وكان طه حسين يقوم بإلقاء هذه المفاهيم على طلبة السنة الأولى في كلية الآداب في الجامعة المصرية، وقبل أن تقوم العواصف الإيمانية ضد كتاب (في الشعر الجاهلي) وتتوالى الردود عليه من كل حدب وصوب بعد طباعته، كانت هناك قبل ذلك معركة خفية تدور رحاها داخل الجامعة في نَفْسِ شاب لم يكمل السّادسة عشر من عمره، كان هذا الشاب قد قرأ رأي "مرجليوث" الذي نشره في بحث بعنوان (أصول الشعر العربي)، وكان لـ "طه حسين" يد على هذا الشاب بإدخاله في كلية الآداب مع دراسته الفرع العلمي، ولكن الطالب وجد في أستاذه الخيانة للعلم ولحقِّ الكلمة، هذا الشاب كان الشيخ / محمود شاكر - رحمه الله تعالى-.
محمود شاكر يصف المحنة:
وقد وصف محمود شاكر - رحمه الله- هذه الفترة تفصيلاً في المقدمة الجديدة لكتابه " المتنبي" حيث يقول: - ( ... كان ما كان، ودخلنا الجامعة، بدأ الدكتور "طه" يلقي محاضراته التي عرفت بكتاب في " الشعر الجاهلي" ومحاضرة بعد محاضرة، ومع كل واحدة يرتد إلي رجع من هذا الكلام الأعجمي الذي غاص في يمّ النسيان! وثارت نفسي، وعندي الذي عندي من المعرفة بخبيئة هذا الذي يقوله الدكتور "طه" = عندي الذي عندي من هذا الإحساس المتوهج بمذاق الشعر الجاهلي، كما وصفته آنفا، والذي استخرجته بالتذوق، والمقارنة بينه وبين الشعر الأموي والعباسي. وأخذني ما أخذني من الغيظ، وما هو أكبر وأشنع من الغيظ، ولكني بقيت زمناً لا أستطيع أن أتكلم.
تتابعت المحاضرات، والغيظ يفور بي والأدب - الذي أدبنا به آباؤنا وأساتذتنا- يمسكني، فكان أحدنا يهاب أن يكلم الأستاذ، والهيبة معجزة، وضاقت علي المذاهب، ولكن لم تخل أيامي يومئذ في الجامعة من إثارة بعض ما أجد في نفسي، في خفوت وتردد. وعرفت فيمن عرفت من زملائنا شاباً قليل الكلام هادىء الطباع، جم التواضع، وعلى أنه من أترابنا، فقد جاء من الثانوية عارفاً بلغات كثيرة، وكان واسع الإطلاع، كثير القراءة، حَسَن الإستماع، جيد الفهم، ولكنه كان طالبا في قسم الفلسفة، لا في قسم اللغة العربية. كان يحضر معنا محاضرات الدكتور، وكان صفوه وميله وهواه مع الدكتور "طه" ذلك هو الأستاذ الجليل " محمود محمد الخضيري". نشأت بيني وبينه مودة فصرت أحدثه بما عندي، فكان يدافع بلين ورفق وفهم، ولكن حدتي وتوهجي وقسوتي كانت تجعله أحيانا يستمع ويصمت فلا يتكلم. كنّا نقرأ معا، وفي خلال ذلك كنت أقرأ له من دواوين شعراء الجاهلية، وأكشف له عما أجد فيها، وعن الفروق التي تميز هذا الشعر الجاهلي من الشعر الأموي والعباسي. وجاء يوم ففاجأني "الخضيري" بأنه يحب أن يصارحني بشيء وعلى عادته من الهدوء والأناة في الحديث، ومن توضيح رأيه مقسماً مفصلاً، قال لي: إنه أصبح يوافقن ي على أربعة أشياء:_
الأول: أن اتكاء الدكتور على "ديكارت" في محاضراته، اتكاء فيه كثير من المغالطة، بل فيه إرادة التهويل بذكر "ديكارت الفيلسوف"، وبما كتبه في كتابه " مقال عن المنهج" وأن تطبيق الدكتور لهذا المنهج في محاضراته، ليس من منهج "ديكارت" في شيء.
الثاني: أن كل ما قاله الدكتور في محاضراته، كما كنت أقول له يومئذ، ليس إلا سطواً مجرداً على مقالة "مرجليوث"، بعد حذف الحجج السخيفة، والأمثلة الدالة على الجهل بالعربية، التي كانت تتخلّل كلام ذاك الأعجمي وأن ما يقوله الدكتور لا يزيد على أن يكون " حاشية" وتعليقاً على هذه المقالة.
الثالث: أنه على حداثة عهده بالشعر وقلة معرفته به، قد كان يتبين أن رأيي في الفروق الظاهرة بين شعر الجاهلية وشعر الإسلام، أصبح واضحاً له بعض الوضوح وأنه يكاد يحس بما أحس به وأنا أقرأ له الشعر وأفاوضه فيه.
الرابع: أنه أصبح مقتنعاً معي أن الحديث عن صحة الشعر الجاهلي، قبل قراءة نصوصه قراءة متنوعة مستوعبة، لغو باطل وأن دراسته كما تدرس نقوش الأمم البائدة واللغات الميتة، إنما هو عبث محض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وافق أن جاء في حديثه هذا في يوم من أيام العصبية. فالدكتور "طه" أستاذي، وله علي حق الهيبة، هذا أدبنا. وللدكتور "طه" علي يدٌ لا أنساها، كان مدير الجامعة يومئذ " أحمد لطفي السيد" يرى أن لاحق لحامل " بكالوريا" القسم العلمي في الإلتحاق بالكليات الأدبية، ملتزما في ذلك بظاهر الألفاظ!! فاستطاع الدكتور " طه" أن يحطم هذا العائق بشهادته لي، وبإصراره أيضا. فدخلت يومئذ بفضله كلية الآداب، قسم اللغة العربية، وحفظ الجميل أدب لا ينبغي التهاون فيه. وأيضا فقد كنت في السابعة عشرة من عمري، والدكتور طه في السابعة والثلاثين، فهو بمنزلة أخي الكبير، وتوقير السن أدب ارتضعناهُ مع لبان الطفولة. كانت هذه الآداب تفعل بي فعل هوى المتنبي بالمتنبي حيث يقول:
رَمَى واتّقى رَمْيي، وَمِنْ دونِ ما اتقَى هوىً كاسِرٌ كَفَّي، وقَوسي، وأسْهُمي
فذلك ظللت أتجرع الغيظ بحتاً، وأنا أصغي إلى الدكتور "طه" في محاضراته، ولكني لا أستطيع أن أتكلم، لا أستطيع أن أناظره كِفاحاً، وجهاً لوجه، وكل ما أقوله، فإنما أقوله في غيبته لا في مشهده. تتابعت المحاضرات، وكل يوم يزداد وضوح هذا السطو العريان على مقالة "مرجليوث"، ويزداد في نفسي وضح الفرق بين طريقتي في الإحساس بالشعر الجاهلي، وبين هذه الطريقة التي يسلكها الدكتور "طه" في تزييف هذا الشعر. وكان هذا " السطو" خاصة ممّا يهزّ قواعد الآداب التي نشأت عليها هزاً عنيفاً، بدأت الهيبة مع الأيام تسقط شيئا فشيئاً، وكدت ألقي حفظ الجميل ورائي غير مُبال، ولم يبق لتوقير السن عندي معنىً، فجاء حديث الخضري، من حيث لا يريد أو يتوقع، لينسف في نفسي كل ما التزمت به من هذه الآداب. وعجب الخضري يومئذ، لأني استمعت لحديثه، ولم ألقه لا بالبشاشة ولا بالحقارة التي يتوقعها، وبقيت ساكناً، وانصرفت معه إلى حديث غيره.
وفي اليوم التالي جاءت اللحظة الفاصلة في حياتي. فبعد المحاضرة، طلبت من الدكتور" طه" أن يأذن لي في الحديث، فأذن لي مبتهجاً، أو هكذا ظننت. وبدأت حديثي عن هذا الأسلوب الذي سماه "منهجا" وعن تطبيقه لهذا "المنهج" في محاضراته، وعن هذا " الشك" الذي اصطنعه، ما هو، وكيف هو؟ وبدأت أدلل على أن الذي يقوله عن " المنهج" وعن " الشك" غامض، وأنه مخالف لما يقوله "ديكارت"، وأن تطبيق منهجه هذا قائم على التسليم تسليماً سلما يداخله الشك، بروايات في الكتب هي في ذاتها محفوفة بالشك! وفوجىء طلبة قسم اللغة العربية، وفوجىء الخضيري خاصة. ولما كدت أفرغ من كلامي، انتهرني الدكتور "طه" وأسكتني، وقام وقمنا لنخرج. وانصرف عني كل زملائي الذي استنكروا غضاباً ما واجهت به الدكتور " طه"، ولم يبق معي إلا محمود محمد الخضيري (من قسم الفلسفة كما قلت). وبعد قليل أرسل الدكتور "طه" يناديني فدخلت عليه وجعل يعاتبني، يقسو حيناً ويرفق أحيانا، وأنا صامت لا أستطيع أن أرد. لم أستطع أن أكاشفه بأن محاضراته التي نسمعها كلّها مسلوخة من مقاله "مرجليوث"، لأنها مكاشفة جارحة من صغير إلى كبير، ولكني على يقين من أنه يعلم أني أعلم، من خلال ما أسمع حديثه، ومن صوته، ومن كلما ته، ومن حركاته أيضا!! وكتماه هذه الحقيقة في نفسي كان يزيدني عجزاً عن الرد، وعن الإعتذار إليه أيضاً، وهو ما كان يرمي إليه. ولم أزل صامتاً مُطرقاً حتى وجدت في نفسي كأني أبكي من ذلِّ العجز، فقمت فجأة وخرجت غير مودع ولا مبال بشيء. وقضي الأمر! ويبس الثرى بيني وبين الدكتور: "طه" إلى غير رجعة!
ومن يومئذ لم أكف عن مناقشة الدكتور في المحاضرات أحياناً بغير هيبة، ولم يكف هو عن استدعائي بعد المحاضرات، فيأخذني يمينا وشمالاً في المحاورة، وأنا ملتزم في كل ذلك بالإعراض عن ذكر سطوه على مقالة مرجليوث، صارفاً همي كله إلى موضوع " المنهج" و"الشك" وإلى ضرورة قراءة الشعر الجاهلي والأموي والعباسي قراءة متذوقة مستوعبة، ليستبين الفرق بين الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي قبل الحديث عن صحة نسبة هذا الشعر إلى الجاهلية، أن التماس الشبه لتقرير أنه باطل بالنسبة، وأنه موضوع في الإسلام، من خلال روايات في الكتب هي في حد ذاتها محتاجة إلى النظر والتفسير. ولكني من يومئذ أيضاً لم أكف عن إذاعة هي الحقيقة التي أكتمها في حديثي مع الدكتور "طه" وهي أنه سطا سطْواً كريهاً على مقالة المستشرق الأعجمي، فكان، بلا شك، يبلغه ما أذيعه بين زملائي. وكثر كلامي عن الدكتور " طه" نفسه، وعن القدر الذي يعرفه من الشعر الجاهلي، وعن أسلوبه الدال على ما أقول. واشتد الأمر، حتى تدخل في ذلك، وفي مناقشتي، بعض الأساتذة كالأستاذ "نلّينو" جويدي من المستشرقين، وكنت أصارحهما بالسطو، وكانا يعرفان، ولكنهما يداوران. وطال الصراع غير المتكافىء بيني وبين الدكتور "طه" زما ناً، إلى أن جاء اليوم الذي عزمتُ فيه على أن أفارق مصر كلها، لا الجامعة وحدها غير مبال بإتمام دراستي الجامعية طالباً للعزلة، حتى أستبين لنفسي وجه الحق في "قضية الشعر الجاهلي" بعد أن صارت عندي قضية متشعبة كل التشعب. ولطبيعة خاصة لهذا الرجل قرر أن يترك الجامعة بعد أن سقطت هيبتها من نفسه، وعجز أن يحتمل هذا الفساد الذي رآه في أساتذته ومعلّميه.
--------------------------------------------------------------------------------
فمن هو محمود محمد شاكر - أبو فهر-؟
---------------------------------------------------------------------يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 12:09]ـ
-----------
والده هو محمد شاكر (توفي سنة 1929م) شيخ أزهري كان وكيلاً للجامع الأزهر (1909 - 1912م)، وأمه بنت الشيخ/ هارون عبد الرزّاق (توفي سنة 1918م) والد المحقق / عبد السلام هارون، والشيخ/ محمود محمد شاكر هو شقيق المحدث الإمام الشيخ أحمد شاكر صاحب الجهود العظيمة في خدمة السُّنة النبوية، ولا بأس من الاستطراد قليلاً في ترجمة الشيخ/ أحمد شاكر شقيق المترجم أبي فهر.
المحدِّث العلاّمة الشيخ/ أحمد محمّد شاكر:
كناه والده شمس الأئمة أبا الأشبال، ولد سنة (1892 م)، ولما عيّن والده قاضيا للقضاة في السودان سنة (1900م) رحل بولده معه هناك وألحقه بكلية "غوردن" - وهي كلية أسسها الإنجليز سنة (1903م) في الخرطوم، وسميت باسم الضابط الإنجليزي "تشارلز غوردن" الذي يعرف باسم "غوردن باشا"، وكان قد قُتل في السودان لما استولى المهدي السوداني على الخرطوم سنة (1885م) - فبقي أحمد شاكر تلميذاً بها حتى عاد أبوه من السودان، وتولى مشيخة علماء الإسكندرية سنة (1904) فألحق ولده أحمد من يومئذ بمعهد الإسكندرية الذي يتولاه، وكان لوالده أكبر الأثر في تربيته، فقد قرأ له ولإخوانه تفسير "البغوي" وتفسير "النسفي"، وقرأ لهم صحيح مسلم وسنن "الترمذي" والشمائل له وبعض صحيح البخاري، وقرأ لهم في أصول الفقه جمع الجوامع "للسّبكي" وشرح "الأسنوي" على المنهاج "للبيضاوي" وقرأ لهم في المنطق شرح "الخبيصي" على القطبيّة، وقرأ لهم في الفقه الحنفي كتاب الهداية "للمرغيناني"، وحين انتقل والده إلى القاهرة سنة 1909م التحق أحمد شاكر بالأزهر، وهناك بدأ الطلب على يد مشايخ الأزهر وعلماء القاهرة، وفي سنة 1917م حاز أحمد شاكر على الشهادة العالمية من الأزهر وعُيِّنَ في بعض الوظائف، ثم أصبح قاضيا سنة 1951 ثم رئيساً للمحكمة الشرعية العليا وهي آخر وظائفه وقد كانت هذه الفترة هي فترة التقنين للتشريعات الجاهلية وتسويغها عن طريق أزلامها في الصحافة والمنتديات، فكان خلال ذلك كله يكتب المقالات والرسائل التي تهاجم هذه الرِّدة الجديدة، وقد جمعت هذه الأبحاث في كتابين له هما: (كلمة حق) و (حكم الجاهلية).
وكان اهتمامه بالسُّنة عظيماً حيث بدأ في تحقيق كتبها والعناية بها، فحقق كتاب الإمام العظيم / محمد بن إدريس الشافعي في أصول الفقه المسمى بـ " الرسالة" وقدم له مقدمة ضافية، ونشر كتاب (جماع العلم) وهو في الأصول كذلك، وكتاب (الخراج) ليحيى بن آدم القرشي، وخرَّج أحاديثه، واعتنى بشرح "الطحاوية لابن أبي العزِّ الحنفي"، ونشر مجلدين من سنن "الترمذي" والمجلد الأول من صحيح "ابن حبان"، والمحلى/ لابن حزم والإحكام في أصول الإحكام له، وفي سنة 1946 م شرع الشيخ - رحمه الله- في تحقيق مسند الإمام "أحمد بن حنبل" والذي لم يتم منه إلا ثلثه حيث وافته المنية قبل الإنتهاء منه، وشارك أخاه محموداً في تحقيق تفسير "الطبري" الذي لم يتم واختصر تفسير "ابن كثير" بروح نقدية عالية سمَّاه "عمدة التفسير"… والشيخ/ محمود شاكر يعتبر أن كتاب (الطلاق في الإسلام) الذي كتبه أخوه/ محمد شاكر، هو من أفضل كتبه لما تحلى به من روح الإجتهاد وقوة الملكة الفقهية، وما زال الشيخ / أحمد شاكر يعتبر إماماً في الحديث، وتزداد مرتبة التقدير له من المهتمين بالسُّنَّة يوما بعد يوم.
وكان لأحمد شاكر - رحمه الله تعالى- جهود في نشر كتب اللغة والأدب حيث نشر كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة و " لباب الآداب" لأسامة بن منقذ و " المعرَّب" للجواليقي، و " إصلاح المنطق" لابن السُّكيت و " الأصمعيات" و " والمفضلّيّات"، وكان يستعين في تحقيق كتب الأدب بأخيه محمود، وهذه الكتب الأخيرة شاركه فيها ابن خاله عبد السلام هارون. وفي يوم السبت 14/ 6/1958م أتته منيته ومضى لسبيله - رحمه الله تعالى- وأسبغ عليه رحمته ورضوانه-.
وللشيخ شقيق آخر اسمه علي كان قاضياً شرعياً.
عودة إلى الشيخ محمود شاكر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولد سنة 1909 م وتلقّى أول تعليمه في مدرسة الوالدة / أم عباس في القاهرة سنة 1916م. وبعد ثورة 1919. انتقل إلى مدرسة القربيّة بدرب الجماميز، ثم دخل المدرسة الخديوية الثانوية سنة 1921 م، ولنترك محمود شاكر يحدثنا عن هذا النظام المدرسي المسمى بـ (الأكاديمي) وكيف كانت نظرته له وما هي مشاعره عندما انتظم طالباً في هذه المدارس.
مدارس (دنلوب) وجرائمها في حق النشء تعليماً وتربية:
يقول -رحمه الله تعالى-: فمنذ بدأت أعقل بعض هذه الدنيا، وأرى سوادها وبياضها بعين باصرة شغلتني الكلمة وتعلق قلبي بها، لأني أدركت أول ما أدركت أن (الكلمة) هي وحدها التي تنقل إلى الأشياء التي أراها بعيني وتنقل إلي أيضاً بعض علائقها التي تربط بينها، والتي لا أطيق أن أراها بعيني .. ثم قذف بي أبي - رحمه الله- إلى المدرسة.
فلا أزال أذكر أول ساعة دخلتها، ولا أزال أذكر ذلك الرّعب الذي فض نفسي وهالني، حين صك سمعي ذلك الصوت المبهم البغيض إليّ منذ ذلك الحين، صوت الجرس! صوت مصلصل مؤذي، جاف، أبكم، أعجم لا معنى له، وإذا هو غل يطوقني ويشلّ إرادتي، رنين منكر سري بالفزع في نفسي، وردد الوجيب الوخاز في قلبي، كدت أكره المدرسة من يومئذ من جرّاء هذا الجرس الأعجمي الخبيث ... هكذا أخذني أول البلاء، ثم زاد وربا حين ساقونا إلى الفصول كالقطيع صفوفاً، ولكن لم يلبث فزعي أن تبدد بعد أن دخلنا الفصل، واستقر بنا الجلوس، ثم بدأ الدرس الأول على الرِّيق، وهو درس اللغة الإنجليزية! ونسيت كلّ ما نالني حين سمعت هذه الحروف الغربية النطق التي لم آلفها، وفتنتني وغلبني الاهتمام بها، وجعلت أسارع في ترديدها وحفظها. اغتالت هذه الحروف الجديدة وكلماتها كلّ همّتي، اغتالتها بالفرح المشوب بطيش الطفولة، وكان حبُّ الجديد الذي لم آلفه قد بزّ حسن الانتباه إلى القديم الذي ألفته منذ ولدت، فقلَّ انتباهي إلى لغتي العربية، قصر انتباهي إليها، بل لعلي استثقلتها يومئذ وكدت أنفر منها، وكذلك صرت في العربية ضعيفاً جداً، لا أكاد اجتاز امتحانها إلا على عسر، وعلى شفى، وهكذا أنفذَ (دنلوب) ا للعين أول سهامه في قلبي من حيث لا أشعر، ودرجت على ذلك أربع سنوات في التعليم الإبتدائي، ولبلاء يطغى علي عاما بعد عام، ولكن كان من رحمة الله بي أن أدركتني ثورة مصر في سنة 1919 م وأنا يومئذ في السنة الثالثة، فلما كانت السنة الرابعة سقطت في امتحان - الشهادة الإبتدائية - ... وصنع الله حيث سقطت، وأحسن بي إذ ملأ قلبي مللاً من الدروس المعادة، واتسع الوقت فصرت حراً أذهب حيث يذهب الكبار إلى الأزهر، حيث أسمع خطب الثوار، وأدخل "رواق السنارية" وغيره بلا حرج، وفي هذا الرواق سمعت أول ما سمعت مطارحة الشعر، وأنا لا أدري ما الشعر إلا قليلاً، وكتب الله لي الخير على يد أحد أبناء خالي ممن كان يومئذ مشتغلاً بالأدب والشعر، فأراد يوما أن يتخذني وسيلة إلى شيء يريده من عمته، التي هي أمي - رحمها الله-، فأبيت إلا أن يعطيني هذا الديوان الذي سمعتهم يقرؤون شعره ويتناشدونه، وقد كان، فأعطاني ديوان المتنبي بشرح الشيخ "اليازجي"، وكان مشكولاً مضبوطاً جيد الورق، فلم أكد أظفر به حتى جعلته وردي، في ليلي ونهاري، حتى حفظته يومئذ، وكأن عيناً دفينة في أعماق نفسي قد تفجرت من تحت أطباق الجمود الجاثم، وطفقت أنغام الشعر العربي تتردد في جوانحي، وكأني لم أ جهلها قط، وعادت الكلمة العربية إلى مكانها في نفسي.
وما قاله الشيخ هو تصوير لواقع التعليم في بلادنا المنكوبة بسياسة زنادقة همهم نزع مقومات وجودنا، وخصائص هويتنا، حتى ينشأ جيل مبتورٌ عن تاريخه ودينه، وإن أقصر الطرق لهذه الجريمة البشعة هو حرف الناس عن العربية والتي هي وعاء هذا الوجود وحامية هذه الهوية، وبدونها لن يكون إحساس المسلم بدينه ولن يدرك تاريخه كما هو، وهذا هو واقع من اضطلع في آداب الغير وانتهج سبل علومهم في البحث والدراسة، رأيناه من أشد الناس نقمة على هذا الدين، وإذا بحث فيه فإنه يزوره ويكذب عليه ولا يخرج منه بالهداية التي هي معقد هذا الدين ولبه وحقيقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بين الشيخ أن هذا الإحساس بالكلمة العربية لم يزحزح شيئاً من الكلمة الإنجليزية التي غرسها "دنلوب" اللعين في غضارة الفتى اللَّيِّن، ثم ازداد إحساسه في الرياضيات كمنافس جديد في نفسه، فآثره محمود شاكر على غيره، ولأجل ذلك التحق بالقسم العلمي ونال درجة البكالوريا سنة 1925م.
تتلمذ الشيخ على أئمة الأدب ...
وفي أثناء ذلك اتصلت أسباب محمود شاكر بأسباب اثنين من كبار العلم بالأدب هما:- سيد بن علي المرصفي، ومصطفى صادق الرّافعي، والمرصفي إمام من أئمة العربية في زمانه، وحامل أمانتها، كان من جماعة كبار العلماء في الأزهر، وتولى تدريس العربية فيه إلى أن نالت منه الشيخوخة، وكسرت ساقه فاعتكف بمنزله بالقاهرة يدرِّس طلابه الذين كانوا يقصدونه إلى أن توفي (سنة 1931 م). وقد انتفع به الكثير من الأدباء والنقاد والمفكرين كأحمد حسن الزّيّات، وحسن السندوبي، وأحمد محمد شاكر وعلي الجارم، وعبد الرحمن البرقوقي وهو صاحب كتاب " رغبة الآمل في كتاب الكامل" و " أسرار الحماسة"، ففي سنة 1922 م اتصل محمود شاكر بالمرصفي، فحضر دروسه التي كان يلقيها بعد الظهر في جامع السلطان برقوق، ثم قرأ عليه في بيته "الكامل" للمبرد و"الحماسة" لأبي تمام وشيئا من "الأمالي" لأبي علي القالي، وبعض أشعار الهذليين.
أما الرافعي (1881 - 1937م) فهو من هو، وصفه شاكر بقوله: - "الرافعي" كاتب حبيب إلى القلب، تتنازعه إليه أسباب كثيرة من أخوّة في الله، ومن صداقة في الحبّ، ومن مذهب متفق في الروح، ومن نية معروفة في الفن، ومن إعجاب قائم بالبيان .. " وقال عنه في رسالة وجهها إليه أنه: ملجأ يعتصم به المؤمنون حين تناوشهم ذئاب الزندقة الأدبية التي جعلت همها أن تلغ ولوغها في "البيان القرآني" .. وقد قويت الصلة بينهما جداً حتى قال شاكر عن "الرافعي" بعد وفاته في مقدمة كتاب "حياة الرافعي" إنه صار: ميراثاً نتوارثه، وأدباً نتدارسه، وحناناً نأوي إليه.
وبعد انتهاء البكالوريا التحق شاكر بالجامعة كما تقدم في كلية الآداب- قسم اللغة العربية- وهناك كانت البداية في معركته التي عاشها إلى يوم وفاته، معركته ضد أعداء الأمة، وكانت ساحة هذه المعركة هي ساحة اللغة والثقافة والأدب، فإنه بعد أن اكتشف أمر أستاذه وسقطت هيبة الجامعة من نفس الفتى قرر تركها وراءه غير آسف، قد حاول أساتذة ثنيه، ولكن صلابة الفتى أبت إلا الفراق، فكان له.
وفي سنة 1928 م شدّ الرحال إلى الحجاز، وهناك أنشأ مدرسة (جدة) وعمل مديراً لها ولكن بعد سنتين عاد إلى القاهرة.
وخلال المدة (1929 - 1935م) كان شاكر يعيش في شبه عزلة أعاد خلالها قراءة التراث طلباً لليقين في قضايا كثيرة، وكانت قضية الشعر الجاهلي تستبد بمعظم اهتمامه فأجاز لنفسه أن يسمي هذه المرحلة من حياته بـ (محنة الشعر الجاهلي)، وخلال هذه الفترة كان يكتب بعض المقالات في الصحف والمجلات، وقد وصف معاناته في تلك الأيام أنها كانت (تطغى كالسيل الجارف يهدم السدود ويقوض كل قائم في نفسي وفي فطرتي).
تأليف كتاب "المتنبي" ...
سنة 1935م انتدبته مجلة (المقتطف - لصاحبها فؤاد صرّوف- إلى كتابه كلمة عن " المتنبي" في الذكرى الألف لوفاته، فلبّى شاكر الدعوة، وتم الإتفاق على أن تكون الكلمة ما بين عشرين إلى ثلاثين صفحة من صفحات المقتطف، وقد وصف هذه التجربة في المقدمة الجديدة لكتابه " المتنبي" وأفاض فيها .. كما ذكر أنه مزّق ما كتب عدة مرات لعدم اقتناعه بما كتب حتى استقر على اكتشاف في شخصية المتنبي.
وقد استخدم في كتابه هذا كلّ أدواته الإبداعية، ومارس قدرته النقديّة والبحثية في دراسة المتنبي بصورة لم يسبق إليها، وهو الفن الذي سماه بالتذوق، وانتهى إلى نتائج لم يقل بها أحد قبله منها:_
1 - القول بعلوية المتنبي وهي التي تم اكتشافها بعد ذلك من خلال المخطوطات التي ترجمت له.
2 - اكتشافه حبّ المتنبي لـ "خولة" أخت سيف الدولة " الحمداني".
وقد عمد شاكر إلى الدخول في النصوص الشعرية ودراستها دراسة تحليلية من داخلها للوصول إلى هذه النتائج، وهو الأمر الذي يخالف منهج الكثيرين في اعتماد الأخبار فقط لمعرفة نفسية الشخصية وما يحيط بها من ظروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الأمر هو الذي ميّز شاكر في اعتماده للمبدأ العلمي والذي سماه (التذوق)، ويعني به فيما يعني الغوص في كلام القائل وتحليله للخروج بالنتائج المطلوبة.
وبكتابه هذا نشأت معركة جديدة بينه وبين الآخرين، خاصة بينه وبين طه حسين بعد سنتين من صدوره إذ أخرج هذا الأخير كتابا سماه " مع المتنبي" واندلعت هذه المعركة في مجلة البلاغ تحت عنوان (بيني وبين طه) بيّن فيها شاكر (عدم بصر) طه حسين بالشعر وبسطوه على بعض ما قاله شاكر في الشّك حول والد المتنبي سطواً فجاً قبيحاً .. وبلغت اثنتي عشرة مقالة حتّى جاءه نعي أستاذه وصديقه "مصطفى صادق الرافعي" (1937 م) (فانهدم في نفسي كلّ ما كان قائماً، وذهب الدكتور "طه" وكتابه جميعاً من نفسي تحت الهدم فـ:-
ليت الحوادث باعتني الذي أخذت مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي
في سنة 1940 م شرع الشيخ شاكر في قراءة التراث وشرحه، فنشر كتاب " إمتاع الأسماع بما للرسول - صلى الله عليه وسلم- من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع" للمقريزي، و " المكافأة وحسن العقبى" لأحمد بن يوسف بن الداية الكاتب، وفي هذه السنة عهد صاحب " الرسالة" أحمد حسن الزيات إلى شاكر بتحرير باب " الأدب في أسبوع"، فأجاب إلى ذلك وكتب طائفة من التعقيبات والتعليقات .. وفي هذه الفترة ألف الشعر ومنه قصيدته " تحت الليل" التي قال فيها:-
أهيم وقلبي هائمٌ وحشاشتي تهيمُ فهل يبقى الشّقي المبعثرُ؟
لئن أبقت الآمال مني لطالما تقلّبتُ في آلامِها أتضوّر
تنازعني من كلِّ وجه ساحر يمثل لي إقبالها ويصور
فيهوى لها بعضي، وبعضي موثق بأشواقه الأخرى إلى حيث تنظر
ومن شعره كذلك:
ذكرتك بين ثنايا السطور وأضمرت قلبي بين الألم
ولستُ أبوح بما قد كتمت ولو حزَّ في نفسي حدّ الألم
فكم كتم اللَّيل من سرنا وفي اللِّيلِ أسرارُ من قد كتم
القوس العذراء ...
وفي سنة 1952م نشر الشيخ/ محمود شاكر قصيدته الرائعة (القوس العذراء) وهي قصيدة طويلة تبلغ مائتين وثمانين بيتاً استلهمها من قصيدة الشماخ- رضي الله عنه- التي مطلعها:
عفا نطن قوٍّ من سليمى فغالز فذات الغضا فالمشرفات النوافز
والشماخ هو ابن ضرار الغطفاني، شاعر فحل، صحابي، أدرك الجاهلية ثم أسلم، كان أعوراً، وعلى عوره كان وصّافاً، أجاد وصف الحمر الوحشية، غزا في فتوح عمر - رضي الله عنه، وشهد القادسية ثم غزا أذر بيجان مع سعيد بن العاص، فاستشهد في غزوة موقان سنة أربع وعشرين من الهجرة في عهد عثمان - رضي الله عنهما-
وفي زائيّته التي نسج الشيخ/ شاكر على منوالها، وصف الشماخ قصّة قوّاس صنع قوسا فأتقنها حتى كانت رميتها لا تخيب، ثّم اضطره فقره إلى بيعها، فأخذ الشيخ شاكر هذه القصة ونسج عليها رائعة من روائع الشعر المعاصر .. جعلها واسطة بينه وبين صديق له لم تبلو مودته وصداقته:
فدع الشماخ ينبئك عن قوَّاسها البائس من حيث أتاها
أين كانت في ضمير الغيب من غيلٍ نماها؟
كيف شقت عينه الحجب إليها فاجتباها؟
كيف ينغل إليها في حشا عيصٍ وقاها؟
كيف أنحا نحوها مبراته، حتى اختلاها؟
كيف قرت في يديه واطمأنت لفتاها؟
كيف يستودعها الشمس عامين تراه ويراها؟
وفي هذه القصيدة القصصية استودع شاكر نظرته للحياة، وبيّن فيها صراع العاطفة مع العقل، وكيف يهزم المال الحب؟، وكيف يتحطم المثال على صخرة الواقع .. وشاكر في هذه القصيدة كأنه يبرر لنفسه ما أصابه من اضطراب بين مواقفه الجريئة الواضحة وبين ما كان يقع فيه من أعمال لا تستقيم مع رؤاه:-
وفاضت دموع كمثل الحميم لذاعة نارها تستهل
بكاء من الجمر، جمر القلوب، أرسلها لاعج من خيل
وغامت بعينيه واستنزفت دم القلب يهطل فيما هطل
وخانقة ذبحت صوته وهيض اللّسان لها واعتقل
وأغضى على ذلّة مطرقا عليه من الهم مثل الجبل
أقام وما أن به من حراك تخاذل أعضاؤه كالأشل
ولكن الشيخ يختم قصيدته بالأمل وبوجوب ترك اليأس بعد السقوط على خلاف ختم الشماخ قصيدته:_
أفق يا خليلي أفق لا تكن حليف الهموم صريع العلل
فهذا الزمان وهذي الحياة علمتنيها قديما .. دول!!
أفق لا فقدتك ماذا دهاك؟ تمتع! تمتع بها لا تُبَل
بصنع يديك تراني لديك، في قدِّ أختي! ونِعْمَ البدل
صدقت! صدقت! وأين الشّباب؟ وأين الولوع؟ وأين الأمل؟
صدقت! صدقت!! نعم صدقتُ! سِرُّ يديك كأن لم يزل
(يُتْبَعُ)
(/)
حباك به فاطر النّيرات، وباري النّبات، ومرسي الجبل
فقم واستهِلّ، وسبّح له! ولبَّ لرب تعالى وجل
كانت هذه القصيدة وما زالت صفعة في وجه الراحلين عن ثقافتنا وتراثنا، مصعرين خدودهم باحتقار وازدراء، موجهين هاماتهم نحو اليونان والرومان لا يعرفون إلا الأساطير الوثنية، ولا يتمثلون إلا الصور الشِّركية لآلهتهم النجسة، لقد كانت هذه القصيدة وما زالت محطمة للحواجز الوهمية التي يزعمها أهل الصّغار في عدم فهمهم للتراث وعدم استيعابهم له، فها هو الشيخ/ شاكر يقتحم أكثر الحصون مناعة في الشعر الجاهلي، شعر الشماخ الذي قيل فيه:- (كان شديد متون الشعر، أشد أسر كلام من لبيد وفيه كزازة) واستخرج منه شاكر هذه اللؤلؤة الصافية، يستخدمها ليبث روحه فيها، ويجللها بمضمون فلسفي رائع، يكشف بها عن نفسه وعن آرائه وقدراته، ولذلك وقف النقاد وقفة احترام وتقدير لهذه القصيدة، وكثرت الدراسات حولها، ومن هؤلاء النقاد: الدكتور إحسان عباس، والدكتور مصطفي هدّارة، وزكي نجيب محفوظ، ومحمد محمد أبي موسى ..
يقول الدكتور إحسان عباس عنها: - " ليست في محاولة الإبتكار بقدر ما هي في العودة إلى التراث، وربط الحاضر بالماضي، وإيداع القوة الرمزية فيما يبدو بسيطا ساذجاً لأول وهله. وفي ذلك كله نوع من الإبداع جديد، وبرهان ساطع على أن تطلب الرموز في الأساطير الغربية عن التراث يدل على جهل به، أو على استسهال لاستخدام رموز جاهزة أو عليهما معاً.
وفي سنة 1952 م كذلك، نشر الشيخ/ محمود شاكر كتاب " طبقات فحول الشعراء" وانشغل فيه بتحقيق تفسير الإمام الطبري " جامع البيان وتأويل القرآن"، والذي شاركه فيه أخوه أحمد، فنشر منه ثلاثة عشر مجلداً، ولكن بعد وفاة أخيه تقاعس الشيخ محمود عن العمل في هذا التفسير حيث أنه خلال ثلاثة عشر عاماً بعد وفاة شقيقه لم ينشر سوى ثلاثة مجلدات ثم ترك العمل لخلاف حصل بينه وبين دار المعارف التي تولت نشر الكتاب.
وفي سنة 1958 م كتب شاكر فصلاً في إعجاز القرآن كان مقدمة لكتاب مالك بن نبي " الظاهرة القرآنية" ونشر هذا الفصل في كتاب مستقل " مداخل إعجاز القرآن".
الشيخ في سجن عبد الناصر ...
وفي سنة 1959م سُجِنَ الشيخ تسعة أشهر مع إخوانه وذلك عندما تعرض الإسلاميون للمحنة الأولى في صدامهم مع الهالك عبد الناصر .. وكان سبب سجنه - رحمه الله- وقوته ضد ممارسات العسكريين الذين استلموا الحكم بعد انقلاب 1952 م.
وفي سنة 1962 نشر الجزء الأول من " جمهرة نسب قريش" للزبير بن بكّار.
معركة " أباطيل وأسمار" وسجن الشّيخ مرّة أخرى:
في سنة 1964 بدأ لويس عوض - الذي عُيِّنَ مستشاراً ثقافياً لجريدة الأهرام - ينشر مقالات تحت عنوان: (على هامش الغفران- شيء من التاريخ) مزج في مقالاته خبث الطويّة التي كان مبناها على نصرانية الأصل، وتربيته في الغرب، مع جهل بتاريخ الأمة ولغتها، فاشتعلت حمية الشيخ /محمود شاكر لمّا رأى:-
كشيش أفعى أجمعت لعضٍّ فهي تحك بعضها ببعض
وإذا هو أسود سالخ (وهو أقتل ما يكون من الحيّات) يمشي بين الألفاظ فيسمع لجلده حفيف، ولأنيابه جرش، فما زلت أنحدر مع الأسطر والصوت يعلو، يخالطه فحيح، ثمّ ضباج، ثم صفير، ثم نباح (وكلها من أصوات الأفاعي) .. بهذا قرر الشيخ أن يترك عزلته عن الكتابة، ويمسح عن قلمه الصدأ الذي أصابه، ويخرج وقد لبس لأمته ليكشف ما يقوم به المزورة لتاريخنا، الداعون إلى تحطيم مقومات هويتنا، فبدأ بنقض ما يقوله لويس عوض، وقام بكشف جهله وجهل جماعته بآداب هذه الأمة، وصال فيهم بثقة اكتسبها من إدراكه العميق لهذه الثقافة، ومن ثقته بهذا الدين، وأرجع هجومهم على هذه الثقافة على أصولها، وأنها هجوم على دين الله تعالى، فربط بين لويس عوض وبين سلامة موسى وبين دوائر الاستشراق التي تربّي أمثالهما على عينها، ثم تخرجهم وقد تبوؤا على مراكز القرار، فعاثوا في الأمة الفساد، وقوضوا أبنيتها الشامخة بألاعيبهم وأكاذيبهم، والشيخ وإن اتخذ لويس عوض نموذجا فإنما أراد بمقالاته التي سمّاها " أباطيل وأسمار" أن يكشف عن جيل كامل حمل معاول الهدم والتدمير، ورضي لنفسه أن يكون تابعاً لدوائر التبشير والإستشراق.
في مقالاته " أباطيل وأسمار" صنع الشيخ/ شاكر ملحمة فكرية رائعة أبان فيها عن قضية المنهج الذي أفسده هؤلاء فقال:-
(يُتْبَعُ)
(/)
ولفظ (المنهج) كما سيأتي يحتاج مني إلى بعض الإبانة، وإن كنت لا أريد به الآن ما اصطلح عليه المتكلمون في مثل هذا الشأن، بل أريد به (ما قبل المنهج) أي الأساس في تناول المادة، وشطر في معالجة التطبيق.
وتعد كتب الشيخ نموذجاً لتطبيق هذا المنهج بكل أمانة وقوّة.
والعظيم في الأمر أن الشيخ جعل كلّ ذلك من أجل الدين، وجعلها معركة له وتحت رايته ..
قال الشيخ واصفاً حال هذه الفترة في عرضه لكتابه:- وقد بدأت أكتب هذه الكلمات بعد عزلة ارتضيتها لنفسي منذ سنين لأني خشيت أن لا أقوم بحق القلم عليّ وبحق الناس عليه، فوجئت بأشياء كنت أراها هينة لا خطر لها، فاستبان لي بعد قليل من مذاكرة أصحابي أن الأمر أهول مما ظننت، فمن أجل ذلك فارقت عزلتي، وبدأت حريصاً على أن لا أخون حق القلم عليّ، ولا حق الناس عليه.
ونعم، لم أكن غافلاً عما يجري من حولي بل كنت مصروفا عن متابعة بعض الحوادث والنوابت، وعن تعليقها بأسبابها، وعن اتباعها بنتائجها، إذ كنت امرءاً ملولاً، وهو مما قضى الله أن أكونه، يسرع إليّ المللُ فأطرح شيئاً كثيراً أعلم عن أصحابه من السخف ما أعلم، فلا أقرأه ولا ألقي إليه بالا. فمن ذلك ما كان يكتبه " أجاكس عوض"، الذي كان يُعرف، فيما غَبَر، باسم " لويس عوض".
كان من سوالف الأقضية أن كتب الله عليّ يوما ما: أن أقرأ له شيئا سماه "بلوتولند"، وقصائد أخرى وكتب تحته " من شعر الخاصة" وأهداه إلى " كريستوفر سكيف" وذلك في 1947 من الميلاد. ولما كنت أعلم حَبْءَ "سكيف" هذا، وأنه كان أستاذاً في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأنه كان جاسوساً محترفاً في وزارة الاستعمار البريطانية، وأنه كان أيضاً مبشراً ثقافياً شديد الصفاقة سيء الأدب، وأنه كان ماكراً خبيثاً خسيس الطباع، وأنه كان يفرق بين طلبة القسم الإنجليزي في الجامعة: يمدّ يداً إلى هذا، لأنه تابع له حاطب في هواه، وينفض يده من ذاك، لأنه يعتصم ببعض ما يعتصم به المخلصون لدينهم ووطنهم، حميّة وأنفة، واستنكافاً أن يضع في عنقه غُلاً للسيادة البريطانية، وللثقافة التبشيرية المسيحية. وكنت أعلم فوق ذلك، أنه " شرلتان" عريض الدعوى، لا يستحق أن يكون أستاذاً في جامعة، ولكن سياة بريطانيا كانت يومئذ هي الغالبة، وكانت كلمتها هي النافذة. فأصبح سرّ " أجاكس عوض" مفضوحاً عندي، بإهدائه " بلوتولند، وقصائد أخرى" إلى هذا الجاسوس المحترف، والمبشر الثقافي الصفيق، و" الشرلتان" الذي صار أستاذاً في الجامعة، " كريستوفر سكيف"!.
لم يمنعني ذلك من الإقدام على قراءة الكتاب، فإذا أوله هذا العنوان" حطموا عمود الشعر"! وتحته مباشرة هذا الكلام: " لقد مات الشعر العربي، مات عام 1933، مات بموت أحمد شوقي، مات ميتة الأبد، مات" .. فتوقفت دهشة، ولم يخامرني شك في أن كاتب هذا داخل فيما يسميه الأطباء: "مانياهلو سينارتوريا"، وهو الهذيان والوسوسة واختلاط العقل. وقلت: ط حاله لُطف"! ومضيت أقرأ هذه المقدمة مشتاقا، لكي أُسَرِّي عن نفسي وكانت أيامنا يومئذ جالبة للغم. وصدق ظني فضحكت ولم أبال بما وجدت فيه من بغض شديد للعرب، ومن حقد آكل على دينهم وكتابهم، ومن غرور فاجر وسوء أدب. ولم اعبأ بالرائحة الخبيثة التي تفوح من تحت ألفاظه، فقد كنت ألفتُ أن أجد ذفرها حين ألقى جماعات المبشرين في ثيابهم المختلفة، حين يستخْفون فيها وحين يستعلنون. وقنعت بما سرَّى عني الهموم من هذيانه ووسوسته واختلاطه، وأنزلت أقواله وأحقاده حيث نزل، إذ كان يومئذ شيئاً مغموراً لا يُؤبَهُ له.
وقد كشف شاكر جهل عوض باللغة العربية، وأنه ومن هم على شاكلته لا يحسنون قراءة التراث ولا يفهمون من ثقافة الأمة شيئاً، بل كشف سوء نواياهم وارتباطهم بالأجنبي، وقد اعترف أنه لا يكشف لويس عوض بمقدار أن يكشف هجمة عاتية على هذه الأمة، لتبصر الأمة حقيقة ما يراد بها من هؤلاء الكتبة .. اقرأ ما يقوله عن لويس عوض:
(يُتْبَعُ)
(/)
" إن تكن هذه عجيبة فلويس عوض أعجب منها! فقد ملأه مالئه منذ دهر ثمّ تركه، وضبطه له إلى أهدافه بعينها ثم أطلقه فانطلق يجوس خلال الآداب عامَّة، ثم الآداب العربية خاصة، وهو لا يكاد يرى إلا ما ركب لأجله: لا يكاد يرى إلا اليونان والرّوم، والقرون الوسطى والمثقفين والحضارة الحديثة، والحروب الصليبية والصلبان والخلاص، والفداء، والخطيئة، وكسر رقبة البلاغة، وكسر عمود الشعر العربي، واللغة العامية، والفتح الإنجيلزي لمصر سنة 1882، وما شئت من أمثال ذلك مما ضمنّه كتبه ومقالاته قديماً وحديثاً.
فهذا التركيب الموجَّه (!!) لا يكاد يرى ابن خلدون إلا مقرونا باورسيوس ولا المعرِّي إلا مقروناً براهب دير الفاروس وبالحروب الصليبية والصلبان التي غصّت بها حلب (!!) ولا " وردة الدهان" وهي آيات العذاب يوم القيامة، إلا مقرونة بروزا مستيكا (مريم العذراء)، ومعاذ الله، وبرَّأها مما في عقله من السمادير ولا يكاد يرى عمر مكرم وعرابي وجمال عبد الناصر إلا مقرونين بالمعلم يعقوب رئيس الخونة المظاهرين للفرنسيين الغزاة أيام نابليون ولا توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وصلاح عبد الصبور، إلا مقرونين بعقائد الخلاص والفداء والخطيئة. ثم تأتي الطامة الكبرى، فلا يكاد يرى القرآن العظيم إلا مقروناً بترجمته إلى اللغة العامية، كما تُرجِم الإنجيل إلى اللغات الحديثة وهي عامية اللاتينية، وإلا مقرناً بكسر رقبة البلاغة، وكسر عمود الشعر العربي. وهنا وهناك تراه طائشاً، زائغ العينين خفيف العقل سليط اللسان، قد استرخت مفاصل عقله، وانحلت تلافيفه. هذا، والذي أطلقه واقف من بعيد ينظر، وفي عينيه الدهشة ويحك ذقنه بيده، ويفتر ثغرة عن ابتسام، إعجاباً باختراعه المدهش الذي ركّبه وأطلقه، ولم يكن يظن ظناً أنه قادر على أن يتحرك في عمود واحد من إحدى الصحف السرية!! ف إذا به (يبرطع) في ثمانية أعمدة، في أكبر صحيفة في العالم العربي والإسلامي، هي الأهرام، وعلى أشرف منصة في معهد الدراسات العليا التابع للجامعة العربية ويأتي في خلال
"برطعته" (وهي البلتعة بالفصحى) بالعجائب التي لا تنقضي س، وقد ارتدى طيلسان أستاذ جامعي، بلا حسيب ولا رقيب. وهذا نجاح مدهش ولا شك وحق لمالئه أن يميد به الغرور وتستخفه الخُيلاء باختراعه هذا العجيب! فهذه هي الفضيحة التي لا تنكر للإختراع المسجل (لويس عوض)!.
ثم كشف الشيخ/ شاكر في كتابه أصل المسألة الخبيثة وهي الدعوة إلى العامية، وأرجعها إلى أصولها التي خرجت منها- دوائر التبشير والإستشراق"-، وكشف عن اهتمام هؤلاء القوم بالصحافة لأهميتها … ونقل عن المبشر - رولس كاش- قوله:- إن الصحافة لا توجه الرأي العام فقط أن تهيئة لقبول ما ينشر عليه، بل هي تخلق الرأي العام .. (يقول الشيخ:- فتأمل هذه العبارة تأملاً جيداً) ..
وقد استغل المبشرون الصحافة المصرية على الأخص للتعبير عن الآراء المسيحية أكثر مما استطاعوا في أي بلد إسلامي آخر .. يقول الشيخ: تأمل هذا أيضاً.
لقد ظهرت مقالات كثيرة في عدد من الصحف المصرية إما مأجورة في أكثر الأحيان أو بلا أجرة في أحيان نادرة ..
واكتشف الشيخ أمر التعليم وما صار إليه بذكر أقوال دهاقنة الكفر مثل قول "زويمر": ينبغي للمبشرين أن لا يغيظوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة، إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوروبيين وتحرير النساء.
ومثل قول المبشر " تكلي": يجب أن نشجع إنشاء المدارس وأن نشجع على الأخص التعليم الغربي، إن كثيرين من المسلمين قد زُعْزِعَ اعتقادهم حينما تعلموا اللغة الإنجليزية، إن الكتب المدرسية الغربية تجعل الإعتقاد بكتاب شرقي مقدس أمراً صعباً جداً ..
يعلق الشيخ قائلاً: وهذا واضح كل الوضوح في أن أمر التعليم على الصورة التي أرادوها والتي أرادها "دنلوب" وأمثاله هي نزع اعتقاد الشباب المسلم في كتاب الله الذي أنزله على نبيه - صلى الله لعيه وسلم-، والذي عبّر عنه " وليام جيفرد بلغراف" بقوله: متى توارى القرآن، ومدينة مكة من بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربية يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
(وخسىء المبشر التالف). ثم كشف الشيخ شاكر كيف استأجر هؤلاء المبشرون جماعة من الكتبة الذين يتسمون بأسماء إسلامية لتمرير مخططاتهم وأفكارهم ومناهجهم، ومن هؤلاء الدكتور/ محمد أحمد خلف الله.
وبين الشيخ أن النصارى القبط هم من أعان المستعمرين على تمرير مخططاتهم في هذه الأمة، ورد في كتابه على من سمّى تطبيق الحدود وحشية وذلك في مقالته الثامنة عشرة من الكتاب.
ومن فصول الكتاب الرائع شرحه لكلمة " دين" وذلك في المقالة الرابعة والعشرين، وكشف فيها عن خطأ الناس القاصر في فهمهم لهذه الكلمة.
ومن مقالات الكتاب القيمة ما كشف فيها الشيخ عن جهل هؤلاء الكتبة المستأجرين بلغة أساتذتهم وأئمتهم عن الغرب، فإنه في المقالة الخامسة والعشرين بين فيها جهل لويس عوض لترجمته مسرحية "أرسطو فان" والتي عنوانها الضفادع وهي المقالة الأخيرة في الكتاب حيث توقفت المقالات، فإنه بعدها وفي آب سنة 1965: (أحاطت بي الأسوار وأظلمت الدنيا، وسمعت ورأيت وفزعت وتقززت… وكان ما كان ..
وعلمت، حتى ما أُسائل واحداً عن علم واحدة لكي ازدادها
وتسليت عن كل ما ألقي إلي بقول شيخ المعرة ..
يسوسون الناس بغير عقل فينفذ أمرهم ويقال ساسة
فأفًّ من الحياة وأُفُّ منِّي ومن زمن رئاسته خساسة)
ذلك أن الشيخ سيق إلى السجن مرة ثانية، فقد تكالب عليه الخصوم، وراحوا يتهمونه أنه يدعو إلى فتنة طائفية دينية " ونعمت التهمة"، فاستجابت السلطة لهم وتم سجنه وبقي فيه سنتين وشيئاً حتى كانت جريمة حزيران عام 1967 م.
وقد شهد له إخوانه أنه كان في السجن مثالاً للصبر على كبر سنِّه ومرضه ن وكان كذلك سمح الروح واسع الصدر، وقد طُلِبَ منه أن يعتذر كما كتب ليفرج عنه، فرفض أشد الرفض.
الوحدة الموضوعيِّة للقصيدة في الشعر الجاهلي:
وبعد خروج الشيخ من السجن عاد مرة ثانية إلى دراسة الشِّعر الجاهلي، فكتب مجموعة من المقالات تحت عنوان:- " نمط صعب ونمط مخيف" وذلك على صفحات مجلة " المجلة" في الفترة (1969 - 1970)، وفي هذه المقالات قام الشيخ/ شاكر بدراسة قصيدة ابن أخت تأبط شراً التي مطلعها:
إن بالشعب الذي دون سلع لقتيلا دمه ما يطل
قذف العبء عليَّ وولَّى ن فأنا بالعبء له مستقلُّ
ووراء الثَّأرِ منّي ابن أخت، مصِعٌ عقدته ما تُحلُّ
مطرق يرشح موتاً، كما أطرق أفعى، ينفث السّمّ صلُّ
خبر ما نابنا مصمئلّ! جلّ حتى دقَّ فيه الأجلُّ
وسبب دراسته لهذه القصيدة أن (يحيى حقي) أشاد بترجمة (جوته) لهذه القصيدة وزعم حقي أن القصيدة الجاهلية تفتقر للوحدة الموضوعيّة ..
قام الشيخ بالكشف عن قائلها لاختلاف الرواة في تعيينه، ونفى أن تكون لتأبط شراً أو الشّنفري، وجزم أنها لابن أخب تأبط شرّاً، وحقَّق القول في زمن إنشادها وأن ابن أخت تأبط شرَّا أنشدها بعد أن ثأر لخاله من هذيل، ثم رتَّب الشيخ القصيدة ترتيبا جديدا، وهي مواصلة له لتأكيد صحة نسبة الشعر الجاهلي، وهي المسألة التي بقيت هاجسة إلى آخر أيّامه، فإنه اعتبرها قضيته التي أحس بها وهو طالب عند الشيخ المرصفي، ثم عانى منها ما عانى بعد أن تفجرت هذه القضية على يد طه حسين.
وكان الشيخ شاكر - رحمه الله تعالى- يعتبر أن القضيّة الأولى لإعادة الإعتبار للقصيدة الجاهلية وفهمها بكونها تحمل وحدة موضوعية واحدة، هو ترتيب القصيدة، فقد ذكر الدكتور/ ناصر الدين الأسد أن الشيخ/ شاكر كان في تدريسه للطلاب - الأصمعيات- يبذل جهداً كبيرا في إعادة ترتيب القصيدة بعد تجميعها من مظانِّها ليفهم الناظر وحدة الموضوع فيها.
وفي سنة 1970م أسهم الشيخ/ شاكر في نشر الوحشيات- وهو الحماسة الصغرى لأبي تمام الطائي، وفي عام 1974 أعاد نشر كتاب ابن سلام " طبقات فحول الشعراء"، ثم أعاد نشر كتابه " المتنبي" سنة 1976 مع مقدمة جديدة، تحدث فيها عن الكتاب وقصته وتحدث فيها عن فساد الحياة الأدبية، وعرض صور السرقة التي يقتات عليها بعض المؤلفين، وكشف فيها عن منهجه في تذوق الشعر تذوقا علمياً للوصول إلى ما يريده الباحث، سواء كان المراد من فهم مكنونات الشّاعر النّفسيّة أو معرفة البيئة المحيطة به.
وفي سنة 1975 ألقى الشيخ/ محمود شاكر سلسلة من المحاضرات حول الشعر الجاهلي في جامعة/ محمد بن سعود بالرياض.
في سنة 1982 بدا الشيخ بنشر كتاب " تهذيب الآثار" للإمام أبي جعفر الطبري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سنة 1984 نشر شاكر " دلائل الإعجاز" وضمَّ إليه " الرسالة الشافعية في الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني.
رسالة الشيخ/ شاكر إلى أمة الإسلام وكتابه " رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، وهذا الكتاب على صغره غنيّ بالفوائد والمعلومات، وجعلها في طبعة " المتنبي" الجديدة مقدمة لكتابه، شرح فيها باسطا مسألة تذوق الشعر ومنهجه فيه، وبين فيه مزية (الكتب المبتدأة الموضوعة في العلوم المستخرجة، فإنا نجد أربابها قد سبقوا في فصول منها إلى ضرب من النظم والمعرفة، أعيا من بعدهم أن يطلبوا مثله، أو يجيئوا بشبيه له، فجعلوا لا يزيدون على أن يحفظا تكل الفصول على وجوهها. فقد أراد أن يبين عظمة الأوائل وقيمتهم في أبواب العلم، وفي ذلك ردّ على من زعم أن أساليب النقد وعلومه، ومناهج التذوق لا بصر للأوائل بها، وهذا الذي دعا الدكتور / محمد محمد أبا موسى أن يكتب كتابه القيم " الإعجاز البلاغي" درلسة تحليليّة لتراث أهل العلم" ويقول:- إنهم لم يتكلوا في الإعجاز لأن برهانه كان قائما في نفوسهم ومضى الأمر على ذلك حتى تبدلت أحوال العرب، ولانت جلودهم، ونجم في مجتمع المسلمين أهل التشكيك وجاهروا بالزيغ، وكثر القول في القرآن وإعجازه، واندست مقالة أهل الضلالة.
وأشار الدكتور محمد محمد أبو موسى إلى أن الكثير من أهل التحقيق يوهمون الناشئة أن كلام/ شاكر- في اعتبار أن مناهج التذوق والنقد لآداب العربية خاصة لهذه البيئة ولا عبرة بما يقوله الأجانب في هذا الباب- في هذا الباب يمثل موقفه المتشدد. وعلى القارىء الرجوح إلى شرح الشيخ / شاكر لكلمة سيبويه في أول الكتاب: - وأما الغقل فأمثلة أخذت من لفظ أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى، وما يكون ولم يقع، وما هو كائن لا ينقطع .. وشرحه كذلك لكلام الجرجاني في أن ما قاله سيبويه لم يمكن لأحد بعده أن يلحق شأوه، أو أن يتقدم عليه.
(المنهج) عند الشيخ شاكر:
شرح الشيخ في الرسالة بعض ما يعنيه بالمنهج قائلا:-
كان منهجي، كما نشأ واستتبّ في نفسي، كان منهجا يحمل بطبيعته نشأته رفضا صريحا واضحا قاطعا غير متلجلج، لأكثر المناهج الأدبية التي كانت فاشية وغالة وصار لها السيادة على ساحة الأدب الخالص إلى يومنا هذا، كما حدّثتك آنفا.
فلكي تكون على بينة مرة أخرى ..
فاعلم، قبل كل شيء، أن تسميتها " مناهج" تجاوز شديد البعد عن الحقيقة وفساد غليظ وخلط، إذا كنت تريد أن تكون على ثقة من معنى هذه الألفاظ التي تجري الآن بيننا، ولكن قد كان ما كان، فهكذا اصطلحوا على تسميتها!
وقديماً تناولت لفظ " المنهج" وحاولت البيان عنه فقلت:
" ولفظ المنهج" يحتاج مني هنا إلى بعض الإبانة، وإن كنت لا أريد به الآن ما اصحلح عليه المتكلمون في مثل هذا الشان، بل أريد به " ما قبل المنهج" أي الأساس الذي لا يقوم " المنهج " إلا عليه.
" فهذا الذي يسمّى " منهجا" ينفسم إلى شطرين: شطر في تناول المادة وشطر في معالجة التطبيق.
" فشطر المادة يتطلّب قبل كل شيء جمعها من مظانها على وجه الإستيعاب المتيسر، ثم تصنيف هذا المجموع، ثم تمحيص مفرداته تمحيصا دقيقا، وذلك بتحليل أجزائها بدقة متناهية، وبمهارة وحذق وحذر، حتى يتيسر للدارس أن يرى ما هو زيف جليا واضحا، وما هو صحيح مستبينا ظاهرا، بلا غفلة، وبلا هوى، وبلا تسرع"ز
" وأما شطر التطبيق، فيقتضي ترتيب المادة بعد نفي زيفها وتمحيص جيدِّها، باستيعاب أيضاً لكلِّ احتمال للخطأ أو الهوى أو التسرع. ثم على الدارس أن يتحرى لكلّ حقيقة من الحقائق موضعا هو حقّ موضعها، لأن أخفى إساءة في وضع إحدى الحقائق في غير موضعها، خليق أن يشوه عمود الصورة تشويها بالغ القبح والشناعة".
وأزيدك الآن أن " شطر التطبيق" هو الميدان الفسيح الذي تصطرع فيه العقول وتتناصى الحجج، (أي تأخذ الحجة بناصية الحجة كفعل المتصارعين)، والذي تسمع فيه صليل الألسنة جهرة أو خفية، وفي حومته تتصادم الأفكار بالرفق مرة وبالعنف أخرى، وتختلف فيه الأنظار اختلافا ساطعا تارة أخرى، وتفترق فيه الدروب والطرق أو تتشابك أو تلتقي. هذه طبيعة هذا الميدان، وطبيعة النّازليّة من العلماء والأدباء والمفكرين. وعندئذ يمكن أن ينشأ ما يسمى "المناهج والمذاهب".
وبيَّن أصالة المنهج وأنه ليس بالأمر المبتدع قائلاً:-
(يُتْبَعُ)
(/)
تبين لي يومئذ تبيّنا واضحاً أن شطري المنهج:" المادة والتطبيق" كما وصفتهما لك في أول هذه الفقرة، مكتملتان اكتمالا مذهلا يحير العقل، منذ أوليّة هذه الأمة العربية المسلمة خاحبة اللسان العربي، ثم يزدادان اتساعا واكتمالاً وتنوعاً على مر السنين وتعاقب العلماء والكتاب في كل علم وفنّ، وأقول لك غير متردد أن الذي كان عندهم من ذلك، لم يكن قط عند أمة سابقة من الأمم، حتى اليونان، وأكاد أقول لك غير متردد أيضا أنهم بلغوا في ذلك مبلغا لم تدرك ذروته الثقافة الأوروبية الحاضرة اليوم، وهي في قمة مجدها وازدهارها وسطوتها على العلم والمعرفة.
كنت أستشفّ " شطري المنهج"، كما وصفتهما، تلوح بوادره الأُوَل منذ عهد علماء صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومن حُفِظَت عنهم الفتوى كعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر كانت كاللمحة الخاطفة والإشارة الدّالة. ثم زادت وضوحاً عند علماء التابعين كالحسن البصري وسعيد بن المسيّب، وابن شهاب الزهري، والشعبي، وقتادة السّدوسيّ، وإبراهيم النّخعي. ثم اتسع الأمر واستعلن عند جلة الفقهاء والمحدثين من بعدهم، كمالك بن أنس، وأبي حنيفة وخاصبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، والشافعي والليث بن سعد، وسفيان الثوري، والأوزاعي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والبخاري ومسلم، وأبي عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، وأبي جعفر الطّبري، وأبي جعفر الطحاوي. ثم استقر تدوين الكتب فصار نهجا مستقيما، وكالشمس المشرقة، نوراً مستفيضاً عند الكاتبين جميعا، منذ سيبويه، والفراء، وابن سلام الجمحي، والجاحظ، وأبي العباس المبرد ن وابن قتيبة، وأبي الحسن الأشعري، والقاضي عبد الجبار المعتزلي، والآمدي، وعبد القاهر الجرجاني، وابن حزم، وابن عبد البر، وابن رشد الفقيه وحفيده ابن رشد الفقيه الفيلسوف، وابن سينا، والبيروني، وابن تيمية وتلميذه ابن قيّم الجوزية، وآلاف مؤلّفة لا تحصى حتى تنتهي إلى السيوطي، والشوكاني، والزبيدي، وعبد القادر البغدادي في القرن الحادي عشر الهجري.
سُنّة متبعة ودرب مطروق في ثقافة متكاملة متماسكة راسخة الجذور، ظلت تنمو وتتسع وتستولي على كل معرفة متاحة أو مستخرجة بسلطان لسانها العربي، لم تفقد قط سيطرتها على النّهج المستبين، مع اختلاف العقول والأفكار والمناهج والمذاهب، حتى اكتملت اكتمالا مذهلاً في كل علم وفنّ، وكان المرجو والمعقول أن يستمر نموها واكتمالها وازدهارها في حياتنا الأدبية العربية الحديثة راهنا، (ثابتا)، إلى هذا اليوم، لولا … ولكن صرنا، واحسرتاه، إلى أن نقول مع العرجيّ الشاعر: " كان شيئا كان، ثم انقضى".
ارتباط الثقافة بالدين
وربط بين الثقافة والدين ربطا وثيقا، حيث اعتبر ثقافة كل أمة متصلة بدينها، وأن تخلي الأمة عن ثقافتها هو جزء من التخلي عن دينها ن ولذلك فليس هناك ثمة أمة تغلب أخرى إلا وتنشط إلى تسويق ثقافتها عند الأمة المغلوبة، وهذا ما يحاول جمع من المثقفين المضبوعين بالآخر أن يغالطوه، حيث يزعمون وجود ثقافة عالميّة، لا تختص بأمة ولا دين من الأديان.
جذور الفساد الأدبي
ثم صار الشيخ إلى جذور الفساد الأدبي في حياة أمتنا اليوم، وهو فصل مهم جدير بالعناية والإطلاع ودراسته دراسة واعية مستوعبة، حيث ربط الشيخ بين الحروب الصليبية ونشاط الرهبان، واستطرد في بيان المعركة بين الأمتين المسلمة والنصرانية، حتى ربط بين الحروب القديمة وحركة الإستشراق والتي أقبلت مع هجمة الإستعمار، وأعاد التنبيه إلى كتابه " أباطيل وأسمار" حيث جعله فاضحاً لهذه السموم التي قبعت في داخل أمتنا تعمل فيها فتكا وتدميراً، يقول الشيخ - رحمه الله تعالى- واصفاً تلك الهجمات:_
(يُتْبَعُ)
(/)
"ومع هذه الأساطيل الفاجرة، خرجت من مكامنها أعداد وافرة من رجال يجيدون اللسان العربي وألسنة دار الإسلام الآخر، ومنهم رهبان وغير رهبان، وركبوا البرّ والبحر، وزحفوا زرافات ووحداناً في قلب دار الإسلام: على ديار الخلافة في تركية، وعلى الشام، وعلى مصر، وعلى جوف إفريقية وممالكها المسلمة = وخرجوا في القلوب حميّة الحقد المكتم، وفي النفوس العزيمة المصممة، وفي العيون اليقظة، وفي العقول التنبه والذكاء، وعلى الوجوه البشر والطلاقة والبرءاة وفي الألسنة الحلاوة والخلابة والمماذقة، ولبسوا لجمهرة المسلمين كل زيّ: زي السائح، وزيّ الصديق الناصح، وزي العابد المسلم المتبل = وتوغلوا يستخرجون كل مخبوء كان عنهم من أحوال دار الإسلام، أحوال عامته وخاصته، وعلمائه وجهّاله. وحلمائه وسفهائه، وملوكه وسوقته، وجيوشه ورعيته، وعبادته ولهوه، وقوته وضعفه، وذكائه وغفلته، حتى تدسّسوا إلى أخبار النساء في خدورهنّ، فلم يتركوا شيئاً إلا خبروه وعجموه، وفتشوه وسبروه، وذاقوه واستشفوه. ومن هؤلاء، ومن خبرتهم وتجربتهم، خرجت أهم طبقة تمخضت عنها اليقظة الأوروبية " طبقة المستشرقين" الكبار، وعلى علمهم وخبرتهم وتجاربهم، رست دعائم " الاستعمار" ورسخت قواعد التبشير ".
الاستشراق
ثم كشف عن طريقة الاستشراق في دراسة أمتنا، ودراسة ثقافتها ودينها وذلك عن طريق الإهتمام بالمخطوطات التي سارع المستشرقون إلى اقتنائها عن طريق الشّراء أو النّهب، ثم عن طريق الرحلات الاستكشافية التي جابت الأماكن بلا كلّ ولا ملل، ووصلوا إلى المجاهيل وأعماق الصحراء والقرى البعيدة النائية، وذلك كله من أجل الإحاطة بهذه الأمة والإطلاع على كل شيء فيها ليسهل التعامل معها وأدراك مكامن قوتها حتى وصلوا إلى خبرة (بكل ما في دار الإسلام قديماً، وما هو كائن فيها حديثا).
وكان من تنبيهاته المهمة أن ما كتبه المستشرقون لا يمكن أن يكون قاعدة لأهل هذا الدين ولا لقوم هذه الأمة لأن كتب (الاستشراق) ومقالاته ودراسته كلها مكتوبة أصلا للمثقف الأوروبي وحده لا لغيره، وأنها كتبت له لهدف معين، في زمان معين، وبأسلوب معين، لا يراد به الوصول إلى الحقيقة المجردة، بل الوصول الموفق إلى حماية عقل هذا الأوروبي المثقف من أن يتحرك في جهة مخالفة للجهة التي يستقبلها زخف المسيحية الشمالية على دار الإسلام في الجنوب.
ثم قام الشيخ - رحمه الله- ببيان أنه لا يمكن للمستشرق أن يستوعب ثقافة هذه الأمة، ولا أن يقوم بتحليلها كما هي في نفسها .. يقول: - غاية ما يمكن أن يحوزه (مستشرق) في عشرين أو ثلاثين سنة، وهو مقيم بين أهل لسانه الذي يقرع سمعه بالليل والنهار، أن يكون عارفاً معرفة ما بهذه (اللغة) وأحسن أحواله عندئذ أن يكون في منزله طالب عربي في الرابعة عشرة من عمره، بل هو أقل منه على الأرجح ..
أما إمكانية إحاطة المستشرق لأمر الثقافة فهذا أمر عسير جداً، وهو أبعد من قضية أحاطته للغة .. يقول الشيخ - رحمه الله تعالى-:
" وإذا كان أمر " اللغة" شديداً لا يسمح بدخول " المستشرق" تحت هذا الشرط اللازم للقلة التي تنزل ميدان " المنهج" و " ما قبل المنهج"، فإن شرط "الثقافة" أشد وأعتى، لان " الثقافة"، كما قلت آنفا: " سرٌّ من الأسرار الملثّمة في كل أمة من الأمم وفي كل جيل من البشر، وهي في أصلها الراسخ البعيد الغور، معارف كثيرة لا تحصى، متنوعة أبلغ التنوع لا يكاد يحاط بها، مطلوبة في كل مجتمع إنساني، للإيمان بها أولاً من طريق العقل والقلب = ثم للعمل بها حتى تذوب في بنيان الإنسان وتجري منه مجرى الدم لا يكاد يحس به - ثم الإنتماء إليها بعقله وقلبه انتماءً يحفظه من التفكك والانهيار" ... وهذه القيود الثلاثة " الإيمان" و " العمل" و " الإنتماء"، هي أعمدة " الثقافة" وأركانها التي لا يكون لها وجود ظاهر محقق إلا بها، وإلا انتقض بنيان " الثقافة"، وصارت مجرد معلومات ومعارف وأقوال مطروحة في الطريق، متفككة لا يجمع بينها جامع، ولا يقوم لها تماسك ولا ترابط ولا تشابك.
وبديهي، بل هو فوق البديهي، أن شرط " الثقافة" بقيوده الثلاثة، ممتنع على " المستشرق" كل الامتناع، بل هو أدخل في باب الاستحالة من اجتماع الماء والنار في إناء واحد، كما يقول أبو الحسن التُّهامي الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومكلِّفُ الأيام ضدّ طباعها متطلِّبٌ في الماء جذوة نارِ
وذلك أن " الثقافة: و " اللغة" متداخلتان تداخلا لا انفكاك له، ويترادفان ويتلاحقان بأسلوب خفي غامض كثير المداخل والمخارج والمسارب، ويمتزجان امتزاجاً واحداً غير قابل للفصل، في كلّ جيل من البشر وفي كله أمة من الأمم. ويبدأ هذا التداخل والترافد والتلاقح والتمازج منذ ساعة يولد الوليد صارخاً يلتمس ثدي أمِّه تلمساً، ويسمع رجع صوتها وهي تهدهده وتناغيه، ثم يظل يرتضع لبان " اللغة" الأول، ولبان " الثقافة" الأول، شيئاً فشيئا، عن أمه وأبيه حتى يعقل، فإذا عقل تولاء معهما المعلمون والمؤدبون حتى يستحصد (أي يشتد عوده)، فإذا استحصد وصار مطيقاً إطاقة ما للبصر بمواضع الصواب والخطأ، قادراً قدرة ما على فحص الأدلة واستنباطها فناظر وباحث وجادل، فعندئذ يكون قد وضع قدمه على أول الطريق = لا طريق " المنهج" و " ما قبل المنهج"، فهذا يعيد جداً كما رأيت= بل على الطريق المفضي إلى أن تكون له " ثقافة" يؤمن بها عن طريق العقل والقلب = ويعمل بها حتى تذوب في بنيانه وتجري منه مجرى الدم لا يحسه به = وينتمي إليها بعقله وقلبه وخياله انتماءً يحفظه ويحفظها من التفكك والإنهيار.
مفهوم الثقافة
ثم بين الشيخ ما يكتنف لفظ الثقافة من تزوير وغموض، وبدا يعرف قارئه ما يقصد بلفظ الثقافة وأنها تقوم على شيئين:
أولهما: أصول ثابتة مكتسبة تنغرس في نفس الإنسان منذ مولده حتى يشارف حد الإدراك، وهو ما يتلقاه من أبويه وأهله وعشيرته، وسمّى هذا الطور بأساس التسخير…
وثانيهما:- فروع منبثقة عن الطور الأول، وهو طور النظر والمباحثة وممارسته التفكير والتنقيب والفحص، فعندئذ تتكون النواة الجديدة. (ويبدأ العقل عمله المتسبب في الإستقلال بنفسه، ويستبد بتقليب النظر والمباحثة وممارسة التفكير والتنقيب والفحص وهذه تسمى "ثقافة"
نفي خديعة الثقافة العالمية
ثم يشرع في بيان ارتباط الثقافة واللغة بالدين، وينفي وجود ثقافة (عالمية)، أي ثقافة واحدة يشترك فيها البشر جميعا، ويقول: إن هذا (تدليس كبير، وإنما يراد بشيوع هذه المقولة بين الناس والأمم، هدف آخر يتعلق بفرض سيطرة أمة غالبة على أمة مغلوبة لتبقى تبعا لها… فالثقافات المتباينة تتحاور وتتناظر وتتناقش، ولكن لا تتداخل تداخلاً يفضي إلى الامتزاج البتة، ولا يأخذ بعضها على بعض شيئاً، إلا بعد عرضه على أسلوبها في التفكير والنظر والاستدلال .. ويفضي بعد هذا إلى وجوب استبعاد عمل المستشرقين وإقصائه في دراستهم لأمتنا وتاريخها وثقافتها.
رواد النهضة كما يراهم شاكر:
والشيخ شاكر يرى أن الأمة كان بإمكانها أن (تنهض) وأن تدخل طوراً تجديدياً في تاريخها المعاصر، ولكن كان ما كان… ويعلق أن النهضة كان يمكن لها أن تكون على يد خمسة رجال هم:-
1 - عبد القادر بن عمر البغدادي (1682م) صاحب " خزانة الأدب" في مصر، وهو الذي يعتبره الشيخ شاكر الرائد في تبنّيه إعادة قدرة الأمة على التذوق، تذوق اللغة والشعر والآداب وعلوم اللغة.
2 - الجبرتي الكبير حسن بن إبراهيم (والد صاحب التّاريخ) (1774م) في مصر، ويعتبره الشيخ/ شاكر رائد في تنبيه الأمة إلى الصناعات الحضارية وعلوم الكيمياء والفلك.
3 - محمد بن عبد الوهاب (1792م) في جزيرة العرب، ويعتبره الشيخ شاكر رائداً في تحقيق النّهضة الدينية، وردّ البدع والعقائد الفاسدة.
4 - محمد عبد الرّزّاق المرتضى الزبيدي صاحب " تاج العروس" (1790م) في الهند وفي مصر، فهو رائد بعث التراث اللغوي الديني.
5 - محمد بن علي الشوكاني (1834م) في اليمن، ويعده الشيخ شاكر إماماً في إحياء عقيدة السلف ونبذ التقليد والدعوة إلى الوحدة وتجريم التعصبّ.
ثم بين الشيخ شاكر أسباب عدم حصول النهضة، ويربط بين الإخفاق الحاصل وبين جهود المستشرقين في إيجاد الصراعات تحت عناوين:- (الأصالة والمعاصرة) و (القديم والجديد) و (الثقافة العالمية) وبالقضية الهزلية (قضية موقفنا من الغرب).
التوصيف الموضوعي لهجمة نابليون على مصر:-
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتبر الشيخ أن هجمة نابليون على مصر هي من أجل إجهاض ما كان يمكن أن يكون من نهضة لهذه الأمة .. يقول - رحمه الله-: وئدت (اليقظة) أو كادت، وخربت ديارها أو كادت، و استؤصلت شأفة أبنائها أو كادت، واقتطعت أسبابها بالسطو أو كادت، والحمد لله على نعماء (الحملة الفرنسية) التي كان سفاحها المبير (المتحضر) ينوي أن ييشىء لبقايا السيف والتدبير من أبناء القاهرة العتيقة المهدمة (قاهرة جديدة) يستمتعون فيها بجمالها وفنونها، ومسارحها وملاهيها، وقصورها ومتنزهاتها، ويتبخترون في شوارعها خدما فارهين للسادة الأحرار أبناء " الحرية والإخاء والمساواة".
بداية التغريب
قد أفاض الشيخ/ شاكر في جرائم محمد علي الألباني المسمى بالكبير، والعجيب أن بعض الإسلاميين اليوم يريدون عد ما فعله هذا الباشا الكبير هو بداية نهضة لهذه الأمة موافقة لهم للتغربيين.
وكتاب الشيخ لمحة خاطفة للصراع الدائر بين الإسلام وخصومه، وكشف للأدوات الجديدة لهذا الصراع، فحري بالشباب المسلم الاطلاع عليه ودراسته.
وبعد
هذا شيء قليل من ترجمة الشيخ الأستاذ/ محمود محمد شاكر - رحمه الله تعالى-، أردنا أن نُعَرِّفَ به، وأن نكشف عن معركة أهل الإسلام ضد زنادقة الأدب الذين ما زالوا يعيثون في عقل الأمة فساداً، وهي تنبيه لهذا الجانب العظيم (جانب الثقافة واللغة والأدب) وإشارة إلى أهميته، والذين يحتقرون هذه المعركة إنما يستخفون بهذه الأمة، إذ لا حياة لأمة من الأمم دون لغتها ودون آدابها، ولغة أي قوم هي وعاء دينهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وهوية وجودهم، ولذلك صدق الشيخ/ شاكر عندما قال: ونحن نعرف أنك لا تحترم أية أمة ولا تقدرها إلا بعد أن تحترم لغتها وتاريخها، وليس شيءٌ أخطر على هذه الأمة من أن تجعل أبنائها يحتقرون لغتهم.
والمساحة المخصصة لهذا البحث لا تسمح بالتوسع لبيان أكثر عن هذا الشيخ الجليل ومعتقداته ونتائج فكره ونظره، ولكن يكفي أن يخرج قارىء هذه الترجمة بصورة تقريبية عن شيخ العربية في هذا الزمان، وقد رأى البعض أن يسمي الشيخ (بالمحقق للتراث)، واعتبر هذا من باب التعظيم له، مع أن الشيخ كان يرفض هذا اللفظ واستبدلها بكلمة قراءة كما في مقدمة كتاب " طبقات فحول الشعراء" لمحمد بن سلام الجمحي، فإن القراءة العلمية العملية هي ما تحتاجه أمتنا في هذا العصر، القراءة التي تهضم التاريخ والتراث وتستوعبه على ما هو عليه، ثم تبدأ بعملية إنتاج لا يذهب بعيداً عن حاجات الأمة وضروراتها، ولا يسفه إلى دنايا الأمور وصغائرها، فإن التكرار آفة وإن تجملت بأثواب مصبوغة مزركشة.
لم يترك الشيخ مجلدات كثيرة من قلمه وإنشائه، لكنه ترك الكثير من الفهم والوعي والتدقيق، وكان واضحاً كل الوضوح مع كل كلمة يكتبها.
وقد ابتلي الشيخ بتلاميذ له لم يوفونه حقه كما أوفى تلاميذ الغير لأساتذتهم، فانظر إلى تلاميذ " طه حسين" وماذا فعلوا لأستاذهم، وكيف جعلوا اسمه في أبحاثهم ودراساتهم، فأين تلاميذ الشيخ من هؤلاء؟!.
وأخيراً، لقد كان الشيخ/ شاكر كما أراده أستاذه / الرافعي حين قال له: " إن من الناس من يختارهم الله فيكونون قمح هذه الإنسانية، ينبتون ويحصدون ويعجنون ويخبزون ليكونوا غذاء الإنسانية في بعض فضائلها.
رحم الله الشيخ شاكر وألحقه بالصالحين
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 12:49]ـ
بارك الله فيكم
هل من مضيف ,,,
ـ[إياد العكيلي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 09:21]ـ
مؤلفات قيّمة للعلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ:
حكم الجاهلية
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=26&book=141
نظام الطلاق في الإسلام
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=23&book=142
كلمة الحق
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=152
مقدمة العلامة أحمد شاكر لسنن الترمذي
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=215
المفضليات - شرح وتحقيق
أحمد شاكر - عبد السلام هارون
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=1263
عمدة التفاسير عن الحافظ ابن كثير (النسخة الكاملة)
ابن كثير - أحمد محمد شاكر
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1458
...............
مؤلفات قيّمة للعلامة محمود شاكر ـ رحمه الله ـ:
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=26&book=149
قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=159
القوس العذراء
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=199
أباطيل وأسمار
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=229
جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=271
.............................. ........
مؤلفات قيّمة للعلامة بكر أبو زيد
المجموعة العلمية (التعالم-حلية طالب العلم-آداب طالب الحديث-الرقابة-تغريب الألقاب)
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=96
الردود (الرد على المخالف-تحريف النصوص-البراءة-التحذير-تصنيف الناس-عقيدة القيراوني)
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=175
التقريب لعلوم ابن القيم
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=176
النظائر (التراجم الذاتية -التحول المذهبي-العزاب-لطائف الكلم في العلم)
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=194
المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=13&book=277
تصحيح الدعاء
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=14&book=693
التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=12&book=1742
التمثيل
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=14&book=1743
السبحة تاريخها وحكمها
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=14&book=1744
معرفة النسخ والصحف الحديثية
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=12&book=1746
الحدود والتعزيرات عند ابن القيم
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=14&book=1747
والله الموفق .......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 12:10]ـ
جزيت خيرا يااياد.
هل من جديد
ـ[عيووووون]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 05:27]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد في سطور
الحمد لله وبعد؛
الشيخ الدكتور / بكر بن عبد الله أبو زيد من قبيلة بني زيد. القبيلة القضاعية المشهورة في وسط نجد، وهو من مدينة شقراء، ثم الدوادمي حيث ولد فيها في أول شهر ذي الحجة عام أربعة وستين وثلاث مئة وألف من الهجرة.
نشأ نشأة كريمة في بيت صلاح وثراء وعراقة نسب.
درس في الكتّاب ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، وأكملها في مدينة الرياض حيث واصل جميع مراحل التعليم الابتدائي ثم المعهد العلمي ثم كلية الشريعة ثم المعهد العالي للقضاء، وكان بجانب دراسته النظامية يتلقى العلم عن عدد من المشايخ.
فأخذ اللغة عن الشيخ صالح بن عبد الله بن مطلق القاضي المتقاعد في الرياض، وكان يحفظ من مقامات الحريري خمسا وعشرين مقاما بشرحها لأبي العباس الشربشي، وقد ضبطها عليه وأخذ علم الميقات، وحفظ منظومة منظومته المتداولة على ألسنة المشايخ.
وقد انتفع انتفاعا بليغا من رحلته إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ عام ثلاثة وثمانين وثلاث مئة وألف حيث أخذ علم الميقات أيضا عن بعض المشايخ.
ولازم شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، وقرأ عليه عددا من الرسائل، ودرس عليه كتاب الحج من المنتقى في المسجد الحرام، ولازم شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي– رحمه الله – المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وألف من الهجرة عشر سنين دأب في المسجد النبوي، وفي دروسه في عصر رمضان، وفي منزله، وقرأ عليه بعض تفسيره " أضواء البيان "، والجزء الأول من " آداب البحث والمناظرة "، ومواضع من المذكرة في أصول الفقه، وعلم النسب من كتاب ابن عبد البر " القصد والأمم في أنساب العرب والعجم " ونبذا سواها.
وقد أثر فيه الشيخ – رحمه الله – تأثيرا بالغا حبب إليه النظر في لسان العرب، وأصول اللغة العربية حتى صار لها التأثير الظاهر عليه في اسلوبه وبيانه، وبالجملة فقد كان مختصا به، وتخرج على يديه، وكان مغرما بتحصيل الإجازات العلمية في كتب السنة، وله ثبت في هذا.
وقد تخرج من كلية الشريعة عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة منتسبا، وكان ترتيبه الأول من بين الخريجين.
واختير للقضاء فعمل قاضيا في محكمة المدينة الكبرى منذ عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف حتى نهاية عام أربع مئة وألف من الهجرة، وفي عام تسعين وثلاث مئة وألف عُين مدرسا بالمسجد النبوي الشريف فدرس فيه الفرائض والحديث، واستمر حتى عام أربع مئة وألف، ثم عُين بعدها بسنة وكيلا لوزارة العدل، واستمر في الوكالة حتى عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف من الهجرة، وعُين عضوا لمجلس القضاء الأعلى بهيئته العامة، ثم ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعين رئيسا له منذ عام خمسة وأربع مئة وألف حتى تاريخه، وعين أيضا عام خمسة وأربع مئة وألف عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي.
وفي عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف عين عضوا في هيئة كبار العلماء، وعضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وفي أثناء عمله في القضاء واصل الدراسة منتسبا في المعهد العالي للقضاء فتحصل منه على العالمية (الماجستير)، والعالمية العالية (الدكتوراة).
والشيخ بكر – حفظه الله – له مؤلفات عدة تمتاز بالدقة في البحث والجزالة في الأسلوب.
طبع منها نحو خمسين مؤلفا منها:
1 – ابن القيم. حياته، وآثاره، وموارده.
2 – التقريب لعلوم ابن القيم.
3 – فقه النوازل. مجلدان.
4 – معجم المناهي اللفظية.
5 – طبقات النسابين.
6 – معرفة النسخ الحديثية.
7 – التحديث فيما لا يصح فيه حديث.
8 – حلية طالب العلم.
9 – التعالم.
10 – الرقابة على التراث.
11 – تعريب الألقاب العلمية.
12 – آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب.
13 – التراجم الذاتية من العزاب والعلماء وغيرهم.
14 – تسمية المولود.
15 – عقيدة ابن أبي زيد القيراوني والرد على من خالفها.
16 – تصنيف الناس بين الظن واليقين.
17 – حكم الانتماء.
18 – هجر المبتدع.
19 – التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير.
20 – براءة أهل السنة من الواقع في علماء الأمة.
21 – خصائص جزيرة العرب.
22 – جزء في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
23 – جزء في زيارة النساء للقبور.
24 – بدع القراء.
25 – لا جديد في أحكام الصلاة.
26 – تحقيق كتاب " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " للعامري.
27 – تحقيق اختيارات ابن تيمية للبرهان ابن القيم.
28 – أذكار طرفي النهار.
29 – تحريف النصوص.
30 – المثامنة في العقار.
31 – آداب الهاتف.
32 – أدب الثوب والأزرة.
إلى غير ذلك.
نسأل الله للشيخ بكر الأجر، وأن يزيده من فضله، وأن ينفع به المسلمين، وأن يحفظه ويجعله مباركا أين ما كان.
والله اعلم
عبد الله زقيل
المصدر: صيد الفوائد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 08:17]ـ
منذ ما يقارب العشر سنوات وقفت على رسالة بعنوان ((الشيخ أحمد محمد شاكر وجهوده في علم الحديث النبوي)) في كلية أصول الدين - جامعة الأزهر بالقاهرة، ولا يحضرني الآن اسم الباحث، فلعلك تراجع فهرس الرسائل الجامعية التي أعدها مركز الملك فيصل.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 10:03]ـ
جزاكم الله خيرا
هل من مزيد
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 03:07]ـ
جزاكم الله خيراً، وهذا رابط موضوعه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67541
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 10:05]ـ
بارك الله فيك أخانا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 10:34]ـ
منذ ما يقارب العشر سنوات وقفت على رسالة بعنوان ((الشيخ أحمد محمد شاكر وجهوده في علم الحديث النبوي)) في كلية أصول الدين - جامعة الأزهر بالقاهرة، ولا يحضرني الآن اسم الباحث، فلعلك تراجع فهرس الرسائل الجامعية التي أعدها مركز الملك فيصل.
أحسن الله اليكم ,, أيمكن رفعها على الموقع.
ـ[ماهر ماهر]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:02]ـ
رجل هذا الزمان وعالم جليل اذا اردت ان تتعرف علي ابو فهر محمود محمد شاكر فقرا لة ان شئت رسالة في الطريق الي ثقافتنا
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:42]ـ
ما هو علم الميقات؟
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 06:21]ـ
و ثمت بحثان عن الشيخ أحمد شاكر و منهجه في نحقيق المسند نشرا بمجلة الشريعة الكويتية متفرقين
و هناك باحث ف دار العلوم يعمل على الموضوع نفسه بخصوص ابي الاشبال رحمه الله
و اما عن اخيه فثمت باحث آخر يعمل علي الاستاذ محمود شاكر مفكرا اسلاميا و هذا في دار العلوم ايضا
و قد نال احد مرسي دار العلوم درجة الماجستير او الدكتوراه في دراسة ابي فهر و جهوه في الدرس الادبي
ـ[أبو مسلم العيساوي]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 01:40]ـ
جزاكم الله خيرا، وجعلكم خير خلف لخير سلف.
ـ[قائل الحق]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 02:50]ـ
http://www.tawhed.ws/r?i=bxmsidaf
ـ[المتبع]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 05:12]ـ
ادخل هذا الرابط لتعرف علم الميقات
http:// ... .eldjazair.net.dz/astroecology/astrecologia/index_ar.htm(/)
بروك البعير كيف يكون؟
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 10:34]ـ
بروك البعير كيف يكون؟
ثبت عن النبي ^ أنه نهى أن يسجد المصلي كما يبرك البعير، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً. صحح ذلك جمع من العلماء، منهم العلامة الألباني، والحويني، وغيرهما.
وصحح الشيخ عبد الله السعد منه ما ثبت عن أبي هريرة ? موقوفاً: «لا يبركنّ أحدكم بُروك الجمل الشارد».
فنظرنا كيف يكون بروك البعير، فجمعنا لأخواننا هذه الثلة من أقوال الأئمة وأهل العلم في كيفية بروك الجمل، نسأل الله تعالى أن ينفع بها.
أخرج الطحاوي في «شرح معاني الآثار» 1/ 256: عن عَلْقَمَةَ والأَسْوَدِ قَالا: حَفِظْنَا عن عُمَرَ في صلاته أنّه خَرَّ بَعْدَ رُكُوعِهِ على رُكْبَتَيْهِ كما يَخِرُّ الْبَعِيرُ، وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قبل يَدَيْهِ».
ـ وقال السرقسطي في الدلائل 3/ 992: «هذا في السجود، يقول: لا يرمِ بنفسه معاً كما يفعل البعير الشارد غير المطمئن المواتر ولكن لينحطَّ مطمئناً يضع يديه ثم ركبتيه».
ـ وقال ابن حزم في «المحلى» (4/ 129): «وركبتا البعير هي في ذراعيه».
ـ وقال الإمام الطحاوي في «مشكل الآثار» 1/ 169: «فقال قائل: هذا كلام مستحيل، لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير. والبعير ينزل على يديه، ثم أتبع ذلك بأن قال: «ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه»، فكان ما في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله، قد أمره به في آخره.
فتأملنا ما قال مِن ذلك، فوجدناه محالاً، ووجدنا ما رُويَ عن رسول الله ^ في هذا الحديث مستقيماً لا إحالة فيه. وذلك أن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك، لأن رُكَبَهم في أرجلهم، لا في أيديهم. فنهى رسول الله ^ في هذا الحديث ـ المصليَ أن يَخرَّ على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يَخرُّ لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه.
فبان بحمد لله ونعمته أنَّ الذي في هذا الحديث عن رسول الله ^ كلام صحيح لا تضاد فيه ولا استحالة فيه. والله نسأله التوفيق» اهـ.
ـ وقال الأزهري في «تهذيب اللغة» (10/ 216): «وركبة البعير في يده. وركبتا البعير المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان».
ـ وقال ابن سيدة في «المحكم والمحيط الأعظم» (7/ 16): «وكل ذي أربع ركبتاه في يديه، وعرقوباه في رجليه».
ـ قال ابن منظور في «لسان العرب» (مج3/ج19/ 1714 ـ 1715): «وركبة البعير في يده. وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: ركب. و ركبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. وكل ذي أربع ركبتاه في يديه وعرقوباه في رجليه».
وبمثله في «تاج العروس» 2/ 527 ـ الكويت.
ـ وفي «المشارق» للقاضي عياض 1/ 85: «وقوله: (فبَرَك عمر) بتخفيف الراء: من برك (على ركبتيه) هنا من البروك: أي جثى على ركبتيه كبروك البعير».
ـ قال العلامة الدميري في «الحيوان» ج2/ص355: «وكلُّ شيء من ذوات الأربع فركبتاه في يديه، وركبتا الإنسانِ في رجليه».
وقال في موضع آخر: ج7/ص242: «والزّرافة طويلةُ الرِّجْلين منحنية إلى مآخيرها، وليس لرجلَيْها ركبتان وإنما الرُّكبتانِ ليديها، وكذلك البهائم كلُّها، وعَسَاهُ إنما أرادَ الثفِنات، والإنسانُ ركْبتاه في رجليه».
ـ وقال التُّورِبِشْتِيُّ: كَيْفَ نهى عن بُرُوكِ الْبَعِيرِ ثُمَّ أَمَرَ بِوَضْعِ الْيَدَيْنِ قبل الرُّكْبَتَيْنِ وَالْبَعِيرُ يَضَعُ الْيَدَيْنِ قبل الرِّجْلَيْنِ وَالْجَوَابُ: أَنَّ الرُّكْبَةَ مِنَ الانسان في الرِّجْلَيْنِ وَمِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ في الْيَدَيْنِ.
نقله القاري في «المرقاة» 2/ 570، وعنه: المباركفوري في «تحفة الأحوذي» ج2/ص119.
ـ قال في «عون المعبود» 3/ 70: القول بأن الركبة من ذوات الأربع في اليدين يدل على صحته قول سراقة: ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ... في حديث هجرة النبي ^. رواه البخاري.
ومن ههنا ظهر أن القول بأن الركبة في ذوات الأربع في اليدين ليس كلاماً لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة كما قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد. اهـ
قلت:
ـ وقد ذهب الإمام ابن القيم رحمه الله في «الزاد» 1/ 224 ـ 226، وفي حاشيته على سنن أبي داود 3/ 74 ـ 75، إلى نفي أن تكون ركبتا البعير في يديه، فهو نافٍ، وقد أثبتنا أن العرب تجعل ركبتي البعير في يديه لا في رجليه، والمثبت معه مزيد علم على النافي، فلا حاجة إلى إصرار بعض الأفاضل على الاستدلال بكلام الإمام ابن القيم مع وجود ما يثبت خلاف كلامه.
نعم، ابن القيم حبيبنا، والحقُّ أحبّ إلينا منه، ومنه ومن أمثاله استفدنا الإنصاف، رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 10:47]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
وقد أشار إلى كثير مما ذكرتَ الشيخ أبو إسحاق الحويني في (نهي الصحبة)
وكتاب الدميري اسمه (حياة الحيوان) تمييزا له عن (الحيوان) للجاحظ.
وممن تعقب ابن القيم في كلامه هذا: الشيخ أحمد شاكر، والشيخ الألباني، والشيخ الحويني.
رحم الله الجميع
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 09:44]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم أبا عبد الرحمن
وهذا الاختيار هو ما ترتاح اليه النفس والله أعلم، وأود أن أضيف الى استدلالاتك النقلية القيمة خاطرا طرأ لي من تأملي في المسألة، في هيئة البعير وهي تبرك. فالذي يظهر لي أن الانسان اذا ما نزل لسجوده على ركبتيه أولا كان أقرب شبها لهيئة البعير وهي تبرك منه اذا قدم يديه أولا في النزول. فعند التأمل في هيئة البعير وهي تبرك، تراها تكون رأسها قائمة في حال نزولها وثنيها لمفاصل رجلها ويدها، وهذا يشبه صورة الذي ينزل بركبتيه أولا في السجود، من حيث انه ينزل على ركبتيه ورأسه قائمة حتى اذا ما ستوى عليهما قاعدا، هبط برأسه ويديه الى الأرض بعد ذلك، في حين لو أنه أرسل يديه أولا الى الأرض لبدأ لزاما بحني قامته وظهره، وارسال جبهته ورأسه مع يديه الى الأرض أولا، ثم يأتي بعد ثنيه لركبتيه ونزولهما على الأرض. لا أقول أن رأسه تنزل أولا قبل ركبتيه فهذا شديد التعذر ولا يكون في العادة، وانما تتحرك رأسه الى أسفل مع كتفيه ارسالا ليديه الى الأرض، حتى اذا لمست يداه الأرض ارتكن عليهما ثم نزل بركبتيه ثم واصل انزال رأسه حتى تمس جبهته الأرض .. فالذي خالف صورة برك البعير في ذلك الوضع - أعني تقديمه ليديه في ارسالهما الى الأرض قبل ركبتيه - أن رأسه كانت أول ما هوى منه (ولعل ذلك يكون من حكم وصفه تعالى للسجود في القرءان بأنه يخر به العبد الى الذقن) فكأن جميع الجسد يتحرك في سبيل ارسال الجبهة والذقن الى الأرض، فيناسب أن يكون بداية ذلك ارسال الرأس لا الركبتين، ولا يكون ذلك الا بالبداءة باليدين في النزول، والله تعالى أعلم.
وكثيرا ما ينزل الواحد منهم على ركبتيه نزولا شديدا يسمع له صوت ارتطام يحضر الى الذهن صورة نزول الدابة وهي تبرك وارتطام بطنها بالأرض، ومما يلاحظ أن ذلك النوزل الشديد على الركبة من شأنه أن يؤلمها وربما يؤذيها على المدى البعيد، والله ما كان ليكلف الانسان بأمر فيه ضرره وأذيته! وحقيقة ألحظ أنه تكون صورة نزولهم - أعني الذين يقدمون الركبة - لا توحي بالخشوع والخضوع والتعبد بقدر ما توحي بالتلكؤ والكسل والدعة، فكأنما هو يريد أن يقغد ويستقر أولا ثم يحني هامته ورأسه الى الأرض بعد ذلك، وهذا يورث التباطؤ في الهبوط ويشعر بمخالفة صفة السجود السريع التي يستشعرها المرء من قوله تعالى: ((خَرُّوا سُجَّداً)) وقوله ((يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً)) وقوله ((َيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)) وغيره.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 10:44]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك، وهذا كلام طيب يُستأنَس به، لكنه غير ملزم للمخالف، وإن كان يزيدني ثقة بأن النهي عن بروك البعير يقتضي النهي عن النزول بالركبة، والله أعلم وأحكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:33]ـ
جزاكم الله خيرا
أعجبني مذهب آخر في المسألة أراه موافقا للنصوص ومقاصدها _أقصد نصوص الصلاة_ فإنه من تتبعها ودقق فيها النظر فهم منها هذا الفهم الذي لا يعطاه إلا من وفقه الله
وهو ماذكره الشيخ عبد الكريم الخضير رضي الله عنه وحفظه مفصلا لكلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله في محاضرة له بعنوان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
حاصله أن المراد من الحديث الحث على الطمأنينة والسكينة والنهي عن ضدها فبأي الهيئات نزلت محققا لهذه الصفة حصل المطلوب وهو مقصود الشارع
فهذا معنى النهي عن مشابهة البعير في البروك فإن البعير إذا برك أحدث صوتا وضربا في الأرض وغبارا
فإذا سجد المصلي مسرعا محدثا صوتا غير مطمئن فقد وقع في النهي سواء قدم يديه أو ركبتيه
فالنظر هنا توجه لمقصد الشارع
ويؤيده أن التشبيه يأتي في النصوص ولا يراد به المطابقة من كل وجه
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام الشيخ الخضير للفائدة والزيادة:
"في حديث وائل بن حجر – وهذه مسألة كثر فيها الكلام, وهي في غاية الأهمية – مسألة ماذا يقدم إذا سجد؟ هل يقدم يديه؟ أو يقدم ركبتيه؟
جاء في حديث وائل بن حجر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه, والحديث مخرج في السنن, فقد رواه الأربعة, وصححه بعض أهل العلم, وعلى هذا إذا سجد المصلي يضع ركبتيه ثم بعد ذلك يضع يديه, وهذا مرجح عند جمع من أهل العلم, وانتصر له ابن القيم.
لكن روى أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) , وهذا عكس الحديث السابق.
وحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل, كما يقول الحافظ ابن حجر: فإن له شاهداً من حديث ابن عمر, صححه ابن خزيمة, وذكره البخاري معلقاً موقوفاً.
وهذه المسألة إلى بسط, وتحتاج إلى توضيح, فعندنا حديثان متضادان في الظاهر, وإذا رأيت من يرجح تقديم الركبتين, كما في حديث وائل, فإنه يحكم على حديث أبي هريرة بأنه ضعيف لأنه مقلوب, وإذا رأيت من يرجح تقديم اليدين على الركبتين, لأنه جاء في حديث أقوى من حيث الصناعة وله شواهد, فإنه يحكم على حديث وائل بأنه ضعيف.
ابن القيم رحمه الله تعالى قال إن حديث أبي هريرة مقلوب.
كيف كان مقلوباً؟!!
يقول: في الحديث (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) وإذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد شابه البعير, لأن البعير يقدم يديه في بروكه قبل ركبتيه, إذاً يكون هذا تناقض, فهو مقلوب, لأننا لو أخذناه على ظاهره صرنا متناقضين, هكذا قرر ابن القيم, وأطال رحمه الله تعالى في تقرير القلب في هذا الحديث, وأجلب على هذه المسألة بكل ما أوتي من قوة وبيان وسعة اطلاع, ليقرر أن الحديث مقلوب.
وبعضهم يرى وينقل عن بعض كتب أهل اللغة أن ركبتي البعير في يديه, لكن افترض أن ركبتي البعير في يديه, هل ينحل الإشكال؟
لا, لا ينحل الإشكال, لأنه إذا قدم يديه أشبه بروك البعير في الصورة.
شيخ الإسلام رحمه الله يرى أن الصورتين كلاهما صحيحتان وجائزتان, وسواء قدم الإنسان يديه أو قدم ركبتيه سيان, فهذه ثابتة من فعله عليه الصلاة والسلام, وهذه ثابتة من أمره (وليضع يديه) فاللام لام الأمر.
وهذه المسألة تحتاج إلى دقة فهم, هل الحديث الثاني حديث أبي هريرة مقلوب كما قال ابن القيم؟
أقول: الحديث ليس بمقلوب, وآخره يشهد لأوله, (لا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) , هل فهمنا معنى البروك؟
لا, لم نفهم معنى البروك لكي نفهم الحديث.
هل طعن أحد من الأئمة المتقدمين في الحديث بأنه مقلوب؟
لا, لم يطعن أحد فيه بأنه مقلوب, ومن تكلم فيه تكلم في إسناده, ولم يتكلم في متنه, إذاً هل خفيت هذه العلة على المتقدمين؟
لا, لم تخفى, لأنها واضحة, فالذي أدركه ابن القيم يمكن أن يدركه آحاد الناس, فكل إنسان يرى البعير يقدم يديه قبل ركبتيه.
لكننا لم نفهم معنى البروك. متى يقال: برك البعير؟
يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى, فإذا برك المصلي على يديه بقوة وأثار الغبار وفرَّق الحصى وخلخل البلاط كما يفعل بعض الناس نقول: هذا برك مثل ما يبرك البعير, لكن إذا قدم يديه قبل ركبتيه ووضعهما مجرد وضع على الأرض فإنه لا يكون برك مثل بروك البعير, وامتثل قوله عليه الصلاة والسلام (وليضع يديه قبل ركبتيه).
فالملاحظ مجرد الوضع, فإذا نزل الإنسان على الأرض بقوة, وقدم يديه قبل ركبتيه, وسُمِعَ لنزوله على الأرض صوت – لأن بعض الناس إذا نزل على الأرض فإنك تسمع البلاط يتخلخل – فهذا برك مثل ما يبرك البعير, لكن لو قدم ركبتيه بقوة على الأرض, هل يكون فعل مثل ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث وائل (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه)؟
لا, بل نقول: هذا برك مثل ما يبرك الحمار, يقدم ركبتيه لكن بقوة, وقد نهينا عن مشابهة الحيوانات.
أيهما أقوى حديث وائل أو حديث أبي هريرة؟
حديث أبي هريرة أقوى (وليضع يديه قبل ركبتيه) , فلنفرق بين مجرد الوضع وبين مشابهة البعير في بروكه على الأرض بقوة.
ألا تفرِّق بين وضع المصحف على الأرض وبين رميه على الأرض وإلقاءه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك فرق, فالأول جائز عند أهل العلم, لكن رمي المصحف على الأرض وإلقاؤه خطر عظيم, وبعض أهل العلم يفتي بكفر من يفعل هذا, إذا فعله استخفافاً, ففرق بين أن ترمي المصحف, وبين أن تضعه مجرد وضع على الأرض, وهذا جائز.
فعلينا أن نفهم معنى الوضع, وحينئذ لا يكون هناك تعارض بين أول الحديث ولا آخره, فنحتاج إلى ترجيح بين الحديثين, والذي يقول إن حديث أبي هريرة أرجح يقول: نقدم اليدين قبل الركبتين, لكن لا نبرك مثل بروك البعير, ولا ننزل على الأرض بقوة, بل نضع اليدين قبل الركبتين, والذي يرجح حديث وائل يقول: النبي عليه الصلاة والسلام كان يضع ركبتيه مجرد وضع على الأرض قبل يديه.
وشيخ الإسلام رحمه الله لحظ مسألة وضع ورفق وهدوء في الصلاة, وسواء قدم الإنسان يديه أو ركبتيه, المقصود أنه يضع مجرد وضع فهما سيان.
والذي يرجح حديث أبي هريرة على حديث وائل, وهو مقتضى ما ذكره الحافظ ابن حجر هنا, يقول: أنا أقدم يديَّ قبل ركبتيَّ برفق, وأضع يديَّ على الأرض قبل ركبتيَّ, وامتثلت هذا الأمر (وليضع يديه قبل ركبتيه) , ولم أشبه البعير.
لأن التشبيه يأتي في النصوص ولا يراد به المطابقة من كل وجه, بل إذا وُجِدَت المشابهة ولو من وجه حصل التشبيه, وصح التشبيه, ولا يلزم أن تكون المشابهة من كل وجه.
وإلاَّ فتشبيه رؤية الباري جل وعلا برؤية القمر ليلة البدر إذا قلنا من كل وجه لزم على هذا لوازم, صار الحديث مضاداً لقوله جل وعلا (ليس كمثله شيء) , لكن التشبيه من وجه دون وجه, فهو تشبيه للرؤية بالرؤية, لا المرئي بالمرئي.
وهنا التشبيه إنما هو في النزول على الأرض بقوة, فالإنسان إذا نزل على يديه بقوة على الأرض قلنا: أشبه البعير, وإذا نزل بركبتيه بقوة على الأرض قلنا: أشبه الحمار, وكلاهما ممنوع, والمصلي منهي عن مشابهة الحيوانات, ولذا يرى بعضهم التخيير بين الفعلين, ويلاحظ مسألة الوضع, فسواء قدم يديه أو قدم ركبتيه لا فرق"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:18]ـ
قلت: وبذلك يظهر خطأ بعض المصلين حين يهوي بسرعة في سجود التلاوة في الصلاة بدعوى سرعة الامتثال لأمر الشارع فإنه مخل بالسكينة والطمأنينة المطلوبة حالة الهويّ والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 01:14]ـ
لكننا لم نفهم معنى البروك. متى يقال: برك البعير؟
يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى
ظاهرٌ أن الشيخ بقوله ((يقال: برك البعير، إذا ... )) قد نقل من الكتب المختصة والمعاجم، لكني لم أجد مثل هذا النقل في المعاجم التي بين يدي، فهلا دللتني على مصدر لهذه العبارة؟.
وبعضهم يرى وينقل عن بعض كتب أهل اللغة أن ركبتي البعير في يديه, لكن افترض أن ركبتي البعير في يديه, هل ينحل الإشكال؟
لا, لا ينحل الإشكال, لأنه إذا قدم يديه أشبه بروك البعير في الصورة.
ولماذا لا ينحل الإشكال!؟ لأننا نقول: إذا قدّم يديه خرج عن مشابهة البعير في الصورة. ما يمنعنا من قول ذلك!؟
ألا ترى أنني إذا نزلت بيدي على الأرض بتؤدة وطمأنينة حصلت على الخيرين؟ امتثال الأمر بالنزول على اليد، والطمأنينة في الصلاة. وبهذا يحل الإشكال في نظري، والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 02:04]ـ
ان مذهب الشيخ الخضير هو محاولة فريدة للجمع بين الحديثين، بارك الله فيه وحفظه ونفع به المسلمين، ولكنه وعلى قوته الا أن فيه نظر، وظاهر حديث أبي هريرة على نحو ما فهمه المتقدمون من أهل العلم لا يخدمه في الحقيقة. فقوله صلى الله عليه وسلم في مختتم الحديث "وليضع يديه قبل ركبتيه"، يفهم منه أن الهيئة الذميمة التي تشبه بروك البعير انما هي ما يخالف ما أمر به ها هنا من وضع اليدين قبل الركبتين. ولو كان يريد ما ذهب اليه الشيخ لقال: "وليترفق في وضع يديه قبل ركبتيه" أو "ولينزل على يديه بسكينة" أو نحو ذلك مما يفيد هذا المذهب بوضوح .. لكنه يقول "وليضع يديه قبل ركبتيه" وليس في مجرد كلمة "ليضع" ما يفهم منه أن المراد هو النهي عن سرعة النزول (على نحو ما فسر به الشيخ بروك البعير)
ونقول أنه لو اعتبرنا أن العطف لهذه العبارة على سابقتها هو عطف أمر على نهي متغايران لا من باب بيان وتفصيل العمل الصحيح بعد النهي عن الخطأ، كما في عطفه عليه السلام لمخالفة اليهود والنصارى على اعفاء اللحية وحف الشارب، فهي أوامر متتابعة لا يعلل بعضها بعضا بالضرورة أو يفسره، لو اعتبرنا ذلك لربما ساغ أن يقال بما يذهب اليه الشيخ من أن صفة بروك البعير المنهي عنها، لا علاقة لها بتقديم اليدين أو الركبتين في النزول. ولكني لم أعلم أحدا من الأئمة المتقدمين وجه هذا الحديث على هذا التوجيه، وانما فهم منه أن الأمر بتقديم اليدين على الركبتين في ذيل الحديث هو ما يخالف المصلي به هيئة بروك البعير المنهي عنها في مقدمة الحديث .. ولهذا اجتهدوا وذهبوا مذاهبهم في الجمع والترجيح بين الحديثين كما هو مبثوث في كتبهم في هذه المسألة. ولو أني علمت منهم سلفا للشيخ الخضير فيما ذهب اليه، لقدمت هذا القول على غيره، فمعلوم أنه لا يعمد الى الترجيح الا اذا استحال الجمع، ولكن من من المتقدمين قال بهذا القول ومن الذي قال عن البروك في اللغة بنحو ما قاله الشيخ حفظه الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 09:54]ـ
ولماذا لا ينحل الإشكال!؟ لأننا نقول: إذا قدّم يديه خرج عن مشابهة البعير في الصورة. ما يمنعنا من قول ذلك!؟
[/ size]
الشيخ يرى أنك إذا نزلت على يديك فقد شابهت البعير في نزوله لأنه ينزل على يديه فإن ركبتيه في يديه
ولكن من نزل على يديه فقد خالف البعير في حقيقة النزول فإنه لم ينزل على ركبتيه كالبعير
الحاصل أن من نزل على يديه فقد شابه البعير من وجه _وهي الصورة الظاهرة أو الهيئة_ وخالفه من وجه آخر وهو عدم النزول على الركبة
وبهذا لا ينحل الإشكال فإن المشابهة موجودة
لكن على المذهب الذي ذكره الشيخ ينحل الإشكال فمن جاء بالطمأنينة لم يشابه البعير الشارد عند بروكه من أي وجه من الوجوه
فإن قلتم إن قوله (وليضع يديه قبل ركبتيه) يدل على النهي عن وجه واحد من المشابهة وهو الهوي بالركبتين كما أشار إليه الفاضل أبو الفداء
قيل هذا لا يستقيم على مذهب من يضعب الحديث إلا قوله لا يبركن أحدكم كما يبرك البعير الشارد
ألا ترى أنني إذا نزلت بيدي على الأرض بتؤدة وطمأنينة حصلت على الخيرين؟ امتثال الأمر بالنزول على اليد، والطمأنينة في الصلاة. وبهذا يحل الإشكال في نظري، والله أعلم وأحكم.
ولمخالفك أن يدعي ذلك فيقول أنا أنزل على ركبتي بتؤدة وطمأنينة وقد حصلت على الخيرين لفعل عمر وحديث وائل مع ضعفه ولأن المراد من الحديث الحث على الطمأنينة والنهي عن ضدها
وأنتم لا ترون النزول على الركبة وبذلك يبطل دليلك لأن مخالفك استدل به نفسه على مذهبه الذي تنكره
لذلك أرى أن على المذهب الذي ذكره الشيخ ينحل الإشكال والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 09:58]ـ
ظاهرٌ أن الشيخ بقوله ((يقال: برك البعير، إذا ... )) قد نقل من الكتب المختصة والمعاجم، لكني لم أجد مثل هذا النقل في المعاجم التي بين يدي، فهلا دللتني على مصدر لهذه العبارة؟.
لعله فهم ذلك من قوله (البعير الشارد)
فالمنهي عنه بروك معين أو موصوف بصفة إما كاشفة وإما مقيدة وهو بروك البعير الشارد
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 10:18]ـ
ولو أني علمت منهم سلفا للشيخ الخضير فيما ذهب اليه، لقدمت هذا القول على غيره، فمعلوم أنه لا يعمد الى الترجيح الا اذا استحال الجمع، ولكن من من المتقدمين قال بهذا القول ومن الذي قال عن البروك في اللغة بنحو ما قاله الشيخ حفظه الله؟
للمصلي هنا ثلاث حالات لا غير:
الأول أن يقدم يديه على ركبتيه دائما ومطلقا
الثاني عكسه
الثالث أن يقدم يديه تارة وركبتيه تارة أخرى
وبكل قال السلف
أما الأول والثاني فمعلوم
وأما الثالث فهو رواية عن مالك رواها عنه ابن عبد الحكم ذكرها ابن حبيب كما في شرح ابن بطال
ومقتضى المذهب الذي ذكره الشيخ هو ثالث مذاهب السلف وإن اختلف وجه الاستدلال
لكن المؤدى واحد والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 11:53]ـ
بارك الله فيكم .. ولكن كيف استدل مالك فيما تنقلون عنه على مذهبه هذا؟ وكيف كان توجيهه لمسألة بروك البعير فيما ذهب اليه؟ فلو كان الأمر مقتصرا على النظر في كيفية جمع حديث رؤية وائل للنبي ينزل بركبتيه أولا، الى حديث أمر النبي بالنزول على اليدين أولا، من غير أن يكون في أي من الحديثين نهي عن مشابهة بروك البعير، لقلنا أن الجمع يحتمل أن يكون على وجه مما يذهب اليه الفقهاء عادة عند تعارض أمره مع فعله عليه السلام. ولكن وجود النهي عن البروك كما يبرك البعير في مقدم حديث الأمر بتقديم اليدين لا يؤدي بالمتأمل فيه الا الى جعل احدى الهيئتين (تقديم اليدين وتقديم الركبة) هي المتوجه اليها النهي والتشبيه بتلك الهيئة، والأخرى هي المقصودة بالأمر، والله أعلم
وأما ما بنى عليه الشيخ الخضير كلامه فهو تأول للنهي عن بروك البعير بحمله على أن المراد هو النهي عن سرعة النزول والارتطام بالأرض، وهذا هو الذي لا أحسب أنه قد سبقه اليه أحد من السلف، ولا أظنه هو المذهب الثالث الذي ذكرتم، ولا أعلم أحدا من أهل اللغة قال بأن مطلق لفظة البروك يدل عليه!
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 02:44]ـ
الحاصل أن من نزل على يديه فقد شابه البعير من وجه _وهي الصورة الظاهرة أو الهيئة_ وخالفه من وجه آخر وهو عدم النزول على الركبة
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا لا ينحل الإشكال فإن المشابهة موجودة
من قال من العرب إن الرجل إذا نزل على يديه شابه البعير في الصورة الظاهرة أو الهيئة!؟
نعم قال العرب: إن الرجل إذا نزل على ركبتيه فقد شابه البعير في بروكه، قال ذلك رجلان من العرب الأقحاح مخبرَينِ ناقلَينِ غيرَ مجتهدَينِ، وهما علقمة والأسود، إذ قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبيته كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه.
ثم إن الشيخ الخضير حفظه الله تعالى قال: ((يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى))، فأين تقييده ببروك البعير الشارد.
ثم هب أنه أراد الشارد، فمن أين نقله بقوله: يقال: برك البعير إذا .... !؟
ثم أعيد فأقول: مَنْ منَ العرب فسَّرَ بروكَ البعير الشارد بأنه ينزل على الأرض بقوة .... !؟
دعنا نرجع إلى أهل اللغة وعلماء العربية، وهم يفسرون قوله: ((لا يبركن أحدٌ بروك البعير الشارد)). قال السرقسطي: يقول: لا يرمِ بنفسه معاً كما يفعل البعير الشارد غير المطمئن المواتر، ولكن لينحط مطمئناً يضع يديه ثم ركبتيه.
وقال الطحاوي في شرح المشكل: ((وذلك أن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك، لأن رُكَبَهم في أرجلهم، لا في أيديهم. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المصليَ أن يَخرَّ على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يَخرُّ لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه.
فبان بحمد لله ونعمته أنَّ الذي في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام صحيح لا تضاد فيه ولا استحالة فيه)).
لذا فقول أخينا الشيخ أمجد فإن المشابهة موجودة إن كان يراها مشابَهةً ـ برأيه أو برأي من فضيلة الشيخ الخضير حفظه الله ـ فلن نقبلها حتى يأتينا بدليل من كلام العرب أنهم يجعلون النازل على يديه مشابهاً في الصورة أو الهيئة للبعير.
وقد أحلتُ على مليء في أن العرب إذا رأت الرجل ينزل على رجليه قالت: شابه البعير في بروكه.
فأحلني على مليء، فتح الله عليك ونفع بك.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:35]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
أيها الإخوة الأحباب، الخطب يسير، والإبل في بلاد العرب بطولها وعرضها، من الخليج إلى بحر الظلمات، ما على أحدنا إلا أن ينظر إلى البعير وهو يبرك، إن لم يكن قد رآه قبل، ليعلم كيف يبرك البعير،
والله تعالى أعلم
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 12:24]ـ
الأمر يسير بإذن الله تعالى , فمن يرى صحة حديث أبي هريرة فليضع يديه قبل ركبتيه , ومن كان يرى ضعف الحديث ونظر للآثار الأخرى في المسئلة ورجح النزول بالركبتين فليفعل.
وبالمناسبة فالشيخ عبدالله السعد _ حفظه الله _ يرى النزول بالركبتين _ على ما أذكر _ بعكس ما قد يفهم من مقدمة المقال.
هذا وقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال: ينحط أحدهم من قيامه للسجود ويضع يديه على الأرض قبل ركبتيه , وإذا نهض من سجوده أو بعدما يفرغ من التشهد يرفع ركبتيه من الأرض قبل يديه , وهذا خطأ وخلاف ما جاء عن الفقهاء , وإنما ينبغي له إذا انحط من قيامه للسجود أن يضع ركبتيه على الأرض ثم يديه ثم جبهته , وإذا نهض رفع رأسه ثم يديه ثم ركبتيه , بذلك جاء الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهى كلام الإمام _ رحمه الله ورضي عنه _ وهذا هو مقدم المذهب عند الحنابلة.
ولا يخفى أن الغرض من الموضوع هو الكلام على صفة البروك , ولكن حيث إن الأخوة تكلموا عن المسألة وراجحها , فهناك بحثين نفيسين للشيخين عبدالله السعد وحمزو المليباري حول صحة حديث أبي هريرة.
والله أعلم.
ـ[ناصر يوسف اسماعيل]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 02:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لقد افدتني في هذا الكلام كثيرا
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 03:17]ـ
الكلام في الحديثين المشار إليهما طويل الذيول بين مصحح ومضعف.
والمراد في الموضوع النظرُ إلى الناحية اللغوية في البروك، كيف يكون.
ولو وضعنا الخلاف في الحكم على الحديثين جانباً، وجعلنا بين أعيننا الاتفاق على مخالفة البعير في بروكه ـ وهذا ما جعلني أثبت تصحيح الشيخ السعد لحديث النهي عن بروك البعير الشارد ـ فبأي حكم سنخرج؟
إن من مقاصد الشريعة في الصلاة مخالفة الحيوانات في هيئاتها، فجاء النهي عن إقعاءٍ كإقعاء الكلب، ونقر كنقر الغراب، وغير ذلك.
فلو أراد المصلي أن يسجد فلا سبيل له إلا بأن يسجد على حالين:
الأول: يسجد على يديه.
الثاني: يسجد على ركبتيه.
فَنَظَر في كلام العرب، إذا سجد على يديه أو ركبتيه، فبأيهما سيكون مشابهاً للبعير، وبأيهما سيخرج من حال المشابهة؟
وأذكّر بأن من أقوى استدلالات الأفاضل الذين يسجدون على ركبهم، فعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وقد قيل فيه ما مرَّ بأنه كان يسجد على ركبتيه كما يبرك البعير، فكيف أوافقه على ذلك، إذ لعله كان معذوراً لمرض أو حاجة.
السؤال هين، والجواب عنه كذلك: كيف أسجد بحيث لا أشابه البعير في بروكه؟
الجواب: علماء العربية يقولون: إذا سجدتَ على ركبتيك شابهتَ البعير في بروكه.
أرجو الحفاظ على الموضوع في مادته اللغوية فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 03:19]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
السؤال هين، والجواب عنه كذلك: كيف أسجد بحيث لا أشابه البعير في بروكه؟
الجواب: علماء العربية يقولون: إذا سجدتَ على ركبتيك شابهتَ البعير في بروكه.
أرجو الحفاظ على الموضوع في مادته اللغوية فحسب.
فكل من رأى رجلا ينزل على ركبتيه، ورأى بعيرا يبرك، وجد الشبه البين الذي تفضلت بذكره، على لسان أهل اللغة،
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:12]ـ
شكر الله للمشايخ الفضلاء هذه المباحثات العلمية
سمعت الشيخ العلامة محمداً العثيمين -رحمه الله- يقول كلاماً وجيهاً عن هذه المسألة
فقد ذكر رحمه الله أنَّ النهي هو عن بروكٍ كبروك البعير، وليس عن البروك على ما يبرك عليه البعير
فالمنهيُّ عنه مشابهة البعير في صورة البروك
وهذا القدر محلُّ اتفاق بين روايات النهي
ومعلوم أنَّ البعيرَ إذا بركَ فإنه يبدأ بمقدمته قبل مؤخرته، فمن بركَ بمثل هذه الصورة
فقد شابه البعيرَ في صورة البروك، وهذا يؤكد خطأ رواية: (وليضع يديه قبل ركبتيه) لأنها مخالفةٌ
لصدر الحديث من هذا الوجه
وفي كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله ما يفيد في هذا
وهذه المسألة لم أحقق القولَ فيها، لكن وقع في قلبي هذا الترجيح الذي سمعته من الشيخ رحمه الله
ولعل الأحباب يفيدون برأيهم تأييداً أو معارضة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:20]ـ
فالمنهيُّ عنه مشابهة البعير في صورة البروك
وهذا القدر محلُّ اتفاق بين روايات النهي
ومعلوم أنَّ البعيرَ إذا بركَ فإنه يبدأ بمقدمته قبل مؤخرته، فمن بركَ بمثل هذه الصورة فقد شابه البعيرَ في صورة البروك، وهذا يؤكد خطأ رواية: (وليضع يديه قبل ركبتيه) لأنها مخالفةٌ لصدر الحديث من هذا الوجه
وفي كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله ما يفيد في هذا
هو كلام ابن القيم بعينه.
ولكنه في الحقيقة لا يحل الإشكال؛ لأن قولنا (إن الصورة المنهي عنها هي البروك بالمقدمة دون المؤخرة) هي أيضا دعوى في مقابلة الدعوى الأخرى (إن الصورة المنهي عنها هي النزول على الركبة)، وكذلك الدعوى الثالثة (إن الصورة المنهي عنها هي إثارة الغبار ونثر الحصى)، فكل هذه اجتهادات من أهل العلم في استخراج مناط النهي، وليست من المتفق عليه حتى يرجع إليها عند الاختلاف.
فعاد الإشكال كما كان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:28]ـ
أعلم أنه معنى كلام الإمام ابن القيم بارك الله فيك
لكن تقرير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وبيانه أوضح، وقد علَّقته على زاد المعاد
في موضع كلام ابن القيم قبل عشر سنوات
فمعنى كلام الشيخ أنه لا حاجة للنظر في موضع اليدين، أهي في مقدمة البعير أم في مؤخرته
إذ النهي هو عن مشابهة البعير في هيئة البروك
ولهذا نظائر في النهي عن نقر كنقر الغراب وانبساطٍ كانبساط الكلب وغير ذلك من
الصور المنهي عنها لمشابهة الحيوانات
ولاشك أن هذه المسألة وتوجيه الإمام ابن القيم ومن وافقه كالشيخ ابن عثيمين وغيره = محلُّ اجتهاد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:35]ـ
فمعنى كلام الشيخ أنه لا حاجة للنظر في موضع اليدين، أهي في مقدمة البعير أم في مؤخرته
إذ النهي هو عن مشابهة البعير في هيئة البروك
هذا استدلال بمحل النزاع نفسه؛ لأن الشيخ جعل النهي عن المشابهة لا يتعلق بموضع اليدين، وهذا هو بعينه ما وقع فيه النزاع كما بينتُ في المشاركة السابقة.
بيان ذلك أننا إذا قلنا: (النهي إنما هو عن مشابهة البعير في هيئة البروك) فما معنى هذا الكلام؟ وما الهيئة المقصودة بالنهي؟ فالكلام ما زال في حاجة إلى بيان الهيئة المنهي عنها، وهي التي وقع اختلاف العلماء فيها.
فأنا لا أحتج لأحد القولين، وإنما أبين أن هذا لا يحل الإشكال فقط.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:44]ـ
لعلك تعيد النظر فيما ذكرته في مشاركتي يا أبا مالك
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيكم
ومثل هذه المسائل -كما أشرت سابقاً- هي من مسائل الترجيح، ويعسر القطع فيها بصحة قول
وزوال الإشكال الوارد عليه، للاختلاف البيِّن في صحة الأحاديث وفي دلالتها
فزوال الإشكال تماماً أراه عسراً في مثل هذه المسائل
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكفي الحكم برجحان أحد الأقوال لما يحتف به من قرائن، وإن بقي شيءٌ من الإشكال
ـ[ابو ريحانة]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله كل خير يا ابو عبد الرحمن الطائي
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
في المسألة حديثان و اثران
روى أبو داود والترمذي والنسائي عن وائل بن حجر وقال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه)
والحديث مختلف في صحته
حديث أبي هريرة المخرج في السنن ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه).
أما زيادة: (وليضع يديه قبل ركبتيه) شاذة تفرد بروايتها عن محمد بن الحسن عبد العزيز الدراوردي وهو متكلم في حفظه فيكون النهي فقط عن التشبه ببروك البعير كما في رواية الترمذي والنسائي
اثر عمر بن الخطاب انه يقدم ركبتيه
اثر عبد الله بن عمر ابه يقدم يديه
ادن النكتة هنا ليس ما هو الحديث الاصح انما ما هو الحديث الاقل ضعفا لان كلا الحديثين مقدوح فيه و ان نقحنا لا يبقى الا ثلاث ادلة
إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير
اثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اثر عبد الله بن عمر رضي الله عنه
اذا من هنا يتبين انه لا علاقة لليدين او الركبتين مع البروك بل المنهي عنه هو بروك البعير و كلمة بروك تعني السقوط و الهوي بقوة و هذا ما نستعمله عادة في لغتنا ادن من هنا يتبين ان ما ذهب اليه الشيخ الخضير قوي جدا و هو الراجح ان شاء الله و ما يدل عليه ان الصحابيين المشهورين بالسنن و اتباعها سجدوا بكلتا الحالتين ادن لا يوجد نهي في ذلك اما من شبه الانسان بتقيدم يديه بالبعير نقول له اولا البعير عنده اربع ارجل و لا ادري كيف يجعل له يدين الا تشبيها للبشر ادن هنا هو قاس اولا البعير على الانسان فجعل له يدين ثم قاس الانسان على البعير في البروك ادن هنا قياس مقلوب في اتجاهين و هذا قياس فاسد و اي عاقل تسأله عن البعير يقول لك عنده اربع ارجل فكيف جعلت له يدين الا تشبيها للبشر!!!
ادن كلام الشيخ الخضير قوي جدا و هو جامع للصحيح من الادلة اما تقديم اليدين و الرجلين فهذا فعل و لا يفسر البروك اما زيادة وليضع يديه قبل ركبتيه فهي شاذة لانها خالفت رواية الثقات اولا و ربما تكون مذهب الراوي او ادراج و من هنا يتضح ان كل الادله تجتمع في السجود بخشوع فاما الشاب فهو يقدم يديه لانه اسهل له و اما الشيخ فهو يقدم ركبتيه لانها اسهل له
ادن يترجح عندي كلام الشيخ الخضير و الله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:37]ـ
اما من شبه الانسان بتقيدم يديه بالبعير نقول له اولا البعير عنده اربع ارجل و لا ادري كيف يجعل له يدين الا تشبيها للبشر ادن هنا هو قاس اولا البعير على الانسان فجعل له يدين ثم قاس الانسان على البعير في البروك ادن هنا قياس مقلوب في اتجاهين و هذا قياس فاسد و اي عاقل تسأله عن البعير يقول لك عنده اربع ارجل فكيف جعلت له يدين الا تشبيها للبشر!!!
مشاركتك كلها حسنة، إلا ما في هذا الاقتباس، فهو غير صحيح.
وإطلاق اليدين على قائمتي البعير الأماميتين من الشهرة في اللغة بحيث لا ينكره أحد.
فيبدو أنك لم تقف على ما ذكره أهل اللغة في ذلك.
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:47]ـ
انقل لكم الان علل اهل الحديث في الزيادة
من طريق عبد العزيز بن محمد الدراودي عن محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله ء صلى الله عليه وعلى آله وسلم ء قال:" إذا سجد أحدكم؛ فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه " أخرجه أبو داود (840) والنسائي (1091) وغيرهما.
- قول الإمام البخاري بعد إخراجه في ترجمة محمد بن عبد الله بن الحسن: " ولا يتابع عليه، ولا أدري أسمع من أبي زناد أم لا " اهـ.من " التاريخ الكبير " (1/ 139) وقد اعترض على هذا الإعلال بتوثيق النسائي , وابن حبان لمحمد بن الحسن، وأن الثقة لا يحتاج إلى متابع، وعندي أن هذا الاعتراض لا يسلم من نظر:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقول البخاري: "لا يتابع عليه" تليين من البخاري لمحمد بن الحسن، ومثله لا يُدْفَع بتوثيق النسائي، الذي عُرِفَ بشيء من التساهل في توثيق الطبقات العليا، وابن حبان أكثر منه تساهلا.
أضف إلى ذلك: أن ابن سعد قال: " كان - أي محمد بن الحسن ء قليل الحديث، وكان يلزم البادية، ويحب الخلوة " اهـ من " تهذيب التهذيب " (9/ 252).
ومن كان قليل الحديث؛ فلا يكون ء في الغالب - ضابطا، ومن كان ملازما للبادية، مؤْثِرًا للخلوة، فمثله يفوته كثير من المشايخ، وهذا يشير إلى سبب قول البخاري:" ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا " فلعله لذلك توقف الإمام البخاري في سماعه من شيخ مشهور كأبي الزناد، يفترض أن له تلامذة كثيرين، فقد يقال: أين تلامذة أبي الزناد من هذا النص الصريح في مثل هذه المسألة النزاعية , وبمثل هذه السلسلة المشهورة: " كأبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة؟ " ولا يمكن دفع توقف البخاري في السماع بأن مذهب البخاري فيه تشدد؛ لأن مذهبه هو مذهب الأئمة قاطبة إلا من خالف، انظر " شرح علل الترمذي " لابن رجب الحنبلي (1/ 372).
2ء الحديث يدور على عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، وهو مختلف فيه، فقد أطلق بعضهم توثيقه، وبعضهم أطلق تجريحه، وبعضهم فصَّل: فرد حديثه إذا روى عن عبيد الله العمري دون غيره، وبعضهم قبل حديثه إذا حدث من كتابه، دون أن يحدث من حفظه، أو من كتب الناس، فإنه يخطئ في مثل ذلك، وهذا هو الراجح عندي: أننا نحتج به إن حدث من كتابه، أما إن روى عن عبيد الله العمري، أو روى من حفظه، أو من كتب الناس؛ فلا يُحْتَجُّ به، وهذا الموضع من ذاك، وعلى ذلك فلا يحتج بهذا الحديث لذلك.
ادن النكتة كما ترون اين هو الحديث الاقل ضعفا و ليس الاصح و كلا الحديثين مطعون فيه سواء زيادة وليضع يديه قبل ركبتيه او حديث وائل قال: " رأيت النبي ء صلى الله عليه وعلى آله وسلم ء إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه " اخرجه أبو داود (383) والنسائي (1089) وغيرهما.
وهذا حديث منكر، فقد خالف شريك خمسة وعشرين راويًا.
رووه عن عاصم بدون هذه الجملة، ولا ينفع شريكًا أن يزيد بن هارون روى عنه. فقد قال الدارقطني بعد إخراج هذا الحديث: " وقال ابن أبي داود: "وضع ركبتيه قبل يديه" تفرد به يزيد عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به، والله أعلم " اهـ (1/ 271).
ومع ذلك فقد خولف شريك من شقيق أبي ليث – وهو مجهول – فأرسله، وفي الحديث مخالفة أخرى، ليس هذا موضعها.
(ب) الطريق الثانية من حديث وائل:
من طريق همام ثنا محمد بن جحادة عن عبد الجبار عن أبيه وائل " أن النبي ء صلى الله عليه وعلى آله وسلم ء ... لما سجد؛ وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه " وعبد الجبار لم يسمع من أبيه، والرواية الصحيحة من طريق عبد الجبار ليس فيها هذه الجملة فهي رواية منكرة.
وهناك وجه آخر لهذه الرواية عند البيهقي (2/ 99) مسلسل بالعلل مع نكارته.
و من هنا يتبين قوة مذهب الشيخ الخضير لما نعرف ان تقديم اليدين او الرجلين لم يصح فيه شيئ الا الاثرين عن عمر بن الخطاب و ابنه عبد الله رضي الله عنهما و منهما نستنتج جواز الوضعين ادن فمذهب الشيخ لا يعارضه نص بل هو جامع لما صح من النصوص و هو الذي نجد فيه علة لمنع البروك
و لا نقول لا يوجد قائل به من السلف لان قول الشيخ لا يعارض قول السلف و المعلوم انه يمخن احداث قول جديد في المسألة ان لم يعارض اقوال السلف مجتمعة او ما اجمعوا عليه و القول بعدم تحديد تقديم اليدين او الرجلين يوافق كلاهما حالة من حالات اقوال السلف و زد عن ذلك وجود رواية عن الامام مالك بعدم التحديد و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 01:56]ـ
اخي ابو مالك العوضي اصطلاح اهل اللغة لا يعني ان نشبه يدي الانسان بمقدمتي رجلي البعير بل مقدمتي البعير اشبه واقعا برجلي الانسان من يديه و البروك هو فعل و ليس اصطلاح ادن ننظر للفعل و ليس للاصطلاح و كما دكرت في التعقيب انه اصلا لم يصح في تقديم اليدين او الرجلين حديث بل المتفق عليه هو منع البروك فقط و الله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:03]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
المقصود: أن قائمتي البعير الأماميتين تسميان عند العرب (يدين)، وهذا مشهور معلوم عندهم.
وأنت نفيت هذا المعنى، فلذلك نبهت عليه.
وأما التشبيه والقياس ونحو ذلك فلم أتعرض له في كلامي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:06]ـ
ثم إنك لم تذكر دليلا، وكذلك الشيخ الخضير لم يذكر دليلا على أن تفسير البروك هو النزول بقوة.
فهل ذكر أحد من أهل اللغة أن البروك يحمل هذا المعنى؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:12]ـ
ثم إنك لم تذكر دليلا، وكذلك الشيخ الخضير لم يذكر دليلا على أن تفسير البروك هو النزول بقوة.
فهل ذكر أحد من أهل اللغة أن البروك يحمل هذا المعنى؟
اولا نفيت التشبيه و ليس الاصطلاح
ثانيا الشيخ لاخضير لا يحتاج لدليل بقوله انك تقدم يديك او رجليك لان الادلة سقطت لضعفها في ذلك فنرجع للاصل استصحابا للحال اي كلتا الحالتين جائزة فماذا يبقى ? النهي عن بروك البعير فلا نفسره بتقديم اليدين و لا الركبتين لوجود اثرين عن صحابيين بكلتا الحالتين
ادن ماذا يبقى البحث عن تعليل اخر و الخضير قدم تعليلا فمن لديه تعليل اخر يجمع كل الادلة الصحيحة فليتفضل و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:16]ـ
و هذا بروك البعير انظروا بانفسكم
www.****cafe.com/watch/2020944
يجب تعويض النجوم ب m e t a في الرابط
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:30]ـ
اما استعمال البروك بمعنى النزول بقوة فهو الشائع عندنا في منطقتنا و اغلب كلامنا من اصل عربي و نقول ايضا برك الكوخ لما يسقط و نقول برك الرجل لما ينزل بثقله و نقول برك الحمار لما يسقط و يهوي بثقله و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 02:46]ـ
للفائدة في لسان العرب قال وابْتَرَك القوم في القتال: جَثَوْا على الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً.
ـ[أبومحمدالإدريسي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 12:45]ـ
http://www.****cafe.com/watch/2020944/
ـ[التقرتي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 12:50]ـ
http://www.****cafe.com/watch/2020944/
انظر المشاركة 34 اخي
ـ[أبومحمدالإدريسي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 01:13]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
المقصود: أن قائمتي البعير الأماميتين تسميان عند العرب (يدين)، وهذا مشهور معلوم عندهم.
.
صحيح البخاري
كتاب المناقب
باب هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
حديث عائشة رضي الله عنها وفيه قصة سراقه رضي الله عنه حيث قال:
((حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلامَ فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لا فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الْأَزْلامَ تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الالْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي اللأرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ،،،،،)))
و من كبار أئمة اللغة الذين صرحوا بأن ركبتي البعير في يديه: الأزهري في تهذيب اللغة، وابن سيده في المحكم، وابن منظور في اللسان،
ـ[أبومحمدالإدريسي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 01:44]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ادن النكتة هنا ليس ما هو الحديث الاصح انما ما هو الحديث الاقل ضعفا لان كلا الحديثين مقدوح فيه و ان نقحنا لا يبقى الا ثلاث ادلة
إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير
..................
الذي يظهر أن هذا كذالك لا يصح
فراويه هو محمد بن عبدالله بن الحسن، و قد رواه عنه عبد الله بن نافع الصائغ، قال أحمد رحمه الله: لم يكن في الحديث بذاك , فإن قيل أن هذا القدر قد تابعه عليه الدراوردي فيبقى ما قاله البخاري في محمد بن عبد الله بن الحسن و الله أعلم
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 02:34]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
المقصود: أن قائمتي البعير الأماميتين تسميان عند العرب (يدين)، وهذا مشهور معلوم عندهم.
وأنت نفيت هذا المعنى، فلذلك نبهت عليه.
ومن أصرح ما جاء في ذلك: قول الشاعر:
إِذَا بَرَكَتْ خَوَّتْ على ثَفِنَاتِهَا --- مُجافِيَةً صُلْباً كَقَنْطَرَةِ الجِسْرِ
كأنَّ يَدَيْها حِينَ جَدَّ نَجاؤُها --- طَرِيدَانِ والرِّجْلانِ طالِبَتَا وِتْرِ
والبيتان من أجمل ما قيل في وصف المشي السريع للإبل ...
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 12:45]ـ
أقوى ما قرأت أو سمعت هو ما قاله الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان ثبته الله على الحق , في شرحه للموقظة:
" الأحاديث الواردة في النزول على اليدين, والأحاديث الواردة في النزول على الركبتين:
فقد جاء حديث محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه).
وجاء الحديث الآخر: حديث يزيد بن هارون عن شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي, فإذا أراد أن يسجد, وضع ركبتيه قبل يديه).
منهم من حمل هذا على حالتين, تفعل هذا تارة, وذاك تارةً أخرى, وهذا مبحث فقهي, ونحن نتحدث الآن عن البحث الحديثي:
الصواب أن كلا الحديثين ضعيف, فالحديث الأول حديث محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) فيه عدة علل:
العلة الأولى: تَفَرُّدُ محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد, وأين مالك وأصحاب مالك عن رواية هذا الخبر عن أبي الزناد حتى يتفرد به محمد بن عبد الله بن الحسن؟!!.
العلة الثانية: الانقطاع بين محمد بن عبد الله بن الحسن وأبي الزناد, وأشار إلى هذه العلة الإمام البخاري رحمه الله تعالى وغيره.
العلة الثالثة: الوقف, فقد ذهب جماعة من العلماء ومن أكابر المحدثين إلى أن الصواب في هذا الحديث هو الوقف, بأنه موقوف ولا يصح رفعه.
وفيه غير ذلك من العلل.
الحديث الآخر, شريك عن عاصم: شريك سيئ الحفظ, وقد ذكر أبو عيسى وغيره بأن شريكاً لم يرو عن عاصم بن كليب إلا هذا الخبر.
ولكن لا يزال الحفاظ والأئمة يتنازعون في هذه الأحاديث, منهم الذي يصحح, ومنهم الذي يضعف, ولا تثريب على من ذهب إلى هذا أو ذاك ... " اهـ كلامه حفظه الله و نصره , و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:51]ـ
رابط فيديو آخر
http://video.google.com/videoplay?docid=-8177983936736326560#(/)
من ذكرياتي مع العلامة المتواضع أحمد المانع_مقال لشيخنا زهير الشاويش
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 11:51]ـ
من ذكرياتي مع العلامة المتواضع أحمد المانع
زهير الشاويش
علمت يوم الخميس السابع من جمادي الأولى 1428ه، الموافق 2007/ 5/24م، خبر انتقال أخي العلامة الجليل أحمد ابن شيخي الإمام محمد بن عبد العزيز المانع، إلى رحمة الله تعالى. وهو من أكبر المساهمين في تأمين النهضة الثقافية التي أنفق عليها سمو الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني حاكم قطر تغمده الله برحمته، وكان العاملون فيها: والده الشيخ محمد بن مانع (توفي1385ه) والأستاذ عبد البديع صقر، والشيخ قاسم درويش فخرو، والأستاذ محمود محمد شاكر (المصري)، والعلامة أحمد راتب النفاخ رحمهم الله، والمحدث الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، بارك الله في حياتهما. وكان لي المشاركة الكبرى في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بينهم من ذلك، في المكتب الإسلامي في دمشق ومن ثم في بيروت. وكان اتصالي الأول به في مجلس الأستاذ محمود شاكر (المصري)، في مصر الجديدة، وكان في مجالسه الدكتور عبد العزيز كامل، والدكتور عز الدين إبراهيم، والدكتور محمد رفيق سالم، والداعية الأستاذ عصام العطار، والأستاذ محمود نفيس حمدي، والعديد ممن كانوا يعملون تحت اسم أطلقه عليهم خصومهم (جماعة الأسس).وأيامها أصدرت مع بعضهم عدد من الكتيبات الصغيرة، قبل تأسيس المكتب الإسلامي.
في رسائله إلي الكثير من أفكار الأستاذ شاكر تدل على عميق العلاقة بينهما، وبين من ترسل إليه، وبعد سنوات التقيت به في مجالس والده في مكة المكرمة، يوم كان الوالد مدير المعارف السعودية، ووكيل الوزارة الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ، والوزير يومها الأمير فهد (الملك خادم الحرمين الشريفين بعد ذلك) وكانت أول زيارة بين معارف قطر والسعودية، التي قمت بها، وبعد ذلك تعددت الاتصالات به حيث أنشأت المكتب الإسلامي، وتكفلت بطبع ما يدفع به إلى الشيخ علي آل ثاني. ويحضر إلى بيروت الشيخ أحمد، أو يكتب إلى من مصر (وهو الملحق الثقافي للمملكة العربية السعودية) الرسائل الكثيرة جدا في الدلالة على ما يطبع باقتراح منه، أو من الأستاذ محمود شاكر. وبعد الظروف التي أحاطت بسمو الشيخ علي آل ثاني، وتنازله عن الحكم توقف عن الطبع .. ولم يقع من بعده بمثل ما كان عليه الشيخ علي رحمه الله. وتعطل أكثر ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد بقي الأستاذ أحمد يتابع نشاطات مكتبنا الإسلامي بالنصح، ومحاولة الرعاية، ما يدل على اهتمامه الكبير، ويسعى معي لإنجاز فهارس خزانة مخطوطات مكتبتي، وقد وضع مكتبة والده في مكتبة الملك فهد، بعد وفاة أخويه العلامة الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الرحمن مخافة أن يضيع ما فيها من نفائس بخط والده من التاريخ والفقه وغير ذلك. ولما سألته عن بعض كتب والده قال: قدمتها لمكتبة الملك فهد وقد مضى علي سنوات ولم تفهرس بعد، وأخاف أن يمضى زمنك وزماني، ولا تفهرس ما عندنا من كتب!! وانظر بعض صور رسائله. وفى بيروت كان يشاركه الملحق الثقافي السعودي والأساتذة الأفاضل الزركلي وحمد الجاسر والدكتور عبدالله بن ناصر الوهيبي وعبد الله بن خميس، والأستاذ عبد المحسن المنقور سليل العائلة العلمية التي كان منها الشيخ العلامة أحمد بن محمد المنقور التميمي النجدي الذي طبعنا له الكتاب القيم جامع المناسك الثلاثة الحنبلية. وكتاب الفواكه العديدة في المسائل المفيدة.
إن (المانع والمنقور) على أحسن الصلات مع أستاذي العلامة الشيخ سعيد ياسين الداعية السلفي تغمده الله برحمته.
ومنذ سنوات تأخرت صحته وانقطعت اتصالاته وأخيرا جاءنا خبر وفاته ... وإنني أدعوا الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله الصبر. وينبت بالحسنى أبناؤه الكرام: عبد الله، ومحمد، وعبد العزيز، وخالد، وأن يجعلهم من علماء هذه العائلة الكريمة.
ولله سبحانه ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجر وثواب،، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
------------
المصدر: http://www.alriyadh.com/2007/06/15/article257133.html
جريدة الرياض، يوم الجمعة 29 جمادى الأولى 1428
ـ[فهد الشبيب]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 12:02]ـ
جزاك الله خيراً، و أتمنى أن يتصدى أحد للكتابة عن سيرة الشيخ حمود التويجري بمقال يستوفي بعض مآثر ذلك الرجل رحمه الله ..
ـ[أبو حماد]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 07:34]ـ
رحمه الله رحمة واسعة.(/)
من رحيق الكلم
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 12:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
• أنصف أذنيك من فيك فإنما جُعل لك أذنان اثنتان،وفم واحد،لتسمع أكثر مما تقول0
• يهتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل0
• لا تستحسن فيك ما تستقبحه من غيرك0
• العلم خير من المال لأمور: 1 - أن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال -2 - أن المال تنقصه النفقة، والعلم يزكو مع الإنفاق -3 - أن العلم يكسب العالم الطاعة في حياته 0
• فقد قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله (
• قال نصر بن سيار: كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر، وكل شيء إذا كثر رخص إلا العلم فإنه إذا كثر غلا0
• وقال أبو سليمان الداراني: من صدق في ترك شهوة أذهبها الله من قلبه، والله أكرم من أن يعذب قلباً بشهوة تركت له0
• وشى واشٍ برجل إلى الإسكندر فقال له: أتحب أن أقبل منك ما قلت فيه على أن تقبل منه ما قال فيك؟
قال: لا0
قال: فكف عن الشر يكف عنك الشر0
• قال حكيم: قد تخدم الحظوظ الأشقياء ولكنها لا تجعلهم سعداء0
• قال مصطفى السباعي: الاستقامة طريق أولها الكرامة، وأوسطها السلامة،وأخرها
الجنة0
• محمد بن عمران: المروءة هي أن لا تعمل شيئاً في السر تستحي منه في العلانية 0
• اسرّ معاوية إلى عثمان بن عنبسة حديثاً، فجاء عثمان إلى أبيه فقال. إن أمير المؤمنين أسرّ إلي حديثاً أفاأحدثك به؟ قال لا، إنه من كتم حديثه كان الخيار له0 ومن أظهره كان الخيار عليه،فلا تجعل نفسك مملوكاً بعد أن كنت مالكاً0
• قال الحسن: ذم الرجل نفسه في العلانية مدح لها في السر0
• قال عبد الله بن الزبير: والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل0
• وقيل: من قال مالا ينبغي سمع مالا يشتهي0
• وفي المثل: أنفك منك وإن كان أجدع، وساعدك منك وإن كان أقطع 0
• والنفس مولعة بحب العاجل0
• قال مولى الفضل:كنت جالساً مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب وقال ما وجد الشيطان رسولاً غيرك0 فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الشاتم فسلم على وهب فرد عليه السلام ومد يده إليه وصافحه وأجلسه إلى جنبه0
• قال الحسن: ابن آدم إنما أنت عدد، فإذا مضى يوم فقد مضى بعضك0
• وقيل: إخوان السوء كشجرة النار يحرق بعضها بعضاً، وشرار الناس الذين يُكرمون اتقاء شرهم0
• قال أحمد بن حنبل: لا تزال بخير ما نويت الخير0
• قال بعض السلف:الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء [يعني حسد إبليس لآدم] وأول ذنب عصي الله به في الأرض [يعني حسد ابن آدم لأخيه حين قتله0]
• يهلك الإنسان نفسه في طلب الشهرة فإذا أدركها زهد فيها0
• من كلام الأحنف بن قيس: رب هزل قد عاد جداً0 دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن0
• قال النعمان بن المنذر: من سأل فوق قدره استحق الحرمان 0ومن ألحف في المسألة استحق الرد0
• من كلام الأحنف بن قيس: لا يتبين حلم الرجل حتى يغضب، إن الحلم لا يكون إلا عند الغضب0 أطلع أخاك وإن عصاك0 وصله وإن جفاك0
• الشجرة المثمرة تهفو إليها النفوس وتتطلع إليها الأنظار 0و تتساقط عليها الأحجار0
• قيل: رب طرف أفصح من لسان0
رب كلمة تقول لقائلها: دعني0
رب حرب جنتها لفظه0
رب أكلة تمنع أكلات0
• لا تتكلم وأنت مغضب فتسمع ما يزيدك غضباً، ولا تَشْكُ إلى من لا يغار عليك فتسمع منه ما يزيد في آلامك، ولا تدخل فيما لا يعنيك فتسمع ما لا يرضيك0
• شتم رجلٌ الأحنف فأكثر000 إلى أن أراد الأحنف القيام للغداء فأقبل على الرجل فقال، يا هذا إن غداءنا قد حضر فانهض بنا إليه إن شئت فإنك مذ اليوم تحدو بجمل بطيء0
• قال بعضهم: بعض الناس يسمعون بآذانهم، والبعض ببطونهم، والبعض بجيوبهم، والبعض لا يسمع أبداُ0
• قال بعض الحكماء: بالصبر على ما تكره تنال ما تحب، وبالصبر على ما تحب تنجوا مما تكره0
• قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله0
• وقيل: إذا نُصر الرأي بطل الهوى0
• شكا رجل كثرة عياله إلى بعض الزهاد فقال: أنظر من كان منهم ليس رزقه على الله فحوله إلى منزلي0
• قال بعض الحكماء: بترك مالا يعنيك يتم لك ما يعنيك 0
(يُتْبَعُ)
(/)
• قال ابن المقفع: إذا رأيت الرجل يحدث حديثاً قد علمته، أو يخبر خبراً قد سمعته فلا تشاركه فيه، ولا تفتح عليه حرصاً على أن تُعلم الناس أنك قد علمته فإن ذلك خفه وسوء أدب وشح0
• قال العباس بن عبد المطلب: إذا اشتبه عليك أمران، فدع أحبهما إليك وخذ أثقلهما عليك0
• قال حكيم: من كان عنك معرضاً، فلا تكن له معترضاً 0
• سيرة المرء تنبئ عن سريرته0
• مقتل الرجل بين فكيه0 ورب صديق أودّ من شقيق0
• شتم رجل الوليد بن أبي خيرة فقال الوليد: هي صحيفتك فأمل فيها ماشئت0
• قال عباس محمود العقاد: لا يكفي أن تكون في النور لترى، بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه0
• سأل رجل سيفويه القاص: ما الغسلين؟ فقال سيفويه: على الخبير سقطت. سألت عنه شيخاً من فقهاء الحجاز منذ أكثر من ستين سنة، فقال: لا أدري.
• قيل لجحا: أتعلمت الحساب؟ قال: نعم، فما يشكل علي شيءٌ منه، قيل له: اقسم أربعة دراهم على ثلاثة، فقال: لرجلين درهمان درهمان، وليس للثالث شيء.
• لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك، إلا إذا كنت منحنياً.
• قال الرافعي: إذا لم تزد شيئاً على الدنيا، كنت زائداً عليها.
