كيف أرد على من يقول ....
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 11:36]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأكارم كنت أحاور أحد من لايفقهون في الدين شيئاً
سوى تشويه صوره أمام الملأ واقناعهم ببعض القضايا بأدلة لا يمكن الاستشهاد بها
في بعض المواضع ..
لدي القضيتين التاليتين وأتمنى عون الله وتسديده أولاً ثم رد أستطيع به
ردهم عن مايقولون ..
كيف نرد على من يقول:
أن المفتي يجب أن يكون سليم الحواس
مستدلاً بهده الآية
(ليس على الأعمى حرج):
ألا يلزم المفتي أن يكون مبصرا حتى يطلع على حقيقة الأشياء بنفسه قبل أن يفتي فيها
بدلا من أن يعتمد على الوصف. فمهما كان الواصف دقيقا (ليس من رأى كمن سمع)
و الفتوى من الامور العظيمة التي يجب أن لا يتساهل فيها المفتي لان رقاب الناس بأمر فتواه؟
والرد أيضاً على قولهم حين طلب الرجوع للأدلة من الكتاب والسنة:
لو أخذنا بأنه يجب لكل شيء دليل من الكتاب و السنة، فماذا نفعل بالقضايا المعاصرة.
أسأل الله أن يثيبكم ويسددكم
واحتسبوا الأجر في تنوير من ضلّ نسأل الله الهداية لنا ولكم وللجميع
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 06:04]ـ
انتظركم!
ـ[حمد]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 07:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك أخي وسهلاً
بالنسبة لمن استدل بقوله تعالى: ((ليس على الأعمى حرج))
فاسأله: ما وجه الدلالة؟
وإلا فما الفرق بينه وبين الرافضة الذين يستدلون على فضل علي رضي الله عنه بقوله سبحانه عن كتابه المبين: ((وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌّ حكيم)).
ههههه، نسأل الله السلامة.
نعم، بعض المسائل القليلة تحتاج إلى الإبصار. ولكنّها لا تسقط المفتي من أحقيته بشكل عام.
وبالنسبة لأحكام القضايا المعاصرة فإنها موجودة في القرآن والسنة.
لاحِظ: أحكامها موجودة وليست أسماؤها.
ولكن تحتاج لاستخراجها إلى عالم على نور من ربه.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 01:41]ـ
أخي الكريم:
المشكلة هم لايستدلون بأدلة
هم فقط يتبنون مواقف لتشويه الدين ولتشويه صورة العلماء في المملكة
بالنسبة للقضايا المعاصرة كيف نحاجهم بذلك
أريد اكثر تركيزاً
فهم جهال واجتمعوا في مكان ولا من يرشد يصفقون لبعضهم حتى يُظن أن مايقولونه صحيح
اختكم:
ضمير مستتر
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 03:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم ضمير مستتر وفقك الله
أما عن مسألة فتيا الأعمى فأقول:
أولاً: لم يشترط أحد من أهل العلم هذا الشرط بل نص من ألف في الفتوى وشروطها وآدابها على قبول فتوى الأعمى بل الأخرس إذا كان مفهوم الإشارة أو يكتب.
قال ابن الصلاح: (ولا بأس بأن يكون المفتي أعمى أو أخرس مفهوم الإشارة أو كاتبا) دب المفتي والمستفتي (ص 44)
وقال النووي: (فصل في شروط المفتي: شرط المفتي كونه مكلفا مسلما ثقة مأمونا متنزها عن أسباب الفسق وخوارم المروءة فقيه النفس سليم الذهن رصين الفكر صحيح التصرف والاستنباط متيقظا سواء فيه الحر والعبد والمرأة والأعمى والأخرس إذا كتب أو فهمت إشارته) آداب الفتوى والمفتي والمستفتي (ص 19) وينظر صفة الفتوى لابن حمدان (ص 29)
ولازالت هذه الأمة منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم فيهم علماء فقد حاسة البصر غما خلقة أو طارئاً ومن أشهرهم ابن عباس رضي الله عنهما.
ثانياً: أن الفتيا إخبار عن حكم الله ومستندها العلم كالرواية فالأعمى تقبل روايته عند عامة أهل العلم وقد كانت عائشة رضي الله عنها تروي الحديث للمسلمين من وراء الستر وكانت تفتيهم كذلك.
ثالثاً: الفتيا لا تقتصر على المحسوس فالعالم يفتي في مسائل الغيبيات والتي هي أعظم المسائل في الدين وهو لم يرها كمسائل الأسماء والصفات والملائكة والجنة والنار والأخبار السابقة في الأمم السابقة والحوادث المستقبلة وكلها لا تعتمد على الرؤية.
رابعاً: أن الوصف عند أهل العلم يقوم مقام الرؤية في كثير من المسائل غذا كان الوصف كافياً كما هو مقرر في كتب الفقه.
خامساً: أما الآية المذكورة وهي قوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج} فلا علاقة لها بهذا الباب إذ المفسرون اختلفوا في المعنى الذي لأجله رفع الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض ههنا:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - فقال بعضهم: إنها: نزلت في الجهاد وجعلوا هذه الاية ههنا كالتي في سورة الفتح وتلك في الجهاد لا محالة أي إنهم لا إثم عليهم في ترك الجهاد لضعفهم وعجزهم وكما قال تعالى في سورة براءة {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم * ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون} وهذا قول عطاء الخراساني وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
2 - وقيل: المراد ههنا أنهم كانوا يتحرجون من الأكل مع الأعمى لأنه لا يرى الطعام وما فيه من الطيبات فربما سبقه غيره إلى ذلك ولا مع الأعرج لأنه لا يتمكن من الجلوس فيفتات عليه جليسه والمريض لا يستوفي من الطعام كغيره فكرهوا أن يؤاكلوهم لئلا يظلموهم فأنزل الله هذه الاية رخصة في ذلك وهذا قول سعيد بن جبير ومقسم.
أما الرجوع إلى الكتاب والسنة فهو أمر متفق عليه بين المسلمين ووجوب الاحتجاج بهما متفق عليه لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً} والرد إلى الله رد إلى كتابه والرد إلى رسول الله (ص) رد إلى سنته.
وأما ما يجد من حوادث معاصرة فلا شك أنها نوعان:
1 - منها ما يمكن إدراجه فيما نص الله عليه من باب تحقيق المناط أيه أنه يندرج في النصوص نصاً لا قياساً.
2 - ومنها ما لا يوجد فيه نص خاص في القرآن أو السنة فهذا لا بد له من حكم شرعي فيجتهد أهل العلم في بيان حكم الله فيه إما قياساً على ما نص الله عليه أو رجوعاً لقول صحابي أو عملا ًبالمصلحة الشرعية التي شهد الشرع لها بالاعتبار أو لجنسها، أو بالرجوع إلى العرف أو سد الذرائع أو الإستصحاب أو غيرها من الأدلة المعتبرة.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 04:14]ـ
الفاضل ابو حازم
سددك الله وباركك ..
وأجزل لك المثوبة
اختكم.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:38]ـ
الفاضل ابو حازم الكاتب:
ولازالت هذه الأمة منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم فيهم علماء فقد حاسة البصر غما خلقة أو طارئاً ومن أشهرهم ابن عباس رضي الله عنهما
باعتبار ان هذه المعلومة جديدة علي .. والحمدلله أنا مقتنعة بأن العمى عمى القلب والعِبرة في البصيرة وليس البصر
لكن من أناقشهم لاأستطيع حقيقة وصف ردهم لكل شئ
مثلا لو دللت بابن عباس .. فحينما سألت قيل لي أن ابن عباس ري الله عنه وارضاه
اصيب بالعمى في اخر عمره وليس في أوله هل هذا صحيح؟
أريد شاهد يدل على ذلك فمثلكم يعلم مدى صعوبة محاورة من يشكك في شئ كأمر الفتيا والبصر!
أتمنى منكم توضيح أكثر حيال مسألة حِبر هذه الأمه ومتى أصابه العمى وإن وجد مايدلل على ذلك
فبها ونِعم ..
وفقنا الله وإياكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 03:00]ـ
من جواب لاحد طلبة العلم في مسألة مشابهة:
((لقد استناب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه وهوضرير على المدينة مرارا، وكان كثيرا من السلف مكفوفين فما ضرهم ذلك فتيلا.
ووجود علماء مكفوفين يشار إليهم بالبنان دليل على أن المجتمع المسلم
مجتمع عادل غير متحيز، فهو يقبل أن يكون رؤساؤه ومقدموه من
المكفوفين ما داموا متأهلين علميا لذلك، بخلاف المجتمعات الغربية
التي بلغت أوج التقدم إلا أنها تتحرج من تنصيب ناقصي الحواس
وهؤلاء غالبا لا يجدون في مجتمعاتهم أي تشجيع يؤهلهم لمنافسة الصحيحين ...
وهذا يتماشى مع أصل ثابت في أصول الشريعة والمعتقد وهو أن ما قدره
الله على عباده من نقص في الأعضاء هو عين الكمال، لأن الله تعالى
لا يخلق إلا الكامل، ونقصهم باعتبار المقايسة على الأغلب، أما بالنظر
إلى أن كل ما خلقه الله حسن (كما ورد في الأثر: كل خلق الله حسن)
فإن المجتمع الإسلامي ينظر إلى المعوق نظرة أخرى تختلق عن نظرة
المجتمع الغربي ... ))
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
العلماء والأدباء والمميزين في البشرية عموماً وعند المسلمين خصوصاص كُثُر ومن هذه النماذج:
1 - قتادة بن دعامة السدوسي المحدث والفقيه المشهور.
2 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود فقيه المدينة.
3 - حماد بن زيد بن درهم البصري المحدث المشهور.
4 - ابو القاسم الشاطبي صاحب الشاطبية في علم القراءات.
5 - أبو الحسن علي بن محمد بن خلف فقيه.
6 - القابسي علامة المغرب.
7 - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي صاحب الجامع (سنن الترمذي).
8 - حفص بن عمر أبو عمر الضرير المحدث الفقيه.
بل إن من الشعراء والأدباء من كان ضريراً ويصف المحسوسات وصفاً دقيقاً لا يحسنه أكثر المبصرين ومن هؤلاء:
1 - الشاعر بشار بن برد.
2 - الشاعر أبو العلاء المعري.
بل أغرب من هذا انه وجد بعض الرسامين من كان ضريراً ومبدعاً ومن أشهر من عرف بذلك ولفت الأنظار الرسام التركي Esref Armagan
ومنهم من كان طبيباً وأديباً كداود بن عمر الأنطاكي.
وهناك الأمريكية المشهورة هيلين كيلر فقدت السمع والبصر قبل الثانية من عمرها في عام 1882م .. وبالتالي لن تتكلم .. فصارت أيضا بكماء .. حيث تعلمت تلك الفتاة مع معلمتها الخاصة كل شيء بداية بتعلم الحروف عن طريق الكتابة على اليد وعن طريق لمس الشفاه باليد لمحاكاة نطق الحرف ثم التحقت بدراسة جامعية مع طالبات كلية كامبردج وحصلت على البكالوريوس وكتبت وألفت،وقرأت وخيطت وطرزت، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه .. وهي عمياء بكماء صماء!! توفيت عام 1968.
ففقدان البصر لا يعني الانعزال عن العالم كما يظن هذا القائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 06:30]ـ
عفواً (والمميزين) الصواب المميزون
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 03:33]ـ
بارككم الرحمن
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:14]ـ
قولي أختاه لهؤلاء الجهلة من سلفكم من أهل العلم من سبقكم بهذا القول إذا أتيتم لنا بقول لأهل العلم في تفسير الآية أو بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن الأعمى لا يحق له أن يفتي أذعنا لكم ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا لأن المسألة من البديهيات المجمع عليها. وقد أوفى الأخ الفاضل أبو حازم الكاتب الرد فجزاه الله خيرا.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:41]ـ
وجزيت خيراً أخي الكريم علي
شكراً لك(/)
{{بين صناعة الموت وصناع الحياة}}
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 10:32]ـ
{{بين صناعة الموت وصناع الحياة}}
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6973
بقلم / أحمد بوادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد:
لفت انتباهي عنوانا لبرنامج يعرض على قناة العربية الفضائية بعنوان
" صناعة الموت "
وتوقفت عند معنى هذا اللفظ قليلا فوجدت في هذا اللفظ
" انحراف عقدي لا يصح التلفظ به "
خاصة وإن علمنا أن معنى الصناعة قد يأتي بمعنى الخلق
قال تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} (41) سورة طه
قال ابن عباس: أي اصطفيتك لوحيِّ ورسالتي. وقيل: "اصطنعتك" خلقتك مأخوذ من الصنعة. القرطبي
فالموت مخلوق وخالقه وصانعه هو الله، وليس لأحد من الخلق أن يصنع شيئا
تفرد الله بخلقه وصنعته، وليس للخلق حيلة في ذلك الأمر كله
وإن اعترض علينا شخص ما ليقول: ما أردنا من المصانعة هنا الخلق وإنما المصانعة بمعنى المفاعلة كمن يصنع سيفا أو مركبا
أقول: كذلك لا يصح إنزاله على الموت
فالموت ليس مادة أو جسما يكال أو يوزن أو له وجود في الكون حتى يصنع المرء منه
شيئا فيحوله من مادة إلى أخرى ليصح عليه لفظ المصانعة
فالموت بالنسبة لنا مجهول الكيف، محسوس وليس بملموس، عرض وليس بجسم
فكيف للخلق قدرة على صناعة ما جهلوه وما لم يلمسوه
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " يؤتى يوم القيامة بالموت على هيئة كبش أملح، فينادي منادٍ: يا أهل الجنة! فيشرئبون وينظرون، فيقول لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم نعرفه؛ إنه الموت، وكلهم قد رآه. فينادي منادٍ: يا أهل النار! فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم نعرفه؛ إنه الموت فيؤمر بذبحه بين الجنة والنار، وينادي منادٍ ويقول: يا أهل الجنة! خلود فلا موت، ويا أهل النار! خلود فلا موت).
فينبغي الانتباه لهذا اللفظ وعدم تداوله، وإشاعته بين المسلمين
وهذا ما شرح الله به صدري من فهم هذا اللفظ.
فإن كان عند أحد من الأخوة مزيدا من التنبيه والترشيد، فلا يحرمنا فوائده
تنبيه / أثناء مراجعتي لما كتبت وجدت أنني كتبت خطأ صناع الحياة بدلا من صناعة الموت
فتذكرت أن هناك برنامجا لأحد الدعاة الموديرن بهذا العنوان فوجدت أن لا فرق بينهما فما قلته عن صناعة الموت يتنزل على صناع الحياة
والله أعلم
أخوكم / أحمد بوادي
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 12:23]ـ
الشيخ الكريم / أحمد -وفقه الله
جزاكم الله خيرا على حرصك لكل ما فيه نفع لأخوانك، ونشرك للعلم
وفي ظني رعك الله أن القائل بصناعة الموت أو الحياة ...
لايقصد الخلق أوإيجاد ذلك الشي
وإنما يعني سبب الموت ونحوه مثل صناعة الأسلحة وبعض السموم
وفعل بعض أسباب الهلاك ونحوه ..
ثم هل يصح أن نطلق على كل صناعة أنها خلق!!
ومنكم نستفيد أيدك ربي بتوفيقه
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 03:29]ـ
الأخ الأكرم " آل عامر " حفظه الله
أنا لم أتكلم على القصد ولم أدخل في بحثه وقد نبهت على ذلك وما جاء في مقال لي سابق أعدت التنبيه عليه هنا في قولي:
ولا يصح الإعذار بسلامة القصد والنية مع الخطأ في استعمال الألفاظ، لأننا لا نحاسب على القصد والنية فحكمها إلى الله لكننا مأمورون بتصحيح تلك الألفاظ
وقد جاء في الشريعة ما يدل على وجوب تصحيح الألفاظ بدون النظر إلى المقصدوقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (104) سورة البقرة
فسلامة الصدر وحسن القصد لا يلزم منه السكوت على سوء استعمال اللفظ.
ولو أن شخصا وضع سهما باتجاه الشمال على الطريق مكتوب عليه مكة
ومكة باتجاه الغرب هل نترك الأمر على ما هو عليه ونترك الناس يتيهون في فهم المعاني والألفاظ ويدور حديثهم عن قصد الواضع للسهم خطأ ويترك على خطئه بحجة أن هذا ليس بقصده أم يعاتب ويصحح وينبه ويحذر السالكين على الطريق أن هناك سهما باتجاه خاطيء إلى مكة حتى لا يتيهون
وقولك سلمك الله:
هل يصح أن نطلق على كل صناعة أنها خلق!!
أقول: لا أعلم أن لهذا أصلا في أن نقول فلانا خلقا سيفا بدلا من أن نقول فلانا صنع سيفا
ففي حق البشر لا أرى صحة ذلك، ولا علم لي أن أحد قال بجوازه
أما في حق الله فيصح اطلاق لفظ الصناعة على أنها خلق
وقد جاء في الحديث " أن الله خالق كل صانع وصنعته "
أما اطلاق الصانع على الخالق والخالق على الصانع
قال ابن عباس: أي اصطفيتك لوحيِّ ورسالتي. وقيل: "اصطنعتك" خلقتك مأخوذ من الصنعة. القرطبي
لكن اطلاق لفظ الخالق هو الغالب على الصانع
كما أن لفظ الخالق إذا ذكر فهم منه على الإطلاق أنه الواحد الأحد الفرد الصمد
لكن الصانع اسم أو صفه يعرف فيها المخلوق أيضا على التقييد
وحديث " إن الله صانع ما شاء لا مكره له "
فالخالق يكون على وجه الإطلاق والصانع بالتقييد للمخلوق
والله أعلم(/)
الفحص الطبي للتحقق من نسبة الأولاد لأبيهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 11:32]ـ
إذا شك الزوج في شرعية أولاده منه فكشف خلايا الأنسجة الوراثية عند الطبيب
للتأكد من شرعية أولاده، لكن جاءت النتيجة سلبية فهل يتم إلحاق نسب الأولاد به
أم يتم نفي نسبهم منه؟.
الجواب
قال الشيخ عبدالرحمن صالح الحمود:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل في ذلك ما ذكره السائل، وهو ما ثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_:
" الولد للفراش، وللعاهر الحجر "، أخرجه البخاري ومسلم من حديث
عائشة _رضي الله عنها_، ومن حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_، ومن ثم
فتُحمل الأمور على هذا الحكم الشرعي، ولا اعتبار بتحليل طبي أو غيره، وذهابهم
إلى الطبيب خطأ منهم؛ لأن هذا ولد حدث في شأنه شيء من الشكوك ونحوها، فإذا
كان بالنسبة للزوج شك كبير فإنه يلاعن، هذا هو الحكم الشرعي في هذا المقام، أن
يلاعن زوجته على أساس أن هذا الولد ليس له ثم يتبرأ منه، وتكون الفرقة بينهما
كما في أحكام اللعان المشهورة، أما إذا لم يتم اللعان ولم يطلبه الزوج فيبقى الحكم
على أن هؤلاء هم أولاده جاؤوا على فراشه، ولا اعتبار بالكشف الطبي، والله _تعالى_ أعلم.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 11:58]ـ
لهيئة كبار العلماء قرار في هذا
مجمله أن لا يصح نفي النسب بالبصمة الوراثية.
ويمكن الاعتماد عليها في اثباته بضوابط
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 12:13]ـ
جميل لو نقلته هنا أخي أبا سليمان
لتعم الفائدة
نفع الله بك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:59]ـ
صدر حديثا كتاب وهو رسالة دكتوراه عنونها:
(النسب ومدى تأثير المستجدات العلمية في إثباته)
وفيه تحقيق نفيس لهذه المسائل جاء بعد بحث طويل ودراسة واسعة للمستجدات الطبية، و يحسن الرجوع إليه في هذه النازلة فهو أوسع من تكلم عليها.
ـ[بركه]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 03:37]ـ
شكرا جزيلا
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 10:30]ـ
الشيخ عبدالرحمن -وفقه الله
جزاك الله كل خير على هذه الفائدة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 10:11]ـ
صدر حديثا كتاب وهو رسالة دكتوراه عنونها:
(النسب ومدى تأثير المستجدات العلمية في إثباته)
وفيه تحقيق نفيس لهذه المسائل جاء بعد بحث طويل ودراسة واسعة للمستجدات الطبية، و يحسن الرجوع إليه في هذه النازلة فهو أوسع من تكلم عليها.
ليتك شيخنا الحبيب، تلخّص لنا أهم النتائج التي توصّل إليها الباحث.
مع التفضّل بذكر بيانات ط الكتاب.
ـ[محمود القسنطينى]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ما يخص هذه القضية فقد عالجها المجمع الفقهي الاسلامي في دورته السادسة عشرة المنعقدة بمكة في المدة 5 الى 10.-1 - 2002م وقد خرج ببعض القرارات ألخص أهمها هنا للفائدة
1. لا مانع شرعا من الاعتماد على البصمة الوراثية في التحقيق الجنائي واعتبارها وسيلة إثبات في الجرائم .....
2. أن استعمال البصمة الوراثية في مجال النسب لا بد أن تحاط بمنتهى الحذر والحيطة والسرية ولذلك لا بد أن تقدم النصوص والقواعد الشرعية على البصمة الوراثية
3. لا يجوز شرعا الاعتماد على البصمة الوراثية في نفي النسب ولا يجوز تقديمها على اللعان
4. لا يجوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكيد من صحة الأنساب الثابة شرعا ويجب على الجهات المختصة منعه وفرض العقوبات الزاجرة ...
5. يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية في مجال إثبات النسب في الحالات الآتية
· حالات التنازع على مجهول النسب بمختلف صور التنازع التي ذكرها الفقهاء سواء أكان التنازع على مجهول النسب بسبب انتفاء الأدلة أو تساويها أو كان بسبب الاشتراك في وط الشبهة ونحوه
· حالات الاشتباه في المواليد في المستشفيات ومراكز رعاية الأطفال وكذلك الاشتباه في أطفال الأنابيب
· حالات ضياع الأطفال واختلاطهم بسبب الحوادث أو الكوراث أو الحروب وتعذر معرفة أهلهم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 07:14]ـ
ليتك شيخنا الحبيب، تلخّص لنا أهم النتائج التي توصّل إليها الباحث.
مع التفضّل بذكر بيانات ط الكتاب.
* توصل الباحث إلى أن البصمة بعد ثبوت حقيقتها العلمية تعد دليلا قاطعا على تحديد الأبوة وتعتبر ميزانا لصحة الأخذ بأدلة إثبات النسب الأخرى، كالفراش أو الشهادة أو الإقرار بحيث إذا تعارض دليل من أدلة إثبات النسب مع نتيجة البصمة القطعية كان هذا دليلا على عدم صحة ذلك الدليل = فيكون مانعا من العمل به.
* لا يجوز اللجوء إلى البصمة للتأكد من الأنساب المستقرة إذا لم يكن هناك ما يستدعيه، لما فيه من التشكيك في أنساب الناس وأعراضهم، ولكونه سبيلا لإثارة الفتن وإشاعة الفواحش المنهي عنهما شرعا،
كما أنه في المقابل لا مانع من الأخذ بالبصمة وإشاعة العمل بها للتحقق من أنساب المواليد الجدد كتثبيت بصمة الزوج والزوجة في عقد الزواج؛ لأن التيقن من النسب أصبح متاحا في هذا العصر خلاف الماضي، كما أن ذلك يتوافق مع ما اشترطه الفقهاء لإثبات النسب، وهو عدم معارضته لقرينة قطعية من الحس أو العقل.
كما توصل إلى أنه لاحاجة إلى إجراء اللعان بين الزوجين بعد التيقن من نسب المولود بواسطة البصمة؛ لأن من شرط إجراء اللعان إمكان أن يكون الولد المراد نفيه من الزوج، أما إذا استحال ذلك انتفى عنه من غير لعان، وهو من نوع النسب الذي ينتفي بنفس النفي ودون حاجة إلى لعان، ولما في إمضاء اللعان من إلجاء أحد الزوجين على الحلف كاذبا.
وقد بحث المسألة ومتعلقاتها وناقش الأقوال والأدلة في ص331 - 382.
والكتاب صدر حديثا من منشورات كنوز أسبيليا في مجلد واحد وسعره (17) ريالا.
والباحث هو الشيخ: سفيان بن عمر بو رقعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغترب]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 07:48]ـ
جزاك الله خيرا أخيي سعيد، دائما أياديك بيضاء، لو أعرف جميع المصورات بطريقة Pdf لرفعت لأخوانك هديتك إلى فلو كانت بحوزتك فتفضل علينا برفعها، وسأحاول أنا أن أفعل.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 08:49]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 09:41]ـ
إليكم - أيها الأخوة - قصة عجيبة:
رجلٌ يعمل سائقاً للأجرة .. وذات يوم أوقفتْه امرأة فركبت معه للذهاب إلى المكان التي طلبَتْه بأجرةٍ معينة، ثم اتهَمتْه المرأة بتهمةٍ سيئة .. وفي أثناء التحقيق مع الرجل أخذوا عيّنَةً من منيِّه .. لفحصها حيث إجراءات التحقيق .. وتبيّن من نتيجة التحليل أن هذا الرجل عقيم .. والعجيب أن لديه أولاد من زوجته .. وبالتحقق من ذلك تبيّن أن زوجته كانت تمارس الزنا مع أخيه، وهؤلاء الأولاد من صلب أخيه حقيقةً وينتسبون إلى هذا الرجل العقيم وهو كان يعتقد أنهم أولاده ..
والحكم الشرعي بأن الولد للفراش وقد وُلِدوا على فراشه .... لكن يبقى الإشكال في شرعية نسبتهم .. حيث ترتب الأحكام الشرعية من الميراث والوصية وو ...
ـ[محمد عبد الله الطالبي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 09:30]ـ
[
السؤال
UOTE= عبد الرحمن السديس;19779] * " توصل الباحث إلى أن البصمة بعد ثبوت حقيقتها العلمية تعد دليلا قاطعا على تحديد الأبوة وتعتبر ميزانا لصحة الأخذ بأدلة إثبات النسب الأخرى، كالفراش أو الشهادة أو الإقرار بحيث إذا تعارض دليل من أدلة إثبات النسب مع نتيجة البصمة القطعية كان هذا دليلا على عدم صحة ذلك الدليل = فيكون مانعا من العمل به.
لا أعلم ما معنى قولك يا شيخ عبد الرحمن بارك الله فيك وأيدك بنصره وعونه " بحيث إذا تعارض دليل من أدلة إثبات النسب مع نتيجة البصمة القطعية " كيف يتعرض هذا مع هذا؟ وما هي الحالة التي يتعارضا فيها؟ هل في حالة نزاع بين الزوجين وتشكيك؟ أم ماذا؟
* " لا يجوز اللجوء إلى البصمة للتأكد من الأنساب المستقرة إذا لم يكن هناك ما يستدعيه، لما فيه من التشكيك في أنساب الناس وأعراضهم، ولكونه سبيلا لإثارة الفتن وإشاعة الفواحش المنهي عنهما شرعا"
أما قولك أو اختصارك هذا وفقك الله لما يحبه - وأخبرك ويعلم الله أني أحبك في الله تعالى - فهل قال لا يجوز أم يحرم؟
"كما أنه في المقابل لا مانع من الأخذ بالبصمة وإشاعة العمل بها للتحقق من أنساب المواليد الجدد كتثبيت بصمة الزوج والزوجة في عقد الزواج؛ لأن التيقن من النسب أصبح متاحا في هذا العصر خلاف الماضي، كما أن ذلك يتوافق مع ما اشترطه الفقهاء لإثبات النسب، وهو عدم معارضته لقرينة قطعية من الحس أو العقل".
هل تظن - حفظك الله ورعاك - فعلا أن التحقق أو التيقن - على حد تعبيرك أو تعبير المؤلف -من النسب أصبح متاحا، وهل هذه الطريق فعلا فعالة؟!!!
" كما توصل إلى أنه لاحاجة إلى إجراء اللعان بين الزوجين بعد التيقن من نسب المولود بواسطة البصمة؛ لأن من شرط إجراء اللعان إمكان أن يكون الولد المراد نفيه من الزوج، أما إذا استحال ذلك انتفى عنه من غير لعان، وهو من نوع النسب الذي ينتفي بنفس النفي ودون حاجة إلى لعان، ولما في إمضاء اللعان من إلجاء أحد الزوجين على الحلف كاذبا ".
وصل الأمر أن نلغي حكما من الأحكام الشرعية، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أعتقد أنه يجب أن نعلم لم شرع اللعان، هل شرع لإثبات أو نفي نسب الأولاد؟!!!
ومقصدي أن البصمة الوراثية ليست إلا عملا يعتمد على الجهد البشري فالخطأ فيه وارد، فكيف نبطل حكما شرعيا بشيء معرض للخطأ؟
ولذلك في قرار المجمع قال:" وأن الخطأ في البصمة الوراثية ليس واردًا من حيث هي، وإنما الخطأ في الجهد البشري أو عوامل التلوث ونحو ذلك "
وليس مقصدي هو الاعتراض فمن أنا حتى أعترض على شيوخنا، وجزاك الله عني وعن المسلمين خيرا ونقبل مني فائق الاحترام والتقدير.(/)
الإنسان إذا أحب شخص، وامتلأ قلبه حباً له قلده في كل شيء
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 11:39]ـ
قال الإمام مسلم: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُاإِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ
وَقَدِيدٌ قَالَ أَنَسٌ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيْ الصَّحْفَةِ
قَالَ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مُنْذُ يَوْمَئِذٍ
سئل أحد الطلبة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: كيف حب أنس رضي الله عنه أكل
الدباء، مع أن هذا ليس عبادة ولا قربى؟
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله -:
إن الإنسان إذا أحب شخص، وامتلأ قلبه حباً له قلده في كل شيء.
وقد كان خطي في الأول جميلا ومن شدة حبي لشيخي عبدالرحمن السعدي قلدت خطه
مع أنه كان سيء، وأصبحت أكتب مثله، ثم بداء لي أن أغيره إلى خط آخر لأنه كان
يصعب على البعض قراءته(/)
سلعة الله الغالية ....................... ....
ـ[الازور]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 12:15]ـ
سلعة الله الغالية
***********
يقول الامام ابن القيم- رحمه الله-: قدر السلعة يعرف بقدر مشتريها, والثمن المبذول فيها, والمنادى عليها, فاذا كان المشترى عظيما, والثمن خطيرا, والمنادى جليلا, كانت السلعة نفيسة.
فهيا سويا نستقرأ آيات الله, وأحاديث رسول الله , لنعرف سويا ماهى هذه السلعة الغالية, التى يضحى من أجلها بكل شىء.
أولا ....... من القرآن الكريم:
******************
قال تعالى: [ان المتقين فى جنات وعيون* ادخلوها بسلام آمنين* ونزعنا مافى صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين* لايمسهم فيها نصب وماهم منها بمخرجين] ............ الحجر 45 - 48.
وقال تعالى: [ياعباد لاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون* الذين آمنوا وكانوا مسلمين* ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون* يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون* وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون* لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون] ... الزخرف 68.
وقال تعالى: [ان الأبرار لفى نعيم* على الأرائك ينظرون* تعرف فى وجوههم نضرة النعيم* يسقون من رحيق مختوم* ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون* ومزاجه من تسنيم* عينا يشرب بها المقربون] ..... المطففين22 - 28.
ثانيا ....... من السنة الشريفة
*******************
روى الامام البخارى فى كتاب (بدء الخلق) من صحيحه, باب ماجاء فى صفة الجنة وأنها مخلوقة, عدة أحاديث منها
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله: قال الله: أعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت, ولاأذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر, فاقرأوا ان شئتم: [فلا تعلم نفس ماأخفى لهم من قرة أعين] .... السجدة17.
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى قال ان الله يقول لأهل الجنة: ياأهل الجنة, فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير فى يديك, فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لانرضى يارب وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك, فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يارب وأى شىء أفضل من (ذلك؟! فيقول: أحل عليكم رضوانى فلاأسخط عليكم بعده أبدا.
وروى الدارمى وغيره أن أصحاب رسول الله قالوا: حدثنا يارسول الله عن الجنة مابناؤها؟ , قال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة, وملاطها المسك, وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت, وترابها الزعفران, من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد لايموت, لاتبلى ثيابه ولا يفنى شبابه.
وروى البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى الحديث وفيه ........ ان فى الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين فى سبيله, بين كل درجتين كما بين السماء والأرض, فاذا سألتم الله فسألوه الفردوس, فانه أوسط الجنة وأعلى الجنة, وفوقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة
وروى أيضا عن أنس عن النبى ـ الحديث وفيه .......... ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنةالى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما, ولنصيفها (خمارها) على رأسها خير من (الدنيا ومافيها
وروى الترمذى عن أنس رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم مالكوثر؟ , قال: ذاك نهر أعطانيه الله, أشد بياضا من اللبن, وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر, قال عمر: ان هذه (لناعمة, قال رسول الله: أكلتها أنعم منها
هاهى السلعة ........... فهل أعددت الثمن؟!!!
أسأل لكم ضوءا فى ظلمة, وسجدة فى صحة, ودمعة فى خشية ............. فدعاء فمغفرة
فجنة .... آمين
جزا الله كاتبه خيرا"
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:12]ـ
آمين ولك أخي الحبيب
طيب الله لسانك بكل لذة في الجنة
كما طيبت أنفسنا بهذا الموضوع والدعاء الجميل
ـ[لامية العرب]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 05:45]ـ
الا إن سلعة الله غاليه ألا إن سلعة الله الجنة
اللهم انا نسألك بوجهك الكريم الجنة
أسأل لكم ضوءا فى ظلمة, وسجدة فى صحة, ودمعة فى خشية ............. فدعاء فمغفرة
فجنة .... آمين
اللهم آمين يارب العالمين
جزاك الله الكاتب والناقل خير الجزاء وجمعنا الله ووالدينا والمسلمين في الفردوس الاعلى من الجنة ... آمين
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 07:09]ـ
موضوعك استدر الدمع وسخنت له العين ورق له القلب فجزاك الله خيراً وجمعنا جميعاً في جنات عدن.
ـ[الازور]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 07:22]ـ
جزاكم الله خير اخواني في الله وجمعنا واياكم في الفردوس الاعلى(/)
تقرير عن ندوة علمية في موضوع: القدس الشريف في الذاكرة الإسلامية
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 03:49]ـ
المملكة المغربية
جامعة ابن زهر أكادير
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
شعبة الدراسات الإسلامية
المملكة المغربية
لجنة القدس
وكالة بيت مال القدس
تقرير عن ندوة علمية في موضوع:
القدس الشريف في الذاكرة الإسلامية
نظمت شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب ابن زهر أكادير، وبتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط ندوة علمية مباركة بعنوان: القدس الشريف في الذاكرة الإسلامية، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء 7 - 8 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 24 - 25 أبريل 2007م، واشتملت هذه الندوة على أربع جلسات أساسية، جاءت على الشكل التالي:
الجلسة الأولى: القدس الشريف في النص الشرعي والتراث الإسلامي، وتضمنت هذه الجلسة أربعة بحوث علمية وهي:
• مستقبل القدس الشريف من خلال النصوص الشرعية، للدكتور الحسين أصبي: عرض فيه الباحث أهمية القدس ومكانته عند المسلمين، ومدى عناية الخلفاء به على مر الفترات التاريخية، وقدم نوعين من الأدلة الشرعية عن مستقبل القدس الشريف: أدلة عامة، وتتمثل في كل الأمور التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وتحققت بعد وفاته، وكذا في النصوص التي تظهر غلبة الدين الإسلامي على باقي الأديان، أما الأدلة الخاصة فتتجلى في الآيات الست من سورة الإسراء، وفي أحاديث مقاتلة المسلمين لليهود، وخلص الباحث في ضوء هذه النصوص إلى أن الأقصى عائد لا محالة للمسلمين، وهذه العودة تستلزم الأخذ بأسبابها {إن تنصروا الله ينصركم}.
• المبشرات الكبرى بكشف غمة الأقصى، للدكتور عبد الواحد الإدريسي: عرّف فيه الباحث بمصطلح البشارة، وميّز بين نوعين من المبشرات قرآنية وأخرى حديثية، وأكد على أن التبشير منهج قرآني دعوي نحتاج إليه الأمة في زماننا، لذا ينبغي إشاعة هذه المبشرات والترويج لها حتى يقوى عزم الأمة على النصر، وفي الختام عرض لآراء بعض الباحثين اجتهدوا في تعيين زمان وقوع البشارة على سبيل التغليب والظن.
• الأحاديث النبوية الواردة في فضائل بيت المقدس بين المقبول والمردود، للدكتور عبد اللطيف الجيلاني، بيّن فيه الباحث أن أحاديث فضائل بيت المقدس كثيرة جدا إلا أن منها الغث والسمين، والصحيح والسقيم، واستفتح بذكر الأحاديث المقبولة ثم أتبعها بذكر نماذج من الأحاديث المردودة وفق منهج المحدثين، وخلص إلى أن معظم الأحاديث الواردة في فضائل بيت المقدس ضعيفة، وأن هجر الأحاديث الضعيفة لا ينقص من قيمة بيت المقدس شيئا، فآيات سورة الإسراء، وما صح من الأحاديث كاف في إثبات فضيلته.
• المخاطر التي تهدد القدس الشريف و واجب الأمة نحوها، للدكتور محمد مصطفى الحلايقة (نائب المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف وأحد أبناء مدينة القدس)، ركّز الباحث على بيان الخطورة التي سينتج عنها ضم بيت المقدس إلى الدولة الصهيونية، ونبّه على ما يجري حاليا من توسيع لحارة اليهود مقابل إزالة الآثار الإسلامية وتشريد ومحاصرة الشعب الفلسطيني، وأكد على أن واجب الأمة يتركز في إدراك المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية والاستمرار في دعم المشروع الفلسطيني.
الجلسة الثانية: القدس الشريف في الذاكرة المغربية، وتضمنت هذه الجلسة أيضا أربعة بحوث علمية وهي:
• من مظاهر تعلق المغاربة بالقدس الشريف، للدكتور مصطفى المسلوتي، وضّح فيه الباحث أن تاريخ ارتباط المغاربة بالقدس قديم، ومن الصعب تحديد تاريخ استقرارهم به، ومن أهم مظاهر هذا الارتباط: شد الرحال إلى المسجد الأقصى ومجاورته، والتعلم والجهاد فيه، ووجود معالم وأوقاف مغربية بالقدس، وخلص الباحث إلى أن القدس قضية إسلامية، ودين ثقيل ينبغي أداؤه على جميع أفراد الأمة بطرد المحتل الصهيوني.
(يُتْبَعُ)
(/)
• من التراث المغربي في فضائل بيت المقدس: فضائل بيت المقدس والشام للشيخ إبراهيم بن يحيى بن أبي الحافظ المكناسي (ت661هـ) للدكتور عبد الواحد جهداني، هدف هذا البحث الذي تلاه نيابة عن صاحبه الدكتور علي بنبريك إلى التعريف بأقدم المخطوطات المغربية في وصف بيت المقدس، ثم بيّن الباحث مكان وجود نسخ خطية للكتاب كنسخة القاهرة ونسخة تيرانا بألبانيا، ثم ذكر قائمة من الكتب التي ألفت في الفضائل قبل وبعد الكتاب، أما مضمون الكتاب فيتشكل من قسمين كبيرين، الأول عن بيت المقدس والثاني عن الشام ولم يغفل الباحث الحديث عن منهجية المؤلف، وغير ذلك مما تستلزمه دراسة الكتاب.
• القدس في الذاكرة المغربية: مجلة دعوة الحق نمودجا، للدكتور المهدي السعيدي، وقد تناول الباحث تاريخ مجلة دعوة الحق وعن شمول مواضيعها لجميع مناحي المعرفة البشرية، وذكر أن المجلة أفردت 74مقالا عن القدس، وأن العدد الخامس لسنة 1984م خاص بالقدس وتناول الجوانب التاريخية لبيت المقدس وكذا للقضية الفلسطينية عموما، وهذا يعكس اهتمام المغاربة وموقفهم من القضية الفلسطينية، وهو موقف علمي فكري أدبي جمع بين الجانب الشرعي والتاريخي والسياسي والأدبي.
• القدس الشريف في الشعر المغربي للدكتور مسلك ميمون، وقد عرض فيه الباحث أشعارا عن القدس الشريف لجملة من الشعراء المغاربة أمثال محمد بن محمد العلمي، وعبد العزيز الفشتالي، وأحمد الجمالي، وحسن الأمراني، ومحمد بن عمارة، ومحمد المجاطي، ومحمد الركباوي وغيرهم، وخلص إلى اهتمام الشعراء المغاربة بالقدس كاهتمامهم بأي مدينة مغربية.
الجلسة الثالثة: القدس الشريف في أدب الرحلات، وتضمنت خمسة بحوث وهي:
• القاضي أبو بكر ابن العربي الأندلسي (ت543هـ) في القدس: مشاهد وارتسامات، للدكتور الحسين ألحيان، وقد تحدث الباحث عن زيارة القاضي أبو بكر ابن العربي للقدس والتي دامت ثلاث سنين، حصّل خلالها العديد من العلوم وسجل العديد من المناظرات العلمية، وكذا مشاهداته في بيت المقدس والتي زادت عن ألف مدينة وقرية، وتجلى في هذه الزيارة بالأساس اهتمام ابن العربي بالبعدين الديني والعلمي، وهذا يدل على مكانة القدس عند ابن العربي خاصة والمغاربة عامة.
• مشاهدات العلامة أبي سالم عبد الله بن محمد العياشي (ت1090هـ) في القدس من خلال رحلته ماء الموائد، للدكتور عبد الله البخاري، تحدّث الباحث عن أسباب رحلة أبي سالم العياشي إلى القدس، ونبّه إلى ما تميّز به العلامة العياشي عن سائر الرحالين من دقة وصفه لكافة أجزاء المسجد الأقصى، وإشارته إلى تفاصيل رحلته ومن ذلك حديثه عن المشاكل الصحية والأمنية التي اعترضته في هذه الرحلة، وحديثه عن بعض الظواهر المشاهدة كطريقة قراءة القرآن في المسجد وغيرها.
• القدس في التراث الجغرافي وأدب الرحلات، للدكتور حسن الباز، قام الباحث بسرد تاريخي لأهم الرحلات المقدسية التي قام بها الرحالون المسلمون والتي تميزت في معظمها بوصف وقائع تاريخية وكذا وصف بعض الظواهر المشاهدة كطريقة قراءة القرآن ببيت المقدس، ومن أهم الرحالة الذين ذكرهم الباحث: الإدريسي، والحموي، وابن شداد، واسحاق بن الحسين، والسائح الهاموي الصوفي، وابن جبير، وبنيامين اليهودي، وابن رشيد السبتي، والمقري التلمساني، وعبد الحي الكتاني، وأبو الحسن الندوي، وغيرهم.
• ارتسامات الرحالين المغاربة حمل مدينة القدس، للدكتور محمد الحاتمي، تحدّث الباحث عن جملة من الرحالين المغاربة كابن بطوطة، والعبدري، وأبي سالم العياشي، وأبي القاسم الزياني، وذكر أن مكونات الصورة التي يقدمها الرحالون تجسد معايشة وانفعالا مع الحدث ومحتوياته، وأن الصورة الذاتية عندهم غالبة على الموضوعية، وهم علماء فقهاء بالدرجة الأولى قبل أن يكونوا رحالة.
• مغاربة وأندلسيون في القدس خلال العصر الوسيط بين الأخذ والعطاء، للدكتور مبارك لمين، ميّز الباحث بين جانبين اثنين لدى المغاربة في التفاعل مع الأقصى، جانب الأخذ والاستفادة، ويضم ما هو ديني وعلمي وسياسي، وجانب العطاء والاستفادة، ويضم التدريس والجهاد وتولية الإمامة والوقف، وخلص الباحث إلى أن المغاربة سجلوا حضورهم على المستوى الديني والعلمي والسياحي.
الجلسة الرابعة: المخاطر التي تهدد القدس الشريف وواجب الأمة نحوها، واشتملت على بحثين:
• نظرات في البعد السكاني للصراع على أرض فلسطين، للدكتور إبراهيم كيدو، بيّن الباحث أن أبعاد الصراع على الأرض المقدسة متعددة منها التاريخي والحضاري والسياسي والاقتصادي، إلا أن البعد السكاني يبقى هو الأهم في هذه المرحلة وفي المراحل المقبلة، فالمعركة القادمة كما يقول الباحث معركة ديموغرافية بين الفلسطينين الذين هم في تزايد مستمر، وبين الكيان الصهيوني الذي يسير إلى الزوال وخلص إلى أن سنة 2010م هي سنة الانقلاب الديموغرافي على الصهاينة، ودعا إلى ضرورة الحفاظ على القوة البشرية.
• القدس في الكتابات الإسلامية الحديثة، للدكتور محمد البوشواري، عرض الباحث لآراء بعض الكتاب الإسلاميين والفلسطينيين خاصة، حول القدس والقضية الفلسطينية ومن أهمهم صلاح الخالدي، وأحمد مطر، وغزوان حجازي، ثم خصص فصلا للكاتب منير شفيق الذي دعا القيادة الفلسطينية للتمسك بتوابث الأمة، والتحذير من خطر التطبيع والاقتتال الداخلي، فالصراع صراع وجود والواجب هو دحر الاحتلال.
توصيات اللجنة المنظمة:
1. ضرورة معالجة قضية القدس من المنطلق العقدي.
2. جعل قضية القدس على رأس القضايا.
3. ضرورة حضور موضوع القدس في جميع الملتقيات العلمية.
4. توجيه مشاريع البحوث إلى دراسة قضية القدس.
5. ضرورة التنسيق بين جميع الجهات المهتمة لدراسة قضية القدس.
6. توريث قضية الأقصى إلى الأجيال القادمة.
7. تحقيق كتب التراث المغربي المختص بموضوع الأقصى.
8. تزويد المكتبات الجامعية بما يهتم بقضية القدس.
9. تنظيم ندوة دولية كبرى لقضية القدس.
10. تأسيس مراكز البحث والتوثيق لموضوع القدس الشريف.
11. زرع الأمل ومحاربة القنوط في نفوس الناس.
12. طبع هذه البحوث وترجمتها إلى لغات أجنبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 10:39]ـ
فك الله أسره، وأقر أعيننا بتحريره والصلاة فيه.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 10:43]ـ
فك الله أسره، وأقر أعيننا بتحريره والصلاة فيه.
اللهم آمين(/)
براءة ياقوت الحموي من تهمة النصب
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 12:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومؤيد جنود التوحيد بقهره، والصلاة والسلام على المبعوث بأمره، وعلى آله وصحبه المقتفين على أثره
ثم أما بعد:
لا يجهل أحدٌ من طلبة العلم ياقوت الحموي، تلك الموسوعة المعرفية المتنقلة، صاحب معجم الأدباء ومعجم البلدان وغيرها من المصنفات النافعة _ على هناتٍ فيها _
وقد اتهم ياقوت الحموي بالإنحراف عن علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _
ولهذا أورده الحافظ ابن حجر في لسان الميزان
نقل الحافظ في لسان الميزان (7/ 307) عن ابن خلكان قوله ((ووقع بينه _ يعني ياقوت _ وبين شخص بغدادي في دمشق منازعة في علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _، فبدت من ياقوت ما لزم منه أنه نسب إلى رأي الخوارج في علي))
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/ 267) ((وكان متعصباً على علي))
غير أن الحافظ ابن حجر لم يقتنع بهذه الدعوى فقال ((ولم أرَ في شيء من تصانيفه التصريح بالنصب بل يحكي فضائل علي على ما يتفق))
قلت بل إنه صرح بلعن ابن ملجم في معجم البلدان (1/ 83) طبعة دار احياء التراث العربي
وقال في (2/ 245) ((فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه))
فوصفه بالإمامة وترضى عليه وعلى أبنائه
وقال في (3/ 183) ((ومن عجيب ما تأملته في أمر حمص فساد هوائها وترتبها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل، إن أشد على علي رضي الله عنه مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضاً عليه وجداً في حربه فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك صاروا من غلاة الشيعة حتى إن (في) أهلها كثيراً ممن رأى مذهب النصيرية وأصلهم الإمامية الذين يسبون السلف فقد التزموا الضلال أولاً وأخيراً))
قلت في المقوسمة كان مكانها بعض ولم يستقم المعنى عندي فغيرتها وليعذرنا اخواننا أهل السنة من أهل حمص على نقل هذا النص فنحن لا نوافق ياقوت على ذم أهل حمص مطلقاً
وبهذا تظهر براءة ياقوت من تهمة النصب إلى أنه بقي عندنا القصة التي أوردها ابن خلكان
وهي في الواقع منقطعة لأن ابن خلكان لم يلتقي ياقوتاً كما صرح بذلك في وفيات الأعيان (3/ 273) حيث قال ((ولم يقدر لي الإجتماع به))
هذا وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 05:20]ـ
وفيك بارك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 11:55]ـ
بداية أشكر أخي الفاضل عبدالله الخليفي،
ثانيا: هذه بعض الأفكار الكامنة، أحببت إرسالها لأخي عبدالله ولغيره من إخواننا
أقول: هذه المسألة بحاجة إلى تحرير أكثر
قال ابن خلكان في شأن ياقوت: (وكان متعصبا على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قد طالع شيئا من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي).
وقد أقره على هذا الذهبي، فقال: (وكان من المطالعة قد عرف أشياء، وتكلم في بعض الصحابة، فأُهين).
وقال: (وكان منحرفاً، فإنّه طالع كتب الخوارج، فوقر في ذهنه شيء).
والذهبي بحّاثة متيقّظ.
أما الاستدلال بكون ياقوت قد لعن ابن ملجم، وترضّى على علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فهي أدلة ليست دامغة في نفي تهمة النصب
فإن النصب ليس على درجة واحدة
ثم أورد أخي عبدالله هذا النص عن ياقوت لنفي تهمة النصب عنه (ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص، فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل، حتى يضرب بحماقتهم المثل: إن أشد الناس على علي رضي الله عنه بصفين مع معاوية = كان أهل حمص، وأكثرهم تحريضاً، عليه وجداً في حربه، فلما انقضت تلك الحروب، ومضى ذلك الزمان، صار هؤلاء من غلاة الشيعة، حتى إن في أهلي كثيراً ممن رأى مذهب النصيرية، وأصلهمٍ الإمامية الذين يسبون السلفَ، فقد التزموا الضلال أولا وأخيراً).
ثم قال أخي عبدالله: (وبهذا تظهر براءة ياقوت من تهمة النصب).
قلت: إن غاية النص مذمة ياقوت (للنصيرية) = غلاة الشيعة، والإمامية (وكلهم غلاة)، وقد يُنتزَع منه وسطية ياقوت.
وقد أحسن ابن حجر، بقوله: (ولم أر في شيء من تصانيفه التصريح بالنصب، بل يحكي فيها فضائل علي على ما يتفق ذكره).
فهنا ابن حجر لم ينف تهمة النصب عن ياقوت، ولم يثبتها، وإنما قال (لم أر)، وفي الوقت ذاته أثبت له من واقع (تصانيفه) ذكر فضائل عليّ.
وقول أخي عبدالله: (إلى أنه بقي عندنا القصة التي أوردها ابن خلكان وهي في الواقع منقطعة لأن ابن خلكان لم يلتقي ياقوتاً).
قلت: القصة التي أوردها ابن خلكان، لا يُستدلّ بها على نصب ياقوت، سواء صحّت أو لم تصح، لماذا؟
فإنه قد جاء فيها: (وناظر بعض من يتعصب لعلي رضي الله عنه، وجرى بينهما كلام أدى إلى ذكره علياً رضي الله عنه، بما لا يسوغ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه، ... وتحامى دخول بغداد، لأن المناظر له بدمشق كان بغدادياً، وخشي أن ينقل قوله فيقتل).
قلت: إن شأن هؤلاء المتعصبة، أن يصير عندهم كل منصف، يثبت لكل ذي حق حقه، ناصبيّا يستحق التتبّع والقتل.
أما قول الذهبي: (ودخل دمشق سنة ثلاث عشرة، فتناظر هو وإنسان، فبدا منه تنقّصٌ لعليّ رضي الله عنه، فثار النّاس عليه وكادوا يقتلونه).
فقوله: (فبدا منه) (بدا)
ولم يقل الذهبي: (انتقص منه)
وبينهما فرق لا يخفى.
أما دليل (الانحراف)، فينحصر -عندي- في كلام ابن خلكان وتقريره: (وكان متعصباً على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قد طالع شيئاً من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي).
والقول -فيما أرى- قول ابن حجر، فما أحسنه!
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:40]ـ
بداية أشكر أخي الفاضل عبدالله الخليفي،
ثانيا: هذه بعض الأفكار الكامنة، أحببت إرسالها لأخي عبدالله ولغيره من إخواننا
أقول: هذه المسألة بحاجة إلى تحرير أكثر
قال ابن خلكان في شأن ياقوت: (وكان متعصبا على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قد طالع شيئا من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي).
وقد أقره على هذا الذهبي، فقال: (وكان من المطالعة قد عرف أشياء، وتكلم في بعض الصحابة، فأُهين).
وقال: (وكان منحرفاً، فإنّه طالع كتب الخوارج، فوقر في ذهنه شيء).
والذهبي بحّاثة متيقّظ.
أما الاستدلال بكون ياقوت قد لعن ابن ملجم، وترضّى على علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فهي أدلة ليست دامغة في نفي تهمة النصب
فإن النصب ليس على درجة واحدة
ثم أورد أخي عبدالله هذا النص عن ياقوت لنفي تهمة النصب عنه (ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص، فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل، حتى يضرب بحماقتهم المثل: إن أشد الناس على علي رضي الله عنه بصفين مع معاوية = كان أهل حمص، وأكثرهم تحريضاً، عليه وجداً في حربه، فلما انقضت تلك الحروب، ومضى ذلك الزمان، صار هؤلاء من غلاة الشيعة، حتى إن في أهلي كثيراً ممن رأى مذهب النصيرية، وأصلهمٍ الإمامية الذين يسبون السلفَ، فقد التزموا الضلال أولا وأخيراً).
ثم قال أخي عبدالله: (وبهذا تظهر براءة ياقوت من تهمة النصب).
قلت: إن غاية النص مذمة ياقوت (للنصيرية) = غلاة الشيعة، والإمامية (وكلهم غلاة)، وقد يُنتزَع منه وسطية ياقوت.
وقد أحسن ابن حجر، بقوله: (ولم أر في شيء من تصانيفه التصريح بالنصب، بل يحكي فيها فضائل علي على ما يتفق ذكره).
فهنا ابن حجر لم ينف تهمة النصب عن ياقوت، ولم يثبتها، وإنما قال (لم أر)، وفي الوقت ذاته أثبت له من واقع (تصانيفه) ذكر فضائل عليّ.
وقول أخي عبدالله: (إلى أنه بقي عندنا القصة التي أوردها ابن خلكان وهي في الواقع منقطعة لأن ابن خلكان لم يلتقي ياقوتاً).
قلت: القصة التي أوردها ابن خلكان، لا يُستدلّ بها على نصب ياقوت، سواء صحّت أو لم تصح، لماذا؟
فإنه قد جاء فيها: (وناظر بعض من يتعصب لعلي رضي الله عنه، وجرى بينهما كلام أدى إلى ذكره علياً رضي الله عنه، بما لا يسوغ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه، ... وتحامى دخول بغداد، لأن المناظر له بدمشق كان بغدادياً، وخشي أن ينقل قوله فيقتل).
قلت: إن شأن هؤلاء المتعصبة، أن يصير عندهم كل منصف، يثبت لكل ذي حق حقه، ناصبيّا يستحق التتبّع والقتل.
أما قول الذهبي: (ودخل دمشق سنة ثلاث عشرة، فتناظر هو وإنسان، فبدا منه تنقّصٌ لعليّ رضي الله عنه، فثار النّاس عليه وكادوا يقتلونه).
فقوله: (فبدا منه) (بدا)
ولم يقل الذهبي: (انتقص منه)
وبينهما فرق لا يخفى.
أما دليل (الانحراف)، فينحصر -عندي- في كلام ابن خلكان وتقريره: (وكان متعصباً على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قد طالع شيئاً من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي).
والقول -فيما أرى- قول ابن حجر، فما أحسنه!
والله أعلم.
أولاً النصب المنسوب لياقوت هو سبه لعلي بن أبي طالب
ثانياً قولك ((إن غاية النص مذمة ياقوت (للنصيرية) = غلاة الشيعة، والإمامية (وكلهم غلاة)، وقد يُنتزَع منه وسطية ياقوت))
ماذا عساي أن أفعل حتى أوصل لك الفكرة؟
في النص أيضاً ذمٌ لانحرافهم عن علي
الا ترى إلى قوله ((فقد التزموا الضلال أولاً وأخيراً))
والضلال الأول هو النصب وشدتهم عليه في حربه مع معاوية رضي الله عنهم
وهلا ذكرت لي درجة النصب التي ممكن أن يقع فيها رجل يترضى على علي ويصفه بالإمامة ويعتقد ضلال من قاتله
والذهبي ليس بالمعصوم فقد اعتمد على مانقله ابن عقدة في تكذيب محمد بن عثمان بن أبي شيبة مع تصريح أبو بكر عبدان بأن ابن عقدة لا يحتج به فيما ينقله عن غيره في الجرح
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 09:02]ـ
(أقف هنا).
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 10:09]ـ
أرجو ألا تكون قد رأيت مني ما أزعجك
إن كان ذلك قد حصل فأخبرني حتى أعتذر لك وأطيب خاطرك بما تريد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 01:06]ـ
الأخ عبدالله الخليفي، وفقه الله، سلام الله عليك، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لك يا أخي الكريم على مشاركتك الأخيرة.
أقول مختصِرا:
إصدار الأحكام في شأن الشخصيات التاريخية من أدق وأشق ما يمكن، ويحتاج إلى استقراء واسع، وتتبع طويل، والأخذ في الحسبان التطور الاجتماعي والزمني، ولا يكفي اقتناص بعض الفقرات من هنا ومن هناك؛ لحسم نزاع، فيجب على الباحث مواربة الباب، لا غلقه، وهو ما أعجبني في صنيع الحافظ ابن حجر.
قولك: (أولاً النصب المنسوب لياقوت هو سبه لعلي بن أبي طالب)
هل نصَّ على هذا ابن خلكان ومَن أتى بعده، أم هو فهم لك؟
ثم قولك:
(ماذا عساي أن أفعل حتى أوصل لك الفكرة؟
في النص أيضاً ذمٌ لانحرافهم عن علي
الا ترى إلى قوله ((فقد التزموا الضلال أولاً وأخيراً)))
أقول: بقطع النظر عن أسلوب الحوار
فالعبارة محتملة لفهمي، ومحتملة لفهمك أيضًا، وإنْ كان الأقرب ما ذكرته لك، والحاكم في هذا السياق.
وقولك: (وهلا ذكرت لي درجة النصب التي ممكن أن يقع فيها رجل يترضى على علي ويصفه بالإمامةويعتقد ضلال من قاتله).
أجبت عن هذا في ثنايا كلامي
فقلت بأن النصب ليس على درجة واحدة، فأنت عندما تثبت لكل ذي حق حقه وتقول -مثلا- بتقديم عثمان على علي رضي الله عنهما، فأنت ناصبي عند هؤلاء المتعصبة، الذين تنتهي المناظرة عندهم بالتتبّع والقتل.
وقولك: (والذهبي ليس بالمعصوم ... ) إلخ
نعم ليس بمعصوم، ولكن لا ينقَض قوله بعدّة نقول، فالذهبي مصدره ابن خلكان، وابن خلكان قريب العهد من ياقوت، ولم يكن مصدره كتب ياقوت
يعني: لو قال ابن خلكان: إن كتب ياقوت شاهدة على انحرافه
ثم أتيت أنت بنقول من كتبه –التي عيّنها ابن خلكان- مناقضة لقوله، لأذعنّا لقولك، ولقبلناه منك ... وهكذا
أرجو أن يكون كلامي واضحا
ثم هنا أمر فني
أنت أثبت لعن ياقوت لابن ملجم من معجم البلدان
وكان الأولى بك أن تثبته من معجم الأدباء
والسياق الذي فيه ذِكر اللعن في المصدر الأول، ليس لياقوت، وإنما لعبد الله بن مالك.
والجواب عن هذا أن ياقوت تصرّف في القصة بعد حذف إسنادها، بما يشبه أن يكون اللعن قد صدر منه هو. ينظر: الاستيعاب، لابن عبد البر.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 01:55]ـ
ثم هنا مسألة أخرى
عندما نأتي لنقض قول عالم بعينه، ينبغي علينا أن نحاكمه إلى ألفاظه التي استعملها
ابن خلكان استعمل: (وكان متعصبا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
واستعمل: (وناظر بعض من يتعصب لعلي رضي الله عنه، وجرى بينهما كلام أدى إلى ذكره عليًّا، رضي الله عنه، بما لا يسوغ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه).
الذهبي وابن حجر مصدرهما ابن خلكان
أنظر
استعمل الذهبي: (وكان منحرفا)
واستعمل: (فبدا منه تنقّصٌ لعليّ رضي الله عنه، فثار النّاس عليه)
ابن حجر استعمل: (ولم أر في شيء من تصانيفه التصريح ((بالنصب)))
وأنا غرضي أخي عبد الله مذاكرة العلم، وتبادل الفائدة لا أكثر
وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:51]ـ
وقد يكون مصدر ابن خلكان «تاريخ إربل» لابن المستوفي، فيعود الأمر عليه، والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيكم شيخ عبدالله
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 05:33]ـ
وفيك بارك أخي ابن رجب
نعم النصب طبقات ولكن ياقوتاً نسب إلى التأثر بالخوارج ومذهبهم سب علي بل تكفيره
وأما نص عبدالله بن مالك فياقوت أقره
وإذا كانت كتب ياقوت ليس فيها ما يدل على نصبه كما ذكر ابن حجر والخبر الوحيد المذكور في نصبه منقطع
وفي كتبه الترضي على علي والتنديد بمن قاتله _ ممن هم أحسن حالاً من الخوارج _
كل هذا يجعل القول ببراءته مما نسب إليه قوياً
وكلام الذهبي وابن خلكان قد يكون اجتهاداً في تحليل سبب النصب لا أكثر
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 07:25]ـ
وكلام الذهبي وابن خلكان قد يكون اجتهاداً في تحليل سبب النصب لا أكثر
جزاك الله خيرا(/)
أرجو الإجابة حول تارك الصلاة
ـ[عبدالله]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 10:16]ـ
كنت أدرس بعض المسائل حول حكم تارك الصلاة
فوقع لي إشكال على من يقول أن إخراج الصلاة عن وقتها متعمدا كفر كالإمام ابن القيم وابن باز الإشكال هو ما هو التأخر عندهم لأن التأخر كبيرة.
مثال من يصلي المغرب قبل 10 دقيقة من العشاء هل هذا دخل في الكبيرة أرجو من الإخوة الإيضاح
سؤال 2: هل الألباني يرى من كان قادرا على أداء الصلاة وما صلى كل حيته أنه مسلم؟ مع ذكر المرجع شريط أو كتاب
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 09:17]ـ
بالنسبة لما ذكرته عن الشيخ ابن باز فهذا صحيح وضابطه هو خروج وقت الصلاة أي خروج وقت الصلاة بالكلية ودخول وقت صلاة أخرى هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[عبدالله]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 07:31]ـ
ومتى يدخل في الكبيرة؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 03:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:18]ـ
........
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 02:19]ـ
هذا الذي أشرت إليه في سؤالك من الإشكالات الكبيرة عند من يقول بكفر تارك الصلاة من غير جحود ولم أر أحدا أجاب عن هذا الإشكال إلا شيخ الإسلام رحمه الله فالمسألة بارك الله فيك ترجع إلى التزام الترك كما قرره ابن تيمية قدس الله روحه فإذا التزم الترك فيكفر بمجرد خروج وقت أول صلاة وأما إذا لم يلتزمه فلا يكفر حينئذ بل يقال وقع في كبيرة من كبائر الذنوب والله أعلم
ـ[عبدالله]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 02:03]ـ
هل من جديد
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:08]ـ
ملاحظة:
قد نقل إجماع الصحابة على أن ترك الصلاة كفر لكن اختلف العلماء في من يصدق عليه اسم تارك الصلاة فقيل إن تركها حتى يمضي و قتها و قيل و ما يجمع معها و قيل ثلاث و قيل إن دعاه الإمام فأصر
و كتاب ابن القيم في الصلاة و حكم تاركها أذكر أني قرأت فيه فصلاً في من يصدق عليه اسم التارك فراجعه
أما الإشكال الذي ذكرته فأظنهم يفسرون إضاعة الصلاة و عدم المحافظة عليها بالإخلال بركوعها و سجودها و نحو ذلك و ليس في تركها حتى يخرج وقتها
و الله الموفق(/)
دخول الرجل بـ (معرّف) امرأة، هل يدخل في التشبه؟!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 06:40]ـ
الإخوة الأفاضل /
يدخل بعض الإخوة بـ (معرّف) امرأة في بعض المنتديات، فيسمي الرجل نفسَه في المنتدى باسم امرأة.
فيضيف لاسمه - عند المشاركة - تاء التأنيث، أو نون النسوة، أو يذكر قصصا مع نساء ليوحي للقارئ أنوثته أو تأنثه!!.
وتختلف أغراض المتسمي، فقد يكون في قصده سواءا، وقد يكون قصده استفادة مادية - وينتشر ذلك في منتديات الأسهم أو المنتديات المالية - ليحضى الرجل المتستر بلباس المرأة بالتوصيات والمشورات المجانية الخااااااصة!!.
ولا يخفى على الإخوة ما في ذلك من محاذير، ومنها:
- الكذب.
- الغش.
- التشبه.
-----
وهذا سؤال وُجه إلى فضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت
س/ ما حكم تسجيل الرجل بإسم فتاة والسبب لا يخفى عليكم أو تسجيل المرأة بإسم رجل معللة ذلك بإن تسلم من طمع الرجال بها؟.
هذا نوع من التشبه لا يجوز تشبه النساء بالرجال ولا الرجال بالنساء، فلا يجوز للمرأة أن تتقمص شخصية الرجل ولا العكس، ولن تسلم المرأة بهذا إطلاقاَ لأن شياطين الإنس يدركون طبيعة المرأة والأسلوب الذي تكتب فيه، فلن تسلم منهم إذا كتبت بإسم رجل.
ثم إن أولئك الموافقين لها كما ذكرنا الذين يؤيدون ما تكتب ويشجعونه فإن هؤلاء سيتواصلون معها ومع طول الزمان فإن هؤلاء سيعرفون أنها امرأة , و لربما زاد ذلك من إعجابهم، واستحسانهم، ومحبتهم، وميل قلوبهم إليها، الأمر الذي ذكرت.
وقد قيل لامرأة من أشراف العرب يقال لها زينب زنت بعبد مملوك لها، وكان العرب أعني الأشراف منهم يأنفون من الزنا كما قالت هند في بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء على الصفا حينما قال: " و لا يزنين " فقالت: أو تزني الحرة!!؟.
كانوا يستبعدون ذلك، فهذه المرأة زنت ولم تزني بحر بل زنت بعبد لها، فقيل لها في ذلك فعللته بكثرة المخالطة مع طول المحادثة.
فأين تلك التي تطاول الليل وهي تكتب وتؤيد، وتبدي مشاعرها.
ولا يخفى أن الإنسان حينما يكتب ويتواصل مع هؤلاء أنه يزين القول والكتابة بحيث إنه ينجذب إلى ما كتبه الآخرون ويعجبون به والنفس لا تخلو من حظ بمثل هذه الأمور في الغالب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 07:05]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ خالد
يمكن للمرأة التي ترغب في إخفاء جنسها أن تجعل معرِّفها من المعرِّفات المشتركة
والتي يصح استعمالها للرجال والنساء، كاسم العائلة أو القبيلة أو غيرهما من المعرِّفات المشتركة
ومع هذا ينبغي التحرُّز من نواحٍ أخرى -كما نبَّه الشيخ خالد وفقه الله- وتعديل المعرِّف لا يكفي
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 10:37]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم المسيطر ونفع بك
وأنا على يقين أن أمثال هؤلاء لا وجود لهم بيننا ولله الحمد
وإنما يكثروا في المنتديات المشبوهة وغرف الدردشة كما نسمع
وفي المقابل بعض النساء وفقهن الله لا تحب أن تظهر في المجلس
على أنها إمراءة فالحل كما ذكر الأخ الحبيب الحمادي -وفقه الله -
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 07:55]ـ
السؤال السابع: شيخنا الكريم ما حكم من يدخل المنتديات باسم امرأة وهو رجل والعكس؟ وهل يدخلون في حديث التشبيه؟
أرى عدم جواز أن يكتب الرجل باسم المرأة أو امرأة باسم رجل فأولاً: هو كذب، وثانياً: فيه تدليس وتلبيس. وعلى الرجل أن يكون رجلاً ويكتب باسمه، وعلى المرأة أن تتق الله فإن استطاعت أن تكتب باسمها أو صفتها وإلا فهي معذورة, وأجاز البعض الكتابة بالأسماء المشتركة إذا وجدت مصلحة ولعلها من قبيل التورية وليست كذباً، [أما الكتابة بالألقاب فالأصل إباحتها إذا لم يكن في اللقب المختار محظور، ولاشك أن بعضها أحسن من بعض].
لقاء منتدى "أنا المسلم"
بفضيلة الشيخ أ. د.ناصر بن سليمان العمر
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:05]ـ
حكم التشبه بالمرأة في التسمية
السلام عليكم ورحمة الله
شيخي الفاضل ..
سؤال اتمنى ان اجد اجابته
في مجال التعامل عبر الانترنت بالناس عامة كثيرا ما نسمع ان شابا يدخل باسم فتاة او ينتحل شخصية فتاة ..
والفتاة تدخل باسم الفتى أو بشخصية الشاب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل هذا يدخل في مجال التشبه بالجنس الأخر الذي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعله
وجزاك الله خير الدنيا والاخرة ..
وزادك من فضله
وأضيف إن أذن لي فضيلة الشيخ وأذنتم إن كتبت الأخت في المنتديات باسم أخ أو في المسنجر .. اتقاء الذئاب .. فهل يجوز لها ذلك؟.
الجواب:
مما لا شك فيه تحريم تشبّه الرجال بالنساء، وتشبّه النساء بالرجال لما في ذلك من المفاسد، فالرجل لا يليق به التأنث، والمرأة لا يليق بها الاسترجال، وإذا وقع التشبّه في الظاهر وقع التشابه في الباطن، ولم يعد لأي من الطرفين استقلالية في الشخصية، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " لا يُشبه الزيّ الزيّ حتى تشبه القلوب القلوب "، فالتشابه في الظاهر يورث التشابه في الباطن.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: " الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض ".
وعليه فلا يجوز للرجل التشبه بالمرأة في التسمية إلا ما كان من الأسماء مُشتركاً بين الجنسين.
كما لا يجوز للمرأة أن تتسمّى بأسماء الرجال، ويُمكن تفادي الإحراج والذئاب بأن تكتب باسم يحتمل المعنيين، أو باسم يتسمّى به الرجال والنساء دون الإشارة إلى بيان جنسها.
وأما عبر برنامج المحادثة (الماسنجر) فإنه لا يُمكن إضافة شخص للتحدث إلا برغبة الطرفين ويُمكن حجب غير المرغوب فيه.
وأود التنبيه هنا إلى أمر يقع فيه الكثير، وهو التسمي بابن فلان أو بنت فلان وليس كذلك،
وهذا يُخشى عليه أن يكون ممن انتسب إلى غير أبيه، إلا أن ينتسب إلى بلده أو صنعته أو صنعة أبيه مثلا فإن هذا كان معروفا عند السلف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من انتسب إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/92.htm(/)
من النوادر: شخص عاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالماًوهو أحد أركان مذهب الشافعي
ـ[بندار]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 07:28]ـ
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفار المروزي وهو أحد أركان مذهب الشافعي
قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان": (5/ 116): "عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفار المروزي وحيد زمانه فقها وعلما رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق.
وكان ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن حدثني بعض فقهاء مرو بفنين من قراها أن القفال الشاشي صنع قفلا ومفتاحا وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدا وسار ذكره وبلغ خبره إلى القفال هذا فصنع قفلا مع مفتاحه وزنه طسوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال يوما لبعض من يأنس إليه ألا ترى كل شيء يفتقر إلى الحظ عمل الشاشي قفلا وزنه دانق وطنت به البلاد وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد فقال له إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاء إلى شيخ من أهل مرو وعرفه رغبته فيما رغب فيه فلقنه أول كتاب المزني وهو: "هذا كتاب اختصرته". فرقي إلى سطحه وكرر عليه هذه الثلاثة ألفاظ من العشاء إلى أن طلع الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال أيش أقول للشيخ وخرج من بيته فقال له امرأة من جيرانه يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه فقال له لا يصدنك هذا عن الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة فجد ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالما. وقال أبو المظفر السمعاني عاش تسعين سنة ومات سنة 714 ورأيت قبره بمرو وزرته رحمه الله تعالى
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 09:41]ـ
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفار
قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان": (5/ 116): "عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفار
جزاك الله خيرا
لكن هو القفال باللام
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 09:42]ـ
*******
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 10:26]ـ
في الترجمة أشياء عجيبة!
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 12:51]ـ
مات سنة 714
هذا مقلوب
كأنه قلب مكاني:)
والذي في معجم البلدان الذي نقلت منه الترجمة: ومات سنة 417
وقد مات ياقوت سنة 626 فلا يمكنه أن يؤرخ وفاة من سيموت سنة 714:)
وحقا ما أشار إليه الأخ العزيز أشرف
ففي الترجمة أمور غريبة
قد لا تكون صحيحة
وكأن ترجمته في سير أعلام النبلاء أحسن وأجود
ولعل أحد الكرام ينقل لنا ترجمته من طبقات الشافعية الكبرى
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 02:46]ـ
بارك الله فيكم
قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان": (5/ 116): "عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفار المروزي .. "
هذا وهم من ياقوت رحمه الله والصواب أن اسمه عبد الله بن أحمد لا عبد الرحمن كما في مصادر ترجمته مثل التهذيب للنووي والطبقات للسبكي والتاريخ للذهبي وغيرها كثير
فائدة: "القفال الشاشي" عند الشافعية اثنان القفال الكبير والقفال الصغير
أما الكبير فهو: أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي سمع ابن خزيمة وابن جرير والبغوي والطبقة ورحل إلى ابن سريج _ إمام الشافعية في وقته وناصر مذهبهم وأفضلهم بعد الشافعي عند ابن تيمية _ فمات قبل أن يدركه روى عنه الحاكم وغيره له شرح الرسالة وغيرها
تـ (365هـ)
وأما الضغير فهو أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي إمام الشافعية في وقته وهو صاحب الطريقة الخراسانية عند الشافعية لأن الشافعية عندهم في الفقه طريقتان مشهورتان
الأولى طريقة أبي حامد الإسفراييني _ أفضل الشافعية بعد ابن سريج عند ابن تيمية وكان شديدا على أهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم _ وهي طريقة العراقيين
والثانية طريقة القفال المروزي وهي طريقة الخراسانيين ولكل طريقة ما يميزها
توفي القفال المروزي سنة 417هـ
وطريقة التفريق بينهما أن:
(يُتْبَعُ)
(/)
_ الكبير يتكرر فى كتب التفسير، والحديث، والأصول، والكلام، والجدل، ويوجد فى كتب الفقه للمتأخرين من الخراسانيين
أما الصغير فهو يتكرر كثيرا في كتب الفقه
_ الكبير شاشي والصغير مروزي
_ وفي الطبقة فالصغير متأخر عن الكبير
- الصغير لا يذكر غالبا إلا مطلقا والكبير إذا أطلق قيد بالشاشي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 02:48]ـ
فائدة عن الإمام المروزي القفال الصغير:
قال الصفدي في الوافي " .. ولما جمع الفقهاء من الحنفية ومن الشافعية السلطان محمود الآتي ذكره - وهو يمين الدولة بن سبكتكين - التمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الشافعي، وركعتين على مذهب أبي حنيفة لينظر في ذلك السلطان ويختار ما هو الأحسن، وصلى الإمام أبو بكر القفال المروزي بطهارةٍ مُسبغةٍ، وشرايط معتبرةٍ في الطهارة والسترة واستقبال القبلة، وأتى بالأركان، والهيئات، والسنن، والآداب، والفرائض على وجه الكمال والتمام، وكانت صلاةً لا يُجوز الشافعي دونها. ثم إنه صلى ركعتين على ما يجوز في مذهب أبي حنيفة، فلبس جلد كلبٍ مدبوغاً، ولطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في صميم الصيف في المفازة فاجتمع عليه البعوض والذباب، وكان وضوؤه مُنكساً منعكساً! ثم استقبل القبلة وأحرم من غير نيةٍ في وضوئه، ثم قرأ آيةً بالفارسية وهو دوبر " كَ " كَلُ سبز، ثم نقر نقرتين كنقرات الديك عن غير فصلٍ ومن غير ركوع وتشهد، وضرط في آخره من غير نية السلام، وقال أيها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة! فقال السلطان: إن لم تكن الصلاة صلاة أبي حنيفة قتلتك لأن مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين! فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة، فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانياً كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفّال! فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي رضي الله عنهما. نقلت ذلك من كلام القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان في ترجمة السلطان محمود رحمه الله، وذكر أنه نقل ذلك من كلام إمام الحرمين في كتابه الذي سماه " مغيث الخلق في اختيار الأحق "، قلت: وهذه العبارة ما تليق بإطلاق صلاة أبي حنيفة فإن من المعلوم القطعي أنّ الإمام أبا حنيفة رحمه الله ما صلى هذه الصلاة أبدأ ولا أحداً من أصحابه، والأولى أن يقال: الصلاة التي تجوز في مذهب أبي حنيفة. وأعتقد أن الصلاة إذا وقعت على هذه الصفة باطلةٌ وفعلها حرامٌ لأن هذا المجموع لا يتفق وقوعه. نعم إذا وقع فرداً فرداً في بعض صلاة جاز ذلك على قواعد المذهب. وحكى لي شرف الدين محمد بن مختار بالقاهرة أن هذه الحكاية حكاها إنسانٌ بالقاهرة فبلغت الواقعة قاضي القضاة ابن الحريري الحنفي فأحضره وعزّره، أو قال لي قاضي القضاة السروجي.
فائدة أخرى:
قال السبكي في طبقاته:
قال القاضي الحسين في تعليقته من باب صلاة التطوع كان القفال يقول وددت أن أجد قول من سلف
القنوت في الوتر في جميع السنة لكني تفحصت عنه فما وجدت أحدا قال به
قال القفال وقد اشتريت كتاب ابن المنذر في اختلاف العلماء لهذه المسألة خاصة ففحصت عنها فلم أجد أحدا قال به إلا مالكا فإنه قال بالقنوت في الوتر في جميع شهر رمضان دون غيره من الشهور
قلت (السبكي) كأنه يعني بالسلف الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمان مالك والشافعي وإلا فقد قال بالوتر في جميع السنة من أصحابنا أربعة منهم اثنان أستبعد خفاء قولهما على القفال وهما أبو الوليد النيسابوري وأبو عبد الله الزبيري وأبو منصور بن مهران وأبو الفضل بن عبدان واختاره النووي في تحقيق المذهب ولكن توقف الوالد
رحمه الله في موافقته على اختياره قال إذ ليس في الحديث تصريح به
ولما رأيت فحص القفال عن أقاويل السلف في هذه المسألة فكشفت أوعب الكتب لأقاويلهم وهو مصنف ابن أبي شيبة فوجدته قال حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن إبراهيم عن عبد الله أنه كان يقول القنوت في السنة كلها
قال وكان ابن سيرين لا يراه إلا في النصف من رمضان ثم روى عن الحسن أن الإمام يقنت في النصف والمنفرد يقنت الشهر كله
ثم روى بسنده إلى إبراهيم قال كان عبد الله لا يقنت السنة كلها في الفجر ويقنت في الوتر كل ليلة قبل الركوع
قال أبو بكر هذا القول عندنا
قلت فهذا أبو بكر بن أبي شيبة قد نقل عن إبراهيم عن عبد الله وهو ابن مسعود أنه يقنت في الوتر في السنة كلها وقال به إبراهيم نفسه وهو النخعي وارتضاه أبو بكر وهو ابن أبي شيبة فهؤلاء ثلاثة من السلف وقد ذكر ابن أبي شيبة ذلك في فصل من قال القنوت في النصف من رمضان في فصول الوتر وقنوته ا. هـ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 03:11]ـ
فائدة أخرى:
هناك عند الشافعية رضي الله عنهم ورحمهم وغفر لهم:
قفالا شاشيا وقفالا غير شاشي وشاشيا غير قفال وهذه مسألة يلغز بها
فأما القفال الشاشي فهو أبو بكر محمد بن علي بن اسماعيل القفال الكبير
وأما القفال غير الشاشي فهو أبو بكر عبد الله بن أحمد المروزي القفال الصغير
وأما الشاشي غير القفال فهو فخر الإسلام محمد بن أحمد أبو بكر الشاشي مصنف المستظهري
والمستظهري كتاب صنفه الشاشي بعد أن اختصره من الشامل لابن الصباغ (مخطوط) للمستظهر بالله
وكتاب المستظهري اسمه الحقيقي "حلية العلماء بمعرفة مذاهب الفقهاء" ولكنه عرف بالمستظهري وهو مطبوع بهذا الاسم في مؤسسة الرسالة لكنهم كنوه بسيف الدين وهو خطأ
ويلاحظ أن الثلاثة كنيتهم "أبو بكر"
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 05:47]ـ
(جزاكم الله خيرا)
وهنا قاعدة لابد من التزامها، وهي:
(المرجع في كل فن، قول أهله)
وهنا المترجَم له شافعي
فلابد توثيق ترجمته من الكتب المختصة بتراجم الشافعية
وهكذا في كل مترجَم له
المفسِّر، تؤخذ ترجمته من طبقات المفسرين
والطبيب تؤخذ ترجمته من طبقات الأطباء
والشاعر، من طبقات الشعراء
وهكذا
هذا مع تقديري، ومحبتي لأخي بندار
وما ذكرته، المقصود به غيره –سلمه الله-.
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 05:53]ـ
وما حرّره شيخنا الفاضل ابن السائح، من قوله:
(ففي الترجمة أمور غريبة
قد لا تكون صحيحة)
هذا ما ظهر لي.
وأشكر أخي الفاضل أمجد على فوائده.(/)
«وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» محاضرة لفضيلة الشيخ العلامة سعد الشثري
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 04:18]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
«وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»
محاضرة
لفضيلة الشيخ العلامة د. سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء
وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
- سلمه الله -
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36280(/)
بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 07:05]ـ
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيامنا هذه تشهد أكثر المساجد انحسارا شديدا في أعداد المصلين في صلاة الفجر؛ لقصر الليل، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط.
حتى إن كثيرا من الأخيار بُلوا بهذا، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين، وهؤلاء أمرهم أعظم؛ لتعلق الأمانة بهم، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد.
وفضل صلاة الفجر، والجماعة كبير، والتفريط فيها خطير، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار». متفق عليه.
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص، والمواقف لبعض السلف والعلماء = لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض، واهتمامهم بها:
الأولى:
في مصنف عبد الرزاق 1/ 526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: «دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين، فقال: وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة؟
قلت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا، وصليا الصبح، وناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح».
الثانية:
في مصنف عبد الرزاق 1/ 527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: «كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله».
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى عليّ هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي يقول: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة»، وروي «خمسة وعشرين درجة»، وروي «سبعا وعشرين» فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم، ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا!
قال فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
الخامسة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 183:
حدثنا إبراهيم بن عبدالملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القري ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم، فقسمه معهم يومهم أجمع، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه، وقد لغب، فاتكأ على مسجد له، فغلبته عينه، فأتاه المؤذن يثوب، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن ـ يرحمك الله ـ يثوب على رأسك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ويحك ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم، قال: فثوب مرارا، والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل، فقام فصلى، فلم يذكر كم صلى الإمام، ولا عرفه، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة، ثم أخذ مضجعه، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كربجة (1)، فوجد في الطريق أربع دنانير، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب، قال: فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة ـ رحمك الله ـ مرارا، قال: فجعلت أتغامس عنه، ثم دعوته بعد ذلك، فقلت: يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير!
فقلت: يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها، فضبط بناحية ثوبي، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها، فاستيقظت، وهو آخذ بناحية ثوبي، فغدوت على ابن سيرين فقصصت عليه، فقال: أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة، فاستغفر الله، ولا تعد لمثلها.
قال سليمان، وأخبرني غالب القطان قال: ثم ابتليت بمثلها، فاتكأت على ذلك المسجد فإذن المؤذن، وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة ـ يرحمك الله ـ فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى، ثم أخذت مضجعي، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة، وهم على رسلهم، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا، فنادينا: يا معاشر الحداة مالنا على البغال الهماليج، وأنتم على الإبل على رسلكم، ونحن نجتهد فلا ندرككم؟!
فأجابتنا الحداة: إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا، قال فغدوت على محمد بن سيرين، فحدثته، فقال: هو كما رأيته ...
حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان قال: فاتتني صلاة العشاء في جماعة، فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل: إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.اهـ
[وللخبر روايات أخر تجدها في ترجمته من الحلية.]
السادسة:
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر، فلم يصل في المسجد، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته، وانتظرناه، وقلقنا عليه، فخرج علينا، وسألنا عن الوقت، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا!
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه، أو يضبط له ساعة المنبه، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق، والأخ حمد بن محمد الناصر: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر!
قلت: رحمهم الله، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وعلت هممهم، وبقي ذكرهم لمن بعدهم.
فياليت شعري: من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك؟!
مِن طلبة العلم، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم لا يتألم؟ و لا يحزن؟ وكأن شيئا لم يكن؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة، ويحضر مرات، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب، وريبة من العوام!
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة، فهذا الرجل عندهم لا يوثق بكلامه، ولا علمه، ولا نصحه من هؤلاء العامة، وقد حُدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه، فقال الولد: [بالعامي] (لا تشغلني رح انصح المطوع أول!) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر!
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة، فإذا اهتم المسلم بأمر صلاة الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ لها، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله، وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد.
2 - النوم مبكرا، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل في هذه الفريضة.
3 - استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة، والجوالات وغيرها ... وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ... ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها:
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ، أو تقلب هذا القدر، وتجعل المنبه على ظهره، فسيزيد هذا الصوت، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز، وضعه على ظهر القدر، وإن كان في الغرفة (سراميك)، واخترت قِدرا قديما متمايل الأطراف = فسيصبح الصوت كالزلزال، ويوقظ الجيران!
أما من كان يغلقها من غير شعور، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات، ويغاير بين أوقات تركيبها، فيجعل بينها عددا من الدقائق، وكذلك يغاير بين مواقعها.
4 - الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت) فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر.
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يُوضع لها جهاز صغير يسمى بالإنجليزية (تايمر)، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة، ضعه على رقم اثنين، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين، ثم ينطفئ بعدها مباشرة، وهكذا.
والحر كفيلٌ بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة.
5 - من الوسائل كثرة شرب السوائل قبل النوم، وعدم دخول الخلاء، فسيوقظك الحسر بلا ساعة، وبالتجربة ستعرف القدر، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب.
6 - قد يضطر الإنسان أحيانا لسهرٍ بغير إرادته لظرف، أو آخر، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه = والحل أن تغير مكان نومك، وفراشك فتنام مثلا على الأرض من غير فراش، أو من غير وسادة في غير مكان نومك المعتاد، ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم، وتسهل عملية الاستيقاظ.
هذا الذي سنح بالبال الآن، ولعل في بالك زيادة ... فأكرمنا بذكره لتعم الفائدة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
---------------------
(1) الكربج: الحانوت. قاموس.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 08:00]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن وليست بغريبة عليك هذه الفرائد
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 08:09]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 10:05]ـ
احسنت ياشيخ عبدالرحمن
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:08]ـ
شكر الله لك , جهود مباركة
ـ[تركي]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 05:24]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عبدالرحمن.
وهذا يدل على حرصك
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 08:44]ـ
جعل الله ماكتبتم رفعة لكم وزيادة في الأجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 11:45]ـ
الإخوة الفضلاء الكرام شكر الله لكم وبارك فيكم ونفعني وإياكم بالعلم.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 01:09]ـ
جربت الوسيلة الرابعة والسادسة فكانت مجدية جدا.
أحسن الله إليك.
ـ[امال قرني]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 01:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله فيك ... اخي السديسي على هدا الموضوع الرائع واضيف قوله صلى الله عليه وسلم ""صلاة الفجر خير من الدنيا ومن فيها""""""
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:03]ـ
نفع الله بكم يا أبا عبدالله
وسائل عملية نافعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله فيك ... اخي السديسي على هدا الموضوع الرائع واضيف قوله صلى الله عليه وسلم ""صلاة الفجر خير من الدنيا ومن فيه"
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لفظ الحديث: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها)
والمراد بهما سنة الفجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 09:52]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم.(/)
فوائد من دروس الشيخ المحدث خالد الفليج (فرج الله عنه)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً وأشهد ألا إله إلا الله إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليماًمزيداً.
أما بعد ....
فقد من الله سبحانه وتعالى عليَّ بحضور دروس شيخنا الحبيب المحدِّث الشيخ خالد بن إبراهيم الفليج (فرج الله عنه) في كتاب التوحيد وغيره من كتب العقيدة والحديث و قد كنتُ أحرصُ على تدوين بعض الفوائد من كلام الشيخ ثم رأيتُ أنه قد تجمع لدي عددٌ كبيرٌ منها فرتبتها وهذبتها وقلتُ أفيدُ إخواني الأحبة بها فمن وجدَ خيراً فليحمد الله وليدعو لشيخنا بالثبات والفرج ولي بالمغفرة، ومن وجد غير ذلك فليحمده سبحانه أيضاً وليدعو لشيخنا الحبيب بالثبات وبالفرج , وليتجاوز عن زلتي وليدعُ لي بالمغفرة والهداية.
كتاب التوحيد
- حديث:كل أمر ذي بال لايبد ... الحديث إسناده ضعيف، ولا يصح لأن مداره على مبشر بن إسماعيل وفيه أيضاً ابن الجندي وهما متروكان.
- تقسيم التوحيد، ليس من باب البدع وإنما من باب التقريب والتوضيح، وأول من قسمه ابن بطة وأيضاً ابن منده وتبعه على ذلك شيخ الإسلام وابن القيم.
- آدم من حيث الإعجاز هو اعجز من عيسى عليهما السلام.
- البسملة في أول كتاب التوحيد الأكثر أنها غير موجودة في نسخ الكتاب.
- مسألة: أحاديث الوعد على ثلاثة أقوال:
أ- أنَّ هذه الأحاديث قبل ان تُشرع الشرائع، وهو قول الزهري.
ب- أنَّ من قالها صادقاً من قلبه ثم توفي قبل العمل فإنها تُحرّم عليه النار، وهو قول البخاري وغيره من أهل الحديث (لم انقل صريح كلام الشيخ).
ج- أنَّ هذه الأحاديث معناها أن من حققها تحقيقاً كاملاً فإن ذلك يمنعه من الوقوع في أي ذنب وان وقع في ذنب ففيه نقص وقال به شيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب وهو اقرب الأقوال.
- حديث أبي سعيد الخدري قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئًا أذكرك به وأدعوك به؟ وفيه رواية دراج أبي السمح عن ابي الهيثم وصححها ابن حبان ولكن الصحيح الذي عليه أكثر أهل العلم على تضعيفه.
- حديث أبي واقد الليثي رواه الترمذي وأحمد، إسناده صحيح ورجاله رجال الشيخين.
وهذا الحديث يتعلق به أهل الشرك دائماً ويُرد عليهم:
1 - أن الصحابة سألوا بقصد التشريع ولو أذنَ لهم الرسول صلى الله عليه وسلم لشُرع لهم.
2 - أن الصحابة قالوا ولم يفعلوا , يقول آبا بطين رحمه الله (قالوا ولم يفعلوا ولو فعلوا لكفروا).
3 - أن هذا الحديث ينزَّل على حديث عهد بإسلام.
قد يكون الجهل عُذراً في ثلاث حالات:
1 - أن يكونوا حديثو عهد بإسلام , وعليه يدل الحديث.
2 - الناشئ ببادية بعيدة.
3 - الجاهل بالمسائل الخفية.
والبقية تأتي بإذن الله تعالى.
منقول
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 10:03]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 09:06]ـ
آل عامر
بارك الله فيك أخي الكريم وشكراً على مرورك الكريم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
سيرة موجزة لفضيلة شيخنا الشيخ المحدث/خالد بن ابراهيم بن سعد الفليج.
الشيخ من مواليد عام 1390هـ
تتلمذ على عدد من المشايخ منهم:
الشيخ/عبدالعزيز بن باز- رحمه الله تعالى- ولازمه إحدى عشرة سنة.
الشيخ/عبدالله بن جبرين - حفظه الله – ولازمه ثلاث عشرة سنة.
الشيخ/عبدالرحمن البراك حفظه الله.
الشيخ/عبدالله السعد.
- برع الشيخ في علم العقيدة والحديث .. وهو مجاز في أكثر الكتب الحديثية؛ .. له مكتبة عامرة تحوي بعض المخطوطات وآلاف الكتب.
- أما عن كريم خلقه، ونبيل طبعه، فحدث ولاحرج ...
فالشيخ معروف بتواضعه, ودماثة خلقه, وصفاء سريرته .. فالشيخ لايرد سائلا ..
- له العديد من الدروس والمحاضرات واللقاءات العلمية .. وقد أنهى شرح كثير من المتون في مختلف العلوم, ومن ذلك على سبيل المثال:
درس في صحيح البخاري.
درس في سنن الترمذي (أوشك على النهاية).
درس في سنن النسائي.
شرح سلم الوصول لحافظ حكمي وفرغ في مذكرة.
شرح الواسطية والطحاوية
شرخ لمعة الإعتقاد.
شرح نخبة الفكر في المصطلح , وسجل.
شرح زاد المستقنع.
شرح الداء والدواء.
كما شرح العديد من المتون العلمية ككتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
- للشيخ العديد من المنشاط الدعوية والدورات العلمية فله دروس أسبوعية في عدد من المدن والقرى فمنها على سبيل المثال:
1 - درس أسبوعي في شقراء ومرات.
2 - أقام عدد من الدورات العلمية في القويعية والجبيل والرين.
3 - له عدد من الرحلات الدعوية لجنوب المملكة آتت أكلها بفضل الله تعالى.
-ومن عرف الشيخ عن كثب أدركقوة علميته .. فهو أحيانا يلقي الدرس ارتجالا من غير تحضير ومع ذلك تعجب من استحضاره لرجال الحديث وأسانيده وعرضه للمذاهب!! وهذا إنما يدل على سعة علمه واطلاعه.
- وعندما سألت شيخنا عن قراءته أخبرني أنه يقرأ بمعدل 17ساعة فياليوم - وذلك في أيام طلبه -.
وجدت هذه السيرة لشيخنا الشيخ خالد بن إبراهيم الفليج ونقلتها للتعريف بالشيخ فرج الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:28]ـ
جزيت خيرا يا اخانا
ـ[الشهاب العابر]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 04:15]ـ
فرج الله عنه
ـ[الرابية]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 05:49]ـ
بارك الله فيك أخي عل هذه الفوائد
وعلى هذه الترجمة
وفرج الله عن الشيخ ونفع الله بعلمه
ـ[المسندي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 04:21]ـ
جزاك الله خيرا وفرج الله ُ عن الشيخ وعن جميع المشائخ.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 07:06]ـ
للرفع .....
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:10]ـ
جزاك الله خيرا ..
وفرج الله عن الشيخ .. اللهم آمين ..
ـ[ابوفهد]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 02:08]ـ
السلام عليكم ..
جزاك الله خير يا اخ وليد ..
اسأل الله ان يفرج للشيخ خالد الفليج ولكل مسلم ..
دمتم بخير ...
ـ[محمدالعدناني]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
سيرة موجزة لفضيلة شيخنا الشيخ المحدث/خالد بن ابراهيم بن سعد الفليج
- له العديد من الدروس والمحاضرات واللقاءات العلمية .. وقد أنهى شرح كثير من المتون في مختلف العلوم, ومن ذلك على سبيل المثال:
شرح نخبة الفكر في المصطلح , وسجل
وجدت هذه السيرة لشيخنا الشيخ خالد بن إبراهيم الفليج ونقلتها للتعريف بالشيخ فرج الله عنه.
أين هذا التسجيل؟
وهل من تسجيل غيره
أو شرح مكتوب؟(/)
هل النجاشي الذي دعاه النبي صلى الله عليه وسلم الى الاسلام هو النجاشي الذي صلّى عليه؟
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 07:03]ـ
قال مسلم في صحيحه: (باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى ملوك الكفار يدعوهم الى الله عز وجل)
حدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب الى كسرى والى قيصر والى النجاشي والى كل جبار يدعوهم الى الله تعالى وليس النجاشي الذي صلى عليه النبي صلى لله عليه وسلم.
فهذا لفظ مسلم في هذه الرواية الأولى، وقد رواه من طريقين آخرين عن قتادة عن أنس ولم يذكر فيهما (وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم).
وصحّ في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي ملك الحبشة لما علم بموته أخبر أصحابه به فقال لهم: (ان أخا لكم مات فقوموا فصلوا عليه)
وذكر ابن القيم –رحمه الله- في زاد المعاد، بل جزم أن النجاشي الذي كتب له صلى الله عليه وسلم الكتاب ليس بالنجاشي الذي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم بموته معتمدا على رواية مسلم.
الاشكال: أن حديث مسلم في ظاهره تعارض مع الروايات الكثيرة التي دلّت ظواهرها على أن النجاشي الذي أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للاسلام هو الذي صلى عليه رسول الله بالمدينه صلاة الغائب لما علم بموته.
فما الصحيح في المسألة -بارك الله فيكم-؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 07:10]ـ
بارك الله فيك
النجاشيُّ ليس اسماً لشخص، بل هو لقبٌ لملك الحبشة
كـ (قيصر) لملك الروم، و (كسرى) لملك الفرس
فمحلُّ النفي مختلفٌ عن محلِّ الإثبات
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 12:38]ـ
ينبغي أولاً أن تحرر الأخت الفاضلة قولها: النجاشي الذي أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للاسلام هو الذي صلى عليه رسول الله بالمدينه صلاة الغائب لما علم بموته.
وأما السؤال ذاته: فلا يخفى أن إكرام النجاشي للمهاجرين، وإسلامه، والصلاة عليه، كلها من جنس واحد، فلا تعارض بينها.
وإذا كانت دعوة الملوك وقعت بعد وفاته فمن الطبيعي أن تكون الدعوة لخليفته، وهو أيضاً يلقّب بالنجاشي، فلعل هذا هو مستمسك من قال بأنه نجاشي آخر.
ولكن قد يقال: هذا يقتضي أن ملكين من ملوك الحبشة قد دخلا في الإسلام، وفي هذا ما فيه من الإشكالات التاريخية.
فسؤال الأخت الفاضلة في محله، ولا يزال بحاجة إلى إجابة محررة: متى مات النجاشي، ومتى كانت الدعوة، وهل كانت الدعوة مرة أم مرتين؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 12:50]ـ
إنما يتوجه الإشكال في نظري إذا كان هناك ما يدلُّ صراحة على أنَّ النجاشيَّ
المذكورَ في حديث أنس هو النجاشيُّ الذي صلى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم
أما والأمر على الاحتمال، فيبقى نفيُ الصحابيِّ مقدَّماً
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 12:57]ـ
********
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 01:33]ـ
هذا نقلٌ يمكن أن يثري النقاش حول الإشكال المذكور:
قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" معقباً على قول الراوي:
"وليس بالنجاشيِّ الذي صلى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم"
(هذا تحرُّزٌ من الراوي لئلا يُظَنَّ أنَّ النجاشيَّ المسمَّى "أصحمة" الذي هاجر إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو هذا، وليس كذلك، لأنَّ هذا احتاج في إسلامه إلى أن يدعوه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام
ويكاتبه في ذلك، ولم يحتج أصحمة إلى شيءٍ من ذلك
بل بنفس ما سمع القرآن من جعفر وأصحابه الذين هاجروا إلى أرضه، وأخبر بقواعد الإسلام وبمحاسنه، ورأى ما كان
الصحابة عليه= أحبَّ دين الإسلام، وانقاد إليه، وصرَّحَ بأنه على اعتقاد المسلمين في عيسى عليه السلام
وعرضَ على أهل مملكته الدخولَ في الإسلام، فلما رأى نفرتهم، ويئس منهم، كتمَ إسلامه تقيَّةً على نفسه، منتظراً
التخلُّص منهم، إلى أن توفي على الإسلام والإيمان بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك، حيث نعاه لهم
وقال: "إنَّ أخاً لكم بأرض الحبشة قد ماتَ فقوموا فصلُّوا عليه" كما تقدَّم في الجنائز
وإنما النجاشيُّ الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر غير هذا من ملوك الحبشة، إما في جهة أخرى
أو بعد موت أصحمة، والله تعالى أعلم)
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:06]ـ
قال الإمام العيني في عمدة القاري:
( ... وفي كتاب (الطبقات) لابن سعد: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية سنة ست أرسل النجاشي
سنة سبع في المحرم عمرو بن أمية الضمري، فأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه على عينيه،
ونزل عن سريره فجلس على الأرض تواضعا، ثم أسلم، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك،
وأنه أسلم على يدي جعفر ابن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، وتوفي في رجب سنة تسع منصرفة من تبوك.
فإن قلت: وقع في (صحيح مسلم): كتب صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، وهو غير النجاشي الذي صلى عليه؟
قلت: قيل: كأنه وهم من بعض الرواة
أو أنه عبر ببعض ملوك الحبشة عن الملك الكبير
أو يحمل على أنه لما توفي قام مقامه آخر فكتب إليه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:43]ـ
وقال الشيخ ملا علي قاري في المرقاة:
(وليس) أي النجاشي الذي كتب إليه (بالنجاشي الذي ... ) يعني وقد وهم من قال: إنه النجاشي الذي صلى عليه، وقد خلط رواية، فإنهما اثنان، وكلاهما مسلمان.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 08:25]ـ
إنما يتوجه الإشكال في نظري إذا كان هناك ما يدلُّ صراحة على أنَّ النجاشيَّ
المذكورَ في حديث أنس هو النجاشيُّ الذي صلى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم
أما والأمر على الاحتمال، فيبقى نفيُ الصحابيِّ مقدَّماً
شكر الله لكم ونفع بعلمكم الاسلام والمسلمين
نعم، الاشكال فيما ذكرتم بارك الله فيكم
التصريح في ذلك -حسب ما وقفت عليه- في حديث مسلم الذي روي من طريق أنس بن مالك، حيث نفى أن يكون النجاشي في الحديث المذكور أنه هو النجاشي الذي صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتعرض لنفي ولا اثبات في غيرها من الأحاديث، حيث أطلق ذكر النجاشي و أنه كتب اليه صلى الله عليه وسلم كتابا، وقيد في الحديث الآنف.
أما ما وقفت عليه من أحاديث عند البخاري -رحمه الله- في (باب الجنائز) و في باب (موت النجاشي)، فمطلقه
عن أبي هريرة قال: نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة اليوم الذي مات فيه، فقال: استغفروا لأخيكم.
.. عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب: أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى لهم النجاشي، صاحب الحبشة، في اليوم الذي مات فيه، وقال: (استغفروا لأخيكم).
فقول (صاحب الحبشة) في الحديثين: أشكلت عليّ، لكن بما أن النجاشي علم على كل من تولى ملك الحبشة، فلا مانع أن يكون نجاشي آخر. والله أعلم
فقد نستطيع التمييز بينهما بمعرفة اسميهما فالنجاشي الذي صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم مصرّح باسمه في بعض الروايات بـ (أصحمه)
و عن جابر رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي: (مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا عل أخيكم أصحمة) وغيرها من الروايات.
والله أعلم
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 08:55]ـ
ينبغي أولاً أن تحرر الأخت الفاضلة قولها: النجاشي الذي أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للاسلام هو الذي صلى عليه رسول الله بالمدينه صلاة الغائب لما علم بموته.
شكر الله لكم وبارك فيكم
فما وقفت عليه أخي الفاضل من أحاديث تدل على أن النجاشي الذي أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للاسلام هو الذي صلّى عليه كما ذكرت في مشاركتي السابقة أحاديث في الصحيحين و غيرهما لم تفرق بين النجاشي الذي صلّي عليه وبين النجاشي الذي أرسل اليه الكتاب الا في حديث مسلم، و كتب التاريخ والسير ذكرت النجاشي ذكرا مستفيضا وظاهر كلامهم -كما يظهر لي- أنه هو الذي صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
وأما السؤال ذاته: فلا يخفى أن إكرام النجاشي للمهاجرين، وإسلامه، والصلاة عليه، كلها من جنس واحد، فلا تعارض بينها.
فقد يكون هذا هو سبب الخلط بينهما! فثناء النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي الذي هاجر اليه المسلمون بقوله: (بها ملك لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق)، ولأنه أحسن جوار المسلمين، وقوله لجعفر لما سأله عن عما جاءهم به الرسول عليه السلام ان هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحده .. الخ , فيظن الظان أن النجاشي قد اسلم مع ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلن اسلامه.
ولا يزال بحاجة إلى إجابة محررة: متى مات النجاشي، ومتى كانت الدعوة، وهل كانت الدعوة مرة أم مرتين؟
نعم بارك الله فيكم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 02:22]ـ
ذكرت في مشاركتي السابقة أحاديث في الصحيحين و غيرهما لم تفرق بين النجاشي الذي صلّي عليه وبين النجاشي الذي أرسل اليه الكتاب الا في حديث مسلم، و كتب التاريخ والسير ذكرت النجاشي ذكرا مستفيضا وظاهر كلامهم -كما يظهر لي- أنه هو الذي صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
الأخت الفاضلة:
البحث العلمي يحتاج إلى دقة في الألفاظ والعبارات، وإلى التفريق بين الفروض التي يطرحها الباحث للنقاش، والآراء التي صحَّت عنده، والآراء التي صحَّت عند جمهور العلماء وصارت بمثابة الحقائق.
وأنت تقولين الآن: (أحاديث في الصحيحين و غيرهما لم تفرّق بينهما)، ثم تقولين (كتب التاريخ والسير ذكرت النجاشي ذكرا مستفيضا وظاهر كلامهم -كما يظهر لي- أنه هو الذي صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم).
وكون هذا هو ظاهر النصوص غير مسلَّم، لأن تصريح مسلم بالتفريق يقابله سكوت الآخرين عن الجمع، والمصرِّح مقدَّم على الساكت. وأما ما يتبادر إلى أذهاننا من كونهما رجلاً واحداً فلأننا لم نحرِّر المسألة قبل استقرارها في أذهاننا، فإذا صرَّح مسلم بأنهما رجلان أنكرناه لأنه خلاف ما اعتدنا عليه، وذهبنا نستظهر من سكوت الآخرين أنهما رجل واحد.
وقول مسلم له قرائن من موقف النجاشي من الصحابة ووفاته في أواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، قريباً من تاريخ دعوته صلى الله عليه وسلم للملوك. فلا وجه للاعتراض على كون الدعوة لنجاشي آخر إلا إذا ثبت أن الدعوة حصلت قبل وفاة النجاشي، ولكن ظاهر النصوص أنها كانت بعدها.
قال ابن حجر في الفتح (وانما وقعت وفاته بعد الهجرة سنة تسع عند الأكثر وقيل سنة ثمان قبل فتح مكة كما ذكره البهيقي في دلائل النبوة)، وقال في موضع آخر (وروى الطبراني من حديث المسور بن مخرمة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال ان الله بعثني للناس كافة فأدوا عني ولا تختلفوا علي فبعث عبد الله بن حذافة إلى كسرى وسليط بن عمرو إلى هوذة بن علي باليمامة والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي بهجر وعمرو بن العاص إلى جيفر وعباد بن الجلندى بعمان ودحية إلى قيصر وشجاع بن وهب إلى بن أبي شمر الغساني وعمرو بن أمية إلى النجاشي فرجعوا جميعا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم غير عمرو بن العاص).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 12:21]ـ
الأخت الفاضلة:
البحث العلمي يحتاج إلى دقة في الألفاظ والعبارات، وإلى التفريق بين الفروض التي يطرحها الباحث للنقاش، والآراء التي صحَّت عنده، والآراء التي صحَّت عند جمهور العلماء وصارت بمثابة الحقائق. .
بارك الله فيكم وفي علمكم
انا لم أبحث في المسألة بحثا علميا –بارك الله فيكم- ولم أقل ذلك، بل كل ما ذكرته هو ما وقفت عليه من أحاديث واطلعت عليه في بعض الكتب دون جزم مني أن النجاشي المذكور في حديث أنس هو من صلىّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كل ما في الأمر -بارك الله فيكم- أثناء قراءتي للكتب التي بعث بها صلى الله عليه وسلم لدعوة ملوك وعظماء أهل الكتاب للدخول في الاسلام من بعض المصادر وقفت على حديث مسلم الذي ذكر فيه كتابه صلى الله عليه وسلم الى النجاشي، فاشكل تصريحه بأنهما اثنان، لأن في ظاهره تعارض مع الروايات الكثيرة التي دلت ظواهرها على أنه هو شخص واحد، خاصة انه لم يكن لديّ علم بأن النّجاشي لقب لكل حاكم يحكم الحبشة الا بعد أن نبهني بذلك الشيخ الحمادي بارك الله فيه.
وأنت تقولين الآن: (أحاديث في الصحيحين و غيرهما لم تفرّق بينهما)،
ثم تقولين (كتب التاريخ والسير ذكرت النجاشي ذكرا مستفيضا وظاهر كلامهم -كما يظهر لي- أنه هو الذي صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم).
نعم يا أخي الكريم الأحاديث في الصحيحين وفي المسند لم تفرّق بينهما؛ أي لم يذكر فيها أنه غيره باستثناء رواية واحده عند مسلم، و كذلك من خلال اطلاعي على بعض كتب التاريخ و السير و بعض الكتب التي تحدثت عن قصة اسلام النجاشي لم أر فيها أي تصريح أو ذكر أنهما اثنان مما غلب على ظني انه شخص واحد، بل اطلعت على رسالة علمية تطرق فيها الباحث الى كتابه صلى الله عليه وسلم للنجاشي وقصة اسلامه، و ذكر في مجمل كلامه بأن النجاشي الذي دعاه صلى الله عليه وسلم للاسلام هو من اسلم و صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ذكر أي خلاف أو استدلال او توضيح في المسألة!
وكون هذا هو ظاهر النصوص غير مسلَّم، لأن تصريح مسلم بالتفريق يقابله سكوت الآخرين عن الجمع، والمصرِّح مقدَّم على الساكت.
وأما ما يتبادر إلى أذهاننا من كونهما رجلاً واحداً فلأننا لم نحرِّر المسألة قبل استقرارها في أذهاننا، فإذا صرَّح مسلم بأنهما رجلان أنكرناه لأنه خلاف ما اعتدنا عليه، وذهبنا نستظهر من سكوت الآخرين أنهما رجل واحد
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
ولكنّي لم أجزم في المسألة بشيء، ولم استظهر بشيء الا كما ذكرت انفا أني لم أعلم أن النجاشي لقب لكل من ملك الحبشة، حيث ظننت أنه شخصا واحدا، فأشكلت علي المسألة والا لما طرحت سؤالي على أهل العلم بارك الله فيكم.
و في قصة قدوم رسول قيصر (التنوخي) الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك وقول النبي صلى الله عليه وسلم له (يا أخا تنوخ إني كتبت كتابا الى كسرى فمزقه والله ممزقه وممزق ملكه، وكتبت الى النجاشي بصحيفة فخرقها والله مخرقه ومخرق ملكه، وكتبت الى صاحبك ..... )
دليل على أنهما اثنان وأن المذكور في الحديث لم يسلم، والا لما قال ذلك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 12:14]ـ
أختي الفاضلة:
نحن ندور في حلقة مفرغة!
لأنك لا تزالين تكررين: أن في ظاهره تعارض مع الروايات الكثيرة التي دلت ظواهرها على أنه هو شخص واحد، وتؤكدين من جديد أن غير مسلم لم يفرّق بينهما مع أن ذلك لا خلاف عليه، وإنما الخلاف هو: هل يُفهم من كلام هؤلاء أنهما شخص واحد؟
ولو قلت بدلاً من ذلك: كنت أنا ـ لجهلي وعدم تحريري للمسألة ـ أظن أنهما شخص واحد لانتهى الأمر.
وأنا أيضاً كنت أظنهما شخصاً واحداً، ولما قرأت موضوعك فطنت إلى جهلي وعدم تحريري للمسألة، ونظرت في قول مسلم بطريقة موضوعية فرأيت أنه هو القول الصحيح إن شاء الله، ولم أجد تعارضاً بينه وبين أقوال الناس ما دام أنهم لم يصرحوا بالعدد.
المشكلة تقع حين نجعل عاداتنا وظنوننا هي الأصل، ونأنس لما يتفق معها من النصوص والحوادث ونستغرب ما يتفق معها.
وهذا آخر ما عندي في الموضوع، إلا أن يجدّ ما يدعو إلى التعليق.
داعياً للجميع بالتوفيق.(/)
أرشدوني أرشدكم الله ..
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:50]ـ
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد:
إخواني .. في هذه الإجازة يطمح الإنسان لمشروع علمي يستفيد منه ويفيد به, ومحبكم يفكر في مشروع (حديثي) يستفيد منه الفوائد التالية:
1 - يكون من خلال هذا المشروع يمر على أكثر الأحاديث في الكتب الستة, أو غيرها.
2 - يكون مشروع مطلوب ومرغوب عند طلبة العلم حتى يستفيد منه أكبر قدر ممكن.
3 - تكون مدة العمل على هذا المشروع ثلاثة أو أربعة أشهر بالكثير (اعتكاف كامل عليه).
وتذكروا أن الدال على الخير كفاعله, فربما يطرح علي أحدكم رأياً, فأعمل به فيكون له الأجر العظيم, وهو في بيته!! وفضل الله أعظم ...
ـ[أبو حماد]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 10:04]ـ
هل تقصد بذلك: القراءة والتحصيل؟، أم الجمع والتأليف؟، أم البرمجة وغيرها؟.
فسياق الكلام لم يتضح لي، وأرجو أن يكون ذلك قصوراً منّي.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:14]ـ
تأليف يُنتج قراءة وتحصيل.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:34]ـ
القراءة والتحصيل هي ما يُنتج التأليف (ابتسامة).
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:43]ـ
جزيت خيراً ياشيخ أبو حماد ..
ولكني بفضل الله قرأت في مصطلح الحديث والعلل كثيرا, ولما أردت التطبيق وتحصيل الفائدة خرجت بلوغ المرام كاملاً (لنفسي) وعرضته على كثير من المحدثين وأثنوا عليه وهذا فضل الله, وقال لي بعض الشيوخ: لو قمت بعمل حديثي لم يقم به أحد قبلك, بحيث يُلزمك هذا العمل بكثرة الرجوع لأسانيد الكتب الستة ليصير عندك نوع من الإلمام بالكتب الستة وأحاديثها. وهذا ما أريده ياشيخنا الفاضل.
ـ[أ د ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم، لو جمعت مختصرات الكتب الستة في كتاب واحد، مثل: مختصر صحيح البخاري (التجريد الصريح)، ومختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري. . . وبقية المختصرات وتقدم لها بمقدمة تعريفية وافية. والله يحفظك. ونتمنى لك السداد يا شيخ ناصر.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 03:02]ـ
جزيت خيراً يادكتور ياسين, وأريد من بقية الإخوة المشاركة ...
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 09:23]ـ
يرفع لانتظار الإخوة ...(/)
الفصام النكد بين بين العلماء والمثقفين- لفضيلة الشيخ القاضي محمد الصادق مغلس المراني
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
المجتمع المسلم كالجسد:
فإن المجتمع شأنه كشأن الفرد، وكما أن جسد الفرد يتكون من أعضاء يجمع بينها وينسق بين وظائفها الرأس، فيكون الكيان بجميع أعضائه موحداً يسعى إلى غايات محددة، فكذلك المجتمع لا بد من رأس ينسق بين تكويناته ويربط بين طاقات كيانه، وهذه حقيقة معلومة لكل ذي لب وإدراك.
وتمشياً مع هذه الحقيقة فقد عبرَّ عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارته الجامعة حين قال -كما في الحديث المتفق عليه-: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد}.
وكما أن الجسد السويّ لا يوجد بين أعضائه تنافر وفصام، فكذلك المجتمع السويّ لا يوجد بين تكويناته تنافر وفصام، وإنما انسجام ووئام.
وإذا وجد في جسد شذوذ في بعض الأعضاء، أو تمرد في بعض الخلايا؛ فإن ذلك يعتبر مرضاً لا بد من الإسراع في معالجته، فإن حصل العلاج تعافى الجسد، وإلاَّ فإن الداء يستشري، وربما شمل الجسد كله وقضى عليه، كما في حال الخلايا السرطانية المتمردة على نظام الجسد ووئامه.
وهذا ما نرى مثيله في بلاد المسلمين، إذ نجد أن نمو الشذوذات والانشقاقات فيها قد أدّى إلى تسرطنات قضت على وحدة الكيان وقتلت ذاتيته، وجعلته نهباً للسيطرة الخارجية، تماماً كالأمراض القاتلة التي تقتل الجسد، وتجعله نهباً للجراثيم والديدان والكائنات الأخرى.
.............................. .............................
الجسد (الكيان) الإسلامي رأسه العلماء:
إن الجسد الإسلامي كان رأسه الخلافة التي تنظم نشاطاته وتربط بين تكويناته، والخلافة تجمع بين الولاية والعلم الشرعي؛ لأنها خلافة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يجمع بينهما في حياته بحكم النبوة.
وأحق الناس بهذه الخلافة العلماء؛ لأنهم ورثة الأنبياء، كما في الحديث الذي رواه أحمد والأربعة وابن حبان عن أبي الدرداء، وذكر الألباني في (صحيح الجامع) أنه صحيح.
وما كان يتولى الخلافة في دولة الإسلام إلا العلماء، ثم تطرّق الخلل في بعض أطوار التاريخ الإسلامي إلى الحكم، وتولىَّ غير العلماء الخلافة، فإنهم مع ذلك كانوا يجلُّون العلماء ولا يخرجون عموماً عن توجيهاتهم ومرجعيتهم، واستمرت هذه الحال إلى آخر خلافة حكمت المسلمين، وهي الخلافة العثمانية.
ولم تكن مرجعية العلماء محل نزاع؛ لأن الله أعطاهم هذه المكانة الرفيعة، وجعلها بعد مكانة النبوة، قال تعالى: ((يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)) [المجادلة:11].
.............................. .............................
التاريخ الإسلامي مملوء بأخبار العلماء الذين أوتوا العلم درجات:
والتاريخ الإسلامي مملوء بأخبار العلماء الذين كانت كلمة الحق منهم وأحكامهم على الحكام، كأخبار طاووس وابن طاووس والحسن البصري وسعيد بن جبير ورجاء بن حيوة وأبي حازم، وغيرهم مع ملوك بني أمية وأمرائهم.
وأخبار أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسفيان والفضيل بن عياض وعبد القادر الجيلاني وغيرهم مع ملوك بني العباس.
وأخبار العز بن عبد السلام وابن تيمية والنووي وغيرهم مع ملوك المماليك.
وكان من الحكام من يعرف هذه المرجعية للعلماء؛ فيعطيهم حقهم، ومنهم من يتجاهل؛ فيفرضها عليهم العلماء إلى حد كبير ومعهم الرأي العام.
وصدق القائل:
إن الملوك على العباد حكومة وعلى الملوك حكومة العلماء
إن الأمة بخير ما دامت مرجعيتها إلى العلماء، فهي بتلك المرجعية محمية من الضلال والانحراف، محروسة من المستوردات الباطلة والأهواء، وهذه هي الضمانة التي جعلها الله للهداية في المجتمع الإسلامي، وبدونها يضل المجتمع حكاماً ومحكومين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك كما هو الحال في آخر الزمان بسبب وقوع الموت والفناء على العلماء، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو: {إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبضه بموت العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً؛ اتخذ الناس رؤساء جُهالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلُّوا وأضلُّوا}.
وقريب من موت العلماء وفنائهم ما يجري عليهم من العزل والإبعاد والإقصاء عن التأثير.
.............................. .............................
العلماء والمثقفون:
المقصود بالعلماء كما قال الشوكاني في (فتح القدير) في تفسيره لآية: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [آل عمران:18]، هم علماء الكتاب والسنة، وما يتوصل به إلى معرفتها، أي أنهم المتخصصون في العلوم الشرعية.
وليس هذا التعريف سائباً؛ فيدخل فيه كل من ادعاه، كلَّا: بل إنه لا يدخل فيه إلا من شهد له علماء الشريعة أنفسهم بشهادة أو إجازة وفق الضوابط الموضوعة عندهم لذلك، تماماً كالعلوم الأخرى لا يعتبر متخصصاً فيها إلا من شهد له أصحاب التخصص.
ولا يعتبر عالم الشرع عالماً حقاً إلا بعلمه، وفي مقدمة ذلك أن تتحقق فيه خشية الله، قال تعالى: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)) [فاطر:28].
وأما المثقفون فهم الذين حازوا الثقافة، وهي كما عرَفها مجمع اللغة العربية -كما في المعجم الوسيط-: العلوم والمعارف والفنون المطلوب الحذْق فيها.
فالمثقف هو الذي عنده اطلاع على علوم ومعارفِ وفنونِ عصره، وليس بالضرورة أن يكون اطلاعاً عميقاً، وقد يكون متخصصاً في أحدها أو في بعضها، وقد لا يكون، فالمثقف في عصرنا مثلاً عنده اطلاع على التاريخ وعلى الأدب وعلى الجغرافيا والفلك، وعلى عادات الناس، وعلى السياسات وعلى الأنظمة والقوانين، وعنده معرفة بأسباب الصحة وأنواع الغذاء والوقاية من الأمراض، له نصيب من المهارات الشائعة المنتشرة، يعرف كيف يأخذ وكيف يردّ وكيف يتعامل مع الآخرين، وقد يكون متخصصاً في فن من الفنون: كالطب أو الفلك أو التاريخ أو الكتابة أو الصحافة، وقد يكون متخصصاً في علم الشريعة.
ومن الضروري أن يكون العالم الشرعي مثقفاً بثقافة عصره، ولا يلزم أن يكون المثقف عالماً.
وضرورة أن يكون العالم مثقفاً ضرورة تفرضها تبعاتُ ومسئوليات العلم الشرعي نفسه؛ لأن العالم لا بد لكي يكون مرجعاً للناس من أن يُلمّ بثقافة عصره، ويعرف واقعه معرفة كافية، فهذا جزءٌ من البصيرة الواردة في قوله تعالى: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)) [يوسف:108].
.............................. .............................
دور العلماء والمثقفين:
دور العلماء كما ذكرنا بمجموعهم هو دور القيادة والتوجيه في المجتمع المسلم، ودور المثقفين الصالحين المتمسكين بدينهم – بما عندهم من قدرات – هو دور المعاونين للعلماء في نشر الوعي الإسلامي والالتزام بدين الله في] أواسط الحكام والمثقفين الآخرين، وفي أوساط العوام، ومع الأمم الأخرى بمثقفيها وعامتهم، ويسعى الجميع بقياده العلماء لإعادة مكانة ووحدة المسلمين وخلافتهم.
وهناك سلبيات كثيرة بسببها ضاع دور العلماء أو كاد.
وضاع دور المثقفين كذلك، ومن هذه السلبيات: خلوّ! بعض العلماء من ثقافة عصرهم فلا يحسنون التعامل مع العصر.
ومنها: تهميش الحكام للعلماء.
ومنها: تحالف القوى العلمانية في بلاد المسلمين مع القوى الكافرة الأجنبية لمحاربة العلم الشرعي والعلماء، فهم يتمنون بقاء الأمة واستغلالهم لمقدّراتها.
ومنها: تفرق كلمة العلماء أنفسهم، فإلى اليوم لم يجتمع علماء العالم الإسلامي في مؤسسة واحدة وبصورة جادة، ليكون خطابهم الديني للأمة واحداً في القضايا الكبرى، وليقودوا الأمة.
وقد نجح النصارى -على سبيل المثال- في أن تكون لهم مرجعية دينية واحدة تتمثل في مؤسسة الفاتيكان، مما جعلهم كتلة دينية، وأعطاهم ثقلاً عالمياً كبيراً، في حين يفتقد ذلك المسلمون اليوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: أن كثيراً من المثقفين الصالحين – فضلاً عن غير الصالحين– عندهم تشويش وتردّد وعدم تسليم بمرجعية العلماء الشرعيين وقيادتهم، فالحركات الإسلامية اليوم –وأتباعها بالملايين– منتسبوها كثير، منهم مثقفون صالحون -ولا نزكيهم على الله- ولكن لا يقودون هذه الحركات، شأنهم كشأن سائر الأعضاء غالباً .. فصوت العالِم كصوت أي عضو مثقف في أجهزة تلك الحركات المختلفة، سواء في القضايا العامة أم في القضايا الشرعية، وليس للعلماء مجالسهم الشرعية المرجعية الخاصة الفعّالة، باستثناء الروافض الذين لعلمائهم مجالسهم المرجعية النافذة، ولكن انحرافهم معلوم في جوانب أخرى.
