافع أن ابن عمر كان يسجد فتجرح يداه فيضعهما في الأرض وهما يقطران دما من شقاق كان في يديه وعصر يده فخرج منها شيء من دم وقيح فمسحه بيده وصلى ولم يتوضأ".
قلت: إن التفريق بين يسير نجاسة الدم والقيح وغيرهما من النجاسات فيه مشقة وعنت على الكثير، إذ إن تحرج الكثير من يسير البول أكثر من تحرجهم من يسير الدم لكثرة الأول في مقابل الثاني، ولو كلف المتوضئ بإزالة النجاسة وإن قلت لأدى هذا إلى الحرج المنتفي في شرعنا فقد حكي الاتفاق بالعفو عن أثر الاستجمار بعد الإنقاء واستيفاء العدد ومعلوم في غالب الظن أن الاستجمار لا يزيل النجاسة وأثرها تماما بل يبقى أثر لا يزيله إلا الماء ومع ذلك فعفي عنه دفعا للمشقة وله أن يستجمر ولو مع وجود الماء فكيف لا يقال مع هذا إنه لا يعفى عن يسير نجاسة البول فهي مما تعم بها البلوى ويشق على الكثير بل وقد يكون بابا للشيطان يلج منه على كثيري الشكوك وشديدي التحرز حتى يوقعهم في الوساوس.
قال الإمام أبو حنيفة، رحمه الله: يعفى عن يسير جميع النجاسات لأنه يتحرى فيها بالمسح في كل الاستنجاء ولو لم يعف عنها لم يكف فيها المسح ولأنه يشق التحرز منه فعفي عنه كالدم، واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، إذ لا دليل مع من يفرقون بين يسير النجاسات وتمسكا بعموم قول الله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" لذا من يسير النجاسات التي يعفى عنها لمشقة التحرز منها يسير البول لمن ابتلي بالسلس وهو استمرار خروج البول إذا تحفظ تحفظا كثيرا قدر استطاعته، ومن ابتلي بخروج قطرات من البول عند قيامه وقعوده ولا يستطيع التحرز منه وهذا القول هو الموافق للأصول الشرعية والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 11:25]ـ
أخي الكريم سراج بن عبد الله وفقني الله وإياك وزادني وإياك علماً وعملاً وبعد:
أولاً: كلام ابن عبد البر في استحباب الوضوء ذكره في:
1 - التمهيد (16/ 97) فقال: ( ... إلا أن مالكا يستحب للمستحاضة الوضوء لكل صلاة ولا يوجبه عليها .. )
2 - وقال في التمهيد أيضاً (16/ 98): (قال مالك والأمر عندنا على حديث هشام بن عروة عن أبيه وهو أحب ما سمعت إلي والوضوء عليها عنده استحباب على ما ذكرنا عنه؛ لأنه لا يرفع الحدث الدائم فوجه الأمر به الاستحباب والله أعلم)
3 - وقال في التمهيد أيضاً (22/ 109): (عروة كان يفتي بأن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة وذلك عند مالك على الاستحباب لا على الإيجاب)
4 - وقال في الاستذكار (1/ 243): (اختلفوا في إيجاب الوضوء عليه _ أي من به سلس بول _ للصلاة مع حاله تلك فذهب مالك أنه لا يجب له الوضوء لكل صلاة ولكنه يستحب له ذلك اعتبارا بالمستحاضة والوضوء عنده لها استحباب أيضا)
وينظر أيضاً الاستذكار (1/ 342)
على أن الاستحباب أصلا مشروع لكل صلاة للمستحاضة ولغيرها لكن الذي يظهر أن مالكاً يؤكد استحبابه هنا.
ثانياً: أما كون المستحاضة ومن به سلس بول غير طاهرين بالإجماع فمن أوجه:
الوجه الأول: الإجماع على أن الخارج من السبيلين كالغائط والبول والريح والمني والمذي والودي ينقض الوضوء. الإجماع لابن المنذر (ص 3) الإفصاح لابن هبيرة (1/ 78)
و المستحاضة ومن به سلس به يدخلون في هذا الإجماع، ومن يخرجهم يحتاج إلى دليل.
الوجه الثاني: الإجماع على أن قليل الحدث مثل كثيره إلا في النوم فاختلفوا فيه: التمهيد لابن عبد البر (22/ 233)
وهذا يشمل من خرج منه بول كثير ومن به سلس بول وكذا المستحاضة.
الوجه الثالث: قال ابن المنذر: (أجمعوا على أن دم الاستحاضة ينقض الطهارة وانفرد ربيعة وقال لا ينقض الطهارة) الإجماع (ص 3) وينظر: المغني لابن قدامة (1/ 191)
الوجه الرابع: أنهما محدثان عند الجميع _ خلافا لابن حزم فيمن كان به سلس بول _ أما الجمهور فلأنهم أوجبوا الوضوء ولا إيجاب بدون حدث، وأما مالك فلأنه علل عدم الوجوب بكونه لا يرفع الحدث فالحدث عنده باق لكنه رخصة.
الوجه الخامس: أن الكل أوجب عليها طهراً واحداً حتى الإمام مالك ثم حصل الاختلاف فيما زاد هل يجب لكل صلاة كما هو قول الجمهور أو يستحب ذلك كما هو قول مالك. بداية المجتد (1/ 84)
وهذا يدل على أنهم متفقون على أنه حدث وإلا فلمَ أوجبوا جميعا الوضوء مرة، وهذا يناقض ما ينقل عن مالك رحمه الله من كونه لا يرى ناقضا للوضوء إلا الخارج المعتاد، ولعل السبب هو في ظن البعض ان عدم إيجاب الوضوء عنده يلزم منه عدم النقض فنقلوا عنه عدم القول بكونه ناقضاً، ولا تلازم فربما يكون السبب في عدم الإيجاب ما ذكره ابن عبد البر من كونه لا يرفع الحدث فلا فائدة من فعله.
الوجه السادس: قال ابن حزم في المحلى (1/ 234): (وإسقاط مالك الوضوء مما قد أوجبه الله تعالى منه ورسوله (ص) منه بالإجماع وبالنصوص الثابتة خطأ لا يحل) ذكر ذلك في معرض الرد على قياس الجمهور سلس البول على المستحاضة، إذ ابن حزم يوافق الجمهور على وجوب الوضوء على المستحاضة لكنه لا يوجبه على من به سلس بول ويمنع القياس. المحلى (1/ 233، 251)
وأما قياس من به سلس بول على المستحاضة فمتفق عليه بين الأئمة الأربعة فالجمهور الحنفية والشافعية والحنابلة قاسوه على المستحاضة في وجوب الوضوء ومالك قاسه على المستحاضة في استحباب الوضوء.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 243): (اختلفوا في إيجاب الوضوء عليه _ أي من به سلس بول _ للصلاة مع حاله تلك فذهب مالك أنه لا يجب له الوضوء لكل صلاة ولكنه يستحب له ذلك اعتبارا بالمستحاضة والوضوء عنده لها استحباب أيضا)
ووجه القياس أن كلا منهما حدث دائم لا ينقطع، والعلة هنا مستنبطة من الحديث وقد اتفق الأئمة الأربعة على العلة كما سبق، ويبقى القياس ظنياً ليس ملزماً، وإن كان الأصل العام لوجوب الطهارة من الحدث يشمل من به سلس بول؛ لأن البول ناقض للوضوء باتفاق أهل العلم فمتى حصل فالأصل وجوب الوضوء وإنما يكتفي بالوضوء مرة لكل صلاة لرفع الحرج والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 12:20]ـ
أخي الكريم الشاكر وفقني الله وإياك وبعد:
(وقال جمهور العلماء إنه لا يعفى عن يسير البول مثل رؤوس الإبر) لعله (يعفى عن يسير البول)
العفو عن اليسير وما لا يمكن التحرز منه قول جمهور أهل العلم وإن كانوا يختلفون في تحديد اليسير:
1 - فمثلا الحنفية يقولون قدر الدرهم وما دونه من النجاسات كالدم والبول والخمر وخرء الدجاجة وبول الحمار تجوز الصلاة معها؛ لأنها قليلة لا يمكن التحرز منها. الهداية (1/ 37)
وقال الكاساني في بدائع الصنائع (1/ 231): (النجاسة لا تخلو إما إن كانت غليظة أو خفيفة قليلة أو كثيرة أما النجاسة القليلة فإنها لا تمنع جواز الصلاة سواء كانت خفيفة أو غليظة استحسانا و القياس أن تمنع و هو قول زفر و الشافعي إلا إذا كانت لا تأخذها العين أو ما لا يمكن الاحتراز عنه) وينظر بدائع الصنائع (1/ 103، 118، 187، 198)
وينظر: المبسوط (1/ 44، 54، 247) (2/ 135) الأشباه والنظائر لابن نجيم (ص 85)
2 - وذكر المالكية عدة أشياء يعفى عنها لمشقة الاحتراز منها ولكونها يسيرة ينظر حاشية الدسوقي (1/ 77) وما بعدها بداية المجتهد (1/ 127)
3 - قال الشيرازي في المهذب (1/ 116): (وأما الدماء فينظر فيها فإن كان دم القمل والبراغيث وما أشبههما فإنه يعفى عن قليله لأنه يشق الاحتراز منه فلو لم يعف عنه شق وضاق وقد قال الله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} ... )
وقال في مغني المحتاج (1/ 192): (محل العفو بالنسبة للصلاة فلو وقع الثوب في ماء قليل قال المتولي: حكم بتنجيسه " ودم البثرات وهي بالمثلثة خراج صغير كالبراغيث أي كدمها فيعفى عن قليله قطعا وعن كثيره على الراجح ما لم يكن بفعله لأن الإنسان لا يخلو منها غالبا فلو وجب الغسل في كل مرة لشق عليه ذلك أما ما خرج منها بفعله فيعفى عن قليله فقط كما يؤخذ مما مر ومن كلام الكفاية .. )
4 - قال ابن قدامة في المغني (1/ 760): (أكثر أهل العلم يرون العفو عن يسير الدم والقيح وممن روي عنه ابن عباس وأبو هريرة وجابر وابن أبي أوفى وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير و طاوس و مجاهد و عروة و محمد بن كنانة و النخعي و قتادة و الأوزاعي و الشافعي في أحد قوليه وأصحاب الرأي ... )
وقد ورد أن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف سألت أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي (ص) فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر فقالت أم سلمة: قال رسول الله (ص): " يطهره ما بعده " أخرجه مالك في الموطأ وأحمد في مسنده وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي والبيهقي في سننهم وفي إسناده أم ولد إبراهيم مجهولة كما قال الخطابي وغيره.
وأقوى منه:
ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه من طريق عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت: قلت: يا رسول الله إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا مطرنا؟ قال " أليس بعدها طريق هي أطيب منها؟ " قالت قلت بلى قال " فهذه بهذه "
وروي نحوها من حديث أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما بأسانيد ضعيفة.
وهذه القاعدة وهي ما لا يمكن التحرز منه يكون عفوا قد ذكرها المقري من المالكية وابن السبكي والسيوطي من الشافعية وابن تيمية من الحنابلة.
والله أعلم
ـ[الشاكر]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 06:43]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
لقد قرأت ذات مرة لشيخ ابن عثيمين يرحمه الله انه خاف جمهور العلماء في نجاسة الخمر وعلل لذلك
يستدل بالعفو عن يسير البول بمثل ما يبقى من اثر بعد الاستجمار لا يزيله الا الماء (فهناك نجاسة يسيرة)
وحديث وان كنت الا احفظة ان النبي صلى الله علية وسلم بال قائما وستدلو ان الامر لا يخلو من تطاير رشاش من البول
ونه لا دليل على التفرقة بين قليل الدم وقليل البول
واني ان اورد ذلك فاللإستفادة من علمكم ولأهمية هذا الامر الذي كثرعذاب القبر فيه نسأل الله الرحمة وستهان الناس بهذا الامر وكن الامر لا يخص الا موسوس.
شاكر لكل من شارك معنا
ـ[هالة]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 06:18]ـ
الأخ سراج جزاك الله خيرا على تنبيهك على خطئي
الشيخ أبو حازم الكاتب جزاك الله و لي أسئلة ليس الهدف منها المناظرة و إنّما الهدف منها التعلم و الإستفادة:
أنت قلت:
قال ابن المنذر: (أجمعوا على أن دم الاستحاضة ينقض الطهارة وانفرد ربيعة وقال لا ينقض الطهارة) الإجماع (ص 3) وينظر: المغني لابن قدامة (1/ 191)
فكيف يكون إجماعا و ربيعة خالف؟
و كذلك قلت:
خلافا لابن حزم فيمن كان به سلس بول
فهل كلام ابن حزم لا يخرم الإجماع؟ أليس عالما مجتهدا؟
و بالنسبة لقولك:
وأما قياس من به سلس بول على المستحاضة فمتفق عليه بين الأئمة الأربعة فالجمهور الحنفية والشافعية والحنابلة قاسوه على المستحاضة في وجوب الوضوء ومالك قاسه على المستحاضة في استحباب الوضوء.
و لكن العلّة كيف استنبطوها فهي غير موجودة في حديث المستحاضة؟ فلا يوجد في الحديث أنّ الوضوء لكل صلاة بالنسبة للمستحاضة هو لأنّ حدثها، مستمر ثم هناك فوارق بين الاستحاضة و سلس البول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 07:41]ـ
بارك الله فيك:
أما كيف يكون إجماعاً وربيعة قد خالف فيجاب عنه بجوابين:
الجواب الأول: ان يقال إن ابن المنذر يرى أن قول الأكثر إجماعاً ولا تضر مخالفة الواحد والاثنين عنده وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن جرير الطبري وأبي بكر الرازي الجصاص من الحنفية.
الجواب الثاني: أن يقال إن الإجماع سابق على قول ربيعة وخلافه متأخر أو يقال إنه بعد ربيعة انعقد الإجماع على ذلك ويكون ابن المنذر يرى أن قول مالك بعدم وجوب الوضوء لا لكونه غير ناقض بل لكونه لا يرفع الحدث وهو ما ذكره ابن عبد البر وعندئذٍ يكون القول بنقض الاستحاضة إجماعا إذ لا يعرف من قال بعدم نقضه حتى ابن حزم يوافق الأئمة الأربعة في ذلك.
وأما القول (خلافا لابن حزم) فالمراد قول الجميع أي الأئمة الأربعة وأتباعهم و خلاف ابن حزم متأخر عندها.
وأما الاعتداد بخلاف ابن حزم فمسألة مشهورة عند الأصوليين:
1 - فقيل: يعتد بهم كسائر المجتهدين.
2 - وقيل: يعتد بهم في غير مسائل القياس.
3 - وقيل: يعتد بهم إلا في القياس الجلي (وهو القياس الذي نص على علته أو أجمع عليها أو قطع فيه بنفي الفارق) ويدخل في هذا مفهوم الموافقة عند من يسميه قياساً كالشافعي وابن حزم.
4 - وقيل: لا يعتد بهم مطلقا.
ولعل أقرب الأقوال هو القول الثالث.والله أعلم
وأما قولك (و لكن العلّة كيف استنبطوها فهي غير موجودة في حديث المستحاضة؟) لو كانت موجودة لأصبحت منصوصة لا مستنبطة والعلة المستنبطة هي التي يجتهد المجتهد في استخراجها من النص وهي المعنى المناسب لتشريع الحكم.
وأما قولك: (ثم هناك فوارق بين الاستحاضة و سلس البول) نعم هناك فوارق وإلا لو لم يكن هناك فوارق لقطع بنفي الفارق وأصبح القياس جليا قطعياً لكنه هنا قياس ظني لاشتركهما في العلة التي يظن انها علة الحكم، وهذه الفوارق ليست هي مناط الحكم عند من استنبط مناطه هنا.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خير ا يا شيخ ابا حازم
اجوبة موفقه وفوائد لطيفه
وفقكم الله
وزادك الله عماً ويقينا ... اللهم آمين
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 05:10]ـ
الأخ أبو حازم الكاتب جزاك الله خيرا فقد استفدت كثيرا و أتمنى أن أعرف رأيك فيما يلي:
قد لاحظت أنّ بعض ما اعتمدت عليه في دعوى الإجماع كان مبنيا على كلام ابن المنذر و قد قلت ما يلي:
ان يقال إن ابن المنذر يرى أن قول الأكثر إجماعاً ولا تضر مخالفة الواحد والاثنين عنده وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن جرير الطبري وأبي بكر الرازي الجصاص من الحنفية.
فأقول: الإجماع الذي دلّت على حجيّته النصوص ليس قول أكثرية المجتهدين و عليه فإذا كان ابن المنذر يرى هذا فلا يحتج به في دعوى الإجماع
و بخصوص قولك:
أو يقال إنه بعد ربيعة انعقد الإجماع على ذلك
أقول: لا إجماع بعد اختلاف كما ذهب إلى ذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين في بعض كتبه.
و بالنسبة لقولك:
أن يقال إن الإجماع سابق على قول ربيعة وخلافه متأخر أو يقال إنه بعد ربيعة انعقد الإجماع على ذلك
فأقول: إذا دخل الإحتمال على الدليل فيسقط الإستدلال به و خصوصا إذا لم نعلم ما رأي مدّعي الإجماع فيما يلي:
- هل يعتّد بالإجماع بعد الإختلاف أو لا
- مقصوده بالإجماع
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 06:16]ـ
السائل يقول
1 - اذا وجد بستمرار سائل متجمد اقل من قطرة على مخرج البول اكرمكم الله
فكيف جزمتم أن هذه القطرة (أو أقل) من سلس البول
أفلا يمكن أن تكون شيئا آخر
ـ[هالة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 07:35]ـ
الأخ أبو حازم الكاتب شكرا جزيلا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 12:36]ـ
أخي الكريم سراج بن عبد الله وفقني الله وإياك لكل علم نافع وعمل صالح وبعد:
كما ذكرتَ أخي بعض ما اعتمدت عليه هو من كلام ابن المنذر وإلا فالإجماع الأول والثاني لا نزاع فيهما ويدخل فيهما الاستحاضة والبول سواء كان كثيراً أو قليلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يتعلق بالإجماع الذي ذكره ابن المنذر رحمه الله فأنا اخي الحبيب لم أقل إن الإجماع ينعقد بقول الأكثر وإنما ذكرت توجيه نقل ابن المنذر للإجماع لسؤال الأخت عن ذلك، وإلا فكما تفضلت أخي الإجماع لا ينعقد إلا باتفاق الكل على الصحيح.
وأما مسألة انعقاد الإجماع فكما تفضلت أخي لا ينعقد الإجماع بعد الخلاف عند الجمهور وليس هو قول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله فحسب بل هي مسألة مشهورة عند الأصوليين.
واما قولك أخي: (إذا دخل الإحتمال على الدليل فيسقط الإستدلال به) فهذا ليس في هذا الموطن بارك الله فيك الاحتمال هنا هو توجيه لكلام ابن المنذر لا في صحة الإجماع وإلا فخلاف ربيعة موجود ومنقول عنه وليس هو مجال احتمال لكن كلامي هل الإجماع حصل قبله أو بعده في نظر ابن المنذر هذا ما أردت وفقني الله وإياك.
وللفائدة أذكر لك باختصار ما يتعلق بالمسألتين السابقتين وهي ضمن بحث لي في الإجماع لكن سأحذف ما لا يهم في ذلك اختصارا وبدون ذكر التوثيقات:
أما المسألة الأولى وهي مسألة هل ينعقد الإجماع بقول الأكثر:
وصورة المسألة: أنه لو خالف واحد أو اثنان أو عدد قليل من المجتهدين فهل مخالفتهم تضرّ ولا ينعقد الإجماع أو ينعقد الإجماع بقول الأكثر ولا تضرّ مخالفة هؤلاء؟ اختلف في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: لا ينعقد الإجماع إلا بقول الكلِّ فلو خالف مجتهدٌ واحدٌ لم ينعقد، ولا يكون قولهم إجماعاً ولا حجةً وهذا هو قول الجمهور.
القول الثاني: ينعقد الإجماع بمخالفة الواحد والاثنين فقط دون ما زاد على ذلك ويكون قول الأكثر إجماعاً وحجةً وهو قول أبي بكر الرازي (الجصاص) وأبي الحسين الخياط من المعتزلة وابن حمدان من الحنابلة، ومال إليه أبو محمد الجويني وحكاه الباجي عن ابن خويز منداد من المالكية، وحكاه الفخر الرازي عن ابن جرير الطبري، وذكر ابن قدامة والطوفي وغيرهما أن الإمام أحمد أومأ إليه في رواية.
القول الثالث: إذا بلغ المخالفون عدد التواتر لم ينعقد الإجماع وإن كانوا دون ذلك لم تضرّ مخالفتهم وينعقد الإجماع عندئذٍ وذكر الباقلاني أن هذا هو قول ابن جرير وحكاه القاضي عبد الوهاب عن أبي الحسين الخياط. (وذلك لأن ما دون عدد التواتر يعتبر شاذاً لا حكم له وهذا مبني على قول من أثبت الإجماع بالعقل وأنه يشترط في المجمعين بلوغ عدد التواتر كذا خرَّجه الطوفي)
القول الرابع: أن المخالفة تضرَّ إن كان المخالف قد خالف فيما يسوغ فيه الاجتهاد كمخالفة ابن عباس _ رضي الله عنهما _ في العول، أما إذا كانت مخالفته لا يسوغ فيها الاجتهاد كأن يخالف نصاً فهنا لا عبرة بقوله وينعقد الإجماع وذلك كمخالفة ابن عباس _ رضي الله عنهما _ في ربا الفضل، وبهذا قال أبو عبد الله الجرجاني والسرخسي وحكي عن الجصاص (والحجة في ذلك أنه يعتبر شاذاً لا يلتفت لقوله إن كان خلافه لا يسوغ)
القول الخامس: أنه إذا خالف البعض فإن قول الأكثر لا يكون إجماعاً لكنه يكون حجةً وبهذا قال ابن الحاجب المالكي وابن بدران من الحنابلة. (وذلك لأن إصابة الأكثر أكثر من خطئهم فيكون ظنياً كخبر الواحد والقياس)
القول السادس: أن قول الأكثر إجماع في غير أصول الدين أما في أصول الدين فلا بد من اتفاق الكل نقله القرافي عن ابن الأخشاد من المعتزلة. (وذلك لأن الخلاف في أصول الدين مؤثر ليس كالفروع)
أدلة الأقوال: (الذي يهمنا من الأقوال السابقة القول الأول والثاني ولذا سنكتفي بذكر أدلتهما فقط وأما بقية الأقوال فقد سبق ذكر وجه الاحتجاج عندهم باختصار):
أدلة القول الأول: استدل الجمهور لاشتراط اتفاق الكل في الإجماع بأدلة منها:
1 – عموم أدلة حجيَّة الإجماع كقوله تعالى: ? ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ? وقوله (ص): " لا تجتمع أمتي على ضلالة " (الحديث لا تخلو أسانيده كلها من مقال وقد تكلمت عليها في أول البحث)، و الأكثر ليسوا كل المؤمنين، وليسوا كل الأمة.
2 – أنه قد حصل مثل ذلك في زمن الصحابة وانفرد بعض الصحابة بأقوال خالفوا فيها الأكثر ولم ينكر أحدٌ ذلك عليهم بل سوَّغوا لهم الاجتهاد، ولو كان قول الأكثر إجماعاً لأنكروا عليهم المخالفة ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ – انفرد ابن عباس _ رضي الله عنهما _ عن أكثر الصحابة في بعض المسائل كالقول بجواز المتعة وجواز ربا الفضل وبعض مسائل الفرائض كقوله بعدم العول، وفي العمريتين، وعدم حجب الأم بأقل من ثلاثة إخوة وغيرها.
ب – انفرد أبو موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بقوله بعدم نقض الوضوء بالنوم ذكره ابن عبد البر وغيره.
ج – انفرد ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ببعض المسائل في الفرائض مثل: حجب الزوجين والأم بالولد والإخوة وإن كانوا عبيداً أو كفاراً أو قاتلين، وجعل الباقي بعد فرض البنات لبني الابن دون بنات الابن وغيرها.
أدلة القول الثاني: استدلوا بأدلة منها:
1 – أن الكل يطلق في اللغة ويراد به الأكثر فـ (المؤمنون) و (الأمة) يصحُّ اطلاقهما على الأكثر كما يقال: بنو تميم يحمون الجار ويكرمون الضيف والمراد الأكثر ويقال: هذا ثور أسود وإن كان فيه شعرات بيض.
ويجاب عنه: بأن هذا الاطلاق هو من باب المجاز، والأصل في الاطلاق الحقيقة فيجب حمل لفظ (المؤمنين) و (الأمة) عليها، ولذلك لو شذ واحد عن الجماعة صح أن يقال عن البقية: ليس هم كل الأمة ولا كل المؤمنين.
2 – استدلوا بالنصوص التي تذم الشذوذ وتثني على الكثرة والجماعة نحو:
- قوله (ص): " إن يد الله مع الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم فإن من شذَّ شذَّ في النار " أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عمر رضي الله عنهما.
- وقوله (ص): " الشيطان مع الواحد و هو عن الاثنين أبعد " أخرجه الترمذي والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما وأخرجه عبد الرزاق والبغوي في تفسيره عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وأجيب عنه بجوابين:
الأول: أن المراد بالسواد الأعظم جميع أهل العصر، والجماعة الإمام ومن معه فالمراد بالشذوذ هو الخروج على الإمام كفعل الخوارج، والشذوذ _ علماً أن زيادة " من شذ " ضعيفة _ هو المخالفة بعد الموافقة ولذلك يقال شذ البعير وندَّ إذا توحش بعد ما كان أهلياً.
الثاني: أنه قد ورد نصوص أخرى تذم الكثرة أيضاً كقوله تعالى: ? وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ? وقوله: ? وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ?.
3 - أن الأمة اعتمدت في خلافة أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على انعقاد الإجماع عليه لما اتفق عليه الأكثرون، وإن خالف في ذلك جماعة كعلي وسعد بن عبادة رضي الله عنهما، ولولا أن إجماع الأكثر حجة مع مخالفة الأقل لما كانت إمامة أبي بكر ثابتة بالإجماع.
وأجيب عنه بجوابين:
الأول: عدم التسليم بأنه لم يحصل إجماع من الصحابة على خلافة أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بل حصل الإجماع عليها، ومن تأخر من الصحابة فهو لعذر مع إظهار الموافقة بعد ذلك.
الثاني: لا يشترط في انعقاد البيعة بالإمامة اتفاق الكل بل يكفي قول أهل الحل والعقد.
4 - أن خبر الواحد بأمر لا يفيد العلم وخبر الجماعة إذا بلغ عددهم عدد التواتر يفيد العلم فليكن مثله في باب الاجتهاد والإجماع.
وأجيب عنه بجوابين:
الأول: أنه إن كان صدق الأكثر فيما يخبرون به عن أمر محسوس مفيد للعلم فلا يلزم مثله في الإجماع الصادر عن الاجتهاد فالقياس مع الفارق والعلم الحاصل بالإجماع إنما هو باتفاق الكل لا الأكثر.
الثاني: لو كان كل من أفاد خبره العلم يكون قوله إجماعاً محتجا به _ كما تقولون _ لوجب أن يكون إجماع كل أهل بلد محتجاً به مع مخالفة أهل البلد الآخر لهم؛ لأن خبر أهل كل بلد يفيد العلم.
5 - أن الكثرة يحصل بها الترجيح في رواية الخبر فليكن مثله في الاجتهاد.
وأجيب عنه: بأن هذا قياس مع الفارق إذ يلزم على قولكم أن يكون قول الواحد وحده إجماعاً كما أن روايته وحده مقبولة.
6 - أنه لو اعتبرت مخالفة الواحد والاثنين لما انعقد الإجماع أصلا؛ لأنه ما من إجماع إلا ويمكن مخالفة الواحد والاثنين فيه إما سراً وإما علانية.
وأجيب عنه: بأن الاحتجاج بالإجماع إنما يكون حيث علم الاتفاق من الكل إما بصريح المقال أو قرائن الأحوال، وذلك ممكن كما يمكنكم العلم باتفاق الأكثر، وإلا لزم أن لا يقع اتفاق مطلقاً لا اتفاق الكل ولا الأكثر لعدم إمكان العلم بهما.
الترجيح: ما ذهب إليه الجمهور هو الراجح في هذه المسألة لقوة ما استدلوا به والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المسألة الثانية وهي: هل ينعقد الإجماع بعد الخلاف؟
بعضهم يجعل عنوان المسألة (اتفاق أهل العصر الثاني على أحد قولي العصر الأول) وبعضهم يجعل عنوانها (هل يشترط في الإجماع أن لا يسبق بخلاف مستقر؟)
تحرير محل النزاع:
الاتفاق بعد الاختلاف لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن يحصل الاختلاف والاتفاق في عصر واحد وهذا له صورتان:
الصورة الأولى: أن يختلف أهل العصر ثم يتفقون قبل أن يستقر الخلاف فهنا يكون إجماعاً عند الأئمة الأربعة وأتباعهم بل نقله البعض اتفاقاً إلا ما حكي عن الصيرفي ولعله محمول على الحالة الثانية.
ومثال هذه الحالة: اختلافهم في إمامة أبي بكر رضي الله عنه ثم اتفاقهم عليه، واختلافهم في جمع المصحف ثم اتفاقهم عليه.
الصورة الثانية: أن يختلف أهل العصر ثم يتفقون بعد أن يستقر الخلاف فهنا يجوز الاتفاق عند من يشترط انقراض العصر.
أما من لا يشترط ذلك فاختلفوا على أقوال:
قيل: يجوز الاتفاق ويكون إجماعاً وهو اختيار الفخر الرازي ونقله الجويني عن أكثر الأصوليين.
وقيل: لا يجوز الاتفاق وهو اختيار الباقلاني والجويني والغزالي والشيرازي والآمدي والصيرفي ونقله ابن برهان عن الشافعي.
وقيل: يجوز إذا كان دليله الاجتهاد والأمارة ولا يجوز فيما كان دليله قطعياً.
الحالة الثانية: أن يحصل الاختلاف في عصر والاتفاق في العصر الذي بعده فهنا اختلف في جوازه عقلاً وحكمه شرعاً فذهب الآمدي وجماعة إلى إستحالته عقلاً وذهب الأكثر إلى جوازه عقلاً ثم اختلفوا في حكمه شرعاً على قولين:
القول الأول: لا يكون إجماعاً ولا يرتفع الخلاف وبه قال أكثر الحنابلة ونص عليه أحمد وهو ظاهر كلامه كما في رواية المرُّوذي وأبي الحارث ويوسف بن موسى قال: ينظر إلى أقرب القولين وأشبهها بالكتاب والسنة، واختاره القاضي أبو يعلى وابن قدامة، وبه قال أبو الحسن الأشعري وهو قول أكثر الشافعية كأبي بكر الصيرفي وأبي حامد المروزي والباقلاني والجويني والغزالي والآمدي والشيرازي من الشافعية وبه قال الأبهري وأبو تمام وابن خويز منداد من المالكية.
القول الثاني: يكون إجماعاً ويرتفع الخلاف به وهو قول أكثر الحنفية واختاره منهم السرخسي والشاشي وهو قول أكثر المالكية واختاره منهم الباجي والقرافي وابن جزي الغرناطي، وهو اختيار أبي الخطاب والطوفي وابن بدران من الحنابلة، وبه قال القفال الشاشي وابن خيران والفخر الرازي والنووي من الشافعية،، وبه قالت المعتزلة كالجبائيين وأبي عبد الله البصري، وحكاه الباقلاني عن أبي الحسن الأشعري.
أدلة القولين:
أدلة القول الأول: استدل من قال لا يكون إجماعاً ولا يرتفع الخلاف بأدلة منها:
1 – قوله تعالى: ? فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ?
وجه الاستدلال: أوجب الرد إلى كتاب الله تعالى عند التنازع وهو حاصل؛ لأن حصول الاتفاق في الحال لا ينافي ما تقدم من الاختلاف فوجب فيه الرد إلى كتاب الله تعالى.
وأجيب عنه بجوابين:
الأول: أن التعلق بالإجماع ردٌّ إلى الله والرسول.
الثاني: أن أهل العصر الثاني إذا اتفقوا فهم ليسوا بمتنازعين فلم يجب عليهم الرد إلى كتاب الله؛ لأن المعلق بالشرط عدم عند عدم شرطه.
2 - قوله (ص): " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ".
وجه الاستدلال: أن ظاهره يقتضي جواز الأخذ بقول كل واحد من الصحابة ولم يفصل بين ما يكون بعده إجماع أو لا يكون.
وأجيب عنه بأجوبة:
الأول: أن هذا حديث ضعيف جداً بل حكم عليه بعضهم بالوضع (الحديث أخرجه عبد بن حميد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه حمزة النصيبي ضعيف جداً، ورواه الدارقطني في غرائب مالك وفيه مجهولون ولا يثبت من حديث مالك، ورواه البزار من حديث عمر رضي الله عنه وفيه عبد الرحمن بن زيد العمي كذاب ورواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه جعفر بن عبد الواحد كذاب، قال البزار: هذا الكلام لم يصح عن النبي (ص)، وقال ابن حزم: هذا خبر مكذوب موضوع باطل، وضعفه ابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن حجر وقال الألباني موضوع).
الثاني: أن هذا محمول على النقل لا على الرأي والفتيا كما قال المزني وابن عبد البر وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أنه لا يجوز الاقتداء بالصحابة في ذلك بعد انعقاد الإجماع فكذلك هنا.
3 - أن الأمة إذا اختلفت على القولين واستقرَّ خلافهم في ذلك بعد تمام النظر والاجتهاد فقد انعقد إجماعهم على تسويغ الأخذ بكل واحد من القولين باجتهادٍ أو تقليدٍ، وهم معصومون من الخطأ فيما أجمعوا عليه فلو أجمع من بعدهم على أحد القولين على وجه يمتنع على المجتهد المصير إلى القول الآخر ففيه تخطئة أهل العصر الأول فيما ذهبوا إليه.
4 - أنه قد ثبت أن أهل العصر الأول إذا اختلفوا على قولين لم يجز لمن بعدهم إحداث قول ثالث وأهل العصر الأول لما اختلفوا لم يكن القطع بذلك الحكم قولاً لواحد منهم فيكون القطع بذلك إحداثاً لقول ثالث وأنه غير جائز.
أدلة القول الثاني: استدل من قال يكون إجماعاً و يرتفع الخلاف بأدلة منها:
1 – أن هذا اتفاق جميع الأمة وجميع المؤمنين وعموم الأدلة تقتضي أنه إجماع ولا دليل على تخصيصه بما لم يسبقه خلاف.
وأجيب عنه بجوابين:
الأول: أن هذا يمكن أن يستدل به عليكم وذلك أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على جواز الاجتهاد في الحادثة وجواز تقليد كل واحد من الفريقين فمن قطع الاجتهاد فيه فقد ترك سبيل المؤمنين وكان الوعيد لاحقاً به.
الثاني: أن هذه النصوص عامة مخصوصة بإجماع الصحابة على تجويز الأخذ بالقولين ومنع الإجماع فيه على أحدهما ضمناً.
2 – حصوله فقد اتفق التابعون على ما اختلف فيه الصحابة ومن ذلك: المنع من بيع أمهات الأولاد بعد اختلاف الصحابة فيه على قولين: المنع والجواز، وإجماع التابعين على تحريم المتعة بعد أن اختلف فيها الصحابة على قولين.
وأجيب بمنع حصول الاتفاق في بيع أمهات الأولاد بل هو مستمر وقد أخذ بقول علي _ رضي الله عنه _ داود وهو أحد قولي الشافعي.
الترجيح: الراجح ما ذهب إليه أصحاب القول الأول وهو أنه لا يكون إجماعاً، ولا يرتفع به الخلاف علماً بأن حصول هذا الإجماع متعذر، وذلك أن رجوع قوم وهم جم غفير إلى قول أصحابهم حتى لا يبقى على ذلك المذهب الثاني أحد ممن كان ينتحله لا يقع في مستقر العادة؛ فإن الخلاف إذا رسخ ثم لم يظهر دليل جديد يجب الحكم بمثله فلا يقع في العرف اندثار مذهب طال الذبُّ والدفاع عنه، وهذا ما مال إليه الجويني في آخر المسألة وهو يوافق ما ذكره ابن حزم والآمدي.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 05:12]ـ
جزاك الله خيرا
* و هل توافق على كلامي هذا:
بأنّه لا يعتمد على خبر من يدّعي الإجماع إذا لم نعلم ما رأيه فيما يلي:
- هل يعتّد بالإجماع بعد الإختلاف أو لا
- مقصوده بالإجماع
* و سؤال آخر: ما الدليل من الكتاب أو السّنة على أنّ البول من نواقض الوضوء؟ أم أنّ كون البول من نواقض الوضوء هو مسألة أجمع عليها العلماء لم ينقل لنا نص بخصوصها من الكتاب و السّنة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 08:29]ـ
نعم بارك الله فيك
إذا علم رأي ناقل الإجماع في هاتين المسألتين ينظر في:
1 - تعقب أهل العلم لما نلقه من إجماع من موافقة أو مخالفة.
2 - التأكد من وجود مخالف أو خلاف سابق مستقر.
فإن لم يوجد مخالف ولم يوجد خلاف سابق مستقر ولم يتعقبه أهل العلم بالإنكار فهو كنقل غيره من الأئمة الذين لا يخالفون في المسألتين المذكورتين.
أما كون البول ينقض الوضوء فلما يلي:
1 - قوله تعالى: {أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا}.
2 - حديث صفوان بن عسال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: أمرنا رسول الله (ص) إذا كنا سفراً ألا ننزع خفافنا إلا من جنابة، ولكن من غائط و بول ونوم " أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود بإسناد حسن.
3 - الإجماع المتيقن وقد نقله ابن حزم وابن رشد وابن المنذر وابن قدامة وغيرهم
ـ[هالة]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:40]ـ
فضيلة الشيخ الآية التي ذكرت تتكلم عن الغائط و الغائط غير البول كما يدل على ذلك الحديث الذي وضعته أسفل الآية
و في الحديث الذي ذكرت كلام بأنّ الخفاف تنزع من الجنابة لأجل إعادة الوضوء بخلاف النوم و البول و الغائط فأين الدلالة من ذلك الحديث على أنّ البول من نواقض الوضوء؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 05:40]ـ
جزى الله صاحب السؤال (الشاكر) خير الجزاء فقد فتح بسؤاله بابا من أبواب النجاسة وكيف التعامل معها
ونسأل الله أن يحفظ الشيخ (أبو حازم الكاتب) على التنوير والإفادة وأن ينفع بعلمه
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 02:01]ـ
بارك الله فيك
الغائط في الأصل هو المكان المنخفض وهو مكان قضاء الحاجة وجعل كناية عن قضاء حاجة الإنسان؛ لأن العرب كانت تختار قضاء حاجتها في الغيطان فكثر ذلك منها حتى غلب عليهم ذلك فقيل لكل من قضى حاجته التي كانت تقضى في الغيطان حيث قضاها من الأرض: متغوط وجاء فلان من الغائط يعنى به: قضى حاجته التي كانت تقضى في الغائط من الأرض.
وهو يشمل الغائط والبول وهذا الذي يفهم من كلام العرب والقرآن يكني في هذه الأمور، ولم يأت القرآن ليفصل دقائق الأمور في كل مسألة فلا حاجة أن يذكر نواقض الوضوء مفصلة تعداداً، هذا بعيد، ولو كان القرآن كذلك لأصبح بحجم المبسوط للسرخسي أو أكبر، لكن القرآن نزل بلسان عربي مبين، والعربي يفهم ذلك بمجرد السماع.
وأما كون الغائط غير البول كما في الحديث فنعم لكن الآية فيها جاء من الغائط وهو يشمل الأمرين كما يقال فلان جاء من الخلاء أو الحمام، ومعلوم ان هذا هو مكان قضاء الحاجة، ولا أدري كيف لا يفهم هذا عربي؟! وأعتقد أن هذه ظاهرية حتى ابن حزم _ رحمه الله _ لا يصل إليها؛ لأنها ظاهرية على غير لغة العرب.
وأما الحديث فأيضا واضح أي أن المسلم يمسح على خفيه إذا كان الحدث حدثا أصغر بسبب البول أو الغائط أو النوم فالحديث قسم الحدث قسمين:
1 - حدث أكبر وهو الجنابة ولا يمسح فيه على الخفين.
2 - حدث أصغر من الغائط أو البول أو النوم وهذا يمسح فيه على الخفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 04:08]ـ
شكرا جزيلا فضيلة الشيخ
الغائط في الأصل هو المكان المنخفض وهو مكان قضاء الحاجة وجعل كناية عن قضاء حاجة الإنسان؛ لأن العرب كانت تختار قضاء حاجتها في الغيطان فكثر ذلك منها حتى غلب عليهم ذلك فقيل لكل من قضى حاجته التي كانت تقضى في الغيطان حيث قضاها من الأرض: متغوط وجاء فلان من الغائط يعنى به: قضى حاجته التي كانت تقضى في الغائط من الأرض.
وهو يشمل الغائط والبول وهذا الذي يفهم من كلام العرب والقرآن يكني في هذه الأمور، ولم يأت القرآن ليفصل دقائق الأمور في كل مسألة فلا حاجة أن يذكر نواقض الوضوء مفصلة تعداداً، هذا بعيد، ولو كان القرآن كذلك لأصبح بحجم المبسوط للسرخسي أو أكبر، لكن القرآن نزل بلسان عربي مبين، والعربي يفهم ذلك بمجرد السماع.
وأما كون الغائط غير البول كما في الحديث فنعم لكن الآية فيها جاء من الغائط وهو يشمل الأمرين كما يقال فلان جاء من الخلاء أو الحمام، ومعلوم ان هذا هو مكان قضاء الحاجة، ولا أدري كيف لا يفهم هذا عربي؟! وأعتقد أن هذه ظاهرية حتى ابن حزم _ رحمه الله _ لا يصل إليها؛ لأنها ظاهرية على غير لغة العرب.
و هل الآية تدل على أنّ سلس البول من نواقض الوضوء؟ فالمعلوم أنّ سلس البول ليس له مكان ليقضى الحاجة فيه بل يخرج بغير إرادة الإنسان بخلاف من يأتي من الغائط
وأما الحديث فأيضا واضح أي أن المسلم يمسح على خفيه إذا كان الحدث حدثا أصغر بسبب البول أو الغائط أو النوم فالحديث قسم الحدث قسمين:
1 - حدث أكبر وهو الجنابة ولا يمسح فيه على الخفين.
2 - حدث أصغر من الغائط أو البول أو النوم وهذا يمسح فيه على الخفين.
حديث صفوان بن عسال قال: أمرنا رسول الله إذا كنا سفراً ألا ننزع خفافنا إلا من جنابة، ولكن من غائط و بول ونوم "
و أيضا لم يتطرق فيه إلى كون الغائط أو البول أو النوم حدث ينقض الوضوء
فأرجو التوضيح يا شيخ وجه الدلالة؟ و بارك الله فيك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 12:12]ـ
بارك الله فيك
أولاً: المكان ليس شرطاً لاعتبار الناقض فلو فعل ما ينقض الوضوء من بول أو غائط أو ريح أو غير ذلك في أي مكان انتقض وضوءه وذكر المكان هنا هو باعتبار الغالب.
فالبول والغائط ناقضان بذاتهما لا بمكانهما، وإلا فعلى قولك لو أن المرء بال في إناء أو قارورة ونحوهما وهو في غرفته أنه لا ينتقض وضوءه وهذا غير صحيح.
ثانياً: أما الحديث فظاهر ومعناه أمرنا النبي (ص) بالمسح على الخفين إذا كنا مسافرين في حال نقض الوضوء بغائط أو بول أو نوم فهو ذكر هذه الأمور لكونها مؤثرة ناقضة للوضوء وإلا كان ذكرها عبثاً كما لو قال ولكن من أكلٍ وشربٍ وكلامٍ ولبسٍ ونحو ذلك وهذا ينزه عنه الشرع، فمفهوم الكلام يدل على أن هذه الأشياء هي التي تنقض الوضوء.
تقدير الكلام: وأمرنا أن ننزع خفافنا من جنابة ولا ننزع من غائط وبول ونوم وفي رواية النسائي " كان رسول الله (ص) يأمرنا إذا كنا مسافرين أن نمسح على خفافنا ولا ننزعها ثلاثة أيام من غائط وبول ونوم إلا من جنابة "(/)
من غرائب التصحيفات
ـ[ابو عمر الشامي]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 09:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من غرائب التصحيفات: ماوقعَ في (العبر) للذهبي (2/ 23) عن الإمام مسلم أنه
((كان صاحب تجارة، وكان محسن نيسابور)) هكذا وقع في المطبوع، والصحيح أن الذهبي قال:
((وكان صاحب تجارةٍ بخان محمش بنيسابور، وله أملاك وثروة)) كما نقله عنه ابن العماد في
(شذرات الذهب) (3/ 272) - وقد تصحف عنده - هو الآخر - إلى ((بخان بحمس))
وبناء على هذا الخطأ ذكر الدكتور محمد طوالبة في كتابه القيم (الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه) (ص / 20) - وتبعه الشيخ مشهور حرفيا في (الإمام مسلم) (1/ 33) - أن الإمام مسلماً ((كان كثير الإحسان إلى الناس، حتى وصفه الذهبي بأنه (محسن نيسابور). . .)
ثم أحالا إلى (العبر) للذهبي!.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:25]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ونفع بك
ـ[ابو عمر الشامي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 07:43]ـ
وفيك بارك الله أخي ال عامر
وللأمانة العلمية: أقول انني استفدت هذا النقل من كتاب المدخل الى صحيح مسلم، للدكتورمحمد محمدي النورستاني
حفظه الله، وهو كتاب رائع.(/)
بخصوص ما سيمى بالنكت الدينية
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل أرجو أن تفيدوني بكلام من أهل العلم بخصوص ما يسمى بالنكات الدينية والتي يكون فيها حديث عن يوم القيامة أو عذاب القبر
أو التي يذكر فيها نصوص من الكتاب و السنة؛ و أعطيكم منها مثالين:
1 - مطاوعة لعبو كورة و جاء منهم مهاجم و شات الكورة طلعت برا، قال الحكم: هدف، فرد الحارس: لا مو هدف، قال الحكم المطوع: إنما الأعمال بالنيات.
2 - واحد أبوه يحفظه في أسئلة الملكين منكر و نكير، فلما مات الولد و سمع ما كان يحفظه قال له الملكان: غيرنا الأسئلة
أفيدونا أفادكم الله فإن هذه البلوى قد عمت بين الكبار و الصغار وما سبق ما هو إلا نماذج مما يتندر به الناس وإلا فهذه النكات بالعشرات إن لم تكن بالمئات(/)
حجية مذهب الصحابي
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 03:52]ـ
الحمد لله ... وبعد
اخوتي الافاضل ...
لا ريب انكم قرأتم و درستم في مسألة حجية مذهب الصحابي ... هل هو حجة ام لا .. ام هل في الامر تفصيل.
وقد ذكر أهل العلم أن مذهب الصحابي حجة اذا اشتهر قوله وسكت الصحابة الآخرون عن
مخالفته ... ومنهم من زاد شرطا على هذا السكوت الا وهو ألا يسكت من سكت عن سخط او
أن سكوت الساكت منهم انما هو لاعتقاده سعة في الامر.
ومن الاقوال من قال انه لا ينسب للساكتين قول لأن الساكت قد يكون ساكتا عن خوف او عدم فهم للمسألة أو أن يكون سكوته عن سخط كما قال الامين الشنقيطي رحمه الله.
فإن كان السكوت للخوف فالصحابة رضي الله عنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم وليس هذا هو الظن بهم. اما الاقوال الاخرى كالسخط او عدم فهم المسألة او غيرها فإن منتهى ذلك ان تكون الامة قد ضلت عن الحق في نازلة ... وقد علم قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الامة معصومة من الاجتماع على ضلالة ... وهو معنى قولهم ان الارض لا تخلو من قائم لله بالحجة ... ومن المحال ان يغيب الحق -في مسألة وقعت - في عصر الصحابة ..... واشتهر لأحدهم فيها القول وسكت عنه الآخرون ثم لا يكون هذا القول حجة ... والله اعلم
رجائي من الاخوة الافاضل ان يفيدوني في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 08:00]ـ
انظر كلام ابن القيم في إعلام الموقعين
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:55]ـ
ممن تعرض لهذه القضية أيضًا من المعاصرين الدكتور مصطفى ديب البغا في كتابه ((أثر الأدلة المختلف فيها في الفقه الإسلامي)) حيث جعل الباب الخامس (من ص 335 - 420/ط2 - دار القلم 1413هـ) لمناقشة مذهب الصحابي.
ومما وقفت عليه في هذا الباب كتاب بعنوان ((قول الصحابي عند الأصوليين))، تأليف الأستاذ الدكتور علي جمعة، أستاذ أصول الفقه – جامعة الأزهر، ومفتي الديار المصرية، وقد صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى سنة 1425هـ /2004م، عن دار الرسالة بالقاهرة.
ولم أظفر في قائمة مصادر ومراجع هذا الكتاب بأي دراسة حديثة في الموضوع، فقد اعتمد على كتب أصول الفقه القديمة المعروفة.
ثم وقفت على بحث آخر للدكتور/ترحيب بن ربيعان بن هادي الدوسري، أستاذ مساعد في قسم أصول الفقه كلية الشريعة - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بعنوان ((حجية قول الصحابي عند السلف)) وهو من منشورات موقع سحاب على هذا الرابط:
http://www.sahab.org/books/book.php?id=306
ذكر في مقدمته من المؤلفات العصرية التي تناولت هذه المسألة بالبحث ولو في ناحية منه ما يأتي:-
أولاً:- كتاب الصحابة وجهودهم في حفظ السنة للدكتور عمر يوسف حمزة.
ثانياً:- إجمال الإصابة في أقوال الصحابة للحافظ خليل بن كيكلندي العلائي الشافعي.
ثالثاً:- قول الصحابي في التفسير الأندلسي حتى القرن السادس للأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي.
رابعاً:- الصحابة وجهودهم في خدمة الحديث النبوي للدكتور السيد محمد نوح.
خامساً:- الصحابي وموقف العلماء من الاحتجاج بقوله للدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الدرويش.
سادساً:- قول الصحابي وأثره في الأحكام الشرعية.تأليف / بابكر محمد الشيخ الفاني.
سابعاً:- مخالفة الصحابي للحديث النبوي الشريف للدكتور عبدالكريم بن علي النملة.
ثامناً:- قول الصحابي وأثره في الفقه الإسلامي للدكتور شعبان محمد إسماعيل.
تاسعاً:- حجية مذهب الصحابي دراسة أصولية لعبدالرحمن حللي.
عاشراً:-مناهج وآداب الصحابة في التعلم والتعليم للدكتور عبدالرحمن البر.
حادي عشر:- الصحابة ومكانتهم في الإسلام لنور عالم خليل الأميني.
ثاني عشر:- حجية قول الصحابي لفضل الله الأمين فضل الله.(/)
فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً
إحداهما: اعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم وتنكيس رؤوس عُجبهم، وهذا أحبُّ إلى الله من فعل كثيرٍ من الطاعات فإنَّ دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العُجب. وفي الحديث: لو لم تذنبوا لخشيتُ عليكم ماهو أشدُّ من ذلك العُجب. قال الحسن: لو أنَّ ابن آدم كلما قال أصاب وكلما عمل أحسن أوشك أن يَجنِ من العُجب. قال بعضهم: ذنبٌ أفتقر به إليه أحبُّ إليَّ من طاعةٍ أدلُّ بها عليه.
أنين المذنبين أحبُّ إليه من زجل المسبِّحين لأنَّ زجل المسبِّحين ربما شابه الافتخار وأنين المذنبين يزيِّنُه الانكسار والافتقار.
في حديث: إنَّ الله لينفع العبد بالذنب يذنبه، قال الحسن: إنَّ العبد ليعمل الذنب فلا ينساه ولايزال متخوفاً منه حتى يدخل الجنة، المقصود من زلل المؤمن ندمه، ومن تفريطه أسفه، ومن اعوجاجه تقويمه، ومن تأخره تقديمه، ومن زلقه في هُوَّةِ الهوى أن يُؤخذ بيده فيَنجَى إلى نجوة النجاة.
قُرَّةُ عيني لابُدَّ لي منك وإن ... أوحش بيني وبينك الزلل
قُرَّةُ عيني أنا الغريق فَخُذ ... كفَّ غريقٍ عليك يتَّكِلُ
الثانية: حصول المغفرة والعفو من الله لعبده فإنَّ الله يحبُّ أن يعفو ويغفر، ومن أسمائه الغفَّار والعفوّ والتوَّاب، فلو عَصَمَ الخلق فلمن كان العفو والمغفرة؟ قال بعض السلف: أوَّل ما خلق الله القلم كتب إني أنا التوَّاب أتوب على من تاب.
قال أبو الجلد: قال رجلٌ من العاملين لله بالطاعة: اللهم أصلحني صلاحاً لافساد عليَّ بعده. فأوحى الله إليه أنَّ عبادي المؤمنين كلهم يسألوني مثلَ ما سألت فإذا أصلحتُ عبادي كلهم فعلى من أتفضَّلُ وعلى من أعود بمغفرتي؟!
كان بعض السلف يقول: لو أعلم أحب الأعمال إلى الله لأجهدتُ نفسي فيها. فرأى في منامه قائلاً يقول له: إنَّك تريد ما لا يكون، إنَّ الله يحبُّ أن يغفر. قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يَبتَلِ بالذنب أكرم الخلق عليه.
ياربُّ أنت رجائي ... وفيك حسَّنتُ ظنِّي
ياربُّ فاغفر ذنوبي ... وعافني واعفُ عنِّي
العفوُ منك إلهي ... والذنبُ قد جاءَ منِّي
والظنُّ فيك جميلٌ ... حقِّق بحقك ظنِّي
المصدر: لطائف المعاف لابن رجب الجنبلي - رحمه الله - ص:24،23
ـ[أمل*]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 02:56]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة قطرة مسك، ومايحصل للعبدالمذنب من الإنابة والخضوع والرجوع إلى الله هو تحقيق عظيم للعبودية التي خلقنا من أجلها، فالعبودية هي الذل والخضوع، ولو كان المرء لايذنب لدخله العجب، نسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا ويهدي قلوبنا، ويوفقنا جميعا لمايحب ويرضى
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 04:43]ـ
شكر الله لكم أخي الكريم، وملأ قلوبنا بخشيته ومحبته
ـ[مستور الحال]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
ويستفاد من هذا البحث أنه بعد العزيمة على التوبة عليه أن يحسن الظن بالله مهما وقع الإنسان في معاصي ومهما أسرف على نفسه.
وأما إحسان الظن من المستمر على المعصية فهو يدخل في دائرة العاجز التي يتمنى على الله الأماني ولا يعمل.
والمؤمن يحسن الظن بربه ويسيء الظن بنفسه، فقد يكون الإنسان مستقيم الطريقة، ويغفل كثير من المندوبات، أو بعض الواجبات، ولا يشعر إما لضعفه في العمل أو لعدم محاسبته نفسه على عمله، فإذا وقع في معصية أو تفريط في واجب ولم يكن يقع في هذا سابقاً ينتبه ويعلم أنه فرّط كثيراً وإلا لم يقع في مثل هذا المنكر.
مثاله التسويف في حضور صلاة الجماعة مبكراً، مع ما يصاحبه من نسيان الفضائل، والنظر في البُنيّات الطريق العاجلة::
1 - قد يؤدي بالشخص إلى تفويت بعض الركعات،
2 - ثم يترك كثيراً من السنن لأجل ثقل قضاء فوائتها،
3 - ثم يتساهل على هذه الحاله إلى يترك فرضاً يقضيه في اليبت، ليس للنوم ولكن للتشاغل بالمفضول عن الفاضل.
فإذا وقعت هذه الطامة يعلم أنه فرّط كثيراً، ويعلم أنه إن استمر على هذه الحاله سينتكس على عقبيه، فلا بد له من تصحيح عمله والمبادرة إلى الصلاة وترك التسويف.
وبهذا يعلم الإنسان أنه نفسه أمارة بالسوء فيلومها، يحذرها، ويحسن الظن بربه الحليم الذي قدَّر عليه فعل المعاصي لا ليضله ولكن لينتبه الموفّق ويسد الخلل.
والله أعلم
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 05:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم ووفقكم إخوتي الأفاضل على هذه الدعوات الطيِّبة، وتعقيباً لما ذكره الأخ الفاضل: مستور الحال وفقه الله، أنقل لكم كلام ابن القيِّم - رحمه الله - في هذا إذ يقول:
اتكال بعض الناس على قوله صلى الله عليه وسلم حاكياً عن ربه: (أنا عند حسن ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء) يعني ماكان في ظنِّه فإني فاعله به، ولا ريب أنَّ حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإنَّ المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجودٌ في الشاهد، فإنَّ العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإنَّ المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له، كما قال الحسن البصريّ - رحمه الله -: إنَّ المؤمن أحسنَ الظنَّ بربه فأحسن العمل، وإنَّ الفاجر أساءَ الظنَّ بربه فأساء العمل.
المصدر: المجموع القيِّم من كلام ابن القيِّم، الفصل الحادي عشر (الفرق بين حسن الظن بالله والغرور)، ص:913
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستور الحال]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:56]ـ
أخي الفاضل " قطرة مسك " جزاك الله خيراً وطيبك بمسك الجنة
ورد عليّ إشكال: وهو أن القنوط من رحمة الله كفر.
فإذا أتى مسلم بمعصية لا يخرج من الملة بمجرد الإتيان بها، فكيف ننهاه عن حسن الظن، وحسن الظن واجب وضده وهو القنوط كفر.
ثم انقدح في ذهني الجواب وأرجو منكم التصويب
أولاً أن حسن الظن من العاصي هو من التمني، فليس عنده من الإيمان حتى يرتقي ما يظنه لأن يكون حسن الظن بالله خصوصاً حال مواقعته للمعصية. على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... الحديث).
ثانياً: يجب عليه عدم القنوط لأنه كفر وضلال {ومن ينقط من رحمة ربه إلا الضالون}،
وعليه فثالثاً: هو مطالب بتحصيل أسباب حصول والرحمة وحسن الظن وهي الإنابة إلى الله وتصحيح العمل {قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب}
والله أعلم
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 03:34]ـ
بارك الله فيك يا قطرة مسك و في الجميع.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 10:13]ـ
وفَّق الله جميع الإخوة المشاركين، ورداً على ماسبق فإنه مما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أنَّ حسن الظن بالله يعني حسن العمل، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله، ولذا فإنَّ على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية:
المحذور الأول: هو اليأس والقنوط من رحمة الله.
والمحذور الثاني: هو الأمن من مكر الله.
فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل، فإنَّ هذا من السفه ومن أمن مكر الله، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله، وكلا الأمرين مذموم، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل، قال بعض السلف: " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق ".
والله تعالى أعلم.
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:11]ـ
زادكم الله علما وفضلا ونبلا ,
وزادنا واياكم خشية وتقوى وفلاحا في الدارين.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:23]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا(/)
مساعدة في نشر البحث (الفرق بين الفرض والواجب عن الاصوليين) للدكتور صالح محمد النعيمي
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام المقيمين على المجلس العلمي العتيد، ارجو مساعدتي لارسال اليكم بحثي (الفرق بين الفرض والواجب عن الاصوليين) لغرض نشره على موقعكم وتثبيته عندكم وهو للمسلمين وللمسلمات ولعموم الفوائد وتمام الخيرات ........... ولكم جزيل الشكر والعرفان
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 11:09]ـ
ارجو الرد باقرب فرصة(/)
طلب نصيحة حول .....
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 04:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي الأخوة الكرام، في برنامج الجامع الكبير، الذي أصدرته دارالتراث، في هارديسك خارجي، وهو باهظ الثمن،
هل هو مفيد، وقليل الأخطاء، وتنصحون به، أم ماذا؟
جزى الله خيرا كل من ساهم في الإدلاء برأيه، لأني في حيرة من أمري هل أقتنيها أم لا.
وهل لها بدائل أم لا؟
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 05:04]ـ
مفيد: نعم
قليل الأخطاء: لا
ينصح به: نعم
وقد صدر مؤخرا الإصدار الثالث وهو أجود من الثاني
والبرنامج بما فيه من أخطاء لايستغنى عنه
ولو على الأقل في الدلالة على المعلومة، ثم بإمكانك التثبت منها
لكن يؤخذ عليهم وضعهم لكتب ليست علمية
وفيها مخالفات شرعية كبيرة
مثل: الأغاني
محاضر الأدباء
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 07:42]ـ
البرنامج نافع للغاية، وأنصح به؛ وأخص الإصدار الثالث لاشتماله على كتب ليست في الإصدارين قبله
ووجود خصائص تقنية تميز بها
ولاشك أنَّ فيه تصحيفات ليست قليلة، لكن يبقى مفيداً ومتميزاً في نظري
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيكما ـ أخوي الكريمين ـ.
أسأل الله تعالى أن ييسره لي. ويبارك.
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:21]ـ
اذكر لنا أميز الكتب المضافة إلى الإصدار الثالث مشرفنا الفاضل، لعلي أشتريه.(/)
هل كان الشيخ تقي الدين الهلالي يحلق لحيته؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 06:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انتقد بعض الإخوة الشيخ الجليل تقي الدين الهلالي - داعية التوحيد المتنقل - بأنه كان يحلق لحيته!، ويظهر أنه نقل هذا من رسائل الغماري أحمد، ولم يقرأ كلام الهلالي عن هذه الفرية.
وهو ماذكره في كتابه " الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " (ص 45ومابعدها). قال ردًا على قول عبدالحي الغماري:
(فقد جاء إلى طنجة رجل من هؤلاء الدعاة مدعياً محاربة البدع، فأصبح ذات يوم حليقاً فأرسل إليه شقيقي الحافظ أبو الفيض من يسأله كيف يتفق حلق اللحية مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وزعمه العمل بالسنة والدعوة إليها؟ فأجاب السائل بقوله: معنى الحديث اعفوا لحاكم إن شئتم، فقال شقيقي للسائل: ولم لم تقل له: أقيموا الصلاة إن شئتم. ولا تقربوا الزنى إن شئتم؟ فهذه هي السنة التي يدعو إليها هذا الضال وأمثاله، وقد انتقل ذلك الضال إلى بعض مدن الجنوب عاملاً على بذر بذور الشقاق والتفرقة بين المسلمين. وإني أعتقد أنه مستأجر من جمعية التبشير الإنكليزية أو الأمريكية لإيقاع التفرقة بين المسلمين لأن التفرقة بينهم هي الوسيلة التي ينال بها الاستعمار أغراضه)!!
فقال الشيخ الهلالي – رحمه الله – تعليقًا: (في هذا الكلام أنواع من البهتان: الأول: قوله: فأصبح ذات يوم حليقاً يوهم أنني جئت إلى طنجة بلحية ثم حلقتها، وهذا كذب محض يلعنه عليه خلق كثير لا يزالون أحياء يرزقون، والحقيقة أنني جئت إلى طنجة من برلين عاصمة ألمانيا بعدما أقمت في تلك البلاد زهاء ست سنين لتحصيل العلوم العصرية وشهادة الدكتوراه الجامعية، وقد حصلتها ولله الحمد في مدة لا تزيد على أربع سنين، وسبب توجهي إلى طنجة أن سماحة المفتي السيد أمين الحسيني بارك الله في حياته بعثني إلى الأستاذ الزعيم المجاهد عبدالخالق الطريس لغرض سياسي فيه خير للمسلمين المغاربة كما تقدم، وكنت مدة إقامتي في ألمانيا أحلق لحيتي متأولاً حديث الأمر بعفو اللحى على أن الأمر للندب. وقد خيل إلي في ذلك الزمان أن الأوامر الواردة في خصال الفطرة كإحفاء الشارب وعفو اللحى ونتف الإبط وتقليم الأظفار ينبغي أن يسلك بها مسلك أحد، فإما أن تحمل على الوجوب كلها وإما أن تحمل على الندب كلها، وأن حمل لأمر الوارد في اللحية وحده على الوجوب وحمل سائرها على الندب تناقض.
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في صبغ الشعر "خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصبغون"، واستأنست بأقوال بعض العلماء الذين سلكوا هذا المسلك وقد ذكرهم أخوه عبدالعزيز في تأليفه الذي رد فيه على أخيهما الأستاذ الزمزمي، وهو لا شك يعرفه.
ثم ظهر لي أن الداعي إلى الله لا ينبغي له أن يعتمد على التأويل ولا يكون له عليه تعويل، بل يجب عليه أن يكون قدوة حسنة في أقواله وأفعاله وسيرته فعفوتها ولله الحمد ولا آخذ منها شيئاً).
رحم الله الشيخ الهلالي الرجاع إلى الحق.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 06:45]ـ
[ CENTER] ثم ظهر لي أن الداعي إلى الله لا ينبغي له أن يعتمد على التأويل ولا يكون له عليه تعويل، بل يجب عليه أن يكون قدوة حسنة في أقواله وأفعاله وسيرته فعفوتها ولله الحمد ولا آخذ منها شيئاً).
رحم الله الشيخ الهلالي الرجاع إلى الحق.
آمين
وبارك فيك يا شيخ سليمان
ومن يقرأ سيرة هذا العلم يعلم جلده وصبره على محاربة البدع ونشر التوحيد
والمعاناة التي كان يعانيها في سبيل ذلك
أسأل الله أن يغفر له وأن يكرم نزله
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 02:44]ـ
لئن يكون بعض طلاب العلم حليقاً أهون من طوام الكبائر وزيف الأخلاق!
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 03:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
[ CENTER]
في كتابه " [ COLOR="Blue"] الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " (ص 45ومابعدها). .
هل الكتاب حديث الطبع؟
لو كرمتم بذكر شيئء عن طبعه وناشره
جزاكم الله خير
ـ[اليونيني]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 09:55]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 01:39]ـ
أصلحك الله يا شيخ سليمان،
كيف تقول فرية وقد اعترف الهلالي بفعلته؟ وإن كان قد تاب منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 02:09]ـ
رحم الله العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، وشكرا للإخوة الكرام على ما يقدمونه عن شيوخ العلم من معلومات، ومما لفت انتباهي في هذا الصدد نعت أحد الإخوة للشيخ الهلالي بمحدث المغرب
فهل هو فعلا محدث المغرب؟ وما هي آثاره في علم الحديث؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 02:13]ـ
أصلحك الله يا شيخ سليمان،
كيف تقول فرية وقد اعترف الهلالي بفعلته؟ وإن كان قد تاب عمنها.
* جزاك الله خيرا على التنبيه المهم فلم يفتري من زعم أنّ تقي الدّين الهلالي كان يحلق لحيته.
* و لكن أنّبه بأنّه لا يوجد اعتراف من الشيخ تقي الدين الهلالي على توبته من فعله فيما ذكر أعلاه، و إنّما يوجد اعتراف منه على أنّه رجع من القول بالإستحباب اتّباعا أو تقليدا لعلماء إلى القول بالوجوب في حقّ الداعي إلى الله (من باب القدوة الحسنة) ففرق بين التوبة و الرجوع، التوبة تكون من المعصية و ليس في أمر وقع فيه عن اجتهاد.
* و نلاحظ أنّ الشيخ الهلالي لم يرمي قول من قال باستحباب الإعفاء بالشذوذ بل أقرّ بأنّه قول لبعض العلماء.
* ثم هل الشيخ الهلالي عفى اللحية من باب أنّه يرى أنّ النصوص الآمرة بالإعفاء تدل على الوجوب أم عفاها لأنّه يرى أنّ على الدعاية إلى الله أن يكون قدوة؟ فلا يوجد تصريح واضح من الشيخ تقي الدين الهلالي فيما ذكر أعلاه على أنّ إعفاء اللحية واجب من حيث الأصل بالنسبة له فالذي يوجد هو أنّه عفى اللحية من باب أن يكون قدوة حسنة، و كثير من الذين جعلوا اللحية من المقاييس التي ينتقدون فيها العلماء الأجلاء من غير الإطّلاع على عذرهم (و بعضهم يرمي العلماء بالشذوذ في هذا الأمر) ليس مرتبط فقط بحلق اللحية بل حتى بالقول بإستحباب إعفائها، فهداهم الله و بصّرهم بأخطائهم.
* رحم الله الشيخ تقي الدين الهلالي
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 06:41]ـ
أحسن الله إليكم.
وللشيخ العلَّامة تقيِّ الدين الهلالي - رحمه الله - صورة مع اثنين آخرين في كتاب " تتمَّة الأعلام " لـ محمد خير رمضان، ويظهر فيها مُعْفي اللحية - رحمة الله عليه -.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 11:44]ـ
الإخوة الكرام: بارك الله فيكم جميعًا ..
الأخ الكريم: العباسي: قصدي من يرددها اليوم، معتقدًا أن الشيخ رحمه الله مات وهو حليق.
بارك الله فيك ..
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:31]ـ
* جزاك الله خيرا على التنبيه المهم فلم يفتري من زعم أنّ تقي الدّين الهلالي كان يحلق لحيته.
* و لكن أنّبه بأنّه لا يوجد اعتراف من الشيخ تقي الدين الهلالي على توبته من فعله فيما ذكر أعلاه، و إنّما يوجد اعتراف منه على أنّه رجع من القول بالإستحباب اتّباعا أو تقليدا لعلماء إلى القول بالوجوب في حقّ الداعي إلى الله (من باب القدوة الحسنة) ففرق بين التوبة و الرجوع، التوبة تكون من المعصية و ليس في أمر وقع فيه عن اجتهاد.
* و نلاحظ أنّ الشيخ الهلالي لم يرمي قول من قال باستحباب الإعفاء بالشذوذ بل أقرّ بأنّه قول لبعض العلماء.
* ثم هل الشيخ الهلالي عفى اللحية من باب أنّه يرى أنّ النصوص الآمرة بالإعفاء تدل على الوجوب أم عفاها لأنّه يرى أنّ على الدعاية إلى الله أن يكون قدوة؟ فلا يوجد تصريح واضح من الشيخ تقي الدين الهلالي فيما ذكر أعلاه على أنّ إعفاء اللحية واجب من حيث الأصل بالنسبة له فالذي يوجد هو أنّه عفى اللحية من باب أن يكون قدوة حسنة، و كثير من الذين جعلوا اللحية من المقاييس التي ينتقدون فيها العلماء الأجلاء من غير الإطّلاع على عذرهم (و بعضهم يرمي العلماء بالشذوذ في هذا الأمر) ليس مرتبط فقط بحلق اللحية بل حتى بالقول بإستحباب إعفائها، فهداهم الله و بصّرهم بأخطائهم.
* رحم الله الشيخ تقي الدين الهلالي
يا أخي بارك الله فيك
الحجة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وأفعال وأقوال أهل العلم يستأنس بها كما قال الشيخ تقي الدين الهلالي في هذا الموضوع بل قد جاء في كلامه (كنت متأولاً) وقوله (خُيل إلي) فرحمه الله من إمام سلفي رجاع للحق.
وقد جاء عن بعض السلف أنه قال:
من حكم السنة على نفسه قولاً وعملاً نطق بالحكمة , ومن حكم الهوى على نفسه قولاً وعملاً نطق بالبدعة أسمعوا قوله تعالى {إن تطيعوه تهتدوا}.
والسؤال بارك الله فيك:
ما الصارف عندك يا أخي سراج في مسألة إعفاء اللحية من الوجوب إلى الإستحباب؟؟
هل هو تقليد للقائلين بهذا أو إنك إطلاعت على دليل يصرف الأمر وهو ما لم يطلع عليه غيرك؟!!
وفقك الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:05]ـ
الأخ ابن عقيل و وفقك الله
أخي الكريم كان هناك موضوع حول فتوى للفنيسان في حكم حلق اللحية طاعة للوالدين لست أنا كاتبه أبديت في مشاركات في ذلك الموضوع عن مذهبي و أنّه لا يجوز حلق اللحية حتى طاعة للوالدين و أنّه ما يليق الإستعجال في عدم عذر المخالف لي في المسألة، و لكن لا أدري أين ذهب الموضوع، فقد بحثت عنه لأضع لك رابط الموضوع إلا أني لم أجد الموضوع و الغريب أنّه لم يصلني أي تنبيه من الإدارة عن إختفاء ذلك الموضوع مع المشاركات التي فيه. رغم أنّ هناك موضوع طالب صاحبه إجراء تعديل على أصل موضوعهم فووجه بالرفض حتى يوافق من شارك في ذلك الموضوع؟!
المهم بأي دلالة فهمت من كلامي بأني أرى استحباب إعفاء اللحية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 02:56]ـ
أخي سراج وفقه الله
بدلالة دفاعك عن من يرى الإستحباب وهجومك على من يرى شذوذ هذا القول.
ثم أخي وفق الله أعلم بأن الناس اليوم أكثرهم في جهل فمن رأى منهم طالب علم يسوغ مثل هذه الأقوال المخالفة للنصوص وإن قلت المحرفة للنصوص لم نذهب بعيداً
فسيغرر بهولاء العامة الذين يأخذون دينهم من أقرب صاحب لحية وللأسف؟!!
فالواجب إظهار النكارة على ما نعتقده مخالف للحق ولا يلزم من النكارة للقول التعرض للقائل إلا أذا عُلم إنحرافه عن الجادة والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 07:59]ـ
بارك الله في الجميع
لا يظهر من كلامك هنا أخي سراج أنك تقول باستحباب إعفاء اللحية
وأما موضوع الشيخ الفنيسان فقد نقل مع موضوع آخر إلى مجلس المشرفين لتحريره مما علق به من مشاركات سيئة
ويرى بعض المشرفين حذفه، ولا يزال محل نظر بين المشرفين
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:12]ـ
الأخ الحمادي جزاك الله خيرا
الأخ ابن عقيل أرجو أن تراجع كتب أصول الفقه و الكلام عن دلالات الألفاظ
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:33]ـ
جزاك الله خيراً على التوجية
ولكن يا أخي أرجو الإفادة منك وفقك الله ولا تبخل على أخيك
ما الصارف الذي جعلك تعذر القائلين بالإستحباب وتنفي الشذوذ عن قولهم هذا؟
لا بد يا أخي سراج أنك وقفت على صارف وجيه لهم ولو كان مرجوحاً في رأيك حتى تغضب على من نعت قولهم بالشذوذ
فما هو ذلك الصارف وفقك المولى؟
وأعلم يا طالب الأصول بأن الوحي لا يصرفه عن دلالته إلا وحي مثله وليس بقول البشر!!
وفقك المولى
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 04:36]ـ
في هذه الموضوع لم أنفي الشذوذ عن قولهم و إنّما أنكرت على من يتسرع في وصفهم بالشذوذ من غير أن يعرف عذرهم، إذ الذي أعتقد أنّه ليس شاذا من يقول حلق اللحية مستحب بناءا على ما ظهر له من أدلّة فمنذ متى كان الساعي إلى معرفة الحقّ و يبذل جهذه في ذلك شاذا أليس الصحابة الكرام و الأنبياء كلهم كانوا يبذلون وسعهم لمعرفة الحقّ.
أما في مشاركات أخرى في غير هذا الموضوع نفيت الشذوذ عن هذا القول في هذا الزمان إذ أنّه لم يعد أمرا غير معروف عند العلماء في عصرنا القول بإستحباب إعفاء اللحية فقد كثر القائلين به.
و بالنسبة لقولك:
ما الصارف الذي جعلك تعذر القائلين بالإستحباب؟
الذي جعلني أعذر القائلين بإستحباب إعفاء اللحية هو حسن الظّن بهم و قد دلّت النصوص الشرعية على و جوب إحسان الظنّ بالمسلم و أن يلتمس له العذر
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 11:28]ـ
كانت في هذا الموضوع صورة للعلامة الدكتور تقي الدين مع بعض العلماء وصف في تعليق عليها بمحدث المغرب / فأين هي؟
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:34]ـ
كانت في هذا الموضوع صورة للعلامة الدكتور تقي الدين مع بعض العلماء وصف في تعليق عليها بمحدث المغرب / فأين هي؟
أخي الكريم:
من سياسة الموقع منع وضع صور ذوات الأرواح.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 05:20]ـ
شكرالله لكم وبارك فيكم على هذا التوضيح(/)
شَرْحُ مختصر سيرة الرَّسُوْلِ للحافظ أبي مُحمَّد عبد الغني المقْدِسِيِّ،لابن جبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
«شَرْحُ مختصر سيرة الرَّسُوْلِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ للحافظ أبي مُحمَّد عبد الغني المقْدِسِيِّ (544 هـ ـ 600 هـ)»
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ د. عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ جِبرين
ـ أثابه اللَّهُ تعالى ـ
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38104
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:48]ـ
[الدَّرسُ الثَّانِيُّ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38190
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:50]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38283
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:52]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِعُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38378
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:53]ـ
[الدَّرْسُ الخَامِسُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38470
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:55]ـ
[الدَّرْسُ السَّادِسُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38567
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:58]ـ
[الدَّرْسُ السَّابِعُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38673
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:59]ـ
[الدَّرْسُ الثَّامِنُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38743
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:02]ـ
[الدَّرْسُ التَّاسِعُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38820
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:03]ـ
[الدَّرْسُ العَاشِرُ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38897
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:05]ـ
[الدَّرْسُ الحادي عشر]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38979
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:14]ـ
[الدَّرْسُ الثَّاني عشر]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39046
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:14]ـ
تمّ الشّرح؛
وفق اللَّهُ الجميع لطاعته، ورزق اللَّهُ الجميع العلم النَّافع والعمل الصَّالح وثبت الجميع على الهدى.
أخوكم المحب
سَلمان بن عبد القادر أبُو زيدٍ
غفر اللَّهُ له ولوالدَيه ولجميع المسلمين
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:45]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب جهد مبارك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 11:35]ـ
تعديل:
بارك الله في شيخنا الحبيب عبد اللَّه بن جبرين وبارك في جهودك أخي سلمان.
(ابتسامة)
لستُ بشيخ؛
وأشكر لكم حسن ظنكم بي؛
... رفع اللَّهُ قدركم أخانا الغالي ابن رجب.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 11:29]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الشيخ سليمان أبو زيد، وأطال الله في عمر شيخنا العالم العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 03:44]ـ
/
وعليكم السلام ..
/
الفاضل ..
سلمان ..
جزاكُم الله خيْراً ..
ونفعَ بِ علمِ شيخنا و / والدنا د. عبدالله بن جبرين ..
أمدَّ الله في عمرهِ على طاعتِه ..
ودُمتُم محوراً لِ كُلِّ نافع ..
أخي الكريم ..
/
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن رجب
بارك الله في شيخنا الحبيب عبد اللَّه بن جبرين وبارك في جهودك أخي سلمان
شيخ سلمان جزاكم الله خيرا من اين اتيت بهذا النقل لي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 10:23]ـ
الموقر العزيز / ابن رجب:
قلتُ قبل ذلك [تعديل].
هل فهمتَ أخي الحبيب؟ (ابتسامة)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 10:28]ـ
الشّيخ الفاضل / وليد الدّلبحي:
جزاكم اللَّهُ خيرًا، وأحسن إليكم.
دمتم بخير.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 10:31]ـ
الأخت الكريمة / وعد بنت عبد اللَّه:
جزاكنَّ اللَّهُ خيرًا، وبارك فيكنَّ.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 10:33]ـ
فهمت شكرا(/)
الإجماع عند السلف الصالح
ـ[مستور الحال]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 09:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه ورقات كتبتها قديماً ثم رأيت أن أنشرها هنا لكي تعم الفائدة ولكي أصحح أخطائي.
وفيها نقص في بعض الفقرات لعل النقاش حول هذه القضية الحساسة يسده
والله الموفق
ـ[أبو حماد]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 10:10]ـ
بعد إذنكم أخي المفضال مستور الحال، فقد قمت بنقل المقال من الملف وأثبته هنا لنظر القراء الكرام إليه:
الإجماع
كان الإجماع عند أهل السنة على نوعين:
الأول هو الإجماع المعلوم من الدين بالضرورة
والثاني: حكاية اتفاق من نقل قوله من علماء السلف من الصحابة والتابعين.
والفرق بينه وبين الإجماع السكوتي الذي عند الأصوليين أن مدعي السكوتي نسب لساكتٍ قولاً وحكى اتفاق الأمة على هذا القول. وأما الآخر فلم يفترِ شيئاً.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: ومتى كانت عامة من أهل العلم في دهر من البلدان على شيء وعامة قبلهم قيل يحفظ فلان عن فلان عن فلان كذا ولم نعلم لهم مخالفاً ونأخذ به ولا نزعم أنه قول عامة الناس كلهم لأنا لا نعرف من قاله من الناس إلا من سمعنا منه أو عنه. قال: وما وصفت من هذا قول م حفظت عنه من أهل العلم نصاً واستدلالاً.
وأما الإجماع عند الأصوليين نوعان: قطعي وسكوتي.
وكلاهما ليس له وجود ولا يعلم وقوعهما ولن يقعا ([1] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn1)).
وبيان ذلك أن مدعي الإجماع القطعي: وهو اتفاق جميع مجتهدي هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي – وليصح صدق تعريفه على ما يدعيه يطالب بمطالب هي:
· تعداد مجتهدي هذه الأمة كلهم بأعيانهم ولا يحصل العلم باتفاق علماء الأمة إلا بعد معرفة كل واحد منهم بعينه.
· إثبات أن كلهم من المجتهدين لأن غيرهم غير معتبر في حكاية الإجماع من لغوي وأصولي وعامي وذلك بتوفر شروط الاجتهاد في كل شخص على حدة.
· أن يذكر قول كل عالم في المسألة المدعى الإجماع فيها ليتميز بذلك عن السكوتي.
وكذلك مدعي الإجماع السكوتي وهو: أن يقول بعض المجتهدين في مسألة قولاً وينتشر ذلك في الباقين وسكتوا عن معارضته ولم يظهروا خلافاً. أيضاً يطالب بنحوٍ مما طولب به سابقه وبما يلي:
· يبين وصول تلك الفتوى إلى باقي المجتهدين ولا يحصل ذلك إلا بمعرفة كل واحد بعينه.
· أن يحكم عليهم بالسكوت.
· وأنه بعد بحث في مدة كافية له.
فإذا أتى مدعي الإجماع القطعي أو السكوتي بهذه المطالب فقد كابر وبالغ بالمجاهرة، وإلا فلا إجماع حينئذٍ.
لأن حصر مجتهدي هذه الأمة في عدد معين غير معقول بل مستحيل، لانتشارهم شرقاً وغرباً، ولجواز خفاء بعضهم كأن يكون أسيراً أو منقطعاً في جبل أو قرية أو خاملاً ذكره لا يعرف أنه من المجتهدين، والعبرة في هذه الإجماعين بجميع المجتهدين لا ببعضهم.
ومن أنصف نفسه وتخلى عن الجمود والتقليد علم انه لا علم عند علماء المشرق بجملة علماء المغرب والعكس فضلاً عن العلم بكل واحد منهم على التفصيل وبكيفية مذهبه وبما يقوله في تلك المسألة بعينها.
وكيف له العلم بوصول الفتوى إلا جميعهم وليس عنده الاشتهار؟! وهو أمر نسبي فيشتهر عند قوم ما لا يشتهر عند آخرين.
وكيف له أن يحكم عليهم بالسكوت، فلعلهم أنكروا ولم يبلغه لجهله إنكارهم، أو كتبوا في ذلك وفُقِد ما كتبوا.
وبعد هذا كله لا يسلم له لأن السكوت لا يدل على الموافقة وهناك احتمالات كثيرة غيرها، وليست الموافقة أظهر منها، وهي:
· أنه لم يجتهد في المسألة فما الذي يلزمه بالاجتهاد في مسألة اجتهد فيها غيره.
· أنه اجتهد ولم يظهر له شيء فالحكم لا يظهر لجميع المجتهدين.
· أنه اجتهد وظهر له خلافه ولكن لم يبده لوجوه:
· إما لاعتقاده أن كل مجتهد مصيب.
· وإما لأنه رآه قولاً سائغاً لمن أداه إليه اجتهاده، والقاعدة أنه لا إنكار في المسائل الاجتهادية.
· وإما لظنه أن غيره كفاه القيام بذلك.
· وإما لهيبة القائل كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مسألة العول – وقد قيل له: لم لا رددت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ – فقال هبته والله ([2] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn2)).
· وإما لخوف ثوران فتنة كما وقع لكثير من الصحابة مع بني أمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
· وإما لأنه يعلم أنه لو أنكر لم يلتفت إلى قوله، أو أن إنكاره لا يفيد شيئاً.
· وإما أنه سكت منتظراً فرصة للإنكار,
ودعوى أن العادة جارية في كل عصر بأن من كان عنده خلاف في شيء من مسائل الاجتهاد أبداه ولم يسكت، وأنهم كانوا إذا نزلت بهم نازلة فزعوا فيها إلى الاجتهاد وطلب الحكم، دعوى مجردة عن الدليل. بل في كل أمر يتداول الناس النظر فيه، يخالف البعض ويوافق البعض ويتوقف الآخر فلا يظهر شيئاً.
ولذلك قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه: كيف يجوز للرجل أن يقول أجمعوا!! إذا سمتهم يقولون أجمعوا فاتهمهم، لو قال: وإني لا أعلم خلافاً جاز ([3] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn3)).
فإن قيل: دل الدليل على حجيتهما ومعلوم أن النصوص لا تتحدث عن المستحيلات ومنعهما تعطيل للنصوص؟
فالجواب: أن البحث عن الدليل أو السؤال عن حكم المسألة إنما يكون بعد وقوعها، وهذا الإجماعان البدعيان – القطعي والسكوتي – من المسائل المفترضة التي لا وجود لها في الخارج، ولا داعي للخوض في حجيتهما حتى يقعا.
والأدلة قالت: بعصمة الأمة وفي ذلك ضمان من الله تعالى لحفظ دينه، أما الاحتجاج بهذين الإجماعين فيحتاج إلى وقوعهما أولاً.
وعن طاوس، قال عمر على المنبر: أحرج بالله على رجل سأل عما لم يكن فإن الله قد بَيَّن ما هو كائن.
وعن عامر قال: سئل عمار بن ياسر عن مسألة فقال: هل كان هذا بعدُ؟ قالوا: لا. قال: دعونا حتى تكون، فإذا كانت تجشمناها لكم ([4] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn4)).
فإن قيل: قد ثبت هذان الإجماعان في مسائل كثيرة نقل فيها الإجماع كما هو معروف من كتب الفقه.
فالجواب: أن هؤلاء المدعين إن قصدوا بما ادعوه من الإجماع أحد هذين النوعين، فلم يأتوا بدليل على صدق دعواهم، وهذا واضح.
وإلا؛ فإن الإجماع المنقول في كتب الفقه إنما نقل عمن ألف في الإجماع كابن المنذر وغيره ممن لم يتلوث بهذه الفكرة الاعتزالية، إن كان ممن جاء بعدهم وتأثر بالكتب الأصولية الكلامية فلعله تساهل في دعواه الإجماع، بل يجب عليه أن يتساهل؛ لأنه لا يستطيع إلى شروطه سبيلاً.
فإذا علمت حال ذينك الإجماعين فلا تظننّ من السلف من قال بهما بل هما بدعة محدثة من بدع المعتزلة والمتكلمين، كما قال الإمام أحمد: ما يدعي فيه الرجل الإجماع هو الكذب، من ادعى الإجماع هو الكاذب، لعل الناس قد اختلفوا ما يدريه؟ ولم ينته إليه، فليقل لا نعلم الناس اختلفوا، دعوى بشر المريسي ([5] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn5)) والأصم ([6] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn6))، ولكن يقول: لا نعلم الناس اختلفوا، أو لم يبلغني ([7] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn7)).
وقال الإمام الشافعي: وكفى حجة على أن دعوى الإجماع في كل الأحكام ليس كما ادعى من ادعى، ما وصفت من هذا ونظائر له، وأكثر منه، وجملته أنه لم يدع الإجماع فيما سوى جمل الفرائض التي كلفتها العامة أحد من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم ولا التابعين ولا القرن الذين من بعدهم ولا القرن الذين يلونهم ولا عالم علمته على ظهر الأرض ولا أحد نسبته العامة إلى العلم إلا حيناً من الزمان.
وقد ناظر الشافعي رحمه من يقول بهذا الإجماع وأبطل قوله واحتجاجه بكلام بَيِّن فصل.
وقال الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر: هذه المناظرة أقوى ما قرأت في نقض الإجماع الذي يدعيه كثير من الفقهاء في علم الخاصة في المسائل الفرعية، التي لم يرد فيها نص صريح، ولم يكن مما يعلم من الدين بالضرورة، ولله در الشافعي رحمه الله ورضي عنه ([8] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5252#_ftn8)).
ومما قيل في الإجماع من فوائد: سقوط البحث عن دليله.
وهذا غير صحيح لأن منزلة الإجماع تكون بعد النصوص وإنما يصار إلى أقوال الرجال عند الجهل بالنص وعدم بلوغه، هذا في إجماع من نقل قوله من أهل العلم أما في الإجماع المعلوم من الدين بالضرورة فإن النصوص في تلك المسائل متوافرة.
([1]) هذه الردود والمناقشات من إجمال الإصابة للعلائي وتعليق محمد بن سليمان الأشقر عليه. ومن كتاب نظرة في الإجماع الأصولي لعمر بن سليمان الأشقر.
([2]) السنن الكبرى للبيهقي (6/ 253) وسنده حسن.
([3]) أصول مذهب الإمام أحمد للتركي (ص313)
([4]) سنن الدارمي (1/ 50)
([5]) قال أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي: رأيت بشر المريسي – عليه لعنة الله – مرة واحدةً، شيخاً قصيراً دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيء باليهود، وكان أبوه يهودياً صباغاً بالكوفة في سوق المراضع. ثم قال: لا يرحمه الله ولقد كان فاسقاً. أهـ هلك سنة 218هـ. انظر تاريخ بغداد (7/ 61)، وسير أعلام النبلاء (10/ 199).
([6]) سير أعلام النبلاء (9/ 402).
([7]) الإحكام لأصول الأحكام لابن حزم (1/ 542)
([8]) جماع العلم (ص54) الهامش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:18]ـ
الأخ مستور الحال
جزاك الله خيرا
إلا أنّ ما توفرت فيه شروط الرواية المقبولة في أحاديث النّبي صلى الله عليه وسلّم من الإجماعات المدعاة في شرع الله يصلح إعتبارها حجّة و يبقى تسميتها إجماعا من باب الإصطلاح و عدم نقل القول المخالف لمن ادعى الإجماعات السكوتية وفق الشرط الذي ذكرته آنفا لا يؤثّر في أخذنا بالحكم لأنّه لا يمكن أن نترك الأصل لأمر قد يكون غير موجود، و على هذا كثير من الإجماعات المدعاة عن الصحابة و كبار التابعين، و إن تخني الذاكرة فالإمام ابن حزم يرى بأنّه لا إجماع معتبر إلا الإجماع المنقول عن الصحابة، و من العلماء من يوسّع هذا الأمر إلى القرون الثلاثة الخيرية الأول كالإمام ابن تيمية.
لكن نلاحظ أنّ عند بعض الناس توسع في ادّعاء الإجماعات و يواجهون دعاة الكتاب و السّنة بإجماعات متوهمة لذا فموضوعك هذا من الأهمية بمكان فنرجو من مشايخنا اتحافنا بفوائد حول هذا الأمر
ـ[مستور الحال]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 12:34]ـ
الأخ حماد أشكرك على اهتماك وهذا ليس غربياً على مشرفي هذا المنتدى.
الأخت هالة أشكرك على تعقيبك
وجزاكم الله خيراً وكتب لكم الأجر
إلا أنّ ما توفرت فيه شروط الرواية المقبولة في أحاديث النّبي صلى الله عليه وسلّم من الإجماعات المدعاة في شرع الله يصلح إعتبارها حجّة
محور كلامك عن كل الإجماعات التي ثبت في حكمها نص صحيح يؤيدها
هل تقصدين:
1 - أنها تعتبر إجماعاتٍ صحيحة.
نعم هو كذلك ولكن بشرط عدم نقل الخلاف عن مخالف معتبر.
وعلى كلا الأمرين سواء وجد المخالف أو لم يوجد، وهل هو عالم معتبر أم لا = لا يجوز مخالفة النص الثابت إذا كانت دلالته صريحة، وينكر على من خالف.
والنص في هذا وذاك لا يحتاج إلى إجماع يعضده،، وهنا ينبغي أن نثري البحث ولتعم الفائدة عن مدى فوائد الإجماع فيما ثبت بالنصوص.
2 - وأيضاً هل تقصدين أنها تعبتر إجماعاتٍ اصطلاحيةٍ؟
ولكن هل هي قطعية أم سكوتية، وكما ذكرت في صلب الموضوع أن كليهما لم يقعا ولن، وعلى ذلك لن تكون هذه الإجماعات الصحيحة اصطلاحية - بالمعنى الأصولي المتأخر.
وغالب هذه الإجماعات المنقولة عن العلماء في المسائل التي ليست معلومة من الدين بالضرورة، هي من النوع الثاني وهو حكاية اتفاق من نقل قوله من علماء السلف من الصحابة والتابعين.
وهذا معلوم بضرورة العقل.
وأيضاً لا حرج في توسيع دائرة نقل هذا الإجماع لأن مداره على عدم العلم بالمخالف وتوافر العلماء على قول موافق، ولأن [تقليد / اتباع] العلماء السابقين أقوى وأبرك لنا من إحداث قول جديد لا يعضده عاضد، أو لا يعضده إلا مفهوم من نص وقد يكون الفهم قاصراً.
ـ[هالة]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 06:35]ـ
بالنسبة لقولك:
محور كلامك عن كل الإجماعات التي ثبت في حكمها نص صحيح يؤيدها
أخي الكريم كل الإجماعات لا بد و أن تكون مبنية على نصوص شرعية صحيحة
و لكن بقي أمر:
قد يتّفق مجتهدي الأمّة على حكم شرعي في عصر من العصور إنطلاقا من أدلّة شرعية صحيحة
فهل يمكن أن تختفي الأدلّة الشرعية التي هي من الكتاب أو السّنة في حكم شرعي ما و يبقى الإجماع؟ أرجو أن توضّح لي هذا الأمر
فإن كانت الإجابة: بنعم فهذا الإجماع ينبغي أن يكون ناقليه إلى العصور اللاحقة ممن تتوفر فيهم نفس صفات رواة الأحاديث و يشترط التسلسل في ناقلي هذه الإجماعات لكي يعتمد عليها
و أما إذا نقلت نصوص الكتاب و السّنة و ادعي الإجماع في مسألة فلكي يكون الإجماع حجّة فأيضا ينبغي أن يكون ناقليه إلى العصور اللاحقة ممن تتوفر فيهم نفس صفات رواة الأحاديث و يشترط التسلسل في ناقلي هذه الإجماع لكي يعتمد عليه و نقول بأنّ أدلّة هذه المسألة: الكتاب و السّنة و الإجماع
و لعلك تعلم بأنّه كم من حكم وجد له أدلة من الكتاب و أيضا أدلّة من السّنة و أيضا أدلّة بالإجماع
و بخصوص الإجماع السكوتي فمتى تكون دعواه حجّة، في ظني أنّه يكون حجّة إذا كان مبني على رواية نص شرعي بسند صحيح لا يوجد ما يدلّ على ضعف سند ذلك النّص إلى النّبي صلى الله عليه و سلّم و بالتالي فإذا ادّعي إجماع سكوتي من غير وجود نص شرعي يدل عليه فلا عبرة به بخلاف الإجماع الحقيقي فلا يشترط أن نجد نص شرعي لكي نعمل به
و بالنسبة لسؤالك فأقول: أقصد أنّ الإجماعات السكوتية هي إجماعات إصطلاحية يعني فيها تجوّز في إطلاق لفظ الإجماع عليها و إلا في الحقيقة هو ليس بإجماع و النصوص الشرعية التي تثبت حجّية الإجماع لا تتكلم في ظني عن هذا و لكن هذا لا يعني بأنّه لا توجد إجماعات سكوتية ليس حجّة، فحجّية الإجماعات السكوتية يدخل في مجال آخر.
و أما أنّ الإجماع الحقيقي موجود فنعم و لك أن تتخيل بأنّه يمكن أن يصل الحال بالأمّة الإسلامية في آخر الزمان أو في عصر من العصور إلى أن يكون عدد المسلمين فيها 3 أو أقل و بالتالي يمكن حصر عدد المجتهدين بالنسبة لهم في مسألة ما بكل سهولة
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 06:58]ـ
الأخ الكريم (مستور الحال)
هل يفهم من كلامك أن الإجماع ليس بحجة؟
وهلا ذكرت شواهد وأدلة تفيد هذا التفريق بين الإجماع عند السلف والإجماع عند الخلف
ـ[مستور الحال]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 11:30]ـ
فهل يمكن أن تختفي الأدلّة الشرعية التي هي من الكتاب أو السّنة في حكم شرعي ما و يبقى الإجماع؟ أرجو أن توضّح لي هذا الأمر
لا أعلم الغيب ولست مطلعاً حتى أقول أني لم أطلع.
الإجماع ينبغي أن يكون ناقليه إلى العصور اللاحقة ممن تتوفر فيهم نفس صفات رواة الأحاديث و يشترط التسلسل في ناقلي هذه الإجماعات لكي يعتمد عليها
هل تقصدين أنه لما كان دليلاً فرداً في مسألته بعد اندثار الأدلة النصية يشترط في نقله ما يشترط في نقل الحديث الصحيح؟
أولاً نثبت مسألة وقعت فيها هذه الحادثة الغريبة وهي [أن تختفي الأدلّة الشرعية التي هي من الكتاب أو السّنة في حكم شرعي ما و يبقى الإجماع]، ثم بعد ذلك ننظر في الأمر، لأن كثير من التجويزات والافتراضات تعطينا تفريعات وإشكالات ليس لها آخر، ثم بعد ذلك نخرج بجدل ليس له طائل.
ثانياً: أنا لم أفهم بعد ما دخل هذه المسألة هنا، وقد قرأتها في مشاركتك الأولى واستغربتها، ثم حملتها محل آخر كما رأيتي.
و لعلك تعلم بأنّه كم من حكم وجد له أدلة من الكتاب و أيضا أدلّة من السّنة و أيضا أدلّة بالإجماع
نعم لا شك في ذلك، وهذا يتفق عليه جميع الفقهاء.
هل يفهم من كلامك أن الإجماع ليس بحجة؟
لا، لم أقل بذلك نعم هو حجة، ولكن يبقى البحث عن فوائده.
البحث هو منصب عن تصحيح معنى الإجماع الواقع والذي يحتج به ويذكره كثير من العلماء في مؤلفاتهم - غير الأصولية.
وقد قلت في المشاركة رقم 4 ما نصه:
وغالب هذه الإجماعات المنقولة عن العلماء في المسائل التي ليست معلومة من الدين بالضرورة، هي من النوع الثاني وهو حكاية اتفاق من نقل قوله من علماء السلف من الصحابة والتابعين.
وهلا ذكرت شواهد وأدلة تفيد هذا التفريق بين الإجماع عند السلف والإجماع عند الخلف
هذا البحث تنظيري منقول من الكتب التي ذكرتها في الهامش.