• بقدر قيمتك، يكون النقد الموجه إليك.
• لا تطعن في اختيار زوجتك، فقد اختارتك أولاً.
• إذا أردت أن تنجز عملاً، فأوكل به مشغولاً.
• إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة.
• ترك الذنب أيسر من طلب التوبة.
• لا تحمل كل ما لديك من البيض في سلة واحدة، كي لا تخسرها مرة واحدة.
• من عاش بلا أولاد لم يعرف الهم،ومن مات بلا أولاد لم يعرف السرور.
• قال السباعي: الأم أقوى عاطفة نحو الصغير، والأب أقوى إدراكاً لمصلحته، ومن رحمة الله به توفيرهما له معاً.
• ومن بلغ السبعين اشتكى من غير علّة.
• من جار على صباه جارت عليه شيخوخته.
• إنك تخطو نحو الشيخوخة يوماً مقابل كل دقيقةٍ من الغضب.
• الشاب يحتاج إلى من يَفهَمَه لا من يُفهِمه.
• الزواج هو الشفاء لكل أمراض المراهقة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 01:26]ـ
• قال مصطفى السباعي: الاستقامة طريق أولها الكرامة، وأوسطها السلامة،وأخرها
الجنة0
• قال عبد الله بن الزبير: والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل0
جزاك الله خيرا
وما أجمل الإستقامة مع الشجاعة
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 02:12]ـ
يتبع العدد الثاني قريبا إن شاء الله
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 02:52]ـ
• أنت تسبُّ امرأتك إذا امتدحت امرأة أخرى أمامها.
• من هرب من العمل، هرب من الراحة، لأنه لا يُحسّ بطعم الراحة إلا بعد العمل.
•
• قال على بن أبي طالب: اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك0 وهي أن تكون جاهلاً 0
• قال شكسبير: سبب إخفاق الكثيرين أنهم لا يعرفون مواطن الضعف فيهم0
• قيل: من سكت عن جاهل فقد أوسعه جواباً، وأوجعه عتاباً 0
• قال العقاد: بعض الكراهات خير لك من بعض المحبات0
• قال مصطفى الرافعي: الإنسان حيوان لولا العقل، فلما أخضع لشهواته العقل صار إنسانا0
• من جار على صباه جارت إليه شيخوخته0
• من أمّل شيئاً هابه، ومن جهل شيئاً عابه0
• قال المأمون لعمه إبراهيم بن المهدي: لِمَ لا تتعلم الفقه؟ قال إبراهيم: أو يحسن بمثلي طلب العلم؟ قال: نعم والله لأن تموت طالباً للعلم خير من أن تعيش قانعاً بالجهل0 قال0 وإلى متى يحسن بي طلب العلم؟ قال: ما حسنت بك الحياة، لأن الصغير أعذر، وإن لم يكن في الجهل عذر، لأنه لم تطل به مدة التفريط، ولا استمرت عليه أيام الإهمال0
• قال علي بن أبي طالب للأشعث بن قيس: إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور
وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور0
• قال الأستاذ عباس العقاد: صلاة الصبح مع الفجر إيذان للإنسان بأن التوجه إلى الله حرية له أمام سلطان الطبيعة، يختم بيده غاشية الليل ويغلب بإرادته غالب النوم، ولا ينتظر بختام الظلام من شمس النهار0
• قال ابن القيم: السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها،0 فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته شجرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في معصية فثمرته حنظل0
• إخفاء الشدائد من المروءة # إخوان السوء كشجرة النار يحرق بعضها بعضاً0
(يُتْبَعُ)
(/)
• إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق # ركوب الأهوال خير من ذل السؤال0
• البخيل فقير لا يؤجر على فقره# إياكم والمزاح فإنه يورث الضغينة0
• من عظمك لإكثارك، استقلك عند إقلالك 0# إن داراً لا تعرف الضيف لمقبرة لساكنيها0# من طمع بأكثر من حاجته فاتته حتى حاجته# بعض الناس كالسلم: يصعد عليهم الصاعدون وينزل عليهم النازلون أمّا هم فلا يصعدون ولا ينزلون0
• دقيقة الألم ساعة وساعة اللذة دقيقة# من أطاع عصاك فقد عصاك0
• لا تأمن الأحمق وبيده السيف0
• الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها لأنه أحق بها لا يضره من أي إناء خرجت0
• كل هم إلى فرج # اجعل سرك لواحد، ومشورتك إلى ألف0
• كما تكونوا يولى عليكم # لا تعدم الحسناء ذامّاً0
• احذر عاقبة ما تجهله،ولا يغرنك ظاهره # المرء توّاق إلى ما لم ينل0
• ربّ موت يجيء من طلب الحياة# الدنيا إن بقيت لك لا تبقى لها0
• قال الإسكندر لجلسائه: ينبغي للرجل أن يستحي من إتيان القبيح، فإن كان في منزله فمن أهله،وإن كان في غير منزله فمن يلقاه، وإن كان في مأمن ممن يلقاه فمن نفسه، فإن لم يجعل نفسه أهل لأن يستحي منها في خلوته فليستحي من الله تعالى 0
• قال علي بن أبي طالب: اجمعوا هذه القلوب والتمسوا لها طرائف الحكم فإنها تمل كما تمل الأبدان، والنفس مؤثرة الهوى آخذة الهوينى، جانحة إلى اللهو، أمارة بالسوء مستوطنة للعجز، طالبة للراحة، نافرة عن العمل فإن أكرهتها أنضيتها، وإن أهملتها أوديت بها0
• الأماني لا تدرك بالتواني0# بعشرتك الكرام تعد منهم0# من لم يصبر على كلمة سمع كلمات 0# ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر0# من حمل ما لا يطيق عجز0
• قال ابن القيم: أركان الكفر أربعة الكبر والحسد والغضب والشهوة، فالكبر يمنعه الانقياد، الحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها، والغضب يمنعه العدل، والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة0
• وقال ثورو: لا أعرف حقيقة أكثر تشجيعاً من تقرير أن للإنسان مقدرة فائقة على إعلاء شأنه عن طريق بذل أقصى الجهود فلو أن إنساناً سعى إلى أن يحيا الحياة التي يتصورها في خياله لصادف من النجاح مالا يخطر بباله0
• قيل: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى 0
• وقيل: خير الكتب ما إذا أعاد قارئه النظر فيه ازداد حسنه0
: أغنى الغنى ترك المنى0
: من جاد ساد، ومن أضعف ازداد 0
: لا تشك ضعفك إلى عبدك0
• لا خير في السرف ولا سرف في الخير 0
• من لم يشكر الإنعام فاعدده من الأنعام0# من قرب إلى الريبة أتهم0
• من قلّ توقيه كثرت مساويه0 # من العناء رياضة الهَرِم0
• من لم يهزّه قليل الإشارة لم ينفعه كثير العبارة0# الخلاف يهدم الرأي0
• قال جعفر بن يحيى: إذا كان الإيجاز كافياً كان الإكثار عياً 0
• في تقلب الأحوال تعرف جواهر الرجال0
• والصمت أجمل بالفتى من منطق في غير حينه0
• إذا ذهب الحياء حلّ البلاء0# أحسن كما تحب أن يُحسن إليك0
• من أبطره الغنى أذله الفقر0# كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب 0# إذا تشاكلت الأخلاق كثر الاتفاق0
• قال رجل: ما أشد وجع الضرس! فقال آخر: كل داء أشد داء0
• قال عمر بن عبدالعزيز: الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما 0
• قال محمد بن مسعر: كنت أنا ويحيى بن أكثم عند سفيان، فبكى سفيان فقال له يحيى: ما يبكيك يا أبا محمد؟ فقال سفيان: بعد مجالستي أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بُليتُ بمجالستكم 0 فقال يحيى: ـ وكان حدثاً ـ فمصيبة أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمجالستهم إياك بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعظم من مصيبتك 0 فقال يا غلام: أظن أن السلطان سيحتاج إليك0
• قال علي بن أبي طالب: عليكم بأوساط الأمور فإليها يرجع العالي وبها يلحق التالي0
• شتم رجل الشعبي فقال له: إن كنتُ كما قلتَ فغفر الله لي، وإن لم أكن كما قلتَ فغفر الله لك0
• قال الخطيب البغدادي: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس0
• قال عمرو بن العاص: ما أفشيت إلى أحد سرّاً فأفشاه فلمته لأني كنت أضيق صدراً منه
• قال الحسن: إن من خوفك حتى تبلغ الأمن خير ممن أمنك حتى تبلغ الخوف0
• إذا نزل القدر بطل الحذر، وإذا حلت المقادير بطلت التدابير0
• ربّ عطب تحت طلب، ومنيه تحت أمنيّة0
• كل محنة إلى زوال، وكل نعمة إلى انتقال0
(يُتْبَعُ)
(/)
• ربّ مأمول يضر، وربّ محذور يسر0
• من أحسن إلى أخيه قضى حقه، وملك رقه0
• طول اللسان هلاك الإنسان0
• ارضع من ثدي المحبة ما استطعت لأنها تدر لك لبن التسامح والمعرفة0
• لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة0
• قيل: عجبت لمن يغسل وجهه مرات في النهار ولا يغسل قلبه ولو مرة في السنة0
• مروءة القناعة أشرف من مروءة البذل والعطاء 0
• قالوا: ليس عيباً أن يسقط الإنسان ولكن العيب أن يظل حيث سقط 0
• قال الغزالي: قيل لبعض الحكماء ما الصدق القبيح؟ قال ثناء المرء على نفسه، فإياك أن تتعود ذلك، واعلم أن ذلك ينقص من قدرك عند الناس ويوجب مقتك عند الله0
• من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس0
• كثيراً ما يكون الهبوط الخطوة الأولى في الصعود0
• العاقل لا ينتصر لرأيه الذاتي ولا يصر عليه، بل يعتبره خاطراً سنح له فربما كان صواباً أو خطأ0# احرص على الموت توهب لك الحياة0
• قال القاسمي: الاعتراض على حقائق ثابتة باسم الدين مما يورث الشبه في الدين 0
• لا يكن حبك كلفاً، ولا بغضك تلفاً0 # رأي الشيخ خير من مشهد الغلام0
• إن من السكوت ما هو أبلغ من الجواب 0
• استودع امرأة خرساء سراً تنطق0## جمال بلا حياء وردة بلا عطر0
• لا تشعل ناراً لا تستطيع إطفائها0# لا يتعرض لنقائض الناس إلا كل ناقص0
• وقتك حياتك فلا تصرفه إلا فيما يفيدك0
• العين تبصر كل شيء إلا نفسها0
• رب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان0
• ربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله، فظن أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة0
• المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة0
• لا يغرنك في المرء إزار رقّعه، وقميص فوق كعب الساق منه رفعه، وجبين لاح فيه أثرٌ قد خلعه، أره الدرهم تعرف غيه أم ورعه0
• رجل بلا صبر مصباح نفد زيته0
• عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله0# من لم يمت لم يفت0
• الذي يشرع في عدة أعمال معاً ينجز أقلها0
• إن أحدهم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر لجَمَعَ لها أهل بدر0
• قال الشعبي: (لا أدري) نصف العلم0
• قال الفضل بن عياض في قوله تعالى {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} قال: أخلصه و أصوبه 0 قيل: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل0 وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل 0 والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة 0
يتبع إن شاء الله العدد الثالث
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 04:06]ـ
يرفع
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 03:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
من العجب: أن يهون الصّعب، ويصعب الهيّن!؟ (بعضنا مثال حي على هذا العجب).
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 10:41]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) ص 235:
(ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغيرذلك؛ ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى يري الرجل يشار إليه بالدين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقى لها بالا ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب.
وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم
ولسانه يفري
فى أعراض الأحياء والأموات ولا يبالى مايقول.
وإذا أردت أن تعرف ذلك فأنظر إلى ما رواه مسلم فى صحيحه من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علىّ أني لا أغفر لفلان؟، قد غفرت له وأحبطت عملك).
فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله.
وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك، ثم قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في نار جهنم)).
وعند مسلم: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)).
وعند الترمذي من حديث بلال بن الحارث المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)).
وكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث).أ. هـ
-
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 11:44]ـ
جزاك الله أخي كل خير ونفع بك على تذكيرك
نعم والله كم من كلمة أوردت صاحبها الموارد ..
أسأل الله أن يحصن اللسنتنا مما لا يرضيه عنا
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 09:07]ـ
الأخ المبارك / آل عامر
جزك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك مباركين أينما كنا، وأن يحفظ ألسنتنا عما يغضبه، ويجنبنا مساخطه تعالى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:44]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه: (التذكرة في الوعظ):
" فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين ...
وكم أحبطت من أجور العاملين ...
وكم جلبت من سخط رب العالمين ...
فالغيبة فاكهة الأرذلين، وسلاح العاجزين ...
مضغة طالما لفظها المتقين ...
نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين ...
فرحم الله امرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم ".أ. هـ
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:18]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه: (التذكرة في الوعظ):
" فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين ...
وكم أحبطت من أجور العاملين ...
وكم جلبت من سخط رب العالمين ...
فالغيبة فاكهة الأرذلين، وسلاح العاجزين ...
مضغة طالما لفظها المتقين ...
نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين ...
فرحم الله امرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم ".أ. هـ
/
خفاياكُم نقَاء ..
وطموحكُم بِ الصَّالحِ من الأعمالِ بقَاء ..
/
الفاضل ..
المسيطير ..
قرأتُ دُرَراً نثرتمُوهَا ..
لِ ابن الجوزي رحمهُ الله ..
ورغبتُ في الاقتباسِ ..
وعندمَا حانَ الاختيارُ ..
تلاشَى التَّحديدُ على أيِّهَا أصدق!!
فـ جميعهاَ والله في القلوبِ لهَا سَكَن ..
ولكن ..
هَلْ جميع من قرأهَا سـ يَعِيهَا!!
رُبَّما ..
إنْ آثرَ الاِرْتقاءَ بـ العَقيدة ..
وجعلَ همَّ الانتصار لِ نفسِهِ آخِرَ اِهتمَاماتِه ..
/
دُمتُمْ والعَابرينَ مُنتصرينَ بِ الحقِّ ..
أخي الكريم ..
/
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:50]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه: (التذكرة في الوعظ):
" ...
فرحم الله امرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم ".أ. هـ
نعم والله كم أفسدت هذه الخصلة الذميمة علينا من عبادة ولا حول ولاقوة إلا بالله
الشيخ الحبيب والأخ الغالي / المسيطير وفقه الله
جزاك الله من الخير ما تدخل به الجنة وتنجو به من النار أنت ووالديك(/)
وقفة للتأمل: ما مدى إلزام العضو بما سطَّره قبل مرور (45 ق)؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 09:52]ـ
الشروع في المقصود:
معلوم لدى الكافة أن مشاركة العضو تصبح ملزمة في حقه، وحجة عليه عند المناظرة وغيرها بعد مرور 45 دقيقة،
وطيلة هذه المدة يحق للعضو:
التعديل أو الحذف
إثبات ما سطّره أو الرجوع عنه
السؤال: ما مدى إلزام المخالِف لكاتب المشاركة قبل مرور 45 دقيقة؟
سؤال آخر: هل الاقتباس خلال فترة (45 ق) المتاحة للعضو، مما يخالف المروءة؛ حيث أنه يضيّع على العضو الفائدة المرجوّة من الفترة المتاحة له؟
سؤال ثالث: قد أكتب مشاركة ثم أحذفها أو أقوم بتعديلها
ثم يحتفظ أحد الأعضاء بنسخة قبل التعديل أو الحذف
ما حكم الاحتجاج بهذه المشاركة على صاحبها؟
سؤال رابع: قال عبد الله بن المعتز: «من قرأ سطرًا قد ضُرِبَ عليه من كتابٍ، فقد خان؛ لأن الخط يخزن عنه ما تحته».
فهل يحق أن يقرأ أو يحتفظ أحدنا بمشاركة قد حذفها صاحبها أو قام بتعديلها؟
سؤالات للتأمل والتدبر
والقصد المصلحة
وإلى لقاء إن شاء الله
ـ[أبوخالد]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 10:19]ـ
بسم الله
الأخ الكريم ابن المنير حياك الله
مسالةإلزام العضو بما كتب
أنا أعتقد أن العضو لو كتب مشاركة ونشرها فهي ملزمة له سواء مرت الخمسة وأربعون دقيقة أم لم تمر
فالأصل أن تراجع ما كتبت قبل نشره
لانه بمجرد نشره على الشبكة العنكبوتية أصبح ملكا لكل من هو على الشبكة
لكن أن يراجع الكاتب نفسه في ما كتب فيتبين له الصواب في غيره فيعلن ذلك أو يعدل المشاركة ويعلن أنه قام بتعديلها فلا ينبغي لأحد أن يحتج عليه بما عدل عنه
ولا يحتج عليه بالمشاركة الأصلية التي خزنها المستدرك على الكاتب طالما قام بالرجوع عن بعض ما فيها
وغير ذلك لا يصح اصلا
هذا والله أعلم
كفانا الله وغاياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 01:40]ـ
هذا خيار الـ 45 ق (ابتسامة).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 01:58]ـ
اسئلة غريبة جدا.
:)
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:18]ـ
ألا يعد ما نشره قبل قولا له، فإن حذف أو عدل قلنا رجع عن قوله، لا أنه بتعديله لما سبق أن قاله ينفى عنه القول أصلا، وإنما هو من باب الرجوع وترك القول الأول إلى قول آخر.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 11:26]ـ
أوافق الأخ محب سيبويه في رأيه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 06:47]ـ
قول ابن المعتز فائدة جليلة، فجزاك الله خيرا على، هلا دللتني على مصدره؟!
ـ[ابن المنير]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 10:55]ـ
سمعا وطاعة:
«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»: الخطيب، (1/ 278)، ط: طحان.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:50]ـ
أحبتي الكرام الأمر المطروح للمدارسة أمر جيد وهو متصل بأدب يجب مراعاته لمن يكتب في هذه المنتديات.
هذه الفترة مفتوحة أمام العضو ليحرر مشاركته ويكتب ويغير ويبدل ما بدى له، لكن إذا كتب شيئًا، واطلع عليه أحد الأعضاء، ورأى خلاف قوله فعقبه بما يراه صوابًا، فلا يسع صاحب المشاركة الأولى تعديل مشاركته إلا بمراجعة المتعقب، لأنه لو دخل في هذه الحالة وعدَّل مشاركته، سوف يظهر كلام الشخص الثاني في غير موضعه، لذلك يتعين على الشخص صاحب المشاركة الأولى أن يبقي مشاركته، ويعلن بعد ذلك موافقته لأخيه، ورجوعه عما قاله سلفًا، وهذا أدب عالي لا يطعن في المتراجع.
ولو أمكن التواصل بينهما خلال الفترة (45) دقيقة بحيث يتم تحرير المشاركتين بطريقة لا يظهر فيها التعقب فلا مانع من ذلك، لكن بموافقةالطرفين، وحتى لو اتفقا بعد هذا الوقت على تحرير المشاركة بصورة معينة يمكنهما مراسلة أحد المشرفين وتحرير المشاركتين بما يرياه مناسبًا، وهذا لا بأس به - من وجهة نظري طبعًا - إذ ليس المقصود تخطئة بعضنا البعض، فحتى في حالة المناظرة إذا قال أحد المتناظرين قولًا ثم أعلن رجوعه عنه لا يجوز أن نلزمه بقوله الأول ونقول أنت قلت كذا ويجب عليك أن تلتزم به، هذا لا يصح.
من قال بقول ثم تبن له خطأه فرجع عنه لا يجوز لنا بحال من الأحوال نسبته إليه إلا لضرورة ويكون ذلك مصحوبًا بالتنبيه على أنه رجع عنه.
أرجو أن تكون فكرتي واضحة، ولعل من عنده زيادة بيان في هذا الباب ومزيد شرح لهذا الأدب المهم أن يتفضل به، بارك الله فيكم جميعًا.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 03:12]ـ
بارك الله فيكم،
وما رأيكم في هذه:
سؤال آخر: هل الاقتباس خلال فترة (45 ق) المتاحة للعضو، مما يخالف المروءة؛ حيث أنه يضيّع على العضو الفائدة المرجوّة من الفترة المتاحة له؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 04:49]ـ
مع يقيني أنّ مَن يقتبِس خلال فترة 45 ق المتاحة، لا يقصد سلب حق المقتبَس كلامه ...
وأنا رأيي الشخصي:
أن يُمنع (فنيًّا) الاقتباس خلال فترة 45ق
حتى لا يتحقّق فينا المثَل المصري القائل: (اللي عطاهولي باليمين، أخده مني بالشمال):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 09:38]ـ
(لأن الخط يخزن عنه ما تحته)
ما معنى هذا المقطع من قول إبن المعتز؟(/)
هل سبق أن قتل الرسول صلى الله عليه وسلم أحداَ في حياته؟
ـ[عبدالملك الجليل]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية مباركة للجميع
قرأت أن الشخص الوحيد الذي قتله الرسول صلى الله عليه وسلم هو: أبي بن خلف
ما صحة هذه الإجابة!
وهل سبق للرسول صلى الله عليه وسلم أن قتل أحداَ في حياته؟
شكراَ جزيلاَ.(/)
(لطيفة) قيل لأبي حنيفة رحمه الله: «أنت لا تُحسِن الحساب!».
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 01:05]ـ
(لطيفة) قيل لأبي حنيفة رحمه الله: «أنت لا تُحسِن الحساب!».
أخرج ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الوارث بن سعيد، قال: (سألت أبا حنيفة - أو سُئِلَ أبو حنيفة - عن الوتر؟ فقال: فريضة، فقلت - أو فقيل له -: فكَم الفرض؟ قال: خمس صلوات، فقيل له: فما تقول في الوتر؟ قال: فريضة، فقلت - أو فقيل - له: أنت لا تُحْسِن الحساب).
وقد ورُوي عن الإمام ثلاث روايات: أن الوتر فرض، وأنه واجب، وأنه سنة ...
والوجوب هو آخر أقوال الإمام، وهو الظاهر من مذهبه ...
وأما عند صاحبيه: فسنَّة عملًا، واعتقادًا، ودليلًا، لكنه آكد سائر السنن المؤقتة.
وقيل في التوفيق بين الروايات، أنه أراد بقوله سنة: طريقة، أو ثبت وجوبه بالسنة، وبقوله فرض: لزومه عملا لا علما؛ لأن الواجب فرض في حق العمل دون الاعتقاد، فلا يكفر جاحده
تنبيه: لا أقصد من الموضوع التنقص من أبي حنيفة رحمه الله ...
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 01:32]ـ
إذا استقر قوله ومذهبه على أنه واجب، فإن إلزامه حينها بمثل هذا لا يصح، ففي أصوله التفرقة بين الفرض والواجب، فتكون الخمس مفروضات والوتر واجباً، هذا ثبت بأصل قطعي وهذا ثبت بظني، وهذا يكفر جاحده وهذا لا يكفر.
والله تعالى أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 02:18]ـ
....
جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 02:23]ـ
وبالنسبة لما أورده ابن خزيمة رحمه الله
فيُحمَل قول أبي حنيفة (فريضة)، على أنه أراد: واجب
وقوله: فرض، أي: ما يكفر جاحده
استفدت هذا التأويل من إحدى كتب الحنفية
والله تعالى أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 07:30]ـ
بعبارة أدق
أنه أراد بقوله: فريضة = أي: فريضة عملية، لا يكفر جاحدها
وأراد بقوله: فرض: فرض اعتقاد، يكفر جاحده(/)
الله الله في الجماعة
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 02:41]ـ
إضاءة:
ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – في (إغاثة اللهفان) (1/ 69) هذه القصة، قال:
((قال عمرو بن ميمون الأودي: صحبت معاذاً باليمن فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام،
ثم صحبت بعده أفقه الناس: عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- فسمعته يقول: عليكم بالجماعة
فإن يد الله على الجماعة، ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: سَيَلِي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة
عن مواقيتها، فصلوا الصلاة لميقاتها، فهي الفريضة وصلوا معهم فإنها لكم نافلة، قلت: يا
أصحاب محمد ما أدري ما تحدثونا! قال: وما ذاك؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول:
صل الصلاة وحدك وهي الفريضة، و صل مع الجماعة وهي نافلة! قال: يا عمرو بن ميمون قد
كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية، تدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الجماعة
الذين فارقوا الجماعة، الجَمَاعة مَا وافق الحَقَّ وَ إِنَّ كِنتَ وَحدَكَ،
و في طريق أخرى: فضرب على فخذي وقال: ويحك إن جمهور الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة
ما وافق طاعة الله عز و جل، قال نعيم بن حماد: يَعَنِي إِذَا فَسَدت الجماعة
فَعَليك بما كَانت عَلَيْه الجماعة قبل أَن تفسد، و إِنَّ كَنْتَ وَحدك فَإنَّك أَنت الجَمَاعة حَينئذٍ.
ذكره البيهقي وغيره)).(/)
اذا اختلف ابن عباس وعائشة في شئ ....... فالقول ما قالت عائشة
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 06:57]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله: (واذا اختلف ابن عباس وعائشة في شئ من أمر قيامه بالليل فالقول ما قالت عائشة)(/)
مفتاح حياة القلب (1/ 2)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 10:54]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:
يسأل كثير من الإخوة ـ الذين أيقنوا بأن التدبر هو مفتاح حياة القلب (1) ـ عن الأسباب التي تعين على سلوك هذا الطريق، ووضع القدم فيه.
ولا ريب أن أولى الناس بالحديث عنه، هم أولئك الذين أفنوا جزءاً من أعمارهم في هذا المضمار، ولكن لما كثر الإلحاح، وكان في كلام أهل العلم ما يساعد على الحديث عن هذا الموضوع ـ مع تجربة قصيرة فيه ـ كتبت هذه الكلمات التي لا تغني عن الرجوع إلى ما كتب أو طرق عبر الدروس الصوتية، فالحديث عن هذا الموضوع يحتمل مجلداً كبيراً بلا مبالغة؛ لعل الله تعالى أن ينفع بها، وأن يجعلها مفتاحاً للولوج في هذا الموضوع.
وهذه الإشارات يمكن تلخيصها في أمرين رئيسين:
الأمر الأول: في ذكر بعض الأسباب المعينة على التدبر.
الأمر الثاني: في ذكر بعض الموانع التي تمنع، أو تضعف، أو تحرم من عبادة التدبر.
أما الأسباب، فمنها:
السبب الأول:
اليقين التَّام أنك مع القرآن: حيٌّ، مبصرٌ، مهتدٍ، وبدونه أبشر بأضدادها، فأنت بدون العيش مع القرآن: ميت، أعمى، ضال (وبقدر البعد يزداد النصيب من هذه الأوصاف).
تأمل معي هذه الآيات:
1 ـ "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" [الأنعام:122] فإذا كان الذي أوتي القرآن معه نور يمشي به، ففاقده يتخبط في الظلمات!.
2 ـ "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [الشورى:52]. فإذا كان القرآن روحاً، ففقده موت!
3 ـ "وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى" [الضحى:7] فبأي شيء هداه؟!
السبب الثاني:
أن تعلم أن الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب، وبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: أنّ القرآن نزل أولاً على القلب، تأمل هذه الآية: "قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" [البقرة:97].
وهذه الآية: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ" [الشعراء:193 - 194].
ثانياً: كثرة تكرار لفظ القلب في القرآن، وأنه أُسند إليه ـ في الآيات ـ ما لم يُسند إلى غيره من الجوارح.
فالقلب وصف بأوصاف كثيرة إيجابية وسلبية: فقد وصف بالإيمان والكفر، واليقين والشك، والخوف والطمأنينة، ... إلى غير ذلك من الأوصاف التي تؤكد منزلة هذا القلب، وأنه محط نظر الرب، وعليه المعوّل في الدنيا والآخرة، ألم تسمع ماذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ "وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" [الشعراء:87 - 89].
ثالثاً: أنَّ أعظم أثر ٍ للقرآن إنما هو في القلب.
رابعاً: أن المقصود الأعظم من القرآن هو تدبر القلب له.
قال تعالى: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" [محمد:24]، فإما التدبر أو الأقفال ــ وليس قفلاً واحداً ــ على القلب!
السبب الثالث:
قراءة القرآن على الوجه الشرعي، ويتضح هذا بأمرين:
الأول: والأصل في ذلك أن القرآن نفسه بيّن الطريقة في ذلك من خلال الآيات الآتية:
1 ـ "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" [المزمل: من الآية4].
2 ـ "وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ، وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً" [الإسراء: 106].
3 ـ "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" [القيامة:16 - 20].
ومن المستحسن مراجعة تفسير ابن كثير لهذه الآيات، مع تفسير السعدي؛ ليتضح المقصود، فالجواب لا يحتمل نقلها.
الثاني: نماذج تطبيقية للنبي_صلى الله عليه وسلم_، وهي كثيرة، منها: ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس س أنه سئل عن قراءة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_؟ فقال: كانت مدّا، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم.
أما السلف الصالح، فالأمثلة كثيرة جداً، أكتفي بمثال واحد، وهو قول ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس_رضي الله عنه_ فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حَرفاً حرفاً، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً.
السبب الرابع:
سماع القرآن ممن يتأثر به قلبك من القراء:
وأصل ذلك، أن النبي _ صلى الله عليه وسلم_ سمع القرآن من ابن مسعود، وقال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فسمعه، فذرفت عيناه صلوات ربي وسلامه عليه.
السبب الخامس:
النظر في سير الصالحين، وعلى رأسهم نبينا محمد، وأصحابه في تأثرهم عند القرآن:
وهناك كتاب جيد في هذا الباب اسمه: دموع القراء، لمحمد الرملي، ذكر فيه عدة نماذج مؤثرة.
وهناك كتاب آخر لأخينا الشيخ د. بدر البدر، اسمه: (التأثر بالقرآن والعمل به، أسبابه ومظاهره).
السبب السادس:
قراءة ما يعين على فهم الآيات:
وهذا من أهم الأمور؛ لأن الإنسان لا يمكن أن يتأثر بشيء لا يفهم معناه.
وأنصحك أخي أن تقرأ في مختصر تفسير ابن كثير، ومعه تفسير ابن سعدي، ففهيما علم وتربية.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
________________
(1) هكذا قال عنه ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "حادي الأرواح": (101).
رابط المقال ( http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2183)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 10:57]ـ
شكر الله لكم شيخنا كلام ماتع , ومقال نافع(/)
أجبارا ًفي الجاهلية خواراً في الإسلام؟!
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 11:47]ـ
أجبارا في الجاهلية خوارا في الإسلام
ما أجمل ما قال حسان رضي الله عنه حينما سئل: هل قلت في أبي بكر شيئا؟ فقال: نعم فقال: قل وأنا أسمع: فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد *****طاف العدو به إذ صعّد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا ***** من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: صدقت يا حسان هو كما قلت
حينما تسمع اسم العتيق، أبي بكر الصديق، تتجلى لك المكارم والطهر بأسمى معانيها، فله في كل كنانة سهم، ويده بالجود لها شغل، إلا أنه ينطبع على عقلك مباشرة صورة الأسيف، قلب رقيق، وكنف كريم، تبتعد عند ذكره = معاني الغلظة والشدة، هكذا يلوح لك دون مواطأة ولا ترتيب، من منا لا يعرف أبا بكر الصديق رضي الله عنه إلا بما ذكرت؟!
إن أبا بكر -يا إخوة – على علو هذه المعاني على رسمه واسمه = وانصباغها بشخصيته، إلا أن له وقفات وعزمات سبق بها صلب الرجال، ومحنكي الأحلام، كيف استطاع هذا القلب الذي يتدفق حناناً بأن يقف وبكل قوة في حرب مع مانعي الزكاة؟ مع مراجعة عمر بن الخطاب وغيره رضي الله عن الجميع، كيف امتلك هذه العزمة والجزمة وهو بهذه الصفات؟!! وعمر يراجعه ويقول له " أتقتل من يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " فلا يزيده ذلك إلا صلابةً وثباتاً
أهو من ثبت بعد موت أحب الناس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم!، والأشداء عجزوا أن يتماسكوا! واختلف الناس في المدينة حتى جاء وقال بقلب ثابت، وعلم راسخ، وعزم شديد: [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ] {آل عمران:144} من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، هذا هو أبو بكر الصديق -يا إخوة- هل تنافرت القوة في الحق والرحمة على الخلق؟ كلا، هل تضارب إعلان السنة والثبات عليه مع اللين والتسامح ولين الكنف؟ كلا
هناك خلط عائمٌ وعارمٌ بين حب ونصرة الحق = وبين دعوة الخلق
كم تسمع أذني ممن هم في حقل الدعوة ولهم جهودٌ عظيمةٌ -علّ الله يربيها لهم -كم أسمعهم يتماوتون في نصرة الحق بسبب داعي الرحمة ونقل الصورة المشرقة عن الخير وأهله
ذكّرني أبو بكر الصديق هذه الظاهرة حينما نظرته يقول لعمر -ومَن عمر هو الفاروق - عندما جاءه عمر في قضية حدثت: وقال له عمر: يا خليفة رسول الله تألّف الناس، فأخذ أبو بكر الصديق بلحية عمر وقال: يا بن الخطاب أجباراً في الجاهلية خواراً في الاسلام؟! علام أتألفهم أعلى حديث مفترى أم على شعر مفتعل؟!
ما أشد وقعها على النفس، وما أحوجنا في زمننا في ظروفنا إلى موعظة أبي بكر
أين بني قومي من هذا، تريدون أن نتحدث عن المجاملات في دين الله، فلقد خيّم علينا دخان التأويل وحرث المعاذير لأنفسنا وغيرنا
قالوا لي موسى عليه السلام قال له ربه بأن يذهب لمدعي الربوبية ويقول له (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فقلت مابالك لم تتفطن للسورة التي قبلها حين قال له لما عاند (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا) ألست تتكلم عن موسى نبي الله؟ إذا أين أنت من فعله لما جذب أخاه برأسه يجره إليه لما فعل قومه ما فعلوا من عبادة العجل
أعلم أن (ممن) سيقرأ: طائفتان:
طائفة تقرأ وقد قفزت على فلان وفلان وأنزلته في ثنايا الحروف وكأنها سياط ورصاص قصد كاتبها أن ينزلها على ذلك الرجل
وآخر يقرأ المقال وهو يقول: ماذا كتبت وأين الحكمة في اختيار المكان والزمان؟
وقبل أن أدع القارئ يخرج من مقالي بدون أن أرشده بنفسي إلى قصدي، وأدلّه دون غيري على تأويل كلامي أقول:
رسالتي إلى من جعل الحق أعظم من كل شيء
فالحق يمنع الظلم والبغي فلا تظلم ولا تبغ، الحق يدعو أن لا تُخلي المخالف من رحمة ونصيحة صادقة، الحق يدعو أن تفرق بين نصرة نفسك وشهوتك وهواك وبين نصرة الدين، الحق أن توازن فلا تجاوز القصد ولا تنزل عنه على قاعدة ربانية (فلا يسرف في القتل)، الحق أن تعتدل في التعامل مع الباطل والمخطئين على قدره عند الله لا على ميل نفسك وهواك وسياسة الأتباع،
إذاً الحق: حَقل جميلٌ مزهرٌ مورقٌ بين تصحّر الغلاة = وذوبان الجفاة فأين أنت؟
قد يكون التوقف هنا مناسبا ولا يحتمل الزيادة
وأعتذر عن الطول
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 01:18]ـ
فالحق يمنع الظلم والبغي فلا تظلم ولا تبغ، الحق يدعو أن لا تُخلي المخالف من رحمة ونصيحة صادقة، الحق يدعو أن تفرق بين نصرة نفسك وشهوتك وهواك وبين نصرة الدين، الحق أن توازن فلا تجاوز القصد ولا تنزل عنه على قاعدة ربانية (فلا يسرف في القتل)، الحق أن تعتدل [/ color][/size]
أحمد الله إليك ...
أما بعد؛ فسلام الله عليك أيها الشيخ ورحمته وبركاته، فقد أجزلت العبارة الرمزية، وأوجزت الموعظة الجوزية.
ومسألة ضبط الميزان بين مقام التأليف ومقام التحقيق من أشد ما يكون إشكالاً، ولهذين المقامين فتنة، ولهما رواج في الناس في كل عصر كرواج النقد، والمقام الذي أشرتم إليه مقامٌ عالٍ، ويا حبذا جبل الريان من جبل.
إن ممن نحبه من نُسرُّ حين نسمع منه الفتيا بإباحة شيءٍ مما اختلف فيه الناس، وآخرون نفرح إذ نسمعهم يحرِّمونه، وما ذاك إلا لما نراه من اتساع الصنف الأول في المنع وسد الذرائع، واتساع الصنف الثاني في الإباحة.
شكر الله لك أن اقتصدت واقتصرت، وألمحت وما صرحت، و [ما] هممت ولم تفعل، ولا خير في أهل الإسلام إن لم يقولوها، ولا خير فيهم إن لم يعوها، ويبقى الواجب في إبلاغها لمن يفيد منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 05:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعطّر المجلس بمشاركتك أبا عبد الله وما رقمته متين متين
ولا خير في أهل الإسلام إن لم يقولوها، ولا خير فيهم إن لم يعوها، ويبقى الواجب في إبلاغها لمن يفيد منها.
هو ذاك .... وما أردتُ إلا الإنصاف من النفس
رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه في أعظم حادثة تمر على الفرد في أهله يقول لأصحابه (أشيروا علي) يا لها من كلمة على الدعاة خاصة والعاملين عامة أن يقولوها ويكرروها
الخزي كل الخزي: أن يوطن المرء الرد على نصيحتك وأن يسيسها ويوجهها إلى مسار آخر
بل والخزي الأعظم أن يشعر المرء غيرَه أني متجهز للرد على من وقف في وجهي فحينئذٍ يوكل المرء إلى نفسه وإلى رأيه ومن يضلل الله فماله من هاد
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 07:07]ـ
بارك الله فيكم،وأعلى بين الصالحين درجتكم،وجعل لكم في صدور المؤمنين ودّا
لله درك ما أجمل ما كتبت وما أحوجنا لما المحت كلمات سمينة ووصايا عزيزة
لدينا خلط عجيب بين الشجاعة والحكمة، وبين الرحمة والضعف
بين الأنتصار للحق وبين طلب حظ النفس ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 11:23]ـ
لدينا خلط عجيب بين الشجاعة والحكمة، وبين الرحمة والضعف
[/ center].[/color][/font][/size]
بارك الله فيكم أيها الشيخ الكريم
وما تفضلتم به نفيس جدا
فإن القوة إذا خلت من الحكمة والبصيرة فإنها مهلكة ولقد امتدح الله جل وعلا أنبياءه أهل الدعوة بوصف دقيق رائع فقال تعالى [وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ] {ص:45} فوصفهم بالقوة ووصفهم بالبصيرة فإذا ما اجتمع هذا الأمران فقد تحقق الخير كله
وأعظم القوة هو التوكل على الله وتفويض الأمر إليه والتعلق به وحده والسعي في إرضائه
قال ابن تيمية رحمه الله
(من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله)
وكذلك الرحمة إذا خلت من القوة فهو ضعف أيضا
والله جل وعلا هو العزيز الرحيم فهو الرحمن ذو القوة المتين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 11:49]ـ
لله درك ما أجمل ما سطرت، وكم نحن بحاجة إلى مثل هذا الدقائق فإن النية شرود.
ـ[المقرئ]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عبد الرحمن
أسأل الله لك ولأعضاء المجلس قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعملا صالحا فيارب استجب فأنت المستعان وعليك التكلان ولا إله إلا أنت ونستغفرك ونتوب إليك(/)
جمهور العلماء يفضِّلون أداء السنن الرواتب في المساجد
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 07:07]ـ
هذا كلامٌ للإمام ابن عبدالبر، أنقله هنا للإفادة منه، والمباحثة حول مطابقته لأقوال العلماء
يقول رحمه الله:
(والذي اجتمع عليه العلماء أنه لا بأسَ بالتطوُّع في المسجد لمن شاء، على أنَّ صلاةَ النافلة
في البيوت أفضلُ؛ إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي
عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها
"صلاة السنة" يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع، وما عداها من التطوع كله فهو
في البيت أفضل، ولا بأس به في المسجد، هذا كله قول جمهور العلماء)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 12:06]ـ
المعروف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قول جمهور العلماء
لا عبرة بقول العلماء كافه اذا خالفوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[الباجي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 01:40]ـ
وفقكم الله.
ليس جمهور أهل العلم من الغفلة بمكان حتى يخالفوا هدي الحبيب المصطفى (ص) فما بالك بكافتهم ...
وابن عبد البر عندما قال: ( ... هذا كله قول جمهور العلماء) فإنما عنى أن التفصيل المتقدم الذي اختصره - رحمه الله - في جمل رائقة شائقة ملؤها البركة = هو كلام جمهور أهل العلم ... وليس اسم الإشارة في كلامه عائدا إلى تفضيل جمهور أهل العلم صلاة الرواتب في المسجد ... كيف ذلك وقد قال: ( ... إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي
عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها
"صلاة السنة" يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع ... ). وأظنه يعني بهذه الجماعة ... الإمام مالكا والثوري ومن تبعهما - رحم الله الجميع بمنه وكرمه - فقد نُقل عنهم استحباب أداء النهارية منها بالمسجد .. ومنهم من أطلق عنهما الاستحباب فلم يقيده بنهارية ...
وإنما راعى الإمام ابن عبد البر في تفصيله المتقدم ما روي عن بعض السلف من وجوب أداء بعض الرواتب في المنزل ... وعدم اجزاء أدائها بالمسجد .. فلذا قال عند " جمهور العلماء " وإلا فتفصيله كان يحتمل أكثر من ذلك ... والله أعلم وأحكم وأكرم.
نسيت أن أذكر أن قول جمهور أهل العلم هو استحباب أداء الرواتب بالبيت.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 02:44]ـ
المهم يرجع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم.
والافهام تختلف
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:17]ـ
المعروف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قول جمهور العلماء
لا عبرة بقول العلماء كافه اذا خالفوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم
المهم يرجع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم.
والافهام تختلف
بارك الله فيكما
ليس البحث هنا عن الراجح في هذه المسألة، وإنما عن تحرير هذه النسبة لا أكثر
على أنه لابدَّ من التأني عندما يقف الباحث على قول للجمهور في مسألة ما
وأن يجتهد في تأمل أدلتهم
فالعلم لا يؤخذ بالنظر السريع لظواهر بعض الأدلة، فكم من مسألة يخيَّل للباحث أنَّ أكثر
الفقهاء ليس معهم ما يسند قولهم، فإذا حقق النظر، ودقق في البحث وجد قولهم هو الصواب
وأنا لا أعني هذه المسألة، فلم أستوف البحث فيها، وإنما ذكرتها هنا للإفادة بها والمباحثة حولها
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:22]ـ
الشيخ الكريم أبو عبدالله الباجي نفع الله به
كنت قدرت هذا الاحتمال قبل مدة، ولكن الذي يظهر لي خلافه
وهو أنَّ الإمامَ ابن عبدالبر أراد بقوله (وهذا كله قول جمهور العلماء) = تفضيلَ أداء
السنن الرواتب في المسجد
فقد ذكر رحمه الله:
1 - أنَّ الذي اجتمع عليه العلماء أنه لا بأسَ بالتطوُّع في المسجد لمن شاء
2 - على أنَّ صلاةَ النافلة في البيوت أفضلُ
3 - إلا السنن الراتبة فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة ويسمُّونها "صلاة السنة" يرون صلاتها
في المسجد دونَ سائر التطوع، وما عداها من التطوع كله فهو في البيت أفضل، ولا بأس به
في المسجد، هذا كله قول جمهور العلماء
وإن ظهر لكم خلاف ما ذكرتُ فآمل منكم التكرم ببيان المراد بقوله (هذا كله) على ماذا يعود تحديداً؟
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:23]ـ
ذكر الإمام ابن عبدالبر أنه لم يُختلف من هذا الحديث -يعني حديث ابن عمر- في ركعتين
قبل الظهر وبعدها أنَّ ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في المسجد!
واختُلِف في صلاته بعد المغرب والعشاء والجمعة على ما نورده إن شاء الله ههنا ...
سأخرج الآن، ولعلي أعود ليلاً بمشيئة الله
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 06:14]ـ
إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي
عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها
"صلاة السنة" يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع،)
أحسنَ الله إليك أخي الحمادي ونفع بك .. هذه مسألةٌ جديدةٌ عليّ
والذي أفهمه من كلام ابن عبد البر في هذا الجزء المقتبس: أنّ رأيَ من نقل عنهم رأي تفضيل أدائها.
ولعل هذا القول من هذا الإمام المعتبر تخريج لبعض أئمة المساجد اليوم حيث لا يؤدّون السنة إلا في المسجد حرصاً على اقتداء الناس بهم، ودفعاً لقول العامة أن الإمام لا يؤدي السنة الراتبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 06:24]ـ
نقل الإمام النووي عن الجمهور أنهم يفضِّلون السنن الراتبة في البيت، كبقية النوافل
وهذا النقل يقوِّي القول بأنَّ عزو ابن عبدالبر إلى الجمهور ليس عائداً على أداء السنن
الراتبة في المسجد
غير أنَّ ظاهر كلام ابن عبدالبر يدل على خلاف هذا الفهم فيما يبدو لي
فإنَّ قوله: (وهذا كلُّه) شاملٌ لمسألة تفضيل أداء السنن الراتبة في المسجد دون بقية النوافل
إذ لم يذكر ابن عبدالبر في كلامه سوى مسألتين:
الأولى: كون السنن الراتبة آكد من النوافل المطلقة، وذكر تسمية بعض العلماء لها بـ (صلاة السنة)
الثانية: أنَّ الموضعَ الفاضل لأداء النوافل هو البيت، ويستثنى من ذلك السنن الراتبة
ثم قال: (وهذا كله قول جمهور العلماء)
وأما قوله: (عند جماعة منهم) فلم يبيِّن فيه أهذه الجماعة هي الأكثر أم الأقل، ولذا لا أراها مشكلة
على العزو إلى الجمهور
هذا ما يتبين لي من كلامه رحمه الله، وقد أكون مجانباً للصواب
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 06:37]ـ
تكلم ابن عبدالبر في الاستذكار والتمهيد عن الركعتين بعد المغرب خاصة، وذكر الخلاف في التفضيل
بين أدائها في البيت أو المسجد، وعزا إلى أكثر أهل العلم تفضيل أدائها في البيت
وسبق أنَّ الإمام ابن عبدالبر ذكر أنه لم يُختلف من حديث ابن عمر في ركعتين
قبل الظهر وبعدها أنَّ ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في المسجد
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 06:38]ـ
وفيك بارك الله أخي حسان
الإشكال عندي فيما يعود عليه قوله (وهذا كله)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:24]ـ
بارك الله فيكم
قول أبي عمر ابن عبد البر هنا مشكل إلا إذا أول كما فعل بعض الإخوة
وهذا بيان لمذاهب العلماء
أما مذهب الحنفية
ففي الكنز للنسفي:الأفضل في السنن أداؤها في المنزل إلا التروايح وقيل إن الفضيلة لا تختص بوجه دون وجه وهو الأصح لكن كل ما كان أبعد من الرياء وأجمع للخشوع والإخلاص فهو أفضل كذا في النهاية وفي الخلاصة في سنة المغرب إن خاف لو رجع إلى بيته شغله شيء آخر يأتي بها في المسجد وإن كان لا يخاف صلاها في المنزل وكذا سائر السنن حتى الجمعة والوتر في البيت أفضل ا. هـ
وقال الكشميري في العرف الشذي:أداء السنن في البيت سنة وأفضل كما في الهداية وهذا أصل المذهب وأما أرباب الفتيا فأفتوا بأن الأفضل في المسجد لئلا يلزم التشبه بالروافض، فإنهم لا يأتون بالسنن، ولو تركت في المسجد يتوهم الناظر أن أهل السنة أيضاً يتركون، وأما في زماننا فيمكن الفتوى بأدائها في المسجد فإن الناس متكاسلون ولا يأتون بها في البيوت أن فاتتهم في المسجد ا. هـ
أما المالكية
فقد قال أبو عمر في الكافي: .. وأوكد ذلك كله عند مالك بعد الوتر ركعتا الفجر وركعتان بعد المغرب والتطوع كله في البيوت أفضل وإنما بنيت المساجد للفرائض التي يجتمع لها ويؤذن ومن تنفل نهارا في المسجد فحسن له ذلك ولم يره مالك كالليل
وقال الخرشي في شرح مختصر خليل عند قوله "على ما صلاته في المسجد أولى":أي وهو الرواتب أو النوافل النهارية في بعض الأحوال وهو ما إذا كان لا يمكنه في بيته صلاة النفل نهارا فقد سمه ابن القاسم استحباب النفل نهارا في المسجد وليلا في البيت
ابنُ رشد: لئلا يشتغل في النهار بأهله فإن أمن فالبيت أفضل ا. هـ
وقال ابن حجر في الفتح عند شرح قول ابن عمر "فأما المغرب والعشاء ففي بيته": أستدل به على أن فعل النوافل الليلية في البيوت أفضل من المساجد بخلاف النهارية وحكي ذلك عن مالك والثوري ا. هـ
أما الشافعية ففي المجموع: (فرع) قال أصحابنا ان كانت الصلاة مما يتنفل بعدها فالسنة أن يرجع إلى بيته لفعل النافلة لأن فعلها في البيت افضل لقوله صلي الله عليه وسلم صلوا .... قال أصحابنا فان لم يرجع إلى بيته وأراد التنفل في المسجد يستحب أن ينتقل عن موضعه قليلا لتكثير مواضع سجوده ... ا. هـ
وقال في موضع آخر:قال أصحابنا وغيرهم من العلماء فعل ما لا تسن له الجماعة من التطوع في بيته أفضل منه في المسجد وغيره سواء في ذلك تطوع الليل والنهار وسواء الرواتب مع الفرائض وغيرها ...
وأما الحنابلة
ففي المغني لابن قدامة:يستحب فعل السنن في البيت .... وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله سءل عن الركعتين بعد الظهر أين يصليان قال في المسجد ثم قال أما الركعتان قبل الفجر ففي بيته وبعد المغرب في بيته
وقال المرداوي في الإنصاف:
فائدة: فعل الرواتب في البيت أفضل على الصحيح من المذهب
ثم ذكر روايات عن أحمد منها
1_ أن الذي يصلى منها في البيت سنة الفجر والمغرب فقط
2_ سنة الفجر والمغرب والعشاء
3_ التسوية
4_ لاتسقط سنة المغرب إذا صلاها في المسجد
وقال ابن خزيمة في الصحيح:باب ذكر الخبر المفسر لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تصلى الركعتان بعد المغرب في البيوت والدليل على أن الأمر بذلك أمر استحباب لا أمر إيجاب إذ صلاة النوافل في البيوت أفضل من النوافل في المساجد
وقال باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استحب الصلاة في البيت على الصلاة في المسجد خلا المكتوبة إذ الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد إلا المكتوبة منها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:35]ـ
أما الآثار فلينظر مصنف ابن أبي شيبة (2/ 52) باب: من كان لا يتطوع في المسجد والباب الذي بعده والله أعلم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 08:34]ـ
مذاكرة مباركة، نفع الله بكم جميعاً.
ـ[الباجي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 11:09]ـ
وفقك الله.
كون قول جمهور أهل العلم أن أداء السنن الرواتب في البيت أفضل منه بالمسجد حكاه غير واحد من أهل العلم ... بل أطلق الحافظ ابن العربي عدم الخلاف في ذلك ... وهذا مشكل حقا ... إلا إذا حمل على إرادة مطلق النفل ... أما كلام الحافظ ابن عبد البر فلا إشكال فيه ... وقوله: (وهذا كله قول جمهور العلماء) ... فاسم الإشارة فيه يعود على التفصيل الذي ذكره رحمه الله ... وهو بنسبته للجمهور ينظر إلى قول ابن أبي ليلي بوجوب أداء سنة المغرب بالبيت واستحسان الإمام أحمد لقوله ... وكذا ما نقل عن أحمد ومالك والثوري من التفرقة بين الرواتب النهارية والليلية ...
ولو قلنا يعود على ما قبل " إلا " لواجهنا اختلاف قوله في أوله من دعوى اجماعهم إلى دعوى أنه قول جمهورهم في آخره ...
ولو قلنا: يعود على تفضيل الجمهور لأداء السنن الرواتب في المسجد على أدائها بالبيت للزم تخطئة الحافظ ونسبته للغفلة عن مذاهب أهل العلم ... وغفلته عن حكايته نفسه ذهاب جمهور أهل العلم لاستحباب أداء سنة المغرب البعدية بالبيت ... وكل ذلك مستبعد ... هذا ما بدا لي ... والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 01:51]ـ
بارك الله فيكم أبا عبدالله
لم يظهر لي بعد صواب توجيهكم مع طول التأمل فيه
وللفائدة فقد ذكر ابن عبدالبر رحمه الله الإجماعَ على تفضيل أداء النوافل في البيت
ومراده بهذا النوافل المطلقة
ولا إشكال في نظري يرد على ما ذكرتُ سوى الحكم بتخطئته؛ إن لم يكن كلامه موافقاً للصواب
ولا يخفى عليكم أن العالم قد يقع في شيء من الوهم، بل قد وجد من حكى الإجماع على مسألة حكي الإجماع
على خلافها، وإن كنت أجد الإمام ابن عبدالبر دقيقاً في عزوه، فرحمه الله ورفع درجته
ويبقى قوله رحمه الله: (وهذا كله) مشكلاً عندي
أسأل الله أن يشرح صدري للصواب
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 03:43]ـ
(والذي اجتمع عليه العلماء أنه لا بأسَ بالتطوُّع في المسجد لمن شاء،
(وهذا لا إشكال فيه فالمقصود مطلق التطوع)
على أنَّ صلاةَ النافلة في البيوت أفضلُ؛
(ولا إشكال هنا أيضا لأن المقصود مطلق النفل)
إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي
عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها
"صلاة السنة" يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع، وما عداها من التطوع كله فهو
في البيت أفضل، ولا بأس به في المسجد، هذا كله قول جمهور العلماء)
الذي يظهر لي والله أعلم أن قوله (فإنها عند جماعة منهم ..... صلاة السنة) جملة إعتراضية وأصل الكلام هو:
(إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة ... يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع، وما عداها من التطوع كله فهو في البيت أفضل، ولا بأس به في المسجد، هذا كله قول جمهور العلماء)
أي أن الجماعة من جملة الجمهور ويقولون بقولهم إلا أنهم انفردوا بقولهم:سنة مسنونة وبالتسمية.
أليس كذلك؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 05:11]ـ
إذن توافقني أخي جابر في كون القول بتفضيل أداء السنن الرواتب في المسجد
هو قول الجمهور في عبارة ابن عبدالبر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 11:02]ـ
ابن عبد البر رحمه الله يقول -فيما ظهر لي-:
اجتمع العلماء (يعني: جمهورهم) على أنه:
لا بأس بالتطوع (= النوافل المطلقة) في المسجد لمن شاء.
صلاة النافلة (= يعني المطلقة) في البيت أفضل.
«صلاة السنة» (= المقيدة بالصلوات: سنة قبلية أو بعدية) يرون صلاتها في المسجد (أفضل).
هذا كله قول جمهور العلماء.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 12:13]ـ
تعليقا على م 15و16، لشيخينا الباجي والحمادي، نفع الله بهما:
يقول الباحث سيد عبده عثمان في «إجماعات ابن عبد البر» ص450 - 451:
(اجتمعت عليه الفقهاء، أو العلماء، اجتمعوا، هذا مجتمع عليه، السنة المجتمع عليها، مجتمع عليه ونحوها.
وهذه العبارات كلها تدل على معنى الجمع والاجتماع والكثرة، بخلاف مادة الفعل الرباعي «أجمع» التي تدل على العزم، والتصميم، والإحاطة بكل العلماء.
ولذا يعبّر العلماء عن الإجماع بكلمة «الإجماع» وليس بكلمة «الإجتماع» ...
وبناء على ما سبق فيمكن أن يقال: كل إجماع، فهو اجتماع، وليس كل إجتماع: إجماعا؛ لأن الإجماع فيه شروط زائدة على معنى الإجتماع.
وبعض المتقدمين - قبل استقرار ألفاظ الإجماع - قد يعبّر بها عن الإجماع، في الوقت الذي يستخدمون فيه ألفاظا عامّة، مثل: كلهم يقولون، أوالناس على ذلك، ونحو ذلك).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أشرف
هذا نصُّ كلام الإمام ابن عبدالبر في حكاية الإجماع على أفضلية التنفُّل في المسجد:
(والذي عليه العلماء أنه لا بأس بالتطوع في المسجد لمن شاء؛ إلا أنهم مجمعون
على أنَّ صلاةَ النافلة في البيوت أفضل ... )
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 01:53]ـ
نفع الله بكم شيخنا الكريم
توضيح:
إنما عنيت بـ: م 15، قول الشيخ الباجي: (ولو قلنا يعود على ما قبل " إلا " لواجهنا اختلاف قوله في أوله من دعوى اجماعهم إلى دعوى أنه قول جمهورهم في آخره ... ).
ورأيتكم قد أقررتم هذا الفهم في مشاركتكم برقم 16، وإن كان عندكما نفع الله بكما ما ينقض قول الباحث الكريم متقدِّم الذكر، فأرجو أن أكون أول المستفيدين منه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 02:29]ـ
وبكم نفع الله يا شيخ أشرف
إنما أردت في (م 16) بقولي أنَّ العالم قد يقع في الوهم، وأنه قد حكى بعضهم إجماعاً حُكِي الإجماع على خلافه= حكايةَ الإمام أبي عمر عن الجمهور تفضيل أداء السنن الرواتب في المسجد
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 06:13]ـ
إذن توافقني أخي جابر في كون القول بتفضيل أداء السنن الرواتب في المسجد
هو قول الجمهور في عبارة ابن عبدالبر
نعم ..
شيخنا الفاضل.
ـ[الباجي]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 02:43]ـ
ابن عبد البر رحمه الله يقول -فيما ظهر لي-:
اجتمع العلماء (يعني: جمهورهم) على أنه:
.... ...
... .....
«صلاة السنة» (= المقيدة بالصلوات: سنة قبلية أو بعدية) يرون صلاتها في المسجد (أفضل).
هذا كله قول جمهور العلماء.
وفقك الله ... إنما يستقيم ذلك لو لم يقل هنا: ( ... فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة ... ) ... والاستثناء كما لا يخفى عليكم يكون غالبا من الأكثر ... بحيث يكون المستثنى أقل من المستثنى منه ...
ـ[الباجي]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 02:54]ـ
وبكم نفع الله يا شيخ أشرف
إنما أردت في (م 16) بقولي أنَّ العالم قد يقع في الوهم، وأنه قد حكى بعضهم إجماعاً حُكِي الإجماع على خلافه= حكايةَ الإمام أبي عمر عن الجمهور تفضيل أداء السنن الرواتب في المسجد
نفع الله بك.
إنما يتعين القول بذلك إذا لم يكن مفر منه ... وكان ظاهرا جليا ... أما مع التردد فالأولى أن نحمل كلام أهل العلم على أحسن المحامل ... ونجريه على الصواب الموافق لسنن العلم.
ثم لو تكرم شيخنا أبو محمد ونظر في التمهيد والاستذكار ... فالحافظ ابن عبد البر يستعمل كثيرا عبارة: (وهذا كله قول مالك وأصحابه) ... وأحيانا يقول: وهذا كله قول الشافعي ... وأحيانا: وهذا كله قول أصحاب الرأي ... وأحيانا: وهذا كله قول ابن عيينة ... الخ ... ورأيتُه مرة قال: وهذا كله قول الواقدي والزبير والطبري دخل قول بعضهم في بعض ... أو عبارة قريبة من ذلك ... فلو تكرم شيخنا ونظر في صنيعه هذا ... حتى يعود إلينا بمقصده من هذا اللفظ معانا موفقا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 04:59]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالله
لست أرى في عبارة الإمام أبي عمر احتمالاً قوياً لما ذكرتم، وإلا لحملتها عليه
فلست حريصاً على تخطئته رحمه الله
وأما عبارة (وهذا كله قول مالك ... ) ونحوها فهو يطلقها على معنى الكلام السالف ذكره
هذا ما أفهمه من هذه الكلمة
وهو ما بدا لي من سياقه لها في بعض المواضع، ولا أدري إن كان له مقصد آخر لم يتبيَّن لي
فلعلكم توضحونه
ـ[الباجي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 01:53]ـ
... ...
ـ[الباجي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 03:56]ـ
وفقك الله يا أبا محمد.
قد تيقنتُ حرصك على عدم تخطئة حافظ الأندلس ...
ثم أقول: بلى هناك احتمال قوي أنه ما أراد ما فهمتَه يا أبا محمد ... وذلك أنه ذكر في كلامه أنه اجتمع العلماء على جواز التطوع بالمسجد - وهنا لعلي أحمل قوله " اجتمع " على إرادة جمهورهم كما ذكر الفاضل الشيخ أشرف، ومراعاة لمن كره ذلك وعابه من أهل العلم في عموم النفل المطلق وفي بعض السنن الراتبة خاصة - ... ثم ذكر - رحمه الله - أنهم أي: " الجمهور " على تفضيل أدائها بالبيت ... ثم أردف بذكر رأي لجماعة من أهل العلم ذهبوا في السنن الراتبة خاصة لاستحباب أدائها بالمسجد ... ثم عاد وأكد أن ما عداها فأداؤه بالبيت أفضل .... فهل ترى - رعاك الله - من صواب القول أن يعود ويقرر في نفس المقام = أن أداءها - الرواتب - بالمسجد هو قول الجمهور؟ فهل تراه - أعزك الله - يستثني الجمهور من الجمهور ... ؟
إنما ينتفي هذا الاحتمال أساسا، ويكون ما ذكرتَه على الجادة = لو لم تكن كلمتُه: (عند جماعةٍ منهم) ... فهذه تؤكد لك أن ما أراد حافظ الأندلس قولَه: إن جمهور أهل العلم على جواز صلاة التطوع بالمسجد، وأن أداءها - النوافل جملة بما فيها الرواتب إلا ما له سبب خاص - بالبيت أفضل ... وذهبت جماعة من أهل العلم إلى استحباب أداء السنن الرواتب بالمسجد مع موافقتها لجمهور أهل العلم في أفضلية أداء غيرها من النوافل بالبيت ... فهذا التفصيل الذي ذكره كلُّه قول جمهور أهل العلم ... والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 09:31]ـ
شكر الله لكم يا أبا عبدالله، وأعانكم على أخيكم المحب
ظهر لي قوة الاحتمال الذي ذكرتم رعاكم الله، ولكن لم لا يكون كلام ابن عبدالبر كالآتي:
(والذي اجتمع عليه العلماء أنه لا بأسَ بالتطوُّع في المسجد لمن شاء، على أنَّ صلاةَ النافلة
في البيوت أفضلُ؛ إلا السنن الراتبة -فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها "صلاة السنة"- يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع، وما عداها من التطوع كله فهو في البيت أفضل، ولا بأس به في المسجد، هذا كله قول جمهور العلماء)
فيكون قوله: (فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها "صلاة السنة") جملةً اعتراضية
كأنه قال: (إلا العشر ركعات ... يرون ... )
شكر الله لكم هذه المباحثة المفيدة علماً وأدباً
ـ[الباجي]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 02:05]ـ
نفع الله بك يا أبا محمد ووفقك لكل خير.
السؤال أخي الكريم لماذا نلجأ لهذا كله طالما كلام الحافظ ابن عبد البر متساوق في ظاهره مع ما حكاه بعض أهل العلم من أن الجمهور على استحباب أداء النوافل كلها بالبيت إلا ما له سبب خاص؟
ثم لو تأملتَ حرف الفاء في قوله: " فإنها " تجدها للتعليل ولربط الجملة اللاحقة بالسابقة، ولم يعهد التعليل في الجمل الإعتراضية ... فهي عادة تأتي لغير ذلك من تقوية المعنى والدعاء ... الخ ما تجده مسطورا في علم المعاني ... ثم تأمل - حفظك الله - موضع: الضمير في " منهم " وعلي أي شئ يعود ... وأي شئ تدل عليه " منهم " ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 07:18]ـ
وفيكم بارك الله وبكم نفع يا أبا عبدالله
قد راعيتُ ما أشرتم إليه من وجود الفاء في قوله (فإنها عند جماعة ... ) وكتبت ما سبق مراعياً لهذه النقطة
ويبقى الأمر محتملاً عندي من هذه الناحية
لكن يرجح المعنى الذي ذكرتموه -كما أشرتم- موافقته لما نقله بعض أهل العلم عن الجمهور في هذه المسألة
وأرجو أن يكون هذا هو الصواب في معنى كلام أبي عمر
أشكركم أستاذنا الفاضل
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 03:18]ـ
شيخنا الحبيب الباجي وفقه الله ونفعنا بعلمه
قد شرح الله صدري لما تفضّلتم به
وأنا الذي كان يشغلني استيفاء المرجّحات الداخلية (داخل نص كلام ابن عبد البر)، قبل النظر إلى المرجّحات الخارجية، والتي منها النظر في كلام ابن عبد البر رحمه الله في موضع آخر من كتبه، أو حمل كلامه على أحسن المحامل، أو موافقته لنقول أهل العلم في هذه المسألة ...
المهم جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 05:28]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، ونفع بهذه المذاكرة
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:09]ـ
مذكراة مفيدة .. شكر الله لكم .. ونفع بكم ..
وقد أشار الشوكاني رحمه الله في النيل الى هذا القول ولولا أني على سفر لذكرت نصه مع أني بعيد العهد به حيث كانت قراءته قديمة والله المستعان ..
وهنا مسألة تحتاج الى تحرير هل اطلاق الجمهور هنا منضبط؟!
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،،،
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 12:40]ـ
وفقكم الله أخي الكريم
لعلكم تفيدون بما ذكرتم عن العلامة الشوكاني رحمه الله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 03:43]ـ
هذا كلامٌ للإمام ابن عبدالبر، أنقله هنا للإفادة منه، والمباحثة حول مطابقته لأقوال العلماء
يقول رحمه الله:
(والذي اجتمع عليه العلماء أنه لا بأسَ بالتطوُّع في المسجد لمن شاء، على أنَّ صلاةَ النافلة
في البيوت أفضلُ؛ إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي
عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها
"صلاة السنة" يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع، وما عداها من التطوع كله فهو
في البيت أفضل، ولا بأس به في المسجد، هذا كله قول جمهور العلماء)
هذا ما ظهر لي والله أعلم:
- والذي اجتمع عليه العلماء: أنه لا بأسَ بالتطوُّع في المسجد لمن شاء؛
- على أنَّ صلاةَ النافلة في البيوت أفضلُ، إلا العشر ركعات المذكورات في حديث ابن عمر في هذا الباب، والاثنتي عشرة ركعة المذكورة في حديث أمِّ حبيبة. فإنها عند جماعةٍ منهم سنةٌ مسنونة، ويسمُّونها "صلاة السنة"، يرون صلاتها في المسجد دونَ سائر التطوع؛
- وما عداها من التطوع كله فهو في البيت أفضل، ولا بأس به في المسجد. هذا كله قول جمهور العلماء.(/)
لماذا وبخ الإمام المقرئ ابن مجاهد هذا الفقيه؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 01:04]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد:
فأهلا بك أخي الكريم في هذا الموضوع القصير، وهو عبارة عن حادثة فيها تنبيه، سأتركك تتأملها بنفسك وتنظر ما يشببها في الواقع:
قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء 2/ 39:
قرأت في تاريخ خوارزم في ترجمة (أبي سعيد أحمد بن محمد بن حمديج الحمديجي) قال:
كنت اختلف إلى أبي بكر بن مجاهد، المقرئ البغدادي، فكان يكرمني لفقهي،
فاشتهيت أن أقرأ عليه،
لما رأيت من ولوع الناس بالقراءة عليه،
فقلت له: إني أريد أن اقرأ عليك القرآن،
فقال: نعم، إنْ كنت تريد القراءة، فاجلس مجلس التلامذة،
قال: فتحولت من جنبه إلى بين يديه،
فلما افتتحت القراءة على رسم العامة، وقلت: " بسم الله الرحمن الرحيم "
قال: أو كذا تقرأ؟!
اذهب إلى ذلك الفتى حتى يرشدك،
ثم اقرأ عليّ،
فخجلت من ذلك،
وترك إكرامي، كما كان يكرمني قبل ذلك، لما عرف بضاعتي في القراءة.اهـ
ترى كم من طلاب العلم وأئمة المساجد والوعاظ اليوم بحاجة أن يقال له مثل ما قيل لهذا؟!
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:15]ـ
/
اللهم صَلِّ وسلِّم عليه ..
/
الله المُستعان وعليه التُّكلان ..
أين مِنَّا اليومَ طموح أبي بكر بن مجاهد؟؟
بَلْ أين منَّا قناعات أبي سعيد!!
لو (ولو تفتح عمل الشيطان) وقعَ هذا الحدث في زمننا ..
لـ قيلَ عن أبي بكر (مُتسلِّط / عديم الصبر / استعجالُهُ سابقاً أناتَه)
أما أبو سعيد فـ نادرٌ أن نجدَ من يُتقِنَ الدوْر ويُدركَ المغْزى كما أجاد ..
إلا ماشاء الله ..
/
جُزيتم خيراَ شيخنا الكريم ..
وكُفيتُم ما أهمَّكُم من أمر الدنيا والآخرة ..
/
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:33]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد:
ترى كم من طلاب العلم وأئمة المساجد والوعاظ اليوم بحاجة أن يقال له مثل ما قيل لهذا؟!
بارك الله فيك شيخنا الحبيب ورعاك
أسأل الله أن يسترنا وإياكم بسترة وأن يعاملنا جميعابلطفه وأن لا يفضحنا بين خلقه
ـ[المقرئ]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 05:18]ـ
[
وترك إكرامي، كما كان يكرمني قبل ذلك، لما عرف بضاعتي في القراءة [/ color]
بارك الله فيكم
فائدة ماتعة نافعة
ضغفه كان في القراءة فقط
فكيف إذا كان الضعف في كل شيء فلا قراءة ولا فقه ولا حديث ولا لسان
ولم يبق إلا ....
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:04]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 07:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل العالم/ عبدالرحمن السديس عسله الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة أستفدت من هذه القصة ما يلي:
1ً- تواضع علماؤنا في طلب العلم.
2ً-أن علماؤنا كانوا يكرمون الفقيه ويوقرونه عكس أيامنا هذه.
3ً-قال صلى الله عليه وسلم (رب حامل فقه الى من هو أفقه منه)
4ً-قد يكون الصغير في سنه أفقه من الكبير وأعلم، وهذا يذكرنا بحال ابن عباس رضي الله عنه بين صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وخير شاهد تفسيره لسورة الفتح وتقديم عمر قوله على قول أكابر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
5ً-أن من أراد أن يطلب العلم ومهما كان زاده في العلم وحتى لو قيل له شيخا أن يجلس مجلس التلميذ المتعطش لمعرفة العلم الشرعي.
وفوائد أخرى قد أكون غفلت عنها.
وجزاك الله خيرا يا امامنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم وبارك فيكم.
لا شك أن طالب العلم أوالمنتسب إلى الدعوة والإرشاد فضلا عن الفقيه أو المحدث ... = يقبح به أن تكون قراءته كقراءة العامة؛ بل عليه أن يعتني بحفظ كتاب الله وقراءته على أهل التخصص وضبط عليهم.
**********
الشيخ الفاضل العالم
الأخ الكريم: محب التوحيد هذه العبارات لا تليق بمثلي؛ فأنا طويلب علم صغير، وربما أنك تظن أني إمام المسجد الحرام، وليس كذلك.(/)
من صالح المغامسي إلى طالب العلم
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 01:20]ـ
الحمد لله الذي تقدست عن الأشباه ذاته، ودلت عليه آياتُه ومخلوقاته.
وأشهد أن لا إله إلا الله، أراد ما العباد فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه.
وأشهد أن سيدنا ونينا محمداً عبده ورسوله، آخر الأنبياء في الدنيا عصراً، وأجلهم يوم القيامة شأناً وذكراً.
صلى الله وملائكتُه والصالحون من خلقهِ عليه كما وحّد اللهَ وعرَّف بهِ ودعا إليه.
وبعد،
فهذِهِ كلماتٌ أحتسبُ عند اللهِ أجَرها، وأسألهُ التوفيقَ في تحريرها، المقصودُ منها بيانُ فضل العلم الشرعيّ وشرفِه، والدعوةُ إلي اللحاقِ بركبِ أهلِهِ.
فأقولُ:
تذكر يا من تطلب العلمَ أنّهُ لا مهمةَ أجلّ وأشرف من الدعوةِ إلى اللهِ.
ولهذا أناطَ اللهُ بهذِهِ المهمة كرامَ خلقِهِ، وهم الأنبياءُ والرسلُ عليهم السلامُ.
فما شرفوا إلا للوحي الذي يحملونَه والدينِ الذي يدعونَ إليهِ.
فأشرفُ الناسِ الذين أخبرَ الصادقُ المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم ورثةُ الأنبياءِ.
فمن أرادَ اللهُ بِهِ خيراًً ألحقَهُ بركبِهم، وشرّفهُ بهديهِم. لكن هيهاتَ أنْ يُدركَ ذلك كلُ راغبٍ، أو أنْ يُعطى لكلِ طالبٍ.
فالمنازلُ عاليةٌ والدرجاتُ لا توهبُ لكلِ أحدٍ ولا تُعطى من غيرِ تمحيصٍ وعلى هذا فخشيةُ اللهِ هي رداءُ العلماءِ الحق، وهذا هو المقصودُ الأسنى من قولِهِ جلّ ثناؤهُ (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) سورة فاطر ـ 28 ـ.
ألم تَرَ أنَّ اللهَ قال في حقِ خليلهِ إبراهيم عليه السلام: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) سورة البقرة ـ 124ـ.
قالَ ذلكَ بعدَ أنْ ابتلاهُ فَوفِقَ الخليلُ في الابتلاءِ. وستُبتَلى يا أَخي ويا أُختاهُ قبل أنْ تُمكّن، لكنَّ المعضلةَ أنَّ الناسَ باديَ الرأيِّ يظنونَ الابتلاءَ شرطاً أنْ يكونَ اعتقالاً.
وهذا مُنحنىً غيرُ صائبٍ في فَهمِ سُنّةَ اللهِ، إنَّ حقيقةَ الابتلاءِ أنْ تُمَكن من المعاصي وتُيسْر لكَ المُحرمات وتدنو منكَ الفواحشُ فلا تقربْ شيئاً من ذلك إجلالاً للهِ.
فإذا منًّ اللهُ عليك بهذا فاعلم أنّ اللهَ أرادَ بكَ خيراً وهيأَ لكَ منزلةً في ركابِ العلماءِ.
اعلم يا أخي أنَّ القرآنَ مفزعُ أهل الملة، لا يتمسكون بشيء يخالفُه فهو آيةُ نبيهم ودليلُ صدقَ رسولِهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
فأولُ طرائق العلمِ حفظه وتدبره وأخذه على سبيلٍ قويمٍ، وإنْ تعْجب فَعَجبٌ أنْ يعكف الطالب على المتونِ وهو لم يُحَصّل من القرآنِ شيئاً!
فأنَّى لهذا أن يصل؟ وكيف لهذا أن يسود؟
ثم اللهَ اللهَ في حديثِ رسولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتنِ بحفظِهِ وفهمِ مراده واتخذ من فهم صالح الأسلاف منهجاً لفهمِك فهم إلى الحقِ أقرب.
ثم قِف قَبلَ هذا مع نفسِك مستفهماً؟ هل يُمكن أنْ أغوصَ في مشكاةِ الوحيين بغيرِ آلةٍ؟
الجوابُ قطعاً لا. وعليه فانظر في أنْ تُحصِّلَ كثيراً من علم النحوِ، وتجتهد في فَهمِ وحِفظ أساليب العربِ في كلامِها شِعراً ونثراً.
أخي طالبَ العلمِ:
ذكرُ اللهِ قوتُ القلوبِ فلا تغفل أبداً عن ذكرِهِ، وإيَّاكَ أن ترجو مأمولاً بغيره فذاكَ مُحالٌ، فأكثر من ذكِرهِ واستغفر لذنبك وتحلى بكريمِ الأخلاقِ وحسن الصفات.
ختاماً:
إنَّ العلمَ طريقٌ لعبادةِ الله.
والعبادةُ هي الغايةُ. فاتقِ اللهَ حيثما كنت وأكثر من النوافلِ وسائرَ العبادات.
هذا ما أعانَ اللهُ على تدوينِهِ في مدينةِ خيرِ خلقِهِ وصفوةِ رسلهِ على عجلٍ وأنا بين أوراقِ طلابي ومهامِ عملي.
لكن متى كنا نملك لأنفسنا حولاً أو طولاً؟
فا للهم لكَ الحمدُ وإليك المشتكى وأنت المستعانُ ولا حول ولا قوة إلا بك.
الشيخ صالح بن عواد المغامسي
http://saaid.net/Doat/almgamce/22.htm (http://saaid.net/Doat/almgamce/22.htm)
__________________
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:38]ـ
خشيةُ اللهِ هي رداءُ العلماءِ
جزاك الله خيرا يا أبا معاذ
وبارك في الشيخ صالح
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:04]ـ
جزيت خيرا ابا معاذ ,, نسال أن يجعل مانقلته طريقا لك الى الجنة
ـ[أبو معاذ الألوكي]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 02:14]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ..
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 09:35]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 05:18]ـ
جزيت خيرا ابا معاذ ,, اسأل الله أن يجعل مانقلته طريقا لك الى الجنة(/)
يا نفس ناشدتك الله: كيف انتكس؟ ماذا حدث وما الذي يحدث؟!
ـ[المقرئ]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 05:09]ـ
كيف انتَكس
أقبح به من مخلوق وضيع، كم تألّه وتعبّد وسبّح ومجّد، قضى زمنا طويلا وهو على هذه الحال، وفي لحظة سريعة حلّت عليه لعنةُ الله وغضبُه فأصبح من الخاسرين، وأول المنتكسين = إنه إبليس الطريد، - لا إله إلا الله - لا تسل: كيف زاغ رشدُه، واستكبر وأبى السجود = وهو يعلم عظمة الله وأليم عقابه = لا تسل كيف انتكس وابتلس، فإنه لا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون، عالم آتاه الله العلم وميزَه به وآتاه الآيات البينات وفضله على كثير = لكنه أخلد إلى الدنيا وباع دينه بعرَض قليل، ولا تقل كيف انتكس؟ تدبر كلام ربنا في وصف حاله فيا حسرة على العباد " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " هذان المثلان وغيرهما إنما أخبرنا الله بهما لنكون على حذر ووجل من أن تزيغ القلوب وتضل الأفئدة، أوليس رسولنا صلى الله عليه وسلم هو من خاف على نفسه وهو أمينه على وحيه!، وخافه على أمته، يكاد قلبي يتقطع وأنا أقرأ ما رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح من حديث أنس قال كان النبي يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال فقال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها، وقد كان أكثر قسمه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري " لا ومقلب القلوب " من أجل أن يذكر نفسه وغيره بفقره وحاجته إلى مولاه وأنه مهما بلغ العبد فإنه معرَّض للبلاء والفتنة مهما بلغ علمه، وارتفعت مكانته: مالذي جعل بعض من صحب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم وبلغ رتبة الصحبة أن يرتد على عقبيه ولا حول ولاقوة إلا بالله وفيهم نزلت هذه الآية: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم
إن أعظم سبب لحصول الانتكاسة وغلبة الشهوة هو التهاون بحدود الله، واقتراف الذنوب دونما خوف أو وجل أو تأنيب ضمير، تقرأ النفوس هذا التهديد ولكن .. !! " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " فمن لم يستجب لأوامر الله بقلبه وجوارحه فهو معرّض بأن يحول الله جل وعلا بينه وبين الإيمان، فهو مقلب القلوب يقلبها حيث شاء ويصرفها حيث شاء، فالعبد بين الرغبة والرهبة والرجاء والخوف لا يأمن فتنة، ولا يعلم خاتمة وعاقبة، وأنّى له ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين في حديث بداية خلق الإنسان ونهايته في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال (إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار) ولما كان هذا الأمر في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بهذه المكانة أصبح يستشعره في كل وقت، تذكرتُ حاله لما مر صلى الله عليه وسلم بديار ثمود وقوم صالح = تذكّر أليم بطشه وشدةَ مكره، وهاله وأفزعه، وخاف على نفسه، أتراه نسي أنه رسول الله؟! أتراه ما عرف رحمة الله؟! يا ويح نفوس ٍ ما فزعت ولا خافت، ماذا فعل [رسول الله] روى الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال لما مر النبي بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وإمهالهم مدة طويلة ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتبارا بأحوالهم فقد شابههم في الإهمال ودل على قساوة قلبه، وغفلته، وعدم خشوعه، فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم وهذا من شدة خوفه صلى الله عليه وسلم وتوقيره لربه
ألسنا من يعمل المعصية وننسى أننا اقترفنا ذنوبا، ونخرج إلى الناس ننتظر المديح والثناء والإطراء،هاهم رسل الله يخافون الانتكاس ولا يأمنون من مكر الله، هاهم يخافون عقوبة الذنب ولا أدل من قول نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام وهو يقول لقومه [ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وءاتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير "
عجبت أشد العجب عندما ذكرت هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره =واستشعاره لهذه القضية، فلما كان السفر وتغير المكان عاملا قويا للتحول والتغير والانتكاس كما هو ظاهر في واقع بعض الناس اليوم عند سفرهم إلى بلاد الكفار ونحوهم، فعهدك بالرجل مواظبا على الصلاة لا يجالس إلا الأخيار جادا في حياته، بعيدا عن الإسفاف والجهل إذا به بعد الإجازة والسفر قد تغير حاله، وفسد خلقه ومزاجه، فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن سرجس - إذا أراد السفر يستعيذ من الحور بعد الكون أو الكور وهو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية وأعم من ذلك الرجوع من شيء إلى شيء من الشر والعياذ بالله وكلنا يعلم أسفار النبي صلى الله عليه وسلم لأجل ماذا فهو إما في هجرة أو غزو أو حج وعمرة ودعوة ومع هذا يردد هذا الدعاء العظيم عند سفره وهذا غاية في الخوف والحذر فقل لي بربك كيف تفسر عدم المبالاة عند بعض الناس عندما يقارف المعاصي والذنوب إما بترك واجب أو فعل معصية فلا يستشعر خطر هذا الأمر ونهايته،! بل يريك من التكبر والأنفة ما يجعلك تأسف له وتحزن عليه وأنت تراه في خطر عظيم، فما أشد خطر الكبر بمقارفة المعصية وما قصة ذاك الرجل ببعيد عنا وقد كان يجر إزاره من الخيلاء، تعجبه نفسه وهو مرجل جمته إذ خسف الله به في الأرض فهو يتجلجل إلى يوم القيامة كما في الصحيحين وأما أهل الإيمان فإنهم إذا فعلوا معصية أو إثما أو فاحشة ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله " وإذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح البخاري إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال بيده وأشار فوق أنفه
فما أهون العباد على الله إذا هم عصوه، ونسوه،
فما حيلتي وحيلة العصاة أمثالي، قد مللنا من أنفسنا وتفريطنا، الأمر جلل وخطير، والحادي والسائق قريب ولا زالت نفوسنا منشغلة بما يضرها ولا ينفعها، لازالت مواعظ التأنيب رطبة غضة طرية على مسامعنا فما بالها؟ ما بالها؟ أتراها مستدرجة من حيث لا تعلم؟ فناشدتك الله يا نفس أفيقي!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 05:19]ـ
نفع الله بكم وشكر لكم هذه الكلمات الطيبات
نقل الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين أنَّ من أسباب سوء الخاتمة دسائس السوء والمعاصي الخفية
التي يقارفها العبد في خلواته
أسأل الله أن يمنَّ علينا بمراقبته وخشيته في السر والعلن
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 06:22]ـ
إن أعظم سبب لحصول الانتكاسة وغلبة الشهوة هو التهاون بحدود الله، واقتراف الذنوب دونما خوف أو وجل أو تأنيب ضمير، تقرأ النفوس هذا التهديد ولكن .. !!
أحسن الله إليك ونفع
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 08:43]ـ
فما حيلتي وحيلة العصاة أمثالي، قد مللنا من أنفسنا وتفريطنا، الأمر جلل وخطير، والحادي والسائق قريب ولا زالت نفوسنا منشغلة بما يضرها ولا ينفعها، لازالت مواعظ التأنيب رطبة غضة طرية على مسامعنا فما بالها؟ ما بالها؟ أتراها مستدرجة من حيث لا تعلم؟ فناشدتك الله يا نفس أفيقي!!
يعجز المرء عن التعبير!!
أحسن الله إليكم، ورفع الله شأنكم وأعلى قدركم .. وطيب ذكركم .. ويسر طريقكم وأنار دربكم .. ووفقك وهداكم .. وكتب لكم الخير والإحسان والأجر بكل حرف سطرته أيديكم .. ولا حرمنا فضلكم ..
محبكم / أسامة
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 10:42]ـ
شكر الله سعيكم وحفظ شخصكم وبارك في عمركم
"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
(ذنوب الخلوات تؤدي الى الإنتكاسات، وطاعة الخلوات طريق للثبات حتى الممات).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 11:23]ـ
شكر الله لكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 12:58]ـ
ألسنا من يعمل المعصية وننسى أننا اقترفنا ذنوبا، ونخرج إلى الناس ننتظر المديح والثناء والإطراء.
بارك الله فيكم شيخنا /
أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الستر والعفو والصفح.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 01:23]ـ
لا شلت يمينك شيخنا الكريم
الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 02:07]ـ
قال علي بن خشرم:ما رأيت بيد وكيع كتابا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدويت الحفظ
فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله، قال: ترك المعاصي
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 03:18]ـ
وهل هناك أعظم خسارةً ممن انتكس بعد هدى، وارتكس بعد الصفاء، وسوَّد صفحاته بأعمالٍ شوهاء؟!
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلوبنا على طاعتك ودينك
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 09:31]ـ
اللهم ثبت قلبي، وقلب أخي الشيخ المقرئ وجميع إخواني.
اللهم أدم علينا سترك، وتجاوز عن الذنوب والزلات
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 04:19]ـ
نقل الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين أنَّ من أسباب سوء الخاتمة دسائس السوء والمعاصي الخفية
التي يقارفها العبد في خلواته
أسأل الله أن يمنَّ علينا بمراقبته وخشيته في السر والعلن
اللهم آمين يارب العالمين وجزاكم الله خيرا
ولكن من الأهمية بمكان أن يفرق بين بين المعاصي التي يبتلى العبد بها وتغلبه نفسه عليها مع مجاهدتها فمرة ينتصر ومرة يكبو وهو مع هذا منيب كاره نادم مجاهد للسعي في تركها
وبين أن يأنس بها وإليها ولا يكره العمل الذي هو عليه ولا يدعو ربه أن يخلصه منها
فالأول:وجل خائف من مغبتها فمثل هذا مجاهد لنفسه قد حاز مرتبة المجاهدة ومرتبة التوبة وربنا يقول في وصف المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض بأنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون)
فالصواب أن الواو عاطفة وهي تضاف (إلى الواو التي تكتب بماء العين)
ولا غنى عن ربنا جل وعلا وهو غني عنا، وهو يريدنا لأنفسنا
(فهو يريدك لك، ولمنفعتك بك)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 04:25]ـ
نفع الله بك شيخنا الحبيب المقرىء
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 04:29]ـ
الشيخ حسان: جزاك الله خيرا على دعائك وبارك فيك
الشيخ أسامة: بارك الله فيك على دعائك وهذا سخاء نفس وجود، أجزل الله لك العطاء في الدنيا والآخرة
الشيخ أبا معاذ: بارك الله فيكم ونفع بكم ولا حرمكم الأجر على دعائكم، ومشاركتك تأكيد لكلام شيخنا الحمادي وانظر ما علقته هناك بارك الله فيكما
الشيخ ابن رجب: جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
شيخنا المسيطير: بارك الله مسعاكم وزادكم من العلم والهدى
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:05]ـ
الشيخ الكريم آل عامر: بارك الله فيك ونفع بك
وما أشرن إليه من خطر الذنوب جد مهم وهي وصية المعصوم صلى الله عليه وسلم حين قال (إياكم ومحقرات الذنوب .. ) الحديث
وأعظم واعظ قصة (مدعم) في الصحيحين أتدرون من مدعم؟
إنه مجاهد وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وقتل في أفولهم من معركة خيبر فقال الصحابة هنيئا له الشهادة؟ لكنه غلّ (شملة) نعم (شملة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشملة التي غلها من المغانم قبل المقاسم لتشتعل عليه نارا
اللهم اهدنا فيمن هديت
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:08]ـ
الأخت الكريمة / تاج الروح جزاك الله خيرا وبارك فيك
الشيخ الفاضل / عبد الله العلي لا حرمك الله الأجر على دعائك لمحبك زادك الله رفعة ودرجة ورضي عنك
الشيخ الكريم ابن المنير / شكر الله لك ونفع بك وزادك من العلم والتقى والخشية
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 09:46]ـ
وياكم شيخنا المبارك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 01:55]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الموعظة .. وفقكم أيها الشيخ الكريم.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
بارك الله فيكم أخي المقرئ,
{يقول العارفون أن ذنوب الخلوات هي سبب الإنتكاسات, وأن العبادات الخفيه هي سبب الثبات}
ـ[أبوصالح الحياني]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 07:53]ـ
ولكن من الأهمية بمكان أن يفرق بين بين المعاصي التي يبتلى العبد بها وتغلبه نفسه عليها مع مجاهدتها فمرة ينتصر ومرة يكبو وهو مع هذا منيب كاره نادم مجاهد للسعي في تركها
وبين أن يأنس بها وإليها ولا يكره العمل الذي هو عليه ولا يدعو ربه أن يخلصه منها
فالأول:وجل خائف من مغبتها فمثل هذا مجاهد لنفسه قد حاز مرتبة المجاهدة ومرتبة التوبة وربنا يقول في وصف المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض بأنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون)
فالصواب أن الواو عاطفة وهي تضاف (إلى الواو التي تكتب بماء العين)
ولا غنى عن ربنا جل وعلا وهو غني عنا، وهو يريدنا لأنفسنا
(فهو يريدك لك، ولمنفعتك بك)
تفريق جيد
ثبتنا الله وإيك على الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 08:46]ـ
اللهم عرّفنا نعمك بدوامها، ولا تعرّفنا نعمك بزوالها
بارك الله فيك يا شيخ مقرئ، كعادتك دائما مدرارا للفوائد، ثبتنا الله وإياك على الحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء: هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" [أخرجه أحمد عن الزبير وإسناده جيد]
وخراب إبليس كان في الكبر الذي أدى به إلى الحسد والذي انتهى به إلى عمي البصيرة، فأصبح لا يفرق بين الكوع والبوع.
فعلى المرئ أن يستقصي عيوب نفسه ولا يكون ذلك إلا بالتقوى الذي أساسه الخوف ولا خوف إلا بتعظيم الله، ولا تعظيم إلا بمعرفته جلّ جلاله.
فإذا استقصى المرئ مواطن شهوته لحق نفسه بإطفاء نارها وزال بذلك دخانها وبزوال دخانها تتضح رؤية صاحبها. اللهم بصّرنا بحقائق الأمور.
ـ[محمدالثمالي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 08:32]ـ
إن أعظم سبب لحصول الانتكاسة وغلبة الشهوة هو التهاون بحدود الله، واقتراف الذنوب دونما خوف أو وجل أو تأنيب ضمير، تقرأ النفوس هذا التهديد ولكن .. !!
كذلك من أعظم أسباب زيادة الايمان تعظيم حدود الله
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) الحج
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 09:47]ـ
كلام مختصر جداً، نسأل الله سبحانه وتعالى حسن العمل وحسن الختام، الأعمال بالخواتيم، ذكرى نافعة ودعوى صالحة ولا حول ولاقوة إلا بالله.
(وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار).
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 10:53]ـ
اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية
ونسألك الثبات على دينك
وحسن الخاتمة
ياذا الجلال والاكرام
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 10:50]ـ
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}
نفعنا الله وإياكم بهذه الموعظة الحسنة.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 05:30]ـ
يا الله!
موضوع تتفطر منه القلوب، وتدمع بسببه العيون ..
أخي الكريم:
جزاك الله خير الجزاء، وكتب لك بكل حرف سطّرته أناملك حسنة، ولا حرمك الأنس بطاعته تعالى ..
كان بعض السلف يقول لأصحابه: ((زهدنا الله وإياكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة، فعلم أن الله يراه فتركه من خشيته)) محاسن الدين على متن الأربعين / فيصل آل مبارك.
فما أجمله من دعاء!
ـ[أبو حمزة أنس الرهوان]ــــــــ[27 - Aug-2010, صباحاً 10:05]ـ
اللهم يا من لا تراه العيون , و لا تخالطه الظنون , و لا يصفه الواصفون , و لا تغيره الدوائر و لا يخشى الحوادث , و يعلم مثاقيل الجبال , و مكاييل البحار , و عدد قطر الأمطار , و عدد ورق الأشجار , و عدد ما أظلم عليه الليل و ما أشرق عليه النهار , ولا تواري منه سماءٌ سماءً , و لا أرض أرضاً , و لا بحرٌ ما في قعره , و لا جبلٌ ما في وعره , اجعل خير أعمارنا أواخرها , و خير أعمالنا خواتمها , و خير أيامنا يوم نلقاك فيه.(/)
قول الإمام النووي بالأسانيد الصحيحة
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 02:49]ـ
في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ:أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَبُولَنَّ
أَحَدُكُمْ فِي جُحْرٍ
قال الإمام النووي -رحمه الله -: حديث صحيح رواه الإمام أحمد .... بالأسانيد الصحيحة.
فقوله بالأسانيد الصحيحة فيه نظر، فليس له إلا هذا الإسناد عند من ذكرهم.
يقول أحد المشايخ الكرام: وقد رأيت النووي يكثر من هذه العبارة، مع أن الإسناد واحد.
فما رأي المشايخ الكرام والإخوة الأفاضل
هل فعلا يكثر الإمام النووي من هذه العبارة مع أن الحديث ليس له إلا إسناد واحد
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 05:32]ـ
ومن أمثلة ذلك:
قال الإمام النووي في "الأذكار": [وعن المهاجر بن قنفذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: أتيتُ النبي (ص) وهو يبول، فسلمتُ عليه، فلم يرد حتى توضأ، ثم اعتذر إليّ وقال: ((إني كرهتُ أن أذكر الله إلا على طهر)) أو قال: ((على طهارة)). حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة].
فتعَقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 208) فقال:
[وأما قول المصنف: (أخرجه أبو داود -وذَكَر غيره - بأسانيد صحيحة) ففيه نَظَر، إذ ليس له إلا إسناد واحد عند مَن ذَكَر مِن سعيد فصاعداً].
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 02:12]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد
ولعل البقية يتحفونا بما لديهم
بارك الله في علم الجميع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 07:16]ـ
فعلا أنا لاحظت ذلك في كلام الإمام النووي.
وليس الإمام النووي متفردا بذلك، بل وردت مثل هذه العبارة في كلام غيره من أهل العلم، مثل القاري.
بل وردت كذلك في كلام الترمذي رحمه الله؛ فإنه ذكر أن الحسن ما روي من غير وجه، مع أنه أحيانا يحسن ما ليس له إلا طريق واحد.
ولعل المراد - والله تعالى أعلم - بالأسانيد تعدد الطرق وإن كانت تلتقي في رجل واحد هو قطب الإسناد، كحديث الأعمال بالنيات مروي بالأسانيد الصحيحة التي تلتقي عند يحيى بن سعيد الأنصاري، وهكذا.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 01:47]ـ
بل وردت كذلك في كلام الترمذي رحمه الله؛ فإنه ذكر أن الحسن ما روي من غير وجه، مع أنه أحيانا يحسن ما ليس له إلا طريق واحد.
معذرة شيخي ابا مالك
فجعلك صنيع الترمذي من بابة صنيع النووي والقاري فيه نظر بل هو على العكس
فان صورة صنيعهما تكثير القليل وصورة صنيعه تقليل الكثير فتامل
ولعل المراد - والله تعالى أعلم - بالأسانيد تعدد الطرق وإن كانت تلتقي في رجل واحد هو قطب الإسناد، كحديث الأعمال بالنيات مروي بالأسانيد الصحيحة التي تلتقي عند يحيى بن سعيد الأنصاري، وهكذا.
احسنت
وهو غالب الظن وبقيته لاحتمال الوهم والخطأ منه فانه لا احتمال ثالث
وعليه فاطلاق الوهم عليه في هذه المسالة فيه نظر بل ينبغي التفصيل وبالله التوفيق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 01:53]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
(الحسن عند الترمذي) معناه (مروي من غير وجه)
فإذا قال عن حديث معين: (هذا حديث حسن)، فعلى تعريفه السابق يكون معناه (هذا حديث مروي من غير وجه)
وهو بعينه ما يقوله النووي وغيره (مروي بأسانيد ... )، فتأمل
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 02:50]ـ
اصبتَ فجزيت خيرا
على ان صنيع الترمذي يشمل الصورتين تقليل الكثير وتكثير القليل
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 05:04]ـ
هل فعلا يكثر الإمام النووي من هذه العبارة مع أن الحديث ليس له إلا إسناد واحد
استخرج هذه العبارات من كتاب (الأحاديث التي حكم عليها النووي في جميع كتبه) للقاضي السلامة.
وبعد ذلك ابحث في صحة هذه الدعوى.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 01:11]ـ
معنى قوله النووي: بأسانيد صحيحة أوحسنه
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في تعليقه على "رياض الصالحين" (13):
"واعلم أن الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ جرى على اصطلاح خاص في
تخريج بعض الأحاديث تفرد به دون سائر العلماء، وهو أنه كثيرا ما يبدأ بذكر
الحديث عن الصحابي بقوله:"رواه فلان وفلان بأسانيد صحيحة, وتارة يقول:
حسنة" , ولما كان عامة القراء لا يفهمون من هذا القول إلا أن للحديث عدة أسانيد
إلى صحابي الحديث.
أي أن ليس فرداً غريبا ,وكان الواقع خلافه, أي أنه غريب ليس له إلا طريق
واحد.
ثم قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: وقد جرى المؤلف ـ رحمه الله ـ على هذا
الاصطلاح الذي بينا , في بعض كتبه الأخرى مثل كتابه "الأذكار" .... وقد تعقبه
الحافظ في تخريجه لـ" الأذكار" المسمى بـ: "نتائج الأفكار" في الحديثين الأخريين
منها.
فقال في لأول منهما " وقول الشيخ: بالأسانيد الصحيحة يوهم أن له طرقا
عن ابن عمر، وليس كذلك ".
وقال في الآخر:" وفي قول الشيخ: بأسانيد،نظر، فإنه ليس له عند أبي
داود وابن ماجه إلا سند حماد إلى منتهاه".
فإن قيل: إذا كان الأمر كما ذكرت فما يعني النووي بهذا الاصطلاح؟
أقول: الذي يبدو لي أنه يشير بذلك إلى أن الحديث مشهور شهرة نسبية
بمجيئه من عدة طرق عن أحد رواته.ا-هـ
فرائد الشوارد لما في كتب الألباني من الفوائد 1/ 20(/)
قضية .. نبحث عن الجواب الصحيح فيها
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 07:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
نذكر حالة حصلت بين مسؤول المسجد والامام من باب دراستها ونبحث عن الخلل وايهما اقرب للصواب
سوف نسمي مسؤول المسجد بعبدالله والامام بعبد الرحمن حتى يسحل تسميتهم بالقاب صحيحة ونخرج من باب التكلم في الاشغاص باسمائهم الصحيحة
ولان المسجد خاص ليس تحت إدارة الاوقاوف عين عبدالله كنائب مسؤول المسجد من اشراف ومراقبة وانظباط الصلوات فيه وغيرها علما ان السؤول المباشر للمسجد غير متواجد معضم الاحيان وهو قد سلم زمام ادارة المسجد لعبدالله وعلى هذا النمط تسير الامور اكثر من خمس سنوات
واما إمام المسجد الشيخ عبدالرحمن , فهو من 10 سنوات في هذا المسجد, وهو طالب علم سلفي وله دروس ونشاطات في نفس المسجد
ولما كان عبدالله معروف بين اوساط المدينة كان يطلب منه اإمة لمساجد اخرى وهو يقوم بالاتصالات مع اصدقائه السلفيين بالبحث ان اامة ..
الحدث الاول:-
عندما وجد عبدالله إمام جيد , ومن باب الاختبار الاول اراد ان يختبره في مسجده (مسجد الشيخ عبدالرحمن) من حيث صوت الامام الجديد وتعامله مع المصلين بتسوية الصفوف وطريقة وقوفه امام الميكرفون لان بعض الامة يقترب من المكرفون حتى يصبح الصوت غير لائق ومنهم من يقف بعيد عن الميكرفون حتى تكان ان تسمع صوته ولا يصحح وقفته بعد الوقفة الاولى
فقام سكرتير عبدالله بالاتصال بالامام عبدالرحمن فقال له ان عبدالله يستاذنك ان يصلي بنا اليوم الامام الجديد
فقال الشيخ عبدالرحمن .. ان شاء الله
ولكن عندما حانت الصلاة رفض الشيخ عبدالرحمن تقديم الامام الجديد
وبعد الصلاة دار الحوار بين عبدالله والشيخ عبدالرحمن ..
عبدالله .. ياشيخ ماذا فعلت احرجتنا .. الم نستاذنك وقلت ان شاء الله
الشيخ عبدالرحمن ... قلت ان شاء الله تعليقا لا تاكيدا
عبدالله .. لم افهم ياشيخ ما تقصد
الشيخ عبدالرحمن ... لم اجزم بنعم سوف اسمح بالاختبار
عبدالله .. ياشيخ انا المسؤول عن المسجد وكان من المفترض ان لا تعارضني
الشيخ عبدالرحمن .. اليس الرسول هو الامام في المسجد في حياته
عبدالله ... نعم
الشيخ عبدالرحمن. اوليس هو ايضا هوالمسؤول عن المسجد
عبدالله .. نعم
الشيخ عبدالرحمن كذلك انا إمام المسج وانا المسؤول عنه وليس انت
الشيخ عبدالرحمن .. اوليس هذه الامام جاء للاختبار
عبدالله .. نعم
الشيخ عبدالرحمن سوف يصلي صلاة المرائي صلاة رياء , ومن صلى رياء فصلاته باطلة
فانتها الحوار و عبدالله غير مستوعب الامر بكيفية تطبيق واقعت الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف استطاع الامام ان يسلب منه مسؤولية وادارة المسجد , وكيف نستطيع ان نحكم على سرائر الناس ان كانت ستكون صلاة الرجل رياء
مرة الايام وقدر الله ان طلب مرة اخرى من عبدالله امام لمسجد آخر ..
فقام عبدالله بالبحث حتى وجد من هو طيب الصوت وهو سلفي العقيدة وتم الاتفاق معه بالحضور لمقابلة واختباره
فقام سكرتير عبدالله بمهاتفت الشيخ عبدالرحمن باننا سوف نختبر امام اليوم في صلاة المغرب
فقال الشيخ عبدالرحمن هل هذا طلب عبدالله
السكرتير .. نعم ..
وعندما اقيمت الصلاة وحاول الامام الجديد ان يتقدم مسكه الشيخ عبدالرحمن وقال له لا ينبغي لك ان تتقدم والامام الراتب موجود
قال الضيف ولكني اتيت للاختبار وطلب مني من ادارة المسجد ان اصلي بالناس في هذه الصلاة
قال الشيخ عبدالرحمن لا ينبغي لك ذلك
فقال الضيف كما تر
وعلى هذه الحادثة الثانية قام عبدالله بتوجيه خطاب لفت نظر للشيخ عبدالرحمن وعدم تكرار مثل هذا الفعل مرة ثالثة وقام الشيخ عبدالرحمن بتقديم رسالة خطية فيها مبررات لتصرفه .. نرفق الرسالة للاستفادة منها وهي في الاسفل ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أخي / عبدالله
(يُتْبَعُ)
(/)
على الرغم ما بيني وبينك من الاختلاف – وعسى أن يكون خيراً إلا أن هذا لا يمنعني من النصيحة التى هى من واجب المسلم تجاه أخيه.
موضوع / اختبار الأئمة المراد تعينهم (من خلال الصلاة وسماع الصوت)
فإن هذا الأمر فه ما يلي:-
1 - فتنة لإمام المسجد – ولا يلزم سؤالة عن مثل ذلك – وقد دل الشرع والعقل والفقه على مراعاة حال الإمام حتى قال من قال من الفقهاء إذا تأخر الإمام صلى الناس فرادى بلا جماعة حتى لا يفتات على الإمام.
2 - فتنة للإمام المختبر إذ هو يعلم أن يقرأ ويحسن في قراءته وصلاته من أجل القبول، هذا لا يسلم من إنسان.
3 - عدم وجود دليل شرعي ولا نص فقهي يدل على جواز مثل هذه الطريقة وإنما هذا يكون بمعرفة حال هذا القارئ خارج الصلاة أو أنه صلى مرة – وهو لا يعلم أنه يصلي للاختبار – فيختاره إماماً. وإذا كان لا يوجد دليل شرعي ولا نصي فقهي فإن مثل هذا الأمر من المحدثات.
4 - عدم جريان العمل بذلك في الجهات المسئولة عن تعيين الأئمة كدوائر الأوقاف. وإنما يسجل القارئ شريطاً أو يختبره لجنة أو نحو ذلك.
5 - أن هذا الأمر فيه فتنة للناس وكثرة القيل والقال. والواجب التسكين لا التهييج.
6 - أنه يمكن الاستعاضة عن هذه المفاسد بأن يعرض المختبر على لجنة لاختبار الأئمة: قراءة وفقهاً. ثم يجرب في فترة اختبار.
والله الهادي،،،
عبدالرحمن
إمام المسجد
انتهت رسالة الشيخ عبدالرحمن
وباليوم التالي جاء الشيخ عبدالرحمن وجلس في مكتب عبدالله ليتباحث معه في المسالة .. فقال الشيخ
الشيخ عبدالرحمن .. الم تعلم يا عبد الله انه لم يفعل احد مثل ما تفعله من الاختبار ولم يقول به عالم فهذا لا ينبغي فعله
عبدالله .. ياشيخ هذا رايك انت تر عدم الجواز فالا تلزمني برايك فهذا يسمى التشدد في الاقوال الرجحة
الشيخ عبدالرحمن .. وانت ايضا لا تلزمني برايك ياعبدالله
عبدالله .. ابدا ياشيخ ان كنت ترى ان لا تصلي خلفه في وقت الاختبار فصلي في مسجد اخر فهي صلاة واحدة
الشيخ عبدالرحمن .. انت ياعبدالله تدخل الناس والمصلين في فتنة عظيمة
عبدالله .. ياشيخ انت ادخلتنا في فتنة بتصرفك الغير طيب ثانيا هذا امر اداري فلماذا تكسر الامر اليس من السنة اطاعة المسؤول في مثل هذه الحالات
الشيخ عبدالرحمن .. لا لا .. الطاعة في المعروف ياعبدالله وليس في المعصية
عبدالله .. ياشيخ انا لا اجبرك ان تصلي خلفه حتى تقول الطاعة في المعروف وانما اقول لك تنحى عن هذه الصلاة فلا تؤم الناس فيها
الشيخ عبدالرحمن .. انا لم اتنحى لانك انك الخطات فهذا بهذه ولو كنت تريد غير هذا التصرف لتنحيت
عبدالله .. يا شيخ انت لماذا متشدد بهذه الطريقة .. اذا كان فعلي خطاء من هو الذي سوف يحمل الوزر انا او انت؟
الشيخ عبدالرحمن الجواب معروف
عبدالله .. الرجاء اجب
الشيخ عبدالرحمن الجواب معروف
عبدالله .. لا تريد ان تجب طيب لو كنت تعمل في دائرة الاوقاف وطلب منك مدير الدائرة كما طلبت منك لاختبار احد الناس هل سوف تتنحى او سوف ترفض
الشيخ عبدالرحمن .. الاوقاف لا تطلب مثل هذا الطلب
عبدالله .. الرجاء اجب لو طلب
الشيخ عبدالرحمن .. الاوقاف لا تطلب مثل هذا الطلب
عبدالله .. لماذا لاتجيب
عبدالله .. طيب ياشيخ هل فعلي في طريقة اختبار إمام اشنع أم طريقة رفضك لامر مسؤولك؟ اليس من واجبك الطاعة
الشيخ عبدالرحمن .. لم يجيب
وانتهت الجلسة ولم يتفقا ....
فالسؤال هو هل فعل عبدالله بدعي؟ او الموضوع فيه سعة كما يتم اختبار الطلاب في المسابقات وغيرها
هل فعل الشيخ عبدالرحمن صائب اصاب السنة برفضه لمسؤوله ..
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:42]ـ
للرفع وفتح الحوار
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 08:45]ـ
رفع الله قدرك ياحمد ..
لقد ابتلي كثير من طلاب العلم في التشدد في الجرح والتشدد في الاقوال الراجحة(/)
لِمَ الإبل!!
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 07:47]ـ
/
مساحاتُكُم بـ النفع نابِضَة ..
/
أساتذتي ..
منذ أشهر حاولتُ الاجتهَادَ في الإجَابةِ على أمْرٍ حَيَّرني ..
ولـ الأسَف لمْ أتمكَّن!!
فـ أرجو من يجد لديْه المقْدِرة منكُم على تعليل هذا الحكم ..
تزويدي به عاجلاً بوركتم:
ما السَّببُ في اعتبارِ أن لحمَ الإبلِ ناقضاً لـ الوضُوء؟
هل السَّبب يتعلَّقُ بـ التكْوينِ مثلاً!!
أم مَاذا؟؟
/
بـ انتظار المُقبِل بـ الجَواب ..
فـ بُوركَ لهُ اجْتِهَادَهُ ..
إن أخْطَأ أو أصَاب ..
/
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 08:05]ـ
بارك الله فيك
من أهل العلم من يرى الحكمَ تعبديَّاً
ويرى آخرون أنه معلل، ويميل إلى هذا الإمام ابن القيم حيث يقول في إعلام الموقعين:
(فصلٌ؛ الوضوءُ من لحوم الإبل يوافق القياس:
وأما قولهم: "إنَّ الوضوءَ من لحوم الإبل على خلاف القياس، لأنها لحمٌ، واللحمُ لا يُتوضأ منه"
فجوابه أنَّ الشارعَ فرَّقَ بين اللحمين، كما فرَّقَ بين المكانين، وكما فرَّقَ بين الرَّاعيين؛ رعاة
الإبل ورعاة الغنم، فأمرَ بالصلاة في مرابض الغنم دون أعطان الإبل
وأمر بالتوضؤ من لحوم الإبل دون الغنم
كما فرَّقَ بين الربا والبيع، والمذكى والميتة
فالقياس الذي يتضمَّن التسويةَ بين ما فرَّق الله بينه من أبطل القياس وأفسدِه
ونحن لا ننكر أنَّ في الشريعة ما يخالف القياس الباطل هذا، مع أنَّ الفرقَ بينهما ثابتٌ في نفس
الأمر، كما فرَّقَ بين أصحاب الإبل وأصحاب الغنم فقال:
"الفخر والخيلاء في الفدَّادين أصحابِ الإبل، والسكينةُ في أصحاب الغنم"
وقد جاء: أنَّ على ذروة كلِّ بعير شيطان
وجاء: أنها جنٌّ خُلِقت من جِنٍّ، ففيها قوةٌ شيطانية
والغاذى شبيهٌ بالمغتذي، ولهذا حرم كل ذي ناب من السباع،
ومخلب من الطير، لأنها دواب عادية، فالاغتذاء بها يجعل في طبيعة المغتذي من العدوان ما يضره
في دينه
فإذا اغتذى من لحوم الإبل وفيها تلك القوة الشيطانية، والشيطان خلق من نار، والنار تُطفأ بالماء
هكذا جاء الحديث
ونظيره الحديث الآخر: "إنَّ الغضبَ من الشيطان، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"
فإذا توضأ العبد من لحوم الإبل كان في وضوئه ما يطفىء يطفئ تلك القوة الشيطانية
فتزول تلك المفسدة ... )
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 09:22]ـ
/
اللهم آمين .. أجمعين ..
/
المشرف الفاضل: الحمادي ..
شاكرةً لكم مباردتكم الطيبة والسريعة ..
جعلها الله سبباً لـ سعادتكم في الداريْن ..
/
الشِّقُّ الأولُ والأخيرُ من توضيحكُم ..
بـ حمدِالله أدركتُه وأدركتُ القياسَ فيه ..
ولكن ذكرتُم هُنا:
وقد جاء: أنَّ على ذروة كلِّ بعير شيطان
وجاء: أنها جنٌّ خُلِقت من جِنٍّ، ففيها قوةٌ شيطانية
!!
قلتُم جاء!!
الحكم هُنا هل أعتبرهُ اجتهاداً بحتاً؟؟
وهل الاستناد هُنا على ماذكرَ الإمامُ بن القيِّم رحمهُ الله فقط؟
أم لديكُم من المصادرِ ما يُؤيُّد هذا الاحتمالَ ويُقوِّيه؟
وعُذراً على الإلحاحِ إن سَاءَكُم ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 09:42]ـ
آمين، وإياكم
قلتُم جاء!!
الحكم هُنا هل أعتبرهُ اجتهاداً بحتاً؟؟
وهل الاستناد هُنا على ماذكرَ الإمامُ بن القيِّم رحمهُ الله فقط؟
أم لديكُم من المصادرِ ما يُؤيُّد هذا الاحتمالَ ويُقوِّيه؟
وعُذراً على الإلحاحِ إن سَاءَكُم ..
أخي الكريم ..
الإلحاح في العلم والبحث عن الدليل والتحقق من ثبوته= خصلة شريفة
أما الكلام الذي سألتِ عنه رعاك الله فهو جزءٌ من كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله
وإن شئت توثيق الحديثين المذكورين من كتب الحديث المعتمدة فلك ذلك
ولعلي أقوم بهذا بعد عودتي من مشوار عارض؛ إن لم يبادر بهذا أحد الفضلاء
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 09:54]ـ
/
حَسَناً .. أتشرَّفُ بـ انتظارِ ميلادِ التوثيق ..
منكُم أو مِمَّن أدْرَكَ من الأنقياءِ ضَالَّتي ..
وبـ حفظِ الله أيْنمَا كُنتُم ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 12:25]ـ
وفقك الله
أما حديث: (إنَّ على ذروة كلِّ بعير شيطان)
-فأخرجه ابن حبان في صحيحه والدارمي في سننه وأحمد في المسند وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم
من طريق أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسمُّوا الله عز وجل، ثم لا تقصِّروا عن حاجاتكم)
-وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة بنحوه
-وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك وأحمد في المسند وغيرهم من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاسٍِ الخزاعي بنحوه
-وله شاهدٌ رابع من حديث عمر بن الخطاب بمعناه، لكنه ضعيف جداً، فلا حاجة إليه
والحديث صحيحٌ بمجموع طرقه الثلاث، وإن كان كلٌّ منها لا يخلو من مقال، ولكنه مقالٌ يسير مغتفر في باب الاعتبار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 12:30]ـ
وأما حديث: (أنها جنٌّ خُلِقت من جِنٍّ)
-فأخرجه النسائي في سننه الصغير والكبير وابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه وأحمد في المسند وابن أبي شيبة في
المصنف وغيرهم من طرق كثيرة عن الحسن البصري عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه بلفظ:
(نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في أعطان الإبل ومبارك الإبل، لأنها خلقت من الشياطين، ونصلي
في مرابض الغنم)
وفي لفظ لأحمد في المسند: (لا تصلوا في عطن الإبل، فإنها من الجن خلقت، ألا ترون عيونها وهبابها إذا نفرت؟
وصلوا في مراح الغنم، فإنها هي أقرب من الرحمة)
وهو حديثٌ صحيح
-وروى سعيد بن منصور في سننه من حديث خالد بن معدان مرسلاً: (إن الإبل خلقت من الشياطين، وإن وراء كل بعير شيطان)
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 12:50]ـ
/
عُلِم أستاذ: الحمادي!!
واللهَ أسألُ أنْ ينفعَ بكُم ..
وألا يحرمَكُم أَجْرَ عَناءَ عَوْدتِكُم لـ التوثيق ..
/
وُفِّقتُم وهُديتُم وكُفيتُم ..
ومن كُلِّ شرِّ وُقيتُم ..
أخي الكريم ..
/
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 04:23]ـ
شكر الله لك يا شيخ عبدالله
كلامك على الحديثين خلاصةٌ طيبةٌ
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 01:16]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد،وزادك ربي من فضله وإحسانه
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 03:33]ـ
[ color="
- وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك وأحمد في المسند وغيرهم من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاسٍِ الخزاعي بنحوه
[/ color]
وفقكم الله وللفائدة
حديث أبي لاس ذكره البخاري في صحيحه بصيغة التمريض فقال (ويذكر عن أبي لاس)
ـ[الفارس]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وللفائدة الوضوء من لحم الإبل من مفردات الحنابلة. [ينظر: المنح الشافيات: 1/ 171]
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
"ثم إنه حسب ما علمناه له فائدة طبية لأنهم يقولون إن للحم الإبل تأثيراً على الأعصاب لا يهدئه ويبرده إلا الماء وهذا من حكمة الشرع وسواءٌ كانت هذه الحكمة أم كانت الحكمة غيرها نحن متعبدون بما أمرنا به (وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله الرسول أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) ولهذا يقول الأطباء لا ينبغي للإنسان العصبي أن يكثر من أكل لحم الإبل لأن ذلك يؤثر عليه والله أعلم. "
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_914.shtml
وهنا سَوق الخلاف في المسألة المذكورة.
http://saaid.net/bahoth/3.htm
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 11:35]ـ
وفقكم الله وللفائدة
حديث أبي لاس ذكره البخاري في صحيحه بصيغة التمريض فقال (ويذكر عن أبي لاس)
شيخنا الحبيب المقرىء
بالنسبة لقول الإمام البخاري رحمه الله: (ويذكر ... )
قال ابن رجب رحمه الله في «فتح الباري» 4/ 366:
(هذه الصيغة (ويذكر) عنده لا تقتضي ضعفاً فيما علقه بها، وأنه يعلق بها الصحيح والضعيف، إلا أن أغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه).
وينظر: «فتح الباري» لابن رجب ط: غرباء، 1/ 195 - 196، ولابن حجر، 1/ 111، و «الإرشاد» للقسطلاني، 1/ 136.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:17]ـ
مذاكرة شريفة، بارك الله في الجميع، وأخص الشيخ الحمادي لما بذله ويبذله من الجهود للأخذ بيد إخوانه لما فيه الفائدة والمعرفة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:56]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا،
وحفظ أخانا الشّيخ عبد اللَّه الحِمادي.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 12:03]ـ
/
الفضلاء:
أبو عبدالرحمن ..
آل عامر ..
المقرئ ..
الفارس ..
أشرف محمد ..
أبو حماد ..
سلمان بن زيد ..
جُزيتُم عن أختكم خيْراً ..
ودُفِعَ بـ حضُوركُم عنكُم شرَّاً ..
ورُزِقْتُم الاحْتِسَابَ ودُمتُم لـ الإسْلامِ ذُخْراً ..
/
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 10:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: (أصول الفقه: عمل الصحابي إذا خالف القياس): ((فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: التَّوَضُّؤُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ فَهَذَا إنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهَا لَحْمٌ وَاللَّحْمُ لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ وَصَاحِبُ الشَّرْعِ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ لَحْمِ الْغَنَمِ وَلَحْمِ الْإِبِلِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ مَعَاطِنِ هَذِهِ وَمَبَارِكِ هَذِهِ فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ فِي هَذَا وَنَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي هَذَا فَدَعْوَى الْمُدَّعِي أَنَّ الْقِيَاسَ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِ الَّذِينَ قَالُوا {إنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا ثَابِتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَأَصْحَابِ الْغَنَمِ فَقَالَ: {الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَادِينِ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالسَّكِينَةِ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ} {وَرُوِيَ فِي الْإِبِلِ: أَنَّهَا جِنٌّ خُلِقَتْ مِنْ جِنٍّ وَرُوِيَ: عَلَى ذُرْوَةِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ} فَالْإِبِلُ فِيهَا قُوَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ وَالْغَاذِي شَبِيهٌ بِالْمُغْتَذَى. وَلِهَذَا حَرُمَ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ: لِأَنَّهَا دَوَابُّ عَادِيَةٌ بِالِاغْتِذَاءِ بِهَا تَجْعَلُ فِي خُلُقِ الْإِنْسَانِ مِنْ الْعُدْوَانِ مَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ أَنْ يَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَالْإِبِلُ إذَا أَكَلَ مِنْهَا تُبْقِي فِيهِ قُوَّةً شَيْطَانِيَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ} فَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ إطْفَاءِ الْقُوَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ مَا يُزِيلُ الْمَفْسَدَةَ بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهَا فَإِنَّ الْفَسَادَ حَاصِلٌ مَعَهُ وَلِهَذَا يُقَالُ: إنَّ الْأَعْرَابَ بِأَكْلِهِمْ لُحُومَ الْإِبِلِ مَعَ عَدَمِ الْوُضُوءِ مِنْهَا صَارَ فِيهِمْ مِنْ الْحِقْدِ مَا صَارَ)).
وقال أيضاً: (الفقه: مس النساء هل ينقض الوضوء؟): ((كَمَا يُتَوَضَّأُ مِنْ الْغَضَبِ وَأَكْلِ لَحْمِ الْإِبِلِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ أَثَرِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يُطْفَأُ بِالْوُضُوءِ)).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 12:45]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: (أصول الفقه: عمل الصحابي إذا خالف القياس): ((فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: التَّوَضُّؤُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ فَهَذَا إنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهَا لَحْمٌ وَاللَّحْمُ لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ وَصَاحِبُ الشَّرْعِ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ لَحْمِ الْغَنَمِ وَلَحْمِ الْإِبِلِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ مَعَاطِنِ هَذِهِ وَمَبَارِكِ هَذِهِ فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ فِي هَذَا وَنَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي هَذَا فَدَعْوَى الْمُدَّعِي أَنَّ الْقِيَاسَ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِ الَّذِينَ قَالُوا {إنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا ثَابِتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ كَمَا فَرَّقَ بَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَأَصْحَابِ الْغَنَمِ فَقَالَ: {الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَادِينِ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالسَّكِينَةِ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ} {وَرُوِيَ فِي الْإِبِلِ: أَنَّهَا جِنٌّ خُلِقَتْ مِنْ جِنٍّ وَرُوِيَ: عَلَى ذُرْوَةِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ} فَالْإِبِلُ فِيهَا قُوَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ وَالْغَاذِي شَبِيهٌ بِالْمُغْتَذَى. وَلِهَذَا حَرُمَ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ: لِأَنَّهَا دَوَابُّ عَادِيَةٌ بِالِاغْتِذَاءِ بِهَا تَجْعَلُ فِي خُلُقِ الْإِنْسَانِ مِنْ الْعُدْوَانِ مَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ أَنْ يَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَالْإِبِلُ إذَا أَكَلَ مِنْهَا تُبْقِي فِيهِ قُوَّةً شَيْطَانِيَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ} فَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ إطْفَاءِ الْقُوَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ مَا يُزِيلُ الْمَفْسَدَةَ بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهَا فَإِنَّ الْفَسَادَ حَاصِلٌ مَعَهُ وَلِهَذَا يُقَالُ: إنَّ الْأَعْرَابَ بِأَكْلِهِمْ لُحُومَ الْإِبِلِ مَعَ عَدَمِ الْوُضُوءِ مِنْهَا صَارَ فِيهِمْ مِنْ الْحِقْدِ مَا صَارَ)).
وقال أيضاً: (الفقه: مس النساء هل ينقض الوضوء؟): ((كَمَا يُتَوَضَّأُ مِنْ الْغَضَبِ وَأَكْلِ لَحْمِ الْإِبِلِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ أَثَرِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يُطْفَأُ بِالْوُضُوءِ)).
نعم، أخذه ابن القيم من شيخه - فرحمهما الله رحمة واسعة.
لكن الذي أذكره أن شيخ الإسلام لا يرى أن الأمر بالوضوء من مس المرأة والقهقهة للوجوب. فهل هذا صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 07:03]ـ
لماذا ينقض الوضوء أكل لحم الابل؟
السبب في أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء وباقي اللحوم لا تستوجب ذلك
أنه يجب الوضوء من أكل لحوم الإبل صغيراً كان أو كبيراً ذكراً أو أنثى مطبوخاً أو نيئاً، وعلى هذا دلّت الأدلّة
*1 قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم)
*2حديث جابر، سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، قال: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال:إن شئت. رواه مسلم
*3حديث البراء، سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الإبل؟ قال: توضئوا منها، وسئل عن لحوم الغنم فقال لا يتوضاٌ. رواه أبو داود و الترمذي
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الحكمة في هذا هي طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال توضأوا من لحوم الإبل وسئل صلى الله عليه وسلم أي سأله سائل فقال أتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فكونه جعل الوضوء من لحم الغنم عائداً إلى مشيئة الإنسان أما في لحم الإبل فقال نعم دليل على أنه لا بد من الوضوء من لحم الإبل وأنه لا يرجع لاختيار الإنسان ومشيئته وإذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فإنه حكمة ويكفي المؤمن أن يكون أمراً لله ورسوله قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن المرأة الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة فجعلت الحكمة هي الأمر فإذا أمر الله ورسوله بشيء فالحكمة في فعله على أن بعض أهل العلم أبدى حكمة في ذلك وهي أن لحوم الإبل فيها شيء من إثارة الأعصاب والوضوء يهدئ الأعصاب ويبردها ولهذا أمر الرجل إذا غضب أن يتوضأ والأطباء المعاصرون ينهون الرجل العصبي عن كثرة الأكل من لحم الإبل فإن صحت هذه الحكمة فذاك وإن لم تصح فإن الحكمة الأولى هي الحكمة وهي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعبد لله تعالى بتنفيذ أمر نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقد سبق لي أن سئلت الشيخ عبد الله بن غديان عضو هيئة كبار العلماء عن ذلك فأجاب بنفس اجابة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 08:54]ـ
أذكر عندما كنا صغارا كان أهلنا يقولون لنا إن الحكمة أن الصحابة أكلوا لحم الإبل فلما حضرت الصلاة حصل من أحدهم ريح فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الجميع بالوضوء حتى لا يخجله.
فهل هذه القصة لها أصل؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 02:41]ـ
بارك الله في الجميع ...
الأخت وعد .. بالله عليك أين أنتِ؟ آمل الرد .. الخاص لديك غير مفعل ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 02:46]ـ
يٌنظر بحث مفيد لشيخ الإسلام في القواعد النورانية حول الموضوع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 02:51]ـ
أذكر عندما كنا صغارا كان أهلنا يقولون لنا إن الحكمة أن الصحابة أكلوا لحم الإبل فلما حضرت الصلاة حصل من أحدهم ريح فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الجميع بالوضوء حتى لا يخجله.
فهل هذه القصة لها أصل؟
هذه باطلة سندا ومتنا ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يشرّع محاباة لأحد ..
أو مراعاة لخجل أحد فينسحب هذا على أمة الإسلام
إلى قيام الساعة!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 05:06]ـ
هذه باطلة سندا ومتنا ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يشرّع محاباة لأحد ..
أو مراعاة لخجل أحد فينسحب هذا على أمة الإسلام
إلى قيام الساعة!
بارك الله فيكم
والمؤمن الصادق ينفذ ما قضى به الله ورسوله دون أن يبحث عن علة أو غيرها.
فالعلة هي أمر الله ورسوله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 05:11]ـ
أخي المكرّم أبا محمد .. وفقه الله تعالى وسدده ونفع به
الشريعة نفسها هي التي علمتنا العلل والمعاني والحِكم ..
لاشك هناك أمور تظهر علتها جلية .. وهناك أمور تخفى ..
فمثلا الإبراد في صلاة الظهر: علته هجير الصيف ..
فإن قيل بل هو محض استجابة , كان ذلك من المكابر العقلية(/)
من أجمل ماقرات ......... وأنت أخي مارأيك؟
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 01:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول ابن القيم في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء)
((ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغيرذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى يري الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بال يزال بالكلمة الواحدة بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه ثغري فى أعراضه الأحياء والأموات ولا يبالى مايقول))
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 05:54]ـ
بارك الله في الأخت الكريمه
قال الحافظ بن رجب:إعلم أن ذكر الإنسان بما يكره (أي الغيبة) إنما يكون محرما إذا كان المقصود
منه مجرد الذم والعيب والتنقيص، فأما إن كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أو خاصة لبعضهم وكان
المقصود من تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل هو مندوب إليه.
القدح ليس بغيبة في ستة
........ متظلم ومعرف ومحذر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن
......... طلب الإعانة في إزالة منكر
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:34]ـ
اخي العامر
اضافة رائعه
اخوك
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 03:22]ـ
أعتذر أخي الكريم رفع الله قدرك وأعلى منزلتك
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 07:37]ـ
الحمد لله
لااله الا الله
مااشد اللسان على الانسان ... لأن يمسك المرء ثور هائجا أهون من ان يمسك لسانه .... ووالله لا مخرج ولا منجاة منه إلا بإشغاله بذكر الله وتلاوة القرآن و التقليل من مخالطة الناس فلن تعدم من يفتح عليك باب الغيبة ولو من باب النصيحة و الاصلاح .. نسألالله لنا وللمومنين للعافية.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 08:26]ـ
أحسنت أخي المجلسي
بارك الله فيك، ونور بصيرتك
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 08:33]ـ
/
وعليكم السلام ...
/
ليْتنا نتأنَّى فَ نتدبَّر ..
/
بعد إذن الأُستاذ المسيطير:
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه: (التذكرة في الوعظ):
" فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين ...
وكم أحبطت من أجور العاملين ...
وكم جلبت من سخط رب العالمين ...
فالغيبة فاكهة الأرذلين، وسلاح العاجزين ...
مضغة طالما لفظها المتقين ...
نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين ...
فرحم الله امرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم ".أ. هـ
وبوركتُم جميعاً بِما ملكتُم ..
/
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 10:31]ـ
الحمد لله
... ولا يغتاب الا جبان ضعيف الجنان قليل الحيلة عديم الحجة و السلطان .. لذلكم قال المتنبي
واكبر نفسي عن جزاء بغيبة ... فكل اغتياب جهد من ما له جهد.
أو طماع فاته ما كان يأمله و يرجوه من المغتاب ... فاعتاض عن ذلك بمواساة نفسه بالغيبة ..
أو من ليس بهذا و لا ذاك ولكنه متكبر يستهزئ بخلق الله ويزدريهم ...
والرابع رجل صالح أصابه سهم من سهام الغفلة ... وهذا أسوأهم حالا و الله اعلم.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 11:41]ـ
" ليس شيء خير من ألف مثله إلا الإنسان"
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:19]ـ
صدق والله ابن القيم رحمه الله
الله المستعان فما أكثر زلات ألسنتا .... (أحصاه الله ونسوه)
بارك الله فيك على التذكير
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:18]ـ
جزيتم خيرا الجزاء على التذكرة
ـ[هانى درغام]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:32]ـ
صدقت والله أخي الكريم .. ما أشد عثرات اللسان ... وما أكثر المتهاونين بخطورة اللسان ... وما أجهل من حصر الحرام في الزنا والربا وشرب الخمر ... وما أشقي من نسي قول النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل (وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) ... وما أروع قول أخي المجلسي الشنقيطي (لأن يمسك المرء ثور هائجا أهون من ان يمسك لسانه)(/)
من فراسة شيخ الإسلام كما يرويها أنجب تلاميذه .. (رحم الله الجميع)
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله, وأصلي وأسلم على رسول الله .. أما بعد:
هذا نقل يسير سطرته أنامل: العلامة النحرير, الشيخ الكبير, شيخ الإسلام, وتلميذ شيخ الإسلام محمد بن أبي بكر الدمشقي, المشهور بابن قيم الجوزية, قال رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 458) ت: محمد المعتصم. ط:6:
(ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمتة رحمه الله أموراً عجيبة, وما لم أشاهده أعظم وأعظم, ووقائع فراسته تستدعي سفراً ضخماً .... وقال مرة (يعني: شيخ الإسلام): يدخل أصحابي وغيرهم, فأرى في وجوههم وأعينهم أموراً لا أذكرها,
فقلت له: لو أخبرتهم؟
فقال: أتريدون أن أكون معرفاً كمعرف الولاة.
وقلت له يوماً: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح.
فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة. أو قال: شهراً.
وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه, ولم ينطق به لساني.
وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل, ولم يعين أوقاتها, وقد رأيت بعضها, وأن أنتظر بقيتها.
وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم)
وقد نقل ابن القيم القصة المشهورة, وهي قول شيخ الإسلام: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقاً.
أنصح إخواني بمطالعة هذا السفر النفيس, أو تهذيبه لعبد المنعم العزي, وجميع كتب ابن القيم.
فرحم الله ابن القيم , وشيخه, وجمعنا بهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. آمين.
فائدة:
حديث: اتقوا فراسة المؤمن, فإنه ينظر بنور الله, حديث ضعيف كما في ضعيف الجامع الصغير للألباني رحمه الله (برقم: 127).(/)
من قائل "شر الناس من باع دينه بدنيا غيره"؟
ـ[باحث نزيه]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإفادة بخصوص قائل هذه العبارة "شر الناس أو سفلة الناس هو من باع دينه بدنيا غيره"؛ هل هي صحيحة؟ ومن قالها؟ وفي أي كتاب؟ وماذا كان يقصد بها؟ بارك الله فيكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 04:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مذكورة عن الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله
تجدها عند الرامهرمزي في المحدث الفاصل، والقاضي عياض في الإلماع
ولم أبحث في إسنادها، فلعل أحد الفضلاء يفيد في هذا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 04:51]ـ
نسبها الدكتور السوداني الفاضل: الأمين الحاج إلى سحنون المالكي:
وقال سُحنون: "أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره، فقال: تفكرت فيه وجدته المفتي يأتيه الرجل قد حنث في امرأته ورقيقته فيقول له: لا شيء عليك، فيذهب الرجل فيستمتع بامرأته ورقيقته وقد باع المفتي دينه بدنيا هذا".
http://www.islamadvice.com/ilm/ilm9.htm
ووجدت الشيعة كثيرًا ما يستشهدون بها على أنها حديث!
ـ[باحث نزيه]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:18]ـ
جزاك الله تعالى خيراً.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:27]ـ
/
وعليكم السلام ..
/
(لا يُفتَى ومالك في المدينة)
فـ عُذرَاً على الحضُورِ بين رمُوز العلم ..
فقط هي مَعْلومة رَغِبْتُ اعتمَادَهَا ..
فـ إن أصبْتُ وإلا فـ التقويم بـ مثلي أجْدَر!!
ورَدَتْ العبَارة السَّابقة كثيراً لدى الرافضة كما ذكر الفاضل: سليمان ..
وقد نسَبُوها (عليهم من الله ما يستحقون)
إلى النبي (ص) في وصاياه لـ علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ..
وما أعلَمهُ عنها وبـ صيغةٍ أخرى مُقارِبَة أنها لـ مالك بن أنس ..
عن ابن أبي أويس قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول:
قال ربيعة الرأي: يا مالك من السفلة؟
قال: قلت: " من أكل بدينه " قال: فمن سفلة السفلة؟ قال:
" من أصلح دنيا غيره بفساد دينه "
واللهُ أعلَم ..
/
ـ[باحث نزيه]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 07:17]ـ
جزاك الله تعالى خيراً.(/)
::: أهل غَزَّة أدرى بقتلاها::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 04:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل غَزَّة أدرى بقتلاها
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/images/index/31azza.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1213)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1213 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1213)
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1213[/ ... ](/)
منظومة نواقض الإسلام.
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:54]ـ
الحمد لله وصل ربِّ ... على النبي وآله والصحبِ
فهذه نواقض الإسلام ... الشرك مثل الذبح للأصنام
والجن والقبور ثم الثاني ... أن يجعل الشخص بلا برهان
وسائطاً يدعوهم ومن فعل ... ذا فهو ذو كفر بإجماع حصل
ثالثها من لم يكن معتقدا ... تكفير أهل الشرك أو ترددا
في كفرهم أو كان ممن يعتقد ... تصحيح مذهب لهم كفر وزد
رابعها من كان ذا اعتقادِ ... أن سوى هدى النبي الهادي
من هديه أكمل أو أنّ لمن ... سواه حكما في الورى أحسن من
أحكامه فكافر يلحق به ... في الكفر من أبغض ما جاء به
نبينا حتى ولو به عمل ... هذا هو الخامس إما أن تسل
عن سادس فكفِّر المستهزئ ... بديننا أو بالثواب استهزأ
أو بالعقاب سابع الأنواع قل ... السحر منه الصرف مع عطف عمل
فمن له يفعل أو ارتضاه ... فكافر وقد عصا مولاه
ثامنها في عدها من ظاهرا ... على ذوي الإسلام جنداً كافرا
تاسعها من قال أنه يسع ... شخصا من الأناسي أن لا يتبع
نبينا كالخضر إذ لم يتبع ... موسى ولم يعمل بماله شرع
عاشرها الإعراض عن دين الهدى ... والصدف عن منهاجه تعمدا
كحال من أعرض عن تعلمه ... ولم يكن ذا عمل بمحكمه
وهذه الأنواع كفر كلها ... بكل حال جدها وهزلها
وسو بين خائف وغيره ... واستثن منهم مكرها لعذره
وختم قولي بالصلاة أبدا ... على النبي الهاشمي أحمدا
وبالسلام وجميع الآل ... وصحبه الغر وكل تالي
نظمها الشيخ العلامة
سعد بن حمد بن عتيق
المتوفى عام 1349هـ
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:57]ـ
بارك الله فيك وأحسن لك الجزاء
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:58]ـ
وهذه منظومتي المتواضعة لنواقض الإسلام أيضا نظمتها قبل أن أعلم بأن الشيخ سعد-رحمه الله- قد نظمها ...
أبدَأُ بِسمِ البَارئِ الغَفوُرِ = فَي كُلِّ ذِي بَالٍ مِن الأُمورِ
وَحَامِدَاً رَبََّي عَلَى كُلِّ النِعَم = مُصَلّياً عَلَى النَّبِيِّ ذِي الشيَم
وَالآلِ وَالصَحْبِ وَأيضَاً مَنْ تَبِع = سُنَّتَهُمْ وَجَافَى كُلَّ مُبْتَدِع
نَوَاقِضُ الدّيِنِ العِظَامُ عَشَرَة = فَاحْذر أُخَيَّ المَهلَكَة وَالحَسْرَة
الشّركُ وَالسِحرُ وَمُسْتَهزِئ بِما = جَاءَ بهِ نَبيُّنَا مُعَلِّمَا
وَجَاعِلاً وَسَائِطاً مِنْ البَشْر = يَدْعُو وَيستَشفِع بِهم فَقَدْ كَفَر
مَنْ لَم يُكَفِّر كَافِرَاً أو شَكَّ = فِي كُفرِهِ فَالدّيِنُ مِنْهُ انفَكَّ
وَمَنْ يَظُنُّ غَيَرَ هَدي المُصطَفَى = أكمَلُ مِنْهُ فَهْوَ لِلكُفرِ اقْتَفَى
وَمُبغِضُ الرَّسُولِ أو مَاجَاءَ بِه = وَمُعرِضٌ عَنْ دِينِهِ فلتَنتَبِه
وَمَنْ يُظَاهِرْ كَافِرَاً فَمِثْلَهُ = فِي شَرعِنَا أدِلةً تَجِدْ لَهُ
مَنْ يَعْتَقِدْ جَوَازَ فِعْلَ مَنْ خَرَجْ = عَنْ شَرعِ أحمَدْ ذَاكَ فِي الكُفْرِ وَلَجْ
تَمّتْ وَصَلُّواْ بَعْدَ حَمْدِ المَولَى = عَلَى النَّبيِّ الطَاهِرِ المُزَكّى
1425هـ
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 08:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 01:18]ـ
الأخ الكريم آل عامر
الأخ الكريم ياسين
بارك الله فيكما على المرور والشكر والدعاء
ـ[قهرار يوسف]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 09:10]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 11:09]ـ
شكر الله عملك
وإن كان لديك كثير من هذه السبائك الذهبية ففرحنا بها، أسأل الله أن ينفع بك، فإن لم نحفظها نحفظها أبناءنا.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 12:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:15]ـ
جزاك الله خيرا
ومن نظم النواقض على ماوجدت مايلي:
-------------------------------------------------------------------------ابو حامد الشنقيطي-------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نظمت هذه المنظومة منذ قرابة سبع سنين، وكانت عندي حبيسة الأوراق، إلى أن قررت نشرها، وقد نشرتها في موقع المشكاة وأهل الحديث عن طريق وصلة تحميل.
أما الآن فأكتبها لكم كاملة بغية التعليق عليها، علما أنني حين نظمتها راعيت فيها أسلوب البساطة والايجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَقُولُ - بَعْدَ حَمْدِ رَبِّي، وَالصَّلاهْ ****** عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَمَنْ تَلاهْ -:
إِلَيْكُمُ (نَواقِِضَ الإِسْلامِ) ****** عَشْرًا، عَقَدْتُهُنَّ فِي نِظامِ
**********************
1) مَنْ فِي عِبادَةِ الإِلَهِ أَشْرَكَا ****** وَلَمْ يَتُبْ قَبْلَ الْمَماتِ هَلَكَا
مِنْهُ: دُعاءُ الْجِنِّ وَالْقُبُورِ، ****** وَقَصْدُها بِالذَّبْحِ وَالنُّذُورِ
2) مَنْ يَتَّخِذْ دُونَ الإٍلَهِ وُسَطَا ****** يَدْعُوهُمُ،َ فَدِينُهُ قَدْ حَبِطَا
وَكَالدُّعا: تَوَكُّلٌ، وَطَلَبُ ****** شَفاعَةٍ مِنْهُمْ، وَبِئْسَ الْمَكْسَبُ
3) مَنْ شَكَّ أَوْ أَقَرَّ نَهْجَ الْمُشْرِكِينْ ****** أَوْ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ، فَبِالْكُفْرِ قَمِينْ
4) وَمَنْ يَظُنُّ أَنَّ هَدْيَ أَحْمَدَا ****** أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ، قَدْ أَلْحَدَا
5) وَاحْكُمْ بِكُفْرِ مُبْغِضٍ لأَيِّ ****** شَيْءٍ أَتَى مِنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ
6) وَكُلُّ هازِئٍ بِهَذَا الدِّينِ ****** أَوْ بَعْضِهِ، فَكُفْرُهُ يَقِينِي
7) وَكُلُّ مَنْ يَعْمَلُ بِالسِّحْرِ كَفَرْ ****** كَذا الَّذِي يَرْضاهُ ضَلَّ وَانْحَدَرْ
وَمِنْهُ: صَرْفُ الْمَرْءِ عَمَّنْ يَهْوَى ****** وَالْعَطْفُ عَكْسُهُ، كَذاكَ يُرْوَى
8) وَكُلُّ مَنْ لِلْمُشْرِكِينْ ظاهَرَا ****** لِحَرْبِ مُسْلِمٍ، يُعَدُّ كافِرَا
9) مَنْ يَعْتَقِدْ بِأَنَّ فِي وُسْعِ بَشَرْ ****** خُرُوجَهُ عَنْ شَرْعِ أَحْمَدٍ كَفَرْ
وَلاَ تَقِسْ عَلَى خُرُوجِ الْخَضْرِ ****** عَنْ شَرْعِ مُوسَى، لاخْتِلافِ الأَمْرِ
10) وَمُعْرِضٌ عَنْ دِينِ خالِقِ الْوَرَى ****** تَعَلُّمًا وَعَمَلاً، قَدْ كَفَرَا
**********************
لا فَرْقَ بَيْنَ جِدِّهِ فِي كُلِّهَا ****** وَهَزْلِهِ، إِلاَّ إِذا ما أُكْرِهَا
فَلْيَحْذَرِ الْمُسْلِمُ كُلَّ الْعَشَرَهْ ****** يَنْجُ بِذاكَ مِنْ عَذابِ الآخِرَهْ
أَعُوذُ رَبِّي بِكَ مِنْ عِقابِكْ ****** فَإِنَّنِي لَمْ أَسْتَغِثْ إِلاَّ بِكْ
---------------------------------------------------------------------------
زاهي الشمري
بسم الله.
هذا نظم لمتن (نواقض الاسلام) لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى
الحمد لله المهيمن الصمدْ ** لم يتخذ صاحبةً ولا ولدْ
ثم الصلاة على الرسول المصطفى ** وآله ومن لنهجه اقتفى
اسلامنا له نواقضٌ كُثرْ ** أشهرها عشرٌ عظيمة الخطرْ
لافرق فيها بين جدٍّ وهزلْ ** كذاك خوفٌ غير مكرهٍ وجِلْ
الأول الإشراك بالقديرِ ** كالذبح للجن وللقبورِ
والثاني اتخاذه بين الأحدْ ** وبينه وسائطا يرجو المددْ
وثالثٌ من لم يكفر من كفرْ ** أو شك فيه أو لدينه اعتبرْ
ورابعٌ تقديمُ أحكامِ البشرْ ** أو هديهم على الرسول المعتبرْ
والخامسُ البغضُ لبعض ما أتى ** به الرسولُ لو لفعله أتى
وسادسٌ بديننا استهزاءُ ** أو في عقابه كذا الجزاءُ
والسابعُ السحرُ وأن يرضى بهِ ** ومثله مباشرٌ لفعلهِ
وثامنٌ توليُ الكفارِ ** بنصرهم على عبادِ الباري
والتاسعُ اعتقادُهُ جوازَ أنْ ** يخرجَ عن دين الرسولِ المؤتمنْ
والعاشرُ الإعراضُ علماً وعملْ ** عن شِرعةِ الرحمنِ مَن عزَّ وجلّْ.
أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه، وأن ينفع به كما نفع بأصله، وأن يثيب الله مؤلف الأصل، وناظمه، ومن سعى في إقامته وتصحيحه خير الجزاء (آمين).
============================== ===========================
وافضّل الثاني لترتيبه لا لشيء آخر
دمتم بود
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 02:42]ـ
ما شاء الله
وبارك الله فيكم جميعا ....
لو أني اطلعتُ على هذه المنظومات سابقاً لما خطر في بالي النظم.
ولكن قدّر الله وما شاء فعل.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:34]ـ
بارك الله فيكم(/)
لطيفة خفية في الفرق بين تمسّكوا بها وامسكوها .. (للعلامة ابن عثيمين)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 12:59]ـ
في المتن: (تمسكوا بها , و عضوا عليها بالنواجذ)
قال - رحمه الله - في شرح فتح رب البرية بتلخيص الحموية و الذي وُسِم من قِبَلِ من أعدّه بـ (الدرة العثيمينية):
و في قوله تمسكوا بها و لم يقل امسكوها إشارة إلى أنها نجاة , مثلما أتمسّك بالحبل عند الغرق لأنجو به , فسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين نجاة.
" وعضوا عليها بالنواجذ " حتى إن انطلقت أيديكم بقيت أضراسكم و هذا من شدة التمسك , فكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول تمسكوا بها بكل وسائل التعلّق باليد و النواجذ , وهذا يراد به شدة التمسك بسنته و سنة الخلفاء الراشدين.
واعلم أنك إذا فعلت ذلك انشرح صدرك للإسلام واطمئن قلبك بالإيمان وصار العمل لديك سهلاً ميسرًا , لكن كلما أعرضت صعب عليك العمل , صعب عليك العمل بقدر إعراضك.
و سَلِ الذين منّ الله عليهم بالهداية واتخذوا هذا الطريق سبيلا , سلهم عن مشقة العبادات عليهم , سيقولون سهلة , لكن سل المعرضين و قل لهم صلّوا فريضة في المسجد يرون أنها من أثقل الأشياء عليهم. أهـ.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 02:29]ـ
أحسن الله إليك أبا أسامة، وجعلنا وإياك من المتمسكين بالسنة العاضين عليها بالنواجذ.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 08:07]ـ
جزاك الله خير على اللطيفة
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 08:40]ـ
رحم الله العلامة العثيمين، فلقد أجاد وأفاد، وضرب على الوتد الحساس، فما ظلت الأمة الا بالعناد، والإبتعاد عن الحق المبين، من سنة سيد المرسلين، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وبارك الله فيك أخي الكريم، ولا حرمك الله الأجر.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:56]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله العلامة ابن عثمين رحمة واسعة
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 04:41]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 05:58]ـ
فائدة (منهجية=سلفية) تستحق الرفع.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 06:26]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الردود الطيبة.(/)
وقفة تأمل!!!
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 08:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**اللهم أَعِنّي على شكرك وذكرك وحسن عبادتك
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: "إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ". أخرجه الترمذى (5/ 544، رقم 3533 وحسَّنه الألباني في التعليق الرغيب (2/ 249).
**اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ". أخرجه أبو نعيم فى الحلية (8/ 330). وأخرجه أيضًا: مسلم (1/ 350، رقم 483)، وأبو داود (1/ 232 رقم 878) وابن خزيمة (1/ 335، رقم 672)، وابن حبان (5/ 257، رقم 1931)، والبيهقى (2/ 110، رقم 2518)، والديلمى (1/ 476، رقم 1944).
**اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا عَلَى الارْضِ أَحَدٌ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِلا كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ". أخرجه أحمد (2/ 158، رقم 6479)، والترمذى (5/ 509، رقم 3460) وحسَّنه الألباني (صحيح الجامع، رقم 5636).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 08:47]ـ
غفر الله لنا ولكم، وكم والله نحن بحاجة لوقفة طويلة، نتأمل فيها واقعنا، وما نحن اليوم عليه، ثم لنسأل أنفسنا، هل ما نحن عليه يرضي الله ورسوله، والأمة ما زال بها الخير، والصحوة، والرجوع إلى الحق المبين، مازال مستمراً، نسأل الله تعالى أن نكون ممن يتوب وينيب، ويرجع إلى ربه، ويطلب مغفرته.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:27]ـ
نسأل الله تعالى أن نكون ممن يتوب وينيب، ويرجع إلى ربه، ويطلب مغفرته.
آمين(/)
عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب. (كلام جميل لشيخ الاسلام ابن تيمية).
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه فذكر:
((" قد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب:
أحدها-الأول-:
التوبة، وهذا متفق عليه بين المسلمين. قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}،وقال تعالى: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم}، وقال تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}، وأمثال ذلك.
السبب الثاني:
الاستغفار كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أذنب عبدٌ ذنباً فقال أي رب أذنبت ذنباً فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي .. ".الحديث رواه البخاري (6953) ومسلم (4953).
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقومٍ يذنبون ثم يستغفرون فيُغفَرُ لهم " (التوبة/4936).
السبب الثالث:
الحسنات الماحية، كما قال تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفَاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، وقال صلى الله عليه وسلم: " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " رواه مسلم (344) وقال: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَله ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري (37) ومسلم (1268)، وقال: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَله ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري (1768)، وقال: " من حجَّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه " رواه البخاري (1690)، وقال: " فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " رواه البخاري (494) ومسلم (5150)، وقال: " من أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار، حتى فرجه بفرجه " رواه مسلم (2777). وهذه الأحاديث وأمثالها في الصحاح، وقال: " الصدقةُ تُطْفِئُ الخطيئة كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارُ الحطبَ. "
والسبب الرابع:
الدافع للعقاب: دعاءُ المؤمنين للمؤمن، مثل صلاتهم على جنازته، فعن عائشة، وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من ميت يصلى عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شُفِعُوا فيه " رواه مسلم (1576)، وعن ابن عباس قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من رجلٍ مسلمٍ يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه " رواه مسلم (1577). وهذا دعاء له بعد الموت.
السبب الخامس:
" ما يعمل للميت من أعمال البر، كالصدقةِ ونحوها، فإن هذا ينتفع به بنصوص السنة الصحيحة الصريحة، واتفاق الأئمة، وكذلك العتق والحج، بل قد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: " من مات وعليه صيام صام عنه وليه." رواه البخاري (5210) ومسلم (4670).
السبب السادس:
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة، كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة، مثل قوله في الحديث الصحيح: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " صححه الألباني في صحيح أبي داوود (3965)، وقوله صلى الله عليه وسلم: " خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة ... " انظر صحيح الجامع (3335).
السبب السابع:
المصائب التي يُكَفِرُ الله بها الخطايا في الدنيا، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " ما يُصيب المؤمن من وصبٍ ولا نصب ولا همٍ ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخاري (5210) ومسلم (4670).
السبب الثامن:
ما يحصل في القبر من الفتنة، والضغطة، والروعة (أي التخويف)، فإن هذا مما يُكَفَرُ به الخطايا.
السبب التاسع:
أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.
السبب العاشر:
رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد."
المرجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج7 ص " 487 - 501 ".
))
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:40]ـ
أحسنت بارك الله فيك، وقد بسط القول فيها وطوّل الكلام عليها أيضاً في كتابه العظيم " منهاج السنة "، والكتاب بعيد عني الآن وإلا كنتُ نقلت لك موضعه، لكن قوله فيها من راسخ العلم ومتين البحث، فرحمه الله ما كان أدق فهمه وأغزر علمه!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
تحقيق السعادة.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 09:20]ـ
تحقيق السعادة:
1. إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ لم يحرّم شيئاً إلا لما فيه من الضرر على العباد أفراداً وجماعات، وقد جعل الله طريق المعاصي سهلاً وميسّراً ابتلاءاً للناس وامتحاناً لهم، بخلاف طريق الحلال، كما جاء في الحديث: "حُفّت الجنّة بالمكاره، وحُفّت النار بالشهوات".
وقد جعل الله - جلّت قدرته - عاقبة المعاصي ذلاً وشقاءاً دائمين، لا يزولان إلا بالرجوع إليه سبحانه، والتمسّك بشرعه المطهّر، كما قال بعض السلف عن أهل المعاصي: "إنهم وإن هملجت بهم البغال، وطقطقت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه".
وكان بعض السلف يقول في دعائه: "اللهم أعزّني بطاعتك، ولا تذلّني بمعصيتك".
2. السعادة الحقيقيّة لا تكون أمراً ملموساً إلا باتّباع شرع الله - عزّ وجلّ - واجتناب معاصيه، كما قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى). [سورة طه، الآية: 123 - 124].