وقد كانت نتيجة ذلك تهميش العلماء مرة أخرى، فبجانب تهميش الحكام للعلماء همّشتهم الحركات، فلم تجعلهم كقطاع علمي شرعي قيادي متميز.
وهذه سلبية كبيرة يجب على الحركات -وعلى العلماء أنفسهم- تلافيها.
فهذه الحركات التي تقدم نفسها اليوم بأنها تمثل دوراً طليعاً في الأمة، أولى بها أن تنتبه لذلك، لا سيما بعد مرور عقود كثيرة على هذه الحركات تقارب القرن أو تجاوزه، وهي لم تحقق هدفها بعودة الخلافة وتمكين الدين، بل صار الغالب عليها التآكل والتساهل، وضعف الأدوار والتفاؤل، رغم ضخامة الأحجام والإمكانات، ووصول بعضها إلى الحكم.
هذا الضعف الذي يعود –والله أعلم– إلى غلبة الطابع السياسي الجزئي الحزبي الضيق القاصر، على الطابع العلمي الشرعي الكلي الرحْب الرشيد الجامع للأمة؛ فقد ورثت تلك الحركات عن مؤسسيها رحمهم الله الجموع، وواصلت التجمع والتوسع، ولكنها لم تنجح في التوظيف والتصريف، كالقاصر الذي ورث الكنوز والأموال، ثم لم يتمكن من تصريفها في قضاء حاجاته، فيظهر في مظهر الفقير أحياناً وليس بفقير، ينقصه في الحقيقة الولي كامل الأهلية، ولا يعني هذا أن ننجس هذه الحركات جهودها في الإحياء الإسلامي في هذا العصر –معاذ الله– فهي جهود كبيرة مشهورة مشكورة.
.............................. .............................
تقديم العلماء لا يعني تقديس أشخاصهم:
إن تقديم العلماء إنما هو بسبب ما يحملونه من العلم الذي يحوي النصوص المعصومة، وهو علم الكتاب والسنة، فالتقديم في الحقيقة هو لذلك العلم الشريف الذي قال الله عنه لنبيه: ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)) [المزمل:5]، وهو الذكر، والذين يقوون على حمله تشرفوا بشرف ذلك العلم أو الذكر، وأطلق عليهم أهل الذكر، فهم مرجعية الناس في معرفة ذلك الذكر؛ لكي يعمل الناس به ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل:43].
وكل من تحمّل المشاق وتعلم الذكر؛ انضم إلى قائمة أهل الذكر، إذ ليست القائمة محتكرة على صنف من الناس، بل كل شخص عنده استعداد يمكنه أن يتعلّم ويصبح عالماً، وهذا يدل على أنه لا توجد قداسة ذاتية للعلماء.
إن العلماء هم مرجعية الناس في الأمور الدينية التي تحكم حياتهم، كما أن المتمكنين من العلوم والفنون الأخرى هم مرجعية الناس في تلك العلوم والفنون، والناس لا يعترضون على مرجعية العلماء بالطب في مجال الطب، ولا على مرجعية العلماء بالهندسة في مجال الهندسة، ولا على مرجعية العلماء بالفلك في مجال الفلك وهكذا، فكذلك لا يجوز الاعتراض على مرجعية علماء الشرع والدين في المجالات التي نظمها الشرع والدين في حياة الناس.
وإذا كانت العلوم متفاوتة في أهميتها وفي مكانة كل علم منها، فكذلك تتفاوت أهمية ومكانة حاملي العلوم.
يدل على أنهم كالجسد رأس يقوم الجسد ويربط بين أجهزته وأعضائه، وهذا الرأس استحق تلك المكانة بحكم التخصص والمقدرة، وليس في ذلك إذلال ولا تحقير للأجهزة والأعضاء الأخرى، فكذلك المجتمع المسلم كيان وجسد له رأسه المتخصص وهم العلماء بالشرع، وإذا اتخذ المسلمون في مجتمعاتهم رؤوساً أخرى غير المتخصصين في الشرع، أو غير الذين لا يرجعون على الأقل إلى المتخصصين؛ فقد اتخذوا رؤوساً جهالاً -كما في الحديث المتفق عليه المذكور من قبل- {فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا}، وذلك مثل ما لو اتخذ الناس قائد طائرة لم يدرس الطيران، أو طبيباً جرّاحاً لم يدرس الطب والجراحة؛ فيكون هذا الاتخاذ سبباً في جلب الإضرار والهلاك.
.............................. .............................
(يُتْبَعُ)
(/)
الأسباب التي ذهبت بالعلاقة السلمية بين العلماء والمثقفين:
كان العلماء محل إجلال واحترام سائر فئات المجتمع المسلم، بمن في ذلك المثقفون؛ لأن التربية الإسلامية صنعت فيهم ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: {ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه}، رواه أحمد والحاكم عن عبادة بن الصامت، وذكر الألباني في (صحيح الجامع) أنه حسن.
فلما دخل الاستعمار بلاد المسلمين، ودخلت أفكاره في البلاد التي لم يدخلها من بلاد المسلمين؛ أخذ الفكر الاستعماري -الذي ستحق بعد رحيل المستعمر- يحارب العلماء ويقلل من شأنهم، ويعزلهم عن الأعمال القيادية في المجتمع، ويجهز لهذه الأعمال أشخاصاً علمهم -بلغته وثقافته- المناهضة للدين وللعلماء، ويعطيهم الصدارة، ويعمل على تجفيف التعليم الشرعي، ويضايق العلماء في مرتباتهم وأرزاقهم، ويسخر منهم في وسائل الإعلام المختلفة التي يشرف عليها، ويجعلهم مع طلابهم موضع تندر وفكاهة.
وأذكر أنني مررت بالقاهرة أواخر القرن الجاري الماضي، فلفت نظري –أنني منذ خرجت من المطار إلى أن انتهيت إلى المكان الذي نزلت منه– انتشار صُوَر شيخ أزهري بعمامته ولحيته، وبجانبه علبة أو إبريق الشاي، ومكتوب تحت ذلك (شاي الشيخ الشِّرِّيب) أي: أن العالم الشرعي صارت صورته دعاية للشاي!! هل كان يمكن أن تستخدم صورةُ ذي وجاهة أو وزير مثلاً، ويوصف بذلك الوصف الذي وصف به الشيخ كمادة للدعاية المُسفة؟! كل ذلك يجري إضافة على السخرية من العلم الشرعي والدين نفسه ونشر الشبهات حوله في كل اتجاه، بأساليب متنوعة مما غير نظرة أبناء المسلمين للعلماء وللعلم الشرعي، فبعد أن كان يندب له أذكى الطلاب، ويعامل المتخرج منه أحسن المعاملة، ويرتقي في المجتمع حتى يصير مرجعاً للناس، أصبح لا يلتحق بالمنشآت التعليمية الشرعية -القليلة المتبقية التي شوهت- إلا الطلاب ذو الدرجات المنخفضة، أو المصابون بعاهات إلا في بعض البلاد التي لم تتعمق فيها ثقافة المستعمر، وقد عمت هذه السياسة معظم بلاد المسلمين، ولولا القوة الذاتية للإسلام وحفظ الله له لكان قد قُضى عليه وعلى علمائه تماماً، لكن الله سبحانه قيض علماء ودعاة وحلقات مسجديه ومؤسسات أهلية، وكانت نتيجة ذلك تخرُّج علماء أقوياء لازالوا يشكلون مرجعية، ويواصلون مسيرة العلم الشرعي والدعوة إلى الله قدر الإمكان.
أمام التشويه المذكور ضعفت مكانة العلماء -كما ذكرنا- وكادت تضيع، وجاء الفكر الديمقراطي المذوق إضافة إلى ضعف الوعي الإسلامي ليعمق قضية المساواة بين غير المتساوين، جاء ذلك الفكر ليسوي بين العالم القوي المتمكن والجاهل المغرور المتعلق، بل يسوي بين المسلم وغير المسلم، وأصبح يُنظر إلى تلك التسوية أنها مكسب عظيم للإسلام، وأنه صار للعالم فرصة أن يتكلم، ويعرض ما لديه بدلاً من السخرية منه، أو رميه في أحد السجون، وأنه يمكنه أن ينافس الآخرين وينزل بدعايته وشهادته وصوره مثلهم إلى الشوارع وإلى المكاتب، ثم قد يسمح له ولقليل من أمثاله، بعد جهد جهيد وبذْلٍ ليس وراءه مزيد، يسمح لهم بفرص محددة محسوبة للوصول إلى بعض الكراسي أو المواقع؛ لكي يطرحوا بعض ما لديهم مما يسمح به الفكر الديمقراطي وبضوابطه، لكي يطرحوا بعض ما يحملونه من النصوص الشرعية المعصومة بجوار ما يطرحه الآخرون مما قد يتناقض مع ذلك، ويكون الطرحان على قدم المساواة.
وهنا تأتي المفارقة، ففي حين يفرح الفرحون بما يضنونه الفرصة الذهبية لعرض بعض الحق كيفما كان العرض، يصاب بالغم ذوو النظر الآخر؛ إذ يجدون الظلم بلغ مداه في التسوية بين العالم وغير العالم، والتسوية بين طرح نصوص الوحي وطرح ما قد يعارضها من كلام البشر جنباً إلى جنب للاختيار، وقد يومض في ذهن بعض المغتمين مثل السياق القرني الذي وردت فيه الآيات: ((قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ)) [الشعراء:96] * ((تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) [الشعراء:97] * ((إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الشعراء:98]، وتُلح عليهم ضرورة البحث والسؤال عن مدى التقارب أو التباعد بين التسويتين والصورتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين هذه النظرة الديمقراطية للعالم الشرعي التي تسمح بمنافسته ونزوله مع الآخرين للمفاضلة ونحو ذلك مما سبق، مع النظرة التي كانت سائدة من قبل في المجتمع الإسلامي تجله العالم المبنية على التربية الإسلامية الأصيلة التي يظهر شيء منها خلال هذا الأثر الذي رواه ابن عبد البر رحمه الله في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) بسنده عن علي رضي الله عنه أنه قال: [[أن من حق العالم أن لا تكثر عليه بالسؤال، ولا تُعْنتَهُ في الجواب .... إلى أن يقول: وعليك أن توقره وتعظمه لله تعالى ما دام يحفظ أمر الله تعالى، ولا تجلس أمامه -يعني لا تتقدم عليه- وإن كانت حاجة سبقت القوم إلى خدمته]].
إن مجموع ما ذُكر وغيره قضى على العلاقة السلمية بين العلماء وبين المثقفين وبقية أفراد المجتمع، بحيث صار المثقف وغيره عموماً لا يعرفون للعالم حقه إلا من رحم الله، ولا يتعاونون مع العالم التعاون المطلوب، ولا ينضوون تحت توجيهه وإشرافه في التربية والتزكية والتعليم ونشر الدعوة، وصار العلماء عموماً أيضاً إلا من رحم الله يصبرون على الناس -بمن فيهم المثقفون- للوصول بهم إلى مستوى ذلك المنهج الرفيع، وإنما يسايرون الأوضاع، وقد يؤصلون للمستوردات الغربية، وقد يخطبون وُدّ المتنفذين سواء كانوا في جهات رسمية أم داخل جماعات؛ يسايرون لأنهم يستصعبون الموقف القدوة لخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي من المفترض أنهم يرثونه ويقتدون به في كل أحواله، ومن ذلك موقفه حين ألحت عليه البيئة التي حوله في أن يسودوه على طريقتهم أو يملكوه أو يموِّلوه ... إلخ، ولكنه عليه الصلاة والسلام رفض المسايرة، وأبى الالتزام بخصوصية المنهج في غايته ووسائله، حتى وصل بفضل الله إلى النجاح المثالي.
اليوم يتنازل بعض السائرين المستعصيين للموقف النبوي وخصوصية المنهج، فيقبلون طريقة الآخرين ويسايرونهم فيما يزعمونه من تحقيق مكاسب في السلطة والسيادة والمال، ويظنون أنهم بذلك سوف يخدمون الإسلام.
والعلماء الماضون في هذه المسايرة يفتقدون وراثة النبي صلى الله علية وسلم على النحو المطلوب، ويفتقدون مكانة الرفعة والإجلال وخصوصية المنهج، ولا يجنون سوى الوهم والسراب، وتضيع في أثناء ذلك العلاقة السلمية بين العلماء والناس، وهي علاقة التلقي والتعلم والاحترام والاستجابة، وتحل محلها علاقة الندية وعدم التقديم، وأنه ليس أحد أولى من أحد في الأخذ عنه أو التلقي منه.
.............................. .............................
الاستغلال السياسي للطاقات المثقفة لضرب العلماء:
لقد قامت الحملات المعادية للدين الصادرة من تحالف العلمانيين في بلاد المسلين مع القوى الأجنبية بإثارة نعرة التمرد عند المثقفين على مرجعية العلماء، وجندت فئات من المثقفين من الكتاب والصحفيين والمحامين والمدرسين وأساتذة الجامعات والأطباء والباحثين والموظفين والدبلوماسيين والضباط وغيرهم من كافة التخصصات للوقوف معها، واتهام مرجعية العلماء بأنها نوع من الكهنوت والتسلط، وأن سيطرة العلماء تعنى حظر مظاهر الحضارة والانفتاح والتمدن، أو على الأقل تقليصها، وأن الالتزام بالدين لمن يرغب في الالتزام يمكن أن يتم من خلال الاطلاع الشخصي، وأن الدين سهل ويمكن أن يفهمه كل أحد، ولا يحتاج إلى مرجعية، إلى غير ذلك من الشبهات في هذا الباب، والتي تحولت في بعض البلاد إلى ثقافة شاملة، وإلى كتب ومناهج تعليمية، وإلى مادة لوسائل الإعلام، وشعارات وثوابت يتغنى بها ويحرسها الكثير.
هذه الثقافة جعلت كثيراً من العلماء يقفون في موقف الدفاع، ومن أجل التخلص من التهم قد يبالغ بعضهم في المسايرة والموافقة والتأصل للمساواة بين غير المتساوين، بين العالم وغير العالم.
وقد استفاد بعض السياسيين إلى حد كبير وعملوا على تعميقها؛ لأنها تكفل لهم البقاء في بعض المواقع التي لا يجوز أن يشغلها شرعاً ومنطقاً إلا علماء متخصصون في الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وظل العلماء الحريصون على استعادة مكانة العلم الشرعي يعانون من الإقصاء والإبعاد ومصادرة الحقوق والاضطهاد الفكري، وربما القمع والمحاكمات بتهمة الشذوذ والتطرف!! وأخيراً تم تعميم مصطلح الإرهاب وقائمة الإرهاب من أجل مزيد من الملاحقات والاختطافات وحتى الاغتيالات؛ وذلك من أجل مزيد من الإرهاب لهذه الشريحة، حتى في مؤسساتها التعليمية المتبقية القليلة.
ومع اتساع دوائر العداء والابتلاء وانحسار دائرة العلماء وطلاب العلم الشرعي؛ تضافرت الطاقات لتسديد الضربات على العلماء ومن معهم من كل حدب وصوب، وانطلقت مؤامرة القوى الأجنبية مع حلفائها من العلمانيين على معظم المثقفين في بلاد المسلمين، بمن فيهم كثير من مثقفي الحركات الإسلامية كما ذكرنا من قبل، ولم يُعد الأمر في الفترات الخيرة مقتصراً على التقليل من أهمية العلماء ومرجعيتهم، وإنما تعداه عند بعض الحركات إلى حد إهمال الدفاع عن هؤلاء العلماء وخذلانهم، وتركهم يواجهون الدعايات والتهم الكاذبة بمفردهم، واتخاذ مواقف شبيهة بالتبرؤ منهم والله المستعان.
.............................. .............................
خطوات مطلوبة من العلماء والمثقفين لإعادة العلاقة السلمية:
فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل -كما في الحديث الصحيح- وأن يصبروا ويزدادوا ثباتاً على ذلك المنهج، فإن العاقبة في الآخرة بإذن الله لهم، وكذلك في الدنيا إن شاء الله لمن طال بهم العمر؛ لأن الدلائل والإرهاصات والتمايز إلى فسطاطين وإفلاس كل الطروحات، كل ذلك يشير إلى أن الالتزام بالمنهج الشرعي السليم هو الملاذ للأمة، وأنها تُدفع إليه دفعاً، هذا بالإضافة إلى النصوص القرآنية والنبوية المبشرة بظلم في آخر الزمان، وبعودة الخلافة الراشدة التي قوامها مرجعية العلم الشرعي، وأنها سوف تعم الأرض كلها، ويظهر الإسلام على الدين كله بصورة لم يسبق لها مثيل ((لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)) [التوبة:33]، {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر} رواه أحمد والحاكم وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وذكر البنا في (الفتح الرباني) أن سنده جيد، وذكر الوادعي أن بعض رجاله ليسوا عند البخاري في صحيحه، ولم يعترض على التصحيح.
.............................. .............................
ثانياً: المطلوب من العلماء المسايرين للأوضاع:
أن يتقوا الله؛ فإنهم سوف يندمون في الدنيا قبل الآخرة على تساهلاتهم وتنازلاتهم ومسايراتهم للتيار في غير مواضع الرخصة، وأن يدركوا أن التأصيل من بعضهم للانحراف هو نوع من التحريف لدين الله، وإذا لم يقدروا على قول كلمة الحق؛ فلا يجوز لهم أن يقولوا الباطل باسم الدين، ولن نسوق لهم الأدلة من النصوص؛ فهم على علم بها، وليعلموا أنه لن يتحقق غرضهم في الدنيا بتمكين الدين بغير منهجية الدين، وإذا لم يرضوا الله؛ فلن يرضوا الناس، ولا يمكن أن يهادنهم الأعداء، ولا أن يقبلوا منهم، ولا يليق بهم أن يصيروا بتساهلاتهم وفتاواهم فتنة للناس، ومن فقد الاتزان صار في النهاية عبرة للآخرين.
فهرول ما بين هذا وذا فلا ذا تأتىَّ ولاَ ذَا حصل
ويجب على العلماء جميعاً في ديار المسلمين -العاملين في جهات رسمية، أو المنتظمين في جماعات ظلوا معتزلين- أن يمدوا الجسور فيما بينهم، وأن يكثفوا الحوارات في أوساطهم، دون أن يستأذنوا في أداء واجبهم من أحد أو ينتظروا توجيهاته؛ فإن الله كلفهم ومنحهم الإمامة في الدين، وأخذ عليهم الميثاق، وحذرهم من التهاون، فإذا اجتمعوا جمعوا كلمتهم أو قاربوا، وإذا فعلوا ذلك؛ وحدوا الخطاب الديني أو كادوا، وأغلقوا الطريق على الذين يزعمون تمثيل هذا الخطاب وليست لهم شرعية كافية ولا أهلية وافية.
إن اجتماع العلماء أو معظمهم مع تحررهم من التبعية الرسمية والحزبية يجعل الناس تلقائياً تبعاً لهم، فيأخذون بأيديهم بأذن الله إلى سواء السبيل.
.............................. ...................
ثالثاً: المطلوب من المثقفين:
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلوب من المثقفين الملتزمين -بالذات سواء الذين لم يرتبطوا بجماعات، أم الذين يشكلون جمهور الجماعات- أن يتقوا الله، وأن يعلموا أنهم يمارسون احترام التخصص بشكل يومي في كل صغيرة وكبيرة، فإذا مرض أحدهم لجأ إلى الطبيب، وإذا احتاج لعملية جراحية اتجه إلى الجرَّاح، وإذا أراد بناء بيت طلب من المهندس وضع المخطط والإشراف على البناء، وإذا تعطلت سيارته أو جهاز من أجهزة البيت أو العمل أو آلة من الآلات ذهب إلى المختص، ولا يجد في شيء من ذلك غضاضة ولا استنكافاً، ولا يعتبر ذلك تسلطاً من ذوى الاختصاص أو كهنوتية يمارسونها عليه، كما أنه لا يدعي أن هذه التخصصات بسيطة، وأنه يمكن له ولأي أحد أن يقوم بعمل الطبيب أو الجراح أو المهندس، كذلك لا يدعي أنه يستوي العالم بالطب مع غير العالم بأي فن مع الذي لم يتخصص فيه، بل إنه إذا عرضت قضية طبية أو عملية جراحية أو قضية عسكرية تحتاج إلى عدد من الأطباء أو الجراحين أو الضباط الكبار؛ فإنه يجتمع معهم في التصويت سواهم، ولا يطرح أحد هنا حجة المساواة بين الناس؛ لأن المساواة معهم في التصويت سواهم، ولا يطرح أحد هنا حجة المساواة بين الناس؛ لأن المساواة بين غير المتساويين، بين غير المختص وغير المختص ظلم شنيع وخلل فظيع.
فإذا كانت هذه الأمور محل تسليم منطقاً وشرعاً؛ فلماذا لا تسري كذلك على المختصين بالعلم الشرعي؟ فيتم احترامهم واحترام تخصصهم، والرجوع إليهم دون غيرهم في الأمور التي نظمها الدين؛ لأنهم أعلم بها، ويكون لا رجوعاً بدون حساسية ولا أنفة، وإذا احتاج الأمر إلى أن يتداولوا فيما بينهم في مجالسهم؛ انحصر التصويت فيما بينهم دون مشاركة من ليس منهم، وخرجوا للناس بالحلول الشرعية، فهذا هو المنهج الذي رضيه الله لعباده في هذا الباب وبلغه رسوله، والعلماء ورثة الأنبياء ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [النساء:65].
ومن أراد الالتحاق بالعلماء أهل الحل والعقد فلا حجر عليه، ولكن لا بد من أن يحقق شرط الشرع، وهو العلم كما فعل عمر رضي الله عنه لما ألحق ابن عباس رضي الله عنهما بمجلس شوراه، فلما سمع من يقول: [[لماذا يدخل هذا ولنا أبناء مثله؟]]؛ أراد عمر أن يظهر كفاءة ابن عباس فسأل الجميع عن الغرض من نزول سوره النصر، فكان ذلك الجواب المتميز من ابن عباس الذي دل على توفر شرط العلم لديه، مما جعله مؤهلاً ليكون مع علماء الصحابة في مجلس شورى عمر، وذلك كما هو ثابت في الحديث الذي رواه البخاري.
وإذا اقتنع المثقفون بذلك -ولا بد أن يقتنعوا إذا أرادوا الالتزام الصحيح بدينهم- فسوف يتحلون جميعاً بمختلف طاقاتهم للالتزام والاقتناع بمكانة العلماء: الكاتب منهم والصحفي والمحامي والضابط والاقتصادي والاجتماعي وهكذا.
وسيجدون أن العالم الشرعي نفسه يمارس احترام التخصص عند لجوئه إلى الطبيب للعلاج، وإلى الصحفي الثقة لأخذ الخبر والتحليل الصحفي، وإلى السياسي الكفء لإدراك الموقف السياسي السليم، وهكذا، تماماً كتسليم الأعضاء في الجسد للرأس بالتوجيه، واستجابة الأعضاء له الاستجابة التامة، رغم احتياج خلايا الرأس على الدم الذي يضخه القلب، والهواء الذي يأتي من الرئتين، والغذاء القادم من جهاز الهضم، وهلم جر ... في تعاون وتكامل وتنسيق مع خضوع كلي تام لخلايا الرأس ذي المكانة والطبيعة القائدة، والمؤمنون كالجسد الواحد كما بين عليه الصلاة والسلام.
هذه بعض خطوات يمكن أن يمضي فيها العلماء والمثقفون لإعادة المياه إلى مجاريها، أوردناها بعد شيء من التشخيص وإلقاء الضوء على الفصام الواقع في زماننا بين العلماء والمثقفين، ونسأل الله تعالى أن يرد الأمة بمجوعها إلى دينها ردًّ جميلاً، وأن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل .. آمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 08:45]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد السعيدي وجزى شيخنا الكريم محمد الصادق خير الجزاء وإن كنت متواصلا معه فأبلغه سلامي
وأود أن أضرب مثالا على عدم اعتبار رأي العالم في بعض الجماعات الإسلامية
قال لي أحدهم اجتمعوا يوما فتداولوا في أمر ما فقال الشيخ فلان وهو عالم مشهور إن هذا الأمر لا يجيزه الشرع فلا تتناقشوا فيه والدليل كذا وكذا فقال أحدهم نصوت عليه ياشيخ وإخوانك قد سمعوا الأدلة الشرعية فسكت الشيخ برهة ليسمع رأي الآخرين بالتصويت فقال أكثرهم نصوت ياشيخ نصوت فقال ويحكم أقول لكم يقول الله تعالى ويقول رسوله صلى الله عليه وسلم وتقولون نصوِّت سبحان الله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36 إنكم والله تكفرون إن صوَّتم على هذا الأمر فاتقوا الله قال لي راوي الحكاية والله ما سكتوا إلا على مضض. والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 01:33]ـ
الفاضل علي المحيمد ولد شيخنا المفسر اللغوي ياسين جاسم المحيمد حياك ربي وشاكر لك مرورك وأبشر سأبلغ شيخنا محمد الصادق سلامك إن شاء الله، كماأشكرلك تعليقك هنا وتعليقاتك الأخرى التي نستفيد منها، ولي عندك طلب إذا ممكن وهو أن تقبل والدكم شيخنا الفاضل الذي أفدنا منه قبلة مني على رأسه وشكرا.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 02:11]ـ
حياكم الله أخي الفاضل بشرك الله بالجنة دار السرور سيصل ما أردتم حال رؤيتي سيدي الوالد بإذن الله أكرمكم الله وجعلكم على خطا العلماء الصادقين المخلصين(/)
مسابقة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 01:30]ـ
في علل ابن أبي حاتم 6/ 238 (2484) الطبعة التي بإشراف الدكتور سعد الحميد
قال أبو زرعة: هشام عن رجل أصح.
ثم ذكر المحققُ كلامَ الدارقطني في العلل.قال في أخره (و يشبه أن يكون القول قول يحيى بن زكريا و أبي أسامة فإنهما ثقتان)
أشكل عليَّ قولُ الدارقطني (فإنهما ثقتان) مع أنه ذكر في بداية كلامه أن سفيان بن عيينة و يحيى بن سعيد الأموي و ذكر جماعة أنهم قالوا عن هشام عن أبيه عن عائشة. فلماذا خص الدارقطني أبا اسامة و يحيى بن زكريا بالتوثيق؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 04:58]ـ
للتذكير(/)
من فتاوى وفوائد الشيخ / محمد بن ابراهيم رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 06:34]ـ
قال الشيخ حمد بن حمين الفهد:
من فتاواه وفوائده:
1 - سألته عن العقل هل هو في الصدر أو في الرأس؟ فقال: قيل هذا، وقيل هذا، ولكن الذي يظهر أن الصدر يحضر، والرأس يجمع.
2 - و سمعته يقول: لابد في الوضوء من أقل جريان ولا يكفي مجرد البلل.
3 - وكان أحد أبنائه الصغار يتوضأ فبدأ باليسار قبل اليمين فأخبرت الشيخ بذلك، فضحك وقال: يجوز، ولكنه خلاف الأفضل.
4 - وسأله رجل وأنا أسمع عن التسوك هل يبدأ باليسار أو باليمين؟ فقال: بل باليسار لأنه إماطة أذى.
5 - وكان يقول في المسح على الجوارب أنه إذا كان فيه شق يسير فلا بأس بالمسح عليه خصوصاً إذا كان مما يلي باطن القدم.
6 - وكنت معه مرة فصلينا المغرب خارج الرياض، فلما انصرف خلع الخفين، فسألته عن السبب، فقال: انتهى وقت المسح عليهما والإمام ليس كالمأموم- يعني يخاف من نسيان المدة-.
7 - وسألته عن التيمم هل يجزئ بكل تراب له غبار أو لا، وهل يجزئ التيمم على الرمل-لأن منطقتي (الزلفي) كثيرة الرمل-، فقال: نعم يجوز.
وقد رأيت الشيخ محمد مراراً يتيمم على الجدار وكان طينياً يضربه مرة واحدة ثم يمسح يديه ووجهه.
8 - وسمعته يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا تبوك في السنة التاسعة كان طريقه إلى (تبوك) أكثره رملي ولم ينقل عنه أنه حمل معه تراباً ليتيمم به، لو كان فعل ذلك لتوفرت الدواعي والهمم لنقله، فدل ذلك على جواز التيمم بالرمل وما أشبهه.
9 - وكان كثيراً ما يسأل عن تغسيل اليدين من أثر الأكل وسريان الغسالة في ماء المجاري هل يجوز؟ فكان رحمه الله يقول: نعم، يجوز، وهل هو إلا وساخة من اليدين!!.
10 - ورأيت مرة على (بشت) الشيخ دماً يسيراً بعد الصلاة فأخبرته، فقال: الشئ اليسير لا بأس به.
11 - وسأله رجل وأنا أسمع عن (الكولونيا) فقال الشيخ محمد: أما أنا فلا أستعمله، ولو أصاب ثوبي شئ منه ما غسلته.
12 - وسمعته يوماً يتكلم عن الأذان ومشروعيته وأهميته، وقال: (إنه من شرائع الإسلام الظاهرة، وأن الرسول النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا قوماً انتظر حتى الصبح فإن سمع أذاناً و إلا أغار عليهم، وإنه لو صلى القوم ونسوا الأذان فإنهم يؤذنون و لا يعيدون الصلاة لأن الأذان للوقت وهو شريعة من شرائع الإسلام لا تترك، ثم قال: كنا عند الشيخ سعد بن عتيق رحمه الله في درسه قبل العصر في (الجامع الكبير)، ثم إنه صلى العصر وقد نسوا الأذان، فلما انصرف من الصلاة سأل عن الأذان، فأخبر بأنهم لم يؤذنوا، فأمر أحد المأمومين أن يقوم ويؤذن، قال الشيخ محمد: فقام في وسط الصف فأذن بعد الفراغ من الصلاة).
13 - وكان رجل من أهل (الزلفي) يعمل بالتجارة ويسافر إلى بعض دول الخليج ليأتي ببعض البضائع، فذكر لي أنه يسكن بجانب مسجد إمامه يحلق لحيته ويشرب الدخان، وطلب مني أن استفتي الشيخ محمداً عن الصلاة خلف ذلك الرجل، فسألت الشيخ، فسكت الشيخ قريباً من يومين، ثم أعدت عليه السؤال فقال: يبحث عن مسجدٍ آخر فإن لم يجد فلا يصلي خلف هذا الفاسق ما دام مسافراً.
14 - وسمعته يقول: إذا جلس الإمام للتشهد الأول وقام ولم يكمل المأموم تشهده فلا يتبعه حتى يكمل.
15 - وفي عام 1377هـ أصيبت رجلي بمرضٍ فوضع فيها (الجبس) في مدينة (جدة)، وكنت لا أستطيع الحركة فكنت أتيمم وأصلي إلى غير القبلة، فلما جئت إلى الرياض سألت الشيخ عن صلاتي وهل هي صحيحة أو أقضيها؟ فمكث أياماً ينظر فيها ثم لم يفتني فيها بشئ.
يتبع إن شاء الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 07:40]ـ
وقال ايضا:
16 - ورأيت رجلاً أتى إليه وقال: إنني أسافر من (الخرج) إلى (الرياض) و تدركني صلاة المغرب في الطريق فهل يجوز لي أن أجمع معها العشاء مع العلم أنني سوف أصل إلى (الرياض) قبل صلاة العشاء، فقال: نعم يجوز.
17 - وفي أحد أيام الشتاء نزلت أمطار غزيرة على مدينة (الرياض) قبل صلاة (الظهر)، فقام أحد الأئمة في أحد المساجد بالجمع بين (الظهر) و (العصر)، فلما علم الشيخ محمد رحمه الله تعالى تكلم في مسجده وأمر من صلى معهم بإعادة صلاة (العصر).
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - وتأخرت مرة عن صلاة (الجمعة) فوجدته رحمه الله قد شرع في الركعة الأولى فصففت مع الذين يصلون في (ساحة الصفاة) بجانب (الساعة) ويقتدون بمكبر الصوت –بدون اتصال الصفوف-، فلما انتهينا من الصلاة سألته عن صلاتي هذه فأمرني بالإعادة.
19 - وسألته عن صلاة (الكسوف) هل هي فرض عين أو فرض كفاية؟ فقال: إن ابن القيم رحمه الله قال في كلامٍ له عنها إنه لو قيل بوجوبها لكان له وجه.
20 - وصلى مرة على جنازة فكبر خمس تكبيرات، فلما انصرف أخبرته فقال: لا بأس بذلك.
21 - وكان يقول بعدم وجوب الزكاة في الحلي، ويقول ثبت عن خمسة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القول بذلك.
22 - وكان هناك رجل من أهل (الزلفي) يعطي زكاته لقريبة منه وكانت تجمع هذه النقود ولا تشتري بها شيئاً مطلقاً، فطلب مني أن أسأل الشيخ: هل يجوز أن يشتري بالزكاة التي يريد دفعها لها ملابس و طعاماً ونحو ذلك ودفعه إليها؟ فسألت الشيخ فسكت ولم يجب قريباً من يومين، ثم قال:مادام الحال كما ذكر، فإنه يجوز هذا.
23 - وطلب مني رجل أن أسأله في مسألة حصلت له،فقال: عندي نقود وعلي دين فهل أخرج الزكاة عنها كلها، أو أزكي المال الذي لي وأترك الدين، فسألت الشيخ، فسكت الشيخ وقتاً ثم قال: بل زك مالك دون الدين.
24 - وسألته عن النقد الورقي: هل هو سند أو نقد بذاته؟ فتوقف في ذلك ولم يجب، والذي أعرفه عنه أنه مات رحمه الله ولم يفت فيها بشئ.
25 - وكنت معه مرة في اليوم التاسع والعشرين من رمضان بعد العصر، فقال: يظهر أن الليلة يهل هلال شوال، ثم قال: إن ابن مسعود قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات كلها تسع وعشرون يوماً.
26 - وفي عام 1376هـ كتب عبد الله بن زيد المحمود رحمه الله كتاباً في المناسك أجاز فيه الرمي قبل الزوال و بالليل و لم يحدده بوقت فطلبه الشيخ للمباحثه، فكانت بينهما جلستان حضرهما جمع من المشايخ وقد حضرت عندهم، ومما دار في النقاش:
أن المحمود ذكر في منسكه أن العاجز عن الرمي يسقط عنه الرمي ولا يوكل عن نفسه لأنه لا واجب مع العجز.
فقال الشيخ محمد: أيهما أوجب الرمي أو المبيت بمنى؟
قال الشيخ المحمود: الرمي والمبيت واجبان.
قال الشيخ محمد: سبحان الله!! الرمي أوجب، وإنما المبيت وسيلة للرمي.
قال الشيخ المحمود –يعني بعض الحاضرين من تلاميذ الشيخ-: إنه يوافقني على ما قلته من جواز الرمي في الليل.
فقال الشيخ –لهذا الذي أشار إليه المحمود-: ما دليلك على ما ذهبت إليه؟
فقال: قسته على يوم عرفة، فإن الحاج لو وقف في عرفة ليلة النحر لأجزأه لحديث عروة ابن مضرس الطائي.
فقال الشيخ محمد: لا، هذا قياس مع الفارق، فإن الرمي أصل مستقل، واليوم ينتهي بغروب الشمس، والليلة تتبع اليوم الذي بعدها لا الذي قبلها.
ثم بعد هذه الجلسات اعتذر الشيخ ابن محمود وقرر أن يكتب كتاباً ينقض فيه الذي قرره أولاً، ولكنه لم يف بما ذكره للشيخ فرد عليه الشيخ محمد بكتاب (تحذير الناسك مما أحدثه ابن محمود في المناسك).
27 - وكان رجل بدوي في (الزلفي) اسمه (نافع) حج ولم يسع ومضى على ذلك قريباً من 15سنة، ثم إن الشيخ محمد حج عام 1376هـ وكنت معه، فلما ذهبت لأسلم على بعض الجماعة من أهل (الزلفي) وكان معهم (نافع) هذا، قالوا: إنه استفتى بعض أهل العلم –في الميقات من هذه السنة-وأفتاه بأن عليه دم، فقلت: الذي أعرفه أن السعي ركن والركن لا يجبر بدم، ثم أخبرتهم بأني سوف أسأل الشيخ محمداً عن هذا.
فلما عدت إلى الشيخ أخبرته بالواقع وسألته، فسكت –وهذه عادته رحمه الله فإنه كان ورعاً خصوصاً في العبادات- ولم يجبني إلا من الغد حيث ناداني وقال: إنه يحرم من مكانه ثم يسعى ويقصر ويلبس، وحجه تام إن شاء الله نظراً لجهله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 07:44]ـ
وقال الشيخ حمد بن حمين الفهد ايضا:
28 - وسألته مرة عن معنى قول صاحب الروض حيث قال في باب الخيار: (ويقبل قول قابضٍ في ثابتٍ في ذمة من ثمنٍ و قرضٍ وسلمٍ ونحوه إن لم يخرج من يده) فقال: إن قبضت شيئاً ثابتاً في ذمة آخر فإنه يقبل قولك بأنه ناقص مثلاً و أنك لم تستوفه، لأنه ثابت في ذمة الآخر، ولكن يقبل هذا بشرط أن لا يخرج هذا المقبوض من يدك، فإن خرج من يدك لآخر لم يقبل قولك.
(يُتْبَعُ)
(/)
29 - ومن ذلك أنه كان هناك قط مؤذ في بيتي، فاستفتيت الشيخ في قتله فأفتاني لأنه مؤذ.
30 - وكان يفتي بلزوم الطلاق الثلاث، فمن طلق ثلاثاً بلفظ واحد فإن الشيخ محمداً رحمه الله يلزمه ويجعل امرأته تبين منه، وسمعته يقول: (إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما أفتى بأن الطلاق الثلاث في مجلس واحد يعد طلقة واحدة لم يكن يقصد بذلك مخالفة الجمهور الذين يفتون بلزومه، ولكن لانتشار (نكاح التحليل) في زمنه بين المسلمين بسبب أيمان الطلاق هذه، رأى رحمه الله أن مخالفة الجمهور أخف من مفسدة (نكاح التحليل) فأفتى بذلك).
وسمعته يقول إن ابن عباس رضي الله عنه الذي يحتج المخالفون بقوله ورد أن رجلاً طلق امرأته ثلاثاً فاستفتاه فقال: (عصيت ربك وبانت منك امرأتك).
وسمعته يقول: (إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رخمه الله تعالى كان يوافق الجمهور في هذه المسألة، ولم يفت بخلاف ذلك إلا مرة واحدة لما طلق رجل امرأته ثلاثاً وكان له منها أولاد، ورأى أنهم سيفسدهم الافتراق فأفتى بقول شيخ الإسلام ابن تيمية).
31 - وكنت معه مرة فأتت إليه امرأة من (الخرج) ومعها زوجها وأبوها وأخوها، وهي تطلب الطلاق، فحاول الشيخ الإصلاح بينهما ولكنه لم يستطع، فقال: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته)، ففرض الشيخ على الزوجة أن تدفع 3000ريال ويكون خلعاً فوافقت فالتزمت بذلك، فقال للزوج: قل طلقت زوجتي فلانة، فطلقها.
32 - وحدث أن امرأة قتلت زوجها وقبض عليها واعترفت وحكم عليها القاضي بالقتل، ثم إن أولياء المقتول تنازلوا عن القصاص، فرفض الشيخ تنازلهم، وقال: إن قتلها حرابة لا قصاص لأنها قتلته غيلة فليس للأولياء حق في ذلك، وأمر بقتلها، فقتلت –وكنت من الحضور عند قتلها-.
33 - وحصلت قضية عند أحد القضاة –من طلبة الشيخ- وهو أن رجلاً قبض عليه بتهمة السرقة واعترف عند الشرطة بذلك، فلما أحيل إلى القاضي أنكر ما سبق أن أقر به، فسأله القاضي عن هذه القضية أثناء زيارةٍ للقاضي للشيخ في منزله وأنا أسمع، فقال الشيخ: أما الحد فيدرأ عنه، وأما المال الذي اعترف به فيلزم به.
34 - وسمعته يتكلم عن القضاء يوماً وأنه ابتلاء، ثم قال: لما كانت البينة على المدعي واليمين على من أنكر وبعض المدعين لا يأتي ببينة ولا يدري أن له حق اليمين على المدعى عليه فللقاضي أن يخبره بأن هذا حق له، و لا يكون هذا من باب تلقين الخصم حجته المنهي عنه.
35 - وسمعته يوماً يتكلم عن تزكية الشهود وأنه لا بد للمزكي من معرفة تامة بالمزكى، وقال: إن عمر لما طلب تزكية أحد الشهود فزكاه رجل، قال له عمر: هل جاورته؟ قال: لا، قال: هل تعاملت معه في بيع وشراء؟ قال: لا، قال: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فأنت لا تعرفه.
سيرة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مفتي الديار السعودية رحمه الله تعالى.
http://66.34.76.88/ArabicPosts/MuhamdIbraheemAlshiekh5.htm
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 09:10]ـ
30 - وكان يفتي بلزوم الطلاق الثلاث، فمن طلق ثلاثاً بلفظ واحد فإن الشيخ محمداً رحمه الله يلزمه ويجعل امرأته تبين منه، وسمعته يقول: (إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما أفتى بأن الطلاق الثلاث في مجلس واحد يعد طلقة واحدة لم يكن يقصد بذلك مخالفة الجمهور الذين يفتون بلزومه، ولكن لانتشار (نكاح التحليل) في زمنه بين المسلمين بسبب أيمان الطلاق هذه، رأى رحمه الله أن مخالفة الجمهور أخف من مفسدة (نكاح التحليل) فأفتى بذلك).
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد واختيار المرء دليل على عقله شرفكم الله في الدارين.
هل وقفتم أو احد من الإخوة على توثيق لهذه العلة التي من أجلها خالف شيخ الإسلام الجمهور لاسيما والناظر في كلامه وكلام العلامة ابن القيم يظهر له أنهما يرجحان هذا ابتداء لا لسبب خاص.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 10:08]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة(/)
القول المستجاد في دفع شبه وعناد من يتذرع بتجزؤ الاجتهاد
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
ففي عصر الفوضى العلمية نبتت نابتة لم تشم رائحة الفقه وادعت لنفسها الاجتهاد فإذا ما ضُيق عليها وبُين لها أن للاجتهاد شروطا وذُكرت لها شروطه قالت بملء فيها:
هذه الشروط لاتوجد عند أبي بكر وعمر وعثمان علي رضي الله عنهم، و ادعت أن كل أحد يمكنه فهم النصوص والاستنباط منها وأننا رجال وهم رجال وأن الرجوع للعلماء وفهمهم ضرب من ضروب اتخاذ الأولياء من دون الله،وقد قال أحدهم مرة حين دعوته إلى اتباع الأئمة والوقوف عند فهمهم قال:
"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء"!!!
ولايدري هؤلاء الأغرار أنهم بهذا العبث والهراء يطعنون في الصحابة بعد طعنهم في العلماء والأئمة.
ولاريب أن شبهتهم ساقطة ويكفي في إسقاطها قول الله جل ذكره "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون "،وقوله "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ".
ومع أن هؤلاء كثيرون الآن ولهم منَظِّرون ودعاة يدعون إلى إفكهم باسم السلفية واتباع السنة وغيرها من الأسماء التي ليس تحتها حقائق عند هؤلاء فليس القصد من هذه المقالة مناقشة هذا الصنف من الناس مع أهمية مناقشتهم، وإنما القصد مناقشة صنف آخر عنده نوع فهم فإذا ما سلم لك أنه غير مجتهد ذهب يستدل على جرأته على الله ورسوله بكلام العلماء في أن الاجتهاد يتجزأ.
ومع أن المسألة خلافية بين أهل الأصول فمن قائل بجوازه ومن قائل بعدم الجواز ومن قائل بتجزؤه في باب لافي مسألة ومن قائل بالتجزؤ في الفرائض لافي غيرها،إلا أن من قال بالجواز لم يجعل هذا المنصب لكل أحد بل اعتبر شروطه هي هي شروط المجتهد ولذا فقد عللوا الجواز بأنه لايلزم من العلم بجميع المآخذ العلم بجميع الأحكام لأن بعض الأحكام قد يُجهل لتعارض الأدلة أو للعجز عن المبالغة في النظر لمانع ما.
فتأمل_حفظك الله_تعليلهم يتبين لك أن الكلام فيمن يعلم جميع المآخذ وليس فيمن لايحسن قراءة القرآن فضلا عن الاستنباط منه ولايعرف أدلة الفقه فضلا عن أن يستدل بها _وأعني بأدلة الفقه ماهو أعم من الكتاب والسنة_وغاية بعضهم أن يجمع الأقوال من هنا ومن هنا ثم يرجح بينها بطريقة خرقاء ظانا أن ترجيحه رافع للخلاف.
ومما يدل على أن من قال بتجزؤ الاجتهاد أراد مع توفر شروط الاجتهاد ما نقله العلامة الزركشي رحمه الله تعالى في البحر المحيط 6/ 210 عن أبي المعالي بن الزملكاني رحمه الله تعالى من قوله:
"فما كان من الشروط كليا كقوة الاستنباط ومعرفة مجاري الكلام وما يقبل من الأدلة وما يرد ونحوه فلابد من استجماعه بالنسبة إلى كل دليل ومدلول فلا تتجزأ تلك الأهلية.
وما كان خاصا بمسألة أو مسائل أو باب فإذا استجمعه الإنسان بالنسبة إلى ذلك الباب أو تلك المسألة أو المسائل مع الأهلية كان فرضه في ذلك الجزء الاجتهاد دون التقليد ".
ولأجل ملاحظة توفر شروط الاجتهاد في المجتهد اجتهادا جزئيا قال الشوكاني رحمه الله _وهو ممن يمنع تجزؤ الاجتهاد_ كما في إرشاد الفحول 2/ 1043 ط:الفضيلة:
"ويرد هذا الجواب بمنع حصول ما يحتاج إليه المجتهد في مسألة دون غيرها فإن من لايقتدر على الاجتهاد في بعض المسائل لايقتدر عليه في البعض الآخر وأكثرعلوم الاجتهاد يتعلق بعضها ببعض ويأخذ بعضها بحجزة بعض ولاسيما ما كان من علومه مرجعه إلى ثبوت الملكة فإنها إذا تمت كان مقتدرا على الاجتهاد في جميع المسائل وإن احتاج بعضها إلى مزيد بحث، وإن نقصت لم يقتدر على ذلك في شئ ولايثق من نفسه لتقصيره ولايثق به الغير لذلك.
فإن ادعى بعض المقصرين بأنه قد اجتهد في مسألة دون مسألة فتلك الدعوى يتبين بطلانها بأن يبحث معه من هو مجتهد اجتهادا مطلقا فإنه يورد عليه من المسالك والمآخذ ما لايتعقله".
فهل حصلت يا أخي شروط الاجتهاد حتى تتكلم في دين الله وتوقع عن رب العالمين ولو في باب أومسألة؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل أصبح المجتهد هو من يجمع الأقوال بأدلتها من الحاسوب وبرامجه أو حتى من الكتب ثم يرجح قولا على قول؟
يا رجل أرحنا منك ومن شرك وانشغل بما ينفعك في دينك ودنياك ودع العلم لأهله أو اسلك طريقهم إن أردت الفلاح.
قال الحافظ ابن رجب في رسالته الماتعة في الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة:
"فإن ادعى مع ذلك الاجتهاد كان أدهى وأمر وأعظم فسادا وأكثر عنادا فإنه لايسوغ ذلك مطلقا إلا لمن كملت فيه أدوات الاجتهاد من معرفة الكتاب والسنة وفتاوي الصحابة والتابعين ومعرفة الإجماع والخلاف وبقية شرائط الاجتهاد المعروفة وهذا يدعي إطلاعا كثيرا على السنة ومعرفة صحيحها من سقيمها ومعرفة مذاهب الصحابة والتابعين والآثار المنقولة عنهم في ذلك.
ولهذا كان الإمام أحمد يشد أمر الفتيا ويمنع منها من يحفظ مائة ألف حديث ومائتي ألف حديث وأكثر من ذلك
(قلت: فماذا عمن يفتي إذا حفظ بلوغ المرام أو المحرر أو حتى المنتقى فضلا عمن دونه ممن لم يحفظ الأربعين النووية ويقولون ماعذرنا إن علمنا الحديث أن نخالفه؟! الله المستعان، وهل أدلة الفقه محصورة في الحديث؟
وهل عرفت صحة الحديث وضعفه باجتهاد أم بتقليد؟
وهل كل من عرف الحديث وصحته ولو باجتهاد صار أهلا لفهمه و لأن يفتي في دين الله؟ وهذا إمام العلل علي بن المديني الذي لم يأت بعده مثله وكان البخاري لايحقر نفسه أمام أحد غيره يقول مع سعة علمه واطلاعه وإحاطته بالنصوص: أحمد حجة بيني وبين الله.
قال تعالى" فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لايهدي القوم الظالمين ".
ثم يقول العلامة ابن رجب رحمه الله "وعلامة صحة دعواه أن يستقل بالكلام في المسائل كما استقل غيره من الأئمة ولايكون كلامه مأخوذا من كلام غيره.
فأما من اعتمد على مجرد نقل كلام غيره إما حكما أو حكما ودليلا كان غاية جهده أن يفهمه وربما لم يفهمه جيدا أو حرفه وغيَّره فما أبعد هذا عن درجة الاجتهاد كماقيل:
فدع عنك الكتابة لست منها ..... ولو سودت وجهك بالمداد " اهـ كلامه رحمه الله.
إن بعض الجهال يستدلون بنهي الأئمة عن تقليدهم على تسويغ جرأتهم على الدين ولكن هل كان الأئمة يخاطبون هؤلاء الرعاع حين نهوا عن التقليد؟
أم كان الكلام فيمن بلغ مرتبة الأئمة وصار علمه قريبا منهم وحصل أدوات الاجتهاد وهي معروفة مسطورة في كتب الأصول، فهذا لا حجر عليه أن يجتهد.فمن لم يبلغ هذه الغاية ولاوصل إلى مرتبة الدراية ولا عرف من العلم إلا النزر اليسير ولا اطلع على الإجماع والخلاف والأصول واللغة ثم يدعي أنه وصل إلى درجة الاجتهاد وهو بعد لم يرتق عن درجات العوام ولم يصل والله لدرجة المقلدين الذين ينكر عليهم فهذا أحق بقول ربيعة الرأي "ولبعض من يفتي اليوم أحق بالسجن من السراق".
إن مجرد معرفتك للحديث يا هذا_لو لم تكن مقلدا فيه للمعاصرين كذلك_لا تؤهلك للترجيح والإفتاء حتى تحصل كل شروط الاجتهاد من العلم بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة وفتاوى الأئمة ومعرفة الأصول واللغة وغير ذلك مما يطول ذكره، وأما ان تهدم أصول العلماء مستدلا بحديث قد عرَفوه وأنت في عالم الذر، فهذا عبث وهذر، وأعجب من ذلك أن يقول الغر:لعل أحمد أو مالكا أو الشافعي لم يطلعوا على هذا الحديث!!!! وربما يكون في مسند أحمد أو موطأ مالك مثلا لكن الأخرق لم يطالعه مرة في عمره.
أما تتقي الله يا من تدعو إلى اتباع السلف وأنت تطعن في أئمة الدين وترميهم بالجهل بالنصوص، وأي نصوص؟ التي من شهرتها وصلت جاهلا مثلك؟ فلله الأمر من قبل ومن بعد.
وتأمل قول الحافظ ابن رجب رحمه الله عن الإمام أحمد بعد أن بين سعة علمه بالنصوص وأقوال الصحابة والتابعين وفتاوى الأئمة في زمانه وقبل زمانه:
" ولانعلم سنة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد أحاط بها علما وكان أشد الناس اتباعا للسنة إذا صحت ولم يعارضها معارض قوي "
قلت:انظر_ يا محب_ وتأمل في قوله "ولم يعارضها معارض قوي" ثم قال "وإنما ترك الأخذ بما لم يصح وبما عارضه معارض قوي جدا"
ثم قال رحمه الله، وتأمل هذا الكلام جيدا _ألهمت رشدك ووقيت شر نفسك_:
"وكان السلف رضي الله عنهم لقرب عهدهم بزمن النبوة وكثرة ممارستهم كلام الصحابة والتابعين ومن بعدهم يعرفون الأحاديث الشاذة التي لم يُعمل بها ويطرحونها ويكتفون بالعمل بما مضى عليه السلف ويعرفون من ذلك ما لم يعرفه من بعدهم ممن لم تبلغه السنن إلا من كتب الحديث لطول العهد وبعده " الله أكبر، لله در الحافظ ابن رجب رحمه الله وأجزل له الثواب.
فأجل النظر يرحمك الله في هذا الكلام النفيس وعض عليه بالنواجذ وافهم لماذا ترك السلف العمل بما صححه فلان من المعاصرين وتنكبوا عنه مع علمهم بسنده وحاله وعدم خفاء ذلك عليهم، ولذا ترى الترمذي رحمه الله مما يكثر أن يقول بعد رواية الحديث في جامعه: والعمل على هذا عند أهل العلم، وربما يذكر الحديث الذي صح سنده ظاهرا ويصرح أنه لم يعمل به أحد من السلف فيأتي الخالف المخالف ويقول: الحديث حجة بنفسه وما حجتي أنا أمام الله إن تركت العمل به بعد أن علمت صحته!!!! ولعله لم يعرف صحته إلا تقليدا وللمعاصرين!!!.
واختم بقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
"إذا فهمت هذا وعلمته فهذه نصيحة لك أيها الطالب لمذهب هذا الإمام أؤديها لك خالصة لوجه الله تعالى فإنه لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه:
إياك ثم إياك أن تحدث نفسك أنك قد اطلعت على ما لم يطلع عليه هذا الإمام ووصلت من الفهم إلى مالم يصل إليه هذا الذي ظهر فضل فهمه على من بعده من أولي الأفهام ولتكن همتك كلها مجموعة على فهم ما أشار إليه وتعلم ما أرشد إليه من الكتاب والسنة على الوجه الذي سبق شرحه ".
هذا بعض ما في الصدر كتبته في السطر وهي إشارات عابرة موجهة لأصحاب العقول السادرة لعلها تفتح الباب لمن أراد الولوج من أولي الألباب وتسد الخلل المفضي إلى الزلل والله المسؤول أن يصلح الحال والبال ويحسن العاقبة والمآل إنه سبحانه خير مسؤول وأكرم مأمول.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه خير قوم، والحمد لله الذي لاتأخذه سنة ولانوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 03:25]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن مفلح
هذه كلماتٌ سمينة، ووصايا أمينة.
لا حرمك الله أجرها ونفعنا الله بها
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 01:17]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ابن مفلح وكتبك مع المفلحين في الدارين بقي أن تنقل لنا شروط الاجتهاد وأنت بمظانها خبير وقد كنت قبل سنوات ألقيت كلمة على بعض الإخوة عن شروط الاجتهاد حصرتها من كتب أصول الفقه فتكلمت بها ساعة ونصف الساعة ولكن أوراقي بعيدة المنال اليوم وما علق في الذهن أخشى أن يعتريه النقص فبضاعتي مزجاة ولا حول ولا قوة إلا بالله فليتك أخي الفاضل بدل أن تقول إن الحديث في المسألة يطول تنقل لنا الشروط عن أرباب الأصول ليعم النفع ويكتمل الكلام ولا يبقى لأحد من المتفقهين الجدد حجة وإن كنت أرى أن أمثال من ذكرتم لا يصدهم صادّ ولا يردهم رادّ إلا من خشي الله واتقاه وقليل ماهم في هذا الصنف من المتعالمين وأود أن أنبه إلا أن من أهم أسباب العلم أخذه عن أربابه فقد رأينا بعض من تصدر للإفتاء إذا ما قيل له عمن أخذت العلم قال أقرأ في اليوم كذا وكذا وهذه من الطوام
يظن الغمر أن الكتب تهدي * أخا فهم لإدراك العلوم
ولا يدري الجهول بأن فيها * مسائل حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العوم بغير شيخ * ضللت عن الصراط المستقيم
وتختلط الأمور عليك حتى * تكون أضل من توما الحكيم
وتوما طبيب قرأ أن في الحبة السوداء شفاء فصحفها بالحيّة السوداء فأخذ سم الحية ووضعها في عين أرمد فعمي فصار مضرب مثل والعجب في هذا العصر أن العلوم العصرية لا يجترأ عليها أحد فلم نر من ادعى أنه صار مجتهدا في الطب بل لم نر من ادعى أنه صار طبيبا ولا من ادعى أنه صار مهندسا ولا غير ذلك ولكن الجرأة على الفقه والدين من أسهل الأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله على أن الذي تلقى العلم عن أهله وعلم أقوال العلماء يجب أن يوازن بين أمرين الأول (أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار) والثاني (من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة) وعليه أن يتحرى النقل ما استطاع عن أهل العلم وإلا فقيول بما قالوه وإن لم ينقل كلامهم بنصه وإن لم ينسب القول لهم يقول العوام عندنا وبلهجتنا (حطها برقبة عالم واطلع منها سالم) أي لا تفت للناس أو لنفسك فإذا ما أجاز لك العالم المسألة فالعهدة عليه. بل رأيت والله رجلا يكثر من القراءة في كتب العلم وإذا ما استفتي قال الفتوى كذا بسرعة فائقة وكأن الجواب على رأس لسنه رماه إذا اتم السائل سؤاله فإن قيل له قول الأئمة كذا وكذا قال لو فتشتم في كتب الفقه فستجدون قولا يوافق قولي بلا شك فقد كثرت أقوال العلماء فلماذا الحرج!! هذه حالنا وإلى الله المشتكى.
ـ[المسروحي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:34]ـ
جزاك الله خيرا أخونا ابن مفلح
وأهل الأهواء هذا ديدنهم في كل زمان وفي كل مكان
فهم يعتقدون انهم هم أهل الحق فقط وأن علمائهم هم العلماء فقط
ولايمكن أن يقع منهم خطأ واذا تعارض قول مشائخهم مع قول كبار علماء السنة
قالو شيخنا على حق وهذا العالم زل في هذه المسألة
فتكبروا على أخوانهم أهل السنة وبدعوهم وبدعوا من لايبدعهم
والحديث عنهم يطول والمصيبة أن بعض العلماء انخدع بهم وساقوه امامهم
أسأل الله أن يبطل كيدهم وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يكفي المسلمين شرورهم
.............................. .............................. ......................... الخ
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 05:39]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنت تتكلم عمّن:
- يَعذُر العلماء الذين خالفوه،
- و يدّعي السلفية،
- و يعترف بأنّه ليس بمجتهد،
- عنده نوع فهم،
- لم يشم رائحة الفقه.
القول بأنّه توجد طائفة بهاته الأوصاف مشكوك في أمره فما عرفنا عن من يدّعي السّلفية الإستقلال في الآراء. ثم على الأقل من اطّلع على مقولة: "الإجتهاد قابل للتجزؤ" بالضرورة لا بد و أن شّم شيئا من رائحة الفقه.
فالطائفة التي تتكلّم عنها لا أوافقك في وصفها بأنّها: "لم تشم رائحة الفقه".
و عليه فأقول: إطلاق القول بأنّ هذا الصنف لا يجوز له الإجتهاد في أي مسألة؛ غير مسلّم.
الإجتهاد؛ بذل الجهد لمعرفة حكم شرعي،
هناك أحكام شرعية يمكن الوصول إليها و لا يشترط لمعرفتها الإطّلاع على كل الشريعة أو أغلبها و إنّما يكفي العلم ببعض القواعد التي اشتهرت في عصرنا.
اللحية مثلا: هناك قاعدة: الأصل في الأمر الوجوب
فلمعرفة حكم إعفاء اللحية يُشترط معرفة:
- حديث من الأحاديث التي فيها الأمر بإعفاء اللحية،
- قاعدة الأصل في الأمر الوجوب.
فهل لا يجوز على رأيك من أصحاب الصنف الذي تتكلّم عنه أن يقول عن: إعفاء اللحية بأنّها واجبة إلا من باب التقليد!
يا أخي قد أطلقت إنكارك و لم تضبطه بضوابط!
مثال آخر: إشترط الولي في الزواج
هناك حديث للنّبي صلى الله عليه و سلّم: "أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل"
هناك أحد الأئمة من عصر السلف الصالح و أحد الأئمة المتبوعين لم يقل بمقتضى عموم هذا الحديث عن إجتهاد
فإذا أحد من الصنف الذي تتكلم عنه لم يقتنع بقول ذلك الإمام لأنّه لم يقتنع بدليله و أخذ بظاهر هذا الحديث و عمومه منتصرا لقول الجمهور لا عن تقليد و إنّما ظنا منه بأنّ يتّبع الدليل أفتنكر عليه و معلوم بأنّه هاته المسألة لا يُشترط فيها معرفة أغلب قواعد أصول الفقه لترجيح أحد القولين.
يا أخي الكريم مقصود من قال بتجزؤ الإجتهاد أنّ هناك مسائل شرعية فقهية أدلّتها مستقلة و قد يتمكن الإنسان من معرفة أدلّة بعض الأحكام و لا يؤثر في ذلك جهله بأدلّة أحكام أخرى.(/)
بيان الشيخ عبد الرحمن البراك بخصوص الجيل الثالث
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 01:56]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فحين سمعتُ بإعلان شركة الاتصالات السعودية عن تقديم خدمة الجيل الثالث التي تتيح للمشتركين مشاهدة كثير من القنوات الفضائية، ويتمكن بها المتصلان من رؤية كل منهما للآخر، وعلمتُ أن هذه الخدمة فرصة لجهلة المسلمين وفسقة المسلمين من الرجال والنساء من الشباب وغيرهم, لتطوير ما كانو يمارسونه من المحادثات المحرمة, والمغازلة من الجنسين, والانتقال بها من الصوت إلى الصورة, مما يتضمن أن يجمعوا بين زنى الأذن وزنى العين, مما كان يجر بعضهم قبل هذه الخدمة الأثيمة إلى التورط في الفاحشة الكبرى، وارتكاب الوسائل القبيحة المنكرة للوصول إلى هذه الغاية، فكيف بهم بعد توفير هذه الخدمة؟ أقول: بعد ما سمعتُ بهذا الإعلان فكرت في أن أكتب بياناً أحذر فيه من الاشتراك في هذه الخدمة -ولو صحت نية المشترك- لما في ذلك من دعم شركة الاتصالات وتعزيزها لتتمادى في تقديم هذه الخدمات، فكيف بمن أراد بالاشتراك الوصول إلى قبيح الغايات؟ وأبين أن شركة الاتصالات قد زادت عندها نسبة الربح الحرام, وهذا ينعكس على نسبة الحرام في أرباح المساهمين ورواتب الموظفين الذين لهم أثر في توفير هذه الخدمة إدارياً أو فنيا، ولم أعزم على الكتابة في ذلك حتى اتصل بي أحد الغيورين وذكر لي أنه ورد إلى جواله رسالتان بواسطة بعض الأرقام الدولية، وهما عبارتان من عبارات الفحش الجنسي مع دعوة للاتصال ووعد بالانتظار، وهذا الأخ الغيور يهيب بأهل العلم للإنكار لمنع هذا الفساد المدمر للفضيلة المدنس للكرامة. وبعد: فقد قال الله تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} المائدة2، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه, لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه, لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومعلوم أن تقديم هذه الخدمة وأمثالها إعانة على الإثم وتيسير لأسبابه, مع أنها خدمات كمالية لا يتوقف عليها شيء من المصالح العامة، فيجب على المسؤولين في شركة الاتصالات أن يمنعوا هذه الخدمات التي تمكن ذوي النفوس الضعيفة من الوصول إلى شهواتها المحرقة. وقد قيل في الحكمة: (من العصمة ألاّ تقدر)، وعليهم أن يتقوا الله، ولا يجعلوا الربح هو الغاية كيفما حصل، وبأي وسيلة وصل، فلا خير في كسب لا يقبل الله الصدقة منه، فإن الله طيب لا يقبل إلاّ طيبا. فعلى المسلمين أن يتميزوا في طريقة كسب المال، وأن يستغنوا عن الحرام بالحلال. وهذا البيان لا يخص شركة الاتصالات، بل يشمل معناه شركة موبايلي؛ فإن خدماتهما من جنس واحد. فعلى الجميع أن يتقوا الله فيما يقدمونه للناس، وليذكروا أنهم مسؤولون بين يدي الله.
نسأل الله أن يصرف عن هذه الأمة أسباب الفساد، وأن يصلح أحوال المسلمين في جميع البلاد.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 05:10]ـ
ياليت مشايخنا الكرام يثبتون على فتواهم _ولا أقصد الرد على هذا الشيخ الجليل والعالم النبيل_ ولكن هذا حال الفتاوى في المسائل الجديدة -ليس في هذا الوقت فقط- فأول ما ظهرت القهوة حرمها أناس، وأول ما ظهرت السيارات حرمها أناس، وأول ما ظهر الراديو حرمه أناس، وأول ماظهر التلفاز حرمه أناس، وهذا الجيل الثالث يظهر فيحرمه الشيخ جزاه الله خيرا، والذي يبدو لي أن حكمه حكم التلفاز؛ من حرم هذا حرم ذاك على أن كلا الشئين من السيوف ذات الحدين.
ولست في مقام الإفتاء أنما القضية للتدارس والبحث وأرى الموضوع قد مضت عليه فترة ولم يناقش فهو للرفع
ـ[كارم محمود]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 09:53]ـ
استدلالك بتحريم القهوة والسيارات يا اخ على لتجويز خدمة الاتصالات هذه استدلال بارد وذريعة يتمسك بها الفساق للافادة من هذه السبل الشيطانية لفعل المنكر وجر الشباب الى المهالك.
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 12:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزالله شيخنا كل خير وثبته لنصر السنه ومحق البدعه.
أما كلام الأخ علي ياسين فيه شيء من الغرابه!!!
وأطلب منه التمعن في المساله وعدم العجله.
وبارك الله فيكم.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 03:45]ـ
أخوي الكريمين ألا ترون أني لم أقل بجواز هذا الأمر أو عدم جوازه وذلك من خلال قولي: (ولكن هذا حال الفتاوى في المسائل الجديدة) فأنا أسرد واقعا تاريخيا لا ينكره أحد منكم وقولي: (والذي يبدو لي أن حكمه حكم التلفاز؛ من حرم هذا حرم ذاك على أن كلا الشئين من السيوف ذات الحدين. ولست في مقام الإفتاء أنما القضية للتدارس) وإنما قلت (ليتهم يثبتون على ذلك) ولو جزمت بحرمة ذلك لما قلت: (إن المسألة للتدارس) وعند ما عددت ما حرمه بعض العلماء أول وهلة ضربت أمثالا تاريخية على ذلك وأي غرابة ياطالب الدليل وأنا أقول المسألة للتدارس وأي عجلة وأنا أقول لست في مقام الإفتاء وأقول للأخ كارم إن الحاسوب الذي أمامك يدل على أنك تجيزه مع أن تجويزك استخدامه ذريعة يتمسك بها الفساق للافادة من هذه السبل الشيطانية لفعل المنكر وجر الشباب الى المهالك لا سيما ونحن نسمع ما لا يخفاك من استفادة الفسقة من هذه الوسيلة ذات الحدين وأنا أقول جازما أن الحاسوب جائز الاستخدام في حقك في قراءتك هذه وفي اكتساب العلم ومناقشته كما أقول جازما بأنه محرم في حق من يستخدم الكامرات ليتحدث إلى النساء الفاجرات. ولا أُزكي نفسي لكن من عرفني علم أنني من الفساق ذلك فضل الله القائل: (وأما بنعمة ربك فحدث) ولا أقولك ما لم تقله أو لم تقصده لكن كلامك هذا قد يفهم البعض أنه ينطبق عليَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي في الله - علي -
يبدوا رد أخي كارم أشعلك لي ...
بارك الله فيك كل منا يخذ بقوله ويرد ولا أرى شيء فيما قلته الا أني أستغرب من قياسك والمهم أنا حكمت بما ظهر لي وإن كنت اصبت فالحمد الله وان كانت الاخرى استغفر الله واطلب منك السموحه.
اما قولك
((والذي يبدو لي أن حكمه حكم التلفاز؛ ... ))
هنا اقصد بعدم العجله وعلينا ان نقف حيث وقف القوم
وجزاك الله خير.
ـ[كارم محمود]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 11:01]ـ
جزاكم الله خيرا وثبتكم على الهدى والحق.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 05:14]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل صاحب الدليل على رحابة الصدر وأستغفر الله مما بدر مني تجاهك أو تجاه أي من الإخوة في هذا الملتقى المبارك وتبقى المسألة شبيهة بالتلفاز بل إن الذي يفعل خدمة الجيل الثالث حسب علمي يستطيع مشاهدة القنوات الفضائية وإن لم أقل بأن التفاز حلال أو حلال وأطلب رأي مشايخنا الكرام في المسألة
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 05:26]ـ
أيها الأحبة بعض الشباب هداه الله لا يفرق بين الحكم الذي المراد منه سد الذريعة كحال فتوى الشيخ حفظه الله وبيان الحكم الشرعي فلا يخفى على الشيخ حفظه الله كما خفى على بعض الأخوة أن الأحكام تتعلق بأفعال المكلفين لا بالذوات مثل قوله التلفزيون حرام وهل يقول هذا من يفقه!!
بل يفتون بالحرمة على أن القصد منه سد الذرائع كما هو الحال في الدش وغيره .... لا أن هذه الذات حرام اقتنائها لأنه كما يعرف الجميع في تعريف الأحكام الشرعية أنها تتعلق بأفعال المكلفين لا في ذوات الأشياء ...
فأول ما ظهرت القهوة حرمها أناس، وأول ما ظهرت السيارات حرمها أناس،
أخي الكريم من حرم هذه الأشياء للفائدة؟؟؟!!(/)
العلاّمة أحمد بن محمد العبَّادي من أوئل الدعاة السلفيين المعاصرين في جنوب اليمن!
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 02:13]ـ
العلاّمة الكبير الشيخ أحمد بن محمد بن عوض العبَّادي - رحمه الله-عالم من علماء اليمن السلفيين غير مشهور، لذلك قد لا يعرفه كثير من طلاب العلم في اليمن فضلا عن طلاب العلم في خارج اليمن، هذا العالم له جهود كبيرة في نشر السنة ومحاربة البدعة لا سيما بدعة القبورية التي عمت وطمت في بعض مناطق اليمن وعلى وجه الخصوص اليمن الجنوبي، ذكره الشيخ العلامة أحمدبن حسن المعلم في رسالته العلمية " القبورية في اليمن"يقول الشيخ المعلم عنه:
(العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عوض العبّادي - رحمه الله -،ولد بقرية من قرى إب، نشأ بها ثم سافر أسفاراً عديدة وطويلة، وصل خلالها إلى كابول، وأخذ بها عن الحافظ محمد تقي الدين الأفغاني في القرآن الكريم وفقه الشافعية وغيرهما من العلوم، ثم ارتحل إلى الهند، وطلب بها العلم ثمانية عشر شهراً تقريباً، ثم سافر إلى عمان، وتزوج من "صور"، وأقام بها اثنتي عشرة سنة، وحج من هناك مرتين، ثم رجع إلى بلاده ومنها إلى لحج، ثم عدن حيث استقر في الشيخ عثمان إماماً لمسجده الذي عُرف باسمه ويسمى كذلك مسجد "زكُّوا ".
وقد عرف في عدن بدعوته إلى الكتاب والسنة وتجريد التوحيد لله تعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وكانت بينه وبين علماء عدن من الصوفية القبورية مصادمات وخصام بسبب ذلك، ولعله من أوئل الدعاة المعاصرين السلفيين في الشطر الجنوبي من اليمن سابقاً.
غير أني لم أجد له ترجمة ماعدا النبذة اليسيرة التي قدّم بها العلامة البيحاني لمنظومته: "هداية المريد" ولئن تجاهله المترجمون فلن يتجاهله رب العالمين - سبحانه -، أسأل الله أن يكتبه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً.
(2)
(3) أثره في مواجهة القبورية:
(4) الأثر الوحيد المكتوب للعبّادي هو منظومته "هداية المريد إلى سبيل الحق والتوحيد"، وهي منظومة متوسطة كلها في العقيدة والدعوة إلى التوحيد والاتباع، والتحذير من الشرك والابتداع، والرد على المخرفين والدجاجلة، كما وصفهم الشيخ البيحاني - رحمه الله - في التعليق عليها.
(5) وقد افتتحها بمقدمة أبان فيها منهجه وغرضه منها، فهي في اعتقاد السلف ونصيحة لإخوانه في الله، يحذرهم فيها من البدع والمحدثات، ثم عرّف العلم، وحث عليه لا سيما علم التوحيد، فهو المقدم على كل العلوم، ثم معرفة حقيقة الإيمان بما يجب الإيمان به، ثم معرفة الفروع، وحذر من الجهل بالتوحيد ثم الجهل عموماً، ثم ابتدأ في شرح العقيدة عموماً، وبدأ بتوحيد الأسماء والصفات، ثم انتقل إلى شروط التوحيد، ثم حذر من الاعتقادات الباطلة، وركز على قول من قال: "لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه "، وحذره من هذا القول، وبيّن أن الأصنام إنما عبدت بهذا الاعتقاد، ثم استمر في شرح مراده حتى وصل إلى نقطة مهمة في مسيره، هي التحذير من الشرك، وبين قبحه وسوء عقابه في الدنيا والآخرة، وعدد هنا بعض المكفرات، ثم وقف مع بعض ما يفعله القبورية عند القبور من أنواع العبادات كالاستغاثة وحلق الرأس، والطواف والاعتكاف عند القبور، ثم حذر من تكفير المسلم بغير بينة.
ثم انتقل إلى الدعوة إلى السنة والتحذير من البدعة، وأطال في هذا الفصل، وتعرض لرد بعض الشبهات التي يوردها المبتدعة؛ لإثبات بدعهم، مثل جمع الناس على صلاة التراويح في زمن عمر والأذان الثالث للجمعة في زمن عثمان، وأبان أن ذلك قد أقره الصحابة؛ وبذلك يصير سنة بإجماعهم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلاها جماعة في حياته فلا حجة للمبتدعة، ثم تعرض للحقيقة والشريعة، وأبان أن الحقيقة هي ماجاء بها الكتاب والسنة، لا ماجاء بها الصوفية المبتدعة، ثم انثنى عليهم في السماع الصوفي المبتدع والأوراد والأذكار البدعية، وفنّد ذلك، وسخِر منهم في رقصهم ووجْدهم؛ لأنهم إنما يفعلون ذلك عندما يذكر التشبيب والتغزل وتشبيه المرأة بغصن البان، ثم يزعمون أن ذلك من محبة الله، ثم أرشد إلى الذكر المشروع الذي جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم نهى عن الغلو المذموم، وبعده حذر من التكييف والتشبيه في صفات الله تعالى، ثم تعرض لحكم البناء على القبور، وحذر من ذلك، وبين زيارة القبور الشرعية، وحث عليها والزيارة البدعية، وحذر منها، وما يترتب عليها من الغلو في أرباب القبور وما يحدث في تلك الزيارات من مفاسد عقدية وأخلاقية، وخلص إلى مشايخ الطرق وما يكيدون به الناس من الحيل والمكايد، لأجل ابتزازهم وأخذ ما في أيديهم والضحك على عقولهم، وانتهى بيان التصوف المحمود، ويعني به الزهد والورع وتخليص القلب من أمراضه، والذي يكون مبنياً على العلم النافع جالباً للعمل الصالح، وعدّد الأعمال الصالحات والآداب الحسنة التي يتحلى بها سالك هذا السبيل، وما ينبغي له من مداومة ذكر الله تعالى على الصفة الشرعية لا البدعية.
هذه هي منظومة العلامة العبّادي، وقد علق عليها العلامة البيحاني - رحمه الله - تعليقات مهمة نافعة، وقد طبعت مرتين، الطبعة الأولى لم أطلع على تاريخها، ثم طبعت مرة أخرى عام (1389هـ) مع نفس التعليقات التي وضعت على الطبعة الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 11:58]ـ
هناك أحد الاخوان قدم رسالة ماجستير في الجامعة الاسلامية لتحقيق منظومة للعبادي أظنها هذه.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 05:49]ـ
هناك أحد الاخوان قدم رسالة ماجستير في الجامعة الاسلامية لتحقيق منظومة للعبادي أظنها هذه.
أخي الحضرمي شكرا لمرورك
هل تعرف إذا طبعت هذه الرسالة أم لا؟
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 06:13]ـ
هو مازال في دراستها، ولم ينتهي منها بعد.
وهذا الأخ طلب مني ترجمة له؛ إذ تراجم هذا الإمام قليلة، فمن كان عنده ترجمة مطوله له فليخبرني بها حتى أبعثها للأخ.
بارك الله فيك أخي السعيدي.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 12:11]ـ
هو مازال في دراستها، ولم ينتهي منها بعد.
وهذا الأخ طلب مني ترجمة له؛ إذ تراجم هذا الإمام قليلة، فمن كان عنده ترجمة مطوله له فليخبرني بها حتى أبعثها للأخ.
بارك الله فيك أخي السعيدي.
وفيك بارك
ـ[طالب الحديث]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 08:14]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
من وقت بعيد وأنا أتمنى أن أجد ترجمة لهذا العالم لجليل .....
أفدتني حفظك الله تعالى
وإن كانت الترجمة مختصرة إلا أنها مفيدة ...
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 09:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم السعيدي ورأيتك تنقل عن الأخ عقيل المقطري فهل يمكن أن ترسل لنا عنوانه على البريد الألكتروني رعاكم الله،بعد أن تبلغه حبنا وتقديرنا
وان أمكن مثل ذلك للشيخ محمد المهدي، الشيخ عبدالقادر الشيباني، الشيخ سعيد الشيباني،الشيخ عبدالعزيز الدبعي وبارك الله فيكم
الكويت
تحياتي
ـ[أبوحفص اليماني]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي لو تكرمت بنقل كلام العلامة المحدث الناقد شيخ الحديث ومحدث الديار اليمنية/ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في كل من عقيل المقطري، ومحمد المهدي، وأحمد بن حسن المعلم .......
ولو يسئل العلامة المحدث يحيى الحجوري عنهم فهو أخبر الناس بالشيخ مقبل، وبطلابه المطرودين من مركزه.(/)
روايات حديث أنس رضي الله عنه: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء ...
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 06:25]ـ
أيها الإخوان:
أريد من يخرج لي هذه الألفاظ، مع الحكم عليها، وكيفية الجمع بينها.
ورد في حديث أنس رضي الله عنه (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء، ثم يصلون ولايتوضئون) رواه مسلم.
هناك ألفاظ للحديث وهي:
1) رواية هشام الدستوائي عن قتادة وفيه ( .. تخفق روءسهم)
2) رواية معمر عن قتادة وفيه ( .. وإني لأسمع لبعضهم غطيطا)
3) رواية شعبة عن قتادة وفيه ( .. يضعون جنوبهم) وكذا من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
4) رواية أبي هلال الراسبي عن قتادة وفيه ( .. فمنا من ينعس)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:20]ـ
للرفع ,,(/)
اتباع حتى في الشدة!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:52]ـ
قال ابراهيم بن هانىء: اختبأ عندي احمد بن حنبل ثلاث
ليال, ثم قال لي: اطلب لي موضعا حتى ادور, قال:إني لا آمن
عليك يا ابا عبد الله, فقال: النبي صلى الله عليه وسلم اختفى
في الغار ثلاثة ايام, وليس ينبغي ان نتبع سنته صلى الله عليه وسلم
في الرخاء ونتركها في الشدة.
المنهج الأحمد1/ 91
ـ[لامية العرب]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 08:25]ـ
رحم الله هؤلاء العلماء ورفع قدرهم
أين نحن منهم .. اتباع في السراء والضراء!!
اللهم ارزقنا اتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم في كل الامور
الله المستعان ونسأله الثبات في الدارين
شكر الله لك ماقدمت واجزل لك المثوبة
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 06:15]ـ
ولك أخي رفع الله قدرك
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 08:21]ـ
ومن مثل هذا الجبل الأشم، والطود الأعظم!.
رحمه الله رحمة واسعة، فقد اغرورقت العين لخبره، ورق القلب على أثره، فجزاك الله صالحة يا حبيبنا آل عامر على تذكيرك لنا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 03:55]ـ
جزاكم اللّه خيرًا وبارك فيكم أخانا الكريم (محمّد آل عامر).
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 05:45]ـ
وفيكم بارك أخي الحبيب سلمان،وبك نفع
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 09:03]ـ
رحمه الله ورفع درجته
ومن يطيق هذا!
نحن نبحث عن المخارج، ونلتمس المعاذير!
شكر الله لك أخي آل عامر
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[22 - May-2007, صباحاً 12:19]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
آل عامر
رفع الله ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا إلى يوم القيامة وما ذلك إلا لأنه جاهد في الله حق جهاده وأدى الأمانة وبلغ الرسالة وصبر وصابر.
فكل من استن بسنته واتبع أثره نال نصيبا من الرفعة في الذكر ..
ألا ترى أن الأئمة وقبلهم الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان قد رفع الله ذكرهم؟
فلا يمر يوم بل قل ساعة إلا وقد ذكروا بخير -في مشارق الأرض ومغاربها-وترضي عنهم أو ترحم عليهم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 09:42]ـ
وفيكم بارك ربي،وبكم نفع(/)
ما معنى كلام ابن القيم ... ؟؟؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 11:06]ـ
قال في الجواب الكافي: وههنا أربعة أنواع من الحب يجب التفريق بينهما وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينهما أحدهما محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من الله من عذابه والفوز بثوابه فان المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله الثاني محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الاسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس الى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها الثالث الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله الا بالحب فيه وله الرابع المحبة مع الله وهى المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله وهذه محبة المشركين.
فما الفرق بين المحبة في الله و لله و من أجل الله مع ذكر الأمثلة لو تكرمتم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - May-2007, صباحاً 01:09]ـ
للرفع
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 12:06]ـ
يُرفع
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 11:37]ـ
المحبة في الله (أحببت الرجل لطاعته لله عز وجل)
المحبة لله (حب الأنبياء والأعمال الصالحة)
أم الأخيرة فأظنها تكرار أرجو العزو حتى نرجع ونقارن الطبعات
والمسألة اجتهاد مني
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قسم ابن القيم في هذا النص الحب أقساما أربعة، وحكم رحمه الله بالضلال على من لا يميز بينها:
- القسم الأول: محبة الله وهي في مقابل حبة غيره، فحب الله واجب وجوبا عينيا على كل مسلم ومسلمة. ومن مظاهر محبة الله طاعته ...
- القسم الثاني: محبة ما يحب الله، وهي في مقابل كره ما يحب الله؛ وهذا كفر؛ فحب الرسول صلى الله عليه وسلم واجب؛ من الإيمان، وكذا حب أوليائه ...
القسم الثالث: الحب في الله ولله؛ وهي في مقابل الحب لأجل المادة أو القوة. فإذا أحببت أحدا فأحبه لأنه مؤمن تقي نقي صوام قوام، وهذا هو الحب الحقيقي، أما ما ينادى به اليوم وقبل اليوم مما يخالف فهو حب مصلحي زائل زائف كاذب ... نعوذ بالله منه.
القسم الرابع: المحبة مع الله شرك وكفر. أحبب الله وحده لا شريك له سبحانه، ولا تحبب معه أحدا يكون في رتبته سبحانه. أحبب الله الحب الجم العظيم ثم أحبب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أحبب المؤمنين والمؤمنات ... وكل ذلك من حب الله. ودالة الحب العمل بأقوال المحبوب وفرائضه ونوافله ...
أقول قولي هذا فإن كان صوابا فمن الله وإن خطأ فمن عندياتي.
أخوك في الله العبد الفقير إليه الجواد المغربي
ـ[أحمد رشدان]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 10:42]ـ
الله عليكم اخوتى ... و رحم الله شيخنا ابن القيم ... و الله من أجمل ما قرأت عن الحب وقد أثر كثيراً فى .. و أرجو من الله أن يؤثر فى عملى كما أثر فى قلبى(/)
تأملات في المقالة البازية: العداء للدولة السعودية عداء للحق والتوحيد
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 11:10]ـ
تأملات في المقالة البازية: العداء للدولة السعودية عداء للحق والتوحيد
أبي عمر أسامة بن عطايا العتيب
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
"فيجب على كل مسلمٍ أن يدافع عن المملكة العربية السعودية لأنها تحوي الحرمين الشريفين، والمسجدين المقدسين، وخير البقاع على الإطلاق، وأشرف الأماكن والأفلاق.
وقبلة المسلمين الكعبة المشرفة، ومسرى رسول رب العالمين، ومهبط الوحي الشريف، وشعائر الله العظام، والمشاعر المقدسة الفِخام.
والبلاد السعودية في جزيرة العرب التي أيس الشيطان أن يعبده فيها المصلون ولكنه لم يمنع من التحريش بينهم.
وفيها من خيرة حكام الأرض تطبيقاً للشريعة، وحرصاً على نصرة الإسلام وأهله، وعملاً وجهاداً لرفع راية التوحيد في الخافقين.
وفيها من خيرة علماء أهل السنة، ودعاة التوحيد والحق، ومعلمي الخير والفضيلة ..
إلى غير ذلك من الفضائل والمفاخر التي تحتوي عليها المملكة العربية السعودية، والتي تستوجب شكر العقلاء، ومدح الشرفاء، وثناء الأصدقاء، واحترام الأعداء .. "
وقد ظن بعض المنتسبين إلى طلب العلم أن عقد الولاء والبراء على الدولة السعودية مخصوص بقيامها بتوحيد الدعاء فقط دون غيره من أنواع التوحيد وقيامها بالشريعة، فكتبت هذا تعليقاً على كلامه، مبيناً أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله حق وسديد على عمومه ...
وسأذكر المقالة البازية أثناء التعليق
والله الموفق
= = = = = = = = = = = =
قال ذلك الكاتب: [وذلك أن الدولة السعودية قد انتصبت لنصر توحيد الدعاء، وهدم الشرك الظاهر المتعلق به في الأرض التي تحكمها] فيه تحريف للكلم عن موضعه ..
فالشيخ الإمام السلفي عبد العزيز بن باز رحمه الله وصف العداء للدولة السعودية عداء للتوحيد والحق، ولم يخصه بنوع دون آخر كما فعلت يا فلان، وقد كنت في فعلك هذا ظالماً لنفسك، وظالماً للشيخ ابن باز، وظالماً للدولة السعودية حرسها الله ..
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله تعالى -: [العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا: مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ؟ أين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوفيق والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال] انظر: (فتاوى علماء الحرمين في الجماعات.
فتخصيصك نصرة الدولة السعودية للتوحيد بتوحيد الدعاء من التحكم، ومن التخصيص الباطل المخالف لمراد المتكلم، ومخالف للواقع ..
فالدولة السعودية نصرت توحيد العبادة (الدعاء)، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات ..
وتوحيد الحاكمية داخل في أنواع التوحيد الثلاثة وليس نوعاً مستقلاً، والدولة السعودية نصرت توحيد الله بالحكم، وطبقت حكم الله وشريعته، وألزمت الناس بشريعة رب الأرض والسماء ..
والدولة السعودية تحارب القوانين الوضعية، ولا تحكم بها، وهي دولة سلفية، وحصن الإسلام الحصين، وهي قلعة التوحيد والسنة، والقائمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحارب البدع وأهلها وإن كان فيها قصور وتقصير نسأل الله أن يوفقها للكمال والتمام ...
ولا يعادي الدولة السعودية إلا من في قلبه مرض، والعداء لها عداء للتوحيد ولدين الإسلام الحق ..
وكلام الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله حق من وجوه منها:
الأول: أن الدولة السعودية قامت على الكتاب والسنة كما شهد بذلك أهل العلم والفضل، وتطبق شريعة الله لذلك كرهها من كرهها من أهل العلمنة والفساد ..
وهذه شهادات بعض أهل العلم:
وجاء في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي عام المملكة -رحمهُ اللهُ-:
" (4033 - الحكومة السعودية لم تحكم بقانون وضعي مطلقاً) من محمد بن إبراهيم إلى سعادة وكيل وزارة الخارجية .......... سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جرى الإطلاع على خطابكم رقم 31/ 1/2/ 2758/3 وتاريخ 2/ 3/86 ومشفوعه خطاب سفارة جلالة الملك في القاهرة بخصوص استفسار محكمة عابدين للأحوال الشخصية عن حكم القانون السعودي فيما يتعلق بنفقة الصغار، ونرغب منكم إشعار هذه المحكمة أن الحكومة السعودية أيدها الله بتوفيقه ورعايته لا تحتكم إلى قانون وضعي مطلقاً، وإنما أو انعقد على القول به محاكمها قائمة على تحكيم شريعة الله تعالى أو سنة رسوله إجماع الأمة، إذ الاحتكام إلى غير ما أنزل الله طريق إلى الكفر والظلم والفسوق، قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}. وقال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ... "
مفتي البلاد السعودية (ص/ ف 3460/ 1 في 21/ 11/1386).
وقال -رحمهُ اللهُ-: " فحكومتنا بحمد الله شرعية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلي الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم"
قال شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ-:
"الملك عبد العزيز نفع الله به المسلمين وجمع الله به الكلمة، ورفع به مقام الحق، ونصر به دينه، وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من الخير العظيم والنعم الكثيرة ما لا يحصيه إلا الله -عزَّ وجلَّ-. ثم أبناؤه بعده، حتى صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات.
وهذه الدولة السعودية دولةٌ مباركةٌ، وولاتها حريصون على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، واستتباب الأمن، وحفظ أموال الناس وأعراضهم. فالواجب التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق وقمع الباطل والقضاء عليه حتى يحصل الخير".
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ-: "أسألُ اللهَ أن يُديمَ النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين, وأن يحفظَ دولةَ التوحيدِ برعايةِ خادمِ الحرمين الشريفين".
## قال الشيخ العلامة الفقيه محمد الصالح ابن عثيمين -رحمه الله- عن الدولة السعودية: [وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة،
وهذا أمر مشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة، بل عندها قصور كثير، ويوجد ظلم ويوجد استئثار، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه اقل.
ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب
فإذا كان كذلك فالواجب أن الإنسان يحكم بالعدل لقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين)).
وقال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا)). شنئان يعني بغض، ويجرم بمعنى يحمل، يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألاّ تعدلوا ((اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله)). "]
## وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة حفظه الله: [المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد، دولة سلفية محكمة لشرع الله وسارت على هذا بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه .. ]
وقال الشيخ العلامة حمادٌ الأنصاريُ -رحمهُ اللهُ-: "من أواخر الدولة العباسية إلى زمنٍ قريب, والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة, ولهذا نعتقد أن الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدةَ السلف الصالح, بعد مدةٍ من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلةٍ من الناس" ا. هـ.
بل قال رحمه الله: [لما جاءت هذه الدولة -وهي الدولة السعودية التي نرجو أن تكون هي الطائفة المنصورة-]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصف الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله في مقدمة تحقيقه للشريعة للآجري (ص/م) الملك غبدالعزيز رحمه الله بأنه [إمام المسلمين وأمير الموحدين ناصر السنة وقامع البدعة ومفيد الأمة بنشر العلوم النافعة وبث مذهب السلف في مشارق الأرض ومغاربها بما يبذل عن سخاء وكرم إسلامي في طبع الكتب السلفية جزاه الله خير الجزاء، وأحسن مثوبته في الدنيا والآخرة، وجعل من أبنائه أصحاب السمو الأمراء الكرام قرة عين له وللمسلمين والعرب .. ] إلى آخر كلامه فارجع إليه فإنه نفيس ..
وقال الشيخ عبدالوهاب عبدالواحد الخلجي مدير الدار العلمية بدلهي الهند في مقدمته لطبعته لكتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد بتاريخ 9/ 12 / 1404هـ: [محيي آثار السلف خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه]
وقال محمد رشيد رضا في آخر المجلد الثاني عشر من طبعته للمغني في خاتمة الطبع: [أما بعد: فإنه قد تم طبع كتاب المغني في فقه الإسلام ومدارك المجتهدين من أئمته الأعلام مع كتاب الشرح الكبير المقتبس منه مع زيادة بعض الفوائد والاستدراكات.
وقد بينا مزايا الكتابين ووجوه الحاجة إليهما وترجمة مؤلفيهما في المقدمة التي نشرناها في الجزء الأول، وقد بلغت أجزاؤهما اثنا عشر مجلداً كبيراً، ولا يسعنا إلا أن نعود في هذه الخاتمة إلا الثناء على مسدي هذا الخير العظيم إلى الأمة الإسلامية بالأمر بطبعه والإنفاق عليه من ماله الخاص به، إمام السنة، ومحيي عدل الخلفاء وعلوم الأئمة مؤسس المملكتين، وخادم الحرمين الشريفين عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد عاهل العرب في كل غور ونجد، أعزه الله تعالى وأعز به العرب والإسلام ونفع به الأنام، وقد كان أمرنا أولاً بطبع 500 نسخة منه فقط ليوزعها على علماء نجد وأذن لنا أن نطبع منه ما شئنا على حسابنا لأجل نشره في سائر الأمصار، وبعد صدور عدة أجزاء منه وكان قد استولى على الحجاز، واتسع الباب لنشر مطبوعاته فيه وفي غيره من الأقطار، فاشترى منا أكثر النسخ التي طبعناها لأجل البيع، وكان قد اشتهر الكتاب في مصر وغيرها وصار يزيد عدد طالبيه فاضطررنا إلى زيادة ما كنا نطبعه لمكتبتنا عما تحتاج إليه لتكملة نسخ الذين اشتروا الأجزاء الأول وما زالوا يكثرون حتى اضطررنا إلى إعادة طبع الأجزاء الأول ولا شك أن لهذا الإمام والملك الهمام ثواب الألوف من النسخ التي يوزعها على العلماء مجاناً، وثواب سائل النسخ التي يشتريها منا المنتفعون بهذا الكتاب الجليل لأنه هو السبب في وجوده ولولاه لما أقدمنا ولا أقدم غيرنا على طبعه لأن التجار لا يقدمون على طبع اثني عشر مجلداً في الفقه لأحد فقهاء مذهب الإمام أحمد بن حنبل مع قلة الحنابلة في الأمصار وفقرهم، وقلة من يعلم أن هذا الكتاب فقه الإسلام في جملته لا فقه الحنابلة وحدهم].
= = = = = = = = = = = =
الثاني: أن الدولة السعودية نصرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية في العقيدة والفقه والحديث وفي كل أمور الشريعة لذلك عاداها الصوفية والروافض والخوارج ..
= = = = = = = = = = = =
الثالث: أن الدولة السعودية تحارب البدع وأهلها، لذلك قام أهل البدع بحربهم الشعواء على هذه البلاد المباركة فلم تسلم من طعون الخوارج والروافض والصوفية والمرجئة والأحزاب البدعية كحزب الإخوان والتبليغ والتحرير والأحباش وغيرهم من الأوباش ..
ومن أكثر من يقوم بتشويه سمعة هذه البلاد الخوارج ومن شايعهم وعلى رأسهم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأتباع تنظيم القاعدة الفاسد، وأبو محمد المقدسي، وأبو بصير، وأبو قتادة الفلسطيني، وأبو حمزة المصري، ومساعد مرشد الإخوان في مصر ..
= = = = = = = = = = = =
الرابع: أن الدولة السعودية تناصر الدعوة إلى الله والدعاة إلى الله، وتبذل الأموال الطائلة في مساعدتهم وإرسالهم إلى جميع دول العالم مما تسبب بالقلق الكبير لليهود والنصارى والروافض والخوارج وأتباع الأحزاب الضالة المبتدعة لذلك كفروها، واتهموها في نيتها، وطعنوا في أعظم جهودها وهو نصرة الدعوة والدعاة ..
= = = = = = = = = = = =
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: أن الدولة السعودية تقوم برعاية الحرمين الشريفين خير رعاية على حسب اجتهادها وطاقتها، وتقوم بخدمة وفد الله، وعمار المسجدين، وضيوف الرحمن، وتقوم بنشر الدعاة والمدرسين في جميع المشاعر والأماكن المباركة، والمواقيت، وتوزيع كتب التوحيد والعقيدة السلفية على أولئك الحجاج والزوار ..
فهذا سبب حسداً كبيراً في نفوس أعداء السنة، وبغضاً في قلوبهم بسبب هذه المكانة العظيمة والأعمال الجليلة التي تقوم بها هذه الدولة المباركة ..
= = = = = = = = = = = =
السادس: أن هذه الدولة المباركة عينت جماعة من كبار العلماء وأجلائهم، ومن خيرة أهل العلم والفضل للإفتاء، والإجابة عن الأسئلة التي تردهم من جميع أصقاع الأرض، وكان لهؤلاء العلماء ولهيئة كبار العلماء وللجنة الدائمة بل ولسماحة مفتي المملكة منزلة عند المسلمين في الأرض لم يصل إليها هيئة ولا مركز علمي آخر في جميع البلاد ..
وهذا له أثر عظيم في نفوس أولئك المنحرفين والمخرفين ..
لذلك لا يجوز لسلفي أن يتردد في أن العداء للدولة السعودية عداء للتوحيد بكل أنواعه، عداء للحق الحقيق، عداء للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ..
= = = = = = = = = = = =
السابع: أن السعوديين –ومنهم المعترض- هم أولى الناس بكلمة الشيخ ابن باز رحمه الله، فمن والى هذه الدولة السعودية فهو موالٍ للتوحيد والحق، والمعادي للدولة السعودية معادٍ للتوحيد والحق، فبالإضافة إلى ما سبق فإن للدولة السعودية فضلاً على أبنائها، فقد قطعت رايات الشرك، ودمرت صروحه، ونشرت التوحيد، وأنارت بلادهم بالدعوة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، وحكمت الشريعة الإسلامية في الصغير والكبير والجليل والحقير على حسب اجتهادها وقدر طاقتها مع وجود الخلل والتقصير الذي ينتاب بني البشر ممن ليس بالمعصوم ..
بالإضافة إلى ما يسرته لأبنائها من أمور الدنيا والمعاش، وما بذلته لهم من عطاء سخي جعل السعودي يرفع رأسه مفتخراً بين العالم لانتمائه إلى هذه الدولة السلفية المعطاء ..
ولا يعني وجود التقصير والفقر والبطالة لدى قطاع من الشعب فهذا لم نسمع عن انقطاع البطالة والفقر بين المسلمين إلا في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ورضي عنه.
فالانتساب إلى السعودية انتساب إلى دولةِ التوحيد، إلى دولةِ تطبيق الشريعة، إلى دولةٍ فاعلة عاملة لرفع الظلم عن المسلمين في العالم كله، قائمة بمصالح المسلمين، تجاهد في حل قضاياهم والوصول إلى حقوقهم ..
ولدولتهم المباركة بيعة في أعناقهم، ويجب عليهم السمع والطاعة لولاة أمرهم بالمعروف، ونصوص الشريعة وآثار السلف قد تضافرت بوجوب الدخول في بيعة ولاة الأمر، وأن من كان تحت ولايتهم فهو داخل في بيعتهم، وطاعتهم بالمعروف، وتوقيرهم وإكرامهم، وحفظ حقهم، والدعاء لهم، والصلاة خلفهم ودفع الزكاة لهم، والحج والجهاد معهم، ومناصحتهم سراً لا جهراً، وحرمة غيبتهم، والطعن فيهم، والتشهير بهم، وحرمة الخروج عليهم، وحرمة الإعانة على من خرج عليهم ولو بالكلمة، وعقوبة المثبط عن ولاة الأمور، وعقوبة المثير عليهم الْمُفَرِّق للجماعة.
وقد تنوعت مسالك الأدلة في ذلك إلى أنواعٍ كثيرة ذكرت ثمانية منها في كتابي:
الإلْمَامُ بِمنهج السلف في التعامل مع الحكَّام
وهذا رابطه:
http://otiby.net/book/open.php?cat=4&book=15
وهو -في الأصل- المبحث الأول من كتابي:
الحجَجُ القَويَّةُ على وُجُوبِ الدِّفاعِ عنِ الدَّولَةِ السُّعُودِيَّةِ حَرَسَهَا اللهُ
وهذا رابطه:
http://otiby.net/book/open.php?cat=1&book=18
= = = = = = = = = = = =
وبعد كل هذا الذي ذكرته من فضائل ومناقب هذه الدولة السلفية، وكل هذا الثناء الذي تكلم به العلماء في السعودية وخارجها نجد الأخ المعترض يزعم أنها إنما نصرت نوعاً من أنواع التوحيد وهو توحيد الدعاء فقط!!
فأي إجحاف – من رعية في حق راعيها- أعظم من هذا؟ وأي عقوق أكبر منه؟
وليس من العداء مناصحة ولاة الأمر بالطرق الشرعية، وكذلك إنكار المنكر دون الطعن في فاعله إن كان في ذكر فاعله مفسدة عظيمة كما هو الحال عند ذكر ولي الأمر إذا وقع في خطإ ..
ففرق بين من يكون في قلبه عداوة لمؤمن من أجل معصية مع موالاته على قدر إيمانه، وبين من يعادي هذه البلاد عداء مطلقاً ويصرح بسبها وربما لعنها، ويطعن في ولاة أمرها بالتكفير أو التفسيق أو تهمة بالنفاق أو العمالة، أو يذكرهم بالسوء في مجالسه أو على المنابر أو يغمطهم حقهم، ويظلم في بيان منزلتهم ..
وما قيل في حفظ حق السلف وتوقيرهم وعدم سبهم يقال في حفظ حق ولاة الأمور –وخصوصاً الدولة السعودية- واحترامهم وعدم سبهم ..
وهما أصلان من أصول أهل السنة الإجماعية التي لا يجوز معارضتها أو التشكيك فيها ..
فقائل تلك العبارة بعيد عن الحزبية والتعصب الذميم، بل قوله حق وصائب سليم
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
http://otiby.net/makalat/articles.php?id=164
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 02:46]ـ
أبو عمر العتيبي من أهل الغلو والمجازفة في هذالباب وقد قرأت له بعض المقالات التي فيها زيادة الكيل في المديح للحكومات وتطفيفه عند ما يتحدث عن الدعاة السلفيين واقرأ ما كتبه مثلا عن الشيخ العلامة ابن جبرين وعن الشيخ أبي الحسن المأربي وقد أكثر من ذم هذا الأخير تقليدا للشيخه، وما يقوله عن سائر من يخالفوا شيخه، والحق وسط بين الطرفين -الجافين للعلماء والحكام والغالين في العلماء والحكام.
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبو عمر العتيبي من أهل الغلو والمجازفة في هذالباب وقد قرأت له بعض المقالات التي فيها زيادة الكيل في المديح للحكومات وتطفيفه عند ما يتحدث عن الدعاة السلفيين واقرأ ما كتبه مثلا عن الشيخ العلامة ابن جبرين وعن الشيخ أبي الحسن المأربي وقد أكثر من ذم هذا الأخير تقليدا للشيخه، وما يقوله عن سائر من يخالفوا شيخه، والحق وسط بين الطرفين -الجافين للعلماء والحكام والغالين في العلماء والحكام.
أخي الحبيب , اتهام من خالفك بهذه الطريقة سهل جدا , لكن إثباته يحتاج إلى بينات
كما قيل
والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات فأهلها أدعياء
وكما قيل أيضا
وكل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
وأما استنكارك على ما قام به الأخ الطيب من توضيح الحق بدليله غريب جدا , إذ أن هذا دأب السلفيين نصحا منهم للأمة , ينصحون للمخالف في العقيدة ومنهج الدعوة وينتصح المسلمين بيانا للحق ودحضا للباطل, كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى"فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بان يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد صلى لله عليه وسلم ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله فالواجب التشهير به و التحذير منه ممن عرف الحقيقة حتى يجتنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه"فتاوى ومقالات متنوعة ج5ص203
وأهل الحق يقبلون الحق ممن قال به بالدليل , فما وافق الدليل قبلوه وما خالفه ردوه وشعارهم في ذلك أن يعرف الرجال بالحق والحق لا يعرف بالرجال.
والسلفييون يعتصمون بالكتاب و السنة وينهون عن التعصب للأشخاص والأهواء كما قال ابن عباس رضي الله عنهما "أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر"
أخشي أن تنزل عليكم صاعقة من السماء"
وقال الشافعي رحمه الله "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس"
أما التعصب للأشخاص ورد الحق لقول فلان وفلان ليس إلا اتباع للهوى ينبغي الحذر منه , وكما ذكرت لا يكون رده غلوا لأجل كونه على الشيخ فلان أو علان , لكن إذا أمكن إقامة البراهين على أنه فعلا من أهل الغلو والمجازفة وأن ردوده ليست إلا تقليدا لشيخه فيمكن أن ننظر فيها ونناقشها.فأثبت العرش ثم انقش!
يقول الحق -تبارك وتعالى-:
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
أسأل الله التوفيق والسداد للجميع(/)
أيوجد معلوم من الدين بالضرورة لم يجمع عليه الصحابة!
ـ[بندار]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 06:41]ـ
ظهر في هذا العصر بعض أهل العلم وطلبته تكلموا في مسألة الإجماع و أرادوا التوفيق بين مذهب جمهور أهل العلم في تقرير وجوده، وبين مذهب المخالفين لهم فقالوا:
(الإجماع الذي يمكن وجوده بعد الصحابة هو الإجماع على أمر معلوم من الدين بالضرورة)
سؤالي: أيوجد معلوم من الدين بالضرورة لم يجمع عليه الصحابة!
ثم يقال الأمر المعلوم من الدين بالضرورة أيحتاج أن ينقل فيه إجماع! أم هو أقوى من الإجماع، لأن المعلوم من الدين بالضرورة يعلمه العامة والخاصة. أما الإجماع فهو إجماع علماء العصر ..
أيهما أقوى و أيهما أنسب أن يقال: أجمع أهل العلم على أن صلاة الفجر ركعتان! أو يقال صلاة الفجر ركعتان من المعلوم من الدين بالضرورة. (تأمل هذا جيداً).
والحقيقة أن مذهب (أهل التوفيق) نفس مذهب المخالفين في الإجماع أو أشد!!
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 04:49]ـ
تفضل أخي الكريم لقد ناقشنا هذه المسألة في هذه المجالس المباركة على هذا الرابط أرجو أن يتم النقاش هناك لعدم تشتيت المواضيع
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3284&highlight=%C7%E1%CF%ED%E4+%C8% C7%E1%D6%D1%E6%D1%C9(/)
حكم زيارة القبور التي بني عليها القباب ونحوها
ـ[عبدالله]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 11:51]ـ
التعليق: زيارة (الأضرحة) .. .. ..
أليست هذه دعوة وعادة قبيحة ودخيلة على الإسلام؟.
وفتح باب شر على أهل الإسلام بإطلاق هذه المسميات البدعية كقولهم:
وزار (ضريح) فلان.
منقول
ما رأيكم
ـ[الغزال]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا يعتبر هذا من زيارة القبور، وهي جائزة كما هو معلوم!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 10:54]ـ
قَالَ رَسُولُ اللّهِ عليه الصلاة والسلام: " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا "
وهذا الحديث فيه دليل على مشروعية زيارة القبور بشكل عام , ويدخل في هذا فعل الدكتور سلمان عفا الله عنه من ناحية مشروعية الفعل إلا أن يكون القبر داخل مسجد أو مجصص أو مسرج لورود اللعن في من يصنع هذه الأفعال , فمن شاركهم بالزيارة دخل معهم في هذا السخط خصوصاً لو كان من أهل العلم الذين يغتر بهم الجهال.
ولكن هنا تساءل
هل الزيارة كانت إتباعاً للسنة أو إجلالاً لصاحب القبر؟
وإن كانت الزيارة تقديراً لجهود صاحب القبر فالسنة لم تأتي بهذا , والله المستعان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 08:18]ـ
الحمد لله وحده،، وبعد
ينبغي الإنصاف والتروِّي في الحكم على الآخرين بعيدًا على الخلفيَّات المسبقة عنهم.
أما زيارة القبور على الوجه الشَّرعيِّ فإنَّها مشروعة، وقد ودَّع النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلَّم شهداء أحد، وزار قبر أمِّه، وقبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم يُزار.
وكلُّ هؤلاء معظَّمون.
فلا شكَّ أنَّ زيارة القبور للدُّعاء للمؤمنين من أهلها من أعظم القربات.
وأمَّا مسألة خشية اغترار العامَّة فإنَّها حاصلة مع زيارة جميع القبور، حتى قبره الشريف صلى الله عليه وسلَّم.
بل الأولى زيارتها على الوجه الشَّرعيِّ وبيانه للنَّاس بدل ترك النَّاس على ما هم عليه من المنكرات (إن صحَّ أنَّهم فاعلوها عندها).
وكذا لو كانت المشكلة في تسميتها بـ (الضَّريح) وأنَّها يراد بها القبور المعظَّمة التي تفعل عندها المنكرات فلا يضير، فالتسمية ممَّن سمَّى وعليه الحرج، لا ممَّن أدَّى السُّنَّة الشرعيَّة المهجورة فزار قبور المؤمنين.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 12:46]ـ
خرج أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 05:03]ـ
خرج أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)
أخي أبا عبدالرحمن نفع الله به
ما وجه الاستدلال بالحديث على الموضوع؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 11:30]ـ
أخي أبا عبدالرحمن نفع الله به
ما وجه الاستدلال بالحديث على الإنكار على الموضوع؟
شيخنا الفاضل أضرحة الزعماء وقادة الثورات، ورؤساء الدول أصبحت عيدا يعاوده الوفدون على الدولة، ولو شئت َ لضربتُ لكم أمثلة على ذلك. وجزاكم الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 02:57]ـ
السكوت بحلمٍ واجب على من يخوض بلا علمٍ ولا ورع في أعراض المسلمين بالهمز واللمز!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 03:38]ـ
انا لم اذهب الى الشام من اجل القبر وزيارته ولكني صرت هناك ولا مانع من زيارته
وعدم موافقتي للبدع والضلالات الحادثة عنده لا تمنعني من ذلك
والله اعلم.
الأخ الكريم
هل أنكرت على من يفعلون المنكر عند القبر أو على المسؤول عن المقبرة؟
فالجهال عندما يرونك في نفس المكان من غير انكار منك فيظنون إن فعلهم ليس بمنكر خصوصاً أذا كانت سمات السنة ظاهره عليك فتدخل في الإثم بعدم الإنكار.
وإلا لماذا منعنا من الصلاة والدعاء لأنفسنا عند القبور!!؟
فالزيارة سنة فإذا كانت تجر الناس إلى منكر فالواجب تركها , بل من تيقن أن هذه الزيارة تفضي إلى منكر فقام بفعلها فهو يأثم , والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 07:44]ـ
الأخ الكريم
هل أنكرت على من يفعلون المنكر عند القبر أو على المسؤول عن المقبرة؟
فالجهال عندما يرونك في نفس المكان من غير انكار منك فيظنون إن فعلهم ليس بمنكر خصوصاً أذا كانت سمات السنة ظاهره عليك فتدخل في الإثم بعدم الإنكار.
وإلا لماذا منعنا من الصلاة والدعاء لأنفسنا عند القبور!!؟
فالزيارة سنة فإذا كانت تجر الناس إلى منكر فالواجب تركها , بل من تيقن أن هذه الزيارة تفضي إلى منكر فقام بفعلها فهو يأثم , والله أعلم
نعم أحسنت هذا صحيح بارك الله بك.
ولذا ذكر من ذكر من أهل العلم شروطا لزيارة المقابر:
- ألا تكون مبنية.
- ألا يُسافر إليها (ألا يشد الرحل إليها).
- ألا يُقال عندها هُجرا.
- وعلى هذه الشروط، على من رأى عندها منكرا أن ينكره.
وإن كان الأمر كما ذكر أخونا وغيره: بأن قبور الرؤساء أصبحت عيدا للدهماء، فحينئذ لا يسوغ لطالب علم أن يجادل في خطأ من فعل ذلك من طلبة العلم فكيف إذاكان داعية يشار له بالبنان!!.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 08:59]ـ
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/7/78/Sarajevo_Grave_of_Alija_Izetbe govic.jpg
http://image.haber7.com/haber/37331.jpg
قبر الرئيس البوسنوي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 02:25]ـ
/// الواجب على طالب العِلْم النَّاصح نفسَه، النصح لنفسه ومن يسمع له من النَّاس –إن كان كذلك- بترك التَّهويل فيما لا ينبغي، ممَّا هو مخالفٌ للعلم والورع.
كما يجب فقه أقوال النَّبيِّ (ص) دون ليِّ أعناق النُّصوص وتحميلها ما لا تحتمله.
فإنَّ زيارة القبور -أكفَّارًا كان أهلها أم مسلمون- في الأصل مباحةٌ، لا حرج فيمن فعلها، وقد فعلها النَّبيُّ (ص)، بإذن الله له.
فعند مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: (زار النبيُّ (ص) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها، فأذن لي؛ فزوروا القبور فإنَّها تذكر الموت).
/// قال النَّووي رحمه الله: "فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة؛ لأنَّه اذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى".
/// وأمَّا ما نقله بعض الأخوة من نهي النَّبي (ص) عن اتِّخاذ القبور عيْدًا فإنَّما هو اتِّخاذها مساجد وأوثانًا تُعبدُ من دون الله، بالسُّجود لها، أو الطواف عليها، أوالصَّلاة عندها والدُّعاء لله؛ تعظيمًا لأهلها، وطلب المسائل منهم، وإنزال الحوائج بهم.
ففي البُخاري من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبيِّ (ص) أنَّه قال في مرضه الذي مات فيه: ((لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا)).
قالت: ((لولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أنَّه خشي أنْ يتخذ مسجدًا)).
وعند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: أنَّ أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله (ص) فقال رسول الله (ص): ((إنَّ أولئك إذا كان فيهم الرَّجُل الصَّالح فمات بَنَوا على قبره مسجدًا وصوَّرُوْا فيه تلك الصُّوَر، أولئك شِرَار الخَلْق عند الله يوم القيامة)).
وعند أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص): "اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
أمَّا زيارة القبر للسياحة والاطلاع على بعض المعالم مثلًا! أوللاتِّعاظ بأحوال أهلها فجائزٌ، والأخير للاستحباب أقرب، لحثِّ النَّبيِّ (ص) عليها.
/// ثمَّ إنَّه لا يُعلَم أنَّ الرئيس (علي عزَّت بيجوفيتش) من أولياء الله الصَّالحين الذين يرجى منهم خيرٌ أوشرٌّ عند أولئك، بل الظَّاهر أنَّهم يقصدونه للدُّعاء له، كشأن سائر قبور المسلمين.
/// فهل يحرم رحمه الله من زيارة إخوانه والدعاء له لأجل هذه الظُّنون والأوهام؟!
وزيارة قبر النَبيِّ (ص) بالمسجد النَّبوي لمن سافر للمدينة هو من هذا الباب، مع علم جميع من يقصدها من أنَّ ثَمَّة من يزور قبره (ص) ويفعل الشِّرك الأكبر عنده، فهل تحرم زيارة قبره (ص)؟!
/// وقد سئل الشيخ أحمد بن تيميَّة رحمه الله عن زيارة القبور.
/// فأجاب رحمه الله بقوله: "أما الاختلاف إلى القبر بعد الدفن فليس بمستحبٍّ، وإنَّما المستحبُّ عند الدَّفن أنْ يُقَام على قبرِهِ ويُدْعَى له بالتَّثْبِيت كما روى أبو داود فى سننه عن النَّبِيِّ (ص) أنه كان إذا دفن الرجل من أصحابه يقوم على قبره ويقول سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل.
وهذا من معنى قوله: (ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) فإنَّه لمَّا نَهَى نبيَّه عن الصَّلاة على المنافقين وعن القيام على قبورهم كان دليل الخطاب أنَّ المؤمن يُصَلَّى عليه قبل الدَّفن ويُقَام على قبرِهِ بعد الدَّفن.
فزيارة الميِّت المشروعة بالدُّعَاء والاستغفار هي من هذا القيام المشروع".
وقال رحمه الله أيضًا: "والزيارة البدعية هي من أسباب الشرك بالله تعالى ودعاء خلقه وإحداث دين لم يأذن به الله.
والزيارة الشرعية هي من جنس الإحسان إلى الميت بالدعاء له، كالإحسان إليه بالصلاة عليه، وهى من العبادات لله تعالى التى ينفع الله بها الداعي، والمدعو له، كالصلاة والسلام على النبي، وطلب الوسيلة، والدعاء لسائر المؤمنين، أحيائهم وأمواتهم".
/// وقال رحمه الله أيضًا: ولهذا تجوز زيارة قبور المشركين لهذه العلة كما ثبت فى الصحيح عن النبي (ص) أنه زار قبر أمه وقال: استأذنت ربي فى أن أستغفر لأمى فلم يأذن لي واستأذنته فى أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة".
/// وقال رحمه الله أيضًا: "ومما يبين ذلك أن مالكا رحمه الله كره أن يقول الرجل: (زرت قبر النبيِّ (ص)).
ومالك قد أدرك الناس من التابعين وهم أعلم الناس بهذه المسألة.
فدل ذلك على أنه لم تكن تعرف عندهم ألفاظ زيارة قبر النبي (ص) ...
وقد ذكروا فى أسباب كراهته أن يقول زرت قبر النبى لأن هذا اللفظ قد صار كثير من الناس يريد به الزيارة البدعية وهي قصد الميت لسؤاله ودعائه والرغبة إليه فى قضاء الحوائج ونحو ذلك مما يفعله كثير من الناس فهم يعنون بلفظ الزيارة مثل هذا وهذا ليس بمشروع باتفاق الأئمة فكره مالك أن يتكلم بلفظ مجمل يدل على معنى فاسد بخلاف الصلاة عليه والسلام فإن ذلك مما أمر الله به.
أما لفظ الزيارة فى (عموم القبور) فقد لا يفهم منها مثل هذا المعنى ألا ترى إلى قوله: فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة مع زيارته لقبر أمه؛ فإن هذا ينتاول زيارة قبورالكفار فلا يفهم من ذلك زيارة الميت لدعائه وسؤاله والإستغاثة به ونحو ذلك مما يفعله أهل الشرك والبدع بخلاف ما إذا كان المزور معظَّمًا فى الدين، كالأنبياء والصالحين فإنَّه كثيرا ما يعنى بزيارة قبورهم هذه الزيارة البدعية والشركية.
فلهذا كره مالك ذلك فى مثل هذا.
وإن لم يكره ذلك فى موضع آخر ليس فيه هذه المفسدة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 02:31]ـ
/// نسيت أنْ أنبِّه على أنَّه لا مانع شرعًا من زيارة القبر الزيارة الشَّرعيَّة ولو كان فيه بعض المنكرات القائمة عليه؛ كالبناء عليه والسرج ووضع الشَّواهد عليه ونحو ذلك.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 03:38]ـ
في الواقع إخواني أن هناك أسماء معينة عندما تطرح بعض أفعالها للنقاش يبدأ التشنج بين الطرفين
1/ بين قادح بحق أو بغير حق
2/ وبين مدافع لا يرضى أن ينسب الخطأ لهذا الأسم وكأن هذا الشخص الذي دارت رحى المعركة بين الفريقين لأجله من أركان الإسلام التي لا يجوز هدمها لطائفة ولطائفة أخرى كأنه المسيح الدجال الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم
وللأسف:
أريد أن أشارك وأضع مثل لما أدين الله عز وجل أنه الحق في عرض المسائل:
المسألة (زيارة ضريح علي عزت) زيارة القبور جائزة بدليل قوله عليه الصلاة والسلام (الا أني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ......... الحديث)
إذا كان عند الضريح ما يعصى به الله عز وجل من أعمال المشركين هل يجوز زيارته؟
لا إلا لمنكر ومغير والدليل قوله جل وعلى (لا تقم فيه أبد لمسجد أسس على التقوى ........ الآية) استدل بها الشيخ محمد عبد الوهاب في مسألة الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله ... لأن الزائر غير المنكر هيئته كهيئة الزائر بقصد التعبد أو التبرك.
هل زيارة مثل الشيخ داعية ومعروف من بلد التوحيد للضريح مستساغة؟ وجهة نظر: أقول لا حتى لا يعتقد الجهال بجواز شد الرحال إلى القبور و أن زيارة الأضرحة مما يسع فيها الخلاف وتعليلي لهذا أن الشيخ وفقه الله قدوة فينبغي من القدوة ما لا ينبغي من غيره ويمنع عليه ما لا يمنع على غيره وهذا أصل واضح ولله الحمد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:22]ـ
/// ابتداءً ينبغي أن يكون منطلقنا جميعًا في بحث المسائل مجرَّدًا عن التعصُّب لشخصٍ أوضده، ودون تهويلٍ أومبالغةٍ في عرض المسائل، وتحميلها ما لا تحتمل.
/// فمهما تكلَّم الأخوة في انتقادهم زيارة قبر الرئيس علي عزَّت بيجوفيتش فلن يصل الأمر إلى الشِّرك كما يوميء إليه كلام بعض الأخوة.
/// وأمَّا الكلام عن جواز زيارة القبور مع وجود بعض المنكرات ممَّا تقدَّم ذكره من عمل شواهد وكتابة أسماء على تلكم القبور، أوالبناء عليها، هو لأجل كونها قد عمَّت بها البلوى في بعض البلدان، فترك هذه الزيارة لأجل هذه المنكرات التي عمَّت بها البلوى تعطيلٌ لهذه السُّنَّة التي أمر النبي (ص) بها.
/// وينبغي تحرير مسألة النَّهي عن شدِّ الرِّحال للقبور فإنَّ المنهي عنه التعبُّد بذلك، بل النَّهي واقعٌ أصلاً في السَّفَر لأجل التعبُّد عمومًا لبقعةٍ ما، قبرًا أو غيره، غير المساجد الثلاث، لا أن يكون مقصد الشخص الدعوة إلى الله أو زيارة أحد هذه المساجد الثلاث ثم عنَّت له زيارة شيءٍ من هذه البقاع -قبرًا أو غيره- عرضًا لا قصدًا.
/// وأمَّا قضيَّة سدِّ الذريعة في افتتان الناس بشخصٍ ما فهي قضيَّةٌ تختلف بها وجهات النَّظَر، ولن يخرج الأمر عن كونه محل نظَر واجتهادٍ.
فإن رأى المجتهد أن لا إشكال فلا إنكار!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 09:22]ـ
قال الصنعاني – رحمه الله تعالى – في رسالته " تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد ":
[فإن قلت هذا قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد عمرت عليه قبة عظيمة أنفقت فيها الأموال، قلت هذا جهل عظيم بحقيقة الحال، فإن هذه القبة ليس بناؤها منه صلى الله عليه وسلم ولا من أصحابه ولا من تابعيهم ولا تابعي التابعين ولا من علماء أمته وأئمة ملته، بل هذه القبة المعمولة على قبره صلى الله عليه وسلم من أبنية بعض ملوك مصر المتأخرين وهو قلاوون الصالحي المعروف بالملك المنصور في سنة ثمان وسبعين وستمائة، ذكره في (تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة) فهذه أمور دولية لا دليلية، يتبع فيها الآخر الأول].