ولعلك لاحظت من البحث أنه في نفي العلم بوقوع الإجماعين القطعي والسكوتي بالمعنى المذكور في كتب الأصول، وإثبات المفهوم الذي عليه السلف الصالح، فكل العلماء لما يريدون حكاية الإتفاق فإنهم يبحثون في الكتب التي تقع على أيديهم ويسألون العلماء الذين يشافهونهم ثم يحكون الإجماع إذا لم يجدوا مخالفاً، وهذا كثير في الكتب خصوصاً في كتب شيخ الإسلام، هذا المفهوم هو ما سميته في البحث: حكاية اتفاق من نقل قوله من علماء السلف من الصحابة والتابعين، ولو زدت على ذلك كلمة (ومن بعدهم) لا حرج ما بينته.
وغرض البحث أيضاً إثبات الإجماع الصحيح لا كما يدعيه من نفى وقوع الإجماع - بالمعنى الأصولي المتأخر- ثم زعم أنه لا إجماع حتى يكون حجة كما ذهب إليه الشوكاني في إرشاد الفحول.
ونستفيد من البحث أيضاً تعظيم قدر العلماء السابقين بأننا لا نخالف من تقدمنا إلا بدليل صحيح أرجح في الدلالة، فهم أعلم منا في هذه الحالة.
وجزاكم الله خيراً، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 12:41]ـ
أحسن الله إليك
قد أحسنت بمثل هذا البحث التنظيري، وأتمنى أن يُشفع ببحث استقرائي لكي يكون الرد كاملا على من يغترون بكلام الشوكاني ومن قال بنحو قوله (مثل ابن الفركاح الشافعي، والطوفي الحنبلي وغيرهم من نظار الأصوليين).
والمطلوب الآن الكلام في أن الإجماع بهذا المعنى المعروف عند السلف هو حجة، وبيان الأدلة الدالة على ذلك.
وجزاك الله خيرا
ـ[مستور الحال]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 10:47]ـ
جزاك الله شيخنا أبا مالك وأحسن إليك.
ولعل العمر يتسع لمثل هذه الاستقراءات التي تبين مراد السلف الصالح باصطلاحاتهم، وأما الآن فلست متفرغاً والله المستعان.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 07:59]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا البحث
و ما رأي الإخوة الفضلاء في بحث الإجماع من كتاب الشيخ الجيزاني حفظه الله؟
أشكركم على الإفادة
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:32]ـ
حجية الإجماع أمر لا خلاف عليه خلافا معتبرا، ومن بيان ذلك:
أن الإجماع لا يخالف دليلا صريحا قطعيا أبدا وإلا فكيف يكون إجماعا وقد نقل ذلك الدليل الصريح القطعي من لا يقول إلا به، فلا يمكن تصور إجماع يخالف دليلا صريحا،
ودعوى قيام الإجماع مع وجود أدلة تخالفه بهتان عظيم لأن المرد سيكون إلى أحدهما إما الإجماع وإما الدليل من القرآن والسنة ولا خلاف أن أهل الاجتهاد لا يجمعون على خلاف الدليل إلا أن يكون غائب عنهم (فرضا) وهنا لا اعتبار بالإجماع لأنه لا إجماع أصلا لأن من نقل الدليل قال به لا محالة أو القصور في الفهم نتيجة فقدان لغة أهل العلم ..
ولا يمكن تصور إجماع اختلف الصحابة فيه فالإجماع إجماعهم والاختلاف كما وسعهم يسع من بعدهم وإلا فالهوى،
وأما دعوى إجماع من بعدهم فلا يقوم دليلا إلا بقطعية الاستشهاد له من الكتاب والسنة (أي) دليلا مساعدا لا دليلا قائما بذاته وكيف يقوم بذاته ولا دلالة قطعية عليه من الكتاب والسنة الصحيحة.
ومن وجد في هذا الحديث شيئا فليتحفني به وأنا له من الشاكرين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 10:13]ـ
أولا: الأخت هالة و الأخ مستور الحال:
الإجماع ينبغي أن يكون ناقليه إلى العصور اللاحقة ممن تتوفر فيهم نفس صفات رواة الأحاديث و يشترط التسلسل في ناقلي هذه الإجماعات لكي يعتمد عليها
هذا مَوضٌوع بعنوان: "سؤال عن الاجماع وسنده "، و هذا رابطه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9090
و فيه ما يلي:
/// نعم يُشترطٌ السند
/// فمثلا لما ادعى عبد الله بن شقيق إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة: "ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلّم يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة"، فمن الأمور التي أثبتها من يدّعي إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة سند هذا الأثر؛ و إن لم يُثبت سند هذا الأثر إبتداءا لما التٌفت إلى قول هذا الذّي يدّعي إجماع الصحابة على هذا.
/// إلا أنّه في بعض الأحيان يٌكتفى بتواتر النقل و إستفاضة الخبر و شُهرة الكتاب شهرة لا تدعٌ مجال للشك في صحة الكلام إلى مدّعي الإجماع و قد أشار لطرف من هذا الفاضل أبو مالك و هذا في الحقيقة يُعتبر سندا
/// فالسندُ و تَحقيقُه و التأكد منه يُلجأ إليه عند إحتمال طروىء ضعف الناقل أما إذا تعددت الطرق و استفاضت و اشتهرَ النقلٌُ في الكتب شهرة لا تدعٌ مجال للشك في صحة الكلام إلى مدّعي الإجماع فيٌمكن الإستغناء بذلك عن تحقيق آحاد الأسانيد و التأكد من صحتها.
/// يقول الأمير الصنعاني حول طريق ثبوت دعوى الإجماع: "أن يكون طريق نقله إلينا لا تعتريه شبهة، و لا يخلطها شك، ليصحّ الاستدلال"
ثانيا: بالنسبة لقولك يا أخ مستور الحال:
كان الإجماع عند أهل السنة على نوعين:
الأول هو الإجماع المعلوم من الدين بالضرورة
والثاني: حكاية اتفاق من نقل قوله من علماء السلف من الصحابة والتابعين.
والفرق بينه وبين الإجماع السكوتي الذي عند الأصوليين أن مدعي السكوتي نسب لساكتٍ قولاً وحكى اتفاق الأمة على هذا القول. وأما الآخر فلم يفترِ شيئاً.
فهذه الحكاية عن أهل السّنة غير دقيقة؛ فالإجماع الذي ادعاه أهل العلم منه ما وقع فيما هو معلومٌٌ من الدّين بالضرورة و منه فيما ادّعي فيما ليس بمعلوم من الدّين بالضرورة، و الإجماعٌ المدّعى فيما ليس بمعلوم من الدّين بالضرورة منه السكوتي و منه ما ليسَ بسكوتيا.
ثالثا: بالنسبة لقولك:
وأما الإجماع عند الأصوليين نوعان: قطعي وسكوتي.
وكلاهما ليس له وجود ولا يعلم وقوعهما ولن يقعا
/// هذه الحكاية غير دقيق و التقسيم الصحيح أنّ الإجماع عند الأصوليين منه القطعي و منه الظني و يدخل في الظني السكوتي
/// و أما ادّعاؤك بأنّه لا وجود لكليهما فدعوى لا تصح إذ الإجماع في المعلوم من الدّين بالضرورة هو إجماع قطعي ثابت.
رابعا: بالنسبة للشروط التي ذكرتها يا أخي مستور الحال؛ فأنتَ أخلطتَ إمتناعَ تحََقٌقها بين الإجماع في المعلوم من الدّين بالضرورة و بين غير ذَلكَ و في هذا الخلط النظر تجد مناقشة ذلك في هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8576
و كذا هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9090(/)
الشوكاني: (لا هجرة بعد الفتح).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:56]ـ
الشوكاني: (لا هجرة بعد الفتح).
أولا: مناسبة هذا القول:
قال صدِّيق خان في «الحِطَّة» ص131 - 132، وعنه الكتاني في «فهرس الفهارس» (1/ 322 - 323):
((قِيل لشيخ شيوخنا الكاملين مولانا محمد بن عليّ بن محمد الشوكاني: (أمَا تشرح «الجامع» للبخاري، كما شرحه الآخرون من العلماء؟ قال: «لا هجرة بعد الفتح». يعني به: «فتح الباري» للحافظ ابن حجر العسقلاني، ولا يخفَى ما فيه من اللطف)).اهـ
فالمناسبة: أنه طُلِب منه أن يشرح صحيح البخاري، فأجاب بأنه: «لا هجرة بعد الفتح»، يريد: «فتح الباري» لابن حجر العسقلاني، رحم الله الجميع، وإجابته رحمه الله فيها اعتذار لطيف بليغ، اتفق مبناه مع حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنْ اختلف معناه ومغزاه.
ثانيًا: المراد من هذا القول:
وهذه الإجابة تحتمل أحد مرادَين - فيما ظهر لنا -:
المراد الأول:
أنه يريد أن يقول: أنه بشرح الحافظ ابن حجر رحمه الله «للجامع الصحيح» قد سقط الدَّين عن الأمَّة ... ففيه الغنية والكفاية، وأنه لا مزيد عليه ...
المراد الثاني:
أنه يريد أن يقول: أن شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله كاف واف - ومن ثم فلسنا بحاجة إلى شرح جديد - فهو قد جمع الشروح المتقدِّمة في شرحه، ملخِّصًا ومستدرِكًا ومستنبِطًا ... إلخ، فهو بهذه المزيَّة، فإنه لا يُهجَر إلى غيره من الشروح، بل يُكتفَى بنقولات الحافظ لأنه ثقة أمين فيما ينقِل ...
أقول: أما فيما يتعلق بالمراد الأول:
نعم، بشرح الحافظ رحمه الله نرجو أن يكون قد سقط الدَّين عن الأمّة في الوفاء بخدمة «الجامع الصحيح» ... ولكن في الوقت نفسه لا يمكن الاستغناء والاكتفاء به وحده ... مثال: لا يمكن الركون إلى «الفتح» أو غيره من كتب الشروح في تناول المسائل العقدية، أوالفقهية، أو اللغوية ... ، بل لابد حتما من الرجوع إلى مصادر كل فن من هذه الفنون ...
أما فيما يتعلق بالمراد الثاني، فيُقَال:
لا تعارض بين تقرير ثقة الناقل، وبين طلب العلوّ من قِبَل الباحث ... نعم، الحافظ ابن حجر رحمه الله ثقة فيما ينقل، إلا أنه لابد من استصحاب أنه قد يَهم، وقد يتصرّف في الألفاظ تصرفا مخلا، وقد يختصر الكلام اختصارا مجحفا، وقد ينشط في وقت ... ويكسل في آخر ... ، وقد يَحدُث تحريف أو تصحيف في كتابه، والمأمن من هذا كله الوقوف على الأصل ... (وهذا التقرير ينسحب على كافة أهل العلم، لا ينفرد به ابن حجر دونهم).
ثم أقول: أرجو أن لا أكون قد أبعدت النجعة إن قلت بأن: الشوكاني رحمه الله قد استفاد من الحافظ ابن حجر رحمه الله فوائد عظيمة جليلة كثيرة جدا، ما لم يستفده من أي عالم آخر، فالشوكاني رحمه الله يعتمد أحكام ابن حجر الحديثية حرفيا من «التلخيص الحبير» وغيره، وينقل الفوائد العلمية الكثيرة بعزو وبدونه من «الفتح» للحافظ ...
إنْ رأيتَ ذِكر ابن بطال في «نيل الأوطار»، فاعلم أنّ مصدر الشوكاني، كتاب ابن حجر، لا كتاب ابن بطال ...
وإن رأيت ذِكر ابن التين في «نيل الأوطار»، فاعلم أن مصدر الشوكاني، كتاب ابن حجر، لا كتاب ابن التين ...
وكذا الكرماني، ومغلطاي، ... وهلم جرا ...
وقد نلتمس للشوكاني رحمه الله الأعذار، فنقول على سبيل المثال: لعل أصول هذه الكتب لم تصل إليه ... (وهذا العذر لا ينفرد به الشوكاني، بل إنه ينسحب على الكافة، بما فيهم ابن حجر نفسه).
ولكن هذا العذر غير مقبول نهائيا لمن توفرت لديه أصول المسائل ومصادرها، ثم يركَن إلى الراحة، ويعتمد الوسائط ...
وهل اقتصر الأمر على الشوكاني رحمه الله؟
إنَّ الأمر قد تعدَّى إلى صدِّيق خان (تلميذ الشوكاني) ... قارن «عون الباري لحل أدلة البخاري» بـ: «فتح الباري» ... وقارن «الروضة الندية» ... بـ: «الدراري المضية» ... وهكذا
وأرجو أن لا يُفهَم عنِّي بأنني أدعو إلى إهمال الوسائط، فهذا لا يقول به عاقل، بل إني أدعو إلى الحرص على الوقوف على الأصل، ثم النظر في الوسائط، وأعني بالنظر هنا: (النظر التحليلي العميق = الذي يجعلك تتعايش مع الأرواح قبل الأوراق) تنظر: كيف تصرَّف الوسيط في كلام المصدر، هل التزمه حرفيا؟ أم أنه تصرَّف في الألفاظ؟ وهل التصرّف لعلّة: لعلة التلخيص مثلا، أو تغيير لفظ بأجود، أو تبيين مشكل، أو استدراك لطيف ... إلخ
وفي الأخير أقول:
لا شك أن «الفتح» لابن حجر رحمه الله أعظم الشروح المكتملة على الإطلاق ...
ولا شك أيضا أن كتب الأصول (أصول السُّنَّة) رُغم الاعتناء بها عناية حسنة في الجملة من ناحية الشرح، إلا أنها بحاجة ماسَّة إلى عمل مؤسسي، يحمل طابع التخصص الدقيق ...
والحمد لله على كل حال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 03:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني: اسمعوا نصيحة من قد جرب و خبر.
إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل يجلكم، و بمقدار تعظيم قدره و احترامه يعظم أقداركم و حرمتكم.
و لقد رأيت و الله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود فهان عند الخلق، و كانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، و قوة مجاهدته.
و لقد رأيت من كان يراقب الله عز وجل في صبوته ـ مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم ـ فعظم الله قدره في القلوب حتى علقته النفوس، و وصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
و رأيت من كان يرى الإستقامة إذا استقام، فإذا زاغ مال عنه اللطف، و لولا عموم الستر و شمول رحمة الكريم لا فتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب أو تلطف في العقاب كما قيل:
و من كان في سخطه محسنا ********* فكيف يكون إذا ما رضى
غير أن العدل لا يحابي، و حاكم الجزاء لا يجور، و ما يضيع عند الأمين شيء.
(صيد الخاطر ص132).
ـ[أم الفضل]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 12:53]ـ
رحم الله ابن الجوزي
وجزاكم الله خيرا.
وقيل: بقدر هيبتك من الله يجعل هيبتك عند الخلق.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:38]ـ
الله المستعان
رحم الله هؤلاء العلماء الأجلاء و جزاهم عن أمة الإسلام خيرا
و أسكنهم الله فسيح جناته ..
جزيتم خيرا على النقل.(/)
فائدة: "كتاب العالم ولده المخلد "
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 11:02]ـ
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر ص21 فصل: المحافظة على الوقت:
فاذا علم الانسان وان بالغ فى الجد بأن الموت يقطعه عن العمل.عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته ,فان كان له شئ من الدنيا وقف وقفا ,وغرس غرسا , وأجرى نهرا ,ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده فيكون الأجر له , أوأن يصنف كتابا من العلم ,
""""فان تصنيف العالم ولده المخلد """"
وأن يكون عاملا بالخير ,عالما فيه ,فينقل من فعله ما يقتدى الغير به ,
""فذلك الذى لم يمت ""
وقد مات قوم وهم فى الناس أحياء.انتهى كلامه.
ورحم الله القائل:
الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء
صدق ابن الجوزى فى عبارته "تصنيف العالم ولده المخلد " فهذه كتب العلماء مخلدة بعدهم ,ونرجو من الله أن أجرها يجري لهم بعد موتهم ,.
فهنيئا لمن صنف في نشر العلم ورفع الجهل عن الناس ,ولم يرد الا الدار الأخرة , وابتعد عن حطام الدنيا الفاني.
رزق الله الجميع الاخلاص في القول والعمل.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:13]ـ
كان الشيخ أبو الطيب سهل بن أبي سهل الصعلوكي يطرب لقول أبي الفتح البستي الكاتب:
يَقُولُونَ: ذِكْرُ المَرْءِ يَحْيَا بِنَسْلِهِ = وَمَا أَنْ لَهُ ذِكْرٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ نَسْلُ
فَقُلْتُ لَهُمْ: نَسْلِي بَدَائِعُ حِكْمَتِي = فَإِنْ فَاتَنَا نَسْلٌ؛ فَإِنَّا بِهَا نَسْلُو
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
ورحم الله القائل:
الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء
صدق ابن الجوزى فى عبارته "تصنيف العالم ولده المخلد " فهذه كتب العلماء مخلدة بعدهم ,ونرجو من الله أن أجرها يجري لهم بعد موتهم ,.
وصدق أمير المؤمنين رضي الله عنه حين قال: " العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة ".
اللهم خذ بأيدينا إلى طاعتك، واستعملنا فيها يا أرحم الراحمين.
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:06]ـ
بارك الله فيك.
ورحم الله ابن رجب حين قال: من كانت بداياته محرقه كانت نهاياته مشرقة. وقد رويت هذه عن بعض العلماء _ رحم الله الجميع -.(/)
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ للشيخ العلوان
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 11:05]ـ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان فرج الله عنه:
خرج له مسلم والأربعة وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
قال عنه الإمام أحمد رحمه الله: مضطرب الحديث.
وضعفه جماعة من الأئمة و وثقه آخرون، يحيى و أبو حاتم و مسلم والترمذي وغيرهم.
وقد قال علي بن المديني رحمه الله تعالى له نحو من مائتي حديث.
وقال علي بن المديني وجماعة مضطرب الحديث عن عكرمة وخص هذا بعض المحدثين فيما رواه عن عكرمة في التفسير.
والصحيح / أن سماك بن حرب صدوق إلا فيما رواه عكرمة مطلقا فإنه مضطرب وقد ذكر بعض أهل العلم أن رواية سماك عن عكرمة مقبولة فيما رواه عن سماك أصحابه المتقدمون فيتحصل عندنا في سماك أربعة مذاهب:
المذهب الأول / الضعف مطلقا.
المذهب الثاني / القبول مطلقا.
المذهب الثالث / ضعف مروياته عن عكرمة في التفسير.
المذهب الرابع / ضعف مروياته عن عكرمة مطلقا.
ويمكن زيادة الخامس / ضعف مروياته عن عكرمة إلا فيما رواه عنه القدماء من أصحابه.
إذاً خمسة مذاهب في سماك وقد قال في كل قول جماعة من أهل العلم.
والصحيح في ذلك بعد البحث في أحاديث سماك وتتبعها والنظر في كلام أئمة الشأن أن سماك بن حرب مضطرب الحديث في أحاديثه عن عكرمة ويتفرد عنه بما لا يشبه أحاديث الثقات، فهو ضعيف عن عكرمة مطلقا ولو روى عنه القدماء من أصحابه.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في حديث رواه سماك عن عكرمة في حديث ((أن الماء لا يجنب)) فإنه من رواية سماك فأعله الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقد رواه عن سماك القدماء من أصحابه، ولا يزال أكابر المحدثين يتقون أحاديث سماك عن عكرمة. ا. هـ.
مفرغة من شرح سنن الترمذي للشيخ سليمان بن ناصر العلوان فرج الله عنه.
الدرس الأول.
وهذه فائدة من مشاركة الاخ / صلاح لها علاقة بالموضوع.
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي عن رواية سماك عن عكرمة:
اقتباس:
فحديث سماك بن حرب عن عكرمة على ثلاثة انواع:
الاول:
فيما رواه عن عكرمة عن ابن عباس وانفرد به ولم يوافق عليه فهو يغلب عليه النكاره فيكون مردودا. ومن ذلك ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث سماك عن عكرمة عن بن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت الهلال قال أتشهد أن لا إله إلا الله أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا.
والصحيح فيه الارسال فقد رواه جماعة كسفيان الثوري وغير ه عن سماك عن عكرمة مرسلا وصوب ذلك الحفاظ كالترمذي والنسائي. وقد انكر الحفاظ تفردات سماك عن عكرمة كابن المديني واحمد العجلي والدارقطني وغيرهم
الثاني:
ما رواه عن عكرمة عن ابن عباس ورواه عنه قدماء أصحابه شعبة وسفيان وابو الاحوص فهذا النوع ينظر فيه الى استقامة متنه وعدم غرابته ونكارته فان كان كذلك فيقبل.
الثالث:
ما رواه عن عكرمة عن غير ابن عباس كعائشة وغيرها ولم يكن ممن يستنكر متنه ولم ينفرد بأصل فهو محمول على الاستقامة والصحة ما لم يخالف كما روى النسائي والطيالسي والبيهقي عن سماك عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال أعندك شيء قلت لا قال إذا أصوم.
وهذا صحيح قد صححه الحفاظ كالدارقطني والبيهقي وغيرهما
منقول من شرح بلوغ المرام
منقول ...
ـ[مستور الحال]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 01:17]ـ
للفائدة:
سمعت الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد حفظه الله يقول:
سماك بن حرب الراجح أنه صدوق، وحديثه على أقسام:
الأول: وهو جيد، ما رواه عن غير عكرمة وبالذات عن جابر بن سمرة إذا كان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً كشعبة والثوري.
والثاني: إذا كان الراوي ممن سمع منه أخيراً ولا يكون شيخه عكرمة، وهذا القسم حسن.
والثالث: ما رواه عن عكرمة قديماً، فهذه أيضاً حسنه.
والرابع: ما رواه عن عكرمة أخيراً فيتوقف فيها.
وإذا كان الراوي عنه ضعيفاً فقد يكون فيه علتان ضعف الضعيف وتلقين سماك. أهـ
وجزاك الله خيراً على النقل.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 08:55]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:03]ـ
واياكم والموضوع انت ناقله في اهل الحديث ان لم اهم ولكن هو اعجبني فنلقلته للفائدة الاستفادة والمعذرة لم استاذنكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:04]ـ
جزاكم الله خيرا ايها المستور ,, ولك يوم تكون ثقة.إبتسامة
ـ[المخضرمون]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 11:46]ـ
بارك الله فيكم اخانا الغالي نسال الله يبارك في جهودكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:57]ـ
واياك يامخضرم.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 10:36]ـ
وإياكم
وهذا سمعته من الشيخ عبد الله السعد من أشرطته في شرح الترمذي في الشريط 57 في أول الشريط عند حديث جابر بن سمرة قال: كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يمهل فلا يقيم ... الحديث. أخرجه الترمذي برقم 202
والجملة الأخيرة وهي [وإذا كان الراوي عنه ضعيفاً فقد يكون فيه علتان ضعف الضعيف وتلقين سماك] سمعتها من الشيخ في الشريط 18 الوجه الثاني، وتصوبيها: وأما إذا كان الراوي عن سماك شخص ضعيف فقد يلقن سماك فيكون فيه علتان ضعف الضعيف وتلقين سماك.أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:31]ـ
بار كالله فيكم على الافادة ونامل منك الكثير من النقولات الطيبة.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 06:11]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي على نقل هذه الفائدة من كلام العلامة المحدث العلوان (فرج الله عنه)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 06:12]ـ
واياكم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 05:10]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 07:16]ـ
واياكم ,, وشكر الله لكم مروركم الطيب(/)
مسائل ابن الازرق لابن عباس
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 05:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
ارجو من الاخوة المتخصصين ان يخبروني عن مدى صحة هذه المسائل .. وقد وجدت الدكتورة بنت الشاطئ تذكرها و تعزوها لغيرما مصدر .. فهل لها سند يعتمد عليه
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 09:36]ـ
قلتَ: المتخصصين
ولست متخصصا
ولكن سبق أن جمعت عددا من الروايات لغرض دراستها
ولم يتيسر ذلك:
من هو نافع بن الأزرق:
قال الزركلي في الأعلام: نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي، البكري الوائلي، الحروري، ابو راشد: رأس الازارقة، واليه نسبتهم. كان امير قومه وفقيههم. من أهل البصرة. صحب في أول أمره عبد الله بن عباس رضي الله عنه. وله (اسئلة) رواها عنه، قال الذهبي: مجموعة في (جزء) اخرج الطبراني بعضها في مسند ابن عباس رضي الله عنه من المعجم الكبير.
وكان هو وأصحاب له من أنصار الثورة على (عثمان رضي الله عنه) ووالوا علياً رضي الله عنه، إلى أن كانت قضية (التحكيم) بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فاجتمعوا في (حروراء) وهي قرية من ضواحي الكوفة، ونادوا بالخروج على علي رضي الله عنه، وعرفوا لذلك، هم ومن تبع رأيهم، بالخوارج. وكان نافع (صاحب الترجمة) يذهب إلى سوق الأهواز، ويعترض الناس بما يحير العقل (كما يقول الذهبي).
ولما ولي عبيد الله بن زياد إمارة البصرة (سنة 55هـ) في عهد معاوية رضي الله عنه، اشتد على (الحروريين) وقتل (سنة 61هـ) زعيمهم أبا بلال: مرداس بن حدير.
وعندما علموا بثورة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه على الأمويين (بمكة) فتوجهوا إليه، مع نافع. وقاتلوا عسكر الشام في جيش ابن الزبير إلى أن مات يزيد بن معاوية (سنة 64هـ) وانصرف الجيش الشامي، وبويع ابن الزبير بالخلافة.
وأراد نافع وأصحابه أن يعلموا رأى ابن الزبير في عثمان رضي الله عنهما، فقال له خطيبهم (عبيدة بن هلال اليشكري) بعد أن حمد الله وذكر بعثة نبيه صلى الله عليه وسلم وأثنى على سيرة أبي بكر وعمر: ( ... واستخلف الناس عثمان، فآثر القربى، ورفع الدرة ووضع السوط، ومزق الكتاب، وضرب منكر الجور، وآوى طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرب السابقين بالفضل وحرمهم واخذ الفيء فقسمه في فساق قريش ومجان العرب، فسارت اليه طائفة، فقتلوه؛ فنحن لهم أولياء ومن ابن عفان وأوليائه براء، فما تقول انت يا ابن الزبير؟) فقال: (قد فهمت الذي ذكرت به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو فوق ما ذكرت وفوق ما وصفت، وفهمت ما ذكرت به ابا بكر وعمر، وقد وفقت واصبت، وفهمت الذي ذكرت به عثمان؛ واني لا اعلم مكان احد من خلق الله اليوم اعلم بابن عفان وامره مني، كنت معه حيث نقم عليه، واستعتبوه فلم يدع شيئاً الا اعتبهم، ثم رجعوا اليه بكتاب له يزعمون انه كتبه يأمر فيه بقتلهم، فقال لهم: ماكتبته، فان شئتم فهاتوا بينتكم، فان لم تكن حلفت لكم؛ فو الله ما جاؤوه ببينة ولا استحلفوه؛ ووثبوا عليه فقتلوه؛ وقد سمعت ما عبته به، فليس كذلك، بل هو خير اهل، وانا اشهدكم ومن حضرني اني ولي لابن عفان وعدو لاعدائه).
ولم يرض هذا نافعاً واصحابه، فانفضوا من حوله. وعاد نافع ببعضهم إلى البصرة، فتذكروا فضيلة الجهاد (كما يقول ابن الاثير) وخرج بثلاثمئة وافقوه على الخروج. وتخلف (عبد الله بن اباض) وآخرون، فتبرأوا منهم. وكان (نافع) جباراً فتاكاً، قاتله المهلب بن ابي صفرة ولقى الاهوال في حربه. وقتل يوم (دولاب) على مقربة من الاهواز.
بعض مسائله عن متشابه القرآن:
قال الطبري 5/ 94:
حدثني المثنى قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا القاسم قال ثنا الزبير عن الضحاك أن نافع بن الأزرق أتى بن عباس فقال يا بن عباس قول الله تبارك وتعالى يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا وقوله والله ربنا ما كنا مشركين فقال له بن عباس إني أحسبك قمت من عند أصحابك فقلت ألقى على ابن عباس متشابه القرآن فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أن الله جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد فيقول المشركون إن الله لا يقبل من أحد شيئا إلا ممن وحده فيقولون تعالوا نجحد فيسألهم فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين قال فيختم على أفواههم ويستنطق جوارحهم فتشهد عليهم جوارحهم أنهم كانوا مشركين فعند ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
تمنوا لو أن الأرض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثا.
وقال الطبري 6/ 228: حدثنا بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس يا أعمى البصر أعمى القلب تزعم أن قوما يخرجون من النار وقد قال الله جل وعز وما هم بخارجين منها فقال بن عباس ويحك اقرأ ما فوقها هذه للكفار.
وقال الطبري 16/ 108:
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن عيينة عن عمرو قال أخبرني من سمع بن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال ابن عباس الورود الدخول وقال نافع لا فقرأ بن عباس إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون أورود هو أم لا وقال يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود أورود هو أم لا أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا وما أرى الله مخرجك منها بتكذيبك قال فضحك نافع.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن بن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال قال أبو راشد الحروري ذكروا هذا فقال الحروري لا يسمعون حسيسها قال بن عباس ويلك أمجنون أنت أين قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود
، ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا وقوله وإن منكم إلا واردها والله إن كان دعاء من مضى اللهم أخرجني من النار سالما وأدخلني الجنة غانما
وقال الطبري 19/ 144:
حدثني أبو السائب قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان سليمان بن داود يوضع له ست مئة كرسي ثم يجيء أشراف الإنس فيجلسون مما يليه ثم تجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي الإنس قال ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو الريح فتحملهم قال فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر قال فبينا هو في مسيره إذا احتاج إلى الماء وهو في فلاة من الأرض قال فدعا الهدهد فجاءه فنقر الأرض فيصيب موضع الماء قال ثم تجيء الشياطين فيسلخونه كما يسلخ الإهاب قال ثم يستخرجون الماء
فقال له نافع بن الأزرق قف يا وقاف أرأيت قولك الهدهد يجيء فينقر الأرض فيصيب الماء كيف يبصر هذا ولا يبصر الفخ يجيء حتى يقع في عنقه قال فقال له بن عباس ويحك إن القدر إذا جاء حال دون البصر.
وقال الحاكم3526 أخبرناه أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري حدثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق أنبأ أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى لأعذبنه عذابا شديدا قال انتف ريشه قال بن عباس رضي الله عنهما كان سليمان بن داود يوضع له ست مائة ألف كرسي ثم يجيء أشراف الإنس حتى يجلسوا مما يليه ثم يجيء أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس ثم يدعو الطير فيظلهم ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر فبينما هو يسير في فلاة إذ احتاج إلى الماء فجاء الهدهد فجعل ينقر الأرض فأصاب موضع الماء فجاءت الشياطين فسلخت ذلك الموضع كما تسلخ الإهاب فأصابوا الماء فقال نافع بن الأزرق يا وقاف أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء وهو يجيء إلى الفخ وهو يبصره حتى يقع في عنقه فقال بن عباس رضي الله عنهما إن القدر إذا جاء حال دون البصر هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 31852، وانظر مسند الشاميين2/ 356 (1490).
وقال الطبري 21/ 29: حدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين قال سأل نافع بن الأزرق بن عباس (هل تجد) ميقات الصلوات الخمس في كتاب الله قال نعم فسبحان الله حين تمسون المغرب وحين تصبحون الفجر وعشيا العصر وحين تظهرون الظهر قال ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم
حدثنا بن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن عاصم عن أبي رزين قال سأل نافع بن الأزرق بن عباس عن الصلوات الخمس في القرآن قال نعم فقرأ فسبحان الله حين تمسون قال صلاة المغرب وحين تصبحون قال صلاة الصبح وعشيا قال صلاة العصر وحين تظهرون صلاة الظهر ثم قرأ ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحاكم: 3541 حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي رزين قال جاء نافع بن الأزرق إلى بن عباس رضي الله عنهما فقال الصلوات الخمس في القرآن فقال نعم فقرأ فسبحان الله حين تمسون قال صلاة المغرب وحين تصبحون صلاة الصبح وعشيا صلاة العصر وحين تظهرون صلاة الظهر وقرأ) ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ورواه عبدالرزق في المصنف 1772، والطبراني في
المعجم الكبير 10596.
وقال الحاكم في المستدرك: 3408 حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة المروزي حدثنا أبو صالح هدية بن عبد الوهاب أنبأ محمد بن شجاع عن محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران أن نافع بن الأزرق سأل بن عباس فقال أخبرني عن قول الله عز وجل) وقد بلغت من الكبر عتيا (ما العتي قال البؤس من الكبر قال الشاعر
إنما يعذر الوليد ولا
يعذر من كان في الزمان عتيا
وقال ابن كثير 3/ 133:
وقال عبد الرزاق أيضا أخبرنا بن عيينة عن عمرو أخبرني من سمع بن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال بن عباس الورود الدخول فقال نافع لا فقرأ بن عباس (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) وردوا أم لا وقال (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) أوردها أم لا أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا وما أرى الله مخرجك منها بتكذيبك فضحك نافع وروى بن جريج عن عطاء قال قال أبو راشد الحروري وهو نافع بن الأزرق (لا يسمعون حسيسها) فقال بن عباس ويلك أمجنون أنت أين قوله (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) (وإن منكم إلا واردها) والله إن كان دعاء من مضى اللهم أخرجني من النار سالما وأدخلني الجنة غانما وقال بن جرير حدثني محمد بن عبيد المحاربي حدثنا أسباط عن عبد الملك عن عبيد الله عن مجاهد قال كنت عند بن عباس فأتاه رجل يقال له أبو راشد وهو نافع بن الأزرق فقال له ياابن عباس أرأيت قول الله (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) قال أما أنا وأنت يا أبا راشد فسنردها فانظر هل نصدر عنها أم لا.
وقال في 3/ 360: حدث يوما عبد الله بن عباس بنحو هذا وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع بن الأزرق وكان كثير الإعتراض على بن عباس فقال له قف يا بن عباس غلبت اليوم قال ولم قال إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ ترابا فيجيء الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي فقال بن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول رددت على بن عباس لما أجبته ثم قال له ويحك إنه إذا نزل القدر عمى البصر وذهب الحذر فقال له نافع والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبدا
كثرة اعتراضه على أهل العلم:
يمكن أن يلاحظ القارئ الكريم عدم احترام نافع لأهل العلم، وكثرة معارضته لهم، وعدم توقيرهم وخصوصا أنهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي في الكبرى: 16586 أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ المنذر بن ثعلبة حدثني سعيد بن حرب العبدي قال كنت جليسا لعبد الله بن عمر في المسجد الحرام زمن بن الزبير وفي طاعة بن الزبير رؤوس الخوارج نافع بن الأزرق وعطية بن الأسود ونجدة فبعثوا أو بعضهم شابا إلى عبد الله بن عمر ما يمنعك أن تبايع لعبد الله بن الزبير أمير المؤمنين فرأيته حين مد يده وهي ترجف من الضعف فقال والله ما كنت لأعطي بيعتي في فرقة ولا أمنعها من جماعة. ورواه البخاري في التاريخ الأوسط 1/ 164/749.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البيهقي: 18650 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو وقالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عارم محمد بن الفضل ثنا سعيد بن يزيد ثنا علي بن الحكم البناني أن نافع بن الأزرق سأل بن عباس رضي الله عنهما فقال يا بن عباس أرأيت إذا أرسلت كلبي فسميت فقتلت الصيد آكله قال نعم قال نافع يقول الله إلا ما ذكيتم تقول أنت وإن قتل قال ويحك يا بن الأزرق أرأيت لو أمسك علي سنور فأدركت ذكاته كان يكون علي بأس والله إني لأعلم في أي كلاب نزلت نزلت في كلاب بني نبهان من طيى ء ويحك يا بن الأزرق وليكونن لك نبأ.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 09:39]ـ
مسائل نافع في غريب القرآن:
هذه المسأئل اشترهت بين أهل العلم، وتلقوها بالقبول، وهي منثورة في تراجم أبواب صحيح البخاري معلقة عن ابن عباس رضي الله عنه، وهي من جهة الإسناد ليست قوية.
ققد روى الطبراني في المعجم الكبير 10/ 248 (10597) قال: 10597 حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا أبو عبد الرحمن الحراني وهو عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ثنا عبيد الله بن عياش وموسى بن يزيد الحرانيان قالا ثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال خرج نافع بن الأزرق وونجدة بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج لينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعدا قريبا من زمزم وعليه رداء أحمر وقميص وإذا ناس قيام يسألونه عن التفسير يقولون يا بن عباس ما تقول في كذا وكذا فيقول هو كذا وكذا فقال له نافع بن الأزرق ما أجرئك يا بن عباس على ما تجريه منذ اليوم فقال له بن عباس ثكلتك أمك يا نافع وعدمتك ألا أخبرك من هو أجرأ مني قال من هو يا بن عباس قال رجل تكلم بما ليس به علم ورجل كتم علما عنده قال صدقت يا بن عباس أتيتك لأسألك قال هات يا بن الأزرق فسل قال أخبرني عن قول الله عز وجل يرسل عليكما شواظ من نار ما الشواظ قال اللهب الذي لا دخان فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت
ألا من مبلغ حسان عني
مغلغلة تدب إلى عكاظ
أليس أبوك قينا كان فينا
إلى القينات فسلا في الحفاظ
يمانيا يظل يشب كيرا
وينفخ دائبا لهب الشواظ
قال صدقت فأخبرني عن قوله ونحاس فلا تنتصران ما النحاس قال الدخان الذي لا لهب فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قال نعم اما سمعت قول نابغة بني ذبيان يقول
يضيء كضوء سراج السليط
لم يجعل الله فيه نحاسا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل أمشاج نبتليه قال ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشجا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي وهو يقول
كأن النصل والفوقين منه
خلال الريش سيط به مشيج
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل والتفت الساق بالساق ما الساق بالساق قال الحرب قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل بنين وحفدة ما
البنون والحفدة قال أما بنوك فإنهم يعاطونك وأما حفدتك فإنهم خدمك قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت الثقفي
حفد الولائد حولهن وألقيت
بأكفهن أزمة الأحمال
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل إنما أنت من المسحرين ما المسحرون قال من المخلوقين قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول
فإن تسألينا مم نحن فإننا
عصافير من هذا الأنام المسحر
قال صدقت فأخبرنا عن قول الله عز وجل فنبذناهم في اليم وهو مليم ما المليم قال المذنب قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول
بعيد من الآفات لست لها بأهل
ولكن المسيء هو المليم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل قل أعوذ برب الفلق ما الفلق قال ضوء الصبح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة
الفارج الهم مبذول عساكره
كما يفرج ضوء الظلمة الفلق
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل لكي لا تأسوا على
ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ما الأسى قال لكي لا تحزنوا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة
قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه
كريم النثا حلو الشمائل معجب
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل إنه ظن أن لن يحور ما يحور قال يرجع قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة
وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل يطوفون بينها وبين حميم آن ما الآن قال الذي قد انتهى حره قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان
فإن يقبض عليك أبو قبيس
تحط بك المنية في هوان
وتخضب لحية غدرت وخانت
بأحمر من نجيع الجوف آن
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل فأصبحت كالصريم ما الصريم قال كالليل المظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان
لا تزجروا مكفهر الأكفاء له
كالليل يخلط أصراما بأصرام
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل إلى غسق الليل ما غسق الليل قال إذا أظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت بقول النابغة
كأنما جل ما قالوا وما وعدوا
آل تضمنه من دامس غسق
قال أبو خليفة الآل الشراب الصواب كأنما جل ما قالوا وما وعدوا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل وكان الله على كل شيء مقيتا ما المقيت قال قادرا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت بقول النابغة
وذي ضغن كففت النفس عنه
وإني في مساءته مقيت
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل والليل إذا عسعس قال إقباله بسواده قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول امرى القيس
عسعس حتى لو يشاء كان
لنا من ضوء نوره قبس
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل وأنا به زعيم قال الزعيم الكفيل قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس
وإني زعيم إن رجعت مملكا
بسير ترى منه الفرانق أزورا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل وفومها ما الفوم قال الحنطة قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب
على محمد ? قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي
قد كنت تحسبني كأغنى وافد
قدم المدينة عن زراعة فوم
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل الأزلام ما الأزلام قال القداح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول الحطيئة
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا
ولا يقام له قدح بأزلام
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة قال أصحاب الشمال قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال أما سمعت بقول زهير بن أبي سلمى
نزل الشيب بالشمال قريبا
والمرورات دائيا وحقيرا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل إذا البحار سجرت قال اختلط ماؤها بماء الأرض قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى
لقد عرفت ربيعة في جذام
وكعب خالها وابنا ضرار
لقد نازعتم حسبا قديما
وقد سجرت بحارهم بحاري
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل والسماء ذات الحبك ما الحبك قال ذات الطرائق قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما
اتساقه قال إذا اجتمع قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت بقول بن صرمة الأنصاري
إن لنا قلائصا نقائقا
مستوسقات لو يجدن سائقا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل الأحد الصمد أما الأحد فقد عرفناه فما الصمد قال الذي يصمد إليه في الأمور كلها قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت بقول الأسدية
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد
بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل يلق أثاما ما الأثام قال جزاء قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت بقول بشر بن أبي حازم الأسدي
وإن مقامنا ندعو عليهم
بأبطح ذي المجاز له أثام
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل وهو كظيم ما الكظيم قال الساكت قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قال نعم أما سمعت بقول زهير بن جذيمة العبسي
فإن تك كاظما بمصاب شاس
فإني اليوم منطلق لساني
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل أو تسمع لهم ركزا قال صوابا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب
على محمد ? قال نعم أما سمعت قول خداش بن زهير
فإن سمعتم بحبل هابط سرفا
أو بطن قوم فاخفوا الركز واكتتموا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل إذ تحسونهم بإذنه قال إذ تقتلونهم بإذنه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد ? قال نعم أما سمعت بقول عتبة الليثي
نحسهم بالبيض حتى كأنما
نفلق منهم بالجماجم حنظلا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل) يا أيها النبي إذا طلقتم النساء (هل كان الطلاق في الجاهلية قال نعم طلاقا بائنا ثلاثا أما سمعت قول أعشى بني قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه عنزة فقالوا له إنك قد أضررت بصاحبتنا وإنا نقسم بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وأنهم فاعلون به شرا قال
يا جارتا بيني فإنك طالقة
كذاك أمور الناس غاد وطارقة
فقالوا والله لتبينن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال
فبيني حصان الفرج غير ذميمة
وما موقة منا كما أنت وامقة
فقالوا والله لتبين الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال
وبيني فإن البين خير من العصا
وان لا تزالي فوق رأسك بارقة
فأبانها بثلاث تطليقات.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:
وعن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال خرج نافع بن الأرزق ونجدة بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعداً قريباً من زمزم وعليه رداء له أحمر وقميص فإذا أناس قيام يسألونه عن التفسير يقولون يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا فيقول هو كذا وكذا فقال له نافع بن الأزرق ما أجرأك يابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم فقال له ابن عباس ثكلتك أمك يا نافع وعدمتك ألا أخبرك من هو أجر أمتي قال من هو يا ابن عباس قال رجل تكلم بما ليس له به علم أو كتم علماً عنده قال صدقت يابن عباس أتيتك لأسألك قال هات يا ابن الأزرق فسل قال فأخبرني عن قول الله عز وجل "يرسل عليكما شواظ من نار" ما الشواظ قال اللهم الذي لا دخان فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
ألا من مبلغ حسان عني مغلغلة تدب إلى عكاظ
أليس أبوك قيناً كان فينا إلى الفتيان فسلا في الحفاظ
يمانياً يظل يشب كيراً وينفخ دائباً لهب الشواظ
قال صدقت فأخبرني عن قوله "ونحاس فلا تنتصران" ما النحاس قال الدخان الذي لا لهب فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم قال أما سمعت نابغة بني ذبيان يقولك
يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاساً
يعني دخاناً قال صدقت فأخبرني عن قول الله "أمشاج نبتليه" قال ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كانا مشجاً قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي وهو يقول
كأن النصل والفوقين فيه خلاف الريش سيط به مشيج
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "والتفت الساق بالساق" ما الساق بالساق قال الحرب قال هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صدقت فاخبرني عن قول الله عز وجل "بنين وحفدة" ما البنون والحفدة قال أما بنوك فإنهم يغاظونك وأما حفدتك فإنهم خدمك قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
حفد الولائد حولهن وألقيت بأكفهن أزمة الأحمال
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "إنما أنت من المسحرين" قال من المخلوقين قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
من الآفات لست لها بأهل ولكن المسيء هو المليم
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "قل أعوذ برب الفلق" ما الفلق قال ضوء الصبح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول:
الفارج الهم مبذول عساكره كما يفرج ضوء الظلمة الفلق
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم" ما الأساة قال لا تحزنوا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد ربيعة:
قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه كريم الثنا حلو الشمائل معجب
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل" إنه ظن أن لن يحور" ما يحور قال يرجع قال هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رماداً بعد إذ هو ساطع
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "يطوفون بينها وبين حميم آن" ما الآن قال الذي قد انتهى حره قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
فإن يقبض عليك أبو قبيس تحط بك المنية في هوان
وتخضب لحية غدرت وخانت بأحمى من نجيع الجوف آن
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "فأصبحت كالصريم" ما الصريم قال الليل المظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
لا تزجروا مكفهراً لا كفاء له كالليل يخلط أصراماً بأصرام
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "إلى غسق الليل" ما غسق الليل قال إذا أظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت النابغة وهو يقول:
كأنما جد ما قالوا وما وعدوا آل تضمنه من دامس غسق
قال أبو خليفة الآل: السراب قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وكان الله على كل شيء مقيتاً" ما المقيت قال قادر قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امريء القيس:
وذي ضغن كففت الضغن عنه وإني في مساءته مقيت
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "والليل إذا عسعس" قال إقبال سواده قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امريء القيس:
عسعس حتى لو نشأ أدنا كان له من ضوئه مقبس
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وأنا به زعيم" قال الزعيم الكفيل قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امريء القيس:
وإني زعيم إن رجعت مملكاً بسير ترى منه الغرانق أزورا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وفومها" ما الفوم قال الحنطة قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي:
قد كنت أحسبني كأغنى وافد قدم المدينة عن زراعة فوم
قال صدقت فاخبرني عن قول الله عز وجل "والأزلام" ما الأزلام قال القداح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول الحطيئة:
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا ولا يقام له قدح بأزلام
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "أصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة" قال أصحاب الشمال قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
نزل الشيب بالشمال قريباً والمرورات دانياً وحفيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وإذا البحار سجرت" قال اختلط ماؤها بماء الأرض قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
لقد عرفت ربيعة في جذام وكعب حالها وابنا ضرار
لقد نازعتهم حسباً قديماً وقد سجرت بحارهم بحارى
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "والسماء ذات الحبك" ما الحبك قال الطرائق قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
مكلل بأصول النجم تنسجه ريح الشمال لضاحي ما به حبك
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وإنه تعالى جد ربنا" قال ارتفعت عظمة ربنا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد للنعمان بن المنذر:
إلى ملك يضرب الدراعين لم ينقص الشيب منه قبالا
أترفع جدك إني امرؤ سقتني الأعادي سجالاً سجالاً
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "حتى تكون حرضاً" قال: الحرض البالي قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد:
أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها أعد حريضاً للكرام محرم
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وأنتم سامدون" قال لا هون قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر تبكي عاداً:
بعثت عاداً لقيماً وأتى سعد شريدا
قيل قم فانظر إليهم ثم دع عنك السمودا
قال فأخبرني عن قول الله عز وجل "إذا اتسق" ما اتساقه قال إذا اجتمع قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبي صرمة الأنصاري:
إن لنا قلائصاً نقانقاً مستوسقات لو تجدن سائقاً
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "الصمد" أما الأحد فقد عرفناه فما الصمد قال الذي يصمد إليه في الأمور كلها قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت بقول الأسدية:
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "يلق أثاماً" ما الأثام قال جزاء قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول بشر بن أبي خازم الأسدي:
وإن مقامنا يدعو عليهم بأبطح ذي المجاز له أثام
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "وهو كظيم قال الساكت قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن خزيمة العبسي:
فإن يك كاظماً بمصاب شاس فإني اليوم منطلق اللسان
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "أو تسمع لهم ركزاً" ما الركز قال صوتاً قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول خراش بن زهير:
فإن سمعتم بخيل هابط شرفاً أو بطن قو فاخفوا الركز واكتتموا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "إذ تحسونهم بإذنه" قال إذ تقتلونهم بإذنه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول عتبة الليثي:
نحسهم بالبيض حتى كأننا نفلق منهم بالجما جم حنظلا
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء" هل كان الطلاق يعرف في الجاهلية قال نعم طلاقاً بائناً ثلاثاً أما سمعت قول أعشى بني قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه غيرة فقالوا إنك قد أضررت بصاحبتنا وإنا نقسم بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وأنهم فاعلون به شراً قال:
أجارتنا بيني فإنك طالقة كذاك أمور الناس غادر طارقة
فقالوا ولله لتبينن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال:
فبيني فإن البين خير من العصا وأن لا تزالي فوق رأسك طارقة
فأبانها بثلاث تطليقات. رواه الطبراني وفيه جويبر وهو متروك، وفي موضع آخر قال: ضعيف.
وقال الهيثمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى "فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون" عن أبي رزين قال خاضم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال تجد الصلوات الخمس في كتاب الله قال نعم فقرأ عليه "فسبحان الله حين تمسون" المغرب "وحين تُصبحون" الصبح "وعشياً" العصر "وحينَ تُظهرون" الظهر "ومن بعد صلاة العشاء" قال صلاة العشاء. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
قال السيوطي في الإتقان:
حميد الأعرج وعبد الله بن أبي بكر بن محمد عن أبيه قال: بينا عبد الله بن عباس جالس بفناء الكعبة قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن، فقال نافع ابن الأزرق لنجدة بن عويمر: قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به، فقاما إليه فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا وتأتينا بمصادقة من كلام العرب، فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي متين، فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما، فقال نافع: أخبرني عن قول الله تعالى - عن اليمين وعن الشمال عزين - قال: العزون: حلق الرفاق. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم: أما سمعت عبيد بن الأبرص وهويقول:
فجاءوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منيره عزينا
قال: أخبرني عن قوله (وابتغوا إليه الوسيلة - قال: الوسيلة: الحاجة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عنترة وهويقول:
إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي
قال: اخبرني عن قوله (شرعة ومنهاجاً قال: الشرعة: الدين، والمنهاج: الطريق، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهويقول:
لقد نطق المأمون بالصدق والهدى وبين للإسلام ديناً ومنهجاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إذا أثمر وينعه - قال: نضجه وبالغه، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
إذا ما مشت وسط النساء تأودت كما اهتز غصن ناعم النبت يانع
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وريشاً - قال: الريش المال، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
فرشني بخير طال ما قد بريتني وخير الموالي من لا يريش ولا يبري
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لقد خلقنات الإنسان في كبد - قال: في اعتدال واستقامة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهويقول:
يا عين هلا بكيت أربد إذ قمنا وقام الخصوم في كبد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - سكاد سنا برقه - قال: السنا الضوء، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث يقول:
يدعوإلى الحق لا يبغي به بدلاً يجلوبضوء سناه داجي الظلم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وحفدة - قال: وهم الأعوان. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
حفد الولائد حولهن وأسلمت بأكفهن أزمة الأحمال
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وحنانا من لدنا - قال: رحمة من عندنا، قال: وهل ترعف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد يقول:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أفلم ييأس الذين آمنوا - قال: أفلم يعلم بلغة بني مالك، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت مالك بن عوف يقول:
لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائياً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - مثبوراً - قال ملعوناً محبوساً من الخير، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبد العزيز بن الزبعري يقول:
إذا أتاني الشيطان في سنة النو م ومن مال ميله مثبوراً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فأجاءها المخاض - قال: ألجأها، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت يقول:
إذا شددنا شدة صادقة فأجأناكم إلى سفح الجبل
قال: أخبرني عن قوله تعالى ندياً قال: النادي: المجلس، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
مقامات وأندية ويوم سير على الأعداء تأويب
قال: أخبني عن قوله تعالى أثاثاً ورئياً - قال: الأثاث: المتاع، والرئى: من الشراب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
بملمومة شهباء لوقذفوا بها شماريخ من رضوى إذن عاد صفصفاً
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحي - قال: لا تعرق فيها من شدة حر الشمس، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشي فيخصر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - له خوار - قال: له صياح، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
كأن بني معاوية بن بكر لى الإسلام صابحة تخور
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ولا تنياً في ذكرى - قال: لا تضعفا عن أمري، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
إني وجدك ما ونيت ولم أزل أبغي الفكاك له بكل سبيل
قال: أخبرني عن قوله تعالى القانع والمعتر قال: القانع: الذي يقنع بما أعطى، والمعتر: الذي يعترض الأبواب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
على مكثريهم حق معتر بابهم وعند المقلين السماحة البذل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وقصر مشيد - قال: مشيد لاجص والآجر، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد يقول:
شاده مرمراً وجلله كل
سا فللطـ ـــــــير في ذراه وكور
قال: أخبرني عن قوله تعالى شواظ قال: الشواظ: اللهب الذي لا دخان له، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أمية بن الصلت:
يظل يش كيراً بعد كير
وينفخ دائباً لهب اشواظ
قال: أخبرني عن قوله تعالى - قد أفلح المؤمنون - قال: فازوا وسعدوا، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
فاعقلي إن كنت لما تعقلي
ولقد أفلح من كان عقل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يؤيد بنصره من يشاء - قال: يقوي، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت:
برجال لستموأمثالهم
أيدوا جبريل نصراً فنزل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ونحاس - قال: هو الدخان الذي لا لهب فيه، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاساً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أمشاج - قال: اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقع في الرحم، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أبي ذؤيب:
كان الريش والفرق منه
خلال النصل خالطه مشيج
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وفومها - قال: الحنطة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أبي محجن الثقفي:
قد كنت أحسبني كأغنى واحد
قدم المدينة عن زراعة فوم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وأنتم سامدون - قال: السمود: اللهووالباطل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم، أما سمعت قول هذيلة بنت بكر وهت تبكي قوم عاد:
ليت عاد قبلوا الحقق ولم يبدوا جحوداً
قيل قم فانظر إليهم
ثم دع عنك السمودا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لا فيها غول - قال: ليس فيها نتن ولا كراهية كخمر الدنيا، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:
رب كأس شربت لا غول فيها
وسقيت النديم منها مزاجاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى (والقمر إذا اتسق) قال: اتساقه: اجتماعه، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول طرفة بن العبد:
إن لنا قلائصاً نقانقاً
مستوسقات لم يجدن سائقاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى (وهم فيها خالدون) قال: كالحياض الواسعة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول طرفة بن العبد:
كالجوابي لا تنى مترعة
بقرى الأضياف أوللمتحضر
قال: أخبرني عن قوله تعالى (فيطمع الذي في قلبه مرض) قال: الفجور والزنى، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الأعشى:
حافظ لفرج راض بالتقى
ليس ممن قلبه فيه مرض
قال: أخبرني عن قوله تعالى (من طين لازب) قال: الملتزق، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول النابغة:
فلا تحبسون الخير لا شر بعده
ولا تحبسون الشر ضربة لازب
قال: أخبرني عن قوله تعالى (أنداداً) قال: الأشباه والأمثال، قال: ووهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
أحمد الله فلا ند له
بيديه الخير ما شاء فعل
قال: أخبرني عن قوله تعالى (لشوباً من حميم) قال: الخلط بماء الحميم والغساق. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيباً بماء فعادا بعد أبو الا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرني عن قوله تعالى - عجل لنا قطناً - قال: القط: الجزاء، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الأعشى:
ولا الملك النعماتن يوم لقيته
بنعمته يعطي القطوط ويطلق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - من حمأ مسنون - قال: الحمأ السواد، والمسنون: المصور، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب:
أغر كأن البدر شقة وجهه
جلا الغيم عنه ضوؤه فتبددا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - البائس الفقير - قال: البائس: الذي لا يجد شيئاً من شدة الحال، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول طرفة:
يغشاهم البائس المدقع والضي
ف وجار مجاور جنب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ماء غدقاً قال: كثيراً جارياً، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تدني كراديس ملتفاً حدائقها
كالنبت جادت بها أنهارها غدقاً
ثال: أخبرني عن قوله تعالى - بشهاب قبس - قال: شعلة من نار يقتبسون منه، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول طرفة بن العبد:
هم عراني فبت أدفعه
دون سهادي كشعلة القبس
قال: أخبرني عن قوله تعالى - عذاب أليم - قال: الأليم: الوجيع، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
نام من كان خلياً من ألم
وبقيت الليل طولاً لم أنم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وقفينا على آثارهم - قال: أتبعنا على آثار الأنبياء. أي بعثنا، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عدي بن زيد:
يوم قفت عيرهم من عيرنا
واحتمال الحي في الصبح فلق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إذا تردى - قال إذا مات وتردى في النار، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عدي بن زيد:
خطفته منية فتردى
وهوفي الملك يأمل التعميرا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - في جنات ونهر - قال: النهر: السعة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
ملكت بها كفى فأنهرت فنقها
يرى قائم من دونها وما ورائها
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وضعها للأنام - قال: الخلق، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة:
فإن تسألينا مم نحن فإننا
عصافير من هذا الأنام المسحر
قال: فأخبرني عن قوله تعالى - أن لن يحور - قال: أن لن يرجع بلغة الحبشة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
ولا المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رماداً بعد إذ هوساطع
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ذلك أدنى أن لا تعدلوا - قال: أجدر أن لا تميلوا، قال: وهل تعرف العرب غير ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
إنا تبعنا رسول الله واطرحوا
قول النبي وعالوا في الموازين
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وهومليم - قال: المسيء المذنب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أمية بن الصلت:
بريء من الآفات ليس لها بأهل
ولكن المسيء هو المليم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إذ تحسونهم بإذنه - قال: تقتلونهم، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
ومننا الذي لاقى بسيف محمد
فحس به الأعداء عرض العساكر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ما ألفينا - قال: يعني وجدنا، قال: وهل تعرف العرب غير ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
فحسبوه فألفوه كما زعمت
تسعاً وتسعين لم تنقص ولم تزد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - جنفاً - قال: الجور والميل في الوصية، قال: وهل تعرف العرب غير ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عدي بن زيد:
وأمك يا نعمان في أخوزاتها
تأتين ما يأتينه جنفاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - بالبأساء والضراء - قال: البأساء: الخصب، والضراء: الجدب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول زيد بن عمرو:
إن الإله واسع حكم
بكفه الضر والبأساء والنعم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إلا رمزاً - قال: الإشارة باليد والإيماء بالرأس، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن مرتمز
إلا إليه وما في الأرض من وزر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فقد فاز - قال: سعد ونجا، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عبد الله بن رواحة:
وعسى أن أفوز ثمت ألقى
حجة أتقي بها الفتانا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرني عن قوله تعالى - سزاء بيننا وبينكم - قال: عدل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تلافينا فقاضينا سواء
ولكن جرعن حال بحال
قال: أخبرني عن قوله تعالى - الفلك المشحون - قال: السفينة الموقرة، قال: وهل تعرف العرب غير ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد بن الأبرص:
شحناً أرضهم بالخيل حتى
تركناهم أذل من الصراط
قال: أخبرني عن قوله تعالى - زنيم - قال: ولد الزنى، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
ولقد قلت وزيد حاسر
يوم ولت خيل زيد قدداً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - برب الفلق - قال: الصبح إذا انفلق من ظلمة الليل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
الفارج الهم مسدولاً عساكره
كما يفرج غم الظلمة الفلق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - خلاق - قال: نصيب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم، أما سمعت قول أمية بن الصلت:
يدعون بالويل فيها لا خلاق لهم
إلا سرابيل من قطر وأغلال
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كل له قانتون - قال: مقرون، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عدي بن زيد:
قانتاً لله يرجوعفوه
يوم لا يكفر عبد ما ادخر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - جدر بنا - قال: عظمة ربنا، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أمية بن الصلت:
لك الحمد والنعماء والملك ربنا
فلا شيء أعلى منك جداً وأمجد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حميم آن - قال: الآني الذي انتهى طبخه وحره، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول نابغة بن ذبيان:
ويخضب لحية غدرت وخانت
بأحمخر من نجيع الخوف آن
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وأكدي - قال: كدره بمنه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
أعطى قليلاً ثم أكدي بمنه
ومن ينشر المعروف في الناس يحمد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لا وزر - قال: الوزر: الملجأ، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عمروبن كلثوم:
لعمرك ما إن له صخرة
لعمرك ما إن له من وزر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - قضى نحبه - قال: أجله الذي قدر له، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول
أنحب فيقضي أم ضلال وباطل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - المعصرات - قال: السحاب يعصر بعضها فيخرج الماء من بين السحابتين، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول نابغة:
تحربها الأرواح من بين شمائل
وبين صباها المعصرات الدوامس
قال: أخبرني عن قوله تعالى: - سنشد عضدك - قال: العضد: المعين الناصر، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول النابغة الذبياني:
في ذمة من أبي قابوس منقذه
للخائفين ومن ليست له عضد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - في الغابرين - قال: في الباقين، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص:
ذهبوا وخلفني المخلف فيهم
فكأنني في الغابرين غريب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فلا تأس - قال: لا تحزن، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:
وقوفاً بها صحبى على مطيهم
يقولون لا تهلك أسى وتحمل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يصدفون - قال: يعرضون عن الحق، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أبي سفيان:
عجبت لحلم الله عنا وقد بدا
له صدفنا عن كل حق منزل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أن تبسل - قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول زهير:
وفارقتك برهن لا فكاك له
يوم الوداع فقلبي مبسل غلقاً
قال: أخبرني عن قوله (فلما أفلت - قال: زالت الشمس عن كبد السماء، أما سمعت قول كعب بن مالك:
فتغير القمر المنير لفقده
والشمس قد كسفت وكادت تأفل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كالصريم - قال: الذاهب، أما سمعت قول الشاعر:
غدوت عليه غدوة فوجدته
قعوداً لديه بالصريم عواذل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - تفتؤ - قال: لا تزال، أما سمعت قول الشاعر:
لعمرك ما تفتأ تذكر خالداً
وقد غاله ما غال من قبل تبع
قال: أخبرني عن قوله تعالى - خشية إملاق - قال: مخافة الفقر، أما سمعت قول الشاعر:
وإني على الإملاق يا قوم ماجد
أعد لأضيافي الشواء المضهبا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حدائق - قال: البساتين، أما سمعت قول الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
بلاد سقاها الله أما سهولها
فقضب ودر مغدق وحدائق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - مقيتاً - قال: قادراً، أما سمعت قول أحيحة الأنصاري:
وذي ضغن كففت النفس عنه
وكنت على مساءته مقيتاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ولا يئوده - قال: لا يثقله، أما سمعت قول الشاعر:
يعطي المئين ولايئوده حملها
محض الضرائب ماجد الأخلاق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - سرياً - قال: النهر الصغير، أما سمعت قول الشاعر
سهل الخليقة ماجد ذونائل
مثل السريّ تمده الأنهار
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كأساً دهاقاً - قال: ملأى، أما سمعت قول الشاعر:
أتانا عامر يرجوقراناً
فأترعنا له كأساً دهاقاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لكنود - قال: كفور للنعم، وهوالذي يأكل وحده ويمنع رفده ويجيع عبده أما سمعت قول الشاعر:
شكرت له يوم العكاظ نواله
ولم أك للمعروف ثم كنود
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فسينغضون إليك رؤوسهم - قال: يحركون رؤوسهم استهزاء بالناس، أما سمعت قول الشاعر:
أتنغض لي يوم الفخار وقد ترى
خيولاً عليها كالأسود ضوارياً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يهرعون - قال: يقبلون إليه بالغضب، أما سمعت قول الشاعر:
أتونا يهرعون وهم أسارى
نسوقهم على رغم الأنوف
قال: أخبرني عن قوله تعالى - بئس الرفد المرفود - قال: بئس اللعنة بعد اللعنة، أما سمعت قول الشاعر:
لا تقذفني بركن لا كفاء له
وإن تاسفك الأعداء بالرفد
قل: أخبرني عن قوله تعالى - غير تتبيب - قال: تخسير. أما سمعت قول بشر بن أبي حازم:
هم جدعوا الأنوف فأوعبوها
وهم تركوا بني سعد تباباً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فأسر بأهلك بقطع من الليل - ما القطع؟ قال: آخر الليل سحراً، قال مالك ابن كنانة:
ونائحة تقوم بقطع ليل
على رجل أصابته شعوب
أي داهية قال: أخبرني عن قوله تعالى - هيت لك - قال: تهيأت لك، أما سمعت قول أحيحة الجلاح الأنصاري:
به أحمي المضاف إذا دعاني
إذا ما قيل للأبطال هيتاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يوم عصيب - قال: شديد، أما سمعت قول الشاعر:
هم ضربوا قوانس خيل حجر
بجنب الرده في يوم عصيب
قال: أخبرني عن قول الله تعالى لا يسأمون قال: لا يفترون ولا يملون، أما سمعت قول الشاعر:
من الخوف لا ذوسمة من عبادة
ولا زهومن طول التعبد يجهد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - طيراً أبابيل - قال: ذاهبة وجائية تنقل الحجارة بمناقيرها وأرجلها فتبلبل عليهم فوق رؤوسهم، أما سمعت قول الشاعر:
وبالفوارس من ورقاء قد علموا
أحلاس خيل على جرد أبابيل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ثقفتموهم - قال: وجدتموهم، أما سمعت قول حسان:
فإما تثقفن بني لؤي
جذيمة إن قتلهم دواء
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فأثرن به نقعاً - قال: النقع: ما يسطع من حوافر الخيل، أما سمعت قول حسان:
عدمنا خيلنا إن لم تروها
تثير النقع موعدها كداء
قال: أخبرني عن قوله تعالى - في سواء الجحيم - قال: في وسط الجحيم، أما سمعت قول الشاعر:
رماهم بسهم فاستوى في سوائها
وكان قبولاً للهوى ذي الطوارق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - في سدر مخضود - قال: الذي ليس له شوك، أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
إن الحدائق في الجنان ظليلة
فيها الكواعب سدرها مخضود
قال: أخبرني عن قوله تعالى - طلعها هضيم - قال: منضم بعضه إلى بعض، أما سمعت قول امرئ القيس:
دار لبيضاء العوارض طفلة
مهضومة الكشحين ريا المعصم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - قولاً سديداً - قال: عدلاً حقاً، أما سمعت قول حمزة:
أمين على ما استودع الله قلبه
فإن قال قولاً كان فيه مسدداً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إلا ولا ذمة - قال: الإل: القرابة، والذمة: العهد، أما سمعت قول الشاعر:
جزى الله إلا كان بيني وبينهم
جزاء ظلوم لا يؤخر عاجلاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - خامدين - قال: ميتين، أما سمعت قول لبيد:
حلوا ثيابهم على عوراتهم
فهم بأفنية البيوت خمود
قال: أخبرني عن قوله تعالى - زبر الحديد - قال: قطع الحديد، أما سمعت قول كعب بن مالك:
تلظى عليهم حين أ، شد حميها
يزير الحديد والحجارة ساجر
قال: أخبرني عن قوله تعالى فسحقاً - قال: بعداً، أما سمعت قول حسان:
ألا من مبلغ عني أبياً
فقد ألقيت في سحق السعير
قال: أخيرني عن قوله تعالى - إلا في غرور - قال: في باطل، أما سمعت قول حسان:
تمنتك الأماني من بعيد
وقول الكفر يرجع في غرور
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وحصوراً - قال: الذي لا يأني النساء، أما سمعت قول الشاعر:
وحصور عن الحنا يأمر النا
س بفعل الخيرات والتشمير
قال: أخبرني عن قوله تعالى - عبوساً قمطرياً - قال: الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع، أما سمعت قول الشاعر:
ولا يوم الحساب وكان يوماً
عبوساً في الشدائد قمطريراً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يوم يكشف عن ساق - قال: عن شدة الآخرة، أما سمعت قول الشاعر:
قد قامت الحرب ينا على ساق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إيابهم - قال: الإياب: المرجع، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص:
وكل ذي غيبة يؤب
وغائب الموت لا يؤب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حوباً - قال: إثماً بلغة الحبشة، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الأعشى:
فإني وما كلفتموني من أمركم
ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
قال: أخبرني في قوله تعالى - العنت. قال: الإثم. أما سمعت قول الشاعر:
رأيتك تبتغي عنتي وتسعى
مع الساعي على بغير دخل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فتيلاً - قال: التي تكون في شق النواة، أما سمعت قول نابغة:
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو
ثم لا يرزأ الأعادي فتيلا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - من قكمير - قال: الجلدة البيضاء التي على النواة، أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
لم أنل منهم فسيطاً ولا زبداً
ولا فوفف ولا قطميرا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أركسهم - قال: حبسهم، أما سمعت قول أمية:
أركسوا في جهنم إنهم كا
نوا عتاتاً يقولون كذباً وزوراً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أمرنا نترفيها - قال: سلطنا، أما سمعت قول لبيد:
إن يغبطوا ييسروا وإن أمروا
يوماً يصيروا للهلك والفقد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إن يفتنكم الذين كفروا - قال: يضلكم بالعذاب والجهد بلغة هوازن، أما سمعت قول الشاعر:
كل امرئ من عباد الله مضطهد
ببطن مكة مقهور ومفتون
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كأن لم يغنوا - قال: كأن لم يسكنوا، أما سمعت قول لبيد:
وغنيت سبتاً قبل مجرى داحس
لوكان للنفس اللجوج خلود
قال: أخبرني عن قوله تعالى - عذاب الهون - قال: الهوان، أما سمعت قول الشاعر:
إنا وجدنا بلاد الله واسعة
تنجى من الذل والمخزاة والهون
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ولا يظلمون نقيراً - قال: النقير، ما في شق النواة، ومنه تنبت النخل، أما سمعت قول الشاعر:
وليس الناس بعدك في نقير
وليسوا غير أصداء وهام
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لا فارض - قال: الهرمة، أما سمعت قول الشاعر:
لعمري لقد أعطيت ضيفط فارضاً
يساق إليه ما يقوم على رجل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - الخيط الأبيض من الخيط الأسود - قال: بياض النهار من سواد الليل، وهوالصبح إذا انفلق، أما سمعت قول أمية:
الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق
والخيط الأسود لون الليل مكموم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - بئسما شروا به أنفسهم - قال: باعوا نصيبهم من الآخرة بطمع يسير من الدنيا، أما سمعت قول الشاعر:
يعطي بها ثمناً فيمنعها
ويقول صاحبها ألا تشرى
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حسباناً من السماء - قال: نار من السماء، أما سمعت قول حسان:
بقية معشر صبت عليهم
شآبيب من الحسبان شهب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وعنت الوجوه - قال: استسلمت وخضعت، أما سمعت قول الشاعر:
لبيك عليك كل عان بكربة
وآل قصي من مقل وذي وفر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - معيشة ضنكاً - قال: الضنك: الضيق الشديد، أما سمعت قول الشاعر:
والخيل لقد لحقت بها في مأزق
ضنك نواحيه شديد المقدم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - من كل فج - قال: طريق، أما سمعت قول الشاعر:
حازوا العيال وسدوا الفجاج
بأجساد عاد لها آيدان
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ذات الحبك - قال: ذات الطرائق والخلق الحسن، أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
هم يصربون حبيك البيض إذ لحقوا
لا ينكصون إذ ما استلحموا وحموا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حرضاً - قال: الدنف الهالك من شدة الوجع، أما سمعت قول الشاعر:
أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها
كأنك جم للأطبا محرض
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يدع اليتيم - قال: يدفعه عن حقه، أما سمعت قول أبي طالب:
يقسم حقاً لليتيم ولم يكن
يدع لذا أيسارهن الأصاغرا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - السماء منفطر به - قال: منصدع من خوف يوم القيامة، أما سمعت قول الشاعر:
ظباهن حتى أعرض الليل دونها
(يُتْبَعُ)
(/)
أفاطير وسمى رواء جدورها
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فهم يوزعون - قال: يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير، أما سمعت قول الشاعر:
وزعت رعيلها بأقب نهد
إذا ما القوم شدوا بعد خمس
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كلما خبت - قال: الخبء: الذي يطفأ مرة ويسعر أخرى، أما سمعت قول الشاعر:
والنار تخبوعن آذانهم
وأضرمها إذا ابتدروا سعيراً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كالمهل - قال: كدردري الزيت، أما سمعت قول الشاعر:
تبارى بها العيسى السموم كأنها
تبطنت الأقراب من عرق مهلا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أخذاً وبيلاً - قال: شديداً ليس له ملجأ، أما سمعت قول الشاعر:
خزي الحياة وخزي الممات
وكلا أراه طعاماً وبيلا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فنقبوا في البلاد - قال: هربوا بلغة اليمن، أما سمعت قول عدي بن زيد:
فنقبوا في البلاد من حذر المو
ت وجالوا في الأرض أي مجال
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إلا همساً - قال: الوطء الخفي والكلام الخفي، أما سمعت قول الشاعر:
فباتوا يدلجون وبات يسرى
بصير بالدجا هاد هموس
قال: أخبرني عن قوله تعالى - مقمحون - قال: المقمح: الشامخ بأنفه المنكس رأسه، أما سمعت قول الشاعر:
ونحن على جوانبها قعود
نغض الطرف كالإبل ألقما
قال: أخبرني عن قوله تعالى - في أمر مريج - قال: المريج: الباطل، أما سمعت قول الشاعر:
فراعت فانتقدت به حشاها
فخر كأنه خوط مريج
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حتماً مقضياً - قال: الحتم: الواجب، أما سمعت قول أمية:
عبادك يخطئون وأنت رب
بكفيك المنايا والحتوم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وأكواب - قال: القلال التي لا عرى لها، أما سمعت قول الهذلي:
فلم ينطق الديك حتى ملأت
كؤب الدنان له فاستدارا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ولا هم عنها ينزفون - قال: لا يسكرون، أما سمعت قول عبد الله بن رواحة:
ثم لا ينزفون عنها ولكن
يذهب الهم عنهم والغليل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كان غراماً - قال: ملازماً شديداً كلزوم الغريم الغريم، أما سمعت قول بشر بن أبي حازم:
ويوم النسار ويوم الحفار
وكان عذاباً وكان غراماً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - والترائب - قال: هوموضع القلادة من المرأة، أما سمعت قول الشاعر:
والزعفران على ترائبها
شرقاً بها اللبات والنحر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - وكنتم قوماً بوراً - قال: هلكى بلغة عمان وهم من اليمن، أما سمعت قول الشاعر:
فلا تكفروا ما قد صنعنا اليكموا
وكافوا به فالكفر بور لصانعه
قال: أخبرني عن قوله تعالى - نفشت - قال: النفش: الرعي بالليل، أما سمعت قول لبيد:
بدلن بعد النفش الوجيفا
وبعد طول الجرة الصريفا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ألد الخصام - قال: الجدل المخاصم في الباطل، أما سمعت قول مهلهل:
إن تحت الأشجار حزماً وجوداً
وخصيماً ألد ذا مغلاق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - بعجل حنيذ - قال: النضيج مما يشوى بالحجارة، أما سمعت قول الشاعر:
لهم راح ونار المسك فيهم
وشاويهم إذا شاءوا حنيذا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - من الأجداث - قال: القبور، أما سمعت قول ابن رواحة:
حينا يقولون إذا مروا على جدثي
أرشده يا رب من عان وقد رشدا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - هلوعاً - قال: ضجراً جزوعاً، أما سمعت قول بشر بن أبي حازم:
لا مانعاً لليتيم نحلته
ولا مكباً لخلقه هلعاً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ولات حين مناص - قال: ليس بحين فرار، أما سمعت قول الأعشى:
تذكرت ليلى حين لات تذكر
وقد بنت منها والمناص بعيد
قال: اخبرني عن قوله تعالى - ودسر - قال: الدسر: الذي تخرز به السفينة، أما سمعت قول الشاعر:
سفينة نوتي قد أحكم صنعها
منحته الألواح منسوجة الدسر
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ركزاً - قال: حساً، أما سمعت قول الشاعر:
وقد ترجس ركزاً مفقر ندس
بنبأة الصوت ما في سمعه كذب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - باسرة - قال: كالحة، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص:
صبحنا تميماً غداة النسا
ر شهباء ملمومة باسرة
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ضيزي - قال: جائزة، أما سمعت قول امرئ القيس:
ضازت بنوأسد بحكمهم
إذ يعدلون الرأس بالذنب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لم يتسنه - قال: لم تغيره السنون، أما سمعت قول الشاعر:
طاب منه الطعم والريح معاً
لن أتراه متغيراً من سن
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ختار - قال: الغدار الظلوم الغشوم، أما سمعت قول الشاعر:
لقد علمت واستيقنت ذات نفسها
بأن لا تخاف الدهر صرمى ولا خترى
قال: أخبرني عن قوله تعالى - عين القطر - قال: الصفر، أما سمعت قول الشاعر:
فألقى في مراجل من حديد
قدور القطر ليس من البراة
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أكل خمط - قال: الأراك، أما سمعت قول الشاعر:
ما مغزل فرد تراعي بعينها
أغن غضيض الطرف من خلل الخمط
قال: أخبرني عن قوله تعالى - اشمأزت - قال: نفرت، أما سمعت عمروبن كلثوم:
إذا عض الثقات بها اشمأزت
وولته عشوزنة زبوناً
قال: أخبرني عن قوله تعالى - جدد - قال: طرائق، أما سمعت قول الشاعر:
قد غادر النسع في صفحاتها جدداً
كأنها طرق لاحت على أكم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - أغنى وأقنى - قال: أغنى من الفقر، وأقنى من الغنى، أما سمعت قول عنترة العبسي:
فأقنى حياءك لا أبالك واعلمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لا يلتكم - قال: لا ينقصكم بلغة بني عبس، أما سمعت قول الحطيئة العبسي:
أبلغ سراة بني سعد مغلغلة
جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
قال: أخبرني عن قوله تعالى (وأباً) قال: الأب: ما يعتلف منه الدواب، أما سمعت قول الشاعر:
ترى به الأب واليقطين مختلطاً
على الشريعة يجري تحتها الغرب
قال: أخبرني عن قوله تعالى (لا تواعدوهن سراً) قال: السر: الجماع، أما سمعت قول امرئ القيس:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنني
كبرت وأن لا يحسن السر أمثالي
قال: أخبرني عن قوله (فيه تسيمون) قال: تزرعون، أما سمعت قول الأعشى:
ومشى القوم بالعماد إلى الدرحاء أعيي المسيم أين المساق
قال: أخبرني عن قوله تعالى (لا ترجون لله وقاراً) قال: لا تخشون لله عظمة، أما سمعت قول أبي ذؤيب:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها
وحالفها في بيت نوب عوامل
قال: أخبرني عن قوله تعالى (ذا متربة) قال: ذا حاجة وجهد، أما سمعت قول الشاعر:
تربت يد لك ثم قل نوالها
وترفعت عنك السماء سجالها
قال: أخبرني عن قوله تعالى (مهطعين) قال: مذعنين خاضعين، أما سمعت قول تبع:
تعبدني نمر بن سعد وقد درى
ونمر بن سعد مدين ومهطع
قال: أخبرني عن قوله تعالى - هل تعلم له سمياً - قال: ولداً، أما سمعت قول الشاعر:
أما السمي فأنت منه مكثر
والمال فيه تغتذي وتروح
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يصهر - قال: يذاب، أما سمعت قول الشاعر:
سخنت صهارته فظل عثاله
في سيطل كفيت به يتردد
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لتنوء بالعصبة - قال: لتثقل، أما سمعت قول امرئ القيس:
تمشى فتثقلها عجيزتها
مشي الضعيف ينوء بالوسق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - كل بنان - قال: أطراف الأصابع، أما سمعت قول عنترة:
فنعم فوارس الهيجاء قومي
إذا علق الأعنة بالبنان
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إعصار - قال: الريح الشديدة، أما سمعت قول الشاعر:
فله في آثارهن خوان
وحفيف كأنه إعصار
قال: أخبرني عن قوله تعالى - مراغماً - قال: منفسحاً بلغة هذيل، أما سمعت قول الشاعر:
واترك أرض جهرة إن عندي
رجاء في المراغم والتعادي
قال: أخبرني عن قوله تعالى - صلداً قال: أملس، أما سمعت قول أبي طالب
وإني لقرم وابن قرم لهاشم
لآباء صدق مجدهم معقل صلد
قال: أخبرني عن قوله (لأجراً غير ممنون - قال: غير منقوص، أما سمعت قول زهير:
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا
يعطي بذلك ممنوناً ولا ترقا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - جابوا الصخر - قال: نقبوا الحجارة في الجبال فاتخذوها بيوتاً، أما سمعت قول أمية:
وشق أبصارنا كيما نعيش بها
وجاب للسمع أصماخاً وآذانا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - حباً جماً - قال: كثيراً، أما سمعت قول أمية:
إن تغفر اللهم تغفر جماً
وأي عبد لك لا ألما
قال: أخبرني عن قوله تعالى - غاسق - قال: الظلمة، أما سمعت قول زهير:
ظلت تجوب يداها وهي لاهية
حتى إذا جنح إلا ظلام والغسق
قال: أخبرني عن قوله تعالى - في قلوبهم مرض - قال: النفاق، أما سمعت قول الشاعر:
أجامل أقواماً حياء وقد أرى
صدورهم تغلي على مراضها
قال: أخبرني عن قوله تعالى - يعمهون - قال: يلعبون ويترددون، أما سمعت قول الأعشى:
أراني قد عمهت وشاب رأسي
وهذا اللعب شين بالكبير
قال: أخبرني عن قوله تعالى - إلى بارئكم - قال: خالقكم، أما سمعت قول تبع:
شهدت على أحمد أنه
رسول من الله بارىء النسم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرني عن قوله تعالى - لا ريب فيه - قال: لا شك فيه، أما سمعت قول ابن الزبعري:
ليس في الحق يا أمامة ريب
إنما الريب ما يقول الكذوب
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ختم الله على قلوبهم - قال: طبع عليها، أما سمعت قول الأعشى:
وصهباء طاف يهود بها
فأبرزها وعليها ختم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - صفوان - قال: الحجر الأملس، أما سمعت قول أوس بن حجر:
على ظهر صفوان كأن متونه
عللن بدهن يزلق المتنزلا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - فيها صر قال: برد، أما سمعت قول نابغة:
لا يبرمون إذا ما الأرض جللها
صر الشتاء من الإمحال كالأدم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - تبوئ المؤمنين - قال: توطن المؤمنين، أما سمعت قول الأعشى:
وما بوأ الرحمن بيتك منزلاً
بأجياد غزي الغنى والمحرم
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ربيون - قال: جموع كثيرة، أما سمعت قول حسان:
وإذا معشر تجافوا عن ال
قصد حملنا عليهم ربينا
قال: أخبرني عن قوله تعالى - مخمصة - قال: مجاعة، أما سمعت قول الأعشى:
تبيتون في المشتا ملأى بطونكم
وجاراتكم سغب يبين خمائصا
قال: أخبرني عن قوله تعالى: (وليقترفوا ما هم مقترفون)، قال: ليكتسبوا ما هم مكتسبون، أما سمعت قول لبيد:
وإني لآت ما أتيت وإنني
لما اقترفت نفسي على لراهب
هذا آخر مسائل نافع بن الأزرق، وقد حذفت منها يسيراً نحو بضعة عشر سؤالاً، وهي أسئلة مشهورة أخرج الأئمة أفراداً منها بأسانيد مختلفة إلى ابن عباس. وأخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء منها قطعة وهي المعلم عليها بالحمرة صورة ك قال: حدثنا بشر بن أنس. أنبأنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق. أنبأنا أبوصالح هدبة بن مجاهد. أنبأنا مجاهد بن شجاع. أنبأنا محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران قال: دخل نافع بن الأزرق المسجد فذكره. وأخرج الطبراني في معجمه الكبير منها قطعة وهي المعلم عليها صورة ط من طريق جويبر بن الضحاك بن مزاحم قال: خرج نافع بن الأزرق فذكره.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 09:40]ـ
وفي الكامل للمبرد:
قال: وكان نافع بن الأزرق ينتجع عبد الله بن العباس فيسأله، فله عنه مسائل من القرآن وغيره، قد رجع إليه في تفسيرها، فقبله وانتحله، ثم غلبت عليه الشقوة، ونحن ذاكرون منها صدراً إن شاء الله.
حدث أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي النسابة، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، قال: رأيت عبد الله بن العباس وعنده نافع بن الأزرق وهو يسأله، ويطلب منه الإحتجاج باللغة، فسأله عن قول الله جل ثناؤه: " والليل وما وسق " " الإنشقاق: 17 "، فقال ابن عباس: وما جمع، فقال: أتعرف ذلك العرب؟ فقال ابن عباس: أما سمعت قول الراجز:
إن لنا قلائصاً حقائقا مستوسقات لو يجدن سائقا
هذا قول ابن عباس: وهو الحق الذي لا يقدح فيه قادح، ويعرض القول فيحتاج المبتدئ إلى أن يزداد في التفسير.
قوله: حقائقا إنما بنى الحقة من الإبل - وهي التي قد استحقت أن يحمل عليها - على فعلية مثل حقيقة ولذلك جمعها على حقائق ويقال: استوسق القوم، إذا اجتمعوا.
وروى أبو عبيدة في هذا الإسناد - وروى ذلك غيره، وسمعناه من غير وجه - أنه سأله عن قوله عز وجل: " قد جعل ربك تحتك سريا " " مريم: 24 " فقال ابن عباس: هو الجدول، فسأله عن الشواهد، فأنشده:
سلماً ترى الدالج منها أزورا إذا يعج في السري هرهرا
السلم: الدلو الذي له عروة واحدة، وهو دلو السقائين، وهو الذي ذكره طرفة فقال:
لها مرفقان أفتلان كأنما أمرا بسلمى دالج متشدد
والدالج: الذي يمشي بالدلو بين البئر والحوض، وأصحاب الحديث ينشدون: تر الدالي منه أزورا وهذا خطأ لا وجه له.
وروى أبو عبيدة وغيره: أن نافعاً سأل ابن عباس عن قوله: " عتل بعد ذلك زنيم " " القلم: 13": ما الزنيم؟ قال: هو الدعي الملزق، أما سمعت قول حسان بن ثابت:
زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع
ويزعم أهل اللغة أن اشتقاق ذلك من الزنمة التي بحلق الشاة، كما يقولون لمن دخل في قوم ليس منهم: زعنفة، وللجمع زعانف، والزعنفة: الجناح من أجنحة السمك.
قال أبو الحسن الأخفش: كذا قال زعنفة، والناس كلهم يقولون: زعنفة بكسر الزاي، وهو الوجه.
ويروى عن غير أبي عبيدة أنه سأله عن قوله جل اسمه: " والتفت الساق بالساق " " القيامة: 29 "، قال: الشدة بالشدة، فسأله عن الشاهد فأنشده:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرتعن ساقها الحرب شمرا
ويروى عن أبي عبيدة من غير وجه أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال: أرأيت نبي الله سليما صلى الله عليه وسلم، مع ا خوله الله وأعطاه، كيف عني بالهدهد على قلته وضؤولته؟ فقال له ابن عباس: إنه احتاج إلى الماء، والهدهد قناء، والأرض له كالزجاجة، يرى باطنها من ظاهرها، فسأل عنه لذلك، قال ابن الأزرق: قف يا وقاف، كيف يبصر ما تحت الأرض، والفخ يغطى له بمقدار إصبع من تراب فلا يبصره حتى يقع فيه! فقال ابن عباس: ويحك يا ابن الأزرق! أما علمت أنه إذا جاء القدر عشي البصر.
ومما سأله عنه: " الم ذلك الكتاب " " البقرة: 1 - 2 "، فقال ابن عباس: تأويله: هذا القرآن.
هكذا جاء، ولا أحفظ عليه شاهداً عن ابن عباس، وأنا أحسبه أنه لم يقبله إلا بشاهد، وتقديره عند النحويين: إذا قال: ذلك الكتاب أنهم قد كانوا وعدوا كتاباً؛ هكذا التفسير، كما قال جل ثناؤه: " فلا جاءهم ما عرفوا كفروا به " " البقرة: 89 "؛ ويعني بذلك اليهود، وقال: " يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " " البقرة: 146 "، فمعناه: هذا الكتاب الذي كنتم تتوقعونه. وبيت خفاف بن ندبة على ذلك وفزارة، فعمد ابنا حرملة: دريد وهاشم المريان عمد معاوية، فاستطرد له أحدهما، فحمل عليه معاوية، فطعنه، وحمل الآخر على معاوية فطعنه متمكناً، وكان صميم الخيل، فلما تنادوا معاوية: قال خفاف بن ندبة - وهي أمه، وكانت حبشية، وأبوه عمير، وهو أحد بني سليم بن منصور -: قتلني الله إن رمت حتى أثأر به، فحمل على مالك بن حمار - وه سيد بن شمخ بن فزارة - فطعنه فقتله، فقال خفاف بن ندبة:
وإن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمداً على عيني تيممت هالكا
وقفت له علوى وقد خام صحبتي لأبني مجداً أو لأثأر هالكا
أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافاً إنني أنا ذلكا
يريد: أنا ذلك الذي سمعت به. هذا تأويل هذا.
وقوله: يأطر متنه أي يثني. يقال: أطرت القوس آطرها أطراً، وهي مأطورة. وعلوى: فرسه.
ومما سأله عنه قوله عز وجل: " لهم أجر غير ممنون " " فصلت: 8 "، فقال ابن عباس: غير مقطوع، فقال: هل تعرف ذلك العرب؟ فقال: قد عرفه أخو بني يشكر حيث يقول:
وترى خلفهن من سرعة الرج ع منيناً كأنه إهباء
قال أبو العباس: منين، يعني الغبار، وذلك أنها تقطعه قطعاً وراءها.
والمنين: الضعيف المؤذن بانقطاع، أنشدني التوزي عن أبي زيد:
يا ريها إن سلمت يميني وسلم الساقي الذي يليني
ولم تخني عقد المنين
يريد الحبل الضعيف، فهذا هو المعروف. ويقال: منين وممنون، كقتيل ومقتول، وجريح ومجروح. وذكر التوزي في كتاب الأضداد أن المنين يكون القوي، فجعله فعيلا من المنة، والمعروف هو الأول.
وقال غير ابن عباس: " لهم أجر غير ممنون " " فصلت: 8 " لا يمن عليهم فيكدر عندهم.
ويروى من غير وجه أن ابن الأزرق أتى ابن عباس يوماً فجعل يسأله حتى أمله، فجعل ابن عباس يظهر الضجر، وطلع عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة على ابن عباس، وهو يومئذ غلام، فسلم وجلس، فقال له ابن عباس: ألا تنشدنا شيئاً من شعرك؟ فأنشده:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر!
بحاجة نفس لم تقل في جوابها فتبلغ عذراً والمقالة تعذر
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر
ولا قرب نعم إن دنت لك نافع ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبر
وأخرى أتت من دون نعم ومثلها ونهى ذا النهى لو يرعوي أو يفكر
إذا زرت نعماً لم يزل ذ قرابة لها كلما لاقيته يتنمر
عزيز عليه أن أمر ببابها مسر لي الشحناء والبغض مظهر
ألكني إليها بالسلام فإنه يشهر إلمامي بها وينكر
بآية ما قالت غداة لقيتها بمدفع أكنان أهذا المشهر!
قفي فانظري يا أسم هل تعرفينه أهذا المغيري الذي كان يذكر!
فقالت: نعم، لا شك غير لونه سرى الليل يحيي نصه والتهجر
لئن كان إياه لقد حل بعدنا عن العهد، والإنسان قد يتغير
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشي فيخصر
حتى أتمها، وهي ثمانون بيتاً، فقال له ابن الأزرق: لله أنت يا ابن عباس! أنضرب إليك أكباد الإبل نسألك عن الدين فتعرض، ويأتيك غلام من قريش فينشدك سفهاً فتسمعه! فقال: تالله ما سمعت سفهاً، فال ابن الأزرق: أما أنشدك:
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت فيخزى وأما بالعشي فيخسر
فقال: ما هكذا قال، إنما قال فيضحى وأما بالعشي فيخصر قال: أو تحفظ الذي قال؟ قال: والله ما سمعتها إلا ساعتي هذه، ولو شئت أن أردها لرددتها، قال: فارددها، فأنشده إياها كلها.
وروى الزبيريون أن نافعاً قال له: ما رأيت أروى منك قط. فقال له ابن عباس: ما رأيت أروى من عمر، ولا أعلم من علي.
وقوله: فيضحى يقول: يظهر للشمس، ويخصر، يقول: في البردن، فإذا ذكر العشي فقد دل على عقيب العشي، قال الله تبارك وتعالى: " وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى " " طه: 119 "، والضح: الشمس، وليس من: ضحيت، يقال: جاء فلان بالضح والريح يراد به الكثرة، قال علقمة:
أغر أبرزه للضح راقبه مقلد قضب الريحان مفغوم
له فغمة، أي رائحة طيبة، يعني إبريقاً فيه شراب؛ وفي الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توجه إلى تبوك جاء أبو خيثمة، وكانت له امرأتان، وقد أعدت كل واحدة منهما من طيب ثمر بستانه، ومهدت له في ظل، فقال: أظل ممدود، وثمرة طيبة، وماء بارد، وامرأة حسناء، ورسول الله في الضح والريح! ما هذا بخير! فركب ناقته ومضى في أثره، وقد قيل لرسول الله في نفر تخلفوا، أبو خيثمة أحدهم، فجعل لا يذكر له أحد منهم إلا قال: دعوه فإن يرد الله به خيراً يلحقه بكم، فقيل ذات يوم: يا رسول الله، ترى رجلاً يرفعه الآل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كن أبا خيثمة "، فكانه.
وإذا انبسطت الشمس فهو الضحى مقصور، فإذا امتد النهار وبينهما مقدار ساعة أو نحو ذلك فذلك الضحاء، ممدود مفتوح الأول.
وها هي بين يديك، فلعلك تفيدنا بتصورك عنها
وقد صدرت بعض الرسائل العلمية عن هذه المسائل،
أرجو أن يكون في ما ذكرت شيئا من بغيتك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:43]ـ
قال الأخ الكريم عبد العزيز بن سعد إن مسائل ابن الأزرق مبثوثة في تراجم الإمام البخاري بالصحيح فالرجاء من الأخ الفاضل أن يدلنا على بعض الأمثلة منها بتعيين الأماكن التي أوردها فيها
ومن المعلوم أن الإمام البخاري قد اهتم بموضوع غريب القرآن بالأسانيد الثابتة الصحيحة خصوصا ما ورد عن ابن عباس من طريق ابن أبي طلحة وهي غير مسائل ابن الأزرق
أما مسائل ابن الأزرق التي اهتمت بها الدكتورة عائشة عبد الرحمن فسنتحدث عنها حديثا خاصا - إن شاء الله - منذأول ورود لها عند أبي عبيدة الى اليوم مرورا بابن الأنباري والرازي والطبراني والسيوطي
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 04:03]ـ
الحمد لله
بوركتم وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
ثم ان ماطرحه الأخ المعيار في غاية الأهمية، في تحقيق هذه المسائل، فأرجو من أستذانا بن سعد أن يعرفنا بالمواضع التي ذكرها، والتي استفسر عنها قبلي، وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 10:25]ـ
كون البخاري أخذ من مسائل ابن الأزرق في معقاته لأقوال ابن عباس رضي الله عنهما في التفسير من إفادات أحد مشايخنا الشناقطة، وذكرته للدكتور مساعد الطيار فكأنه وافقه، ولم أتحقق من ذلك، وكما ذكرت قبل، فإن دراستها لم تكتمل لدي، وطرحتها بين يدي أخي كمولود خديج،
وأشكر للإخوة تنبيهم إلى كون معلقات ابن عباس في تراجم البخاري ليست من مسائل ابن الأزرق ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 12:46]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل عبد العزيز بن سعد على هذا التوضيح إذ لو صح أن مسائل ابن الأزرق موزعة بين أبواب البخاري لما تجاسر أهل العلم على الطعن في صحتها
إن هذه المسائل التي تنسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما توجد منها عدة نسخ مخطوطة {انظر تاريخ التراث العربي لسزكين:1/ 46} كما توجد منها قطعة في الكامل للمبرد {ت286ه}:2/ 185 المكتبة التجارية الكبرى بمصر وفي كتاب:الزينة في الكلمات الإسلامية العربية لأحمد بن حمدان الرازي {ت322ه}:1/ 125 مطابع دار الكتاب العربي بمصر - القاهرة - ط:2 - 1957م وفي كتاب:إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر بن الأنباري {ت328}:1/ 76 طبعة دمشق:1971.
كما أخرجها سليمان بن أحمد الطبراني {ت360ه} في المعجم الكبير، وجلال الدين السيوطي {ت911ه} في الإتقان
وفي أسانيدهم نذكرفي هذه العجالة:
1 - في إسناد ابن الأنباري:محمد بن يزيد اليشكري الميموني ضعفه علي بن المديني وقال رميت بما كتبت عنه كما ضعفه ابن معين وأبو زرعة والدارقطني
2 - في إسناد الطبراني: جوير بن سعيد بن القاسم قال ابن معين: ليس بشيء وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، ذكرت له أحاديث موضوعة
3 - في سند السيوطي عيس بن دأب قال البخاري وحاتم: منكر الحديث وقال خلف: كان يضع الحديث
آمل أن يغني الإخوة هذا الموضوع لنقول فيه -جميعا - كلمة تطمئن لها النفوس
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 02:58]ـ
يقول الدكتور مساعد الطيار بأن تلقي أهل العلم لها بالقبول يجعل طالب العلم لا يتردد في قبولها ...
فهل طعن فيها أحد بالوضع مثلا؟
وهل كون اليشكري ضعيف، يمنع من قبولها مع العلم بأن أهل العلم لا يتشددون في الآثار عن الصحابة كالحاديث المرفوعة؟
وهل في متن الرواية ما يستنكر - من نسبة رواية بيت على غير وجهه، أو ذكر معنى لم تعرفه العرب مثلا؟
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكر لكم إخوتي جميعا هذا الإهتمام، وأثمن للأستاذ المعيار ما تفضل به من جميل تخريج، وإعلامنا بعلل رجال السند المتسببين في عدم الجزم بصحة هذه المسائل الهامة، وهذا لا يعني عدم صحتها، ولكن ورودها في هذه المراجع الهامة وذكر كبار العلماء لها، يؤكد أن لها أصلا، وأنها وقعت لا شك في ذلك، إنما أن تكون بهذا الكم الهائل الذي تجاوز المئتي مسالة، بل وأقترب من ثلاثمائة، وبألفاظ تختلف من مصدر لآخر، فهذا مالا شك في عدم صحته. وهي إضافات قد تكون أضيفت بحسن نية، ولكنها ربما أثرت هذه المسائل لما لها من قيمة لغوية عالية، وفعَّلت أثر الشعر الهام في التفسير والبيان.
وأضيف إلى من ذكرهم الأستاذ المعيار بعضا ممن أهتم بدراستها أو أشار إليها:
كالزركشي في برهانه 1/ 293عند حديثه عن (غريب القرآن)، وإن لم يأتي بها.
وقد أخذ منها كثير من المفسرين، واللغويين عند توقفهم في تفسير لفظة من غريب القرآن.