3. الثراء وحده لا يجلب السعادة، بل قد يكون سبباً للشقاء والتعاسّة، فإنّ صاحب المال يشقى أوّلاً في طلبه وجمعه، ثمّ يشقى بعد ذلك في حفظه وصيانته وتشغيله، وهو في الغالب سبب للترف والتنعّم المفضي إلى كثير من الآفات المردية، والتي تحول بين صاحبها وبين كثير من الشهوات واللذائذ حتى الحلال منها.
لكن إذا جمع الإنسان بين الثراء المشروع وتقوى الله - عزّ وجلّ – فـ: "نعم المال الصالح للرجل الصالح". يصل به رحمه، ويعلي به كلمة الحقّ.
4. وليس ذلك على إطلاقه، لا سيما إذا استُعمل هذا المال في طاعة الله، وأُنفق في وجوهه الشرعية، لكنّ واقع كثير من الأثرياء خلاف ذلك، لذا تراهم يشعرون بالتعاسة والملل جزاء وفاقاً.
5. الهروب من الواقع بالانتحار أو تعاطي المسكرات والمخدّرات، ونحو ذلك؛ ليس هو الحلّ للخروج من الأزمات والشدائد، بل هو سبب للارتكاس فيها، وخسارة الدنيا والآخرة، ما لم يتدارك الإنسان نفسه بتوبة نصوح.
والمؤمن الصادق إذا وقع في أزمة أو شدّة، إنّما يهرب إلى ربّه وسيّده ومولاه الذي بيده مفاتيح الفرج، فيجد عنده الفرج والمخرج من كل ضائقة وشدّة، وفي سورة الأنبياء قصّ الله علينا أخبار كوكبة من أنبيائه وأوليائه، وقعوا في أنواع من الشدائد والابتلاءات، ففرّوا إليه سبحانه، ولجأوا إليه، فكشف ما أصابهم من ضرّ.
فنصيحتي لكلّ مكروب ومأزوم أن يهرب إلى الله، ويفرّ إليه بقلبه وقالبه، وسيجد عنده الفرج والمخرج، بل سيجد السعادة الحقيقية الأبدية.
6. ذكر السلف - رحمهم الله - إنّ للصبر أقساماً ثلاثة:
• الصبر على أقدار الله.
• والصبر على طاعة الله.
• والصبر عن معاصي الله.
فمن أتي بهذه الثلاث فقد استكمل الصبر.
كما ذكروا – رحمهم الله - أنّ الإيمان نصفان كما دلّت على ذلك النصوص الشرعيّة: نصفٌ شكر، ونصف صبرٌ، فالصبر شطر الإيمان، والله ـ عزّ وجلّ ـ يقول في كتابه الكريم: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). [سورة الزمر، الآية: 10].
وقد مدح الله – عزّ وجل - الصبر في كتابه في قرابة تسعين موضعاً، فحريّ بالمؤمن أن يتحلّى بهذه الصفة العظيمة ليصل إلى السعادة.
فإذا اقترنت هذه الخصلة العظيمة بالشكر للخالق سبحانه على ما أنعم به من النعم؛ كان ذلك تمام الإيمان، ووصل الإنسان إلى قمّة السعادة التي يبحث عنها.
والله الموفق،،،،،،
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين،،،،
د. محمد بن عبدالعزيز المسند
ـ[ظاعنة]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 12:23]ـ
كلام جميل ..
جزاك الله خيرا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 03:00]ـ
إن السعادة الحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى ..
جزى الله القائل والناقل كل خير(/)
مفتاح حياة القلب (2/ 2)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:11]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:
تتمة لما سبق أذكر هنا الموانع التي تمنع التدبر، أو تشغل المرء عنه ينبغي التنبه لها، أذكرها باختصار:
المانع الأول:
الخلط بين التدبر والتفسير، فالتدبر بابه أوسع من التفسير.
فإن كثيراً من الناس يتوقف تفاعله مع هذا الموضوع عند حدِّ سماع أهميته وفضائله؛ لأنه يشعر أن بينه وبين التدبر مفاوز، ومسافات حتى يكون أهلاً لممارسته، والتنعم بآثاره، فهو يظن أنه لا بد من أن يكون على علمٍ بتفسير أي آية يتدبرها! بل ربما خُيِّل إليه أنه لا يجوز الاقتراب من سياجه حتى يكون بمنزلة العالم المفسر الفلاني الذي يشار إليه بالبنان!
ولله! كم حرم هذا الظن فئاماً من الناس من لذة التدبر، وحلاوة التأمل في الكتاب العزيز! وكم فات عليهم بسببه من خير عظيم!
ولا شك أن الدافع الذي منعهم من الاقتراب من روضة التدبر = دافعٌ شريف، وهو الخوف من القول على الله بغير علمٍ، ولكن الشأن هنا، هل هذا الظن صحيح، وتطبيقه في محله؟
والجواب: ليس الأمر كذلك، فإن دائرة التدبر أوسع وأرحب من دائرة التفسير، ذلك أن فهم القرآن نوعان:
النوع الأول: فهمٌ ذهني معرفي.
والنوع الثاني: فهمٌ قلبي إيماني.
فالنوع الأول: وهو تفسير الغريب، واستنباط الأحكام، وأنواع الدلالات هو الذي يختص بأهل العلم ـ على تفاوت مراتبهم ـ وهم يَمْتَحون منه، ويغترفون من علومه على قدر ما آتاهم الله تعالى من العلم والفهم "فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا"، وليس هذا مراداً لنا هنا، بل المراد هو الآتي، وهو:
النوع الثاني: ـ وهو الفهم الإيماني القلبي ـ الذي ينتج عن تأملِ قارئ القرآن لما يمرُّ به من آيات كريمة، يعرف معانيها، ويفهم دلالاتها، بحيث لا يحتاج معها أن يراجع التفاسير، فيتوقف عندها متأملاً؛ ليحرك بها قلبه، ويعرض نفسه وعمله عليها، إن كان من أهلها حمد الله، وإن لم يكن من أهلها حاسب نفسه واستعتب.
والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة.
يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: العلم علمان: علمٌ في القلب فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان فتلك حجة الله على خلقه.
ولعلِّي أضرب مثلاً يوضح المقصود: تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ.
يقول تعالى: "إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً"!
فهل هذه الآية الكريمة تحتاج من المسلم حتى يفهمها ويتدبرها إلى رجوع للتفاسير؟
كلا، بل هو يحتاج أن يتوقف قليلاً؛ ليعيش ذلك المشهد المهول، ويراجع حسابه مع قرب هذا اليوم: ماذا أعد له؟ وماذا يتمنى لو عرضت عليه الآن صحائف أعماله: حسنِها وسيئِها؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً؟.
أحسب أن الإجابة عن هذه التساؤلات، كفيلة بأن يتحقق معها مقصود التدبر، وهذا ما قصدته بقولي ـ عن النوع الثاني من الفهم ـ: الفهم القلبي الإيماني.
ومن تأمل القرآن، وجد أن القضايا الكلية الكبرى واضحةٌ جداً، بحيث يفهما عامة من يتكلمون اللغة العربية، كقضايا التوحيد، واليوم الآخر بوعده ووعيده وأهواله، وأصول الأخلاق الكريمة والرديئة.
وعندي من أخبار التأملات التي أبداها بعض العامة، ما يجعلني أجزم أن من أعمل ذهنه قليلاً ـ مهما كان مستواه العلمي ـ في هذه الموضوعات، فسيظفرُ بخير عظيم.
وإليك هذا الموقف الذي وقع لرجلٍ عامي في منطقتنا حينما سمع الإمام يقرأ قول الله تعالى ـ في سورة الأحزاب: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً" قام فزعاً بعد الصلاة يقول لجماعة المسجد: يا جماعة! خافوا الله! هؤلاء خيرة الرسل سيسألون عن صدقهم، فماذا نقول نحن؟! فبكى وأبكى رحمه الله تعالى.
المانع الثاني:
اعتقاد أن المقصود الأكبر هو إتقان التجويد، وضبط المحفوظ، وكثرة القراءة.
المانع الثالث:
أمراض القلوب، والإصرار على الذنوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الزركشي ـ رحمه الله ـ: "اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره، وفي قلبه بدعةٌ، أو كبر، أو هوى، أو حب الدنيا، أو مصرٌ على ذنب، أو غير متحقق بالإيمان ضعيف، أو ضعيف التحقيق، أو يعتمد على مفسر ليس عنده علم، أو رجع إلى معقوله، وهذا كلها حجبٌ وموانع، بعضها آكد من بعض".
المانع الرابع:
غفلة القلب، وشرود الذهن أثناء القراءة.
قال ابن مسعود وغيره من السلف: "لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة".
وقال ابن القيم: ـ في المدارج 1/ 442:
"والناس ثلاثة: رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له، ...
والثاني: رجل له قلب حيٌّ، لكن قلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضراً، فهذا ـ أيضاً ـ لا تحصل له الذكرى مع استعداده، ووجود قلبه.
والثالث: رجل حي القلب، مستعد، تليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يُشْغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب، مُلْقٍ السمعَ، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات المتلوة، والمشهودة".
المانع الخامس:
حصر الآيات المتلوة بمن نزلت فيهم [كأن يعرض عن تدبر الآيات الواردة في وعيد الكفار، أو عذاب المنافقين].
وقد تأملت في أكثر الآيات التي تنقل عن السلف الصالح وتأثرهم بها، فإذا هي في الآيات التي تحدثت عن عذاب للكفار أو المنافقين، فأين نحن منهم؟!
المانع السادس:
التقصير في تلمس معنى الغريب الذي يترتب فهم السياق عليه.
أخيراً .. أخي المتدبر:
أكثر من الدعاء بأن يفتح الله قلبك لفهم كتابه، والعمل به، واجتنب ما يحول بينك وبين هذا النور، من ظلمات المعاصي، وفقك الله، وزادك قرباً وفهماً لكتابه.
ومضة في طريق التدبر:
ومن وُفّق للتدبر، والعيش مع القرآن، فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب، كما يقول ابن القيم: "التدبر مفتاح حياة القلب"، وسيجد أن العيش مع القرآن لا يعادله عيش! ألم يقل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"؟ لا والله، ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمةً، ونوراً، ودليلاً إلى الجنة كما قال قتادة رحمه الله.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:44]ـ
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان، وغذّها بالتقوى، واملأها باليقين، واعمرها بالخشية، وجللها بالمراقبة، ونوّرها بالتعظيم، واحشها بالسكينة، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
أحسنتم أحسن الله إليكم أيها الشيخ الكريم المفضال.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:56]ـ
جزاك الله خيرا
والخط دقيق
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 12:06]ـ
بعد إذن الشيخ؛ فقد قمت بتعديل الخط.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:26]ـ
اللهم أحيي قلوبنا على طاعتك واملأها بمحبتك
جزاك الله خيرا يا شيخ عمر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:49]ـ
أشكر لكم تفاعلكم،وأجاب المنان دعواتكم ..
أخي أبا حماد،كل ما تفعله في مشاركتي فهو مأذون لك به من الآن إلى ...... ساعة الصفر.
رزقنا الله وإياكم حسن الختام
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:54]ـ
بعد إذن الشيخ؛ فقد قمت بتعديل الخط.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وليت الإخوة وفقهم الله يراعون هذا الأمر مستقبلا
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 07:20]ـ
شكرا لك ... بارك الله في
كلمات أثرت في قلبي كثيرا
هذا ماكنت أبخث عن من يؤكده!
وهو قولك:
المانع الأول:
الخلط بين التدبر والتفسير، فالتدبر بابه أوسع من التفسير
وقولك:
ولعلِّي أضرب مثلاً يوضح المقصود: تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ.
يقول تعالى: "إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً"!
فهل هذه الآية الكريمة تحتاج من المسلم حتى يفهمها ويتدبرها إلى رجوع للتفاسير؟
كلا، بل هو يحتاج أن يتوقف قليلاً؛ ليعيش ذلك المشهد المهول، ويراجع حسابه مع قرب هذا اليوم: ماذا أعد له؟ وماذا يتمنى لو عرضت عليه الآن صحائف أعماله: حسنِها وسيئِها؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً؟.
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 07:25]ـ
أشكر لكم تفاعلكم،وأجاب المنان دعواتكم ..
أخي أبا حماد،كل ما تفعله في مشاركتي فهو مأذون لك به من الآن إلى ...... ساعة الصفر.
رزقنا الله وإياكم حسن الختام
شكراً يا شيخنا الكريم لأريحيتك وكرمك وطيب خلقك.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
موضوع جميل.(/)
ما معنى السلفية؟
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:35]ـ
السؤال: بعض الأخوة الجالسين يسمعون عن الدعوة السلفية سماعاً ويقرؤون عنها ما يُكتب من قِبَلِ خصومها لا من قِبَلِ أتباعها ودُعاتِها، فالمرجو من فضيلتكم – وأنتم من علماء السلفية ودعاتها – شرح موقف السلفية بين الجماعات الإسلامية اليوم.
الجواب: أنا أجبتُ عن مثل هذا السؤال أكثر من مرة، لكن لا بد من الجواب وقد طُرِحَ السؤال، فأقول: أقول كلمة حقٍّ لا يستطيع أي مسلم أن يجادل فيها بعد أن تتبين له الحقيقة: أول ذلك: الدعوة السلفية، نسبة إلى ماذا؟ السلفية نسبة إلى السلف، فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين: السلف، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها، السلف: هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) هدول القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف، إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين:
الأمر الأول: أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة، وبخلاف ذلك الخلف، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام: (ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون،) إلى آخر الحديث، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) أو (حتى تقوم الساعة)، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة، والطائفة: هي الجماعة القليلة، فإنها في اللغة: تطلق على الفرد فما فوق.
فإذن إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي الأمر الثاني الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول: أن – يتبرأ، هذا أمرٌ بدهي، لكني أقول: يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية، يعني: الانتساب إلى العصمة، من أين أخذنا هذه العصمة؟ نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية – بما عليه جماهير الخلف – حينما يأتون بقوله عليه السلام: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)، (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية، (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق، فقال صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: (هي الجماعة) هذه الجماعة: هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن ومن يشاقق الرسول?الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل: من بعد ما تبين له الهدى
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز?وساءت مصيرا على مشاققة الرسول، ما الحكمة? ويتبع غير سبيل المؤمنين ?وجل قوله في هذه الآية من ذلك؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة، لو كانت كما يأتي: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم، والحكم عليه ويتبع غير?بمصيره السيئ، لم تكن الآية هكذا، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل: هل هذا عبث؟! - حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما?سبيل المؤمنين الغاية .. ؟ ما الحكمة من عطف هذه الجملة ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) على مشاققة الرسول .. ؟ الحكمة في كلام الإمام الشافعي، حيث استدل بهذه الآية على الإجماع، أي: من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة – في تعبيرنا السابق – وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم، ولذلك ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين?قال تعالى:.?نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا
إذن على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين:
أولاً: من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ثم ما الحكمة في أن الله عز وجل أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم .. ؟ قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضا طريا من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً ثم شاهدوا نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق الأحكام المنصوصة عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله عليه الصلاة والسلام بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً، ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة: قوله عليه السلام: (ليس الخبر كالمعاينة،) ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله: (وما راءٍ كمن سمع) فإذن الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا، اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً، ولكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض، كلام جميل، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً، سمعوا الكلام منه مباشرةً، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ،ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي، فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً، وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً،هناك آيات في القرآن الكريم، لا يمكن للمسلم أن ?يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم، كما قال عز وجل: والسارق? مثلاً قوله تعالى: ?وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر?والسارقة فاقطعوا أيديهما من هو؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق،? والسارق ?لنا هذه الآية الكريمة، واليد ما هي؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين، من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق؟ اللغة: السارق لو سرق بيضة فهو سارق، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ، لكن الجواب هو: - حين -? وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم ?نتذكر الآية السابقة: الجواب في البيان، فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى، وما أكثرها، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص، إن لم يكن مئات النصوص، نصوص عامة أوردتها السنة، ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة.
المفتي: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:54]ـ
بارك الله فيك
ورحمه الله الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 09:20]ـ
بارك الله فيك
ورحمه الله الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
وفيك بارك و وفقك الله للحق وشرح صدرك
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 10:56]ـ
جزيتم خيرا
ولمزيد فائدة أنظر الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10918
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 09:58]ـ
جزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى برحمته أن يجمعنا ووالدينا بهذا الإمام العظيم في الفردوس الأعلى
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 09:01]ـ
جزيتم خيرا
ولمزيد فائدة أنظر الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10918
جزاكم الله خيرا أخي العزيز (ابو عمر السلفي) على ما قدمتم وعلى مشاركتكم.
أسأل الله جل وعلا أن يجعلها في ميزان حسناتكم .. آمين
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 09:04]ـ
جزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى برحمته أن يجمعنا ووالدينا بهذا الإمام العظيم في الفردوس الأعلى
وجزاكم الله بمثله وأفضل أخي العزيز (بحر القلزم) ...
آمين ...
وأشكر لكم مشاركتكم.
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم بمثله وافضل .. ونفع الله بكم .. وجزاكم الله خيراً على مشاركاتكم ..(/)
رجل من التاريخ، الحسن بن أبي الحسن البصري
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:55]ـ
الحسن البصري رحمه الله
مولده ونشأته:
اسمه الحسن بن يسار، وكان (يسار) مولى للصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، واسم أمه (خيرة) وكانت مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد الحسن بالمدينة عام 30 هـ تقريبا ونشأ في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبصفة خاصة بيت أم سلمة رضي الله عنها فقد ربي في حجرها وقد كانت أم سلمة رضي الله عنها من أكمل نساء العرب عقلا، وأوفرهن فضلا وحكمة، كما كانت من أوسع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم علما وأكثرهن رواية عنه، وقد كانت من النساء القليلات اللواتي يكتبن في الجاهلية.
كما نال الحسن أيضا شرف الرضاعة من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حيث كانت أمه تخرج لقضاء بعض الحاجات فكان الطفل الرضيع يبكي من جوعه فتأخذه أم سلمة رضي الله عنها إلى حجرها وتلقمه ثديها لتصبره به وتعلله عن غياب أمه، ولشدة حبها له فقد كان ثديها يدر لبنا بقدرة الله فيرضع الصبي ويسكت عن البكاء.
ظل الحسن في طفولته يتنقل بين بيوت أمهات المؤمنين وينهل من هذا الجو النقي من الأخلاق الطيبة والدين والأدب والعلم.
طلبه للعلم:
تتلمذ الحسن على يدي كبارالصحابة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: عثمان بن عفان، وعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر.
ثم انتقل الحسن إلى البصرة مع والديه عندما بلغ أربعة عشر عاما واستقر بالبصرة مع أسرته وكانت البصرة آنذاك من أكبر قلاع العلم وكان مسجدها العظيم يموج بمن دخلها من كبار الصحابة رضي الله عنهم لا سيما عبد الله بن عباس الذي لازمه الحسن وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات.
أخذ الحسن عن غير عبد الله بن عباس من الصحابة الفقه واللغة والأدب حتى صار من أعلم أهل زمانه.
التف الناس حوله وذاع صيته وعلت شهرته وأحبه الناس حبا شديدا.
ثناء العلماء عليه:
وصفه أحد المقربين منه وهو خالد بن صفوان فقال: " إنه امرؤ سريرته كعلانيته، وقوله كفعله، إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له، ولقد رأيته مستغنيا عن الناس، زاهدا بما في أيديهم، ورأيت الناس محتاجين إليه، طالبين ما عنده "
وقال عنه مسلمة بن عبد الملك: " كيف يضل قوم فيهم مثل الحسن البصري؟! "
نصحه لأولي الأمر:
وكان الحسن البصري لا يترك نصيحة أولي الأمر بما يراه حقا ولو كان قاسيا عليهم، لدرجة أنه لما طلب عمر بن هبيرة منه النصيحة في أمور يأمره بها الخليفة يزيد بن عبد الملك ولا يطمئن إليها عمر بن هبيرة قال له: " يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله جل وعز يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله. يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد. يا ابن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد ابن عبد الملك في الدنيا والآخرة، وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى، فإن الله يكلك إلى يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق عز وجل " فبكى ابن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته.
من مواعظه:
وكانت مواعظ الحسن تهز القلوب وتنبه الغافلين وتستدر دموع السامعين؛ فمن مواعظه: " إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب، متى ازددت من إحداهما قربا ازددت من الآخرة بعدا، الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء، وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ".
وفاته:
مات الحسن رحمه الله عام 110 هـ وخرج أهل البصرة جميعا لجنازته يوم الجمعة غرة رجب، رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 03:14]ـ
بارك الله فيكم
أذكر والعلم عند الله عدم صحة رضاع الحسن من أم سلمة رضي الله عنها
فلعل أحد الإخوة يفيدنا في ذلك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 09:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لفت انتباهي هذا العنوان لأن الحسن البصري ليس مجرد علم أصبح في ذمة التاريخ بل هو أحد كبار التابعين فكان الأولى أن يقال: رجل من السلف الصالح ونحو ذلك فكما لا يقبل أن نقول عن رسولنا رجل من التاريخ محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لايقبل بالتبع أن نقول عن الواحد من أصحابه أومن التابعين رجل من التاريخ لأنهم نجوم يهتدى بهم وليسوا تراثا مضى وانتهى والله أعلم
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 12:04]ـ
رحمه الله، وأسبغ عليه من واسع فضله.(/)
ماذا تعرف عن الصوفية؟
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:57]ـ
الصوفية
نشأة الصوفية
لم يعرف اسم (الصوفية) في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولاصحابته ولا التابعين ثم جاء جماعة من الزهاد لبسوا الصوف فأطلقوا هذا الاسم عليهم وقيل مأخوذة من (الصفاء) كما يدعي بعضهم وهذا (باطل) لأن النسبة إلى الصفاء (صفائي) وليست (صوفي)؟
طرق الصوفية
التيجانية (وهي أخطرها) القادرية ,النقشبندية ,الشاذلية, الرفاعية وغيرها ... وقد انقرض بعض هذه الطرق ويوجد الآن طرق ليست مشهورة وعدد المنتسبين إليها ضعيف جدا بحيث لايمكن أن تنتشر بسرعة (وهذا لايعني أنها ليست خطيرة)؟؟
الدعاء عند الصوفية
الصوفيون يدعون غير الله - سبحانة وتعالى - من الأنبياء والأولياء والأحياء والأموات فكثيرا مايرددون (يارسول الله المدد المدد .. ويارسول الله عليك المعتمد؟) وبعضهم ينادي الأموات ((ياجيلاني .. يارفاعي ... ياشاذلي)) وهذه المناداة (شرك صريح) فهم يقولون: (يافلان .. ارزقني .. انصرني ... اشفني)!؟ والله - سبحانة وتعالى- ينهي عن دعاء غيره ويعتبره شركا إذ يقول - عز وجل -: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)) والظالمين: هم المشركون والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((الدعاء هو العبادة)) رواه الترمذي
فالدعاء: عبادة كالصلاة لايجوز لغير الله لوكان رسولا أو وليا هو من (الشرك الأكبر) الذي يحبط العمل ويخلد صاحبه في النار - والعياذ بالله-: ((إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء))
عبادة الله ... هل تصدق أن (الصوفيون) يقولون: (نحن لا نعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من ناره)؟ والله -عز وجل- يمدح الأنبياء الذين يدعونه طلبا لجنته وخوفا من عذابه فيقول - سبحانه وتعالى: ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)) أي: الراغبين في جنته , خائفين من عذابه
الذكر عند أهل التصوف
يبيح الصوفيون (الرقص ورفع الصوت بالذكر والزمر و الطرب) والله تعالى يقول: ((الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ))
ورفع الصوت في الذكر والدعاء منهي عنه لقول الله تعالى: ((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) وذكرهم غريب! ومضحك في كثير من الأحيان فمثلا يبدءون بذكر الله بلفظ (الله .. الله .. الله) حتى يصلون إلى التلفظ بكلمه (آه .. آه .. آه) ولقد نسوا قول الرسول الكريم: ((أفضل الذكر لا اله الا الله)) ..
وكذلك يبتدعون ذكرا يصلون به على الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من الشرك والإلحاد ما الله به عليم مثل قولهم: الله صل على محمد حتى تجعل منه الأحدية والقيومية
ونحن نعلم أن الأحدية والقيومية من صفات الله وأسمائه ...
أقوال (شيوخ الصوفية)؟؟
1) يعتقد (ابن عربي) وهو من كبار المتصوفة أن الله هو المخلوق وأن المخلوق هو الله؟! ويعبر عن ذلك بقول (فيحمدني أحمده ويعبدني أعبده)
2) يشترط (الجٌنيد) للمبتدئ ألا يشغل قلبه بثلاثة أمور هي: التكسب .. وطلب الحديث .. والتزوج؟
وكذللك لايريده أن أن يقرأ أو يكتب .. والسبب (كما يزعم): أنه أجمع لهمه؟! ولكن السبب الحقيقي ليسهل الضحك عليك ..
3) يقول (ابو يزيد البسطامي) عن نفسه: سبحاني سبحانه ما أعظم شأني؟! والأخر يقول: ليس في الجبة إلا الله ... مخاطبا نفسه إذا لبس الجبه؟؟
أولياء الشيطان
مايظهر عند بعض المبتدعين من) ضرب بالسيف لأنفسهم أو أكل النار) فهذا العمل من الشيطان وهو استدراجهم لهم يسيروا في ضلالهم قال تعالى: ((وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ))) والمعلوم أن (كفار الهند) من السيخ والهندوس يفعلون مثل هذا و أكثر فهل نقول عنهم أنهم أولياء لهم كرامات! أين أهل العقول؟
رؤية الله ورسوله: يدعي هؤلاء الحمقى أنه يمكن رؤية الله - عز وجل في الدنيا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم لن ترون الله حتى تموتوا)) فكيف يدعي هؤلاء الجهلة رؤية الله في الدنيا ولكن ...
لقد أسمعت لو ناديت حيا ,,,, ولكن لاحياة لمن تنادي
وكذلك يزعمون أنه يمكن رؤية الرسول الكريم في اليقظه وليس في المنام!!!
ولم ينقل أن أحد الصحابة (خير القرون) قد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم (يقظة) بعد موته فهل هم أفضل من الصحابة؟
كلمة عظيمة:
قال الإمام الشافعي - رحمة الله -: ((لو أن رجلا تصوف أول النهار لايأتي الظهر حتى يكون أحمق))
إدعاءات
(1قول (ابن عربي) عن كتابه الفتوحات المكية بأنه توقيفي؟!
(2 يدعي (الحلاج) بأنه ينزل عليه رسائل كثيرة بخط ... الله - عز وجل -!
(3 يدعي (محمد المرغني) أن من رآه ومن رأى من رآه ... خمسة .. لم تمسه النار!!!
4 (يقول (أحمد التيجاني) إن الله قادر على أن يوجد بعدي ولي ولكن لايفعل؟ قالوا: لماذا؟ قال كما أنه قادر على أن يوجد نبي يوجد بعد محمد ولكنه لايفعل!!؟
غير معقول!!
1) يترحمون على إبليس -عليه لعنة الله؟
2) فرعون أعلم من موسى (عليه السلام) كما يزعمون؟
3) يبرءون قوم نوح من الشرك؟
4) يلقون السلام على الكلاب والخنازير؟
هل من يقوم بهذه الأعمال في رأسه ذرة من عقل؟ بالطبع ...... لا
دليل خطورة الصوفية
إن السرية والكتمان الذي تصر عليهما هذه الجماعة أكبر دليل على خطورة وخطأ مسلكهم فلو كانوا على (الحق) لما أخفوا اجتماعاتهم وأسمائهم ودروسهم؟
وقفة مع صوفي؟
إن الحقيقة التي تخفي عليك وعلى كثير من (المريدين) أن هؤلاء (المشايخ المزعومين)؟ قد ضلوا واضلوا من بعدهم خلقا لايعلمهم إلا الله وحده.
فبا الله عليك كيف تنتمي لجماعة يدعي أشهر رجالها أنه يوحى إليه (والوحي خاص بالأنبياء) وآخر يمجد نفسه فيقول: سبحاني سبحاني ما أعظم شأني؟ وآخر يقول: إن الله يكتب له رسائل بخط يده (خاصه به)؟
هل يعقل أن شخصا يرمي نفسه إلى الهلاك وإلى النار جهنم؟؟ ويتبع هؤلاء المجانين؟ واعلم أن هؤلاء الدجالين .. يطلبون منك من (المريدين) ألا تقرءوا أو تناقشوا أو تتساءلوا؟ ومن هذا المنطلق استطاعوا أن يسيطروا عليكم ويقودوكم إلى الضياع والضلال ...
س: لو أني طلبت من شخص أن يطيعني ولايسألني ولايناقشني فيما أفعل فماذا تتوقع أن تكون حاله؟
الجواب: ... سيكون بالطبع كالدمية في يدي وسأقلبه كيف أشاء وإن كان في الأمر .. هلاكه وموته؟! (وهذا وقع الصوفية)
الصوفية والقبور:
يشد المتصوفه الرحال إلى القبور للتبرك بأهلها أو الطواف حولها أو الذبح عندها مخالفين بذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام , ومسجدي هذا , والمسجد الأقصى)) متفق عليه.
ولك أن تتصور مايقع عند القبور من الشرك والإلتجاء لأهلها أو دعاء من بداخلها؟؟
الصوفية والاحتفالات
يقام في كل عام احتفالات تسمى المولد فكل جماعة تقيم مولد خاص بها وبشيخها؟ فمثلا للبدوي مولد خاص يزوره في العام مايقارب المليونين من ... (المسلمين)!!! وهذا والله أمر حقيقي ومن أراد التأكد فليسأل وسيجد من العجب العجاب والأمور التي لايمكن تصديقها ... فقد رفع هؤلاء المتصوفه (شيخهم المزعوم)! إلى درجة يشاركون بها الله ... احيانا ... وفي تصرفه في الكون؟ وهناك مولد يقام باسم مجلس الصلاة على النبي وفيه اشعار تلقى فيها من الشرك والبدع ما الله به عليم ومن هذه الأشعار:
المدد ياعريض الجاه المدد ,,, يامفيض النور على الوجود المدد
يارسول الله فرج كربنا ,,,, ما رأك الكرب إلا وشرد
ومن المسلم به: أن مفيض النور على الوجود ومفرج الكروب هو الله وحده
عقيدتهم في إبليس؟
لقد لعن الله إبليس وطرده من رحمته وغضب عليه إلى يوم القيامة ولكن هؤلاء المتصوفه يمدحون إبليس ويمجدونه؟ والسبب عندهم: أنه أكمل العباد وأفضل الخلق توحيدا لأنه لم يسجد لمخلوق مثله عندما أمره الله بالسجود لآدم ولم يسجد إلا لله؟
ونسأل الله أن يحشرهم معه (إن لم يتوبوا) ويتركوا خرافاتهم ومعتقداتهم الباطلة.
كتبهم
للصوفية كتب مشهورة ألفت من قبل ساداتهم قديما وحديثا ومنها على سبيل المثال:
1) (الفتوحات المكية) لابن العربي ويحوي الكفر والشرك والإلحاد مالله به عليم؟
2) (قوت القلوب (للجوني
(3الطواسين (للحلاج)
وهذه الكتب كافية بأن تكون سببا في الخلود في النار لمن قرأها وعمل بما فيها .....
خاتمة
واخيرا مارأيك في اقولهم واعتقاداتهم هل هذه (الطرق) جديرة بالاتباع أم الفضح والتشهير؟؟
لنتخيل حال المجتمع لو تركت هذه الجماعات بدون رقيب أو رادع فهذه الطرق لها أذكار وبادات .. مبتدعه تمثل بداية الإنعزال عن الجتمع ولو فتح المجال لهم لقاموا بنشر أفكار وعقائد هدامه و مناقضة للتوحيد ..
فخلاصة القول
متى تستفيقون أيها المتصوفه ولابد أن تعلموا أن هذا الطريق هو طريق الضلال والباطل ولاتجنون من عملكم هذا الا الخسران في الدنيا والآخره ..
فتوبوا إلى الله وارجعوا قبل أن تقول نفس ((رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت))
فما عليك أخي إا الصدق مع الله وستجد العون والتوفيق من الواحد الأحد ...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
إعداد دار القاسم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأصيل]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 08:26]ـ
لدي عدة أسئلة في موضوع الصوفية؟
مامعنى طرق الصوفية؟ وهل طرق الصوفية محصورة؟ وهل الطريقة الصوفية تعتبر مذهبا في حد ذاته أم لا؟
وهل يعتبر عوام الصوفية أو غلاتهم من أهل السنة والجماعة أم لا؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 09:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله (الأصيل) ,
أستسمحك عذراً على تأخري في الرد على اسفساراتك, لعدم رؤيتي للأسئلة التي أوردتها إلا بالأمس! , وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
وأنصحك بقراءة كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله
وإليك الرابط
http://www.sahab.org/books/book.php?id=1400&query= الصوفيه
وكتيب حقيقة التصوف وموقف الصوفية من أصول العبادة والدين للشيخ صالح الفوزان
واليك الرابط
http://www.sahab.org/books/book.php?id=602&query= الصوفيه
تجد فيهما بغيتك إن شاء الله. وجزاك الله خيرا ً على المشاركة
ـ[أسماء]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 07:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك ونفع .. آمين
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:26]ـ
ليتكم أخي العزيز تبينون لنا الخلاصة من كلام الإمام ابن تيمية بتحقيقه المعهود؟!(/)
أولي العزم من الرسل
ـ[وميض النور]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 05:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل هل هم موسى وعيسى ونوح وإبراهيم ومحمد أم جميع الأنبياء ويرجع ذلك الى قوله "من الرسل"هل هو للتبعيض او للجنس
والسؤال من خصص أولي العزم هل هناك دليل شرعي من الكتاب والسنه يدل على ذلك؟؟(/)
استفسار: هل ورد في ذمّ السجع شيء؟
ـ[خالد العامري]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 07:35]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فكما هو مسطور في العنوان، استفسر عمّا إذا صح شيء في ذم السجع في سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم؟
وإن لم يصح شيء، فهل ذم أحد من علماء السف (تحري) السجع في الكلام؟
أرجو المشلركة ممن فتح الله عليهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 07:53]ـ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذم نوع خاص من السجع، وهو سجع الكهان أو سجع الجاهلية، كما ثبت في قصة المرأة التي رمت أخرى بحجر فقتلتها وجنينها فحكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالدية في الجنين، فاعترض حمل بن نابغة على الحكم وقال: كيف نغرم من لا شرب ولاأكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يُطل، والحديث في الصحيحين، وورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه نهى عكرمة عن السجع في الدعاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوه، والأثر في الصحيح.
أما مطلق السجع فلا كراهية فيه، فقد ورد في القرآن العزيز، على خلاف بينهم في عده من السجع أو لا، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة قصة أم زرع وهي مسجوعة وأقرها عليه، وفي الحديث: " يا أبا عمير ما فعل النغير؟! " وهو في الصحيح، وفيه أيضاً: " ويل للعرب من شر قد اقترب " وهو في الصحيح، وفيه: " كلمتان حبيبتان للرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزن " الحديثُ وهو في الصحيح، وفيه: " كتاب الله أحق، وشرطه أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق " الحديث وهو في الصحيح، ثم جرت عادة عامة أهل العلم على استخدامه في كتبهم ومؤلفاتهم.
وحمل بعضهم حديث حمل بن نابغة على السجع الذي يقصد به قلب الأمور، أو الذي تعارض به الشريعة، ونظير ذلك صرف النهي عن مطلق الشعر إلى نوع خاص من الشعر، أو أن يغلب على المرء حتى يصرفه عن الخير كما هو ظاهر ترجمة الإمام البخاري في صحيحه، وكذلك السجع إن غلب أو صار تكلفاً.
والله تعالى أعلم.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 08:02]ـ
أخي الكريم أبا حماد أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
ولكن ما هو الضابط بين السجع المتكلف والمطلق؟ هل هو ما ذكرت _نفع الله بك_:
السجع الذي يقصد به قلب الأمور، أو الذي تعارض به الشريعة.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 08:10]ـ
ضابطه أن يغلب على المرء أو يصير له عادة وطبعاً، أما أن يجري من غير قصد، أو يقع في بعض كلامه، فهذا لا حرج فيه، هذا ما يظهر لي والله تعالى أعلم.
وأما القيد الذي ذكرته لك في كلامي السالف فهو يشمل السجع وغيره، فكل ما عارض الشريعة وجب رده، وإنما أكّد النبي صلى الله عليه وسلم بذكر السجع لكونه وارداً في السياق، فهذا مما لا مفهوم له.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 09:01]ـ
مشرفنا الفاضل أبا حماد بارك الله فيك.
ما دعاني لهذا الاستفسار هو أنني وأثناء متابعتي لشرح فضيلة الشيخ العثيمين لكتابه (القواعد المثلى)، علق رحمه الله على ما كتبه في مدح كلام شيخ الإسلام في دفعه لشبه المفوضة، فقال:
أرجو أن لا يكون هذا السجع متكلفاً (!!)
سبحان الله!
هل يعلم الأخوة ما هي هذه الجملة؟ إنها قول الشيخ رحمه الله: (وهو كلامٌ سديد، من ذي رأيِ رشيد، وما عليه مزيد).
فرحمة الله على الشيخ العثيمين، فقد كان بحق عالم مربي.
والتعليق تجدونه في الوجه الأول من الشريط السابع من الشرح الأخير ذي الثلاثة عشر شريط.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 02:36]ـ
للإمام عبدالبر في كتابه «التمهيد» كلام مفصّل في الموضوع .. فانظره -غير مأمور-.
فإذا لم تقف عليه مِن خلال البحث في «التمهيد» سوف نأتيك به.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
الحمد لله
السجع المذموم هو الذي يراد به ابطال الحق و الانتصار الابطال .... اما في غير هذا فهو مباح .. بل ان النبي صلى الله عليه و سلم غير بعض الكلمات عن جذورها لطلب السجعة ... كقوله مأزورات غير مأجورات ... والاصل موزورات من الواو و الزاي و الراء .... ذكر معنى هذا ابن الاثير في المثل السائر في ادب الكاتب و الشاعر ... وفصل تفصيلا مهما.
وأذكر ان تكلف السجع في الدعاء خاصة من الاعتداء في الدعاء
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 07:36]ـ
ثبت في صحيح البخاري رحمه الله عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له: «فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب». قال العلامة بكر أبوزيد تعليقا على أثر ابن عباس رضي الله عنهما: (ولا يَرِد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية، فهي غير مقصودة، ولا متكلَّفة؛ ولهذا فهي في غاية الانسجام).اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 07:51]ـ
وقال الحافظ تعليقا على حديث يا أبا عمير ما فعل النغير: (وفيه جواز السجع في الكلام إذا لم يكن متكلَّفًا، وأنَّ ذلك لا يمتنع من النبي، كما امتنع منه إنشاء الشعر).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 08:03]ـ
وفي "الفتح": (ومحل الكراهة إذا كان ظاهر التكلف، وكذا لو كان منسجما لكنه في إبطال حق أو تحقيق باطل، فأما لو كان منسجما وهو في حق أو مباح فلا كراهة، بل ربما كان في بعضه ما يستحب، مثل أن يكون فيه إذعان مخالف للطاعة، كما وقع لمثل القاضي الفاضل في بعض رسائله، أو إقلاع عن معصية كما وقع لمثل أبي الفرج بن الجوزي في بعض مواعظه، وعلى هذا يحمل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا عن غيره من السلف الصالح. والذي يظهر لي أن الذي جاء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عن قصد إلى التسجيع، وإنما جاء اتفاقا لعظم بلاغته، وأما مَن بعده فقد يكون كذلك، وقد يكون عن قصد وهو الغالب، ومراتبهم في ذلك متفاوتة جدا، والله أعلم).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 08:22]ـ
والقاضي الفاضل، هو عبدالرحيم بن علي اللخمي المعروف بالقاضي الفاضل، ولد بعسقلان، وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة وتُوفي فيها (ت 596)، له الكثير من "الرسائل"، قيل: لو جمعت رسائله وتعليقاته لم تقصر عن مئة مجلد، وهو مجيد في أكثرها. ينظر: الزركلي، 3/ 346
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 08:26]ـ
ومواعظ ابن الجوزي معروفة مشهورة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Oct-2007, صباحاً 08:51]ـ
علة اجتنباب السجع في الدعاء:
قال ابن بطال في شرحه على الصحيح، 10/ 97 - 98:
(إنما نهى عن السجع فى الدعاء - والله أعلم - لأن طلب السجع فيه تكلف ومشقة، وذلك مانع من الخشوع وإخلاص التضرع لله تعالى ... وطالب السجع فى دعائه همته فى تزويج الكلام وسجعه، ومَن شغل فكره وكد خاطره بتكلفه، فقلبه عن الخشوع غافل لاه ...
فإن قيل: فقد وُجد فى دعاء النبى - صلى الله عليه وسلم -نحو ما نهى عنه ابن عباس، وهو قوله: «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب». وقال فى تعويذ حسن أو حسين: «أعيذه من الهامة والسامة وكل عين لامة». وإنما أراد مُلمّة، فللمقاربة بين الألفاظ وإتباع الكلمة أخواتها فى الوزن قال: «لامة».
قيل: هذا يدل أن نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن السجع إنما أراد به مَن يتكلف السجع فى حين دعائه، فيمنعه من الخشوع كما قدمنا، وأما إذا تكلم به طبعًا من غير مؤنة ولا تكلف، أو حفظه قبل وقت دعائه مسجوعًا فلا يدخل فى النهي عنه؛ لأنه لا فرق حينئذ بين المسجوع وغيره؛ لأنه لا يتكلف صنعته وقت الدعاء فلا يمنعه ذلك من إخلاص الدعاء والخشوع والله أعلم).اهـ
وقول ابن بطال رحمه الله: ( ... أو حفظه قبل وقت دعائه مسجوعًا فلا يدخل فى النهي عنه ... ).إلخ
إنْ قيل يحفظ المأثور المشتمل على سجع .. فلا بأس حينئذ .. أما أنه يخترع من عنده أدعية مسجوعة، ثم يدعو بها، فأخشى أن يدخل في قول ابن عباس رضي الله عنه «فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب».
والله تعالى أعلم.(/)
هل من يملك الإبل يدخل في ذم النبي عليه السلام للفدّادين؟
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 02:22]ـ
الحمد لله وبعد:
الأقوال في المقصود بالفدادين الواردة في سياق الذم في الحديث:
1 - من يعلو صوته في إبله وخيله وحرثه. ذكره الخطابي
2 - من يسكن الفدافد وهي الصحاري، حكاه الأخفش
3 - أصحاب الإبل الكثيرة من المائتين إلى الألف، حكاه أبو عبيدة معمر بن المثنى
4 - الرعاة والجمالون، قاله أبو العباس.
5 - بالتخفيف: البقر التي يحرث عليها.
قال في الفتح (قال الخطابي إنما ذم هؤلاء لاشتغالهم بمعالجة ما هم فيه عن أمور دينهم وذلك يفضى إلى قساوة القلب، قوله أهل الوبر بفتح الواو والموحدة أي ليسوا من أهل المدر لأن العرب تعبر عن أهل الحضر بأهل المدر وعن أهل البادية بأهل الوبر واستشكل بعضهم ذكر الوبر بعد ذكر الخيل وقال أن الخيل لا وبر لها ولا اشكال فيه لأن المراد ما بينته).
وقال النووي: (والصواب فى الفدادين بتشديد الدال جمع فداد بدالين أولاهما مشددة وهذا قول أهل الحديث والاصمعى وجمهور أهل اللغة وهو من الفديد وهو الصوت الشديد فهم الذين تعلو أصواتهم في ابلهم وخيلهم وحروثهم ونحو ذلك وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى هم المكثرون من الابل الذين يملك أحدهم المائتين منها إلى الالف وقوله ان القسو فى الفدادين عند أصول أذناب الابل معناه الذين لهم جلبة وصياح عند سوقهم لها)
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 05:00]ـ
شكر الله لك ابا ابراهيم على هذه الفائدة ..
ولكن بودي لو ذكرت الحديث وتخريجه؟! وقد يكون للكلام أصل لم اطلع عليه أو سابق حديث لم اشارك فيه ..
وكذالو اضفت الى لفظ" السلام " لفظ " الصلاة " في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والأمر لايخفى على كريم علمكم ..
محبكم / ابو عبد الرحمن،،،
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 12:00]ـ
نعم، وقد جاء في "الشمقمقية" المشهورة حكايةٌ لطبع هؤلاء:
مهلاً على رسلك حاد الأينق = = ولاتكلفها بمالم تطق
فطالما كلفتها وسقتها = = سوق فتى من حالها لم يشفق
والحديث موجود في الصحيحين.
البخاري: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود
يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من ها هنا جاءت الفتن نحو المشرق والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر)).
وعند مسلم: من حديث أبي مسعود قال
((أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال ألا إن الإيمان ههنا [1] وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر)).
=========================
[1] أشار جهة اليمن.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 01:51]ـ
شكر الله لك ابا ابراهيم على هذه الفائدة ..
ولكن بودي لو ذكرت الحديث وتخريجه؟! وقد يكون للكلام أصل لم اطلع عليه أو سابق حديث لم اشارك فيه ..
وكذالو اضفت الى لفظ" السلام " لفظ " الصلاة " في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والأمر لايخفى على كريم علمكم ..
محبكم / ابو عبد الرحمن،،،
أهلا بأبي عبدالرحمن .. نفع الله بك
والحديث هو ما أشار إليه الأخ الشهري، وكذلك حديث أَبَي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحين قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ (ص) يقول الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ في الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ وَالسَّكِينَةُ في أَهْلِ الْغَنَمِ وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ قال أبو عَبْد اللَّهِ سُمِّيَتْ الْيَمَنَ لِأَنَّهَا عن يَمِينِ الْكَعْبَةِ والشام لِأَنَّهَا عن يَسَارِ الْكَعْبَةِ وَالْمَشْأَمَةُ الْمَيْسَرَةُ وَالْيَدُ الْيُسْرَى الشُّؤْمَى وَالْجَانِبُ الْأَيْسَرُ الْأَشْأَمُ.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 02:13]ـ
الأخ عبدالله الشهري
جزاك الله خيرا
________
يبقى إشكال وهو: أنّ المعاني التي تقع في القلب من التفاخر بجمال الإبل وحسن خلقها وغلاء أسعارها، والتفاخر بذلك، هي سمة غالبة عند أهل الإبل اليوم، حتى وإن كان من أهل الحضر (أي الذي يسكن الحاضرة واعتاد سكن المدينة ولو كان فيما مضى قد سكن البادية). ولا يوجد في الأقوال السابقة ما يشمل من اتخذ الإبل وإن كان حضريًا، وقول الخطابي ومعمر بن المثنى السابقين يمكن أن يجمعا هذا الأمر.
ووصف السكينة في الحديث جاء لأهل الغنم عاماً، قال صاحب صيانة صحيح مسلم (ج1/ص217): وقوله الفخر والخيلاء فالفخر هو الافتخار وعد المآثر القديمة تعظما والخيلاء الكبر واحتقار الناس وقوله في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر فالوبر وإن كان من الإبل دون الخيل فليس بممتنع أن يكون قد وصفهم بكونهم جامعين بين الخيل والإبل والوبر وقوله والسكينة في أهل الغنم أي الطمأنينة والسكون على خلاف ما ذكر من صفة الفدادين والله أعلم.
وحكى ابن حجر قولاً أن مراده بأهل الغنم أي أهل اليمن، لأن عامة مواشيهم من الغنم بخلاف قبائل ربيعة ومضر العدنانية. لكن يجاب على ذلك بأن النبي (ص) جعل في اتخاذ الغنم بركة. وهذا فضيلة لأهل الغنم تؤيد عموم قوله (ص) (والسكينة في أهل الغنم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 05:41]ـ
الأخ عبدالله الشهري
جزاك الله خيرا
________
يبقى إشكال وهو: أنّ المعاني التي تقع في القلب من التفاخر بجمال الإبل وحسن خلقها وغلاء أسعارها، والتفاخر بذلك، هي سمة غالبة عند أهل الإبل اليوم، حتى وإن كان من أهل الحضر (أي الذي يسكن الحاضرة واعتاد سكن المدينة ولو كان فيما مضى قد سكن البادية). ولا يوجد في الأقوال السابقة ما يشمل من اتخذ الإبل وإن كان حضريًا، وقول الخطابي ومعمر بن المثنى السابقين يمكن أن يجمعا هذا الأمر.
ووصف السكينة في الحديث جاء لأهل الغنم عاماً، قال صاحب صيانة صحيح مسلم (ج1/ص217): وقوله الفخر والخيلاء فالفخر هو الافتخار وعد المآثر القديمة تعظما والخيلاء الكبر واحتقار الناس وقوله في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر فالوبر وإن كان من الإبل دون الخيل فليس بممتنع أن يكون قد وصفهم بكونهم جامعين بين الخيل والإبل والوبر وقوله والسكينة في أهل الغنم أي الطمأنينة والسكون على خلاف ما ذكر من صفة الفدادين والله أعلم.
وحكى ابن حجر قولاً أن مراده بأهل الغنم أي أهل اليمن، لأن عامة مواشيهم من الغنم بخلاف قبائل ربيعة ومضر العدنانية. لكن يجاب على ذلك بأن النبي (ص) جعل في اتخاذ الغنم بركة. وهذا فضيلة لأهل الغنم تؤيد عموم قوله (ص) (والسكينة في أهل الغنم).
ألاحظ في هذه المشاركة أمارات معادلة تريد الوصول إلى نتيجة معينة في نفس الكاتب، المهم ... جعلنا الله وإياكم من أهل "السكينة"، وجعلنا الله من أهل "الشدة والغلظة" في موضعها:)
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 08:38]ـ
ألاحظ في هذه المشاركة أمارات معادلة تريد الوصول إلى نتيجة معينة في نفس الكاتب، المهم ... جعلنا الله وإياكم من أهل "السكينة"، وجعلنا الله من أهل "الشدة والغلظة" في موضعها:)
ما صدقتَ!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 09:07]ـ
لعلي أثرت حفيظتك، ومن عادتي "الشوت من بعيد" لإخراج المكنوز، ولكن اعلم أني محسن الظن بك إلى أبعد مما تتخيل، ولو استفصلت عن مرادي لعرفت أن "توريتي" صادقة.(/)
بركة الرجل
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 02:10]ـ
قال العلامة ابن القيم الجوزية:
إنَّ بركة الرجل تعليمه للخير حيث حلَّ، ونصحه لكل من اجتمع به، قال تعالى – إخباراً عن المسيح عليه السلام -: ((وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ)) أي: معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنَّه يضيع الوقت في الماجَريات، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده، ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب؛ فإنَّه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا))
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه 3 - 4 مطبوع ضمن مجموع الرسائل دار عالم الفوائد
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 09:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 11:25]ـ
بارك الله فيك شيخنا الدكتور ماهر وجعلك ممن تحدث عنه ابن القيم _ رحمه الله _ فحقيقة كتبك وكتاباتك ومشاركاتك في المنتديات نافعة مباركة أينما حللت، وفيها من التعليم والنصح الشيء الكثير فنسأل الله أن يجزيك خير الجزاء ويعظم لك الأجر.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ضياع الوقت وقسوة القلوب آفة من آفات هذا العصر نعوذ بالله منها
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 05:13]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:40]ـ
لا يقع على الفائدة إلا أهل الفائدة الذين منهم نستفيد.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 11:03]ـ
لا يقع على الفائدة إلا أهل الفائدة الذين منهم نستفيد.
جزاكم الله خيراً أخي الكريم، وأسأل الله أن ينفع بكم ويزيدكم من فضله، وأن ينفع بكم البلاد والعباد، آمين.
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 04:58]ـ
((وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ))
رفع الله قدرك شيخ ماهر.
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 05:17]ـ
نعم بحث موضوع البركة من المواضيع التي شغلت بالي منذ الصغر وقد توصلت إلى أن العبرة ليست في كثرة الشيء بل في بركته فكم من عالم أوتي علماً كثيراً لكن لم يبارك الله في علمه لم يُستفد من علمه بخلاف من أوتي علماً قليلاً لكن وضع الله فيه البرك فنفع نفسه وغيره ومثله المال والوقت كم الذين وهبهم الله ملايين لكن لم يُبارك لهم فيها مضو ولم يستفيدوا منها!!!
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 05:32]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 10:41]ـ
الشيخ المفضال ماهر الفحل .. جزاكم الله خيرا
ما معنى: بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنَّه يضيع الوقت في الماجَريات؟
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 05:56]ـ
أحسنت يا دكتور ماهر رعاك الله(/)
الألقاب (المعايير) قديمة!
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 02:35]ـ
كنت أظن أن الألقاب (المعايير) المعروفة والمنتشرة في أهل نجد: خاصة بهم، حتى وقفت على النص التالي الذي يبين قدمها، وشيء من أسبابها ...
قال الربعي: " قال لي أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن: " كان يثقل علي أن أدعى المتنبي دهراً إلى أن أنست به، وقبح الله أهل الكوفة يضيقون في الأسماء على أنفسهم، فلا يفرق بين بعضهم وبعض إلا بألقاب ": في اللغة والأدب دراسات وبحوث للأستاذ الدكتور محمود محمد الطناحي 1/ 219.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 09:25]ـ
نعم ... آفة منتشرة في أواسط نجد في زمن ليس بالبعيد
وأعتقد أنها نادرة في غيره أو قد نالت الإنتشار عند غيرنا في أزمنة أخرى
ولكنني أقول كما قال أبو الطيب ((هدى الله أهل نجد يضيقون في الأسماء على أنفسهم، فلا يفرق بين بعضهم وبعض إلا بألقاب "
ولكن هذة الآفة بدأت في التلاشي إيمانا من الأغلبية بقوله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب)) وهاهي تحمل أمتعتها راحلة بلا عودة إن شاء الله ولا ندري إلى أين المبيت؟؟!!
جزاك الله خيرا ياأستاذنا الفاضل .. البدراني(/)
إذا رأيت صاحبك قد غضب
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 07:15]ـ
متى رأيت صاحبك قدغضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خنصرا
أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران , لا يدري ما يجري.
بل اصبر لفورته, ولا تعول عليها؛ فإن الشيطان قد غلبه ,والطبع قد هاج , والعقل قد استتر.
ومتى أخذت في نفسك عليه ,وأجبته بمقتضى فعله كنت كعاقل واجه مجنونآ ,أو كمفيق عاتب
مغمى علية ,فالذنب لك.
بل انظر بعين الرحمة, وتلمح تصريف القدر له ,وتفرج في لعب الطبع به.
واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى , وعرف لك فضل الصبر.
وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى مايستريح به, وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها
الولد عند غضب الوالد والزوجة عند غضب الزوج؛ فتتركه يشتفي بما يقول، ولا تعول على ذلك؛ فسيعود نادما معتذرا.
ومتى قبل على حالته، ومقالته، صارت العداوة متمكنة، وجازى في الإفاقة على مافعل في حقه وقت السكر.
وأكثر الناس على غير هذا الطريق: متى رأوا غضبانا قابلوه بما يقول ويعمل
وهذا على غير مقتضى الحكمة، بل الحكمة مذاكرته (وما يعقلها إلا العالمون)
صيد الخاطر لابن الجوزي
ص 468
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 07:20]ـ
أحسنت أحسن الله إليك
ورحم الله ابن الجوزي
ـ[هالة]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 09:40]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا عضوة جديدة، و قد لفتني هذا الموضوع في هذا الموقع، و أردت أن أدلي بدلوي فإن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فهذا توفيق من الله
و أقول: الكثير يعلم بأنّ الزوجة تعتبر صاحبة لزوجها، و قد سبق و أن كانت لي صديقة طلقها زوجها في حالة الغضب و ليس في مرحلة الإغلاق و مع ذلك أفتاها بعض أئمة المساجد عندنا في الجزائر بأنّ الطلاق قد انقعد.
فكيف يقال: "متى رأيت صاحبك قدغضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خنصرا أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار ولا أن تؤاخذه به"؟!
أيضا بعض صديقاتي من باب التجوز يكفرن بالله العظيم في حالة الغضب فكيف لا آخذ ما يقلنه بعين الاعتبار؟!
ثم في شرعنا يباح للشخص أن يهجر أخاه ثلاثة أيام إذا أساء معه المعاملة.
فالكلام الذي تفضلت به أخي الفاضل غير صحيح، نعم قد يغض أحيانا الطرف عن بعض تصرفات الأصحاب و لكن أن يجعل هذا أصلا أو يطلق هكذا من غير تقييد فهذا مما لا دليل عليه.
و قد سألت أحد أئمة المساجد عندنا في الجزائر عن ما يوجد في موضوعك فأجابني بأنّه غير صحيح و ذكر لي ما ذكرته لكم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 09:40]ـ
بارك الله فيكم اخانا الحبيب
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 01:59]ـ
وإليك أحسن شيخنا الفاضل الحمادي
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:00]ـ
وفيك بارك أخي ابن رجب
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:37]ـ
الأخت الكريمه هالة
وعليكم السلام رحمة الله و بركاته
أهلا ومرحبا بك في هذا المنتدى المبارك بأهله الطيبين
أولا - ما رأيت ليس لي وإنما هو لأبن الجوزي رحمه الله رحمة واسعة ولو كان ذلك من بنيات أفكاري ...
ثانيا-إن مقصود ابن الجوزي هو عدم إستثارة الغضبان حتى لا يزداد في غضبه
وكذلك يعذره فيما يقع منه من شتم أو سب أو تعيير في حالة هيجانه
ألا ترين الزوجة إذا غضبت تقول لزوجها ما رأيت منك خير قط!!
فهل تحب المرأة أن يعقد الزوج على ما قالت خنصرا؟!!
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
قال أحدهم ينصح ابنه: (يا بني من غضب من إخوانك عليك ثلاث مرات، فلم يقل فيك سوءا ًفاتخذه لنفسك خلاً ... )
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 01:36]ـ
لبعض الفضلاء هذا البيت:
ما فاز بالحمد إلا من غفل ## لا تصاحب من إذا قلتَ فعل
ومعناه: شر الأصحاب من ينتهز فلتات لسان إخوانه في حال الغضب، والصديق الناصح العاقل من يتجاوز عن ذلك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 03:44]ـ
/// نقلٌ موفَّقٌ أخي الكريم (آل عامر) .. بارك الله فيك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا عضوة جديدة، و قد لفتني هذا الموضوع في هذا الموقع، و أردت أن أدلي بدلوي فإن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فهذا توفيق من الله
(يُتْبَعُ)
(/)
و أقول: الكثير يعلم بأنّ الزوجة تعتبر صاحبة لزوجها، و قد سبق و أن كانت لي صديقة طلقها زوجها في حالة الغضب و ليس في مرحلة الإغلاق و مع ذلك أفتاها بعض أئمة المساجد عندنا في الجزائر بأنّ الطلاق قد انقعد.
فكيف يقال: "متى رأيت صاحبك قدغضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خنصرا أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار ولا أن تؤاخذه به"؟!
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مسألة الطَّلاق وقت الغضب الشَّديد وقع فيها خلافٌ بين أهل العِلم، فلعلَّ من أفتى صديقتك على رأي من قال بوقوعه، أولم يَرَ الغضب قد بلغ مبلغًا من زوجها.
/// وللبيان في مثل هذا يبنبغي التَّفريق بين حكم الشَّرع الذي يجب الالتزام بما يترتَّب على وقوعه، وبين ما يجري بين النَّاس عمومًا.
/// ولأبيِّن لك من نفس المثال الذي ضربتيه ههنا، فإنَّ كثيرًا من النَّاس يقول كلامًا مع زوجته حال الغضب، وهو لا يقصده ولا يعتقده في الحقيقة، والدَّليل على ذلك أنَّه لو سكَن غضَبُه لندم واعتذر من كلِّ ما تفوَّه به حال الغضب؛ لأنَّه غطَّى عقله ولم يعد في كامل تركيزه ووعيه.
/// وفي حال شدَّة الغضب قد يتَّهم زوجته بالظُّلم والإهمال، وقد يخبرها بكرهه الشَّديد لها، وعزمه الأكيد على طلاقها، ولمَّا يأتي وقت الجِدِّ فتطلب منه الطَّلاق فههنا يفترق النَّاس.
فمن النَّاس من يعود ويثوب إلى رشده فيأبى التَّطليق، ومن النَّاس من يغلق عقله، ويركبه الشَّيطان فيُقدم على أمرٍ ليس مقتنعًا به، ثمَّ يندم بعدئذٍ.
/// ولو صفا ما بين هذا الرجل وما بين زوجته لاعتذر منها ومن كلماته النَّابية وأخبرها بحبِّه الشَّديد لها، وهو صادقٌ في ذلك، وأنَّ ما حمله على ذلك الكلام هو غضبه وحبُّه لها في وقت واحد ... الخ
/// فإذا كان هذا يحصل مع الزَّوجة مع طول معاشرتها لزوجها، واحتياج كلِّ منهما للآخر، وقد يكون بينهما ولدًا، فكيف لو وقع مع الأبناء أوالأصحاب أوالمعارف الذين لا مصلحة دنيويَّة تجمع بينهم.
أيضا بعض صديقاتي من باب التجوز يكفرن بالله العظيم في حالة الغضب فكيف لا آخذ ما يقلنه بعين الاعتبار؟!
ثم في شرعنا يباح للشخص أن يهجر أخاه ثلاثة أيام إذا أساء معه المعاملة.
فالكلام الذي تفضلت به أخي الفاضل غير صحيح، نعم قد يغض أحيانا الطرف عن بعض تصرفات الأصحاب و لكن أن يجعل هذا أصلا أو يطلق هكذا من غير تقييد فهذا مما لا دليل عليه.
و قد سألت أحد أئمة المساجد عندنا في الجزائر عن ما يوجد في موضوعك فأجابني بأنّه غير صحيح و ذكر لي ما ذكرته لكم
/// التعامل بالغضب مع البَشَر قد يسوغ، ولكنَّه لا يُقبل في التَّعامل مع الله سبحانه وتعالى، لا من جهة السَّبِّ، ولا الاعتراض، ولا الاستهزاء، ولا عدم القبول، ولا غير ذلك.
/// وكلام ابن الجوزي الذي نقله أخونا آل عامر في التعامل مع البشر لا مع ربِّهم.
ثم في شرعنا يباح للشخص أن يهجر أخاه ثلاثة أيام إذا أساء معه المعاملة.
فالكلام الذي تفضلت به أخي الفاضل غير صحيح، نعم قد يغض أحيانا الطرف عن بعض
/// لِمَ جعل الشَّارع الهجر ثلاثة أيامٍ ولم يطلقه؟ لأجل ما نتكلَّم عنه من وجود حظِّ النَّفس في طبيعة البَشر، ثمَّ حين يأتي حكم الشَّرع يجب الالتزام به وإلغاء حظِّ النَّفس التي أخذت حقَّها في الأيام الثلاثة.
/// ولاشكَّ أنَّ من غلِط في القول في حال الغضب مخطيءٌ لكن ما الطَّريقة المثلى في التّعامل مع مثل هؤلاء هو ترك الانتصار للنَّفس وعدم عقد خنصر على ما قال.
/// وكلام ابن الجوزي صحيحٌ من جهة النَّظَر إلى الأمثل والأولى الذي يجب لنا تربية أنفسنا عليه.
ولذا مدح الله عزوجل ونبيَّه في نصوص كثيرةٍ كظم الغيظ والعفو عن النَّاس وترك الانتقام والانتصار للنَّفس وإمرارا الغضب وهو قادرٌ على إمراره ... الخ.
/// ولو حكَّم الإنسان طبيعته الإنسانيَّة التي خُلِق عليها لألغى كلَّ ما جاء به الشَّارع من مكارم الأخلاق، ولو عامل النَّاس بمثل ما يعاملونه به لما حصلت الفائدة من الدَّعوة إلى مكارم الأخلاق.
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 08:06]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم عدنان
ونفعنا الله بكم وبعلمكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / آل عامر
نقل موفق من أخٍ مبارك .....
ما عهدنا منه إلا المفيد .....
وما عرفنا عنه إلا حب الخير لإخوانه.
لا حرمك الله الأجر.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:15]ـ
مرحبا الف بـ (الشيخ الفاضل والأخ الغالي - على القلب- سامي)
بإذن الله .... دمت موفقا، مسددا، مباركا
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:36]ـ
رحم الله الإمام ابن الجوزي، وشكر لكم أخانا المفضال الشيخ آل عامر
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 05:26]ـ
جزاك الله خير الجزاء ياأخانا آل عامر
خلق قويم وضبط للنفس
نقل موفق ... ماأروع ماتنتقيه حفظك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 08:37]ـ
شيخنا الحبيب الحمادي .. متعنا الله بك
أخي الكريم لامية العرب .. وفقه الله
جزاكم الله خيراً على كريم لفظكم ونبيل طبعكم.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 12:06]ـ
رحم الله الإمام ابن الجوزي، وجزاكم الله خيراً الشيخ المفضال آل عامر
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 02:41]ـ
وجزاك أخي الحبيب من الخير ماتدخل به الجنة، وتنجو به من النار
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 07:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء آل عامر ... موضوع قيم بارك الله فيك
/// نقلٌ موفَّقٌ أخي الكريم (آل عامر) .. بارك الله فيك
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مسألة الطَّلاق وقت الغضب الشَّديد وقع فيها خلافٌ بين أهل العِلم، فلعلَّ من أفتى صديقتك على رأي من قال بوقوعه، أولم يَرَ الغضب قد بلغ مبلغًا من زوجها.
/// وللبيان في مثل هذا يبنبغي التَّفريق بين حكم الشَّرع الذي يجب الالتزام بما يترتَّب على وقوعه، وبين ما يجري بين النَّاس عمومًا.
/// ولأبيِّن لك من نفس المثال الذي ضربتيه ههنا، فإنَّ كثيرًا من النَّاس يقول كلامًا مع زوجته حال الغضب، وهو لا يقصده ولا يعتقده في الحقيقة، والدَّليل على ذلك أنَّه لو سكَن غضَبُه لندم واعتذر من كلِّ ما تفوَّه به حال الغضب؛ لأنَّه غطَّى عقله ولم يعد في كامل تركيزه ووعيه.
/// وفي حال شدَّة الغضب قد يتَّهم زوجته بالظُّلم والإهمال، وقد يخبرها بكرهه الشَّديد لها، وعزمه الأكيد على طلاقها، ولمَّا يأتي وقت الجِدِّ فتطلب منه الطَّلاق فههنا يفترق النَّاس.
فمن النَّاس من يعود ويثوب إلى رشده فيأبى التَّطليق، ومن النَّاس من يغلق عقله، ويركبه الشَّيطان فيُقدم على أمرٍ ليس مقتنعًا به، ثمَّ يندم بعدئذٍ.
/// ولو صفا ما بين هذا الرجل وما بين زوجته لاعتذر منها ومن كلماته النَّابية وأخبرها بحبِّه الشَّديد لها، وهو صادقٌ في ذلك، وأنَّ ما حمله على ذلك الكلام هو غضبه وحبُّه لها في وقت واحد ... الخ
/// فإذا كان هذا يحصل مع الزَّوجة مع طول معاشرتها لزوجها، واحتياج كلِّ منهما للآخر، وقد يكون بينهما ولدًا، فكيف لو وقع مع الأبناء أوالأصحاب أوالمعارف الذين لا مصلحة دنيويَّة تجمع بينهم.
/// التعامل بالغضب مع البَشَر قد يسوغ، ولكنَّه لا يُقبل في التَّعامل مع الله سبحانه وتعالى، لا من جهة السَّبِّ، ولا الاعتراض، ولا الاستهزاء، ولا عدم القبول، ولا غير ذلك.
/// وكلام ابن الجوزي الذي نقله أخونا آل عامر في التعامل مع البشر لا مع ربِّهم.
/// لِمَ جعل الشَّارع الهجر ثلاثة أيامٍ ولم يطلقه؟ لأجل ما نتكلَّم عنه من وجود حظِّ النَّفس في طبيعة البَشر، ثمَّ حين يأتي حكم الشَّرع يجب الالتزام به وإلغاء حظِّ النَّفس التي أخذت حقَّها في الأيام الثلاثة.
/// ولاشكَّ أنَّ من غلِط في القول في حال الغضب مخطيءٌ لكن ما الطَّريقة المثلى في التّعامل مع مثل هؤلاء هو ترك الانتصار للنَّفس وعدم عقد خنصر على ما قال.
/// وكلام ابن الجوزي صحيحٌ من جهة النَّظَر إلى الأمثل والأولى الذي يجب لنا تربية أنفسنا عليه.
ولذا مدح الله عزوجل ونبيَّه في نصوص كثيرةٍ كظم الغيظ والعفو عن النَّاس وترك الانتقام والانتصار للنَّفس وإمرارا الغضب وهو قادرٌ على إمراره ... الخ.
/// ولو حكَّم الإنسان طبيعته الإنسانيَّة التي خُلِق عليها لألغى كلَّ ما جاء به الشَّارع من مكارم الأخلاق، ولو عامل النَّاس بمثل ما يعاملونه به لما حصلت الفائدة من الدَّعوة إلى مكارم الأخلاق.
جزاك الله خير الجزاء أخ عدنان الافادة القيمة و رحم الله الإمام ابن الجوزي(/)
دعوة للمشاركة في معرفة وشرح الوصايا الربانية العشرة.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هناك عشر وصايا ربانية ذكرها الله عز وجل في القرآن في ثلاثة آيات متتابعة.
من باب التذاكر والتدارس:
من من الأخوة الكرام يأتينا بهذه الوصايا العشرة؟
ثم من يشرحها؟
وجزى الله خيرا مشايخنا الكرام
وطلبة العلم الأحبة
خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 01:18]ـ
الوصايا العشر كما جاءت في سورة الأنعام
د. محمد بن أحمد الصالح
المصدر مجلة البحوث الإسلامية-العدد44
الحمد لله حمداً يليق بعظيم وجهه وجلال سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ? الله عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وعمل بسنته.
وبعد .. فحديثنا اليوم عن الوصايا العشر، التي تضمنتها سورة الأنعام، قال تعالى: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [1].
وهذه السورة التي أنزلت على المصطفى ? بمكة – فهي سورة مكية – كرس الحديث فيها عن قضية واحدة لا تتغير، لكن الأسلوب في عرضها لا يتكرر، وهي قضية التوحيد، قضية العقيدة، وهي القضية الكبرى، وهي القاعدة الأساسية لهذا الدين، فالعقيدة هي المدخل للإسلام، وهي محوره والروح التي تسري فيه، وقد جاءت هذه العقيدة في سورة موجزة: بسم الله الرحمن الرحيم: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" [2].
فالعقيدة هي القاعدة الأساسية لإقامة هذا البناء العظيم، وهي الأصل والأساس، وعبادة الله هي البناء القائم على أساس العقيدة؛ لأن الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ يترتب عليه الانقياد له فيما اختاره ورضيه، وفيما أمر به وما نهى عنه.
ولقد مضى على النبي ? في مكة ثلاثة عشر عاماً كاملة، في تقرير هذه القضية الكبرى، ولم يتجاوز القرآن المكي هذه القضية الأساسية إلى شيء مما يقوم عليها من التفريعات المتعلقة بنظام الحياة، إلا بعد أن علم الله أنها قد استقرت في الأذهان، واستوفت ما تستحقه من البيان، لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى الدعوة لها، منذ اليوم الأول للرسالة، وأن يبدأ رسول الله ? أولى خطواته في الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن يمضي في دعوته يعرف الناس بربهم الحق ويُعَبِّدُهُم له دون سواه، وأن يرد السلطان كله إلى الله، فهو السلطان على الضمائر، والسلطان على الشعائر، والسلطان على واقعيات الحياة، والسلطان في المال، والسلطان في القضاء، والسلطان في الأرواح والأبدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنأت على ذكر نماذج من سورة الأنعام، التي عنيت بشأن العقيدة وتركيزها، والتي تدل على عظمة الله وقدرته وبديع صنعه: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ" [3].
وقال تعالى: "وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أْسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" [4].
وقال تعالى: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ" [5].
وقال تعالى: "قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ" [6].
وقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ" [7].
وقال تعالى: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" [8].
والآيات الثلاث التي تضمنت الوصايا العشر، حيث ختمت الآية الأولى بقوله تعالى: "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، وختمت الآية الثانية بقوله تعالى: "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وختمت الآية الثالثة بقوله تعالى: "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
ولقد جاء التنويه بهذه الآيات، وبيان فضلها، وسمو منزلتها، وعلو قدرها، لما روى الحاكم، وقال: صحيح الإسناد عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ?: "أيكم يبايعني على ثلاث؟ "، ثم تلا رسول الله ?: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ... " [9]، حتى فرغ من الآيات، "فمن وفى فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله به في الدنيا، كانت عقوبته، ومن أخر إلى الآخرة فأمره إلى الله: إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه" [10].
وبما أخرجه الترمذي في جامعه، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من أراد أن ينظر إلى وصية محمد ? التي عليها خاتمه؛ فليقرأ هذه الآيات الثلاث) [11].
وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: (لما أمر الله تعالى نبيه ? أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى، وأنا وأبو بكر معه، فوقف ? على منازل القوم ومضاربهم، فسلم عليهم وردوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانيء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، وكان مفروق بن عمرو أغلب القوم لساناً، وأفصحهم بياناً، فالتفت إلى رسول الله ?وقال له: إلام تدعو يا أخا قريش؟ فقال النبي ? "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تؤوني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به، فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني
(يُتْبَعُ)
(/)
الحميد"، فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله ? على مسامعهم هذه الآيات الكريمة: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ... " الخ الآيات، فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش، فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ولو كان من كلامهم لعرفناه ... فتلا رسول الله ? على مسامعهم قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [12]، فقال له مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك) [13].
هذا جانب من فضائل هذه الآيات الثلاث، وذلك هو تأثيرها في النفوس، وهذه الآيات أيضاً تمثل نموذجاً فريداً في التربية الحكيمة، التي يسعد به المجتمع، ويحي في ظلها الأفراد في أمان واطمئنان، ومن يتأمل في هذه الآيات الكريمات؛ يراها قد رسمت للإنسان علاقته بربه، علاقة ينال بها السعادة في الدنيا والآخرة، ورسمت له علاقته بأسرته بحيث تقوم على المودة والرحمة، وسدت في وجهه أبواب الشر التي تؤدي إلى انتهاك حرمات الأنفس والأموال والأعراض؛ لأن الإسلام يهدف إلى إيجاد جيل يدرك رسالته في هذه الحياة، إدراكاً واعياً صحيحاً مستنيراً، ويؤدي هذه الرسالة بقوة وأمانة، يدرك أن لله تعالى عليه حقوقاً فيؤديها بإتقان وإخلاص، ويدرك أن لنفسه عليه حقوقاً فيتعهدها بالتهذيب والمحاسبة والتقويم، ويدرك أن لمجتمعه عليه حقوقاً، فيؤدي هذه الحقوق عن رضا وطواعية واختيار، بأمانة وكفاية ونشاط واستقامة، وبذلك تصل الأمم إلى ما تسعى إليه: من عزة ومنعة، ومن غنى وسعادة وأمن واطمئنان.
ومن مفاخر التربية في الإسلام، اتساع دائرتها، وتنوع مجالاتها، وسمو توجيهاتها، وشمولها لكل جانب من جوانب الحياة الإنسانية. إنّها تتعهد الإنسان، سواء كان ذكراً أم أنثى، بالتقويم والتوجيه، والتسديد والرعاية، والترغيب والترهيب، منذ خروجه إلى الدنيا إلى أن ينتهي منها، وتعمل على تسليحه بالفضائل، وتنفيره من الرذائل.
فهذه الوصايا العشر، التي يتصدرها أمر الله بالمنع من الشرك، وتحريمه بصفته الذنب العظيم، الذي لا يغفر: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" [14]، وقوله تعالى: "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" [15]، والشرك لا يصح معه عمل، ولا يستحق المشرك عن عمله الحسن الثواب، قال تعالى: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا" [16].
الوصية الأولى: تحريم الشرك:
وإذا جاءت الوصية الأولى بتحريم الشرك؛ فهي ملزمة بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة، ويكون التوحيد شاملاً: لتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، توحيداً خالصاً لا تشوبه شائبة.
ومن ينظر في هذه الآيات؛ يجدها قوام هذا الدين كله، وهي خلاصة الإسلام، إنها قوام حياة الضمير بالتوحيد، وقوام حياة الأسرة بأجيالها المتتابعة بالتكاتف والتآلف، وقوام حياة المجتمع بالتكافل والتراحم والتعفف والعفاف والطهارة، فيما يجري فيه من معاملات، وفيها قوام حياة الإنسانية، وما يحيط الحقوق فيها من ضمانات مرتبطة بعهد الله، كما أنها بدأت بتوحيد الله.
إن الأمور التي جمعتها هذه الآيات الثلاث لهي أمور هائلة، تصدرتها قضية الدين الأساسية، قضية العقيدة والتوحيد، وإفراد الله بالعبادة والاستسلام لله، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك قال تعالى: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ" – لا ما تدعونه أنتم أنه حرمه بزعمكم – لقد حرم عليكم ربكم الذي له حق الربوبية، وهي القوامة والتربية والتوجيه والحاكمية، فهذا حقه المطلق وموضع سلطانه.
فالباري جل وعلا قد حرم على الناس الشرك، والقاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة، وترجع إليها التكاليف والفرائض، هي الأصل الذي يتعين أن يستقر ويثبت قبل الدخول في الأوامر والنواهي، وقبل تفصيل التكاليف والفرائض، فيتعين على الناس أن يعترفوا بالله رباً وإلهاً، وحاكماً ومتصرفاً، في كل أحوالهم: يؤمنون بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ? نبياً ورسولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها دعوة لتنقية الضمير من شوائب الشرك، وتنقية العقل من شوائب الخرافة، وتنقية المجتمع من عادات وتقاليد الجاهلية، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. إن الشرك في كل صوره وأشكاله، هو المحرم الأول؛ لأنه يجر إلى كل محرم، وهو المنكر الأول الذي يتعين حشد كل الطاقات لإزالته؛ حتى يعترف الناس أنه لا إله إلا الله، ولا حاكم ولا مشرع إلا هو سبحانه وتعالى، وأن التوحيد على إطلاقه هو القاعدة الأولى، التي لا يغني عنها شيء آخر من عبادة أو عمل.
الوصية الثانية: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا":
هذا أمر صريح ظاهر في إلزام الأولاد ببر الوالدين، وإكرامهما والإحسان إليهما إحساناً مطلقاً، لا يشوبه قصور أو تقصير، ولا يحوم حوله ضيق أو تضجر، أو شعور بالتثاقل في أداء هذا الحق، ولاشك أن هذا من أسمى أنواع التربية، ومما يدل على سمو حق الوالديْن ورفعة منزلتهما؛ أن جعل الله سبحانه وتعالى الإحسان إليهما مقترناً بحقه في الطاعة والعبادة، وقد اقترن حق الوالديْن بحق الله في جملة من الآيات، ففي سورة البقرة: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" [17]، وفي سورة النساء: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" [18]، وهنا في سورة الأنعام: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" [19]، وفي سورة الإسراء: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" [20]، وفي سورة لقمان: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" [21].
ولهذه الآيات مغزاها ودلالتها على عظم حق الوالدين، وكيف أنه بلغ من علو المنزلة أن جاء مقترناً بحق الله تبارك وتعالى، وهذا للإشعار بسمو منزلة الوالدين ورفعة قدرهما، وللتنبيه إلى معنى واحد يجمع بين الوصيتين، وهو أن المنعم يجب أن يشكر، فالله تعالى هو الخالق المنعم؛ فيجب أن يشكر، ويفرد بالعبادة والطاعة، والوالدان هما السبب المباشر لوجود الإنسان في هذه الحياة؛ فيجب عليه أن يشكرهما، وأن يحسن إليهما إحساناً لا يتقيد بما هو حق أو عدل، بل يتجاوز ذلك ليكون تعاملاً كريماً، "وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" [22]، لم يقل تعالى: (قولا حقا)، ولا (قولا عدلا)، وإنما وصفه بالكريم، والكرم فيض فوق الحق وفوق العدل. ويلاحظ كذلك أن المأمور بالإحسان هم الأبناء، بينما لانجد آية واحدة تأمر الآباء بالإحسان إلى أبنائهم، ولعل السر في ذلك هو: لفت الأنظار إلى أن إحسان الآباء إلى الأبناء أمر محقق، وواقع منهم بمقتضى فِطْرَةٍ فطرهم الله عليها، وأن الشأن أنه لا يحتاج إلى حث على ذلك، أو دعوة إليه، وهذا أسمى وأعلى وأصدق ألوان التربية السليمة التي يؤيدها الواقع، وبهذا المنهج القويم والتربية الحكيمة تسعد المجتمعات؛ لأنه متى استقامت العلاقات، وصلحت الأحوال، وقويت الصلات بين الآباء والأولاد؛ ظهر أثر ذلك في الأفراد والأمم، وأصبح مجتمع الإسلام صورة مشرقة، وقدوة للمجتمعات الأخرى.
الوصية الثالثة: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ".
والإملاق: شدة الفقر والفاقة، يقال: أملق الرجل إملاقاً، إذا احتاج وافتقر، أي: ولا تقتلوا أولادكم الصغار من أجل الفقر، فنحن قد تكفلنا برزقكم ورزقهم، ومن الجرم الواضح والظلم الفادح الاعتداء على حق هؤلاء الصغار في الحياة، وقد ورد النهي عن قتل الأولاد هنا بقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" [23]، وجاء في سورة الإسراء: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ" [24]؛ لأن الحديث هنا في سورة الأنعام عن فقر واقع فعلاً، فكأنه سبحانه يقول لهم: لا تقتلوهم
(يُتْبَعُ)
(/)
لفقر واقع فيكم أيها الآباء، ولذا قال سبحانه: "نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ" فجعل الرزق للآباء ابتداء؛ لأن الفقر الذي يدفعهم لقتل أولادهم حاصل لهم فعلاً، أما في سورة الإسراء فالفقر ليس واقعاً، وإنما هو أمر متوقع لذا قال: "خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ"، أي: خوفاً من فقر متوقع وليس موجوداً فعلاً، ولكنه متوهم لوجود الأولاد، ولهذا جاء التعبير الإلهي مطمئناً للآباء وأنه سبحانه قد تكفل برزق الأولاد، كما تكفل برزق الآباء وبيده خزائن السماوات والأرض، وقد تعهد برزق الجميع: "وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا" [25].
وبمثل هذه التربية الحكيمة تغرس الثقة بالله تعالى، وتنبت الفضائل في النفوس. ولا ريب أن قتل الأولادد من أعظم الذنوب، بل قد يأتي بعد الإشراك بالله.
صح عن المصطفى عليه السلام من رواية ابن مسعود رضي الله عنه، حين سئل رسول الله ?، أي الذنب أعظم؟ فقال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"، قال: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، قال: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك"، ثم تلا رسول الله ?: "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ" [26].
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عليه رحمة الله: - قوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ" [27] الآية – نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن قتل الأولاد من أجل الفقر الواقع بالفعل، ونهى في سورة الإسراء من قتلهم خشية الفقر المترقب المخوف منه، مع أنه غير واقع في الحال بقوله: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ" وأخذ بعض أهل العلم من هذه الآية الكريمة: منع العزل؛ لأنه وأد خفي، وحديث جابر: (كنا نعزل والوحي ينزل) يدل على جوازه.
الوصية الرابعة: النهي عن قربان الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وهذا امتداد للوصية بالأسرة التي يتعين تماسكها وتثبيت الود بين أفرادها، ولما وصاهم الله بالأسرة وصاهم بالقاعدة التي تقوم عليها، كما يقوم عليها المجتمع كله، وهي قاعدة الطهارة والنظافة والعفة، فإنه لا يمكن قيام أسرة، ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، إنه يتعين تحقق الطهارة والنظافة والعفة.
والفواحش: جمع فاحشة، وهي ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، وأكثر إطلاقاتها على فاحشة الزنا، فتخصيص الفواحش هنا بفاحشة الزنا أولى بطبيعة السياق وصيغة الجمع؛ لأن هذه الجريمة ذات مقدمات وملابسات، كلها فاحشة مثلها، فالتبرج والتهتك والاختلاط المثير والكلمات والإشارات والحركات والإغراء والتزين والاستثارة، كلها فواحش، تسبق وتمهد وتحيط بالفاحشة الكبرى، "إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلاً".
والفواحش كلها مما يحطم قوام الأسرة وينخر في جسم الجماعة فوق ما يلطخ ضمائر الأفراد ويدنس الأعراض، ولما كانت الفواحش ذات إغراء وجاذبية وقد يميل لها الطبع، جاء النهي عن مجرد قربانها، فضلاً عن مواقعتها سداً للذرائع واتقاء للجاذبية التي قد تضعف معها الإرادة، ولأن قربان الفواحش قد يؤدي إلى مباشرتها، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. وهذا لون حكيم من ألوان التربية الرشيدة والإصلاح القويم؛ لأنه إذا ورد النهي عن قربان الشيء، فلابد أن ينهى عن مباشرته من باب أولى وأحرى.
وقد تكرر النهي في القرآن الكريم عن قربان ما تميل له النفس ويميل إليه الطبع في مثل قوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ" [28]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ" [29]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى" [30]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ" [31]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ" [32]، فيلاحظ أن كل منهي عنه من شأنه أن تميل النفوس إليه، وتدفع إليه الأهواء والشهوات، يأتي النهي عنه بصيغة النهي عن مجرد القربان؛ للمبالغة في التحذير من الاقتراب، فضلاً عن مباشرته أو الوقوع فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المحرمات التي لا تألفها النفوس ولا تميل إليها ولا تدفع إليها الغرائز والشهوات فيأتي النهي عنها مباشرة، كقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ" [33]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ" [34]، وقوله تعالى: "وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" [35]، وبمثل هذا الأسلوب الرباني البليغ يربي الله تعالى عباده، ويرشدهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم.
ولعل من المفيد أن نتذكر في هذا المجال الإجراءات الوقائية التي اتخذها القرآن في مواجهة هذا الانحلال الأخلاقي:
1 - الدعوة إلى الزواج: "وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" [36].
2 - إباحة الزواج شرعاً بزوجة أخرى بشروط معينة: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا" [37].
3 - تحريم ارتداء المرأة لأي زي فاضح يشف عن جسمها أو يصف بدنها إلا أن يكون أمام زوجها، وعليها أن ترتدي من اللباس ما جرى به العرف الشريف عند محارمها: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زَينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [38].
"يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [39].
4 - الأمر بغض البصر أمام مفاتن النساء: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" [40].
5 - النهي عن دخول بيوت الآخرين دون استئذان أهلها: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" [41].
ومما يدل على بشاعة جريمة الزنا وفظاعته أن تحدَّث القرآن عن هذا الفساد الخلقي وكأنه نوع من القتل المعجل، ومن ثم فقد ورد في القرآن الحديث عن الزنا بين نوعين من أنواع القتل، أو مقترناً بالنهي عن الشرك والقتل، ففي سورة الأنعام يرد ذكر الفواحش بعد النهي عن قتل الأولاد وقبل النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وفي سورة الإسراء جاء النهي عن قتل الأولاد في الآية (31)، والنهي عن قربان الزنا في الآية التي تليها (32)، وفي الآية (33) النهي عن قتل النفس، وقال تعالى "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ" [42].
وأسلوب القرآن الكريم في تقبيح الزنا والتنفير منه يدل على أن هذه الجريمة تؤدي إلى شر مستطير، فهي تلوث العرض، وتدنس الفراش، وتفسد النسل، وتلحق العار والخسارة في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما ظهر الزنا في قوم إلا ظهر فيهم الطاعون، وفشت فيهم الأمراض التي لم تعرف فيمن قبلهم، على أن المرأة إذا حملت من السفاح فإما أن تقتل الولد؛ فتزهق نفساً بغير حق، وإما أن تلحقه بزوجها وتثبت له نسباً باطلاً وتثبت له محرمية مزيفة، وتجعله يرث مالاً حراماً إلى غير ذلك من الشرور والمفاسد التي قد تصيب المجتمع بالكثير من الكوارث؛ ولذا قال المصطفى ?: "أيما امرأة ألحقت بقوم من ليس منهم، فليست من الله في شيء ولن يدخلها جنته" [43].
الوصية الخامسة: النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق:
لقد جاء النهي عن هذه المنكرات الواردة في الآية متوالياً ومتتابعاً؛ لأن كلاً منها جريمة قتل من نوع ما، بل إنها جرائم قتل في الحقيقة.
فالجريمة الأولى: الشرك بالله فهي قتل للفطرة.
والثانية: قتل الأولاد وهي تحطيم للأسرة.
والثالثة: الزنا جريمة قتل للجماعة.
والرابعة: جريمة قتل للنفس المفردة.
فلا يجوز إذاً قتل النفس التي حرم الله قتلها في حال من الأحوال، إلا في حال فعلها لشيء يوجب قتلها، فقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" [44]؛ وذلك لأن الإسلام ينظر إلى وجود الإنسان على أنه بنيان بناه الله تعالى، فلا يحق لأحد أن يهدمه إلا بالحق، وبذلك يقرر الإسلام عصمة الدم الإنساني، ويعتبر من اعتدى على نفس واحدة فكأنما اعتدى على الناس جميعاً، قال تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" [45].
وبهذه الأوامر والنواهي: تصان الدماء، وتحترم الأعراض، ويسود الأمان والاطمئنان بين الناس فـ"كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه"، "والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
ومن محاسن هذه الشريعة أن اعتبرت المحافظة على الضروريات الخمس: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ النسل والعرض، حفظ العقل، حفظ المال، فهذه الأمور قد تعين صيانتها ويحرم المساس بها.
ويأتي في ختام هذه الوصايا الخمس قول الله تعالى: "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، وهذا التعقيب يجيء وفق المنهج القرآني في ربط كل أمر وكل نهي بالله ربطاً للأوامر والنواهي بهذه السلطة التي تجعل للأمر والنهي وزنه في ضمائر الناس وعقولهم: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لأُِوْلِي النُّهَى" [46].
الوصية السادسة: "وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ".
تصدرت الآية الثانية والخمسين بعد المائة من السورة نفسها، قال الله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" [47].
لقد شاء الله تبارك وتعالى واقتضت حكمته أن يأتي هذا الدين الخاتم على يد يتيم يكون هو النبي الخاتم، هذا اليتيم الكريم قد عهد الله إليه بأشرف مهمة في الوجود عندما شرفه بإبلاغ الرسالة إلى الناس كافة، وجعل من آداب هذا الدين الذي بعثه به رعاية اليتيم وكفالته على النحو الذي منه هذا التوجيه الوارد في الآية.
واليتيم ضعيف في الجماعة بفقده الوالد الحاني والمربي، ومن ثم تقع مسؤولية حمايته وكفالته على المجتمع المسلم، على أساس التكافل الاجتماعي الذي جعلته الشريعة قاعدة نظامه الاجتماعي.
ولقد كان اليتيم يعاني من الضياع والتشرد والاستغلال في المجتمع الجاهلي، حتى جاء دين الإسلام فأنقذه من هذا الضياع ورتب له حقوقاً يتعين صيانتها، ومن حقوقه حفظ أمواله وتنميتها، وعدم قربانها إلا بما يصلحها، فعلى من يتولى اليتيم ألا يقرب ماله إلا بالطريقة التي هي أحسن لليتيم؛ حتى يسلمه له كاملاً نامياً، وقوله تعالى: "حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" [48] ليس غاية للنهي، إذ ليس المعنى إذا بلغ اليتيم سن الرشد فاقربوا ماله، إنما المعنى أنهاكم – أيها الأولياء والأوصياء – عن الاقتراب من مال اليتيم إلا بالطريقة التي هي أنفع له، وعليكم أن تستمروا على
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك حتى يبلغ اليتيم رشده، فإذ بلغ رشده فسلموا إليه ماله ليتصرف فيه التصرف السليم.
فالنهي في الآية ليس عن أكل مال اليتيم، بل عن مجرد القرب منه، وفي ظل قاعدة التكافل الوارفة الظلال، عني الإسلام باليتيم وأمواله؛ فدعانا إلى حسن استثمار أموال اليتيم للإنفاق من عائدها عليه، قال تعالى: "وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا" [49]، وقال ?: "من ولي يتيماً له مال فليتجر فيه، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة" [50].
ويتعين حسن تربية اليتيم وتعليمه وتدريبه على إدارة أمواله قبل دفعها إليه، قال تعالى: "وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا" [51]. فعلى الولي أن يسلم المال لليتيم نامياً كاملاً عند بلوغه أشده، واكتمال قوته البدنية والعقلية؛ ليكون قادراً على حفظ ماله، ويحسن القيام عليه، وبذلك يكون اليتيم قد استوفى حقه، وحصل على ماله كاملاً، مع ما تحقق له من الكسب والربح نتيجة حسن تصرف الولي وقيامه على المال بما يصلحه، وبهذا التصرف الحكيم، لا يكون اليتيم هو من فقد أبويه أو أحدهما في المجتمع المسلم الرشيد؛ لأن المجتمع الإيماني، اليتيم فيه مكفول الحق، فقد أباه فكان له من المؤمنين آباء، وفقد أمه فكان له من المؤمنات أمهات.
إنما اليتيم من لم يحظ بكفالة أبيه، وينعم برعايته، ويستفيد من مصاحبته والحوار معه، ولم ينعم بحنان أمه وشفقتها وعطفها:
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أما تخلت أو أباً مشغولا
(أمير الشعراء أحمد شوقي)
وقد أولت شريعة الإسلام عنايتها بالأيتام، من تدبير شؤونهم، ورعاية مصالحهم، وليس أدل على ذلك مما ذكره الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، حيث تحدث عن اليتيم في ثلاثة وعشرين موضعاً في القرآن الكريم [52]، كلها تدعوا إلى رعايتهم، والحفاظ على أموالهم، والسهر على مصالحهم، بل وتشدد النكير على من تسول له نفسه أن يعتدي على أموالهم، أو يأكل شيئاً من حقوقهم، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" [53].
الوصية السابعة: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا".
وهذه المبادلات التجارية بين الناس، في حدود الطاقة، وحسن التصرف والإنصاف، وسياق الوصايا في الآيات يربطها بالعقيدة، والموصي والآمر هو الله جل وعلا، والمعنى: وأتموا الكيل إذا كلتم للناس أو اكتلتم عليهم لأنفسكم، وأوفوا الميزان إذا وزنتم لأنفسكم فيما تبتاعون، أو لغيركم فيما تبيعون، فهو أمر من الله تعالى لعباده بإقامة العدل حال التعامل: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ" [54].
فيتعين أن يعطى صاحب الحق حقه من غير نقص، ويأخذ صاحب الحق حقه من غير زيادة. وهذه الوصية تمثل مبدأ العدل في التعامل، والتعادل بين صاحب الحق ومن له الحق، وحال الناس لا تستقيم إلا بالتعامل وتبادل المنافع.
والكيل والوزن هما من أظهر الوسائل في ذلك، فلابد أن يكونا منضبطين وقائمين على القسط والعدل، وقوله تعالى: "لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا"، جاءت عقب الأمر بايفاء الكيل والوزن بالعدل، ولكن بقدر الطاقة للدلالة على الترخيص فيما خرج عن الوسع والقدرة؛ لبيان قاعدة من قواعد الإسلام الرافعة للحرج؛ وذلك لأن التبادل التجاري لا يمكن أن يتحقق على وجه كامل من المساواة والتبادل، بل الشأن فيه أن يقبل اليسير من الغبن في جانب البائع، أو في جانب المشتري، وهذه الوصية تجمع في ثناياها بين الدقة والسماحة، وبين الضبط ورفع الحرج.
الوصية الثامنة: "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى".
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا نجد الإسلام يرقى بالضمير البشري إلى درجة عالية ومنزلة رفيعة؛ لأن ههنا مزلة من مزلات الضعف البشري، الذي يجعل شعور الفرد بالقرابة هو شعور التناصر والتكامل والامتداد بما أنه ضعيف ناقص، ويجد في قوة القرابة سنداً لضعفه، ومن ثم يجعله ذلك ضعيفاً تجاه قرابته حين يقف موقف الشهادة لهم أو عليهم، أو القضاء بينهم وبين الناس، فعليه أن يحكم بالعدل، فالعدل هو الأساس للحكم السليم.
والعدل مطلوب في القول من الشهادة ونحوها في كل الأحوال، كما أن العدل مطلوب في الفعل وفي الحكم، وجاء التخصيص في الآية بالقول؛ لأن أكثر ما يكون فيه العدل أقوال، كالشهادة والحكم.
وقوله تعالى: "وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"، فهو أخذ بالإنسان عما جرت به عادته، من التأثر لغيرهم؛ ولهذا تعين على المسلم أن ينطق بالحق، ويقول الصدق، دون أن يميل للقرابة، أو تحمله العداوة على الظلم والإجحاف، للآخرين، قال تعالى: "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" [55].
الوصية التاسعة: "وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا".
الوفاء بالعهد أصل من أصول الشريعة التي يتحقق من خلالها الخير والعدل والصلاح، واستقامة أحوال المجتمع، فعلى المسلم أن يكون وفياً مع الله، فيما عاهد عليه الله من الاستقامة على العقيدة، والبعد عن قتل الولد أو إهماله، وعدم ممارسة الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، وصيانة النفوس، والمحافظة على مال اليتيم، وحسن التعامل في الكيل والوزن، وكل المبادلات التجارية، وتطبيق العدل على كل الناس.
وبالجملة فيتعين على كل مسلم الوفاء بما عاهد عليه الله: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" [56]، وقول الله تعالى: "وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" [57]، وقوله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" [58]، وقال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" [59].
فالمسلم عليه الوفاء بكل التزام من عقد أو عهد؛ لأن تنفيذ العهد دليل بر ووفاء، والإخلال به من مظاهر الكفر والنفاق، قال عليه الصلاة والسلام، فيما يرويه عن ربه عز وجل: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته"، وذكر منهم: "رجلاً أعطى بي ثم غدر" الحديث [60]، وقال عليه الصلاة والسلام: "ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان" [61].
وهذا طرف يبين عظم العهد وضرورة التنفيذ، ولا أدل على ذلك من ختام الآية بقوله تعالى: "ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، فهذا التعقيب الإلهي البديع في موضعه، حيث جاء بعد التكاليف الواردة في الآيتين: "لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، والذكر ضد الغفلة، والقلب الذاكر غير الغافل، وهو يذكر عهد الله كله، ويذكر وصاياه المرتبطة بهذا العهد ولا ينساها.
وهذه القواعد الأساسية الواضحة التي تلخص العقيدة وشريعتها الاجتماعية مبدوءة بتوحيد الله ومختومة بالالتزام بصراط الله.
الوصية العاشرة: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وهذه الوصية تمثل خلاصة الدين كله؛ لأن من التزم بصراط الله فقد اهتدى إلى سواء السبيل، وسلك طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
والالتزام بسبيل الله يعصم من الزلل، ويحمي من السوء، ولأن الصراط هو دين الله وطريقه الذي لا عوج فيه ولا أمتا.
فمن الواجب على كل مسلم أن يسلك هذا السبيل، ويهتدي بهذا الصراط، ويترك السبل الباطلة، والطرق المعوجة، والمبادئ الفاسدة، والأديان المنسوخة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله r خطاً، ثم قال: "هذا سبيل الله"، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: "هذه سبلٌ على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه" [62] ثم قرأ ?هذه الآية الكريمة.
وبعد: فهذه هي الوصايا العشر التي اشتملت على أسمى وأصدق وأفضل ألوان التربية للأفراد والجماعات، إذ المتأمل فيها يراها قد وضعت أساس العقيدة السليمة، القائمة على إخلاص العبادة لله الواحد القهار، كما يجدها قد أقامت الأسرة الفاضلة على أساس الإحسان بالوالدين، والرحمة بالأولاد، كما أنها قد حفظت المجتمع من التصدع والاضطراب عن طريق تحريمها لانتهاك الأنفس والأموال والأعراض، ثم ربطت كل ذلك بتقوى الله تعالى التي هي منبع كل خير وسبيل كل فلاح، وهي جماع الأمر كله وهي الغاية التي يتحقق معها الفوز والظفر بالمطلوب. فالتقوى كما فسرها العلماء هي: ألا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك، وبها صلاح الأمر كله.
فالتقوى في القلب هي التي تؤهل الإنسان للانتفاع بهذا الكتاب، هي التي تفتح مغاليق القلب له، فيدخل ويؤدي دوره، هي التي تهيء لهذا القلب أن يلتقط، وأن يتلقى وأن يستجيب ....
ورد أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سأل أبي بن كعب رضي الله عنه عن التقوى، فقال له: (أما سلكت طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت. (قال: فذلك التقوى).
فتلك التقوى حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة، وحذر دائم، وخوف لأشواك الطريق .. طريق الحياة الذي تتجاذبه الرغائب والشهوات، وأشواك المطامع والمطامح، وأشواك المخاوف والهواجس، وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، والخوف الكاذب ممن لا يملك نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا .. [63].
وإذاً فالتقوى جماع الخير كله، وبها صلاح الأمر كله، "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ" [64].
نسأل الله تعالى أن يسلك بنا طريق المتقين، وأن يجعلنا من الفائزين، وأن يهدينا صراطه المستقيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الأنعام، الآيات 151 - 153.
[2] سورة الإخلاص كاملة.
[3] سورة الأنعام، الآيات من 1 - 3.
[4] سورة الأنعام، الآيتان 13، 14.
[5] سورة الأنعام، الآيتان 17، 18.
[6] سورة الأنعام، الآية 65.
[7] سورة الأنعام، الآيات 95 - 98.
[8] سورة الأنعام، الآيتان 102، 103.
[9] سورة الأنعام، من الآية 151.
[10] تفسير ابن كثير جـ2 ص187.
[11] جامع الترمذي جـ5 رقم 3070، وقال: (حديث حسن غريب).
[12] سورة النحل، الآية 90.
[13] رواه الحاكم.
[14] سورة النساء، من الآية 48.
[15] سورة لقمان، من الآية 13.
[16] سورة الفرقان، الآية 23.
[17] سورة البقرة، من الآية 83.
[18] سورة النساء، من الآية 36.
[19] سورة الأنعام، من الآية 151.
[20] سورة الإسراء، الآيتان 23، 24.
[21] سورة لقمان، من الآية 14.
[22] سورة الإسراء، من الآية 23.
[23] سورة الأنعام، من الآية 151.
[24] سورة الإسراء، من الآية 31.
[25] سورة هود، من الآية 6.
[26] سورة الفرقان، من الآية 68.
[27] سورة الأنعام، من الآية 151.
[28] سورة البقرة، من الآية 35.
[29] سورة البقرة، من الآية 222.
[30] سورة الإسراء، من الآية 32.
[31] سورة الأنعام، من الآية 151.
[32] سورة الأنعام، من الآية 152.
[33] سورة الأنعام، من الآية 151.
[34] سورة النساء، من الآية 29.
[35] سورة النساء، من الآية 36.
[36] سورة النور، الآية 32.
[37] سورة النساء، الآية 3.
[38] سورة النور، الآية 31.
[39] سورة الأحزاب، الآية 59.
[40] سورة النور، الآية 30.
[41] سورة النور، الآيتان 27، 28.
[42] سورة الفرقان، من الآية 68.
[43] رواه ابن ماجه في سننه في باب: (من أنكر ولده) ج2 ص916 حديث (2743).
[44] متفق عليه.
[45] سورة المائدة، من الآية 32.
[46] سورة طه، من الآية 54.
[47] سورة الأنعام، من الآية 152.
[48] سورة الأنعام، من الآية 152.
[49] سورة النساء الآية 5.
[50] أخرجه الترمذي رقم 164، والبيهقي 4/ 107.
[51] سورة النساء الآية 6.
[52] سورة البقرة الآيات: (83، 177، 215، 220)، سورة النساء الآيات: (2، 3، 6، 8، 10، 36، 127 مكرر)، سورة الأنعام الآية: (152)، سورة الأنفال الآية: (41)، سورة الإسراء الآية: (34)، سورة الكهف الآية: (82)، سورة الحشر الآية: (7)، سورة الإنسان الآية: (8)، سورة الفجر الآية: (17)، سورة البلد الآية: (15)، سورة الضحى الآية: (6، 9)، سورة الماعون الآية: (2).
[53] سورة النساء، الآية 10.
[54] سورة الإسراء، من الآية 35.
[55] سورة المائدة، من الآية 8.
[56] سورة الإسراء، من الآية 34.
[57] سورة الفتح، من الآية 10.
[58] سورة الأحزاب، الآيتان 23، 24.
[59] سورة المائدة، من الآية 1.
[60] رواه ابن ماجه رقم 2442 كتاب الرهون جـ2.
[61] رواه ابن ماجه رقم 2872 كتاب الجهاد ج2.
[62] مسند الإمام أحمد جـ3 رقم 297.
[63] في ظلال القرآن لسيد قطب جـ1/ 38، 39 بتصرف، تفسير ابن كثير جـ1/ 40.
[64] سورة القمر، الآيتان 54، 55.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 08:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/أبوعمرو المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا النقل والفوائد والشروحات الطيبة التي أسأل الله العلي القدوس ألا يحرمك الأجر في الحياة وبعد الممات.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 09:14]ـ
بارك الله فيك يامحب التوحيد فالدال على الخير كفاعله
وأحسن الله الى أبي عمرو المصري على التوضيح والإفادة(/)
هل تصح المناظرة التي بين الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله؟
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وكانت حول حكم تارك الصلاة وهل يكفر ...
وهل هناك من العلماء من نفاها؟ أرجوا التوضيح
وجزاكم الله خير ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:26]ـ
لا تثبت وقد تكلم الشيخ الألباني عليها في جزئه المطبوع في تارك الصلاة
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:31]ـ
بارك الله في أخي عبدالله على الإضافة ...
هل هناك من نفاها من علماء الحنابلة خاصة من المتقدمين أو المتأخرين؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الكريم ابن المبارك وفقني الله وإياك وبعد
فهذه فتوى للشيخ محمد العثيمين رحمه الله حول هذه المناظرة:
السؤال: نعم حول المناظرة التي دارت بين الإمامين أحمد بن حنبل والشافعي رضي الله عنهما بعث بهذه الرسالة المرسل ع م ع شقراء يقول من شقراء في هذه الرسالة مناظرة الإمامين الجليلين أحمد بن حنبل والإمام الشافعي رضي الله عنهما وهي في كتاب فقه السنة المجلد الأول للسيد سابق صفحة خمس وتسعين والمناظرة هي ذكر السبكي في طبقات الشافعية أن الشافعي وأحمد رضي الله عنهما تناظرا في تارك الصلاة قال الشافعي يا أحمد أتقول إنه يكفر قال نعم قال إذا كان كافراً فبما يسلم قال يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله قال الشافعي فالرجل مستديم لهذا القول لم يتركه قال يسلم بأن يصلي قال صلاة الكافر لا تصح ولا يحكم له بالإسلام بها فسكت الإمام أحمد رحمه الله تعالى فما رأي فضيلة الشيخ في هذه المناظرة وأرجو أن يفسر ما تعنيه يعني هذه المناظرة وأخيراً أرجو من الله أن يجمعنا وإياكم على الخير؟
الجواب
الشيخ: آمين نقول في هذه المناظرة أولاً إنه يحتاج إلى إثباتها أي إلى أن يثبت بأنها وقعت بين الإمام الشافعي والإمام أحمد رحمه الله فلابد من أن تكون ثابتة عنهما بسند صحيح يكون مقبولاً على حسب شرائط المحدثين وأيضاً مجرد نقل السبكي لها وبينه وبين الإمام الشافعي والإمام أحمد مئات السنين لا يكون ذلك حجة في ثبوتها عنهما ثم إن التعبيرات التي وقعت فيها تعبيرات جافة تعبيرات يبعد جداً أن تصدر من الإمام الشافعي إلى الإمام أحمد مع أنه قد عرف عنه التعظيم الكامل الذي يليق بمقام الإمام أحمد وبمقام الشافعي رحمهم الله جميعاً ثم إن هذه المناظرة تخالف المعروف في مذهب الإمام أحمد فإن المعروف في مذهب الإمام أحمد أن من كفر بترك الصلاة فإنه لا يكون مسلماً إلا بفعلها وإنه إذا فعلها وصلى حكم بإسلامه هذا هو المعروف من مذهب الإمام أحمد رحمه الله وهكذا ينبغي أن يعرف السامع ويعرف السائل أن من كفر بشيء من الأشياء فإنه لا يسلم بمجرد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله حتى يصحح ما كفر به فمثلاً إذا قدر أنه يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وهو ينكر فرضية الزكاة أو الصيام أو الحج فإنه لا يكون مسلماً بقوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله حتى يقر بفرضية ما أنكر فرضيته من هذه الأصول والمهم أن القاعدة في الكافر المرتد أنه إذا أرتد بشيء معين من الكفر فإنه لا يغنيه أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله حتى يصحح ما حكمنا بكفره من أجله على هذا نقول تارك الصلاة كافر ولو شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولا يكون مسلماً إلا إذا صلى لأننا كفرناه بسبب فلابد أن يزول هذا السبب الذي من أجله كفرناه فإذا زال السبب الذي من أجله كفرناه حكمنا بأنه مسلم وعلى هذا فيفرق بين الكافر الأصلي الذي يدخل في الإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وبين المرتد بشيء من أنواع الردة فإنه لا يحكم بإسلامه حتى ينتفي عنه ذلك الشيء الذي كفرناه به هذا هو سر المسألة فالذي نرى في هذه المناظرة أولاً أنه يبعد صحتها بين الإمامين الجليلين بما علم من التعظيم بينهما وهذه العبارات الجافة لا توجه من الإمام الشافعي للإمام أحمد حسب ما نعلمه من تعظيم أحدهما للآخر الشيء الثاني أن مجرد وجودها في طبقات الشافعية لا يعني أنها صحيحة بل كل قول ينسب إلى شخص يجب أن يحقق في سنده الموصل إليه لأنه قد يكون من الأقوال التي لا إسناد لها وقد يكون إسناد القول ضعيفاً لا يعتد به فلابد من هذا الشيء الثالث أن هذه المناظرة تخالف ما هو مشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله بأن من كفر بترك الصلاة فإنه لا يسلم إلا بفعلها ولو شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
والفتوى موجودة في موقع الشيخ رحمه الله على الرابط:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2057.shtml
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 09:08]ـ
أخي العزيز أبو حازم ...
بارك الله فيك على هذه الإفائدة من كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله ...
لكن اود أن أجد كلام لأئمة الحنابلة المتقدمين رحمهم الله ...
وجزاكم الله خير(/)
ما هي صخرة بيت المقدس؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 08:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وحتى صخرة بيت المقدس لا يتبرك بها ... "
القول المفيد صفحة (196).
فما هي صخرة بيت المقدس؟
بارك الله فيكم.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 10:17]ـ
أخي الفاضل تجد ما يسرك في كتاب الشيخ د. ناصر بن عبد الرحمن الجديع (صخرة القدس في ضوء العقيدة الإسلامية)
وتجده في هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=84&book=1533
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 11:43]ـ
بارك الله فيك , ونفع الله بك.(/)
أخلاق الشباب المسلم للعلامة: محمد تقي الدين الهلالي
ـ[أبو فراس]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة (الإسراء: 70): {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
قال القاسمي في تفسيره: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}: "أي بالنطق والتمييز والعقل والمعرفة والصورة والتسلط على ما في الأرض والتمتع به, {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} أي يسّرنا لهم أسباب المعاش والمعاد بالسير في طلبها فيهما وتحصيلها {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} أي فنون المستلذات التي لم يرزقها غيرهم من المخلوقات {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} أي عظيما, فحقّ عليهم أن يشكروا هذه النعم بأن يعبدوا المتفضل بها وحده ويقيموا شرائعه وحدوده" اهـ.
فتفضيل الله للإنسان وتكريمه له بجعله الحاكم المتصرف، وتسخيره له ما في الأرض من حيوان ونبات وجماد يتصرف فيه كيف يشاء، ويسيّره في خدمته، لم يكن بقوة الجسم ولا بخواص الأعضاء، فإن كثيراً من الحيوان كالأسد والنمر والفيل والدب والفرس والبعير أقوى منه بكثير، وللحيوان مزايا في خلقه ليست للإنسان، فمنه ما أعطي مزية السرعة في الجري والسبق كالنعامة والغزال، ومنه ما أعطي من حاسة الشم أو البصر أو السمع ما يفوق الإنسان بكثير، فالمزية الكبرى والنعمة العظمى التي وهبها الله الإنسان وفضّله بها هي العقل والأدب كما قال الشاعر:
ما وهب الله لامريء هبة
أفضل من عقله ومن أدبه
هما جمال الفتى فإن فُقِدا
ففقده للحياة أجمل به
والمراد بالأدب هنا الأدب النفسي وهو الخلق الحسن، وبه تتفاوت الأمم ارتقاء وانحطاط، وقوة وضعفا, وسيادة وعبودية، فما من أمة كثر حظها من خلق الحسن إلاّ بلغت أوج الرقي وغاية السعادة، وإن كانت قليلة العدد, أو كانت أرضها ضيقة، أو قليلة الغناء والخير غير صالحة للزرع والضرع، قليلة الحواصل والثمرات، ضعيفة الغلات فإن جميع ما في الأرض من الخيرات والبركات يحمل إليها، كما قال تعالى في سورة (النحل: 112): {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ}.
المراد بالقرية هنا أهلها، وهم الأمة والشعب، وكما حكى الله عن إبراهيم الخليل في دعائه لأهل مكة في سورة (البقرة: 126): {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات} , وفي سورة (إبراهيم: 57): {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.
ومن أقام في مكة شرّفها الله حتى قبل عصر الطائرات يرى فيها من فواكه الهند وأندونيسيا والشام ومصر ما لا يكاد عجبه ينقضي منه، مع أنها أرض جبلية قاحلة. ومن أقام في البلاد البريطانية يرى أكثر ما يؤكل فيها ويلبس ويقتنى ويتخذ للزينة مجلوباً إليها من أطرف الدنيا وهي جزائر في البحر ضيّقة الرقعة، شديدة البرد، لو اقتصر أهلها على ما يخرج من أرضهم لوقعوا في مسغبة.
فإن قلت: هذه مكة دعا لأهلها خليل الله فاستجاب الله دعاءه، ويوجد فيها قوم صالحون يعبدون الله ويطيعون أمره، والحجاج ضيوف الله تعالى يقصدونها من كل فج عميق للحج والعمرة، شعثاً غبراً، يدعون ربهم رغبا ورهبا، خاشعين الله، أما بلاد البريطانية فأيّ مزية في أهلها، وهم أساتذة الاستعمار والغزو، وكم شعوباً أناخوا عليها بكلاكلهم مئات السنين، فما تخلصت من استعبادهم إلاّ بعد اللّتيا والتي, فبماذا استحقوا ذلك العيش الرغد، وتلك الثمرات؟ فأين الأدب النفسي والخلق الحسن من أخلاقهم الاستعمارية؟ فالجواب: أن العدل والمساواة في الحقوق والواجبات هما أساس العمران، وهما موجودان عندهم بلا شك.
أما استعمارهم للبلدان فللكلام عليه مقام آخر يطول شرحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في سورة (التحريم:6): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: "معناها: أدبوهم وعلّموهم. وقال عن ابن عباس في الآية: "اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بتقوى الله"، وقال قتادة: "تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها" .. وهكذا قال الضحاك ومقاتل: "حق على المسلم أن يعلّم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه".
وفي معنى هذه الآية الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عبد الملك ابن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها". قال الفقهاء: "وهكذا في الصوم ليكون تمريناً له على العبادة والطاعة ومجانبة المعاصي، وترك المنكر، والله الموافق" اهـ.
أقول: يمكن أن يقول القائل: إن التربية في هذا الزمان قد بلغت عند الأمم الراقية درجة عالية، وهي تقتضي عدم ضرب الصبيان، فهناك وسائل أخرى في الترغيب والترهيب والثواب والعقاب تغني عن الضرب، وتحبّب إلى الناشيء التعلم والعمل المثمر, فأقول في جوابه: هذا رأي يقال، والعمل في الأمم الراقية على خلافه، ففي البلاد الألمانية يفرض على كل التلميذات الحضور إلى الكنيسة مع معلمه يوم الأحد، ويشهد الصلاة والوعظ، فإن لم يحضر بلا عذر أدّب على ذلك بالضرب، وإن ترك الصلاة في الكنيسة ثلاثة آحاد متوالية طرد من المدرسة، أما الأيام الستة الباقية من الأسبوع فإن الكنيسة تبعث القسّيسين إلى المدارس يصلّون بالتلاميذ في داخل المدرسة، ويعلّمونهم دينهم ساعتين في كل يوم، ولا يستطيع التلميذ أن يتغيب في هاتين الساعتين إلاّ إذا كان على دين آخر غير المسيحية.
ولما كان سكان البلاد الألمانية على مذهبين مختلفين، كاثولكيين وبروتستانتيين، كان الواجب على وزارة التعليم يقضي بإعداد المدارس لكل الفرقتين في كل مدينة أو قرية يكون سكانها مختلفين في المذهب حتى يتمكن التلميذ الذي أبوه كاثوليكي أن يجد مدرسة على مذهبه, وكذلك التلميذ الذي يكون أبوه برتستانتي يتعلم في مدرسة موافقة لمذهبه، فإن وجدت مدينة أو قرية سكانها كلهم على مذهب واحد، وسكن بينهم عدد قليل من أهل المذهب الآخر، يبعثون أولادهم إلى المدينة الأخرى ليجد مدرسة على مذهبهم، هذا في المدارس الابتدائية والثانوية، أما الجامعات ففي كل جامعة كلية لاهوت مختصة بتعليم الدين، وهذه الكلية محترمة جداً يؤمّها الأساتذة في الأعياد والمناسبات للصلاة والسماع الوعظ، ويتخرّج منها كل سنة كثير من الدكاترة في علم الدين، وكلهم يجدون أعمالا في الكنائس والإرساليات، وتعليم الدين في المدارس العامة.
وهناك مدارس دينية خالصة تديرها الكنائس، ولها مناهجها الخاصة لا تدخل تحت وزارة التربية والتعليم، وبهذه المناسبة أذكر هنا نبأ تاريخيا يخفى على أكثر الناس، وذلك أن هتلر اختلف مع الكنيسة الكاثولكية في قضيتين: إحداهما أنه أوجب على المدارس الدينية التابعة للكنيسة أن تطبق منهج وزارة التعليم، فعدّت الكنيسة الكاثولكية ذلك تدخلا في شؤون الدين، وعدواناً على الكنيسة، والثانية أنه استولى على الذهب المخزون في الكنيسة, وفرض رواتب يعطونها من وزارة المالية، ولهاتين القضيتين انظمّ الكاثولكيون إلى اليهود في عداوة هتلر، وأخذوا يكيدون له.
وهذا كله يبطل ما ينشره دجاجلة الاستعمار الروحي من زعيمهم أن الأمم الأوروبية التي بلغت أوج الرقي هجرت الدين وضربت به عرض الحائط، وكان ذلك سبب تقدمها، والأدلة على كذب هذه الدعاية أكثر من تحصى، وقد نشرت في مجلة دعوة الحق أدلة بالأرقام مأخوذة من سفارات الدول الراقية في أوروبا على تدين شعوبها، وقلة المارقين من الدين فيها، هذا مع أنّ دين النصرانية لا يتكفل بتدبير شئون الدين والدنيا كما يفعل الإسلام الحنيف، بل يقول من جملة ما يقول: "أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر". أما الإسلام فيقول: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي اْلأََرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}.
ويقول في سورة (المائدة: 18): {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} , ويقول في سورة (الأعراف: 128): {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} , ويقول في سورة (النجم: 25): {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى} , ففي نظر الإسلام كل شيء لله، وليس لقيصر شيء، بل قيصر نفسه مملوك لله.
وقد جرب المسلمون السابقون التمسك بالإسلام فوجدوه كفيلاً بسعادة الروح والبدن، وضابطا لمصالح الدين والدنيا، فالعجب من قوم يكون عندهم هذا الدين الحنيف محفوظا خالصا، لا تشوبه شائبة، ويرون كيف سعدت به أسلافهم، ثم يتنكرون له ويجهلونه ويجهلون عليه، ويردّدون أقول أعدائه، وينشرونها بين قومهم، مع ما فيها من الكذب والتدليس والتمويه والتحريف.
وقال تعالى في سورة (طه: 132): {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "وقوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} أي استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة، واصبر أنت علي فعلها كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا} , قال ابن أبي حاتم بسنده إلى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يبيت عنده أنا ويرفأ (كذا)، وكان له ساعة من الليل يصلي فيها، فربما لم يقم فنقول: لا يقوم الليلة كما كان يقوم، وكان إذا استيقظ أقام - يعني أهله - وقال: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.
وقوله: {لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُك} , يعني: إذا أقمت الصلاة نرزقك من حيث لا تحتسب, وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} - إلى قوله-: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} , ولهذا قال: {لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُك} وقال الثوري: "لا نسألك رزقاً, يعني لا نكلّفك الطلب".
وقال ابن أبي حاتم بسنده إلى هشام عن أبيه "أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا، فرأى من دنياهم طرفا، فإذا رجع إلى أهله فدخل الدار قرأ: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْك} - إلى قوله-: {نَحْنُ نَرْزُقُك} , ثم يقول: "الصلاة الصلاة رحمكم الله".
وقال ابن أبي حاتم بسنده إلى مثبت قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته خصاصة نادى أهله: "يا أهلاه صلوا صلوا"و قال مثبت: "وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة".
وقد روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: "يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدّ فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسدّ فقرك".
وروى ابن ماجه من حديث ابن مسعود: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من جعل الهموم هما واحداً همّ المعاد كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أيّ أوديته هلك".
وروى أيضا من حديث مثبت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كانت الدنيا همّه فرّق الله عليه أمره وجعل فقرة بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلاّ ما كتب له, ومن كانت الآخرة نيته جمع له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".
وقوله: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}: أي وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة لمن اتقى، وفي الصحيح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت الليلة كأنّا في دار عقبة بن رافع, وأنا أتينا برطب من رطب ابن طاب، فأوّلت ذلك أنّ الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة، وأنّ ديننا قد طاب".أهـ
شروح وإيضاح:
1 - قوله: "كان يبيت عنده أنا ويرفأ" يظهر لي في هذه العبارة خلل إلاّ إذا أوّلناها على أن اسم كان ضمير الشأن، وجملة (يبيت) خبرها, وحتى على هذا التأويل يبقى الخلل كما هو، إذ لا يقال: "يبيت أنا"، فلعله تحريف من بعض النساخ، والصواب: "كنا نبيت عنده أنا ويرفأ"، ويرفأ اسم علم كيزيد ويشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قوله: " فربما لم يقم" يعني أن عمر رضي الله عنه كان له وقت من الليل يتهجّد فيه، أي يصلي النافلة بالليل، وكان خادماه زيد ابن أسلم ويرفأ يراقبان قيامه، وفي بعض الأحيان كان يتأخر عن القيام، ولعل ذلك لغلبة نوم، وكان إذا قام لصلاة النافلة بالليل يقيم أهل بيته للاشتراك معه في العبادة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله أن يأمر أهله بالصلاة ويصبر عليها، وستأتي زيادة بيان لهذا المعنى.
3 - فهم المفسرون من قوله تعالى: {لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُك} أن من لم يشغله طلب الرزق عن صلاته عناية بها ومحافظة عليها رزقه الله وأغناه بفضله، وأنّ من ظنّ أنّ المحافظة على الصلاة في أوقاتها تُنقص من رزقه أو تمنعه, ملأ الله قلبه همّاً وغمّاً, ولم يأته من الرزق إلاّ ما كتب له كما سيأتي في الحديث صريحاً.
4 - قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَاْ أُرِيْدُ أَنْ يُطْعِمُونَ إِنَّ اْلله هُوَ اْلرَّزَّاقُ ذُو اْلقُوَّةِ اْلمَتِينِ} , أخبر الله سبحانه أنه خلق الخلق لغرض واحد يعود عليهم بالخير والسعادة, وذلك الغرض هو عبادته وحده لا شريك له، وهو غنيٌّ عن العالمين، وهم محتاجون إليه، فمن اشتغل بالغرض الذي خلقه الله لأجله فقد أفلح وسعد ورشد واهتدى، وقد ضمن الله رزقه يأتيه من حيث لا يدري, ومن لم يثق بوعد الله، وشغله طلب الرزق عما خلق له شتت الله شمله، وأكثر همّه، ولم ينل من الرزق إلاّ ما قدّر له.
5 - قوله: "هشام عن أبيه" يعني عروة بن الزبير بن العوام, "كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفا" المراد بالطرف: نفائس الأموال التي يندر مثيلها, فإذا رجع إلى أهله ودخل بيته ولم ير فيه تلك النفائس التي رآها في بيوت أهل الثراء المترفين يتلو قوله تعالى: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ} الآية.
قال ابن كثير في تفسيره: "يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "لا تنظر إلى ما فيه هؤلاء المترفون وأشباههم ونظراؤهم من النعيم، فإنما هو زهرة زائلة ونعمة حائلة، ليختبرهم بذلك أَيَشْكرون أم يكفرون، وقليل من عبادي الشكور، وقال مجاهد: {أَزْوَاجاً مِنْهُمْ}: "يعني الأغنياء"، فقد آتاك الله خيرا مما آتاهم, وكذلك ما ادّخره الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في الآخرة أمر عظيم لا يحد ولا يوصف، كما قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} , ولهذا قال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} " اهـ.
أقول: في هذا الخطاب تزهيد للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته في الدنيا وزخارفها وإبعاد لهم عن الافتتان بزهرتها وزينتها، لأنّ من فتن به أهلكته وشغلته عن ذكر الله، وهذا مع العلم بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان رئيس الدولة وكان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، والأموال كلها بيده، ولكنه كان زهداً فيها، مفضّلاً التقشف في المعيشة طوعاً واختياراً لا حاجة واضطراراً، فكان ينام على الحصير حتى يؤثر في جسمه الشريف, وكان يمر الشهر والشهران لا توقد النار في بيته، وإنما يعيش هو وأهله على الماء والتمر كما في حديث عائشة في الصحيحين, فكان عروة بن الزبير إذا دخل بيته يعظ نفسه وأهله بهذه الآية وينادي فيهم: "الصلاة الصلاة"، ففي الصلاة نعيم وقرّة عين للمتقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عيني في الصلاة", والمراد بقرة العين: "الفرح والسرور".
6 - قوله: "إذا أصابه خصاصة" أي حاجة وضيق في المعيشة، أمر أهله بالصلاة امتثالا لأمر الله تعالى؛ لأن الصلاة تعين كل محتاج, وتفرّج كربه كما قال تعالى في سورة (البقرة: 153): {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} , وهذه سنة سائر كل الأنبياء إذا نزل بهم أمر يكرهونه يفزعون إلى الصلاة فيدفع الله عنهم بها كل مكروه, ويبدلهم بالعسر يسرا, وبالضيق سعة, وبالشدة رخاء, وهكذا ينبغي للمؤمنين الصادقين - شبابا كانوا أم كهولا أم شيوخا - أن يفعلوا إذا نزل بهم ما يكرهون أن يستعينوا بالصبر والصلاةو فالصبر يهوّن عليهم المصيبة, ويفتح لهم باب الفرج, والصلاة استغاثة واستعانة بالله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رأينا محمد علي كلاي الملاكم العالمي المشهور إذا أراد أن ينازل بطلا من أبطال الملاكمة يصلّي ويدعو الله تعالى ويستمدّ منه قوة على خصمه فينصره الله ويهزم عدوه, فهذا هو الأدب المحمدي الذي ينجح في كل زمان ومكان.
7 - حديث أبي هريرة القدسي، يقول الله تعالى: "يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدّ فقرك, وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسدّ فقرك", في هذا الحديث جواب للذين يسألون عن أوقات الصلاة إذا فرض فيها شغل دنيوي كالمعلّمين وتلامذة المدارس, والموظفين في الإدارات, وفي سائر الأعمال إذا دخل وقت العصر, هل يتفرّغون لعبادة الله لمدة خمس دقائق ويؤدون فريضتهم, ويدعون شغلهم جانباً, فإن فعلوا ذلك ملأ الله صدورهم وأيديهم غنى, وأزال فقرهم الحسي والمعنوي, فالمعنوي هو فقر القلب وجزعه, وشغله بالتفكير في الرزق, أو في أيّ وسيلة التي يظن أن الرزق يأتي بسببها, وإن هم لم يستجيبوا لدعوة الله, وتمادوا في شغلهم, وأعرضوا عن صلاة العصر وحدها؛ لأنها هي التي تجيء عادة في وسط الأشغال وبها يمتحن المؤمن، فإن كان صادق العزم مثبت اليقين وقف الشغل الدنيوي من بيع وشراء وعمل في مزرعة أو مصنع، أو مدرسة أو مختبر، أو غير ذلك, وتفرّغ لعبادة الله واستجاب لدعوته، فيزيده الله قوة إلى قوته, ويملأ صدره غنى وثقة به، وذلك هو الظفر والنصر المبين، وإن كان خائر العزم، ضعيف الإرادة، كبر عليه ترك شغله وخيّل له أنّ في تركه خسارة لا تعوّض، فيستمر في شغله عاصيا ربه، خائنا دينه، خائسا بعهده، فحينئذ يمتليء صدره غمّاً وشغلاً يلازمانه أبداً.
أخرج البخاري في كتاب المواقيت من صحيحه عن أبي المليح قال: "كنّا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم فقال: "بكروا بصلاة العصر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك صلاة العصر حبط عمله".
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله".
نفهم من الحديث الأول ومن غيره من الأحاديث الصحاح, ومن الآيات البينات أن من ترك صلاة العصر عمدا بلا عذر شرعي حتى خرج وقتها فقد بطل عمله الصالح كله، لأنه كفر فإن تاب ورجع إلى الإسلام، وعاهد الله عهداً صادقا أن لا يتعمد ترك الصلاة مفروضة أبداً، فإن الله يرد له ما حبط من عمله.
ومثل هذا قوله تعالى في سورة (الزمر: 52): {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} , وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه مسلم من حديث جابر, وإذا كان ترك الصلاة عمداً كفرا فلا إشكال في حبوط العمل.
وأما الحديث الثاني الذي تفوته الصلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله, أي خسر ماله وأهله وبقي فرداً بلا أهل ولا مال، ومثل ذلك قوله تعالى في سورة (الزمر:15): {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} , وكل فريضة حدّد وقتها يجب على المسلم أن يترك كل شغله يشغله عن أدائها, قال تعالى في سورة (الجمعة: 9 - 10): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} , فحرّم الله على المسلمين أن يشتغلوا بالبيع وغيره من أمور الدنيا بعد آذان الجمعة, وأوجب عليهم أن يسعوا إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة حتى إذا سلّم الإمام من صلاة الجمعة فقد أذن الله لهم أن يخرجوا من المسجد، وينتشروا في الأرض ليشتغلوا بأعمالهم التي تكفّل لهم رزقهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل ذلك في قوله تعالى في سورة (المعارج: 16 - 35): {إِنَّ اْلإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً, إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً, وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً, إِلاّ الْمُصَلِّينَ, الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ, وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ, لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ, وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ, وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ, وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ, إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ, فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ, أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ}.
أخبرنا الله سبحانه أن الإنسان - يعني جميع الناس - خُلق هلوعا، جعل من طبعه الهلع وهو الجزع وشدة الحرص, فتفسير {هَلُوعاً} هو ما بعده: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ}: المرض والفقر وسائر المصائب {جَزُوعاً}: يائسا خاضعا منقطع الرجاء {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ}: وهو الغنى والصحة والقوة والنصر وسائر النعم, {مَنُوعاً}: بخيلا لا ينفع غيره بشيء.
ثم استثنى الله تعالى من الناس المجبولين على ذلك الطبع الخبيث المصلين، وأكد وصفهم بقوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} أي محافظون على أوقاتها وشروطها وأركانها وآدابها، ووصفهم بصفات بدأها بالمحافظة على الصلاة، وختمها بالمحافظة على الصلاة, وذكر بينهما صفات:
أولاها: أنّ في أموالهم حقاً معلوماً للفقراء والمحتاجين, سواء أكانوا من الذين يظهرون فقرهم وحاجتهم ويسألون الناس, أم كانوا من المتعففين الذين يكتمون فقرهم, ولا يسألون الناس, وهم القسم المعبر عنه بالمحروم؛ لأن أكثر الناس يحرمونهم من الصدقة.
ثانيتهما: أنهم يصدّقون بيوم الدين, أي يؤمنون بيوم القيامة, وهو يوم الجزاء, ويجعلونه نصب أعينهم, فيبعثهم ذلك على مراقبة الله تعالى, فلا يفعلون إلاّ ما يرضيه.
ثالثتها: الخوف من الله تعالى فهم يخافون عذابه ولا يأمنون مكره، فإنه لا يأمنه إلاّ القوم الخاسرون.
رابعتها: أنهم يحفظون فروجهم عمّا حرم الله ويقتصرون على ما أحل الله.
خامستها: أنهم يحافظون على عهدهم إذا عاهدوا مسلما أو ذميا, أو معاهدا أو مصالحا, لا ينقضونه أبداً.
سادستها: أنهم يقومون بشهاداتهم فيؤدّونها كما علموها, ولو كانت على الوالدين والأقربين، لا يزيدون فيها ولا ينقصون، ولا يبدّلون ولا يغيّرون، ولا يكتمونها أبدا، ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبُه.
فهذه صفات المؤمنين الصادقين, لا جرم أنّ كل شعب سادت فيه هذه الصفات يكون سعيداً في دنياه وأخراه, عزيزا مؤيداً منصورا، جعلنا الله من أهلها.
8 - "رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام" ورؤيا الأنبياء حق أنه كان مع بعض أصحابه في دار عقبة بن رافع, فوضع لهم رطباً من النوع المسمى ابن طاب وهو نوع من رطب المدينة، ففسّر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا بأن العاقبة الحسنة والرفعة له ولأمته في الدنيا والآخرة، وأن دين الإسلام طاب، أي زكا وبورك فيه فعلا وانتصر، وكذلك وقع، وهذا مضمون للأمة الإسلامية إلى يوم القيامة بشرطه، وهو الإيمان، والاجتماع على إعلاء كلمة الله, والجهاد في سبيل الله, والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة (المؤمن: 51): {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.
قال القاسمي في تفسيره هذه الآية: "أي لننصرهم في الدارين؛ أما في الدنيا فبإهلاك عدوهم واستئصاله عاجلا، أو بإظفارهم بعدوهم وإظهارهم عليه، وجعل الدولة لهم والعاقبة لأتباعهم, وأما في الآخرة فبالنعيم الأبدي والحبور السرمدي, والأشهاد جمع شاهد, وهم من يشهد على تبليغ الرسل وتكذيب من كذبهم ظلما, أو جمع شهيد كأشراف وشريف"اهـ.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تبارك وتعالى: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "وفي الحديث القدسي "إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب"اهـ, ومعناه أنّ الله ينتقم لأوليائه وهم المؤمنون كما ينتقم الأسد الغضبان ممن أغضبه, والله عزيز ذو انتقام .. وقال تعالى في سورة (الصافات: 171 - 173): {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ, إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ, وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} , وقبلها (167 - 169): {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ, لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ, لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ, فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
أخبرنا سبحانه وتعالى أنّ كفار العرب كانوا يقولون قبل نزول القرآن وبعثة الرسول عليه الصلاة والسلام: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ} أي كتاباً من الكتب التي أنزلها الله عليهم لاهتدينا به، وتطهرنا به من جهالتنا {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} المطهّرين من كل ضلال وشر وشرك، فلما جاءهم أفضل كتاب بواسطة أفضل رسول كفروا به وكذّبوه, قال الله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} هذا تهديد لهم بعذاب عظيم لم يكن لهم في الحسبان، وهو تهديد لكل أمة بلغها هذا الكتاب فأعرضت عنه، ولم تتخذه إماما وحكما، ولم تستضيء بنوره، ولو اهتدت بهداه، لابد أن يصيبها عذاب عظيم فوق ما يخطر بالبال, ونحن نشاهد هذا العذاب اليوم بأعيننا يصيب الشعوب التي أعرضت عن كتاب الله ورفضت شريعته وسنة رسوله بعدما علمت يقينا ما أدركه أسلافها من السعادة والعز والنصر المبين بإتباع هذا الكتاب الكريم, والرسول ذي الخلق العظيم.
وبعد هذا التمهيد قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} اللام واقعة في جواب قسم، أي وتالله لقد سبقت كلمتنا لعبادنا الذين أرسلنهم إلى الأمم ليقوموا بإرشادها وهدايتها وإنقاذها من أوحالها ونكباتها، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وتلك الكلمة التي سبقت من الله تعالى هي قوله سبحانه: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} على كل من عاداهم من أقوامهم وغيرهم، {وَإِنَّ جُنْدَنَا} وهم المرسلون وأتباعهم الصادقون {لَهُمُ الْغَالِبُونَ} لكل من عاداهم ووقف في طريقهم، وعد الله لا يخلف الله وعده.
وقد رأينا هذا الوعد بعيون بصائرنا عبر التاريخ الطويل يتحقق على أيدي شعوب مختلفة في الجنس واللون والأوطان، ولكنها متفقة في الاهتداء بالقرآن، وحروب المغاربة في أوربا من طارق إلى المرينيين وحروب المسلمين في فلسطين وبلاد الشام لجميع الدول النصرانية مدة مائتي عام, وقبل ذلك حروب العرب في العراق, وخراسان, وإفريقية, وبلاد السند، وكل ذلك أدلة قاطعة, وبراهين ساطعة.
وما أصاب المسلمين من الشتات والذلة والهوان وضنك العيش في هذه الأزمنة المتأخرة حجج قائمة عليهم تسجل عليهم أنهم هم الذين أخلفوا ونقضوا عهدهم كما قال تعالى في سورة (الأنفال: 23): {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌْ}.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره هذه الآية: "يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلاّ بسبب ذنب ارتكبه كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} اهـ.
وقال تعالى في سورة (مريم: 54 - 55): {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً}.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "هذا ثناء من الله تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو والد عرب الحجاز كلهم بأنه صادق الوعد وقال ابن جريج: "لم يعد ربه عدة إلاّ أنجزها"، يعني ما التزم عبادة قط بنذر إلاّ قام بها ووفاها حقها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن جرير بسنده إلى سهل بن عقيل أن إسماعيل النبي عليه السلام وعدا رجلا مكانا أن يأتيه، فجاء ونسي الرجل، فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال: "ما برحت من ها هنا؟ " قال: "لا", قال: "إني نسيت" قال: "لم أكن أبرح حتى تأتيني"، فلذلك كان صادق الوعد.
وروى أبو داود وغيره عن عبد الله بن أبي الحمساء قال: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث, فبقيت له علي بقية, فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، قال: فنسيت يومي والغد، فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه ذلك فقال لي: "يا فتى لقد شققت عليّ، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك".
فصدق الوعد من الصفات الحميدة كما أنّ خلفه من الصفات الذميمة, قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ, كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
ولما كانت هذه صفات المنافقين كان التلبس بضدها من صفات المؤمنين، ولهذا أثنى الله على عبده ورسوله إسماعيل بصدق الوعد، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق الوعد أيضا لا يعد أحدا شيئا إلاّ وفّى له به. وقد أثنى على أبي العاص بن الربيع زوج ابنته زينب فقال: "حدثني فصدقني, ووعدني فوفى لي".
ولم توفي النبي صلى الله عليه وسلم قال الخليفة أبو بكر الصديق: "من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتني أنجز له، فجاء جابر بن عبد الله فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قال لي: "لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا"، يعني ملء كفيه, فلما جاء مال البحرين أمر الصديق جابراً فغرف بيديه من المال, ثم أمره بعده، فإذا هو خمسمائة درهم فأعطاه مثيلها معها.
وقوله: {وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً} في هذا دلالة على شرف إسماعيل على أخيه إسحاق، لأنه إنما وصف بالنبوة فقط, وإسماعيل وصف بالنبوة والرسالة. وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل" وذكر تمام الحديث. فدل على صحة ما قلناه.
وقوله: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً} هذا أيضا من الثناء الجميل، والصفة الحميدة، والخلة السديدة؛ حيث كان صابراً على طاعة ربه عز وجل، آمراً بها أهله كما قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} الآية, أي مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة.
وفي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته, فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها, فإن أبى نضحت في وجهه الماء". أخرجه أبو داود وابن ماجه, وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن الني صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه. اهـ.
توضيحات:
1 - وصف الله سبحانه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بصفات كريمة: أولها: صدق الوعد، وثانيتها: أنه كان رسولا نبيا أنزل الله عليه وحيه، وأرسله لهداية خلقه، وثالثتها: كان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وأخيراً: أنه كان عند ربه مرضياً، فلماذا قدّم صفة صدق الوعد على ذكر الرسالة والنبوة, وأمر أهله بالصلاة والزكاة؟ والجواب: لأن صدق الوعد دليل على الإخلاص، فمن لم يكن صادق الوعد لم يقبل الله منه صلاة ولا زكاة، ولنا على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
وبيان ذلك أنّ العبادات كلها من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة، وتعلم وتعليم, وجهاد للنفس، وجهاد للعدو، وغير ذلك إنما هي وسائل لتهذيب النفس، وليست في أنفسها غايات، فإذا لم يحصل بها التهذيب المطلوب فهي لغو لا قيمة لها, يزاد على ذلك أنها تدل على عدم إخلاص فاعلها، وريائه ومخادعته لله ولعباده المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصف الله المنافقين بقوله في سورة (النساء: 143 - 143): {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً, مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} , فصلاة هؤلاء المنافقين لم تغن عنهم شيئا وهم في الدنيا مجللون بالخزي, وفي الآخرة في الدرك الأسفل من النار, وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ, الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ, وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} أي يقصدون بعبادتهم أن يراهم الناس فيمدحوهم وقلوبهم خربة ليس فيها خير، فلذلك (يمنعون الماعون) المراد بالماعون على تفسير عبد الله بن مسعود وكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما يُعِيرُهُ الناس بعضهم لبعض كالفأس والقدر والدلو والميزان والمد ونحو ذلك، قال ابن كثير رحمه الله: "والذي يمنع الماعون مع بقاء عينه أجدر وأحرى أن يمنع الزكاة، والصدقة والإحسان".
وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم ميزاناً يمتحن به الناس، يميّز به المؤمن من المنافق، وهو قوله فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" زاد مسلم في روايته: "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم".
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعبارة صريحة لا لبس فيها ولا غموض أن من اجتمعت فيه الخصال الثلاث، وصارت له خلقا وديدنا لا يتحرج منها، هو كافر خالص الكفر من شرار الكفار، وهم المنافقون، وأن هذه الخصال لا تكاد أن تجتمع في مؤمن البتة، فإن قال: أنا مسلم، فقد أمرنا أن لا نصدقه، وإن صلى وصام فلا صلاة له ولا صيام.
وقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العلامات لنستدل بها على المؤمن الصادق، ونعرف بفقدها أعداء الإسلام المتقمصين ثوبه لمآرب يبتغونها، ودسائس يروجونها، وليس معنى أن نطردهم من المساجد، ولا من المجتمعات الإسلامية، ولا نحكم عليهم بالردة، ونعاملهم معاملة غير المسلمين في الأحكام الشرعية، بل نعتبرهم مسلمين ظاهرا، ونحترز منهم، ولا نأمنهم على مصالح الإسلام.
2 - قوله: "وهو ولد عرب الحجاز كلهم" من المعلوم أن العرب فريقان: العرب العاربة، وهم أبناء يعرب بن قحطان، وهم سكان جنوب الجزيرة العربية, ولهم تاريخ حافل، وآثار قديمة باقية, وقد كانت لهم دول عظيمة عريقة في القدم، كدولة حمير ودولة سبأ ودولة معين.
وأما الشماليون فيسمون العرب المستعربة؛ لأن أباهم إسماعيل لم يكن عربيا في الأصل، وإنما تعلم العربية لأنه نشأ بين العرب في مكة وتزوج منهم، وبارك الله في ذريته كما جاء في سفر التكوين من العهد القديم في الباب السادس عشر أن ساراى امرأة أبرام لم تلد له, وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراى لأبرام: "إن الرب قد أمسكني عن الولادة، أدخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين، فسمع أبرام لقول ساراى, فأخذت ساراى امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان، وأعطتها أبرام رجلها زوجة له، فدخل على هاجر فحبلت ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينها, فقالت ساراي لأبرام: "ظلمي عليك، أنا دفعت جاريتي إلى حضنك فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينها, يحكم الله بيني وبينك"، فقال أبرام لساراي: "هذه جاريتك في يديك افعلي بها ما يحسن في عينك"، فأذلتها ساراي فهربت من وجهها, فوجدها ملك الرب على عين الماء في البرية، على العين التي في طريق شور، وقال: "يا هاجر جارية ساري، من أين أتيت وإلى أين تذهبين؟ " قالت: "أنا هاربة من وجه مولاتي ساري"، فقال لها ملك الرب: "ارجعي إلى مولاتك، واخضعي تحت يديها"، وقال لها ملك الرب: "تكثيرا أكثر من نسلك فلا يعد من الكثرة". وقال لها ملك الرب: "ها أنت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك، وأنه يكون إنسان وحشياً، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه وأمام جميع أخواته يسكن". اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه بشارة جاءت في العهد القديم بأن الله يكثر أولاد إسماعيل, وقول المترجمين للتوراة: "إنه يكون إنسانا وحشياً يده على كل واحد ويد كل واحد عليه" من أفسد الترجمات التي ارتكبها أولئك المترجمون تعصباً وتحريفاً للكتاب، ولم يتفطنوا إلى التناقض الذي بين الصفتين، فالإنسان الوحشي لا يتصل بالناس ولا يألفهم ولا يألفونه، ويحبهم ويحبونه.
ولا يستغرب التحريف من المترجمين فقد أخبر العالم اللغوي الأديب المحقق إبراهيم اليازجي أنهم دعوه إلى لندن ليعينهم على ترجمة التوراة، فكان يختلف معهم كثيراً فكلما ذكر لهم عبارة فصيحة تؤدي المعنى يرفضونها، ويقولون: "إنها تشبه عبارات القرآن", وهم يريدون أن يبتعدوا عن عبارات القرآن كل الابتعاد, وقد نظرت في الكلمة التي ترجموها وهي (بري آدم) في معجم (روبين أفنيوم كوسمن) فوجدت لها المعاني التالية أنقلها بأمانة من الإنكليزية إلى العربية: 1 - الحمار الوحشي, 2 - الحيوان الوحشي, 3 - ساكن الصحراء, 4 - خشن الطبع, 5 - وحشي, 6 - همجي, 7 - إنسان وحشي سيء الخلق.
فأيّ هذه الألفاظ يصلح لترجمة ذلك اللفظ الوارد في مقام البشارة والمدح والثناء على مولود، علم الله أنه يكون رسولا نبياً، أباً لأمة عظيمة، ولأفضل خلق، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، لاشك أن اللفظ الوحيد الذي تصح به الترجمة هو الثالث، وهو أنه ساكن الصحراء وهو المطابق للواقع، فإن إسماعيل كان يسكن بمكة - شرفها الله - ويعيش في الصحراء على لحم الصيد، وفي الحديث: "ارموا بني إسرائيل، فإنّ أباكم كان رامياً ", وفي صحيح البخاري أنّ إبراهيم توجّه لزيارة ابنه إسماعيل في مكة فلم يجده، فسأل زوجته عنه فأخبرته أنه ذهب للصيد، ثم ذهب لزيارته مرة ثانية وثالثة فلم يجده، إنه كان غائباً يصطاد للمعيشة لا للتنزه، وفي كل مرة كان يوصي زوجته بشيء تقوله له إذا رجع.
وقد تبيّن أنّ أولئك المترجمين أخطأوا خطأ فاحشا في ترجمة ذلك اللفظ، وأغلب الظن أن يكونوا متعمدين، فقبّح الله التعصب, فإنه ما دخل شيئا إلاّ أفسده، والمراد بعرب الحجاز: ربيعة ومضر.
3 - انتظر إسماعيل الرجل الذي وعده في المكان الذي وعده أن يجتمع به يوماً وليلة, وانتظر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي تبايع معه في الجاهلية قبل أن يكون نبياًًً في المكان الذي وعده ثلاثة أيام، فما المراد بهذا الانتظار؟ هل هو حرص على قضاء تلك الدريهمات؟ لا والله, ولكنه تلقين درس في الأخلاق، يعتبر به كل موفق، ويلتزمه كل إنسان ذو شرف ومروءة يحترم نفسه. والعادة الجارية في الشعوب الراقية التي تقدّس الأخلاق أنّ المتواعدين إذا مرت خمس دقائق إلى ربع ساعة ولم يجيء أحدهما فقد برئت ذمة المنتظر، وبقيت ذمة صاحبه معلقة، فإن كان له عذر قاهر برئت ذمته هو أيضا، وألا توجه اللوم إليه، وكان هو الخاسر الذي يجب عليه أن يعتذر لصاحبه ويخجل كل الخجل.
وكل أمة شاع فيها الوفاء بالوعد وتنافس أبناؤها في التخلق بهذا الخلق الجميل الذي هو أحد أركان الأخلاق سعدت وقويت، وانتصرت على أعدائها، وبلغت من ذلك فوق ما أملت، كما أن كل أمة شاع فيها أخلاق الوعد ونقض العهد، وما إلى ذلك من الكذب والخيانة والغدر والظلم والخداع, فإنها لن تفلح أبدا ولن تكتب الحياة لها الحقيقة ما دامت متخلقة بتلك الأخلاق المرذولة, سواء استوطنت الصحراء أم استوطنت أغنى الأراضي وأجملها, فإنها تعيش في شقاء دائم, وظلام مدلهم.
وهذه الحقيقة لا تتغير أبداً بتغير المكان أو الزمان أو القوم, ومساويء الأخلاق سبب شقاء الشعوب الأعظم. ومن ينتسب إلى إسماعيل بالنبوة وإلى محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان والإتباع يجب عليه أن يعتبر هذا الدرس أكثر من غيره ليكون وارثاً لهما إرثاً حقيقياً يرفعه ويعلي درجته, فإن لم يفعل فإن انتسابه إليهما لا يزيده إلا خزياً وعاراً.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
4 - قوله: "وقد أثنى على أبي العاص": هو أبو العاص بن الربيع العبشمي القرشي، اشتهر بكنيته كان من أعيان مكة، زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم أكبر بناته زينب، فولدت له أمامة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها على كتفه، وصلى بالناس في المسجد وهو حاملها، فإذا ركع وضعها, وإذا سجد وضعها, وإذا وقف حملها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة خرج أبو العاص مع المشركين فأسر، فبعثت زينب بقلادة لتفديه بها، وكانت أمها خديجة رضي الله عنها قد وهبتها لها حين تزوجت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تلك القلادة رقّ لابنته، وقال للمسلمين: "إن رأيتم أن تردّوا لها قلادتها وتطلقوا أسيرها"، فأطلق سراح أبي العاص، فشرط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث له ابنته زينب فوفّى بوعده وبعثها.
وفي السنة السابعة للهجرة سافر أبو العاص ومعه قافلة لأهل مكة متوجهاً إلى الشام فأسره المسلمين مرة ثانية، فلما سمعت بذلك زينب قالت: "يا رسول الله، أليس عقد المسلمين وعهدهم واحدا؟ ", قال: "نعم", قالت: "فاشهد أني أجرت أبا العاص, فأطلقوا سراحه, فتوجه إلى مكة ورد الأمانات إلى أهلها ثم قام فقال: "يا أهل مكة، أوفّيت ذمتي؟ ", قالوا: "اللهم نعم", فقال: "فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, ثم قدم المدينة مهاجرا فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته بالنكاح الأول، وقيل: بعقد جديد, والأول أرجح. وماتت زينب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, أما أبو العاص فتوفي في السنة الثانية عشر للهجرة في خلافة أبي بكر الصديق.
5 - وينبغي لنا أن نتأمل تأملا طويلا في وفاء الخليفة أبي بكر الصديق بوعد النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل جابر بن عبد الله على أحسن وجه، وزاده مثلي ذلك, فمبلغ مجموع ما أعطاه ألفاً وخمسمائة درهم.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتننا يا جرير المحافل
بمثل هذه الأخلاق بلغ المسلمون الأولون من المجد والسؤدد غايتهما حتى وصلوا إلى بلادنا وفتحوها, وهي أقصى المعمور وجهة الغرب حسبما كان معروفاً في ذلك الزمان, وبهذه الأخلاق نفسها يمكن أن ينهض المسلمون المتأخرون من كبوتهم, وينفضوا غبار الذل عنهم, ويستأنفوا الحياة من جديد، و إلا فلا بعث لهم من مرقدهم بإعراضهم عن أخلاق سلفهم الصالح, واستبدالها بمحاولة التشبه بالأجانب, ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
6 - قوله: "وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله قد اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل" ويشهد لذلك ما جاء في سفر التكوين من العهد القديم في الآية 18 وما بعدها من الباب السابع عشر: "وقال إبراهيم لله: "ليت إسماعيل يعيش أمامك", فقال الله: "أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه, ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا, اثني عشر رئيسا يلد, وأجعله أمة كبيرة" اهـ.
7 - حديثا أبي سعيد وأبي هريرة في إيقاظ الرجل زوجته وصلاتهما ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات, والذاكرون الله كثيرا أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما كما في سورة (الأحزاب:35) وهذا الأجر العظيم كفيل بسعادة الدنيا والآخرة, وقال تعالى في سورة (البقرة: 152): {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} , فإذا كان رجال الأمة ونساؤها متخلقين بهذا الخلق فبشّرهم بالعظمة والقوة والمد والرفعة, وإذا كانوا عنه معرضين فبشّرهم بعذاب أليم.
وتأمل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لكل رجل قام من الليل لذكر الله بالصلاة, وأيقظ زوجته لتشاركه في هذه الغنيمة, فإن امتنعت رشّ على وجهها ماء يطير النوم من عينيها وينشطها للقيام, وبمثل ذلك دعا للمرأة الصالحة التي تقوم من الليل لذكر الله ومناجاة ربها في صلاتها, فتوقظ بعلها ليشاركها في الخير, فإن أبى رشّت على وجهه ماء يوقظه من سِنته, وينشطه للقيام. فهذه صفة الأمة السعيدة القوية المنصورة المؤيدة, وخلافها صفة الأمة الخائرة الضعيفة المتخاذلة الشقية.