السؤال الرابع من الفتوى رقم (8263)
س4: هناك من يحتجون ببناء القبة الخضراء على القبر الشريف بالحرم النبوي على جواز بناء القباب على باقي القبور، كالصالحين وغيرهم، فهل يصح هذا الاحتجاج أم ماذا يكون الرد عليهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج4: لا يصح الاحتجاج ببناء الناس قبة على قبر النبي ? على جواز بناء قباب على قبور الأموات، صالحين أو غيرهم؛ لأن بناء أولئك الناس القبة على قبره ? حرام يأثم فاعله؛ لمخالفته ما ثبت عن أبي الهياج الأسدي قال: (قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ?: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)، وعن جابر رضي الله عنه قال: نهى النبي ? أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه)، رواهما مسلم في صحيحه، فلا يصح أن يحتج أحد بفعل بعض الناس المحرم على جواز مثله من المحرمات؛ لأنه لايجوز معارضة قول النبي ? بقول أحد من الناس أو فعله؛ لأنه المبلغ عن الله سبحانه، والواجب طاعته، والحذر من مخالفة أمره؛ لقول الله عزوجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (34) وغيرها من الآيات الآمرة بطاعة الله وطاعة رسوله، ولأن بناء القبور واتخاذ القباب عليها من وسائل الشرك بأهلها، فيجب سد الذرائع الموصلة للشرك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
وقال الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله تعالى - ضمن رد على "مصطفى أمين " في " فتاويه ":
[رابعا: يقول الكاتب مصطفى في أثناء كلامه: واتخذت بعض الأمم الإسلامية ملوكها أربابا، وجعلت من بعض الصالحين فيها أولياء اتخذتهم إلى الله زلفى، ولهؤلاء وأولئك بنت القباب، وأقامت عليها المساجد لا تقصد تخليد ذكراهم ليكون للذكرى في الأجيال أسوة ومثلا، بل تقصد أن تكون القباب والمساجد محاريب لعبادتهم، والتوسل إلى الله، ولو أنهم أقاموا القبة أو المسجد للأسوة، وللذكرى لكان ذلك خيرا .. إلخ. أقول في هذا الكلام حق وباطل. أما الحق فهو إقرار الكاتب بوجود هذه البدع والمنكرات في بعض الأمم الإسلامية، وانتقاده اتخاذ تلك القبب والمساجد محاريب لعبادة الأموات والتوسل بهم. وهذا لا شك واقع، ومن زار البلدان المجاورة رأى ذلك عيانا فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يعافي المسلمين من ذلك، وأن يمنحهم الفقه في الدين الذي بعث الله به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حتى يعرفوا أن هذه المحدثات حول القبور تخالف شرعه وتوقع في عبادة غير الله سبحانه كما هو الواقع. وأما الباطل الذي اشتمل عليه كلام الكاتب فهو تفصيله بين اتخاذ القباب والمساجد للعبادة والتوسل، وبين اتخاذها لتخليد الذكرى ففرق بين الأول والثاني، وهذا "التفصيل" ليس عليه دليل بل النصوص من الكتاب والسنة تخالفه، وتدل على أنه لا يجوز اتخاذ القباب والمساجد على القبور مطلقا. لأن اتخاذها لعبادة الأموات والتوسل بهم بالدعاء والاستغاثة ونحو ذلك شرك أكبر من جنس عمل الجاهلية الأولى حول اللات والعزى ومناة وأشباهها، واتخاذها للذكرى وسيلة قريبة وذريعة إلى الشرك بأهل القبور وعبادتهم مع الله سبحانه، ولهذا المعنى جاءت النصوص من الكتاب والسنة تنكر ذلك وتحذر منه، وتحسم وسائل الشرك. ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها يحذر ما صنعوا ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا، وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك وفي صحيح مسلم أيضا عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه فهذه الأحاديث وما جاء في معناها تدل على تحريم اتخاذ المساجد وا لقباب على القبور، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك. لئلا يفعلوا فعل اليهود والنصارى من الغلو في تعظيم الأموات، واتخاذ قبورهم مساجد، والصلاة عندها والدعاء ونحو ذلك فيقعوا في الشرك وعبادة الأنبياء والصالحين من دون الله كما وقع غيرهم، وهذا الذي خافه صلى الله عليه وسلم قد وقع في أمته فعظموا الأموات من الأنبياء والصالحين التعظيم الذي لم يشرعه
(يُتْبَعُ)
(/)
الله، وبنوا على قبورهم المساجد والقباب وصرفوا لهم الدعوات والرغبات حتى وقع الشرك المحذور، وحصل التأسي بعباد القبور فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أم سلمة، وأم حبيبة رضي الله عنهما أنهما رأتا في أرض الحبشة كنيسة يقال لها مارية وما فيها من الصور، فذكرتا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله فبين صلى الله عليه وسلم أن بناة المساجد والقباب على القبور والمصورين فيها الصور هم شرار الخلق عند الله، ولعنهم في حديث عائشة ولم يفصل بين من بناها للعبادة أو لتخليد الذكرى، فعلم بذلك أن بناءها لا يجوز مطلقا وما ذلك إلا لكونها من أعظم وسائل الشرك، ومن أظهر أعلامه وشعائره، وهي سنة اليهود والنصارى التي نهينا عن اتباعها، وحذرنا من سلوكها كما في قوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟ متفق عليه، فهذا الخبر الصحيح يدل على أن هذه الأمة تسلك مسالك اليهود والنصارى في الشرك والبدع إلا من عصم الله من ذلك، وهم الطائفة المنصورة كما في الأحاديث الأخر، ويدل هذا الخبر أيضا على تحذير الأمة من اتباع سنن اليهود والنصارى؛ لأن اتباعهم يفضي بأهله إلى مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والحذر عما نهى عنه كما قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ولا ريب أنه دعا إلى كل خير وحذر أمته من كل شر فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخالف سبيله أو يدعو إلى غير طريقه، ولا شك أن البناء على القبور واتخاذ المساجد والقباب عليها من سبيل اليهود والنصارى، ومن وسائل الشرك والضلال مطلقا فوجب تركها والحذر منها والله ولي التوفيق].
وقال الشيخ معالي الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى – في محاضرته " منهج محمد بن عبد الوهاب في العقيدة ":
حتى أنه سئل مرة فقيل له إنك تقول إن الناس منذ أربعمائة سنة ليسوا على شيء أو أنهم كفار فقال في جوابه: أقول سبحانك هذا بهتان عظيم.
حتى لما أتت مسألة البحث في القبة المقبوبة على حجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي في وسطها القبر قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان يُنكر البناء على القبور، بناء القباب، القباب على قبور الصالحين يهدمها؛ لأنه لا يجوز ووسيلة من وسائل تعظيمها إلى آخره، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عليا رضي الله عنه ألا يدع قبرا مشرفا إلا سواه، «وألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته» المشرف يعني فيه علو.
ولما قالوا له القبة التي على قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنك تقول: لو أقدر عليها لهدمتها. فقال: سبحانك هذا بهتان عظيم ولهذا أفتى هو يعني من جهة عملية، وعلماء الدعوة والولاة من آل سعود من الدولة السعودية الأولى إلى أنها لا تتعرض بشيء، وذلك لأن هذا من مصلحة الدعوة، وأن لا يفضي إلى ما هو أشد من رد التوحيد والتعرض إلى أننا لا نحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونتقصه؛ بل نهين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هذه وسيلة من وسائل الشرك، فيمنع الشرك وتمنع وسائله في أن يحصل شيء عند ذلك، والأمور تترك لرعاية المصالح والمفاسد في ذلك.]
وقال معالي الشيخ – حفظه الله تعالى في محاضرته " التحذير من البدع ":
[ومن وسائل الشرك التي هي داخلة في البدع الاعتناء بالقبور، من البدع ومن أخطر أنواعها وسائل الشرك الأكبر، ومن ذلك العناية بالقبور، وذلك تشييدها أو تجصيصها أو التسريج عليها أو بناء الأبنية عليها أو وضع القباب عليها أو بناء المساجد عليها وهو أشدها وقد قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ».
هذه بدعة وخيمة ووسيلة من وسائل الشرك، لما حدثت في هذه الأمة آل الأمر بالناس إلى أن يعظموا ذلك المقبور، فيخترعوا له من الصفات ما تضاهى به صفات الله جل وعلا، ثم عبدوهم وتوجهوا إليهم].
والله الهادي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:59]ـ
الأخ الفاضل .. علي الفضلي
/// ما نقلته مشكورًا من كلام أهل العلم (في حكم بناء االقباب ونحوها على القبور) لا علاقة له بما نحنُ فيه.
/// إذ المسألة المبحوثة ههنا هي حكم زيارة القبور التي بها منكرات، كما لو عليها قباب ونحوها، لا حكم اتِّخاذ القباب على القبور، فتأمَّل.
/// ومع إفادة ما نقلته ههنا -مع شهرته ووضوح العلم به- فلو صرفت جهدك في نقل ما له صلةٌ ببحثنا لكان أفيد وأكثر نفعًا، وحتى لا يتشعَّب بنا الموضوع في البدهيَّات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 01:50]ـ
قسمتك غير حاصرة، إذ هناك من يتكلم بحلم وعلم ويذب عن عرض أخيه بما يدين الله به وبما يظهر له من حسن الظن، ولا شك أن هذا محمود.
وإن كان من يفعله لا يسلم من طعن من مخالفه بأنه إنما فعله تعصبا أو نحوه.
كما أن من انتقد بحق ـ وإن تجاوز في كلامه ـ قد لا يسلم من رمي بسوء القصد وغيره.
وهذه بلايا تزيد مع الأيام، وقد يشعلها أو يزيدها من يتكلم غالبا بلا علم أو بلا حلم، ومن يدخل هذه المواضيع معاتبا أو طاعنا على بعض الأعضاء ومدح معظمه مقتصرا على ذلك.
أخي المتعلم كلامك واستدراكك في محله وإنما أردت التنبيه على مثل ما أشار الأخ عدنان
ابتداءً ينبغي أن يكون منطلقنا جميعًا في بحث المسائل مجرَّدًا عن التعصُّب لشخصٍ أوضده، ودون تهويلٍ أومبالغةٍ في عرض المسائل، وتحميلها ما لا تحتمل.
أعود إلى المسألة فأقول:
زيارة القبر الذي توجد فيه منكرات من غير إنكار هل هي جائزة؟
وإذا كان السفر المشروع لقصد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه، دخلت زيارة القبر تبعاً، لأنها غير مقصودة استقلالاً; وحينئذ، فالزيارة مشروعة مجمع على استحبابها، بشرط عدم فعل محذور عند القبر،
(الدرر السنية)
أخواني في الواقع المسألة يحفها أكثر من طرف:
1/ أن زيارة قبور الرؤساء والجندي المجهول تقليد غربي.
2/ أن زيارة الأضرحة من دعاة أهل السنة لا سيما عند من يعظم مثل هذه القبور إشعار لهم بأن الأمر سيان وليس ثم خطر على التوحيد.
3/ أن السنن ليس كما قال الأخ عدنان إذا كانت عند أهل شرك لا تعطل! فهذا استدلال عجيب وهل عدم الشيخ سلمان مكان يؤدي فيه سنة زيارة القبور إلا عند القبور التي يكون فيها شرك (على تقدير أن هناك شركيات عند الضريح)
أخواني الكرام الذين يدافعون عن فعل الشيخ سلمان أعلموا أن إخوانكم (على الأقل أتكلم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الباقين) لا يرمون الشيخ بالشرك و لا يحومون حول هذا ولكن هل يليق بمثل الشيخ فعل مثل هذا وهل لو كان غير الشيخ الذي فعل هذا سيلقى هذا الدفاع!!
لو تلحظ اخي الكريم أن قبر اتاتورك وثن من الأوثان فلا يقاس قبر مسلم بوثن طاغية
حفظكم الله
ليست العبرة بالجثة الهامدة في القبر بل العبرة بما يحدث عند القبر من منكرات فاتنبه لهذا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 04:58]ـ
الأخ الفاضل .. علي الفضلي
/// ما نقلته مشكورًا من كلام أهل العلم (في حكم بناء االقباب ونحوها على القبور) لا علاقة له بما نحنُ فيه.
/// إذ المسألة المبحوثة ههنا هي حكم زيارة القبور التي بها منكرات، كما لو عليها قباب ونحوها، لا حكم اتِّخاذ القباب على القبور، فتأمَّل.
/// ومع إفادة ما نقلته ههنا -مع شهرته ووضوح العلم به- فلو صرفت جهدك في نقل ما له صلةٌ ببحثنا لكان أفيد وأكثر نفعًا، وحتى لا يتشعَّب بنا الموضوع في البدهيَّات.
أخي الكريم عدنان:
ثالثا: أخي الكريم: قولك: إنه حتى مع وجود هذه المنكرات كالقباب وغيرها جاز أن تزار هذه القبور هذا عجيب، لأن أهل العلم يشترطون لجواز زيارة القبور أن تكون غير مبنية و لا يسافر لها ....
والله الهادي.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 02:58]ـ
تم إعادة الموضوع بعد تحريره، وبارك الله في الجميع.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 09:22]ـ
لأن أهل العلم يشترطون لجواز زيارة القبور أن تكون غير مبنية ...
هلاَّ نقلت إلينا -أخي الكريم- بعض أقوال أهل العلم في اشتراطهم في جواز زيارة القبور ألاَّ تكون مبنيَّةً.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 02:36]ـ
اين أنت يا أخي علي الفاضلي؟
أرجو أن لا تنسى الموضوع حتى تحصل الفائدة.
بارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:05]ـ
/// الأخ علي الفاضلي ... وفقه الله
رأيك لك مشاركاتٍ بعد إياسٍ من كتابتك معنا في المنتدى، فأردُّت أن أذكِّرك بطلبي، وفَّقك الله.
/// قلت في آخر مشاركةٍ لك:
أخي الكريم عدنان:
ثالثا: أخي الكريم: قولك: إنه حتى مع وجود هذه المنكرات كالقباب وغيرها جاز أن تزار هذه القبور هذا عجيب، لأن أهل العلم يشترطون لجواز زيارة القبور أن تكون غير مبنية و لا يسافر لها .... والله الهادي.
/// فقلتُ لك: هلاَّ نقلت إلينا -أخي الكريم- بعض أقوال أهل العلم في اشتراطهم في جواز زيارة القبور ألاَّ تكون مبنيَّةً.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:15]ـ
يرفع ,,, نحن بالانتظار رد الاخ الفضلي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:37]ـ
نعم: أنا هنا، بعد أن أعيد الموضوع،
لاشك أن من الأمور التي جاءت بها الشريعة هو ألا تكون القبور مبنية، ويدلك على هذا حديث علي في صحيح مسلم: " ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته .. "، ومتى كانت القبور مبنية، كانت زيارتها من الإعانة على منكر البناء هذا، والله عزوجل يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
هذا ما عندي أخي الكريم.
والله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:59]ـ
الأخ الكريم / علي الفضلي ـ وفقهُ اللَّهُ ـ:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قلتَ: (لأن أهل العلم يشترطون لجواز زيارة القبور أن تكون غير مبنية)
أين النقولات لأهل العلم لنستفيد؟.
لاشك أن من الأمور التي جاءت بها الشريعة هو ألا تكون القبور مبنية، ويدلك على هذا حديث علي في صحيح مسلم: " ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته .. "، ومتى كانت القبور مبنية، كانت زيارتها من الإعانة على منكر البناء هذا، والله عزوجل يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
من القائل؟
أعانك اللَّه.
محبكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:04]ـ
يا أخي الكريم علي الفضلي ..
معذرةً فنحن لا نريد فتواك أنت مع احترامنا لما قد تفتي به نفسك أوغيرنا، لكنَّك صرَّحتَ بأنَّ أهل العلم اشترطوا ذلك، فهل لك أن تسمِّي واحدًا منهم، مع نقل كلامه فيه، بارك الله فيك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 02:05]ـ
نحن بالانتظار يا علي.(/)
أطول ترجمة لعالم من علماء الحنابلة في مصنف واحد على مر التاريخ وسبب ذلك
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 10:34]ـ
قال ابن رجب في ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، الحنبلي، الجماعيلي الأصل العمادي:
كان معظماً عند الخاص والعام، عظيم الهيبة لدى الملوك وغيرهم، كثير الفضائل والمحاسن، متين الديانة والورع.
وقد جمع المحدث إسماعيل بن الخباز ترجمته وأخباره في مائة وخمسين جزءاً (150جزءاً)، وبالغ، وبقي كلما أثنى عليه بنعت من الفقه، أو الزهد، أو التواضع: سرد ما ورد في ذلك بأسانيده الطويلة الثقيلة، ثم تحول إلى ذكر شيوخه، فترجمهم، ثم إلى ذكر الإمام أحمد، فأورد سيرته ومحنته كلها، كما أوردها ابن الجوزي، ثم أورد السيرة النبوية، لكونه من أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ الذهبي: وما رأيت سيرة عالم أطول منها أبداً، وقال الذهبي في معجم شيوخه، في ترجمة الشيخ شمس الدين: شيخ الحنابلة، بل شيخ الإِسلام، وفقيه الشام، وقدوة العباد، وفريد وقته. من اجتمعت الألسن على مدحه والثناء عليه. حدث نحواً من ستين سنة. وكتب عنه أبو الفتح بن الحاجب.
ذيل طبقات الحنابلة - (ج 2 / ص 304)(/)
زوجي يدخن
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 08:15]ـ
تقول زوجي يدخن وأنا أتضرر من التدخين، ولا أستطيع تحمل رائحته؛فإذا دعاني إلى الفراش لا أستجيب له لعدم قدرتي على تحمل تلك الرائحة
وأنا أعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح) متفق عليه
فهل امتناعي يوقعني في ذلك الوعيد
ما هو رأى الإخوة الفضلاء
وهل يقاس على ذلك كل رائحة كريهة لا تستطيع الزوجة تحملها أثناء المعاشرة الزوجية
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 11:45]ـ
سؤال جدير بالنقاش ....
اللهم اعصم كل مسلم من التدخين .... اللهم آمين
ـ[ظاعنة]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:44]ـ
اللهم آمين ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:57]ـ
إذا كانت الرائحة الخبيثة تسقط واجب الجماعة، كأكل الثوم والبصل ـ وهما مباحان ـ فما ظنك بالدخان الذي هو محرّم؟!
الذي يظهر أنها معذورة في امتناعها
ولا يشملها الوعيد؛ لأن الحديث ـ بالاتفاق ـ
ينخرم عمومه في صور،منها:
لو دعاها وهي حائض للجماع!
أو وهي مريضة لا تستطيع القيام بالواجب!
ولا ريب أن خبث رائحة الدخان منفرة من الجماع
والله تعالى يقول:
(فاتقوا الله ما استطعتم)
والمخرج لهذه الزوجة أن تخبر زوجها ـ إذا أراد معاشرتها ـ
أن يستعد قبل ذلك بوقت كاف؛ لكي
لا توجد أو تخف تلك الرائحة الخبيثة
مع أن الأصل هو تركه بالكلية
لكن نحن نتحدث عن واقع زوج مبتلىً به
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق،والله تعالى أعلم.
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 04:07]ـ
اللهم امين(/)
اليك اختي المسلمة""ما هي صفات الفتاة المتحضرة و المثالية""
ـ[امال قرني]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 10:30]ـ
من صفاتها __عقيدتها"على منهج اهل السنة " _منهجها"قال الله و قال الرسول"ص"_خلقها"الخلق الاسلامي الفاضل"_ادبها"الحياء والعفة والطهارة والحجاب"_قدوتها"امهات المؤمنات والصحابيات الجليلات والنساءالصالحات"_محبتها"لله ولرسوله ولمن التزمت بدين الله"_ خلوتها"تدكر لدار الاخرة وعمل تقدمه لظلمة القبر وضيق اللحود"_صديقتها" كل مسلمة ومؤمنة ملتزمة بدين الله تعالى_بغضها" لليهود والنصارى والمنافقين والعلمانيين ودعاة تحرير المراة_عدوها"كل اغنية وطرب وكل مجلة تنشر صور خليعة وافكار سقيمة وكل مسلسلة وفلم في الحب والغرام والتيه والضلال وكل امراة متبرجة وكل ما يغضب ربها"_حرصها"على التوبة الصادقة بشروطها فان الله غفور رحيم"_شعرها"الشعر الاسلامي الفياض لا شعر الحداثة الرقيع"_زواجها"اسلامي خال من المغنيات والرقص ولا تدهب الى الكوافير"_اجازتها_تقضيها في العلم النافع وحفظ شىء من القران والترويح ولا تسافر للخارج لما في دلك من المفاسد الكثيرة"_لهوها"بلمباح فان النفس تمل"-نزهتها"للتامل والتفكر والتدبر والترويح عن النفس" [" بارك الله فيها"(/)
نبي الله ورسوله الياس عليه السلام
ـ[محمد العلاوي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 11:57]ـ
إلياس عليه السلام
______________________________ __________
نبذة:
أرسل إلى أهل بعلبك غربي دمشق فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه بعلا فآذوه، وقال ابن عباس هو عم اليسع.
______________________________ __________
سيرته:
قال تعالى:
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (131) (الصافات)
هذه الآيات القصار هي كل ما يذكره الله تعالى من قصة إلياس .. لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أرسل إليهم .. فقال الطبري أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون .. أما ابن كثير فيقول أن إلياس والياسين اسمين لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها.
الروايات المختلفة حول دعوته:
جاء في تاريخ الطبري عن ابن اسحق ما ملخصه:
إن الياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل الى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغير ما بهم من نعمتك فأوحي الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: اللهم فأمسك عليهم المطر فحبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهداً شديداً، وما دعا عليهم استخفي عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بنى إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته واخفت أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمة فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غلاماً شاباً ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوات الله أن يفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأي إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضة ورفعه.
ويذكر ابن كثير أن رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يسمي (بعلا) وقد ذكره القرآن الكريم على لسان إلياس حين قال لقومه (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) وَاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ).
ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب انتهاء ملك سليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت مملكة بن إسرائيل إلى قسمين، الأول، يخضع لملك سلالة سليمان وأول ملوكهم رحبعام بن سليمان والثاني يخضع لاحد أسباط افرايم بن يوسف الصديق واسم ملكهم جر بعام. وقد تشتت دولة بنى إسرائيل بعد سليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عباداً للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه (بعل) فأرسل إليهم إلياس عليه السلام الذي تحدثنا عن دعوته فما توفي إلياس عليه السلام أوحي الله تعالى إلى أحد الأنبياء واسمه اليسع عليه السلام ليقوم في نبي إسرائيل، فيدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهار.
وأرجح الآراء إن إلياس هو النبي المسمى إيليا في التوراة.
اسأل المولى عزوجل ان ينفع بما ذكر(/)
نصيحة لإخواننا أصحاب المكتبات الإلكترونية
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 01:10]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
لقد قلت سابقاً تعليقاً على موضوع التعامل مع المبتدع ((لقد حذر أبو زرعة الرازي من قراءة كتب المحاسبي
وذكر ابن قدامة في اللمعة أن ترك قراءة كتب أهل البدع من أصول أهل السنة
ولا يخفى أن هناك كتب لأهل البدع لا يستغنى عنها
فكيف تضبط المسألة؟
تضبط بأن يقال كتب أهل البدع أنواع وقراؤها كذلك أنواع
النوع الأول ما لا يوجد فيه أي ادخالات بدعية كترقيم بعضهم لكتب السنة
فهذا يقرأه صغار الطلبة مع تعريفهم بحال المؤلف
النوع الثاني مافيه خيرٌ وشر وهذا يقرأه المتمكنين من العقيدة السلفية
وأما الصغار والعوام فلا
ونقرأه إذا كان عظيم الفائدة أما إذا كان غالبه انشائيات فالإشتغال بكتب أهل العلم النافعة أولى
ولو وجد في كتب أهل السنة ما يغني عنه فيا حبذا
النوع الثالث ما بني على باطل فهذا يقرأه من يريد الرد على القوم
هكذا تضبط المسائل ولا ترسل ارسالاً فيقال لكل من هب ودب ((خذ ما صفا ودع ما كدر))))
هذا الكلام موجه بالدرجة الأولى لأصحاب المكتبات الإلكترونية التي يضعون فيها الكتب التي تحتوي على البدع والمخالفات بدون تحذير وهم لا يعرفون هوية من يحمل
هل هو عامي هذه الكتب تشكل خطراً على اعتقاده؟
هل هو طالب علم صغير مثل سابقه؟
هل هو مبتدع سيتكثر بهذا الكتاب؟
هل هو طالب علم متوسط لا يقجر على نقض الشبهات وإن كانت عقيدة أهل السن واضحةً عنده؟
أم هو طالب علم قوي يعرف كيف يستفيد من الكتب
أقترح على الإخوة أن يقوموا بتشكيل لجان علمية تعلق على مواطن الخلل في بعض الكتب لتبرأ ذمة ناشرها ولا تكفي التعليقات المطاطة
مثل ((هذا الكتاب فيه أخطاء))
او ((فيه شطحات))
فهذه لا تكفي لإزالة الشبهة عند من يتعرض لها ولا يبعد بعض الفضوليين عن الكتاب بحجة أننا نأخذ ما صفا وندع ما كدر
اتقوا الله عباد الله لقد لعن رسول الله (ص) في الخمر أصنافاً ولا يشربها منهم إلا صنفٌ واحد
اتقوا الله عباد الله لقد لعن رسول الله (ص) من آوى محدثاً
فاعتبروا يا أولي الأبصار
وإليكم مثالاً على اللامبالاة بعقائد المسلمين في مكتبة المشكاة
وضع الأخوة في مكتبة المشكاة كتاباً للفاكهاني بعنوان ((الفجر المنير فى الصلاة على البشير النذير))
وإليك فهرسة الكتاب كما ذكرها لنا الأخوة في المشكاة
((قسم المؤلف الكتاب إلى هذا اثني عشر باباً:
الباب الأول: في حكم الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على التحرير، وذكر الخلاف في ذلك والتقدير.
الباب الثاني: في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وما في ذلك من الثواب، والتقرب إلى رب الأرباب.
الباب الثالث: في كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والتسليم، وما يترتب على ذلك من الأجر العظيم.
الباب الرابع: في المواطن التي تستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ويكثر ويعظم الأجر عليها.
الباب الخامس: في ذم من لم يصل عليه، وتفويق سهام الملامة إليه.
الباب السادس: في زيارة قبره عليه الصلاة والسلام، وما في ذلك من الآداب المرتب عليها كثرة الأجر والثواب.
الباب السابع: في أسمائه المعظمة ونعوته المكرمة.
الباب الثامن: في صفاته الخلقية وشمائله المرضية.
الباب التاسع: في صفاته المعنوية وما اختصه به رب البرية.
الباب العاشر: في معجزاته، وما اختصه به تعالى من آياته.
الباب الحادي عشر: في من استغاث به عليه الصلاة والسلام فأغيث في القديم والحديث.
الباب الثاني عشر: فيما ختم الله به أيام حياته، وذكر مرضه ووفاته.))
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 06:28]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
فعلا ينبغي أن الانتباه لهذه النقطة
نفع الله بك
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 01:09]ـ
للرفع و التنبيه
و لم انتبه لهذا الموضوع إلا قبل قليل فجزى الله كاتبه خير الجزاء
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 01:47]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
ـ[مسك]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 10:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هلا قمت يا شيخ بمراسلتنا في مكتبة المشكاة بدلاً من وصفنا بأننا لا نبالي بعقائد المسلمين؟
من أجل جزئية في كتاب؟
وهل ترى هذا الوصف ينطبق علينا ونستحقه فعلاً؟
اتقوا الله والإنصاف عزيز
هلا أحسنت بنا الظن بأنه ذلك ربما وقع سهواً أو خطأ بدل من الدخول في النيات بحجة الحرص والمناصحة
أخيراً بارك الله فيك على حرصك ونصحك ويبقى ذلك وجهة نظر قد تصيب فيها وقد تخطئ ...
والله اعلم
ـ[المتعلم]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 12:52]ـ
الحمد لله
ما تفضل به الشيخ الخليفي مهم وليس القصد إخواننا الفضلاء في مشكاة فهذا أيضا موجود في الشاملة وغيرها.
ولا أشك أن الإخوة في مشكاة من أهل السنة الفضلاء ولا أشك في حرصهم على عقيدة أهل السنة لكن ربما لم ينتبهوا لهذا أو ربما كان لهم وجهة نظر ظهر لهم فيها مصلحة لا نعلمها.
هلا قمت يا شيخ بمراسلتنا في مكتبة المشكاة بدلاً من وصفنا بأننا لا نبالي بعقائد المسلمين؟
من أجل جزئية في كتاب؟
وهل ترى هذا الوصف ينطبق علينا ونستحقه فعلاً؟
اتقوا الله والإنصاف عزيز
هلا أحسنت بنا الظن بأنه ذلك ربما وقع سهواً أو خطأ بدل من الدخول في النيات بحجة الحرص والمناصحة
هذا التعليق الكريم من الأخ مسك أرى جوابا سديدا على تعليق له هذا نصه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99525
رحم الله الإمام مالك عندما سؤل عن بعض المؤطآت حيث قال:
ما كان لله سيبقى ...
بعض المنتديات مصابة بحمى تكثير الأعضاء بأي وجه كان!
ولعل هذا الأمر ناشيء عن الغيرة من بعض المنتديات التي كتب الله لها القبول بين الناس ...
مثل هؤلاء يحتاجون تذكير بالله ومراسلتهم بخصوص هذا الأمر وتصحيح النية من جديد ...
والله أعلم ..
وإن كان كلام الأخ مسك أشد، فليته ناصحهم أو عرف وجهة نظرهم وأحسن الظن بهم بدل أن يبحر به الخيال ويجعل هذا ناشيا عن غيرة لمواقع أخرى!!
أو كل من أراد نشر الخير ونفع الناس يجب عليه أن يبذله في المكان والطريقة التي يريده الأخ مسك ومن علق على ذاك الموضوع أو يصبح مدخول النية أو هدفه الغيرة من بعض المواضع؟!
أين إحسان الظن أين التماس العذر أولا نطلب ذلك إلا إذا كان الأمر علينا؟
ـ[مسك]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 02:44]ـ
عموماً لا أرى تشابه في ردي هنا وفيما نقلته عني أو اقتبسته ..
فلم اقدح في أحد أو أتهم أحد بعينهم بالتلاعب في عقيدة المسلمين
والموضوع هناك كان حديث عام عن مسألة عامة وهي إغلاق روابط التحميل ..
بارك الله فيك وفي حرصك ..
ـ[المتعلم]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 04:26]ـ
ليس المراد التشابه بمضمون التهمة، وإنما التشابهة في الاتهام بغير بينة وعدم إحسان الظن بإخوانكم.
وكون الكلام عاما صحيح لكنه عام أريد به الخصوص؛ فكل أو غالب من اطلع على الموضوع يعرف من المعني به.
ومسألة إغلاق الروابط للتحميل ....
ألا تدخلها وجهات النظر والمصالح على الأقل في نظر من رآها، فلم جعل فعلهم ذاك محل شك واتهام وغيرة ووو.
نسأل الله أن يهدي الجميع ويجعلهم يدا واحدة لنشر الخير والسنة.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 05:27]ـ
تقسيم الكتب إلى كتب قابلة للتحميل لأنها لا تحتوي على مخالفات
وكتب غير قابلة للتحميل لأنها تحتوي على مخالفات
تقسيم (في ظني) باطل من أسه وأصله
أنا لا أنقض كتب السَّحرة بواسطة
لا أنقضها إلا من كتبهم
لا أنقض كتب العقائد المنحرفة بواسطة
لا أنقضها إلا من كتبهم
الحاجة ملحّة لكل كتاب دقّ أو جلّ
اجتمعت عليه الأمة أو تفرقت
ونحن في عالم مفتوح
أنَّى لنا تقسيم الناس إلى متمكّن ومتوسط وعامي وإلخ ...
ثم إنه لا يوجد كتاب باطل إلا ويوجد بجانبه كتاب حق ينقضه
وكل ميسر لما خلق له
وكان الإنسان على نفسه بصيره
هذا رأيي
وشكرا لكم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 12:09]ـ
هلا قمت يا شيخ بمراسلتنا في مكتبة المشكاة بدلاً من وصفنا بأننا لا نبالي بعقائد المسلمين؟
من أجل جزئية في كتاب؟
وهل ترى هذا الوصف ينطبق علينا ونستحقه فعلاً؟
اتقوا الله والإنصاف عزيز
هلا أحسنت بنا الظن بأنه ذلك ربما وقع سهواً أو خطأ بدل من الدخول في النيات بحجة الحرص والمناصحة
أخيراً بارك الله فيك على حرصك ونصحك ويبقى ذلك وجهة نظر قد تصيب فيها وقد تخطئ ...
والله اعلم
نعم أنتم كذلك
بدليل أنكم وضعتم عنوان الإستغاثة في تعريفكم بالكتاب
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 12:12]ـ
تقسيم الكتب إلى كتب قابلة للتحميل لأنها لا تحتوي على مخالفات
وكتب غير قابلة للتحميل لأنها تحتوي على مخالفات
تقسيم (في ظني) باطل من أسه وأصله
أنا لا أنقض كتب السَّحرة بواسطة
لا أنقضها إلا من كتبهم
لا أنقض كتب العقائد المنحرفة بواسطة
لا أنقضها إلا من كتبهم
الحاجة ملحّة لكل كتاب دقّ أو جلّ
اجتمعت عليه الأمة أو تفرقت
ونحن في عالم مفتوح
أنَّى لنا تقسيم الناس إلى متمكّن ومتوسط وعامي وإلخ ...
ثم إنه لا يوجد كتاب باطل إلا ويوجد بجانبه كتاب حق ينقضه
وكل ميسر لما خلق له
وكان الإنسان على نفسه بصيره
هذا رأيي
وشكرا لكم
يا أخي اقرأ المقالة جيداً قبل أن تعلق عليها
قد ذكرت سابقاً تقسيم بالنسبة لكتب أهل البدع
فأنت مثلاً تضع فيمن ينقضون كتب أهل البدع
ماذا عن العامي أو المبتديء أو المثقف الذي لا يعرف العقيدة؟
أنا لا أتكلم عن انعدام الفائدة ولم أدعي ذلك حتى تعلق بهذا الكلام
ولكن أتكلم عن هوية هذا المحمل الغير معروفة
كيف نضع هذه الكتب في يد من لا نعرف هويته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 12:36]ـ
أما مسألة اساءة الظن واحسانه
فلا يمكنني أن أجد عذراً لمن ينشر بين المسلمين كتاب فيه تجويز الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم
فإن قيل قد يكون لا يعلم
أقول هذا أقبح
ورمي الناس الحريصين على عقائد المسلمين باساءة الظن مخالف لللآداب الشرعية
وهب انني أسأت الظن
الحمد لله جرم اساءة الظن أقل بكثير من جرم نشر الشرك بين المسلمين
والإنصاف عزيز والهذيان كثير
ـ[مسك]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 05:03]ـ
(ابتسامة)
عموماً كلامك لا يعدو أن يكون مجرد رأي شخصي ... وتضخيم في غير موضعه ..
وإن كنت حريص على عقائد المسلمين فغيرك أحرص ..
والإنصاف عزيز والهذيان آفة ..
ملاحظة:
ما كنت سألتفت لهذه النصيحة لولا أن احدهم ارسل الرابط ..
وهذه آخر مشاركة ..
ـ[ابن المنير]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 06:14]ـ
اسمع يا عبد الله
مشاركتي هنا كنت أود أن أفتح لها موضوعا مستقلا قبل أن تقع عيني على موضوعك
ولما رأيت موضوعك قلت أضع خلاصة ما أراه هنا على هيئة مشاركة
كان ماذا يا عبد الله
_______
أخي الشيخ مسك
أنتم على خير عظيم
ومكتبتكم مكتبة عظيمة
والخطأ عن هذه الأمة مرفوع، والتثريب على صاحبه ممنوع
وفقكم الله وسددكم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 07:45]ـ
[تسجيل موقف]
والله إني عندما كتبت مشاركاتي في هذا الموضوع لم أتدبر مشاركات الأخ المتعلم، ولم أتتبّع أي رابط
فوقتي لا يسمح لي إلا بالقراءة المجملة التصويرية
ولكن خطر ببالي بعد ذلك أن أقرأ الموضوع مرة أخرى، وعليه فتبعت الرابط
فرأيت أن الأخ مسك وفقه الله قد اختل ميزانه عفا الله عنه، ولم يُحْكِم قوله غفر الله له
________
وقد يقول قائل: هل ستلتزم بعد ذلك يا ابن المنير بقراءة كل حرف وتتبّع كل رابط قبل أن تكتب مشاركة؟
أقول هذا مستحيل
والله المستعان، وعليه التكلان
ـ[القانونى]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 10:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتقد أن من الوهم الكبير اننا نظن اننا قادرين فى هذا الزمن على إخفاء كتب أهل البدع.
فى رأيى التنبيه على عوارها هو الصحيح.
أما محاولات اخفاءها، فهى مثل من يقف أمام البحر ليصد أمواجه العاتية.
الهواتف النقالة أصبحت مزودة بقارئ الملفات المصورة والنصية، يا قوم، وما اسهل تداول مثل هذه الكتب
ولو اشعنا ثقافة القراءة الصحيحة، وقام الأخوة الباحثين بالتصدق ببعض أوقاتهم لوضع المشاركات لنقد الكتب فى المنتديات المختلفة، لكان أجدى وأنفع.
مع التنبيه على عدم الانتقاص من علماء الفرق المخالفة لئلا نتسبب فى سب علمائنا حفظ الله حيهم ورحم ميتهم.
الأخوة فى المشكاة وصيد الفوائد والشاملة والوقفية والمكنز وغيرها، جزاهم الله خيراً يقومون بمهام ضخمة، الله أسأل أن يجعلها فى موازين اعمالهم.
تعلمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه و من لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
مجرد رأى
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 04:33]ـ
أحسنت أخي القانوني
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 05:36]ـ
بئس ما رددت به يا أخي عبدالله الخليفي على الأخ المدافع عن شبكة مشكاة
عاتبك أخوك فقال:
((هلا قمت يا شيخ بمراسلتنا في مكتبة المشكاة بدلاً من وصفنا بأننا لا نبالي بعقائد المسلمين؟
من أجل جزئية في كتاب؟ وهل ترى هذا الوصف ينطبق علينا ونستحقه فعلاً؟))
فرددت عليه بفضاضة:
((نعم أنتم كذلك، بدليل أنكم وضعتم عنوان الإستغاثة في تعريفكم بالكتاب))!!!
يا أخي: أنا لا أعرفك إلا بخير، لكني أعرف الإخوة في شبكة مشكاة بنشر السنة والعلم والهدى
حتى استفاد من جهدهم -المبني على الكتاب والسنة- المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ولله الحمد
فأي الفريقين أحق بالمدح والشكر والعذر؟؟؟
أمن أجل خطأ مغمور في بحار الحسنات تصفهم بكل غلظة وأنت متكئ على كنبتك -مع الإصرار على الوصف- بعدم المبالاة بعقائد المسلمين؟؟
يبدو لي أنك قد فهمت الغيرة على العقيدة فهماً ينقصه الصواب فندت منك هذه الكلمة: ((نعم أنتم كذلك))!!
تذكرت وأنا أقرأ هذه الكلمة التي تمنيت أنها ما خرجت من رجل عهدناه من إخواننا الأخيار، تذكرت رجلاً مصرياً فاضلاً
في الحرم، وبعد الصلاة أتى أمراً مخالفاً للسنة فزجره أحد الإخوة زجراً أكبر من الخطأ فقال بنبرة توبيخ: هذا ليس من السنة
فنظر إليه الرجل وقال بتعجب: أمال قلة الذوق من السنة؟؟؟
وصدق الله أصدق القائلين {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران
ختاماً، أستغفر الله وأتوب إليه ثم أعتذر من أخي عبدالله، فقد أردت أن أعظه بترك الغلظة فأغلظت عليه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 05:32]ـ
مهلاً مهلاً
ما طرحه الأخ القانوني يلتقي مع ما طرحته في نقطة مهمة وهي أنني اقترحت أن تكون لجنة للتعليق على الكتب التي فيها بدع
وأما جهود الأخوة فلم أجحدها
غير أن قوله أنه لا يمكننا حجب كتب أهل البدع فأقول
المكتبات السلفية معتمدة من قبل الطلبة وكثير من العامة ووجود الكتب فيها يعتبر تزكية امضمون الكتاب اجمالاً
وبعض الكتب لم تدخل إلى الشبكة إلا عن طريق المكتبات المذكورة
ولا يخفى على الناظر أن الوصول إلى المكتبات الإلكترونية أيسر من الوصول إلى المكتبات المادية
ووجود الكتب في الساحة لا يعني أن نساهم في نشرها
خذ مثلاً كتب السقاف الجهمي هي منشورة على الشبكة وفي متناول أيدي الجميع
فهل يعني هذا أنه يجوز لنا نشر كتبه؟
ومثل كتب السقاف كتب السحر وكتب ابن عربي
وتأمل ما ذكرته سابقاً من أن وضع هذه الكتب بأيدي العوام له آثار مدمرة فإذا كنا مطالبين بألا نذكر لهم بعض الحق إذا كانت عقولهم لا تبلغه فما بالك بوضع كتب أهل البدع لهم واظهارها على انها كتب علم نفيسة
أرجو من الأخوة التريث قبل طرح نتاج عقولهم
وهذا دين وليس تحليلاً سياسياً حتى يكون العمدة فيه على ((هذا رأيي)) و ((أنا أعرض ولا أفرض))
أما بالنسبة للأخ ابن المنير فقد ذكر تقسيماً للكتب لم أقل به وجعله تعليقاً على موضوعي فاستوجب جواباً مني
فأرجو من الأخوة أن تكون العمدة عندهم نصرة الحق لا نصرة النفس
وأما الأخ أبو عبدالرحمن
الذي يتكلم عن اللين في مشاركةٍ يفتتحها بلفظها قاسية
أرجو يا أخي ألا تحور القضية أنا قلت ما قلت جواباً على استنكار الأخ للفظة ((مما يدل على على اللامبالاة بعقائد المسلمين))
ولم أقله جواباً على سؤاله الذي افتتح به مشاركته
فأرجو أن تقرأ جيداً قبل أن تعلق
والشدة في بعض المواطن مطلوبة لخطورة الأمر ومخاطبة العوام شيء ومخاطبة من تصدى للخطاب الدعوي شيء آخر
وأنت نفسك استخدمت القسوة
وإن وجدت لفظ ألطف من ((أنتم كذلك)) و ((هذه ليست من السنة)) فدلني عليها
ويا ليت شعري ماذا نقول للناس إذا نصحناهم في شأن البدع
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 08:16]ـ
لقد راسلت الأخوة في مكتبة المشكاة وقد وضعوا تنبيهاً لقاريء هذا الكتاب في مكان التعريف بالكتاب
فصار التعريف هكذا ((الباب الأول: في حكم الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على التحرير، وذكر الخلاف في ذلك والتقدير.
الباب الثاني: في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وما في ذلك من الثواب، والتقرب إلى رب الأرباب.
الباب الثالث: في كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والتسليم، وما يترتب على ذلك من الأجر العظيم.
الباب الرابع: في المواطن التي تستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ويكثر ويعظم الأجر عليها.
الباب الخامس: في ذم من لم يصل عليه، وتفويق سهام الملامة إليه.
الباب السادس: في زيارة قبره عليه الصلاة والسلام، وما في ذلك من الآداب المرتب عليها كثرة الأجر والثواب.
الباب السابع: في أسمائه المعظمة ونعوته المكرمة.
الباب الثامن: في صفاته الخلقية وشمائله المرضية.
الباب التاسع: في صفاته المعنوية وما اختصه به رب البرية.
الباب العاشر: في معجزاته، وما اختصه به تعالى من آياته.
الباب الحادي عشر: في من استغاث به عليه الصلاة والسلام
فأغيث في القديم والحديث.
تنبيه:
هذا الباب لا يصح فيه شيء، وهو مُخالف لِما عليه الصحابة رضي الله عنهم، فلا يصِحّ عن أحد منهم أنه استغاث به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.الباب الثاني عشر: فيما ختم الله به أيام حياته، وذكر مرضه ووفاته.))
ما تحته خط وضع حديثاً جزى الله الأخوة خيراً غير أنني أطمع بأن يوضع نقض في الحاشية لما أورد الفاكهاني فالشبهة المذكورة مفصلة وتحذير الأخوة مجمل ولا تكافؤ بين الأمرين كما لا يخفى على الفطين
كما أن تعليق الأخوة فيه قصور لأن أدلة الكتاب والسنة دلت على تحريم الإستغاثة به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وليس ترك الصحابة فقط هو الذي دل على المنع
ـ[هالة]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 11:09]ـ
شكرا جزيلا
و لي 4 أسئلة:
السؤال الأول: هل إذا وضع نقض مفصل لباطل هذا لكتاب ((الفجر المنير فى الصلاة على البشير النذير)) في موقع المشكاة أفيصح إذن وضعه من غير حرج؟
السؤال الثاني:ما موقع فتح الباري بالنسبة لقراءة الصغار و العوام و طلبة العلم و اقنتائه و نشره؟
السؤال الثالث: هل يصح نشر فتح الباري في شبكات الإنترنيت - مع العلم أنّ العوام يطّلعون على هذه المواقع و يحملون هذا الكتاب-؟ - و في هذا الكتاب تأويلات أشعرية -
السؤال الرابع: ما مقدار الشّر الذي ينبغي أن يكون في الكتاب حتى لا ينصح بنشره في شبكات الإنترنيت التي يطّلع عليها العوام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 11:36]ـ
لقد عرفت ابتداءً أن هذه الأسئلة ستطرح علي
السؤال الأول جوابه نعم
السؤال الثاني جوابه فتح الباري كتاب عظيم ولكن صغار الطلبة والعوام لا ينبغي أن يقرأوا ما فيه تأويلات وغيرها لذا يجب على أصحاب المكتبات الإلكترونية أن يضعوا تعليقات الشيخ ابن باز وغيره من أهل العلم على الفتح
وأما من أتقن العقيدة فليقرأ الفتح
علماً بأن الفتح عادةً لا يقرأ فيه إلا طلبة العلم فالعوام ينفرون من الكتب العلمية التي بعمق وطول الفتح
وأظنني قد أجبت على السؤال الثالث أيضاً
أما عن مقدار الشر فيكفي أن يكون فيه بدع وضلالات فضلاً عن شركيات فهذا ينبغي التعليق على مواطن الخلل فيه قبل نشره
أو نشر الكتب التي تنتقد أخطاءه والتنبيه على روابطها في مكان التعريف بالكتاب
ـ[هالة]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
شكرا جزيلا
شيخنا الفاضل سبق لك و أن قلت ما يلي: "النوع الثاني مافيه خيرٌ وشر وهذا يقرأه المتمكنين من العقيدة السلفية وأما الصغار والعوام فلا"
أفأهم من مشاركتك الأخيرة أنّ كلامك المشار إليه مقيّد بما لم يبين بطلانه للعوام و الصغار؟ أما إذا بيّن لهم شرّ كتاب ما و استوعبوا هذا الأمر فلا حرج لهم في قراءته؟
ـ[القانونى]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 11:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الخليفى زادك الله حرصاً على العقيدة، ولكن أرى أن أسئلة الأخت الكريمة أسئلة ذكية، ولا أظنها وضعتها لتتلقى إجابة عليها، بل آراها فى رأيى معطيات ليعيد من أخطأ فى الحساب حساباته.
أطلب من الأخوة التوقف عن الردود فى هذا الباب، لأن الخطوة المنطقية التالية، أننا سنجد مشاركات تحمل زلات لأهل العلم للتدليل على أن كل الكتب احتوت على صحيح وخطأ، ولكن بنسب متفاوتة، وهذا لازم لكل عمل بشرى.
حتى ننا سنصل أنه لا يمكن الإطمئنان إلا لنص كتاب الله ونص كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لذا أقول الحذر الحذر ممن يتجولون فى مواقعنا ممن ليسوا بأبناء عقيدتنا.
أصبحوا يعلمون من أمور ديننا ما لايعلمونه من عقائدهم ومللهم، وأصبحوا يلبسون على عوام المسلمين دينهم.
الأخت هالة قطعت قول كل خطيب.
ـ[هالة]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 11:51]ـ
أخي الكريم القانوني
الأسئلة التي وضعتها كان هدفي منها التعلم
و أظن أنّ الشيخ قد وفق في الإجابة عليها
و الله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيك
عندما قلت في بداية كلامي أنني توقعت طرح هذه الأسئلة فأنا أعرف جيداً ما القصد من ورائها
وقد نبهتك سابقاً إلى هذا دين وليس تحليلاً سياسياً تنفق فيه الإنشائيات
نحن نتكلم عما أسماه النبي صلى الله عليه وسلم ((شر الأمور))
لا عن أي أخطاء عادية فقهية أو حديثية أو لغوية
أنا أتكلم عن كتب صنفها أهل البدع لا عن كتب صنفها علماء أهل السنة
لذا فإلزامك لي جد سخيف _ عذراً على القسوة ولكنك آذيتني _
هذه مشكلة عدد ممن علق على الموضوع لم يركز على المشاركة الأولى وأخذ يعلق فلو اشتغلت بالنظر في جوابي على كلامك لكان خيراً لك من أن تتكلم في دخائل النفوس
وأما كلام الأخت فكلامي ليس مقيداً بل الكلام الأول كان تنظير والثاني تطبيق وكله متسقٌ مع بعضه
فالفتح من الطبقة الثانية ذات النفع الكبير فيقرؤها المتمكن من العقيدة
ويخرج من ذلك العامي والمبتديء
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:11]ـ
أود أن أضيف إضافة إلى ما ذكرته سابقاً
وهي أنني ذكرت أن هناك كتب لأهل البدع لا بدع فيها يقرؤها كل أحد
فإذا كان هذا رأيي في عدد من كتب أهل البدع أفيصح إلزامي بإسقاط كل ما سوى القرآن والسنة الصحيحة
سبحانك هذا بهتانٌ عظيم
والذي يخشى من ذكر زلات بعض العلماء ألا يخشى من نشرها بين الناس على هيئة كتب متيسرة التحميل
الحمد لله الذي من علينا بالسلفية
وبالنسبة لهالة فلو كان العوام وصغار الطلبة يميزون بين الحق والباطل في المسائل المشتبهة لما خشينا عليهم ولكن علماءً وقعوا في هذه البدع أفنأمن على الصغار والعوام منها بعد وقوع العلماء فيها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الإخوة المشايخ الفضلاء وفقكم الله ونفع بكم
نرجو منكم تكرما الرفق والحلم وكل يذكر حجته ودليل ووجه كلامه ويتجاوز ما دون ذلك، ولا شك أنكم أهل لذلك.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 02:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة المشايخ الفضلاء وفقكم الله ونفع بكم
نرجو منكم تكرما الرفق والحلم وكل يذكر حجته ودليل ووجه كلامه ويتجاوز ما دون ذلك، ولا شك أنكم أهل لذلك.
جزاكم الله خير الجزاء وأجزله شيخنا الكريم / أبا عبد الله.
وقول الأخ الحبيب / عبد الله الخليفي - بارك الله فيه - صوابٌ مائة بالمائة، وتنبيهاته هامَّة.
ولم يقصد الإساءة لأحدٍ، وإنَّما قصد التنبيه على وجوب بيان الأخطاء العَقَدية في أي كتابٍ يُنشر على الشبكة، لئلَّا يغترَّ العوام - محسنين الظنَّ بالمواقع التي يُحمِّلون منها الكتب -، فيقرأوا هذه الكتب، وتتشرَّب قلوبهم بعقيدة أهل البدع؛ والسبب من في آخر الأمر؟!
والأمر - إخوتي - جدُّ خطيرٍ، وهنا فرقٌ هامٌ قد بيَّنه الأخ عبد الله، وأزيده وضوحًا.
الفرق بين " فتح الباري " - وما كان على شاكلته من الكتب الموسوعية المُتبحِّرة في شرح أحاديث الرسول (ص) -، وبين الكتاب الذي نبَّه إليه في مشاركته الأولى: أنَّ هناك كتبًا كثيرها صوابٌ، والخطأ فيها قليلٌ إذا ما قورن بالصواب، والفتح من هذا الباب.
وغاية ما فيه من أخطاء: أنَّها اجتهاداتٌ للإمام ابن حجر - كغيره من العلماء -، وهي - لا شك - خطأ، ومخالفة لما عليه أهل السنة، ولكن لا نستطيع أن نقول: إنَّ ابن حجر أشعريٌّ صِرْف!، أو: ابن حجر مبتدع!، وهكذا باقي العلماء مثله.
أما الكتاب الآخر - وغيره -، فقد بوَّب فيه بابًا لا مجال للاجتهاد فيه، ولا مجال لإعمال الرأي فيه، ولا العقل؛ فلْيُتنبَّه لذلك.
وخُلاصةُ الأمر: أنَّ التنبيه على تلك الأخطاء العَقَدية واجبٌ، وأُهيبُ بإخواني طلبة العلم أن يضعوا تعريفًا - ولو بسيطًا - لكل كتابٍ يُنشر، يُبيَّن فيه شيءٌ من منهج مؤلِّفه - لاسيما إذا لم يكن من أهل السنة، أو خالف أهل السنة في بعض الأقوال -، حتى يكون الذين يُحمِّلون على بصيرةٍ من أمرهم، وقد أخذوا طابعًا مُجملًا، أو وصفًا يسيرًا لما عليه منهج المؤلِّف.
هذا؛ وأوصي إخواني بوصية شيخنا الكريم / عبد الرحمن السديس - بارك الله فيه -، وأسأل الله أن يغفر لنا ولكم.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 06:57]ـ
وخُلاصةُ الأمر: أنَّ التنبيه على تلك الأخطاء العَقَدية واجبٌ، وأُهيبُ بإخواني طلبة العلم أن يضعوا تعريفًا - ولو بسيطًا - لكل كتابٍ يُنشر، يُبيَّن فيه شيءٌ من منهج مؤلِّفه - لاسيما إذا لم يكن من أهل السنة، أو خالف أهل السنة في بعض الأقوال -، حتى يكون الذين يُحمِّلون على بصيرةٍ من أمرهم، وقد أخذوا طابعًا مُجملًا، أو وصفًا يسيرًا لما عليه منهج المؤلِّف
إذن أنت تطالب الثلة المباركة المرابطة على تحميل الكتاب الإليكتروني - مشكورة مأجورة -، أن تكون من طبقة كبار العلماء ... !
لعمري، لقد حجرتم واسعا، وسددتم طريقا مسلوكا ...
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:54]ـ
لم أقصد ذلك أبدًا؛ وإنَّما مقصدي: أنَّ على هذا الموقع، وملتقى أهل الحديث طلبة علم كبار، ولهم في هذا الباب - أعني: الكلام عن الكتب ومناهج أصحابها - باعٌ طويل، ومن تصفَّح منتدى (التعريف بالكتب وطبعاتها) على الملتقى لوجد من ذلك الكثير، فلو قام بعضُهم بوصفٍ يسيرٍ جدًّا، لم أقل: بعمل رسالةٍ يُتكلَّم فيها عن منهج المُصنِّف في كل الجوانب، ولكن في مجمل كلامه في كتابه هذا، وستتجمَّع - إن شاء الله - مادة لا بأس بها من المعلومات عن المؤلَّفات وأصحابها.
والله تعالى أعلم.
ـ[القانونى]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 04:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الخليفى لطفاً، هدئ من روعك:)
(يُتْبَعُ)
(/)
أريد أولا ً أن أنبه الأخوة الكرام لأمر مهم عنى، أنا وعلى خلاف طبيعتى فى الواقع، لا أكتب وأنا منفعل فى هذا المنتدى، وذلك لأن الألوكة ومنتدى التراث المغربى الأندلسى، روضتان أهرب إليهما من المشاحنات، ولا أريد أن أجعلهما كبقية الأماكن التى تضطرنى إلا الحدة مع ضعاف العقول والمبتدعة، وأنا أرجو من جميع الأخوة أن يكونوا على نفس الروح.
الحمد لله المنتدى هنا تسيطر عليه الروح العلمية بصورة أكثر، على الرغم من وجود مشاركات تثير فى النفوس أمور تكرهها، ولكن الوضع بصفة عامة ممتاز ولله الحمد والمنة، ولدينا من الأخوة المشرفين المجتهدين مجموعة طيبة تبذل جهودا كبيرة لضبط إيقاع المنتدى، فجزاهم الله خيراً على نشاطهم وهمتهم.
ما ذكرته فى المشاركة السابقة، يبدو أن الأخ الخليفى قد ظن اننى أهاجمه، فقط أنا أورد مسائل بهدوء لنشترك فى إعادة الحسابات بعقيلة مجردة من التقليد لشيخ بعينه أو طائفة بعينها.
ولو كان موضوع النقاش فقهى مثلا، فأنا أتحدث مع أى إنسان على قدم المساواة إن كان طالب علم مثلى، ولو كان فى منزلة أعلى علمياً صرفت له ما يليق به وبمكانته العلمية، ولو كانت هذه المكانة معظمة عند طائفة أو فرقة مخالفة لى،وليست عندى كذلك.
اما إن تطرق الحديث إلى أبواب علم الكلام والعقيدة، فإن الهدوء والسكينة ادعى، والإستماع والإنصات اولى، لخطورة القضايا.
وعلى أية حال أنا أكره بشدة الكلام فى هذا الباب مع كثير من الناس ولا سيما فى الوقت الحالى، لأن الغالبية العظمى ممن يتحدثون الأن فى موضوعات علم الكلام، ويثيرون المشكلات والأحقاد، جهال لا يحسن أحدهم الطهارة، وتجده يردد كلام اهل العلم دون وعى، فقط لتكثير المشاركات على المنتديات والظهور، وكم اتألم عندما اجد مشاركة ضعيفة فى باب من أبواب هذا العلم فى منتديات أخرى، يضعها من يسمى نفسه السلفى أو الأثرى، وتجد أكرمك الله سيل من الإفحامات والإلزامات لا طاقة له به لجهله وقلة علمه، فيجيب بجهل، ليفتح على نفسه المزيد من الإنتقادات اللاذعة، فينتقل الحوار بعدها ومن أقرب طريق إلى سباب، لكونه مفلساً، وينتهى الأمر بأن يظهر من سمى نفسه السلفى أو الأثرى، بمظهر الجاهل، ليتخذ منها الخصوم والحاقدون مناسبات للتندر والضحك والسخرية.
ولكن أقول لأخى الخليفى، لا تنس أخى [أن أمة إقرأ أصبحت لا تقرأ]
وعليه فإنك لو بحثت فيما يقرأه شباب الدعوة، فلن يخرج عن كتب الفقه المختصرة، أو كتب الزهد والرقائق والآداب، وهم على كل حال لا يخرجون عن كتب مشاهير الدعاة السلفيين.
التحذير الشديد من كتب المخالفين، والمبالغ فيه أحيانا جعل الأكثرية لا تقرأ إلا قليلاً
ولا يقترب من هذه الكتب التى إنتقدتها أخى الكريم إلا أصحاب الحاجات من المتخصصين من الباحثين لإعداد أطروحة جامعية أو أبحاث.
والأخوة، فى المشكاة وصيد الفوائد، ومنذ اول تعامل مع موقعيهما، اجدهم يضعون ملخصات تنبيه عند التحميل، للكتب.
ولكن السرعة فى كتابة الكتب وإنتاجها، والحاجة إلى توفيرها، لاتتناسب البتة، مع فحصها، جميعاً.
كذلك، فقد يكون لك رأى فى وجوب وضع التنبيه بصدد كتاب معين، ويرى غيرك، أن ما فيه من مواضع للنقد واضحة لا تحتاج إلى مزيد بيان.
لذا أنا أقترح عليك حلاً لهذه المشكلة، أن تعاون إخوانك فى المكتبات، المذكورة بأن تتولى كتابة هذه التنبيهات - جزاك الله خيراً وأحسن إليك -
وبذلك نكون، قد جمعنا بين الخيرين.
تيسير الكتب، والنصح لإخواننا.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 08:35]ـ
بارك فيكم اخوتي نحن نتذاكر
الأخ ابن المنير ما زال غير متصور للمسألة
التعليق على كتب أهل البدع ليس حكراً على الكبار
بل قد يفعله طلبة العلم الأقوياء والمتوسطون ونشر كتب أهل البدع على الشبكة ليس فرض عين
أما الأخ القانوني فأقول أخي بارك الله فيك أنا لم أطلق الكلام على عواهنه بل ضبطته وقعدته
فمثلاً كتب أهل السنة خارجة عن كلامي
وهي التي يحتاج المرء لعمرٍ مع عمره لكي يطلع عليها كلها
وكتب أهل البدع التي لا بدع فيها كثيرة جداً
والعوام لا يقرأون كثيراً في الكتب الشرعية فلو انتقينا المادة التي نعرضها لهم لكان أمراً حسناً
وحتى كتب الطبقة الثانية لم أدعَ إلى اهدارها بل طلبت أن يعلق على الأخطاء التي فيها
أنت لا يمكنك أن تهدي عامياً كتاب الفتح مع كبر نفعه خوفاً عليه من بعض ما فيه وكذلك ننهى صغار الطلبة عن قراءة هذه الكتب
الفكرة في عدم معرفة هوية المحمل
ـ[ابن المنير]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 06:20]ـ
والله يا أخ عبد الله لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما كتبت في موضوعك
كلامي في المشاركة رقم 30 بيّن ظاهر واضح لائح ... وهو في معرض الرد على الأخ رمضان ... فكأني أقول له: لازم قولك كيت وكيت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسك]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 02:03]ـ
لقد راسلت الأخوة في مكتبة المشكاة وقد وضعوا تنبيهاً لقاريء هذا الكتاب في مكان التعريف بالكتاب
لم تراسلنا ولم يصلنا منك شيء وهذا التوضيح وضعناه بناء على توجيهات الشيخ عبدالرحمن السحيم مشرف عام المشكاة ....
قليل من الصدق فقط.
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 02:27]ـ
لم تراسلنا ولم يصلنا منك شيء وهذا التوضيح وضعناه بناء على توجيهات الشيخ عبدالرحمن السحيم مشرف عام المشكاة ....
قليل من الصدق فقط.
بارك الله فيك أخي الحبيب مسك
لعل الأخ عبدالله راسل المشرف على شبكة المشكاة، وبناء على ذلك وجَّه بالتعديل
ولا ينبغي مقابلة الاتهام بمثله أو الشدة في الأسلوب بمثلها
وجهودكم في نشر الكتب النافعة كبيرة لا تنكر، وفقكم الله وسددكم
ـ[مسك]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 02:37]ـ
وفيك بارك الأخ الفاضل الحمادي ...
كل ما يصل للمشكاة على اي بريد فهو يصل عندي ...
وعموماً استغفر الله وأتوب اليه ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:27]ـ
أخي الفاضل مسك وفقه الله
وقد يرسل ولا يصلكم، وهذا قد حدث أكثر من مرة في مراسلتي لكم ببعض الأبحاث للشيخ البراك، ومراسلة صيد الفوائد ولم يصلني منكم شيء، وكررت الرسالة من بريد آخر لصيد الفوائد، وأخبرته برسائلي السابقة؛ فأفاد أن لم يرده شيء فتأكدت أن المشكلة قد تحدث من البريد نفسه.
ـ[مسك]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 09:54]ـ
شكر الله لك يا شيخ عبدالرحمن على تواجدك الطيب ...
وصلت بعض الأبحاث وتم نشرها
وارجو إرسال مالم يتم نشره من قبل ..
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 05:34]ـ
أقسم بالله العظيم أنني راسلت الأخوة في مكتبة المشكاة عن طريق الأيقونة التي وضعوها للإقتراحات والطلبات
وهي النافذة الموجود في هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=feedback
وقد قيل لي أن رسالتك وصلت بنجاح
وقد وضعت اسمي الصريح وبريدي الإلكتروني
فاتهام ذلك الذي نفسه مسك لي بالكذب ليس في محله بل هو مجانبة لطريق الورع واحسان الظن
سبحان الله توجه لهم النصح فينالك هذا منهم
أسأل الله عز وجل أن يعفو عنه ويغفر له
ـ[مسك]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 10:41]ـ
اللهم آمين .. ولك بمثل أخي الكريم
عموماً لو استطاع أحد أن يكتب رداً لنقض هذا الباب بالإضافة إلى بعض الفتاوى التي تحرم هذا النوع من الاستغاثة وجمعها في ملف وورد مستقل لنجعلها مع ملف الكتاب الأصلي ليتنبه القارئ ويكون على بصيرة في هذا الباب .. فجزاه الله خيراً ..
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 05:48]ـ
جزاكم الله خيراً
لا أظن الشيخ السحيم عاجز عن ذلك
وقد طالبت سابقاً بوجود لجنة علمية
وإذا كان الأمر كما تقول فلما لا تعلقون الكتاب بعيداً عن ساحة النشر حتى يتسنى جمع النقض
ـ[هالة]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:49]ـ
أخي الكريم عبد الله
عموم من يدخل موقع المشكاة هم أهل سنّة و لهم معرفة بحكم الإستغاثة بغير الله
ناهيك على وجود كتب في ذلك الموقع فيها نقض للإستغاثة بغير الله
و منهج أصحاب ذلك الموقع يدلّ على أنّهم لا يقرون بحكم الإستغاثة بغير الله
أما من لا يميّز بين الحق و الشّر من العوام في هذه المسألة
فهذا أصلا كيف يدخل للإنترنيت و يبحث عن هذا الكتاب في موقع المشكاة
أرجو يا أخي الكريم أن تكون متعاون مع الأخ مسك
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 10:29]ـ
أخي الكريم عبد الله
عموم من يدخل موقع المشكاة هم أهل سنّة و لهم معرفة بحكم الإستغاثة بغير الله
ناهيك على وجود كتب في ذلك الموقع فيها نقض للإستغاثة بغير الله
و منهج أصحاب ذلك الموقع يدلّ على أنّهم لا يقرون بحكم الإستغاثة بغير الله
أما من لا يميّز بين الحق و الشّر من العوام في هذه المسألة
فهذا أصلا كيف يدخل للإنترنيت و يبحث عن هذا الكتاب في موقع المشكاة
أرجو يا أخي الكريم أن تكون متعاون مع الأخ مسك
أختي أهل السنة مراتب
ففهيهم العامي
وفيهم من تنطلي عليه الشبهة
ومن يقول أن مكتبة المشكاة لا يدخلها أهل البدع
تعرفين الروافض وغيرهم لهم نشاط في الإطلاع على كتب أهل السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أناس من المثقفين يتابعون نتاج المكتبات الإسلامية يقرأون في الجديد هنا وهناك فاحتمال اطلاع من لا ينبغي أن يطلع على الكتاب قويٌ جداً
بل يكاد يكون متحققاً
ـ[هالة]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 11:15]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الكريم صحيح مكتبة المشكاة يدخلها أهل البدع و لكن عامة من يدخلها أهل سنّة
و لكن أن أنبه هنا إلى أنّه لا يتصور أن يجهل من يدخل هذه المكتبة من أهل البدع (رافضة، صوفية .... ) بأنّ أصحاب ذلك الموقع وهابية (بالنسبة لهم)
و معلوم بأنّه منتشر بين أهل البدع بأنّ الوهابية يمنعون الإستغاثة برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم
فالمنهج العام لمن يشرف على ذلك الموقع يوجّه أهل البدع الذين يستغيثون برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم أنّه ليس المقصود من وضع ذلك الكتاب الإقرار بما جاء فيه
ناهيك على وجود نقض للإستغاثة بغير الله في الكتب الموجودة في ذلك الموقع
فالباطل مردود عليه في الموقع الذي وضع فيه هذا الكتاب
و الكتاب في جملته فيه مباحث جيّدة فليس شرّ محض
ثم العوام مرجعهم من يفتوهم و هذا المشاهد
فإذا كان العامي من أهل السّنة فمرجعه أهل السّنة و سيوضحون له خطأ الإستغاثة برسول الله إن فرض بأنّه يجهل الحكم.
و إذا كان العامي من أهل التصوف و الرفض فأصلا هذا لا يعتمد على ما ينشر في موقع المشكاة
أما من انطلت عليه الشبهة مع ما هو واضح عليه منهج أصحاب موقع المشكاة و ما في ذلك الموقع من كتب تنقض شبهة الإستغاثة بغير الله فهذا نسأل الله له الهداية
يا أخي الكريم موقف من يسميهم أهل البدع بالوهابية في الإستغاثة برسول الله مسألة أصبحت منتشرة في العالم الإسلامي و يبعد أن يجهل المثقف هذا الأمر حتى يكتفي بقراءة باب الإستغاثة برسول الله في الكتاب المشار إليه في موقع الوهابية.
أخي الكريم ما تفضلت به من الناحية النظرية في الموقف من نشر كتب أهل البدع في أصل الموضوع في جملته صحيح
و لكن إسقاطك لبعض من ذلك على المثال الذي ذكرته حول موقع المشكاة في نظري القاصر غير صحيح
صحيح يحسن أن يزيد البيان في موقعهم و لكن ما هو موجود كافي
و أنا شخصيا لا أستطيع أن أسمي نشرهم لذلك الكتاب لا مبالاة بعقائد المسلمين
و الله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 03:36]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الكريم صحيح مكتبة المشكاة يدخلها أهل البدع و لكن عامة من يدخلها أهل سنّة
و لكن أن أنبه هنا إلى أنّه لا يتصور أن يجهل من يدخل هذه المكتبة من أهل البدع (رافضة، صوفية .... ) بأنّ أصحاب ذلك الموقع وهابية (بالنسبة لهم)
و معلوم بأنّه منتشر بين أهل البدع بأنّ الوهابية يمنعون الإستغاثة برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم
فالمنهج العام لمن يشرف على ذلك الموقع يوجّه أهل البدع الذين يستغيثون برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم أنّه ليس المقصود من وضع ذلك الكتاب الإقرار بما جاء فيه
ناهيك على وجود نقض للإستغاثة بغير الله في الكتب الموجودة في ذلك الموقع
فالباطل مردود عليه في الموقع الذي وضع فيه هذا الكتاب
و الكتاب في جملته فيه مباحث جيّدة فليس شرّ محض
ثم العوام مرجعهم من يفتوهم و هذا المشاهد
فإذا كان العامي من أهل السّنة فمرجعه أهل السّنة و سيوضحون له خطأ الإستغاثة برسول الله إن فرض بأنّه يجهل الحكم.
و إذا كان العامي من أهل التصوف و الرفض فأصلا هذا لا يعتمد على ما ينشر في موقع المشكاة
أما من انطلت عليه الشبهة مع ما هو واضح عليه منهج أصحاب موقع المشكاة و ما في ذلك الموقع من كتب تنقض شبهة الإستغاثة بغير الله فهذا نسأل الله له الهداية
يا أخي الكريم موقف من يسميهم أهل البدع بالوهابية في الإستغاثة برسول الله مسألة أصبحت منتشرة في العالم الإسلامي و يبعد أن يجهل المثقف هذا الأمر حتى يكتفي بقراءة باب الإستغاثة برسول الله في الكتاب المشار إليه في موقع الوهابية.
أخي الكريم ما تفضلت به من الناحية النظرية في الموقف من نشر كتب أهل البدع في أصل الموضوع في جملته صحيح
و لكن إسقاطك لبعض من ذلك على المثال الذي ذكرته حول موقع المشكاة في نظري القاصر غير صحيح
صحيح يحسن أن يزيد البيان في موقعهم و لكن ما هو موجود كافي
و أنا شخصيا لا أستطيع أن أسمي نشرهم لذلك الكتاب لا مبالاة بعقائد المسلمين
و الله أعلم
أنتِ كغيرك لم تقرأي المشاركة الأولى جيدا وعلقتي على الموضوع
المقدمة الأولى لم يتكلم أحدٌ في عقيدة أصحاب مكتبة المشكاةولو كانوا ليسا على الجادة لما عتبنا عليهم
المقدمة الثانية كون العامة من أهل السنة فقد قدمت أن أهل السنة فيهم العامي والجاهل ومن تنطلي عليه الشبهة
المقدمة الثالثة أهل الدع سواءً كانوا من العوام أو المتعلمين فتعليمهم ما يتقوون به على ضلالهم لا يجوز
المقدمة الرابعة الكتب التي فيها تحريم الإستغاثة لا نضمن اطلاع من اطلع على كتاب الفاكهاني عليها وقد لا يوجد فيها نقض شبهات الفاكهاني
وسأكون شبه راضٍ إذا وضعت روابطها في رابط التعريف بكتاب الفاكهاني
وأنت حرة تعتبرينها لا مبالاة أو لا تعبرينها الموضوع ليس ذو بال
ولم يقل أحد أن الكتاب شر محض
والكلام في المسلمات حشو فيرجى الإمعان بالنظر حتى لا يكون النظر قاصراً
وبإمكان أي شخص انكار قول والتقديم لذلك بمقدمات فاسدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 07:28]ـ
الأخ عبد الله يظهر لي أنّ ما ذكرته الأخت هالة هو لأجل أن تبيّن أنّ المفسدة من نشر ذلك الكتاب شبه منتفية في ذلك الموقع لذا تكلمت عن عقيدة أصحاب ذلك الموقع و عن من يدخل ذلك الموقع و أنّ من تنطلي عليهم الشبهة من العامة و غيرهم في الغالب إما لا يدخلون هذه المواقع أو يمكنهم الإطّلاع على ردود تفصيلية على شبهة الإستغاثة برسول الله، و أنّه لا يتصور أن يجهل شخص -من الذين سيحملون ذلك الكتاب من موقع المشكاة أو حملوه- أين يجد ردود تفصيلية على عدم جواز الإستغاثة برسول الله.
فأنت يا أخي قد أجزت نشر الكتاب إن وضعت ردود مفصّلة على ما في ذلك الكتاب من باطل فمسألة نشر الكتاب عندك مرتبطة بالمصلحة و المفسدة و من هذا المنطلق فنحن نقول إذا أمنت المفسدة فيجوز نشر الكتاب و الأمن من مفسدة كتاب الفكهاني موجودة في موقع المشكاة في نظرنا
و لو أنّنا منعنا نشر كل كتاب فيه باطل لحرمنا المسلمين من الكثير من الخير خصوصا أنّه لا أحد بلغه ردود مفصلة عن شرّ كل كتاب في عصرنا الحالي
و أعطيك مثال: إذا كان عندك فتح الباري و مجموعة من الكتب التي تحتوي على بدع و أولاد صغار غير مميزين و أولاد من طلبة العلم، أفتمنع المميزين من الإطّلاع على الفتح و غيره من تلك الكتب و تخفيهم عنهم بكل الوسائل و بالتالي فستعسّر على طلبة العلم من أولادك الإستفادة من تلك الكتب. أم تترك الكتب في المكتبة وتكتفي بتعريف أولادك بمنهجك و مغايرته لمنهج الأشاعرة و المبتدعة بشكل عام و أنّه توجد ردود مفصّلة على بدع المبتدعة ينبغي البحث عنها إن لم توجد ردود مفصلّة على بعض البدع المفصّلة في مكتبة المنزل و أنّه لا أحد معصوم و قلّ أن يوجد كتاب لا يحتوي على الخطأ و العبرة بالدليل و تعرفهم بمنهج أهل السّنة بصفة عامة.
فيا أخي لا شك أنّه قليل إن لم يكن شبه منعدم أن نجد مكتبة علمية تحتوي على ردود تفصيلية على كل البدع الموجودة في كتبها و لو أنّنا منعنا نشر الكتب التي تحتوي على البدعة في المكتبات العامة فسنعسّر على طلبة العلم الحصول على الكتب العلمية بل و قد نشعر العامة بأنّنا لسنا على الحق و أن نخفي عنهم الحق.
ثم يا أخي من لا يستطيع أن يعرف حكم الإستغاثة برسول الله من الذين يطّلعون على كلامك و يثقون فيه هؤولاء الأولى أن ينصحوا بأن يلا يدخلوا الإنترنيت أصلا، فتحذير هؤولاء من الدخول للإنتريت أولى من إنتقاد أصحاب موقع المشكاة على نشر كتاب الفكهاني و الذي فيه علم نافع.
و بالنسبة لرميك لمن نشر كتاب الفكهاني في المشكاة باللامبالاة بعقائد المسلمين فهذا طعن في النيّة و يلزم منه تفسيق فاتّقي الله يا أخي، لما لا تقول فعلوا هذا عن اجتهاد أو خفي عنهم الأمر إذ إنّ هذه المسألة مما تختلف فيها الأنظار؟!
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:34]ـ
الأخ عبد الله يظهر لي أنّ ما ذكرته الأخت هالة هو لأجل أن تبيّن أنّ المفسدة من نشر ذلك الكتاب شبه منتفية في ذلك الموقع لذا تكلمت عن عقيدة أصحاب ذلك الموقع و عن من يدخل ذلك الموقع و أنّ من تنطلي عليهم الشبهة من العامة و غيرهم في الغالب إما لا يدخلون هذه المواقع أو يمكنهم الإطّلاع على ردود تفصيلية على شبهة الإستغاثة برسول الله، و أنّه لا يتصور أن يجهل شخص -من الذين سيحملون ذلك الكتاب من موقع المشكاة أو حملوه- أين يجد ردود تفصيلية على عدم جواز الإستغاثة برسول الله.
فأنت يا أخي قد أجزت نشر الكتاب إن وضعت ردود مفصّلة على ما في ذلك الكتاب من باطل فمسألة نشر الكتاب عندك مرتبطة بالمصلحة و المفسدة و من هذا المنطلق فنحن نقول إذا أمنت المفسدة فيجوز نشر الكتاب و الأمن من مفسدة كتاب الفكهاني موجودة في موقع المشكاة في نظرنا
و لو أنّنا منعنا نشر كل كتاب فيه باطل لحرمنا المسلمين من الكثير من الخير خصوصا أنّه لا أحد بلغه ردود مفصلة عن شرّ كل كتاب في عصرنا الحالي
(يُتْبَعُ)
(/)
و أعطيك مثال: إذا كان عندك فتح الباري و مجموعة من الكتب التي تحتوي على بدع و أولاد صغار غير مميزين و أولاد من طلبة العلم، أفتمنع المميزين من الإطّلاع على الفتح و غيره من تلك الكتب و تخفيهم عنهم بكل الوسائل و بالتالي فستعسّر على طلبة العلم من أولادك الإستفادة من تلك الكتب. أم تترك الكتب في المكتبة وتكتفي بتعريف أولادك بمنهجك و مغايرته لمنهج الأشاعرة و المبتدعة بشكل عام و أنّه توجد ردود مفصّلة على بدع المبتدعة ينبغي البحث عنها إن لم توجد ردود مفصلّة على بعض البدع المفصّلة في مكتبة المنزل و أنّه لا أحد معصوم و قلّ أن يوجد كتاب لا يحتوي على الخطأ و العبرة بالدليل و تعرفهم بمنهج أهل السّنة بصفة عامة.
فيا أخي لا شك أنّه قليل إن لم يكن شبه منعدم أن نجد مكتبة علمية تحتوي على ردود تفصيلية على كل البدع الموجودة في كتبها و لو أنّنا منعنا نشر الكتب التي تحتوي على البدعة في المكتبات العامة فسنعسّر على طلبة العلم الحصول على الكتب العلمية بل و قد نشعر العامة بأنّنا لسنا على الحق و أن نخفي عنهم الحق.
ثم يا أخي من لا يستطيع أن يعرف حكم الإستغاثة برسول الله من الذين يطّلعون على كلامك و يثقون فيه هؤولاء الأولى أن ينصحوا بأن يلا يدخلوا الإنترنيت أصلا، فتحذير هؤولاء من الدخول للإنتريت أولى من إنتقاد أصحاب موقع المشكاة على نشر كتاب الفكهاني و الذي فيه علم نافع.
و بالنسبة لرميك لمن نشر كتاب الفكهاني في المشكاة باللامبالاة بعقائد المسلمين فهذا طعن في النيّة و يلزم منه تفسيق فاتّقي الله يا أخي، لما لا تقول فعلوا هذا عن اجتهاد أو خفي عنهم الأمر إذ إنّ هذه المسألة مما تختلف فيها الأنظار؟!
ها أنت تقول في الغالب
أي أن هناك حالات ينطبق عليها ما ذكرت وإن كان في النادر
فعليه لا يتسق هذا مع كون المفسدة شبه منتفية
لأنكم أصلاً لا تعرفون من سيحمل
وقد قلت سابقاً أن المبتدع قد يتقوى على باطله بهذه الكتب
أما عدم جهلهم بأماكن وجود الردود التفيصلية على من يجيز الإستغاثة فليس هذا شرطاً
وقد ترد الشبهة الجديدة التي لا تجد في الكتب المشهورة الجواب عليها
وأما اتهامك لي بالطعن في النيات
فلو عقلت معنى الطعن بالنيات لما قلتها لأنني وصفت ظاهر الحال
وهو أن هناك من ينشر كتاباً فيه تجويز الإستغاثة بالنبي (ص) والإستدلال على ذلك
فالكلام كان ربطاً للظاهر بالباطن وليس مجرد تخرص
وأما قولك أن هذا محل اجتهاد
فغير صحيح فنشر الباطل ليس محل اجتهاد وليس كل من هب ودب اجتهد
والمسالة نعم تختلف فيها الأنظار
أنظار المميعين وأنظار الغيورين
والأخوة نفسهم استجابوا لطلبي وعلقوا على الكتاب تعليقاً مجملاً مما يدل على أنهم عرفوا خطأهم وأنا شاكرٌ لهم هذا
وأما الكلام على التفسيق فله مقامه
سبحان الله أصبح الكلام على نشر الكتب التي تحتوي على الشرك محل اجتهاد
وأما قولك ((لو أنّنا منعنا نشر كل كتاب فيه باطل لحرمنا المسلمين من الكثير من الخير خصوصا أنّه لا أحد بلغه ردود مفصلة عن شرّ كل كتاب في عصرنا الحالي
و أعطيك مثال: إذا كان عندك فتح الباري و مجموعة من الكتب التي تحتوي على بدع و أولاد صغار غير مميزين و أولاد من طلبة العلم، أفتمنع المميزين))
فأقول لو قرأت المشاركة الأولى لعرفت أنك تغرد خارج السرب
من قال أننا نمنع من نشر الكتب مطلقاً أو قراءتها مطلقاً
نحن قلنا أن طلبة العلم الأقوياء والمشايخ يقرأونها
وأما من تخشى عليه مغبة قراءتها يحذر منها ولا يقرأها حتى يتقن العقيدة ويعرف كيف يرد على اهل الباطل
وإذا أردنا وضع هذه الكتب في أيدي العامة وصغار الطلبة فلا مناص من أن نعلق عليها لتبرأ الذمة وقد رأينا من نعلم بعض التأويلات من الفتح ورددها في دروسه على العامة
ويا ليت شعري لقد استثنينا العامة وصغار الطلبة
فمن من العامة أو صغار الطلبة ينصح بقراءة الفتح
وأنا لم أتكلم على الشر مطلقاً وإنما تكلمت على كتب أهل البدع التي تحتوي على البدع
فلم أتكلم على الأخطاء الفقهية والحديثية والأصولية واللغوية
وهي كلها شر
إنما نتكلم عن تمكين العامة وصغار الطلبة من قراءة الكتب التي تحتوي على شبهات أهل البدع بدون رد
فلو وقع احتمال أن يحمل عاميٌ واحد أو غير متقن للعقيدة أو مبتدع للكتاب وتقع الشبهة في صدره لكان هذا كافياً في أن نطالب بمنع نشر الكتاب
اقرأ المشاركات السابقة جيداً قبل أن تعلق لأنني سئمت من ترديد نفس الكلام
فقد ذكرت قيوداً ولا زلت أومثالك تتعاملون مع كلامي على أنه مطلق
وعجيبٌ الزامك لي بمنع هؤلاء من دخول الشبكة
أنمنع مبتديء لا يملك المال لشراء الأشرطة والكتب من دخول الشبكة وتوفير الكثير من المال بالحصول الكتب المجانية والدروس الصوتية وأعرف قسماً كبيراً من هؤلاء ولا يعرضون أنفسهم للشبهات ولا لهذيان الجهال
وأما الزامك العجيب المتعلق بالأولاد
فأولادي لي سلطة عليهم وأمنعهم قراءة كتب أهل البدع حتى يتمكنوا من العقيدة
أو أنني أعلق على مواطن الضلال
وها أنت ترجع الأمر إلى المعرفة والعلم ونحن لا ننازع في أن العالم يقرأ هذه الكتب ولا غير
ولكن هل تجزم أن المحملين كلهم يعلمون
هذا قياس ظاهر الفساد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:53]ـ
وفقك الله أخي
قد قلت:
فيا أخي لا شك أنّه قليل إن لم يكن شبه منعدم أن نجد مكتبة علمية تحتوي على ردود تفصيلية على كل البدع الموجودة في كتبها و لو أنّنا منعنا نشر الكتب التي تحتوي على البدعة في المكتبات العامة فسنعسّر على طلبة العلم الحصول على الكتب العلمية بل و قد نشعر العامة بأنّنا لسنا على الحق و أن نخفي عنهم الحق.
فأنا مثلك أتكلم عن نشر الكتب في المكتبات العامة و لا أتكلم عن مطلق النشر، و بالتالي: فقولك:
من قال أننا نمنع من نشر الكتب مطلقاً أو قراءتها مطلقاً نحن قلنا أن طلبة العلم الأقوياء والمشايخ يقرأونها
غير متّجه إذ لا أحد رماك بهذا.
وأنا لم أتكلم على الشر مطلقاً وإنما تكلمت على كتب أهل البدع التي تحتوي على البدع فلم أتكلم على الأخطاء الفقهية والحديثية والأصولية واللغوية وهي كلها شر
يا أخي من الناحية النظرية شرّ البدع الموجودة في الكتب الفقهية مثل شرّ البدع الموجودة في الكتب العقدية فالبدع كلّها شر و لا يجوز نشرها سواء أكان ذلك في كتب أهل البدع أو في كتب أهل السّنة و سواء كان ذلك في كتب العقيدة أو في كتب الفقه فالأصل أنّه لا ينشر الخطأ و لكن عند الإسقاط على الواقع فهنا ينظر إلى المصلحة و المفسدة.
وأما قولك أن هذا محل اجتهاد فغير صحيح فنشر الباطل ليس محل اجتهاد وليس كل من هب ودب اجتهد
صحيح نشر الباطل المحض ينبغي أن لا يكون محلّ إجتهاد و لكن نشر كتاب يحتوي على شرّ و باطل ينبغي أن ينظر فيه إلى المصلحة و المفسدة و قد تختلف الأنظار في هذا بين أهل السّنة و بما أنّه يوجد هذا الإحتمال فلا ينبغي التسرع في عدم عذر المخالف من غير بيّنة.
أنمنع مبتديء لا يملك المال لشراء الأشرطة والكتب من دخول الشبكة وتوفير الكثير من المال بالحصول الكتب المجانية والدروس الصوتية وأعرف قسماً كبيراً من هؤلاء ولا يعرضون أنفسهم للشبهات ولا لهذيان الجهال
لم أقل بأنّه يمنع أي مبتدىء، أنا أتكلم عن المبتدئين الذين وصل بهم الحال إلى درجة أن تنطلي عليهم الشبهة مع كل العوامل المحيطة بنشر كتاب الفكهاني في موقع المشكاة.
ـ[هالة]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 11:01]ـ
بل قرأت مشاركاتك كلّها بتمعن أخي الفاضل عبد الله الخليفي
أخي الكريم، نحن لسنا بمميّعين.
مسألة الرّد التفصيلي على كتب أهل البدع من فروض الكفاية إذا قام بها البعض سقط الوجوب عن الآخرين
و بالتالي فليس شرطا أن نضع ردود تفصيلية على بدعة ما إذا أردنا نشر كتاب يحتويها إذا غلب على ظننا أنّ من سيقرأ يعرف مظان الرّد التفصيلي على تلك البدعة.
و هذا يوضّح خطأ كلامك التالي:
أما عدم جهلهم بأماكن وجود الردود التفيصلية على من يجيز الإستغاثة فليس هذا شرطاً
فعدم الجهل من القراء بأماكن الردود التفصيلية على بدعة ما يكفينا نشر ردود عليها
ثم يا أخي كيف تقول:
أنمنع مبتديء لا يملك المال لشراء الأشرطة والكتب من دخول الشبكة وتوفير الكثير من المال بالحصول الكتب المجانية والدروس الصوتية وأعرف قسماً كبيراً من هؤلاء ولا يعرضون أنفسهم للشبهات ولا لهذيان الجهال
يا أخي المبتدىء الأولى له أن لا يشغل نفسه بالإنترنيت فالإنترنيت ليست مكانا جيّدا لطلب العلم الشرعي و شرّها كبير
و الأفضل للفقير منهم أن يستغل ماله في شراء كتيبات كالأصول الثلاثة و شروح لها خير له من أن يضيّع ماله في الإنترنيت من أجل فوائد قليلة بالمقارنة مع ما سيحصّله من شراء رسائل في مقدوره الحصول عليها
ناهيك على أنّه يمكنه الحصول على الكتب التي يحتاجها من غير الدخول إلى الإنترنيت بشراء سيديات و ديفيديات تحتوي على تلك الكتب من المكاتب الإسلامية و سيصرف أقل من المال الذي سيصرفه بدخول الإنترنيت.
ثم الأولى بالإنسان أن يبتعد عن مواطن الفتن كالإنتريت إلا عند الحاجة إلى ذلك و المبتدىء ليس بمحتاج إلى الإنترنيت فالحمد لله كلّ ما يحتاجه المبتدىء منتشر في العالم في غير الإنترنيت.
ـ[هالة]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 01:04]ـ
المقدمة الثالثة أهل الدع سواءً كانوا من العوام أو المتعلمين فتعليمهم ما يتقوون به على ضلالهم لا يجوز
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامك صحيح و لكن لا يدخل في هذا الباب نشر كتاب يعلم من سيطّلع عليه أين يمكنه إيجاد ردود تفصيلية على ما يحتويه من باطل
و إلا لمنعنا نشر كتب السّنة و الأحدايث في المكتبات العامة في الإنترنيت و التي يشبّه أهل البدع ببعض ما فيها من أحاديث ضعيفة على العامة
و لست أعلم عالما منع بيع كتب السّنة و كتب الأحاديث للعوام
و الكلام هنا في الأحاديث الضعيفة و المنكرة و المكذوبة مثل الكلام في البدع العقدية
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:21]ـ
في هذه المشاركة سأضع النقاط على الحروف إن شاء الله
أقول ابتداءً الشبهة من شبه أهل الأهواء قد لا يوجد الجواب عليها في كتابٍ من كتب أهل السنة المتاحة إلا في كتاب في اثنين أو ثلاثة
والمحمل قد يعجبه عنوان أو موضوع الكتاب الذي فيه ضلالة فيتشربها
ولا يعجبه عنوان أو موضوع الكتب التي فيها الرد على هذه الشبهة
وبعض المتخصصين قد يواجه الشبهة فلا يهتدي إلى مكان نقضها في كتب أهل السنة إلا بعد سنوات
بل قد يكون من أهل السنة ويبحث في الكتب عن جواب فلا يهتدي إليه ولا يوجد من يطيق جرد عشرات الكتب من أجل شبهة
واعلم أن الشبهة قد تستحكم بالقلب فيميل المشبه عليه لصاحب الشبهة ويتطلب أخواتها وهنا يهلك
لهذا كان السلف يحذرون من مجالسة أهل البدع ولم يكتفوا بان السنة في البلاد فلا داعي للتحذير من أهل البدع
وكتب القوم أشد من أعيانهم لأن ترتيب وتزويق لباطلهم وتدليل عليه بالأدلة العلمية
وسأعطي صورةً لبعض من يخشى عليه من كتب اهل البدع في مكتبات أهل السنة
تعرفون أن هناك العديد من المعاهد الشرعية ان تدرس العلوم الشرعية
وبعضها لا يدرس في التوحيد غلا ما يتعلق بتوحيد الربوبية أو بعض عقائد الأشاعرة ولكن بإجمال لا يخرج لك أشعري قح وبعضهم لايدرس التوحيد أصلاً
فيخرج مثقف من الجهة الشرعية ولكنه ضعيف في توحيد الإلهية _ وقد واجهت بعضاً منهم _
فهذا قد تدفعه نهتمه للعلوم الشرعية أن يتطلب الكتب على الشبكة فيقرأ الضلالة هنا أو هناك فتقع في قلبه ولا يهتدي نقضها من كتب أهل السنة
فيقع البلاء
ولا يمكن لأحد ان يزعم أن هذه الصورة ممتنعة إلا مكابر
وإلا فالمثقفون الذين لا يتقنون التوحيد كثر في الأمة للأسف
فبعد هذا هل يقال أن المفسدة من نشر هذه الكتب شبه منتفية؟
ويلزم من هذا الزعم ادعاء العلم بأحوال المحملين وهذا من علم الغيب
وأما الكلام الأحاديث الضعيفة والموضوعة فليس كمثل الكلام على العقائد الباطلة
فالحديث الضعيف والموضوع قد سكون معناه صحيحاً فيكون الخطب فيه أهون من الخطب في البدعة
وكثير من العلماء يحذرون طلبة والعوام من كتب التي فيها أحاديث موضوعة وغيرها
لهذا تجدين بعضهم يذكر تنبيه الغافلين للسمرقندي والإحياء وغيرها في الكتب التي يحذر منها
وإلا فما فائدة الإسناد الذي الذمة بإيراده
وقول بعض العلماء لا يجوز ذكر الحديث الضعيف إلا مع بيان ضعفه ينطبق على وضع الكتاب في يد من لا يميز من الصحيح والضعيف
ولكننا هنا لا نتكلم على هذا لأن الخطب فيه أهون بكثير
من نشر كتب تروج للشرك الذي يحبط الأعمال ويوجب الخلود في النار
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:33]ـ
وأما الأخ الجزائري فأقول له
ومن قال لك أنني أجوز نشر الكتب الفقهية التي فيها بدع هي كغيرها ممن في طبقتها
والباطل المختلط بالحق أشد خطراً من الباطل المحض
لهذا راجت شبهة الأشاعرة أكثر من رواج شبهة المعتزلة
وأقول له أن وصف الحال شيء والكلام على التماس العذر شيء آخر
إذ أننا لا نتكلم على تبديع أو تفسيق حتى نجعل هذا نصب أعيننا
وأما الأخت هالة
فقد وسعت حيث يجب التضييق وضيقت حيث يجب التوسيع
نعم العلماء يفتون بعد جواز دخول مواقع أهل البدع
ولكن بعض الشباب يواضبون على دخول مواقع المشايخ السلفيين والمنتديات السلفية ولا محظور في هذا إن شاء الله
وإذا كانت هناك مشكلة فهي من طرفين
الطرف الناشر
والطرف المحمل
فالإلقاء باللوم على طرف دون آخر انتقاء ونصح الطرفين هو الجيد
ولكن شخصاً دخل الموقع وهو يحسبه من مواقع أهل السنة _ وهو كذلك - ولا ينشر إلا الصافي ففوجيء بشبهة تقلب حاله
لن نلومه على دخول الموقع بل سنلوم من خيب ظنه
والتسرع هو ما وقعتما فيه من الدفاع عن نشر كتب الشركيات والبدع
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا خطر عظيم
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 09:26]ـ
الأخ عبد الله الخليفي قولك:
ومن قال لك أنني أجوز نشر الكتب الفقهية التي فيها بدع هي كغيرها ممن في طبقتها
لا أحد قال لي هذا و لم أقله
و بالنسبة لقولك:
وبعض المتخصصين قد يواجه الشبهة فلا يهتدي إلى مكان نقضها في كتب أهل السنة إلا بعد سنوات
بل قد يكون من أهل السنة ويبحث في الكتب عن جواب فلا يهتدي إليه ولا يوجد من يطيق جرد عشرات الكتب من أجل شبهة
أخي في البدع الشركية و بدع الإستغاثة و البدع الغليظة فالرّد عليها و نقضها بالتفصيل منتشر في الكتب و يمكن لأي من المسلمين من الذين يريدون معرفة الحق في وقتنا الإطّلاع عليها أما من لا يريد معرفة الحقّ و يتّبع الهوى فهذا يدعى له الله -عزّ و جل- بأن يهديه و بالنسبة لتقويه بما نشر في موقع المشكاة فهو في غنية عنه فعنده الكثير من الكتب يتقوى بها على باطله
لهذا كان السلف يحذرون من مجالسة أهل البدع ولم يكتفوا بان السنة في البلاد فلا داعي للتحذير من أهل البدع
صدقت و لكن التحذير من أهل البدع شيء و ما أنا بصدد الكلام عنه شيء آخر مع التنبيه أنّ مجالسة أهل البدع مرتبط بالمصلحة و المفسدة
وكتب القوم أشد من أعيانهم لأن ترتيب وتزويق لباطلهم وتدليل عليه بالأدلة العلمية
صحيح إلا إن انتفت المفسدة و فق أحوال معيّنة و ظروف معيّنة
تعرفون أن هناك العديد من المعاهد الشرعية ان تدرس العلوم الشرعية
وبعضها لا يدرس في التوحيد غلا ما يتعلق بتوحيد الربوبية أو بعض عقائد الأشاعرة ولكن بإجمال لا يخرج لك أشعري قح وبعضهم لايدرس التوحيد أصلاً
فيخرج مثقف من الجهة الشرعية ولكنه ضعيف في توحيد الإلهية _ وقد واجهت بعضاً منهم _
فهذا قد تدفعه نهتمه للعلوم الشرعية أن يتطلب الكتب على الشبكة فيقرأ الضلالة هنا أو هناك فتقع في قلبه ولا يهتدي نقضها من كتب أهل السنة
فيقع البلاء
ولا يمكن لأحد ان يزعم أن هذه الصورة ممتنعة إلا مكابر
و لكن الرّد على البدع الكبيرة المغلّظة الموجوة في كثير من المسلمين منتشر و يمكنه بكل سهولة الإطّلاع عليه و لا يتصور أن يجهل أماكن تواجدها و كذا الأمر بالنسبة للمثقفين المسلمين
فبعد هذا هل يقال أن المفسدة من نشر هذه الكتب شبه منتفية؟
ويلزم من هذا الزعم ادعاء العلم بأحوال المحملين وهذا من علم الغيب
يا أخي هذا مبني على معرفة الواقع و العادة و العرف في موقع المشكاة و ليس من ادّعاء علم الغيب
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 05:50]ـ
منتشر عندك والوقوف عليه سهلٌ عندك
أما من كان معرفته بالعقيدة سطحية والعامي فلا يمكنه الوقوف بسهولة
بل قد لا يعتبر كلام الفاكهاني شبهة أصلاً حتى يبحث عن نقضها
ودعني أضرب لك مثلاً تقريبياً
قال الفاكهاني ((روى أبو الحسن علي بن هبة الله الشافعي فقيه مصر ومفتيها، بسنده إلى المنكدر بن محمد أن رجلاً من أهل اليمن أودع أباه ثمانين ديناراً وخرج الرجل يريد الجهاد، وقال: إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إنشاء الله تعالى.
وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنة وجهد، قال: فأخرجها أبي وأنفقها. قال: فلم يلبث الرجل أن قدم فطلب ماله، فقال له أبي عد إلي غداً. قال: وبات في المسجد متلوذاً بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة، وبمنبره مرة، حتى كاد يضج، فإذا شخص في السواد يقول: دونك ها يا محمد؛ فمد يده فإذا صرة فيها ثمانون ديناراً. قال: وغدا عليه الرجل فدفعها إليه))
هذه القصة ستوقع الشبهة عند القارء من عدة أوجه
الأول أن السلف كان اللياذ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم معروفاً عندهم ولم ينكروه
الثاني أن المنكدر بن محمد روى هذا الخبر ولم ينكره مما يدل على اقراره
الثالث أن هذا الرجل استفاد من اللياذ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون ممنوعاً ويجلب النفع
والجواب على هذه الشبه
أولاً أنه جاء عن السلف انكار ما هو دون ذلك من دعاء الله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم والأدلة الشرعية دلت على أن الإستغاثة في الملمات إنما تكون بالله فيما لا يقدر به إلا هو سبحانه
قال تعالى ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ))
قلت فجعله اختصاص إلهي
والصحابة تركوا هذا مع توفر الداعي له له
أما الشبهة الثانية فالمنكر أصلاً ضعيف وقال عنه أبو حاتم ((لا يفهم الحديث))
فهو لم يكن فقيهاً ولا مجتهداً
ثم إن روايو الراوي شيء ورأيه شيء آخر فالمحدثون يروون أموراً للتعجب
لهذا تعوذ الأعمش من قومٍ اتخذوا أحاديث يرويها تعجباً ديناً
الشبهة الثالثة أن هذا يقع استدراجاً وما يحصل به النفع لا يشترط أن يكون مشروعاً فالسرقة تجلب المال وهي حرام
هذه الشبه التي أجبت عليها حول هذه القصة أتحداك أن تأتي بجواب تفصيلي على شبه هذه القصة من كتب المشكاة
وأتيت باثنين أو ثلالثة لقلت لا يكفي ولن تأتي بواحد
ونعم أنا أوافقك أن كتب أهل السنة منتشرة
ولكن بعض الشبه لا يوجد الجواب عليها في كتاب أو اثنين من كتب الشبكة كلها
وأما أحوال من يدخل المشكاة فأنت تعرف واحد أو اثنين ولنقل مائة
المشكاة يدخلها آلاف من شتى البلدان والمجتمعات فمن أين عرفت أحوالهم؟
هذا كلام في الغيبيات يا أخي
وقد مر علينا أناس لم نكن نظن أن على وجه البسيطة من يشابههم في المعتقد والمنهج
وقولك أنك لم تقولني التفريق بين الكتب العقدية والفقهية
فلا أدري ماذا كنت تقصد بقولك ((لا فرق بين الشبه أو المخالفات في الكتب العقدية والكتب الفقهية))
هذا معنى كلامي وكان الكلام السابق جواباً عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 06:42]ـ
إخواني الكرام!
أرى بعضَ الإخوة الأحِبَّة قد تكلَّموا في هذا الموضوع بما لا طائلَ تحته؛ فأقول:
خُلاصةُ الموضوع الذي يُراد:
أنَّ إخواننا الأفاضل على شبكة المشكاة - وفقهم الله تعالى لكل خير، وبارك فيهم، ونفع بهم - يكتبون تحت كل كتابٍ نُبذةً عن هذا الكتاب؛ ويكتبون أحيانًا شيئًا يسيرًا من مُقدِّمة المؤلِّف، أو حتى مُلخَّصًا عن هذا الكتاب؛ وهذا طيِّبٌ جدًّا.
ولو أكملوا جميلَهم، وأطالوا نُبذتَهم قليلًا، وكتبوا فيها: هذا الكتاب قد انتقده العلماء لأنَّ فيه كذا وكذا من الأخطاء العَقَديَّة.
رُبَّما يقول لي قائل:
إذن أنت تُريد أن يكتبوا كل الانتقادات، أو بيان كل الأخطاء؛ لا.
ولكنِّي أردتُ كتابةَ توصيفٍ يسيرٍ جدًّا؛ بحيثُ يُعرفُ منه الحقُّ من الباطل، وتُقام الحُجَّة بهذه الكلمة اليسيرة على من يُحمِّل الكتاب، وتبرأُ ذِمَّةُ واضِعي الكتاب.
هذا ما أراه، والله أعلم.
ـ[هالة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 06:49]ـ
وفقك الله و ربما أتعبناك و لكن تحملنا
قلت: " أما من كان معرفته بالعقيدة سطحية والعامي فلا يمكنه الوقوف بسهولة"
فأقول: يمكنه الوقوف على ذلك بسهولة عند سؤاله لأهل العلم من أهل السّنة
و قلت: "بل قد لا يعتبر كلام الفاكهاني شبهة أصلاً حتى يبحث عن نقضها "
فأقول: انتشار كلام أهل السّنة في الفضائيات و المطويات و الأشرطة و في بقاع العالم و تكلمهم في هذا الأمر سيوقع في قلبه بأنّ في هذا الأمر ريبة
******************
الأخ رمضان الخلاصة التي وضعتها أنا قد أوفقك عليها و لكن صاحب الموضوع لا يكفيه ذلك فلا بد من الرّد التفصيلي أو وضع رابط على ردّ تفصيلي و نحن نتنناقش في هذا الأمر لأنّ لهذا الأمر له ثمرات و ليس نقاش بما لا طائل منه و لا أخفيك فكلامه له وجه كبير من الحق و لكن خطؤه الرئيسي هو قوله عن من نشر كتاب الفكهاني في موقع المشكاة بأنّه لا يبالي بعقائد المسلمين و أنّ نشر ذلك الكتاب بتلك الطريقة خطأ.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 08:04]ـ
وفقك الله و ربما أتعبناك و لكن تحملنا
قلت: " أما من كان معرفته بالعقيدة سطحية والعامي فلا يمكنه الوقوف بسهولة"
فأقول: يمكنه الوقوف على ذلك بسهولة عند سؤاله لأهل العلم من أهل السّنة
و قلت: "بل قد لا يعتبر كلام الفاكهاني شبهة أصلاً حتى يبحث عن نقضها "
فأقول: انتشار كلام أهل السّنة في الفضائيات و المطويات و الأشرطة و في بقاع العالم و تكلمهم في هذا الأمر سيوقع في قلبه بأنّ في هذا الأمر ريبة
******************
الأخ رمضان الخلاصة التي وضعتها أنا قد أوفقك عليها و لكن صاحب الموضوع لا يكفيه ذلك فلا بد من الرّد التفصيلي أو وضع رابط على ردّ تفصيلي و نحن نتنناقش في هذا الأمر لأنّ لهذا الأمر له ثمرات و ليس نقاش بما لا طائل منه و لا أخفيك فكلامه له وجه كبير من الحق و لكن خطؤه الرئيسي هو قوله عن من نشر كتاب الفكهاني في موقع المشكاة بأنّه لا يبالي بعقائد المسلمين و أنّ نشر ذلك الكتاب بتلك الطريقة خطأ.
لا تخافي فأنا عندي لياقة
كلام أهل السنة عامته تقريري لا يكفي في نقض الشبهة ومجرد وجود الشك بأن ما عنده قد يكون باطلاً لا يكفي
بل هناك فضائيات وعلماء يروجون للشرك والضلال
فما يدرينا لعله يتتبع تلك
والأشرطة كالكتب
وأما سؤال العلماء فهذا الذي ينبغي ولكني قد قدمت بأنه قد لا يعتبرها شبهة أصلاً حتى يسأل عنها وقد يتطلب أخواتها
وقد لا يكون في بلده طلبة علم أقوياء يكشفون الشبهة
ومراسلة العلماء ليست مضمونة تصل أو لا تصل
وقد يترتب على الجواب اشكاليات أخرى
والأمر واسع والجزم بأن المفسدة غير متحققة جزم متوسع وفيه مجازفة واضحة
وقد قدمت الكلام على أن أهل السنة حذروا من مجالسة أهل البدع ولم يكتفوا بوجود أهل السنة في البلاد لأن الشبهة قد تجعل المرء يميل على أهل أهواء كله
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 08:52]ـ
أود التنبيه على أمر وهو أن الأخت كانت سابقاً تحظر على المبتدئين دخول الشبكة لوجود الشبهات
والآن لا ضير في ذلك لأن علماء السنة متوافرون وكتبهم أشرطتهم كذلك
هذه نقطة دقيقة وقع فيها التناقض للأخت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 05:35]ـ
- الأخت في نظري لم تحظر بل قالت الأولى، ففرق بين الحظر و الأول
و الحق أنّ الأفضل للمبتدىء من الناحية النظرية الإبتعاد عن الإنترنيت
-قولك:
كلام أهل السنة عامته تقريري لا يكفي في نقض الشبهة
صحيح كثير من كلام أهل السّنة يذكر من غير دليل، إذ العوام في الغالب يكفيهم ذلك؛ فهم لا يفهمون الأدلة و غالبهم يملون من قراءتها، لذا اكتفى أهل السّنة في كثير من المواطن بتقرير الأمر من غير ذكر الأدّلة
- قولك:
ومجرد وجود الشك بأن ما عنده قد يكون باطلاً لا يكفي
إن شكّ و اتّبع من يثق فيه فلا حرج عليه و نحن لسنا نخشى من هذا
إذ و الحمد لله من يحرّم الإستغاثة برسول الله هم أهل للثقة و معروفين و من يجوّزها مشبوهين
فالتبعية ترجع على الشخص الذي يتّبع من ليس أهلا للثقة
- قولك:
وقد لا يكون في بلده طلبة علم أقوياء يكشفون الشبهة
ومراسلة العلماء ليست مضمونة تصل أو لا تصل
وقد يترتب على الجواب اشكاليات أخرى
أخي بالنسبة للعرب و الكتاب منشور بالعربية فالحمد لله طلبة العلم السنيين منتشرين بشكل يمكن لأي عامي طالب للحق أن يقف على أقوالهم و أن يسألهم عن أدلّتهم و مسألة تحريم الإستغاثة برسول الله عليه الصلاة و السلام يمكن لأي طالب علم من أهل السّنة أن يوضحها للعوام المسلمين فلا تحتاج إلى مجهود كبير و إلى علم كبير و يمكنه إجابتهم على إشكالياتهم
- و بالنسبة للقصّة التي ذكرت و الشبهات التي أوردت مع ردودك الجيّدة عليها فأقول:
الكتب التي قرأتها و جعلتك تصل إلى هذا المستوى قد نشرتها مكتبة المشكاة، ككتاب التوحيد و شروحه و التي فيها نقض لكلام من يجيز الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ثم الشبهات التي ذكرتها لا يمكن لأغلب العوام من التفكير فيها فلا يفكر فيها إلا من يمكنه البحث عن الأدّلة
- و بالنسبة لقولك:
وأما أحوال من يدخل المشكاة فأنت تعرف واحد أو اثنين ولنقل مائة
المشكاة يدخلها آلاف من شتى البلدان والمجتمعات فمن أين عرفت أحوالهم؟
هذا كلام في الغيبيات يا أخي
يا أخي ليس بكلام في الغيبيات، من العرف نعرف أنّ الشخص يلتف بمن على شاكلته و يحبه و ينفر ممن يخالفه و يكرهه، فمعلوم أنّ أهل السّنة عندهم شيء من البغض لأهل البدع من الصوفية و الرافضة و هم يعلمون هذا فعامة أهل البدع لا يقتربون من مواقعنا، هذه طبيعة البشر!
و الذي يقترب من أهل البدع و هدفه الحق فهذا هدفه البحث عن أدلّة أهل السّنة و بالتالي ليس الكلام عن هذا
و الذي يقترب من أهل البدع و هدفه أن يجد ما يتقوى عليه و ليس اتباع الحق فهذا سيحذف الردود التفصيلية عندما يلّبس على العوام
- و بالنسبة لقولك:
وأما سؤال العلماء فهذا الذي ينبغي ولكني قد قدمت بأنه قد لا يعتبرها شبهة أصلاً حتى يسأل عنها وقد يتطلب أخواتها
جهوذ أهل السنّة و انتشار الطلبة و المتأثرين بأهل السّنة ستورث الشبهة لمن يستغيث برسول الله عليه الصلاة و السلام
- و بالنسبة لقولك:
ومراسلة العلماء ليست مضمونة تصل أو لا تصل
مسألة الإستغاثة من الأمور التي لا يشترط فيها علماء كبار يمكن لأي طالب علم من أهل السّنة أن يكشفها للعوام
- و بالنسبة لقولك:
وقد قدمت الكلام على أن أهل السنة حذروا من مجالسة أهل البدع ولم يكتفوا بوجود أهل السنة في البلاد لأن الشبهة قد تجعل المرء يميل على أهل أهواء كله
و حتى نحن نحذر من أهل البدع، و لكن المجالسة و قراءة كتب أهل البدع فهذه بحسب المصلحة و المفسدة
وواقع السلف يختلف عن واقعنا اليوم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:12]ـ
- الأخت في نظري لم تحظر بل قالت الأولى، ففرق بين الحظر و الأول
و الحق أنّ الأفضل للمبتدىء من الناحية النظرية الإبتعاد عن الإنترنيت
-قولك:
صحيح كثير من كلام أهل السّنة يذكر من غير دليل، إذ العوام في الغالب يكفيهم ذلك؛ فهم لا يفهمون الأدلة و غالبهم يملون من قراءتها، لذا اكتفى أهل السّنة في كثير من المواطن بتقرير الأمر من غير ذكر الأدّلة
- قولك:
إن شكّ و اتّبع من يثق فيه فلا حرج عليه و نحن لسنا نخشى من هذا
إذ و الحمد لله من يحرّم الإستغاثة برسول الله هم أهل للثقة و معروفين و من يجوّزها مشبوهين
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتبعية ترجع على الشخص الذي يتّبع من ليس أهلا للثقة
- قولك:
أخي بالنسبة للعرب و الكتاب منشور بالعربية فالحمد لله طلبة العلم السنيين منتشرين بشكل يمكن لأي عامي طالب للحق أن يقف على أقوالهم و أن يسألهم عن أدلّتهم و مسألة تحريم الإستغاثة برسول الله عليه الصلاة و السلام يمكن لأي طالب علم من أهل السّنة أن يوضحها للعوام المسلمين فلا تحتاج إلى مجهود كبير و إلى علم كبير و يمكنه إجابتهم على إشكالياتهم
- و بالنسبة للقصّة التي ذكرت و الشبهات التي أوردت مع ردودك الجيّدة عليها فأقول:
الكتب التي قرأتها و جعلتك تصل إلى هذا المستوى قد نشرتها مكتبة المشكاة، ككتاب التوحيد و شروحه و التي فيها نقض لكلام من يجيز الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ثم الشبهات التي ذكرتها لا يمكن لأغلب العوام من التفكير فيها فلا يفكر فيها إلا من يمكنه البحث عن الأدّلة
- و بالنسبة لقولك:
يا أخي ليس بكلام في الغيبيات، من العرف نعرف أنّ الشخص يلتف بمن على شاكلته و يحبه و ينفر ممن يخالفه و يكرهه، فمعلوم أنّ أهل السّنة عندهم شيء من البغض لأهل البدع من الصوفية و الرافضة و هم يعلمون هذا فعامة أهل البدع لا يقتربون من مواقعنا، هذه طبيعة البشر!
و الذي يقترب من أهل البدع و هدفه الحق فهذا هدفه البحث عن أدلّة أهل السّنة و بالتالي ليس الكلام عن هذا
و الذي يقترب من أهل البدع و هدفه أن يجد ما يتقوى عليه و ليس اتباع الحق فهذا سيحذف الردود التفصيلية عندما يلّبس على العوام
- و بالنسبة لقولك:
جهوذ أهل السنّة و انتشار الطلبة و المتأثرين بأهل السّنة ستورث الشبهة لمن يستغيث برسول الله عليه الصلاة و السلام
- و بالنسبة لقولك:
مسألة الإستغاثة من الأمور التي لا يشترط فيها علماء كبار يمكن لأي طالب علم من أهل السّنة أن يكشفها للعوام
- و بالنسبة لقولك:
و حتى نحن نحذر من أهل البدع، و لكن المجالسة و قراءة كتب أهل البدع فهذه بحسب المصلحة و المفسدة
وواقع السلف يختلف عن واقعنا اليوم
طيب طيب
أنا أقول كلام متصل فتقطيع كلامي بهذه الصورة بحيث يظهر بصورة ضعيفة ليس طريقةً علمية
لقد بينت أهناك أربعة أصناف يخشى عليها من كتب أهل البدع
الأول المبتدعة الذي هذه تعينهم على منكرهم وأعانتهم على المنكر لا يجوز حتى ولو يجدونه في مكان آخر
الثاني أصحاب الثقافة الشرعية الضعفاء في العقيدة
الثالث العوام
الرابع المبتدئون
أنت وهالة تتكلمون على بعض الأصناف وكأنكم تتكلمون عليها كلها
حظر الأخت هالة على لمبتدئين أن يدخلوا الشبكة ينبغي أن يكون تحريماً وإلا كان كلامها متناقضاً
لأنها قالت أن الشبكة فيها شر كثير
وما فيه شر كثير لا نقول انه خلاف الأولى
وإذا كان كان الشر لا يضرهم على مذهبكم العجيب فلا وجه للحظر
وأما قولك أن العوام لا يفهمون الأدلة فهذا عجيب جداً
بل يفهمون كثير من الأدلة مباشرةً والشبهة المحكمة تسري عليهم
وبعضها يفهمونها بالإفهام
وأما قولك أن التبعية ترجع على الشخص
فهذا اجتزاء وتحيز وجور
لأن من يغش العامة والمبتدئين أيضاً عليه تبعة وقد تكلمت على هذه المسألة سابقاً
وأما قولك بأن شبه الإستغاثة لا يشترط لها علماء كبار
فأنا أوافقك وأنت تتكلم في مسلمات
السؤال هنا
هل كل أحد عنده طلبة علم يستطيعون الإجابة على الشبهة؟
بل
هل كل أحد يعتبر الشبهة أمراً مردوداً ويبحث عن رده
وبعض الشبهات في الإستغاثة لا يستطيع الرد عليها رداً مقنعاً إلا المتكمنين
وقولك ان اي طالب يمكنه كشف الشبه
فهذا غير صحيح بل هو مكابرة صريحة وكل متخصص يعرف هذا
هل تجزم أن الصغار يعرفون الجواب؟
حتى بعض المتخصصين يحتاج لوقت حتى يجيب على بعض الشبه
وقد بينا أن بعض الناس لا يعتبرها شبهة أصلاً وبعضهم يميل على الأهواء فيشترب شبهاتهم
والذي يستطيع الرد على الشبهات ليس محلاً للنزاع
والعلماء علقوا على كتب أهل البدع
فماذا لم يكتفوا بكتب أهل السنة
كما الشيخ ابن باز في تعليقه على الفتح
أنتم في البداية قلتم أن الكتب الموجودة كافية فلما بينا لكم العكس أخذتم مساراً آخراً في النقاش
وهذا مستفز حقاً
وأما قولك أن زمن السلف غير زمننا
فلا أدري ما تقصد
والجرح والتعديل قائمان مدى الحدثان
ولو وجد فرق فليس في مسألتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحب أن أنبه على أنكم لا تخالفونني بل تخالفون أولئك الذين تجوزون لهم بالكلام في الغيبيات من الزعم من أن غالب الناس من يدخل المشكاة من أهل السنة والزعم أن جميع الطلبة من أهل السنة يعرفون الرد على الشبهات
هم أيضاً يخالفونكم
فقد استجابوا لطلب السحيم في التعليق على الكتاب فلو لم يروا ضرورةً في ذلك لما فعلوا وأنتم لا ترون ضرورة في هذا
اقرأ هذه المشاركة جيداً وسابقاتها ولا تضطرني لإعادة الكلام
ـ[هالة]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:17]ـ
أود التنبيه على أمر وهو أن الأخت كانت سابقاً تحظر على المبتدئين دخول الشبكة لوجود الشبهات
والآن لا ضير في ذلك لأن علماء السنة متوافرون وكتبهم أشرطتهم كذلك
هذه نقطة دقيقة وقع فيها التناقض للأخت
أخي الكريم لا يوجد أي تناقض في كلامي:
فأنا قلت بأنّ الأولى للمبتدىء أن لا ينشغل بالإنترنيت و الإنشغال غير الدخول بين الفينة و الأخرى
و هذا لا يتناقض مع ما يلي:
انتشار كلام أهل السّنة في الفضائيات و المطويات و الأشرطة و في بقاع العالم و تكلمهم في هذا الأمر سيوقع في قلبه بأنّ في هذا الأمر ريبة
إذ هذا يشمل من هم خارج الإنترنيت و بين من يخالف الأولى و يتّبع هواه و يدخل للإنترنيت و بين من يدخل للإنترنيت من غير أن يعرف بأنّ الأولى له أن لا يدخل فهؤولاء انتشار كلام أهل السّنة سيورث الريبة في قلوبهم بشأن الإستغاثة برسول الله
و ما سبق إذا فرضنا بأنّ القصد من قولي الأولى هو الحظر
إلا أني لا أقصد بالأولى الحظر و إنّما أقصد الأفضل
الشر الموجود في الإنترنيت المرتبط بالشبهات العقلية الذي نخاف على المبتدىء الوقوع فيه هو بالنسبة له ما زال لا يعتبره شرّا و بالتالي فلا أستطيع أن أقول له حرام لك أن تفعل هذا لأنّك ستقع في شيء ما زالت لا تعرف أهو شرّ أم لا و لكن كمبتدىء أقول له ينبغي لك من باب الأفضلية أن لا تنشغل بهذه الأمور لكي تحصل علما أكثر و تستمثر وقتك خير لك من أن تبقى في شك و ريبة في كثير من الأمور العلمية و تترك ما يسهل عليك فهمه و تحتاجه أكثر.
و الإنترنيت مكان يكثر فيه الجدل و الفوائد التي يحتاجها المبتدىء قد وضعت في سيديات فهو ليس بحاجة للإنترنيت فلما يصرف مال كثير ووقت من أجل التحميل و البحث و هو قادر أن يشتري سيدي بمبلغ أقل من المال الذي يصرفه في الإنترنيت و لا يضيع وقته في البحث و التحميل ناهيك على أنّه أثناء هذه الأمور سينتبه إلى جدالات تجعله محتار
فلا يظهر لي أخي الكريم أني وقعت في تناقض
لقد بينت أهناك أربعة أصناف يخشى عليها من كتب أهل البدع
الأول المبتدعة الذي هذه تعينهم على منكرهم وأعانتهم على المنكر لا يجوز حتى ولو يجدونه في مكان آخر
الثاني أصحاب الثقافة الشرعية الضعفاء في العقيدة
الثالث العوام
الرابع المبتدئون
أنت وهالة تتكلمون على بعض الأصناف وكأنكم تتكلمون عليها كلها
يا أخي نحن أيضا نتكلم عن تلك الأصناف إلا أني أحببت أن أسألك سؤال على قولك التالي:
المبتدعة الذي هذه تعينهم على منكرهم وأعانتهم على المنكر لا يجوز حتى ولو يجدونه في مكان آخر
هل يمكن أن تذكر صور لهذه الإعانة؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:18]ـ
لقد عللت التحذير من الإنشغال بالنت بالشر العظيم فيه
وهذا يستوي فيه المنشغل ومن يدخل على فترات متقطعة
فكفى مكابرةً حفظك الله فإن أعصابي بدأت تفلت مني
وأما قولك أنكي والجزائري تتكلمان عن جميع الأصناف فغير صحيح
أين كلامكم عن اصحاب الثقافة الشرعية
والكلام على أهل البدع تكلمتي فيه قليلاً ثم انتقلت إلى محور
والكلام على الفضائيات سبق لي أن تكلمت
والذي يقرأ مشاركتك يتصور أن مشايخ الفضائيات يتكلمون في التوحيد ليل نهار _ وهذا غير صحيح _
وقد بينت أن مجرد الريبة لا يكفي
وأن الكلام التقريري لا يكفي لنقض الشبهة
وتقطيع كلامي بهذا الشكل بحيث تجعليني أضطر لإعادة كلامي طريقة غير نزيهة في الحوار
وقد حاورت بعض الروافض وقد كانوا أكثر موضوعية وأقل تجاهلاً لكلامي منكما _ مع كونكما أكثر أدباً _
إعانة المبتدع تكون بتعليمه المزيد من الشبهات التي تؤيد مذهبه
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:26]ـ
قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أقول كلام متصل فتقطيع كلامي بهذه الصورة بحيث يظهر بصورة ضعيفة ليس طريقةً علمية
كلامك المتّصل موجود، و يمكن لأي الإنسان الإطّلاع عليه كاملا فهو أمامنا في نفس هذا الموضوع، و أنا أقتبس ما أريد أن أتعقبه من كلامك و الهدف من هذه الطريقة تبيين و ضبط كلامك الذي أتعقبه لكي لا يتشتت الذهن، فما الخطأ في هذه الطريقة؟
قولك:
وقد حاورت بعض الروافض وقد كانوا أكثر موضوعية وأقل تجاهلاً لكلامي منكما _ مع كونكما أكثر أدباً _
لا أتجاهل كلامك أخي الكريم
قولك:
وأما قولك أنكي والجزائري تتكلمان عن جميع الأصناف فغير صحيح
أخي الكريم: بإختصار عامة الأصناف من مبتدعة و عوام و مثقفين و غيرهم من العرب الذين يطّلعون على ذلك الكتاب لا يتصور أن يجهلوا تحريم أهل السّنة للإستغاثة برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم و يمكن لأي واحد من هؤولاء أن يعرف ردود أهل السّنة على من يجوّز و يعيها و بالتالي انتفت المفسدة و لا يوجد في نشر ذلك الكتاب أي إعانة حقيقية للمبتدعة فهو لا يفيدهم إلا في تضليل من هو متّبع لهواه و سواء أوضعنا ردّا تفصيلا في مكان نشر الكتاب أو لم نضع فالمتّبع لهواه في هذا الأمر سيحذف ذلك الرّد التفصيلي لما يريد أن ينشر بدعته.
قولك:
وأحب أن أنبه على أنكم لا تخالفونني بل تخالفون أولئك الذين تجوزون لهم بالكلام في الغيبيات من الزعم من أن غالب الناس من يدخل المشكاة من أهل السنة والزعم أن جميع الطلبة من أهل السنة يعرفون الرد على الشبهات
لا أدري كيف فهمت بأنّهم يخالفوننا و أنا لم أتكلم في الغيبيات بل تكلمت بما يقتضيه العرف
قولك:
فقد استجابوا لطلب السحيم في التعليق على الكتاب فلو لم يروا ضرورةً في ذلك لما فعلوا وأنتم لا ترون ضرورة في هذا
ذاك التعليق لا يدل على أنّهم يرونّ هذا الأمر واجب مع التنبيه بأنّ لا يوجد في ذلك التنبيه ردود بأدلّة تفصيلية
قولك:
وأما قولك أن زمن السلف غير زمننا فلا أدري ما تقصد
المقصود بأنّ تحذيراتهم و نهيهم عن قراءات كتب هو مبني على دفع مفاسد في عصرهم و أنّ الزمن في عصرنا اختلف فالمصالح و المفاسد الموجودة من نشر كتب في عصرنا فيها بدع فيها اختلاف عن ما في عصرهم
قولك:
وأما قولك أن العوام لا يفهمون الأدلة فهذا عجيب جداً بل يفهمون كثير من الأدلة مباشرةً والشبهة المحكمة تسري عليهم وبعضها يفهمونها بالإفهام
هنا أخي قد وقعت منك تجزئة لكلامي عن سياقه أخلّت بالمعنى و معلوم بأنّ سياق الكلام يقيّد عموم كلام الشخص، فتأمل كلامي التالي:
أخي بالنسبة للعرب و الكتاب منشور بالعربية فالحمد لله طلبة العلم السنيين منتشرين بشكل يمكن لأي عامي طالب للحق أن يقف على أقوالهم و أن يسألهم عن أدلّتهم و مسألة تحريم الإستغاثة برسول الله عليه الصلاة و السلام يمكن لأي طالب علم من أهل السّنة أن يوضحها للعوام المسلمين فلا تحتاج إلى مجهود كبير و إلى علم كبير و يمكنه إجابتهم على إشكالياتهم
فكلامي الذي تعجّبت منه كان كلام على أغلب العوام في أغلب المسائل الغير واضحة
قولك:
وأما قولك أن التبعية ترجع على الشخص فهذا اجتزاء وتحيز وجور
فأقول: إذا علم بأنّه يمكن للمطّلع على بدع كتاب بأنّه يمكنه معرفة أين يجد الردود على تلك البدع مع فهمها فهنا التبعية ترجع عليه إن اتبع هواه و لم يطّلع على تلك الأدلّة مثلما ترجع عليه التّبعية إن وضعنا الردود على الشبه تحت الكتاب و مع الكتاب و لم يلتفت إلى تلك الردود و لا يوجد تحيّز و لا جور هنا
قولك:
لأن من يغش العامة والمبتدئين أيضاً عليه تبعة وقد تكلمت على هذه المسألة سابقاً
كلام صحيح في من ينشر كتبا تحتوي على بدع يعلم أنّها بدع من غير أن يبيّن للناس باطلها نشرُ هذه الكتب يكون لأناس لا يعلم هل يمكنهم الإطّلاع على ردود على تلك البدع
وفقك الله
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 03:43]ـ
قولك:
كلامك المتّصل موجود، و يمكن لأي الإنسان الإطّلاع عليه كاملا فهو أمامنا في نفس هذا الموضوع، و أنا أقتبس ما أريد أن أتعقبه من كلامك و الهدف من هذه الطريقة تبيين و ضبط كلامك الذي أتعقبه لكي لا يتشتت الذهن، فما الخطأ في هذه الطريقة؟
قولك:
لا أتجاهل كلامك أخي الكريم
قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم: بإختصار عامة الأصناف من مبتدعة و عوام و مثقفين و غيرهم من العرب الذين يطّلعون على ذلك الكتاب لا يتصور أن يجهلوا تحريم أهل السّنة للإستغاثة برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم و يمكن لأي واحد من هؤولاء أن يعرف ردود أهل السّنة على من يجوّز و يعيها و بالتالي انتفت المفسدة و لا يوجد في نشر ذلك الكتاب أي إعانة حقيقية للمبتدعة فهو لا يفيدهم إلا في تضليل من هو متّبع لهواه و سواء أوضعنا ردّا تفصيلا في مكان نشر الكتاب أو لم نضع فالمتّبع لهواه في هذا الأمر سيحذف ذلك الرّد التفصيلي لما يريد أن ينشر بدعته.