وتناولها جمع من الباحثين المعاصرين بالدراسة والتحليل، منهم على سبيل المثال: محمد فؤاد عبد الباقي، في معجمه؛ والدكتورة عائشة بنت الشاطئ في كتابها " الأعجاز البياني ومسائل نافع بن الأزرق "، والشيخ أبو تراب الظاهري في كتابه " شواهد القرآن "، وكل من الأستاذ / محمد الدالي، وابراهيم السامرائي، وأشار إليها الدكتور / مساعد الطيار في تفسيره اللغوي، ولا أشك أن الدكتور عبد الرحمن الشهري قدتناولها في رسالته للدكتوراه الموسومة بـ " الشاهد الشعري " كما علمت، ولكني للأسف لم اقف على هذه الرسالة حتى الآن، وتوقعي كونها في صميم دراسته. وقد أخبرني مرة في تواصلنا عبر الإيميل أنه بصدد طبع الرسالة، وربما هي توشك على الخروج بحلتها الباهية قريبا، فمبارك له، ووفقه الله لكل خير، وكنت أتمنى لو يمتعنا بمشاركته في هذا الموضوع، فلاشك سيبدع ويفيد كعهدنا به.
وقد قرأت مقالا للأستاذ / محمد علي آذرشب، بعنوان "سؤالات مجهولة من أسئلة نافع بن الأزرق إلى ابن عباس " وقد أوصلها إلى ستين مسألة، معتمدا فيما قاله على المخطوط الذي أخذ منه السيوطي، و كان السيوطي قد أشار عند إيرادها في إتقانه إلى أنه ترك منها يسيرا، والمتروك هو ماتناوله الدكتور في دراسته.
ثم أني قد أهتم بدراستها في الجانب التطبيقي من رسالتي للماجستير الموسومة بـ " أثر الشعر في التفسير " التي أسال الله إعانتي على إنجازها كما ينبغي، وأرجو منكم الدعاء لذلك.
وسمعت أن العالم المغربي ابن الونان قد تناولها بالشرح، ولما أقف عليه.
وأجزم أن لهذه المسائل دراسات عديدة وكتبت فيها كتابات كثيرة عبر القرون، لكن هذا ما علمناه، وأرجو ممن لديه علم فيها أن يتحفنا بعلمه، وسبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا، وجزا الله الجميع خيرا، والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 07:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أتمكن من قراءة هذا الموضوع كاملاً هنا الآن، لكنني أحببت الإشارة إلى أنني قد درست مسائل نافع بن الأزرق في بحث لي أرجو أن ينشر مطبوعاً قريباً، وأرجو أن أكون قد وفقت في دراستها دراسة حديثية نقدية، وقد أفردتها عن البحث فيما بعدُ وأضفت إضافات أخرى لم أذكرها في البحث ولا سيما في الجانب الحديثي. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:33]ـ
إضافة الى ماسبق ذكره من مصادر مسائل ابن الأزرق تجدر الإشارة إلى أن أبا عبيد القاسم بن سلام {ت224ه} أورد بعضها في كتابه "فضائل القرآن"2/ 173 تحقيق أحمد الخياطي ط:1415ه = 1995م مطبعة فضالة - المغرب
" حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر، قال أبو عبيد: يعني بذلك أنه كان يستشهد به على التفسير
- وحدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أو مجاهد عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} قال ما جمع وأنشد:
... قد اتسقن لو يجدن سائقا
الى آخره ... ولا شك أن القاسم بن سلام وأسانيده أرفع وأجود ممن جاء بعده ولنا عودة إليها إن شاء الله.
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:25]ـ
أحببت الإشارة إلى أنني قد درست مسائل نافع بن الأزرق في بحث لي أرجو أن ينشر مطبوعاً قريباً، وأرجو أن أكون قد وفقت في دراستها دراسة حديثية نقدية، وقد أفردتها عن البحث فيما بعدُ وأضفت إضافات أخرى لم أذكرها في البحث ولا سيما في الجانب الحديثي. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و أشكر للدكتور الشهري مشاركته وتفاعله الدائم مع طلبة العلم وحرصه على نشر كل ما هو مفيد، وفعلا دراسة المسائل من جانب حديثي هو ما يهمنا كون معظم من تناولها بالدراسة أهمل هذا الجانب أو اكتفى بإشارات لاتسمن ولا تغني، وكلنا انتظار و شوق لرؤية هذا المطبوع، الذي نسأل الله أن ييسر إخراجه وكل أعمال أستاذنا الفاضل / عبد الرحمن الشهري، ولكم جميعا أساتذتي وإخوتي المشاركين بهذا الموضوع خالص تحياتي وجميل دعواتي، ووفق الله الجميع لكل خير، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 11:17]ـ
نتمنى أن نجد للمناقشات التي دارت في هذا الموقع في البحث الموفق إن شاء الله الذي أعده الأخ محمد التهامي وفق ما يقتضيه البحث العلمي النزيه، مع الإشارة إلى أنه سبق لأخيكم هذا أن تحدث في هدا الموضوع في كتاب له طبع منذ حوالي ثلاثة عشر عاما
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 06:48]ـ
(نتمنى أن نجد للمناقشات التي دارت في هذا الموقع في البحث الموفق إن شاء الله الذي أعده الأخ محمد التهامي وفق ما يقتضيه البحث العلمي النزيه)
أشكر لكم أستاذنا محمد المعيار هذا التوجيه الكريم الهام،.و نسأل الله أن يعيننا على الإخلاص في النية والعمل، واثمن لكم جميل مشاركاتكم وما تفيدنا به باستمرار.
(مع الإشارة إلى أنه سبق لأخيكم هذا أن تحدث في هدا الموضوع في كتاب له طبع منذ حوالي ثلاثة عشر عاما)
هل تعطينا أستاذنا الفاضل فكرة موجزه عن كتابكم المشار إليه، وأين يمكننا الحصول عليه، أو أمِنَ الممكن التكرم بارساله إلينا عن طريق إيميلنا المدون أدناه، للاستفادة منه كمرجع حول هذه المسائل، مع جزيل شكرنا وبالغ امتناننا وتقديرنا.
أثمن لكم حسن الاهتمام، وكرم الأخلاق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلميذكم / محمد التهامي
mohammed_omar41@yahoo.com
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 09:13]ـ
معذرة للأخ الكريم عن هذا التأخير في الإجابة مع العلم أني جبلت والحمد لله على الاهتمام بالفكرة أكثر من الشخص وأكره ما أكره الحديث عن نفسي إلا عند الضرورة القصوى ...
إن الكتاب الذي أشرت إليه هو:"نفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه " لأبي جعفر الخزرجي {ت582ه} دراسة وتحقيق: محمد عزالدين المعيار الإدريسي - ط1:1414ه=1994 مطبعة فضالة - مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤو الإسلامية بالمملكة المغربية
وتوسعت في الموضوع بعد ذلك وسأنشره إن شاء الله في بحث مستقل
أما توفير الكتاب على شبكة الأنتير فسأعمل بمساعدة بعض الإخوة على ذلك إن شاء الله / والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي الكريم / محمد المعيار: شهر مبارك، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر صالح أعمالكم، وكل عام وأنتم بخير.
ثم أعتذر كثيرا عن انقطاعي .. كوني قد دخلت أكثر من مرة ولم أجدك حتى رأيت أعتذارك الأخير، وسامحني أستاذي الكريم فقد انقط عندي النت لما يقارب الشهر، ناهيك عن انشغالي الشديد بالبحث في الموضوع المشار إليه من قبل، وأشرك لكم جميل اهتمامكم، وجزيتم خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - أخي محمد التهامي - وشكرا لك على سؤالك عن أخيك ولك أجر السبق إلى التهنئة بهذا الشهر الفضيل كتب الله لنا جميعا الظفر بنتيجته المرجوة إن شاء الله وفق ما وعد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
بارك الله في أخي الكريم ووفقه في علمه وعمله ...
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 04:31]ـ
آمين وأياكم أستاذنا الفاضل.
وسامحوني عن قلة تواصلي، نظرا لانشغالي، وبارك الله في وقتكم، ووفقكم لكل ما يحبه ويرضاه، ولا تنسنا من صالح دعائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حمد]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 05:51]ـ
قال: أخبرني عن قوله تعالى - طلعها هضيم - قال: منضم بعضه إلى بعض
عدد الأزهار بالطلعة وكمية اللقاح بها:
يفضل الذكور التي تكون أزهارها كثيرة العدد محتوية علي كمية كبيرة من حبوب اللقاح حيث تتفاوت الأشجار المذكرة في كمية اللقاح التي تحتويها أزهاره وقد يصل هذا التفاوت إلي ثلاث أو أربع أمثال، وكذلك يفضل الطلع الذي لا تنتثر الأزهار من الشماريخ بل تبقي ملتصقة بها مدة طويلة، كذلك الأزهار التي لا تتفتح بتلاتها بصورة واسعة بعد إنشقاق غلاف الطلعة مباشرة حيث تحتفظ هذه الأزهار باللقاح مدة أطول عادة. http://209.85.229.132/search?q=cache:van7AyGIV
السؤال
YJ:ww w.icarda.org/aprp/datepalm/Topics/cropmanagement/date_palm_propagation.htm+%22% D8%AA%D9%83%D8%AB%D8%B1+%D8%A7 %D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D8%B1 %D8%AE%22&cd=3&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 01:22]ـ
قال: أخبرني عن قوله تعالى - ولا هم عنها ينزفون - قال: لا يسكرون، أما سمعت قول عبد الله بن رواحة: ثم لا ينزفون عنها ولكن
يذهب الهم عنهم والغليل
وقال يحيى بن وثاب: لا يتقيؤون.
وفسرها بعض المفسرين، بأنهم: لا يبولون. لأنّ ذلك من خصال الخمر في الدنيا.
وفي قوله تعالى: {وَلاَ يُنزِفُونَ} أربعة أوجه:
أحدها: لا تنزف عقولهم فيسكرون، قاله ابن زيد، وقتادة.
الثاني: لا يملون، قاله عكرمة.
الثالث: لا يتقيئون، قاله يحيى بن وثاب.
الرابع: وهو تأويل من قرأ بكسر الزاي لا يفنى خمرهم، ومنه قول الأبيرد:
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:rEIHErx9bOcJ:ww w.islamicbook.ws/qbook/alnkt-walaiwn-013.html+%D9%8A%D9%86%D8%B2%D9 %81%D9%88%D9%86+%D9%8A%D8%AA%D 9%82%D9%8A%D8%A4%D9%88%D9%86&cd=5&hl=ar&ct=clnk&gl=sa(/)
قال الشافعي:صحبت الصوفية ولم استفد منهم سوى حرفين
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 01:38]ـ
قال ابن القيم في الجواب الكافي ص 156:
" قال الشافعي -رضي الله عنه - " صحبت الصوفية فلم استفد منهم سوى حرفين:
" أحدهما قولهم:
" الوقت سيف فان قطعته , والا قطعك "
وذكر الكلمة الأخرى:
" ونفسك ان لم تشغلها بالحق والا شغلتك بالباطل " انتهى
أخي المبارك:
نحن في هذه الأيام في اجازة , فاشغل نفسك بطاعة مولاك ,وفقك ربي لرضاه.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
الصوفية وأهل البدع كافة، لا فائدة تجنى من مجالستهم، أو مخالطتهم، أو مصاحبتهم، فإن لم يستفيدوا منك، فلن تستفيد منهم، وقد عرفوا هؤلاء القوم بشدتهم في التمسك برأيهم، وعدم قبول الحق، وهذا معروف مجرب.
والوقت أنفس وأثمن من يضيع في ترهات الأمور، أو سفاسف الدنيا، فالوقت من عمر الإنسان، وهذا ما غفل عنه كثيراً من الناس، وللأسف الشديد أن الأوقات والأعمار تضيع في أمور لو تأمل الإنسان فيها لوجدها أحقر من أن يضيع فيها جزء من عمره.
من نظر في حال أهل العلم من السلف رحمهم الله، علم علم اليقين أنهم عرفوا ثمن الوقت، وقيمته الأصلية، فلم يضيعوها كما ضيعناها، ولم يفرطوا فيها كما فرطنا فيها، الله المستعان، والله أسأل أن يوفقنا وأياكم لكل خير.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 02:40]ـ
أذكر أن أحد المحققين علق هذه المقولة في الهامش بقوله: هذا من صوفية زمانه، أما صوفية اليوم فلا تجد فائدة أبدا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
جزاكم الله خيرا
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 04:06]ـ
اشكر الأخوين: وليد وكايند , على تفاعلهما ,
وللفائدة:
فان اصطلاح الصوفية عند السلف يطلق ويراد به العباد والزهاد , وليس كما يراد في وقتنا الحاضر ,فصوفية زماننا ضلال وأهل بدع ودروشة.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 29: وفي اثناء المائة الثانية صاروا يعبرون عن ذلك "الزاهد" بلفظ "الصوفي "لأن لبس الصوف يكثر في الزهاد.
وقال ايضا 11/ 5: لفظ الصوفية لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة وانما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ: كالامام أحمد بن حنبل وابي سليمان الداراني وغيرهما وقد روى عن سفيان الثوري انه تكلم به ....... الى آخر كلامه.
وقال ايضا 11/ 195: كان السلف يسمون أهل الدين والعلم " القراء " فيدخل فيهم العلماء والنساك , ثم حدث بعد ذلك اسم " الصوفية والفقراء " واسم الصوفية هو نسبة الى لباس الصوف هذا هو الصحيح.
وانظر ايضا 10/ 366 و11/ 29.
فمراد ابن القيم من نقل كلام الشافعي , هو المحافظة على الوقت واشغال النفس بالخير , فاذا كان هؤلاء العباد الزهاد "الصوفية "يحافظون على أوقاتهم مع ما هم عليه من الخطأ والبعد عن العلم وأهله , فحري بأهل العلم والدين وأهل الحق أن يحافظوا على أعمارهم في طاعة الله , وهذه مناسبة نقل الكلام هنا , وفق الله الجميع.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:06]ـ
جزاكم الله خيرا ,,(/)
هل المحرر لابن عبدالهادي مختصر من كتاب الالمام؟؟
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 02:59]ـ
نص جمع من العلماء على أن المحرر لابن عبدالهادي مختصر من كتاب الالمام لابن دقيق العيد , واليك أخي القارئ النقل في ذلك:
1 - الذهبي في المعجم المختص , ونقله عنه الشوكاني في البدر الطالع 2/ 108 ,
2 - الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 3/ 332 حيث قال " المحرر في الحديث ,اختصره من الالمام فجوده جدا "
3 - السيوطي في طبقات الحفاظ 521 فقال: المحرر في اختصار الالمام ,
4 - حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 158 - في معرض كلامه عن ملخصات الالمام -: شمس الدين محمد بن أحمد ,لخصه وسماه المحرر"
وقد رأيت كل من حقق المحرر نص على ذلك ,كما نص عليه محقق الالمام لابن دقيق العيد.
ولي مع كلامهم وقفة:
لاشك ولا ريب بأن ابن عبدالهادي قد استفاد من كتاب الالمام , كما هي عادة العلماء في ذلك الزمان بدون عزو لهم , وذلك لسلامة قلوبهم , وبعدهم عن حب الشهرة ,وهما قرينان , فعندما نقرأ كلام ابن عبدالهادي في مقدمة كتابه ص31, حيث يقول: "فهذا مختصر على جملة من الأحاديث النبوية في الأحكام الشرعية , انتخبته من كتب الأئمة المشهورين والحفاظ المعتمدين , ك"مسند الامام أحمد , وصحيحي البخاري ومسلم , وسنن أبي داود ,وابن ماجه والنسائى ,وجامع الترمذي وصحيح ابن خزيمة , وكتاب الأنواع والتقاسيم لابن حبان , والمستدرك للحاكم , والسنن الكبير للبيهقي , ..... "
نجد أنه نص أنه انتخبه من المسندوالصحيحين وباقي الكتب , ولم يذكر الالمام ,ولاشك أن رب البيت أعلم بما فيه ,
ولايمنع من ذلك استفادته من الالمام , فقد كان كتاب الالمام في وقته عمدة العلماء , حتى أن العراقي حفظه كاملا ,وللعلماء على الالمام شروح ومختصرات ,ليس هذا محل ذكرها,
وقد شدني كلام العلماء مع كلام ابن عبدالهادي ,فعزمت على تحرير ذلك , فاستعنت بالله وقارنت بين الكتابين كاملا , وتبين لي الأتي:
1 - بالنظر الى عدد أحاديث الكتابين , فان عدد أحاديث الالمام 1632حديث, وعدد أحاديث المحرر1324حديث , ولكن محقق كتاب الالمام عند ترقيمه للكتاب رقم لروايات الحديث الواحد أرقاما مختلفة , فزاد العدد بهذا السبب., مما حدا بي أناستخرج زوائد الامام على المحرر فبلغت محموعها 121 حديث ,في مذكرة بسيطة ,جلها في كتاب الجهاد وكتاب الامامة , فتبين أن أحاديث الكتابين متقاربة جدا.
2 - ترتيب الكتب في الكتابين متشابهة الا في الأخير , فيوجد في الالمام: فصل في الأمر , وفصل في النهي , وهي ليست موجودة في المحرر , كما أن المحرر يوجد فيه كتاب الطب وهوليس موجودا في الالمام.
3 - عادة ابن دقيق العيد في الالمام في تخريج الحديث ذكر مصدر أومصدرين في التخريج , وعدم العناية بتصحيح الأحاديث وتضعيفها , اما ابن عبدالهادي في المحرر فعناية فائقة في هذا الباب.
فتلخص لي أن:
القول بأن ابن عبدالهادي قد حرر الالمام وهذبه أولى من القول بأنه اختصره , الا على القول بالتجوز في اطلاق الأختصار كعادة علماء التراجم -رحمهم الله-, والله أعلم ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:29]ـ
أحسنتم رعاكم الله وبارك فيكم
وقد ذكرت خطأ القول بأنَّ المحرر مختصر من الإلمام في مشاركة قديمة في ملتقى أهل الحديث، وأشرت إليها هنا إشارة عاجلة
في موضوع الفروق بين المحرر والبلوغ على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4846
والناظر في الكتابين (أعني المحرر والإلمام) لا يشك في خطأ إطلاق العبارة السابقة
ولعلهم تواردوا عليها أخذاً لها عن الإمام الذهبي رحمه الله
وكنت التمست وجهاً لهذه العبارة وهو أن يكون مرادهم أنه اختصره من (الإمام) لا (الإلمام) ثم بيَّنت أنَّ في هذا نظراً
في المشاركة التي أشرت إليها في ملتقى أهل الحديث
ولاشك في إفادة ابن عبدالهادي من الإلمام لابن دقيق، ولعله أشار إليه بقوله في المقدمة:
(ورتَّبته على ترتيب بعض فقهاء زماننا ليسهل الكشف منه)
كما أنَّ في المحرر مواضعَ عدة ألمح فيها الإمام ابن عبدالهادي إلى بعض عبارات الإمام ابن دقيق
ولم يتنبه لها جميع من حقق كتاب المحرر، فلم يبينوا هذا، ولم يحيلوا على الإلمام
ولعلي أسوقها لاحقاً بعد عودتي من السفر بمشيئة الله، فالمحرر ليس في صحبتي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:38]ـ
بارك الله فيك
وهما قرينان
بل ابن دقيق العيد في منزلة شيوخه فهو قرين أبي العباس ابن تيمية شيخ ابن عبد الهادي
وينظر هل تتلمذ له ابن عبد الهادي أم لا؟؟
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:39]ـ
شكرا الله لكما مشاركتكما ,
ولعلك أخي الحمادي قد وافقتني في نفس الأبحاث في المحرر , فقد اعتنيت بالمحرر قبل ست سنوات تقريبا عندما ظهر عناية أهل زماننا به في الدورات العلمية و في دروس المشايخ ,فعزمت على كشف فوائده وأسراره ,
ثم لما قرأت لك مقالك الرائع -مقارنة بين المحرر والبلوغ -, وعقبت على المقال بان المحرر ليس مختصرا للالمام ,احببت أن أذكرللاخوة الأكارم ما قمت به نشرا للفائدة وحبا لهذا المنتدى العلمي المتزن في طرح أعضائه بدون تعصب لأحد , فالله أسأل أن يجعلنا من الداعين الى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بدون غلو ولا جفاء.آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 01:08]ـ
شكر الله لكم ونفع بكم أخي الفاضل مبارك
حقيقة كانت عنايتي بالمحرر قديمة، قبل أن يدرَّس في أي دورة علمية، وذلك قبل ثنتي عشرة سنة
وكتبت تصحيحاً على نسخة مرعشلي قبل ثمان سنوات، اعتمدت فيها على مخطوطة ممتازة للمحرر
وهي في مذكرة يتداولها الإخوة، ولا فائدة منها الآن؛ بعد خروج الكتاب محققاً تحقيقاً متميزاً
وإنما لفت نظري إلى أهمية الكتاب شيخي وأستاذي الشيخ عبدالله بن وكيِّل الشيخ
وهو من أوائل من عني بالمحرر، حيث شرع في شرحه شرحاً مطوَّلاً قبل ثمانية عشر عاماً
وعندي نسخة من الشرح بخط الشيخ نفع الله به، وهو من الشروح المميزة
وقد انتهى فيه إلى باب سجود السهو
وكان يلقي هذا الدرس في أحد مساجد مدينة الرياض، وتوقف منذ عام 1415هـ
أعانه الله على إتمامه
ـ[عبدالله]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 02:23]ـ
بعد خروج الكتاب محققاً تحقيقاً متميزاً
من المحقق؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 08:04]ـ
من المحقق؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك الله ولك شكر أخي الحبيب
حقق الكتاب جماعة، منهم الشيخ عادل الهدبا وآخر معه، وتحقيقهما جيد، وهو أول تحقيق خرج بعد
تحقيق المرعشلي وجماعته
وحققه كذلك الشيخ سليم الهلالي والشيخ عبدالله التركي
وكل هذه التحقيقات أميز بكثير من الطبعة التي أخرجها المرعشلي
وفي كل منها شيء من الخلل الذي لا يسلم منه جهد بشر، ولم أقارن بين جهودهم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:36]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الشيخ الحمادي.
في نظري أن أفضل طبعة للمحرر هي طبعة الشيخ عادل الهدباء، وهي أفضل من طبعة الشلاحي، والتركي، لسبب:
أن الشيخ عادل قد حرصوا على إثبات النص، وكان جهدهم واضحاً في إثبات النص، بعيداً عن الحواشي وكثرتها، بينما الشلاحي وفقك الله قد قام بتخريج المحرر، وسقط من الكتاب عدد من الأحاديث، ولم يُعنى كثيراً بإخراج النص كما يجب، وهذا واضح في إعتماد النسخ الخطية لدى المحققان، أما تحقيق الشيخ التركي فهي جيدة في الجملة ولكن في نظري أن طبعة الشيخ عادل أتقن وأفضل من ناحية العناية التامة في إثبات نص المحرر، والمقارنة بين النسخ.
ـ[عبدالله]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 11:53]ـ
بارك الله فيك الحمادي.
الأخ وليد الدلبحي هل تقصد هذه الطبعة
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=1643
ـ[عبدالله]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 11:54]ـ
ومن كان عنده ملاحظات على هذه الطبعة فليفدني شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 12:50]ـ
نعم أخي الكريم عبد الله الرابط الذي وضعته هو ما أقصده من تحقيق الأخوين عادل الهدباء ومحمد علوش.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 11:04]ـ
أما تحقيق الشيخ التركي فهي جيدة في الجملة ولكن في نظري أن طبعة الشيخ عادل أتقن وأفضل من ناحية العناية التامة في إثبات نص المحرر، والمقارنة بين النسخ.
وفيك بارك الله
على ماذا بنيتَ تقويمك؟
وقفت على عدد من الأخطاء في نص طبعة الشيخ عادل الهدباء، وتقصير يسير في خدمة النص ببعض الإحالات المهمة
وقد وعدت سابقاً بتنزيلها في المجلس، ولعلي أفرغ لهذا بعد عودتي من رحلتي
ويبدو لي أنَّ نص طبعة التركي أسلم وإن خلت الهوامش عن الفروق، وقد تلافى عدداً من الأخطاء المشار إليها
وأما طبعة الشلاحي فهي تخريج وليست تحقيقاً للكتاب، وقد اقتنيته وقتَ خروجه
لكني لم أذكره لأنه ليس تحقيقاً للكتاب، كما أشرت لذلك وفقك الله
ـ[ابن السائح]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 11:30]ـ
بل ابن دقيق العيد في منزلة شيوخه فهو قرين أبي العباس ابن تيمية شيخ ابن عبد الهادي
وينظر هل تتلمذ له ابن عبد الهادي أم لا؟؟
وفقك الله وجزاك خيرا
مات ابن دقيق العيد قبل أن يولد ابن عبد الهادي
وقد لقي أبو العباس ابنَ دقيق العيد
وأبو العباس أصغر منه بـ 36 سنة
ـ[الفارس]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم ..
طبعة الشيخ الهدباء والشيخ علوش، فيها بعض الأخطاء كما أسلف الأخ/ الحمادي حفظه الله، وقد قيدت على نسختي بعضًا منها، وطبعو الشيخ/التركي حفظه الله مميزة، ولا تقل عن طبعة الهدباء، وهما قريبتان من بعضهما، أما تخريج الشلاحي فاسمه: الدرر في تخريج المحرر.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 10:27]ـ
أخي الكريم الشيخ الفاضل الحمادي.
لا بد من وجود أخطاء وتقصير، فهذا عمل بشري، ولكن تقييمي لعمل الهدباء وعلوش منبني على مقارنة بين عدد من طبعات المحرر، والرجوع إلى بعض النسخ الخطية، فلي به شبه عناية قبل عام من الأن، كنت أقرأه على أحد شيوخنا فكنت حاضراً بثلاث نسخ من الكتاب، ونسخة خطية ندعم بها المطبوع، وهذه هي وجهة نظري أن عمل الهدباء وعلوش على المحرر أتقن من عمل التركي والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 11:47]ـ
وقفت على عدد من الأخطاء في نص طبعة الشيخ عادل الهدباء، وتقصير يسير في خدمة النص ببعض الإحالات المهمة
ننتظر منكم البيان ولو بعد السفر
وكذا الإخوة الآخرون نريد منكم التفصيل في بيان الأخطاء
ـ[مبارك بن جديع]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 01:38]ـ
أعجبتني كلمة المشرف وليد الدلبحي , في طبعة عادل الهدبا ,فما أجمل العدل والانصاف.
وللفائدة: فالبرجوع الى مقدمة المحقيقين ص 19: نجد أنهما نقلا عن بركلمان 3/ 128 أن لكتاب المحرر نسخة خطية وحيدة في بانكور بخدابش بالهند , ولم يتمكنا من الحصول عليها , وانما اعتمدا على ثلاث نسخ , الأولى: مصورة ومكتوبة في عام 1303 , والثانية فيها خرم ولم يتبن تاريخ النسخ , وهي مشكلة , فيغلب على الظن أنها متأخرة , والثالثة: كتبها علي بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب , وهي الى كتاب النكاح , فالغالب على النسخ أنها متأخرة , فيعذران في بعض الاختلاف الذي لايسلم منه كتاب , ولايعني هذا تنقيص عمل المحقيقين , فجهدهما ظاهر لمن نظر بعين العدل والانصاف , وان كانت حواشيهما في النصف الأول من الكتاب أقوى من النصف الأخير , وهذه عادة المؤلفين والمحقيقين ينشطون في الأول ثم يختصرون في الأخير بعد الدخول في العمل وحصول التعب ,وللعلم فهذا كتاب الحافظ ابن حجر بلوغ المرام قد وهم في خمسين موضعا تقريبا في تخريج الأحاديث ولم ينقص هذا من قيمة الكتاب , وكذا لم ينزل من مرتبة الحافظ , وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 03:13]ـ
بارك الله فيكم
لا أوافقك أخي الحبيب وليد على تفضيل طبعة الشيخ عادل الهدبا على طبعة التركي من
حيث سلامة النص
صحيح أنَّ كلا الطبعتين متميز، وقد ذكرت هذا سابقاً، وفي موضوعات أخرى
لكن الكلام على الأميز منهما
ووقوع السقط اليسير والتحريف غير مخلٍّ بأصل العمل -كما لا يخفى- ما دام المنهج الذي بني العمل عليه سوياً
وطبعة الشيخ عادل الهدبا متميزة بلا شك، وقد راجعت المحرر عليها بعد أن حفظته
حفظاً متقنا بحمد الله على طبعة المرعشلي
وراجعته مراراً كذلك على نسخة خطية تامة للكتاب
ولعلي أراجعه على طبعة التركي وسليم الهلالي مسجِّلاً ما يظهر لي من ملحوظات
وعندي عدد من الملحوظات الإجمالية على تحقيقهما
وأما طبعة الهدبا فقد سجلت ملحوظات تفصيلية لأجل مراجعتي لها، وأعيد مرة أخرى:
هذه ملحوظات لا تخل بتميُّز عمل المحقِّقَين وفقهما الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 03:21]ـ
ننتظر منكم البيان ولو بعد السفر
وكذا الإخوة الآخرون نريد منكم التفصيل في بيان الأخطاء
أفعل إن شاء الله
وفقك الله أخي الحبيب
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 06:01]ـ
وأنتم.
نحبكم في الله يا شيخ والله شهيد على ما أقول.
كذا كل المشرفين في هذا المجلس الرائع ... هل أحد الإخوة يستطيع رفع تحقيق التركي في هذا المجلس مصورا
لا تبخلوا علينا
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:43]ـ
وأنتم.
نحبكم في الله يا شيخ والله شهيد على ما أقول.
كذا كل المشرفين في هذا المجلس الرائع ... هل أحد الإخوة يستطيع رفع تحقيق التركي في هذا المجلس مصورا
لا تبخلوا علينا
أحببكم الله الذي أحببتموني فيه
لعلك تعرض طلبك في مكتبة المجلس
وفقك الله لكل فضيلة
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:45]ـ
أخي الكريم الشيخ الفاضل الحمادي.
لا بد من وجود أخطاء وتقصير، فهذا عمل بشري، ولكن تقييمي لعمل الهدباء وعلوش منبني على مقارنة بين عدد من طبعات المحرر، والرجوع إلى بعض النسخ الخطية، فلي به شبه عناية قبل عام من الأن، كنت أقرأه على أحد شيوخنا فكنت حاضراً بثلاث نسخ من الكتاب، ونسخة خطية ندعم بها المطبوع، وهذه هي وجهة نظري أن عمل الهدباء وعلوش على المحرر أتقن من عمل التركي والله أعلم.
هل بالإمكان تسجيل الفروق التي من خلالها خلصت إلى هذا الحكم؟
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 12:48]ـ
أبشر أخي الكريم الشيخ عبد الله الحمادي، أفعل بإذن الله تعالى ولكن هذا الأمر يتطلب بعض الوقت وبإذن الله تجد ما يسرك أخي الكريم الفاضل.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 02:15]ـ
وقد وعدت سابقاً بتنزيلها في المجلس، ولعلي أفرغ لهذا بعد عودتي من رحلتي
أظنك عدت من الرحلة من زمان يا شيخ (ابتسامة)
طلب بسيط الله لا يهينك يا شيخ عبد الله: هل نزلتم تلك الملاحظات؟
إن فعلت فدلنا عليها فضلاً منك ونشراً للعلم، وإلا فلعل في رفع الموضوع شحذا للهمة.
وفقكم الله، وبارك فيكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:29]ـ
أظنك عدت من الرحلة من زمان يا شيخ (ابتسامة)
طلب بسيط الله لا يهينك يا شيخ عبد الله: هل نزلتم تلك الملاحظات؟
إن فعلت فدلنا عليها فضلاً منك ونشراً للعلم، وإلا فلعل في رفع الموضوع شحذا للهمة.
وفقكم الله، وبارك فيكم.
عدتُ قبل ثلاث ساعات من رحلة قصيرة إلى بلد الله الحرام
وهي غير الرحلة المذكورة سابقاً (ابتسامة) فقد كانت تلك إلى أبها
وأبشر أخي أبا حازم، سأفعل بمشيئة الله(/)
وإنَّ للموطأ لوقعًا في النفوس، ومهابةً في القلوب لا يوازنها شئ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 03:50]ـ
((وإنَّ "للموطأ" لوقعًا في النفوس، ومهابةً في القلوب لا يوازنها شئ)).
الذهبي، السير، 18/ 203.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:35]ـ
صدق رحمه الله، ولعل مراده أنه لا يوازن مكانته شيء من المصنفات الحديثية التي جمعت المرفوع وغيره
فرحم الله الإمام مالكاً وجميع أئمة الإسلام الذين أكرمهم الله وحفظ بهم هذا الدين
وجعلهم منارات يُقتدى بها
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:32]ـ
أحسنتم وبوركتم
لكن ما الذي أورث ذاك الوقع وتلك المهابة؟؟!
** هل لما اشتهر عن مصنفه من جلالة في القلوب ومهابة في النفوس حتى عند السلاطين حتى قال فيه أبو عبد الله الثوري وينسب لغيره:
يدع الجواب فلا يراجع هيبة ................. والسائلون نواكس الاذقان
عز الوقار ونور سلطان التقى ................. فهو المهيب وليس ذا سلطان
** أم هو لإطلاق الصحة عليه أو للاختلاف الشديد في إطلاق الصحة عليه حتى قال فيه أبو عبد الله الشافعي قولته المشهورة
** أم لكون صاحبه إمام أهل الحديث وحديثه من أصح الأحاديث مع الغاية في التثبت والإتقان حتى قال الحاكم في مستدركه كتاب البيوع:
"هذا حديث صحيح لإجماع أئمة النقل على إمامة مالك بن أنس وأنه محكم في كل ما يرويه من الحديث إذ لم يوجد في رواياته إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة .. "
** أم لكونه وطّأ العلم وأصبح الحكم بين فقهاء ذاك العصر
أم لجميع ما سبق ... رحمه الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 02:54]ـ
بارك الله فيكما، وزادكما علما وفهما(/)
فوائد منتقاة من كتاب (الإيمان الأوسط) لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 05:38]ـ
هذه سنة سار عليها بعض الإخوة، فأحببتُ الاقتداء بهم رجاء النفع العام
أعني انتقاء الفوائد من الكتب؛ لتيسير الاطلاع على ما قد يضيق الوقت عن قراءته كاملا.
وهذا كتاب (الإيمان الأوسط) لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 05:43]ـ
9
وللناس في الإسلام والإيمان من الكلام الكثير مختلفين تارة ومتفقين أخرى ما يحتاج الناس معه إلى معرفة الحق في ذلك وهذا يكون بأن تبين الأصول المعلومة المتفق عليها، ثم بذك يتوصل إلى معرفة الحقيقة المتنازع فيها.
32
وأما ما يذكر عن غلاة المرجئة أنهم قالوا: لن يدخل النار من أهل التوحيد أحد، فلا نعرف قائل مشهورا من المنسوبين إلى العلم يذكر عنه هذا القول.
33
[ذكر عشرة أسباب لتكفير الذنوب]
51
وأما من جزم بأنه لا يدخل النار أحد من أهل القبلة فهذا لا نعرفه قولا لأحد، وبعده قول من يقول: ما ثم عذاب أصلا، وإنما هو تخويف لا حقيقة له، وهذا من أقوال الملاحدة والكفار.
56
ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء [يعني مرجئة الفقهاء] وتبديعهم وتغليظ القول فيهم، ولم أعلم أحدا منهم نطق بتكفيرهم بل هم متفقون على أنهم لا يكفرون في ذلك، وقد نص أحمد وغيره من الأئمة على عدم تكفير هؤلاء المرجئة
........ ولم يكفر أحمد الخوارج ولا القدرية إذا أقروا بالعلم
وأما المرجئة فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم، مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة لم يكفرهم أحمد وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة، وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر
59
وغلا أبو هاشم [ابن الجبائي] فنقله إلى الواحد بالنوع، فقال: لا يجوز أن يكون جنس السجود أو الركوع أو غير ذلك من الأعمال بعض أنواعه طاعة وبعضها معصية؛ لأن الحقيقة الواحدة لا توصف بوصفين مختلفين، بل الطاعة والمعصية تتعلق بأعمال القلوب، وهو قصد الساجد دون عمله الظاهر، واشتد نكير الناس عليه في هذا القول وذكروا من مخالفته للإجماع وجحده للضروريات شرعا وعقلا ما يتبين به فساده.
60
ومثل هذا الغلط وقع فيه كثير من الخائضين في أصول الفقه، حيث أنكروا تفاضل العقل أو الإيجاب أو التحريم، وإنكار التفاضل في ذلك قول القاضي أبي بكر وابن عقيل وأمثالهما، لكن الجمهور على خلاف ذلك، وهو قول أبي الحسن التميمي وأبي محمد البربهاري والقاضي أبي يعلى وأبي الخطاب وغيرهم.
70
شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة ولا تتلازم عند الضعف
71
ومن هذا الباب ما يروى عن الحسن البصري ونحوه من السلف أنهم سموا الفساق منافقين، فجعل أهل المقالات هذا قولا مخالفا للجمهور، إذا حكوا تنازع الناس في الفاسق الملي: هل هو كافر؟ أو فاسق ليس معه إيمان؟ أو مؤمن كامل الإيمان؟ أو مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق بما معه من الفسق؟ أو منافق؟ والحسن رحمه الله تعالى لم يقل ما خرج به عن الجماعة، لكن سماه منافقا على الوجه الذي ذكرناه.
77
لأن الفعل المتعدي بنفسه إذا قدم مفعوله عليه أو كان العامل اسم فاعل ونحوه مما يضعف عن الفعل فقد يعدونه باللام تقوية له، كما يقال: عرفت هذا وأنا به [كذا والصواب له] عارف، وضربت هذا وأنا له ضارب، وسمعت هذا ورأيته، وأنا له سامع وراء، كذلك يقال: صدقته وأنا له مصدق، ولا يقال صدقت له به
81
وبهذا يتبين خطأ من قال: إن مجرد علم الله بالمخلوقات موجب لوجودها كما يقول ذلك من يقوله من أهل الفلسفة
82
وقد قال كثير من الناس من الفلاسفة والأطباء ومن اتبعهم أن [كذا والصواب إن] اللذة إدراك الملائم، وهذا تقصير منهم؛ بل اللذة حال يعقب إدراك الملائم، كالإنسان الذي يحب الحلو ويشتهيه فيدركه بالذوق والأكل، فليست اللذة مجرد تذوقه، بل أمر يجده من نفسه يحصل مع الذوق
86
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا لفظ العقل يراد به الغريزة التي بها يعلم ويراد بها أنواع من العلم ويراد به العمل بموجب ذلك العلم، وكذلك لفظ الجهل يعبر به عن عدم العلم ويعبر به عن عدم العمل بموجب العلم
87
وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلب ولازمه ودليله ومعلوله
89
وبالجملة فلا يستريب من تدبر ما يقول في أن الرجل لا يكون مؤمنا بمجرد تصديق في القلب مع بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته له ولرسوله، ولهذا كان جماهير المرجئة على أن عمل القلب داخل في الإيمان كما نقله أهل المقالات عنهم منهم الأشعري
96
وذلك أن الاسم الواحد تختلف دلالته بالإفراد والاقتران، فقد يكون عند الإفراد فيه عموم لمعنيين، وعند الاقتران لا يدل إلا على أحدهما، كلفظ الففير والمسكين، إذا أفرد أحدهما تناول الآخر، وإذا جمع بينهما كان لكل واحد مسمى يخصه، وكذلك لفظ المعروف والمنكر إذا أطلقا ... دخل فيه الفحشاء والبغي، وإذا قرن بالمنكر أحدهما ... أو كلاهما ... كان اسم المنكر مختصا بما خرج من ذلك على قول أو متناولا للجميع على قول بناء على أن الخاص المعطوف على العام هل يمنع شمول العام له؟ أو يكون قد ذكر مرتين؟ فيه نزاع
98
وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة، فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام
99
والصواب أن القلب له عمل مع التصديق، والظاهر قول ظاهر وعمل ظاهر، وكلاهما مستلزم للباطن.
100
وليس المقصود هنا ذكر عمل معين، بل من كان مؤمنا بالله ورسوله بقلبه هل / يتصور إذا رأى الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره، هل يمكن مثل هذا في العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول؟ فمن المعلوم أن هذا ممتنع، فلهذا كان الجهاد المتعين بحسب الإمكان من الإيمان، وكان عدمه دليلا على انتفاء حقيقة الإيمان
113
فإنه ليس في أجناس المخلوقات ما يتفاضل بعضه على بعض كبني آدم فإن الفرس الواحدة ما تبلغ أن تساوي ألف ألف.
116
وبهذا يتبين لك أن من زعم من أهل الكلام والنظر أنهم عرفوا الله حق معرفته بحيث لم يبق له صفة إلا عرفوها وأن ما لم يعرفوه ولم يقم لهم دليل على ثبوته كان معدوما منتف [كذا والصواب منتفيا] في نفس الأمر قوم غالطون مخطئون مبتدعون ضالون، وحجتهم في ذلك داحضة، فإن عدم الدليل القطعي والظني على الشيء ليس دليلا على انتفائه إلا أن يعلم أن ثبوته مستلزم لذلك الدليل، مثل أن يكون الشيء لو وجد لتوفرت الهمم والدواعي على نقله، فيكون هذا لازما لثبوته، فيستدل بانتفاء اللازم على انتفاء الملزوم كما يعلم أنه لو كان بين الشام والحجاز مدينة عظيمة مثل بغداد ومصر لكان الناس ينقلون خبرها، فإذا نقل ذلك واحد واثنان وثلاثة علم كذبهم.
وكما يعلم أنه لو ادعى النبوة أحد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل مسليمة والعنسي وطليحة وسجاح لنقل الناس خبره كما نقلوا أخبار هؤلاء، ولو عارض القرآن معارض أتى بما يظن الناس أنه مثل القرآن لنقل كما نقل قرآن مسليمة الكذاب، وكما نقلوا (الفصول والغايات) لأبي العلاء المعري، وكما نقلوا غير ذلك من أقوال المعارضين، لو بخرافات لا يظن عاقل أنها مثلهن فكان النقل لما تظهر فيه المشابهة والمماثلة أقوى في العادة والطباع في ذلك وأرغب سواء كانوا محبين أو مبغضين هذا أمر جبل عليه بنو آدم
/ كما يعلم أن علي بن أبي طالب لو طلب الخلافة على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وقاتل عليها لنقل ذلك الناس كما نقلوا ما جرى بعد هؤلاء، كما يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يصلي بالناس صلاتهم لنقلوا ذلك، كما نقلوا أمره لأبي بكر وصلاته بالناس، وكما يعلم أنه لو عهد له بالخلافة لنقلوا ذلك كما نقلوا ما دونه، بل كما يعلم أنه لم يكن يجتمع هو وأصحابه على استماع دف أو كف ولا على رقص وزمر، بل كما يعلم أنه لم يكن بعد الصلوات يجتمع هو وهم على دعاء ورفع أيد، ونحو ذلك إذ لو فعل ذلك لنقلوه بل كما يعلم أنه لم يصل في السفر الظهر والعصر والعشاء أربعا وأنه لو صلى في السفر أربعا بعض الأوقات لنقل الناس ذلك كما نقلوا
(يُتْبَعُ)
(/)
جمعه بين الصلاتين بعض الأوقات.
............... ومن تتبع كتب الصحيحين ونحوها من الكتب المعتمدة ووقف على أقوال الصحابة والتابعين ومن قفا منهاجهم من الأئمة المرضيين قديما وحديثا علم صحة ما أوردناه في هذا الباب.
118
والمقصود هنا أن المدلول إذا كان وجوده مستلزما لوجود دليله كان نتفاء دليله دليلا على انتفائه، أما إذا أمكن وجوده وأمكن أن لا نعلم نحن دليل ثبوته لم يكن عدم علمنا بدليل وجوده دليلا على عدمه
122
ومن قال: إن الاسم إنما يتناول ما يتناوله عند الإطلاق في اللغة وأن ما زاده الشارع إنما هو زيادة في الحكم وشرط فيه لا داخل في الاسم كما قال ذلك القاضي أبو بكر ابن الطيب والقاضي أبو يعلى ومن وافقهما على أن الشرع زاد أحكاما شرعية جعلها شروطا في القصد والأعمال والدعاء ليست داخلة في مسمى الحج والصيام والصلاة فقولهم مرجوح عند الفقهاء وجماهير المنسوبين إلى العلم، ولهذا كان الجمهور من أصحاب الأئمة الأربعة على خلاف هذا القول.
128
ورابعها أنهم جعلوا من لا يتكلم بالإيمان قط مع قدرته على ذلك ولا أطاع الله طاعة ظاهرة مع وجوب ذلك عليه وقدرته يكون مؤمنا بالله تام الإيمان سعيدا في الدار الآخرة.
وهذه الفضائح تختص بها الجهمية دون المرجئة من الفقهاء وغيرهم.
130
والمتفلسفة أسوأ حالا من اليهود والنصارى، فإنهم جمعوا بين جهل هؤلاء وضلالهم، وبين فجور هؤلاء وظلمهم، فصار فيهم من الجهل والظلم ما ليس في اليهود ولا النصارى حيث جعلوا السعادة في مجرد أن يعلموا الحقائق حتى يصير الإنسان عالما معقولا مطابقا للعالم الموجود، ثم لم ينالوا من معرفة الله وأسمائه وصفاته وملائكته / وكتبه ورسله وخلقه وأمره إلا شيئا نزرا قليلا، فكان جهلهم أعظم من علمهم، وضلالهم أكبر من هداهم، وكانوا مترددين بين الجهل البسيط والجهل المركب، فإن كلامهم في الطبيعيات والرياضيات لا يفيد كمال النفس وصلاحها، وإنما يحصل ذلك بالعلم الإلهي، وكلامهم فيه لحم جمل غث على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل.
131
وليس لمقدميهم كلام في النبوات البتة، ومتأخروهم حائرون فيها، منهم من يكذب بها كما فعل ابن زكريا الرازي وأمثاله مع قولهم بحدوث العالم، أثبتوا القدماء الخمسة وأخذوا من المذاهب ما هو من شرها وأفسدها، ومنهم من يصدق بها مع قوله بقدم العالم، كابن سينا وأمثاله، لكنهم يجعلون النبي بمنزلة ملك عادل فيجعلون النبوة كلها من جنس ما يحصل لبعض الصالحين من الكشف والتأثير والتخيل، فيجعلون خاصة النبي ثلاثة أشياء قوة الحدس الصائب التي يسمونه القوة القدسية، وقوة التأثير في العالم، وقوة الحس التي بها يسمع ويبصر المعقولات متخيلة في نفسه، فكلام الله عندهم هو ما في نفسه من الأصوات، وملائكته هي ما في أنفسهم من / الصور والأنوار، وهذه الخصال تحصل لغالب أهل الرياضة والصفا، فلهذا كانت النبوة عندهم مكتسبة.
134
كما يقول كثير من الفلاسفة: إن الفيلسوف أعظم من النبي فإن هذا قول الفارابي ومبشر بن فاتك وغيرهما
138
ولكن المقصود التنبيه على تشابه رؤوس الضلال، حتى إذا فهم المؤمن قول أحدهم أعانه على فهم قول الآخر، واحترز منهم وبين ضلالهم لكثرة ما أوقعوا في الوجود من الضلالات.
138
[تكلم عن ابن عربي والسهروردي وابن الفارض وغيرهم]
149
فلما كان في بعض الأحاديث ذكر بعض الأركان دون بعض أشكل ذلك على بعض الناس فأجاب بعض الناس بأن سبب هذا أن الرواة اختصر بعضهم الحديث الذي رواه وليس الأمر كذلك فإن هذا طعن في الرواة ونسبة لهم إلى الكذب إذ هذا الذي ذكره إنما يقع في الحديث الواحد مثل حديث وفد عبد القيس حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم لم يذكره وحديث ضمام حيث ذكر بعضهم الخمس وبعضهم لم يذكره، وحديث النعمان بن قوقل حيث ذكر بعضهم فيه الصيام وبعضهم لم يذكره، فبهذا يعلم أن أحد الراويين اختصر البعض أو غلط في الزيادة.
فأما الحديثان المنفصلان فليس الأمر فيهما كذلك لا سيما والأحاديث قد تواترت بكون الأجوبة كانت مختلفة وفيهما ما بين قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا تارة وبهذا تارة
153
فإن براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس
156
ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح
160
وأما الذين لم يكفروا بترك الصلاة ونحوها فليست لهم حجة إلا وهي متناولة للجاحد كتناولها للتارك، فما كان جوابهم عن الجاحد كان جوابا لهم عن التارك
163
وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب
165
والعلماء قد تنازعوا في تكفير أهل البدع والأهواء وتخليدهم في النار، وما من الأئمة إلا من حكي عنه في ذلك قولان كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وصار بعض أتباعهم يحكي هذا النزاع في جميع أهل البدع وفي تخليدهم حتى التزم تخليدهم كل من يعتقد أنه مبتدع بعينه وفي هذا من الخطأما لا يحصى، وقابله بعضهم فصار يظن أنه لا يطلق كفر أحد من أهل الأهواء وإن كانوا قد أتوا من الإلحاد وأقوال أهل التعطيل والاتحاد.
والتحقيق في هذا أن القول قد يكون كفرا ...... فإذا كان المتأول المخطئ في تلك لا يحكم بكفره إلا بعد البيان له واستتابته
176
فإن جحود الصانع لم يكن دينا غالبا على أمة من الأمم قط، وإنما كان دين / الكفار الخارجين عن الرسالة هو الإشراك، وإنما كان يجحد الصانع بعض الناس
177
وكنت أبين أنه مذهبهم وأبين أنه حقيقة مذهب فرعون حتى حدثني الثقة عن بعض طواغيتهم أنه قال: نحن على قول فرعون، ولهذا يعظمون فرعون في كتبهم تعظيما كثيرا، فإنهم لم يجعلوا ثم صانعا للعالم خلق العالم، ولا أثبتوا ربا مدبرا للمخلوقات وإنما جعلوا نفس الطبيعة هي الصانع، ولهذا جوزوا عبادة كل شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Oct-2007, صباحاً 11:43]ـ
فكرة طيبة. لكن أحسب أن الأليق أن نعمل للكتاب تهذيبا لطيفا منسقا بدل اختيار فوائد ولطائف. كيف وجل الكتاب درر وفوائد؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 12:09]ـ
وفقك الله
التهذيب يحتاج إلى وقت وجهد، ثم إنه بعدُ ينسب إلى المهذِّب، وما أردتُ من هذا إلا أن أضع فوائد الكتاب لمن لا يجد وقتا لقراءته، ووضعتها بنصها لكي لا يكون محتاجا إلى مراجعة الكتاب الأصلي عند العزو.
ـ[عيووووون]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 04:13]ـ
جزاك الله خيرا
ولكتاب الإيمان الأوسط أهمية كبيرة في بيان حقيقة الإيمان وتحرير عقيدة السلف وذلك المجهود العظيم الذي قام به شيخ الإسلام نسأل الله أن ينفعنا به ونقوم بمذاكرته وتعلم ما بينه لنا من عقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 04:46]ـ
جزاكم الله خيراً ...
لو أشرتم إلى الطبعة التي أخذتم منها هذه الفوائد النفيسة لكان أفضل ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 05:25]ـ
دار طيبة - الطبعة الأولى - 1422هـ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 04:49]ـ
الكتاب خرج بتحقيق متين للشيخ علي الزهراني، نشر دار ابن الجوزي 1423هـ، وهي رسالة دكتوراة
فإن تمكنت يا ابامالك أن توثق نقولاتك على هذه النسخة، فهذا عمل تشكر عليه كثيرا
ـ[الان عثمان]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 08:47]ـ
جزيت خيرا فكرة رائعة و جهد طيب(/)
رد الإباء من وصف المحدثين بالصيادلة والفقهاء بالأطباء
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:25]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعدهُ وبعد.
فمنذ أيامٍ سمعتُ أحد مشايخي الفضلاء وهو يعترض على مقولة: (إن الفقهاء كالأطباء والمحدثين كالصيادلة) ويقول كيف يكون أهلُ الحديثِ أقلَّ من غيرهم في استنباط الأحكام من الأحاديث التي هي عُدة أهل الحديث؟!
وفي الحقيقة لم يلق ذهني القبول لما قاله على الرغم من أنني لم أك قد بحثت المسألة قبلُ ولكنني بمجرد التفكير اليسير وجدتُ أن المثال صالح لا مُشاحة فيه.
والاّن بعد أن بحثتُ في المسألة - ولو قليلا - توصلتُ إلى النتائج الاّتية:
1 - أن هذه المقولة لها أدلة من السنة النبوية المطهرة ومنها:
أ - ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ "
ب - ما رواه أبو داود والترمذي رحمه الله عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ "
2 - قد يعترض معترض ويقول ولماذا حكمت على المحدثين بأنهم ضِعاف في الفقه أو على الفقهاء بأنهم ضعاف في الحديث؟
فأقول كلامي هنا منصب إما على الفقيه فقط أو المحدث فقط، لكن هناك طبقة أرقى منهما وهي طبقة (الفقهاء المحدثين) و لا شك أن هذه الطبقة َ هي الطبقةُ الأعلمُ و الأقدرُ على الفتيا و استنباطِ الأحكامِ، وهي المكانةُ التي ينبغي أن يرنوَ إليها كل طالب علم، فهؤلاء هم (الأطباء الصيادلة) ومن أشهرهم الإمامُ مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد وابن حجر العسقلاني والنووي وابن رجب وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله جميعا.
3 - هذه الحقيقة نلمسها جميعا فإنكارها يكون إنكارا لشيءٍ ثابتٍ موجودٍ! فنحن نجد أن هناك جهابذةً في الحديث لهم بصر بأخفى العلل الحديثية ومع ذلك تخفى عليهم أقل الاستدلالات الفقهية!
وأيضا تجد فقهاءَ نحاريرَ ومع ذلك متونهم الفقهيةُ مليئة بالموضوعات والمنكرات وربما خفيت عليه علة يستطيع طالب علم الحديث المبتدىء أن يتبصر بها!
4 - كلامي هذا لا يعني أن المحدثين يحفظون الأحاديث كما تحفظها الأعاجم أو الصغار لا بل هم يفهمون معانيَها جيدا، إنما نتحدث عن القدرة على الاستنباط وأخذ الأحكام من النص.
5 - وأخيرا فإن هذه المقولة ليست بدعا من القول بل إنها وردت عن أكابر السلف ومما وقفتُ عليه ما يلي:
أ - قال الربيع: سمعت الشافعي قال لبعض أصحاب الحديث: أنتم الصيادلة، ونحن الاطباء. (سير أعلام النبلاء ج10 ص23 نسخة المكتبة الشاملة)
ب - قال الاعمش لابي حنيفة يا نعمان ما تقول في كذا كذا قال كذا وكذا قال من أين قلت قال أنت حدثتنا عن فلان بكذا قال الاعمش أنتم يا معشر الفقهاء الاطباء ونحن الصيادلة. (انظر القصة بإسنادها في ثقات ابن حبان رحمه الله ج8 ص467 الشاملة)
ج- قال الإمام أحمد بن حنبل: " كان الفقهاء أطباء والمحدثون صيادلة فجاء محمد بن إدريس الشافعي طبيبا صيدلانيا ما مقلت العيون مثله أبدا " (انظر المقولة بإسنادها في تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه الله ج51 ص 334 نسخة المكتبة الشاملة)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحه وسلم.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كلام لابن القيم قريب مما ذكرت، قاله في الوابل الصيب عند الكلام على حديث ابي موسى الأشعري في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل ما بعثني الله تعالى به من الهدى والعلم ... "
نقلت بطوله لنفاسته مع شيء من التصرف والاختصا ر
" ... فجعل النبي الناس بالنسبة الى الهدى والعلم ثلاث طبقات:
1 - الطبقة الاولى ورثة الرسل وخلفاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة الى الله عز وجل ورسوله فهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الارض التي زكت فقبلت الماء فانبتت الكلا والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكا الناس بها.
وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين والقوة على الدعوة ولذلك كانوا ورثة الانبياء الذين قال الله تعالى فيهم " واذكروا عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب اولي الايدي والابصار" أي البصائر في دين الله عز وجل فبالبصائر يدرك الحق ويعرف وبالقوى يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة اليه فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين والبصر بالتاويل، فالفهم هو بمنزلة الكلا والعشب الكثير الذي انبتته الاض وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن غيرها.
2 - الطبقة الثانية حفاظ النصوص، وكان همها حفظها وضبطها فوردها الناس وتلقوها منهم فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروها في ارض قابلة للزرع والنبات ووردها كل بحسبه " قد علم كل اناس مشربهم " وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه.
وهذا عبد الله بن عباس حبر الامة وترجمان القران مقدار ما سمع من النبي لم يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورأيت وسمع الكثير من الصحابة وبورك في فهمه والاستنباط منه حتى ملا الدنيا علما وفقها، قال ابو محمد بن حزم وجمعت فتاويه في سبعه اسفار كبار وهي بحسب ما بلغ جامعها والا فعلم ابن عباس كالبحر وفقهه واستنباطه وفهمه في القران بالموضع الذي فاق به الناس وقد سمع كما سمعوا وحفظ القران كما حفظوه ولكن أ رضه كانت من اطيب الاراضي واقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فانبتت من كل زوج كريم " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " وأين تقع فتاوي ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوي أبي هريرة وتفسيره وأبو هريرة أ حفظ منه بل هو حافظ الامة على الإطلاق يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسا فكانت همته مصروفة الى الحفظ وبلغ ما حفظه كما سمعه وهمة ابن عباس مصروفه الى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الانهار منها واستخراج كنوزها، وهكذا الناس بعده قسمان:
أ - قسم الحفاظ معتنون بالضبط والحفظ والأداء كما سمعوا، ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه كأبي زرعة وأبي حاتم وابن دارة وقبلهم كبندار محمد بن بشار وعمرو الناقد وعبد الرزاق وقبلهم كمحمد بن جعفر غندر وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم من أهل الحفظ والإتقان والضبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف واستخراج الأحكام من الفاظ النصوص.
ب- وقسم معتنون بالاستنباط واستخراج الاحكام من النصوص والتفقه فيها كمالك والشافعي والأوزاعي وإسحق و أحمد بن حنبل والبخاري وأبي داود ومحمد بن نصر المروزي وأ مثالهم ممن جمع الاستنباط والفقه الى الرواية.
فهاتان الطائفتان هما أسعد الخلق بما بعث الله تعالى به رسوله وهم الذين قبلوه ورفعوا به راسا.
3 - الطبقة الثالثة وهم أشقى الخلق الذين لم يقبلوا هدي الله ولم يرفعوا به راسا فلا حفظ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا رعاية، فالطبقة الاولى اهل رواية ودراية، والطبقة الثانية اهل رواية ورعاية ولهم نصيب من الدراية بل حفظهم من الرواية اوفر، والطبقة الثالثة الاشقياء لا رواية ولا دراية ولا رعاية " ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا " فهم الذين يضيقون الديار ويغلون الاسعار ان همة احدهم الا بطنه وفرجه فان ترقت همته كان همه مع ذلك لباسه وزينته فإن ترقت همته فوق ذلك كان همه في الرياسة والانتصار للنفس الغضبية فان ارتفعت همته عن نصرة النفس الغضبية كان همه في نصرة النفس الكلبية ... الخ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 04:17]ـ
مقالة موفقة من أخ حبيب موفق.
لكن هناك طبقة أرقى منهما وهي طبقة (الفقهاء المحدثين) و لا شك أن هذه الطبقة َ هي الطبقةُ الأعلمُ و الأقدرُ على الفتيا و استنباطِ الأحكامِ، وهي المكانةُ التي ينبغي أن يرنوَ إليها كل طالب علم، فهؤلاء هم (الأطباء الصيادلة) ومن أشهرهم الإمامُ مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد وابن حجر العسقلاني والنووي وابن رجب وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله جميعا.
لعلك تضيف إليهم: إسحاق بن راهويه، والبخاري، وأبا داود، وإبراهيم الحربي، وابن خزيمة، والدارقطني، والبيهقي، وابن المنذر، وابن عبدالبر، والباجي، رحمة الله عليهم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القانونى]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 06:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى العبادى، الكلمة التى قلتها، فى أن كلام شيخك فى هذه المسألة لم يلقى قبولاً فى ذهنك.
هى من اجمل ما قرأت، فى منتدنا هذا.
والسبب أن هناك الكثير ممن يصفون أنفسهم بطلب العلم لا يعرفون الفرق بين توقير المشايخ وإحترامهم، ومخالفتهم فى الحق والصواب.
فأى مخالفة عندهم جريمة.
فجعلوا العلم عندنا كهنوتياً من حيث لم يعلموا.
لو أن كل طالب علم فكر كما تفكر، لما وجدنا الأمة حزبا وشيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي
وضحت المشبه
ولكن المشبه به قد لا يكون واضحا لدى بعضنا
ذلك أن فضل الأطباء على الصيادلة معلوم
لكن فضل الصيادلة على الأطباء مجهول نسبيا
فكم من طبيب يصف لمرضاه دواء انقطع من الأسواق منذ مدة
أو ظهر ما هو خير منه وأرخص ومحلي الصنع لكنه لايعلم
وبعض الأطباء تخدعه الدعاية المزخرفة من قبل مندوبي المبيعات في شركات الأدوية فيطالب إدارة المستشفى بتوفير الدواء مع وجود ماهو أفضل منه
وقد صدر قرار قبل مدة بأن على الطبيب أن يصف الحالة للصيدلي ويكتب الاسم العلمي للدواء فقط
ثم على الصيدلي أن يوضح للمستفيد أنواع الأدوية وأسعارها ...
لكن للأسف هذا القرار لم يعمل به
أعرف بعض الأطباء المتواضعين يذهب للصيدلي بين وقت وآخر ليستفيد منه عن الجديد في مجال الأدوية، فهل كل الأطباء كذلك
عموما إذا كنا نرى أن الصيدلي اليوم مجرد بائع للدواء، فالمحدث اليوم على تشبيهك مجرد مخرج للحديث
ولعل سبب اختلافك مع شيخك هو اختلافكم في لوازم مهنة الصيدلي. (ابتسامة)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 09:10]ـ
الأخ الفاضل: أحمد الفارس جزاكم الله خيرا وشرفني مروركم الكريم وبوركتم على إفادتكم النافعة.
المشرف الحبيب: أبو حماد جزاكم الله خيرا وشرفني مروركم الكريم، وحياكم الله على الإضافة، ولو استقصينا الأسماء لما انتهينا فعلماؤنا الفقهاء المحدثون كثر ولله الحمد.
أخي الكريم القانوني: جزاكم الله خيرا وشرفني مروركم الكريم.
أخي العزيز الدكتور (هذه فراسة مني فهل تصيب؟) الحلم والأناة: جزاكم الله خيرا وشرفني مروركم الكريم، ولا شك أن للصيدلي فضلا على الطبيب فلولا الصيدلي لما كان الطبيب بل كانت وصفات الدواء التي يصفها الطبيب مجرد عبث وخيال!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:16]ـ
شيخنا الكريم محمد العبادى جزاك الله خيرا
فمنذ أيامٍ سمعتُ أحد مشايخي الفضلاء وهو يعترض على مقولة: (إن الفقهاء كالأطباء والمحدثين كالصيادلة) ويقول كيف يكون أهلُ الحديثِ أقلَّ من غيرهم في استنباط الأحكام من الأحاديث التي هي عُدة أهل الحديث؟!
انا لاأستطيع تصور أن هذا الكلام الملون بالأحمر يقوله أحد ينتسب للعلم
اذ من عرف طبيعة علمى الحديث والفقه (واى علم بصفة عامة) فى هذا العصر خاصة يعرف ان هذا الكلام باطل عقلا ولايحتاج لتقى وورع حتى يبطله بل يبطله من له عقل سليم لأن من المعلوم ان الوقت والجهد لايكفيان للتضلع فى العلمين بحيث يكون كالفقيه المتخصص وكالمحدث المتخصص
اما الجملة الأخرى فان صدرت من اهل العلم فحسن الظن بهم أنهم يقصدون معنى أخر ولابد أن نسأل ماذا يقصدون بانتقادهم لهذه المقولة
انا سمعت أحد العلماء المتميزين فى مصر ينتقدها ويقول ان احد العلماء يستدل برسالة كتبها أحد المحدثين فيها مئة فائدة من حديث يا أبو عمير ماذا فعل النغير فمحتاجين سؤال اهل العلم عن وجه انتقاده؟
فما رأيك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 05:18]ـ
حياكم الله أخي خالدا، وأنبهكم حفظكم الله أنني لستُ بشيخ و لا يحزنون!
- أما الكلام الملون بالأحمر فقد قاله أحد العلماء الأفاضل.
- بالنسبة لسؤالكم الأخير، فلم أفهم المقصودَ تحديدا لكن على العموم:
ما ذكرتَه من حديث أبي عمير، فقد عاب بعض الناس على أهل الحديث أنهم يروون أشياء لا فائدة منها ومن ذلك حديث النغير هذا. (انظر كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في شرحه للحديث رقم 6203 من صحيح البخاري- ترقيم الأستاذ عبد الباقي رحمه الله - كتاب الأدب - باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل)
فقام الفقيه الشافعي أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بابن القاص رحمه الله (ت 335) بجمع جزء حديثي جمع فيه طرقَ الحديث وبين فيه ستين وجها من وجوه الفقه والسنة وفنون الفائدة والحكمة، وقال في مقدمته: (ليعلم الزاري على أهل الحديث به أنهم بالمدح به أولى وأن السكوت كان به أحرى، وذلك أن فيه ستين وجها من الفقه، وسنأتي، إن شاء الله، وبعون الله وتوفيقه، على بيان ذلك وتفصيله)
وأنصحك بقراءة الجزء فهو يقع في ست صفحات فقط، ويمكنك تحميله من هنا بصيغة المكتبة الشاملة:
http://shamela.ws/open.php?book=1567&cat=20
وهذا الكتاب دليلٌ على أن الفقهاء كابن القاص وغيره يفتح الله عليهم من الأفهام للحديث ما لا يُفتح على مجرد الرواة والمشتغلين بعلم العلل ونحو ذلك، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأختم بما ختم به ابن القاص رحمه الله هذا الجزء الماتع حيث قال:
(ثم نزيد على الستين أن مثل هذا الحديث فيه تثبيت الامتحان والتمييز بيننا وبين أمثالهم إذ لم يهتدوا إلى شيء من تخريج فقهه، ويستخرج أحدنا منه - بعون الله وتوفيقه - كل هذه الوجوه، وفي ذلك وجهان: أحدهما اجتهاد المستخرج في استنباطه، والثاني تبيين فضيلته في الفقه والتخريج على أغياره، والعين المستنبط منها عين واحدة، ولكن من عجائب قدرة اللطيف في تدبير صنعه أن تسقى بماء واحد ويفضل بعضها على بعض في الأكل)
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 04:46]ـ
وأنصحك بقراءة الجزء فهو يقع في ست صفحات فقط، ويمكنك تحميله من هنا بصيغة المكتبة الشاملة:
قرأته ولى أسئلة منه سأطرحها فى ملتقى اهل الحديث ان شاء الله تعالى
جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 04:58]ـ
ابن الصباغ استنبط من حديث أبي عمير (400) فائدة، واستنبط ابن غازي (200) فائدة (فقط) (ابتسامة) ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 09:17]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 10:17]ـ
ابن الصباغ استنبط من حديث أبي عمير (400) فائدة، واستنبط ابن غازي (200) فائدة (فقط) (ابتسامة) ..
أتحفنا يا شيخنا الفاضل
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 10:44]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ أشرف وبارك فيكم ليتكم تتحفوننا بها كما ذكر أخي الشيخ أبو مالك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 09:11]ـ
أتحفكم بماذا؟
بمصدر هذه المعلومات، أم بالفوائد، والأقرب أنكم تريدون الثانية، وهذا ما لا طاقة لي به (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 11:18]ـ
ذكرتني بـ (نسي هو إحداهما ونسيت أنا الأخرى) ............... ابتسامة
طيب مصدر المعلومة يا سيدي كفاية.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 11:47]ـ
طيب يا مولانا
أما استنباطات ابن الصباغ، فقد أملاها في مجلس درسه بمكناسة، كما تجده في "نفح الطيب". وأما ابن غازي، فقد ذكر خبره الونشريسي في "فهرسته"، كما في "فهرس الفهارس"، ولابن غازي "المستنبطات من حديث يا أبا عمير"، كما تجده في "هدية العارفين"، والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 04:35]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Dec-2007, صباحاً 04:49]ـ
وإياك أخي الفاضل محمد العبادي.(/)
(القصد في معاملة الإخوان): دَع التكلّف، ودعها تمرّ بسلام.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 07:10]ـ
(القصد في معاملة الإخوان)
دَع التكلّف، ودعها تمرّ بسلام، فلا تزيّن لي، ولا أتزيّن لك!
قال المروذي: وذُكِرَ لأحمد أنَّ رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كَره بعضهم اللقاء = يَتزيَّن لي، وأتزيَّن له. سير، 11/ 216
وعن علي بن الحسن قال: بَلغَ الفضيل [بن عياض] أنَّ حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء، فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته، فقلت له: حريز؟!
قال: ما يصنع بي، يُظهر لي محاسن كلامه، وأُظهر له محاسن كلامي، فلا يتزيَّن لي، ولا أتزيَّن له، خير له. سير، 8/ 443
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:57]ـ
يا شيخ أشرف جزاك الله خيرا على مشاركتك ..
لكني لم أفهم العلاقة بين القصد في المعاملة وترك التكلف!
ثم إن الآثار التي ذكرتها حسمت الأمر من أساسه ولم تدعها تمر بسلام - على حد تعبيرك - فالإمام أحمد كره اللقاء أصلا، والفضيل ابن عياض أغلق بابه!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 02:44]ـ
أخي الفاضل الكريم،،
قولك: (لكني لم أفهم العلاقة بين القصد في المعاملة وترك التكلف!)
أقول: العلاقة، علاقة تفسيرية ... القصد في المعاملة = ترك التكلّف في المعاملة، ولزوم القصد والوسط، فلا إفراط ولا تفريط ...
قولك: (فالإمام أحمد كره اللقاء أصلا)
أقول: كلام غير صحيح بمرة ... ولن أتعدّى النص الذي فهمتَ منه ما قلت إلى غيره، لأثبت لك أن ما قلته غير صحيح،
تأمل قول الإمام أحمد: (أليس قد كَره بعضهم اللقاء = يَتزيَّن لي، وأتزيَّن له)
فالإمام قد ربط بين كراهة اللقاء، وبين التزّين ... وعند انتفاء التزيّن، تنتفي الكراهة ...
قولك: (والفضيل ابن عياض أغلق بابه!)
أقول: ما قلته سابقا، لو تأملت النص، لمَا قلت ما ذكرت ... ولا بأس أن أعيد لك النص مرة أخرى، قال الفضيل:
(ما يصنع بي؟! يُظهر لي محاسن كلامه، وأُظهر له محاسن كلامي، فلا يتزيَّن لي، ولا أتزيَّن له = خير له).
فكأن الإمام الفضيل قد عرف من حال حريز تكلّف زائد في حُسن الخطاب ... إلخ ... فخشي على نفسه، وعلى حريز نفسه ...
والله تعالى أعلم.
وجزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 05:18]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ أشرف على ردك و إيضاحك
ولكن حبذا لو أتيت بآثار تشرح موضوعك وليس العكس وهي أن تأتي بآثار تحتاج إلى شرح وتقييد وتفصيل ... فيغيب المعتى ويضيع الشرح ...
والأثرين الذين أتيت بهما لا يساعدانك يا شيخ أشرف خاصة مع العنوان الذي اخترته والذي أظنه وليد الخطرة السريعة خاصة لفظة (دعها تمر بسلام) ....
ولا يخفى على شريف علمك أخي أشرف أن من عيوب الكلام أن أن يجاوز اللفظ المعنى
وإليك هذا الأثر الذي يدلك على ماذكرت ولولا العجلة لنسبته لك وأتيتك بأمثاله.
قال سليمان بن عبد الملك: قد أكلنا الطيب ولبسنا اللين وركبنا الفاره وامتطينا العذراء فلم يبق من لذتي إلا صديق أطرح بيني وبينه مؤونة التحفظ.
وقال جعفر بن محمد الصادق: أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه , وأخفهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:47]ـ
الأخ الفاضل: أحمد فارس،،،
موضوعي عبارة عن (قيد لفائدة) والفائدة التي أردتها فائدة خاصة، خلاصتها: القصد في الخطاب، وترك التزيّن والتكلّف فيه ...
ولو أردت التتبّع والاستقصاء، لاحتاج الأمر منِّي إلى دراسة مستقلة، مراعيا فيها جوانب عدة ...
وقولي: (دعها تمر بسلام): في الكلام حذف، والمراد: دع الأمور تمر بسلام؛ إذ في التزيّن هلكة،
قيل لأبي الحسن عليّ بن بكار البصري، الإمام الزاهد، (ت 207 هـ)، رحمه الله تعالى:
(حذيفة المرعشي يقرأ عليك السلام، فقال: عليكم، وعليه السلام، إنِّي لأعرفه، يأكل الحلال منذ ثلاثين سنة، ولأنْ ألقَى الشيطان عيانًا، أحبّ إليّ من أن يلقاني وألقاه.
فقيل له في ذلك؟
فقال: أخاف أن أتصنَّع له، فأتزيَّن لغير الله، فأسقط من عين الله).
ينظر: الحلية، 9/ 318 - 319.
وقولك: (ولولا العجلة لنسبته لك وأتيتك بأمثاله)
لا أدري ما مرادك من هذا الكلام؟
وقولك: (والأثرين الذين أتيت بهما لا يساعدانك ... ) إلخ
الأخ الفاضل،،،
أقول: راجع مشاركتك برقم (2)، فقد تبيّن منها أن عندك مشكلة في فَهم وضبط كلام أهل العلم ...
وفقك الله وبارك فيك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 11:55]ـ
كلام الاخ احمد ان من عيوب الكلام ان يجاوز اللفظ المعنى لا افهمه ليته يشرحه وانا اعلم ان كل ما كان الكلام صعب ثم فهمته كل ما كان ارسخ فى ذهنك وكلام الشيخ اشرف واضح جدا بعد ما شرحه ولذيذ جدا وشيق ومثير للتعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 11:59]ـ
اسأل الشيخ اشرف طبعا الائمة المنقول عنهم ما قصدوا قطيعة هذا الذى يتزيب للابد فما هم فاعلين معه بعد ذلك هل سينصحوه بعدم التزين ام ماذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 12:37]ـ
ولعل اسلوب اخى أحمد فى هذا الموضوع يقابل جملة أخينا اشرف (دع التكلف ودعها تمر بسلام) ولا أعنى القدح فى أخينا أحمد ولكن للفضلاء أحيانا زلات و أخطاء
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 03:42]ـ
عفوا يا شيخ أشرف إنت كنت أغضبتك ... ولكن أنت بنفسك تقول أن في الكلام حذف ثم تتهمني في فهمي، وأنا أقول لك أعطني لفظة واحدة هي بنفسها لا بحذفك وتقييدك تفيد ما ذكرت (دعها تمر بسلام)
بل السلف كانوا أفقه منا فعلموا أن التزين ملازم للقاء والانفكاك بينهما عسير ولا سبيل إلى ترك التصنع إلا بترك لقاء الإخوان من دون أن يقوموا بدراسة مستقلة الذي هو من تكلف الخلف
هذا ما يفيد كلامهم، أما أن تحمل الكلام مالا يحتمل ثم تتهم الناس في أفهامهم فليس هذا من العدل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 04:18]ـ
لعله يقصد ما تريد فهو يعلم أن التصنع ملازم للقاء فليس لقاء الشخص مع أهله فى البيت كلقاءه مع صديقه فلكل قدر وحد معين من الالفة التى كلما زادت كلما قل التصنع فكون أن أى لقاء يلزمه تصنع فهذا مفهوم بداهة لذا المنبغى حمل كلام العلماء واستدلال الشيخ أشرف على التصنع الزائد وان كان الشيخ اشرف قعد قاعدة فايرادك يا شِيخ أحمد لا يرد عليه بل ان الشذوذ يؤكد القاعدة وأنى اشعر انى متطفل بالرد عليك لكنه تطفل مضحك يثير الضحك والبشاشة و أرجو ان لا اكون متكلفا ومن الذين لا يدعونها تمر بسلام نسيت ان اقول انه قد لا يعنينا معرفة المحذوف بعينه من الاخ اشرف اذ لعله مفهوم بداهة فاننا مأمورين بترك التكلف فى كل الاشياء فاذا تركنا التكلف فى كلى شئ دعنا كل شئ يمر بسلام يقول الله تعالى (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)
ـ[أمل*]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 05:20]ـ
وعن علي بن الحسن قال: بَلغَ الفضيل [بن عياض] أنَّ حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء، فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته، فقلت له: حريز؟!
قال: ما يصنع بي، يُظهر لي محاسن كلامه، وأُظهر له محاسن كلامي، فلا يتزيَّن لي، ولا أتزيَّن له، خير له. سير، 8/ 443
بارك الله فيكم، أظن أن الفضيل هنا يعني انه لاخير في صداقة فيها تكلف ومجاملة، فهو لايحب مجالسة هذا الرجل بسبب الكلفة بينهما، وأود ان أشير أن بعض الناس تضطر أن تتعامل معهم
بتكلف، وبعضهم الاخر ترتاح إليه وتترك الكلفة معه، وخير صديق من استطعت أن تترك الكلفة معه، والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 05:28]ـ
قولك يا اخى احمد (بل السلف كانوا أفقه منا فعلموا أن التزين ملازم للقاء والانفكاك بينهما عسير ولا سبيل إلى ترك التصنع إلا بترك لقاء الإخوان من دون أن يقوموا بدراسة مستقلة الذي هو من تكلف الخلف) كيف توجه اذن انهما قالاها لاشخاص بعينهم اذ هى مناسبة واقعة وبما توجه غلق الفضيل الباب أمام حريز بعينه
وقولك (ثم إن الآثار التي ذكرتها حسمت الأمر من أساسه ولم تدعها تمر بسلام - على حد تعبيرك - فالإمام أحمد كره اللقاء أصلا، والفضيل ابن عياض أغلق بابه!) بل دعتها تمر بسلام كشخص وافق ان تبتر قدمه دفعا للضرر الاكبر هو هكذا دعها تمر بسلام
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
الأخ الفاضل أحمد فارس،،،
من أين لك أخي الحبيب أنني قد غضبت منك؟
ألأنِّي قلت بأن فهمك لكلام أهل العلم وضبطك إياه فيه مشكلة، وقد أشرت إلى مشاركة بعينها، وقد رددت عليها ...
أخي الفاضل أنا أتحرَّى الموضوعية - قدر الطاقة - ...
وأنت قد وصفت الدراسات المستقلة بأنها طريقة خلفية ... ووالله إن هذا لشيء عجاب ... بل إن سبيل أهل العلم التصنيف في أدق المسائل وإفرادها بالدراسة، وهذا قديم مشهور معروف ...
أخي الحبيب هل الحذف في الكلام من عيوب الخطاب؟
ثم أفيدك بأن القصة الواحدة، والنص الواحد، تتفاوت الفهوم في إدراك فوائده، واستنباط دقائقه ... وهذا من باب التنوّع والائتلاف، لا التناقض والاختلاف ... وتأمل - مثلا - تراجم أهل العلم للحديث الواحد ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
وقولك أخي الفاضل: (بل السلف كانوا أفقه منا فعلموا أن التزين ملازم للقاء والانفكاك بينهما عسير ولا سبيل إلى ترك التصنع إلا بترك لقاء الإخوان من دون أن يقوموا بدراسة مستقلة الذي هو من تكلف الخلف).
أقول: اثبت العرش، ثم انقش.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:15]ـ
أما الأخ الفاضل خالد المرسي، الذي والله لا أعرفه، ولقد سررت بجلده وصبره وتحمله تبعة الأخذ والرد ... وإني له لمن الشاكرين ... ولقد أصاب
- من وجهة نظري - في (كثير) مما قال ...
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:56]ـ
وما الذي أحوجك أن تقسم أخي أشرف ... أتظن أن أسمي دفاعه عنك من التعصب للأصحاب؟ كلا وما كان ذلك لي بخلق.
وإني أشكر له دفاعه عنك وإن كان في الحقيقة إنما يدافع عن ذوقه الخاص وله الحق في ذلك، كما أني لي الحق في أن انتقد من أشاء ضمن دائرة العلم والعدل ونسأل الله المغفرة إن تجاوزنا ذلك ....
كما أنه أخي أشرف هناك فرق بين عبارة طريقة الخلف وعبارة الطريقة الخلفية فالأولى تمييز والثانية همز ولمز وأعوذ بالله من ذلك.
ورحم الله ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب حين قالوا:كلام السلف قليل كثير البركة،وكلام الخلف كثير قليل البركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:24]ـ
تنبيه:
تنبّهت إلى أنني قد ناديت أخي أحمد الفارس في المشاركة برقم (5) و (13) بـ (أحمد فارس) ولم أنتبه لهذا الأمر إلا من قريب، وهذا خطأ غير مقصود، يستطيع المشرف الفاضل تداركه ...(/)
من يَحْمِل معي؟؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،:ـ
هذا المقال كتبته أثناء أزمة الدينمارك، وأرسلته هنا وهناك، والردود على المقال سأرويها إن شاء الله حين أصبح شيخا ـ يعطينا ويعطيكم طولة العمر، وثبتنا الله وإياكم ـ.
اليوم أعاد موقع طريق الإسلام نشره، جزاهم الله خيرا، رأيته عندهم اليوم فقلت أنقله هنا.
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2347
من يَحْمِلْ معي؟
(رسالة إلى طلبة العلم والدعاة بعد سب الحبيب صلى الله عليه وسلم وإهانة المصحف الشريف)
كتب / محمد جلال القصاص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ـ
مما لا يخفى على متابع أن حملات التنصير تنتشر في جميع بقاع العالم الإسلامي من أند ونسيا إلى المغرب العربي مرورا بالجزيرة العربية. وكلنا نشتكي التنصير.
جُلُّ الجهود المبذولة في التصدي للتنصير ـ على قلتها ـ تنصرف للحديث عن الأمور الحركية، مثل الكلام عن عدد الجماعات أو الجمعيات التي تعمل في مجال التنصير، والأماكن التي ينتشرون فيها ... برامجهم ... ميزانيتهم ... من يدعمهم وعدد من تنصروا ... ومن عادوا. . . الخ.
وكذا التصدي لما يصدر من النصارى من حين لآخر من بذاءة يُنَفِّثُون بها عما في قلوبهم من حقد يكون غالبا حركيا أيضا ... نتنادى للمقاطعة ... والكتابة للمسئولين. . . ونحاكم القوم إلى أعرافهم فيخاطبهم كثير من (المثقفين) باسم (الحرية) التي تكفلت بها (الديمقراطية) و (التسامح) مع الأديان الذي ينادي به دينهم ... الخ ـ ودينهم ليس فيه تسامح مع الآخر ودونكم كتابهم (المقدس)، والواقع شاهد ثرثار لا يكف الحديث ولكن من يسمع ويعقل؟! ـ. والبعد العلمي في التصدي لهذه الحملات المسعورة ينحصر في بيان كذب القوم في دعواهم حول القرآن، أو حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يتطرق إلى منطلقات القوم وعقائدهم الفاسدة إلا من طرف خفي وبإشارات يفهمها المتخصصون فضلا عن العلمانيون.
نثور قليلا ثم نهدأ ... كنار السعفة.
نعم. هناك جهد أكاديمي لا يمكن إنكاره يتجه نحو نقد دين النصارى ... نقد كتابهم (المقدس) وشرائعهم .. إلا أنه حبيس المدرجات ويخاطب به طلبة درجات التخصص العليا (الماجستير أو الدكتوراه).
وقليل من هؤلاء المتخصصين من يُستفاد بعلمه في التصدي لهذه الحملة المسعورة.
إخواني وشيوخي الكرام!
لا يخفى على حضراتكم أن المنصرين يتيممون الطبقة التي تجهل دينها، وهم الذين يفتعلون الشبهات حول الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم مستغلين جهالة المتلقي، ولا يخفى على حضراتكم أن دين النصارى يحمل مَعراةٌ لو علمها الناس لانصرفوا عنه من فورهم، كاتهامهم لعدد غير قليل من أنبياء الله بالزنا بل والكفر بالله، وتشبيههم ربهم بالدودة واللبؤة وأن رب الأرباب خروف تعالى الله عما يقول الكافرون علوا عظيما، وفيه تشريع الرِّق، وفيه أمر بقتل وحرق ونحو ذلك مما يرمون به الإسلام. وكلام (الكتاب المقدس) بعهديه على المرأة مما يضحك منه الصبية ويصلح للفكاهة في مجالس السمر. إلا أن المنصرين أخذاهم الله يجتزئون من الكتاب ما يحلو لهم مما يحسن صورة باطلهم، ويجتزئون من الدين الإسلام ما يحلو لهم مما يقبح دين الله عز وجل في أعين المستهدفين بحملات التنصير.
والحال هكذا: فلم لا تتبنون دراسة نقدية ـ في شكل مقالات أو رسائل ـ تتناول دين النصارى وتقارن بينه وبين الإسلام؟ مما يصلح أن يخاطب به عوام الناس. والهدف هو نشر ثقافة مضادة للتنصير بين الناس. هذا طريق قصير وجيد للتصدي للتنصير.
المستهدفون من هذا الطرح هو عوام الناس من المسلمين، وكذا عوام الناس من النصارى. فالصورة الآن أن (المبشرين) ـ وكذا دعاة العلمانية والتغريب ـ وصلوا لعدد غير قليل من عوام المسلمين وخاطبوهم بباطلهم، والصورة الآن أننا لا نستطيع الوصول لعوام النصارى بعد أن جلسنا ولم نخاطبهم بالإسلام وانحصر خطابنا. . . ولم نخاطبهم بحقيقة دينهم الذي لبسه عليهم النصارى.
نتكلم عن الحوار مع (الآخر)، فهيا، ها هو الآخر اليوم ينظر بماذا سندافع عن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وماذا سنقول؟
وها هو (الآخر) يجلس معنا على الشبكة العنكبوتية، ونستطيع أن نخاطبه من شرائط الكاسيت وبعض المحطات الفضائية.
إخوان وشيوخي الكرام!
نزل الكفر بساحتنا الفكرية واستباح حصوننا العقدية، حتى وصل إلى مناهجنا التربوية، ورسمت الأيدي الآثمة مفاهيم الأمة وتصوراتها كما يحلو لها.
فأين التوحيد الصحيح في أذهان عوام الناس؟ وأين مفهوم الحجاب الشرعي الصحيح من عوام الناس؟ وأين الولاء وممن البراء؟ وفيما سعي الناس اليوم جملة؟
وها هم اليوم يتعدون على أقدس ما عندنا ... قرآن ربنا بالأمس وشخص نبينا صلى الله عليه وسلم ـ اليوم. فمن يحمل معي على القوم لنردهم عن حصوننا الفكرية ... عن ديننا وعرض أمهاتنا ـ أمهات المؤمنين ــ، ونسائنا وأطفالنا وشبابنا؟
محمد جلال القصاص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:25]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا واحد.؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:22]ـ
أرجو مزيد بيان يا شيخ محمد فيما ترى من شركة الحِمل
ودمت مسددا بعين الله تعالى
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه حقا دعوة جيدة , ولكن ما هو المطلوب تحديدا؟
كذلك أنصحك أخي إذا أردت أن تفعل الخير فلا تنتظر عونا من أحد إلا من الله جل في علاه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:28]ـ
للتذكير(/)
ماضابط التخصيص بالحس
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 02:49]ـ
الحمد لله
يقول ربنا تبارك و تعالى {أولم نمكن لهم حرما آمنا تجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا}
ومن المعلوم أنه ليست كل ثمرات الدنيا جبيت الى مكة - هذا حسب علمي - وقد ذكر بعض اهل العلم هذا .... فكيف يوجه العموم هنا ... وبعضهم ذكر هذه الآية مثالا على التخصيص بالحس فماهو ضابط التخصيص بالحس بارك الله فيكم ?
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 03:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم المجلس وفقني الله وإياك
ضابط التخصيص بالحس أن تدل حاسة من الحواس الخمس على عدم إرادة العموم من اللفظ كأن يأتي اللفظ عاماً فنرى بأعيننا أنه لم يتحقق بعمومه كما في المثال المذكور أو نسمع ذلك.
والزركشي في البحر المحيط يرى أن هذا ليس من العام المخصوص وإنما هو من العام الذي أريد به الخصوص مثل قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم} فالمراد بالناس القائلين نعيم بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو واحد ولفظ الناس لفظ عام لأنه اسم جنس محلى بأل فهذا يسمى عاماً أريد به الخصوص والزركشي يرى أن التخصيص بالحس هو من هذا النوع.
ويرى الشوكاني في إرشاد الفحول أن الزركشي يلزمه أن يقول مثل ذلك في التخصيص بالعقل فلا فرق بينهما.
واختار الغزالي عدم التفريق بين التخصيص بالحس والتخصيص بالعقل في مقدمة كتابه المستصفى وعلل ذلك بأن الحس هو أصل العلوم كلها ولا يمكن أن يدرك العقل علماً بدون الحواس.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 03:47]ـ
الحمد لله
حياك الله اخانا الفاضل ابا حازم ....
أفهم من ذلك أن هذا انما يكون في المحسوسات او المعقولات التي لا علاقة لها بالتشريع ... ?(/)
هل تقبل أن تكتب أختك أو ابنتك أو زوجتك في المنتديات؟ (دعوة للنقاش)
ـ[الخنساء]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:33]ـ
أنتظر الإجابات.
ـ[محب السنه]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الخنساء هذا السؤال تختلف إجاباته بحسب نوعية المنتدى وعمر من قصدتي وماهية الموضوع وللأمانه قد وقفت على حالة عشق نمت بين بنت وشاب كانوا على خلق ودين ولكن الخلوة وما أدراك ما توابعها من خلال الرسائل الخاصه جرت هؤلاء وغيرهم الى ما لا يحمد عقباه.
زبدة القول انا من رأيي أن مشاركة المرأه لا بد ان تكون تحت ظوابط وشفافيه ووضوح لدى ولى أمرها فلا تسجل في أي منتدى الا وتخبره وتأخذ الإذن منه ولا ترد على الرجال وبإيجاز الا بإذنه فقد لا يرضى منها ذلك وتكون بذلك قد عصت ربها في زوجها. ولا مانع أن تأتي بمشاركاتها وردود المشاركين الى زوجها لتريه إياها والا فمالفائده من أن يراها القاصي والداني وتكون سريه على زوجها وبهذا تكون واضحه ومبدده للظنون الشيطانيه وأيضا تعرف تفبله للأمر.
طبعا أنا لا اسوغ ان يتنصت الزوج ويرى رسائل بينها وبين زميلاتها ولكن ماعنيت أن تراعى الغيره وعدم الخلطه مع الرجال من خلال المراسله الخاصه وأيضا يكون السؤال للرجال محدد ومختصر والله من وراء القصد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:35]ـ
هذا يعتمد بحسب المنتدى، فهناك منتديات نسائية جيدة، خاصة تلك التي تعنى بأمور الأمومة ورعاية الطفل وغيرها، وهناك منتديات نسائية دعوية وعلمية جيدة، فلا يمكن إطلاق القول بالجواب دون التفصيل، وللمرأة حق في المشاركة والكتابة والمشاركة بالعلم إذا لم تترتب على ذلك مفسدة من تفريط حق الزوج أو الأبناء ونحو ذلك، ولا يحق للرجل منع زوجه أو الولي منع موليته من المشاركة وطلب العلم إلا إذا وجد المسوغ والمبرر الكافي، ككون المنتدى مليئا بمظاهر التحرر، أو في جو منفتح، ونحو ذلك، أما المنتديات العلمية والرصينة أو تلك التي تُعنى بقضايا النساء والأمومة والأطفال وغيرها من التي فيها بث للتجارب وتثقيف في الأمور الحياتية العامة، فهذه مما ينبغي لفت أنظار النساء الداخلات لمواقع الإنترنت إليها، وحثهم على استغلال الوقت في تتبع جديدها والحرص على طلب العلم ومذاكرته ودرسه من خلالها، مع التحريص على ضرورة ضبط ذلك كله بضوابط الشرع، من عدم كتابة شيء فيه لين أو خضوع أو نحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:44]ـ
بما أن السؤال مباشر من الأخت، فسيكون الجواب مباشرا.
لا أرضى أبدا أن تكتب زوجتي أو أختي أو أمي أو ابنتي في المنتديات، ومن الأسباب ما ذكره أخونا محب السنة، ومن الأسباب أيضا - وهو في رأيي سبب مهم - طبيعة المرأة، فالمرأة بطبيعتها عاطفية ورومانسية تؤثر فيها الكلمة سلبا وإيجابا، فمهما كانت استقامتها طيبة إلا أن الشريعة جاءت بسد الذريعة، ولذلك حرُم سفرها بلا محرم، وحرم الشرع الاختلاط، ورغب في صلاة المرأة في بيتها، وحرم دخول الحمو عليها، ومنع من حديثها مع الأجانب إلا لحاجة.
ومن الملاحظ جدا أن المنتديات فيها انبساط يزيد على ما كان في المواجهة المباشرة، ومثل هذا الانبساط قد تزل فيه قدم بعد ثبوتها.
والزوجة خاصة لا تنس غيرة زوجها، فهي وإن لم تكلم رجالا - وهذا هو الواجب - إلا أن الرجال سيكلمونها بغض النظر عن النية، ولا شك أن الزوج الغيور لا يرضى لزوجته أن يكلمها الأجانب، وحينئذ سيثور، وربما يقع ما لا يحمد عقباه، وواقعا كم من الرجال طلق زوجته بسبب النت.
وإن كان ولابد، فلتقتصر على القراءة، والقراءة في المنتديات الشرعية التي عُرفت بسلامة المنهج والمعتقد، وإلا فإن كثيرا من المواقع تدور بين الشهوات المحرمة، والشبهات الخطافة، فكم من موقع الآن بحجة الثقافة الجنسية زعموا تدور الخطابات والمحاورات بين الذكر والأنثى في أدق تفاصيل الوقاع بين الرجل والمرأة، ولا شك قطعا أن هذا لا يجوز، ومن أسباب الوقوع في الفاحشة.
وكم من المواقع الآن يحرض على الخروج على الحكام وتكفيرهم، ويحرض على العمليات الانتحارية، وقتل الأبرياء، ويا ليت شعري إن لم يكن هؤلاء هم الخوارج!! فمن هم الخوارج الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يخرجون إلى قيام الساعة؟!!!
لذا فاحذري أخيتي من النت بشكل عام، ومن مثل هذه المواقع الهدامة بشكل خاص.
والله ولي التوفيق.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 11:17]ـ
الحمد لله رب العالمين.
هذا طرح طيب، لكن في البداية، أرجو أن يفرق الأعضاء بين ما يرضاه المرء لنفسه - والذي قد يؤثر فيه مدى ما عنده من الغيرة على ابنته أو أخته أو زوجته أو أمه - وبين الحكم الشرعي المنوط بالدليل المعتبر.
فأحيانًا يكون الأمر مباحًا لا شيء فيه من ناحية الشرع لكنه يثير حفيظة الزوج أو الابن أو الأخ وغيرته.
والجواب مبني على تصور ما يحدث في تلك المنتديات. ولذلك أرى أن تحتوي الإجابة ردًا على الأسئلة التالية:
س1 - هل كل المنتديات لها حكم واحد أم هناك تفصيل؟.
س2 - هل مشاركة المرأة أو كتابتها يحرم أو يكره للرجال الاطلاع عليها وبالتالي يحرم عليها أو يكره لها وضع تلك المشاركات؟
س3 - هل يجوز للمرأة مدارسة الرجال في العلم، سواء باللفظ أو بالكتابة وما هي الضوابط؟
س4 - هل مراسلة المرأة للرجل والرجل للمرأة على الخاص تعتبر من الخلوة المحرمة، وهذا طبعًا مبني على تصور ما هي الخلوة في عرف الشرع؟
س5 - هل دخول المرأة للمنتديات ذريعة لإقامة العلاقات المحرمة؟
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخنساء]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 12:21]ـ
أسأل الله الإخلاص في القول والعمل ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 12:34]ـ
يختلف بحصب عمر الفتاة
ووضعها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 12:50]ـ
هذا الموضوع فيه تناقضات واضحة
فالأخت صاحبة الموضوع إذا كانت لا تقبل ذلك فلماذا تكتب في المنتدى؟ وإن كانت تقبل فما معنى السؤال؟!
والإخوة الذين أجابوا عن ذلك بالمنع لماذا أجابوا عن السؤال أصلا ما داموا لا يرون ذلك؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 01:39]ـ
هذا الموضوع فيه تناقضات واضحة فالأخت صاحبة الموضوع إذا كانت لا تقبل ذلك فلماذا تكتب في المنتدى؟ وإن كانت تقبل فما معنى السؤال؟!
والإخوة الذين أجابوا عن ذلك بالمنع لماذا أجابوا عن السؤال أصلا ما داموا لا يرون ذلك؟!
أخي الحبيب أبا مالك لا أوافقك الرأي، هناك حالة ثالثة لم تذكرها، وهي أن أحدنا قد يفعل أمرًا معتقدًا صحته لتتابع الناس عليه، فإذا وقف مع نفسه وسأل هل هذا الأمر مباح، أو بطريقة أخرى يسأل نفسه ما حكم الشرع في هذا؟ عند ذلك قد تتدافع عنده الأدلة فيطرح السؤال من موقعه الذي لم يبرحه، وينتظر إجابة أهل الفضل من أمثالك ليحدد موقفًا.
عجيب أمرك أيتها الخنساء ها أنت تكتبين وها نحن نرد عليك وأنت أختنا، أفلا نرضى لأهل بيوتنا ما نرضاه لك
واسمحي لي أن أقول ... من قل عمله كثر كلامه ... (يعني خلصت إشكالاتك ما عدا هذا الإشكال)
أخي الحبيب ليس ضروريًا أن تنتظر حتى تنهي إشكالاتها لتسأل هذا السؤال وإلا لما سأل أحد شيئَا، وطالما أن السؤال مشروع فلا تثريب عليه؟
ولي إليك سؤال هل موقفك ورضاك هذا بنيته على دليل شرعي أو جاء كلامك هكذا؟!!!
فإن كنت بنيته على دليل وهذا هو الظن بك، فأرجو أن توضح ذلك؟
مع وضعك في الاعتبار أن سبب السؤال ليس الاعتراض ولكن للمدارسة.
بارك الله فيكم جميعًا.
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 02:03]ـ
من رأيي أن الموضوع جدير بالمناقشة وطرح الاراء في ضوء الادلة
فالأخت صاحبة الموضوع إذا كانت لا تقبل ذلك فلماذا تكتب في المنتدى؟ وإن كانت تقبل فما معنى السؤال؟!