فنسأل الله أن يوفّقنا لإحياء ما اندثر من مجدنا, واسترداد ما فقدناه من تراثنا حتى نكون خير خلف لخير سلف. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول من بعض كتابات الشيخ رحمه الله نقلا عن الأخ أبي أويس المكي وفقه الله
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 10:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على ما أمتعتنا به
ـ[أبو فائز]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 07:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضو جديد فى هذا المنتدى، أنا طالب فى جامعة الأزهر الشريف أندونيسي الجنسية، وأشكر الله على أن من علي بالاستفادة من هذا المجلس، لكن لو تكرمتم أريد أن أسأل سؤالا: ما حكم تصوير هذه الكتب ونشرها على الشبكة مع أنه فى معظم الكتب يصرح بأنه لا يسمح بتصوير الكتاب إلا بإذن من المطبعة مسبقا، أو هل تم الإستئذان من قبل المطبعة؟ وجزاكم الله خيرا(/)
الزيادة فى الايجار باطله وربا كما هو متبع فى السعوديه ودول الخليج ومصر
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:34]ـ
الزيادة فى الايجار ياطلة وربا كما فى السعودية ودول الخليج ومصر
الجزء الاول
– نظم الإيجار
القول بأن الحديث " الناس على شروطهم " تبعا لقول الرسول فدعنا نكمل الحديث " المسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا " (ذكره أبو داود فى سننه والحاكم فى المستدرك) ولو اتبعنا قولك هذا لكان مثل الآيه " لاتقربوا الصلاة " فهل هذا صحيح. الإجابة لا.
فتعال فلننظر إلى نظم الإيجار
أ – الإيجار غير محدد المدة:
هذا الاتجاه غالبا يكون فيه ظلم أو إجحاف للمالك لأنه ربما يرتفع مستوى المعيشة وتبقى قيمة الإيجار كما هى وقد يحتاج للشقة ولايستطيع المؤجراستردادها عند الحاجة.
ب – الإيجار محدد المدة بقيمة إيجارية موحدة قابلة للتجديد.
أ – هذا النوع من الإيجار سيىء لماذا لأنه عند انتهاء فترة الإيجار ورغبة المستأجر فى الاستمرار فى السكنى نجد أن المالك له المشيئة فى تحديد سعر الإيجار فى العقد الجديد وغالبا المالك يزيد كما يشاء والساكن مغلوب على أمره وغالبا سيكون المستأجر مكرها لارتباطه هو وعائلته بالسكنى فى العقار لظروف العمل أو ظروف اجتماعية وغيرها والإجارة بدون رضا أحد المتعاقدين حرام.
وكما ذكر فى فقه السنة صـ200
" يشترط لصحة الإيجارة رضا المتعاقدين فلو أكره أحدهما على الإيجارة فإنها لا تصح لقوله سبحانه وتعالى " يأيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم – ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " إذن الإيجار الذى فيه أحد الطرفين غير راض أو مضطر يكون العقد غير صحيح والساكن هنا مضطر نظرا لارتباطه هو أو أحد أفراد أسرته بالمكان أو صعوبة إيجاد البديل.
(الرضا هو الرغبة فى الشىء واستحسانه والارتياح إليه فهو أخص من الاختيار على معنى أنه لا يلزم من وجود الاختيار وجود الرضا لكن يلزم من وجود الرضا وجود الاختيار ولاشك أن الإكراه يعدم الرضا لكنه لا يعدم الاختيار وحينئذ ينشأ الاختيار وحده لأن العاقد اختار أهون الشرين والرضا شرط لصحة العقد والراجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء وهو أن عبارة المكره لاغية لا ينشأ بها عقد ولا يترتب عليها أثر من غير فرق بين تصرف وتصرف لأن الإكراه يفسد الاختيار وإذا فسد الاختيار انعدم القصد الذى هو أساس التعاقد والحديث الصحيح صريح فى عدم مؤاخذة المكره لقول الرسول عليه الصلاة والسلام " رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ".و من شروط الإكراه أن تكون الوسيله مؤلمة وأن يكون المكره قادرا على تنفيذ ما هدد به وأن يغلب على المهدد وقوع الأمر المهدد به إن لم يفعل ويعجز عن دفعه أو الهرب منه وكل هذه الشروط تنطبق عند طلب المالك من المستأجر زيادة القيمة الإيجارية حيث أن ترك المستأجر لمسكنه يضر بأمور عدة بعضها اجتماعية من فراق أهل المنطقة وبعضها اقتصادية ببعده عن مكان عمله أو دراسته وكذلك مصاريف انتقاله وخلافه وما يترتب على عملية النقل وكذلك المالك قادر على تنفيذ تهديده بطرد المستأجر فى حالة عدم استجابة المستأجر للزيادة فى الإيجار وكذلك المستأجر يتوقع حدوث الضرر أى التهديد بالطرد وغير قادر على دفع هذا).
وأيضا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام " لايأخذن أحدكم مال أخيه إلا بطيب خاطر" واتفق الفقهاء أن الإيجارة هو عقد على المنفعة بعوض فجعلوا العقد مسلطا على المنفعة لقوله تعالى
" فإن أرضعن لكم فآتوهن آجورهن " وفى موضوع الإيجارة يدفع المستأجر مبلغ من المال طوال فترة العقد الأولى مقابل السكن فى الشقة وبعد انتهاء العقد للمالك القدرة على زيادة قيمة الإيجار وغالبا المالك سوف يزيد قيمة الإيجار. أين أخذ المال بطيب خاطر؟
السؤال هنا ماذا أخذ المستأجر زيادة عن السكنى والمعيشة فى الشقة حتى يحق للمالك زيادة قيمة الإيجار
والإسلام لايجيز الزيادة فى الإيجار إلا إذا جاءت من طرف المستأجر فهل يعقل إن استأجر تاكسى من مدينة إلى أخرى بقيمة متفق عليها مع السائق وفى الطريق طالب السائق زيادة قيمة الأجرة فهل يعقل ذلك
تعال ننظر لقصة زواج سيدنا موسى عليه السلام:-
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد فى السنة النبوية عن أحمد وابن ماجة عن عتبة بن النذر قال " كنا عند النبى صلى الله عليه وسلم فقرأ طسم حتى بلغ قصة موسى عليه السلام فقال " إن موسى أجر نفسه ثمان سنين أو عشر سنين على عفة فرجه وإطعام بطنه "
إذن بنود الاتفاق أن لسيدنا موسى الإطعام وعفة الفرج ولزوج ابنته استئجار لمدة ثمان سنين
تعال لنرى نص الاتفاقية من القرآن الكريم " إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين على أن تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدنى إن شاء الله من الصالحين، قال ذلك بينى وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على والله على مانقول وكيل "
من هذه الآيه الكريمة نجد
واجبات المالك (أو من بيده عقد الإيجار)
أ - تعريف القيمة المستأجرة وتحديدها
ب - الرأفه بالمستأجر " وماأريد أن أشق عليك "
ت - من بيده عقد الإيجار لايحق له الزيادة فى قيمة الإجارة (تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك) ولقوله " أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على " أى أن الزيادة فى الإجارة تكون صحيحة لو جاءت من المستأجر فقط (أى اليد الأخرى) فعليه هذا القانون لايجوز
وإن تحجج البعض بأن ظروف الحياة والأسعار و يجب زيادة الإيجار فهذا الكلام باطل وبالرجوع لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام نجد أن سيدنا موسى كان من حقه الأكل لدى أبو زوجته مدة الإيجارة ولم يتحجج أبو زوجته بارتفاع أسعار الأكل أو خلافه وكذلك التأكيد بكلمة " من عندك " تعنى أن الزيادة هى فقط تكون من حق المستأجر لأنه كان ممكن القول "ثمان حجج وربما أزيد إلى عشر " أو " ثمان حجج وإن أتممتها عشرا فهذا خير " لم يقل ولم يفعل ذلك. (كما ذكر فى تلك الاتفاقيه "ذلك بينى وبينك " لا يعنى هنا سرية الاتفاق وخصوصا أن هذا اتفاق زواج والزواج ليس فيه سرية بل من شروطه الإعلان ولو يحمل هذا القول معنى السرية ما كان للقرآن والرسول
(صلى الله عليه وسلم) أن يذكرهما إنما المقصود هنا – والله أعلم – أن بنود الاتفاق تعنى أن العلاقة الإيجارية هى علاقة منفردة ليس لها علاقة بأى متغيرات أو تتدخل فيها أى متغيرات تحدث مثل غلاء الأسعار أو ظروف المعيشة شأنه شأن عقد البيع فإذا بعت لك سيارة بألف جنيه وبعد عدة سنوات زادت الأسعار هل يحق لى مطالبتك بالمزيد من المال؟ الإجابة بالطبع لا.
والقرآن الكريم صريح وواضح خصوصا فى المعاملات المادية بدليل ذكرت نسبة الزكاة صريحة بنسبة محددة ليس فيها اجتهاد وكذلك المواريث وكذلك كل المعاملات المادية بما فيها الدين حيث أنها أطول آية فى القرآن الكريم " ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحدهما الآخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولاتسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم" سورة البقرة الآية 282.
ورغم أن الدين هو علاقة بين اثنين أحدهما مقرض (قادر وميسر) ومقترض (فقير ويحتاج إلى المال) ويقصد بهذا العمل المقرض مرضاة الله وعمل معروف إلا أن القرآن حدد البنود ووثقه بأن الدين لأجل وكتابة الدين وأن يكون هناك شهود وأن يكتب كل شىء حتى ولو كان صغيرا فكيف يعقل أن الله وضع كل الأركان فى موضوع الدين ولايعقل أن الله وضع فى الإيجار شروط وكذلك أى عقد مهما كان يتكون من قبول وإيجاب من أحد الطرفين ثم شروط أوحدود العلاقة ثم قبول الطرف الثانى.
فالسؤال هنا فى عقد الإيجار بين صالح مدين وسيدنا موسى أين الحدود والشروط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا تعال نمحص أجزاء الآية الكريمة وننسخ الآية على الوضع التالى " إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين على أن تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدنى إن شاء الله من الصالحين، قال أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على والله على مانقول وكيل "
ستجد أن محتويات العقد تحمل فقط عرض صالح مدين ثم موافقة سيدنا موسى لكن ماذا تغيرت ظروف الحياة أين البند الذى يبين أن يكون العقد للفترة المذكورة وأين شرط عدم التعديل أو التغيير.
إنما الذى يحقق ذلك قول سيدنا موسى " ذلك بينى وبينك " ودليل آخر أنه من شروط العقد الذى يحفظ عدم تغير العقد أنه لو شخص أراد أن يشترى منك منزلا من الطبيعى أنك ستقول له المنزل بمبلغ كذا و هو سيرد بالطريقة التى سوف يدفع بها ثم تقول شروطك وهو يقول شروطه بعدها موافقته أنه أى اتفاق يتضمنه شروط العقد ولذا انظرقول سيدنا موسى " ذلك بينى وبينك " فيعتبر قول سيدنا موسى من شروط العقد.
وهو ما يعنى أن الزيادة فى الإيجار مرفوضة وباطلة مادامت محددة المدة وحتى عند التجديد لمدة أخرى لا يجب الزيادة لأنه بالنظر عند عجز المقترض عن السداد نجد أن الإسلام عفى المقترض فى حالة إفلاسه وعدم قدرته على السداد حتى ينصلح " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " البقرة 280. كذلك المستأجر لو كان معه مال لبنى لنفسه وما احتاج للإيجار كوسيلة للسكنى فإذن من الأولى عدم الزيادة فى الإيجار.
ج) الإيجار بقيمة متزايدة بنسبة مئوية أو بقيمة محددة سنوية.
حيث يتم الاتفاق بين المالك والمستأجر أن يدفع المستأجر مقابل السكن فى السنة الأولى مبلغ من المال وكل عام تزيد قيمة الإيجار 5% من قيمة الإيجار مثلا.
بصراحة هذا خطأ لأن الإسلام ينهى عن الزيادة فى الإيجار كما ورد من قبل بالإضافة إلى أن الحجة هنا ظروف الحياة وارتفاع مستوى المعيشة وخلافه وهى ليست لها علاقة بالإيجار وهى نفس حجة المرابى.
والربا فى اللغة: الزيادة مطلقا سواء أكان ذلك حسيا أو معنويا ومنه قوله تعالى " فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " أى علت وارتفعت لأن العلو والارتفاع زيادة على الأرض ونماء.
ويقول جل شأنه " أن تكون أمة هى أربى من أمة " أى أكثر عددا. ويقال (أربى فلان على فلان) أى زاد عليه.
الربا فى الشرع: عرف فقهاء الحنفية الربا بأنه " فضل مال بلا عوض فى معاوضة.والمراد بقولهم بلا عوض لا يقابله شىء. وهنا الزيادة فى الإيجار لايقابلها من المالك شىء.
والحكمة فى تحريم الربا هى.
حرم الله سبحانه وتعالى الربا على المسلمين وعلى غيرهم من الأمم السابقة لما فيه من الظلم وأكل مال الناس بالباطل وهو العلة الواضحة الجلية فى تحريم الربا لقوله تعالى " وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لاتظلمون ولاتظلمون " ومن الظلم أكل الأموال بالباطل: إرهاق المضطرين والقضاء على عوامل الرفق والرحمة بالإنسان ونزع التعاون والتناحر بين أفراد المجتمع فيصبح الإنسان ماديا بحتا ويتجرد من عاطفة الخير لأخيه الإنسان ويستغل فرصة احتياجه فيدخله فى شرك الربا فيكون سببا للعداوة بين الأفراد ويقضى على روح التعاون بينهم.
وحتى لايكون الناس فى تعاملهم كالذئاب لا تعرف الرحمة والتعاون عند الشدائد والأزمات والله سبحانه وتعالى أوصى الأغنياء بالفقراء وجعل لهم حقا معلوما فى أموالهم وشرع الله القرض لإغاثة الملهوفين وإعانة المضطرين قال تعالى " وما آتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ".
كما أن الربا يؤدى إلى خلق طبقة مترفة لاتعمل شيئا كما يؤدى إلى تضخيم الأموال فى أيديهم دون جهد مبذول كالنباتات الطفيلية تنمو على حساب غيرها.
وإذا قارنت بين حكمة تحريم الربا وبين ما يحدث فى حالة زيادة الإيجار تجدهما متشابهين.
وأذكر لك تعريفات الربا عند الفقهاء
أولا: عند الحنفية:-
عرفه صاحب المبسوط:" الفضل الخالى عن عوض المشروط فى المبيع "
فالفضل الخالى عن العوض أى الزيادة دون أن يقابلها عوض ما إذا دخل فى البيع حراما شرعا لأنه ضد ما يقتضيه عقد البيع من مبادلة مال متقوم بمال متقوم واشتراط هذا الفضل فى البيع بمفسد له كاشتراط الخمر وغيرها.
وعرفه صاحب الهداية بأنه:" الفضل المستحق لأحد المتعاقدين فى المعاوضه الخالى عن عوض شرط فيه.
أى أن الربا هى الزيادة الخالية عن عوض يقابلها ومشروطة فى العقد.
ثانيا: عند الشافعية:
عرفه الشربينى الخطيب بأنه:" عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل فى معيارالشرع حالة العقد أو مع تأخير فى البديلين أو أحدهما.
د) قيمة الإيجار كما ورد بورقة العمل (نهاية مشكلة الاسكان الان) بما يوازى وزن سلع معينة
1 - ورد فى السنة النبوية عن أحمد وابن ماجه عن عتبة بن النذر قال " كنا عند النبى صلى الله عليه وسلم فقرأ طسم حتى بلغ قصة موسى عليه السلام فقال " إن موسى أجر نفسه ثمان سنين أو عشر سنين على عفة فرجه وإطعام بطنه "
2 - قيمة الإيجار فى هذه الحاله تكون متناسبة مع الزمن ومع الحالة الاقتصادية للجميع فقراء وأغنياء والدليل على ذلك ما ورد فى القرآن والسنة عن زكاة الأموال والزروع ..... الخ كلها تعبر عن نسب لأنها تختص بالأغنياء أما زكاة الفطر تقدر بوزن سلع لأنها واجبة على الغنى والفقير بالمثل الغنى والفقير تجدهم مستأجرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأصيل]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 10:37]ـ
الإيجار كما هو معلوم عقد على منفعة لمدة معلومة، فالمبلغ ومدة الإيجار محددة في العقد، وبعد انتهاء المدة يكون عقد الإيجار قد انتهى، وإذا انتهى العقد فيجوز لهم انشاء عقد جديد بمبلغ يتراضان فيما بينهما عليه ولمدة معلومة أيضا فلو رأى المؤجر أن عقاره يستحق أجرة أعلى من الأجرة السابقة فله ذلك لأنهم في حالة إنشاء عقد جديد فإما أن يتراضو وإما لايتم العقد الجديد ويستلم المؤجر عقاره فأين وجه الربا في ذلك؟
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 07:58]ـ
سيدى
الزنا والربا اتفاق طرفان لكن يجب ان تكون العقود متوافقه مع الشرع لكن هنا عرف الفقهاء الاجارة انها منفعه بعوض واحمعوا على ان منفعة السكن مال اى ان الاجارة مال مقابل مال وربا النسيئه كما عرف فى الجاهلية ان الرجل يعطى الرجل مال لفترة زمنيه وعند حلول الاجل يقول له ام ان تقضى واما ان تربى كذلك المالك اما ان تربى فى الاجرة واما ان تقضى اى تعطينى السكن وامور اخرى ذكرتها فى المشاركه
وقد اشادت مجمع البحوث الاسلاميه بالدراسه وكذلك السيد وزير العدل واحالخا الى اللجنه التشريعيه واشادت بها وزارة الاسكان
ـ[الأصيل]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:59]ـ
يوجد فرق بين صورة ربا النسيئة المعروف في الجاهلية وصورة الزيادة في الإيجار المتبع في السعودية ووجه الفرق أن الربا في الجاهلية أن الرجل يعطى الرجل مال لفترة زمنية وعند حلول الاجل يقول له اما أن تقضى واما ان تربى فإذا لم يقض لم ينتهي العقد بعد فإذا ربى وقع في الربا بينما صورة الزيادة في الإيجار فعند انتهاء المدة المحددة في العقد انتهى العقد تماما، فإذا أراد البقاء في الشقة فلا بد من إنشاء عقد جديد لمدة وعوض معلومين، فيوجد فرق بين الصورتين وهو مؤثر في الحكم.
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:32]ـ
نعم الزيادة ربا والاجتهاد حق وواجب على كل مسلم لكن الفتوى خاصه ببعض العلماء من هم اهل الفتوى وهى كما قلت ربا لذا كان اقتراح ان يكون تقدير الايجار بالجنيه الايجارى العقارى (عبارة قيمة متوسط اوزان بعض السلع) فإن زادت اثمان تلك السلع زاد الايجار وان قل قل الايجار على ان يكون الدفع بالعملة المحلية تماما مثل زكاة الفطر منذ بداية تشريعيها فهى ثابتة المقدار لكن القيمة المادية متغيرة مما يلبى موافقة الشرع فى عدم الربا ويلبى حاجة المؤجريين.
صور الجاهليه (من كتاب الربا للاعلى المودودى صـ95 - 96)
قال قتادة "إن ربا أهل الجاهليه يبيع الرجل البيع إلى أجل مسمى فإذا حل الأجل ولم يكن عند صاحبه قضاء زاده وأخر عنه "وقال مجاهد " كانوا فى الجاهليه يكون للرجل على لرجل الدين فيقول لك كذا وكذا تؤخر فيؤخر عنه " ويقول ابو بكر الجصاص " إنه معلوم أن ربا الجاهليه إنما كان قرضا مؤجلا بزيادة مشروطه فكانت الزيادة بدلا من لأجل فأبطله الله تعالى "
ويقول ابن حجر المكى فى كتابه الزواخر - ومثله يقول الامام الرازى فى تفسيره ج2 ص 351 - إن ربا النسيئه - التأجيل - هو الذى كان المشهور فى الجاهليه لأن الواحد منهم كان يدفع ماله لغيره إلى أجل على أن يأخذ منه كل شهر قدرا معينا ورأس المال باق بحاله فإذا حل طالبه برأس ماله فإن تعذر عليه الأداء زاده فى الحق والأجل "
هذا كان ربا النسيئه مال يتم زيادته نظير التأجيل لكن السؤال هل منفعة السكن مال اى الاجارة الأجابه نعم لماذا؟؟؟؟
- نعم منفعة الإيجار مال فقد قال ابن عمر: المعروف من كلام العرب أن كل ما تمول وتملك هو مال لقوله (صلى الله عليه وسلم) " يقول ابن آدم مالى مالى وإنما له من ماله إلا ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأمضى ".
2 – يطلق المال على ما ملكه الإنسان من كل شىء ويجمع على المال وعرفه جمهور الفقهاء ومنهم الشافعية والحنابلة والمالكية المال بعدة تعريفات يؤخذ منها المال يطلق: على كل ما له قيمة مادية بين الناس وأجاز الشارع الانتفاع به فى حالة السعة والاختيار وفقا لما ذهب إليه جمهور الفقهاء إن الشىء لا يكون مالا إلا إذا توافر له عنصران وهما أن يكون الشىء له قيمة بين الناس سواء عينا أو منفعة مادية أو معنوية والثانى أن يكون الشىء قد أباح الإسلام الانتفاع به فى حالة السعة والاختيار.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تعاريف الحنابلة: أن المال ما فيه منفعة مباحة لغير حاجة أو ضرر كعقار وجمل ودود قز وديدان لصيد وطير لقصد صوته كبلبل أما ما لا نفع فيه كالحشرات ومافيه نفع محرم كخمر وما لا يباح إلا لضرورة كالميتة ومالا يباح اقتناؤه إلا لحاجة فليس مالا.
ومن تعاريف المالكية: ماعرفه به صاحب الموافقات بقوله: المال ما يقع عليه الملك ويستبد به المالك عن غيره إذا أخذه من وجهه.
وقال الشافعى رضى الله عنه: لا يقع اسم مال إلا على ما له قيمة يباع بها وتلزم متلفة وإن قلت وما لا يطرحه الناس مثل الفلس وما أشبه ذلك.
وجاء فى مصنف العالم الحنفى الجليل محمد علاء الدين الإمام (الدر المنتقى شرح الملتقى) بعد نقله التعريف التقليدى عن أئمة المذهب ما نصه ((ويطلق المال على القيمة وهى ما يدخل تحت تقويم مقوم من الدراهم والدنانير)).
والرأى القانونى كما فى القانون المصرى: المال هو كل ما له قيمة مادية يعتبر مالا عينا أو منفعة أو حقا من الحقوق العينة أو الشخصية مثل حقوق الملكية الفكرية
3 – ما هو قولك لو أتلفت لك سيارتك أو أخذت قلمك بالتأكيد ستطلب منى الثمن. أى الأشياء العينية صورة أخرى للفلوس كذلك عندما يتم تعيينك فى عمل ما فى العادة يسألك المدير الإدراى ماهى مؤهلاتك العلمية وما هى سنوات الخبرة لديك؟ أليس هما محددان لتحديد راتبك الوظيفى مما يعنى أن شهاداتك وخبرتك صورة أخرى من المال وكذلك منفعة السكن هى صورة من المال لأنها تدر مالا لصاحب العقار من المستأجر وأن لم يؤجرها لن يحصل على مال إذن منفعة الإيجارة صورة أخرى للمال.
4 – الإجارة كما عرفها الفقهاء هى منفعة السكن بعوض أى مال مقابل مال أو أي شىء يثمن بمال.
تعال للأيجارة يأتى المؤجر للمستأجر فى نهاية العقد ويقول له اما ان تقضى (اى تعطينى الشقه) واما ان (تربى) اى تزيد فى الايجار مقابل فترة اخرى والسؤال ماذا اذا لم يوافق المستأجر سيطرد بالطبع وسيبقى مادام ربا فى القيمة الايجاريه
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 09:25]ـ
نعم الزيادة ربا والاجتهاد حق وواجب على كل مسلم
الاجتهادُ إنما يكون لمن يملك أدواته
ولعلك تتفضَّلُ بذكر من يتَبَنَّى قولَك هذا من أهل العلم
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 11:05]ـ
ما قدمته فى المنتدى جزء من كتابى " نهاية مشكلة الاسكان الان " ومستعد ارساله لمن يريد
وقبل طباعته عرضت بنود ورقة العمل والجانب الدينى للموضوع على مجمع البحوث الاسلاميه بالقاهرة واشادوا به وعندم عرضت بنود ورقة العمل على لجنة الاسكان بمجلس الشعب المصرى عرضوه على المجمع واجازه وكذلك اشادبه السيد وزير العدل برسالة ارسلت لى بالفاكس واحاله الى اللجنه التشريعيه واشاد به كبار مسئولى وزارة الاسكان وفضيلة الشيخ يوسف البدرى عضو مجمع بحوث اسلاميه بمصر وخارجها بل قال انها نظريه جديدة.
ورقة العمل المقدمه هى انتصار صريح وواضح للنظام الاقتصادى الاسلامى على النظم الاقتصاديه الاخرى واقوى مشروع حضارى فى مصر لهذا القرن خصوصا واعتقد ان الافضل حتى فى الدول العربيه ايضا.
اما بالنسبه للاجتهاد فهو مكفول للمسلمين بنص القرآن وليس خاصه بفئه انما الفتوى هى خاصه بفئه معينه من علمائنا ادرى بالمقاصد الشرعيه.
اذكر الجميع ان الرسول (ص) كان يستشير اصحابه وجادلت امراة سيدنا عمر والقرآن أمرنا بالتدير والتفكر.
ولمن يريد الاطلاع على الردود الرجاء البحث على مشاركتى فى محرك البحث جوجل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 03:49]ـ
تقرير الأخ نبيل هداه الله باطل، وكلامه في الجانب الفقهي فيه تخليط، وقول على الله بلا علم، والاجتهاد في أمور الشريعة لا يجوز إلا للعلماء بالشرع، وليس لكل أحد كما زعم الأخ هداه، وإني أنصحه بالتوبة إلى الله من التجرؤ على الكلام في دينه بما لا يحسنه.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 04:52]ـ
يا أخي نبيل وفقك الله للخير
قرأت كلامك كله فلم أجد فيه أي دليل على ما تذكر، فأنت تذكر آيات الربا، ثم تستدل بها على غير الربا، وهذا خلل في النظرة للنصوص الشرعية.
ثم لعلك قبل الكتابة في هذه الموضوعات تطلب العلم وتدرس أصوله وتتمكن من بدهياته، لكي تكون كتاباتك وبحوثك، رصينة متينة.
وكتابتك السابقة غير متناسقة في موضوعاتها، وفيها خلط كثير وتداخلات بين موضوعاتها.
والمطلوب الآن تفضلا وتكرما منك وفقك الله:
أولا: أن تذكر من ذهب إلى قولك هذا من أصحاب المذاهب الأربعة أو غيرهم.
وثانيا: ليتك تستجمع قواك، وتحرر موضوعك بطريقة سليمة واضحة بعيدا عن التخبيط والتخليط، وذلك بأن تقول الدليل الأول هو كذا وكذا. فقط بعيدا عن الزيادات التي شتتت موضوعك وألبسته لباس العجائز البالية. وتسهيلا عليك وعلينا أذكر لنا دليلا واحدا فقط وليكن أقواها من وجهة نظرك. بعبارة مختصرة وجملة مفيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 07:48]ـ
ياسيدى
اننى مجتهد وهذا واجب على وحق لى لكن ليس لى حق الفتوى لذا كما وسبق ان ذكرت عرضت الجانب الدينى على مجمع البحوث الاسلاميه واشادوا به بل قالوا بالفظ الصريح ووالواضح " انك اتبعت كلام الفقهاء واشاد به الشيخ يوسف البدرى والسيد وزير العدل وكبار مسئولى وزارة الاسكان واسمح لى هل استندت فى كلامى على حديث غير صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وسيادتكم اعلم منى ان الفقهاء اجمعوا بأن الاجارة هى منفعة السكن بعوض واجمع جمهور الفقهاء ان منفعة السكن مال اى اننى كمالك اعطيك منفعة السكن (يعتبر مال) واخذ منك القيمة الايجاريه مال فلماذا الزيادة عند التجديد مادام لن يزيد عليك شىء عند التجديد للعقد
ورؤيتى للقيمة الايجاريه ان تقدر بما يسمى الجنيه الايجارى العقارى للمتر الواحد (قيمة متوسط اوزان بعض السلع) مثل زكاة الفطر هى ثابته المقدار منذ بدء تشريعها لكنها متغيرة القيمة الماليه
كذلك صيغة الايجار المقترحه ثابتة القيمة بما يتوافق مع الشرع لكنها متغيرة القيمة بما يلبى مطالب المؤجرين ويتوافق مع الحياة.
ارجو مراعاة ماطرحته وارسل البريد الالكترونى وارسل لك نسخة من الكتاب لى " نهاية مشكلة الاسكان الان " وكذلك اريد من سيادتكم الاطلاع على الردود فى المنتديات والسؤال المهم من اذهب اليه حتى اتبين صحة حديثى اكثر من مجمع البحوث الاسلاميه ومشروع هذا من الناخية المنطقيه افضل كذلك هو اكبر مشروع حضارى اقتصادى اجتماعى امنى دينى فى مصر والدول العربيه ..
فأننى فى شوق لردكم الكريم ولكم اننى سعيد بردكم لان هذا يبين غيرتكم على الدين وفقكم الله
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 12:43]ـ
مع احترامي لعقلك أخي الكريم
فإن كلامك بعيد كل البعد وغير مقنع أبدا، فأين الربا من الإجارة، أنت والربا في وادي محسر، والإجارة في وادي النيل الذي عندكم، قس ما بينهما من المسافة لتعرف بعدك عن الصواب.
وأما إشادة مجمع البحوث كما تذكر، فقد أصابوا لما أشادوا ونحن معهم، فإن الإشادة هي التنديد بالمكروه كما في اللسان، وقال الليث: الإشادة رفعك الصوت بما يكره صاحبك. اهـ فنحن معهم في هذا المعنى.
ثم ما هذا الكلام الذي تقوله، مجتهد وواجب علي وليس لي حق الفتوى.
ما هذه المتناقضات، وهل تعرف ما معنى كلمة مجتهد.
على كل حال ارفق بنفسك يا أخي وراجع ما كتبت واعرضه مرة وثانية وثالثة على الثقات في الدين والعلم، وإن دفنته بناحية بيتكم وانشغلت بما يفيد فهو أولى، ومعذرة على الإطالة.
وفقك الله.
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تقل لى من فضلكم من هم الثقات فى الدين حتى اذهب اليهم وقد ذهبت الى كل من اعرفهم وهم جديرين بالفتوى والرأى ومجمع البخوث لن ولا يمكن ان ينافقنى ومن اجل ماذا ذلك؟ وقد عرضته على شيخ كبير (الجمعيه الشرعيه للعاملين بالكتاب والسنه) وحاصل على الدكتوراه وقال لقد قرات بنود الاقتراح وجزء كبير من المناقشه وارى فيه مواءمه مع الدين.
بعثت المشاركات الى موقع فضلية الشيخ بن عثيمين منذ حوالى شهر وانا فى انتظار الرد واننى مستعد لارسال نسخه من الكتاب (غير مخصص للبيع) الى اى جهه فقهيه ترضى عنها سيادتكم.
ثانيا سيادتكم لم تنقض ما قلته فى المشاركه ولم تذكر عدم صحة الاحاديث او حتى كلام الفقهاء
وانظر الى حال الاخوة فى السعوديه ودول الخليج (حالة المستأجريين يرثى لها).
اما القول لى حق الاجتهاد وليس الفتوى فأعنى ان لى حق الاقتراح والرأى (والقرآن الكريم آمرنا بالتفكر والتأمل للجميع وليس بالخاصه) ولكن ليس لى ان افرض او انشر رأى حتى لا اكون مضل الا ان يكون بعد موافقه اهل الفتوى من أهل العلم لأن كما تعرف سيادتكم الفتوى ليست بالدليل فقط بل هناك مقاصد شرعيه يعرفها فقط اهل الفتوى.
اذكر لكم شىء لى ورقة عمل اخرى بعنوان " التدخين المشكلة والحل " وهى رؤيه كما اراه تتوافق مع المفهوم الاسلامى وكنت على يقين منذ السبيعنيات ان التدخين حرام لكن المجماميع الفقهيه والجهات الفقيه حتى فى السعوديه لم تذكر ذلك فى وقتها والبعض قال انها مكروه ومع ذلك لم انشر رأى لان الفتوى لها اهلها ولابد ان توثق منهم فهل كان رأى خطأ
اثق فى رأيكم السديد ولكن لماذا لا تطالب من جهات فقهيه فى المملكه او غيرها فى دراسة هذا الامر (ورقة العمل المقدم ليست بحاجه الى اثبات هذا الطرح لانها احسن) ودراسة كتابى واننى مستعد الى ارسال نسخه الى جهات رسميه معتمدة.
اننى لم انقل نص او كلام الا من كتب جامعة الازهر وكتب جامعيه.
لماذا ينافقنى مجمع البحوث الاسلاميه وهل يعقل ان ينافقنى السيد وزير العدل واساتذة كبار فى القانون؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 04:39]ـ
الإجارة عقد شرعي
ولا بد من تحديد المنفعة، وتحديد الثمن، والمدة
فإذا انتهت المدة فإن للطرفين أن يعقدا جديدا بالسعر الذي يتراضى عليه الطرفان
وللطرفين أن يتفقا على أن الإجارة تتجدد بالسعر نفسه، ما لم يشعر أحد الطرفين الآخر برغبته في عدم التجديد
هذا هو عقد الإجارة المعروف في الفقه الإسلامي
ولك أن تراجع مادة إجارة من الموسوعة الفقهية المعاصرة، ومادة ربا
لأن الربا: مبادلة بين ربوي وربوي كما تعرف
فإن كان من الصنف نفسه فلا يد أن يكون مثلا بمثل، ويدا بيد
وإن كان من صنف آخر فلا بد أن يكون يدا بيد، ويعبر عنها بالتقابض
ولا يكون الربا في عقد إجارة العقار
إلا في صورة واحدة
هي وقوع الربا في ثمن الإجارة الذي تحول إلى دين في الذمة
فيأتي صاحب العقار ويطلب سداد الأجرة، فإن لم تتوافر لدى المستأجر يقلب عليه الدين، بأن يقول: إما أن تقضي وإما أن تربي
وهو أشد أنواع الربا حرمة، لجمعه بين ربا الفضل وربا النسيئة
وهو ربا الجاهلية، وقد قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة".
وربما هذا الذي تعنيه في موضوعك
أما غير ذلك فلا مدخل للربا فيه
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 05:42]ـ
اشكرك سيدى على مشاركتكم الجميله
الإجارة عقد شرعي
ولا بد من تحديد المنفعة، وتحديد الثمن، والمدة
فإذا انتهت المدة فإن للطرفين أن يعقدا جديدا بالسعر الذي يتراضى عليه الطرفان
وللطرفين أن يتفقا على أن الإجارة تتجدد بالسعر نفسه، ما لم يشعر أحد الطرفين الآخر برغبته في عدم التجديد
هذا هو عقد الإجارة المعروف في الفقه الإسلامي
ولك أن تراجع مادة إجارة من الموسوعة الفقهية المعاصرة، ومادة ربا
هي وقوع الربا في ثمن الإجارة الذي تحول إلى دين في الذمة
فيأتي صاحب العقار ويطلب سداد الأجرة، فإن لم تتوافر لدى المستأجر يقلب عليه الدين، بأن يقول: إما أن تقضي وإما أن تربي
وهو أشد أنواع الربا حرمة، لجمعه بين ربا الفضل وربا النسيئة
وهو ربا الجاهلية، وقد قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة".
وربما هذا الذي تعنيه في موضوعك
أما غير ذلك فلا مدخل للربا فيه
نعم هذا ما اعنيه هو تغير القيمة التى تم الاتفاق عليها حتى عند تجديد العقد لاسباب:
1 - احمع الفقهاء ان الاجارة منفعة السكن بعوض (والكثير منهم قالوا ان منفعة السكن مال) ايضا اى مال مقابل مال ولكن اختلف الفقهاء فى اسلوب دفع القيمة فالمعتمد عند المالكية والشافعيه هو دفع المثل (لان ما ثبت فى الذمه الماليه يدفع المثل) ولكن الحنفيه قالوا يدفع الثمنيه لان الفلوس والاموال ما هى الا تعبير عن الثمنيه لكن عند تطبيق عند تجديد العقد على اعتبار المثل تعتير الزيادة ربا وعند التطبيق عند تجديد العقد على اساس الثمنيه فربما تأخذ مال يفوق مقدار الثمنيه فمثلا شقه ايجارها 3000 درهم اليوم وهذا المبلغ يشترى به اليوم 300 كيلو لحم وبعد انتهاء العقد طالب المؤجر بمبلغ 6000 درهم اى ما يشترى به وقت التجديد 400 كيلو لحم اذن دخل فى الربا.
لذا فى ورقة العمل " نهاية مشكلة الاسكان الان " اقترحت ان يكون ايجار المتر المربع بما يسمى الجنيه الايجارى العقارى (عبارة عن قبمة اوزان بعض السلع يتم اختيارها) اى ما سوف يتم الاتفاق عليه ثابت ولكن القيمة المادية متوقفه على اسعار تلك السلع بما يتوافق نع الشرع والفقهاء وبما يلبى مطالب المؤجر والصالح العام للدوله.
2 - الزيادة باطله عند التجديد لان الرضا من المستأجر غير متوفر غالبا لان ليس كل عقد تم بإيجاب وقبول: فيه رضا؛ فقد يجري الشخص العقد احتياجا واضطرارا، لكنه ليس براضٍ، إذ الرضا حالة نفسية تجعل المرء مطمئنا على ما يقدم عليه من فعل، وهو ما عرفه الأحناف بأنه: "امتلاء الاختيار، أي بلوغه نهايته، بحيث يفضي أثره إلى الظاهر من ظهور البشاشة في الوجه، ونحوها، أو كما قال التفتازاني، وابن عابدين، والرهاوي من الحنيفة أيضا: إن الرضا إيثار الشيء واستحسانه بخلاف ما عرفه الجمهور بأنه "قصد الفعل دون أن يشوبه إكراه وهذا ما يمكن أن نطلق عليه اختيارا، والشارع اشترط "الرضا" في العقود المالية، استنادا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) (7) في حين لم يشترط الرضا في بعض التصرفات غير المالية، مثل الطلاق والنكاح والرجعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: الطلاق، والنكاح، والرجعة" (8)، فجعلوا الاختيار أساسا لجميع العقود، ولكن الذي يركز عليه الفقهاء هو الإيجاب والقبول باعتباره دليلا على الرضا، وهذا أمر يحتاج إلى نوع من المراجعة، وذلك أن الجمهور جعلوا "الإيجاب والقبول" دليل الرضا، لأن "الرضا" حالة نفسية باطنة لا يمكن معرفتها، ولكن إذا كانت هناك دلائل على أن الناس تختار ولا ترضى، فهل يمكن مراجعة الحكم وإفساد العقود كما يذهب إليه الحنفية؟، وأن العقد ينعقد بالإيجاب والقبول، ولكنه لا يكون نافذا، لخلوه من الرضا؟.
والرضا والاكراه كلاهما فيهما اختيار لكن الرضا اختيار من شيئين كلاهما حسن اما الاكراه اختيار من شيئين كلاهما سيىء فالمستأجر عليه الاختيار اما ان يزيد فى العقد اى الاجره او يخلى السكن وكلاهما مر
اى ان عقد الاجارة مال مقابل مال والربا فى المعاملات الماليه ربا ايضا
قرار مجمع منظمة المؤتمر الإسلامى (فى الدورة الثالثة للمجمع سنة 1407 هـ صدر القرار التالى:
أحكام النقود الورقية
بعد الاطلاع على البحوث المقدمة الواردة إلى المجمع بهذا الموضوع قرر المجمع – بخصوص أحكام العملات الورقية – أنها نقد قائم بذاته لها الأحكام الشرعية المقررة للذهب والفضة من حيث أحكام الربا والزكاة والسلم وسائر أحكامهما والعلة فى ذلك مطلق الثمنية.
قرار آخر للمجمع الفقهى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد (عليه الصلاة والسلام) خاتم النبيين وعلى آله وصحبه. (قرار رقم 40)
بشأن تغير قيمة العملة
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامى المنعقد فى دورة مؤتمره الخامس بالكويت من 1 إلى 6 جمادى الأولى هـ/ 10 إلى كانون الأول ديسمبر 1988م
بعد إطلاعه على البحوث المقدمة من الأعضاء والخبراء فى موضوع تغير قيمة العملة واستماعه للمناقشات التى دارات حوله. وبعد الاطلاع على قرار المجمع رقم (9) فى الدورة الثالثة بأن العملات الورقية نقود اعتبارية فيها صفة الثمنية كاملة ولها الأحكام الشرعية المقررة للذهب والفضة من حيث أحكام الربا والزكاة والسلم وسائر أحكامها.
قرر ما يلى:
العبرة فى وفاء الديون الثابته بعملة ما هى بالمثل وليس بالقيمة لأن الديون تقضى بأمثالها فلا يجوز ربط الديون الثابتة فى الذمة أيا كان مصدرها – بمستوى الأسعار. والله أعلم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 10:18]ـ
ليس كل مال مقابل مال ربا،
لأن الجمل مال
ومع ذلك فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه باع الجمل بالجملين، والجملين بالثلاثة إلى إبل الصدقة
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 11:53]ـ
لماذا ينافقنى مجمع البحوث الاسلاميه وهل يعقل ان ينافقنى السيد وزير العدل واساتذة كبار فى القانون؟؟؟؟؟
مجمع البحوث الإسلامية هذا هو الذي أصدر الفتوى الشهيرة بإباحة ربا البنوك .....
و " السيد " وزير العدل - كما تسميه - علماني قح , فتزكيته لبحثك لا ترفع من قيمته , بل ربما كان العكس أقرب!!
وفضيلة الشيخ يوسف البدرى عضو مجمع بحوث اسلاميه بمصر وخارجها بل قال انها نظريه جديدة.
كونها جديدة هو دليل في حد ذاته أنها خاطئة!!
قال الإمام أحمد - رحمه الله -: " أياك أن تقول بقول ليس لك فيه إمام ".
ارجو ان تقل لى من فضلكم من هم الثقات فى الدين حتى اذهب اليهم
قد أجابك المشايخ في المنتدى و منهم طلاب علم معروفون , كالدكتور الشيخ / عبدالرحمن السديس , و الدكتور / أحمد الزهراني (أبو عمر الكناني) و غيرهم .......
عموما يمكنك سماع هذه السلسة للشيخ الدكتور / محمد بن إسماعيل المقدم , و ستزول عنك الشبهة - إن شاء الله - بعد شريطين على الأكثر (المجموعة كلها صغيرة , من أربع أشرطة فقط) .........
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=848
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 12:15]ـ
الفتوى ليست بالدليل فقط بل هناك مقاصد شرعيه اساس للفتوى ولم يقرأ المعظم الكتاب كله واننى مستعد لمن يريد بالبريد الاكترونى (كما ارسلت نسخه من الكتاب لفضيلة الشيخ ابو عمر الكنانى واننى فى شوق ان يقرأه ويعطينى رأيه) او اهداء نسخه من الكتاب لاى جهة.
اما بالنسبه لمجمع البحوث فهو صرح اسلامى كبير والفتوى فى عصرنا تحتاج لعمل جماعى وليس فردى لتشعب الامور.
اما بالنسبه للنظريه الجديدة فهى جديدة فى مجال الاسكان والاصل هو الجنيه الزكوى (صاع تمر ... للزكاة الفطر بالمثل الجنيه الايجارى العقارى.
ورقة العمل المقدمه هى تفوق صريح وواضح للنظام الاقتصادى الاسلامى على النظم الاقتصادىه الاخرى.نعم يوجد فكر اسلامى لكن اين الاليات التطبيقيه التى تنقل الفكر الى مجال الواقع ليقتنع الجميع؟؟؟؟؟.
المهم لماذا لم يحدثنى حتى الان احد بنقض للاحاديث التى شاركت بها ولذا سأبدا فى تجزئه الموضوع انتظار للراى من الجميع فإذا لم يحدث تعقيب لمدة يومين يكون الكلام صحيح.
اما الحديث ان الرسول اشترى جمل بجملين ارجو معرفة مصدره حتى استفيد منه واذكر الجميع بحديث الرسول " من باع بيعتين فى بيعه فله اوكسهما او الربا "؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 11:15]ـ
من منتدى اسلام اون لاين بخصوص الرضا فى العقود
يحكم الفقهاء على العقود بالصحة إذا توافرت فيها الشروط الشرعية -ولبُّها "الإيجاب والقبول"- مع بقية الشروط الأخرى، ويحكمون بالفساد على ما لم تتوفر فيه الشروط الشرعية كالعقود المحرمة، بسبب أن النشاط التعاملي محرم، أو لقيام العقد على الربا، أو بنائه على الغش والتدليس أو الغرر وغيرها من مفسدات العقود، وإن توافر فيها "الإيجاب والقبول".
وطبيعة العقود -في الإسلام- مبنية على تحقيق المصالح، أو ما يعبر عنها بالمقاصد، ومع كون الفقهاء يرون أن العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني -كما هو مقرر في قواعد الفقه- فإن كثيرا من العقود يُحكم عليها بالصحة من خلال الألفاظ، ولو كانت تخالف المقاصد المشروعة الموضوعة لها، وقد تكون في العقود تحقق بعض المقاصد ولكنها تخلو من الشروط الشرعية، فيُحكم على الأولى بالصحة وعلى الثانية بالفساد، وهذا يجعلنا نعيد النظر في الضوابط التي -من خلالها- يُحكم على العقود بالصحة أو البطلان، وهل المقاصد -وحدها- مناط الصحة أم الألفاظ الدالة على الإيجاب والقبول لظهورها؟ أم يمكن اعتمادهما معا، أو اعتماد كل منهما في بعض العقود دون الآخر؟ تلك إشكالية فقهية مطروحة.
طبيعة العقود وأركانها
إن الناظر لطبيعة العقود في الإسلام يرى أن أهم ركائزها التي تنبي عليها، بل لا يمكن تصور العقد من دونها: مبدأ "الرضا"، أو ما يُعرب عنه الفقهاء بـ "الإيجاب والقبول"، مع بعض الشروط الأخرى لصحة العقد، وأخرى لنفاذه، حسب طبيعة العقود، من عقود اجتماعية كعقد الزواج، أو عقود معاملات كعقد البيع والإجارة والمرابحة والاستصناع وغيرها من عقود المعاملات. ولهذا قال الإمام الزركشي في تعريف العقد: "إنه ارتباط الإيجاب بالقبول الالتزامي كعقد البيع والنكاح وغيرهما" (1)، وقال الجرجاني: "العقد ربط أجزاء التصرف بالإيجاب والقبول" (2).
وجاءت أركان العقد عند جمهور الفقهاء ثلاثة؛ عاقدان وصيغة "إيجاب وقبول" ومحل، بخلاف الحنفية الذين يرون أن للعقد ركنًا واحدًا، وهو الصيغة من الإيجاب والقبول، أما العاقدان والمحل، فتوابع للصيغة لا من أركانه (3).
ويختلف مفهوم "الإيجاب والقبول" عند الحنفية عن الجمهور، فالحنفية يعتبرون الإيجاب ممن صدر منه الكلام أولا في الطلب، والقبول ممن صدر منه الكلام ثانيا بالموافقة، أما غير الحنفية فيرون الإيجاب يصدر ممن يملك التمليك، والقبول ممن يصير له الملك، بعيدا عن أسبقية صدور الكلام (4).
ويركز الفقهاء في بيان الحكم على تلك العقود بالحكم الشرعي المناسب من الصحة أو الفساد، ويكون مرجعهم في ذلك توافر تلك الشروط التي يظهر فيها مبدأ "الرضا"، فما دام هناك إيجاب وقبول ظاهران، وليس في العقود ما يمنع انعقاده يفتون بحل العقد.
غير أنه -حسب الظن- ليس كل عقد تم بإيجاب وقبول: فيه رضا؛ فقد يجري الشخص العقد احتياجا واضطرارا، لكنه ليس براضٍ، إذ الرضا حالة نفسية تجعل المرء مطمئنا على ما يقدم عليه من فعل، وهو ما عرفه الأحناف بأنه: "امتلاء الاختيار، أي بلوغه نهايته، بحيث يفضي أثره إلى الظاهر من ظهور البشاشة في الوجه، ونحوها، أو كما قال التفتازاني، وابن عابدين، والرهاوي من الحنيفة أيضا: إن الرضا إيثار الشيء واستحسانه (5). بخلاف ما عرفه الجمهور بأنه "قصد الفعل دون أن يشوبه إكراه" (6)، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه اختيارا، والشارع اشترط "الرضا" في العقود المالية، استنادا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) (7) في حين لم يشترط الرضا في بعض التصرفات غير المالية، مثل الطلاق والنكاح والرجعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: الطلاق، والنكاح، والرجعة" (8)، فجعلوا الاختيار أساسا لجميع العقود، ولكن الذي يركز عليه الفقهاء هو الإيجاب والقبول باعتباره دليلا على الرضا، وهذا أمر يحتاج إلى نوع من المراجعة، وذلك أن الجمهور جعلوا "الإيجاب والقبول" دليل الرضا، لأن "الرضا" حالة نفسية باطنة لا يمكن معرفتها، ولكن إذا كانت هناك دلائل على أن الناس تختار ولا ترضى، فهل يمكن مراجعة الحكم وإفساد العقود كما يذهب إليه الحنفية؟، وأن
(يُتْبَعُ)
(/)
العقد ينعقد بالإيجاب والقبول، ولكنه لا يكون نافذا، لخلوه من الرضا؟.
إن صحة العقد بالإيجاب والقبول الظاهران نظرة فقهية مردها إلى إنزال النصوص الشرعية على واقع الناس، لتكون النصوص هي الحاكمة، وهذه النظرة – في ظني – قد تكون صالحة للأحكام الشرعية في غالبها، ولكن قد لا تصلح للإفتاء في كثير من الأحيان، كما أن محلها هو العقائد والعبادات، وليس المعاملات، وذلك أن مرد الفتوى هو قراءة الواقع بشيء من التفصيل تستبين معه المسألة المفتى فيها، وما دامت المسألة ليس فيها ما يفسد العقد، فيحكم عليه بحله، إذ الأصل في العقود الإباحة؛ لأنها جزء من المعاملات، بخلاف العبادات التي يكون الأصل فيها هو التحريم، والفارق بين العبادات والمعاملات في منهج الإفتاء واضح، فالعبادات حق لله تعالى، ولله أن يتعبدنا بما يشاء، فهي تطبيق عملي للإيمان والعقيدة الصحيحة، أما المعاملات فبناؤها على مصالح العباد، وتلك المصالح متنوعة ومتغيرة عبر الأزمنة والبيئات المتباينة، ولهذا، فإنه من الزعم الخاطئ أن نقول: إن الإسلام نظم للناس معاملاتهم، بما تعني كلمة التنظيم من الوصول إلى "أنموذج التعامل" ووضعه في إطار وهيكل محبوس، بل ما نفهمه من الشريعة أن للناس أن تتعايش فيما بينها، وأن تتعامل بأشكال متعددة ومتنوعة، غير أن هناك خطوطا حُمرًا لا يجوز تعديها، أو ما يمكن أن يطلق عليه بـ"الحرية المنضبطة"، فالأرض باتساعها وطولها وعرضها لها نهاية، ولها حدود، غير أن مساحة الوسع في مربع الأرض يكاد يجعل الحدود بـ"لا حدود".
محدِّدات يجب مراعاتها في أحكام العقود
والمقصود هنا أن نشهد على القضية ونثيرها، ليستكمل شيوخنا الفقهاء، أو زملاؤنا الباحثون دراسة تلك القضية خاصة المستجدات الفقهية في مجالي الاجتماع والاقتصاد وغيرهما.
ولكن يمكن طرح بعض المحددات في هذا المجال، ومن أهمها:
1 - إيضاح مقاصد العقود قبل الحكم عليها، وهل إذا خلا العقد من المقصد يفسد أم يبطل؟ والعلاقة بين الانعقاد وبين الصحة والنفاذ، وعلاقة المقاصد بالاجتهاد الفقهي أو مجرد بيان حكمة التشريع، والفرق بين مقاصد العلة ومقاصد الحكمة.
2 - التفريق بين الحكم الشرعي للعقد وما يتبعه من الحكم بالإثم والحرمة مع التصحيح، أو الحكم بانعقاده مع فساده.
3 - التفريق بين الاختيار والرضا في العقود، وما يترتب عليه من حكم شرعي، كما ذهب الحنفية إلى أن العقود المالية - مثل البيع والإجارة - فالمشترط فيها الاختيار عندهم للانعقاد، واشترط لصحتها الرضا، فإذا تحققا في التصرف كان صحيحا ومنعقدا -مع توفر الشروط الأخرى- وإذا انعدم الاختيار انعدم العقد وأصبح باطلا، وأما إذا وجد الاختيار وانعدم الرضا فإن العقد يكون فاسدا.
4 - تفعيل القواعد الخاصة بالمعاملات، ومن أهمها قاعدة لها علاقة بالموضوع، وهي: "العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني، لا للألفاظ والمباني". ويقصد بها "أنه عند حصول لعقد لا ينظر للألفاظ التي يستعملها العاقدان حين العقد، بل ينظر إلى مقاصدهم الحقيقية من الكلام الذي يلفظ به حين العقد؛ لأن المقصود الحقيقي هو المعنى وليس اللفظ، ولا الصيغة المستعملة، وما الألفاظ إلا قوالب للمعاني" (13). وغيرها من القواعد المتعلقة بالمعاملات، مثل: "يغتفر في الوسائل ما لا يغتفر في المقاصد"، و"الرضا بالشيء رضا بما يتولد منه"، و"إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام"، والإفادة من القواعد الكلية الخمسة الشهيرة: "الأمور بمقاصدها"، و"اليقين لا يزول بالشك"، و"المشقة تجلب التيسير"، و"الضرر يزال"، و"العادة محكمة"، وغير ذلك من القواعد، وأن تكون أساسًا للاجتهاد الفقهي في المستجدات.
المصادر:
1 - المنثور2/ 397
2 - راجع: التعريفات، مادة: عقد.
3 - راجع: مغنى المحتاج للخطيب الشربيني، ج2/ 5 - 7، و والشرح الصغير للدردير: 2/ 3، وشرح منتهى الإرادات: 2/ 140، والاختيار: 2/ 4
4 - المغني لابن قدامة: 3/ 561، وشرح منتهى الإرادات: 2/ 140، وحاشية القليوبي وعميرة: 2/ 153
5 - التلويح على التوضيح: 2/ 153، وحاشية ابن عابدين:4/ 507
6 - راجع: كشاف القناع: 2/ 5، ومواهب الجليل للحطاب: 5/ 9
7 - النساء:29
8 - رواه أبو داود والترمذي
9 - الموافقات للشاطبي: 2/ 327
10 - الروم: 21
11 - النحل: 72
12 - آل عمران: 14
13 - درر الحكام شرح مجلة الأحكام:18/ 1 - 19
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 04:29]ـ
السادة الكرام
كنت قد وعدت بالاتيان بدليل قرأنى على صدق ما قلت وقد انجزت الشىء لكننى لن ارفعه الا بعد موافقة مجمع البحوث الاسلاميه وقد عرضته الان على مركز الاقتصاد الاسلامى ومجمع اللغة العربيه وقد اشاد به لغويا اساتذة متخصصين فى اللغة العربيه ولمن هنا انزل روابط كتابى " نهاية مشكلة الاسكان " لابين مقصدى.
ارجو منك أن تناقشها مع أعضاء مجلسى الشعب والشورى فى الدائرة التابعة لك.
هذا مفهوم كتاب (نهاية مشكلة الإسكان الآن) وللأستفسار عن أى شىء بخصوص ورقة العمل يرجى الأتصال على الموبيل الشخصى 010/ 3656233 أو البريد الالكترونى: nma642003@yahoo.co.uk
يمكن تنزيل الكتاب من الروابط الاتيه:
الرابط الاول
http://rapidshare.com/files/77320385...___1604___1577
الرابط الثانى
http://www.badongo.com/file/6008692
http://www.alsdaqa.com/vb/showthread.php?t=6744
وانني مؤلف هذا الكتاب، وعلى استعداد لتوكيل أي دار نشر لاعادة نسخه مجانا فى أي بلد،
ولا أريد شىء مطلقا سوى التعميم، لعمل توكيل بالنسخ فقط دون المطالبة بأي شىء من ثمن الكتاب وهذا لوجه الله سبحانه وتعالى،
لكي اؤكد للعالم تفوق الاقتصاد الإسلامي على النظم الاقتصادية الأخرى.
وأتمنى من كل مؤمن بالاقتصاد الإسلامي أن ينشرهذا الكتاب ويناقشه لانه انتصار واضح وصريح للاقتصاد الاسلامي.
وإنني قمت بطباعة ألف نسخة فقط من الكتاب لكى أرسلها مجاناً لصناع القرار والمسئولين.
جزاكم الله خيرا.
رقم النقال فى مصر:0020103656233
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:00]ـ
يا أخي اتق الله ..
ما هذا الشطح والنطح .. من أين لك بهذه الفلسفة التي تريد بها تحريم ما أحل الله.
أين الربا من الإجارة؟
الربا يدخل في البيوع ويدخل في القرض، وعقد الإجارة مادام انتهى فقد انتهت العلاقة بين الطرفين فلكل أن يتصرف كما يشاء، ويمكن للمستأجر إذا كان يخشى أن يخرجه المالك أن لا يستأجر إلا مدة طويلة ليضمن لنفسه ثبات المصروف فإن خاف من نزول السعر أثناء العقد فكذلك المؤجر له أن يحتاط لنفسه ولا يؤجر مدداً طويلة.
الرد:
نعم الزيادة فى الايجار باطلة وربا وعلى حلقات متتاليية بإذن الله سانزل بحث القواعد القرانيه وهو قراءة للايتين 27 - 28 من سورة القصص لأؤكد ان القران الكريم لم يترك شىء
الحلقة الاولى
القواعد القرآنية للإجارة
قرآة بسيطة لجزء من الآيتين 27 - 28 من سورة القصص
قال تعالى:
چ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) چ
سورة القصص الآيات 27 - 28
هنا لا أجادل فى تفسيرا لآيتين من القرآن الكريم بل هى قراءة بسيطة على سبيل الإجتهاد من أجل تأكيد أن القرآن الكريم هو منهاج حياة ومصلح وصالح لكل زمان وأنه تبيان لكل شىء وأتحدث هنا لكى استنبط قواعد الإجارة وأحكام الإجارة وذلك من خلال قراءة الجزء المتعلق بالإجارة فى الأيتين التاليتين من سورة القصص (27 - 28) وهما:
(قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28))
ولا أناقش هنا الجزء الخاص بالزواج لسيدنا موسى من بنت سيدنا شعيب لكننى أناقش العلاقة الإيجاريه فقط بين طرفين او تلك المعاهدة بين قوتين لكل منهما شروطه والأحكام المسيطرة على تلك العلاقة لأبين أن هاتين الآيتين أعظم ما قيل فى الإجارة على الإطلاق.
قال تعالى
أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا چ)
هنا عندنا عدديين لكن أكثر من تمييز هما:-
ثمان حجج: هى الفترة المطلوبه من سيدنا شعيب للإجارة من سيدنا موسى مقابل زواجه من إحدى ابنتيه.
عشر حجج: هى الفترة المستحقه لزواج إحدى البنتين. كيف ذلك.
المسألة بالضبط كأن أعرض عليك بيع قلم وقلت لك (هذا القلم يستحق عشرة جنيهات لكن أبيعه لك بثمان جنيهات فقط) والدليل على ذلك الآتى:-
1 - الإجارة: هى عقد معاوضه وانظر لقوله تعالى " قال تعالى چ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى چ الطلاق6
فلا يمكن أن يسمح القرآن الكريم بالزيادة أو الربا فى عقد معاوضه حتى لو كان على سبيل الإستحسان فإن كان زواج إحدى الإبنتين يستحق ثمان سنين فلا يمكن لسيدنا شعيب الرجل الصالح أن يطلب الزيادة عن حق ابنته.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - استخدام القرأن الكريم لكلمة " اتممت " يدل على الفترة المستحقه هى عشر حجج ولم يستخدم القرأن الكريم كلمة أكمل او جعلتها لأن الفرق بين أكمل وأتم هو إن الإتمام يكون من نقص أما الكمال فصفة زائدة على التمام مثل حديث رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) " فإن غبى عليكم فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوما" معنى ذلك إن كان شعبان أقل من ثلاثين يوما يكون ناقص وانظر لقوله سبحانه وتعالى ٹ ٹ چ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) چ المائدة: 3
والمعلوم للجميع ان نعم الله لا تحصى ٹ ٹ چ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) چ إبراهيم: 34
ومن المعروف أن الناس متساوون فى الأحكام والفرائض لكنهم غير متساوين فى النعم معنى ذلك إن النعم هى من عند الله وفضل منه والفرق بين الإتمام والإكمال كما جاء فى كتاب الفروق اللغويه لأبى هلال العسكرى (الإتمام لإزالة نقصان الأصل والأكمال هو لإزالة نقصان العوارض بعد تمام الأصل ولذا ان قوله سبحانه وتعالى " تلك عشرة كاملة " أحسن من تامة فإن التام من العدد قد علم وإنما نفى احتمال نقص فى صفاتها وقيل" تم " يشعر بحصول نقص قبله وكمل لا يشعر بذلك) وقال العسكرى (الكمال هو اسم لاجتماع أبعاض الموصوف به والتمام للجزء الذى يتم به الموصوف ولهذا يقال القافيه تمام البيت ولا يقال كماله ويقولون البيت بكماله أو باجتماعه) والسؤال هنا لغويا أيهما اصح أكمل جميلك أو أتم جميلك؟ وهنا نجد ان قول (أتم جميلك) هى الأصح لأن الجميل هو يعبر عن نقص عندى وانت تتمه وإنما لو قلت (أكمل جميلك) يكون هذا الجميل حق لى عليك يجب إن تؤديه ولا يعبر عن نقصان فلا يكون جميل انما هو الا حق.
وانظر للآية من سورة الأعراف
ٹ ٹ چ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف: 142
3 - وانظر الى قوله سبحانه وتعالى فى نفس الآية چ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ چ
ولننظر الى المقصود منها:-
مطلب سيدنا شعيب أن يستأجر سيدنا موسى لمدة ثمان سنين فى رعى الأغنام وسقيها وكانت تلك الأعمال تقوم بها الفتاتين وانظر الى الآية ٹ ٹ چ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرچ) القصص: 23
إنما يدل ذلك ان الأعمال الموكله لسيدنا موسى هى أعمال خفيفة لا تحتاج إلى مشقة كبيرة لأن الفتاتين كانتا تقوم بالأعمال لكون أبيهما شيخا كبيرا إنما العبء الأكبر او الأهم هو التخفيف فى الفترة الزمنيه ومجتمع شعيب مجتمع بدوى يعتمد على الرعى وتربية الأغنام والماشية ويحتاج ذلك فقط إلى مجهود بسيط ٹ ٹ چ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ چ القصص: 24
و إنما يدل ذلك إن التخفيف أساسا أو بصفه رئيسه على المدة الزمنيه وكيف حين يقول سيدنا شعيب لسيدنا موسى انه يخفف له يطالبه بزيادة عن ما طلبه فى مدة الإجارة؟.
4 - انظر للجزء من الآية التالية (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ چ
(يُتْبَعُ)
(/)
من المعروف إن الأجل هو فترة زمنية لها بداية ونهاية وانظر لقوله سبحانه وتعالى ٹ ٹ چ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ چ النحل: 61
وانظر إلى الآية الكريمة ٹ ٹ چ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونچ الأعراف: 185
اى الأجل هو بداية ونهاية لفترة زمنية والسؤال هنا ما هما الآجلين المذكورين فى الآيتين؟ نعم الأجل الأول والمعروف هو فترة ثمان حجج (الأجل الذى طالب به سيدنا شعيب من سيدنا موسى) وما هو الأجل الثانى؟؟؟؟؟. إن قصدنا عشر حجج (عبارة عن ثمان حجج بالإضافه إلى حجتين فى حالة موافقة سيدنا موسى) هذا لا يعتير آجل لأنه بداية ونهاتين إنما الآجل المقصود فترة العشرة حجج وهى فترة الإجارة المستحقه للزواج من إحدى البنتين ومن هنا نتأكد أن هناك أجلين هما ثمان حجج (ما طلبه سيدنا شعيب) وعشر حجج (ما كان يستحقه الزواج من إحدى البنتين) ومثال ذلك من الحياة عندما تدخل محل طعام ويقول لك الخادم " طبق طعام كبير ام صغير ياسيدى " ستقول طبق صغير او كبير وعندما تطلب كمالة للأكل فعندما تحاسب على ما أكلته ستقول مثلا أخذت طبق صغير وكماله أى يوجد تمييزين صغير وكبير فقط.
5 - سأل الصحابه الكرام سيدنا محمد علية الصلاة والسلام " أيما الأجلين قضى موسى " فسأل رسولنا الكريم سيدنا جبريل فأخبره " أبرهما" وكلمة ابرهما تعنى ان كلاهما صحيح وجيد وأن فترة عشر حجج أبر وأحسن من فترة ثمان حجج.
نعم فترة ثمان حجج هى جيدة لأنها الفترة التى طلبها سيدنا شعيب فلا خلاف على ذلك وإذا سلمنا إن فترة عشرة حجج هى الأصح لأن سيدنا موسى قضى حجتين إضافتين فهذا غير صحيح لأن الإسلام لا يقبل الربا فى عقد معاوضه أو يشجع عليه إنما فترة عشر حجج أبر لأنها الفترة المستحقه للزواج من إحدى البنتين وإنما عرض سيدنا شعيب ثمانى حجج هى للتخفيف فقط ومن الحياة مثلا كمثل شخص عرض بيع سيارته لآخر بـ 20 الف جنيه وهى تستحق 30 الف جنيه فإن
دفع الأول 20 الف جنيه فهو على صواب وإن دفع 30 الف جنيه فهو أحسن وأكثر برا.
إذن السؤال قال سيدنا شعيب (فَمِنْ عِنْدِكَ ? چ كأنه يحمل سيدنا موسى عليه السلام مسئولية كون الاجرة 10 حجج فإن كانت مجرد زيادة يطالب بها سيدنا شعيب فما كان يوجد داع ليبرىء نفسه من تلك الزيادة فأذن هى ليست زيادة أنما فترة 10 حجج هى تعبير عن فترة معينه او اجل معين.
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:49]ـ
انظر الى قوله تعالى (فَمِنْ عِنْدِكَ)
رغم ان الآية تشرح عرض سيدنا شعيب لتزويج احدى ابنتيه لسيدنا موسى الا انها فى عرض الإيجارة ليست عرض انما بها تحديد واضح.
وتجد ان سيدنا شعيب يبرىء نفسه من فترة العشر حجج وان لم يقل لكان هناك فترتين علي سيدنا موسى ان يختار فيكون العقد فاسد ويحمل سيدنا شعيب نفسه الوقوع فى الربا لقول رسولنا الكريم " من باع بيعتين فى بيعه فله أوكسهما او الربا " صدق رسول الله وهو هنا فقط يحدد بأن ما يطالب به هو فترة 8 حجج فقط انما فترة 10 حجج فقط ان أراد سيدنا موسى ان يقضيها فله الحريه فى ذلك.
ونستفيد من ذلك انه فى الإجارة يجب ان يكون ما تم الاتفاق عليه يجب ان يكون قيمة ثابته ومسماه لدى الطرفين وان اراد احد الطرفين الزيادة او التعديل لصالح الآخر ممكن لكن دون الزام الآخر بالتغيير.
إذن الدروس المستفادة التى نتعلمها من هذا الجزء من الآيتين فى مجال الاسكان:-
- على المؤجر أن يخفف ويعذر المستأجر ويعتبره صاحب حاجه ولا يغالى فى عليه فى تقدير قيمة الإجارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
على المستأجر أن يوفى المؤجر حقه من الأجرة دون النظر الذى طلبه المؤجر عند اختلاف الظروف ومثال ذلك ساكنى الشقق القديمة فى مصر عندما استأجروا شققهم كانت الأجرة فى الستينات 5 جنيهات مصريه وهى ضعيفه اذا قورنت بإيجارات الشقق المثيله لها ويرفض هؤلاء المستأجريين تعديل القيمة الايجاريه بحجة أنهم يدفعون ما اتفقوا عليه مع المالك وهو 5 جنيهات مثلا.
واقتداءا بتعليم القرآن وما فعله سيدنا موسى نوصى المستأجريين القدامى برفع القيمة الإيجاريه بغض النظر عما اتفق عليه الطرفين وفى هذة الحالة يقع عليهما وصف سيدنا جبريل " أبرهما ".
ودعنا نلاحظ شىء مهم لماذا لم يقل القرآن الكريم چ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ? چ مثل ماذكره فى موضوع الدين فى الآيتتين قال تعالى (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة: 280
قال تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) البقرة: 281 - 282
لان الحاله الثانيه هى حالة استثنائية (كتابة الدين) من الحالة العامة (عدم كتابة الدين) انما فى الاية 26 من سورة القصص فترة 8 حجج فترة معينه ليس لها علاقه بالفترة الاخرى 10 حجج وبدون ربط بينهما فلذا فإن كلمة " فإن" تأتى فى حالة مغايرة لحالة الحديث انما كلمة "إذا" عندما تكون الحاله جزء من حالة الحديث وانظر الى قال تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
البقرة 233.
قال تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) البقرة 239
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 08:49]ـ
الحلقة الثالثه
انظر الى قوله سبحانه وتعالى
(وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ)
وهو قول سيدنا شعيب لسيدنا موسى ويقصد أن يخبره أنه رؤوف بحاله والسؤال هنا لماذا استخدم القرآن الكريم "ما " للنفى ولم يستخدم "لا "؟. وللإجابه على هذا السؤال تعال نقرأ عن الفارق بين "ما " و " لا " كما ورد فى كتاب شرح المفصل – المجلد الثانى للعلامة جامع الفوائد موفق الدين بعيش صفحة 107 حيث قال (قال الشارح اعلم ان النفى انما يكون على حسب الإيجاب لأنه إكذاب له فينبغى أن يكون على وفق لفظه لا فرق بينهما فإذا قيل هو يفعل وتريد الحال فجوابه ونفيه ما يفعل وكذلك إذا قربه وقال لقد فعل فجوابه ونفيه ما فعل لأن قوله لقد فعل جواب قسم فإذا أبطلته وأقسمت قلت ما فعل لأن ما يتلقى بها القسم فى النفى وتقديره والله ما فعل (فإن قيل) فهلا كان جوابه لا يفعل لأن " لا " مما يتلقى به القسم أيضا فى النفى قيل لا حرف موضوع لينفى المستقبل فلا ينفى بها فعل الحال وتقول أيضا ما زيد منطلق فيكون جوابا ونفيا لقولهم زيد منطلق إذا أريد به الحال وإن شئت أعملت على لغة أهل الحجاز فقلت ما زيد منطلقا وقد تقدم الكلام على أعمال ما).
أى استخدام " ما " لنفى الحال ولم يستخدم القرآن "لا " التى تنفى المستقبل أى أن المؤجر فعله حاضر وعند التعاقد فقط وليس له فعل مستقبلى فله أن يبدى شروطه فقط عند التعاقد ولا توجد شروط أخرى مستقبليه له وهذا ما يتماشى مع مفهوم الإجارة إنها عقد معاوضه ولذلك أى مطالب مستقبليه زائدة للمؤجر إنما تكون باطله وربا وإذا أصبح النهج العام الآن يقول دعوا الآمور الأقتصاديه تبعا لآليات السوق واستهجن البعض قانون الاسكان القديم (ثابت القيمة المادية) لأن المستأجر هو المتحكم فلماذا نجعل المؤجر (القانون المدنى) له اليد العلى والوحيدة فى تحديد القيمة الإيجاريه عند تجديد العقد مثل ما يطبق فى السعوديه ودول الخليج ومصر (القانون 4 لسنة 1996).
الدرس المستفاد ان شروط المؤجر فقط عند بداية العقد وليس له حق فى اى زيادات مستقبليه حتى ان تغيرت الظروف
وورد فى السنة النبوية عن أحمد وابن ماجة عن عتبة بن النذر قال " كنا عند النبى صلى الله عليه وسلم فقرأ طسم حتى بلغ قصة موسى عليه السلام فقال " إن موسى أجر نفسه ثمان سنين أو عشر سنين على
عفة فرجه وإطعام بطنه " (من كتاب البداية والنهاية – 1/ 245) إذن بنود الاتفاق أن لسيدنا موسى الإطعام وعفة الفرج ولزوج ابنته استئجار لمدة ثمان سنين فلماذا لم يربط سيدنا شعيب ما تم الاتفاق بظروف المعيشه وغلاء الاسعار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:58]ـ
الحلقة الرابعه
انظر الى قوله تعالى
(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
من قال ذلك هل هو سيدنا شعيب ام سيدنا موسى؟
الأجابه هو سيدنا موسى لماذا
1 - فى قوله سبحانه وتعالى
(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
لم تسبق الجملة اداة عطف تدل تربط هذة الجملة مع ما سبق مما قاله سيدنا شعيب وانظر الى الجملة السابقه من نفس الآية تجد أداة عطف (الواو) ظاهرة وواضحة وتعال نعرب تلك الجملة
(ستجدنى إن شاء الله من الصالحين)
السين حرف استقبال (لا يفيد العطف)
تجدنى فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمه
الظاهرة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
وإن قلنا ان القائل هو سيدنا شعيب فمن الفاعل هل إحدى ابنتيه التى تحدثت معه فى الاية السابقةقال تعالى (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26 چ القصص: 26
الأجابة- لا - وذلك من منطوق الكلام وكلمة ستجدنى للمذكر ولم يقل القرآن ستجديننى.
2 - الآيتين تتحدثان عن عن علاقة ايجاريه فإذا قلنا إن القرآن الكريم قد وصف سيدنا شعيب (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) بتلك الصفتين (الرأفة والصلاح) وهما وصف للمؤجر (سيدنا شعيب) فإين صفات المستأجر (سيدنا موسى)؟.
ربما يقول قائل إنها تلك الصفات التى قالتها احدى ابنتى سيدنا شعيب قال تعالى (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) القصص: 26
نقول لا. لأن ماذكرته الآية هى شروط توظيف لوظيفه معينة كأن تطلب طبيب وتشترط ان يكون خريج جامعة كذا وخبرة كذا والدليل من القرآن قصة سيدنا سليمان مع عفريت الجن انظر ماذا قال العفريت ليقوم بالمهمة قال تعالى (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) النمل:.39
3 - شروط المؤجر وما يتصف به تكون فى حال التعاقد إنما المستأجر فعله فى المستقبل وهو ما تحمله استخدام القرآن الكريم لحرف السين وهو حرف استقبال وقد ذكرت كلمة ستجدنى فى القرآن الكريم فى موضعين آخريين
أ- فى قصة فداء سيدنا اسماعيل قال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الصافات: 102
هنا تجد ان فعل سيدنا اسماعيل هو فعل مستقبلى.
ب- وفى قصة الخضر مع سيدنا موسى ايضا قال تعالى (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) الكهف: 69
وفعل سيدنا موسى مستقبلى بدليل استخدام القرآن الكريم (لا) كأداة نفى وهى لنفى فعل مستقبلى.
ج – واذا اخذنا مثالا من الحياة إنك دخلت مطعم فإنك تسأل الخادم " إنى اريد أ أكل وجبة دسمة " فسيرد عليك سأجيب لحضرتك كذا وكذا "
أى ان فعلك فى الحال وإنما فعل الخادم مستقبلى.
4 - من المعتاد فى العقود بعد إيجاب الطرف الأول واعلان شروطه يبدى الطرف الآخر القبول مثال ذلك عندما أريد ان أزوجك ابنتى وأقول لك " أنى أريد أن أزوجك ابنتى على ان تدفع كذا وكذا " فمن الطبيعى ان تقول " أننى موافق" او تقول " يشرفنى ذلك " وبعدها تقول أمكانياتك أو شروطك لإتمام الزواج.
تعال نرجع للآية الأولى تجد أنها رغبة او عرض سيدنا شعيب لتزويج إحدى ابنتيه وتجد الآية التاليه هى شروط سيدنا موسى.
فالسؤال هنا أين ما يدل على قبول سيدنا موسى وخصوصا ما يقدم اليه هو عرض كريم وشرف وإذا نظرنا الى قوله سبحانه وتعالى (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) طه: 42 - 44
نجد ورغم المتحدث اليه هو فرعون نجد ان المولى عز وجل أمر سيدنا موسى بالين فى القول فما بالنا فى عرض زواج.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - تعال نسلم بأن القائل هو سيدنا شعيب (الآية 27 من سورة القصص) فمن الطبيعى ان يقول القرآن فى الآية (28) "فقال ذلك بينى وبينك " لأن الفاء تعنى الترتيب والتعقيب وخصوصا ان الإجارة ليس فيها خيار.
6 - إذا قرأنا القرآن الكريم ونظرنا للآيات التى ذكر فيها كلمة قال أو قالت أو قالوا تجد أن لهم نفس الحكم فى حالة أن ذكروا فى أول الجملة بدون فاعل ظاهر وتأتى فى حالتين فقط.
وهنا قمت بعمل بحث عن كلمة قال فى القرآن الكريم وأماكن ذكرها بفاعل ظاهر أو لا وسواء فى أول الجمله أو وسطها ثم ركزت التى ذكرت فيها كلمة " قال " بدون فاعل ظاهر وذكرت فى أول الجملة فوجدت أنها تأتى فى حالتين:-
أ- أن يكون مشار للفاعل صراحة فى الآية السابقة مباشرة مثل الآيتين (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يوسف: 4 - 5
نجد أ القرآن الكريم ذكر صراحة أن سيدنا يوسف يكلم أباه" ? ? ? ?" ولم يقل القرآن فى الآية التاليه أبو يوسف.
ومثال ذلك من الحياة (أنا قلت لأبى إنى أريد منك 10 جنيهات فقال سأعطيك) وهنا لم أقل قال " أبى: لأنه معرف فى الجملة السابقة مباشرة.
ب- الحالة الثانية هى حالة الاستطراد (تكملة لحديث قيل سابقا) مثل:-
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)) البقرة: 67 – 71
ومثال ذلك من الحياة
(قلت لشخص اسمه أحمد أين أخوك؟ قال ذهب إلى الجامعه ثم قلت له متى خرج من المنزل قال الساعة 9 صباحا).
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 08:40]ـ
الحلقة الخامسة
أولا: إحصاء بالآيات التى ذكرت فيها كلمة قال (سواء فى أول أو أوسط أو آخر الجملة.
- البقرة
54 - 33 - 61—76 - 68 - 71 - 113 - 118 - 124 - 126 - 131 - 133 - 246 - 247 - 249 - 258 - 259 - 260
آل عمران
37 - 38 - 40 - 41 - 42 - 47 - 52 - 55 - 59 - 81 - 173
النساء
18 - 72
المائدة
20 - 22 - 23 - 25 - 26 - 27 - 31 - 110 - 112 - 114 - 115 - 116 - 119
الأنعام
30 - 74 - 76 - 77 - 78 - 80 - 93 - 128
الاعراف
12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 18 - 24 - 25 - 38 - 60 - 61 - 65 - 66 - 67 - 71 - 73 - 75 - 76 - 80 - 85 - 88 - 106 - 109 - 114 - 116 - 123 - 127 - 128 - 138 - 140 - 143 - 144 - 150 - 151 - 155 - 156
يونس
2 - 15 - 71 - 77 - 80 - 81 - 89 - 90
هود
28 - 33 - 38 - 43 - 46 - 47 - 50 - 54 - 61 - 63 - 78 - 80 - 84 - 88 - 92
يوسف
4 - 5 - 10 - 13 - 18 - 19 - 23 - 26 - 28 - 33 - 36 - 37 - 47 - 50 - 51 - 54 - 55 - 59 - 64 - 66 - 69 - 77 - 79 - 80 - 83 - 86 - 89 - 90 - 92 - 94 - 96 - 98
ابراهيم
6 - 35
الحجر
28 - 32 - 33 - 34 - 36 - 37 - 39 - 41 - 52 - 54 - 56 - 57 - 62 - 68 - 71
النحل
27
الإسراء
61 - 62 - 63 - 102
الكهف
19 - 21 - 35 - 37 - 60 - 62 - 63 - 64 - 66 - 67 - 69 - 70 - 71 - 72 - 73 - 74 - 75 - 76 - 77 - 78 - 87 - 95 - 96 - 98
مريم
4 - 8 - 9 - 10 - 19 - 21 - 30 - 42 - 46 - 47 - 73
طه
18 - 19 - 21 - 25 - 36 - 46 - 49 - 50 - 51 - 52 - 57 - 59 - 61 - 66 - 71 - 84 - 85 - 86 - 90 - 92 - 94 - 95 - 96 - 97 - 120 - 123 - 125 - 126
الأنبياء
4 - 52 - 54 - 56 - 63 - 66 - 112
المؤمنون
26 - 39 - 40 - 81 - 99 - 108 - 112 - 114
الشعراء
12 - 15 - 18 - 20 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 34 - 42 - 43 - 49 - 61 - 62 - 70 - 72 - 75 - 106 - 112 - 117 - 124 - 142 - 155 - 161 - 168 - 177 - 188
النمل
7 - 27 - 36 - 38 - 39 - 40 - 46 - 84
القصص
15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 25 - 27 - 28 - 29 - 33 - 35 - 63 - 76 - 78 - 79
العنكبوت
16 - 28 - 30 - 32
لقمان
13
سبأ
23 - 32 - 34
يس
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - 26 - 47 - 78
الصافات
51 - 54 - 56 - 85 - 95 - 102 - 124
ص
24 - 35 - 71 - 75 - 76 - 77 - 79 - 80 - 82 - 84
الزمر
49
غافر
29 - 48
الزخرف
23 - 24 - 26 - 38 - 51 - 63 - 77
الأحقاف
7 - 15 - 17 - 23 - 34
محمد
16
الفتح
15
ق
27 - 28
الذرايات
25 - 27 - 30 - 31
الحشر
16
الصف
5 - 6 - 14
التحريم
3
القلم
15 - 28
نوح
2 - 5 - 21
المطففين
13
ثانيا: إحصاء بالآيات التى ذكرت فيها كلمة قال بفاعل ظاهر او غير ظاهر.
- البقرة
-33 - 71 - 113 - 118 - 247
آل عمران
-40 - 41 - 47 -
المائدة
-23 - 25 - 26 - 27 - 114 - 115 - 119
االاعراف
12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 18 - 24 - 25 - 38 - 60 - 61 - 66 - 67 - 71 - 73 - 75 - 76 - -88 - 106 - 109 - 114 - 116 - 123 - 127 - 128 - -140 - -144 - 151
يونس
-77 - 89 -
هود
28 - 33 - -43 - 46 - 47 - 63 - 80 - 88 - 92
يوسف
-5 - 10 - 13 - -26 - 28 - 33 - 36 - 37 - 47 - 50 - 51 - 54 - 55 - 64 - 66 - 79 - 83 - 86 - 89 - -92
الحجر
-32 - 33 - 34 - 36 - 37 - 39 - 41 - -54 - 56 - 57 - 62 - 68 - 71
الإسراء
-62 - 63 - 102
الكهف
-37 - 63 - 64 - 66 - 67 - 69 - 70 - 72 - 73 - 75 - 76 - 78 - 87 - 95 - 98
مريم
4 - 8 - 10 - 19 - 21 - 30 - 46 - 47 -
طه
18 - 19 - 21 - 25 - 36 - 46 - 49 - 50 - 51 - 52 - 57 - 59 - 61 - 66 - 71 - 84 - 85 - 90 - 92 - 94 - 95 - 96 - 97 - -123 - 125 - 126
الأنبياء
4 - 52 - 54 - 56 - 63 - 66 - 112
المؤمنون
26 - 39 - 40 - 108 - 112 - 114
الشعراء
12 - 15 - 18 - 20 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 34 - 42 - 43 - 49 - 62 - 70 - 72 - 75 - 106 - 112 - 117 - 124 - 142 - 155 - 161 - 168 - 177 - 188
النمل
7 - 27 - 38 - 39 - 40 - 46 -
القصص
16 - 17 - 27 - 28 - 33 - 35 - 63 - 76 - 78 -
العنكبوت
-30 - 32
سبأ
-32 -
الصافات
51 - 54 - 56 - 95 -
ص
24 - 35 - 75 - 76 - 77 - 79 - 80 - 82 - 84
غافر
48
الزخرف
-24 -
الأحقاف
-23 -
ق
27 - 28
الذرايات
-31
القلم
28
نوح
2 - 5 - 21
ثالثا:الآيات التى تبدأ ب (قال) بدون فاعل ظاهر
- البقرة
-33 - 71 -
آل عمران
-40 - 41 - 47 -
المائدة
-25 - 26 -
الأعراف
12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 18 - 24 - 25 - 38 - 61 - 67 - 71 - 73 - 88 - 106 - 114 - 116 - 140 - -144 - 151
يونس
-89 -
هود
28 - 33 - -43 - 46 - 47 - 63 - 80 - 88 - 92
يوسف
-5 - 13 - -26 - 33 - 36 - 37 - 47 - 51 - 54 - 55 - 64 - 66 - 79 - 83 - 86 - 89 - 92
الحجر
-32 - 33 - 34 - 36 - 37 - 39 - 41 - 54 - 56 - 57 - 62 - 68 - 71
الإسراء
-62 - 63 - 102
الكهف
-63 - 64 - 66 - 67 - 69 - 70 - 72 - 73 - 75 - 76 - 78 - 87 - 95 - 98
مريم
4 - 8 - 10 - 21 - 46 - 47 -
طه
18 - 19 - 21 - 25 - 36 - 46 - 49 - 50 - 51 - 52 - 57 - 59 - 66 - 71 - 84 - 85 - 92 - 94 - 95 - 96 - 97 - -123 - 125 - 126
الأنبياء
4 - 54 - 56 - 63 - 66 - 112
المؤمنون
26 - 39 - 40 - 108 - 112 - 114
الشعراء
12 - 15 - 18 - 20 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 34 - 42 - 43 - 49 - 62 - -72 - 75 - 112 - 117 - 155 - 161 - 168 - 188
النمل
-27 - 40 - 46 -
القصص
16 - 17 - 27 - 28 - 33 - 35 - 78 -
العنكبوت
-30 - 32
الصافات
54 - 56 - 95 -
ص
24 - 35 - 75 - 76 - 77 - 79 - 80 - 82 - 84
الزخرف
-24 -
الأحقاف
-23 -
ق
-28
الذرايات
-31
نوح
2 - 5 -
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 09:54]ـ
الخلقة السادسة
الآيات
سورة البقرة
الآية 33
قال تعالى (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)) البقرة: 32 – 33
الآية 71
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)) البقرة: 67 – 71
.............................. .............................. .............................. .....................
سورة آل عمران
الآيات 40 - 41
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)) آل عمران: 38 - 41
الآية 47
قال تعالى (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)) آل عمران: 45 – 47
.............................. .............................. .............................. .............
سورة المائدة
الآية 25 - 26
قال تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)) المائدة: 24 – 26
.............................. .............................. .............................. ....................
سورة الاعراف
الآيات 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)) الأعراف: 11 – 18
الآيات 24 - 25
قال تعالى (وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)) الأعراف: 19 – 25
الآيات 38
قال تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)) الأعراف: 35 – 39
الآية 61
قال تعالى (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61)) الأعراف: 60 - 61
الآيات 67 - 71
قال تعالى (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)) الأعراف: 65 – 71
الآية 106
قال تعالى (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)) الأعراف: 104 – 106
الآية 114 - 116
قال تعالى (وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)) الأعراف: 113 – 116
الآية 140
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)) الأعراف: 138 – 140
الآية 144
قال تعالى (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)) الأعراف: 143 – 144
الآية 151
قال تعالى (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)) الأعراف: 150 – 151
.............................. .............................. .............................. .......................
سورة يونس
الآية 89
قال تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)) يونس: 88 – 89
.............................. .............................. .............................. ......................
سورة هود
الآية 28
قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)) هود: 25 - 28
الآية 33
قال تعالى (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33))
هود: 32 - 33
الآية 43
قال تعالى (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43))
هود: 42 – 43
الآيات 46 - 47
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)) هود: 45 – 47
الآية 63
ٹ ٹ چ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)) هود: 62 – 63
الآية 80
قال تعالى (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80))
هود: 78 – 80
الآيات 88 - 92
قال تعالى (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)) هود: 88 – 92
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:30]ـ
الحلقة السابعه
تكملة
سورة يوسف
الآية 5
قال تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)) يوسف: 4 – 5
الآية 13
قال تعالى (قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)) يوسف: 11 – 13
الآية 26
قال تعالى (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ
(يُتْبَعُ)
(/)
رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26))
يوسف: 23 – 26
الآية 33
قال تعالى (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)) يوسف: 31 – 33
الآية 37
قال تعالى (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)) يوسف: 36 – 37
الآية 47
قال تعالى (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)) يوسف: 46 – 47
الآية 51
قال تعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)) يوسف: 50 – 51
الآية 55
قال تعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)) يوسف: 54 – 55
الآية 64
قال تعالى (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)) يوسف: 63 – 64
الآية 66
قال تعالى (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)) يوسف: 65 – 66
الآية 79
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)) يوسف: 78 – 79
الآية 83
قال تعالى (ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)) يوسف: 81 – 83
الآية 86
قال تعالى (رْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)) يوسف: 81 – 86
الآية 89
قال تعالى (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)) يوسف: 88 – 89
الآية 92
قال تعالى (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)) يوسف: 90 – 92
............................. … …………………………………………………………
سورة الحجر
الآيات 32 - 33 - 36 - 37 - 39 - 41
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41))
……………………………………………………………………………… ..
الآية 54 - 57
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)) الحجر: 51 – 57
الآية 62
قال تعالى (فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)) الحجر: 61 – 62
الآية 68
قال تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68)) الحجر: 67 – 68
الآية71
قال تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68)) الحجر: 70 – 71
…………………………….……………………………………………… …… ..
سورة الاسراء
الآية 62 - 63
قال تعالى (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)) الإسراء: 62 - 63
الآية 102
قال تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)) الإسراء: 101 – 102
.............................. .............................. .............................. .....................
سورة الكهف
الآيات 63 - 64 - 66 - 67 - 69 - 70 - 72 - 73 - 75 - 76 - 78
قال تعالى (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)) الكهف: 62 – 78
الأية 87
قال تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)) الكهف: 86 – 87
الآية 95
قال تعالى (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)) الكهف: 94 – 95
الآية 98
قال تعالى (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)) الكهف: 95 – 98
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 09:30]ـ
ما علاقة ما كتبت أخيرا بما كتبته أولا؟؟؟؟؟؟
ليس الإقناع بإكثار الكلام فخير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 10:32]ـ
ما علاقة ما كتبت أخيرا بما كتبته أولا؟؟؟؟؟؟
ليس الإقناع بإكثار الكلام فخير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل
الرد:
نعم صدقت خير الكلام ما قل ودل ولكن
1 - نشرى لبحثى القواعد القرانيه بأتى بالدليل القرانى لصحة ان الزيادة فى الايجار كما فى السعودية ودول الحليج ومصر باطلة وربا. (لان البعض يجادل فيما اتيت به فى المشاركة الاولى والثانيه واو لا يكتفى بهما كدليل).
2 - انما تنزيل الايات فى البحث هو استطراد وخطأ فى اسلوب البحث عموما ولكن اتيت بالايات القرانيه حتى لا اجهد القارىء فى البحث فى المصحف عن الايات وساواصل قراءة الاية التالية بعد الانتهاء من تنزيل الايات بالاضافة قد يغيب عن البعض الدليل على صدق الكلام لانه قد يبدأ البعض بدراسة الاية التى بدأت بكلمة قال فقط.
على العموم الاستطراد فى البحث خطأ وانا اعترف بذلك.
شكرا جزيلا
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:56]ـ
يمكن تنزيل الكتاب " نهاية مشكلة الاسكان الان"
من الروابط الاتيه:
الرابط الاول
http://www.badongo.com/file/6008692
الرابط الثانى
http://www.alsdaqa.com/vb/showthread.php?t=6744
اسف اخوتى الاعزاء على الاطالة والنسخة التى امامكم مكتوب الايات بها بلغة الوورد حتى تظهر الايات فى المنتدى ولمن يريد تنزبل البحث كاملا كما قدمته لمجمع البحوث الاسلامية فلينزل برنامج مصحف المدينه على الكمبيوتر الحاص من الرابط ادناه وثم ينزل البحث من الرابط الاخر
رابط برنامج مصحف المدينة
http://www.qurancomplex.org/Material...2¬Menu=true
رابط القواعد القرانية للاجارة
http://file6.9q9q.net/Download/38296...----1.doc.html
مع خالص شكرى وتقدبرى وارجو نقلها الى مشايخنا ومسئولينا(/)
(يامن أمره بين الكاف والنون) هذه العبارة خطأ وغلط عظيم؟!!
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 05:57]ـ
تنبيه:
قال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76: وبهذه المناسبة أود أن أنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم. والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون، لأن الكاف المضمونة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،،،،،
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 11:53]ـ
/
اللهم آمين ..
/
الفاضل ..
عبدالله ..
نعمْ أصبْتُم في النقل!!
فـ العِبارَة المذكُورَة دَارِجَة كثيراً ..
اللهَ أسألُ أن يَرْحَم ضعفَنَا وقِلَّة إداركُ بعضنا ..
في أقوالٍ وأعمالٍ ونوايا ..
قَدْ تكونُ بِنَا إن لمْ يَرحمْنا ربُّنَا مُهْلِكَة!!
وَجَزاكَ وشيْخنا رحمهُ الله والمسلمين الفردوسَ الأعلى بـ رحمتِه!!
/
دُمتُم لـ المجلسِ بِنَاء ..
أخي الكريم ..
/
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 02:20]ـ
أحسن الله إليك أخي عبدالله
ورحم الله الإمام الشيخ ابن عثيمين
ـ[ابن المنير]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 05:16]ـ
وجهة نظر مغايرة
الآية: (وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
العبارة الدارجة: «يا مَن أمره بين الكاف والنون»
العبارة لها وجه صحيح:
الكاف: هي كاف: (كُن)
النون: نون: (فيكون)
والمقصود بـ: «أمره» في العبارة كما يظهر: صدور الأمر، وتحقّقه
صدور الأمر بـ: كن، وتحققه بـ: فيكون ...
فالمعنى: يا مَن أمره = يا مَن أمره الصادر النافذ المتحقّق بين الكاف والنون
بين كاف كن، وبين نون فيكون
والله أعلم
وهذه وجهة نظر
أشبه بالرياضة الذهنية
وبالمناسبة هذه العبارة الدارجة ذكرها بفصها ونصها الألوسي في روح المعاني
والله أعلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 08:56]ـ
أجزل الله لك المثوبة على هذا التنبيه
ورحم الله شيخنا ابن عثيمين واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة والمسلمين أجمعين
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:12]ـ
/
اللهم آمين ..
/
الفاضل ..
عبدالله ..
نعمْ أصبْتُم في النقل!!
فـ العِبارَة المذكُورَة دَارِجَة كثيراً ..
صدقت والمتأمل لكلام كثير من الناس يجد عنهم عبارات كثيرة هي من المحظور ..
وقد جمعت طرفاً منها في كتابي " تحقيق التوحيد " .. أتشرف باطلاعكم عليه على هذا الرابط
http://saaid.net/Doat/almueidi/index.htm
اللهَ أسألُ أن يَرْحَم ضعفَنَا وقِلَّة إداركُ بعضنا ..
في أقوالٍ وأعمالٍ ونوايا ..
آمين ..
قَدْ تكونُ بِنَا إن لمْ يَرحمْنا ربُّنَا مُهْلِكَة!!
الله المستعان ..
وَجَزاكَ وشيْخنا رحمهُ الله والمسلمين الفردوسَ الأعلى بـ رحمتِه!!
آمين ..
/
دُمتُم لـ المجلسِ بِنَاء ..
أخي الكريم ..
/
وأتنم كذلك ..
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:13]ـ
أحسن الله إليك أخي عبدالله
واليكم ..
ورحم الله الإمام الشيخ ابن عثيمين
آمين
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:19]ـ
وجهة نظر مغايرة
الآية: (وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
العبارة الدارجة: «يا مَن أمره بين الكاف والنون»
العبارة لها وجه صحيح:
الكاف: هي كاف: (كُن)
النون: نون: (فيكون)
والمقصود بـ: «أمره» في العبارة كما يظهر: صدور الأمر، وتحقّقه
صدور الأمر بـ: كن، وتحققه بـ: فيكون ...
فالمعنى: يا مَن أمره = يا مَن أمره الصادر النافذ المتحقّق بين الكاف والنون
بين كاف كن، وبين نون فيكون
والله أعلم
وهذه وجهة نظر
أشبه بالرياضة الذهنية
وبالمناسبة هذه العبارة الدارجة ذكرها بفصها ونصها الألوسي في روح المعاني
والله أعلم
نفع الله بك ..
قد يكون ماذكرته محتملاً ..
ولكن ظاهر كلام العوام هو ماذكره الشيخ ..
ولايخفى على كريم علمك أن العبارة إذا كانت موهمة فتركها أولى؟!!
وفقك ربي ..
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 03:07]ـ
الأخ عبد الله
لماذا قلتَ: (قد يكون ماذكرته محتملاً .. )؟
وأنا قد قلت جازما: (العبارة لها وجه صحيح)
وذكرت حجتي ...
ـ[سالم العريني]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 07:42]ـ
هذه العبارة وردت في بعض أشعار منسوبة لعبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى، فحبذا من يقوم بدراسة ثبوتها عن السلف. بارك الله فيكم.
ـ[خواتم]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيك ونفع بك(/)
لماذا أورد الإمام مسلم هذا الأثر في صحيحه؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 01:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا أثر لطيفٌ خرجه مسلم في الصحيح، فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول:
«لا يستطاع العلم براحة الجسم».
[صحيح مسلم: أوقات الصلاة رقم (612)].
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه على الصحيح: 5/ 113 ـ:
جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي r محضة، مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة، فكيف أدخلها بينها؟
وحكى القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما ـ رحمه الله تعالى ـ أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو، وكثرة فوائدها، وتلخيص مقاصدها، وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام، وغيرها، ولا نعلم أحدا شاركه فيها، فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا، فقال: طريقه أن يكثر اشتغاله، وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم. هذا شرح ما حكاه القاضي.
وانظر: إكمال إكمال المعلم 2/ 302.
وذكره السيوطي في الديباج على مسلم 2/ 266 ـ ثم قال ـ قلت:
وقد أخرجه ابن عدي في الكامل بزيادة، ولفظه: سمعت أبي يقول: كان يقال: «العلم خير من ميراث الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسم» اهـ.
انظر: الكامل لابن عدي 4/ 215، وحلية الأولياء 3/ 66.
قلت: قد قالها ـ أيضا ـ الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم ـ رحمه الله ـ:
قال: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل النسخ والمقابلة، قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه، ثم قال: «لا يستطاع العلم براحة الجسد».
سير أعلام النبلاء 13/ 266، وتذكرة الحفاظ 3/ 830.
بدأت الإجازة، فاحذر يا طالب العلم أن يكون معظم وقتك لمتعة وراحة الجسد.
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: اعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تنال بالراحة، فمن زرع حصد، ومن جد وجد.
تفانى الرجال على حبها ** وما يحصلون على طائل.
أخي الموفق
هذه الإجازة غنيمة عظيمة، فانتبه لوقتك أن يضيع فيما لا ينفع.
احرص على نفع نفسك بالتزود من العلم، ونفع الناس في نشره لهم.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 02:20]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 02:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 03:38]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 05:57]ـ
شكر اللَّهُ لكم يا شيخ عبدَ الرَّحمن.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 06:40]ـ
رحم الله الإمام القشيري
وجزاك الله خيرا أبا عبد الله
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 08:52]ـ
بارك الله في أبي عبدالله ..
من توفيق الله تعالى أني استفتحتُ أول يوم من هذه الإجازة بأن زارني أحد الأفاضل الأكارم من الرياض، رفعت زيارته من هِمَّتي، وشدَّت رؤيته من عزيمتي، وبلغ ذلك في نفسي أيما مبلغ!
ولا زال أثر لقياه عليّ، أسأل الله أن لا يزيل هذا الأثر.
فنصيحة: استفتح يا طالب العلم أي مشروع برؤية مثل مَن رأيت، لترتفع همّتك.
ولولا أنه يقرأ كلامي هنا لبحتُ باسمه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 12:56]ـ
هذا النشاط يحس به الإنسان إذا شاهد الجادين والنابهين في الطلب،الذين كسوا ذلك بحلة الأدب والديانة،والله المستعان ..
وقد قيل قديماً في تراجم بعض الصالحين: كان إذا رؤي ذُكر الله عز وجل.
فنسأل الله تعالى أن لا يميت هممنا،ولا يقطعنا من رؤية أمثال هؤلاء.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:00]ـ
... ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ... جزاك الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 05:08]ـ
المشايخ الأحباب الكرام
أشكر لكم تشريفكم وتعليقكم على الموضوع فقد جمل بمروركم، وأنار بنوركم.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 08:58]ـ
الشيخ الفاضل /السديس عسله الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة رائعة تحمل في طياتها فوائد فرائد نافعة ماتعة.
ليُعلم أن
الراحة في الجنة .......
قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
يقول أحمد بن حنبل وقد قيل له: متى الراحة؟ قال: إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت.
لا راحة قبل الجنة هنا الدنيا إزعاجات وزعازع وفتن وحوادث ومصائب ونكبات مرض وهم وغم وحزن ويأس.
إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب إنما يتعجلون العذاب حقيقة، إن الراحة في أداء العمل الصالح والنفع المتعدي واستثمار الوقت فيما يقرب من الله.
جزاك الله خير يا شيخنا العالم الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 06:35]ـ
بارك الله فيكم(/)
ما رأي الإخوة في هذا التفريق بين الخديعة والخيانة؟
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 02:28]ـ
الخديعة: هي فعلُ خلاف ما عاقد عليه مما فيه مكروه للآخر، وقد كان ابتداءُ العقد أو طلَبُه ممن خادع.
مثل قول الله تعالى: ((وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن يخدعوك فإنّ حسبك الله .. ))
هنا الجنوح كان من قِبَلهم، فيُطلق على مخالفتهم له: خداعاً.
والخيانة: هي أن يؤتمن الإنسان على شيء فلا يَنصح. سواء كان الائتمان بطلبه هو أو ممن ائتمنه.
فالخيانة أعم.
نرجو المشاركة والتصحيح من الإخوة الأفاضل
ـ[خالد العامري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:00]ـ
أخي الكريم حمد، لعل في كلام الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ ما يفيدك في هذا الباب، فقد قال _رحمه الله_ معلقاُ على قوله في كتابه (القواعد المثلى):
" ولهذا لم يذكر الله _عز وجل_ أنه خان من خانوه فقال (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم) فقال: (فأمكن منهم) ولم يقل: فخانهم. لأن الخيانة خدعةٌ في مقام الإئتمان، وهي صفة ذم مطلقاً. "
قال _رحمه الله_ في الشرح المسجل (الوجه الأول من الشريط الرابع) _تفريغي، مع تصرفٍ يسير_:
" وذكر أنه خادع من خادعوه لأن الخيانه وصف ذم مطلقاٌ، إذ أنها غدر في محل الاتمان، والغدر في محل الاتمان ذمٌ، ولهذا كان من علامة النفاق أن المنافق اذا عاهد غدر، ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانه، فقال تعالى (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم) يعني إن يريدوا خيانة النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما يقولونه ويظهرونه فقد خانوا الله من قبل _وذلك بالكفر _ (فأمكن منهم) أمكن منهم: يعني جعل السيطرة عليهم من الرسول صلى الله عليه وسلم (والله عليمٌ حكيم) لم يقل خانوا الله من قبل فخانهم، بل قال فأمكن منهم، لأن الخيانة وصفٌ؟ _أجب؟ _ وصف ذم على كل حال.
لأن الخيانة خدعةٌ في مقام الائتمان، وهي صفة ذمِ مطلقاً." اهـ.(/)
«محبة أهل العلم، لصاحب الفضيلة الشَّيْخ عبد الكريم الخُضَيْر»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 06:39]ـ
«محبة أهل العلم،
لصاحب الفضيلة الشَّيْخ عبد الكريم الخُضَيْر
ـ حفظه الله تعالى ـ»
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عليك أنْ تُحِبَّ العُلماء والمُتعلِّمين؛ لأنَّ المرء مع من أحب، فإنْ لم تُحِبَّهُم، الإنسان قد يحصُل لهُ ما يَعُوقُهُ عن تحصيل هذهِ المحبَّة؛ لأنَّ المحبَّة عِبَادة وطاعة لله -جل وعلا-؛ لكنْ قد لا يُوفَّق الإنسان لأنَّ هذه أمُور قلبيَّة، قد يكُون عندهُ من الأعمال ما يحُولُ دُونهُ ودُون هذه المحبَّة، لأنَّهُ قد يقول قائل: الإنسان وش اللي يمنعهُ من أنْ يُحب أهل الخير؟ وهل كلُّ شخص يُوفَّق لحُبِّ أهل الخير؟ قد يكون عندهُ من الأعمال ما يحُولُ دُونهُ ودُونَ هذا العمل الفاضل الخَيِّر {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [(54) سورة سبأ] فإنَّ الله -جل وعلا- يحُولُ بين المرءِ وقلبه لماذا؟ ظُلماً، لا والله {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [(46) سورة فصلت] وإنَّما لوُجُود بعض الأعمال التِّي تجعل هذا الشَّخص يُحال بينهُ وبين قلبِهِ، وبينهُ وبين مُرادِهِ، قد يُحب الإنسان، يَوَد الإنسان أنْ يكُون ذاكراً شاكراً لِمَا يسمع من فضل الذِّكر؛ لكنْ تجِد من أيْسَر الأُمُور عليهِ الكلام الكثير القيل والقال؛ لكنْ سُبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أثقل من الجبال عندهُ لماذا؟ هل هي بالفِعل ثقيلة؟ ليست ثقيلة؛ لكنْ عندهُ من الأعمال ما يحُولُ بينهُ وبين تسهيل هذه الأُمُور وتيسيرها، فإنْ لم تكُن مُتعلِّماً فَأَحِبَّهُم لماذا؟ لأنَّ المرء مع من أحب، فإنْ لم تُحِبَّهُم فلا تُبغِضُهم أقل الأحوال عالج قلبك لا تُبغِضهُم؛ لأنَّ بعض النَّاس ما يكفيه ما يُحب أهل العلم؛ بل إذا رآهُم يكاد يتميَّز من الغيظ -نسأل الله السَّلامة والعافية- لِما جُبِل عليهِ من خُبْث الطَّوِيَّة، وسُوء النِّيَّة، وكُلُّ هذا سَبَبُهُ التَّساهُل بالأُمُور اليسيرة من فُضُول الكلام، و فُضُول الأكل، و فُضُول النَّظر، وفُضُول النُّوم، هذهِ الفُضُول تتراكم على القلب وهي الرَّانْ، ثُمَّ بعد ذلك تسهُل عليه مُزاولة المكروهات، ثُمَّ بعد ذلك يَجْرُؤ على المُحرَّمات، ثُمَّ بعد يُطْبَع على قلبِهِ -نسأل الله السَّلامة والعافية- فمثل هذهِ الأُمُور ينبغي أنْ يَتَنبَّه لها الإنسان.
المصدر: موقع الشَّيْخ عبد الكريم الخُضَيْر
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 02:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - May-2008, صباحاً 06:15]ـ
جزاك الله الشَّيْخ عبد الكريم الخُضَيْر خيرا وبارك الله فيك على النقل المفيد
قال بعض السلف رحمه الله: كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً اومحبا ولا تكن الخامس فتهلك
قيل الخامس هوالمبغض للعلم واهله(/)
هل تقصد التعب في العبادة أفضل أم الراحة ?
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 06:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن البعض يتقصد المشقة في العبادة ظنا منه أن الأجر على قدر المشقة، ولكن هذا ليس
على كل حال؛ فالمسألة فيها تفصيل وإليك بيانه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
«ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق حتى يكون العمل كلما كان أشق كان أفضل، كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة في كل شيء؛ لا ولكن الأجر على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته، وعلى قدر طاعته أمر الله ورسوله؛ فأي العملين كان أحسن وصاحبه أطوع وأتبع كان أفضل؛ فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال العمل»
وقال الشاطبي:
«ليس للمكلف أن يقصد المشقة في التكليف نظراً إلى عظم أجرها؛ فإن المقاصد معتبرة في التصرفات فلا يصلح منها إلا ما وافق الشارع. فإذا كان قصد المكلف إيقاع المشقة فقد خالف قصد الشارع من حيث إن الشارع لا يقصد بالتكليف نفس المشقة، وكل قصد يخالف قصد الشارع باطل، فالقصد إلى المشقة باطل، فهو إذن من قبيل ما ينهى عنه، وما ينهى عنه لا ثواب فيه بل فيه الإثم إن ارتفع النهي عنه إلى درجة التحريم، فطلب الأجر بقصد الدخول في المشقة: قصد مناقض»
وقال العز بن عبد السلام:
«قد علمنا من موارد الشرع ومصادره أن مطلوب الشرع إنما هو مصالح العباد في دينهم ودنياهم، وليست المشقة مصلحة، بل الأمر بما يستلزم المشقة بمثابة أمر الطبيب المريض باستعمال الدواء المرّ البشع، فإنه ليس غرضه إلا الشفاء»
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
تقصد التعب في العبادة قد لا يكون فيه أجر، لكن إذا كانت العبادة لا تأتي إلا بالتعب
كانت أفضل، وهذه مسألة ينبغي للإنسان أن ينتبه لها، وهي: هل تقصد التعب في العبادة
أفضل أم الراحة؟
الجواب: الراحة أفضل، لكن لو كانت العبادة لا تأتي إلا بالتعب كانت المشقة والتعب أفضل فيها أجر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرفع به الدرجات ويكفر به الخطايا:
((إسباغ الوضوء على المكاره)) ولكن لا نقول للإنسان إذا كان يمكنك أن تسخن الماء، فالأفضل أن تذهب إلى الماء البارد وتتوضأ لا نقول هذا ما دام يسر الله عليك، فيسر على نفسك. أهـ
بارك في الجميع
ـ[ابن المنير]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 07:15]ـ
جزيت خيرا يا أخ آل عامر
والمسألة حريّة بالبحث والتتبّع نظريا وعمليا ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:11]ـ
جزيت خيرا يا أخ آل عامر
والمسألة حريّة بالبحث والتتبّع نظريا وعمليا ...
وجزيت أخي الفاضل
جعل الله للخير عليكم دليلاً
ـ[ظاعنة]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 12:55]ـ
أحسنت
أعاننا الله جميعا على طاعته ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 03:14]ـ
جزاكم الله خيرا
وفي كتاب الشيخ يعقوب الباحسين المشقة تجلب التيسير فصلا عنوانه:
دفع شبهة أن الأجر على قدر المشقة ص 527 - 271
ذكر فيها ما نحو ما قرر هنا.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 08:34]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم آل عامر، وحسب علمي القاصر أن الذين جعلوا المشقة جزء من العمل وعليه يكون الثواب؛ هم الصوفية.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 09:17]ـ
لفتة طيبة ..
جزيت خير الجزاء ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 11:59]ـ
جزى الله جميع الأحباب خيراً
ـ[العزة]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 05:35]ـ
قال صلى الله عليه وسلم:" الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين " رواه الشيخان من حديث عائشة.
أليس هذا الحديث دليلاً على أن من يؤدي العبادة من غير تعب أفضل
من الذي يؤديها بمشقة؟
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 06:00]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 10/ 620 ـ 624: " قول بعض الناس: الثواب على قدر المشقة ليس بمستقيم على الإطلاق كما قد يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات والعبادات المبتدعة التى لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات ومثل التعمق والتنطع الذى ذمه النبى صلى الله عليه وسلم ... ". إلى آخر كلامه، فإنه مهم غاية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 12:25]ـ
قال صلى الله عليه وسلم:" الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين " رواه الشيخان من حديث عائشة.أليس هذا الحديث دليلاً على أن من يؤدي العبادة من غير تعب أفضل من الذي يؤديها بمشقة؟
لا.
فالحديث دل على فضل الماهر على الذي يتتعتع.
مع أن هذا المتتعتع لم يكن تتعتعه بقصده واختياره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 12:48]ـ
لا.
فالحديث دل على فضل الماهر على الذي يتتعتع.
مع أن هذا المتتعتع لم يكن تتعتعه بقصده واختياره.
بارك الله فيكم
لعلّ مراد السائل:أن الأجر ليس على قدر المشقة والدليل أن هذا المتعتع رغم ما يبذله من مشقة أخذ أجرين فقط وذاك الماهر كان أكثر منه أجرا ضرورة كونه مع الكرام
وأما كونه لم يقصد المشقة فالقول بعدم تقصد المشقة في العبادة مبني على كون الأجر ليس على قدر المشقة وإلا لو كان الأجر على قدر المشقة لكان تقصد المشقة في العبادة مطلوب لكن بعيدا عن الطرق الصوفية
صورته بأن يخير المرء بين طاعتين أحدهما أشق من الأخرى فيختار الأكثر مشقة تطلبا لزيادة الأجر وترويض النفس
فإذا كان الحديث دليلا على أن الأجر ليس على قدر المشقة كما تقدم كان ذلك دليلا على عدم مشروعية تطلب المشقة في العبادة وتقصدها
وبذلك يصح الاستدلال بالحديث على الموضوع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 12:58]ـ
لكن الحديث عندي ليس دليلا على أن الأجر ليس على قدر المشقة لوجهين:
الأول: أن هذا الماهر إنما فضل على ذاك المتتعتع لأنه كان في بداية أمره يتتعتع ثم أتقن القراءة حتى أصبح ماهرا فهو قد أخذ أجرين عندما كان يتتعتع وأخذ غيره عندما أصبح ماهرا ومعلوم أن ترقيه من درجة التتعتع إلى درجة المهارة تحتاج إلى مشقة فكان له فوق الأجرين أجر آخر أو أجور لكونه مرّ في مشقتين مشقة التتعتع ومشقة التمهر
وبذلك ينعكس الدليل على صاحبه
الوجه الثاني: أن يقال لا يلزم من كونه أفضل منه أن يكون أكثر أجرا منه كما لا يلزم من كونه أكثر أجرا منه أن يكون أفضل منه
والأول عندي أقوى والله أعلم
ومما يدل على أن الأجر على قدر المشقة أشياء:
منها حديث عائشة في العمرة::"ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك" عند الحاكم "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك"
قال أحمد كما في المغني: المكي كلما تباعد في العمرة كان أعظم لأجره
ومن قال أنه خاص في العمرة فقد أبعد ولأي معنى تخصص عن غيرها
قال الكرماني معلقا: والمعني أن ثواب العبادة يكثر يكثرة النصف أو النفقة
ومنها كون المشقة تحقق الابتلاء والابتلاء من مقاصد الشارع والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 01:16]ـ
نعم هذا ليس بمطرد فهو منقوض بليلة القدر وغيرها لكن لا يلزم من كونه غير مطرد عدم مشروعية تقصد المشقة في العبادة بعيدا عن الصوفية كما تقدم
لأن هذا مبني على كون الأجر ليس على قدر المشقة لكن ثبت في الشرع أن الأجر على قدر المشقة أحيانا بل لعله غالبا كما ثبت فيه أن بعض العبادات أقل مشقة من غيرها لكن أكثر أجرا كليلة القدر
وإنما يصح الاستدلال على ذلك إذا لم يكن الأجر على قدر المشقة في الشريعة مطلقا أو غالبا والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 01:20]ـ
ومنها حديث بني سلِمة عندما أرادوا أن يقتربوا من المسجد فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: دياركم تكتب آثاركم
قال ابن حبان:ذكر البيان بأن الأبعد فالأبعد في إتيان المساجد أعظم أجرا من الأقرب فالأقرب لكتبة الله جل وعلا آثار من أتى المسجد للصلوات
ثم ذكر الحديث
ومنها حديث " أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام "
لأن الأبعد يبذل مشقة أكثر ولأن في الانتظار مشقة
ولا يعترض على الأول بأن الأجر إنما كان لكثرة الخطى لأن من كثرت خطاه قد بذل مشقة ومجهودا أكثر ممن قلت خطاه ولأن كون الأجر ترتب على كثرة الخطى لا يلزم منه عدم ترتبه على كثرة المشقة لاحتمال ترتبه على كلايهما
ومنها أن الأصل المتقرر في العقول أن من بذل مجهودا أكثر من غيره ووقع في مشقة أكثر من غيره كان مستحقا لأجر أكثر ممن هو أقل منه جهدا ومشقة والمنقول لا يخالف المعقول وما استثني من هذا كليلة القدرو نحوها فللتدليل على فضيلة تلك الليلىة على غيرها أو لأشياء أخرى وجدت فيها أو تكريما للأمة وتفضيلا بها على غيرها
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 01:36]ـ
ومنها في صحيح مُسْلِم عَن أَبِي بْن كعب، قَالَ: كَانَ رَجُل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد مِنْهُ، وكان لا تخطئه صلاة. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ - أو قُلتُ لَهُ -: لَوْ اشتريت حماراً تركبه فِي الظلماء أو الرمضاء؟ قَالَ: مَا يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لِي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - "قَدْ جمع الله لَكَ ذَلِكَ كله "
وهذا كالصريح فيما نحن فيه
فهذا الصحابي تقصد المشقة مع مقدرته على تخفيفها بشرائه بعيرا أو نحوه
ومنها حديث " أثقل الصلوات على المنافقين ..... ولو تعلمون ما فيهما ... " قال في عون المعبود:"لو تعلمون ما فيهما من الأجر والثواب الزائد لأن الأجر على قدر المشقة ا. هـ
ومعلوم أن الفجر والعشاء تحتاج جهدا أكثر من غيرها لأنها وقت الكسل والنوم
لكن يشكل على ماتقدم حديث " وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استأجر أجيرا "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 02:10]ـ
ثم وقفت على كلام للسعدي رحمه الله في قواعد تفسير لقرآن قال:
القاعدة الثالثة والخمسون: من قواعد القرآن: أنه يبين أن الأجر والثواب على قدر المشقة في طريق العبادة، ويبين مع ذلك أن تسهيله لطريق العبادة من منته وإحسانه، وأنها لا تنقص من الأجر شيئاً.
ثم تكلم على القاعدة وذكر الجهاد وما يترتب عليه من أجر مع ما فيه من مشقة
وعلّق الشيخ ابن عثيمين قائلا:
" خلاصة هذه القاعدة أن الأجر على قدر المشقة، وفيها أيضا بيان المنة على العباد بتسهيل الطاعات، وأن تسهيل الطاعات من آثار رحمته"
فقول بعض الأكابر من أهل العصر: "هذه العبارة من أقاويل الصوفية" فيه ما فيه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 02:12]ـ
أليس هذا الحديث دليلاً على أن من يؤدي العبادة من غير تعب أفضل من الذي يؤديها بمشقة؟
أستغفر الله
ظننت أن الأخ يقول: عكس كلامه فأجبت بذاك الجواب.
وفي كتاب الباحسين المشار له في مشاركتي السابقة نقاش لما أورد من أحاديث ولا أجد فسحة لنقله.
أن هذا الماهر إنما فضل على ذاك المتتعتع لأنه كان في بداية أمره يتتعتع ثم أتقن القراءة حتى أصبح ماهرا فهو قد أخذ أجرين عندما كان يتتعتع وأخذ غيره عندما أصبح ماهرا ومعلوم أن ترقيه من درجة التتعتع إلى درجة المهارة تحتاج إلى مشقة فكان له فوق الأجرين أجر آخر أو أجور لكونه مرّ في مشقتين مشقة التتعتع ومشقة التمهر وبذلك ينعكس الدليل على صاحبه
هذا التأويل ليس بظاهر؛ فإنه لا يلزم أن يكون الماهر قبل مهارته قد: «تتعتع فيه وهو عليه شاق» وهذا ظاهر.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 02:36]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أمجد أنت وشيخنا الحبيب عبدالرحمن
إن القصد مما ذكر أن البعض يتقصد المشقة مع أن الأجر حاصل بدونها
أو أن يترك الأفضل إلى المفضول لأن في الأول زيادة تعب ومشقة
فيظن أن الأجر فيما فيه تعب ومشقة دائما
مثل الرجل الذي نذر إن فتح الله على النبي صلى الله عليه وسلم مكة أن يصلي ركعتين في بيت المقدس
قال: صل هاهنا فأعاد عليه مرتين أو ثلاثا فقال شأنك.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:الصلاة في مكة أفضل وإن كان ذهابه لبيت المقدس فيه نوع من المشقة والتعب.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 05:33]ـ
أو أن يترك الأفضل إلى المفضول لأن في الأول زيادة تعب ومشقة ...
الأخ الحبيب آل عامر
لعلك أخي الحبيب تريد:
(أو أن يترك الأفضل إلى المفضول لأن في الثاني زيادة تعب ومشقة).
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 02:35]ـ
نعم أخي الحبيب ابن المنير
أنعم الله عليك في الدنيا والآخرة
وألهمك الصواب في القول والعمل
ـ[العزة]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 05:06]ـ
بارك الله في:
عبدالرحمن السديس
و
أمجد الفلسطيني
فقد استفدنا مما طرحوا في هذا الموضوع.(/)
تعليق جميل لأبي غدة على حكاية وردت في كتاب لعلي القاري
ـ[أبو فراس]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:10]ـ
قال العلامة علي القاري في كتابه (شرح شرح النخبة):" حكي أن بعض العلماء صنف كتابا في ثلاثين سنة ثم هذبه أحد تلاميذه ورتبه في ثلاث سنين فصار أحسن فأراد به الاستحسان من أهل مجلس فعرض عليهم الكتابين فقال له بعض الظرفاء: إنما صنفت أنت هذا الكتاب في ثلاث وثلاثين سنة فلولا مصنفه لما بلغته "
علق الدكتور عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله على ما سبق بقوله:
نعم وما أصدق هذا الكلام!
فحذار أن تتعالى على المتقدمين والسابقين فيما تكتب - ناسخا ماسخا مختلسا - مؤلفا وترى نفسك أنك أتيت بشيء فات الأوائل ولم تستطعه الأواخر فلا تنزل (نا) و (نحن) من لسانك وقلمك وذهنك فتصاب بمرض نون الجماعة كما هي حال من ترى من زعانف الفارغين وطحالب التافهين المتعالمين! من خاتمة كتاب (صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل)(/)
هذه هي المفاتيح .. فاعرفها
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:16]ـ
قال الإمام ابُن قَيِّمِ الجوزيةِ، رحمه الله:
«جعل اللهُ ـ سبحانه ـ لكل مطلوبٍ مفتاحاً يُفتحُ به، فجعل:
1. مفتاح الصلاة: الطُّهور، كما قال (ص): «مفتاح الصلاة الطُّهور».
2. ومفتاح الحج: الإحرام.
3. ومفتاح البر: الصدق.
4. ومفتاح الجنة: التوحيد.
5. ومفتاح العلم: حسن السؤال، وحسن الإصغاء.
6. ومفتاح النصر والظفَر: الصبر.
7. ومفتاح المزيد: الشكر.
8. ومفتاح الولاية: المحبة والذِّكْر.
9. ومفتاح الفلاح: التقوى.
10. ومفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة.
11. ومفتاح الإجابة: الدعاء.
12. ومفتاح الرغبة في الآخرة: الزهد في الدنيا.
13. ومفتاح الإيمان: التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه.
14. ومفتاح الدخول على الله: إسلام القلب وسلامته له، والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك.
15. ومفتاح حياة القلب: تدبر القرآن، والتضرع بالأسحار، وترك الذنوب.
16. ومفتاح حصول الرحمة: الإحسان في عبادة الخالق، والسعي في نفع عبيده.
17. ومفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى.
18. ومفتاح العز: طاعة الله ورسوله.
19. ومفتاح الاستعداد للآخرة: قصر الأمل.
20. ومفتاح كل خير: الرغبة في الله والدار الآخرة.
21. ومفتاح كل شر: حب الدنيا وطول الأمل.
وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم، وهو معرفة مفاتيح الخير والشر، لا يوفَّق لمعرفته ومراعاته إلا من عَظُم حظُّه وتوفيقه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه،
• كما جعل الشركَ والكبر والأعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار.
• وكما جعل الخمرَ مفتاحَ كل أثم.
• وجعل الغناءَ مفتاحَ الزنا.
• وجعل إطلاقَ النظرِ في الصور مفتاحَ الطلب والعشق.
• وجعل الكسلَ والراحة مفتاحَ الخيبة والحرمان.
• وجعل المعاصي مفتاحَ الكفر.
• وجعل الكذبَ مفتاحَ النفاق.
• وجعل الشُّحَّ والحرصَ مفتاحَ البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله.
• وجعل الإعراضَ عما جاء به الرسول (ص) مفتاحَ كل بدعة وضلالة.
وهذه الأمور لا يُصدِّق بها إلا كلُّ من له بصيرة صحيحة وعقل يعرف به ما في نفسه وما في الوجود من الخير والشر، فينبغي للعبد أن يعتني كلَّ الإعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت المفاتيح له. والله من وراء توفيقه وعدله، له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل، لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون».
«حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح»
للإمام ابن القيم (ص/47 - 48)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 09:09]ـ
رحم الله ابن القيم، وجزاك الله خيراً أخي الكريم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 11:41]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وجعلك من مفاتيح الخير
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 01:36]ـ
آمين
جعلنا اللهُ وإياكم مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 07:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أيوب البرزنجي]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 09:19]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سعد هارون]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 10:39]ـ
ولااله الا الله "الكلمة الطيبة":مفتاح الجنة
ومحمد رسول الله:مفتاح الهداية (وإن تطيعوه تهتدوا "
والصلاة ذات الخشوع والخضوع:مفتاح الخزائن
والعلم:مفتاح المعرفة
والذكر:مفتاح الخشية
وإكرام المسلمين ومحبتهم:مفتاح القلوب
والاخلاص: مفتاح القبول
والدعوة الى الله:مفتاح الدين
والخروج في سبيل الله:مفتاح نشر الدين
هذه ستة صفات أعز الله بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فإذا جاءت فينا هذه الصفات ستأتي بقية الصفات بإذن الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 06:47]ـ
مشكور اخي ابو عبد الرحمن على هذة المفاتيح ...
وجعلك الله تعالى مفتاحاً للخير .. مغلاقاً للشر ..
احسنت على الموضوع ...(/)
من أعز أمر الله أعزه الله (قصة مؤثرة)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:24]ـ
تنبيه: ما كان باللون الأخضر فهو من توضيحي.
ـــــــــــــ
روى الخطيب في تاريخ بغداد 9/ 288 من طريق عمر بن الهياج بن سعيد ـ أخي مجالد بن سعيد ـ قال:
كنت من صحابة شريك ـ يعني القاضي ـ فأتيته يوماً وهو في منزله باكراً، فخرج إلي في فرو ليس تحته قميص، عليه كساء، فقلت له: قد أضحت عن مجلس الحكم؟!
فقال: غسلت ثيابي أمس،فلم تجف فأنا انتظر جفوفها،اجلس، فجلست، فجعلنا نتذاكر: (باب العبد يتزوج بغير إذن مواليه).
فقال: ما عندك فيه؟ ما تقول فيه؟ وكانت الخيزران ـ أم الرشيد ـ قد وجهت رجلاً نصرانياً على الطراز بالكوفة،وكتب إلى موسى بن عيسى ـ أمير الكوفة ـ: أن لا يعصي له أمراً.
فكان مطاعاً بالكوفة،فخرج علينا ذلك اليوم من زقاق يخرج إلى النخع، معه جماعة من أصحابه، عليه جبة خز وطيلسان على برذونٍ فارهٍ، وإذا رجلٌ بين يديه مكتوف، وهو يقول: واغوثاً بالله، أنا بالله،ثم بالقاضي، وإذا آثار سياط في ظهره!
فسلم على شريك،وجلس إلى جانبه.
فقال الرجل المضروب: أنا بالله ثم بك! أصلحك الله! أنا رجل أعمل هذا الوشى، كراء مثلي مائة في الشهر، أخذنى هذا مذ أربعة أشهر،فاحتبسنى في طراز، يجري على القوت،ولي عيال قد ضاعوا، فأفلتُّ اليوم منه، فلحقنى ففعل بظهري ما ترى!!
فقال: قم يا نصراني فاجلس مع خصمك!
فقال: أصلحك الله يا أبا عبد الله هذا من خدم السيدة، مُرْ به إلى الحبس!
قال: قم، ويلك فاجلس معه كما يقال لك!
فجلس فقال: ما هذه الآثار التي بظهر هذا الرجل؟ من أثّرها به؟!
قال: أصلح الله القاضي! إنما ضربته أسواطاً بيدي،وهو يستحق أكثر من هذا، مُرْ به إلى الحبس!!
فألقى شريكٌ كساءه، ودخل داره، فأخرج سوطاً ربذيّاً، ثم ضرب بيده إلى مجامع ثوب النصراني، وقال للرجل: انطلق إلى أهلك!
ثم رفع السوط، فجعل يضرب به النصراني، وهو يقول له: يا صبحى قد مَرّ قفا جمل، لا يضرب والله المسلم بعدها أبداً!
فهمّ أعوانه أن يخلصوه من يديه، فقال: مَنْ ها هنا من فتيان الحي؟! خذوا هؤلاء فاذهبوا بهم إلى الحبس،فهرب القوم جميعاً، وأفردوا النصراني،فضربه أسواطاً،فجعل النصراني يعصر عينيه،ويبكى ويقول له ـ أي مهدداً لشريك ـ: ستعلم!!
فألقى السوط في الدهليز، وقال ـ أي شريك ـ: يا أبا حفص! ما تقول في العبد يتزوج بغير إذن مواليه؟!
وأخذ فيما كنا فيه، كأنه لم يصنع شيئاً!!
وقام النصراني إلى البرذون ليركبه، فاستعصى عليه، ولم يكن له من يأخذ بركابه، فجعل يضرب البرذون!
قال: يقول له شريك: ارفق به ويلك، فإنه أطوع لله منك! فمضى.
قال: يقول هو: خذ بنا فيما كنا فيه ـ أي في مسألتنا التي كنا نبحث فيها ـ! قال: قلت: ما لنا ولذا؟! قد ـ والله ـ فعلتَ اليوم فعلة ستكون لها عاقبةٌ مكروهة!!
قال:
أعزّ أمرَ اللهِ يُعِزُكَ اللهُ
خذ بنا فيما نحن فيه.
قال: وذهب النصراني إلى موسى بن عيسى ـ وهو الذي أمرت الخيزران أن لا يُعْصى أمرُه بالكوفة ـ فدخل عليه فقال:
من فعل هذا بك؟! وغضب الأعوان،وصاحب الشرط!!
فقال: شريك فعل بي كيت وكيت!!
قال:
لا والله! ما أتعرض لشريك!!
فمضى النصراني إلى بغداد فما رجع!!
ــــــــــــــــــــــ
كم في هذه القصة من عبر وعظات؟!!
بانتظار ما يتحفنا به الإخوة من تعليقاتهم المثرية للموضوع!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 09:03]ـ
كان عملهم في السر كالعلن، ولم يخشوا الا الله، فجعل الله لهم الهيبة والمكانة، رحم الله شريك، نعم المثل لما كان عليه السلف.
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 11:23]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عمر
ما أجمل أحوال سلفنا رحمهم الله
أعزهم الله لما زهدوا عن هذه الدنيا الفانية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 11:26]ـ
وهذا المعنى الذي تمثل في موقف شريك ـ رحمه الله ـ
كان واضحاً وضوح الشمس
في حياة الداعية الكبير الشيخ الدكتور/
محمد تقي الدين الهلالي
ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ
والذي كتب مذكراته في الدعوة إلى الله
فيما يقارب 300 صفحة أو تزيد
فإن القارئ لها يدرك ـ وليس يلمس ـ
أثر الصدق،والاعتزاز بالمبدأ في دعوته رحمه الله.
أنصح كل داعية وطالب علم بقراءتها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 04:36]ـ
بارك الله فيكم ورحم الله شريكا.
وكأني قد قرأت نحوها لحفص بن غياث أو غيره من قضاة العدل إما في كتاب أخبار القضاة لوكيع أو في أخبار الشيوخ للمروذي، ولعله إن حصل في الوقت فسحه أن أنقل الخبر.(/)
النفقة على الأهل
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 08:15]ـ
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً". أخرجه أحمد (4/ 120، رقم 17123)، والبخاري (5/ 2047، رقم 5036)، ومسلم (2/ 695، رقم 1002)، والنسائى فى الكبرى (2/ 36، رقم 2325)، وابن حبان (10/ 50، رقم 4239). قَال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": فِيهِ: بَيَانُ أَنَّ الْمُرَاد بِالصَّدَقَةِ وَالنَّفَقَة الْمُطْلَقَة فِي بَاقِي الْأَحَادِيث إِذَا اِحْتَسَبَهَا , وَمَعْنَاهُ أَرَادَ بِهَا وَجْه اللَّه تَعَالَى. فَلَا يَدْخُل فِيهِ مَنْ أَنْفَقَهَا ذَاهِلًا , وَلَكِنْ يَدْخُل الْمُحْتَسِب , وَطَرِيقه فِي الِاحْتِسَاب أَنْ يَتَذَكَّر أَنَّهُ يَجِب عَلَيْهِ الْإِنْفَاق عَلَى الزَّوْجَة وَأَطْفَال أَوْلَاده وَالْمَمْلُوك وَغَيْرهمْ مِمَّنْ تَجِب نَفَقَته عَلَى حَسَب أَحْوَالهمْ. وَقَدْ أُمِرَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ. وَاَللَّه أَعْلَم.(/)
القواعد الأربع
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 08:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر، وإذا ابتلى صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفيه ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الداريات آية 56.
فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لاتسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لاتسمى صلاة إلامع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة.
فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال تعالى فيه (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) النساء آية 116، وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.
) القاعدة الأولى (:
أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ? مقرون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام والدليل قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله أفلا تتقون) يونس آية 31.
(القاعدة الثانية):
أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي منهو كاذب كفار) الزمر آية 3، ودليل الشفاعة قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس آية 18.
والشفاعة شفاعتان:
1 - شفاعة منفية 2 - شفاعة مثبتة
فالشفاعة المنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. والدليل قوله تعالى: (يأيها الذين ء امنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه ولا خلة ولاشفاعة والكافرون هم الظالمون) البقرة 254
.
والشفاعة المثبتة: هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة، المشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى: (من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه) البقرة آية255.
(القاعدة الثالثة)
أن النبي ? ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الملائكة،ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين،ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله ? ولم يفرق بينهم، والدليل قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله) الأنفال آية 39. ودليل الشمس والقمر قوله تعالى: (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) فصلت آية37.
ودليل الملائكة قوله تعالى: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبين أربابا…) آل عمران آية 80. ودليل الأنبياء وقوله تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولاأعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) المائدة آية 116.
ودليل الصالحين قوله تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه) الإسراء آية 57. ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى: (أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة الأخرى). النجم آية 19، وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال (خرجنا مع النبي ? إلى حنين ونحن حد ثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) الحديث
(القاعدة الرابعة) أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم في الرخاء وفي الشدة والدليل قوله تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) العنكبوت آية 65.
(تمت وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم)
القواعد الأربعة للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 09:47]ـ
جزاك الله خيرا" الاخ (تاور) على الموضوع الفعال ولكن هناك سؤال يدور فى ذهنى وهو من القاعدة الرابعة وهو قولك >> ان مشركى زماننا اغلظ شركا" من الاولين .... الخ من هم المشركون فى زماننا الذين هم اكفر من ابى جهل عليه لعنة الله؟ وشكرا"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:34]ـ
لكن هناك سؤال يدور فى ذهنى وهو من القاعدة الرابعة وهو قولك >> ان مشركى زماننا اغلظ شركا" من الاولين .... الخ من هم المشركون فى زماننا الذين هم اكفر من ابى جهل عليه لعنة الله؟ وشكرا"
أخي الكريم وهل لديك شك في هؤلاء المشركين الذين أشركوا بالله وهم يدعون الإسلام أنهم أشد شركاً من أبي جهل، وهؤلاء الذين ذبحوا لغير الله، وعبدوا غير الله، وتوسلوا بغير الله، صفات الله أعطيت لمشايخهم ولمن يقدسون اليسوا هؤلاء أشد شركاً من أبي جهل الذي أشرك ورفض دين الله علانية، وهم يدعون الإسلام وهم مشركين، المشركون السابقون أذا ركبوا الفلك دعوا الله مخلصين له الدين وأذا وصلوا للبر أشركوا، ومشركي زماننا أشركوا بالله في الفلك وفي البر، أي اشركوا بالله في السر والعلانية، وأشركوا بالله في الضيق والفرج.
وبالنسبة لي فأن من مشركي زماننا وهو أشد شركاً من أبي جهل (علي الجفري) الصوفي الخبيث المشرك.
ـ[المغيرة]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
جزاك الله خيرا" الاخ (وليد) ليس لدى شك فى شركهم ولكنى افهم من قولك >> ان متصوفة الزمان الذين يدعون غير الله فى الرخاء والشدة مشركون خارجون عن ملة الاسلام ويجب على كل مسلم علم بحالهم ان يتبراء منهم والا كان مثلهم لان من لم يتبراء من المشركين يكون قد تولاهم ولايكون مسلما" وهذا هو الحق. لانى رايت اناس يدعون السنة ويزعمون انهم مؤتمين بالشيخ (محمد بن عبد الوهاب) ومع ذلك لايتبرؤن منهم بل يتولونهم ويقولون بااسلامهم مع شركهم وسبحان الله<< كيف يكونون مشركون ومسلمون فى آن واحد انه لشئ عجاب.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 08:38]ـ
غفر الله لكما اخواني (المغيرة) و (وليد الدلبحي) على المشاركة وجزيتم خيراً
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 10:52]ـ
هل القواعد الأربعة أم القواعد الأربع؟ أرجو أن تصحح على ضوء قواعد اللغة العربية بحيث إذا كانت القواعد جمع قاعد فصيح ما في العنوان وإن كانت جمع قاعدة فالصواب: القواعد الأربع
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي في الله (محمد عزالدين المعيار) على المشاركة والرأي السديد وأشكرلك تفضلك بالنصيحة,
فمن حق المسلم على أخيه المسلم النصح له والإرشاد والتوجيه ...
ويغلب على ظني أن الشق الثاني الذي ذكرته هو الصحيح
وبناء على هذا نقول "القواعد الأربع"
وأرجو من المشرفين الكرام التكرم علينا وتغيير العنوان الى القواعد الأربع
والله تعالى اعلم
حفظكم الله وسدد خطاكم
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 11:24]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله وسدد خطاك والمومن مرآة أخيه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 01:08]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب عبد الله السني.
أما بالنسبة للعنوان: فالظاهر أن الوجهين جائزان لتقدم المعدود على العدد.
والله أعلم.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 09:18]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب عبد الله السني.
أما بالنسبة للعنوان: فالظاهر أن الوجهين جائزان لتقدم المعدود على العدد.
والله أعلم.
وفيك بارك أخي الحبيب في الله (علي الفضلي) وجزاكم الله خيرا.(/)
فائدة حول التقريب، وشرحه طرح التثريب ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 09:40]ـ
فائدة حول التقريب، وشرحه طرح التثريب
قال أبو زرعة، ابن العراقي رحمه الله تعالى:
(الجزء الأول من شرح الأحكام المسمَّى: «طرح التثريب في شرح التقريب» من تأليف والدي رحمه الله وتكميلي، من أوله إلى أول باب مواقيت الصلاة، من كلام والدي رحمه الله، ومن أول الباب المذكور إلى أول باب التأمين من كلامي، ومن ثم إلى باب الإمامة من كلام والدي رحمه الله، ومن ثم إلى باب الجلوس في المصلَّى وانتظار الصلاة من كلامي، ومن ثم إلى آخر هذا المجلد من كلام والدي رحمه الله).اهـ
وبداية من المجلد الثاني إلى آخر الكتاب هو من تأليف ابن العراقي رحمه الله ...
ينظر: مقدمة تحقيق طرح التثريب، 1/ 6 - 9.
............
أقول: والحافظ ابن حجر رحمه الله له عناية بالتقريب للعراقي، ومعرفة تامة بمنهج شيخه فيه (ينظر: الفتح، 9/ 498)، ومعرفة بموارده، وله عليه ملاحظات (ينظر: الفتح، 10/ 175).
.........
وقد ظهر لي أن الحافظ ابن حجر رحمه الله، قد وقف على طرح التثريب للوالد والابن، واستفاد منه في الفتح، وإنْ لم يصرّح بذلك، بل لم يذكر اسم الكتاب مرة واحدة ...
والله أعلم وأحكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 07:43]ـ
وبالجملة
فمَن أراد السلامة من الوقوع في خطأ نسبة القول إلى غير صاحبه، فليقل:
(قال في " طرح التثريب ").
وممَّن أشار إلى هذا المسلك النبيه، القرافي رحمه الله في مقدمة تحفته النفيسة: "الذخيرة" 1/ 37
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 03:08]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ أشرف ونفع بكم.
واقترح على كل إنسان ليأمن من الخلط أن يقوم بتصوير الورقة التي قمت بنقلها ليراجعها كلما أراد الإحالة على الكتاب. (ابتسامة)
بارك الله فيك ونفع بك، فائدة عزيزة تكثر الحاجة إليها، وقد لا ينتبه لها الكثير من طلبة العلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 03:14]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
لا أخفي عليك أنني بالفعل عملت نسخ لهذه الورقة وألصقتها في ملف وورد
وكلما احتجت إلى النقل من طرح التثريب
أرجع إليها حتى أستذكر هل الكلام للوالد أم للابن:)
والمخرج فعلا من هذا ونحوه - عند الشك -
قول
قال في كذا
قال في طرح التثريب
قال في المغني
إلخ
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 07:11]ـ
الشيخ المفضال / أشرف ..
بارك فيكم الباري وجعل علمكم نهر حسنات جاري.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 11:56]ـ
الشيخ الحبيب آل عامر
لا زلت بجميل أدبك تأسر القلوب أسعدك الله ...
مرادي بقولي
(قال في المغني كذا)
أنه قد ينقل ابن قدامة عن غيره .. عن الإمام أحمد مثلا أو غيره .. ثم يعقِّب بكلام له دون فاصل واضح ... وهنا قد يحدث اشتباه يقع فيه غير المتمرس بكلام الأئمة .. هل العبارة من تمام كلام المنقول عنه .. أم لابن قدامة .. والمخرج من هذا الاشتباه قول:
وفي المغني كذا وكذا
هذا هو المراد
ـ[ابو عبد الوهاب]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
جعل الله الجميع منارات للهدى(/)
التطرُّف كلُّهُ مذمومٌ .. ولكنْ!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 11:40]ـ
التطرُّف كلُّهُ مذمومٌ .. ولكنْ!
بقلم فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأَثري
تكادُ تُجمِع كلمةُ (العقلاء) -اليومَ- على ذَمِّ التطرُّف، وردِّه، ونقضهِ، وفضح مُمارساتهِ؛ لِمَا تتضمَّنُهُ أفكارُ أهلهِ مِن انحرافٍ عن الشرع الحكيم، فضلاً عمّا تُنْتِجُهُ فَعائِلُهم مِن ثَمَراتٍ وخيمةٍ على الأفراد، والمجتمعات، والجماعات –فساداً وإفساداً؛ تضربُها في أمنها وأمانها وإيمانها- ..
ومِن أبْيَنِ صُوَر هذا التطرُّف –بالمعنى المُعاصر الذّائع-: الفكرُ التكفيريّ المنفلتُ؛ الذي يُظْهِرُ أهلُهُ أنفسَهم بصورة حُماة الدِّين، ورُعاةِ الملّة! بينما هم عن (حقيقة) ذلك بعيدون ناشِزون ...
فنراهم –مُتواطئين! - على تكفير حُكّام المسلمين –ابتداءاً-، ثم يختلفون فيمن بعدهم –تَبَعاً-: مِن تكفير الوزراء، والنُّواب، والعسكر!! إلى أن يَصِلَ التطرُّفُ ببعضِهم أقصاه؛ وذلك بتكفير عامّة المسلمين –أجمعين-، وأنه ليس هناك مِن المسلمين إلا هُم!!!
ومنِ صُور التطرُّف القاتمةِ –أيضاً-: فعائلُ أدعياءِ الجهاد، الذين يُواقعون الإفساد باسْمِ الجهاد؛ بعيدين عن الجهاد الشرعيِّ الصحيح، بضوابطه المعتبرة؛ والّتي مِن أهمِّها: الالتزامُ بأحكام أولي الأمر –مِن العُلماء والحُكّام-؛ ولكنْ؛ كيف هم يفعلون؟! وأكثرهم –أيضاً- يكفّرون الحُكّام، ويُشَكِّكون بمرجعيّة علماء الإسلام!
فحصل مِن أُولئك الأدعياء –في أهل الإسلام أكثَر- ما الكُلُّ يعرفُهُ: مِن التقتيلِ، والتفجير، والتدمير، والفساد، والإفساد؛ فأهلكوا الحرثَ والنَّسْلَ: وباسْم الإسلام! وبتوقيع (المسلمين)!! ممّا أدّى إلى ذلك التَّسارع الأُمميِّ المجنون لإضعاف أُمّةِ الإسلامِ (أشد)، والطعن بالإسلام بصورة (أوْقَح) –ولا أقول: أوضح-!!
ومِن صُور التطرُّف الظالمةِ –أيضاً-: ذلك التحزُّب الفكريُّ المقيت، الذي يُشَتِّتُ شملَ الأُمَّة، ويجعلُها دوائرَ مُغْلَقَةً مضغوطةً؛ ممّا يَشُلُّ حركة المجتمع المسلمِ الآمِن؛ بما يتضمّنُهُ ذاك التحزُّب الظلومُ مِن تشرذمٍ وتمحوُرٍ مبني على أفكار بعيدة عن أنوار الوحيين الشريفَين –الكتاب والسنة-؛ حتى تَؤُول ممارساتُ الأفعال والأقوال –بسبب ذلك- مرهونةً بمدى موافقةِ أفكار الحزب، أو مخالفتها؛ فضلاً عمّا يكونُ وراءَ ذلك من مواقفِ المُصادرة، والإقصاء، وتفتيت الأُمّة ...
كلُّ ذلك والفئةُ المتحزّبةُ الضيّقةُ مُتَكَعْكِعةٌ في حزبيّتها، ومُنكمشةٌ في بوتقتها!!
.. هذه (بعضٌ) من صُوَر التطرُّف –بصورته المعاصرة الذّائعة- بما يحملُهُ مِن أثرٍ شنيع، ومآل فظيع؛ يُغْرِق الأُمَّةَ –أكثرَ وأكثرَ- في وَهْدَتِها، ويزدادُ –بسببهِ- ضعفُها ووهنُها؛ فلا الأفراد يطمئنون! ولا المجتمعاتُ تَستقرُ!!
هذا كلُّهُ –كما صدَّرتُ- متفق عليه بين (العقلاء)؛ ولكنْ:
اطَّلَعْتُ –قريباً- على كتابٍ يبحث في «التطرُّف»، وبيانِ «حقيقته، وبواعثه، ومظاهره، وعلاجه»!! أحْسَنَ (كاتبوه) –شيئاً ما- في كشفِ (بعضٍ) مِن صُوَر التطرُّفِ المُتقدِّمِ ذِكْرُها ونقدُها؛ وهي -بلا شك- الأخطرُ، والأشدُّ على الأفراد –حُكاماً ومحكومين-، وعلى المجتمعات –إسلاميةً وغيرَ إسلامية-.
وأمّا ما لم يُحْسِنْهُ (كاتبو) ذلك الكتاب، ولم يضبطوه على وجهه العلميِّ الحقّ الصواب؛ فهو: ذِكرُهُم –مِن صُوَر التطرُّف المذموم- بعضَ المسائل الفقهيّة الخلافية المعتبرة بين فقهاء الإسلام –قديماً وحديثاً-؛ ممّا قد يختار القولَ بهِ –تبعاً للدليل والحُجّة – بعضٌ مِن طلبةِ العلم، أو يُرَجّحُه –بحَسَب البيِّنة والبُرهان – بعضٌ مِن الفُقهاء والعُلماء، وهذا -كلُّه- عندهم، وعند كُلِّ ذي نَظَر- لا يخرجُ بأيٍّ حالٍ من الأحوال عن مذاهب أهل السُّنة، ومقالات علمائها الأئمّة ...
وإذِ الأمر كذلك؛ فمتى كان اختيارُ رأيٍ فقهيٍّ –ما- بترجيح علميٍّ مُعْتَبَر جارٍ على قواعد العلمِ
–بِغَضِّ النَّظر عن موافقتهِ الصوابَ أم لا-: سلوكاً قبيحاً؟! فضلاً عن أن يُسمَّى –بغير وجهِ حقٍّ- تطرُّفاً مذموماً!! لِيُلْحَقَ أصحابُهُ -بَعْدُ– ظُلماً وعدواناً- بِقالات التكفِيريّين، أو الحِزْبييِّن، أو المفسدين باسْم الجهاد –بغير هدى مِن ربِّ العالمين-!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول هذا –كلَّه- بعد تقرير حقيقة علميّة مُعتبرةٍ؛ وهي:
أنَّ لتغيُّر الزَّمان والمكان أثراً مُباشراً في تغيُّر معاني المصطلحات، ودلالاتها، وآثار مفاهيمها:
فـ (التطرُّف) –في أصل معناه اللغويِّ- مأخوذٌ مِن: طَرَف الشيء؛ فإمّا أن يكونَ ابتداءه، وإمّا أن يكونَ نهايته، وهو –بجهتيه- بعيدٌ عن أن يكون قريباً مِن الوسط -كما هو مفهومُ كلام الإمام الجَصّاص في «أحكام القرآن» (3/ 550) -؛ على حدِّ قول الشاعر:
لا تَغْلُ في شيءٍ من الأمر واقتصدْ
كِلا طَرَفي قَصْد الأمور ذَميمُ
فالأصل البعيد عن طرفيه هو الوسطُ الحقُّ العدلُ؛ الذي هو سِمَةُ هذه الأمّةِ المحمّدية وسَمْتُها؛ كما قال ربُّنا ذو الجلال: {وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شُهداء على الناس ويكونَ الرسول عليكم شهيداً}، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «إيّاكم والغُلُوَّ في الدين؛ فإنما أَهلك مَن كان قبلكم: الغُلُوُّ في الدين».
و (الغُلُوُّ): مُجاوزة الحَدِّ الشرعيِّ، و (التطرُّف) –بمعناه اللغويِّ- داخلٌ –ولا شَكّ- بهذا المعنى الشرعيّ (العامّ) –الذي يَجبُ الحَذَرُ منه، والتحذيرُ عنه- ...
وحقيقةُ البحث المنصِف: ليس في هذا المعنى اللغويّ العامّ –الذي هو أصلٌ-؛ وإنما هو في المعنى الاصطلاحي المُعاصر الذّائع؛ الذي يربطُ التطرُّف بالعنف، ويربطُه بالتكفير، ويربطُه بمجانَبَة الأمن والأمان ...
فالتطرُّف –بالمعنى اللغوي العامّ- ليس ذا صِلَةٍ بالدين الإسلامي –فقط-، ولا بالمسلمين عُموماً أو فئاتٍ مُعَيّنةٍ منهم –حَسْبُ-؛ بل هو عامٌّ في سائر الأفكار، والأديان، والمذاهب.
ولا تخفى على أحدٍ تلك المصطلحاتُ السياسيةُ المُعاصرةُ، المرتبطةُ بالأحزاب اليمينيّة –أو اليساريّة- المتطرّفة -عند اليهود، أو النصارى-، بل حتّى عند الشيوعيين!
فمِن الظلمِ البَيِّن: الخَلْطُ القبيحُ بين التطرُّف –بمعناه اللغويّ العامّ-، وبين التطرُّف –بمعناه الاصطلاحي المُعاصر-؛ بحيث يظنُّ العامّةُ، أو يتوهّم (الخاصةُ): أنّ كلَّ مُواقعٍ لشيء مِن ذاك التطرُّفِ اللغويِّ –إن سلَّمْنا بمُواقِعتهِ حقًّا وصدقاً! - مُواقعٌ للتطرُّفِ الاصطلاحي بمعناه المذموم الشائع الذائع
–عُنفاً، وتكفيراً، وتفجيراً-.
وإذِ الأمرُ على ما نَبَّهْتُ؛ وأنّ موضعَ الخَلْطِ مرتبطٌ بذكر اختيارات فقهيّة (سُنِّية) معيّنة؛ أفلا يستطيعُ الطرفُ المقابلُ لجهةِ الاتِّهام أن يعكسَ الصورةَ، ويقلبَ التهمَة –سواءً بسواءٍ- ليؤولَ المُتَّهِمُ مُتَّهَماً، والمُتَّهَمُ مُتَّهِماً؛ مُعلِّلاً فعلَه بأنَّ المبدأَ واحدٌ؛ وذلك لترجيح مُقابلهِ –فقط- رأياً يُخالفُهُ!!
فهل هذه الحالةُ الاتهاميّةُ الجائرةُ، وهذا التلاسنُ الظالم: ينفعُ الأمّة، ويُفيد المجتمع؛ أم أنّه –حالاً أو مآلاً- سببٌ أكبرُ لتفكُّكهِ وتفكيكهِ، وطريقٌ أسرع إلى تَلَجْلُجهِ وتشكيكهِ؟!
بل إنّي (أخشى) أن أقولَ –مِن جهةٍ أخرى –تأصيليّة-:
إنّ اعتبار ترجيحِ بعض مسائل الفقه الخلافية، أو اختيارها: تطرُّفاً؛ هو التطرُّفُ بعينهِ!! وذلك لِمَا يحمِلهُ مِن إقصاءٍ للآخَر، يتعدّى مجرّدَ ادّعاءِ حق الصواب –فقط-؛ إلى التشكيكِ بالمقاصد، وأصول الأفعال والأقوال ...