قولك:
لا أدري كيف فهمت بأنّهم يخالفوننا و أنا لم أتكلم في الغيبيات بل تكلمت بما يقتضيه العرف
قولك:
ذاك التعليق لا يدل على أنّهم يرونّ هذا الأمر واجب مع التنبيه بأنّ لا يوجد في ذلك التنبيه ردود بأدلّة تفصيلية
قولك:
المقصود بأنّ تحذيراتهم و نهيهم عن قراءات كتب هو مبني على دفع مفاسد في عصرهم و أنّ الزمن في عصرنا اختلف فالمصالح و المفاسد الموجودة من نشر كتب في عصرنا فيها بدع فيها اختلاف عن ما في عصرهم
قولك:
هنا أخي قد وقعت منك تجزئة لكلامي عن سياقه أخلّت بالمعنى و معلوم بأنّ سياق الكلام يقيّد عموم كلام الشخص، فتأمل كلامي التالي:
فكلامي الذي تعجّبت منه كان كلام على أغلب العوام في أغلب المسائل الغير واضحة
قولك:
فأقول: إذا علم بأنّه يمكن للمطّلع على بدع كتاب بأنّه يمكنه معرفة أين يجد الردود على تلك البدع مع فهمها فهنا التبعية ترجع عليه إن اتبع هواه و لم يطّلع على تلك الأدلّة مثلما ترجع عليه التّبعية إن وضعنا الردود على الشبه تحت الكتاب و مع الكتاب و لم يلتفت إلى تلك الردود و لا يوجد تحيّز و لا جور هنا
قولك:
كلام صحيح في من ينشر كتبا تحتوي على بدع يعلم أنّها بدع من غير أن يبيّن للناس باطلها نشرُ هذه الكتب يكون لأناس لا يعلم هل يمكنهم الإطّلاع على ردود على تلك البدع
وفقك الله
أخي الكريم صدقني أنت ترد على نفسك
أما قولك أن العوام والمثقفين من المبتدعة لا يمكن أن يجهلوا تحريم الإستغاثة
إذا كان الأمر كذلك فلم يستغيثون
كلامك هذا مكابرة للواقع
فإن للمبتدعة مصنفات في تجويز الإستغاثة بغير الله مليئة بالشبهات
وإذا كان الفاكهاني جهل ذلك أفتريد للعوام في عصرنا أن يعرفوا
اتق الله يا أخي
ودع عنك مكابرة الواقع فالعوام في عصرنا يجهلون الكثير من الحقائق الدينية
وتأويلات المبتدعة لآيات وأحاديث تحريم الإستغاثة مشهور ومعروف
وامكانية تعرفهم على كتب أهل السنة ليست حتمية
وقد بينت سابقاً أن بعض الشبهات إيجاد جوابها في كتب أهل السنة ليس يسيراً
ألم أقل لك أنك تتجاهل كلامي
وتقطيعك الغير نزيه يضطرني إلى اعادة الكلام
وإلا كيف وقع العلماء الكبار في شركهم
وقولك أن التعامل مع كتب أهل البدع يختلف في عصر السلف عن عصرنا
فهذا ايضاً مغالطة
بين لي أوجه الإختلاف
هل منها تفشي الجهل في عصرنا
ووجود عشرات المساجد المبنية على الأضرحة مما لم يكن في عصر السلف
مما يجعل نشر كتب الشرك في عصرنا ضروري وفي عصر السلف محظور
عجيبة هذه والله عجيبة
أما أن كتب البدع والشرك في زمن السلف شر محض وفي زمننا مليئة بالفوائد الضرورية التي لا توجد في كتب أهل السنة
أيضاً هذه عجيبة
لي عودة أعلق فيها على بقية كلامك وإذا كنت ستستمر بمكابرة الواقع من أجل تجويز نشر كتب الشرك فالحوار معك حوار طرشان
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 04:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الله , جزاك الله خيرا على الموضوع , وأنا في الحقيقة , مستغرب ممن لا يستجب لمثل هذه النصائح , ما السبب؟
لماذا ما نقبل النصح والتذكير؟
ثم البعض يتكلم عن إمكانية منع كتب أهل البدع ....
وأنا أسأل: إذا لم يمكن محو كتب أهل البدع , ما الذي يجعلنا أن ننشر فكرهم , ونتعاون معهم في نشر الباطل , أي فائدة يختص بها مثل هذا الكتاب؟
وليتنبه الجميع على أنّ الشريعة جائت بتقليل الشر لا بمحو الشر , فإن ذلك ما لا يمكن تحقيقه قال تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم على هذا , ممكن أن يأتي أحد ويقول أن محاربة أشرطة الفواحش وحجب المواقع الإباحية .... من الغباء , حيث أن إيقاف هذا الشر لا يمكن في زمن التكنولوجيا والإعلام.
وهذا مثال لتقريب المسألة وإلاّ فخطر كتب البدع أعظم بكثير من خطر المخدرات على الأمة.
ألا فالنتقي الله تعالى , و كلام الأئمة قديما وحديثا في التحذير من كتب أهل البدع لا حصر له.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو يتكلم عن بعض المبتدعة ( ..... ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذبَّ عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظَّم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هو، أو مَنْ قال أنه صنف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون فى الأرض فسادًا ويصدون عن سبيل الله، فضررهم فى الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ... اهـ
مجموع الفتاوى 2/ 132
وقال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنة بها أو ترويجها بين النسا، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "من سمع به فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات" [رواه أبو داوود وقال شيخنا الألباني إسناده صحيح].
لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس في ذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادرا على الرد عليهم بل ربما كان واجبا لأن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " [شرح لمعة الاعتقاد 159 - 160].
وسئل العلامة الفوزان ـ حفظه الله ـ
سؤال: ماهو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة، وسماع أشرطتهم؟
جواب: لا يجوز قراءة كتب المبتدعة، ولا سماع أشرطتهم، إلا لمن يريد
أن يرد عليهم ويبين ضلالهم
أما الإنسان المبتدئ وطالب العلم أو العامي أو الذي لا يقرأ إلا لأجل
الإطلاع فقط لا لأجل الرد وبيان حالها فهذا لايجوز، لأنها قد تؤثر في
قلبه وتشبه عليه فيصاب بشرها
فلا يجوز قراءة كتب أهل الضلال إلا لأهل الإختصاص من أهل العلم للرد
عليها والتحذبر منها ...
مرجع الفتوى كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص 125 / للشيخ صالح
الفوزان
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:17]ـ
* قولك:
أما قولك أن العوام والمثقفين من المبتدعة لا يمكن أن يجهلوا تحريم الإستغاثة
لا يمكن أن يجهل قول أهل السنّة في تحربم الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه و سلّم من يدخل موقع المشكاة من العرب و يحمل ذلك الكتاب هذا الذي أقوله
و هؤولاء العوام و المثقفين الذين تتكلم عنهم قد كفّرهم جمع من العلماء نتيجة اتباعهم لأهوائهم
* قولك:
فإن للمبتدعة مصنفات في تجويز الإستغاثة بغير الله مليئة بالشبهات
و لكن ما يلي ينقض كل شبههم:
يقول سبحانه: " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ {65} لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ " العنكبوت
ويقول سبحانه: " وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ {13} إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ {14} " فاطر
فأي مسلم يقرأ هذه الآيات سيعرف بأنّه يحرم عليه الإستغاثة بغير الله
* قولك:
ودع عنك مكابرة الواقع فالعوام في عصرنا يجهلون الكثير من الحقائق الدينية
أنا أتكلم عن مسألة محددة و هي نشر كتاب الفكهاني في موقع المشكاة و الذي يشتمل على تجويز الإستغاثة برسول محمد صلى الله عليه و سلّم و لا أتكلم عن أمور الدين الأخرى
* قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
وامكانية تعرفهم على كتب أهل السنة ليست حتمية
مادام الكتاب منشور بالعربية فبالنسبة للعرب في عصرنا الحالي فهي حتمية: ففي اليمن يوجد أهل السّنة، و في الجزائر يوجد أهل السّنة، و كذا في المغرب و ليبيا و دول الخليج و مصر و السودان.
أعطيني دولة عربية يمكن للعوام و المثقفين أن يجهلوا أقوال أهل السّنة و كتبهم في ردّ بدعة جواز الإستغاثة برسول الله محمد صلى الله عليه و سلّم أو دولة من العرب تخلو من أهل السّنة؟
هذا بالإضافة إلى أنّ كل الدول العربية تدخلهم الفضائيات من قناة المجد و قناة اقرأ و قناة الحكمة و قناة الناس و في هذه القنوات كلام على التوحيد و تحذير من الشرك
ثم من يجوّز الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه و سلّم هو في غنى عن كتاب الفكهاني بالكليّة فلا يوجد أي تقوية له بنشر هذا الكتاب
* قولك:
وقد بينت سابقاً أن بعض الشبهات إيجاد جوابها في كتب أهل السنة ليس يسيراً
الشبهات التي يصعب إيجاد جوابها في كتب أهل السنة هي في المسائل الشديدة الدّقة و ليس مسألة حرمة الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه و سلّم
* قولك:
وإلا كيف وقع العلماء الكبار في شركهم
إذن يلزمك أن تقول أيضا يحرم نشر كتاب الفكهاني حتى للعلماء على مذهبك ما دامت الشبهة قد تتمكن في نفسوهم
يا أخي من يجوّز الإستغاثة برسول الله محمّد صلى الله عليه و سلّم لا يمكن أن يكون عالما
* قولك:
وقولك أن التعامل مع كتب أهل البدع يختلف في عصر السلف عن عصرنا فهذا ايضاً مغالطة بين لي أوجه الإختلاف
نعم يختلف، فوسائل نقل المعلومات الآن و نشر الحق أصبحت سهلة بالمقارنة مع عصر السلف، فانتفت عدّة مفاسد نتيجة لسهولة إيصال الحق للناس و بالتالي لم تصبح عدة أمور إحتياطية واجبة.
* قولك:
وإذا كنت ستستمر بمكابرة الواقع من أجل تجويز نشر كتب الشرك
أنا أتكلم عن كتاب الفكهاني و نشره في موقع المشكاة فكيف أصبح الأمر عندك كتبا؟! فلما التضخيم؟! ثم أنّ لا أجوّز نشر هذا الكتاب إذا لم يغلب على الظّن على الأقل بأنّ من سيحمله يعلم أين سيجد ردود على باطل هذا الكتاب من جواز الإستغاثة برسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم
ثم ألا تجوز أنت نشر هذا الكتاب الذي يحتوي على شرك إذا كان مع ردّ مفصل؟!
أنا على الأقل لما أنتقد كلامك أنقل أين هو أما أنت فتنسب إلي أقوال لم أقلها؟!
* و بالنسبة لقولك: بأنّك تكرر الكلام
فأقول لك: إن رأيت نفسك بأنّك تكرر من غير حاجة فلا حاجة لأن تعيده فأنا قد قرأته و يمكن لأي شخص يتابع الموضوع أن يقرأه
* وفقك الله أخي الكريم و المسألة كما ترى تختلف فيها الأنظار و قد طال النقاش بيننا مما يشير لك بأنّك قد أخطأت لما ادّعيت بأنّه لا يمكنك أن تجد عذرا لمن نشر كتاب الفكهاني و هو يعلم و هذا كلام في النّية من غير أن تعرف وجوهات نظرهم فمبحث كون شخص معذور أو ليس معذور مرتبط بالنّية. بل حتى قولك بأنّ هذا: "لامبالاة" هو كلام في النّية فاللامبالاة من الإهمال و المهمل في عقائد المسلمين لا بد و أن يكون في نيّته خدش.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 11:17]ـ
لا أدري متى ينتهي هذا اللعب
أنا لا أتكلم عن جهل المبتدع بمذهب أهل السنة
قد يعرفه ولكن المعرفة لا يلزم منها الإتباع أو معرفة جميع الحجج والأجوبة على جميع الشبهات
وكلامي منذ البداية منصب على أن في هذا إعانةً لهم بتعلميهم المزيد من الشبهات
لا أنهم سيصبحون على المذهب لأنهم عليه اصلاً
وأما الزامك لي بمنع الكتب حتى على العلماء فهذا من سوء فهمك لكلامي وعدم ربطك لبعضه ببعض
العالم يستطيع الإجابة على الشبهة
وإلا كيف يكون عالم
وأما قولك في المشاركة قبل السابقة أنك لم تفهم وجه مخالفتكم للإخوة في المشكاة ووجه كلامكم في الغيبيات
فقد كنت أتكلم العربية ووضحت كلامي جيداً
وكلامك (استهبال) لا يليق
وأما قولك أن المسألة تختلف فيها الأنظار
فنظرك لم يخالف نظري حنى ارتكبت مغالطات وطوام مثل الكلام في الغيبيات
ومكابرة الواقع وإيراد الحجج سهلة النقض كل أحد يستطيعه
وقد أناظر رافضياً في عدالة أحد الصحابة مناظرةً أطول من مناظرتك
فهل معناه أن المسألة تختلف فيها الأنظار
والمغالطات الأخرى
وأما قولك أنني أنسب لك أقوال لم تقلها فهذا من عجائبك
فأنت مثلاُ تقول ((البدع في الكتب العقدية مثل البدع في الكتب الفقهية))
ماذا يفهم من هذا؟
يفهم منه أن الذي يحاورك يرى عدم التفريق فلما بينت أنني لم أقل ذلك
قلت وأنا لم أتهمك
وهذه عجيبة
أما مسألة المحمل وأين سيجد الردود فقد فصلت الكلام عليها
وأنه قد لا يعتبرها شبهة فيكتفي بالشبهة ويعتبرها دين
وألزمتك باتهام العلماء الذين علقوا على كتب أهل البدع بأنهم ضيعوا وفقتهم
وبعض الشبهات أجوبتها الوقوف عليها متعسر
والأدلة التي أوردتها للرد على أهل البدع
دليل على جهلك بمحل الخلاف معهم
هم يحملون النصوص على أنها نزلت في عباد الأصنام
والأجوبة عليهم كثيرة
والمقصود أن مجرد إيراد الآيات لا يكفي لنقض الشبهة
وإلا فالفاكهاني والسبكي أعرف مني ومنك بالقرآن
ولي عودة أنقض فيها بقية كلامك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 05:14]ـ
أسأل الأخ سراج والأخت هالة عدة أسئلة
هل يمتنع أن يدخل المشكاة عامي ويحمل كتاب الفاكهاني ولا يحمل شيء من الكتب التي تنقض مذهبه؟
ولا يقال أن العوام لا يدخلون الشبكة ولا يبحثون
هذا غير صحيح فقد رأيت عامياً من اهل مصر تناظر مع زميلٍ له عن المهدي فاستعان ببعض البرامج البحثية والمكتبات الإلكترونية لمعرفة المزيد من المعلومات عن المهدي
فإن قيل أن هؤلاء يمكنهم الوقوف على ردود أهل السنة
قلت هذا المنطق في خرق لإجماع أهل السنة
فإن أبو زرعة لما حذر من كتب المحاسبي أن يمكن القاريء لها أن يقف على ردود أهل السنة على المحاسبي
وشيخ الإسلام لما أفتى بعقوبة من ينشر كتب ابن عربي والعلة معروفة وهي مخافة افتتان الناس بمقالته كان المخالفون لابن عربي هم جمهور المسلمين
ومثل هذا يقال في تحذير ابن قدامة من كتب المتكلمين
فهؤلاء جميعاً هم سلفي
ولهذا كنت اقول أن المشاركة الأولى هي الفيصل
وعلى مذهب سراج وهالة يكون هؤلاء قد تشددوا فيما لا داعي للتشديد فيه فما دام القاريء يمكنه الوقوف على ردود أهل السنة فلا محظور في نشر هذه الكتب
وبهذا يكونون قد خرقوا الإجماع السلفي وارتقوا مرتقىً صعباً
وقد بينت أن العامي قد لا يعتبر كلام المبتدع شبهةً فيبحث عن الرد عليها
وقد يميل إلى قولهم مع معرفته بمذهب أهل السنة لما في الشبهة من زخرفة
السؤال الثاني هل يمتنع أن يدخل مبتديء للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ولا يوفق لنقض بعض شبهاته؟
وقد أعطيت الأخ سراج شبهةً وطلبت منه أن يحضر رداً عليها من كتب المشكاة فعجز تماماً
ثم كرر فكرته
ويقول بعد ذلك أنه لا يتجاهل كلامي وهو يفعل
وقد رأينا من أهل السنة من انحرف أو من اعتقد أن الخلاف مع مجوزي الإستغاثة اجتهادي بسبب قراءته لكتبهم دون تأصيل
وقد زعم سراج أن أهل السنة يعرفون الأجوبة على شبه أهل البدع
وهذا ادعاء لعلم الغيب ومكابرة للواقع
ويقول مماحكاً أن هذا ما يقتضيه الواقع
وياليت شعري كل من كان مبتدئاً يعرف من نفسه كيف كان لا يستطيع الرد على كثير من شبهات أهل البدع
وأنا أعرف ذلك من نفسي ومن أقراني
وادعاء علم الغيب كفر يجب على سراج أن يتوب منه وأن يترك ترقيع شقوق المشكاة وينتبه لتفسه في أي هوةٍ سحيقةٍ أردى نفسه
السؤال الثالث هل يمتنع أن يدخل رجل عندن ثقافة شرعية للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ولا يحمل شيئاً من الكتب التي ترد عليه؟
وهذا النوع من القراء لم يناقش فيه سراج ولا هالة مناقشةً خاصة
وبعد ذلك هما لا يتجاهلان كلامي!!!!!!!!
وهذا أيضاً قد لا يعتبر في كلامي الفاكهاني شبهة
السؤال الرابع هل يمتنع أن يدخل مبتدع معاند للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ويتعلم منه الشبهات التي يلقنها للعامة؟
فإن لم يمتنع فصنيعكم إعانة له على المنكر
فإن قال متحذلق هو يمكن أن يقف على ذلك خارج المشكاة
قلنا حتى ولو كان ذلك لا يجوز اعانته على منكره بتعلميه المزيد من الشبهات أو من يوافقه من أهل العلم
ولو جاءك رجل يريد مالاً ليشتري به خمراً
لم يجز لك اجماعاً أن تعطيه حتى ولو كان سيأخذ المال من غيرك إن لم تعطيه
السؤال الخامس هل يمتنع أن يدخل مبتدع حذر من كتب أهل السنة _ لأنه مبتديء أو تم تحذيره منها _ للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ويعرض عن كتب اهل السنة؟
وعلى مذهب الجزائري أهل البدع يعرفون مذهب أهل السنة _ المعرفة تقام فيه الحجة عليهم _
ولا بد من هذا القيد لكي لا يصبح كلامه بلا فائدة
وهذا كلام في الغيب أيضاً
وإذا كلن الأخوان يريان امتناع أياً من هذه الصور فليبينوا وجه الإمتناع
إلزامات
الإلزام الأول ما دام لا اشكال في نشر كتب أهل البدع إذا الرد عليها متوفراً
فلا اشكال في نشر كتب السقاف
ودفع شبه التشبيه لابن الجوزي
وغيرها من هذه الكتب
الإلزام الثاني ما دام كتاب الفاكهاني لا ضرر في نشره بدون تحذير فماذا وضع الأخوة تحذيراً مجملاً
لا بد أنهم ضيعوا وقتهم
الإلزام الثالث كل من رد على أهل البدع أقوالهم المردود عليها في كتب أهل السنة أو علق على كتبهم _ مثل الشيخ ابن باز _ قد ضيع وقته لأن وجود كتب أهل السنة يكفي
(يُتْبَعُ)
(/)
الإلزام الرابع ابن تيمية قد تشدد في كلامه في كتب ابن عربي ومعاقبة من ينشرها فوجود الكتب التي ترد على قولهم يكفي في درء ضرر نشر كتبهم
واعلم أن فتوى ابن تيمية يدخل فيها من نشر كتباً فيها شبه أقوى من شبه ابن عربي وقومه من باب أولى
أعتذر عن الشدة الموجودة أعلاه ولكن طبيعة المباحثة وأنا أول المتضررين منها
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 07:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنعلم رحمني الله وإياكم أن هذا الباب مما انضبط فيه إجماع أهل السنة , لا مجال للرأي والفلسفة فيه. وموقفهم من النظر في كتب المبتدعة ونشرها والترويج لها بين واضح لكل من اطلع أقوالهم.
ومن هنا أنقل لكم كلاما نفيسا عما يتعلق بمعاملة كتب المبتدعة من كتاب "إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء" للشيخ خالد الظفيري
منهج أهل السنة في معاملة كتب أهل البدع
إنّ من المصائب التي انتشرت في هذا الزمان، وطار شررها وضررها، تلك الكتب التي امتلأت بالبدع والخرافات، والدعوة إلى مناهج جديدة محدثة، فهذه الكتب البدعيّة كانت سبيلاً قوياً لكل مبتدع أن يبثّ بدعته وضلالته بين الناس، ويزوقها ويزينها بأحسن أسلوب، لكي يسهل رواجها، وتنطلي على جهال المسلمين.
ولكن بقي سؤال يحتاج إلى جواب، وهو: ما السبيل إلى النجاة من هذه الكتب، ووقاية أهل السنّة منها؟
فالسبيل هو اتباع طريقة السلف الصالح في معاملتهم لكتب أهل الأهواء والبدع، فطريقتهم هي التحذير من تلك الكتب، وترك النظر فيها، والتحذير من أصحابها، بل أفتوا بوجوب إتلاف تلك الكتب وإحراقها وإزالة أعيانها.
وليس ذلك أخي في الله من الظلم، بل هو عين العدل، إذ الظلم ترك تلك الكتب المليئة بالبدع والضلالات من غير تحذير أو تبيين لما فيها من باطل، فيضل بسبب ذلك كثير من الناس وينهجون مناهج بدعيّة مخالفة للكتاب والسنّة.
وسأورد لك – أخي في الله – عدداً من النقول عن السلف تبين لك بوضوح تلك الطريقة، وترد على دعاة الضلالة الذين يحثون الشباب على قراءة كتب ساداتهم، حتى يوقعوهم في شباكهم فلا يستطيعوا الخلاص ()، وإذا قيل لهم: تلك الكتب فيها الطعن في بعض الأنبياء، وتكفير بعض الصحابة، والقول بخلق القرآن، وفيها كذا وكذا، قال - وبكل وقاحة -: خذ الحق واترك الباطل.
فنقول له: نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لا يتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لم يقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واترك الباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً، بل وأوجبوا إتلافها، وذلك لأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخوذ من الكتاب والسنّة، فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدر ولا بدعة، إذ هي المعين الصافي والماء العذب.
ومثال ذلك: عينا ماءٍ إحداهما صافية نقية، والأخرى عكرة مليئة بالطين والكدر والوسخ والقذر، فهل يقول عاقل: اذهب إلى العين الثانية وخذ منها الماء، لا يقول ذلك عاقل.
فكيف إذا وُجد من يصد الناس عن العيون العذبة الصافية ويدعوهم إلى أن ينهلوا من العيون الكدرة المليئة بالأقذار والأوساخ.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله -: ((ومن له نهمة في طلب الأدلة على الحق، ففي كتاب الله، وسنّة رسوله، ما يكفي ويشفي؛ وهما سلاح كل موحد ومثبت، لكن كتب أهل السنّة تزيد الراغب وتعينه على الفهم وعندكم من مصنفات شيخنا - رحمه الله - ما يكفي مع التأمل؛ فيجب عليكم هجر أهل البدع، والإنكار عليهم)) ()
وقد حذّر رسول الله - ? - من قراءة كتب أهل الكتاب مع أنها لا تخلو من حق، فعن جابر بن عبد الله - ? -: أنّ عمر بن الخطاب - ? - أتى النبي -? - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فغضب، وقال: " أمتهوكون يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده؛ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده؛ لو أنّ موسى عليه السلام كان حياً ما وسعه إلا أن يتّبعني " ().
بل قد نقل بعض الأئمة الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع، ولم يقولوا خذ الحق واترك الباطل.
كما قال الإمام ابن خزيمة – رحمه الله – (ت: 311) لما سئل عن الكلام في الأسماء والصفات فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" بدعة ابتدعوها، لم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، ويحيى بن يحيى، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف: يتكلمون في ذلك، وينهون عن الخوض فيه، ويدلّون أصحابهم على الكتاب والسنّة، فإياك والخوض فيه والنظر في كتبهم بحال " ().
وكما في قول الإمام أبي منصور معمر بن أحمد (ت: 418) الذي رواه أبو القاسم الأصفهاني – رحمه الله – في كتابه (الحجة في بيان المحجة) () فقال:
أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمد قال:
" ولما رأيت غربة السنة، وكثرة الحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائر المسلمين بوصية من السنة وموعظة من الحكمة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر، وأهل المعرفة والتصوف () من السلف المتقدمين والبقية من المتأخرين.
فأقول - وبالله التوفيق -: "
فذكر من جملة ذلك:
" ثم من السنة ترك الرأي والقياس في الدين وترك الجدال والخصومات وترك مفاتحة القدرية وأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم، فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأئمة وهي مأخوذة عن رسول الله -? - بأمر الله تبارك وتعالى."
وإليك - أيضاً - بعض أقوال ومواقف أهل العلم من أهل السنّة، حتى يتبين لك بوضوح صدق ما أقول.
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول:
" سلام بن أبي مطيع من الثقات، حدثنا عنه ابن مهدي، ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله - ? - وفيه بلايا، فجاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطني ذاك الكتاب فأعطاه، فأخذه سلام فأحرقه. قال أبي: وكان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلاً صالحاً " ().
وعن الفضل بن زياد أن رجلاً سأله عن فعل سلام بن أبي مطيع، فقال لأبي عبد الله: أرجو أن لا يضرّه ذاك شيئاً إن شاء الله؟ فقال أبو عبد الله: يضره!! بل يؤجر عليه إن شاء الله ().
وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن الكرابيسي وما أظهره؟ فكلح وجهه ثم قال: ((إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا آثار رسول الله - ? - وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب)) ().
وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه؟ قال: نعم. قال المروذي: قال أبو عبد الله: يضعون البدع في كتبهم، إنما أحذر منها أشد التحذير ().
وقال الإمام أحمد -أيضاً-: إياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلاً ولا كثيراً، عليكم بأصحاب الآثار والسنن ().
وعن حرب بن إسماعيل قال: سألت إسحاق بن راهوية، قلت: رجل سرق كتاباً من رجل فيه رأي جهم أو رأي القدر؟ قال: يرمي به. قلت: إنّه أخذ قبل أن يحرقه أو يرمي به هل عليه قطع؟ قال: لا قطع عليه، قلت لإسحاق: رجل عنده كتاب فيه رأي الإرجاء أو القدر أو بدعة فاستعرته منه فلما صار في يدي أحرقته أو مزقته؟ قال: ليس عليك شيء ().
وقال الإمام مالك – رحمه الله -:
" لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم" ().
وقال أبو محمد ابن أبي حاتم:
" وسمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً " ().
وقال أيضاً:
((ووجدت في كتب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي - رحمه الله - مما سمع منه يقول: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله ? وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، وترك النظر في موضع بدعهم () والتمسك بمذهب أهل الأثر ... وترك رأي الملبّسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين.
وترك النظر في كتب الكرابيسي ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه)) ().
وقال نعيم بن حماد:
((أنفقت على كتبه - يعني إبراهيم بن أبي يحيى - خمسة دنانير ثم أخرج إلينا يوماً كتاباً فيه القدر وكتاباً فيه رأي جهم، فقرأته فعرفت، فقلت: هذا رأيُك؟! قال: نعم. فحرقتُ بعض كتبه فطرحتها)) ().
وقد عقد الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد السِّجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت فصلاً في ذلك فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((الفصل الحادي عشر في الحذر من الركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب؛ لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر.
اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولى هذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، وما يدخل على الناس بإهماله، وذلك أن أحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز، ومن يبيع دينه بعرض يسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قد انتشر فالواجب على كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كل كتاب، ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة ... .
فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب، والأثر - في كل ما يسمع ويرى؛ فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما - واتباعه للسلف.
ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح ... .
وليحذر تصانيف من تغير حالهم فإن فيها العقارب وربما تعذّر الترياق)) ().
وقال الحافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي:
" شهدت أبا زرعة ـ وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه ـ فقال للسائل: إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.
قيل له: في هذه الكتب عبرة.
فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم … ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع." ()
قال الذهبي معلقاً:
" وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!.
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!.
بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين " ().
وقال شيخنا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله ورعاه - بعد نقله لكلام الذهبي السابق:
" أقول: رحم الله الإمام الذهبي؛ كيف لو رأى مثل (الطبقات) للشعراني، وجواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التيجاني لعلي ابن حرازم الفاسي؟! كيف لو رأى خزينة الأسرار لمحمد حقي النازلي؟! كيف لو رأى نور الأبصار للشلنبجي؟! كيف لو رأى شواهد الحق في جواز الاستغاثة بسيد الخلق وجامع الكرامات للنبهاني؟! كيف لو رأى تبليغي نصاب وأمثاله من مؤلفات أصحاب الطرق الصوفية؟! كيف لو رأى مؤلفات غزالي هذا العصر وهي تهاجم السنّة النبويّة وتسخر من حملتها والمتمسكين بها من الشباب السلفي وتقذفهم بأشنع التهم وأفظع الألقاب؟! كيف لو رأى مؤلفات المودودي وما فيها من انحراف عقدي وعقلي وسلوكي؟! كيف لو رأى مؤلفات القرضاوي وهي تدافع عن أهل البدع وتنتصر لها، بل تشرح أصولها، والذي ينحى منحى غزالي هذا العصر، بل هو أخطر؟! كيف لو رأى دعاة زماننا وقد أقبلوا على هذه الكتب المنحرفة، وهم يُسيّرون شبابهم وأتباعهم على مناهج الفرق المنحرفة الضالّة، بل وينافحون عنها وعن قادتها المبتدعين؟! كيف لو رأى مصنفات الكوثري وتلاميذه أبي غدّة وإخوانه من كبار متعصبي الصوفيّة والمذهبية؟! كيف لو رأى مصنفات البوطي وأمثاله من خصوم السنّة وخصوم مدرسة التوحيد ومدرسة ابن تيميّة؟! كيف لو رأى شباب الأمة بل شباب التوحيد وقد جهلوا منهج السلف بل جهلوا الكتاب والسنّة وأقبلوا على هذه الكتب المهلكة؟! " ().
بل كيف لو رأى مؤلفات سيد قطب وما فيها من سبّ بعض الأنبياء كآدم وموسى، وما فيها من سبّ الصحابة بل وتكفير بعضهم، وما فيها من القول بخلق القرآن، ووحدة الوجود، والاشتراكية الغالية، وتكفير المجتمعات وغير ذلك من البدع الغليظة، والضلالات العظيمة ().
وإليك مقولة واحدة من مقولاته في الطعن في الصحابة، ثم زن ذلك بميزان الشرع، ميزان الحق والإنصاف لا ميزان الهوى والعصبيّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سيد قطب في كتابه (كتب وشخصيات) ():
" إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع.
وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح ".
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عن هذه المقولة، فقال:
" كلام قبيح هذا، كلام قبيح لسبّه معاوية وسبه عمرو بن العاص، كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر ومعاوية وعمرو مجتهدون أخطئوا، مجتهدون أخطئوا. والله يعفو عنهم ".
فقال سائل له: أحسن الله إليك، ما ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام؟
فقال: " ينبغي أن تمزق " ()
وقال ابن قدامة - رحمه الله -:
" ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة في الدين بدعة " ().
وقال – أيضاً – في أثناء ردّه على ابن عقيل ():
" أما هو وحزبه من أهل الكلام، فما ذكرهم إلا ذمّهم والتحذير منهم، والتنفير من مجالستهم، والأمر بمباينتهم وهجرانهم، وترك النظر في كتبهم ".
وقال العلامة ابن مفلح في كتابه " الآداب الشرعية " ():
" وذكر الشيخ موفق الدين – رحمه الله – في المنع من النظر في كتب المبتدعة، قال: كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع، والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لما ذكر بأن كل ما رغّب في المعصية ونهى عن الطاعة فهو من معصية الله قال:
" ومن هذا الباب سماع كلام أهل البدع، والنظر في كتبهم لمن يضره ذلك ويدعوه إلى سبيلهم وإلى معصية الله " ().
وقال شيخ الإسلام ابن القيم – رحمه الله – بعد ذكره لبعض أقوال أهل البدع:
" يا من يظن بأننا حفنا عليـ
فانظر ترى لكن نرى لك تركها
فشباكها والله لم يَعْلَق بها
إلا رأيت الطير في قفص الرّدى
ويظلّ يخبط طالباً لخلاصه
والذنب ذنب الطير خلّى أطيب الثّـ
وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الـ
يا قوم والله العظيم نصيحة
ـهم كتبهم تنبيك عن ذا الشان
حذراً عليك مصائد الشيطان
من ذي جناحٍ قاصر الطيران
يبكي له نوحٌ على الأغصان
فيضيق عنه فرجة العيدان
ـمرات في عالٍٍ من الأفنان
ـفضلات كالحشرات والديدان
من مشفقٍ وأخٍ لكم معوان" ()
قال الشيخ محمد خليل هراس في شرحه لنونيّة ابن القيم معلقاً على هذه الأبيات ():
" ولا يظنن أحد أننا نتجنى على القوم أو نتهمهم بغير الحق، فتلك كتبهم تخبر عنهم كل من ينظر فيها وتشهد عليهم شهادة صدق، فليقرأها من شاء ليتأكد من صحة ما نسبناه إليهم، لكنا مع ذلك ننصح كل أحد أن لا يقرأ هذه الكتب حتى لا يقع في حبائلها ويغرّه ما فيها من تزويق المنطق وتنميق الأفكار، لا سيما إذا لم يكن ممن رسخ في علوم الكتاب والسنة قدمه ولا تمكن منهما فهمه، فهذا لا يلبث أن يقع أسير شباكها، تبكيه نائحة الدوح على غصنها، وهو يجتهد في طلب الخلاص فلا يستطيع، والذنب ذنبه هو، حيث ترك أطيب الثمرات على أغصانها العالية حلوة المجتنى طيبة المأكل، وهبط إلى المزابل وأمكنة القذارة يتقمّم الفضلات كما تفعل الديدان والحشرات.
وما أروع تشبيه الشيخ – رحمه الله – حال من وقع أسير هذه الكتب وما فيها من ضلالات مزوقة قد فتن بها لُبُّه وتأثر بها عقله، بحال طير في قفص قد أحكم غلقه فهو يضرب بجناحيه طالباً للخلاص منه فلا يجد فرجة ينفذ منها لضيق ما بين العيدان من فرج.
وما أجمل – أيضاً – تشبيهه لعقائد الكتاب والسنة بثمرات شهية كريمة المذاق على أغصان عالية، بحيث لا يصل إليها فساد ولا يلحقها تلوث، وتشبيهه لعقائد هؤلاء الزائغين بفضلات قذرة وأطعمة عفنة ألقيت في أحدى المزابل، فلا يأوي إليها إلا أصحاب العقول القذرة والفطرة المنتكسة.".
وقال الذهبي – رحمه الله – بعد أن ذكر بعض كتب أهل الضلال كرسائل إخوان الصفا وأمثالها:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فالحذارِ الحذارِ من هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة، فمن رام النجاة والفوز فليلزم العبودية، وليدمن الاستغاثة بالله، وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة، وسادة التابعين، والله الموفق" ().
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في أثناء كلامه على الأشاعرة:
((فصنف المتأخرون من هؤلاء على مذهبهم الفاسد مصنفات، كالأرجوزة التي يسمونها: جوهرة التوحيد؛ وهي إلحاد وتعطيل، لا يجوز النظر إليها، ولهم مصنفات أخر نفوا فيها علو الرب تعالى، وأكثر صفات كماله نفوها، ونفوا حكمة الرب تعالى)) ().
وقال العلامة صديق حسن خان:
" ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين والسنة، وكل محدثة في الدين بدعة، وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم في أصول الدين وفروعه، كالرافضة والخوارج والجهمية والقدرية والمرجئة والكراميّة والمعتزلة، فهذه فرق الضلالة وطرائق البدع " ().
أضف إلى ذلك أن السلف قالوا بوجوب إتلاف كتب أهل البدع وإفسادها كما قال شيخ الإسلام ابن القيم:
" وكذلك لا ضمان في تحريق الكتب المضلة وإتلافها.
قال المرّوذي: قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة ترى أني أخرقه أو أحرقه؟ قال: نعم، وقد رأى النبي -? - بيدي عمر كتاباً اكتتبه من التوراة وأعجبه موافقته للقرآن، فتمعّر وجه النبي - ? - حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه.
فكيف لو رأى النبي ? ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بعضها ما في القرآن والسنة؟ والله المستعان …وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها بل مأذون في محقها وإتلافها وما على الأمة أضر منها."
إلى أن قال:
" والمقصود: أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة، يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آنية الخمر؛ فإن ضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمان فيها، كما لاضمان في كسر أواني الخمر وشق زقاقها." ()
وقال ابن القيم – أيضاً – عند قول كعب بن مالك: " فتيممت بالصحيفة التنور " -:
" فيه المبادرة إلى إتلاف ما يخشى منه الفساد والمضرة في الدين، وأن الحازم لا ينتظر به ولا يؤخره، وهذا كالعصير إذا تخمّر، وكالكتاب الذي يخشى منه الضرر والشرّ، فالحزم المبادرة إلى إتلافه وإعدامه." ()
ونقل تقي الدين الفاسي في كتابه (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) عن الشيخ شرف الدين عيسى الزواوي المالكي (ت: 743)، ما نصه:
" ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف (أي مؤلفات ابن عربي " كالفصوص والفتوحات المكيّة ") البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وأدّب من اتهم بهذا المذهب أو نسب إليه أو عرف به، على قدر قوّة التهمة عليه، إذا لم يثبت عليه، حتى يعرفه الناس ويحذروه، والله ولي الهداية بمنّه وفضله " ().
ونقل - أيضاً – عن الشيخ أبي يزيد عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن خلدون المالكي، مانصه:
"وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلّة، وما يوجد من نُسخها بأيدي الناس، مثل: (الفصوص)، و (الفتوحات) لابن عربي، و (البُدّ) لابن سبعين، و (خلع النعلين) لابن قسي، و (عين اليقين) لابن بَرَّجان، وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض، والعفيف التلمساني، وأمثالهما، أن تُلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض، فالحكم في هذه الكتب كلها وأمثالها، إذهاب أعيانها متى وُجدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء، حتى ينمحي أثر الكتابة، لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين، بمحو العقائد المضِلّة.
ثم قال: فيتعيّن على ولي الأمر، إحراق هذه الكتب دفعاً للمفسدة العامة، ويتعيّن على من كانت عنده التمكين منها للإحراق، وإلا فينزعها وليّ الأمر، ويؤدبه على معارضته على منعها؛ لأن ولي الأمر لا يعارض في المصالح العامة " ().
وقال السخاوي - رحمه الله - في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
((ومن الاتفاقيات الدالة على شدة غضبه لله ولرسوله: أنهم وجدوا في زمن الأشرف برسباي شخصاً من أتباع الشيخ نسيم الدين التبريزي وشيخ الخروفية المقتول على الزندقة سنة عشرين وثمانمائة ومعه كتاب فيه اعتقادات منكرةٌ فأحضروه، فأحرق صاحب الترجمة الكتاب الذي معه، وأراد تأديبه، فحلف أنه لا يعرف ما فيه، وأنّه وجده مع شخص، فظنّ أنّ فيه شيئاً من الرقائق، فأُطلق بعد أن تبرّأ مما في الكتاب المذكور، وتشهّد والتزم أحكام الإسلام)) ().
وقد أحرق علي بن يوسف بن تاشفين كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده ().
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في رسالته إلى عبد الله بن معيذر ()، وكان قد بلغ الشيخ أنه يشتغل بكتاب الإحياء للغزالي ويقرأ فيه عند العامة:
" من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الأخ عبد الله. سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد.
فقد بلغني عنك ما يشغل كل من له حميّة إسلامية، وغيرة دينية على الملة الحنيفية، وذلك: أنك اشتغلت بالقراءة في كتاب (الإحياء) للغزالي، وجمعت عليه من لديك من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بين مسائل الهداية والسعادة، ووسائل الكفر والشقاوة، وأسمعتهم ما في الإحياء من التحريفات الجائرة، والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقاشق التي اشتملت على الداء الدفين، والفلسفة في أصل الدين.
وقد أمر الله تعالى وأوجب على عباده أن يتّبعوا الرسول، وأن يلتزموا سبيل المؤمنين، وحرم اتخاذ الولائج من دون الله ورسوله ومن دون عباده المؤمنين، وهذا الأصل المحكم لا قوام للإسلام إلا به، وقد سلك في الإحياء طريق الفلاسفة والمتكلمين، في كثير من مباحث الإلهيات وأصول الدين، وكسا الفلسفة لحاء الشريعة، حتى ظنها الأغمار والجهال بالحقائق من دين الله الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، ودخل به الناس في الإسلام، وهي في الحقيقة محض فلسفة منتنة يعرفها أولو الأبصار، ويمجّها من سلك سبيل أهل العلم كافة في القرى والأمصار.
قد حذّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها، ومطالعة خافيها وباديها، بل أفتى بتحريقها علماء المغرب ممن عُرف بالسنّة، وسماها كثير منهم: إماتة علوم الدين، وقام ابن عقيل أعظم قيام في الذم والتشنيع، وزيف ما فيه من التمويه والترقيع، وجزم بأن كثيراً من مباحثه زندقة خالصة لا يقبل لصاحبها صرف ولا عدل)).
ما أشبه الليلة بالبارحة، فهل جعل هؤلاء الأئمة ما في كتاب إحياء علوم الدين من الأدبيات والفوائد مسوّغاً لقراءة ذلك الكتاب، كلا ثم كلا، بل أمروا بحرقه والتحذير منه.
وكتاب إحياء علوم الدين أفضل من كثير من الكتب التي يدعوا إليها دعاة هذه الحزبيات الجديدة، فهذه كتب سيد قطب التي يعظمونها بل ويقدسونها، لم تترك بدعةً لا سيما البدع الغليظة إلا وقررتها وتبنتها، ولو كانت هذه الكتب موجودة في عهد السلف الصالح أو في عهد الخليفة علي ابن يوسف الذي أحرق الإحياء، لأخّر إحراق الإحياء واتجه إلى كتب سيد قطب بالحرق والإتلاف، أو لأحرقهما معاً، وإلى الله نشكوا ضعفنا.
ومن المواقف تجاه أهل البدع التي تسطر بماء الذهب ما حصل من الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم -رحمه الله- من تعزيره لعبدالله الخنيزي مؤلف كتاب (أبو طالب مؤمن قريش) وأصدر فيه حكماً حازماً، حتى أعلن الخنيزي توبته وكتبها، وإليك نص القرار الذي اتخذه الشيخ ابن إبراهيم:
((من محمد بن إبراهيم إلى المكرم مدير شرطة الرياض سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالإشارة إلى المعاملة الواردة منكم برقم 944 وتأريخ 10/ 11/1381 المتعلقة بمحاكمة عبدالله الخنيزي، فإنه جرى الاطلاع على المعاملة الأساسية ووجدنا بها الصك الصادر من القضاة الثلاثة المقتضي إدانته، والمتضمن تقريرهم عليه، يعزر بأمور أربعة:
(أولاً): مصادرة نسخ الكتاب وإحراقها، كما صرّح العلماء بذلك في حكم كتب المبتدعة.
(ثانياً): تعزير جامع الكتاب بسجنه سنة كاملة، وضربه كل شهرين عشرين جلدة في السوق مدّة السنة المشار إليها بحضور مندوب من هيئة الأمر بالمعروف مع مندوب الإمارة والمحكمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ثالثاً): استتابته؛ فإذا تاب وأعلن توبته وكتب كتابة ضد ما كتبه في كتابه المذكور ونشرت في الصحف وتمت مدّة سجنه خلي سبيله بعد ذلك، ولا يطلق سراحه وإن تمت مدّة سجنه ما لم يقم بما ذكرنا في هذه المادة.
(رابعاً): فصله من عمله، وعدم توظيفه في جميع الوظائف الحكومية، لأن هذا من التعزير.
هذا ما يتعلق بالتعزير الذي قررته اللجنة، وبعد استكماله يبقى موضوع التوبة يجرى فيه ما يلزم إن شاء الله. والسلام عليكم)) ().
فلله دره ما أشده على أهل البدع والمخالفين للسنن، وهذه كانت سيرته معهم، وهم كانوا على خوف شديد منه كما أخبرنا بذلك من عاصره، وكم من أهل البدع في عصرنا ممن يحتاجون أن يتخذ معهم مثل هذا القرار، والله المستعان.
وإنصافاً لعبدالله الخنيزي فإنه قد تاب مما خطته يداه في كتابه المذكور وأعلن توبته وكتبها، وهي مدونة بعد القرار المذكور.
ومن أقوال أهل العلم -أيضاً- في طريقة معاملة كتب أهل البدع، ما قاله العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
((ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب؛ لقوله - ? - في الدجّال: ((من سمع به فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات)) رواه أبو داود ()، وقال الألباني: وإسناده صحيح.
لكن إذا كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)) ().
وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة، وسماع أشرطتهم؟
فأجاب: ((لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم)) ().
فهكذا كان أهل السنة يعاملون أهل البدع ومؤلفاتهم، فقف حيث وقفوا فإنه يسعك ما وسعهم.
ومن لم يسعه ما وسع رسول الله - ? - ووسع السلف والأئمة بعده فلا وسّع الله عليه، ومن لم يكتف بما اكتفوا به ويرضى بما رضوا به ويسلك سبيلهم؛ فهو من حزب الشيطان و {إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.
ومن لم يرض الصراط المستقيم سلك إلى صراط الجحيم، ومن سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه، ومن مال عن السنّة فقد انحرف عن طريق الجنّة.
فاتقوا الله تعالى وخافوا على أنفسكم، فإن الأمر صعب، وما بعد الجنّة إلا النار وما بعد الحق إلا الضلال، ولا بعد السنّة إلا البدعة ().
مع العلم أن السلف كانوا يفرقون بين أهل البدع الدعاة إلى بدعهم وغير الدعاة، فألجأتهم الضرورة للاستفادة من هؤلاء لدينهم وصدقهم وأمانتهم وعدم دعوتهم إلى ما وقعوا فيه من البدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((وسبب الفرق بين أهل العلم وأهل الأهواء – ومع وجود الاختلاف في قول كل منهما -:
أنّ العالم قد فعل ما أمر به من حسن القصد والاجتهاد، وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله، وإن لم يكن مطابقاً، لكن اعتقاداً ليس بيقيني، كما يؤمر الحاكم بتصديق الشاهدين ذوي العدل، وإن كانا في الباطن قد أخطآ أو كذبا، وكما يؤمر المفتي بتصديق المخبر العدل الضابط، أو باتباع الظاهر، فيعتقد ما يدل عليه ذلك، وإن لم يكن ذلك الاعتقاد مطابقاً.
فالاعتقاد المطلوب هو الذي يغلب على الظن مما يؤمر به العباد، وإن كان قد يكون غير مطابق، وإن لم يكونوا مأمورين في الباطن باعتقاد غير مطابق قط.
فإذا اعتقد العالم اعتقادين متناقضين في قضية أو قضيتين، مع قصده للحق واتباعه لما أمر باتباعه من الكتاب والحكمة: عذر بما لم يعلمه وهو الخطأ المرفوع عنا.
بخلاف أصحاب الأهواء، فإنهم إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ويجزمون بما يقولونه بالظن والهوى جزماً لا يقبل النقيض، مع عدم العلم بجزمه، فيعتقدون ما لم يؤمروا باعتقاده لا باطناً ولا ظاهراً، ويقصدون ما لم يؤمروا بقصده، ويجتهدون اجتهاداً لم يؤمروا به، فلم يصدر عنهم من الاجتهاد والقصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه، فكانوا ظالمين، شبيهاً بالمغضوب عليهم، أو جاهلين، شبيها بالضالين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق، وقد سلك طريقه، وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق ويعاند عنه)) ().
ولذلك كان أهل العلم يفرقون حتى في الرواية بين الدعاة إلى البدع وبين غير الدعاة فهذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: المنع مطلقاً، وهو قول ابن سيرين ومالك وابن عيينة والحميدي ويونس بن أبي إسحاق وعلي بن حرب وغيرهم.
ولهؤلاء مأخذان:
أحدهما: تكفير أهل الأهواء أو تفسيقهم وفيه خلاف مشهور.
والثاني: الإهانة لهم والهجران والعقوبة بترك الرواية عنهم، وإن لم نحكم بكفرهم أو تفسيقهم.
القول الثاني: تجوز الرواية عنهم إذا لم يتهموا بالكذب، وهو قول أبي حنيفة والشافعي ويحيى بن سعيد وعلي بن المديني.
القول الثالث: وهو التفريق بين الداعية وغيره فمنعوا الرواية عن الداعية إلى البدعة دون غيره.
وهذا هو الأظهر الأعدل وهو قول الأكثر، كابن المبارك وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وروي عن مالك وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر.
ولكنهم قيدوا قبول غير الداعية بما إذا لم يرو ما يقوي بدعته ().
ومن ذلك ظهر بطلان قول من يساوي بين ابن أبي عروبة وقتادة وغيرهما – رحمهما الله -، وبين سيد قطب أو حسن البنا أو الغزالي المعاصر وغيرهم من أهل البدع الذين هم على شاكلة هؤلاء.
ذكرت هذا الكلام ليبين الفرق بين دعاة المنهج السلفي الحق وبين فئة انتمت إلى هذا المنهج ظاهراً واتخذت من بعض من وقع في شيء من البدع كابن حجر والنووي منطلقاً إلى الطعن في أهل السنّة من مثل ابن أبي العز الذي طعنوا في كتابه شرح الطحاوية، وتشددهم على الشوكاني وأمثاله ممن رفع راية التوحيد والسنّة ووقعوا في بعض الأخطاء.
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتّباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. والله تعالى أعلم.
لتحميل الكتاب اضغط هنا ( http://www.sahab.org/books/files/aqeeda/tahtheer.zip)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 07:38]ـ
وفقكما الله
قولك:
أنا لا أتكلم عن جهل المبتدع بمذهب أهل السنة
و أنا أتكلم عن العلم الذي يورث الرّيبة و يحث صاحبه على البحث عن الحق
قولك:
قد يعرفه ولكن المعرفة لا يلزم منها الإتباع أو معرفة جميع الحجج والأجوبة على جميع الشبهات
من كان عنده ريبة مع سهولة معرفة كلام أهل السّنة في حكم الإستغاثة بغير الله و يقرأ القرآن الكريم فهذا جميع الشبهات بالنسبة له حول جواز الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه و سلّم متهافتة و يلزمه إتّباع أهل السّنة
قولك:
وكلامي منذ البداية منصب على أن في هذا إعانةً لهم بتعلميهم المزيد من الشبهات
الله عزّ و جل قد نقل شبهة إبليس في عدم السجود لآدم فأين الرّد التفصيلي على تلك الشبهة في كلام الله أو كلام رسوله محمّد صلى الله عليه و سلّم؟
قولك:
وأما الزامك لي بمنع الكتب حتى على العلماء فهذا من سوء فهمك لكلامي وعدم ربطك لبعضه ببعض العالم يستطيع الإجابة على الشبهة وإلا كيف يكون عالم
فأقول: أنت قلت:
وإلا كيف وقع العلماء الكبار في شركهم
فأنت قد سمّيت بعض من وقع في الشرك بالعلماء الكبار
قولك:
وأما قولك في المشاركة قبل السابقة أنك لم تفهم وجه مخالفتكم للإخوة في المشكاة ووجه كلامكم في الغيبيات فقد كنت أتكلم العربية ووضحت كلامي جيداً
رددت على دعواك في ما سبق
قولك:
فأنت مثلاُ تقول ((البدع في الكتب العقدية مثل البدع في الكتب الفقهية)) ماذا يفهم من هذا؟ يفهم منه أن الذي يحاورك يرى عدم التفريق فلما بينت أنني لم أقل ذلك قلت وأنا لم أتهمك
لا يلزم ما ذكرت فأنا أتكلم بأنّه مثلما لم يشترط العلماء عند بيع الكتب الفقهية أن يكون معها ردود مفصّلة حول كل البدع التي فيها فكذلك الأمر في الكتب التي تحتوي على بدع عقائدية و هذا ما يدلّ عليه كلامي
قولك:
وأما قولك أنني أنسب لك أقوال لم تقلها فهذا من عجائبك
سبق و أن بينت أين تمّ ذلك
قولك:
وألزمتك باتهام العلماء الذين علقوا على كتب أهل البدع بأنهم ضيعوا وفقتهم
أقوال و أفعال آحاد العلماء من غير الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الصحابة رضوان الله عليهم من بعد عصر الصحابة يستدل لها لا يستدل بها و ليس من بحثنا أنّه قد وقع من آحادهم تشدد أو تضييع للوقت و في هذا تعليق على بعض أسئلتك السابقة التي تلزمني فيها بما ليس من مبحثنا و أيضا تعليق على مشاركة الأخ أبو جنيد صالح الأخيرة فليس كل ما نقلته من آثار للسلف مجمع عليه
**********************
و بالنسبة لمشاركتك الأخيرة: فإن شاء الله لي تعليق عليها في المرّة القادمة
لي تنبيه فقط على ما يلي:
وادعاء علم الغيب كفر يجب على سراج أن يتوب منه وأن يترك ترقيع شقوق المشكاة وينتبه لتفسه في أي هوةٍ سحيقةٍ أردى نفسه
لم أدّعي علم الغيب، ثم لما تذهب إلى هذا الإحتمال؟! لما لا تذهب إلى احتمال أني قد اجتهدت و أخطأت؟! لما لا تذهب إلى احتمال أني أكذب على من يدخل موقع المشكاة و هذا ليس بكفر؟!
أخي لقد بينت أنّ ما قلته مبني على العرف و أنّ عادة الإنسان أن يذهب إلى المواقع التي على منهجه و أنّه ينفر من المواقع التي تحاربه و تحذّر منه و لم ترد على ما ذكرت
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:03]ـ
وفقكما الله
قولك:
و أنا أتكلم عن العلم الذي يورث الرّيبة و يحث صاحبه على البحث عن الحق
قولك:
من كان عنده ريبة مع سهولة معرفة كلام أهل السّنة في حكم الإستغاثة بغير الله و يقرأ القرآن الكريم فهذا جميع الشبهات بالنسبة له حول جواز الإستغاثة برسول الله صلى الله عليه و سلّم متهافتة و يلزمه إتّباع أهل السّنة
قولك:
الله عزّ و جل قد نقل شبهة إبليس في عدم السجود لآدم فأين الرّد التفصيلي على تلك الشبهة في كلام الله أو كلام رسوله محمّد صلى الله عليه و سلّم؟
قولك:
فأقول: أنت قلت:
فأنت قد سمّيت بعض من وقع في الشرك بالعلماء الكبار
قولك:
رددت على دعواك في ما سبق
قولك:
لا يلزم ما ذكرت فأنا أتكلم بأنّه مثلما لم يشترط العلماء عند بيع الكتب الفقهية أن يكون معها ردود مفصّلة حول كل البدع التي فيها فكذلك الأمر في الكتب التي تحتوي على بدع عقائدية و هذا ما يدلّ عليه كلامي
قولك:
سبق و أن بينت أين تمّ ذلك
قولك:
أقوال و أفعال آحاد العلماء من غير الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الصحابة رضوان الله عليهم من بعد عصر الصحابة يستدل لها لا يستدل بها و ليس من بحثنا أنّه قد وقع من آحادهم تشدد أو تضييع للوقت و في هذا تعليق على بعض أسئلتك السابقة التي تلزمني فيها بما ليس من مبحثنا و أيضا تعليق على مشاركة الأخ أبو جنيد صالح الأخيرة فليس كل ما نقلته من آثار للسلف مجمع عليه
**********************
و بالنسبة لمشاركتك الأخيرة: فإن شاء الله لي تعليق عليها في المرّة القادمة
لي تنبيه فقط على ما يلي:
لم أدّعي علم الغيب، ثم لما تذهب إلى هذا الإحتمال؟! لما لا تذهب إلى احتمال أني قد اجتهدت و أخطأت؟! لما لا تذهب إلى احتمال أني أكذب على من يدخل موقع المشكاة و هذا ليس بكفر؟!
أخي لقد بينت أنّ ما قلته مبني على العرف و أنّ عادة الإنسان أن يذهب إلى المواقع التي على منهجه و أنّه ينفر من المواقع التي تحاربه و تحذّر منه و لم ترد على ما ذكرت
وفقك الله
العلم الذي يورث الريبة لا يحصل لأهل البدع بالضرورة مع تكدس الشبهات
فوصول القرآن للمرء مع وصول الشبهات الحارفة لأدلة الكتاب عن دلالتها لا يزيل الشبهة
فآيات تحريم الإستغاثة يحملونها على معتقد التصرف والتدبير
وآيات ايمان المشركين بالربوبية تحرف أيضاً
وإلا فيلزم على قولك تكفير كل العلماء الذي قالوا يتجويز الإستغاثة لأنهم بلغهم الكتاب والسنة وهذا يكفي عندك
وأما قولك أن الله لم يفصل الرد على شبهة إبليس
فهذا اتهام منك لرب العالمين أنه لم يبين وهذا فجور وضلال بعيد
يكفينا في نقض شبهة إبليس أنه قدم رأيه على أمر الله
ومن أحسن من الله حكماً
وقد قرر العلماء أن الله لو أمرك أن تتواضع لمن هو أقل منك قدراً وجب عليك تنفيذ أمره لأنه يعلم سبحانه وأنت لا تعلم
فينبغي أن تسلم للحكمة الإلهية وقصة آدم مع الملائكة في تعليم الأسماء كانت هذه فائدتها ولكن ابليس لم يتعلم
وهذا مما يكاد أن يجمع عليه اهل التفسير بخلاف آيات تحريم الإستغاثة التي حرف معانيها أهل البدع
فلا تقل بالقرآن برأيك فتقع في هذه الطوام
وكلامك هذا كله على ينطبق على المبتدع المعاند الذي يتكثر بما في هذه الكتب على ضلاله
وأصحابك يعينونه على هذا المنكر
وأما قولك أنني سميت من جوز الإستغاثة بعلماء كبار
نعم منهم من هو كذلك ولكنهم تم تنشئتهم على البدع
وكلامنا على علماء السنة الذين أتقنوا العقيدة
وأما قولك أن العماء لم يشترطوا الرد البدع في الكتب الفقهية
فإتني بفتوى لعالم من العلماء يجوز فيها بيع الكتب الفقهية المحتوية على البدع على من لا تعرف حاله
وأما جعلك لكهانتك وادعاءك علم الغيب اجتهاداً فلست من أهل الإجتهاد
وقد جزمت بأمور على يعرفها إلا من عرف جميع أفراد أهل السنة وجميع أفراد أهل البدع
فماذا يكون هذا إلا ادعاء لعلم الغيب
ثم تقول عادة الإنسان أن يذهب للمواقع التي على منهجه
هل يمتنع مع هذا دخوله للمواقع التي ليست كذلك
قطعاً لا
وبهذا يسقط كلامك
وأما تطاولك على العلماء
فالعلماء إذا تتابعوا على قول ولم يخالفهم معتبر كان قولهم حجةً يا حضرة المجتهد
والأخ أبو جنيد نقل نصوصاً للأكابر المتبعين الذين ليس لمثلك ان يخالفهم من تلقاء نفسه
وما نقله أبو جنيد محل اجماع لعدم وجود المخالف المعتبر
وأحب أن أنبه على أن الجزائري قد تهرب من الإجابة على أسئلتي والزاماتي
ـ[هالة]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:20]ـ
الأخ عبد الله الخليفي
اتقي الله
أنت تحوم على تكفير الأخ سراج و من غير دليل و ترميه بأمور هو بريىء منها فقد ارتقيت مرتقا صعبا
و أيضا كيف تقول عنه ما يلي:
فهذا اتهام منك لرب العالمين أنه لم يبين وهذا فجور وضلال بعيد
أين اتهم ربّ العالمين بهذا؟! ألا تخاف الله
ثم شدّتك في غير محلّها في حين الأخ يتكلم معك بكل أدب رغم ما بدر منك من اساءة له بغير حقّ
ثم لا يوجد أي تهرب من الأخ على إجابة أسئلتك فقد قال:
فإن شاء الله لي تعليق عليها في المرّة القادمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:04]ـ
الأخ عبد الله الخليفي
اتقي الله
أنت تحوم على تكفير الأخ سراج و من غير دليل و ترميه بأمور هو بريىء منها فقد ارتقيت مرتقا صعبا
و أيضا كيف تقول عنه ما يلي:
أين اتهم ربّ العالمين بهذا؟! ألا تخاف الله
ثم شدّتك في غير محلّها في حين الأخ يتكلم معك بكل أدب رغم ما بدر منك من اساءة له بغير حقّ
ثم لا يوجد أي تهرب من الأخ على إجابة أسئلتك فقد قال:
كلام انشائي
اللهم اجعلني من المتقين
أولاً اتق تكتب هكذا بحذف حرف العلة
ثانياً ليست مشكلتي إذا كان الأخ يتكلم في الغيبيات _ ولست ببعيدة عنه _
ثالثاً لم أتهمه بشيءٍ لم يقله
هو يقول أن رب العالمين نقل شبهة ابليس ولم يرد عليها تفصيلياً
وهذا كلام تقشعر له جلود المؤمنين
فكيف يقال هذا في الكتاب الممبين
الذي لم ياتِ المشركون بمثلٍ وإلا جاء فيه الحق الدامغ لهذه الأمثال
رد رب العالمين على ابليس الرجيم كان كافياً وناقضاً لشبهته قبل أن يتلفظ بها
((ما منعك ألا تسجد لما خلقت بيدي))
فهذه فضيلة آدم التي التي لم تكن لابليس
ثم إن هذا هروب وخروج عن محل النزاع
فكان الأجدر بك أن تتكلمي في محل النزاع بدلاً من الكلام في هذه الأمور
فبعدما أفلستم من الحجج أصبح همكم تحويل المسألة إلى مسألةٍ شخصية
وصاحب الباطل من السهل عليه أن يحفظ اأعصابه لأنه لا يدافع عن أمرٍ ذي بال
وأما صاحب الحق فلو غضب لله لم يكن لأحد أن يعنفه
ـ[هالة]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 07:28]ـ
في الحقيقة لم أكن أتصور منك هذا الكلام
و أما الأخطاء الإملائية فأنا مثلا قد رأيت عدّة أخطاء إملائية في مشاركاتك و أعرضت عن ذكرها احتراما لك لكي لا أشعرك بالنقص
هو يقول أن رب العالمين نقل شبهة ابليس ولم يرد عليها تفصيلياً
أنت هنا زدت: "تفصيليا"
و مع ذلك فلم يقل هذا أيضا؟ و أتحداك أن تثبته؟!
هو سألك سؤال؟ و أنت لم تجبه
أما في البداية فقد قلت ما يلي:
فهذا اتهام منك لرب العالمين أنه لم يبين وهذا فجور وضلال بعيد
و أيضا أتحداك أن تثبت هذا؟
مثلا لما ابليس لما أمره الله عزّوجل بالسجود قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين فاين الرّد التفصيلي على هذه الشبهة
و أنت لم تجب على هذا السؤال بل ذهبت تقوّل الأخ ما لم يقل و تضخم الأمور و قد ردّ ابن تيمية رحمه الله على شبهة إبليس هذه بردود لا توجد لا في كتاب الله و لا في سنّة رسوله مفصّلة و بأنّه لا يسلم لأبليس بأنّه خير من آدم لأنّه خلق من نار و آدم عليه السلام خلق من طين للأسباب لأوجه ذكرها ابن تيمية لا توجد في كتاب الله عزّوجل و لا في سنّة رسول محمّد صلى الله عليه و سلّم
مما يدل بأنّه لا يشترط الرّد على كل الشبهات عند نشر الكتب التي تحتوي على البدع للعوام فبعض الشبهات لا يلتفت إليها مثل بعض شبهاتك التي ذكرتها حول كتاب الفكهاني فالرّد على شبهات أخرى سيلزم منه الرّد على تلك الشبهات تلقائيا
و ليس هذا خارج عن محل بحثنا؟ كما تدّعي ثم هناك سؤال قد سألك إياه و لم تجبه أفنقول عنك بأنّك تتهرب؟!
صحيح القارىء لكتاب الله و سنّة نبيّه صلى الله عليه و سلّم سيعرف بأنّ ما ذكره ابليس شبه متهافتة في الإسلام
فالرّد على بعض الشبهات يكون بالرّد على أعظم منها و ستسقط كثير من الشبهات تلقائيا
أخي أنت في الحقيقة ضخّمت أمور و أسأت الأدب و لعل سبب هذه الأمور أنّك فقدت أعصابك
و خصوصا أنّك أخبرتنا سابقا بأنّك بدأت تفقد أعصابك فإذا كان هذا حالك فلا يحسن أن تناقش و انت غاضب
ثم أنت تحوم على التكفير فمن تكون أنت؟ أأنت أهل لمثل هذه الأحكام مسألة التكفير العلماء الكبار يتورعون منها
و لم نحوّل المسألة شخصية بل كنا نتكلّم معك بكل أدب و غضضنا الطّرف عن بعض تنقصاتك
و لكنّك تماديت فأصبحت و العياذ بالله تستهزأ و تحوم على تكفير الأخ فلما قيل لك: "اتقي الله" لم يعجبك الحال
فالأخ قد قد ذكر لك بأنّ كلامه كان مبنيا على العرف و لم ترّد على كلامه بالدليل
نعم من العرف نعرف بأنّ غالب من يدخل موقع المشكاة هم أهل سنّة
و دخول الاثنين و الثلاثة أو أكثر بقليل لا يغيّر من العرف في شيء
فأين ادّعاء الغيب هنا؟!
يا سيحان الله!!!!
ـ[هالة]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 07:49]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يمتنع أن يدخل المشكاة عامي ويحمل كتاب الفاكهاني ولا يحمل شيء من الكتب التي تنقض مذهبه؟
لا يمتنع و لا كن لا يتصوّر أن لا يعرف أين يجد ردود أهل السّنة على بدعة الإستغاثة بغير الله تعالى مما لا يجعلنا مضطرين لأن نضع له الردود
و التحذير من أهل البدع و كتبهم أمر مجمع عليه و لكن لا يتعارض هذا الإجماع مع ما نحن بصدد ذكره و من يدّعي هذا فاليثبته
و ليس على مذهبي أنّ العلماء الذين يحذرون من كتب أهل البدع أنّهم تشدّدوا فأنا أحذر من كتب أهل البدع
و لكن التحذير لا يعني منع نشرها
و أما افتاء بعض العلماء بحرق بعض كتب أهل البدع فهذا أمر لا يمكن ادّعاء الإجماع فيه بل هو اجتهاد خاص بأولئك العلماء في واقعهم
السؤال الثاني هل يمتنع أن يدخل مبتديء للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ولا يوفق لنقض بعض شبهاته؟
على رأيي غير متصوّر أن يدخل مبتدىء لموقع المشكاة و يحمّل كتاب الفكهاني و لا يعرف بأنّ أهل السّنة يحرّمون الاستغاثة برسول الله و كما لا أتصوّر بأنّه يصعب عليه أن يجد ردود أهل السّنة على هذه البدعة و كما لا أتصوّر بأنّه لن يفهم ردود أهل السّنة على هذه البدعة
فإن وجد فقدّم لنا مثال؟
السؤال الثالث هل يمتنع أن يدخل رجل عندن ثقافة شرعية للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ولا يحمل شيئاً من الكتب التي ترد عليه؟
لا يمتنع ذلك و لكن لا أتصوّر ان كان هذا المحمّل غير متّبع لهواه بأنّه سيصعب عليه أن يجد ردود أهل السّنة على هذه البدعة و كما لا أتصوّر بأنّه لن يفهم ردود أهل السّنة على هذه البدعة
و صاحب الثقافة الشرعية جزء منه داخل بالنسبة لي في العوام و جزء منهم داخل في طلبة العلم و جزء منهم داخل في العلماء
و أنا لم أتجاهل كلامك فكان داخلا هذا المثقف في كلامي
السؤال الرابع هل يمتنع أن يدخل مبتدع معاند للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ويتعلم منه الشبهات التي يلقنها للعامة؟
المعاند كما قال لك الأخ سراج سيحذف الردود التفصيلية إن كان سيجد فيها تشويش على ما ينشره و سيأخذ الشبهات و يلقّنها للعوام
و لم ترّد على ما ذكر الأخ سراج?! فماذا نقول هل نقول بأنّك تهرّبت?! أو نقول بأنّك عجزت?! أو نقول بأنّك تتجاهل؟! أو نعذرك و نقول بأنّك لم تنتبه لأنّك فقدت أعصابك؟!
السؤال الخامس هل يمتنع أن يدخل مبتدع حذر من كتب أهل السنة _ لأنه مبتديء أو تم تحذيره منها _ للمشكاة ويحمل كتاب الفاكهاني ويعرض عن كتب اهل السنة؟
لا يمتنع و لكن لا أتصور ان كان هذا المحمّل غير متّبع لهواه بأنّه سيصعب عليه أن يجد ردود أهل السّنة على هذه البدعة و كما لا أتصوّر بأنّه لن يفهم ردود أهل السّنة على هذه البدعة
ـ[هالة]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 08:00]ـ
و في الحقيقة لو اشترطنا الرّد على كل الشبهات بالتفصيل لما نشرنا كتاب للعوام و لما قدّمنا كتاب لهم فاليوم نرد على شبهة غدا صاحب الهوى يأتي بشبهات أخرى فنرد على تلك الشبهات فيأتي آخر و يأتي بشبهات جديدة و تبقى الشبهات متجددة
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تم اغلاق موضوعي نصيحة لإخواننا أصحاب المكتبات الإلكترونية قبل أن أتمكن من التعليق على مشاركات الأخت هالة
وهذا هضمٌ لحقي في الرد لذا فتحت هذا الموضوع لأجيب على كلامها
تقول السيدة هالة ((و أما الأخطاء الإملائية فأنا مثلا قد رأيت عدّة أخطاء إملائية في مشاركاتك و أعرضت عن ذكرها احتراما لك لكي لا أشعرك بالنقص))
هذا كلام شوارعي الخطأ الذي وقعتي به خطأ نحوي وليس املائياً
الأخ سراج ادعى علم الغيب في زعمه أن جميع أهل السنة يعرفون الرد على شبهات أهل البدع
وادعى الغيب في زعمه أن جميع أهل البدع يعرفون مذهب أهل السنة
وقوله فيمن يدخل المشكاة أن عامتهم من أهل السنة
فإنه قال هذا الكلام في صدد اثبات انتفاء المفسدة
والمفسدة لا تنتفي _ على قوله _ إلا بكون الداخين جميعاً من أهل السنة
وإلا لأصبح كلامه بدون فائدة
وأما كلامه المنكر حول القرآن
فقد أورد كلامه في صدد الدفاع عن نشر كتب أهل البدع بدون التعليق عليها
والتعليق المجمل لا ينقض الشبهة
والرد التفصيلي هو الذي ينقض الشبهة
فمعنى قياسه أن الله لم ينقض شبهة ابليس وهذا ضلال
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا لم أكفره وأجوبة شيخ الإسلام شيء مستنبطة من الكتاب والسنة
والعامي الذي يدخل الشبكة قد لا يعتبر ما في كتاب الفاكهاني شبهة حتى يبحث عن الجواب عليها
ومثله المثقف الشرعي
وأما المبتدعة فالمعاند منهم
نعم قد يحذف الردود التفصيلية
لذا لا نشهر له كتب ليست مشهورةً بدون ردود
والردود التفصيلية فيها موعظة له
والمبتدع المبتديء قد لا يقف على كلام أهل السنة عن طريق أهل البدع ويقنع بذلك
والمبتديء يخشى عليه لأن القلوب خطافة
وقد يميل بالشبهة على أهل الأهواء ميلةً واحدة
لهذا انحرف بعض أهل السنة عن السنة
وقد قدمت أن السلف كانوا ينهون عن مجالسة أهل البدع مع وجود أهل السنة في البلاد
وقد أتيت بشبهة لسراج من كتاب الفاكهاني فلم يستطع أن يأتيني بجواب عليها من كتب المشكاة
والتحذير من كتب أهل البدع تحذيرٌ من نشرها أيضاً
وذلك لأن التحذير منها إنما وقع لما فيها من منكر ونشرها نشرٌ للمنكر وهذا محظور
وقولك ((و في الحقيقة لو اشترطنا الرّد على كل الشبهات بالتفصيل لما نشرنا كتاب للعوام و لما قدّمنا كتاب لهم فاليوم نرد على شبهة غدا صاحب الهوى يأتي بشبهات أخرى فنرد على تلك الشبهات فيأتي آخر و يأتي بشبهات جديدة و تبقى الشبهات متجددة))
هذا كلام سخيف وسمج _ وفيه خطأ نحوي _
وذلك لأننا لا نمنع العوام من قراءة كتب أهل السنة
ولو كان تجدد الشبهات سيثنينا عن ردها لما ألف أحد في الرد على أهل البدع
وليست كل الشبهات متجددة
وهي عندما تتجدد لا تزداد إلا ضعفاً
فليعذرني الأخ الحمادي
ولكن بيان الحق لا بد له من ذلك
وقد آلمتني كثيراً تلك الطريقة التي تكلمت بها الأخت
وأحب أنبه على أن سراج قد اعترف بمخالفته لعملماء الأمة الذين نقل كلامهم الأخ صالح
وقد حذر شيخ الإسلام كتب ابن عربي مع توفر الردود عليها
وهكذا فعل جميع أهل العلم مع كتب البدع _ كما نقل صالح _
ولم يقل أحدٌ منهم أنه لا بأس بقراءتها إذا كان القاريء يعرف أن يجد ردود أهل السنة
هذا لكمال فقههم
وأما أعصابي فلتبشر الأخت هاله لقد استعدتها
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:09]ـ
بوركت شيخ عبدالله على هذا البيان
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 10:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تم اغلاق موضوعي نصيحة لإخواننا أصحاب المكتبات الإلكترونية قبل أن أتمكن من التعليق على مشاركات الأخت هالة
وهذا هضمٌ لحقي في الرد لذا فتحت هذا الموضوع لأجيب على كلامها
أغلقتُ هذا الموضوعَ أيضاً
ولم يُهضَم حقُّك ولا حقُّ غيرك كما ذكرتَ، فقد تكلمتم بكلام كثير خارج عن أصل المسألة إلى جدلٍ عقيم لافائدةَ منه سوى (قلت كذا، ولم أقل كذا)
وفي ردودك قسوةٌ وتحميل لكلام الطرف المقابل ما لا يحتمله
كما أنَّ الموضوعَ اشتمل على إساءة أدب منك في مخاطبة الطرف المقابل؛ ولم يسلما هما أيضاً من ذلك
ولم أشأ التعليقَ عليه حينها اكتفاءً بإغلاق الموضوع
فما دمتَ كتبتَ الموضوعَ مرةً أخرى فلا بأس من التنبيه على ذلك
فهذا الموضوع وأمثاله لن يترك على حاله
والمرجو منك ومن غيرك من الإخوة عدمَ فتح أيِّ موضوع يتمُّ إغلاقه إلا بعد مراسلة المشرف الذي أغلقه، ومعرفة وجهة نظره
والسلام عليكم(/)
إشترك في المجموعة العالمية للباحثين في الاقتصاد الإسلامي
ـ[احمد نصار]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 11:45]ـ
على هذا الرابط
http://finance.groups.yahoo.com/group/Islamic_Economic/(/)
كنوز من كتاب نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 12:29]ـ
كنوز من كتاب نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي
الخشوع في القرآن على أربعة أوجه
قال ابن الجوزي: الخشوع والخضوع يتقاربان يقال خشع إذا اطمأن وقيل أصل الخشوع اللين والسهولة وذكر بعض المفسرين أن الخشوع في القرآن على أربعة أوجه - أحدها الذل ومنه قوله تعالى في طه وخشعت الأصوات للرحمن وفي سأل سائل خاشعة أبصارهم والثاني سكون الجوارح ومنه قوله تعالى في المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون وفي حم السجدة ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة والثالث الخوف ومنه قوله تعالى في الأنبياء ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والرابع التواضع ومنه قوله تعالى في البقرة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص276 - 277.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الاستغفار في القرآن على وجهين:
قال ابن الجوزي: الاستغفار استفعال من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه والغفر الستر ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ وغفر الخد والصوف ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر سمي غفرا لأنه يستر الثوب ويقال لجنة الرأس مغفر لأنها تستر الرأس وقال أبو سليمان الخطابي وحكى بعض أهل اللغة أن المغفرة مأخوذة من الغفر وهو نبت يداوى به الجراح يقال إنه إذا ذر عليها دملها وأبرأها ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار في القرآن على وجهين - أحدهما الاستغفار نفسه وهو طلب الغفران ومنه قوله تعالى في هود واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وفي يوسف واستغفري لذنبك وفي نوح استغفروا ربكم إنه كان غفارا وهو كثير في القرآن والثاني الصلاة ومنه قوله تعالى في آل عمران والمستغفرين بالأسحار وفي الأنفال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي الذاريات وبالأسحار هم يستغفرون وقد عد بعضهم الآية التي في يوسف من قسم الاستغفار وجعل التي في هود وفي نوح بمعنى التوحيد فيكون الباب على قوله من أقسام الثلاثة.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص89 - 91.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الحكمة في القرآن على ستة أوجه:
قال ابن الجوزي: قال بعض أهل العلم الحكمة ضرب من العلم يمنع من ركوب الباطل وقال غيره الحكمة خروج نفس الإنسان إلى كمالها الممكن لها في حدي العلم والعمل فحينئذ تنال الخلق الذي يسمى العدالة وسميت حكمة الدابة بذلك لأنها تمنعها من التصرف بما لا يريد راكبها كما أن الحكمة تمنع صاحبها من ركوب ما لا يصلح وقال ابن قتيبة الحكمة العلم والعمل لا يكون الرجل حكيما حتى يجمعهما وقال ابن فارس أصل الحكم المنع وأحكمت السفيه وحكمته أخذت على يده وقال جرير - أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا وذكر أهل التفسير أن الحكمة في القرآن على ستة أوجه - أحدها الموعظة ومنه قوله تعالى في القمر حكمة بالغة فما تغن النذر والثاني السنة ومنه قوله تعالى في البقرة ويعلمكم الكتاب والحكمة وفيها وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به وفي سورة النساء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم يكن تعلم والثالث الفهم ومنه قوله تعالى في الأنعام أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة وفي مريم وآتيناه الحكم صبيا وفي الأنبياء وكلا آتينا حكما وعلما وفي لقمان ولقد آتينا لقمان الحكمة والرابع النبوة ومنه قوله تعالى في البقرة وآتاه الله الملك والحكمة وفي ص وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب والخامس القرآن ومنه قوله تعالى في النحل أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والسادس علوم القرآن ومنه قوله تعالى في البقرة يؤتي الحكمة من يشاء.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص260 – 262.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الخوف في القرآن على خمسة أوجه
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجوزي: الخوف والفزع يتقاربان والخوف لما يستقبل والحزن لما فات وقال شيخنا الخوف خاصة من خواص النفس تظهر وذكر أهل التفسير أن الخوف في القرآن على خمسة أوجه - أحدها الخوف نفسه ومنه قوله تعالى في آل عمران ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي الأعراف وادعوه خوفا وطمعا وفي تنزيل السجدة يدعون ربهم خوفا وطمعا والثاني العلم ومنه قوله تعالى في البقرة فمن خاف من موص جنفا أو إثما وفيها فإن خفتم ألا يقيما حدود الله وفي سورة النساء فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة وفيها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا وفي الأنعام وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم والثالث الظن ومنه قوله تعالى في البقرة إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله قال الفراء وهي في قراءة أبي إلا أن يظنا والخوف والظن يتقاربان في كلام العرب قال الشاعر أتاني كلام عن نصيب يقوله وما خفت يا سلام أنك عائبي وقد ألحق قوم هذا القسم بالذي قبله والرابع القتال ومنه قوله تعالى في الأحزاب فإذا جاء الخوف وفيها فإذا ذهب الخوف والخامس النكبة تصيب المسلمين من قتل أو هزيمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به قال ابن عباس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية من السرايا فغلبت أو غلبت تحدثوا بذلك ولم يسكتوا حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المحدث به.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص279 – 281.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الأمانة في القرآن على ثلاثة أوجه:
قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله رضي الله عنه الأصل في الأمانة الأمن والطمأنينة والموضع الذي يطمئن فيه الإنسان المأمن والوديعة أمانة لأن صاحبها ائتمن المودع على حفظها فاطمأن إليه وقال ابن فارس يقال رجل أمنة وأمنة يثق بكل أحد ورجل أمين وأمان وأنشدوا ولقد شهدت التاجر الأمان مورودا شرابه والأمون الناقة الموثقة الخلق وكأنه أمن فيها الفتور في السير وذكر بعض المفسرين أن الأمانة في القرآن على ثلاثة أوجه - أحدها الفرائض ومنه قوله تعالى في سورة الأنفال لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم أي تضيعوا فرائضكم وفي الأحزاب إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال، والثاني الوديعة ومنه قوله تعالى في سورة النساء إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وفي المؤمنين والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والثالث العفة منه قوله تعالى في القصص إن خير من استأجرت القوي الأمين.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص104 – 105.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجهاً:
قال ابن الجوزي: الخير اسم لكل ممدوح ومرغوب فيه والخير الكرم والاستخارة أن تسأل الله تعالى خير الأمرين وذكر أهل التفسير أن الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجها - أحدها الإيمان ومنه قوله تعالى في الأنفال ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم وفيها إن يعلم الله في قلوبكم خيرا وفي هود لن يؤتيهم الله خيرا والثاني الإسلام ومنه قوله تعالى في نون مناع للخير معتد أثيم قيل إنها نزلت في الوليد بن المغيرة منع ابني أخيه من الدخول في الإسلام والثالث المال ومنه قوله تعالى في البقرة إن ترك خيرا وفيها قل ما أنفقتم من خير قالوا الدين والرابع العافية ومنه قوله تعالى في الأنعام وإن يمسسك بخير وفي يونس وإن يردك بخير الخامس الأجر ومنه قوله تعالى في الحج والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير، والسادس الأفضل ومنه قوله تعالى في المؤمنين اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ومثله خير الرازقين وخير الحاكمين والسابع الطعام ومنه قوله تعالى في القصص رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير والثامن الظفر ومنه قوله تعالى في الأحزاب ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا والتاسع الخيل ومنه قوله تعالى في ص إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي أي حب الخيل والعاشر القرآن ومنه قوله تعالى في البقرة أن ينزل عليكم من خير من ربكم والحادي عشر الأنفع ومنه قوله تعالى في البقرة نأت بخير منها أو مثلها أي أنفع والثاني عشر رخص الأسعار ومنه قوله تعالى في هود إني أراكم بخير والثالث عشر الصلاح ومنه قوله تعالى في النور
(يُتْبَعُ)
(/)
فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا أراد صلاحا وقيل المال، والرابع عشر القوة والقدرة ومنه قوله تعالى في الدخان أهم خير أم قوم تبع والخامس عشر الدنيا ومنه قوله تعالى في العاديات وإنه لحب الخير لشديد والسادس عشر الإصلاح ومنه قوله تعالى في آل عمران ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير والسابع عشر الولد الصالح ومنه قوله تعالى في سورة النساء فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا أي بما رزقتم من الزوجات المكروهات أولادا صالحين والثامن عشر العفة والصيانة ومنه قوله تعالى في النور لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا والتاسع عشر حسن الأدب ومنه قوله تعالى في الحجرات ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم أي أحسن لأدبهم والعشرون النوافل ومنه قوله تعالى في الأنبياء وأوحينا إليهم فعل الخيرات والحادي والعشرون النافع ومنه قوله تعالى في الأعراف لاستكثرت من الخير قال المفسرون لأعددت من السنة المخصبة للسنة المجدبة والثاني والعشرون الخير الذي هو ضد الشر ومنه قوله تعالى في آل عمران بيدك الخير.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص285 – 289.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الخزائن في القرآن على أربعة أوجه:
قال ابن الجوزي: الخزائن جمع خزانة وهو البيت الذي يحفظ فيه المدخر والمختار من المال وذكر أهل التفسير أن الخزائن في القرآن على أربعة أوجه - أحدها المفاتيح ومنه قوله تعالى في الحجر وإن من شيء إلا عندنا خزائنه والثاني النبوة ومنه قوله تعالى في ص أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب والثالث المطر والنبات ومنه قوله تعالى في الطور أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون والرابع خزائن مصر ومنه قوله تعالى في يوسف اجعلني على خزائن الأرض وقد ألحق بعضهم وجها خامسا فقال والخزائن الغيوب ومنه قوله تعالى في هود ولا أقول لكم عندي خزائن الله أي غيوب الله.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص273.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الحسنة والسيئة في القرآن على ستة أوجه:
قال ابن الجوزي: الحسنة هي التي لا يشوبها نقص في كونها حسنة وهذا هو الحقيقة وقد يسمى بذلك ما يشوبه السوء لأن الأظهر فيه الحسن والسيئة نقيض الحسنة وذكر أهل التفسير أن الحسنة والسيئة في القرآن على ستة أوجه أحدها الحسنة التوحيد والسيئة الشرك ومنه قوله تعالى في النمل من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار وفي القصص من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون والثاني الحسنة النصر والغنيمة والسيئة القتل والهزيمة ومنه قوله تعالى في آل عمران إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وفي سورة النساء ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك والثالث الحسنة المطر والخصب والسيئة قحط المطر والجدب ومنه قوله تعالى في الأعراف فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه وفيها ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة وفيها وبلوناهم بالحسنات والسيئات والرابع الحسنة العافية والسيئة البلاء والعذاب ومنه قوله تعالى في الرعد ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة والخامس الحسنة قول المعروف والسيئة قول المنكر ومنه قوله تعالى في القصص ويدرؤون بالحسنة السيئة وفي حم السجدة ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن والسادس الحسنة فعل نوع من الخير والسيئة فعل نوع من الشر ومنه قوله تعالى في الأنعام من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص259 - 260.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاستطاعة في القرآن على وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجوزي: الأصل في الاستطاعة أنه استفعال من الطاعة فسمي الفاعل مستطيعا لأن الفعل الذي يرومه ممكن مطاوع وتسميته بذلك قبل الفعل على سبيل المجاز لأن الاستطاعة من العباد لا تكون إلا مع الفعل وذكر أهل التفسير أن الاستطاعة في القرآن على وجهين: أحدهما سعة المال ومنه قوله تعالى في آل عمران ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا أي من وجد سعة من المال وفي سورة النساء ومن لم يستطع منكم طولا وفي براءة لو استطعنا لخرجنا معكم والثاني الإطاقة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم أي لن تطيقوا وفي هود ما كانوا يستطيعون السمع أي لم يطيقوا أن يسمعوا ذكر الإيمان وفي الكهف وكانوا لا يستطيعون سمعا في الفرقان فما تستطيعون صرفا ولا نصرا وفي التغابن فاتقوا الله ما استطعتم وفي الذاريات فما استطاعوا من قيام.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص88.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
النفس في القرآن على ثمانية أوجه:
قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله اختلف الناس في ماهية النفس المختصة بالآدمي اختلافا كثيرا وأقربهم إلى الصواب قائلون قالوا إنها جوهر روحاني والجوهر الروحاني ما كان لطيفا لا يرد شعاع الأبصار وهو مخلوق من النور والضياء وأجسام الملائكة من نور ولهذا هم أجساد لطيفة لا تدركهم الأبصار في عموم الأحوال ويقرب منهم الجن والشياطين فإنهم مخلوقون من النار وقال قوم إن النفس جسم لطيف وقال قوم هي الدم وقال آخرون هي جسم غير الدم وقال آخرون هي عرض لأنا لا نجدها تقوم بنفسها واختلفوا في النفس هل هي الروح أم هي غيرها فقال كثير من الناس إن الروح شيء غير النفس وقال آخرون بل هما شيء واحد واختلفوا هل نفوس بني آدم جنس من نفوس الحيوان أم لا فقال كثير من الناس إن نفوس بني آدم جنس ونفوس البهائم جنس آخر وزعم آخرون أن النفوس كلها جنس واحد والقائلون بأنها من جنس واحد يقولون إن موت جميع الحيوان يتولاه ملك الموت في قبض الأنفس والقائلون بأنها من جنسين يقولون إن ملك الموت يتولى بني آدم في ذلك فأما جميع البهائم فلا يتولاها ملك الموت وإنما تموت بفناء أنفسها وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه - أحدها آدم ومنه قوله تعالى في سورة النساء الذي خلقكم من نفس واحدة وفي الأنعام وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة والثاني الأم ومنه قوله تعالى في النور ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً أي بأمهاتهم والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها والثالث الجماعة ومنه قوله تعالى في آل عمران إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم وفي براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم والرابع الأهل ومنه قوله تعالى في البقرة فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم قيل إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد والأخ الذي لم يعبد أن يقتل أخاه العابد والخامس أهل الدين ومنه قوله تعالى في النور فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم أي على أهل دينكم وفي الحجرات ولا تلمزوا أنفسكم والسادس الإنسان ومنه قوله تعالى في المائدة وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس أي الإنسان بالإنسان والسابع البعض ومنه قوله تعالى في البقرة ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي يقتل بعضكم بعضا، والثامن النفس بعينها ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص594 – 597.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
النعمة في القرآن على عشرة أوجه:
قال ابن الجوزي: النعمة ما يحصل للإنسان به التنعم في العيش و النعمة المنة ومثلها النعماء والنعمة المال يقال فلان واسع النعمة والنعامي ريح لينة فأما النعمة - بفتح النون - فهي التنعم والمتنعم المترف وقد نعم الإنسان أولاده ترفهم ونعم الشيء من النعمة ونعم ضد لا وقد تكسر عينها ونعم ضد بئس وذكر بعض المفسرين أن النعمة في القرآن على عشرة أوجه - أحدها المنة ومنه قوله تعالى في المائدة يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم ومثلها في الأحزاب والثاني الدين والكتاب ومنه قوله تعالى في البقرة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته وفي إبراهيم ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا والثالث محمد صلى الله عليه وسلم ومنه
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى في النحل يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها والرابع الثواب ومنه قوله تعالى في آل عمران يستبشرون بنعمة من الله وفضل والخامس النبوة ومنه قوله تعالى في الفاتحة الذين أنعمت عليهم وفي الضحى وأما بنعمة ربك فحدث والسادس الرحمة ومنه قوله تعالى في الحجرات فضلا من الله ونعمة والسابع الإحسان ومنه قوله تعالى في الليل وما لأحد عنده من نعمة تجزى والثامن سعة المعيشة ومنه قوله تعالى في لقمان وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة والتاسع الإسلام ومنه قوله تعالى في الأحزاب وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه، والعاشر العتق ومنه قوله تعالى في الأحزاب وأنعمت عليه لأن إنعام الله تعالى عليه بالإسلام وإنعام النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق وهو زيد بن حارثة.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص597 – 599.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
النور في القرآن على عشرة أوجه:
قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله النور هو الضياء المتشعشع الذي تنفذه أنوار الأبصار فتصل به إلى نظر المبصرات وهو يتزايد بتزايد أسبابه ويقال نار الشيء وأنار واستنار إذا أضاء والنور مأخوذ من النار يقال تنورت النار إذا قصدت نحوها ثم يستعار في مواضع تدل عليها القرينة فيقال أنار فلان كلامه إذا أوضحه ومنار الأرض أعلامها وحدودها والمنارة مفعلة من الاستنارة وذكر أهل التفسير أن النور في القرآن على عشرة أوجه - أحدها الإسلام ومنه قوله تعالى في براءة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره وفي الصف يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره وفي سورة النور يهدي الله لنوره من يشاء والثاني الإيمان ومنه قوله تعالى في البقرة يخرجهم من الظلمات إلى النور وفي الأنعام وجعلنا له نورا يمشي به في الناس وفي النور ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وفي الحديد ويجعل لكم نورا تمشون به والثالث الهدى ومنه قوله تعالى في النور الله نور السموات والأرض أي هادي من في السماوات والأرض مثل نوره أي مثل هداه والرابع النبي صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالى في المائدة قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وفي النور نور على نور أراد نبيا بعد نبي من نسل نبي والخامس ضوء النهار ومنه قوله تعالى في الأنعام وجعل الظلمات والنور والسادس ضوء القمر ومنه قوله تعالى في الفرقان وقمرا منيرا وفي سورة نوح وجعل القمر فيهن نوراً، والسابع ضوء المؤمنين على الصراط ومنه قوله تعالى في الحديد يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم وفي التحريم نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم والثامن البيان ومنه قوله تعالى في المائدة إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور وفي الأنعام قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس والتاسع القرآن ومنه قوله تعالى في الأعراف واتبعوا النور الذي أنزل معه وفي التغابن فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، والعاشر العدل ومنه قوله تعالى في الزمر وأشرقت الأرض بنور ربها أي بعدله.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص599 – 601.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الرحمة في القرآن على ستة عشر وجهاً:
قال ابن الجوزي: الرحمة النعمة على المحتاج قال ابن فارس يقال رحم يرحم إذا رق والرحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد وذكر أهل التفسير أن الرحمة في القرآن على ستة عشر وجهاً - أحدها الجنة ومنه قوله تعالى في البقرة أولئك يرجون رحمة الله وفي آل عمران وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله وفي سورة النساء فسيدخلهم في رحمة منه وفضل وفي بني إسرائيل يرجون رحمته ويخافون عذابه وفي العنكبوت أولئك يئسوا من رحمتي وفي الجاثية فيدخلهم ربهم في رحمته والثاني الإسلام ومنه قوله تعالى في سورة البقرة والله يختص برحمته من يشاء وفي هل أتى يدخل من يشاء في رحمته والثالث الإيمان ومنه قوله تعالى في هود إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده وفيها وآتاني منه رحمة والرابع النبوة ومنه قوله تعالى في الزخرف أهم يقسمون رحمة ربك وفي ص أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب والخامس القرآن ومنه قوله تعالى في يونس قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وفي بني إسرائيل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين والسادس المطر ومنه قوله تعالى في الأعراف وهو الذي يرسل
(يُتْبَعُ)
(/)
الرياح بشرا بين يدي رحمته وفي الروم فانظر إلى آثار رحمة الله وفيها وليذيقكم من رحمته والسابع الرزق ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي وفي الكهف آتنا من لدنك رحمة وفيها ينشر لكم ربكم من رحمته والثامن النعمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولولا فضل الله عليك ورحمته وفي الكهف آتيناه رحمة من عندنا والتاسع العافية ومنه قوله تعالى في الزمر أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته والعاشر النصر ومنه قوله تعالى في الأحزاب إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة والحادي عشر المنة ومنه قوله تعالى في القصص وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك والثاني عشر الرقة ومنه قوله تعالى في الحديد وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفة ورحمة والثالث عشر المغفرة ومنه قوله تعالى في الأنعام كتب ربكم على نفسه الرحمة والرابع عشر السعة ومنه قوله تعالى في سورة البقرة ذلك تخفيف من ربكم ورحمة والخامس عشر المودة ومنه قوله تعالى في الفتح والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم والسادس عشر العصمة ومنه قوله تعالى في يوسف إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي وقد ألحق بعضهم وجها سابع عشر فقال الرحمة الشمس ومنه قوله تعالى في سورة عسق وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص331 – 334.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحسنى في القرآن على ستة أوجه
قال ابن الجوزي: الحسنى فعلى من الحسن يقال في النعمة الواحدة أو الفعلة الواحدة من الإحسان وذكر أهل التفسير أن الحسنى في القرآن على ستة أوجه - أحدها الجنة ومنه قوله تعالى في يونس للذين أحسنوا الحسنى وفي الأنبياء إن الذين سبقت لهم منا الحسنى وفي النجم ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى والثاني البنون ومنه قوله تعالى في النحل وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى والثالث الخير ومنه قوله تعالى في براءة وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والرابع الخلف ومنه قوله تعالى في الليل فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى أي بالخلف وقال الإمام أحمد ابن حنبل وألحقه بعضهم بالأول والخامس العليا ومنه قوله تعالى في الأعراف ولله الأسماء الحسنى والسادس البر ومنه قوله تعالى في العنكبوت والأحقاف ووصينا الإنسان بوالديه حسنا.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص257 – 258.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحين في القرآن على خمسة أوجه
قال ابن الجوزي: الحين الزمان قليله وكثيره ويقال أحينت بالمكان إذا أقمت به حينا وحان حين كذا أي قرب وأنشدوا وإن سلوي عن جميل لساعة من الدهر ما حانت ولا حان حينها، وذكر أهل التفسير أن الحين في القرآن على خمسة أوجه - أحدها ستة أشهر ومنه قوله تعالى في إبراهيم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والثاني منتهى الآجال ومنه قوله تعالى في البقرة ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين وفي يونس كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين وفي النحل ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين والثالث الساعات ومنه قوله تعالى في الروم فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون والرابع وقت منكر ومنه قوله تعالى في ص ولتعلمن نبأه بعد حين والخامس أربعون سنة ومنه قوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر وألحقه قوم بالقسم الذي قبله وألحق قوم قسما سادسا فقالوا والحين ثلاثة أيام ومنه قوله تعالى في الذاريات وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين وألحق بعضهم ثلاثة أوجه أخر - أحدها نصف النهار ومنه قوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها وقيل بين العشاءين وألحقه بعض المحققين بقسم الساعات والثاني خمس سنين ومنه قوله تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين والثالث ابتداء القتال يوم بدر ومنه قوله تعالى فتول عنهم حتى حين وهذان القسمان داخلان في قسم الوقت المنكر وإنما علمنا نهاية سجن يوسف بوقت خروجه ونهاية الإعراض عن المشركين بوقت الأمر بقتالهم ولم يستفد ذلك من الآي.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص254 – 257.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحجر في القرآن على أربعة أوجه:
قال ابن الجوزي: الحجر يقال ويراد به العقل ويراد به الحرام ويقال حجر القمر إذا صارت حوله دارة وذكر بعض المفسرين أن الحجر في القرآن على أربعة أوجه - أحدها العقل ومنه قوله تعالى في الفجر هل في ذلك قسم لذي حجر والثاني قرية ثمود ومنه قوله تعالى في الحجر ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين والثالث الحاجز ومنه قوله تعالى في الفرقان وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا والرابع الحرام ومنه قوله تعالى في الأنعام وقالوا هذه أنعام وحرث حجر وفي الفرقان ويقولون حجرا محجورا قيل في التفسير تقول الملائكة للكفار حرام محرم عليكم أن تدخلوا الجنة فعلى هذا هو من قول الملائكة وقال ابن فارس كان الرجل إذا لقي من يخافه في الشهر الحرام قال حجرا أي حرام عليك أذاي فإذا كان يوم القيامة ورأى المشركون الملائكة قالوا حجرا محجورا يظنون أن ذلك ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا فعلى هذا هو من قول المشركين.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص247 – 248.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 05:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير
جعله ربي في ميزان حسناتك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:34]ـ
جزاك الله خيراً(/)
إهداء إلى إبليس!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 05:00]ـ
الإخوة الأكارم /
تعارف بعض الكتّاب على وضع رسالة صغيرة في أول كتابه ..... يكون فيها إهداء لمن أحب - غالبا -، فيكون الإهداء مثلا للأبوين أو لأحدهما، أو لشيخ معين، أو لعدد من المشايخ، أو للزوجة أو للأولاد، أو لأحد المقربين .... إلخ.
إلا أني وقعت على فائدها نقلها أحد الأكارم فيما يتعلق بأغرب إهداء وقفَ عليه ....
وهو إهداء غريب جدا .... له .... ولمن قرأ فائدته.
وهي لطيفة أعجبتني ..... فأحببت نقلها لكم:
قال الدكتور إبراهيم محمد الجمل في مقدمة كتابه:
(مملكة ابليس: التنظيم الإداري للدولة الإبليسية في ظلال القرآن والسنة)
طبع في مصر 1403
(إهداء إلى إبليس الشيطان الرجيم:
حربا عليك ... وتحذيرا منك ... وكشفا لخططك ... وإفسادا لعملك ...
أهديك هذا الكتاب).
ـ[ظاعنة]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 11:54]ـ
يستاهل:)
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 11:51]ـ
قال الدكتور إبراهيم محمد الجمل في مقدمة كتابه:
(مملكة ابليس: التنظيم الإداري للدولة الإبليسية في ظلال القرآن والسنة)
ثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، حتى يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه؛ ويقول: نعم أنت ".قال الأعمش - أحد رواة الحديث - أراه قال فيلتزمه.
وهنا لفتات إدارية من إبليس - لعنه الله - يمكن استنباطها من الحديث، ومنها:
1 - متابعة الموظفين وسؤالهم عن إنجازاتهم وأعمالهم، ويؤخذ ذلك من سؤال إبليس الرجيم جنودَه عن إنجازاتهم.
2 - الثناء على من أنجز العمل ويكون أمام الآخرين تشجيعا له، وحثا لغيره.
3 - توبيخ من قصّر في عمله (ما صنعت شيئاً).
4 - تقريب من أنجز وبذل، مع رفع معنوياته (فيدنيه منه).
5 - أن على العامل أن لا يمل، بل يبذل ويجتهد حتى يحوز الثمرة، ويؤخذ ذلك من قوله: (ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته).
وش رأيكم؟. (ابتسامة).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 02:50]ـ
(الإهداء:
إلى جيل النَّكسة والغفلة).
«كلمتي للمغفلين»، محمد جلال كشك، ط1 1985م، منشورات العصر الحديث.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 11:56]ـ
(الإهداء:
إلى جيل النَّكسة والغفلة).
«كلمتي للمغفلين»، محمد جلال كشك، ط1 1985م، منشورات العصر الحديث.
الأخ الكريم / أشرف بن محمد
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
فائدة لطيفة.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 12:36]ـ
وش رأيكم؟. (ابتسامة).
إداري ناجح!! لعنه الله ..
ـ[لامية العرب]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 06:25]ـ
ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون
ـ[حيدره]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 10:51]ـ
جزاك الله خير
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون
لا يستحق الاهداء بل جهنم خالدين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(/)
حكم تمني لقاء العدو للشيخ محمد أبا نمي
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات حول اعترافات
خلية بقيق ب (استجلاب أمريكا)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه،
أما بعد
فقد روى الإمام البخاري ــ رحمه الله ــ في صحيحه في باب " لا تمنوا لقاء العدو " من حديث عبد الله بن أبي أوفى " ثم قام – أي رسول الله ?- في الناس فقال:" لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا .... "
(قال ابن بطال: حكمة النهي أن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر، وهو نظير سؤال الله العافية من الفتن وقد قال الصديق:" لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر " وقال غيره إنما نهي عن تمني لقاء العدو لما فيه من صور الإعجاب والاتكال على النفس والوثوق بالقوة وقلة الاهتمام بالعدو , وكل ذلك يباين الاحتياط والأخذ بالحزم , وقيل يحمل النهي على ما إذا وقع الشك في المصلحة أو حصول الضرر ... " وقال ابن دقيق العيد:" لما كان لقاء الموت من أشق الأشياء على النفس, وكانت الأمور الغائبة ليست كالأمور المحققة لم يؤمن أن يكون عند الوقوع كما ينبغي , فيكره التمني لذلك , ولما فيه لو وقع من احتمال أن يخالف الإنسان ما وعد من نفسه ") فتح البارئ 6/ 156
قلت: بعد تأمل الكلام السابق لهذين العلمين، وغيرهما مما ساقه ابن حجر- رحمه الله – نجد أن من الحكمة للنهي عن تمني لقاء العدو في - أرض المعركة حيث المصافة والتميز في الصفوف – ما نجمله فيما يلي:
1 - أن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر، فقد يبتلى ولا يصبر،فيخالف الإنسانُ ما وعد من نفسه
2 - ولما فيه من صور الإعجاب، والاتكال على النفس،والوثوق بالقوة، وقلة الاهتمام بالعدو،،
وكل ذلك يباين الاحتياط، والأخذ بالحزم، والتوكل على الله , وقد هُزم المسلمون في أول حنين،لما قال بعضهم معجباً بالكثرة: " لن نهزم اليوم من قلة " فهزموا
قال تعالى:/ ? ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ?التوبة 25.
3 - الشك في حصول المصلحة أو حصول الضرر.
لهذه الأمور وغيرها، ورد النهي عن تمني لقاء العدو، فكيف إذا كان الأمر – كما جاء في اعترافاتهم – إبادة للمسلمين وتدميراً لمقدراتهم،وتضييعاً لأمنهم، ونشرا للفتنة فيهم؛ حتى توجد الذريعة للكافرين في غزوهم، واحتلال أرضهم؟!!!
كما أنهم يعلمون ما تؤول إليه الأمور على يد المحتل، من ضررٍ مُحَقَّق على المسلمين، و على الضرورات والمقاصد الكبرى التي جاء الإسلام بحفظها.
ثم إنَّ الإعجاب والاتكال على النفس، والوثوق بالقوة - المزعومة – وقلة الاهتمام بالعدو , كل ذلك موجود عند هؤلاء، إضافةً إلى جهلهم الواضح بأحكام الجهاد، ودلالة النصوص الشرعية حوله , وإلا فأيُّ مُسَوِّغٍ شرعي يبيح لهم قتل المسلمين،وتدمير بلادهم، ومقدراتهم، بهدف استدعاء العدو لاحتلالها؟!!
عجباً لهؤلاء كيف يُفكرون!؟
وكأني بهم يرددون المثل العربي، بعد تغييره ليناسب حالهم: (بيدي وبيد عمرو)؟!
و العجب لا ينقضي، فالله المستعان،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فأي جهاد،وأي نصرة للدين هذه، ولكن
? إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ? الحج 46, ?أفمن زُيِّنَ لهُ سُوءُ عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ? فاطر 8.
وبعد هذه التقدمة، أتوجه إلى كل شاب، بل إلى كل مسلم، رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبياً ورسولاً , إلى كلِّ مَن يحملُ همَّ هذا الدِّين، ويسعى لنصرته، وإعزازه،
أقول له: إعلم أن الغاية المشروعة، لابد أن تكون الوسيلة إليها كذلك، فالغاية في شريعة ربنا،لا تبرر الوسيلة هذا أولا ,
وثانيا: في ديننا درءُ المفاسد مقدم على جلب المصالح , فلا نستجلب رضا الله بمساخطه،ولا مصلحة مظنونة – وهي في الحقيقة هنا متوهمة لا حقيقة لها – بضررٍ مُحَقَّق، بل إن الضرر هو الوسيلة.
وبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الشاب، أخي المسلم، يا مَن تتوق لنصرة الدين،وتطلب رضا رب العلمين، هذه سؤالات أطرحها بين يديك، وأرجوا قبل أن تجيب عليها،أن تتأملها مرةً بعدَ مَرَّة،وأنا على يقين بأنك إن تجردت لله، وسلكت الطرق الصحيحة في البحث؛ ستصل إلى إجابات مرضية وشافية ــ بإذن الله ــ.
أسئلةٌ وَ وَقَفاتٌٌ
الوقفة الأولى:
• ما الغايةُ التي خُلِقنا مِن أجلها؟ ولماذا أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب؟
• ما هي الوسيلة الأولى والأهم، لتحقيق هذه الغاية، وهل هناك وسائل أخرى؟
• ما هي مكانة الجهاد – بمعنى القتال – بين تلك الوسائل،من حيث الأولوية والترتيب، وهل بدأ به الرسل ــ عليهم السلام ــ لتحقيق دعوتهم؟
• لماذا تأخرت مشروعية القتال في الإسلام حتى العام الثاني من الهجرة النبوية، أي إلى ما بعد البعثة بخمس عشرة سنة؟
• هل ترك الجهاد- بمعنى القتال- لمبادرات الأفراد، وهل كان رسول الله ?وخلفاؤه من بعده ــ رضوان الله عليهم ــ يخلّون بين الأفراد و بين إعلان الجهاد وتحديد مكانه وزمانه؟ أم أنَّ ما دل عليه القرآن والسنة وعلم من سيرة الرسول ? العملية واستفاض عند أصحابه والمسلمين قرنا بعد قرن، أن ذلك مما اختص به ولي أمر المسلمين وإمامهم، فهو وحده وبمشورة من أهل الحل والعقد، مَن يملك إعلان الجهاد، والاستنفار إليه، وتحديد ظرفه الزماني والمكاني؟؟
تأمل أخي الشاب في هذه الأسئلة طويلاً، وارجع إلى نصوص الكتاب، والسنة، والسيرة النبوية، وأقوال أهل العلم، قبل أن تجيب ..
تأسيساً على ما سبق لنا أن نسأل:
• هل يحلُّ لمسلمٍ أن يقتل المسلمين، ويدمر مقدراتهم، ويضيع أمنهم، وينشر الفتنة فيهم، ويشتت وحدتهم، ويعطل شعائرهم، وشرائعهم، تحت ذريعة استفزاز العدو؛ ليحتل أرضهم؛ حتى تغدو الفرصة مناسبة لمقاتلته ومقاومته؟!!!
• بل حتى ولو بدون ذلك، هل يحل استدعاء العدو لاحتلال بلاد المسلمين تحت دعوى نستدرجه لنناجزه؟؟
وأين هؤلاء من قوله ?:"ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا "؟
ثم أليس في العراق، وفلسطين، وأفغانستان، وغيرها، لنا عبرة؟!
فأيُّ ضرر وقع بالمسلمين؟!
وأيُّ مصلحة راجحة لهم تحققت؟!
الوقفة الثانية:
إنَّ المتأملَ في السيرة النبوية، يرى أن أسباب القتال، ودواعيه موجودة في مكة , فالمشركون يحكمونها، ويعلنون فيها الكفر الصريح , ويأتون في ناديهم المنكرات بأنواعها , عبادة الأصنام والسحر والكهانة , واستحلال الفواحش والموبقات،وتحريم الحلال , وتكذيب بالرسول ?، والاستهزاء به، وإيذائه، والإعراض عن دعوته، وتشويهها بالكذب والبهتان ,،
فهم يكفرون بالله، ويصدون عن سبيله مَن آمنَ، ويحولون بين غيرهم وبين أن يسمعوا من رسول الله ? القرآن والدعوة , وبلغ كيدهم برسول الله ?أن حاولوا قتله مرات كثيرة , زد على ذلك إيذاؤهم للمؤمنين، وتعذيبهم، بل وقتل بعضهم،
ومع ذلك كله فقد نهى الرسول ?المسلمين عن قتالهم، وقال لهم: "كفوا أيديكم عنهم فإني لم أؤمر بقتالهم "
قال الله تعالى: ? ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ... ? النساء 77.
والسؤال: لماذا تأخر ? في إزالة هذه المنكرات، وتحطيم الأصنام، والقضاء على الشرك،وتحرير مكة من المشركين، حتى العام الثامن من الهجرة , وكان يغدوا ويروح إلى الكعبة، والأصنام حولها ثلاث عشرة سنة في مكة، ثم بقيت ثمان سنوات أخرى؟
فلماذا لم يُقاتل المشركين، خاصةً بعد أن أبدى له الأنصارُ استعدادهم للقتال بعد بيعة العقبة الثانية؟
و عندما جاء قريباً من مكة، هو و أصحابة ومعه 1400 مقاتل في عام الحديبية،وهم خير أهل الأرض بشهادة الرسول ? لهم؟
لماذا لم يفتح مكة – وهو و أصحابه؟
يقيناً لا ينقصهم الحماس الشديد، والتوق للجهاد، و الاستشهاد،و محبة أن يرو بيت الله وقد تطهر من الوثنية،وأوضار الجاهلية!
ومع ذلك؛ عاد عنها بعد أن عقد صلح الحديبية، الذي لو التزمت قريش به؛ كان سيؤخر فتح مكة، و تطهيرها، أكثر من عشر سنوات ,
فلِمَ رضي ? بهذا الصلح؟
بل قُل لِمَ أوحى إلى المشركين بقبوله:" يا ويح قريش .... ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس ... "؟
فهل هناك مصالح تربو على مفسدة بقاء مكة، في قيد الشرك والوثنية، سنوات أخرى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مع العلم أنه لو جرى القتال حين ذاك، لكان النصر للمسلمين،كما قال تعالى: ? ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا ? الفتح 22 ,
ألا إن المصلحة من الصلح،كانت تُربي على مصلحة القتال , ولذا سمى الله هذا الصلح فتحا، فقال:? إنا فتحنا لك فتحا مبينا ? الفتح 1,
ولهذا كف أيديهم عن القتال وسهل لهم الصلح.
فتحقيق المصالح ليس دائماً طريقه القتال، بل إن تركه – كما جرى عليه الحال في الحديبية – هو المصلحة.
فتأمل أخي الشاب في ذلك، هُديت إلى رشدك.
الوقفة الثالثة:
قال الله تعالى: ? ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية و قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال ... ? النساء 77.
مما قال ابن كثير ــ رحمه الله ــ في تفسير هذه الآية:
(كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة .... وكانوا مأمورين بالصفح عن المشركين والصبر إلى حين وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم ولم يكن الحال إذ ذاك مناسبا لأسباب كثيرة منها قلة عددهم بالنسبة إلى عدد عدوهم ..... فلهذا لم يؤمر بالجهاد إلا بالمدينة لما صارت لهم دار, ومنعة وأنصار , ومع هذا لما أمروا بما كانوا يودونه جزع بعضهم منه وخافوا مواجهة الناس خوفا شديدا ? وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال .... ?). تفسيره 1/ 698ـ 699 ط. دار الفيحاء والسلام
والسؤال: لم قيل لهم كفوا أيديكم، وأقيموا الصلاة،ولم يؤذن لهم بالقتال، رغم توْقهم له، وشدة شوقهم إليه؟
ثم ما دلالة خوفهم أو بعضهم، حين فرض عليهم القتال؟
وما حالنا في هذه العصور،من حيث العدد والعدة مع الكفار؟
ثم هل يسوغ لأحد أن يجر الأمة لقتال عدوها، وهي غير مستعدة له؟؟
من أجل أن تتاح له الفرصة،لقتال الكفار، ولو كان ذلك كما قلنا بقتل للمسلمين، وتدمير لمقدراتهم، وإضاعة لأمنهم؟؟
الوقفة الرابعة:
في غزوة الخندق، حاول الرسول ? أن يصالح الأحزاب، أو بعضهم، على شيء من ثمار المدينة، مقابل أن يرحلوا عنها , إلا أن الأنصار أبو أن يعطوا هؤلاء الأحزاب شيئا،
وقبل ذلك كان الرسول ? قد حفر الخندق، وتحصن به، كما أنه نقل النساء والذرية إلى الحصون والقلاع؛ لحراستهم فيها.
أكان ينقصه ? الحماس للقتال وحب الاستشهاد؟!
وهو القائل - بأبي هو وأمي – من حديث أبي هريرة ?:" لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ... " رواه الإمام أحمد في المسند و إسناده صحيح , ورواه مسلم بنحوه , ورواه البخاري مختصرا ,
كلا والله .. فلماذا إذاً لَمْ يحاول لقاء العدو، ومناجزته بالقتال بدل الصبر والمصابرة؟؟!
الوقفة الأخيرة:
وعودة إلى صلح الحديبية: قَبِلَ ? مهادنة المشركين، بل هو الذي أوحى لهم بفكرة الصلح حين قال
:" يا ويح قريش أكلتهم الحرب فماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس فإن أصابوني كان الذي أرادوا وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم وافرون وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة .... " مسند الإمام أحمد، و ابن إسحاق في السيرة بإسناد حسن، وروى نحوه البخاري مرسلا من حديث مروان ابن الحكم،والمسور بن مخرمة، في باب شروط الجهاد وجاء فيه:" .... ثم قال: والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها .... وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا ... ".
وهكذا عقد ? الصلح بشروط ظن بعض المسلمين أنها مجحفة بحق المسلمين، ومنهم عمر ? حتى أنه جاء إلى الرسول ?، ثم إلى أبي بكر ? قائلا: ألسنا بالمسلمين؟
قال ?:بلى.
قال: أليسوا بالمشركين؟
قال: بلى.
قال عمر: فعلام نعط الدنية في ديننا!؟
فقال له ?: أنا رسول الله، ولن يضيعني الله.
وقال له أبو بكر مثل ذلك وزاد: هو رسول الله، فالزم غرزه.
يقول عمر: فلا زلت من يومها، أعمل أعمالا عسى أن تكفر عني.
أعود لأقول: لماذا قبل الهدنة وأجل المواجهة؟ بل وتخلى عن المطالبة بالمستضعفين في مكة،ولما أتاه بعضهم يرسف في قيوده، كأبي جندل ? رده , ولما فر إليه أبو بصير ? سلمه لرسل قريش؟
لماذا قبل أن يرجع بدون عمرة ذلك العام؟ ولِمَ قبل تلك الشروط؟؟ ..
أسئلة ألقيها عليك أخي الشاب أجب عليها بصدق وتجرد وسترى من خلال الإجابة عليها وعلى غيرها مما ورد في هذه الوقفات أن المصلحة الشرعية تقتضي في كثير من الأحيان مثل ذلك , وأن حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال مقاصد عظمى لا يصح بحال أن تجعل في مهب الريح من أجل اجتهادات أفراد فقدوا أهلية الاجتهاد , بل قل فقدوا العقل الرشيد والتفكير السديد , ولربما يصح أن يقال فقدوا الخوف من الله ومراقبته والوقوف عند حدوده.
وأخيراً أقول لكل من سار في طريق الغلو والانحراف أو تعاطف مع أهله:/
الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل , ولإن يقال لك من قبل أهل الغلو: أتفر، إنه العار؟! خير من أن يقال لك يوم القيامة على رؤوس الأشهاد: النار .. النار.
أما أنتم يا من يقودون إلى مثل هذه الأعمال، تخطيطاً، وتنظيراً،وتنفيذاً، فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في دينكم، وأمتكم، وبلادكم , فإنما هي أنفاس معدودة،ثم تقفون بين يدي الله , فأعدوا للسؤال جوابا،وللجواب صوابا , واحذروا من لحظة يقول قائلكم فيها: ? .... رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت .. ?المؤمنون 99 - 100 فيكون الجواب:? كلا إنها كلمة هو قائلها .... ?المؤمنون 100 حينها تندمون ولات ساعة مندم.
فالفرصة للتصحيح قائمة اليوم، والسعيد من اهتبلها ولم يفوتها،كما أن السعيد من اتعظ بغيره. ولله في خلقه شؤون.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد بن عبد الكريم أبانمي
8/ 5/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 10:31]ـ
بيان موفق بأذن الله
أسأل الله أن ينفع به كاتبه وقارئه، والمرشد إليه
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 09:46]ـ
هذا المقال لفضيلة الشيخ:/ محمد بن عبدالكريم أبانمي، متخصص في التاريخ الاسلامي،
أرغب للمرة الثانية من المشرفين الفاضل بعدما غيروا العنوان الذي وضعتُه أن يضعوا بعده (للشيخ محمد أبانمي)(/)
شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يمزق صوره شيخه السعدي امام الجميع
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:20]ـ
في حلقة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله العامره قبل وفاته وبعد مماته مما خلفه من علمه
قدم احد الاخوه للشيخ رحمه الله صوره نشرت في جريده للشيخ السعدي
فعلق عليه الشيخ وقال شيخنا وقلده في وضع الغتره
ثم قام بتمزيقها وقال هذه بليه العلماء
في هذا المشهد والموقف فوائد لا تخفى عليكم
رحم الله شيخنا وجمعنا به في جنته
ـ[ظاعنة]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:41]ـ
الله المستعان ..
أتعب من بعده.
أعلى الله درجته.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:46]ـ
نعم .. ، صدقت،وقد كنت حاضراً في ذلك المجلس ..
غفر الله لشيخنا،وجمعنا به في دار الكرامة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:57]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا،
ورحم الإمام ابن عثيمين.
آمين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 08:12]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين،وجمعنا به في دار كرامته
ـ[صالح العواد]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 06:17]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، و الإشكال أن كثيرا من الإخوة يقول أن الشيخ يجوز الصورة الفوتوغرافية مطلقا و هذا تقول على الشيخ. والشيخ عبدالله الطيار حفظه الله له كتيب لطيف بين فيه كلام الشيخ ابن عثيمين في هذه المسألة.
نفع الله بكم جميعا
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 11:36]ـ
رحم الله فقيه الزَّمان محمد بن صالح العثيمين.
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 12:11]ـ
جزاك الله خيرا على هاده القصة ورحم الله الشيخ ابن عثيمين
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 02:27]ـ
رحم الله شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين
أسى بقلب طليح الهم محزون
يعتاده الكرب من حين الى حين
قد رق حتى غدا من فرط رقته
يكاد يوقفه نبظ الشرايين
وأسعفته دموع سح ساجمها
كأنه الغيث يهمي في البساتين
تقرحت مقلتي من حزنها أسفا
لفاجع ظل بالدهياء يرميني
فأسكب الشعر دمعا ساخنا و دما
لعله من أسا مر يسليني
أضحى بياني عريا من فصاحته
حتى غدا عاطلا من وصف تبيني
غداة قيل طوت أيدي المنون لنا
ثوب الحياة عن الشيخ العثيمين
تبكي القصيم و طلاب و جامعة
و مسجد في عنيزة جد محزون
تبكي المنابر و القاعات من حزن
وسوف تندبه شتى الميادين
وكتبه سوف تبقى الدهر شاهدة
على براعته غر العناوين
قول مفيد على التوحيد قيده
أو زاد مستقنع في الفقه والدين
عقد ثمين يزين الجيد رونقه
تلقفه أيادينا بتثمين
والله أسئله للشيخ مغفرة
ورحمة يوم نشر الدواوين
لشاعر من قطر
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 08:36]ـ
رحم الله العلامة العثيمين، وجزاه عنا خير الجزاء.
لكن وقع في قلبي ـ بعدما اطلعت على مجموعة من صورالعلامة السِّعدي ـ أنه كان يرى جواز التصوير، من خلال طريقة أخذ الصور له، وموافقته لذلك.
فالصور لم تكن صور معاملات، أو مما تدعو إليه الضرورة.
فهل من الأخوة من يفصّل قول العلامة السعدي في ذلك؟
ـ[الدعجاني]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 09:07]ـ
" فعلق عليه الشيخ وقال شيخنا وقلده في وضع الغتره
ثم قام بتمزيقها وقال هذه بليه العلماء "
لعل الأخ الكريم يوضح ما كتبه , الكلام فيه إجمال ولم يتضح لي مراده.