أليس لها الحق في معرفة نظرة المجتمع لمثل هذه القضية لاسيما في مثل هذا المنتدى الذي يضم كوكبة من طلبة العلم؟
عجيب أمرك أيتها الخنساء ها أنت تكتبين وها نحن نرد عليك وأنت أختنا، أفلا نرضى لأهل بيوتنا ما نرضاه لك
الموضوع نقاشي وليس مجرد عرض رأي مجرد
وأستطرادا أنا أعرف من اشترط على مخطوبته ترك الكتابة في أحد المنتديات مع أنها والله ملتزمة بالضوابط الشرعية. فلماذا العجب؟
واسمحي لي أن أقول ... من قل عمله كثر كلامه ... (يعني خلصت إشكالاتك ما عدا هذا الإشكال
وجهة نظر ليتك راعيت الرفق فيها
ختاما:الموضوع مهم وجدير بالعناية بل في وجهة نظري القاصرة أهم من الاحماض" ابتسامة "
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 02:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيوخنا الفاضل ..
برجاء ترك الملاحظات الجانبية والبدء في مناقشة الموضوع من الأسئلة التي وضعها المشرف علي أحمد عبد الباقي
ـ[أمةالله]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 03:05]ـ
بناءً على خبرتي الشخصية فإن الخطر قائم حتى في المنتديات الشرعية.
لذا فلن ننقاش مبدأ السماح بمشاركة المرأة في المنتديات غير الشرعية، فهو مرفوض.
أما بالنسبة للمنتديات الشرعية، فأعتقد أن لها المشاركة في منتديات النساء مع الوضع في الاعتبار أنه قد يكون هناك في قلبه مرض فيتنكر في اسم أنثى، فلتحرص ولا تبحث عن صدقاتها عن طريق المنتديات.
أما بالنسبة للمنتديات المختلطة كمنتدانا هذا، فأرى أن تحاول المرأة قدر امكانها أن تقتصر على القراءة إلا إذا احتاجت لطرح سؤال أو غيره، ولتكن مشاركاتها جادة وخالية من أي محادثات جانبية أو تعليقات لا طائل من ورائها.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 03:29]ـ
يا جماعة الخير ... إذا كانت المرأة ... تخاطب المفتي .. والشيخ ... والمستشار ... والطبيب ... ومن تحتاج إليه
أفلا تكتب بأناملها ما تريد! وتفتك من احترزات الفقهاء (شابة، خضوع بالقول ... )
وإذا كان في مثل هذه المسائل سنحتاج لأدلة فالله المستعان وعليها أن تستفتي قبل أن تصل إلى هذا المنتدى وتسجل فيه ثم تكتب مشاركة ... الخ
ويرحم الله الإمام أحمد بن حنبل حين عن رجل يشتري بقلا ويشترط الخوصة يعني التي تربط بها حزمة البقل فقال أحمد إيش هذه المسائل ... (جامع العلوم والحكم، حديث دع مايريبك)
والظاهر والله أعلم أني أتكلم عن موضوع وأنتم تتكلمون عن موضوع آخر
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 03:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيوخنا الفاضل ..
برجاء ترك الملاحظات الجانبية والبدء في مناقشة الموضوع من الأسئلة التي وضعها المشرف علي أحمد عبد الباقي
أحسنت أحسن الله إليك، هذا هو من الإخوة المشاركين، بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 05:07]ـ
برأيي أن الأمر يجب أن يقتصر على المنتديات النسائية فقط، أما المنتديات الأخرى الجادة فاللتصفح فقط، وإذا أرادت أن
تستفسر عن شيء يكون ذلك عن طريق زوجها وبريده ومعرّفه حتى تكون الأمور واضحة ...
نحن حينما يرد علينا إخواننا الكرام في هذا الملتقى ويخدمونا في بعض القضايا نكون مدينين لهم ونتمنى أن نكافأهم أحيانا
بأفضل مانملك ... فكيف إذا كان الراد أختا كريمة ... !!! والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
ـ[الخنساء]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 05:52]ـ
نحن حينما يرد علينا إخواننا الكرام في هذا الملتقى ويخدمونا في بعض القضايا نكون مدينين لهم ونتمنى أن نكافأهم أحيانا
بأفضل مانملك ... فكيف إذا كان الراد أختا كريمة ... !!! والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
هذا كلام جد خطير ومن كان ضعيف القلب أمام فتنة النساء والعكس صحيح فترك الكتابة في المنتديات المختلطة من أوجب الواجبات.
ـ[الخنساء]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 05:59]ـ
أنا لم أطرح هذا السؤال إلا بعد ملاحظتي لتناقضات عجيبة يأتي بها بعض طلبة العلم فبينما تجده يكتب ويرد على النساء في أمور مباحة ومناقشات جادة يمنع محارمه من ذلك حتى ولو كان الأمر مباحا فكيف يسول لنفسه ذات الأمر؟ بل أن بعضهم يستقبل عشرات الإتصالات يوميا وأغلب المتصلات هن من النساء ويرفض أن تقوم إحدى محارمه بلإتصال بأحد المشائخ بحجة أنه يعرف الفتوى ويريدها أن تتقبل رأيه هو فقط .. نحن نقدر تلك الغيرة ونحبها ونحترمها لكن ألا نسمح لنسائنا بخوض غمار الإعلام المقروء لتكن صفحة يجلو بياضها سواد الناعقات بالتحرير؟؟
ـ[القانونى]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 06:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كان لديها علم، فسأساعدها، على الكتابة فى أى منتدى، وتأملوا فى لفظى اى منتدى واعنى بذلك أنه لاحظر عندى على أى منتدى.
الأمر بإبلاغ الدعوة عام لكل مسلم ومسلمة، وفى كل مكان وزمان.
أما مسألة هل المنتدى يلتزم بالآداب الشرعية أو لا يلتزم، فأود ان أن أبين أن منتدياتنا لا يرتادها إلا من لهم إهتمامات بالدين ـ ولرب كلمة تحمل دعوة إلى الله فى منتدى ليس فيه أى دعوة إلى الله تكون سبباً لهداية فتاة أو شاب.
وأضرب لكم مثال، ففى أحد البرامج فى قناة المجد كان أحد إخواننا من الدعاة الشباب وأذكرأنه كان يعمل بالتدريس فى أحد الجامعات بالرياض، ذكر أنه ومعه طائفة من الأخوة كانوا يتلقفون المطرودين من حجرات البالتوك التى تسب الدين وتششك المسلمين فى عقائدهم، فكان من المسلمين من يدخل، ولا علم له، وكلما يفعله هو السباب، وكان هؤلاء الأخوة بارك الله فيهم
يتلقفون هؤلاء على الخاص، وكم من ضالِ كتب الله له النجاة على أيد هؤلاء الأخوة الكرام من أصحاب العقول المتحركة، والتى تبيت تفكرفى كل حيلة وكل وسيلة لإبلاغ كلام الله.
وأزيد أننى لا أسمح لها فحسب بالكتابة بل بالإشراف على المنتديات.
والكثير يسألنى عن تأخر زواجى، واجيب أننى أريد فتاة رحالة ـ نحمل عصانا سويا ونتجول لإبلاغ كلمة الله، فلعلنا نكون ممن قال الله فيهم [ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر]
لابد أن تكون القرارات سريعة تناسب حركة الزمان من حولنا.
ما يضير امرأة تكتب مقالاً فى علم نافع وترسله لأى منتدى للنشر.
ما هى العورة التى انكشفت أو السوأة الى بانت.
وماذا لو اجابها سفيه أو سفيهه بسباب أو لعان، أهى أشرف من عائشة وقد اتهمها الزنادقة بما اتهموها به.
وما ذا لو حاول احد الفسقة أن يتحدث معها متخفياً تحت اسم نسوى.
الأمر عبر الشبكة، وأنا أرافق زوجتى أو أمى او أختى فى تقوم به، ولن أتركها.
هذا لا يتأتى إلا لبيت كله يعمل فى إطار خطة واحدة ومنظمة للدعوة.
ولقد اعجبنى كلام الأخوة الذين قالوا باشتراك الرجل مع زوجته فى هذا الأمر،وهذا هو الصحيح.
وأود ان أبين فائدة أخرى لهذه المشاركة بين الزوجين فى هذا العمل، وهذا مصدره تخصصى فى عمل توثيق عقود الزواج للمصرين والأجانب [مأذون]
أن حالات الطلاق التى مرت أمامى كنت أقوم بدراستها وتحليلها وبيان أسبابها.
ومن أهم الأسباب وأقواها، ما وجدته من عدم وجود لغة حوار مشتركة بين الزوجين، ولا هدف واحد يجمعهم فى العمل على تحقيقه.
وترتب عليه أن الزوج ينفق أفضل أوقاته فيما يشبع رغباته، ويترك زوجته لتفعل ما تريد دون توجيه، وبعد فترة من المجالس النسائية وما فيها من مشكلات تمل، وتريد الأنس بزوجها والذى يكون قد وجد ضالته فى مجالسة أصدقائه أو الإهتمام بهواياته.
وإن مشاركة الرجل زوجته فى ما يخرج طاقاتها على هذا النحو، يفيد فى أمرين:
1 - إخراج طاقات المرأة فى عمل مفيد تصاحبه الحماية.
2 - شيوع السكن والمودة بطول الحوار والنقاش بين الزوجين فى هذه الأنشطة.
لن تصدقوا أننى كثيراً ما اطلب من زوجين لا نصيب لهم من القراءة والثقافة، أن يجتمعوا على عمل اى شئ مشترك، ولو اللعب على الحاسب، فقط أريد أن يجدا ولو ساعتين من الحوار والحديث معاً.
هذا رأيى والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 07:09]ـ
بعض المشاركات هنا تبدي الوضعية المتحجّرة التي عليها بعض الرجال، و النظرة المظلمة لهم بإتّجاه النساء، أتودون حرمننا من المباحات؟!
و مثل هذه الآراء المظلمة هي التي شجّعت دعاة تحرر المرأة على نشر سمومهم و التلبيس على النساء بإظهار بغير حق عموم المتدينين بمثل هذه الصور المظلمة
ـ[أبو رزين]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 07:17]ـ
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون!
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 07:53]ـ
الحمد لله ..
عن تجربة وخبرة ..
لا أرى سداً منيعاً وحصناً حصيناً لا يحجم الخير ونشر العلم، وفي الوقت ذاته لا يطلق العنان لما لا تحمد عقباه مثل الضوابط الإلهية المحكمة:
(ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)
وكذا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تذكر بسد الذرائع وتبعد عن خطوات الشيطان، وفضول الكلام ..
مع الشفافية والوضوح أمام أهل بيتها سواء أكانت عزباء أم متزوجة .. لأن الوضوح ومشاركة أهل بيتها في معرفة ما تفعله له أثر كبير ويعين بعد توفيق الله حتى على البعد عن استدراج الشيطان وخطواته، ويثبتها على المنهج والطريقة التي ارتضتها لنفسها ابتداء.
هذا عام في أي منتدى مختلط ـ عام أم متخصص في العلم الشرعي ـ أو نسائي ما التزمتها المرأة ـ بإذن الله ـ سينفع الله بها بإيصال رسالتها دون أن تَفْتِنَ أو تُفتَن، كما أنها سترسخ قدوة صالحة لغيرها من الفتيات في طريقة الكتابة والتخاطب
وفي الوقت ذاته ترد على دعاوى المنحرفين وشبهات المضللين عن المرأة المسلمة المتمسكة بدينها.
هذا والله أعلم.
ـ[سامح رضا]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 08:34]ـ
بعض المشاركات هنا تبدي الوضعية المتحجّرة التي عليها بعض الرجال، و النظرة المظلمة لهم بإتّجاه النساء، أتودون حرمننا من المباحاة؟!
و مثل هذه الآراء المظلمة هي التي شجّعت دعاة تحرر المرأة على نشر سمومهم و التلبيس على النساء بإظهار بغير حق عموم المتدينين بمثل هذه الصور المظلمة
صدقت أختى الفاضلة
والبعض من الرجال ذوي الصفات المتحجرة في بعض بلاد الخليج عندما يذكر النساء يذكر بعدها أعزكم الله ..
فهل هذا يليق؟!!
أما ما يفعله بعض أشباه (الرهبان والراهبات) فى منتدياتهم من انشاء أقسام شرعية تخص النساء فقط فلا أعلم له دليلاً شريعياً إلا إذا قاسوه على الخلوة!!!! وما أبرده من قياس ...
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة) أخرجه البخاري، أما إذا لم يكن خلوة فلا بأس. وفي الصلاة يتقدم الرجال ويتأخر النساء أما أثناء الدروس أو المحاضرات فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سألت (رجلاً بالقرب منها) بعد أن ضج الناس فلم تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: ((أي بارك الله لك ماذا قال آخر كلامه)) فأجابها الرجل.
أما ذلك الجدار الخشبي أو الستار القماشي الفاصل بين الرجال والنساء في المسجد فلا أعلم له أصلاً من السنة و لا أرى في ذلك بأساً، أما الإباحية والسفور والفجور فلا يشك أحد في تحريمها - وما المانع إذا كانت المرأة أو الفتاة متحشمة متسترة أن تخالط الرجال من غير خلوة أو سفر طويل دون محرم، ألا ترى النساء يطفن مع الرجال، ويسعين أمام الرجال، ويقفن في عرفة معهم ويرمين الجمار، ويجاهدن مع الرجال كأم عمارة، ويسعفن الجرحى وسقينهم كعائشة وأم سلمة، حتى جاء عصر من حرم البرقية، والراديو، والتليفون، والتلفزيون، وتعليم البنات، وممارستهن الرياضة وغيره مما لا دليل على تحريمه سوى الوسواس المسمى (سد الذرائع) نعم هناك أماكن لا يحل الاختلاط فيها كالمسابح، ونحوها لاندراجها تحت عمومات شرعية .. أما غير ذلك فلا.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باختصار أقول:
ما الداعي - أصلًا - لمشاركة المرأة - بنتًا، أو أختًا، أو زوجة - في الشبكة؟
إن كان الجواب بأنها تنشر العلم، والدال على الخير كفاعله.
فالجواب عن ذلك: أنَّ أجرها محفوظٌ لو كان زوجها - أو أخوها، أو أبوها - من كَتَبة المنتديات؛ فلتضع في ذهنها وحُسبانها قول الإمام الشافعي - رحمه الله -: وددتُ أنَّ الحق انتشر، ولا يُنسبُ إليَّ - أو كما قال -، ولْتُعطِ وليَّ أمرها ما تريدُ إضافتَه أو المشاركة به، ولها الأجر عند الله كاملًا؛ بل وأشركت في الأجر وليَّ أمرها.
والفتن في هذا الزمان خطَّافة؛ تخطِفُ القلوبَ، ولا يُؤمنُ على العبد ولا الأمة، ولا يأمنُ الرجل على نفسه من الفتن؛ فما بالنا بالمرأة؟!
نعم؛ المرأة - لا شك - لها مشاركاتٌ طيبة معرفوة ملموسة في بناء المجتمع، وهذا لا يُنكره إلا ناكرٌ للجميل؛ ولكن مع ذلك لا أرى ما يدعو لمشاركتها في المتديات شرعية، أو غيرها - من باب أولى -.
والله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 08:50]ـ
صدقت أختى الفاضلة
والبعض من الرجال ذوي الصفات المتحجرة في بعض بلاد الخليج عندما يذكر النساء يذكر بعدها أعزكم الله ..
فهل هذا يليق؟!!
أما ما يفعله بعض أشباه (الرهبان والراهبات) فى منتدياتهم من انشاء أقسام شرعية تخص النساء فقط فلا أعلم له دليلاً شريعياً إلا إذا قاسوه على الخلوة!!!! وما أبرده من قياس ...
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة) أخرجه البخاري، أما إذا لم يكن خلوة فلا بأس. وفي الصلاة يتقدم الرجال ويتأخر النساء أما أثناء الدروس أو المحاضرات فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سألت (رجلاً بالقرب منها) بعد أن ضج الناس فلم تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: ((أي بارك الله لك ماذا قال آخر كلامه)) فأجابها الرجل.
أما ذلك الجدار الخشبي أو الستار القماشي الفاصل بين الرجال والنساء في المسجد فلا أعلم له أصلاً من السنة و لا أرى في ذلك بأساً، أما الإباحية والسفور والفجور فلا يشك أحد في تحريمها - وما المانع إذا كانت المرأة أو الفتاة متحشمة متسترة أن تخالط الرجال من غير خلوة أو سفر طويل دون محرم، ألا ترى النساء يطفن مع الرجال، ويسعين أمام الرجال، ويقفن في عرفة معهم ويرمين الجمار، ويجاهدن مع الرجال كأم عمارة، ويسعفن الجرحى وسقينهم كعائشة وأم سلمة، حتى جاء عصر من حرم البرقية، والراديو، والتليفون، والتلفزيون، وتعليم البنات، وممارستهن الرياضة وغيره مما لا دليل على تحريمه سوى الوسواس المسمى (سد الذرائع) نعم هناك أماكن لا يحل الاختلاط فيها كالمسابح، ونحوها لاندراجها تحت عمومات شرعية .. أما غير ذلك فلا.
سبحان الله!
لا أعرف كيف أردُّ على هذا الكلام؟!
أرى خَلْطًا عجيبًا في هذا الكلام؛ هدى الله أخي الكريم / سامح رضا لما يُحبُّه الله ويرضاه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 10:00]ـ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة) أخرجه البخاري، أما إذا لم يكن خلوة فلا بأس. وفي الصلاة يتقدم الرجال ويتأخر النساء أما أثناء الدروس أو المحاضرات فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سألت (رجلاً بالقرب منها) بعد أن ضج الناس فلم تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: ((أي بارك الله لك ماذا قال آخر كلامه)) فأجابها الرجل.
بغض النَّظر عن رأيي في المسؤول عنه، ولكن .. كلامك يا أخي أوسع من المسؤول عنه في الموضوع.
ثم أين وجه الدِّلالة من الحديث؟ وما درجته؟
ـ[القانونى]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:28]ـ
[ SIZE="4"][B][COLOR="DarkRed"] أخى رمضان
أنت قلت أن الدال على الخير كفاعله، فلما شاركت بنفسك ولم توكل أحداً وتكتفى بالدلالة؟
:)
هل الشافعى قالها يقصدها فعلاً؟ أم أنه قالها لتعليم الناس الورع والتحذير من الرياء والسمعة وحب الظهور؟
أظن لو أنه كان عزم على ذلك لما صنف الكتب وجادل الخصوم.
ما رأيك، وطالما الأمر كذلك، وأنه يمكن أن يتولى ذلك عن المرأة أحد محارمها، فيتوكل عنها فى وصف مرضها للطبيب؟ ولا تقل انه قياس مع الفارق، فالطبيب ضرورة والكتابة فى المنتديات ليست بضرورة، فجوابى عليك، أن الأمر لا يخلو من أحد فرضين:
إما أنها تكتب ما لاطائل منه ولا حاجة، فهذا خطأ لأنه [ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد]
وهذا أخى يشمل الرجال ايضاً.
وإما أنها ستكتب ما فيه الخير والنفع، فمن الذى جعل الرجل أولى من المرأة بذلك؟
وأسألك: كم شيخة كانت للبخارى وغيره من أهل العلم، هل كن يقلن لمحارمهن قولوا لفلان كذا، والمسألة فيها كذا، ثم يقوم الطلبة بسؤال الوكيل المحرم اسأل الشيخة عن كذا وكذا؟
مدينتى مدينة الاسكندرية، كانت منيرة بالقارئة النجيبة الماهرة الشيخة أم السعد رحمها الله تعالى رحمة واسعة، فكم من رجل ختم على يديها؟ وهل كان بينها وبين طلابها محارم يبلغون عنها؟
فإن قلت هذه ضرورة، قلت لك، وما ستكتبه العالمة أو الداعية أو طالبة العلم سيكون ضرورة، وقد تتلقى من الأسئلة من النساء ما لا تستيطعه إحداهن أن تتسأل فيه رجل، أم أنك تفضل أن تسأل المرأة الرجل عن تسأل امرأة مثلها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يستح الرسول صل الله عليه وآله وسلم من زيادة الإيضاح للسائلة فتولت ذلك عائشة، وأنت بالواقعة أعلم.
متى وكبف نعلم النساء أن يكن قائدات ومعلمات ليقمن بسد حاجات النساء من أترابهن، بدلا من أن نضطرهن لسؤال الرجال، وننزع عنهن الحياء ونفتح من أبواب الفتن على الرجال ما لا يعلمه الا الله؟
هذه اسئلة على سبيل الدعابة، وليست للفحم والالزام، إنما يعلم بعضنا بعضا، ويفيد كل منا من أخيه أو أخته.
:):):):):):):):):):):):):):):):):):):):):)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:42]ـ
ألاحظ على المشاركات التي سلفت من الإخوة الأعضاء أنها في جملتها عبارة عن خواطر، إخواني وأخواتي الأمر دين، فالمنع من أجل المخاطر، والإباحة من أجل أن لا نكون متحجرين هذا كله ليس علمًا، هذه دردشة وكلام (سواليف) كما يقول إخواننا السعوديون، و (سهاري) باللهجة المصرية، وهذا لا يصلح في مسألة شرعية حادثة كهذه، نحن نريد نصًا أو قياسًا صحيحًا، أو فتوى معتبرة لواحد من أهل العلم المعتبرين أما السواليف فرجاء أبعدوها.
بناءً على خبرتي الشخصية فإن الخطر قائم حتى في المنتديات الشرعية. [/ COLOR][/SIZE]
أختنا الفاضلة الخطر على المرأة موجود في كل مكان، الهاتف خطر والجوال أو المحمول خطر، على الرجل والمرأة معًا، ولم يقل أحد من أهل العلم لا تترك الهاتف للمرأة في المنزل أو يحرم على المرأة اقتناء جوال، وكل زوجات المشايخ تقريبًا يحملن جوالات، نريد حكمًا شرعيًا بالدليل، أو نريد قياسًا صحيحًا.
لذا فلن ننقاش مبدأ السماح بمشاركة المرأة في المنتديات غير الشرعية، فهو مرفوض.
[/ COLOR][/SIZE][/CENTER]
حسنًا، هذه الجزئية موضع اتفاق الجميع. وأيضًا المنتديات غير المختلطة لعلها موضع اتفاق أقصد على الإباحة، بقيت المنتديات المختلطة.
أما بالنسبة للمنتديات الشرعية، فأعتقد أن لها المشاركة في منتديات النساء مع الوضع في الاعتبار أنه قد يكون هناك في قلبه مرض فيتنكر في اسم أنثى، فلتحرص ولا تبحث عن صداقاتها عن طريق المنتديات. [/ COLOR][/SIZE][/CENTER]
توجيه طيب ومناسب، لكن هل يجوز المشاركة في المنتديات المختلطة؟ (بالدليل).
يا جماعة الخير ... إذا كانت المرأة ... تخاطب المفتي .. والشيخ ... والمستشار ... والطبيب ... ومن تحتاج إليه
أفلا تكتب بأناملها ما تريد! وتفتك من احترزات الفقهاء (شابة، خضوع بالقول ... )
أخي الحبيب هذا قياس مع الفارق، في الهاتف تتصل بمن تثق في دينه، ويرد عليها في فتواها.
بينما في المنتديات هي عرضة لأن يرد عليها كل أحد صاحب الديانة ومن قلَّت ديانته، فأرى قياسك غير صحيح، وهناك اعتبارات أخرى تجعل هذا القياس غير صحيح، ليس هذا موضعها.
وإذا كان في مثل هذه المسائل سنحتاج لأدلة فالله المستعان وعليها أن تستفتي قبل أن تصل إلى هذا المنتدى وتسجل فيه ثم تكتب مشاركة ... الخ
ويرحم الله الإمام أحمد بن حنبل حين عن رجل يشتري بقلا ويشترط الخوصة يعني التي تربط بها حزمة البقل فقال أحمد إيش هذه المسائل ... (جامع العلوم والحكم، حديث دع مايريبك)
والظاهر والله أعلم أني أتكلم عن موضوع وأنتم تتكلمون عن موضوع آخر
فعلا يا أخي أنت في وادٍ ونحن في وادٍ آخر، بارك الله فيك.
برأيي أن الأمر يجب أن يقتصر على المنتديات النسائية فقط، أما المنتديات الأخرى الجادة فاللتصفح فقط، وإذا أرادت أن تستفسر عن شيء يكون ذلك عن طريق زوجها وبريده ومعرّفه حتى تكون الأمور واضحة ...
ولماذا لا تدخل هي وتسأل ولا تظل تحت رحمة زوجها تفرغ لها أو لم يتفرغ، يستجيب مرة، ويهملها عشر مرات، نريد دليلا شرعيًا، هذا أيضًا من باب السواليف.
نحن حينما يرد علينا إخواننا الكرام في هذا الملتقى ويخدمونا في بعض القضايا نكون مدينين لهم ونتمنى أن نكافأهم أحيانا
بأفضل مانملك ... فكيف إذا كان الراد أختا كريمة ... !!! والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
أخي الحبيب وهل لو قرأت لعالمة فاضلة من عالمات المسلمين في أي أرض الله ألا تريد أن تكافئها، أم أنك تقرأ لعالمة في كتاب ما ثم تدعو الله أن يقطع يدها وأن يشل يمينها لأنها كتبت لك كتابًا تنتفع به في العلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تراك يا أخي كلما كتبت امرأة تعبيرًا جيدًا أو أجادت في تحرير مسألة شرعية تمنيتها لنفسك، ما هذا الكلام الذي لا خُطُم له ولا أزمة، بارك الله فيك.
أنا لم أطرح هذا السؤال إلا بعد ملاحظتي لتناقضات عجيبة يأتي بها بعض طلبة العلم فبينما تجده يكتب ويرد على النساء في أمور مباحة ومناقشات جادة يمنع محارمه من ذلك حتى ولو كان الأمر مباحا فكيف يسول لنفسه ذات الأمر؟ بل أن بعضهم يستقبل عشرات الإتصالات يوميا وأغلب المتصلات هن من النساء ويرفض أن تقوم إحدى محارمه بالاتصال بأحد المشائخ بحجة أنه يعرف الفتوى ويريدها أن تتقبل رأيه هو فقط .. نحن نقدر تلك الغيرة ونحبها ونحترمها لكن ألا نسمح لنسائنا بخوض غمار الإعلام المقروء لتكن صفحة يجلو بياضها سواد الناعقات بالتحرير؟؟
أختنا قبل مناقشة سلوك الأزواج في هذا الأمر نحرر المسألة علميًا فالسلوكيات من المسلمين والمسلمات أمر يطول نقاشه من الرجال والنساء فمثلا، كل النساء بلا استثناء – اللائي يفهمن العلم الشرعي طبعًا وليس الجاهلات - كلهن إلا من رحم ربي يؤمن بجواز تعدد الزوجات للرجل، وكلهن تقريبًا يرفضن أن يعدد أزواجهن، فنريد أن نحرر الحكم في المسألة ثم نناقش السلوكيات.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كان لديها علم، فسأساعدها، على الكتابة فى أى منتدى، وتأملوا فى لفظى اى منتدى واعنى بذلك أنه لاحظر عندى على أى منتدى.
الأمر بإبلاغ الدعوة عام لكل مسلم ومسلمة، وفى كل مكان وزمان.
............. هذا رأيى والله أعلم
أخي الحبيب لتكن في مثاليتك حتى تتزوج، نحن لا نريد حكمًا خاصًا لأم المؤمنين عائشة، نحن نريد حكمًا عامًا يصلح لجميع المسلمات ثم بعد ذلك تنزيل هذا الحكم على المعين يختلف من مسلمة لأخرى.
أخي الفاضل ليس كل المسلمات عائشة وليس كل الأعضاء والمشرفين أبو بكر وعمر.
تكلم الإخوة عن حالات للخطأ والتجاوز في المنتديات الإسلامية وغير الإسلامية.
من الناس من حرم الخمر على نفسه في الجاهلية قبل أن يحرمها الإسلام ومع ذلك جاءت النصوص بالتحريم.
أخي الحبيب قالت هند بنت عتبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوتزني الحرة يا رسول الله؟) مستنكرة أن يقع ذلك من حرة ومع ذلك نزل في ذلك قرآن وفرض الله فيه حدًا ووقع الزنا من صحابة وصحابيات، يأخي مع تقديري لكلامك لا نريد كلامًا لا يوجد إلا في الجنة أو في حالات قليلة لا يقاس عليها أحسبها في خيالك الحالم وفقط.
بعض المشاركات هنا تبدي الوضعية المتحجّرة التي عليها بعض الرجال، و النظرة المظلمة لهم بإتّجاه النساء، أتودون حرماننا من المباحات؟!
و مثل هذه الآراء المظلمة هي التي شجّعت دعاة تحرر المرأة على نشر سمومهم و التلبيس على النساء بإظهار بغير حق عموم المتدينين بمثل هذه الصور المظلمة
أختنا الفاضلة دعك من دعاة تحرر المرأة، دعك من الذين لا خلاق لهم، يدعون إلى ما شاءوا فإنهم على أبواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها، والله الموعد.
الكلام هو هل اتصال الرجل بالمرأة الأجنبية عنه من دواعي الفتنة أم لا، يراسلها الرجل على الخاص ويتلطف معها في الكلام وترد وتتلطف، بينما يحيا الحياة مع زوجته بحلوها ومُرِّها، وليس في المنتديات غير التلطف والتحسن واللين في العبارة والمجاملة، أليس في هذا فتنة وتهديدًا للحياة الأسرية، أرجو أن لا تعتبري هذا حكمًا مني في الموضوع فهو عندي قيد الدراسة، لكن قصدت أن أقول دعينا من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة، نريد حكمًا شرعيًا في المسألة مبني على دليل صحيح، والحكم المبني على الدليل هو التمدن وهو الحضارة وهو قبل هذا كله الشرع الذي أراده الله وحسبنا به.
الحمد لله ..
عن تجربة وخبرة ..
لا أرى سداً منيعاً وحصناً حصيناً لا يحجم الخير ونشر العلم، وفي الوقت ذاته لا يطلق العنان لما لا تحمد عقباه مثل الضوابط الإلهية المحكمة:
(ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)
وكذا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تذكر بسد الذرائع وتبعد عن خطوات الشيطان، وفضول الكلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
مع الشفافية والوضوح أمام أهل بيتها سواء أكانت عزباء أم متزوجة .. لأن الوضوح ومشاركة أهل بيتها في معرفة ما تفعله له أثر كبير ويعين بعد توفيق الله حتى على البعد عن استدراج الشيطان وخطواته، ويثبتها على المنهج والطريقة التي ارتضتها لنفسها ابتداء.
هذا عام في أي منتدى مختلط ـ عام أم متخصص في العلم الشرعي ـ أو نسائي ما التزمتها المرأة ـ بإذن الله ـ سينفع الله بها بإيصال رسالتها دون أن تَفْتِنَ أو تُفتَن، كما أنها سترسخ قدوة صالحة لغيرها من الفتيات في طريقة الكتابة والتخاطب
وفي الوقت ذاته ترد على دعاوى المنحرفين وشبهات المضللين عن المرأة المسلمة المتمسكة بدينها.
هذا والله أعلم.
أختنا الفاضلة كلامك جيد، لكن السؤال: امرأة ملتزمة ولا تخضع بالقول تكتب في العلم بطريقة جيدة، وأعجب عضو آخر متدين ويكتب بطريقة جيدة، ووقعت في نفسه لجدتها وأراد أن يراسلها على الخاص ليتقدم لخطبتها، هل يجوز هذا وهل يجوز لها الرد عليه؟ وطبعًا هذا وارد جدًا في المنتديات بل هو واقع.
ومن ناحية أخرى امرأة أعجبها أحد الأعضاء يبدو من مشاركاته أنه طالب علم وملتزم فألمحت له على الخاص برغبتها في الزواج منه؟
طبعًا هذا هدف مشروع، السؤال هل الوسيلة أيضًا مشروعة وهل هذا لا يعتبر خلوة محرمة، نريد الإجابة مصحوبة بالدليل، بارك الله فيكم.
وهل يجعلنا هذا نقول بمنع الاختلاط في المنتديات والمجالس العلمية على النت.
صدقت أختى الفاضلة
والبعض من الرجال ذوي الصفات المتحجرة في بعض بلاد الخليج عندما يذكر النساء يذكر بعدها أعزكم الله ..
فهل هذا يليق؟!!
أخي الحبيب لا تأتنا بالشذوذات، نحن نتكلم عن الأصحاء دينيًا وعقليًا، لا نتكلم عن الجهلة والمرضى.
وكثيرون في بلاد الخليج ليسوا كما تقول، وهذا خارج الموضوع.
أما ما يفعله بعض أشباه (الرهبان والراهبات) فى منتدياتهم من انشاء أقسام شرعية تخص النساء فقط فلا أعلم له دليلاً شريعياً إلا إذا قاسوه على الخلوة!!!! وما أبرده من قياس ...
أخي الحبيب لم تبين لنا وجه البرود في هذا القياس، أحسب أن كل قياس عندك بارد؟!!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة) أخرجه البخاري، أما إذا لم يكن خلوة فلا بأس.
أخي الحبيب هذا هو السؤال، هل ما يحدث في المنتديات خلوة ممنوعة شرعًا، نريد الإجابة بالدليل.
وفي الصلاة يتقدم الرجال ويتأخر النساء أما أثناء الدروس أو المحاضرات فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سألت (رجلاً بالقرب منها) بعد أن ضج الناس فلم تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: ((أي بارك الله لك ماذا قال آخر كلامه)) فأجابها الرجل.
أخي الحبيب من أين أتيت بهذا الحديث؟ ما هو تخريجه بارك الله فيك؟
فإن ثبت ننظر هل فيه دلالة على المسألة أم لا؟!
أما ذلك الجدار الخشبي أو الستار القماشي الفاصل بين الرجال والنساء في المسجد فلا أعلم له أصلاً من السنة و لا أرى في ذلك بأساً، أما الإباحية والسفور والفجور فلا يشك أحد في تحريمها - وما المانع إذا كانت المرأة أو الفتاة متحشمة متسترة أن تخالط الرجال من غير خلوة أو سفر طويل دون محرم، ألا ترى النساء يطفن مع الرجال، ويسعين أمام الرجال، ويقفن في عرفة معهم ويرمين الجمار، ويجاهدن مع الرجال كأم عمارة، ويسعفن الجرحى وسقينهم كعائشة وأم سلمة، حتى جاء عصر من حرم البرقية، والراديو، والتليفون، والتلفزيون، وتعليم البنات، وممارستهن الرياضة وغيره مما لا دليل على تحريمه سوى الوسواس المسمى (سد الذرائع) نعم هناك أماكن لا يحل الاختلاط فيها كالمسابح، ونحوها لاندراجها تحت عمومات شرعية .. أما غير ذلك فلا.
يا أخي هذا كلام معروف لكن السؤال هل مراسلة الأعضاء من الرجال والنساء ومدارسة العلم على الخاص أو في مشاركات ليس من الخلوة المحرمة شرعًا أم هم منها؟
هذا هو السؤال ونريد الجواب بالدليل لحسم المسألة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باختصار أقول:
ما الداعي - أصلًا - لمشاركة المرأة - بنتًا، أو أختًا، أو زوجة - في الشبكة؟
إن كان الجواب بأنها تنشر العلم، والدال على الخير كفاعله.
فالجواب عن ذلك: أنَّ أجرها محفوظٌ لو كان زوجها - أو أخوها، أو أبوها - من كَتَبة المنتديات؛ فلتضع في ذهنها وحُسبانها قول الإمام الشافعي - رحمه الله -: وددتُ أنَّ الحق انتشر، ولا يُنسبُ إليَّ - أو كما قال -، ولْتُعطِ وليَّ أمرها ما تريدُ إضافتَه أو المشاركة به، ولها الأجر عند الله كاملًا؛ بل وأشركت في الأجر وليَّ أمرها.
والفتن في هذا الزمان خطَّافة؛ تخطِفُ القلوبَ، ولا يُؤمنُ على العبد ولا الأمة، ولا يأمنُ الرجل على نفسه من الفتن؛ فما بالنا بالمرأة؟!
نعم؛ المرأة - لا شك - لها مشاركاتٌ طيبة معرفوة ملموسة في بناء المجتمع، وهذا لا يُنكره إلا ناكرٌ للجميل؛ ولكن مع ذلك لا أرى ما يدعو لمشاركتها في المنديات شرعية، أو غيرها - من باب أولى -.
والله تعالى أعلى وأعلم.
لماذا يا أخي إذا كانت زوجتك أفقه منك وأذكى في الدعوة منك وتحريرها للمسائل أفضل منك – فرضنا ذلك جدلا - هل في هذه الحالة ستبيح لها الدخول للمنتديات ونشر العلم الذي تحسنه أكثر منك، أم ماذا؟
بصورة أخرى إذا كان الرجل متخصصًا في العلوم الشرعية هل يمنع زوجته من المنتديات، لأنه سيقوم بالواجب عنها؟
لكن إذا كان مهندسًا أو طبيبًا وهي طالبة للعلوم الشرعية تدخل هي وهو خليه للطب والهندسة، نريد كلامًا علميًا بارك الله فيكم؟
وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن لا نمنع إماء الله مساجد الله مع أن الرجل موجود وفيه الخير والكفاية والمرأة لا تؤذن ولا تؤم يعني لا يترتب على منعها تعطيل للصلاة ولا شيء ومع ذلك أمرنا أن لا نمنعهن.
الخلاصة كما قلت كل هذه خواطر نريد حكمًا شرعيًا مصحوبًا بالدليل أو فتوى لرجل من أهل العلم مبسوطة يوضح فيها دليله إلى ما قال. بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القانونى]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 02:06]ـ
أخى على عبد الباقى صاحب " الردودالصوارم على مشاركات السهارى وأصحاب السوالف ":):):):):)
ان شاء الله سأطلب منها ان تشترك فى منتدانا هنا بلقب القانونية، وسأنسق لها على الوورد بنفسى ما تكتبه:):):):):)
اخالفك أخى الحبيب فى أن الأمر يحتاج إلى فتوى، لأن الأمر يرتبط باليساسة الشرعية، والمفتى سيكون أسير تصوير الواقعة، فمن نقلت اليه الصورة على وضع سئ سيحظر ويحم ويمنع.
ومن نقلت له الصورة على وجه طيب سيبيح ويستحسن.
ومن نقلت اليه الصورة علىأنها ضرورة ملحة سيجيب، بالوجوب واللزوم.
وسيكون الكل مصيب، لأن الحكم على شئ فرع عن تصوره، وكل منهم تفرع حكمه عن الصورة المنقولة اليه.
أما مثال عائشة، فكان وجه الدلالة فيه، أنه يوجد من المسائل ما لاتستطيعه الا النساء.
جزاك الله خيرا وإخوانك على مشاركتكم مع الأعضاء بالرغم من انشغالكم فى المتابعة.
بارك الله لنا جميعاً فى اوقاتنا، ونسأله الإخلاص والصواب فى كل قول وعمل.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 03:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت المشاركة بمقالٍ منقول لفضيلة الشيخ د. رياض بن محمد المسيميري، وإن كنت لا أرى الدخول في النقاش ولكن من باب الفائدة.
تظلُّ الشبكة العنكبوتية المتنفس الأول بلا منازع لأصحاب الدعوات الصادقة , والقيم الفاضلة لبث ما لديهم من العلوم والآداب والفوائد في عصر استحوذ الفساد على كل القنوات الإعلامية المتاحة في العالم!!
ولأنَّ طبيعة الشبكة القابلة لاحتواء كلّ الأطياف الدينية والفكرية والتوجيهية في أصقاع المعمورة دون تمييز في مساحات الفرص المتاحة إلاّ بحسب الجهد الذاتي , والهمة الشخصية والقدرة المادية!!
فقد هبّ الصالحون من علماء وطلاّب علم ودعاة رجالاً ونساءً إلى استغلال الشبكة تعلماً وتعليماً ودعوة واحتساباً وكان للنساء الصالحات من ذلك حظ وافر , وجهد مشكور في الجملة , بيد أنَّ الطبيعة البشرية , والجبلة الإنسانية , والعوارض الفطرية تظل لصيقة بالجميع لا تنفك إلاّ بمجاهدة شاقة , ومقاومة دائمة .. ومن أبرز العقبات وأخطر الآفات الكفيلة بتعويق المسيرة الدعوية وتشتيت الجهود العلمية والإحتسابية.
بل ربما حدوث النكسة الأخلاقية , واللوثة الفطرية هو التوسع في إقامة العلاقات بين الجنسين المتجاذبين أساسا في أصل الفطرة!!
فالرجل يبقى رجلاً والمرأة تظل امرأة وإن صدقت التوجهات وسلمت النوايا!
ولذا لم يكن ضرباً من الحصار الفكري ذلك التوجيه القرآني البديع لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخضوع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض!!
فإذا كان خير نساء العالمين يُحذرن مغبة إثارة شهوات الرجال الأولين في خير القرون فكيف بنساء الزمان وإن كُنّ داعيات فاضلات , وطالبات علم تقيات؟!
ومن زعمت أنّها تأمن الفتنة منها وبها فهي واهمة بل مغرورة للأسف الشديد!!
وواقع الحال يسجل بمرارة حوادث مؤسفة نجمت عن علاقة بدأت بريئة لخدمة الدعوة وانتهت بفاجعة يرتجف القلم قبل تسطير حقيقة وقوعها!!
كلُّ ذلك بسبب التوسع في انشاء العلاقات البريئة والأخوية .. وتحت مظلة التعاون على البر والتقوى!!
وفيما يلي سرد لبعض مداخل الشيطان على الملتزمات العاملات في الشبكة دعوة واحتساباً!
1/ المدخل الأول:
قبول العمل إشرافاً على منتدى أو عضوية فيه, مع رجال لا تعرفهم , ولم تسمع بهم من قبل!
فبعض أصحاب المواقع يعرضون على الفتيات مهمة الإشراف أو المراقبة على بعض منتدياتهم , ويتبادلون معهن أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني لإنجاز العمل!
وقد تكون النوايا في الغالب سليمة لكن مع مرور الوقت يتجرأ كلُّ طرف على الآخر , وتخرج المحادثات عن نطاق المهام الدعوية إلى تقصي الحقائق الشخصية وربّما آل الأمر في نهاية المطاف إلى المصير المحتوم لأمثال هذه العلاقات!!
2/ المدخل الثاني:
تقوم بعض الملتزمات بتصفح بعض المواقع والمنتديات المختلطة وربما استهواها أحد الموضوعات فكتبت تعقيباً من وجهة نظرها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وحيث أنَّ المشاركات ممنوعة إلاَّ بعد تسجيل البريد الإلكتروني .. فهنا زيّن الشيطان لبعض القائمين على تلك المواقع تشجيع هذه المشاركة الجادة فأرسل رسالة تهنئة , بعبارات عطرة , ومشاعر دافئة , وعرض خاص بأن تكون صاحبة المشاركة عضواً فعالاً بالترقي إلى الإشراف على أحد المنتديات وبمرور الزمن يؤول الأمر إلى ما هو معلوم!!
وقد تكون التهنئة من أحد الأعضاء الذكور عبر بريدها الإلكتروني أو الرّد المباشر على موضوع المشاركة , ومع الوقت يحدث الأمر المشين!!
3/ المدخل الثالث:
قد تدخل بعض الملتزمات أحد المنتديات باسم مستعار وبشخصية رجل فتتعرف على شخص ينتحل شخصية امرأة فيراسلها مع غلبة ظنه أنها امرأة - لخبرتهم في الدهاء والمكر- ويطلب مساعدتها في التوجيه والإرشاد واستفتائها , وربما آل الأمر بعد ذلك إلى طلب اللقاء بها واستضافتها في منزله وهنا قد تستجيب الملتزمة بعد أن تظهر شخصيتها الأنوثية وتكون قد وثقت (بصديقتها!!) الرجل وهنالك تحدث المأساة.
4/ المدخل الرابع:
قد يستهوي بعض الملتزمات استفتاء أو استشارة بعض (مدعي العلم!) و (الخبراء التربويين!!) الذين ركبوا موجة الفُتيا جذباً (للزبائن!) فتبث لهم همومها ومشكلاتها الخاصة , وأوضاعها العائلية , وربما استدرجها (المفتي المزعوم) أو (الخبير التربوي!) إلى الإفصاح له عن أخص الخصوصيات تمهيداً لوصف العلاج الناجح , وتقديم الفتيا الملائمة , والاستشارة المناسبة , حتى إذا ما حصل مراده , وتحقق أمله في جمع ما يُحب من المعلومات والخصوصيات بدا مسلسل الابتزاز والمساومة أو التهديد والترهيب وهنا تكون مزلة الأقدام , ومصرع الفضيلة!
5/ المدخل الخامس
وقريباً من سابقه وقوع الملتزمة ضحية بعض مدعي تعبير الرؤى فالمعبرون في عصرنا يتكاثرون بشكل لافت للنظر فما المانع لدى البعض أن يتلاعب بالنبوة طالما أنها تجذب له الجمهور وتحقق له الشهرة , وتنقله إلى مصاف الوجهاء النبلاء ومن هنا تقع الكثيرات ضحايا خداع (المعبرين!!) الذين يجعلون من التعبير مصيدة يصطادون من خلالها كلّ ضعيفة همة وناقصة عقل ودين!!
ولا ينبغي أن يُفهم من هذه اللفتات أننا نُعمم في أحكامنا أو نبالغ في أقوالنا أو نرجم بالغيب , فالواقع المشاهد يدل على صحة ما ذهبنا اليه ولفتنا الأنظار إلى خطورته!
لذا لا ينبغي أن نُغلّب جانب الثقة في الجميع دون تمييز مهما كان المظهر العام!!
وهاهم جهابذة علم الحديث من أسلافنا الكرام لم يزالوا في تمحيص وتدقيق في أحوال الرواة ليميزوا المقبول من المردود من حديث المصطفى عليه السلام , مع كون كثير من الرواة , ورجال الأسانيد على دين وعبادة وما ذاك إلاّ حماية لميراث النبوة الشريف وللعلم باندساس كثير من الوضاعين والكذابين في صفوف المحدثين!!
فإذا كان الناس منذ القدم يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم ويضعون عليه أحاديث لم ينطق بها يوماً من الدهر أفلا يكون الكذب على غيره في هذا الزمان بطريق التعبير وغيره أولى وأحرى؟!
6/ المدخل السادس
غرف المحادثة (الشات)
تُعدُّ غرف المحادثة أخطر وأخبث ما ابتكره دهاقنة الفساد , وسماسرة الأعراض , وهي مراتع لانتهاك كلّ فضيلة , ووأد كلّ حياء!!
ولا إله إلاّ الله كم هتك من خلال هذه الغرف من عرض وكم اُغتيل من شرف , وكم صُبّت في الأرحام من نطف نجسة حرام!!
هذه الغُرف المشؤومة تدخلها بعض الفتيات الصالحات بتسويل من الشيطان بدعوى الفضول أحياناً واكتشاف المجهول وبحجة (الدعوة!!) في أحيان أخرى والمسألة لا تكلف سوى اختيار اسم مستعار ومن ثم الدخول إلى غرف الخنا والفاحشة حيث يقابلها عبارات في غاية الأسفاف , وألفاظ غاية في البذاءة وربما تجلدت المسكينة و (احتسبت!!) البقاء في هذا الجو العاصف من السفه والمجون بقصد الإصلاح والنصيحة!!
ثم بدأت ترسل عبارات التذكير والوعظ على استحياء لكنها لا تلبث أن تنهار أمام العبارات الجارحة للحياء , المنتهكة للفضيلة , ومع كثرة الإمساس تثور الشهوات , وتتحرك الفتن ويحدث المحذور!!
وأخيرا أقول مرة ثانية وثالثة أنني لا أعمم في أحكامي ولا أبالغ في مقالي ولكني أغار على بنات قومي ,وأخواتي في الدين والعقيدة!
اللهم احفظ علينا ديننا ياكريم!
ـ[سامح رضا]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 09:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديث أسماء الذي إندهش فضيلة المشرف من ذكري إياه المشكلة أن كثيراً من طلبة العلم يقتصر علمهم على الأحاديث في الكتب الفقهية ولا يقرأون كتب الحديث.
الحديث أصله في البخاري
1284 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة
-- وفي سنن النسائي
أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر تقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتنة التي يفتن بها المرء في قبره فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سكنت ضجتهم قلت لرجل قريب مني أي بارك الله لك ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله قال قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال.
وهو كذلك في السنن الكبرى للنسائي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 10:07]ـ
بالنسبة لكتابة النساء في المنتديات النسائية فلا ارى في هذا بأساً، أما ما يتعلق في المنتديات المختلطة فالأمر يحتاج إلى نظر وتأمل، وحرص، والأمر كله متعلق بتقوى الله، فإذا كانت الأخت تخشى الله، -هذا الكلام للرجل ايضاً- فيمكن أن تكتب وتشارك في المنتديات العلمية، ومن لا يخشى الله فأسباب الفساد قريبة من الإنسان، فالجوال، والأسواق، والتلفاز، كلها أدوات تستخدم في طرفين تارة للخير وآخرى للشر، وهذا متعلق بخشية الله، والخوف منه، ومع هذا كله يسأل الإنسان ربه أن يوفقه لكل خير وأن يبعده عن كل شر، والله المستعان.
ـ[الخنساء]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 11:43]ـ
شكر الله للجميع غيرتهم وحرصهم هناك فتوى للشيخ الفاضل سلمان العودة عل أحد الأعضاء يتحفنا بالرابط.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 12:58]ـ
أقترح
مجرد اقتراح ليس مبنيا على فتوى (لأن السؤال لم يرد بصيغة استفتاء)
أقول أقترح أن يكتب الجميع رجالا ونساء ممن لهم معرفات بأسماء رمزية (ويخرج من ذلك من يكتب باسمه الصريح) بألقاب لاتدل على الجنس (ذكر أو أنثى) ويلتزم ذلك في موضوعاته فلا يتحدث عن نفسه بصيغة تبين جنسه حتى لا يكون هناك مجال لفتنته أو الافتتان به.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 01:28]ـ
من موقع الشيخ محمد صالح المنجد وفقه الله تعالى:
حكم مشاركة المرأة في المنتديات ومناقشة الرجال
سؤال:
ماحكم مشاركة المرأة في المنتديات؟ وردها على الرجال ومناقشتها مواضيع معهم؟ وهل المزح مع الرجال في المنتديات يعتبر حراما؟ وما حكم استخدام الأيقونات التعبيرية مثل الابتسامات؟ وهل استخدام الرسائل الخاصة بين المرأة والرجل للاستفسار عن أمر أو طلب مساعدة يجوز؟ وهل يجوز للمرأة أن تكتب كلمة هههههه؟ جزاكم الله خيرا جوابي على أسئلتي بدقه حتى أطمئن.
الجواب:
الحمد لله
أولا:
يجوز للمرأة أن تشارك في المنتديات العامة، إذا تقيدت بالضوابط التالية:
1 - أن تكون مشاركتها على قدر الحاجة، فتطرح سؤالها أو موضوعها، وتنصرف، ولا تعلّق إلا على ما لابد منه؛ لأن الأصل هو صيانتها عن الكلام مع الرجال، والاختلاط بهم.
2 - ألا يكون في كلامها ما يثير الفتنة، كالمزاح ولين الكلام، والضحك كأن تكتب:
(هههههه) كما في السؤال، أو تستخدم الأيقونات المعبرة عن الابتسامات؛ لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض، كما قال سبحانه: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) الأحزاب/32
3 - تجنب إعطاء البريد، أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال، ولو كان ذلك لطلب مساعدة؛ لما تؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفتنة غالبا. وراجعي السؤال رقم (34841 ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=34841&ln=ara)) ورقم (82460 ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=82460&ln=ara)) .
4- والأولى والأفضل ألا تشارك المرأة إلا في المنتديات النسائية، فهذا أسلم لها، وقد كثرت هذه المنتديات، وفيها خير وغنى. وإن احتاجت للمشاركة في منتديات عامة فالأولى أن تختار اسما لا يدل على أنها أنثى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/index.php?ref=82196&ln=ara
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 03:16]ـ
وللشيخ د/ سفر الحوالي كلام حول هذا الموضوع هذا نصه:
"بعض الأخوات تقول: نريد تنبيه الأخوات الداعيات على التمادي في الحديث مع الرجال عبر الإنترنت وخاصة الملتزمين أو الملتزمات بحجة الدعوة وتبادل المنفعة.
على كل حال الحديث في الإنترنت أشد منه الكلام بالهاتف، ومع ذلك لا بد من ذلك، فينبغي أن تكون المرأة المسلمة مفيدة، أن تفيد عبر أي وسيلة في الهاتف أو الإنترنت وغيره، ولكن من غير خضوع في القول فيطمع الذي في قلبه مرض، فلا نحرم الاتصال بالهاتف أو بالكتابة، ولكن لا بد أيضاً من التنبيه على أن يكون في حدود العلم وطلبه، وسد ذرائع الشيطان في هذا الباب".
(يُتْبَعُ)
(/)
المصدر: موقع الشيخ حفظه الله. ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1463)
.
ـ[القانونى]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 04:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام، أرسل لى الأخ الكريم أبو حماد (المشرف) رسالة على الخاص بأنه تمت حذف مشاركة وضعتها، وأخبرنى أنه رأى أنها لا تليق بالنقاش.
أود ان أشير إلى أننى أعتذر عن أى كلمة أقولها قد يبدو منها خطأ أى أخ أو أخت، ولكن المشاركة كانت موجزة فى كلمتين، وكانت نقد على سبيل الدعابة.
أعتذر لأخى أبى حماد وللأخوة إن كانت المشاركة المحذوفة قد ضايقت أحد.
أما ما مر من كلامى ورأيى فأنا عليه ولم أخالفه.
وأود أن أشير إلى نقطة مهمة أثارها الأخ الكريم على عبد الباقى (مشرف)، وهى عندما قال لى أنك حالم.
هذه الدعابة أو إن كان يقصدها بها الواقع حقيقة، فأقول أننى فى مناقشتى مع أكثر الرجال، دائماً ما أجد مثل هذه الأمور والردود كرد الأخ على بارك الله فيه، وأنا لم أغضب عندما قال لى أنك حالم دلالة على أننى لست على بينة من الواقع، وأن من سمع ليس كمن رأى، لكن أود أن أذكر أمر، إضطرنى اليه ما كنت ان أثيره لأنه سخصى، ولكن فيه عظة ونصيحة للأخوة والأخوات بارك الله فيهم.
حالات الطلاق التى ذكرتها، وأننى قمت بدراستها، وتحليلها، لم يكن عملى فى هذه الدراسة والتحليل يعتمد على القراءات الدينية فحسب.
لا اهمل أى مصدر للمعلومة التى سأستفيد منها إلا وبحثت فيه، وهذا السبب فى تأخرى فى أطرروحتى، فدراستى للبيع بدأت من دراسة تراجم الأئمة والحقب التاريخية التى عاشوها، والقراءة من النسخ التى تتيسر لى وذلك تحقيقاً للنصوص والمجافاة التصحيف والتحريف. وهذا منهج طويل وصعب، غير أننى لا أستطيع تركه.
أقول، ارتبطت بخطبة مرتين الأولى كانت مصرية، وكانت معى فى تمهيدى الماجستير، ومنقبة ونشيطة فى حضور الدروس، وعرفتها بأننى سأكون سعيد عندما تحصل على درجة الدكتوراة، وأننى سأساعدها بكل طاقاتى، فلم تصدق نفسها، وقالت لى كلمة غريبة، ألاتخشى أن تكون زوجتك أعلى منك؟
فقلت لها سبحان الله، ومالذى سيجعلك أعلى منى، ألسنا معاً فى الدراسة، أم أننى سأخلد إلى النوم والكسل والإنشغال عن العلم بالمعاش؟
فقالت لى، أن الأخ الذى عقد عليها (لأنها كان معقود عليها قبلى)، قالت له يوما أنها تريد أن تتعلم كذا وكذا، فقال لها، هل تظنين أنك ستصبحين أحمد بن حنبل؟
على أية حال، لم نوفق سوياً واعتذرت عن الخطبة بعد ثلاثة شهور، وذلك لأننى لم اجد أثر للمعلومات التى تقوم بتحصيلها على السلوك والفكر.
المرة الثانية كانت من بلد من بلاد المغرب العربى، ولم تكن محجبة فى البداية لظروف عملها وبلدها غير أنها كانت شعلة نشاط فى القراءة ومحبة للدين بحماس، وطبيعة علمها أتاحت لها الكلام بثلاث لغات بطلاقة، وكانت مشتركة فى أحد مواقع الدعاة وتقوم بترجمة محاضراته للغة أجنبية، وأعترضت على انشغالها بترجمة محاضرته وأشرت عليها بالعمل فى ترجمة دروس علماء آخرين تجد فائدة فى ترجمة حديثهم وكلامهم.
على أية حال، عرفتها وأخبرتها أن إكمالها للتعليم حتى درجة الدكتوراة من الأمور المهمة عندى، ولو كان فى تخصصها فى اللغات وليس فى علوم الدين، من الأمور التى يجب عليها أن تضعها فى حسابها، وأن مصروفات ونفقات التعليم بند أساسى فى حياتنا ومعيشتنا.
وكم كنت أشير عليها بقراءة كتب لتسد حاجات اخواتها فى هذا البلد المنكوب.
وقمنا بعمل بريد اليكترونى مشترك، تأتى عليه الأسئلة من زميلاتها وصديقاتها ومعارفها لنطالعه سوياً، أنا من مصر وهى من بلدها، وماكان مصدره نسائى تتولاه إلا إذا كان أمر لابد أن أقرأه أنا، وبالعكس.
واتفقنا على ضوابط لتنظيم العمل الدعوى، فى حاضرنا، وفيما هو مستقبل، وكيف نتقى مواضع غيرتها، وكذلك مواضع غيرتى.
لم يقدر الله لنا الزواج، بسبب قدراتى المالية، وظلت تنتظرنى، فترة طويلة نوعاً ما، ولكن اعتذرت لها وألححت عليها بعدم الإنتظار،لأنها جديرة بأن تكون لها أسرة واطفال ينتفع بها الإسلام والمسلمين، ولا يجب أن أعطلها عن ذلك.
أقول، أننى الأن يصعب على الإرتباط بأى فتاة، لأننى لا أرضى إلا بمثل هذه المستوى، من العقل والتفاهم.
لم نرى أحد مات لأنه لم يتزوج.
الزواج أمر ليس بالعادى، واللحاق بقطار الزواج أودى بكثير من الناس، لأنه أساء الإختيار، ولم ينظر إلى حاجات نفسه التى أحل الله له إتيانها.
لذا أقول، أن كلام الأخ على عبد الباقى هو صحيح، لما نعاينه جميعاً من مشكلات حتى فى بيوت مدعى الالتزام من الرجال والنساء.
المرحلة التى تكون فى عشرينات العمر تكون لها أولوياتها فى طلب الزواج، ولكن المرور من هذه الفترة دون زواج، يجعل الشخص يفكر بعقل أفضل، وتكون طلباته، أكثر تعقلاً.
أظن الأن وضحت الصورة، ولمن يريد ان يقول أننى حالم، فله الحق، ولكننى مصر على أن الزواج له أهداف كبرى غير مجرد إعفاف النفس و تكثير النسل.
السكن والمودة والرحمة لها أسبابها، بداية من الوجه الطيب والكلمة الطيبة، إلى العقل الراجح والإهتمام بمعالى الأمور.
وأكرر لم نرى أحد مات بسبب عدم زواجه، المسألة مسألة تخطيط وجملة من المبادئ والغايات، يحكمها درجة تمسكك بها.
مجرد رأى، ورحم الله امرأً اهدى إلى عيوبى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 04:58]ـ
كل مباح إذا اقترن به ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام، فكذلك كتابة النسوة في المنتديات ففي الأصل مباح و من يحرّم هذا فقد أعظم على الله الفرية، و لكن إن أدى إلى محرم في حالة من الأحوال فيحرم في تلك الحالة المشاركة. و في الحقيقة اندهشت لما رأيت هذا الموضوع و المشاركات التي فيه فقد كنت أظن أنّ هذا الأمر واضح و لم أكن أتصور أن يصل الحال إلى الجهل بمثل هذه الأمور.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 06:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديث أسماء الذي إندهش فضيلة المشرف من ذكري إياه المشكلة أن كثيراً من طلبة العلم يقتصر علمهم على الأحاديث في الكتب الفقهية ولا يقرأون كتب الحديث.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بما أنني شخصيًا المقصود بهذا فلا داعي للرد عليه إذا هو خارج الموضوع، وعلم الله أن الأمر على خلاف ما تقول يا أخانا الحبيب.
أما الاستدلال بالحديث على ما نحن فيه فلا وجه له في فهمي القاصر، لسببين أولهما: أنني من أمر هذه الزيادة في شك، فإن البخاري رحمه قد روى الحديث والقصة مطولة في صحيحه (922) من طريق هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء وفيه: (( ... فخطب الناس [يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم] وحمد الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد» قالت: ولغط نسوة من الأنصار، فانكفأت إليهن لأسكتهن، فقلت لعائشة: ما قال؟ قالت: قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا قد رأيته في مقامي ... )).
وواضح من رواية البخاري أن أسماء سألت عائشة، وليس رجلا، ورواية البخاري للحديث التي ذكرها أخونا (سامح رضا) في صحيح البخاري (1373) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا ابن وهب .....
ورواها النسائي في الصغرى (4/ 104) عن سليمان بن داود، عن ابن وهب به وفيه الزيادة التي ذكرها أخونا الفاضل.
وعندي أن هذه الزيادة مخالفة لما في الصحيح ففي نفسي منها شيء وأرى أن البخاري قد تركها عامدًا لمخالفتها الرواية الأخرى عن أسماء أنها سألت عائشة.
وأما ما جمع به الحافظ ابن حجر بين الروايتين في الفتح (4/ 163 / تحقيق نظر فريابي) بقوله: ((يجمع بين مختلف هذه الروايات أنها احتاجت إلى الاستفهام مرتين، وأنه لما حدثت فاطمة لم تبين لها الاستفهام الثاني، ولم أقف على اسم الرجل الذي استفهمت منه عن ذلك إلى الآن)).
فأقول: إن هذا الجمع من الحافظ ابن حجر – رحمه الله – لا يخلو من تكلف.
فإذا كانت أسماء قد سألت عائشة وقد أجابتها فما حاجتها إلى سؤال ذلك الرجل.
وعلى فرض صحة هذه الرواية، فإنه لا دليل فيها على ما نحن بصدد الكلام عنه لاحتمال - بل لا احتمال عندي غيره - أن أسماء رضي الله عنها كانت في أول صفوف النساء وهذا الرجل في آخر صفوف الرجال، ولما حدثت الضجة لم تسمع أسماء ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وظنت أن غيرها من النساء لم يسمعن أيضًا إذ هي أقرب لرسول الله منهن باعتبارها في الصف الأول من صفوف النساء مما يلي الرجال، وخافت أن تفوتها الفائدة فسألت عائشة وأرادت أن تتأكد فسألت أقرب الرجال إليها، وهذا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب وبمحضر من النساء والرجال والفتنة مأمونة، وهي في أغلب الظن لا تعرفه إذ لم تصرح باسمه ولعله لا يعرفها إذ من المحتمل أن يكون ذلك بعد ضرب الحجاب، والنساء منتقبات، فأين هذا مما نحن بصدده. بارك الله فيك.
وأود أن أشير إلى نقطة مهمة أثارها الأخ الكريم على عبد الباقى (مشرف)، وهى عندما قال لى أنك حالم.
هذه الدعابة أو إن كان يقصدها بها الواقع حقيقة، فأقول أننى فى مناقشتى مع أكثر الرجال، دائماً ما أجد مثل هذه الأمور والردود كرد الأخ على بارك الله فيه، وأنا لم أغضب عندما قال لى أنك حالم دلالة على أننى لست على بينة من الواقع، أن من سمع ليس كمن رأى.
جزاك الله خيرًا قبل كل شيء على إحسانك الظن بأخيك، وعلى سعة صدرك، وأنا والله لم أقصد عيبك بما قلت بل قصدت أن الواقع قد يغير شيئًا ما من هذه الرؤية التي أراها أنا مثالية، وربما أكون مخطئًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما قلتَه أوافقك عليه لكن لا أراه لكل أحد فالناس تختلف قدراتهم وهممهم، ونظرتهم للحياة وقد يناسبك هذا، وقد يكون الأنسب في حق غيرك ممن يعيشون في بلاد إباحية أو لا تطبق الشرع أن يتزوج بامرأة تعفه حتى ولو لم تكن فيها جميع الشروط بل أنا أزعم أن تحقق جميع شروط الرجل في زوجته أو العكس أمر يكاد يكون مستحيلا، لكن نسدد ونقارب، الرجل يسدد ويقارب والمرأة تسدد وتقارب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرق مؤمن مؤمنة، إذا كره منها خلقًا رضي آخر)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
المهم أن ما قلته شيء شخصي لا أعيبه فيك بل هو من علو الهمة، ولو كان لدي بنت تناسبك لخطبتك لها لكن للأسف ليس لدي غير (لبنى) عمرها أربع سنوات أكيد غير مناسبة (ابتسامة)، وفقك الله إلى الخير.
كل مباح إذا اقترن به ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام، فكذلك كتابة النسوة في المنتديات ففي الأصل مباح و من يحرّم هذا فقد أعظم على الله الفرية.
يا أخي نحن لا نتكلم عن مجرد الكتابة نحن نتكلم عن مشاركتها للرجال وتبادل الرسائل والمشاركات كما هي عادة المنتديات، ولسنا نتكلم عن مجرد الكتابة حتى تقول ((كتابة النسوة في المنتديات ففي الأصل مباح ... ).
في الحقيقة اندهشت لما رأيت هذا الموضوع و المشاركات التي فيه فقد كنت أظن أنّ هذا الأمر واضح و لم أكن أتصور أن يصل الحال إلى الجهل بمثل هذه الأمور.
أي جهل يا أخي، هل تستطيع أنت أن تقيم الدليل على رأيك في هذه المسألة حتى تنتشلنا مما نحن فيه من الجهل بارك الله فيك، نحن متشوفون إلى علمك لرفع الجهل عنا بارك الله فيك، لكن بالدليل ولا تلق الكلام على عواهنه.
ولا يفوتني أن أسجل شكري للإخوة والأخوات الذين نقلوا آراء العلماء في الموضوع، نقولكم أثرت الموضوع:
الأخت قطرة مسك: شكرًا على نقل كلام الدكتور رياض المسيميري.
الأخ المسيطير: شكرًا لنقلك كلام الشيخ محمد المنجد.
الأخ أبو عبد الرحمن بن إبراهيم: شكرًا لنقلك كلام الشيخ سفر.
بارك الله في الجميع.
ـ[هالة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 07:10]ـ
أختنا الفاضلة دعك من دعاة تحرر المرأة، دعك من الذين لا خلاق لهم، يدعون إلى ما شاءوا فإنهم على أبواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها، والله الموعد.
الكلام هو هل اتصال الرجل بالمرأة الأجنبية عنه من دواعي الفتنة أم لا، يراسلها الرجل على الخاص ويتلطف معها في الكلام وترد وتتلطف، بينما يحيا الحياة مع زوجته بحلوها ومُرِّها، وليس في المنتديات غير التلطف والتحسن واللين في العبارة والمجاملة، أليس في هذا فتنة وتهديدًا للحياة الأسرية، أرجو أن لا تعتبري هذا حكمًا مني في الموضوع فهو عندي قيد الدراسة، لكن قصدت أن أقول دعينا من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة، نريد حكمًا شرعيًا في المسألة مبني على دليل صحيح، والحكم المبني على الدليل هو التمدن وهو الحضارة وهو قبل هذا كله الشرع الذي أراده الله وحسبنا به.
ما قلته لم يكن مبنيا على التمدن و الحضارة فلما هذا الكلام؟!
و كيف تقول:
والإباحة من أجل أن لا نكون متحجرين هذا كله ليس علمًا
فمن أباح كتابة النساء في المنتديات من أجل أن لا نكون متحجرين؟!
أخي الكريم مسألة كتابة المرأة في المنتديات أمر مباح لأنّ الأصل في الأشياء الإباحة، و من يحرّم هو من عليه أن يأتي بالدليل؟ و هيهات أن يأتى بهذا الدليل
أما أن نحرّم شيء مباح لكون بعض حالاته محرّمة أو لوقوع بعض النّاس في الحرام فليس بمنهج سليم
النسوة كانوا في عهد النّبي صلى الله عليه و سلّم يدخلن الأسواق المختلطة و يشاركن في الغزوات فإذا كان هذا جائزا فكيف الحال بإختلاط معنوي لا ترى فيه المرأة الرجل و لا يرى الرجل فيه المرأة
و أما مسألة الضوابط الشرعية فهذه الرجال و النساء مطالبون بها على السواء سواء في الإنترنيت أو خارج الإنترنيت
ثم عدم خضوع المرأة في القول هذا يصدق عليه بأنّه ضابط شرعي و ينبغي أن يحترم و أما بعض الإستحسانات العقلية مثل أن لا تكتب المرأة بمعرّف يثبت بأنها إمراة و إلا فلا تكتب فمثل هذه الإستحسانات العقلية مما لا عبرة بها عندي ما دامت ليست من شرع الله و لا أعتبرها من الضوابط شرعية.
و أما مسألة سدّ الذريعة فسد الذّريعة أمر موجود في شرع الله و لكن فيما ثبت فيه الدليل من الكتاب و السّنة لا أن نوسع سد الذريعة في أمور أكثر مما دلّ عليه الكتاب و السّنة
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 07:57]ـ
إخواني الكرام!
أولًا: أنا عندما تكلَّمتُ في هذا الموضوع كان بناءً على أنَّ صاحبة الموضوع قالت: ((هل تقبل ... ))، ولم تقُلْ: (ما حُكم ... )، وبينهما فرقٌ معلومٌ؛ فأنا قلتُ رأيي، وليست فُتْيا.
ثانيًا: أُشهِدُ الله - جلَّ وعلا - أنْ لو وجدتُ من يكفيني مؤنةَ مشاركتي في أيِّ موضوعٍ، أو إضافةٍ لها مُناسبة ومصلحة، لكان أفضل؛ ولكن ... لم أجد أحدًا يكفيني!
ثالثًا: من ناحية كونِ مخطوبتي - التي بعد مُدَّةٍ وجيزة إن شاء الله تكون زوجتي - أفقه منِّي - وهذا ليس مُتحقِّقًا فيها، ليس غُرورًا وعُجْبًا، وإنَّما هذا هو الحق -؛ فهذا لا يُبيح لها - عندي - أن تكتُبَ في المنتديات؛ فأنا أتكفَّل - إن شاء الله - بما تُريدُ وضعَه، فلا إشكالَ في ذلك عندي، ولا إيرادَ على كلامي. هذا عنِّي خاصَّةً.
أما عن باقي الرجال؛ فكُلٌّ وشأنُه، وكما قلتُ: ليس تصدير الموضوع من البداية على الفتوى؛ وإنَّما ... للمُناقشة.
رابعًا: أُشهِدُ الله - عزَّ وجلَّ - على حُبِّي لكم، وأسأل الله الكريم الرحيم أن يجمعنا في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 08:18]ـ
أحبك الله يا شيخ رمضان، ونفع بك، ونحن نقدر غيرتك وسعد أغير منك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أغير من سعد، والله أغير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرته - سبحانه وتعالى - أن تؤتى محارمه.
لكن لو فرضنا أن أحد الغيورين منع زوجته من المشاركة في المنتديات، فسألته لماذا منعتني وأنا أرى أن هذا أمرًا مباح، ماذا سيكون جوابه؟
وها هو عمر رضي الله عنه تزوج عاتكة وكانت تحب الذهاب للمسجد وكان يكره هذا، وكانت تعلم كراهيته لذلك، ولم يتجاسر على منعها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)) ولم تمتنع حتى وفاة عمر رضي الله عنه.
ووالله إني أحبك في الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 08:27]ـ
ولأختنا (هالة):
في البداية أعتذر لك عما وقع في أسلوبي من جفاف لعله حال دون فهم مقصدي، أنا طبعًا لم أتهمك بأنك بنيت ما قلته على المدنية والحضارة، لكن قولك:
أتودون حرمننا من المباحات؟!
مدارستنا هنا لكي نصل إلى أن الأمر مباح أو غير مباح وما هو الدليل على الإباحة أو المنع.
و مثل هذه الآراء المظلمة هي التي شجّعت دعاة تحرر المرأة على نشر سمومهم و التلبيس على النساء بإظهار بغير حق عموم المتدينين بمثل هذه الصور المظلمة
قصدت أننا هنا نتدارس المسألة بالدليل وما أدانا إليه الدليل الصحيح، نلتزم به، سواء اتهمنا دعاة التحرير بالجمود أو شنعوا علينا، بمعنى آخر هل نختار المواقف السهلة نبيح للمرأة الاختلاط ونلغي ولاية الأب على ابنته في الزواج، وغيرها من الأمور التي ثبتت بالشرع حتى نسلم من سموم دعاة التحرر [أنا طبعًا أعرف أنك لا تقولين هذا ولا أقصد اتهامك، حاشا وكلا]، وهل لو فعلنا سنسلم منهم، ولا يزالون كذلك حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، فقصدت أنه ينبغي أن لا نجعل هذه النقطة تؤثر علينا في تحرير المسألة علميًا، نحرر ما هو الشرع إن كان ذلك مباحًا في الشرع قبلنه وفرحنا أنه وافق توسعة علينا، وإن ترجح لدينا المنع منه قبلناه وعلمنا أن فيه الخير وإن لم تمل إليه نفوسنا.
هذا ما أردت وأعتذر إن كان في كلامي السابق ما سبب لك حرجًا أو كان ظاهره خلاف ما أردت.
أخي الكريم مسألة كتابة المرأة في المنتديات أمر مباح لأنّ الأصل في الأشياء الإباحة، و من يحرّم هو من عليه أن يأتي بالدليل؟
أختنا الفاضلة أنا أوافقك على القاعدة أن الأصل في تعامل الرجل بالمرأة الإباحة، لكن الشرع حرم الخلوة بينهما سدًا لذريعة الوقوع في الفاحشة.
ولما نظرنا فوجدنا أن الاتصال بين الرجل والمرأة عبر الشبكة قد – أقول: قد - يؤدي إلى حدوث محرم شرعًا كان السؤال هل هذا يعتبر من الخلوة المحرمة التي حرمها الشرع بسب توفر العلة فيها؟
فما أجبت عليه بغير دليل هو سؤالنا هل ما يحدث في النت نستصحب فيه أصل الإباحة أم هو داخل في الخلوة المحرمة التي حرمها الشرع بنصوص السنة؟
أما أن نحرّم شيء مباح لكون بعض حالاته محرّمة أو لوقوع بعض النّاس في الحرام فليس بمنهج سليم
أختي الفاضلة كيف نقول منهج غير سليم وهو منهج الشرع، وللتوضيح سؤال: هل حرم الشرع الخلوة بقيد أو بدون قيد؟
الجواب حرمها بلا قيد، يعني الشرع لا يجيز لرجل مؤدب ملتزم أن يخلو بامرأة ولو كانت مؤدبة وملتزمة، بصورة أخرى هل كل حالات الخلوة تؤدي إلى الفاحشة؟ الجواب: لا. ومع ذلك حرمت كل صور الخلوة التي قد قد قد قد قد تؤدي إلى الفاحشة.
النسوة كانوا في عهد النّبي صلى الله عليه و سلّم يدخلن الأسواق المختلطة و يشاركن في الغزوات فإذا كان هذا جائزا فكيف الحال بإختلاط معنوي لا ترى فيه المرأة الرجل و لا يرى الرجل فيه المرأة.
أختنا السوق ليس خلوة، ومع ذلك لو علمت المرأة أنها إذا دخلت السوق تعرضت للفتنة من السفهاء، بأن تكون عرضة للمراودة لا يجوز لها أن تدخل السوق.
عمومًا فهمت من كلامك أنك تذهبين إلى أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن دخول المرأة إلى منتديات الرجال لا يخرج عن هذا الأصل وأنه لا يدخل في الخلوة المنهي عنها شرعًا، ولا أدري هل يوافقك الإخوة الأعضاء على هذا أم لا؟
وبالنسبة لي هذه الجزئية تحتاج إلى تحرير عندي.
و أما مسألة الضوابط الشرعية فهذه الرجال و النساء مطالبون بها على السواء سواء في الإنترنيت أو خارج الإنترنيت
و لست أتكلم عن بعض الإستحسانات العقلية مثل أن لا تكتب المرأة بمعرّف يثبت بأنها إمراة و إلا فلا تكتب فمثل هذه الإستحسانات العقلية مما لا عبرة بها عندي ما دامت ليست من شرع الله.
أوافقك على هذا تمامًا بارك الله فيك.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 08:42]ـ
أحبَّك الله الذي أحببتني فيه أخي الحبيب / علي.
أما عن أسئلتك؛ فقد أوقعتني في أمرٍ لم أكن أريد الوصولَ إليه، ولعلَّه يُوقعني في مشاكل معها فيما بعد ... سلِّم يا ربِّ سلِّم (ابتسامة).
وهي بحقٍّ تُريدُ تحريرًا وتدقيقًا.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:18]ـ
فتوى للشيخ (حامد العلي) ( http://www.h-alali.info/f_open.php?id=20384a68-2131-102a-a701-0010dc91cf69)
السؤال:! ماحكم قول الرجل أختي الغالية أو أختى الحبيبة أو عزيزتي في المتتديات؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
ذكرنا سابقا أن الخطاب بين الرجل والمرأة في المنتديات يجب أن يتغشَّاه أدب الحشمة،ويتجلَّله ثوب الوقار، ويتدثَّر بلباس العفَّة السابغ، بقلب من مرض الشهوة فارغ، وبقلم في تمييع السلام،والكلام غير والغ، فإمّا إن يكون الخطاب هكذا، من غير مبالغة في الترحيب (مثل يا أختنا الغالية، ما أحلى كلامك، يامرحبا، ونورتي المنتدى)،ومن غير خضوع بالقلب يشبه التشبيب، سواء بالكلمة أو بالصورة التعبيرية ـ وردة، باقة .. إلخ ـ إما أن يكون هكذا، وإلا فليغلق هذا المنتدى، أو يُفصل فيه النساء عن الرجال، وذلك أفضل على أية حال والله أعلم
كما وردت فتوى سابقة، كان ما يلي من الجواب جزء منها:
وأما الخطاب مع الجنس الأخر، فليس المقصود ـ بلاريب ـ أن يكون الخطاب فظّا بين الجنسين ولا هذا من آداب الإسلام، وقد قلت في وصف الخطاب بين الرجل والمرأة في منظومة قليلة الأبيات قديما: ـ
علاقة الإخوان بالأخوات **تحكمها ثلاث دائرات
وفيها: ـ
لابأس باللطف في العبارة ** ماخلت من سيِّء الإشارة
غير أن التوسّع في اللطافة خطأ، يُفضي إلى التفات القلب إلى طلب ما وراء المجاملة البريئة إلى التعلّق العاطفي.
وقد قال تعالى: (إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا).
أي لا تتغنّج وتتكسّر في الكلام، فتشعر من في قلبه مرض طلب الفواحش أنها رخيصة، من ذوات الوضاعة، منحطّة إلى استجابة ما يطلبه!
وينبغي أن يُعلم أن القلوب لاسيما تلك الرقراقة في مشاعرها، سريعة التوجه العاطفي لاسيما إلى الجنس الآخر.
وقد حصل بسبب سريان العاطفة بين الجنسين عبر الشبكات،ووسائل الاتصال بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري،حصل بسبب ذلك عواصف وأعاصير عاطفية تعصف كل ثانية من خلال شبكة الانترنت، ووسائل الاتصال الأخرى،
فما أشدّ تلك العواطف الحميمة التي تنتقل عبر أسلاك الهواتف، وموجات الأثير كلّ ثانية حول العالم،
قد غدت أجواء العالم اليوم، في سخونة عاطفية مستمرة!! فهي مثل الاحتباس الحراري الذي يعاني منه الطقس العام!
ومعلوم أن هذه هي شباك إبليس المفضّلة، وعليها يقيم فخاخه، وينصب شراكَه،وأنه يترتب على ذلك إنحراف عن الشرع خطير، وما ضحيته سوى الفضيلة والعفّة، اللذيْن هما الستار الواقعي للأخلاق الإسلامية، والأخلاق في الإسلام مرتبطة بالعقيدة إرتباطا وثيقا،
فهما بمثابة طبقة الأوزون الذي تقي البشرية أخطارا، لاُيتصوّر مدى بشاعتها، بل ستر العفة، ودرع الفضيلة، وحصن العقيدة، وقلعة الأخلاق، أعظم نفعا للبشرية من طبقة الأوزون، بل من الماء، والهواء، والشمس، لو كانوا يعلمون.
ولهذا فالواجب الحذر عند التخاطب بين الجنسين، وتجنب العبارات التي من شأنها الإشعار بطلب التفات قلب الجنس الاخر إلى كاتب العبارة إلتفاتا عاطفيا.
والخلاصة: الذي ينبغي أن يكون خطاب المرأة للرجل، بعفوية الطهر، وتحت رداء العفّة،ومن وراء خمار الحشمة الإسلامية، فإن كان على هذا الأساس أضفى على الألفاظ ما يناسبها من الوقار، والأدب، والحياء، والعكس بالعكس، والألسنة كما قيل مغاريف القلوب
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:40]ـ
أحبَّك الله الذي أحببتني فيه أخي الحبيب / علي.
أما عن أسئلتك؛ فقد أوقعتني في أمرٍ لم أكن أريد الوصولَ إليه، ولعلَّه يُوقعني في مشاكل معها فيما بعد ... سلِّم يا ربِّ سلِّم (ابتسامة).
وهي بحقٍّ تُريدُ تحريرًا وتدقيقًا.
والله المستعان.
أخي الحبيب قمت بتحريرها، وانظر لو كان فيها هكذا إشكال حذفتها، أو ما ترى أحسن الله إليك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:41]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذا النقل شيخنا أبا مالك.
ـ[الأندلسي]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 12:46]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لمزيد من إطراء الموضوع، تابع النقاش هنا وهو قبل هذا ...
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=241318
وقد احتج بعض الفضلاء بقوله عليه السلام (إياكم والدخول على النساء) في المنع من دخول الرجل المنتديات النسائية، والقائل بمفهوم المخالفة لازمه أن يقول بالعكس. أي بالمنع من دخول النساء منتديات الرجال ....
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 10:40]ـ
أختنا الفاضلة كلامك جيد، لكن السؤال: امرأة ملتزمة ولا تخضع بالقول تكتب في العلم بطريقة جيدة، وأعجب عضو آخر متدين ويكتب بطريقة جيدة، ووقعت في نفسه لجدتها وأراد أن يراسلها على الخاص ليتقدم لخطبتها، هل يجوز هذا وهل يجوز لها الرد عليه؟ وطبعًا هذا وارد جدًا في المنتديات بل هو واقع.
ومن ناحية أخرى امرأة أعجبها أحد الأعضاء يبدو من مشاركاته أنه طالب علم وملتزم فألمحت له على الخاص برغبتها في الزواج منه؟
طبعًا هذا هدف مشروع، السؤال هل الوسيلة أيضًا مشروعة وهل هذا لا يعتبر خلوة محرمة، نريد الإجابة مصحوبة بالدليل، بارك الله فيكم.
وهل يجعلنا هذا نقول بمنع الاختلاط في المنتديات والمجالس العلمية على النت.
نعم هذا وارد ولهذا قلت في ردي:
مع الشفافية والوضوح أمام أهل بيتها سواء أكانت عزباء أم متزوجة .. لأن الوضوح ومشاركة أهل بيتها في معرفة ما تفعله له أثر كبير ويعين بعد توفيق الله حتى على البعد عن استدراج الشيطان وخطواته، ويثبتها على المنهج والطريقة التي ارتضتها لنفسها ابتداء.
كما أني لا أرى فتح المرأة خاصية الرسائل الخاصة في المنتديات المختلطة علمية أو عامة.
هذا ما أراه ضمن ضوابط كثيرة تضمنها ردي إجمالاً ولست بأهل لفتيا ..
والتخوف مما افترضتم وقوعه في حالات قليلة أو نادرة أعتقد أنه وارد في مواطن أخرى لم يرد فيها هذا الاستشكال!
وعلى كل حال أرى أن من أراد سلامة الطريقة للوصل لهدف مشروع لن يعدم حلاً بعيداً عن الخلوة ويحقق المراد كجعل احدى المحارم وسيطة بينهما ..
وأخيراً
ومن اطلاع وتجربة أيضاً، لا أرى مشاركة المرأة في المنتديات المختلطة على كل حال، بل ذلك في حدود النظر في طبيعتها وشخصيتها وما تملكه من علم و وقت وقدرة على الإفادة مع الإلتزام بجميع ما ذكرت من تحرز و ضوابط.
ولولا علمي بما يتطلبه واقع الحال في كثير من المنتديات، وأن في النساء من ظروفها ووقتها وعلمها وهمتها حريٌّ جداً أن تُستثمر في مثل هذه المواطن لكنت كمن يرى أن في الاكتفاء بمشاركة الرجال ما يغني.
ويظل ما كتبت رؤية شخصيّة
والله أعلم
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 11:56]ـ
حتى جاء عصر من حرم البرقية، والراديو، والتليفون، والتلفزيون، وتعليم البنات، وممارستهن الرياضة وغيره مما لا دليل على تحريمه سوى الوسواس المسمى (سد الذرائع) نعم هناك أماكن لا يحل الاختلاط فيها كالمسابح، ونحوها لاندراجها تحت عمومات شرعية .. أما غير ذلك فلا.
كلامك سديد يا أخي سامح
المشكلة التي شوهت الإسلام هي الفهم الخاطيء
وهذا الفهوم الخاطئة تتجسد في ثلاثة فهوم (الفهم البدوي-الفهم النبطي أو القروي كفهم القرويين في مصر الذين ملأوا الأزهر-وفهم البربر الذين يقدسون المدونة)
وهؤلاء جعلوا عاداتهم وتقاليدهم التي تربوا عليها هي الأصل وأكسبوها غطاءاً شرعياً زائفاً خدعوا به العامة
اللهم ارزقنا الفهم الصحيح لكتابك وسنة نبيك (ص)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 12:22]ـ
أودُّ أن أسأل سؤالًا للأخَوَين الكريمَيْن / سامح رضا، وأبي الفيض الغماري - بارك الله فيهما -.
ماذا تقولان في آلةٍ من الآلات التي ذُكِرت فوق (وأخُصُّ: التليفزيون) إذا غلب شرُّها على خيرها؛ هل تحرم أم تحِلّ؟!
وما يقصد الأخ الكريم سامح بـ (تعليم البنات، وممارستهن الرياضة)؟!
أرجو الإفادة عن ذلك، بارك الله فيكما.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:17]ـ
شكرًا جزيلا للأخوات والإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع، وقد بدأت بالشكر للأخوات لأن هذا موضوعهن طرحًا وهن مادته وموضوعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا في الحقيقة لم أقصد بما قدمت من مشاركات إلا تفعيل الموضوع، ومحاولة التحرير للوصول إلى قناعة صحيحة بخصوص هذا الموضوع، واعتذر إن كان بدر مني سوء فهمن لمشاركة أحدٍ من الإخوة أو الأخوات.
وفي الحقيقة تصوري للموضوع دون حكم عليه يتلخص في التالي:
(1) - ماذا يحدث في المنتديات الشرعية التي تسمح بتواجد النساء والرجال مثل منتدانا هذا أو ملتقى أهل الحديث؟
الجواب / رجال ونساء يتدارسون العلم الشرعي فيما بينهم، لا يراها ولا تراه.
في المشاركات العامة إلى جانب المدارسة في قضية معينة، قد يتبادلان عبارات التحية والشكر والدعاء.
الأكثرية الكاثرة من أعضاء المواقع الإسلامية من هذه النوعية في رأيي.
لكن هنا حلات أخرى لبعض الأعضاء تأتي بعد الخطوة السابقة منها:
بينه وبين نفسه ربما تمناها زوجة، وسعى لذلك صادقًا.
بينها وبين نفسها ربما تمنته زوجًا وسعت لذلك صادقة (غير المتزوجة طبعًا).
ربما تمنى أن تكون زوجته كهذه التي تكتب في المنتدى معه.
ربما تمنت أن يكون زوجها كهذا الذي يكتب في المنتدى معها.
ربما لا يحدث من كل ما تقدم غير المدارسة والمدارسة فقط.
(2) - والسؤال هل هناك حرج شرعي في هذا؟
الجواب / من خلال المناقشات السابقة للإخوة والأخوات نلاحظ الآتي:
- بعض الإخوة والأخوات يرون من البلاهة والتحجر طرح هذا السؤال، وهذا الفريق مجموعتان:
الأولى ترى أن هذا السؤال من التشدد غير اللائق، وأن الأمر سهل وبسيط.
والمجموعة الثانية ترى أن الأمر أوضح من أن يُسأل عنه وأن هذا لا شيء فيه.
والبعض الآخر يرى أن لا يسمح لابنته وأخته وأمه - إن استطاع بلا عقوق – أن تدخل إلى تلك المنتديات غيرة وإن شئت فقل تعنتًا وبلا دليل واضح في ذهنه.
والبعض متوقف في المسألة يبحث عن دليل شرعي واضح على الجواز أو المنع.
تلك هي الصورة ولا زالت المدارسة مستمرة
لكن ما رأي إخواني وأخواتي في أن نتدارس في موضوع جديد إلى جانب هذا الموضوع قضية: ضوابط مشاركة الرجل والمرأة في المنتديات والمواقع الإسلامية التي يوجد فيها الرجال والنساء.
وقد وضعته على هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=37296#post372 96
ـ[سامح رضا]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ الفاضل رمضان أبو مالك وفقه الله.
أنا لست من دعاة الإباحية والغناء والسفور وما شابه والعياذ بالله.
ولكن لدي فكرة أحاول وصفها وهي: كل مباح إذا اقترن به ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام، فكذلك كتابة النسوة في المنتديات ففي الأصل مباح و من يحرّم هذا فقد أعظم على الله الفرية، أما إذا أدى المباح -بيقين وليس بظن وهوس- إلى حرام فيحرم.
فالتلفاز لو لم نجد فيه إلا السفور والخنا فهو حرام وإن وجد فيه العلم والتعليم النافع فهو على أصل الإباحة .. وكذلك كتابة النسوة في المنتديات وكل ما يناظره وممارسة الرياضة بين بنات المدارس.
أما منع كل شيئ بهوس سد الذرائع فله نتائج وخيمة ... انظر في بعض البلاد التى منعت قيادة المرأة للسيارة ... استورد أهلها السائقون الهندوس وجعلوا النساء يركبن معهم!!!
فأين العقول؟ النساء كن يركبن الدواب في عهد الرسالة والقوم أصحاب قياس فهلا تركوا المرأة تركب الدراجة والسيارة! ... لا أوافق على الدراجة بالطبع لأنها غير ساترة ولكن لم لا يسمح بالسيارة ... فهذا ما لا أفهمه!
إلا إذا كان السبب هو الفهم البدوي الذي ذكره الشيخ الغماري.
ـ[أمةالله]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 02:09]ـ
أختنا الفاضلة الخطر على المرأة موجود في كل مكان، الهاتف خطر والجوال أو المحمول خطر، على الرجل والمرأة معًا، ولم يقل أحد من أهل العلم لا تترك الهاتف للمرأة في المنزل أو يحرم على المرأة اقتناء جوال، وكل زوجات المشايخ تقريبًا يحملن جوالات، نريد حكمًا شرعيًا بالدليل، أو نريد قياسًا صحيحًا.
ما قصدته شيخنا الكريم بهذه الجملة هو ألا تغتر الأخت بكونه ملتقى شرعي فتظن أن كل من به من المشايخ والعلماء وطلبة العلم الأطهار، فالمنتدى في النهاية يعتبر مكان عام له أحكام المكان العام (لا أناقش هنا الرسائل الخاصة)، والمرأة رقم هاتفها ليس منشوراً على الملأ ولكن اسمها في المنتدى منشور على الملأ، لذا أرى أن هذا القياس غير سليم لانتفاء المماثلة بين الأصل والفرع.
توجيه طيب ومناسب، لكن هل يجوز المشاركة في المنتديات المختلطة؟ (بالدليل).
أما بالنسبة للمشاركة في المنتديات المختلطة فالأصل الإباحة، وأصل كلام النساء مع الرجال ليس محرماً ولكن المحرم هو الخضوع بالقول واللغو وما أشبههما.
والله تعالى أعلم
وأعتذر إن كنت قد أسأت بمشاركتي فسؤال الأخت كان عن الرأي وليس التأصيل العلمي للفتوى، وهي صيغة تجعل الإنسان يفضي بما يتبعه دون ذكر الأدلة أو قول الشيخ الذي دفعه لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 02:37]ـ
وأعتذر إن كنت قد أسأت بمشاركتي فسؤال الأخت كان عن الرأي وليس التأصيل العلمي للفتوى، وهي صيغة تجعل الإنسان يفضي بما يتبعه دون ذكر الأدلة أو قول الشيخ الذي دفعه لذلك.
أحسن الله إليكِ، لم تسيئ جزاكِ الله خيرًا، وفعلا سؤال الأخت كان عن الرأي لكن أنا حولته لمدارسة ومحاولة تأصيل لتكثر الفائدة، وأرجو أن يكون قد حصل بذلك فائدة بارك الله في جميع الفضلاء والفضليات الذين شاركوا في هذا الموضوع.
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 03:16]ـ
* منتدى: مكان يجتمع فيه الناس لغرض ما
* المجلس العلمي: أستفيد منه بكتب موجودة عليه وأطروحات يجيب عليها طلبة للعلم الشرعي، ومواد صوتية مجمعة وغير ذلك (أمور تُعِين على القرب من الله).
* الضوابط: ليس من شكر الناس الحديث معهم أو استخدام كلمة (شكراً أو أشكرك) وإلقاء كلمات الثناء كما يظن الكثير، وإنما بالدعاء لهم، وهذا ما لا تضطر إليه أي أخت وخاصة أن المتحدثين ليسوا بقليل.
* ليس من الجيد الإفصاح عن الهوية النوعية، فليس الغرض من الدخول لأي منتدى هو معرفة كوني رجل أم أنثى، بل المشاركة لهدف هذا المكان.
وإن كنت أخترت تواجدي على المجلس العلمي، فالعنوان كفيل بمعرفة هدفي.
* الكتابة في حال عدم إتضاح الهوية لا بأس فيه، وإن اتضحت ... فالحذر الحذر، وحجب الهوية نسأل الله أن يجازيها خيراً على ما حجبت، وعسى أن يكون لها طرف خفي من حجاب الصالحات.
* وإن اتضحت هويتها، فلها أن تتحدث ولكن (في نطاق الحاجة) وليس لكل تخوض، فالهدف طلب العلم هنا.
بارك الله فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 04:29]ـ
هذه مشاركة لإثارة الأدلة ومدارستها وما فيها من صواب فهو من الله عز وجل وما فيها من خطأ فأستغفر الله وأتوب إليه وأنا منه بريء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله (ص)
وبعد
أولا: هناك من الأشياء ما يباح لذاته أو يحرم لذاته، وهناك ما يباح أو يحرم لغيره، أي لما يلحق به من أمور تجعله مباحا أو محرما.
فالتلفزيون الذي هو آلة حديدية يباح استعماله متى كان ما يبثه موافقا للشرع، ويحرم إذا كان مخالفا للشرع، والحكم فيه للأغلب، فإن بث ما يخالف الشرع في غالب أحيانه (كما هو الحال في عصرنا) فهو حرام.
وعلى هذه القاعدة تقاس الكثير من الأمور.
نأتي للنظر في الشبكة، هل هي مما يباح أو يحرم لذاته أو لغيره؟ فسنرى أنها تحتوي على الخير والشر معا، إلا أن الغالب فيها هو الشر، فالمواقع التي تحتوي على شبهات أو بدع أو مخالفات شرعية لا حصر لها، فإذا أجرينا القاعدة السابقة فسنقول بتحريم دخول الشبكة مطلقا للذكر والأنثى لأن العبرة للأغلب كما في الخمر وغيره.
لكن لما كانت الشبكة تختلف في خاصية أخرى وهي خاصية إمكان التحكم في الأغلب والأقل من المواقع انتقلت بهذه الخاصية من المحرم لذاته إلى المحرم لغيره بناء على إمكانية التحكم فيها بخلاف الخمر فلا يمكن فصل منافعها عن مضارها عند تناولها مثلا، فصار القياس هنا مع الفارق.
والمهم أن الشبكة قد صارت مما يحرم لغيره، ومن طبيعة المحرمات لغيرها أن يزول التحريم بزوال سببه.
فإذا كانت الشبكة محرمةٌ لغلبة مواقع الشر فإنها تصبح مباحة إذا أغلق الإنسان (بواسطة برامج الحماية وغيرها) كافة المواقع ولم يسمح بدخول جهازه إلا لمواقع مشهورة معروفة آمنة مثل منتدى الألوكة وملتقى أهل الحديث والمكتبة الوقفية وملتقى أهل التفسير فهذه المواقع كلها مأمونة ليس بها أية مخاوف من الفيروسات أو من الشبهات والبدع التي لا تقل خطرا عن المواقع المشئومة المخالفة للدين والأخلاق.
فإذا حجب الشخص كافة المواقع ولم يسمح سوى بهذه المواقع مثلا فهنا يكون استخدام الشبكة في حقه مباحا، أما إذا أطلقها وأطلق نفسه معها فهنا يرجع حكمه إلى الحكم الأول في غلبة مواقع الشر على مواقع الخير في الشبكة فتحرم عليه، ذكرا كان أو أنثى، لا فرق.
ثانيًا: فإذا كان من الصنف المباح لهم استخدامها نظرا لحجبه الشبكة عدا المواقع المأمونة عقيدة وأخلاقا فهل يباح له السماح لأولاده ذكورا وبناتا بالاطلاع على هذه المواقع المأمونة والمشاركة فيها؟
والجواب بعون الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الإطلاع المجرد على هذه المواقع المأمونة مثل موقع الألوكة أو ملتقى الحديث مثلا فيجوز الاطلاع المجرد ما لم يكن عادة أو إدمانا لأنه قد ينشأ من التعود أو الإدمان ما لا تحمد عقباه، وعشق الأذن قد يسبق عشق العين، كما أن عشق السماع والاطلاع قد يسبق عشق الرؤية والمخالطة المباشرة.
ولهذا سمح الشرع للمرأة أن تنظر إلى الناس مثلما نظرت عائشة رضي الله عنها للرجال الأحباش وهم يلعبون في المسجد بحضور النبي (ص) لكن في نفس الوقت لم يكن هذا هو الأصل، وإنما الأصل أنها مأمورة بغض النظر عن الرجال، كما أن الرجل مأمور بغض النظر عن المرأة.
وغض النظر ليس مقصودا لذاته وإنما لم يتبعه، فيقاس عليه كل ما يمكن أن ينشأ عنه شيءٌ أو ريبة مُتحقِّقة، ومعلومٌ ما في الإدمان للشيء من مفاسد، خاصة إذا تابعت المرأة المواقع ورأت المباريات العلمية بين الذكور وتفوق بعضهم على بعض فربما وقعت في الإعجاب ببعضهم وربما دفعتها نفسها لوساوس أو أشياء لا تجوز لها.
كذلك كما لا يجوز للمرأة الخلوة بالرجل فإنه لا يجوز لها أن تراسله سرا عبر أية وسيلة من وسائل المراسلة في الشبكة لأنها من الخلوة المنهي عنها، فلتحذر من هذا كله فإنه لا يجوز بحال حتى ولو كان مشرفا على الموقع، ولتكتب ما تريده علانية أمام الجميع.
وعلى أصحاب المواقع تعطيل خاصية الرسائل الخاصة للإخوات المسلمات نهائيا إلا إذا تراسلت مع مثيلاتها من النساء وفقط.