ولسنا نُريد –بذاك الاعتبار الجائر- أن نرجعَ بالأُمّةِ – ونحن في مُفْتَتَح القرن الحادي والعشرين – إلى بعض صُور التاريخ المظلمة، التي عانت منها الأمةُ –كثيراً- بسبب هذا (التطرُّف!) المشؤوم؛ كمثل ما كان يُفتي به بعض قُضاة القرون الخوالي: مِن عدم تزويج المرأة الحنفيّة مِن الرجل الشافعيِّ إلا إذا أنزلناها منزلةَ أهل الكتاب!! فعكس آخرون قولَهم عليهم –بتطرُّف مُضَادٍّ-؛ بقول قائلهم: لو كان لي الأمرُ لأخذت مِن الشافعيّة الجزيّةَ!!
وأهلُ الإنصاف من الشافعيّة والحنفيّة –فضلاً عن غيرهم من مُنتسبي العلم الشرعي، ومذاهب أهل السنّةِ – أبرياءُ مِن ذلك، وبُرآء ممّا هنالك ...
وحتّى لا نُخلي المقامَ مِن بعض الأمثلة العلمية: أذكُرُ (صُوراً) مِن المسائل الفقهيّة (الخلافيّة=السُّنِّية) التي وسَمَها (كاتبو) كتاب «التطرُّف؛ حقيقته، وبواعثه، ومظاهره، وعلاجه» بالتطرُّف!! فجانَبَوا فيها الحَقَّ، وجانَفُوا الصواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ذكروا: (التعصُّب للرأي، والغلظة في التعامل، وسوءَ الظنّ بالناس)!! وهذه -لا شَك- أخلاق ذميمة، وسلوكيات غير مستقيمة؛ ولكنْ: هل هي خاصَّةٌ بفئةٍ من الناس -ولا أقول: من الدعاة، أو: طلبة العلم- دون فئة؟! أم أنَّها -وللأسف- شاملةٌ لكُلِّ أحد -مُقِلاًّ كان أم مُكثراً-!؟
بل حتى المُتلبِّسُ بها –في لحظةِ صفاءٍ- قد يُنكرها ويستنكرها ...
ورحم اللهُ شيخَ الإسلام ابنَ تيمية -القائلَ-: «لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا مَن كان فقيهاً فيما يأمر به، فقيهاً فيما ينهى عنه، رفيقاً فيما يأمُرُ به، رفيقاً فيما ينهى عنه، حليماً فيما يأمر به، حليماً فيما ينهى عنه». . .
فَمَنْ خالَفَ هذا التأصيل -مِن قريبٍ أو بعيد- فلا يَلومنَّ إلا نفسه، ولا يجوزُ –كيفما كان الأمرُ- أنْ يُلْحَق به غيرُهُ –أفراداً أو جماعاتٍ- ظُلماً وتجنِّياً!
2 - ذكروا –من مظاهر التطرُّف-: (ربط بعض السلوكيَّات بالبدعة)، وأوردوا على ذلك بعضَ الأمثلةِ؛ منها: (الاحتفال بالمولد النبوي)!
ولا أريد من ذكر هذا المثالِ -فضلاً عمَّا بعده- ترجيحَ قولٍ على قولٍ -فالمقامُ ليس مقامَه-؛ ولكنِّي أريد الإشارةَ إلى أنَّ هذه المسائلَ فيها مِن الخلافِ العلميِّ مجالٌ ومقال، فهل العلماءُ القائلون بها متطرِّفون؟! وأيُّ (الطرفين) -منهما- الأَوْلى بوصف التطرُّف؟!
فالاحتفال بالمولد: أنكره غيرُ واحدٍ من العُلَماء؛ منهم: تاج الدين الفاكهاني، المتوفى سنة (734هـ)، وابن الحاج المالكي، المتوفى سنة (737هـ)، وأبو عبدالله الحفَّار، المتوفى سنة (811هـ) -وغيرهم-.
فهل هم من المُتطرِّفين؟!
3 - وذكروا -أيضاً- مِن أمثلة (التطرُّف): إنكار الصلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان!
وقد أنكرها عددٌ من العُلماء -قديماً وحديثاً-؛ منهم: العلامة ابن حجر الهَيْتَمي، المتوفى سنة (973هـ)، وشيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت، المتوفى سنة (1383هـ)، -وغيرهما-.
فهل هما من المتطرفين؟!
4 - وذكروا -أيضاً- من أمثلة (التطرُّف): إنكار المصافحة بعد فراغ المصلِّي من صلاته، وقول: تقبَّل الله!
وقد أنكرها العلامة إدريس التركماني -من علماء القرن الثامن-، وابن زَرُّوق، المتوفى سنة (899هـ).
5 - وذكروا -أيضاً- غفر الله لهم- مِن (مظاهر زعزعة المتطرِّفين لأفكار المسلمين): (محاربة المذهبيَّة)!
ولا شَكَّ أنَّ هذه المحاربة باطلةٌ مُنكَرةٌ -لو وُجدت! -؛ لكنِّي أخشى أن يكونَ (كاتبو) الكتاب قد خلطوا بين (المذهبيَّة) العلميَّة المنضبطة، وبين (التَّعصُّب المذهبيّ) الّذي تقدَّم ذِكرُ بعض آفاتهِ ومصائبهِ -مما يجبُ مُحاربتهُ ونبذه- حقَّاً-. . .
ورحم الله الإمام الشافعيَّ القائل: «إذا وجدتم في كتابي خلاف سنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقولوا بسنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودعوا ما قلت»، ومِنه قولُه –رحمه الله-: «إذا صحَّ الحديثُ فهو مذهبي».
6 - وذكروا من ذلك -أيضاً-: عدم التفريق بين البدعة الحسنة، والبدعة السيِّئة!
ويكفي أن نعلم -لردِّ كلامهم- أنَّ الإمام أبا إسحاق الشاطبي –المتوفى سنة (790هـ) ألَّفَ كتاباً كبيراً في مئات الصفحات، سمَّاه: «الاعتصام»؛ أقامه لنفي هذا التفريق بدلائل اللغة والأصول، وقواعد العلم والشريعة.
وبَعْدُ:
فإنَّ ما ذكره (كاتبو) كتاب «التطرُّف» -مما ليس هو من التطرُّف في شيء! - كثيرٌ وكثيرٌ جدَّاً، وكلُّهُ –وللأسَف- سارٍ على نَسَق هذه الأمثلةِ (الفقهية) التي ذكرتُها عنهم، ونقضتُها لهم -ممَّا يقولُ به بعض العُلَماء، أو يذهبُ إليه بعضُ الأئمة الفقهاء-. . .
وأُكرّر: أنِّي لستُ أريد ممَّا ذكرتُ ترجِيحَ رأيٍ على آخَرَ، أو الانتصارَ لقولٍ على نقيضهِ، ولكنِّي أردتُ التأكيدَ على أنَّ هذا الصنيعَ خَلْطٌ شنيع: ينقُضُ –وللأَسَف- ما ينبغي أنْ تتآلفَ عليه القلوبُ -وإنْ اختلفت شيئاً ما- ردَّاً للتطرُّفِ الفظيع المُتَرَبِّص بكُلِّ ما لا ينتمي إليه –على اختلاف طرائقه وتوجُّهاتِه-، وحرصاً على مصالح الأمّةِ، وأمنها، وأمانها، وإيمانها: أن تغتالها تلكم الأيدي الآثمةُ التي تظنُّ أنّها على شيءٍ! وليست هي على شيءٍ!!
هذا هو واجبُ الوقت –لِزاماً-؛ بدلاً من هذا الخلط والتنبيش والتحريش؛ المُؤدّي إلى الخبط والتهويش والتشويش، والذي لا يستفيد منه –في الحالِ أو المآل- إلا (المتطرِّفون)، ولا يخسَر بسببهِ إلا المسلمون الصالحون الحريصون!!
فأين عند (أولئك=الكاتبين) ميزان المصالح والمفاسد -إذن-؟!
{إن أُريد إلاّ الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلتُ وإليه أُنيبُ}.
وبخاصَّة أنَّ (كاتبي) كتاب «التطرُّف» -وفقهم الله- حَرَصوا –جدًّا- ونحن معهم- على إظهار أهميَّة أقوال أئمّة المذاهب، ومكانتِها؛ فَلِمَ العَمَلُ بخلاف الدعوى؟!
أم أنَّ هذه الأقوالَ -المُدَّعى عليها التطرُّف- ليست من أقوال عُلماء المذاهب؟!
أم أنَّها من مذاهِبَ غيرِ معتبرة؟!
{ربَّنا افتحْ بيننا وبين قومِنا بالحقِّ وأنتَ خيرُ الفاتحين}
{والله يقول الحقَّ وهو يهدي السبيلَ}. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 12:42]ـ
من أهم أسباب التطرف هو وجود مناخ متطرف يرفض الخلاف الفقهي ويجعل رأيه هو فقط القوي الراجح ورأى مخالفه هو الضعيف المغلوب ولا يتورع عن الطعن بخصومه لمجرد الخلاف الفقهي كمن يطعن فيمن لايكفر تارك الصلاة تكاسلا ويزعم أنه (مرجىء!!!!) أو يطعن فيمن لايرى بوجوب ستر الوجه للمرأه ويتهمه أنه (داعية تبرج وسفور!!!!!!!)
ـ[المتعلم]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 12:50]ـ
من أهم أسباب التطرف هو وجود مناخ متطرف يرفض الخلاف الفقهي ويجعل رأيه هو فقط القوي الراجح ورأى مخالفه هو الضعيف المغلوب ولا يتورع عن الطعن بخصومه لمجرد الخلاف الفقهي كمن يطعن فيمن لايكفر تارك الصلاة تكاسلا ويزعم أنه (مرجىء!!!!) أو يطعن فيمن لايرى بوجوب ستر الوجه للمرأه ويتهمه أنه (داعية تبرج وسفور!!!!!!!)
تأملت كلامك يا أيها الكريم
فلم أسمع أن أحدا من العلماء قال بهذا على ترتيبك، بل ولا يمكن، ولا أراك إلا مبالغا مجازفا كفاك الله الشرور.
والتوسط خير كله، والتطرف شر.(/)
تفرغ لعبادة الله
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 07:05]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ". أخرجه أحمد (2/ 358، رقم 8681)، والترمذى (4/ 642، رقم 2466)، وقال: حسن غريب. والحاكم (2/ 481، رقم 3657)، وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (7/ 126، رقم 34699)، وابن ماجه (2/ 1376، رقم 4107)، وابن حبان (2/ 119، رقم 393) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/ 346). قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي": أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِعِبَادَتِي أَقْضِي مُهِمَّاتِك وَأُغْنِيك عَنْ خَلْقِي, وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْت يَدَيْك شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك أَيْ إِنْ لَمْ تَتَفَرَّغْ لِذَلِكَ وَاشْتَغَلْت بِغَيْرِي لَمْ أَسُدَّ فَقْرَك لِأَنَّ الْخَلْقَ فُقَرَاءُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فَتَزِيدُ فَقْرًا عَلَى فَقْرِك.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:51]ـ
لا إله إلا الله، ما أعذب هذه المواعظ وأرقها وأشد تأثيرها على النفس، رحمنا الله برحمته، وتوفانا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.(/)
هل جعل الله عز وجل في السحر تأثيرا وشفاء للمسحور؟
ـ[الحارثي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 01:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لأحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث هذه العبارة:
(أن الله سبحانه وتعالى جعل للسحر تأثيرا في شفاء المسحور وهذا من ابتلاء الله لعباده ينظر من يتبع الشرع أو غيره)
وحاولت أن أبحث عن دليل صحيح يؤكد هذه العبارة فلم أجده فسألت الشيخ الفاضل سعد
الحميد - حفظه الله وسدده - فقالي لي:
(لعلك تطرح هذا التساؤل في المجلس العلمي لموقع الألوكة الذي أشرف عليه أنا ليشارك الإخوة الذين يعرفون صاحب العبارة)
زادكم الله من علمه ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 02:45]ـ
أخي الحبيب من المعلوم أن السحرة يستعينون بالجن والعياذ بالله فيما يفعلون
ولذلك يذهب المسحور إلى ساحر آخر فيستعين بما لديه من جن فيفك السحر
عن المسحور
وهو والله إبتلاء ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 04:15]ـ
ما المطلوب بالضبط؟
هل تريد دليلا على أن للسحر تأثيرا بنفسه؟
هذا قول جمهور العلماء كما هو مقرر عند تفسيرهم لقوله تعالى: {سحروا أعين الناس}
فالساحر إذا أرسل الجني مثلا ليصنع تأثيرا معينا في الإنسان، فإن الإنسان يشفى إذا تركه الجني، فالساحر إذا جاءه الإنسان يطلب الشفاء أمر الجني أن يتركه فيشفى.
ومما يفيد ذلك حديث ابن مسعود لما رأى على امرأته خيطا فقال: إن آل ابن مسعود لأغنياء عن الشرك، فقالت: إن ذلك ينفع، فقال: إن الشيطان ينخس في رأس أحدكم، فإذا استرقت خنس.
وفي الحديث أن التولة شرك، والتولة شيء يحبب المرأة لزوجها والزوج لامرأته.
وبالجملة فكون السحر ينفع الإنسان لا شك فيه، ولكنها منفعة ساقطة الاعتبار شرعا.
ـ[ابن الحاج]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:21]ـ
وما الذي يمنع من ذلك وقد قال تعالى: ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة)) وإنكار أن يكون للسحر تأثير هو قول المعتزلة ونسبه بعضهم للحنفية، لكن ينبغي أن يلحظ أن القائلين بهذا من الحنفية هم الآخذون بقول المعتزلة في العقائد.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:32]ـ
الأصل في هذا أنَّ يُنظر فيه إلى حصوله ووقوعه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الرقى تنفع وتفيد حتى لو كانت من غير ما شرع الله تعالى وأقره، كما في الحديث الصحيح: " اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً "، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ولدى الكفار من الرقى والتمائم ما لديهم فأقر منها ما أقر وحرّم منها ما حرّم، وغالب تلك الرقى هي من الرقى التي ثبت نجاعتها، كما في حديث الشفاء بنت عبدالله رضي الله عنها فقد كانت ترقي من النملة ثم لما أسلمت تركتها حتى إذا اشتكى أحد من الصحابة من ظهور النملة برجله طلب منها أن ترقيه فأبت وذكرت أنها تركتها فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منها أن تعرض عليه الرقية فعرضتها فأقرها عليها، وفي الموطأ أن يهوديّة كانت ترقي عائشة رضي الله عنها، ومجموع هذه الأدلة وغيرها يفيد أن مطلق الرقى قد يكون نافعاً، ما كان منها مباحاً مشروعاً، أو ما كان منها سحراً وشركاً، أما الأول فهو الذي يجب على العبد المصير إليه عند الحاجة، وأما الآخر فهو المحرم وقد يصل بالمرء إلى درجة الكفر والشرك إن كان سحراً صريحاً أو شركاً واضحاً.
واعتبر ذلك بالأدوية، فالأدوية منها المحرم مع كونه نافعاً، وذلك مثل الخمرة وغيرها، ومنها المباح النافع وهو الأغلب والأكثر.
وللأصوليين قاعدة مشهورة هي أن دلالة الحس معتبرة عند التعارض، فما شهد الحس والواقع باعتباره وجب إعماله، والحس والواقع هنا يدلان على وقوع الشفاء بالرقى السحرية، وهذا الاعتبار لا يفيد الحلية أو الإباحة كما لا يخفاك.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 09:29]ـ
/
مسَاءاتُكُم سَلام ..
وسمَاءاتُكُم وِئَام ..
/
بعد إِذْن مالك المُتصفِّح ..
الأستاذ: الحارثي ..
تَسَاؤل عَابِر إلى الفاضل: أبو حماد ..
ذَكَرْتُم:
ا
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الرقى تنفع وتفيد حتى لو كانت من غير ما شرع الله تعالى وأقره،
استفهاماتي طَامِعَة بـ المزيد يختَصُّ بـ هَذا الجزء دُونَ سِواه ..
فـ إن رغِبْتُم نَثْرَ مَالديْكُم لـ نَسْتَضِيء ..
سـ أكونُ لكُم شَاكِرة!!
/
بـ انتظاركُم أخي الكريم ..
/
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 05:46]ـ
يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره (ج1 ص 254): فصل: حكى أبو عبد الله الرازي في تفسيره عن المعتزلة أنهم أنكروا وجود السحر , قال: وربما كفروا من اعتقد وجوده , قال: وأما أهل السنة فقد جوزوا أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء أو يقلب الإنسان حمارا , إلا أنهم قالوا: إن الله يخلق الأشياء عندما يقول الساحر تلك الرقى والكلمات المعينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارثي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 02:46]ـ
تعلّمت في بيتي وهو بيوت من بيوت أهل السنّة والجماعة وتأكد ذلك في مدرستي الابتدائيّة ومسجدي أنّ إلقاء التّحيّة سنّة وردّها واجب لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} النساء86 وقول الرسول (ص): {حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس} لذلك أقول:
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
إخواني في الله:
آل عامر /// أبو مالك العوضي ///ابن الحاج ///أبو حماد /// وعد بنت عبداللّه /// زين العابدين الأثري
جعلكم الله من المباركين أينما كنتم
أيها الأجواد:ألا أخبركم بحالي فأنا طالب علم ناشيء وتلميذ في رحاب مجلسكم أتيتكم حاملا حقيبتي الفقيرة وأوراقي البيضاء لأنهل من محجتكم البيضاء وشريعتكم الغراء؛ وقد لبثت مليا أفكر في حذف موضوعي هذا خشية أن تلقفني أفكار الفرق الضالة والاتجاهات المنحرفة ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فأول سؤال أطرحه في مجلسكم الكريم أسفر عن (نفحة) من المعتزلة فكيف إذا كررت الأسئلة فربما عثر على فعمة رافضية أو مسحة أفلاطونية أو فغمة يهودية أو نجعة جاهليّة - ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر الشيخ أبا حماد على (النجعة) فلم أكن أعرفها من قبل.
ولكن
عدلت عن تلك الوجهة لسببين:
الأول: هو أنّ للسؤال دور في نيل العلم وتلقي الحكمة وقتل الجهل والله سبحانه وتعالى أمرنا بسؤال أهل العلم الراسخين: ({فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} الأنبياء7
وقديما قيل: (لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر)
الثاني: ظنّي بأنّ في هذا المجلس العلمي إخوة ومشايخ لديهم من العلم والحلم والرفق وإحسان الظن ما يقتل به جهل سؤالي ولديهم من الجود والكرم ما اجعله زادا لحقيبتي الفقيرة فليس على الجود والمكرمات إذا جئتها حاجب يحتجب.
إخواني الكرام
أدلة الإخوة على سؤالي جانب بعضها الصواب وغلب على الأخرى الاحتمال وما أعلمه أنّ الدليل إذا سيطر عليه الاحتمال ضعف به الاستدلال فمثلا:
ورد في الأقوال السابقة – أعلى الله منزلة كاتبها - ما نصّه:
((فالساحر إذا أرسل الجني مثلا ليصنع تأثيرا معينا في الإنسان، فإن الإنسان يشفى إذا تركه الجني، فالساحر إذا جاءه الإنسان يطلب الشفاء أمر الجني أن يتركه فيشفى))
((وبالجملة فكون السحر ينفع الإنسان لا شك فيه))
((وفي الحديث أن التولة شرك، والتولة شيء يحبب المرأة لزوجها والزوج لامرأته))
((وللأصوليين قاعدة مشهورة هي أن دلالة الحس معتبرة عند التعارض، فما شهد الحس والواقع باعتباره وجب إعماله، والحس والواقع هنا يدلان على وقوع الشفاء بالرقى السحرية،))
وجوابي قليل العلم:
أنّ منفعة السّحر هي منفعة شيطانيّة وليست إنسانيّة لأنّ السحر يتعلمه السّاحر من الشّياطين كما قال تعالى: (ولَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) ومضرة السحر على الساحر قبل المسحور كما قال تعالى: (َيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ) كما أنّ الله سبحانه وتعالى لم يقل في السحرة لن ينفعوا ويضروا إلا بإذني بل قال تبارك وتعالى: (ومَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)
فالسحرة يمرضون ولا يشفون ويفسدون وليس لدينا دليل شرعي يفصل عمل السحرة مع شياطينهم ولا في ضحاياهم يقول الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – (أفيعمل الكفر لتحيا نفوس مريضة أو مصابة؟ مع أن الغالب في المسحور أنه يموت أو يختل عقله، فالرسول صلى الله عليه وسلم منع وسدّ الباب ولم يفصل في عمل الشيطان ولا في المسحور).
أما القاعدة الأصولية التي تقول: أن دلالة الحس معتبرة عند التعارض فما شهد الحس والواقع باعتباره وجب إعماله، والحس والواقع هنا يدلان على عدم وقوع الشفاء برقى الشياطين والأمثلة والقصص على ذلك كثيرة منها:
قصة سمعتها من عجوز:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن امرأة شعرت أن زوجها لا يحبها فأشارت إليها شيطانة من شياطين الإنس أن تذهب إلى ساحر وبالفعل ذهبت إلى ساحر تقول بعد أن تابت: أصبح زوجي يطاردني كالطفل في المطبخ والحمام وكل مكان وعلى لسانه: أحبك احبك أحبك .. أذكر مرة لم يكوي ثوبه وقال لي: ثوبي غير مكوي فمسكته مع أذنه حتى أوصلته إلى طاولة الكي فقلت له هذه الطاولة اكوي وأنت ساكت والا .. تقول فعلت هذا لأسمع منه كلمة لا لكن كان رده بكلمة كنت أتمنى ذكرها والآن كرهتها قال لي: أحبك يا يحياتي لو تجريني برجلي وتمسكيني بخشمي وترميني من فوق السطح ما اقدر اصبر على حبك .. وبعد أن شعرت أن رجولته انعدمت وأصبح كالتابع عديم الشخصية ذهبت للساحر ليخفف من هذا الحب فطلب مني ألف ريال وشيئا من شعر زوجي فأحضرته له وبعد بضعة أشهر طلقني زوجي وسافر إلى الخارج وأنا الآن في بيت أهلي منذ سبع سنين مع أولادي متجرعة الألم والحسرة على فراق بيتي وفقد زوجي نادمة على مافات طالبة من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي ويعينني على طاعته والبعد عن معاصيه فيما تبقى من حياتي ..
انتهت القصة والله سبحانه هو العليم الخبير بوقوع مثلها أم لا.
وهذه القصة ذكرها الشيخ العلامه ابن القيم – رحمه الله تعالى – في (روضة المحبين): وقال جابر بن نوح كنت بالمدينة جالسا عند رجل في حاجة فمر بنا شيخ حسن الوجه حسن الثياب فقام إليه ذلك الرجل فسلم عليه وقال أسأل الله أن يعظم أجرك وأن يربط على قلبك بالصبر فقال الشيخ وكان يميني في الوغى ومساعدي * فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
فقال له الرجل أبشر فإن الصبر معول المؤمن وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك فقلت له من هذا الشيخ فقال رجل منا من الأنصار فقلت وما قصته قال أصيب بابنه وكان به بارا قد كفاه جميع ما يعنيه ومنيته عجب قلت وما كانت قال أحبته امرأة فأرسلت إليه تشكو حبه وتسأله الزياره وكان لها زوج فألحت عليه فأفشى ذلك إلى صديقله فقال له لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك فأمسك وأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر فجعلت لها الرغائب في تهييجه فعملت لها في ذلك فبينا هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذكرها بقلبه وهاج منه أمر لم يكن يعرفه واختلط فقام مسرعا فصلى واستعاذ والأمر يشتد فقال يا أبه أدركني بقيد فقال يا بني ما قصتك فحدثه بالقصة فقام وقيده وأدخله بيتا فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور ثم هدأ فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره))
وقال الساحر التائب داود محمد فرحان في برنامج (الجانب المظلم) والذي يعرض في قناة المجد:
(الساحر والكاهن والمشعوذ لا يأتي بخير لا يأتي منه أي خير ابدا مادام أنه استخدم الشياطين ومادام أنه يدعي غير الله غير الله سبحانه وتعالى ... و الباطل لا يعالج بباطل والسحر لا يعالج سحر وإنما يزيد الألم ألم وقد يأتي الساحر بحيلة أخرى يوهم ويخيل إلى المريض أنه قد فك سحره ويصدقه .... وقد يكون فيه سحر وقد لا يكون فيه سحر أصلا وإنما يحتال عليه ويوهمه بأنه قد فك سحره .... )
وقد قرأت سؤالا عرض على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعوديّة نقله الشيخ الفاضل عبدالرحمن السديس إلى هذا المجلس في موضوع له بعنوان: (جامع فتاوى ومقالات العلماء في حكم النشرة «حل السحر بسحر) وممّا جاء في السؤال:
س: رجل تزوج امرأة وهي في غاية المودة وصادق المحبة وبعد مدة أبغضته بغضة شديدة بلا سبب، وقد قيل: إن هذا من فعل السحرة، ....
نفعني الله بعلمكم وفتح لنا جميعا با ب العلم والعزم والعمل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 03:00]ـ
وفقك الله وسدد خطاك أخي الكريم
أخي الكريم، ليس المقصود من كلامنا إثبات أن الساحر ينفع الإنسان نفعا مطلقا أو يجلب له مصلحة مطلقا، ولكن المقصود أنه يستطيع أن يمنع الجني من الضرر الذي يحدثه بأن يأمر الجني بالإقلاع عن هذا المسحور، فيكون النفع من هذه الجهة فقط، وهذا هو ما وقع السؤال عنه في كلامك ابتداء، وليس عن مطلق النفع.
فأنت سؤالك عن إمكان شفاء المسحور عن طريق السحر، وشفاء المسحور هو (رفع) للسحر عن المسحور، ولا شك أن الساحر الذي أوقع السحر على المسحور يستطيع رفع هذا السحر كما هو نص كلام ابن مسعود الذي ذكرتُه لك سابقا.
ولكن هذا النفع هو أيضا من السحر فهو من المحرمات، بل من أكبر الكبائر، ولذلك فهو في الحقيقة ضرر من الجهة الشرعية.
ولكن ظاهر سؤالك لم يقع عن هذه الجهة، وإنما وقع عن إمكان حدوث هذا بغض النظر عن شرعيته.
ومن المعلوم أن الجواب يقع على مقتضى السؤال.
ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 05:02]ـ
أخي الفاضل
لقد حدّدت المطلوب في السؤال وحتى هذه اللحظة لم تأتي الإجابة وسأقتبس إن شاء الله تعالى من بعض الجمل أعلاه للتعليق عليها وإن تأخرت فهو لقلة دخولي فأرجو أن تلتمسوا لي العذر على هذا القصور
أشكركم على جهدكم واهتمامكم وفقكم الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 08:55]ـ
المسألة دقيقة، ومن باب إثراء البحث:
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (وكل سبب لم يأذن به الله = باطل، مضرّ لمتخذه، فلا يُتعاطَى).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 09:56]ـ
لقد حدّدت المطلوب في السؤال وحتى هذه اللحظة لم تأتي الإجابة
الإجابة أتتك واضحة جلية، ولكن يبدو أنك لم تتأمل في المشاركات السابقة.
ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 03:15]ـ
الإجابة أتتك واضحة جلية، ولكن يبدو أنك لم تتأمل في المشاركات السابقة.
تأكد بأن تلميذكم قليل العلم قد تأمل فيما كتب ولم يعثر على إجابة على سؤاله، والشيخ الموفق والمسدد سعد الحميد الذي علمني الكثير ولازلت أنتظر منه المزيد من علمه الرّاسخ عندما طلبت من فضيلته أن يبدي رأيه الشرعي في العبارة السّابقة أرسل لي بعد السّلام جوابًا قال فيه: (رأيي أنّ العبارة غير صحيحة فأخشى أن يكون خطأ كتابيًا من الكاتب وطلبت منك الكتابة في الموقع لأنّ من عادتهم معرفة ما كتب في ملتقى أهل الحديث لكن يبدو أنهم ماعرفوا الإشكال وأرى أن لا تشغل بالك بهذا)
بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 04:12]ـ
طيب يا أخي الكريم، حتى نحرر المسألة
أنت تريد دليلا على أن (الساحر يمكن أن يزيل السحر عن المسحور)؟
إذا كان هذا هو ما تريده وكان فهمي صحيحا لكلامك المذكور في مشاركتك الأولى، فكلام ابن مسعود (الذي ذكرتُه في المشاركة 3) صريح في ذلك؛ لأن زوجته استشكلت كلامه واعترضت عليه بأنها عندما تذهب إلى الساحر يذهب عنها المرض، فأخبرها ابن مسعود بأن الساحر يأمر الجني أن ينخس في رأسها، فإذا استعانت به أمر الجني أن ينزع عن النخس فيزول الألم، وهذا كلام واضح في زوال المرض الذي سببه السحر بالسحر أيضا.
فإن كان مرادك غير ذلك فبينه، وإن كان مرادك ذلك فما الإشكال في كلام ابن مسعود؟
ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 05:06]ـ
المسألة دقيقة، ومن باب إثراء البحث:
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (وكل سبب لم يأذن به الله = باطل، مضرّ لمتخذه، فلا يُتعاطَى).
بارك الله فيكم وزادكم من نوره وعلمه فقد أضفتم لي كلاما نفيسًا لم أكن أعرفه من قبل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:31]ـ
الكلام الذي نقله الأخ ابن المنير عن الشيخ سليمان يقصد به الضرر الشرعي، وليس مطلق الضرر
لأن الله عز وجل أثبت المنافع لبعض المحرمات، {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس}
فوجود المنافع في الأشياء المحرمة لا يمكن إنكاره عقلا ولا شرعا، ولكن المنكر استعمال هذه الأشياء.
فمطلق وجود النفع يختلف عن شرعية هذا النفع، وكلامنا عن مطلق وجود النفع وليس عن كونه مشروعا، فليتأمل.
ـ[هالة]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لأحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث هذه العبارة:
(أن الله سبحانه وتعالى جعل للسحر تأثيرا في شفاء المسحور وهذا من ابتلاء الله لعباده ينظر من يتبع الشرع أو غيره)
وحاولت أن أبحث عن دليل صحيح يؤكد هذه العبارة فلم أجده فسألت الشيخ الفاضل سعد
الحميد - حفظه الله وسدده - فقالي لي:
(لعلك تطرح هذا التساؤل في المجلس العلمي لموقع الألوكة الذي أشرف عليه أنا ليشارك الإخوة الذين يعرفون صاحب العبارة)
زادكم الله من علمه ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم
أردت أن أدلي بدلوي في هذه المسألة
فأقول مستعينة بالله:
* ينبغي أن ينظر أولا إلى سياق هذه العبارة التي قرأتها لأحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث فلو ممكن أن تنقل لنا كلام هذا الشخص كاملا أو تضع لنا رابطه.
* إن نظرنا لهذه العبارة في غير سياق قائلها فهي واضحة الخطأ لما يلي: فالله عزّوجل لم يجعل للسحر دائما تأثير في شفاء المسحور، فقد ثبت علاج حالات من السحر بالرقى الشرعية في حين عجز السحر عن علاج هذا الأمر.
و الله أعلم
و لي سؤال أرجو أن أجد له إجابة و هو: ما تعريف السّحر و هل مجرد الإستعانة بالجني في حدّ ذاتها سحر؟
نتمنى من مشايخنا الإفادة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:32]ـ
الأخت هالة
كلمة (تأثير) المذكورة في كلام الأخ نكرة في سياق الإثبات، فلا تفيد العموم كما هو معروف في كلام اللغويين والأصوليين، وكلامك يفيد نفي التأثير الدائم، وهذا صحيح، ولكنه لا ينفي مطلق التأثير، فليتأمل!
ـ[الحارثي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 04:35]ـ
الكلام الذي نقله الأخ ابن المنير عن الشيخ سليمان يقصد به الضرر الشرعي، وليس مطلق الضرر
لأن الله عز وجل أثبت المنافع لبعض المحرمات، {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس}
فوجود المنافع في الأشياء المحرمة لا يمكن إنكاره عقلا ولا شرعا، ولكن المنكر استعمال هذه الأشياء.
فمطلق وجود النفع يختلف عن شرعية هذا النفع، وكلامنا عن مطلق وجود النفع وليس عن كونه مشروعا، فليتأمل.
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارثي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 04:55]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم
أردت أن أدلي بدلوي في هذه المسألة
فأقول مستعينة بالله:
* ينبغي أن ينظر أولا إلى سياق هذه العبارة التي قرأتها لأحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث فلو ممكن أن تنقل لنا كلام هذا الشخص كاملا أو تضع لنا رابطه.
* إن نظرنا لهذه العبارة في غير سياق قائلها فهي واضحة الخطأ لما يلي: فالله عزّوجل لم يجعل للسحر دائما تأثير في شفاء المسحور، فقد ثبت علاج حالات من السحر بالرقى الشرعية في حين عجز السحر عن علاج هذا الأمر.
و الله أعلم
و لي سؤال أرجو أن أجد له إجابة و هو: ما تعريف السّحر و هل مجرد الإستعانة بالجني في حدّ ذاتها سحر؟
نتمنى من مشايخنا الإفادة
جزاك الله خيرا على رد تحية الإسلام وعلى الإضافة والعالم الراسخ في علم الحديث الشيخ سعد الحميد عندما قال العبارة غير صحيحة يجعلني أوقف بحثي عن الدليل الصحيح وأختم موضوعي هذا بتعليق حول ما ذكر أعلاه بمشيئة الله تعالى بعد أن نقرأ الإجابة على سؤالك وسؤال الأخت وعد بنت عبدالله من المشايخ
بارك الله في الجميع
ـ[ابن المنير]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 06:54]ـ
الكلام الذي نقله الأخ ابن المنير عن الشيخ سليمان يقصد به الضرر الشرعي، وليس مطلق الضرر
الأخ الحبيب أبو مالك، كيف تحصّل لكم أخي الكريم أن مقصود الشيخ رحمه الله قصر الضرر على الضرر الشرعي وحسب؟!
وخير ما يُفسَّر به كلام العالم، كلام العالم نفسه،
تأمل هذا النص عن الشيخ سليمان رحمه الله:
(قوله: «انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا» ... أخبر أنها لا تنفعه بل تضره، فلا تزيده إلا وهنا، أي: ضعفا. وكذلك كل أمر نهى عنه، فإنه لا ينفع غالبا أصلا، وإن نفع بعضه، فضره أكبر من نفعه ...
فإن قيل: كيف قال (ص): «لا تزيدك إلا وهنا» وهي ليس لها تأثير؟! قيل هذا والله أعلم يكون عقوبة له على شركه؛ لأنه وضعها لدفع الواهنة، فعوقب بنقيض مقصوده).
ـ[ابن المنير]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 01:21]ـ
من باب إثراء البحث:
من فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله، فتوى رقم (9295):
(فك السحر بالسحر لا يجوز، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز، وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز،
ولو ترتب على ما ذُكِر فك السحر أحيانا ... ).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 01:49]ـ
الأخ الحبيب أبو مالك، كيف تحصّل لكم أخي الكريم أن مقصود الشيخ رحمه الله قصر الضرر على الضرر الشرعي وحسب؟!
وفقك الله أخي الكريم، أنا قلت ذلك بناء على آية الخمر والميسر التي ذكرتها، فبحسب علمي لا خلاف بين أهل العلم في ذلك.
وقد عملت بنصيحتك وتأملت النص، فوجدت الشيخ يؤيد ما فهمتُه أنا، كما هو معلم بالحمرة.
وخير ما يُفسَّر به كلام العالم، كلام العالم نفسه،
تأمل هذا النص عن الشيخ سليمان رحمه الله:
(قوله: «انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا» ... أخبر أنها لا تنفعه بل تضره، فلا تزيده إلا وهنا، أي: ضعفا. وكذلك كل أمر نهى عنه، فإنه لا ينفع غالبا أصلا، وإن نفع بعضه، فضره أكبر من نفعه
ويؤيد ذلك أيضا الفتوى التي نقلتَها عن اللجنة الدائمة، كما هو معلم بالحمرة
من باب إثراء البحث:
من فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله، فتوى رقم (9295):
(فك السحر بالسحر لا يجوز، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز، وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز،
ولو ترتب على ما ذُكِر فك السحر أحيانا ... ).
والخلاصة أنني لا أظن أحدا من أهل العلم ينكر أن السحر يمكن ويحتمل أن يفك السحر، ولكنهم جميعا اتفقوا على أن هذا محرم.
واتفاقهم على تحريمه أيضا دليل واضح على إمكانه؛ لأن الذي لا يمكن حدوثه كيف يكون محرما؟!
هذا كمن يزعم أن قتل النفس التي حرم الله لا يمكن أن يوجد، وأن سرقة المال المعصوم شرعا لا يمكن أن توجد، وأن الزنا بمن لا تحل لك لا يمكن أن يوجد، وأن الكفر لا يمكن أن يوجد، فإذا سألته عن الدليل على ذلك قال لك: لأن هذه الأشياء محرمة!!
ـ[ابن المنير]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:26]ـ
أخي الكريم وشيخنا الحبيب
ضرر الخمر شرعي وبدني ونفسي ... إلخ
والظاهر من كلام الشيخ سليمان أنه لم يقصر الضرر على الضرر الشرعي فحسب، بل إنّ مقصوده - كما يظهر - مطلق الضرر، الضرر الشرعي والبدني ...
وهنا يقال: حصول الضرر، لا يلزم منه انتفاء إمكانية حصول المنفعة ... وهذا ظاهر ...
ثم أنا جئت بفتوى اللجنة الدائمة ولست بغفل من أنها تؤيّد ما ذهبتم إليه - بل إني أذهب مذهبكم - ولذلك قلت (من باب إثراء البحث) ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:30]ـ
معذرة أنا لم أدقق في كلامي
أنا أقصد أن الشيخ لا يقصد نفي مطلق النفع، وهذا هو المطلوب هنا؛ لأنه قال: (وإن نفع بعضه فضره أكبر من نفعه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:36]ـ
هناك ملاحظة مهمة على هذه المسألة ينبغي التنبه لها فهي تحل كثيرا من الإشكال
ما المراد من ذكر دليل على إمكان حصول شفاء بسبب السحر؟
هل المراد من ذلك الجواز الشرعي؟ طبعا لا؛ لأن هذا محرم اتفاقا.
وبناء على ذلك فلا يشترط وجود دليل شرعي يفيد هذا الأمر؛ لأنه ليس من باب الأحكام الشرعية أصلا حتى يكون واجب البيان في الشريعة.
وإنما هذا من باب ثبوت الأسباب والمسببات في العادة، مثل كون الدواء الفلاني يشفي المرض الفلاني، والطعام الفلاني يسبب المرض الفلاني، فمثل هذه الأمور لا يشترط وجود دليل شرعي عليها؛ لأنها ليست من باب الأحكام الشرعية أصلا، وإنما الأحكام الشرعية مثل (هل استعمال هذا السبب جائز أو غير جائز)
أما كون هذا السبب يفيد هذه النتيجة أو لا يفيد فليس من المسائل الشرعية حتى يجب وجود دليل شرعي عليه.
وهذه المسألة تشبه سؤال من يقول: ما الدليل على دخول الجني في الإنسي، ويضعف الأحاديث الواردة في هذا الباب، مع أن هذه المسألة أصلا ليست متعلقة بالأحكام الشرعية، فليس المراد من الدليل جواز أو عدم جواز دخول الجني في الإنسي، وإنما المراد هل هذا يحدث أو لا يحدث، ومعلوم أن الحدوث وعدم الحدوث ليس ملازما للنصوص الشرعية؛ لأن كثيرا من الحوادث التي تحدث أمامنا لا نستدل عليها بالنصوص الشرعية.
أرجو أن يكون كلامي واضحا برغم أني لم أستطع أن أعبر كما أريد.
ـ[هالة]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 06:02]ـ
الأخت هالة
كلمة (تأثير) المذكورة في كلام الأخ نكرة في سياق الإثبات، فلا تفيد العموم كما هو معروف في كلام اللغويين والأصوليين، وكلامك يفيد نفي التأثير الدائم، وهذا صحيح، ولكنه لا ينفي مطلق التأثير، فليتأمل!
و أنا أوافقك فيما ذكرت و أتفق معك أيضا بأنّه يمكن للسحر أن يكون له تأثير في بعض الحالات لشفاء مرض ما (بغضّ النظر عن الحكم الشرعي)، و لكن أن يجعل هذا أصلا كما أفهم من العبارة المتناقش حولها فهذا على حسب رأيي مما لا دليل عليه. و الله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 06:05]ـ
ما المقصود بأن يجعل ذلك أصلا؟
وما الذي يفيد في العبارة أن ذلك أصل؟
ـ[هالة]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 06:22]ـ
أخي الكريم
إن رأيتني مخطئة فبيّن لي
و بالنسبة لما طلبته مني فقد أجد صعوبة في شرحه
و لكن سأحاول و أسأل الله أن يوفقني في توضيح كلامي
العبارة: (أن الله سبحانه وتعالى جعل للسحر تأثيرا في شفاء المسحور وهذا من ابتلاء الله لعباده ينظر من يتبع الشرع أو غيره)
إن نظُر إليها في غير سياق
أفهم منها بأنّها إخبار بأنّ للسحر تأثير في شفاء من سُحر
و لم يقيّد هذا في العبارة بحالات معيّنة و إنّما أطلق
فكان هذا الإطلاق مثل إطلاقات العلماء في قواعدهم التأصيلية
و مقصودي بالأصل في كلامي:أن يجعل كقاعدة عامة بأنّ للسحر تأثير في شفاء المسحور.
فالإطلاق السابق من غير تقييد أفهم منه ما سبق
و كون كلمة: "تأثير" نكرة في سياق الإثبات و أنّها لا تفيد العموم في ظني القاصر لا تعود بالنقض على كلامي
فالعبارة السابقة تثبت مطلق التأثير للسحر في شفاء المسحور بغير تقييد (يعني هكذا مطلقا)
و ليس البحث هنا عن عدم إفادة كلمة: "التأثير" العموم في العبارة
و الله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 06:34]ـ
يبدو - والله أعلم - أنك تخلطين بين (الإطلاق) وبين (العموم)
فالخطأ في هذه العبارة إنما يكون إذا كان قائلها يقصد (العموم)، بأن يقول مثلا: (الله جعل الشفاء في السحر)، فـ (أل) في العادة تفيد العموم أو الاستغراق.
أما إن قال: (جعل للسحر تأثيرا)، فهذا إطلاق وليس تعميما، وهذا جارٍ على قواعد أهل العلم في التفريق بين الإطلاق والتعميم، فيتحقق صدق العبارة بأدنى تأثير.
ففي قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس}، لا يمكن أن يفهم أحد أن في هذه الآية تأصيل وتقعيد لوجود المنافع في الخمر والميسر، وإنما المقصود أن هذه المحرمات قد يكون فيها منافع، ولكن هذه المنافع غير معتبرة شرعا؛ لأن أضرارها أكبر من نفعها، وما كان كذلك فسبيله التحريم.
والظاهر من كلام الأخ أنه أراد أن يبين حكمة الله عز وجل في ابتلاء الناس بالأسباب المشروعة وغير المشروعة لكي يظهر من يتبع الحق ممن يتبع الباطل، كما في قوله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك}، وقوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}
فقوله (جعل للسحر تأثيرا في شفاء المسحور) وضحه بعد ذلك بقوله: (وهذا من ابتلاء الله لعباده ينظر من يتبع الشرع أو غيره) أي من يعمل بالأسباب المشروعة ومن يعمل بالأسباب غير المشروعة.
وهذا الابتلاء كثير جدا في معظم مناحي الحياة، كالابتلاء في تسير اكتساب المال الحرام دون الحلال، أو نحو ذلك.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 06:53]ـ
شكرا جزيلا على ما تفضلت به
إذن أين خطأ العبارة بالنسبة للشيخ سعد الحميد؟
ترجو الإفادة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 08:54]ـ
هذا ما أرجو أن يبينه الشيخ حفظه الله
ـ[الحارثي]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 11:13]ـ
إخواني الكرام
صدقوني
لم أنكر أثر السحر وأنّ الساحر يحقق بعض أغراضه كما لو حقق السارق بعض أغراضه أو حقق الزاني بعض أغراضه وسؤالي واضح وقد فهمه الشيخ سعد الحميد - حفظه الله - وأجاب فضيلته عليه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 03:17]ـ
تمثيلك الساحر بالسارق والزاني غير مطابق للمسألة، وإنما التمثيل الصحيح تمثيل (المسحور الذي يستعين بالساحر) بهؤلاء.
ونحن أصلا ليس نقاشنا في أن الساحر يحقق بعض أغراضه حتى تقول إنك لم تنكره، فإن هذا إنكار للضروريات أو يكاد.
وإنما نقاشنا في أن الساحر يستطيع حل السحر أحيانا كما يستطيع السحر أحيانا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:36]ـ
وفقكم الله كلام الشيخ أبي مالك واضح كالشمس ولا غبار عليه البتة.
والخلاصة أنني لا أظن أحدا من أهل العلم ينكر أن السحر يمكن ويحتمل أن يفك السحر، ولكنهم جميعا اتفقوا على أن هذا محرم.
أحسنت.
ـ[الحارثي]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 06:09]ـ
تمثيلك الساحر بالسارق والزاني غير مطابق للمسألة، وإنما التمثيل الصحيح تمثيل (المسحور الذي يستعين بالساحر) بهؤلاء.
انظر وفقكم الله في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله - عندما تحدث عن معالجة المصروع بالرقى وزيارتي لكم في هذا المجلس المبارك لإتعلم منكم ومن أمثالكم
ونحن أصلا ليس نقاشنا في أن الساحر يحقق بعض أغراضه حتى تقول إنك لم تنكره، فإن هذا إنكار للضروريات أو يكاد.
وإنما نقاشنا في أن الساحر يستطيع حل السحر أحيانا كما يستطيع السحر أحيانا.
سؤالي حفظكم الله عن دليل يؤكد صحة العبارة من النّاحية الشرعية وقد أجاب فضيلة الشيخ سعد الحميد بقوله (العبارة غير صحيحة)
أمّا نقاشكم فهو حول حل السحر بالسحر
ـ[الحارثي]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 06:11]ـ
وفقكم الله كلام الشيخ أبي مالك واضح كالشمس ولا غبار عليه البتة.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
والخلاصة أنني لا أظن أحدا من أهل العلم ينكر أن السحر يمكن ويحتمل أن يفك السحر، ولكنهم جميعا اتفقوا على أن هذا محرم.
أحسنت.
الشيخ الفاضل عبدالرحمن السديس كلنا في هذه الصّفحة متفقون على أن السّحر يمكن أن يحلّ السحر وهذا محرّم بالإجماع ولأنّ السّاحر يتعلّم السّحر من الشياطين فهو حلّ شيطاني ولا يمكن أن يكون حلا إنسانيًا ...
بارك الله فيكم ونفعني بعلمكم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 07:14]ـ
سؤالي حفظكم الله عن دليل يؤكد صحة العبارة من النّاحية الشرعية وقد أجاب فضيلة الشيخ سعد الحميد بقوله (العبارة غير صحيحة)
أمّا نقاشكم فهو حول حل السحر بالسحر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
قولُك - أخي الكريم الحارثي -: " أما نقاشكم فهو حول حل السحر بالسحر ".
فأقول: إنِّي من خلال متابعتي للكلام من أوله إلى آخره؛ وجدتُ كلام الشيخ الكريم / أبي مالك يُدندنُ حول العبارة المذكورة أعلاه.
فإن كان فهمي صوابًا، فالحمدُ لله، وإن أخطاتُ، فرضي الله عمَّن صوَّب فهمي القاصر.
ـ[الحارثي]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 10:53]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل رمضان أبو مالك إني أحبكم في الله
يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الحديث الصحيح: (ولا تؤمنوا حتّى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السّلام بينكم)
الحق والحق أقول: أنّ حبّي لكم من أجل السّلام وكل شيء ما خلا (السّلام) باطل، والمسلم بمشيئة الله تعالى إذا أخلص لله رب العالمين واتبع سنّة من أرسل رحمة للعالمين ابتعد عن الحقد والغل وإساءة الظن والكبر والعجب، والغلظه وأخذ العزة بالإثم ونصرة أخيه على حساب الدين، والدفاع عن الشياطين وغير ذلك من أمراض المغضوب عليهم والضالين، وتدفقت الحكمة على لسانه كالنهر في جيرانه ورأى ثمرة علمه وخلقه في نفسه وأهله والنّاس أجمعين، ..
سأعود قريبًا لإكمال الحديث مع حبيبنا
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 02:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والغلظه وأخذ العزة بالإثم ونصرة أخيه على حساب الدين ... من أمراض المغضوب عليهم والضالين
بارك الله فيكم، أحبَّكم الله الذي أحببتموني فيه.
ولستُ بشيخٍ؛ هذا أولًا.
أما ثانيًا: فنسأل الله - جلَّ وعلا - أن يُعافنا من الغلظة، وأخذ العزة بالإثم، ونصرة أي أحدٍ صغُر أو كبُر على حساب الدين، وأن يُجنِّبنا الزلل والخطل.
أعزَّك الله أخي الكريم / الحارثي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 02:53]ـ
بارك الله فيى الجميع(/)
كتاب مهم في مسألة الإيمان للشيخ عبدالله بن محمد القرني
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 02:18]ـ
(هذا الكتاب فيه نقض لإصول المخالفين في باب الإيمان وهو محرر للغاية , وهذا ملخص الكتاب نقلته من موقع رابطة العالم الاسلامي) ـ ملخص البحث:
الهدف من هذا البحث هو بيان اتفاق جميع الطوائف المخالفة لأهل السنة في الإيمان على أصل مشترك بينهم، وهو دعواهم استحالة التفاوت في الإيمان، وأنه لا يزيد ولا ينقص، وبيان أن خلاف تلك الطوائف لأهل السنة في هذا الأصل هو أساس شبهاتهم، وما التزموا به من لوازم باطلة، فتكفير الخوارج لمرتكب الكبيرة، وقول المعتزلة بالمنزلة بين المنزلتين وإخراج المرجئة العمل عن مسمى الإيمان إنما يستند إلى هذا الأصل.
ويكشف البحث عن بطلان الأصل المشترك بين تلك الطوائف، ومخالفته للضرورة الشرعية والعقلية والنفسية، وأن ما تختص به كل طائفة من تلك الطوائف من لوازم لهذا الأصل مخالف لصريح النصوص الشرعية ودلالة الإجماع.
وقد تم التأكيد في البحث على الربط الواضح بين ما التزمت به كل طائفة من تلك الطوائف وبين الأصل المتفق عليه بينهم، والاستدلال على ذلك بأقوالهم، وبيان ما يلزمهم من التناقض والاضطراب، وذكر ما ألزمهم به علماء أهل السنة من لوازم لا يمكنهم إنكارها، مع الاستدلال لمذهب أهل السنة ببيان دلالة النصوص الشرعية والإجماع على قولهم.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:-
فإن أول خلاف حدث في هذه الأمة هو الخلاف في الإيمان، حيث ظهرت الخوارج في عصر الصحابة، وأحدثوا القول بتكفير مرتكب الكبيرة، وتبعتهم المعتزلة فاتفقوا معهم في أحكام الوعيد وإن خالفوهم في تكفير مرتكب الكبيرة، ولذلك شملهم وصف الوعيدية، وأما المرجئة فناقضت الوعيدية من الخوارج والمعتزلة في نفيهم الإيمان عن مرتكب الكبيرة، وما ترتب على ذلك من أحكام الوعيد، لكنهم أخرجوا العمل من مسمى الإيمان، ولهذا أطلق عليهم وصف الإرجاء، لإرجائهم العمل عن مسمى الإيمان. واستمر الخلاف بعد ذلك في مسائل الإيمان، وإن كان في جملته يعود إلى طائفتي الوعيدية والمرجئة، ولا يزال الخلاف في الإيمان قائمًا إلى اليوم.
ومع كثرة المذاهب المخالفة لأهل السنة في الإيمان، ومع ما بين تلك المذاهب من الاختلاف إلى حدّ التناقض إلا أنها تتفق على أصل مشترك بينها جميعًا، وهو دعوى استحالة التفاوت في الإيمان، وأنه إذا ذهب منه شيء لزم انتفاؤه بالكلية، بحيث أصبحت هذه الدعوى هي الفارق بين أهل السنة وبين جميع الطوائف المخالفة لهم في الإيمان. فلا توجد طائفة من هذه الطوائف إلا وأساس الشبهة عندها هي دعوى عدم التفاوت في الإيمان.
والهدف الأساس من هذا البحث هو بيان أثر ذلك الأصل المشترك بين تلك المذاهب على ما التزموه من اللوازم الباطلة، والرد عليهم، ببيان تناقضهم، وبطلان الأساس الذي بنوا عليه مذاهبهم، وبيان أن ما تختص به كل طائفة منهم مخالف لصريح النصوص الشرعية ودلالة الإجماع.
ولتحقيق هذه الغاية من البحث فقد التزمت بعدّة قواعد مهمّة هي:
1_ إظهار التلازم بين أصول كل مذهب من مذاهب المخالفين لأهل السنة في الإيمان، والتفريق بين ما هو مقدمة ومستند، وبين ما هو نتيجة من تلك الأصول، وبيان أن ما يختص به كل مذهب من تلك المذاهب فإنما هو نتيجة لمقدمات استندوا إليها تقتضي تلك النتيجة بالضرورة.
وهنا يظهر الفرق بين مجرد إدراك مخالفة تلك المذاهب للنصوص الشرعية وبين إدراك المخالفة في تلك المذاهب وما تستند إليه.
وهذه القاعدة مهمّة للرد على تلك المذاهب، بحيث يجتمع مع بيان مخالفة تلك المذاهب للنصوص الشرعية بيان تناقض ما تستند إليه أقوالهم وتهافت مقدماتها في ذاتها. فتقوم بذلك الحجة على أصحاب تلك المذاهب، لأنهم إنما حصلت لهم الشبهة من جهة تلك المقدمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ التفريق بين ما هو حق وما هو باطل من أصول المخالفين لأهل السنة، فقول الوعيدية إن العمل من الإيمان صحيح، وأهل السنة يوافقونهم عليه، لكن دعواهم أنه يلزم من اعتبار العمل من الإيمان نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة باطلة، ولا يلزم نفي الإيمان من مجرد التسليم بذلك الأصل، وإنما يلزم من جهة تقييدهم التسليم بذلك الأصل بدعوى استحالة التفاوت في الإيمان، فلزم عندهم أن المخالف في العمل بارتكاب الكبيرة ينقص إيمانه، فيلزم ذهابه بالكلية.
وكذا المرجئة حين عارضوا الوعيدية، وأثبتوا الإيمان لمرتكب الكبيرة، فإن قولهم في ذلك صحيح من حيث المبدأ، لكنهم ادعوا أنه يلزم من ذلك عدم نقصان إيمان مرتكب الكبيرة، وأن العمل لا يمكن أن يكون داخلًا في مسمى الإيمان، وكل ذلك باطل، وهو لا يلزم من مجرد عدم نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، وإنما التزموا بذلك استنادًا إلى الأصل المشترك بين الطوائف المخالفة لأهل السنة، وهو دعوى استحالة التفاوت في الإيمان، وأنه يستحيل وفق هذا الأصل الجمع بين إثبات الإيمان لمرتكب الكبيرة واعتبار العمل من الإيمان.
3_ بيان ما بين تلك المذاهب من التناقض، وإدراك أن كل مذهب من تلك المذاهب إنما كان يحاول أصحابه تجنب ما وقعت فيه المذاهب قبله من المخالفات.
فالخوارج هم أول من أحدث القول بتكفير مرتكب الكبيرة، فلما جاءت بعدهم المعتزلة وعلموا مخالفة قول الخوارج للإجماع وصريح الأدلة الشرعية لم يوافقوهم على القول بتكفير مرتكب الكبيرة، وإن وافقوهم على القول بنفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، فالتزموا نتيجة لذلك نفي الإيمان والكفر عن مرتكب الكبيرة، وأنه في منزلة بين هاتين المنزلتين. فوقعوا نتيجة لذلك في التناقض حيث رفعوا النقيضين. وأما المرجئة فعلموا بطلان ما ذهبت إليه الوعيدية من القول بنفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، وبطلان ما ذهبت إليه كل طائفة منهما بناء على ذلك، وعلموا أن قول الوعيدية مناقض للنصوص الشرعية وما عليه الإجماع، لكنهم لما وافقوا الوعيدية في دعوى استحالة التفاوت في الإيمان لم يمكنهم اعتبار العمل من الإيمان، لعلمهم أنهم لو أدخلوا العمل في الإيمان للزمهم ما التزمت به الوعيدية قبلهم من القول بنفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، فكان قول المرجئة في حقيقته هروبًا مما وقعت فيه الوعيدية، لكنهم وقعوا في باطل آخر، خالفوا به النصوص الشرعية وما عليه الإجماع.
4_ الاستدلال لمذهب أهل السنة في الإيمان بالنصوص الشرعية، وبيان وجه دلالتها على ما ذهب إليه أهل السنة، والنقل عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن التزم طريقتهم ما يبين دلالة تلك النصوص، لتتحقق بذلك إقامة الحجة مع دفع الشبهة.
5 _ نقل الإجماع على قول أهل السنة في الإيمان، وفي الرد على أقوال مخالفيهم، ليعلم أن ما خالفوا فيه ليس مما يقبل الخلاف، وأن خلافهم غير معتبر.
6_ نقض شبهات المخالفين العقلية، لبيان أنهم مع مخالفتهم للإجماع والنصوص الشرعية قد خالفوا دلالة العقل، وأنهم قد سووا بين المختلفات حين ادعوا انتفاء الإيمان بمطلق النقص فيه، مع أن شعب الإيمان متفاوتة، فلم يفرقوا بين ما هو ركن وما هو واجب في الإيمان، وبيان هذه الدلالة باعتبار حقائق الأشياء، والتفريق بين ما لا بدّ منه لتحققها وبين ما هو من مجرد كمالها، بحيث يمكن تحققها وإن نقصت عن الكمال.
7_ الاستناد في تقرير مذاهبهم إلى أقوالهم وما التزموا به، تحقيقًا للعدل والإنصاف، مع ذكر ما ألزمهم به علماء أهل السنة من لوازم لا يمكنهم الانفكاك عنها، ليعلم وجه البطلان في تلك المذاهب، وموقف أهل السنة منها.
وقد اشتمل البحث على سبعة مباحث:
فأما المبحث الأول فكان في بيان الأساس لدعوى عدم التفاوت في الإيمان، وبيان تناقضها. وما يلزم عنها من التسوية بين ما هو ركن وما هو واجب في الإيمان.
وأما المبحث الثاني ففي تقرير استناد الوعيدية إلى دعوى استحالة التفاوت في الإيمان، وأن ما التزموا به من نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، والحكم عليه بالخلود في النار، وعدم إمكان تخلف وعيده، إنما يستند إلى تلك الدعوى.
وأما المبحث الثالث ففي تقرير استناد المرجئة إلى دعوى عدم التفاوت في الإيمان، وأن ما التزموا به من القول بإخراج العمل من مسمى الإيمان إنما يستند إلى هذه الدعوى. وأنه يلزم المرجئة نتيجة التزامهم بهذه الدعوى التسوية بين إيمان النبي صلى الله عليه وسلم وإيمان الفاسق، وأن كل ما ذكروه لدفع هذا الإلزام لا يخرجهم منه.
وأما المبحث الرابع ففي بيان مستند التفاوت في الإيمان عند أهل السنة، وثبوت دلالة الإجماع على ذلك، وتقرير أوجه دلالة نصوص الكتاب والسنة على هذا الأصل.
وأما المبحث الخامس ففي بيان أصول مذهب الخوارج والرد عليها.
وأما المبحث السادس ففي بيان أصول مذهب المعتزلة في الإيمان والرد عليها.
وأما المبحث السابع ففي بيان أصول مذهب المرجئة مع الردّ عليهم كذلك.
وختامًا .. أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 02:05]ـ
الكتاب موجود على موقع رابطة العالم الإسلامي لمن أراد تحميله, ويباع في بعض مكتبات مكة.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:49]ـ
ويباع في بعض مكتبات مكة.
مثل؟؟
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 09:01]ـ
تجدون الكتاب على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97492&highlight=%DF%CA%C7%C8+%E3%E5% E3+%E3%D3%C3%E1%C9+%C7%E1%C5%E D%E3%C7%E4
ـ[المتعلم]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 09:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[كشف الشبهات]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 02:12]ـ
تتمة للفائدة:
هناك تعقيب مفيد جدا على كتابات الشيخ عبد الله القرني وتقريراته في مسائل الإيمان والكفر لا يستغن عنها من أراد شراء الكتاب وهي للشيخ أحمد الخالدي عقب فيه على أوهام وأخطاء وقع فيها المؤلف سامحه الله ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 07:48]ـ
تتمة للفائدة:
هناك تعقيب مفيد جدا على كتابات الشيخ عبد الله القرني وتقريراته في مسائل الإيمان والكفر لا يستغن عنها من أراد شراء الكتاب وهي للشيخ أحمد الخالدي عقب فيه على أوهام وأخطاء وقع فيها المؤلف سامحه الله ...
تتمة التتمة:
وربما يأتي من يتعقب الخالدي ويسأل الله له العفو والمسامحة من الله على ما وقع فيه من أوهام ... لقد استفحلت ظاهرة الـ .... والله المستعان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 09:45]ـ
تتمة تتمة التتمة:
هي أن متابعة طلاب العلم لهذه التتمات = تشتيت وضياع للأوقات، وعدم خروج بعلم مؤصل؛ لأنه ربما استمر الرد والرد على الرد ورد الرد على الرد وهكذا
ـ[كشف الشبهات]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 03:00]ـ
أخي الكريم (عبد الله الشهري) وفقه الله لكل خير ..
أنا ذكرت التعقيب لتنتفع به والحق ضالة المؤمن كما لا يخفاك ومن يأتي يتعقب التعقيب فإن كان بحق وموافق للدليل قبلناه رغما عن أنوفنا والحق أحب إلينا من عبد الله ومن أحمد ..
فتأمل بارك الله فيه واستفد من بحوث طلبة العلم , وفقني الله وإياك للحق.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:49]ـ
الأخ زين العابدين والأخوة جميعا_عذرا_ الكتاب لم ينزل إلى المكتبات وكان كلامي مبني على ما أخبر به مسؤول الكتب في الرابطة. (أي أخبر الشيخ أنه سيكون في المكتبات)
الأخ كشف الشبهات هل تأكدت بنفسك أنها أوهام وأخطاء؟
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 04:13]ـ
تعقيب الشيخ أحمد الخالدي جيِّد .. والشيخ معروفٌ بتمكنه في هذا الباب, وقد أثنى عليه جملةٌ من أهل العلم وعلى رأسهم العلاَّمة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله ...
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 04:37]ـ
تنبيهٌ هام: تعقيب الشيخ أحمد لم يكن على هذا الكتاب, وإنما كان على كتاب (ضوابط التكفير عند أهل السنة) للشيخ عبد الله وفقه الله ...
وهذه مقدمة للتعقيب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن فرقاناً وتبيانا ً، وأرسل المرسلين مبشرين بالحق ومنذرين الخلق فقامت الحجة واتضحت المحجة: {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}، وصلى الله على محمد وآله وصحبه الطيبين.
أما بعد:
قال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون}، وقال تعالى: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} فأمر سبحانه باتباع ما أنزل من القرآن ونهانا عن التقليد والأرآء المجردة والأهواء المضلة وأمر بطاعته، وطاعة رسوله مطلقاً وأولي الأمر تبعاً لا استقلالاً، وأوجب علينا عند التنازع فيما بيننا الرجوع إلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد نقل الشافعي الإجماع أن من استبانت له السنه لم يكن له أن يدعها لقول من قال.
وليعلم الناظر في هذه الرسالة: أنا قد اطلعنا على رسالة "ضوابط التكفير" لصاحبها؛ عبد الله بن محمد القرني، فوجدناها قد ملئت أخطاء كثيرةً في مباحث مهمة في العقيدة فقمنا بإرسال بعض التنبيهات وذلك حين صدورها [1] عن طريق المشايخ الذين لهم صلة وثيقة بالمؤلف، ثم مكثنا بعد ذلك ثلاث سنين أو فوقها بقليل ولم نر شيئا، ثم استخرنا الله في أن نبين أهم المسائل التي أخطأ فيها المؤلف، فأعرضنا عن نزر يسير إيثاراً للاختصار وخشية التطويل، وخصوصاً أنه نسب كل ما في الكتاب لأهل السنه والجماعة.
فقمنا بالرد عليها إظهاراً للحق ونصحاً للخلق وبراءة للذمة وخلواً للعهدة.
ولسنا بذلك مدعين للتحقيق أو المشيخة والتصنيف، بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، وفي رواية: (رب مبلغ أوعى له من سامع)، وقال صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)، وإنما هي نقولات قمنا بجمعها وحشدها لمناسبة الحال والمقال بل تأتي غالباً منطبقة في الرد على ما يذكره المؤلف في رسالته تماماً بلا زيادة أو نقصان.
فسبحان من نصر دينه بساطع البرهان وتعهد بحفظه على مر العصور والأزمان، فكلما اقفرت منه أرض حلّ في غيرها، وما غاب نجم عن سمائها إلا لاح فيها غيره.
فالحق ليس بمعدوم، بل هو موجود ولكنه مفقود عند كثير من الناس بسبب القصور أو التقصير أو كليهما، وإلا فمن بحث عنه وطلبه وصلحت نيته، وحسن قصده وجده، فمن استبان له الحق لزمه ولم يتعداه إلى غيره، فالحق هو الضالة المنشودة، والدرة المفقودة، فمتى ظفر بها المنصف استوثق منها وعض عليها بالنواجذ وثنا عليها الخناصر والبناصر، قال تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هدى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.
هذا وصلى الله على محمد
وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً(/)
سؤال: لماذا لا يستجيب الله لدعائنا؟
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 06:40]ـ
سؤال:
لماذا لا يستجيب الله لدعائنا؟.
الجواب:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود، حصلت به النكاية في العدو. ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير) الداء والدواء ص35.
فيتبين من ذلك أن هناك أحوالا و آدابا و أحكاما يجب توفرها في الدعاء و في الداعي، و أن هناك موانع و حواجب تحجب وصول الدعاء و استجابته يجب انتفاؤها عن الداعي و عن الدعاء، فمتى تحقق ذلك تحققت الإجابة.
و من الأسباب المعينة للداعي على تحقيق الإجابة:
1 - الإخلاص في الدعاء، وهو أهم الآداب وأعظمها وأمر الله عز و جل بالإخلاص في الدعاء فقال سبحانه: (وادعوه مخلصين له الدين)، والإخلاص في الدعاء هو الاعتقاد الجازم بأن المدعو وهو الله عز وجل هو القادر وحده على قضاء حاجته و البعد عن مراءاة الخلق بذلك.
2 - التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فإن المعاصي من الأسباب الرئيسة لحجب الدعاء فينبغي للداعي أن يبادر للتوبة والاستغفار قبل دعائه قال الله عز وجل على لسان نوح عليه السلام: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
3 - التضرع و الخشوع و التذلل و الرغبة و الرهبة، و هذا هو روح الدعاء و لبه و مقصوده، قال الله عز وجل: (ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين).
4 - الإلحاح والتكرار وعدم الضجر والملل: ويحصل الإلحاح بتكرار الدعاء مرتين أو ثلاث و الاقتصار على الثلاث أفضل اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا. رواه أبو داود و النسائي.
5 - الدعاء حال الرخاء والإكثار منه في وقت اليسر و السعة، قال النبي صلى الله عليه و سلم: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) رواه أحمد.
6 - التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى و صفاته العليا في أول الدعاء أو آخره، قال تعالى: (و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
7 - اختيار جوامع الكلم و أحسن الدعاء و أجمعه و أبينه، و خير الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه و سلم، و يجوز الدعاء بغيره مما يخص الإنسان به نفسه من حاجات.
و من الآداب كذلك و ليست واجبة: استقبال القبلة و الدعاء على حال طهارة و افتتاح الدعاء بالثناء على الله عز و جل و حمده و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم، و يشرع رفع اليدين حال الدعاء.
و من الأمور المعينة على إجابة الدعاء تحري الأوقات و الأماكن الفاضلة.
فمن الأوقات الفاضلة:
وقت السحر و هو ما قبل الفجر، و منها الثلث الآخر من الليل، و منها آخر ساعة من يوم الجمعة، و منها وقت نزول المطر، و منها بين الأذان و الإقامة.
و من الأماكن الفاضلة:
المساجد عموما، و المسجد الحرام خصوصا.
و من الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء:
دعوة المظلوم، و دعوة المسافر، و دعوة الصائم، و دعوة المضطر، و دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب.
أما موانع إجابة الدعاء فمنها:
1 - أن يكون الدعاء ضعيفا في نفسه، لما فيه من الاعتداء أو سوء الأدب مع الله عز و جل، و الاعتداء هو سؤال الله عز وجل ما لا يجوز سؤاله كأن يدعو الإنسان أن يخلده في الدنيا أو أن يدعو بإثم أو محرم أو الدعاء على النفس بالموت و نحوه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) رواه مسلم.
2 - أن يكون الداعي ضعيفا في نفسه، لضعف قلبه في إقباله على الله تعالى. أما سوء الأدب مع الله تعالى فمثاله رفع الصوت في الدعاء أو دعاء الله عز و جل دعاء المستغني المنصرف عنه أو التكلف في اللفظ و الانشغال به عن المعنى، أو تكلف البكاء و الصياح دون وجوده و المبالغة في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن يكون المانع من حصول الإجابة: الوقوع في شيء من محارم الله مثل المال الحرام مأكلا و مشربا و ملبسا و مسكنا و مركبا و دخل الوظائف المحرمة، و مثل رين المعاصي على القلوب، و البدعة في الدين و استيلاء الغفلة على القلب.
4 - أكل المال الحرام، و هو من أكبر موانع استجابة الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، و إن الله أمر المتقين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) و قال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و مشربه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك!!) رواه مسلم. فتوفر في الرجل الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأمور المعينة على الإجابة من كونه مسافرا مفتقرا إلى الله عز و جل لكن حجبت الاستجابة بسبب أكله للمال الحرام، نسأل الله السلامة و العافية.
5 - استعجال الإجابة و الاستحسار بترك الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ومسلم.
6 - تعليق الدعاء، مثل أن يقول اللهم اغفر لي إن شئت، بل على الداعي أن يعزم في دعائه و يجد ويجتهد ويلح في دعائه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له) رواه البخاري و مسلم.
ولا يلزم لحصول الاستجابة أن يأتي الداعي بكل هذه الآداب و أن تنتفي عنه كل هذه الموانع فهذا أمر عز حصوله، و لكن أن يجتهد الإنسان وسعه في الإتيان بها.
ومن الأمور المهمة أن يعلم العبد أن الاستجابة للدعاء تكون على أنواع: فإما أن يستجيب له الله عز وجل فيحقق مرغوبه من الدعاء، أو أن يدفع عنه به شرا، أو أن ييسر له ما هو خير منه، أو أن يدخره له عنده يوم القيامة حيث يكون العبد إليه أحوج. والله تعالى أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&
السؤال
R=5113
ـ[أبو حماد]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:14]ـ
جزاك الله خيراً على التذكير، والدعاء من أفضل العبادات وأكثرها قربة، لكن يغفل عنه الكثير من الناس.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 11:49]ـ
روى الترمذي عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)) ...
لماذا تغافلت الأمة أن من أعظم عدم إجابة الدعاء هو ترك الدعوة ..... ؟؟؟؟؟؟(/)
لنتعلم ... الإمام مسلم والإمام البخاري رضي الله عنهما
ـ[احمد بدلة]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 10:34]ـ
لنتعلم ... الإمام مسلم والإمام البخاري رضي الله عنهما
قال أحمد بن حمدون القصار:
سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقال:
دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.
مقدمة الجامع الصحيح للإمام البخاري
الطبعة اليونينية
عني بها فضيلة الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور محمد زهير الناصر حفظه الله
حبذا لو يشارك بعض الاخوة - جزاهم الله كل خير -
بمثل هذه المواقف بين الشيوخ والعلماء والفقهاء التي كانت تجري فيما بينهم
لنتعلم من أدبهم العظيم
وكمال تواضعهم الكريم
اللهم اجعلنا نتعلم منهم
واحشرنا معهم
يارب العالمين(/)
ترجمة العلامة ابن باز
ـ[أبو أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 02:11]ـ
هذه ترجمة وافية للشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
هو الإمام الداعية الفقيه عبد العزيز بن عبد الله بن باز أشهر علماء وفقهاء الجزيرة العربية الذي تلقى الناس فتاواه ورسائله بالقبول وتتلمذ على يديه المئات وهو كما وصفه أحد تلامذته صاحب كتاب "الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز" يقول: هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء.
نسبه ونشأته
هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، وآل باز أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق أصلهم من المدينة النبوية، ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة سنة 1330هـ، وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة.
نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها، وحضاراتها المزيفة، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء، وأئمة الدين، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهي دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشريعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها، واضطراب بين حكامها ومحكوميها.
فهكذا نشأ سماحته في بيئة علمية ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال - ولله الحمد والمنة - هو النور الذي يضيء حياته، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته - كما هي عادة علماء السلف - رحمهم الله - إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية - فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر، ويعون أحكامه وتفاسيره، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ، فوعاه وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان، ثم بعد رحمه لكتاب الله، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر.
ولقد ذكر سماحته في محاضرته النافعة رحلتي مع الكتاب: أن لوالدته - رحمها الله - أثرا بالغا، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه، فكانت تحثه وتشد من أزره، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد.
فقده لبصره
كان سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله - مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة، مما كان له أعظم الأثر، وأكبر النفع في استمراره.
ومما ينبغي أن يعلم أن سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله- قد استفاد من فقده لبصره فوائد عدة نذكر على سبيل المثال منها أربعة أمور:
الأمر الأول: حسن الثواب، وعظيم الأجر من الله سبحانه وتعالى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه في حديث قدسي أن الله تعالى يقول: إذا ابتليت عبدي بفقد حبيبتيه عوضتهما الجنة (البخاري).
الأمر الثاني: قوة الذاكرة، والذكاء المفرط: فالشيخ - رحمه الله - حافظ العصر في علم الحديث فإذا سألته عن حديث من الكتب الستة، أو غيرها كمسند الإمام أحمد والكتب الأخرى تجده في غالب أمره مستحضرا للحديث سندا ومتنا، ومن تكلم فيه، ورجاله وشرحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثالث: إغفال مباهج الحياة، وفتنة الدنيا وزينتها، فالشيخ - رحمه الله - كان متزهدا فيها أشد الزهد، وتورع عنها، ووجه قلبه إلى الدار الآخرة، وإلى التواضع والتذلل لله سبحانه وتعالى.
الأمر الرابع: استفاد من مركب النقص بالعينين، إذ ألح على نفسه وحطمها بالجد والمثابرة حتى أصبح من العلماء الكبار، المشار إليهم بسعة العلم، وإدراك الفهم، وقوة الاستدلال وقد أبدله الله عن نور عينيه نورا في القلب، وحبا للعلم، وسلوكا للسنة، وسيرا على المحجة، وذكاءً في الفؤاد.
المكانة العلمية لأسرته
وأسرة آل باز معروفة بالعلم والفضل، والزهد والورع ويغلب على بعض أفرادها العناية بالتجارة، وعلى بعضها العناية بالزراعة، ولعل من أبرز علماء هذه الأسرة الشيخ عبد المحسن بن أحمد بن عبد الله بن باز - رحمه الله - المتوفى سنة 1342 هـ، كانت له دراية تامة في الفقه، واطلاع واسع على العلوم الشرعية، ومحبة لطلبة العلم والاعتناء بهم، مع حسن الأخلاق، وكريم الشمائل، وطيب التعليم والتدريس.
ومن العلماء البارزين من تلك الأسرة، الشيخ مبارك بن عبد المحسن بن باز المكنى " بأبي حسين " وهو من كبار حملة العلم المعروفين بالعلم والفضل وحسن السيرة، وكان والده الشيخ / عبد المحسن - رحمه الله - هو قاضي بلدة الحلوة فقرأ عليه في بعض العلوم الشرعية في أول طلبه للعلم، ثم لما توفي والده، تولى القضاء بعده، ثم نقل بعد ذلك إلى قضاء عدة بلدان منها بيشة والأرطاوية ورنية.
ولما تولى الملك عبد العزيز - رحمه الله - على الحجاز عينه قاضيا في الطائف، والشيخ مبارك - رحمه الله - يعتبر أحد العلماء الذين بعثهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى مكة لكي يناظروا علمائها ويناقشوهم في مسائل تتعلق بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وقد أبلى الشيخ مبارك - رحمه الله - في ذلك بلاء حسنا وكانت له اليد الطولى في تبيين بعض المسائل وإيضاحها، وظهر الحق إلى جانب علماء الدعوة.
وخلاصة القول أن الطابع الغالب على هذه الأسرة، هو طابع الجد في ممارسة الخير، سعيا في نشدان الكسب الحلال، والمذاكرة الحيّة في مسائل الدين، مع الالتزام بالفضائل والأخلاق الحميدة - رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم، وجعل منهم العلماء الصالحين.
من أخلاق بن باز
كانت للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم، وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس، وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له، لا من خوف وهلع وجبن معه، بل إن الشيخ - رحمه الله - قد فرض احترامه على الناس، بجميل شمائله وكريم أخلاقه، مما جعلهم يهابونه حياء منه، ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير.
ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول، ومرذول اللفظ، وما يخدش الحياء أشد الابتعاد، فلا تكاد تجد في مجلسه شيئا من الضحك إلا نادرا ولماما، بل كنت تجد مجالسه عامرة بذكر الله، والتفكر والتأمل في الدار الآخرة.
ومع هذه المكانة العظيمة، والمنزلة السامية، والهيبة، فإنه آية في التواضع، وحسن المعاشرة، وعلو الهمة، وصدق العزيمة، مع عزة في النفس، وإباء في الطبع، بعيد كل البعد عن الصلف والتكلف المذموم كأنه وضع بين نصب عينيه قوله تعالى: {وما أنا من المتكلفين}.
لعل من أبرز ما تميز به شيخنا - رحمه الله - الزهد في هذه الدنيا، مع توفر أسبابها، وحصول مقاصدها له، فقد انصرف عنها بالكلية، وقدم عليها دار البقاء، لأنه علم أنها دار الفناء، متأسيا بزهد السلف الصالح - رحمهم الله - الذين كانوا من أبعد الناس عن الدنيا ومباهجها وزينتها الفانية، مع قربها منهم، فالشيخ - رحمه الله -كان مثالا يحتذي به، وعلما يقتدى به، وقدوة في الزهد والورع وإنكار الذات، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة، وكم من مرة سمعته في بعض محاضراته، حين يطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة، وخلاله الرشيدة، يقول: "لقد قصمت ظهر أخيك، وإياكم والتمادح فإنه الذبح، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون" بمثل هذه الكلمات النيرة، والتوجيهات الرشيدة نراه يكره المدح والثناء كرها شديدا، وهذا يدل على زهد في القلب وعفة في الروح، وطهارة في الجوارح، وخشية للمولى جل وعلا.
فصاحته وخطابته
(يُتْبَعُ)
(/)
يعد الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ من أرباب الفصاحة، وأساطين اللغة وخاصة في علم النحو، وفي علوم اللغة العربية كافة.
وفصاحته تبرز في كتاباته ومحادثاته، وخطبه ومحاضراته وكلماته، فهو ذو بيان مشرق، ونبرات مؤثرة حزينة، وأداء لغوي جميل، ويميل دائما إلى الأسلوب النافع الذي كان عليه أكثر أهل العلم وهو الأسلوب المسمى "السهل الممتنع" فتجده - رحمه الله - من أكثر الناس بعدا عن التعقيد والتنطع في الكلام والتشدق في اللفظ والمعنى، والتكلف والتمتمة، بل هو سهل العبارة، عذب الأسلوب، تتسم عباراته وكتاباته بالإيجاز والإحكام والبيان.
ومن نوافل الأمور أن يقدر القارئ الكريم ثقافة الشيخ - رحمه الله - في اللغة والأدب وحسن البيان، لأن معرفة ذلك وإتقانه من الأسس الرئيسية في فهم آيات الكتاب ونصوص السنة النبوية، ومعرفة مدلولات العلماء، ولهذا كان الشيخ - رعاه الله - متمكنا مجيدا للخطابة والكتابة.
والشيخ – رحمه الله ـ خطيب مصقع، وواعظ بليغ سواء في محاضراته الكثيرة النافعة أو تعقيباته على محاضرات غيره، ومن مميزاته وخصائصه الخطابية قدرته على ترتيب أفكاره حتى لا تتشتت، وضبطه لعواطفه حتى لا تغلب عقله، ثم سلامة أسلوبه، الذي لا يكاد يعتريه اللحن في صغير من القول أو كبير، وأخيرا تحرره من كل أثر للتكلف والتنطع.
وكان الشيخ عبد العزيز – رحمه الله - صاحب بصيرة نافذة، وفراسة حادة، يعرف ذلك جيدا من عاشره وخالطه، وأخذ العلم على يديه. ومما يؤكد على فراسته أنه يعرف الرجال وينزلهم منازلهم، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام، ويقدمهم على من سواهم، ويخصهم بمزيد من التقدير ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما، وله فراسة في معرفة رؤساء القبائل والتفريق بين صالحهم وطالحهم، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل العويصة، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها، تقرأ عليه عدة مرات، حتى يفك عقدتها، ويحل مشكلها، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة، أطال النفس في جوابه مع التعليلات وذكر أقوال أهل العلم، وتقديم الأرجح منها، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة.
قوة حافظته
ومما تميّز به سماحته - رحمه الله - قوة الحافظة، وسرعة البديهة، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع، ووفرة في العلم، وشدة في الذكاء، وغزارة في المادة العلمية، فهو - رعاه الله - صاحب ألمعية نادرة، ونجابة ظاهرة.
وإن نعمة الحفظ، وقوة الذاكرة، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم، مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة.
ومما يؤكد على ذلك أنه ربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها، وذكر أقوال أهل العلم فيها، وهو ممَّن منَّ الله عليه بحفظ الصحيحين واستحضارهما، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء.
ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته، أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أهل العلم الشرعية، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبينا الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول.
وثم أمر آخر يؤكد قوة حافظته أنه يميز بين أصوات محبيه الذين يقدمون للسلام عليه، مع كثرتهم عددهم، وقد حدَّثني بعض من عاصر الشيخ قديما وحديثا أنني قدمت للسلام عليه بعد مدة من الزمن طويلة، فبادرته بالسلام، فعرفني من أول وهلة، ورد عليَّ السلام مناديا باسمي، وهذا دأبه في أغلب من يقدمون عليه للسلام.
وأيضا مما يؤكد قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها، ينظر إليها ويتأمل في أمرها، وهذا أمر معلوم عند من خالط الشيخ وعرفه تمام المعرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
مؤلفاته وآثاره العلمية
لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة تنوعت بين كتب في العقيدة الإسلامية بأنواعها وأقسامها المختلفة، ونبه إلى البدع والمنكرات، وألف في الفقه وأصوله وقواعده، وفي العبادات والمعاملات والبيوع المحرمة، وكتب في الحديث وأصوله ومصطلحاته، وفي الأذكار وفوائدها.
وفي التراجم، وعن المرأة المسلمة ودورها في بناء المجتمع، وإنقاذها من براثن الكفر والشبه الضالة، وفي التشريع والجهاد في سبيل الله، وفي فضل الدعوة إلى الله، ومسئولية الشباب المسلم، وفي الحض على الزواج المبكر، كما أنه كتب كتبا تدفع المطاعن والشبهات في الدين، وكتب في الغزو الفكري، والقومية العربية، والحداثة الشعرية. فهذه الكتب المتنوعة يجمعها صدق النصيحة، مع صدق العبارة، مع الأسلوب الواضح المفهوم لخاصة الناس وعامتهم، فنفع الله بهذه المؤلفات نفعا عظيما، حتى أن كثيرا منها قد ترجم لعدة لغات؛ لكي يستفاد منه، حتى أنني رأيت بعض كتب سماحته - في أدغال أفريقيا - وقد وصلت إلى كل بقعة من العالم الإسلامي ويحكي لي بعض الأساتذة المصريين: أنه رأى في معرض الكتاب الدولي في القاهرة صفا طويلا فاستغرب لهذا المنظر الغريب، والأمر العجيب، فأخذه حب الاستطلاع إلى الوقوف مع الناس، فإذا به يفاجأ بأن الصف من أجل أنه يوزع كتاب "التحذير من البدع" لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - يقول: فكبرت بأعلى صوتي وقلت: "جاء الحق وزهق الباطل".
وهكذا - يهيئ الله لمن أخلص نيته، وأحسن قصده، القبول في جميع الأرض، وعند جميع طبقات العالم الإسلامي.
وإليك بعضاً من مؤلفاته رحمه الله:
أولاً: الرسائل الكبيرة والمتوسطة.
1 - الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب.
2 - الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض.
3 - إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.
4 - الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته.
5 - بيان معنى كلمة لا إله إلا الله.
6 - التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة.
7 - - تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل.
8 - العقيدة الصحيحة وما يضادها.
9 - الدعوة إلى الله.
10 - تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد.
11 - وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها.
12 - الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة.
13 - الرسائل والفتاوى النسائية: اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري.
14 - الفتاوى.
15 - فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين.
16 - فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.
17 - فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند.
18 - فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة.
19 - فتاوى وتنبيهات ونصائح.
20 - الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
21 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة أشرف على تجميعه وطبعه د. محمد بن سعد الشويعر. من ا - 12 طبعة دار الإفتاء.
22 - مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء.
23 - مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية.
24 - نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع.
25 - وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
26 - وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها.
27 - شرح الأصول الثلاثة.
ثناء العلماء عليه
يقول سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن سليمان بن منيع - رعاه الله - قاضي التمييز بمكة المكرمة وعضو هيئة كبار العلماء.
إن الحديث عن سماحة شيخنا الجليل تنشرح له الصدور، وتتفتح له النفوس، ويحلو بذكره اللسان فقد كان لي مع سماحته أكثر من علاقة أهمها وأحلاها علاقتي به شيخا كريما لقد درست على يد سماحته في المراحل الدراسية الثلاث: الثانوية والجامعية والدراسات العليا في المعهد العالي للقضاء، فاستفدت من علمه الغزير، وفقهه الواسع، وأدبه الجم في التعليم والتعلم، الشيء الذي أعتز بتحصيله من سماحته، وكان ولا يزال - رحمه الله - نعم الشيخ معلما وموجها وناصحا وحريصا على الاهتمام والعناية بطلابه، فلقد أخذنا عنه - رحمه الله - العناية بالدقة في إصدار القرار الحكيم أو الفتوى أو الرأي، وأخذنا عنه المرونة في النقاش، وتبادل الآراء والوقوف عند الحقيقة والبعد عن التعصب للرأي، حيث كان - رحمه الله - يقرر " رجوعه إلى رأي الأكثرية
(يُتْبَعُ)
(/)
من زملائه وإخوانه وأبنائه في بحث أمر يكون له فيه رأي مخالف فيرجع ويقول: "اللهم اهدنا فيمن هديت" وذلك حينما يظهر له رجحان الرأي المخالف له.
وقد ضرب - رحمه الله - رقما قياسيا في كرم النفس وكرم المال لم يجاره في ذلك أحد من العلماء المعاصرين فيما علمنا.
ويقول سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن آل بسام عضو هيئة كبار العلماء:
شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - هو المستحق الآن للقب - شيخ الإسلام والمسلمين - لما يبذله من مساع في خدمة الإسلام والمسلمين، فهو الداعية الكبير وهو المفتي الأول في الداخل والخارج، وهو الموجه إلى فعل كل خير، وهو رئيس المجلس التأسيسي في رابطة العالم الإسلامي، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي، ورئيس مجلس هيئة كبار العلماء، وهو المرجع في كل شأن من شئون الإسلام؛ لما حباه الله تعالى من إخلاص لدينه وأمته؛ ولما امتاز به من سعة علم وبعد نظر، وقبول لدى المسلمين، فقد وزع وقته على خدمة الإسلام ومصالح المسلمين.
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الرحمن الأطرم - رعاه الله - عضو الإفتاء، وعضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ بكلية الشريعة بالرياض:
إن صفات سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز واضحة لا تخفى على معاصريه من عالم ومتعلم، فهو ذو علم جم وخلق فاضل ونظر ثاقب، وحسن خلق، وحسن معاملة مع الصغير والكبير، والعالم والمتعلم، والعامي والغريب والمعروف، والقريب والبعيد، يفيد المتعلم ويرشد الجاهل.
ونرى سماحته يزداد علوا في العلم والمعرفة وبذل العطاء من المعلومات، وقد انتشر علمه في جميع الأقطار وتزداد علاقته بالكتب من شتى الفنون من توحيد وفقه وحديث وتفسير ولغة وأصول فقه في القراءة والكتابة والإفتاء ابتداء وجوابا عليها.
وكثيرا ما يحضر لدرسه تحضيرا علميا دقيقا بأن يراجع أمهات الكتب، وكتب الشروح، وقد يقرأ عليه وهو يتناول الطعام حرصا على إفادة الطلاب؛ كما هو دأب العلماء السابقين.
وكل مواقف شيخنا - رحمه الله - طيبة ومؤثرة، تأثرت بعلمه وأخلاقه وبقبول توجيهه، وبتواضعه وانشراح صدره وتأثيره على العامة والخاصة، فهو محل ثقة في المعتقدات وفي علم الحلال والحرام والوعظ والإرشاد والترغيب والترهيب؛ فلا يكاد يقف موقفا ويعدم التأثير.
ويقول الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (سابقا):
قد وهب الله عز وجل سماحة والدنا وشيخنا العلامة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز، من الصفات الحسنة، والخلال الحميدة، والشمائل الكريمة؛ الشيء الكثير، فهو في مقدمة علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية، بل وعلى مستوى العالم، وهو إلى جانب ما وهبه الله من العلم الواسع تجتمع فيه خلال قلّ أن تجتمع في غيره، فقد عرفته كما عرفه غيري عالما فاضلا، ضرب من نفسه المثل والقدوة في التواضع والسماحة والكرم والإيثار، والزهد والورع والتقوى، والسعي في حاجات المسلمين أفرادا وهيئات، والاهتمام بهم حيث كانوا.
وقد سبق أن منح سماحته - رحمه الله - جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تقديرا لعلمه وجهوده في هذا المجال المهم. جزى الله سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كل خير عنا وعن الإسلام والمسلمين على ما قدم من جهود وخدمات، وعلى نصحه وإخلاصه، وضاعف له الثواب ..
ويقول فضيلة الشيخ: عبد الله بن إبراهيم الفنتوخ مدير عام الدعوة بالداخل والجزيرة العربية سابقا.
منذ عرفته في عام 1363 هـ، وحتى الآن وسمعته ومكانته الحسنة، تتمدد تمدد أشعة النور النافذ، ترتفع مع النجاد، وتنزل إلى الوهاد، لا تغلق دونها الأبواب، وليس لها حجاب، ولا يحرم منها هياب، ولا يمحوها ضباب، كأنها شمس لا تغيب، يستضيء بها البعيد والقريب.
تحلى سماحته بصفة الأمانة في الدين، وجمع إليها صفات نادرة، فحاز من المكارم ما لم يحزه ذو سلطان، ولا ذو فصاحة وبيان، ولا ذو نسب ومال وكيان؛ بل جمع الله له محاسن الأخلاق شيماً ومروءة وشمما يندر أن تجتمع لأحد، فسبحان من يختص بفضله من يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما تعامله مع الناس فسماحته يتعامل معهم تعامل الأخ مع إخوانه، ويتبادل معهم البساطة ونوادر المرح الرفيع بما لا يضيع الوقت عن الأهم. وأود أن أشير هنا إلى أنه ليس للمناصب أي أثر على حياته العلمية لأن صفات الأمانة الإسلامية التي فيه لم تبنها المناصب، وإنما بناها الله بما حباه الله من علم شرعي وأعمال صالحة وأخلاق نبيلة وهكذا علاقته مع الناس، وأثر المناصب يتجلى في توفير الإمكانيات والنفوذ.
و يقول معالي الشيخ د. صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو مجلس الشورى: لقد عاش الشيخ حياة علمية دعوية متوازنة يتوافق فيها الفكر مع العمل، ويقترن فيها العلم بالسلوك، حياة تجلي في توازنها الفكر الثاقب، والعطاء النير، والإسهام العميق، والمدد الغزير في ميادين الحياة كافة، امتداد في العلم والدعوة والتربية والتوجيه، شمل أصقاعا عريضة من العالم الفسيح من خلال أثره الفكري المقروء والمسموع ومشاركاته الميدانية في المؤتمرات والمجامع والحلقات والمنابر والمجالس واللجان، رئاسة وأستاذية وعضوية، إنه رجل شاء الله أن يقع على كاهله، أعباء جسام في الدعوة والإرشاد والبحث العلمي والإفتاء، وخدمة قضايا المسلمين كافة.
إن العطاء والتوازن والتثبت في حياة الشيخ وسيرته - علما وتعليما ودعوة - جلي بارز من خلال الرصد للقنوات التي صبغت عطاء الشيخ وأطرت أثره في إطار متميز، ولعل ذلك يتبين من هذه القنوات الثلاث الكبرى:
الأولى: الإيمان العميق، والعقيدة الراسخة في الله ورسوله وكتابه ودين الإسلام، وأثر ذلك في سيرته ومسيرته، سلوكا حسنا، وورعا وزهدا، وصدقا في اللهجة، وحبا للناس، وثقة متبادلة وعطفا ورقة، وكرما وبذلا.
الثانية: التأصيل العلمي المبني على أصلي الدين: الكتاب والسنة فالشيخ يحفظ القرآن كله ويتدبره، ويحفظ الكثير من السنة ويفقهها، فهو دائم التلاوة للقرآن بتدبر، قدير في الاستحضار للسنة بتفهم، سريع الاستشهاد بها، ملتزم للاسترشاد بنورهما، مع دعوته الظاهرة في كل مجلس وناد للأخذ بهما والرجوع إليهما والحث على مداومة قراءتهما ومطالعتهما، وحفظ المتيسر منهما.
الثالثة: روح الاجتهاد والاستنباط المنبثقة من الفقه المتين والدارسة الواعية والفهم العميق والفكر المستنير مع الإحاطة البينة بمقاصد الشريعة وأصولها وقواعدها وضوابطها. ومن يسبر ذلك ويرصده في حياة هذا الإمام يدرك وضوح الطريق عنده، وانسجامه مع نفسه، ومن حوله في توافق سوي وسيرة معتدلة ونهج قويم. هذا هو الشيخ الذي يزكو شكره، ويعلو عند أهل العصر ذكره، ويعني الأمة أمره.
مواقف من حياته
وفي حياة سماحته مواقف كثيرة منها ما يناسب ذكره، ومنها ما أحتفظ به وهو كثير. ومما يناسب ذكره أن ضيفا من تلاميذه الأفاضل، أفريقي متجنس، بات عنده، فقام سماحة الشيخ آخر الليل للتهجد، وكانت غرفة الضيف بعيدة عن مقر الماء، وفي هذه الساعة يندر من يكون مستيقظا، وهو يكره الإزعاج، فذهب - سماحته - بنفسه إلى مقر الماء بالإبريق، رغم أنه كريم العينين، وملأ الإبريق وجاء به إلى مقر باب غرفة الضيف ثم أيقظه برفق لعلمه بالرغبة في ذلك.
ثم ذهب عن الباب، حتى لا يحرج الضيف، فخرج الضيف مسرعا، فرأى الشيخ - رحمه الله - قد ولى وترك الإبريق عند الباب من خارجه، والضيف من أهل العلم، وهو من تلاميذ الشيخ.
ـــــــــــــ
(1) ملخص بتصرف عن كتاب "الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز "(/)
من طلب العلم لله فالقليل يكفيه
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 09:01]ـ
يقول الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-:
من طلبَ العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به، ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 09:58]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
ظاهر العبارة مشكل
وعند التأمل (قد) يزول الإشكال ...
الخلاصة معنى العبارة فيما ظهر لي:
قوله: (مَن طلب العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به) = المتعلم على سبيل نجاة
قوله: (ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة) = أي من طلبه للقيام على حوائج الناس - ويدخل فيه نفسه من باب أولى -، وهو في ذلك لا يطلبه إلا لله؛ فإن حوائج الناس ومشكلاتهم وحوادثهم كثيرة، ومَن كان هذا حاله، فلا يكفيه القليل من العلم ...
والله تعالى أعلم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 10:35]ـ
رحم الله ابن عبد البر وجزاك الله خيراً يا شيخ عبد الله وأحسن الله إليك.
أظن ان العبارة واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير فمن طلب العلم لله بارك الله في هذا العلم وإن كان قليلاً، ومن طلبه لمصلحة أو للتاس فحاجات الناس كثيرة بمعنى أنه لن يصل إلى مبتغاه الا مع شق الأنفس وإبتعاد البركة والتوفيق من هذا الرجل والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 11:58]ـ
الأخ وليد
ذكرتَ أن العبارة (واضحة) (بيّنة) (لا تحتاج إلى تفسير)
ومع ذلك يا أخ وليد قد اختلفنا ...
وليتك وفقك الله تحل لي هذا اللغز:
(ومن طلبه لمصلحة أو للتاس فحاجات الناس كثيرة بمعنى أنه لن يصل إلى مبتغاه الا مع شق الأنفس وإبتعاد البركة والتوفيق من هذا الرجل).
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 12:28]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحمادي
على هذه الفائدة
نعم والله ينبغي على طالب العلم أن يخلص نيته لله حتى يبارك الله له في علمه وإن كان قليل
بل ويفتح الله عليه من المعاني والمعارف مالا يحصلها صاحب العلم الكثير
أخي الحبيب أشرف
يشكل على تفسيرك رعاك الله قول ابن عبدالبر (مَن طلب العلم لله) وفي الثانية قال: (طلبه للناس) أي ليس لله
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 12:46]ـ
أخي الكريم يفسر هذه العبارة من الإمام ابن عبد البر رحمه الله حديث (أول من تسعر بهم النار ..... ) فهذا الحديث يحل إشكال هذه العبارة ويزيد فيها من الفوائد والعجائب الشيء الكثير فعبارة ابن عبد البر جميلة ويستفاد منها كما ذكرتم وذكرنا سابقاً ويكمل هذه العبارة حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رغم أنه هو الأولى في المعرفة وفقني الله وأياك أخي الكريم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 12:52]ـ
الأخ آل عامر
قد راعيت ما ذكرت
وهو ما أشرت إليه بقولي: (ظاهر العبارة مشكل)
وتأويل العبارة من وجهة نظري:
مَن طلب العلم لله، فالقليل منه يكفيه إذا عمل به في نفسه ومَن يلزمه، ومن طلبه للقيام على حوائج الناس - ويدخل فيه نفسه من باب أولى -، وهو في ذلك لا يطلبه إلا لله؛ فإنّ حوائج الناس ومشكلاتهم وحوادثهم كثيرة، ومَن كان هذا حاله، فلا يكفيه القليل من العلم ...
هذا مع التنبيه على أننا نفسّر عبارة خارج السياق ...
ونتعامل معها على أنها حِكمة وموعظة مفردة ...
والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 11:05]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
وكلام الامام ابن عبدالبر كالشمس.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 03:01]ـ
الأخ وليد قال:
أظن ان العبارة واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير
إشكال هذه العبارة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 04:20]ـ
وحتى لا نُرمَى بالبَلادة ثالثة ...
قد أجَدَّتْ من هذا الموضوع قَرُونِي
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 06:15]ـ
وحتى لا نُرمَى بالبَلادة ثالثة ...
قد أجَدَّتْ من هذا الموضوع قَرُونِي
أعانك الله يا شيخ أشرف (ابتسامة)
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 06:16]ـ
كتبتُ العبارة وهي عندي محتملة للمعنيين، وإن كان المعنى الذي ذكره الأخ أشرف أظهر
ولعل كلام الإمام ابن عبدالبر في موضع آخر يقوِّي هذا المعنى، حيث قال:
( ... وفي فضل الصدقات آثارٌ كثيرة، ومن طلب العلمَ للعمل؛ وأراد به الله فالقليل
يكفيه إن شاء الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 05:04]ـ
بارك الله في الاخوة
المعنى الذي ذكره الفاضلان المفيدان اشرف والحمادي معنى قوي جيد يدل على نباهة.
لكن لعل مراد ابن عبدالبر المعنى الثاني:
واليكم كلام ابن عبدالبر في اكثر من موضع - والنقل عن نسخة الكترونية -
((وفي تضعيف الله الصدقة المقبولة من الكسب الطيب إلى سائر ما ينتظم بهذه المعاني آثار كثيرة جدا تحتمل أن يفرد لها كتاب فضلا عن أن ترسل في باب ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه إن شاء الله)) التمهيد 2/ 284
((فسبحان المتفضل المنعم لا شريك له والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا لأوجه لاجتلابها ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة)) التمهيد 13/ 120
فالظاهر من هذا: ان العلم كثير والاثار كثيرة والروايات متعددة فمن اراد العلم ليعمل به واراد به وجه الله فالقليل يكفيه
لان علم صحته ويريد ان يعمل به فالقليل كاف له في هذا المعنى الذي اراده اما من يريد به اظهار العلم والتكاثر بحفظ الروايات وجمعها وانه جمع كذا كذا من الاوجه والروايات فهذا لن يكفيه القليل.
((والآثار في هذا الباب كثيرة جدا لا يمكن أن يحيط بها كتاب فالأحاديث اللينة ترجى والشديدة تخشى والمؤمن موقوف بين الخوف والرجاء والمذنب إن لم يتب في مشيئة الله روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ما في القرآن آية أحب إلى من هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن شرح الله صدره فالقليل يكفيه)) التمهيد 17/ 27
((وفي فضل الصدقات آثار كثيرة ومن طلب العلم للعمل وأراد به الله فالقليل يكفيه إن شاء الله)) التمهيد
((والاثار في هذا الباب عن السلف كثيرة في معنى ما اوردناه وفيما ذكرنا تنبيه على ما إليه قصدنا ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه اذا عمل به)) الاستذكار.
((والآثار في هذا المعنى كثيرة عنه صلى الله عليه وسلم جدا ومن فهم ووفق فالقليل يكفيه)) الاستذكار.
فهو رحمه الله يكرر هذا المعنى عند تعدد الروايات وكثرتها فليس المقام او السياق سياق فتوى او مسائل علمية.
هذا مع التنبيه على أننا نفسّر عبارة خارج السياق ...
ونتعامل معها على أنها حِكمة وموعظة مفردة ... [
وعلى هذا الفرض فكما ترى يا شيخ اشرف اكثر القائلين لهذه العبارة يقولونها في سياق الاخلاص والحث عليه ولذلك فهم الاخوة وهم اكثر من اخ فهموا مباشرة هذا المعنى حتى قالوا انها لا تحتاج الى تفسير وهي واضحة لان من يذكرها مفردة من المؤلفين او المتحدثين يذكرها لهذا المعنى.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 08:02]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا محمد بن سعيد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:23]ـ
فالظاهر من هذا: ان العلم كثير والاثار كثيرة والروايات متعددة فمن اراد العلم ليعمل به واراد به وجه الله فالقليل يكفيه
لان علم صحته ويريد ان يعمل به فالقليل كاف له في هذا المعنى الذي اراده اما من يريد به اظهار العلم والتكاثر بحفظ الروايات وجمعها وانه جمع كذا كذا من الاوجه والروايات فهذا لن يكفيه القليل
هذا المعنى جيّد أخي العزيز ...
وكأنك تشرح، فتقول:
(ومن طلبه للناس) أي: رياء الناس
(فحوائج الناس كثيرة) يعني: مسائلهم كثيرة، لا يكفيها قليل العلم
وهو معنى قوي، ويبقى ما ذكرناه احتمالا ...
ـ[الباجي]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 01:44]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
هذا الكلمة تنسب لمالك بن دينار - رحمه الله - والناس في استعمالها على المعنيين الذين تفضل بهما الأحباب ... وليس كل من قيل عنه: طلب العلم للناس محمول فعله على أنه أراد بعمله غير وجه الله ... فطالب العلم يتعلم العلم ليسلم في دينه ... ويطلبه لينذر قومه ... وقد مدح الله ذلك وحث عليه ... وربما تعالى أجر هذا على من اقتصر نفعه في طلب العلم على اصلاح نفسه دون سواها ... وقد قيل: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ... والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 05:00]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
لاشك أن من طلب العلم ليعمل به = فالقليل منه يكفيه.
أما من طلبه ليتزين به عند الناس أو طلبه لينفع به الناس؛ فإنه لن يكفيه القليل؛ لأن حوائج الناس كثيرة ولا يسعفها قليل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة:
قال مهنا قلت: لأحمد بن حنبل: ما أفضل الأعمال؟
قال: طلب العلم لمن صحت نيته. قلت: وأي شيء تصحيح النية؟
قال: ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل.
ينظر: طبقات الحنابلة والفروع وغيرها.
أخرى:
في الآداب الشرعية:
نقل عن أحمد أنه قيل له: من نسأل بعدك؟
فقال: عبد الوهاب الوراق.
فقيل: إنه ضيق العلم!
فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.اهـ
لعله ذكرها بالمعنى فإني لم أر عند غيره لفظة: «ضيق العلم».
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 10:13]ـ
أحاديث ذات صلة أقتبستها من بحث منشور بعنوان: الهوى وأثره في الخلاف لعبدالله الغنيمان
حديث أبي هريرة الذي في الصحيح في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار: " الأول من تعلم علما ليقال: هو عالم قارئ، والآخر من قاتل ليقال هو جريء شجاع، والثالث: من تصدق ليقال هو جواد كريم " (1).
فهؤلاء إنما كان قصدهم مدح الناس لهم وطلب الجاه عندهم وتعظيمهم لهم، لم يقصدوا بفعلهم وجه الله وإن كانت صور أعمالهم حسنة في الظاهر.
وفي الحديث الآخر: " من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فله من عمله النار " (2).
فمباهات العلماء أن يظهر لهم أنه يعرف ما يعرفون، ويدرك ما لا يدركون من المعاني والاستنباطات، وأنه يستطيع أن يرد عليهم، ويبين أنهم يخطئون.
وأما مماراة السفهاء فهو مجادلتهم ومجاراتهم في السفه.
وأما صرف وجوه الناس إليه فالمراد به طلب ثنائهم ومدحهم له، وتعريفهم بأنه عالم، فهو بعمله هذا يتقرب إلى النار.
وفي الحديث الآخر: " من طلب علما مما يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة (3).
وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة سنة " (4).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه مسلم في كتاب اللإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة. ورواه الترمذى في أبواب الزهد. ورواه أحمد ج2 ص 321
(2) رواه الترمذي في أبواب العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، ورواه ابن ماجه في المقدمة وصححه الألبانى، ورواه الدرامي في المقدمة، باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله ج1 ص 102
(3) رواه أبو داود في كتاب العلم باب في طلب العلم لغير الله، ورواه ابن ماجة في المقدمة وصححه الألبانى، ورواه أحمد ج2 ص 338، والدارمى في المقدمة ج1 ص 80.
(4) هذه الزيادة في موطأ مالك في كتاب اللباس: باب ما يكره للنساء لبسه.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 01:52]ـ
للفائدة:
قال الإمام مسلم في " مقدِّمة صحيحه " (ص 3):
" إلا أنَّ جملة ذلك: أنَّ ضبطَ القليل من هذا الشأن وإتقانه أيسر على المرء من معالجة الكثير منه، ولا سيَّما عند من لا تمييز عنده من العوام إلا بأن يُوقِّفه على التمييز غيرُه، فإذا كان الأمر في هذا كما وصَفْنا فالقصد منه إلى الصحيح القليل أولى بهم من ازدياد السقيم، وإنَّما يُرجى بعضُ المنفعة في الاستكثار من هذا الشأن، وجَمْعِ المُكرَّراتِ منه لِخاصَّةٍ من الناس ممن رُزِق فيه بعض التيقُّظ والمعرفة بأسبابه وعِلَله، فذلك - إن شاء الله - يهجُمُ بما أُوتي من ذلك على الفائدة في الاستكثار من جَمْعه، فأمَّا عوامُّ الناس - الذين هم بخلاف معاني الخاص من أهل التيقُّظ والمعرفة - فلا معنى لهم في طلب الكثير وقد عجزوا عن معرفة القليل ". اهـ المراد.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:24]ـ
ما أحسن كلامك شيخنا الحبيب الباجي وأبينه وأجمله ...
(وليس كل من قيل عنه: طلب العلم للناس محمول فعله على أنه أراد بعمله غير وجه الله ... فطالب العلم يتعلم العلم ليسلم في دينه ... ويطلبه لينذر قومه ... وقد مدح الله ذلك وحث عليه ... وربما تعالى أجر هذا على من اقتصر نفعه في طلب العلم على اصلاح نفسه دون سواها ... )
وهذا الذي جعلني أستشكل العبارة أولا، ثم أعملت فكري في تخريجها ثانيا ... فكان ما كان ...
ولكني في الحقيقة غلّبت هذا المعنى على غيره
وبعد مشاركة الأخ الفاضل أبي محمد بن سعيد، كأني مِلت إليه، ولكني أبقيت تفسيري محل احتمال معتبر ...
وقد استقر فكري، وثبت أمري على (استعمالها على المعنيين) ...
والموضوع بعد هذه المناقشات أشبه بالمجلس الشرعي ...
والله أعلم.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 03:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أقوله هنا ليس هو المعنى المراد ولكن إيراده حسن
من طلب العلم لله فقليل من الجهد يكفيه، لأن الإخلاص في طلب العلم عزيز وصعب، ولا يوفق له إلا موفق، ونفسٌ أبية زهدت في نفسها - اللهم إنا نسألك من فضلك.
وعلى ذلك فمن أخلص لله في هذه العبادة العظيمة أعانه الله على طلبه وحفظه وأبعد عنه النسيان وبهذا كفاه قليل من الجهد، وعلَّمه الله ما ينفعه ونفعه بما علَّمه، وزهَّده في عِلْمٍ لا ينفع، لأنه - باختصار - من كان مع الله كان الله معه.
وأما إن طلبت العلم للناس بمعنى رجاء التصدر والمدح، وليس لأجل القيام بواجب الوعظ والتعليم؛ تشعّبت بك الهموم فقصدت إلى العلوم التي تصدِّرك إلى المجالس، وإلى المسائل التي تذيع اسمك، ثم تنظر في نفسك وفي علم غيرك، فتجتهد لتكون أعلم منهم، فتحرص على حفظ النصوص ليقال هو حافظ، وتمهر في الخلاف ليقال متبحر، وتذكر الكتب وصفحاتها ليقال مطلع، وتحاول ذكر الغرائب ليقال من يجاري هذا البحر، وهكذا، فتجوب في العلوم إلى بحر لا ساحل له، عاملةُ ناصبة تصلى ناراً حامية , والعياذ بالله.
ولو أننا تعلمنا العلم لنقوم بواجب عجزت عن حمله الجبال لكفانا منه القليل ومن الجهد أيضاً القليل، ثم بعد ذلك تفرغنا لنصر دين الله والخروج إلى الجبهات والمرابطة في الثغور، والقيامة بالدعوة في الأماكن النائية والدول الفقيرة، وقيادة الأمة.
نسأل التوفيق والمغفرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 09:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 10:52]ـ
جزاكم الله خيراً.
في الآداب الشرعية:
نقل عن أحمد أنه قيل له: من نسأل بعدك؟
فقال: عبد الوهاب الوراق.
فقيل: إنه ضيق العلم!
فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.اهـ
لعله ذكرها بالمعنى فإني لم أر عند غيره لفظة: «ضيق العلم».
نعم، يظهر أنه نقل هذا الأثر بمعناه، فقد قال المروزي في (الورع) (ص7):
(سمعت فتح بن أبي الفتح يقول لأبي عبد الله في مرضه الذي مات فيه: ادع الله أن يحسن الخلافة علينا بعدك؛ وقال له: من نسأل بعدك؟ فقال: سل عبد الوهاب؛ وأخبرني من كان حاضراً أنه قال له: إنه ليس له اتساع فى العلم، فقال أبو عبد الله: إنه رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق).
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 12:54]ـ
جزاكم الله خيراً.
نعم، يظهر أنه نقل هذا الأثر بمعناه، فقد قال المروزي
هذا تصحيف مني والصواب (المروذي)، وجزى الله من نبهني على هذا خير الجزاء.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 09:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحمادي جزاك الله خيرا، وأسأل الله أن تكون ابنتكم قد شفيت وعوفيت كأن لم تكن قد مسها ألم.
وفي تراجم السلف الصالح ما يدل على أن العلم القليل يكفي العامل المخلص، ويحضرني هنا ما قرأته في ترجمة معروف الكرخي رحمه الله، فقد ورد فيها: ((وجاء يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل يكتبان عن معروف، وكان عنده جزء عن أبي حازم، أو لعله عن ابن أبي حازم، فقال يحيى: أريد أن أسأله عن مسألة. فقال له أحمد: دعه. فسأله يحيى عن سجدتي السهو، فقال له معروف: عقوبة للقلب؛ لم اشتغل وغفل عن الصلاة؟ فقال له أحمد بن حنبل: هذا في كيسك.
وذكر في مجلس أحمد بن حنبل أمر معروف الكرخي، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم. فقال أحمد: امسك عافاك الله، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟
وقال الحسن بن منصور: كان حجام يأخذ من شارب معروف، وكان معروف يسبح، فقال الحجام: لا يتهيأ أخذ الشارب وأنت تسبح، فقال معروف: أنت تعمل وأنا لا أعمل؟
أما داؤد الطائي فقد كان أمره عجبا؛ قال حفص بن حميد: سئل داود الطائي عن مسألة، فقال: أليس المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع له آلته؟ فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب؟ إن العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره فمتى يعمل؟
وغير ذلك كثير في تراجم السلف الصالح. ولعل ذلك من مقاصد أبي عمر ابن عبد البر، رحمه الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 09:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحمادي جزاك الله خيرا، وأسأل الله أن تكون ابنتكم قد شفيت وعوفيت كأن لم تكن قد مسها ألم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم ربي خيراً يا أبا أيوب، وشكر لكم دعواتكم الطيبة وإفادتكم الكريمة، وأثابكم على ذلكم خيراً
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 11:48]ـ
جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع.
قال الذهبي في الموقظة (ص65): ((تصحيح النية من طالب العلم متعين، فمن طلب الحديث للمكاثرة أو المفاخرة (1)، أو ليروي (2)، أو ليتناول الوظائف (3)، أو ليثنى عليه وعلى معرفته (4)، فقد خسر. وإن طلبه لله وللعمل به، وللقربة بكثرة الصلاة على نبيه صبى الله عليه وسلم (5)، ولنفع الناس (6)، فقد فاز. وإن كانت النية ممزوجة بالأمرين فالحكم للغالب (7). وإن كان طلبه لفرط المحبة فيه (8)، مع قطع النظر عن الأجر وعن بني آدم، فهذا كثيراً ما يعتري طلبة العلوم: فلعل النية أن يرزقها الله بعد. وأيضاً فمن طلب العلم للآخرة (9) كساه العلم خشية لله، واستكان وتواضع، ومن طلبه للدنيا (10) تكبر به وتكثر وتجبر، وازدرى بالمسلمين العامة، وكان عاقبة أمره إلى سفال وحقارة)).
============================== ===
(1) لا إشكال في معنى هذا.
(2) محل إشكال وهو أن مجرد الرواية في نفسها وسيلة، ولكن المهم لماذا يروي؟
(3) إن قصر نيته عليها وجعلها الأساس والغاية فصحيح، ولكن إن جعلها مرغوباً يستعين به على الطلب والتفرغ له دون الانشغال بمشاكل التكسب المشغلة فلا يجري عليه ما ذكر.
(4) لا إشكال هنا.
(5) واضح صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) هل مجرد إرادة نفع الناس يصحح النية وبالتالي العمل؟ كثير من الكفار يريدون الإحسان إلى الناس ونفعهم، فما الفارق؟ أقول: الفارق في وجود أصل الإسلام فهو يجعل كل إحسان ومنفعة أجر ولو لم يستحضر نية التقرب إلى الله بذلك، والأدلة على ذلك كثيرة منها الحديث ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به أجر)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن هذا الغارس أو الزارع ذاهل منصرف عن كثير من الآكلين وقت أكلهم ومع ذلك تكتب له الحسنات. كذلك حديث البغي التي سقت كلباً، وظاهر القصة أن مصدر إحسانها مجرد الشفقة عليه، ومع ذلك غُفر لها، وكذلك حديث - وهو من أصرحها - حكيم بن حزام رضي الله عنه: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية هل لي فيها من شيء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير)) والتحنث التعبد، قال النووي رحمه الله: " ... وذهب ابن بطال وغيره من المحققين إلى أن الحديث على ظاهره , وأنه إذا أسلم الكافر ومات على الإسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر , واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله تعالى له كل حسنة زلفها , ومحا عنه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله سبحانه وتعالى) ذكره الدارقطني في غريب حديث مالك , ورواه عنه من تسع طرق , وثبت فيها كلها أن الكافر إذا حسن إسلامه يكتب له في الإسلام كل حسنة عملها في الشرك ". أ. هـ.
(7) بعض أهل العلم لا يرتضي هذا، ويرى أن وجود ما يضاد النية الصحيحة ولو قليلاً يحبط العمل كله، وأنا أميل إلى ميزان الذهبي هذا، لأن النفس تعالج وتكابد مشقة عظيمة في أبواب النيات، ومن رام النقاء فقد تجشم صعباً للغاية، والله قد رفع الحرج عن هذه الأمة، فما خرج عن طاقتها من أمور إصلاح النية وضبط أحوالها فإنها لا تؤاخذ به، والحكم للغالب حكم عادل، خاصة في هذا السياق، وإلا فهناك أحوال لا يغتفر فيها اليسير مما يُقدر على دفعه.
(8) قلت: دفع لذة العلم مما لا يمكن دفعه، بل لا بد له من لذة، وقد عبر عنه القرآن بأنه "نور" و "شفاء"، و "فضل"، وهذه من أحوال اللذة العلمية، ولكن إصلاح النية هنا أيسر من إصلاحها في حق من طلب العلم لغير الله: ثناء الناس، المال، الجاه ... الخ.
(9) صدق والله نسأل أن يبلغنا إياها من منزلة.
(10) والعياذ بالله، وهذا معيار مشاهد يعرف به الطالب عيوب مقاصده، فمن وجد شيئا من هذا فليسعى إلى الإصلاح.
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 01:55]ـ
شكر الله لكم ما تفضلتم به أخي أبا شهد، ونفع بكم، وسدد خطاكم
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 09:56]ـ
مقولة جميلة
جزى الله الناقل خير الجزاء
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 07:31]ـ
زيدونا من هذه الدرر بارك الله فيكم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Apr-2008, صباحاً 01:12]ـ
نقل الشيخ الحمادي عن ابن عبد البر يبين مدى فهم وعمق ائمة السلف في انتقاء الكلمات
فكلام السلف قليل كثيرة الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 11:10]ـ
الكرام الفضلاء
جهاد هاني وابن رشد وحمدان الجزائري
جزاكم ربي خير الجزاء
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 04:41]ـ
فكلام السلف قليل كثيرة الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة
نعم صدقتم و حالنا خير دليل على ذلك
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 12:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكما ربي خيراً وبارك فيكما
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 02:16]ـ
روي نحو هذه العبارة عن مالك بن دينار
أخرجها عنه الإمام أحمد في الزهد
وذكرها ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله(/)
دلالة قوله تعالى: (ولا تقل لهما أف) على تحريم الضرب
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 10:20]ـ
الحمد لله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخ جديد لكم ... أسأل الله ان ينفعنا جميعا ويرزقنا الصدق و الاخلاص
لا احب تفويت هذه الفرصة دون ان أبدي عجبي من بقاء مذهب الظاهرية على قيد الحياة
وأحب أن نستفيد جميعا
واحب أن أسأل هذا السؤال
أعرابي لا يحفظ من القرآن الا الفاتحة وقوله تعالى *-* ولا تقل لهما اف *-*
هل يحق له ان يفهم من قوله تعالى ولا تقل لهما اف حرمة ضرب الوالدين
هو لا يحفظ الآية من أولها ولكن يحفظ جملة النهي عن التأفف فقط
هل له ان يفهم حرمة ضرب والديه منها
وشكرا لكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 12:07]ـ
أهلا بك
الجواب نعم:وما الإشكال في ذلك؟؟
بل حتى ولو لم يحفظ الفاتحة ولو لم يكن هذا الكلام كلام رب العالمين
فلو لقيتَ أعرابيا في الصحراء فقلت له: "لا تقل لوالديك أفّ"
لفهم من كلامك أنك تريد جميع أنواع الأذي سواء كان هذا الأذى أشد من التأفف أو أخف منه لأنه ابتداء قد فهم مرادك من هذ الكلام وأنك تريد الزجر عن جميع أنواع الأذى ولا تريد الحرفية في الوقوف على تحريم التأفيف دون غيره
وذلك
لأن القياس الأولوي متقرر في نفسه وعقله
ولأن سياق الكلام يخدم هذا المعنى ولا يخدم الآخر
ولأنه متقرر عند العقلاء فساد نهي المتكلم عن التأفيف دون الضرب ونحوه
فلما كان هذا المعنى متقررا فساده في العقول كان عدم فهم تحريم الضرب ونحوه من هذا الكلام متقررا فساده في العقول والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 01:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن كان المراد من السؤال أن (هذا الأعرابي إن لم يفهم هذا من الآية فيكون الاستدلال بها على تحريم الضرب باطلا)
فهذا كلام لا يصح؛ لماذا؟
لأنه لا يشترط في كل كلام له مدلول صحيح في لغة العرب أن يستطيع كل الناس فهمه، ولكن العبرة بالفهم الصحيح على مقتضى لغة العرب، حتى وإن تخلف بعض الناس عن ذلك لنقص في عقلهم، أو لذهول يعتريهم، أو لغير ذلك.
وكثير من النصوص الشرعية لا يستطيع العربي القح فهمها ببادي الرأي، حتى يعمل فيها فكره، أو يرجع إلى أهل العلم والفقه، ولولا ذلك لم يكن لقوله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) معنى.
وإذا قلت لابنك الصغير ذي السنوات الثلاث: (اسمع الكلام ولن ألمسك)، فسوف يفهم تلقائيا أنك لن تضربه ولن تؤذيه.
وإذا قلت له أيضا: (لا أريد أن أسمع منك حرفا)، فسوف يفهم تلقائيا أنك لا تريده أن ينطق بكلمة أو جملة.
وقد حكى شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم إجماع السلف على فهم هذه الآية وأمثالها على أنها تفيد تحريم الضرب والشتم
من باب أولى، ولذلك اتفق السلف على أن قياس الأولى هو النوع الوحيد من القياس الذي يجوز استعماله في مسائل العقيدة، كقوله تعالى: {أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا}، {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى} وكقوله تعالى: {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون}، وكقوله تعالى: {قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور}.
وإذا أخبرنا الله عز وجل في كثير من الآيات أن الآلهة المزعومة لا تستطيع لأنفسها نفعا ولا ضرا، فلا يمكن أن يفهم عاقل - فضلا عن العربي وفضلا عن العالم - أن المقصود من ذلك أنهم يملكون الضر والنفع لملك الملوك.
وإذا أخبرنا الله عز وجل أن هؤلاء لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، فلا يمكن أن يفهم عاقل - فضلا عن العربي وفضلا عن العالم - أن المقصود من ذلك أنهم يستطيعون خلق السموات والأرض.
وفي الجملة فإنكار هذا النوع من الاستدلال لا يؤثر عن أحد من السلف عن الإطلاق، والاستدلال بمثل هذا النوع أكثر من أن يحصى في كلامهم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 01:11]ـ
ولأن هذا الفهم مما فطر الله عليه عباده
قال ابن القيم في الإعلام: وفهمت _يعني الأمة_ من قوله تعالى ولا تقل لهما أف إرادة النهي عن جميع أنواع الأذى بالقول والفعل وإن لم ترد نصوص أخرى بالنهي عن عموم الأذى فلو بصق رجل في وجه والديه وضربهما بالنعل وقال إني لم أقل لهما أف لعده الناس في غاية السخافة والحماقة والجهل من مجرد تفريقه بين التأفيف المنهي عنه وبين هذا الفعل قبل أن يبلغه نهي غيره ومنع هذا مكابرة للعقل والفهم والفطرة فمن عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب اتباع مراده والألفاظ لم تقصد لذواتها وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق كان عمل بمقتضاه سواء كان بإشارة ...... إلخ
فالمقصود أن من يخالف فيما اتفقت عليه العقول والفطر سقط معه الكلام لأن إقامة الدليل على تكبد الشمس السماء وقت الضاحية يورث الشك في تكبدها
والمطالبة بإقامة الدليل على مثل هذا مكابرة والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 01:21]ـ
وقد حكى شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم إجماع السلف على فهم هذه الآية وأمثالها على أنها تفيد تحريم الضرب والشتم
من باب أول
بل عده من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم إليها أحد فقال رحمه الله في المجموع:
" فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحد من السلف فما زال السلف يحتجون بمثل هذا وهذا "
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 04:44]ـ
الحمد لله
بوركتم اخواني وجزاكم الله كل خير
والله لقد عجبت لمن يطبل و يزمر لمذهب الظاهرية .. ويتشدق بالمصطلحات الاصولية و التفصيلات المملة على رأي الشاعر
و إني و إني ثم إني و إنني .... إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعا
وما كنت لأصدق أن هذا المذهب لا يزال به رمق من حياة .. وكنت أحسبه لفظ انفاسه أمام غارات العلماء وصواعقهم المرسلة .... والحمد لله على نعمة العافية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 10:28]ـ
وما كنت لأصدق أن هذا المذهب لا يزال به رمق من حياة .. وكنت أحسبه لفظ انفاسه أمام غارات العلماء وصواعقهم المرسلة .... والحمد لله على نعمة العافية.
يا أخي الكريم المذهب الظاهري له حسناته الكثيرة، ولا تلازم بين إثبات القياس والإنكار على الظاهرية؛ لأن بعض العلماء من غير الظاهرية ينكر القياس أيضا، وبعض الظاهرية يقول ببعض أنواع القياس، فبينهما عموم وخصوص وجهي.
وإذا كان في الأمة من يحيي المذاهب المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، كمحمد عمارة قديما إذ أحيا مذهب المعتزلة، وسعيد فودة إذ أحيا مذهب الجهمية، وغيرهم ممن يحيي مذهب الخوارج وغيرهم، هذا بخلاف مذاهب الرافضة التي هي من شر أقوال الخلق!
إذا كانت هذه المذاهب الضالة تجد من ينتصر لها ويموت من أجلها، فكيف تعجب من بقاء مذهب فقهي معتبر عند كثير من أهل العلم؟
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 07:41]ـ
الإجابة عن السؤال بخصوص قوله تعالى ((ولا تقل لهما أف)):
من لم يحفظ إلا هذا النهي كما تقول فليس له أن يفهم ما يريده من آي القرآن، بل من لم يكن عالما بالكتاب والسنة ولغة العرب فليس له أن يفهم كلمة واحدة من القرآن بما يراه هو ويفهمه، وحكمه أن يسأل أهل الذكر فشفاء العي السؤال.
وهذا السؤال كمن يسأل: من لم يحفظ إلا الفاتحة، وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} فقط دون باقي الآية، فهل يفهم أباحة لنفسه أكل كل سبع؟!
فإن أباح كل سبع فقد أخذ ببعض الكتاب وترك بعضه، فهذا جواب السائل.
وللفائدة ومن أحب الزيادة: فليس في سؤال السائل فائدة في إباحة القياس،
فالواجب على من كان مثل هذا الذي حفظ بعض آية أن لا يفهم ما شاء كما شاء، ويحرم عليه أن يفعل ذلك أصلاً، وهذا لو فهم هذه الآية كما يشاء هو وقال: إذا كان الأف حرام فالضرب لا بد أن يكون حراماً، والإيذاء لا بد أن يكون حراماً، فليقل أيضاً إذا رأى والده يسرق، أو يقتل: لا أشهد على والدي؛ لأن هذا إيذاء له، ولو رأى والده يزني بزوجته - أي الولد - فليقل: لا يجوز أن أمنعه لأن الأف وهو أدنى الضرر حرام، فمنعه من أن يزني بزوجتي حرام أيضاً.
ولو شئنا أن نحصي له ما هو حرام لا يجوز وهو معارض للأف لذكرنا الكثير من الأحكام، فلو أخذنا ببعض الكتاب وتركنا بعضه لضللنا .. والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 08:13]ـ
أخي أبا محمد المصري
هذه المسألة ليس لها تعلق من قريب أو بعيد بأخذ بعض الكتاب دون بعض
ونحن متفقون معك على أنه ليس لأحد أن يفهم من النصوص ما لم تدل عليه بعقله وحده
ولكن المراد من هذه المسألة أن الله عز وجل خاطبنا بلغة العرب، فإذا فهمنا النص على مقتضى لغة العرب فليس في ذلك خطأ ولا مجاوزة للحدود الشرعية، فإذا كانت العرب تفهم من النهي عن التأفيف النهي عما هو أشد فلا يعد خطأ أن يفهم المجتهد ذلك من النصوص الشرعية.
أما إن كانت العرب لا تفهم هذا الفهم فحينئذ لا يستقيم أن يفهم المجتهد من النص بعقله ما يخالف نهج العرب في الفهم.
والسؤال المطروح مبني على افتراض ينبغي أخذه في الاعتبار، وهو (ماذا نفهم من هذا النص وحده إذا لم يرد غيره)، فلا يصح الاعتراض بأن ذلك أخذ لبعض الكتاب دون بعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت النصوص الأخرى تدل على تحريم الضرب والشتم فلا مانع من أن يكون هذا النص أيضا دالا على ذلك لأن النصوص الشرعية تتآلف وتتوافق ولا يمكن أن تتعارض أو تتضارب.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 10:03]ـ
الحمد لله وبعد
شكر الله لأخينا ابي مالك العوضي ... تدخله المفيد ... ورزانته في عرض فكرته
المشكل اخي المصري بارك الله فيك ان قياسك آية لا أجد فيما يوحى إلي على قوله تعالى ولا
تقل لهما أف قياس فاسد
لماذا
لأن النهي استقر عند العقلاء ان النهي عن الشديد نهي عن أشد منه ..... لأنه لو نهى عن شيء ثم أباح
نقيضه لكان ذلك اختلافا وتناقضا حقيقيا في دين الله تعالى .. لذلك فإن الذي يسمع آية الأف يفهم منها النهي عن
كل صنوف الأذى للوالدين .... يفهم ذلك وهو مطمئن الى ان الشرع لن يتناقض او يبيح ضد ما نهى عنه.
اما تحريم الميتة و الدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به ... فان الانسان العاقل يدرك انه لا تعارض بين هذا التحريم
وتحريم شيء جديد .... فلو حرم السباع لم يكن تعارضا حقيقيا لانه لا تعارض و لا تناقض في تحريم الاشياء المذكورة
وتحريم شيء آخر ....
اما النهي عن الأف ... فإن العربي بالسليقة يدرك تمام الادراك ان الحكيم لا ينهى عن شيء ويبيح أشر منه والا لكان
ذلك اختلافا
ونحن ندبنا الله تعالى الى استعمال العقل و التدبر ... اي التماس ادبار الامور و عواقبها في القرآن وجعل ذلك
دليلا لنا ووسيلة الى اليقين في انه لا اختلاف في القرآن ... قال سبحانه
اقلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
ولا أحسبك تقول ان الآية لا تكفي في تحريم قول أفين - على سبيل التثنية - للوالدين لأن الله انما قال
أف.
كما لا أحسبك تقول ان الذي يقول لوالديه اووووووووه كما يفعل كثير من الناس ... او
ffffffff لا احسبك تقول انه لا يشمله النص المذكور لأن الأف المذكور في الاية
همزة مضمومة وفاء مشددة تحتها كسرتان ....
فالظاهر هو أف كما هي معربة و مشكولة .....
وكما اورد العلماء على ابن حزم رحمه الله في مسألة البول في اناء ثم صب ما في الاناء في الماء الراكد ثم
يغتسل فيه
وغيرها وغيرها كثير
نسال الله الصدق و الاخلاص انه سميع مجيب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 10:48]ـ
الأخ المجلسي الشنقيطي
وفقك الله وسدد خطاك
ينبغي أن تعرف أن الأخ أبا محمد المصري لا يقلد ابن حزم ولا غيره من الظاهرية، وهذا معناه أنه لا يصح أن تلزمه بأخطاء ابن حزم أو تناقضاته إن وجدت، فهذا يلزم ابن حزم فقط ولا يلزم باقي أهل الظاهر؛ لأن الخطأ تارة يكون في التأصيل وتارة يكون في التقعيد.
وهناك مسألة أخرى لها تعلق بهذا الباب
وهي أن الشيخ ابن عقيل الظاهري قرر في بعض المواضع أن مذهب أهل الظاهر هو إجراء الكلام على ظاهره وعدم تحميله ما لا يحتمله، ونفى أن يكون مذهب أهل الظاهر هو الجمود على ظاهر اللفظ دون إعمال الفهم العربي.
وهذا الكلام صحيح تماما، وهو موافق لما عليه كثير من أهل العلم، وهي طريقة ابن المنذر في الأوسط وفي الإشراف، وطريقة الكرجي القصاب في نكت القرآن وغيرهم.
ولكن الذي يظهر للناظر أن هذا الكلام لا يتفق مع صنيع ابن حزم وداود الظاهري في تناول المسائل.
فإما أن يكون تقعيد الشيخ ابن عقيل الظاهري هو التقعيد الصحيح لمذهب أهل الظاهر ويكون صنيع ابن حزم أو داود المخالف لذلك مخالفا لأصول أهل الظاهر، كما يحدث كثيرا لأتباع المذاهب الأخرى في الخطأ في التخريج على أصول المذهب، ولا يكون ذلك قادحا في أصول أهل الظاهر نفسها.
وإما أن يكون تقعيد الشيخ ابن عقيل الظاهري هو محاولة للتوفيق بين مذهب ابن حزم ومذهب الجمهور، وليس موافقا لأصول داود وابن حزم.
والحقيقة أن تقعيد الشيخ ابن عقيل الظاهري لأصول أهل الظاهر أفضل من وجهة نظري من تقعيد ابن حزم في الإحكام.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 12:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو الفضل المصري
النقل الذي نقلتَه عن ابن حزم لا ينفي ما نقله المجلسي الشنقيطي عنه.
فغاية ما فيه أنه لم يصرح لا بنفي ولا إثبات عن حكم من بال في قارورة ثم صبها في الماء، وهذا لا يلزم منه انتفاء ذلك عنه كما هو واضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسواء أثبت عنه ذلك أم لم يثبت فهو لازم له؛ لأنه فرق بين مورد النص وغير مورد النص، فجعل الممنوع فقط هو ما جاء النص عليه، وأما ما سوى ذلك فليس ممنوعا عنده، وهذا يشمل الصورة التي ذكرها ابن حزم من جريان الماء بنفسه، ويشمل أيضا بالضرورة الصورة التي شنعوا بها عليه، وهي أن يبول في قارورة ويصبها في الماء.
فإن كنت ترى أن ابن حزم لا يقول بذلك لأنه لم ينص على ذلك بعينه، فهذا غير لازم؛ لأنه لا يشترط أن ينص على كل مسألة بعينها، بل يكفي أن يكون كلامه يعم هذه الحالة، وهذا ظاهر كلامه.
هذا إذا لم يكن هناك نص عن ابن حزم بخصوص هذه الحالة، فإذا كان له نص يتكلم فيه عن هذه المسألة بعينها فالرجاء التكرم بنقله، وجزاك الله خيرا.
ثم إن الذي أخذه العلماء على ابن حزم من البول في قارورة أيضا وارد على قوله الآخر الذي تفضلتَ بنقله؛ فإنه لا معنى لكون الماء نجسا على بعض الناس دون بعض، ولا معنى لكون الماء محرما على بعض الناس دون بعض.
وهذا يعيدنا لمسألة الفهم العربي التي ذكرناها سابقا؛ فإن الأحكام الشرعية فيها أشياء معقولة المعنى وأشياء غير معقولة المعنى.
والأصل في النصوص الشرعية أن تكون معقولة المعنى؛ لأن هذا هو الموافق للفهم العربي، وهو الذي لا يختلف اثنان من علماء العربية على أنه من أصول كلام العرب، ولهذا مثلا لما سمع بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يضحك قال الصحابي: لن نعدم من رب يضحك خيرا، ولما حرم النبي صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر في خيبر تكلم الصحابة في ذلك فقال بعضهم: حرمها لأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمها لأنها لم تخمس، وقال بعضهم: لأنها كانت حمولة الناس.
فاختلفوا في تعليل الحكم، ولكنهم لم يختلفوا في أنه معلل.
فإذا كان العربي يفهم من قولك له: (لا تبل في الماء الذي لا يجري) أنه لا فرق بين أن يبول بنفسه وأن يصل البول إليه بأي وسيلة، كان هذا هو الفهم الذي ينبغي فهم النصوص الشرعية على أساسه، وإذا كان العربي لا يفهم ذلك من هذه العبارة فيكون كلام ابن حزم صحيحا.
وليس هذا مخالفة لظاهر اللفظ؛ لأنا اتفقنا على أن ظاهر اللفظ هو ما يفيده اللفظ بناء على الفهم العربي السليم، وقد قرر ذلك الشيخ ابن عقيل الظاهري كما سبق ذكره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 12:57]ـ
الأخ أبو محمد المصري
كلامك جيد وهو يفيد في كثير من المسائل، ولكنه عند التأمل خارج عن محل النقاش في هذه المسألة، لماذا؟
لأن التفريق في النية إنما هو تفريق في الحكم على الشخص بأنه آثم أو غير آثم، ولا علاقة له بالعين نفسها.
فالقتل الخطأ أو العمد يختلف في الإثم، ولكن الشخص المقتول نفسه قد حصل ويترتب عليه آثاره من الإرث والدفن.
ومثال الخمر الذي ضربته أنت يتعلق بالجلد وعدم الجلد؛ لأن ذلك خاص بالإثم، ولكنه لا يتعلق مثلا بنجاسة الخمر أو عدم نجاستها فسواء تعمد أو لم يتعمد فيجب عليه تطهير ثوبه مثلا من النجاسة، ولا يخفى عليك حديث إراقة الصحابة للخمر لما نزل تحريمها.
ويقرب من ذلك مسألة من أفطر ناسيا في نهار رمضان فلا شك أن من أفطر ناسيا يختلف عمن أفطر متعمدا، فهذا معفو عنه وهذا آثم، ولكن هذا شيء والقضاء شيء آخر، ولذلك فرق الجمهور بين وجوب القضاء ولزوم الإثم في هذه المسألة، فالإثم ساقط عن الناسي اتفاقا، ولكن لا يلزم من ذلك سقوط القضاء، ولذلك ذهب الجمهور إلى أنه يقضي.
وكذلك الذي يطلق زوجته في حال الحيض هذا آثم لأنه خالف النص، ولكن إثمه شيء ووقوع الطلقة واحتسابها شيء آخر، ولذلك ذهب الجمهور إلى أن الطلقة تحتسب مع الإثم.
والأعرابي الذي بال في المسجد كان جاهلا وسقط عنه الإثم في ذلك، ولكن هذا لم يغير من حكم البقعة التي بال فيها وأنه يجب تطهيرها لأنها نجاسة عينية لا حكمية.
ومن المعلوم أن الذي يصيبه رشاش البول يجب عليه إزالته وتطهيره سواء كان ذلك عمدا أو خطأ، فمسألة النية أو العمد والخطأ إنما تتعلق بلحاق الإثم أو عدمه، وليس لها تعلق بحكم النجاسة نفسها؛ لأن النجاسة عين مستقذرة، والبول نجاسة بالاتفاق، وما كان نجاسة بالاتفاق لا تحوله نية الإنسان إلى شيء طاهر مهما كانت النية.
وبخصوص مسألة البول في الماء الراكد يرد سؤال أرجو التفكر فيه بتأن وترو وإمعان وتأمل:
حرف الجر (في) يفيد الظرفية كما هو معروف في كلام العرب، فهل المقصود من كلمة (في) في النص نهي الإنسان أن يقف هو (في) داخل الماء ثم يبول سواء أكان بوله داخل الماء أو خارج الماء؟
أو المقصود من كلمة (في) في النص نهي الإنسان أن يحصل بوله (في) الماء سواء أكان هو خارج الماء أو داخل الماء؟
أو المقصود من كلمة (في) في النص نهي الإنسان أن يجمع بين الأمرين السابقين.
هذه ثلاثة احتمالات حصرية لا يوجد غيرها عقلا، وإذا قلبت الأمر على أي احتمال منها فسيتضح لك أن قول ابن حزم خطأ على الاحتمالات الثلاثة.
وأرجو من الإخوة الكرام أن يتركوا التعصب للأقوال والمذاهب، وأن يحاولوا أن يستفيدوا من المدارسة؛ بالنظر والتأمل والتفكر والبحث، فهي والله نعمة عظيمة من الله عز وجل أن نتدارس هذا العلم عن طريق هذه المجالس مع تباعد الأقطار والأمصار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 01:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفي الحقيقة يا أخي أتمنى أن تحاول فيما بعد أن تعطي الفكرة التي تريدها مركزة ومختصرة؛ لأنني ليس لدي وقت لقراءة المشاركات الطويلة.
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 06:28]ـ
مما ينبغي التنبيه عليه أن أهل العلم لم يشنعوا على ابن حزم رحمه الله وغفر له لأجل هذه الجزئية فقط وهي مسألة القارورة والإناء
بل أنكروا عليه قوله أن من بال في راكد حرم عليه ولم يحرم على غيره
وقوله بعدم إلحاق الغائط بالبول في الحكم هنا
بل جعل بعض العلماء مسألة التفريق بين الغائط والبول هنا في الحكم أشنع من مسألة القارورة
على العموم ليس الكلام هنا عن ابن حزم رحمه الله
فإضافة إلى كلام الشيخ أبي مالك
أقول الكلام مفروض فيمن يفهم كلام العرب لأن السائل قال "أعرابي لا يحفظ .... "
وأما ما ذكرته من قولك:
فليقل أيضاً إذا رأى والده يسرق، أو يقتل: لا أشهد على والدي؛ لأن هذا إيذاء له، ولو رأى والده يزني بزوجته - أي الولد - فليقل: لا يجوز أن أمنعه
فليس بلازم لأن الشهادة عليه ومنعه من الزنا بزوجته ليس بأذى بل هو من باب قوله صلى الله عليه وسلم " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ........ "
وقد جاءت الشريعة لجلب مصالح العباد ودفع الضرر عنهم فهل تشريع الحدود ونحوها يعود على هذا بالنقض؟؟ لا طبعا
وهكذا ...
فإنما الطاعة والبر بالمعروف ولذلك قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا .. "
مع أن في عدم متابعتهما على الشرك وترك التوحيد أذى لهما لكنه غير معتبر شرعا هنا وهو من قبيل ما تقدم يعني من باب " أنصر أخاك ظالما ... "
فلا يجوز إعانتهما على الشرك
ولقوله "من سن سنة سئية" ولقوله تعالى " وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم .. "
ولا يخفى عليكم قصة سعد مع أمه وهي سبب نزول الآية
وهذا فيما أظن واضح
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 09:14]ـ
لفت نظري أن النص المنقول عن الإمام ابن حزم ليس فيه تقييد بنية أو قصد فلست أدري من أين جاء هذا القيد أخي أبا محمد، بل ظاهر كلامه يشمل ما لو تعمد البول في منحدر منصب على الماء، أو لم يتعمد ذلك. ولايغني عن هذا شيء ما نقل في مراتب الإجماع فظاهر العبارة الأولى لايخالفها.
ونحن يسرنا أن نلتمس المخارج لأهل العلم -والإمام ابن حزم منهم- متى كان لها وجهاً وفقكم الله، أما أن نعتسفها تعصباً لابن حزم أو غيره فاللهم لا.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 08:31]ـ
أرني الباقي!
الأخ الكريم أبومحمد عذراً، ما هي نصوص الإمام ابن حزم التي تفسر قصده هنا بمعنى دون آخر؟
لم أر فيما أورد ما يدل أن قصده ما ذكرتم، بل ظاهر كلامه يشمل الحالين المذكورين في الرد السابق فهلا أوردتم ما يخصص كلامه هذا ويقصره على معنى دون معنى.
إن وجد هذا فلابد من المصير إليه، ولايحق لي حينها أن أجمد على ظاهر نص من كلامه وأعرض عن الآخر.
فإذا تحررت هذه المسألة وبان قول الإمام فيها فحينها يصوب مثل القارورة المضروب أو يستبعد.
ثم بعدها قد يوافق أو يخالف.
وقد يكون بعدها جدل في صواب ما ذكرتم من تخريج وهل الأدلة تدل عليه أو لا.
وأخيراً لماذا لا تعرض المسائل واحدة واحدة بنفس هادئ لنقاشها، أليس ذلك أجدى من تشعيبها؟
ولا إشكال في نقاش قواعد النظر والاستدلال المختلف فيها، إذا كان التعويل على بعضها متحتماً لإدراك الصواب.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 10:43]ـ
الحمد لله
أخي الكريم ابا محمد المصري حفظك الله و رعاك
انت تقول ان النية معمول بها في اصول ابن حزم و الذي لم يبل و لكن بوله لسبب او لآخر بلغ الماء الراكد.
طيب .... أجبني بصراحة .... لا تشرح لي أخي الفاضل طريقتك في الفهم فانت تفهم طريقة المثبتين
للقياس كما يفهمون هم ايضا النافين له.
اليك الصورة التالية
انسان كان عنده اناء يسع 100 لتر من البول ... يبول فيه في كل مرة حتى امتلأ عن آخره بعد عدة ايام ثم خرج
يبحث عن مكان يصبه فيه ... اذا به يجد الماء الراكد .... فصب في الماء الراكد - متعمدا - كل ما في الاناء من
البول ....
وبعد أن عرفنا ان بائل قطرات من البول في الماء الراكد يشمله النهي و بالتالي التحريم ..
السؤال ..... ما هو حكم الله القطعي اليقيني فيمن صب - ولا اقول بال - 100 لتر من البول المجتمع في الاناء المذكور
هل يحرم على هذا الرجل الثاني الاغتسال ... نعم ام لا
أرجو اخي الفاضل أن تتكرم باجابة صريحة دون حاجة الى طريقة الاستدلال ... ولا يضيرك ان تقول ما تدين الله به ...
ـ[هالة]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 07:40]ـ
لكي يفهم دلالة الآية التي فيها النّهي عن التأفف على حرمة الضرب أقدم هذا المثال:
سائق كان يقود حافلة عمومية و لما أراد أن يمر عبر مفترق طرق قال لمن بجانبه أنظر عن يمينك هل يوجد سيارات أم لا؟ فأجاباه الشخص بالنفي، فلما استأنف قائد الحافلة طريقه اصطدمت به دراجة و شاحنة، فقال لمن سئل ألم أقل لك أنظر فأجابه الشخص أنت سألتني عن السيارات و لم تسألني عن الدارجات و الشاحنات؟
فمن هنا نفهم بأنّ الشخص المسؤول لم يعمل المعنى
و دلالة الآية التي فيها نهي عن التأفف على تحريم الضرب يكون بإعمال المعنى
فما المقصود من النهي عن التأفف، الجواب: من بين المقاصد النهي عن أذية الوالدين و ضرب الوالدين من جملة الأذى
فمبحث القياس غير مبحث مقاصد الشريعة
و دلالة الآية على تحريم الضرب في ظني هو بدلالة المعنى و ليس بدلالة القياس.(/)
من أقوال السلف في الصدق والإخلاص
ـ[علي أكرم]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 08:01]ـ
من أقوال السلف في الصدق والإخلاص
1. قال الحارث المحاسبي: الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه , ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره أن يطلع الناس على السئ من عمله، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين. ابن القيم – مدارج السالكين (2/ 289) (3/ 186)
2. فلا يكون العبد متحققاً بـ: إياك نعبد إلا بأصلين: أحدهما متابعة الرسول والثاني: الإخلاص للمعبود. ابن القيم تهذيب المدارج: 68
3. والإخلاص لله أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. ابن تيمية /النبوات ص / 147
4. وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته. ابن تيمية الفتاوى 10/ 198
5. بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها. ابن تيمية – الصارم المنكي ص/390
6. ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق. ابن رجب كلمة الإخلاص ص/31
7. ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد، ولا زهد إلا بعد التقوى، والتقوى متابعة الأمر والنهي - ابن تيمية الفتاوى 1/ 94
8.اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد، فإنه لا يوصل إلى الله سواه، واحرصوا على القيام بحقوقه، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه. ابن رجب كلمة الإخلاص ص54
9. فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين. ابن تيمية الفتاوى (1/ 8)
10. إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر. ابن تيمية الفتاوى (3/ 277)
11. وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يمده تقوى الرب وحسن القصد ابن القيم – أعلام الموقعين (1/ 69)
12. الصادق مطلوبه رضى ربه، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع. ابن القيم – مدارج السالكين (2/ 286)
13. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر. ابن الجوزي – صيد الخاطر ص 287
14. فالإخلاص هو سبيل الخلاص والإسلام هو مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان. ابن القيم – مفتاح دار السعادة (1/ 74)
15. فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها. ابن تيمية – الفتاوى (10/ 602)
16. فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها. ابن القيم – مدارج السالكين (3/ 422)
17. الصديقية: كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً - ابن تيمية – تهذيب المدارج (399)
18. والصادق مستغرق في شهود الأسماء والصفات قد استولى على قلبه نور الإيمان بها ومعرفتها ودوام ذكرها. ابن القيم – تهذيب المدارج (544)
19. فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله، ولكن اجذبه وشوقه واحفظ وديعة الله عندك. ابن القيم – تهذيب المدارج (598)
20. فلا شئ أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل وأنه لا شيء وأنه ممن لم يصح له الإسلام بعد، حتى يدعى الشرف فيه. ابن القيم – تهذيب المدارج (277)
21. وقلب الصادق ممتلئ بنور الصدق ومعه نور الإيمان. ابن القيم – مدارج السالكين (2/ 282)
22. فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده وإرادة وجهه وخشيته وحده، ورجاءه وحده، والطلب منه والذل له والافتقار إليه. ابن القيم - مدارج السالكين (202)
23. لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره. ابن القيم: (الفوائد ص 185)
(يُتْبَعُ)
(/)
24. والصادق حقيقة: هو الذي قد أنجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقاءه ومن تكون هذه حاله لا يحتمل سبباً يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه. ابن القيم: تهذيب 401
25. وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب من أحب وما أحب، ويبغض من أبغض وما أبغض، ويوالي من يوالي، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به، وينهى عما نهى عنه. ابن القيم: تهذيب 642
26. فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد، والصدق في الأحوال استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة، فبذلك يكون العبد من الذين جاؤا بالصدق، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامه بها تكون صد يقيته. ابن القيم: تهذيب 296
27. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء المكروب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد، فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها. ابن القيم: الفوائد ص96
28. ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام وبكمال قوة الإخلاص في ذلك العمل. ابن رجب: جامع العلوم 2/ 316
29. لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين. ابن القيم: الفوائد ص65
30. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له. الفتاوى 1/ 198
31. فإن الإخلاص ينفي أسباب دخول النار، فمن دخل النار من القائلين لا إله إلا اله فإن ذلك دليل على أنه لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار. ابن تيمية الفتاوى 10/ 261
32. أصدق في الطلب وقد جاءتك المعونة. ابن القيم: الفوائد ص127
33. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم. الفوائد ص181
34. من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره. ابن القيم: عدة الصابرين ص82
35. فمن تشبه بأهل الصدق والإخلاص وهو مراءٍ كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب. عدة الصابرين ص205
36. إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي الله في قلوب العباد حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير. ابن حبان: روضة العقلاء ص28
37. فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب.ابن رجب جامع العلوم 2/ 417
38. فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله. ابن تيمية: مجموع الفتاوى 10/ 545
39. فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين. ابن تيمية الفتاوى 10/ 215
40. فتفاضل الأعمال عند الله تعالى، بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها. ابن القيم: الوابل الصيب ص 22
41. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له. ابن تيمية: الفتاوى 10/ 198
42. لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار. ابن القيم: الفوائد ص267
43. والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك. ابن القيم: الفوائد ص292
44. العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه. ابن القيم: الفوائد ص89
45. أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص. ابن القيم: الفوائد ص89
(يُتْبَعُ)
(/)
46. والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول: لا إله إلا الله ما أمر الزكام. ابن القيم: مدارج 3/ 422
47. والصادق تختلف عليه الأحوال، فتارة يبوح بما أولاه ربه ومن به عليه لا يطيق كتمان ذلك وتارة يخفيه ويكتمه، لا يطيق إظهاره وتارة يبسط وينشط، وتارة يجد لسانه قائلاً لا يسكت وتارة لا يقدر ينطق بكلمة وتارة تجده ضاحكاً مسروراً وتارة باكياً حزيناً. ابن القيم: مدارج 3/ 442
48. فالصدق والإخلاص هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه، ثم لا تنظر إلى بذلك. ابن القيم: مدارج 3/ 441)
49. والصديق هو الذي صدق في فعله وقوله وصدق الحق بقوله وفعله فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله، عكس المنافق الذي ظاهره خلاف باطنه وقوله خلاف عمله. ابن القيم: مدارج 3/ 212
50. كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب. ابن القيم: الفوائد ص245
51. لو أبصرت طلائع الصديقين في أوائل الركب، أو سمعت استغاثة المحبين في وسط الركب، أو شاهدت ساقة المستغفرين في آخر الركب لعلمت أنك قد انقطعت تحت شجر أم غيلان. (شجرة السمر). ابن القيم: الفوائد ص393
52. شجرة الإخلاص أصلها ثابت لا يضرها زعزاع (أين شركائي الذين كنتم تزعمون) وأما شجرة الرياء فإنها تجتث عند نسمة من كان يعبد شيئاً فليتبعه. ابن القيم: الفوائد ص395
53رياء المرائين صَيَّرَ مسجد الضرار مزبلة وخربة (لا تقم فيه أبداً) وإخلاص المخلصين رفع قدر التفث (رب أشعث أغبر) .. قلب من ترائيه بيد من أعرضت عنه، يصرفه عنك إلى غيرك، فلا على ثواب المخلصين حصلت ولا إلى ما قصدته بالرياء وصلت وفات الأجر والمدح فلا هذا ولا هذا. ابن القيم: الفوائد ص395
54. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب. ابن القيم: الفوائد ص385
55. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله. ابن القيم: الفوائد ص328
56. فالله يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل. ابن القيم: الفوائد ص327
57. أصل أعمال القلوب كلها: الصدق. ابن القيم: الفوائد ص245
58. فأعلى مراتب الصدق: مرتبه الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول , مع كمال الإخلاص للمرسل. ابن تيمية المدارج ص 396
59. ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى: الحفظ، الصدق، صحة الكتاب. مختصر الكامل لابن عدي ص99
60. إخلاص الدين لله أصل العدل، كما أن الشرك بالله ظلم عظيم. ابن تيمية: الفتاوى 1/ 87
61. من ترك المألوفات والعوائد مخلصاً صادقاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو أم كاذب. ابن القيم: الفوائد ص199
62. والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه، ويثيب الصادق بأن يوقفه للقيام بمصالح دنياه وآخرته، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب، قال تعالى:) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ابن القيم: الفوائد ص245
63. وكلما حقق العبد الإخلاص في قول: لا إله إلا الله خرج من قلبه تأله ما يهواه، وتصرف عنه الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى:] كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [فعلل صرف السوء والفحشاء بأنه من عباد الله المخلصين وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم] إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [وقال الشيطان:] فبعزّتك لأغوينهم أجمعين .. إلا عبادك منهم المخلصين [ابن تيمية: الفتاوى 10/ 651
64. ما كان لله بقي.الإمام مالك: الرسالة المستطرفة ص9
65. الإخلاص لله يورث الفهم عن الله. الخطيب البغدادي
66. والمخلصين أطيب الناس عيشاً في هذه الدنيا. الجواب الكافي ص
(يُتْبَعُ)
(/)
67. ما أسر عبد بسريره إلا أظهرها الله على فلتات لسانه. ابن أبي العز الحنفي: شرح الطحاوية ص152، انظر الوابل الصيّب ص / 62 – النبوات ص / 147
68. الصادق مطلوبه رضى ربه وتنفيذ أوامره وتتبع محابه. ابن القيم: تهذيب 400
69. حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزائم. ابن القيم: تهذيب 381
70. مع كمال الإخلاص والذكر والإقبال على الله سبحانه وتعالى، يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ابن القيم: مدارج 377
71. فإن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب له لهذه الرؤية: استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها، وقلة زاده في عينه، فمن عرف الله وعرف نفسه، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان. ابن القيم: مدارج 2/ 293
72. فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب. ابن القيم: مدارج 2/ 487
73. فاعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم، بالتعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع. ابن الجوزي: صيد الخاطر ص339
74. والله عز وجل معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ، وخلع الحول والقوة، وهو الموفق. ابن الجوزي: صيد الخاطر ص328
75. فإن الله عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين. ابن الجوزي: صيد الخاطر ص387
76.والصادق مضطر أشد الضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرسول في ظاهره وباطنه، والإقتداء به والتعبد بطاعته في كل حركة وسكون مع إخلاص القصد لله عز وجل. ابن القيم: مدارج 3/ 295
77.فإن العبد إذا صدق مع الله رضي الله بعمله وحاله ويقينه وقصده. ابن القيم: مدارج 2/ 295
78. ومن علامة الصادق: أنه لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويستكثر من الأسباب التي تقربه إليه وتدنيه منه، لا لعلة من علل الدنيا ولا لشهوة من شهواتها، كما قال عمر بن الخطاب: لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر. ابن القيم: مدارج 3/ 213
79. الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به، والعمل به كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به. الخطيب البغدادي: اقتضاء العلم العمل ص
80. وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلى بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا.الخطيب البغدادي: اقتضاء العلم العمل ص
81. إن العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر. الخطيب البغدادي: اقتضاء العلم العمل ص
82. فينبغي لطالب العلم أن يخلص في الطلب نيته، ويجدد للصبر عزيمته، فإذا فعل ذلك كان جديراً أن ينال منه بغيته. الخطيب البغدادي: الجامع لأخلاق الراوي 2/ 179
83. ومن علامات الصادقين: التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة، والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام، والإيثار لأمر الله، والحياء من نظره، والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول، وأن يكون نومه غلبه، وأكله فاقه وكلامه ضرورة، وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به: صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به، وإذا تكلم انتفع به من سمعه.ابن القيم: مدارج 2/ 380
84. وفي القلب فاقه عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغنى بحب الله الذي إن حصل للعبد حصل له كل شئ وإن فاته فاته كل شيء فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غنى سواه، فالغنى به وبحبه هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره ألبته، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه حسرات ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح والله المستعان. ابن القيم: طريق الهجرتين ص/ 34
85. فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلاهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره، ولا صلاح لها إلا بمحبته سبحانه، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص، و .. والمقصود أن إله العبد الذي لا بد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين هو الإله الحق وهو الله الذي كل ما سواه باطل والذي أينما كان فهو معه، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة.