ـ[الورد الزاهر]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 11:43]ـ
رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى
ـ[لامية العرب]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 03:31]ـ
اللهم ارحم شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمة واسعة والحقنا بهم صالحين(/)
ألقاب العلماء، هل كان الشيخ يلقب تلميذه؟ أم أن هذا الأمر كان يأتي من أعراف الناس؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 08:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق ورسول الحق محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد عنَّ لي أكتب في موضوع قدح بذهني منذ سنوات ولكنني كل ما ناقشته مع أحد لم أجد تفاعلا حقيقيا فأحببت أن استشير أخواني طلاب العلم ومشايخي الكرام بصحة ما لمسته من خلال مقال لا أكثر فيه من ضرب الأمثال لأنني لو أردت الاستقصاء لما وسعه مجلد إنما أطرح الفكرة وأترك الموضوع للمناقشة
والموضوع أنني رأيت أنَّ الأمة -في حقبة زمنية معينة- تعارفت على ألقاب تضعها للعلماء ولا أدري هل كان الشيخ يلقب تلميذه مع شهادته له بالعلم أم أن هذا الأمر كان يأتي من أعراف الناس فقط وأقول غالبا لأن القاعدة التي أدعي أنني اكتشفتها ولم أسبق إليها -وإنْ سُبِقت فلم أقرأ لمن سبقني-
فأقول: رأيتهم في الغالب يلقبون من سُمِّيَ محمدا بشمس الدين وقد يخرج عن القاعدة أحد لكن هذا العام الغالب وأضرب على ذلك أمثلة.
- شمس الدين محمد بن قيم الجوزية رحمه الله
- شمس الدين محمد بن محمد السخاوي رحمه الله وهو غير علم الدين.
- شمس الدين محمد بن قاسم بن محمد بن محمد، ويعرف بابن قاسم وبابن الغرابيلي: فقيه شافعي.
- القهستاني محمد، شمس الدين: فقيه حنفي. كان مفتيا ببخارى.
- شمس الدين محمد بن مبارك شاه بن محمد الهروي ثم الرومي الحنفي، القزويني.
- شمس الدين محمد بن محمد بن موسى، أبو عبد الله، المعروف بابن الفراش.
-، شمس الدين ابن عبدك محمد بن محمد بن حسين بن عبدك (اختصار عبد الكريم) بن إبراهيم الكنجي، أبو عبد الله.
- شمس الدين ابن الموصلي محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي، ابن الموصلي.
- شمس الدين باتكين بن عبد الله الرومي الناصري، أبو المظفر.
- شمس الدين محمد بن بدير المقدسي
ومثال الشذوذ عن هذه القاعدة
- - جمال الدين محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف الأزدي المهلبي الأندلسي القرطبي
- بهاء الدين محمد الشنشوري العجمي الشافعي المصري.
لكنه يلقب أحيانا بعز الدين وقد رأيت على هذا مستندا معاصرا وهو أن أهل اليمن يلقبون كل محمد غالبا بالعزي
كما رأيت في ألقاب العلماء السابقين غالبا أنَّ من اسمه أحمد فلقبه شهاب الدين وإليك الأمثال
- شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله
- أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الزبيدي الشافعي صاحب التجريد الصريح وعلى غلاف الكتاب المطبوع علم الدين لكن المذكور في ترجمته في الأعلام أنه شهاب الدين.
- أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي، شهاب الدين الشافعي
- أحمد بن أحمد بن يوسف الحسيني، شهاب الدين: محام، من فقهاء الشافعية.
- (شهاب الدين) = أحمد بن أحمد 763 الهكاري
ووجدت لهذا العرف مستندا في أعرافنا أبناء شرق سوريا كما أنه موجود بالعراق فلا يزال الناس ينادون من اسمه أحمد بأبي شهاب.
كما رأيت أن اللقب قد يشتق من الاسم أحيانا من اسمه عز الدين يلقب بعز الدين كعز الدين ابن عبد السلام الشهير بالعز وكعز الدين ابن جماعة.
وفي الذهن أشياء كثيرة من هذه الضروب لا يتسع المقام لذكرها في مقال كهذا وأرجو أن أطرحها بعد مناقشة الموضوع في هذا الملتقى المبارك
كما أنني رأيت أن اللقب قد يشتق من الصفة الذهنية فكثير من العلماء يلقبون بجمال الدين ورأيت غالب أسمائهم يوسف كجمال الدين يوسف بن زكريا الأنصاري لأن المتبادر إلى الذهن عند ذكر سيدنا يوسف عليه السلام هو جماله. وفي الذهن أشياء كثيرة من هذه الضروب لا يتسع المقام لذكرها في مقال كهذا وأرجو أن أطرحها بعد مناقشة الموضوع في هذه المجالس المباركة.
فوائد هذا الاستنتاج
الأولى: أن المسألة عرفية لا تخضع لسنة وبدعة فهي من أعراف الناس ولو كانت منكرة لأنكر العلماء ذلك فلم نر أحدا بَّع إماما بهذا اللقب وأكبر مثال على ذلك شمس الدين محمد بن قيم الجوزية فلو أنكر أحد عليه هذا الأمر لانتشر واشتهر.
الثانية: أن هذه القاعدة –غير المطردة – تسهل على الطالب حفظ ألقاب العلماء فإذا ما علم طالب العلم أن فلانا من العلماء اسمه محمد ولقبه شمس الدين مثلا فإن فلن ينس هذا اللقب غالبا وإن شذ عن لقب اسمه بأن لُقِّب بلقب آخر علم طالب العلم أن هذا الاسم شذَّ عن القاعدة.
الثالثة: أن علمنا عرفا سائدا في حقبة زمنية معينة لم يشهره الباحثون في بحوثهم حسب علمي القاصر.
الرابعة أن بعض الأعراف لها جذور تاريخية عميقة كتلقيبنا شرق سورية وفي العراق عامة لأحمد بشهاب الدين.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 06:42]ـ
بسم الله والحمد لله
تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة، لكنني أًنسيت في أي موضع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 08:57]ـ
ليتك تعين أخاك فتبحث وأنا بدوري سأبحث وجزاك الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 01:41]ـ
جزى الله خيرا الأخ المشرف على تغيير العنوان فهو أفضل من العناوين المجهولة حقا وسأحاول أن أضع العناوين المناسبة في المرات القابلة بإذن الله
وقد تذكرت أمرا وهو أن الشيخ المجاز عن طريق علماء الموصل في نينوى العراق في القراءات السبع يمنحه شيخه لقبا وإجازة في آن واحد فيقول مثلا أجزت لتاج القراء أو لشمس القراء أو لنور القراء وهذا الأمر موجود في السند إلى سبع رجال أو أكثر أعني أن الشيخ قد أخذ لقبه عن شيخه وشيخه أخذ لقبه عن شيخه وهكذا.
والمعذرة قد وقع خطأ في المقالة الأولى لي وهي أنني قلت: اسمه عز الدين يلقب بعز الدين كعز الدين ابن عبد السلام الشهير بالعز وكعز الدين ابن جماعة.والصواب من اسمه عبد العزير يلقب بعز الدين
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 03:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد هذا الاستنتاج
الأولى: أن المسألة عرفية لا تخضع لسنة وبدعة فهي من أعراف الناس ولو كانت منكرة لأنكر العلماء ذلك فلم نر أحدا بَّع إماما بهذا اللقب وأكبر مثال على ذلك شمس الدين محمد بن قيم الجوزية.
والصواب
الأولى: أن المسألة عرفية لا تخضع لسنة وبدعة فهي من أعراف الناس ولو كانت منكرة لأنكر العلماء ذلك فلم نر أحدا بدَّع إماما بهذا اللقب وأكبر مثال على ذلك شمس الدين محمد بن قيم الجوزية
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 11:47]ـ
بسم الله والحمد لله
عنوان رسالة الشيخ، (فتوى في الكنى والألقاب) بتحقيق صلاح الدين المنجد، وموجودة ضمن مجموع الفتاوى ... لكن امهلني قليلا من الوقت حتى يتسنى لي العثور عليها ..
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 11:25]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 03:21]ـ
نرجو أن يكمل صاحب الموضوع مقالته.
سؤال وفائدة:
- كيف التعامل مع العلماء الذين كرهوا أن يلقبوا بمثل هذا اللقب أمثال النووي وابن تيمية؟
- سمى أحد الكتاب كل لقب أضيف إلى الدين أو الملة أو الشريعة بـ (الخطاب). فهل هذا المصطلح صحيح مشهور؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:31]ـ
نرجو أن يكمل صاحب الموضوع مقالته.
سؤال وفائدة:
- كيف التعامل مع العلماء الذين كرهوا أن يلقبوا بمثل هذا اللقب أمثال النووي وابن تيمية؟
- سمى أحد الكتاب كل لقب أضيف إلى الدين أو الملة أو الشريعة بـ (الخطاب). فهل هذا المصطلح صحيح مشهور؟
جزاك الله خيرا أولا
أما قولك كيف التعامل مع العلماء الذين كرهوا أن يلقبوا بمثل هذا اللقب أمثال النووي وابن تيمية؟
فالجواب أن هذا من تواضعهم إن ثبت أنهم أنكروه وإن أنكروه على غيرهم فلما رأو من حال المدعو مثلا محيي الدين وهو مبتدع يميت السنن ولكن أين وجدت كراهة النووي رحمه الله مع أن اسمه محيي الدين؟
وأما قولك:
سمى أحد الكتاب كل لقب أضيف إلى الدين أو الملة أو الشريعة بـ (الخطاب). فهل هذا المصطلح صحيح مشهور؟
أقول ولا فخر لم أفهم ما تعنيه
وأرجو المعذرة على التأخر في الرد فلم أطلع على ردك إلا هذه الساعة التي أجبتك فيها
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 02:42]ـ
جزاك الله خيرا أولا
أما قولك كيف التعامل مع العلماء الذين كرهوا أن يلقبوا بمثل هذا اللقب أمثال النووي وابن تيمية؟
فالجواب أن هذا من تواضعهم إن ثبت أنهم أنكروه وإن أنكروه على غيرهم فلما رأو من حال المدعو مثلا محيي الدين وهو مبتدع يميت السنن ولكن أين وجدت كراهة النووي رحمه الله مع أن اسمه محيي الدين؟
أظنه من المشهور أن الإمام النووي يكره تلقيبه بمحي الدين وابن تيمية أيضا يكره يلقيبه بتقي الدين.
وأما قولك:
سمى أحد الكتاب كل لقب أضيف إلى الدين أو الملة أو الشريعة بـ (الخطاب). فهل هذا المصطلح صحيح مشهور؟
أقول ولا فخر لم أفهم ما تعنيه
وأرجو المعذرة على التأخر في الرد فلم أطلع على ردك إلا هذه الساعة التي أجبتك فيها
يعنى ألقاب مثل (تاج الدين) و (بدر الدين) و (صدر الشيعة) و (قوام الملة) وما كان من هذا النمط.
وشكرا مقدما على الإجابة.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 03:40]ـ
ولكن أين وجدت كراهة النووي رحمه الله مع أن اسمه محيي الدين؟
جزاكم الله خيرا
اسمه يحيى
أما محيي الدين فلقبٌ لُقِّب به
وقد نقل عنه غير واحد قوله:
لا أحعل في حِلٍّ من لقّبني محيي الدين
راجع:
المنهل العذب الروي للسخاوي ص4
ومعجم المناهي اللفظية ص497 وما في حاشيته
وحاشية تحفة الطالبين ص37
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:32]ـ
جزاكم الله خيرا
اسمه يحيى
أما محيي الدين فلقبٌ لُقِّب به
وقد نقل عنه غير واحد قوله:
لا أحعل في حِلٍّ من لقّبني محيي الدين
راجع:
المنهل العذب الروي للسخاوي ص4
ومعجم المناهي اللفظية ص497 وما في حاشيته
وحاشية تحفة الطالبين ص37
جزاك الله خيرا وأكرمك الله على هذه النقولات الطيبة وكلمة محيي الدين حقا كبيرة فمحيي الدين هو الله أما كون اسم النووي يحيى فهذا ما أعرفه ولكنه غاب عني إذ كتبت الرد السابق وقد نقلت منذ زمن بعيد عن السبكي قوله كان يكيى ليثا وححصورا .... الخ وأثبت ترجمته في بعض تحقيقاتي المتواضعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخالدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 07:56]ـ
يا شيخ علي لو حاولت تطبيق تنظيرك هذا في الرسالة المستطرفة مثلاً كما حاولت أنا، لوجدت ما يخرم هذا الإستقراء، ملاحظة جميلة منك بارك الله فيك و بارك لك.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 03:14]ـ
حياك الله أخي الخالدي وأشكر مرورك الكريم وأنا لم أقل إن ذلك في كل من لُقِّب فقد تأتي الألقاب بغير سبب ولكني وجدتهم كثيرا مايشقون من الاسم لقبا فيحيى محيي الدين وعبد العزيز عز الدين وأحيانا يقترن الاسم بلقب لسبب ما كيوسف جمال الدين لأن سيدنا يوسف عليه السلام كان جميلا وأحيانا لا سبب بل عرف محض كمحمد شمس الدين ولو فتحت كتابا من كتب التراجم لوجدت هذا الأمر شائعا كما ذكرتُه علما أنني لا أوافق كل هذه الألقاب غير أن أغلب المحمدين لقبوا بشمس الدين أما صدر الملة وتاج الشريعة وما إلى ذلك فهي عمت في بلاد العجم دون بلاد العرب والتزكية لذات الشخص فيها جلية أما جمال الدين وشمس الدين فالتزكية للاسم دون المسمى على قول من يفرق بينهما وعلى من لا يفرق بينهما التزكية للاسم الشائع الذي لا يختص به واحد دون الآخر ممن سموا به والله أعلم وقد أجبت الأخ الفاضل الشيخ نضال كما أهتبل الفرصة كل من تفاعل مع الموضوع بعد انقطاع دام أكثر من شهرين عن هذا المنتدى المبارك وغيره من المنتديات(/)
كيف تحفظ القرآن؟ للدكتور إبراهيم الشربيني - تفريغ
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 03:42]ـ
كَيْفَ تَحْفَظُ الْقُرْآنَ؟
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ الدُّكْتُورِ:
أَبِي عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ بن عَبْدِ الْمُنْعِمِ الشِّرْبِينِي
[تَفْرِيغ كَلِمَةٍ أَلْقَاهَا فَضِيلَةُ الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ بن عَبْدَ الْمُنْعِمِ الشِّرْبِينِي فِي قَنَاةِ الْمَجْدِ الْفَضَائِيَّةِ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
الحمد لله الذي جعلنا من أمة القرآن، الحمد لله الذي يسر لنا القرآن،] وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [[القمر:17، 22، 32، 40].
القرآن كلام الله، ونحن عبيده وخلقه ونعيش في ملكه، أرسل إلينا رسولا هو سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه، وأنزل إلينا كتابا هو القرآن.
القرآن هو رسائل الله عز وجل إلى المخلوقين، نعم، القرآن رسائل الله عز وجل إلى المخلوقين، ونحن عرفنا في حياتنا كيف نتلقى رسائل المخلوقين، فيختلف تلقينا للرسائل باختلاف المرسِل لهذه الرسائل، فإذا جاءتنا رسالة من شخص مهم كان اهتمامنا في تلقي الرسالة وفي قراءتها، إذا جاءتنا رسالة من إنسان نحبه فترى عند وصول هذه الرسالة الفرح والأنس بها، وإذا فتحها قرأها مرة تلو مرة لأنه يحب من أرسل هذه الرسالة، وإذا كان لا يبالي به ولا يهتم فإنه يتأخر في فتحها وقد لا يفتحها، ولو قرأها، قرأها قراءة عابرة.
نعم، لأن الاهتمام بالرسائل إنما يعبر عن اهتمامك بمرسِلها، فكيف إذا كان مرسِل ذلك هو الله خالق السماوات والأراضين رب كل شيء ومليكه، كيف إذا كان مرسِل هذه الرسائل هو القيوم الذي لا قيام لذرة في بدنك إلا به ولا قيام لذرة في السماوات ولا في الأراضين إلا به، كيف إذا أرسل إلينا رسائل ألا وهي القرآن، فإن القرآن كلامه أرسله إلينا، فكيف يكون تلقينا لهذه الرسائل؟ هل يكون تلقي المهتمين؟ هل نحن نحب الله؟ فقد عرفتم كيف يتلقى المحبون رسائل من يحبون، ولهذا صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال (إن لله عز وجل أهلين) قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) [1]، بل وجعل الخيرية لأهل القرآن تعلما وتعليما، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [2]، وقال -صلوات ربي وسلامه عليه-: (يقال لصاحب القرآن -أي يوم القيامة- اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) [3]. (يقال لصاحب القرآن) أتدرون ما معنى صاحب القرآن؟ الصاحب: أي الملازم الذي لا يتركه فهو يقرأه بالليل ويقرأه بالنهار هو صاحبه.
حفظ القرآن منزلة عظيمة، ولكن هل أنت صادق في أنك تريد أن تحفظ القرآن؟ إن عزمت على ذلك وكنت صادقا فأنصحك بثلاث نصائح:
الأولى: إخلاص النية لله عز وجل:
احفظ القرآن لله عز وجل، وإياك ثم إياك أن تكون كذلك الرجل الذي قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم خبره يأتي الله عز وجل به فيعرفه نعمه ويسأله: ما عملت فيها؟ فيقول: تعلمت فيك العلم وقرأت القرآن وحفظته وقرأته آناء الليل وأطراف النهار، ورب الأرض والسماوات العليم بذات الصدور يقول له: كذبت إنما حفظت ليقال حافظ وتعلمت ليقال عالم، ثم يؤمر به فيسحب على وجهه فيجر إلى النار [4].
إياك أن تحفظ لتماري السفهاء، أو لتجاري العلماء، أو لتلفت إليك أنظار الناس. ألق الناس خلف ظهرك، ويكفيك أن تكون عند الله عالما، يكفيك أن تكون عند الله عز وجل حافظا.
أما النصيحة الثانية: فهي الدعاء والإلحاح في الدعاء أن يمن الله عز وجل عليك بحفظ القرآن، فوالله لا حول لنا ولا قوة إلا به.
إن الله عز وجل قال لنبيه:] سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى [[الأعلى:6]، فالذي يقرئ العبد فلا ينسى هو الله وحده، فالجأ إليه في الأوقات المرجوة الإجابة، وسله سبحانه وتعالى أن يستجيب دعوتك في أن تكون من حفظة كتاب الله عز وجل، في أن يكون صدرك وعاء لحفظ كلمات الله سبحانه وتعالى.
النصيحة الثالثة: هي الاستغفار وترك الذنوب:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المعاصي تحول بينك وبين الحفظ، الحفظ الذي يحبه الله عز وجل ويرضاه، الحفظ الذي يرفعك الدرجات في الجنة الدرجة تلو الدرجة، المعاصي عقبة دون مثل هذا الحفظ، ولهذا لما سئل وكيع وكان لا يرى معه كتاب أبدا كان ما كان إلا حافظا ما هو إلا يحفظ فسألوه عن دواء الحفظ؟ سألوه عن دواء الحفظ؟ فقال: ترك المعاصي، ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ [5].
فإذا فرَّغت القلب، وتركت تلك الذنوب وتلك المعاصي، ودعوت الله عز وجل وأقبلت عليه،
فأنصحك بسبع وسائل ميسرة لحفظ كتاب الله عز وجل:
الأولى: أن تفرغ الأوقات:
كل من أراد أن ينفذ أي عمل جعل له وقتا يؤديه فيه، فعلامة صدقك في أنك تريد أن تحفظ القرآن أن تفرغ له الأوقات، وإني أنصحك أن يكون ذلك في البكور بعد صلاة الفجر مباشرة، في وقت صفاء الذهن وقبل أن تنشغل بمشاغل الدنيا، وليحصل لك البركة الموعودة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (البركة في البكور) [6].
النصيحة الثانية أو الوسيلة الثانية التي تعينك على حفظ كتاب الله عزوجل: أن تحدد مقدارا يوميا لنفسك:
وهذا يختلف من شخص لآخر، فمن الناس من يستطيع أن يحفظ صفحة كاملة، ومنهم من لا يستطيع أن يحفظ إلا سطرا واحدا، فبه ونعمت احفظ سطرا واحدا ولكن داوم عليه، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل) [7]، فليست العبرة بكثرة ما تحفظ، إنما العبرة بالمداومة على أن تحفظ كل يوم.
النصيحة الثالثة بعد أن حددت المقدار الذي ستحفظه والذي ستواظب عليه مواظبتك على الطعام والشراب: أن تقرأ هذا الورد على متقن، على أهل الفضل، على أهل الإتقان، فيكون لك شيخ، وابذل لذلك وقتك وجهدك، ابذل لذلك مالك ووقتك وجهدك على أن يكون لك شيخ إما أن يأتيك وإما أن تأتيه، وتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يأتيه جبريل كل عام يدارسه القرآن [8]، بل وترجم الإمام البخاري وقال: عرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم [9]، فكأن جبريل كان يعرضه على النبي، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يعرضه عليه، وحديث أُبَي المشهور: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك] لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [[البينة:1]) [10]، يقول الإمام النووي -رحمه الله-: لتستن به -صلى الله عليه وسلم- لتستن به الأمة، أي: في القراءة على أهل الإتقان وأهل الفضل [11].
النصيحة الرابعة أو الوسيلة الرابعة هي: أن تقرأ معاني كلمات الجزء الذي تريد أن تحفظه، ولا تتوسع في ذلك، فإن النفس ملول، ولعلها تميل إلى قراءة كتب التفسير حتى تقضي الوقت كله في قراءة كتب التفسير وتنشغل عن الحفظ. اقرأ معاني المفردات أو سبب نزول الآية فهذا يعينك على الحفظ.
النصيحة الخامسة: أن تكتب الآيات التي تريد أن تحفظها:
فهناك حفظ في الأذهان، وهناك حفظ باللسان، وهناك حفظ بالبنان، قال هذا الحافظ ابن كثير [12]، واستشهد واستدل بقول الله عز وجل:] اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ~خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ~اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ~الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ~عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [[العلق:1 - 5].
النصيحة السادسة هي: أن تقرأ هذا الذي حفظته باستمرار:
يكون لك معاهدة ومدارسة بحفظ القرآن، يعني لا تبدأ في اليوم الثاني في حفظ الورد الجديد حتى تراجع اليوم الذي قبله، واليوم الثالث تراجع ورد اليوم الأول والثاني، واليوم الرابع، وهكذا، فإذا كان آخر يوم في الأسبوع فلا تحفظ في اليوم الأخير وليكن الجمعة مثلا تُرَاجع فيها ما حفظته خلال الأيام الستة، وتبدأ الأسبوع الثاني بحفظ جديد، والثالث، والرابع، فإذا كانت نهاية الشهر راجعت ذلك كله، ولا تنتقل إلى ورد الشهر الثاني حتى تُرَاجع ورد الشهر كله في يومين في ثلاثة في أكثر فلا بأس، ولكن لا تنتقل إلى الجديد حتى تتقن الماضي، هذا هو ربط المحفوظات، هذا هو الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت) [13]، فمن عاهد على هذه المدارسة كل يوم وكل أسبوع وكل شهر أمسك ما يحفظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد ذلك أنصحك أن تقرأ به في صلاتك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار حفظه، وإن لم يقرأه نسيه) [14]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان) [15]، اسمعوا إلى هذا الحديث (يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل)، نعم، من أراد أن يحفظ القرآن يمنعه النوم بالليل، فإنه يقوم بالليل، فيُعْرَف صاحب القرآن بليله إذ ينام الناس، ويصلي به كذلك في النوافل الراتبة خلال اليوم، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان) [16]، خلفات: أي النوق الحوامل، (خير له من ثلاث خلفات عظام سمان)، ويقرأ بها أيضا في سيره، في طريقك إلى العمل أو إلى درسك أو إلى جامعتك تقرأ هذه الآيات التي حفظتها بعد صلاة الفجر، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر عنه كما جاء في حديث عبد الله بن مغفل أنه قرأ سورة الفتح وهو على الراحلة [17]، بل وتقرأه في وقت اضطجاعك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- كان يقرأ القرآن وهو يتكئ في حجري وأنا حائض [18]، فتقرأه وأنت في بيتك ووسط عيالك وتقرأه وأنت في طريقك يكون أنسك تترنم به في كل مكان.
الوسيلة العظمى هي: الحفظ العملي، أن تعمل بما حفظت من القرآن: فليس هناك وسيلة أعظم من العمل، أن يصير القرآن خلقا لك، وإذا صار القرآن خلقا لك وسلوكا فهذا يدفعك ويعينك على حفظ كتاب الله عز وجل.
لن نحفظ القرآن وننال الدرجات العلى إلا إذا اهتممنا بتلك الرسائل، رسائل ربنا سبحانه وتعالى، يوم أن نسخر أوقاتنا لحفظ القرآن ولفهمه ثم العمل به، يوم أن نسخر لذلك أبناءنا وبناتنا وزوجاتنا، يوم أن يكون القرآن شاغلا لنا في أنديتنا وفي منتدياتنا، يومئذ، ويومئذ فقط، تعود إلى هذه الأمة عزتها وتعود إلى هذه الأمة كرامتها.
وآخر ما أوصيك به الصبر، الصبر فإن هذه منزلة عظيمة، فإن لم يكن هناك صبر عليها فلن ينالها العبد، وهذه سنة لله عز وجل،] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً~إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [[الشرح:6]،] إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [[يوسف:90]، واعلم أن من لازم طرق الباب أوشك أن يُفْتَح له،] وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا [[فصلت:35].
----------------------------------------------------
[1] صحيح الجامع (2165).
[2] رواه البخاري.
[3] السلسلة الصحيحة (2240).
[4] رواه مسلم.
[5] انظر: تهذيب الكمال (30/ 480)، تهذيب التهذيب (11/ 113).
[6] هذا الحديث بلفظ: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، صحيح الجامع (1300).
[7] رواه البخاري، ومسلم.
[8] رواه البخاري، ومسلم.
[9] انظر صحيح البخاري - كتاب فضائل القرآن - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
[10] رواه البخاري، ومسلم.
[11] انظر شرح النووي على مسلم.
[12] انظر تفسير ابن كثير لهذه الآيات من سورة العلق.
[13] رواه البخاري، ومسلم.
[14] رواه مسلم.
[15] صحيح الجامع (3882).
[16] رواه مسلم.
[17] رواه البخاري، ومسلم.
[18] رواه البخاري، ومسلم.
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 03:51]ـ
لتحميل الكلمة صوتيا يرجى مراجعة الرابط التالي
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3420
لتحميل التفريغ منسقا على الوورد و PDF يرجى التحميل من المرفقات (ملف مضغوط RAR يحتوي ملفين أحدهما Word والآخر PDF)
أو من هذه الروابط:
أولا: Word:
من هنا ( http://www.archive.org/download/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran_TXT/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran.doc) أو من هنا ( http://f.exoload.com/507/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran.doc)
ثانيا: PDF:
من هنا ( http://www.archive.org/download/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran_TXT/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran.pdf) أو من هنا ( http://f.exoload.com/507/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran.pdf)
ثالثا: ملف مضغوط RAR يحتوي الملفين:
من هنا ( http://f.exoload.com/507/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran.rar) أو من هنا ( ftp://208.70.26.133/3/items/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran_TXT/Kayfa_Tahfaz_
السؤال
uran.rar)
وجزاكم الله خيرا
محبكم أبو الحسن السلفي(/)
تصنيف الناس في تعاملهم تجاه أصحاب المنكر ...
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 07:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إخواني الكرام، إن منتداكم المبارك يعتبر من المراجع العلمية القيمة التي تفيد طلبة العلم ....
إخواني، لاأطيل عليكم، فأنا طالب ماجستير بأحد الجامعات الاسترالية، وقد آلمني رؤية بعض شباب المسلمين واقعين في منكرات ومخالفات، وسأكون أنا خطيب الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الجامعة، ويوجد عدد لابأس به من المسلمين.
كل ماأريده منكم إخوتي الكرام، قراءة الخطبة المكتوبة أدناة، وتعديك ماكان خطأ، وإضافة مايمكن إضافته، والتدعيم كذلك بالأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،،،، وفقكم الله،،،،،
------------------------------------------------------------------------------------------------->>
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
لن أقدم للموضوع أي مقدمات، وإنما ساؤثر الوقت للدخول في الموضوع مباشرة. القضية يارعاكم الله أن هناك إخوة لنا في هذه الجامعة، ومن أبناء جلدتنا، لايصلون معنا، ويحتسون الشراب الكحولي، ويعاقرون النساء. لن يكون الموضوع بيان كفر تارك الصلاة، او ايضاح حرمة وجرم تلك الأعمال، والتي تقع من شباب حكم شهوته على عقله، يقوده فرجه لاعقله. كلنا يعرف حرمة ذلك في ديننا الإسلامي الحنيف، وخطورة هذه الأعمال الهالكة المهلكة دنيويا وأخرويا. ستكون رسالتي ليست لأولئك الناس هداهم الله؛ لأنهم ليسوا معنا ولايسمعوننا، ولكن رسالتي ستكون موجهة لكم أيها الجمع المبارك الكريم؛ وماالذي عملناه ونعمله تجاه ذلك الشباب المسكين، فهناك عدد لابأس به منا يعرف حال أولئك الذين ضلوا عن السبيل، فدعونا نصنف أنفسنا في تعاملنا تجاه ذلك الشباب المسكين، الذي حكمته شهوته بدلا من عقله.
نتشعب في تعاملنا مع أهل المنكر إلى خمسة أصناف: المنظرون – المطنشون المعاشرون – المعرضون الصادون – الزاجرون الناهون – المحتوون الداعون بالتي هي أحسن. فلنتستمع لوصف ودافع كل صنف، ونتيجة عمل كل منهم، ولينظر كل انسان منا في أي صنف يقع، وهل هو على صواب أم على خطأ .... فبسم الله نبدأ:
الصنف الأول: المنظرون.
وصفه: والذين يبقون يتحدثون عن أشياء غير واقعية، ويضعون افتراضات غير حقيقة، ويقولون، من المفترض أن البلد الفلاني أن لا يرسل الشباب الصغير، وآخر يقول حرام على العائلات أن ترسل أبناءهم لإفسادهم، وخذ من هذا الكلام المتحدث بلو التي تفتح أعمال الشياطين.
دافعه: هذا الصنف من الناس عندما يتحدث عن ذلك فإنما يريد اشباع رغبته في الكلام، وتطمين نفسه بأنه عضو فاعل في المجتمع يريد أن يحل مشكله.
نتيجة عمله: هذا النوع من الناس لن يحل مشكلا، أو يغير منكرا. لن يحدث تغييرا، أو يضيف جديدا. مضيعا لوقته في أعمال غير نافعة، بل يصل في بعض الأحيان إلى اشغال أوقات الآخرين.
الصنف الثاني: المطنش المعاشر.
وصفه: أناس لايأبهون بما يقع فيه الآخرون من محرمات، ومع ذلك يصادقونهم ويحابونهم. يتضاحكون ويتسامرون ويتجالسون، وإذا افترقوا ذهب هذا الصنف لأداء العبادة بينا يتجه الآخرون لفعل المحرمات. شعارهم طنش تعش، لن تضرني سيئات الآخرين طالما أنا صالح.
دافعه: هذا الصنف من الناس دافعه إلى الميل إلى هذا السلوك؛ هو التمتع بمجتمع عريض، وأصدقاء متنوعين مختلفين حتى وإن كان ذلك على حساب اختيار اصدقاء سوء لمجرد الأنس بفكاهتهم وسواليفهم.
نتيجة عمله: شعور أصحاب المعاصي أن مايفعلونه أمر اعتيادي، وأن ماينتهجونه لايؤثر على علاقاتهم بالآخرين. هذا النوع من الناس خطر عظيم، ومشابه لبني اسرائيل عندما حلة عليهم اللعنة من رب العالمين، قال تعالى: ((لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون))
الصنف الثالث: المُعرض الصاد.
وصفه: أناس عباد زهاد، ولانزكيهم على الله تعالى، مهتمون منشغلون بأداء عباداتهم. إذا رأى أحدا على منكرا قاطعه وهجره، وابتعد عنه؛ ولايراه إلا محاربا عدوا لله ولرسوله وللمؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
دافعه: هذا الصنف من الناس دافعه إلى ذاك العمل، هو النجاة والهروب بدينه على أن لا يلوثه أصدقاء السوء. يهدف إلى اختيار أصدقاء صلاح، فارا من أصحاب السوء فراره الأسد. هم لايمثلون شيئا بالنسبة له، يعتبرهم كائنات تافهة ينبغي احتقارها والصد عنها.
نتيجة عمله: ينتج عن هذا السلوك؛ ازدياد أصحاب المعاصي والذنوب في غيهم وطغيانهم؛ معانادة ومكابرة لأولئك المحتقرون لهم. بل يصل الحد بأصحاب المعاصي أحيانا إلى تعمد فعل المنكر أمامهم لإغاضتهم وقهرهم. هذا الصنف من الناس على خطر عظيم كسابقيهم أيضا، ففي حديث، أذكر معناه: أن الله تعالى أمر ملائكته بإهلاك أهل قرية؛ فقال الملائكة: يارب إن فيها عبدك الصالح فلان؛ فقال الله تعالى: به فابدأوا؛ فإنه كان يرى المنكر ولايغيره.
الصنف الرابع: الزاجر الناهي.
وصفه: قومُ عباد زهاد، ولانزكيهم على الله، مهتمون منشغلون بأداء عباداتهم. إذا رأوا أحدا على منكرا زجروه ونهروه؛ " اتق الله، تب إلى الله، إن ماتفعله حرام، تب وعد إلى الله "، يحذرون الناس ويرهبونهم مما يقعون فيه من محرمات، ومخالفات.
دافعه: هذا الصنف من الناس دافعهم، هو الغيرة على دين الله تعالى، يهدفون إلى النهي عن المنكر، متمثلين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكرا فليغيره ... ))، لايألفون أصحاب المعاصي، يزجرونهم إذا رأوهم على خطأ.
نتيجة عمله: أناس على خير، ولكن في أغلب الأحيان، وخصوصا مع شريحة الشباب، لايتقبل العاصي أن يزجره أو ينهره أحد، وخصوصا من أقرانه؛ فالنفس البشريه تكره الأوامر المباشرة. في أكثر الحالات إلا من رحم ربي، قد يزيد هذا السلوك من معصية العاصي؛ خصوصا عندما يشعر أن الزاجر يزجره بعلو وفوقية وعلوية.
الصنف الخامس: المحتوي، الداعي بالتي هي أحسن.
وصفه: أناس على خير عظيم، عباد زهاد، ولانزكيهم على الله، شعارهم: حب لأخيك ماتحبه لنفسك، منهجهم مع الآخرين: ((وجادلهم بالتي هي أحسن))، سلوكهم: ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)). يعملون في السر والعلن للتوجيه والإصلاح بقدر المستطاع. يعترفون بواقع أصحاب المنكرات، وأنهم على خطأ، ولكنهم لايشعرونهم بالاحتقار والدنو. يتعاملون معهم، كما يتعامل الفرد مع عضو من أعضاء عائلته. يعون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((والله لو لم تذنبون لذهب الله بكم ثم أتى بأناس يذنبون ثم يستغفرون الله)). يعلمون أن النفس الإنسانية ضعيفة، تضعف أمام شهواتها، فتحتاج إلى من يشد من أزرها، ويؤازرها ويقودها إلى بر الأمان. يبتسمون ابتسامات صادقة في وجوه الآخرين، يحبون الآخرين.
دافعه: أناس دافعهم الغيرة على دين الله تعالى، متمثلين بقول الله تعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)). يحركهم إلى نصح وتوجيه الناس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((والله لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه))، يشغلهم دوما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((المجتمع المسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)).
نتيجة عمله: يحبهم الناس، يألفهم ويقبلهم الآخرون؛ لتواضعهم، وأدبهم، وأخوتهم، وحكمة منهجهم وطريقتهم. يستحيي أصحاب المنكر من فعل المنكر أمامهم، يقبلون منهم ربما على استحياء في بادء الأمر إذا نصحوهم، وبعد قد يزدري أصحاب المنكر أنفسهم بأنفسهم، وماذاك إلا من حسن تعامل وتوجيه أصحاب الصلاح لهم. يحس أهل المنكر بأن هؤلاء الناس إخوة حقيقيون لهم. تتقارب القلوب من بعضها، وتألف النفوس بعضها؛ وبذا يسلكون بسفينة المجتمع سبل السلام.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 10:13]ـ
أهلاً بالأخ رائد الغامدي في منتداكم منتدى المجلس العلمي.
أما الخطبة المشار إليها فهي جامعة مانعة، خاصة في تقرير التوابع واللوازم لكل صنف من الأصناف المذكورة.
ففي حديث، أذكر معناه: أن الله تعالى أمر ملائكته بإهلاك أهل قرية؛ فقال الملائكة: يارب إن فيها عبدك الصالح فلان؛ فقال الله تعالى: به فابدأوا؛ فإنه كان يرى المنكر ولايغيره.
هذا أثر وليس بحديث، وهو من أخبار بني إسرائيل، ويحبذ لو تم تعديل الصياغة إلى الآتي: " وفي بعض أخبار بني إسرائيل كما ورد في كتب الزهد: أن الله تعالى أمر ملائكته بإهلاك أهل قرية؛ فقال الملائكة: يارب إن فيها عبدك الصالح فلان؛ فقال الله تعالى: به فابدأوا؛ فإنه كان يرى المنكر ولايغيره ".
شعارهم طنش تعش، لن تضرني سيئات الآخرين طالما أنا صالح.
وهذا أيضاً " طنش تعش " أرى والله أعلم أنه لا يليق إدراجه في الخطبة، ويمكن جعل العبارة كالآتي: " شعارهم: لن تضرني سيئات الآخرين ما دمت صالحاً ".
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 10:31]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم وفقه الله
لو تبدأ بخطبة الحاجة كما هي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام المعتادة في الخطابة ونصها:
إن أَلْحَمْدُ لِلَّهِ نحمده ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرِهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إل?هَ إلاَّ اللَّهُ وحده لا شريك له وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً**يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} ..... أما بعد,
وفقك الله وأعانك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 11:14]ـ
أخواني أبو حماد وابن عقيل،،،، وفقكم الله، وشكر الله لكم على الردود والتعديلات القيمة ....
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 11:26]ـ
نفع الله بك أخي الحبيب رائد
الخطبة جيدة، أسأل الله أن ينفع بها، ويحيي بها القلوب
ولعلك تدقق في ألفاظ الأحاديث،، (المؤمن للمؤمن كالبنيان ... ) و (لو لم تذنبوا ... )
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 03:22]ـ
وفقك الله أخي الحمادي
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 09:55]ـ
الشكر والحمد والمنة لله أخي رائد وإنك على عمل عظيم أسال الله لك الثبات والتوفيق
وعليك بالتوحيد والسنة عملاً ودعوة
فما عليك إلا أن تنشر السنة ببصيرة وحكمة فإن قبلت فالحمد لله وإن ردت فالحمد لله.
قال عليه الصلاة والسلام: " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم "
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 01:48]ـ
أخ رائد ما معنى (يعاقرون النساء)؟
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 03:38]ـ
أخي ابن عقيل وفقك الله
أخي سعيد وفقك الله، ومعنى يعاقرون النساء: يخالطونهن يحضونهن ويقبلونهن على مرأى من إخوانهم أحيانا، وقد بلغني من بعض الأخوة بأن بعضهم يصل إلى ارتكاب الزنا والعياذ بالله.
فوالذي لاإله غيره أن الإيمان في بلاد الكفر ينقص لايزيد إلا من رحم ربي،،،، فعليكم إخوتي بالدعاء لنا بالثبات،،،، وخصوا بالدعاء أولئك الشباب الصغير المسكين الذي يأتي لمضيعة دينه وهدر عمره.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 11:26]ـ
أخي رائد
ما داموا على التوحيد أحذر من تركهم للشيطان فإن المعاصي بريد الكفر نسأل الله العافية لنا ولهم.
فلا تهجرهم بشكل مطلق ولكن خالطهم بالقدر الذي لا يضرك في دينك وينفعهم في دينهم دون إقرارهم على منكر.
ولا تطمع في تقبلهم النصح , حتى لا تيأس ثم تترك دعوتهم , فإنك حال الدعوة مأجور على كل حال
وأرجو أن تكون ممن وصفهم نبينا صلى الله عليه وسلم وهم الغرباء قال: " هم الذين يصلحون أذا فسد الناس " وفي رواية " أناس صالحون في أناس سوء كثير , من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "
فالثبات الثبات يا أخي
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:09]ـ
ثبتك الله أخي الكريم، ونفع بك
أنت والله على ثغر عظيم
الله الله في إخونك
لاتتركهم لقمة سائغة للشيطان وأعوانه ...(/)
فائدة في أصل ومعنى: (شرواك الطيب).
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 04:31]ـ
هدية أخرى أهديها لأخي إبراهيم الدبيان .... وقد وعدته بها ....
وطلبها شيخنا الكريم ابن الكرام / أبوحماد .... وحقه هدية أخرى ..... ولن أوفيه حقه ..... لا حرمنا الله منه.
فإليكموها:
أعتاد أهل الجزيرة على قول:
(شروى من عندي)
فيرد من حوله بسرعة البرق:)
(شرواك الطيب) ....
ومن لم يرد بهذا القول ..... فليتجمل ما سيأتيه ... :).
فوجدت أن كلمة (شروى) ... كلمة عربية أصيلة وردت في أحاديث نبوية شريفة، وفي لسان العرب الأقحاح.
قال الإمام النسائي رحمه الله تعالى:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ (أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ جَارِيَةً لِامْرَأَتِهِ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا فَهِيَ حُرَّةٌ مِنْ مَالِهِ وَعَلَيْهِ الشَّرْوَى لِسَيِّدَتِهَا وَإِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ فَهِيَ لِسَيِّدَتِهَا وَمِثْلُهَا مِنْ مَالِهِ).
قال السندي رحمه الله تعالى:
(وَعَلَيْهِ الشَّرْوَى)
بِفَتْحِ الشِّين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وَفَتْح الْوَاو مَقْصُور هُوَ الْمِثْل يُقَال هَذَا شَرْوَى هَذَا أَيْ مِثْله.
وقال السيوطي رحمه الله تعالى عند شرحه للحديث:
أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ جَارِيَة لِامْرَأَتِهِ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ كَانَ اِسْتَكْرَهَهَا فَهِيَ حُرَّة مِنْ مَاله الْحَدِيث)
قَالَ أَشْعَث بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا كَانَ قَبْل الْحُدُود ذَكَره الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَن وَالْآثَار وَالْحَازِمِيّ فِي نَاسِخه وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ الْحَدِيث مُنْكَر ضَعِيف الْإِسْنَاد مَنْسُوخ وَلَا أَعْلَم أَحَدًا مِنْ الْفُقَهَاء قَالَ بِهِ
(وَعَلَيْهِ الشَّرْوَى)
بِفَتْحِ الشِّين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وَفَتْح الْوَاو مَقْصُور هُوَ الْمِثْل يُقَال هَذَا شَرْوَى هَذَا أَيْ مِثْله.
--
ومن شواهدها العربيَّة قول الحارث بن حلّزة اليشكري صاحب المعلَّقة المشهورة ... في قصيدة له في الدِّيوان .. حيث قال:
أفلا نعديها إلى ملك** شهم المقادة حازم النفس
فإلى ابن مارية الجواد وهل** شروى أبي حسان في الإنس
يحبوك بالزعف الفيوض على** هميانها والدهم كالغرس
-
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 04:36]ـ
ماشاء الله رائع!.
جزاك الله خيرا
وعلى كذا يا ليت الإشراف يستحدث مجلس لـ اللغة والأدب.
.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 05:23]ـ
الأخ الكريم سامي المسيطر
أمتع الله بحياتك
وأنسأ في أثرك
وبارك في عمرك
ورفع درجتك
فقد أتحفتنا
ـ[خالد العامري]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:20]ـ
أحسنت أخي الكريم أحسن الله إليك، وبالفعل يكثر استخدام هذه الكلمة عندنا في الإمارات. ولم أظن يوماً أنها لغة فصيحة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:23]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا
ورفع قدركم أخانا المسيطير.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:23]ـ
شرواك الطيب يا أبا محمد (ابتسامة)
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 08:25]ـ
الإخوة الأفاضل /
ابن المغيرة
آل عامر
خالد العامري
سلمان أبازيد
الحمادي
أسعدني وشرفني وآنسني مروركم وتعليقكم، وأسأل الله أن يستجيب دعائكم.
----
فائدة:
يقال في المثل:
(شروى نقير) عند التحقير أو التقليل، فيقال مثلا: لا يساوي شروى نقير، أي: لا يساوى مثل النقير فضلا عن النقير نفسه - والله أعلم.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 12:19]ـ
ما أعذبَ هذه الفائدةَ، وأعذبْ بها من فائدةٍ (ابتسامة)، بوركتْ يمينُكَ، وأجزلَ اللهُ لك المثوبةَ والأجرَ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 05:01]ـ
الأخ الكريم ابن الكرام / فتى الأدغال
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
أسعدني - والله - مرورك وتعليقك، وأسأل الله أن يستجيب دعائك.
----
قال صاحب أساس البلاغة:
(ماله شروى: مثل، وهو وهي وهما وهم وهن شرواك.
قالت الخنساء:
أخوان كالصقرين لم .... ير ناظر شرواهما
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 05:54]ـ
أبومحمد يمتعنا دائما بالجديد المفيد، فبارك الله فيه فهو رجل مبارك مسدد، شروى أهل مجالس الألوكة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:16]ـ
أبا محمد شكر لكم هذه الفائدة وكثر الله من (شرواك) أو (شراويك)!
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 06:36]ـ
الشيخ الحبيب / عبدلرحمن السديس
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ويحق لي أن أقول للطيب ..... : شرواك السديس.
أسأل الله أن يبارك لك في ما تحب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 11:44]ـ
فائدة لطيفة و نفيسة كعادتك .. بارك الله فيك
وهي كثيرة عندنا ..
حينما يتكلم شخص عن شخص آخر بكلام فيه مدح وثناء عليه .. يقول: شروى من عندي
حتى يطيّب خاطر السامعين .. فيقولون له: شرواك الطيْب .. بسكون الياء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 09:31]ـ
الأخ الحبيب / أباأسامة الشمري
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ومصطلحات المجالس وعلوم الرجال عندكم في حائل لها طابع خاص ..... وفقكم الله لكل خير.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير، وكالعادة إفادة شرواك يا أخ سامي.
فجزاك الله خيرا أجزله وأوفاه وأطيبه (دعاء مقتبس من المسيطير:)).
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:12]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالأخ الكريم ابن الكرام / علي الفضلي
أسعدني مرورك وتعليقك ..... لا حرمنا الله منك.
---
في لسان العرب /
وشَرْوى الشَّيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَنَّ الشَّيءَ إنما يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها.
أَبو سعيد: يقال: هذا شَرْواه وشَرِيُّه أي: مِثْلُه؛ وأَنشد:
وتَرَى هالِكاً يَقُول أَلا تبـ * ـصر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟
وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أي: مِثْلِ الثَّوبِ الذي أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي -رضي الله عنه -: ((ادْفَعُوا شَرْواها من الغنم)).
أي مِثْلَها.
وفي حديث عمر -رضي الله عنه- في الصَّدقة: ((فلا يأْخذ إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ)).
أي: من مِثْلِ إبلهِ.
وفي حديث شريح: ((قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له: شَرْواها)).
وفي حديث النخعي في الرَّجلِ يبيعُ الرَّجلَ ويشترط الخَلاصَ قال: ((له الشَّرْوَى)).
أي: المِثْلُ.
--
- نسخة الكترونية.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 05:04]ـ
في عدد الرساله الاخير
في زاويه لحن للقول للحربي
كان موضوعه كلمه شرواك في اثبات انها من اللغه
واضاف اليه كلمه اشوى ايضا من للغه
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 11:21]ـ
فوائد لا تأتي إلا من " شرواك "
ولي طلب ياأبا محمد: أتذكر أن " شرواك " (ابتسامة) جمعت مواضيعك في رابط واحد في ملتقى " شروى " هذا الملتقى وهو "ملتقى أهل الحديث" ..
إلا أني بحثت عن موضوع " شرواك " (ابتسامة) فلم أجده ’ أو لم أتوصل إليه بالأحرى!!
فهل يتكرم " شرواكم " بوضع رابطه هنا؟
لو علم بي من يستخدم هذه الكلمة لقال هذا رجل عجمي!!!
على عادة من يتعلم كلمة ويحشرها في كل جملة!!!!! سواء أكان موضعها أو لم يكن ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 08:21]ـ
فوائد لا تأتي إلا من " شرواك "
ولي طلب ياأبا محمد: أتذكر أن " شرواك " (ابتسامة) جمعت مواضيعك في رابط واحد في ملتقى " شروى " هذا الملتقى وهو "ملتقى أهل الحديث" ..
إلا أني بحثت عن موضوع " شرواك " (ابتسامة) فلم أجده ’ أو لم أتوصل إليه بالأحرى!!
فهل يتكرم " شرواكم " بوضع رابطه هنا؟
أسعد الله أوقاتك أخي الحبيب.
وهذا الرابط الذي طلبت /
شرواك الطيب ... كما قال الحارث بن حلّزة صاحب المعلَّقة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2937)
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 10:47]ـ
الشيخ الحبيب سامي .. وفقك الله
أنا قصدي رابط الموضوع الذي جمعت فيه مواضيعك التي كتبتها في الملتقى ..
ـ[هاوي المعالي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 11:26]ـ
فائدة ماتعة ... بورك فيك(/)
فائده لابن القيم: قد يتصدق العبد رياء مثلا وتكون صدقته فوق صدقة صاحب السر
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:37]ـ
فائده من كلام ابن القيم رحمه الله:
قال: (قد يتصدق العبد رياء مثلا وتكون صدقته فوق صدقة صاحب السر)
وقد يشكل على البعص هذه الفائده
نوضحها باذن الله من كلام ابن القيم نفسه
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 05:30]ـ
نوضحها باذن الله من كلام ابن القيم نفسه
أين التوضيح - غفر الله لك -
ـ[الورقات]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 05:58]ـ
لا ادري ما وجه ذلك؟ إلا ان يكون صاحب السر قد راءى أيضاً،
والمعروف ان الرياء يُحبط العمل.
في أي كتاب ذكر ذلك ابن القيم؟
وأين التوضيح بارك الله فيك؟
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 01:46]ـ
ساذكر هذا التوضيح لاحقا
هذا الموضوع قديم ذكرته لبعض الاخوه لما اخبرته بحمع فوائد ونفائس من كتب ابن القيم
وعزمت على نشرها
فذكر الاخ ان الفوائد من كتب ابن القيم معروفه محفوظه لا تخف على طلاب العلم ولا داعي لنشرها
فااحببت ان اجرب واذكر فائده مماو قفت عليه فهل حقا كلها معروفه محفوظه لا داعي لنشرها
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيكم اخي
اظن انها داخلة في من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها ...........
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 02:28]ـ
ابراهيم دريش:
أزمان يستحب فيها إخفاء الأعمال
قد يقول قائل بعد سماع ما تقدم: وهل نخفي أعمالنا دائما فلا نظهر منها شيئاً أبداً؟! الإجابة على هذا السؤال يتفضل بها شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين عندما قال: فصل: قوله ولا مشاهداً لأحد فيكون متزيناً بالمراأة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: هذا فيه تفصيل أيضاً؛ وهو أن المشاهدة ءوالمشاهدة يقصد بها مشاهدة الناس لك أثناء العملء فالعمل لغير الله نوعان: أولاً: مشاهدة تبعث عليه أو تقوي باعثه ءتبعث على العمل أو تقوي هذا العملء فهذه مراأة خالصة أو مشوبة، كما أن المشاهدة القاطعة عنه أيضاً من الآفات والحجب، أي: كما أن المشاهدة التي تجعلك تقطع العمل بتاتاً أيضاً هي من الآفات والحجب. ثم يقول: ومشاهدة ءأي أخرىء لا تبعث عليه ولا تعين الباعث، بل لا فرق عنده ءأي: صاحبهاء بين وجودها وعدمها، لا يهمه يراه الناس أو لا يراه، فهذه لا تدخله في التزين والمراأة، ولا سيما عند المصلحة الراجحة في المشاهدة إذا كان هناك مصلحة راجحة. يقول ابن القيم: إما حفظاً ورعاية كمشاهدة مريض أو مشرف على هلكة يخاف وقوعه فيها، أو مشاهدة عدو يخاف هجومه كصلاة الخوف عند المواجهة، أو مشاهدة ناظر إليك يريد أن يتعلم منك فتكون محسناً إليه بالتعليم وإلى نفسك بالإخلاص، أو قصداً منك للاقتداء وتعريف الجاهل، فهذا رياء محمود، والله عند نية القلب وقصده. ثم يقول رحمه الله تعالى: فالرياء المذموم أن يكون الباعث قصد التعظيم والمدح، والرغبة فيما عند من ترائيه، أو الرهبة منه، وأما ما ذكرنا من قصد رعايته أو تعليمه أو إظهار السنة وملاحظة هجوم العدو ونحو ذلك؛ فليس في هذه المشاهد رياء، بل قد يتصدق العبد رياءً وتكون صدقته فوق صدقة صاحب السر. مثال ذلك يقول ابن القيم: رجل مضرور سأل قوماً ما هو محتاج إليه فعلم رجلٌ منهم أنه إن أعطاه سراً حيث لا يراه أحد لن يقتدي به أحد، ولم يحصل له سوى تلك العطية، وأنه إن أعطاه جهراً، اقتدي به واتبع، وأنف الحاضرون من تفرده عنهم بالعطية، فجهر له بالعطاء وكان الباعث له على الجهر إرادة سعة العطاء عليه من الحاضرين، فهذه مراأة محمودة، حيث لم يكن الباعث عليها قصد التعظيم والثناء، وصاحبها جدير بأن يحصل له مثل أجور أولئك المعطين. اهـ. وينقل لنا الحافظ ابن حجر أيضاً في فتح الباري، لما تكلم عن صدقة الفرض وصدقة النفل، وهل الأفضل إعلانهما أو إخفاءهما، قال رحمه الله تعالى ينقل عن الزين بن المنير: لو قيل إن ذلك يختلف ءأي الإخفاء أو الإظهارء باختلاف الأحوال لما كان بعيداً، فإذا كان الإمام مثلاً جائراً ومال من وجبت عليه ءأي: الزكاة صدقة الفرضء مخفياً؛ فالإسرار أولى، وإن كان المتطوع ممن يقتدى به ويتبع وتنبعث الهمم على التطوع بالإنفاق وسلم قصده، فالإظهار أولى. اهـ. ومن هنا نعلم أنه ليس دائماً تخفى الأعمال، بل قد يظهر الإنسان أعماله لمصلحة راجحة كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 11:38]ـ
يقول ابن القيم:
(الرِّياء كله شرك).
والظاهر: أنّ ابن القيم أراد بالرّياء - كما في المشاركة رقم: 1 و 6 - معناه اللغوي، وليس الشرعي .. والله أعلم.(/)
قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة
ـ[الازور]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 06:48]ـ
قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة
• سنة الفجر
كانت قراءته صلى الله عليه وسلم في ركعتي سنة الفجر خفيفة جدًا حتى أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: (هل قرأ فيها بأم الكتاب) رواه البخاري ومسلم. وكان أحيانا يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آيه {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} إلى آخر الآية، وفي الأخرى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلى آخرها، وربما قرأ بدلها {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} إلى آخر الآية. رواه مسلم، وأحيانا يقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} في الأولى و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الثانية .. وكان يقول: (نعم السورتان هما) رواه ابن ماجه وابن حبان بسند صحيح
• صلاة الفجر
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بـ (الواقعة - الطور - التكوير - الروم - يس - الصافات - المؤمنون - السجدة - الإنسان - الزلزلة) وبطوال المفصل، وكان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية، وكان يقرأ نحو ستين آية فأكثر، قال بعض رواته: لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما؟ رواه البخاري ومسلم
وقرأ مرة {إِذَا زُلْزِلَتِ} في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي: فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدًا. رواه أبو داود بسند صحيح
• صلاتي الظهر والعصر
(كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية، وأحياناً كان يقرأ بـ {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} و {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ونحوهما من السور) رواه أبوداود بسند صحيح، (ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية) رواه البخاري ومسلم .. و (كان يقرأ صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف وربما اقتصر فيهما على الفاتحة، وفي العصر يقرأ في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما) رواه مسلم ..
• صلاة المغرب
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بقصار السور أحيانًا. رواه البخاري، وأحيانًا بطوال المفصل وأوساطه .. وتارة بـ (الطور - المرسلات - الأعراف) رواه البخاري، وتارة بـ (الأنفال) رواه الطبراني في الكبير بسند صحيح، وقرأ في سفر {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} في الركعة الثانية .. رواه أحمد بسند صحيح
• سنة المغرب
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في سنة المغرب البعدية {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} في الأولى و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الثانية. رواه النسائي بسند صحيح
• صلاة العشاء
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل .. رواه احمد بسند صحيح، وتارة بـ (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) وأشباهها من السور .. رواه أحمد بسند حسن، وتارة بـ (إذا السماء انشقت) وكان يسجد فيها. رواه البخاري، وقرأً مرةً في سفر (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) في الركعة الأولى .. رواه البخاري
• صلاة الليل
كان صلى الله عليه وسلم ربما يجهر بالقراءة، وربما أسر .. رواه البخاري، يقصر القراءة فيها تارة ويطيلها أحيانًا ويبالغ في إطالتها حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري، وذلك من شدة قيامه، وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعتين فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع) رواه مسلم .. وقرأ ليلة وهو مريض بالسبع الطوال .. رواه الحاكم وصححه، وكان أحيانًا يقرأ في كل ركعة بسورة منها. رواه أبو داود بسند صحيح، وكان يقرأ أحيانًا في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر، وتارة يقرأ قدر {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} .. رواه
(يُتْبَعُ)
(/)
البخاري، وكان يقرأ في كل ليلة بـ (بني اسرائيل) و (الزمر) رواه أحمد بسند صحيح .. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان) رواه النسائي .. لذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث. رواه ابن سعد، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه أبو داود بسند صحيح. (وما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله) رواه مسلم
• صلاة الوتر
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثانية {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثالثة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} رواه النسائي بسند صحيح. وكان يضيف أحيانًا {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} رواه الترمذي والحاكم وصححه، (ومرة قرأ صلى الله عليه وسلم في ركعة الوتر بمائة آية من النساء) رواه النسائي بسند صحيح
• صلاة الجمعة
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثانية {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} رواه مسلم .. وأحيانًا يقرأ في الأولى بسورة (الْجُمُعَةِ) وفي الثانية {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} وتارة يقرأ بدلها {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} رواه مسلم.
• صلاة العيدين
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ أحيانًا في الأولى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثانية {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} رواه مسلم .. وأحيانًا يقرأ فيهما بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} رواه مسلم.
-----------------------------
** المفصل: هو ما يلي المثاني من قصار السور، سمي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم، وأقسامه ثلاثة: طواله وأوساطه وقصاره .. فطواله: من (ق) أو (الحجرات) إلى (عم) أو (البروج) .. وأوساطه: من (عم) أو (البروج) إلى (الضحى) أو (لم يكن) .. وقصاره: من (الضحى) أو (لم يكن) إلى آخر القرآن .. على خلاف في ذلك.
** فائده: كيف عرفت قراءته صلى الله عليه وسلم بالظهر والعصر مع كونهما سرًية؟ .. الجواب: ذكر أهل العلم ان الاسرار في السرية والجهر بالجهرية سنة وليس بواجب، ويحمل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هنا على أنه جهر بالسرية وهو محمول على تعليم أصحابه، ومافعل للتعليم فلا بأس.
** السبع الطوال في القرآن هي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، التوبة.
المصدر
التنويع في اذكار الصلاة
تقديم
الشيخ محمد الحمود النجدي
جمع واعداد
طارق بن محمد القطان
ـ[عبدالمجيد]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 02:42]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم، وبالنسبة لحديث ابن عباس انه كان (ص) يقوم بقدر سورة المزمل فلم أجده في البخاري كما تفضلتم وإنما هو في مصنف عبدالرزاق، ومسند أحمد، وأبي داود، وسنن النسائي الكبرى، وسنن البيهقي الكبرى.
وهذا حسب بحثي وإذا تكرمتم أن تذكروا موضعه في البخاري إن أمكنكم ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
ما معنى هذا الإسم * شهندة *؟ عاجل بارك الله فيكم
ـ[عبدالله]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:44]ـ
ما معنى هذا الإسم * شهندة *؟
عاجل بارك الله فيكم
سمى أحد أصحابي بنته بهذا الإسم ولكن يبحث عن المعنى.
قلت ساسأل الإخوة في الإنترنت
ـ[عبدالله]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:23]ـ
ما معنى هذا الإسم * شهندة *؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 12:38]ـ
,,,,
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 06:55]ـ
أستاذي:
لعل أقرب ما اعرفه حتى الآن هو:
هناك لفظة فارسية هي (شاهنده) , و معانيها (و هي متقاربة) هي:
1 - مخلص.
2 - تقي.
3 - مستقيم.
4 - صالح.
و هو إسم مفعول في اللغة الفارسية ...
و يبدو لي أن الإسم الذي ذكرته أنا ينطبق على الذكور لا الإناث ...
و بالله تعالى التوفيق ...
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 07:11]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ما معنى هذا الإسم * شهندة *؟
عاجل بارك الله فيكم
سمى أحد أصحابي بنته بهذا الإسم ولكن يبحث عن المعنى.
قلت ساسأل الإخوة في الإنترنت
فهل أفهم من هذا أن الأخ قد سمى ابنته باسم لا يعرف معناه؟؟
فإن من وجهة نظري القاصرة، لو أنه بحث عن معنى الاسم قبل أن يسمي به كان أوفق،
لكن لماذا نبحث عن الاسم غير العربي؟ مع أن الأسماء العربية أفصح وأبلغ، وأجمل وأخف على اللسان بطبيعة الحال.
والله تعالى أعلم،
ـ[الليبي أبو محمد]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم يذكر لك صديقك أين عثر على هذا الاسم؟ فقد يساعد ذلك على الوصول إلى المعنى.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حق من حقوق الأبناء (التسمية الجيدة)
فلكل شخص من اسمه نصيب
فكيف يسمي صديقك إبنته دون معرفة المعنى!
إني والله أعجب من أباء و أمهات هذا الزمان يبحثون عن الأسماء الجديدة دون معرفة معانيها
وحقيقة لا أعرف معناه ولم يمر علي الأسم من قبل
على مافي هذا الاسم من ثقل في اللسان والله المستعان.
ـ[أم شادن]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 08:09]ـ
السلام عليكم
ما معنى ميان؟
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 10:04]ـ
السلام عليكم
شاهنده لقب الملك بهرام من ملوك الفرس الساسانية ومعناه كما قال الاخ مروان ويستعمل للجنسين حاليا
http://www.esm.ir/AlphabetSearxhResult.asp?LastI D=17204&FirstID=17155&Direction=2&TRC=50
وقد ذكره صاحب كتاب مفاتيح العلوم محمد بن احمد الخوارزمي الكاتب(/)
استعمال بعض النعم في التنظيف
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 05:09]ـ
من الظواهر التي انتشرت بين الناس لا سيما ربات البيوت
استعمال بعض النعم إما أن تكون خالصة كروب اللبن " الزبادي "
أو غير خالصة كبعض المشروبات لتنيظف بعض البقع التي تعلق في الملابس أو الفرش، أو أواني المنازل.
فدعوة إلى الأخوة إلى مناقشة هذا الموضوع.
ـ[حمد]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 05:46]ـ
ليس لدي خلفية عن الموضوع أخي إبراهيم،
ولكنني تذكرت هذا الحديث، لعله يثري النقاش:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ " "(/)
مقال جديد للشيخ محمد العبدة
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 11:26]ـ
هذا مقال جديد وقصير ورائع .. كعادته حفظه الله.
اتجه من هنا ( http://www.qawafl.com/vb/showthread.php?p=12#post12)
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 12:33]ـ
الأمة بحاجة إلى العشرات من جنس هذا الشيخ.
وفقه الله ورعاه.(/)
مقطع مؤثر:: بكاء الشيخ عبد الرزاق العباد::
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:38]ـ
http://rrzzkk.jeeran.com/archive/2007/5/233258.html
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 11:44]ـ
جزاك الله خيراً
ونسأل الله الكريم من فضله
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 09:20]ـ
حفظ الله الشيخ عبدالرزاق العباد، ونفع بعلمه المسلمين.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 02:27]ـ
حفظ الله الشيخ عبدالرزاق العباد، ونفع بعلمه المسلمين
آمين
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 04:25]ـ
آمين
ـ[أبو عبدالله الثقفي]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 03:39]ـ
هذا الشبل من ذاك الأسد أسرة مباركة نفع الله بهم
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:27]ـ
هذا الشبل من ذاك الأسد أسرة مباركة نفع الله بهم
آمين.
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 05:32]ـ
...................
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 06:52]ـ
الأخ الودود / (النّالوتي السّلفي) جزاك الله خيرًا
والله أتحفتنا مرة (الوصابي) والآن (العباد الابن) لله درهم وعلى الله أجرهم (!)
اقترح / أن تجمع مقاطع العلماء في مثل هذه المواقف للعبرة والعظة.
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:10]ـ
جزاك الله تعالى خيرًا أخي الكريم، ورفع قدر الشيخ العلامة عبد الرزاق البدر.
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 09:11]ـ
404 - File or directory not found.
The resource you are looking for might have been removed, had its name changed, or is temporarily unavailable.(/)
قال الالباني لشيخنا ابن عثمين المعروف لا يعرف
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 12:31]ـ
في مكالمه نادره استمعت اليها بين الشيخ الالباني وشيخنا ابن عثمين رحمهما الله
كان المتصل شيخنا يطمئن على الا لباني ويسال عن حاله
فقال شيخنا معرفا نفسه للشيخ الالباني اول متصل عليه
معك محمد بن عثيمين فقال الالباني المعروف لا يعرف
ثم جرى بينهم حديث جميل ترى فيه الحب والاخاء
رحم الله الشيخ الالباني كم كنت اسمع شيخنا يجله
مره قال في الدرس نحن نقلد الالباني وابن حجر
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 12:32]ـ
رحم الله الشيخين الإمامين، وأسكنهما فسيح جنته
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 02:45]ـ
غفر الله لهما
ونسأله أن يخلف علينا خيرا
ـ[معاذ]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 03:13]ـ
رحمهما الله
ـ[الأندلسي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 05:39]ـ
جزاكم الله خيرا،،
أين يمكن الحصول على تسجيل هده المكالمة وفقكم الله؟ وهل هي متوفرة على النت؟ ولم لا تضعها لنا جزاكم الله خيرا؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 08:56]ـ
رحمهما الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:07]ـ
رحم الله الشيخين الإمامين الحبيبين الألباني وابن عثيمين رحمة واسعة وطيب ثراهما وحشرنا معهم بصحبة نبينا وحبيبنا (ص)
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 11:53]ـ
لا اعلم انها متوفره على النت ممكن لكن لا اعلم
استمعت اليها في وقتها من اخي الحبيب مازن الغامدي رحمه الله
حيث سلمها الشيخ له او نسخ منها
وكانت مع اخي مازن واسمعني ايها في ذالك الوفت
رحم الله شيخنا واخي ما زن وجمعنا بهم في جنته
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 08:24]ـ
رحم الله الشيخين الإمامين الحبيبين الألباني وابن عثيمين رحمة واسعة وطيب ثراهما وحشرنا معهم بصحبة نبينا وحبيبنا وجمعنا بهم في جنته برحمته
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[خواتم]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 08:42]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
قراءة كتاب "مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول"
ـ[أبوالبنات]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 02:31]ـ
هناك حلقة علمية لقراءة كتاب
" مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول "
للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الشريف التلمساني
فأدعو إخواني وأخواتي من طلبة العلم إلى الدّخول على هذا الرابط للاستماع
فإنّ في ذلك بداية للمقتصد وتذكيرا للمجتهد
وأسأل الله تعالى التوفيق للجميع
https://skypecasts.skype.com/skypeca...id_talk=908097 (https://skypecasts.skype.com/skypecasts/skypecast/detailed.html?message=talk_upd ated&id_talk=908097)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 07:40]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 12:41]ـ
ماذا تعني قراءت الكتاب , هل تقصد شرحه أم ماذا؟
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 11:18]ـ
جزاك الله خيرا(/)
"التوازن والأعتدال أيها المتشددون"
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 11:40]ـ
"التوازن في حياة المسلم"
الحمد الله, والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد:
فإن التوازن والاعتدال أمر مطلوب في حياتنا , والله عز وجل استخلاف هذه الأمة في الأرض بسبب تحقيقهم هذا المبدأ (مبدأ الوسطية و التوازن و الاعتدال) الذي يعم جميع جوانب الحياة الإسلامية فقال عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا) , ومن يتتبع الآيات يتبين له أن التوازن والاعتدال قانون إلهي وناموس كوني. فمن هذه الآيات قوله تعالى (لا الشمس ينبغي أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون) فالمجرات فيها توازن وتناسق عجيب يحير الأذهان ويذهل العقول .. فنظراً لأهمية التوازن في حياة المسلم , ولُبعد شباب اليوم عن النظرة المتوازنة للأمور بدون إفراط ولا تفريط ,,كان لابد من الحديث عن هذا الموضوع.
الموضوع يتكون من خمس عناصر:
1 - معني التوازن. 2 - أهمية التوازن في حياة المسلم.3 - مشروعية تحقيق التوازن. 4 - مجالات التوازن. 5 - مظاهر وعلاج اختلال التوازن.
العنصر الأول/معنى التوازن:
التوازن هو: إعطاء كل شيء حقه من غير زيادة ولا نقص.
- والمقصود من التعريف (معرفة الأشياء على ما هي عليه , ومعرفة حدودها وغايتها ومنافعها).
أو التوازن هو: النظرة المعتدلة للأمور بين أطراف متناقضة.
- والمقصود من التعريف (البعد عن طرف الإفراط والحماس الزائد والغلو والتشدد والمبالغة ,وكذلك البعد عن الطرف الآخر وهو التفريط والتهاون).
- ومن التعريفين يتبين لنا أن التوازن يعني:
أن نتصرف بتوازن في حياتنا.
وأن نتعود على النظرة المتوازنة في كل شيء.
وأن نتوخى التوازن في السلوك والمواقف والاتجاهات والأقوال.
- فنوازن بين أهدافنا, فلا يطغى بعضها على بعض.
ونوازن بين واجباتنا, فلا يُضخم جانب على الآخر إلا إذا كان فيه تقديم الأولويات.
ونوازن بين مصالحنا ومصالح الآخرين.
ونوازن بين العقل والعاطفة.
ونوازن بين حاجاتنا الروحية وحاجاتنا العقلية حاجاتنا الجسدية. (هذا هو مفهوم أو معنى التوازن في حياة المسلم).
العنصر الثاني/أهمية التوازن في حياة المسلم:
أولاً/أن التوازن طريق النجاة والسلامة, والبلوغ إلى المراد, والوصول إلى دار القرار, قال النبي صلى الله عليه وسلم (القصد القصد تبلغوا).
ثانياً/أن الثبات على الصراط المستقيم لا يتحقق إلا بالاعتدال والتوازن بدون إفراط ولا تفريط,,لأن الزيغ عن الحق يكون بهما, كما هو حال أهل البدع والمعاصي, فلقد قال مجاهد في تفسير قوله تعالى (ولا تتبعوا السُبل) أي: البدع.
ثالثاً/أن التوازن طريق لنجاة الإنسان من المهلكات النفس و الدين في الدنيا والآخرة, قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات. فأما المهلكات: فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ..... الحديث).
رابعاً/تظهر أهمية التوازن على مستوى الأمة, ولمن نظر في حالات ضعفها وقواتها, فسيجد أن ضعفها كان بسبب غلوها في جانب وتفريطها في جوانب, فمن ذلك على سبيل المثال لما طغى الجانب التعبدي وتزكية النفس على غيرها من الجوانب العلمية أو الجهادية وحاد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت ما يسمى بالصوفية, وقس على ذلك غيره من الجوانب.
العنصر الثالث/مشروعية تحقيق التوازن:
نظراً لأهمية التوازن في حياة المسلم كما ذكرنا وأنه أمر هام ينبغي إدراكه ولما له من علاقة قوية في صحة التربية والتكوين بل وفي معظم المجالات الإنسانية, فكان لابد من تأصيل مشروعيته من الكتاب و السنة وتبين أن التوازن قانون إلهي وناموس كوني, فأهم الأدلة المبينة لهذا التوازن ما يلي:
أولاً: أدلته من الكتاب: فمن الأدلة الدالة على التوازن:- قولة تعالى (منهم أمةٌ مقتصدةٌ وكثير منهم ساء ما يعملون) وأمة مقتصدة أي معتدلة كما قال القرطبي رحمة الله ((الاقتصاد: الاعتدال في العمل)).
- وقولة تعالى (وعلى الله قُصد السبيل) ومعناها أي على الهداية إلى الطريق المستقيم.
- وقولة تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)
(يُتْبَعُ)
(/)
- وأيضاً كما بين الله سبحانه وتعالى في النص صريح أن سبب استخلاف هذه الأمة في الأرض كان: تحقيقهم المبدأ الوسطي الذي يعم جميع جوانب الحياة الإسلامي فقال جل وعلا (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)
ثانياً: أدلته من السنة النبوية: فمن الأدلة الدالة على التوازن:- قوله صلى الله عليه وسلم (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا)
- قوله صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً.
- قوله صلى الله عليه وسلم (أمراً بين الأمرين وخير الأمور أوسطها)
فهذه الأدلة تبين لنا أهمية التوازن في جميع الأمور وأنه منهج رباني وأصل أصيل في فهم الشرع.
ثالثاً: أن التوازن قانون إلهي وناموس كوني:
- لقد بينت كثير من الآيات عظمة صنع الله في الكون وأمرناً بالتدبر في مخلوقاته فقال سبحانه وتعالى (إن في خلق السموات الأرض واختلاف الليل والنهار الآيات لأولي الألباب)
- ومن الآيات التي تبين وضوح قانون التوازن التي جاء العلم الحديث مؤيداً لها كقوله تعالى (الذي جعل لكم الأرض مهداً) وقوله تعالى (والأرض وضعها للأنام) والعلم الحديث يبَن لنا جملة من الحقائق التي تؤكد أن الأرض سكن مثالي جداً وفيه من التوازن العجيب ما يذهل العقول ويبهر الألباب.
- ومن الآيات التي تبين قانون التوازن في العالم قوله تعالى (لا الشمس ينبغي أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون) فالمجرات فيها توازن وتناسق عجيب يحير الأذهان ويذهل العقول. (فسبحان الله العظيم).
* من خلال هذا السرد للأدلة القرآنية والنبوية والكونية أن التوازن و فقهه أمر مطلوب على مستوى الفرد والمجتمع لابد من إدراكه والسعي لتحقيقه.
العنصر الرابع/مجالات التوازن:
التوازن معنى واسع شامل يشمل كل نشاط الإنسان معنوياته, سوى كان دينياً أو اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً, قال الله (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً) وسطاً في كل شيء متوازنين في كل ما تقومون به من نشاط.
فنتعود على أن نوازن بين العبادة و الحياة الخاصة , و نوازن بين العمل والدعوة, ونوازن بين الدعوة وصلة الأرحام , و نوازن بين العقل والعاطفة , أيضاً نتعود على النظرة المعتدلة في الحكم على الأشخاص .. إلى غير ذلك من مجالات التوازن في الحياة.
العنصر الخامس/مظاهر وعلاج اختلال التوازن:
أولاً: المظاهر:
1 - الشك والخوف والاضطراب والقلق والحسد:
- يقول الأستاذ محمد قطب (إن الحسد والبغض والخوف والشك والاضطراب والقلق .. مثل هذه الأمراض قد تكون نتيجة لاختلال التوازن العقلي والخلقي وهذا الاختلال مرجعه إلى التيارات الفكرية التي يزخر بها المجتمع).
- يقول د. مسفر القحطاني في كتابه فقه الموازنات (كذلك يختل عنده الميزان في الحكم والنظر في الأمور نتيجة لاقتصار على جانب واحد من الشيء. وهذا يؤدي بلا شك إلى الفرقة و الاختلاف عند أي أمر فيه اجتهاد. نظراً لضيق الأفق والنظر من بُعد واحد).
2 - ظهور التكفير و التفسيق: إن انعدام النظرة المتوازنة للأمور والحكم الذي يجمع طرفاً واحداً يحكم به على شخص أو على جماعة أو على أمة يؤدي إلى التخبط في التكفير والتفسيق القائم على الظن والهوى ولذلك نجد الخوارج لضيق نظرتهم في الشرع وأحكام الدين لم يبالوا بأن يكفروا المسلمين بل وفوق ذلك استحلوا دماءهم وأموالهم ومثال ذلك قتلهم للصحابي الجليل عبد الله بن خباب بن الأرت هو و زوجته شر قتله ولم يعصمهم عن ذلك دينٌ ولا علم.
3 - ظهور الغلو في الدين: فإننا نجد كل من عدل عن منهج الوسط والحق والسنة يندفع إلى الغلو الذي ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
4 - ظهور النفاق:
إن كل من لا يزن الأمور بالنظرة المعتدلة فإنه ,قد يكون من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض, وهم المنافقين.
5 - ظهور الفرقة والمعادة بين المسلمين:
نجد أن هذا المظهر يبرز ويظهر إذا غلب على الأمة الجهل والتعصب للأهواء مما تحصل العداوة والشقاق بين المسلمين كما هو الحال اليوم في كثير من بلاد المسلمين.
ثانياً: العلاج:
1 - طلب العلم: العلاج الأول المساعد في تحقيق التوازن هو العلم: ويكون ذلك بالتدبر في الكتاب والسنه.
- يقول الأمام مالك رحمة الله (إذا قل العلم يظهر الجفا وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء)
2 - قراءة سير السلف الصالح: لمعرفة كيف كانوا يطبقون التوازن والاعتدال في حياتهم , فمن ذلك كيف كان أبو بكر رضي الله عنه يوازن بين العبادة والحياة الخاصة, وكيف كان عمر رضي الله عنه يوازن بين القيادة والعبادة, وكيف كان عثمان رضي الله عنه يوازن بين العبادة والتجارة .. ألخ
4 - ترك إتباع الظن والهوى:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (وأصل الضلال إتباع الظن والهوى كما قال الله تعالى (إن يتَبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهُدى).
" وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً"
جمع وترتيب
أخوكم
محمد الشهراني
الأربعاء 13/ 5/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" يرفع لمن يريد المشاركةوالفائده "
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:57]ـ
بارك الله فيك
لو قلت ظهور الغلو في التكفير لكان أضبط, لئن التكفير لا يذم لذاته, بل منه حق بل منه ما لا يصح الإسلام إلا به كتكفير اليهود والنصارى والمشركين, ومنه باطل كتكفير أهل القبلة بالذنوب والمعاصي التي هي دون الكفر كما هو دأب الخوارج, أوالتكفير للإعيان دون مراعاة ضوابطه ودون التفريق بين مسائل ظاهرة وأخرى خفية وغير ذلك من مهمات هذا الباب ..
هذا ومن قرأ ما تحت عنوان (ظهور التكفير والتفسيق) قد يتضح له قصدك الصحيح, ولكن لما كان البعض يقتصر على قراءة العناوين الرئيسية ولا سيما مع تلوينها وبروزها ويترك قراءة الموضوع سطرا سطرا رأيت التنبيه
وجزاك الله خيرا لتحمل أخيك ..
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 06:37]ـ
أبو فاطمه الحسني
أشكرك على المرور والملاحظه ...
ـ[هيا]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 12:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرآ اخي الكريم على موضوعكم
2 - ظهور التكفير و التفسيق: إن انعدام النظرة المتوازنة للأمور والحكم الذي يجمع طرفاً واحداً يحكم به على شخص أو على جماعة أو على أمة يؤدي إلى التخبط في التكفير والتفسيق القائم على الظن والهوى ولذلك نجد الخوارج لضيق نظرتهم في الشرع وأحكام الدين لم يبالوا بأن يكفروا المسلمين بل وفوق ذلك استحلوا دماءهم وأموالهم ومثال ذلك قتلهم للصحابي الجليل عبد الله بن خباب بن الأرت هو و زوجته شر قتله ولم يعصمهم عن ذلك دينٌ ولا علم.
مصدر تعقيبي الشبكة الإسلامية - كتب الأمة
http://islam ... .net/ver2/Library/ummah_ShowChapter.php?lang=A&BabId=10&ChapterId=10&BookId=255&CatId=201&startno=
الأصل السادس:التحري في حال الشخص المعين، المرتكب لموجب الكفر أو الفسق، قبل تكفيره أو تفسيقه، بحيث لا يكفر ولا يفسق أحد إلا بعد إقامة الحجة عليه
نبه ابن تيمية إلى عظم مسألتي التكفير والتفسيق عمومًا، فقال: (اعلم أن مسائل التكفير والتفسيق هي من مسائل الأسماء والأحكام، التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة، والقتل والعصمة، وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين، وحرّم الجنة على الكافرين) (176).
ولعظم المسألتين وخطرهما، فإن إطلاق الكفر أو الفسق على أحد لا يكون إلا بموجب قطعي، ولاسيما الكفر فإنه يكون (بمثل تكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم) (177)، ويتعلق بما يتعلق به الإيمان، وكلاهما متعلق بالكتاب والسنة، وهما متضادان، فلا إيمان مع تكذيب الرسول ومعاداته، ولا كفر مع تصديقه وطاعته، وحكمه لا يتبين إلا عن طريق الشرع (178)، فليس لأحد أن يكفر أحدًا بهواه، لأن التكفير حق لله تعالى، والذين يكفّرون بهواهم هم المبتدعة، كالروافض الذين كفّروا أبا بكر (179)، وعمر (180) رضي الله عنهما، والخوارج الحرورية (181) الذين كفّروا عليًا رضي الله عنه، وقاتلوا الناس على الدين، (حتى يرجعوا عما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة، إلى ما ابتدعه هؤلاء بتأويلهم الباطل وفهمهم الفاسد للقرآن .. ومع هذا، فقد صرّح علي رضي الله عنه بأنهم مؤمنون، ليسوا كفارًا ولا منافقين، وهذا بخلاف ما كان يقوله بعض الناس، كأبي إسحاق الإسفراييني (182) ومن اتبعه، يقولون: لا نكفّر إلا من يكفّرنا، فإن الكفر ليس حقًا لهم بل هو حق لله، وليس للإنسان أن يَكْذِبَ على من يكذب عليه، ولا يفعل الفاحشة بأهل مَن فعل الفاحشة بأهله، ولو استكرهه رجل على اللواطة لم يكن له أن يستكرهه على ذلك، ولو قتله بتجريع خمر أو تلوط لم يجز قتله بمثل ذلك، لأن هذا حرامٌ، لحق الله) (183).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويصرّح في موضع آخر بأن هذا المسلك هو مسلك أهل العلم والسنة، فيقول: (فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفّرون مَن خالفهم، وإن كان ذلك المخالفُ يكفّرهم، لأن الكفر حكم شرعي، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك، وزنى بأهلك، ليس لك أن تكذب عليه، ولا تزني بأهله، لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى، وكذلك التكفير حق لله، فلا يُكَفَّر إلا من كَفَّره الله ورسوله) (184).
كما أن أهل السنة لا يكفّرون أحدًا من أهل القبلة بالذنب والمعصية، وإنما ذلك من فعل الخوارج الذين يكفّرون بمطلق الذنوب (185)، وفي هذا يقول رحمه الله: (من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لابد منه، ويكفّرون مَن خالفهم فيها ويستحلون دمه، كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم .. وأهل السنة لا يبتدعون قولاً، ولا يكفّرون من اجتهد فأخطأ، وإن كان مخالفًا لهم، مكفّرًا لهم، مستحلاً لدمائهم، كما لم تكفّر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان (186) وعلي رضي الله عنهما، ومن والاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم) (187).
بل يقرر شيخ الإسلام (أنه لا يُجعل أحدٌ بمجرد ذنب يذنبه، ولا ببدعة ابتدعها، ولو دعا الناس إليها، كافرًا في الباطن إلا إذا كان منافقًا، فأما مَن كان في قلبه الإيمان بالرسول وما جاء به، وقد غَلط في بعض ما تأوله من البدع، فهذا ليس بكافر أصلاً، والخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيرًا لها، ولم يكن في الصحابة من يكفّرهم، ولا علي بن أبي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين) (188).
ويعلل ابن تيمية منع إطلاق الكفر على المعين، أن له شروطًا وموانع تقتضي انتفاء العذر، كالجهل بالحكم وثبوت الحكم بالعلم، (فلا يلزم إذا كان القول كفرًا أن يكفر كل من قاله مع الجهل والتأويل، فإن ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الآخرة في حقه ... وإذا لم يكونوا في نفس الأمر كفارًا، لم يكونوا منافقين، فيكونون من المؤمنين) (189).
ذلك أن الكفر حكم شرعي، لا يُحكم به على أحدٍ بمجرد الخطأ والغلط، بل لابد من إقامة الحجة على المحكوم عليه، وفي هذا الشأن يقول رحمه الله: (ليس لأحد أن يكفّر أحدًا من المسلمين وإن أخطأ وغلط، حتى تُقام عليه الحجة، وتُبين له المحجة، ومَن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة) (190).
وقد حذّر الشيخ من تكفير أو تفسيق أو نسبة معصية إلى مجتهد معين، أخطأ فيما يسوغ الاجتهاد فيه من المسائل العقدية والعملية، فيقول: (إني من أعظم الناس نهيًا عن أن يُنسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية، التي من خالفها كان كافرًا تارة، وفاسقًا أخرى، وعاصيًا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية، ومازال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية، كما أنكر شُرَيح (191) قراءة من قرأ (بل عجبتُ ويسخرون) (الصافات: 12)، وقال: إن الله لا يعجب، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي (192)، فقال: إنما شُريح شاعر يعجبه علمه، كان عبد الله (193) أعلم منه، وكان يقرأ: (بل عجبتَ) (194) .. وكما نازعت عائشة (195) رضي الله عنها، وغيرها من الصحابة في رؤية محمد صلى الله عليه و سلم ربه، وقالت: (مَن زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية) (196)، ومع هذا لا تقول لابن عباس رضي الله عنهما، ونحوه من المنازعين لها: إنه مفتر على الله .. وكما نازعت في سماع الميت كلام الحي، وفي تعذيب الميت ببكاء أهله، وغير ذلك .. وقد آل الشر بين السلف إلى الاقتتال، مع اتفاق أهل السنة على أن الطائفتين جميعًا مؤمنتان، وأن الاقتتال لا يمنع العدالة الثابتة لهم، لأن المقاتل وإن كان باغيًا فهو متأول، والتأويل يمنع الفسوق) (197).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُفرّق الشيخ بين التكفير العام والتكفير المعين، فهو يرى (أن التكفير العام كالوعيد العام، يجب القول بإطلاقه وعمومه) (198)، وفق الموجب، بغض النظر عن حالِ مُتلبّسه، أما الكفر المعين فلا يُحكم به على أحد إلا إذا توافرت فيه شروط الكفر، وانتفت عنه موانعه، دون تفريق بين المسائل العقدية والعملية .. وتقريرًا لهذا المعنى يقول رحمه الله: (وحقيقة الأمر في ذلك، أن القول قد يكون كفرًا، فيُطلق القول بتكفير صاحبه، ويقال: من قال كذا فهو كافر، لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا كما في نصوص الوعيد، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا) (النساء: 10). فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق، لكن الشخص المعين لا يُشهد عليه بالوعيد، فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار، لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط أو ثبوت مانع، فقد لا يكون التحريم بلغه، وقد يتوب من فعل المحرم، وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم، وقد يُبتلى بمصائب تكفر عنه، وقد يشفع فيه شفيع مطاع، وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجتهدًا في طلب الحق وأخطأ، فإن الله يغفر له خطأه كائنًا ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وجماهير أئمة المسلمين) (199).
بل يرى الشيخ أن التحري في حال المتأول المخطئ في مسائل الاعتقاد، أولى من المخطئ في المسائل العملية، لخفاء الأولى وظهور الثانية، وفي هذا يقول: (التحقيق في هذا: إن القول قد يكون كفرًا، كمقالات الجهمية الذين قالوا: إن الله لا يتكلم ولا يرى في الآخرة، ولكن قد يخفى على بعض الناس أنه كفر، فيطلق القول بتكفير القائل، كما قال السلف: مَن قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومَن قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر، ولا يكفّر الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة كما تقدم، كمن جحد وجوب الصلاة والزكاة، واستحل الخمر والزنا وتأول، فإن ظهور تلك الأحكام بين المسلمين أعظم من ظهور هذه، فإذا كان المتأول المخطئ في تلك لا يُحكم بكفره إلا بعد البيان له واستتابته، كما فعل الصحابة (200) رضي الله عنهم، في الطائفة الذين استحلوا الخمر، ففي غير ذلك أولى وأحرى، وعلى هذا يُخَرج الحديث الصحيح (في الذي قال: إذا أنا متُّ فاحرقوني، ثم اسحقوني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا ما عذّبه أحدًا من العالمين) (201) وقد غفر الله لهذا، مع ما حصل له من الشك في قدرة الله وإعادته إذا حرقوه) (202).
ويشهد لهذا المنهج فعل الإمام أحمد رحمه الله، الذي تعرّض لفتنة خلق القرآن من قِبَل الجهمية نُفاة الصفات، فامتحنوه وضربوه وحبسوه بأمر من الخليفة المأمون (203)، الذي وافقهم على التجهم، ومع ذلك فإن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر. ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم، فإن الاستغفار للكفار لا يجوز، بالكتاب (204) والسنة (205) والإجماع، وهذا يدل على أنه لم يكفر المعين من الجهمية لجهلهم بالحكم أو غيره (206)، هذا مع أن الجهمية أشد المبتدعة ضلالاً، بل المشهور عن الإمام أحمد وعامة أئمة السنة تكفيرهم، قال فيهم (عبد الله بن المبارك: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية، وقال غير واحد من الأئمة: إنهم أكفر من اليهود والنصارى) (207).
أما غيرهم من أهل البدع، فإنهم لا يُكَفَّرون، مثل الشيعة المفضِّلة لعليٍّ على أبي بكر رضي الله عنهما، وكذلك المرجئة، فإن بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع، أما القدرية المُقِرُّون بالعلم (208)، والروافض الذين ليسوا من الغالية (209)، والخوارج، فهم محل خلاف بين أهل العلم، وقد أثر عن الإمام أحمد التوقف عن تكفير القدرية المقرين بالعلم، والخوارج، مع قوله: ما أعلم قومًا شرًا من الخوارج، ونقل أبو نصر السجزي (210) عن أئمة السنة، قولين في نوع كفر الجهمية: الأول أنه كفر ينقل عن الملة، هو قول الأكثر، والثاني كفر لا ينقل عن الملة .. وذكر الخطابي (211): إن تكفير أهل السنة لهم، على سبيل التغليظ (212).(/)
آثار العالم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 01:59]ـ
إنَّ مما يلحق العالم بعد موته، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب، هي استمرار لحياته ومضاعفة لحسناته، وهي داخلة ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء، واستمرار أجره.
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته، ينتفعون بعلمه في حياته وينقولونه إلى الأجيال، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله.
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء، وتأليف كتب نافعة محررة؛ فيحصل له النفع الكبير، والخير الوافر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 02:16]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وأسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 02:44]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ونفع بكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:40]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 11:40]ـ
يرفع للفائدة والتذكير
وجزاك الله خيرا يا شيخ ماهر ونفع المسلمين بعلمك وأجزل مثوبتك
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 08:38]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.(/)
إلى جهابذة المجلس .. ماالمراجع التي ستثري موضوع بحثي في .. !
ـ[شموخ الشامخ]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 03:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقا سررت بهذا المجلس المبارك .. ممثلة بأعضائه
الأخوة والأخوات الكرام ...
رسالتي العلمية ستكون بلاغية قرآنية ..
فأريد التكرم لمن لديه علم أو خبره أن يفيدني بالمراجع
خاصة في التفسير والبلاغة من المصادر التي تثري بحثي .. بارك الله فيكم
ولا حرمكم أجري .. والله المستعان ..
أختكم ... شموخ الشامخ
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 04:18]ـ
اختي إليكِ هذا الرابط لملتقى أهل التفسير سيفدك باذن الله
http://www.tafsir.net/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=1
ـ[شموخ الشامخ]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 04:38]ـ
ابن المبارك ..
جعلك مبارك أينما كنت ..
وأجزل الله لك المثوبة .. ولكني بحثت فيه سابقا فلم أجد ضالتي.!
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 02:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يعينك وييسر لك إتمام بحثك على الوجه اللائق
من المراجع المفيدة في هذا:
(البلاغة القرآنية) للدكتور محمود القاسم
و (من بلاغة القرآن) لأحمد بدوي
و (القرآن إعجازه وبلاغته) وكذا (القرآن والصورة البيانية) كلاهما لحسين عبدالقادر
ومن الكتب المفيدة أيضاً (إعراب القرآن وبيانه) لمحي الدين درويش رحمه الله
وهناك كتب أخرى
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 08:39]ـ
وإذا استطعت التواصل مع الدكتور محمد بن سعد الدبل والدكتور عويض العطوي، فحسن؛ لأن لهما عناية بذلك
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 09:06]ـ
ومن الكتب المفيدة في هذا الباب:
- (البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية) للدكتور محمد محمد أبو موسى
- (المدخل إلى دراسة بلاغة أهل السنة) للأستاذ الدكتور محمد الصامل
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 09:45]ـ
ليكن ضمن مباحثك:
أثر بلاغة القرآن في لغة العرب بعد نزوله.
أثر بلاغة القرآن لدى العرب غير المسلمين.
أعانك الله على دراستك ويسر أمورك
ـ[شموخ الشامخ]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 12:47]ـ
الكرام أبناء الكرام ..
أجزل الله لكم المثوبة ورفع قدركم .. وجعلكم من أهل اليمين ويسر الله لكم كل عسير ..
وصل كرمكم .. وصلكم الله بطاعته وحبه ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 12:57]ـ
آمين، وإياكم
من الكتب المفيدة أيضاً:
(بلاغة الحال في النظم القرآني) للدكتور عويض العطوي.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 01:21]ـ
من ذلك أيضاً:
(التشبيه، صوره وألفاظه، دراسة تطبيقية في القرآن الكريم) لأحمد الزهري
وهي رسالة ماجستير
ـ[الملف]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 09:25]ـ
التصوير الفني في القران الكريم
كتاب نسيت اسمه ولكنه لفاضل السامرائي
ـ[أبو حماد]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 12:46]ـ
عليك بكتب الدكتور محمد محمد أبو موسى ففيها فوائد عظيمة، وكذلك موسوعة عبدالخالق عضيمة في أساليب القرآن الكريم، وإن شئت رجلاً كريم الخلق، حسن المعشر، فكه الروح، لطيف المذاكرة، يفتح عليك في هذا الباب ويعينك، فعليك بالشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري، فهو في هذا مفيد إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 02:49]ـ
إعجاز القرآن لمحمود شاكر رحمه الله
أسرار البلاغة للجرجاني
وكتب فاضل السامرائي
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 10:36]ـ
لا بد لمن أراد البحث في بلاغة القرآن من الانتفاع بكتب ابن القيم، ونظم الدرر للبقاعي - ولا أعرف كتاباً يدانيه في حسن تدبر القرآن وتلمّس بلاغتِه -، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 12:34]ـ
//
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 12:38]ـ
كتاب نسيت اسمه ولكنه لفاضل السامرائي
لمسات بيانية
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 01:37]ـ
والتحرير والتنوير لابن عاشور.
أحسن الله إليكم، فعلاً هذا كتاب مهم في تلمس مواضع البلاغة في القرآن العظيم، وصاحبه عليه رحمة الله حرره تحريراً متقدماً.
ـ[أم البررة]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 07:15]ـ
ـ الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم للرافعيّ، أو قريب من هذا الاسم.
ـ في ظلال القرآن، لسيّد قطب.
ـ وتفسير الثعالبيّ ـ مع عدم اطلاعي عليه إلا أن إحدى الفاضلات أفادتني به ـ
وكما تفضل من قبلي: الاتصال بأهل التخصص والاستفادة منهم.
موفقّة مسدّدة.
ـ[شموخ الشامخ]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:28]ـ
وإن كان ردي متأخرا
إلا أن فضلكم علي متقدما ..
أسأل الله العظيم لمن أفادني ودعا لي ..
بالمغفرة والرحمة واليسر والفتح منه عليه .. إنه هو الجواد الكريم
لا أملك لمن أكرمني إلا بالدعاء الصادق الخالص .. اللهم فتقبل مني ..(/)
إنه الإنصاف، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 05:33]ـ
قال الإمام الشوكاني – رحمه الله تعالى -:
[وَعَدَمُ الِاعْتِدَادِ بِخِلَافِ دَاوُد مَعَ عِلْمِهِ وَوَرَعِهِ، وَأَخْذِ جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ
الْأَكَابِرِ بِمَذْهَبِهِ، مِنْ التَّعَصُّبَاتِ الَّتِي لَا مُسْتَنَدَ لَهَا إلَّا مُجَرَّدُ الْهَوَى وَالْعَصَبِيَّةِ، وَقَدْ كَثُرَ هَذَا الْجِنْسُ فِي أَهْلِ الْمَذَاهِبِ!، وَمَا أَدْرِي مَا هُوَ الْبُرْهَانُ الَّذِي قَامَ لِهَؤُلَاءِ الْمُحَقِّقِينَ حَتَّى أَخْرَجُوهُ مِنْ دَائِرَةِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ كَانَ لِمَا وَقَعَ مِنْهُ مِنْ الْمَقَالَاتِ الْمُسْتَبْعَدَةِ، فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَقَالَاتِ غَيْرِهِ الْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَحْضِ الرَّأْيِ الْمُضَادَّةِ لِصَرِيحِ الرِّوَايَةِ، فِي حَيِّزِ الْقِلَّةِ الْمُتَبَالَغَةِ، فَإِنَّ التَّعْوِيلَ عَلَى الرَّأْيِ، وَعَدَمَ الِاعْتِنَاءِ بِعِلْمِ الْأَدِلَّةِ، قَدْ أَفْضَى بِقَوْمٍ إلَى التَّمَذْهُبِ بِمَذَاهِبَ لَا يُوَافِقُ الشَّرِيعَةَ مِنْهَا إلَّا الْقَلِيلُ النَّادِرُ، وَأَمَّا دَاوُد فَمَا فِي مَذْهَبِهِ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي أَوْقَعَهُ فِيهَا تَمَسُّكُهُ بِالظَّاهِرِ وَحَمَلُوهُ عَلَيْهِ هِيَ فِي غَايَة النُّدْرَةِ.
وَلَكِنْ:
**** لِهَوَى النُّفُوسِ سَرِيرَةٌ لَا تُعْلَمُ****].
نيل الأوطار. ج1 ص 139 ط. المعرفة.شيحا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 05:53]ـ
بارك الله فيك أخي علي
ورع الإمام داود وعلمه لا يُنكر
ولكن في إطلاق العلامة الشوكاني نظر ظاهر، والذين لم يعتدوا بخلاف داود علماء أكابر
ولهم في ذلك أدلة وتعليلاتٌ مذكورة في كتب الأصول والفقه والشروح الحديثية وغيرها
فلا يناسب إطلاق القول بأنَّ الحامل لهم على ذلك مجرد الهوى
فلو قال بأنَّ أدلتهم في هذا ليست قوية أو نحو ذلك لكان أولى
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 05:58]ـ
بارك الله فيك أخي علي
ورع الإمام داود وعلمه لا يُنكر
ولكن في إطلاق العلامة الشوكاني نظر ظاهر، والذين لم يعتدوا بخلاف داود علماء أكابر
وبك بارك أخي الحبيب عبد الله، لا شك أن كلامك دقيق، وهو ما دار في الذهن، ولكني آثرت ألا أستدرك ما استدركتَ ذلكم أولا:لأرى تعليقات الإخوة، وثانيا: حتى لا أعكر على أصل الفائدة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 06:01]ـ
وفيك بارك الله، وبك نفع أخي الفاضل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 06:07]ـ
داود الظاهري على شذوذاته وآرائه العجيبة ليس بأعجب من ابن حزم رحم الله الجميع
وإذا كان التفرد والشذوذ في الفروع مظنة للرد وعدم القبول، فهو في الأصول أولى وأولى أن يكون
ولذلك إذا تفرد بعض العلماء بقول ولم يتابعه أحد عليه لا ممن كان قبله ولا ممن أتى بعده فهو أولى بالرد وأبعد عن القبول، هذا إذا كان موافقا لهم في الأصول والقواعد العامة، فما بالك إذا كان أصلا مخالفا لهم في الأصول الفقهية الأساسية كالاحتجاج بالقياس وفحوى الخطاب وقرائن الأحوال.
فهذه هي وجهة نظر عدم الاحتجاج بداود وابن حزم، بل إن الشوكاني أيضا رحمه الله له نصيب من هذا الأمر؛ لأنه أحيانا يختار بعض الآراء الشاذة التي لا يوافقه عليها أحد لا في السابق ولا في اللاحق.
فليس عدم قبول قول داود الظاهري لأنه اسمه داود الظاهري!! بل عدم الاعتداد به بسبب أنه مخالف لأهل العلم في الأصول العامة للشرع، فما بالك بالفروع!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 06:15]ـ
بارك الله فيكم
فَإِنْ كَانَ لِمَا وَقَعَ مِنْهُ مِنْ الْمَقَالَاتِ الْمُسْتَبْعَدَةِ، فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَقَالَاتِ غَيْرِهِ الْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَحْضِ الرَّأْيِ الْمُضَادَّةِ لِصَرِيحِ الرِّوَايَةِ، فِي حَيِّزِ الْقِلَّةِ الْمُتَبَالَغَةِ
ليس هذا من الإنصاف
لأن الشوكاني رحمه الله يعلم _وهو الخبير بكتب أصول الفقه _ أن هذا ليس هو دليل العلماء الذين لم يعتدوا بخلاف داود رحمه الله بل عندهم أدلة غيرها أهمها هو إنكاره للقياس قالوا لأن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا حول ولا قوة إلا بالله ... سبحان الله! يعتد بقول فقيه اهترأت فكاه وهو يدارس المنطق و الكلام أو لغوي أمضى عمره يطبل على الدفوف ويقول فعول ٌ مفاعيل ٌ! أو حنفي يرد حديث رسول الله ليمرر رأي أئمته الثلاثة ... !!!!
ولا يعتد بقول قوم نبتت لحوم قلوبهم على حب الحديث و بين كبار الأئمة؟؟. وقد ذكر الذهبي رحمه الله في سيرة الامام داود الظاهري كم كان حوله ومن كان حوله من الأئمة الذين لم يشنعوا على مذهبه و تركوه ينشره و يدرسه حتى أن إسحاق بن راهويه كان من خاصة أصحابه فكان داود يعبث بخزانة كتب اسحاق في بيته واسحاق جالس يحتجم!. إن النكير على فقه الظاهر طرأ في العصور المتأخره عندما شرع ابن حزم رحمه الله بمنهج النقد المباشر ونسب المناكير الفقهية الى من صنعها و ببيان العوار وكشف الستار! فتململ القوم ونخطوا!. و قد أقذع ابن العربي الأشعري المالكي في ابن حزم حتى كاد يكفره وقد ألمح إلى ذلك في بعض مسائله على سورة البقرة في كتاب أحكام القران وقد رد عليه الذهبي وقال: مع أن ابن العربي رحمه الله لم يبلغ مبلغ ابن حزم و لا يكاد!.الغريب أن ابن العربي رحمه الله رأى ابن عقيل الحنبلي في مجلس في أثناء رحلته إلى الشام والعراق قال: فالتفت الينا ابن عقيل واستشهد بآية يريد بها نفي رؤية الله يوم القيامة! أو كما قال ومع هذا لم يقذع فيه كما أقذع في ابن حزم وقد ذكر هذه القصة عنه محب الدين الخطيب في مقدمته على العواصم.
في الفقه من المناكير الفقهية لكبار الفقهاء ما يدعو إلى قذف بعض أقوالهم من أقرب نافذة و بشدة! , ولكن لا تغمط الناس حقهم وابحث لهم عن عذر و اجعلهم فوق رأسك كي لا تكون تحت أقدامهم يوم القيامة.
وأنا في هذا الموضوع أعتذر للظاهرية ليس بالأعذار ولكن بعلمهم الذي لم يدرك كنهه كثير ممن سخروا منهم أو علموه ولكنهم يجفون و يغاضبون أسفين , والله المستعان.
و أنصح كل من لديه " غضبة يريد قذفها " أن يعمل بقول عمر بن عبد العزيز الذي رواه عنه ابو خيثمة في كتاب العلم: كن عالما ً ,فإن لم تستطع فكن متعلماً , فإن لم تستطع فأحببهم! فإن لم تستطع فلا تبغضهم!.
فرحم الله ذلك الجنان ما أفقهه.
وللحديث بقية ...
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:08]ـ
مسألة قول بعضهم: نقل اتفاق جمهور العلماء على أنه لا يعتد بقوله المخالف، وأن الإجماع ينعقد دونه، فإذا قال العلماء قولاً وخالفهم الإمام ابن حزم أو داود مثلاً فإن الإجماع يكون منعقداً، ولا يعتد بمخالفة الإمام ابن حزم، فخلافه حينئذ مهمل غير معتبر.
أقول: أما جمهور العلماء الذين ذكر اتفاقهم هنا هم مقلدة المذاهب الأربعة.
باتفاق من المجتهدين كلهم وابن حزم وداود منهم منهم لا يعتد بقول المقلد، وإنما المقلد عالة على المجتهد، عليه أن يمتثل قول المجتهد ولا يتعداه، وأن يسلم عقله له ودينه، فليس له أن يجمع أو يتفق على شيء دونهم.
واعلم أن الذي ابتدع القول الذي يقول إن أهل الظاهر، لا يعتد بقولهم هو الاسفرائيني الشافعي، وهو من المقلدين باعترافه واعتراف بقية المقلدة، وكذلك قاله الجويني الشافعي (إمام الحرمين) (1)، وابن العربي الأشعري المالكي (2)، وهم أيضاً مقلدة في الأصول والفروع، ثم اتبع هذا القول جميع مقلدة المذاهب إلا بعض الحنبليين الذين سلموا من هذه البدعة، كالكلوذاني، والعكبري، ومن نحا نحوهم.
فإذا ضاقت بالمقلدة سبل رد قول أهل الظاهر قالوا: لا عبرة بخلاف الظاهرية! وهذا ما نصح به ابن العربي الأشعري المالكي تلامذته، وطالبهم بعدم مناقشة أهل الظاهر!.
واعلم أن الذين قالوا بعدم الاعتداد بخلاف أهل الظاهر من المتأخرين لم يفهموا قول متقدميهم، فقول المتقدمين: أن داود يعتد بخلافه، وهذا ما صححه من يعدون عندهم أهل تحقيق.
أما المتأخرين فقد خلطوا بين قول الظاهرية عموماً، وبين قول داود، وأجروا بدعة عدم الاعتداد بقول الظاهرية على داود ومتقدمي أهل الظاهر، كمحمد ابنه، وابن المغلس، والمنصوري، ونحوهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يغرنك حكايتهم أن جمهور العلماء اتفقوا على عدم الاعتداد بقول الإمام ابن حزم، أو غيره من أئمة الظاهرية، فهي حكاية مقلد في الطعن في علم إمام مجتهد، وهذه لا تكون ألبتة عند الأئمة حكاية فيها خير وحق.
فإن صدقوا في دعواهم هذه فليأتوا لنا بقول إمام مجتهد سليم من بدعة التقليد للمذاهب، فإن أتونا بقوله الذي يقول فيه لا عبرة بخلاف أهل الظاهر، وأقام الدليل على ذلك صدق، وإلا فهي دعوى مبتدعة لم يسبق فيها أحد من الأئمة هؤلاء المقلدة المبتدعة. (حتى على أصول المخالفين).
********* يتبع **********
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:21]ـ
من هو داود الذي لم يعتد بخلافه
حررت الإساءة إلى أهل العلم، فلا تعد لمثل هذا
(الحمادي)
راجع ترجمته هنا
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=70
ثناء العلماء عليه:
وقد أثنى عليه ـ رحمه الله تعالى ـ عدد من الأئمة الأعلام، وأفاضوا عليه بالثناء الجزيل، والذكر الجميل، وسنذكر بعض ما ورد في كتب التراجم مما يبين منزلته بين علماء زمانه، ومن ذلك:
ـ قال مسلمة بن قاسم: كان داود من أهل الكلام والحجة والاستنباط لفقه الحديث، صاحب أوضاع، ثقة إن شاء الله تعالى.
ـ وقال النَدِيم: وكان فاضلاً صادقاً ورعاً.
ـ وقال الحاكم: ثقة.
ـ وقال الخطيب الغدادي: كان إماماً ورِعاً، نا سكاً، وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عَزِيزَةٌ جداً
ـ وقال ابن خلكان: الإمام المشهور المعروف بالظاهري كان زاهداً متقللاً كثير الورع، وكان من أكثر الناس تعصباً للإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ وصنف في فضائله، والثناء عليه كتابين، وكان صاحب مذهب مستقل، وتبعه جمع كثير يُعرفون بالظاهرية.
ـ وقال السّمعاني: وهو إمام أهل الظاهر، وكان ورعاً ناسكاً زاهداً.
ـ وقال النووي: فضائل داود، وزهده، وورعه، ومتابعنه للسنة مشهورة.
ـ وقال الصّفَدي: كان زاهداً متقلِّلاً كثير الورع ... وكان من أكثر الناس تعصُّباً للشافعي، وصنَّف في فضائله والثناء عليه كتابين، وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير من الظاهرية ... وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد. قيل إنه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر، وكان من عقلاء الناس.
ـ وقال شمس الدين محمد بن علي الدّاوودي: الإمام الحافظ المجتهد الكبير ... كان إماماً فاضلاً صادقاً ورعاً.
ـ وقال أبو إسحاق الشِّيرازي: كان زاهداً متقلّلاً، وقال أبو العباس: كان داود عقلُه أكثر من علمه. وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد.
ـ وقال القاضي المَحامِلي: رأيت داود بن علي يصلي، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه.
ـ وقال ابن عبدالهادي: الحافظ المجتهد، فقيه أهل الظاهر ... صنَّف التصانيف وكان بصيراً بالحديث صحيحه وسقيمه
ـ وقال الذهبي في " السير ": الإمامُ، البحرُ، العلامة، عالمُ الوقت ... رئيس أهل الظاهر ... بصيرٌ بالفقه، عالمٌ بالقرآن، حافظٌ للأثر، رأسٌ في معرفة الخلاف، من أوعيةِ العلمِ، له ذكاءٌ خارقٌ، وفيه دِينٌ متينٌ.
ـ وقال أيضاً في " التذكرة ": الحافظ، الفقيه، المجتهد ... صنف التصانيف، وكان بصيراً بالحديث وصحيحه وسقيمه.
ـ وقال أيضاً في " العبر ": كان زاهداً ناسكاً.
ـ وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن مُفرج الأشبيلي النباتي: وداود بن علي ثقة، فاضل إمام من الأئمة لم يذكره أحدٌ بكذب ولا تدليس في الحديث رحمه الله.
ـ وقال ابن الوردي: إمام أصحاب الظاهر ... وكان إماماً مجتهداً ورعاً أخذ هو وأصحابه بظاهر الآثار والأخبار وأعرضوا عن التأويل.
ـ وقال السيوطي: صنّف التصانيف، وكان بصيراً بالحديث صحيحه وسقيمه، إماماً ورعاً ناسكاً زاهداً. كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر.
ـ وقال السبكي: وكان أحد أئمة المسلمين وهداتهم ... وقد كان موصوفاً بالدين المتين.
ـ وقال أيضاً: كان جبلاً من جبال العلم والدين له من سداد الرأي والنظر ونور البصيرة ما يعظم وقعة.
ـ وقال العماد الحنبلي: الإمام الفقيه ... وكان ناسكاً زاهداً ... وكان داود حافظاً مجتهداً إمام أهل الظاهر.
ـ وقال خير الدِّين الزركلي: أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقال الألباني: الفقيه، إمام أهل الظاهر، وهو صدوق ثقة، فاضل.
ـ وقال ابن أبي حاتم: صدوق في روايته ونقله واعتقاده، إلا أن رأيه أضعف الآراء وابعدها من طريق الفِقْهِ وأكثرها شذوذاً.
نقول: قوله (إلا أن رَأْيه أضعف الآراء وأبعدها من طريق الفِقْه وأكثرها شذوذاً) دعوى بلا دليل وما كان هكذا فهو ساقط بيقين لبرهانين:
أحدهما: قوله تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) فصح: أن كل من لا برهان له فينبغي التأني في دعواه.
والثاني: أنه لا يعجز مخالفك عن أن يدعي كدعواك. فيقول: أن رأيه أصح الآراء وأقربها من طريق الفِقْه وأقلها شذوذاً. وهذا ما ألمح إليه الإمام السلفي الأثري الشوكاني اليماني بقوله عن الظاهرية: ولا عيب لهم إلا ترك العمل بالآراء الفاسدة التي لم يدل عليها كتاب وسنة ولا قياس مقبول (وتلك شكاة ظاهر عنك عارها) نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم ترك الجمود عليها ولكنها بالنسبة إلى ما وقع في مذاهب غيرهم من العمل بما لا دليل عليه البتة قليلة جداً.
وقال الإمام ابن قيم الجوزية في " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " (1/ 570) في معرض رده على من أدعى الإجماع في ايقاع الطلاق الثلاث بلفظ واحد: " أن هذا مذهب أهل الظاهر ـ داود وأصحابه ـ، وذَنْبهم عند كثير من الناس: أخذُهم بكتاب ربهم وسنّة نبيهم، ونبذُهم القياسَ وراء ظهورهم، فلم يعبأوا به شيئاً ".
ويبطل قول ابن أبي حاتم وينسفه من أصله ما قاله قاسم بن أصبغ الحافظ: ذاكرتُ ابن جرير الطبري، وابن سريج في كتاب ابن قتيبة في الفقه، فقالا: ليس بشيء، فإذا أردتَ الفقهَ، فكُتُب أصحاب الفقه، كالشافعي، وداود، ونُظرائِهما. ثم قالا: ولا كتب أبي عُبَيْد في الفقه، أما ترى كتابه في " الأموال "، مع أنه أَحْسَنُ كُتُبِه؟. قلت: لا شك ولا ريب أن كلام ابن جرير وابن سريج مقدم على كلام ابن أبي حاتم؛ لإنهما إمامين من أئمة الفقه والاجتهاد.
قال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ وما أجمل ماقال: وإذا خالف واحد من العلماء جماعة فلا حجة في الكثرة؛ لأن الله تعالى يقول ـ وقد ذكر أهل الفضل ـ: (وقليل ما هم) وقال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)، ومنازعة الواحد منازعة توجب الرد إلى القرآن والسنة. ولم يؤمر الله تعالى قط بالرد إلى الأكثر. والشذوذ هو خلاف الحق ولو أنهم أهل الأرض لا واحد.
نقول: ما خالف فيه أهل الظاهر غيرهم فيجب رده إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما اللذان يحكمان ببطلانه حال عرضه ورده.
ـ وقال الأزدي: لا يقنع برأيه ولا بمذهبه تركوه.
قلت: الأزدي هو: أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، ولا عبرة بقوله، لأنه هو ضعيف، فكيف يعتمد عليه في تضعيف الثقات، قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح (ص 409):
" والأزدي لا يعتمد إذا انفرد فكيف إذا خالف ". وقال الذهبي في " الميزان " (1/ 61):
" لا يلتفت إلى قول الأزدي؛ فإن في لسانه في الجرح رهقاً ". وقال أبوزرعة العراقي في " البيان والتوضيح "
(ص 63):
" والأزدي يطلق لسانه في الجرح كثيراً ويجازف في ذلك، قد تكلم فيه بعض أئمة النقد فلا ينبغي أن يرجع إلى قوله في المحكوم بثقتهم ". وقال المعلمي في " التنكيل " (ص712):
" فأما أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، فليس في نفسه بعمدة حتى لقد اتهموه بوضع الحديث ".
وقد تعقبه الإمام الكبير أبو العباس أحمد الإشبيلي النباتي في " الحافل " بقوله: ما ضر داود تَرْكُ تارك مذهبه من ورائه، فرأي كل أحد ومذهبه متروك إلا أنْ يَعْضُده قُرآن أو سُنَّة، وداود بن علي ثِقَة، فاضل، إمام من الأئمة لم يَذْكره أَحَدٌ بِكَذِبٍ ولا تَدْلِيسٍ في الحديث رحمه الله تعالى.
* قال أبو الفتح الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " (1/ 170):
" أصحاب الحديث: وهم أهل الحجاز؛ هم أصحاب مالك بن أنس، وأصحاب محمد بن إدريس الشافعي، وأصحاب سفيان الثوري، وأصحاب أحمد بن حنبل، وأصحاب داود بن علي الأصفهاني.
وإنما سموا: أصحاب الحديث؛ لأن عنايتهم: بتحصيل الأحاديث، ونقل الأخبار، وبناء الأحكام على النصوص؛ ولا يرجعون إلى القياس ـ الجلي والخفي ـ ما وجدوا خبراً، أو أثراً؛ وقد قال الشافعي: إذا وجدتم لي مذهباً، ووجدتم خبراً على خلاف مذهبي، فاعلموا أن مذهبي: ذلك الخبر " أ. ه.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " حقيقة الصيام " (35 ـ 36):
" وداود من أصحاب إسحاق. وقد كان أحمدبن حنبل إذا سئل عن إسحاق يقول: أنا أُسأل عن إسحاق؟ إسحاق يسأل عني.
والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو عبيد وأبو ثور ومحمد بن نصر المروزي وداود بن علي ونحو هؤلاء كلهم فقهاء الحديث رضي الله عنهم أجمعين " أ. ه.
* قال الإمام تاج الدين السُّبكي (عبدالوهاب بن علي)، الشافعي في آخر كتابه " جمع الجوامع " في أصول الفقه (2/ 441)، عند ذكر العقيدة:
" ونعتقدُ أنَّ أبا حنيفة، ومالكاً، والشافعيَّ، وأحمدَ، والسُّفْيَانّين، والأوزاعيَّ، وإسحاق بنَ راهوية، وداود الظاهريَّ، وابن جرير، وسائرَ أئمة المسلمين: على هُدىً من الله تعالى في العقائد وغيرها، ولا التفاتَ إلى من تَكلَّم فيهم بما هم بريئون منه، فقد كانُوا من العلوم اللَّدُنِّيَّةِ، والمواهب الإلهية، والاستنباطات الدقيقة، والمعارفِ الغزيرة، والِّينِ والوَرَعِ والعبادةِ والزهادةِ والجلالة: بالمحلِّ الذي لا يُسامى " أ. ه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:39]ـ
* قال العلامة محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن خليل العبدري ـ رحمه الله ـ كما في كتاب " ابن حزم خلال ألف عام " (2/ 316 ـ 318):
" أن أكثر من أثنى على أبي محمد رحمه الله وآخذه في شيء هو أنه أطلق لسانه وقلمه على قوم من المتعصبين بالثلب والسب والنيل منهم، وكأنهم رأوا أن هذا خطأ، وأنه أتى ما لا يجوز فعله، وعيب عليه ذلك في تصانيفه.
وأنا أقول: إنه ليس خطأ، بل هو قربة إلى الله تعالى، وجهاد فيه، وزين للتأليف. وبيان ذلك أن الخلاف لما وقع من السلف الصالح رضي الله عنهم لم يقدح بسببه بعضهم في بعض، ولا عادى عليه أحد أحداً، بل قد يوجد بين الرجلين منهم الصحبة المؤكدة والخلاف في مسائل كثيرة.لأنهم كانوا لا يراعون في ذلك إلا وجه الله تعالى.
ثم خلف من بعدهم خلف جعلوا طلب العلم سبباً لنيل دنياهم، ومرقاة يبلغون بها من الترؤس مناهم، فتعصب قوم لعمل أهل الدولة في ذلك العصر بقولهم، إما وفاقاً لمن تقدم، أو استحساناً منهم لذلك، فبالغ هؤلاء في التعصب لأقوالهم.
وليت شعري لو لم يكن الأمر كذلك ما الذي أوجب اندثار مذهب الأوزاعي؟ وقد كان الناس عليه برهة من الدهر، واشتهر حتى بلغ الأندلس، وكذلك سفيان الثوري، وإسحاق بن راهوية، والليث بن سعد، سيما والشافعي رحمه الله يقول: كان الليث إماماً أضاعه أصحابه، إلى غيرهم ممن في العلم والإمامة منصب مثلهم، ممن قال بفتاواهم أهل عصر، ثم لم تقم أهل الدولة بعد بها فتركت لذلك.
وقد كان الإمام داود بن علي بن خلف الأصبهاني مدة من الدهر، لم يبرز لإلقاء العلم ظاهراً حتى انبرى له الموفق العباسي حامياً، فجلس لتدريس العلم ما شاء الله أن يجلس، وأخذ بقوله جماعة من العلماء وتفقه عليه أمم، وقد ذكر هذا الإمام جمال الدين إبو إسحاق إبراهيم الشيرازي الفيروزبادي، رحمه الله من الفقهاء إلى غير ذلك مما ذكره عنه أهل الأثر، فإنه معلوم لديهم، ثم لم يقم أحد من أهل الدول بمذهبه، وكانت سبيله كسبيل من ذكرنا ممن قدمنا بين ذوي المذاهب ومنصب الإجتهاد في الفتوى في الشريعة.
فكان ذلك التعصب قبيحاً، حراماً شرعاً وعقلاً.
وربما وضع بعضهم الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة لقوله في مذهبه، فليتبوأ في جانب مبالغته في تعصبه لنصرة قول من لم يغن عنه من الله شيئاً مقعده من النار، وأول من يلعنه على ذلك كله من نصر قوله، ويبرأ منه يوم القيامة، وربما يكون في بعض المواضع ردة عن الإسلام، ونعوذ بالله من الخذلان.
وذلك أنهم يعترضون على كتاب الله تعالى وعلى الصحيح عندهم من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدروا عليه من أنواع الإعتراضات، فيحرفون الكلم عن مواضعه قصداً، ويمزقون كتاب الله تعالى تمزيقاً بارداً. ويتحكمون فيه تحكماً فاسداً. ويعرضونهما على كلام من قلدوه، فما وافقه منها أخذوا به، وما لم يوافقه منها نبذوه بالعراء، وقابلوه بالرد والتحريف، والحمد لله تعالى على السلامة مما ابتلاهم به، ومما وقعوا فيه؟.
فهو يرى في مذهبه أن تلك المقولات منه مجاهدة شرعاً، ويحتج على ذلك بقوله عليه السلام: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده إن استطاع فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيمان، وفي بعض ألفاظ الحديث، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
قال ابن خليل: والحق فيمن علم الحق وعند عن قبوله من هؤلاء أن يجاهدوا عليه بالسيوف، وتحرق كتبهم المضلة التي ليس فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر، إلا آراء مجردة عن الإستدلال بالكتاب والسنة، حتى يرجعوا عن هذه المقاصد الرذلة، والأغراض المنبوذة كما فعل بعض من ولاه تعالى من أقطار أرضه أمراً فجزاه الله خير الجزاء.
فمن لم يقدر على ذلك ففرضه على رأي أبي محمد أن يجاهدهم بلسانه، كما فعل هو.
وأما تخطئة من خطأ من السلف الصالح رضي الله عنهم فليست التخطئة نيلاً منهم، ولا يعدها نيلاً منهم، إلا جاهل أحمق.
وذلك أنه قد علمنا قطعاُ أن كل أحد يخطىء ويصيب إلا أنبياء الله تعالى، صلوات الله عليهم أجمعين. وإذا قال قائل عمن أخطأ في شيء وهو ممن يجوز عليه الخطأ قد أخطأ، فهو إخبار بحق وصدق، ولو قال غير ذلك لكان كاذباً.
والمصانعة والمداهنة في الحق لم يرض بها السلف ولا كل مصمم في الدين، ولا يموت بها الحق أبداً، ولم يأمر بها السلف ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن خليل: قال الإمام أبو محمد رحمه الله: ولسنا نرضى عمن يغضب لنا، إنما نرضى عمن يغضب للحق، ولا نسر بمن ينصر أقوالنا، إنما نسر بمن ينصر الحق حيث هو ... " أ. هـ.
قال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه الماتع " ابن حزم خلال ألف عام " (1/ 114 ـ 115):
" وشيخنا أبو محمد ـ رحمه الله ـ سليط اللسان لكنه قد يعذر في بعض سلاطته، لأنه لا يثور عادة إلا عند الاعنراض على النصوص، والدعوة إلى التقليد كما أنه حورب وطورد، وتسفه عليه المقلدة بدليل رسالته الرد على الهاتف من بعد.
ثم إن ابن حزم يستدل ويمحص قبل أن يشنع، ... " أ. هـ.
وقال في موضع آخر (4/ 230):
" عبارات ابن حزم اللاذعة فليست من الواجب أو المستحب دائماً، ولكنها مع هذا ليست من المحرم أو المكروه بيقين؛ لانها نخوة للشرع فإذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم للفارس ثلاتة اسهم سهمان لفرسه ثم جاء فقيه وقال برايه: والله لا افضل بهيمة على رجل فلا يلام ابن حزم إذا انفعل بل هو مأجور إن شاء الله لا سيما أن هذا الفقيه ذو أتباع تعظم به الفتنة.