والشبكة كلها ليست ضرورة ملحة للمرأة حتى تحتج بالضرورة أو الحاجة للمراسلة لفلان أو علان، فلتحذر من هذا أشد الحذر.
ثالثا: أما دخول مواقع المبتدعة أو غرف البالتوك ونحوها مما يكثر فيه الفساد فإنه لا يجوز إلا لمن كان متقدما في طلب العلم وقوة العقيدة على أن يكون أحيانا ونادرا حتى لا يتأثر بالشبهات أو الفتن المثارة في هذه الأماكن.
وذلك قياسا على نزول بعض الصحابة بنفسه في داخل الأعداء ليحاول فتح باب بعض الحصون للمسلمين أثناء بعض المعارك.
أما المرأة فلا يجوز لها ذلك أبدا لأنه لم يحصل لامرأة أن فعلت هذا وإنما فعله بعض الرجال أحيانا وليس عادة دائمة ولهذا قلنا بأنه يجوز للرجال أحيانا قياسا على فعل هذا الصحابي في زمن النبي (ص).
رابعا: عند اضطرار المرأة للمشاركة فإنها تشارك في الأقسام النسائية الخاصة بها ولتحذر أشد الحذر من المشاركة في المنتديات المختلطة.
فإن حصل وشاركت في المنتديات المختلطة فلا تكتب شيئا بغير ضرورة ملحة مثل طلب بعض الكتب أو السؤال عن فتوى معينة.
وتلتزم في ذلك كله بكافة الأوامر الشرعية كما لو كان الشخص الذي تسأله واقفا أمامها فلا تخضع بالقول فتكتب شيئا على سبيل الدعابة أو المرح، ولا توزع التشكرات هنا وهناك.
وإنما يكون الكلام على قدر الفتوى لا أكثر.
وكما تقول للشيخ في الواقع عندما تسأله: يا فضيلة الشيخ أرجو أن تجيبني على السؤال الآتي .... وتذكر السؤال.
فكذلك تستخدم نفس اللهجة في الكتابة فتقول مثلا: سائل يقول أو سائلة تقول وتذكر السؤال ثم تختمه بقولها: أفتونا مأجورين.
فإذا حصل الجواب فيكفيها هذا ولا ترجع لتشكر فالمفتي أو المجيب لا ينتظر شكرها له.
فإذا لم تحصل على إجابة فلتكتب سؤالها مرة أخرى حتى تحصل على إجابة.
فالواجب على الناس الالتزام بالشرع وبضوابطه ولن يكون من وراء ذلك إلا الخير للدين ودعوته
والحفاظ على المسلمين أولى من تضييع العمر في انتصارات وهمية على الشبكة أو غيرها
والمسلم لا يضيع وقته هباء
والشبكة إن لم تكن بلاء في شبهاتها وأخلاقياتها فإنها بلاء في إدمان البعض لها حتى تحول الكثيرون إلى أبطال يصارعون الأسلاك والمعارك الوهمية وتكاسل البعض عن العبادة وواجبات الأوقات
والسعيد من عمل بالشرع وعرف كيف يُرضي الله عز وجل
أسأل الله الهداية والتوفيق لي ولكم أجمعين
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:04]ـ
يا أخي نحن لا نتكلم عن مجرد الكتابة نحن نتكلم عن مشاركتها للرجال وتبادل الرسائل والمشاركات كما هي عادة المنتديات، ولسنا نتكلم عن مجرد الكتابة حتى تقول ((كتابة النسوة في المنتديات ففي الأصل مباح ... ).
يا أخي سؤال الأخت: هل تقبل أن تكتب أختك أو ابنتك أو زوجتك في المنتديات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا أتكلم عن الكتابة و يدخل في هذا مشاركتها في المنتديات و تبادل الرسائل و المشاركات فكل هذا كتابة في المنتديات!
أي جهل يا أخي، هل تستطيع أنت أن تقيم الدليل على رأيك في هذه المسألة حتى تنتشلنا مما نحن فيه من الجهل بارك الله فيك، نحن متشوفون إلى علمك لرفع الجهل عنا بارك الله فيك، لكن بالدليل ولا تلق الكلام على عواهنه.
ولا يفوتني أن أسجل شكري للإخوة والأخوات الذين نقلوا آراء العلماء في الموضوع، نقولكم أثرت الموضوع:
الأخت قطرة مسك: شكرًا على نقل كلام الدكتور رياض المسيميري.
الأخ المسيطير: شكرًا لنقلك كلام الشيخ محمد المنجد.
الأخ أبو عبد الرحمن بن إبراهيم: شكرًا لنقلك كلام الشيخ سفر.
بارك الله في الجميع.
طيّب
أولا: ينبغي أن يعلم بأنّ من يحرّم هو من عليه أن يقدم الدليل على التحريم و إلا فالأمر يبقى على الأصل يعني الإباحة، فأين هذا الدليل على التحريم؟!
ثانيا: كيف تشكر هؤولاء على نقولاتهم لكلام العلماء:
ولا يفوتني أن أسجل شكري للإخوة والأخوات الذين نقلوا آراء العلماء في الموضوع، نقولكم أثرت الموضوع:
الأخت قطرة مسك: شكرًا على نقل كلام الدكتور رياض المسيميري.
الأخ المسيطير: شكرًا لنقلك كلام الشيخ محمد المنجد.
الأخ أبو عبد الرحمن بن إبراهيم: شكرًا لنقلك كلام الشيخ سفر.
بارك الله في الجميع.
رغم أنّ كلام الشيخين محمد صالح المنجد و سفر الحوالي هو تجويز لمشاركة المرأة في الإنترنيت من غير أن يذكروا الدليل على أنّ الأمر ليس بخلوة و أنّه في الأصل مباح، أيعتبر بالنسبة لك كلام هؤولاء المشايخ أيضا إطلاق للكلام على كواهنه؟!
يا أخي الأدلة التي يمكنني أن آتيك بها هي الأدلة على أنّ الأصل في العادات الإباحة و هذه لا أظنّ أنّك تجهلها أو يجهلها أحد من المشاركين هنا لذا اكتفيت بالتذكير بهذا الأصل!
ثم إن كان شخص ما يرى حرمة هذا الأمر أو متوقف فيه فيذكر ما لديه ثم يتّم مناقشته و تبيين الأمر له بأنّ ما يذكره لا يصلح دليلا على التحريم؟
مثلا: أنت قلت هنا:
أختنا الفاضلة أنا أوافقك على القاعدة أن الأصل في تعامل الرجل بالمرأة الإباحة، لكن الشرع حرم الخلوة بينهما سدًا لذريعة الوقوع في الفاحشة.
ولما نظرنا فوجدنا أن الاتصال بين الرجل والمرأة عبر الشبكة قد – أقول: قد - يؤدي إلى حدوث محرم شرعًا كان السؤال هل هذا يعتبر من الخلوة المحرمة التي حرمها الشرع بسب توفر العلة فيها؟
فما أجبت عليه بغير دليل هو سؤالنا هل ما يحدث في النت نستصحب فيه أصل الإباحة أم هو داخل في الخلوة المحرمة التي حرمها الشرع بنصوص السنة؟
أختنا السوق ليس خلوة، ومع ذلك لو علمت المرأة أنها إذا دخلت السوق تعرضت للفتنة من السفهاء، بأن تكون عرضة للمراودة لا يجوز لها أن تدخل السوق.
عمومًا فهمت من كلامك أنك تذهبين إلى أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن دخول المرأة إلى منتديات الرجال لا يخرج عن هذا الأصل وأنه لا يدخل في الخلوة المنهي عنها شرعًا، ولا أدري هل يوافقك الإخوة الأعضاء على هذا أم لا؟
وبالنسبة لي هذه الجزئية تحتاج إلى تحرير عندي.
وللتوضيح سؤال: هل حرم الشرع الخلوة بقيد أو بدون قيد؟
فأنت تدندن حول الخلوة في هذا الموضوع
فأقول: الدخول للإنترنيت ليس بخلوة، العرب كانوا يطلقون الخلوة على إجتماع الرجل و المرأة بجسديهما في مكان لا يوجد فيه أحد، فأين هذا من الإنترنيت؟!
المشاركة و الكتابة في المنتديات هي عبارة عن إرسال رسائل بين الأشخاص من أماكن مختلفة، و الأصل في التراسل الإباحة، و يحرم إذا كان يحتوي على كلام محرّم، فمن قال بأنّ المراسلة بين الأشخاص خلوة؟! هذا لا يوجد لا في العرف و لا في اللغة العربية.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:54]ـ
أولا: ينبغي أن يعلم بأنّ من يحرّم هو من عليه أن يقدم الدليل على التحريم و إلا فالأمر يبقى على الأصل يعني الإباحة، فأين هذا الدليل على التحريم؟!
كلامك صحيح بارك الله فيك.
ثانيا: كيف تشكر هؤلاء على نقولاتهم لكلام العلماء:
(يُتْبَعُ)
(/)
رغم أنّ كلام الشيخين محمد صالح المنجد و سفر الحوالي هو تجويز لمشاركة المرأة في الإنترنيت من غير أن يذكروا الدليل على أنّ الأمر ليس بخلوة و أنّه في الأصل مباح، أيعتبر بالنسبة لك كلام هؤولاء المشايخ أيضا إطلاق للكلام على عواهنه؟!
جزاك الله خيرًا أنا أشكر كل من شارك في الموضوع، والفرق بين كلام الإخوة والنقل عن العلماء معروف فمعظم من شارك أسماؤهم مستعارة أو غير معروفين وقد يكون منهم من هو من أهل العلم والفضل لا بأس لكن غير معروفين حتى نركن إلى فتواهم أو نعتبر كلامهم قولا في المسألة، أما النقل عن أهل العلم المعروفين يعتبر رأيًا في المسألة للعلماء نستطيع عند الكلام في المسألة نسبته إليهم.
وأقول أيضًا: يا أخي لا كلام الإخوة والأخوات الذين شاركوا في الموضوع ولا كلام المشايخ حفظهم الله من إلقاء الكلام على عواهنه، أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وإن كان صدر مني هذا فأنا أعتذر عما بدر مني، لكن قصدت فقط توضيح الدليل، وجزاكم الله خيرًا على سعة صدوركم، وعلى التنبيه.
يا أخي الأدلة التي يمكنني أن آتيك بها هي الأدلة على أنّ الأصل في العادات الإباحة و هذه لا أظنّ أنّك تجهلها أو يجهلها أحد من المشاركين هنا لذا اكتفيت بالتذكير بهذا الأصل!
فأنت تدندن حول الخلوة في هذا الموضوع
فأقول: الدخول للإنترنيت ليس بخلوة، العرب كانوا يطلقون الخلوة على إجتماع الرجل و المرأة بجسديهما في مكان لا يوجد فيه أحد، فأين هذا من الإنترنيت؟!
المشاركة و الكتابة في المنتديات هي عبارة عن إرسال رسائل بين الأشخاص من أماكن مختلفة، و الأصل في التراسل الإباحة، و يحرم إذا كان يحتوي على كلام محرّم، فمن قال بأنّ المراسلة بين الأشخاص خلوة؟! هذا لا يوجد لا في العرف و لا في اللغة العربية.
نعم يا أخي أنا أدندن حول الخلوة لأن كلام الرجل مع المرأة وحديثه إليها وتعامله مها الأصل فيه الإباحة، لكن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن بعض الأشياء مثل النظر إليها ولمسها وأيضًا الخلوة بها، أما الأولى والثانية فغير ممكنة في تلك المنتديات بقيت الثالثة وهي الخلوة المحرمة.
والخلوة المحرمة كما تفضلت بتعريفها: ((إجتماع الرجل و المرأة بجسديهما في مكان لا يوجد فيه أحد)).
نعم هذا تعريف الخلوة عند القدماء وتعريفها في اللغة لكن حدثت بعض الصورة التي أدخلها بعض العلماء في تلك الخلوة المحرمة، من ذلك ركوب المرأة مع السائق الأجنبي عنها في السيارة وهما عند الناس اعتبره العلماء أمرًا محرمًا أو خلوة محرمة، وأظن أنني في غنى عن نقل كلام العلماء في هذا لاشتهاره ووضوحه في فتاوى أهل العلم من أمثال ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم.
فما علة ذلك التحريم وهما موجودان عند الناس؟
السبب بينه فضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (6/ 369 / طبعة مدار الوطن) في شرح حديث ابن عباس سالف الذكر فقال – رحمه الله -:
((ومن الخلوة: الخلوة بالسائق ... إذ إن الخلوة في السيارة يستطيع أن يتفاهم معها ثم يذهبان إلى أي مكان فيقع ما تخشى منه من الفتنة والفاحشة نسأل الله العافية)).
وأظن أنه لأجل نفس العلة حذر العلماء من المدارس المختلطة والجامعات المختلطة وأماكن العمل المختلطة مع أن هذا لا يكون إلا عند الناس وفي وجود جمع غفير من الناس، ولا يمكن أن يزني رجل بامرأة في مدرسة أو جامعة أو مصلحة حكومية، لكن وجود الرجل والمرأة في مثل هذا المكان قد يتيح لهما الاتفاق على اللقاء وممارسة الفاحشة.
وكذلك في النت أليس من الممكن أن يتعرف طالب علم على طالبة علم يتبادلان الرسائل في المسائل العلمية ويستدرجهما الشيطان إلى القضايا الشخصية، ثم اللقاء ثم ما الله به عليم.
فلماذا نحرم خروج المرأة مع السائق ونحرم الاختلاط في الجامعات والمدارس ولا نحرمه هنا والعلة واحدة وإن كانت النسبة مختلفة؟
وطبعًا هذا إلى الآن بالنسبة لي مجرد نقاش وليس رأيًا في المسألة، بارك الله فيكم.
ـ[مناهل]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 07:14]ـ
(دع مايريبك الى مالايريبك) وقلب المؤمن هو الفيصل في ذلك
الغالية خنساء كلنا نعلم خطر المواقع المختلطة سواء كان حكمها حكم الخلوة أو لا
وعلى الحرة العفيفة الابتعاد عن مواضيع الريبة والشك والاكتفاء بمواقع دعويه نسائية دون الخوض في نقاشات مع الرجال
طبعا باستثناء طلبها للعلم فالصحابيات رضوان الله عليهن كان لهم يوم مخصص يستمعن فيه الى المصطفى محمد صلى الله علية وسلم
بالنسبة لي أرفض تلك المنتديات المختلطة حتى وان كانت اسلامية
ويعلم الله أني تعبت في البحث عن موقع يعينني بعد الله لطلب العلم ووجدت معاناة في البحث في الكتب وفهمها وهو مادفعني للتسجيل هنا
ونصيحة لكل أخت أن تقتصر مشاركاته على مايفيدها في الدارين والبعد عن مواطن الريبة وان كانوا طلبة علم فهم رجال كغيرهم 000
أسأل الله أن ينفعني بهذا الموقع وييسر لي طلب العلم ويأجر القائمين عليه
أعلم يقينا أن مقصدك هو الخير باذن الله وأدعوك لمشاركتي في طلب العلم ومدارسته
وفقك الله غاليتي لما يحب ويرضى
000000000000
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القانونى]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 04:56]ـ
(دع ما يريبك إلى ما لايريبك) وقلب المؤمن هو الفيصل فى ذلك
قول الأخت مناهل هذا، هو ما عنيته بكلامى.
الرقابة الذاتية هى الأساس والفيصل ولا مزيد
من قال أن قلبه لا يتحرك لأدنى مثير من المثيرات، فهو أحد شخصين لا ثالث لهما، إما ميت القلب، إما كاذب، لأننا ما زلنا نعاين الفتن، وتكليف الله لنا بمدافعتها، فهى موجودة على أية حال، فهل من مدافع مجاهد.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 08:38]ـ
وأظن أنه لأجل نفس العلة حذر العلماء من المدارس المختلطة والجامعات المختلطة وأماكن العمل المختلطة مع أن هذا لا يكون إلا عند الناس وفي وجود جمع غفير من الناس، ولا يمكن أن يزني رجل بامرأة في مدرسة أو جامعة أو مصلحة حكومية، لكن وجود الرجل والمرأة في مثل هذا المكان قد يتيح لهما الاتفاق على اللقاء وممارسة الفاحشة.
تحريم الدراسة في الجامعات المختلطة ليس على إطلاقه و كذا العمل في الأماكن المختلطة
فالمحرّم منها ليس علّته أنّه يمكن أن يتاح لهم الفرصة للإتفاق على اللقاء و ممارسة الفاحشة لأنّ هذا الأمر محتمل و لا يترك الأصل لأمر محتمل و إنّما التحريم راجع إلى عدم التمكن من غض البصر و أحيانا كثيرة يحدث الإحتكاك البدني و كثرة المتبرجات و الفاسقات من النساء و الثعالب من الرجال
وكذلك في النت أليس من الممكن أن يتعرف طالب علم على طالبة علم يتبادلان الرسائل في المسائل العلمية ويستدرجهما الشيطان إلى القضايا الشخصية، ثم اللقاء ثم ما الله به عليم.
إمكانية التعرف ليس فيها أي عيب و قد يوفقهما الله و يتزوجان فالوقوع في الفاحشة ليس حتمي و كذا لا توجد غلبة ظن على وقوع الفاحشة و لا يترك الأصل الذي هو الإباحة لأمر محتمل
فلماذا نحرم خروج المرأة مع السائق ونحرم الاختلاط في الجامعات والمدارس ولا نحرمه هنا والعلة واحدة وإن كانت النسبة مختلفة؟
ليست العلّة واحدة فلا يقاس الأقل بالأعلى
فالكلام مع فتاة عن طريق الرسائل أهون بكثير من الكلام معها وجها لوجه وحدها أو مع فاسقات و ثعالب
وفقك الله أخي
و الله أعلم
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:09]ـ
دخول المرأة الى عالم المنتديات فيه فساد كبير خصوصا في ظل خدمة الرسائل الخاصة بل حتى في غياب تلك الخدمة فيكفي رسائل الايميل ان العاقل الغيور لايقبل أبدا أن تكتب أحدى محارمه في المنتديات حتى لو كانت نسائيه فعالم المنتديات هو عالم المجاهيل والنكرات:)
ثم ما الداعي أصلا أن تكتب المرأة في المنتديات هل هو طلب العلم!!!! مما لاشك فيه أن العلم الشرعي ليس محصورا في المنتديات بل ان العلماء والدعاة المشاهير لا يشاركون في المنتديات وان كانت لهم مواقعهم الشخصية الا أنهم يبتعدون عن المنتديات؟ فعلى المرأة المسلمه البعد عن مواطن الشبه والفتن.
وأقول لمن يشجع المرأة على الحوار مع الأجانب في المنتديات ما رأيك أن تتبادل المرأة المسلمه الحوار مع الأجانب عبر الرسائل النصيه sms هذا ما كان ينقصنا!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 03:09]ـ
سمعتُ فضيلة الشيخ حسين بن عودة العوايشة قبل أكثر مِن عام، عندما سُئل عن المشاركة بين الرجل والمرأة في (الإنترنت) ...
فقال -حفظه الله-: «تعاونوا ... ولا تعاونوا ... ».
قال أبو عثمان -عفا الله عنه-: أظن أن جواب الشيخ واضح.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 10:38]ـ
شبكة المعالي رائدة في هذا الأمر
فقد ألغت خدمة الرسائل الخاصة والإيميل ومشاهدة العنوان في الملف الشخصي
ومن يضع أي رقم هاتف أو بريد يحذف مباشرة
أتمنى من هذا المنتدى الفاضل أن يحذو حذوه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 03:52]ـ
شبكة المعالي رائدة في هذا الأمر
فقد ألغت خدمة الرسائل الخاصة والإيميل ومشاهدة العنوان في الملف الشخصي
ومن يضع أي رقم هاتف أو بريد يحذف مباشرة
أتمنى من هذا المنتدى الفاضل أن يحذو حذوه
لعل طبيعة موقعهم تناسب ذلك أما هذا الموقع العلمي فلا، وهذا ملتقى أهل الحديث وأهل التفسير يكتب بها أمم من طلبة العلم من سنين ولم نسمع منهم أنه حصل أمر مكروه، ومن يريد الفساد يعرف طريقه وفي وجود الرسائل الخاصة مصالحة كثيرة جدا، لا توازيها هذه الشكوك المحتملة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 03:55]ـ
ومن باب إثراء الموضوع أنقل هذه الفتيا التي وجدتها صدفة في شبكة نور الإسلام للشيخ عبد العزيز الجليل مع تحفظي عليها:
ما حكم مشاركة النساء في المنتديات الإسلامية عبر الشبكة العنكبوتية؟.
الجواب الحمد لله. أما بعد:
فما للمرأة والإنترنت فكم من فتاة كانت تتنقل بين المنتديات فأعجبت بكتابات أحد الشباب فاكتوى قلبها بنار الشهوات وزال عن جفنها الكرى من جراء تلك الكتابات.
وكم من فتاة كتبت في المنتديات مواضيع مفيدة. وثم أتى بعدها شاب وأثنى عليها لمواضيعها الجيدة. ثم جرى بينهما التعارف وحصل المكروه.
فالفتن في كل مكان نسأل الله العفو والعافية.في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت. فعليها بغرفتها وكتاب ربها، ففيه الشغل الشاغل عن كل المشاغل.
نسأل الله أن يعصمنا وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 04:09]ـ
السؤال: بعض الرجال يحادثون النساء في الإنترنت على مبدإ طلب العلم، ولكنهم يتجاوزون بالمزاح والضحك وغير ذلك، فما حكم ذلك؟
الجواب:
لا إله إلا الله! إنا لله وإنا إليه راجعون! هذه من مداخل الشيطان ومن أبواب الشر، والشيطان عنده في إغواء بني آدم سياسات وطرق خفية يخدع بها الناس، فيأتيهم حتى باسم الدين فكثير من الأباطيل: من أنواع الكفر ومن أنواع المعاصي يجر الشيطان إليها بأسباب هي من الحق، فالشيطان يجعل شيئاً من الحق طريقاً للإيقاع في الباطل.
فالمحادثة بتلك الوسائل خطرة جداً، لأن أعظم فتنة هي فتنة النساء، {أعظم فتنة على الرجال النساء} بخبره (ص).
ثم الحديث عن العلم هل هو على شكل سؤال وجواب فقط، يعني: نوع استفتاء أو نوع سؤال أو نوع استشارة في أمر، أم أنها مذاكرة علمية يطول أمدها؟ فتكون جليسته ويكون لها جليساً، فيتيح الفرصة للشيطان أن يخرج عن الموضوع ـ كما ورد في السؤال ـ فتكون المسألة فيها أحاديث جانبية وفضولية!
فالواجب الاقتصار على قدر الحاجة، ودون تبسط، ولا يجوز التبسط في الكلام مع النساء في الهاتف أو في الإنترنت، التبسط، ولا يجوز للمرأة أن تتبسط مع الرجل؛ لأن هذه الوسائل في الحقيقة فيها نوع من الخلوة، لا أقول: إنه خلا بها؛ لأنه بينه وبينهما ما بينهما؛ لكنه نوع من الخلوة؛ لأنه يستطيع أن يتحدث معها بما شاء وتحدثه بما شاءت، ولا تأتي الأمور فجأة، لا؛ بل تحصل الأمور بالمفاتحة شيئاً فشيئاً حتى يعرف كل واحد ما عند الآخر، هل عنده انجذاب؟ هل عنده ميول؟
حذار! حذار!
حتى طلاب العلم والمتعلمين عليهم أن يحذروا وألا يكون العلم أو باسم الإفادة حجة لهم في الوقوع في هذا المنزلق، فهذا منزلق لكثير من النساء وكثير من الرجال حتى ولو كان الشخص طيباً ومن أهل الدين لا تأمن على نفسك،
وأكرر: إن المحادثة بالهاتف فيه نوع من الخلوة؛ لأنه يستطيع أن يتحدث، كل منهما يستطيع أن يفضي إلى صاحبه ببعض ما يكون في نفسه، ويأتي مثل هذا بطريق التدرج، بكلمة إذا وجدت محلاً وقبولاً جاءت بعدها كلمة وكلمة حتى ينفتح باب الشر وباب الفتنة، أعوذ بالله من الباطل! اهـ
مفرغ من شرح العقيدة الطحاوية للشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 05:31]ـ
ولا يفوتني أن أشكر الشيخ علي عبد الباقي على جهده الكبير في الموضوع وباقي الإخوة والأخوات فجزاهم الله خيرا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 08:58]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن وجزاك الله خيرًا على تعقيبك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 03:09]ـ
والذي يظهر لي:
أنه لا بأس بكتابة المراة في المواقع العلمية المختلطة كهذا الموقع وملتقى أهل الحديث والتفسير، واستخدام الرسائل الخاصة، لا أرى حرجا في ذلك.
فطالبة العلم بحاجة إلى مدارسة العلم، وهذه المواقع من أكبر الفرص لها، ومعلوم أن كثيرا من طالبات العلم حرمن من الحضور في مجالس العلم لسبب أو لا آخر، وقد يسر الله الآن بفضله جملة من الوسائل للإفادة من دورس العلماء كالأشرطة وقناة المجد وغيرها، وأما باب مذاكرة التي هي روح العلم ولذته، ثم نشره = فكذلك قد لا يتسير لكثير من طالبات العلم جليس يذاكر أو يفهم ويعتني بالعلم، ومكان مناسب لنشره، وهذه المواقع = سدت الحاجة فهي من أحسن الوسائل لذلك.
قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}
فالشرط هنا هو أن يكون الكلام من وراء حجاب، وهذا هو الحاصل في المواقع.
وقال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}
فنهى الله عن الخضوع، وبين تعالى أن هذا الخضوع = يُطَمِّع الذي في قلبه مرض حسب، وأمرهن بالقول المعروف.
فإذا كتبت المسلمة ولم تخضع بالقول ـ وهي لا تقدر على ذلك جهارا ـ فأي حرج في هذا؟ بل حتى استخدامها للرسائل الخاصة في النصح أو أي غرض مشروع على هذا الشرط = لا أرى فيها بأسا.
ومعظم ما يمكن أن يقال في حق المرأة هنا يقال في حق الرجل، وعلى الجميع تقوى الله والوقوف عند حدوده.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 03:26]ـ
أما فتوى الشيخ الجليل فأرى أنه لم يصب فيها، وليس في كلامه جواب صريح على السؤال، ولا استدل على ما ذكر سوى أنه قد حدث بعض الحوادث، ولا شك أن هذه الحوادث إن صدقت على حالات وفي مواقع = فلا تصح على أخرى، ولا يمكن أن يعمم من أجلها حكم على مطلق المشاركة في المنتديات الإسلامية، وليست المرأة وطالبة العلم بهذه المثابة التي قد تصورها الإجابة؛ فالعفاف سمة ظاهرة، والتقوى حاضرة، خصوصا في قلوب طالبات العلم، فأي معنى لتعميم الكلام على النساء؟
ولو وضعتَ مكان كلمة "فتاة" في فتواه كلمة "شاب" وهكذا = لكان المعنى المذكور متحدا تماما، سوى الحديث وهو كغيره من نصوص الوعد التي جاء ما يماثلها للرجل، ولا شان له في حكم المسالة، فهل سيحرم علينا الكتابة لهذا السبب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمةالله]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 03:33]ـ
والذي يظهر لي:
أنه لا بأس بكتابة المراة في المواقع العلمية المختلطة كهذا الموقع وملتقى أهل الحديث والتفسير، واستخدام الرسائل الخاصة، لا أرى حرجا في ذلك.
فطالبة العلم بحاجة إلى مدارسة العلم، وهذه المواقع من أكبر الفرص لها، ومعلوم أن كثيرا من طالبات العلم حرمن من الحضور في مجالس العلم لسبب أو لا آخر، وقد يسر الله الآن بفضله جملة من الوسائل للإفادة من دورس العلماء كالأشرطة وقناة المجد وغيرها، وأما باب مذاكرة التي هي روح العلم ولذته، ثم نشره = فكذلك قد لا يتسير لكثير من طالبات العلم جليس يذاكر أو يفهم ويعتني بالعلم، ومكان مناسب لنشره، وهذه المواقع = سدت الحاجة فهي من أحسن الوسائل لذلك.
قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}
فالشرط هنا هو أن يكون الكلام من وراء حجاب، وهذا هو الحاصل في المواقع.
وقال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}
فنهى الله عن الخضوع، وبين تعالى أن هذا الخضوع = يُطَمِّع الذي في قلبه مرض حسب، وأمرهن بالقول المعروف.
فإذا كتبت المسلمة ولم تخضع بالقول ـ وهي لا تقدر على ذلك جهارا ـ فأي حرج في هذا؟ بل حتى استخدامها للرسائل الخاصة في النصح أو أي غرض مشروع على هذا الشرط = لا أرى فيها بأسا.
ومعظم ما يمكن أن يقال في حق المرأة هنا يقال في حق الرجل، وعلى الجميع تقوى الله والوقوف عند حدوده.
والله أعلم.
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
فقد -والله- طال النقاش في هذه المسألة، ودائماً ما كن الأخوات هن موضع الانتقاد دون توفير بديل مناسب لهن لرفع الجهل عن أنفسهن وأهلهن.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
و لي تعقيب على كلام بعض الإخوة أنّ السؤال لم يكن عن الحكم الشرعي
فأقول: وضع هذا السؤال:
هل تقبل أن تكتب أختك أو ابنتك أو زوجتك في المنتديات؟
في المجلس الشرعي من هذا المنتدى يستدعي الكلام على هذا الأمر من الناحية الشرعية و إلا فما فائدة وضع هذا الموضوع في هذا القسم؟!
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 03:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
وإن كان ولابد، فلتقتصر على القراءة، والقراءة في المنتديات الشرعية التي عُرفت بسلامة المنهج والمعتقد، وإلا فإن كثيرا من المواقع تدور بين الشهوات المحرمة، والشبهات الخطافة، فكم من موقع الآن بحجة الثقافة الجنسية زعموا تدور الخطابات والمحاورات بين الذكر والأنثى في أدق تفاصيل الوقاع بين الرجل والمرأة، ولا شك قطعا أن هذا لا يجوز، ومن أسباب الوقوع في الفاحشة.
وكم من المواقع الآن يحرض على الخروج على الحكام وتكفيرهم، ويحرض على العمليات الانتحارية، وقتل الأبرياء، ويا ليت شعري إن لم يكن هؤلاء هم الخوارج!! فمن هم الخوارج الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يخرجون إلى قيام الساعة؟!!!
لذا فاحذري أخيتي من النت بشكل عام، ومن مثل هذه المواقع الهدامة بشكل خاص.
والله ولي التوفيق.
كلام سديد سدد الله صاحبه، وأضيف الى هذه المواقع التي ذكرها الأخ، مواقع أخرى اشتهرت بالتزهيد من أهل العلم نسأل الله السلامة، حتى وصل بهم الأمر الى تسميت أهل العلم الثقات بأهل البدع والأهوء (!) وليعلموا أن هذه الكلمة باء بها أحد الطرفين، نسأل الله جل وعلا أن يرد السلفين الى الجادة.
ورجوعا الى الموضوع، أقول للإخوة أنه يوجد أخ في الملتقى يكتب هو وزوجته (ابتسامة)، وهما من طلاب العلم حفظهما الله، ووفقهما.
وأرجوا أن لا يظن الإخوة أنني هو، فلست كذلك، ولا أحد يعلم أنني أكتب في هذا الملتقى أو غيره، إنما علمت هذا بالتتبع، وأيضا بالإستقراء (ابتسامة).
ـ[أسامة فتوح]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 09:12]ـ
الأصل في الأشياء الإباحة، و من يحرّم هو من عليه أن يأتي بالدليل؟
ليس الأصل في الأشياء الإباحة، إذ الأصل في العبادات التحريم إلا أن يأتي بدليل المشروعية، وكذا الذبائح والأبضاع لاستحلال الفروج.
فالتشريع أصله البيان ... بارك الله فيكم.
ــــــ
التواجد للتدارس ... والسؤال:
هل وجود العلم دليل على التقوى؟
إن قيل: نعم؛ فيدخل في ذلك كثير من المستشرقين والنصارى وغير ذلك.
وإن قيل: لا؛ لكان إتهام لأصحاب الفضيلة والعلم.
وإن قيل بالتفصيل، فتفصيله يحتاج إلى معرفة ما في القلوب (إدعاء علم الغيب) مع ضمان أن لا يتقلب هذا القلب (الذي لم يسمى قلبًا إلا من كثرة تقلبه) وهذا ممتنع.
لذا يجب وضع قيود تمنع المفسدة ولا تحجب المصلحة، والمفسدة هنا لابُّد من اعتبارها قبل المصلحة.
ــــــ
سؤال آخر:
هل الأصل في التعامل بين الرجل والمرأة بعمومه: الجواز بقيود أم المنع باستثناء؟
يذهب البعض للجواب الأول والبعض الآخر للثاني.
ومنه حل هذه الإشكالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المنعم الرفاعي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 02:49]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فقد صان الإسلام العلاقات بين الأفراد، وحدَّها بسياجٍ يلائم النفسَ البشرية، وسدَّ كل الذرائع التي قد توصل إلى الحرام.
والكلام بين الجنسين، وإنشاء علاقة بينهما، من أعظم الوسائل التي قد تجرُّ إلى الوقوع في الحرام، وإن زيَّن الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من كل ما يدعو إلى الحرام!! قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]
وقد نصَّ الفقهاء - رحمهم الله - على المنع من التكلم مع المرأة الشابة؛ خشية الفتنة؛ فقال البهوتي – الحنبلي – في "كشاف القناع": "وإن سلَّم الرجل عليها - أي على الشابَّة - لم تردَّه؛ دفعاً للمفسدة".
وقال العلامة الخادمي - الحنفي - في كتاب "بريقة محمودية": "التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة".
ويدخل في هذا: المحادثة والمكاتبة عبر (الإنترنت)، والمشاركة في مواقع الحوار؛ حيث لا يجوز إقامة علاقات بين الجنسين، وألا يخاطب رجل امرأة، أو امرأة رجلاً إلا لحاجة.
وإن كانت ثمَّ حاجة داعية إلى ذلك؛ فلتكن في حدود الأدب والأخلاق؛ قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}. [الاحزاب: 53]، وقال تعالى: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا}. [الأحزاب 32].
وهذه بعض بالضوابط الشرعية الواجب الالتزام بها في الحوار بين الجنسين:
1 - أن يكون الحوار دائراً حول إظهار حق، أو إبطال باطل.
2 - أن يكون من باب تَعْلِيم العلم وتَعلُّمه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم))؛ رواه ابن ماجه وغيره، عن أنس وعلي وأبي سعيد - رضي الله عنهم؛ وصححه الألباني.
3 - ألا يخرجا عن دائرة آداب الإسلام في استعمال الألفاظ، واختيار التعابير غير المريبة، أو المستكرهة الممقوتة، كما هو شأن كثير من أهل الأهواء والشهوات.
4 - ألا يكون الحوار مضرّاً بالإسلام والمسلمين؛ بل عوناً لهم؛ ليتعلموا دينهم عن طريق القنوات الجديدة؛ فكما أن الكفار يصرفون أوقاتهم لنشر الباطل؛ فإن المسلم يصرف كل جهوده في سبيل نشر الفضيلة والخير والصلاح.
5 - أن يكون بينهما ثقةٌ بالنفس؛ للوقوف عند ثبوت الحق، لا يتجاوزه أحدهما انتصاراً للنفس؛ فإن ذلك يؤدي إلى طمس الحقائق وركوب الهوى - والعياذ بالله من شرور النفس الأمَّارة بالسوء.
6 - أن يكون الحوار عبر ساحات عامة – كمجلسنا العلمي مثلًا - يشارك فيها جمع من الناس، وليس حواراً خاصاً بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما؛ فإن هذا بابٌ من أبواب الفتنة، وكم جرَّت المحادثات الخاصة بين الجنسين - أو العامة غير المنضبطة - عبر وسائل الاتصال من مفاسد كثيرة، وأدَّت إلى تدمير عفَّة وعفاف كثير من فتيات المسلمين وفتيانهم.
فإذا توافر في الحوار هذه الأصول؛ فلا حرج فيه، ولكن لو آنس البعض من نفسه ريبة فليفر بنفسه وليسد هذا الباب.
هذا؛ والذي يظهر – والعلم عند الله – أن الحق وسط بين مطلق المنع والإباحة؛ أضرار كل منهما أظهر من أن تذكر.
والإسلام لا يضعُ قيودًا على حريَّة البحثِ العلميِّ، ولكنْ يضعُ ضوابطَ أمامَ دخولِ تطبيقاتِ نتائجِ البحثِ العلميِّ إلى السَّاحةِ العامَّةِ بغير أن تَمُرَّ على مِصْفَاةِ الشَّريعة؛ لِتُمَرِّرَ المُبَاحَ وتَمنعَ الحرامَ، فلا يسمحْ بتطبيقِ شيءٍ لمجرَّد أنَّه قابلٌ للتَّطبيق؛ بل لابدَّ أنْ يكون عِلْمًا نافعًا، جَالِبًا لمصالحِ العِباد، ودَارِئًا لمفاسدهم، محافظًا على كرامةِ الإنسان ومكانتِه والغايةِ من خَلْقِه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُرجى مراجعة الرابط:
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2041&highlight= منتدى& soption=0
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 04:21]ـ
بارك الله في الجميع
المنع المطلق من حديث المرأة مع الرجل الأجنبي قولٌ غريب مخالفٌ لظواهر كثير من الأدلة
ولعمل أهل العلم ورواة الحديث عبر القرون، ولعمل الناس أيضاً
والقول بالإباحة والتوسع فيها خطأ ظاهر، وذريعةٌ قوية إلى المحرم، وقد جرَّ هذا التوسع إلى بلايا
والصواب القول بالإباحة بضوابطه، فيكون الكلام عند الحاجة، ويُقتصر عليها، ويُراعَى كونُ الكلام
من غير إلانة صوت، ومن غير اختيار لألفاظٍ مغرية لأحد الطرفين بالآخر، وإذا كان الحديث عبر المسنجر
فيبتعد عن الصور والرسومات المعبِّرة، والتي قد تزيل الكلفة بين الطرفين، وتؤدي إلى لين الحديث
وأرى بعضَ المعاصرين يشددون في كلام المرأة مع الرجل الأجنبي، ويفترضون أسوأَ الاحتمالات
ويلزمهم على هذا -ولو التزموه فهو غلط- المنع من تعليم الرجل للمرأة في الجامعات، والمنع من الإشراف
على الرسائل العلمية للطالبات، والمنع من رد المرأة على اتصال رجل على المنزل، والمنع من استقبال أهل العلم
لما يَرِدُ عليهم من اتصالات النساء المستفتيات، وغير ذلك من الصور التي تقع يومياً، وأمثالها كثير
وهذا القول يغلِّب النظرة السيئة للناس، ويفترض فيهم الظنَّ الأسوأ
لا شك أنَّ البعدَ عن خطوات الشيطان مأمورٌ به شرعاً، ولكن هذا لا يعني المنع من كلام المرأة مع الرجل مطلقاً
فإنَّ في الأدلة ما يدلُّ على خلاف هذا الفهم
وبعضُهم يعتبر حديثَ المرأة مع الرجل عبرَ المسنجر خلوةً أو في حكمها، وهذا يقتضي تحريمها مطلقاً!!
ولعمري إن كانت هذه خلوة فليكن حديثها لذلك الشيخ المانع عبر الهاتف خلوةً بل أشد
والمقصود من هذا أنه ينبغي أن يُنظر إلى هذه القضية الكبيرة -التي تقع يومياً- باعتدال
وألا تدعونا الغيرة على المحارم إلى إساءة الظن بالناس، واختيار أقوال أقربَ إلى الشذوذ
وإنما يصح تغليب جانب المنع لو كان حديث المرأة مع الرجل -بضوابطه- مفضياً إلى المحرَّم غالباً، فحينئذ يقضى
بالمنع سداً للذريعة المفضية إلى المحرم غالباً
ـ[الفاروق]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 06:18]ـ
أرى والله أعلم أن ذلك جائز بشروطه، وقد يكون ضرورة أحيانا.
وبخصوص سؤال الأخت بارك الله فيها: إن زوجي تدخل على النت وكذ ابنتي وأختي وكلهن يشاركن في المنتديات الاسلامية الهادفة ولله الحمد، فالنت أصبح من وسائل العلم والتعلم المعاصرة، وهذه الوسيلة لمن يعرف كيف يستثمرها لا يُستغنى عنها.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 08:40]ـ
ما شاء الله
موضوع رائع
الشكر أولا للأخت الخنساء
وللأخوين السديس والحمادي
ومسألة سماح الرجل لمحارمه المشاركة في المنتديات أو رفضه فأظن أن ذلك يحق له بدون حتى مناقشته في الأسباب.
وأرى أن الخطأ يكمن في تعميم حكم واحد على الجميع رجالا ونساء ومنتديات علمية وترفيهية.
والإنسان فقيه نفسه
ومسألة الرسائل الخاصة والإيميلات المكشوفة فوالله إني أعرف فتيات لا يجرؤ أحد من الشباب على مراسلتهن مع إن المجال مفتوح للمراسلة وذلك يعود لأسلوب الفتاة مع الرجال.
لا تقولوا هناك ذئاب بشرية؛ فإن قلتم فسنقول: وهناك فتيات تقيات نقيات، لا تغريهن كلمات مصفوفات.
فمن أمنت الفتنة وعرفت في نفسها القدرة على ضبط مشاعرها وعواطفها فلا تحرم نفسها المشاركة بحجة البعد عن مواطن الشبهات.
وأما الفتاة المراهقة ضعيفة الإلتزام فهذه أرى منعها إلا بضوابط تكفل عدم انجرارها خلف المخاطر. وذلك يكون في اطلاع ولي أمرها على المواقع المفضلة لديها وتوجيهها للمشاركة في منتديات نسائية محترمة وزيارة مواقع ثقافية مضبوطة، وتحديد أوقات معلومة للدخول إلى النت وفي حجرة عامة مكشوفة في المنزل.
الخلاصة أن الحكم على مشاركة المرأة في المنتديات يحتاج إلى تفصيل وما قصروا الإخوان.
وقبل أن أختم مشاركتي أذكر موقف حصل معي في منتديات قبيلتنا عندما قمت بنصح المشرفين بسبب تجاوزات منهم ومن الأعضاء في مخاطبة الفتيات مثل: (يا عزيزتي، الغالية، اسم الله عليك، والوجوه الباسمة ... ) إلخ. فأرسل إلي أحد المشرفين مستنكرا وقال: هذي ابنة عمي ويجوز أن أقول لها يا عزيزتي و .... إلخ. فرددت عليه بفتوى لأحد العلماء الأفاضل فرد علي أن يا متحجرة يا بذيئة (!!!!!!) كأنك تتهمينا في نياتنا نحن لا نقصد بتلك العبارات شيئا المهم شاء الله أن يطرح أحد أعضاء المنتدى سؤالا: هل تقبل الزواج من فتاة تكتب في المنتديات؟ فأجاب ذلك المشرف الذي اتهمني بالتحجر: لا أقبل أبدا الزواج بها (؟!!!!) فعلام يدل رفضه؟ ...
بارك الله في الجميع
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 10:23]ـ
بارك الله في الشيوخ الفضلاء ...
الجواز أو الإباحة بقيود، هو (ظاهر) كلام الغالبية.
والمنع باستثناء ... هو (مفهوم) كلام الغالبية من المشاركين أيضًا.
وتوجيه الشيخ / عليّ لمعرفة حكم الشريعة، أفضل توجيه إلى الآن. وتجنب الحكم بالعرف.
ولازلنا تحت المدارسة لهذا الموضوع ... فيرجى مراعاة:
- وجود الدليل.
- ثم القياس الصحيح الموافق له.
- ثم الحكم الشرعي بناء على الأدلة.
- ثم وضع القيود أو الاستثناءات لهذا الحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 11:41]ـ
يافتاة الاسلام
.نصيحتي اليك بان اقول لا تقولي بدخولك للمنتديات وبالذات غير الاسلامية قصدي خير
و أنا غير وأنا أعرف نفسي! فهذا ليس بصحيح فكم من فتاة قد خدعها دجال صغير
وقد حذرنا ديننا من القرب من الدجال الاكبر لئلا نفتن في ديننا عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات)
وكم من فتاة كانت أحرص منك ولكن أين هي الآن؟ لقد رماها الذئاب! في ابعد مزبلة لقد ضاع دينها وضاع عرضها واصبحت وصمة عار على اهلها. وأنت أيها الرجل المسلم وأيها الشاب المسلم! اتق الله في نفسك، فالمرأة أختي وأختك، وأمي وأمك، وابنتي وابنتك، وهل ترضى ان تؤذى في قريباتك، اا وتذكر: أن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، وفضحه ولو في عقر داره كما أخبر المصطفى صلى الله عيه وسلم بذلك والجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان! وهذه المرأة أيها الشاب! كتلة من المشاعر والأحاسيس، فقد تهيج مشاعرها، وتشعل نار الشهوة في صدرها بأدنى ضحكة، وأبسط مزحة!، وكما أن الرجل يتأثر فالمرأة أيضا تتأثر ولا تقل لي قصدنا شريف، وما نريد الاخيرا؛ فإن القلوب ضعيفة والفتن خطافة! فاحذر ذلك أخي الحبيب حتى يحفظ الله عورتك، ويسترك في الدنيا قبل الآخرة
منقول مع بعض التعديل
قلت وينبغي الحذر من المسنجر والبالتوك فانها مثل الشات والرسائل الخاصةوالبريد الالكتروني
واحذري وفقك الله من المسنجر فانه يدعو الى الفحشاء والمنكر
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 09:31]ـ
هذا الموضوع فيه تناقضات واضحة
فالأخت صاحبة الموضوع إذا كانت لا تقبل ذلك فلماذا تكتب في المنتدى؟ وإن كانت تقبل فما معنى السؤال؟!
والإخوة الذين أجابوا عن ذلك بالمنع لماذا أجابوا عن السؤال أصلا ما داموا لا يرون ذلك؟!
الاخت تستفسر عن حكم ذلك ولا تقول انها لا ترى جوازه او عدمه فقد تغيير رايها؟ والاخوة يجيبون وهذا لا يعني انهم يجيزون فقد يكون الهدف نصحها للخروج من الموقع باقرب وقت!!
واسم المستخدم الخنساء لا يعني ان السائل امرأة بالضرورة؟
ـ[المهاجر العربي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 09:36]ـ
هل هذا الموقع وما فيه من العلم والفوائد للرجال فقط؟ وهل وجود الاخوات يعد محظورا شرعيا؟ اذا اكتبوا عليه للرجال فقط!!
ـ[جبل العلم]ــــــــ[14 - Nov-2007, مساء 08:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع طرح على شكل سؤال مباشر لكل شخص وللناس في ذلك مذاهب قد تكون نابعة من أصل شرعي يتمسك به الشخص أو مجرد وجهة نظر قائمة على مبدأ معين لدى أحدهم. المنتديات الشرعية لها روادها والحمد لله وفيها الخير والعلم النافع من وإلى الذكور والاناث, أما مواقع الدردشة والكلام الفارغ أو حتى ما يسمى تقية بمواقع الزواج فالحدر منها رجالا ونساء لما نسمع عنها وعن المصائب والخسائر التي تجرها على الناس وعندي عن ذلك الكثير من القصص مما سمعت من الناس.
التقوى ومراقبة الله في السر والعلن أساس لكل عمل
والله المطلع على السرائر
بارك الله في الجميع
ـ[ام خبيب السلفية]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 03:15]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
بارك الله فيك ونفع بك وزادك علما وفقها ياشيخنا الفاضل عبد الرحمن السديس
انا اتكلم عن تجربتي الخاصة .. فنحن هنا في العراق .. كانت اغلب الكتب ممنوعة وكان النّاس لايعرفون ماهي العقيدة وما هو التوحيد فأي شخص يدع الى التوحيد يحارب .. وهكذا كتب قليلة جدا ولا توجد شبكة انترنيت وكل شيء ممنوع من قبل نظام البعث الملحد لكن الآن ولله الحمد انتشرت الكتب واطلع النّاس على مايكتب في الشبكة .. فلا أرى ضير من مشاركة طالبات العلم في مثل هذه المنتديات لكن بحدود وضوابط(/)
رفض طلب الدمشقي السماح له بنسج ستار حريري للحجرة مقابل اعطائه الستارة القديمة
ـ[محب السنه]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:48]ـ
رفض طلب الدمشقي السماح له بنسج ستار حريري للحجرة مقابل اعطائه الستارة القديمة
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم رئيس ديوان جلالة الملك سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جوابًا لخطابكم رقم 15 - 1 - 1523 وتاريخ 12 - 4 - 1377هـ بشأْن طلب محمد سعدالله الحريري صاحب محل المنسوجات الوطنية بدمشق السماح له بنسج ستار حريري للحجرة النبوية مقابل اعطائه الستار القديم الموجود حاليًا.
أفيدكم أَنه قد جرى الاطلاع على هذا الطلب، وطلب جلالة الملك حفظه الله بيان الحكم الشرعي في ذلك. وأوضح لكم أَنه لا يسوغ لجلالته اعطاءُ هذا الرجل مطلوبه، لكونه أَمرًا قد حظره الشرع.
والذي حدا هذا الرجل على هذا الطلب هو مزيد الغلو الذي استولى على قلوب الخرافيين، وذلك من ناحيتين:
أحداهما:- طلبه ما لا يجوز من كسوة الحجرة النبوية الذي لم يفعله الصدر الأَول من هذه الأُمة، لمعرفتهم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في القبور من تطييبها وتبخيرها وغير ذلك من أَنواع الغلو فيها، كما يدخل فيه كسوتها، وقد أَبدى النبي صلى الله عليه وسلم وأَعاد في النهي عن الغلو في القبور عمومًا وفي قبره صلى الله عليه وسلم خصوصًا. وهؤلاء الغلاة ظنوا أن ذلك مما يحبه صلى الله عليه وسلم فاستفتوا قلوبهم فقط، وحكموا آراءهم فيما تباشر به حجرته صلى الله عليه وسلم، ولم يحكموه هو صلى الله عليه وسلم، فكما أَن تحكيمه صلى الله عليه وسلم في الأمور الدينية كافة واجب بل لا يتم الإيمان إلا به، فتحكيمه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بضريحه وحجرته آكد أَنواع تحكيمه.
الناحية الأُخرى- طلب هذا الرجل الكسوة القديمة ليتبرك بها التبرك الشركي من ناحية، ومن ناحية أُخرى يريد أَن يأْخذ فيها المبالغ الطائلة من الأَثمان التي يبذلها الخرافيون والوثنيون في مثل هذا فإنا لله وإنا إليه راجعون. وعقيدة جلالة الملك حفظه الله، وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لديه بامتثال أَوامره صلى الله عليه وسلم واجتناب نواهيه هو الأَمر الذي درج عليه جلالته، ودرج عليه سلفه وسلفنا الصالح لا تأْخذه في ذلك لومة لائم.
فيتعين رفض طلب هذا الرجل، والتمسك بالمحافظة على ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم مما تقتضيه أصول الدين وقواعده العظام وتنطق به صرائح السنن الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم.
أَيد الله جلالة الملك بالحق، وحفظ به السنة المطهرة، ودفع به زيغ الزائغين، وقمع به كيد المبتدعين. والسلام عليكم.
(ص-م-622 في 22 - 5 - 1377)(/)
هل تعلم ما هي (الوصيّة الخالدة) المكتوبة في (سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم)؟!
ـ[إياد العكيلي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:18]ـ
عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: لما ضممتُ إليّ سلاح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وجدتُ في قائم سيف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رقعة فيها:
(صل من قطعك
وأحسن إلى من أساء إليك
وقل الحقّ ولو على نفسك).
صحّحه الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 1911.
تأملّوا ـ إخواني الكرام ـ هذه الكلمات العطرات الخالدات والتي حرص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكتبها في سيفه ...
فإذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو سيّد العابدين وأتقى الخلق أجمعين يذكّر نفسه الشريفة ـ عليه الصلاة والسلام ـ بهذه الوصيّة العظيمة ... فماذا عسى أن يكون حالنا مع هذه الوصيّة؟
أين هذه الوصيّة العظيمة في حياتنا اليوميّة وتعاملاتنا مع إخواننا المسلمين؟!
لماذا لا نحرص على تطبيقها كما أراد رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟!
لماذا لا نجاهد أنفسنا على تعلّم هذه الوصيّة وتعليمها لغيرنا؟!
لماذا لا نترفّع عن مساوئ الأخلاق ونزوات الأهواء ونضع هذه الوصيّة نصب أعيننا ونجعلها شعارنا في سيرنا إلى الله والدار الآخرة ... ؟!
فداك أبي وأمي يا رسول الله ... فقد نصحت وبلّغت ... وكنت رحيما شفيقا على أمتك ...
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:25]ـ
نعم الوصية من سيّد البشرية صلى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
ـ[إياد العكيلي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 03:25]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 04:33]ـ
سمعنا وأطعنا يا رسول الله ... اللهم ارزقنا حسن الاتباع بمنك وكرمك ...
ـ[فتوحة]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 10:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا نعم اننا لغافلون ..... اللهم اهدني الى الحق ...(/)
هل من بحث محكم عن حكم الصلاة في مكة يعني هل لمن صلى فيها ب100.000صلاة
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:25]ـ
هل من بحث محكم عن حكم الصلاة في مكة يعني هل لمن صلى فيها ب100.000صلاة لكل ام ام يكون ذلك في مسجد الكعبة فقط
ـ[الغُندر]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:59]ـ
تقصد هل الصلاة في المسجد الحرام والصلا ة في غير ه من مناطق الحرم سواء في الأجر؟
افتى بذلك الشيخ محمد بن عثيمين.
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 10:22]ـ
نعم اقصد ذلك لكن اريد بحث محكم مع ادلة كل فريق
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:18]ـ
اليس منكم رجل رشيد
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:24]ـ
المسألة من المسائل المشهورة التي بحثها العلماء وتوسعوا في الحديث عنها
لكني أظنك قد حُرمت الفائدة بسبب خطئك في مخاطبة إخوانك
فراجع نفسك وفقك الله
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:09]ـ
المسألة من المسائل المشهورة التي بحثها العلماء وتوسعوا في الحديث عنها
لكني أظنك قد حُرمت الفائدة بسبب خطئك في مخاطبة إخوانك
فراجع نفسك وفقك الله
اين الخطأ شافاك الله(/)
عود الضمائر اذا تتابعت
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 03:17]ـ
الحمد لله
يقول جل و علا {انا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا لتومنوا بالله و رسوله و تعزروه و توقروه و تسبحوه بكرة و أصيلا}.
ومحل الشاهد المراد المذاكرة فيه هو قوله تعالى {و تعزروه و توقروه و تسبحوه}.
فهاهنا ثلاثة ضمائر ... والاصل في الضمائر اذا تتابعت ان تعود الى مرجع واحد حتى لا يختل نظم الكلام .... على انه .. قد وردت في القرآن العظيم بعض الضمائر متتابعة لكن مرجعها ليس واحدا
كقوله تعالى {أفمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه و من قبله كتاب موسى إماما و رحمة} .... وقال بعض اهل التفسير ان الاصل في الضمائر اذا تتابعت ان تعود الى مرجع واحد الا اذا لم يختل نظم الكلام.
و الذي أعتقده - و الله أعلم - بخصوص الآية الأولى أن هاء التعزير تعود الى النبي صلى الله عليه و سلم ... أما الهاء التوقير فهي تعود الى الله جل و علا و الشاهد {مالكم لا ترجون لله وقارا} ولامانع في الوقت ذاته لأنتعود الى النبي صلى الله عليه و سلم إذ قد علم وجوب توقير النبي صلى الله عليه و سلم .... أما هاء التسبيح فهي لله تعالى خاصة.
وقد يقال كيف يكون عود الضمير الثاني لله و رسوله معا وهو ضمير مفرد ... فالجواب و الله أعلم
ان لذلك توجيها بلاغيا ... كقوله تعالى في سورة طه {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى}
و المعنى فتشقى انت و تشقى زوجتك ... رغم أن الظاهر من الخطاب انما هو آدم عليه السلام ...
ومثله في قوله تعالى {ماكنت تدري مالكتاب و لا الايمان ولكن جعلناه} و المعنى جعلنا الكتاب وجعلنا الايمان ....
هذا ما عندي و احب من الاخوة الافاضل ان يفيدونا بما عندهم من العلم
وجزاكم الله خيرا(/)
اختبار الصادقين
ـ[راجية الثبات]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 11:01]ـ
اختبار الصادقين
نعم اختبر نفسك، فكثيراً ماتخدع النفس صاحبها وتعينه على الاستمرار في الخطأ، (إن النفس لأمّارة بالسوء).
ولكن اختبرها لماذا؟ وبماذا؟!
أمّا لماذا؟
فطلباً لمرضاة الله والجنة. فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
أمّا بماذا؟
فبكونك متكبراً أو غير متكبر؟!
الكبر ذلك الداء العضال، المكروه، الذي لايرغب في الاتصاف به أحد، ولكن العبرة بالحقيقة لا بالأماني.
وإليك المحك بقول المصطفى لا بالهوى،قال عليه الصلاة والسلام: (الكبر رد الحق، وغمط الناس)
وغمط الناس احتقارهم،فأنظر كم مسلماً احتقرته؟!
أما رد الحق فحدِّ ولا حرج، فهل تقبل الحق من الطفل الصغير إذا استدرك عليك قولاً أو فعلاً؟
أم هل تقبل أن تنبهك زوجتك أو ابنك أو خادمك أو تلميذك على خطأ؟ وهل تقبل منه حين ذاك؟
إذا فاختبر نفسك بتذكرك دائماً قول الحبيب عليه الصلاة والسلام: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».
قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ
الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم.
إنه حقاً اختبار الصادقين في طريق سيرهم إلى رب العالمين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 02:42]ـ
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص التام له في القول والعمل، ويجعلنا ممن يتبع الحق ولو كان عليه
وفقك الله وشكر لك هذه الكلمات
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:51]ـ
(ردّ الحق الصحيح .. = دَيدن الإماميّة). سير، 13/ 122.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[راجية الثبات]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 01:07]ـ
(ردّ الحق الصحيح .. = دَيدن الإماميّة). سير، 13/ 122
عفواً مامرادكم بكتاب سير، ومامعنى عبارتكم بالضبط؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:21]ـ
سير = سير أعلام النبلاء، للذهبي
ومعنى العبارة باختصار: العادة الملازمة المتوارثة للشيعة الرافضة (الإماميّة = نسبة إلى الأئمة الاثني عشر) ردّ الحق الصحيح الذي لا شبهة فيه ...
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:24]ـ
وقد رأيت أن العبارة مناسبة لموضوعك ... ؛ إذْ حريّ بالمؤمن، أن يفرّ من التشبّه بالرافضة - الذين هم أخف الناس عقولا - في ردّهم الحق، وعدم الإذعان لقبوله، فراره من الأسد ...
ـ[راجية الثبات]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 11:35]ـ
جزاك الله خيراً، وقد فهمت مرادك الذي ذكرت ولكني أتسأل لماذا خصصت الإمامية من فرق الشيعة، فإني أظن أن هذه الصفة هي صفة كل من لايريد الحق ولايطلبه من الإمامية والرافضة، بل ومن الناس أجمعين، وكلمة حق أشهد بها أني قدواجهت من الرافضة من تسأل عن الحق طلباً له وليس تقية بشواهد لايناسب المقال لذكرها، فليس صحيحاً على الإطلاق المقولة المنتشرة لدى البعض أن الشيعة لاتجدي معهم الدعوة وأنه لاينبغي تضييع الوقت معهم،فينبغي أن لانيأس من قبول الناس لدعوة الحق كائناً من كان.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:39]ـ
قد نتلبس برد الحق ممن في أنظارنا أقل منا ... !! فهذه كارثة لا نلقي لها بالا
فبوركت على هذه الإفادة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 06:56]ـ
للأسف الشديد أكثر الناس تأنس إلى المدح، وتستوحش من النَّقد ... ، ولو تأملت حالها، لتبيّن لها أن النّقد البنَّاء أصلح لها في الأولى والآخرة ... وللإمام ابن حزم رحمه الله كلام نفيس حول هذه المسألة، لعلي أنقله في وقت لاحق ...
نعم، قد يترك الإنسان نقد أحد الناس إذا أحسّ من حاله أنه قد يجزع ... مثل ما فعل الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترك تعقّب شيخه الهيثمي في أمور رعاية له ... والأمر مداره على المصالح والمفاسد ... والفهوم والأنظار تختلف ... وما أراه أنا خطأ فادحا قد يراه غيري الصواب بعينه ...
والموضوع شائك، ويحتاج إلى معالجة ومجاهدة ومثابرة ... والكلام سهل ... ما أسهل الكلام ... وما أبريء نفسي ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:01]ـ
وأختنا الكريمة تقول: (ولكني أتسأل لماذا خصصت الإمامية من فرق الشيعة ... فليس صحيحاً على الإطلاق المقولة المنتشرة لدى البعض أن الشيعة لاتجدي معهم الدعوة وأنه لاينبغي تضييع الوقت معهم،فينبغي أن لانيأس من قبول الناس لدعوة الحق كائناً من كان).اهـ
الإجابة، ما أنا إلا ناقل ... ولقد رأيت بعيني، وسمعت بأذني، ما أنبأ به الذهبي رحمه الله ... ، وهو أمر مشهور ...
والرافضة من الإنس (!) والدعوة إليهم متوجّهة، والله يهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستور الحال]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 01:21]ـ
اختبر نفسك في عدة مواضع:
عند دخولك لمجلس فيه ضيوف ويوجد مجموعة من صغار السن في أول المجلس أو أي مكان فهل تسلم عليهم (مصافحة) كباقي الجالسين أم تفقز الحواجز إلى غيرهم؟؟
عند تدريسك لمتن معين أو كتاب أو في غرفة الفصل الدراسي وغلطت في مسألة فهل تبين للطلاب أم تسكت وتجعلها تمضي بسلام كما تنظن.
عندما تُسأل عن مسألة ولا تعرف جوابها بالضبط فهل تذكر أخواتها التي تشبهها وترشد السائل إلى ما ينبغي أن يهتم به - كعادته الأساتذة والمفتين - أم أنك تكون صريحاً معه وتذلل كلامك بأنك لا تعرف الآن جوابه هذه المسألة بالتحديد وإن طفت حولها.
عند سماعك لكلام أقرانك في العلم أو السن، فيما أنت تظن نفسك أنك مبرِّز فيه، فما رأيك في كلامهم، غالباً لا يعجبك الكلام - ولو كان صحيحاً عندك - وذلك لأمور سخيفة لست وثيقة الصلة بصلب المسألة مثل تقديم وتأخير في الكلام أو مثال لا تعرفه أو مثال لا يعجبك وعندك مثال أحسن منه - فيما تظن - أو عبارات غير دقيقة. مع أنك لو تكلمت لم تخرج عن كلام قرينك، وقد تقع فيما يقع فيه.
هذا ما حضرني الآن ومن محيط حياتي - غفر الله لي وللمسلمين - ولو تتبع الإنسان لوجد أمثلة كثيرة تدل على أنه يجامل نفسه في كثير من أموره، ويدعي تزكيتها وهو لا يجدُّ في ذلك.
فعلى الإنسان إذا عثر على شيء من تلك الأخلاق المنكرة أن يسارع بالتصحيح، ويدعو الله عز وجل بالثبات، فقد يضل وتسوء خاتمته بدخيلة في نفسه لم يعالجها بل يجادل عنها.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
ـ[راجية الثبات]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 11:56]ـ
أنصح بشريط رأئع للشيخ خالد السبت بعنوان شرح أسماء الله الحسنى (المتكبر) تسجيلات ابن الجوزي
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:17]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=13793
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 08:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 06:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فائدة في معنى (الجبت) الوارد في كتاب الله
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 07:05]ـ
المفردات في غريب القرآن ج1/ص85
جبت: قال الله تعالى ((يؤمنون بالجبت والطاغوت)) الجبت والجبس: الفِسل الذي لا خير فيه
وقيل: التاء بدل من السين تنبيهاً على مبالغته في الفسولة [أي: الرداءة] كقول الشاعر:
عمرو بن يربوع شرار النات
أي: خسار الناس ... إلخ
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 01:20]ـ
المفردات في غريب القرآن ج1/ص85
جبت: قال الله تعالى ((يؤمنون بالجبت والطاغوت)) الجبت والجبس: الفِسل الذي لا خير فيه
وقيل: التاء بدل من السين تنبيهاً على مبالغته في الفسولة [أي: الرداءة] كقول الشاعر:
عمرو بن يربوع شرار النات
أي: خسار الناس ... إلخ
الحمد لله
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 01:50]ـ
(فَسْل) بفتح الفاء
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 05:14]ـ
جزاكما الله خيراً أحبابي،
فعلاً أبا مالك، والتشكيل بخط يدي
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 05:17]ـ
وفقكم الله، وأود التنبيه إلى أمرين:
الأول: التسمية الصحيحة لكتاب الراغب في غريب القرآن هي " مفردات ألفاظ القرآن "،وقد نصّ عليها في مقدمة الكتاب حيث قال: (وقد استخرت الله في إملاء كتابٍ مُستوفٍ فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجِّي ... )،.
الثاني: تصويب العبارة السابقة: خسار الناس بـ (خساس الناس، ... ).
وإليكم هذه الإضاءة من الكتاب نفسه:
قال الإمام الراغب - رحمه الله -في مادة (بلى): ... اختبار الله تعالى للعباد تارةً بالمسارِّ ليشكروا، وتارةً بالمضارِّ ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعاً بلاءً، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر.
والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر فصارت المنحة أعظم البلاءين، وبهذا النظر قال عمر: (بُلينا بالضراء فصبرنا وبُلينا بالسراء فلم نشكر).
المصدر: مفردات ألفاظ القرآن، ص:145.
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 05:21]ـ
أشكرك أخي قطرة المسك على المعلومات القيمة
جزاك الله خيراً
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:15]ـ
شكرا للجميع، و إضاءة أخرى في ذات الآية المستشهد بها و هي قوله تعالى: (يؤمنون بالجبت و الطاغوت) فقوله (يؤمنون) هذا ذم لهم و تهكم بهم، و أنهم قد حصل لهم الأمن من وجه لا يصح معه أمن؛ لأن طبيعة القلب السليم ألا يطمئن إلى الباطل. *عمدة الحفاظ* للسمين الحلبي [1/ 124 مادة أ م ن].
ـ[حمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:44]ـ
لله درك.
ولعله يتبين لنا سبب تفسير عمر الفاروق له: بالسحر.
وهو نوع من أنواع الجبت.
لأنّه شيء مرذول رديء لا نفع فيه.
http://216.239.59.104/search?q=cache:TfS4isOg4xYJ:ta imiah.org/Display.Asp%3Ff%3Dtwhd-0023.htm+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8 %A8%D8%AA&hl=ar&ct=clnk&cd=47&gl=sa(/)
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[الحمد لله]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 11:21]ـ
ربي لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
يا الله يا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين
للك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على جودك وكرمك وعطائك
اللهم إنك قلت وقولك الحق (ادعوني أستجب لكم)
اللهم إني أشهدك وأشهد جميع ملائكتك وجميع خلقك أنك استجبت لي
سبحانك ربي ما أعظمك بل وعزتك وجلالك أنك أكرمتني بمنك وفضلك
فوق ما دعوت ورزقتني من حيث لا أحتسب من خيري الدنيا والآخرة
فلك يا رب الحمد والشكر والمنة يا واسع الفضل يا الله
رب ما أنعمت علي به من نعمة أو أحد من خلقك فمنك وحدك
فمنك وحدك فمنك وحدك لا شريك لك سبحانك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد البشر أجمعين
يسرني أن أنضم إليكم مستفيدا من فضلكم وعلمكم جزاكم الله خيرا
ولدي سؤال
وأرجو إجابتي من المشايخ الكرام حفظهم ربي سبحانه
سؤالي:
أنني بحمد الله وفضله من علي بجوده سبحانه
أن تحققت دعوات كثيرة جدا دعوت الله بها ووالله تحققت وبسرعة لم أكن والله أتوقعها فضلا منه سبحانه
السؤال هو أنني بهذه النعمة لم أتحدث لأحد وأنا إذا طُلب مني الدعاء أوجه الداعي أن يدعو بنفسه فالدعاء عبادة فيظن أنني صرفته بلطف وكلامي الواضح فيه أنني لن أدعو له بل هو صاحب الحاجة
والله يقول (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)
لكنني سرا أدعو الله له وبإخلاص كأنني والله أنا صاحب الحاجة
بل وأقوم الليل كله أدعو له وأخصص ذلك له فقط
وأكتم ذلك كله عنه
هل كتماني الشديد بالدعاء وعدم إخباري بإجابة طلب الداعي فيه محذور
أم أن لا حرج في ذلك
وأنا والله لم أوافقه على طلبه لأنني أعلم يقينا من فضل الله وجوده الواسع والذي أخبرنا به في كتابه
أن سيتجيب لمن يدعوه
فإذا أجيبت الدعوة تضررت بذلك بل قد ينتشر خبري هذا
ويسبب ذلك في نفوس العباد التعلق بالأشخاص
والتعلق بالأسباب
ونسيان مسبب الأسباب سبحانه
أرجو التوجيه
وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ـ[مستور الحال]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 12:22]ـ
أنني بحمد الله وفضله من علي بجوده سبحانه
أن تحققت دعوات كثيرة جدا دعوت الله بها ووالله تحققت وبسرعة لم أكن والله أتوقعها فضلا منه سبحانه
نسأل لك الثبات على الحق، والمداومة على العمل الصالح.
السؤال هو أنني بهذه النعمة لم أتحدث لأحد وأنا إذا طُلب مني الدعاء أوجه الداعي أن يدعو بنفسه فالدعاء عبادة فيظن أنني صرفته بلطف وكلامي الواضح فيه أنني لن أدعو له بل هو صاحب الحاجة
على حد قول شعيب عليه السلام: {سأستغفر لكم ربي}، قول من نبي لأبناءه، ولكن إذا كان المسؤول على حالنا فينبغي إرشاده إلى التضرع إلى الله، لأن سؤال الناس مكروه. أمّن يجيب المضطر إذا دعاه} فإجابة دعاء المضطر أولى وأحرى من غير المضطر.
بل وأقوم الليل كله أدعو له وأخصص ذلك له فقط
وأكتم ذلك كله عنه، هل كتماني الشديد بالدعاء وعدم إخباري بإجابة طلب الداعي فيه محذور
أم أن لا حرج في ذلك
أراك الآن أذعته، - أمزح - فهذا الكتمان هو الواجب، فمن يأمن الفتنة، فتنة الرياء والسمعة، فتنة العجب بالعمل، فتنة تصيد المدح من الناس، فينبغي البعد عن كل ذلك، والحرص كل الحرص على كتمان العمل، وعدم التعلل بالعلل المريضة كأن تحسب نفسك قدوة، ولا بد من إظهار بعض الأعمال أمام - إلا ما وجب إظهاره كما هو معروف -لأن ذلك عجباً بالنفس وسقوط في مصيدة الشيطان ولا يدري المسكين أنه يتبع خطواته.
ثم إذا اراد الله من أحد أن يقتدي بك، فلا شك سيقع ذلك بإظهار بعض أحوالك بلا قصد منك، وهذا واضح وواقع من كثير من الصالحين فيما نحسبهم.
فإذا أجيبت الدعوة تضررت بذلك بل قد ينتشر خبري هذا، ويسبب ذلك في نفوس العباد التعلق بالأشخاص، والتعلق بالأسباب، ونسيان مسبب الأسباب سبحانه
هذا الكلام مجملاً صحيح، ولكن لا تسرف في هذه الظنون فتحسب أنه بسببك استجيب الدعاء، فيجب الخوف عاقبة هذا الظن لأنه يورث العجب، فلعل الله رفق به واستجاب لدعاءه هو أو دعاء أمه له، أو أنه كما قضى الله وأراد، وأنت لا شك لك الأجر في الدعاء لأخيك والاجتهاد في ذلك.
تنبيه: القاعدة (كل إناء بما فيه ينضح) فما فيك من خير فسيظهره للناس، ولا تستعجل بإظهاره - متذرعاً بالكلام الباطل الآنف الذكر.
يحسب كثير من الصالحين أنه لا بد من إظهار العمل إمام الناس لكي يقتدوا به، وهذا بالنسبة للسنن خطأ كبير فالسلف الصالح كانت أغلب عباداتهم سراً خصوصاً الصحابة والتابعين، وهذا معروف ومشهور والحمد لله، فما بالنا نرغب عن هذه السنة ونحافظ - مثلاً - على صلاة النافلة في المسجد.
ما أريد أن أقوله إذا قدر الله لفلان من الناس أنه سيقتدي بك في عمل، فسيظهر الله هذا العمل منك، فعليك بذل السبب في قبول العمل، وليس عليك غيره، فإن ظهر منك ما تخفي فهذه رحمة الله لأخيك حيث أراد به الخير. ولك أجر عمله، نسأل الله من فضله.
هذا كتبه على عجاله والله المستعان.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 04:51]ـ
من أهم ما يدفع الرياء عن المؤمن الإكثار من العبادات غير المشاهدة، وإخفاؤها كقيام الليل، وصدقة السر، والدعاء: قال الحسن البصري - رحمه الله - (1): بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفاً ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همساً بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول: " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً " (الأعراف:55).
وقال عز من قائل عن زكريا عليه السلام: " إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا " (مريم:3)، وقال عن إخفاء الصلاة: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (السجدة:17،16)، عن الحسن – رحمه الله -: "فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُنٍ" قال: أخفوا عملا في الدنيا، فأثابهم الله بأعمالهم (2).
المصدر: (1) درة القلوب الإخلاص لأزهري محمود، ص:12.
(2) جامع البيان للطبري،21/ 106.(/)
العامي واختلاف الفتوى
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العامي واختلاف الفتوى
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
ففي خضم تنوع وسائل الإعلام، وانفتاح العالم بعضه على بعض، وكثرة المسائل المستجدة، وإقبال الناس على برامج الإفتاء في وسائل الإعلام = مما أوجد مشكلة كبيرة عند عامة الناس، وذلك باختلاف الفتاوى عليهم في المسألة الواحدة، مما حدا بعضهم إلى المطالبة بتوحيد الفتوى لاضطراب الناس في ذلك!! والمتعلم منهم يسأل عن الواجب تجاه هذا الاختلاف؟ وكيف يميز الصحيح من الأقوال؟ وبأيها يأخذ؟ ...
وهذه المشكلة بحجمها الحالي – في نظري – حادثة، وإن كان لها جذور في السابق؛ فلذا لم أجد كلاماً طويلاً حول هذه المسألة عند القدماء، وإنما هي إشارات هنا وهناك.
فلذا؛ كان من الواجب الكتابة في هذا الموضوع، وتقريب الأمر للعامة = لينضبط الأمر عندهم كيلا تكثر شكوك من رقَّ دينه، ويجد أعداء الإسلام مدخلاً لهم في التلاعب بالأحكام!
فقسمت هذه الوريقات إلى ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: بيان بعض أسباب اختلاف العلماء.
المبحث الثاني: ماذا يعمل العامي عندما يعلم أن في المسألة اختلافاً؟ وذكر أمثلة على ذلك.
المبحث الثالث: موقف العامي من اختلاف العلماء، وبيان منهج السلف في المسائل الخلافية.
وقبل أن ندخل في الموضوع أحب أن أنبه إلى نقطتين:
الأولى: لا شك أنَّ الواجب على العامي سؤال أهل العلم المعروفين بالثقة والعلم، وهذا هو الذي نص عليه قوله تعالى: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "، لكننا في هذا الموضوع أمام عامي سمع عدة فتاوى متعارضة في مسألة واحدة واستوى عنده جميع المختلفين.
الثانية: ......... (كتبتها، وتحتاج مني إلى تحرير أكثر) .........
المبحث الأول: أسباب اختلاف العلماء:
أسباب اختلاف العلماء كثيرة، وأهمها سببان:
1 – عدم اطلاع هذا العالم على الدليل، أو خفاء الاستدلال به ونحو ذلك.
2 – عدم صحة هذا الحديث عند العالم بأي سببٍ من أسباب الضعف؛ كالأحاديث الواردة في زكاة الحلي، اختلف أهل العلم في صحتها وضعفها؛ فمن صححها أوجب الزكاة فيها، وبعض من ضعفها لم يقل بوجوب الزكاة فيها.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:15]ـ
المبحث الثاني: ماذا يعمل العامي عندما يعلم أن في المسألة اختلافاً؟
والمقصود بهذا المبحث: كيف يتعامل العامي مع هذه الأقوال المختلفة؟ وقد ذكر أهل العلم في كتب الأصول بعض القواعد المهمة في هذا، وسأذكرها وأزيد عليها، دون الخوض في بعض الخلافات، وسأمثل – بإذن الله – على كل قاعدة؛ علماً أنَّ هذه القواعد لا تبين الراجح من الأقوال والصحيح منها، وذلك لأن العامي لا يستطيع الترجيح، لكن – في الغالب – تقوي لديه هذا القول أو ذاك، ولن أثقل هذا المبحث بالنقول وأقوال أهل العلم لأن هذه الوريقات موجهةٌ إلى عامة الناس وليس لطلبة العلم.
قال الشاطبي – رحمه الله – في الموافقات (5/ 76 ت مشهور): وأما اختلاف العلماء بالنسبة إلى المقلدين فكذلك – أيضا – لا فرق بين مصادفة المجتهد الدليل ومصادفة العامي المفتي، فتعارض الفتويين عليه كتعارض الدليلين على المجتهد؛ فكما أن المجتهد لا يجوز في حقه اتباع الدليلين معا ولا اتباع أحدهما من غير اجتهاد ولا ترجيح = كذلك لا يجوز للعامي اتباع المفتيين معا ولا أحدهما من غير اجتهاد ولا ترجيح. اهـ
القاعدة الأولى: سؤال الأعلم والأورع، والأخذ برأيه وترك الرأي المعارض له – ما لم يتضح خطأ هذا الأعلم – فالإنسان متعبد بالدليل لا بآراء الرجال مهما بلغوا من المنزلة في العلم.
والدليل على ذلك: قوله تعالى: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "، وقوله عليه الصلاة والسلام " إنما شفاء العي السؤال " (1)،
مثال ذلك:
1 – أشكلت عليك مسألة أيُّ أنساك الحج أفضل؟ لتعارض كلام أهل العلم فيها؛ فتتصل على أحد كبار العلماء ممن تعتقد أنه أعلم وأورع أهل العلم فيجيبك.
2 – سمعت فتاوى متعارضة في زكاة الدين؟ فتقوم بسؤال أحد كبار أهل العلم ممن تتوسم فيه أنه أعلم أهل زمانه وأتقاهم لله، فتعمل بفتواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يعرف العامي أنَّ هذا هو العالم الورع؟
ذكر العلماء عدة طرق لمعرفة ذلك – وليست محصورةً فيها – منها:
1 – إطباق عموم الناس من العامة والعلماء على أنَّ هذا هو الأعلم الأورع؛ كما شاهدنا هذا في سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله –.
2 – جلوس طلبة العلم للأخذ من هذا الشيخ.
3 – أن تسأل أحد العلماء المفتين عن الأعلم؟
4 – أن يحيلك أحد العلماء ممن تثق في علمهم وديانتهم إلى آخر ... إلى غير ذلك.
تنبيه: لا يلزم من انتصاب الرجل للفتوى كونه ثقة عالماً ورعاً – وإن كان هذا من الطرق التي يذكرها بعض أهل العلم – وذلك لأنه وجد في هذا الزمان فوضى – إن صح التعبير – في الفتوى؛ وخاصةً ممن يخرجون في القنوات الفضائية؛ فالأصل أن القنوات الفضائية لا تأتي إلا بمن يوافق أهواءهم، أو هم – إن أردنا إحسان الظن – لا يعرفون أنواع المفتين، ومن يصلح منهم ... بل كثير من أصحاب القنوات ممن لا تقبل شهادتهم؛ فكيف يعرفون المفتين وينتقون أفاضلهم؟! ويستثنى من ذلك بعض القنوات (الإسلامية).
ولا يلزم اتفاق جميع الناس على كونه الأعلم و الأورع، فهذا قد يستحيل في أحيان كثيرة.
مسألة: هذا العالم الورع لا يراد به على مستوى العالم الإسلامي، ولا على مستوى الدولة؛ بل على مستوى محل إقامة المستفتي، وإن تيسر الوصول إلى الأعلى فهو أولى، وإلا فقد أجاز بعض أهل العلم سؤال المفضول مع وجود الفاضل.
مسألة: لا يجوز للعامي أن يسأل من لا يعتبر قوله في الشريعة إما لكونه معروفاً بالتساهل، أو كونه تظهر عليه علامات الفسق، أو كونه جاهلاً؛ بل يجب عليه أن يتحرى ممن يأخذ دينه.
مسألة: لا يجوز للعامي أن يتبع رخص العلماء، ويكثر من السؤال حتى يقع على المفتي الذي يفتيه بحسب هواه.
[1] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=37208#_ftnref 1) أخرجه أبو داود في سننه (336)، وفيه ضعف.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:18]ـ
القاعدة الثانية: الأخذ برأي جمهور أهل العلم، والفتاوى الجماعية.
كآراء المجامع الفقهية، وهيئةِ كبارِ العُلماء، واللجنة الدائمةِ ونحو ذلك؛ ففتوى جماعةٍ من أهل العلم أقوى من فتوى واحدٍ منهم، وذلك لِمَا يكون في مثل هذه الفتاوى من تداول الأقوال والأدلة في المسألة، فتخرجُ الفتوى بعد تمحيصٍ وتدقيق يجعل الإنسان يطمئن إلى كلامهم.
الدليل على ذلك: ما جاء عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " لن تجتمع أمتي على الضلالة أبدا؛ فعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة " (1).
وكان عمر – رضي الله عنه – يجمع أهل بدر ليستشيرهم في بعض النوازل والمسائل.
مثال ذلك:
1 – ما يفتي به بعض المفتين من جواز تمثيل الصحابة – رضوان الله عليهم –، وهذا مخالف لما نص عليه مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالسعودية، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة على المنع من ذلك وتحريمه والتشديد فيه. وانظر هذه الفتاوى والبيانات في (فقه النوازل) للجيزاني (4/ 312 وما بعدها).
2 – حَلُّ السِّحرِ عن المسحور بسحرٍ مثله كما تبنى ذلك بعض المنتسبين للعلم في هذا العصر، وقد صدرت فتاوى متعددة في المنع من ذلك، ومن آخرها ما صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
كيف يطلع العامي على هذه الفتاوى؟
بالرجوع إلى فتاوى اللجنة الدائمة، وقرارت هيئة كبار العلماء، وقرارت مجمع الفقه الإسلامي ... وكلها مطبوعة، وقد اعتنى الدكتور محمد بن حسين الجيزاني – وفقه الله – بجمع كثير من هذه الفتاوى الجماعية في النوازل المعاصرة في كتابه القيم (فقه النوازل)
([1]) المعجم الكبير (12/ 447).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:20]ـ
القاعدة الثالثة: الأخذ بما يوافق النصوص المحكمة.
والمقصودُ بالنصوصِ المُحْكَمَةِ: هي النصوص التي دلالتها قطعية في المسألة.
والدليل على ذلك: قوله تعالى: " فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول " [النساء: 59] والرد إلى الله والرسول بالرجوع إلى الكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: " فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " [آل عمران: 7].
قال الشاطبي (5/ 81): وأيضا: فإن في مسائل الخلاف ضابطاً قرآنياً ينفي اتباع الهوى جملة وهو قوله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " وهذا المقلد قد تنازع في مسألته مجتهدان، فوجب ردها إلى الله والرسول، وهو الرجوع إلى الأدلة الشرعية، وهو أبعد من متابعة الهوى والشهوة، فاختياره أحد المذهبين بالهوى والشهوة مضاد للرجوع إلى الله والرسول ... اهـ
مثال ذلك:
1 – إذا أفتى عالمٌ من العلماء بحكمٍ يُخالفُ أحدَ النصوصِ المحكمة، كجواز سفر المرأة دون محرمٍ، واستدلوا على ذلك ببعض الأدلة المتشابهة، والتي لم يُقْصَد بها الكلام عن سفر المرأة بدون محرم. فيرجعُ العاميُّ إلى المحكم من الأدلة الشرعية، وهو قوله – عليه الصلاة والسلام –: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ".
2 – ما يفتي به بعض المنتسبين للعلم من جواز حلق اللحية أو إبقاء أدنى شعر (خليجية)؛ وهذا مخالف للنصوص المعلومة عند العامة فضلاً عن الخاصة من الأمر بتوفير اللحى وإرخائها.
كيف يعرف العامي أنَّ هذا النص محكم؟
يعرف العامي هذا بكون النص صريحاً في المسألة التي يدور حولها النقاش ووقع فيها الخلاف؛ وتطبيقاً على مثالنا الأول: ما يستدل به القائلون بجواز سفر المرأة بدون محرم إذا كانت مع رفقة مأمونة بقوله – صلى الله عليه وسلم – لعدي بن حاتم – رضي الله عنه – في حديثٍ طويل، وفيه: " فإن طالت بك الحياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله " الحديث؛ فاستدل من يرى جواز سفر المرأة بدون محرم مع الرفقة المأمونة بهذا الحديث المحتمل، والذي لم يقصد به بيان حكم سفر المرأة بدون محرم؛ فيرجع العامي إلى النص المحكم في قوله – عليه الصلاة والسلام –: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ".
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:21]ـ
القاعدة الرابعة: الأخذ بما يوافق قواعد الشرع المتقررة.
فالقواعد الشرعية هي من المحكمات التي ينبغي ردُّ المتشابهات إليها، وكلُّ ما لم يأتِ دليلٌ عليه فينبغي أنْ يرُدَّهُ العامي إلى محكمات الشريعة من القواعد والأدلة.
والدليل على ذلك: جميع الأدلة المذكورة في الفقرة السابقة، وقواعد الشرع لن تخرج عن الأدلة الشرعية المحكمة، وإنما أفردته لأن بعض الناس قد تكون هذه القاعدة متقررةً في ذهنه ولا يعرف أدلتها، أو يرجع لها في المسائل التي لا نص فيها.
مثاله:
فتوى بعض المنتسبين إلى العلم بإباحة الدخان؛ بل بعضهم يشير إلى مشروعيته في بعض الأحيان! مع أنه ثبت طبياً الأضرار الكبيرة الناتجة بسبب استخدامه، فإذا بحث العامي عن نصٍّ صريح في تحريمه لم يجد، لكنه يعلم علم اليقين أن الشريعة أباحت الطيبات وحرمت الخبائث، وهذا من الخبائث؛ كما أنه يعرف أنَّ الشريعة جاءت بحفظ الضروريات، ومنها: النفس والمال، والدخان متلف لهما؛ فيعلم العامي – حينئذٍ – أن فتوى هذا المفتي مجانبة للصواب.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:22]ـ
القاعدة الخامسة: الأخذ بقول من يذكر في فتواه دليلاً.
فالأصل أنَّ المسلم مُتَعَبَّدٌ بما جاء في النصوص الشرعية، قال تعالى: " وما خلقتُ الجِنَّ والإنس إلا ليعبدون "، وقوله: " ماذا أجبتم المرسلين "؛ أما ماعدا ذلك من كلام أهل العلم – وإن كان مَحَلَّ تقدير – فليس حُجَّةً بذاته ما لم يعتمد على دليلٍ من الأدلة الشرعية المعتبرة؛ وبناءً على هذا فالعالم الذي يَسْتَدِلُّ لقوله كلامُهُ مُقَدَّمٌ على غيره من أهلِ العلمِ، لأن المتبع لكلامه اعتمد على ما كُلِّفَ بِهِ العبد المسلم.
فائدة: قال السمعاني: لا يُمْنَعُ – أي: المستفتي – من طلب الدليل، وأنه يلزم المفتي أن يذكر له الدليل إن كان مقطوعاً به، ولا يلزمه إن لم يكن مقطوعاً به لافتقاره إلى اجتهاد يقصر فهم العامي عنه ...
مثال ذلك:
عالمٌ أفتى بجواز تولية المرأة للولايات العامة، ولم يذكر دليلاً إلا كقوله: الواقع أثبت أنَّ المرأة تستطيع أنْ تتولى الولايات العامة، ومساواة المرأة بالرجل ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعالمٌ آخر أفتى بتحريم ذلك، واستدل بحديث أبي بكرةَ – رضي الله عنه –، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة " أخرجه البخاري (4425). فقولُ هذا العالم مقدم على قول المفتي الأول، لأنه استند إلى دليلٍ شرعي.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:23]ـ
القاعدة السادسة: سؤال كل عالمٍ عن الفن الذي تخصَّصَ فيه.
فالتخصص في العلوم سُنَّةٌ ماضية – وإن كانت قليلة عند السلف – وهي مِنْ معالم هذا العصر الذي ظهرتْ فيه بوضوح، والتخصص وإن كان له سلبيات فله محاسن، فالمتخصص في فنٍّ: يتقنه، ويحقق مسائله أكثرَ من غيره؛ فمثلاً: ظهر المتخصصون في المعاملات المصرفية المعاصرة، والمتخصصون في بعض أبواب ومسائل الفقه ببحثها في رسائل جامعية متخصصة، والمتخصصون في الحديث ... وهكذا.
ويمكن أن يستدل عليه بما روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجراح " (1).
فإذا وردت على الإنسان مسألة مالية مصرفية معاصرة، فأقرب مَنْ يستطيع أنْ يُجِيْبَ عليها، ويوافق قولُهُ الحقَّ هو من تخصص في هذا المجال.
وكذلك؛ إذا وردت على الإنسان مسألة فقهيةٌ تُبْنَى الفتوى فيها على صحةِ حديثٍ أو ضعفه، فأقرب من يكون قولُهُ فيها صواباً هم أهلُ الحديث.
وقد يقول قائل: في المسائل المصرفيةِ – مثلاً – نسمعُ اختلافاً في الفتوى بين المتخصصين؛ فبقول مَنْ نأخذ؟
يقال: على العامي إذا أراد أن يَعْرِفَ الصواب أنْ يَعْمَلَ بالقواعد المذكورة في هذا المقال، فإذا اختلفوا نقول: انظر إلى النصوص والقواعد الشرعية المحكمة، وانظر هل في هذه المسألة فتوى جماعية من لجان علمية متخصصة ... إلخ، وكلما نظرَ العامي في أكثر من قاعدةٍ لاحَ لهُ وَجْهُ الصوابِ – بإذنِ الله –.
[1] ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=37215&posted=1#_ftnref1) أخرجه الترمذي برقم (3790) وغيره عن أنس بن مالك – رضي الله عنه –، وجاء عن غيره من الصحابة؛ وفيه ضعف.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:24]ـ
القاعدة السابعة: الأخذ بالأحوط إن لم يكن ثَمَّ مشقة.
الأصل في المسائل الشرعية أنَّ الحلال بيِّنٌ، والحرام بين، ويوجد بينهما مشتبهاتٌ أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف نتعاملُ معها فقال – كما في حديثِ النعمان بن بشير –: " الحلال بَيِّنٌ، والحرامُ بَيِّنٌ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينِهِ وعرضِهِ، ومن وقعَ في الشبهاتِ وقعَ في الحرام ... " أخرجه البخاري (52) ومسلم (1599) واللفظ له، وفي لفظ للبخاري (2051): " فمن تركَ ما شُبِّهَ عليهِ منَ الإثمِ كانَ لِمَا استبانَ أترك، ومن اجترأ على ما يَشُكُّ فيه مِنَ الإثمِ أوشكَ أنْ يواقعَ ما استبانَ ".
مثال ذلك:
1 – التصوير الفوتوغرافي والفيديو، فالعلماء اختلفوا في هذه المسألة، ولكلٍّ حُجَّةٌ قويةٌ تُؤيِّدُ قَوْلَهُ، وهذا الاختلاف أوجَبَ شُبْهَةً، فلو اتقى التصوير بهذه الأنواع إلا فيما احتاج إليه كانَ أسلمَ لدينِهِ.
2 – وجوب إهراق الدم على من ترك نسكاً من أنساك الحج، وهذا اختيار جماعة من أهل العلم، خالفهم آخرون بعدم وجوب ذلك ولهم حججٌ قوية؛ فالرجل الموسر والذي يريد أن يحتاط لدينه إذا لم يترجح له أحد القولين له أن يهرق دماً احتياطاً.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:26]ـ
القاعدة الثامنة: الأخذ بما اطمأنت إليه النفس.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 208): لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه، وحاك في صدره من قبوله، وتردد فيها، لقوله – صلى الله عليه وسلم –: " استفت نفسك، وإن أفتاك الناس وأفتوك " فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولاً، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله، إذا كان يعلم أن في الأمر الباطن بخلاف ما أفتاه، ولا يظن المستفتي أن مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه، إذا كان يعلم أن الأمر بخلافه في الباطن، سواء تردد أو حاك في صدره،
لعلمه بالحال في الباطن،
أو لشكه فيه،
أو لجهله به،
أو لعلمه جهل المفتي،
أو محاباته في فتواه،
أو عدم تقيده بالكتاب والسنة،
أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة أو غير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه. اهـ.
وهذه القواعد تعين على ترجيح بعض الأقوال على البعض الآخر عند الاشتباه، وإذا استعمل العامي أكثر من قاعدة في المسألة الواحدة كان أقوى في اطمئنان نفسِهِ، وقربِهِ من الصواب – بإذن اللهِ –.
وهذا واضحٌ لا يحتاج إلى تمثيل.
وأختم كلامي بمقولةٍ لشيخ الإسلام تكتب بماء الذهب، وهي قوله: يكون على الخبازين والطباخين محتسب، ولا يكون على الفتوى محتسب؟!
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
20/ 3 / 1428
/// أخي الكريم: قد لا يعجبك التمثيل بأحد المسائل، فأرجو منك أن تدع الأمثلة وتناقش في الأصول والقواعد!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 11:41]ـ
رائع جدا مع انى ما قرأتها ولكن بعد الامتحان ساقرأها اذ هى مما عمت بها البلوى وسيكون اكثر فى الروعة لو افتيتنى مشرفنا الكريم فى صفحة أسئلتى
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 12:08]ـ
وأنا أيضا .. قرأت العناوين من الموضوع .. وهو جاءني كالماء البارد للظمآن
وسأتأمله مليا بعد صلاة الجمعة إن شاء الله
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا .. شيخ عبد الله المزروع
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:37]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
مقال متميز - حقه التثبيت -.
ورأيي أن تذكر مراجع مفيدة لمن أراد الاستزادة.
وفقكم الله ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 06:21]ـ
بارك الله في جهودكم
وهذا المقلد قد تنازع في مسألته مجتهدان، فوجب ردها إلى الله والرسول
هذا لا ينفك عن نظر
فلقائل أن يقول: كيف يستطيع العامي ترجيح أحد القولين برده للكتاب والسنة لو استطاع لم يصدق عليه اسم المقلد العامي بل يصدق عليه اسم طالب علم أو متبع
فإن قيل المسلم العامي رزقه الله عقلا مميزا فهناك نصوص محكمة لابد من المصير إليها قيل هذا لا ضابط له
فالنص المحكم عند طالب العلم فضلا عمن فوقه قد يكون في حق العامي متشابها لما يسمعه من اعتراضات ذاك العالم الذي أفتاه بخلاف هذا النص
ولنضرب على ذلك مثالا وهي نصوص إعفاء اللحية
فهي عندنا نحن كطلبة علم فضلا عمن فوقنا محكمة لضعف الاعتراضات التي يوردها المخالف في نظرنا ومقدار علمنا
لكن العامي لما يطرق سمعه هذه الاعتراضات يضطرب ويعود النص في حقه متشابها أي غير كافيا للقول بموجبه أي حرمة حلق اللحية
ومن هذه الاعتراضات: أن الأمر في باب الآداب يحمل على الندب مالم توجد قرينة تدل على الوجوب بخلاف باب العبادات ونحوها
ومنها: أن الأمر بإعفاء اللحية معطوف في الحديث على بعض سنن الفطرة فيلحق بها حكما
ومنها: أن بعض العماء من الشافعية وغيرهم لم يذهبوا للحرمة
ومنها: أن إعفاء اللحية كان من عادات العرب في تلك العصور أما في عصرنا فعكس ذلك
وغير ذلك من الشبه والاعتراضات
فلا شك أن العامي الذي لا يدري ما أصول الفقه ولا يدري شيئا من باب التراجيح بعد سماعه لهذه الشبه والاعتراضات على هذا النص لن يبق في حقه محكما ودالا على تحريم حلق اللحية
فهذه الاعتراضات في حق غير العامي يسهل دفعها وقد تشكل على بعض الطلبة لكن العامي أنى يدفعها؟؟
تنبيه: لا أقرر هنا جواز حلق اللحية فلا أشك في حرمة ذلك لكن الأمر كما وصفت لكم في حق العامي
المقصود أن إلزام العامي بنوع ترجيح أو الأخذ بالقول الذي تؤيده النصوص المحكمة يحتاج إلى ضبط
فالمحكم في حق طالب العلم ومن فوقه يختلف عنه في حق العامي
وهذا جائز عقلا بل هو واقع والأمثلة عليه تختلف باختلاف الأشخاص
وهكذا يقال في سفر المرأة من غير محرم
فاختياره أحد المذهبين بالهوى والشهوة مضاد للرجوع إلى الله والرسول
لا شك في حرمة اتباع الهوى لكن عدم الأخذ بموجب النص المحكم لا يلزم منه اتباع الهوى في حق العامي لاحتمال أن يكون سبب عدم الأخذ ما تقدم وهو عدم القدرة على دفع الاعتراضات من الطرف الآخر (المفتى الآخر) فلم يعد في حقه محكما
فإما أن يقال محل كلام الشاطبي في حق العامي الذي لم يسمع تلك الاعتراضات التي أحالت النص في حقه من المحكم إلى المتشابه فيكون كلام الشاطبي رحمه الله مخصصا
وإما أن يبحث عن ضوابط لهذا الكلام والله أعلم
الأخذ بما اطمأنت إليه النفس
هذا يحتاج إلى ضابط لأن بعض العوام يقول أن تطمئن نفسي لفتاوى القرضاوي _ على سبيل المثال _ لأنه ميسر ووو إلخ
فأنا أرى حلية الغناء وو
فهل هذا اطمئنان أم .... ؟؟!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 10:59]ـ
شكر الله لكم شيخنا موضوع موفق ,.,.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 01:32]ـ
/// أشكر الإخوة المشايخ المشاركين في الموضوع.
/// أخي الشيخ أمجد: بالنسبة للفقرة الأخيرة من كلامك مما يتعلق باطمئنان النفس، فلا يخفى عليك - حفظك الله - النص الوارد في ذلك، ثم في كلام ابن القيم - رحمه الله - مما يوضح بعض المعالم ...
أما من يريد اتباع هواه ... فلن ينظر في فتاوى أهل العلم أصلاً.