ابن القيم: طريق الهجرتين ص / 58
86. ولا بد في جميع الواجبات والمستحبات أن تكون خالصة لرب العالمين كما قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (. ابن تيمية: الفتاوى 1/ 190
87. فمن عمل خيرا ًمع المخلوقين سواءً كان المخلوق نبياً أو رجلاً صالحاً أو ملكاً من الملوك أو غنياً من الأغنياء، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصاً يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلب من المخلوق جزاءً ولا دعاءً ولا غيره. ابن تيمية: الفتاوى 1/ 188
88. ياطالبي العلم قد كتبتم ودرستم، فلو طلبكم العلم في بيت العمل فلستم و إن ناقشكم على الإخلاص أفلستم ..
ابن القيم: الفوائد ص / 395
89. وكل مالم يكن لله فبركته منزوعة. ابن القيم: الجواب الكافي ص
وأخيرا ...........
هل تقبل هذه الفائدة؟
خذها غنيمة باردة من الإمام المبجّل ابن تيمية الحرّاني:
" والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله فترجوا الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله وتُحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم) الفتاوى (1/ 51)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:05]ـ
نقولات جيدة ..
جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:39]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 02:45]ـ
درر مباركة
وفائدة مقبولة
ولا نملك لك مكافأة عليها إلا أن نقول
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو فراس]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 10:08]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الحبيب
ـ[علي أكرم]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 07:27]ـ
نقولات جيدة ..
جزاك الله خيرا
وإياك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 08:02]ـ
الموقر العزيز / علي أكرم:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 03:06]ـ
شكر الله لكم.
ـ[عبد الله المحتاج إلى ربه]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 02:25]ـ
بارك الله فيك
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 05:36]ـ
أصدق في الطلب وقد جاءتك المعونة. ابن القيم: الفوائد ص127
جزاكَ الله كُلَّ خير،، ووفقك وسددك ..(/)
فوائد و قواعد في السلوك وتزكية النفس
ـ[علي أكرم]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 08:04]ـ
فوائد و قواعد في السلوك وتزكية النفس
1. (كمال الإنسان بالعلم النافع والعمل الصالح) مدارج السالكين (1/-)
2. (على قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط في هذه الدار، يثبت على الصراط في الآخرة) مدارج (1/ 16)
3. (لا تستوحش من تفردك في طريق الحق) انظر المدارج (1/ 29) (2/ 6،180) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 122)
4. (كل من كان أعرف بالحق واتبع له كان أولى بالصراط المستقيم) مدارج (1/ 83)
5. (كلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة له من الله أعظم) مدارج (1/ 88)
6. (الاستعانة بالله تجمع أصلين: الثقة بالله والاعتماد عليه) مدارج (1/ 86)
7. (لا يكون العبد متحققاً ب (إياك نعبد) إلا بأصلين: الإخلاص، المتابعة) مدارج (1/ 95)
8. (لا يعرف سر العبودية وغايتها إلا من عرف حقائق الأسماء والصفات وعرف معنى الإلهية و .. ) مدارج (1/ 110)
9. (من زعم أنه يصل إلى مقام يسقط عنه فيه التعبد فهو زنديق كافر بالله) مدارج (1/ 111) (3/ 118،121،124،127،229،230)
10. (العبد يسير إلى الله بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير) مدارج (1/ 159) عدة الصابرين ص
11. (كل نَفَس يخرج في غير ما يقرب إلى الله فهو حسرة على العبد) مدارج (1/ 162)
12. (مدار السعادة وقطب رحاها على التصديق بالوعيد) مدارج (1/ 163)
13. (القلب إذا امتلأ بشيء لم يبق فيه متسع لغيره) مدارج (1/ 169)
14. (يعرض للسالك معاطب ومهالك لا ينجيه منها إلا بصيرة العلم) مدارج (1/ 179) وينظر (1/ 177) (2/ 489) (3/ 139 - 141 - 150 - 151 - 221)
15. (من أعرض عن الحق وقع في الباطل) مدارج (1/ 184) (2/ 346)
16. (لا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن ظنه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه) مدارج (1/ 191)
17. (رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية) مدارج (1/ 195 - 196)
18. (كمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله) مدارج (1/ 200)
19. (تعظيم الجناية يصدر عن (1) تعظيم الأمر (2) تعظيم الآمر (3) التصديق بالجزاء) مدارج (1/ 205)
20. (الكامل من عُدَّ خطؤه) مدارج (1/ 219).
21. (الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وعمل قبيح) مدارج (1/ 242)
22. (النفس منبع كل شر وكل خير فيها فهو من الله) مدارج (1/ 243).
23. (كلما جد العبد في الاستقامة والدعوة إلى الله جد العدو في إغراء السفهاء به) مدارج (1/ 248).
24. (من أتقن العبادة ثقلت عليه) مدارج (1/ 282).
25. (استقلال المعصية ذنب، واستكثار الطاعة ذنب) مدارج (1/ 289).
26. (تضييع الوقت يطفئ نور المراقبة) مدارج (1/ 291).
27. (كل مجد في طلب شيء لا بد أن يعرض له وقفة وفتور) مدارج (1/ 292)
28. (تأخير التوبة ذنب تجب له التوبة) مدارج (1/ 297).
29. (التوبة: مخالفة داعي النفس وإجابة داعي الحق) مدارج (1/ 309،332،468)
30. (كل من عصى الله فهو جاهل – أجمع على ذلك الصحابة) مدارج (1/ 310،322)
31. (الذل والانكسار روح العبودية ومخها ولبها) مدارج (1/ 324،425) (1/ 461)
32. (إذا أراد الله بعبده خيراً ألقاه في ذنب يكسره) مدارج (1/ 326)
33. (من ثواب الهدى الهدى بعده،ومن عقوبة الضلالة الضلالة بعدها) مدارج (1/ 340)
34. (كلمتان يسئل عنها الخلق: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟) مدارج (1/ 370)
35. (الحق لا يندفع بمكابرة أهل الزيغ والتخليط) مدارج (1/ 385)
36. (زرع النفاق ينبت من ساقيتين: الكذب، والرياء ومخرجهما من عينين:ضعف البصيرة، ضعف العزيمة) مدارج (1/ 389)
37. (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية) قاله ابن تيمية - مدارج (1/ 464)
38. (كل قول فلصدقة وكذبة شاهد من حال قائله) مدارج (1/ 469) (3/)
39. (كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع العمل أن يكون خالصاً لله وأن يصل إليه) مدارج (1/ 472)
40. (اليأس من العمل يكون بـ: (1) أن المعين له (الله) لا أنت (2) لن تنجو به) مدارج (1/ 473)
41. (اتباع الهوى يمنع الانتفاع بالموعظة) مدارج (1/ 483)
42. (قصر الأمل مبني على (1) اليقين بزوال الدنيا (2) اليقين بدوام الآخرة) مدارج (1/ 485)
(يُتْبَعُ)
(/)
43. (مدار السعادة في الدنيا والآخرة على الاعتصام بالله وبحبله) مدارج (1/ 495)
44. (ما قام الوجود إلا بالعدل) مدارج (1/ 494)
45. (على قدر قرب العبد بربه يكون اشتغال العبد به) مدارج (1/ 506)
46. (حسن الظن بالله يكون معه صدق التوكل) مدارج (1/ 506)
47. (أرباب العزائم لا يرضون بظواهر الأعمال ورسومها بل بحقائقها) مدارج (1/ 508).
48. (حظوظ النفس لا يميزها إلا: من رسخ في العلم بالله وأمره وعرف صفات النفس وأحوالها) مدارج (1/ 509).
49. (من لم تكن همته التقدم فهو في تأخر ولا يشعر، فلا وقوف ألبته) مدارج (1/ 512) (2/ 188).
50. (ليس من شرط ولي الله العصمة) مدارج (1/ 537،219) الاستقامة (2/ 93).
51. (أنفع ما للصادق: التحقق بالمسكنة والفاقة و .. ) مدارج (1/ 562).
52. (الغافل غالباً لا يصاحب عمله الإخلاص) مدارج (1/ 565).
53. (الإرادة هي: اسم لأول منازل القاصدين إلى الله) مدارج (2/ 5).
54. (من علامة (الإخبات) عدم الفرح بمدح الناس أو الحزن بذمهم) مدارج (2/ 6).
55. (إذا أراد الله بعبده خيراً أقام في قلبه شاهداً يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة) مدارج (2/ 10).
56. (لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد في: المال، الصور، الرياسة، الناس، النفس، كل ما دون الله) مدارج (2/ 13).
57. (إذا لم تجد للعمل لذة فاتهمه لأن الرب شكور لا بد أن يثيب العامل من لذة يشعر بها .. ) مدارج (2/ 70).
58. (لا يتم الإخلاص إلا بالصبر) مدارج (2/ 95).
59. (من أثر رضا الله فلا بد أن يعاديه رذالة العالم وسقطهم) مدارج (2/ 314).
60. (تزكية النفوس مردها للرسل) مدارج (2/ 327).
61. (تزكية النفس أصعب من علاج الأبدان) مدارج (2/ 328).
62. (من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله وصغره وحقره) مدارج (2/ 346).
63. (من خرج عن الدليل: ضل سواء السبيل) مدارج (2/ 361،488).
64. (مروءة الإحسان: تعجيله، تيسيره، توفيره، عدم رؤيته حال وقوعه، نسيانه بعد وقوعه) مدارج (2/ 366) تهذيب الكمال (2/ 89)
65. (حقيقة الأدب هي (العدل)) مدارج (2/ 409).
66. (على قدر قربهم من التقوى أدركوا اليقين) مدارج (2/ 415).
67. (المزاولات تعطي الملكات) مدارج (2/ 509) عدة الصابرين ص/37.
68. (مراقبة الله توجب: إصلاح النفس، اللطف بالخلق) مدارج (2/ 533).
69. (قيمة المرء همته ومطلوبه) مدارج (3/ 3،98،99،103،154،155)
70. (إذا أحب الله عبداً أنشأ في قلبه محبته) مدارج (3/ 40).
71. (رضى الرب في العجلة إلى أوامره) قاله ابن تيمية. مدارج (3/ 61).
72. (بالإجماع على أن النفس من أعظم الحجب) مدارج (3/ 67)
73. (الهمة تستدعي: صدق الطلب، دوامه) مدارج (3/ 79)
74. (الأعمال ثمرات العلوم والعقائد) مدارج (3/ 96)
75. (الحب والخوف والرجاء أساس السلوك والسير إلى الله) مدارج (3/ 139)
76. (الجهل نوعان: جهل علم ومعرفة، وجهل عمى وغي) مدارج (2/ 170 - 327)
77. (رقُّ التكليف أمر لازم للمكلف ما بقي في هذا العالم) مدارج (3/ 173 - 329)
78. (علو همة المرء: عنوان فلاحه، وسفول همته: عنوان حرمانه) مدارج (3/ 180)
79. (وكل طالب أمر من الأمور فلا بد له من: (1) تعيين مطلوبه (2) معرفة الطريق الموصل إليه (3) الأخذ في السلوك. فمتى فاته واحد من هذه الثلاث لم يصح سيره) مدارج (3/ 226)
80. (النفس والشيطان هما مصدر لكل باطل) مدارج (3/ 333) (1/ 243)
81. (الجهل رأس كل بدعة وضلالة ونقص، والعلم أصل كل خير وهدى وكمال) مدارج (3/ 351)
82. (كل علم لا يستند لدليل فدعوى لا دليل عليها) مدارج (3/ 450)
83. (أوحى الله لموسى: كن لي كما أريد، أكن لك كما تريد) مدارج (3/ 498)
84. (قد يبصر العبد الحق ولا توجد منه الهداية] وأما ثمود فهديناهم .. [فآثروا الضلالة على الهدى) مدارج (3/ 514)
85. (استقامة القلب بأمرين: (1) أن تتقدم محبة الله تعالى على جميع المحاب (2) تعظيم الأمر والنهي وهو ناشئ من تعظيم الآمر والناهي) الوابل الصيب ص /18 - 19
86. (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث) الجامع لأخلاق الراوي (1/ 122،304،635)
87. (إذا أعجبك الحديث فاسكت وإن أعجبك السكوت فحدث) الجامع (1/ 536)
88. (من شغل نفسه بغير المهم أضر بالمهم) الجامع (2/ 227)
(يُتْبَعُ)
(/)
89. (ما طلب أحد شيئاً بجد وصدق إلا ناله فإن لم ينله كله نال بعضه) الجامع (2/ 262)
90. (إن استطعت أن تعرف ولا تُعرف فافعل و .. ) السير (3/ 116) (8/ 432)
91. (العجلة سفه) السير (3/ 263)
92. (ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه) السير (4/ 49)
93. (كفى بالمرء علماً أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعمله) السير (4/ 68) (4/ 190)
94. (كل ما لا يُراد به وجه الله يضمحل) تهذيب الكمال (9/ 56) السير (4/ 259) الجواب الكافي ص 138 الرسالة المستطرفة ص 9
95. (لو فارق الموت ذكر قلبي ساعة لخشيت أن يفسد على قلبي). قاله سعي بن جبير) السير (4/ 334)
96. (إنما يجلس الرجل حيث ينتفع) السير (4/ 388) (5/ 316)
97. (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل) السير (4/ 402)
98. (سلاح اللئام قبح الكلام) السير (4/ 408)
99. (من عُرف بالصدق جاز كذبه، ومن عُرف بالكذب لم يجز صدقه) السير (4/ 504)
100. (إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه فإنه لا يدري متى يُغلق عنه) السير (4/ 540)
101. (من قال واتقى خير ممن صمت واتقى) السير (5/ 42)
102. (لا ينصح الرجل أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره) السير (5/ 75)
103. (لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت) السير (5)
104. (كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة) قاله ثابت البناني - السير (5/ 224)
105. (إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب) السير (5/ 341)
106. (من أحب الحياة ذل) السير (5/ 390)
107. (ما استعان عبد على دينه بمثل الخشية من الله تعالى) السير (6/ 9)
108. (لأن يُخفى الرجل زهده خير من أن يُظهره) السير (6/ 19)
109. (ما صدق عبد فأحب الشهرة) السير (6/ 20) (11/) (7/ 393)
110. (العلم وسيلة إلى كل فضيلة) السير (6/ 90)
111. (النظر في العواقب تلقيح العقول) السير (6/ 97)
112. (أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات) قاله الثوري - السير (7/ 252) (11/ 227)
113. (البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله، فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير) السير (7/ 258)
114. (لا ينبغي أن يُذكر الصالحون فيتكأ) قاله الإمام أحمد - السير (7/ 381)
115. (اعمل بقليل الحديث يزهدك في كثيرة) السير (7/ 400)
116. (كفى بالعلم عبادة) السير (7/ 424) وفي: الآداب الشرعية (/) قال ابن مفلح: العلم عبادة العمر. أهـ
117. (ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا منه، قاله ابن وهب) السير (8/ 113) (11/ 316)
118. (رُب عمل صغير تكثّره النية، ورُب عمل كثير تصغّره النية) السير (8/ 400)
119. (لا يمحق الشهوات إلا خوف مزعج أو شوق مقلق) السير (9/ 170)
120. (أعظم المصائب: قسوة القلب) السير (9/ 284)
121. (طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب الله بها أهل التوحيد) السير (10/ 97)
122. (كل انحراف عن الاعتدال فمذموم) السير (10/ 141)
123. (أفضل الأعمال خلاف هوى النفس) السير (10/ 183)
124. (مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك من العمل) السير (10/ 498)
125. (كفى المرء عيباً أن يسّره ما يضّره) السير (12/ 440) (17/ 272)
126. (لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالذنوب) السير (13/ 15)
127. (لو نظرتم إلى من أعطي الكرامات حتى يطير، فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود) السير (13/ 88) ميزان الاعتدال (2/ 346)
128. (المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً، والمنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً) السير (7/ 125)
129. (جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت) قاله ابن المنكدر - السير (5/ 355)
130. (إذا لم يكن في القلب حزن خرب) السير (5/ 363)
131. (من قارب الفتنة بعُدت عنه السلامة) صيد الخاطرص48
132. (من ادعى الصبر وُكل إلى نفسه) صيد ص48
133. (شجرة المحبة تحتاج إلى تربية في أرض طيبة) صيد ص79
134. (أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته) صيد ص233
135. (من خاف العقاب ترك المشتهى ومن طلب القرب استعمل الورع) صيد ص262
136. (للصبر حلاوة تبين في العواقب) صيد ص262
137. (البلايا تظهر جواهر الرجال وما أسرع ما يفتضح المدعي) الفوائد ص84
138. (إذا كان الحب يُعمى عن المساوئ، فالبغض يُعمي عن المحاسن) البيان والتبيين (1/ 66)
(يُتْبَعُ)
(/)
139. (الصبر على الشدائد يُنتج الفوائد) السير (19/ 398)
140. (من أحسن سريرته أحسن الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه) السير (19/ 141) الفتاوى (3/ 277)
141. (إذا تعرض العبد للفتنة وكله الله لنفسه) مجموع الفتاوى (10/ 577)
142. (الخشية من الله تمنع اتباع الهوى) مجموع الفتاوى (10/ 545)
143. (لذة القلب وألمه، أعظم من لذة الجسم وألمه) الفتاوى (10/ 140)
144. (بحسب قلة علم الرجل يضله الشيطان) الصارم المنكي ص/401
145. (لا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ولا زهد إلا بعد التقوى والتقوى متابعة الأمر والنهي) الفتاوى (1/ 94)
146. (ولا يستغني القلب إلا بعبادة الله) الفتاوى (1/ 54،55)
147. (من أكثر من شيء عُرف به) الآداب الشرعية (1/ 46)
148. (لا خير في فضول الكلام، من كثر كلامه كثر سقطه) الآداب (1/ 66)
149. (إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب، فدم له على ما يحب) الآداب (1/ 133)
150. (المرء حريص على ما مُنع، وتواق إلى ما لم ينل) صيد الخاطر ص81
151. (ليس في سياط التأديب أجود من سوط عزم) صيد 114
152. (الشيطان يزين المباح في أول مرتبة، ثم يجر إلى الجناح، فتلمحوا المال وافهموا الحال) صيد 129
153. (ليس من رقع وخاط كمن ثوبه صحيح، وكم من شخص زلت قدمه فما ارتفعت بعدها ورب عظم هيض لم ينجبر، فإن جبر فعلى وهن) صيد 183
154. (تذوق حلاوة الكف عن المنهي، فإنها شجرة تثمر عزّ الدنيا وشرف الآخرة) صيد 204
155. (تعجيل اللذة يفّوت الفضائل، ويحصّل الرذائل وسببه عدم النظر في العواقب وهذا شغل العقل، وذاك المذموم شغل الهوى) صيد 337،347،421،478)
156. (البدار البدار إلى التنظيف ليكون القدوم على طهارة) صيد 388
157. (إياك إياك أن تستطيل زمن البلاء وتضجر من كثرة الدعاء فإنك مبتلى بالبلاء متعبد بالصبر والدعاء ولا تيئس من روح الله وإن طال البلاء) صيد 539
158. (من أحب شيئاً أكثر من ذكره) جامع العلوم والحكم (2/ 516)
159. (من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره، ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن أشق عليه من الإخلاص والعمل لله) عدة 82
160. (ليس الشأن الإتيان بالطاعة إنما الشأن في حفظها مما يبطلها) عدة90
161. (الصبر والتقوى دواء كل داء من أدواء الدين (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) عدة 93
162. (ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه) الفتاوى (1/ 245)
163. (السيادة في الدنيا والسعادة في العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب) تحفة المودود ص146
164. (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) الفتاوى ()
165. (المنفعة توجب المحبة)
166. (خلاف الهوى يوجب الاستثقال)
167. (العدل يوجب اجتماع القلوب والجور يوجب التفرقة)
168. (حسن الخلق أنس والانقباض وحشة)
169. (التكبر مقت والتواضع مِقة)
170. (الجود يوجب الحمد والبخل يوجب الذم).
172. (كل علم صحبه عمل يرضي الله تعالى فهو منة، وإلا فهو حجة) مدارج (1/ 192)
173. (أجمع المتقون على أن الخذلان: أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها , والتوفيق: أن لا يكلك الله إلى نفسك) مدارج (1/ 200 - 445)
174. (كلما صغرت الحسنات في عينك كبرت عند الله , وكلما كبرت وعظمت في قلبك قلت وصغرت عند الله , وسئياتك بالعكس) مدارج (1/ 289 - 290 - 352)
175. (المراقبة تعطي نوراً كاشفاً لحقائق المعرفة والعبودية وإضاعة الوقت تغّطي ذلك النور) مدارج (1/ 293)
176. (كل نقص وبلاء وشر في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب) مدارج (1/ 457)
177. (العبد إذا اتبع هواه فسد رأيه ونظره، فأرته نفسه الحسن في صورة القبيح , والقبيح في صورة الحسن، فالتبس عليه الحق بالباطل) مدارج (1/ 483)
178. (فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته) مدارج (1/ 485)
179. (صاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول: العلم والإيمان والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جواره) (1/ 491)
180. (الخوف من الله علامة صحة الإيمان وترحله من القلب علامة ترحل الإيمان منه) مدارج (1/ 552)
(يُتْبَعُ)
(/)
181. (العارف لا يرى له على أحد حقاً ولا يشهد له على غيره فضلاً، ولذلك لا يعاتب ولا يطالب) قاله ابن تيمية. مدارج (1/ 561)
182. (الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم وأخلاقهم) قاله أبو حينفة. جامع بيان العلم (1/ 509)
183. (وقد يُعرف الشيء ليجتنب، ويُعرف الشر لا للشر) أدب الطلب ص189
184. (العزلة عبادة) العزلة ص79
185. (الإعجاب آفة الألباب) جامع بيان العلم (1/ 571) فتح المجيد ص738
186. (من لم ينفعه قليل علمه، ضره كثيره) جامع (1/ 628)
187. (إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة ولا يكن همك أن تتحدث به) جامع (1/ 654)
188. (نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا إلى أن نوعظ بالأقوال) جامع (1/ 696،706)
189. (المستكبر عن الانقياد للحق يُبتلى بالانقياد للباطل) فهرس الفتاوى (36/ 5)
190. (كمال العبد في تكميل قوتيه: قوة العلم، وقوة العمل وهما الإيمان والعمل الصالح وكما هو محتاج إلى تكميل نفسه فهو محتاج إلى تكميل غيره وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وآخية ذلك وقاعدته وساقه الذي يقوم عليه إنما هو الصبر)
191. (النفس لها قوتان: (1) قوة الصبر والكف وإمساك النفس. (2) قوة البذل وفعل الخير والإقدام على فعل ما تكمل به. وكمالها باجتماع هاتين القوتين فيها) عدة الصابرين 216،32
192. (إنما تحصل الهموم والغموم الأحزان من جهتين: الرغبة في الدنيا و الحرص عليها. والتقصير في أعمال البر والطاعة) عدة 317
193. (من اعتاد الصبر هابه عدوه، ومن عز عليه الصبر طمع فيه عدوه وأوشك أن ينال منه غرضه) عدة 45
194. (لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب) الفوائد385
195. (سلعة (وإني لغفار) لا تبذل إلا بثمن (لمن تاب).
196. (الدنيا والشيطان عدوان خارجان عنك، والنفس عدو بين جنبيك ومن سنة الجهاد (قاتلوا الذين يلونكم) الفوائد 37
197. (لو احتميت ساعة لم تحتج إلى معالجة الدواء مدة) الفوائد 368
198. (ما أمر الله سبحانه بأمر إلا أعان عليه ونصب له أسباباً تمده وتعين عليه كما أنه ما قدر داءاً إلا وقدر له دواء وضمن الشفاء باستعماله) عدة الصابرين 76
199. (من ذاق لذة شيء قويت همته في تحصيله) عدة الصابرين 81
200. (من عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد) عدة 81
201. (وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء) قاله ميمون بن مهران، جامع بيان العلم (1/ 221) تهذيب الكمال (29/ 220)
202. (من وجد لذة العلم والعمل به قلّما يرغب فيما عند الناس) تعليم المتعلم ص37
203. (رب كلمة خير من إعطاء مال) جامع بيان العلم (1/ 235)
204. (إنما يحمل الرجل على ترك الزيادة فيما قد علم قلة الانتفاع بما علم) جامع (1/ 255، 360)
205. (ليس من حبك الدنيا التماسك ما يصلحك منها) جامع (1/ 725)
206. (خزائن المنى على قناطير المحن) تعليم المتعلم ص44
207. (روحوا القلوب ساعة وساعة) جامع (1/ 434)
208. (إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس، ويبيع العظيم بالحقير فاعلم بأنه سفيه) الفوائد 122
209. (شمعة النصر إنما تنزل في شمعدان الإنكسار).
210. (شراب الهوى حلو لكنه يورث الشرق) الفوائد 125
211. (اشتغل بالله في الحياة يكفيك ما بعد الموت) الفوائد 126
212. (أعرف قدر ما ضاع منك وأبك بكاء من يدري مقدار الفائت) الفوائد149
213. (لو استنشقت ريح الأسحار لأفاق منك قلبك المخمور) الفوائد149
214. (من استطال الطريق ضعف مشيه) الفوائد 149
215. (هان سهر الحراس لما علموا أن أصواتهم بمسمع الملك) الفوائد 150
216. (كل علم وعمل لا يزيد الإيمان قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول) الفوائد 162
217. (إيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان وإما فساد في العقل) الفوائد 177
218. (أصل أعمال القلوب كلها: الصدق) الفوائد245
219. (من أعطي خيراً فالله أعطاه ومن وقي شراً فالله وقاه) الفوائد 261
220. (رب شهوة أورثت حزناً طويلاً) الفوائد 266،
221. (يا طالبي العلم قد كتبتم ودرستم فلو طلبكم العلم في بيت العمل فلستم وإن ناقشكم على الإخلاص أفلستم) الفوائد 395
222. (صلاح القلب بمحاسبة النفس وفساده بإهمالها والاسترسال معها) إغاثة اللهفان (1/ 138)
223. (ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ويدنو العبد به من الله سبحانه في لحظة واحدة أضعاف ما يدنو به من العمل) إغاثة (1/ 141)
224. (ما أمر الله سبحانه بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي بأيهما ظفر) إغاثة (1/ 184)
225. (تفاضل الأعمال عند الله بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها) الوابل الصيب ص22، مدارج (1/)
226. (ما عمل رجلاً عملاً إلا ألبسه الله رداءه إن خيراً فخيراً وإن شراً فشر) الوابل ص62
227. (الإقبال على الله والإنابة إليه والرضى به وعنه وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته: ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة) الوابل ص93
http://www.m5zn.com/uploads/5e9c6d76b3.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 09:35]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:18]ـ
أسأل الله أن يُثيبك على هذة الفوائد أخي علي أكرم.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 10:45]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المبارك
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 09:25]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 06:14]ـ
للأعلى ..
ولي عودة إن شاء الله
شكر الله سعيك أخي
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 07:03]ـ
جمع مبارك جوزيت خيرا
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 10:12]ـ
جزاك الله خير
ـ[المشاشي]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 02:22]ـ
شكرا لك و جزاك الله خيرا على ما قدمت لنا من فوائد(/)
مفاهيم يجب أن تصحح
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 03:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، ومَن تبعه بإحسان، واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد فإني قد عزمت علي كتابة سلسلة تتناول المسائل المغلوطة أو التي ينقصها التحقيق العلمي بقصد عرضها للقراء ودراستها دراسة علمية تعتمد الدليل المعتبر عند أهل النظر والتحقيق ولا يفهم من هذا أني أستدرك شيئا فات من سبق بل هي محاولة لتسليط الضوء عليها لتأخذ نصيبها من البحث والتمحيص وأدعو كل باحث للمساهمة فيها بالنقد البناء أو الإرشاد والنصح فالحكمة ضالة المؤمن فأني وجدها فهو أحق بها وقد أسميتها
مفاهيم يجب أن تصحح
أولا قولهم: الريح بالإفراد للعذاب وبالجمع للرحمة
تنتشر بين المثقفين وأنصاف المتعلمين بعض التعميمات التي سبيلها الاستقراء الكلي إلا أن البحث العلمي يكشف عن قصور في تلك التعميمات التي هي في أصلها إطلاقات يطلقها أحد العلماء في معرض ما ثم تؤخذ بحسن الظن علي أنها قواعد عامة أنتجها استقراء كلي ومن بين تلك التعميمات قولهم (الريح بالإفراد للعذاب وبالجمع للرحمة).
جاء في غريب الحديث للخطابي
(وقال أبو سليمان في حديث النبي أنه كان يقول إذا هاجت ريح اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك نا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبي علي بن عاصم عن أبي علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس قوله اجعلها رياحا يريد اجعلها لقاحا للسحاب ولا تجعلها ريحا يريد لا تجعلها عذابا والعرب تقول لا تلقح السحاب إلا من رياح وقال الأصمعي عن بعض الأعراب إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض وتصديق هذا في كتاب الله عز وجل وبيانه ما ذكر ابن عباس حدثناه الأصم نا الربيع ثنا الشافعي أخبرنا من لا أتهم نا العلاء بن راشد عن عكرمة عن ابن عباس قال في كتاب الله يعني آية الرحمة وأرسلنا الرياح لواقح قال وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وقال يعني في آية العذاب وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم وقال إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا قال أبو سليمان والمؤتفكات الرياح إذا اختلفت وكانت لشدتها كأنها تقلب الأرض) اه. غريب الحديث للخطابي ج 1 ص679ـ680
وتابعه ابن الأثير في النهاية له باب الراء
(ومنه الحديث [كان يقول إذا هاجَتِ الرِّيحُ: اللهم اجْعَلها رِياحا ولا تَجْعلها رِيحاً] العربُ تقول: لا تَلْقَحُ السَّحاَب إلا من رِياح مختلفة يريد اجْعَلها لَقاحاً للسَّحاب ولا تجعلها عذَابا. ويُحقق مَجىءُ الجمع في آيات الرَّحْمَة والواحد في قِصَص العذَاب كالريح العَقِيم ورِيحاً صَرْصَراً
- وفيه [الريح من رَوْح اللّه] أي من رْحمِته بِعباَده) اه. النهاية ج2:ص272
وتابعه ابن منظور في لسان العرب ناقلا عنه دون أن يشير إلي ذلك حيث قال في مادة ر و ح
(وفي الحديث كان يقول إذا هاجت الريح اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا العرب تقول لا تلقح السحاب إلا من رياح مختلفة يريد اجعلها لقاحا للسحاب ولا تجعلها عذابا ويحقق ذلك مجيء الجمع في آيات الرحمة والواحد في قصص العذاب كالريح العقيم و ريحا صرصرا وفي الحديث الريح من روح الله أي من رحمته بعباده) اه. لسان العرب ج2:ص455
وتابعهم صاحب تاج العروس عليه حيث قال في مادة روح من تاجه
(هاجَتِ الرِّيحُ "اللّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحاً ولا تَجْعَلْهَا رِيحاً". العرب تقول لا تَلْقَحُ السّحَابُ إِلاّ من
رياحٍ مختلفة، يريد اجْعَلْهَا لَقَاحاً للسَّحاب ولا تَجْعَلْهَا عَذاباً. ويُحَقِّق ذلك مَجيءُ الجَمْعِ في
آياتِ الرَّحْمَة، والوَاحد في قِصَص العَذابِ: كالرِّيح العَقيم، و"رِيحاً صَرْصَراً") اه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الاتجاه في التعميم لا يسنده دليل علمي له اعتبار بل هو مخالف للقرآن والسنة الصحيحة والمنقول عن أهل اللغة فالناظر في القراآت السبع المتواترة المتفق علي قرآ نيتها يجد أن كلمة الريح تقرأ مفردة عند بعض القراء وتقرأ بالجمع عند قارئ أو قراء أخر في نفس الآية مما يدل علي أنه ليس لها معني خاص بالإفراد أو الجمع بل السياق هو الذي يحدد المعني المراد منها سواء كانت مفردة أو مجموعة وهاك تفصيل القراآت فيها كما جاء في كتاب الوافي في شرح الشاطبية فتأملها تجد الأمر كما وصفت لك
قال: (وقرأ حمزة والكسائي أيضا بتوحيد لفظ الرياح أي بحذف الألف فتسكن الياء في هذه السورة ـيعني البقرةـ (وتصريف الرياح) وفي الكهف (تذروه الرياح) وفي سورة الشريعة وهي الجاثية (وتصريف الرياح) وانضم إليهم ابن كثير في توحيد لفظ الرياح في السور الآتية: النمل (ومن يرسل الرياح بشرا) والأعراف (وهو الذي يرسل الرياح بشرا) وفي الموضع الثاني من الروم (الله الذي يرسل الرياح) واحترز به عن الموضع الأول (ومن ءاياته أن يرسل الرياح مبشرات). فلا خلاف في قراءته بالجمع وفي فاطر (والله الذي أرسل الرياح) وانفرد حمزة بقراءة هذا اللفظ بالإفراد في الحجر (وأرسلنا الريح لواقح) وقرأ السبعة إلا نافعا بالتوحيد في سورة الشوري (إن يشأ يسكن الريح) وفي السورة التي تحت الرعد وهي إبراهيم (كرماد اشتدت به الريح) فتكون قراءة نافع بالجمع في السورتين وقرأ البزي وقنبل عن ابن كثير بالتوحيد في سورة الفرقان (وهو الذي أرسل الرياح بشرا) وقرأ غيرهما بالجمع .......... ) اه. وأنت إذا تأملت ما سبق بان لك عدم صحة ما احتج به من الآيات فآية الحجر المستشهد بها قرئت بالوجهين أعني الجمع والإفراد فبطل الاحتجاج بها ومن أوضح الآيات في المعني الذي نحن فيه آية يونس (وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) فقد وصفت بأنها طيبة وأنها عاصف وهي في كلتا الحالتين بالإفراد
قال الدامغاني في الوجوه والنظائر الريح علي ثلاثة أوجه
[والوجه الثاني: الريح بعينها إذا لم يكن فيه عذاب قوله ـ تعالي ـ في سورة يونس (وجرين بهم بريح طيبة)] اه. الوجوه والنظائر للدامغاني ص 232
بعد هذا البيان بان لك أن هذا الفريق قد خالف القرآن فيما ادعاه أما مخالفته للسنة ففي استشهاده علي ما ذهب إليه بحديث باطل وآخر ضعيف وجمعه بين متناقضين فقوله (ولا تجعلها ريحا يريد لا تجعلها عذابا) يناقض قوله بعد (وفي الحديث الريح من روح الله أي من رحمته بعباده) فهو يفسرها تارة بالعذاب وتارة أخري بالرحمة دون أن تتغير صيغتها بالإفراد أو الجمع
وهو أيضا مخالف لما صح عن الرسول من الأحاديث
أما الحديث الباطل الذي استشهد به فهو ما رواه مرفوعا عن الرسول أنه ([كان يقول إذا هاجَتِ الرِّيحُ: اللهم اجْعَلها رِياحا ولا تَجْعلها رِيحاً) قال العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة 6/ 598
[فما جاء في حديث الطبراني عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: " اللهم اجعلها
رياحا و لا تجعلها ريحا ". فهو باطل , و قال الطحاوي: " لا أصل له ". و قد
صح عن ابن عباس خلافه , كما بينته تحت حديث الطبراني المخرج في الكتاب الآخر:
" الضعيفة " (5600).]
[كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه و جثا على ركبتيه و مد يديه و قال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح و خير ما أرسلت به و أعوذ بك من شرها و شر ما أرسلت به اللهم اجعلها رحمة و لا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا و لا تجعلها ريحا.
تخريج السيوطي
(طب) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(ضعيف جدا) انظر حديث رقم: 4461 في ضعيف الجامع.
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه ومد يديه وقال: " اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً ".
** رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس الرحبي أبو علي الواسطي الملقب بحنش وهو متروك، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله رجال الصحيح.] المصدر السابق
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحديث الضعيف الذي استشهد به هذا الفريق فهو قول أبو سليمان الخطابي فيما نقلنا عنه سابقا [وتصديق هذا في كتاب الله عز وجل وبيانه ما ذكر ابن عباس حدثناه الأصم نا الربيع ثنا الشافعي أخبرنا من لا أتهم نا العلاء بن راشد عن عكرمة عن ابن عباس قال في كتاب الله يعني آية الرحمة وأرسلنا الرياح لواقح قال وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وقال يعني في آية العذاب وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم وقال إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا] فهذا الحديث ضعيف لجهالة الراوي عن العلاء ابن راشد قال العلامة احمد ابن شاكر (واذا روي الثقة عن مبهم لم يذكر اسمه. قال < حدثني الثقة > أو < حدثني من لا أتهم > فإنه أولي بعدم القبول ,إذ لا حجة في المجهول ,وكذلك ما إذا قال الثقة < كل شيخ أروي عنه فهو ثقة> ثم روي عن مبهم لم يذكر اسمه.وذهب بعضهم إلي قبول ذلك في حق من قلد هذا الشيخ كأتباع مالك إذا روي عن شخص مبهم وسمه بأنه ثقة, وكأتباع الشافعي كذلك.
و الصحيح أن الرواية عن المبهم غير مقبولة مطلقا ,كما هو واضح) اه. شرح ألفية السيوطي ص 101
أما مخالفته لما صح عن الرسول فهي أظهر لذي عينين نكتفي بذكر بعض الأحاديث الصحيحة عنه ـ صلي الله عليه وسلم ـ اكتفاء بها عن غيرها قال العلامة الألباني
(" لا تسبوا الريح , فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه
الريح و خير ما فيها و خير ما أمرت به , و نعوذ بك من شر هذه الريح و شر ما
أمرت به ".
حديث صحيح , و في الحديث دلالة واضحة على أن الريح قد تأتي بالرحمة , و قد تأتي
بالعذاب , و أنه لا فرق بينهما إلا بالرحمة و العذاب , و أنها ريح واحدة لا
رياح ,] اه. السلسلة الصحيحة 6/ 598.
[عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها وعوذوا به من شرها ". رواه الشافعي وأبو داود وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير] مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 342) 1516 - [6] (صحيح).
السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 256)
[" كان إذا هاجت ريح شديدة قال: اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به، و أعوذ
بك من شر ما أرسلت به ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 602:
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (717) و الطحاوي في " مشكل الآثار " (1 /
400) و أبو يعلى في " مسنده " (2/ 763) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي عن
المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس قال: فذكره مرفوعا. قلت: و هذا إسناد
صحيح على شرط الشيخين. السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 256)
و له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا: " كان
إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه و إن كان في صلاته حتى
يستقبله فيقول: " اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به "، فإن أمطر قال: "
اللهم سيبا نافعا " (مرتين و ثلاثا)، فإن كشفه الله و لم يمطر حمد الله على
ذلك ". أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (10/ 218) و عنه ابن ماجه (3889
) و البخاري في " الأدب المفرد " (177/ 686) و أبو داود (5099) باختصار،
و أحمد (6/ 222 - 223) من طريق المقدام بن شريح عن أبيه عنها. قلت: و
إسناده صحيح، و أخرجه ابن حبان (1002 - الإحسان) من طريق شريك عن المقدام به
مختصرا، إلا أنه قال: " غبارا "، مكان " سحابا "، فهو منكر لضعف شريك، و
مخالفته لرواية الجماعة، و العلة ليست منه، و إنما من الراوي عنه: يحيى بن
طلحة اليربوعي، فإنه لين الحديث كما في " التقريب "، و قد خالفه حجاج - و هو
ابن محمد المصيصي الثقة - فرواه عنه أحمد في الموضع الثاني المشار إليه بلفظ
الجماعة، و خفي هذا التحقيق على المعلق على " الإحسان - 3/ 287 - المؤسسة
فقال: " حديث صحيح "! و لو انتبه لقال: إلا لفظ " غبار "، فإنه منكر. و
تابعه عطاء بن أبي رباح عنها قالت: كان إذا عصفت الريح قال: " اللهم إني
أسألك خيرها و خير ما فيها و خير ما أرسلت به، و أعوذ بك من شرها و شر ما فيها
و شر ما أرسلت به ". قالت: و إذا تخيلت السماء تغير لونه، و خرج و دخل، و
(يُتْبَعُ)
(/)
أقبل و أدبر، فإذا مطرت سري عنه، فعرفت ذلك في وجهه. قالت عائشة: فسألته؟
فقال: " لعله - يا عائشة - كما قال قوم عاد: * (فلما رأوه عارضا مستقبل
أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به) * ". أخرجه مسلم (3 /
26) و الطحاوي في " مشكل الآثار " (1/ 400) و النسائي (940 و 941) الدعاء
منه، و البخاري مختصرا (1032 و 3206 و 4828 و 4829) و في الموضع الأول منها
هو مختصر جدا بلفظ: " كان إذا رأى المطر قال: صيبا نافعا "].
[وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " وإذا تخيلت السماء تغير لونه وحرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال: " لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا: هذا عارض ممطرنا)
وفي رواية: ويقول إذا رأى المطر " رحمة "] مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 341)
1513 - [3] (متفق عليه).
وأما مخالفته لما صح عن أهل اللغة فنورد لك بعض النقول التي توقفك عليها بأدنى تأمل.
جاء في معجم العين للفراهيدي في مادة ر ي ح
[ويومٌ رَيِّحٌ طيّبٌ ذو رَوْحٍ، ويومٌ راحٌ ذو ريحٍ شديد].
وجاء في المحيط في اللغة لابن عباد في مادة ر و ح
[والرِّيْحُ: ذو الرَّوْحِ. ويَوْمٌ رَاحٌ: ذو رِيْحٍ شَديدَةٍ. وأراحَ اليَوْمُ: جاءَ برِيْحٍ شَديدةٍِ.].
وجاء في المحكم والمحيط الأعظم في مادة ر وح
[الريحُ: نسيم الهواء، وكذلك نسيم كل شيء، وهي مؤنثة. وفي التنزيل: (كمَثَلِ ريحٍ فيها
صِرٌّ أصابت حَرْثَ قوْمٍ).
والرِّيحةُ: طائفة من الريح، عن سيبويه قال: وقد يجوز أن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع.] تأمل قول إمام اللغة (وقد يجوز أن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع).
وجاء في كتاب الحجة في القراآت السبعة
[النشور:التي تحيا ,من نشر الميت ,كأنها تثير الغيم فيمطر فتجيء به البلاد الميتة ,ويدل علي وصفها بالحياة قول المرار:
وهبت له ريح الجنوب وأحييت ....... له ريدة يحي المياه نسيمها] ص 345.
وأكتفي بهذا القدر فإن فيه الكفاية لمن ألقي السمع وهو شهيد.
وأعتذر عن سوء الأدب والتطاول علي العلماء الأجلاء الذين لا أساوي شسع نعل أحدهم وعذري الذي أتكئ عليه هو أن الله أبي العصمة إلا لرسله وأنه استأثر بالكمال وحده وأنه قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب الرسالة ورحم الله الجميع وتقبل حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم.
وأرجو من القراء الأعزاء أن ينظروا في هذه الورقات نظر الناقد المحب الذي ينظر بعينيه كلتيهما فلا يغفل عن الحسنات بسبب كثرة السيئات ولا يجامل فيتغاضى عن السيئات, بل ينظر بعين الإنصاف و الشفقة فرحم الله من أهدي لي عيوبي فلا تبخلوا علي بملاحظاتكم العلمية فالعلم بالمذاكرة يزكوا ونحن في هذا العصر لانجد مجالس للمذاكرة إلا هذه الشبكة العنكبوتية.
كما أرجوا من القراء الدعاء عن ظهر الغيب للاستمرار في هذه السلسلة وأن يبارك الله فيها.
وأعتذر عن الإطالة فالخطب جلل, وهؤلاء علماء أجلاء لا تستباح أعمالهم بظن أو تخمين ,بل لابد من التحقيق, وتقليب الأنظار فهذا عذري , فاقبل أو لم فأنت الحكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سطره العبد الفقير إلي عفو ربه أبو محمد الأنصاري.(/)
أول من قال عبارة: (رضى الناس غاية لا تدرك)؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 05:06]ـ
قبل البدء ....
لا يقصد كاتب هذه السطور التوقف عند فائدة: معرفة من قال تلك العبارة فقط .....
وإنما يقصد الوقوف على العبارة، والتأمل في معانيها، والإفادة منها.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
" يا ربيع:
رضى الناس غاية لا تدرك
فعليك بما يصلحك فالزمه
فإنه لا سبيل إلى رضاهم
واعلم أن من تعلم القرآن جل في عيون الناس
ومن تعلم الحديث قويت حجته
ومن تعلم النحو هيب
ومن تعلم العربية رق طبعه
ومن تعلم الحساب جزل رأيه
ومن تعلم الفقه نبل قدره
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وملاك ذلك كله التقوى ".
رواه أبونعيم في (حليةالأولياء).
ونسبت كذلك لـ (سفيان الثوري) رحمه الله.
ونسبت أيضا لـ (أكثم بن صيفي).
وفق الله الجميع لكل خير
يتبع بإذن الله،،،
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 07:56]ـ
ومن لم يضر نفسه لم ينفعه علمه وملاك ذلك كله التقوى ".
أحسن الله إليك .. دمتَ لنا مُفيدًا=منيرًا=نابشًا لدُرر الكلام وغُرره!
وقبل أن تنتقل إلى أخرى ليتك توضح لنا ما لوّن بالأحمر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
أعتذر عن الخطأ فقد صُحفت (يصن) إلى (يضر).
فالصحيح في العبارة: (ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وملاك ذلك كله التقوى).
ـ[ظاعنة]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 12:44]ـ
أوتوا الحكمة - رحمهم الله ..
وقد صدق غفر الله له.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 01:15]ـ
ومن تعلم النحو هيب
ومن تعلم العربية رق طبعه
ما الفرق بينهما؟؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 05:24]ـ
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وملاك ذلك كله التقوى ".
بارك الله فيك أبا محمد
تم تعديل الخطأ
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 06:47]ـ
ومن تعلم الحساب جل رأيه
والصواب جزل رأيه،
يعني قوي، واشتد.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 06:51]ـ
ما الفرق بينهما؟؟؟
النحو هو النحو، وهو مراعاة النطق العربي السليم، والإعراب،
أما العربية هنا ـ فطالما أنها عطفت على النحو، والعطف للمغايرة، فيكون المقصود منها هو الأدب، (الشعر، وما لطف من منثور الكلام)،
والله أعلم ,
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 06:53]ـ
والصواب جزل رأيه،
يعني قوي، واشتد.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
بارك الله فيكم
ما ذكرتيه صحيح، وقد تم التعديل
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 02:58]ـ
جزاكم الله خيراً.
وفي حلية الأولياء (6/ 305) والبداية والنهاية (9/ 271) عن الربيع بن صبيح قال: قلت للحسن: إن ههنا قوماً يتبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلاً! فقال: لا يكبر ذلك عليك! فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت، وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 03:18]ـ
بارك الله في الجميع.
---
قال الخطابي في العزلة:
أخبرنا أبو سليمان قال أخبرني إبن أبي الدق قال حدثنا ذلك سودن قال حدثنا جعفر بن سنيد عن أبيه عن الحجاج بن محمد بن عقبة بن سنان قال:
قال أكثم بن صيفي:
رضى الناس غاية لا تدرك، ولا تكره سخط من رضاه الجور.
أخبرنا أبو سليمان قال أخبرني محمد بن الحسين بن عاصم قال أخبرني محمد بن الربيع بن سليمان وابن جوصاء قالا سمعنا يونس بن عبد الأعلى يقول:
قال لي الشافعي رحمة الله عليه:
يا أبا موسى، رضى الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه، ودع الناس وما هم فيه.
وقال ابن حبان في كتابه: (روضة العقلاء):
حدثني محمد بن أبي علي الخلادي حدثنا محمد بن الحسن الذهلي، حدثنا محمد بن يوسف السدوسي، حدثنا أحمد بن خالد القُثَمي، حدثنا سليمان مولى عبد الصمد بن علي:
إن المنصور أمير المؤمنين قال لابنه المهدي: (اعلم أن رضى الناس غاية لا تُدرك، فتحبب إليهم بالإحسان جهدك، وتودَّد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم).
-
ـ[ابن المنير]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 03:56]ـ
(قال الخطابي في العزلة:
أخبرنا أبو سليمان)
الخطابي، هو أبو سليمان
فلينتبه إلى مثل هذا ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 11:26]ـ
قال الإمام السخاوي رحمه الله تعالى في المقاصد الحسنة:
حديث: (رضى الناس غاية لا تدرك).
رواه الخطابي في العزلة من حديث أكثم بن صيفي أنه قال: " رضى الناس غاية لا تدرك، ولا يكره سخط من رضاه الجور ".
ومن طريق الشافعي أنه قال ليونس بن عبد الأعلى يا أبا اسحق: " رضى الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك الزمه، ودع الناس وما هم فيه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طلال]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 12:20]ـ
موضوع نافع
جزاك الله خيرا واحسن اليك يا ابامحمد ^^
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 03:23]ـ
النحو هو النحو، وهو مراعاة النطق العربي السليم، والإعراب،
أما العربية هنا ـ فطالما أنها عطفت على النحو، والعطف للمغايرة، فيكون المقصود منها هو الأدب، (الشعر، وما لطف من منثور الكلام)،
والله أعلم ,
جزاك الله خير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 11:14]ـ
قال العجلوني في كتابه: (كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس):
(رضى الناس غاية لا تدرك)
ليس بحديث، ورواه الخطابي في " العزلة " عن أكثم بن صيفي أنه قال: وزاد " ولا يكره سخط من رضاه الجور ".
وفيه عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال ليونس بن عبد الأعلى: " يا أبا موسى، رضا الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس وما هم فيه ".
وقال النجم: " وذكر أبو بكر بن العربي في (كتاب الزكاة) من " عارضته: " أن هذا القول مثلٌ كان مبتذلاً في الألسنة، وهو كلام ساقط؛ بل لرضا الناس غاية مدركة، وهي: الحق، فمن طلبه من الناس فرضاه مدرك، ومن طلب غير الحق فلا يعتبر رضاه.
قال: ولكن البطالين والمقصرين إذا ضيعوا الحقوق فلامهم الناس قالوا: رضا الناس غاية لا تدرك.
وقال الزين العراقي: إنما يريد من أطلق ذلك إن إرضاء جميع الناس لا يدرك، لأن المختصمين في شيء رضا أحدهما سخط الآخر.
قال: فليست هذه الكلمة ساقطة بل هي كلمة حق قالها سفيان الثوري، وزاد في " الحلية " عنه: " طلب الدنيا لا تدرك ". انتهى.
وفي ابن الغرس قال الفضيل: من عرف الناس استراح - أي: من عرف أنهم لا يضرون، ولا ينفعون استراح.
قال: وقلت في هذا المعنى:
من كان في الدنيا فلا بد أن ... يخالط الناس بلا مرية.
فمن يرد في دهره راحة ... منهم وأن يأمن من خيفة.
يجعلهم ما دام في حيهم ... كحية ناهيك من حية.
وليحضر الترياق في جيبه ... وليحفظ الأسماء للرقية.
وبعد ذا إن ينج من شرهم ... هيهات كانت أسبغ النعمة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 02:01]ـ
قال الدكتور المبارك / محمد بن ظافر الشهري
رضا الناس
ضحكتُ فقالوا: ألا تَحتَشِمْ؟!
بَكيتُ فقالوا: ألا تبتسمْ؟!
...
بَسمتُ فقالوا: يرائي بها
عبستُ فقالوا: بدا ما كَتَم
...
صمَتُّ فقالوا: كَلِيل اللسان
نطقتُ فقالوا: كثير الكَلِم
...
حلُمت فقالوا: صنيع الجبان
ولو كان مُقتدراً لانتَقَم
...
بسُلتُ فقالوا: لطيشٍ به
وما كان مُجترِئا لو حَكُم
...
يقولون: شذَّ إذا قلتُ: لا
وإمعةٌ حين وافقتُهم
...
فأيقنتُ أنِّيَ مهما أُرِدْ
رضا الناس لابُد مِن أَنْ أُذَم
!!!
رضا الناس للدكتور / محمد بن ظافر الشهري ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=29373#post293 73)
-(/)
قال الإمام الشيخ ابن عثيمين ما أعظمها لو أقمناها كما ينبغي
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 05:59]ـ
قال رحمه الله:
وإني والله وأشهد الله أننا لو أقمنا الصلاة كما ينبغي لكنا كلما خرجنا من صلاة نخرج
بإيمان جديد قوي، لأن الله يقول {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
لكن نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ندخل فيها بقلب ونخرج بقلب،= هو نفس الأول
لأننا لا نأتي بما ينبغي أن نأتي به من خضوع القلب وحضوره وشعوره بهذه التنقلات
التي هي رياض متنوعة وأفعال مختلفة،وأقوال هي ما بين قراءة كلام الله عز وجل،
وذكره وتعظيمة، وتكبيره،ودعائه، والثناء عليه، ووصفه بأكمل الصفات التحيات لله والصلوات ..... إلخ فهي رياض عظيمة لكن فينا قصور من جهة مراعاة هذه الأسرار.
الشرح الممتع 3/ 165
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا .. ورحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ونفع الإسلام والمسلمين بعلمه
الصلاة: صلة و لقاء، و تعبد ووفاء، بين العبد في الأرض و الرب في السماء، فهي عند الصالحين الطريق لرفع البلاء و إجابة الدعاء، وهي قرة عيون الموحدين، و لذة أرواح المحبين، فيها يتقلبون في النعيم، و يتقربون إلى الحليم الكريم.
من أقوال الشيخ د. محمد بن عبد الرحمن العريفي
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيك أخي آل عامر والفقير لربه - وكلنا فقراء لله -.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 12:13]ـ
كلام يقرع على القلوب ..
جزاك الله خيرا ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 12:14]ـ
.. رحم الله الشيخ بن عثيمين ورزقه ربي الفردوس الأعلى ..
ـ[تلميذة ابن القيم]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 12:49]ـ
رحم الله شيخنا مااجمل كلامه
نفعنا الله به
حزيتم خيرا
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 03:11]ـ
جزاكم الله خيرًا،،
رحم الله العلامة ابن عثيمين .. سبحان الله .. ! كلمات يسيرة أصابت قلوبنا .. !(/)
أنا لست ابن زنجويه حقيقة فهل يجوز لي هذا شرعا؟
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 08:23]ـ
أنا أشارك في المنتديات بمعرفات ليست هي اسمي حقيقة، وإنما أختارها اختيارا تلقائيا، فهل يجوز لي هذا شرعا، وهل أكون من المنتسبين إلى غير أبيه.
هذا في رأيي يحتاج إلى بحث جاد ورصين ومشاركات فعالة من قبل الإخوة في المجلس العلمي.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 09:27]ـ
في تقديري أن الأولى تجنب مثل هذا، والمشاركة بهذه النسبة فيها اشتباه على الأقل.
ـ[عبدالله الشقري]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 05:28]ـ
في تقديري أن الأولى تجنب مثل هذا، والمشاركة بهذه النسبة فيها اشتباه على الأقل.
هل هذا التقدير مبني على قواعد شرعية؟ إذا كان الأمر كذلك فلا بد من بيانه، أما مجرد استحسانات فلا يحسن.
وكلنا نحتاج فعلا إلى ما طلبه ابن زنجويه فهي تحتاج فعلا إلى بحث.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 08:50]ـ
الأخ عبدالله لك أن تقدر هل ما ذُكر مبني عن استحسان مرده إلى نظر شرعي أو هوى! وذلك رأيك.
وإذا كنت ترى أنه لابد لي من بيانه فإني لا أرى ما يوجب علي ذلك!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 09:02]ـ
أرى - والله أعلم - أن هذا يدخل في باب اللقب، فمن حق المرء أن يختار لقبا لنفسه أو كنية كما كان للسلف ألقاب وكنى وهذا معروف، فما المانع إذن أن يختار المرء لقبا خاصا به في النتديات؟؟
وجزاكم الله خيرا.(/)
طلب توجيه ومساعدة (أدرس الاقتصاد)
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام من مشايخ وطلبة علم، بودّي لو تدلّوني على ما يهمّ المسلم -الذي يدرس الاقتصاد- في الفقه مثل:
المعاملات الإسلاميّة والعقود
فقه البيوع والتجارة
الشركات
ومثل هذه الأبواب التي تهمّ كلّ مسلم يدرس في الاقتصاد -وفق المناهج العلمانية- أو المشتغل -النشط- في الحياة الاقتصادية إن صحّ التعبير
حتّى يعرف الحلال من الحرام والصور الجائزة والصور التي فيها شبهة وما إلى ذاك
وما أطلبه بارك الله فيكم هو:
1 - ما الذي يتوفّر على النت من دروس صوتية بسيطة وسهلة يمكن للعامي ان يستفيد منها ويستوعبها بحيث لا يكون الشيخ أو العالم الاصطلاحات التي يستعملها تعسر على غير طالب العلم
من من العلماء تنصحون به والاستماع لشروحه -إن وجد- وأين أجدها؟ -مع التأكيد على مسألة كوني شخصيا بالكاد أفهم اصطلاحات العلماء-
2 - ما الذي ينصح به لمن أراد التعمّق بعض الشيء في مثل هذه المسائل؟ وهل من منهجيّة موجودة يسير وفقها من أراد التفقّه في مثل هذه المسائل؟ -حبّذا لو كان هناك تدرّج إن أمكن-
3 - هل يوجد كتيّبات مبسّطة تتناول خصوصا هذه المسائل (الاقتصاد عموما، من أبسط المعاملات المالية والعقود ووصولا إلى إنشاء الشركات وأنواعها وما إلى ذاك)
أرجو منكم النصح بارك الله فيكم .. مع مراعاة كوني من بلاد لا يكاد يوجد فيها علماء والسؤال عن مثل هذه المسائل فيها يكاد يعتبر من الجرائم (تخلّف ورجعيّة) -لعلمانية النظام الحاكم عندنا- فلا يكاد يوجد من يُتوجّه إليه بالسؤال في الواقع هنا ..
وأكّدت على مسألة الشرح المبسّط بسبب أنّ النشأة كانت على مبادئ تناقض دين الإسلام، والعربيّة حالها مزرية (معاني الألفاظ ومدلولاتها والتراكيب وما إلى ذاك) فأخشى -حتى مع كون الشرح قد يكون مبسّطا- من إساءة فهم المسائل إمّا لعدم تصوّري الصحيح لطرح الشارح أو لقصور في فهمي وخصوصا من ناحية اللغة فيتحدّث الشيخ في موجة وأكون أنا فهمي في موجة أخرى -وهذا لا أدري ما علاجه وما توجيهكم له أو كيفيّة حلّها هذه المعضلة-
ولولا حاجتي لمثل هذا النصح الآن، لما كتبت بينكم غير الدعاء لكم حفظكم الله ولكنت أثقلت عليكم بالأسئلة .. فعسى أن لا أكون قد أثقلت عليكم بسؤالي هذا، وجزاكم الله تعالى خيرا ..
ـ[خالد العامري]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 03:27]ـ
أسأل الله أن يوفقك أخي الكريم.
أرجو أن يكون في الرابط التالي ما ينفعك، وفقك الله.
http://www.kantakji.org/
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 04:19]ـ
وهنا:
صفحة الدكتور علي السالوس. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=1132) وهو خبير في الاقتصاد.
وهذا:
مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا. ( http://www.amjaonline.com/arabic/moreAudio.asp?Catid=863&parentid=0)
لعلَّ فيهما ما ينفع - إن شاء الله -.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 06:08]ـ
أسأل الله أن يوفقك أخي الكريم.
أرجو أن يكون في الرابط التالي ما ينفعك، وفقك الله.
http://www.kantakji.org/
جزاك الله خيرا أخي، الموقع يبدو "دسما" للغاية، والحمد لله فيه الكثير ممّا أنشد
جزاك الله تعالى كلّ خير
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 06:12]ـ
وهنا:
صفحة الدكتور علي السالوس. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=1132) وهو خبير في الاقتصاد.
وهذا:
مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا. ( http://www.amjaonline.com/arabic/moreAudio.asp?Catid=863&parentid=0)
لعلَّ فيهما ما ينفع - إن شاء الله -.
ما شاء الله
الحمد لله، شروحه -خاصة- يظهر أنها عين ما أطلب لعلّي أبدأ بها أوّلا بإذن الله
جزاكم الله خيرا وجعلها الله في موازين حسناتكم
ـ[نسيبة بنت كعب]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 12:03]ـ
السلام عليكم
اخى المكرم
اليك هذه الموسوعة الخاصة بكتاب البيوع (بمجموعة لوغ المرام) و فيها كل ما يخص المعاملات الاسلامية
ادعو الله ان ينفعك بها
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1331
ولا تنسنى من صالح الدعاء(/)
ابن المنذر هو المرجوع إليه في نقل المذاهب باتفاق الفرق
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 09:21]ـ
ابن المنذر هو المرجوع إليه في نقل المذاهب باتفاق الفرق
((ابن المنذر هو المرجوع إليه في نقل المذاهب باتفاق الفرق)). النووي، المجموع، 1/ 436
وقال: ((وقد عَلِمَ كل منصف ممن له أدني عناية: أن ابن المنذر إمام هذا الفن، أعني: نَقل مذاهب العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وأنّ معول الطوائف في نقل المذاهب عليه)). 2/ 582
وقال في مقدمة المجموع: ((وأكثر ما أنقله من مذاهب العلماء من كتاب «الإشراف» و «الاجماع» لابن المنذر (1)، وهو الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري الشافعي، القدوة في هذا الفن، ومن كتب أصحاب أئمة المذاهب، ولا أنقل من كتب أصحابنا من ذلك إلا القليل؛ لأنه وقع في كثير من ذلك ما ينكرونه (2))).
________
(1) أنا في شك من أمري: هل وقف النووي على «الأوسط» لابن المنذر، أم لا؟ والأقرب إلى وقتي: أنه لم يقف عليه، وهذا عجيب؛ فإنّ («الأوسط» هو أصل «الإشراف»). ما بين قوسين، لابن قاضي شهبة
(2) قال النووي: (اعلم أن كتب المذهب فيها اختلاف شديد بين الأصحاب، بحيث لا يحصل للمطالع وثوق بكون ما قاله مصنِّف منهم هو المذهب، حتى يطالع معظم كتب المذهب المشهورة ... ). مقدمة المجموع.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 10:45]ـ
وينظر ترجمة ابن المنذر في: «تهذيب الأسماء واللغات»: النووي، 1/قسم 2/ص196 - 197، مهم.
ومجرد ذِكر النووي للأوسط، في تهذيب الأسماء أو في غيره من كتبه، لا يعني أنه قد وقف عليه
قال في المجموع: (وقال ابن المنذر في غير الإشراف، وأظنه في الأوسط ... )
وقال: (ونقل جماعة عن ابن المنذر أنه قال: " وقد رواه جابر ما ينتهي به إلى أربعة أوسق فهو المباح وما زاد عليه محظور " ولم أر هذا الكلام في الإشراف، وإنما أطلق فيه الإباحة فيما دون الخمسة، ولعله في الأوسط أو غيره من كتبه، والله أعلم).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 10:47]ـ
إذن: (أظنه ... ) و (لعله ... )
فلو وقف الإمام النووي رحمه الله على الأوسط - وهو من أهل التحقيق والتثبّت -، فما الذي حال بينه وبين النظر فيه للتثبّت والتأكّد والمراجعة؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 11:34]ـ
ولعل مما يؤيّد ما ذُكِر
قول الحافظ في «الفتح» - وقد استفدت هذا النص من مقدمة د. حنيف، للأوسط -:
(قال النووي: طواف الوداع واجب يلزم بتركه دم على الصحيح عندنا، وهو قول أكثر العلماء، وقال مالك وداود وابن المنذر: هو سنة لا شيء في تركه. انتهى
والذي رأيته في الأوسط لابن المنذر: أنه واجب للأمر به، إلا أنه لا يجب بتركه شيء).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 11:35]ـ
قال ابن المنذر في «الأوسط»: (وقد بيّنت هذا مع غيره في المختصر الذي اختصرت منه هذا الكتاب).
وهكذا بنحو هذه العبارة في مواضع من «الأوسط» ...
وقد رجّح الدكتور حنيف في مقدمة تحقيقه «للأوسط»، أن الكتاب الذي اختصر منه ابن المنذر كتابه هو كتاب «المبسوط» له، وذكر أنّ «الإشراف» مختصر من «الأوسط»، والله أعلم.
ـ[حرملة]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 12:15]ـ
لعلّي قرأت أنّ في إجماعات ابن المنذر نظراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 06:55]ـ
أهلا بك أخي حرملة،
[إضافة]
قال شيخ الإسلام، كما في "مجموع الفتاوى": أبو بكر ابن المنذر .. عليه اعتماد أكثر المتأخّرين في نقل الإجماع والخلاف.
وقال تلميذه الزُّرَعِي في "الصواعق": ابن المنذر .. من أعلم الناس بالإجماع والاختلاف.
والله أعلم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 05:47]ـ
و ماذا عن ابن هبيره الشيباني الحنبلي
و ابن رشد الحفيد
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 07:14]ـ
[إضافة]
قال شيخ الإسلام، كما في "مجموع الفتاوى": أبو بكر ابن المنذر .. عليه اعتماد أكثر المتأخّرين في نقل الإجماع والخلاف.
وقال تلميذه الزُّرَعِي في "الصواعق": ابن المنذر .. من أعلم الناس بالإجماع والاختلاف.
والله أعلم.
لكن الواقع في كتابه الإجماع أنه ينقل إجماعات فيها خلاف!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 02:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن الواقع في كتابه الإجماع أنه ينقل إجماعات فيها خلاف!!
الأخ الكريم، أهلا بك،
أولا: أتحفّظ على طريقتك في التعقيب على كلام شيخ الإسلام، وتلميذه الحافظ ابن قيِّم الجوزية، فقولك تعقيبا على قوليهما: (لكن الواقع ... !!).انتهى. فيه ما فيه ...
ثانيا: لكي يصح لك، وأنت في مقام الناقد لإجماعات ابن المنذر، عدة أمور:
الأول: تحرير معنى الإجماع المُحْتَج به عند الإمام أبي بكر ابن المنذر النَّيْسَابوري ...
الثاني: تحرير العبارات التي ينقل بها الإمام مسائل الإجماع، والتأمّل في تفاوت درجاتها، ما بين عبارة مطلقة في حكاية الإجماع، وما بين أخرى تشتمل على قَيد أو تحفُّظ ...
الثالث: تحرير الخلاف المُدَّعى في مقابل الإجماع الذي يحكيه الإمام رحمه الله، وهل هذا الخلاف ثابت أم لا .. فلا يخفاك - إن شاء الله تعالى - أنه ليس كل خلاف يكون ثابتا، وليس كل خلاف يكون خارقا للإجماع .. فكم من خلافٍ يُحكَى، ولكن عند الاختبار يتبيّن أنّه ليس بشيء .. لا سيّما ونحن في حضرة الإمام ابن المنذر المعدود في طبقة فقهاء المحدّثين، الجامع بين الرّواية والدّراية، رضي الله عنه ورحمه ...
الرابع: حصر المسائل التي يدّعي الناقد أنها من مسائل الخلاف، وقد حكى فيها ابن المنذر الإجماع، وننظر بعد الحصر، وبعد مراعاة الأمور السابقة: مَن وافق ابن المنذر وتابعه في حكاية الإجماع دون تعقُّب، ومَن خالفه وتعقّبه، ثم نضع النتائج بعد حصر الموافق والمخالف، تحت الاختبار، ونرجِّح ما يستأهل الترجيح ..
الخامس: نضع نسبة مئويّة بعد الاختبار وحصر المسائل التي ظهر فيها أن الصواب مع غير ابن المنذر، وننظر بعد ذلك: هل هذه النسبة المئوية تضع ابن المنذر في مقام المتفق على جلالته في نقل الإجماعات، أم تضعه في مقام غير المعتمد عليه، وغير المركون إليه في نقل الإجماعات، ومن ثَم يكون العلماء الأثبات الذين قد تتابعوا على جلالة الرجل، ونقل عباراته في مسائل الإجماع بالإشارة إليه، أو دون إشارة، قد كانوا في غفلة وبلاهة، حتى أيقظهم ذاك الناقد النِّحرير ... والله الموفق.
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 04:43]ـ
حفظك الله ...
المقصود هنا "الإجماع عند الأصوليين"
وأظن أننا مجمعون على مكانة وإمامة ابن المنذر ..
والكلام في إجماعات ابن المنذر معروف ومشهور وتكلم عليه العلماء.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 04:54]ـ
أذكر أن الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره قال في إجماعات ابن المنذر فيها نظر, و قال مرة أخرى بما معناه {أظن أن ابن المنذر لا يعتد بخلاف الواحد و الإثنان في نقله للإجماع}
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 05:08]ـ
أهلا بكما!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 10:03]ـ
الإخوة الأكارم .. كلام الشيخ أشرف في مشاركة 10 ( http://majles.alukah.net/showpost.php?p=144447&postcount=10) يحتاج تأملا وفهما، ودراسة متينة ..
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:44]ـ
رابط مفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=18764
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 01:43]ـ
ومجرد ذِكر النووي للأوسط، في تهذيب الأسماء أو في غيره من كتبه، لا يعني أنه قد وقف عليه
قال في المجموع: (وقال ابن المنذر في غير الإشراف، وأظنه في الأوسط ... )
تقدّم في المشاركة الأم، قول النووي في مقدمة المجموع: ((وأكثر ما أنقله من مذاهب العلماء من كتاب «الإشراف» و «الاجماع» لابن المنذر)).
هذا صريح في أنّ "الأوسط" لم يكن من موارده ..
وبالنسبة لهذا النقل (وقال ابن المنذر في غير "الإشراف" - أظنه في "الأوسط" -: لم يثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم في ذلك شيء، وهو مخيَّر بينهما).
منه نعلم سبب قول الشوكاني في "نيل الأوطار":
(قال ابن المنذر في بعض تصانيفه: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء، فهو مخير).
قال (في بعض تصانيفه)
لم يعيّن .. لأنه ببساطة لا يقطع .. ولا يقطع لأن مصدره النووي .. والنووي شك في تعيين المصدر .. وسبب الشك في تقديري أنه لم يملك نسخة من "الأوسط" .. نعم قد يكون قرأها مع بعض أصحابه .. فعلق في ذهنه أشياء .. إلا أنه لم يملك نسخة ..
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 02:08]ـ
نص عبارة ابن المنذر في "الأوسط" 3/ 94:
(وقال قائل: ليس في المكان الذي يضع عليه اليد خبر يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن شاء وضعهما تحت السرّة، وإن شاء فوقها).
قال ابن المنذر: (قال قائل)
إذا القائل ليس ابن المنذر (كما علَق بذهن النووي، وكما جزم به الشوكاني في "النيل")
وأي (قال قائل) في كتب ابن المنذر إنّما هي تكنية عن هذا القائل .. وقد أغرب من ذهب إلى أنّ (قال قائل) يعني: ابن المنذر، يريد نفسه .. وهذا غريب ..
ما الذي يُلجئه إلى هذه التكنية وهو الإمام المجتهد صاحب الاختيارات .. وعادته في إبداء رأيه أن يقول (قال أبو بكر) كذا صريحة (قال أبو بكر)
ومما يقطع بصحة ما ذكرت - وهو مقطوع به بادي الرأي - أن ابن المنذر قال:
(قال أبو بكر: قال قائل)
وقال أيضا:
(قال أبو بكر: الذي عليه الأكثر من أهل العلم كراهية الصلاة في المقبرة لحديث أبي سعيد، وكذلك نقول. وقال قائل: ... ) إلخ ..
وقال:
(قال أبو بكر: فقال قائل من أهل العلم ... ).
وقال:
(قال أبو بكر: وقد قال قائل: ... قال أبو بكر: هذا يجوز أن يقوله قائل إن صح ... ).
إلخ
الخلاصة:
الأصل في (قال قائل) يعني: (قال ابن المنذر. أو قال أبو بكر: قال قائل) وهذا واضح، ولا يُلتفت إلى غيره إلا بدليل واضح مثله ..
ومَن أغرب إنما أغرب بسبب ما ذكرته لك آنفا من أمر الشوكاني، بل نرتفع درجة: من أمر النووي، وتبعه الشوكاني!
وقد يقول قائل!
ما سبب التكنية هذه ولم لم يُصَرِّح؟!
أقول: للإجابة على هذه التساؤلات: ينبغي حصر المواضع التي قال فيها ابن المنذر (قال قائل) ويتم دراستها والبحث عن قائلها لفظا أو معنًى ..
ويُنتبه إلى أنّ هذه العبارة قد لا تختص بقائل معيّن من أهل العلم أراده ابن المنذر .. وإنما هو أكثر من قائل كنّى عن كل واحد منهم في موضعه ..
والله أعلم وأحكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 08:46]ـ
المراد بالأصحاب في كلام ابن المنذر ...
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 09:01]ـ
للشيخ سعد الشثري كتاب بإسم: قوادح الاستلال بالاجماع.
وللدكتور يعقوب الباحسين كتاب باسم: الاجماع-حقيقته ....
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Jan-2009, صباحاً 09:58]ـ
المراد بالأصحاب في كلام ابن المنذر ...
انظر الرابط التالي، إلى حين إفراد هذه المسألة بموضوع مستقل بمشيئة الله تعالى:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15164
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 08:49]ـ
حفظك الله ...
المقصود هنا "الإجماع عند الأصوليين"
وأظن أننا مجمعون على مكانة وإمامة ابن المنذر ..
والكلام في إجماعات ابن المنذر معروف ومشهور وتكلم عليه العلماء.
هل من كُتبٍ أمهات ذكَرت ذلك؟(/)
ما معنى: خير الخيرين .. وشر الشرين!!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- بأنه ليس من العقل أن يعلم الخير من الشر فقط، بل يجب أن يعلم خير الخيرين, وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح, وتكميلها، وتعطيل المفاسد, وتقليلها، وإلا فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية, والمفسدة الشرعية, فقد يدع واجبات, ويفعل محرمات.
لم أفهم مالمقصود!
مامعنى شر الشرين .. وخير الخيرين
أرجو التوضيح نفع الله بكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 12:50]ـ
المعنى أختي الكريمة هو عندما تتزاحم المصالح كيف نرجح بينها؟؟ مثلا الاّن عندي وقت فراغ من الممكن أن أذكر فيه الله خاليا ومن الممكن أن أطلب فيه العلم ومن الممكن أن أعلم فيه أحدا علما ومن الممكن أن أفعل كذا وكذا من الخيرات أيهما أقدم؟؟
مثلا أطوف بالبيت والرمل سنة والقرب من البيت مستحب فأيهما أقدم؟؟
معلوم أفضلية الصلاة في الثلث الأخير من الليل ومعلوم أيضا أهمية الخشوع في الصلاة فإن تعارض الخشوع مع التأخير هل أصلي متأخرا مع قلة الخشوع أم أصلي في أول الليل مع تمام الخشوع؟؟
هذه الأمثلة كلها هي مما يتعلق بخير الخيرين وهي ما تسمى بقاعدة (تزاحم المصالح) والعلماء يقولون إنه يقدم الأعلى من المصالح فالفريضة تقدم على النافلة، والمصلحة المتعدية إلى الغير تقدم على المصلحة القاصرة على النفس، وما كان في جنس العبادة يقدم على ما كان ظرفا لها (أي في المكان والزمان) وغير ذلك.
وعكس ذلك عندما تزدحم المفاسد و لابد من ارتكاب أحدها، فالعلماء يقولون بارتكاب أخف الضررين؛ لذلك أباح العلماء الاستمناء إن كان المرء سيقع في الزنا.
يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله في منظومته في القواعد الفقهية:
الدين مبني على المصالح في جلبها والدرء للقبائح
فإن تزاحم عدد المصالح يقدم الأعلى من المصالح
وضده تزاحم المفاسد يرتكب الأدنى من المفاسد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 09:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد ...
أخي الكريم محمد
شرح موجز ومفيد
جزاك الله عني خير الجزاء.
ـ[منبع الكلمة]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:01]ـ
بارك الله فيك اخي
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:26]ـ
بوركتم على التوضيح المفيد(/)
::: الفروق للعلامة ابن القيم::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 08:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
:: الفروق للعلامة ابن القيِّم::
- رحمه الله تعالى -
جديد.:: (5 محاضرات بالصوت والصورة)::. جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=92 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=92)
نبذة عن السلسلة: فإن العبد الحاذق هو الذي يُمَيز بين ما فيه صالحه وما ينبغي أن يحيد عنه ويبتعد, وهذا ذكر لكثير من الأمور المشتبهة التي يترتب على عدم وضوحها وبيانها كثير من الشرور, والتي قام ببيانها وتوضيحها الشيخ الإمام العالم العلامة المتقن المُتفنن الحافظ الناقد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى -, لكي يدل العبد على ما ينبغي أن يؤديه في دين الله؛ ليتقرب بذلك إلى ربه, وما ينبغي أن يجتنبه ويحيد عنه؛ لأنه يُسخط عليه سيده ومولاه.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 بداية من «بيان الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق» إلى «بيان الفرق بين الفِراسة والظن»
2 بداية من «بيان الفرق بين النصيحة والغيبة» إلى «بيان الفرق بين المنافسة والحسد»
3 بداية من «بيان الفرق بين الرجاء والتمني» إلى «بيان الفرق بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان»
4 بداية من «بيان الفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد المعطلين» إلى «بيان الفرق بين الحكم المُنَزَّل الواجب الاتِّباع والحكم المؤول»
5 الفرق بين الحب في الله والحب مع الله
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=92[/ ... ]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 03:36]ـ
بارك الله فيكم
جمع الفروق عند ابن القيم الشيخ بكر أبو زيد في كتبه «تقريب علوم ابن القيم» ثم أخرجها في كتاب مفرد يوسف الصالح في كتاب «الفروق لابن القيم» ثم أخرجها علي القاضي في كتاب «الفروق الشرعية واللغوية عند ابن القيم»
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 05:01]ـ
أيضا هناك رسالة دكتوراة في الجامعة الإسلامية ((الفروق الفقهية عند ابن القيم الجوزية))، وقد نال صاحبها مرتبة الشرف، مع التوصية بالطبع.(/)
المعرفات العنكبوتية .... للشيخ الدكتور / سعد بن مطر العتيبي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 05:31]ـ
المعرفات العنكبوتية
د. سعد بن مطر العتيبي
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله .. أما بعد ..
فهذا موضوع يحتاج إلى توضيح وتفصيل، لما فيه من أخطاء ومحاذير قد تصل إلى القدح في أصل الديانة لدى العبد؛ فليس الأمر سهلا كما قد يظهر لبادي الرأي. والحق أن البيان في هذا يطول، ولكن إليكم التأكيد على القضايا الكلية والضوابط الرئيسة في النقاط التالية:
أولاً:
أنَّ الأصل في الأسماء والكنى والألقاب الإباحة والجواز؛ فدائرة الأسماء المشروعة واسعة جداً؛ مثل: عبد الله وعبد الرحمن؛ والتسمي بأسماء الأنبياء والمرسلين _عليهم الصلاة والسلام_، أو بأسماء الصالحين ومن شهد لهم بالخير والفضل كالصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وهو مما استحبه العلماء، للاقتداء بهم في الخصال الحميدة. وكذلك كل اسم لا محذور فيه.
ثانياً:
أنِّ هناك ضوابط شرعية لا بد من التنبه لها عند اختيار الأسماء والكنى والألقاب؛ وهي على النحو التالي:
الضابط الأول: تجنب الأسماء والكنى والألقاب، التي فيها محاذير شرعية؛ وهي نوعان:
النوع الأول: ما كان ممنوعا لاختصاصه بالله _عز وجل_ إما من جهة التعبيد، وإما من جهة ذات الاسم أو الوصف؛ فعن عبد الرحمن بن عوف _رضي الله عنه_ أنه قال: كان اسمي عبد عمرو - وفي رواية عبد الكعبة -، فلما أسلمت سماني رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عبد الرحمن. رواه الحاكم وصححه 3/ 306 ولم يتعقبه الذهبي.
و كذلك التسمي باسم من أسماء الله _تبارك وتعالى_ أو صفة من صفاته، التي اختص بها _سبحانه_: الخالق، أو القاهر أو ملك الملوك، ونحو ذلك؛ ومن أدلة منعه قول الله عز وجل: (هل تعلم له سميا)؛ فهو استفهام بمعنى النفي، إذ المعنى: لا سمي له. فلا يجوز التسمي بأسمائه سبحانه. و لا يجوز التكني بشيء من ذلك بحال، فلا يجوز التكني بأبي العزيز أو أبي البصير مثلا؛ لقول الله _عز وجل_: "لم يلد ولم يولد".
النوع الثاني: ما كان ممنوعا لاختصاص أهل الكفر بالتسمي أو التكني به أو اتخاذه لقبا، أو لكونه صار علماً على ما فيه محادَّة لله _عز وجل_. فمثال الأول: التسمي بأسماء الكفار الخاصة بهم، الدالة عليهم دون غيرهم، مثل: خادم المسيح، وبطرس، ويوحنا، وكاهانا، ونحوها من الأسماء الدالة على ملة الكفر، أو التكني بأب اليسوعيين أو التلقب بالبابا أو الحبر الأعظم أو القديس أو ما حمل هذا المعنى من مثل: سانثومس وسانجورس ونحوها.
ومثال الثاني: التسمي بأسماء الأصنام أو الطواغيت المعبودة من دون الله، كالتسمي بشيطان، ومارد، وفينص، ونحوه، وكذلك التكني بأبي الفراعنة أو اتخاذ لقب من ذلك، كإله الحب؛ ونحو ذلك مما هو موجود في المنتدبات العربية فضلا عن غيرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذه كلها يحرم تسمي المسلم بها، ويجب على من تسمى بشيء منها أو سماه به غيره أن يغيره، اللهم إلا ما كان صاحبه حديث عهد بالإسلام، وكان اسمه لا محذور فيه لذاته، مثل: جون أو بن (بنيامين)، فلا يلزمه تغييره. أما لو كان فيه معنى كفري أو شركي مثل عبد المسيح؛ فيلزمه تغييره.
القسم الثاني: ما يكره التسمي به أو التكني به أو ارتضائه لقبا؛ لتضمنه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بتحسين الأسماء. وله صور عديدة، منها: التسمي بما تنفر النفوس من معناه، إما لما يحمله من معنى قبيح أو غير محبوب، ومثالها: التسمي أو التلقب بحرب، ولهب، وهيام، ونحوها من الأسماء التي تحمل معان قبيحة أو منفرة.
ومنها: التسمي بأسماء فيها معان رخوة أو شهوانية، ويكثر هذا في تسمية الإناث، كالأسماء التي تحمل أوصافا جنسية أو شهوانية. ويرى بعض العلماء وجوب تغيير أمثلة من هذا النوع، مثل: وصال و سهام و نهال و غادة وفتنة (السلسلة الصحيحة، للألباني: 1/ 379).
ومنها: التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة، مثل: حمار وكلب و قرد ونحوها.
ومنها: التسمي بكل اسم مضاف إلى الدين والإسلام، مثل نور الدين وشمس الدين وكذلك نور الإسلام وشمس الإسلام، لما فيها من إعطاء المسمى فوق حقه، وقد كان علماء السلف يكرهون تلقيبهم بهذه الألقاب، ومنهم النووي و ابن تيمية _رحمهما الله تعالى_.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: التسمي بأسماء الملائكة، وكذلك بأسماء سور القرآن مثل طه ويس ونحوها، وهذه الأسماء هي من الحروف المقطعة وليست من أسماء النبي _صلى الله عليه وسلم_. (انظر تحفة المودود لابن القيم رحمه الله _تعالى_ ص109).
وهذه الأسماء المكروهة، إنما يكره التسمي بها ابتداء، أما من سماه أهله بذلك وقد كبر ويصعب عليه تغييرها فلا يجب عليه التغيير.
الضابط الثاني:
مراعاة الدافع والباعث على اختيار الاسم أو الكنية أو اللقب؛ لأنَّ لذلك أثراً في الحكم؛ فإن كان الدافع أمراً مشروعا كان اختياره مشروعا، وإن كان الدافع إليه غير مشروع فاختياره لذلك غير مشروع؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "إنما الأعمال بالنيات".
فقد يصل اختيار الاسم أو الكنية أو اللقب، إلى درجة الكفر والعياذ بالله؛ كمن يتسمى بأسماء الكفار أو كناهم أو ألقابهم، حبا لهم وإعجابا بدينهم إن كانوا على دين، أو فلسفاتهم المناقضة للدين أو إلحادهم إن كانوا زنادقة أو ملحدين، وقد نظرت في قائمة الأعضاء في بعض المنتديات العربية، فوجدت فيها من يتسمون بأسماء الزنادقة والملحدين ودعاة القومية من أعداء الدين، وقيادات الأحزاب الشيوعية والعَلمانية، ورموز المذاهب الأدبية المستخفة بالملة، ونحوها؛ ويؤكدون الإعجاب بهم وبكفرهم، بذكر بعض مقالاتهم الفلسفية الكفرية - والعياذ بالله - فيما يعرف بالتوقيعات، ومنهم من لا يكتفي بذلك، فيكتبها بلغة القوم، ويضع صورهم الحقيقية أو الخيالية إمعانا في الضلال والانهزام، والتبعية المنافية حتى للولاء القومي والوطني الذي يزعمون. فهي عندهم في مقابل ما يضعه أهل الإسلام من الآيات والأحاديث والحكم والمقولات المشروعة، من كلام أهل علماء الإسلام وقادته العظام.
وقد يكون الأمر دون ذلك مع ما فيه من المخاطرة في الديانة، إذا كان اختيار الاسم أو اللقب أو الكنية لسبب آخر كمجرد التقليد؛ ولكن يبقى الحكم في دائرة التشبه، وقد قال _صلى الله عليه وسلم_: "من تشبه بقوم فهو منهم"، وقد فسره بعض العلماء بأنه يكون مثلهم في كفرهم، وإن كان الراجح – إن شاء الله تعالى – أنه من قبيل الوعيد؛ وما جاء فيه وعيد فهو من كبائر الذنوب التي تستوجب التوبة والإقلاع عن الذنب مع العزم على عدم العودة؛ فكيف بمن يرضى بالبقاء في جو الإثم بالكبيرة، نسأل الله العافية والسلامة.
وهكذا الشأن في التسمي أو التكني أو التلقب بأسماء الفساق والعصاة من المسلمين؛ فقد يصل إلى درجة الفسق، لما فيه من التشبه، كمن تعمد التسمي بأسماء المبتدعة من المسلمين، أو الفساق من المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات ونحوهم؛ مع ما في ذلك من الدعاية لهم.
أما ما كان باعثه أمراً حميداً، ككون الاسم حسناً ولا محذور فيه، ورغبه المسمي لحسنه، أو كان الدافع جهلاً بحال الشخص المسمى على اسمه، واغتراراً بحاله؛ فيجوز التسمي بما لا محذور فيه من هذه الأسماء والألقاب، لكن لأجل معانيها الحسنة وليس لأجل التشبه بأصحابها أو تقليدهم.
وهكذا التسمي بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية، مثل سارق وظالم، أو التسمي بأسماء الفراعنة والجبابرة مثل فرعون وهامان وقارون.
الضابط الثالث:
مراعاة أثر الاسم أو الكنية أو اللقب على صاحبه، أو على من كان له به صلة. ويمكن بيان ذلك فيما يلي:
أولاً: أن للاسم أو اللقب أو الكنية أثراً على صاحبه؛ وهذا أمر جاء به الشرع في صور عديدة منها:
الأولى: ما جاء في أثر ذلك في الاقتداء والتأسي والموالاة، ولهذا كان الصالحون من الأمم السابقة يسمون بأسماء أنبيائهم، والصالحين منهم؛ فعن المغيرة بن شعبة _رضي الله عنه_ قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرؤون: "يا أخت هارون"، وموسى ٌبل عيسى بكذا وكذا؟ فلما قدمت على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ سألته عن ذلك، فقال: "إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم" رواه مسلم؛ وفي حديث آخر مرفوع: "تسموا بأسماء الأنبياء" رواه أبو داود والنسائي وغيرهما، وهو مما يحتج به بشواهده. وفي الصحيحين أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم".
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: ما جاء في أثر ذلك في استساغة معنى الاسم أو اللقب أو الكنية، وقد يؤدي إلى التلبس بما يدل عليه؛ فقد غير النبي _صلى الله عليه وسلم_ اسم بنت الفاروق _رضي الله عنه_ من (عاصية) إلى (جميلة) كما في صحيح مسلم. ومنه ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ أن زينب كان اسمها (برّة)، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ (زينب). ومنه ما جاء من أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ سأل (حزناً) - جد سعيد بن المسيب - فقال: (ما اسمك؟) قال: اسمي حزن. قال: بل أنت سهل). قال: ما أنا بمغير اسماً سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد. رواه البخاري.
الثالثة: ما جاء من أثر ذلك في حسن الجواب أو بشاعته، التي ربما أوقعت بعض الناس في التطير وسوء الظن بالله _عز وجل_؛ ومنه ما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: "لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو. فلا يكون، فيقول: لا".
ثانياً: أن للاسم أو اللقب أو الكنية أثراً في حق من كان عرف واشتهر به. وذلك من جهة الإساءة إلى من اشتهر به.
وقد منع بعض العلماء تسمية القرى والمدن بأسماء الأنبياء؛ لِما فيه من " تعريض هذه الأسماء لمَا لا يلِيقُ بقَدْرهم، ومَنزلتهم، في مثل ما لو اشْتَجَرَ خلافٌ، أو وَقَعَتْ مُنافَسات بين أهل ومكان تلك القرى، فقد يقع في قرية، أو قرى منها مُوبِقَاتٌ، ومُنكَرات، فتُنْسَب إلى اسم النبيِّ أو الرسول الذي عُرفت به، أو سُميت باسمه القرية، أو يَسُبُّ أهل قرية، أهل قرية أخرى، وكل منهما قد تُسمَّى باسم نبيٍّ أو رسول، فيَتناول السب والأذى اسم كلٍّ مِن القريتين وهو اسم نبي أو رسول ".
و يظهر نحو ذلك في تسمي بعض الكتاب – في المنتديات - باسم عالم كبير، ويعرض اسمه وعلمه للأذى والاحتقار ممن يردون (يعقِّبون) على المتسمي بذلك.
ومن يتسمى بذلك فئتان:
أهل خير، يفعلون ذلك من باب حب هذا العلم العالم؛ ولكنهم - مع ما في ذلك من تزكية النفس، وأكده بعض مشايخنا - يتسببون في تعريضه للإساءة والتنزيل من قدره، ومسبة ذوي الأهواء ممن يغيظهم ذكره، ولو فيما يكتب من الردود والتعقيبات؛ فتجده يطرح موضوعاً، ويأتي من يناقشه ويصفه بعبارات لا تليق بعوام المسلمين فضلاً عن علمائهم؛ كما تجد بعض من لا خلاق له من المتعصبة، يستخدم مثل هذه المعرفات بأسماء العلماء والمحققين في التدليس؛ فتجده ينسب إلى العالم ما لم يقله، فإذا ضيق عليه في البحث، قال: إنما قصدت فلاناً صاحبنا في المنتدى! فأي جرأة على العلم وأهله يورثها السماح بمثل هذا التسمي؟!.
والفئة الثانية: قوم يعرِّفون أنفسهم بأسماء علماء الإسلام وقادة الأمة أو كناهم أو ألقابهم التي اشتهروا بها، وذلك للنيل منهم ومن علمهم، والاعتداء على الثوابت الشرعية باسمهم؛ فقد رأينا من يتسمى بأسماء الفضلاء ويأتي بمقولات لا يقبلها عامة المسلمين فضلاً عن غيرهم؛ ويكون في طروحاته على عكس من عرَّف نفسه باسمه أو كنيته أو لقبه من أهل العلم والفضل.
وعلى كلٍّ ففقه الأسماء والكنى والألقاب في الشريعة عظيم الحِكم؛ وقد نبه إلى ذلك عدد من العلماء منهم ابن القيم في مواضع، منها قوله: "لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها؛ فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب
إلا ومعناه إن فكرت في لقبه"
(زاد المعاد: 2/ 336).
فإذا علم أن هذا الاسم سيعرف به من تسمى به، ويلازمه و يرتبط بشخصيته، وقد يسبب له من الضيق والإحراج ما يجعله يضيق به مستقبلا؛ علم شأن هذا الضابط، وأهمية مراعاته. فينبغي تقليب الاسم أو الكنية أو اللقب على وجوه عدة، في ذاته، و معانيه وإيحاءاته، ومدى مناسبة الكنية إذا تكنى بها، واللقب إذا تلقب به؛ وعند الحيرة ينبغي له أن يستشير من يثق به في ذلك.
والخلاصة:
أن الأمر مضبوط في شريعة الله، وأن الأصل في التسمي والتكني المشروعية والجواز؛ ما لم يتضمن ذلك أمراً محذوراً في الشرع، فحكمه حينئذ المنع، إما تحريما إن كان المحذور من باب المحرمات على اختلاف درجاتها، كالتعبيد لغير الله تعالى أو تعظيم الكفرة والملحدين والفجرة والظالمين والفسقة، أو الترويج لأفكارهم وشعاراتهم ومعتقداتهم، وإما كراهة إن كان المحذور من باب المكروهات، كتضمنه تزكية للنفس أو قبحا في المعنى.
والله تعالى أعلم.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_articles_main.cfm?id=911
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 05:47]ـ
شكر الله لك يا أبا محمد
دائما تتحفنا بالجديد المفيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 05:16]ـ
الله المستعان
بارك الله فيكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 06:50]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله في الشيخ وأحسن إليه.
هناك ملاحظتان أرجو التوضيح من مشايخنا الأفاضل:
1 - هناك بعض الأشخاص يجعل معرفه اّية قراّنية أو جزء اّية فهل يعد من التسمي بصفات الله أم أنه إن لم يقصد القراّن فلا حرج كما أنه يجوز للجنب قراءة الأدعية المشتملة على اّيات إن لم يكن يقصد القراءة؟؟ وبالمناسبة فإن شيخي الفاضل الدكتور محمد إسماعيل المقدم حفظه الله قد تكلم مرة كلمة عابرة عن أخطاء تقع في طباعة الكتب وتأليفها فكان منها تسمية الكتاب باّية قرانية وقال الشيخ إنه قد وقع منه نفس الخطأ من فترة كبيرة تصل إلى ثلاثين عاما عندما سمى كتابه (أجيبوا داعي الله) فقال كنت أجد الناس يقولون مثلا لبائع المكتبة (أجيبوا داعي الله بكم جنيه؟؟) فرأيت إهانة لكلام الله عز وجل فأنصح كل مؤلف أن لا يسمي مؤلفه بكلام من كلام الله عز وجل.
2 - قال الشيخ سعد حفظه الله في مقاله: " وإن كان الراجح – إن شاء الله تعالى – أنه من قبيل الوعيد؛ وما جاء فيه وعيد فهو من كبائر الذنوب ........ "
هل يصح القول بأن كل تشبه بالكفار كبيرة؟ أليس التخصر في الصلاة مثلا من فعل اليهود كما روى البخاري رحمه الله ذلك عن عائشة رضي الله عنها ومع ذلك فالاختصار مكروه؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 02:18]ـ
أكرر المقطع لأهميته.
ثانياً: أن للاسم أو اللقب أو الكنية أثراً في حق من كان عرف واشتهر به، وذلك من جهة الإساءة إلى من اشتهر به.
وقد منع بعض العلماء تسمية القرى والمدن بأسماء الأنبياء؛ لِما فيه من " تعريض هذه الأسماء لمَا لا يلِيقُ بقَدْرهم، ومَنزلتهم، في مثل ما لو اشْتَجَرَ خلافٌ، أو وَقَعَتْ مُنافَسات بين أهل ومكان تلك القرى، فقد يقع في قرية، أو قرى منها مُوبِقَاتٌ، ومُنكَرات، فتُنْسَب إلى اسم النبيِّ أو الرسول الذي عُرفت به، أو سُميت باسمه القرية، أو يَسُبُّ أهل قرية، أهل قرية أخرى، وكل منهما قد تُسمَّى باسم نبيٍّ أو رسول، فيَتناول السب والأذى اسم كلٍّ مِن القريتين وهو اسم نبي أو رسول ".
و يظهر نحو ذلك في تسمي بعض الكتاب – في المنتديات - باسم عالم كبير، ويعرض اسمه وعلمه للأذى والاحتقار ممن يردون (يعقِّبون) على المتسمي بذلك.
والفئة الثانية: قوم يعرِّفون أنفسهم بأسماء علماء الإسلام وقادة الأمة أو كناهم أو ألقابهم التي اشتهروا بها، وذلك للنيل منهم ومن علمهم، والاعتداء على الثوابت الشرعية باسمهم؛ فقد رأينا من يتسمى بأسماء الفضلاء ويأتي بمقولات لا يقبلها عامة المسلمين فضلاً عن غيرهم؛ ويكون في طروحاته على عكس من عرَّف نفسه باسمه أو كنيته أو لقبه من أهل العلم والفضل.(/)
::: شرك القُصُور وشرك القبور::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرك القُصُور وشرك القبور
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1220 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1220)
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1220[/ ... ]
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:43]ـ
أخي أبا عبد الرحمن عفوا ولكن هل ستكون كل مواضيعك لنقل ما يبثه محمد سعيد رسلان؟؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:51]ـ
أخي أبا عبد الرحمن عفوا ولكن هل ستكون كل مواضيعك لنقل ما يبثه محمد سعيد رسلان؟؟
وما الإشكال في ذلك أخي الكريم / محمد؟!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 01:02]ـ
الإشكال يا أخ رمضان أن الدكتور رسلان بارك الله فيه أصبحت جل خطبه في الفترة الأخيرة عن الطعن في سيد قطب رحمه الله وفي الدعوة السلفية بالإسكندرية وفي الإخوة المجاهدين بالعراق .... إلخ
رغم أن مصر تموج بالكثير من المصائب التي تلهي عن الخوض في الدعاة والمجاهدين فعندنا الشريعة مغيبة تماما في واقع الحكم وعندنا سب الدين أصبح كاللبانة في فم الناس وترك الصلاة أصبح منتشرا بين الشباب والمنكرات كثيرة وووو ...... إلخ
لكن الدكتور رسلان له رأي اخر يرى أن مصيبة مصر هي سيد قطب رحمه الله وياسر برهامي حفظه الله وأبو مصعب رحمه الله!!
وللأسف الشديد أشرطته الأخيرة كانت سببا لنشر الفتنة في مصر بين الإخوة وخصوصا ما احتوته من ألفاظ نابية لا أستطيع أن أكتبها ونحن في منتدى محترم، مما دفع موقع طريق الإسلام مثلا إلى منع عرض أشرطته في الموقع؛ حتى لا تنتشر وتنشر الفتنة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 01:32]ـ
الإشكال يا أخ رمضان أن الدكتور رسلان بارك الله فيه أصبحت جل خطبه في الفترة الأخيرة عن الطعن في سيد قطب رحمه الله وفي الدعوة السلفية بالإسكندرية وفي الإخوة المجاهدين بالعراق .... إلخ
رغم أن مصر تموج بالكثير من المصائب التي تلهي عن الخوض في الدعاة والمجاهدين فعندنا الشريعة مغيبة تماما في واقع الحكم وعندنا سب الدين أصبح كاللبانة في فم الناس وترك الصلاة أصبح منتشرا بين الشباب والمنكرات كثيرة وووو ...... إلخ
لكن الدكتور رسلان له رأي اخر يرى أن مصيبة مصر هي سيد قطب رحمه الله وياسر برهامي حفظه الله وأبو مصعب رحمه الله!!
وللأسف الشديد أشرطته الأخيرة كانت سببا لنشر الفتنة في مصر بين الإخوة وخصوصا ما احتوته من ألفاظ نابية لا أستطيع أن أكتبها ونحن في منتدى محترم، مما دفع موقع طريق الإسلام مثلا إلى منع عرض أشرطته في الموقع؛ حتى لا تنتشر وتنشر الفتنة.
وجزاكم الله خيرا.
أخي الكريم / محمد! بارك الله فيك، ووفَّقك لكل خير.
والذي لا إله غيره لا أحب الخوض في هذا الكلام، لأنَّه كلامٌ واضحٌ لكل ذي عَينين، ولا يحتاج إلى توضيح أكثر مما وضَّحه العلماء.
أما عن كلامك - أكرمك الله -؛ فوجدتُ فيه أُغلوطات أحببتُ التنبيه عليها، وبيان خطئها.
تقول: جل خطب الشيخ في الطعن في سيد قطب - رحمه الله -، وفي المجاهدين ... إلخ.
أقول:
أولًا: وهل الرد على الأقوال المُحدثة، وبيان عوَارها إلا من الدين؛ بل من فروض الكفاية عند العلماء؛ فلابد من الرد على أهل البدع والأهواء، وبيان خطأ أقوالهم، وأنَّها ضلال.
ولعلَّك لم تقرأ كُتُب الأستاذ سيد قطب - غفر الله له - التي فيها:
وحدة الوجود، والتأويل في صفات رب العالمين، وتفسير القرآن بالإيقاعات الموسيقية، وتكفير المجتمعات الإسلامية، وعدم صلاته الجمعة ولا الجماعات، واتهامه بعض الصحابة بالخيانة والخديعة والمكر، واتهامه نبي الله موسى - عليه السلام - بالعصبية .... إلخ أقواله - غفر الله له -.
وكل هذا ليس ضلالًا، فلا يجب بيانه؟!
ولن أتطرَّق للكلام عن مجاهدي العراق، أو أبي مصعب - عفا الله عنه -، وغير ذلك؛ فالأمر يطول جدًّا.
أما عن قولك: إنَّ طريق الإسلام حذف أشرطة الشيخ منعًا للفتنة؛ فهذا لم يحدث البتَّة!
ولكنَّ الشيخ - حفظه الله - طلب حذف أشرطته من الموقع، وهو غنيٌّ عن وضع أشرطته على موقع طريق الإسلام، أو غيره؛ فله موقعٌ خاصٌ به، يقوم عليه ثُلَّةٌ من طلبة العلم، يضعون دروس الشيخ، وخطبه.
والشيخ - حفظه الله - ليس كلامه - جُلُّه - عن فُلان، وعِلَّان؛ بل كلامه في التوحيد - ومنها: خطبة اليوم! -، ويتكلَّم كثيرًا عن الصلاة، والعبادات، وعن ترقيق القلوب، وعن العلم.
ولعلَّك تتصفَّح موقع الشيخ جيِّدًا حتى تعرف كلام الشيخ، وتعرف دروسه، ولا تتكلَّم بغير علمٍ.
عافاني الله وإياك من الهوى، وغفر لي ولك وللمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 01:34]ـ
وأنا أرجو منك أخي الكريم أن تراسلني على الخاص بهذه الألفاظ النابية التي تدَّعيها، فلقد سمعتُ للشيخ ما يزيد على مائتي محاضرة، فلم أسمع هذه الألفاظ!
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 02:04]ـ
إن كان على منهج ربيع وأتباعه المنتسبين للسلفية فلا حاجة لنا في أخباره
نحن في منتدىً أكرم الله رواده بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه
وأكرمهم بالمحبة فيه، ومن أراد الفرقة والسباب فليخرج -غير مأسوف عليه- إلى شبكة الخلوف (سباب)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 02:18]ـ
أخي الكريم / أبا عبد الرحمن.
نحن - بفضل الله - لسنا على منهج أحدٍ؛ لا على منهج ربيع، ولا منهج ابن باز، ولا منهج الألباني، ولا حتى منهج أحمد بن حنبل!، وإنَّما على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن قال بهذا المنهج قُلنا بقوله، ومن خالفه - إن كان من العلماء كمثل هؤلاء المذكورين -، فهو على العين والرأس، ولكن الحق أحب إلينا!
وهل كان ربيع - كذا قلتَ - إلا عالمًا من علماء أهل السنة الذي أثنى عليه أهل العلم المعاصرون من مشايخه، وأقرانه، وتلاميذه، والثناء عليه معروفٌ قديمٌ لا يحتاج إلى كثرة كلام!
وكما قلتُ: نحن لا نُقدِّسُ أشخاصًا، ولا نرفعهم فوق مراتبهم التي وضعهم فيها علمُهُم، والعلماء الراسخون.
والله المستعان.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة للأحبة لعلها تنفع
الكلام في الرجال على ضربين:
1) الكلام بحق وتحذير المسلمين من الباطل
2) الكلام بباطل واتهام الناس على غير بينة.
أما الأخير فهذا مجمع على رده فلا تسلكه واسأل الله العافية إن رأيت من سلكه في شخص وإن استطعت أن تنصر أخاك فافعل وتذب عن عرضه بما لا يزيد الخلاف وبالحق الذي أمرنا به وهذا يلزم بالتحري أولا من مصدر كلام المنتقد هل هو مصنف في هذا الخانة أم لا ولا نكتفي بحسن الظن الذين نعرفه على المتعقب والمردود عليه لأنه ليس بمعصوم فإذا لاح الحق وجب الأخذ به وإذا لاح الباطل وجب رده.
النوع الأول:
لابد أخي الكريم من أمرين الأول الذهاب إلى أهل العلم الكرام وإخبارهم بما رأيت على أخيك فإما قدموا لك الرد أو ردوا نيابة عنك وكفية المؤنة الثاني الإخلاص لأنه عمل صالح فالذب عن شرع الله من أعظم الواجبات ولاسيما عن التوحيد والسنة فإذا سلكت هذا السبيل مع تحري العدل فلا تغتر بكثرة من خلاف ولا بعظم منصبه في الدنيا فإن الحق أحب وأقرب ...
أخي الحبيب نصيحتين أختم بهما:
1) أعلم أن كل من تكلمت فيه هو خصيمك يوم القيامة فإن كنت على حق وإخلاص ذب الله عنك وإن كنت الأخرى نسأل الله العافية.
2) لا يحملك التعصب لشيخك أو لرأي أرتأيته ليس في إجماع ولا نص أن تحمل الناس عليه وتعادي عليه وتوالي عليه فما تراه جهادا قد يراه غيرك ليس بجهاد فإن أبيت إلا ما رأيت فجادلهم بالتي أحسن ..
وإذا دعتك نفسك على الأخذ بالظن الآثم والدخول في النوايا بالسوء ووصف الناس بمما ليس فيهم فاعلم أنه مكر بك نسأل الله العفو والعافية والنجاة يوم العرض عليه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 03:03]ـ
يا أستاذ رمضان حفظكم الله
الأستاذ سيد رحمه الله نشأ جل حياته أديبا لا علاقة له بالإسلاميات، ثم انضم إلى جماعة الإخوان في كبره ولم يلبث حتى سجن وعذب عذابا شديدا رحمه الله وصبر صبرا يذكرنا بصبر الصحابة والسلف، فالأستاذ سيد رحمه الله أديب وليس بفقيه وكلامه في الأدب راق لا يفهمه إلا أهل الذوق الرفيع ..... وهذا ليس قولي بل قول كبار العلماء وراجع كلام سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله وفضيلة الدكتور الجبرين حفظه الله وسماحة مفتي المملكة حفظه الله وفضيلة الدكتور بكر حفظه الله وشفاه وكيف أنه رفض كتاب ربيع المدخلي!!
و لاأدري يا أخي كيف غاب عنكم قضية الأولويات عندي ناس يقعون في الكفر كسب الدين وترك الصلاة وتشريع القوانين الطاغوتية أترك كل هذا وأتفرغ لسيد قطب!! ده لو سيد رحمه الله وتقبه شهيدا كان كافرا والعياذ بالله لما كان هذا وقتا مناسبا لنقده والمصائب تحيط بالأمة إحاطة السوار بالمعصم، فما بالكم والرجل داعية مجاهد نحسبه شهيدا؟؟
طيب لو تنزلت معك وقلت سيد قطب مبتدع فهل الإخوة في الإسكندرية مبتدعة؟!
يا أخي هذا المنهج منهج سقيم عقيم خطورته على الأمة لا تقل عن خطورة أهل البدع والضلالات، وبالنسبة بمراسلتك على الخاص حتى أخبرك بالألفاظ فالخاص عندك مغلق!
وأما أن الشبخ رسلان ليس محتاجا لنشر أشرطته فهذا أخشى أن يكون من باب الاستهلاك الإعلامي فالشيخ لا يسمع أشرطته إلا ثلة من طلبته ويطوفون بها في المنتديات يبحثون عن مستمعين.
وجزاكم الله خيرا.(/)
لكل (عقدة) .... (معنى) ....
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 02:20]ـ
لكل (عقدة) ...... (معنى) ....
1 - عقد الشيطان
_ في كل ليلة ننام فيها (يعقد) الشيطان على قافية كل واحدٍ منّا .... ثلاث (عقد) .... : عليك ليل طويل فارقد ....
فإن استيقظ فذكر الله انحلت (عقدة)، فإن توضأ انحلت (عقدة)، فإن صلى انحلت (عقدة)، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان (صحيح البخاري 1142)
2 - عقدة السحر
_ و عندما نبدأ وردنا في الصباح أو في المساء .... نتعوذ بالله من شر النفاثات في (العقد) .... لأن من عقد (عقدة) ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه.) ابن مفلح - الآداب الشرعية (3/ 68
وفي قصة سحر النبي صلى الله عليه و سلم: (كان رجل من اليهود يدخل على النبي، وكان يأمنه، فعقد له (عقداً)، فوضعه في بئر رجل من الأنصار، فاشتكى لذلك أياما، و في رواية: ستة أشهر، فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه، و الآخر عند رجليه، فقال أحدهما: أتدري ما وجعه؟ قال: فلا ن الذي كان يدخل عليه عقد له (عقدا)، فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل إليه رجلا، و أخذ منهالعقد لوجد الماء قد صفرفأتاه جبريل فنزل عليه ب المعوذتين، و قال: إن رجلا من اليهود سحرك، و السحر في بئر فلان، قال: فبعث رجلا فوجد الماء قد اصفر فأخذ (العقد) [فجاء بها، فأمره أن يحل (العقد) و يقرأ آية، فحلها، فجعل يقرأ و يحل، فجعل كلما حل (عقدة) وجد لذلك خفة فبرأ، و في رواية: فقام رسول الله كأنما نشط من عقال،، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم يذكر له شيئا منه، و لم يعاتبه قط حتى مات (السلسلة الصحيحة للألباني2761)
3 - عقدة الراحلة.
- لو كان لدينا (نياق) مكان (السيارات) ..... لعقلناها كلما أنخنا بباب (أعمالنا) أو (مساجدنا) .... ثم إذا قدمنا إليها حللنا (عقدة) رباطها ...
4 - عقدة العهد.
- كان بين معاوية وبين الروم عهد فكان يسير في بلادهم حتى إذا انقضى العهد أغار عليهم، وإذا رجل على دابة أو على فرس وهو يقول: (الله أكبر وفاء لا غدر) مرتين فإذا هو عمرو بن عبسة السلمي. فقال له معاوية: ما تقول؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى يمضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء) فرجع معاوية بالناس): [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما / الترغيب والترهيب 1/ 298
5 - عقدة النكاح:
- عقدة النكاح بيد (الزوج)
- (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ) [البقرة: 235] أي لا يجوز أن يعقد النكاح حتى تنتهي العدة المكتوبة على المرأة.
- (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) [البقرة: 237] أي وإن طلَّقتم النساء بعد العقد عليهن, ولم تجامعوهن, ولكنكم ألزمتم أنفسكم بمهر محدد لهن, فيجب عليكم أن تعطوهن نصف المهر المتفق عليه, إلا أنْ تُسامِح المطلقات, فيتركن نصف المهر المستحق لهن, أو يسمح الزوج بأن يترك للمطلقة المهر كله
6 - عقدة النعال:
- كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان ولنعل أبي بكر قبالان ولنعل عمر قبالان وأول من عقد عقدة واحدة عثمان (مجمع الزوائد للهيثمي 5/ 141)
7 - عقدة الأيمان:
- (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) [النساء:33] أي الذين تحالفتم معهم بالأيمان المؤكدة على النصرة وإعطائهم شيئًا من الميراث فأعطوهم ما قُدِّر لهم. والميراث بالتحالف كان في أول الإسلام, ثم رُفع حكمه بنزول آيات المواريث
- (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ .. ) [المائدة:89] أي لا يعاقبكم الله -أيها المسلمون- فيما لا تقصدون عَقْدَه من الأيمان, مثل قول بعضكم: لا والله, وبلى والله, ولكن يعاقبكم فيما قصدتم عقده بقلوبكم.
8 - عقدة اللسان:
- واحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي [طه: 27] أي أطلق لساني بفصيح المنطق ...
ننتظر تعليقات الأخوة و مشاركاتهم .... و أسعد جداً بأي إضافات ماتعة نافعة
هذه الوقفة لفتة لغنى العربية بالمترادفات .... و الألفاظ و المعاني ....
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:05]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك، وهذا باب معروف في اللغة، يدل على سعتها وكثرة معانيها، فتارة تترادف الألفاظ وتارة تختلف، وهذا من أسرار عظمة العربية وخلودها.(/)
موطن آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 04:17]ـ
موطن آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ومنفذ المدينة النبوية وميناء الحج الثاني
[دراسة تاريخية]
إعداد: الشريف محمد بن حسين الحارثي
باحث تاريخي ومشرف تربوي بتعليم العاصمة المقدسة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على سنته إلى يوم الدين.
الموقع الجغرافي والنشأة التاريخية:
ينبع بالفتح ثم السكون وضم الموحدة التحتية، وعين مهملة، مضارع نبع، ونبع الماء: ظهر. وسميت ينبع بذلك لكثرة ينابيعها. قال الشريف سلمة بن عياش الينبعي: عددت بها مئة وسبعين عيناً. (1)
وتقع على خط عرض (6ـ24) شمالاً، وخط طول (3ـ38) شرقاً. (2)
وتلك ينبع الميناء أو الثغر البحري أو ما تسمى حديثاً "ينبع البحر" التي لا تبعد كثيراً عن "ينبع النخل"، وفي الفترة الإسلامية المبكرة كانت الأحداث ترتبط أكثر بينبع النخل، ومن العهد الأيوبي وما بعده ارتبطت الأحداث بينبع البحر والنخل على السواء حتى نهاية العهد المملوكي. وما إضافة البحر إلا للتفريق وإن كانتا لا تختلفان في القبائل والعادات والتاريخ المشترك، وتمثل ينبع النخل الجزء الأعلى من المدينة، وينبع البحر تشكل الجزء الأدنى منها، وينبع البحر جزء أصيل من ينبع النخل وما المسافة الموجودة بينهما اليوم إلا مناطق العيون التي اندثرت معالمها، ومما يؤكد تلاحمهما وأنهما بلدة واحدة قول العباس بن الحسن للرشيد:
ياوادي القصر نعم القصر والوادي * من منزل حاضر إن شئت أو بادي
تلقى قراقيره بالعقر واقفة * والضب والنون والملاح والحادي
فجمع الشاعر بين السفن ومرفأها والملاح، وحادي الإبل (والضب صيد البر والنون صيد البحر). (3)
ويحددها عرام السلمي (المتوفى في القرن الثالث) على أنها يمين رضوى الجبل،ويصفها بأنها قرية كبيرة غناء، سكانها من الأنصار وجهينة وليث وفيها عيون. (4)
ويصفها الإصطخري (ت340) بأنها حصن به نخل وماء وزروع، و بها وقوف لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يتولاها أولاده، ويصف جبل رضوى بأنه أخضر ويرى من ينبع. (5)
وقد أقطع النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه أربع أرضين في ينبع هي الفقيرين وبئر قيس، والشجرة، وأقطعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينبع مضافة إلى غيرها. وينسب إلى كُثِّير قوله:
أهاجتك سلمى أم أجد بكورها * وخفت بأنطاكي رقم خدودها
على هاجرات الشول قد خف خطرها * وأسلمها للضاعنات حضورها
قوارض حفني بطن ينبع خطرها * قواصد شرقي العناقين عبرها
وممن ينسب إلى ينبع أبو عبدالله حرملة المدلجي له صحبة ورواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (6)
ومن أبرز من نسب إلى ينبع من التابعين عبدالله بن الحسن (7) بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد تابعي من أهل المدينة كان ذا عارضه وهيبة ولسان وشرف، وكانت له منزلة عند عمر بن عبدالعزيز، ويقول الخطيب البغدادي مارأيت أحداً من علمائنا يكرمون أحداً مايكرمون عبدالله بن حسن، وعنه روى مالك الحديث، ويضيف أن لعبدالله بن الحسن رواية عن أبيه وعن أمه فاطمة بنت الحسين، ويروي عنه سوى مالك عبدالعزيز بن محمد الداراوردي والمنذر بن زياد الطائي. أنجب من الأبناء من كان لهم أثر بارز في العالم الإسلامي أمثال محمد (النفس الزكية) وأخوه إبراهيم ومن عقبة بعض أشراف ينبع اليوم.
وكذلك من الأبناء يحيى الذي خرج في عهد الرشيد، وسليمان الذي قتل بفخ وإدريس الذي هرب إلى المغرب ومن عقبه الأشراف الأدارسة، وموسى الذي من عقبه جُل أشراف الحجاز اليوم.
وقد ولد عبدالله بن الحسن سنة 70، وتوفي في سجن أبي جعفر المنصور في الكوفة سنة 145هـ. (8)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الشعراء العباس بن الحسن من أهل القرن الثاني الهجري ومحمد ابن صالح الحسني من أهل القرن الثالث الهجري. ومنهم أمير ينبع أبوهاشم محمد بن الحسين الأمير بن محمد الثائر، وابنه عبدالله جد الأشراف الهواشم الأمراء حكام مكة من منتصف القرن الخامس إلى السادس الهجري، ومن الجغرافيين مسعر بن مهلهل الخزرجي من أهل القرن الرابع الهجري، وكذلك الشريف قتادة الذي تُنسب إليه الطبقة الرابعة من الأشراف أمراء مكة في القرن السادس الهجري حتى الرابع عشر الهجري، وجُل أشراف ينبع اليوم من ذريته. (9)
ومن علماء ينبع "محمد بن أبي بكر بن عبدالعزيز بن محمد أبوعبدالله عزالدين الكناني" ولد في ينبع عام 749هـ، وعُرف باسم "ابن جماعة" من تلاميذ ابن خلدون اشتهر بعلم اللغة والبيان والأصول. (10) ويتوسع عبد الكريم الخطيب في الحديث عنه نقلاً عن ابن خلدون الذي التقى ابن جماعة في ينبع عام (789هـ) والمقريزي والسيوطي بأن ابن جماعة عالم متفنن متكلم جدلي نظار نحوي لغوي بياني أخذ عن السراج الهذلي والضياء القرحي، وابن خلدون والتاج السبكي وأخيه البهاء وغيرهم، وله من المؤلفات الكثير، وبرز في الحكمة والطب وصناعة النفط والكيمياء، وكان يجله كثيراً ابن خلدون، وتوفي بالقاهرة عام 819هـ ذلك هو محمد بن جماعة الينبعي. (11)
وممن ينسب إلى ينبع مولداً تقي الدين ابن دقيق العيد (محي الدين أبي الحسن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري النسب، المنفلوطي الأصل الينبعي المولد، القصصي المربي القاهري المنزل) وكان مولده بينبع في الخامس والعشرين من شعبان سنة 625هـ، وتوفى سنة 702هـ. اشتهر بمعرفته الواسعة للفقه والأسانيد والمتون، وتولى الافتاء في المذهبين المالكي والشافعي وأقرأ الحديث بالكاملية، وتولى قضاء قضاة الشافعية بمصر. (12)
أما قرى ينبع فقد ارتبطت بكثير من الأحداث التاريخية الهامة على مدار الفترة الإسلامية خاصة المبكرة منها.
ومن أهم هذه القرى:
1 ـ البغيبغة: بإعجام الغينين تصغير البغبغ، وهي البئر القريبة الرشاء، ولما صارت ينبع لعلي رضي الله عنه جعل عيون البغيبغات صدقة على المساكين وابن السبيل، وارتبطت بهذه القرية أحداث سياسية في عهود مختلفة.
2 ـ البليدة: قرية لآل علي.
3 ـ سويقة: تصغير ساق، يسكنها آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي أيضاً عين عذبة كثيرة الماء. وارتبطت أيضاً بأحداث سياسية عرّضتها لكثير من الاضطرابات بل إلى الحرق في عدة مرات وعقر نخلها وتخريب منازلها.
4 ـ العشيرة: تصغير عشرة من العدد، أو تصغير عُشَرة واحدة العشر للشجر المعروف، وهي حصن صغير يُفضل تمره على سائر تمور الحجاز، وفي هذا المكان كانت غزوة العشيرة على زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وفي الوقت الحاضر تغير اسمها إلى القرية أو "القريّة" تصغير قرية. (13)
5 ـ العلقمية: ارتبطت هذه القرية بأنها كانت موطن قتادة أمير مكة ومؤسس الطبقة الرابعة من الأشراف أمراء مكة من القرن السادس إلى الرابع عشر الهجري. (14)
6 - العيص:وادٍ من أشهر أودية الحجاز، الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، وهو تابع الآن لمحافظة ينبع، ويبعد عنها بحوالي 150كم، وسكانه من جهينة. وورد ذكره في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم،في صلح الحديبية عندما لجأ أبا بصير بن سهيل بن عمروٍ إلى هذا الوادي ليقطع الطريق على قوافل قريش، حتى قتل رضي الله عنه. (15)
وكذلك ما نُسب إلى ينبع من آثار نبوية –مزعومة- (شعرات من شعررسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومكحلة ومرود وقطعة من قميص للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيف من سيوفه، ومصحف لعثمان بن عفان رضي الله عنه وآخر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه نقلت إلى القاهرة في القرن السابع الهجري اشتراها الصاحب بهاء الدين بن حنا الوزير المملوكي من أسرة بني إبراهيم من بني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من سكان مدينة ينبع. (16) واستقرت هذه الآثار الآن في مسجد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما المزعوم وجود قبره بمصر. (17)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ينبع البحر، فيضاف البحر للتفريق بينها وبين ينبع النخل؛ ولأنها تقع على ساحل البحر مباشرة، وهي ميناء المدينة، ورغم ماذكر من أنها قد عُرفت كميناء حتى قبل ميلاد المسيح عليه السلام وأنها كانت تسمى في كتب اليونان القديمة ( NERA) أو ( NEGRA) إلا أن ميناء الجار سبق ميناء ينبع على الأقل في الفترة الإسلامية المبكرة واكتسب شهرة كبيرة لم يكن لينبع الميناء وجود معه ولم يظهر ميناء ينبع إلا بعد انهيار واضمحلال الجار في أواخر القرن السادس الهجري، وعندما اختاره الأيوبيون عام 621هـ ميناءً رئيسياً للمدينة المنورة، ودفعوا ثمنه للأشراف الحَسنيين أصحاب ينبع، وعاود الأشراف الاستيلاء عليه وتنقلت السلطة على الميناء مابين الأشراف والأيوبيين والمماليك فيما بعد، وأصبح الميناء الثاني في الحجاز لنقل مؤن الحجاج، ومؤن عمارة الحرمين الشريفين بعد ميناء جُدة، وقد نشأ الميناء على نقطة تقع بين شرم ينبع في الشمال ومصب وادي الفرعة في الجنوب، ويقدر متوسط مابينهما (15كم) وبالتالي يصب في وادي ثمر، وهو بوابة المدينة المنورة، ومنفذ الحجاز الأوسط ويبعد شرم ينبع عن الميناء بحوالي 15كم شمالاً، وهو من المعالم الجغرافية الجميلة في ينبع، ويمتاز بمنظره الخلاب ومياهه الصافية، وتبرز حوله الصخور المرجانية، وهي بالتالي تساعد على حماية الشرم. وخليج ينبع لايزيد عرضه عن 3 كم، وأضيق أجزائه كم، وتنتشر فيه شعاب مرجانية وبينها جزر صغيرة، وانتشار الشعاب المرجانية في منطقة الميناء المائية ساهم في تمدد ممرات ضيقة نحو الشمال الشرقي والجنوب. ويتم الوصول إلى الميناء عن طريق قنال طوله 1609م وعمقه 10.36م. وساهم الموقع الطبيعي للميناء على تطور مهمة الميناء من مرحلة صيد إلى ميناء تجاري وعسكري من القرن السابع حتى القرن العاشر الهجري. (18)
ينبع في العهد النبوي: (على نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم):
من أولى الأحداث التي ارتبطت بينبع في هذا العهد المبارك (غزوة ودّان) التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث خرج غازياً في شهر صفر حتى بلغ ودان وهي بجوار الأبواء، يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانه فوادعته فيها بني ضمرة، ووادعه مخشى بن عمرو الضمري، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، ولم يلق كيداً، وهي أول غزوة غزاها. (19) ويذكر عبدالكريم الخطيب أن ودان هذه قرية منورة الغربية من ينبع البحر. (20)
كما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا حتى بلغ (بواط) من ناحية رضوى ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً فلبث بها بقية شهر ربيع الآخروبعض جمادى الأولى. ورضوى كما سبق ذكره جبل بينبع. (21)
ومن الرايات التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه باتجاه ساحل البحر الأحمر بهدف اعتراض قوافل قريش، سرية عبيدة بن الحارث، والتي عدها ابن هشام أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام، وسار بها حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة. (22)
ولقي بها جمعاً كبيراً من قريش إلا أنه لم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رمى فيها بسهم، فكان أول سهم رُمي به في الإسلام. (23)
وتلت هذه السرية سرية حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه إلى سيف البحر من ناحية العيص من المهاجرين، ولقي أبا جهل في ثلاث مئة راكب من أهل مكة إلا أن مجدي بن عمرو الجهني حجز بينهما، وكان موادعاً للفريقين، فلم يقع قتالٌ. (24)
غزوة العشيرة:
نزل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العشيرة من بطن ينبع غازياً، فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة، من السنة الثانية للهجرة وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً في تلك الغزوة وقال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مالك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب، فقد حدث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة؛ فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقام بها؛ رأينا أنُاساً من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل. فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبا اليقظان، هل لك في أن نأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت؛ قال: فجئناهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم. فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صدر من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحركنا برجله. وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، وبعد قوله يا أبا تراب قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله؛ قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه. وأخذ بلحيته. (25)
إلا أن وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي تراب ورد في حديث سهل بن سعد. قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت. فقال: "أين ابن عمك؟ " قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج، فلم يَقِلْ عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإنسان: "انظر أين هو" فجاء، فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه ترابٌ. فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسحه عنه، ويقول: "قم أبا تراب! قم أبا تراب" متفق عليه وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب نوم الرجال في المسجد. (26)
ينبع في العهد العباسي:
لعل أول وأهم الأحداث التي ارتبطت بالحجاز وأحد ثغوره (ينبع) في العهد العباسي "ثورة محمد بن عبدالله ذي النفس الزكية" رحمه الله. وهو محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبدالله الملقب بالأرقط، وبالمهدي، وبالنفس الزكية، ولد ونشأ بالمدينة، وكان يقال له صريح قريش، لأن أمه وجداته لم يكن فيهن أم ولد. (27)
ولما أعلن أبو العباس السفاح الخلافة عباسية رفض النفس الزكية مبايعته، ولما تولى أبو جعفر المنصور الخلافة لم تكن له همة إلا طلب النفس الزكية والسؤال عنه، واختار أبو جعفر رجلاً من رجاله يقال له عقبة بن أسلم، أعده لمهمة كشف حقيقة ما يخبئه آل علي له، واستطاع عقبة هذا أن يأخذ ما أراد من عبدالله بن الحسن بالحيلة والدهاء وعرف منه أن ابنيه محمد وإبراهيم خرجا لطلب الخلافة، فنقل ذلك لأبي جعفر، وفي رحلة حج للمنصور سجن عبدالله بن الحسن، ولم يكتف بذلك بل بعث عيناً له وكتب معه كتاباً على ألسنة الشيعة، إلى محمد يذكرونه طاعتهم، ومسارعتهم، وبعث معه بمال وألطاف، فقدم الرجل المدينة، فدخل على عبدالله بن حسن فسأله عن محمد فذكر له أنه في جبل جهينة (أي جبل رضوى بينبع) وقال: امرر بعلي بن حسن، الرجل الصالح، الذي يدعى الأغر وهو بذي الإبر، فهو يرشدك، فأتاه فأرشده. ولكن كان لأبي جعفر كاتب على سره متشيعاً، فكتب إلى عبدالله بن حسن بأمر ذلك العين، وما بُعث له، فقدم الكتاب على عبدالله، فارتاعوا وبعثوا أبا هبار إلى علي بن الحسن وإلى محمد ليحذرهم الرجل، فخرج أبو هبار حتى نزل بعلي بن حسن، فسأله فأخبره أن قد أرشده اليه، قال أبو هبار: فجئت محمد إلى موضعه الذي هو به، فإذا هو جالس إلى كهف معه عبدالله بن عامر الأسلمي، وابني شجاع وغيرهم، والرجل معهم أعلاهم صوتاً، وأشدهم انبساطاً، فلما رآني ظهر عليه بعض النكرة، فجلست مع القوم، فتحدثت ملياً، ثم أصغيت إلى محمد، فقلت: إن لي حاجة فنهض، ونهضت معه فأخبرته بخبر الرجل، فاسترجع، وقال: فما الرأي؟ فقلت: إحدى ثلاث أيها شئت فافعل، قال: وما هي؟ قلت، تدعني فأقتل الرجل قال ما أنا بمقارف دماً إلا مكرهاً: أو ماذا؟ قلت توقره حديداً تنقله معك حيث انتقلت قال: وهل بنا فراغ له من الخوف والإعجال: وماذا؟ قلت تشده، وتوثقه وتودعه بعض أهل ثقتك من جهينة. إلا أن هذا الرجل عين أبي جعفر هرب منهم وأبلغ المنصور بأمرهم. واشتد طلب المنصور لمحمد بن عبدالله، وخرج إلى محمد النفس الزكية والي ينبع من قبل المنصور بالخيل والرجال، فهرب النفس الزكية من جبل رضوى، وأثناء ذلك أفلت له ولد صغير من الجبل فتقطع.
ولما حج المنصور سنة 144هـ وفي عودته من الحج أخذ معه بني الحسن وجعلت القيود والسلاسل في أرجلهم وأعناقهم، وكان يراقب هذا الموقف جعفر الصادق من وراء ستر وهو يبكي ودموعه تجري على لحيته وهو يدعو الله ثم قال: والله لايحفظ الله حرميه بعد هؤلاء، وكان محمد وأخوه إبراهيم يأتيان إلى أبيهما ويستأذنانه بالخروج ويقول لاتعجلا حتى يمكنكما ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسجنهم المنصور بقصر ابن هبيرة شرقي الكوفة، وأحضر المنصور محمد بن ابراهيم بن الحسن ـ وكان أحسن الناس صورة. فقال له: أنت الديباج الأصغر: قال: نعم قال: لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحداً ثم أمر به فبنى عليه اسطوانة وهو حي فمات فيها، وكان ابراهيم بن الحسن أول من مات منهم، ثم عبدالله بن الحسن. وذكر أن المنصور أمر بقتلهم وقيل بل سقوا سماً.
دفعت هذه الأحداث، وإلحاح المنصور في طلبه محمداً أن يخرج فخرج قبل وقته الذي فارق عليه أخاه إبراهيم، فأنكر ذلك، ولكن إبراهيم تأخر عن وقته لجدري أصابه، وقد خرج في أول يوم من رجب (145هـ) وفي رواية لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، واستطاع السيطرة على المدينة.
كلف أبو جعفر المنصور عيسى بن موسى بقتال النفس الزكية وقال: لا أبالي أيهما قتل صاحبه، وأرسل معه 4000 من الجند وكتب إلى عيسى بن موسى من لقيك من آل أبي طالب فاكتب إلى باسمه ومن لم يلقك فاقبض ماله، فقبض عين أبي زياد "في ينبع"، وكانت لجعفر بن محمد "الصادق"، فلما قدم على أبي جعفر كلمه جعفر، قال: مالي قال: قد قبضه مهديكم. (28)
ينبع في العهد الأيوبي:
ومن قرية العلقمية بينبع ظهر مؤسس الطبقة الرابعة من أمراء مكة الأشراف في العام 597هـ (الشريف قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا عزيز الينبعي المكي) وكان هو وأهله يسكنون العلقمية من ينبع، وأصبح في قومه رئيساً، فجمعهم، وأركبهم الخيل، وحارب الأشراف بني حراب، من ولد عبدالله بن الحسن بن الحسن، وبني علي، وبني أحمد، وبني إبراهيم. ومن دوافع توجهه إلى مكة ما وصله من أخبار بني عمه الهواشم بني فليته من انهماكهم في اللهو، وتبسطهم في الظلم، وأعد نفسه وقومه وتوجه إلى مكة وقيل إنه لم يذهب بنفسه بل بعث ابنه حنظلة فملك مكة، وخرج منها مكثر بن عيسى بن فليته آخر أمراء مكة من الهواشم (وهم الطبقة الثالثة).
وكان قتادة مهيباً، وقوراً قوي النفس شجاعاً مقداماً، فاضلا وله شعر، ومن شعره عندما طلبه الخليفة العباسي الناصر أن يُقدم عليه ببغداد وافق في أول الأمر ثم تراجع خشية أن يُغدر به:
ولي كف ضرغام أصول ببطشها * وأشري بها بين الورى وأبيع
تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها * وفي بطنها للمجدبين ربيع
أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغي * خلاصاً لها؟ إني إذاً لرقيع
وما أنا إلا المسك في كل بلدة * أضوع وأما عندكم فأضيع
ويذكر ابن الأثير أن ولايته اتسعت من حدود اليمن إلى المدينة، وله قلعة بينبع،، وأكثر من العسكر والمماليك، وخاف العرب في تلك البلاد منه خوفاً عظيماً، وكان أول ملكه حسن السيرة، فقد أزال عن مكة العبيد المفسدين، وحمى البلاد، فأحسن إلى الحجاج وأكرمهم، إلا أنه بعد ذلك وفي آخر أيامه ساءت سيرته، وتوفي في 617 أو 618هـ في شهر جمادى الأولى أو الآخرة. (29)
وفي العام 621هـ وفي خضم التنافس بين حكام مصر وحكام اليمن على مكة اشترى الأيوبيون في مصر ينبع من الأشراف بني الحسن وقصدوا بذلك الإشراف المباشر على ميناء ينبع، وقدر المبلغ الذي تم دفعه للأشراف بأربعة آلاف مثقال، ولم تزل بأيدهم إلى سنة 630هـ، وأقاموا فيه بعض الإنشاءات، ورغم استعادة الأشراف السيطرة على الميناء إلا أن الأيوبيين استرجعوه وبنوا فيه قلعة حصينة ووضعوا فيه عسكراً لحمايته، وبالتالي أصبحت ينبع الميناء سيدة الأحداث القادمة، اُتخذت الميناء الرئيسي للمدينة وأصبحت في المرتبة الثانية بعد جُدة. وبالرغم من سيطرة الأيوبيين بقيت ينبع ملاذاً لأمراء مكة في صراعاتهم الداخلية، فكانت أحياناً تؤوب إليها الأحداث من مكة، وأحياناً تنطلق منها بخروج أمير من بني الحسن منها أو بدخول أمير من بني الحسن إليها .. وفي سنة 700هـ نال ينبع خيراً عندما نزل بها الأمير بكتمر الجو كندرا وأنفق في حجته خمسة وثمانين ألف دينار، فقد جهز سبعة مراكب في البحر الأحمر تحمل الغلال والدقيق وأنواعاً من العسل والسكر والزيت والحلوى وغير ذلك، وعند وصوله ينبع وصل من هذه المراكب ثلاثة ففرق كثيراً من محتوياتها بين الحجاج الذين يمرون ينبع بحراً أو براً، وكذلك نال أهل ينبع منها نصيبٌ، وكذلك فعل في جُدة ومكة، ولم ينس أيضاً حجاج
(يُتْبَعُ)
(/)
الشام. (30)
ينبع في العهد المملوكي:
وفي العام 792هـ وفي خضم صراع الشريف عنان من أجل الوصول إلى الإمارة، وفي طريق عودته من مصر يرافقه مندوب تركي من السلطان لتقليده الإمارة بمكة مر بينبع، فشجعه أمير ينبع وبير بن مخبار على مشاركته في قتال بني إبراهيم حتى انتصروا عليهم، فتوجه عنان بعد ذلك إلى مكة. (31)
وفي العام 794هـ عين الشريف علي بن عجلان أميراً على مكة، لكن الأشراف بمكة كانوا على خلاف معه ولم يساندوا إمارته، فتركوا مكة عام 795هـ إلى بحرة قرب جُدة فلحقهم على بن عجلان إلى بحرة فرحلوا إلى جُدة أملاً في أن يستولوا على مركب سلطاني قادم من مصر، فلما علم بذلك اضطر إلى إعطائهم 400 غرارة قمح فلم يرضوا فزادهم مائة أخرى فرضوا وخرجوا من جُدة. وأدت هذه الصراعات إلى تضعضع الأمن في مكة وجُدة فما كان من التجار إلا أن نقلوا تجارتهم إلى ميناء ينبع. (32)
وفي ينبع وفي سنة 798هـ اضطر أميرها وبير بن مخبار إلى تسليم مبلغ ثلاثين ألف درهم مقابل ما استولى عليه من القمح وغيره إلى الشريف حسن بن عجلان الذي قدم من مصر وبرفقته جماعة من الترك ليقلدوه الإمارة في مكة بعد أن هدد أمير ينبع بالحرب. (33)
وفي سنة 809 تم القبض على عامل جُدة جابر الحراشي بأمر من أمير مكة، فصودرت أمواله وسجن بمكة، ثم أُخرج من السجن بشفاعة صاحب صنعاء، وأعيد إليه جزء من ماله، وتوجه إلى اليمن، وذكر النجم ابن فهد أن مكاسب أمير مكة من التجار والحراشي بلغت قرابة 40.000 مثقال.
وفي نفس العام في شهر رمضان وصل أميرا ينبع الشريفان وبير ومُقبل ابني مخبار إلى أمير مكة حسن معلنين ولاءهما له، وزال مابينهم من خلاف. وفي عام 812هـ عاد ولاؤهما له، وزال مابينهم من خلاف. وفي عام 812هـ عاد الحراشي إلى الأحداث وسعى جاهداً للانتقام من حسن بن عجلان بالذهاب إلى مصر وتشجيع السلطان على عزله إلا أن سعيه باء بالفشل، وأثناء عودته من مصر مع الحاج سكن ينبع وتقرب إلى ولاتها، وبنى لهم بها قلعة وسوراً ورغم ما اكتسبه من مال لكنه ما زال يرغب في العودة إلى مكة.
وفي العام 815هـ غضب أمير مكة من جابر الحراشي وسعى إلى إخراجه من ينبعَ لما بلغه من أنه يشجع حاكم اليمن على صرف المراكب من ميناء جُدة إلى ميناء ينبع، فكان أن خرج الحراشي من ينبع إلى مصر وأخذ يحرض السلطان المملوكي على أمير مكة حسن بن عجلان فلم تنجح محاولته وأُعيد إلى الحجاز برفقة الحاج مكبلاً بالحديد فعفا عنه أمير مكة، بل وفوض إليه أمر جُدة مرة أخرى.
ونال ينبع كذلك نصيبٌ من هذه الصراعات ومن ذلك ما حصل عام 825هـ عندما نزل الأمير جانبك الخازندار ينبع في شهر ذي الحجة لقتال الشريف مقبل أمير ينبع، وبرفقته عقيل بن وبير الحسني الذي منحه السلطان إمرة ينبع، واضطر مقبل بقبول عقيل شريكا له في الإمارة، فما أن غادر الحاج ينبع حتى عاد القتال بين الأميرين، وانتصر مقبل على عقيل ابن أخيه، ولما عاد الحاج إلى ينبع هاجم المماليك الأمير مقبل، وقتل في ذلك جماعة من الأشراف من بني حسن وكثر السلب والنهب في ينبع في الأشراف وغيرهم، وما إن خرجوا من ينبع حتى عاد مقبل لقتال ابن أخيه عقيل على الإمارة إلا أنه لم يتمكن من ذلك وهزم في عام 828 وحمل الشريف مقبل في الحديد إلى الإسكندرية وسجن بها. (34)
ومازالت ينبع منطلقاً لبعض الأحداث، فتقبل إليها الأحداث وتدبر فتحل في مينائها حملات الحجيج ويصطدم أمراؤها بأمراء الحج فيسيرون معهم أو يسيرون ضدهم، ومازالت ملاذاً لأمراء مكة والثائرين من أشرافها، فلا يمر عام دون أن يكون هناك ذكر لينبع في أحداث الحجاز الداخلية. وفي العام 827هـ وصل أمير الحاج المصري الأمير قرقماس في ربيع الأول إلى ينبع يحمل أمراً بعزل حسن بن عجلان وتولية علي بن عنان وأشرك معه أهل ينبع والصفراء والمدينة فالتقى بهم الأمير الجديد في ينبع ودخلوا مكة في جمادى الأولى وتوجه الأمير الجديد إلى جُدة لملاطفة التجار القادمين إليها وتشجيعهم على الرسو في ميناء جُدة. (35)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي العام 872هـ عادت ينبع إلى واجهة الأحداث معلنة بداية صراعات مسلحة وأحداث سياسية متلاحقة، عندما قتل سبع وسّباع ولدا هجار من أمراء ينبع، ويشير ابن فهد إلى أنهما قتلا في صراع مع قطاع طرق للحج، ويذكر ابن إياس أن أمير ينبع خنافر بن وبير قتلهما، فكانت تلك الحادثة بداية سلسلة من الصراعات انطلقت من ينبع. (36)
وفي عام 875هـ أقر السلطان الأشرف قايتباي في إمرة ينبع الشريف سبع بن خنافر. ونال هذا الشريف أيضاً خِلَع السلطان عام 883هـ، وتقرير ما له في إمارة ينبع.
ففي ينبع قام الأمير دراج (من نسله الأشراف ذوي هجار القاطنين بينبع النخل إلى الوقت الحاضر). بدور نبيل في حفظ مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من عبث أميرها حسن بن الزبير الذي تهجم على مخزون الحجرة الشريفة، ودخل المدينة في شهر ربيع الأول من عام 901هـ وسيطر على الأوضاع بالمدينة واطمأن الناس بوصوله إليها.
إلا أن هذا الأمير دراج توفي عام 902هـ، وتنازع أبناؤه على إمرة ينبع فبرز منافس قوي من الأشراف لأبناء دراج على الإمارة فتح باباً لصراع سياسي وعسكري فترة من الزمن هو يحيى بن سبع، وبالرغم من توليه الإمارة في جمادى الآخرة من عام 903هـ إلا أن ذلك لم يصدر من السلطان المملوكي إنما من أمير مكة فحمل هذا الأمير الينبعي على المماليك ودخل معهم في صراع مسلح مستعيناً بقبائل ينبع وما جاورها في قطع طريق قوافل أمراء الحج المماليك.
ودخل في حلبة هذا الصراع أمير مكي خارج على إخوته هو أحمد بن محمد بن بركات المعروف بالجازاني، وعاشت الحجاز فترة من الصراع الحامي حتى هُزِم ابن سبع عام 912هـ. (37)
وتواصلت الصراعات في مكة وما حولها بسبب الجازاني وابن سبع في هذا العام وما بعده، ونالت جُدة منها نصيباً، فما أن يخرج أمير من مكة حتى يهاجم جُدة ليسيطر على تجارتها ويجبي مكوسها ويمول عسكره ورجاله استمراراً للصراع المسلح. وقتل الجازاني عام 909هـ في شهر رجب وهو يطوف بالبيت العتيق.
وواصل أمير ينبع ابن سبع صراعه المرير مع الحجاج والمماليك، فما كان من السلطان قانصوه الغوري إلا أن أعد عدة حملات إحداها إلى مكة لقتال ابن سبع والأخرى إلى الكرك لقتال عرب بني لام حول العقبة والأخرى للهند لقتال البرتغاليين الذين أخذوا يهاجمون بلاد المسلمين في الهند وسواحل شرق أفريقيا ثم زحفاً إلى السواحل العربية في اليمن والحجاز.
وفي خضم الصراع الذي أحدثه ابن سبع أمير ينبع، أقر السلطان في العام 912هـ الشريف هجار بن دراج أميراً لينبع. أملاً في الحد من قوة يحيى بن سبع. وفي رمضان من نفس العام تمكنت حملة مملوكية من هزيمة يحيى بن سبع وجماعته وأتباعه إلا أن يحيى بن سبع استطاع الهرب. وتواصل الصراع وفي شوال وذي القعدة هاجم جيش مملوكي ينبع ودارت رحى معركة كبيرة بين الطرفين كانت الهزيمة على يحيى بن سبع، وقد غالى المماليك في الفتك والقتل بأهالي ينبع، ولما وصل الخبر إلى القاهرة احتُفل احتفالٌ كبيرٌ بهذا النصر، وحملت رؤوس أشراف ينبع على الرماح يُدار بها في شوارع القاهرة.
وفي حملة أخرى عام 913 تمكن المماليك من الانتصار على يحيى بن سبع وأعوانه من الأعراب وحملت إلى القاهرة ثمان مئة رأس من رؤوس العرب من بني إبراهيم الذين قتلوا في المعركة، وأشهرت على رؤوس الرماح في شوارع القاهرة.
ويرى السيد محمد بن عبدالله الحسيني الشهير بكبريت المدني صاحب "رحلة الشتاء والصيف" أن من أسباب انهيار دولة المماليك، ومقتل قانصوه الغوري مبالغته في قتل أشراف ينبع حتى بنى من رؤوسهم مسطبة، جلس عليها أمراء عسكره. (38)
ولما دخل العام 914هـ، سعى يحيى بن سبع للتقرب من السلطان المملوكي طالباً الصفح فأرسل ابنه، فأُعطى الأمان، وأُخلع عليه، وطلب منه إحضار أبيه. وفي رجب حضر يحيى بن سبع، فأرسل إليه السلطان أماناً، فدخل القاهرة، وأخلع عليه السلطان، ومنع من التعرض له. (39)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت ينبع تمارس دور حلقة الوصل السياسية بين مصر ومكة والمدينة وبالتالي هي محطة عبور للأحداث السياسية ما بين مصر والحجاز فكانت المراسيم السلطانية وأمراء الحاج ينزلون بينبع ومنها ينطلقون إلى مكة أو المدينة بعد إشراك أمراء ينبع وأهلها في أي حدث سياسي لمعرفتهم بالعلاقة التاريخية الوطيدة بين أمراء مكة من الأشراف وينبع، وبقدر ما قد ينال أهل ينبع من أذى وأضرار إلا أنهم أيضاً تنالهم الخلع السنية السلطانية والهدايا، وإذا وزع على الحجاج في ينبع معونات نال أهالي ينبع منها نصيبٌ، وما يكتسبونه من نزول وارتحال الحاج بمينائهم الهام. إلا أن ميناء جُدة هو الأبرز تجارياً والأحداث السياسية والصراعات المختلفة التي حامت حوله كلها تدور حول السيطرة على تجارة الميناء خاصة في القرنين الثامن والتاسع الهجريين. وساهم هذا الميناء في تجارة البحر الأحمر، حيث ترد إليه السفن بالغلال كل سنة، وتقدر قيمة تجارته كل عام بحوالي 30.000دينار. وبلغت ينبع أوج ازدهارها زمن سلاطين المماليك الجراكسة نتيجة الإصطلاحات الكثيرة التي أُدخلت على طريق الحج، مما أدى إلى تدفق الحجاج، فكانت ينبع محطة برية وبحرية في آن واحد لحجاج مصر والشام، وقامت بدور تجاري هام زمن المماليك، وأصبحت ينبع الميناء الثاني في الحجاز بعد جُدة إلا أن الصراعات السياسية بين المماليك والأشراف في ينبع ساهمت في الحد من دور ينبع خاصة السنوات الأخيرة من حكم المماليك في القرن العاشر الهجري. (40)
ينبع في العهد العثماني:
بعد سقوط حكم المماليك على يد السلطان العثماني في مصر عام923هـ واستقرار الأمر لهم فيها أرسل السلطان العثماني سليم خان إلى الشريف بركات أمير مكة في التسليم بالحكم العثماني، فتجاوب الشريف مع الرسالة السلطانية وأرسل ابنه محمد أبي نمي معلنا ولاءه للحكم الجديد في مصر، وبادله السلطان باستمرار الأمر في الأقطار الحجازية (من خيبر شمال المدينة المنورة إلى حلي جنوباً) فيه وفي ابنه. (41)
واستمرت ينبع المدينة والميناء تمارس دورها السياسي والعسكري في العهد العثماني (بين السلاطين العثمانيين وأمراء الحج وأشراف مكة)، بينما تولت جدة الدور التجاري حتى أواخر هذا العهد الذي أخذت فيه ينبع في الاختفاء والضمور-إذا صح التعبير- وبروز جدة تجاريا وسياسيا حتى دخول الحكم السعودي، فدخلت ينبع مرحلة جديدة.