ومن رأى رسالة ابن البارية لا بن حزم لن يلوم أبا محمد على عنفه " أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:40]ـ
قال الجصاص الحنفي في كتابه في أصول الفقه عن داود - إمام الظاهرية - وغيره من أئمتهم:
وَلَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِ مَنْ لَا يَعْرِفُ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ .. : كَدَاوُد الْأَصْبَهَانِيِّ وَالْكَرَابِيسِيِّ، وَأَضْرَابِهِمَا مِنْ السُّخَفَاءِ (الْجُهَّالِ)، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ إنَّمَا كَتَبُوا شَيْئًا مِنْ الْحَدِيثِ، وَلَا مَعْرِفَةَ لَهُمْ بِوُجُوهِ النَّظَرِ، وَرَدِّ الْفُرُوعِ وَالْحَوَادِثِ إلَى الْأُصُولِ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ الَّذِي لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ، لِجَهْلِهِ بِبِنَاءِ الْحَوَادِثِ عَلَى أُصُولِهَا مِنْ النُّصُوصِ، وَقَدْ كَانَ دَاوُد يَنْفِي حُجَجَ الْعُقُولِ، وَمَشْهُورٌ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (بَلْ عَلَى الْعُقُولِ)، وَكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِنَا دَلَائِلُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى تَوْحِيدِهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ إنَّمَا عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالْخَبَرِ، وَلَمْ يَدْرِ الْجَاهِلُ أَنَّ الطَّرِيقَ إلَى مَعْرِفَةِ صِحَّةِ خَبَرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالْفَرْقِ بَيْنَ خَبَرِهِ وَخَبَرِ مُسَيْلِمَةَ وَسَائِرِ الْمُتَنَبِّئِينَ وَالْعِلْمِ بِكَذِبِهِمْ إنَّمَا هُوَ الْعَقْلُ، وَالنَّظَرُ فِي الْمُعْجِزَاتِ، وَالْأَعْلَامِ وَالدَّلَائِلِ، الَّتِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَمَنْ كَانَ هَذَا مِقْدَارَ عَقْلِهِ وَمَبْلَغَ عِلْمِهِ كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُعَدَّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ؟ وَمِمَّنْ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ؟ وَهُوَ مُعْتَرِفٌ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى، لِأَنَّ قَوْلَهُ: إنِّي مَا أَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ جِهَةِ الدَّلَائِلِ اعْتِرَافٌ مِنْهُ بِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُهُ، فَهُوَ أَجْهَلُ مِنْ الْعَامِّيِّ، وَأَسْقَطَ مِنْ الْبَهِيمَةِ، فَمِثْلُهُ لَا يُعَدُّ خِلَافًا عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ إذَا قَالُوا قَوْلًا يُخَالِفُهُمْ، فَكَيْفَ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَهُ
وقد أجاب الإمام ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه النفيس " ابن حزم خلال ألف عام " (4/ 242) عن كلام الجصاص بقوله:
" ما نقله الكوثري عن الجصاص من باب التهويش والدعوى بغير برهان.
ولو فرض أن الإجماع كما يتصوره الأحناف لما جاز إلغاء خلاف أهل الظاهر، لأنه إنما يلغي خلاف من كان غير مؤمن أو كان جاهلاً وهاتان صفتان معدومتان في أهل الظاهر.
والمقاييس ووجوه النظر التي يفخر بها الرازي تركها الظاهريون رغبة عنها لا قصوراً في فهمهم عن تصورها، ولا عجزاً في مواهبهم عن ابتكارها، لأنهم بسبيل تحرير المفهوم الشرعي فقط ولو كانوا بسبيل تمرين الذهن بالأعيب القياس أو في سبيل إشباع الثقافة البشرية بالآراء البشرية المولدة لما شق احد غبارهم، بل هم رواد علماء المسلمين في تحرير نظرية المعرفة التي يميز بها معرفة الشرع عن المعارف الدنيوية.وما نقله عن داود من إنكار حجج العقول ليس صحيحاً وإنما هو تعمد لإساءة الفهم عنه، لأن مبنى فقهه على النظر والاستدلال، وإنما ألغى اقتراح العقل ثم جعل اقتراحه شرعاً وقصر مهمة العقل في فهم الشرع والتمييز بين دلالاته وأحكامه.
وكذلك ما زعمه من إنكار دواد لدلالات الكون والأنفس لا بد أن يكون نتيجة تحوير لمفصده، وتعمداً لإساءة فهم كلامه لا سيما الاستدلال بالكون والأنفس ظاهر شرعي.
إن العقل عند أهل الظاهر سبيل الإيمان بالله وبكتبه ورسله وسبيل الاعتبار بالكون وسبيل فهم الشرع ولكنه لا يملك الاقتراح على الله.
فكما لا يملك العقل باقتراحه تغيير سنة الله الكونية كأن يكون لزيد عين في قفاه أولى من وضع جميع العينين قدامه كذلك لا يملك الاقتراح على الله في شرعه، وسنة الله في كونه وفي شرعه لا تبديل لها.
والفارق بين داود وبين الرازي أن داود يتبع نصوص الشرع ويحرر مرادها، أما الرازي فيتعب نفسه في تحرير مراد أبي حينفة ومعروف عن أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ أنه من أقل الأئمة إحاطة بنصوص الشرع إلا أن كثرة أتباعه منذ زعامة أبي يوسف من الفتن في المجتمعات الإسلامية والله المسؤول جل جلاله أن يعفوا عنه وعن متبعيه اجتهاداً منهم وأن يفيىء بعامة المسلمين إلى أحب الوسائل إليه في فهم دينه " أ. هـ.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 07:24]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد
مكانة الإمام داود الظاهري معروفة، والجواب عما قيل في عدم الاعتداد به في الخلاف مقبول
لكن لا ينبغي أن يطعن في عالم عند دفاعنا عن آخر
فلتُنَاقَش مسألة الاعتداد بخلافه أو غيره من الظاهرية دون الغمز في مخالفيهم
نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد
مكانة الإمام داود الظاهري معروفة، والجواب عما قيل في عدم الاعتداد به في الخلاف مقبول
لكن لا ينبغي أن يطعن في عالم عند دفاعنا عن آخر
فلتُنَاقَش مسألة الاعتداد بخلافه أو غيره من الظاهرية دون الغمز في مخالفيهم
نفع الله بك
شيخنا الكريم الحمادي بارك الله فيه
نعم ... ((فلتُنَاقَش مسألة الاعتداد بخلافه أو غيره من الظاهرية دون الغمز في مخالفيهم ... لكن لا ينبغي أن يطعن في عالم عند دفاعنا عن آخر)) ... هذا لو كان الطاعن عالماً مثل الأئمة ابن تيمية أو ابن القيم ...
*****************
حرر لما فيه من الإساءة لأهل العلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 07:54]ـ
عذراً بارك الله فيك
هذا غير مقبول منك، وليس من الإنصاف
كون ابن العربي أشعرياً لا يقتضي إلحاقَه بالجهال
وكما أُخِذَ على ابن العربي مؤاخذاتٌ في باب الاعتقاد فقد أُخِذَ كذلك على ابن حزم وغيره من الظاهرية
ولا يخفى عليك أخي الحبيب أنَّ ممن لم يعتد بخلاف الظاهرية النووي وغيره
فالعدل بارك الله فيك، فما عهدتك إلا باحثاً متحرياً
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 09:24]ـ
شيخنا الفاضل الحمادي:
أشكرك على حسن الظن بي الذي لا أستحقه .... فأنا أقل المنسوبين إلى العمل بالظاهر علماً ولكنها مشيئة الله أن يجيء صغير مثلي ويشهد بالحق على ظلم قوم ممن ينتسب للعلم لأولياء وعلماء هذا الدين كداوود وابن حزم ...
** وبخصوص قولكم ((وكما أُخِذَ على ابن العربي مؤاخذاتٌ في باب الاعتقاد فقد أُخِذَ كذلك على ابن حزم وغيره من الظاهرية))
لو فرضنا صحة هذا الكلام فما الذي جعل كلام ابن العربي الأشعري أولى بالاتباع من غيره؟؟!!
** وبخصوص قولكم ((ولا يخفى عليك أخي الحبيب أنَّ ممن لم يعتد بخلاف الظاهرية النووي وغيره))
ذكرتني بالنووي شيخنا الكريم ... ولا يخفى عليكم ما سأذكره الآن:
- حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
قال النووي: واختلف العلماء في غسل الجمعة، فَحُكِيَ وجوبه عن طائفة من السلف، حَكَوْهُ عن بعض الصحابة، وبه قال أهلُ الظاهر، وحكاه ابن المنذر عن مالك، وحكاه الخطابي عن الحسن البصري، ومالك.
وذهب جمهور العلماء، من السلف والخلف، وفقهاء الأمصار، إلى أنه سنة مستحبة، ليس بواجب.
قال النووي: ومذهبنا المشهور أنه يُستحب لكل مُريد لها، وفي وجهٍ لأصحابنا، يُستحب للذكور خاصة، وفي وجه يُستحب لمن يلزمه الجمعة، دون النساء، والصبيان، والعبيد، والمسافرين، ووجه يستحب لكل أحدٍ يوم الجمعة، سواء أراد حضور الجمعة، أم لا، كغسل يوم العيد يستحب لكل أحدٍ. ((شرح النووي)) 6/ 131، وما بعدها.
عندما يقول الذي بعثه الله رحمة للعالمين: ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
ثم يأتي طالبُ علمٍ صغير، من أمثالنا، فيقول: غسل يوم الجمعة واجب.
هنا تقترب الساعة، وينشق القمر، وتقع الواقعة، ويتهمه سَدنةُ المذاهب، بأنه ظاهريٌّ، من أهل الجمود، ولا علم له بأصول الفقه، ومدلولات اللغة، واتهموه بمحاولة هدم الإسلام، لا لشيء، إِلاَّ أنه ردد ما قاله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حرفًا بحرفٍ.
لقد صار العلم أنه إذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
أن نقول: لا. ليس بواجب. بل مستحب.
- مثال آخر؛ قال النووي: باب الضيافة ونحوها،
قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ، قَالُوا: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمُهُ وَلَيْلَتُهُ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ.)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية: ((الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ، قَالَوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ: يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلاَ شَيْءَ لَهُ يَقْرِيهِ بِهِ.)).
وفي رواية: ((إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ، فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ.)).
قال النووي: هذه الأحاديث متظاهرة على الأمرِ بالضيافة، والاهتمامِ بها، وعظيمِ موقعها، وقد أجمع المسلمون على الضيافة، وأنها من متأكدات الإسلامِ، قال الشافعيُّ، ومالكٌ، وأبو حنيفة، والجمهور: هي سنة ليست بوجبة، وقال الليث، وأحمد: هي واجبة يومًا وليلة، قال أحمد: هي واجبة يومًا وليلةً على أهل البادية، وأهل القرى، دون أهل المدن، وتأول الجمهور هذه الأحاديث وأشباهها على الاستحباب، ومكارمِ الأخلاق، وتأكدِ حق الضيف، كحديث غسل الجمعة واجبٌ على كل محتلم، أي متأكد الاستحباب، وتأولها الخطابي وغيره على المضطر، والله أعلم. ((شرح النووي)) 12/ 31.
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي جاء لهذه الأُمة برسالة الله، مبعوثًا منه، يقول: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ... )).
والجمهور، وفلان، وفلان، الذين لايحق لهم أن يتكلموا في دين الله بحرفٍ واحدٍ، والذين لم يحملوا رسالةً، يقولون: الأمر لمن أحب، والمسألة على الاختيار.
ويقول لك النووي: وتأول الجمهور هذه الأحاديث وأشباهها على الاستحباب.
وهل قرأت حديثَ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ فِى أَنْفِهِ مَاءً، ثُمَّ لِيَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ.)).
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
قال النووي: الانتثار ليس بواجب، بالاتفاق. شرحه 3/ 126.
قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثُمَّ لِيَنْثِرْ))، هذا فعلُ أمرٍ، صدر من نبي، قال الله عز وجل:
? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهََ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?. [الحشر: 7].
**وعَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيَصْلُحُ لِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، قَبْلَ أَنْ آتِيَ الْمَوْقِفَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لاَ تَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَوْقِفَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
((فَقَدْ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْمَوْقِفَ.)).
فَبِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ تَأْخُذَ، أَوْ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟.
أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي.
ولأن هذا الحديث في صحيح مسلم، والنووي شارح هذا الصحيح، شافعي المذهب، فإنه يبدأ الباب بقوله:
باب استحباب طواف القدوم للحاج، والسعى بعده.
فجعل الأمر أولاً على الاستحباب، وكل إنسان يقرأ هذا الحديث، فهو على هواه، لأن الأمر مستحبٌ
- وإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.)).
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حِبَّان.
وجدت من يقول: النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أنه لا صلاة كاملة.
وهذا القائل لم يسأله أحدٌ: من الذي خَوَّله، وأعطاه الحق، في أن يخبر الناس بمقصد النبي صلى الله عليه وسلم!!.
الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم قد قاله، وانتهى الأمر، وقال: ((لاَ يُؤْمِنُ))، وقال: ((لاَ صَلاَةَ)).
وقلنا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا، وإليك المصير.
وقد وقعت هنا مفارقة غريبة، فهذا الحديث يوافق مذهب الشافعي، والنووي شافعي المذهب، قال:
فِيهِ وُجُوبُ قِرَاءَة الْفَاتِحَة، وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَةٌ، لاَ يُجْزِي غَيْرُهَا، إِلاَّ لِعَاجِزٍ عَنْهَا , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك، وَالشَّافِعِيّ، وَجُمْهُور الْعُلَمَاء، مِنْ الصَّحَابَة، وَالتَّابِعِينَ، فَمَنْ بَعْدهمْ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة، وَطَائِفَة قَلِيلَة: لاَ تَجِب الْفَاتِحَةُ، بَلْ الْوَاجِبُ آيَةٌ مِنْ الْقُرْآن، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: اِقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ , وَدَلِيل الْجُمْهُور قَوْله صلى الله عليه وسلم: لاَ صَلاَة إِلاَّ بِأُمِّ الْقُرْآن.
قال النووي: فَإِنْ قَالُوا: الْمُرَاد لاَ صَلاَة كَامِلَة. قُلْنَا:هَذَا خِلاَفُ ظَاهِر اللَّفْظ. ((شرح النووي)) 4/ 102.
... وأعود فأقول ...
في الفقه من المناكير الفقهية لكبار الفقهاء ما يدعو إلى قذف بعض أقوالهم من أقرب نافذة و بشدة! , ولكن لا تغمط الناس حقهم وابحث لهم عن عذر و اجعلهم فوق رأسك كي لا تكون تحت أقدامهم يوم القيامة.
وأنا في هذا الموضوع أعتذر للظاهرية ليس بالأعذار ولكن بعلمهم الذي لم يدرك كنهه كثير ممن سخروا منهم أو علموه ولكنهم يجفون و يغاضبون أسفين , والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 10:15]ـ
عذراً، كنت خارج المنزل، فدخلت الآن ورأيت مشاركتك أخي أبا محمد
وفوجئت بأسلوبك في الكلام مع أهل العلم الذين رفع الله قدرهم، وأعلى شأنهم
ومنهم الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله ورفع منزلته
وأذن لي أن أقول لك:
عرض المسائل ومناقشتها هنا مسموحٌ به، بل مرغَّبٌ فيه؛ وهو مما يصبو إليه مشرفوا هذا المجلس وروَّاده
وأما الغمز في أهل العلم فغير مسموح لك به ولا لغيرك
وكما تطعن فيهم ففي الناس من يطعن في الظاهرية كافة
وكما تذكر بعض التناقضات أو الأقوال الغريبة على أهل المذاهب الفقهية التي كتب الله لها القبول
فكذلك يسوق غيرك أضعافها على الظاهرية
ولعله غير خاف عليك كلام الإمام ابن القيم عنهم في إعلام الموقعين
أنا لست هنا حكماً بين هؤلاء الأئمة الأكابر، وعسى أن أكون أهلاً لفهم كلامهم والنهل من علمهم
ولكني أنبهك وأنصحك بأن تسلك سبيل أهل العلم في كيفية حمله وبذله
وأخبرك بأننا في المجلس لا نسمح بمثل هذا الكلام في أهل العلم، لا في الظاهرية ولا في النووي أو ابن العربي أو غيرهما
فليكن هذا منك على بال
وسأحرر مشاركاتك كلها، لمخالفتها لضوابط الكتابة هنا
واقتصر على العلم النافع، واترك ما شُهِرَ به الظاهرية من طريقة كلامهم مع مخالفيهم
فخذ منهم ما صفا ودع الكدر
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 11:24]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ....
صدق من قال الفهم الصحيح للنصوص من أجل النعم التى يوفق إليها العبد
المشكلة يا أخي بين الظاهرية رحمهم الله وغيرهم في فهم النصوص الفهم الصحيح على فهم السلف ومن تبعهم والتعامل مع النصوص كما تعامل معها السلف ومن تبعهم كالأئمة الأربعة ومن تأصل بأصولهم
فليس كل من خالفك ولم يقل بالحديث الفلاني أو الآية الفلانية معاند غير معظم للنصوص قد ردها وضرب بها عرض الحائط لا بل هناك ضوابط في التعامل مع النصوص هي التي وضعها السلف ومن تبعهم وهي التي ستقودنا وتقود المتفقه إلى الفهم الصحيح للنصوص
فينبغي النظر في النص قبل القول به هل سلم من المعارض هل هو مخصص بنص آخر هل جرى عليه عمل السلف هل فهم منه السلف ما فهمت منه أنت وهكذا
ضوابط أنار لنا بها علماؤنا الطريق فمن سار على دربهم لم يتخبط ولم يشذ بأقواله ولم يأت بأقوال جديدة هزيلة تسيء للشريعة الغراء
هذا هو الداء
الفهم غير الصحيح للنصوص ...
طريقة التفقه التي ينشأ عليها الظاهرية خطأ ليست هي طريق السلف ...
ولذلك أنكر أبو عمر ابن عبد البرّ على من سلك في التفقه غير طريقة السلف والأئمة وأراد بذلك الظاهرية رحم الله الجميع
ولذلك كان علماؤنا ينهون طالب العلم النظر في المحلى لأبي محمد حتي يتمكن ويتأصل فله بعد ذلك النظر فيه لماذا؟؟
حتى لا ينشأ على طريقة خاطئة في التفقه والتعامل مع النصوص
وحتى يسلم من أخلاق ابن حزم تجاه المخالف من العلماء
وقد صدقوا والله
فما ذكره الأخ من مسألة غسل الجمعة وغيرها ومن كلامه على النووي يصدق كلام علمائنا
فمثلا الكلام على غسل الجمعة يطول ومن ذهب للاستحباب لم يرد النص بل نظر فوجد له معارضا وهو حديث من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل ... إلى غير ذلك من أدلتهم فأراد أن يجمع بين النصوص فتأول كلمة واجب الواردة في الحديث فكان ماذا!! سبحان ربي
فليس ثم من لم يعظم النصوص ولا شىء من هذا
وليت شعري ما يقول الظاهرية في صنيع ابن مسعود مع حذيفة لما حدثه بحديث الإعتكاف في المساجد الثلاثة ....
فإذا نشأ المتفقه على طريقة خاطئة في التفقه ليست هي طريقة السلف ولا الأئمة الأربعة صعب النقاش معه والله أعلم
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 11:56]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ....
صدق من قال الفهم الصحيح للنصوص من أجل النعم التى يوفق إليها العبد
المشكلة يا أخي بين الظاهرية رحمهم الله وغيرهم في فهم النصوص الفهم الصحيح على فهم السلف ومن تبعهم والتعامل مع النصوص كما تعامل معها السلف ومن تبعهم كالأئمة الأربعة ومن تأصل بأصولهم
فليس كل من خالفك ولم يقل بالحديث الفلاني أو الآية الفلانية معاند غير معظم للنصوص قد ردها وضرب بها عرض الحائط لا بل هناك ضوابط في التعامل مع النصوص هي التي وضعها السلف ومن تبعهم وهي التي ستقودنا وتقود المتفقه إلى الفهم الصحيح للنصوص
فينبغي النظر في النص قبل القول به هل سلم من المعارض هل هو مخصص بنص آخر هل جرى عليه عمل السلف هل فهم منه السلف ما فهمت منه أنت وهكذا
ضوابط أنار لنا بها علماؤنا الطريق فمن سار على دربهم لم يتخبط ولم يشذ بأقواله ولم يأت بأقوال جديدة هزيلة تسيء للشريعة الغراء
هذا هو الداء
الفهم غير الصحيح للنصوص ...
طريقة التفقه التي ينشأ عليها الظاهرية خطأ ليست هي طريق السلف ...
ولذلك أنكر أبو عمر ابن عبد البرّ على من سلك في التفقه غير طريقة السلف والأئمة وأراد بذلك الظاهرية رحم الله الجميع
ولذلك كان علماؤنا ينهون طالب العلم النظر في المحلى لأبي محمد حتي يتمكن ويتأصل فله بعد ذلك النظر فيه لماذا؟؟
حتى لا ينشأ على طريقة خاطئة في التفقه والتعامل مع النصوص
وحتى يسلم من أخلاق ابن حزم تجاه المخالف من العلماء
وقد صدقوا والله
فما ذكره الأخ من مسألة غسل الجمعة وغيرها ومن كلامه على النووي يصدق كلام علمائنا
فمثلا الكلام على غسل الجمعة يطول ومن ذهب للاستحباب لم يرد النص بل نظر فوجد له معارضا وهو حديث من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل ... إلى غير ذلك من أدلتهم فأراد أن يجمع بين النصوص فتأول كلمة واجب الواردة في الحديث فكان ماذا!! سبحان ربي
فليس ثم من لم يعظم النصوص ولا شىء من هذا
وليت شعري ما يقول الظاهرية في صنيع ابن مسعود مع حذيفة لما حدثه بحديث الإعتكاف في المساجد الثلاثة ....
فإذا نشأ المتفقه على طريقة خاطئة في التفقه ليست هي طريقة السلف ولا الأئمة الأربعة صعب النقاش معه والله أعلم
هراء ...
أتدري يا أمجد لم يمنعك مشايخك من النظر في المحلى؟
حتى لا يفتضحوا هم ومن يقلدون ..
واقرأ وتعلم واحكم قبل أن تردد الكلام بلا فهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 11:57]ـ
الأخ الحمادي
حذفت كلامي بحجة الطعن في الأئمة
فلمَ تركت كلام أبي مالك العوضي في المشاركة رقم (5)؟؟!! هلا أنصفت ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 12:58]ـ
ليس في كلام أبي مالك ما يقتضي الحذف
فهو يصف القول لا القائل
وشتان بين وصفك لأبي بكر ابن العربي بالجهل بل (حفنة من الجهال!!) وبين كلام الشيخ
العاقل أبي مالك
فافهم الكلام جيداً رعاك الله
وإذا أحببتَ أن تعرض مسائل للنقاش فلا بأس
ولعلي أذكرك بما في ضوابط المجلس:
3 - يجب على جميع الأعضاء الالتزام بالأدب في الحوار، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، فلا يسمح بالشتم، أو التنقص، أو التطاول على الآخرين، كذلك لا تقبل الردود الخالية من الأدلة والبراهين، والمجلس ينأى بنفسه وبأعضائه عن أن يكون مكانا للخلافات أو المهاترات الشخصية، بالإضافة إلى منع الإساءة إلى المواقع العلمية الأخرى.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 02:20]ـ
الأخ المشرف الحمادي
يرجى مراجعة الخاص
ـ[اليونيني]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 04:28]ـ
السلام عليكم
هناك بحث أطلعتُ عليه في مجلة البحوث والإفتاء السعودية بعنوان (الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية) للدكتور عبد السلام الشويعر فيه تفصيل مؤصَّل لهذه المسألة بدون تشنجات ..
وهو موجود على موقع دار الإفتاء بالسعودية
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 04:29]ـ
نعتذر لأخينا علي الفضلي ولجميع الإخوة عن إغلاق الموضوع(/)
ما ندمت على قول مثل ندمي على قول المسيطير
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 06:20]ـ
سأذكر شيئا ربما نسيه أبو محمد المسيطير أما انا فلم أنسه ولن أنساه
خرج المسيطير حاملا كتبا كثيرة تغطي وجهه وهو يحملها
عام 1417 أو 1418 هجرية نسيت
خرج من مسجد سارة بعد درس لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
وأذكر جيدا أن سيارته أنها في الشارع المقابل للسمجد
وتحدث معي بنصائح قيمة بجانب سيارته
ومن هذه النصائح التي ما ندمت على شئ ندمي على تفريطي بها والله المستعان
قال وفقه الله وسدده: هذا الشيخ - يقصد ابن باز- والله كنز
سيذهب ووالله سيندم الكثير على التفريط بهذا الكنز ..
رحم الله الشيخ وغفر لنا تقصيرنا
اللهم ارزقنا علما كعلمه وتجاوز عنا إنك غفور رحيم
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 06:30]ـ
صدق أبا محمد والله إنه كنز
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:10]ـ
صدقكم أبا محمد وصدقتم أخي الحبيب فقد كان الإمام ابن باز رحمه الله كنزا وأي كنز؟
فرحم الله الشيخ ابن باز رحمة واسعة وطيب ثراه
وجزاكم الله خيرا أخي الحبيب وجزى الله خيرا أبا محمد المسيطير خير الجزاء
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 02:44]ـ
الأخ الكريم آل عامر صدق والله ونصح
ولهذا كتبت هذا العنوان ويعلم الله جل في علاه
أنني إلى الان متندم أشد الندم
أسأل الله أن يعوضنا بمشايخنا الكبار خيرا
صدقكم أبا محمد وصدقتم أخي الحبيب فقد كان الإمام ابن باز رحمه الله كنزا وأي كنز؟
فرحم الله الشيخ ابن باز رحمة واسعة وطيب ثراه
وجزاكم الله خيرا أخي الحبيب وجزى الله خيرا أبا محمد المسيطير خير الجزاء
الأخ الكريم شتا العربي
إي والله كنز وأي كنز
وحق لمن عرف الشيخ أن يلازمه ولا يغادره أبدا
خصوصا من يطلب العلم وهذا الي يبع في النفس لوعة وحسرة شديدة على إضاعة الوقت بالإنشغال عنه رحمه الله
اللهم آجرنا في مصيبتنا و اخلف لنا خيرا
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 09:32]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ أبي محمد
صدقك وهو الصدوق
وقبل سنين، لما علم بعض الأفاضل بالتحاقي بدروس الشيخ ابن باز، قالوا لي: لعلك تترك دروس الشيخ ابن باز، لأن دروسه فوق مستواك، ولا يحضر لديه إلا طلبة العلم الكبار، ولن تستفيد كثيرا، قالوا ذلك عن حسن نية، فلم آخذ بكلامهم، وأحمد الله الذي هداني ووفقني لهذا، فاستفدت وتعلمت وغنمت، اللهم لك الحمد على ما يسرت لي وهديتني. ثم صرح لي بعضهم بأنه لم يحسن تلك النصيحة، وأنه ود لو التحق بتلك الدروس، ولكن هيهات هيهات ولات حين مندم، فات الأمر وتم لمن أراد الله له أن يتم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 06:25]ـ
الأخ الكريم آل عامر صدق والله ونصح
ولهذا كتبت هذا العنوان ويعلم الله جل في علاه
أنني إلى الان متندم أشد الندم
أسأل الله أن يعوضنا بمشايخنا الكبار خيرا
أخي الحبيب عبدالله المحمد
أبشر بالخير أسأل الله أن يثيبك على ندمك، فما ندمت على أمر من أمور هذه الدنيا الزائلة
وأن يخلف علينا جميعا،وفي من بقي خير عظيم نسأل الله أن يوفقنا للأستفادة منهم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 10:25]ـ
صدقت أخي الشيخ عبدالله وصدق الشيخ سامي.
كم كنت أشعر بالسعادة في تلك الدروس،
ولازلت أتذكر تلك المشاعر التي أحس بها ولاأستطيع وصفها لما كنت استمع إلى قراءة الشيخ عبدالعزيز القاسم في زاد المعاد، وهو متأثر، وتأثر الشيخ عبدالعزيز بن باز وبكائه .. اللهم عوض الأمة خيرا منه، واسكنه فسيح جنته.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 01:43]ـ
جزاكم الله خيرا وتقبل دعاءكم
ولازلت أتذكر تلك المشاعر التي أحس بها ولاأستطيع وصفها لما كنت استمع إلى قراءة الشيخ عبدالعزيز القاسم في زاد المعاد، وهو متأثر، وتأثر الشيخ عبدالعزيز بن باز وبكائه .. اللهم عوض الأمة خيرا منه، واسكنه فسيح جنته.
سبحان الله جزاكم الله خيرا
هذان موطنان بكى فيهما الشيخ رحمه الله في شرح زاد المعاد "الوجه ب من الشريط رقم 3 "
سجلتهم بواسطة الجوال
الأول بكى فيه الشيخ متاثرا بنصرة الصديق رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم
والثاني بكى فيه متاثرا بما خص الله الصحابة من فضل الصحبة والنصرة له صلى الله عليه وسلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 08:29]ـ
صدق والله وما أكثرها تلك الكنوز التي افتقدناها في السنوات الماضية
نسأل الله أن يجبر كسرنا في فراق احبتنا
ـ[العفالقي]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 03:04]ـ
يا أخي لا تكثر التحسر بل وإن فاتك درس الشيخ فما زال في الوجود كتبه وأشرطته فاعكف عليها ففيها والله العوض والفائدة الجمة بوركت
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 07:55]ـ
لااله الا الله
رحم الله الشيخ بن باز ووفق تلاميذه الى الخير وتتبع واستذكار الفوئد والسعي لها وشكرا لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 03:11]ـ
لعلنا ندرك بقية السلف
ـ[بنت الخير]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:41]ـ
رحم الله أم المؤمنين عائشة حين قالت:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * * * * * وبقيت في جلد كجلد الأجرب
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 10:03]ـ
البيت هكذا و الله أعلم
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * * * * * وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ـ[علي سليم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 11:12]ـ
سنة 1420 انقطعت حبات السلسلة الذهبية ...
فكانت بمثابة عام الحزن ....
رحم الله رواسي الارض ... ابن باز ... ابن عثيمين ... الألباني ... الطنطاوي .. .و غيرهم كثير ...
ـ[حبيب المؤمن]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 04:19]ـ
اللهم ارحم علمائنا
وألحقنا بهم على خير حال يرضيك
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 08:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم أئمة الهدى
و لكن أعيد نفس الكلمه عليكم
فعندكم يا اهل البرياض كنزين فلا يفوتا عليكم
الشيخين العلامتين ابن جبرين حفظه و البراك حفظه الله فاني كلما فاتتني الفرص للجلوس في دروسهما ازددت حسرة و ندما
فلا يفوتكم هاذين الكنزين(/)
هكذا كان السلف الصالح
ـ[علي أكرم]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 02:16]ـ
هكذا كان السلف الصالح (دعوة لترقيق القلوب)
هذه مجموعة من النصائح و المواعظ الغالية لسلفنا الصالح كنت قد جمعتها أثناء قراءتي لكتاب صفة الصفوة لابن الجوزي - رحمه الله- و أحببت أن أضعها لكم عسى الله أن ينفعكم بها وحذفت القائل طلبا للاختصار وهاهي أول مجموعة أضعها بين أيديكم.
• ذلة المؤمن على إخوانه تعكس مدى انتصاره على نفسه فطبيعة النفس حب الإنتصار و لكن المؤمن وقف لنفسه بالمرصاد و خالف هواها فصار ذليلا على إخوانه ذل رحمة و عطف و شفقة.
• من استقصى عيوب إخوانه بقى بلا صديق.
• إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك فإن لم تجد له عذر فقل في نفسك لعل لأخي عذرا لا أعلمه.
• لقد أدركنا الناس و أحدهم لا يرى أنه أحق بمتاعه من أخيه.
• قال أحدهم لأصحابة" يدخل أحدكم يده كيس صاحبه فيأخذ ما يريد؟ " قالوا "لا "قال "فلستم إخوانا كما تزعمون".
• إذا بلغك عن صديق لك ما تكره فإياك أن تبادر بالعداوة وقطع الولاية فتكون ممن أزال يقينه بالشك و لكن ألقه و قل له بلغني عنك كذا وكذا و احذر أن تسمى له المبلغ فإن أنكر ذلك فقل له أنت أصدق و أبر لا تزيدن على ذلك شيء وإن اعترف بذلك فرأيت له في ذلك وجها لعذر فاقبل منه وإن لم تر ذلك فقل ماذا أردت بما بلغنى عنك؟ فإن ذكر ما له وجه من العذر فاقبل منه وإن لم تر لذلك وجها لعذر و ضاق عليك المسلك فحينئذ أثبتها عليها سيئة ثم إن شئت فكافأه بمثله وإن شئت عفوت عنه والعفو اقرب للتقوى وابلغ واكرم لقوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره علة الله) فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فأفكر فيما سبق له لديك من الإحسان فعدها ثم أبدر له إحسانا بهذه السيئة ولا تبخس باقى إحسانه السالف بهذه السيئة فإن ذلك الظلم بعينه.
• إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ناسيا لعيبه فاعلموا أنه قد مكر به.
• كل أخٍ و جليس و صاحب لا تستفيد منه في دينك فانبذ عنك صحبته.
• عادة النفوس كراهية كل من يجرحها أو يظلمها أو يحرمها بل وتنتظر لحظات الانتصار و التشفي ولكن المؤمن علم أن ربه يحب العفو والصفح والتسامح فأرغم نفسه على ذلك قربة مولاة.
• لقد أدركنا الناس و هم يتحابون من بعيد و يكرهون اللقاء هذا زمان السكوت ولزوم البيوت و القنع بالقوت.
• اتق الله أن تكون مرائيا وأنت لا تشعر تصنعت و تهيأت حتى عرفك الناس فقالوا هو رجل صالح فأكرموك ووسعوا لك في المجالس و إنما عرفوك بالله ولولا ذلك لهنت عليهم.
• لأن ألقى الشيطان أحب إلى من أن ألقى فلانا أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله تعالى.
• المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته.
•. ليس على النفس شيء أشق عليها من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب و كم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي و كأنه ينبت فيه على لون آخر.
• إن كان الرجل ليبكى عشرين سنة و امرأته معه لا تعلم.
• إذا رأيتم العلم ينشرح لذكره بالصلاح عند الأمراء و ابناء الدنيا فاعلموا أنه مراء.
• إذا كتبت أو قرأت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في مشيك و حلمك ووقارك فإن لم يزدك فاعلم أنه لا يضرك و لا ينفعك و يجوز أن يضرك إذا لم يكن تحصيله لله تعالى.
• إن كان الرجل جمع القرآن – أى حفظه و تعلمه - و ما يشعر به الناس و إن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير و ما يشعر به الناس و إن كان الرجل ليصلى الصلاة الطويلة في بيته و عنده الزوار و ما يشعرون به و لقد أدركت أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا لقد كانوا يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت.
• قولوا لمن لم يكن صادقا لا يتعنى.
• قال أحدهم للآخر" أما الأداة فقد أحكمناها "فقال الثاني" فأي شيء بقى؟ " قال الأول " بقى العمل به" قال الثانى "فنازعتنى نفسي إلى العزلة والوحدة فقلت لها حتى تجلسي معهم فلا تجيبي في مسألة" فكان يجالسهم سنة قبل أن يعتزل قال" فكانت المسألة تجيء و أنا أشد شهوة للجواب فيها من العطشان إلى الماء فلا أجيب فيها فاعتزلتهم بعد.
• ليس يضر المدح من عرف نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
• آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة وما رأينا الزهد في شيء أقل منه في الرياسة نرى الرجل يزهد في المطعم و المشرب و المال فإذا نوزع الرياسة حامى عليها وعادى.
• كان أحدهم إذا عظمت حلقته قام وانصرف كراهة الشهرة وخوفا من العجب".
• من فرح بمدح فقد مكن الشيطان أن يدخل في بطنه.
• كفى بك من الكبر أن ترى لك فضلا على من هو دونك.
• لأن أبيت نائما و أصبح نادما أحب إلى من أبيت قائما و أصبح معجبا.
• قال أحدهم محذرا تلميذه "عساك إن رأيت في ذلك المسجد – أى الحرام – رجلا شرا منك إن كنت ترى أن فيه شرا منك فقد ابتليت بعظيم".
• كانوا يرون لأحدهم الرؤيا أنه من أهل الجنة فإذا أخبر بها اشتد بكاؤه و قال خشيت أن يكون هذا من الشيطان.
• العلم لا يعدله شيء لمن صلحت نيته وذلك بأن ينوى رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
• قال أحدهم "ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ وما ناظرت أحدا إلا و لم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه ولوددت أن الخلق يتعلمون منى ولا ينسب إلى منه شيء".
• و الله لئن علم الله منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يكون في قلبك مكان لغيره لم تسأله شيئا إلا أعطاك.
• قيل لأحدهم أفتنا أيها العالم فقال "لا تقولوا لمثلي عالم فإن العالم هو الذي تقطعت مفاصله من خشية الله".
• كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به.
• من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق.
•. كان الأبرار يتواصون بثلاث بسجن اللسان و كثرة الاستغفار والعزلة.
• لا تجلس إلا مع رجلين رجل يعلمك خيرا فتقبل منه أو رجل تعلمه خيرا فيقبل منك و الثالث اهرب منه.
• إن كان من قبلكم يكرهون فضول الكلام و يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله و سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو أن تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد منها أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين و الشمال قعيد أما يستحى أحدكم إذا نشرت صحيفته التي أملاها صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه و لا دنياه.
• فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان.
• خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره صلاته و لسانه.
• من علامة إعرض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه خذلانا من الله تعالى.
• أمر أنا في طلبه منذ كذاو كذا سنة لم اقدر عليه ولست بتارك طلبه أبدا قالوا وما هو؟ قال الكف عن ما لايعنينى.
• المؤمن يقل الكلام و يكثر العمل و المنافق يكثر الكلام و يقل العمل.
• لولا الابتلاء و الامتحانات لشككنا في طريقنا لأن هذا الطريق مملؤة بالأشواك.
• إذا سلك الله بك سبيل البلاء فقر عيناً فإنه يسلك بك سبيل الأنبياء و الصالحين و إذا سلك بك سبيل الرخاء فابك على نفسك فقد خولف بك عن سبيلهم.
• لولا المصائب لوردنا الآخرة من المفاليس.
• العافية سترت البر والفاجر فإذا جاءت البلوى يتبين عندها الرجال.
• نظر رجل إلى قرحة في رجل أخيه فقال إني لأشفق عليك من هذه القرحة فقال إنى لأشكرها منذ خرجت إذ لم تخرج في عيني.
• إن الرجل إذا طلب القرآن و العلم لله عز وجل لم يلبث أن يرى ذلك في خشوعه و زهده وحلمه وتواضعه.
• إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم قيام الليل.
• ما عجبت من شيء كعجبي من رجل لا يحسب حب الدنيا من الكبائر و أيم الله إن حبها لمن الكبائر و هل تشعبت الكبائر إلا من أجلها؟.
• إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة.
• لو لم يكن لنا ذنوب نخاف علي أنفسنا منها إلا حب الدنيا لخشينا على أنفسنا منها إن الله عز وجب يقول (تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة).
• الدنيا سجن المؤمن و أعظم أعماله في السجن الصبر وكظم الغيظ وليس للمؤمن في الدنيا دولة وإنما دولته غدا في الآخرة.
• إن من كان قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم و إنكم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم
• صحبت الأغنياء فلم يكن أحدا أطول غم منى , إن رأيت أحدا ثيابا و أطيب ريحا منى فصحبت الفقراء فاسترحت.
• بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك و بقدر ما تحزن للآخرة فكذلك يخرج هم الدنيا من قلبك.
• من جعل الموت نصب عينيه لم يبال بضيق الدنيا و لا بسعتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
• لن يصيب العبد حقيقة الرضا حتى يكون رضاه بالفقر كرضاه عند الغنى كيف تستقضى الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفا لهواك و لعل ما هويت من ذلك لو وافق لك فيه هلكك.
• إن حب الخير خير و إن عجزت عنه المقدرة و إن بغض الشر خير وإن فعلت أكثره.
• من ترك الاستعانة بالله و استعان بغيره و كله الله تعالى إلى من استعان به فصار مخذولا.• إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق بابه دونك وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك.
• و يحك تأتى من يغلق عنك بابه و يظهر لك فقره و يواري عنك عناه وتدع من يفتح لك بابه بنصف الليل و نصف النهار و يظهر لك عناه و يقول ادعني استجب لك؟!.
• ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.
• لا يكن هم أحدكم في كثرة العمل و لكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه فإن العبد قد يصلى وهو يعصى الله في صلاته وقد يصوم وهو يعصى الله في صيامه.
• إذا كان نهاري نهار سفيه وليلى ليل جاهل فما أصنع بالعلم الذي كتبت؟.
• اسلكوا سبيل الحق و لا تستوحشوا من قلة أهلها و إياكم و سبل الضلالة ولا يغرنكم كثرة أهلها.
• رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما يصلحك فالزمه فإنه لا سبيل إلى رضاهم.
• قال أحدهم كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
• أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.
• رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان و الحمق.
• ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون و بنهاره إذا الناس مفطرون و بحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يتكلمون و بخشوعه إذا الناس يختالون.
• من علامات من غرق في الذنوب عدم انشراح صدره لصيام النهار وقيام الليل.
• إنما يثقل قيام الليل على من أثقلته الخطايا.
•. كان أحدهم إذا مشى في طريق و هو غافل عن ذكر الله رجع ثانيا و ذكر الله تعالى فيها ولو مرحلة يقول أحب أن تشهد لى البقاع التي أمرٌ فيها كلها يوم القيامة.
• التواضع أن تخضع للحق و تنقاد له ولو سمعته من صبى قبلته ولو سمعته من أجهل الناس قبلته.
• عجبا لمن يعلم أن الموت مصيره و القبر موردة كيف تقر عينه؟ و كيف يطيب فيها عيشه؟.
• من يتق الله يكن معه فمعه الفئة التي لا تغلب و الحارس الذي لا يضل.
• الفرح بالدنيا و الحزن بالآخرة لا يجتمعان في قلب عبد إذا سكن أحدهما القلب خرج الآخر.
• من انشغل بدنياه أََضر بآخرته ومن انشغل بآخرته أضر بدنياه ولابد.
• إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة يقول أحدهم لأني أحسن الظن بربي و كذب لو أحسن الظن لأحسن العمل.
• لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة و لا شربتم شرابا على شهوة ولا دخلتم بيتاً تستظلون به و لخرجتم إلى الصعيد تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم و لوددت أنى شجرة تعضد– تقطع - ثم تؤكل.
• إن استطعت أن لا يسبقك أحد إلى الله عز وجل فافعل.
• ما كنت أرى أن أحدا يعرف ربه فيأنس بغيره.
• طوبى لمن استوحش من الناس و كان الله أنيسه.
• قال أحدهم حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته.
• كان من قبلنا يحن أحدهم إلى الليل إذا أقبل ليخلوا فيه بحضرة ربه عز وجل و يتكدر من النهار إذا اقبل خوفا من الناس أن يشغلوه عن عبادة ربه و كانوا قد بلغوا من العبادة الغاية القصوى بحيث لو قيل لأحدهم إن القيامة تقوم غداً لا يجد زيادة على ما هو فيه.
• إذا أردت القرب من الله تعالى فاجعل بينك و بين الشهوات حائطا من حديد.
• كان السلف رحمهم الله يفعلون و لا يقولون ثم صار الذين بعدهم يفعلون و يقولون ثم صار الذين يعدهم يقولون و لا يفعلون و سيأتي زمان أهله لا يقولون ولا يفعلون.
• عجبا لقوم يعملون لدار يرحلون عنها كل يوم مرحلة و يدعون أن يعملوا لدار يرحلون إليها كل يوم مرحلة.
• ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم
• إن من توقيرك للصلاة أن تأتى قبل الإقامة.
• ليس بينك و بين بلد نسب بل خير البلاد ما حملك على التقوى.
• منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته و ما نقلني إلى غيره فسخطه.
• إذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك و إذا هممت فاذكر علمه بك و إذا نظرت فاذكر نظره إليك و إذا تفكرت فاذكر إطلاعه عليك.
• من رضي بما قسم الله له وسعه وبارك فيه ومن لم يرض لم يسعه ولم يبارك له فيه.
• إذا لم تقدر على قيام الليل فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا.
• إن من شر الناس أقواما قرءوا القرآن لا يعملون بسنته ولا يتبعون لطريقته.
• قراء القرآن ثلاثة , قوم اتخذوه بضاعة يطلبون ما عند الناس و قوم أجادوا حروفه و ضيعوا حدوده استدروا به أموال الولاة و استطالوا به على الناس وقوم قرءوا القرآن فتدبروا آياته و تداووا به.
• فر من الناس فرارك من الأسد غير طاعن عليهم ولا تارك لجماعتهم.
• انظر لا يراك الله تعالى حيث نهاك و أن لا يفقدك من حيث أمرك و استحيه في قربه منك و قدرته عليك.(/)
الطبيعة البشرية للرسول
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 10:15]ـ
الطبيعة البشرية للرسول
بقلم د. عبد المعطي بيومي 30/ 5/2007
(1)
صدم الناس في الأيام الأخيرة بفتويين غريبتين: الفتوي الأولي: جواز إرضاع الكبير .. الفتوي الثانية: جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم .. ولكل من الفتويين خطأ وخطر.
أما الخطأ فهو ناتج من التعميم، وفساد الاستدلال، وأما الخطر فلما يقع ويترتب علي إرضاع الكبير من مفاسد وفواحش، ولما يترتب علي الثانية (جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم) من فساد العقيدة حول بشرية الرسول صلي الله عليه وسلم، ولذلك كانت هذه الفتوي أشد خطراً، لأن الأولي تقع في باب الأحكام الشرعية والفرعية، لكن الثانية تقع في مجال العقيدة وما يترتب علي فساد العقيدة في الرسول من شبهات الشرك، ووقوع التوهم في طبيعة الأنبياء عبر تاريخ الأمم أوقعها في فساد الاعتقاد في الله ورسله وهو أصل الإيمان وجوهر التوحيد.
كما أن خطر الفتوي الأولي انتهي باعتذار صاحبها وإعلان رجوعه إلي الحق، لكن خطر غلو فتوي البول يظل قائماً بمكابرة صاحبها وإصراره علي معاندة الحق بدل الرجوع إليه، والتوافق مع إخوانه العلماء.
(2)
ونحن نعلم أن أساس الاعتقاد في الإسلام قام علي حقيقة أن أنبياء الله ورسله بشر يعتريهم ما يعتري الطبيعة البشرية من قوة وضعف وصحة ومرض، يأكلون مما يأكل الناس منه ويشربون مما يشربون ويعتريهم كل ما يعتري البشر.
وقد كان هذا مثار استغراب غير المؤمنين، لأنهم يحسبون أنه مادام الله قد اصطفي أحداً ليكون رسولاً فلابد أن يكون أعلي من البشر بأن يكون ملكاً، وعلي الأقل يتنزل معه ملك.
يقول تعالي: «وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً» (الفرقان 7)، وقال تعالي: «وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون. ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون» (الأنعام 8 و9).
وقال سبحانه: «وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدي إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولا. قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً» (الإسراء 94، 95)، أي لو كان المرسل إليهم ملائكة لنزلنا إليهم ملكاً رسولاً، ولكنهم ماداموا بشراً فإن الحكمة والملاءمة تقتضي أن يبعث إليهم بشر مثلهم، وأوحي الله إلي نبيه أن يقول لهؤلاء الذين يتوقعون أن يرسل الله إليهم من يكون مختلفاً عن البشر: «قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً» (الإسراء 93).
وما كان هذا الإصرار علي تأكيد بشرية الرسول في القرآن الكريم وجعلها أساساً في الاعتقاد إلا لأمرين في غاية الأهمية في العقيدة، وهما:
1 - تحديد الصفات الإلهية وأن أحداً من البشر بمن فيهم الأنبياء والرسل رغم معجزاتهم البالغة لا تعتريهم طبيعة إلهية بوجه من الوجوه حتي لا يعبدوا من دون الله، خاصة أن المنزلق الذي كانت تنزلق فيه العقول منذ فجر التاريخ أن الناس كانوا سرعان ما يؤلهون ذوي القوي من الملوك أو الرسل فيجعلونهم آلهة أو أبناء آلهة، حدث ذلك في الحضارة المصرية القديمة وفي الحضارة الفارسية، وحدث كثيراً في التاريخ الإنساني كله في الماضي، فها هو زرادشت مثلاً نبي قدامي الإيرانيين كما يقال عنه تحول إلي معبود، ولعلنا نلاحظ بوضوح أمر الله لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم يتكرر في القرآن الكريم: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد» (الكهف 110، فصلت 6).
فمن أجل التأكيد علي عقيدة التوحيد يتم تأكيد عقيدة بشرية الرسول، فإذا حدث خلط وتغليط في بشرية الرسول يتم الخلط والتغليط في عقيدة التوحيد بنفس القدر، وقد ظلت العقيدة الإسلامية كل هذه القرون قائمة علي عقيدة التوحيد الخالص لله والبشرية الخالصة للرسول صلي الله عليه وسلم، ولم تفلح الشطحات الصوفية التي يتجاوز بها مقام الحب عندهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وعدم إحكام العاطفة المتأججة بضوابط الشريعة أن تشوه العقيدة الإسلامية في بشرية الرسول وأنه ليس ملكاً أو إلهاً أو ابن إله وإنما هو بشر أو كما قال عليه الصلاة والسلام: «ابن امرأة من قريش».
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - إن التأكيد علي بشرية الرسول يقطع حجة العباد علي الله بأنه لم يرسل إليهم بشراً مثلهم، لأن الرسول إذا لم يكن بشراً تفوت الغاية من إرساله، لأنهم -أي الرسل- إذا لم يكونوا بشراً يتأتي للناس كلما أمرهم رسولهم بأمر أو نهاهم عن أمر أن يقولوا لست بشراً مثلنا لا تحس بإحساسنا فإذا أمرهم بالصوم أو الصلاة مثلاً تعللوا باختلاف طاقتهم عن طاقته لكنه إذا كان بشراً وأمرهم وفعل هو ما أمرهم به دل علي إمكان قيامهم بالأمر وتنفيذه أو انتهائهم عما ينهون عنه، وبذلك تتم فائدة الرسالة وتتحقق غايتها، يقول تعالي: «رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماًَ» (النساء 165).
(3)
هذا التأسيس العقائدي الذي يكشف حقيقة بشرية الرسول في الإسلام، يكشف خطأ وخطورة فتوي البركة المزعومة لبول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبالإضافة إلي فساد الاستدلال فقد «خبطت في قلب» عقيدة بشرية الرسول وعرضتها للتضليل والتشويه.
ويبدو فساد الاستدلال واضحاً من الاعتماد علي حادثة فردية غير مقصودة إطلاقاً.
فقد روي القاضي عياض في كتابه «الشفا .. بتعريف حقوق المصطفي» (ص 50، جـ1، ط. دار الحديث، القاهرة) أن السيدة بركة «أم أيمن» شربت ما شربت، وهي لا تعلم أصلاً أن هذا بول، ولا أنه بول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلم تكن هناك نية في التبرك إطلاقاً، يقول القاضي عياض إن هذه السيدة «كانت تخدم النبي صلي الله عليه وسلم قالت: وكان لرسول الله صلي الله عليه وسلم قدح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه من الليل، فبال فيه ليلة، ثم افتقده فلم يجد فيه شيئاً، فسأل بركة عنه، فقالت: قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم».
وهذا هو موضع الاستدلال لأنه يكشف حقيقة نية السيدة، وأنها لم تكن عامدة قاصدة شرب بوله صلي الله عليه وسلم بنية البركة، ولكن صاحب الفتوي -ويبدو أنه لم يقرأ هذا المصدر وكان يجب عليه أن يقرأه لأن هذا الكتاب مصدر رئيسي في أوصاف المصطفي صلي الله عليه وسلم وحقوقه- ولذلك نراه يترك هذه الكلمة المهمة «وأنا لا أعلم» في هذه الرواية الصحيحة للحديث بهذه العبارة وقد قال القاضي عياض إن الحديث لهذه الرواية صحيح ألزم الدارقطني مسلما والبخاري إخراجه في الصحيح ثم أورد الحديث بهذه العبارة وليس فيها تعليق لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد أخذ القاضي عياض هذه الرواية دون تعليق من رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضاً،
وقد روي هذا الحديث ابن جريج وغيره، وسواء كانت هذه الرواية لأم أيمن خادمة أم حبيبة أو خادمة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي أخرج ابن السكن من طريق عبدالملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبدالرحمن، عن أم أيمن قالت كان للنبي صلي الله عليه وسلم فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: «إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا» فإننا نري تأكيد هذه الرواية هي الأخري أن السيدة بركة غلطت فشربتها، أي لم تكن هناك نية تبرك، وسواء كان تعليق رسول الله في هذه الرواية أنها لا تشتكي بطنها بعد هذا، أو أنها لا تجرجر في جهنم كما أورد صاحب الفتوي،
وهناك رواية ثالثة لم يرد فيها تعليق أصلاً من الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي زيادة علي الرواية الصحيحة ولو ثبتت فلا تعني أكثر من أنه صلي الله عليه وسلم أراد أن يطمئن السيدة علي أنها غير معاقبة علي هذا الغلط، لأنه وقع عن غير قصد منها، أو أنه لن يضرها، ومناط الحساب ثواباً أو عقاباً علي القصد والنوايا، كما قرر صلي الله عليه وسلم القاعدة الذهبية في تقويم الأعمال «إنما الأعمال بالنيات» ولذلك لم يذكر القرطبي في الاستيعاب هذه الزيادة أيضاً مما يوهنها كما لم يذكرها ابن حجر وهو يتحدث عن بركة الحبشية علي أننا يجب أن نفهم هذه الزيادة في ضوء تحريمه صلي الله عليه وسلم شرب أبوال الناس وهو من الناس بدلالة القرآن: «قل إنما أنا بشر مثلكم» حتي في حالة التعرض للهلاك، فالمشرف علي الموت يجوز له أن يأكل الميتة، ولا يجوز له أن يشرب البول الآدمي (البخاري كتاب 4، باب 15) وقوله صلي الله عليه وسلم إن الله ما جعل شفاء أمتي فيما حرم عليها، فهل ينهي الرسول عن شر أو شيء ويأتي بمثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان فساد الاستدلال واضحاً في زعم «التبرك» الذي تنفيه السيدة صاحبة الواقعة مما يعيب هذه الفتوي فإن ما يعيبها أمران آخران أشد خطأ، وأفدح خطورة علي الاعتقاد.
ذلك أن صاحب الفتوي في برنامج له بالتليفزيون راح يدافع عن فتواه باللجوء إلي أحاديث وروايات كثيرة بعضها صحيح وأغلبها ضعيف، عن كمالات رسول الله صلي الله عليه وسلم وطهارته وإعداده بشق صدره وتطهيره، إلي حد القول صراحة باختلافه صلي الله عليه وسلم عن البشر مما مثل كارثة حقيقية في هذا البرنامج أدت إلي تزييف العقيدة في بشرية الرسول.
ومع أننا نسلم بإعداده صلي الله عليه وسلم وطهارته ونظافته إلا أن العقيدة الإسلامية تقوم علي أن إعداده صلي الله عليه وسلم بكل الكمالات البشرية وإعداده لتلقي الوحي لا يخرجه عن البشرية فما يطهر منه يطهر في البشر من عرقه وطيب ريحه، وما يوجب وضوءه واغتساله يوجب وضوء واغتسال البشر، وقد كان يتوضأ لكل صلاة ويغتسل للجنابة فإذا كان بوله وبرازه طاهرين فهل كان يصلي بغير وضوء، إنه صلي الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة بينما خفف علي البشر بالوضوء عند الحدث وكان صلي الله عليه وسلم يغتسل للجنابة مما هو من بداءة الفقه الإسلامي، ولم يقل بطهارة الحدثين عنده إلا بعض الشافعية الذين لم يعنهم القاضي عياض، وليس هناك إجماع كما ادعي صاحب الفتوي علي التليفزيون،
ذلك مما أوجد حالة من تزييف الاعتقاد والتضليل في تصور الناس لرسول الله صلي الله عليه وسلم بأنه مختلف عن البشر، بهذا النص (تراجع حلقة البرنامج) والذي يمثل طامة كبري في الفتوي مما يؤكد تصوره لاختلاف الرسول عن البشر قوله فيها بالنص: «وليعلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم فرد جليل لم يأت مثله في العالمين، ولن يأتي إلي يوم الدين» إلي أن قال: «وأنه -أي الله تعالي عن ذلك- جعله عين الحضرة القدسية»، فما الحضرة القدسية؟ إنها عند الصوفية حضرة جناب الحق تبارك وتعالي، وبذا يكون الرسول صلي الله عليه وسلم عين هذه الحضرة .. عين الله!! وبذلك تزيف البشرية ويكون للرسول طبيعة إلهية، ويقع الغلو والتطرف في حقيقته صلي الله عليه وسلم إلي هذا الحد، فإذا كانت أمم أخري جعلت أنبياءها ابناً لله كما حكي القرآن الكريم فها نحن نجعل نبينا عين الحضرة القدسية!
هل باتت شطحات بعض الصوفية مصدراً للإفتاء؟ ومرجعاً لتزييف العقيدة لدي الناس؟
وثالثة الأثافي في هذه الفتوي الغريبة ما يورده صاحبها -غفر الله له- من أن الرسول صلي الله عليه وسلم نفسه كان يشرب الماء المستعمل من طهارة المسلمين، فيقول في نهاية «الفتوي» والبركة ليست خاصة بالنبي صلي الله عليه وسلم فقط كما يظن بعضهم، فقد أخرج الطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية: أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يبعث إلي «المطاهر» فيؤتي بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين، كما في صحيح الجامع -كما قال ولا تعليق.
لكننا سنعود إلي هذه الأحاديث وغيرها مع ملاحظة أن هذا المصدر الذي ينقل عنه مليء بالأحاديث الضعيفة التي لا تصلح في منهج الإفتاء مصدراً للإفتاء ولا مرجعاً، ولا سبيل أمامها إلا إسقاط الاستدلال بها إن كانت ضعيفة، أو تأويلها إن كان فيها شيء من الصحة.
وإن كنا نتمني أن تغلق هذه الفتاوي الخاطئة التي تضلل الناس في العقيدة باعتذار صاحب الفتوي ورجوعه شأن العلماء الحقيقيين الأثبات إلي الحق، الذين يصيخون السمع لقول الله تعالي عن الذين أنابوا إلي الله «لهم البشري فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب».
علي أن أمل المسلمين في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن يعامل هذه الفتوي بمعاملة الفتوي زميلتها (إرضاع الكبير) من حيث اعتذار صاحبها ولو دون تحقيق وهو قمين بهذا لأنه الجهة التي تعقب علي الفتاوي جميعاً، وهو لا يمكن أن يفعل كما كان يفعل بعض الأمم من أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد .. معاذ الله.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=62653
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 05:34]ـ
وانظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102960
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 01:42]ـ
وانظر هذا أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102199
ـ[ظاعنة]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 09:24]ـ
الله المستعان ..
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 03:42]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 03:09]ـ
====(/)
من هو نبي الله عزير - عليه الصلاة والسلام-؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم
أخواني الكرام
أريد مصادر تُعرف بالنبي عزير - عليه الصلاة والسلام -؟
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 03:06]ـ
مالك إلا كتب التفسير وخاصة بن كثير وين جرير
أو كتب التاريخ كالبداية وتاريخ الذهبي ونحوها
وفقك الله
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 03:27]ـ
جزيت خير الجزاء
رجعت لكتب النفسير فلم أجد بغيتي ..
لعلي أرجع لكتب التاريخ ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 03:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قصته موجودة في البداية والنهاية لابن كثير
عند كلامه عن الأنبياء، قبل الكلام عن عيسى عليه الصلاة والسلام
ويمكنك الوقوف عليها في (قصص الأنبياء) لابن كثير، وهو جزء من البداية والنهاية
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 03:57]ـ
رأيت أن العلماء اختلفوا في نبوته , فما الصحيح؟!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:35]ـ
3117/ 246 - أحمد بن مهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال:
خرج عزير نبي الله من مدينته، وهو رجل شاب، فمر على قرية، وهي خاوية على عروشها.
قال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها.
فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، فأول ما خلق عيناه، فجعل ينظر إلى عظامه ينظم بعضها إلى بعض، ثم كسيت لحما، ونفخ فيه الروح، وهو رجل شاب.
فقيل له: كم لبثت؟
قال: يوما أو بعض يوم.
قال: بل لبثت مائة عام.
قال: فأتى إلى المدينة، وقد ترك جاراً له إسكافاً شاباً، فجاء وهو شيخ كبير.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. [المستدرك على الصحيحين](/)
مالفرق بين الدين بمعناه العام ومعناه الخاص؟!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:22]ـ
السلام عليكم
اتمنى شرح ذلك مع الاستشهاد بالإدلة حفظكم الله ونفع بكم ....
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:28]ـ
؟!
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 04:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هل تقصد مثل هذا أخي وسم المعاني:
http://66.102.9.104/search?q=cache:c2
السؤال
6AsntfHMJ:ak hbar.khayma.com/modules.php%3Fname%3DNews%26fi le%3Darticle%26sid%3D334+%22%D 9%83%D9%84%D9%85%D8%A9+%D8%A7% D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%22&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
يجدر بنا في البداية أن نتتبع كلمة الدين في اللغة مما قد يفيدنا في إعطاء صورة عامة عن الإطار الذي تشكلت في ضوئه جملة التعريفات المختلفة للفظ الدين في الفكر الإسلامي.
تنطوي كلمة الدين على معانٍ عديدة ومتشعِّبة حتى يبدو لك أنه يستعمل في معاني متباعدة بل متناقضة، فالدين هو الملك وهو الخدمة هو القهر هو الذل هو الإكراه هو الإحسان هو العادة والعبادة وهو السلطان وهو الخضوع هو الإسلام والتوحيد وهو اسم لكل ما يُعتقد أو لكل ما يُتعبَّد به2.
وتبعا لهذا التبايُن والاختلاف في تحديد معنى الدين لغةً أُثيرت مسألة عدم أصالة هذه الكلمة في اللغة العربية، وأنها دخيلة من لغات كالعبرية أو الفارسية.
والمتصفِّح في اشتقاق هذه الكلمة ووجوه تصريفها يستشف من هذا الاختلاف الظاهر تقاربا شديدًا، بل توافقا وانسجاما في جوهر المعنى، إذ يجد أن تنوع هذه المعاني مرده إلى ثلاثة مضامين تكاد تكون متصلة باعتبار أن الكلمة التي يُراد شرحها ليست كلمة واحدة، بل ثلاث كلمات، أو بعبارة أدق إنها تتضمن ثلاثة أفعال بالتناوب.
إن كلمة الدين تأتي مرة من فعل متعدٍّ بنفسه: دانه يدينه، وأحيانا من فعل متعدٍّ باللام: دان له، وتارة من فعلٍ متعدٍّ بالباء: دان به، وباختلاف الاشتقاق يختلف المضمون الذي تعطيه العبارة.
1 - إذا قلنا دانه دينا قصدنا بذلك أنه ملكه، وساسه وقهره، وحاسبه، وجازاه وكافأه. فالدين هنا يأخذ معنى الجلال والملك والتصرف بما هو ميزة الملوك من الملك والتصرف. ومن ذلك: مالك يوم الدين أي يوم المحاسبة والجزاء. وفي الحديث: "الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت" أي حكمها وضبطها، والديَّان الحكم القاضي.
2 - وإذا قلنا دان له بمعنى أطاعه وخضع له. فالدين هنا هو الطاعة والخضوع والعبادة، كقوله تعالى: "إنا لمدينون" أي مملوكون.
وواضح أن هذا المعنى الثاني ملازم للأول ومطاوع له دانه فدان له، أي أجبره على الطاعة فخضع وأطاع.
3 - وإذا قلنا دان بالشيء بمعنى أنه اتخذه دينا ومذهبا أي اعتقده أو اعتاده أو تخلق به. فالدين هنا هو المذهب والطريقة التي يلتزم بها الشخص نظريًّا أو عمليا. تقول العرب: ما زال ديني وديدني أي عادتي، والمذهب النظري عنده هو عقيدته ورأيه الذي يعتنقه، ومن ذلك قولهم دينت الرجل أي وكلته إلى دينه، ولم أعترض عليه فيما يعتنقه.
4 - تأكيدًا على هذه المعاني اللغوية فإن كلمة الدين عند العرب تتضمن علاقة بين طرفين يعظم أحدهما الآخر ويخضع له، فإذا وصف بها الطرف الأول كانت خضوعا وانقيادا، وإذا وصف بها الطرف الثاني كانت أمرا وسلطانا، وحكما وإلزاما، وإذا وُصف بها إلى طبيعة العلاقة بين الطرفين كانت هي الطريقة المنظمة لتلك العلاقة، أو الشكل الذي يمثلها.
إن محاولة تحديد مفهوم الدين لغة يضعنا أمام مجموعة مرادفات تصبُّ بشكل أو بآخر في نفس الاتجاه والذي ينصب حول لزوم الانقياد ففي الاستعمال الأول هو إلزام الانقياد، وفي الاستعمال الثاني هو التزام الانقياد، وفي الاستعمال الثالث هو المبدأ الذي يلتزم الانقياد له3.
تأكيدا لما سبق ذكره فإن كلمة الدين بكل معانيها أصيلة في اللغة العربية، وإن ما ادَّعاه بعض المستشرقين من أنها دخيلة معربة عن العبرية أو الفارسية لا يعد صحيحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن هذه التحليلات الاشتقاقية كلها تصبُّ في نفس الاتجاه، وتقرُّ بأصالة المعنى في اللغة لكنها لا تشفي غليلنا في معرفةٍ حقيقية لماهيَّة الدين كما هي في عرف المتدينين، فالبَوْن مازال شاسعا برأي الدكتور عبد الله دراز بين المعنى اللغوي، والمعنى العرفي ذلك أنه ليس كل خضوع وانقياد يسمَّى في العرف تدينا، فخضوع العبد لسيده وطاعة الابن لأبيه وإكبار الخادم لمسئوله لا يجسِّد بأي معنى الدين الذي نعنيه، كما أنه ليس كل اتجاه أو مذهب يسمى دينا.
الدين .. اصطلاحًا
فإذا كان هذا شأن الدين في اللغة، فكيف يكون حاله في اصطلاح الفكر الإسلامي؟
ثمَّة ملاحظة جديرة بالتذكير، وهي أن الفكر الإسلامي ليس هو الإسلام المثل بالمثل، بل هو ما أبدعته العقلية الإسلامية في محاولتها لإسقاط الإسلام على الواقع وتطبيقه، فهو بذلك محكوم بالأطر الزمانية والمكانية.
فالفكر الإسلامي هو اجتهاد عقلي في فهم النصوص قد يخطئ ويصيب فهو غير معصوم في ذلك كله، الفرق بين الإسلام وبين الفكر الإسلامي هو الفرق بين ما ينسب إلى الله وما ينسب للإنسان، والعلاقة بينهما هي علاقة بين طرفين أحدهما قام على الآخر واعتمد عليه، ولكن لا على أن يكون مطابقا له تمام التطابق4.
جاء في تعريف إخوان الصفا أن الدين (هو شيئان اثنان أحدهما الأصل وملاك الأمر، وهو الاعتقاد في الضمير والسر. والآخر هو الفرع المبني عليه القول والعمل في الجهر والإعلان) 5.
لقد أوضح الجرجاني -بشكل جلي- الفرق بين الدين والملة فهما عنده متحدان بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تُطاع تسمى دينا، ومن حيث إنها تُجمع تسمى ملة، ومن حيث إنها يُرجع إليها تسمى مذهبا. وقيل الفرق بين الملة والدين والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالى والملة منسوبة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمذهب منسوب إلى المجتهد6.
أما أشهر تعريف للدين في الفكر الإسلامي وأكثره تداولا ما نُسب إلى التهانوي في قوله: إنه (وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل، وهذا يشمل العقائد والأعمال، ويطلق على ملة كل نبي، وقد يخص بالإسلام كما في قوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، ويضاف إلى الله عز وجل لصدوره عنه، وإلى النبي لظهوره منه وإلى الأمة لتدينهم به وانقيادهم له) 7.
ويمكن تلخيصه بأن الدين هو وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقادات وإلى الخير في السلوك والمعاملات.
يبدو من التعريف الإسلامي للدين أنه حصر مسمى الدين في دائرة الأديان الصحيحة، المنبثقة من الوحي الإلهي، وهي التي تتخذ معبودا واحدا هو الخالق المهيمن على كل شيء فالديانة الطبيعية التي تستند إلى العقل، والديانات الخرافية التي هي ثمرة الأوهام والأساطير، والديانات الوثنية التي تتخذ من التماثيل آلهة لا ينطبق عليها تعريف الدين مع أن القرآن الكريم قد سماها كذلك حيث يقول: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا" ويقول: "لكم دينكم ولي دين".
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 04:49]ـ
متى نكف عن هذا المصطلح
(الفكر الإسلامي)
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 04:58]ـ
والله أخي ابن المنير أنا شغّال نسخ ولصق.:)
فأرجو أن تسامحني.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 07:48]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم حمد ..
ولكن ليس هذا هو المطلوب ..
أخي الكريم ابن المنير .. أرجو توضيح السبب للفائدة ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 09:04]ـ
قال فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد في «معجم المناهي اللفظية» ط2: 1410، ص242:
((ومنها: (الفكر الإسلامي)، و (الفكرة الإسلامية) بمعنى الإسلام؟؟!.
وكيف يصح أن يكون الإسلام ومصدره الوحي (فكرا)؟!
و (الفكر) هو: ما يفرزه العقل.
فلا يجوز بحال أن يكون الإسلام مظهرا للفكر الإنساني؟
والإسلام بوحي معصوم والفكر ليس معصوما. وإذا كان بعض الكاتبين أدرك الخطأ في هذا الاصطلاح فأبدله باصطلاح آخر هو:
(التصوّر الإسلامي)، فإنه من باب رفع آفة بأُخرى؛ لأن التصور مصدره الفكر المحتمل للصدق والكذب.
وهذه المصطلحات المولَّدة، جميعها تعني الكلمة الأجنبية (الأيدلوجية) بمعنى: الأصول الإسلامية.
فعلى المسلمين نبذ الاصطلاحات المولَّدة الركيكة في معناها ومبناها، والتي تقطع الصلة بحبل العلم والإيمان. وانظر في هذا كتاب «المذهبية الإسلامية والتغيير الحضاري» للأستاذ: محسن عبدالحميد، فهو مهم.
وهكذا في فوضى الاصطلاحات التي تَذبح الأصالة، وتقتل الذات، وتفقد الخصوصية، والتميُّز الحضاري، وتجعل المسلم في إطار مصطلحات غريبة عن دينه وإسلامه، بل عن دينه ولغته، ويعيش في دوامة من التناقض بين اعتقاده وثروة أسلافه، وبين ما يسمعه ويعيش في منظومته الحضارية، فهل من مستيقظ، وهل من موقظ لأُمته؟. والله المستعان)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 09:06]ـ
حمد:)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 04:07]ـ
أحسن الله إليك ...
فائدة طيبة .. أسأل الله أن يفقهنا في الدين , ويلهمنا الصواب في القول والعمل.(/)
60 موعظة قصيرة لابن الجوزي
ـ[علي أكرم]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 10:06]ـ
1 - اخواني: الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم.
2 - يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت؟
3 - أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
4 - اذكر اسم من إذا اطعته افادك، و إذا اتيته شاكراً زادك، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
5 - أيها الغافل ما عندك خبر منك! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل، و تشبع فتنام، و تغضب فتخاصم، فبم تميزت عن البهائم!
6 - واعجباً لك! لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب، و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك!
7 - يا من قد وهى شبابه، و امتلأ بالزلل كتابه، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت! اما علمت ان النار للعصاة خلقت! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها، فتذكر أن التوبة تحجب عنها، و الدمعة تطفيها.
8 - سلوا القبور عن سكانها، و استخبروا اللحود عن قطانها، تخبركم بخشونة المضاجع، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع، و المسافر يود لو انه راجع، فليتعظ الغافل و ليراجع.
9 - يا مُطالباً باعماله، يا مسؤلاً عن افعاله، يا مكتوباً عليه جميع أقواله، يا مناقشاً على كل أحواله، نسيانك لهذا أمر عجيب!
10 - إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد، و للفهوم كل لحظة زجر جديد، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
11 - كان بشر الحافي طويل السهر يقول: أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
12 - من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب.
13 - عجباً لمؤثر الفانية على الباقية، و لبائع البحر الخضم بساقية، و لمختار دار الكدر على الصافية، و لمقدم حب الأمراض على العافية.
14 - قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت؟ قال: من طلب الدنيا، فقال: هل ادركتها؟ قال لا، فقال: واعجباً! انت تطلب شيئاً لم تدركه، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه.
15 - يُجمع الناس كلهم في صعيد، و ينقسمون إلى شقي و سعيد، فقوم قد حلّ بهم الوعيد، و قوم قيامتهم نزهة و عيد، و كل عامل يغترف من مشربه.
16 - كم نظرة تحلو في العاجلة، مرارتها لا تُطاق في الآخرة، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
17 - ياطفل الهوى! متى يؤنس منك رشد، عينك مطلقة في الحرام، و لسانك مهمل في الآثام، و جسدك يتعب في كسب الحطام.
18 - أين ندمك على ذنوبك؟ أين حسرتك على عيوبك؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك، و تضيع يومك تضييعك أمسك، لا مع الصادقين لك قدم، و لا مع التائبين لك ندم، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة، و أجريت في السحر دموعاً سائلة.
19 - تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً، و ارع أصلاً أثمر فرعاً، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا، فتصدق عنهما إن كانا ميتين، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
20 - من لك إذا الم الألم، و سكن الصوت و تمكن الندم، ووقع الفوت، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت، و نزلت منزلاً ليس بمسكون، فيا أسفاً لك كيف تكون، و اهوال القبر لا تطاق.
21 - كأن القلوب ليست منا، و كان الحديث يُعنى به غيرنا، كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل اعمانا.
22 - يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل، و حزنها في غد طويل، ما دام المؤمن في نور التقوى، فهو يبصر طريق الهدى، فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
23 - انتبه الحسن ليلة فبكى، فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال: ذكرت ذنباً فبكيت! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
(يُتْبَعُ)
(/)
24 - يا من عمله بالنفاق مغشوش، تتزين للناس كما يُزين المنقوش، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش.
25 - ألك عمل إذا وضع في الميزان زان؟ عملك قشر لا لب، و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26 - رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت.
27 - يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، و لا رق أملك من الشهوة، و لا مصيبة كموت القلب، و لا نذير أبلغ من الشيب.
28 - إلى كم اعمالك كلها قباح، اين الجد إلى كم مزاح، كثر الفساد فأين الصلاح، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح، و سيخلو البلى بالوجوه الصباح، أفي هذا شك ام الأمر مزاح.
29 - فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة، فما صدق صادق فرُد، و لا اتى الباب مخلص فصُد، و كيف يُرد من استُدعي؟ و إنما الشان في صدق التوية.
30 - إخواني: الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها، تنزل بهم حيث شاءت، فبينا هم على غواربها ألقتهم فوطئتهم بمناسمها.
31 - النظر النظر إلى العواقب، فإن اللبيب لها يراقب، أين تعب من صام الهواجر؟ و أين لذة العاصي الفاجر؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات، و كان لم يلتذ من نال الشهوات.
32 - حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له: كيف وجدت محبسك؟ قال: ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم، حتى يجمعنا يوم
33 - جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه.
34 - إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر.
35 - اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة، في كتاب يًحصي حتى الذرة، و العصاة عن المعاصي في سكرة، فجنو من جِنى ما جنوا، ثمار ما قد غرسوه.
36 - يا هذا! ماء العين في الأرض حياة الزرع، و ماء العين على الخد حياة القلب.
37 - يا طالب الجنة! بذنب واحد أُخرج ابوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته، و تذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق ان تجري دائماً دموعه، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه.
38 - أعقل الناس محسن خائف، و أحمق الناس مسئ آمن.
39 - لا يطمعن البطال في منازل الأبطال، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة، من زرع حصد و من جد وجد، فالمال لا يحصل إلا بالتعب، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب، و اسم الجواد لا يناله بخيل، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل.
40 - كاتبوا بالدموع فجائهم الطف جواب، اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم.
41 - كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، و شهره يهدم سنته، و سنته تهدم عمره، كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله، وحياته على موته.
42 - إخواني: الدنيا في إدبار، و اهلها منها في استكثار، و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم.
43 - ويحك! أنت في القب محصور إلى ان ينفخ في الصور، ثم راكب أو مجرور، حزين او مسرور، مطلق او مأسور، فما هذا اللهو و الغرور!
44 - بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني، بأي وجه تلقاني، يا من نسي عظمة شاني، خاب المحجوبون عني، و هلك المبعدون مني.
45 - يا هذا زاحم باجتهادك المتقين، و سر في سرب أهل اليقين، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم، و ما نياس لك من ذلك.
46 - ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى، ألا رُب معرض عن سبيل رشده، قد آن أوان شق لحده، ألا رُب ساع في جمع حطامه، قد دنا تشتيت عظامه، ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته، قد آن خراب ذاته
47 - يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس، و تنبه للسعود فإلى كم نحس، و احفظ بقية العمر، فقد بعت الماضي بالبخس.
48 - عينك مطلقة في الحرام، و لسانك منبسط في الآثام، و لأقدامك على الذنوب إقدام، و الكل مثبت في الديوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
49 - كانوا يتقون الشرك و المعاصي، و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي، و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي، فاجتهد في لحاقهم ايها العاصي، قبل ان تبغتك المنون.
50 - أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام، و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام، و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام، و اناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام، فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو، فإذا الأظافير ظافرة.
51 - يا مقيمين سترحلون، يا غافلين عن الرحيل ستظعنون، يا مستقرين ما تتركون، أراكم متوطنين تأمنون المنون
52 - وعظ أعرابي ابنه فقال: أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات، و الجنة و النار أمامك.
53 - يا له من يوم لا كالأيام، تيقظ فيه من غفل و نام، و يحزن كل من فرح بالآثام، و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام، واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها.
54 - إن النفس إذا أُطمعت طمعت، و إذا أُقنعت باليسير قنعت، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها، و غُض طرفها عن محرم نظراتها، و كُف كفها عن مؤذي شهواتها، إن شئت ان تسعى لها في نجاتها.
55 - علامة الاستدراج: العمى عن عيوب النفس، ما ملكها عبد إلا عز، و ما ملكت عبداً غلا ذل.
56 - ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير، و النظرة نظرها في الشر، فيا من زاده من الخير طفيف، احذر ميزان عدل لا يحيف.
57 - سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج، فقال له عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه؟
58 - يا من أجدبت أرض قلبه، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً، فيه رعود و تخويف، و بروق و خشية، فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت.
59 - قال بعض السلف: إذا نطقت فاذكر من يسمع، و إذا نظرت فاذكر من يرى، و إذا عزمت فاذكر من يعلم.
60 - قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه: أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ؟ قالوا: لا، قال، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل.
61 - كلامك مكتوب، و قولك محسوب، و انت يا هذا مطلوب، و لك ذنوب و ما تتوب، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب.
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:04]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك .... شكرا(/)
حكم .. أمثال .. فوائد .. أبيات .. فوائد علمية
ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام عن لي أن أطرح هذا الموضوع الذي سيكون متجدداً كل يوم ما أجده في جوالي من الحكم والأمثال والأقوال والتجارب وإن شاء الله لن أضع فيه إلا نافعاً وسأنقل مجموعة من الرسائل التي تأتيني من الجوالات الدعوية كمجلة البيان ودعوة الإسلام وجوال زاد طالب العلم وشبكة نور الاسلام وغير ذلك
وهذا أوان الشروع في المقصود فنلجأ إلى الله أن يسدد ويوفق ويتقبل ...
ولاتنسوا الدعاء لأخيكم بالتوفيق فإنه الملائكة تقول آمين ولك بمثل
http://www.albayan-magazine.com/baners/jawal.gif
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_artbanner s&task=clk&id=607
http://www.zad.ws/images/talib-main.gif
http://www.toislam.net/Files/banar/3333.gif
ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 03:09]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله: إذا اجتمع في الرجل: خير وشر، وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة، استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة بحسب ما فيه من الشر: كاللص الفقير تُقطع يده لسرقته، ويُعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته. (مجموع الفتاوى).
*******
قال مولى الفضل: كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك. فغضب وقال: ما وجد الشيطان رسولا غيرك؟
فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الشاتم، فسلم على وهب، فرد عليه السلام، ومد يده إليه وصافحه، وأجلسه إلى جنبه (البداية والنهاية).
ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 06:20]ـ
قال أحد السلف: ليس الأخ من تحتاج أن تقول له أذكرني في دعائك
قال ابن سليم: كلمة حكمة لك من أخيك خير لك من مال يعطيك لأن المال يطغيك والكلمة تهديك
من المحال دوام الحال
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 08:45]ـ
جزاك الله خيرا، واصل وصلك الله،،،
http://www.ahlelathar.com/vb/showthread.php?t=4542
ـ[علي أكرم]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 04:31]ـ
علق سبحانه الهداية بالجهاد , فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً , وأفرض الجهاد جهاد النفس والهوى والشيطان والدنيا. فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه سبل رضاه , الموصلة إلى جنته , ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد (الفوائد) جوال مجلة البيان
الأفكار في كل حال عرضة للتبدل خصوصا بطول العهد , وكثرة التجارب , والعقل هو الحاكم والحكم لا العواطف والأحاسيس محمد كرد علي جوال دعوة الإسلام
قال ابن الجوزي واصفاً شيخه الأنماطي: (وما عرفنا من مشايخنا أكثر سماعا منه , ولقد كنت أقرأ عليه الحديث في زمن الصبا , ولم أذق بعد طعم العلم , فكان يبكي بكاء متصلا , وكان ذلك البكاء يعمل في قلبي , وأقول ما يبكي هذا هكذا إلا لأمر عظيم , فاستفدت ببكائه ما لم أستفد بروايته) صفة الصفوة 498/ 2 جوال زاد طالب العلم
قال محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله يعني زوجته , وقال أيضاً: إنى أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي فأصرف بصري عنها. تاريخ بغداد (336/ 5)
جوال نور الاسلام
ـ[علي أكرم]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 04:41]ـ
من الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجل العبد ويستبطئ الإجابة , فيستحسر ويدع الدعاء , وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً , فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله. (الجواب الكافي) جوال دعوة الإسلام
قال الإمام ابن حزم في خاتمة رسالة له أجاب فيها على سؤال ورد إليه: (فقد أجبتك عما لزمني الجواب عنه بما أخذ علي من عهد الله تعالى , ولولا ذلك لما أجبتك , والله يعلم أني غير حريص على الفتيا , ومن علم أن كلامه من عمله محصى له مسؤول عنه قل كلامه بغير يقين) رسائل ابن حزم 215/ 3
جوال زاد طالب العلم
إذا أردت صلاح قلبك فاستعم عليه بحفظ جوارحك (البداية والنهاية) جوا مجلة البيان
قال أحد السلف: الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه
جوال نور الإسلام
ـ[علي أكرم]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 04:16]ـ
إذا عرضت لي في الزمان حاجة **وقد أشكلت فيها علي المقاصد
وقفت بباب الله وقفة ضارع**وقلت: إلهي إنني لك قاصد
ولست تراني واقفا عند باب من **يقول فتاة: سيدي اليوم راقد
(المكودي)
جوال دعوة الإسلام
إذا ضيقت أمرا ضيقا ** وإن هونت صعب الأمر هانا
فلا تجزع لأمر ضاق شيئا**فكم صعب تشدد ثم لانا
(نور القبس)
جوال مجلة البيان
العلماء ثلاثة: رجل عاش بعلمه ولم يعش الناس معه , ورجل عاش الناس بعلمه ولم يعش هو فيه ورجل عاش بعلمه وعاش الناس بعلمه) أبو قلابة الجرمي (مصنف عبد الرزاق) وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيحين
جوال زاد طالب العلم
قال عمر بن عبد العزيز: الأمور ثلاثة أمر استبان رشده فاتبعه وأمر استبان ضرره فاجتنبه , وأمر أشكل عليك فتوقف عنده
جوال نور الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد إدريس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 06:47]ـ
بارك الله فيك أخي علي أكرم
أكمل أخي أدام الله عليك الصحة و العافية
ـ[علي أكرم]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 09:02]ـ
إن شاء الله نسأل الله التيسير
رأيت سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله عز وجل والإقبال على الدنيا وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته (ابن الجوزي)
جوال دعوة الإسلام
إن كثرة الأكل جالبة لكثرة الشراب وكثرته جالبة للنوم والبلادة وكسل الجسم هذا مع ما فيه من الكراهة الشرعية والتعرض لخطر الأسقام البدنية كما قال الشاعر:
فإن الداء أكثر ما تراه ** يكون من الطعام أو الشراب
(آداب العلماء والمتعلمين)
جوال مجلة البيان
قال ابن الهمام: (وهذا الرجل ـ يعني المشدالي ـ لا ينتفع بكلامه ولا ينبغي أن يحضر درسه إلا حذاق العلماء)
الضوء اللامع 184/ 9 فينبغي لطالب العلم أن ينتقي من دروس أهل العلم وكتبهم الأنسب له ولا يكن همه الأخذ عن من يراه الأعلم بل يحرص على الأنفع ولابأس أن يستشير في ذلك وأن يجرب حتى يتوصل إلى ذلك وأن يرجع إلى الأعلم عن ما يشكل عليه
جوال زاد طالب العلم
قال ابن القيم (جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الهل وحسن الخلق لأن تقوى الله يصلح ما بينالعبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين الخلق فتقوى الهل توجب له محبة الله وحسن الخلق تدعو الناس إلى محبته)
جوال نور الإسلام
ـ[علي أكرم]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 10:07]ـ
ما حسدت الحجاج على شيء حسدي إياه على حبه القرآن وإعطائه أهله وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي فإن الناس يقولون أنك لا تفعل (عمر بن عبد العزيز)
جوال دعوة الإسلام
"ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له " (عبد الله بن مسعود)
جوال مجلة البيان
قال الإمام الحافظ عبد الرحمن بن مهدي (الحفظ الإتقان) رواه المحاملي في أماليه ص 180
جوال زاد طالب العلم
قيل لأعرابي أتحسن أن تدعو ربك؟ قال: نعم قيل: فادع قال: اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك
جوال نور الإسلام
ـ[علي أكرم]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 08:56]ـ
هلك من غلبت آحاده عشراته!! وذلك أن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر، وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة فإذا رجحت سيئاته على حسناته فهذا يدل على كثرة السيئات لدرجة أنها غلبت الحسنات المضاعفة
لا تبتئس أيها الباكي رويدا لا يسد الدمع ثغرة أيها العابس لن تعطى على التقطيب أجرة لا تكن مراً ولا تجعل حياة الناس مرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة"
قال بعض السلف: إذا نطقت فاذكر من يسمع، وإذا نظرت فاذكر من يرى،وإذا عزمت فاذكر من يعلم. قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه: أخبروني لو كان يجلس معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ يُغضبه؟ قالوا: لا، قال: فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل
"كم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين":التذكرة لابن الجوزي 124
جوال زاد
ذكر الله يطرد القلق والتوتر وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهونها عليك وكان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إذا استغلق عليه فهم شيء يقول: يا معلم إبراهيم علمني و يا مفهم سليمان فهمني (محمد المنجد)
قال سقراط:لا تكرهوا أولادكم على آثاركم , فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.
جوال دعوة الإسلام
العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة) اللطف في الوعظ لابن الجوزي 43 وفيه ص 27: (العمل صورة والإخلاص روح , إذا لم تخلص فلا تتعب)
جوال زاد طالب العلم
ـ[علي أكرم]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 08:05]ـ
قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني , قال: وهل أنت مطيعي؟ قال: إني على طاعتك لحريص. قال: صم وأفطر وصل ونم واكتسب ولاتأثم ولاتموتن إلا وأنت مسلم وإياك ودعوة المظلوم
جوال مجلة البيان
قال الزهري: (ما عبد الله بمثل الفقه) رواه عبد الرزاق 20479
وإسناده صحيح على شرط الشيخين جوال زاد طالب العلم
من تجارب الصالحين التي جربوها فوجودها صحيحة أن من أدمن على قول: " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " يحيا قلبه ولا يموت. مستفاد من ابن القيم جوال زاد
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه , فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره , ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف , ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبدا
(ابن المقفع) جوال دعوة الإسلام
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ (رضى الناس غاية لا تدرك فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور وإرضاء الخالق مقدور ومأمور) جوال نور الإسلام
ـ[علي أكرم]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 07:24]ـ
لا تحتقر الخطرة في فكرك , واللمحة من بصرك , والمصادفة في عملك , فربما فتحت كل واحدة لك سبيلا , ومدت أمامك آفاقاً وكم من اختراع أدت إليه خطرة لم يحقرها صاحبها , وهدت إليه لمحة لم يهملها لامحها ,أو نبهت إليه مصادفة لم يغفل عنها المصادف (عبد الوهاب عزام) جوال دعوة الإسلام
(وكنت إذا عسر علي الحفظ شربت من ماء زمزم وتوضأت وصليت ... ودعوت فأحفظ)
ترجمة ابن عديس المالكي الضوء اللامع 5/ 322
جوال زاد طالب العلم
علا شأن الأمة واجتمعت يوم أن كان إيمانها قول وعمل فلما تحول إيمانها إلى قول وجدل سقطت وتفرقت
محمود شاكرجوال نور الإسلام
للمعاصي لذات فللزنا لذة ولشرب الخمر لذة ومال الرشوة والمسروق له لذة وللصور الإباحية لذة .. والإنسان لا يترك لذة إلا للذة أعظم ولذلك ذكر الله لذات كثيرة مفصلة في الجنة كلذة القصور والأنهار والثمار والثياب والحلي والخدم والحور العين والغناء فإذا قوي الإيمان بهذه اللذات كان الإنسان قابلا مستعدا لترك اللذات المحرمة، وعلينا بيان هذا للناس تربية النفس قال ابن وهب رحمه الله: نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما فأجهدني فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة
جوال زاد
http://x88x.Com/uploads/7c908abac0.jpg (http://x88x.Com/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 09:19]ـ
من حكم ابن عطاء الله السكندري
لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله
ـ[علي أكرم]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 09:13]ـ
عن نافع قال: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه قال نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه , فربما شمر أحدهم فلزم المسجد , فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه , فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله انخدعنا له.
جوال مجلة البيان
بالركوع والسجود بين يدي الله يشعر المسلم نفسه معنى السمو والرفعة على كل ما عدا الخالق من وجود الكون (الرافعي)
جوال دعوة الإسلام
دع عنك ما قد كان في زمن الصبا*واذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ
واذكر مناقشة الحساب فإنه*لابد يُحصى ما جنيتَ ويُكتب
لم ينسه الملكان حين نسيتَه*بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب
وجميع ما خلَّفتَه وجمعته*حقا يقينا بعد موتك يُسلب
تبا لدار لا يدوم نعيمها*ومَشيدها عما قليل يخْرب
الفوائد لابن القيم
الحل عند كثرة العيال وكثرة النفقات: الصبر والتوكل "نحن نرزقهم وإياكم": شكى رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله، فقال له: ابعث إلي منهم من ليس رزقه على الله، فسكت الرجل. البداية والنهاية (13/ 510)
قال الفضيل رحمه الله: المؤمن يستر ويعظ وينصح، والفاجر يهتك ويعيّر ويفشي.
جوال زاد
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 09:18]ـ
من حكم الإمام علي رضي الله عنه
إياك وما يسبق إلى العقول إنكاره وإن كان عندك اعتذاره
ـ[علي أكرم]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 02:23]ـ
قال الشافعي:
قيل لي قد أساء إليك فلان ** ومقام الفتى على الذل عار
قلت: قد جاءني وأحدث عذرا**دية الذنب عندنا الإعتذارجوال دعوة الإسلام
الدنيا خمر الشيطان , فمن شرب منها لم يفق من سكرتها إلا في عسكر الموتى نادماً خاسراً
(ربيع الأبرار)
أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والصبح لأن العشاء وقت استراحة , والصبح وقت لذة النوم صيفاً وشدة البرد شتاء وأما المتمكنون في إيمانهم فتطيب لهم هذه المشقات لنيل الدرجات , لأن نفوسهم مرتاضة , تستخف لأجله المشاق , وتستلذ بسببه المتاعب , لما تعتقده في ذلك من الفوز العظيم بالنعيم المقيم والخلاص من العذاب الأليم , ومن طاب له شيء احتمل شدته , ولم يبال بما يلقى من مؤنته (فيض القدير)
جوال مجلة البيان
كتب عمر بن عبدالعزيز إلى الحسن: أما بعد فإذا أتاك كتابي فعظني وأوجز فكتب إليه الحسن: أما بعد فاعصِ هواك، والسلام. فوائد ابن دريد21
قال الحافظ ابن رجب: (اعلم أن ذكر الإنسان بما يكره (أي الغيبة) إنما يكون محرما إذا كان المقصود منه مجرد الذم والعيب والتنقيص , فأما إن كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أو خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل هو مندوب إليه)
القدح ليس بغيبة في ستة**متظلم ومعرّف ومحذر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن**طلب الإعانة في إزالة منكر
جوال زاد
ـ[علي أكرم]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 05:46]ـ
النفس قد تكون تارة أمارة , وتارة لوامة , وتارة مطمئنة ,بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا , والحكم للغالب عليها من أحوالها , فكونها مطمئنة وصف مدح لها , وكونها أمارة بالسوء وصف ذم لها , وكونها لوامة ينقسم إلى المدح والذم بحسب ما تلوم عليه (ابن القيم)
أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة , وتأميله الإصلاح فيما بعد , وليس لهذا الأمل منتهى ولا للاغترار حد فكلما أصبح وأمسى زاد الاغترار وطال الأمل (ابن الجوزي) جوال دعوة الإسلام
لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها، ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين " الفوائد لابن القيم 1/ 32 " العبرة: تعليق القلب بالله فقط
المؤمن لا يكتفي بسلامة نفسه، بل يهتم لما يصيب إخوانه المسلمين ويبذل ما يستطيع من دعاء وصدقة وإعانة قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس " مسند أحمد 5/ 340، السلسلة الصحيحة 1137
قال بعض السلف: " صحبت أهل الترف فلم أجد أكبر هماً مني، أرى دابة خيراً من دابتي وثوباً خيراً من ثوبي، ثم صحبت أهل التواضع فاسترحتقال أحد العابدين: دواء القلب خمسة اشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلو البطن (بالصيام)، وقيام الليل، والتضرع (دعاء مع ذل وانكسار) عند السحر (قبلا الفجر)، ومجالسة الصالحين جوال زاد
الله هو علم على المعبود بحق , لا يطلق على غيره , ولم يجسر أحد من المخلوقين على أن يتسمى به , وهو أعرف المعارف , يحكى أن سيبويه ريئ في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيراً كثيرا, لجعلي اسمه أعرف المعارف (الدر المصون)
جوال مجلة البيان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أكرم]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 06:46]ـ
العبد دائماً بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر , وذنب منه يحتاج فيه إلى الإستغفار , وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائماً , فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه , ولا يزال محتاجاً إلى التوبة والإستغفار (ابن تيمية) جوال دعوة الإسلام
قال ابن تيمية: لا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد , ولا الزهد إلا بعد التقوى , والتقوى متابعة الأمر والنهي (الفتاوى)
جوال مجلة البيان
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ثلاث يصفين لك من ود أخيك: - أن تسلم عليه إذا لقيته - وتوسع له في المجلس - وتدعوه بأحب أسمائه إليه» شعب الإيمان (6/ 431)
إحياء سنة التواصي: قال عون بن عبد الله: "كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات الثلاث، ويلقى بها بعضهم بعضاً: من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته. قال الإمام الشافعي: "أفضل الأعمال ثلاثة: ذكر الله تعالى، ومواساة الأخوان، وإنصاف الناس من نفسك" بستان العارفين للنووي (1/ 18)
من فقه السلف في العشرة الزوجية قول أبي الدرداء رضي الله عنه لامرأته: "إذا غضبت أنت سكنت أنا، وإذا غضبت أنا سكنت أنت، وإلا لم يصبر أحدنا على الآخر" لذلك لم تكثر لديهم الأزمات الأسرية جوال زاد
ـ[علي أكرم]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 07:25]ـ
سنضيف رسائل جوال ديننا
http://www.denana.com/gwal_denana_33.gif
للاشتراك ارسل رسالة فارغة إلى 86600
قال ابن القيم: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة , ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله. زاد المعاد 4/ 323.
جوال ديننا
كان الإمام أحمد يدعو: "اللهم أعني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك" يقول الشاعر:
منابر العز بالتقوى ستبلغها* والذل في مرتع العصيان تجنيه
قال الأوزاعي رحمه الله: من أطال قيام الليل، هون الله عليه وقوف يوم القيامة. سير أعلام النبلاء (119/ 7)
جوال زاد
روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان وعد رجلاً من قريش أن يزوجه ابنته فلما كان عند موته أرسل إليه فزوجه وقال "كرهت أن ألقى الله بثلث النفاق" (الأمثال لابن سلام)
من واصل أهل الجهالة ألبس ثوب البطالة ومن أكثر ذكر الله شغله عن ذكر الناس ومن هرب من الذنوب هرب به من النار (طبقات الشافعية)
قال تعالى: (ولا أقسم بالنفس اللوامة) قال الحسن البصري: إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وأن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه (تفسير ابن كثير)
من قال: لا أقدر. قلت له: حاول. ومن قال: لا أعرف. قلت له: تعلم. ومن قال: مستحيل. قلت له: جرب. (نابليون بونابرت)
جوال مجلة البيان
لو أخذت تهجر من إخوانك كل من صدرت منه هفوة لم لتبث أن تفقدهم جميعاً ولا يبقى لك على ظهر الأرض
صديق غير نفسك التي بين جنبيك (محمد الخضر حسين)
للسفر مروءة وللحضر مروءة فالمروءة في السفر: بذل الزاد , وقلة الخلاف على الأصحاب , وكثرة المزاح في غير مساخط الله والمروءة في الحضر: إدمان الاختلاف إلى المساجد وتلاوة القرآن
وكثرة الإخوان في الله ـ عزوجل ـ (ربيعة بن عبد الرحمن)
قال العتبي: العقل نوعان فأحدهما ما تفرد الله بصنعته والآخر ما يستفيده المرء بأدبه وتجربته , ولا سبيل إلى العقل المستفاد إلا بصحة العقل المركب فإنهما إذا اجتمعا قوى كل منهما صاحبه كما أن النار في الظلمة نور للبصر وأنشد:
إذا لم يكن للمرء عقل يزينه .. مع الناس لم يجعل له مشفق عقلا
لا يشترط في قيادة الجموع أن يكون القائد مفرطا في الذكاء أو العقل أو الدجهاء بل يكفيه من ذلك كله شيء من العلم بأذواق أتباعه وميولهم وسبل الوصول إلى قلوبهم لا يزيد عن علم التاجر بأذواق زبائنه ورغباتهم (المنفلوطي)
قال أبو حازم: أفضل خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه وأرجاه لكل مسلم
جوال دعوة الإسلام
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 09:57]ـ
من كلمات أبي بكر الصديق رضي الله عنه
احرص على الموت تُوهَب لك الحياة
ـ[علي أكرم]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 03:33]ـ
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه ** وإن بناها بشر خاب بانيها
شفى - بن ماتع الأصبحي - قال: إن الرجلين ليكونان في الصلاة، مناكبهما جميعاً؛ ولما بينهما، كما بين السماء والأرض؛ وإنهما ليكونان في بيت، صيامهما واحد ولما بين صيامهما، كما بين السماء والأرض. حلية الأولياء (5/ 167).
جوال ديننا
مر أبو الدرداء على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب (أي بئر) ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. ورواه البيهقي في الشعب (6415)
من ثمرات الاستقامة الدنيوية قال داود الطائي: ((ما أخرج الله عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر)) صفوة الصفوة (3/ 132)
جوال زاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أكرم]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 02:05]ـ
أمس واليوم أخوان نزل بك أحدهما , فأسأت نزله فرحل عنك وهو ذام , ثم نزل بك أخوه فقال: امح إساءتك إلى أخي بإحسانك إلي فما أخلقك أن ألحقني في الإساءة بأخي أن تعطب بشهادتنا عليك (ربيع الأبرار)
قال رجل لابن عمر: يا خير الناس وابن خير الناس فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله عز وجل أرجو الله وأخافه , والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه.
"يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا" هذه وصية الرسول إلى زوجته وصية غالية نفيسة تحذير من صغائر الذنوب من أجل ذلك قال أنس بعد وفاة الرسول إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد النبي من الموبقات (50 وصية من وصايا الرسول للنساء)
جوال مجلة البيان
من فنون التعامل مع الآخرين , قال أبو قلابة: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك , فإن لم تجد له عذرا , فقل في نفسك: لعل لأخي عذرا لا أعلمه.
جوال ديننا
سوء الطبع لا تكاد تفيد فيه موعظة وهذا حال المجرمين نسأل الله السلامة، قيل إن راعيا أشفق على جرو ذئب صغير فرباه مع أغنامه يرضعه من لبنها حتى إذا شب وقوي افترس شاة منها فقال الراعي:
أكلت شويهتي وفجعت قلبي ** وأنت لشاتنا ولد ربيب
شربت لبانها وربيت فينا ** فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع سوء ** فلا أدب يفيد ولا أديب
جوال زاد
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 11:49]ـ
وقال عبد العزيز بن أبي حازم رحمه الله: " العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزهُ عليه حتى كان هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه، فهلك الناس " اهـ.
ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 07:25]ـ
(لا تظهرن الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)
حديث حسن
يقول إبراهيم النخعي: إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أبتلى به
(صفة الصفوة)
من لم يمنع نفسه من الشهوات تسرعت إليه الهلكات
(عين الأدب والسياسة)
إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول: أله حرفة؟ فإن قالوا: لا سقط من عيني (عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه)
نزل روح بن زنباع بين مكة والمدينة في يوم صائف وقرب غداءه فانحط راع من الجبل فقال روح هلم إلى الغداء فقال: إني صائم قال روح: أو تصوم في هذا الحر الشديد؟! فقال الراعي: أفأدع أيامي تذهب باطلا (اقتضاء العلم العمل)
قال ابن القيم:القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة ويصدأ كما تصدأ ا لمرآة , و جلاؤه بالذكر ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة (الفوائد)
إذا أبصرت العين الشهوة عمي القلب عن الإختيار
(عين الأدب والسياسة)
جوال جلة البيان
قال ابن القيم: إضاعة الوقت أشد من الموت , لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
جوال دعوة الإسلام(/)
أمير الأعضاء
ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 04:24]ـ
أمير الأعضاء
نعم: إنَّهُ الأميرُ ... أميرُ الأعضاءِ ... (ألا وإنَّ فيْ الجَسدِ مُضْغَةً إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجَسدُ كُلُّهُ، وإذا فَسدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهيَ القَلْبُ).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمه الله تعالى-: (وخُصَّ القلبُ بذلك؛ لأنّهُ أميرُ البدنِ، وبصلاحِ الأَمْرِ تَصْلُحُ الرَّعَيةُ، وبِفسادِهِ تَفْسُدُ، وفيهِ تَنْبِيْهٌ على تعظيمِ قدرِ القَلبِ، والحَثِّ على صَلاحِهِ).
نعم: إنَّهُ قَلبُكَ يا عبدَ اللهِ.
مَحَطُ نَظرِ الإلهِ .... ومَنْبَعُ العَمَلِ، ومُحَرِكُهُ، وأصلُهُ، وأَسَاسُهُ المُخَاطَبُ بأوامِرِ اللهِ جلا وعلا. (إنَ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أعمالِكُمْ ولا إلىْ صُوَرِكُمْ ولكنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوْبُكُمْ).
ولهذا فأيُّهَا الأخُ ... وأيَتُّها الأختُ: هذهِ وقفةٌ مُحَاسبَةٍ مَعَ النَّفْسِ، بلْ مع أعزِّ شيءٍ في النَّفْسِ، مع ما بِصَلاحِهِ صلاحُ العَبْدِ كُلِّهِ، ومَا بفَسَادِهِ فَسَادُ الحالِ كُلِّهِ، وقفةٌ مَعَ مَا هُوَ أولَىْ بالمُحَاسَبَةِ، وأَحْرَى بالوَقَفَاتِ الصَّادِقَةِ يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يَسْتَقِيْمُ إِيْمَاْنُ عَبْدٍ حَتَّىْ يَسْتَقِيْمَ قَلْبُهُ)
ويقولُ الحَسَنُ رَحمَهُ اللهُ: (دَاوِ قلبِك؛ فإنَّ حَاجةَ اللهِ إلى العبادِ صَلاحُ قُلوبِهِمْ، ولنْ تُحِبَّ اللهَ حَتَّىْ تُحِبَّ طَاعَتَهُ).
أيُّها المُحِبُّ:
مَنْ عَرَفَ قَلْبَهُ عَرَفَ ربَّه، وكَمْ مِنْ جَاهِلٍ بِقَلبِهِ، ونَفْسِهِ، واللهُ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ، يقولُ ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: (هَلَكَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَلْبٌ يَعْرِفُ المَعْرُوْفَ ويُنْكِرُ المُنْكَرَ).
إذاً لا بُدَّ في هذا مِنْ مُحَاسَبةٍ تَفُضُّ تَغَالِيقَ الغَفْلَةِ، وتُوقِظُ مَشَاعِرَ الإِقْبَالِ عَلَىْ اللهِ في القَلبِ، واللِسَّانِ والجَوَارِحِ جَمِيْعاً، مَنْ لَمْ يَظْفَرْ بِذَلِكَ فَحَيَاتُهُ كُلُّهَا - واللهُ هُمُومٌ فِيْ هُمُوْمٌ، وأفكارٌ وغُمُومٌ، وآلامٌ وحسراتٌ.
أيُّهَا الأخُ النَّحِيْبُ:
إنَّ في القَلْبِ فاقةً، وحاجةً لا يَسُدُّهَا إلا الإقبالُ على اللهِ، ومَحَبَتُهُ، والإنابةُ إليه .. ولا يَلمُّ شَعْثَهَا إلا حِفظُ الجَوَارِحِ، واجتنابُ المُحَرَّمَاتِ، واتقاءُ الشُّبُهَاتِ.
وإنَّ مَعرفةَ القَلبِ مِنْ أَعْظَمِ مَطْلُوبَاتِ الدِّيْنِ، ومِنْ أَظْهَرِ المَعَالِمِ في طَرِيْقِ الصَّالِحين مَعرفَةٌ، تَسْتَوجِبُ اليَقْظَةَ لخَلَجَاتِ القَلْبِ وخَفَقاتِه، وحَركاتِهِ ولَفتَاتِهِ، والحَذرَ مِنْ كُلِّ هَاجِسٍ، والاحْتِيَاطَ مِنَ المَزَالِقِ والهَوَاجِسِ، والتَّعَلُّقَ الدائمَ باللهِ، فهو مُقَلِّبُ القُلُوبِ، والأبصارِ، جاء في الخبرِ عندَ مُسلمٍ - رحمه الله - منْ حَديثِ عبدِ اللهِ بن عَمْروٍ - رَضيَ اللهُ عنهما- قال: سَمعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يقولُ: (إنَّ قُلوبَ بَنِيْ آدمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبِعَينِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ - عزّ وجلَ- كقَلْبٍ واحدٍ يَصْرُفُهُ حيْثُ يَشاءُ).
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا على طَاعَتِكَ)
ولا يَنفعُ عندَ اللهِ إلا القلبُ السليمُ: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء89 (الشعراء: 88/ 89).
يقولُ الحافظُ ابنُ رَجبٍ في جامعِ العُلُومِ والحِكَمِ (والقَلبُ السَّلِيمُ هو السَّالِمُ مِنَ الآفاتِ، والمَكْرُوهَاتِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابنُ القَيمِ - رَحِمَهُ اللهُ: وقد اخْتَلَفَتِ عِبَاراتُ النَّاسِ في مَعْنَى القّلْبِ السَّلِيْمِ، والأَمْرِ الجَامِعِ لذلك أنَّه الذي قد سَلِمَ مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ تُخَالِفُ أمرَ اللهِ ونَهْيَهُ، ومِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ، فَسَلِمَ مِنْ عُبُودِيَّةِ مَا سِوَاهُ، وسَلِمَ مِنْ تَحْكِيمِ غَيْرِ رَسُولِهِ، فَسَلِمَ مِنْ مَحَبَةِ غَيْرِ اللهِ مَعَهُ، ومِنْ خَوْفِهِ، ورَجَائِهِ، والتَّوَكُلِ عَليهِ، والإنابةِ إليهِ، والذُّلِ له، وإيثارِ مَرْضَاتِهِ في كُلِّ حالٍ، والتَباعُدِ عَنْ سُخطِهِ بِكُلِّ طَرِيْقٍ، وهذا هو حَقيقةُ العُبُودِيَّةِ، التي لا تَصْلُحُ إلا للهِ، سُبْحَانَهُ وتَعالى وحْدَهُ، فالقَلْبُ السَّلِيْمُ هُوَ الذِّيْ سَلِمَ مِنْ أنْ يَكونَ لِغَيْرِ اللهِ فِيْهِ شِرْكٌ بِوَجْهٍ مَّا ..
والقلوبُ – أيُّهَا المُحِبُّ – أربعةٌ:
1 - قَلْبٌ تَقِيٌ، نَقِيٌ فِيْه سِرَاجٌ مُنِيْرٌ، قَلْبٌ مَحْشُوٌ بِالإِيْمَانِ، ومَلِئْ بِالنُّوْرِ الإيْمَانِيِّ. وقَدْ انْقَشَعَتْ عَنْهُ حُجُبُ الهَوَىْ والشَّهَوَاتِ، وأقلعتْ عنه تلك الظُلُمَاتُ، مَلِئٌ بالإشراقِ، ولو اقتربَ منه الشَّيْطانُ لَحَرَقَهُ، وهذا هو قَلْبُ المُؤْمِنِ.
2 - وقَلْبٌ أَغْلَفُ مُظْلِمٌ؛ وذلك قلبُ الكَافِرِ: (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ) (البقرة: 88).
وهذا القَلْبُ قدْ اسْتَرَاحَ الشَّيْطانُ مِنْ إلقاءِ الوَسَاِوسِ فِيْهِ. ولِهذا قِيْلَ لأبْنِ عَبَاسٍ - رَضيَ اللهُ عنهما-: (أنّ اليهودَ تَزْعَمُ أنَّها لا تُوَسوِسُ في صَلاتِهَا) فقال: (ومَا يَصْنَعُ الشَّيْطَانُ بالقَلْبِ الخَرِبِ؟!!.
3 - وقلبٌ دَخَلَهُ نُورُ الإيْمَانِ، وأُلقِىَ النُّورُ فيْهِ، ولَكِنْ عليه ظُلْمَةُ الشَّهَوَاتِ، وعَوَاصِفُ مِنَ الهَوَىْ، وللشَّيْطَانِ عَلَيْهِ إِقْبَالٌ وإدبارٌ، وبَيْنَهُ وبَيْنَ الشَّيْطَانِ سِجَالٌ، فهو لِما غَلَبَ عليه مِنْهُما، وقد قال اللهُ- تعالى - في أقوامٍ: (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ) ((آل عمران:167)).
4 - وقَلْبٌ مُرْتَكِسٌ مَنْكُوسُ؛ فذلك قلبُ المُنافِقِ، عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ، وأبْصَرَ ثُمَّ عَمِيَ قال تعالى: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (النساء:88).
وفي القَلبِ قُوَّتَانِ: قُوَّةُ العِلْمِ في إدراكِ الحَقِّ، ومَعْرِفتِهِ والتَّمْيِيْزِ بَيْنَهُ وبَيْنَ البَاطِلِ، وقُوَّةُ الإرادةِ والمَحَبَّةِ في طَلَبِ الحَقِّ ومَحَبَتِه، وإيثارِهِ على البَاطِلِ، فمنْ لَمْ يَعرِفْ الحَقَّ فهُو ضَالٌ، ومَنْ عَرَفَهُ وآثَرَ غَيْرَهُ عَلَيْهِ فَهُوَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ، ومَنْ عَرَفَهُ وَاتبَعَهُ فَهُوَ المُنْعَمُ عَلَيْهِ السَّالِكُ صِرَاطَ رَبِّهِ المُسْتَقِيمِ، يقولُ ابْنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ -: "وهذا مَوْضِعٌ لا يَفْهَمُهُ إلا الألبّاءُ مَنَ النَّاسِ، والعُقَلاءِ، ولا يَعْمَلُ بِمُقْتَضَاهُ إلا أهلُ الهِمَمِ العَالِيَةِ، والنُّفُوْسِ الأَبِيَّةِ الزَّكِيَةِ ".
إذا كان الأمرُ كذَلِكَ أيَّها المُحِبُّ، فاعْلِمْ أنَّ صَاحِبَ القَلْبِ الحَيِّ يَغْدُوْ ويَرُوْحُ، ويَمْسِيْ ويُصْبِحُ، وفيْ أَعْمَاقِهِ حسٌ ومُحَاسَبَةٌ لِدِقَاتِ قَلْبِهِ، وبصرِ عَيْنِهِ، وسِمَاعِ أُذُنِهِ، وحَرَكِةِ يَدِهِ، وسَيْرِ قَدَمِهِ، إحْسَاسٌ بِأنَّ الليلَ يُدَبَرُ، والصُبْحَ يَتَنَفَسُ، قَلبٌ حَيٌّ تَتَحَقَّقُ بِهِ العُبُودِيَّةُ للهِ عَلَىْ وَجْهِهَا وكَمَالِهَا، أحَبَّ اللهَ وأحَبَّ فِيْهِ، يَتَرَقَىْ فِيْ دَرَجَاتِ الإيْمَانِ والإِحْسَانِ، فَيَعْبُدَ اللهَ عَلَى الحُضُورِ والمُرَاقَبَةِ، يَعْبُدُ اللهَ كأنَّهُ يَرَاهُ، فَيَمْتَلِئُ قَلْبُهُ محبةً ومعرفةً، وعظمةً ومهابةً، وأُنساً وإجلالاً، ولا يَزَالُ حُبُّهُ يَقْوِىْ، وقُرْبُهُ يَدْنُو حَتَّىْ يَمْتَلِئُ قَلْبُهُ إيماناً وخَشْيَةً، ورجاءً
(يُتْبَعُ)
(/)
وطاعةً، وخضوعاً وذُلَّهُ قال صلى الله عليه وسلم: (وَلا يَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّىْ أُحِبُّهُ).
كلما اقْتَرَبَ مِنْ رَبِّهِ اقْتَرَبَ اللهُ مِنْهُ، (وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرْبتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً).
فَهُوَ لا يَزالُ رابحاً مِنْ رَبِّهِ أفْضَلُ مِمَّا قَدَمَ، يَعِيشُ حَيَاةً لا تُشْبِهُ مَا النَّاسُ فِيْهِ مِنْ أنْوَاعِ الحَيَاةِ. قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) (البقرة:152).
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَكَرَنِيْ فِيْ نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِيْ نَفْسِيْ، ومَنْ ذَكَرَنِيْ فِيْ مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِيْ مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُ).
أصحابُ القُلوبِ الحَيَّةِ صَائِمُونَ قَائِمُونَ، خَاشِعُونَ قَانِتُونَ، شَاكرُونَ على النَّعْمَاءِ، صابرون في البأساءِ، لا تَنْبَعِثُ جَوَارِحُهُم إلا بِمُوَافَقَةِ مَا فِيْ قُلُوبِهِمْ تَجَرَدُوْا مِنَ الأَثَرَةِ، والغِشِّ والهَوَىْ، اجْتَمَعَ لَهُمْ حُسْنُ المَعرِفَةِ مَعَ صِدْقِ الأَدَبِ، وسخاءُ النَّفْسِ مَعَ مَظَانَّةِ العَقْلِ، هم البَرِيئَةُ أيديْهم، الطَّاهِرَةُ صدُورُهم، مُتَحابُّون بِجَلالِ اللهِ، يَغضبُون لحُرُمَاتِ اللهِ، أمناءُ إذا ائتُمِنُوا، عادلون إذا حَكَمُوا، مُنْجِزُون مَا وَعَدُوا، مُوْفُونَ إذا عَاهَدُوا، جَادون إذا عَزَمُوا، يَهُشُونَ لمَصَالحِ الخَلْقِ ويَضِيقُون بآلامِهم، في سَلامٍة مِنَ الغِلِّ، وحُسْنِ ظَنٍّ بِالخَلْقِ، وحملِ النَّاسِ على أحسنِ المَحامِلِ، كسروا حُظوظَ النَّفْسِ، وقَطَعُوا الأطماعَ فِيْ أهلِ الدُّنْيَا، جاء في صحيحِ مُسْلمٍ مِنْ حديثِ أبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال: (يَدْخُلُ الجَنَّةَ أقْوَامٌ أفْئِدَتُهُم مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ).
فَهِيَ سَلِيمَةٌ نَقِيَةٌ، خَالِيةٌ مِنَ الذَّنْبِ، سالمةٌ من العيبِ، يَحرصون على النُّصْحِ والإخْلاصِ، والمُتابعةِ والإحسانِ، همَّتُهم في تَصْحِيحِ العَمَلِ أكبرُ مِنْهَا فيْ كَثْرَةِ العَمَلِ، قال تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2).
أوقفَهم القرآنُ فوَقَفُوا، واسْتَبانَتْ لهم السُنَّةُ فالتَزَمُوا، قال تعالى: (يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبّهِمْ راجِعُونَ) [المؤمنون:60].
رجالٌ مُؤمنون، ونساءٌ مُؤمِنَاتٌ بَواطنُهُمْ كَظَوَاهِرِهم، بل أجلى، وسرائرُهم كعلانيتِهم بل أحلى، وهمتُهم عند الثُّرَيَا بل أعلى، إنْ عُرفوا تنكَّروا، تُحِبُّهُم بِقاعُ الأرض، وتَفرحُ بهم مَلائِكَةُ السَّماءِ، هذهِ حياةُ القُلُوبِ، وهذه بَعْضُ آثارِها.
أما القلوبُ المريضةُ فلا تتأثرُ بِمَواعِظَ، ولا تَسْتَفِزُها النُّذُرُ، ولا تُوقِظُها العِبَرُ، أينَ الحَياةُ في قُلوبٍ عَرفَتِ اللهَ ولم تُؤَدِ حَقَّهُ؟؟، قَرَأتْ كِتَابَ اللهِ ولم تَعملْ بِهِ، زَعَمتْ حُبَّ رَسُولِ اللهِ وتَرَكَتْ سُنَّتَهُ، يُريدون الجَنَّةَ ولم يَعْمَلُوا لَها، ويَخَافُون مِنَ النَّارِ ولم يَتَّقُوهَا، رُبَّ امرئٍ من هؤلاءِ أطلق بَصَرَهُ فِيْ حَرَامْ فحُرم البَصِيْرَةُ، ورُبَّ مُطْلِقٍ لِسَانَهُ في غَيبةٍ فَحُرِمَ نُوْرُ القَلْبِ.
.. ورُبَّ طاعمٍ من الحرامِ أظلمَ فؤادُهُ، لماذا يُحرم مُحرومون قيامَ الليلِ؟ ولماذا لا يَجِدُونَ لَذَّةَ المُناجَاةِ؟ إنّهم باردو الأنفاسِ، غَليْظُو القُلوبِ، ظاهرو الجفوة؟؟.
القلبُ الميتُ: الهَوى إِمَامُه،، والشهوةُ قائِدُهُ، والغَفْلَةُ مَرْكَبُهُ لا يَسْتَجِيْبُ لنَاصِحٍ، يتَّبعُ كُلَّ شيطانٍ مَريدٍ، الدنيا تُسخطُه وتُرْضِيْهِ، والهَوَىْ يَصمُّهُ ويَعْميْه، ماتت قلوبُهم، ثم قُبِرَتْ في أجسادِهم، فما أبدانُهم إلا قبورَ قُلُوبِهم، قُلُوبٌ خَرِبَةٌ، لا تُؤلِمُها جراحاتُ المَعَاصِي، ولا يُوجِعُها جَهلُ الحَقِّ، لا تَزَالُ تَتَشَرَّبُ كُلَّ فِتْنَةٍ، حتى تسود وتنتكس، ومن ثَمَّ لا تَعْرِفُ مَعروفاً، ولا تُنْكِرُ منكراً.
يا أيها المُحِبُّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ غَفْلَةِ القُلُوبِ عُقوبةٌ، والمَعصيةُ بعد المَعصِيَةِ عُقوبةٌ، والغافلُ لا يُحِسُّ بالعُقوباتِ المُتَتاليةِ، ولكنْ ما الحيلةُ؟!! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
يقولُ بعضُ الصالحين: (يا عجباً من الناسِ يَبكُون على مَنْ ماتَ جَسَدُهُ، ولا يَبْكُون على مَنْ ماتَ قلبُهُ، شتان بين مَنْ طَغَى وآثرَ الحَياةَ الدُّنْيَا، وبينَ مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ، ونَهى النَّفسَ عن الهَوى، تَمْرِضُ القُلُوبُ وتَمُوتُ إذا انْحَرَفَتْ عَنِ الحَقِّ، وقارفت الحرامَ قال تعالى: (فَلَمَّا أزاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم) [الصف:5].
تمرضُ القلوبُ وتموتُ إذا افتُتنت بآلاتِ اللهوِ وخليعِ الصُوَرِ؛ (نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) [التوبة:67].
كلُ الذُّنوبِ تُميتُ القُلوبَ، وتورث أذلة، وضيق الصدر ومحاربة الله ورسوله ....
يقولُ الحسنُ - رَحِمَهُ اللهُ -: ابنَ آدم هل لك بمحاربةِ اللهِ مِنْ طَاقَةٍ ٍ؟!! فإنَّ مَنْ عَصَى اللهَ فَقَدْ حَارَبَهُ، وكلما كان الذَّنبُ أقبحَ كان في محاربةِ اللهِ أشدَّ، ولهذا سَمَّى اللهُ أكلةَ الرِبَّا، وقُطاعَ الطَّرِيقِ مُحَارِبين للهِ ورَسُولِهِ، لعَظَمِ ظُلمِهم، وسَعيِهم بالفَسادِ في أرضِ اللهِ، قال: وكذلك معاداةُ أوليائِهِ، فإنَّهُ تَعالى يَتَولَى نُصرَةَ أوليائِهِ، ويُحبُّهم ويؤيدُهم، فَمَنْ عَادَاهُم فقدْ عَادَىْ اللهَ وحَارَبَهُ.
مظاهرُ حياةِ القَلبِ وصِحَتِهِ:هناك علاماتٌ تدلُ على مدى الحياةِ في القلبِ، وهذه العلاماتُ مُستقَاةٌ، ومُسْتَخْلَصَةٌ من النصوصِ القُرآنيةِ، التي سِيقَتْ في مَعرَضِ بَيانِ قُلوبِ المُؤْمِنِينَ، فمِن تلك المظاهرِ حُسنُ الانتفاعِ بالعِظةِ، والاستبصارِ بالعِبرةِ، والظُفْرِ بالثَّمَرَةِ، فإنَّ العَمَلَ الصَّالِحَ هو ثَمَرَةُ العلمِ النَّافعِ، ومِن تلك العلاماتِ أو المظاهرِ وَجلُ القَلبِ مِن اللهِ وشِدَّةُ الخَوفِ مِنْهُ: قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال: 2).
وقال تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (الحج: 34، 35).
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (المؤمنون: 60).
ومنها القشعريرةُ في البدنِ عند سماعِ القُرانِ، ولينُ الجُلودِ، والقُلوبِ إليه: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر: 23).
ومنها خُشُوعُ القَلْبِ لِذَكْرِ اللهِ: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) (الحديد: 16).
ومنها الإذعانُ للحَقِّ والخُضوعُ لَهُ: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) (الحج: 54).
ومنها كثرةُ الإنابَةِ إلى اللهِ: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} (33) سورة ق.
ومنها الأنسُ بذكرِ اللهِ خِلافَ الذين يَشمئزون مِنهُ: ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ)) (الزمر: 45).
ومنها تعظيمُ شَعائرِ اللهِ: ((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) (الحج: 32).
ومنها التضرعُ إلى اللهِ، والفزعُ إليه وقتَ الشِّدَّةِ: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (الأنعام: 43).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها الطمأنينةُ بذكرِ اللهِ: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28).