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:00]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالله على فكرة مقالك
أما مضمونه فهناك تحكم في النصوص وتناقض في بعض الاستدلالات وضعف في الأمثلة
وما أُتيت ياشيخ عبدالله إلا من قبل أنك تعتقد ثم تستدل وتستدل أيضا بكلام أهل العلم ولا تستدل له ... وغير ذلك من الملاحظات وسيأتي إن شاء الله ذكر بعضها
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:32]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الله ووفقنا الله وإياك لكل خير، مقال متميز، نسأل الله تعالى أن لا يحرمك الأجر والمثوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:33]ـ
هذه بعض الملاحظات المقتضبة على بعض ما جاء في مقالة عبد الله المزروع، والتي سببها ليست قلة اطلاع الشيخ وإنما عدم التأمل الكافي وعدم الاستقصاء مما أوقعه في شيء من التناقض والاضطراب
واعلم ان كلامي فيه شيء من الشدة وذلك لما رأيت من المبالغة في المدح والتقريظ وذلك فيما يبدو لسمعة الشيخ وليس لمقاله، والله أعلم
قولك: (وهذه المشكلة بحجمها الحالي – في نظري – حادثة، وإن كان لها جذور في السابق؛ فلذا لم أجد كلاماً طويلاً حول هذه المسألة عند القدماء، وإنما هي إشارات هنا وهناك)
بل المشكلة كانت أكبر في السابق حتى انه كان في المدينة النبوية سبعة مذاهب. لسبعة فقهاء إلا أنه لم تكن صدورهم تضيق بالخلاف! حتى يتكلموا فيه طويلا، ولم يحاولوا منعه فيحاولوا مستحيلا. فاكتفوا بإشارات تنير الطريق لمن أراد الوصول
قولك: (وذلك لأن العامي لا يستطيع الترجيح، لكن – في الغالب – تقوي لديه هذا القول أو ذاك) هذا العامي عندك يا شيخ عبد الله ينزل نزولا حتى لا يستطيع الترجيح، ويرتفع ارتفاعا حتى يعرف القواعد المقررة في الشريعة، ثم هو بين ذلك يستطيع أن يميز بين أقوال العلماء وأحوالهم وصفاتهم والمشهور من الأقوال!، فلا أدري أين هؤلاء العوام الذين يتكلم عنهم الشيخ عبد الله!
قولك: (القاعدة الأولى: سؤال الأعلم والأورع، والأخذ برأيه وترك الرأي المعارض له – ما لم يتضح خطأ هذا الأعلم – فالإنسان متعبد بالدليل لا بآراء الرجال مهما بلغوا من المنزلة في العلم)
لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا شيخ عبد الله: فما مقياس الأعلم أهو الذي يحفظ الصحيحين؟ أم الكتب الستة؟ أم صاحب المؤلفات الكثيرة؟ أم الذي يظهر في وسائل الإعلام؟ وما منهج هذه الوسيلة الإعلامية ومن هم القائمون عليها؟ لابد أن تجيب يا شيخ عبد الله حتى تبسط الأمور للعامي الذي لو طلب العلم من جديد لكان أيسر له من معرفة الأعلم من العلماء!
ثم نعود للأورع ونسأل: هل العالم الموظف في الدولة مثل العالم الغير موظف؟ وهل الذي يلبس الناعم من الثياب ويركب الفاره من السيارت يعتبر ورعا؟ وأرجو أن تدعم إجاباتك بالمثال: وتقارن بين العلماء الذين اختلفوا وتحدد من هو الأورع ومن هوالأعلم ... وأرجو ألا يستدرجك السؤال فتجيب ... وحينها حق لنا أن نردد:
هذا الزمان الذي كنا نحذره – في قول كعب وفي قول ابن مسعود
ودعنا من الطرق التعجيزية مثل شرطك (إطباق عموم الناس من العامة والعلماء على أنَّ هذا هو الأعلم الأورع؛ كما شاهدنا هذا في سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله) لقد أصبحنا مثل الشيعة في غيبة الإمام المعصوم، فقد مات ابن باز رحمه الله، فما ذا نصنع؟ إلا إذا كنت تشرح عبارة الشيخ الخراشي (من كان يعبد ابن باز فإن ابن باز قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)!
قولك: (إذا أفتى عالمٌ من العلماء بحكمٍ يُخالفُ أحدَ النصوصِ المحكمة، كجواز سفر المرأة دون محرمٍ) إذا كان سفر المرأة دون محرم من النصوص المحكمة عندك ووافقك عليه شيوخ المنتدى وأنا أرضى بحكمهم فهذا فراق بيني وبين هذا المنتدى وأريحكم من هذا الفارس الغاشم الذي يرد بلا حلم ولا علم وحق للقلم أن يكسر وللوحة الحروف أن تعطل!
قولك: (أخي الكريم: قد لا يعجبك التمثيل بأحد المسائل، فأرجو منك أن تدع الأمثلة وتناقش في الأصول والقواعد)
هذا هروب غير مقبول منك يا شيخ عبد الله فإنك تعلم أن أزمتنا اليوم ليس في القواعد والأصول وإنما في تخريج الفروع على الأصول وتنزيل الوقائع على القواعد وهي المصيبة التي حلت بعلماء اليوم ويتجرعها العامة المساكين.
فهذا العالم يجعل الظني قطعيا، وذلك يجعل المجمع عليه في حكم المختلف فيه ... وهلم جرا
والله أعلم وأحكم
نقش: "من قل علمه، كثر خلافه "
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:35]ـ
أخي أحمد الفارس بارك الله فيك الأمر لا يستحق كل هذا
قلتَ:
إلا أنه لم تكن صدورهم تضيق بالخلاف!
فلا يضيق صدرك هنا ولنلتزم جميعا بأدب الخلاف
وهناك أسئلة إجابتها في المقال مثل: كيف يعرف العامي الأعلم والأورع؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا بارك الله فيك مسائل التقليد والاجتهاد والاستفتاء مسائل مهمة جدا في عصرنا والخلاف في بعض جزئياتها سائغ
فلنناقش الموضوع بعلمية بحته بعيدا عن الشدة في الأسلوب ونحو تلك الأشياء
بارك الله فيك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 04:30]ـ
هذه بعض الملاحظات المقتضبة على بعض ما جاء في مقالة عبد الله المزروع، والتي سببها ليست قلة اطلاع الشيخ وإنما عدم التأمل الكافي وعدم الاستقصاء مما أوقعه في شيء من التناقض والاضطراب
واعلم ان كلامي فيه شيء من الشدة وذلك لما رأيت من المبالغة في المدح والتقريظ وذلك فيما يبدو لسمعة الشيخ وليس لمقاله، والله أعلم
قولك: (وهذه المشكلة بحجمها الحالي – في نظري – حادثة، وإن كان لها جذور في السابق؛ فلذا لم أجد كلاماً طويلاً حول هذه المسألة عند القدماء، وإنما هي إشارات هنا وهناك)
بل المشكلة كانت أكبر في السابق حتى انه كان في المدينة النبوية سبعة مذاهب. لسبعة فقهاء إلا أنه لم تكن صدورهم تضيق بالخلاف! حتى يتكلموا فيه طويلا، ولم يحاولوا منعه فيحاولوا مستحيلا. فاكتفوا بإشارات تنير الطريق لمن أراد الوصول
قولك: (وذلك لأن العامي لا يستطيع الترجيح، لكن – في الغالب – تقوي لديه هذا القول أو ذاك) هذا العامي عندك يا شيخ عبد الله ينزل نزولا حتى لا يستطيع الترجيح، ويرتفع ارتفاعا حتى يعرف القواعد المقررة في الشريعة، ثم هو بين ذلك يستطيع أن يميز بين أقوال العلماء وأحوالهم وصفاتهم والمشهور من الأقوال!، فلا أدري أين هؤلاء العوام الذين يتكلم عنهم الشيخ عبد الله!
قولك: (القاعدة الأولى: سؤال الأعلم والأورع، والأخذ برأيه وترك الرأي المعارض له – ما لم يتضح خطأ هذا الأعلم – فالإنسان متعبد بالدليل لا بآراء الرجال مهما بلغوا من المنزلة في العلم)
لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا شيخ عبد الله: فما مقياس الأعلم أهو الذي يحفظ الصحيحين؟ أم الكتب الستة؟ أم صاحب المؤلفات الكثيرة؟ أم الذي يظهر في وسائل الإعلام؟ وما منهج هذه الوسيلة الإعلامية ومن هم القائمون عليها؟ لابد أن تجيب يا شيخ عبد الله حتى تبسط الأمور للعامي الذي لو طلب العلم من جديد لكان أيسر له من معرفة الأعلم من العلماء!
ثم نعود للأورع ونسأل: هل العالم الموظف في الدولة مثل العالم الغير موظف؟ وهل الذي يلبس الناعم من الثياب ويركب الفاره من السيارت يعتبر ورعا؟ وأرجو أن تدعم إجاباتك بالمثال: وتقارن بين العلماء الذين اختلفوا وتحدد من هو الأورع ومن هوالأعلم ... وأرجو ألا يستدرجك السؤال فتجيب ... وحينها حق لنا أن نردد:
هذا الزمان الذي كنا نحذره – في قول كعب وفي قول ابن مسعود
ودعنا من الطرق التعجيزية مثل شرطك (إطباق عموم الناس من العامة والعلماء على أنَّ هذا هو الأعلم الأورع؛ كما شاهدنا هذا في سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله) لقد أصبحنا مثل الشيعة في غيبة الإمام المعصوم، فقد مات ابن باز رحمه الله، فما ذا نصنع؟ إلا إذا كنت تشرح عبارة الشيخ الخراشي (من كان يعبد ابن باز فإن ابن باز قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)!
قولك: (إذا أفتى عالمٌ من العلماء بحكمٍ يُخالفُ أحدَ النصوصِ المحكمة، كجواز سفر المرأة دون محرمٍ) إذا كان سفر المرأة دون محرم من النصوص المحكمة عندك ووافقك عليه شيوخ المنتدى وأنا أرضى بحكمهم فهذا فراق بيني وبين هذا المنتدى وأريحكم من هذا الفارس الغاشم الذي يرد بلا حلم ولا علم وحق للقلم أن يكسر وللوحة الحروف أن تعطل!
قولك: (أخي الكريم: قد لا يعجبك التمثيل بأحد المسائل، فأرجو منك أن تدع الأمثلة وتناقش في الأصول والقواعد)
هذا هروب غير مقبول منك يا شيخ عبد الله فإنك تعلم أن أزمتنا اليوم ليس في القواعد والأصول وإنما في تخريج الفروع على الأصول وتنزيل الوقائع على القواعد وهي المصيبة التي حلت بعلماء اليوم ويتجرعها العامة المساكين.
فهذا العالم يجعل الظني قطعيا، وذلك يجعل المجمع عليه في حكم المختلف فيه ... وهلم جرا
والله أعلم وأحكم
نقش: "من قل علمه، كثر خلافه "
الأخ الكريم الشيخ أحمد الفارس - وفقه الله -:
كنت أنوي أن أُبَيِّن وجهة نظري في كلامك، حتى قرأت ما يَدُلُّ على أنَّ الردَّ هنا إنما هو اجترارٌ لموضوع سابق!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإغماد القلم عن الكتابة، والإعراض عن طرق المراء = أحبُّ إليَّ.
غفر الله لي ولك.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 05:04]ـ
بارك الله في جهودكم
هذا لا ينفك عن نظر
فلقائل أن يقول: كيف يستطيع العامي ترجيح أحد القولين برده للكتاب والسنة لو استطاع لم يصدق عليه اسم المقلد العامي بل يصدق عليه اسم طالب علم أو متبع
فإن قيل المسلم العامي رزقه الله عقلا مميزا فهناك نصوص محكمة لابد من المصير إليها قيل هذا لا ضابط له
فالنص المحكم عند طالب العلم فضلا عمن فوقه قد يكون في حق العامي متشابها لما يسمعه من اعتراضات ذاك العالم الذي أفتاه بخلاف هذا النص
ولنضرب على ذلك مثالا وهي نصوص إعفاء اللحية
فهي عندنا نحن كطلبة علم فضلا عمن فوقنا محكمة لضعف الاعتراضات التي يوردها المخالف في نظرنا ومقدار علمنا
لكن العامي لما يطرق سمعه هذه الاعتراضات يضطرب ويعود النص في حقه متشابها أي غير كافيا للقول بموجبه أي حرمة حلق اللحية
ومن هذه الاعتراضات: أن الأمر في باب الآداب يحمل على الندب مالم توجد قرينة تدل على الوجوب بخلاف باب العبادات ونحوها
ومنها: أن الأمر بإعفاء اللحية معطوف في الحديث على بعض سنن الفطرة فيلحق بها حكما
ومنها: أن بعض العماء من الشافعية وغيرهم لم يذهبوا للحرمة
ومنها: أن إعفاء اللحية كان من عادات العرب في تلك العصور أما في عصرنا فعكس ذلك
وغير ذلك من الشبه والاعتراضات
فلا شك أن العامي الذي لا يدري ما أصول الفقه ولا يدري شيئا من باب التراجيح بعد سماعه لهذه الشبه والاعتراضات على هذا النص لن يبق في حقه محكما ودالا على تحريم حلق اللحية
فهذه الاعتراضات في حق غير العامي يسهل دفعها وقد تشكل على بعض الطلبة لكن العامي أنى يدفعها؟؟
تنبيه: لا أقرر هنا جواز حلق اللحية فلا أشك في حرمة ذلك لكن الأمر كما وصفت لكم في حق العامي
المقصود أن إلزام العامي بنوع ترجيح أو الأخذ بالقول الذي تؤيده النصوص المحكمة يحتاج إلى ضبط
فالمحكم في حق طالب العلم ومن فوقه يختلف عنه في حق العامي
وهذا جائز عقلا بل هو واقع والأمثلة عليه تختلف باختلاف الأشخاص
وهكذا يقال في سفر المرأة من غير محرم
لا شك في حرمة اتباع الهوى لكن عدم الأخذ بموجب النص المحكم لا يلزم منه اتباع الهوى في حق العامي لاحتمال أن يكون سبب عدم الأخذ ما تقدم وهو عدم القدرة على دفع الاعتراضات من الطرف الآخر (المفتى الآخر) فلم يعد في حقه محكما
فإما أن يقال محل كلام الشاطبي في حق العامي الذي لم يسمع تلك الاعتراضات التي أحالت النص في حقه من المحكم إلى المتشابه فيكون كلام الشاطبي رحمه الله مخصصا
وإما أن يبحث عن ضوابط لهذا الكلام والله أعلم
هذا يحتاج إلى ضابط لأن بعض العوام يقول أن تطمئن نفسي لفتاوى القرضاوي _ على سبيل المثال _ لأنه ميسر ووو إلخ
فأنا أرى حلية الغناء وو
فهل هذا اطمئنان أم .... ؟؟!
الشيخ الفاضل: أمجد الفلسطيني وفقه الله
جزاكم الله خيراً على مروركم وتشريفكم، وإجابةً عن بعض ما أوردته هنا:
يمكن أن يقال: هذا العامي إذا سمع هذه الاعتراضات التي يذكرها من يقول بجواز حلق اللحية إما أنْ يفهمها ويدرك قوتها في صرف ظاهر النصوص التي يعرفها، وإما أن لا يدرك ذلك.
فالأول: إن صح كونه عامياً، فيقال له:
1 - استخدم الطرق الأخرى لمعرفة الحق الذي التبس عليك.
2 - إذا ظهر لك قوة قول هذا المفتي واطمأنت نفسك لقوله ... فلا عليك من العمل بقوله، وهذا مبلغك من العلم؛ كما لو كنت لم تسمع إلا هذا القول فقط.
أما الثاني: فيقال له:
1 - استخدم الطرق الأخرى لمعرفة الحق الذي التبس عليك.
2 - أرجع هذا الكلام الذي استدل به هذا المفتي إلى ظاهر النص الذي بين يديك.
3 - إذا لم يتبين لك وجه الصواب ... فاسأل من تثق في علمه ودينه.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 05:21]ـ
الشيخ الكريم /عبدالله المزروع .. وفقه الله
أثابك الله على موضوعك القيم،وثقّل به موازين حسناتك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:22]ـ
الأخ الكريم: أحمد الفارس: ما سألت عنه وضحه الأخ عبدالله في مقاله.
فإن كان عندك ما يُفيد فهاته. أما الاعتراض لمجرد الاعتراض فاربأ بنفسك عنه.
وقولي: (من كان يعبد .. )، على غرار قول الخليفة الأول - رضي الله عنه -، وأعني به ما أقول؛ حيث لم نشاهد هذه التميعات والتقحمات الجريئة إلا بعد وفاة الشيخ ابن باز - رحمه الله - باعتراف العقلاء، (خلا لكِ الجو .. )، وقد جاء معظم ذلك من أهل التلون ومن سار خلفهم تقليدًا.
وفقكم الله ..
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:31]ـ
الشيخ سليمان: الأخ عبدالله لم يوضح شيء، بل هو نفسه قال أنه أراد أن يوضح لكنه ظن أن أسئلتي أسئلة متعنت لا مسترشد! وهو حر في ذلك وأقول له: وهو كذلك غفر له
وأرجوك لا تصف أي اعتراض لا يعجبك أنه لمجرد الاعتراض فقط.
كما أني أربأ بك أيضا أن تصف بعض الفضلاء بالتلون والتقليد ... ففن التنابز بالألقاب (الذي أصبح فنا اليوم) من السهولة بمكان ...
وأعيد سؤالي هنا مرة أخرى: هل حديث " لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم " من الأحاديث الصريحة المحكمة، كما ذكر المزروع؟
ومنكم نستفيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 10:00]ـ
الأخ الكريم: أحمد: لو أوردت اعتراضاتك منذ البداية بطريقة " المسترشد " لقُبلت، لكنك للأسف أوردتها بأسلوب أقرب إلى الاستهانة بالبحث، وهذا لا يليق.
أما التلون .. ، فأنا أعني به ما أقول - ولي عليه شواهد -، وهو معروف عند السلف، وقد حذروا منه.
والحديث المذكور ما الذي أشكل عليك منه؟
هل معناه غامض مثلا؟
هو نهي واضح عن سفر المرأة. أما المدة فاختلفت فيها الروايات.
وإذا صح الحديث لا ينبغي أن يُعارض بالمتشابه؛ كمن عارضه بسفر عائشة رضي الله عنها، وما أدراه أنه لم يكن معها محرم؟؟
وفقكم الله ..
ـ[أم المثنى]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا البحث يسوقنا إلى سؤال في الفتوى والمفتى والمستفتي من تغير فيهم!!
نجد فتاوى الآن معلبة وعلى حسب الحالة وبعض طلبة العلم الصغار يفتون بسرعة رهيبة وخاصة في المنتديات
أما الفضائيات فكل فترة يتشهر شيخ بفتوى لم تكن معروفة من قبل
ونجد أن هناك شريحة تبحث عن الفتاوى الميسرة وتأخذ بها ونجد مفتين الآن ينتهجون فقة التيسير بأمور كثيرة
لسنا من دعاة التشدد أو التعنت ولسنا نريد الدين مائعا وفق اهواء بشرية
بوركتم لهذا البحث القيم وماتزال قضية الفتوى والمفتي والمستفتي محل جدل في خضم هذه الإختلافات الكثيرة والحمدلله الإختلاف بالفروع وهذا من فضل الله تعالى
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 08:12]ـ
هل يمكن اضافة السن كعامل من عوامل الترجيح؟ و هذا قريب الصلة بالتخصص، فالعالم الذي مارس العلم لعقود طويلة حتى خالط لحمه و دمه قد يكون أقرب للصواب ممن هو دونه.
ثم هل يمكن اعتبار قول الجمهور من المرجحات؟ حيث اعتبار رأي المجامع الفقهية جزء من ترجيح رأي الأغلبية. و في الأخذ برأي الجمهور وقاية من شواذ الأقوال في الغالب، وإلا فإن الحق قد يكون مع مخالفهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:22]ـ
قولك: (أخي الكريم: قد لا يعجبك التمثيل بأحد المسائل، فأرجو منك أن تدع الأمثلة وتناقش في الأصول والقواعد)
هذا هروب غير مقبول منك يا شيخ عبد الله فإنك تعلم أن أزمتنا اليوم ليس في القواعد والأصول وإنما في تخريج الفروع على الأصول وتنزيل الوقائع على القواعد وهي المصيبة التي حلت بعلماء اليوم ويتجرعها العامة المساكين.
فهذا العالم يجعل الظني قطعيا، وذلك يجعل المجمع عليه في حكم المختلف فيه ... وهلم جرا
والله أعلم وأحكم
نقش: "من قل علمه، كثر خلافه "
هنا فائدة:
في كتاب المصفى في أصول الفقه للشيخ أحمد بن محمد الوزير ص 37 و67:
فائدة: (ليس من دأب التحصيل المناقشة في التمثيل) اهـ
ومقصوده من هذا عدم الاعتراض على الأمثلة المذكورة المراد منها تفهيم الطالبِ القاعدةَ الأصوليةَ، فالاعتراض يشتت ذهن الطالب عن فهم المقصود، وتحقيق الفروع له مكان آخر.
وما أجمل هذا الكلام، و أحسنه.
وقد سمعت بعض الفضلاء يشرح بعض الكتب، ويكثر من الاعتراض على الأمثلة التي ذكرها المؤلف فشتت الطلاب، وكان يمكنه الخروج من ذلك بقوله: في هذا الأمثلة ما لا يوافق المؤلف عليه، لكن الغرض هو= فهم القاعدة والمسألة.
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=9229&postcount=111
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:02]ـ
شكرا لمرورك شيخ عبدالرحمن، والاعتراض الذي ذكرته يكون في مقام التعليم والتدريس لا في مقام الفتوى، إذ مقصود التعليم والتدريس هو إيصال الفكرة الأساسية إلى الطالب أما في مقام الفتوى فإن النوازل تعتورها جملة أفكار فتحتاج إلى تأليف بين عدة أفكار وهو ما نسميه الفقه.
ولعل اعتراضك شيخ عبد الرحمن قادنا إلى معضلة أخرى وهو أن بعضهم جعل كل مقال في نفس المقام، وأخذ باأقوال السلف في بعض المناسبات وجعلها في كل مناسبة. والله أعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:16]ـ
والاعتراض الذي ذكرته يكون في مقام التعليم والتدريس لا في مقام الفتوى
هل هذا الموضوع يعتبر في = مقام الفتوى؟
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:29]ـ
هل قرأت عنوان مقال الشيخ المزروع يا شيخ عبد الرحمن أم أنك مازلت مسافرا والقلب متشعب في كل واد!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 04:34]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أسأل هل هذه القواعد فى اختلاف الفتاوى (الاختلاف السائغ أم غير السائغ)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 05:48]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أسأل هل هذه القواعد فى اختلاف الفتاوى (الاختلاف السائغ أم غير السائغ)
/// العامي قد لا يعرف الخلاف السائغ من غيره؛ فلذا الكلام عام.
/// حقيقة المشكلة: في كون كثير ممن يخرج في القنوات قد لا يكون معروفاً عند العامي (هذا لا ينقص قدر هؤلاء المشايخ) أو يكونوا معروفين دون تفاضل بينهم لدى المستمع أو السائل – على الأقل –، فكيف يتعامل معها بالنسبة لقول الأصوليين بتقيد قول الأعلم الأورع؟!
وهذا في ظني هو عصب المشكلة اليوم، ويتفرع عنه أمور كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 05:51]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
مقال متميز - حقه التثبيت -.
ورأيي أن تذكر مراجع مفيدة لمن أراد الاستزادة.
وفقكم الله ..
الشيخ الفاضل: سليمان الخراشي سلمه الله
لم يمنعني من الإجابة عن طلبكم إلا كراهتي للموضوع بسبب كتابة البعض – هداهم الله –.
من المراجع التي أتذكرها الآن:
1 – التقليد، للشيخ سعد الشثري.
2 – القواعد الأصولية التي على العامي تعلمها، للشيخ سعد الشثري. (أظن اسم الكتاب كذا، فالكتاب الآن ليس بين يدي).
3 – الفتوى، بازمول. (أظن اسم الكتاب كذا، فالكتاب الآن ليس بين يدي).
4 – مبحث الاجتهاد والتقليد من كتب الأصول، والتي أتذكر الآن مراجعتي لها: شرح مختصر الروضة، والكوكب المنير، والموافقات ... وعامة كتب الأصول تذكر هذا المبحث.
5 – التقليد والإفتاء والاستفتاء، للشيخ عبد العزيز الراجحي (وإن كان خروجه بعد أن كتبت هذه الوريقات).
6 – منهج التيسير المعاصر، للطويل.
7 – كتيب في الفتوى وخطبة جمعة، للزامل.
8 – مقدمة المجموع، للنووي.
هذا ما أذكره الآن!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 06:52]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا ـ أيّها الشّيخ الكريم ـ عبد اللَّه المزروع.
2 – القواعد الأصولية التي على العامي تعلمها، للشيخ سعد الشثري. (أظن اسم الكتاب كذا، فالكتاب الآن ليس بين يدي).
= «القواعد الأصولية المتعلقة بالمسلم غير المجتهد»
3 – الفتوى، بازمول. (أظن اسم الكتاب كذا، فالكتاب الآن ليس بين يدي).
= «تغير الفتوى»
رفع اللَّهُ قدركم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:22]ـ
الان مثلا اذا سمع العامى بعد سماعه اختلاف الفتوى ان فتوى فلان مخالفة للنص الصريح القطعى وهو أخطأ ومثل هذا الكلام وانه انفرد بهذا القول باسلوب طبعا يفهمه العامى فاذا (لاكلام فى هذا اذ هو يفهم ان كل احد من البشر ليس معصوم الا الانبياء فلا اشكال فان ابين له ان قول هذا المفتى منفرد به والباقين كلهم خالفوه وهو لم يجيب على احد منهم فالعامى ان كان يخشى الله لن يسمع كلامه لكن لو هذا الخلاف عليه اكثر من عالم ولهم وجه وان كان ضعيفا فهو مثلا سائغ عند البعض (سواء اكثرين او اقلية) وغير سائغ عند البعض سواء اثرين او اقلية أو هو سائغ بالاجماع قصدى بكلمة سائغ اى ان هناك راجح ومرجوح هنا اسأل (هل يجب لغير المجتهد ان يعمل بالقول الراجح وما الدليل خاصة ان لكل قول وجه من السنة وما دليل ماسمعته من بعض العلماء ان العامى لو سأل مفتى لزمه كلامه وان سأل بعده مفتى اخر وسمع فتوى غير الاولى (ما دام لكل وجه من السنة) ما الدليل على اللزوم فهو أولى وأفضل نعم لكن اللزوم ما الدليل عليه اخيرا شيخنا المبارك لاتنزعج من المضايقات فهناك الانبياء والخلفاء الراشدين ومن بعدهم من الصالحين اسوة من قتل منهم كان يقول قاتله انا قتلته ابتغاء وجه الله فهذه سنة كونية وانا وقع تحت يدى كلمة للشيخ عائض القرنى فى فائدة العدو لكن للاسف لااستطيع الوصول لها عبر النت الان
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 05:17]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا ـ أيّها الشّيخ الكريم ـ عبد اللَّه المزروع.
= «القواعد الأصولية المتعلقة بالمسلم غير المجتهد»
= «تغير الفتوى»
رفع اللَّهُ قدركم.
أخي الفضل الشيخ سلمان أبو زيد وفقه الله:
جزاك الله خيراً، ونفع بك.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 05:22]ـ
الان مثلا اذا سمع العامى بعد سماعه اختلاف الفتوى ان فتوى فلان مخالفة للنص الصريح القطعى وهو أخطأ ومثل هذا الكلام وانه انفرد بهذا القول باسلوب طبعا يفهمه العامى فاذا (لاكلام فى هذا اذ هو يفهم ان كل احد من البشر ليس معصوم الا الانبياء فلا اشكال فان ابين له ان قول هذا المفتى منفرد به والباقين كلهم خالفوه وهو لم يجيب على احد منهم فالعامى ان كان يخشى الله لن يسمع كلامه لكن لو هذا الخلاف عليه اكثر من عالم ولهم وجه وان كان ضعيفا فهو مثلا سائغ عند البعض (سواء اكثرين او اقلية) وغير سائغ عند البعض سواء اثرين او اقلية أو هو سائغ بالاجماع قصدى بكلمة سائغ اى ان هناك راجح ومرجوح هنا اسأل (هل يجب لغير المجتهد ان يعمل بالقول الراجح وما الدليل خاصة ان لكل قول وجه من السنة وما دليل ماسمعته من بعض العلماء ان العامى لو سأل مفتى لزمه كلامه وان سأل بعده مفتى اخر وسمع فتوى غير الاولى (ما دام لكل وجه من السنة) ما الدليل على اللزوم فهو أولى وأفضل نعم لكن اللزوم ما الدليل عليه اخيرا شيخنا المبارك لاتنزعج من المضايقات فهناك الانبياء والخلفاء الراشدين ومن بعدهم من الصالحين اسوة من قتل منهم كان يقول قاتله انا قتلته ابتغاء وجه الله فهذه سنة كونية وانا وقع تحت يدى كلمة للشيخ عائض القرنى فى فائدة العدو لكن للاسف لااستطيع الوصول لها عبر النت الان
أخي الكريم خالد وفقه الله
لو تكرمت بتوضيح مقالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 06:04]ـ
ووجدت طريقين من طرق الترجيح التي يمكن للعامي أن يسلكها، وهي:
/// الترجيح بِكِبَر السن - وقد أشار له الأخ الفاضل: أبو معاية - وقد نصَّ على ذلك الزركشي في البحر الميحط حيث قال: وَالْأَصَحُّ تَرْجِيحُ الرَّاجِحِ عِلْمًا عَلَى الرَّاجِحِ وَرَعًا. فَإِنْ اسْتَوَيَا قُدِّمَ الْأَسَنُّ , لِأَنَّهُ أَقْرَبُ إلَى الْإِصَابَةِ , لِطُولِ الْمُمَارَسَةِ.
/// الترجيح بما جرى عليه العمل أو شهرة القول، وقد نقل ذلك ابن عليشٍ المالكي في (فتح العلي المالك) عن أحد المالكية حيث قال: ... وَإِذَا اطَّلَعَ الْمُقَلِّدُ عَلَى خِلَافٍ فِي مَسْأَلَةٍ تَخُصُّهُ وَفِيهَا قَوْلٌ رَاجِحٌ بِشُهْرَةٍ أَوْ عَمَلٍ أَوْ غَيْرِهِمَا تَعَيَّنَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ عَلَى الرَّاجِحِ وَلَا يُفْتِي بِغَيْرِهِ إلَّا لِضَرُورَةٍ قَادِحَةٍ وَالْتِزَامِ مَفْسَدَةٍ وَاضِحَةٍ وَقَدْ اسْتَوْعَبْت الْقَوْلَ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ فِي كِتَابِي الْمُسَمَّى بِمِنْهَاجِ الْبَرَاعَةِ فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ الْمُفْتِينَ وَقَضَاءِ الْجَمَاعَةِ وَاَللَّهُ - جَلَّ جَلَالُهُ - الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ وَالْمُثِيبُ عَلَيْهِ بِحُسْنِ الثَّوَابِ وَكَتَبَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِكْرِيٍّ لَطَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ا هـ. مِنْ الْمِعْيَارِ.
وإذا كان هذا مطلوباً من المفتي الذي يعلم الأقوال والأدلة ويستطيع الترجيح - عند بعض أهل العلم -، فغيره من باب أولى. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63319)
ـ[عبدالله الفياض]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 06:26]ـ
الشيخ عبدالله المزروع .. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الشيخ أحمد الفارس الموضوع لايستحق كل هالشده في الأسلوب ....
ونتمنى أن تتسع صدورنا لبعضنا , ونعتمد نقاش هادئ ...
نفع الله بكم أيها الأفاضل وجزيتم الجنة ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 03:32]ـ
وَإِذَا اطَّلَعَ الْمُقَلِّدُ عَلَى خِلَافٍ فِي مَسْأَلَةٍ تَخُصُّهُ وَفِيهَا قَوْلٌ رَاجِحٌ بِشُهْرَةٍ أَوْ عَمَلٍ أَوْ غَيْرِهِمَا تَعَيَّنَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ عَلَى الرَّاجِحِ هذا ما أقصده ما الدليل على تعين الاخذ بالقول الراجح طالما ان لكل وجه من السنة
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:43]ـ
هذا ما أقصده ما الدليل على تعين الاخذ بالقول الراجح طالما ان لكل وجه من السنة
/// كنت كتبت رداً مطولاً، لكن عندي مشكلة في الموقع والمشاركة فيه، حيث إني أكتب مشاركة وعند إضافتها يخرج لي (لا يمكن عرض الصفحة)، ويذهب كل ما كتبته!
/// الخلاصة: يمكن إرجاع هذا الاستفسار إلى المسألة الأصولية الشهيرة: هل كل مجتهد مصيب؟ والله أعلم.
///
ـ[العيدان]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:01]ـ
هذه المسألة لها جانبان:
1 - إذا وقعت واقعه فهل المقلِّد يتخير أي قول أو يرجح؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال أشهرها ما يأتي:
القول الأول: أن المقلِّد يتخير من المجتهدين، و لا يلزمه الترجيح بين أعيان المفتين.
و هذا القول قول أكثر الحنفية ()، و أكثر المالكية ()، و أكثر الشافعية ()، و أكثر الحنابلة ().
القول الثاني: أن على المقلِّد الاجتهاد في أعيان المفتين، و الترجيح بينهم.
و هذا القول نسب للجمهور ()، و به قال بعض الحنفية ()، و بعض المالكية ()، و بعض الشافعية ()، و بعض الحنابلة ().
2 - عندما تصل الفتوى للعامي ماذا يصنع؟
هذه المسألة محل اختلاف، و أشهر الأقوال:
القول الأول: يتخير المقلد من الأقوال ولا يجب عليه الاجتهاد في أعيان المفتين والترجيح بينهم.
وهو قول لبعض الحنفية ()، و بعض المالكية ()، و وجه عند الشافعية اختاره الأكثر ()، و هو الصحيح من مذهب الحنابلة ().
القول الثاني: يجتهد المقلد و يرجح بين المجتهدين وأقوالهم.
و هذا القول قول بعض الشافعية ()، و بعض الحنابلة ().
القول الثالث: يأخذ المقلِّد بأشد الأقوال و أحوطها.
و هذا القول حكي عن الظاهرية ().
القول الرابع: يأخذ بأيسر القولين.
و هذا القول نسب لبعض الشافعية ()،.
القول الخامس: يأخذ المقلِّد بما شهد له خاطره بصحته.
و هذا القول حكي بلا نسبة ().
القول السادس: يأخذ المقلّد بأسبق القولين وصولاً إليه.
و هذا القول اختاره إمام الحرمين ()، و حكاه بعض الشافعية ().
القول السابع: يترك المقلِّد كلا القولين، و يأخذ بقول مجتهد ثالث.
و هذا القول نسب لبعض الشافعية ().
ـ[العيدان]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:05]ـ
تأييداً لكلام الشيخ عبدالله المزروع في رجوع المسألة إلى التصويب و التخطئة:
و قال الأستاذ أبو منصور: بل من الخلاف في أن المصيب واحد، أو كل مجتهد مصيب، فمن خير بينهما بناه على أن كل مجتهد مصيب، و من أوجب تقليد الأعلم قال: المصيب واحد) البحر المحيط 6/ 315.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:50]ـ
تأييداً لكلام الشيخ عبدالله المزروع في رجوع المسألة إلى التصويب و التخطئة:
و قال الأستاذ أبو منصور: بل من الخلاف في أن المصيب واحد، أو كل مجتهد مصيب، فمن خير بينهما بناه على أن كل مجتهد مصيب، و من أوجب تقليد الأعلم قال: المصيب واحد) البحر المحيط 6/ 315.
جزاك الله خيراً، وبارك فيك، ونفع بك.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 12:31]ـ
هذه المسألة لها جانبان:
1 - إذا وقعت واقعه فهل المقلِّد يتخير أي قول أو يرجح؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال أشهرها ما يأتي: جزاك الله خيرا شيخنا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 12:56]ـ
لكن نحتاج لتمييز بين الصحيح والضعيف من هذه الاقوال
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:29]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
عبدالله المزروع
وجزاك الله عنا خير الجزاء على هذه الإفادة
طلب:
ياشيح أحسن الله إليك ..
هلا جعلت هذا المقال في (ملف) وأضفت إليه بعض تعليقات المشايخ المفيدة كي نقوم بتحميله وقراءته والإستفادة منه.
كنت قد نويت أن أسألك بالله في تلبية هذا الطلب. فعدلت عن ذلك حتى لا أجعلك في حرج.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 01:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: بداية أشكر الإخوة الأفاضل الذين اثاروا الموضوع وبارك الله في نقولاتهم وفي تحليلاتهم الشخصية أو المنقولة حول الموضوع
ثانيا: بيان الحل من وجهة نظري والله أعلم ينبع من ثلاثة أمور:
1 - أن يتعلم العامي أصول الدين التي ليست بشاقة عليه أن يتعلمها وأن يذم لجهله بها فليست الدراية بكثرة التفرعات وإنما الجهل يتأتى من جراء طرح الدين وتعلمه جانبا عند العامة من الناس، وتعلم أصول الدين تكون بدراسة رسالة ولو واحدة في العقيدة وكذا في أصول التفسير وأصول الفقه يتبين من خلالها لغة أهل العلم ومراتبهم في الأحكام الشرعية، وليس هذا بعسير علينا أن ندعوهم إليه ونأمرهم به ونأطرهم عليه أطرا.
2 - أن يكون المفتي واعيا عند الفتوى، فعليه أن يبين للسائل أنه إن كان مجيبا فالسائل لن يخلو من حالين إما أن يأخذ بالفتوى مسلما لصحتها بعد أن اعتقد بسلامة مفتيها أو أنه محتمل أن يطرحها جانبا ويسأل غيره اعتقادا منه أنه ليس بالأعلم فإن كانت الأولى فيفته وإن كانت الثانية فلا يفتيه ويأمره بأن يتوجه إلى من يعتقد فيه العلم والسلامة في المعتقد والمنهج.
3 - أن يتق الله كل من يستفتي ولا يكن مبتغاه ضرب أقوال المفتين بعضهم ببعض أو الوصول إلى ما يبتغيه وما يوافق هواه وأن يسلم المستفتي دينه من الشبهات التي تودي به إلى المهالك شيئا فشيئا وما الحياة الدنيا إلا لمحة مارة.
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 11:21]ـ
مقال مفيد جداً .. جزاك الله خيراً و أعانك على طاعته ..
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيكم، وفي كل من شارك وأفاد ..
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 10:44]ـ
جزى الله خيرا الشيخ المزروع
و كل من شارك بإفادة
لي عودة قريبا إن شاء الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 02:00]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المناقشة الطيبه وأخص بالذكر الشيخين المشرفين
ويا حبذا يا شيخ عبد الله أن تجعل هذه المناقشة في ملف وورد مشكولة لتعم الفائدة بتنزيلها
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:27]ـ
صدر للشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني - وفقه الله - كتاب بعنوان: (اختلاف المفتين، والموقف المطلوب تجاهه من عموم المسلمين)، والمقصود من الكتاب هو الفصل السادس، وما قبله ففصول نافعة في أسباب اختلاف العلماء، وما هو السائغ منها ... إلخ
وخلاصة بحثه - حفظه الله - كالآتي:
(فيقال لهم: الترجيح من بين اختلاف العلماء المعتبرين حسب الترتيب التالي:
1 - ما يرجحه الدليل.
2 - ما عليه الجمهور.
3 - ما قال به الأعلم والأتقى.
4 - الأخذ بالأحوط.
5 - الأخذ بالأيسر.)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:44]ـ
قولك: (وهذه المشكلة بحجمها الحالي – في نظري – حادثة، وإن كان لها جذور في السابق؛ فلذا لم أجد كلاماً طويلاً حول هذه المسألة عند القدماء، وإنما هي إشارات هنا وهناك)
بل المشكلة كانت أكبر في السابق حتى انه كان في المدينة النبوية سبعة مذاهب. لسبعة فقهاء إلا أنه لم تكن صدورهم تضيق بالخلاف! حتى يتكلموا فيه طويلا، ولم يحاولوا منعه فيحاولوا مستحيلا. فاكتفوا بإشارات تنير الطريق لمن أراد الوصول
قال الشيخ حاتم العوني - وفقه الله - في كتابه (اختلاف المفتين ... ) (ص 7): ( ... فأتاح ذلك لعموم المسلمين ان يلحظوا اختلاف العلماء أكثرَ من أيِّ زمنٍ مضى، وأن يسمعوا فتاوى متعددة مختلفة في مسألة واحدة ... )(/)
ضوابط تعامل الرجل والمرأة في المنتديات الشرعية
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:13]ـ
أثير على هذا الرابط قضية مشاركة المرأة في المنتديات الإسلامية التي يشارك فيها الرجال.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=37253#post372 53
فما هي الضوابط التي ينبغي أن يتحلى بها الطرفان في مشاركته مع الطرف الآخر؟!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:24]ـ
ومن الموضوعات التي لها مساس بهذا الموضوع: ((دخول الرجل بـ (معرّف) امرأة، هل يدخل في التشبه؟!.)) لأخينا المسيطير
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3118
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:43]ـ
موضوع آخر جديد له صلة
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=37309#post373 09(/)
هل يجب على المرأة أن تستأذن زوجها في تسجيل عضوية في منتدى إسلامي؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:42]ـ
هل يجوز للمرأة أن تسجل عضوية في المنتديات الإسلامية دون معرفة الزوج أم يجب الاستأذان؟
وهل إذا استأذنت المرأة زوجها في ذلك يجوز له منعها؟
أرجو من المشايخ الفضلاء أن يدلوا بدلائهم في هذا الموضوع.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 08:11]ـ
حياكم الله شيخ علي وبارك فيكم وفي طرحكم
أعتذر منكم رعاكم الله لأني لست ممن ترجو منهم الجواب ولكن علمي بسعت صدرك جرأني على المشاركة
أقول إذا كانت المرأة ممنوعة من الخروج بدون إذن زوجها أو وليها حتى ولو كان ذلك الخروج في سبيل طلب العلم ...
فمن باب أولى أن لا تدخل عالم النت إلا بإذن زوجها
أما من ناحية منعه لهافلا يأثم لأن الحديث في النهي عن منعهن مساجد الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 09:09]ـ
بارك الله فيكم أخانا آل عامر، مروركم شرفني، وبانتظار المزيد من مشاركات الإخوة والأخوات، بارك الله في الجميع.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 11:02]ـ
جزاكم الله خير ا آل عامر.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 11:03]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الشيخ الفاضل علي عبد الباقي.
إستأذان الزوجة من زوجها قبل التسجيل في منتديات علمية إسلامية في الإنترنت في نظري أنه مطلوب، لأن المرأة مطالبة بطاعة زوجها وعدم الخروج عن أمره الا في ما يعصي الله فيه، والدخول إلى عالم الإنترنت يدخل المرأة في عالم أخر فيه رجال ونساء، فيه خير وشر، وهذا الأمر ليس من الواجب عليها فعله، فلذا في نظري أنها لا بد أن تستأذن زوجها فإذا أذن فتدخل والا فلا، وتعرفون وفقكم الله أن عالم الإنترنت والمنتديات الحوارية تخرج الإنسان من مكانه الضيق إلى عالم فسيح مليء بكل غريب وجميل، هذه بالنسبة لوجة نظري والله أعلم بالصواب، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:26]ـ
جزاكم الله خير ا آل عامر.
وجزاك أخي الفاضل
ـ[القانونى]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 05:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الشيخ على عبد الباقى، أخوك الخيالى الحالم:):):)، يسألك
هل لو اسأذنته سيمنع ذلك وقوعها فى ما هو محظور، أم أنه سيجعل الخطأ مشروع؟
قد يقول قائل، لأنه سيتابعها ويراقبها.
والجواب، إن لم يكن ذلك بعلمها فهذا تجسس، وقد يطلع على عورات ومشكلات لأخوات لا ينبغى له الإطلاع عليها، لأنهن راسلن زوجته أو أمه أو أخته وهن يأمن من إطلاع الغير عليها.
وإن كان بغير علمها، فعليه أن يترك أعماله، أو أن يكون على معرفه تامة بكل المنتديات التى تشترك بها، وأن يعلم كلمة السر ليطلع على الرسائل الخاصة.
ولا يقول انه يستطيع متابعة كل ذلك إلا حالم خيالى مثلى ياشيخ على:):):) -أضحك الله سنك على هذه الدعابة التى لم أنسها منذ ان كتبتها-
أقول، انها لاتحتاج لإذن، وإنما هى فى حاجة للتذكير الدائم والمستمر بالله، وفى حاجة للأنس بزوجها ومشاركته لها بقدر المستطاع فى ذلك.
هذا رأيى، والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 06:22]ـ
الأخ ابن رجب، والأخ وليد الدلبحي جزاكما الله خيرًا وبارك الله فيكما.
وطبعًا نكرر الشكر لأخينا وشيخنا آل عامر.
ولأخي الحبيب الحالم (القانوني):) (ابتسامات كثيرة ومحبة في الله من القلب).
أولا: أقول طالما أنك حالم بالقانون ولم تخرج عن المعقول فلا بأس.
ثانيًا: قولك:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الشيخ على عبد الباقى، أخوك الخيالى الحالم:):):)، يسألك
هل لو اسأذنته سيمنع ذلك وقوعها فى ما هو محظور، أم أنه سيجعل الخطأ مشروع؟
قد يقول قائل، لأنه سيتابعها ويراقبها.
والجواب، إن لم يكن ذلك بعلمها فهذا تجسس، وقد يطلع على عورات ومشكلات لأخوات لا ينبغى له الإطلاع عليها، لأنهن راسلن زوجته أو أمه أو أخته وهن يأمن من إطلاع الغير عليها.
وإن كان بغير علمها، فعليه أن يترك أعماله، أو أن يكون على معرفه تامة بكل المنتديات التى تشترك بها، وأن يعلم كلمة السر ليطلع على الرسائل الخاصة.
ولا يقول انه يستطيع متابعة كل ذلك إلا حالم خيالى مثلى ياشيخ على:):):) -أضحك الله سنك على هذه الدعابة التى لم أنسها منذ ان كتبتها-
أقول، انها لاتحتاج لإذن، وإنما هى فى حاجة للتذكير الدائم والمستمر بالله، وفى حاجة للأنس بزوجها ومشاركته لها بقدر المستطاع فى ذلك.
هذا رأيى، والله أعلم.
أخي الحبيب أنا لم أقصد أن تستأذنه لكي يتجسس عليها، بل هذا مما يحرم عليه في غير ريبة، فأي رجل يتقي الله لا يجوز له أن يتجسس على زوجته في نت ولا في هاتف ولا في خروج ولا دخول مما يجوز لها شرعًا فعله، إلا إذا بدر منها فعل مريب لا يجد له من الخير محملا فمثل هذا لا يسع مسلم أن يسكت عليه، نسأل الله لنا ولإخواننا وأخواتنا العافية، اللهم احفظ أعراضنا وأعراض المسلمين والمسلمات.
فقط سؤال طرحته للمذاكرة هل هذا يلزم الزوجة يعني هل هذا من حقوق الزوج عليها، طبعًا كثيرات من الزوجات من أخواتنا المسلمات العفيفات - وكل أخواتنا كذلك عفيفات طاهرات إن شاء الله، بارك الله فيهن جميعًا - يفعلن هذا ولو لم يكن واجبًا.
لكن السؤال هل يلزم المرأة أن تستأذن وليها: زوج أو أب، في الدخول على النت [إذن عام لا أقصد طبعًا أن تستأذن كلما أرادت الدخول] هل يلزم أن يعرف أنها عضوة في المنتدى الفلاني، أو لا يلزم؟ حتى ولو بصورة غير مباشرة كأن تقول له مثلا: شاركت اليوم في موضوع كذا وكذا ورد علي الأعضاء بكذا، فيعلم من ذلك أنها تدخل للمنتديات وتشارك ويقر ذلك ولا يعترض.
والشق الثاني: هل لو استأذنته أو علم من غيرها يجوز له منعها؟
طبعًا إجابة أخينا آل عامر على العين والرأس لكن الموضوع يحتاج إلى بسط الكلام والإيضاح بالدليل أكثر مما تفضل به أخونا آل عامر، هذا في تقديري.
دمتم بخير، بانتظار مزيد من التفاعل، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 04:13]ـ
الاستئذان واجب، وللزوج منعها لأنه ولي عليها، وعليها واجب الطاعة؛ لأنه لو منعها من زيارة والديها وجبت طاعته بنص علماءنا فكيف بدخول النت .. ؟؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 08:49]ـ
لابد من إخبار زوجها درءً للمفسدة المترتبة فيما لوعلم الزوج من غيرها.
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 07:07]ـ
إذا كانت لايجوز لها الصيام أو القيام أو الحج فى غير الفريضة بغير إذنه فكيف بالنت والكتابة فى المواقع وتبادل الآراء ونحوه
أرى انها يجب عليها استئذانه وحبذا لو أطلعته على نماذج من مشاركاتها
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 07:12]ـ
الأدلة بارك الله فيكم و نقل كلام أهل العلم.
و مثله هل على المرأة الاستئذان قبل استخدام الهاتف؟
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[18 - May-2009, صباحاً 10:11]ـ
هل يجوز للمرأة أن تسجل عضوية في المنتديات الإسلامية دون معرفة الزوج أم يجب الاستأذان؟
وأضيفُ سؤال ـ حفظكم الله ـ:
هل يجب على الفتاة (الغير متزوجة) الاستأذان من والدها قبل تسجيل عضوية في المُنتديات الإسلامية أم لا؟!
أرجو من المشايخ الفضلاء أن يدلوا بدلائهم في هذا الموضوع.
للأهمية ـ باركَ الله فيكم ـ
ـ[المحدثة]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 12:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة ليست ممتهنة لهذه الدرجة يحجر الرجل عليها في تصرفاتها
حتى يمنعها من التسجيل في النتديات
وقياس ذلك على استأذان المرأة من زوجها في الخروج من المنزل وما يتعلق به من زيارة الوالدين أو الصلاة جماعة
فيه فرق شاسع وذلك أن القرار في البيت حق من حقوق الرجل ولا تخرج الا بأذنه والبيت مثل المؤسسة والشركة لابد فيها من قواعد تضبطها والا فسدت هذه الشركة
اما تصرفات المرأة في نفسها وما يتعلق من تصرف في المال ودخول المنتديات وغيره فليس للرجل التحجير على المرأة
الا اذا أدى دخولها هذه النتديات الى إهمال البيت (الشركة) فله الحق في عمل المناسب لمثل هذه الأمورلأنه مدير هذه الشركة والقائم عليها
وهل للمرأة أن تستأذن الزوج قبل أن تقرأ كتاب او تستأذنه في الأكل أو الشرب أو تنظيف البيت
المرأة ليست أمة أشتراها بمالها حتى تعامل معاملة العبدوتحرك بالرموت كنترول
وهذا ينم عن الحب المفرط من الرجل في السيطرة على المرأة واستعبادها ليس الا
وقس على ذلك تصرف المرأة في مالها ليس للرجل الحق في الحجر عليها
اتقوا الله يارجال في نساءكم متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرار
هذا في حق المرأة العاقلة
ويجب على الرجل حماية بيته بحجب المواقع الفاسدة
اما أن تستأذن الرجل في كل شيئ فيلزم من قال به الدليل لا العكس
وإن قال قائل هذه المنتديات مختلطة بالرجال والنساءوقد تكتب للرجال وتراسلهم
يقال ليس للرجل منع زوجته من محادثة الرجال مطلقا فقد يسلم عليها قريبها وترد عليه السلام
فكيف بالكتابة في المنتديات
الا أذا كان شديد الغيرة فلا يدخل النت في بيته وتنتهي المشكلة
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 01:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشرف المكرم / استاذ علي
لي وجهة نظر لعلها تكون صائبة وقد تكون عكس ذلك
أما بالنسبة للمرأة وتسجيلها في المنتديات بإذن زوجها فأظن أن هذا الكلام لايكون معه من الزوج إذن تصريحي، وإنما يكفيها منه إذن ضمنى هذا أولا على فرض دخولها عالم النت لا سيما إذا علم أن زوجته تبغي الخير والعلم
ثانيا: أنا لا أنصح الأخت بالدخول في المنتديات الإسلامية إلا إذا غلب على ظنها أنها بدخولها إليها ستستفيد وتجني من دخولها الخير، إن لم يكن هناك وسيلة أخرى غير النت ولكن الوسائل المتاحة كثيرة بفضل الله مثل الشريط والاسطوانة المدمجة وشرح المشايخ لكتب أهل العلم
ثالثا: الفتنة غير مأمونة فربما شاركت وراسلها على الخاص أحد الزوار بحجة الإستفادة ونشر الخير وهذا باب من أبواب الشيطان نعوذ بالله منه فيحصل الأعجاب والتقدير تحت مسمى دراسة مسألة من مسأئل الدين
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 02:32]ـ
سلمكم الله تعالى ـ وبارك فيكم شيخنا.
لا أحد ينكر أن هذا الإنترنت فيه الخير والشر.
والإنسان معرض فيه للشر حتى وإن كان يستعمله في الخير.
الأفضل للمرأة أن لا تجلس على الجهاز وتدخل عالم الإنترنت إلا ومعها أحد محارمها.
وإن لم تجد فالأفضل لها أن لا تدخله مطلقاً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 02:52]ـ
كنت أناقش هذه المسألة يا شيخ علي مع أحد الأشخاص
والراجح في هذا والله أعلم أنه يجوز ذلك دون استئذانه لأن الأصل الإباحة ..
فإن منعَها حق عليها أن تطيعه .. وخيرٌ له ألا يمنعها من باب الإلف وترسيخ حسن الظن
لأن شك أحد الطرفين في الآخر مما يخرب البيوت
إلا أن يغلب على ظنها أنه لا يقبل ذلك فيحبذ لها أن تستأذنه
والقول بأنه يجب استئذانه مطلقا لا دليل عليه ###
وأستغرب من إجماع الإخوة .. خلا الأخت المحدثة سددها الله تعالى
وكلام أخي الطوخي قريب أيضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 06:23]ـ
الحمد لله
إذا كان الزوج هو الذي اشترى الجهاز
ووضعه في بيته لاستخدام أهله وأولاده
وهو الذي اشترك في خدمة الإنترنت
وكان من المهتدين بسيد المرسلين متدينا ملتزما موجها أهله وأولاده لذلك
فهذه كلها دلالات على إذنه وتصريحه لمن في بيته باستخدام الجهاز والانتفاع به بكل وجه مشروع
ولا حاجة لإذن خاص بزوجته في أوجه استعمال الجهاز ولا يتجسس ولا يخوِّن إلا إذا ارتاب فله وقف الخدمة كلها
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 09:32]ـ
فتوى للشيخ الفوزان بخصوص إدخال الإنترنت البيت وعلاقة الأطفال والنساء به:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة يقول: هل يجوز إدخال الإنترنت إلى البيت لأن بعض الآباء يخالفون دخوله؟
لا يجوز إدخال الإنترنت أو القنوات الفضائية في البيت لما تجلب من الشرور.
ويستعملها الناس وأهل البيت في غير ما .... " ينفع "
ممكن قصدك تستعملها في شىء نافع ..
لكن ...
الناس والنساء والأطفال والسفهاء والفسقة يستعملونها فيما يرغبون هم
فلا تكن أنت سبب في جلب هذا الشىء إلى بيتك.
فالإنسان في عافية ما يدخل فى أسباب الفتنة.
والواجب على القيم على البيت أنه يصون البيت فما يدخل فيه ما يؤثر على أهل البيت ويجر عليهم شراً. اهـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=20752&PageID=3195
=============
ولا يفهم من هذه الفتوى أن الشيخ يقول بعدم جواز دخول النت مطلقاً
ولكن يفهم:
أن يكون مع النساء أحد محارمها وإن كان هذا لم يذكره الشيخ ولكن يفهم من سياق الفتوى.
أن إشتراكها في المنتديات بغير إذن الزوج قد يكون فتنة في الدين إن كان المنتدى لأهل الضلال وفتنة في الأخلاق.
أن الأسلم والأبرأ لبيت الرجل عدم ترك هذا الإنترنت مفتوحاً لأهل بيته لما يحوى من ضلال في العقيدة وفي الأخلاق.
ولا شك أن وجود الرجل مع أهل بيته مأمن إن شاء الله تعالى من فتنة في الدين وفتنة في الأخلاق.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 10:24]ـ
ولكن يفهم:
أن يكون مع النساء أحد محارمها وإن كان هذا لم يذكره الشيخ ولكن يفهم من سياق الفتوى.
هل تقصد أن المرأة لا بد لها من محرم للدخول إلى النت؟! وما الدليل على ذلك؟!
ـ[المحدثة]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 10:41]ـ
فتوى للشيخ الفوزان بخصوص إدخال الإنترنت البيت وعلاقة الأطفال والنساء به:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة يقول: هل يجوز إدخال الإنترنت إلى البيت لأن بعض الآباء يخالفون دخوله؟
لا يجوز إدخال الإنترنت أو القنوات الفضائية في البيت لما تجلب من الشرور.
ويستعملها الناس وأهل البيت في غير ما .... " ينفع "
ممكن قصدك تستعملها في شىء نافع ..
لكن ...
الناس والنساء والأطفال والسفهاء والفسقة يستعملونها فيما يرغبون هم
فلا تكن أنت سبب في جلب هذا الشىء إلى بيتك.
فالإنسان في عافية ما يدخل فى أسباب الفتنة.
والواجب على القيم على البيت أنه يصون البيت فما يدخل فيه ما يؤثر على أهل البيت ويجر عليهم شراً. اهـ
http://www.alfawzan.ws/alfawzan/fatwaatree/tabid/84/default.aspx?view=page&nodeid=20752&pageid=3195
=============
ولا يفهم من هذه الفتوى أن الشيخ يقول بعدم جواز دخول النت مطلقاً
ولكن يفهم:
أن يكون مع النساء أحد محارمها وإن كان هذا لم يذكره الشيخ ولكن يفهم من سياق الفتوى.
أن إشتراكها في المنتديات بغير إذن الزوج قد يكون فتنة في الدين إن كان المنتدى لأهل الضلال وفتنة في الأخلاق.
أن الأسلم والأبرأ لبيت الرجل عدم ترك هذا الإنترنت مفتوحاً لأهل بيته لما يحوى من ضلال في العقيدة وفي الأخلاق.
ولا شك أن وجود الرجل مع أهل بيته مأمن إن شاء الله تعالى من فتنة في الدين وفتنة في الأخلاق.
###
الشيخ تكلم عن أدخال النت في البيت فقط
النت مثل الدش وأقبح فلا يجوز أدخاله في البيت وترك كل يطلع على مافيه من علات
سواء رجال أو نساءا
والموضوع هنا عن دخول المنديات الإسلامية
###
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:20]ـ
هل تقصد أن المرأة لا بد لها من محرم للدخول إلى النت؟! وما الدليل على ذلك؟!
يا أخي: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وأنا لا أعني بذلك أن كل النساء إذا دخلن الإنترنت بدون محرم سيقعن في الضلال العقدي أو الأخلاقي.
بل هناك نساء عندهن من العلم ما يؤهلهن للرد على أهل الضلال ومعرفة الصحيح من السقيم في المنتديات، وعندهن من الاخلاق ما تزن الجبال ولله الحمد.
ولكن الكلام بوجه عام، ولا نخص صنف معين من النساء.
النساء مطمع الرجال ـ وليس العكس حتى لا يقال أن ما يسرى على النساء يسري على الرجال.
والمفسدة المترتبة على خطأ الرجل في الأخلاق ـ ليست كاالمفسدة المترتبة على خطأ المرأة.
وهذا الإنترنت الإنسان معرض فيه للشر وهو يستعمله في الخير.
وقد روي لي أن نساء طاهرات عفيفات دخلن هذا الإنترنت للدعوة فخرجن منه قاب قوسين أو ادنى من فعل الحرام!!
وان نساء طاهرات عفيفات دخلن هذا الإنترنت وحدثت لهم فتنة والعياذ بالله في الدين.
وسبب هذا الأمر هو غياب رجل البيت وإهماله لبيته وتركه أهل بيته امام كل هذه التيارات والجماعات والأفكار لأهل بيته بدون متابعة منه وبذل النصح وتوضيح الأمور.
فإن كانت إمرأة لا تعرف ما هي أقسام التوحيد.
والمسئول عنها يتركها ليل نهار تدخل المنتديات بدون رقابة ومتابعة؟!!
وجاء يوماً ما وجدها انتسبت للصوفية او غيرها من فرق أهل الضلال؟
وقد تشربت أفكارهم، ألا يكون وجود المسئول عنها مانعاً لهذه الفتنة؟!
الملخص: ان وجود ولي أمر المرأة معها حاجز ومانع إن شاء الله تعالى من ضلالها في العقيدة أو في الأخلاق، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 07:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو لي أن الموضوع يحتاج إلى تفصيل:
إذا كان الأمر مجرد الدخول للمواقع الإسلامية والاستفادة منها فلا أظن أن الأمر يحتاج إلى إذن، مثله مثل قراءة أي كتاب أو صحيفة أو نحو ذلك.
أما إذا كان الأمر فيه اشتراك وتسجيل في عضوية منتدى إسلامي فهذا هو سؤال مشرفنا ـ حفظه الله ـ فالأمر فيه نظر؛ لأن عالم المنتديات عالم اتصال واختلاط غير مشاهد أي لا يُرى، فيه محاذيره فاستأذن الزوج حق، وله حق المنع ما دام الأمر كذلك، فلا أحد يرضى أن تتحدث زوجته أو أخته مع أحد لا يحل لها ولا أن يحدثها أو يخاطبها أحد من الناس لا يحل لها إلا بإذنه هذا من حقه عليها، وعليها واجب الطاعة، وهذا أيضاً من باب تحقيق ما يحفظ حق العشرة بالمعروف بين الزوج وزوجته، والله سمى الزوج سيداً على الزوجة قال تعالى: (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يوسف25) و (سيدها) زوجها.
وليس هذا الأمر من امتهان المرأة بقدر ما هو محافظة عليها ولا يقاس هذا على قراءة كتاب أو أكل أو شرب أوتنظيف البيت ولا تصرف في مال ولا من باب السيطرة على المرأة واستعبادها ـ أعوذ بالله من ذلك ـ إنما الأمر يتعلق بحق من حقوق الزوجين على بعضهما البعض، فالنت عالم اختلاط خفي غير مشاهد بل قد يكون أخطر من المشاهد لأن المشاهد تعرف من خلاله حقيقة حال الواقع والمشاهد ـ وفي كل شر ـ أما النت فلا يمكن بيان ومشاهدة ذلك فقد يُتسامح فيه وتحصل الفتنة أو يقع ما لا ينبغي أو يجوز شرعاً، فهو بلا شك مدخل فتنة ينبغي فيه الحذر وتقوى الله جل وعلا ـ ولو كان فيه إذن.
والأمر واقع على الزوج أيضاً (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). والله أعلم.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 05:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو لي أن الموضوع يحتاج إلى تفصيل:
إذا كان الأمر مجرد الدخول للمواقع الإسلامية والاستفادة منها فلا أظن أن الأمر يحتاج إلى إذن، مثله مثل قراءة أي كتاب أو صحيفة أو نحو ذلك.
أما إذا كان الأمر فيه اشتراك وتسجيل في عضوية منتدى إسلامي فهذا هو سؤال مشرفنا ـ حفظه الله ـ فالأمر فيه نظر؛ لأن عالم المنتديات عالم اتصال واختلاط غير مشاهد أي لا يُرى، فيه محاذيره فاستأذن الزوج حق، وله حق المنع ما دام الأمر كذلك، فلا أحد يرضى أن تتحدث زوجته أو أخته مع أحد لا يحل لها ولا أن يحدثها أو يخاطبها أحد من الناس لا يحل لها إلا بإذنه هذا من حقه عليها، وعليها واجب الطاعة، وهذا أيضاً من باب تحقيق ما يحفظ حق العشرة بالمعروف بين الزوج وزوجته، والله سمى الزوج سيداً على الزوجة قال تعالى: (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يوسف25) و (سيدها) زوجها.
وليس هذا الأمر من امتهان المرأة بقدر ما هو محافظة عليها ولا يقاس هذا على قراءة كتاب أو أكل أو شرب أوتنظيف البيت ولا تصرف في مال ولا من باب السيطرة على المرأة واستعبادها ـ أعوذ بالله من ذلك ـ إنما الأمر يتعلق بحق من حقوق الزوجين على بعضهما البعض، فالنت عالم اختلاط خفي غير مشاهد بل قد يكون أخطر من المشاهد لأن المشاهد تعرف من خلاله حقيقة حال الواقع والمشاهد ـ وفي كل شر ـ أما النت فلا يمكن بيان ومشاهدة ذلك فقد يُتسامح فيه وتحصل الفتنة أو يقع ما لا ينبغي أو يجوز شرعاً، فهو بلا شك مدخل فتنة ينبغي فيه الحذر وتقوى الله جل وعلا ـ ولو كان فيه إذن.
والأمر واقع على الزوج أيضاً (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). والله أعلم.
سلمت يمينك أخي الكريم ..
أحسن الله إليك، ورفع قدرك ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 08:47]ـ
وإليك أختي الفاضلة (ربوع الاسلام) ورفع قدرك.
ـ[ام الزبير]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:13]ـ
جزاكم الله خيرا
انا ارى والله اعلم ان الاجابة على هذا الموضوع يختلف باختلاف الزوج او الزوجة وكل واحد ادرى بزوجته فالنت مليء بالشبهات ...
والذي اريد ان اشير اليه ان طاعة الزوج واجبة فان امر زوجته بان لا تدخل او تشارك فلها ان تفعل ذلك والله اعلم
ـ[أم مها]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 01:47]ـ
ماشاء الله موضوع جميل وحيوي ولعل اقرب الردود الى الحق والصواب نقلا وعقلا
ما حرره الاخ المبارك ابا القاسم والاخت الحبيبة المحدثة .. ان فتح باب سد الذرائع على مصارعيه
يجلب من المفاسد ما الله به عليم وليس ذالك من كنه ديننا ولا مقاصد شريعتنا ..
للزوج ان يمنع زوجه من النت او المنتديات ولكن ذالك يخلق اجواء من الشكوك والشقاق الذي لا
يعمر بيتا ولا عائلة وان منعها اطاعته (سألت احد مشايخنا عن هذه النقطة) لكن ليس عليها الاستئذان
انما ادبا عليها الاعلام وطبعا كل زوجة تعلك طبع زوجها فهناك شديد الغيرة ممن لا يحب ذالك فوجب عليها
تقدير ذالك اما الزوج المنفتح المتقبل فلها ان تطلعه على بعض ارائها ومشاركاتها حتى لا يتفاجأ انها مثلا
تراسل اخوة وهو لا يعلم عن هذا شئا وفعلا باب المنتديات باب واسع حفظنا الله واياكم من الفتن ما ظهر
منها وما بطن .. فنرى اقواما يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتفيقهون وهم بالرسائل الخاصة يضايقون
الاخوات لكل كلمة خبيثة ورسالة وضيعة نسأل الله السلامة والعافية ..
جزاكم الله خيرا على هذا المنتدى الرائع والذي تعرفت عليه مؤخرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:10]ـ
بارك الله في الجميع
وإن كنت قد رأيت ان سؤال الشيخ علي كان مقيدا وليس مطلقا, وكان قيدُه (إجابة المشايخ)
ولكن بما أن كثير من الأخوة قد عبروا عن آرائهم, فأرى أنا أيضا وجوب الاستئذان, ولا أتفق مع شيخي أبو القاسم ولا مع الأخت المحدثة,
خاصة أنهم تكلموا بعموم, وسؤال مشرفنا الحبيب كان عن دخول منتدى , وغالب المنتديات (اسلامية او لا) تضم الجنسين.
فلو كانت القضية دخول الانترنت بدون تفاعل مع الجنس الآخر كالبحث عن شيء في جوجل أو سماع محاضرة او بحث أو تسلية أو الى آخره لأتفقت مع الأخوة أعلاه,
ولكن إذا كانت القضية دخول منتديات أو دخول غرف محادثة كالبالتوك أو الياهو أو أي شيء آخر فيه (تفاعل مع الرجال) فلا بد عندي من الاستئذان.
وعجيب تشبيه الاخت هذه المسألة بمسألة قراءة كتاب أو شربة ماء أو غيره.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:23]ـ
بارك الله فيكم جميعا ومن الحوار نستفيد
أختي المحدثة وأختي صدى الذكره وأخي ضيدان
أتفق معكما
فابوركتما أكتفي بحديثكما(/)
شرح لفظة (المثناة) في الحديث الخطير إن صح!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 07:51]ـ
نقلته لفوائده ولينظر فيه
شرح لفظة (المثناة)
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/774 – 776/ 2821): (من اقتراب (وفي رواية أشراط) الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل ويقرأ بالقوم (المثناة) ليس فيهم أحد ينكرها. قيل وما المثناة؟ قال: ما استكتب سوى كتاب الله عز وجل) وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، يرويه عنه عمرو بن قيس الكندي رواه عنه جمع رفعه بعضهم وأوقفه بعضهم وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي ...
(فائدة): هذا الحديث من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم - فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء وبخاصة منها ما يتعلق ب (المثناة (وهي كل ما استكتب سوى كتاب الله، وما يتعلق به من الأحاديث النبوية والآ ثار السلفية فكأن المقصود ب (المثناة) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين وفيهم كثير من الدكاترة والمتخرجين من كليات الشريعة فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب ويوجبونه على الناس حتى العلماء منهم فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة: (كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ) (1)
فقد جعلوا المذهب أصلا والقرآن الكريم تبعا فذلك هو (المثناة) دون شك أو ريب. وأما ما جاء في " النهاية " عقب الحديث وفيه تفسير (المثناة): " وقيل: إن المثناة هي أخبار بني إسرائيل بعد موسى - عليه السلام - وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا غير كتاب الله فهو المثناة فكأن ابن عمرو كره الأخذ عن أهل الكتاب وقد كان عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم فقال هذا لمعرفته بما فيها "
قلت: وهذا التفسير بعيد كل البعد عن ظاهر الحديث؛ وأن (المثناة) من علامات اقتراب الساعة؛ فلا علاقة لها بما فعل اليهود قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - فلا جرم أن ابن الأثير أشار إلى تضعيف هذا التفسير بتصديره إياه بصيغة " قيل ".
وأشد ضعفا منه ما ذكره عقبه: (قال الجوهري: " المثناة " هي التي تسمى بالفارسية (دوبيتي) وهو الغناء "!)
ثانيا: وقال رحمه الله في (الحديث حجة بنفسه) تحت عنوان (كثرة الخلاف في المقلدين وقلته في أهل الحديث):
ومن عرف هذا السبب في بقاء طوائف المقلدين على تفرقهم المشين طيلة هذه القرون الطويلة حتى أفتى جمهورهم ببطلان الصلاة أو كراهتها وراء المخالف في المذهب بل منع بعضهم الحنفي أن يتزوج المرأة الشافعية وأجاز آخر ذلك لكن دون العكس معللا ذلك بقوله: " تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب " كأن الله تعالى لم يخاطبهم بقوله: [ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات] وقال: [وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون]. قال ابن القيم رحمه الله (1/ 314): " والزبر الكتب أي كل فرقة صنفوا كتبا أخذوا بها وعملوا بها ودعوا إليها دون كتب الآخرين كما هو الواقع سواء ". أقول: ولعل هذه الكتب هي التي أشار إليها عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيما رواه عنه عمرو بن قيس السكوني قال: " خرجت مع أبي في الوفد إلى معاوية فسمعت رجلا يحدث الناس يقول: " إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع
الأخيار وأن يخزن الفعل والعمل ويظهر القول وأن يقرأ الناس بالمثناة في القوم ليس فيهم من يغيرها أو ينكرها "
فقيل: وما المثناة؟ قال: ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل " (أخرجه الحاكم (4/ 554 - 555) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو وإن كان موقوفا فله حكم المرفوع. لأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بمجرد الرأي لا سيما وقد رفعه بعض الرواة عنده وصححه أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكأنه لذلك كان الإمام أحمد رحمه الله - حرصا منه على إخلاص الاتباع للكتاب والسنة - يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي (قاله ابن الجوزي في " مناقب أحمد " ص 192) خشية إيثار الناس لها على الكتاب والسنة كما فعل المقلدة تماما فإنهم يؤثرون مذهبهم على الكتاب والسنةعند الاختلاف ويجعلونه معيارا عليهما كما تقدم كما تقدم عن الكرخي وكان الواجب اتباع الكتاب والسنة كما تقضي بذلك الأدلة المتقدمة منها وكما توجب ذلك عليهم أقوال أئمتهم وأن ينضموا إلى من كان الكتاب والسنة معه من المذاهب الأخرى ولكنهم مع الأسف الشديد ظلوا مختلفين متنازعين ولذلك قال ابن القبم (2/ 333) وقد ذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي. . . . ":
" وهذا ذم للمختلقين وتحذير من سلوك سبيلهم وإنما كثر الاختلاف وتفاقم أمره بسبب التقليد وأهله الذين فرقوا الدين وصيروا أهله شيعا كل فرقة تنصر متبوعها وتدعوا إليه وتذم من خالفها ولا يرون العمل بقولهم حتى كأنهم ملة أخرى سواهم ويدأبون ويكدحون في الرد عليهم وقولون: " كتبهم " و" كتبنا " و" أئمتهم " و" أئمتنا " و" مذهبهم " و" مذهبنا " هذا والنبي واحد والقرآن واحد والرب واحد فالواجب على الجميع أن ينقادوا إلى كلمة سواء بينهم كلهم وأن لا يطيعوا إلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا يجعلوا معه من يكون أقواله كنصوصه ولا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله فلو اتفقت كلمتهم على ذلك وانقاد كل واحد منهم لمن دعاه إلى الله ورسوله وتحاكموا كلهم إلى السنة وآثار الصحابة لقل الاختلاف وإن لم يعدم من الأرض ولهذا تجد أقل الناس اختلافا أهل السنة والحديث فليس على وجه الأرض طائفة أكثر اتفاقا وأقل اختلافا منهم لما بنوا على هذا الأصل وكلما كانت الفرقة عن الحديث أبعد كان اختلافهم في أنفسهم أشد وأكثر فإن من رد الحق مرج عليه أمره واختلط عليه والتبس عليه وجه الصواب فلم يدر أين ذهب كما قال تعالى: [بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج]. ... الخ
ثالثا: علق الشيخ رحمه الله على دفة نسخته من كتاب سير أعلام النبلاء (5/ 59) فذكر:
مثناة كمثناة أهل الكتاب
قلت: هو قول الذهبي: قال زيد بن يحيى حدثنا عبد الله بن العلاء قال سألت القاسم أن يملي عليّ أحاديث , فمنعني وقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر , فناشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها , ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب.
(فائدة): ذكر صبري جريس في (تاريخ الصهيونية) (1/ 18) لفظة: (المشناة) بالشين، فقال:) اتبع حكماء اليهودية منذ قبولها بالتوراة كتابها المقدس أسلوب الاجتهادات الدينية الهادفة إلى تفسير التوراة وملائمتها لروح العصر الذي تصدر فيه تلك الاجتهادات وعرفت حصيلة تلك الاجتهادات فيما بعد باسم " التوراة الشفهية " ... ولكنها لم تجمع كتابة خوفا من المس بقدسية التوراة الأصلية إلا في نهاية القرن الثاني للميلاد من قبل الحاخام " يهودا هاناسي (135 - 220 م)، فأطلق عليها اسم (مشناة) واعتبرت كتابا ملزما لليهودية بعد التوراة).
------------------------------------------
(1) " تاريخ التشريع الإسلامي" للشيخ محمد الخضري
---------------------------------------
منقول من موقع "شبكة مستقبل الإسلام"
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 02:04]ـ
السلام عليكم
ذكر الشيخ أبو الفضل القونوي حفظه الله في كتابه النافع القيم "أخبار جلال الدين الرومي"
هذا الحديث ثم قال أنه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا عند كلامه على كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي
وطبعا هذا الكتاب داخل دخولا أولياً في هذا الحديث
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 08:06]ـ
وإياكم بارك الله فيكم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 08:12]ـ
فقيل: وما المثناة؟ قال: ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل " (أخرجه الحاكم (4/ 554 - 555) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو وإن كان موقوفا فله حكم المرفوع. لأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بمجرد الرأي لا سيما وقد رفعه بعض الرواة عنده وصححه أيضا.
لو قال قائل: قوله "ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل"، يشمل السنة فهي مما اكتتب سوى كتاب الله، ولفظ الحديث صريح بهذا، والواقع يؤيده، فقد كتبت بعد تمام الوحي القرآني .... فما الجواب؟(/)
الإحتفال بالإسراء والمعراج من أعياد الجاهلية لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله
ـ[أبو رزين]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 09:38]ـ
قال فضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله
ومن البدع المنتشرة في هذه الأيام ــ بهذه المناسبة ــ ما يعتقده الناس من تخصيص شهر رجب بعبادة معينة من صوم أو تحديد يوم معين لطقوس وعبادات معينة بدعوى أن ذلك كان يوم الإسراء والمعراج وهذا التحديد لا دليل عليه من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هو لا شك ولا ريب أن الإسراء والمعراج حق وأن الإيمان بها ماذا؟ واجب.ولا يشك في ذلك مسلم.
بل إن الإيمان به يحتمه الله تبارك وتعالى في كتابه " سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ "
ولقد أسري بروحه وجسده لا بروحه فقط
وليست القضية قضية منام أو رؤية منامية فقط بل أسري بروحه وجسده صلى الله عليه وسلم حتى وصل إلى سدرة المنتهى صلوات الله وسلامه عليه وهو مقام لم يبلغه أحد من الأنبياء قبله وهذا مما خصه الله به صلوات الله وسلامه عليه. ومع هذا كله مع أن الإسراء والمعراج ثابت والإيمان به واجب وقد فرضت فيه الصلوات الخمس ولكن ما عندنا دليل قاطع على أنه كان في شهر رجب.
ثم هناك شيء آخر وهو أنه لو وجدنا الدليل على أنه في شهر رجب فهل شرعت لنا عبادة معينة فيه؟ الجواب لا
لأن العبادات توقيفية لا بد أن تكون معلومة من الشرع والرسول صلى الله عليه وسلم مكث بعد الإسراء والمعراج قرابة ثلاث عشرة عاما وما حصل أنه أجرى أو أقام حفلة بهذه المناسبة.
نحن أحرص على اتباع الحق أم هو صلى الله عليه وسلم؟ هو لا شك
وإنما ابتدعت العبادات في الإسراء والمعراج في الثاني عشر أو اليوم السابع والعشرين من رجب في القرن الرابع الهجري، بعدما كثر تقليد اليهود والنصارى في إقامة الأعياد، في إقامة أعياد الموالد وغيرها من تلك الأعياد الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان فإنها أعياد جاهلية وأعياد مبتدعة.
الأعياد في الإسلام كم عيد عندنا؟ أنا أقول ثلاثة فما هي؟ عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع الذي هو يوم الجمعة فقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عيداً ولا رابع لهذه الأعياد، لا عيد الميلاد ولا العيد الوطني ولا عيد الإسراء والمعراج ولا عيد النسيم ولا عيد العدس ولا عيد ... البصل.
كل هذه أعياد جاهلية كلها أعياد جاهلية ولم تعرف إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا بعد أربعة قرون.
ونحن نطرح سؤالا هنا:
أيهما الذي هو على الحق أولائك الرعيل الأول في تلك القرون المفضلة أم الفاطميون العبيديون المنتسبون إلى فاطمة رضي الله عنها زورا وبهتانا بعد أربعة قرون؟ من هم الذين على الحق؟ من هم أهدى سبيلا؟
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حب هؤلاء الناس كلهم كانوا يفدونه بأرواحهم، كانوا يتلقون السهام والرماح بصدورهم الطاهرة فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع هذا ما عملوا هذه الاحتفالات فهل نقول إنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم؟ حاشا لله
لا يقول هذا مسلم بل هم أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال حفظه الله: فالإيمان بالإسراء والمعراج واجب لكن دعوى أنه في السابع والعشرين من رجب ليس بصحيح بل هو كذب، روايات تاريخية قيل في رجب وقيل في شعبان وقيل في رمضان وقيل في شوال وقيل في ذي الحجة والله أعلم. نحن لا يهمنا التاريخ الذي يهمنا هو حقيقة الإيمان بالإسراء والمعراج.
ثم قال حفظه الله: وكذلك تخصيص رجب بصوم غير صحيح، غير صحيح ليس لرجب صوم معين
والذين يفردون رجب بالصوم فهؤلاء لا شك فعلوا بدعة من البدع التي أحدثها الناس ولا يثبت حديث صحيح في تخصيص شهر رجب بصوم معين ولا بصلاة معينة ولا بعبادة مخصوصة وإنما هو كسائر الأشهر الأخرى.
انتهى كلامه حفظه الله
المصدر شرح الأصول الثلاثة الشريط 2 والشريط 3
(منقول)(/)
حكم قتل الرهائن الكوريين لدى طالبان
ـ[عبدالمجيد]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلال هذه الأيام أتابع موضوع الراهئن الكوريين الجنوبيين لدى طالبان، وما ستنتهي القضية إليه، حيث إنني من المهتمين بالدعوة في كوريا الجنوبية وزرتها مراراً كما أنني أحزم حقائبي للذهاب هناك للمشاركة في دورة شرعية في عدد من المدن الكورية. وبالطبع الوضع الآن مضطرب كثيراً بسبب قضية الرهائن ولذلك سأضطر لتغير البرنامج. وقد واجهت سيل من الأسئلة في كل لقاء مع الكوريين بعد مقتل الجندي الكوري في العراق قبل سنوات، ولكن كثير من الكوريين استفزهم طريقة قتل الجندي أكثر من القتل نفسه حيث غالب الشعب الكوري لم يؤيد الانجراف خلف أمريكا للحرب في العراق.
وهؤلاء المجموعة الكورية المحتجزة لدى طالبان منتدبون من الكنيسة لأجل التنصير. ومن هذا اطرح هذا السؤال: هل يجوز قتل من أراد إخراج المسلم من دينه، وهل لطالبان مستند في احتجازهم وقتلهم؟ وهل لدى الأخوة معلومات تثري الموضوع بخصوص هذا الموضوع
أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن ينهي هذه القضية إلى خير الإسلام والمسلمين.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 11:08]ـ
أخي الكريم بعيداً عن الحدث ومعطياته، نقول المحارب الكافر الذي حارب المسلمين وسفك دمائهم وتعدى على أرضهم وهتك حرمتهم، سواءً كان أمريكياً أو صينياً أو بريطانياً، كلهم محاربون قد أمرنا الله أن نقاتلهم وأن نثخن فيهم القتال سواءً كانوا مؤيديم للقتال أو لا، فبمجرد دخولهم بلاد المسلمين وحملهم السلاح يعتبرون بهذا محاربون، والأسر من أحكام الجهاد في سبيل الله له أحكامه الخاصة. هذا مالدي من ناحية المسألة كمسألة شرعية بعيدة عن الأحداث أو ما يحصل حالياً، والله يهدينا وإياكم لكل خير.
ـ[عبدالمجيد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 12:57]ـ
الشيخ وليد السلام عليكم
وأشكرك على المرور والمشاركة، وكلامك صحيح ولا غبار عليه، إلا أن هؤلاء قدموا لأجل التنصير وليسوا عسكريين، بمعنى آخر أن الظاهر لنا أنهم لم يأتوا للحرب.
ولهذا سؤالي يكون: هل هناك فرق بين الحربي والمنصر في بلد المسلمين، وهل يشترك حكمهم في قضايا ويفترق في أخرى؟.
وأشكركم مرة أخرى
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:35]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد المجيد.
المنصر، والحربي، إذا عرفنا من الحربي عرفنا حكم قتل المنصر.
ثم أن المنصر أشد على المسلمين من المحارب العسكري، حيث أن المنصر يدعوا المسلمين إلى ترك دينهم، ودعوتهم للردة الواضحة الصريحة، ففي نظر أن هذا أشد من الذي يحمل سلاحه ويقتل المسلمين، فإن ضحايا العسكري بإذن الله أنه في الجنة فهم مسلمين، ولكن ضحايا المنصر إذا تنصروا وتركوا دين الله ماتوا على هذا الدين فما لهم الا النار، فهذا أشر وأعضم ضرراً من العسكري الذي يحارب، ثم إن المنصرين يستعملون شتى الوسائل لتنصير المسلمين من ذلك المال، والعلاج وغير ذلك والإنسان ضعيف إذا تكالب عليه أعداء الله إبليس أولهم والحرب وإنعدام الأمن ثانيهم، والمغريات ثالثهم، فالله المستعان.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:07]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد المجيد.
المنصر، والحربي، إذا عرفنا من الحربي عرفنا حكم قتل المنصر.
ثم أن المنصر أشد على المسلمين من المحارب العسكري، حيث أن المنصر يدعوا المسلمين إلى ترك دينهم، ودعوتهم للردة الواضحة الصريحة، ففي نظر أن هذا أشد من الذي يحمل سلاحه ويقتل المسلمين، فإن ضحايا العسكري بإذن الله أنه في الجنة فهم مسلمين، ولكن ضحايا المنصر إذا تنصروا وتركوا دين الله ماتوا على هذا الدين فما لهم الا النار، فهذا أشر وأعضم ضرراً من العسكري الذي يحارب، ثم إن المنصرين يستعملون شتى الوسائل لتنصير المسلمين من ذلك المال، والعلاج وغير ذلك والإنسان ضعيف إذا تكالب عليه أعداء الله إبليس أولهم والحرب وإنعدام الأمن ثانيهم، والمغريات ثالثهم، فالله المستعان.
الشيخ الكريم / وليد! بارك الله فيكم.
ألا ترى - أخي الحبيب - أنَّ هذا الكلام عاطفيٌّ أكثرَ من كونِه حُكْمًا شرعيًّا؟ والمسألة - كما يظهر من كلام السائل - مسألةٌ شرعيةٌ؛ يُريدُ السائل أن يصل إلى جوابٍ بدليله حتى يطمئنَّ قلبُه، ويُعلِمَ غيرَه من المسلمين عن هذا الحكم.
ونحن لا نشُكُّ طرفةَ عينٍ أنَّ شرَّ المُنصِّر - أو المُهوِّد، أو غيرهما - على الإسلام أشدُّ من شرِّ المُحارِب منهم؛ لأجل ما ذكرتَ من أنَّ قتيلنا - إن شاء الله - في الجنة، والمستجيب من المسلمين مع دعاة التنصير إن مات على هذه الحال مات على الكفر، نسأل الله السلامة والعافية.
ولكن؛ ما الحكم الشرعي في تلك المسألة؟ لو وثَّقتَ لنا - بارك الله فيك أُخَيَّ الحبيب - هذا الكلام من أقوال أهل العلم؛ لكان أفضل.
وأنا أعلم مدى غيرتك على الإسلام والمسلمين - كما يظهر من مشاركتك الطيبة -.
أسأل الله أن يُعليَ كلمةَ الحق كما كانت في عهد النبوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:17]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم رمضان.
إن كان كلامي عاطفياً أكثر منه شرعياً، فأين العاطفة في تقرير خطر المنصر، لا أرى أنه عاطفياً بل أرى أنه تأصيل لمسألة المنصر والمحارب، وقد قلت سابقاً أننا إذا عرفنا معنى الحربي تبين لنا حكم قتل المنصر.
أخي الكريم قلت سابقاً ومازلت أقول أن هذا مالدي أنا، والذي يظهر لي والله أعلم بالصواب أن المنصر يدخل دخولاً أولياً في مسألة "الحربي".
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:30]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب، وفي حسن خُلُقك.
والذي طلبتُه فقط منكم - مشكورين مأجورين بإذن الله - وضعَ الدليل على أن المنصر يدخل دخولاً أولياً في مسألة "الحربي" من حيثُ قتلُه.
أكرمكم الله تعالى.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:09]ـ
هل صدر قرار من المجامع القهية
لأن هذه القضية يجدر أن يتداول فيها الرأي جماعيا
لأنها تهم المسلمين أجمع
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أحبتي , مثل هذه القضايا (قضايا الدماء) لا يحكم بها سوى العلماء الجهابذة ,انا لا أعتقد ان هذا المكان هو المكان المناسب لطرح مثل هذا السؤال.
ودمتم برعاية الله.
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 04:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يجزي أخي وليد كل خير فلقد أوفى
واستدل على جواز قتل المنصر بالقياس من حيث الأولى وهو دليل شرعي
والحمد لله قياسك موافق لكلام أهل العلم رحمهم الله والأدلة من الكتاب والسنة
فهذا ابن القيّم رحمه الله يقول في أحكام أهل الذمة ج3/ص1254 متحدثا عن إذا دعا النصارى لدينهم فقال:
((هذا من أولى الأشياء أن ينتقض العهد به فإنه حراب الله ورسوله باللسان وقد يكون أعظم من الحراب باليد كما أن الدعوة إلى الله ورسوله جهاد بالقلب وباللسان وقد يكون أفضل من الجهاد باليد ولما كانت الدعوة إلى الباطل مستلزمة ولا بد للطعن في الحق كان دعاؤهم إلى دينهم وترغيبهم فيه طعنا في دين الإسلام وقد قال تعالى (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر) ولا ريب أن الطعن في الدين أعظم من الطعن بالرمح والسيف فأولى ما انتقض به العهد الطعن في الدين ولو لم يكن مشروطا عليهم فالشرط ما زاده إلا تأكيدا وقوة.اه كلامه رحمه الله
ولدى الإخوة الطلبة من العلماء الأجلاء مايكفيهم بإذن الله
وجزاكم الله خيرا ...
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[القانونى]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 04:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ عبد المجيد، جزالك الله خيراً على هذه الفكرة الطيبة التى أثرتها للمناقشة.
الأخ الكريم ومشرفنا العزيز وليد، تأثر عاطفياً قليلاً كما قال -وبحق- ذلك الشيخ رمضان أبو مالك - أحسن الله إليكم جميعاً -.
لكن هناك أمر مهم لابد ان ألفت إليه، الأمر لا يتعلق بفتوى شرعية فقهية فحسب، فهناك جانب لن يحسنه الفقيه مهما كان علمه إلا إذا كان الفقيه فى الميدان، وهو يتمثل فى الجانب الواقعى العسكرى.
فقد تكون الفتوى بالتحريم، غير أن الميدان يفرض أحكام للضرورة، ونحن نعلم ان قتل طائفة من المسلمين تترس بهم العدو جائز إذا دعت إلى ذلك الضرورة ولم يكن منه بد.
وما سأقوله ليس إلا تطبيقاً للقواعد العامة، وما ذكرته إنما هو لأذكر الأخوة أكرمهم الله بأن هناك عناصر للفتيا لابد من مراعتها.
على أية حال كما ذكر الأخ وليد بارك الله فيه، فإن كانو غير محاربين وكان وجودهم عرضياً فلا يجوز قتلهم البتة، أما إن كانوا محاربين أو متعاونين مع المحاربين بمدهم بالعتاد والمؤن، أو العمل الإستخباراتى.
فيجوز قتلهم، ولكن أقول يجب على مقاتلى طالبان أن يستفيدوا من أسر هؤلاء بقدر الطاقة.
ولعل ذلك يكون بقدر الله ليصلحوا الخطأ الفادح الذى ارتكبوه بتكسير أصنام بوذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولى بالخطأ الفادح مرده الناحية العسكرية أولاً، لأن أتباع بوذا كانوا فى حياد من الحرب ضد المسلمين، والقائد الذكى يعمل على تحييد أكبر قوة من العدو أو ردها، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، والدروس العسكرية من غزوة الأحزاب لا حصر لها لمن تأمل، وكان صاحب خلفية عسكرية.
كذلك هو خطأ شرعى فادح لكونه تم إعلان التكسير ولو أخفوه لكان صواباً لأنهم لم تكن لهم قوة كما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك عند فتح مكة، وقد صبر عليها من قبل ذلك أكثر من عشرين عاماً، وهو ما أدى إلى استعداء البوذيين على المسلمين، وكلكم يعلم ما جرى لأخوتنا فى الصين عقب هذه الواقعة.
هذا رأيى والله أعلم.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 05:42]ـ
الأخوة الأفاضل جزاهم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن المسألة لا يُحكم بها بمثل هذه السهولة التي نراها، فاختطاف الأجانب عموماً يخضع لعدة اعتبارات.
أولاً هل هؤلاء الأجانب محاربون أم لا؟ والمحارب كل من حمل السلاح، أو جاء مع الحربيين مُعيناً أو عيناً أو مُخططاً، أما من جاء لغير ذلك كالصحفييين، أو المتعاقدين من منظمات إغاثية لا عمل لها سوى الإغاثة، أو القيام بأعمال بناء لا علاقة لها بتحسين أحوال المحاربين فلا شك في عدم جواز اختطاف هؤلاء فضلاً عن التهديد بقتلهم.
ثم إن هناك نوعاً ثالثاً وهم الذين دخلو بعهد أمان أعطاهم إياه الحاكم، أو أي مسلم، إذ إن من حق أي مسلم أن يُعطي الأمان لمن شاء، ولا يجوز للحاكم أن يخفر ذمة المسلم، وقد ذهب عدد من العلماء المعاصرين إلى أن إعطاء الفيزا لأي شخص هو عهد أمن له.
بناءً على ذلك فلا يجوز أسر أي من النوعين الثاني والثالث، ولا خلاف في جواز أسر المحارب.
أما كيف يُتصرف مع هذا المأسور فإن هذا راجع للإمام، إن شاء قتل، وإن شاء بادل، وإن شاء من، وعليه أن ينظر إلى الأحظ والأفضل، وما فيه مصلحة المسلمين.
لذا إن كان هؤلاء الكوريين من النوع الأول فلا مراء في جواز أسرهم، أما إن كانوا من النوعين الثاني أو الثالث فلا يجوز أسرهم.
ملحوظة: إن كانت دولة محاربة لنا فهل كل رعاياها يعدون من المحاربين؟ الجواب حتماً لا، فإن كانت أمريكا تحارب المسلمين في أكثر من مكان، فلا يعني هذا أن كل أمريكي محارب، وإنما نطبق عليه التفصيل السابق، والله الموفق.
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 11:12]ـ
نصر الله طالبان وأيدها , سبحان الله يوميا يقتل الآلاف من المسلمين , وما طلبنا فتوى بنصرهم ولا التفتنا لصرخاتهم , وعندما أراد المجاهدون أن يصدوا العدوان عليهم , التفت لهم , وكأنهم هم المتهمون .. وكأنهم سفاكي الدماء!! ...
يعلم الله أني ما قصدت صاحب الموضوع بهذا الكلام , ولكن هذا حال أغلب العالم الإسلامي.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:30]ـ
اسأل الله أن ينصر المجاهدين الطالبان ...
وهم بلا شك أقرب إلى الوصول إلى الحق في هذه المسألة كما لا يخفى ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:43]ـ
نصر الله طالبان وأيدها , سبحان الله يوميا يقتل الآلاف من المسلمين , وما طلبنا فتوى بنصرهم ولا التفتنا لصرخاتهم , وعندما أراد المجاهدون أن يصدوا العدوان عليهم , التفت لهم , وكأنهم هم المتهمون .. وكأنهم سفاكي الدماء!! ...
يعلم الله أني ما قصدت صاحب الموضوع بهذا الكلام , ولكن هذا حال أغلب العالم الإسلامي.
صدقت والله نسأل الله أن يعجل بنصر المسلمين في بقاع الارض
ولكن يبقى أن أقول .. (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(/)
قال أحمد ....... ولم أقلها إلا أصابني ما أكره
ـ[الغامدي1]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 10:02]ـ
قال أحمد يقول إذا دخل الخلاء: أعوذ بالله من الخبث والخبائث وما دخلت قط المتوضأ ولم أقلها إلا أصابني ما أكره. المغني (1/ 110)
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 11:02]ـ
فائدة ماسمعت بها من قبل،جزاك الله خيراً
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 11:13]ـ
وانا لم اسمع بها إلا الساعة فجزاك الله خيرا.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 01:26]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الكريم
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 02:59]ـ
وأما أنا فلم أسمع بها أيضا إلا الساعة، فائدة جليلة، رضي الله عن الإمام أحمد.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 12:07]ـ
أما أنا؛ فلم أقرأها إلا الساعة! (ابتسامة).
فجزاك الله خيرًا.(/)
بحث عن اسماء ماء زمزم بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 07:23]ـ
أسماء زمزم
ان لماء زمزم اسماء كثيرة نذكرها مرتبة على حروف الابجدية، مع بيان معنى كل الاسم من هذه الاسماء وهي:ـ
1.بركة مباركة: من البركة، وهي النَّماء والزيادة والسعادة، وكثرة الخير، وهذه المعاني كلها في زمزم.
2.بَرَّة: وذلك لكثرة منافعها وسعة مائها، قيل: لأنها فاضت للأبرار، وغاضت عن الفجار، وقيل: مأخوذة من البِّر؛ لان الله تعالى بَرَّ بها أبيه إسماعيل عليه السلام.
3.بُشرى: لانه بشرى هاجر أم إسماعيل، حين كانت تبحث عن ماء تحيا به هي وولدها، فلما رأته بعد ان كادت تيأس، فرحت وسرَّت، وقالت:يا بشراي هذا هو الماء، لكنها لم تَبِعْه، بل ضمَّته أليها وزمَّته.
4.تُكتم، ومكتومة: وهو اسم بئر زمزم، سميت به لأنها كانت قد اندفنت بعد جُرْهُم، وصارت مكتومة، حتى أظهرها عبد المطلب
5.حَرَمَّية:نسبة إلى الحرم، لكون البئر في حرم الله عز وجل، ولكونها معظَّمة
6.حفيرة عبد المطلب: لان الذي حفرها بعد غياب مكانها عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم
7.ركضة جبريل عليه السلام، وهزْمه جبريل، ووطأة جبريل: ركضة جبريل أي وطأته، وخفقة من جناحه، واصل الركض: الضرب بالرِّجل والإصابة بها، وتحرك الجناح، وسميت بئر زمزم بهذا الاسم، لان جبريل عليه السلام ضرب الأرض بجناحيه، فانفجر ماء زمزم، وتسمى هزمة جبريل؛ لأنها هزمته في الأرض أي حفرته، حيث ضرب برجله فانخفض المكان فنبع الماء، وقيل: معناه أنه هزم الأرض أي كسر وجهها عن عينها حتى فاضت بالماء، وتسمى أيضا همزة جبريل بتقديم الميم على الزاي؛ لان جبريل همز بعقبه في موضع زمزم، فنبع الماء.
وفي تفجيره إياها بالعقب دون أن يفجرها باليد أو غيره، إشارة إلى أنها لعقبه وارثة، وهو لسيدنا محمد ـ أمته، كما قال سبحانه وتعالى: ((وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ))، أي في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
8. الدَّواء، ومروية، وروىً، ورويّ: وكلها بمعنى الماء الكثير المروي، وقيل: العذب الذي فيه للواردين ريّ
9. زَمْزَم: وزُمازم: يقال: ملأ سقاءه حتى زمَّ زموماً أي: فاض وطلع من جوانبه، وقيل: سميت زمزم من كثرة الماء، ويقال: ماء زمزام، وزمزم للكثير، وقيل: هو أسم لها خاص، وقيل بل من ضمِّ هاجر لمائها حين انفجرت لها، وزمِّها إياها، وقيل بل من زمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عليها، وقيل: الصوت الماء فيها حين ظهر
10. سابق: من السبق، بمعنى أن ماء زمزم له التقدم والسبق والفضل على غيره من المياه
11. سالمة: من السلام، والسلام في الأصل: السلامة والسلامة هي العافية
12. سقيا الله ـ إسماعيل عليه السلام: هو اسم واضح الدلالة والسبب، حيث كان ماء زمزم سقيا وغيثاً ومغيثاً لإسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام، حيث اشتد بهما العطش
13. سقاية الحاج: إن ماء زمزم يسقي الحجيج الأعظم، وقد خصَّ رسول لله صلى الله عليه وسلم سقاية الحاج بالعباس وآله رضي الله عنهم
14. سيِّده: لأنها سيدة جميع المياه، أفضلها ومقدمها، أشرفها وأكرمها وارفعها، وهذه المعاني كلها من معاني السيِّد
15. شَبَّاعة العيال وشَبْعه: والشباعة: سميت شباعة؛ لان ماءها يروي ويشبع. وهي تسمى في الجاهلية لان ماءها يروي العطشان ويشبع الغرثان
16. شراب الابرار: الابرار جمع بارّ، مشتق من البِّر، وهو التوسع في الخير، والابرار كثيرا ما يخص بالاولياء والزهاد والعُبَّاد، ولذا تجد غالب اهل الخير والصلاح يحرصون على شرب ماء زمزم.