ولعل أهم الأحداث التي ارتبطت بينبع في هذا العهد كانت في مجملها حول إمارة مكة والصراع المرير بين الأشراف عليها، فقد كانت تصل الأوامر السلطانية بالتولية أو الخلع،وبرفقة الأغا (المندوب السلطاني) الخلعة أو القفطان الذي يُلبِسه لأحد الأشراف أميراً على مكة، فكانت المحطة الأولى للقاء الخلعة والقفطان (ينبع) فيكون اللقاء والصراع والتنافس بين الأشراف على هذه الخلعة، وكما كانت تستقبل الخلعة السلطانية، كانت تغادر من ينبع وفود الأشراف للقاء السلطان العثماني إما لرفض الشريف الجديد أو لدعمه وتوطيد إمارته، وما يتسبب ذلك من تنافس وصراع فيحول كل طرف دون ذهاب الطرف الآخر، فتحدث الصراعات المسلحة بين الأشراف على ثرى ينبع وقريبا منها.
فمن أهم الأحداث السياسية في هذ العهد في عام 1039هـ وفي إمارة الشريف أحمد بن عبد المطلب، عزم والٍ عثمانيٌ على اليمن اسمه قانصوه على عزل الأمير أحمد، فوصل ينبع وهناك التقاه الشريف مسعود بن إدريس، وطلب منه أن يوليه مكة فوافقه على ذلك، وأعانه على ذلك وقتل الشريف أحمد بن عبد المطلب.
وفي ولاية الشريف سعد بن زيد عام 1077هـ وما تلاها، حصل خلاف شديد على الإمارة بين الشريف سعد والسيد حمود بن عبدالله بن حسن بن أبي نمي، وفي سنة 1078هـ انتقل السيد حمود إلى ينبع وبعث بجماعة من الأشراف منهم السيد محمد بن أحمد الحارث والسيد غالب بن زامل بن عبدالله بن حسن، والسيد أبو القاسم إلى مصر ومعهم هدية سنية إلى عمر باشا صاحب مصر فلما وصلوا إليه أكرمهم وأبقاهم عنده، وبعث الباشا مندوبا للإصلاح،فأشيع في مصر أن الشريف حمود قتل المندوب المصري، فغضب الباشا وسجن الأشراف الذين لديه بل وقرر قتلهم،فجرد قوة عسكرية قوامها 500 عسكري ورافقهم 1000 شخص من العامة والتجار، ولما دخلوا ينبع اعترضهم الشريف حمود واقتتل الفريقان قتالا شرسا أسفر عن مقتلة عظيمة في صفوف
(يُتْبَعُ)
(/)
المصريين واستولى الشريف حمود على ما مع الجيش المصري، وقبض على قائدهم الصنجق يوسف بك وأولاده واتخذهم رهائن مقابل الأشراف المسجونين بمصر، وقتل من الأشراف الشريف بشير بن أحمد والشريف سرور بن حسين والشريف إلياس بن عبدالمنعم، وبقي القائد المصري سجينا عند الشريف حمود حتى مات. ولما علم أمير مكة بهذه الأحداث جرد حملة عسكرية لمحاربة الشريف حمود وأمر عليها بلال أغا وبعثه إلى ينبع فخرج الشرف حمود من ينبع مع قدوم حملة الشريف سعد، فاستولى بلال أغا على ينبع وأقام بها. وانتهت الأحداث باستقرار الأمر للشريف سعد بن زيد، بل وصل به الأمر أن عاقب أهل ينبع لمساندتهم حمود وقتل جماعة منهم، وهدم السور. (42)
وفي العام1101هـ وفي حادثة مشابهة لما سبق، خرج الشريفان مساعد وأخوه دخيل الله أبنا الشريف سعد مغاضبين لشريف مكة آنذاك الشريف أحمد بن غالب ومتوجهين إلى مصر بهدف انتزاع الإمارة منه فوصلا ينبع وأقاما فيها وأخذا يستميلان قبائلها معهما، حتى وصل بهم أن نادوا للشريف محسن بن الحسين بن زيد، واستولى مساعد على مؤن وحبوب لشريف مكة بينبع، فوصل قفطان فاستولى عليه الأشراف حتى استقر الأمر أخيراً للشريف محسن بن الحسين أميراً لمكة. (43)
ومن الأحداث المهمة التي ارتبطت بينبع دخول الجيش المصري في القرن الثالث عشر (في عام 1225هـ) للحجاز لإخراج القوات السعودية (الدولة السعودية الأولى) التي سيطرت على الحجاز منذ عام 1218هـ مع إبقائها للإمارة بيد الأشراف مع فرض ونشر المنهج السلفي "المحارب للبدع والخرافات المخالفة للكتاب والسنة الصحيحة" (الذي تتبناه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب) في مكة والمدينة وتوابعهما. ولكن بعد مطالبات عدة من الشريف غالب من السلطنة العثمانية لإخراج السعوديين من الحجاز، كلفت استانبول واليها "القوي" على مصر " محمد علي باشا" الذي وجدها فرصة مواتية لتحقيق طموحاته في السيطرة على الجزيرة العربية كافة وامتداد سلطاته في ظل انشغال السلطنة العثمانية، فأعد جيشاً كبيراً بقيادة ابنه طوسون من مصر وفي شهر رمضان المبارك في مراكب بحرية ويضم فرقا من الأتراك والمصريين والشاميين وبعض المغاربة، فنزل الجيش ميناء ينبع ودافع عنها حاكمها الموالي للسعوديين جابر بن جبارة إلا أنه لم يستطع الصمود أمام القوات المصرية المهاجمة وسيطرة القوات المصرية على ينبع، ومنها زحفت على وادي الصفراء وجرت رحى معركة بين السعوديين بقيادة (عبدالله بن سعود) والمصريين بقيادة (طوسون) وتلقى الجيش المصري هزيمة كبيرة اضطرته للرجوع إلى ينبع والبقاء فيها لحين وصول المدد إليه، وأخذت قيادة الجيش المصري توزع الأموال على قبائل ينبع وأوديتها ومن ذلك أنهم أعطوا كبير مشايخ حرب 100000 ريال فرنساوي لتوزيعها على قبائله، ونال شيح حرب وحده 18000 ريال ورتبوا له رواتب شهرية،فدعمت قبائل حرب الجيش المصري لدى زحفه على المدينة عندما وصله مدد عام 1227هـ بقيادة أحمد بن نابرت إلى ينبع فزحفت القوات مع قوات القبائل إلى المدينة المنورة للسيطرة عليها وكان لها ذلك، حتى تمكنت القوات المصرية من السيطرة على الحجاز وإخراج السعوديين منه. (44)
وكان لينبع - بعد جدة - دور في استقبال المعونات العسكرية من البحرية البريطانية والناقلات المصرية التي اعتادت الرسو في ميناء ينبع–حيث إن مصر خاضعة للاحتلال البريطاني آنذاك- لدعم ومساندة قوات الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين باشا ضد الأتراك في الحرب العالمية الأولى بمساندة بريطانيا لإخراجهم من البلاد العربية.
فقد انطلقت رصاصة الحسين في فجر اليوم التاسع من شعبان عام1334هـ، أطلقها بيده من قصره بمكة، فكانت إيذاناً بالثورة على الحكم العثماني الذي دخل الحرب العالمية مساندا لألمانيا ضد بريطانيا وفرنسا فأصبح طرفاً رئيسيا في الحرب، فوافقت رغبات وخطط بريطانيا وفرنسا ومطامحهم الاستعمارية رغبات العرب في التخلص من الحكم التركي الاستبدادي،واستقلال البلاد العربية عنه، وتزامنت مع طموحات الشريف حسين في بناء دولة عربية كبيرة له ولأبنائه، فاستغلت بريطانيا مشاعر العرب العدائية تجاه الأتراك، ومطامح الشريف حسين السياسية، فدعمت ثورة الشريف حسين بالمال والعتاد الحربي، فانطلقت القوات العربية من مكة المكرمة وما
(يُتْبَعُ)
(/)
جاورها من مدن وقرى وبوادي بعد القضاء على الحاميات التركية في مكة وجدة باتجاه المدينة المنورة وقد كانت بها أقوى الحاميات التركية، وفي طريقهم إلى دمشق.
وعن ينبع يقول لورانس: " كان فيصل لا يزال قلقاً من إخلاء قواته لمدينة ينبع فهي قاعدته الرئيسية والمرفأ الثاني من حيث الأهمية في الحجاز" وفي موضع آخر يشير إلى أن الأسطول البريطاني (أسطول البحر الأحمر كما أسماه) يتجمع حول ينبع. (45)
ويذكر الشريف عصام بن ناهض الهجاري (46) عن إمارة ينبع:
" وكانت إمارة ينبع وأعمالها وتوابعها في الأشراف ذوي هجار بدءًا من زمن جدهم قتادة المتوفى سنة 617 هـ إلى سنة 1344 هـ وكان أخرهم الشريف عبدالكريم بن بديوي الهجاري. وهم من عقب الشريف هجار أمير ينبع بن دراج أمير ينبع بن معزي أمير ينبع بن هجار أمير ينبع بن وبير أمير ينبع بن مخبار أمير ينبع بن محمد بن عقيل أمير ينبع بن راجح أمير ينبع بن إدريس أمير مكة وينبع بن حسن أمير مكة بن قتادة أمير ينبع ثم مكة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبدالله الأكبر بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضى الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبدالله الكامل المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ورحمهم الله". (47)
ويتحدث إبراهيم رفعت باشا (أمير الحج المصري) في رحلته للحج عام 1321هـ بقوله: " فوصلنا ينبع غرة المحرم سنة 1321هـ (30مارس سنة1903م). وقد استقبلنا بالميناء محافظ ينبع ورئيس عسكرها (القومندان) بلباسهما الرسمي وحيتنا العساكر الشاهانية مصطفة على رصيف الميناء ثم أنزلت الأمتعة والمحمل إلى البر ونزلنا واحتفل بالمحمل احتفالاً عظيماً هرع إليه الناس جميعاً لأنهم لم يشاهدوا موكب المحمل قبل هذه المرة إذ كان المحمل وقت ذاك يسافر براً يمر بينبع النخل التي تبعد عن ينبع البحر مسيرة 12 ساعة ولا يمر بالثانية ".
ويصف ينبع البحر بقوله: " ولها مرسى مبني بالحجارة ويسكنها 7000 نفس وبها 800 منزل و300 دكان وثلاثة جوامع وتسعة مساجد صغيرة ومكتب للتعليم ودار للحكومة وأخرى للبريد ومخزن كبير وصهاريج يتجمع بها ماء المطر .. –مشيرا إلى قلة المياه وحاجة الناس وعطشهم-. ويحيط بها سور به باب مخفور في الجهة الشمالية وهذا السور بناه دولة المشير عثمان باشا نوري الحاكم العادل الذي منع الأعراب من الدخول لهذه البلدة مسلحين ... وكان قبل هذا السور سور آخر جدده عثمان آغا بأمر دار السعادة في سنة1126هـ، وقبل السورين،سور آخر أمر بهدمه في سنة 1079هـ الشريف سعد صاحب مكة .. وأكثر الحجاج يمرون بينبع ميممين المدينة للصلاة في المسجد النبوي ولزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم تبعا لذلك فينبغي العناية بها لأن نسبتها إلى المدينة كنسبة جدة إلى مكة ". (48)
ثم أحذت ينبع في التدهور والاضمحلال، ولعل ذلك يعود لجملة أسباب من بينها، إنشاء خط حديد الحجاز الذي يربط المدينة بالشام، وتوقف طريق القوافل البري المار بينبع، وتحول الحجاج إلى ميناء جدة، ونضوب كثير من العيون والآبار في ينبع النخل مما ساهم في هجرة كثير من سكان ينبع إلى المدن المجاورة.
ينبع في العهد السعودي:
وعادت ينبع للانتعاش في هذا العهد الزاهر، فانطلقت التوسعات للميناء حتى زادت عدد الأرصفة البحرية، وتوفرت آلات التشغيل للشحن والتفريغ، وتم إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع عام1975م، التي من أهدافها تحويل ينبع إلى إحدى المدن الصناعية الهامة في السعودية، وجرى إنشاء خط أنابيب بترولاين الممتد من حقل الغوار (بقيق) على ساحل الخليح العربي شرقاً إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر غرباً بطول 1215كم عبر أنابيب تحت الأرض، كما تضم المنطقة الصناعية عدة مصافٍ بترولية ومجمع بتروكيماوي ... (49) وتبعد ينبع عن المدينة المنورة بمسافة 250 كم.
- - - - - - - -
الهوامش:
1 - الفيروز آبادي: المغانم المطابة في معالم طابة، ص440، وانظر السمهودي: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ج4، ص1334.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - محمد أحمد الرويثي: الموانئ السعودية على البحر الأحمر،ص298.وانظر: خريطة "ينبع" التخطيطية: 500.0001، لوحة رقم 77 S ـ 37 NG، طبعت عام1404هـ وزارة البترول والثروة المعدنية، وخارطة طرق المواصلات: 1: 3000.000 وزارة المواصلات.
3 - الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص21ـ22.وعبدالكريم محمود الخطيب: تاريخ ينبع، الطبعة الأولى، 1405 ـ 1985، مطابع الشرق الأوسط، الرياض، ص12.
4 - أسماء جبال تهامة وسكانها: ص8.
5 - المسالك والممالك: ص25، وانظر ابن حوقل: صورة الأرض، ص32.
6 - الفيروز آبادي: المغانم المطابة في معالم طابة، ص440،وانظر السمهودي: وفاء الوفاء، ج4، ص1334.
7 - ظهر مؤلف جديد وقيم عن "عبدالله بن الحسن" بعنوان: "أخبار المحدث الفقيه أبي محمد عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب" لإبي هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير، الطبعة الأولى، 1425هـ،2004م.
8 - أحمد بن علي أبوبكر الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، دار الكتب العلمية، بيروت، ج9، ص431ـ432، وانظر الأعلام للزركلي، الطبعة الرابعة عشر، 1999، دار العلم للملايين، بيروت، ج4، ص78، وانظر حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص137، 138.
9 - حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص11.
10 - حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص118.
11 - تاريخ ينبع، ص92، 93، وقد عاش ابن جماعة في ينبع 40 عاماً وتلقي العلم فيها واتجه لمصر لمزيد من التعلم والتعليم حتى توفي بالقاهرة.
12 - القاسم بن يوسف التجيبي السبتي: مستفاد الرحلة والاغتراب، تحقيق عبدالحفيظ منصور، الدار العربية للكتابـ ليبيا، 1975م، ص16ـ37.
13 - الفيروز آبادي: المغانم المطابة ص 59/ 65/191/ 194 والسمهودي: وفاء الوفاء، ج4، ص1150/ 1155/1239/ 1266، وحمد الجاسر: بلاد ينبع، ص12ـ19، وانظر أحمد عبدالحميد العباسي: عمدة الأخبار في مدينة المختار، ص 280/ 320/225/ 221.
14 - المصادر السابقة، ونفس الصفحات.
15 - الفيروزآبادي: المغانم المطابة، ص288،السمهودي: وفاء الوفاء، ج4،ص1270،حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص201.
16 - حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص145 ـ 146.
17 - محمد قناوي: (المدينة في رحاب الآثار النبوية بالمسجد الحسيني) جريدة المدينة، العدد (13083) السبت 27/ 10/1419هـ، والعدد (13086) الثلاثاء 30/ 10/1419هـ) والوزير: هو علي بن محمد بن سليم المصري (603 - 677) كان من أكابر رجال عصره حزما وعزما، ولد وتوفي بمصر وعين وزيرا في عهد الظاهر واستمر في عهد ابنه سعيد حتى توفي. (انظر الزركلي: الأعلام،ج4،ص333).
18 - محمد الرويثي: الموانئ السعودية، ص298ـ299.
19 - ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق طه عبدالرؤوف سعد، 1975، دار الجيل، بيروت، ج2، ص170ـ171.
20 - تاريخ ينبع، ص185.
21 - ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص176.مع العلم أن ودان وبواط ليستا بحريتين.
22 - ثنية المرة بالكسر وتشديد الراء، قرب ماء يدعى الإحياء من رابغ، انظر السمهودي: وفاء الوفاء، ج4، ص1167.
23 - ابن هشام: السيرة النبوية، ج2، ص171.
24 - ابن هشام، ج2، ص174.
25 - ابن هشام: السيرة النبوية: ج2، ص176ـ177.
26 - محمد فؤاد عبدالباقي: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، ج3، ص133.
27 - ابن الأثير: الكامل، ج5، ص12، وابن الطقطقا: محمد بن علي بن طباطبا: الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، دار صادر ـ بيروت، 1386هـ ـ 1966م، ص165ـ166، وانظر الزركلي: الأعلام، ج6، ص220.
28 - الطبري: الأمم والملوك، ج4، ص402ـ412 (أحداث سنة 144). وابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج4، ص374ـ376. الطبري: الأمم والملوك، ج4، ص422 ـ 423.، ج4، ص437).
29 - ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج9، ص345 حوادث سنة 618هـ،وانظر ابن عنبه: عمدة الطالب، ص166، وانظر تاريخ ابن خلدون، ج4 ص134ـ136، الفاسي: العقد الثمين، ج5، ص463ـ475، وانظر عبدالعزيز بن فهد، غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، ج1،ص550ـ555، وانظر عبدالملك بن حسين وانظر العصامي: النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، 1379، المطبعة السلفية، القاهرة، ج4، ص207ـ214،وانظر: السنجاري: منائح الكرم، ج2، ص266ـ269 وانظر: الدحلان: خلاصة الكلام، ص23،وانظر سنوك: صفحات من تاريخ مكة، ج1، ص173ـ176، وانظر: السباعي: تاريخ مكة، ص224ـ227.
(يُتْبَعُ)
(/)
30 - المقريزي: السلوك، ج1، ص337، والنجم عمر بن فهد: إتحاف الورى، ج3، ص39. وانظر حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص49. المقريزي: السلوك، ج2، ص342،و ابن فهد: إتحاف الورى، ج3، ص132.
31 - الفاسي: العقد الثمين، ج5، ص421، وابن فهد: إتحاف الورى، ج3، ص377.
32 - ابن فهد: إتحاف الورى: ج3، ص388ـ389، الدحلان: خلاصة الكلام، ص36.
33 - الفاسي: العقد الثمين: ج3، ص349، ابن فهد: إتحاف الورى: ج3، ص398.
34 - الفاسي: العقد الثمين، ج3، ص359، ابن فهد: إتحاف الورى، ج3، ص450ـ451. المقريزي: السلوك، ج7، ص67ـ68، ص116.
35 - ابن فهد: إتحاف الورى، ج3، ص604.
36 - ابن فهد: إتحاف الورى، ج4، ص485، وانظر: محمد بن أحمد الحنفي"ابن إياس": بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، الطبعة الثانية، القاهرة، 1383ـ1963، ج3، ص15ـ16،ص60،ص147.
37 - ابن إياس: وبدائع الزهور: ج3 ص318،386،ج4،ص36، حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص51ـ56.
38 - حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص64، وانظر: عبدالكريم الخطيب: تاريخ ينبع، ص240.
39 - ابن إياس: بدائع الزهور: ج4، ص47ـ138، العصامي: سمط النجوم العوالي: ج4، ص284ــ288.
40 - أبو المحاسن: النجوم الزاهرة: ج16، ص300ـ301ـ360.،وانظر: حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص49. فهمي: نعيم زكي، طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغرب، ص140. السليمان: علي حسين: العلاقات الحجازية المصرية، ص190 ـ 191. وانظر: محمد بن حسين الحارثي: الثغور البحرية الحجازية ... ، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، كلية الشريعة، قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية.
41 - محمد بن علي بن فضل الطبري المكي: إتحاف فضلاء الزمن:، ج2،ص360، والسنجاري: منائح الكرم،ج3،ص226، والدحلان: خلاصة الكلام،ص50، وسنوك: صفحات من تاريخ مكة المكرمة، ج1، ص208.
42 - الطبري:إتحاف الفضلاء، ج2،ص89 - 92، والسنجاري: منائح الكرم،ج4،ص272 - 282.
43 - السنجاري، منائح الكرم، ج5،ص95 - 97، والدحلان: خلاصة الكلام، ص114.
44 - الدحلان، ص259، والسباعي، تاريخ مكة، ص505، وصلاح الدين المختار، تاريخ المملكة العربية السعودية، ص119 - 124.
45 - أعمدة الحكمة السبعة، الطبعة الرابعة،1400هـ/1980م، دار الآفاق الجديدة، بيروت،ص89،وانظر: السباعي، تاريخ مكة، ص60693.
46 - من نسابة الأشراف البارزين، له اهتمامات بحثية في تاريخ وأنساب الأسر الهاشمية في ينبع والمدينة بشكل خاص والحجاز بشكل عام، وساهم في إعداد وتوثيق العديد من مشجرات أشراف الحجاز.
47 - في دراسة عن (الأشراف ذوو هجار)، منشورة بموقع (أشراف الحجاز وما جاورها) على شبكة الإنترنت.
48 - مرآة الحرمين، ص12 - 14.(/)
بيان هام من مجمع الفقه الإسلامي في الخرطوم حول العدوان الإيراني.
ـ[علي التمني]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 03:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيسم
بيان مجمع الفقه الإسلامي: الجناح الإيراني بمعرض الكتاب يسعى لهدم الإسلام
معرض الخرطوم 1427
مجمع الفقه الإسلامي*
هذا بيان للناس
مجمع الفقه الإسلامي يعلن أن:
جناح الكتب الإيرانية بمعرض الخرطوم الدولي يسعى لهدم الإسلام، ودك قواعده
الحمد لله، والصلاة على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فقد فوجئ المواطنون بوجود جناح بمعرض الخرطوم الدولي للكتب -وهو الجناح الإيراني- يحوي مجموعة من الكتب التي تتجه كل مضامينها لهدم الإسلام وعقائد أهله .. تطعن في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، ورواتها من الصحابة رضوان الله عليهم، وترمي أمهات المؤمنين بأقذع الأوصاف، وتطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بداية من أبي بكر وعمر؛ مضيا إلى آخرهم، وتدعو إلى إشاعة الفاحشة والزنا؛ لهدم الأخلاق والقيم، وإفساد المجتمع بما تسميه (نكاح المتعة)، وتدعي بأن هذه الصورة من الزنا هي من سنن الدين.
وهذه نماذج من محتويات تلك الكتب التي تم احتواؤها، ووضع اليد عليها؛ درءا للفتنة التي ظهرت بوادرها؛ وذلك بالتنسيق مع الأجهزة المختصة برعاية المطبوعات؛ ممثلة في المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية:
أولا: تحريفهم للقرآن الكريم كما ورد في هذه الكتب:
النماذج التالية الواردة في كتبهم تعتبر سعيا لهدم الدين، وزعزعة لقواعد الإيمان في النفوس؛ بتحريف القرآن الكريم معنى ولفظا؛ فمن ذلك تحريفهم اللفظي كما جاء في كتاب تفسير القمي (مجلد 1 ص 240) قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) كذا نزلت .. وفي صفحة 79 من الجزء الأول (مقدمة المؤلف) كتاب (الصافي في تفسير القرآن) تأليف العارف الحكيم والمحدث الفقيه محمد بن المرتضى المعروف بالمولى حسن الكاشاني- جاء ما يلي: وفي رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم؛ كما قد أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلما فتحه أبو بكر خرّج في أول صفحه فتحها فضائح القوم؛ فوثب عمر وقال: يا على! أردده، ثم أحضر زيد بن ثابت -وكان قارئا للقران- فقال له عمر: إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار .. فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر عليٌّ القرآن الذي ألّفه؛ أليس قد بطل كل ما عملتم؟! .. قال عمر: فما الحيلة؟! .. قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة .. فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه؟! .. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك ..
وفي ص 87 من الجزء الأول مقدمة المؤلف المقدمة السادسة جاء ما يلي: إن القرآن الذي بين أظهرنا منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير ومحرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة؛ منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظ (آل محمد) صلى الله عليه وسلم غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها غير ذلك .. وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم .. وبه قال علي بن إبراهيم رحمه الله؛ قال في تفسيره: وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران 110 فقال أبو عبد الله لقارئ هذه الآية: (خير أمة) يقتلون أمير المؤمنين والحسين عليه السلام؟! فقيل له: كيف نزلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! .. فقال: (إنما أنزلت كنتم خير أئمة أخرجت للناس)!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثله أنه قرئ على أبي عبد الله عليه السلام: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)؛ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لقد سألوه عظيما؛ أن يجعلهم للمتقين إماما .. فقيل له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم! كيف نزلت؟! فقال: أنزلت: (وجعل لنا من المتقين إماما) .. ومن تحريفاتهم ما جاء في كتاب الكافي 531 كتاب الحجة 531 (باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة، وأنهم يعلمون علمه كله) من أنه: روي عن محمد بن يحيى بسنده عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذب؛ وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب (ع) ثم الأئمة من بعده ..
ومثله أيضا ما جاء في المصدر نفسه والصفحة نفسها عن محمد بن الحسين بسنده عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال: (ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله؛ ظاهره وباطنه؛ غير الأوصياء).
ثانيا: زعمهم وجود ما يسمونه بمصحف فاطمة: جاء في الأصول من الكافي 551 تحت باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة حديث غريب.
ومما جاء في شأن هذا المصحف المزعوم ما ورد في الصفحة نفسها وهو: (قال عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: يظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين في مائة؛ وذلك أني نظرت إلى مصحف فاطمة (ع) قال قلت: ما مصحف فاطمة؟! قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ فأرسل الله إليها ملكا يسلي عنها ويحدثها؛ فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (ع)؛ فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي؛ فأعلمته بذلك؛ فجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع؛ حتى أثبت في ذلك مصحفا .. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام؛ ولكن فيه علم ما يكون.
ومن ذلك ما جاء في الأصول من الكافي كتاب فضل القران:
عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) -وأنا أستمع- حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس؛ فقال أبو عبد الله (ع) كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس؛ حتى يقوم القائم (ع)؛ فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه عليٌّ عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه؛ فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعته من اللوحين .. فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن؛ ولا حاجة لنا فيه .. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا .. وإنما كان عَلَيَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه .. ومن ذلك ما جاء في المصدر نفسه والصفحة نفسها من قول علي بن الحكم بن هاشم بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد سبعة عشر ألف آية.
ثالثا: الطعن في الصحابة والحط من شأنهم:
ومن وسائل الشيعة لهدم الإسلام هجومهم على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأخص رواة الحديث؛ ليشككوا الناس في المصدر الثاني من مصادر التشريع؛ وهو السنة النبوية .. ففي كتابه الذي سماه (الصحابة في حجمهم الحقيقي) يبدأ المدعو (الهاشمي بن علي) هجومه على أبي هريرة رضي الله عنه .. جاء في ص 59 من كتابه المذكور، وتحت عنوان (صحابة تحت المجهر): (ولكي يتبن الصبح لذي عينين؛ نضع بعض الصحابة -الذين كان لهم أعمق الأثر في أن يوجد لدينا اليوم إسلام ذو شكل عجيب وغريب؛ لا يمت إلى إسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي صلة؛ اللهم إلا الاشتراك اللفظي- تحت المجهر)
رابعا: أبو هريرة الدوسي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو هريرة .. وما أدراك ما أبو هريرة؟! .. راوية الإسلام الأعظم، واختلف في اسم أبي هريرة اختلافا شديدا، لكن طغى عليه هذا الاسم، وقد أسلم هذا الرجل في السنة السابعة للهجرة؛ بعد غزوة خيبر؛ يعني أنه لم يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مقدار ثلاث سنوات أو أقل؛ لكن العجيب أنه أكثر الصحابة رواية؛ حيث بلغ مجموع أحاديثه (5374) حديثا؛ علما بأن مجموع ما رواه الخلفاء الأربعة -أبو بكر وعمر وعثمان وعلي- عليه السلام هو (1421) حديثا .. ويمضي المؤلف على هذا النهج؛ فيشكك في رواية أبي هريرة على الجملة. ومن بعد أبي هريرة يوجه هذا الخبيث سهامه على سيف الله خالد بن الوليد؛ فيرميه بكل صفات السوء .. ومن بعد خالد يتناول بقلمه الشرير واحدا من الصحابة الأجلاء؛ وهو المغيرة بن شعبة؛ فيقول في ص 79 من الكتاب نفسه: المغيرة بن شعبة هو صحابي، وهو أحد النزاق الفساق الذين فتقوا في الإسلام فتقا لا يجبر إلى يوم القيامة .. ويمضي في إلصاق أقذر الأوصاف على المغيرة رضي الله عنه؛ فينعته بالزنا ثم يقول: (وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشى (أعطى الرشوة) في الإسلام؛ أعطى زيرفاس -حاجب عمر- شيئا حتى أدخله إلى دار عمر) .. ثم يقول بعد هذه العبارة التي ختمها بمجموعة من النقاط: (إن السكوت عن التعليق هنا أبلغ من التعليق، لكن نقول: العجب من عمر؛ إذ بعد أن عزله عن البصرة بسبب زناه يعيده واليا؛ وخيار الصحابة أحياء؛ يرزقون كعلي بن أبي طالب) .. ثم من بعد الهجوم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء دور النيل من أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن؛ فيبدأ هذا الخسيس بالنيل من أم المؤمنين حفصة بنت عمر؛ فيقول في ص 73 من الكتاب نفسه تحت عنوان (صحابيات تحت المجهر): - حفصة بنت عمر بن الخطاب زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذه المكانة -التي تتمناها كل أنثى- لم تمنع حفصة من ارتكاب الأهوال، ومخالفة الرسول؛ ولا عجب؛ فحفصة أنزل الله فيها وفي عائشة سورة كاملة؛ وهي سورة التحريم؛ فيها -من التهديد والوعيد من الله بالطلاق والإبدال بزوجات خير منهما، وبعذاب النار- ما لا يخفى على أي شخص يفهم لغة العرب)
خامسا: تجويزهم نكاح المتعة، والدعوة الصريحة إليه:
ومن ضلالاتهم التي يروجون لها إباحتهم ما يسمونه نكاح المتعة أو (زواج المتعة) ومن أمثلة ما يقولون في ذلك: (عن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال: لا بأس أن يتمتع بالمرأة على حكمه، ولكن لا بد أن يعطيها شيئا، لأنه إن حدث بها حدث لم يكن له ميراث) كتاب (المتعة) للشيخ (المفيد) المتعة ج 1 ص 14) (عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) في المرأة الحسناء ترى في الطريق ولا يعرف أن تكون ذات بعل أو عاهر؛ فقال ليس هذا عليك؛ وإنما عليك أن تصدقها في نفسها) ج1 ص 14 وعن جعفر بن محمد بن عبيد الأشعري عن أبيه قال: سألت أبا الحسن (ع) عن تزويج المتعة فقلت: اتهمتها بأن لها زوجا يحل لي الدخول بها؟! قال (ع): أرأيتك إن سألتها البينة على أن ليس لها زوج تقدر على ذلك؟! ج 1 ص 14 وعن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولوية عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: يستحب للرجل أن يتزوج المتعة ولو مرة .. ج1 ص 7 رسالة المتعة.
وبهذا الإسناد عن ابن عيسى المذكور عن بكر بن محمد عن الصادق حيث سئل عن المتعة فقال: (أكبر للرجل أن يخرج من الدنيا وقد بقيت خلة من خلال رسول الله لم تقض) رسالة المتعة ج1 ص 8. وبالإسناد عن ابن عيسى عن ابن الحجاج عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لي: تمتعت؟ قلت: لا .. قال: لا تخرج من الدنيا حتى تحيي السنة ج1 ص 8 ومن ذلك أيضا ما جاء في كتاب تهذيب أحكام كتاب جهاد وسيرة الإمام 212017 عن زرارة قال سأل عمار -وأنا عنده- عن الرجل يتزوج العاهرة متعة؛ قال: لا بأس .. وفيه أيضا ج 212117 وعن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن: نساء أهل المدينة فواسق أفأتزوج منهن؟ .. قال: نعم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه أيضا في الصفحة نفسها (عن فضل مولى محمد بن راشد عن أبي عبد الله قال: قلت: إني تزوجت امرأة متعة؛ فوقع في نفسي أن لها زوجا؛ ففتشت عن ذلك؛ فوجدت لها زوجا؛ قال: ولم فتشت؟) ومما جاء في شأن هذه المتعة -التي هي الإباحية بعينها- ما جاء في المصدر نفسه ص 21227 عن أبي عبد الله (ع) قال ذكر له المتعة أهي من الأربعة؟؛ قال: تزوج منهن ألفا؛ فإنهن مستأجرات .. ومن أفظع ما قيل في هذا الباب ما ينسبونه إلى أبي جعفر (ع) أنه من قال: والله يا أبا حمزة الناس كلهم بغايا ما خلا شيعتنا) انظر الروضة من الكافي 11858
سادسا: (أ) الغلو في دعوتهم أن أئمتهم يعلمون الغيب:
ومن طوامهم ما ينسبونه إلى الأئمة من أحوال وصفات تجعلهم فوق مكانة البشر؛ من كونهم يعلمون الغيب، وأنهم يعلمون متى يموتون، ونحو ذلك. ومن ذلك ما جاء في الأصول من الكافي 602 قوله (عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن محمد بن سنان عن يونس عن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول: إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون .. قال: ثم مكث هنيهة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه؛ فقال: علمت ذلك من كتاب الله عز وجل؛ إن الله عز وجل يقول تبيان لكل شيء) 601 (ب) دعواهم أن أئمتهم لا يموتون إلا باختيار منهم: وقال أيضا في باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون؟ وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم؛ وساق سندا عن محمد بن يحيى إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): أيّ أمام يعلم ما يصيبه وما يصير إليه؛ فليس ذلك بحجة لله على خلقه .. (وساق سندا آخر في الصفحة نفسها: عن أحمد بن محمد بسنده إلى سيف التمار قال: كنا مع أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر؛ فقال علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا؛ فقلنا: ليس علينا عين .. فقال: ورب الكعبة، ورب البنية -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبئهما بما ليس في أيديهما؛ لأن موسى والخضر (ع) أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة) .. ومن هذا القبيل ما جاء في الأصول من الكافي قول أبي جعفر في دعائم الإسلام قال: (بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادى بشيء كما نودي بالولاية؛ فأخذ الناس بأربعة؛ وتركوا هذه) يعني الولاية ..
ولا شك في أن الركن الخامس الذي يدعوا الشيعة إلى تركه والإيمان بأئمتهم هو الركن الأول، والمدخل الأساس للإيمان؛ وهو الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. وهذا من عجائب هؤلاء!! .. فكيف يكون مؤمنا من لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟! ومن أعظم الافتراء على الله ورسوله ما جاء في المصدر نفسه عن أبي جعفر (ع) قال أمر الله عز وجل ورسوله بولاية عليٍّ وأنزل (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي؛ فأمر الله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج؛ فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه سلم، وتخوف أن يرتدوا عن دينهم، وأن يكذبوه؛ فضاق صدره، وراجع ربه عز وجل؛ فأوحى الله عز وجل إليه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)؛ فصدع بأمر الله تعالى؛ فقام بولاية عليٍّ (ع) يوم غديرخم؛ فنادى: الصلاة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب (انظر الأصول من الكافي في باب الحجة) 671
سابعا: غلوهم في قبور أئمتهم وتشبيهها في الزيارة بالمساجد المفضلة:
ومن ذلك ما جاء في كتاب المزار من تهذيب الأحكام 6 - 1985م قال: عن أبي وهب القصيري قال: دخلت المدينة؛ فأتيت أبا عبد الله (ع)؛ فقلت له: جعلت فداك؛ أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين (ع)؛ فقال: بئس ما صنعت؛ لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك؛ ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الأنبياء (ع) ويزوره المؤمنون؟! قلت: جعلت فداك؛ ما على ذلك؟! قال: فاعلم أن أمير المؤمنين عند الله أفضل من الأئمة كلهم، وله ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا .. وجاء في تهذيب الأحكام كتاب المزار 6 - 1991م .. قال أبو عبد الله (ع) من زار قبر الحسين ليلة من ثلاث غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. قلت: أي الليالي؛ جعلت فداك؟! قال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى؟ وليلة النصف من شعبان .. وجاء في نفس الصفحة: عن أبي عبد الله (ع): من زار قبر الحسين (ع) يوم عرفة كتب له ألف حجة مع القائم، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعتق ألف ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل عبدي الصديق؛ آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق؛ زكاه الله من فوق عرشه) .. جاء في 1990م من الكتاب نفسه: (عن أبي الحسن الرضا قال: من زار قبر أبي عبد الله (ع) بشط الفرات كمن زار الله فوق عرشه) .. ومن ذلك أيضا ما جاء في كتاب المزار من كتاب التهذيب باب فضل زيارته (ع) 6/ 7891 قوله: (الكوفة حرم الله تعالى، وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرم علي بن أبي طالب (ع)، والصلاة فيها بألف صلاة، والدرهم بألف درهم) .. ها هي ذي محتويات الكتب التي عرضت في معرض الكتاب الإيراني؛ الذي احتج عليه الناس؛ لما في هذه الكتب من دعوات تشكك في القرآن الكريم، وتسب أصحاب الرسول الكريم، والخلفاء الراشدين، وزوجات النبي الكريم رضي الله عنهم أجمعين .. ونحن نحذر وندعوا إلى اليقظة من نشر هذه الادعاءات الباطلة التي تهدم عقيدة المسلمين، وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على بطلانها.
مجمع الفقه الإسلامي
رئاسة الجمهورية
الخرطوم
------------
نشر في المجلس العلمي للألوكة الأحد 23/ 6/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيكم أستاذ علي
سبق أن وضع هذا البيانَ أحدُ الإخوة الفضلاء على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3186&highlight=%C7%E1%CC%E4%C7%CD+% C7%E1%C5%ED%D1%C7%E4%ED+%E3%DA %D1%D6+%C7%E1%DF%CA%C7%C8
ـ[علي التمني]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 02:13]ـ
بسم الله
وبارك الله فيك اخي الحمادي، لم اطلع عليه هنا من قبل.
26/ 6/1428(/)
(إذْ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أُسْبَق إليه)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 11:29]ـ
جاء في ترجمة العبد الصالح، العالم العامل محمد بن عتاب الجذامي القرطبي، أبو عبد الله، من كتاب الصلة، لأبي القاسم ابن بَشْكُوَال، أنه:
(كان قد اعتقد قديما أن يُشْرِكَ أبويه فيما يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يُفرَض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك بينه وبينهما سَواء. وكان يقول: إني مضيت على هذه النية مدة، ثم أنه وقع بنفسي من ذلك شيء؛ إذْ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أُسْبَق إليه، ولم أكن رأيت ذلك لغيري قبلي، إلا أني لم أقطع ما نويته من ذلك، إلى أنْ مَرَّ بي لبعض المتقدِّمين مثل ذلك، فطابت نفسي، وازددت بصيرة في فعلي). اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 11:30]ـ
قال ابن فارس رحمه الله في معجم المقاييس:
( ... ولولا أن العلماء تجوَّزوا في هذا، لمَا رأينا أنْ يُجْمَعَ بين قول الله وبين الشِّعر في كتاب، فكيف في ورقة أو صفحة؟! ولكنَّا اقتدينا بهم، والله تعالى يغفر لنا، ويعفو عنا وعنهم).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 11:30]ـ
وقول الإمام أحمد مشهور مسطور، فلا نعيد ونزيد، ومَن طلب العلم لله، فالقليل يكفيه ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 12:21]ـ
جزاك الله خيرا
هذه العبارات وأمثالها كثيرة جدا عند المتقدمين والمتأخرين، وقد كدت أجمع فيها رسالة ردا على بعض أصحابنا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 11:27]ـ
بارك الله فيك يا أبا مالك
إنما أردنا تنبيه الوسنان ...
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 10:45]ـ
كلام نفيس يا شيخ أشرف نفع الله بك ..
أتعجب كيف تمر مثل هذه الفوائد على طالب العلم لأول مرة يقرأها ولا يشكر صاحبها الموفق هنا
ولا أدري متى طرح الموضوع حيث أني للتو رأيته .. وقبل أيام كان تسجيلي ..
أين من يطرب لسماع الفوائد والدرر .. تعجبت فعلا أن لا يعلق غير واحد!!
فأين القوم!!
ومثل هذا الوقوف -حيث وقف القوم- ..
تمر كثيرا بشيخنا العثيمين -قدس الله روحه - فيستحسن أقوااالا ولا يقول بها لأجل أن لم يجد فيها أثرا وسلفا ..
وفقك الله أشرف ونفع بك .. ولا تقطعنا من مثل هاتيك الدرر .. )
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 11:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 07:02]ـ
الأخ ابن عبد البر وفقه الله
إذا كنت تعجب ممن يمرون على هذه الفوائد ولا يشكرون صاحبها، فلعل تتعجب أكثر ممن يمرون بها وينكرونها!!
وهؤلاء هم الذين لا يعتدون بكلام السابقين، وإذا جاءك الواحد منهم بفهم عجيب من عقله الفاسد، فقلت له: من سبقك إلى هذا الفهم؟ يقول لك: لا يشترط أن يسبقني أحد!
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[17 - Nov-2007, صباحاً 10:42]ـ
والله إنها لفائدة كبيرة كما قال الأفاضل: ومن ذلك أيضا قول أبي سليمان الداراني -رحمه الله-: ((ليس ينبغي لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه في الأثر، فإذا سمعه في الأثر عمل به، وحمد الله عز وجل على ما وفق من قلبه)).
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 04:48]ـ
فلعل تتعجب أكثر ممن يمرون بها وينكرونها!!
وهؤلاء هم الذين لا يعتدون بكلام السابقين، وإذا جاءك الواحد منهم بفهم عجيب من عقله الفاسد، فقلت له: من سبقك إلى هذا الفهم؟ يقول لك: لا يشترط أن يسبقني أحد!
كما قيل لا نحترم من لا يحترم الأئمة ..
فالذي يقل أدبه مع السلف .. لا يعتب على إساءة من بعده ..
وليس هذا مكانهم ولله الحمد .. ونحن في آخر الزمان ..
إلا أني رأيت من يحاكم الناس إلى فهمه .. ويجعل فهمه وعلمه وعقله هو <الدين>!! ومن نازعه -فلضلاله - ينظر إلى أنه مشاقّ لله ورسوله!! ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
تجمع المنتديات (فهم .. علم .. وأدب) كلها حاجات يحصل من نقص أحدها الخلل .. ولا تسل ما يكون إذا اجتمعت!!
ابومالك ..
بمثلك وأحبابك هنا يحلو الحوار .. ويزداد العلم .. وتفوح ريح الأدب العبقة ..
واسلم لمحبك ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 06:48]ـ
إخواني ومشايخي الفضلاء جزاكم الله خيرا، فقد أجدتم وأفدتم
ـ[العرب]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 01:41]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 02:22]ـ
وإيَّاك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 02:31]ـ
اخي الكريم أشرف بن محمد
تقول ان العالم العامل محمد بن عتاب الجذامي القرطبي، كان قد اعتقد قديما أن يُشْرِكَ أبويه فيما يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يُفرَض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك بينه وبينهما سَواء.
سؤالي هل فعله هذامشروع ام لا؟؟ وما الدليل على مشروعيته؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 02:33]ـ
لعلك تجد الإجابة عند غيري إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 05:43]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 07:41]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أشرف، انتقاء موفق
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 10:39]ـ
من بعض ما عندكم شيخنا الحبيب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 01:54]ـ
(إلى أنْ مَرَّ بي لبعض المتقدِّمين مثل ذلك) - بحث -
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 05:50]ـ
ماشاء الله عليك شيخنا أشرف بن محمد //أبومحمد //
مشاركة رائعة جدا
ومما وقفت عليه في هذه المشاركة ماكتبه إبن عبد البر أعلاه ((المتأسي بحافظ المغرب والأندلس كما يقول ابن حجر رحمة الله عليهما))
عبارة ذهبية في هذه المشاركة: فالذي يقل أدبه مع السلف .. لا يعتب على إساءة ممن بعده ..
بارك الله في الجميع
ـ[أبو ندى]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 03:01]ـ
مشايخنا الكرام
أشرف بن محمد و أبا مالك حفظهما الله
لو قمتُ - أنا أو غيري - بالشكر والدعاء والثناء عقب ما أستفيده منكم ومن أمثالكم هنا أو في الملتقى
لأصبحتْ مشاركاتي تضاعف عدد مشاركاتكم (ابتسامة)
ولذا أسأل الله أن يجعل أعمالكم خالصة زكية مباركة , و أن يزيدكم من فضله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 06:43]ـ
الأحباب:
أبومروة
أبو ندى
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، ونفع بكم
ـ[علي الزيود]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 10:03]ـ
اخي الكريم أشرف بن محمد
تقول ان العالم العامل محمد بن عتاب الجذامي القرطبي، كان قد اعتقد قديما أن يُشْرِكَ أبويه فيما يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يُفرَض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك بينه وبينهما سَواء.
سؤالي هل فعله هذامشروع ام لا؟؟ وما الدليل على مشروعيته؟؟
نعم مشروع. لان الابوين تحصيل حاصل مشتركان مع الولد في اجر افعاله الصالحة
لقوله عليه الصلاة والسلام << الولد كسب ابيه >>(/)
لطيفة: أصل معنى (هَلُمَّ جَرّا).
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 01:14]ـ
قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه: (الزاهر فى معانى كلمات الناس) 1/ 322:
وقولهم هلم جرا
معناه: سيروا على هينتكم أي تثبتوا في سيركم ولا تجهدوا لأنفسكم ولا تشقوا عليها، أخذ من الجر في السوق وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير).
وقال صاحب لسان العرب:
(وقولهم: " هلم جرا " معناه: على هينتك.
وقال المنذري في قولهم: " هلم جروا " أي تعالوا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدة ولا صعوبة.
وأصل ذلك من الجر في السوق وهو أن يترك الإبل والغنم ترعى في مسيرها) أ. هـ
-
ـ[أبو حماد]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 04:23]ـ
لا زلنا معك في فوائد مذ عرفناك، سلمت يمينك، وسدد الله قلمك، وثبّت حجتك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 05:19]ـ
أهلا بالشيخ الكريم ابن الكرام / أبي حماد
أسعدني مرورك .... وتمنيت إطلالتك بفائدة من عزيز فوائدك ... لا عدمناك.
---
قال ابن الأثير في كتابه: (النهاية في غريب الأثر):
والحديث الآخر [أن رجلا كان يجر الجرير فأصاب صاعين من تمر فتصدق بأحدهما] يريد أنه كان يستقي الماء بالحبل
- وفيه [هلم جرا] قد جاءت في غير موضع ومعناها استدامة الأمر واتصاله.
يقال كان ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم.
وأصله من الجر: السحب.
وانتصب جرا على المصدر أو الحال.
قال الأزهري في تهذيب اللغة:
ويقال: كان عاما أول كذا وكذا فهلم جرا إلى اليوم أي امتد ذاك إلى اليوم.
وسمعت المنذري يقول: سمعت المفضل بن سلمة في قولهم: هلم جرا أي: تعالوا على هينتكم، كما يسهل عليكم من غير شدة ولا صعوبة، وأصل ذلك من الجر في السوق، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في مسيرها.
-
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 05:21]ـ
شكر الله لكم ..
ومن استخدامتها الصحيحة الاستخدام الشائع عند الناس اليوم بمعنى استدامة الأمر واتصاله، يقال كان ذلك عام كذا وهَلُمَّ جَرًّا إلى اليَوْم، أو بمعنى ما شابه ذلك .. إلى آخره تكرار لما بعده.
قال في التعريفات:
وقولهم هلم جرا أي ممتدا إلى هذا الوقت الذي نحن فيه من أجررت الدين تركته على المديون
وفي المصباح:
قولهم (وَهَلُمَّ جَرًّا) أي ممتدا إلى هذا الوقت الذي نحن فيه مأخوذ من أجررت الدين إذا تركته باقيا على المديون أو من أجررته الرمح إذا طعنته وتركت فيه الرمح يجره.
ومن لطيف ما أذكر قول بعضهم أن هلم مركبة في أصلها من هاء التنبيه وفعل الأمر لُمَّ.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 06:24]ـ
بارك الله فيكم
وأول من قال تلك الكلمة وغدا قوله لها مثلا هو عائذ بن يزيد اليشكري
قال الميداني في مجمع الأمثال:
وأول من قال ذلك المستطعمُ عمرو بن حمران الجعدي زبداً وتامكاً حتى قال له عمرو: كلاهما وتمرا (أي كلاهما وأزيدك تمرا كما في شرح البكري على مجمع الأمثال) وقد مر ذكره في حرف الكاف واسم ذلك الرجل عائذ وكان له أخ يسمى جندلة:وهما ابنا يزيد اليشكري ولما رجع عائذ قال له أخوه جندلة:
أعائذ ليت شعري أي أرض ... رمت بك بعدما قد غبت دهرا
فلم يك يرتجى لكم إياب ... ولم نعرف لدارك مستقرا
فقد كان الفراق أذاب جسمي ... وكان العيش بعد الصفو كدرا
وكم قاسيت عائذ من فظيع ... وكم جاوزت أملس مقشعرا
إذا جاوزتها استقبلت أخرى ... وأقود مشمخر النيق وعرا
فأجابه عائذ فقال:
أجندل كم قطعت إليك أرضاً ... يموت بها أبو الأشبال ذعرا
قطعت ولامعات الآل تجري ... وقد أوترت في الموماة كدرا
وطامسة المنون ذعرت فيها ... خواضب ذات أرآل وغبرا
وإن جاوزت مقفرة رمت بي ... إلى أخرى كتلك هلم جرا
فلما لاح لي سغب ولوح ... وقد متع النهار لقيت عمرا
فقلت: فهات زبدا أو سناما ... فقال: كلاهما وتزاد تمرا
فقدم للقرى شطباً وزبداً ... وظلت لديه عشراً ثم عشرا
فذهب قوله مثلاً. ا.هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 06:51]ـ
وذكر السيوطي في المزهر نقلا عن ابن هشام في تصنيف له: "عندي توقّف في كون هذا التركيب عرَبيّاً محضاً؛ لأنَّ أئمةَ اللغةِ المعتمَد عليهم لم يتعرَّضوا له، حتى صاحب المُحْكم مع كَثرة استيعابه وتتبّعه، وإنما ذكره صاحب الصحاح
وقال الشيخ تقي الدين بن الصلاح في شرح مشكلات الوسيط: إنه لا يقبل ما تفرَّد به، وكان علَّة ذلك ما ذكره في أوّل كتابه من أنه يَنْقُل من العرب الذين سمع منهم، فإنَّ زمانَه كانت اللغة فيه قد فسدت، وأما صاحب العُباب فإنه قلَّد صاحب الصحاح فنسَخ كلامه، وأما ابنُ الأنباريِّ فليس كتابُه (يعني الزاهر) موضوعاً لتفسير الألفاظ المسموعة من العرب؛ بل وضْعه أن يتكلم على ما يجري في محاورات الناس، ولم يصرّح بأنه عربي هو ولا غيره من النُّحاة. انتهى."
لكن ذكره الصاحب بن عباد في المحيط له
وقول ابن هشام أن صاحب المحكم لم يتعرض له فلا أدري كيف هو فقد وجدته في المحكم في مادة الجيم والراء
وفي التاج للزبيدي:قال شيخنا: وقد توقَّفَ فيه ابن هِشام هل هو من الأَلفاظ العربيَّة أو مولَّد وخَصَّه بالتَّضَيُّف وتَعَقَّبَه أبو عبدِ الله الرّاعِي في تأْليفه الذي وَضَعَه لرَدِّ كلامِه وَبَسَطَ الكلامَ عليها ابن الأنباريّ في الزّاهر وغير واحد. وأوْرَدَ الجَلاَل كلامَ ابن هشَام في كتابه: الأشْبَاه والنَّظَائر النحويَّة منقَّحاً تامّاً وقد أوْدَعْت هذا البحثَ كلَّه في رسالة مُستقلَّة أغْنَتْ عن أن نَجْلب أكثرَ ذلك أو أقلَّه ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 07:15]ـ
أما إعرابها:
فـ (هلمّ): اسم فعل أمر بمعنى "أقبل" كما في شرح المفصل
وأما تركيبها فعند البصريين أنها مركبة من "ها" التنبيه و"لم" محذوفة منها الألف من قولهم لمّ الله شعثه
وعند الكوفيين مركبة من "هل" مع "أم" محذوفة همزتها
وأما "جرّا"
فقد ذكر العلماء في نصب "جرّا" ثلاثة وجوه:
الأول: هو في قول الكوفيين منصوب على المصدر لأن في هَلُمّ معنى "جروا جرّا"
الثاني: وهو في قول البصريين مصدر وضع موضع الحال والتقدير عندهم هَلُمّ جارين أي مُتَثَبِّتينَ
وهذا قياس على قولهم في جاء عبد الله مشياً وأقبل ركضاً قال الكوفيون ننصب مشياً و ركضاً على المصدر والمعنى عندهم مشى عبد الله مشياً وركض ركضاً وقال البصريون ننصب المشي و الركض لأنهما جعلا موضع الحال والمعنى عندهم جاء عبد الله ماشياً وأقبل راكضاً
القول الثالث: قاله بعض النحويين أنصب "جرا" على التفسير ا. هـ أنظر الزاهر لابن الأنباري والأمالي للمرزوقي
والله أعلم
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 11:09]ـ
لله أنت وأبوك شيخنا الفاضل المسيطر
إفادة واجترار للفوائد من صدور الرجال
بارك الله فيك وفي المشايخ الكرام
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 12:15]ـ
المشايخ الفضلاء /
حارث الهمام
أمجد الفلسطيني
آل عامر
أشكركم شكرا جزيلا كثيرا وفيرا على تفضلكم بالمرور والتعليق .....
فجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 11:23]ـ
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في تنوير الحوالك شرح موطأ مالك:
("هلم جرا" قال الشيخ جمال الدين بن هشام:
هذا كلام مستعمل في العرف كثيرا، وذكره الجوهري في صحاحه، فقال: تقول كان ذلك عام كذا، وهلم جرا إلى اليوم.
وفي العباب للصغاني مثله.
وقال بن الانباري في كتاب الزاهر: " معنى هلم جرا: سيروا على هيئتكم أي تثبتوا في سيركم، ولا تجهدوا أنفسكم.
قال: وهو مأخوذ من الجر، وهو أن تنزل الابل والغنم ترعى في السير.
قال: وفي انتصاب " جرا " ثلاثة أوجه:
- أحدها: أن يكون مصدرا وضع موضع الحال، والتقدير: " هلم جارين " أي متثبتين.
- الثاني: أن يكون على المصدر لأن في هلم معنى جر، فكأنه قيل: جروا جرا.
وقال بعض النحويين "جرا" نصب على التمييز.
وقال أبو حيان في الارتشاف وهلم جرا معناه: تعال على هيئتك، وانتصاب جرا على أنه مصدر في موضع الحال أي: جارين، قاله البصريون.
وقال الكوفيون: مصدر لأن معنى هلم جر.
وقيل انتصب على التمييز.
وأول من قاله: عابد بن زيد، قال:
وإن جاوزت مقفرة رمت بي ... إلى أخرى كتلك هلم جرا
قال بن هشام: وبعد فعندي توقف في كون هذا التركيب عربيا محضا، والذي رابني منه أمور:
الاول: أن إجماع النحويين واللغويين منعقد على أن لهلم معنيين:
أحدهما: "تعال" فتكون قاصرة كقوله تعالى: " هلم إلينا " أي تعالوا إلينا.
والآخر: "أحضر" فتكون متعدية كقوله تعالى: " هلم شهداءكم " أي أحضروهم.
ولا مساغ لاحد المعنيين هنا.
الثاني: أن إجماعهم منعقد على أن فيها لغتين:
- حجازية وهي التزام استتارهاضميرها فتكون اسم فعل.
- وتميمية وهي أن يتصل بها ضمائر الرفع البارزة فتكون فعلا.
ولا نعرف لها موضعا أجمعوا فيه على التزام كونها سام فعل ولم يقل أحد أنه سمع هلما جرا ولا هلموا جرا ولا هلمي جرا.
الثالث: أن تخالف الجملتين المتعاطفتين بالطلب والخبر ممتنع أو ضعيف وهو لازم هنا إذا قلت كان ذلك عام أول وهلم جرا.
الرابع: أن أئمة اللغة المعتمد عليهم لم يتعرضوا لهذا التركيب حتى صاحب المحكم مع كثرة استيعابه وتتبعه وإنما ذكره صاحب الصحاح.
وقد قال أبو عمرو بن الصلاح في شرح مشكلات الوسيط أنه لا يقبل ما تفرد به وكان ذلك على ما ذكره في أول كتابه من انه ينقل عن العرب الذين سمع منهم فإن زمانه كانت اللغة فيه قد فسدت.
واما صاحب العباب فإنه قلد صاحب الصحاح فنسخ كلامه.
وأما بن الانباري فليس كتابه موضوعا لتفسير الالفاظ المسموعة من العرب بل وضعه للكلام على ما يجري في محاورات الناس وقد يكون تفسيره على تقدير أن يكون عربيا فإنه لم يصرح بأنه عربي.
ولذلك لا أعلم أحدا من النحاة تكلم عليها غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولخص أبو حيان أشياء من كلامه فوهم فيه لانه ذكر أن الكوفيين قالوا: إن "جرا " مصدر.
والبصريين قالوا إنه حال.
وهذا يقتضي أن الفريقين تكلموا في إعراب ذلك وليس كذلك وإنما قال بن الانباري إن قياس إعرابه على قواعد البصريين أن يقال إنه حال.
وعلى قواعد الكوفيين أن يقال إنه مصدر.
هذا معنى كلامه وهذا هو الذي فهمه أبو القاسم الزجاجي ورد عليه فقال: البصريون لا يوجبون في نحو ركضا من قولك جاء زيد ركضا أن يكون مفعولا مطلقا بل يجيزون أن يكون التقدير جاء زيد يركض ركضا، فكذلك يجوز على قياس قولهم ان يكون التقدير: " هلم يجر جرا "انتهى.
ثم قول بن الانباري معناه: سيروا على هيئتكم إلى آخره معترض من وجهين:
أحدهما: أن فيه إثبات معنى لهلم لم يثبته لها أحد.
والثاني: أن هذا التفسير لا ينطبق على المراد بهذا التركيب فإنه إنما يراد به استمرار ما ذكر قبله من الحكم.
فلهذا قال صاحب الصحاح: " وهلم جرا إلى اليوم ".
ثم قال بن هشام والذي ظهر لنا في توجيه هذا الكلام بتقدير كونه عربيا أن هلم هذه هي القاصرة التي بمعنى ائت وتعال إلا أن فيها تجويزين:
أحدهما: أنه ليس المراد بالاتيان هنا المجئ الحسي بل الاستمرار على الشئ والمداومة عليه كما تقول امش على هذا الامر وسر على هذا المنوال.
والثاني: انه ليس المراد الطلب حقيقة وانما المراد الخبر وعبر عنه بصيغة الطلب كما في (فليمدد له الرحمن مدا).
وجرا مصدر جره يجره إذا سحبه.
ولكن ليس المراد الجر الحسي بل المراد التعميم كما استعمل السحب بهذا المعنى في قولهم هذا الحكم منسحب على كذا أي شامل له.
فإذا قيل كان ذلك عام كذا وهلم جرا؛ فكأنه قيل واستمر ذلك في بقية الاعوام استمرارا فهو مصدر أو استمر مستمرا فهو حال مؤكدة وذلك ماش في جميع الصور، وهذا هو الذي يفهمه الناس من هذا الكلام وبهذا التأويل ارتفع إشكال العطف فان هلم جرا حينئذ خبر وإشكال التزام إفراد الضمير إذ فاعل هلم هذه مفرد أبدا كما تقول واستمر ذلك أو واستمر ما ذكرته انتهى كلام بن هشام.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 11:39]ـ
الأخ الفاضل المسيطير ... كلام جميل ... بارك الله فيك ... وأحسن إليك ... وهلم جرا وسحبا
ـ[الموهوب]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 10:57]ـ
مشكور فائدة جميلة جدا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 12:33]ـ
وذكر السيوطي في المزهر نقلا عن ابن هشام في تصنيف له
قلت: هو "المسائل السفرية" مطبوع بتحقيق الأستاذ العلامة حاتم صالح الضامن، وهو فيه (صفحة: 32 ـ 40).
وأما تركيبها فعند البصريين أنها مركبة من "ها" التنبيه و"لم" محذوفة منها الألف من قولهم لمّ الله شعثه
قلت: لم أعرف أي ألف حذفت، فأرجو التوضيح.
قلت: وأكثر مادة رسالة ابن هشام نقلها ابن عابدين في رسالته "الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة" (ص: 23 ـ 25) تحقيق الأستاذ الدكتور حاتم الضامن، فلتنظر.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 03:02]ـ
قلت: لم أعرف أي ألف حذفت، فأرجو التوضيح.
بارك الله فيكم
هي ألف هاء التنبيه وقد نطقوا بها فقالوا "هالم" والله أعلم(/)
من لديه معلومات عن هذا الكاتب المصري؟
ـ[النعمان]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 03:40]ـ
من لديه معلومات عن هذا الكاتب المصري؟
سعيد أيّوب
كاتب ومفكر اسلامي ومدير الطباعة والنشر بالمكتب العالمي للنشر والتوزيع
القاهرة ـ حدائق القبّة ـ شارع جميل عبداللطيف / 3
ولكم جزيل الشكر(/)
لِم لَم يكن ابن عمر يساكن والده؟
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 05:32]ـ
ورد في الصحيح حديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: "إن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله، وأنا غلام حديث السن، وبيتي المسجد قبل أن أنكح " الخ
وقد أشكل علي هذا وكونه ينام في المسجد، لأنه لا أهل له، وقوله وكان بيتي المسجد قبل أن أنكح.
ووجه الإشكال:
وجود والده ووالدته، فلم لم يكن يساكنهما؟
فنظرت سريعا في شروح الحديث فلم أجد من تكلم عن هذا الإشكال.
وبعد التأمل، قلت لعل الذي دعاها إلى نزول المسجد، ضيق المسكن، وعدم وجود مكان ينام فيه، وكان هو أكبر إخوانه وأيسر عليه أن يسكن خارج بيته، فمعلوم ما كانوا يعانونه في الصدر الأول من الفقر والعوز.
آمل من الإخوان المزيد المزيد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 01:27]ـ
وجود والده ووالدته، فلم لم يكن يساكنهما؟
.
والدته زينب بنت مظعون قيل: توفيت بمكة قبل الهجرة.
ونومه بالمسجد لعله للسبب الذي ذكرت، ومعه وهو أقوى منه في نظري: حبه للعبادة والقرب من رسول الله، فقد ثبت في الصحيح عن عمر أنه قال: «كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله (ص) ينزل يوما وأنزل يوما ... »
لذا آثر ابن عمر القرب من رسول الله (ص) على السكن مع عند أبيه بعيدا عن رسول الله (ص).
والله أعلم.
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 01:42]ـ
احسنت بارك الله فيك
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 04:18]ـ
والدته زينب بنت مظعون قيل: توفيت بمكة قبل الهجرة.
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن ما ذكرت صحيح، أنه قد قيل ذلك، لولا ما يعكر عليه في أسد الغابة حيث نقل عن الزبير أنها كانت من المهاجرات، وقال: أخشى أن يكون وهما لأنه قد قيل إنها ماتت مسلمة بمكة قبل الهجرة وحفصة ابنتها من المهاجرات. اهـ
فالمسألة محل تردد، والأمر فيها سهل، ولك مني بالغ التقدير والشكر على مرورك وتعليقك.
والسبب الذي ذكرته وجيه وقوي بارك الله فيك.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 04:20]ـ
ولك بمثل أخي الباحث المستفيد
وفقك الله ونفع بك
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن ما ذكرت صحيح، أنه قد قيل ذلك، لولا ما يعكر عليه في أسد الغابة حيث نقل عن الزبير أنها كانت من المهاجرات، وقال: أخشى أن يكون وهما لأنه قد قيل إنها ماتت مسلمة بمكة قبل الهجرة وحفصة ابنتها من المهاجرات. اهـ
فالمسألة محل تردد.
لا ليست بِمحل تردد، قال الحافظ ابنُ حجر رحمه الله في الإصابة في ترجمة زينب بنتِ مظعون رضي الله عنها:
((قال أبو عمر: هي زوجة عمر بن الخطاب ووالدة ولديه عبد الله وحفصة، ذكر الزبير أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون وهماً، لأنه قد قيل إنها ماتت بِمكة قبل الهجرة.
قلت: بل الوهم ممن قال ذلك فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد الله هاجر به أبواه أخرجه البخاري من طريق نافع عن ابن عمر عن عمر لما فَضَّل أسامة على عبد الله بن عمر في القسم وقد تعقب ابن فتحون كلام أبي عمر بهذا وذكرها أبو موسى في الذيل بهذا الخبر.)) انتهى كلامه رحمه الله.(/)
من هم أهل الصفة؟؟
ـ[فواحة النرجس]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 08:37]ـ
من هم أهل الصُفة؟؟؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 08:53]ـ
http://ibntaimiah.al-islam.com/Subject.asp?ID=2271&Mode=0
ـ[فواحة النرجس]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 09:20]ـ
جزاك الله خيرا ...............(/)
ما الفرق بين العذاب والابتلاء؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 10:06]ـ
ما الفرق بين العذاب والابتلاء؟
هل الابتلاء عذاب للكافر وطهرة للمسلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 07:34]ـ
الحمد لله
الابتلاء اختبار و امتحان وتطهيرا و تمحيصا .... والعذاب عقاب
وقد يجتمعان في حال فيكون ابتلاء وامتحانا وتمحيصا و رفعا للدرجات في شان قوم و يكون عقابا في شأن قوم آخرين
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 08:07]ـ
الحمد لله
والبلاء و الانتلاء يكون في الخير و الشر ...
قال تعالى .... ونبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون
وقال سبحانه ... ان الله مبتليكم بنهر
البلاء و الابتلاء أمر دائم دوام الانسان في الدنيا لا ينقطع ... ويخرج من بلاء ليدخل في آخر ... وقد يخفى ذلك عليه و لا يحس
به لجهله بسنة الله في خلقه .... ولا يستيقظ او يتوجع حتى يشتد عليه البلاء.
قال تعالى ... انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه
وقال سبحانه .... الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا.
فالابتلاء بمعنى ما يصيب العبد من خير او شر لا ينقطع عن العبد وانما تختلف صوره.
واما العذاب فنعوذ بالله منه عقاب.
والله اعلم
ـ[عبدالله]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
هل النووي تتلمذ على صاحب عمدة الأحكام عبدالغني المقدسي؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 10:10]ـ
هل النووي تتلمذ على صاحب عمدة الأحكام عبدالغني المقدسي؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
لم يكن ذلك في الإمكان
فقد ولد النووي بعد وفاة صاحب العمدة بـ 31 سنة
رحمهما الله ورفع درجتهما(/)
هل صح قول الشوكاني رحمه الله (معاوية و يزيد لعنهم الله) في كتابه نيل الأوطار؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 12:18]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول العلاّمة عبد الكريم الخُضَيْر ـ سلَّمهُ اللَّهُ ـ مبينا صحة نسبة قول الشوكاني رحمه الله (معاوية و يزيد لعنهم الله):
من باب الإنصاف، جميع الطبعات نيل الأوطار في قتال أهل البغي قال و استمر الأمر على ذلك لعليٍ إلى ولاية معاوية و يزيد لعنهم الله! .. جميع طبعات نيل الأوطار!
النسخة المحققة الجديدة طبعة دار ابن الجوزي، المحقق -وفقه الله- صور المقطع بخط الشوكاني و بخط أحد كبار تلاميذ الشوكاني و ليس فيه اللّعنة! يعني يُذكر هذا لأن نيل الأوطار متداول في أيدي الناس، و كم من شخص طعن في الشوكاني من أجل هذا؛ فالمُحقِق و فقه الله ذكر هذا و جاء بمقطع بخط الشوكاني ليس فيه اللّعنة، و نسخة صحيحة موثقة من خط أحد طلابه ليس فيه اللعنة؛
فمن أين جاء هذا اللعن؟!!
لاشك أنّه مدسوس! .. مدسوس و موجود في أول طبعة من طبعة بولاق، و كل ما جاء بعدها من الطبعات ممّا طبع عنها!
يعني كاين طلاب العلم ينقمون على الشوكاني مثل هذه الأمور لكنها ليست من صنيعه رحمه الله.
قد يجد في نفسه شيئ على معاوية رضي الله عنه فلا يترضى عنه مع أنّه ترضى عنه في مواضع؛ و أمّا بالنسبة لابنه يزيد فهذا معروف .. مسألة استباحة المدينة و إهانة الصحابة معروفة هذه، و لذلك كلام الأئمة فيه شديد، الإشكال فيما يتعلق في معاوية الصحابي الجليل، و أمَّا ابنه يزيد فليس بصحابي.
فالذي يتعلق بجانب الصحابة لابد من حياطته و لابد من صيانته؛
فما جاءنا من طريق هؤلاء الجِنّة لابد أن يكون لقبوله إثبات عدالة ناقليه،لأن من شرط قبول الخبر عدالة الناقل، و مخرج الحديث و أصل الحديث و منبع الحديث من الصحابي، فإذا قدحنا في الراوي قدحنا في المروي و على هذا نأتي على الدين بالنقض فالأمر جد خطير.اهـ
شرح مقدمة سنن ابن ماجه للشيخ عبد الكريم الخضير (حفظه الله) بتاريخ 15/ 06 / 1428 وقت المادة: 13:23
منقول
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 02:04]ـ
وماذا عن طبعة طارق عوض الله هل فيها اللعن؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 02:49]ـ
فائدة عارضة:
في ترجمة الحسن بن إسماعيل بن الحسن بن محمد المغربي من البدر الطالع:
وكان رحمه الله يقبل على إقبالا زائدا ويعينني على الطلب بكتبه وهو من جملة من أرشدني إلى شرح المنتقى وشرعت في حياته بل شرحت أكثره وأتممته بعد موته وكان كثيرا ما يتحدث في غيبتي أنه يخشى على من عوارض العلم الموجبة للاشتغال عنه فما أصدق حدسه وأوقع فراسته فأنى ابتليت بالقضاء بعد موته بدون سنة وانتقلت روحه الطاهرة إلى جوار الله في يوم الثلاثاء ثالث وعشرين ذي الحجة سنة 1208 ثمان ومائتين وألف.
وفي ترجمة شيخه عبد القادر بن أحمد:
وهو رحمه الله من جملة من رغبني في تأليف شرح على المنتقى فشرعت فيه في حياته وعرضت عليه كراريس من أوله فقال إذا كمل على هذه الكيفية كان في نحو عشرين مجلدا وأهل العصر لا يرغبون فيما بلغ من التطويل الى دون هذا المقدار ثم أرشدنى إلى الاختصار ففعلت ... حتى توفاه الله تعالى في يوم الاثنين خامس ربيع الأول سنة 1207 سبع ومائتين والف.
وفي ترجمته [الشوكاني] وصنف تصانيف مطولات ومختصرات فمنها شرح المنتقى كان تبييضه في أربع مجلدات كبار أرشده إلى ذلك جماعة من شيوخه كالسيد العلامة عبد القادر بن أحمد، والعلامة الحسن بن إسماعيل المغربي وعرض عليهما بعضا منه وماتا قبل تمامه.
وفي ترجمته أيضا بعد أن ذكر جملة من مصنفاته ... وتصنيف بعض ما تقدم تحريره قبل أن يبلغ صاحب الترجمة أربعين سنة بل درس في شرحه للمنتقى قبل ذلك.
وقد توفي عام 1250، وعمره 77 عاما.
قلتُ: تقدمت وفاة شيخيه.
وبذا يتبين أنه بدأ تأليف الكتاب قبل وفاته بقرابة نصف قرن.
فلو صح جدلا ما في النسخة أنه بخطه، فيكون في أول عمره حين كان زيديا، كما ألف رسالة في بداية حياته في الوصية لعلي رضي الله عنه.
أما في آخر عمره فلا شك أن هجر هذه الأقوال الردية.
ـ[أبو حُنيف الأثري]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 11:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وجُزيتم خيرا.
الشيخ سلمان -وفقك الله-:
يقول العلاّمة عبد الكريم الخُضَيْر ـ سلَّمهُ اللَّهُ ـ مبينا صحة نسبة قول الشوكاني رحمه الله (معاوية و يزيد لعنهم الله)
لعل الأوضح: عدم صحة ... والله أعلم.
وقد أرفقت كتابة سطرها بعض الإخوة ورفعها في بعض المنتديات،-ولم أغير شيئا منها أداءًا للأمانة-، وفيها صورة للمخطوط المشار إليه.
وفق الله الجميع.
=================
تنبيه:
جزاك الله خيرا على أمانتك ونقلك
وقد حرر من المرفق ما لا يحتاج إليه مما فيه لمز ومبالغة في الثناء وأبقي ما فيه فائدة
المشرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:42]ـ
وماذا عن طبعة طارق عوض الله هل فيها اللعن؟!
نعم.
وجزاكم اللَّهُ خيرًا ورفع قدركم يا شيخ عبد اللَّه المزروع.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:55]ـ
الشَّيخ عبد الرَّحمن بن صَالح السّديس:
أحسن اللَّهُ إليكم بهذه النّقول النّافعة،جزاكم خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:59]ـ
لعل الأوضح: عدم صحة ... والله أعلم.
أحسنتَ أبا حُنيف الأثري، وشكر اللَّهُ لكُم هذا التنبيه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 09:08]ـ
وسبب بحثي الأول عن تأريخ كتابته لنيل الأوطار ما أورده أحد الإخوة من إشكال في النيل هذا نصه:
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: يَقُولُونَ: {إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى إلَى عَلِيٍّ لَقَدْ دَعَا بِالطَّسْتِ لِيَبُولَ فِيهَا فَانْخَنَثَتْ نَفْسُهُ وَمَا شَعُرْتُ فَإِلَى مَنْ أَوْصَى}. رَوَاهُ النَّسَائِيّ. انْخَنَثَتْ: أَيْ انْكَسَرَتْ وَانْثَنَتْ). الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: {ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ وَصِيًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَتَى أَوْصَى إلَيْهِ؟ وَقَدْ كُنْتُ مُسْنَدَتَهُ إلَى صَدْرِي فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَلَقَدْ انْخَنَثَ فِي حِجْرِي وَمَا شَعُرْتُ أَنَّهُ مَاتَ فَمَتَى أَوْصَى إلَيْهِ؟}.
قَوْلُهُ: (انْخَنَثتَ) هُوَ كَمَا ذَكَر الْمُصَنِّفُ الِانْثِنَاءُ وَالِانْكِسَارُ، وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ الصَّحِيحَيْنِ انْخَنَثَ: أَيْ اسْتَرْخَى فَانْثَنَتْ أَعْضَاؤُهُ.
وَالْحَدِيثُ سَاقَهُ الْمُصَنِّفُ لِلِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى جَوَازِ الْبَوْلِ فِي الْآنِيَةِ مُؤَيِّدًا بِهِ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ لَمَّا كَانَ فِيهِ ذَلِكَ الْمَقَالُ، وَلَكِنَّهُ وَقَعَ فِي حَالِ الْمَرَضِ، وَلَمْ يَذْكُرْ الْمُصَنِّفُ الْحَدِيثَ هَذَا فِي الْوَصَايَا كَغَيْرِهِ حَتَّى يُحِيلَ الْكَلَامَ عَلَيْهِ إلَى هُنَالِكَ.
وَالْإِنْكَارُ لِوِصَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ الْمَفْهُومُ مِنْ اسْتِفْهَامِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ ثُبُوتِهَا. وَعَدَمِ وُقُوعِهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ الْخَاصِّ لَا يَدُلُّ عَلَى الْعَدَمِ الْمُطْلَقِ وَقَدْ اسْتَوْفَيْنَا الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ فِي رِسَالَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ لَمَّا سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ.
وعلق أخونا الشيخ عصام البشير بقوله:
انظر رسالته عن الوصاية ضمن المجلد الثاني من الفتح الرباني بتحقيق صبحي حلاق.
ثم قال:
هذه الرسالة للشوكاني رديئة، وليست على منهج أهل السنة البتة، وقد حشاها بالأحاديث الضعيفة والمنكرة في إثبات أن عليا رضي الله عنه هو الوصي بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم تمحل كثيرا في معنى الوصاية، فأتى بما لا يقر عليه.
والرسالة كتبها الشوكاني سنة 1205، ولذلك اعتذر له المحقق صبحي حلاق بأنه كتبها قبل اكتمال نضجه العلمي، وقبل تمكنه من علم الحديث. ولذلك فإن كثيرا من الأحاديث التي ذكرها في هذه الرسالة وجزم بثبوتها، أوردها بعد ذلك في (الفوائد المجموعة) الذي ألفه سنة 1245 وحكم بوضعها ونكارتها.
والله أعلم.
يشكل على هذا نقله عن الرسالة مع الإقرار لما فيها، في كتابه نيل الأوطار.
فمن يفيدنا متى ألف الشوكاني (نيل الأوطار)؟
فكتبت المشاركة السابقة.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 11:35]ـ
جزاكم الله خيراً
تحت أي حديث ورد كلام الشوكاني هذا؟ أعني (اللعن)
فقد بحثت في النسخة التي لدي من (نيل الأوطار) دار الكلم الطيب، توزيع دار المغني بالرياض فلم أجده.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 12:26]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
انظر تكرمًا: كتاب القطع في السرقة، باب قتال الخوارج وأهل البغي.
(ثم لما وقع صلح الحسن ومعاوية ثارت منهم طائفة فأوقع بهم عسكر الشام بمكان يقال له النخيلة وكانوا منقمعين في إمارة زياد وابنه طول مدة ولاية معاوية وابنه يزيد لعنهم الله وظفر زياد وابنه بجماعة منهم فأبادهم بين قتل وحبس طويل فلما مات يزيد ووقع الافتراق وولي الخلافة عبد الله بن الزبير وأطاعه أهل الأمصار إلا بعض أهل الشام وثار مروان فادعى الخلافة وغلب على جميع الشام ثم مصر فظهر الخوارج حينئذ بالعراق مع نافع بن الأزرق باليمامة ومع نجدة بن عامر وزاد نجدة على معتقد الخوارج أن من لم يخرج ويحارب المسلمين فهو كافر ولو اعتقد معتقدهم وعظم البلاء بهم وتوسعوا في معتقدهم الفاسد فأبطلوا رجم المحصن وقطعوا السارق من الإبط وأوجبوا الصلاة على الحائض في حيضها وكفروا من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادرًا وإن لم يكن قادرًا فقد ارتكب كبيرة وحكم مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر وكفوا عن أموال أهل الذمة وعن التعرض لهم مطلقًا وفتكوا في المنتسبين إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب فمنهم من يفعل ذلك مطلقًا بغير دعوة ومنهم من يدعو أولاً ثم يفتك ولم يزل البلاء بهم إلى أن أمر المهلب بن أبي صفرة على قتالهم فطاولهم حتى ظفر بهم وتفلل جمعهم ثم لم يزل منهم بقايا في طول الدولة الأموية وصدر الدولة العباسية ودخلت طائفة منهم المغرب.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 12:31]ـ
الشَّيخ ـ الحبيب ـ عبد الرَّحمن السّديس:
بارك اللَّهُ فيكم،ورفع قدركم.
دمتم بخير.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 12:45]ـ
في نسختي (كتاب حد شارب الخمر باب قتال الخوارج وأهل البغي)!
وقد وجدت العبارة وليس فيها (اللعن) المنسوب للشوكاني، فالحمد لله على احسانه
وقد اعتمد محقق النسخة التي بين يدي على مخطوطة بخط المصنف (الشوكاني) ويبدو لي أنها التي أرفقها صبحي حلاق في تحقيقه الجديد لكتاب نيل الأوطار.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 01:04]ـ
الحمداللَّه.
بارك اللَّهُ فيكم أخانا خالد جمال.(/)
أريد منهجية في التأصيل العلمي، فهل ترشدوني؟
ـ[المهاجره]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن توفر منهجية لطالب العلم المبتدئ من حيث التاصيل العلمي؟؟
وشكرا
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 01:41]ـ
أختي الكريمة دونك هذا الملف المرفق وسوف تجدين فيه بغيتك إن شاء الله تعالى.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 01:52]ـ
جزاكم الله خيرا ياأبا حماد
ـ[المهاجره]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 06:16]ـ
اسال الله لكم ان يجزل المثوبه لكم
ـ[وميض النور]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 08:34]ـ
بارك الله بكم
وأجزل لكم المثوبة
هل بالإمكان نقله إلى منتديات أخرى؟؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 08:41]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
المنهجيّة في طَلَب العِلم
لفضيلة الشّيخ العلاّمة صالح بن عبد العزيز آل الشَّيخ
ـ[المهاجره]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 10:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك سلمان ابوزيد
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 11:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برنامج طلب العلم ( http://www.felah.com/ethio-guide/barnamijteleb.doc)
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
ـ[المهاجره]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 03:38]ـ
أسال الله ان يجزل لكم المثوبه
هذا هو مااريد
بارك الله فيكم
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:09]ـ
أنصحك أختي بالتسجيل في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، ففيها يمكنك طلب العلم على أسس منهجية وبتدرج، كما انه يمكنك التواصل فيها مع المشايخ وسؤال ماأشكل عليك فهمه، أسأل الله لك التوفيق
ـ[المهاجره]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:19]ـ
فكره رائعه اختي ساره ..
باذن الله سالتحق بها
الله يجزاك الجنه ..
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:40]ـ
فكره رائعه اختي ساره ..
باذن الله سالتحق بها
الله يجزاك الجنه ..
اّمين وإياك،أختي الكريمة
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:14]ـ
أنصحك أختي بالتسجيل في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، ففيها يمكنك طلب العلم على أسس منهجية وبتدرج، كما انه يمكنك التواصل فيها مع المشايخ وسؤال ماأشكل عليك فهمه، أسأل الله لك التوفيق
أحسنت أختي الكريمة سارة، فالسؤال والإلحاح والبحث والمذاكرة من أعظم ما يفتح على الإنسان أبوب العلم ويدنيه إلى المعرفة، وينبغي أن يكون السؤال سؤال الجاهل المُستعلِم لا سؤال المستنكف المختبِر، وبقدر ما يكون التجلّد في السؤال والصبر على مضض الجواب مع التدوين والتقييد لشوارده وفرائده يكون النبوغ والتقدم، وقد كنت أذكر أنساناً لم يرزقوا في زمن مضى حظاً من المعرفة والعلم، ومع الإلحاح والصبر وملازمة المجالس العلمية وكثرة السؤال وطلب الفائدة أصبحوا مقدّمين يُشار إليهم بالبنان، ورزقوا حظوة وفُتح عليهم بالخير.
والشكر كذلك لكاتبة الموضوع ولكل من داخل فيه وذاكر بما لديه.(/)
إثبات تسمية الملكين اللذين يفتنان الميت في قبره بـ"منكِر ونكير" للشّيخ د. خالد الردادي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 08:14]ـ
إثبات تسمية الملكين اللذين يفتنان الميت في قبره بـ"منكِر ونكير"،
لفضيلة الشَّيخ د. خالد بن قَاسم الرَّدَّاديّ ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المكرم الأخ الفاضل ....... فقد سئلت وفقك الله عن صحة تسمية الملكين بـ (منكر ونكير) وهل وردفي السنة شيء صحيح في هذا الباب؟ وأن بعض الناس يزعمون ضعف الأحاديث الواردة في هذا!
والجواب عن سؤالك -وفقني الله -وإيّاك لما يحب ويرضى:
اتفق علماء السنة وتواترالنقل عنهم على إثبات تسمية الملكين اللذين يفتنان الميت في قبره بـ"منكر ونكير"،ولم يخالف في هذا سوى المعتزلة ومن شاكلهم من أهل البدع والأهواء، ومصنفات أهل السنة في إثبات هذا شاهدة ناطقة!
وأتعجب من بعض المتسرعين الذين لبسوا لباس السنة وادعوا الذب عنها جرأتهم في طرح هذه المسائل عرضة للبحث وإثارة للتشغيب والفتنة وإظهارا لتعالمهم وتنكبهم المنهج السوي،فإلى الله الشكوى ولاحول ولا قوة إلا به!
سأل أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام أحمد فقال: ((هذه اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟. قال: نقول منكر ونكير وهما ملكان)) ["طبقات الحنابلة" (1/ 55)،وانظر"الروح"لابن القيم (ص57)].
وقال أحمد بن القاسم - رحمه الله –: " قلت: يا أبا عبد الله تقر بمنكر ونكير وما يروى من عذاب القبر؟ فقال: نعم. سبحان الله! نقر بذلك ونقول. قلت: هذه اللفظ (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟ قال: نقول منكر ونكير , وهما ملكان، وعذاب القبر " ["طبقات الحنابلة" (1/ 135)]. .
وقال في "أصول السنة " (31): (( .. وأن هذه الأمة تفتن في قبورها، وتسأل عن الايمان والاسلام، ومن ربه ومن نبيه، وياتيه منكر ونكير، كيف شاء وكيف أراد .. )).
وقال الإمام ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 600): " وفي المساءلة أخبار ثابته، والأخبار التى في المساءلة في القبر منكر ونكير،أخبار ثابتة توجب العلم، فنرغب الى الله أن يثبتنا في قبورنا عند مساءلة منكر ونكير،والقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ".
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى " (4/ 258): " فأما أحاديث عذاب القبر ومسألة منكر ونكير فكثيرة متواترة ".
وقال الإمام ابن القيم في كتابه"الروح" (ص52): ((فأما أحاديث عذاب القبر ومسألة منكر ونكير فكثيرة متواترة عن النبي .. )).
ونذكر هاهنا حديثين جاء فيهما التصريح بهذا:
1 - حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال:
«إذا قُبرَ الميتُ - أو قال: أحدُكم -أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسولُه، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول هذا، ثم يُفْسحُ له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم يُنَوَّرُ له فيه، ثم يقال له: نَمْ فيقول: أرجع إلي أهلي فأخبرهم، فيقولان: نَمْ كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه، حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: سمعتُ الناسَ يقولون قولا، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول ذلك، فيقال للأرض: التَئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذَّبا حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك».
أخرجه الترمذي في"الجامع " (1071)، و ابن حبان (3117)، وابن أبى عاصم في"السنة" (864)،والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (1/ 57)،وابن أبي الدنيا في"القبور "-كما في "اتحاف السادة المتقين " (10/ 413) -،والآجري في "الشريعة" (365)، والرافعى في "التدوين" (3/ 247) جميعهم من طريق:
عبدالرحمن بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث.
قال الترمذي:"حديثٌ حسنٌ غريبٌ".
ولم يتابع أحد:عبدالرحمن بن إسحاق على حديثه،وإسناده حسن كما في "الصحيحة " (1391).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبدالرحمن بن إسحاق هو ابن عبدالله بن كنانة العامري القرشي مولاهم ويقال الثقفي المدني ويقال له عباد بن اسحاق.
قال يزيد بن زريع:ما جاءنا أحفظ منه. وقال أبو بكر بن زنجويه سمعت أحمد يقول: هو رجل صالح أو مقبول. وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه: صالح الحديث. وقال مرة: ليس به بأس. وقال أبو طالب عن أحمد:روى عن أبي الزناد أحاديث منكرة،وكان يحيى لا يعجبه وهو صالح الحديث. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين:كان إسماعيل يرضاه. وقال ابن الجنيد عن ابن معين: ثقة هو أحب إلي من صالح بن أبي الاخضر. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: صالح،وقال مرة:ثقة وكذا قال الدوري عنه،وقال مرة:صالح الحديث. وقال ابن المديني:كان يرى القدر ولم يحمل عنه أهل المدينة. وقال يعقوب بن شيبة:صالح.وقال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس. وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال أبو حاتم:يكتب حديثه ولا يحتج به وهو قريب من ابن إسحاق صاحب المغازي وهو حسن الحديث وليس بثبت وهو أصلح من الواسطي. وقال البخاري:ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه وإن كان ممن يحتمل في بعض. وقال إسماعيل ابن ابراهيم:سألت أهل المدينة عنه فلم يحمدوا مع أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إلا موسى الزمعي روى عنه اشياءه فيها اضطراب. وقال الآجري عن أبي داود:قدري إلا أنه ثقة. وقال النسائي ليس به بأس ولم يكن ليحيى القطان فيه رأي. وقال ابن خزيمة:ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات "،وقال ابن عدي:في حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع عليه ولا أكثر منه صحاح وهو صالح الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف يرمي بالقدر. [من "تهذيب التهذيب" (6/ 137 - 139)]. وقال الحافظ في "التقريب" (3812):"صدوق رمي بالقدر".
وانظر ترجمته:في "تهذيب الكمال" (3755) (16/ 519)، و"التاريخ الكبير" (5/ت 834)، و"الجرح والتعديل" (5 / الترجمة 1000)،و"الكاشف" (1/ 636 - عوامة)، و"الميزان" (2/ت 4811).
قلت: وقد استوعبت الكلام في عبد الرحمن بن إسحاق في غير هذا الموطن،ومن نظر في ترجمته -كما تقدم- يظهر له أن عبد الرحمن بن إسحاق صدوق له أخطاء خاصة عن أبي الزناد، وروايته هذه ليست منها. وأن كلام الأئمة في ضعفه مطلق، وقيّد ه الإمام أحمد بأنه روى أحاديث منكرة عن أبي الزناد، وقد ساق ابن عدي الأحاديث التي أنكرت عليه في "الكامل"، وليس هذا منها،مما يدل على أن عبد الرحمن بن إسحاق حفظ هذا الحديث.
2 - وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا وضع الكافر في قبره أتاه منكر ونكير فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول لا أدري فيقولان له لادريت .. » الحديث.
أخرجه بهذا اللفظ الحافظ أبو عبد الله بن منده في كتاب "الروح والنفس"كما في-"الروح" لابن القيم-: أخبرنا محمد بن يعقوب ابن يوسف حدثنا محمد بن اسحق الصفار أنبأنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عيسى بن المسيب عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب به مرفوعاً.
وعيسى بن المسيب هو البجلي:ضعفه جماعة،وقال أبوحاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: صالح الحديث. كما في"الميزان" (3/ 323)،و"لسان الميزان" (5/ 394)،والجرح والتعديل" (6/ 288)،و"السنن"للدارقطني (1/ 63).
بيد أن للحديث شواهد وطرقا تقوّيه، قد استوفيتها في جزء مفرد.
قال الإمام ابن القيم في كتابه"الروح" (ص48) بعد أن ساق حديث البراء بن عازب: ((هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول وجعلوه أصلا من أصول الدين في عذاب القبر ونعيمه ومساءلة منكر ونكير و قبض الأرواح وصعودها إلى بين يدي الله ثم رجوعها إلى القبر .. )).
وتسمية الملكين بـ (منكر ونكير) جاء عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم-ومن ذلك:
ماأخرجه ابن ابي شيبة في "المصنف " (3/ 53) (7/ 114) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (1/ 133) من طريق غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن تميم بن غيلان بن سلمة قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء وهو مريض …إلى أن قال أبو الدرداء: ((ثم جاءك ملكان أسودان أزرقان جعدان أسماؤهما منكر ونكير …)).
وهذا اسناد رجاله ثقات غير تميم بن غيلان فإني لم أجد له ترجمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند الطبراني في "الأوسط " (2/ 438) من طريق ابن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس قال: ((اسم الملكين اللذين ياتيان في القبر منكر ونكير .. ))
قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 54): ((اسناده حسن)).
وليس كذلك، بل اسناده ضعيف فإن عبدالله بن كيسان أحاديثه عن عكرمة غير محفوظة وهذا منها، ذكر ذلك ابن عدي، والذهبي في "الميزان" (2/ 475)،والراوي عنه عيسى بن موسى مدلس وقد عنعن.
والاستدلال بما ذكر آنفاً مع إيراد أئمة السلف رحمهم الله في مصنفاتهم في السنة والاعتقاد ونصهم على تسمية الملكين بـ (منكر ونكير) يدل على ثبوت ذلك وأنه ليس مما يقال من قبيل الرأي!
وإليك طرفا من النقول عن الأئمة والعلماء الأكابر في هذا:
-قال الإمام أبو محمد الحسن بن علي البربهاري"في شرح السنة" (ص72 - بتحقيقي): " والإيمان بعذاب القبر،ومنكر نكير ".
-وقال الإمام قوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 249): " وإن عذاب القبر حق وضغطه القبر حق , وأن منكرا ونكيرا هما ملكان يأتيان الناس في قبورهم يسألان عن ربهم وعن دينهم ونبيهم ".
-وقال أبوبكر الاسماعيلي في "اعتقاد أئمة الحديث" (70): ((ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ماثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
-وقال شيخ الاسلام في "الأصفهانية" (2/ 214): ((اذا ثبتت الرسالة ثبت ماأخبر به الرسول مماينكره بعض أهل البدع كعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وكالصراط والشفاعة .. )).
-وقال الامام الطحاوي في "العقيدة الطحاوية" (50):
((وبعذاب القبر لمن كان له أهلاً وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه .. )).
ونص على هذا كل من:
-أبو جعفر الطبري في "التبصير في معالم الدين " (ص212).
-و ابن شاهين "في شرح مذاهب أهل السنة" (ص320).
-وابن قدامة في "لمعة الاعتقاد" (26).
-وابن بطة في"الإبانة الصغرى" (240).
-وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري فيما نسب الى الامام ابي الحسن الأشعري " (305).
-ومرعي الكرمي في "اقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات" (213).
-والكلاباذي في "التعرف لمذهب أهل التصوف" (57).
-والسفاريني في"لوامع الأنوار البهية" (2/ 8)
-وصديق حسن خان في "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر" (133).
وغيرهم من الأئمة خلق كثير وقد استوعبت أقوالهم في جزء مفرد.
هذا ماتيسر ايراده في هذه المسألة على عجالة وقد فصلّت المسألة في كتاب مفرد وسمته بـ"فتح القدير في ثبوت أحاديث تسمية الملكين بمنكر ونكير والرد على من أنكر ذلك"يسر الله نشره،والله الموفق والمعين.
وكتب:
خالد بن قاسم الردادي
المدرس بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية
19/ 5/1428هـ
قال سَلمان بنُ عبد القَادر أبو زيد ـ عفا اللَّهُ عنه ـ:
جزى اللَّهُ فضيلة الشَّيخ د. خالد بن قَاسم الرَّدَّاديّ،وباركَ في جهوده،ونفع به.
آمين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 08:15]ـ
منقول.
ـ[أبو حُنيف الأثري]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الشيخ سلمان و الشيخ خالد، وجُزيتما خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 09:52]ـ
سأل أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام أحمد فقال: ((هذه اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟. قال: نقول منكر ونكير وهما ملكان)) ["طبقات الحنابلة" (1/ 55)،وانظر"الروح"لابن القيم (ص57)].
وقال أحمد بن القاسم - رحمه الله –: " قلت: يا أبا عبد الله تقر بمنكر ونكير وما يروى من عذاب القبر؟ فقال: نعم. سبحان الله! نقر بذلك ونقول. قلت: هذه اللفظ (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟ قال: نقول منكر ونكير , وهما ملكان، وعذاب القبر " ["طبقات الحنابلة" (1/ 135)]. . [/ color][/CENTER]
جزى الله الشيخ خيرا وجزاك خيرا على نقلك.
تنبيه:
يبدو أن الشيخ نقله عن أحد ولم يرجع إلى الأصل.
فإن النقل الأول فيه غلط وهو قوله: سأل أبو عبيد القاسم بن سلام ... والعزو في الموضوع الأول لطبقات الحنابلة بتحقيق الفقي، والثاني بتحقيق العثمين.
والموضع الأول هو نفسه الموضع الثاني، لكن من نقل الأول غلط في اسم السائل وصوابه: أحمد بن القاسم صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، واقتصر على طرف الجواب؛ لذا لم ينتبه الشيخ للغلط فكررهما على أنهما سؤالان في موضعين.
ولعل من يعرفه ينبهه قبل طبع الكتاب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 11:16]ـ
ثم ظهر لي أن غالب هذا الجواب مأخوذ حتى بأرقامه وأقواسه من مشاركة الأخ محمد المباركي ومن شارك معه في هذا الموضوع!!
وقد كتب في شهر 2/ 2003 م وجواب الشيخ الردادي في 19/ 5/1428 هـ
أي: 5/ 6/2007
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 05:58]ـ
جزى الله جميع من شارك من الإخوان خيرا على هذه الفوائد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:28]ـ
أخانا الحبيب / الشَّيخ عبد الرّحمن السُّديس ـ وفّقه اللَّهُ ـ:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
ثم ظهر لي أن غالب هذا الجواب مأخوذ حتى بأرقامه وأقواسه من مشاركة الأخ محمد المباركي ومن شارك معه في هذا الموضوع!!
وقد كتب في شهر 2/ 2003 م وجواب الشيخ الردادي في 19/ 5/1428 هـ
أي: 5/ 6/2007
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لعلّ لفضيلةِ الشّيخ خَالدٍ عذرًا لا أعلمه.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما يرضيه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا.
أخوكم المحب
سَلمان بن عبد القادر أبو زيد
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:31]ـ
الأخ الكريم / أبا حُنيف الأثري:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ونفع بكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:34]ـ
الموقر العزيز / عبد المُحسن بن عبد الرَّحمن:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،ورفع قدركم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 02:46]ـ
للفائدة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 06:17]ـ
يسعنا ما وسع الإمام أحمد رحمه الله
بيد أني أردت التنبيه على أن ذِكر "التواتر" في كلام شيخ الإسلام رحمه الله، لا ينصرف إلى تسمية الملكين بـ: "منكر ونكير" وإنما ينصرف بلا مرية إلى أصل: السؤال من "ملكين" ..
وقل مثل ذلك في قول ابن أبي عاصم رحمه الله: (الأخبار في المساءلة في القبر من منكر ونكير أخبار ثابتة توجب العلم).اهـ. والله أعلم وأحكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 06:26]ـ
وحتى النقل الوارد عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى ليس فيها التصريح بتصحيح هذه التسمية من وجه مرفوع .. وما يُدرينا لعل الإمام رحمه الله يرى ثبوت التسمية من وجه آخر غير المرفوع، كثبوته عنده من قول صحابي مثلا ..
والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:21]ـ
هذا فيه بعد
فإن هذا من الأمور الغيبية فلا تثبت إلا عن طريق الشارع
وعلى التسليم فإن كلام الصحابة في تسمية الملكين في حكم المرفوع
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:29]ـ
ما هو الذي فيه بُعد؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:35]ـ
كون الإمام يرى ثبوت هذه التسمية من وجه آخر غير المرفوع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:39]ـ
إذا قلنا بأن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قد ثبتت لديه التسمية من قول صحابي، وقوله في ذلك له "حُكم" المرفوع .. فأين البُعد حينئذ؟! ثمالنقل الوارد في هذا المبحث: هل فيه التصريح بتصحيح الإمام أحمد التسمية من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:47]ـ
ممكن لكن النتيجة واحدة وهو رجوع ثبوت التسمية الى الشارع
أما هل جواب الإمام كالصريح في الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟
فيمكن أن يفهم من صيغة السؤال وهو قول أبي عبيد "هذه اللفظة (منكر ونكير) " فإما أن يكون مراده هذه اللفظة في الحديث أو هذه اللفظة مطلقا والأول أقرب لأن إثبات الغيبيات لا يصح إلا عن طريق الشارع متقرر عندهم فيحمل السؤال على ثبوت اللفظة في الحديث والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 07:50]ـ
أجبت على مشاركتك المعدلة
وعلى كل فنحن متفقان إذا قلنا أن المصدر صحابي وقول الصحابي هنا له حكم الرفع وإنما البعد كان موجها إلى كون مصدر الإمام لا يرجع إلى الشارع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 08:01]ـ
أخي الفاضل أمجد
1 - أين وجدتَ في كلامي أنني ذكرت أن التسمية تثبت من غير طريق الشارع ?
2 - غاية ما يُستفاد عن المنقول الإمام أحمد: الجزم بثبوت التسمية لديه.
من أي وجه ثبتت؟
هنا باب الاحتمال:
الاحتمال الأول: ثبوتها لديه من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم.
الاحتمال الثاني: ثبوتها لديه من لفظ الصحابي، وله في ذلك حُكم المرفوع.
فنعود إلى قولي في المشاركة رقم (12):
(وحتى النقل الوارد عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى ليس فيها التصريح بتصحيح هذه التسمية من وجه مرفوع .. وما يُدرينا لعل الإمام رحمه الله يرى ثبوت التسمية من وجه آخر غير المرفوع، كثبوته عنده من قول صحابي مثلا .. ).اهـ
وقولي فيه: (غير المرفوع). يعني: من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم.
فأين البُعد في كلامي؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 08:05]ـ
قولك: (أجبت على مشاركتك المعدلة).اهـ.
هو تعديل يسير غير مؤثر على المضمون بمرة ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 08:13]ـ
نعم الآن فهمت مرادك
كنت قد فهمت الإطلاق من قولك (غير المرفوع) فيشمل المرفوع حكما ولفظا
أعذرني واتحملني
بارك الله فيك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 09:01]ـ
أخي الحبيب أمجد
قولك: (فيمكن أن يفهم من صيغة السؤال وهو قول أبي عبيد ... ).اهـ
الذي سأل، هو: أحمد بن القاسم، صاحب أبي عبيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 09:04]ـ
وانظر تعليق الدكتور العثيمين على النص، 1/ 135/حاشية2
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 09:40]ـ
ثم
الذي يُنكر التسمية لعدم ثبوتها عنده من وجه يُعتَد به، لا يجوز الحاقه بمَن أنكر أصل السؤال، ومن ثَم أنكر الفرع، وهو التسمية .. والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 10:19]ـ
أحسنت وما في أصل الموضوع خطأ
وذكره ابن القيم في الروح بزيادة:
"وقال أحمد بن القاسم قلت يا أبا عبد الله تقر بمنكر ونكير وما يروى في عذاب القبر فقال سبحان الله نعم نقر بذلك ونقوله قلت هذه اللفظة تقول منكر ونكير هكذا أو تقول ملكين قال منكر ونكير قلت يقولون ليس في حديث منكر ونكير قال هو هكذا يعنى أنهما منكر ونكير"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 10:30]ـ
ثم
الذي يُنكر التسمية لعدم ثبوتها عنده من وجه يُعتَد به، لا يجوز الحاقه بمَن أنكر أصل السؤال، ومن ثَم أنكر الفرع، وهو التسمية .. والله أعلم.
نعم لا يلحق لكن إنكار التسمية هل يسوغ؟؟ هذا متوقف على ثبوت الإجماع من عدمه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:03]ـ
حتى الزيادة التي في "الروح" - على فرض ثبوتها - لا تسعفك يا أخي أمجد .. قول الإمام أحمد (هو هكذا يعنى أنهما منكر ونكير).اهـ. ليس صريحا في إثباتها من كلم النبي صلى الله عليه وسلم .. وعلى فرض تصحيح الإمام أحمد للتسمية من كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهل تقول بأن الأحاديث التي بين أيدينا - وفيها هذه التسمية -، قد صححها الإمام أحمد، أو احتجَّ بأعيانها؟!
ثم مسألة الإجماع، سبق بيان أن الإجماع منعقد على أصل السؤال من ملكين، دون التسمية، ومَن أنكر التسمية لعدم ثبوتها عنده من وجه صحيح، لا ملام عليه ألبتة .. والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:20]ـ
حتى الزيادة التي في "الروح" - على فرض ثبوتها - لا تسعفك يا أخي أمجد .. قول الإمام أحمد (هو هكذا يعنى أنهما منكر ونكير).اهـ. ليس صريحا في إثباتها من كلم النبي صلى الله عليه وسلم
ممكن لكن الأصل أن الجواب يكون على وفق السؤال ولا يعدل عنه إلا لقرينة
وعلى فرض تصحيح الإمام أحمد للتسمية من كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهل تقول بأن الأحاديث التي بين أيدينا - وفيها هذه التسمية -، قد صححها الإمام أحمد، أو احتجَّ بأعيانها؟!
لا لكن قد يكون غيرها كما تقدم في كلام الحافظ أبي بكر الإسماعيلي
ثم مسألة الإجماع، سبق بيان أن الإجماع منعقد على أصل السؤال من ملكين، دون التسمية، ومَن أنكر التسمية لعدم ثبوتها عنده من وجه صحيح، لا ملام عليه ألبتة .. والله أعلم.
لا ملام عليه إذا كان له سلف بهذا الإنكار
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:27]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلي سؤال: إن أذنتم لي:
...............
والجواب عن سؤالك -وفقني الله -وإيّاك لما يحب ويرضى:
اتفق علماء السنة وتواترالنقل عنهم على إثبات تسمية الملكين اللذين يفتنان الميت في قبره بـ"منكر ونكير"،ولم يخالف في هذا سوى المعتزلة ومن شاكلهم من أهل البدع والأهواء، ومصنفات أهل السنة في إثبات هذا شاهدة ناطقة!
وأتعجب من بعض المتسرعين الذين لبسوا لباس السنة وادعوا الذب عنها جرأتهم في طرح هذه المسائل عرضة للبحث وإثارة للتشغيب والفتنة وإظهارا لتعالمهم وتنكبهم المنهج السوي،فإلى الله الشكوى ولاحول ولا قوة إلا به!
ونذكر هاهنا حديثين جاء فيهما التصريح بهذا:
1 - حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
«إذا قُبرَ الميتُ - أو قال: أحدُكم -أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسولُه، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول هذا، ثم يُفْسحُ له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم يُنَوَّرُ له فيه، ثم يقال له: نَمْ فيقول: أرجع إلي أهلي فأخبرهم، فيقولان: نَمْ كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه، حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: سمعتُ الناسَ يقولون قولا، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول ذلك، فيقال للأرض: التَئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذَّبا حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك».
أخرجه الترمذي في"الجامع " (1071)، و ابن حبان (3117)، وابن أبى عاصم في"السنة" (864)،والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (1/ 57)،وابن أبي الدنيا في"القبور "-كما في "اتحاف السادة المتقين " (10/ 413) -،والآجري في "الشريعة" (365)، والرافعى في "التدوين" (3/ 247) جميعهم من طريق:
عبدالرحمن بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …الحديث.
قال الترمذي:"حديثٌ حسنٌ غريبٌ".
ولم يتابع أحد:عبدالرحمن بن إسحاق على حديثه،وإسناده حسن كما في "الصحيحة " (1391).
وعبدالرحمن بن إسحاق هو ابن عبدالله بن كنانة العامري القرشي مولاهم ويقال الثقفي المدني ويقال له عباد بن اسحاق.
قال يزيد بن زريع:ما جاءنا أحفظ منه. وقال أبو بكر بن زنجويه سمعت أحمد يقول: هو رجل صالح أو مقبول. وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه: صالح الحديث. وقال مرة: ليس به بأس. وقال أبو طالب عن أحمد:روى عن أبي الزناد أحاديث منكرة،وكان يحيى لا يعجبه وهو صالح الحديث. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين:كان إسماعيل يرضاه. وقال ابن الجنيد عن ابن معين: ثقة هو أحب إلي من صالح بن أبي الاخضر. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: صالح،وقال مرة:ثقة وكذا قال الدوري عنه،وقال مرة:صالح الحديث. وقال ابن المديني:كان يرى القدر ولم يحمل عنه أهل المدينة. وقال يعقوب بن شيبة:صالح.وقال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس. وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال أبو حاتم:يكتب حديثه ولا يحتج به وهو قريب من ابن إسحاق صاحب المغازي وهو حسن الحديث وليس بثبت وهو أصلح من الواسطي. وقال البخاري:ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه وإن كان ممن يحتمل في بعض. وقال إسماعيل ابن ابراهيم:سألت أهل المدينة عنه فلم يحمدوا مع أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إلا موسى الزمعي روى عنه اشياءه فيها اضطراب. وقال الآجري عن أبي داود:قدري إلا أنه ثقة. وقال النسائي ليس به بأس ولم يكن ليحيى القطان فيه رأي. وقال ابن خزيمة:ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات "،وقال ابن عدي:في حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع عليه ولا أكثر منه صحاح وهو صالح الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف يرمي بالقدر. [من "تهذيب التهذيب" (6/ 137 - 139)]. وقال الحافظ في "التقريب" (3812):"صدوق رمي بالقدر".
وانظر ترجمته:في "تهذيب الكمال" (3755) (16/ 519)، و"التاريخ الكبير" (5/ت 834)، و"الجرح والتعديل" (5 / الترجمة 1000)،و"الكاشف" (1/ 636 - عوامة)، و"الميزان" (2/ت 4811).
وكتب:
خالد بن قاسم الردادي
المدرس بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية
19/ 5/1428هـ[/ color]
قال سَلمان بنُ عبد القَادر أبو زيد ـ عفا اللَّهُ عنه ـ:
جزى اللَّهُ فضيلة الشَّيخ د. خالد بن قَاسم الرَّدَّاديّ،وباركَ في جهوده،ونفع به.
آمين. [/ CENTER]
سؤال: هل يحتمل حال عبدالرحمن بن إسحاق التفرد؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:31]ـ
أخي أمجد
راجع شرح الشيخ العثيمين على الواسطية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:34]ـ
أخي أبا مريم
البحث القائم عليه أصل هذا الموضوع ضعيف رأسا
وكثير من النقولات الواردة فيه مدخولة، وسِيقَت في غير مساقها الصحيح
وهذه المسألة - أعني مسألة التسمية - بحاجة إلى دراسة دقيقة محررة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:48]ـ
قولك أخي أمجد: (لا لكن قد يكون غيرها كما تقدم في كلام الحافظ أبي بكر الإسماعيلي).
يا أخي الكريم!
قول أبي بكر الإسماعيلي: (((ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ماثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)).).
هل تريد أن تقول أنه يقول بأن الخبر الوارد فيه التسمية ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هذا لعمري بعيد، إنما المراد ثبوت أصل السؤال من ملكين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال: "منكر ونكير" لاشتهار أصل المسألة بهذا الاسم .. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:51]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
أخي أبا مريم
البحث القائم عليه أصل هذا الموضوع ضعيف رأسا
وكثير من النقولات الواردة فيه مدخولة، وسِيقَت في غير مساقها الصحيح
وهذه المسألة - أعني مسألة التسمية - بحاجة إلى دراسة دقيقة محررة
أجل! صدقت وبررت!
ودعني أُضف أمرا آخر:
تسمية جبريل وميكال وردت في سورة البقرة، وذكر الله جبريل في مواضع أخرى من كتابه العزيز ...
وتسمية إسرافيل وردت في صحيح مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب 26)
وتسمية مالك خازن النار في سورة الزخرف (77) وفي صحيح البخاري (كتاب الجنائز باب 93، وكتاب بدء الخلق باب 7)
وأما مسألة تسمية ملك الموت، وسائر الملائكة بعد فإن المسألة من الغيبيات التي ليس لنا إثبات شيء فيها إلا بنص صريح من القرآن الكريم أو حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:55]ـ
سؤال: هل يحتمل حال عبدالرحمن بن إسحاق التفرد؟؟
لا يحتمل وقد ضعف له أحمد حديثا تفرد به عن الزهري
أخي الفاضل أشرف أنت تحمل كلام العلماء على غير الأصل وهذا لا يصار إليه إلا بقرينة
فقول الإسماعيلي رحمه الله " على ما ثبت به الخبر ... " يعود على جميع المذكور سابقا فإذا استثنيت منه فردا كان ذلك على خلاف الأصل من فهم الكلام فيحتاج إلى قرينة خارجة كأن يكون أبو بكر أنكر التسمية في موضع آخر أو ضعف أو شكك في الأحاديث الواردة فيها
وبغير هذا فاللازم البقاء على الأصل
وسأراجع شرح العثيمين رحمه الله عندما أرجع إلى البيت
بارك الله فيك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 11:56]ـ
أحسنت أخي الفاضل أبا مريم، وأجدت فأفدت
ومَن قلَّد الإمام أحمد رحمه الله، فلا ملام، ومَن اجتهد، وظهر له عدم ثبوت التسمية، فلا ملام عليه أيضًا .. والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:01]ـ
وأما مسألة تسمية ملك الموت، وسائر الملائكة بعد فإن المسألة من الغيبيات التي ليس لنا إثبات شيء فيها إلا بنص صريح من القرآن الكريم أو حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
هذا الكلام صحيح هنا إذا لم يكن في المسألة إجماع وكان الخلاف ثابتا بين السلف
فمعلوم أن الراجح في الأصول أنه ما من إجماع إلا ومستنده النص لكن قد يخفى هذا النص على بعض ويعلمه آخرون فيكتفي من لم يبلغه النص مطلقا أو من طريق صحيح بالإجماع
فينبغي تحرير ثبوت الإجماع هنا من عدمه حتى لا نقع بالشذوذ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:02]ـ
يا أخي أمجد
مَن زعم أن التسمية ثبتت بالتواتر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد غلط على العلماء
ومَن زعم أن الخبر الوارد فيه التسمية خبر ثابت فقد غلط في فَهم كلام أهل العلم
ومَن زعم أن الإجماع منعقد على ثبوت التسمية، فقد غلط
ورأيي في هذه المسألة هو الصواب إن شاء الله، ويحتمل الخطأ، ورأيك خطأ، ويحتمل الصواب إن شاء الله، والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:06]ـ
مَن زعم أن التسمية ثبتت بالتواتر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد غلط على العلماء
وأنا أرى ذلك فلا تواتر في التسمية ولا يفهم من كلام العلماء
أما ثبوته في الخبر فهذا الظاهر من كلامهم
والله أعلم
والأمر كما قلت وقال الشافعي: قولي صواب ويحتمل الخطأ ...........
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:07]ـ
لكن إذا ثبت الإجماع فلا وجه للاجتهاد وهذا مقرر عندكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:09]ـ
لا إجماع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:23]ـ
(وورد في بعض الآثار أن اسمهما: منكر ونكير [213]
وأنكر بعض العلماء هذين الأسمين؛ قال: كيف يسمى الملائكة وهم الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف الثناء بهذين الأسمين المنكرين، وضعف الحديث الوارد في ذلك.
وذهب آخرون إلى أن الحديث حجة، وأن هذه التسمية ليس لأنهما منكران من حيث ذواتهما، ولكنهما منكران من حيث إن المست لا يعرفهما، وليس له بهما علم سابق، وقد قال إبراهيم لأضيافه الملائكة (ٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) (الذريات: من الآية25) أنه لا يعرفهم؛ فهذان منكر ونكير؛ لأنهما غير معروفين للميت)
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17955.shtml
( أن الإيمان بالملائكة من البر؛ ويشمل الإيمان بذواتهم، وصفاتهم، وأعمالهم إجمالاً فيما علمناه إجمالاً، وتفصيلاً فيما علمناه تفصيلاً؛ واعلم أن الملائكة - عليهم الصلاة السلام - منهم من عُين لنا، وعرفناه باسمه؛ ومنهم من لم يعين؛ فمن عين لنا وجب علينا أن نؤمن باسمه كما عين، مثل «جبريل» عليه السلام؛ وإسرافيل؛ ومالك - خازن النار -؛ ومنكر ونكير إن صح الحديث بهذا اللفظ (107) - ففيه نظر - ... )
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17563.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 12:25]ـ
رأي الشيخ محمد بن محمد الشنقيطي
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=4845
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 12:04]ـ
بارك الله فيكم
وأنكر بعض العلماء هذين الأسمين
لقد جهدتُ أن أقف على تسمية لهؤلاء العلماء أو واحدا منهم فلم أجد
فهل ممكن تسميتهم أو تسمية بعضهم
فمعلوم أنه ليس كل خلاف خارق للإجماع فيمكن أن يكون هذا البعض من المتأخرين والتسمية مشهورة بين السلف ولا يعقل أن يكون هناك إجماع بين السلف فننقضه بخلاف متأخر كابن حزم أو غيره مثلا
الذي أقصده أن قول الشيخ العثيمين "بعض العلماء" لا يحل الإشكال لما ذكر من الاحتمال فلزم الوقوف على أسمائهم
قال أبو الحسن سيف الدين الآمدي الأشعري في كتابه " أبكار الأفكار " ما عبارته:
الفصل الثالث في عذاب القبر ومسألة منكر ونكير:
وقد اتفق سلف الأمة قبل ظهور الخلاف وأكثرهم بعد ظهوره على إثبات إحياء الموتى في قبورهم ومساءلة الملكين لهم
وتسمية أحدهما منكرا والآخر نكيرا وعلى إثبات عذاب القبر للمجرمين والكافرين وذهب أبو الهذيل وبشر بن المعتمر إلى أن من ليس بمؤمن فإنه لا يسأل ويعذب فيما بعد النفختين أيضا ... من الآيات البينات في سماع الأموات والأبكار مطبوع
"وقال أحمد بن القاسم قلت يا أبا عبد الله تقر بمنكر ونكير وما يروى في عذاب القبر فقال سبحان الله نعم نقر بذلك ونقوله قلت هذه اللفظة تقول منكر ونكير هكذا أو تقول ملكين قال منكر ونكير قلت يقولون ليس في حديث منكر ونكير قال هو هكذا يعنى أنهما منكر ونكير"
وفي اعتقاد الإمام أحمد للتميمي:
"ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن
الخطاب وقال يارسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما وذكر حديث ابن عباس في قوله عز و جل لهم البشرى في الحياة الدنيا
وفي الآخرة قال عند سؤال منكر ونكير "
لكن تُكلم في هذا الاعتقاد ونسبته للإمام وانظر الرد الشامل على عمر كامل
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 12:22]ـ
وتسمية الملكين بـ (منكر ونكير) جاء عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم-ومن ذلك:
ماأخرجه ابن ابي شيبة في "المصنف " (3/ 53) (7/ 114) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (1/ 133) من طريق غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن تميم بن غيلان بن سلمة قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء وهو مريض …إلى أن قال أبو الدرداء: ((ثم جاءك ملكان أسودان أزرقان جعدان أسماؤهما منكر ونكير …)).
وهذا اسناد رجاله ثقات غير تميم بن غيلان فإني لم أجد له ترجمه.
تميم بن غيلان بن سلمة الثقفى طائفى روى عن أبى الدرداء
روى عنه ابن الفضل وابن جريج ويعلى ابن عطاء وعبد العزيز ابن أبي رواد
التاريخ الكبير (2/ 153) الجرح والتعديل (2/ 441) الثقات لابن حبان (4/ 86)
مختلف في صحبته
قال البغوي يقال إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال ابن شاهين
قال أبو نعيم في المعرفة: يقال إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره المنيعي إن صح. ا. هـ
المنيعي هو البغوي
وذكره الصغاني فيمن في صحبته نظر كما في جامع التحصيل
وذكره ابن حجر في القسم الثاني ممن لهم رؤية في الإصابة
فمثل هذا حديثه لا بأس به
قال الذهبي في ديوان الضعفاء:
"أما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أواسطهم احتمل حديثه وتلقي حديثه بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ"
ولابن القيم وغيره كلام في كبار التابعين فكيف فيمن اختلف في صحبته
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 10:45]ـ
أرى أن هناك الكثير من تفصيلات العقائد - كاسم ملكي السؤال - يعتبرها البعض عقيدة لا يجوز انكارها أو النقاش حولها، وربما يجد في بعض الكتابات عن علماء المسلمين ما يساعده على ذلك، بيد أن المنهج الصحيح هو التحري في ثبوت مثل هذه الأمور وعدم الاعتماد على تقليد الاخرين مهما كانت مكانتهم - ما دام الأمر ليس فيه اجماع - وتأملوا معي قول ابن حجر وطريقة كلامه في هذا الموضوع في فتح الباري:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَفِي رِوَايَة لَمسلم يَأْتِيه مَلَكَانِ زَادَ اِبْن حِبَّانَ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَال لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَر وَلِلْآخَرِ النَّكِير " وَفِي رِوَايَة اِبْن حِبَّانَ " يُقَال لَهُمَا مُنْكَر وَنَكِير " زَادَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَعْيُنهمَا مِثْل قُدُور النُّحَاس، وَأَنْيَابهمَا مِثْل صَيَاصِي الْبَقَر، وَأَصْوَاتهمَا مِثْل الرَّعْد " وَنَحْوه لِعَبْدِ الرَّزَّاق مِنْ مُرْسَل عَمْرو بْن دِينَار وَزَادَ " يَحْفِرَانِ بِأَنْيَابِهِمَا وَيَطَآنِ فِي أَشْعَارهمَا، مَعَهُمَا مِرْزَبَّة لَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا أَهْل مِنًى لَمْ يُقِلُّوهَا " وَأَوْرَدَ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي " الْمَوْضُوعَات " حَدِيثًا فِيهِ " أَنَّ فِيهِمْ رُومَان وَهُوَ كَبِيرهمْ " وَذَكَرَ بَعْض الْفُقَهَاء أَنَّ اِسْم اللَّذَيْنِ يَسْأَلَانِ الْمُذْنِب مُنْكَر وَنَكِير، وَأَنَّ اِسْم اللَّذَيْنِ يَسْأَلَانِ الْمُطِيع مُبَشِّر وَبَشِير "
فانظر الى هذا الخلاف المذكور، وقارن بين أسلوب كلام ابن حجر وتخفيف لهجته وانظر الى تعصب غيره ومحاولة اثبات الاجماع او ما يقارب الاجماع في هذه المسألة.
وتوسيع نطاق العقائد الواجب الايمان بها - من غير دلائل قوية سوى ذكر بعض العلماء لها في كتبهم - يفتح الباب للاختلاف بين الناس ويفرق كلمتهم ويولد الشقاق بينهم.
وهناك غير هذه المسألة ما يشبهها من حيث شيوع وجوب اعتقادها - بلا أدلة قوية تثبتها وتوجب على الناس اعتقادها مثل: وجوب الايمان بأن الصراط أحد من السيف وأدق من الشعر وما هو الا قول رواه مسلم عن سعيد بن المسيب قال بلغنا ان الصراط 00 الخ
ومثله وجوب الايمان بأن الميزان الذي توزن به العمال له كفتان ولسان.
ومثله الحديث عن إقعاد الله لنبيه على عرشه يوم القيامة - تعالى الله - وان ذلك هو المقام المحمود، وما هو الا قول منكر روى عن مجاهد بيد ان إقرار شيخ الاسلام وغيره له في الفتاوى جعل البعض يدافع عن الخبر باستماتة ويشنع عمن ينكره وقد سبق طرح هذا الموضوع للمناقشة في هذا المنتدى المبارك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 01:08]ـ
الأخ الحبيب أمجد، سلام، وبعد،
سواء أوقفتَ على الأسماء الذين أشار إليهم الشيخ ابن عثيمين، أو لم تقف، فقد استفدنا فائدة مهمة، ألا وهي: أن الشيخ رحمه الله يُثبت الخلاف، وأن المسألة متوقفة على صحة الخبر .. وقل مثل ذلك في كلام الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله ..
تنبيه
قول الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبوزيد رحمه الله في "معجم المناهي": (ولا ينكر تسميتهما بمنكر ونكير، إلا المعتزلة الذين ينكرون عذاب القبر).اهـ
الذي أظنه أن أصل عبارة الشيخ هو قول ابن القيم في "الروح": (وقال كثير من المعتزلة لا يجوز تسمية ملائكة الله بمنكر ونكير).اهـ
وقد سبق قولي:
(الذي يُنكر التسمية لعدم ثبوتها عنده من وجه يُعتَد به، لا يجوز الحاقه بمَن أنكر أصل السؤال، ومن ثَم أنكر الفرع، وهو التسمية .. والله أعلم).اهـ
ولا زلت عليه
ثم إني أدعوك أخي أمجد أن تجمع لنا نصوص أهل العلم - مرتبة ترتيبا زمنيا - المصرِّحة "بحسب فهمك" بحكاية الإجماع على ثبوت التسمية ..
ثم نناقش بعد ذلك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 09:21]ـ
أخي شريف قلتَ:
بيد أن المنهج الصحيح هو التحري في ثبوت مثل هذه الأمور
لم يخالف في ذلك أحد
لكن أريد أن أنبه هنا على دقيقة نوّه بذكرها أهل الأصول وهي اشتراط معرفة مواطن الإجماع والخلاف في المجتهد حتى لا يؤديه اجتهاده لمخالفة الإجماع
فتحرى كما شئت لكن لا تخالف الإجماع إذا صح إثباته
وعدم الاعتماد على تقليد الاخرين مهما كانت مكانتهم - ما دام الأمر ليس فيه اجماع -
وهذا هو محل النزاع كما تقدم إذا ثبت الإجماع ولم يصح نقضه بذكر خلافٍ فلا مجال للاجتهاد وإلا فنعم
فانظر الى هذا الخلاف المذكور
منذ متى كان الخلاف في تعريف الإسم وعدمه مؤثر على أصل التسمية؟!
وقارن بين أسلوب كلام ابن حجر وتخفيف لهجته وانظر الى تعصب غيره ومحاولة اثبات الاجماع او ما يقارب الاجماع في هذه المسألة.
وأين الشدة في اللهجة والتعصب ومنذ متى كانت محاولة إثبات الإجماع مذمومة؟!
أنظر لقولي هنا:
والأمر كما قلت وقال الشافعي: قولي صواب ويحتمل الخطأ ...........
وأنا لا ألزم مخالفي بقولي وقد قلت من قبل:
هذا الكلام صحيح هنا إذا لم يكن في المسألة إجماع وكان الخلاف ثابتا بين السلف
فمعلوم أن الراجح في الأصول أنه ما من إجماع إلا ومستنده النص لكن قد يخفى هذا النص على بعض ويعلمه آخرون فيكتفي من لم يبلغه النص مطلقا أو من طريق صحيح بالإجماع
فينبغي تحرير ثبوت الإجماع هنا من عدمه حتى لا نقع بالشذوذ
لكن إذا ثبت الإجماع فلا وجه للاجتهاد وهذا مقرر عندكم
فلا شدة ولا تعصب لكن الأمر كل الأمر أن دعوى الإجماع منصوبة فعلى الطالب أن يتورع عن مخالفته ما لم يعلم له سلفا
وما ذكرته من أمثلة كالصراط والميزان والإقعاد لا يشابه ما نحن فيه لأن مخالفك يستدل بالإجماع وعدم معرفة المخالف مع انتشاره بين السلف والخلف ويستدل بأقوال للصحابة يرى صحتها فأين هذا مما ذكرتَ
بارك الله فيك ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 09:35]ـ
أخي أشرف قلتَ:
سواء أوقفتَ على الأسماء الذين أشار إليهم الشيخ ابن عثيمين، أو لم تقف، فقد استفدنا فائدة مهمة، ألا وهي: أن الشيخ رحمه الله يُثبت الخلاف، وأن المسألة متوقفة على صحة الخبر .. وقل مثل ذلك في كلام الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله ..
ليس كل خلاف محكي ينقض به الإجماع لاحتمال أن يكون المخالف ممن لا يعتد بخلافه الكمعتزلة مثلا فإنه لا يعتد بخلافهم في نقض الإجماع العقدي السني
ولاحتمال أن يكون الإجماع سابق لهذا الخلاف فلا يرفعه كما تقرر في الأصول
فلا بد أن نقف على تسمية المخالف لنعلم هل ينقض به الإجماع المحكي أم لا؟
ثم إني أدعوك أخي أمجد أن تجمع لنا نصوص أهل العلم - مرتبة ترتيبا زمنيا - المصرِّحة "بحسب فهمك" بحكاية الإجماع على ثبوت التسمية ..
لم أزعم هذا الزعم وهو أن نصوص أهل العلم المذكورة في أصل البحث وغيره مصرحة بحكاية الإجماع
وإنما هذه النصوص وغيرها_كما يظهر لمن بحث المسألة_ مصرحة أن الأمر مشتهر بينهم من غير إنكار
أما حكاية الإجماع فهي في كلام الآمدي السابق
وبما أن دعوى الإجماع منصوبة من قِبل أحد العلماء فعلى من أنكر التسمية أن يثبت عدم صحة هذا الإجماع المحكي خاصة وأنه مدعوم بشهرة مقتضاه بين السلف والخلف
الخلاصة: أنه إذا ثبت الإجماع المحكي فلا مجال للاجتهاد إلا إذا ثبت نقض هذا الإجماع نقضا صحيحا
بل أقول أكثر من ذلك وهو أنه يجب على من أنكر التسمية أن يسمي لنا سلفه في هذا الإنكار ثبت الإجماع أم لم يثبت
فإذا سمى لنا سلفا فلا إنكار ولا حرج إذ عادت المسألة من مسائل الاجتهاد والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 03:53]ـ
أخي الحبيب أمجد
أولا: أشكر لك حسن أدبك، وسعة صدرك
ثانيا: لا أخفيك أنني لا أملك كثيرا من الوقت لمتابعة المناقشات التفاعلية، لذا أعتذر لك إن أبطأت عليك
ثالثا: أنا لم يثبت لديَّ الإجماع في هذه المسألة، ونص الآمدي بحاجة إلى تحليل وعناية .. والخلاصة: أنه لا يلزمني ..
رابعا: قول ابن القاسم للإمام أحمد (كما نقلتَ): (تقول منكر ونكير هكذا أو تقول ملكين قال منكر ونكير قلت يقولون ليس في حديث منكر ونكير قال هو هكذا يعنى أنهما منكر ونكير).اهـ.
هو من أدلتي على مَن يدَّعي الإجماع أو الإتفاق ... الخ
خامسا: لا يخفى عليك وأنت اللبيب الذكي أن المشهور شيء والإجماع الثابت شيء آخر
سادسا: الشيخ ابن عثيمين لم يَثبت لديه الإجماع، ومن ثم حكى الخلاف .. وكذا الشيخ الشنقيطي
سابعا: حكاية الخلاف، لا ترفع الإجماع المتقدم، هذا في حالة ثبوت ذلك الإجماع ...
ثامنا: المسألة عندي من مسائل السّعة، ولكل باحث ما رآه ..
وأخيرا أخي الحبيب، أنا أسعد كثيرا بمناقشتك ومحاورتك، فأنت عندي من القلب بمكان، والسلام.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:13]ـ
أخي الكريم أشرف
جزاك الله خيرا ونفع بك على اتزانك وأدبك العلمي
ويعلم الله قدر مكانتكم في قلبي
والأمر كما قال الشافعي من قبل: قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب
أعانك الله وسدد خطاك
ـ[عبد فقير]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 12:40]ـ
الأخ أشرف لوسمحت راجع مبحث الإجماع فى كتب الأصول وما يتفرع عنها. أخى اتفق الأصوليون على أن القول إذا انتشر وتعددت الواقعة ولم يعترض أحد أنه حجة واختلفوا فى التسمية هل يسمى إجماعا أم لا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 03:01]ـ
لكم يسعدني قراءة المشاركات الملتزمة بالأدب والمتشحة بالرقي في الجدال والمناقشة والبعيدة عن أساليب التجهيل والتصغير والتحقير.
وأظن أنه قد صدق من قال أن لكل انسان نصيب من اسمه فأرجو أن يكون لكما كمال الشرف والمجد في الدنيا والآخرة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 12:36]ـ
الأخ الكريم: (عبد فقير)
أرجو أن تذكر لي نص أهل العلم على دعوى الاتفاق الواردة في كلامك، مع ذِكر المصدر. وجزاك الله خيرا.
الأخ الكريم: (شريف شلبي)
جزاك الله خيرا، وهذا من حُسن ظنك، وجميل أدبك.
__________
هذه بعض التعليقات ذات الصلة بالموضوع، أسأل الله تعالى أن ينفع بها:
1 - ذِكر النصوص المصرِّحة بدعوى "الاتفاق والاجماع" على ثبوت تسمية الملكين بمنكر ونكير:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- نَصُّ الآمدي - المتكلِّم إمام الأشعرية في زمنه (ت 631 هـ) - الذي أورده أخونا الفاضل الشيخ أمجد: (اتفق سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، وأكثرهم بعد ظهوره، على: إثبات إحياء الموتى في قبورهم، ومساءلة الملكين لهم، وتسمية أحدهما منكرا والآخر نكيرا .. ).اهـ.
وقال: (أنكر الجبائي، وابنه، والبلخي: تسمية الملكين منكرا ونكيرا، مع الاعتراف بهما).اهـ.
في قول الآمدي: "وأكثرهم بعد ظهوره" .. إشكال .. وينبغي تحرير مصطلح السلف في كلامه ..
ب - قال الإيجي الأشعري المتكلِّم (ت 756 هـ) في "المواقف": (تسميتها منكرا ونكيرا: مأخوذة من إجماع السلف، وأخباره مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم).اهـ.
والذي يظهر بالتتبع أن مصدر الإيجي في ذِكر الإجماع: نص الآمدي سابق الذِّكر ...
ج - يقول السيوطي (ت 911 هـ) في "الحاوي":
( ... ومن ذلك أنه لم يسمِّ فيه الملكان بمنكر ونكير، وهو ثابت في حديث الترمذي، وقد أطبق أهل السُّنة على اعتباره، ولم يخالف فيه إلا المعتزلة، فقالوا: لا يجوز أن تُسمَّى الملائكة بمنكر ونكير. ولم يلتفت أهل السنة إلى قولهم؛ اعتمادًا على ما جاء في بعض طرق الحديث، إلى غير ذلك من الزيادات الواقعة في أحاديث السؤال على كثرتها؛ فإنها أكثر من سبعين حديثًا، ما من حديث منها إلا وفيه زيادة ليست في غيره، فمَن لم يقف إلا على حديث واحد من سبعين حديثًا، حقه أنْ يسكت مع الساكتين، ولا يقدم على ردِّ الأحاديث وإلغائها).اهـ.
سيأتي الإشارة إلى نص السيوطي في ثنايا الكلام الآتي ..
2 - ذَكر أحمد بن القاسم في سياق سؤاله الإمام أحمد أنَّ هناك مَن يقول: (ليس في حديثٍ: منكر ونكير).اهـ.
والذين أشار إليهم ابن القاسم، يُحتمَل أنهم جماعة من المحدِّثين، ويُحتمَل أنه يُشير إلى فريق من المعتزلة .. وهذا الاحتمال الأخير هو الأقوى فيما يظهر؛ وذلك لأن أحمد ابن القاسم قد استفتح سؤاله الإمام أحمد بقوله: (تقر بمنكر ونكير، وما يروى في عذاب القبر؟).
ثم أتبع السؤال بآخر، قال: (هذه اللفظة، تقول: منكر ونكير - هكذا - أو تقول: ملكين؟ قال (الإمام أحمد): منكر ونكير. (قال ابن القاسم): يقولون: ليس في حديث منكر ونكير .. ).اهـ. الخ
3 - يُلاحَظ أن الذين أنكروا التسمية من المعتزلة، لم ينكروها على طريقة أهل الحديث، وإنما أنكروها بطريق العقل .. وأخشى ما أخشاه أن يكون لإنكار بعض المعتزلة التسمية بطريق العقل، أثر غير حميد على بعض أهل العلم من أهل السنة خاصة من أهل العصر، في الإنكار والإشتداد على منكِر التسمية - دون أصل السؤال - من أهل السنة على أساس علمي صحيح معتبر ..
4 - قد نصَّ ابن القيِّم في بعض كتبه أنه لم يَرد حديث بهذين الاسمين، إنَّما هما ملكان. "طبقات الحنابلة"، لابن أبي يعلى، 1/ 135/حاشية2.
5 - وذكر ابن يونس (وأظنه: الفقيه الشافعي عماد الدين ابن يونس "ت 671 هـ"): أنَّ اسمهما على المذنِب: منكَر. وأما على المطيع: مبشر وبشير.
(فائدة) ذكر ابن العربي في "العارضة" أن بعض المغاربة قال بأن ملك الموت يُسمَّى: مبشرا وبشيرا. ثم تعقبه ..
6 - قال الشيخ عبدالرحمن البراك:
(جاء عند الترمذي تسمية الملكين اللذين يسألان الميت في قبره بمنكر ونكير, والإمام أحمد سُئل عن ذلك فأثبت الحديث وصححه وقال: نعم, منكر ونكير. لكن معظم الأحاديث ليس فيها ذكر تسميتهما، وإنما فيها أنه يأتيه ملكان فيقعدانه ويسألانه).اهـ
وقال الشيخ عبدالله المصلح:
(اختلف العلماء في ثبوت هذه التسمية مع اتفاقهم على الفتنة، وأن الذي يتولاها ملكان، والأمر في هذا سهل، فمن العلماء من قال: إنه لم يثبت حديث يستند إليه في تسمية الملكين، فنؤمن بأنهما ملكان تجري على أيديهما الفتنة دون تعيين لاسميهما، والصحيح أن هذين الاسمين ثابتان كما في الترمذي وفي صحيح ابن حبان بسندٍ لا بأس به).اهـ
7 - الخلاصة:
*اشتهرت مسألة: مساءلة الملكين، بـ: "مسألة منكر ونكير". ولا أدري - على سبيل القطع -: هل تسمية المسألة بهذا الاسم، إنَّما جاءت جريا على ما ورد في بعض الأخبار التي نُصَّ فيها على التسمية، دون التسليم بصحَّة هذه الأخبار، مع إثبات أصل المسألة، ألا وهو إثبات سؤال الملكين. أم أنَّ الشُّهرة جاءت من تلقِّي جماعة من أهل العلم لبعض الأخبار التي ذُكِرَ فيها التسمية بالقبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كنت أميل إلى الأول؛ فهذا هو شيخ الإسلام رحمه الله يقول: (أحاديث عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير: فكثيرة متواترة)، وبالقطع شيخ الإسلام رحمه الله لا يريد التقرير بقوله "مسألة منكر ونكير" أن الأحاديث الوارد فيها ذِكر التسمية أحاديث متواترة، وإنما يريد أن أصل السؤال، أحاديثه متواترة .. وهكذا ..
(محل بحث: التتبع الزمني لاستعمال عبارة: "مسألة منكر ونكير" أو"مساءلة منكر ونكير" أو نحوهما، مع ملاحظة السياق).
ب- هناك فريق من أهل العلم مال إلى ضعف الأحاديث المنصوص فيها على التسمية، وذهبوا إلى أنَّ مدار الإثبات أو النفي على صحة الأخبار.
ج- إنَّ مسألة تسمية الملكين إثباتا أو نفيا، مسألة من مباحث علم الحديث والإسناد، والإجماع بالنفي أو الإثبات ينبغي أن يصدر من أهله، وفي هذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله، كما في "مجموع الفتاوى": (إذا كان الإجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به، فالاعتبار فى ذلك: بإجماع أهل العلم بالحديث، كما أن الاعتبار فى الإجماع على الأحكام: بإجماع أهل العلم بالأمر والنهى والاباحة).اهـ.
ولم يصلنا - فيما أعلم - نص صحيح صريح يحكي إجماع أهل الحديث على تصحيح الأخبار المذكور فيها التسمية، ومَن ادَّعى ذلك فقد أبعد، ومن أمارات عدم ثبوتها لدى بعض الأئمة، إعراضهم عن تخريج أخبارها، كما فعل البخاري ومسلم في "صحيحيهما"، بل أعرض عنها أبوداود في "سننه"، والنسائي في "المجتبى"، وخرَّج الترمذي حديثا، ثم أعقبه بقوله: "حسن غريب"! ..
* كما أني لم أقف على نصوص صريحة من الأئمة الكبار الذين يُفزَع إليهم في تحقيق مسائل الإجماع والخلاف، في ثبوت الإجماع على تسمية الملكين بمنكر ونكير، وإنما هي بعض النصوص من بعض المتأخرين، الذين لا تَركن إليهم الهمَّة، ولا تسكن لهم النفس.
هـ- والذي أميل إليه أنَّ دعوى الإجماع في هذه المسألة دعوى غير دقيقة، والظن بمَن أطلقها أنه أراد نفي العلم بمَن يُعتبر خلافه. وإنْ قلنا هنا: المشهور الذي توارد عليه أهل العلم .. كذا وكذا، قلنا لا بأس حينئذ.
* وإذا كان معتمَد أهل السّنة في إثبات التسمية كما يقول السيوطي ما جاء في بعض الطرق، فلا تثريب على النافي حينئذ إذا لم تصح لديه هذه الطرق بعد البحث، واكتفائه بما ثبت في الصَّحيحين، من قوله صلى الله عليه وسلم: " مَلَكَانِ " .. والله أعلم.
* وأخيرا: الذي أجزم به أن الكثير من النقول الواردة في أصل البحث القائم عليه هذا الموضوع قد زُجَّ بها زجا في غير موضعها، وفي بعضها الآخر تدليس على القاريء؛ ولظهور هذه المواطن أدع التعليق عليها.
وإنْ شاء الله تعالى في وقت سعة سأولِي هذه المسألة العناية، وأفردها بدراسة وافية، والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
عاجل ........... عندئذ قال الرسول
ـ[فواحة النرجس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 11:17]ـ
في موقف من مواقف التي مرت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال عندئذ ((يابلال قم فاذن لايدخل الجنة إلا مؤمن إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر))
اذكر الحديث كاملا الذي ورد فيه هذا القول مع بيان المعنى الذي دل عليه في كلمة واحدة؟؟؟؟؟
ـ[فواحة النرجس]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:08]ـ
حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبدالله أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي اللهم عنهم قال شهدنا مع رسول الله صلى اللهم عليه وسلم خيبر فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال وكثرت به الجراح فأثبتته فجاء رجل من أصحاب النبي صلى اللهم عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت الرجل الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم أما إنه من أهل النار فكاد بعض المسلمين يرتاب فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى اللهم عليه وسلم فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك قد انتحر فلان فقتل نفسه فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر *
المعنى في كلمة:الانتحار(/)
أريد بحثا أو جوابا عن مسألة الصلاة في أماكن الصور
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 01:12]ـ
انا أعمل في نادي ونصلي في مكان مليء بالصور وفيه صورتين كبيرة الحجم وضعت للتعظيم فهل يجوز الصلاة في هذا المكان علماً بأنه لايوجد مكان غيره الا مكان ضيق قليلاً والخشوع فيه اقل وسماع الامام فيه ضعيف.فما الحكم؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 05:56]ـ
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (رقم 1874) نص السؤال:
قد خصص لنا إحدى صالات التوزيع في المبنى الذي نعمل فيه، نصلي فيها جماعة وقت وجودنا بالعمل، ومنذ مدة وضع في الجدار الأمامي اتجاه القبلة عدد من الصور الكبيرة، وتحرجنا كثيرًا من وجود هذه الصور أمامنا في الصلاة، فما رأيكم في نصب الصور في المكان المخصص لصلاة المسلمين منذ زمن، وهل نستمر في الصلاة مع وجودها؟.نص الفتوى:
الحمد لله:
الصلاة صحيحة، ولا حرج عليهم -إن شاء الله- في ذلك إذا كانوا مضطرين للصلاة في المكان المذكور لعدم وجود مسجد قريب منهم، ولكن يجب عليهم أن يبذلوا وسعهم مع المسؤولين لإزالة الصور من هذا المكان، أو إعطائهم مكانا آخر ليس فيه صور؛ لأن الصلاة في المكان الذي فيه الصورة أمام المصلين فيه تشبه بعباد الأصنام، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة دالة على النهي عن التشبه بأعداء الله، والأمر بمخالفتهم، مع العلم بأن تعليق الصور ذوات الأرواح في الجدران أمر لا يجوز، بل هو من أسباب الغلو والشرك، ولا سيما إذا كانت من صور المعظمين. ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو: عبد الله بن قعود عضو: عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
6/ 250.(/)
فضل التسمية بمحمد
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 01:16]ـ
فضل التسمية بمحمد
من ضمن الأحاديث المشتهرة حديث " من ولد له مولود فسماه محمداً تبرّكّا به كان هو ومولودُهُ في الجنة ". فقد روي من عدة طرق، وبعد النظر في أي هذه الطرق أقوى أصح؛ قمت بتخريجه ودراسته، ونقل كلام أهل الفن فيه، وبعدما قمت بذلك أحببت أن أقوم بإنزاله في هذه المجلس المبارك ـ إن شاء الله ـ ولا نستغني عن تعليقات المشايخ بما فتح الله به عليهم.
قال السيوطي: قال ابن بكير الصيرفي (*): حدثنا حامد بن حماد بن المبارك العسكري، حدثنا إسحاق بن سيار أبو يعقوب النّصيبي، حدثنا حجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن أبي أمامة مرفوعاً: " من ولد له مولود فسماه محمداً تبرّكّا به كان هو ومولودُهُ في الجنة ".
وقال السيوطي: في إسناده من تكلم فيه، وهذا أمثل حديث ورد في هذا الباب، وإسناده حسن، و مكحول من علماء التابعين، وفقهائهم، وثقه غير واحد، واحتج به مسلم في " صحيحه "، وروى له البخاري في " الأدب "، والأربعة، وثقه ابن معين، ..... ().
وقال ابن عراق: قال شيخنا الحلبى: قال بعض الحفاظ: وأصحها ـ أي ـ أقربها إلى الصحة حديث: " من ولد له مولود وسماه محمداً حباً لي، وتبركاً باسمي كان هو ومولوده في الجنة " ().
وأخرجه ابن الجوزي ()، من طريق الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الصيرفي، به، بلفظه.
بما أن هذا الحديث جاء من طريق حامد بن حماد بن المبارك العسكري، فقد حكم عليه بالوضع، فإن حماد بن حامد متهم بالوضع.
قال الذهبي: المتهم بوضعه حامد بن حماد العسكري ().
وقال مرة: حامد بن حماد العسكري، عن إسحاق بن سيار النصيبي بخبر موضوع هو آفته ().
ولقد نُقد السيوطي لما ذهب يتكلم عن آخر السند، وهو مكحول، وينقل كلام أهل النقد فيه، ويهمل أوله، وهو حامد العسكري.
قال المعلمي: هيهات، راح السيوطي ينظر في آخر السند، وغفل عن أوله ().
وقال الألباني: حديث موضوع، ولقد أبعد السيوطي ـ عفا الله عنه ـ النجعة، فأخذ يتكلم على بعض رجال السند موهماً أنهم موضع النظر منه، مع أن علة الحديث ممن دونهم، ألا وهو حامد بن حماد العسكري شيخ ابن بكير ().
وقال ابن القيم: هذا الحديث باطل بنفسه مما يدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ().
وقال أبو حاتم الرازي: قد ورد في هذا الباب أحاديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ليس فيها ما يصح ().
وقال ابن الجوزي: وقد روي في هذا الباب أحاديث ليس فيها ما يصح ().
وقال ابنُ هِمَّات: قال الشامي في " سيرته ": لم يصح في فضل التسمية به حديث، بل قال الحافظ تقي الدين الحراني: كل ما ورد فيه فهو موضوع، ولابن بكير جزء معروف في ذلك، كل أحاديثه تالفة ().
ومما يدل على بطلان هذا الحديث ووضعه نكارة متنه؛ لأنه يعارض ما هو معلوم من الكتاب والسنة من أن النجاة، ودخول الجنة إنما تكون بالأعمال الصالح، لا بمجرد الأسماء والألقاب.
قال ابن القيم: ومن هذا الباب (مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة مناقضة بينة) أحاديث مدح من اسمه محمد أو أحمد، وأن كل من يسمى بهذه الأسماء لا يدخل النار.
وهذا مناقض لما هو معلوم من دينه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن النار لا يجار منها بالأسماء والألقاب، وإنما النجاة منها بالإيمان، والأعمال الصالحة ().
وقال ابن باز: هذا الحديث مكذوب، وموضوع على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، وليس لذلك أصل في السنة المطهرة، فكل ما جاء في هذا من الأخبار لا أساس لها من الصحة، فالاعتبار بإتباع محمد، وليس باسمه ـ صلى الله عليه وسلم، فكم ممن سمي محمداً وهو خبيث؛ لأنه لم يتبع محمدا ولم ينقد لشريعته، فالأسماء لا تطهر الناس، وإنما تطهرهم أعمالهم الصالحة، وتقواهم لله ـ جل وعل ـ، فمن تسمى بأحمد أو بمحمد أو بأبي القاسم وهو كافر أو فاسق لم ينفعه ذلك ().
==============================
(*) ـ " فضائل التسمية " (ص 39) أشار محقق الكتاب إن هذا الحديث أحد الأحاديث التي نسبت بأسانيدها إلى الكتاب، ولم توجد في النسخة التي حقق من خلالها الكتاب.
() ـ " اللآلي المصنوعة " (1/ 97)، ويراجع " مختصر الموضوعات " له.
(2) ـ " تنزيه الشريعة المرفوعة " (1/ 174).
(3) ـ " الموضوعات " (1/ 241ح 327).
(4) ـ " تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي " (1/ 35).
(5) ـ " ميزان الاعتدال " (1/ 447ت 1672)، وانظر " اللسان " (2/ 537ت 2088).
(6) ـ " التعليق على الفوائد المجموعة " (ص 371).
(7) ـ " السلسلة الضعيفة " (1/ ص 248).
(8) ـ " المنار المنيف " (ص 59،61).
(9) ـ " المغني عن الحفظ والكتاب " للموصلي (ص 57).
(10) ـ " الموضوعات " (1/ص234).
(11) ـ " التنكيت والإفادة " (ص 21)، وقال بكر أبو زيد: كل حديث مرفوع جاء فيه مدح من اسمه محمد أو أحمد، أو النهي عن التسمية بهما، فكلها لا يصح منه شئ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولابن بكير البغدادي (ت388هـ) كتاب " فضائل من اسمه أحمد ومحمد " طبع عام 1961م، فيه ستة وعشرون حديثاً لا يصح منها شيء " تسمية المولود " (ص 17)، و" التحديث " (ص 172).
(12) ـ " المنار المنيف " (ص 75).
(13) ـ " مجلة البحوث الإسلامية " (58/ 54).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 03:24]ـ
/// بارك الله فيكم ...
نعم .. لا يصحُّ في هذا الباب شيءٌ يعتمد عليه.
/// ولكن صحَّ قوله (ص) في الصَّحيحين: ((تسمَّوا باسمي ولا تكنَّوا بكنيتي))، وقد يُستدلُّ به في هذا الباب.
/// وقد يدلُّ على الإباحة لا النَّدب نظرًا إلى طرف الحديث الآخر الدَّال على النَّهي، وفيه تفصيلٌ ليس ذا موضعه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:22]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.(/)
التزكيه
ـ[المهاجره]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 07:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله تتجلى في ايات الله معاني عظيمه .. تبني الذات البشريه .. وترمم ماطرء عليها من هدم وخراب.ز
ومن هذه المعاني الساميه (التزكيه) وهي محور بحثي واهتمامي.
وبما انني مبتدئه وعلى هذا الدرب باذن الله سائره.فاحببت ان استشير اهل الاختصاص في الاساسيات:
ماهي اهم المراجع في اللغه والاصطلاح .. اذا كان هناك كتب الكترونيه ارجوا تنزيلها
هل بي بلمحه مختصره تلم فيها ابرز جوانب التزكيه في القران مما تجود به اقلامكم؟
ويليه كيفية كتابة البحث عمليا عن طريق الحاسب بنظام الوورد؟
اتمنى مد يد العون والتوجيهه والصبر على ذلك وشكرا ..
علما بانني قمت بالخطوات الاولى وذلك بتنصيب القران الالكتروني والقالب .. يبقى طريقة تنسيق واددراج الايات مع صلب الموضوع.
او بشكل اخر ماهي خطواتكم في كتابة البحث اليا؟؟ اتمنى ان تكون الصوره واضحه ..
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 07:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي الكريمة، يبدو أنك نسيتي أخواتك في الله (ابتسامة)
أنصحك بقراءة كتاب موعظة المؤمنين للقاسمي فهو كتاب مفيد في هذا الباب، وكذلك كتاب تلبيس ابليس والجواب الكافي لمن يسأل عن الدواء الشافي، وفقك الله لمايحب ويرضى
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:06]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحببت المشاركة بذكر مرجع مفيد في هذا الباب، وهو كتاب
(منهج الإسلام في تزكية النفس) للدكتور أنس كرزون، من طباعة دار ابن حزم
ويقع الكتاب في مجلدين
ـ[المهاجره]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:26]ـ
الم انسى اخوات فالله ولكن لفظ المذكر يطلق على المؤنث ايضا ,وهذالاريب فيه وارجوا عدم التدقيق لانه مجال عمل.
شكرا عالكتب ولكن ما ارمي له هو كتاب مؤلف في نص هذا الموضوع .. للألمام بالموضوع حتى انطلق في بحثي على بينه ..
شاكره لك ولفكرتك بالتحاق بالاكاديميه .. ولايمنع ان استفيد من خبرات منهم قبلي واقوى ني في هذا المجال!(/)
أَحْسَنُ مَا فِي الرُّخْصَةِ حَدِيثُ عَائِشَةَ.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:35]ـ
أيها الإخوان الأفاضل:
هذا حديث أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: {ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا بِفُرُوجِهِمْ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: أَرَاهُمْ قَدْ فَعَلُوهَا، أَسْتَقْبِلُ بِمَقْعَدَتِي الْقِبْلَةَ}.
قَالَ الْأَثْرَمُ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحْسَنُ مَا فِي الرُّخْصَةِ حَدِيثُ عَائِشَةَ، وَإِنْ كَانَ مُرْسَلًا، فَإِنَّ مَخْرَجَهُ حَسَنٌ ...
سؤالي:مامقصود الإمام أحمد بهذا الكلام، هل هو الآن يحتج بهذا الحديث وإن كان مرسلا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 04:07]ـ
حياك الله أخي رشيد
ليتك تسأل الشيخ سعد حفظه الله غدا بعد الدرس
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:18]ـ
أيها الإخوان الأفاضل:
هذا حديث أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: {ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا بِفُرُوجِهِمْ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: أَرَاهُمْ قَدْ فَعَلُوهَا، أَسْتَقْبِلُ بِمَقْعَدَتِي الْقِبْلَةَ}.
قَالَ الْأَثْرَمُ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحْسَنُ مَا فِي الرُّخْصَةِ حَدِيثُ عَائِشَةَ، وَإِنْ كَانَ مُرْسَلًا، فَإِنَّ مَخْرَجَهُ حَسَنٌ ...
سؤالي:مامقصود الإمام أحمد بهذا الكلام، هل هو الآن يحتج بهذا الحديث وإن كان مرسلا.
أولا: نقول الأصل في الحديث المرسل الضعف حتى يات ما يعضده.
ثانيا: يبين الامام أحمد ان كل حديث في هذا الباب ضعيف ,, ولكن ظهرت للامام أحمد قرائن تهض بهذا الحديث الى نوع من الاحتجاج.
ثالثا: ليس معنى (الحسن) عند من تقدم هو ما اصُطلح عليه عند المتأخرين.