ومنها السكينةُ والوُقارُ: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح: 18).
ومنها شِدَّةُ التَّعَلُقِ باللهِ: ودَوَامُ ذِكرِهِ، واطمئنانُ القَلْبِ بذلك: والاهتمامُ بصِحَةِ العَمَلِ بِتَصْحِيحِ النِّيَّةِ، وتَحْقِيقِ المُتَابَعَةِ،
مظاهرُ مَوتِ القَلْبِ، وضياعِه وفسادِه: كما أنَّ هُناكَ مَدى الحياةِ في القلب علاماتٌ، كذلك هناك علاماتٌ تدلُ على موتِ القَلبِ، وفسادِهِ نسألُ اللهَ العَافيةَ، فَمَنْ تِلْكَ العَلَامَاتِ قِلَةُ الانْفِعَالِ في الرغائبِ، وقلةُ الإشفاقِ والرحمةِ، فقلوبُ أهلِ المَعَاصِيْ معرضةٌ عن كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه، فهي مُظلمَةٌ بَعِيدَةٌ عن الحَقِّ لا يَصِلُ إليها شيءٌ مِنْ نُورِ الإيْمَانِ، وحَقائقِ الفُرقَانِ.
ومنها إيثارُ الدُّنْيَا على الآخِرَةِ: كما في حديث جابر رضي الله عنه (تكونُ فتنةٌ يموتُ فيها قلبُ الرَّجُلِ، كما يَموتُ فيها بَدَنُهُ، يُصبِحُ مُؤْمِناً، ويُمسِيْ كافراً، أو يُمسِي مُؤْمِناً، ويُصْبِحُ كافراً، يَبيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنيَا).
ومنها حُبُّ الشَّهَواتِ (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف: 28).
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (القصص: 50).
ومنها شدةُ الغَفلةِ، ومنها هوانُ القَبائحِ عليهِ، والرَّغْبَةُ في المَعَاصِيْ، ومنها عدمُ إنكارِ المُنْكَرِ، فانْ كانَ القَلبُ لا يَعْرِفُ مَعروفاً، ولا يُنكِرُ مُنْكَراً، نَكَسَ فَجَعَلَ أعلاهُ أسفَلَهُ.
ومنها انحباسُ الطبع، وضيقُ الصدرِ، والشُّعورُ بالقَلقِ، والضيقُ بالناسِ قال تعالى: (وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام: 125).
ومنها عدمُ التأثرِ بآياتِ القُرآن، ومنها عدمُ التأثرِ بالمَوعِظَةِ، عامةً وبالموتِ، ولا رؤيةِ الأمْوَاتِ خَاصَّةً.
ومنها تكاسلٌ عنْ أعمالِ الخَيرِ: (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة: 54).
ولله دَرُّ العَلامَةِ الشيخِ مُحمد بن عَتِيقِ، حينما قال قصيدةً لَهُ بِهذا الشأنِ: هذهِ بعضٌ منْ أبْيَاتِهَا:
فيا أيُّها البَاغِي استنارةَ قلبِه تَدَبَّرْ كِلَا الوَحْيَيْنِ وانقدْ وسَلِما
وعينُ امتراضِ القَلبِ فقدُ الذِي لَهُ أرِيْدَ مِنَ الإخْلَاصِ والجِدِ فاعْلَما
ومُوثِرُ مَحْبُوبٍ سِوَى اللهِ قَلبُهُ مَرِيضٌ على جُرُفٍ مِنَ المَوتِ والعِمَىْ
فجامعُ أمراضِ القلوبِ اتباعُها هَواهَا فَخَالِفْهَا تَصح وتَسْلَما
أمْرَاضُ القُلوبِ على نَوعَينِ:
1) أمراضٌ شُبهةٌ:
وهذا أشدُّ أنواعِ المَرَضِ، وما ذاك ألا لكَثْرَةِ الشُّبهاتِ في عَصرِنَا الحَاضِرِ، مابينَ تَياراتِ فِكْرِيَةٍ ضَآلةٍ، صارَتْ تُشغِلُ النَّاسَ مِنْ عِلْمانِيَةٍ، وقَوْمِيَةٍ، واشتراكيةٍ وشُيوعِيَةٍ، ومَمارساتٍ إعْلامِيَةٍ على مُستوى العالمِ الإسلامِيِّ اليومَ، تَبُثُ الشُبَهَ وتُشَكِكُ بالثوابتِ، فالمسلمُ اليومَ كالقَابِضِ على الجَمْرَةِ، من كثرةِ المُعارضين، وكثرةِ الفِتَنِ المُضِلَةِ، فتنُ الشُبهاتِ، والشُكُوكِ والإلحادِ، وفِتنُ الشَّهَواتِ، حيث يَتَرَتَبُ على كثيرٍ مِنْ هذه الفتنِ اعتقادُ غيرِ الحَقِّ المُفْضِيْ إلى مَرَضِ القَلْبِ، بل موتِه أحياناً كثيرةً عياذاً باللهِ.
علاماتُ مرضِ القلبِ بالشُّبهةِ:
ذَكرَ العُلماءُ جُمْلةً مِنَ العَلامَاتِ تَدُلُّ دلالةً واضحةً على مَرَضِ القَلْبِ بالشُّبُهَاتِ، ويَنْبَغِيْ لِمَنْ وجدَ في نفسِه أيَّ علامةٍ منْها أنْ يُسارِعَ إلى مُعَالَجَةِ قَلْبِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنْ أبرزِ تلك العَلاماتِ وأظهرِها: اتباعُ المُتشابَهِ مِنَ القُرآن، وإظهارُ الإيمانِ باللسانِ دونَ مُواطئةِ القلبِ، والتَّمَرُدُ على حُكْمِ اللهِ ورسولِهِ، والمسارعةُ في مُوالاة الكافرين، والرغبةُ في المَعْصِيَةِ والتَقاعُسُ عن الجِهادِ.
2 - أمرضُ الشَّهَواتِ:
الشهواتُ بابٌ واسعٌ، يدخلُ تحتَهُ كُلُّ مُشْتَهَى، ومِنَ المُشْتَهياتِ مُبَاحٌ، ومنها ما هو مُحَرَمٌ، ومُفسداتُ القُلوبِ، هي الشَّهَواتُ المُحَرَّمَةُ، ومنها تَتَولَدُ أمراضُ القُلوبِ، كالشُّحِّ، والبُخْلِ، والحَسَدِ، والغِلِّ، والحِقْدِ، والجَهْلِ، والغَيِّ، والغَمِّ، والهَمِّ، والحَزَنِ، والغَيظِ، والكِبْرِ، والعُجْبِ، والظُلْمِ، وغَيرِهَا مِنَ الأمْرَاضِ، التي لا تُدخِلُ تحتَ حَصْرٍ أعاذَنا اللهُ مِنْها .. ولكنْ يَجمعُهَا اتباعُ الهَوَىْ بغَيْرِ هُدَىْ مِنَ اللهِ، وفي ذلك يقولُ اللهُ جلَّ جَلالُه: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية: 23).
علاجُ القُلوبِ.
إذا أردتَ - يا عبدَ اللهِ - شفاءَ قلبِكِ، وعَافِيَتَكَ، فعليكَ بصدقِ اللجُوءِ إلى اللهِ، والإكثارِ مِنَ النَّوافِلِ، وبسحّ الدُموعِ، والصَّلاةِ بالليلِ والناسُ هجوعُ، ودواءُ قلبِكَ أيضاً بِملازمةِ الأذكارِ، وصُحبةِ الأخيارِ، فإنّهم خيرُ مُعينِ بعد الله على شفاءِ القلبِ السقيمِ، وسلوكُ الصِّراطِ المُستقيمِ قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف: 28).
يقولُ ابنُ القيم - رحمه الله تعالى-: ومن أسبابِ حياةِ القلُوبِ الإقبالُ على اللهِ، وتَعظِيمْهِ، وتَدَبُّرُ الوحيِ بشقيه القرآنِ والسُنَّةِ، والشوقُ إلى اللهِ والإنابةِ إليهِ، والندمُ على المعاصي، والحذرُ من الوقوعِ فيها، ومخالفةُ هَوى النَّفْسِ، والاستعدادُ للآخرةِ، وصُحْبَةُ الصَّالِحِينَ.
ومن أسبابِ موتِ القُلوبِ الغَفلةُ عَنِ اللهِ، وإيْثَارُ مَحبوبِ سِوَىْ اللهِ وتركُ اغتذاءٍ بنافعٍ، وتركُ الدواءِ الشَّافِيْ (الوحيُ، وذكرُ الله) وكثرةُ الضِّحكِ، وأما حقيقةُ مرضِ القُلوبِ، فهي فُقدانُ الإخْلاصِ لله، والحُبِّ لَهُ، وجامعُ أمراضِ القُلوبِ اتباعُ الهَوَىْ، نسألُ اللهَ أنْ يُحيَ قلوبَنَا بنُورِ مَعرفتِهِ، وذكرِه، وشكرِه، فحياةُ القَلبِ وإشراقُه مادةُ كُلِّ خَيْرٍ، وموتُهُ وظُلْمُتُهُ مادةُ كُلِّ شَرٍّ ا. هـ
واحِرسْ قَلْبَكَ ـ أخي المسلم ـ أنْ يَتسلَّلَ إليه الشيطانُ بشُبهَةٍ خبيثةٍ، أو شَهوةٍ مُحَرَّمَةٍ، أو آفةٍ مُفسدَةٍ، أحذرْ الغَفلةَ والغافلين.
قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف: 28).
وسُئل بعضُ العلماءِ عن عِشقِ الصُورِ فقال: (قلوبٌ غَفلت عن ذكرِ اللهِ فابتلاها اللهُ بعُبُودِيَةِ غَيرِه) فالقلبُ الغافلُ مأوى الشَّيطانِ، يقولُ الحسنُ - رحمه الله -: (المؤمنُ قوَّامٌ على نفسِه، يُحاسِبُ نَفسَهُ لله، وإنَّما خَفَّ الحِسَابُ يَومَ القيامةِ على أقوامٍ، حاسبوا أنفسَهم في الدنيا، وشَقَّ الحِسَابُ على أقوامٍ يومَ القيامةِ، أخذوا هذا الأمرَ على غَيرِ مُحَاسَبَةٍ، فحاسبوا أنفسَكم رحمَكم اللهُ وفَتِشُّوا في قلوبِكم).
الاهتمامُ بأعمالِ القُلوبِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرٌ مِنَ النَّاسِ يَهتمُّ بالأعمالِ الظاهرةِ، وهذا أمرٌ حسنٌ، ومطلوبٌ، ولكن هؤلاءِ يَغفلُونَ عن أصلِ هذهِ الأعمالِ، ومادتِهَا، وهي الأعمالُ القلبيةُ، فهذه الأعمالُ هي الأصلُ وهي الأهَمُّ (إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أعمالِكُمْ، ولا إلى صُوَرِكُمْ، ولكنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكم، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضغَةٌ، إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجسدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ألا وهي القَلبُ).
ومن ثَمَّ فتأمل معي - رعاك الله - هذا الحديثَ العَظيمَ، والذي من خلالِه نَعرفُ أهميةَ أعمالِ القُلوبِ، أخرج الإمامُ أحمدُ بِسَنَدٍ صحيحٍ عن أنسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه- قال: "كنَّا جلوساً عند رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فقال: (يَطلعُ الآنَ عليكم رجلٌ، من أهلِ الجَنََّةِ، فطلعَ رجلٌ من الأنصارِ تنطِفُ لحيتُه من وُضوئِه، قد علق نعليه بيده الشمالِ، فلما كان من الغَدِ قال النِّبِيُ - صلى الله عليه وسلم- مثلَ مقالتِه أيضاً، فطلعَ ذلك الرجلُ على مثلِ حالِه، فلما قام النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- تَبِعَهُ عبدُ اللهِ بن عمروٍ ـ أي تَبِعَ ذلك الرجلُ ـ فقال: إني لاحية أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثاً .. فإن ربت أن تردني إليك حتى تمضي قال نعم ... قال أنس فكان عبدُ الله يُحَدِثُ أنّه باتَ معه تلكَ الثَّلاثَ الليالِيْ، فلم يَرَهُ يقومُ من الليلِ شيئاً، غير أنّه إذا تَعَارَّ مِنَ اللَّيلِ ذَكرَ اللهَ - عز وجل - وكبَّر حتى نامَ لصلاةِ الفَجرِ، قال عبد الله: فلما مَضتِ الثلاثُ الليالِيْ، وكِدْتُ أنْ أحتقرَ عملَه: قلت: - يا عبد الله- لم يكنْ بيني وبين أبي أيُّ غَضَبٍ، ولا هِجْرَةٍ، ولكنْ سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يقول ثلاثَ مَراتٍ، (يَطلعُ عليكم الآنَ رجلٌ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ)، فطَلعْتَ أنْتَ، فأرَدْتُ أنْ أَوِيَ إليك فأنظرَ عَمَلكَ فأقتدِيَ بِكَ، فلم أرك عَملتَ ثمةَ عملٍ، فما الذي بلغك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما هو إلا ما رأيتَ!! فلما وَلَّيتُ دعاني، فقال: (ما هو إلا ما رأيتَ غيرَ أنِّي لا أجدُ في نفسِي لأحدٍ من المُسلمِينَ غشاً، ولا حسداً على خيرٍ أعطاه اللهُ إيَّاه!!! فقال عبد اللهُ: (هذه التي بلغت بك)
قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -: (لا يَخلو جَسدٌ من حَسَدٍ فالكريمُ يُحصيْهِ، واللئيمُ يُبْدِيْهِ) فاللهَ اللهَ بأعمالِ القُلوبِ، والحذرَ الحذرَ مِنْ مَعَاصِيْهَا
إشكالٌ ودفعُهُ:
إنَّ بعضَ النَّاسِ عندَه فهمٌ خَاطيءٌ، ومن ذلك أنَّك إذا حدثتَ أحداً ونصحتَهُ بالالتزامِ بالسُنَّةِ الظاهرةِ كاللِحيةِ مثلاً، أجابَكَ قائلاً: المُهِمُّ القلْبُ، والحديثُ يقولُ: (إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى صُورِكم، ولكنْ يَنظُرُ إلى قلوبِكم) ... والتَقوى هاهنا …. ويُشيرُ إلى قَلْبِهِ ..
فنقولُ لهؤلاء .. هذا فهمٌ خاطئٌ، نعم المُهمُّ والأصْلُ، صَلاحُ القَلبِ وصَلاحُ المَظْهَرِ مع خرابِ البَاطِنِ لا ينفعُ، لكن نقولُ: إنَّ صَلاحَ القَلبِ لَهُ عَلاماتٌ، ومن أشدِّ وأهمِّ علاماتِه صَلُحَ الظَّاهِرُ: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله)
إذاً صلاحُ الظاهرِ دليلٌ على صلاحِ القَلبِ، وفسادُهُ نتيجةُ فسادِ باطنِهِ، …
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
1 - والاستزادة انظر إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لأبن القيم، وبهجة قلوب الأبرار للسعدي، والقلب في القران للشنقيطي، وتوجيهات وذكرى لابن حميد 4/ 78.
ـ[علي أكرم]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 07:27]ـ
للاطلاع
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 07:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 08:38]ـ
نسأل الله تعالى أن يرزق قلوبنا وجميع جوارحنا خشيته في السر والعلانية
فلا شك بأنه قد تبين الداء عل الله أن يعجل بالدواء
بحثت عن قلبي فوجدته بين ثنايا المقال غافلا ولاهيا نسأل الله الستر والسلامة
ولكن أي نوع من القلوب هذا .... (إذا تبدلت النيات في العمل الواحد) كأن أعمل معروفا قد يكلف الجهد بنية حسنه وما إن يبدأ التنفيذ يداخل النفس العجب وتتنازع النيتان على البقاء ...... أفيدوني؟؟؟(/)
الفوائد التي علقها الألباني على دفة نسخته من كتاب سير أعلام النبلاء
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 09:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
وبعد: فهذه بعض الفوائد التي كان قد استخرجها العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه
الله - من كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي – رحمه الله - وجدتها مكتوبة بخط الشيخ رحمه الله
على دفة نسخته الخاصة من الكتاب المذكور , فقمت بكتابتها كما هي , وأتبعتها بالكلام المقصود من
كتاب السير , ليعم النفع لي ولإخواني طلبة العلم.
والله الموفق وحده.
أبو الحارث محمد العُمري
المجلد الثالث (1):
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(233 بحث جيد في الرد على مثل الغزالي الذي يطيل ذيله محتجا بما كان يقع لأبي بكر (2)).
قلت (): هو قول الذهبي:
(وكذلك ترى الفقيه المترف , إذا لِيمَ في تفصيل فرجية تحت كعبيه , وقيل له: قد قال النبي ?: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء , وأنا لا أفعل خيلاء , فتراه يكابر ويبرىء نفسه الحمقاء ويعمد إلى نصٍ مستقلٍ عامٍ فيخصهُ بحديثٍ آخر مستقل بمعنى الخيلاء , ويترخص بقول الصدّيق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري فقال: (لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء) , فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولاً , بل كان يشده فوق الكعب ثم فيما بعد يسترخي وقد قال عليه السلام: (إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين). أ-هـ
المجلد الخامس:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(59 مثناة كمثناة أهل الكتاب)
قلت: هو قول الذهبي:
قال زيد بن يحيى حدثنا عبد الله بن العلاء قال سألت القاسم أن يملي عليّ أحاديث , فمنعني وقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر , فناشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها , ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب.
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(233تفسير المؤلف للإرجاء وإرجاء الفقهاء وتهوينه من شأنه)
قلت:هو قول الذهبي:
قال معمر: قلت لحماد: كنتَ رأسا وكنت إماما في أصحابك فخالفتهم فصرت تابعا , قال: إني أن أكون تابعا في الحق خير من أن أكون رأسا في الباطل.
قلت (الذهبي): يشير معمر إلى أنه تحول مرجئا إرجاء الفقهاء وهو أنهم لا يعدون الصلاة والزكاة من الإيمان ويقولون الإيمان إقرار باللسان ويقين في القلب والنزاع على هذا لفظي إن شاء الله وإنما غلو الإرجاء من قال لا يضر مع التوحيد ترك الفرائض , نسأل الله العافية.
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(235 الإغماء أخو النوم يوجب الوضوء)
قلت: هو قول الذهبي:
عبد الرزاق عن معمر قال:" كان حماد بن أبي سليمان يصرع وإذا أفاق توضأ " قلت (الذهبي): نعم لأنه نوع من الإغماء وهو أخو النوم فينقض الوضوء.
المجلد السابع:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(112 طلب الأوزاعي المباهلة في رفع اليدين)
قلت: هو قول الذهبي:
الشاذكوني: سمعت ابن عيينة يقول: كان الأوزاعي والثوري بمنى , فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يدك في خفض الركوع ورفعه؟ فقال: حدثنا يزيد بن أبي زياد , فقال الأوزاعي روى لك الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي ? وتعارضني بيزيد , رجل ضعيف الحديث , وحديثه مخالف للسنة , فاحمر وجه سفيان , فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت؟ قال: نعم , فقال: قم بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق قال: فتبسم سفيان لما رآه قد احتدَّ.
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(116 سجود كل مقتدي سجدة السهو وقد سها الإمام وتفرقوا)
قلت: هو قول الذهبي: قال (3) وسئل الأوزاعي عن إمام ترك سجدة ساهيا , حتى قام وتفرق الناس , قال: يسجد كل إنسان منهم سجدة وهم متفرقون.
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(380 الإرجاء المشروع والإرجاء المخالف (4))
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت:هو قول الذهبي: وقال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد , قلت له: فإبراهيم بن طهمان قال:كان ذاك مرجئا , ثم قال أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث أن الإيمان قول بلا عمل وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان , بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران , ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب وسمعت وكيعا يقول: سمعت الثوري يقول - في آخر أمره -: نحن نرجوا لجميع أهل الكبائر الذين يدينون ديننا ويصلون صلاتنا وإن عملوا أي عمل قال: وكان شديدا على الجهمية).
المجلد الثامن:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(330 ترخص أهل المدينة بالسماع)
قلت: هو قول الذهبي:
قال ابن معين كنا نأتي يوسف بن الماجشون يحدثنا وجواريه في بيت آخر يضربن بالمعزفة.
قلت (الذهبي): أهل المدينة يترخصون في الغناء هم معروفون بالتسمح فيه.
المجلد التاسع:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(ترجمة ابن مهدي في وصف الرب جل وعلا 196 (5)).
قلت: هو قول الذهبي:
وقال رسته:سمعت ابن مهدي يقول - لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان -: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه؟ قال: نعم نظرنا فلم نر من خلق اللهُ شيئا أحسنَ من الإنسان , فأخذ يتكلم في الصفة والقامة , فقال له: رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق , فإن عجزنا عنه فنحن عن الخالق أعجز , أخبرني عما حدثني شعبة عن الشيباني عن سعيد بن جبير عن عبد الله: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) [النجم: 18] قال: رأى جبريل له ست مئة جناح) فبقي الغلام ينظر, فقال: أنا أهون عليك , صف لي خلقا له ثلاثة أجنحة وركب الجناح الثالث منه موضعا , حتى أعلم قال: يا أبا سعيد عجزنا عن صفة المخلوق فأشهدك أني قد عجزت ورجعت.
المجلد الثالث عشر:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(100 كلام جيد في أن القرآن غير مخلوق والفرق بين اللفظ والتلفظ)
قلت: هو في ما ذكره الذهبي:
قال أحمد بن كامل القاضي: اخبرني أبو عبد الله الوراق , انه كان يورق على داود بن علي , وانه سمعه يسال عن القران فقال: أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق , وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق.
قلت: هذه التفرقة والتفصيل ما قالها احد قبله , فيما علمت وما زال المسلمون على أن القران العظيم: كلام الله ووحيه وتنزيله , حتى اظهر المأمون القول بأنه مخلوق وظهرت مقالة المعتزلة فثبت الإمام أحمد ابن حنبل وأئمة السنة على القول بأنه غير مخلوق , إلى أن ظهرت مقالة حسين بن علي الكرابيسي , وهي: أن القران كلام الله غير مخلوق وان ألفاظنا به مخلوقة , فأنكر الإمام أحمد ذلك وعده بدعة , وقال: من قال لفظي القرآن مخلوق يريد به القران فهو جهمي , وقال أيضا: من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع , فزجر عن الخوض في ذلك من الطرفين , وأما داود فقال: القران محدث , فقام على داود خلق من أئمة الحديث وأنكروا قوله وبدعوه وجاء من بعده طائفة من أهل النظر فقالوا: كلام الله معنى قائم بالنفس , وهذه الكتب المنزلة دالة عليه ودققوا وعمقوا , فنسال الله الهدى وأتباع الحق.
فالقران العظيم حروفه ومعانيه وألفاظه كلام رب العالمين غير مخلوق وتلفظنا به , وأصواتنا به , من أعمالنا المخلوقة قال النبي ?: (زينوا القران بأصواتكم) ولكن لما كان الملفوظ لا يستقل إلا بتلفظنا والمكتوب لا ينفك عن كتابة والمتلو لا يسمع إلا بتلاوة تالٍ صعب فهم المسالة وعسر إفراز اللفظ الذي هو الملفوظ من اللفظ الذي يعنى به التلفظ , فالذهن يعلم الفرق بين هذا وبين هذا والخوض في هذا خطر نسال الله السلامة في الدين , وفي المسالة بحوث طويلة الكف عنها أولى ولا سيما في هذه الأزمنة المزمنة.
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(183 قول المؤلف في الفسوي: ما علمته إلا سلفيا)
قلت هو قول الإمام الذهبي بعد ذكره القصة التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحافظ أبو ذر: سمعت أبا بكر أحمد بن عبدان يقول: قدم يعقوب بن الليث الصفار صاحب خراسان إلى فارس , فأخبر أن هناك رجلا يتكلم في عثمان بن عفان وأراد بالرجل يعقوب الفسوي فإنه كان يتشيع فأمر بإحضاره من فسا إلى شيراز , فلما أن قدم علم الوزير ما وقع في قلب السلطان , فقال: أيها الملك إن هذا الرجل قد قدم ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا- يريد بشيخه السجزي - وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي ? فلما سمع ذلك قال: مالي ولأصحاب النبي? توهمت أنه يتكلم في عثمان بن عفان السجزي فلم يعرض له.
قال الذهبي: قلت هذه حكاية منقطعة فالله أعلم , وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفياً وقد صنف كتابا صغيرا في السنة.
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(214 رأي المؤلف فيما سكت عنه أبو داود)
قلت: هو قول الإمام الذهبي – عن أبي داود-:
( .... ثم يليه ما ضُعِّف إسناده لنقصِ حفظ راويه فمثل هذا يمشيه أبو داود ويسكت عنه غالبا , ثم يليه ما كان بين الضعف من جهة راويه فهذا لا يسكت عنه , بل يوهنه غالبا وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته , والله أعلم).
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(233 رأي المؤلف في حديث الطير)
قلت:هو قول الذهبي:
وحديث الطير (6) على ضعفه فله طرق جمة وقد أفردتها في جزء ولم يثبت ولا أنا بالمعتقد بطلانه.
المجلد الرابع عشر:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(40 صفة أعلم الناس)
قلت: هو ما ذكره الذهبي في قوله:
(قال أبو محمد بن حزم في بعض تواليفه: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن , وأضبطهم لها , وأذكرهم لمعانيها , وأدراهم بصحتها, وبما أجمع الناس عليه مما اختلفوا فيه , قال: وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة أتم منها في محمد بن نصر المروزي , فلو قال قائل: ليس لرسول الله ? حديث ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر , لما أبعد عن الصدق.
قلت: هذه السعة والإحاطة ما ادعاها ابن حزم لابن نصر إلا بعد إمعان النظر في جماعة تصانيف لابن نصر , ويمكن ادعاء ذلك لمثل أحمد بن حنبل ونظرائه والله أعلم).
المجلد الخامس عشر:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(382 قف على محدث كان يضع على وجهه برقعا)
قلت:هو ما ذكره الذهبي بقوله:
حدثني الأزهري أنه يحضر مجلسه (7) رجال ونساء فكان يجعل على وجهه برقعا خوفا أن يفتتن به الناس من حسن وجهه.
المجلد الثامن عشر:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(191 كلام حسن فيمن يجتهد)
قلت:هو ما ذكره الذهبي بقوله:
قلت (الذهبي): نعم من بلغ رتبة الاجتهاد وشهد له بذلك عدة من الأئمة لم يسغ له أن يقلد , كما أن الفقيه المبتدئ والعامي الذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه , لا يسوغ له الاجتهاد أبدا فكيف يجتهد وما الذي يقول وعلام يبني وكيف يطير ولما يريش؟؟.
والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدث الذي قد حفظ مختصرا في الفروع وكتابا في قواعد الأصول وقرأ النحو وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيد , وتأهل للنظر في دلائل الأئمة فمتى وضح له الحق في مسألة وثبت فيها النص وعمل بها أحد الأئمة الأعلام كأبي حنيفة مثلا أو كمالك أو الثوري أو الأوزاعي أو الشافعي وأبي عبيد وأحمد وإسحاق فليتّبع فيها الحق , ولا يسلك الرخص وليتورع ولا يسعه فيها بعد قيام الحجة عليه تقليد , فإن خاف ممن يشغّب عليه من الفقهاء فليتكتم بها ولا يتراءى بفعلها فربما أعجبته نفسه وأحب الظهور فيعاقب ويدخل عليه الداخل من نفسه , فكم من رجل نطق بالحق وأمر بالمعروف فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده وحبه للرئاسة الدينية , فهذا داء خفي سارٍ في نفوس الفقهاء كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والترَب المزخرفة , وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين فتراهم يلتقون العدو ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت , وكمائن من الاختيال , وإظهار الشجاعة ليقال , والعجب ولبس القراقل المذهبة والخوذ المزخرفة والعدد المحلاة على نفوس متكبرة وفرسان متجبرة , وينضاف إلى ذلك إخلال بالصلاة وظلم للرعية وشرب
(يُتْبَعُ)
(/)
للمسكر فأنّى ينصرون وكيف لا يخذلون , اللهم فانصر دينك ووفق عبادك.
فمن طلب العلم للعمل كسره العلم , وبكى على نفسه , ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس , (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا , وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس9 - 10] أي دسسهابالفجور والمعصية.
المجلد العشرون:
? قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(418 صفة الإمام العادل)
هو قول الإمام الذهبي:
قلت: الإمام إذا كان له عقل جيد ودين متين صلح به أمر الممالك فإن ضعف عقله وحسنت ديانته حمله الدين على مشاورة أهل الحزم فتسددت أموره ومشت الأحوال وإن قل دينه ونبل رأيه تعبت به البلاد والعباد وقد يحمله نبل رأيه على إصلاح ملكه ورعيته للدنيا لا للتقوى فإن نقص رأيه وقل دينه وعقله كثر الفساد وضاعت الرعية وتعبوا به إلا أن يكون فيه شجاعة وله سطوة وهيبة في النفوس فينجبر الحال فإن كان جبانا قليل الدين عديم الرأي كثير العسف فقد تعرض لبلاء عاجل وربما عزل وسجن إن لم يقتل وذهبت عنه الدنيا وأحاطت به خطاياه وندم والله حيث لا يغني الندم ونحن آيسون اليوم من وجود إمام راشد من سائر الوجوه فإن يسر الله للأئمة إمام فيه كثرة محاسن وفيه مساوىء قليلة فمن لنا به اللهم فأصلح الراعي والرعية وارحم عبادك ووفقهم وأيد سلطانهم وأعنه بتوفيقك.
-------------
(1) المجلدات التي لم أذكرها لم يحل إليها الشيخ في نسخته.
(2) لعله سبق قلم من الشيخ وإنما هو في ص: 234.
(3) القائل: أبو الحارث.
(3) يعني: الوليد بن مزيد.
(4) في تسمية الألباني لهذا النوع بـ (الإرجاء المخالف) رد على أولئك الأغمار الذين يتهمون الألباني بالإرجاء. حسيبهم الله فيما يقولون , قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -: من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ , إما أنه لا يعرف الألباني أو لا يعرف الإرجاء ..... لكن الذين يريدون أن يكفروا الناس يقولون عنه , وعن أمثاله إنهم مرجئة , فهو من باب التلقيب بألقاب السؤ.
(5) هكذا كتب الشيخ بخلاف عادته فيما سبق من تقديم رقم الصفحة.
(6) أخرجه الترمذي (3721) عن أنس بن مالك قال: (كان النبي ? يأكل طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه) قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني.
(7) أي مجلس: أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي الواعظ المشهور بالمصري لإقامته مدة بمصر. أنظر السير (15/ 381)
هذه الفوائد أخذ تها من نسخة الشيخ الخاصة من كتاب السير , والموجودة في الجامعة الأسلامية.
(منقول)
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:08]ـ
نقل نافع
جزاكم الله خيراً
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 11:07]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
ـ[أبو سعدة]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 05:16]ـ
جزاك الله خيرا نقل ممتاز
ـ[العرب]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 02:14]ـ
نفع الله بكم وبامام المحدثين في زمانه
ـ[الفيومي]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 01:41]ـ
جهد طيب
جزاك الله خيرا
قلتَ: (منقول)
من أين نقلتَه؟
ـ[نبيل صلاح سليم]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 05:43]ـ
أسأل الله أن يجعل هذا في ميزان حسناتك(/)
استخدام التاريخ الميلادي
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 01:53]ـ
عبد اللطيف القرني
الاربعاء 1 / ربيع الثاني / 1428 هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن لكل أمة تأريخ معين تُنسب إليها أحداثها وتعلق عليه أحكامها وإليه يلجأ أفرادها في أمور دينهم ودنياهم. وحيث إن الرعيل الأول اتفقت كلمتهم على اعتبار شأن الهجرة وأنها بداية مناسبة لتأريخ أمة الإسلام بحيث تنسب إليه الحوادث ويكون مرتبطاً بالحول القمري الذي أمرنا بالاعتداد به، حيث جعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام إذا عرف هذا.
ولما كان التأريخ الميلادي من أشهر التواريخ المستعملة هذه الأيام وللأسف الشديد حتى في معظم البلاد الإسلامية أشير علي بحث هذه المسألة مع الأخذ بالاعتبار مدى جواز الاستفادة من الحسابات الفلكية المرتبطة بالتواريخ الأخرى كالحساب الشمسي المتمثل بالتاريخ الميلادي وما واجب الأفراد تجاه أنظمة الدول التي تأخذ بالتأريخ الميلادي.
ومن خلال البحث في هذه المسألة لم أجد من تكلم في هذه المسألة بتوسع وأغلب ما عثرت عليه بعض الفتاوى العامة في هذا الباب دون تفصيل في الأحوال، والله نسأل أن يسدد رشدنا وأن يلهمنا الصواب.
المبحث الأول: وفيه مسائل:
المسألة الأولى: معنى التأريخ:
قال ابن منظور: أرّخَ: التأريخ: تعريف الوقت. والتوريخ مثله. أرخ الكتاب ليوم كذا: وَقَّتَه ... وتأريخ المسلمين: أرخ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتب في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تأريخاً إلى اليوم (1).
وتعريف كلمة التأريخ في الاصطلاح: ما ورد في المعجم الوسيط التاريخ جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، ويصدق على الفرد والمجتمع، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية ... والتأريخ تسجيل هذه الأحوال (2).
ويظهر من التعريف التفريق بين التأريخ (مهموزاً) والتاريخ (بدون همز)، فالتاريخ بدون همزة علم يشمل أبرز الأحداث، والتأريخ هو يوم معين تنسب إليه سائر الأحداث وهو المراد هنا.
فنخلص من ذلك أن التأريخ: تسجيل الأحوال والأحداث للأفراد والأمم مستنداً في كل حدث أو حالة إلى الحدث المؤرخ به والمؤرخ به عند الأمة الإسلامية كما سيأتي ذكره هي الهجرة النبوية.
المسألة الثانية: الفرق بين التاريخ والتقويم: يطلق لفظ التأريخ ويراد به التقويم، وكذا العكس وعند التأمل نجد الاختلاف الدقيق بينهما فالتقويم لغة بمعنى تصحيح الخطأ أو الاعوجاج واصطلاحاً: تنظيم لقياس الزمن يعتمد على ظواهر طبيعية متكررة مثل دورتي الشمس أو الأرض والقمر (3).
فهو مختص بحدث مرتبط بظاهرة متكررة كمواسم الزراعة السنوية أو الفصول الأربعة وهو في الشهور الشمسية ثابت لا يتغير مثل ربط بدء الدراسة سنوياً بأول يوم من برج الميزان أو أول يوم من الربيع فهذا يسمى تقويماً وهو خاص بتلك السنة ومثله تقويم أم القرى أو التقويم القطري ونحوه، فهو تقويم سنوي ينظم تفاصيل سنة من السنين وفي تفاصيله تجد التأريخ الهجري القمري والتأريخ الميلادي الشمسي والفصول السنوية المعروفة والأبراج (4).
أما التأريخ فهو وعاء لأحداث الأمة يساير أيامها ويربط أجيالها بعضهم ببعض ويوثق حاضرها وماضيها وإن كان التقويم مضافاً للهجرة أو الميلاد يستخدم عند البعض بمعنى التأريخ الهجري أو التأريخ الميلادي، ولذا تجد من يعبر عن التاريخ بالتقويم فيقول التقويم الهجري والمقصود هو التاريخ الهجري (5).
المسألة الثالثة: أنواع التقويم:
التقويم مقياس الزمن كالساعة فكما أن الساعة مقياس تعرف به ساعات الليل والنهار كذلك التقويم مقياس تعرف به الأيام والأسابيع والشهور، فإنه يذكرنا باليوم الذي نحن فيه وموقعه وينبئنا عن أيام العبادات والأعياد والمناسبات والمواسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأقسام الزمانية على نوعين طبيعية ووضعية: فالأقسام الطبيعية هي التي تسير وفق ما قدر لها في حركات الأفلاك كاليوم والشهر القمري والسنة الشمسية فاليوم ينشأ من دورة الأرض حول محورها والشهر القمري ينتج من دورة القمر حول الأرض والسنة الشمسية تنشأ من دورة الأرض حول الشمس وهذه الدورات الثلاث هي تدبير الهي لا دخل للبشر فيها أما الوضعية فالأسبوع والشهر الشمسي والسنة القمرية (6).
وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتدت بعض الشعوب كالعرب والمصريين إلى مراقبة النجوم ولاحظوا أن البرج يطلع دائماً في المكان نفسه في الزمان نفسه مما فتح لهم مجالاً للتأريخ بتعاقب النجوم أيضاً بدلاً من التأريخ بدورة الشمس وحلول الفصول المرتبطة بموسم الحصاد وعموماً فمن مراقبة الإنسان لتلك الدورات الفلكية نشأت أنواع متعددة من التقاويم.
نذكر أبرزها إجمالاً:
1 – التقويم النجمي:
يرتبط التقويم النجمي بطلوع نجم معين في وقت معين من العام، ويبدأ من طلوع نجم الشعرى والفيضانات التي تتكرر كل عام ومدة هذه السنة 366.25 يوماً أي أطول من السنة الشمسية بيوم واحد مما سبب خللاً واضحاً في هذا التقويم (7).
2 – التقويم الشمسي:
يرتبط هذا التقويم بحالة الشمس وهو مأخوذ من دورة الأرض حول الشمس وهي السنة الشمسية وتنقسم السنة الشمسية إلى الفصول الأربعة المعروفة باعتبار بعد الشمس وقربها وهي الدورة السنوية ومدة هذه السنة 365 يوماً تقريباً، وقد عرف هذا التقويم الرومانيون في القديم وعليه قام التقويم اليولياني والتقويم السرياني والتقويم الفارسي والتقويم الصيني والتقويم الفرنسي وممن استخدم التقويم الشمسي منفرداً الروم والقبط وغيرهم (8).
3 – التقويم القمري:
يرتبط هذا التقويم بدورة القمر حول الأرض ووفق حركة القمر تحصل الشهور وكل دورة للقمر حول الأرض تمثل شهراً قمرياً تبلغ مدته 29.25 يوماً تقريباً، وعلى هذا الأساس فإن السنة القمرية تكون 354.36 يوماً، أي أنه أقل من عدد أيام السنة الشمسية بـ (10.88) أيام، ويلاحظ أنه لا يوجد أي ارتباط بين التقويم القمري والتقويم الشمسي لأن كل منهما مرتبط بحركة ودورة تختلف عن الآخر.
والتقويم القمري هو الأصل لأن الشهر في اللغة معناه القمر كما ذكر ذلك ابن سيده في المخصص (9). والعرب كانوا يفتتحون الشهر إذا رأوا الهلال ثم لا ينقضي الشهر حتى يروا الهلال مرة أخرى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أن يكون الشهر طبيعياً والسنة عددية فهو سنة المسلمين ومن وافقهم" (10)
وهناك تقاويم أخرى لكن أشهرها ما ذكرناه وأكثرها استعمالاً هو التقويم الشمسي والتقويم القمري وعند التأمل نجد أن التقويم الشمسي وثيق الصلة بأمور المعاش كالزراعة ومواسمها وأحوال الطقس وذلك لأن التقويم الشمسي يحتضن الفصول الأربعة (الشتاء، والصيف، والخريف، والربيع) وتأتي هذه الفصول فيه في مواعيد ثابتة سنوياً فهذا التقويم أساسه الفصول وليس الشهور فهو في الأصل سنة طبيعية مقسمة إلى فصول أربعة.
وأما التقويم القمري فهو يقوم على الأشهر لا على الفصول الأربعة والشهر فيه عبارة عن دورة القمر الفلكية الثابتة وتكرر هذه الدورة اثنتي عشرة مرة وبذلك تتكون السنة القمرية عند ذلك يتضح أن السنة الشمسية سنة طبيعية وجاء من قسمتها أشهراً قياساً على الأشهر القمرية، فالأشهر في السنة الشمسية وضعية وعلى العكس التقويم القمري فالأشهر فيه طبيعية وفق دورة القمر لكن السنة فيه وضعية وليست طبيعية.
وخلاصة القول إن المقاييس الثلاثة المتدرجة وهي اليوم والشهر القمري والسنة الشمسية منشؤها الظواهر الكونية وعلاقة الأرض بالشمس من جهة، وعلاقة الأرض بالقمر من جهة أخرى، ومع امتداد الزمن ظهرت العديد من التواريخ التي يؤرخ بها الناس إلا أن أبرزها وأكثرها استعمالاً هو التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي فالتاريخ الهجري يقوم على دورة القمر أي يستخدم الأشهر القمرية الطبيعية والسنة الوضعية والتي تتكون من اثنتي عشر شهراً قمرياً. والتأريخ الميلادي يقوم حركة الشمس السنوية الطبيعية وهي التي تتكون من دورة واحدة للشمس حول الأرض من شتاء إلى شتاء أومن ربيع إلى ربيع ونحوه، ويستخدم هذا التاريخ الأشهر الوضعية وهي تختلف على حسب زيادة أو نقص في الشهر فبعضها ثلاثون يوماً وبعضها أقل وبعضها أكثر بلا مستند في ذلك. (11)
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الرابعة: نشأة التأريخ الميلادي:
كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليه السلام (12)، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاء ملك روما (توما الثاني 716 - 673ق. م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه، ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية.
وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي هذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى - عليه السلام-.
واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تم الحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1 - يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح - عليه السلام - كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخ بالتأريخ الميلادي.
ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي، وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً (13).
وقد استمر العمل بهذا التأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية على السنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحساب والواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوري وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية (14).
ومن الملاحظ أن الكنيسة كانت تتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاً بالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخ الجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل، إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة (15).
وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافية بعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً، وقد أقر بعض الباحثين النصارى بخطأ هذه النسبة (16).
وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنة فإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهما يوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم "يوليو" وأغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلى واحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراته وكذا يوليو.
بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود في بيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبان ولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولده بيقين.
المبحث الثاني
نشأة التأريخ الهجري:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان العرب قبل الإسلام يستخدمون التقويم القمري ويتعاملون مع الأشهر القمرية ويؤرخون بأبرز الأحداث. ولما هاجر المسلمون إلى المدينة وأصبح لهم كيانهم المستقل أصبحوا يطلقون على كل سنة من السنوات اسماً خاصاً بها فكانت السنة الأولى تسمى بسنة الإذن والسنة الثانية كانت تسمى سنة الأمر والسنة الثالثة سنة التمحيص، والسنة الرابعة تسمى سنة الترفئة والسنة الخامسة تسمى سنة الزلزال والسنة السادسة تسمى سنة الاستئناس والسنة السابعة تسمى سنة الاستغلاب، والسنة الثامنة تسمى سنة الاستواء والسنة التاسعة تسمى سنة البراءة والسنة العاشرة تسمى سنة الوداع (17).
وأخرج ابن عساكر بسنده عن أبي سلمة عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول قال ابن عساكر: كذا في هذه الرواية وهي مرسلة وأخرج أيضاً: (عن أبي سلمة عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع (18).
قال ابن حجر: وهذا معضل والمشهور خلافه وأن ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه (19)
ولا أعلم إسناداً صحيحاً في هذا الباب واستنبط بعض العلماء من قول الله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) (التوبة: من الآية108)، وأنه ليس أول الأيام كلها ولا إضافة إلى شيء في اللفظ الظاهر فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر. وفيه من فقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التأريخ فاتفق رأيهم أن يكون التأريخ من عام الهجرة .. فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الآن بفعلهم أن قوله سبحانه: (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) أن ذلك اليوم هو أول أيام التأريخ الذي يؤرخ به الآن.
أما كيف توصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التأريخ الهجري بدئ العمل به في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بمشورة، ثم اتفاق من الصحابة - رضي الله عنهم -.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "اتفق الصحابة رضي الله عنهم في سنة ست عشرة وقيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدول العمرية على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة وذلك أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك، أي حجة، لرجل آخر، وفيه أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها، أو السنة الماضية أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة، فاستشارهم في وضع تأريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرِّخُوا كتأريخ الفرس فكره ذلك، وكانت الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. وقال قائل: أرخوا بتأريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فيلبس المقدوني، فكره ذلك. وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل بمبعثه. وقال آخرون: بل بهجرته. وقال آخرون: بل بوفاته – عليه الصلاة والسلام – فمال عمر رضي الله تعالى عنه إلى التأريخ بالهجرة، لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك ... إلى أن قال: وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة. وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بن سيرين قال: قام رجل إلى عمر – رضي الله عنه – فقال: أرخوا. فقال: وما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن فأرخوا، فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة. ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان. ثم قالوا: المحرم؛ فهو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فاجتمعوا على المحرم ... ثم قال بعد ذلك ابن كثير – رحمه الله تعالى -: والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرم فيما اشتهر عنهم وهذا هو قول جمهور العلماء (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونخلص من ذلك أن اختيار التاريخ الهجري تم بإجماع منهم رضوان الله تعالى عنهم، والإجماع حجة قاطعة وأيضاً هذا يدل على أنهم كانوا يستخدمون التقويم القمري بدليل أنهم يتحدثون عن شهر شعبان وأيضاً هذا التاريخ لم يكن لعباداتهم فقط بل لجميع أمور دنياهم ويجعلونه رمزاً إسلامياً ولا يمكن الفصل بين التقويم القمري والتاريخ الهجري المرتبط به، والفصل بينهما مخالف لما أجمع عليه الصحابة كما أنه يوقع في المحاذير المخلة بالعبادات والمعاملات وبناء على ما تقدم نعرف نشأة التأريخ الهجري وكيف تم الاتفاق عليه وكونه شعاراً للأمة الإسلامية في مقابل شعارات الأمم المخالفة وأن الإعراض عنه إعراض عما أجمع عليه الصحابة.
المبحث الثالث:
حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي:
أولا: الحديث عن التأريخ الهجري يقتضي تأصيل الحكم الشرعي للتقويم القمري فنقول: دلت النصوص الشرعية على وجوب الأخذ بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري ومن ذلك قوله تعالى:
1 – "يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ" (البقرة: من الآية189).
وجه الدلالة:
أن الله جعل الهلال علامة على بداية الشهر ونهايته، فبطلوع الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر فتكون الأهلة بمعنى المواقيت وهذا يدل على أن الشهر قمري لارتباطه بالأهلة وهي منازل القمر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع، ابتداء أو سبباً من العبادة وللأحكام التي ثبتت بشروط العبد، فما ثبت من الموقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له، وهذا يدخل فيه، الصيام، والحج، ومدة الإيلاء والعدة ...
2 – قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" (التوبة: من الآية36).
وجه الدلالة:
أن الله وصف التوقيت بالهلال وأن الشهور القمرية إذا بلغت هذا الرقم سميت سنة وهذا معنى عدة الشهور.
وقال الفخر الرازي:
قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذه الآية أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية والرومية (21).
وذكر رحمه الله أن الشهور المعتبرة في الشريعة مبناها على رؤية الهلال، والسنة المعتبرة في الشريعة هي السنة القمرية (22).
3 – قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له" (23).
وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان برؤية الهلال ويقاس عليها بقية الأشهر.
ومؤدى هذه النصوص الشرعية صريح أن المعول عليه والمعتبر هو التقويم القمري مما يؤكد وجوب التمسك به دون غيره من التقاويم وهو يتفق مع أحوال الناس لكونه صالحاً للجميع ليسره وسهولة مخاطبته لجميع الأطراف، ولقد اتفق عليه السلف الأول من الصحابة والتابعين كما مر معنا وأصبح العمل عليه.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس، والشهر يبدأ من الهلال، والسنوي يبدأ من الهجرة، هذا ما جرى عليه المسلمون وعلموا به واعتبره الفقهاء في كتبهم (24).
وتأسيساً على ما تقدم فإن استخدام التأريخ الهجري والميلادي يكون على حالات: الحالة الأولى: استخدام التأريخ الهجري دون الميلادي، وحكم هذه الحالة أن التوجيه الشرعي جاء للعمل بالتقويم القمري المتمثل بالتاريخ الهجري وأن احتساب المواقيت والأحوال يكون عليه دون غيره وهو شعار ورمز الأمة الإسلامية التي يؤرخ لها وله دلالاته وأبعاده.
الحالة الثانية: حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي جميعاً:
ذكرنا في الحالة الأولى أن الأصل هو العمل بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري وهذا الحكم يشمل جميع الأفراد والدول الإسلامية و لكن لا مانع من الاستفادة بالتقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي بصفته تقويماً مساعداً للتقويم القمري تابعاً له متى وجد مقتضى لذلك تتحقق فيه مصلحة راجحة ولا عيب أن نأخذ – لا أن نستبدل – من مواقيت الأمم ما يفيدنا في بعض الحالات فيما لا يتعارض مع أمر من أمور الدنيا (25).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يتعلق بالفصول الأربعة واستخدامها لتنظيم الاكتساب والمهنة والدراسة والعمل دون ربط ذلك بالسنين فليس من التأريخ مثل أن يقال يبدأ العام الدراسي كل عام ببرج الميزان أو يبدأ موعد الحصاد في برج الحمل كل عام فهذا من الاستفادة العامة للمواسم ولا صلة له ببحث التأريخ الهجري أو الميلادي (26).
الحالة الثالثة: حكم استخدام التأريخ الميلادي فقط:
بناء على ما تقدم يتضح لنا أن التأريخ الميلادي مرتبط بالدين النصراني وحضاراته وهذا واضح في أسماء الأشهر في التأريخ الميلادي فغالبها إما وثنية مرتبطة ببعض آلهة النصارى المزعومة أو بأسماء القياصرة وكبار الرهبان (27).
ولذا فإن وضع التقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي شعار للبلد والاعتداد به في احتساب المواقيت والأحوال هو تشبه صريح بالنصارى وجاءت النصوص الشرعية التي تحرم ذلك، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" (28).
ويتضمن الحديث التشبه بسمات الكفار وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم وكل ما هو من خصائصهم ولا شك أن اعتبار الأصل هو استخدام التأريخ الميلادي يدخل في سمات الكفار (29).
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن:
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يُعتبَرُ من موالاة النصارى؟
فأجاب لا يُعتبَرُ موالاة، لكن يعتبر تشبُّهًا بهم.
والصَّحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجودًا، ولم يستعملوه، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجريِّ، وضعوا التاريخ الهجريَّ، ولم يستعملوا التاريخ الميلادي، مع أنه كان موجودًا في عهدهم، هذا دليل على أنَّ المسلمين يجب أن يستقلُّوا عن عادات الكفَّار وتقاليد الكفَّار، لا سيَّما وأنَّ التَّاريخ الميلاديَّ رمز على دينهم؛ لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السَّنة، وهذه بدعة ابتدعها النصارى؛ فنحن لا نشاركهم ولا نشجِّعهم على هذا الشيء، وإذا أرَّخنا بتاريخهم؛ فمعناه أنَّنا نتشبَّه بهم، وعندنا ولله الحمد التاريخ الهجريُّ، الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الرَّاشد بحضرة المهاجرين والأنصار، هذا يغنينا (30).
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين: لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التاريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التاريخ الميلادي، وأنسوهم التاريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكراً لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عياناً ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فتنصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التاريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً" (الحجر: من الآية16)، وعرفها الحُسّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تاريخ النصارى، والله أعلم (31).
وأما بالنسبة لمن كان يعيش في دولة نظامها يأخذ بالتأريخ الميلادي فإن كان النظام يسمح بوضع التأريخ الهجري مع التأريخ الميلادي فيجب على الأفراد الإشارة إلى التأريخ الهجري في المكاتبات والإجراءات متى ما استطاعوا لذلك لأن هذا يحافظ على بقاء التأريخ الهجري شعاراً للأمة الإسلامية ويخفف من المفسدة الواقعة بالأخذ بالتأريخ الميلادي والقاعدة الشرعية تنص على أنه إذا لم يمكن قطع المفسدة جملة بأسبابها ودواعيها فإن التقليل من آثارها والحد من استشرائها وانتشارها مطلوب وهو من مقاصد الشرع المطهر (32).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إذا كان النظام الرسمي للدولة يمنع الإشارة للتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري أبداً ويحارب ذلك فيجب على الأفراد في هذه الحالة بذل ما يستطيعون من الإنكار والنصح ومراعاة الأمور والموازنة بين المفاسد المتوقعة وقطع أسبابها والمفاسد الواقعة والسعي إلى تقليل آثارها إذا لم يمكن تلافيها ويبقى الجزاء مرتبطاً بالاستطاعة والقدرة على التغيير ويدخل في هذا التعامل مع الدولة أو الشركات العالمية التي تعتمد التأريخ الميلادي فيجوز مع الحاجة استخدام التأريخ الميلادي مع بعض الاعتبارات المرتبطة في ذلك مثل حساب الزكاة بالتأريخ الميلادي مع معادلته بالتقويم القمري، لإخراج القدر الزائد من المال الزكوي المقابل للزمن الزائد من التقويم الشمسي علما بأن المعتبر في إخراج الزكاة هو التأريخ الهجري لا الميلادي.
وفي نهاية البحث أوصي أمتي وأصحاب الشأن في بلاد المسلمين أينما كانوا بأن يتمسكوا بتأريخهم الإسلامي القمري الهجري امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وتمسكاً بالسنة الراشدة والإجماع الصحابي واعتزازاً بما شرع الله.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
_________________
* قاضي في ديوان المظالم
(1) (لسان العرب 3/ 4) مادة (أرخ).
(2) (المعجم الوسيط 1/ 13).
(3) (الموسوعة العربية الميسرة 1/ 539).
(4) (التاريخ الهجري ص 19).
(5) (انظر التاريخ الهجري ص 19 - 20).
(6) (انظر فتاوى ابن تيمية 25/ 135 - 138).
(7) (التوقيت والتقويم، علي حسن موسى).
(8) (التوقيت والتقويم، ص 33).
(9) (المخصص 2/ 376)
(10) (مجموع الفتاوى 25/ 138) انظر التاريخ الهجري ص 23 - 24.
(11) (انظر: نظام التقويم في الإسلام ص 5)، (التقويم الهجري للملكة العربية السعودية ص 8) لأبي طارق الحجازي.
(12) (التأريخ الهجري ص 29).
(13) (التوقيت والتقويم ص109).
(14) (التاريخ الهجري ص 32).
(15) (تاريخ التقويمين الميلادي والهجري ومبادئهما ص 13).
(16) (التقويم الهجري للملكة العربية السعودية ص 143 - 144).
(17) (انظر: هذه السنوات ومعانيها في الموسوعة العربية العالمية 7/ 83 وقد يُنازع فيها من حيث ثبوتها).
(18) (تاريخ دمشق 1/ 37) (عن طريق نسخة في برنامج الحاسب الآلي).
(19) (فتح الباري 7/ 268).
(20) (انظر البداية والنهاية 4/ 510 - 511).
(21) (التفسير الكبير 16/ 53).
(22) (التفسير الكبير 17/ 35 - 36).
(23) رواه البخاري (2/ 674) ومسلم (2/ 762).
(24) (الضياء اللامع من الخطب الجوامع ص 307).
(25) (التأريخ الهجري 61 - 63 وما بعدها).
(26) (التأريخ الهجري ص 67).
(27) (التأريخ الهجري ص 34).
(28) رواه أحمد 2/ 50، 2/ 92 وباسناد فيه مقال، ورواه أبو داود، كتاب اللباس باب في لبس الشهرة برقم 4031 وصححه الألباني.
(29) كلام الشيخ صالح الفوزان موجود في كتاب المنتقى من فتاوى الفوزان برقم (153).
(30) اعتبار المآلات ومراعاة نتائج التصرفات ص 228).
(31) مجلة الدعوة العدد الشهري 2076
(32) أحكام وفتاوى الزكاة لعام 1423هـ الصادر من بيت الزكاة في الكويت.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 09:34]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ آل عامر
اشتقنا إلى إطلالاتك البهية ..
ونشكر صاحب البحث عبد اللطيف القرني، وإن شاء الله نقرأه في وقت سعة وفسحة ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 01:29]ـ
بارك الله في الأخ آل عامر وجزاه خيرا عن هذا الطرح الجيد المفيد مما نتمنى أن يغنيه الإخوة بما لديهم من إضاءات وإضافات حتى تتضح الصورة خصوصا وأن الموضوع لم يعالج - فيما أعلم - من قبل بشكل موسع ودقيق ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 06:54]ـ
للفائدة. . بارك الله فيكم.(/)
نقل مفيد عن الإمام أحمد رحمه الله وشئ من فوائده
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 03:34]ـ
قال العلامة ابن مفلح رحمه الله تعالى في الآداب2/ 84:
وقال مهنا:إن أبا عبد الله سألوه عن القصص فرخص فيه،فقلت له: حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه كان يخرج من المسجد يقول: ما أخرجني إلا القصاص ولولاهم ما خرجت.
فقال لي: يعجبني القصاص اليوم لأنهم يذكرون عذاب القبر ويخوفون الناس،
فقلت له: حدثنا ضمرة قال: جاءنا سفيان هاهنا فقلنا: نستقبل القصاص بوجوهنا؟ فقال: ولوا البدع ظهوركم.
فقال أحمد:نعم،هذا مذهب الثوري. اهـ
وفي هذا النقل فوائد منها:
1 - اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان وهو أصل مهم من أصول الفتوى كما ذكره القرافي وابن القيم وغيرهما.
2 - أهمية تنقيح المناط في المنقول عن السلف.
3 - أن مخالفة ظاهر الأثر لاختلاف المناط لاتقدح في اتباع الإنسان وكونه على جادة السلف بل ليس هذا مخالفة للمنقول عند التحقيق.
4 - أن المنقول عن واحد من السلف قد يكون مذهبا شخصيا له وليس علما على منهج السلف بحيث يبدع مخالفه ولهذا قال الإمام"هذا مذهب الثوري".
5 - أنه يتسامح في الوعظ والرقائق في رواية الأحاديث ما لايتسامح في أحاديث الأحكام وهي مسألة خلافية والجمهور على ذلك وإن شدد فيها بعض أهل عصرنا.
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 02:29]ـ
واضيف هذا النقل عن ابن الجوزي الذي يبين فيه رأيه في الحضور للقصاص في زمانه وهو يوافق ما ذهب إليه إمامه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في النقل السابق:
يقول في صيد الخاطر ص111
"وقد كان جماعة من السلف يرون تخليط القصاص فينهون عن الحضور عندهم
و هذا على الإطلاق لا يحسن اليوم لأنه كان الناس في ذلك الزمان متشاغلين بالعلم فرأوا حضور القصص صادا لهم و اليوم كثر الإعراض عن العلم, فأنفع ما للعامي مجلس الوعظ, يرده عن ذنب, و يحركه إلى توبة ,و إنما الخلل في القاص فليتق الله عز و جل"
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 03:13]ـ
الشيخ الكريم ابن مفلح بارك الله فيكم
ـ[عبدالناصر أبو مصطفى]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 06:59]ـ
الشيخ الكريم ابن مفلح بارك الله فيكم
السلام عليكم
وددت أن أشكر جهد من يشارك في هذا الموقع بعمل ينفع به العلم الشرعي، وأخص بالذكر هنا الأخوين ابن مفلح وأبا البراء على ها الكلام النفيس(/)
فوائد نقلتها من كتاب التلخيص القيم لاختيارات أبي العباس وتلميذه ابن القيم.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:02]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذه فوائد نقلتها من
من كتاب / التلخيص القيم لاختيارات أبي العباس وتلميذه ابن القيم.
تأليف الشيخ / وليد بن راشد السعيدان وفقه الله تعالى
مرجع الضمير في قوله} حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {
قال أبو العباس ابن تيمية وطائفة ظنت أن الضمير في قوله} حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {عائد إلى الله تعالى ويقولون هذه جمعت طريق من استدل بالخلق على الخالق ومن استدل بالخالق على المخلوق والصواب الذي عليه المفسرون وعليه تدل الآية أن الضمير عائد إلى القرآن وأن الله يري عباده من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن القرآن حق وذلك يتضمن بثبوت الرسالة وأن يسلم لما أخبر به الرسول e ) ا. هـ.
الصواب في حديث ((إن لله تسعة وتسعين اسماً ... الحديث))
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى (والصواب الذي عليه جمهور العلماء أن قول النبي e (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)) معناه أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة, وليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسماً فإنه في الحديث الآخر الذي رواه أحمد وأبو حاتم في صحيحه ((أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي وهمي)) وثبت في الصحيح أن النبي e كان يقول في سجوده ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) فأخبر أنه e لا يحصي ثناء عليه) ا. هـ. قلت:- وهذا الاختيار منبثق من قاعدة الجمع بين الأدلة واجب ما أمكن.
المراد بالكلمة في قوله ((أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله))
قال أبو العباس رحمه الله تعالى (والناس قد تنازعوا في مثل قوله ((أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله)) هل المراد بها الكلمة التي شرعها الله وهي عقدة النكاح أو المراد كلمة الله التي تكلم بها وهي شرعه وإذنه وتحليله لذلك والصواب أن المراد بقوله ((كلمة الله)) كلامه الذي تكلم به المتضمن إذنه وتحليله وشرعه لا العقد الذي هو كلام العباد) ا. هـ.
{المراد بقوله تعالى} كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ {
قال أبو العباس رحمه الله تعالى (والصواب ما قاله الجمهور أن (الدأب) بالتسكين هو العادة وهو غير الدأب بالتحريك، إذا اللفظ زاد المعنى والذي في القرآن مسكن ما علمنا أحداً قرأ بالتحريك وهذا معروف في اللغة، يقال فلان:- دأبه كذا وكذا أي هذا عادته وعمله الملازم له وإن لم يكن في ذلك تعب واجتهاد ومنه قوله تعالى} وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ {والدأب نظير الدائم والباء والميم متقاربان) ا. هـ.
المراد بقوله تعالى} وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ {
قال ابن القيم رحمه الله تعالى وكذلك يقولون في قوله} وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ {أن المراد به عبدالله ابن أبي وكان من أحسن الناس جسماً والصواب:- أن اللفظ عام فيمن اتصف بهذه الصفات وهي صحة الجسم وتمامه وحسن الكلام وخلوه من روح الإيمان ومحبة الهدى وإيثاره كخلو الخشب المقطوعة التي قد تساند بعضها البعض من روح الحياة التي يعطيها النمو أو الزيادة والثمرة واتصافهم بالجبن والخور الذي يحسب صاحبه أن كل صيحة عليه) ا. هـ.
{هل النفس تموت}
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدماً محضاً فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب كما سيأتي إن شاء الله تعالى بعد هذا وكما صرح به النص) ا. هـ.
المراد من قول الملائكة} وَنُقَدِّسُ لَكَ {
قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومنه قول الملائكة} وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ {فقيل:- المعنى ونقدس أنفسنا لك، فعدى باللام، وهذا ليس بشيء والصواب أن المعنى:- نقدسك وننزهك عما لا يليق بك، هذا قول جمهور أهل التفسير) ا. هـ.
{هل الخضر u حي أم ميت؟}
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (والصواب:- الذي عليه المحققون أنه ميت وأنه لم يدرك الإسلام ولو كان موجوداً في زمن النبي e لوجب عليه أن يؤمن به ويجاهد معه، كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره ولكان يكون في مكة والمدينة ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم ولم يكن مختفياً عن خير أمة أخرجت للناس، ثم ليس للمسلمين به وأمثاله حاجة لا في دينهم ولا في دنياهم فإن دينهم أخذوه عن الرسول e ) ا. هـ
اللهم ارزقنا علم وعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:25]ـ
آمين
جزيت خيراً ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:18]ـ
بارك الله فيكم ..(/)
درة عثيمينية غالية: ابتعد عن كل ما يحزنك، واحرص على ما يسرك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 04:25]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه، ولهذا أيضا أصول منها: أن الله سبحانه وتعالى قال: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله)، والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء، ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا، لا؛ المراد: أن نبتعد عن كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يتناجى اثنان دون الثالث، من أجل أن ذلك يحزنه)؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه , ثانيا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان , وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا، ويتوضأ ويصلي , كل هذا من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض , ولهذا قال الصحابة: لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها، فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث؛ يعني: استراحوا، ولم يبق لهم هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه , ولهذا قال الله تعالى:
(فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)،
لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة، سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة.
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما؛أي: أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات:
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة؛
الماضية: يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم؛لأنها انتهت بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل: ((اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها)) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة، لماذا؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة: علمها عند الله عز وجل،اعتمد على الله، وإذا جاءتك الأمور فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي: التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية , فإذا جربت هذا استرحت؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع، فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير].
"شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع).
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 04:38]ـ
الله!
كلام جميل
والأجمل
أن هذا الكلام ذُكِر في كتاب البيوع = كتاب الدنيا
وكم ينتاب الواحد منا "التردد" عند بيعه وشرائه
وكم ينتابه من "الغم والندم" إذا لم يوفَّق في بيع أو شراء
ايييه دنيا
رحم الله الشيخ ابن عثيمين
كم استفدنا منه حيا وميتا
وجزاك الله خيرا أخانا علي الفضلي
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 07:08]ـ
بارك الله فيك أخي علي
ورحم الله شيخنا ابن عثيمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 07:32]ـ
أخي ابن المنير، أخي آل عامر جزاكما الله خيرا.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 01:32]ـ
أحسنت أحسنت
جزى الله الشيخ عنا خيرا، ورحمه رحمة واسعة.
ـ[علي بن صالح]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 05:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو فراس]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيك على النقل المفيد ورحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 04:11]ـ
ماشاء الله
رائع ..
رحم الله الشيخ وغفر له
وأحسن إليك وجزاك كل خير أخي الكريم
هذا الإلتزام -بإذن الله- يحمي الإنسان من أمراض العصر السكري والضغط والسرطان
ومن المفيد أن أذكر أن ممارسة الرياضة بشكل يومي له دور كبير في إزالة القلق
وهذه الأمراض
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 04:18]ـ
الأخ الكريم: علي الفضلي - حفظه اللّه -:
جزاكم اللّه خيرًا وبارك فيكم؛
رحم اللّه الإمام ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 11:20]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 03:22]ـ
للرفع(/)
في ظلال السنة ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 05:40]ـ
كم تمنيت أن أظفر بشرح لصحيح البخاري أو مسلم ...
على نهج سيد قطب في ظلال القرآن
شرحا يحيى القلوب
ويلامِس النوازل والحوادث " النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... "
عندما كنت أطالع كتاب معالم في الطريق، وأقرأ فصل " لا إله إلا الله منهج حياة"
أكاد أطير
وعندما طوّفَ بي حول تفسير قوله تعالى {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ... }
أكاد أتيه
ماذا أقول ...
أننتظر "سيد قطب" آخر ... ؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 07:54]ـ
أخي الحبيب ابن المنير، والذي رفع السماء لو كانت المجاملة على حساب الدين جائزة لجاملتك، ولكنها الأمانة والنصيحة، أخي الفاضل ابن المنير، ما كان ينبغي لسيد قطب - غفر الله له - أن يتجرأ على كتاب الله عزوجل ويفسره - إن جاز أن نسميه تفسيرا - تفسيرا أدبيا عاطفيا غلبت عليه غيرة - يشكر عليها - ولا يوافق على معانيها.
وكل من تأمل في تفسيره، أو في كتابه " العدالة! "، أو كتابه " كتب وشخصيات " وجد الرجل غلبته العاطفة والغيرة المفتقرة إلى العلم والتأصيل، وإنما هي مجرد حماسات! لعل الله تعالى يغفر له بها.
وأما صحيحا البخاري ومسلم، فقد خدم هذين الكتابين فطاحلة العلماء، والذين هم بحور العلم كالحافظ ابن حجر الذي قيل في شرحه (لا هجرة بعد الفتح)، وغيرها من الشروح، وشرح النووي الذي هو من أفضل الشروح، وشارحه ملئ علما جما.
أسأل الله تعالى أن يوفقني الله وإياك لكل خير.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 08:30]ـ
أخي علي الفضلي
وهل تظن أنني أرضى بمجاملتك لي على حساب (الحق)
أقول باختصار
سيد قطب رحمه الله (أديب) و (كفى)
(ومعلوم أن سيّد قد ألّف تفسيره في السجن
ويبدو أنه قد سُرِّب إليه تفسير ابن كثير
فاستفاد منه الجانب العلمي). أفاده أحد شيوخنا الكبار
والرجل له من المواقف ما (قد) يعجز عنها (كبار العلماء)
ونحسبه في الصالحين
أخي
نحن نستفيد من سيّد، كما نستفيد، من الزمخشري , والرازي
نأخذ ما صفا، وندع ما كدر
أجدّد دعوتي بصيغة أخرى
نحن في عصر التخصص
وقد اخترت صحيح البخاري أو مسلم، لأنهما محل اتفاق وقبول
أدعو إلى تشكيل لجنة من كبار العلماء في التخصصات التالية:
علوم القرآن وتفسيره
علوم الحديث
الأدب والبلاغة
التربية
الاقتصاد
السياسة
وكل متخصص يتناول الحديث من محل تخصصه فقط
ثم في آخر الأمر يتم وصل ودمج وتأليف الكلام حتى يكون على نسق واحد
___
وللفائدة أقول
بالنسبة للشهاب، والفتح
في الجانب الحديثي فهو فارس الميدان (في شرحه)
أما فيما يتعلق بالاستنباط
فهو عيل على ابن الملقن وابن أبي جمرة والكرماني وابن بطال، وابن المهلب (= لم أتحقق هل وقف ابن حجر على شرح ابن المهلب، ام أنه نقل بواسطة ابن بطال)، وابن التين، وهلم سحبا ...
والنووي أجود من الشهاب في دقة العبارة (هذا ما ظهر لي)
وإن كان لكل عالم مصادر وأصول يعتمد عليها
بل يستفيد من كتبه هو
قارن المجموع بالمنهاج
___
أما مقولة (لا هجرة بعد الفتح) = فأظن أن فيها مبالغة
أنا أستفيد من ابن أبي جمرة ما لا أستفيده من الشهاب
لا غنى عن ابن أبي جمرة في مجال استنباط الفوائد
ويستغنى عن الشهاب بغيره (في الجملة)
الفوائد الأصيلة = أصيلة
___
أنا أرجو من الإخوة الذين يصوّرون الكتب
تصوير بهجة النفوس، لابن أبي جمرة
فهو شرح نفيس رائق
والله اعلم
ابن المنير
ـ[يحي خالد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 02:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أحسبك ما جاوزت الحق ان شاء الله
وتسير سيد قطب اعتقد ان ب روح جياشة ليست في اى من التفاسير القيمةيغلب عليه الطابع الادبي والحس البياني
وكما تفضلت احي الكريم فهو موثق بتفسير ابن كثير كما سرب اليه في السجن-سبحان الله نفس الشئ فعل مع سعيد حوي رحمه الله-
ثم اخي الفاضل -كم ترك الاول للاخر-
وهل انقضت عجائب القرءان-حتي يحجز في التفاسير الاصيلة علي مؤلفيها رحمة الله-
اما تفسير السنة بنفس الطريقة الادبية
فقد جرت عدة محاولات بسيطة منها (قبسات من الرسول) لمحمد قطب
وبعض محاولات الاخوة لشرح الاربعين النووية
الحديث شجون اخي
اعتقد ان الشهيد سيد قطب اشتهرت مؤلفاته لانه مارضي الذل لدين الله ورفع الله قدره وقدرها-ولنا في الامام النووي اسوة حسنة-
اللهم اجمعنا بهم مع رسولك صلي الله عليه وسلم في عليين
شكرا الله لكم ... و بارك فيكم ...(/)
ابتداء السلام في المكاتبة بالنكرة واختتامها بالمعرفة (فوائد وليست فائدة)
ـ[نجيب]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 05:50]ـ
المسألة الثانية
وهي ابتداء السلام في المكاتبة بالنكرة واختتامها بالمعرفة فابتداؤها بالنكرة كما تقدم في ابتداء السلام النطقي بها سواء فإن المكاتبة قائمة مقام النطق وأما تعريفه في آخر المكاتبة ففيه ثلاث فوائد:
أحدها أن السلام الأول قد وقع الأنس بينهما به وهو مؤذن بسلامه عليه خصوصا فكأنه قال سلام مني عليك كما تقدم وهذا أيضا من فوائد تنكر السلام الإبتدائي للإيذان بأنه سلام مخصوص من المسلم فلما استقر ذلك وعلم في صدر الكتاب كان الأحسن أن يسلم عليه سلاما وهو أعم من الأول لئلا يبقى تكرارا محضا بل يأتي بلفظ يجمع سلامه وسلام غيره فيكون قد جمع له بين السلامين الخاص منه والعام منه ومن غيره ولهذه الفائدة استحسنوا أن يكون قول الكاتب وفلان يقرئك السلام وفلان في آخر المكاتبة بعد والسلام عليك لهذا الغرض
الفائدة الثانية أنه قد تقدم أن السلام المعرف اسم من أسماء الله وقد افتتح الكاتب رسالته بذكر الله فناسب أن يختمها باسم من أسمائه وهو السلام ليكون اسمه تعالى في أول الكتاب وآخره وهذه فائدة بديعة
الفائدة الثالثة بديعة جدا وهي جواب السؤال التاسع بعد هذا وهي أن دخول الواو العاطفة في قول الكاتب والسلام عليكم ورحمة الله فيها وجهان:
أحدهما قول ابن قتيبة أنها عطف على السلام المبدوء به فكأنه قال والسلام المتقدم عليكم
والقول الثاني إنها لعطف فصول الكتاب بعضه على بعض فهي عطف لجملة السلام على ما قبلها من الجمل كما تدخل الواو في تضاعيف الفصول وهذا أحسن من قول ابن قتيبة لوجوه
-منها أن الكلام بين السلامين قد طال فعطف آخره بعد طوله على أوله قبيح غير مفهوم من السياق الوجه -
-الثاني أنه إذا حمله على ذلك كان السلام الثاني هو الأول بعينه فلم يفد فائدة متجددة وفي ذلك شح بسلام متجدد وإخلال بمقاصد المتكاتبين من تعداد الجمل والفصول واقتضاء كل جمله لفائدة غير الفائدة المتقدمة حتى أن قارىء الكتاب كلما قرأ جمله منها لفائدة غير الفائدة المتقدمة تطلعت نوازع قلبه إلى استفادة ما بعدها فإذا كررت له فائدة واحدة مرتين سئمتها نفسه فكان اللائق بهذا المقصود أن يجدد له سلاما غير الأول يسره به كما سره بالأول وهو السلام العام الشامل
ولما فرغ الكاتب من فصول كتابه وختمها أتى بالواو العاطفة مع السلام المعرف فقال والسلام عليكم أي وبعد هذا كله السلام عليكم وقد تقدم أن السلام إذا انبنى على اسم مجرور قبله وكان سلام رد لا ابتداء فإنه يكون معرفا نحو وعليك السلام ولما كان سلام المكاتب هاهنا ليس بسلام رد قدم السلام على المجرور فقال والسلام عليكم وأتى باللام لتفيد تجديد سلام آخر والله تعالى أعلم
وهذه فصاحة غريبة وحكمة سلفية موروثة عن سلف الأمة وعن الصحابة في مكاتباتهم وهكذا كانوا يكتبون إلى نبيهم صلوات الله وسلامه عليه.
من كتاب بدائع الفوائد الجزء 2 صفحة 384 - 385
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 04:48]ـ
تتبعت الدرر السنية ومخاطبات الشيخ ابن باز رحمه الله فرأيته يبدأ الرسالة بالسلام منكرا، ويختم بالسلام المعرف، ولم أجد ما يدل عليه من السنة. فلعل ذلك مأخوذ من المعنى والله أعلم.(/)
كراهية فصل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن السلام او الاقتصار على السلام دون ا
ـ[نجيب]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 05:53]ـ
((وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ إلَى النَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً))
((صلى الله)): روى البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوماً به عن أبي العالية قال: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء. وروى عن ابن عباس أنه قال: يصلون يبرِّكون ([1])، وفي سنن الترمذي روى عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار ([2])
((على سيدنا): أي عظيمنا وشريفنا وأعلانا وأسمانا قدراً.
((مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ إلَى النَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً)): أي مبشراً للمؤمنين بالجنة ومنذراً ومخوفاً للكافرين بالنار.
((وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ)): الآل اختلف في أصله، فقيل: أهل ثم قلبت الهاء همزة فقيل: ءأل ثم سهلت فقيل: آل. وضعف ابن القيم هذا القول من أوجه ([3])
وقيل: أصله أَوْل، وذكره الجوهري في باب الهمزة والواو واللام قال: وآل الرجل أهله وعياله وأتباعه، وهو عند هؤلاء مشتق من الأَوْل وهو الرجوع.
واختلف في المراد بآله صلى الله عليه وسلم على أربعة أقوال:
1 - أنهم الذين حرّمت عليهم الصدقة.
2 - أنهم ذريته وأزواجه خاصة.
3 - أنهم أتباعه إلى يوم القيامة.
4 - أنهم الأتقياء من أمته ([4]).
قال ابن القيم: والصحيح هو القول الأول ويليه الثاني، وأما الثالث والرابع فضعيفان ([5]).
((وَصَحْبِه)): جمع صاحب كركب جمع راكب، مأخوذ من الصحبة، والمختار في تعريف الصحابي ما سيأتي في النخبة أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخلَّلت ردة.
((وَسَلِّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً)): تسليماً مصدر مؤكد، والمراد بإيراده إظهاره زيادة التعظيم وإفادة التكثير كما أشار إليه بقوله كثيراً.
وجمع المصنف بين الصلاة والسلام امتثالاً للأمر بالآية ولم يفرد الصلاة عن السلام أو العكس لتصريح النووي رحمه الله بكراهة ذلك وإن خصها المصنف بمن جعل ذلك ديدناً لوقوع الإفراد في كلام كثير من الأئمة منهم: الشافعي ومسلم وأبو إسحاق الشيرازي ومنهم النووي نفسه ([6])، وجمع بين الآل والصحب لما للجميع من فضل ولم يفرد الآل مخالفة للروافض ولم يقتصر على الصحب مخالفة للنواصب.
[1]- صحيح البخاري 8/ 532 مع الفتح.
[2]- جامع الترمدي 2/ 211.
[3]- جلاء الأفهام لابن القيم ص 133.
[4]- المصدر السابق ص 138 - 140.
[5]- المصدر السابق ص 147.
[6]- انظر: شرح النووي على مسلم 1/ 44، والأذكار له ص 194، والرسالة للشافعي ص 11، وصحيح مسلم مع شرحه 1/ 44، والتبصرة للشيرازي ص 16، واللمع له ص 2، وفتح المغيث للسخاوي 1/ 9 تحقيقنا.
تحقيقُ الرغبةِ في توضيح النخبة فضيلة الشيخ / عبد الكريم بن عبد الله الخضير(/)
من غيابة الجب الى غاية الحب
ـ[محمد سعيد المعضادي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 11:12]ـ
العَفافُ والعِفَّة؛ سِيمَا الأنبياءِ وحِليةُ العلماء وتاجُ الأولياء
فبالعفاف رفع الله يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
من غيابة الجب الى غاية الحب
وتلك هي قصّةُ يوسفَ الفتًى الغريبٍ نائي الأهلِ والديار
حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه، وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.
مَعَاذَ اللَّهِ، مَعَاذَ اللَّهِ، مَعَاذَ اللَّهِ
فرفض رغم السّجنِ والتهديدِ
فآتاه الله ملك مصر وعلَّمه من تأويل الأحاديث
فالعِفَّةَ كانت عاقبتُها الغناءُ والملك والتّوفيق
فمَن راقب الله في خواطِرِه
عصَمَه في حركاتِ جوارحه وأسبغ عليه رضاه
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).
العفاف موجِبٌ لظلِّ عرش الرحمنِ ذِي الجلال كما في حديثِ الذي دَعَته امرأةٌ ذات منصب وجمال
فقال: إني أخاف الله
العِفّة والعَفاف سببُ إجابة الدعاءِ وتجاوز الأخطارِ
كما ورَد في حديثِ الثلاثة الذين انطبَقت عليهم صخرةُ الغار
. العِفّة كفُّ النفس عمّا لا يحِلّ وضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة،
قال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ .... أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ.)
إنها جنّةٌ وكرامة؛ لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله حيث أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا
فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ وأحسَنِ العطايا
واستحقَّ ميراثَ الجِنان؛ لأنَّ الميراثَ للطاهرين
(أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ)
فبالعفاف كان الخروج والعروج الى أعلى مقامات الرضى
نسأل الله القبول ومرافقة الرسول في جنات النعيم
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 01:51]ـ
نسأل الله القبول ومرافقة الرسول في جنات النعيم
آمين
ـ[محمد سعيد المعضادي]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 09:47]ـ
امين لنا ولكم
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 10:21]ـ
اللهم امين
بارك الله فيك
ـ[هناء اوزهور]ــــــــ[17 - Mar-2010, صباحاً 12:44]ـ
بُوركتْ يداً خطتْ هُنا حرمها ربي على النار(/)
طبقات المؤذنين
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 02:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله - عز وجل - في كتابه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
وقالت:أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وعكرمة ومجاهد, وقيس بن أبي حازم أنها نزلت في المؤذنين، قالت عائشة: فالمؤذن إذا قال: حيّ على الصلاة فقد دعا إلى الله [تفسير القرطبي (15/ 315).].
وقال محمد بن سيرين والسدي, وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: المراد بها المؤذنون الصلحاء، فليس هناك أحسن ممن يدعوا إلى الله، ويعمل صالحاً، بدليل الآية السابقة، فهو فضل عظيم, وأجر جزيل من رب العالمين.
وقد ألف العلماء _رحمهم الله _:
في طبقات المفسرين.
وفي طبقات القراء.
وفي طبقات المحدثين.
وفي طبقات الفقهاء.
وفي ...
ولم أجد بعد السؤال والبحث مؤلف جمع تراجم من اشتهر من المؤذنين، فأحببت المشاركة في هذا الموضوع، لعلها تكون خطوة لجمع تراجم المؤذنين، وأترك وضع شرط البحث أو الطبقات لمشايخنا الفضلاء.
الطبقة الأولى
1_[بلال بن أبي رباح الحبشي المؤذن، مولى أبي بكر، ويقال له بلال بن حمامة وهي أمه.
• أسلم قديما فعذب في الله فصبر فاشتراه الصديق فأعتقه.
• شهد بدرا وما بعدها.
• وكان عمر يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا رواه البخاري.
• ولما شرع الأذان بالمدينة كان هو الذي يؤذن بين يدي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وابن مكتوم يتناوبان تارة هذا وتارة هذا.
• وكان بلال ندى الصوت حسنه فصيحا.
• وما يروى ((أن سين بلال عند الله شينا)) فليس له أصل.
• وقد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة.
• ولما توفي رسول الله ص ترك الأذان، ويقال أذن للصديق أيام خلافته ولا يصح.
• ثم خرج إلى الشام مجاهدا ولما قدم عمر إلى الجابية أذن بين يديه بعد الخطبة لصلاة الظهر فانتحب الناس بالبكاء، وقيل إنه زار المدينة في غضون ذلك فأذن فبكى الناس بكاء شديدا ويحق لهم ذلك رضي الله عنهم.
• وثبت في الصحيح أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال لبلال: ((إني دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك أمامي فأخبرني بأرجى عمل عملته)) فقال: (ما توضأت إلا وصليت ركعتين)، فقال _ صلى الله عليه وسلم _: ((بذاك))، وفي رواية (ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا رأيت أن على أني أصلي ركعتين).
• قالوا وكان بلال آدم شديد الأدمة، طويلا نحيفا، كثير الشعر، خفيف العارضين.
• قال ابن بكير توفي بدمشق في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وقال محمد بن إسحق وغير واحد توفي سنة عشرين قال الواقدي ودفن بباب الصغير وله بضع وستون سنة.
• وقال غيره مات بداريا ودفن بباب كيسان وقيل دفن بداريا وقيل إنه مات بحلب والأول اصح والله أعلم] انتهى من البداية 7/ 100.
2_[عمرو بن أم مكتوم الأعمى، ويقال اسمه عبدالله.
• صحابي مهاجر هاجر بعد مصعب بن عمير، قبل النبي صلى الله عليه وسلم فكان، يقرىء الناس القرآن.
• وقد استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة غير مرة، فيقال ثلاث عشرة مرة.
وشهد القادسية مع سعد زمن عمر، فيقال انه قتل بها شهيدا، ويقال انه رجع الى المدينة وتوفي بها والله اعلم] انتهى من البداية 7/ 53، توفي رضي الله عنه في سنة (14) هـ
3_[سعد القرظ، مؤذن مسجد قبا، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فلما ولى عمر الخلافة ولاه أذان المسجد النبوي.
• وكان أصله مولى لعمار بن ياسر.
• وهو الذي كان يحمل العنزة بين يدي أبي بكر وعمر وعلي إلى المصلى يوم العيد.
• وبقي الأذان في ذريته مدة طويلة]. انتهى من البداية 7/ 344، بتصرف يسير، توفي رضي الله عنه في سنة (39) هـ.
4_ أبو محذورة الجمحي، مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم أوس بن معير بن لوذان ابن ربيعة بن سعد بن جمح.
• وقيل اسمه سمير بن عمير بن لوذان بن وهب ابن سعد بن جمح.
• كان من أندى الناس صوتا وأطيبه.
• قال ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال لما رجع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم فسمعتهم يؤذنون للصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ فقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجلا رجلا فكنت آخرهم فقال حين أذنت تعال فأجلسني بين يديه فمسح على ناصيتي وبارك علي ثلاث مرات ثم قال اذهب فأذن عند بيت الحرام قلت كيف يا رسول الله فعلمني الأولى كما يؤذنون بها وفي الصبح الصلاة خير من النوم وعلمني الإقامة مرتين مرتين الحديث.
• قال الواقدي كان أبو محذورة يؤذن بمكة إلى أن توفي سنة تسع وخمسين فبقي الأذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة] انتهى من سير أعلام البلاء (/) بتصرف.
*******************
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 01:48]ـ
5 - [أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبدالله الأموي مولاهم.
• مولده في سنة سبع وأربعين ومائتين.
• رأى الذهلي، ولم يسمع منه.
• رحل به أبوه إلى أصبهان ومكة ومصر والشام والجزيرة وبغداد وغيرها من البلاد فسمع الكثير بها عن الجم الغفير.
• ثم رجع إلى خراسان وهو ابن ثلاثين سنة، وقد صار محدثا كبيرا.
• ثم طرأ عليه الصمم فاستحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار.
• وكان مؤذنا في مسجده ثلاثين سنة.
• وحدث ستا وسبعين سنة فألحق الأحفاد بالأجداد.
• وكان ثقة، صادقا، ضابطا لما سمعه ويسمعه.
• كف بصره قبل موته بشهر.
• ومات _ سنة (346) وقد بقي له سنة من المائة] انتهى من البداية لابن كثير (11/ 277) بتصرف يسير.
6_[أيوب بن سليمان بن مظفر المصري.
• المعروف بمؤذن النجيبي.
• كان رئيس المؤذنين بجامع دمشق.
• ونقيب الخطباء.
• وكان حسن الشكل، رفيع الصوت.
• واستمر بذلك نحوا من خمسين سنة إلى أن توفي في مستهل جمادي الأولى (من سنة710)] انتهى من البداية لابن كثير (14/ 467) بتصرف يسير.
7_[أحمد بن محمد بن أبي المكرم بن نصر الاصبهاني.
• رئيس المؤذنين بالجامع الأموي.
• ولد سنة اثنتين وستمائة.
• وسمع الحديث.
• وباشر وظيفة الأذان من سنة خمس وأربعين إلى أن توفي ليلة الثلاثاء خامس ذي القعدة (أي أنه استمر مؤذنا خمساً وستين سنة).
• وكان رجلا جيدا والله سبحانه أعلم] انتهى من البداية لابن كثير (14/ 467) بتصرف يسير.
8_[الشيخ علي بن أبي المجد بن شرف بن أحمد الحمصي ثم الدمشقي.
• مؤذن البربوة خمسا وأربعين سنة.
• وله ديوان شعر وتعاليق وأشياء كثيرة مما ينكر أمرها.
• وكان محلولا في دينه.
• توفي جمادي الأولى أيضا] انتهى من البداية لابن كثير (14/ 597).
9_ سليمان بن محمد بن فياض _ رحمه الله _، مؤذن جامع عنيزة الكبير _ جامع الشيخ: محمد بن صالح العثيمين _ رحمه الله _ أذن فيه من سنة 1250 إلى سنة1316 وهي سنة وفاته (ستاً وستين سنة) [علماء نجد ... للبسام 3/ 263]
10 _ محمد بن سليمان بن فياض مؤذن جامع عنيزة الكبير من سنة 1316 إلى سنة 1343 وهي سنة وفاته (27 سنة) [علماء نجد ... للبسام 3/ 263].
11_[إبراهيم بن محمد بن فياض.
• صار مؤذناً نائباً وأصيلاً من 1328 هـ بالنيابة والأصالة إلى وفاته في 28/ 2/1411 هـ.
• فصار مؤذناً (81) سنة.] علماء نجد ... للبسام (3/ 263).
ـ[المساعد]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 02:23]ـ
جزاك الله خيراً ..
ونفع بك ...
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 11:28]ـ
جزاك الله خيراً ..
ونفع بك ...
وإياك،،، آمين.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 11:29]ـ
12_[السيد العلامة صلاح بن إبراهيم بن على بن المرتضى الوزير.
• أخذ صاحب الترجمة عن عبد الله بن الحسن الدوارى، وعلى أخيه الهادي بن إبراهيم وغيره.
• ومهر في فنون العلم والبلاغة والأدب واللغة العربية.
• وله في الفقه يد قوية.
• وكان بينه وبين الإمام المهدي أحمد بن يحيى، مودة عظيمة.
• وخرج معه إلى قرية بيت بوس من أعمال صنعاء.
• ثم انقطع صاحب الترجمة إلى العبادة والذكر.
• وحج حجتين ماشيا.
• ولزم مسجد الهجرة في شظب، يقوم فيه بعض الليل، ومعظم النهار لا يكلم أحدا.
• وأذن في ذلك المسجد نحو خمسين سنة للفروض الخمسة.
• وكان من رأيه تربيع الآذان في أوله ومات في سنة 810 عشر وثمانمائة تقريبا رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين] البدر الطالع للشوكاني (2/ 466) بتصرف.
13_[الفقيه صلاح بن على المداني الحارثى الشويطر الذمارى.
• قرأ على عبد المسلمى وغيره.
• وعنه أخذ في علم القراآت جم غفير، منهم عبد السلام السلامى وغيره.
• وكان فقيها ورعا زاهدا عابدا.
• لازم الأذان بمدرسة الإمام شرف الدين بصنعاء ثلاثا وأربعين سنة ومات سنة 1064 أربع وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين] البدر الطالع للشوكاني (2/ 469)
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 11:22]ـ
لتذكير الإخوة بالموضوع.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 12:32]ـ
لتذكير الإخوة بالموضوع ...(/)
«مقدِّمة شيخنا المُحدِّث عبد اللّه السَّعد للكتاب (سل السنان في الذب عن معاوية)»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 07:51]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«مقدِّمة شيخنا المُحدِّث عبد اللّه بن عبد الرّحمن السَّعد للكتاب (سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -)»
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، قال تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ? [سورة المائدة الآية 3]؛ ولذا كل ما نحتاج إليه في ديننا أو دنيانا فإن بيانه في كتاب ربنا أو سنة نبينا (ص)، قال تعالى: ? ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ?.
قال محمد بن أبي حاتم - وراق البخاري -: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة. فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله؟ قال: نعم (1). ا. هـ.
وقال الشاطبي في «الإعتصام» (1/ 64): (إن الشريعة جاءت كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان؛ لأن الله تعالى قال فيها: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا?.
وفي حديث العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله (ص) موعظة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب , فقلنا: يا رسول الله! إن هذه موعظة مودِّع فما تعهد إلينا؟
قال: «تركتكم على البيضاء؛ ليلها كنهارها , ولا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ,ومن يعش منكم؛ فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم ما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ... » الحديث.
وثبت أن النبي (ص) لم يمت حتى أتي ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا , وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة.
فإذا كان كذلك؛ فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله: إن الشريعة لم تتم , وإنها بقي منها أشياء يجب أن يستحبُّ استدراكها (2)؛ لأنه لو كان معتقداً لكمالها وتمامها من كل وجه؛ لم يبتدع , ولا استدرك عليها , وقائل هذا ضالٌّ عن الصراط المستقيم) ا. هـ.
فعلى كل شخص إذا أراد معرفة مسألة أو قضية ما , الرجوع إلى الكتاب والسنة , ومن ذلك ما يتعلق بمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وما قيل فيه.
وإن هذه المسألة مسألة عظيمة ودقيقة، وقد تكلم فيها أناس فجرهم ذلك إلى النصب, وتكلم آخرون فوقعوا في التشيع والرفض, والسلامة من هذا وذاك بالرجوع إلى السنة, ففيها البيان الشافي والأمر الكافي لمن أراد الحق والنجاة.
ولو رجع المتكلم في هذه المسألة إلى ما أخرجه البخاري من حديث أبي موسى إسرائيل عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله (ص): «إن ابني هذا سيد, ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».
لكان كافيا، وسوف يأتي بيان وجه دلالة هذا الحديث على ذلك إن شاء الله تعالى.
وأيضا فإن النبي (ص) قد بين حاله وهو شاب - وذلك بعد إسلامه بقليل- , ثم بعد أن أصحاب كهلا, ثم بعد أن صار شيخا إلى أن توفي، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى.
وقد اطلعت على ما كتبه الابن الشيخ / سعد بن ضيدان السبيعي, فيما يتعلق بمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - والدفاع عنه, فوجدته قد أجاد وأفاد فيما كتب, فقد ذكر الأدلة التي تدل على فضل معاوية - رضي الله عنه -, وذكر كلام أهل العلم في الدفاع عنه, فجزاه الله خيرا وبارك فيه.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) من سير أعلام النبلاء (12/ 412)، ومحمد بن أبي حاتم – وراق البخاري – له كتاب «شمائل البخاري» وصفه الذهبي في السير (12/ 412) بأنه جزء ضخم، وقد ساق الحافظ ابن حجر إسناده لهذا الكتاب في «تغليق التعليق» (5/ 386).
(2) كذا بالأصل.
يتبع - إن شاء اللّه - ....
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 08:21]ـ
«فصل
(يُتْبَعُ)
(/)
في فضائل ومناقب معاوية - رضي الله عنه -»
وبيان ذلك في النقاط التالية:
أولاً: إسلامه.
لا خلاف بين أهل العلم في إسلام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما, وإنما اختلفوا في وقت إسلامه, فقيل: عام الحديبية، وقيل: في عام القضية، وقيل: كان ذلك في فتح مكة وهو شاب، كان عمره يناهز ثمانية عشر سنة، أو نحو ذلك (1).
قلت: والإسلام أساس الفضائل، والميزان الذي يوزن به الإنسان، كما لا يخفى, وقد قال الله تعالى: ? إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ? [سورة آل عمران الآية 19] وقوله: ? وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ? [سورة آل عمران الآية 85] , وقال عز وجل: ? قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ? [سورة يونس الآية 58].
فإن قال قائل: إن هذا الإسلام غير صحيح، وإنه أسلم نفاقاً.
فأقول: الجواب عن ذلك من ثلاثة أوجه:
الأول: ما جاء من النصوص المرفوعة إلى الرسول (ص) والتي فيها النص إسلام معاوية رضي الله عنه, وهذه النصوص على قسمين:
أ) نصوص خاصة. ب) ونصوص عامة.
أ) فأما النصوص الخاصة:
فقد أخرج مسلم (1480) من طريق مالك بن عبدالله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان , عن أبي سلمة بن عبد الرحمن , عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ـ فذكر قصة - وفيها: قالت: فلما حللت ذكرت له (ص) أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني , فقال رسول الله (ص): «أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه , وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد».
ففي هذا الحديث: بيان فضل معاوية رضي الله تعالى عنه , وردٌّ على من اتهمه رضي الله عنه بالنفاق؛ حيث إن النبي (ص) إنما ذكر لفاطمة بنت قيس أنه لا مال له، ولو كان في دينه مغمز أو مطعن لذكره الرسول (ص) لفاطمة ولم يكتمها ذلك, وهذا فيه ثناء على معاوية في دينه رضي الله عنه، وكان ذلك في أول حياته وإسلامه.
ثم بعد وفاة رسول الله (ص) خرج مجاهداً وغازياً إلى بلاد الشام , وكان ذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه , وقد ولاه أبو بكر على بعض المدد الذي أرسله إلى بلاد الشام.
ثم ولاه عمر رضي الله تعالى عنه بعد وفاة أخيه يزيد- كما سوف يأتي - إن شاء الله تعالى - وبقي على ذلك حتى تولى عثمان رضي الله تعالى عنه فولّاه على الشام كلها , وبقي على ذلك حتى قتل عثمان رضي الله تعالى عنه، وهذا بيان لحاله في وقت شبابه.
وأما في حال كهولته: فقد بينه رسول الله (ص) فيما أخرجه البخاري (2704) من حديث الحسن البصري قال: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله (ص) والحسن بن علي إلى جنبه ويقول: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
وأخرجه أيضاً في مواضع أخرى (3629) و (3746) و (7109).
وهذا الحديث فيه منقبة كبيرة للحسن رضي الله عنه , وأنه سيد , ومن سيادته تنازله عن الخلافة.
وفيه أيضاً وصف للطائفة التي مع الحسن ومع معاوية رضي الله عنهما بالإسلام، وهذا الحديث يتضمن منقبة وثناء على معاوية رضي الله عنه؛ وذلك أن الرسول (ص) مدح فعل الحسن رضي الله عنه وتنازله عن الملك لمعاوية، ولو لم يكن معاوية رضي الله عنه أهلاً للملك لما مدح الرسول (ص) هذا الصلح الذي فيه تنازل الحسن رضي الله عنه عن الملك له.
قال سفيان بن عيينة: قوله: «فئتين من المسلمين» يعجبنا جداً (2).
قال أبو بكر البيهقي: وإنما أعجبهم لأن النبي (ص) سماهما جميعاً مسلمين.
وهذا خبر (3) من رسول الله (ص) بما كان من الحسن بن علي بعد وفاة علي في تسليمه الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان.
وقال الحسن (4) في خطبته: أيها الناس، إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية هو حق لامرئ كان أحق به مني، أو حق لي تركته لمعاوية إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين (5) ا. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو سليمان الخطابي في كتابه «معالم السنن» (7/ 37) – تحت شرحه لهذا الحديث -: وقد خرج مصداق هذا القول فيه بما كان من إصلاحه بين أهل العراق وأهل الشام وتخليه عن الأمر, خوفا من الفتنة, وكراهية لإراقة الدم, ويسمى ذلك العام سنة الجماعة, وفي الخبر دليل على أن واحدا من الفريقين لم يخرج بما كان منه في تلك الفتنة من قول أو فعل عن ملة الإسلام, إذا قد جعلهم النبي (ص) مسلمين, وهكذا سبيل كل متأول فيما تعاطاه من رأي ومذهب دعا إليه, إذ كان قد تأوله بشبهة وإن كان مخطئا في ذلك, ومعلوم أن إحدى الفئتين كانت مصيبة والأخرى مخطئة ا. هـ (6).
وقال أبو العباس ابن تيمية في «الفتاوى» (35/ 70): وأثنى النبي (ص) على الحسن بهذا الصلح الذي كان على يديه، وسماه سيداً بذلك، لأجل أن ما فعله الحسن يحبه الله ورسوله، ويرضاه الله ورسوله، ولو كان الاقتتال الذي حصل بين المسلمين هو الذي أمر الله به ورسوله لم يكن الأمر كذلك، بل يكون الحسن قد ترك الواجب، أو الأحب إلى الله، وهذا النص الصحيح الصريح يبين أن ما فعله الحسن محمود، مرضي لله ورسوله ا. هـ.
ومما يستفاد من الحديث أيضا ترك الكلام في هذه الفتنة وعدم الطعن في معاوية ومن كان معه؛ لأن الرسول (ص) أثنى على هذا الصلح ومدح الحسن رضي الله عنه الذي تم هذا الصلح على يده, فعندما يطعن بمعاوية ومن معه يكون هذا منافيا لهذا الصلح الذي أثنى عليه الرسول (ص) , ولكي يبقى هذا الصلح قائما مستمرا فلا بد من عدم إثارة الأسباب التي أدت إلى النزاع, ومن ذلك ترك الطعان في معاوية رضي الله عنه ومن معه, والاقتصار على ما جاءت به النصوص حسب حتى تتم المحافظة على هذا الصلح, وقد بوب أبو داود على هذا الحديث في سننه (5/ 211): (باب ترك الكلام في الفتنة) , وكأنه - والله أعلم – يشير إلى ما تقدم, ولا شك أن هذا من فقهه رحمه الله.
وأما حاله في وقت شيخوخته: فقد بينه رسول الله (ص) أيضاً، وذلك فيما رواه البخاري (7222ـ 7223) ومسلم (1821) من حديث عبدالملك بن عمير , عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (ص) يقول: «لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً» ثم تكلم بكلمة خفيت علي، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله (ص)؟ فقال: «كلهم من قريش» وهذا لفظ مسلم.
وأخرجه أيضاً (821) من طريق حصين عن جابر ولفظه: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة».
وفي لفظ عنده من طريق سماك عن جابر: «لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة» ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: «كلهم من قريش».
وفي لفظ عنده من طريق الشعبي عن جابر: «لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة».
وأخرج أيضاً (1822) من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتب إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع: أنه أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (ص) فكتب إليّ: سمعت رسول الله (ص) يقول: «لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشرة خليفة كلهم من قريش».
فظاهر هذا الحديث يدخل فيه معاوية - رضي الله عنه -، وذلك أنه قرشي وتولى الملك، وكان الدين في زمنه عزيزاً منيعاً، فهذا الحديث ينطبق عليه خاصة في رواية الشعبي وسماك عن جابر «لا يزال هذا الأمر ـ وفي رواية الإسلام ـ عزيزاً إلى اثني عشر خليفة» فظاهر هذه الرواية أن هذه العزة والمنعة من أول خليفة بعد رسول الله (ص) وهو أبو بكر رضي الله عنه إلى اثني عشر خليفة، فيكون معاوية داخلاً فيهم، وخاصة أنه بويع من جميع المسلمين، وسمي هذا العام بعام الجماعة كما هو معلوم.
فعلى هذا الحديث فمعاوية رضي الله عنه خليفة شرعي، والدين في زمنه كان عزيزاً منيعاً، وهذا لحكمه بالشرع وتطبيق السنة، وإلا لما كان الدين عزيزاً منيعاً، والله أعلم.
قال أبو زرعة: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد عن الأوزاعي قال: أدركتْ خلافة معاوية عدة من أصحاب رسول الله (ص) منهم: سعد وأسامة وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت ومسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن خديج وأبو أمامة وأنس بن مالك، ورجال أكثر ممن سمينا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله (ص) تأويله.
ومن التابعين لهم بإحسان إن شاء الله منهم: المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وسعيد بن المسيّب وعروة بن الزبير وعبد الله بن محيريز، في أشباه لهم لم ينزعوا يداً عن مجامعة في أمة محمد (ص)) (7).
وقال الذهبي في «السير» (3/ 132): (حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام, ويرضي الناس بسخائه وحلمه, وإن كان بعضهم تألم مرة منه, وكذلك فليكن الملك, وإن كان غيره من أصحاب رسول الله (ص) خيرا منه بكثير وأفضل وأصلح, فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه وله هنات وأمور والله الموعد , وكان محببا إلى رعيته, عمل نيابة الشام عشرين سنة, والخلافة عشرين سنة, ولم يهجه أحد في دولته, بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك) ا. هـ.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) ينظر ترجمة معاوية في تاريخ ابن عساكر فقد ذكر أقوال أهل العلم في ذلك.
(2) أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه , وسعيد بن منصور كما قال ابن حجر في الفتح (13/ 66).
(3) أي حديث الحسن عن أبي بكرة السابق.
(4) أي: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
(5) «الإعتقاد» للبيهقي (ص:533 - 535).
(6) وقد ذكر البغوي في «شرح السنة» (14/ 136) قريبا من كلام الخطابي.
(7) تاريخ أبي زرعة (ص: 42 - 43).
يتبع - إن شاء اللّه -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 08:42]ـ
ب) وأما النصوصة العامة:
فمنها ما يلي:
1_ أخرج البخاري في صحيحه (3608): حدثنا الحكم بن نافع , حدثنا شعيب , عن الزهري , أخبرني أبو سلمه بن عبد الرحمن , أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة».
2_ وأخرج مسلم (1065) من طريق القاسم بن الفضل الحداني , حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): «تمرق ما رقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».
ففي حديث أبي هريرة بيان ما حصل بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه، ولا شك أن علي أولى بالحق من غيره، وعلي رضي الله عنه هو الذي قاتل الخوارج المارقة.
وفي هذا الحديث صحة إسلام معاوية رضي الله عنه حيث قال رسول الله (ص): «دعواهما واحدة» وقال: «أولى الطائفتين بالحق».
قال النووي رحمه الله في «شرحه على مسلم» (7/ 168): (وفيه التصريح بأن الطائفتين مؤمنون، لا يخرجون بالقتال عن الإيمان، ولا يفسقون، وهذا مذهبنا) ا. هـ.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (10/ 513): (وفيه الحكم بإسلام الطائفتين: أهل الشام وأهل العراق، لا كما تزعمه فرقة الرافضة أهل الجهل والجور من تكفيرهم أهل الشام). ا هـ.
ثانياً: صحبته:
أخرج البخاري في صحيحه (3746) قال: حدثنا الحسن بن بشر حدثنا المعافى، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه فإنه قد صحب رسول الله (ص).
قلت: وصحبة معاوية رضي الله عنه لرسول الله (ص) معلومة كما دل عليها هذا الخبر وغيره، وفضل الصحبة ومكانة الصحابة معلوم بالكتاب والسنة ومن الأدلة الواضحة على ذلك ما جاء في قوله تعالى: ? لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ? [سورة الحديد الآية 10]. وهذه الآية شاملة لكل الصحابة رضي الله عنهم لمن أنفق قبل فتح مكة وقاتل، ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل كلهم وعدهم الله بالحسنى وهي الجنة، كما بين هذا في موضعه، وإسلام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كما تقدم إما قبل الفتح وإما بعده، فهو داخل تحت هذا النص.
ثالثا: كتابته للنبي (ص).
أخرج الإمام أحمد في المسند (1/ 291) قال: حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة قال: أخبرنا أبو حمزة قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: كنت غلاماً أسعى مع الصبيان قال: فالتفت فإذا نبي الله خلفي مقبلاً، فقلت: ما جاء نبي الله إلا إليَّ. قال: فسعيت حتى أختبئ وراء باب دار. قال: فلم أشعر حتى تناولني، قال: فأخذ بقفاي فحطأني حطأة. وقال: «اذهب فادع لي معاوية» وكان كاتبه، فسعيت، فقلت: أجب رسول الله فإنه على حاجة.
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (2746) من حديث هشام وأبي عوانة عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس بنحوه.
وأصل هذا الحديث عند مسلم (2604) من طريق شعبة عن أبي حمزة به، وليس فيه: (وكان كاتبه) ولفظ مسلم أتم (1).
وأبو حمزة هو عمران القصاب، والراجح أنه لا بأس به, فقد قال عنه أحمد: صالح الحديث, ورواية شعبة عنه مما يقويه, وأيضا قال عنه سفيان الثوري: وكان صاحب ابن عباس. وهذا مما يدل على شهرة اتصاله بابن عباس, وقد صرح في هذا الحديث بسماعه منه.
قلت: وكون معاوية رضي الله عنه كاتبا لرسول الله (ص) أمر مشهور عند أهل العلم, واتخاذ سيد الخلق له كاتبا لوحي الله عز وجل منقبة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان يكتب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه أيضا, قال يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (3/ 373): ثنا سليمان ثنا عمر بن علي بن مقدم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: دخلت على معاوية فقال لي: ما فعل المسلول؟ قال قلت: هو عندي. فقال:أنا والله خططته بيدي، أَقْطَعَ أبو بكر الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أرضاً فكنت أكتبها، قال:فجاء عمر، فأخذ أبو بكر - يعني الكتاب - فأدخله في ثني الفراش، فدخل عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقال: كأنكم على حاجة؟ فقال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: نعم، فخرج فأخرج أبو بكر الكتاب فأتممته ا. هـ.
رابعا: ثناء الصحابة والتابعين عليه.
1ـ جاء في لفظ حديث ابن عباس السابق عند البخاري (3765) من طريق ابن أبي مليكه قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ فقال رضي الله عنه: إنه فقيه.
2ـ وأخرج الخلال في السنة (442 ـ 680) من طريق هشيم،عن العوام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم قال: سمعت ابن عمر يقول: «ما رأيت بعد رسول الله (ص) أسود من معاوية فقيل: ولا أبوك؟ فقال: أبي رحمه الله خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه.
3 ـ وروى معمر في جامعه (20985 - المطبوع مع مصنف عبدالرزاق) عن همام بن منبه سمعت ابن عباس يقول: ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية, كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب, لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب.
4 - وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (2/ 544): بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص: ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب. يعني معاوية.
5 - وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 572): أخبرني عبدالرحمن بن إبراهيم قال حدثنا كعب بن خديج أبو حارثة –قال أبو زرعة: وقد رأيت أبا حارثة وجالسته وكان شيخاً صالحاً – قال حدثنا عبدالله بن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة قال: سمعت عبدالله بن الزبير يقول: كان والله –يعني معاوية- كما قالت ابن رقيقة –يعني هذه:
ألا أبكيه , ألا أبكيه ألا كلا الغنى فيه
6ـ وأخرج الخلال أيضاً (ص: 438) عن الأعمش، عن مجاهد رحمه الله قال: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي.
7ـ وقال الإمام أحمد في مسنده (4/ 93): حدثنا وكيع حدثنا أبو المعتمر عن ابن سيرين عن معاوية قال: قال رسول الله (ص): «لا تركبوا الخز ولا النمار».
قال ابن سيرين: وكان معاوية لا يتهم في الحديث عن النبي (ص).
8 - وأخرج الآجري في الشريعة (5/ 2466 - رقم 1955): أن رجلاً بمرو قال لابن المبارك: معاوية خير أو عمر بن عبد العزيز؟ قال: فقال ابن المبارك: تراب دخل أنف معاوية رضي الله عنه مع رسول الله (ص) خير - أو أفضل - من عمر بن عبد العزيز.
9ـ وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 209) من طريق: رباح بن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟ فغضب من ذلك غضباً شديداً وقال: لا يقاس بأصحاب رسول الله (ص) أحد، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله عز وجل. ا. هـ.
قلت: وقد تقدم أن عمر رضي الله عنه قد ولاه على بعض أعمال الشام بعد وفاة أخيه يزيد، ثم ولاه عثمان على الشام كلها، وهذا دليل على فضله عندهما.
ويدخل في ثناء الصحابة على معاوية رواية بعض الصحابة وبعض أئمة التابعين عنه كما سيأتي في الفقرة التالية.
ذكر ثناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعض كبار أصحابه:
قال محمد بن نصر في كتابه «تعظيم قدر الصلاة»: وقد ولي علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتالَ أهل البغي، وروى عن النبي (ص) فيهم ما روى، وسماهم مؤمنين، وحكم فيهم بأحكام المؤمنين، وكذلك عمار بن ياسر.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيي بن آدم، ثنا مفضل بن مهلهل، عن الشيباني، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: كنت عند علي حين فرغ من قتال أهل النهروان، فقيل له: أمشركون هم؟! قال: مِنَ الشرك فَرُّوْا، فقيل: منافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلاّ قليلاً، قيل: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا، فقاتلناهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن مسعر، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل قال: قال رجل: من دعا إلى البغلة الشهباء يوم قتل المشركين، فقال عليّ: من الشرك فروا، [قال: المنافقون؟] (2) قال: إنّ المنافقين لا يذكرون الله إلاّ قليلاً، قال: فما هم؟! قال: قوم بغوا علينا، فقاتلناهم، فنصرنا عليهم.
وحدثنا وكيع، ثنا ابن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، قال: قالوا لعلي حين قتل أهل النهروان: أمشركون هم؟! قال: من الشرك فروا، قيل: فمنافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً، قيل: فما هم؟ قال: قوم حاربونا، فحاربناهم، وقاتلونا، فقاتلناهم.
حدثنا إسحاق، أنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سمع عليّ [يوم] الجمل، أو يوم صفين رجلاً يغلو في القول، فقال: لا تقولوا، إنما هم قوم زعموا أنا بغينا عليهم، وزعمنا أنهم بغوا علينا، فقاتلناهم، فذكر لأبي جعفر أنه أخذ منهم السلاح، فقال: ما كان أغناه عن ذلك (3).
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا أحمد بن خالد، ثنا محمد بن راشد، عن مكحول أن أصحاب علي سألوه عن من قتل من أصحاب معاوية ما هم؟ قال: هم المؤمنون.
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا أحمد بن خالد، ثنا عبد العزيز بن [عبد الله] بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن [أبي] عون قال: مرَّ عليٌّ وهو متكئ على الأشتر على قتلى صفين، فإذا حابس اليماني مقتول، فقال الأشتر: إنا لله وإنا إليه راجعون، حابس اليماني معهم يا أمير المؤمنين! عليه علامة معاوية، أما والله لقد عهدته مؤمناً، فقال عليّ: والآن هو مؤمن، قال: وكان حابس رجلاً من أهل اليمن، من أهل العبادة والاجتهاد (4).
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا محمد بن عبيد، ثنا مختار بن نافع، عن أبي مطر، قال: قال عليّ: متى ينبعث أشقاها؟ قيل: من أشقاها؟ قال: الذي يقتلني، فضربه ابن ملجم بالسيف، فوقع برأس عليّ، وهَمَّ المسلمون بقتله، قال: لا تقتلوا الرجل، فإن برئتُ فالجروح قصاص، وإن متُّ فاقتلوه، فقال: إنك ميِّت، قال: وما يدريك؟ قال: كان سيفي مسموماً.
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا محمد بن عبيد ثنا الحسن ـ وهو ابن الحكم النخعي ـ عن رياح بن الحارث قال: إنا بوادي الظبي، وإن ركبتي لتكاد تمس ركبة عمار بن ياسر، فأتى رجل، فقال: كفر ـ والله ـ أهل الشام، فقال عمار: لا تقل ذلك، قبلتنا واحدةٌ، ونبيّنا واحد، ولكنهم قوم مفتونون، فحق علينا قتالهم حتى يرجعوا إلى الحق.
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا قبيصة ثنا سفيان، عن الحسن بن الحكم، عن رياح بن الحارث، عن عمار بن ياسر قال: ديننا واحد، وقبلتنا واحدة، ودعوتنا واحدة، ولكن قوم بغوا علينا، فقاتلناهم.
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا يعلى، ثنا مسعر، عن عبد الله بن رياح، عن رياح بن الحارث، قال: قال عمار بن ياسر: لا تقولوا كفر أهل الشام، قولوا: فسقوا، قولوا ظلموا.
حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا محمد بن عبيد، ثنا مسعر، عن ثابت بن أبي الهذيل، قال: سألت أبا جعفر عن أصحاب الجمل؟ فقال:: مؤمنون، أو قال: ليسوا كفاراً.
حدثنا هارون، ثنا يعلى، ثنا مسعر، عن ثابت بن أبي الهذيل، عن أبي جعفر نحوه.
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا يعلى، ثنا مسعر، عن ثابت بن أبي الهذيل قال: سألت أبا جعفر عن أصحاب الجمل؟ فقال: مؤمنون، وليسوا بكفار ا. هـ.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) وجاء في حديث ابن عباس المشهور الذي خرجه مسلم (1501) ذكر اتخاذ النبي (ص) له كاتبا, والكلام في هذا الحديث مشهور.
(2) هذه الزيادة زادها محقق الكتاب من «منهاج السنة» لابن تيمية (3/ 60).
(3) قلت: قال علي رضي الله عنه هذا في الخوارج, فوصف أهل الشام بالإيمان ونفي النفاق عنهم من باب أولى, كما سيأتي تصريحه رضي الله عنه بذلك.
(4) قال محقق الكتاب: وعبد العزيز هو ابن الماجشون، والزيادة في اسمه من التهذيب، والزيادة الأخرى في اسم شيخه من المنهاج والتهذيب ا. هـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 08:57]ـ
خامساً: فقهه وروايته للحديث.
لقد كان معاوية رضي الله عنه من أهل العلم من الصحابة، فقد وصفه حبر الأمة وترجمان القرآن: عبد الله بن عباس، بأنه فقيه كما سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الخلال في السنة (ص: 438) قال: أخبرنا محمد بن حطين قال: حدثنا محمد بن زنبور قال: قال الفضيل: أوثق عملي في نفسي حب أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح وحبي أصحاب محمد عليهم السلام جميعاً.
وكان يترحم على معاوية، ويقول: كان من العلماء من أصحاب محمد عليه السلام.
قلت: وفضيل هو ابن عياض، وكان من أجلة الناس في زمانه، كان مشهوراً بالزهد والعبادة وهو من طبقة أتباع التابعين.
ومما يدل على علمه وفقهه ما روي عنه من مسائل وفتاوى مشهورة منثورة في كتب أهل العلم، وسيأتي ذكر بعضها إن شاء الله، وقد ذكره ابن حزم ضمن مرتبة المتوسطين في الفتيا من الصحابة رضي الله عنهم.
وقد كان رضي الله عنه صاحب رواية فقد كان أصحاب رسول الله (ص) يحدثون عنه.
فقد ذكر الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله في كتابه «معرفة الصحابة» (5/ 2497) الصحابة والتابعين الذين روو عنه.
فقال رحمه الله: (حدث عنه من الصحابة: عبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري وأبو الدرداء وجرير والنعمان وعبد الله بن عمرو بن العاص ووائل بن حجر وعبد الله بن الزبير (1).
ومن التابعين: سعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعروة بن الزبير ومحمد بن الحنفية وعيسى بن طلحة وحميد بن عبد الرحمن وأبو سلمه بن عبدالرحمن وسالم بن عبد الله والقاسم بن محمد في آخرين ا. هـ.
وذكر ابن حزم أن له مائة وثلاثة وستين حديثا عن النبي (ص)، كما في رسالته «أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد» (277).
وذكر ابن الوزير اليماني في «العواصم والقواصم» أحاديث معاوية وتوسع في الكلام عليها، وذكر خلاصة ذلك في كتابه «الروض الباسم»، وسوف يأتي بمشيئة الله ذكر كلامه.
ومن الأدلة التي تدل على علمه ما نقل عنه من فتاوى وقيامه بواجب الدعوة إلى الله تعالى وإنكار المنكر، ومن ذلك:
1 - ما أخرجه البخاري (587) من طريق محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت حمران بن أبان يحدث عن معاوية رضي الله عنه قال: إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا رسول الله (ص) فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عنها. يعني الركعتين بعد العصر.
2 - وقال البخاري (5932) حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عام حج وهو على المنبر وهو يقول وقد تناول قصة من شعر كانت بيد حرسي: «أين علماؤكم سمعت رسول الله (ص) ينهى عن مثل هذا ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذا نساؤهم».
وأخرجه مسلم في صحيحه (2127).
3 - وأخرج أحمد (4/ 96) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن عطاء بن أبي الخوار أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد ابن أخت .... يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة؟ فقال: نعم صليت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلم قمت في مقامي وصليت. فلما دخل أرسل إلي، فقال: لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج فإن نبي الله (ص) أمر بذلك. لا توصل بصلاة حتى تخرج أو تتكلم.
وأخرج مسلم (883) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن عطاء به.
4 - وأخرج الإمام أحمد في المسند (4/ 100) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز، قال خرج معاوية فقاموا له فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «من سره أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار».
وأخرجه الترمذي (2755) من طريق قبيصة عن سفيان عن حبيب به. وقال: هذا حديث حسن.
وقال الإمام أحمد في مسنده (4/ 93): حدثنا إسماعيل حدثنا حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز أن معاوية دخل بيتا فيه ابن عامر وابن الزبير, فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية: اجلس, فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: «من سره أن يمثل له العباد قياما, فليتبوأ بيتا في النار».
ورواه في موضع آخر (4/ 91) عن محمد بن جعفر عن شعبة عن حبيب بنحوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وأخرج أبو داود في سننه (2074) قال: حدثنا محمد بن يحيي بن فارس، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني عبدالرحمن بن هرمز الأعرج أن العباس بن عبد الله بن عباس أنكح عبد الرحمن بن الحكم ابنته وأنكحه عبد الرحمن ابنته، وكانا جعلا صداقا فكتب معاوية إلى مروان يأمره بالتفريق بينهما وقال في كتابه: (هذا الشغار الذي نهى عنه رسول الله (ص)).
وأخرجه أحمد في المسند (4/ 94) من طريق إبراهيم بن سعد به.
6_ وقال الإمام أحمد في مسنده (4/ 93): حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا حريز عن عبدالرحمن بن أبي عوف الجرشي عن معاوية قال: رأيت رسول الله (ص) يمص لسانه – أو قال: شفته- يعني: الحسن بن علي صلوات الله عليه , وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله (ص).
7_ وقال الإمام أحمد في مسنده (4/ 94): حدثنا علي بن بحر حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبدالله بن العلاء عن أبي الأزهر عن معاوية أنه ذكر لهم وضوء رسول الله (ص) وأنه مسح رأسه بغرفة من ماء حتى يقطر الماء من رأسه أو كاد يقطر, وإنه أراهم وضوء رسول الله (ص) , فلما بلغ مسح رأسه, وضع كفيه على مقدم رأسه, ثم مر بهما حتى بلغ القفا, ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي بدأ منه.
ذكر رواية بعض أهل البيت عن معاوية رضي الله عنه:
وروايتهم عنه دالة على فضله وصدقهم عندهم, وقد سبق أن ابن عباس رضي الله عنهما ممن روى عنه رضي الله عنه, ومن الأحاديث التي رواها عنه:
قال عبدالله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند (4/ 97): حدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن ابن عباس عن معاوية قال: قصرت عن رأس رسول الله (ص) عند المروة.
وأصل هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه (1730) من حديث طاوس عن ابن عباس عن معاوية به.
وأيضا ممن روى عنه محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) , ومن الأحاديث التي رواها عنه:
قال الإمام أحمد (4/ 97): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عبدالله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي ابن الحنفية عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «العمرى جائزة لأهلها».
سادساً: جهاده رضي الله عنه.
لقد جاهد مع النبي (ص) وحضر معه بعض المشاهد.
قال ابن سعد في الطبقات (7/ 406): وشهد مع رسول الله (ص) حنيناً والطائف. ا. هـ.
ومن أعماله الجهادية في فترة ولايته بالشام في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما، وبعد توليه الخلافة ما يلي:
1ـ أنه طلب من عثمان رضي الله عنه أن يأذن له أن يغزو في البحر جهة قبرس، ففتح الله على يديه قبرس (2).
وهذه الغزوة هي التي قال النبي (ص) فيها: «أول جيش يغزو البحر قد أوجبوا».
أخرج البخاري في صحيحه (2924) قال: حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي , حدثنا يحيى بن حمزة , أن عمير بن الأسود حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت رضي الله عنه- وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناءٍ له ومعه أم حرام-. قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي (ص) يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا» قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا منهم؟ قال: «أنت منهم».
وقد جاء في البخاري (2799ـ 2800) من طريق الليث قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن حيان، عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها فذكره وفيه: «أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية» ا. هـ.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 90): ومعاوية أول من ركب البحر من الغزاة وذلك في خلافة عثمان ا. هـ.
وقد كان معاوية هو أمير هذا الجيش (3).
2 ـ وقد كان في عهده أول حصار للقسطنطينية عام 49 هـ وكان في الجيش الذي أرسله معاوية: ابن عباس وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري (4).
3 ـ وفي عام 54هـ كان الحصار الثاني للقسطنطينية بقيادة عبد الله بن قيس الحارثي التجيبي وكان بمعونته فضالة بن عبيد وقد استمر حصار المسلمين لها مدة سبع أو ست سنوات (5).
4 ـ وأما فتوحات شمال افريقيا، ففي عام 41هـ أمر معاوية رضي الله عنه عمرو بن العاص رضي الله عنه واليه على مصر بالغزو في شمال افريقية ومناهضة البيزنطيين هناك، فجهز عمرو بن العاص رضي الله عنه عقبة بن نافع الفهري، فتمكن من فتح الكثير من البلاد هناك مثل لوميه ومراقبه وزناته وغيرها.
وفي عهده رضي الله عنه أسست مدينة القيروان قاعدة الفتح الإسلامي في شمال أفريقيا.
5 ـ وفي عهده رضي الله عنه فتحت الكثير من بلاد خراسان وسجستان مثل بست وخشك وكابل وغيرها.
وقد ابتدأ ذلك عام 42 ـ 43 هـ عندما عين عبد الله بن عامر بن كريز – وهو عامل معاوية رضي الله عنه - عين عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب على تلك النواحي والجهاد لها.