17. شفاء سقم: كما ورد تسميته في الحديث، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ماء على وجه الارض ماء زمزم، فيه طعام الطُّعم، وشفاء السُّقم.
أي فيه شفاء من كل مرض بأذن الله فمن شربه بنية الاستشفاء، شفي باذن الله تعالى.
18. صافية: أي نقية من الشوائب والكُدُرات، وقد كان الماء العذب بمكة عزيزاً لا يوجد الا لانسان يستعذب له من بئر ميمون، وصافية بمعنى المصطفاة، أي المختارة المحببة للنفس لمودتها وحبها.
(يُتْبَعُ)
(/)
19. طاهرة: من الطهر والتطهر أي التنزّه، فهي طاهرة في نفسها منزَّهة من كل عيب، بل هي سالمة ونافعة لشاربها، وتنزه ايضاً عن استعمالها في الاقذار كرامة لها، لما ورد من فضائل هذا الماء الطاهر.
20. طعام طُعم: كما ورد تسميته في الحديث السابق ذكره، فمن شربه بنية الشبع كان كالطعام في تغذيته واشباعه.
21. طيِّبة: من الطيب، وهو ما تستلذه الحواس من الاطعمة والاشربة وغيرها، وزمزم زكية مستلذة محببة عند المؤمنين، وقيل لزمزم طيبة؛ لانها للطيبين والطيبات من ولد ابراهيم
22. ظاهرة: أي ظاهرة منفعتها
23. ظبْيَة: بالظاء المعجمة، سميت بئر زمزم به تشبيهاً لها بالظّبْيَة، واحدة الظبياة، وهي الخريطة، لجمعها ما فيها، والظبية: شِبه الجراب الصغير، والخريطة: وعاء من أدم وغيره يشرح ـ أي يشدّ ـ على ما فيه.
24. عاصمة: لأن من تضلّع منها عصمته من النفاق، وكانت له براءة منه والمانعة من الجوع.
25. عافية: وهذا بمعنى الاسم الاخر: شفاء سقم، فمن شربها يستشفي بها وبدت عليه العافية ـ باذن الله تعالى ـ من العلل والبلايا، فكم أبرأ الله بها من الامراض ما عجز عنه حُذاق الاطباء.
26. غِياث: فهي غياث لهاجر وولدها اسماعيل عليهما السلام بعد تلك الشدة.
27. كافية: حيث تكفي زمزم حاجة من شربها لحاجته.
28. لا تنْزَف و لا تُذَمْ:لا تنزف أي لا يفنى ماؤها على كثرة الاستقاء، ومعنى لا تذم: أي لا تعاب اولا لا تلغى مذمومة، من قولك أذممته اذا وجدته مذموماً، وقيل لا يوجد ماؤها قليلاً، من قولهم: بئر دمَّة: اذا كانت قليلة الماء.
وهذا المعنى الثاني هو ما رجحه السهيلي، وانه لا يصدق عليها:
لا تٌذَمّ بمعنى عدم المدح؛ لان ماؤها مذموم عند المنافقين، قيل
: لاتذم بمعنى انها لا تؤذي ولا يخاف لمن افرط في شربها ما يخاف من سائر المياه، بل هو بركة على كل حال، فلا تذم عاقبة شربها، وهذا تاويل سائغ
29. مأثرة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، حيث اثر النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بها، وخصّه واله بالسقاية، كما خص صلى الله عليه وسلم بني شيبة بحجابة البيت وسدانته، أي خدمة الكعبة المشرفة وتولي امرها، ويكون مفتاح بابها بايديهم.
30.مجْلية البصر: من الجَلوْ، وهو الكشف الظاهر، والسماء جلواء، أي مُصْحِيَة، والاطلاع والنظر في زمزم يجلو البصر.
31.مَضنونة: قال وهب بن منبه: سميت مضنونة لانها ضُنَّ بها على غير المؤمنين، فلا يتضلع منها المنافق، وقيل: لأن عبد المطلب قيل له في المنام: إحفر المضنونة، ضننت بها على الناس لا عليك
32.مُعذبة: من العذوبة، والعذب من الماء الطيب.
33.مٌفدَّاة: من الفداء، والمراد بالفداءة: التعظيم والاكبار؛ لان الانسان لا يفدي الا من يعظمه، وسميت زمزم مفدَّاة، لان عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم حين امر بحفر زمزم، ونازعته قريش في ذلك، وحاولت منعه، واشتد عليه الاذى، نذر لله عز وجل عليه: لئن حفرها، وتم له امرها ,تتمَّ له من الولد عشرة ذكور، ليذبحن احدهم لله عز وجل حيث كانت القرعة تقع في كل مرة على ابنه عبد الله، والد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان احبَّ ولده اليه، ثم فداه بمائة من الابل، فنحرها وفرقها، ولذا سميت: مفدَّاة.
34.مُؤنِسة، ميمونة: وهي من الانس ضد الوحشة، حيث يأنس المؤمن لشربها بها ويالفها ويحبها.
35.ميمونة: من اليُمن وهو البركة، ومن اسمائها بركة ومبارك.
36.نافعة:سميت بذلك لكثرة منافعها التي لا تحص.
تنبيه*
ان من اسماء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ـ الزمزمي؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم ـ له من الاسماء كثير، والتي بلغت خمسمائة اسم، اذكر منها الزمزمي، وعزاه دِحْيَة، وقال: وهو اسم منسوب الى زمزم وهي سقاية الله تعالى لجده اسماعيل صلى الله عليه وسلم فهو اول من نُسِب اليها.
كما سمي صلى الله عليه وسلم بـ نبي زمزم، فقد صارت اليه صلى الله عليه وسلم الولاية على زمزم في عام الفتح، فجعل السقاية لعمه العباس وولده رضي الله عنهم، كما جعل حجابة البيت لعثمان بن شيبة وعقبه الى يوم القيامة.
نأسف لعدم وضع الهوامش لجهلنا بكيفية وضعها
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 07:45]ـ
/
الفاضل ..
د. صالح ..
جزاكُم اللهُ خيْراً ونفعَ بكُم ..
وبوركَ لكُم فيمَا آتاكُم ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 10:06]ـ
احسن الله اليك، وجزاك الله مثله(/)
بحوث حول " ماء زمزم "
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
روى الامام البخاري في صحيحه قصة نبع زمزم عن ابن عباس رضي الله عنه
:ـ اول ما اتخذ النساء المِنطق من قبل ام اسماعيل تخذت مِنْطَقاً لتحفي اثرها على سارة ثم جاء بها ابراهيم وبابنها اسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في اعلى المسجد وليس بمكة يومئذ احد وليس بها ماء فوضعهما هناك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفي ابراهيم منطلقاً، فتبعته ام اسماعيل، فقالت:يا ابراهيم، اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه أنس ولا شيء، فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت اليها، فقالت له: أالله الذي يامرك بهذا؟، قال نعم، قالت: اذن لا يضيعنا، ثم رجعت فانطلق ابراهيم حتى اذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع .... حتى بلغ ..... يشكرون، وجعلت ام اسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى اذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش إبنها وجعلت تنظر اليه يتلوى، او قال: يتلبط، فانطلقت كراهية ان تنظر اليه، فوجدت الصفا اقرب جبل في الارض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر، هل ترى احداَ، فلم ترَ احداً، فهبطت من الصفا، حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم اتت المروة فقامت عليها، فنظرت هل ترى احداً، فلم ترَ احداً، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذلك سعي الناس بينهما، فلما اشرفت على المروة سمعت صوتاً، فقالت: صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت ايضاً، فقالت: قد اسمعت ان كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه او قال بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم او قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً، قال: فشربت وارضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة فان ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وان الله لا يضيع اهله.
وكان البيت مرتفعا من الارض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم او اهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في اسفل مكة قرأوا طائراً عائقاً، فقالوا: ان هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فارسلوا جرياً او جريين، فإذا هم بالماء فرجعوا فاخبروهم بالماء فاقبلوا، قال: وام اسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا ان ننزل عندك، فقالت نعم ولكن لاحق لكم في الماء، فقالوا: نعم، قال ابن عباس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم:ـ فألفى ذلك ام اسماعيل وهي تحب الانس فنزلوا وارسلوا الى اهليهم، فنزلوا معهم حتى اذا كان بها اهل ابيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم وانفسهم واعجبهم حين شب فلما ادرك، زوجوه امرأة منهم وماتت ام اسماعيل فجاء ابراهيم بعد ما تزوج اسماعيل، يطالع تركته فلم يجد اسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتم، فقالت، نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت اليه، قال:فاذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ـ وقولي يغير عتبة بابه، فلماء جاء اسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال هل جاءكم من احد، فقالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فاخبرته وسألني، كيف عيشنا، فاخبرته إنا في جهد وشدة، فقال هل اوصاك بشيء، قالت: نعم، أمرني ان اقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك، قال ذاك ابي وقد امرني ان افارقك، الحقي باهلك فطلقها، وتزوج منهم اخرى فلبث عنهم ابراهيم ما شاء الله، ثم اتاهم بعد، فلم يجده، فدخل على امرأته، فسالها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم، وسألها عن عيشهم وهيئهم، فقالت: نحن بخير وسعة واثنت على الله، فقال: ما طعامكم، قالت: اللحم، قال: فما شرابكم، قالت: الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه، قال فهما لا يخلو عليهما احد بغير مكة الا لم يوافقاه، فقال: فاذا جاء زوجك فاقدتي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء اسماعيل، قال: هل اتاكم من احد، قالت: نعم، اتانا شيخ حسن الهيئة واثنت عليه فسألني عنك، فاخبرته، فسألني كيف عيشنا، فاخبرته انا بخير، قال: فاوصاك بشيء، قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام ويامرك ان تثبت عتبة بابك، قال:ذاك ابي وانت العتبة، امرني ان امسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك واسماعيل يبري نبلاً له، تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام اليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال: يا اسماعيل
ان الله امرني بامر قال: فاصنع ما امرك ربك، قال وتعينني، قال: واعينك، قال: فان الله امرني،ابني ها هنا بيتاً واشار الى اكمه مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل اسماعيل ياتي بالحجارة وابراهيم يبني حتى اذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني واسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) قال: فجعلا يبنيان حتى يدروا حول البيت وهما يقولان، ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)).
ناسف لعدم وضع الهوامش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ظهور ماء زمزم على وجه الأرض
ذكر ابن سعد في الطبقات: عن محمد بن عمر بن واقد الاسلمي، عن غير واحد من اهل العلم، قالوا: كان بين ابراهيم وموسى بن عمران عليهما السلام، عشرة قرون، والقرن مائة سنة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:كان بين موسى بن عمران، وعيسى بن مريم الف سنة وتسعمائة، ولم تكن بينهما فترة، وكان بين ميلاد عيسى والنبي عليهما الصلاة خمسمائة سنة وتسع وستون سنة.
وعلى هذا يكون مجموع السنين بين سيدنا ابراهيم، وسيدنا محمد عليهما السلام 3469سنة، نزيد على هذا ثلاثٌ وخمسون سنة، وهي عمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة الى زمننا هذا 1423 سنة، فيكون المجموع الكلي من زمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى زمننا هذا 4945 سنة، اذا طرحتا من هذا الرقم السنين التي هي بين ولادة براهيم وولادة اسماعيل عليهما السلام، منذ ان نبع ماء زمزم، وهي 99 سنة ينتج معنا عمر ظهور ماء زمزم، وهو 4843 سنة، أي ما يقرب خمسة ألاف عام.
ناسف لعدم وضع الهوامش
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
تخريج حديث (ماء زمزم لما شرب له)
حديث جابر رضي الله عنه، الذي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ماء زمزم لما شرب له
اخوجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين: 1/ 473، صححه الحاكم وكذلك السيوطي في الجامع الصغير: 4/ 404.
سنن ابن ماجة: 2/ 1018، مسند الامام احمد: 3/ 357، سنن البيهقي: 5/ 148، قال الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح، مشرف الدين الدمياطي عبد المؤمن بن خلف / ت 705هـ، مطبعة النهضة الحديث، مكة المكرمة سنة 1403هـ: 318، اسناده حسن.
وكذلك قال الامام الزركشي في التذكرة في الاحاديث المشتهرة، للزركشي محمد بن بهادر عبد الله، ت 794هـ، دار الكتب العلمبة، بيروت، ط1 سنة 1406هـ: 151، اسناده جيد.
وقال الامام ابن ناصر الدين الدمشقي: حديث محكم ثابت، كما نقله الجعلوني في كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على السنة الناس للجعلوني اسماعيل بن محمد، ت 1162هـ، تصحيح احمد القلاش، مكتبة التراث الاسلامي، حلب: 1/ 328.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح، عن حديث: ماء زمزم لما شرب له: 270، فمرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به.
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة: 359، بعد نقل كلام شيخه ابن حجر، قال: وصححه من المتقدمين ابن عيينه، ومن المتاخرين لدمياطي والمنذري.
وقال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: 4/ 143: الحديث حسن بل صحيح، كما قاله ائمة، وقال في حاشيته على مناسك النووي الايضاح في المناسك للنووي يحيى بن شرف الدين، ت 676هـ، مع حاشية ابن حجر الهيتمي، دار الحديث، بيروت، ط2سنة 1405هـ: 404، والذي استقر عليه محققي المحدثين انه حسن او صحيح.
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وصف بئر زمزم والعيون التي تغذيه
لا بد من تمهيد على الامور والتطورات التي حصلت على بئر زمزم، بعدما حفر عبد المطلب بن هاشم زمزم، بقيت على حالها الى ان جاء العباس بن عبد المطلب، حيث طورها وجعل عليها الحوض، وهذا ما ذكره الازرقي: عن ابن جريج، قال: قال لي عطاء:ـ وانما كانت سقايتهم التي يسقون بها، قال: كان لزمزم حوضان في الزمان الاول، فحوض بينهما وبين الركن يشرب منه الماء، وحوض من ورائها للوضوء له شرب يذهب فيه الماء من باب وضوئهم ـ يعني باب الصفا ـ قال: فيصب النازع الماء وهو قائم على البير في هذا وفي هذا من قربها من البير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الازرقي في باب ذكر غور زمزم، قال: كان ذرع زمزم من اعلاها الى اسفلها ستين ذراعاً، وفي قعرها ثلاثة عيون، عين حذاء الركن الاسود، وعين حذاء ابي قبيس والصفا، وعين حذاء المروة.
ثم كان قد قل ماؤها جداً حتى كانت تجم سنة ثلاث وعشرين واربع وعشرين ومائتين، قال: فضرب فيها تسع أذرع سيحاً في الارض في تقويم جوانبها، ثم جاء الله بالامطار والسيول في سنة خمس وعشرين ومائتين، فكثر ماؤها، وقد كان سالم بن الجراح قد ضرب فيها في خلافة الرشيد هارون امير المؤنين اذرعاً، وكان قد ضرب فيها في خلافة المهدي ايضاً، وكان عمر بن ماهان ـ وهو على البريد والصوافي ـ في خلافة الأمين محمد بن الرشيد قد ضرب فيها وكان ماؤها قد قل حتى كان رجل يقال له: محمد بن مشير من اهل الطائف يعمل فيها، فقال: انا صليت في قعرها، فغورها من راسها الى الجبل اربعون ذراعاً، ذلك كله بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهو تسعة وعشرون ذراعاً، وذرع حبك زمزم في السماء ذراعان وشبر، وذرع تدوير فم زمزم احد عشر ذراعاً، وسعة فم زمزم ثلاثة اذرع وثلثا ذراع، وعلى البير ملبن ساج مربع فيه اثنتا عشرة كرة يستقي عليها، واول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك و فرش ارضها بالرخام، عمر بن فرج الرخجي في خلافة ابي اسحاق المعتصم بالله امير المؤمنين سنة عشرين مائتين، وكانت مكشوفة قبل ذلك الا قبة صغيرة على موضع البير، وفي ركنها الذي يلي الصفا على يسارك كُنَيْسَةٍ على موضع مجلس ابن عباس رضي الله عنهما، وغيرها عمر بن فرج فسقّف زمزم كلها بالساج المذهب من داخلها وجعل عليها من ظهرها الفسيفساء وأشرع لها جناحاً صغيراً كما يدور تربيعها، وجعل في الجناح كما يدور سلاسل فيها قناديل سيتصبح فيها في الموسم، وجعل على القبة التي بين زمزم وبين بيت الفسيفساء، وكانت قبل ذلك تُزَوّق في كل موسم، عمل ذلك كله في سنة عشرين ومائتين.
ولقد أُطْرِأَ على بئر زمزم تغيرات وكان ذلك في خلافة المعتصم بالله في سنة تسع وعشرة ومائتين وذلك مما كان عمل المهدي امير المؤمنين في خلافته، وكان ما غيره امير المؤمنين المعتصم بالله هي كما ذكر الازرقي: كان اول من عمل الرخام على زمزم والشباك وفرش ارضها بالرخام، أبو جعفر امير المؤمنين في خلافته، ثم عملها المهدي في خلافته، ثم عَمَره عمر بن فرج الرخجي في خلافة ابي اسحاق المعتصم بالله امير المؤمنين، في سنة عشرين ومائتين وكانت مكشوفة قبل ذلك، الا قبة صغيرة على موضع البير، ثم غيرها عمر بن فرج فسقف زمزم، كلها بالساج المذهب من داخل، وجعل في الجناح كما يدور سلاسل فيها قناديل .... .
اما في وقتنا الحاضر يقع بئر زمزم بالقرب من الكعبة المشرفة، وان فتحة البئر الان واقعة تحت سطح المطاف على عمق 1.56متر وفي ارض المطاف خلف المقام الى اليسار وانت تنظروا الى الكعبة المشرفة، وضع البئر الموجود في القبو اسفل سطح المطاف، و قد جُعِلَ في اخر المطاف خلف
المقام درج يؤدي الى فتحة البئر هذا بالنسبة الى مكانه، اما بالنسبة الى وصف البئر فهو ينقسم لى قسمين:ـ
اولاً: جزء مبني عمقه 12.80متراً عن فتحة البئر.
ثانياً: جزء منقور في صخر الجبل، وطوله 17.20 متراً.
وعلى هذا فعمق البئر 30 متراً من فتحة البئر الى قعره، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي حوالي اربعة امتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 متراً، ومن العيون الى قعر البئر 17 متراً، وقطر البئر، ويختلف بأختلاف العمق، وهو يتراوح بين 1.5متراً، و 2.5 متراً.
اما بالنسبة للعيون التي يتغذى بها فقد ذكرتها آنفاً، وهو لتحديد القديم، اما الجديد الذي بدأ من سنة 1400هـ:
المصدر الرئيسي فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي ـ الحجر الاسود ـ، وطولها 45سم، وارتفاعها 30سم، ويتدفق منها القدر الاكبر من المياه، والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبّرية وبطول 70سم، ومقوسة من الداخل الى فتحتين وارتفاعها 30 سم، وهناك فتحتان صغيرة بين احجار البناء في البئر تخرج منها المياه خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الاساسيتين، وقدرها متر واحد، كما يوجد 21 فتحة اخرى، تبدأ من جوار الفتحة الاساسية الاولى، وباتجاه جبل قبيس والصفا والمروة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه:ـ يوجد في المدينة المنورة بئر يسمى زمزم قريبة من بئر السُّقيا في الحرة الغربية على يمين السالك الى العقيق، وهي سميت بذلك لبركتها وكثرة مائها وطيبة وعذوبته.
ناسف لعدم وضع الهوامش
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
حفر بئر زمزم كما رواها الازرقي
روى الازرقي من طريق ابن اسحاق عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه يحدث حديث زمزم حين امر عبد المطلب بحفرها، فقال: ـ
قال عبد المطلب: اني لنائم في الحجر ـ حجر اسماعيل ـ اذ أتاني آت فقال: احفر طيبة، قال: قلت، وما طيبة؟ قال: ثم ذهب عني، فرجعت الى مضجعي، فنمت فيه،فجاءني قال: احفر برَّه، فقال، قلت: ما بره؟ قال: ثم ذهب عني، فلما كان من الغد رجعت الى مضجعي، فنمت فيه، فجاءني، فقال احفر زمزم، قال، قلت: ما زمزم؟ قال: لا تنزف ابداً لا تذم، تسقي الحجيج الاعظم، عند قرية النمل، قال: فلما ابان له شأنها، ودلَّ على موضعها، وعرف انه قد صدق، غدا بمعوله، معه ابنه الحارث بن عبد المطلب، ليس له يومئذ ولد غيره، فحفر، فلما بدا لعبد المطلب الطيّ، كبَّر، فعرفت قريش انه ادرك حاجته فقاموا اليه فقالوا: يا عبد المطلب، انها بئر اسماعيل، انَّ لنا فيها حقاً، فاشركنا معك فيها فقال عبد المطلب: ما انا بفاعل، ان هذا الامر خُصِصْت به دونكم، واعطيته من بينكم، قالوا: فانصفنا، فانا غير تاركيك حتى نحاكمك فيها، قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم
احاكمكم اليه، قالوا: كاهنة بني سعد بني هذيم، قال: نعم، وكانت بأشراف الشام.
فركب عبد المطلب، ومعه نفر من بني عبد مناف، وركب من كل قبيلة من قريش نفر، قال: والارض اذ ذاك مفاوز ـ المفازة: الغلاة لا ماء فيها ـ فخرجوا حتى اذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام، فني ماء عبد المطلب واصحابه، فظمئوا، حتى ايقنوا الهلكة، واستسقوا ممن معهم من قبائل قريش، فأبوا عليهم، وقالوا: ان في المفازة نَخْشَى فيها على انفسنا مثل ما أصابكم.
فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم، وما يتخوَّف على نفسه واصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا الا تبع لرأيك، فامرنا بما شئت، قال: فاني أرى ان يحفر كل رجل منكم لنفسه بما بكم الان من القوة، فكلما مات رجل دفعه اصحابه في حفرته، ثم واروه، حتى يكون آخركم رجلاً واحداً، فضيعة رجل ايسر من ضيعة ركب جميعاً أي ضياع رجل واحد ايسر واحسن من ضياع جماعه باسرها، قالوا: سمعنا ما اردت، فقام كل رجل منهم بحفر حفرته، ثم قعدوا ان ينتظرون الموت عطشاً، ثم ان عبد المطلب، قال لاصحابه: والله ان إلقاءنا بايدينا العَجْز، لا نبتغي لانفسنا حيلة؟ فعسى الله ان يرزقنا ماءً ببعض البلاد، ارتحلوا، فارتحلوا، حتى اذا فرغوا ـ ومن معهم
من قريش ينظرون اليهم، ما هم فاعلون ـ تقدم عبد المطلب الى راحلته فركبها، فلما انبعثت به، انفجرت من تحت خُفّها عين ماء عذب، فكبر عبد المطلب، وكبر اصحابه، ثم نزل فشرب وشربوا، واستسقوا حتى ملأوا اسقيتهم، ثم دعا القبائل التي معه من قريش، فقال: هلمَّ الى الماء، فقد سقانا الله عز وجل فاشربوا واستسقوا، فشربوا واستسقوا، فقالت: القبائل التي نازعته: قد والله قضى الله عز وجل لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم ابداً، الذي سقاك هو الماء بهذه الفلاة، وهو الذي سقاك زمزم، فارجع الى سقايتك رشدأ، فرجع ورجعوا معه، ولم يمضوا الى الكاهنة، وخلوا بينه وبين زمزم.
وقال ابن اسحاق: وسمعت ايضاً من يحدث في امر زمزم عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه، انه قيل لبعد المطلب حين امر بحفر زمزم: ادع بالماء الرواء، غير الكدر ....... احفر زمزم، وان حفرتها لم تذم، وهي تراث ابيك الاعظم، فلما قيل له ذلك، قال: واين هي؟ قال: قيل له: عند قرية النمل، حيث ينقر الغراب غداً، قال: فغدا عبد المطلب ومعه ابنه الحارث، وليس له يومئذ ولد غيره، فوجد قرية النمل، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين: اساف ونائلة، فجاء بالمعول، وقام ليحفر حيث امر، فقامت اليه قريش حين راوا جده، فقالت: والله لا ندعك تحفر بين وثنينا هذين اللذين ننحر عندهما، فقال عبد المطلب للحارث: دعني احفر والله لامضينَّ لما امرت به، فلما عرفوا انه غير نازع، خلوا بينه وبين الحفر، وكفوا عنه، فلم يحفر الا يسيراً حتى بدا له الطي ـ طي البئر ـ فكبر، وعرف انه قد صدق، فلما تمادى في الحفر، وجد فيها غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان دفنت جرهم حين خرجت من مكة، ووجد فيها اسيافاً قِلعّية وادراعاً وسلاحاً.
وذكر الصالحي، نقلا عن اسحاق عن علي رضي الله عنه، وعن البيهقي، عن الزهري: فلما رجع عبد المطلب اكمل حفر زمزم، وجعل عليها حوضاً يملأه ويشرب الحاج منه، فيكسره اناس من حسدة قريش باليل، فيصلحه عبد المطلب، فلما اكثروا افساده، دعا عبد المطلب ربه، فاري في المنام فقيل له: قل اللهم اني لا احلها لمغتسل، ولكن هي لشارب حلٌّ وبلُّ، ثم كفيتهم، فقام عبد المطلب فنادى بالذي اري، ثم انصرف، فلم يكن يفسد حوضه عليه احد الا رمي في جسده بداء، حتى تركوا حوضه وسقايته.
ناسف لعدم وضع الهوامش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:32]ـ
بوركتي يا وعد على هذا الترتيب(/)
الأصول الستة
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 10:22]ـ
/// الأصول الستة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ///
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ - رحمه الله -: من أعجب العجاب وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاب؛ ستة أصول بيَّنَها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظن الظانون، ثم بعد هذا غلط فيها كثير من أذكياء العالم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل.
الأصل الأول
إخلاص الدين لله وحده لا شريك له، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى، بكلام يفهمه أبلد العامة، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار، أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين، والتقصير في حقهم، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتِّباعهم.
الأصل الثاني
أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه، فبين الله هذا بياناً شافيا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المرسلين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه. ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقول به إلا زنديق أو مجنون!
الأصل الثالث
أن من تمام الاجتماع: السمع والطاعة لمن تأمر علينا، ولو كان عبدا حبشيا، فبيَّن الله (1) هذا بياناً شافياً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يُعرف عند أكثر ممن يدعي العلم فكيف العمل به؟!
الأصل الرابع
بيان العام والعلماء، والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم وليس منهم. وقد بين الله هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُم} (البقرة: من الآية40)، إلى قوله قبل ذكر إبراهيم - عليه السلام -: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا} (البقرة: من الآية122) كالآية الأولى، ويزيده وضوحاً: ما صرَّحتْ به السنة في هذا من الكلام الكثير البيِّن الواضح للعامي البليد، ثم صار هذا أغرب الأشياء! وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات، وخيار ما عندهم:لبس الحق بالباطل! وصار العلم الذي فرضه الله على الخلق ومدحه، لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون!، وصار من أنكره وعاداه وجدَّ في التحذير عنه، والنهي عنه؛ هو الفقيه العالم!!.
الأصل الخامس
بيان الله سبحانه للأولياء، وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعدائه المنافقين والفجار. ويكفي في هذا آية (آل عمران)، وهي قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران:31)، والآية التي في المائدة وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} (المائدة: من الآية54)، وآية في سورة يونس وهي قوله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (يونس:62 - 63)، ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هُداة الخلق، وحفاظ الشرع، إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسول، ومن اتبعه فليس منهم! ولا بد من ترك الجهاد، فمن جاهد فليس منهم! ولا بد من ترك الإيمان والتقوى! فمن تقيد بالإيمان والتقوى، فليس منهم! يا ربنا إن نسألك العفو والعافية، إنك سميع الدعاء.
الأصل السادس
ردُّ الشبهة التي وضعها الشيطان، في ترك القرآن والسنة، واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة، وهي: أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق؛ والمجتهد هو: الموصوف بكذا و كذا، أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر! فإن لم يكن الإنسان كذلك؛ فلْيُعرِضْ عنهما فرضاً حتماً لا شك ولا إشكال فيه، ومن طلب الهدى منهما؛ فهو إما زنديق، وإما مجنون، لأجل صعوبة فهمهما!! فسبحان الله وبحمده: كم بيَّن الله سبحانه شرعاً وقَدَرَاً، خلقاً وأمراً في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى، بلغت إلى حدِّ الضروريات العامة {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الأعراف: من الآية187)، {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ}، إلى قوله: {فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} (يّس:7 - 11).
(1) كذا في الدرر السنية (1/ 172)، وفي بقية النسخ المطبوعة: (فبين رسول الله (ص) ... ).
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 04:41]ـ
بارك الله فيك ورحم الله شيخنا محمد بن عبد الوهاب على بيان هذه الأصول
ولكن قد أشكل الفهم عندي للأصل السادس فهل من شارح بارك الله فيك وفي مشايخنا الفضلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 11:01]ـ
الأصل السادس
قال الشيخ رحمه الله: [رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة، وهي: أن الشبهة التي وضعها هي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق، والمجتهد هو الموصوف بكذا و كذا أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر. فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضاً حتماً لا شك ولا إشكال فيه ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق وإما مجنون لأجل صعوبتهما، سبحان الله وبحمده. والأمر برد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى أمر الضروريات العامة) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف: من الآية187)، [(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (يّس:7)) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) (يّس:8)) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (يّس:9)) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (يّس:10)) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (يّس:11)]
الشرح: يعتقد أهل السنة والجماعة أن مصدر التشريع في الإسلام هو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ بأحدهما وردَّ الآخر فلا شك في كفره وزيغه وضلاله وعداوته للإسلام.
وجملة شبه من رد السنة كالخوارج والشيعة وعلماء الكلام والعقلانيين ما يلي:
الشبهة الأولى: قولهم: حسبنا كتاب الله لأنه تكفل بذكر الأمور الدينية كلها شرحاً وتفصيلاً تبياناً لكل شيء.
الرد على هذه الشبهة: نقول وبالله التوفيق: لا نزاع أن القرآن شمل أصول الشريعة كلها ونص على بعض جزئياتها اليسيرة، وأما ما ادعاه هؤلاء من تنصيصه على كل صغيرة وكبيرة فهو بهتان لا يقره واقع القرآن. فلو كان الأمر كما يقولون فأين عدد الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة فضلاً عن عدد الركعات لكل فريضة وأين نصاب زكاة الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة وأين أنواع الربا وما يدخل الربا فيه وما لا يدخل فيه، بل خول هذه الجزئيات إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فلو اشتمل القرآن على كل التفاصيل والجزئيات التي يحتاج إليها في الدين كما يزعمه هؤلاء لما أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام بتبيينه للناس ولما أمر المسلمين بطاعة الرسول وامتثال ما يأمرهم به واجتناب ما ينهاهم عنه. وإنما بين القرآن أصول الشريعة ومصادرها وقواعدها ومبادئها العامة. ومن الأصول التي بينها القرآن العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر: من الآية7). ولعل الذي أوقعهم في هذا اللبس إن كانوا صادقين هو فهمهم الخاطئ لقوله تعالى: (وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) (يوسف: من الآية111) فظنوا أن معنى التفصيل هو تعيين الجزئيات وليس الأمر كذلك لأن التفصيل ضد الإجمال. قال الراغب في المفردات: (الفصل إبانة أحد الشيئين عن الآخر)، وقال الشوكاني: (قيل وليس المراد به ما يقتضيه من العموم بل المراد به الأصول والقواعد).
الشبهة الثانية: أن السنة لم تكن شرعاً عند النبي صلى الله عليه وسلم وفهمها الصحابة على هذا المنوال ولذا نهوا عن كتابتها ولو كانت السنة جزءاً من الدين لوضع لها الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً كمنهج القرآن من الكتابة والمذاكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرد على هذه الشبهة: أن شبهتهم هذه لا تنبني على علم ومعرفة وإنما على العناد والمكابرة ونكران الجميل وأنها حيلة المنقطع. فهلا سمح هؤلاء بإلقاء نظرة عابرة في رياض كتب السنة وتاريخ الإسلام ومدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة وإفهامهم أمور دينهم بالقول والعمل. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد أصحابه فيما يسألون عنه ويتخولهم بالموعظة من حين إلى آخر في الجمع والأعياد والطوارئ والمناسبات. كما أن حياته العائلية سجل آخر لنقل السنة عن حياته المنزلية فلو لم تكن السنة عنده صلى الله عليه وسلم شرعاً وديناً لما اعتنى بها هذا الاعتناء ولما سلك لإشاعتها ونشرها كل الوسائل الممكنة آنذاك. فقد روى البخاري ومسلم في حديث وفد بن عبد القيس أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمهم بعض أمور الدين وقال لهم: احفظوها وأخبروا بها من وراءكم. فلو لم تكن حياته ديناً وأقوله شرعاً لما أمرهم بالحفظ والتبليغ ولما صدرت منه أوامر الاتباع له عليه الصلاة والسلام. كقوله: " صلوا كما رأيتموني أصلي "، وكقوله: " خذوا عني مناسككم). ولما تصور منه الغضب لأدنى بادرة بالإعراض عن سنته عليه الصلاة والسلام.
وكان الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على الأخذ بالسنة. يقول أنس رضي الله عنه: (كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم فنسمع منه الحديث فإذا قمنا نتذاكره فيما بيننا حتى نحفظه). وكان عمر رضي الله عنه وجار له من الأنصار يتناوبان النزول من عوالي المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم لأخذ العلم. وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: (إني لأجزأ الليل ثلاثة أجزاء فثلث أنام وثلث أقوم وثلث أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه الدارمي.فلو لم تكن السنة مصدراً للدين عند الصحابة رضي الله عنهم ما حرصوا عليها هذا الحرص ولما تكلفوا المشاق من السفر وغيره في سبيلها. فقد قال البخاري في كتاب العلم تعليقاً: رحل جابر بن عبد الله إلى مصر لأخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة) (الأحزاب: من الآية21).
وأما قولهم: (إن الرسول والصحابة نهوا عن كتابة السنة فهذا دليل على أنها ليست شرع). قيل: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خشي لبسها بالقرآن ثم أذن في كتابتها كما في الصحيح لما قال: " اكتبوا لأبي شاه "، وأيضاً السنة محفوظة في الصدور كما أن القرآن محفوظ في الصدور ولم يجمع إلا بعد النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يخفى على المطلع أن ما ورد من النهي إنما كان عن كتابة الحديث وتدوينه رسمياً كالقرآن. وأما ما يكتبه الكاتب لنفسه فقد ثبت وقوعه. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (كنت أكتب كل شيْ أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنهاني قريش، وقالوا: تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الرضا والغضب فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: " اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا الحق ". وفي الصحيح عن أبي هريرة: (أن عبد الله بن عمرو كان يكتب).
فنجمل الأسباب لعدم كتابة السنة رسمياً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كالآتي:
1 - تشكيل مجتمع الصحابة على السنة العملية كفيل ببقائها ونقلها جيلاً بعد جيل.
2 - شغف المسلمين بتدوين الكتاب العزيز وحفظه لقوة بيانه وبقائه معجزاً على مر الدهر بينما السنة شرح عملي للقرآن وتدوينه أكثر من حفظ السنة وتدوينها.
3 - عدم وجود فراغ كافٍ لتسجيل السنة في مجتمع الصحابة إذ كان الأعداء يحيطون بهذا المجتمع من كل جانب فالكفاح لإثبات وجودهم كان عاملاً مهماً في قلة تدوين السنة.
الشبهة الثالثة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرشد الصحابة رضي الله عنهم المشاهدين له وفق أحوالهم الخاصة مما نتج عنه تكيف الحديث بالظروف الموجودة في عصره ولا وجود لمثل تلك الظروف في الآونة المعاصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الردُّ على هذه الشبهة: ذكر القرآن الكريم أن دعوته عامة شاملة لا تنتهي بانتهاء نزوله ولا بوفاة من أنزل عليه بل إنه خطاب للمكلفين عامة وللناس كافة يشمل العرب والعجم. وهناك العديد من آيات القرآن فيها خطاب خاص لمشركي العرب الذين أقاموا الحواجز في طريق الدعوة إلى الله فأصدر القرآن أحكاماً في أولئك الصادِّين حسب مسلكهم الخاص. ولا تنحصر الأحكام بالإجماع في أولئك الأفراد بل تتجاوزهم في من يماثلهم في تصرفاتهم، فإذا كان حكم الآيات القرآنية لا يختص بزمن ولا بأشخاص معدودين فكذلك السنة إذ لا فرق بين أحكام الكتاب والسنة لصدورهم من مصدر واحد كما تقدم. لذا كان الإيمان محمد صلى الله عليه وسلم هو الحد الفاصل بين الإيمان والكفر فلو كانت سنته خاصة بأولئك الأفراد ففيم يكون تصديقه بعد وفاته؟! أفي القول دون العمل؟! أو في الإدعاء دون التطبيق؟! وفيم يكون اتباعه لجلب المحبة الربانية التي نص عليها القرآن: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران: من الآية31) واتفق المسلمون أن خطاب القرآن والسنة وأحكامهما عامان شاملان لا يختصان بأمة لأن عموم خطاب القرآن مستلزم لعموم خطاب السنة. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (سبأ: من الآية28). فإن كانت هداية القرآن والسنة مؤقتتين محدودتين فهما معاً. وإن كانتا دائمتين عالميتين فهما معاً.
الشبهة الرابعة: تتضمن دعواهم في هذه الشبهة أن السنة قد انتقدت متناً وإسناداً وأن المحدثين تكلموا في رجالها ومتونها وما كان كذلك ودخله النقد وآراء الرجال فلا يصلح ديناً.
الرد على هذه الشبهة: أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا ممن يجهل تاريخ الإسلام في مقاومة الكذب والوضع في السنة فقد كان الصحابة رضي الله عنهم على نقاء من السيرة والسريرة فنقلوا الدين بأمانة وإخلاص وتفانٍ في حب الخير وإشراك الناس فيه. والصحابة أسمى بكثير من أن يخوضوا في الكذب والوضع وهم الذين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة يقول: " من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " وهم الذين كان أحدهم يتورع عن رواية الحديث خشية ألا يأتي به على وجهه، وفي آخر زمن عثمان رضي الله عنه خرج إلى حيِّز الوجود جماعة يتكلمون باسم الإسلام ويدسون فيه ما ليس منه ثم مع مرور الزمن ازداد عدد هؤلاء وكثر خداعهم وكانت الخلافات السياسية حينئذٍ من العوامل الرئيسية في وضع الحديث. فأخذ بعض أصحاب معاوية رضي الله عنه يضعون الأحاديث في مثالب علي ومناقب معاوية وينشرونها بين الناس، وقد قابلهم بمثلها بعض أصحاب على رضي الله عنه , وكلهم جهلة، وكل ذلك دون علمٍ من علي ومعاوية. كما أن ظهور أرباب الكلام من القدرية والمرجئة والجهمية هيأت الأجواء المناسبة للوضع بذم بعضهم بعضاً. وقبلهم الشيعة ثم الزنادقة والقصاصون لنيل الشهرة من أقرب الطرق. كما انضم إليهم المتعصبون للجنس والبلد لرفع مكانه ورفع ذويهم فاستحلوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخيراً انضم إليهم جهلة الصالحين فوضعوا الحديث حسبة وتقرباً إلى الله متأولين أن الكذب له لا عليه وتقدم الرد عليهم في أول الرسالة.
وقد قاوم العلماء هذه الحركة الوضعية ووضعوا الأسس العلمية لفحص الحديث وتبيينه ومعرفة الصحيح م السقيم، فمن تتبعها واستعان بالله عز وجل انكشف له أمر تلك الأحاديث الوضعية.
قال محمد بن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالنا فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم). أ. هـ.
وهيأ الله عز وجل علماء جهابذة ليس همهم إلا التنقيب عن أحوال الرجال ومعرفة عدلهم من فسقهم وضبطهم من غفلتهم حتى ظهر في الإسلام علم مستقل يسمى علم الجرح والتعديل. فهل يزعم بعد هذا أن الأحاديث قد انتقدت لا يسعنا إقحامه في الدين وإقامة الشعائر على مقتضاه.
أمثلة على ضرورة السنة في فهم القرآن ومنزلتها وأنه لا يستغنى عنها بالقرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: قوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38). فإن لفظ السارق فيه مطلق، واليد فيه مطلقة فبينت السنة القولية الأول منهما وقيدته بالسارق الذي يسرق ربع دينار فما فوق. قال عليه الصلاة والسلام: " لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً " أخرجه الشيخان. كما بينت السنة الفعلية أن يد السارق تقطع من مفصل الكف.
الثاني: قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82). فقد فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (بظلم) على عمومه الذي يشمل كل ظلم ولو كان صغيراً. ولذلك استشكلوا الآية فقالوا: (يا رسول الله! أينا لم يظلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " ليس بذاك إنما هو الشرك. ألم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: {إن الشرك لظلم عظيم}. أخرجه البخاري ومسلم.
الثالث: قال تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (النساء: من الآية101). فظاهر الآية يقتضي أن قصر الصلاة في السفر مشروط له الخوف، ولذلك سأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بالنا نقصر وقد أمنا؟). فقال عليه الصلاة والسلام: " صدقة تصدَّق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ".
الرابع: قال تعالى:) قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) (الأنعام: من الآية145). بينت السنة القولية: أن ميتة الجراد والسمك والكبد والطحال من الدم حلال. فقال عليه الصلاة والسلام: " أحلت لنا ميتتان ودمان. أما الميتتان: فالجراد والحوت، وأما الدمان: فالكبد والطحال". أخرجه البيهقي وغيره موقوفاً ومرفوعاً. والموقوف أصح إلا أن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي.
ختام البحث
من المؤسف أنه قد وجد من بعض الكتاب المعاصرين من ذهب إلى جواز أكل السباع مع ثبوت تحريمه في السنة الصحيحة، وإلى جواز لبس الذهب والحرير اعتماداً على القرآن فقط. بل وجد في الوقت الحاضر طائفة يتسمون بالقرآنيين يفسرون القرآن بأهوائهم وعقولهم دون الاستعانة على ذلك بالسنة الصحيحة بل السنة عندهم تبع لأهوائهم فما وافقهم منها تشبثوا به ما لم يوافقهم نبذوه وراءهم ظهرياً وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكتة يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " رواه الترمذي. وفي رواية لغيره: " ما وجدنا فيه حراماً حرمنا ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ". وفي رواية: " ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ". فهذا الحديث الصحيح يدل دلالة قاطعة على أن الشريعة الإسلامية ليست قرآناً فقط وإنما هي قرآن وسنة فمن تمسك بأحدهما دون الآخر لم يتمسك بأحدهم. لأن كل واحد منهما أمر بالتمسك بالآخر. قال تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80). وقال تعالى:) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65). وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (الأحزاب: من الآية36). ومما سبق يبدوا واضحاً جلياً أنه لا مجال لأحد مهما كان عالماً باللغة العربية وآدابها أن يفهم القرآن الكريم دون الاستعانة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية فإنه لن يكون أعلم باللغة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزل القرآن بلغتهم ولم تكن قد شابتها لوثة العجمة واللحن ومع ذلك فإنهم غلطوا في فهم الآيات السابقة حين اعتمدوا على لغتهم فقط. فمن البدهي أن المرء كلما كان عالماً بالسنة كان أحرى بفهم القرآن واستنباط الأحكام ممن هو جاهلها بها. فكيف بمن هو غير معتد بها ولا يلتفت لها أصلا ً.
والحمد لله رب العالمين.
من شرح الشيخ: عبد الله بن صالح العبيلان حفظه الله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:06]ـ
بارك الله فيك أخي تاور ونفع بعلمك على هذا الشرح الوافي وأجزل لك المثوبة على سرعة الرد
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 08:33]ـ
وفيك بارك أخي الحبيب في الله (لامية العرب)
وأعتذر على تأخري في الرد(/)
هل شعيب كان الشيخ مع موسى عليهما السلام في سورة القصص
ـ[عبدالله]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 11:04]ـ
قال تعالى
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
هل شعيب كان الشيخ مع موسى عليهما السلام في سورة القصص
وهل لهما صلة؟
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 11:31]ـ
ذكر ابن تيمية أن والد المرأتين ليس هو نبي الله شعيب عليه السلام وقال: لعل اسمه كان شعيبا.
المرجع: " قصص وروايات باطلة " للشيخ عبدالعزيز السدحان(/)
الزواج بين الإنس والجن
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 12:42]ـ
نقرأ عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلماء رحمهم الله عن زواج إنسي بجنية أو جني بإنسية ونسمع عن حالات كثيرة من هذه العلاقات
جاءتنا مرة امرأة ومعها زوجها فقالت إن جنيا أرغمها على الزواج منه وأنه يمنع زوجها الإنسي من مضاجعتها وزوجها مذعور لا يبدئ ولا يعيد
فما حقيقة هذا الأمر؟ وهل ينتج عن هذه العلاقات أولاد؟ وهل في ذلك حمل ووضع؟ وهل تكون هناك عدة عند الانفصال بين الزوجين من هذا النوع؟
إنها أمور تختلط فيها الأكاذيب والأوهام بالحقائق والممكنات مما يدعو إلى مناقشة ذلك بشكل علمي قائم على الدليل الشرعي أولا ثم على الدليل الملموس في حياة الناس المعيشة
نسأل الله أن يوفقني وإخواني الكرام من أهل العلم في هذا الموقع إلى رفع اللبس عن بعضما يحيط بهذا الموضوع من ترهات
والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 08:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على حسب علمي القاصر أن ذلك كذب لا وجود له أصلاً.
أولاً: لم يرد - على حسب علمي - عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولو حديث واحد. والله أعلم.
ثانياً: قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} الروم54. قال تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} النمل39. نستخلص من الآيتين أن الله تعالى خلق الإنسان من ضعف والجن لا يوصف بالضعف لأن الله قال عنه [وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ] كما في الآية اللتي تليها.
ثالثاً: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1
أن الله خلق الناس رجالاً ونساء. والجنية لا يقال لها نساء أما الجنة فيقل لهم رجال.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 04:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثالثاً: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1
أن الله خلق الناس رجالاً ونساء. والجنية لا يقال لها نساء أما الجنة فيقل لهم رجال.لقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} الجن6
وقد قال الله تعالى: (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء). وهنا نستدل من قول الله تعالى أنه لا يمكن أي ينجب جني من إنسي أو العكس.
الرابع: قال تعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} النحل72. فتدلالة قول الله تعالى (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً) أن الإنسان لا يمكن أن يتزوج من غير جنسه البشري أبداً. وقوله تعالى: (وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) وهذا دليل على أن الإنسان لا يمكن أن ينجب من غير جنسه سواء كان ذراً أو أنثى. والله أعلم وأحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً:قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21. من ههذه الآية نستدل على أن الإنسان لا يسكن إلا لبني جنسه والمودة والمحبة لا تحصل إلا بوجود الزوجين من الجنس نفسة , وقد ختم الله هذه الآية بقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21. والله أعلم ...
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 07:19]ـ
سادساً:قال تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} الرحمن15 والإنسان من طين فلا يمكن للطين والنار أن يجتمعا أبداً لأن الطين في ما والماء يطفىء النار. لذلك كل من يغضب فعليه أن يتوضأ لأن الماء يطفء النار والغضب من الشيطان.
سابعاً: قال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الذاريات49 لو أن الرجل يتزوج الجنية والجني يتزوج المرأة لما كان زوجين أبداً. إذ كل زوج يجب أن يتزوج من جنسه.
ثامناً: لو فرضنا أن المرأة تتزوج بالرجل من الجن ما الذي يضمن للمرأة أن لا يأتي لها جني أخر يجامعها وهي لا تدري والعكس بين الرجل والجنية.
تاسعاً: كيف يكون عقد الزواج بينهما ومن أين يكون الشاهدان من الجن أم من الإنس؟؟؟؟. أين رضى الوالد الذي لا يمنك للجنية أو المرأة الإنسية أن تتزوج من دون رضاه أو رضلا ولي أمرها. على فرض أن الجنية سوف تأتي بولي أمرها فكيف لنا أن نعرف أنه أبوها أو أخوها أو ولي أمرها؟!؟!؟!؟! قد تأتي بأحد الجن الكفار وتغريه ويدعي أنه ولي أمرها ...... ومع ذلك فالجن مفقودي المصداقة والثقة ولا عهد بين الجن والإنس إلا بالسحر الذي هو كفر بالله عز وجل.
العاشر: قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} الأعراف27
الشاهد من الآية الكريمة قول الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} وهذا دليل قاطع صريح بأن الإنس لا يمكن لهم أن يرو الجن إلا في عهد النبوة أو وهم متشكلون بشكل حيوان أو انسان. ومن قال أنه رآهم على حقيقتهم التي خلقهم الله علها دون تشكل فقد كذب. لو قال قائل: يكمن للجني أن يتشكل بصورة رجل ويتزوج من إمرأة من الإنس؟
أقول هذا لا يمكن لأن الجن مفقودي المصداقة ومعدومي الثقة فلا توثق بالجن , ويمكن لرجل آخر من الجن أن يتشكل في نفس صورت الجني الشأول ويجامع المرأة الإنسية بالحرام فيكون زني وكذلك للرجل الإنسي إذا تزوج جنية على فرض أنها تشكلت بصورة امرأة فما الذي يضمن أن لا تأتي جنية أخرى وتتشبه بمثلها ويجامعها الرجل ظاناً منه أنها امرأته ويقع في الزنى والعياذ بالله.
(تلك عشرة كاملة) ارجو من الله أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الغزنوي]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 08:53]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن تَلَبُّس الجن بالإنس أمرٌ واقعٌ ومحسوسٌ، لا ينكره إلا مكابر، وكذلك جماع الجني للإنسية ممكن؛ لقدرة الجن على التَّشَكُّل بصورة البشر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى: "وصَرعُهُم للإنس قد يكون عن شهوةٍ وهوى وعشقٍ، كما يتَّفِقُ للإنس مع الإنس".
ولا يجوز شرعاً زواج الإنسيِّ بجنية أو العكس؛ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:128]،
(يُتْبَعُ)
(/)
والتزوج بين الإنس والجن نوع من الاستمتاع، ولأن الله تعالى جعل الزوج من جنس ما يُؤلَف فقال سبحانه: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [الروم:21]، يعني – سبحانه - من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم، ولمفهوم قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [النحل:72].
قال السيوطي في " الأشباه والنظائر": "الذي أعتقده التحريم". ثم قال: "فروي المنع منه عن الحسن البصري، وقتادة، والحكم بن عتيبة، وإسحاق بن راهويه".
وقال الجمال السجستاني - من علماء الحنفية - في كتاب "منية المغني عن الفتاوى السراجية": "لا يجوز المُنَاكَحَة بين الإنس والجن، وإنسان الماء؛ لاختلاف الجنس".
وذكر وجوهاً أخرى للمنع منها: "أن النكاح شرع للألفة، والسكون، والاستئناس، والمودة، وذلك مفقود في الجن.
ومنها: أنه لم يرد الإذن من الشَّرع في ذلك؛ فإن الله تعالى قال: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:3]، والنساء اسم لإناث بني آدم خاصة، فبقي ما عداهن على التحريم؛ لأن الأصل في الأبضاع الحُرْمَةِ حتى يرد دليل على الحل.
ومنها: أنه قد مُنع من نكاح الحر للأمة، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق، ولا شك أن الضرر بكونه من جنية وفيه شائبة من الجن خَلقاً وخُلقاً، وله بهم اتصال ومخالطة أشد من ضرر الإرقاق الذي هو مرجو الزوال بكثير"، ثم قال: "وإذا تَقَرَّر المنع، فالمنع من نكاح الجني الأنسية أولى وأحرى". انتهى باختصار.
وقال في "أضواء البيان": "قال الماوردي - بخصوص المُناكحة بين بني آدم والجن -: وهذا مُسْتَنْكَرٌ للعقول، لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين، إذ الآدمي جسماني، والجني روحاني، وهذا من صلصال كالفخار، وذلك من مارجٍ من نار، والامتزاج مع هذا التَّبَايُن مدفوع، والتناسل مع الاختلاف ممنوع".
هذا مع ما تقدَّم ذكره من سدِّ الذريعة إلى الفساد، فقد تتذرَّع المرأة الفاجرة بأن الحمل من جني، لتدرأ عن نفسها العقوبة،، والله أعلم.
نقلاً عن الشيخ خالد الرفاعي -حفظه الله-
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 03:15]ـ
قال ابن النجار الفتوحي رحمه الله:
(قال في الفروع: وقال شيخنا (ابن تيمية): ليس الجن كالإنس في الحد والحقيقة. فلا يكون ما أمروا به وما نهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحد والحقيقة. لكنهم مشاركوهم في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم، بلا نزاع أعلمه بين العلماء. فقد يدل ذلك على جواز مناكحتهم وغيرها. وقد يقتضيه إطلاق أصحابنا.
وفي المغني وغيره: أن الوصية لا تصح لجني، لأنه لا يملك بالتمليك كالهبة. فيتوجه من انتفاء التمليك منا منع الوطء، لأنه في مقابل ماله. قال سبحانه وتعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لستكنوا إليها) وقد ذكر أصحابنا هذا المعنى في شروط الكفاءة فهاهنا أولى.
وفي مسائل حرب: روى عن الحسن وقتادة والحكم و إسحاق كراهتها. وروي من رواية ابن لهيعة عن يونس عن الزهري (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن).
وفي كتاب الإلهام والوسوسة لأبي عمر سعيد بن العباس الرازي عن مالك: لا بأس به فس الدين، ولكني أكرهه إذا وجدت المرأة حامل فقيل: من زوجك؟ قالت: من الجن. فيكثر الفساد)
معونة أولي النهى شرح المنتهى، بتصرف، ص 355.
[ CENTER] مشاركة مشابهة: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6364&highlight=%C7%E1%DD%CA%E6%CD%E D
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 12:58]ـ
هذا كتاب: " البرهان على تحريم التناكح بين الانس والجان " للشيخ الفاضل محمد بن عبد الله " الامام " من كبار تلامذة العلامة مقبل بن هادي الوادعي و المسؤول بدار الحديث بمعبر ـ اليمن
الكتاب في المرفقات
وفقكم الله
ـ[ابن دقيق العيد]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 02:32]ـ
أما تلبس الجني بالمرأة ومضاجعتها ,فممكن وواقع ,وقد مر معي في حالات تعد بالعشرات ,أن تأتي امرأة تشتكي ممن يضاجعها
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى الارهاق فتجد نفسها لا تريد أن يقربها زوجها لأنها مرهقة, وكثيرا ما يسبب ذلك مشاكل بينهما, (وآخر حالة مرت معي من هذا القبيل لها10 أيام) ,لكن وعبر سنين من الرقية ما مرت معي حالة واحدة تزعم امرأة أنها بالحمل من جني أو لها ألاد منه! لكن قد يقع أن الجني المتلبس بالمرأة يقول لها أنا زوجك ولن أفارقك ولي منك أولاد ويأتيها بأولاد من صغار الجن (قد يكونوا أيتام) ويوهمها أنهم أولاده منها فتجد نفسها تحن عليهم ولا تريد مفارقة الجني لذلك! وهذا هو الغرض الذي يريده! لكن وبعد الرقية ,وبعدما يذهب عنها الجني تستفيق وتعلم بالأمر.
نسأل الله السلامة لجميع المسلمين.
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 07:24]ـ
أخي السائل الكريم هذا تفصيل للشيخ ابي البراء أسامة بن ياسين المعاني صاحب موقع ومنتدى الرقية الشرعية يتحدث عن إمكانية التناكح فيما بين الجن والإنس (المعاشرة الزوجية):
إن عالم الجن يختلف بطبعه وخصائصه عن عالم الإنس، ومن ثم كان لكل منهما عالمه الخاص به وقوانينه التي يعيش فيها 0
وظاهر الأمر أن التجانس بينهما أمر مستبعد، لكنه ليس بمستحيل عقلا أو واقعا 0 أما شرعا فإنني لم أجد نصا قاطعا في المسألة يجيز التناكح بين الإنس والجن أو يمنعه 0
والظاهر أن التناكح بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف، أمر ممكن عقلا، بل هو الواقع، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة، فمنهم من رأى إمكانية ذلك، ومنهم من رأى المنع، والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود، بل هو نادر الحدوث والله أعلم 0
وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم:
مجاهد والأعمش، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية، والإمام مالك وغيرهم (أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19/ 39، وتفسير القرطبي 13/ 182، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66) 0
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة) (مجموع الفتاوى - 19/ 39) 0
* قال الطبري: (معقبا على قوله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) (سورة الرحمن – الآية 56) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان) (جامع البيان في تأويل القرآن - 27/ 87) 0
* وذكر الطبري روايات على ذلك فقال: عن ابن عباس في قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) يقول: لم يدمهن إنس ولا جان، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها: فإن قال قائل: وهل يجامع النساء الجن؟ فيقال: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) (جامع البيان في تأويل القرآن - 27/ 87، 88) 0
* قال الألوسي: (ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن: قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، فنفى هنا جميع المجامعين، وقيل: لا حاجة إلى ذلك، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى) (روح المعاني – 27/ 119) 0
* قال الفخر الرازي: (ما الفائدة في ذكر الجان، مع أن الجان لا يجامع؟ فنقول: ليس كذلك، بل الجن لهم أولاد وذريات، وإنما الخلاف في أنهم: هل يواقعون الإنس أم لا؟ والمشهور أنهم يواقعون، وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب، فكان مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها) (التفسير الكبير – 29/ 130) 0
* قال ابن الجوزي في قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي) (زاد المسير في علم التفسير - 8/ 122) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال الشبلي: (هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن، فقال: ما أرى بذلك بأسا في الدين، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها: من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (غرائب وعجائب الجن - ص 86) 0
* قال جلال الدين السيوطي: (وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال: (وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) (سورة الروم – الآية 21) فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف 0
فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على ملازمة المسكن أم لا؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا، وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا، وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أم لا، وهل إذا رآها في صورة غير
التي ألفها وادعت أنها هي، فهل يعتمد عليها ويجوز له وطؤها أم لا؟ وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم، كالعظم وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أم لا؟
فأجاب: لا يجوز أن يتزوج بامرأة من الجن، لمفهوم الآيتين الكريمتين، قوله تعالى في سورة النحل: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسِكُمْ أَزْوَاجًا) (سورة النحل – الآية 72) وقوله في سورة الروم: (وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) (سورة الروم – الآية 21) 0
قال المفسرون في معنى الآيتين (جعل لكم من أنفسكم) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم، كما قال تعالى: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ) (سورة التوبة – الآية 128) أي من الآدميين، ولأن الآتي يحل نكاحهن: بنات العمومة وبنات الخؤولة، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الأحزاب: (وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ) (سورة الأحزاب – الآية 50) والمحرمات غيرهن، وهن الأصول والفروع، وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول، كما في آية التحريم في النساء، فهذا كله في النسب، وليس بين الآدميين والجن نسب 0
ثم قال: وهذا جواب البارزي 0 فإن قلت: ما عندك من ذلك؟ قلت: الذي اعتقده التحريم لوجوه:
1 - منها ما تقدم في الآيتين 0
2 - ومنها ما روى الكرماني من (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن) (لم أقف على درجة الحديث من خلال المراجع المتوفرة لدي، وكذلك من خلال الموسوعات الخاصة بالكمبيوتر) والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء 0
3 - ومنها أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة، وذلك غير موجود بين الإنس والجن، حيث أن الموجود بينهم عكس ذلك، وهو الخصومة المستمرة 0
4 - ومنها أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك، فإن الله يقول: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) (سورة النساء – الآية 3) 0 والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة، فبقي ما عداهن على التحريم 0 لأن الأصل في الإبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل 0
5 - ومنها أنه قد منع من نكاح الحر للأمة، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق، فمنع نكاح الجن من باب أولى!) (الأشباه والنظائر - 256، 257) 0
يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – معقباً على الحديث آنف الذكر: (إن كان المقصود أنه يستأنس به فحق، وإن قصد أن يرقى الى درجة الاحتجاج به فلا قائل به فيما أعلم) (القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين) 0
* قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله -: (إن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها الإنسي، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس كجماع الرجل للمرأة وعلاج ذلك التحفظ منهم ذكورا وإناثا بالأدعية والأوراد المأثورة وقراءة الآيات التي تشتمل على الحفظ والحراسة منهم بإذن الله) (الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 196) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال صاحبا فتح الحق المبين: (والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله، فسد الباب من باب سد الذرائع، وحسم باب الشر والفتنة 00 والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا: " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة ") (فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29) 0
* قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين في أطروحته العلمية " الجن في القرآن والسنة ": (أما القضية من حيث الواقع فالكل قد جوز وقوعها 0 وحيث أن النصوص ليست قاطعة في ذلك - جوازا أو منعا - فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعا لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في:
1 - وقوع الفواحش بين بني البشر ونسبة ذلك إلى عالم الجن إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها و (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية 0
2 - ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية (الأبناء لمن يكون نسبهم؟ وكيف تكون خلقتهم؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل؟) إلى آخر المشاكل التي أثيرت في سؤال الأسنوي السابق 0
3 - إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى 0
وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها وتستعصي على الحل، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة 0
ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا، وإن كان الوقوع محتملا 0
وإذا حدث ذلك أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز، فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها 0 ولا يفتح الباب في ذلك) (الجن في القرآن والسنة - ص 206) 0
قال الأستاذ عبد الخالق العطار تحت عنوان حرمة زواج الإنس بالجن: (ذلك أن الأصل في الأمور الإباحة إلا إذا ورد نص على التحريم إلا أنه لم يثبت أن تزوج إنس بجنية أو العكس لا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الصحابة أو التابعين 0
أيضا فإنه أذن للإنس بالزواج من الإنس ولم يرد الإذن بزواج الإنس من الجن وسنة الله في خلقه أن يأنس ويسكن ويستريح وينشرح كل جنس بجنسه 0
أيضا فإن القول بزواج الإنس بالجن يفوت تحقيق مقاصد الزواج الأصلية 0
أيضا فإن نكاح الإنس للجن يعتبر تعد وتجاوز للحدود التي رسمها لنا الشرع الحنيف، قال تعالى أول سورة المؤمنون: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ) " سورة المؤمنون – الآية 5، 7 ") (حقائق ودقائق وعجائب وغرائب عالم الجن والشياطين - ص 117) 0
قال الأستاذ زهير حموي ولا شك في أن منع التزاوج بين الجن والإنس هو الأقرب إلى روح الشريعة ونصوصها، كما أنه يسد كثيرا من الذرائع، ويقطع الطريق على المفسدين والمشعوذين 0
علما بأن الأولى ترك الانشغال بمثل هذه الأمور وعدم التوسع في مثل هذه المواضيع) (الإنسان بين السحر والعين والجان – ص 192) 0
قلت: وهذا هو الصواب في هذه المسألة، حيث أن المفاسد التي قد تترتب عن المناكحة أو التزاوج أو نشر ذلك بين الناس مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله، وكذلك وقوع بعض الأمور المشكلة من جراء حصول ذلك الأمر، كما أشار قاضي القضاة شرف الدين البارزي - رحمه الله - 0
هل التناكح بين الإنس والجن يوجب الغسل أم لا؟؟؟
لقد تمت الإشارة آنفا إلى أن هذا الأمر نادر الوقوع، ولكنه ممكن الحصول وقد يقع أحيانا، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان (هل التناكح الذي يقع بين الإنس والجن يوجب الغسل، قياسا بنكاح الإنس بعضهم لبعض؟) 0
ثبت من حديث عائشة وابن عمرو – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا التقى الختانان، فقد وجب الغسل) (صحيح الجامع 385) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المناوي: (" إذا التقى الختانان " أي تحاذيا لا تماسا والمراد ختان الرجل وخفاض المرأة فجمعهما بلفظ واحد تغليبا " فقد وجب الغسل " أي على الفاعل والمفعول وإن لم يحصل إنزال كما صرح في رواية فالموجب تغييب الحشفة) (فيض القدير - 1/ 301) 0
فهل الأمر يتعلق بالإنس والجن أم أن الحديث خاص بالإنس فقط؟؟؟
ذهب بعض أهل العلم إلى أن الوطء والإيلاج يوجب الغسل:
قال الهيثمي: (فقد قال بعض الحنابلة والحنفية: لا غسل بوطء الجني، والحق خلافه إن تحقق الإيلاج) (الفتاوى الحديثية – ص 69) 0
وذهب البعض الآخر إلى أن الوطء والإيلاج لا يوجب الغسل إلا في حالة حصول الإنزال:
قال محمد بن مفلح: (لو قالت امرأة: لي جني يجامعني كالرجل، فلا غسل عليها لعدم الإيلاج والاحتلام، ذكره أبو المعالي، وفيه نظر) (المبدع شرح المقنع – ص 234) 0
قال زين العابدين بن نجيم: (قال قاضيخان في فتاواه: امرأة قالت: معي جني يأتيني في النوم مرارا وأجد في نفسي ما أجد لو جامعني زوجي، لا غسل عليها، وقيده الكمال بما إذا لم تنزل، أما إذا أنزلت وجب كأنه احتلام) (الأشباه والنظائر - 328) 0
قال مصطفى عاشور: (قال بعض الحنفية: لا غسل 00 ذلك أن أبا المعالي بن منجي الحنبلي في كتاب " شرح الهداية " لابن الخطاب الحنبلي – ذكر في امرأة قالت: إن جنيا يأتيني كما يأتي الرجل المرأة، فهل يجب عليها غسل؟ قال بعض الحنفية: لا غسل عليها 0
قال أبو المعالي: لو قالت امرأة: (جامعني جني كالرجل) لا غسل عليها؛ لانعدام سببه، وهو الإيلاج والاحتلام، فهو كالمنام بغير إنزال) (عالم الجن أسراره وخفاياه – ص 44) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي:
التناكح بين الإنس والجن أمر واقع فعلا، ولكنه نادر الوقوع، والسؤال هل حصول ذلك الأمر بين الجن والإنس يوجب الغسل أم لا؟؟؟
فأجاب – حفظه الله –: (معلوم أن الجن أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها ولكن الله أقدرهم على الكلام المسموع وعلى التشكل بصور ومظاهر متنوعة كما أقدرهم على الدخول في أجساد الإنس بحيث تغلب روح الجني على روح الإنسي والغالب أن الذكر منهم لا يلابس إلا الأنثى من البشر والأنثى تلابس الذكر من البشر، ويجدون لذة وشهوة وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم، ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر، ويجد لذلك لذة محسوسة، ويحصل منه الإنزال المعروف، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا، وهذا ما حكاه لنا من نثق به، ولكن ذلك نادر، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم) (القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين) 0
قلت معقباً على قول العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين " معلوم أن الجن أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها " قوله – حفظه الله – فيه نظر، حيث أن إجماع الأمة يقوم على أن للجن أرواح وأجساد وأن الكيفية الخاصة بتلك الأرواح والأجساد لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وهذا من الغيب الذي لا يجوز التكلم فيه دون مصدر تشريعي من الكتاب والسنة 0
قلت: وبعد استعراض أقوال أهل العلم بخصوص هذا الأمر الدقيق والحساس وتعلقه بمسألة فقهية هامة تهم البعض ممن تعرض لمثل ذلك الأمر، أخلص إلى النتائج التالية:
1) - إذا كان الجني أو الجنية متشكل أو متشكلة بأشكال الإنس:
(يُتْبَعُ)
(/)
عند ذلك ينطبق الحكم والوصف في هذه المسألة على جماع الإنس بعضهم ببعض، وفي هذه الحالة تحصل الجنابة لتحقق الإيلاج الحقيقي والإنزال كما أشار لذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -، وكذلك يحصل فض للبكارة 0
وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله -: (هذا ممكن في الرجال والنساء، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة، والبعد عن المحرمات، والله أعلم) (القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين) 0
2) - إذا كان اعتداء الجن دون التشكل:
وحصول ذلك عند نوم الإنسي سواء كان ذكرا أو أنثى، وهذا الأمر مشاهد محسوس تواترت به الروايات، فالقول في هذه المسألة يعتمد على عملية الإنزال، فإن حصل إنزال سواء كان المعتدى عليه رجل أو امرأة وجب الغسل وإلا فلا، وهذا هو ظاهر أقوال أهل العلم في هذه المسألة الفقهية والله تعالى أعلم 0
أما طريقة علاج ما قد تؤدي إليه بعض الأرواح الخبيثة من حدوث آلام شديدة في منطقة الأرحام عند النساء، وربما أدى ذلك لحدوث نزيف مستمر، وقد يتعدى ذلك إلى تحرشات أو اعتداءات جنسية، وفي هذه الحالة ينصح المعالِج باتباع الخطوات التالية:
1 - المحافظة على قراءة سورة البقرة في البيت قدر المستطاع 0
2 - وضع اليد من قبل المريض على المنطقة والتسمية والدعاء:
وذلك بالأدعية المأثورة والتي تم ذكرها سابقا، مع الاستمرار في الرقية الشرعية 0
3 - المحافظة على دعاء إتيان الرجل أهله قبل الوطء والجماع:
كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على النحو التالي: (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) 0
4 - دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع 0
5 - دهن منطقة ما بين السرة والركبة بالمسك الأبيض المخلوط مع ماء الورد أو الورد الطائفي:
بعد القراءة عليه؛ فإنه مجرب ونافع خاصة لمن يتعرض للاعتداءات أو التحرشات الجنسية من قبل الأرواح الخبيثة 0
6 - الاحتشاء بالكرفس (القطن) في منطقة الأرحام:
والذي يحتوي على نسبة معقولة من زيت الزيتون بعد القراءة عليه، أو المسك الأبيض مع ماء الورد 0
هذا ما تيسر لي بخصوص إمكانية التناكح ما بين الإنس والجن، وكذلك الاعتداءات الجنسية التي قد تتعرض لها بعض الحالات المرضية 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية:
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
ـ[أبو عاصم النبيل]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 02:22]ـ
بارك الله في الأخ أبي البراء فقد أجاد وأفاد وهو نحسبه من طلاب العلم المؤصلين في باب الرقية وإن كنا دائما لما نزكيه نقول (مع أننا نختلف معه في مسائل منهجية) ولكن لله دره من معالج متحر متبحر نحسبه والله حسيبه
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 04:00]ـ
وقفة مع الجن
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
إن موضوع مس الجان قد فشى وانتشر بين الناس، وغلا فيه البعض حتى تصدر لعلاج المرضى والمصروعين من ليس من أهل العلم والإيمان، فكان ضررهم أكثر من نفعهم، وأرادوا الخير فوقعوا في الشر، بل أصبح يدور بمخيلتهم أن كل مرض سببه المس. وبالمقابل أنكر أقوامٌ الجن جملة وتفصيلاً، والحق وسط بين الإفراط والتفريط، فالجن عالم له أثره الملموس، وقد يصيبون الإنسان بالمس لكن ليس بهذه الصورة التي يتخيلها كثير من الناس.
رسالة إلى المعالجين بالرقية
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فقد كثر الحديث منذ فترة ليست بالقصيرة عن قضية تسلط الجن وتلبسهم بالإنس، وكذا عن السحر والحسد وما إلى ذلك، وهي أمور واقعة لا شك فيها ولا سبيل لإنكارها، كما فعل ويفعل بعض المنسوبين إلى العلم ممن يدعون العقلانية في القديم والحديث، كما أنه قد كثر عدد المشتغلين والمهتمين بهذا الأمر ممن يسعون لعلاج الحالات الواقعة بالوسائل الشرعية المباحة، وهذا أمر حسن إذا تم الوفاء به، حتى لا يضطر الناس للذهاب إلى السحرة والدجالين والمشعوذين. ولكن غير الحسن: أن تتسلط فكرة الجن على عقول وقلوب كثير من الناس، فإذا ما اشتكى إنسان أو أصيب بشيء من الأدواء صاح الناس على الفور: الجن!! العين!! السحر!! وهذا بدوره قد أنشأ العديد من المشكلات غير اليسيرة، والتي يخشى منها، وقد يزداد الأمر سوءاً عندما يتدرج البعض في هذه الأحوال إلى أن يصبح الأمر بمثابة حرفة من الحرف، وشيئاً فشيئاً حتى يتدخل الشيطان -هذا إذا أحسنا الظن وقلنا: إنه لم يتدخل منذ البداية- فيعمل عمله في القلوب، وتتبدل النوايا، فكم من عورات كشفت، وأموال أخذت بالباطل، بل وأعراض هتكت أو كادت، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون. وهنا تظهر الآفات، والآفات تولّد آفات، والأمراض تنتج أمراضاً من المباهاة والسمعة، وإخلاف الوعد، والخداع، والجشع، والتحايل في كسب المال، ومهما خاب العلاج المزعوم ولم يأت بشيء، فالمخرج من الأمر سهل ميسور؛ فإن كان قد زعم من خلال ما يهذي به المريض أنه قد أخرج جنّياً أو أحرقه، فالمخرج موجود، وهو وجود جن ثان وثالث ورابع ومائة ... ، فإذا احترق الجني جاءت أمه ثم أبوه وأخوه، وهكذا الذي يخرج يأتي آخر بدلاً عنه، بل إن البعض قد يرغب في الاستكثار والتشبع بما لم يُعط، فيلجأ إلى بعض الكتب، ويتوسع في استخدام ما فيها من طرق للعلاج، وقد تكون من السحر الحرام! وقد اعترف البعض بذلك، إذ يبدأ طريقة بالعلاج بالقرآن والأذكار، وبمرور الأيام -ومع قلة العلم الشرعي- يتوسع شيئاً فشيئاً في استخدام السحر والطلاسم؛ لأنه يرى أن هذه الأشياء من جنس النشرات والتعويذات التي قد تبدو مبهمة، وهي موجودة ومصرح بها في بعض كتب أهل العلم، فإلى الله المشتكى من هذا الصيد الخبيث باسم الدين، فالكل يصطاد ويتصيد، ولكن الشباك تختلف وتتنوع، إلا من رحم ربك! توشك العين تغيظ والبحيرات تجف بعضها يصطاد بعضاً والشباك تختلف لا يجيء الباب رأساً لا يدور أو يلف والطبيب قد يعف والكبير لا يعف والإمام قد يسف والصغير لا يسف والثياب قد تصون والثياب قد تشف والبغي قد تداري سهمها وتلتحف والشتات لا يزال يأتلف ويختلف والخطيب لا يزال بالعقول يستخف والقلوب لا تزال للشمال تنحرف والصغير بات يدري كيف تؤكل الكتف لا تصانع يا صديقي بالحقيقة اعترف فإلى هؤلاء المعالجين نقول: يا قوم! اتقوا الله تعالى في أنفسكم، ولا تكونوا ذباب طمع، وفراش نار، اتقوا الله في أعراض الناس وأموالهم، اتقوا الله في دين الله المفترى عليه، واحذروا الحرام والبدع والشبهات، ولا تكونوا جُرآء على النار، ولا ينطبق عليكم قول الشاعر: طبيب يداوي الناس وهو سقيمُ! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281]، إن كنتم تريدون حقاً إخراج الشياطين، فتعاونوا جميعاً على إخراج شياطين الإنس من جسد هذه الأمة، أخرجوها بالعمل النافع، وبالعبادة الصالحة لله تبارك وتعالى، وبالدعوة الحكيمة، والعمل الدءوب إلى الله جل وعلا. في عالم الأزياء موضات وصيحات وتقليعات، وكذلك في عالم الأفكار والدعوات تقليعات وصيحات وموضات! يفرضها علينا مرض الفراغ. قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهذه الظاهرة التي نريد أن نعرف إلى أين تمتد، ما كان لها أن تنتشر بهذه الصورة الوبائية لولا الفراغ والخواء الذي ملأ القلوب، فوجد الشيطان فيها أرضاً خصبة، فصال وجال، وبذر وزرع وحصد! إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسده وبعدما كان
(يُتْبَعُ)
(/)
الجدل حول الجن والسحر والحسد من التخصصات الشائعة في جيل العجائز الأميّات والنساء الفارغات، بحيث كان من خصائص المجتمعات النسائية الجاهلة، وكان يستنكف الرجل من الخوض فيه ترفعاً عن خصائص النساء، تمكنت طائفة ممن يسمون بالمعالجين من تصديره إلى مجتمع الرجال، شباباً كانوا أو شيوخاً أو مراهقين، بل صِبية! بل احتل أو بالأحرى اغتصب مساحة شاسعة من رقعة الدعوة إلى الله لتهدر طاقة بعض الدعاة -الذين هم صفوة الرجال- في هذا السعار المحموم، إما باقتحام هذا المجال كمعالجين، أو بالهجوم على المقتحمين، ولا أظن أنه أدل على هذه الحقيقة المؤلمة من تشوق الناس بكثرة للاطلاع حول هذا الموضوع. إن موضوع السحر والمس وما يتعلق بالجن قد تسلط على العقول، واحتل القلوب بصورة مفزعة، فما أسرع ما تشير أصابع الاتهام إلى المس الجنّي بمجرد أن يعاني الإنسان من صداع أو ألم أو مشكلة نفسية عادية! ولن يكون حديثنا حول القضايا المسلّم بها، كقضية إثبات وجود الجن مثلاً، أو إثبات الصرع والمس وحقيقة السحر والحسد، ولا حتى تلقين طائفة المعالجين مبادئ التعامل مع حالات الصرع والحسد والسحر، فلقد طُرقت هذه القضايا كثيراً، وأُشبعت بحثاً، وامتلأت رفوف المكتبات بالغث والسمين منها، ولكنها وقفة معالجة مع طائفة المعالجين الذين صار العلاج بفضل جهودهم مرضاً وبائياًَ! والذين تجاوزوا أحياناً حدود الله، وتلبسوا بحالات من الانحراف تحوجهم إلى من يأخذ بأيديهم أو يأخذ على أيديهم. ونُنبه إلى أننا لا نعمم الاتهام بهذه السلبيات التي نذكرها، فمن المعالجين قوم ذوو بصيرة وتقوى وعلم وورع، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً، لكن كلامنا هنا موجه إلى فريق آخر خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فتورطوا في المخالفات، وسوف نتناول
هذا انطلاقاً من منهج القرآن الكريم الذي فصل وفرق عند الكلام على اليهود: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ .. [آل عمران:75] إلى آخر الآيات، وكذلك كان الحال لما ذكر الله سبحانه وتعالى حال الأعراب فقد ميز بين الصادقين المخلصين وبين المنافقين الكاذبين، فنحن نقصد من المعالجين الفريق الذين تلبسوا بهذه الأدواء التي نذكرها لا غير. بدايةً: نحن لا نختلف حول مبدأ التداوي، فقد جاء الإسلام بالعلاجات الشافية لكل الأمراض والأدواء، إما نصاً عليها وإما على سبيل الدلالة والإرشاد إليها، كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تداوى وأمر الناس بالتداوي، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)، رواه مسلم. وفي صحيح البخاري مرفوعاً: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)، وفي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: (كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله! أنتداوى؟ فقال: نعم عباد الله! تداووا؛ فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له شفاء، غير داء واحد. قالوا: ما هو؟ قال: الهَرَم)، يعني: الشيخوخة. في هذا الواقع الذي نعيشه الآن، والذي أفرزه مرض الفراغ، احتار المريض بين طبيبه وشيخه، فالطبيب يجزم بكل ثقة أن هذه حالة نفسية علاجها الدواء، والشيخ المعالج يؤكد أن هذه حالة مس من الجن، وعلاجها الدعاء وطرد هذا الجان. فالغرب وتلاميذه متمادون في علومهم المادية، ومنكرون لكل ما هو غيب، وأصبحوا يتحدثون في مراجعهم الطبية عن العين والسحر والحسد على أنها أوهام وأساطير قديمة قد ملأت رءوس العامة في المجتمعات البدائية، وقد تخطاها الإنسان المتطور، وأصبح الحديث عن هذه الأشياء يثير السخرية عندهم. أما في بلاد الشرق فقد بالغ الناس في الحديث عن عالم الجن والسحر والحسد، حتى اختلطت الحقيقة بأضعافها من الخيالات والأوهام والحكايات، وعلق كل شيء في عقول العامة على الجن والسحر والحسد، حتى أن أحدهم إذا ذهب إلى الطبيب فإنه يذهب قبل ذلك وأثناء ذلك وبعد ذلك إلى معالج يخلصه من الجن أو السحر أو غيرهما، وأصبح هناك الكثيرون ممن يمارسون هذه الوظيفة إن صدق بعضهم كذب معظمهم؛ لذلك نحن بحاجة ماسة إلى إيضاح الصورة، وضبط الأمور، وتخليص الحقيقة من بين ركام الخيالات
(يُتْبَعُ)
(/)
والأوهام بعون الله تبارك وتعالى وتوفيقه .......
ما أنزل الله من داء إلا وله شفاء
قال عليه الصلاة والسلام: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل). فما من شيء من الأمراض إلا وقد خلق له الله سبحانه وتعالى ما يضاده، وبلا شك أن هذا المفهوم الذي يؤخذ من هذا الحديث يؤكد فكرة النوعية، وتخصيص العلاجات للأمراض المختلفة، أي: أن هناك أنواعاً من التخصصات في علاج الأمراض، فليست كل الأمراض تعالج بنفس الطريقة كما يفعل بعض المعالجين الشعبيين، حيث أنهم يعطون نفس المادة لعدة حالات مرضية، ويتبعون نفس الطريقة في علاج جميع الحالات، وهذا تعميم خاطئ دحضه الرسول صلى الله عليه وسلم بحديثه، حيث بين أن (لكل داء دواء)، يعني: مختص بدفعه. وأيضاً: لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم: (أرأيت رقىً نسترقي بها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟ قال صلى الله عليه وسلم: هي من قدر الله)، فهذا يؤكد أن تقدير وقوع المرض والبلاء في نفس الإنسان أو جسمه ينبغي أن يواجه بأسباب هي أيضاً من قدر الله، فالمرض يقع بقضاء وقدر، وكذلك نحن نحارب القدر بالقدر، فندفع قضاء المرض بقضاء التداوي والعلاج المناسب المختص بهذا الدواء. ولا نقاش أيضاً في لزوم الأخذ بالأسباب العادية المتاحة والأسباب الشرعية لمواجهة هذه الآفات، وهذا لا يقدح في التوكل، بل هو من التوكل، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل). ولا شك أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل داء دواء) فيه تقوية لنفس المريض قبل الطبيب، وفيه حث على الاجتهاد في محاولة اكتشاف أدواء الأمراض، فما من مرض إلا وله دواء إلا الشيخوخة والهرم كما بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى الأمراض التي عجز الطب إلى الآن عن اكتشاف دواء حاسم لها كالسرطان والإيدز وغير ذلك، فنحن نوقن قطعاً أن لها دواء، ومن الخطأ أن نقول: ليس لها دواء؛ لأنه ما من داء إلا أنزل الله له دواء، لكننا لما نعلمه بعد، فمن اجتهد ويسر له الأمر فإنه يصل إلى علاج هذه الأمراض. ولا شك أن المريض إذا تعلق بهذا الأمل الذي ورد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يقوي نفسه، وكذلك الطبيب يجتهد في إصابة هذا الدواء والتفتيش عنه. ......
مسئولية الطبيب في المحافظة على النفس البشرية
ابتداء: ننبه إلى أمر هام جداً وهو: أن المحافظة على النفس من المقاصد العليا والأساسية للشريعة الإسلامية، فحفظ صحة الناس ونفوسهم ليس متروكاً للعبث، والشريعة لا يمكن أبداً أن تفتح الباب لكل من هب ودب أن يعبث بنفوس الناس وبجوارحهم وبأعضائهم بمثل هذه الصورة التي تحصل اليوم. والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتحري الحاذق من الأطباء، فقد ذكر مالك في موطئه عن زيد بن أسلم: (أن رجلاً في زمان النبي صلى الله عليه وسلم أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وإن الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظرا إليه، فزعما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: أيكما أطب؟ -أي: أيكما أتقن للطب؟ - فقال: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فقال: أنزل الدواء الذي أنزل الداء). وروي عن عمرو بن دينار عن هلال بن يساف قال: (دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مريض يعوده، فقال: أرسلوا إلى طبيب، فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟! قال: نعم، إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء). فاطمئنوا ولا داعي لهذا الشعور الخفي الذي يجده كثير من الناس من التشكك في الطب، وفقد الثقة فيه، والنظر إليه نظرة احتقار وازدراء؛ فإن اللجوء إلى الطبيب في مجال تخصصه يعتبر من الأسباب العادية التي قد طولبنا بالأخذ بها إذا ألم بنا مرض أو داء. ليس هذا فحسب! بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شدد في عقوبة من يتولى علاج الناس وليس له خبرة وعلم كافٍ، فلابد أن يأمن إيقاع الضرر بالآخرين نتيجة الأخطاء المهنية، بل إنه صلى الله عليه وآله وسلم حمل هذا المتطبب دية الخطأ، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن)، أي: فهو مسئول، ويعتبر جانياً إذا أتلف شيئاً من أعضاء المريض، ويؤاخذ به شرعاً. إذا كنا نحن الآن وقبل الآن ننكر على الذين يعذبون الناس، كما أخبر
(يُتْبَعُ)
(/)
النبي صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم يغدون في سخط الله ويروحون في غضب الله، فقال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس)، فإن كان هؤلاء من أهل النار، فما بالنا نتساهل مع أناس يمارسون أقبح أنواع الجنايات تحت اسم العلاج بالقرآن؟! وكأن كلمة (القرآن) ترس يتترسون خلفه، وحصن يتحصنون به ليستبيحوا إراقة دماء الناس وقتلهم جهلاً وظلماً وعدواناً. إذا كنا ننكر على هؤلاء الذين يعذبون الناس فما بالنا نضفي الشرعية على هذه الأفعال؟! بل هذه الجرائم وهذه الجنايات التي ترتكب باسم العلاج بالقرآن؟! وهل التستر وراء القرآن يشفع لهؤلاء الذين يرتكبون نفس الجريمة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن). ......
أهمية التثبت من المرض قبل العلاج
يجب أن نبين أن الظهور العلمي، والاكتشافات المذهلة في مجال الطب والعلاج، والتقدم العجيب الذي حصل فعلاً في مجال الأمراض النفسية قد اغتر به كثير ممن تربوا على طب وثقافة الغرب، وانبهروا به انبهاراً كلياً، حتى إنهم اعتقدوا أن كل شيء في هذا الوجود قد أصبح لهم واضحاً، وأن ما كان يعتقده الأولون في الماضي من حالات تلبس الجن أصبحت الآن مفهومة من خلال عملية اللاشعور التي تقوم بوظيفة دفاعية من أجل مصلحة توازن المريض. وأكثر الحالات إثارة للجدل هي حالات الهستيريا، وهي الحالات المسئولة عن هذا التشوش، فحالات الهستيريا هي نفس الحالات التي استغلها هؤلاء المعالجون الشعبيون لإثبات صحة عملهم وفاعليته، وهذه الحالات تصيب الشخصيات غير الناضجة انفعالياً، والقابلة للإيحاء في نفس الوقت، وعند عدم قدرة الطالب أو عدم رغبته مثلاً في إكمال دراسته، أو عدم تكيف زوجة في زواجها، أو نحو ذلك من الضغوط؛ فإنه يحدث نوع من الانشقاق في مستوى الوعي، فتحدث حالات الإغماء أو الصرع الهستيري، أو يتصرف الشخص بالفعل كأنه شخص آخر، ليعبر عما لم يستطع التعبير عنه في حالاته العادية، وأحياناً يغير صوته، والأطباء يعرفون هذا جيداً، كأن يكون المريض مثقفاً، وكان قد قرأ، الذبحة الصدرية، أو يعرفها، فيستولي عليه الوهم حتى أنه ليأتي بكل أعراض الذبحة وما به من ذبحة، أو يأتي بأعراض الشلل وما به من شلل، كما حصل في أول حالة هستيريا عولجت، وقد حدثت هذه الحالة في زمان الإغريق، حيث شعر شاب بأنه مشلول، وأتي به إلى المعبد كي يتعالج من الشلل التام الذي ألم به، فقام أحد رهبانهم ومضلليهم واختطف حقيبة الشاب من يده بسرعة وولى هارباً، فما كان من هذا المريض الذي كان يدعي الشلل إلا أن لحق الراهب بسرعة وبدون شعور! فأكثر حالات الهستيريا هي من حالات الالتباس التي أثرت على هؤلاء المعالجين، وسنوضح هذا الأمر إن شاء الله تعالى بالتفصيل. والشخص المعالج قد يفعل أشياء تؤكد هذا الإيحاء الذاتي الموجود عند المريض بسلوكياته، ويكون هذا المريض قد امتلأ عقله وشحن بعشرات القصص عن موضوع الجن، وسمع عدة أشرطة، وقرأ عشرات الكتب، وسمع محاضرات وأحاديث أصدقائه، ومجالس الحوار وغير ذلك، هذا إن لم يكن قد حضر حالات الجن، فهو مهيأ أصلاً لإتقان الدور تماماً، ويحفظ السيناريو -كما يقولون- من الألف إلى الياء بمنتهى الإتقان. فهؤلاء المعالجون الشعبيون يمارسون نوعاً من الإيحاءات للمريض، وقد يحدثون له نوعاً من الإيلام بالضرب إذا لزم الأمر، فيفيق من هذا الانشقاق الهروبي بسرعة، وينبهر بذلك العامة، وتزداد ثقتهم بهذا المعالج! لكن نفس هذه الأعراض ما تلبث أن تعود من جديد عند أول ضغط نفسي أو اجتماعي؛ لأن المعالج لم يبحث عن السبب الحسي، وإنما عالج العرض الموجود فقط في جو من الغموض، بل ويحدث أن يتمادى المريض في أعراضه ويصورها بعد ما رأى وسمع من إيحاءات عن تلبس الجن، وتزداد الأمور تعقيداً، وهنا يعود أهل المريض إلى المعالج الذي يبتزهم تحت وهم تأثير الجن! وقد أراد البعض منهم أن يوسع تأثيره على الناس، فسجل أشرطة تبين كيف يخرج الجن من المرضى، وانتشرت الأشرطة وسببت فزعاً لكل من سمعها، وقد جاءوا زرافات ووحداناً! إلى هذا المعالج كي يعالجهم من تأثيرها، وكثير من الأخصائيين النفسانيين حينما سمعوا هذه الأشرطة -وهم من المسلمين المتقين الذين يؤمنون بلبس الجن- لم يشتبهوا
(يُتْبَعُ)
(/)
لحظة في أن هذه حالات هستيريا، وليست في الحقيقة حالات مس شيطاني، وإنما تحدث هذه الهستيريا تحت إيحاءات هذا المعالج؛ لأن المعالج يرتكب أول خطأ عندما لا يتأكد ويتيقن من التشخيص، بل أول ما يبدأ بقراءة القرآن، ولذلك يحس هذا الشخص المريض بأنه مصروع، حتى ولو لم يكن كذلك. فالخطأ من المعالج عندما يربط بين قراءة القرآن وبين اللبس مباشرة دون تأكد، فالمريض عندما يستشعر أن المعالج يقرأ عليه القرآن الكريم، حينئذٍ يترسخ عنده نفس هذا الوهم والإيحاء بأنه مصاب بالمس. ......
حقائق تتعلق بوجود الجن
نظراً لكثير من هذه الممارسات المؤسفة في هذا المجال، فقد وجدنا انشقاقاً وحيرة عند هذا المريض بين الشيخ المعالج وبين الطبيب المعالج أيضاً، الأمر الذي أدى بمعظم الأطباء إلى أن يستنكروا ما يحدث، وامتد استنكارهم وبالغوا فيه حتى أنكروا حقائق ثابتة في القرآن والسنة لا يسوغ لمسلم أبداً أن ينكرها، وجاء هذا كرد فعل لهذا التخبط الذي حصل وعانى منه الناس، فهي حقائق في الأصل، لكنها أحيطت بأخطاء هؤلاء المشعوذين، وأحيطت بمبالغات العامة وأوهامهم. الذي يجهله كثير من الناس، خاصة الذين أنفقوا عمرهم في التشبع من الثقافة الغربية المادية الملحدة: أن مس الجن أمر ثابت، وأن السحر والحسد حقيقة ثابتة، بغض النظر عن هذه المبالغات والمجازفات التي تصدر من جهلة الناس، والله تعالى يقول: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ [البقرة:275]. قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حالة صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً. وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: (لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ابن أبي العاص؟! قلت: نعم يا رسول الله، قال: ما جاء بك؟ قلت: يا رسول الله! عرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، قال: ذاك الشيطان، ادنه، فدنوت منه، فجلست على صدور قدميه، فضرب صدري بيده) يعني: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم صدر عثمان بيده، دون كسر عظم أو ضرب على الوجه، (وتفل في فمي، وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: الحق بعملك)، رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة. وعند الشيخين من حديث صفية رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، ولاشك أن الطب الغربي أو الطب المادي الملحد لا يعترف بحقيقة الشيطان، ولا بالروح، ولا بالله، ولا بالقرآن، بل يتعامل مع الأمور المحسوسة، فمِن ثَم خُدع من خدع من الأطباء بأن جارى المراجع الطبية في هذه المزلقة المهلكة والخطيرة. وفي الجهة الأخرى بالغ مُدَّعو العلم بأسرار الجن في هذا الأمر، فادّعوا أن كل الأمراض هي مس من الجن أو هي تأثير سحر؛ ليستجدوا المرضى المساكين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يلتمسون الشفاء في أي مكان، وبأية طريقة، وهكذا انتشرت من جديد على أيدي هؤلاء المعالجين العرافة والكهانة بصورة جديدة، ولكن في هذه المرة تختفي وراء لحية عمامة وقميص، ووراء ادعاء العلاج بالقرآن الكريم حتى يمارسوا هذا الدجل في حماية القرآن الكريم، وكي تزداد ثقة عند عامة الناس بهم. إذاً: الصنف الأول بالغوا في استنكار ما يحدث، وفي إنكار تأثير الجن والسحر والحسد بالكلية، ولاذوا واعتصموا بمكتسبات الطب الهائلة التي هي بالفعل قد كشفت كثيراً من الغموض، واعتقد الكثيرون منهم أنهم عرفوا كل شيء حتى لم يغب شيء عن مجال البحث والتجربة الملموسة! والواقع أن الأمر بخلاف ذلك، فما زالت أسباب كثير من الأمراض النفسية في مجال النظريات التي تتغير من وقت إلى آخر، وما زالت هناك أشياء في الطب شديدة الغموض، حيث تم وصف الكثير من مظاهر الأمراض، ولكن بقيت المسببات في حاجة إلى بحث طويل. ونحن ندعو الفريقين سواء كان الأطباء المتأثرون بالمنهج الغربي، أو الغُلاة الذين غلوا في موضوع علاج الجن إلى أن يتخلى كل منهما عن موقفهما المتطرف؛ لتكون القضية واضحة وموضوعية، مع الاعتراف والالتزام
(يُتْبَعُ)
(/)
والاعتقاد بما ورد من آيات وأحاديث صحيحة في هذا الشأن، دون تقليل أو تهويل. ......
عوامل رواج السحر والمس ومظاهرهما
توجد هناك الكثير من العوامل، نذكر منها: ......
فطرة حب الاستطلاع عند الإنسان
توصل الباحثون في تاريخ البشر وفي نفس الإنسان إلى أن الإنسان عنده ولع شديد بمعرفة الغيب، يقول العلامة ابن خلدون رحمه الله: اعلم أن من خواص النفوس البشرية: التشوف إلى عواقب أمورهم، وعلم ما يحدث لهم من حياة وموت وخير وشر، سيما الحوادث العامة، كمعرفة كم بقي من عمر الدنيا، ومعرفة مدد الدول أو تفاوتها، والتطلع إلى هذا الغيب طبيعة بشرية مركوزة في طبيعة الإنسان، مجبول عليها هؤلاء البشر، ولذلك يولعون بمعرفة ذلك عن أي طريقة، حتى عن طريق المنامات والرؤى، يريدون أن يعرفوا ويستكشفوا ما يأتي من هذا الغيب، أو ما يخفى عليهم من هذا الغيب. وقد أتت الشرائع الإلهية متوافقة تماماً مع هذه الغريزة، وهي غريزة حب الاستطلاع، أو غريزة الفضول والتطلع إلى استكشاف الغيب المجهول، حيث جاءت الشرائع الإلهية متوافقة مع هذه الفطرة، فقامت بإشباع هذه الفطرة، فجاء في الوحي الإلهي وعلى ألسنة الرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ما يشبع هذا النزعة في النفس البشرية، فحدثت الناس عن العوالم غير المنظورة التي سماها القرآن الكريم: عالم الغيب، حيث حدثهم ربهم سبحانه وتعالى عن نفسه، وعن أسمائه وصفاته وأفعاله، كما حدثهم عن عالم الملائكة، وحدثهم عن عالم الجن، وحدثهم طويلاً عن الموت، وعن سكرات الموت، وماذا يحدث بعد الموت، وماذا يحصل في القبر، وماذا يحصل في البعث والنشور، وكذا أحوال أهل الجنة وأهل النار، وأطلعهم على كثير من الحوادث التي ستقع على ظهر الأرض، وبالذات أشراط الساعة، كالمسيح الدجال، وغير ذلك من الأحداث التي تعلمون. فهناك طاقتان فكريتان في كيان الإنسان: الإيمان بما تدركه الحواس، والإيمان بما لا تدركه الحواس، فالإيمان بما تدركه الحواس اقتصرت عليه جاهلية العلم، ونعني بذلك: العلم الذي قال الله سبحانه وتعالى في أصحابه: لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:6 - 7]، فأبدل من العلم عدم العلم؛ ليدل على استوائهما؛ لأنه علم يقف عند الظواهر فقط دون أن ينفذ إلى ما وراءها من الحقائق. أما العلم بالغيب الذي لا تدركه الحواس فقد أنكره العالم المادي، حيث أنكر الروح؛ لأنها لا تخضع لحاسة الذوق، ولا السمع، ولا الشم، ولا البصر، ولا اللمس، أما الإسلام فإنه يؤمن بالطاقات الإنسانية جميعاً، ويعطي كل طاقة ما يصلح لها من الغذاء، فالعالم المادي مبسوط أمام الإنسان يدركه بحواسه أو بواسطة الآلات، والمجال رحب ومفتوح للبحث والتنقيب واستكشاف ما يفيد هذا الإنسان. أما عالم الغيب فقد أعطى الإسلام الإنسان غذاءً خصيباً في هذا المجال حينما أخبرنا عن الجن والشياطين، لكن قد اختلف حديث القرآن عن الجن عنه في حديثه عن الشياطين، فحينما حدثنا القرآن عن الشيطان فصل ووضح معالم الشيطان، ونفسيته، وأهدافه، ومراميه، وخطواته، ونوّع في الكلام تنويعاً كثيراً حتى نكاد نرى صورةً بارزة ومعالم واضحة مفصلة لهذا العدو المبين، بل كأننا نلمسه؛ لأن هذا -بلا شك- له دوره في حماية هذا الإنسان من كيد ذلك العدو المبين. أما الجن فقد جاءت الإشارة إليهم مفصلة في سورة الجن، وجاءت مختصرة في مرور عابر في سورة الأحقاف، وفي قصة سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. وفي هذا فائدة، وهي: إشباع هذه الفطرة المغروزة فينا من حب استكشاف ما حولنا من العوالم الغيبية، وهذا مما يزيد مساحة العقيدة ويوسع رقعتها، ويلبي ميلاً فطرياً عند الإنسان إلى الإيمان بكائنات لا تدركها الحواس. إن الحديث عن الجن في بدايته موضوع شيق وجذاب، له بريقه؛ لأنه يلمس هذا الوتر الحساس في نفس كل منا، فللموضوع لذة وجاذبية، ويحيطه الغموض الذي يغري باكتشافه، ويشكل عامل جذب نحوه، ويشبع غريزة حب الاستطلاع والتفتيش وراء المجهول، وقد شكل هذا الفضول سبباً رئيساً في انتشار ظاهرة العلاج الشعبي للمس الجني. فهذا من أعظم الأسباب التي روجت لهذا الأمر، وجعلته على كل لسان؛ حيث أنه يشبع هذه الفطرة والغريزة المركوزة في كل واحد منا، وهي حب الفضول وتتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل هذه الأخبار؛ ولأنها تشبع هذا الشعور الموجود في الإنسان، فكثير من الناس إزاء هذا الشعور وهذا الإشباع لا يسعهم إلا أن يغضوا الطرف عن التحري والتحقق والتثبت مما يسمعون؛ لأنه يوافق هذا الميل عندهم.