رابعا: كثير من الائمة يطلقون هذه العبارة أو قريب منه مثل: أحسن شيء في الباب , أصح شيء في الباب وغيرها من العبارت فلا يُقصد بها ظاهرها بل ربما يعني بها الضعف , وكثير مايطلقونه على حسن اللفظ.
والله أعلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 01:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم رشيد وفقني الله وإياك.
مراد أحمد رحمه الله بهذا _ والله أعلم _ أن الحديث أرجح الأوجه فيه وجه الإرسال أي الانقطاع بين عراك وعائشة رضي الله عنها، وذلك ان الحديث اختلف فيه اختلافا كثيراً، والإمام أحمد رجح الإرسال؛ لأن عراكاً لم يسمع من عائشة رضي الله عنها وضعف أحمد الرواية المصرحة بالسماع لأنها من طريق علي بن عاصم وهو ضعيف وقد رواه الأكثر بالعنعنة فكل من وراه عن خالد الحذاء رواه بالعنعنة وكل من رواه عن حماد بن سلمة كذلك سوى موسى بن إسماعيل التبوذكي كما أنه روي من وجه آخر بذكر واسطة بين عراك وعائشة وهو عروة وفي بعضها عمر بن عبد العزيز، وقد أنكر سماع عراك من عائشة أيضا موسى بن هارون، وأما الإمام مسلم فخالف في هذا فروى في صحيحه (2630) من طريق عراك عن عائشة رضي الله عنها وقد تابعه عند مسلم عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها برقم (2629).
وقوله (وإن كان مرسلاً) أي أنه أقواها وإن كان مرسلا ًفما روي مسنداً أضعف منه.
وقوله (ومخرجه حسن) أي معناه والمراد منه وتأويله فالمتن لا نكارة فيه بذاته.
والحديث أعل بعلل أخرى غير علة الانقطاع منها:
1 - أن الراجح وقفه على عائشة رضي الله عنها وهذا ما رجحه البخاري في التاريخ (3/ 155) وأبو حاتم كما في العلل لابنه (1/ 29) برقم (50) وابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 118)
2 - الاضطراب قاله البخاري كما في العلل الكبير للترمذي (ص 24)
3 - جهالة خالد بن أبي الصلت كما قال أحمد وابن حزم ووافقهما الذهبي.
والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 10:11]ـ
شكر الله لكم أبا حازم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 11:12]ـ
الأخ الكريم ابن رجب جزاك الله خيراً.
الأستاذ الموقّر أبوحازم الكاتب أحسن الله إليك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 12:03]ـ
واياك ابا يونس ,(/)
لاتقل نسيتُ القرآن
ـ[فواحة النرجس]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 09:00]ـ
لاتقل نسيت القرآن ولكن قل أُنسيت , أوأُسقطت , نُسيت:ودليل ذالك ماروته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ,قالت (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاًيقرأفي سورة بالليل فقال:يرحمه الله لقد أذكرني آية كذا وكذا كنتُ أُنسيتها من سورة كذا وكذا) وفي رواية عن مسلم ( .. لقد أذكرني آية كنت أُسقطتها من سورة كذا وكذا) وفي حديث ابن مسعود قال رسول صلى الله عليه وسلم (بئس ما لأحدهم نسيت آيت كيت وكيت بل هو نُسي)
قال النووي: وفي ه_ أي الحديث كراهية قول نسي آية كذا وهي كراهة تنزيه وأنه لايكره قول أُنسيتها وإنما نهي عن نسيتها لأنه يتضمن التساهل فيها والتغافل عنها وقد قال تعالى ((كذالك أتتك آياتنا فنسيتها)) /طه_126/قال القاضي عياض: أولى ما يتأول عليهالحديث أن معناه ذم الحال لاذم القول ,أي نسيت الحالة حالة من حفظ القرآن فغفل عنه حتى نسيه
ـ[أمل*]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 09:15]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة
ـ[مجاهد طموح]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 09:46]ـ
جزاك الله عنا كل خير(/)
29 ذكراً من أذكار الصباح والمساءلفضيلة الشيخ فريد الهنداوي بصوت محمود داود
ـ[أبو حمزة السني]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 11:21]ـ
إخواني الأكارم هذه قراءة لأذكار الصباح والمساء لفضيلة الشيخ فريد الهنداوي بصوت محمود داود وهي عبارة عن [29] ذكراً من أذكار الصباح والمساء وقد شرط المؤلف أن تكون هذه الأذكار إما صحاح أو حسان وقد شرحها فضيلته وخرج أحاديثها في كتابه الماتع: إتحاف الأخلاء بشرح وتخريج أذكار الصباح والمساء
### المسموعة هنا
1 - الأذكارالتي تقال في الصباح:على هذا الرابط
http://upload.9q9q.net/file/DbaRNnzyu/-----------
-.rm.html
2- الأذكار التي تقال في المساء: على هذا الرابط http://upload.9q9q.net/file/Vts63z85...------.rm.html
### وأما المقروءة فهنا:
أذ كار الصباح والمساء لفضيلة الشيخ فريد الهنداوي
1 - ((اللََّهُمَّ بِكَ أصْبحْنا وبكَ أمْسَيْنا وبكَ نَحْيا وبكَ نَمُوتُ وإليكَ النُّشورُ)) ..
[المصير: مساءً]
2 - ((أصْبحْنا على فِطْرةِ الإسلامِ وعلى كلمةِ الإخْلاصِ وعلى دِينِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى مِلَّةِ أبِينا إبراهيم حنيفاً مُسْلِماً وما كان مِنَ المُشْرِكِينَ)).
[أمسينا: مساءً]
3 - ((أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لآ إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ربِّ أسألُكَ خيرَ ما في هذا اليومِ وخيرَ ما بعدَهُ وأعوذ بكَ من شر ما في هذا اليومِ وشر ما بعدَهُ ربِّ أعوذُ بكَ من الكسلِ وسوءِ الْكِبَرِ ربِّ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ وعذابٍ في القبِر)). [أمسينا: مساءً]
4 - ((أصبحنا وأصبح المُلكُ للهِ ربِّ العالمين اللهم إني أسألُكَ خيرَ هذا اليومِ فتْحَهُ ونصْرَهُ ونُورَهُ وبركَتَهُ وهُداهُ وأعوذُ بكَ من شر ما فيه وشر ما بعدَهُ)). [أمسينا: مساءً]
5 - ((اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحدٍ مِنْ خَلْقِكَ فمنكَ وحْدَكَ لا شريك لكَ فلك الحمدُ ولكَ الشكرُ)). [أمسى: مساءً]
6 - ((رضيتُ باللهِ رباً وبالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم نبياً)).
7 - ((اللهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَهُ أشهدُ أن لآ إله إلا أنتَ أعوذُ بكَ منْ شرِّ نفسي وشرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ وأنْ أقترِفَ على نفسي سُوءاً أوْ أجُرَّهُ إلى مُسلمٍ)).
8 - ((اللهم أنتَ ربي لآ إله إلا أنتَ خلقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعْدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ مِنْ شرِّ ما صنعتُ أبُوءُ لكَ بِنِعْمَتِكَ عليَّ و أبُوءُ بِذَنْبِي فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ)).
9 - ((اللهم إني أسألُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرة ِ، اللهم إني أسألُكَ الْعَفْوَ والعافيةَ في دِيني ودُنْيايَ وأهْلِي ومالي، اللهم اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهم احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي وعَنْ شِمالي ومِنْ فَوْقي، وأعوذُ بِعَظَمَتَكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتِي)).
10 - ((اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نافِعاً ورِزْقاً طَيِّباً وعَمَلاً مُتَقَبَّلاً)).
11 - ((يا حَيُّ يا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أستغيثُ، أَصْلِحْ ليْ شَأْنِيَ كُلَّهُ، ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً)).
12 - ((اللَّهمَّ إني أعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ والْكَسَلِ، وأَعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ و الْبُخْلِ، وأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجالِ)).
14 - ((لآ إله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - ((لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ في يَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَا يَكُونُ وَلا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ اللَّهُمَّ َمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلاَةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ أَنْتَ وليِّي في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ توفني مُسْلِماً وألحقني بِالصَّالِحِينَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ وَلَذَّةَ النََّظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ وَشَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ و أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً أَوْ ذَنْباً لاَ تَغْفِرُهُ
اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ فإني أَعْهَدُ إِلَيْكَ في هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً أَنِّى أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ وَلِقَاءَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ في الْقُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسي تَكِلْنِي إِلَى ضَعْفٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ وَإِنِّي لا أَثِقُ إِلاَّ بِرَحْمَتِكَ فَاغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
16 - {اللّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه~ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ~ إِلاَّ بِمَا شَآء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} البقرة 255.
17 - بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} الإخلاص4} سورة الإخلاص1 - 4
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} سورة الفلق1 - 5
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} سورة الناس1 - 6
18 - ((«اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لآ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ». [3 مرات]
«اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَاب الْقَبْرِ لآ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ)). [3 مرات]
19 - ((بِسْمِ اللَّهِ الذي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)). [3 مرات]
20 - ((أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّآمَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ)). [3 مرات مساءً فقط]
21 – ((أَصْبَحْتُ أُثْنِي عَلَيْكَ حَمْداً وَأَشْهَدُ أن لآ إله إلا اللهُ)). [3مرات]
22 - ((سُبْحانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحانَ اللهِ رِضا نَفْسِهِ، سُبْحانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبحانُ اللهِ مِدادَ كَلِماتِهِ)). [3مرات صباحاً فقط]
23 - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أنتَ اللهُ لآ إله إلآ أنتَ وَحْدَكَ لا شَِريكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ)). [4مرات]
24 - {حَسْبِيَ اللّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} التوبة129 [7مرات]
25 - ((لآ إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). [10مرات]
26 - ((«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلى إِبراهِيمَ وَعَلى آلِ إِبراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» «اللَّهُمَّ بارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكْتَ عَلى إِبراهِيمَ وَعَلى آلِ إِبراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»)). [10مرات]
27 - ((أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ)) [100 مرة]
28 - ((سُبْحانَ اللّهِ)) [100 مرة] ((الْحَمْدُ لِلَّهِ)) [100 مرة] ((اللَّهُ أَكْبَرُ)) [100 مرة] ((لآ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [100 مرة]
29 - ((سُبْحانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ)). [100 مرة أو أكثر] أو ((سُبْحانَ اللّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ)). [100 مرة أو أكثر]
[تَنْبِيهٌ] كل أحاديث الأذكار الواردة هنا إما صحاح أو حسان كما هو شرط المؤلف أن لا يورد إلا ما ثبت عنِ النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم و إذا أردت هذه الأذكار مخرجة ومشروحة فارجع –غير مأمور بارك الله تعالى فيك- إلى أصل الكتاب: إِتْحاف الأَخِلاء بشرح وتخريج أذكار الصباح والمساء لفضيلة الشيخ فريد الهنداوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 04:04]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وأعانك على نشر الخير
ـ[أبو حمزة السني]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 08:10]ـ
جزاكم الله خيراً وشرح صدركم
ـ[أبو حمزة السني]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:11]ـ
إخواني الأكارم هذه قراءة لأذكار الصباح والمساء لفضيلة الشيخ فريد الهنداوي بصوت محمود داود http://www.alukah.net/Library/0/25799/
وهي عبارة عن [29] ذكراً من أذكار الصباح والمساء وقد شرط المؤلف أن تكون هذه الأذكار إما صحاح أو حسان وقد شرحها فضيلته وخرج أحاديثها في كتابه الماتع: إتحاف الأخلاء بشرح وتخريج أذكار الصباح والمساء
### المسموعة هنا
1 - الأذكارالتي تقال في الصباح:على هذا الرابط
http://www.alukah.net/Library/0/25799/
2- الأذكار التي تقال في المساء: على هذا الرابط http://www.alukah.net/Library/0/25799/ (http://www.alukah.net/Library/0/25799/)
### وأما المقروءة فهنا:
أذ كار الصباح والمساء لفضيلة الشيخ فريد الهنداوي
1 - ((اللََّهُمَّ بِكَ أصْبحْنا وبكَ أمْسَيْنا وبكَ نَحْيا وبكَ نَمُوتُ وإليكَ النُّشورُ)) ..
[المصير: مساءً]
2 - ((أصْبحْنا على فِطْرةِ الإسلامِ وعلى كلمةِ الإخْلاصِ وعلى دِينِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى مِلَّةِ أبِينا إبراهيم حنيفاً مُسْلِماً وما كان مِنَ المُشْرِكِينَ)).
[أمسينا: مساءً]
3 - ((أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لآ إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ربِّ أسألُكَ خيرَ ما في هذا اليومِ وخيرَ ما بعدَهُ وأعوذ بكَ من شر ما في هذا اليومِ وشر ما بعدَهُ ربِّ أعوذُ بكَ من الكسلِ وسوءِ الْكِبَرِ ربِّ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ وعذابٍ في القبِر)). [أمسينا: مساءً]
4 - ((أصبحنا وأصبح المُلكُ للهِ ربِّ العالمين اللهم إني أسألُكَ خيرَ هذا اليومِ فتْحَهُ ونصْرَهُ ونُورَهُ وبركَتَهُ وهُداهُ وأعوذُ بكَ من شر ما فيه وشر ما بعدَهُ)). [أمسينا: مساءً]
5 - ((اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحدٍ مِنْ خَلْقِكَ فمنكَ وحْدَكَ لا شريك لكَ فلك الحمدُ ولكَ الشكرُ)). [أمسى: مساءً]
6 - ((رضيتُ باللهِ رباً وبالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم نبياً)).
7 - ((اللهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَهُ أشهدُ أن لآ إله إلا أنتَ أعوذُ بكَ منْ شرِّ نفسي وشرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ وأنْ أقترِفَ على نفسي سُوءاً أوْ أجُرَّهُ إلى مُسلمٍ)).
8 - ((اللهم أنتَ ربي لآ إله إلا أنتَ خلقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعْدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ مِنْ شرِّ ما صنعتُ أبُوءُ لكَ بِنِعْمَتِكَ عليَّ و أبُوءُ بِذَنْبِي فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ)).
9 - ((اللهم إني أسألُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرة ِ، اللهم إني أسألُكَ الْعَفْوَ والعافيةَ في دِيني ودُنْيايَ وأهْلِي ومالي، اللهم اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهم احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي وعَنْ شِمالي ومِنْ فَوْقي، وأعوذُ بِعَظَمَتَكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتِي)).
10 - ((اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نافِعاً ورِزْقاً طَيِّباً وعَمَلاً مُتَقَبَّلاً)).
11 - ((يا حَيُّ يا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أستغيثُ، أَصْلِحْ ليْ شَأْنِيَ كُلَّهُ، ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً)).
12 - ((اللَّهمَّ إني أعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ والْكَسَلِ، وأَعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ و الْبُخْلِ، وأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجالِ)).
14 - ((لآ إله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - ((لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ في يَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَا يَكُونُ وَلا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ اللَّهُمَّ َمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلاَةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ أَنْتَ وليِّي في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ توفني مُسْلِماً وألحقني بِالصَّالِحِينَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ وَلَذَّةَ النََّظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ وَشَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ و أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً أَوْ ذَنْباً لاَ تَغْفِرُهُ
اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ فإني أَعْهَدُ إِلَيْكَ في هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً أَنِّى أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ وَلِقَاءَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ في الْقُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسي تَكِلْنِي إِلَى ضَعْفٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ وَإِنِّي لا أَثِقُ إِلاَّ بِرَحْمَتِكَ فَاغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
16 - {اللّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه~ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ~ إِلاَّ بِمَا شَآء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} البقرة 255.
17 - بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} الإخلاص4} سورة الإخلاص1 - 4
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} سورة الفلق1 - 5
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} سورة الناس1 - 6
18 - ((«اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لآ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ». [3 مرات]
«اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَاب الْقَبْرِ لآ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ)). [3 مرات]
19 - ((بِسْمِ اللَّهِ الذي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)). [3 مرات]
20 - ((أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّآمَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ)). [3 مرات مساءً فقط]
21 – ((أَصْبَحْتُ أُثْنِي عَلَيْكَ حَمْداً وَأَشْهَدُ أن لآ إله إلا اللهُ)). [3مرات]
22 - ((سُبْحانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحانَ اللهِ رِضا نَفْسِهِ، سُبْحانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبحانُ اللهِ مِدادَ كَلِماتِهِ)). [3مرات صباحاً فقط]
23 - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أنتَ اللهُ لآ إله إلآ أنتَ وَحْدَكَ لا شَِريكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ)). [4مرات]
24 - {حَسْبِيَ اللّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} التوبة129 [7مرات]
25 - ((لآ إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). [10مرات]
26 - ((«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلى إِبراهِيمَ وَعَلى آلِ إِبراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» «اللَّهُمَّ بارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكْتَ عَلى إِبراهِيمَ وَعَلى آلِ إِبراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»)). [10مرات]
27 - ((أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ)) [100 مرة]
28 - ((سُبْحانَ اللّهِ)) [100 مرة] ((الْحَمْدُ لِلَّهِ)) [100 مرة] ((اللَّهُ أَكْبَرُ)) [100 مرة] ((لآ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [100 مرة]
29 - ((سُبْحانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ)). [100 مرة أو أكثر] أو ((سُبْحانَ اللّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ)). [100 مرة أو أكثر]
[تَنْبِيهٌ] كل أحاديث الأذكار الواردة هنا إما صحاح أو حسان كما هو شرط المؤلف أن لا يورد إلا ما ثبت عنِ النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم و إذا أردت هذه الأذكار مخرجة ومشروحة فارجع –غير مأمور بارك الله تعالى فيك- إلى أصل الكتاب: إِتْحاف الأَخِلاء بشرح وتخريج أذكار الصباح والمساء لفضيلة الشيخ فريد الهنداوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حمزة السني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 02:05]ـ
جزاك الله خيراً(/)
من الغرائب
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تستوقف الباحث وهو ينقب في كتب التراث عن الدرر واللآليء من علوم وفهوم العلماء من أسلافنا الأخيار غرائب لا تصدق وفي هذا السياق أفتح هذه النافذة بهذا الأنموذج من تحفة المودود للإمام شمس الدين بن قيم بن الجوزية، قال:" وقد ذكرنا عن إياس بن معاوية أنه قال: أذكر يوم ولدتني أمي بأني خرجت من ظلمة إلى ضوء ثم صرت إلى ظلمة، فسئلت أمه عن ذلك فقالت: صدق، لما انفصل مني لم يكن عندي ما ألفه به فوضعت عليه قصعة، وهذا من أعجب الأشياء وأندرها "
أترك لإخواني التعليق أولا على هذه الحالة من الوعي المبكر بالذات والمحيط، وهذه الذاكرة الماسكة في تلكم اللحظات الأولى من حياة الإنسان عند خروجه من بطن أمه ... ومدى صحة أن يكون مثل هذا صحيحا؟
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 08:31]ـ
في كتاب الألقاب لأبي علي الجياني الأندلسي:
الرشك: يزيد بن أبي يزيد أبو الأزهر الضبعي القسام ... عن ابن عبد البر عن خلف بن قاسم قال: يقال إن الرشك الكبير اللحية بالفارسية، ويزيد سمي الرشك لعظم لحيته
ثم ذكر بسنده إلى حامد بن يحيي البلخي قال: حدثني من لقي يزيد الرشك أنه قال:بلغ من طول اللحية أنه دخلت فيها عقرب فمكثت فيها ثلاثة أيام لا يدري بها
وروى عباس الدوري عن يحيي بن معين أنه قال: كان يزيد يسرح لحيته فخرجت منها عقرب فلقب بالرشك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 08:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في "النهج الفائق و المنهل الرائق والمعنى اللائق بآداب الموثق و أحكام الوثائق " لأبي العباس الونشريسي {ت914هـ}:
" وقع في السليمانية في نسمة من سرتها لأسفل، خلق امرأة واحدة، و من فوق خلق امرأتين، قال: تغسل أيديها الأربع و تمسح رأسها و يصح وطئها بنكاح، وذكر عن الشافعي أنه لما ذكرت له باليمن أحب رؤيتها و لم يستحل ذلك فتزوجها، قال: فعهدي باليدين يتلاطمان و يتقاتلان و يصطلحان و يأكلان ويشربان، ثم زلت عنها و رجعت بعد مدة فقيل لي مات البدن الواحد وربط بأسفله بحبل وترك حتى ذبل ثم قطع و دفن، و رأيت الشخص الآخر بعد ذلك يذهب و يجيء.
قال عياض في هذا النكاح نظر لأنهما اختان لا شك جمعهما بعض الجسد وفرج مشترك، وكونهما عاى ما وصف من اختلاف الأخلاق و الأعراض يوضح ذلك، وقال ابن عرفة:يرد بمنعه وخدة الوطء لاتحاد محلها، وقال غير عياض وفيه النكاح على الطلاق و قد اختلف فيه لأنه من وجه المتعة "
سبحان الله الخالق المتعال
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 02:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن الغرائب الطريفة، ما ينسب إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى وهو الإمام الأعظم، من أن أمه طلبت منه أن يستفتي لها شيخاً يكنى: أبا ذر، وكان تلميذاً لأبي حنيفة، فحمل أمه إليه، وطرق بابه، وأخبره الخبر، فقال: وأنت؟!،
قال: إن أمي لا تقبل مني، فأنصت إليها أبو ذر واستمع حتى إذا فرغت تَكَلمَ أبو حنيفة فأَسْكَتَتْهُ لتسمع جواب الشيخ
قال: والله يا أبا حنيفة لا أحسِن الجواب.
فقال له: قل لها كيت وكيت
فأجابها بجواب أبي حنيفة .. ثم شكرت له وانصرفت مع ابنها.
وقديما قيل "أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه " بل رواه أبو نعيم عن أبي الدرداء وابن عدي عن جابر، ورواه الشعراني في كتابه العقود بهذا اللفظ وروى عن رسول الله (ص) أنه قال:" أزهد الناس في العالم بنوه ثم قرابته ثم جيرانه، يقولون: هو عندنا، متى شئنا يناولنا علمه، وإنما مثل العالم كمثل عين يأتيها الناس فيأخذون من مائها، فبينما هم كذلك إذ غارت فذهبت فندموا." وهذا المعنى صحيح و إن لم يصح أنه من قول النبي (ص) بل الراجح أنه من كلام الحسن البصري رحمه الله كما ينسب مثل ذلك إلى عكرمة وغيره ...
و في الأمثال:"العالم في أهله مثل الكعبة عند أهل مكة "وأنشد بعضهم يقول:
لا ترى عالما يحل بقوم * فيحلوه غير دار هوان
هذه مكة المنيفة بيت الله يسعى لحجها الثقلان
وترى ازهد البرية في الحج لها أهلها لقرب مكان
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 02:29]ـ
أستاذنا محمد المعيار الإدريسي لقد راسلتكم عبر الخاص فالمرجو الإطلاع بارك الله فيكم.(/)
ترجمة الشيخ تقي الدين الهلالي من كتاب علماء ومفكرون عرفتهم. للشيخ المجذوب
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 02:53]ـ
http://www.odabasham.net/show.php?sid=7030(/)
بيان الخطأ في وقت صلاتي العشاء والفجر
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 10:05]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سبق وناقشنا منذ سنتين أو أكثر هذا الموضوع، وبينا بالأدلة الواضحة أن التوقيت المعمول به في البلاد الإسلامية خطأ. حيث يعتمد أن وقت العشاء أو وقت الفجر يبتدأ عندما تصبح الشمس 18 درجة تحت الأفق (على خلاف طفيف بين التقاويم).
الجديد في الأمر أني وجدت المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع. فوجدت أبحاثاً غربية كثيرة، وهي وإن كانت لا تتطرق للمفهوم الشرعي لصلاة المسلمين، لكنها تعنى بالكلام عن الضوء المتشتت وتغير لون الأفق. كما اطلعت على عدة دراسات للمسلمين، منها دراسة أعدها مجموعة من شباب المسلمين في بريطانيا، حيث قاموا بمراقبة مستمرة للأفقين الأحمر والأبيض على مدار سنة، وسجلوا أوقات غياب الشفق. والغريب أن الدراسة على الرغم من قدمها (1988) لم تنتشر في العالم الإسلامي، رغم الأهمية البالغة لها.
والدراسة تثبت غياب الشفقين قبل توقيت أم القرى بل قبل توقيت إسنا (15 درجة). وقمت بنفسي بمراقبة الشفق، وحصلت على نتائج قريبة جداً من النتائج التي وصلوا إليها. والتقطت أيضاً صوراً للشفق عند اختفاءه. وللحديث تتمة إن شاء الله.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 10:11]ـ
هذا وأنا أعمل منذ عدة سنين على كتاب جمعت فيه أقوالاً كثيرة في هذه المسالة لعديد من الفقهاء ومن علماء الفلك، واطلعت على عدد كبير من الدراسات، منها الجماعي ومنها الإفرادي ومنها الأكاديمي. وقد كاد يطبع لولا ظروف شخصية شغلتني عنه. ثم حصلت منذ فترة قريبة من فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس على دراسة علمية فلكية، بعنوان «مشروع دارسة الشفق» (التقرير النهائي، 95 صفحة). قام به معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية سنة 1426هـ (2005م)، بناء على توجيه من عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة، وصالح آل الشيخ وزير الشؤون الدينية، وبناء على طلب من لجنة تقويم أم القرى. وقد شارك في هذا البحث أفاضل من علماء الدين والفلك. ومن خبرتي في هذا المجال واطلاعي على الكثير من الأبحاث الأخرى أقول أن هذه الدراسة هي من أهم الدراسات لقضية الفجر وأدقها. وتميزت الدراسة بالتجرد، والميدانية، والشرعية، والفلكية، والعلمية، والتجارب المتكررة. وإن المسلم ليفتخر أن يجد مثل هذه الدراسات المتجردة، والدقيقة عند المسلمين.
أعضاء اللجنة التي قامت بالدراسة:
الباحث الرئيس: د. زكي بن عبدالرحمن المصطفى، أستاذ علم الفلك المساعد ورئيس قسم الفلك مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء.
المشاركون في البحث: د. أيمن بن سعيد كردي، أستاذ علم الفلك المساعد. عبدالعزيز بن سلطان المرمش، باحث فلكي في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء. معتز نائل كردي، باحث فلكي في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء. د. سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام، ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء. محمد بن سعد الخرجي، رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض، ممثل وزارة العدل. عبدالرحمن بن غنام الغنام، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد، ممثل وزارة الشؤون الإسلامية. صالح بن عثمان الصالح، متعاون. وقد خرج مع اللجنة -كما في بعض التواقيع على المحاضر- بعض المتطوعين منهم الدكتور علي الشبل وعبد الله التركي وعبد الله بن سليمان المهنا. كما تلقت دعماً من عدد من الشخصيات العلمية.
ملخص البحث
في دراسة تعد الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، اشترك في تنفيذها عدد من المختصين في علم الفلك بالإضافة إلى مختصين شرعيين يمثلون الجهات الشرعية في المملكة العربية السعودية، وتمت دراسة تحديد الوقت الحقيقي لبدايات الفجر الصادق (الشفق الشرعي) والتي أعطت قيم تواجد الشمس تحت الأفق ترواحت بين 14.0 درجة و 15.1 بمتوسط 14.6 درجة وانحراف معياري 0.3 درجة. ولقد تمت هذه الدراسة في منطقة معزولة عن التأثيرات الضوئية -التي تؤثر حتما في النتائج- لمدة عام كامل. كما تم استخدام العين البشرية كمحدد أساسي للدراسة، بالإضافة إلى آلات تصوير عالية الحساسية للمقارنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المرحلة رصدت في عرق الحمراني في صحراء الدهناء على بعد 170 كلم من الرياض. وقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائية بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء، وبعد منتصف الليل إلى شروق الشمس. وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة، وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق. وكانت بداية الرصد أن يتم الرصد والتدوين بشكل جماعي. لكن خشية أن يكون هناك تأثير من بعض الراصدين على الآخر، تم استخدام الرصد الفردي المتفرق والمتباعد. ومن ثم تمت المقارنة بين نتائج الرصد، والتي أعطت مؤشرا على دقة الرصد وعلى توافق في عملية تحديد الشفق وذلك عن طريق الوصف. وقد اتبع في الرصد الفردي بأن يعطى كل راصد شنطة تحتوي على ساعة مغايرة مختلفة عن التوقيت الفعلي ومعروف فرقها عن التوقيت الحقيقي (التوقيت في هذه الساعات مختلف وغير مطابق للآخرين) ومن ثم يقوم كل راصد بتدوين هذه المشاهدات في ملف خاص يسلم للمبرمج بعد انتهاء عملية الرصد. وتم الاستعانة بعدد من الأجهزة المساعدة من آلات التصوير عالية الدقة وأجهزة المساحة الجغرافية.
وجاء في ص10 من البحث: معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي له ومنها تقويم أم القرى الذي ظهر لنا -بعد البحث والاستقصاء- أن سبب الإشكالية فيه -فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر- هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده، حيث لم نجد أساساً مكتوبا للتقويم -بعد البحث والاستقصاء-. وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا د. فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له، وليس لديه أي أساس مكتوب. ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصداق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب أي على درجة 18. وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا! وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته. ونحوه في ص41.
وقد أسفرت الدراسة عن الأمور التالية:
- أن واضع تقويم أم القرى ليس لديه علم شرعي، فهو لا يفرق بين الفجر الكاذب، والفجرالصادق. ولهذا وضع وقت الفجر في التقويم على توقيت قريب من الفجر الكاذب حسب إفادته. وهذا خطأ شرعي واضح، فإن وقت الفجر الذي يحرم به الصيام، ويبيح الصلاة هو الفجر الصادق.
- أن واضع التقويم قدم وقت الفجر بهواه مقدار درجة وهي تعادل 4 - 4.45 دقيقة، وذلك حيطة منه للصيام، فوقع فيما هو أخطر منه، وهو تقديم صلاة الفجر.
- أن الفجر الكاذب الذي وضع عليه التقويم متقدم على الصادق بنحو عشرين دقيقة (بتوقيت الرياض)، يزيد وينقص نحو خمس دقائق، وذلك حسب طول الليل، والنهار، وقصرهما.
قال الشيخ عبد الرحمن السديس: "ومن طالع البحث لا يشك في صحة نتائجه البتة"، وهو كما قال وفقه الله.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 03:41]ـ
أخي الكريم محمد الأمين حفظه الله
تحية طيبة ..
بالنسبة لهذه البحث التي تذكر، فقد ذكر الدكتور زكي المصطفى الباحث الرئيس لمشروع دراسة الشفق في جريدة الرياض: 5 - يتضح لي من خلال التجرية والممارسة انه متى ما كان تعريف دخول الفجر الكاذب والفجر الصادق هو نفس التعريف الوارد في فتوى المجمع الفقهي برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في دورته التاسعة عام 1406ه فإن الحسابات المعمول بها حالياً قد لا تتغير بشكل ملموس. نأمل أن يكون في ما أشرنا إليه توضيح للالتباس أو سوء الفهم. والله من وراء القصد .. اهـ
وقد استاء سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله، من أحد المشايخ الفضلاء، وهو يعلن في المساجد والمحاضرات العامة، بأن التقويم غير صائب في دخول وقت الفجر، وأن صلاتهم باطلة، وليس عليهم أن يمسكوا عند أذان الفجر، وأن لهم فسحة في أن يأكلوا ويشربوا إلى 18 دقيقة أو 20 دقيقة، فاستدعاه في مكتبه بالإفتاء وأنكر عليه، ومنعه من نشر هذا الكلام.
بقي يا إخواني أن أقول إن الخوض في هذه المسائل لا يحسن أن تكون في منتديات الإنترنت أو أن تشاع وتذاع في المساجد والأماكن العامة، لأن هذا يحدث بلبلة لدى الناس، وربما تسبب ذلك في حدوث ما لا تحمد عقباه من التفرق والاختلاف، لا سيما وأن الحرمين الشريفين تقام فيهما صلاة الفجر بعد الأذان بخمس دقائق كما هو في بعض الأوقات، فما رأيكم في هذا أتبطلون صلوات الناس في الحرمين وغيرهما، وإن قلت لا نبطلها لأنهم عوام ولا يدركون ذلك، فما البال بالعلماء، أهم لا يدركون ذلك أيضا وهم يصلون في الحرمين، وهل أئمة الحرمين لا يدركونه أيضا، وهم من يقتدي الناس بهم، ألأمر جد خطير وإشاعة ذلك لا أراها مناسبة أبدا. ولم العجلة في هذه الأمور، فإن كان ما يشاع في ذلك صحيحا فولاة الأمر من العلماء والحكام سيقيمونه على الصواب، وإن كان مجرد شائعات، وأن تلك البحوث المكتوبة لم تكن صائبة، فالحمد لله أننا لم نكن من الذين تعجلوا فيه.
شيخنا ابن باز قال إن التقويم صحيح بإرسال الثقات ونظرهم.
سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، كذلك يقول.
الشيخ صالح الفوزان عضو اللجنة الدائمة خرج بنفسه ورأى أن التقويم الحالي صحيح.
الشيخ محمد بن عثيمين يقول: من قال إن الفارق ثلث ساعة فهذه مبالغة لا تصح والذي نراه أن التقويم الذي بين يدي الناس الآن فيه تقديم خمس دقائق في الفجر خاصة اهـ
فإذا كان هؤلاء العلماء على هذا الرأي، فهل ترى أن نتركهم، ونأخذ بآراء غيرهم، لا سيما وأن الموضوع متعلق بأمر من أمور العامة المتعلقة بالأمة أجمع.
لا أظنك تقول اترك هؤلاء وخذ بقول غيرهم.
هذا ما بادا لي في الموضوع وودت طرحه، وإني أتقبل النقد الهادف البناء، بأسلوب هادئ غير متوتر، وكلنا نطلب الحق، فالحق أحق أن يتبع.
أسأل الله لك التوفيق أخي محمد، وأن يبارك في عملك وعمرك، إنه جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 04:53]ـ
أخي الكريم محمد الأمين و عليكم بمثل تحيتك الطّيبة
فوددت أن أتقدم لك بالشكر حول ما ذكرته في هذه المسألة
فقبل مدة استفاد اخوتي من بحث لك وضع في منتدى أهل الحديث حول هذه المسألة و قد عملوا تحقيق في هذه المسألة
فثبت عندنا بأنّ كثير من المساجد في الجزائر بناءا على التوقيت المعمول به في البلاد لا يتم آداء صلاة الصبح فيها في الوقت الصحيح
و أذكر أنّ هناك مشايخ عندنا يفتون بأنّ صلاة الصبح ينبغي أن تصلى بعد حوالي نصف ساعة من الآذان و قد طبق هذا الأمر عندنا في بعض المساجد
لذا فالذي أراه أنّه ينبغي أن يشاع مثل هذه البحوث لكي تؤدى صلوات المسلمين في الوقت الصحيح
و بالمناسبة فقد ذكر الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيح بعض الدول فيها هذا المشكل من بينها الجزائر بل حتى ذكر بعض المدن السعودية
فهذا المشكل عالمي مما يستدعي الكثير من الهمّة في التوعية
خصوصا إذا علمنا بأنّ بعض من الشباب قد ترك صلاة الصبح في المسجد و ليس العيب فيهم و إنّما العيب في من تهاون في تحديد الوقت أو اعتمد على نظريات غير صحيحة
بل هناك من ذهب إلى أبعد من هذا فأذكر أنّ شابا ترك صلاة الصبح جماعة في المسجد الحرام بمكّة
و أذكر أني تكلمت مع فلكي ممن يعملون في مجال تحديد أوقات الصلاة فأخبرني بأنّ الأفق المعتمد عليه في تحديد الفجر الصادق هو ما كان على مستوى سطح البحر؟!
فهذا من بين المشاكل في تحديد الأوقات فالمشكل ليس فقط اعتمادهم على نظرية كون الشمس 18 درجة تحت الأفق و إنّما هناك إشكال آخر عند البعض هو عدم معرفتهم الأفق المعرفة الصحيحة
و منذ متى كان الأفق في الشرع أو في اللغة العربية هو ما كان على مستوى سطح البحر؟!
فالمسألة ليس من الهيّن تجاهلها
لذا فأنا أحثك أخي الكريم محمد الأمين على الإجتهاد في بحتك و إظهاره بأحسن حلّة و طباعته
و ربنا يوفقك
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:07]ـ
الحمد لله رب العالمين.
وبعد
شكر الله لك أخي الكريم هذا الجهد في البيان و الله إنني قد عانيت من نفس المشكل
ولا أدري لماذا يعتذر دائما بالبلبلة و فتنة الناس ...
يا اخي من اطمان للوقت الأول صلى فيه ... ومن اطمأن للوقت المصحح صلى فيه
ونحن من الناس ... ولا شيء حصل بيننا لا بغضاء و لا عداوة ولا شيء بحمد الله
ولا ادري لم بنيت هذه المآذن العالية الفاخرة أصلا ... أليس لمراقبة الفجر الصادق من الكاذب من طرف المكلف بالأذان
ثم إنه كان الناس قبل التوقيت الفلكي إنما يراقبون الفجر الصادق بعيونهم ... فلماذا عندما أحدث التوقيت الفلكي لماذا لم
يقل ستحصل فتنة و بلبلة و و و الخ ...
و انا بنفسي راقبت لمدة طويلة بأم عيني الفجر الصادق حينما كنتأعمل في البادية وكانوا يؤذنون بحسب التوقيت الفلكي
رأيت أنهم يؤذنون حتى قبل الفجر الكاذب أحيانا بخمس دقائق او يزيد .... وصفات الفجر الصادق و الكاذب واضحةفي
الحديث .... فهل أشك فيما أراه بأم عيني .... يؤذنون وليس ثمة بياض لا صادق و لاكاذب ... وكنت أقول ذلك لكثير من
الاخوة و لإمام المسجد عندما أعود الى مدينتي القريبة من القرية .. فيتفلسفون ويبحثون عن المخارج في الفاظ الحديث
وزاد يقيني بفتوى الشيخ الالباني و الشيخ تقي الدين الهلالي بأن التوقيت المعمول به في بلادنا ليس صحيحا
وهذه الفتوى موجودة ...
أما قول الاخ ان كان ذلك صحيحا فولاة الامر من العلماء و الحكام سيقيمونه .... فأقول ليسوا بالمعصومين وقد يخطئون في
التأويل ذلك .... وقد اخبرتك ان من العلماء من يقول بعكس ذلك ...
اما التحجج ببطلان صلاة الناس ... فلا يعدو حالهم ان يكون مثل المجتهد في تحري القبلة ... غير ان الامر هنا قريب جدا
وليس بين الناس و الحق الا تعليمهم صفات الفجر الصادق و الكاذب وان يستيقظوا قبل الفجر ليتعلموه عمليا ليتأكد
كل منهم من وقت الصلاة الصحيح.
أما القول بالاستعجال في هذا .... فالامر عمره سنوات تزيد على خمسة عشر عاما ... فهل الامر يستحق كل هذا العمر
ورؤية العين تحسم فيه
أنا أتفق تماما مع الاخ الذي كتب الموضوع و ارجو ان يبادر بعد استكماله وتهذيبه ان ينشره في الناس ليتعلم الناس
دينهم ... والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 12:53]ـ
الحمد لله رب العالمين.
وبعد
شكر الله لك أخي الكريم هذا الجهد في البيان و الله إنني قد عانيت من نفس المشكل
ولا أدري لماذا يعتذر دائما بالبلبلة و فتنة الناس ...
يا اخي من اطمان للوقت الأول صلى فيه ... ومن اطمأن للوقت المصحح صلى فيه
ونحن من الناس ... ولا شيء حصل بيننا لا بغضاء و لا عداوة ولا شيء بحمد الله
ولا ادري لم بنيت هذه المآذن العالية الفاخرة أصلا ... أليس لمراقبة الفجر الصادق من الكاذب من طرف المكلف بالأذان
ثم إنه كان الناس قبل التوقيت الفلكي إنما يراقبون الفجر الصادق بعيونهم ... فلماذا عندما أحدث التوقيت الفلكي لماذا لم
يقل ستحصل فتنة و بلبلة و و و الخ ...
و انا بنفسي راقبت لمدة طويلة بأم عيني الفجر الصادق حينما كنتأعمل في البادية وكانوا يؤذنون بحسب التوقيت الفلكي
رأيت أنهم يؤذنون حتى قبل الفجر الكاذب أحيانا بخمس دقائق او يزيد .... وصفات الفجر الصادق و الكاذب واضحةفي
الحديث .... فهل أشك فيما أراه بأم عيني .... يؤذنون وليس ثمة بياض لا صادق و لاكاذب ... وكنت أقول ذلك لكثير من
الاخوة و لإمام المسجد عندما أعود الى مدينتي القريبة من القرية .. فيتفلسفون ويبحثون عن المخارج في الفاظ الحديث
وزاد يقيني بفتوى الشيخ الالباني و الشيخ تقي الدين الهلالي بأن التوقيت المعمول به في بلادنا ليس صحيحا
وهذه الفتوى موجودة ...
أما قول الاخ ان كان ذلك صحيحا فولاة الامر من العلماء و الحكام سيقيمونه .... فأقول ليسوا بالمعصومين وقد يخطئون في
التأويل ذلك .... وقد اخبرتك ان من العلماء من يقول بعكس ذلك ...
اما التحجج ببطلان صلاة الناس ... فلا يعدو حالهم ان يكون مثل المجتهد في تحري القبلة ... غير ان الامر هنا قريب جدا
وليس بين الناس و الحق الا تعليمهم صفات الفجر الصادق و الكاذب وان يستيقظوا قبل الفجر ليتعلموه عمليا ليتأكد
كل منهم من وقت الصلاة الصحيح.
أما القول بالاستعجال في هذا .... فالامر عمره سنوات تزيد على خمسة عشر عاما ... فهل الامر يستحق كل هذا العمر
ورؤية العين تحسم فيه
أنا أتفق تماما مع الاخ الذي كتب الموضوع و ارجو ان يبادر بعد استكماله وتهذيبه ان ينشره في الناس ليتعلم الناس دينهم ... والله أعلم
الأخ الفاضل الشنقيطي
حدث لي ما حدث لكم تقريباً في ملاحظة توقيت الفجر ولي نحو 18 عام وأنا أتابع هذه المسألة وكل مرة أزداد يقيناً بخطأ الوقت لكني لم أستطع تحديد الفارق بالضبط وهو أظنه لا يقل عن 10 دقائق.
وهنا في مصر الجهل مطبق ومنتشر لكن في المساجد المنتسبة للسنة0يقوم أغلبها بتأخير إقامة صلاة الفجر إلى بعد الآذان بفترة من 20 - 30 دقيقة
وأرى مزيد الحديث عن الموضوع وتوعية الناس لأن الأمر دين ... ولا تلتفتوا لقول من يقول بسد ذرائع الفتنة المزعومة!!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 01:32]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ويسر الله حل هذه المشكلة .. وبصبر أمثالكم على ما ستواجهونه من استهجان في بادئ الأمر سيتغير الوضع إن شاء الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم
الأمر خطير ورأي من خالف هذا لا يستند لحجة بينة.
ومن نقل عنه من فضلاء العلماء لم يرو هذا إنما قيل لهم،
وقد قيل خلاف قول المعارض بالدليل والتجربة والسبر الطويل.
أينقض كل هذا بقول فلان وعلان خرج مرة أو مرتين ولا خبرة له بمتابعة الشفق بل ربما ولا معرفة له به!
أما اعتذار الدكتور زكي فلعله خشي على نفسه أن يحدث له كما حدث لمن ذكرتَ أنه استدعي وتكلم عليه مع أنه لا زال يكرر أن الوقت غلط وكلامه حق،
وسبب كتابة د. زكي أن الشيخ العبيكان كتب في جريدة الرياض عن غلط التقويم منتصرا بالبحث على من خالفه وتكلم عليه في في خطبة مشهورة ونسب العبيكان البحث إلى د. زكي ومن معه ... فحاول التملص بهذا الخبر.
والذي يهمنا البحث والنتيجة النهايئة الجماعية وهي مخالفة تماما لتصريحة المذكور في الجريدة.
ودين الله أولى بالوقف عند حدوده.
وأي فتنة وأي ضرر عليهم إن أمروا بتأخير الأذان أو على الأقل بتأخير الإقامة ولو احتياطا، أيس الأمر خطير؟!
وأئمة الحرمين أحسب أنهم وقفوا على الأمر ونظروا فيه والتأخر لا إشكال فيه إنما الإشكال في التقديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 05:03]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم
الأمر خطير ورأي من خالف هذا لا يستند لحجة بينة.
ومن نقل عنه من فضلاء العلماء لم يرو هذا إنما قيل لهم،
وقد قيل خلاف قول المعارض بالدليل والتجربة والسبر الطويل.
أينقض كل هذا بقول فلان وعلان خرج مرة أو مرتين ولا خبرة له بمتابعة الشفق بل ربما ولا معرفة له به!
أما اعتذار الدكتور زكي فلعله خشي على نفسه أن يحدث له كما حدث لمن ذكرتَ أنه استدعي وتكلم عليه مع أنه لا زال يكرر أن الوقت غلط وكلامه حق،
وسبب كتابة د. زكي أن الشيخ العبيكان كتب في جريدة الرياض عن غلط التقويم منتصرا بالبحث على من خالفه وتكلم عليه في في خطبة مشهورة ونسب العبيكان البحث إلى د. زكي ومن معه ... فحاول التملص بهذا الخبر.
والذي يهمنا البحث والنتيجة النهايئة الجماعية وهي مخالفة تماما لتصريحة المذكور في الجريدة.
ودين الله أولى بالوقف عند حدوده.
وأي فتنة وأي ضرر عليهم إن أمروا بتأخير الأذان أو على الأقل بتأخير الإقامة ولو احتياطا، أيس الأمر خطير؟!
وأئمة الحرمين أحسب أنهم وقفوا على الأمر ونظروا فيه والتأخر لا إشكال فيه إنما الإشكال في التقديم.
أنا أتفق معك يا شيخ عبد الرحمن على خطورة الأمر، ولكن أقول إنه إلى الآن تحت التمحيص، فخروج عدد من الباحثين من مدينة الملك عبد العزيز وتقريرهم ومعهم أحد طلاب العلم، لا يعني التسليم بالأمر ـ أنا لا أنفي صحته ـ لكن أقول إنه لا يعني التسليم والقطع بصحته وصوابه، إلا بعد إقرار أهل العلم والحل والعقد، وهذا مالم يحصل إلى الآن، فإذا ثبت ذلك لديهم فالحمد لله فإن الأمر سيغير بيسر وسهولة، وأما الفتنة فأخبرك بها، أئمة أرادوا تأخير الأذان ممن أخذوا بتلك البحوث المكتوبة، فطلب من المؤذن أن يؤخر الأذان ثلث ساعة، فطبعا المؤذن رفض ذلك، وحق له، لأن هذا غير مقبول لا ديانة ـ لأنه لم يتأكد الأمر لدى العلماء بعد ـ ولا نظاما في جهة الاختصاص أعني وزارة الشؤون الإسلامية، فثلث ساعة كثيرة جدا، فالإمام أصر والمؤذن أصر، ووقع الجماعة في أخذ ورد وتعالت الأصوات، أليست هذه فتنة، وتفرق مذموم وتعالي أصوات منهي عنه، وهذا ليس في مسجد واحد أو اثنين أو ثلاثة بل في مساجد كثيرة، وبعض جماعة المسجد يسببون المشكلات لأدنى من هذا السبب فكيف به.
فإن الأمر إن كان كما تذكر فيؤخر الأذان وليس الإقامة، فإن البيوت مليئة بمن يصلي بعد الأذان من النساء وغيرهن.
وأما قولك يا رعاك الله عن أئمة الحرمين فها هي الصلاة تقام بعد خمس دقائق ربما زادت قليلا في بعض ليالي رمضان والحج.
وبإيجاز مثل هذه الأمور يا شيخ عبد الرحمن وأنت أدرى مني حفظك الله لا يحسن بل ولا يقبل الناس أن تأتي من شخص واحد خرج مع الباحثين ونظر وإن كان طالب علم، لا سيما وغيره من العلماء كالشيخ صالح الفوزان وغيره قد خرجوا كذلك ونظروا وتبين لهم أن التقويم صحيح، فمثل هذه الأمور لا بد أن تصدر من كبار العلماء الذين يصدر الناس عن رأيهم، وكونه لم يصدر شيء إلى الآن فلم العجلة في الأمر.
أسأل الله للجميع التوفيق وأن يظهر الحق في هذا الأمر، ويعوض المسلمين خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 05:19]ـ
بلغني أنَّ تعديلاً سيتمُّ في تقاويم العام القادم 1429هـ فهل هذا صحيح؟
ـ[هالة]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 03:28]ـ
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس
- بالنسبة لقولك: "الأمر خطير ورأي من خالف هذا لا يستند لحجة بينة."
فأقول: حجتهم الرؤية العينية
- و بالنسبة لقولك: "ومن نقل عنه من فضلاء العلماء لم يرو هذا إنما قيل لهم"
فأقول: الشيخ الألباني رحمه الله رأى هذا بعينيه في الأردن أو سوريا و قد ذكر هذا في السلسلة الصحيحة، و في مصر راقب الشيخ محمد حسان الأمر و رأى بعيني رأسه خطأ التوقيت المعمول به في بعض المناطق من بلده و قد ذكر هذا في شريط مسجّل و ذكر بعض الأسماء ممن راقب و تأكد من خطأ التوقيت المعمول به.
ثم الشيخ الألباني لما يثبت في كتابه خطأ الوقت المعمول به في بعض البلاد الإسلامية إما برؤيته الخاصة أو نقلا عن أشخاص بإثباته لهذا الأمر فهذا في الحقيقة يتضمن إثبات لأهلية من نقل عنهم خطأ الوقت في هذا المجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
- و بالنسبة لقولك: "أينقض كل هذا بقول فلان وعلان خرج مرة أو مرتين ولا خبرة له بمتابعة الشفق بل ربما ولا معرفة له به! "
فأقول: و لكن ليس إعتمادنا على هذا و إنّما إعتمادنا على علماء لهم معرفة بهذا الأمر و على أناس متخصصين في هذا المجال و ليس على من خرج خرجة أو خرجتين و إنّما على سنوات من المراقبة.
و بالنسبة لقولك:"والذي يهمنا البحث والنتيجة النهايئة الجماعية وهي مخالفة تماما لتصريحة المذكور في الجريدة. "
فأقول: أغلب الناس لا يراقب و إنّما يعتمد على التوقيت الفلكي، فأين هذه النتيجة الجماعية؟
و إنّما إعتمادنا ينبغي أن يكون على الرؤية العينية من الأثباب و ليس على الحساب الفلكي إلا إن دعت الحاجة إلى ذلك في بعض المناطق و فمعلوم بأنّ التوقيت الفلكي يعتمد على الحساب و من الصعب بالحساب أخذ معايير الرطوبة و التضاريس و الجبال و المنخفضات و غيرها.
- و بالنسبة لقولك: "وأي فتنة وأي ضرر عليهم إن أمروا بتأخير الأذان أو على الأقل بتأخير الإقامة ولو احتياطا، أيس الأمر خطير؟! "
فأقول: و أي ضرر أكبر من صلاة صلاة ليس في وقتها
- و بالنسبة لقولك: "وأئمة الحرمين أحسب أنهم وقفوا على الأمر ونظروا فيه والتأخر لا إشكال فيه إنما الإشكال في التقديم."
المسألة ليست مرتبطة بمكة و المدينة بل هي منتشرة في أنحاء العالم الإسلامي و نحن لسنا هنا نعالج مسألة مكة و الميدنة فقط قد يصعب مثلا التحقق من الأمر في الحرمين نتيجة للأضواء أو كون الأرض مستوية و النظر إلى الأفق يكون إلى الأسفل في بعض الأماكن مما يستدعي الإعتماد على الحساب و بالتالي نتجاهل الكلام عن مكة و المدينة و لكن ليس كل المناطق يصعب النظر فيها إلى الأفق و تمييز الفجر الصادق من طرق الخبراء و التأكد من خطأ الوقت أو صحته.
فضيلة الشيخ مسألة وقت صلاة الصبح مسألة عانينا منها و حُرم بعض شبابنا من هذه الصلاة في المسجد ليس نتيجة تهورهم و إنّما نتيجة ثبوت خطأ الوقت المعمول به عندهم.
ـ[هالة]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 03:33]ـ
أنا أتفق معك يا شيخ عبد الرحمن على خطورة الأمر، ولكن أقول إنه إلى الآن تحت التمحيص، فخروج عدد من الباحثين من مدينة الملك عبد العزيز وتقريرهم ومعهم أحد طلاب العلم، لا يعني التسليم بالأمر ـ أنا لا أنفي صحته ـ لكن أقول إنه لا يعني التسليم والقطع بصحته وصوابه، إلا بعد إقرار أهل العلم والحل والعقد، وهذا مالم يحصل إلى الآن، فإذا ثبت ذلك لديهم فالحمد لله فإن الأمر سيغير بيسر وسهولة، وأما الفتنة فأخبرك بها، أئمة أرادوا تأخير الأذان ممن أخذوا بتلك البحوث المكتوبة، فطلب من المؤذن أن يؤخر الأذان ثلث ساعة، فطبعا المؤذن رفض ذلك، وحق له، لأن هذا غير مقبول لا ديانة ـ لأنه لم يتأكد الأمر لدى العلماء بعد ـ ولا نظاما في جهة الاختصاص أعني وزارة الشؤون الإسلامية، فثلث ساعة كثيرة جدا، فالإمام أصر والمؤذن أصر، ووقع الجماعة في أخذ ورد وتعالت الأصوات، أليست هذه فتنة، وتفرق مذموم وتعالي أصوات منهي عنه، وهذا ليس في مسجد واحد أو اثنين أو ثلاثة بل في مساجد كثيرة، وبعض جماعة المسجد يسببون المشكلات لأدنى من هذا السبب فكيف به.
فإن الأمر إن كان كما تذكر فيؤخر الأذان وليس الإقامة، فإن البيوت مليئة بمن يصلي بعد الأذان من النساء وغيرهن.
وأما قولك يا رعاك الله عن أئمة الحرمين فها هي الصلاة تقام بعد خمس دقائق ربما زادت قليلا في بعض ليالي رمضان والحج.
وبإيجاز مثل هذه الأمور يا شيخ عبد الرحمن وأنت أدرى مني حفظك الله لا يحسن بل ولا يقبل الناس أن تأتي من شخص واحد خرج مع الباحثين ونظر وإن كان طالب علم، لا سيما وغيره من العلماء كالشيخ صالح الفوزان وغيره قد خرجوا كذلك ونظروا وتبين لهم أن التقويم صحيح، فمثل هذه الأمور لا بد أن تصدر من كبار العلماء الذين يصدر الناس عن رأيهم، وكونه لم يصدر شيء إلى الآن فلم العجلة في الأمر.
أسأل الله للجميع التوفيق وأن يظهر الحق في هذا الأمر، ويعوض المسلمين خيرا.
أخي الكريم بالنسبة للفتنة التي أشرت إليه فأقول: من لم يثبت عنده أنّه لا يصح الإعتماد على الوقت المعمول به فله أن يتّبع أهل الحل و العقد في مواقيت الصلاة دون أن ينكر على من هو مقتنع بخلاف قوله.
و من ثبت عندّه بأنّه لا يعتمد على التوقيت الفلكي؛ فلا يجوز له أن يصلي صلاة خارجة عن وقتها في ظنّه من أجل أن يتابع أهل الحلّ و العقد في مواقيت الصلاة حتى و إن أدى هذا إلى التخلّف عن الجماعة في المسجد.
و لا يوجد أي فتنة في هذا.
و العلاقة بين الفئتين ينبغي أن تكون علاقة تناصح بالحكمة و الموعظة الحسنة و كل يتّبع ما هو مقتنع به و من يتجاوز الحدّ يتعامل معه بالطريقة التي تليق.
فأين الإشكال؟
و أنا شخصيا راقبت مع إخوتي و هم (طلبة علم) أزيد من أربع سنوات الفجر الصادق في مناطق مختلفة من الجزائر و ثتبت عندنا عدم صحة الوقت المعمول به في تلك المناطق.
و لا أرى أي فتنة في نشر بحوث تنبه الناس لمثل هذا الأمر إذا كانت مبنية على أدلة صحيحة بل أشجع على هذا ولا أثبّط.
فهذا الأمر دين و مواقيت الصلاة مما يحتاجه عموم المسلمين.
و في الختام أنا أتوجه إلى كل من شارك في هذا الموضوع و يخالفنا في الرأي هل راقبت أنت وقت صلاة الصبح؟ فإن لم تراقب فما الذي منعك من هذا رغم سهولة الأمر فهذا الأمر لا يحتاج إلى علم كبير حوالي شهر على الأكثر تلازم شخص خبير و تصبح على مقدرة و أهلية في هذا المجال. و ليس كل المناطق منشر فيها ضوء المدينة و النظر إلى الأفق يكون من أعلى إلى أسفل مما يصعب عملية تمييز الفجر الصادق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 04:02]ـ
و هذا رابط لمادة صوتية للشيخ محمد حسان حول هذا الأمر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=797
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
- بالنسبة لقولك: "الأمر خطير ورأي من خالف هذا لا يستند لحجة بينة."
فأقول: حجتهم الرؤية العينية
.
غفر الله لك
عفوا
كلامي عكس ما فهم منه تماما! وإنما أعني من يصحح التقويم لا من يغلطه.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم
الأمر خطير ورأي من خالف هذا لا يستند لحجة بينة.
ومن نقل عنه من فضلاء العلماء لم يرو هذا إنما قيل لهم،
وقد قيل خلاف قول المعارض بالدليل والتجربة والسبر الطويل.
أينقض كل هذا بقول فلان وعلان خرج مرة أو مرتين ولا خبرة له بمتابعة الشفق بل ربما ولا معرفة له به!
أما اعتذار الدكتور زكي فلعله خشي على نفسه أن يحدث له كما حدث لمن ذكرتَ أنه استدعي وتكلم عليه مع أنه لا زال يكرر أن الوقت غلط وكلامه حق،
وسبب كتابة د. زكي أن الشيخ العبيكان كتب في جريدة الرياض عن غلط التقويم منتصرا بالبحث على من خالفه وتكلم عليه في في خطبة مشهورة ونسب العبيكان البحث إلى د. زكي ومن معه ... فحاول التملص بهذا الخبر.
والذي يهمنا البحث والنتيجة النهايئة الجماعية وهي مخالفة تماما لتصريحة المذكور في الجريدة.
ودين الله أولى بالوقف عند حدوده.
وأي فتنة وأي ضرر عليهم إن أمروا بتأخير الأذان أو على الأقل بتأخير الإقامة ولو احتياطا، أيس الأمر خطير؟!
وأئمة الحرمين أحسب أنهم وقفوا على الأمر ونظروا فيه والتأخر لا إشكال فيه إنما الإشكال في التقديم.
الشيخ عبد الرحمن السديس هل كلامك هذا تأييد لكلام الأخ محمد الأمين
إذ أني لم أفهم ما يلي: "وأي فتنة وأي ضرر عليهم إن أمروا بتأخير الأذان أو على الأقل بتأخير الإقامة ولو احتياطا، أيس الأمر خطير؟! "
يعني أأنت تطلب منهم الإحتياط و تأخير الإقامة و الصلاة أم تعتبر هذا الأمر فتنة؟
و في الختام أشكر الأخ محمد الأمين على ما تطرق إليه و كذا جميع الإخوة بما فيهم الأخت هالة
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:23]ـ
الظاهر بأنّ تعليقي كتب في نفس وقت تعليق الشيخ عبد الرحمن السديس لذا لم أنتبه لتعليق الشيخ الأخير
فكلا تعليقينا أرسلا في: 9:13 حسب التوقيت المسجّل عندي
و الحمد لله اتضّح لي بأنّ الشيخ يؤيّد كلام الأخ محمد الأمّين
فجزاك الله خيرا يا شيخ على نصرتك لإخوانك في الحقّ
ـ[هالة]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 07:42]ـ
غفر الله لك
عفوا
كلامي عكس ما فهم منه تماما! وإنما أعني من يصحح التقويم لا من يغلطه.
أعتذر لم أركز في كلامك
و خصوصا أنّ طريقة كلامك كانت تشبه طريقة من ينتقدنا و يخالفنا في الرأي.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 05:56]ـ
الحمد لله
بارك الله في المشائخ و اهل العلم
تستوقفني دائما كلمة فتنة في الدول العربية .. حتى صارت عائقا اما الاصلاح بالتي هي احسن
و التناقض الصارخ هو انه في كثير من المقابلات الرياضية التي يتنافس فيها فريقان و يكون فيها متعصبون و احيانا
يكثر الهرج المرج القذف بالحجارة بين الجماهير المشجعة لكلا الفريقين ... رغم كل هذا لا زالت الدول تسمح
بهذا اللعب المدر للاموال و الارباح و تجند له الشرطة و قوات الامن و و و و احيانا هليكوبتر .....
اما الصلاة فلأن دخول الناس للمساجد ليس فيه تذاكر و اثمان الخ ..... فلا حاجة لاضاعة الاوقات في مثل هذه المواضيع ....
والله اعلم
وبارك الله في كل من شارك
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 06:15]ـ
شيخنا ابن باز قال إن التقويم صحيح بإرسال الثقات ونظرهم.
سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، كذلك يقول.
الشيخ صالح الفوزان عضو اللجنة الدائمة خرج بنفسه ورأى أن التقويم الحالي صحيح.
الشيخ محمد بن عثيمين يقول: من قال إن الفارق ثلث ساعة فهذه مبالغة لا تصح والذي نراه أن التقويم الذي بين يدي الناس الآن فيه تقديم خمس دقائق في الفجر خاصة اهـ
فإذا كان هؤلاء العلماء على هذا الرأي، فهل ترى أن نتركهم، ونأخذ بآراء غيرهم، لا سيما وأن الموضوع متعلق بأمر من أمور العامة المتعلقة بالأمة أجمع.
لا أظنك تقول اترك هؤلاء وخذ بقول غيرهم.
هذا ما بادا لي في الموضوع وودت طرحه، وإني أتقبل النقد الهادف البناء، بأسلوب هادئ غير متوتر، وكلنا نطلب الحق، فالحق أحق أن يتبع.
أسأل الله لك التوفيق أخي محمد، وأن يبارك في عملك وعمرك، إنه جواد كريم.
وأزيدك أني سمعت الشيخ سعد الشثري حفظه الله يذكر أنه رصد وقت الفجر مرة في الطائف فوجد التقويم منضبط.
قال أخي عبدالرحمن السديس-في الرد الثامن-:
((أما اعتذار الدكتور زكي فلعله خشي على نفسه أن يحدث له كما حدث لمن ذكرتَ أنه استدعي وتكلم عليه مع أنه لا زال يكرر أن الوقت غلط وكلامه حق)).
وأقول اعتذار الدكتور زكي صحيح ومقبول فمستنده قرار من المجمع الفقهي برئاسة الشيخ ابن باز وفيه:
((الفجر: ويوافق بزوغ أول خيط من النور الأبيض وانتشاره عرضا في الأفق (الفجر الصادق) ويوافق الزاوية (18) درجة تحت الأفق الشرقي)) القرار السادس في الدورة التاسعة من 12/ 7/1406 - 19/ 7/1406
وبتوقيع:
-الامام ابن باز.
-د. عبدالله عمر نصيف
-د. طلال بافقيه
-الشيخ عبدالله البسام
-الشيخ صالح الفوزان
-الشيخ محمد بن جبير
- الشيخ محمد بن سبيل
وغيرهم.
والمسألة ليست قطعية -عندي على الأقل- ويلاحظ أنه قد يوجد اختلاف في الفجر والشفق بين الفقهاء والفلكيين.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:30]ـ
وأزيدك أني سمعت الشيخ سعد الشثري حفظه الله يذكر أنه رصد وقت الفجر مرة في الطائف فوجد التقويم منضبط.
يا أخي هو واحد ورصد مرة وفي الطائف
أيقبل قوله مع أنه قد لا يكون رصد قبل ذلك في عمره كله وقد لا يكون المكان مناسبا للرصد، ونرد به خبر مجموعة من العلماء والفلكيين المتخصصين عملوا كافة الاحتياطات والترتيبات التقنية والعلمية والفنية من جهة الموقع وعدم التأثر والدقة و ... ؟!
قال أخي عبدالرحمن السديس-في الرد الثامن-:
((أما اعتذار الدكتور زكي فلعله خشي على نفسه أن يحدث له كما حدث لمن ذكرتَ أنه استدعي وتكلم عليه مع أنه لا زال يكرر أن الوقت غلط وكلامه حق)).
وأقول اعتذار الدكتور زكي صحيح ومقبول فمستنده قرار من المجمع الفقهي برئاسة الشيخ ابن باز
ليس كذلك
فقرار المجمع لا شأن له ...
إنما الاعتراض على أن ما في البحث مخالف لما في الجريدة، ويهمنا نتائج البحث الصدارة عن الدراسة والرأي الجماعي لا تصريحات عابرة لها أغراض أخرى.
وفقكم الله.
ولا أنسى أن أن أذكر أن الدكتور الثنيان له بحث طويل وقد رصد نحو مدة رصدهم وخرج بنتيجة نحو نتيجتهم.
وهنا نقاش طويل في الموضوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=475707)
ـ[هالة]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 04:57]ـ
بسم الله والحمد لله
سبق وناقشنا منذ سنتين أو أكثر هذا الموضوع، وبينا بالأدلة الواضحة أن التوقيت المعمول به في البلاد الإسلامية خطأ. حيث يعتمد أن وقت العشاء أو وقت الفجر يبتدأ عندما تصبح الشمس 18 درجة تحت الأفق (على خلاف طفيف بين التقاويم).
التحديد ب (18) درجة مبني على قرار المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي:
((دفعاً للاضطرابات والاختلافات الناتجة عن تعدد طرق الحساب، يحدد لكل وقت من أوقات الصلاة العلامات الفلكية التي تتفق مع ما أشارت الشريعة إليه، ومع ما أوضحه علماء الميقات الشرعيون في تحويل هذه العلامات إلى حسابات فلكية متصلة بموقع الشمس في السماء فوق الأفق أو تحته كما يلي:
(1) الفجر:
ويوافق بزوغ أول خيط من النور الأبيض وانتشاره عرضا في الأفق (الفجر الصادق) ويوافق الزاوية (18) درجة تحت الأفق الشرقي)) القرار السادس في الدورة التاسعة من 12/ 7/1406 - 19/ 7/1406
رئيس مجلس المجمع الفقهي: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: د. عبدالله عمر نصيف
مقرر مجلس المجمع: د. طلال عمر بافقيه
الأعضاء:
محمد بن جبير، عبدالله العبدالرحمن البسام، صالح بن فوزان الفوزان، محمد بن عبدالله بن سبيل، مصطفى أحمد الزرقا
محمد محمود الصواف، صالح بن عثيمين،محمد رشيد قباني، محمد الشاذلي النيفر، أبوبكر جوسي
د. أحمد فهمي أبوسنة، محمد الحبيب بن خوجة، محمد سالم بن عبدالودود، أبوالحسن علي الحسني الندوي.
وعن أعضاء اللجنة الفلكية: أ. د. محمد الهواري
ـــ
فهؤلاء العلماء -الذين استعانوا بخبراء فلكيين أيضاً- تبرأ الذمة بتقليدهم ويصح اعتماد التقاويم على قرارهم بلاشك، فكونه يأتي بعدهم -ممن قد يكون دونهم- من يرى غير رأيهم فلا نحجر على أحد في رأي رآه موافقاً للحق، لكن لايكون تقوية رأيه بالتشنيع على هذا الرأي
وتشكيك المسلمين في صحة صلواتهم وإثارة الناس كأنهم قد أتوا منكرا عظيما.
وغاية ما هنالك اعتماد الناس على التقاويم المبنية على قرار فقهي مجمعي من علماء أجلاء هم كذلك حريصون على إبرار ذممهم
وتأدية الناس للصلوات في أوقاتها المعتبرة.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 06:46]ـ
هذه صور للفجر الصادق والفجر الكاذب ليفهم القارئ الأمر جيداً
الفجر الكاذب
http://www.universetoday.com/am/uploads/zodiacal_med.jpg
أما الفجر الصادق أما الفجر الصادق فهو يكون ممتدّا من جهة الشرق وينتشر ممتدّا واضحا جليا من الشمال إلى الجنوب ظاهراً للعيان وهذه صورته:
http://www.astrophoto.com/ConjuncN.jpg
وفي أوّل ظهور الفجر الصادق (وبه يدخل وقت صلاة الفجر كما تقدّم) لا يشترط أن يكون واضحا قوياً هكذا كما في الصورة , خاصة داخل المدن المليئة بالأنوار الصناعية ويكون أوضح في الأماكن البعيدة عن الأضواء.
ـ[الموساوي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 07:31]ـ
يا أخي هو واحد ورصد مرة وفي الطائف
أيقبل قوله مع أنه قد لا يكون رصد قبل ذلك في عمره كله وقد لا يكون المكان مناسبا للرصد، ونرد به خبر مجموعة من العلماء والفلكيين المتخصصين عملوا كافة الاحتياطات والترتيبات التقنية والعلمية والفنية من جهة الموقع وعدم التأثر والدقة و ... ؟!
[/ url]
الحمد لله
فضيلة الشيخ المحترم
أرى أن الامر لا يحتاج كل هذا التهويل و المعدات التقنية و ... و .. الخ
فإن كل هذا لم يكن زمن النبي صلى الله عليه و سلم
و بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للفجر الصادق و الكاذب أشفى من كل تقنية
فهذه الامور مرجعها حاسة البصر
و العبد الضعيف قد راقب الفجر الصادق و الكاذب في احدى المناطق مدة من الزمان
وتيقنت بما لا مرية فيه أن الاذان في المغرب العربي خاطئ بالتوقيت الفلكي فإن المؤذن يؤذن
قبل الفجر الصادق بثلاثين دقيقة أو اربعين ...
ورأيت تماما ماأراه في الصورتين اللتين نشرهما الاخ جزاه الله خيرا ... ورصدت ذلك مدة من الزمان
لأني كنت اعمل في البادية .... وازداد يقيني بذلك بكلام الشيخين الجليلين تقي الدين الهلالي و
الالباني رحمهما الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 07:58]ـ
هل كان السلف يتساهلون في تحديد وقت صلاة الفجر دون تحري دقيق؟؟
قال ابن حزم: ((ولا يجزئ لها الأذان الذي كان قبل الفجر، لأنه أذان سحور، لا أذان للصلاة، ولا يجوز أن يؤذن لها قبل المقدار الذي ذكرناه. (راجعه فإنه مهم!)
وروى إبن حزم بسنده عن الحسن البصري أن رجلاً قال: يا أبا سعيد، الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بن الخطاب لأوجع جنوبهم! من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه)) وفي رواية: ((أنه سمع مؤذناً أذن بليل فقال: ((علوج تباري الديوك، وهل كان الأذان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما يطلع الفجر)).
وعن إبراهيم النخعي قال: سمع علقمة ابن قيس مؤذناً بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو نام على فراشه لكان خيراً له))، وفي رواية عن النخعي قال: كانوا إذا أذن المؤذن بليل قالوا له: اتق الله وأعد أذانك)). [المحلى 3/ 117 - 118]
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 02:33]ـ
دليل آخر على خطأ وقت الفجر في كثير من البلاد
لو تأملت الفارق بين وقتى الفجر والشروق على مدارالعام وقارنته بالفارق بين وقتى المغرب والعشاء في نفس الليالي لوجدت فارقاً يقارب ثلث الساعة فبينما نجد أن الفارق بين الفجر والشروق هذه الأيام حسب توقيا مصر لوجدته ساعة+42 دقيقة أما الفارق بين المغرب والعشاء فستجده ساعة +23 دقيقة!
والمفروض أن يتساويا بالثانية فيما أعلم
قال أبو محمد في المحلى (3 - 191):
((ووقت صلاة الصبح مساو لوقت صلاة المغرب أبدا في كل زمان ومكان، لان الذي من طلوع الفجر الثاني إلى أول طلوع الشمس كالذي من آخر غروب الشمس إلى غروب الشفق الذي هو الحمرة أبدا في كل وقت ومكان، يتسع في الصيف ويضيق في الشتاء، لكبر القوس وصغره،))
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 02:41]ـ
شهادات لبعض أهل العلم في هذا الموضوع:
الحافظ ابن حجر العسقلاني:
وهو دليل واضح قوي، يبين فيه سبب الخطأ، وبدايته، وهو ما قاله الحافظ ابن حجر في [فتح الباري: (4/ 199)]: (تنبيه) من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعماً ممن أحدثه: أنه للاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة، لتمكين الوقت زعموا، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان))، والدرجة تقدر من 4 - 4.45 دقيقة.
الذي يظهر من كلام الحافظ أن تقديم الأذان إلى الفجر الكاذب كان في رمضان أول الأمر، ثم صار مع مرور الزمن في أشهر السنة كافة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المحدث الشيخ الألباني رحمه الله:
قام أخوة في بلاد الشام، وعلى رأسهم العلامة الألباني -رحمه الله - باستطلاع الفجر، وتبين لهم ما ذكرنا، وصرح الشيخ بذلك في شريط مسجل وذكر ذلك في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 52) رقم (2031).
((وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان -جنوب شرق عمان- ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين؛ أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان ...
وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي , وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)) وحديث: ((فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر))، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين)). [السلسلة الصحيحة (5/ 52) حديث رقم (2031)]
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
((بالنسبة لصلاة الفجر؛ المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جداً، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته)). [شرح رياض الصالحين (3/ 216)]
العلامة تقي الدين الهلالي:
قام بعض العلماء في بلاد المغرب, وفي مقدمتهم الشيخ تقي الدين الهلالي باستطلاع الفجر, وتبين لهم كما تبين لإخوانهم, وقد أصدر الشيخ الهلالي بيانًا بذلك.
((اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر .. أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبيناً شرعياً)). [رسالة بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكذاب ص2]
الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله:
قد قرر هذه الحقيقة، وأشار إلى أن هذا الخطأ وقع حين وُضع التقويم: الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره "المنار" عند قوله تعالى:) حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (. [البقرة (187)]، قال (2/ 184): (ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البر والتقوى، أنهم حددوا الفجر، وضبطوه بالدقائق، وزادوا عليه في الصيام، إمساك عشرين دقيقة تقريباً، وأما وقت المغرب، فيزيدون فيه على وقت الغروب التام خمس دقائق على الأقل، ويشترط بعض الشيعة فيه ظهور بعض النجوم. وهذا نوع من اعتداء على حدود الله تعالى .... بيد أنه يجب إعلام المسلمين ... بأن وقت الإمساك الذي يرونه في التقاويم (النتائج) والصحف، إنما وضع لتنبيه الناس إلى قرب طلوع الفجر الذي يجب فيه بدء الصيام ... وأن من أكل، وشرب حتى طلوع الفجر الذي تصح فيه صلاته، ولو بدقيقة واحدة، فإن صيامه صحيح .. )).
العلامة القرافي -رحمه الله- قال:
((جرت عادة المؤذنين, وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك إذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك, أو غيره من درج الفلك الذي يقتضي أن درجة الشمس قربت من الأفق قرباً يقتضي أن الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع أن الأفق يكون صاحياً لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثراً البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى إنما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ، فإنه إيقاع للصلاة قبل وقتها، وبدون سببها)). [الفروق (2/ 3)، 301] وتستطيع تحميل الكتاب من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68776
- الشيخ عبد الرحمن الفريان -رحمه الله- في خطابه للدكتور صالح العدل يطلب فيه إعادة النظر في التقويم:
((وكان شيخنا محمد بن إبراهيم -رحمه الله- لا يقيم الصلاة في مسجده إلا بعد وضوح الفجر الصحيح، وبعض الأئمة لا يقيمون صلاة إلا بعد وقت التقويم الحاضر بأربعين دقيقة أو نحوها، ويخرجون من المسجد بغلس، أما البعض الآخر فإنهم يقيمون بعد الأذان بعشرين دقيقة, وبعضهم يقيمون الصلاة بعد الأذان على مقتضى التقويم بخمس عشرة دقيقة .. ثم هؤلاء المبكرون يخرجون من صلاتهم قبل أن يتضح الصبح فهذا خطر عظيم ... )) [تاريخ الخطاب5/ 9/1414هـ]
دراسة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية:::
هي دراسة علمية فلكية من أهم الدراسات لقضية الفجر وأدقها، وهي ما قام به معهد بحوث الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بناء على توجيه من سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة، ومعالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الدينية- حفظهم الله.
وقد شارك في هذا البحث أفاضل من علماء الدين والفلك، وتميزت الدراسة بالتجرد، والميدانية، والشرعية، والفلكية، والعلمية، والتجارب المتكررة، وكانت بحق دراسة دقيقة ونافعة، فجزاهم الله خير الجزاء، وإن المسلم ليفتخر أن يجد مثل هذه الدراسات المتجردة، والدقيقة عند المسلمين، وقد أسفرت الدراسة عن الأمور التالية:
- أن واضع تقويم أم القرى ليس لديه علم شرعي، فهو لا يفرق بين الفجر الكاذب، والفجرالصادق، ولهذا وضع وقت الفجر في التقويم على الفجر الكاذب حسب إفادته، وهذا خطأ شرعي واضح، فإن وقت الفجر الذي يحرم به الصيام، ويبيح الصلاة هو الفجر الصادق-كما هو معلوم من الشرع وقد سبق بيانه.
- أن واضع التقويم قدم وقت الفجر بهواه مقدار درجة وهي تعادل 4 - 4.45 دقيقة، وذلك حيطة منه للصيام، فوقع فيما هو أخطر منه , وهو تقديم صلاة الفجر
- أن الفجر الكاذب الذي وضع عليه التقويم متقدم على الصادق بنحو عشرين دقيقة، يزيد وينقص نحو خمس دقائق، وذلك حسب طول الليل، والنهار، وقصرهما.
وبعد مقابلة اللجنة المشرفة على الدراسة للمسئول عن أم القرى وتسجيل هذه المقابلة قالت: " وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقًا الدكتور فضل نور , الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناءً على ما ظهر له, وليس لديه أي أساس مكتوب, ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق, حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب ,أي: على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى 19 درجة احتياطًا "
**للمزيد بحث الشيخ عبد الملك الكليب على الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115551
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 03:41]ـ
ملاحظة:
مشكلة الفجر الصادق مثارة هنا في مصر منذ ما يقارب العشرين عاماً وحدثت بسببها مشاكل كثيرة (وأهل مصر من أعضاء المجلس يعلمون بذلك) وكنا ونحن طلبة في الجامعة يحدث معنا مشاكل إذا حاول أحدنا (في سكن الطلاب بالجامعة) الآذان في الوقت الصحيح ... فضلاً عن مساجد العوام!
وتوصلنا لحل هو تأخير الإقامة من 20 - 30 دقيقة بعد آذان الفجر الموجود في التقاويم ... وهذا ما تقوم به المساجد المنتسبة للسنة في مصر ... ونسأل الله الهداية لمن لا يحرص على الوقت الصحيح للصلاة في بلادنا.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 05:48]ـ
للشيخ " عدنان عرعور " بحثاً في هذه المسألة ..
لعلي أضعه غدا بإذن الله.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 12:39]ـ
دليل آخر على خطأ وقت الفجر في كثير من البلاد
لو تأملت الفارق بين وقتى الفجر والشروق على مدارالعام وقارنته بالفارق بين وقتى المغرب والعشاء في نفس الليالي لوجدت فارقاً يقارب ثلث الساعة فبينما نجد أن الفارق بين الفجر والشروق هذه الأيام حسب توقيا مصر لوجدته ساعة+42 دقيقة أما الفارق بين المغرب والعشاء فستجده ساعة +23 دقيقة!
والمفروض أن يتساويا بالثانية فيما أعلم
قال أبو محمد في المحلى (3 - 191):
((ووقت صلاة الصبح مساو لوقت صلاة المغرب أبدا في كل زمان ومكان، لان الذي من طلوع الفجر الثاني إلى أول طلوع الشمس كالذي من آخر غروب الشمس إلى غروب الشفق الذي هو الحمرة أبدا في كل وقت ومكان، يتسع في الصيف ويضيق في الشتاء، لكبر القوس وصغره،))
/// أخي هناك اختلاف في تحديد نهاية وقت صلاة المغرب؛ فمنهم من يقول بأنّه ينتهي بغياب الشفق الأحمر و منهم من يقول لا يكفي غياب الشفق الأحمر فلابد أن يغيب الشفق الأبيض و بالتالي فالأخذ بالقول الأول يجعل: المرحلة الممتدة من ظهور الفجر الصادق إلى شروق الشمس لا تشابه بطريقة عكسية المرحلة الممتدة من غروب الشمس إلى غياب الشفق الأحمر
/// أيضا على القولين من أين لمحمد بن حزم رحمه الله ما قاله؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 12:45]ـ
بسم الله والحمد لله
التحديد ب (18) درجة مبني على قرار المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي:
((دفعاً للاضطرابات والاختلافات الناتجة عن تعدد طرق الحساب، يحدد لكل وقت من أوقات الصلاة العلامات الفلكية التي تتفق مع ما أشارت الشريعة إليه، ومع ما أوضحه علماء الميقات الشرعيون في تحويل هذه العلامات إلى حسابات فلكية متصلة بموقع الشمس في السماء فوق الأفق أو تحته كما يلي:
(1) الفجر:
ويوافق بزوغ أول خيط من النور الأبيض وانتشاره عرضا في الأفق (الفجر الصادق) ويوافق الزاوية (18) درجة تحت الأفق الشرقي)) القرار السادس في الدورة التاسعة من 12/ 7/1406 - 19/ 7/1406
رئيس مجلس المجمع الفقهي: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: د. عبدالله عمر نصيف
مقرر مجلس المجمع: د. طلال عمر بافقيه
الأعضاء:
محمد بن جبير، عبدالله العبدالرحمن البسام، صالح بن فوزان الفوزان، محمد بن عبدالله بن سبيل، مصطفى أحمد الزرقا
محمد محمود الصواف، صالح بن عثيمين،محمد رشيد قباني، محمد الشاذلي النيفر، أبوبكر جوسي
د. أحمد فهمي أبوسنة، محمد الحبيب بن خوجة، محمد سالم بن عبدالودود، أبوالحسن علي الحسني الندوي.
وعن أعضاء اللجنة الفلكية: أ. د. محمد الهواري
ـــ
فهؤلاء العلماء -الذين استعانوا بخبراء فلكيين أيضاً- تبرأ الذمة بتقليدهم ويصح اعتماد التقاويم على قرارهم بلاشك، فكونه يأتي بعدهم -ممن قد يكون دونهم- من يرى غير رأيهم فلا نحجر على أحد في رأي رآه موافقاً للحق، لكن لايكون تقوية رأيه بالتشنيع على هذا الرأي
وتشكيك المسلمين في صحة صلواتهم وإثارة الناس كأنهم قد أتوا منكرا عظيما.
وغاية ما هنالك اعتماد الناس على التقاويم المبنية على قرار فقهي مجمعي من علماء أجلاء هم كذلك حريصون على إبرار ذممهم
وتأدية الناس للصلوات في أوقاتها المعتبرة.
والله أعلم.
تبرأ الثقة بهم قبل العلم بأقوال من أعلن من العلماء الثقات خطأ تلك الطريقة الحسابية؟!
فاتباع من يعتمد على الحس أولى من اتباع من يعتمد على نظريات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتواطىء على أمر حسي و التواتر عليه يصيّر الأمر يقيني أما النظريات فليست بيقينية!
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 09:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما هو ثابت في دواوين السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبادر بصلاة الصبح في أول وقتها , وكذلك الخلفاء الثّلاثة من بعده أبي بكر وعمر وعثمان , ففي الحديث الذي رواه مالك وصاحبا الصحيح وأبو داود عن عائشة قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس " , التلفع هو الاشتمال , والمروط جمع مرط بكسر الميم الكساء , والغلس اختلاط الضوء بالظّلام , وسمي في بعض الروايات غبشاً , أما قوله صلى الله عليه وسلم:" أصبحوا بالصّبح فإنه أعظم لأجوركم " , رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح , فإنّ معناه عند جمهور أهل العلم إطالة القراءة في صلاة الصبح , فيكون الانصراف في حالة الإسفار , وبهذا يوافق ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الثلاثة من بعده من المبادرة بصلاة الصبح , ولا يكون مناقضاً له , وقيل المراد أن تصلى بعد الفجر الثاني , واعترض بأن الصلاة لا تصح قبل الوقت , فكيف يقال إن الإسفار أعظم للأجر ? , فقيل إن ذلك الأجر باعتبار نيتهم , لا باعتبار صلاتهم التي قد يكونون صلوها قبله غير عالمين , ولا يخفى ضعفه , وقيل إن الأمر بالإسفار إنّما جاء حيث يشتبه الوقت على الناس كما في الليالي المقمرة فإن الصبح لا يتبين فيها كما ينبغي , فأمروا بزيادة التبيّن استظهارا باليقين في الصلاة , قاله الخطابي في المعالم , وهذا والله أعلم توجيه جيّد , فإنّ الله تعالى نا ط ترك الأكل والشرب في الصيام بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
ومساجدنا تعيش خلافات كبيرة في هذا الأمر , فإن بعض أهل العلم ذهبوا إلى أن المواقيت التي يعدّها أهل التقويم الفلكي للصبح متقدمة على طلوع الفجر , فغدا أذان الصبح عندنا لا يدل على دخول الوقت بالفعل , بل يؤدى حسب الرزنامة التي تعدها الجهات المعنية التي جعلت التزام هذه الرزنامة دليل الوفاء للوطن!! , ومخالفتها دليل على الإرتباط بجهات خارجية!! , فمن الناس من يصلي عقب الأذان بعد ركعتي السنّة , ومنهم من يؤخر قليلاً , ومنهم من يصل في التأخير إلى ربع ساعة , ومنهم من يفرط في التّأخير , فإذا صلّى الإمام قبل الوقت الذي يراه بعض المأمومين , فإمّا أن يخرج , وإمّا أن يصلي ويعيد , ولا حول ولا قوة إلا بالله , والصواب في هذا كما هو مذهب كثير من المحققين أن الصلاة لا يقدم عليها المرء إلاّ إذا تأكد من دخول وقتها , فإنه إذا صلى شاكاً في الوقت كانت باطلة ولو وقعت فيه , قال شيخنا محمد علي فركوس حفظه الله:" والأذان الرسمي الحالي المبني على التوقيت الفلكي لم يراع حقيقة طلوع الفجر الصادق ولا صفته والمفارقة فيه ظاهرة للعيان، وإنّما يدخل الفجر الصادق بعد مضي الأذان الرسمي بحوالي عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، بحسب فصول السنة حرصا على أهمّ ركن في الدين وهو الصلاة، وحملا لأفعال المصلين على الصحة والسلامة، وتجاوبا مع ما يمليه الشرع ويأمر به. ".
لكن القول بأن الفجر يطلع بعد نحو عشر دقائق ليس معناه أنه لم يطلع قبل حسب تقديرات الفلكيين , ولما هو معلوم من أن الوسائل التي يعتمدونها في إثبات الطلوع دقيقة , والشرع لا يبنى عليها , والشك في دخول الوقت لا تصح معه الصلاة , ومرجع مغالاة بعضهم في التأخير ظنهم أنهم إن شاهدوا ضوء الفجر فإنه لم يطلع مع أن الأفق يحجبه عنهم البنيان , وتختلط عليهم فيه الأضواء الا صطناعية بضوء الفجر , فلا يكادون يتبينونه حتى يكون فوق رؤوسهم , وهو لا يصل إلى ذلك المستوى إلاّ وقد مرّ عليه نحو نصف ساعة , أو أكثر , واحتمال عدم مطابقة حساب الفلكيين للواقع آتٍ من كونهم لا يضعون في الحسبان خصائص الجهات من تضاريس كالارتفاع والانخفاض عن السطح العام الذي هو مرجع حسابهم , ووجود جبال تحول دون ظهور الفجر , أو تتوارى خلفها الشمس , فتغرب في الواقع , ولا تغرب في حسبانهم , وثمّة أمور أخرى , فهذا منشأ الخطأ المحتمل , وإنما اقتصر الخلاف على وقت صلاة الصبح والمغرب والعشاء لأن المعتمد في صلاتي النهار: الظهر الظهر والعصر القامة , ولا تأثير للتضاريس فيها , أما صلاة المغرب فالاحتمال الغالب على الفلكيين تأخيرها , وكذلك العشاء , والتأخير لا يضر بصحة الصلاة , مالم يتعمد المؤمن تأخيرها إلى أن يخرج وقتها.
والحاصل لمن أراد الاستبراء لدينه أن لا يدخل الصلاة وهو شاك في الوقت , لأن الصلاة في غير الوقت لا تصح , ولا خلاف في هذا بين العلماء , وهي أفضل ما تفعل بعد شهادة أن لا إله إلا الله , فكيف بمن كان إماماً أو مؤذناً , والإمام ضامن , والمؤذن مؤتمن , والإمام أملك بالإقامة , فيتحمل مسؤولية التأكيد من دخول الوقت لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من أمّ الناس فأصاب الوقت , وأتم الصلاة , فله ولهم , ومن انتقص من ذلك شيئاً , فعليه ولا عليهم " , رواه أبو داود وغيره عن عقبة ابن عامر.
قال ابن وهب قلنا لمالك: إن البيوت توارى في الفجر , والناس في المسجد , قال: يتحرون الفجر ويركعون " , وقال أشهب في المجموعة:" إن الصلاة بعد الوقت لمن بلي به أهون منه قبله ".
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:20]ـ
وعندنا في الأردن يظهر جلياً خطأ التوقيت الفلكي في صلاة الظهر! والمغرب!! والفجر!!!
- فأذان الظهر قبل الزَّوال!
- وأذان المغرب بعد غروب الشمس بمدة تترواح بين 6 - 10د صيفاً وشتاءاً.
وبسبب بدعة الأذان المُوحَّد (!) يؤذن المغرب في بعض المناطق وقرص الشمس لم يسقط بعد! كما شاهد ذلك الشيخ الألباني في منطقة ناعور الغربية في شهر رمضان!!
- وأذان الفجر الثاني قبل وقته بمدة تتراوح بين 20 - 30د صيفاً وشتاءاً.
فاحرص يا مسلم على عبادتك.
ـ[مروان الشلفي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أشكركم على اثراء هذا الموضوع القيم الذي نعاني منه كثيرا
وجزا الله أخي عبد القادر بن محي الدين خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 08:09]ـ
يكفيني قول الله تعالى بعيدا عن المهاترات، والقول بأن الأمة وهي في القرن الخامس عشر الهجري سنة 1429 لا تعرف ميعاد صلاتها، إنها فتنة، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:51]ـ
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/12y.gif (http://www.alukah.net/majles/%5Bimg%5Dhttp://smiles.al-wed.com/smiles/60/12y.gif%5B/img%5D)http://www.alukah.net/majles/%5Bimg%5Dhttp://smiles.al-wed.com/smiles/60/12y.gif%5B/img%5D
ـ[أبو حارثة السلفي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 01:26]ـ
قرأت هذا الموضوع من أوله إلى آخره، فوجدت فيه علماً وإخلاصاً وبحثاً عن الحق والصواب وحرصاً عليه. ولأنني أشتغل منذ خمس وثلاثين سنة بالأمرين معاً، علوم الفلك وعلوم الشريعة، فقد سمحت لنفسي بأن أعلّق عليه فيما أرجو أن يكون إضافة ذات نفع.
الذي أعتقده أنا أن هذه المسألة، أعني التحديد الدقيق لطلوع الفجر الصادق، من مسائل الاجتهاد والخلاف العمَلي (وليس الخلاف الفقهي بالتأكيد)؛ فليس تحديدُ هذا الوقت بسهولة تحديد وقت الظهر مثلاً، حين يكون ظل الشيء أقصر ما يكون، ولا وقت المغرب، حين يغيب قرص الشمس كله تحت أفق مُستَوٍ مفتوح (كأفق البحر أو الصحراء التي لا كثبان ولا مرتفعات فيها مثلاً ... ) فهذه كلها سهلة التحديد بلا لَبس ولا مجال فيها للفروق والاختلافات، فالشمس إذا غاب حاجبها واختفت تماماً في السادسة وست دقائق مثلاً فلا يمكن أن يدّعي أحدٌ أن وقت صلاة المغرب يدخل في السادسة وخمس دقائق، ولا يستطيع أحد أيضاً أن يدّعي أن الوقت لم يدخل في السادسة وسبع؛ إنه وقت دقيق محدَّد تحديداً صارماً (هذا مع ملاحظة أن يكون غياب الشمس تحت الأفق المستوي لا خلف جبل مرتفع أو بنايات عالية أو سواها مما يحجب الأفق).
أما الفجر الصادق فخبّروني: لو قال واحد إنه رآه في الرابعة وخمس وخمسين دقيقة، أفلا يستطيع آخر أن يحاجّه فيقول: أنا رأته عيناي في الرابعة وتسع وخمسين دقيقة؟ أو يقول آخر: أنا رأيته في الرابعة وتسع وأربعين؟ أي أن فرق الدقائق هنا لا يمكن تفنيده بصورة قطعية لأن طلوع الفجر ليس له مقياس فيزيائي صارم ... إنه رؤية تراها عين الخبير فقط، وهي رؤية تتأثر بعوامل لا حصر لها: كدقة النظر، وصفاء السماء، واحتجاب القمر، وخلوّ الأفق من التضاريس المرتفعة (كالهِضاب والجبال)، وبُعد موقع الرصد عن الوهج الذي تسببه أضواء المدن المعاصرة.
إننا نقيم اليوم كلنا (أو جلنا) في مدن كبيرة يمتدّ وهج ضيائها عشرات الكيلومترات خارج حدودها، حتى إنني لأذكر أنني أردت رؤية مذنب هالي المشهور حين دنا من الأرض منذ اثنتين وعشرين سنة (وأنا أشتغل بالفلك منذ خمس وثلاثين سنة كما قلت لكم)، فخرجت من المدينة التي أقيم فيها وابتعدت عنها أكثر من أربعين كيلاً، ولكن شدة الوهج حرمتني رؤية المذنب حتى على هذا البعد الشاسع عن المدينة، فعدت خائباً. فهذه حقيقة علمية واقعية ينبغي أن يأخذها الإخوة الذين يخوضون في هذا الأمر في حسبانهم، وهي مسألة من شأنها أن تؤخر إحساس أعيننا بظهور الفجر نصف ساعة أو يزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا عن التضاريس؟ لنفرض أن ضوء الفجر "جرم" يمكن رصده مثل القمر، فلو أن القمر أشرق فوق الأفق المُستوي (أفق البحر) في الرابعة وثلاثين دقيقة مثلاً، فبعد كم من الوقت يشرق فوق هضبة ارتفاعها الزّاوي من موقع الرصد عشر درجات مثلاً؟ الجواب: بعد نحو أربعين دقيقة! أي أن تغيراً طفيفاً في التضاريس يمكن أن يؤخر "الرؤية البشرية" لولادة الفجر بأكثر من نصف ساعة!
فالخلاصة إذن: إن التحديد الدقيق للفجر الصادق يكاد يكون من المستحيلات إلا في ظروف تضاريسية وجوية ملائمة؛ فلما كان الأمر على ذلك اجتهد أهل العلم الشرعي في العصر الحاضر (أعني في القرن الأخير الذي تقدمت فيه العلوم نسبياً) ورأوا أن الأمر لن يحدَّد تحديداً صارماً يقي الأمة الخلاف إلا بتحديد طلوع الفجر ودخول الوقت اعتماداً على درجة انخفاض الشمس تحت الأفق. فكما هو معلوم فإن الأرض تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق، وكلما دارت ظهرت فوق الأفق من الناحية الشرقية الأجرامُ التي كانت مغيَّبة، الشمس والكواكب والنجوم، ونقول عندئذ إنها قد "أشرقت". ولما كانت الشمس أسطع هذه الأجرام فإن ضياءها يصل قبلها، فإذا ما اقتربت من الأفق اقتراباً كافياً بدأ هذا الضياء بالظهور رويداً رويداً، يبدأ ضعيفاً ثم يشتد ويقوى حتى تشرق الشمس نفسها أخيراً. فما هو القدر الذي إذا جاوزته الشمس وهي ترتفع من وراء الأفق كان قدراً كافياً ليطلع علينا الفجر؟ أو بعبارة علمية أدق: ما هو الانخفاض الزاوِيّ الأدنى للشمس الذي يسمح بطلوع الفجر؟
هذه مسألة بُحثت منذ نحو قرن من الزمان، وأحسب أنها بحثت أولاً في مصر واتُّفق على أن تحدَّد بتسع عشرة درجة، وهو الرأي الذي اعتُمد في تقويم أم القرى وأكثر تقاويم الجزيرة العربية وبلاد الشام فيما أعلم. أما في القارة الهندية وما حولها فقد حُدِّدت القيمة بثماني عشرة درجة، وهو الرأي الذي اعتمدته رابطة العالم الإسلامي؛ وعلى هذا يكون أكثر العالم الإسلامي قد اتفق على قيمة لانخفاض الشمس الزاوي تبلغ تسع عشرة درجة في حدها الأعلى وثماني عشرة درجة في حدها الأدنى، أي بفارق درجة واحدة. وكما نعلم فإن الدرجة الواحدة في القياس الزاوي تعادل أربع دقائق من الزمن (في اليوم 1440 دقيقة والدائرة فيها 360 درجة)، أي أن فرق الحساب بين أي منطقة وأخرى لا ينبغي أن يتجاوز أربع دقائق زيادة أو نقصاناً. فمن أين جاءت الدقائق الكثيرة التي نسمع عنها الآن؟ لقد جاءت من الفتاوى والملاحظات المتأخرة التي تم عرضها هنا في هذا الموضوع، ومن اجتهاد مسلمي أمريكا الشمالية (الإسنا) الذين اختاروا قيمة أكثر تحفظاً بكثير، وهي خمس عشرة درجة، وبذلك صار الفارق بين تقديرات هذا الفريق الجديد وبين أكثر التقاويم الإسلامية (ومنها التقويمان المصري والسعودي) أربع درجات، أو ما يعادل ست عشرة دقيقة من الزمن.
والآن سوف يسألني سائل: أيّ الاجتهادات أدق وأصوب؟ والجواب: أنا لا أعلم على وجه اليقين، غير أنني أميل إلى موافقة اجتهاد جمهور الأمة. و"الجمهور" هنا لا أعني به المصطلح الفقهي المعروف لكنه قريب منه، لأن أصحابه فريق واسع من علماء الشريعة والمساحة والجغرافيا الفلكية في عدد كبير من البلدان، وهو اجتهاد بقي محل رضا وقبول خلال قرن من الزمان أو نحوه. والذي يقوّي هذا المذهب في نفسي هو فهم ظاهر حديث صلاة الفجر المشهور المروي في الصحيحين والموطأ وأكثر كتب السنن بألفاظ متقاربة، والروايات كلها تُجمع على صفة مهمة هي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى الصبح بغلس، وانصرفت النسوة لا يُعرَفن من الغلس (أو لا يعرف بعضهن بعضاً في لفظ آخر)، وهذا لا يكون إلا في الظلمة الكاملة، فإن قليلاً من الإسفار يكشف لأي واحد وجهَ الذي يقابله فيتعرف عليه، فلزم إذن أن يكون منصرفه صلى الله عليه وسلم من الصلاة في ظلمة تامة. والصلاة لا بد لها من عشرين دقيقة على الأقل إلى نصف ساعة، يعرف ذلك كل من صلى خلف إمام سلفي متّبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم (والمأثور في الفجر التطويل، فكان عليه الصلاة والسلام يقرأ من أمثال سورة ق والسجدة والإنسان، إلخ، وكل هذا مروي في الأحاديث الصحيحة).
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن ليقم كل واحد منا بتجربة بسيطة: نصلي الفجر في موضع بعيد عن العمران وعن أضواء المدن الكبيرة بحيث يمشي الاثنان معاً إلى المسجد فلا يستبين الواحد منهما وجه صاحبه من الظلمة، ولتكن هذه التجربة في ليلة استتر قمرها حتى تكون تجربة محكمة، ولنأخذ بالتوقيت الجديد المقترَح والمبني على حساب خمس عشرة درجة للشمس تحت الأفق (أو بعبارة أخرى: نؤخر الوقت ثلث ساعة عن توقيت أم القرى)، ولا بد من عشر دقائق على الأقل للوضوء والوصول إلى المسجد، فهذه نصف ساعة بعد دخول الوقت بتوقيت أم القرى، ثم نصلي الفجر صلاة سنّية فنوفيها حقها من القراءة والقيام والركوع والسجود والقعود، ثم لنخرج من المسجد وينظر بعضنا في وجوه بعض: هل نستبين الوجوه أم يعميها الغلس؟ الجواب محسوم بالتجربة؛ سترون أن الصبح قد أسفر حتى ليعرف الواحد صاحبه تمام المعرفة، هذا أمر مجرَّب مُشاهَد لا شك فيه، أفلا تجدونه إذن دليلاً على عدم صحة التقديرات الجديدة التي بالغ أصحابها في التأخير، وعلى صحة التقديرات القديمة التي قبلتها الأمة طوال قرن من الزمان؟
والكلمة الأخيرة التي أقولها في هذا المقام: ما دام الاختلاف قد وسع الأمة طوال القرون الماضية في مسألة مشابهة، وهي تحديد وقت دخول العصر، وقَبِل كل فريق اجتهاد الفريق الآخر فلم يدّعِ خطأه ولا دعا على المنابر إلى هجره والتحول عنه، فلماذا لا يسعنا مثل ذلك في الاجتهاد الحاضر في مسألة أصعب وهي تحديد دخول الفجر؟ وكما نعلم فإن الفرق بين اجتهاد أبي حنيفة واجتهاد بقية الفقهاء في تحديد وقت العصر كبير وقد يقترب في بعض الفصول والبلدان من ساعة كاملة، لأنه حدد الوقت ببلوغ ظل الشيء مثلَيه (سوى ظل الزوال) وحدده الجمهور ببلوغ ظل الشيء مثله (سوى ظل الزوال كذلك).
وهنا أجدني مضطراً إلى بيان رأيي بشأن إعلان مثل هذا الرأي على الملأ؛ فالذي أراه أنا أن أصحاب الرأي الجديد ما كان ينبغي لهم أن يثيروا بلبلة في عقول الناس بإذاعة مثل هذه المسألة، وإن يكن لهم العذر والأجر على اجتهادهم، أجر المجتهد المخطئ لا المصيب (هذا هو رأيي، ورأيي نفسه يحتمل الخطأ كذلك بطبيعة الحال، فهو اجتهاد مني لا أدّعي له كمال الصحة ومطلق الصواب). وأنا نفسي صنعت شيئاً من هذا الاجتهاد فيما مضى، فقد بقيت سنوات وأنا أعترض على خطأ إثبات دخول رمضان أو خروجه ودخول شوال (كلما وقع مثل هذا الخطأ في المملكة العربية السعودية التي أقيم فيها، وهو أمر كثير الوقوع)، وكنت أجهر بالاعتراض بالصوت العالي وأحث الناس حولي على عدم اتّباع الخطأ في حالة دخول شوال فأصوم يوم العيد وأدعو أهل بيتي إلى صيامه، ثم بدا لي أنني بهذا الاجتهاد تركت الأفضل ووقعت في المَفضول، لأن الاستمرار في مثل هذه الدعوات يثير البلبلة ويفرق أمر الأمة، ووحدة الأمة من الأصول الكبرى في الدين، وتفريق أمرها من الكبائر ومن نتائجه الفشل وذهاب الريح وضياع البركة. وهذا كله ينطبق على القضية التي نتناولها بحديثنا هنا، فهي تجعل الناس فرقاً بعضهم مع هذا الرأي فيها وبعضهم عليه ... وإن شئتم أن تروا ضرر مثل هذا الخلاف فوسّعوه وانقلوه إلى عشر مسائل أخريات، ثم انظروا كيف ينشغل الناس بالخلاف وتنقسم الأمة إلى فرق وطوائف.
لقد وقع مثل هذا الخلاف في تاريخنا مراراً، ولعله وقع لأسباب تبلغ في وزنها مبلغ مسألة إثبات دخول وقت الفجر، ولعله كان لأسباب أتفه أو أبلغ، لا يهم السبب، لكن النتيجة كانت دائماً في غير مصلحة الأمة وفي غير خدمة الدين؛ لذلك صرت أميل إلى التردد ألف مرة قبل إثارة أي مسألة من شأنها أن تضعف وحدة الأمة المسلمة أو تؤدي بها إلى مزيد من الانقسام، إلا أن تكون مسألة من مسائل العقيدة التي لا مساومة فيها ولا مهادنة، فعندئذ لا بد من ظهور الحق لأن الحق لا يتعدد، وما كان غير الحق فهو الباطل الذي ينبغي أن يتميز ويتميز أهله.
أرجو أن أكون في هذه الكلمة ناصحاً مخلصاً، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 02:59]ـ
جزى الله أخانا أبا حارثة على مشاركته العلمية النافعة .. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 03:26]ـ
وبسبب بدعة الأذان المُوحَّد (!) يؤذن المغرب في بعض المناطق وقرص الشمس لم يسقط بعد!
الله المستعان. أذان موحّد وخطبة موحّدة بدع محدثة جديدة ابتليت بها هذه الأمة.
ـ[محمد بن حسين]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 10:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نحن في ليبيا حسم الأمر مهندسو الفلك في الصلاة واعتقد أن صحيح موافق للواقع وأختلف معهم في تحديد شهر رمضان
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الاخ الكريم على هذا الموضوع المهم
وهذه رسالة لشيخ تقي الدين الهلالي في المسألة
http://www.mahaja.com/library/books/book/173
وعندنا في المغرب نصلي ولم يظهر حتى الفجر الكاذب
لكن ان اتضح يقينا بان صلاة الفجر قبل وقتها هل نصلي صلاة الجماعة في المسجد ونعتبرها نافلة
ونعيد صلاة الفجر في المنزل في وقتها ام نكتفي بالصلاة في المنزل وترك الصلاة في المسجد
المرجوا من المشايخ التوضيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 05:26]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أرجو من الاخوة طلبة العلم أن يبينوا حكم الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه للصبح على حسب التقويم المعروف مع العلم أنهم يأخرون الإقامة حوالي 20/ 25 دقيقة؟
(و بذلك يكون الأذان قد أذن قبل دخول الوقت وهذا على الرأي القائل بخطأ التوقيت الحالي)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 06:21]ـ
/// الأخ الكريم أبوشهاب .. هل إقامة الصلاة (بعد 20 أو25 دقيقة) تكون بعد دخول وقت الفجر (الصحيح) أم قبله؟
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 05:32]ـ
/// الأخ الكريم أبوشهاب .. هل إقامة الصلاة (بعد 20 أو25 دقيقة) تكون بعد دخول وقت الفجر (الصحيح) أم قبله؟
في الحقيقة أنا لا أعلم، فلقد سألت مستفتيا لا معقبا و لكن أغلب الاخوة الذين يقولون بخطأ التوقيت الحالي يقولون بأن الوقت الصحيح يدخل بعد20 دقيقة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 07:44]ـ
في الحقيقة أنا لا أعلم، فلقد سألت مستفتيا لا معقبا و لكن أغلب الاخوة الذين يقولون بخطأ التوقيت الحالي يقولون بأن الوقت الصحيح يدخل بعد20 دقيقة.
/// أخي المبارك .. لو حصل لك يقين بأنَّ الوقت الصحيح بعد الأذان الحالي بـ (20) دقيقة، والصلاة تقام بعدها فصلاتك من حيث صحَّتها وجماعتك صحيحةٌ حينئذٍ.
/// لكن تبقى إشكالات؛ من جهة ظنِّ النَّاس فيك -وأنت محل قدوةٍ لهم- أنَّك تصحِّح وقت الأذان الخاطيء، وما يحصل من ترك الراتبة لزومًا، وما قد يحصل أحيانًا من وسوسة واشتباهٍ في كون أداء الصلاة قد يقع قبل الوقت بدقيقةٍ أونحوها .. والله المستعان!
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 10:42]ـ
/// أخي المبارك .. لو حصل لك يقين بأنَّ الوقت الصحيح بعد الأذان الحالي بـ (20) دقيقة، والصلاة تقام بعدها فصلاتك من حيث صحَّتها وجماعتك صحيحةٌ حينئذٍ.
/// لكن تبقى إشكالات؛ من جهة ظنِّ النَّاس فيك -وأنت محل قدوةٍ لهم- أنَّك تصحِّح وقت الأذان الخاطيء، وما يحصل من ترك الراتبة لزومًا، وما قد يحصل أحيانًا من وسوسة واشتباهٍ في كون أداء الصلاة قد يقع قبل الوقت بدقيقةٍ أونحوها .. والله المستعان!
بارك الله فيك أخي عدنان على الاجابة.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:38]ـ
أودّ أن أتحف هذا الموضوع وهذه المسألة - التي أسأل الله أن يفرّج همّها - بأن أضع رابط لتحميل
دراسة مشروع الشفق لمدينة الملك عبدالعزيز مصوّرة , وذلك على الرابط التالي:
http://www.box.net/shared/851ndq6o0c
ـ[بنت الخير]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 01:19]ـ
هذا موضوع قديم قدم رسالة عبد الملك الكليب التي نشرها سنة 1981م
وقد أثير بمصر سنة 1988م بنشره في مجلة لواء الاسلام
وحدثت مشاكل عدة في شتى المدن المصرية، وحدثت فتن وخلافات، وأذكر أن الشيخ أبا بكر الجزائري نزل الاسكندرية في أوائل التسعينات واستضافه شيوخ السلفية بها وخرجوا إلى الفضاء فاتفقوا على عدم دقة موعد أذان الفجر.
وقد قام العديد من العلماء بتتبع ذلك بالرؤية البصرية، وقد سألت بعضهم عن حقيقة الأمر بعد المشاهدة البصرية، فأجابني بأن التوقيت للأذان غير دقيق، لكن مقدار الخطأ ليس ثابتًا، وهو يختلف باختلاف الوقت من السنة صيفًا وشتاء، والخطأ في التوقيت بين التحديد الفلكي والمشاهدة البصرية يتفاوت من الصفر إلى العشرين دقيقة، باختلاف الوقت صيفًا وشتاءً.
وقد اتصلت بهذا الشيخ حفظه الله في رمضان الماضي وسألته عن مقدار الخطأ في توقيت أذان الفجر، فأجابني بأنه بمقدار أربع دقائق تقريباً، ولما طلبت منه التحديد الدقيق أجابني بأن التحديد الدقيق مستحيل. وطلب مني متابعة غروب قرص الشمس وأذان المغرب لمدة ثلاثة أيام متتالية.
فلما صنعت ذلك فوجئت بالأذان وقرص الشمس لم يغب تماما في اليوم الأول، وفي الثاني غاب القرص تماما قبل الأذان، وفي الثالث غاب القرص مع الأذان، وكان مقدار الخطأ بين غياب القرص والأذن تأخيراً بعشرين ثانية، وتقديما بعشر ثوان.
وقد حاولت التصال بالشيخ حفظه الله تعالى هذا العام لكن لم أتمكن، ولعل هاتفه تغير رقمه، ولكن أظن الخطأ والتأخير في التوقيت في رمضان هذا العام مقارب لرمضان الماضي. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 02:06]ـ
بصراحة تامة ..
ومع احترامي الفائق للمشككين بالتقويم, أقول:
الأصل بقاء ماكان على ما كان. واليقين لا يزول بالشك.
ووجود بحوث أو دراسات ونحو ذلك أمر طيب ولكن لا يعني ذلك التخلي مباشرة عما كان عليه العمل من عمل الثقات, والتفاف الناس عليه حتى يأتي أمر أوضح مما عليه الناس.
أما إثارة البلبلة والأخذ والرد بموضوع لم ينضج بعد فهو أمر أرى أنه غير مناسب.
والأنسب هو يترك حتى ينضج تماماً. ويتفق عليه أهل الحل والعقد ثم يثار.
وليس كلام ورؤية الاخرين أولى من الأولين.
الامر الثاني:
ألاحظ بعض طلبة العلم وحتى بعض الشيوخ إذا مرت به مسألة تتعلق بالأفق خرج ليرى بنفسه؟؟!.
وعجبي منذ متى وأنت ترى الشمس وهي تغرب أو تشرق؟
أكاد أجزم أن بعضاً من هؤلاء يمر عليه الشهران والثلاثة وقد اكثر ولم ينظر للأفق أو يحدق بطلوع الشمس أو غروبها, فضلاً عن طلوع الفجر.
وهذا إذا استبعدنا الغبار والاضواء التي تملأ الأفق. مما يحد من الرؤية الحقيقية.
ومن الطريف الذي يذكر ...
أني كنت عند أخٍ لي عزيز في المسجد وكان الوقت قبيل طلوع شمس الخامس والعشرين من رمضان, فقال هيا لنرى الشمس عند طلوعها فإن من علاماتها أنها تخرج ولا شعاع لها.
وانتظرنا فلما طلعت الشمس قال لي الله أكبر صدق حدسي ... أنظر ... إن الشمس لا شعاع لها كنت متوقعا أنها ليلة القدر فإذا هي هي. والدليل ....... إلخ
فقلت يا أخي ما هي آخر مرة رأيت فيها الشمس طالعة؟
وهل كنت كلما رأيتها تدقق في قوة شعاعها لتعرف أن لها الآان شعاعها مختلف؟؟!!
فقال هاه.
هذا في طلوع شمس وضوئها فكيف بطلوع فجر تختلف فيه الأماكن والفصول عن بعض. ويحتاج لخبرة ومراس طويل حتى يكون حاذقاً بمعرفة الأفق. وأقصد معرفة عملية.
وأما الجرأة والتسرع فما أسهلهما على الجاهل لأنهما لا يحتاجان لعلم
أرجو أن تكون فكرتي وصلت وليعذرني الإخوة على الإطالة.
وهي في النهاية وجهة نظر. والله الموفق.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 01:51]ـ
للمتابعة، وبارك الله في الجميع على المشاركات الطيبة
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 03:05]ـ
بصراحة تامة ..
ومع احترامي الفائق للمشككين بالتقويم, أقول:
الأصل بقاء ماكان على ما كان. واليقين لا يزول بالشك ..
الذي وضع التقويم قد اعترف أنه أخطأ وأمر بتصحيحه فهل تريد يقيناً أكثر من هذا بخطأ التقويم؟ ولماذا تريد أن تكون ملكياً أكثر من الملك؟!!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 01:35]ـ
إذا كان غروب الشمس يحتاج إلى دليل؛ فهي مشكلة!!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 12:25]ـ
هل من جديد في هذا الموضوع؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 07:19]ـ
في الحقيقة أنا أعِد منتدى الألوكة بتوضيح هذه المسألة توضيحاً جلياً بإذن الله وتوفيقه ...
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:59]ـ
هل من جديد بارك الله فيكم
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 12:24]ـ
صورة أخرى للفجر الصادق:
http://www.islamup.com/uploads/images/islamup.com-ec050929ff.jpg (http://www.m5znk.com/)
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[06 - Sep-2009, مساء 09:27]ـ
جزاك الله خيرا على إدراج الصورة
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[06 - Sep-2009, مساء 10:59]ـ
الأحناف في بلاد العجم يصلون في آخر الوقت ........ !!!!!!!!!!!!
مثلا الظهر عند الثالثة، والعصر عند السادسة، والعشاء عند العاشرة والنصف، والفجر قبل طلوع الشمس بربع ساعة ..........
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:18]ـ
الأحناف في بلاد العجم يصلون في آخر الوقت ........ !!!!!!!!!!!!
مثلا الظهر عند الثالثة، والعصر عند السادسة، والعشاء عند العاشرة والنصف، والفجر قبل طلوع الشمس بربع ساعة ..........
كيف عرفت؟ ولماذا يفعلونه؟(/)
لماذا كثير من الناشطين في الدعوة والتعليم أضاعوا أبناءهم؟
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 04:48]ـ
يلاحظ أن كثيرا ممن يعنون بالدعوة والتعليم للناس يهملون أبناءهم، فتجد حرص هؤلاء على غيرهم أكثر من حرصهم على أبنائهم مع أن الأقربين أولى بالمعروف، ولعل السبب في هذا عدم ترشيد الدعوة وضعف العمل بالعلم ومحبة (بعضهم) البروز، فلعله عوقب بنقيض قصده.
لايعني كلامي هذا أن نهمل المجتمع حاشا وكلا، لكن مجتمعنا القريب أولى بنا من غيرهم، فياليتنا نتدارس أسباب هذا كله لنخرج بنتيجة واضحة.
وفقكم الله لهداه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 07:47]ـ
يلاحظ أن كثيرا ممن يعنون بالدعوة والتعليم للناس يهملون أبناءهم، فتجد حرص هؤلاء على غيرهم أكثر من حرصهم على أبنائهم.
هل هذه الأحكام مبنية على إحصائيات أو على تخرض وظن؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 01:38]ـ
ولعل السبب في هذا عدم ترشيد الدعوة وضعف العمل بالعلم ومحبة (بعضهم) البروز، فلعله عوقب بنقيض قصده.
.
أخي الفاضل أبن زنجويه ..... وفقه الله ورعاه
في كلامك مجازفة خطيرة إذ كيف يظن بمن لم يصلح حال أبنائهم أنهم أهملوا تربيتهم
إن الهداية بيد الله يهبها لمن يشاء وما نحن إلا أسباب
أخي الحبيب هل قصر نوح صلى الله عليه وسلم مع إبنه، أم إبراهيم صلى الله عليه وسلم مع أبيه
أم نبينا صلى الله عليه وسلم مع أقاربه
نعم هناك من إنشغل بالدعوة عن أبنائه لكن حاجة الأمة الأسلامية له أشد من حاجة أبنائه
أخي ينبغي أن لا نقع فيما وقع فيه العوام من لمزهم بعض الدعاة بسبب عدم صلاح أبنائهم
فإن الأمر بيد الله
أسأل الله أخي الكريم أن يصلح أبناءنا وأن يجعلهم عونا لنا على طاعته
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 02:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم / ابن زنجويه! بارك الله فيك.
إنَّ المرء إذا اجتهد في نفع صلاح نفسه، وإصلاح أحوال أهله وأولاده - في الظاهر -؛ ليس عليه إلا البلاغ - كحال الأنبياء جميعهم -، وليس عليه إخراج الثمرة، فربما تخرج بعد انقضاء عمره، وربما لا تخرج.
وكما قال الأخ / محمد آل عامر - وفَّقه الله -؛ فإنَّ بعض الأنبياء لم يستطيعوا هداية ذويهم؛ أهليهم، وأولادهم، وأقاربهم؛ بل بلَّغوا دعوة الحق كما أمرهم ربُّهم - جلَّ وعلا -، وهم - في ذلك - يُنفِّذون قولَ ربِّهم - سبحانه -: ((إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا البَلَاغ))، وليس عليهم هداية الناس.
وقد قال بعض العلماء: إذا ربَّى الإنسان أولادَه - قدر طاقته - تربيةً حسنةً، وخرجوا على خلاف ما أراد الله - تعالى -؛ فليس عليه إثمٌ؛ فلا تزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى.
والله أعلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 03:32]ـ
أعتقد ان الأخ الكريم ابن زنجويه كلامه صحيح وواقعي وهو لم يقل (أكثر) وإنما قال (كثير) وهذا الشيء وإن لم يكن هو الغالب إلا أنه موجود والأخ ذكر هذا من باب إيجاد حلول لهذه المشكلة الواقعة؛ لأن وجودها يلزم منه أمور:
1 - طعن الناس في الداعية فأول سؤال يمكن أن يطرحه العامة الذين يعرفونه: لماذا لم تصلح أبناءك أولاً؟ وهو سؤال منطقي ومعقول من العوام وإن لم يكن ملزما فالهداية بيد الله عز وجل وربما يكون الأب قد فعل ما يستطيع لهداية ابنه فلم يوفق وهذا قد حصل لنوح عليه السلام وهو نبي الله فلا يقدح ذلك في صحة الدعوة والمنهج والمسلك فيها.
2 - أن المرء مسؤول أولاً أمام الله عز وجل عن أهله ومن تحت يده وفي الحديث " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
3 - أن هذا مما يشغل بال الداعية والمعلم ويكدر مزاجه ويؤثر على نشاطه في الدعوة والتعليم فكان لزاماً أن تحل مثل هذه القضية في حقه.
والذي يبدو لي أن سبب هذه المشكلة يرجع إلى أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - التشديد في تربية الابن بغض النظر عن عمره وتفكيره والمراحل التي يمر بها والمؤثرات التي تؤثر فيه نفسياً وسلوكياً وعقلياً وروحياً والتي يغفل عنها كثير من الآباء ومن ثم فهو يريد ابنه مثاليا لا يقع منه خطأ فكل شيء يعاتبه عليه وكل صغيرة وكبيرة يوبخه عليها وكأنه يتعامل مع معصوم، وهذا خلاف سنة الله الكونية والشرعية فالبشر جميعا صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم معرضون للخطأ والوقوع في الإثم فينبغي أن يكون هذا الأمر موجودا في ذهن الأب ليبني عليه طريقة التصحيح، كما أنه ينبغي ان يعطي كل خطأ منزلته ويهتم بالأولويات ويراعى المراحل العمرية التي يمر بها ابنه.
وللأسف أن الشدة نهايتها الانفجار وحصول ردود فعل عنيفة ولذلك نجد الانحراف ممن هذا حاله أشد ممن عاش حياة طبيعية يخطيء ويصيب؛ لأن كثرة الضغط تعطي قوة كامنة تزيد وتزيد في نفس الطفل إلى أن يصل إلى حد الانفجار.
وليعلم أن الشريعة جاءت بالتسامح في مسائل تراعي السن وعلى سبيل المثال الصور والتماثيل (العرايس) للبنت الصغيرة مع شدة النهي العام عن التصاوير والتماثيل لكنه أبيح مراعاة لحال الطفل، ومنع من قتل الأطفال والذرية وهم ذرية المشركين، وجاءت السنة بتخفيف الصلاة عند سماع بكاء الصبي.
وقد وضع أهل العلم أحكاما خاصة بالصبي أو الطفل ومن أهم هذه المسائل التكليف فلا تكليف إلا بالبلوغ ويؤمر الطفل بالصلاة ونحوها تدريبا له لا وجوبا عليه.
ولننظر كيف يعلم النبي (ص) الصغار هنا:
- كيف يعلم ابن عباس رضي الله عنهما في حديث: " يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ... " الحديث رواه أحمد والترمذي وإسناده حسن
- كيف يعلم عمر بن أبي سلمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حينما كان في حجر رسول الله (ص) وكانت يده تطيش في الصحفة فقال له رسول الله (ص): " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " متفق عليه لا ضرب ولا صراخ ولا صياح ولا تعنيف وغنما هو النصح برفق وهو في حجره (ص).
- وفي حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول النبي (ص) لأبي عمير: " يا أبا عمير ما فعل النغير؟ " متفق عليه.
- وفي حديث محمود بن الربيع 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: عقلت من النبي (ص) مجةً مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو " متفق عليه
2 - الغفلة عن الدعاء لهم وهو أمر مهم فالدعاء سبب كل خير بل بالعكس نجد من يدعي عليهم عند الغضب وقد ورد النهي عن الدعاء على الولد ففي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي (ص) قال: " ... لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم .. " رواه مسلم
وقد ثبت أن النبي (ص) كان يعوذ الحسن والحسين ويقول: " إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
3 - وجود بون شاسع بين تفكير الأب وابنه مع الغفلة عن البيئة التي يعيش فيها هو وظروفه وتفكيره وما يخطط له وبين بيئة الابن وتفكيره وظروفه وهواياته وما يطمح له فتجد الأب يريد من ابنه أن يعيش على نحو ما يعيش هو ويفكر مثلما يفكر هو نيهتم للأمة ومستقبلها ويعيش مشاكلها كما يعيشها هو وهذا لا يمكن أن يحدث بهذه الطريقة والأمر يحتاج إلى تدرج وزيادة في العقل ونضج لدى الابن.
4 - بحث الكثير عن الراحة فالدعوة والتعليم مسألة عارضة لا تستمر كل ساعة على طول اليوم 24 ساعة وأما تربية أهل بيته فمتواصلة ولذلك فهو يريح نفسه من هذا العناء ويشتغل بتربية سهلة وتعليم سهل وهو أن يلقي دروسا كل يوم أو اسبوع أو شهر وهو في هذا ملقي يرسل وغيره يستقبل وهذا يؤجر عليه ولا يقلل من شأنه لكنه سهل بالنسبة لتربية أهل البيت المتواصل طول الوقت.
وبعض الناس وهم قلة وندرة ولله الحمد يهرب من مشاكل بيته وهمومه الخاصة في التعليم والتربية إلى الانشغال بهموم كبيرة كهموم الأمة كلها وهو يعرف أنه لا يؤثر فيها كثيراً لكنه يجعل هذا مبرراً لتفريطه وفشله داخل بيته، وفي الحقيقة من كان فاشلا في تربية بيته فكيف سينجح في تربية الأمة وحل مشاكلها؟!
5 - عدم وجود الهيبة للأب أحيانا عند الابن إما لضعف الشخصية لكثرة الجلوس والممازحة او لشدة الأب التي ينتج عنها عدم مبالاة بما يوقعه من عقاب فهو قد تعود على الضرب والعقاب فتزول الهيبة مع المحبة التي توجب الاستماع للنصيحة والعمل بها.
6 - أن التعليم في البيت عند البعض أوامر ونواهي فقط فيغفل جانب الوعظ والترغيب بالجنة والترهيب من النار، وتعليم الصبي أن السعادة في الدنيا والآخرة واللذة إنما هو بطاعة الله وترك معصيته، وإغفال جانب المدح والثناء والثواب لمن أطاع الله واستقام من الأبناء والبنات.
7 - المبالغة في الترف في الأمور الدنيوية وهو قليل، وعكسه وهو التقتير وهو كثير للأسف بدعوى الاقتصاد وهو في الحقيقة بخل والطفل إذا حرم رغباته الدنيوية من ملبس ومأكل ومشرب أو حتى ما يتلهى به من لعب من الصغر صارت هناك فجوة بينه وبين والديه ورغبة في البحث عن الملذات عند الناس مما يجعله يقضي أغلب وقته في أماكن لا يؤمن عليه فيها من الوقوع في الخطأ، أو استخدام ما أترف فيه في حال الترف للحصول على ما يفسده، وخير الأمور التوسط في ذلك فلا يجعل أبناءه عالة يتكففون الناس ويفرحون بما يتصدق به عليهم وهو حي ميسور، ولا يسرف في إعطائهم إلى حد السفاهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 05:37]ـ
شكر الله لك أخي أبا حازم، فهذا هو ما أردت، وهذه المنتديات منتديات عالمية، ليست محصورة في قطر أو مجتمع معين.
وإذا لم نعالج أوضاعنا بأنفسنا ونقبل النقد الهادف (دوت تشكيك في النيات) فستكون موضوعاتنا في المنتديات العلمية أشبه ما تكون بالأخبار الصحفية.
أخي الكريم ...
كتبت هذا لما لمسته ورأيته ـ والله بنفسي ـ من بعض إخواننا الدعاة وفقه الله لهداه وأصله لنا ولهم النية والذرية، من إهمالللأبناء وعناية بغيرهم، مما جعل الناس لا يقبلون على دعوتهم، بل جعلوهم (وهذا لا يجوز شرعا) إنما أرادوا بذلك الشهرة والظهور الإعلامي ونحو ذلك مما هو داخل في اتهام القصد.
وأنا ـ كما قلت ـ أعرف من هذا عددا، بل أعرف بعض من يرتاد هذا المجلس المبارك من وقع في هذا الأمر.
وأما استدلال الإخوة بأن بعض الأنبياء عليهم السلام لم يؤمن بهم أبناؤهم كنبي الله نوح عليه السلام، فنوح (ص) لم يهمل دعوة ابنه، ونبينا محمد (ص) لم يهمل دعوة عمه، وأنا لم أقل: إن أبناء الدعاة لم يصلحوا، وإنما نصصت على الإهمال.
وقد كتبت للمشرف السديس على الخاص مبينا له أني حينما قلت: كثيرا، ليس في كلامي خطأ، فالنبي (ص) كان يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، مع أن الفاعل واحد، وقد أوضحت له أني أردت بهذا الموضوع تنبيه بعض من يرتاد هذا المجلس وهو واقع في هذا بطريقة خفية، فما أظن ـ ولله الحمد ـ أن أحدا منكم عرف من أقصد ولا من أخاطب، وإن كنت خاطبت واحدا إلا أني أردت إفادة العموم.
ودعوة المجتمع والاهتمام بشأنه لا تعارض الحرص على الأولاد وحسن تربيتهم، وكما ذكر أخي أبو حازم بأن إهمال الأبناء يجعل الداعية عرضة لنقد العوام، وكذلك نقد المنحرفين عن جادة الصواب ممن يتصيدون على الدعاة، ويشنعون عليهم.
ولا ينبغي لنا أن تضيق صدورنا حينما تطرح مثل هذا الموضوعات التي لم ينتقد فيها أحد بعينه، وإلا فنحن ننقد بعض حفاظ الحديث، وننقد مناهج بعض المحدثين، فهل يعني هذا أننا شوهنا صورة أهل الحديث وعبناهم، قبح الله من أراد ذلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 12:50]ـ
ولا ينبغي لنا أن تضيق صدورنا حينما تطرح مثل هذا الموضوعات التي لم ينتقد فيها أحد بعينه،.
أخي الكريم وفقك الله
قولك: (كثير) هي محل النقد.
وليس أصل الموضوع، وإن كان يمكن طرحه بدون النص على أبناء الفضلاء بل عموم مشكلة إهمال الأبناء.
و (كثير) هذه تحتاج إلى تصور تقريبي لعدد «الناشطين في الدعوة والتعليم» وتصور عدد من أضاع أبناءه منهم = حتى تصح النتيجة ولو على التقريب.
ولا ينبغي أن تضيق صدورنا حينما تنتقد إخواننا مثل هذا الموضوعات التي لم تبن على درسات ولا إحصائيات ولم يقتنع بها إخواننا.
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:23]ـ
أخي الكريم يوجد الكثير من الأمثلة في هذا من دعاة جماعة التبيليغ و دعاة الإخوان
و يعرف هذا الأمر من خالطهم و معلوم بالتقريب نسبة أفراد هؤؤولاء الجماعات بالنسبة لمجموع الدعاة في وقتنا الحالي
و لو كان الأمر لا يلتفت إليه لما رأينا علماء كحمود التويجري ينكر على جماعة التبليغ مثل هذه الحالات(/)
لماذا الأطباء النفسيون أكثر الناس فشلا في الحياة؟
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 04:52]ـ
يتصدر كثير من النفسانيي لحل مشكلات الناس، في حين نرى كثيرا منهم قد فشل في حياته، فتراه يحل مشكل في التلفاز هو واقع فيها ولم يستطع أن يتخلص منها.
والذي يظهر لي أن السبب في ذلك هو اعتماد علم النفس على غير النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة النبي (ص) ولهذا تجدهم مرتبكين في الحل لا يخرجون بنتيجة صحيحة مع أهلهم، فحالات الطلاق فيهم كثير، وتشتت الأبناء أكثر، والتعقيد النفسي قد ضرب فيهم بنابه وهكذا وصدق الله {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين}
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 07:45]ـ
بارك الله فيك
عنوان الموضوع: لماذا الأطباء النفسيون أكثر الناس فشلا في الحياة؟
= غلط.
ومضمونه فيه نظر.
فاتقي الله فيما تكتب وتأكد من سلامة مضمون كل كلمة تقولها.
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 08:25]ـ
أنا أصر على أن المضمون ليس غلطا، ولا يليق أن تخطيء بهذه الطريقة فأسلوبك أسلوب يمنعنا من المشاركة، ولدينا إحصاءات كثيرة من دارسن في مرحلة الماجستير تثبت هذا الأمر، ولا أزال أقول: إن الابتعاد عن كتاب وسنة رسوله إلى نظريات بافلوف وفرويد وغيرها هي السبب في انحطاط النفسيين إلا من تمسك منهم بالكتاب والسنة.
وإن كنت ترى شيئا غير هذا فأنت وما ترى!!!
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 09:24]ـ
اخي الكريم ابن زنجويه وفقك الله
بما انني انتمي الى المجال الطبي أرى أن تعميمك فيه نظر
فأنا اعرف من الاطباء النفسيين والمعالجين النفسيين من هم ناجحون في حياتهم ومع ابنائهم
صحيح ان البعض أصابته لوثة غربية فأنكر بعض الاشياء الشرعية لكن هناك في الجانب الاخر من
جعل من الشريعة سبيلا للعلاج النفسي الى ماتعلمه عن طريق التجربة
ختاما ارجو ان تحدد مالذي تقصده من قولك " فشلا في الحياة"؟
وجزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 09:50]ـ
أنا أصر على أن المضمون ليس غلطا، ولا يليق أن تخطيء بهذه الطريقة فأسلوبك أسلوب يمنعنا من المشاركة،
أنت وما ترى
لكن من حقي كقاري لموضوعك أن أرد بما أعتقد أنه حقا
وعلى قدر ما تكون لغة الموضوع وطرحه = ستأتي ردود فعل الناس.
فأنت رميت كلاما ضخما من غير أن تقدم عليه أي برهان بل الظاهر المتبادر غلطه.
وتأمل بهدوء ما في عنوان موضوعك ومضمونه وألفاط العموم المستخدمة وآلية حكمك فقد يظهر لك ما فيه.
وأستغفر الله لي ولك.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 04:33]ـ
جزاك الله خيرا على طرحك الموضوع، ولعل الأمر يتضح بأن الأطباء النفسيين البعيدين عن الكتاب والسنة، هم الذين ينطبق عليهم موضوعك، على أن هذا أيضا ليس على إطلاقه، فليسوا كلهم كذلك، والحكم بالأغلبية يحتاج إلى إحصائية، وأما الأطباء الذين هم من أهل السنة والجماعة، ويعظمون الكتاب والسنة، فلا أحسبك تقصدهم.
وبهذا تجتمع وجهات النظر بينكما إن شاء الله.
سددكما الله ووفقكما.
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 10:57]ـ
أما أهل السنة والجماعة فهم برءاء من هذا كله، أليسوا أهل كتاب وسنة؟
أما التعميم على من ليسوا من أهل السنة، فأنا لم أعمم إنما قلت: كثيرا، وهذا ليس تعميما، وإن عممت فأنا لم أخطيء؛ لأنهم أحد رجلين:
إما رجل أصاب، فإصابته ليس لقصد اتباع الكتاب والسنة، فهو لا يزال على ضلاله.
وإما أن يكون رجلا أخطأ، فهذا وقع في الأمرين.
أما قول الأخ القرني: إنه ينتمي لعلم الطب، فهل انتماؤك يعني إلمامك بكل شيء في الطب، فطيبيب الأسنان لا يحسن الباطنية والعكس بالعكس، وطيبب العظام لا يحسن ... والطب النفساني شيء وأنواع الطب الأخرى شيء آخر، فقلولك يا أخي ليس بالفصل في هذه المسألة.
ولتعلم أن لنا اطلاعا قديما على هذه المسائل ولسنا حدثاء عهد بها، ولنا خوض مع أتباع سيجموند فرويد وأخذ وعطاء ومناقشات.
هدانا الله جميعا للصواب.
ـ[قنديل]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 01:09]ـ
قول أن الاطباء النفسيين أ?ثر الناس فشلا في الحياة غه ر صحيح و يدل علي جهل قائله ب?ل العلوم و ليس فقط بعلم النفس.
دليله علي صحة قوله هو أن الاطباء بعيدون من ال?تاب و السنة، و لو ?ان البعد من ال?تاب و السنة دليلا علي فشل العلماء ل?ان علماء الفيزياء و ال?يمياء و الفلك و الادوية و الطب الجسدي و الاقتصاد و الرياضيات ... الخ الغربيين ال?فار أ?ثر الناس فشلا في الحياة. و في الواقع غير ذلك.
أما قوله أنهم يعانون من أمراض نفسية في الوقت الذي يعالجون أمراض الناس أو علي الاقل يحاولون معالجة أمراضهم، فدليل علي جهله المطبق بعلم النفس و الامراض النفسية.
أن عدد الامراض النفسية بين بني آدم أ?ثر ب?ثير من عدد الامراض الجسدية، و لا عجب إن ?ان أحد الاطباء مصابا بواحد أو أ?ثر منها في نفس الوقت الذي يعالج الاخرين، ?ما أن لا عجب أن ي?ون أحد الاطباء مصابا بمرض من الامراض الجسدية، و لنسميه مرض الس?ري، و ل?ن بإم?انه أن يعالج آلاف المرضي الاخرين المصابين بمختلف الامراض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 01:11]ـ
أما قول الأخ القرني: إنه ينتمي لعلم الطب، فهل انتماؤك يعني إلمامك بكل شيء في الطب، فطيبيب الأسنان لا يحسن الباطنية والعكس بالعكس، وطيبب العظام لا يحسن ... والطب النفساني شيء وأنواع الطب الأخرى شيء آخر، فقلولك يا أخي ليس بالفصل في هذه المسألة.
ولتعلم أن لنا اطلاعا قديما على هذه المسائل ولسنا حدثاء عهد بها، ولنا خوض مع أتباع سيجموند فرويد وأخذ وعطاء ومناقشات.
هدانا الله جميعا للصواب.
أخي الكريم لم أقل ان كلامي هو الصواب الذي لامحيد عنه
وكلامي من خلال معرفتي واختلاطي ببعضهم وكذلك الاطلاع على بعض الاحصائيات
ولم أقل انني جمعت الطب كله
اما قولك انك مطلع ولك دربة معهم فليتك دعمت بحثك بإطلاعك والاحصائيات التي ذكرت
ملاحظه: هناك دراسة تقول ان الاطباء النفسيين اكثر فئات الاطباء تعرضا لمشاكل في حياتهم
لكن هذه إحصائيات غربية لايمكن تنزيلها بحذافيرها على الاطباء المسلمين
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 11:32]ـ
يا إخواني الكرام وفقكم الله
أرجو أن نكون أكثر هدوءا، فالأمر لا يستحق أن نغضب، إنما هو مناقشة هادئة، للوصول إلى نتيجة.
أخي ابن زنجويه كن هادئا حفظك الله، ولا تغضب من أخيك الذي لم يرد الإساءة إليك.
ويا أخي قنديل بارك الله فيك لا ينبغي أن تتصدر المشاركة بتجهيل الآخرين، مهما كان السبب، ضع وجهت نظرك دون تجريح، لتكون أبلغ في المنطق، وأرقى في الأسلوب، وأدعى للقبول.
وما كان الرفق في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه.
أسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن يوفقنا جميعا لكل خير.
ـ[ابن زنجويه]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 04:25]ـ
يا إخواني الكرام وفقكم الله
أرجو أن نكون أكثر هدوءا، فالأمر لا يستحق أن نغضب، إنما هو مناقشة هادئة، للوصول إلى نتيجة.
أخي ابن زنجويه كن هادئا حفظك الله، ولا تغضب من أخيك الذي لم يرد الإساءة إليك.
ويا أخي قنديل بارك الله فيك لا ينبغي أن تتصدر المشاركة بتجهيل الآخرين، مهما كان السبب، ضع وجهت نظرك دون تجريح، لتكون أبلغ في المنطق، وأرقى في الأسلوب، وأدعى للقبول.
وما كان الرفق في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه.
أسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن يوفقنا جميعا لكل خير.
أعوذ بالله من أن أغضب على أخ نصحني وقال لي: أخطأت، فإن فعلت ذلك فقد ضللت وما إذا من المهتدين.
وما ذكره الأخ السديس صواب بعد تأملي في عنوان موضوعي، نعم فأنا عممت وغلطت في التعميم، وما كان ينبغي ذلك، فكثير منهم موفق مهتد للصواب ولله الحمد؛ لكونه سار على منهج أهل السنة والجماعة، بل منهم من حاول تطوير هذا العلم وفقا للوحيين، فأقول للسديس جزاك الله خيرا على هذا التوجيه.
وغلطي أني لما كتبت العنوان لم اعد أنظر فيه، وإنما جعلت أنظر في المضمون.
وما غضبت هنا على أحد.
وأما وصف أحد الإخوة لي بالجهل ... الخ، فهذه لا أرد عليها، ولكن ليعلم الأخ أني لا أبريء نفسي من الجهل، ولما وجهني الأخ السديس قبلت توجيهه، وأستغفر الله مما وقع مني من الخطأ والزلل.
وأما قول الأخ بأن كلامي في أن الأطباء النفسيين الذين لم يهتدوا بهدى الله لم يوفقوا للصواب، وذكر بأن هذا جهل مطبق، وذكر أنه لو طردت القاعدة لكان الكيميائيون والفيزيائيون ... على خطأ وضلال، فأقول: فرق ما بين هذه العلوم وما بين العلم المتعلق بالنفس وخلجاتها، وما يعتريها، فعلماء الفيزياء والكيمياء لم يتناولوا قضايا الصرع والمس، ولم يبحثوا قضايا الهواجس والوساوس ... الخ، أما هؤلاء فبحثوها، وخرج بعضهم بنتيجة مؤداها إنكار الصرع والمس إلى عير ذلك مما هو معروف.
ملحوظة: حبذا لو عدل المشرفون العنوان إلى ما يدل عليه المضمون، وكذلك تعديل المضمون بما لايدل على التعميم.
وفقنا الله لهداه، ورزقنا اتباع السنة، وتوفانا عليها غير مبدلين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 07:31]ـ
ملحوظة: حبذا لو عدل المشرفون العنوان إلى ما يدل عليه المضمون، وكذلك تعديل المضمون بما لايدل على التعميم.
.
جزاك الله خيرا ووفقك وبارك فيك
عدل ما تراه وضعه هنا، فلعله يكفي لأن مشاركات الإخوة تعلقت به إلا إذا أذنوا بحذفها.
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 08:48]ـ
أخي الكريم
صحيح هناك جانب ديني في طب النفس ينبغي أن يكون معتمدا على الكتاب و السّنة
و لكن في طبّ النفس ما يعتمد على التجربة مثل باقي العلوم التجريبية من طب بشري و كيمياء و غيرها من العلوم
و قد يكون فشل بعض النفسانيين ليس له علاقة بالإنحراف عن الكتاب و السّنة و إنّما نتيجة خطأ نظرية تعتمد على التجربة
المهم علم النفس علم كبير ينبغي الإهتمام به
و بالإهتمام بهذا العلم يرقى البشر
ربنا يوفقك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 08:54]ـ
وفق الله الجميع لكل خير
وشكر الله للأخ الفاضل / عبدالمحسن
حسن تعقيبه وجميل كلامه وفقه الله وبارك في عمره وعمله
وكذلك للأخ الكريم ابن زنجويه
على أدبه وتواضعه أسأل الله أن يرفع مقامه في الدنيا والأخرة
هكذا إخوتي ينبغ أن نكون مع بعضنا
إن الأخذ بأدب الرد وحسن التلقي والتعامل مع الردود من أعظم ما يحفظ المشاعر
ويبقي على الود
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 07:51]ـ
أخي العزيز ابن زنجويه
تحية طيبة، وأود أن أشكرك على كريم خلقك وتواضعك، ورجوعك إلى الصواب الذي ذكره الشيخ عبد الرحمن السديس ولينك مع أخيك قنديل، منقبة سيكتبها الله لك إن شاء الله.(/)
الى الاخوة المغاربة خصوصا ومحبي الشيخ الهلالي عموما من يوضح لنا هذا الاشكال
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 07:17]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. بينما كنت أطلع في كتاب" الدعوة الى الله في أقطار مختلفة" للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله.
قرأت كلاما لم أفهمه وفيه شيء من التناقض الواضح ولابد أنه خطأ مطبعي.
جاء في أول الكتاب تحت الفصل المسمى بالدعوة الى الله في تطوان وبالضبط تحت الفصل المسمى الحوادث التي وقعت أثناء اقامتي بشمال المغرب.
وبعد كلام طويل للشيخ عن قدومه الى طنجة والتقائه بالشيخ أحمد بن الصديق الغماري. وأن الغماري كانوا من دعاة الشرك والتصوف.
وأشار الى ما وقع بينه وبين الغماري من حرب كلامية. ثم توج هذا الأمر بأن اجتمع كل من الغماري والهلالي في بيت هذا الأخير واتفقوا ألا يتعرض أحدهم للاخر وأن كلا منهم يدعوا الى ما يراه حقا.
بعد ذلك قال الشيخ الهلالي رحمه في الكتاب المذكور
", و بعد محادثة ودية طويلة افترقنا على أن لا يتكلم بعضنا في صاحبه و لكن كل منا يدعو إلى ما يعنقد أنه حق و يرد ما يعتقد أنه باطل.
و استمررنا على ذلك مدة إقامتي بتطوان و نواحيها و قد استمرت مع ربيع 1942 إلى صيف1947. و في أثناء هذه المدة ألفت كتابا سميته الصراط المستقيم في صفة صلاة النبي الكريم فقرظه الشيخ أحمد في صحيفة الأخبار, و بقي الأمر فيما بيننا كذلك إلى أن سافرت قافلا إلى العراق لم يحل و لم يتغير, و لما سمعت و أنا في تطوان أن الشيخ أحمد أفتا بزيادة (سيدنا) في الأذان و أن مؤذنه يقول: أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله أنكرت ذلك و لم أتعرض لشخصه بسوء, و لما وصلت إلى العراق كتب إلي أحد الإخوان أنه ألف جزءا سماه إحياء المقبور في استحباب البناء على القبور, فأنكرت ذلك و لم أتعرض لشخصه بسوء, و بذلك تعلم كما يعلم كثير مكن أهل طنجة و أهل تطوان, و منهم الأستاذ العالم الداعي إلى الله على بصيرة, فخر آل الصديق و رائدهم في طريق الحق و فرطهم إلى الهدى صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الزمزمي بارك الله في حياته و نفع بعلمه."
ثم قال بعد ذلك
"فتبين بما ذكرناه أن ما سطره هذا الناعق كله افتراء من بنات غيره. وهنا أذكر الألفاظ البذيئة التي وصمني بها كذبا و زورا ثم أنقضها بالتفصيل حتى يعلم من لا يعلم أنه مفتر يكذب على الحاضرين و يعرض نفسه لزيادة سخرية الساخرين, فقد ألف هذا المسكين كتيبا سماه (التيمم في الكتاب و السنة) خبط فيه خبط عشواء و ملأه بسب العلماء الأئمة المتقدمين و .. "
ثم قال وهذا هو الشاهد
" .. المتأخرين و هذا نص ما كتبه في صفحة57: (فقد جاء إلى طنجة رجل من هؤلاء الدعاة مدعيا محاربة البدع فأصبح ذات يوم حليقا فأرسل إليه شقيقي الحافظ أبو الفيض من يسأله"
فهذا هو الاشكال الذي وقع لي. فالشيخ تقي الدين الهلالي ما زال كلامه مستمرا في الرد على افتراءات أحمد بن الصديق الغماري. ومعلوم أن أحمد الغماري هو مؤلف كتاب"احياء المقبور"ومن خلال سياق الكلام يتبين أنه مؤلف كتاب"التيمم
في الكتاب السنة".فلماذا جاء قي كلامه."فأرسل اليه شقيقي أبو الفيض"
ومعلوم أن أحمد الغماري هو أبو الفيض. فاذا كان أبو الفيض أحمد الغماري هو مؤلف كتاب "التيمم"فلماذا يقول أرسل الي شقيقي أبو الفيض ما دام أنه هو أبو الفيض. هذا الكلام الذي حيرني.
ثم بعد ذلك بدأ الشيخ الهلالي رحمه الله في الرد على افتراءات أحمد الغماري.التي سطرها في كتاب التيمم.بعد كلام طويل جدا.
" و قد سمعت بعدما رجعت من العراق إلى المغرب بعد الاستقلال أن أخاك العلامة المحقق الشيخ أحمد بن الصديق ـ الذي تدعي الاقتداء به زورا و بهتانا و أنت سالك غير سبيله ـ حين رجع المجاهد الأكبر في المغرب العربي محمد الخامس رحمة الله عليه إلى عرش آبائه الأكرمين توجه إليه و طلب أن يدخل عليه للسلام و التهنئة, فرفض الملك أن يأذن له, ثم توجه إلى مصر و سمعت أن الحكومة المصرية اتهمته و أخاه بالتجسس فحكمت عليه بسجن طويل و على عبد الله بالسجن المؤبد كما يسمونه, و أسفت لذك لما أعرف فيه من العلم و الفضل و لما عاملني به من البر و الكرم, و إني لأرجوا أن يكون الله سبحانه و تعالى قد ختم له بالحسنى فتاب من الطريقة و من كل ما كان مخالفا لعقيدة السلف الصالح. و الله على كل شيء قدير.
أما أنت فلا أعرفك و لا تعرفني و لكن غلبت عليك شقوتك فتعرضت لشتمي بدون مناسبة, أما قولك في الوهابية فسأفرد له كتابا علميا ليس فيه لغو و لا تهور و لا شتم و لا كذب و سأسميه) الدفع بالتي هي أحسن) و قد جنيت على نفسك, و على أهلها براقش تجني و أقول لك غير مفتخر:
و إن لساني شهدة يشتفي بها و هو على من صبه الله علقم
و أنشد أيضا:
دعاني لشب الحرب بيني و بينه ++++ فقلت له: لا لا هلم إلى السلم
فلما أبى ألقيت فضل عنانه ++++ إليه فلم يرجع بحزم و لا عزم
فكان صريع الخيل أول وهلة ++++ فبعدا له مختار جهل على علم "
فالكلام فيه تناقض واضح فبينما الشيخ يتكلم ويرد على أحمد الغماري.اذ به يزكيه ويشعر القارئ بأنه يرد على شقيقه.
ولعل في الكتاب بترا أو خطأ مطبعيا أو شيئا من هذا القبيل وأرجوا من الاخوة الكرام خصوصا المغاربة افادتي في هذا الباب ولهم جزيل الشكر.
وللا شارة فالكتاب الذي أمتلكه طبعته دار الكتاب والسنة المصرية. وظننت أن الخطأ موجود في هذه الطبعة فقط. فاطلعت على هذا الكتاب في احدى المنتديات فوجدت نفس الخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 07:05]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. ألا من مجيب
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 02:04]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. لقد صدق ظني والحمد لله.
وتبين لي أن بالكتاب بترا. ولا أدري هل خاص بطبعة دار الكتاب والسنة المصرية. أم أن البتر أصلي في جميع الطبعات. فاني لما بدأت بقراءة الكتاب ولما وصلت الموضع المشار اليه انفا تبين لي أن الكلام ينقصه شيء ما. وأن المعنى لا يستقيم.
ولا بد أن بالكتاب بترا كبيرا. فمؤلف كتاب التيمم تبين لي أنه هو الشيخ عبد الحي بن الصديق الغماري.
وبالتالي فالشيخ انتقل الى الرد على هذا المفتري. وكنت أظنه أحمد بن الصديق.ولكنه شقيقه عبد الحي.
ونرجوا من الاخوة الذين يمتلكون طبعة مكتبة الصحابة أوغيرها أن يعلمونا. هل بطبعات الكتاب الأخرى نفس الخطأ أو لا. حتى نضيف ما ليس موجودا بهذه النسخة.
والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 03:47]ـ
.....
ونرجوا من الاخوة الذين يمتلكون طبعة مكتبة الصحابة أوغيرها أن يعلمونا. هل بطبعات الكتاب الأخرى نفس الخطأ أو لا. حتى نضيف ما ليس موجودا بهذه النسخة.
والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
السلام عليكم
هل طبعة مكتبة الصحابة المقصودة هي مكتبة الصحابة بمصر؟
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 03:52]ـ
الأخ أبو الوليد المغرب
من تتحدث عنهم كلهم أفضوا إلى ما قدموا ونرجو لهم حسن الخاتمة والمغفرة والرحمة
فلماذا تعيدها جذعة؟
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 03:55]ـ
السلام عليكم
هل طبعة مكتبة الصحابة المقصودة هي مكتبة الصحابة بمصر؟
سيدي الشيخ الأديب أبو محمد عهدتك منصفاً.
فأرجو ألا تجاري هذه الفتن.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 04:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل (أبو الفيض الغماري)
مرحباً بك .. وأوضح أنني مجرد طالب علم مقصر مسكين لا يصح إطلاق شيخ عليّ وكذلك الأديب .. وأظن كلامك لي بهذا من ذوقكم الرفيع وجميل سجاياكم.
أما عن الأخ أبي الوليد فهو يسأل عن إشكال في الطبعة ولا يقصد ما تبادر إلى ذهن فضيلتكم.
وأنا مهتم بكتب أهل المغرب عموماً ومنها كتب الغماريين وأحاول جمعها ولذلك سألت الأخ.
وقد جمعت الكثير من فوائد وتراث المدرسة الغمارية وخاصة في أبواب الاجتهاد والتقليد والأصول عموماً وكذلك بعض المسائل الفقهية وغيرها ... رغم اختلافي معهم في مسائل كثيرة إلا أن الحكمة ضالة المؤمن.
رحم الله جميع أهل العلم من المسلمين وتجاوز عن زلاتهم وختم بالخير لمن كان حياً منهم.
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 08:18]ـ
جزاكم الله خيراً أخي أبي محمد المصري ونفع بكم.
وقولكم "وقد جمعت الكثير من فوائد وتراث المدرسة الغمارية وخاصة في أبواب الاجتهاد والتقليد والأصول عموماً وكذلك بعض المسائل الفقهية وغيرها .. "
نرجو أن تتحفنا ببعضها.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 11:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. المقصود مكتبة الصحابة الاماراتية. وعذرا على التأخير الذي طال أشهرا. فانني هجرت هذا الموقع مدة من الزمن.
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للعلم فكتاب التيمم لعبد الحي بن الصديق الغماري وليس لاحمد ابي الفيض
ـ[حمادي عبد السلام]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 01:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أود أن أنبه على نقطة مهمة، وهي أن {كتاب التيمم في الكتاب والسنة} ليس لأحمد بن الصديق الغماري، انما هو لأخيه عبد الحي بن الصديق،فالكتاب غزير بالفوائد العلمية،والقواعد الأصولية والحديثية، واللغوية والمنطقية،وكاتبه معروف في هذا الميدان ومشهود له بذالك، وفي الكتاب أيضا سبا وقدحا في الحنابلة،وأسماهم بالوهابية وقدح فيهم وهذا معيب ومشين،والإنصاف عزيز والتجرد قليل، ولاحول ولا قوة الا بالله، والله المستعان.(/)