ترويج بعض الدعاة للموضوع من دون ضوابط
هناك أناس مسئولون عن شيوع هذه الظاهرة، وفي مقدمتهم للأسف الشديد طائفة من الشيوخ والدعاة المشهورين، حيث رحبوا منذ البداية بهذا الموضوع، ونشروا قصصه بأنفسهم على المنابر، ونشروا تجاربهم الشخصية والقصص التي حكاها لهم الثقات على الملأ، دون أن يضعوا في اعتبارهم طبيعة هذه الجماهير التي يخاطبونها، وأن هذه الطبيعة قابلة للغلو في هذا الباب، فمن ثم فتحوا الباب دون أن يضعوا له ضوابط أو قيود، وهم إذ فتحوا هذا الباب، ولم يضعوا له ضوابط ولا قواعد، ولم يوجدوا في نفس الوقت نوعاً من الإشراف الجماعي أو الإشراف العلمي على هذا الأمر، فانتشرت التجارب وعمت الأخطاء الفردية
اشتغال من قلت بضاعتهم من العلم والإيمان بالتأليف عن الجن
من المسئولين عن شيوع هذه الظاهرة: هؤلاء المعالجين الذين روجوا لهذا الأمر بصور شتى بين الشباب، فألفوا الكتب التي بلغب أكثر من (84) كتاباً -حسب إحصائية قام بها أحد الإخوة- وأنت حيثما حللت وأينما ذهبت في معارض الكتب فإنك تجد هناك قسم خاص بكتب الجن! ولو حاولنا عمل إحصائية متكاملة فإننا سنذهل بالعدد الكبير من المؤلفات في هذا الباب، وهذا أحد العوامل التي أودت بنا إلى هذه الظاهرة الخطيرة، حيث تفصل هذه الكتب في دراسة أعراض هذا المس المزعوم وطرق علاجه؛ فتتكلم عن الجن، وأحواله، ونواميسه، وكيف تعتدي على البشر، وكل مؤلف يقول لك: هذه تجربتي الشخصية، والحالات التي تأتيني، وفعلت كذا، وعالجت كذا، ولله الحمد والمنة استطعنا إخراج الجن. إلى غير ذلك مما نسمعه ونقرؤه. ليس هذا فحسب بل إن الشباب والأحداث والمراهقون خاضوا في هذا الأمر! فتجد حديث المجالس عن الجن، ويقرءون الكتب التي تتحدث عن الجن، وأشرطة الكاست أغلبها عن الجن، وهناك حوار مع الجني المسلم كما يزعمون! فالواحد منهم يظن أنه ما عليه إلا أنه يقرأ آيات من القرآن الكريم، فإذا ضحك المريض أو بكى أو اختنق أو تشنج؛ فإن هذا يعني أنه مصاب بالسحر أو بمس الجن، ويا حبذا لو تكلم فسرعان ما ينفعل المعالج مع هذا الجن، ويقوم بتسجيل المحاورة في أشرطة، ومن ثم يقوم بإذاعتها بين الناس. وقد انتشرت الحكايات الكثيرة عما يحدث في جلسات العلاج، وهذا من أكبر أسباب انتشار هذا الأمر، ونحن نذكر هذه الأسباب؛ لأنها مهمة جداً في الوقاية من هذا الداء، ومحاربة هذه الظاهرة التي أصبح كل واحد منا مسئولاً عن مواجهتها وإخمادها والقضاء عليها؛ لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة سنذكرها إن شاء الله تعالى حينما نتكلم في النهاية عن طرق الوقاية أو العلاج.
الصحف
من المسئولين عن انتشار هذا الأمر وشيوعه: بعض الصحف؛ لأن الصحف لا تعترف إلا بالتوزيع، حتى تمتلئ جيوب أصحاب الجرائد، ولا نستثني الصحف المسماة بالإسلامية، فإنها قد دخلت أيضاً في هذا الموضوع، ولعبت دوراً كبيراً في الترويج له، وفتحت الباب على مصراعيه لإشغال الرأي العام بهذا الموضوع، وفتحت الباب لاستغلال الدجالين والمدعين لهذا الأمر. ويكفي لبيان المهزلة إعلان حزب من الأحزاب السياسية بخط عريض: لعلاج فشل الخطوبة المتكرر، فهم يعزفون على الوتر الحساس عند الجهلة وقاصري العقول من الناس، ويغرون الناس بأن عندهم الحل لكل مشكلة. إذاً: علينا أن نلقي هذا الطب -حسب اعتقادهم- في البحر؛ لأنهم يزعمون أن كل مرض سببه المس، بل إن هناك من يزعم بأن الجن يعمل عمليات جراحية! ويعالج العقم! ويعالج تكسير العظام! ويفعل كذا وكذا إلخ، وهناك أساطير وحكايات لا يعلم أين ستتوقف وكيف ستنتهي إلا الله سبحانه وتعالى. فالحقيقة أن سلبيات هؤلاء المعالجين كانت سبباً رئيساً في تفاقم هذه الظاهرة، وفي كثرة هذه الحالات، وإلا فإن ظاهرة المس الجني موجودة في كل زمان، بل يوجد في كتب الطب النفسي بالذات صور لعملية الإحراق للمصروعين، حيث كانوا يعالجون حالات الصرع بالإحراق؛ حتى تخرج الأرواح الشريرة من المريض كما كانوا يقولون, وهذا يوجد منذ زمن بعيد جداً، حتى في كتب أهل الكتاب توجد حوادث تنسب إلى المسيح أنه عالج فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
المس الجني
التهويل والإفراط
ظاهرة المس الجني موجودة في كل زمان، لكنها كانت محصورة ومحدودة، وكذلك ظاهرة السحر والحسد، فإنه وقبل انتعاش الصحوة الإسلامية كان الناس يراعون أمور المروءة، وكان من أكبر العيب أن تسمع رجلاً يقول: عمل لي فلان عملاً؛ لأن هذه الكلمة لم تكن تصدر إلا من النساء الأميات القاصرات الجاهلات، وكان هذا يعتبر من خوارم المروءة، ولما كنت في الثانوية كان المدرس يقول لنا: ماذا تعمل في المسألة؟ نقول: نعمل عملاً، وكان الواحد منا يستحي من قول هذه الكلمة؛ لأنها لا تشيع إلا في حصص الرياضة، فنظراً لمشابهتها للألفاظ النسائية كان الإنسان يستحي من استعمال هذا التعبير، أما الآن فإن هذه الكلمة قد راجت حتى أنه لا يكاد يوجد حدود بين عقلية النساء التافهات القاصرات، وبين رجل ضخم البنية، كما قال تعالى: تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون:4]، ثم تراه يقول: هذا عمل لي عملاً! ويستعملون هذه الألفاظ التي ما شاعت إلا على ألسنة النساء، وليس كل النساء بل فقط الأميات الجاهلات. بفضل هؤلاء المعالجين المزعومين انتقل موضوع الجن والسحر والحسد من الوسط النسائي إلى وسط الرجال، أو بتعبير أدق: إلى وسط الدعاة، ومن بعض الدعاة انتقل إلى الوسط الرجالي، واستوى الرجال مع النساء في الاستغراق والاندماج مع هذه الظاهرة الخطيرة. فكل ما فعله هؤلاء المعالجون أنهم لم يعالجوا في الحقيقة، بل وسعوا رقعة هذا البلاء، ونشروا خبره، وسلطوا الأضواء عليه، ولفتوا أنظار الناس إليه، وفتحوا أبواب الشر على مصراعيها! ولا زالت حالات المس والصرع الجني موجودة، لكنها في الحقيقة ليست بهذه الكثرة التي نراها اليوم، فكثير مما نرى أو نسمع عنه من الحالات -بل أغلبها في الحقيقة- ليست مساً جنياً، وليس لها علاقة بالصرع، وإن تكاثر المعالجون على الخطأ في تشخيصها، ومن ثم في علاجها. وسوف أذكر دليلاً حياً عابراً على هذا الكلام: أحد المشايخ المشهورين في السعودية وهو الشيخ: العمري كان له للأسف الشديد دور فعال في نشر الاهتمام بموضوع الجن، حتى أنه من شدة استغراقه في هذا المجال كان العلماء ينكرون عليه الإفراط في موضوع الجن، ثم دار الزمان دورته، وإذا به تُنشر له مقالة في إحدى الجرائد العالمية المشهورة بأنه ينكر تماماً الصرع الجني، ولا يعترف بشيء اسمه: صرعاً جنياً! وهذا بسبب غلوه وإفراطه في موضوع الجن، حيث جعله ينقلب إلى الجهة المقابلة، بعدما خاض فيما خاض، والآن بنفس اللسان ها هو يقول: إن هذا الصرع لا أصل له على الإطلاق! وينكر حقيقة الصرع الجني للإنس، مما اضطر العلماء هذه المرة أيضاً أن يردوا عليه ليردوه إلى الحال الوسط، وهو إثبات المس.
عدم التفريق بين المرض العضوي والنفسي وبين الصرع والمس
بعض المرضى بمرض عضوي مزمن أو نفسي ييأسون من علاج حالاتهم، أو من قدرتهم على الخروج من المشكلات الاجتماعية، فإذا ما انتبه صاحب هذا الدافع إلى هذا الداء الجديد .. داء السحر واعتداء الجن؛ فسرعان ما يتعلق بالقشة، ويهديه تفكيره إلى أن سبب هذا المرض الذي يعاني منه هو من الجن أو السحر أو نحو ذلك، فيهرع إلى طلب العلاج. هناك أمراض عضوية، وهناك أمراض نفسية، والمريض بالمرض النفسي قد يتأثر بما يقرأه ويسمعه حتى يقع فريسة الإيحاء الذاتي، فيقرأ عنه من باب الفضول وحب الاستطلاع خاصة النساء؛ لأن أصل كلمة هستيريا مأخوذة من كلمة (هسترا) يعني: الرحم، فكانوا فيما مضى يقصرون هذا المرض فقط على النساء، إلى أن اقتنعوا في العصر الحديث بأنه مرض يصيب الرجال والنساء، لكن نسبة النساء فيه أكثر. الشاهد: أن النساء لهن تأثر بهذا المجال أكثر من غيرهن، حيث يقرأن عن الجان، ونواميسه، وحركاته، وكيفية اعتدائه ومسه للإنسان، ويفصل مؤلف الكتاب، ويشرح أعراض المرض، وأسبابه، وطرق علاجه ... وأكبر خطأ يرتكبه المؤلفون: أنهم يجعلون هذه المادة متوفرة ومتاحة لكل من شاء، ويسترسل المؤلف في ذكر أعراض قد تتشابه في كثير من الحالات مع أعراض الأمراض العضوية والنفسية؛ من صداع، وضيق الصدر، وارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، أو مغص، أو غثيان، أو شبه غيبوبة، أو اضطراب عصبي، أو تشنجات إلى أو غير ذلك، وهذه الأعراض قد تقابلنا في حياتنا اليومية نتيجة أسباب شتى ومشاكل
(يُتْبَعُ)
(/)
اجتماعية يعانيها الإنسان، فإذا كانت المرأة أو الشخص الذي يقرأ هذا الكتاب يعاني من هذه المشكلات فسوف يقتنع في ضوء ما قرأه أن به مس من الجن، أو أن هذه المرأة وقعت في شرك السحر، في حين أن الحقيقة غير ذلك، خاصة وأن بعض المرضى النفسيين يكون عندهم ما يسمى بالميل للاضطهاد، وكثير من الشعب المصري عنده ميل إلى أن يبين أنه مظلوم، وأن بعض الناس يحسدوه، أو يتآمروا عليه، أو يعملون له سحراً، أو أن الجن يؤذونه ... إلى غير ذلك من مظاهر الشكوى والتظلم؛ وإسقاط المشاكل على الآخرين. فكثير من الحالات -التي هي في الأصل سالمة من الجن- عندها أعراض إما عضوية أو نفسية، وتجد أحدهم يتوغل في الوهم إلى أن يصبح الوهم في نظره حقيقة واقعة، وربما أدى به الأمر إلى أنه يتعرض لصرع الجن حقيقة؛ بسبب ذهابه إلى المعالجين، وهم الذين يجلبون له الجن، ويجنون عليه.
كثرة التخوف من الجن والمبالغة فيه
من جراء انتشار هذا الكلام، والمبالغة في الحديث عنه من خلال الكتب والأشرطة والجرائد انتشرت الأوهام والوساوس، والخوف المرضي، والهلع، وتغلغل ذلك في قلوب كثير من الناس، حتى إنهم عظموا الجن، وخافوا ورهبوا منهم، وضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى، وتعلق الناس بالمخلوق الضعيف الذي يعتقدون أن عنده العلاج بدلاً من وثوقهم بالله سبحانه وتعالى، فصار فيهم شبه بمؤمني الجن الذين قالوا: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن:6]، وهذا نفس ما حصل من هؤلاء المعالجين ومن هؤلاء المرضى، وقوله: (رهقاً) يعني: خطيئة وإثماً، قال القرطبي: المراد به ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، كان الرجل إذا نزل في وادي وأراد أن يبيت فيه يقول: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه. فيبيت في جواره حتى يصبح، أي: يتعوذ بملك الجن في هذه المنطقة من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار هذا السيد حتى يصبح. قال مجاهد: ((فَزَادُوهُمْ)) أي: أن الإنس زادوا الجن طغياناً بهذا التعوذ، والواو هنا -على هذا القول- تعود إلى الإنس، يعني: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ [الجن:6] أي: يتحصنون ويحتمون ويلتجئون، بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] يعني: فتسبب الإنس بفعلهم هذا في أن زادوا طغيان الجن، ونحن لا نعتب على الجن في هذه الحالة؛ لأنهم وجدوا أناساً عقولهم ضعيفة، فما بالهم لا يلعبون بهم وقد أتوا إليهم بأنفسهم، وأعطوهم من السلطان ما لم يكونوا يحلمون به؟! ولماذا لا يصرعهم الجن في الحقيقة؟! حتى قالت الجن: سدنا الإنس والجن. وقال قتادة و أبو العالية و الربيع و ابن زيد: ازداد الإنس بهذا فرقاً وخوفاً من الجن، وقال سعيد بن جبير: فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] يعني: كفراً. وقد فُتح باب من الشر والبلاء، وخُدش التوحيد، وانتشر السحر، والجدل، وإهمال الدعوة بسبب الانشغال بكل هذه الأشياء التي فتحت لنا أبواباً من الشر ما كنا نسمع عنها من قبل، ولولا أني لست من أنصار تفسير كل شيء بالتآمر العلماني واليهودي والصليبي والاستشراقي لقلت: لا يبعد أن يكون هذا من فعل أعداء الإسلام، فهم الذين شجعوا هذا الخط، لكن أنا لست من أنصار هذا المنهج، وقد حقق هؤلاء من حيث لا يدروا لأعداء دعوة التوحيد مكاسب عظيمة جداً، ولابد أن أعداء الإسلام سيشكرون لهم أن شغلوا الناس بهذه الأشياء، وصدوا الناس عن سبيل الله، وأوقعوهم في الشرك، وأحيوا كثيراً من الفتن التي نلمسها!! يقول الرازي في تفسير الآية: المعنى: أن رجال الإنس إنما استعاذوا بالجن خوفاً من أن يغشاهم الجن، ثم إنهم زادوا في ذلك الغشيان، فإنهم لما تعوذوا بهم ولم يتعوذوا بالله استذلوهم واجترءوا عليهم، فزادوهم ظلماً. إذاً: الإنس هم الذين تسببوا في زيادة طغيان الجن، وكثير من هؤلاء الناس الذين يدّعون الصرع، ومن هؤلاء المسمين بالمعالجين، كان لهم دور كبير في إشاعة المس الوهمي والمس الحقيقي، ((فَزَادُوهُمْ رَهَقًا))، فاغتنم الشيطان حالة الرعب والفزع التي انتابت الناس بطريقة وبائية أكثر مما غنم من الطبع واللمس نفسه. ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه فكان أن زادهم الشياطين رهقاً لما رأوهم قد ولعوا باللبس الجني، ونفخوا في الشيطان، حتى خافوه ونسوا
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تبارك وتعالى: فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76]. بدلاً من الدعوة إلى التوحيد، وإلى تقوية الإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى، وأن يتلوا عليهم قوله تبارك وتعالى: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، وقوله تبارك وتعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76]، بدل هذا كله؛ إذا بهم ينفخون ويعظمون الشيطان الذي أُمرنا بتحقيره وتصغيره، والصواب هو تحقيره وازدراؤه، كما روى الإمام أحمد: (إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر)، قوله: (ينضي) يعني: يأخذ بناصيته ويقهره ويذله، ألم يكن إبليس كما قال النبي عليه الصلاة السلام في حق ابن الخطاب: (ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غيره)؟! بدل أن يوقدوا شعلة الإيمان واليقين في قلوب الناس، والتوكل على الله سبحانه وتعالى؛ حتى تحرق بنورها هؤلاء الشياطين، إذا بهم يجتهدون في إطفاء هذه الجذوة الإيمانية بتضخيم الشياطين، وأن الشياطين يفعلون ويفعلون! وهم بهذا الاعتقاد يضادون المنهج النبوي الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم. فإن الرسول عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نحقر الشيطان، وكيف نتجنب الأشياء التي تنفخ هذا الشيطان وتعظمه، فعن رجل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فعثرت دابتي، فقلت: تعس الشيطان، فقال: لا تقل: تعس الشيطان، ولكن قل: باسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب)، أي: لأنك إذا قلت: تعس الشيطان، كأنك تبين أن الشيطان قد بلغ منك مبلغاً حينما يكيدك وأنه يفعل بك ما يريد، وهذا مما ينافي سلوك أهل التوحيد. فهؤلاء الذين يهزمهم الرعب والخوف هم مرضى من كثرة ما يسمعون، فهم يفزعون ويخافون، بل ويخيفون الأطفال، فإن الأطفال حينما يسمعون هذه الأشياء يخافون من النوم في الظلمة، ومن الجلوس في البيت بمفردهم، وهذا خوف مرضي، وهو خطر على نفسية الأطفال بلا شك. فهؤلاء يهزمون أنفسهم بأنفسهم بسبب الرعب الذي يُدخلونه في قلوبهم من خوف الجان، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ [المدثر:50]، وينادي أولهم آخرهم: الجن .. الجن، السحر .. السحر، العين .. العين!
خطر انغماس بعض الدعاة في علاج المس
إن ظاهرة انغماس المعالج في هذا الأمر ينتج عنها أشد الأضرار، وأول من يصطلي بنارها هو المعالج نفسه، فبمجرد أن يشاع أن فلاناً عالج حالة مرضية، إذا بالناس يتقاطرون على بيته ليل نهار، وإذا بطابور طويل من المرضى يتبعه من البيت إلى المسجد، ومن منزل إلى آخر، والنتيجة هي اضطراب شامل في نظام حياته، واستهلاك كامل لوقته، ولا أحد يعينه على الانتظام في عمله أو وظيفته أو دراسته، فيحدث عنده خلل على مستوى المسئوليات الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو الوظيفية أو الدعوية، فالذي كان داعية من قبل أصبح في وضع يقول له الناس: ألست أنت الذي كنت تنهانا عن الشعوذة ها أنت الآن تمارس ما كنت تسميه من قبل شعوذة؟! وهو مستغرق تماماً في علاج هذه الحالات المزعومة، وبعد أن كان محتسباً إذا به يترقى درجة ليصبح محترفاً ومرتزقاً بهذا العمل، وقد يصل به الأمر إلى المغالاة في الأجور، والإلحاح في الطلب! أما المعالج نفسه فمن أخطر الآثار عليه: أنه لو كانت الحالة ليست حالة مس، وإنما هي حالة وهم ومرض كاذب، فإنه قد يسلك مسالك تؤكد لهذا المريض الحالة التي عنده تماماً، ولا يبين له كما بين الطب الجسمي العضوي والطب النفسي، كأن تكون حالة أعصاب أو نوعاً من القلق أو الأرق، فقد يشتكي المريض من نفس الأعراض -وهو صادق في ذلك- لكن سببها هو سبب نفسي، وليس سبباً عضوياً، فهي حالة نفسية بطريقة معينه تؤثر وتوجد نفس الأعراض، وليس سببها هو الجن. فهذا المعالج أحياناً يضرب هذا المريض، وقد يصل بالضرب إلى حد القتل! فيُصدم هو، وقد يصاب بالذهول، أو الجنون، وربما يؤثر على بيته؛ لأنه غالباً يهمل شئون أسرته فيتصدع بيته، وربما وصل الأمر مع زوجته إلى الطلاق، وإذا كان من الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى أو من طلبة العلم الشريف فلا شك أن هذه الوظائف الشريفة سوف تُطوى في عالم النسيان؛ لانغماسه في علاج هذه الحالات، وهو في الحقيقة ضرب من التخدير،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلهاء الناس عن واقعهم وعن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الشيطان، وهي: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً [فاطر:6]. فكم شغلت هذه الظاهرة دعاة عن الدعوة؟! وكم حولت دعاة إلى مشعوذين وكهنة؟! حتى أن بعض الناس يقول لأحد الإخوة: أنا بالأمس قابلت أخاً كاهناً! منذ متى أصبح الكاهن أخاً؟! ومنذ متى أُضيفت كلمة (أخ) إلى (كاهن) حتى يصبح أخاً وكاهناً؟! الله المستعان. ومن الأمور الخطيرة جداً: أن الشياطين أذكياء في إغواء الناس وإضلالهم، فالشيطان إذا رأى الناس قد التفوا حول شخص من هؤلاء المعالجين، فإن له طرقاً شتى يحاول أن يفتن بها هذا المعالج، كأن ينفخ فيه الغرور، حيث يكون هذا الشيطان متلبساً بشخص، فيقول له الناس: سوف نأتي لك بالشيخ فلان المعالج، فيقول: إلا فلان! لا تحضروا هذا الشيخ؛ فإنه سيحرقني، أنا سأهرب وأخرج من غير أن تأتوا به!! والشيطان له هدف من وراء هذا الكلام، وهو نفخ المعالج، لكي يملأه بالغرور، حتى يتمادى في هذا الطريق المهلك؛ لأن الشيطان خبير في إغواء الناس وإضلالهم، فالشيطان يساعده في وظيفته دون أن يشعر هو، ويقع فريسة للشيطان دون أن يشعر، وكم سمعنا من هذه المواقف التي تماثل ما ذكرناه. وقد انتشرت هذه الظاهرة المهلكة، ثم ينتج عن ذلك غلو في هذا المعالج، حتى ربما يعتقد الناس أن فيه سراً معيناً ليس موجوداً في غيره، فالناس يتزاحمون عليه ويشدون إليه الرحال من كل بلاد إليه ويضربون إليه أكباد السيارات حينما يسمعون ما ينشر عنه من حكايات غريبة، وكيف أن أكثر المصروعين تكلمت الشياطين على ألسنتهم أمام هذا القارئ، وأخذ العهد من الشيطان أنه لا يعود إلى ذلك المصروع، وهذا المعالج ينخدع بكلام هذا الجني الشيطان، وربما يكون المتكلم هو المريض نفسه حيث يتقمص شخصية الجني، ولكثرة ما سمع عن الجن فإنه يعيش نفس الدور بكل إتقان. وهذا الكلام الذي يقوله الجن أو الشيطان إنما هو استدراج وفتنة له؛ كي يصرفه أكثر عن سبيل الله وعن الصراط المستقيم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ولما كانت الخوارق كثيراً ما تنقص بها درجة الرجل -أي: تنقص درجته في الولاية بسبب حصول الخوارق- كان كثير من الصالحين يتوبون من مثل ذلك ويستغفروا الله تعالى، كما يتوبوا من الذنوب كالسرقة وغيرها، وتعرض على بعضهم فيسأل الله زوالها -يخشى من الكرامة؛ لأنها قد تنزل مرتبته- وكلهم يأمر المريد -أي: يأمر تلامذته- ألا يقف عند خوارق العادات، ولا يجعلها همه، ولا يتبجح بها، مع ظنهم أنها كانت كرامات، فكيف إذا كانت في الحقيقة من الشياطين؟! فإني أعرف من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع، وإنما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها، وأعرف من يخاطبهم الحجر والشجر، ويقول: هنيئاً لك يا ولي الله، فيقرأ آية الكرسي فيذهب ذلك -أي: أنه شيطان- وأعرف من يقصد صيد الطير فتخاطبه العصافير ونحوها، وتقول: خذني حتى يأكلني الفقراء، ويكون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل في الإنس ويخاطبه بذلك. فأنت تعرف أن هذا شيطان، وهو الذي يمدحك، فليس في الأمر أي اشتباه، وإذا كان أحد السلف يأتيه الرجل ويقول له: رأيتك في الجنة تطير! فيبكي ويقول: لعلها تكون من الشيطان يريد أن يغرني ويريد أن يذلني. فلابد أن يكون الإنسان على حذر من الشيطان حتى اللحظة الأخيرة. وقد روي في ترجمة الإمام أحمد رحمه الله تعالى: أنه عند موته فوجئ ابنه بأنه يقول: لا بعد، لا بعد، فبعد ما أفاق قال له ابنه: يا أبت! قلت شيئاً غريباً! كنت تقول: لا بعد، لا بعد، قال: يا بني! هذا الشيطان عرض لي في ركن الحجرة، وهو يعض أنامله ويقول: فُتَّني يا أحمد -أي: سوف تموت وما استطعت أن أضلك- فكان يرد عليه الإمام أحمد: لا بعد، لا بعد. أي: ما دام فيَّ عرق ينبض فلا آمن الفتنة. وهذا باب من أبواب الفتنة الخطيرة جداً، وأنت نفسك تعرف أن الشيطان هو الذي يقول: إلا المعالج فلان، انتبهوا! لا تأتوا لي بفلان، أنا سوف أخرج، لكن لا أريد أن يأتي ليحرقني ... إلى آخر هذا الكلام الماكر، فهو شيطان، وأنت تعترف أنه شيطان، فكيف تقبل نصيحة شيطان رجيم؟! وكيف تغتر بكلامه وبمدحه إياك وهو يريد أن يغرك ويفتنك عن صراط الله المستقيم؟! فهذا المعالج قد يتوهم أن الناس الذين ازدحموا على بابه من كل الآفاق إنما هو لقوة
(يُتْبَعُ)
(/)
إيمانه، ويرى المرضى الكثيرون الذين يعافيهم الله سبحانه وتعالى على يده، وكيف أنه قهر الشياطين وقهر الجان، فأصبحت الشياطين تخاف منه وتخرج من المصروعين، فيتوهم أنه من الأولياء الأبرار، ويصيبه العجب الذي هو أخوف ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وها هو عمر رضي الله تعالى عنه يخاف على أُبيّ رضي الله تعالى عنه من كثرة الأتباع والتلاميذ الذين يطأون عقبه، وهذا عمر رضي الله عنه يعزل خالد بن الوليد وهو في أوج انتصاراته وفتوحاته؛ خشية أن يفتن الناس بخالد بن الوليد ويظنوا أن النصر يأتي من خالد بن الوليد، فإذا كان هذا في حق خير هذه الأمة التي أُخرجت للناس، فكيف في حق هؤلاء الضعفاء؟! أما الأثر على المريض -ونعني به: المريض بغير الصرع، وعومل على أنه مصروع- من الضرب أو القتل الذي يحصل له إذا عولج بالقرآن الكريم وهو في الحقيقة ليس مصروعاً، فلا يحصل له شفاء في نظره، بل قد يحصل تشكيك لضعاف اليقين من هؤلاء المرضى في جدوى العلاج بالقرآن الكريم، وقد يصل أمر المريض إلى أن يفكر في الانتحار إذا أيس من العلاج. ......
تصحيح نظرة العوام للقرآن
كثير من الناس يرى أن القرآن الكريم عبارة عن دواء يؤخذ للعلاج! هذا هو تصورهم للقرآن، وهذا هو المدخل الذي دخلوا منه للتعامل مع القرآن، فالقرآن في نظرهم ما هو إلا دواء، والمقصود منه أن يصل بالمريض إلى حالة الشفاء، وهذا اعتقاد غير صحيح، فينبغي التعامل مع القرآن على أنه كتاب الله سبحانه وتعالى، وأنه طريق السعادة في الدارين، ومنهج كامل للحياة، ولا يُنظر للقرآن على أنه فقط مجرد دواء لبعض الأمراض، بغض النظر عن أنه منهج شامل لحياته. وينبغي ألا يكون التعامل مع القرآن الكريم من خلال التلاوة الذاتية التي يتعبد بها الإنسان بالتلاوة والصوت والحركات والحروف، أو من خلال تشغيل المسجل، وحتى الإخوة الملتزمون يكتفي بعضهم بسماع المسجل، ويقول أحدهم: أنا لا أقطع صلتي بالقرآن، بل أسمع إذاعة القرآن الكريم كثيراً. صحيح أن هذا شيء طيب، لكن لا شك أن الأعظم والأجدى والأكثر ثواباً أن تقرأ وتتعبد الله بتلاوة القرآن، بحيث يخرج من قلبك ولسانك أنت، ومن الجفاء أن يغلب علينا الاهتمام بالقرآن عن طريق الأشرطة، أو الكمبيوتر. ويحصل عند بعض المعالجين أن يصرف للمريض شريط تسجيل للقرآن الكريم فيه سورة البقرة وآيات محدودة معدودة، ويكون هذا كل ما يعالج به المريض من القرآن الكريم. وكثير من الناس إذا مرض لهم مريض -وقد لا يكون مصروعاً- يسارعون قائلين: ابحثوا عمن يرقيه! ابحثوا له عن معالج! هل من راق؟! دون أن يكون هناك حافز على أن يرقي الإنسان نفسه، مع أن الأصل في العلاج أن كل إنسان يرقي نفسه، وإلا ما الذي وسع دائرة هذه الظاهرة؟! ما لماذا لا ترقي نفسك بالقرآن؟! هل من اللازم إيجاد وسائط؟! نحن لا نقول: إن الإنسان لا يجوز له أن يرقي غيره، لكن نقول: لماذا نحصرها في هذا الإطار الضيق؟! لماذا لا يرقي الرجل زوجته بدل أن يحملها بنفسه إلى هؤلاء الناس؟! لماذا لا يرقي ولده؟ لم لابد من معالج اصطفيناه لهذه الوظيفة بالذات؟ لقد اصبح الجهد الوحيد والهدف الوحيد عند حصول حالة من هذه الحالات هو البحث عمن يقرأ عليه وكفى! كأن الناس اعتقدوا أن هذا هو التصرف السليم، وتجاهلوا أن ربنا سبحانه وتعالى أقرب لأحدهم من حبل الوريد، فالقرآن موجود، والتحصينات القرآنية موجودة، والأدعية النبوية موجودة، فلماذا لا ترقي نفسك أنت؟ لم لابد من معالج كما يزعمون؟ ......
بعض أخطاء المعالجين بالقرآن
من أخطار المنهج الذي يتعامل به هؤلاء المعالجون مع هذه الحالات -وهذا يصدر عن حسن نية المعالج إن شاء الله- أنه يحاول أن يستثمر سلطة المرض في تحسين التزام هذا المريض بالإسلام، وهم يصيبون فعلاً حينما يقولون: هذا بسبب الذنوب والمعاصي، فيقول له مثلاً: الجني يأتي في البيت ويعاكسك بسبب وجود صور في البيت، أو فيه كلب، أو أنك تستمع الموسيقى، أو عندك تلفزيون أو فيديو ... إلخ، فعليك أن تتخلى عن هذه الأشياء؛ من أجل أن تحصن نفسك من الجن، ولكي تتحسن حالتك. فكأن نظرته لطاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام ليست مبنية على أنه يجب عليه كمسلم أن يغير أسلوب حياته كله، وأن يلتزم بدين الله كله ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَافَّةً [البقرة:208] بل كأن هذه حالة مؤقتة من الالتزام مرتبطة بالشفاء من المرض. حكى لي أخ: أن رجلاً من هؤلاء الناس قالوا له: عندك صور في البيت؟ قال: نعم، قالوا: وموسيقى وتلفزيون؟ قال: نعم، قالوا: والنساء متبرجات؟ قال: نعم! فانتهى الأمر بالاتفاق معه على التخلص من هذه الأشياء لكي يُشفى هو أو زوجته من المرض، فتخلص منها، وطال عليه الأمر، ثم تحسنت الحالة، فإذا به يعود لهذه الأشياء مرة ثانية، فعادوا بالمريض للأخ المعالج، فقال له: أنت عدت إلى الصور وكذا وكذا؟ قال: نعم، فقال: لا يوجد علاج إلا أنك تترك هذه الأشياء، وهذا المدخل جعل الالتزام بأنه علاج حالة، وهذا مدخل غير صحيح، وأما المدخل الصحيح فهو أن يكون الالتزام هو الأصل، وطاعة لله سبحانه وتعالى هي الأساس، وحتى لو قدر مرض فهو بلاء على المسلم، وينبغي أن يصبر عليه، وليس مجرد الالتزام عبارة عن آلة نستعملها مؤقتاً ثم نخلعها بعد ذلك إذا شُفيت الحالة! وقد يكون المريض موهوماً، يتملكه التأكد من أنه مصروع وهو ليس كذلك، فما أن يُقرأ عليه القرآن إلا ويتأكد أنه فعلاً مصاب بالمس، وهو يحفظ الحوار؛ لأنه سمع الكثير من هذه الحوارات في الأشرطة وفي غير الأشرطة، فأول ما يقرأ عليه القارئ إلا وهو يتخيل السؤال: ما اسمك؟ فيجيب: أنا جرجر! وهكذا يمثل الحوار، ويجيب على أسئلة المعالج، ويعيش الدور فعلاً بمنتهى الصدق، وبمنتهى الإتقان، مع أنه ليس فيه مس ولا شيء من هذا، وإنما لكثرة سماعه وتخيله، كما سندلل على ذلك إن شاء الله. ......
خطورة التعمق والاسترسال في علاج الصرع والمس
لم أكن أود أن ننشغل بهذا الموضوع، لكن يبدو أننا محتاجون لوقت أكثر مع المعالجين وليس مع الجن! كثير من الناس يهابون التحدث في هذا الموضوع، وكثير من المعالجين يتحصنون وراء كلمة: (العلاج بالقرآن الكريم)، وإذا انتقدتهم قالوا: إذاً أنت تنكر أن القرآن شفاء! وهذا نوع من الإرهاب والتخويف الذي يغطون به جرائمهم، ويقولون: أنت تنكر المس، وأهل السنة والجماعة يقرّون به، وتنكر السحر وهو مذكور في القرآن، وهذا كله مما يتحصنون وراءه لكي يستبيحوا ما يفعلونه من هذه المخالفات. وإذا تجردنا من كثير من الضغوط التي تفرض علينا في هذه القضية، سنجد أن الجن عالم يكتنفه الغموض من كل جوانبه، ولا نستطيع أن نستوضح كل شيء إن نحن فتحنا هذا المجال؛ لأن الله سبحانه لم يخبرنا عن كل شيء في حياة الجن حتى نخرج من عالم الإنس إلى عالم الجن، وماذا يأكلون ويشربون ويلبسون! فنحن بشر، وعلينا أن نتعامل كبشر، وأن نتفاعل مع الأحداث التي تمر بنا من مرض أو غيره حسب ما خوّلنا الله، ونتعامل مع المرض تعاملاً طبيعياً جداً، فالذي يمرض عليه أن يذهب للطبيب الأخصائي ويتعالج، وهو بذلك متوكل على الله سبحانه وتعالى، ويأخذ بالأسباب التي ندبنا إليها الشرع، أما أن نفتح باب الجن فهذه متاهات؛ لأن للجن عالم مجهول .. مجهول .. مجهول، وعالم غامض .. غامض .. غامض ليس له حدود، والإنسان إذا دخل فيه فإنه يضيع في متاهات ودروب ومسالك لا أول لها ولا آخر، بل عبارة عن حلقة مفرغة فقط. حتى أن واحداً من أشهر معالجي الجن، وهو الشيخ العمري -سامحه الله- بعد ما دوّخ الدنيا كلها ونشر موضوع الجن وأشاعه وشجعه، وكان يحكي أشياء عن الجن، ومع ذلك ها هو الآن يأتي ويقول: كل هذا وهم ليس له حقيقة! آلآن بعد ما أذيع وأشيع وروج هذا الضلال المبين يعالج بالضد من ذلك؟! فهذا الموضوع كله مثل الدخان، كأنه حيرة وغموض وضباب وعدم وضوح، فهو فن لا تضبطه ضوابط نقلية محدودة وحازمة، والذين يكثرون الكلام في هذا المجال إنما يلتقطون أشياء من هنا وهناك، ويقولون: وجدنا كذا في الكتب والمراجع القديمة، وهي أشياء عجيبة غريبة، أو أشياء قالها علماء أفاضل، لكن كانت من باب الاجتهاد، ولا تقوم على دليل، فلماذا لا نرفضها؟! ولماذا ندس أنفسنا في كل هذه الأشياء وهي مما لم يقم عليه دليل بعد؟! ولاسيما السلفيين، أين السلفية؟! أليست السلفية: اتباع كل شيء بالدليل؟! أليست السلفية تمحيص أقوال العلماء ورفض ما لم يقم عليه دليل؟! إذاً لماذا كثر هذا الأمر فينا ونحن كنا أولى الناس بالتنزه عن الغوص في هذا الوحل؟! متاهات يهيم فيها الناس وراء من لا يعرفون من هم ولا كيف هم، أعراض غير محددة .. أعراض لمرض غير حاسمة .. أعراض تكتنفها الاحتمالات .. علاجات مخترعة بنفس الجو غير معروفة وغير محددة، وليس لها أول ولا آخر. وأما من يضرب المصروع، نقول له: من أين لك أنه صرعه جني؟ وما هو الدليل على أن هذا مصروع بالجن؟ وما هو الضمان قبل الشروع في الضرب أن هذا الضرب سوف يقع على الجني لا الإنسي؟ أين الضمان أنك لن تظلم هذا المريض المسكين؟! وقد حصل في كثير من الحالات أن يخطئ هذا المعالج وينهال بضرب فظيع جداً على جسد المريض، وهو معتقد أنه يقع على الجني -كما قرأ في الكتب- ولا يقع على المريض، فيفاجأ بأن الجني غير موجود أو أنه قد هرب، ووقع الضرب على المريض، وأما كلام العلماء الذين قالوا هذا فكلامهم على العين والرأس، لكن أين الدليل عليه؟ وأين الضمان أنك حين تضرب هذا الشخص فإنك تضرب الجني الظالم ولا يقع الضرب على هذا الإنسان المظلوم؟! هل تعذيب الناس والعدوان على أبدانهم بهذه الطريقة مباح لكل أحد؟! هل إزهاق أرواحهم كما يحصل كثيراًَ أمر متروك هكذا؟! وهل يعفى عن المعالجين أن يفعلوا ما يشاءون؟! أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]. وهل تُرك الأمر سبهللاً دون ضوابط أو حدود؟ أين الضمان؟ نريد دليلاً يضمن لنا أن الضرب سيقع على الجني وليس على الإنسي؟ كثير من الحالات التي يزعم هؤلاء المتفوقون في علاج الجن أنهم يصيبون فيها إذا هم يخطئون فيها، وبالفعل يقع الضرب على الإنسي، ويصل أحياناً إلى إزهاق الروح بحسن نية هؤلاء القاصرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
تفريغ لمجموعة محاضرات للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 06:31]ـ
بارك الله في الجميع
الأخ الفاضل أبو جهاد الأثرى
جزاكم الله خيراً على نقلكم ... وقد سمعت مجموعة الشرائط الخاصة بالمس والجن لشيخنا محمد بن إسماعيل قديماً وأفادتنى جداً.
لذا أرفق التسجيلات الصوتية لشيخنا الدكتور محمد بن اسماعيل المقدم وهو بالمناسبة طبيب متخصص فى الأمراض العصبية والنفسية فكلامه أوثق فى مثل هذه هذه الحالات ويستطيع التفريق بين المس وبين ما يشبهه من الأمراض النفسية والعصبية ... وأظنه تكلم عن الزواج بين الإنس والجن فيها.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=21
وفقكم الله
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 06:36]ـ
لطيفة:
قرأت كثيراً عن قصص لمحادثات الجن مع الإنس ومنها قصة ذكر أحد الجن فيها لبعض العلماء القدامى بعدما سأله ((أفيكم أهل الأهواء مثلنا؟)) فأجاب الجنى أن الجن مذاهب كالبشر من المسلمين فتجد منهم السنة والشيعة والقدرية ... إلخ وأن شرهم الرافضة.
ـ[أبو يزيد]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:27]ـ
الاخوة الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكما لا يخفى عليكم وانتم طلاب علم ان الشيطان يشارك الانسان في حياته بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فمثلاً عند الجماع لا يسمي ولا يذكر الدعاء يشاركة وأيضاً
عن ابن مسعود قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل له مازال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة قال: " ذلك رجل بال الشيطان في أذنه " أو قال: " في أذنيه
فهذا رجل بال الشيطان في اذنه بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لكن هل شعر هذا الصحابي بالبول
طبعاً لا
وكذلك المشاركة بالجماع لا يشعر بها الانسان حتى لو شارك الشيطان الزوج بالجماع قياساً على البول في اذن النائم عن الصلاة
فهذا الاشكال ان الشيطان يشارك ولكن مشاركة غير محسوسه قد اشكل على كثير من الناس حتى افتى من افتى بجواز حدوث تزاوج بين الانس والجن وهذا مما لا دليل عليه
هب ان امرأة زنت وحملت!!!!! وأدعت بعد ذلك ان والد الطفل جني
تصبح الامور احبتي في الله غير سوية وغير منطقيه ولا يقبلها عقل
والله اعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 09:18]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى،
أما بعد، فجزى الله أستاذنا الشيخ المعيار على هذا الطرح النافع خيرا، وهو موضوع قد شرق فيه كثيرون وغربوا وأتوا بالعجائب، وكثيرا ما تثور الشبهات عند أصحاب المنحى الاعتزالي وعند من يحلو لهم الطعن في السنة بصفة عامة، بسبب كلام أئمة أهل السنة في تلك المسائل واستنباطهم لأحكامها، فليت شعري ان كانوا حقا يؤمنون بأن هناك رب اسمه الله - جل في علاه - في الغيب يتصف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، فلماذا تثقل نفوسهم الخبيثة عند قبول ما اتفق عليه - بل وربما ما أجمع عليه - السلف والخلف من أمور تتعلق بذلك الكائن الغيبي (الجن) بناءا على نصوص واضحة لا مرية فيها، وكذا على كلام ثقات اعتمد أهل العلم كلامهم ومشاهداتهم فوصفوها في كتبهم ولم ينكر عليهم من أهل العلم في زمانهم أحد؟؟
تلك القلوب التي تفرق بين أخبار الغيب بالعقل القاصر والهوى، انما هي على شفا هلكة، ما لم يمن الله عليها بالتسليم التام وحسن الاتباع، اقتداءا بالصديق الأول رضي الله عنه الذي ما وجد في قلبه لما سمع عن حادثة الاسراء الا أن قال: "ان كان قالها فقد صدق" رضي الله عنه وأرضاه ..
قدمت لتعقيبي بهذه المقدمة لأنني أعلم أن من بين من سيقع على هذا الموضوع من القرءا من يجعل عقله قائدا له يوجهه الى ما يمكنه قبوله والتسليم به من أخبار الغيب وما لا يمكنه أن يقبله، نسأل الله العافية لعقولنا وقلوبنا ..
هذا وقد يحلو للواحد من هؤلاء بسبب ذلك أن يزعم أهل العلم المتقدمين والمتأخرين ما كانوا يعملون عقولهم أصلا لا أولا ولا آخرا، وهذا من أبطل الباطل وأبهت البهتان، ففرق بين أن تجعل عقلك تابعا للنص، وبين أن تجعل النص تابعا لعقلك، وشتان!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المسألة التي بين أيدينا، مسألة التناكح بين الانس والجن، أعرف فيها أقواما من عامة المسلمين بل ومتثقفيهم - أعني أصحاب الاطلاع الواسع في كل شيء الا الدين!! - كلما ذكرت أمامهم مثل تلك المسألة، راحوا يسخرون منك ويهزأون ويحشدون في وجهك خرافات المخرفين وأساطير الأفاكين وكأنك لا تمييز لك ولا لمن ذكرت كلامهم من أهل العلم بين العلم بالدليل - ولن تجد عقلا سويا يمنع ما نص عليه الدليل أبدا - وبين تلقف كلام المخرفين والدجاجلة من هنا وهناك، وصنيع أصحاب الكتب الصفراء التي تباع على الأرصفة، والتي لأصحابها سوى اصطياد خواة القلوب وفرغة العقول من الناس، والله المستعان!
أذكر أني قد وقعت في مشادة كلامية طويلة مع أحدهم بسبب سماعه لفتيا واحد من أهل العلم على احدى الفضائيات ينصح احدى السائلات باستشارة واحد من الرقاة الموثوقين لأنه فهم من كلامها انها قد يكون بها مس .. فراح الرجل - مع أنه يؤمن ويقر بوجود الجن، بل ويقر بالجملة بوقوع صرع الشيطان أيضا! - يتنقص من ذلك العالم ويصفه بأنه يفتح باب الخرافة والدجل وكذا!
ومع أني لا أرى جواز أن يتخصص رجل في الرقى ويصف نفسه بأنه "راق متخصص" أو "معالج بالقرءان" متخصص في علاج المس وكذا، لأن ذلك لم يكن عند السلف عملا يتخصص فيه الناس وينقطعون من أجله كالأطباء ونحوهم، الا أنني عجبت من كون مجادلي ذاك لا يجد فيما يعلم دليلا شرعيا واحدا يستند اليه في قبول الكلام أو رده، ومع ذلك يثور ويرمي الشيخ بفتح باب الخرافة وكذا! ألأن هذا الباب قد قال فيه المخرفة وأصحاب الروايات الصفراء والأساطير صنوفا من الخرافات، يصبح مجرد طرح الكلام فيه بالعلم والدليل معدودا كفتح لأبواب الخرافة؟؟ سبحان الله! فكيف اذا يستقيم لهؤلاء أن يميزوا بين ما هو علم وما هو دجل، ان كانوا لا يريدون أن يسمعوا من أهل العلم بدين الله بالكتاب والسنة حقيقة وموضع ذلك الضابط والحد الذي يوجب كل عقل وكل قلب يؤمن بالله واليوم الآخر ألا يكون الشرع قد خلا منه في تلك المسألة؟؟
انهم لقوم يعدلون! نسأل الله العافية.
هذه المسألة مسألة الزواج بين الانس والجن، قد نص العلماء في القديم والحديث على أنها تقع، كما أفاض الاخوة الناقلون في النقل بارك الله فيهم. ولكن هنا تفريق دقيق يلزم توضيحه حتى لا يختلط الكلام ..
فالمسلم يريد أن يضبط اعتقاده في شأن امكان وقوع ذلك التناكح بين نوع الانس ونوع الجن من جهة السنة الكونية والخلقية، وما ينتج عن ذلك من ثمرة - خلقة وتكوينا، فاذا فهم ذلك وضبطه، نظر في حكمه الشرعي من جهة مشروعية وجود عقد نكاح بين الانس والجن من عدمها.
فان بدأنا بالنظر في السنن الكونية، فاننا نقرر أن الجن لهم أجساد - وان خالفتنا في أصل خلقتها - ولهم شهوة وتناسل، وفيهم الذكور والاناث والذرية، وفوق ذلك فانهم يتشكلون ويتصورون بصور وأشكال مختلفة ويسهل عليهم التصور والتشكل بصور بني آدم، ذكورا واناثا. كل هذا متقرر بالنصوص الواضحة في الكتاب والسنة ولا ينازع فيه الا مكابر.
فان كان لم يرد نص - فيما أعلم - يدل على امكان وقوع التناكح بين ذكر الانس وأنثى الجن أو العكس، فان الحد الذي وصلنا من النصوص في شأنهم يجعل ذلك الأمر غير محال ولا ممتنع عقلا! فما الذي يمنع من أن يتشكل ذكر الجن في صورة رجل كامل الخلقة، ثم يباشر امرأة انسية فيجامعها مجامعة ذكور الانس؟ ليس هناك ما يمنع من ذلك عقلا! وقد رأينا من أصحاب الفطر المنحرفة من بني آدم من يواقع البهائم ذوات الأربع، أعزكم الله، ولا يجد في ذلك شيئا، نعوذ بالله من انتكاس الفطر! مع أن تلك البهائم من نوع غير نوعنا، ولكن لما كانت تتناسل من ذكور واناث، وكانت أجهزة التناسل فيها تعمل بطريقة مماثلة لأجهزة التناسل فينا، كان من الممكن - عقلا - أن يتلذذ رجل مريض النفس والقلب بأنثى من الدواب ذوات الأربع، أو امرأة مريضة بذكر من ذوات الأربع، وهذا واقع معلوم، نسأل الله العافية! فعند التأمل في الجن وخلقتهم، نجد أنهم أقرب الى تكويننا من ذوات الأربع، ومع قدرتهم على تشكيل أعضائهم وأجسادهم بصور أجساد البشر، فان الداعي عند منحرفي بني آدم الى طلبهم في ذلك الأمر أكبر، وامكان وقوعه على هذا النحو لا يمنعه العقل، هذا بناءا على ما توافر لدينا من النصوص كما أسلفت!
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف وقد نص كثير من أهل العلم على أنهم شهدوا وقوع ذلك بالفعل، وجاءهم من يريد العلاج منه، بعدما لحق به من المتاعب والمفاسد ما لحق من جراء ذلك النكاح المخالف لفطرة البشر؟؟
فالأمر من جهة العقل بعد النظر في النصوص لا يمتنع وقوعه.
فماذا بشأن ثمرة ذلك النكاح؟؟ هل ينتج عنه الولد؟
وأقول والله المستعان أن هذا ممتنع، من جهة النص أولا ثم من جهة العقل. وقول ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (19/ 39): «وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه» هذا وان كنا نوافقه على كلامه في التناكح، الا أنه لم يكن مصيبا في مسألة التوالد هذه، والله أعلم.
ذلك أن الله تعالى يقول: ((وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً)) [النحل: 72]
ويقول: ((فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ)) [الشورى: 11]
ويقول سبحانه: ((وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً)) [النبأ: 8]
فدل ذلك على أن كل جنس من الأجناس، سواءا كان انسا أو جنا أو من الدواب والأنعام، انما خلق ليكون زوجه من نفسه، أي من نوعه، لا من غيره من الأجناس والأنواع، ولا يرجى الولد الا من التناكح بين أفراد النوع الواحد (ولعل في الدواب تكون كلمة النوع الواحد هذه مشتملة على أكثر من فصيلة من الفصائل لثبوت وقوع التناسل بين الفصائل المختلفة للنوع الواحد من الدواب)
فالقاعدة أنه حتى لو تناكح ذكر وأنثى من نوعين مختلفين فان ذلك النكاح لا يثمر ولدا! فالشرط حتى يكون لكم من أزواجكم بنين وحفدة أن يكون أزواجكم من أنفسكم، لا من غيركم من الدواب ..
وفي الواقع فان العقل يعضد ذلك الاستدلال بشدة ويشهد له .. فمن مقاصد التناسل والتناكح حفظ النوع، وهذا مطرد في كل نوع، ومن حفظ الأنواع ألا يختلط نوعان متباينان، لكل منهما غايته من خلقه وعمله الذي خلق من أجله! فلا يمكن أن يتناسل قرد وزرافة، مثلا، حتى لو فرضنا امكان وقوع التناكح والانزال بينهما، لأن نتاج ذلك الهجين لا يقبله العقل ولا مكان له في منظومة المخلوقات وما خلقت له تلك المخلوقات، كل في مكانه وعمله!
وذلك في العلاقة بين الانس والجن أظهر وأوضح، لأنهما ثقلان مكلفان، كل منهما مكلف في عالمه الذي ابتلي به، وبتكاليفه الخاصة به، فلو وقع الاختلاط بين النوعين، نوع الانس ونوع الجن، من جهة التناسل والتوالد، لأدى ذلك الى خروج نوع خليط لا يمكن تصوره، فلا هو من عالم الانس ولا هو من عالم الجن، أو هو من العالمين معا، وسواء هذا أو ذاك فهو ممتنع عقلا، لشدة الاختلاف والتباين بين العالمين، وعدم وجود عالم ثالث متوسط بينهما! فالتباين كبير في طبيعة التكوين وأصل الخلقة وكذا في طبيعة التكليف والتشريع ..
ويحضرني هنا ما ذكره الألوسي رحمه الله في "روح المعاني" (19/ 189) اذ قال: "ثم ليت شعري إذا حملت الجنية من الإنسي هل تبقى على لطافتها، فلا تُرى، والحمل على كثافة قيُرى أو يكون الحمل لطيفا مثلها قلا يُرَيان، فإذا تم أمره تكثف وظهر كسائر بني آدم أو تكون متشكلة بشكل نساء بني آدم ما دام الحمل في بطنها وهو فيه يتغذى وينمو بما يصل إليه من غذائها وكل من الشقوق لا يخلو عن استبعاد كما لا يخفى»
وبغض النظر عن تنظير الامام رحمه الله واجتهاده في مسألة "اللطافة" و"الكثافة" هذه الا أن كلامه بالجملة شديد الوجاهة، لأن الفطرة والعقل يأبيان وقوع ذلك التوالد والتناسل للاختلاف الجذري في أصل الخلقة التي خلق منها الانس والتي خلق منها الجن! وكون الجن يملكون القدرة على التشكل والتأثير في عالمنا هذا بأجساد لها صورة أجسادنا نتفاعل معها بحواسنا، فهذا راجع الى أصل خلقتهم العجيبة وطبيعتهم الخاصة التي تمكنهم من ذلك، والتي يأبى العقل أن يقع التوالد والتكاثر فيما بينها وبين طبيعة أخرى كطبيعتنا، مع وجود ذلك التفاوت والتباين الكبير بين الطبيعتين!
فهل يمكن وقوع التناكح بين الانس والجن اذا ما تصور الجن بصورة انسان؟ نعم ولا اشكال في ذلك شرعا ولا عقلا!
ولكن هل يثمر ذلك النكاح عن ولد؟ كلا! ولا امكان لذلك بالنص ولا بالعقل، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حكم عقد النكاح اذا وقع فباطل للأدلة التي أوردها الاخوة بارك الله فيهم في المشاركات الآنفة فلا نعيد، وكذا الغسل وغيره مما يتعلق بوقوع النكاح نفسه، فهذا ظاهر في أنه ان لم يكن مناما، وكان مع جني في صورة انسان، وحدث الايلاج الذي هو شرط الغسل، وجب الغسل، كما تقدم بسط ذلك أيضا في مشاركات سابقة .. فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، والمشكلة هي في ضبط ذلك التصور، والله أعلى وأعلم
ولا يفوتني أن أعقب على كلام الشيخ "المعاني" في كتابته لوصفة علاج الأخت التي تعاني من نزيف في المبيض أو في المهبل او نحو ذلك اذ قدم بثلاث لا يخالفه فيهما مسلم، ثم عقب ذلك بثلاث أخرى فيهما كلام .. فقال:
4 - دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع
5 - دهن منطقة ما بين السرة والركبة بالمسك الأبيض المخلوط مع ماء الورد أو الورد الطائفي:
بعد القراءة عليه؛ فإنه مجرب ونافع خاصة لمن يتعرض للاعتداءات أو التحرشات الجنسية من قبل الأرواح الخبيثة
6 - الاحتشاء بالكرفس (القطن) في منطقة الأرحام:
والذي يحتوي على نسبة معقولة من زيت الزيتون بعد القراءة عليه، أو المسك الأبيض مع ماء الورد
قلت ومع كون المقال من أوله يتميز بانضباط المنهج السلفي في اقامة الحجة والدليل على الكلام، الا أنه جاء عند هذا الحد بما لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، اذ ادعى أن القراءة على الزيت وحشو العضو التناسلي به أو دهانه به قبل الجماع ونحو ذلك مما قال، هو مما أثبتت التجربة نجاحه!! وكفى بذلك استدراجا للاخوة المعالجين هداهم الله وأصلحهم! وبمثله استدرجت الشياطين أولئك الذين قالوا أن قراءة سورة كذا ثلاثين مرة أو مئة مرة قبل كذا وبعد كذا، تؤدي الى كذا وكذا وهذا مجرب مضمون المفعول!!! وللأسف مثل هذا التخبط لا يكاد يخلو منه أحد من اخواننا الذين اتخذوا من معالحة المس والتلبس حرفة وصنعة يتخصصون فيها!! فيقول أحدهم أن كتابة سورة كذا في ورقة ثم بلها ثم عثرها ثم الدهن بمائها يؤدي الى العلاج من كذا وكذا من أثر الجن، أو القراءة على الماء والشرب منه أو غير ذلك مما قالوا وكلها أمور لا دليل من النص عليها!! ألا ترون أن النصارى لما يدخل الرجل الممسوس منهم الى الكنيسة يأتيه الكاهن بصليب بخبطه به على رأسه ويتمتم بكلمات باسم المسيح وكذا، فاذا بالرجل تخرج منه الجن فعلا؟؟ فلماذا خرجت؟ ألأن هذا الذي فعله الرجل علاج للمس والتلبس؟ كلا! ولكن لأنها تريد أن تلبس على ذلك الكاهن وذاك الممسوس فتوهمهما والناس من حولهما بأن هذا الذكر كان هو العلاج! وهذا مطرد في كل ملل المشركين! وأذكر أنه كان في مصر وحتى زمان قريب رجل كاهن في احدى الكنائس كان يأتيه الناس لطرد الجن والتلبس منهم، وكان يأتيه قوم مسلمون جهال، وكانوا يشهدون بأنه يتسبب في شفائهم حقا، فلما بدأ الناس يفتتنون به وعلت أصوات بعض المشايخ والاخوة تجاه ذلك، منعت الدولة دخول المسلمين الى تلك الكنيسة!
فالشاهد أن مجرد كون الأمر - مجربا - هذا ليس دليلا على مشروعية الرقية، سيما وقد علمنا مراد الجن والشياطين من التلاعب بنا وافساد ديننا، حتى وان اتقفنا مع اخواننا في أنه ما دامت الرقية لا شرك فيها، فانها مباحة، ولكننا نضيف اليهم أصلا وهو ألا تكون مبتدعة، لأن تقييد النص أو الذكر بوضع لم يأت به الشرع، بدعة حتى ولو جاء في باب الرقية، والله أعلى وأعلم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم تجد تفصيلا مهما حول سؤالك في كتاب فتح المنان للشيخ مشهور
واليك سلسلة هامة قد تجيب عن اطراف منه
عالم الجن والشياطين
الدكتور الفقيه المُحدِّث محمد سعيد أحمد رسلان حفظه الله تعالى
نبذة عن السلسلة: يتكلم الشيخ - حفظه الله تعالى – ويبيِّن أن الإيمان بعالم الجن والشياطين من أصول الإيمان , وإثبات وجود الجن , وما أسماء الجن وما أصنافهم؟ وما طعامهم وهل يتزاوجون؟ وأين يسكنون وكيف يتحركون؟ وما هي قدراتهم؟ وعلى أي الصور يتشكلون؟ , وتنبيهات مهمة حول قتل حيات وجنان البيوت , وبيان لجوانب الضعف والعجز عند الجن والشياطين
حقيقة وجود الجن والشياطين
عناصر المحاضرة:
الإيمان بالغيب أول صفات المتقين.
الإيمان بعالم الجن والشياطين من أصول الإيمان.
أصل مادة " جن " لغةً.
مما خلق الجن؟ ومتى خلق؟
ما صفة خلق الجن؟
ما أسماء الجن وما أصنافهم؟
إثبات وجود الجن.
حقيقة الشيطان وبيان أنه من الجن.
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=434
الجن يأكلون ويشربون ويتناسلون
عناصر المحاضرة:
لا مجال للتكذيب بعالم الجن.
هل الشيطان أصل الجن؟
بيان أن الجن يأكلون ويشربون ويتناسلون.
طعام الجن.
هل يتزاوج الجن؟
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=435
أعمار الجن وأين يسكنون وكيف يتحركون
عناصر المحاضرة:
بيان أن الجن يموتون مثل الإنس.
أعمار الجن.
أين يسكن الجن؟
كيف يتنقل الجن ويتحرك؟
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=436
قدرات الجن
عناصر المحاضرة:
قدرات الجن.
الصور التي يتشكل عليها الجن.
تنبيهات مهمة حول قتل حيات وجنان البيوت.
جوانب الضعف والعجز عند الجن والشياطين.
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=437
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 12:48]ـ
4 - دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع
سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
كيف يجعل ما قرئ عليه كلام الله في موضع الأذى؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 09:22]ـ
"سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
كيف يجعل ما قرئ عليه كلام الله في موضع الأذى؟! "
نعم يا أخي الكريم، وهذا من استدراج تلك الكائنات الخبيثة التي أصبح تلقي هؤلاء الاخوة هداهم الله لعلومهم بعلاجات الحالات المختلفة التي تقع من عملهم، مبنيا على التجربة والمشاهدة لما يكون من عملهم، أيضا!! فاذا انصرف الجني أو كف أذاه، وتكرر ذلك في كل مرة، أصبح هذا دليلا عندهم على أن تلك الرقية تنفع في هذه الحالة، وتلك الوصفة مجربة نافعة لتلك العلة .. وهكذا!!! فلا الدليل نص معصوم يرتكن اليه، ولا هو حس ومشاهدة يسوغ للعقلاء الاستناد اليها، حتى يسلم لهم بناء الدلالة عليها! فما يأمنهم أن يكون ذلك الجني عابثا بهم يريد أن يوهمهم بأن تلك الطريقة أو الوصفة التي تناقلوها فيما بينهم تتسبب حقيقة في قهره وابعاده عن المصاب بتأثير كونها قراءة للقرءان؟! هل رأوا الجني ينصرف من جسد المصاب حقيقة أو يحترق من أثر الدهن بالمقروء عليه - مثلا - كما يدعون؟؟ الذي زعم أن مثل هذا يحرقه ويطرده (مثلا)، شيطان من الشياطين!! فكيف يصبح كلامه دليلا؟؟؟
فالواحد من هؤلاء الاخوة لو كشفت له الحجب ورأى حقيقة تأثير تلك الوصفات على الجن لاكتشف أن أكثرها ليس الا تلاعبا من أولئك الجن بهم واستدراجا لهم حتى يقبلوا تلك الوصفات منهم، فاذا ما انفتح باب من أبواب ذلك، ظلوا وراء المعالج يدفعونه دفعا حتى يلج الى ما بعده، وهكذا خطوات بعد خطوات حتى تراه في آخر الأمر يعالج بالسحر والطلاسمات، وهو يعد ذلك من جملة الخير والعلاج بالقرءان ولا حول ولا قوة الا بالله!!
وآية ذلك هذا الاختلاط والدخن الواقع في كلام صاحبنا هذا - هداه الله - مع أنه على علم بالكتاب والسنة وانضباط بمنهج السلف في جملة أمره، فأين الضابط السلفي في أمثال تلك الوصفات، والأمر كله ابهام وغيب وتلاعب شياطين؟؟؟ الله المستعان!
ولهذا فكما قال الشيخ محمد بن اسماعيل حفظه الله، فان الواحد من هؤلاء المعالجين ان كان فيه خير وانضباط فانه غالبا ما ينصرف عن ذلك الأمر برمته ويتركه ولا يواصل الاشتغال به ..
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لاأعجب من زواج إنسي بجنية أو العكس بقدر ما أعجب من زواج إنسية بثعبان!!
هذا ما تناقلته وسائل الإعلام في المدة الأخيرة وسمعته بأذني ورأته عيناي ولم أكد أصدق ما أرى وأسمع.
ولكنها حقيقة واقعية حدثت في أقصى شرق آسيا وتزعم هذه المرأة أن هذا الثعبان تعشقه!!
اللهم لك الحمد على نعمة العقل.
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
هذا بحث ارتأيت نقله للفائدة ولصلته بالموضوع
التفاف الشيطان على إحليل الرجل ومشاركته في مواقعته أهله مما لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد؛؛؛
فقد وقفت على مطوية نشرت قبل أيام في هذه الشبكة السلفية المباركة؛ ذكر جامعها أنها مناسبة للعوام، وعنون لها بـ: (يا طالبي العفاف .. هذه آداب الزفاف)، وهي من جمع الأخ أبي حذيفة عبد الرحمن، جمعها -جزاه الله خيرا- من كتاب: (آداب الزفاف) للإمام العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- كما أخبر هو بذلك.
إلا أنه قد زاد على ما جاء في الكتاب أن ذكر كلاما للعلامة الألباني رحمه الله (1)، وذلك زيادة منه -بارك الله فيه- في التوضيح والبيان، وهذه الزيادة عبارة عن سؤال وجواب؛ هذا نصه:
السائل: إذا نسي الرجل وهو يجامع زوجته أن يذكر اسم الله فهل جامعها شيطانها؟
الشيخ: "الله أعلم، إذا كان الرجل من عادته أن يذكر الله في جلسته هذه فهو -في ظني- أن الله يحفظه؛ لأن الأمر يُنظر إليه من الزاوية الغالبة على الإنسان، أما إذا كان ليس ذلك من دأبه فيقال بأنه يشاركه". انتهى. (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت هذه الزيادة -أعني: مشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله- مما لا دليل عليه -فيما أعلم- لا من كتاب ولا من سنة ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين؛ عزمت بعد الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه سبحانه أن أبين هذا الأمر بيانا شافيا؛ وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن أذكر بعضا من كلام أهل العلم حول حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- لتعم به الفائدة.
الوجه الثاني: أن أبين القول الحق في هذه المشاركة المذكورة.
فإن كان ما سأذكره صوابا فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.
فأقول وبالله التوفيق:
أما الوجه الأول؛ فهو الآتي:
جاء في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لو أَنَّ أَحَدَكُمْ إذا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فقال: بِاسْمِ اللَّهِ؛ اللهم جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّب الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا، فإنه إن يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ في ذلك، لم يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا". (3)
وفي بعض الروايات: (جنِّبني) بالإفراد، بدلا من (جنِّبنا). (4)
وفي بعضها: (لم يَضُرَّه الشيطان، ولم يُسلَّط عليه). (5)
شرح الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد أن يأتي أهله):
قال السفاريني رحمه الله: "يعني: زوجته، وكنَّى بالإتيان عن الجماع كما هو عادته صلى الله عليه وسلم أن يكني عن الأمور المستفظعة؛ كتكنيته عن الفرج بالهن، وعن الجماع بالمخالطة والمواقعة، وكذا الجماع كنى به عن فعل الوطء، والوطء كنى به عما هو معلوم.
وفي رواية عند الإسماعيلي: (أما إن أحدكم لو يقول حين يجامع أهله)، وهو ظاهر في أن القول يكون مع الفعل، ولكن الأَوْلَى حمله على ما في رواية (الصحيحين): أنه يكون عند إرادة الجماع" (6).
وقال الشوكاني رحمه الله: "قوله: (إذا أتى أهله) في رواية للبخاري: (حين يأتي أهله). وفي رواية للإسماعيلي: (حين يُجامع أهله) وذلك ظاهر في أن القول يكون مع الفعل. وفي رواية لأبي داود: (إذا أراد أن يأتي أهله) وهي مفسرة لغيرها من الروايات، فيكون القول قبل الشروع، ويحمل ما عدا هذه الرواية على المجاز كقوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (7) أي إذا أردت القراءة". (8)
فنأخذ من هذا؛ أن محلَّ الذِّكرِ إنما يكون عند إرادة الجماع؛ أي: قبل شروع الرجل في مواقعة أهله.
وهنا مسألتان لا بد من ذكرهما وبيان القول الراجح فيهما:
أما المسألة الأولى فهي: هل يُسن للمرأة أن تقول هذا الذِّكر عند إتيان زوجها لها أم لا؟
اختلف أهل العلم في ذلك؛ فمنهم من جعله عامًّا لكل من الطرفين؛ يقوله الرجل والمرأة على حد سواء (9)، ومنهم من جعله خاصًّا بالرجل دون المرأة (10)، وهذا والله أعلم هو الموافق لألفاظ الحديث:
كقوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال ... "
وكقوله: "أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال ... "
وكقوله: "أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله ... "
وكقوله: "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال ... "
وكقوله: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال ... "
وكقوله: "لو أن أحدكم إذا أتى امرأته قال ... "
إلى غير ذلك من ألفاظ؛ كلها تدل دلالة واضحة على أن هذا الذكر خاص بالرجال دون النساء.
قال الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله تعالى-: "قوله: (وتسن التسمية عند الوطء وقول الوارد) أي: إذا أراد أن يجامع الرجل امرأته، فإن التسمية سنة مؤكدة عند الجماع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا"
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل تقوله المرأة؟ قال بعض العلماء: إن المرأة تقوله، والصواب أنها لا تقوله؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله"، ولأن الولد إنما يخلق من ماء الرجل، كما قال الله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} (11)، فالحيوانات المنوية إنما تكون من ماء الرجل، ولهذا؛ هو الذي نقول: إذا أراد أهله، أن يقول: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا". (12)
وأما المسألة الثانية فهي: هل يشرع للرجل أن يقول هذا الدعاء أثناء مواقعته أهله إذا نسي أن يقوله قبل الشروع في المواقعة؟
فالجواب: مادام لم يفرغ من مواقعته فنعم، وإن كان محل الذِّكر قبل الشروع بالمواقعة كما سبق بيانه، إلا أنه لما كان معذورا بالنسيان جاز له ذلك.
وهذا ما دلت عليه نصوص الشريعة:
قال الله تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (13).
قال الإمام الطبري –رحمه الله- في تفسيره: " اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) فقال بعضهم: معناه: أن الله جعل كل واحد منهما خلفًا من الآخر، في أن ما فات أحدهما من عمل يعمل فيه لله، أدرك قضاؤه في الآخر". (14)
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} (15).
قال الطبري: "وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: واذكر ربك إذا تركت ذكره، لأن أحد معاني النسيان في كلام العرب الترك، وقد بيَّنا ذلك فيما مضى قبل" (16).
وقال أبوبكر الجصاص –رحمه الله-: " (واذكر ربك إذا نسيت) وذلك عموم في لزومه قضاء كل منسي عند ذكره، ولا خلاف بين الفقهاء في أن ناسي الصوم والزكاة وسائر الفروض بمنزلة ناسي الصلاة في لزوم قضائها عند ذكرها" (17).
وفي سنن أبي داود وغيره؛ عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره" (18).
وغير ذلك من النصوص؛ كما في قضاء الصلاة الفائتة بسبب النوم أو النسيان، وكما في قضاء صلاة الوتر، وغير ذلك.
وبالتالي: فإن كان فيما يخص أمر الطعام، أَمَر –عليه الصلاة والسلام- المسلم إذا نسي أن يذكر الله في أوله أن يذكره في أثنائه لكي يطرد الشيطان عن طعامه، فكذلك يكون عند إتيانه أهله، وذلك أن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات.
وفي صحيح مسلم وغيره ما يدل دلالة صريحة على أن في ذكر الله عز وجل طردا للشياطين:
فعن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء" (19).
فمشروعية قول الرجل للذِّكر إذا تذكَّره أثناء مواقعته أهله وقد نسي ذكره قبل شروعه في المواقعة ثابتة، إذ إنه لا محل لهذا الذِّكر بعد فراغ الرجل من إتيانه أهله، وذلك لعدم وجود الدليل على ذلك، إلا ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بسند ضعيف لا تقوم به الحجة عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أنه:
"كان إذا غشي أهله فأنزل؛ قال: اللهم! لا تجعل للشيطان فيما رزقتني نصيبا". (20)
قال الألباني: "وهذا إسناد موقوف ضعيف، ورجاله ثقات؛ لكن عطاء بن السائب كان اختلط". (21)
وخلاصة هذا الوجه: أنه يشرع للرجل أن يذكر الله –عز وجل- أثناء مواقعته أهله إذا نسي أن يذكره قبل شروعه بالمواقعة، وقد عفا الله عز وجل لهذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، فكما شرع لمن نسي أن يذكر الله في أول طعامه؛ أن يذكره في أثنائه، فكذلك يشرع لمن نسي ذكر الله عند إتيانه أهله؛ أن يذكره في أثنائه؛ إذ لا سبيل لأن يقطع الرجل على الشيطان حضور هذه المواقعة إلا بذكر الله جل وعز.
قال الله تبارك وتعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} (22).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الطبري رحمه الله: "وقوله: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} يقول: وقل أستجير بك أن يحضروني في أموري كالذي:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} في شيء من أمري". (23)
وقال ابن كثير رحمه الله: "وقوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} أي: في شيء من أمري؛ ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور وذلك لطرد الشيطان عند الأكل والجماع والذبح، وغير ذلك من الأمور". (24)
وقال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: " أي أعوذ بك من الشر، الذي يصيبني بسبب مباشرتهم، وهمزهم ومسِّهم. ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم. وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله. ويدخل فيها، الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسِّه ووسوسته. فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير" (25).
قوله صلى الله عليه وسلم: (جنبنا الشيطان):
أي: أبعدنا عنه (26)، وأبعده عنا. (27)
قوله صلى الله عليه وسلم: (وجنب الشيطان ما رزقتنا):
أي: من الذي رزقتناه من الولد والذرية. (28)
قوله صلى الله عليه وسلم: (لم يضره شيطان أبدا):
قال أبو العباس القرطبي: "قيل: معنى لم يضرَّه: لم يصرعه الشيطان. وقيل: لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته، ويطعن في خاصرة من لا يقال له ذلك. قال القاضي: ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر، والإغواء، والوسوسة.
قلت: أمَّا قَصْره على الصرع وحده فليس بشيء؛ لأنه تَحَكُّمٌ بغير دليل مع صلاحية اللفظ له ولغيره. وأما القول الثاني ففاسدٌ بدليل قوله ـصلى الله عليه وسلم-: (كل مولود يطعن الشيطان في خاصرته إلا ابن مريم؛ فإنه جاء يريد أن يطعنه فطعن في الحجاب)؛ هذا يدل: على أن الناجي من هذا الطعن إنما هو عيسى وحده عليه السلام؛ وذلك لخصوص دعوة أم مريم، حيث قالت: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (29)، ثم إن طَعْنَهُ ليس بضرر، ألا ترى أنه قد طعن كثيرًا من الأولياء والأنبياء، ولم يضرَّهم ذلك.
ومقصود هذا الحديث -والله تعالى أعلم-: أنَّ الولد الذي يقال له ذلك يُحفظ من إضلال الشيطان وإغوائه، ولا يكون للشيطان عليه سلطان؛ لأنه يكون من جملة العباد المحفوظين، المذكورين في قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} (30)، وذلك ببركة نيَّة الأبوين الصالحَيْن، وبركة اسم الله تعالى، والتعوُّذ به، والالتجاء إليه. وكأنَّ هذا شوبٌ من قول أم مريم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}، ولا يُفهم من هذا نفي وسوسته، وتشعيثه، وصرعه. فقد يكون كلُّ ذلك، ويحفظ اللهُ تعالى ذلك الولدَ من ضرره في: قلبه، ودينه، وعاقبة أمره، والله تعالى أعلم. (31)
وبهذا يتم الوجه الأول؛ والحمد لله رب العالمين.
أما الوجه الثاني؛ وهو ما يخص التفاف الشيطان على إحليل الرجل ومشاركته في إتيانه أهله، فأقول:
أولا: بيان أن مدار هذا القول على ما نُسب إلى إمام من أئمة التفسير؛ ألا وهو مجاهد بن جبر –رحمه الله-، وبيان ما يرجحه العلامة الألباني –رحمه الله- في هذه المسألة:
لقد جاء هذا القول في كثير من كتب التفسير؛ كتفسير الطبري، والقرطبي، والبغوي، والشوكاني، وغيرهم.
بل وفي بعض كتب شرح الحديث؛ كفتح الباري لابن حجر، وفيض القدير للمناوي، ومرقاة المفاتيح للقاري، وغيرهم.
إلا أن المتأمل في هذا القول وعمدته؛ يجد أنه لا يخرج عن أثر ضعيف منكر نُسِب إلى إمام التفسير مجاهد بن جبر –رحمه الله-؛ ألا وهو: "إذا جامَع الرجل ولم يُسَمِّ، انطوى الجانُّ على إحليله، فجامَع معَهُ، فذلك قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} " (32).
وهذا الأثر جاء بإسناد مقطوع ضعيف مظلم كما ذكر الألباني –رحمه الله- ذلك. (33)
بل وزاد الألباني –رحمه الله- على ذلك أن قال: "على أنه لو صح ذلك عنه؛ فهو مقطوع موقوف عليه، فلا حجة فيه، ولو أنه رفعه لكان مرسلا، والمرسل ضعيف عند المحدثين، ولا سيما في مثل هذا الأمر الغيبي الغريب، وهذا كله لو صح السند بذلك إليه، فكيف وهو مقطوع واهٍ". (34)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا نعلم أن الإمام الألباني –رحمه الله- ممن لا يرى القول بمشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل، بل يرده ولا يُقره.
وإليك ما يدل على ذلك من قوله -رحمه الله-، إذ يقول: "ثم إن الآلوسي -رحمه الله- جاء بغريبة أخرى؛ فقال:
(ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى ... ) إلخ". (35)
فجَعَل قول الآلوسي بإمكانية جماع الجني للإنسية غريبة من الغرائب.
وزيادة على ذلك قال رحمه الله:
" والغرض من ذكر هذه الفائدة (36) إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن؛ لاختلاف طبيعة خَلْقِهِمَا، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون، وأحلاهما مر.
فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه، إن هو إلا من وسوسة الشيطان، وتلاعبه ببني الإنسان" (37).
ثانيًا: بيان حال بعض الآثار المؤيدة للأثر المنسوب إلى مجاهد رحمه الله، والتي اعتمد عليها بعض أئمة التفسير في تصدير قولهم بمشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل:
قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسير قول الله تبارك وتعالى: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} (38):
" وأما المشاركة في الأولاد:
روي عن ابن عباس: أنها الموؤدة.
وقال مجاهد والضحاك: هم أولاد الزنا.
وقال الحسن وقتادة: هو أنهم هوَّدوا أولادهم ونصَّروهم ومجَّسوهم.
وعن ابن عباس في رواية أخرى: هو تسميتهم الأولاد عبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد الدار ونحوها.
وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: بسم الله؛ أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل.
وروي في بعض الأخبار: إن فيكم مغربين قيل: وما المغرَّبون؟ قال: الذين يشارك فيهم الجن". (39)
هكذا جاء في بعض كتب التفسير، وأكتفي بهذا النقل من تفسير البغوي رحمه الله.
والجواب عن هذا كما يأتي:
أولا: أما قوله: "أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: بسم الله؛ أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل".
فهذا مما لا دليل عليه، وإنما ذكره من استدل به من المفسرين عن جعفر بن محمد، دون أن يذكر له سندا يُرجع إليه، ولم أقف له على سند، بل ولم أجده في شيء من كتب السنة والآثار.
ثم: لما كانت مشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله من الأمور الغيبية التي لا تقال بالرأي والاجتهاد، ولا مجال للعقل فيها، كان لا بد لإثباتها من نقل صحيح تقوم به الحجة، إذ لا مجال لإثباتها بغير ذلك.
وليس الأمر كذلك في هذا الأثر المذكور عن جعفر بن محمد، بل إنه حتى وإن ثبتت نسبته إليه؛ فإنه لا يأخذ حكم المرفوع، ولا تقوم به الحجة.
ثانيا: أما قوله: "إن فيكم مغربين، قيل: وما المغرَّبون؟ قال: الذين يشارك فيهم الجن".
فهذا الحديث جاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها، وهو ضعيف لا تقوم به الحجة، وقد ضعفه الألباني -رحمه الله- في ضعيف أبي داود وغيره (40).
وخلاصة هذا المبحث: أن القول بالتفاف الشيطان على إحليل الرجل ومشاركته في مواقعته أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل في تلكم المواقعة؛ مما لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: علي حسين الفيلكاوي
الحواشي:
(1) لعل الألباني –رحمه الله- قال بهذا القول لشهرته في بعض كتب التفسير وعند بعض الشراح لكتب الحديث، وذلك منه قبل أن يقف على أصل هذا المبحث، وإلا فقوله -رحمه الله- على خلاف ذلك؛ كما سيأتي بيانه.
(2) سلسلة الهدى والنور- شريط رقم: 12.
(3) صحيح البخاري- كتاب التوحيد- باب: السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها- حديث رقم: 7396، صحيح مسلم- باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع- حديث رقم: 1434.
(4) انظر: صحيح البخاري- كتاب النكاح- باب: ما يقول الرجل إذا أتى أهله- حديث رقم: 5165، وكتاب بدء الخلق- باب: صفة إبليس وجنوده- حديث رقم: 3283.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) انظر: صحيح البخاري- كتاب بدء الخلق- باب: صفة إبليس وجنوده- حديث رقم: 3283، والمسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم الأصبهاني- كتاب النكاح- باب: ما يقول الرجل عند الجماع- حديث رقم: 3354.
(6) كشف اللثام شرح عمدة الأحكام 5/ 361.
(7) النحل: 98.
(8) نيل الأوطار 6/ 205، وانظر: فتح الباري لابن حجر 9/ 228، وسبل السلام للصنعاني 3/ 224.
(9) انظر في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: كشاف القناع عن متن الإقناع 4/ 171، نيل المآرب بشرح دليل الطالب 2/ 216، الإنصاف للمرداوي 8/ 356.
(10) انظر في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الإنصاف للمرداوي 8/ 356، دليل الطالب لنيل المطالب- ص:424، منار السبيل 2/ 172.
(11) الطارق: 5 - 8.
(12) الشرح الممتع على زاد المستقنع 12/ 414.
(13) الفرقان: 62.
(14) تفسير الطبري 9/ 405 - طبعة دار الكتب العلمية- الطبعة الثالثة.
(15) الكهف: 24.
(16) تفسير الطبري 8/ 209.
(17) أحكام القرآن للجصاص 2/ 278.
(18) صحيح سنن أبي داود- حديث رقم: 3767.
(19) صحيح مسلم- كتاب الأشربة- باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما- حديث رقم: 2018.
(20) السلسلة الضعيفة- أثر رقم:6930.
(21) المصدر السابق نفسه 14/ 1000.
(22) المؤمنون 97 - 98.
(23) تفسير الطبري 9/ 242.
(24) تفسير القرآن العظيم 3/ 240.
(25) تيسير الكريم الرحمن 3/ 346.
(26) قاله السفاريني– انظر: كشف اللثام شرح عمدة الأحكام 5/ 361.
(27) قاله المناوي- فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/ 372– طبعة دار الفكر- الطبعة الأولى.
(28) قاله السفاريني- كشف اللثام شرح عمدة الأحكام 5/ 361.
(29) آل عمران: 36.
(30) الإسراء: 65.
(31) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 4/ 159.
(32) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، وقال العلامة الألباني: منكر مقطوع- السلسلة الضعيفة 12/ 603 - أثر رقم: 5777.
(33) السلسلة الضعيفة 12/ 603.
(34) المصدر السلبق نفسه 12/ 606.
(35) المصدر السابق نفسه 12/ 606.
(36) يعني بهذه الفائدة ما جاء عن ابن عربي الطائي أنه تزوج جنية ورزق منها بثلاثة أولاد.
(37) السلسلة الضعيفة 12/ 602.
(38) الإسراء: 64.
(39) تفسيرالبغوي 3/ 143، وانظر تفسير السمعاني 3/ 259.
(40) انظر في ذلك ضعيف أبي داود- حديث رقم: 5107، ومشكاة المصابيح- حديث رقم: 4564
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد؛؛؛
فإن مما لا شك فيه أن المسائل الغيبية لا تثبت إلا بدليل صحيح تقوم به الحجة، وذلك يعني: أنه كما أننا نحتاج إلى دليل صحيح لإثبات القول بمشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل، فكذلك القول بإمكانية الجماع بين الإنس والجن من عدمه؛ لا بد لإثباته والقول به من دليل صحيح تقوم به الحجة.
وليس في قول الله تبارك وتعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (الرحمن: 56، 74) ما يدل على إمكانية هذا الجماع، وذلك أن المقصود من الآية إنما هو: الحور العين، وليس هو: نساء الدنيا، وكما هو معلوم أن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وقد ذكر العلامة الآلوسي –رحمه الله- في تفسيره؛ عن ضمرة بن حبيب أنه قال: "الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف من الجن نوعهم، فالمعنى: لم يطمث الإنسيات أحد من الإنس، ولا الجنيات أحد من الجن قبل أزواجهن، وقد أخرج نحو هذا عنه ابن أبي حاتم، وظاهره أن ما للجن لسن من الحور.
ونقل الطبرسي عنه أنهن من الحور وكذا الإنسيات، ولا مانع من أن يخلق الله تعالى في الجنة حورا للإنس يشاكلنهم يقال لهن لذلك إنسيات، وحورا للجن يشاكلنهم يقال لهن لذلك جنيات، ويجوز أن تكون الحور كلهن نوعا واحدا، ويعطى الجني منهن؛ لكنه في تلك النشأة غيره في هذه النشأة، ويقال: ما يعطاه الإنسي منهن لم يطمثها إنسي قبله، وما يعطاه الجني لم يطمثها جني قبله، وبهذا فسر البلخي الآية" (روح المعاني 27/ 119).
(يُتْبَعُ)
(/)
بل أقول: إن الناظر في أقوال المفسرين لقول الله تبارك وتعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (الرحمن: 56، 74)، ولغيرها من الآيات التي استدلوا بها على إمكانية هذا الجماع المذكور؛ مِن مثل قوله تعالى: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} (الإسراء:64) والمتأمل فيها؛ يجد أنهم لم يخرجوا -رحمهم الله- عما سبق ذكره من آثار ضعيفة لا تقوم بها الحجة، ولا يصلح الاستشهاد بها في إثبات مثل هذا الأمر الغيبي.
بل وتجد من المفسرين من ذهب في تفسير هذه الآية إلى أن المقصود هو: أن للجن جنيات وللإنس إنسيات كما هو قول ضمرة بن حبيب المتقدم، وهذا ما ذكره أيضا ابن كثير، والسيوطي، وغيرهما من المفسرين. (انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 250، والدر المنثور للسيوطي 14/ 145).
والخلاصة: أن كل هذه الأقوال مما لا دليل عليها؛ لا من كتاب، ولا من سنة، ولا من قول أحد من الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- وبالتالي:
فلا نقول بإمكانية الجماع بين الإنس والجن؛ إذ لا دليل عليه، بل ليعلم: أن من قال به؛ فإنما استدل لقوله بأحد أمرين:
الأمر الأول: آثار ضعيفة ومنكرة لا تثبت، ولا تقوم بها الحجة:
كقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى تكثُرَ فيكُم أولاد الجن من نسائكم، ويكثر نسبُهم فيكم؛ حتى يجادلوكم بالقرآن؛ حتى يردوكم عن دينكم".
وهو منكر جدا كما ذكر الألباني –رحمه الله- (السلسلة الضعيفة- حديث رقم: 5776).
وكقوله –صلى الله عليه وسلم-: "كان أحد أبوي بلقيس جنيا".
وهو منكر كما ذكر الألباني –رحمه الله- (السلسلة الضعيفة- حديث رقم: 5778).
وهذا الأثر ضعفه العلامة الألباني –رحمه الله- مرفوعا، وصححه موقوفا على قتادة.
ثم قال: "فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة، وهي: أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) (7/ 67) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر:
(وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف).
وقال الماوردي: (والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين، وتفارق الحسين؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف).
حكاه القرطبي عنه (13/ 213)، ثم رده بما لا يسمن ولا يغني من جوع فقال:
(العقل لا يحيله مع ما جاء من الخبر في ذلك).
قال الألباني: فأقول: نعم العقل لا يحيله، ولكنه أيضا لا يدركه؛ بل إنه يستبعده كما تقدم، فالإيمان به يتطلب نصا صحيحا صريحا، والخبر الذي أشار إليه لا يصح، وهو حديث أبي هريرة هذا.
ثم أشار إلى أثر مجاهد المخرج قبله، وقد عرفت نكارته، وإلى النص القرآني: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}، وسبق جواب العلامة الآلوسي عنه تحت الأثر المذكور.
ثم رأيت الآلوسي قد صرح بإنكار حديث الترجمة؛ فقال بعد أن ذكره وقول أبي حيان المتقدم:
(والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة الخبر). ثم ذكر قول أبي حيان المتقدم، وزا د:
( ... وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات؛ فإن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل؛ يصفع السائل عنه؛ لحماقته وجهله أن لا يكون توالد بينهما).
وأقول: عبارته من قوله: (يصفع ... ) إلخ؛ غير سليمة؛ فإن السائل لم يذكر في السياق! فلينظر" (السلسلة الضعيفة 12/ 609).
وكالقول المنسوب إلى مجاهد –رحمه الله-: "إذا جامع الرجل ولم يسمِّ؛ انطوى الجان على إحليله، فجامع معه، فذلك قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} ".
وهو منكر مقطوع كما ذكر الألباني –رحمه الله- (السلسلة الضعيفة- حديث رقم: 5777).
الأمر الثاني: قصص وحكايات وروايات ممن سوى المعصوم –صلى الله عليه وسلم-، ومثل هذا كما هو معلوم ومتقرر لا تقوم به الحجة، ولا يصلح الاستشهاد به في إثبات الأمور الغيبية:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الألباني –رحمه الله-: " (فائدة): ذكر الذهبي في (الميزان) من رواية الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد قال: سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي (يعني: عز الدين) يقول- وجرى ذكر ابن عربي الطائي-:
(وهو شيخ سوء شيعي كذاب. فقلت له: وكذاب أيضا؟ قال: نعم؛ تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال ابن العربي: هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة! فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها، فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت، فلم أرها بعد).
وعلق الذهبي رحمه الله على تكذيب العز بن عبد السلام للشيخ ابن عربي بقوله:
(وما عندي أن محيي الدين تعمد كذبا؛ لكن أثرت فيه الخلوات والجوع فسادا وخيالا وطرف جنون).
والغرض من ذكر هذه الفائدة إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن؛ لاختلاف طبيعة خلقهما، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون، وأحلاهما مر.
فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه، إن هو إلا من وسوسة الشيطان، وتلاعبه ببني الإنسان، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي، ويرتكبون في أثناء ذلك أمورا- غير تلاوة القرآن والمعوذات- مما هو غير وارد في السنة، مثل: مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية، وعن دينهم ومذهبهم! وتصديقهم في كل ما يخبرون به! وهم من عالم الغيب، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم، والصادق من الكاذب منهم، وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم؛ لأنهم ممن يوالون الجن، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة؛ كما في (الصحيح).
أقول: إذا كان إتيان هؤلاء محرما؛ فبالأولى أن يكون محرما إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم، ويقضون لهم بعض مصالحهم، ليضلوهم عن سبيل الله؛ كما كان الأمر في الجاهلية، وذلك قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (السلسلة الضعيفة 12/ 602).
وقال –رحمه الله-:
"ثم إن الآلوسي -رحمه الله- جاء بغريبة أخرى؛ فقال:
(ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن داود الزبيدي قال:
كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن، وقالوا إن هاهنا رجلا من الجن يزعم أنه يريد الحلال؟! فقال: ما أرى بذلك بأسا في الدين؛ ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل: من زوجكِ؟ قالت: من الجن! فيكثر الفساد في الإسلام).
ووجه الغرابة استدلاله على الإمكان المذكور بهذا الأثر عن مالك! وهو باطل -في نقدي- سندا ومتنا ....
إلى أن قال: وأما المتن؛ فإني أستبعد جدا -على فقه الإمام مالك- أن يقول في تزويج الإنسية بالجني: (ما أرى بذلك بأسا في الدين)! ذلك لأن من شروط النكاح -كما هو معلوم- الكفاءة في الدين على الأقل. فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر، بل ولا بفاسق، فمن أين لوليها وللشهود أيضا أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها، وهم لا يعرفونه؟! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجميل! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن الكريم.
وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام المعروفة في الزوجين -كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها- مع اختلاف طبيعة خلقهما؟! تالله! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل -بل السُّخف- على العلامة الآلوسي -غفر الله لنا وله-.
وأغرب من ذلك كله قول ابن تيمية في رسالة (إيضاح الدلالة في عموم الرسالة- ص: 125 - مجموعة الرسائل المنيرية):
(وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف)!!
وأقول: نعم؛ هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول، ولكن أين الدليل الشرعي والعقلي على التوالد أولا، وعلى التزواج الشرعي ثانيا؟! هيهات هيهات!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد علمت مما ذكرته تحت الحديث السابق قبل هذا إنكار العز بن عبد السلام والذهبي على ابن عربي الصوفي ادعاءه أنه تزوج جنية!! وأنه رزق منها ثلاثة أولاد!! وأنه لم يعد يراها فيما بعد!!! وانظر كلام المازري المبطل لدعوى ابن عربي فيما يأتي تحت الحديث التالي، وهو من الأحاديث التي تساعد على تصديق خرافة التزاوج بين الإنس والجن؛ كمثل أثر مجاهد هذا والحديث الذي قبله". (السلسلة الضعيفة 12/ 606).
وبهذا تم المقصود، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو العباس النجدي]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 03:43]ـ
ثانياً: قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} الروم54. قال تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} النمل39. نستخلص من الآيتين أن الله تعالى خلق الإنسان من ضعف والجن لا يوصف بالضعف لأن الله قال عنه [وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ] كما في الآية اللتي تليها.
استدلال في منتهى العجب! مَنْ سبقك إليه أخي الفاضل؟
الخطأ في استدلالك من وجهين:
- الأول، حكاية ربنا لقول العفريت الجني: {وإني عليه لقوي أمين} ليس بدليل أن جميع الجن يوصفون بالقوة!
- الثاني، ولو فرضنا أنه بدليل، فلا يلزم منه عدم إمكانية التزاوج بين القوي والضعيف! وإلا للزم امتناع زواج موسى عليه السلام وإنجابه للولد، لقوله تعالى حكاية عن ابنت شعيب: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}!
ثم، قوله تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف .. } الآية، فالمقصود منه أن ابتداء عمر الإنسان (وهو طفل صغير) في ضعف، ثم بعد ذلك يقوى عوده، ثم يعود ضعيفًا ويشيب! وليس معناه أن الإنسان خُلق من أبوين ضعيفين!
وقد قال الله تعالى: (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء). وهنا نستدل من قول الله تعالى أنه لا يمكن أي ينجب جني من إنسي أو العكس.
يا أخي بغض النظر عن المسألة،، أين الدلالة على ما تدعيه؟!
الآية دليل على أن الله تعالى بثّ من آدم وزوجه رجالاً كثيرًا ونساءً، فأين الدليل على أن الجني والإنسية (أو عكس ذلك) لا يمكن أن ينجبا؟
ثم،، لو سلّمنا لك بدلالة الآية على ما تدعيه،، فليست بدليل على امتناع الوطء والجماع!
فاستدلالك هنا خطأ كسابقه بارك الله فيك
فتدلالة قول الله تعالى (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً) أن الإنسان لا يمكن أن يتزوج من غير جنسه البشري أبداً. وقوله تعالى: (وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) وهذا دليل على أن الإنسان لا يمكن أن ينجب من غير جنسه سواء كان ذراً أو أنثى. والله أعلم وأحكم
أيضًا لو تأملت لما وجدت فيها الدلالة التي تدعيها!
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21. من ههذه الآية نستدل على أن الإنسان لا يسكن إلا لبني جنسه والمودة والمحبة لا تحصل إلا بوجود الزوجين من الجنس نفسة
سبحان الله!
الله تعالى خلق لنا النساء لنسكن إليها، هذا ما تدل عليه الآية
لكنها لا تدل على امتناع أن يطأ الرجل الرجلَ! ولا أن تساحق المرأة المرأة! وبالتالي لا تدل على امتناع الوطء والجماع بين الإنس والجن! وقولك بأنها تدل على أن (الإنسان لا يسكن إلا لبني جنسه والمودة والمحبة لا تحصل إلا بوجود الزوجين من الجنس نفسه) تكلّف واضح
والإنسان من طين فلا يمكن للطين والنار أن يجتمعا أبداً
يُقال لك: هذا لو بقي الإنسان طينًا وبقي الجنّ نارًا!
أما وإنك تشاهد نفسك والناس يشاهدون أنفسهم ليسوا بطين،، فكذلك الجنّ ليسوا بنيران، وإن كنا خُلقنا من الطين، وخُلقوا من النار
،، ثم باقي كلامك أخي الفاضل لا يختلف أحدٌ معك فيه، فالزواج بين الجن والإنس محرّم واضح التحريم لما ذكرته من أسباب
لكن خلافي معك في استدلالك بآيات لا تدل على امتناع الوطء والجماع
وهذا غير ممتنع عقلاً ولا شرعًا
وفقنا الله وإياك للرجوع للحق
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيب ولكن ما رأيكم بمن يقول بأن للجن جامعات وعندهم حملة شهادات عليا وفيهم من تقدم -من الأخوة المشايخ -بزعمه بأن هناك أحد علماءهم - من الجن -سمعه هذا الأخ يتحدث على الجسد -الواقعة في سلمان باك بالعراق- وقد قال الجنى لهذا الشيخ وهو كان على عقيدة السلف: أذهب وقل لشيخك -يشير للعلامة سالم آل عبدالرحمن -أنني أطلبه للمناظرة وانا أحمل الدكتوراه في العقيدة من جامعة ألمانية؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)