وقد كانت مرو قاعدة الجهاد في تلك النواحي وكان عليها الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه.
سابعاً: إنكاره للمنكر رضي الله عنه.
لقد كان رضي الله عنه حريصاً على إتباع الكتاب والسنة منكراً لما يخالفهما، ويبين ذلك ما روي عنه من مواقف تجلي هذا وتوضحه، وقد تقدم بعض ما ورد عنه في ذلك عند الحديث عن فقهه وروايته.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) رواية أبي سعيد الخدري وجرير كلتاهما عند مسلم, ورواية ابن عباس عنه في الصحيحين , وروى عنه أيضا من صغار الصحابة السائب بن يزيد, وروايته عنه عند مسلم.
(2) وينطقها الناس الآن (قبرص) بالصاد.
(3) انظر: تاريخ ابن جرير (2/ 601)، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والبداية والنهاية (10/ 228).
(4) انظر: تاريخ الأمم والملوك لابن جرير (3/ 206).
(5) انظر: تاريخ الأمم والملوك لابن جرير (3/ 221).
يتبع - إن شاء اللّه -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 10:05]ـ
بارك الله فيك،
سبق أن رأيتُ جزءاً في فضائل معاوية، رضي الله عنه، لأبي علي الأهوازي.
وهناك جزء في مناقب يزيد!، لغلام ثعلب .. فيما أظن، فهل من أحد عنده خبر عن هذا الجزء؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 11:27]ـ
وهناك كتاب اسكات الكلاب العاوية بفضائل خال المؤمنين معاوية
لأبي معاذ محمود بن إمام بن منصور
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك،
سبق أن رأيتُ جزءاً في فضائل معاوية، رضي الله عنه، لأبي علي الأهوازي.
وهناك جزء في مناقب يزيد!، لغلام ثعلب .. فيما أظن، فهل من أحد عنده خبر عن هذا الجزء؟
عندي كتاب قيد الشريد من أخبار يزيد
لشمس الدين بن طولون 880هـ
تحقيق فاطمة مصطفى
وقد دافع عن يزيد وذكر ماله من فضائل
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 04:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 09:34]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 01:32]ـ
ثامناً: صدقه وتثبته.
ومما عرف به معاوية رضي الله عنه صدقه وعدم اتهامه فيما يرويه ويخبر به، وهذا أمر معروف عنه رضي الله عنه.
وأخرج الخلال في السنة (ص: 447): أن الإمام أحمد سئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له: رافضي؟ فقال رحمه الله: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء. اهـ.
وذكر الحافظ المزي في تهذيب الكمال (1/ 45): أن الحاكم أبو عبد الله قد روى بإسناد عن أبي الحسن علي بن محمد القابسي: قال سمعت أبا علي الحسن بن هلال يقول: سئل أبو عبد الرحمن النسائي عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله (ص) فقال: إنما الإسلام كدار لها باب؛ فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار. قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة.
وقال أبو العباس ابن تيمية – كما في الفتاوى المجوعة له -: وقد علم أن معاوية وعمرو بن العاص وغيرهما كان بينهم من الفتن ما كان, ولم يتهمهم أحد من أوليائهم ولا محاربيهم بالكذب على النبي (ص) , بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدهم متفقين على أن هؤلاء صادقون على رسول الله (ص) , مأمونون عليه في الرواية عنه, والمنافق غير مأمون على النبي (ص) , بل هو كاذب عليه, مكذب له ا. هـ.
وقد كان رضي الله عنه يتثبت في الرواية عن النبي (ص) , ومن الأمثلة على ذلك:
1_ قال الإمام أحمد في مسنده (4/ 99): حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن عبدالله بن عامر اليحصبي قال: سمعت معاوية يحدث وهو يقول: إياكم وأحاديث رسول الله (ص) إلا حديثا كان على عهد عمر, وإن عمر رضي الله عنه كان أخاف الناس في الله عز وجل, سمعت رسول الله (ص) يقول: «من يرد الله به خيرا يفقه في الدين».
وأخرجه مسلم في صحيحه (1037).
2_ وقال البخاري في صحيحه (فتح- 13/ 333): وقال أبو اليمان: أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب ا. هـ.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي في «رده على المريسي» (364): (وادعى المعارض أيضا أنه سمع أبا الصلت يذكر أنه كان لمعاوية بن أبي سفيان بيت يسمى ببيت الحكمة , فمن وجد حديثا ألقاه فيه , ثم رويت بعد.
فهذه الحكاية لم نعرفها ولم نجدها في الروايات , فلا ندري عمن رواها أبو الصلت , فإنه لا يأتي به عن ثقة , فقد كان معاوية معروفا بقلة الرواية عن رسول الله (ص) , ولو شاء لأكثر إلا أنه كان يتقي ذلك , ويتقدم إلى الناس ينهاهم عن الإكثار على رسول الله (ص) , حتى إنه كان ليقول: «اتقوا من الروايات عن رسول الله (ص) إلا ما كان يذكر منها في زمن عمر , فإن عمر كان يخوف الناس في الله تعالى».
حدثناه ابن صالح عن معاوية بن صالح وساقه بإسناده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا طعن كثير من المعارض أنه كان يجمع أحاديث الناس عن غير ثبت , فيجعلها عن رسول الله , ولو استحل معاوية هذا المذهب لافتعلها من قبل نفسه ونحلها رسول الله (ص) , فكان يقبل منه لما أنه عرف بصحبة رسول الله (ص) , ولم يكن ينحله قول غيره من عوام الناس!
ويدلك قلة رواية معاوية عن النبي (ص) - وكان كاتبه – على تكذيب ما رويتَ عن أبي الصلت, فإن كنت صادقا فاكشف عن إسناده, فإنك لا تسنده عن ثقة) ا. هـ.
وقد ذكر العلامة ابن الوزير أحاديث معاوية رضي الله عنه وبين أنه لم ينفرد بها فقال في «العواصم والقواصم» (3/ 163): (وبعد هذه القواعد أذكر لك ما يصدقها من بيان أحاديث معاوية رضي الله عنه في الكتب الستة لتعرف ثلاثة أشياء: عدم انفراده فيما روى، وقلة ذلك، وعدم نكارته.
ثم ذكر أحاديث معاوية رضي الله عنه، وبين من تابع معاوية من الصحابة على روايتها، ثم قال (3/ 207): (فهذا جميع ما لمعاوية في الكتب الستة ومُسند أحمد حسب معرفتي وجملتها ستون حديثاً ما صح عنه وما لم يصح، المتفق على صحته عنه أربعة ... ) إلى أن قال: (وهو مُقلٌّ جدا بالنظر إلى طول مُدّته، وكثرة مُخالطته، وليس فيما يصحُّ عنه بوفاق شيء يوجب الريبة والتهمة، ولا فيما رواه غيره من أصحابه فبان أن الأمر قريب، من قبل حديثهم، فلم يقبل منه حديثا منكراً ... ) إلى آخر ما قال رحمه الله.
وقال رحمه الله في «الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (ص) (2/ 523 ـ 543): «الطائفة الثالثة: معاوية والمغيرة وعمرو بن العاص، ومن تقدم ذكره في الأوهام، فإن كثيراً من الشيعة ذكروا أنها ظهرت على هؤلاء الثلاثة قرائن تدلّ على التأويل، وقدحوا بتصحيح حديثهم في حديث الكتب الصّحاح كالبخاري ومسلم.
وأما أهل الحديث فمذهبهم أنهم من أهل التأويل والاجتهاد والصدق، لكونهم أظهروا التأويل فيما يحتمله، وعلم البواطن محجوب عن الجميع، وبين الفريقين في هذا ما لا يتسع له هذا «المختصر»، والقصد: مجرد تصحيح الحديث الصحيح، والذب عنه لا غيره فيما بين أهل المذهبين، وقد اجتهدت في هذا الكتاب في نصرة الحديث الصحيح بالطرق التي يتفق الفريقان على صحتها أو يتفقون على قواعد تستلزم صحتها، كما يعرف ذلك من تأمل هذا الكتاب كله، وفي هذا الموضع لم أجد طريقاً قريبة مجمعاً عليها إلا طريقاً واحدة، وهي: بيان صدق هؤلاء المذكورين في روايتهم بشهادة من لم تجرحه الشيعة من الصحابة لهم بصحة الرواية في كل حديث على التعيين، خاصة في أحاديث الأحكام المعتمدة في معرفة الحلال والحرام.
فأما أبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص ونحوهم ممن لم يصح عنه حرب لعلي ـ رضي الله عنه ـ ولا سب؛ فقد تقدم الجواب عما ذكر المعترض فيهم.
وأما هؤلاء الثلاثة المذكورون فهم الذين أذكر هنا ما يدل على صحة حديثهم، وأقتصر على ما يتعلق بالأحكام من ذلك اختصاراً، وذلك يتم بذكر ما لهم من الأحاديث المتعلقة بالأحكام وما لأحاديثهم من الشواهد المروية عن النبي (ص)، ونشير إلى ذلك على أقل ما يكون من الاختصار المفيد ـ إن شاء الله تعالى ـ فنقول:
المروي في الكتب الستة من طريق معاوية في الأحكام ثلاثون حديثاً.
الأول: حديث تحريم الوصل في شعور النساء، رواه عنه البخاري ومسلم وغيرهما، ويشهد لصحته رواية أسماء لذلك وعائشة وجابر.
أما حديث أسماء فخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وأما حديث عائشة فخرجه البخاري ومسلم والنسائي أيضاً.
وأما حديث جابر فخرجه مسلم.
الثاني: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» أخرجه عنه البخاري ومسلم.
وقد رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص.
ورواه مسلم وأبو داود والترمذي عن ثوبان.
ورواه الترمذي عن معاوية بن قرة.
ورواه أبو داود عن عمران بن حصين.
الثالث: حديث النهي عن الركعتين بعد العصر، رواه البخاري عنه.
وقد رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أم المؤمنين أم سلمه.
وروى مسلم عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يضرب من يفعل ذلك، ولم ينكر ذلك من فعله فجرى مجرى الإجماع، وهو قول طوائف من أهل العلم.
الرابع: حديث النهي عن الإلحاف في المسألة رواه عنه مسلم.
ورواه البخاري ومسلم والنسائي عن عبد الله بن عمر.
وأبو داود والترمذي والنسائي عن سمرة بن جندب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنسائي عن عائد بن عمرو.
والبخاري عن الزبير بن العوام.
والبخاري ومسلم ومالك في «الموطأ» والترمذي والنسائي عن أبي هريرة.
وأبو داود والنسائي عن ثوبان.
ومالك «في الموطأ» عن عبد الله بن أبي بكر.
والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام.
وأبو داود والنسائي عن ابن الفراسي عن أبيه.
الخامس: «إن هذا الأمر لا يزال في قريش» رواه عنه البخاري.
ورواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر.
وروى مسلم نحوه عن جابر بن عبد الله.
ورواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
السادس: حديث جلد شارب الخمر وقتله في الرابعة، رواه عنه أبو داود والترمذي.
وأما جلده فمعلوم من الدين ضرورة، والأحاديث فيه كثيرة مأثورة، وأما قتله في الرابعة فرواه الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة.
ورواه أبو داود عن قبيصة بن ذؤيب، وعن نفر من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ.
ورواه الإمام الهادي يحيي بن الحسين في «كتاب الأحكام» ولكن هذا الحكم منسوخ عند كثير من أهل العلم.
السابع: حديث «النهي عن لباس الحرير والذهب، وجلود السّباع» رواه عنه أبو داود والنسائي، والترمذي بعضه بغير لفظه، فأما شواهد تحريم لباس الحرير والذهب فأشهر من أن تذكر.
وأما جلود السباع؛ فله عليه شاهد عن أبي المليح خرجه الترمذي وأبو داود والنسائي.
الثامن: حديث افتراق الأمة إلى نيّف وسبعين فرقة، رواه عنه أبو داود.
وروى الترمذي مثله عن ابن عمرو.
وروى الترمذي وأبو داود مثله عن أبي هريرة.
التاسع: النهي عن سبق الإمام بالركوع والسجود، رواه عنه أبو داود وابن ماجه.
وقد رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة، ومالك في الموطأ عنه ـ أيضاً ـ.
ومسلم والنسائي عن أنس.
العاشر: النهي عن الشِّغار، رواه عنه أبو داود.
وقد رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر، وهو مشهور عن غير واحد من الصحابة، ومجمع على القول بمقتضاه.
الحادي عشر: أنه توضأ كوضوء رسول الله (ص) رواه أبو داود، وليس فيه ما يحتاج إلى شاهد إلا زيادة صبّ الماء على الناصية والوجه.
وقد رواه أبو داود عن علي ـ رضي الله عنه ـ.
الثاني عشر: النهي عن النّوح، رواه عن ابن ماجه، وهو أشهر من أن يحتاج إلى ذكر شواهده.
الثالث عشر: النهي عن الرّضا بالقيام، رواه عنه الترمذي وأبو داود، وله شواهد: في الترمذي عن أنس، وفي سنن أبي داود عن أبي أمامة.
وفي كتاب الترخيص في القيام للنووي عنهما، وعن أبي بكرة، وصحح حديث أنس.
الرابع عشر: النهي عن التمادح، رواه عنه ابن ماجه.
وقد رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي بكرة.
والبخاري ومسلم عن أبي موسى.
ومسلم والترمذي وأبو داود عن عبد الله بن سخبرة عن المقداد بن الأسود.
والترمذي عن أبي هريرة.
الخامس عشر: تحريم كل مسكر، رواه عنه ابن ماجه، ورواه الجماعة إلا ابن ماجه عن ابن عمر، ومسلم والنسائي عن جابر وأبو داود عن ابن عباس، والنسائي عنه أيضاً.
السادس عشر: حكم من سها في الصلاة، رواه عنه النسائي وله شاهد في سنن أبي داود عن ثوبان.
السابع عشر: النهي عن القران بين الحج والعمرة، رواه عنه أبو داود، وله شاهد عن ابن عمر رواه مالك في الموطأ مرفوعاً، وعن عمر وعثمان رواه مسلم موقوفاً عليهما.
الثامن عشر: أنه قصر للنبي (ص) بمشقص بعد عمرته (ص)، وبعد حجّه، رواه عنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وله شواهد عن علي خرجه مسلم، وعن عثمان ـ رضي الله عنه ـ في مسلم أيضاً وعن سعد بن أبي وقاص رواه مالك في الموطأ والنسائي والترمذي وصححه، رواه النسائي عن ابن عباس عن عمر، والترمذي عن ابن عمر، والبخاري ومسلم عن عمران بن الحصين.
وروى الترمذي والنسائي: أن معاوية لما روى هذا الحديث، قال ابن عباس: هذه على معاوية؛ لأنه ينهى عن المتعة.
التاسع عشر: ما روى عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة ـ رضي الله عنه ـ «أن رسول الله (ص) كان يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه، ما لم ير فيه أذى» رواه أبو داود والنسائي، ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة، منها: أن رسول الله (ص): «كان يصلي في نعليه ما لم ير بهما أذى» رواه البخاري ومسلم عن سعيد بن يزيد ورواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشهد لذلك حديث: «فلا ينصرفنّ حتى يجد ريحاً أو يسمع صوتاً» وهو متفق على صحته، إلى أشباه لذلك كثيرة تدل على جواز الاحتجاج بالاستصحاب للحكم المتقدّم، وعلى ذلك عمل العلماء في فطر يوم الشك من آخر شعبان، وصوم يوم الشك من آخر رمضان.
الموفي عشرين حديثاً: «نهى من أكل الثوم أو البصل عن دخول مسجد رسول الله (ص)» وهو من روايته عن أبيه، وله شواهد كثيرة، فرواه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ عن جابر بن عبد الله، والبخاري ومسلم عن أنس، ومسلم ومالك في الموطأ عن أبي هريرة، وأبو داود عن حذيفة والمغيرة، والبخاري ومسلم وأبو داود عن ابن عمر، والنسائي عن عمر، ومسلم وأبو داود عن أبي سعيد.
وأما النهي عن هاتين الشجرتين مطلقاً من غير تقييده بدخول المسجد، فرواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله، وأبو داود والترمذي عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ.
الحادي والعشرون: حديث: «هذا يوم عاشوراء لم يكتب عليكم» رواه عنه البخاري ومسلم ومالك والنسائي.
وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس ما يشهد لصحة معناه، وهو قوله (ص) في الحديث المشار إليه، بعد سؤاله عن سبب صوم اليهود له: «فأنا أحق بموسى» وقوله (ص): «فنحن نصومه تعظيماً له».
الثاني والعشرون: حديث: «لا تنقطع الهجرة» رواه عنه أبو داود، ولم يصح عنه، قال الخطابي: في إسناده مقال، وله شاهد رواه النسائي عن عبد الله بن السّعدي.
الثالث والعشرون: حديث النهي عن لباس الذهب إلا مقطعاً رواه عنه أبو داود، وله شاهد عن جمع من أصحاب رسول الله (ص) رواه النسائي.
الرابع والعشرون: النهي عن المغلوطات، قال الخطّابي: الأغلوطات.
ولم يصح عنه، في إسناده مجهول، مع أنّ أبا السّعادات ابن الأثير، روى في جامع الأصول له شاهداً عن أبي هريرة، وفي البخاري عن أنس: «نهينا عن التكلف»، وهذا يشهد لمعناه.
الخامس والعشرون: حديث الفصل بين الجمعة والنافلة بعدها بالكلام أو الخروج، رواه عنه مسلم، وله شاهد في البخاري ومسلم عن ابن عمر من فعل رسول الله (ص)، وروى أبو داود عن أبي مسعود الزرقي نحو ذلك في حق الإمام.
[السادس والعشرون ساقط من الأصل يراجع في الكتاب]
السابع والعشرون: حديث: «كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا الشرك بالله وقتل المؤمن» , رواه عنه النسائي، وله شاهد عن أبي الدرداء رواه أبو داود، وله شاهد في كتاب الله تعالى.
الثامن والعشرون: رواه عنه أبو داود حديث: «اشفعوا تؤجروا» وهو حديث معروف، رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى، وفي القرآن ما يشهد لمعناه، وهو مجمع على مقتضاه.
التاسع والعشرون: كراهة تتبع عورات الناس، رواه عنه أبو داود، وله شواهد، في الترمذي عن ابن عمر وحسنه، وفي سنن أبي داود عن أبي برزة الأسلمي، وعقبة بن عامر، وزيد بن وهب، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة.
الموفي ثلاثين حديثاً: حديث: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» رواه عنه البخاري، وله شاهدان عن ابن عباس وأبي هريرة ذكرهما الترمذي في الجامع وصحح حديث ابن عباس.
فهذه عامة أحاديث معاوية التي هي صريحة في الأحكام أو يستنبط منها حكم، وهي موافقة لمذهب الشيعة والفقهاء، وليس فيها ما لم يذهب إليه جماهير العلماء، إلا قتل شارب الخمر في الرابعة لأجل النسخ، وقد رواه إمام الزيدية كما قدمنا، وقد وافقه ثقات الصحابة فيما روى.
فأعجب لمن يشنع على أهل الصحاح برواية هذه الأحاديث، وإدخالها في الصحيح!!.
وله غير هذه أحاديث يسيرة شهيرة تركنا إيرادها وإيراد شواهدها اختصاراً، ونشير إليها إشارة لطيفة ليعرف ما هي، وذلك حديثه في فضل المؤذنين، وفضل إجابة المؤذن، وفضل حلق الذكر، وليلة القدر ليلة سبع وعشرين، وفضل حب الأنصار وفضل طلحة، وتاريخ وفاة رسول الله (ص) وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وحديث: «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت» وقد رواه مسلم عن علي رضي الله تعالى عنه.
وحديث: «الخير عادة والشر لجاجة»، و «لم يبق في الدنيا إلا بلاء وفتنة»، «إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه».
وفيمن نزل: ? وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ? [سورة التوبة الآية 34].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأثران موقوفان عليه؛ في ذكر كعب الأحبار، وفي تقبيل الأركان كلها.
فهذا جملة ماله في جميع دواوين الإسلام الستة، لا يشذ عني من ذلك شيء، إلا ما لا يعصم عنه البشر من السهو، وليس في حديثه ما ينكر قط، على أن فيها ما لم يصح عنه أو ما في صحته عنه خلاف، وجملة ما اتفق على صحته عنه منها كلها في الفضائل والأحكام: ثلاثة عشر حديثاً؛ اتفق البخاري ومسلم منها على أربعة، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة، وهذا دليل صدق أهل ذلك العصر، وعدم انحطاطهم إلى مرتبة الكذابين خذلهم الله تعالى، ولو لم يدل على ذلك إلا أن معاوية لم يرو شيئاً قط في ذم علي ـ رضي الله عنه ـ، ولا في استحلال حربه.
ولا في فضائل عثمان، ولا ذم القائمين عليه، مع تصديق جنده له، وحاجته إلى تنشيطهم بذلك فلم يكن منه في ذلك شيء على طول المدة، لا في حياة علي ولا بعد وفاته، ولا تفرد برواية ما يخالف الإسلام ويهدم القواعد، ولهذا روى عن معاوية غير واحد من أعيان الصحابة والتابعين؛ كعبد الله بن عباس، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وأبي صالح السمان، وأبي إدريس الخولاني، وأبي سلمه بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، وخلق كثير.
وروى عن هؤلاء عنه أمثالهم، وإنما ذكرت هذا ليعرف أن المحدثين لم يختصوا برواية حديثه، فإن من المعلوم أنهم لا يقبلون من الحديث إلا ما اتصل إسناده برواية الثقات، فلولا رواية ثقات كل عصر لحديثه عن أمثالهم لم يصح للمحدثين أنه حديثه، ولو لم يصح لهم أنه حديثه لم يرووه عنه في الكتب الصحيحة، وإنما ذكرت هذا على سبيل الاستئناس، والعمدة في الحجة ما قدمته، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد قبلت الشيعة المعتزلة ما هو أعظم من قبوله على أصولهم وهو مرسل الثقة، فإنه مقبول عندهم على الإطلاق، فقبلوا بذلك أحاديث معاوية وهم لا يشعرون! بل فقبلوا موضوعات كثيرة رواها بعض ثقاتهم بسلامة صدر عن بعض من لم يعرف من المجاهيل، أو طبقات المجروحين.
ومن قبل مرسل الثقة على الإطلاق دخل ذلك عليه من حيث لا يدري، فإن من الثقات من يقبل المجاهيل، وفيهم من يقبل كفار التأويل، وفيهم من هو كافر تأويل عند جمهور المعتزلة والشيعة، وفيهم من يقبل الفاسق المصرح إذا عرف بالصدق والأنفة من الكذب، ولقد روي هذا عن الإمام الأعظم أبي حنيفة ـ رضي الله عنه ـ كما قدمنا ذكر ذلك.
وقبول المرسل على هذه الصفة، أعظم مفسدة وأدخل في قبول الأكاذيب على رسول الله (ص)، فينبغي للعاقل أن ينظر في عيب القريب وعيب الصديق، كما ينظر في عيب الخصم والبعيد، نسأل الله التوفيق لذلك آمين آمين».
يتبع - إن شاء اللّه -.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 07:45]ـ
بارك الله فيكم
وهذه المقدمة طبعت مع مقدمة أخرى في كتاب مستقل للشيخ وفقه الله.
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:32]ـ
يظهر أن الصواب في العنوان: "سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان"، وجزاكم الله خيرا.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 04:55]ـ
نسأل الله أن ييسر إخراج مقدمات الشيخ المتناثرة في كتاب واحد كما وعدنا بذلك طلبته منذ أمد بعيد!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:07]ـ
يظهر أن الصواب في العنوان: "سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان"، وجزاكم الله خيرا.
نعم وقد كتبته هكذا:
[ CENTER]
« مقدِّمة شيخنا المُحدِّث عبد اللّه بن عبد الرّحمن السَّعد للكتاب (سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -)»
وجزاكم اللّه خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:09]ـ
نسأل الله أن ييسر إخراج مقدمات الشيخ المتناثرة في كتاب واحد.
آمين.
حفظكم اللّه وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:10]ـ
بارك الله فيكم
وهذه المقدمة طبعت مع مقدمة أخرى في كتاب مستقل للشيخ وفقه الله.
متى؟
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:26]ـ
متى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك أخي سلمان على جهودك القيمة في هذا الموقع، وبالنسبة لإجابة استفسارك فقد طُبع هذه السنة صفر 1428هـ بعنوان (فتح الواحد العلي في الدفاع عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم) دار المحدث، والكتاب يقع في 190 صفحة، وهو قسمان: القسم الأول فيه الكلام عن فضل الصحابة والرد على الشبهات وهو مقدمة الشيخ لكتاب الإبانة للحميدي، والقسم الثاني في الدفاع عن معاوية ورد الشبهات التي أثيرت حوله، وهو هذه المقدمة التي وضعتها وفقك الله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:51]ـ
ما شاء اللّه!
جزاكم اللّهُ خيرًا،وبارك فيكم أخانا الغالي أبا عُمر.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:58]ـ
«فصل
في ذكر بعض الحكايات والأخبار»
هذه بعض الحكايات والأخبار المنتقاة جاءت عن معاوية رضي الله عنه, وقد ذكرتها لأنه في الغالب عندما يذكر معاوية يقتصر على ذكر ما حصل في زمنه من الفتن وتغفل الجوانب الأخرى في سيرته رضي الله عنه (1).
1_ قال أبو عيسى الترمذي في جامعه (2414): حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عبد الوهاب بن الورد عن رجل من أهل المدينة قال: كتب معاوية إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه، ولا تكثري علي. فكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: «من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس»، والسلام علي.
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية ... فذكر الحديث بمعناه، ولم يرفعه ا. هـ.
قلت: والراجح فيه الوقف.
2_ وقال معمر في جامعه – المطبوع مع مصنف عبدالرزاق (20717) -: عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قال: حدثني المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية، قال: فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال: سلمت عليه - ثم قال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: ارفضنا من هذا، أو أحسن فيما قدمنا له. قال: لتكلمن بذات نفسك. قال: فلم أدع شيئا أعيبه به إلا أخبرته به. قال: لا أبرأ من الذنوب، فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟! قال: قلت: نعم. قال: فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني؟! فوالله لما ألي من الإصلاح بين الناس, وإقامة الحدود, والجهاد في سبيل الله, والأمور العظام التي تحصيها, أكثر مما تلي، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات، ويعفو فيه عن السيئات، والله مع ذلك ما كنت لأخير بين الله وغيره إلا اخترت الله على ما سواه. قال: ففكرت حين قال لي ما قال، فوجدته قد خصمني! فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير
3_ وروى ابن عساكر في تاريخه (62/ 384) من طريق أبي زرعة عن يحيى بن معين عن غندر عن شعبة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن رسول الله (ص) أقطعه أرضا، قال: فأرسل معي معاوية، فقال: أعطها إياه. أو قال: اعلمها إياه. قال: فقال لي معاوية: أردفني خلفك. فقلت: لا تكون من أرداف الملوك. قال: فأعطني نعلك. قلت: انتعل ظل الناقة. قال: فلما استخلف معاوية أتيته، فأقعدني معه على السرير، وذكرني الحديث. قال سماك: قال: فوددت أني كنت حملته بين يدي.
4_ وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (5/ 190) (2): (وقال ابن لهيعة: حدثني سالم بن غيلان عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار: أنت تقول: إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا؟ فقال له كعب: إن كنت قلت ذلك فإن الله قال: {وآتيناه من كل شيء سببا}.
وهذا الذي أنكره معاوية رضي الله عنه على كعب الأحبار هو الصواب، والحق مع معاوية في ذلك الإنكار؛ فإن معاوية كان يقول عن كعب: إن كنا لنبلو عليه الكذب. يعني: فيما ينقله، لا أنه كان يتعمد نقل ما ليس في صحفه، ولكن الشأن في صحفه أنها من الإسرائيليات التي غالبها مبدل مصحف محرف مختلق، ولا حاجة لنا مع خبر الله تعالى ورسول الله (ص) إلى شيء منها بالكلية، فإنه دخل منها على الناس شر كثير، وفساد عريض، وتأويل كعب قول الله: ? وآتيناه من كل شيء سببا ?، واستشهاده في ذلك على ما يجده في صحفه من أنه كان يربط خيله بالثريا غير صحيح ولا مطابق؛ فإنه لا سبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
للبشر إلى شيء من ذلك، ولا إلى الترقي في أسباب السماوات، وقد قال الله في حق بلقيس: ?وأوتيت من كل شيء ? أي: مما يؤتى مثلها من الملوك، وهكذا ذو القرنين يسر الله له الأسباب، - أي: الطرق والوسائل - إلى فتح الأقاليم والرساتيق والبلاد والأراضي، وكسر الأعداء وكبت ملوك الأرض، وإذلال أهل الشرك، قد أوتي من كل شيء مما يحتاج إليه مثله سببا، والله أعلم) ا. هـ
5_ وقال البخاري في الأدب المفرد (564): حدثنا فروة بن أبى المغراء قال: حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كنت جالسا عند معاوية، فحدث نفسه ثم انتبه، فقال: لا حلم إلا بتجربة. يعيدها ثلاثا.
وقد كان معاوية رضي الله عنه مضرب مثل في الحلم حتى أن ابن أبي دنيا ألف مصنفا في حلم معاوية، وكذا ابن أبي عاصم.
6_ وقال أبو بكر الدينوري في كتاب «المجالسة وجواهر العلم» (2140): حدثنا أحمد حدثنا محمد بن موسى حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني قال: نظر معاوية إلى ابنه وهو يضرب غلاما له, فقال له: أتفسد أدبك بأدبه؟! فلم ير ضاربا غلاما له بعد ذلك.
7_ وقال أبو بكر الدينوري في كتاب «المجالسة وجواهر العلم» (801): حدثنا محمد بن موسى البصري حدثنا أبو زيد عن أبي سفيان بن العلاء أخي عمرو بن العلاء قال: قال معاوية: إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أو وزن من حلمي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الحلم (32) وفي «الإشراف في منازل الأشراف» (337) عن عمر بن عبدالملك البصري قال: سمعت العلاء قال: قال معاوية: ما يسرني بذل الكرم حمر النعم.
وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (5/ 32) عن المدائني قال: قال معاوية ... وذكره.
8_ وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 231): حدثني يحيى بن صالح قال حدثنا سعيد بن عبدالعزيز عن أبي يوسف الحاجب قال: قدم أبو موسى الأشعري , فنزل بعض الدور بدمشق فكان معاوية يخرج ليلاً يستمع قراءته.
9_ وقال أبو زرعة أيضا في تايخه (1/ 223): حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد: أن فضالة بن عبيد توفي في خلافة معاوية. قال: فحمل معاوية سريره , وقال لابنه عبدالله: أعقبني أي بني , فإنك لن تحمل بعده مثله.
10 _ وقال أبو زرعة أيضا في تاريخ (1/ 593): وحدثني أحمد بن شبويه قال حدثنا سليمان بن صالح قال حدثني عبدالله ابن المبارك عن جرير بن حازم عن عبدالملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال: قدمت على معاوية فرفعت إليه حوائجي فقضاها , قلت: لم تترك لي حاجة إلا قضيتها , إلا واحدة فأصْدِرها مصدرها. قال: وما هي؟ قلت: من ترى لهذا الأمر بعدك؟ قال: وفيم أنت من ذاك؟ قلت: ولم يا أمير المؤمنين؟ والله إني لقريب القرابة , وادُّ الصدر عظيم الشرف قال: فوالي بين أربعة من بني عبد مناف ثم قال: أما كرمة قريش: فسعيد بن العاص , وأما فتاها ,حياءً وحلماً وسخاءً فابن عامر , وأما الحسن بن علي فسيد كريم وأما القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله الشديد في حدود الله مروان بن الحكم وأما عبدالله بن عمر فرجل نفسه , وأما الذي يرد ورود كذا , ويروغ رواغ الثعلب فعبدالله بن الزبير.
11_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (1/ 303): حدثني أبو يوسف حدثني عبيد اله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن عثمان عن إياس بن أبي رملة الشامي قال: سمعت معاوية سأل زيد بن أرقم: أشهدت مع رسول (ص) عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم. [قال]: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة فقال: من شاء أن يصلي فليصل.
12_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (1/ 338 - 339): حدثنا أبو يوسف حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد حدثنا أبي حدثنا ابن جابر حدثني ربيعة بن يزيد قال: قدم أبو كبشة السلولي دمشق في ولاية عبدالملك فقال له عبدالله بن عامر: ما أقدمك؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين شيئاً؟ قال: و أن أسأل أحداً شيئاً بعد الذي حدثني سهل بن الحنظلية. قال عبد الله بن عامر: وما الذي حدثك؟ قال: سمعته يقول: قدم على رسول الله عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فسألاه , فدعا معاوية فأمره بشيء لا أدري ما هو , فانطلق معاوية فجاء بصحيفتين ,فألقى إلى عيينة بن بدر أحدهما –وكان أحلم الرجلين – فربطها في يد عمامته وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس فقال لمعاوية: ما فيها؟ فقال: فيها الذي أمر به قال: بئس وافد قومي إن أنا
(يُتْبَعُ)
(/)
أتبتهم بصحيفة أحملها لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمس , قال:ورسول الله (ص) مقبل على رجل يحدثه فما سمع مقالته أخذ الصحيفة فقضها فإذا فيها الذي أمر به فألقاها , ثم قام وتبعه حتى مر بباب المسجد فإذا بعير مناخ فقال: أين صاحب البعير؟ فابتعني فلم يوجد فقال: اتقوا الله في هذه البهائم واركبوها صحاحاً وكلوها صحاحاً ثم تبعته حتى دخل منزله فقال كالمتسخط آنفاً: إنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى فإنما يستكثر من جمر جهنم. فقلت: يا رسول الله وما ظهر الغنى؟ قال: أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أ, يعشيهم.قال: فأنا أسأل أحداً شيئاً بعد هذا؟
13_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (1/ 367 - 368): حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب، وحدثنا الحجاج أخبرني جدي عن المزهري عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي سفيان وهو بالمدينة يقول في خطبته: سمعت رسول الله (ص) يقول هذا اليوم: هذا اليوم عاشوراء ولم يكتب الله صيامه عليكم وأنا صائم , فمن أحب أن يصوم فليصم ومن أحب ا، يفطر فليفطر.
14_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (1/ 413): حدثني أبو سعيد عبدالرحمن وسليمان بن عبدالرحمن قالا: ثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبدالرحمن بن نمر عن المزهري أخبرني خالد بن عبدالله بن رباح السلمي أنه صلى مع معاوية يوم طعن بايلياء ركعة وطعن معاوية حين قضاها فمازاد أن يرفع رأسه من سجوده فقال معاوية للناس: أتموا صلاتكم.فقام كل امرئ فأتم صلاته , لم يقدم أحداً ولم يقدمه الناس.
15_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (1/ 458): حدثنا أبو بكر قال حدثنا سفيان قال حدثني طلحة بن يحيى قال حدثتني جدتي سُعدى بنت عوف المُرية قالت: دخلت على طلحة بن عبيد الله يوماً وهو حائر فقلت له: مالي أراك حائراً أرابك شيء من أهلك فنعتبك؟ فقال: ما رابن يمنك ريب ولنعم حليلة المرء المسلم أنت , إلا أنه اجتمع في بيت المال مال كثير غمني.قالت: فقلت: وما يمنعك منه.أرسل إلى قومك واقسمه بينهم. قالت: فأرسل إلى قومه فقسمه بينهم. قال سعدى: فسألت الخازن: كم كان؟ قال: أربع مائة ألف. ثم رجع إلى حديث «قبيصة بن جابر قال: وصحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلاً أنصع –أو قال: أبين – طرفا ًولا أحلم جليساً منه , وصحبت زياداً فما رأيت رجلاً أخصب رفيقاً ولا أكرم جليساً ولا أشبه سريرة بعلانية منه.وصحبت المغيرة بن شعبة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلى بمكر لخرج من أبوابها كلها».
16_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (2/ 380 - 381): حدثنا أبو اليمان قال حدثنا صفوان عن سليم بن عامر الخبائري: أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون , فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس ,فأقبل يتخطى الناس فأمر معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه , فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود الجرشي. يايزيد ارفع يديك إلى الله , فرفع يزيد يديه ورفع الناس أيديهم , فما كان أو شك أن فارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقينا حتى كاد الناس ألا يبلغوا منازلهم.
17_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (2/ 410): وحدثنا سعيد بن أسد حدثنا خمرة عن علي بن أبي حملة قال: أصاب الناس قحط بدمشق وعلى الناس الضحاكين قيس الفهري فخرج بالناس يستسقي فقال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فلم يجبه أحد ثم قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فم يجبه أحد ثم قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ عزمت عليه إن كان يسمع كلامي إلا قام. فقام عليه برنس واستقبل الناس بوجهه ورفع جانبي برنسه على عاتقيه , ثم رفع يديه ثم قال:أي رب إن عبادك قد تقربوا بي إليك فاسقهم. قال: فانصر الناس وهم يخوضون الماء.فقال: اللهم إنه قد شهرني فأرحني منه.قال: فما أتت عليه إلا جمعة حتى قتل الضحاك.
وبه قال: حدثنا سعيد أن معاوية قضى عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار.
18_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (2/ 479): حدثني العباس قال أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي قال: كان معاوية بن أبي سفيان أول ما اعتذر إلى الناس في الجلوس في الخطبة الأولى في الجمعة , ولم يضع ذلك إلا لكبر سنه وضعفه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
19_ وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه (3/ 373): أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أبنا عبدالله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سليمان ثنا عمر بن علي بن مقدم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: دخلت على معاوية فقال لي: ما فعل المسلول؟ قال قلت: هو عندي فقال:أنا والله خططته بيدي أَقْطَعَ أبو بكر الزبير ـ رضي الله عنه ـ أرضاً فكنت أكتبها قال:فجاء عمر فأخذ أبو بكر يعني الكتاب فأدخله في ثني الفراش فدخل عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: كأنكم على حاجة؟ فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ: نعم فخرج فأخرج أبو بكر الكتاب فأتممته.
20 _ قال أبو داود في سننه (2753): حدثنا حفص بن عمر النمري حدثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر – رجل من حمير – قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد, وكان يسير نحو بلادهم, حتى إذا انقضى العهد غزاهم, فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول: الله أكبر, الله أكبر, وفاء لا غدر, فنظروا فإذا عمرو بن عبسة, فأرسل إليه معاوية فسأله, فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها, أو ينبذ إليهم على سواء». فرجع معاوية.
ورواه أحمد (4/ 111) والترمذي (1580) وقال: حديث حسن صحيح ا. هـ.
ولكن قال أبو حاتم – كما في «المراسيل» لابنه (310): سليم بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة.
21_ وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 199): حدثني عبدالرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن أبيه: أن أبا الدرداء كان يلي القضا ء بدمشق , فلما حضرته الوفاة قال له معاوية: من ترى لهذا الأمر؟ قال: فضالة بن عبيد , فما مات أرسل معاوية إلى فضالة فولاه القضاء فقال له: أما أني لم أحبك بها , ولكني أستترت بك من النار , فاستتر.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) بعض هذه الأخبار لا تثبت من جهة الإسناد, ولكن من المعلوم أن مثل هذه الأخبار يتساهل فيها.
(2) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 450) إلى تفسير ابن أبي حاتم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 06:21]ـ
«فصل
في ذكر الحديث الصحيح: «تقتل عمَّار الفئة الباغية»
والجمع بينه وبين النصوص الأخرى»
قال البخاري في صحيحه (ج3/ص: 103) رقم (2657): حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله: ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه، فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يستقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس، فقال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فمر به النبي (ص)، ومسح عن رأسه الغبار، وقال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية! عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار!».
وأخرجه مسلم (2915) من طريق أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني أن رسول الله (ص) قال لعمَّار، وجعل يمسح رأسه ويقول: «بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية».
وروى مسلم (2916) قال: حدثني محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي وأبو بكر بن نافع قال عقبة: حدثنا، وقال أبو بكر: أخبرنا غندر حدثنا شعبة قال: سمعت خالداً يحدِّث عن سعيد بن أبي الحسن عن أمِّه عن أمِّ سلمة أن رسول الله (ص) قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية».
قلت: هذا الحديث حديث صحيح , بل هو متواتر كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم (1)، ومعنى هذا الخبر واضح لا يحتاج إلى شرح , وهو أن عليا رضي الله عنه هو الذي كان أقرب إلى الحق, وأن عمارا رضي الله عنه تقتله الفئة الباغية, كما هو نص الحديث, وهذا من إخباره (ص) بالغيب وأعلام نبوته, وقد وقع هذا الأمر كما أخبر عنه (ص) كما هو معلوم, ولكن لا بد من ضم هذا النص إلى النصوص الأخرى في هذا الباب التي تبين صحة إسلام معاوية وصحبته وفضله رضي الله عنه، وقد تقدم ذكر بعضها.
وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج البخاري (2924) من طريق خالد بن معدان أن عمير بن الأسود حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت رضي الله عنه- وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناءٍ له ومعه أم حرام-. قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي (ص) يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا» قالت أم حرام: قلت يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: «أنت منهم».
وقد جاء في البخاري (2799ـ 2800) من طريق الليث قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن حيان، عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها فذكره وفيه: «أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية» ا. هـ.
قال أبو الفضل ابن حجر في الفتح (6/ 18): كان ذلك في ثمان وعشرين في خلافة عثمان ا. هـ.
وقال أيضا (6/ 77): وروى ابن وهب في «موطآته» عن ابن لهيعة عمن سمع قال: ومعاوية أول من ركب البحر للغزاة, وذلك في خلافة عثمان ا. هـ
وقال عبدالرزاق في مصنفه (9629): عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حذيفة قالت: نام رسول الله (ص) ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟! قال: «لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم كمثل الملوك على الأسرة». ثم نام، ثم استيقظ أيضا فضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟! فقال: «لا، ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر، فيرجعون قليلة غنائمهم، مغفورا لهم». قالت: ادع الله لي أن يجعلني منهم. قال: فدعا لها.
قال: فأخبرنا عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا، فماتت بأرض الروم.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات, ولا شك أن الذي في الصحيح أصح وإن كان بمعناه, وقد صححه ابن حجر على شرط الصحيح، ولكنه فرق بين القصتين وأطال في ذلك (ينظر: الفتح6283)، والأقرب أنهما قصة واحدة.
قلت: وبضم النصوص بعضها إلى البعض الآخر اتضحت هذه المسألة, وقد تكلم بعض أهل العلم على هذه القضية وذكروا بعض ما تقدم (2):
1ـ قال يعقوب بن شيبة في مسنده في المكيين في مسند عمار بن ياسر لما ذكر أخبار عمار: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي (ص) في عمار: «تقتلك الفئة الباغية» فقال أحمد: قتلته الفئة الباغية كما قال النبي (ص). وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي (ص) , وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا ا. هـ من «منهاج السنة النبوية» (4/ 414).
2ـ وقال أبو محمد ابن حزم في «الفصل»: (وأما أمر معاوية رضي الله عنه فبخلاف ذلك ولم يقاتله علي رضي الله عنه لامتناعه من بيعته؛ لأنه كان يسعه في ذلك ما وسع ابن عمر وغيره، لكن قاتله لامتناعه من إنفاذ أوامره في جميع أرض الشام، وهو الإمام الواجبة طاعته فعلي المصيب في هذا، ولم ينكر معاوية قط فضل علي واستحقاقه الخلافة، لكن اجتهاده أداه إلى أن رأى تقديم أخذ القود من قتلة عثمان رضي الله عنه على البيعة، ورأى نفسه أحق بطلب دم عثمان، والكلام فيه من ولد عثمان، وولد الحكم ابن أبي العاص لسنه ولقوته على الطلب بذلك، كما أمر رسول الله (ص) عبد الرحمن بن سهل أخا عبد الله بن سهل المقتول بخيبر بالسكوت، وهو أخو المقتول وقال له: كبر كبر، وروي: الكبر الكبر، فسكت عبد الرحمن وتكلم محيصة وحويصة ابني مسعود، وهما ابنا عم المقتول لأنهما كانا أسن من أخيه، فلم يطلب معاوية من ذلك إلا ما كان له من الحق أن يطلبه، وأضاف في ذلك الأثر الذي ذكرنا وإنما أخطأ في تقديم ذلك على البيعة فقط، فله أجر الاجتهاد في ذلك ولا إثم عليه فيما حرم من الإصابة كسائر المخطئين في اجتهادهم الذين أخبر رسول الله (ص) أن لهم أجرا واحدا وللمصيب أجرين.
ولا عجب أعجب ممن يجيز الاجتهاد في الدماء وفي الفروج، والأبشار، والأموال، والشرائع التي يدان الله بها من تحريم وتحليل وإيجاب، ويَعْذِر المخطئين في ذلك، ويرى ذلك مباحا لليث، وأبي حنيفة، والثوري، ومالك والشافعي، وأحمد، وداود، وإسحاق، وأبي ثور، وغيرهم، كزفر، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، والحسن بن زياد، وابن القاسم، وأشهب، وابن الماجشون، والمزني، وغيرهم.
فواحد من هؤلاء يبيح دم هذا الإنسان، وآخر منهم يحرمه كمن حارب ولم يقتل، أو عمل عمل قوم لوط، وغير هذا كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وواحد منهم يبيح هذا الفرج وآخر منهم يحرمه، كبكر أنكحها أبوها وهي بالغة عاقلة بغير إذنها ولا رضاها، وغير هذا كثير.
وكذلك في الشرائع والأموال والأبشار.
وهكذا فعلت المعتزلة بشيوخهم كواصل وعمرو وسائر شيوخهم وفقهائهم، وهكذا فعلت الخوارج بفقهائهم ومفتيهم.
ثم يضيقون ذلك على من له الصحبة والفضل، والعلم والتقدم والاجتهاد، كمعاوية وعمرو ومن معهما من الصحابة رضي الله عنهم، وإنما اجتهدوا في مسائل دماء كالتي اجتهد فيها المفتون، وفي المفتين من يرى قتل الساحر وفيهم من لا يراه، وفيهم من يرى قتل الحر بالعبد، وفيهم من لا يراه، وفيهم من يرى قتل المؤمن بالكافر، وفيهم من لا يراه.
فأي فرقة بين هذه الاجتهادات واجتهاد معاوية وعمرو وغيرهما، لولا الجهل والعمى والتخليط بغير علم؟!
وقد علمنا أن من لزمه حق واجب وامتنع من أدائه وقاتل دونه فإنه يجب على الإمام أن يقاتله وإن كان متأولاً، وليس ذلك بمؤثر في عدالته وفضله، ولا بموجب له فسقا، بل هو مأجور لاجتهاده ونيته في طلب الخير، فبهذا قطعنا على صواب علي رضي الله عنه وصحة إمامته، وأنه صاحب الحق، وأن له أجرين أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وقطعنا أن معاوية رضي الله عنه ومن معه مخطئون مأجورون أجرا واحداً.
وأيضا فالحديث الشريف الصحيح عن رسول الله (ص) أنه أخبر عن مارقة مترق بين طائفتين من أمته يقتلها أولى الطائفتين بالحق، فمرقت تلك المارقة وهم الخوارج، بين أصحاب علي وأصحاب معاوية فقتلهم علي وأصحابه فصح أنهم أولى الطائفتين بالحق، وأيضا الخبر الصحيح عن رسول الله (ص): «تقتل عمارا الفئة الباغية».
قال أبو محمد: المجتهد المخطئ إذا قاتل على ما يرى أنه الحق قاصداً إلى الله تعالى بنيته غير عالم بأنه مخطئ فهو فئة باغية، وإن كان مأجوراً ولا حد عليه إذا ترك القتال ولا قود، وأما إذا قاتل وهو يدري أنه مخطئ فهذا محارب تلزمه حدود المحاربة والقود، وهذا يفسق ويخرج لا المجتهد المخطئ، وبيان ذلك قول الله تعالى: ? وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ? إلى قوله ? إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ?.
فهذا نص قولنا دون تكلف تأويل ولا زوال عن موجب ظاهر الآية، وقد سماهم الله عز وجل مؤمنين باغين بعضهم إخوة بعض في حين تقاتلهم، وأهل العدل المبغي عليهم والمأمورين بالإصلاح بينهم، وبينهم، ولم يصفهم الله عز وجل بفسق من أجل ذلك التقاتل ولا بنقص إيمان، وإنما هم مخطئون فقط باغون ولا يريد واحد منهم قتل الآخر، وعمار رضي الله عنه قتله أبو العادية يسار ابن سبع السلمي، شهد بيعة الرضوان، فهو من شهداء الله له بأنه علم ما في قلبه، وأنزل السكينة عليه ورضي عنه، فأبو العادية رضي الله عنه متأول مجتهد مخطئ فيه باغ عليه مأجور أجرا واحدا، وليس هذا كقتلة عثمان رضي الله عنه؛ لأنهم لا مجال للاجتهاد في قتله؛ لأنه لم يقتل أحدا، ولا حارب، ولا قاتل، ولا دافع، ولا زنا بعد إحصان، ولا ارتد، فيسوغ لمحاربه تأويل، بل هم فساق محاربون سافكون دما حراما عمدا بلا تأويل، على سبيل الظلم والعدوان، فهم فساق ملعونون.
فإذا قد بطل هذا الأمر وصح أن عليا هو صاحب الحق، فالأحاديث التي فيها التزام البيوت وترك القتال إنما هي بلا شك فيمن لم يلح له يقين الحق أين هو؟ وهكذا نقول، فإذا تبين الحق فقتال الفئة الباغية فرض بنص القرآن، وكذلك إن كانتا معا باغيتين. فقتالهما واجب؛ لأن كلام الله عز وجل لا يعارض كلام نبيه (ص)؛ لأنه كله من عند الله عز وجل، قال الله عز وجل: ? وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ?، وقال عز وجل: ? ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ?، فصح يقينا أن كل ما قاله رسول الله (ص) فهو وحي من عند الله عز وجل، وإذ هو كذلك فليس شيء مما عند الله تعالى مختلفا، والحمد لله رب العالمين.
فلم يبق إلا الكلام على الوجوه التي اعترض بها من رأى قتال علي رضي الله عنه.
فنقول وبالله تعالى التوفيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولهم إن أخذ القود واجب من قتلة عثمان رضي الله عنه والمحاربين لله تعالى ولرسوله (ص) الساعين في الأرض بالفساد، والهاتكين حرمة الإسلام، والحرم والإمامة والهجرة، والخلافة والصحبة والسابقة فنعم.
وما خالفهم قط علي في ذلك ولا في البراءة منهم، ولكنهم كانوا عددا ضخما جماً لا طاقة له عليهم، فقد سقط عن علي رضي الله عنه مالا يستطيع عليه، كما سقط عنه وعن كل مسلم ما عجز عنه من قيام بالصلاة والصوم والحج ولا فرق، قال الله تعالى: ? لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ?، وقال رسول الله (ص): «إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم»، ولو أن معاوية بايع عليا لقوى به على أخذ الحق من قتلة عثمان، فصح أن الاختلاف هو الذي أضعف يد علي عن إنفاذ الحق عليهم، ولولا ذلك لأنفذ الحق عليهم كما أنفذوه على قتلة عبد الله بن خباب إذ قدر على مطالبة قتلته.
وأما تأسي معاوية في امتناعه من بيعة علي بتأخر علي عن بيعة أبي بكر فليس في الخطأ أسوة، وعلي قد استقال ورجع وبايع بعد يسير، فلو فعل معاوية مثل ذلك لأصاب، ولبايع حينئذ بلا شك كل من امتنع من الصحابة من البيعة من أجل الفرقة، وأما تقارب ما بين علي وطلحة والزبير وسعد فنعم، ولكن من سبقت بيعته وهو من أهل الاستحقاق للخلافة فهو الإمام الواجبة طاعته فيما أمر به من طاعة الله عز وجل، سواء كان هنالك من هو مثله أو أفضل منه أو لم يكن، كما سبقت بيعة عثمان قبله فوجبت طاعته وإمامته على علي وغيره.
ولو بويع هنالك حينئذ وقت الشورى علي أو طلحة أو الزبير، أو عبدالرحمن أو سعد لكان الإمام، وولزمت عثمان طاعته، وكذلك إذ قتل عثمان رضي الله عنه، فلو بدر طلحة أو الزبير أو سعد أو ابن عمر فبويع لكان هو الإمام ولوجبت طاعته ولا فرق.
ومعاوية مخطئ مأجور مجتهد، وقد يخفى الصواب على الصاحب العالم فيما هو أبين وأوضح من هذا الأمر من أحكام الدين، فربما رجع إذا استبان له، وربما لم يستبين له حتى يموت عليه، وما توفيقنا إلا بالله عز وجل، وهو المسئول العصمة والهداية لا إله إلا هو.
فطلب علي حقه فقاتل عليه، وقد كان له تركه ليجمع كلمة المسلمين كما فعل الحسن ابنه رضي الله عنهما، فكان له بذلك فضل عظيم قد تقدم به إنذار رسول الله (ص) إذ قال: «ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من أمتي» فغبطه رسول الله (ص) بذلك، ومن ترك حقه رغبة في حقن دماء المسلمين فقد أتى من الفضل بما لا وراء بعده ومن قاتل عليه ولو أنه فلس فحقه طلب، ولا لوم عليه، بل هو مصيب في ذلك، وبالله تعالى التوفيق) ا. هـ.
3ـ وقال ابن العربي في العواصم من القواصم (ج1/ص: 171 ـ 174): (والذي تثلج به صدوركم أن النبي (ص) ذكر في الفتن وأشار وبين وأنذر الخوارج، وقال: «تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق»، فبين أن كل طائفة منهما تتعلق بالحق، ولكن طائفة علي أدنى إليه، وقال تعالى: ? وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلا أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ? [الحجرات: 10]، فلم يخرجهم عن الإيمان بالبغي بالتأويل، ولا سلبهم اسم الأخوة بقوله بعده: ? إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ? [الحجرات: 10]، وقال (ص) في عمار: «تقتله الفئة الباغية»، وقال (ص) في الحسن: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»، فحسن له خلعه نفسه وإصلاحه) ا. هـ.
4ـ وقال أبو العباس ابن تيمية في «منهاج السنة النبوية» (4/ 467ـ 468): «مع أن الذي في الحديث أن عمارا تقتله الفئة الباغية قد تكون الفئة التي باشرت قتله هم البغاة؛ لكونهم قاتلوا لغير ذلك، وقد تكون غير بغاة قبل القتال .... ».
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال ابن تيمية: «وكان علي ومعاوية رضي الله عنهما أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين، لكن غلبا فيما وقع، والفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها، وكان في العسكرين مثل: الأشتر النخعي، وهاشم بن عتبة المرقال، وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد، وأبي الأعور السلمي، ونحوهم من المحرضين على القتال، قوم ينتصرون لعثمان غاية الانتصار، وقوم ينفرون عنه، وقوم ينتصرون لعلي، وقوم ينفرون عنه.
ثم قتال أصحاب معاوية معه لم يكن لخصوص معاوية بل كان لأسباب أخرى، وقتال مثل قتال الجاهلية لا تنضبط مقاصد أهله واعتقاداتهم، كما قال الزهري: وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله (ص) متوافرون، فأجمعوا أن كل دم أو مال أو فرج أصيب بتأويل القرآن فإنه هدر أنزلوهم منزلة الجاهلية) ا. هـ.
وقال في منهاج السنة النبوية أيضاً (4/ 498 ـ 499): (وأيضاً فإن الله تعالى يقول في كتابه: ? وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ?، فقد جعلهم مؤمنين إخوة مع الاقتتال والبغي، وأيضاً فقد ثبت في الصحيح عن النبي (ص) أنه قال: «تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق»، وقال (ص): «إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»، وقال (ص) لعمار: «تقتلك الفئة الباغية» لم يقل الكافرة، وهذه الأحاديث صحيحة عند أهل العلم بالحديث وهي مروية بأسانيد متنوعة لم يأخذ بعضهم عن بعض، وهذا مما يوجب العلم بمضمونها، وقد أخبر النبي (ص) أن الطائفتين المفترقتين مسلمتان، ومدح من أصلح الله به بينهما، وقد أخبر أنه تمرق مارقة وأنه تقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق) ا. هـ.
5ـ وقال أبو عبد الله الذهبي في «المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال» (3) (1/ 249ـ252): (قال - أي المخالف -: وقاتل عليا وعلي عندهم رابع الخلفاء إمام حق وكل من قاتل إمام حق فهو باغ ظالم.
قلنا: نعم، والباغي قد يكون متأولا معتقدا أنه على حق، وقد يكون بغيه مركبا من تأويل وشهرة وشبهة وهو الغالب.
وعلى كل تقدير فهذا لا يرد، وإنا لا ننزه هذا الرجل ولا من هو أفضل منه عن الذنوب، والحكاية مشهورة عن المسور بن مخرمة أنه خلا بمعاوية فطلب منه معاوية أن يخبره بما ينقمه عليه، فذكر المسور أموراً، فقال: يا مسور، ألك سيئات؟ قال نعم، قال: أترجو أن يغفرها الله؟ قال: نعم، قال: فما جعلك أرجى لرحمة الله مني، وإني مع ذلك والله ما خيرت بين الله وبين سواه إلا اخترت الله على ما سواه، ووالله لما أليه من الجهاد وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل من عملك، وأنا على دين يقبل الله من أهله الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات ....
فإن قيل: هؤلاء بغاة لأن النبي (ص) قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية».
قلنا: الخبر صحيح، وقد تكلم فيه بعضهم، وبعضهم تأوله على أن الباغي الطالب، وهذا لا شيء.
وأما السلف كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم فيقولون: لم يوجد شرط قتال الطائفة الباغية، فإن الله يأمر بقتالها ابتداء، بل أمر إذا اقتتلت طائفتان أن يصلح بينهما، ثم إن بغت إحداهما قوتلت.
ولهذا كان هذا القتال عند أحمد ومالك: قتال فتنة.
وأبو حنيفة يقول: لا يجوز قتال البغاة حتى يبدؤوا بقتال الإمام، وهؤلاء لم يبدؤوه.
ثم أهل السنة تقول: الإمام الحق ليس معصوما، ولا يجب على الإنسان أن يقاتل معه كل من خرج عن طاعته، ولا أن يطيعه الإنسان فيما يعلم أنه معصية وأن يتركه أولى.
وعلى هذا ترك جماعة من الصحابة القتال مع علي لأهل الشام، والذين قاتلوه لا يخلو إما أن يكونوا عصاة، أو مجتهدين مخطئين أو مصيبين.
وعلى كل تقدير فهذا لا يقدح في إيمانهم ولا يمنعهم الجنة بقوله تعالى ? وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلا أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ? ? إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ? فسماهم إخوة) ا. هـ
.
(يُتْبَعُ)
(/)
6ـ وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (3/ 218): (وهذا الحديث من دلائل النبوة، حيث أخبر صلوات الله وسلامه عليه عن عمار أنه تقتله الفئة الباغية، وقد قتله أهل الشام في وقعة صفين، وعمار مع علي وأهل العراق ... وقد كان علي أحق بالأمر من معاوية، ولا يلزم من تسمية أصحاب معاوية بغاة تكفيرهم كما يحاوله جهلة الفرقة الضالة من الشيعة وغيرهم؛ لأنهم وإن كانوا بغاة في نفس الأمر فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال، وليس كل مجتهد مصيباً، بل المصيب له أجران والمخطئ له أجر، ومن زاد في هذا الحديث بعد: «تقتلك الفئة الباغية»: «لا أنالها الله شفاعتي يوم القيامة» فقد افترى في هذه الزيادة على رسول الله (ص) فإنه لم يقلها، إذ لم تنقل من طريق تقبل، والله أعلم.
وأما قوله: «يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» فإن عمارا وأصحابه يدعون أهل الشام إلى الألفة واجتماع الكلمة، وأهل الشام يريدون أن يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به، وأن يكون الناس أوزاعاً على كل قطر إمام برأسه، وهذا يؤدي إلى افتراق الكلمة واختلاف الأمة، فهو لازم مذهبهم وناشئ عن مسلكهم، وإن كانوا لا يقصدونه، والله أعلم) ا. هـ.
وما أحسن ما قاله أبو عبدالله الذهبي في السير 3/ 128: (فنحمد الله على العافية ا لذي أوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق واتضح من الطرفين، وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين، وتبصرنا فعذرنا واستغفرنا وأحببنا باقتصاد، وترحمنا على البغاة بتأويل سائغ في الجملة، أو بخطأ - إن شاء الله - مغفور , وقلنا كما علمنا الله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر: 10].
وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين كسعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة وسعيد بن زيد وخلق.
وتبرأنا من الخوارج المارقين الذين حاربوا عليا وكفروا الفريقين , فالخوارج كلاب النار , قد مرقوا من الدين , ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار , كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان).
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) قال أبو عمر بن عبدالبر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب» (مع الإصابة 2/ 481): (وتواترت الآثار عن النبي (ص) أنه قال: «تقتل عمار الفئة الباغية» وهو من أصح الأحاديث) ا. هـ , وقال ابن دحية في «أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين» (82) – بعد أن ذكر هذا الحديث: (وقد تواتر الحديث) , وقال أبو عبدالله الذهبي في «السير» 1/ 421 – بعد أن ذكر طرق الحديث -: (وفي الباب عن عدة من الصحابة فهو متواتر) ا. هـ , وقال أبو الفضل ابن حجر في «الإصابة» 2/ 512: (وتواترت الأحاديث ... ) ا. هـ وقد ساق طرقه ابن عساكر في «تاريخه».
(2) ينظر: «التذكرة» للقرطبي (3/ 189) ط. دار المنهاج. [يراجع]
(3) وهذا الكتاب اختصار لكتاب «منهاج السنة» لابن تيمية, ولكن الذهبي يختصر الكلام بلفظ منه, ويضيف إليه بعض الكلمات.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 06:35]ـ
فصل
في تخريج حديث أبي بكرة: «إن ابني هذا سيد»
قال أبو عبدالله البخاري في صحيحه (2704): حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية - وكان والله خير الرجلين -: أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس؟! من لي بنسائهم؟! من لي بضيعتهم؟! فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز- فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه. فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما، وقالا له، وطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟! قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله (ص) على المنبر - والحسن بن علي إلى جنبه - وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
قلت: هذا الحديث رواه الحسن البصري, وقد اختلف عليه فيه فبعضهم رواه عنه عن أبي بكرة , وبعضهم رواه عنه عن أنس , وبعضهم رواه عنه عن أم سلمة, وبعضهم رواه عنه مرسلا:
فأما من رواه عنه عن أبي بكرة فجاءت من طرق:
الطريق الأول: رواه إسرائيل أبو موسى البصري عنه قال: سمعت أبو بكرة.
كذا رواه علي بن المديني عند البخاري (7109) (1) وعبدالله بن محمد عند البخاري أيضا (2704) (2) وصدقة – هو ابن الفضل المروزي - عند البخاري أيضا (3746) (3) والإمام أحمد في مسنده (5/ 37 - 38) (4) وفي "فضائل الصحابة" (1354) ومحمد بن منصور عند النسائي في الكبرى (1718، 10081) والصغرى (3/ 107) ومحمد بن عباد عند البيهقي (6/ 165) والحميدي – وهو في مسنده (2/ 348) – وسعيد بن منصور عند البيهقي (8/ 173) وإبراهيم بن بشار الرمادي عند الطبراني في الكبير (3/ 33).
كلهم (5) عن سفيان بن عيينة عن إسرائيل أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أبا بكرة يقول وذكر الحديث.
ورواه أيضا عبدالله بن سعيد عند النسائي في الكبرى (8156)، وخلف بن خليفة عند البزار في مسنده (9/ 109) , وأبو خيثمة عند البيهقي (7/ 63).
كلهم عن ابن عيينة عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة , ولكن لم يذكروا التصريح بالسماع.
وقال البزار عقبه: حديث إسرائيل أبي موسى لا نعلم رواه إلا ابن عيينة عنه.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 13/ 63 – بعد أن نقل كلام البزار هذا -: وتعقبه مغلطاي بأن البخاري أخرجه في علامات النبوة من طريق حسين بن علي الجعفي عن أبي موسى - وهو إسرائيل هذا - وهو تعقب جيد، ولكن لم أر فيه القصة وإنما أخرج فيه الحديث المرفوع فقط ا. هـ.
ورواه أيضا عبدالله بن محمد عند البخاري (3629) عن يحيى بن آدم عن الحسين الجعفي عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة بالعنعنة.
ورواه ابن أبي شيبة (6/ 376) عن الحسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن مرسلا.
الطريق الثاني: رواه مبارك بن فضالة عنه قال: أخبرني أبو بكرة.
رواه الإمام أحمد في مسنده (5/ 44) قال: حدثنا هاشم ثنا المبارك ثنا الحسن ثنا أبو بكرة ... وساق الحديث.
ورواه البزار في مسنده (9/ 109) عن أحمد بن منصور الرمادي عن أبي داود عن أبي فضالة – وهو مبارك بن فضالة – عن الحسن قال: حدثني أبو بكرة.
وقال البزار عقبه: هذا الحديث يروى عن جابر وعن أبي بكرة وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسنادا, وحديث جابر أغرب (6) , فذكرناه عن أبي بكرة.
ثم رواه أيضا (9/ 111) عن أحمد بن منصور، ورواه ابن حبان في صحيحه (6964) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي عنه به بالتصريح بالسماع.
ورواه الطبراني في الكبير (3/ 34) عن أبي خليفة ومحمد بن محمد التمار عن أبي الوليد الطيالسي عنه به , ولكن ذكره بالعنعنة.
وقال البزار عقبه: هذا الحديث قد روي عن أبي سعيد (7) وعن أبي بكرة , ومبارك بن فضالة ليس بحديثه بأس, وقد روى عنه قوم كثير من أهل العلم ا. هـ.
الطريق الثالث: رواه أشعث بن عبد الملك (8) عنه عن أبي بكرة.
رواه محمد بن عبدالله الأنصاري عنه به عند أبي داود (4629) والترمذي (3773) والطبراني في الكبير (3/ 34) والحاكم (3/ 174).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الطريق الرابع: رواه علي بن زيد بن جدعان عنه عن أبي بكرة.
رواه مسدد عند أبي دواد (4629)، ومسلم بن إبراهيم عند أبي داود (4629) والطبراني في الكبير (3/ 33)، وعارم عند الطبراني في الكبير (3/ 33)، ويحيى بن حبيب بن عربي عند البزار في مسنده (9/ 109) , وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب عند الحاكم (3/ 174).
كلهم عن حماد بن زيد عن علي بن زيد به.
وقال البزار عقبه: حديث علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة لا نعلم رواه عن علي إلا حماد بن زيد ا. هـ.
الطريق الخامس: رواه إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أبي بكرة.
رواه الطبراني في الكبير (3/ 34) عن عبد الرحمن بن سلم عن سهل بن عثمان عن أبي معاوية عن إسماعيل به.
وإسماعيل بن مسلم هو المكي وهو وإن كان من أهل العلم إلا أنه متروك.
الطريق السادس: رواه أبو الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن عن أبي بكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه الطبراني في الأوسط (2/ 147) والكبير (3/ 35) عن أحمد بن محمد بن صدقة نا عبيدالله بن يوسف الجبيري عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبي الأشهب به.
الطريق السابع: رواه داود بن أبي هند عن الحسن عن أبي بكرة.
رواه الطبراني في الأوسط (3/ 245) عن أسلم بن سهل الواسطي عن عبدالرحمن بن علي الشيباني عن عبد الحكم بن منصور عن داود به , وقال: لم يرو هذا عن داود إلا عبدالحكم بن منصور.
الطريق الثامن: رواه يونس بن عبيد ومنصور بن زاذان عن الحسن عن أبي بكرة.
رواه الطبراني في الصغير (766) والكبير (3/ 34) عن الربيع بن سليمان عن عبدالرحمن بن شيبة الجدي عن هشيم به, وقال: لم يروه عن يونس إلا هشيم ولا رواه عنه إلا ابن شيبة , تفرد به الربيع.
وعبدالرحمن بن شيبة قال عنه أبو حاتم: لا أعرفه, وحديثه صالح. وذكره النباتي في «ذيل الضعفاء».
قلت: يبدو أن النباتي ذكره في كتابه بسبب عدم شهرته, والله أعلم.
الطريق التاسع: رواه معمر قال: أخبرني من سمع الحسن يحدث عن أبي بكرة.
وهو في الجامع لمعمر (11/ 452) من طريق عبدالرزاق به, ومن طريقه رواه الإمام أحمد في المسند (5/ 47).
وبهذا يكون حديث الحسن عن أبي بكرة روي من تسعة طرق, ووقع التصريح بسماع الحسن من أبي بكرة في الطريقين الأولين, وأما بقية الطرق فهي بالعنعنة.
* * *
وأما من رواه عنه عن أنس:
قال النسائي في سننه الكبرى (5/ 49): أخبرنا إسماعيل بن مسعود أنا خالد بن الحارث عن أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي (ص) - يعني أنسا – قال: لقد رأيت رسول الله (ص) يخطب, والحسن على فخذه فيتكلم ما بدا له, ثم يقبل عليه, فيقبله فيقول: «اللهم إني أحبه فأحبه» قال: ويقول: «إني لأرجو أن يصلح به بين فئتين من أمتي».
وقال أيضا (5/ 49): أخبرنا محمد بن عبدالأعلى أنا خالد ثنا أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي (ص) - قال: يعني أنس بن مالك – قال: دخلت – أو: ربما دخلت – على رسول الله (ص) والحسن والحسين يتقلبان على بطنه, قال: ويقول: «ريحانتي من هذه الأمة».
وأخرجه أيضا في «خصائص علي» (144).
وقال في «عمل اليوم والليلة» (253): أخبرنا محمد بن عبدالأعلى ثنا خالد ثنا أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي (ص) - يعني أنسا – قال: رأيت رسول الله (ص) يخطب, والحسن بن علي على فخذه, ويقول: إني لأرجو أن يكون ابني هذا سيدا, وإني لأرجو أن يصلح الله به بين فئتين من أمتي».
ورواه البزار في «مسنده» - كما في «كشف الأستار» (2634) - من طريق يحيى بن حبيب عن خالد بن الحارث عن أشعث عن الحسن - قال: وأظنه عن أنس – رفعه .... وساق الحديث.
* * *
وأما من رواه عنه عن أم سلمة:
فهذه الرواية لم أقف عليها, ولكن ذكرها المزي في «تحفة الأشراف» (9/ 39) قال: روي عن الحسن عن أم سلمة ا. هـ
* * *
وأما من رواه عنه مرسلا:
رواه نعيم بن حماد في الفتن (423) عن هشيم عن يونس عن الحسن مرسلا.
وسبق أن ابن أبي شيبة رواه في مصنفه (6/ 376) عن الحسين بن علي عن أبي موسى إسرائيل عن الحسن مرسلا.
وأيضا رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (4/ 131) من طريق ابن مهدي عن سهل بن أبي الصلت عن الحسن مرسلا.
وقال أبو عبدالرحمن النسائي – بعد أن ذكر الحديث من طريق علي بن زيد بن جدعان, ومن طريق أبي موسى إسرائيل, ومن طريق الأشعث -: أرسله عوف وداود وهشام:
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا عوف عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله (ص) قال للحسن بن علي نحوه مرسل.
أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن داود عن الحسن قال: قال رسول الله (ص) للحسن: «إن ابني هذا سيد ... » نحوه.
أخبرنا محمد بن العلاء أبو كريب قال: حدثنا ابن إدريس عن هشام (9) عن الحسن مرسلا ا. هـ.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) ورواه من طريقه في "التاريخ الأوسط" أيضا (1/ 637) وقال عقبه: قال علي: إنما صح عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
(2) قال البخاري بعد هذه الرواية: قال لي علي بن عبدالله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
(3) قال الحافظ ابن حجر في الفتح 7/ 95: زاد أبو ذر هنا: أبو موسى اسمه إسرائيل بن موسى من أهل البصرة نزل الهند, لم يروه عن الحسن غيره.
(4) قال الإمام أحمد بعد أن ذكر تصريح الحسن بالسماع من أبي بكرة , وقال سفيان مرة: عن أبي بكرة.
(5) قال الحافظ ابن حجر في الفتح 13/ 62: وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية سبعة أنفس عن سفيان بن عيينة وبين اختلاف ألفاظهم ا. هـ.
(6) نقل هذا النص ابن حجر في الفتح (13/ 66) وعنده: (وحديث جابر غريب).
(7) حديث أبي سعيد رواه البزار في مسنده – كما في كشف الأستار (2638) – ولكن ليس فيه محل الشاهد.
(8) ورد تعيينه عند الطبراني في الكبير.
(9) هو ابن حسان
ـ[عبدالله]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 07:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:00]ـ
وفيكم بارك اللَّهُ،وجزاكم خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:02]ـ
«فصل
في الكلام على هذا الحديث»
هذا الحديث لا شك في صحته عن الحسن, فقد رواه عنه جمع غفير, ولكن اختلفوا عنه كما تقدم في التخريج على أربعة أوجه:
الأول: عن الحسن عن أبي بكرة.
الثاني: عن الحسن عن أنس.
الثالث: عن الحسن عن أم سلمة.
الرابع: عن الحسن مرسلا.
فأما الوجه الثاني: فالذي يظهر أنه خطأ, وأن خالد بن الحارث هو الذي قال: (يعني أنسا) , فالذي يبدو أن رواية أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي (ص) حسب, فيبدو أن خالدا هو الذي قال: (يعني أنسا) , بدليل أن محمد بن عبدالله الأنصاري قد رواه عنه فقال: عنه عن الحسن عن أبي بكرة (1).
أو يكون هذا القول لأشعث نفسه اجتهادا منه في تعيين هذا الصحابي, فيكون قد نسي أنه قد حدث به عن الحسن عن أبي بكرة؛ لأنه رواه جمع عن الحسن عن أبي بكرة.
وقال الحافظ ابن حجر في «مختصر زوائد مسند البزار» (1976): أخطأ فيه أشعث وإنما هو عن الحسن عن أبي بكرة ا. هـ.
وأما الوجه الثالث: فلم أقف على إسناده, وقد يكون وهم؛ لأن ابن راهويه – كما سبق - قد روى هذا الحديث في مسنده تحت مسند أم سلمة, ولكنه رواه من مرسل من الحسن, والله أعلم.
وبقي الوجه الأول والأخير, والراجح هو الوجه الأول لأمرين:
الأمر الأول: أنه رواه جمع على الحسن هكذا, وهم:
1 - إسرائيل بن موسى, أبو موسى البصري, وهو قد روى عن بعض أصحاب أجلة التابعين, وهم: الحسن البصري وأبي حازم الأشجعي ومحمد بن سيرين (2) , وقيل: إنه روى عن وهب بن منبه, ورد ذلك الأزدي, وقال: إنه غيره, وروى عنه بعض الأجلة, منهم: ابن عيينة والقطان, وهو ليس بالمكثر, وهو ثقة على القول الراجح, فقد وثقه ابن معين وأبو حاتم, وزاد: لا بأس به, وذكره ابن حبان في «الثقات» , وقال الأزدي وحده: فيه لين.
قلت: هذا لا يلتفت إليه, فلا يعتبر بكلام الأزدي إذا خالف الأئمة كما هنا, وذلك لتشدده البالغ, والأزدي قد تكلم فيه أيضا.
ومما يدل على ثقة وقوة إسرائيل احتجاج البخاري به, ورواية القطان عنه.
2 - مبارك بن فضالة, وهو فيه خلاف, والراجح أنه لا بأس به.
3 - أشعث بن عبدالملك الحمراني, وقد اختلف فيه:
قال يحيى بن معين: خرج حفص بن غياث إلى عبادان, فاجتمع إليه البصريون, فقالوا له: لا تحدثنا عن ثلاثة: أشعث بن عبدالملك وعمرو بن عبيد وجعفر بن محمد, فقال: أما أشعث فهو لكم وأنا أتركه لكم.
وقال يحيى القطان: هو عندي ثقة مأمون. وقال البخاري: كان يحيى بن سعيد وبشر بن المفضل يثبتون أشعث الحمراني.
وقال أحمد: هو أحمد في الحديث من أشعث بن سوار, روى عنه شعبة, وما كان أرضى يحيى بن سعيد عنه, كان عالما بمسائل الحسن, ويقال: ما روى يونس؟ فقال: نثبت عن الحسن إنما أخذه عن أشعث بن عبدالملك.
وقال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال أبو زرعة: صالح. وقال أبو حاتم: لا بأس به, وهو أوثق من الحداني, وأصلح من ابن سوار.
وقال ابن عدي: أحاديثه عامتها مستقيمة, وهو ممن يكتب حديثه ويحتج به, وهو في جملة أهل الصدق, وهو خير من أشعث بن سوار بكثير.
ومما يقويه رواية شعبة والقطان عنه, والذي يترجح لي أنه ثقة, وأما القصة التي ذكرها يحيى بن معين عن حفص بن غياث فالجواب عنها من ثلاثة أوجه:
1) أن هؤلاء البصريين لا ندري من هم؟ وهل هم من الحفاظ أم من عامة الرواة؟
2) أن قولهم معارض بقول كبار الحفاظ المتقدم, وبالذات ما قاله يحيى بن سعيد, وهو رأس البصريين في زمانه.
3) أن إعراضهم عنه ليس صريحا في إعراضهم عن حديثه, بل قد يكون بسبب أنه من بلدهم ومعروف عندهم, فيريدون حديث غيره ممن لم يكن ببلدهم.
وأشعث مقدم في الحسن البصري وابن سيرين, قال القطان: لم ألق أحدا يحدث عن الحسن أثبت منه. وقال أيضا: لم أدرك أحدا من أصحابنا أثبت عندي منه, ولا أدركت أحدا من أصحاب ابن سيرين بعد ابن عون أثبت منه. وقال أحمد: كان عالما بمسائل الحسن. وذكر عنه أنه إذا أتى إلى الحسن قال له: يا أبا هانئ انشر بزك. أي: هات مسائلك. وقد قال: كل شيء حدثتكم عن الحسن قد سمعته منه إلا ثلاثة أحاديث: حديث زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أنه ركع قبل أن يصل إلى الصف, وحديث عثمان البتي عن الحسن عن علي في الملاص, وحديث حمزة الضبي عن الحسن أن رجلا قال: يا رسول الله متى تحرم علينا الميتة؟
4 - وأبو الأشهب جعفر بن حيان, وهو ثقة خرج له الجماعة, وروايته عند الطبراني كما سبق من طريق أحمد بن محمد بن صدقة عن عبيد الله بن يوسف الجبيري, وعبدالله بن يوسف الجبيري البصري من ولد جبير بن حية, ذكره ابن حبان في الثقات, وقال: حدثنا عنه ابنه أحمد (3).
قلت: ومما يقويه أنه روى عنه جمع من الحفاظ منهم ابن ماجه وابن خزيمة وابن أبي داود وأبو عروبة وابن صاعد وحرب بن إسماعيل وغيرهم, والذي يظهر أنه مكثر, لأنه روى عن جمع كبير وروى عنه جمع كبير, ولذا قال عنه ابن حجر في التقريب: صدوق.
قلت: والذي يبدو أنه إما أن يكون ثقة أو صدوقا لما تقدم.
5 - وعلي بن زيد بن جدعان, وهو من أهل العلم, ولكن فيه ضعف, والإسناد إليه صحيح
6 - وإسماعيل بن مسلم , ولكنه متروك.
7 - ومن سمع الحسن بدون أن يسمى, كما في رواية معمر.
الأمر الثاني: أنه زيادة, والزيادة حكمها القبول إذا كانت من ثقة يعتمد عليه فحكمها القبول, لأن من علم حجة على من لم يعلم, وهذه الزيادة رواها جمع كما تقدم, وهم بين الثقة والصدوق الذي لا بأس به ومن فيه ضعف.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) ويؤيد ذلك أنها رواية الجماعة عن الحسن.
(2) ولم يذكر له شيوخ غيرهم.
(3) وابنه أحمد وثقه الدارقطني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:25]ـ
«فصل
في سماع الحسن من أبي بكرة»
اختلف في سماع الحسن البصري من أبي بكرة الثقفي على قولين:
القول الأول: أنه لم يسمع منه، وهو قول يحيى بن معين والدارقطني (1)
وغيرهما.
والقول الثاني: أنه سمع منه، وهو قول بهز بن أسد العمي البصري وعلي بن المديني والبخاري والبزار , وهو قول الترمذي فيما يظهر لأنه صحح له حديثين من روايته عن أبي بكرة (2) , ثم إن هؤلاء انقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: من أطلق السماع, فقال إنه سمع, ولم يقيده بشيء.
والقسم الثاني: من أثبت له السماع, ولكن قيده بقوله: سمع شيئا.
والصحيح هو القول الثاني , ويدل لذلك أمور:
الأول: ما وقع في عدة أحاديث من تصريح الحسن بالسماع من أبي بكرة , كما في رواية:
1 - إسرائيل بن موسى البصري , وهو ثقة , قد أخرج له البخاري وغيره.
وسبق تخريج روايته.
2 - زياد بن حسان الأعلم الباهلي البصري , قال عنه أحمد: ثقة ثقة. وقال أبو حاتم: هو من قدماء أصحاب الحسن.
وروايته عند أبي داود (683) – من رواية ابن داسة والرملي (3) – والنسائي (2/ 118) كلاهما من طريق حميد بن مسعدة عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن زياد الأعلم قال: حدثنا الحسن أن أبا بكرة حدثه أنه دخل المسجد والنبي (ص) راكع, فركع دون الصف, فقال النبي (ص): «زادك الله حرصا ولا تعد».
والحديث رواه البخاري في صحيحه (783) من طريق موسى بن إسماعيل عن همام عن الأعلم به, وليس فيه التصريح بالسماع.
وقال الشافعي – كما في المعرفة للبيهقي (2/ 381) -: سمعت من يروي بإسناد حسن أن أبا بكرة ذكر للنبي (ص) أنه ركع وراء الصف, فقال له النبي (ص): «زادك الله حرصا ولا تعد».
3 - مبارك بن فضالة البصري (4).
وروايته عند البخاري (1048) معلقة , قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حماد بن زيد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال: قال رسول الله (ص): «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله, لا ينكسفان لموت أحد, ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده».
... وتابعه أشعث عن الحسن, وتابعه موسى عن مبارك عن الحسن قال: أخبرني أبو بكرة أن النبي (ص) قال: «إن الله تعالى يخوف بهما عباده».
وقد روى هذا الوجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 37) من طريق خلف بن الوليد عن المبارك عن الحسن عن أبي بكرة أنه حدثه.
وسبق أيضا ذكره التصريح بالسماع بينهما في روايته للحديث الذي معنا (إن ابني هذا سيد) عند أحمد والبزار.
وأيضا قال الإمام أحمد (5/ 41 - 42): حدثنا أبو النضر وعفان قالا: حدثنا المبارك عن الحسن عن أبي بكرة – قال عفان في حديثه: حدثنا المبارك قال: سمعت الحسن يقول: أخبرني أبو بكرة – قال: أتى رسول الله (ص) على قوم يتعاطون سيفا مسلولا, فقال: «لعن الله من فعل هذا, أوليس قد نهيت عن هذا؟!» ثم قال: «إذا سل أحدكم سيفه فنظر إليه, فأراد أن يناوله أخاه, فليغمده ثم يناوله إياه».
4 - هشام بن حسان البصري (5).
قال أبو بكر بن أبي خيثمة – كما في تهذيب الكمال للمزي (30/ 7) -: حدثنا هوذة بن خليفة قال: حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال: مر بي أنس بن مالك وقد بعثه زياد إلى أبي بكرة يعاتبه, فانطلقت معه, فدخلنا على الشيخ وهو مريض, فأبلغه عنه، فقال: إنه يقول: ألم أستعمل عبيدالله على فارس؟! ألم أستعمل روادا على دار الرزق؟! ألم أستعمل عبدالرحمن على الديوان وبيت المال؟! فقال أبو بكرة: فهل زاد على أن أدخلهم النار؟! فقال أنس: إني لا أعلمه إلا مجتهدا. فقال الشيخ: أقعدوني، إني لا أعلمه إلا مجتهدا, وأهل حروراء قد اجتهدوا, فأصابوا أم أخطأوا؟ قال الحسن: فرجعنا مخصومين.
وروى هذا الخبر أيضا صالح بن أحمد في مسائله (1107) عن أبيه عن هوذة به.
الثاني: أن هذا هو قول جمع من الحفاظ البصريين, وهم من بلد الحسن, فهم أعلم به من غيرهم.
فأبو بكرة الثقفي نزل البصرة وتوفي بها, وكذلك الحسن البصري كما سوف يأتي – إن شاء الله تعالى - , وحديثهما عند أهل البصرة, فالبصريون هم أعلم الناس بأبي بكرة والحسن وبما حدثا به, ومن سمع منهما ومن لم يسمع, فقولهم في ذلك أولى من قول غيرهم لهذه القرينة, ولا أعلم أحدا من أهل البصرة – من أقران ابن المديني ونحوهم – خالف هؤلاء البصريين في إثبات سماع الحسن من أبي بكرة, وكل من خالفهم ليس من أهل البصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أن بهز بن أسد البصري من تلاميذ بعض أصحاب الحسن البصري, فهو قد روى عن بعض أصحابه, وقد ذهب كما تقدم إلى أن الحسن قد سمع من أبي بكرة شيئا, فقوله هنا له ميزة على قول غيره؛ لأنه بذلك يكون أعلم به من غيره ممن أتى من بعده, فيكون هذا الوجه من أوجه ترجيح سماع الحسن من أبي بكرة.
وبهز بن أسد من الثقات المشهورين حتى قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت.
الرابع: أن الحسن قدم البصرة في أيام صفين إلى أن توفي فيها, وأبو بكرة نزل البصرة وتوفي بها عام (51) أو (52) , فيكون قد عاصره مدة طويلة, نحو خمس عشرة سنة في هذه المدينة, ومن المعلوم أنه كان في زمنهم لا تقام إلا جمعة واحدة وعيد واحد , فهذا مع ما تقدم يقوي سماع الحسن من أبي بكرة.
الخامس: أن الحسن قد احتج ببعض الأحاديث التي يرويها عن أبي بكرة, واحتجاجه بها يدل على قوتها عنده, ومن ذلك احتجاجه بالحديث الذي معنا:
1_ قال الإمام أحمد في مسنده (5/ 44): حدثنا هاشم ثنا المبارك ثنا الحسن ثنا أبو بكرة قال: كان رسول الله (ص) يصلي بالناس, وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يثب على ظهره إذا سجد, ففعل ذلك غير مرة, فقالوا له: والله إنك لتفعل بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد؟! قال المبارك: فذكر شيئا, ثم قال: إن ابني هذا سيد, وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين». فقال الحسن: فوالله والله بعد أن ولي لم يهرق في خلافته ملء محجمة من دم.
وقال إسحاق بن راهويه في مسنده (4/ 131): أخبرنا عبدالرحمن بن مهدي نا سهل بن أبي الصلت قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله (ص): «إن ابني هذا سيد, يصلح الله به فئتين من المسلمين» يعني الحسن بن علي, قال الحسن: فقد والله أدركت ذلك, أصلح الله به فئتين من المسلمين.
2_ ومن ذلك أيضا ما رواه أبو داود في سننه (1242) قال: حدثنا عبيدالله بن معاذ ثنا أبي عن الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة قال: صلى النبي (ص) في خوف الظهر فصف بعضهم خلفه, وبعضهم بإزاء العدو, فصلى ركعتين ثم سلم, فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم, ثم جاء أولئك فصلوا خلفه, فصلى بهم ركعتين ثم سلم, فكانت لرسول الله (ص) أربعا, ولأصحابه ركعتين ركعتين.
وبذلك كان يفتي الحسن (6) ا. هـ.
السادس: أن رواية الحسن عن أبي بكرة مستقيمة وليس فيها ما يستنكر, وهو قد توبع في بعض ما يرويه عن أبي بكرة, وبعض ما يرويه عنه جاء ما يشهد له.
ولكن وردت في بعض رواياته ألفاظ قد تستغرب, ومن الممكن توجيهها, من ذلك:
الحديث الأول: قال الإمام أحمد (5/ 41): حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله (ص) استفتح الصلاة, فكبر ثم أومأ إليهم أن مكانكم, ثم دخل فخرج ورأسه يقطر, فصلى بهم, فلما قضى الصلاة, قال: «إنما أنا بشر وإني كنت جنبا».
ورواه الإمام أحمد أيضا (5/ 41) قال: حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي (ص) دخل في صلاة الفجر, فأومأ إليهم .. بنحوه.
ورواه أيضا (5/ 45) قال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله (ص) دخل في صلاة الفجر فأومأ إلى أصحابه .. بنحوه.
وهذا الحديث رواه أبوداود (236) من طريق موسى بن إسماعيل ويزيد , ورواه ابن خزيمة (1629) من طريق عفان ويحيى بن عباد ويزيد, كلهم عن حماد بن سلمة به.
وهذا الحديث صحيح, ولكن يستغرب فيه قوله: (فكبر ثم أومأ) فهذه تخالف ما جاء في «الصحيحين» من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) خرج وقد أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف حتى إذا قام في مصلاه انتظرنا أن يكبر انصرف قال: على مكانكم فمكثنا على هيئتنا حتى خرج إلينا ينطف رأسه ماء وقد اغتسل.
وفي رواية لمسلم: فأتى رسول الله (ص) حتى إذا قام في مصلاه قبل أن يكبر ذكر فانصرف, وقال لنا: «مكانكم».
ويجاب عن ذلك من وجهين:
الوجه الأول: من حيث الرواية.
وهو: أن الأحاديث في ذلك قد اختلفت, وقد جاء ما يشهد لحديث أبي بكرة:
فروى الإمام أحمد (1/ 88) من حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبدالله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بينما نحن مع رسول الله (ص) نصلي إذ انصرف ونحن قيام, ثم أقبل ورأسه يقطر فصلى لنا الصلاة ... الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الإمام أحمد (2/ 448) عن وكيع عن أسامة بن زيد عن عبدالله يزيد مولى الأسود بن سفيان عن ابن ثوبان عن أبي هريرة أن النبي (ص) خرج إلى الصلاة, فلما كبر انصرف وأومأ إليهم أن كما أنتم ثم خرج فاغتسل ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم ... الحديث.
ورواه ابن ماجه أيضا.
وروى الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 88) والدارقطني (1/ 362) من حديث عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه عن سعيد عن قتادة عن أنس قال: دخل النبي (ص) في صلاة فكبر وكبرنا معه ثم أشار إلى القوم أن كما أنتم, فلم نزل قياما حتى أتانا وقد اغتسل, ورأسه يقطر ماء.
وقال الدارقطني عقبه: خالفه عبدالوهاب الخفاف , ثم رواه الدارقطني من حديث عبدالوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن بكر بن عبدالله المزني مرسلا. وقال عقبه: قال عبدالوهاب: وبه نأخذ.
وروى الإمام مالك في موطئه (1/ 48) من حديث إسماعيل بن أبي حكيم أن عطاء بن يسار أخبره أن رسول الله (ص) كبر في صلاة من الصلوات, ثم أشار إليهم بيده أن امكثوا, فذهب, ثم رجع وعلى جلده أثرالماء.
وقال أبو داود في سننه (1/ 263): ورواه أيوب وابن عون وهشام عن محمد (7) عن النبي (ص) قال: فكبر ثم أومأ إلى القوم أن اجلسوا وذهب فاغتسل.
وكذلك رواه مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عطاء بن يسار أن رسول الله (ص) كبر في الصلاة.
قال أبو داود: وكذلك حدثناه مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان عن يحيى عن الربيع بن محمد عن النبي (ص) أنه كبر.
الوجه الثاني: من حيث الدراية.
وهو: أن للعلماء مسلكان في ذلك:
المسلك الأول: من ذهب إلى تعدد القصة, وممن ذهب إلى هذا ابن حبان والنووي.
المسلك الثاني: من ذهب إلى أن المقصود بالدخول في الصلاة والتكبير قرب دخوله فيها, وممن ذهب إلى هذا الطحاوي.
وبهذا يجاب عن هذه اللفظة في هذا الحديث , وإن كانت خطأ لأن ما في الصحيحين أصح, فالأمر قريب.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) قال الدارقطني – كما في سؤالات الحاكم له (320) -: (الحسن لم يسمع من أبي بكرة) ا. هـ. وقال في «التتبع» (323): (وأخرج البخاري أحاديث الحسن عن أبي بكرة, منها: الكسوف, ومنها: «زادك الله حرصا ولا تعد» , ومنها: «لا يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة» , ومنها: «ابني هذا سيد» , والحسن لا يروي إلا عن الأحنف عن أبي بكرة) ا. هـ.
قلت: لم أجد له إلا حديثا واحدا ذكر فيه الأحنف, حسب ما في «تحفة الأشراف» و «إتحاف المهرة» , والحسن معروف بكثرة الشيوخ حتى إنه قد يروي عن تلاميذه, فسماعه من الأحنف عن أبي بكرة لا ينافي سماعه من أبي بكرة.
(2) ينظر: (2262، 3773).
(3) ورواه البيهقي في سننه (3/ 106) من طريق ابن داسة عن أبي داود.
(4) وهو وإن كان قد قال فيه أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثا كثيرا, ويقول في غير حديث عن الحسن: قال حدثنا عمران, قال حدثنا ابن مغفل, وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك غيره ا. هـ لكن روايته يعتضد بها مع رواية الآخرين.
(5) وهو وإن تكلم في روايته عن الحسن, لكن يستأنس بروايته.
(6) هذه الجملة يبدو أنها من كلام الأشعث, كما سيأتي في كلام البيهقي.
(7) هو ابن سيرين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:32]ـ
الحديث الثاني: قال النسائي في الصغرى (3/ 152): أخبرنا عمرو بن علي ثنا يزيد – هو ابن زريع – ثنا يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال: كنا عند النبي (ص) , فانكسفت الشمس فقام إلى المسجد يجر رداءه من العجلة فقام إليه الناس فصلى ركعتين كما يصلون, فلما انجلت خطبنا فقال: «إن الشمس والقمر آيتان ... » الحديث.
ورواه البزار (3662) وابن خزيمة (1374) والطحاوي (1/ 330) والبغوي في الجعديات (1385) والبيهقي (3/ 331) وغيرهم كلهم من طريق يزيد بن زريع به.
وتابعه إسماعيل بن علية:
قال ابن حبان في صحيحه (2835): أخبرنا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة قال: كنا عند النبي (ص) فكسفت الشمس, فقام (ص) عجلانا إلى المسجد فجر إزاره أو ثوبه, وثاب إليه ناس, فصلى بهم ركعتين نحو ما تصلون ... الحديث.
وقد أخرج رواية ابن علية: البغوي في الجعديات (1385) أيضا مقرونة برواية يزيد بن زريع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتابعهما أيضا أشعث – هو ابن عبدالملك- عند النسائي (1492) من رواية إسماعيل بن مسعود عن خالد عنه به, وعند ابن حبان (2837) من رواية إسحاق بن إبراهيم التاجر عن عبدالكريم بن عبدالله السكري عن النضر بن شميل عن أشعث به, وعند الحاكم في المستدرك (1/ 334) من طريق أحمد بن يعقوب عن يوسف بن يعقوب عن محمد بن أبي بكر عن خالد بن الحارث عنه به، ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في سننه أيضا (3/ 337 - 338).
ورواه النسائي أيضا (1464) من طريق عمرو بن علي ومحمد بن عبدالأعلى قالا: حدثنا خالد ثنا أشعث به, وليس فيه هذه اللفظة.
وقد علق البخاري رواية أشعث في صحيحيه (1048) ولكن لم يسق لفظها.
وقال البغوي في الجعديات (1384): ثنا زيد بن أخزم وعلي بن مسلم قالا: نا سعيد بن عامر أنا شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله (ص) فصلى ركعتين.
وهذا لفظ علي بن مسلم , وفي حديث زيد بن أخزم: صلى بنا النبي (ص) في الكسوف مثل صلاتنا. ولم يذكر الركعتين ....
قال: وهذا الحديث كان يقال إنه لم يحدث به عن شعبة غير سعيد بن عامرا. هـ.
فقوله في هذه الرواية: (فصلى بهم ركعتين نحو ما تصلون) قد يفهم منها أن صلاة الكسوف ليس فيها إلا ركوع واحد, وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة في صفة صلاة الكسوف.
والجواب عن هذا من وجهين أيضا:
الوجه الأول: من حيث الرواية.
وهو أن ابن علية ويزيد بن زريع وأشعث قد خولفوا , فقد رواه: خالد الواسطي وعبدالوارث بن سعيد وعبدالأعلى السامي وشعبة – في الوجه الآخر من رواية سعيد بن عامر عنه - وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وهشيم بن بشير ونوح بن قيس كلهم عن يونس بن عبيد، فلم يذكروا هذه اللفظة.
فأما رواية خالد الواسطي فعند البخاري في صحيحه (1040).
وأما رواية عبدالوارث بن سعيد فعند البخاري أيضا (1063).
وأما رواية عبدالأعلى السامي فعند البخاري أيضا (5785).
وأما رواية حماد بن زيد فعند البخاري (1048) والنسائي (1459).
وأما رواية هشيم فعند النسائي (1463) والطحاوي في شرح المعاني (3/ 330).
وأما رواية حماد بن سلمة فعند البيهقي (3/ 337).
وأما رواية نوح بن قيس فعند ابن حبان – كما في الإحسان (2833) -.
وأما رواية سعيد بن عامر عن شعبة فعند البخاري أيضا (1062) من طريق محمود – هو ابن غيلان - عن سعيد عنه به.
وتابع سعيد بن عامر عن شعبة: يحيى بن السكن عند ابن الجعد في الجعديات (1386) من طريق عمرو الناقد عنه.
وأما رواية زيد بن أخزم عن سعيد بن عامر عن شعبة فهذه يبدو أنها خطأ من زيد بن أخزم – إن صحت هذه الرواية عنه (1) - لوجهين:
الأول: أن علي بن مسلم ومحمود بن غيلان وابن مرزوق – وروايته عند الطحاوي في شرح المعاني (1/ 330) والبيهقي في الكبرى (3/ 331) - قد خالفوه فلم يذكروا هذه اللفظة.
الثاني: أن هذا الحديث قد رواه جمع عن شعبة ولم يذكروا هذه اللفظة.
الوجه الثاني: من حيث الدراية.
قال ابن حبان – كما في الإحسان (2835) -: قول أبي بكرة «فصلى بهم ركعتين نحو ما تصلون» أراد به تصلون صلاة الكسوف ركعتين في أربع ركعات وأربع سجدات ا. هـ.
وهذا جواب مقبول, والله تعالى أعلم.
ـــــــــــ (الحاشية) ــــــــــ
(1) قد روى رواية زيد بن أخزم عن سعيد بن عامر: البزار في مسنده (3660) فلم يذكر هذه اللفظة, والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:43]ـ
الحديث الثالث: قال الإمام أحمد (5/ 46): حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وغير واحد عن الحسن عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «إن ريح الجنة لتوجد من مسيرة مائة عام, وما من عبد يقتل نفسا معاهدة إلا حرم الله عليه الجنة ورائحتها أن يجدها» قال أبو بكرة: أصم الله أذني إن لم أكن سمعت النبي (ص) يقولها.
فهذا في ظاهره مخالف لما جاء في صحيح البخاري (3166) من حديث مجاهد عن عبدالله بن عمرو أن النبي (ص) قال: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما».
والجواب عن هذا أيضا من وجهين:
الوجه الأول: من جهة الرواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو أن هذا الإسناد أعله كبار الحفاظ , فقد ذكر البخاري في التاريخ الكبير (1/ 428) هذا الحديث من رواية سفيان عن يونس عن الحكم بن الأعرج عن الأشعث, ثم قال: وقال حماد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة, والأول أصح ا. هـ.
وقال النسائي في سننه الكبرى (8744) - بعد أن روى الحديث من طريق حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة -: هذا خطأ والصواب حديث ابن علية, وابن علية أثبت من حماد بن سلمة, والله أعلم ا. هـ.
ورواية ابن علية عند النسائي (4748) والإمام أحمد (5/ 38) عن يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة عن أبي بكرة قال: قال رسول الله (ص): «من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها».
الوجه الثاني: من جهة الدراية.
وهو أن هذه الرواية لو صحت فإنها لا تعارض رواية الصحيح, فذكر الأقل لا يلزم منه نفي الأكثر, ولهذا نظائر في السنة.
قال ابن القيم في حادي الأرواح (119 - 120) - بعد أن أشار إلى اختلاف الروايات في المسافة التي توجد منها رائحة الجنة -: وهذه الألفاظ لا تعارض بينها بوجه, وقد أخرجا في الصحيحين من حديث أنس قال: لم يشهد عمي مع رسول الله (ص) بدرا. قال: فشق عليه. قال: أول مشهد شهده رسول الله (ص) غبت عنه! فإن أراني الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله (ص) ليرين الله ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها. قال: فشهد مع رسول الله (ص) يوم أحد, قال: فاستقبل سعد بن معاذ فقال له: أين؟ فقال: واها لريح الجنة أجده دون أحد. قال: فقاتلهم حتى قتل. قال: فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية. فقالت أخته عمة الربيع بن النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه, ونزلت هذه الآية: ? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ? [سورة الأحزاب الآية 23] قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه.
وريح الجنة نوعان: ريح يوجد في الدنيا تشمه الأرواح أحيانا لا تدركه العباد, وريح يدرك بحاسة الشم للأبدان كما تشم روائح الأزهار وغيرها, وهذا يشترك أهل الجنة في إدراكه في الآخرة من قرب ومن بعد, وأما في الدنيا فقد يدركه من شاء الله من أنبيائه ورسله, وهذا الذي وجه أنس بن النضر يجوز أن يكون من هذا القسم, وأن يكون من الأول, والله أعلم ا. هـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:49]ـ
الحديث الرابع: قال ابن خزيمة في صحيحه (1368): نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي ثنا عمرو بن خليفة البكراوي ثنا أشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي (ص) صلى بالقوم صلاة المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف، وجاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات، فكانت للنبي (ص) ست ركعات، وللقوم ثلاث ثلاث.
ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 337) من طريق محمد بن معمر به, وقال عقبه: سمعت أبا علي الحافظ يقول: هذا حديث غريب, أشعث الحمراني لم يكتبه إلا بهذا الإسناد (1) ا. هـ
وقد روى هذا الحديث جمع عن الأشعث فخالفوا عمرو بن خليفة , منهم: معاذ بن معاذ وسعيد بن عامر وأبو عاصم وأبو حرة.
قال أبو داود في سننه (1242) قال: حدثنا عبيدالله بن معاذ ثنا أبي عن الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة قال: صلى النبي (ص) في خوف الظهر فصف بعضهم خلفه, وبعضهم بإزاء العدو, فصلى ركعتين ثم سلم, فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم, ثم جاء أولئك فصلوا خلفه, فصلى بهم ركعتين ثم سلم, فكانت لرسول الله (ص) أربعا, ولأصحابه ركعتين ركعتين.
وبذلك كان يفتي الحسن.
قال أبو داود: وكذلك في المغرب يكون للإمام ست ركعات, وللقوم ثلاثا ثلاثا ا. هـ.
وقال البيهقي في سننه (3/ 259 - 260) – بعد أن روى الحديث من طريق سعيد بن عامر عن الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله (ص) صلى ببعضهم ركعتين ثم سلم فتأخروا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم, فكانت لرسول الله (ص) أربع ركعات وللمسلمين ركعتين ركعتين في صلاة الخوف – قال البيهقي: وكذلك رواه معاذ بن معاذ عن الأشعث، وقال: في الظهر، وزاد: قال: وبذلك كان يفتي الحسن، وكذلك في المغرب يكون للإمام ست ركعات وللقوم ثلاثا ثلاثا. أخبرنا بذلك أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا الأشعث فذكر الحديث بمعناه، واللفظ مختلف، وذكر هذه الزيادة، وقوله: (وكذلك في المغرب) وجدته في كتابي موصولا بالحديث، وكأنه من قول الأشعث، وهو في بعض النسخ: قال أبو داود: وكذلك في المغرب، وقد رواه بعض الناس عن أشعث في المغرب مرفوعا ولا أظنه إلا واهما في ذلك ا. هـ
وقال في «المعرفة» (3/ 17): وقد رواه عمرو بن خليفة البكراوي عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي (ص) في المغرب, وهو وهم, والصحيح هو الأول (2) , والله أعلم ا. هـ.
وقال الطحاوي في شرح المعاني (1/ 315): حدثا أبو بكرة وابن مرزوق قالا: ثنا أبو عاصم عن الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله (ص) صلى بهم صلاة الخوف فصلى بطائفة منهم ركعتين ثم انصرفوا, وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين, فصلى رسول الله (ص) أربعا, وصلى كل طائفة ركعتين.
حدثنا أبو بكرة ثنا أبو داود ثنا أبو حرة عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي (ص) مثله ا. هـ.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) كذا العبارة في مطبوعة المستدرك, ويبدو أن فيها سقطا, وفي «إتحاف المهرة» لابن حجر (13/ 566): (وسمعت أبا علي يقول: هذا غريب, وأشعث هو الحمراني).
(2) أي: الرواية التي فيها أن ذلك كان في صلاة الظهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 11:52]ـ
«فصل
في الكلام على صحة الحديث»
تقدم أن هذا الحديث لا شك في صحته عن الحسن البصري, وتقدم أيضا أن الراجح من الاختلاف الذي وقع هو رواية من رواه عنه عن أبي بكرة، وتقدم ترجيح سماع الحسن من أبي بكرة فالراجح صحته, وقد صححه كبار الأئمة كما سوف يأتي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 12:05]ـ
«فصل
في شواهد الحديث»
هذا الحديث له شواهد خاصة وعامة.
فأما الشواهد الخاصة فسوف يأتي الكلام عليها.
وأما الشواهد العامة:
فأولا: قد دلت نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية على فضل الصلح والحث عليه, ومن ذلك قوله تعالى: ? لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ? [سورة النساء الآية 114] , وقوله تعالى: ? وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ? [سورة النساء الآية 128] , وقوله تعالى: ? فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ? [سورة الأنفال الآية 1] , وقوله تعالى: ? وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ? [سورة الحجرات الآية 9] , وقوله تعالى: ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ? [سورة الحجرات الآية 10].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «كل سلامى من الناس عليه صدقة, كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ... » الحديث.
وفي الصحيحين أيضا من حديث أم كلثوم بنت عقبة قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا».
وثانيا: أن وقوع هذا الصلح يشهد لصحة هذا الحديث, وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في كلام الحسن البصري عندما استدلال بهذا الحديث على الصلح الذي وقع بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما.
وثالثا: أن الحسن رضي الله عنه قد بايعه أهل العراق وكان معه جمع كبير من المسلمين, ومع ذلك تنازل لمعاوية رضي الله عنه, وذلك لعدة أسباب ولعل منها هذا الحديث, والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 12:12]ـ
«فصل
في الشواهد الخاصة لهذا الحديث»
الشاهد الأول: حديث جابر رضي الله عنه:
قال الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 26 - 27): أخبرنا أبو طاهر الحسين بن بشر ومحمد بن أحمد بن محمد السمناني قالا: أخبرنا علي بن عمر بن محمد الختلي أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله (ص) للحسن: «إن ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين».
هذا الحديث رواته ثقات مشهورون, خرج لهم الجماعة (1) , فيحيى بن سعيد الأموي الراجح أنه صدوق جيد الحديث, وقد وثقه الجمهور كابن معين في أكثر من رواية عنه وابن عمار والدارقطني وابن سعد, وقال أبو داود: ليس به بأس ثقة. ولكن قال أحمد: لم تكن له حركة في الحديث. وقال في رواية أبي داود عنه: ليس به بأس عنده عن الأعمش غرائب. وقال الأثرم عن أحمد: ما كنت أظن عنده الحديث الكثير, فإذا هم يزعمون أن عنده عن الأعمش حديثا كثيرا وعن غيره, وقد كتبنا عنه, وكان له أخ له قدر وعلم يقال له: عبدالله. ولم يثبت أمر يحيى, كأنه يقول: كان يصدق وليس بصاحب حديث.
قلت: وهذا الكلام يفيد أنه كان مكثرا عن الأعمش, ولكنه ليس بالمتقن الثبت, وإنما هو دون ذلك, وبهذا يجاب عن إيراد العقيلي له في الضعفاء.
وقد خرج له البخاري أربعة أحاديث: حديثان توبع عليهما في البخاري أحدهما عن الأعمش, والآخران توبع عليهما في مسلم, وقد نعته الحافظ ابن حجر بالحافظ, وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ.
قلت: وهذا الحفظ قد يكون بالإضافة لما قاله الإمام أحمد أنه كان مشهورا بالمغازي , وما قاله ابن سعد أنه كان ثقة قليل الحديث فيه بعض النظر لما تقدم.
قلت: وقد قال الذهبي في التذكرة: روى عنه خلق كثير.
وأما باقي رجال الإسناد فمشهورون, وأبو سفيان في سماعه من جابر كلام كثير, والخلاصة أنه سمع منه بعض الأحاديث وبعضها إنما هي صحيفة, وهذه الصحيفة تسمى صحيفة جابر, وهي مشهورة وقد ثبت عنه أنه قال: جاورت جابرا بمكة ستة أشهر. وحديثه عن جابر في «الصحيحين» , ولكنه عند البخاري متابعة (2).
ورواية الأعمش عنه مشهورة, حتى وصف بأنه راويته, وقد قال ابن عدي: لا بأس به, روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة.
قلت: وقد تابع يحيى بن سعيد: عبدالرحمن بن مغراء, قال الطبراني في الكبير (3/ 35): حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عبدالسلام بن عاصم الرازي ثنا عبدالرحمن بن مغراء عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله (ص): «إن ابني – يعني الحسن – سيد, وليصلحن الله به بين فئتين من المسلمين».
وأخرجه البزار – كما في كشف الأستار (2635) – من طريق يوسف بن موسى عن ابن مغراء به, وقال البزار: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد.
قلت: عبدالرحمن بن مغراء مختلف فيه, وقد تكلم في روايته عن الأعمش خاصة, وقد قال علي بن المديني: ليس بشيء, كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث تركناه, لم يكن بذاك. وقال ابن عدي: وهو كما قال علي, إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش, لا يتابعه عليها الثقات.
فهذه المتابعة لا تقوي رواية يحيى بن سعيد لما تقدم.
والخلاصة أن هذا الإسناد من طريق يحيى بن سعيد قوي كما تقدم ولكنه غريب, ولا يحتمل تفرد يحيى بن سعيد به عن الأعمش, ولكنه يستأنس به, وإنما العمل على حديث أبي بكرة ويستأنس بحديث جابر.
قال البزار في مسنده (9/ 110 - 111): وهذا الحديث يروى عن جابر وعن أبي بكرة, وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسنادا, وحديث جابر أغرب ا. هـ
وقال الطبراني في الأوسط (1810): لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عبدالرحمن ويحيى بن سعيد الأموي.
ـــــــــــ (الحواشي) ــــــــــ
(1) أي: من يحيى بن معين فمن دونه.
(2) وقد تكلمت عن هذا في «شرح الترمذي» بكلام مطول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 12:18]ـ
الشاهد الثاني: حديث أنس رضي الله عنه.
قال أبو عمرو الداني في الفتن (1/ 216 - 217): حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله الفرائضي قراءة عليه, قال: حدثنا علي بن محمد بن نصير قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ بالرافقة قال: حدثنا عمر بن محمد المعروف بابن التل الأسدي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا معقل عن أبان عن أنس أن النبي (ص) قال للحسن بن علي: «إن ابني هذا سيد, يصلح الله عز وجل على يديه بين فئتين من أمتي يحقن الله دماءهم به».
قلت: في إسناده أبان الرقاشي, وكان من أهل الصلاح, لكنه متروك, وقد اختلف فيه هل كان يتعمد الكذب أم لا؟
فوصفه شعبة بأنه كان يكذب, وخالفه غيره فذكر أنه لم يكن يتعمد الكذب, ولكن كان يقع له ذلك بسبب غفلته وسوء حفظه, قال أبو حاتم: متروك الحديث, وكان رجلا صالحا ولكنه بلي بسوء الحفظ. وقيل لأبي زرعة: كان يتعمد الكذب؟ قال: لا, كان يسمع الحديث من أنس ومن شهر ومن الحسن فلا يميز بينهم.
ويظهر أنه كانت فيه غفلة شديدة, قال يزيد بن زريع: حدثني عن أنس بحديث, فقلت له: عن النبي (ص)؟ فقال: وهل يروي أنس عن غير النبي (ص)؟! فتركته. وهذا الإسناد وإن كان لا يعتمد عليه لسقوطه – كما تقدم – ولكن يدل على شهرة هذا الخبر, والله تعالى أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 12:23]ـ
«فصل
فيمن صحح هذا الحديث من الأئمة»
صحح هذا الحديث وقواه جمع من الأئمة, منهم:
1 - الحسن البصري، فقد سبق ذكر احتجاج بهذا الحديث مما يدل على قوته عنده.
2 - ابن عيينة، وقد سبق عنه أنه قال: قوله (ص): «فئتين من المسلمين» يعجبنا جداً. وهذا يدل على قوة الحديث عنده.
3 - ابن المديني.
4 - البخاري.
5 - الترمذي.
6 - ابن حبان.
7 - البغوي كما في شرح السنة (14/ 136).
وغيرهم ممن نص صراحة على صحة هذا الحديث.
هذا وبالله التوفيق, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
وكتب
عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن آل سعد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 04:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
قصة حاطب بن أبي بلتعة.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 02:54]ـ
أيها الأحباب:
قصة حاطب رضي الله عنه المشهورة في فتح مكة، هل وردت رواية صحيحة أن عمر رضي الله عنه قال:" دعني أضرب عنقه فقدكفر".
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 06:03]ـ
الرواية الصحيحة ((يارسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق))
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 11:43]ـ
طيب أريد الحكم على تلك الرواية؛ حتى أكون على علم، فهناك من يحتج بها على مايريد. والله المستعان.
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 03:20]ـ
القصة واحدة أخي
إما أن يكون عمر رضي الله عنه قال ما ورد في الصحيحين.
وإما أن يكون قال ما في الرواية الأخرى.
طبعاً، ما في الصحيحين أصح.
ورواية (قد كفر) في سندها من هو أضعف مِن سند الصحيحين.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 07:56]ـ
طيب أريد الحكم على تلك الرواية؛ حتى أكون على علم، فهناك من يحتج بها على مايريد. والله المستعان.
وهل يحتج برايه واجتهاده ويترك اقوال العلماء فيها ..
هذا صحيح من ان المتقرر عند عمر رضي الله عنه أن المعين للكفار كافر مرتد فنعم هو كذلك لكنه ليس بحجّة للاسباب التالية:
إذا عمر رضي الله عنه كان متأولا واجتهد و النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرّه حيث قال له: "صدق فلا تقولوا له إلا خيراً" فالمعنى لا تصفوه بالنفاق او الكفر يا عمر.
حينها غير عمر رضي الله كلامه ويريد ان يستوضح من الرسول بطريقة مختلفة وقال انه خان الله ورسوله فكأنه يقول: فإن لم يكن منافقاً فهو جاسوس فدعني لأضرب عنقه , لذا رجع عمر عندما علم انه كان مخطئ حين دمعت عيناه وقال: الله ورسوله أعلم.
لذا الاية نزلت بايمان حاطب كما قال ابن ماكولا وابن عبدالبر:"وقد شهد الله له بالإيمان في قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا…) ا. هـ (انظر: أسد الغابة1/ 659 والاستيعاب1/ 374).
ثانيا .. ويدعم هذا القول ايضا من العلماء:-
في كتاب الأم (4/ 249 - 250) قيل للشافعي: أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم أو بالعورة من عوراتهم هل يحل ذلك دمه ويكون في ذلك دلالة على ممالأة المشركين؟ [فالسؤال هنا عامّ] قال الشافعي –رحمه الله تعالى-: لا يحل دم من ثبتت له حرمة الإسلام إلا أن يقتل أو يزني بعد إحصان أو يكفر كفراً بيناً بعد إيمان ثم يثبت على الكفر وليس الدلالة على عورة مسلم ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بَيِّنٍ،
فقلت للشافعي: أقلت هذا خبراً أم قياساً؟
قال: قلته بما لا يسع مسلماً علمه عندي أن يخالفه بالسنة المنصوصة بعد الاستدلال بالكتاب
فقيل للشافعي فاذكر السنة فيه –ثم ساق خبر حاطب ثم قال– قال الشافعي رحمه الله تعالى: في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون لأنه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام، وأنه فعله ليمنع أهله، ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام، واحتمل المعنى الأقبح، كان القول قوله فيما احتمل فعله، وحكم رسول الله فيه بأن لم يقتله ولم يستعمل عليه الأغلب ولا أحد أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا لأن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غرتهم فصدقه ما عاب عليه الأغلب مما يقع في النفوس فيكون لذلك مقبولاً كان من بعده في أقل من حاله وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه، قيل للشافعي: أفرأيت إن قال قائل إن رسول الله صلى الله عليه قال قد صدق إنما تركه لمعرفته بصدقه لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره فيقال له قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين كاذبون وحقن دماءهم بالظاهر فلو كان حكم النبي صلى الله عليه وسلم في حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين القتل بالعلم بكذبهم ولكنه إنما حكم في كل بالظاهر وتولى الله عز وجل منهم السرائر ولئلا يكون لحاكم بعده أن يدع حكماً له مثل ما وصفت من علل أهل الجاهلية وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عام حتى يأتي عنه دلالة على أنه أراد به خاصاً أو عن جماعة المسلمين الذين لا يمكن فيهم أن يجهلوا له سنة أو يكون ذلك موجوداً في كتاب الله عز وجل. ا.هـ.
وهذا القول عن أبي حنيفة والشّافعيّ وأحمد وبعض المالكيّة
وابن تيمية وتلميذه رحمهماالله يقول به ..
والفقيه سحنون ..
والعلامة ابن حزم
أبو الليث السمرقندي
النووي
ابن حجر العسقلاني
العظيم آبادي
علاء الدّين المَرْدَاوي
[/ SIZE]
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 08:10]ـ
القصة واحدة أخي
إما أن يكون عمر رضي الله عنه قال ما ورد في الصحيحين.
وإما أن يكون قال ما في الرواية الأخرى.
طبعاً، ما في الصحيحين أصح.
ورواية (قد كفر) في سندها من هو أضعف مِن سند الصحيحين.
هل أفهم من كلامك أن مافي الصحيحين بها ضعف يسير!! لعلك تبين حفظكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 08:13]ـ
طيب أريد الحكم على تلك الرواية؛ حتى أكون على علم، فهناك من يحتج بها على مايريد. والله المستعان.
ما تقصد ابا عائشة فأنت أصبحت خطير جدا؟
(ابتسامة لخال عائشة)
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 08:15]ـ
لا لا
أين تذهب يا خال:)
الضعيف هو ما بخارج الصحيح، أما رواية الصحيح فهي أصح.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 08:42]ـ
لا لا
أين تذهب يا خال:)
الضعيف هو ما بخارج الصحيح، أما رواية الصحيح فهي أصح.
جزاكم الله خيرا , لكن ربما يُفهم من كلامك. والمعذرة
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 02:20]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:13]ـ
بل الصواب أن حاطب متأول قبل عمر
فحاطب رضي الله عنه ارتكب كفرا .. لكنه كان متأولا
وعمر رضي الله عنه حاكمه بظاهر الأمر المتقرر عندهم من كفر من هذا حاله .. ولم يعذره بالتأويل ..
وقد فهم البخاري ذلك فترجم للباب بما يدل على ما ذكرت من كون حاطب كان متأولا ..
والله أعلم(/)
التجديد الأصولي .. مفهومه ومجالاته
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 04:04]ـ
بقلم/ محمد بن حسين بن سيدأحمد الأنصاري
alnsari2000@hotmail.com
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، ومن سار على منهجهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن من المعلوم أن هذا الموضوع له حساسية مفرطة لدى بعض الباحثين، مما يجعلهم يرفضون كل ما يتسم بالتجديد جملة وتفصيلا بموجب وبلا موجب.
وسبب ذلك هو ضبابية هذا المصطلح، وعدم تحريره، وضبط آلياته. كما أن بعض المرددين له والداعين إليه هم من الدخلاء في هذا العلم.
واختلاف المفاهيم في تحرير هذا المصطلح؛ هو الذي أدى إلى توسيع دائرة النزاع بين الباحثين؛ لعدم تحرير محل البحث وضبط المصطلح، والتجديد في علم الأصول لا بد أن ينطلق من أساس علم الأصول ومحكماته، وإلا كان تجديدا فاقدا للثقة والمصداقية.
مفهوم التجديد الأصولي
حدد البوطي مفهوم التجديد الأصولي بما يلي: (تجديد الانضباط بقواعده وأحكامه، وإصلاح ما تصدع من بنيانه، وتمتين ما وهى من دلائله، وسد ما تفتح من ثغرات في مفاهيمه، ونفض ما غشى عليه من غبار النسيان له والإعراض عنه، وعرض مضمونه بأسلوب أكثر جدة وأيسر فهماً) ().
ومفهوم التجديد الأصولي المقبول: هو إبراز القواعد الأصولية للمستفيد، وتأصيلها بالأدلة الشرعية، وتصفيتها من كلّ ما علق بها مما ليس منها، وكل ما اتصل بها ولم يثمر فرعا.
وأما التجديد حول المعاصرة والأسلوب، فإنه يدخل تبعا لا استقلالا، فمن فاته الأصل لم ينتفع بالفرع، وإن صيغ له بأبدع الأساليب.
فإن مفهوم التجديد إذا لم يخدم الهدف والغاية التي لأجلها وضع علم الأصول، لم تكن الدعوة إليه ذات قيمة وفائدة، لذا لا بد أن يرتبط المفهوم بالغاية من هذا العلم، وغاية هذا العلم: كيفية استنباط الحكم من نص الشارع.
وعليه لا بد أن تكون قواعد هذا العلم سهلة الملتمس قريبة المأخذ لمن رغب في الاستنباط، فإن الناظر في مجمل كتب الأصول يجد مفاوز شاسعة - من التنظير والجدل - بينه وبين القاعدة الأصولية؛ لهذا أصبحت القواعد في كثير من الأحيان مشوّشة، غير واضحة المعالم، ولا بيّنة الدلائل؛ لكثرة ما علق بها، ولهذا قيل عن علم الأصول: دونه خرط القتاد.
ومفهوم التجديد السابق يتلخص في أمرين:
الأول: حاجة القاعدة الأصولية إلى الأدلة.
قال ابن تيمية (ت:728هـ): (الأصوليون يذكرون في مسائل أصول الفقه مذاهب المجتهدين كمالك؛ والشافعي؛ والأوزاعي؛ وأبي حنيفة؛ وأحمد بن حنبل، وداود ومذهب أتباعهم؛ بل هؤلاء ونحوهم هم أحق الناس بمعرفة أصول الفقه؛ إذ كانوا يعرفونها بأعيانها ويستعملون الأصول في الاستدلال على الأحكام بخلاف الذين يجردون الكلام في أصول مقدرة، بعضها وجد، وبعضها لا يوجد، من غير معرفة أعيانها.
فإن هؤلاء لو كان ما يقولونه حقا فهو قليل المنفعة أو عديمها؛ إذ كان تكلما في أدلة مقدرة في الأذهان لا تحقق لها في الأعيان كمن يتكلم في الفقه فيما يقدره من أفعال العباد وهو لا يعرف حكم الأفعال المحققة منه فكيف وأكثر ما يتكلمون به من هذه المقدرات فهو كلام باطل) ().
فابن تيمية – رحمه الله - يشير في صدر كلامه على أهمية ربط الأصول بأدلتها؛ فأحق الناس عنده بمعرفة هذا العلم هم أعرفهم بالأدلة الشرعية؛ ونقده لأصول المتأخرين في آخر النص يدل على ذلك، بل ذَكر أن حقيقة علم الأصول = هي معرفة هذه الأدلة؛ لهذا فإن الأصولي حقًا هو من أدرك هذه الأدلة على الإجمال، كما يصرح بذلك في موطن آخر ويقول: (فإن الكلام في أصول الفقه وتقسيمها إلى: الكتاب، والسنة، والإجماع، واجتهاد الرأي، والكلام في وجه دلالة الأدلة الشرعية على الأحكام: أمر معروف من زمن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان؛ ومن بعدهم من أئمة المسلمين وهم كانوا أقعد بهذا الفن وغيره من فنون العلم الدينية ممن بعدهم) ().
وغياب الأدلة في كتب الأصول أنتج بالضرورة بناء هذه القواعد على غير أصولها، وفي ذلك يقول ابن تيمية:
(إن من له مادة فلسفية من متكلمة المسلمين - كابن الخطيب وغيره - يتكلمون في أصول الفقه الذي هو علم إسلامي محض؛ فيبنونه على تلك الأصول الفلسفية) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنّى لعلم بُنيَ أصله على الفلسفة وعلم الكلام أن يحقق غايته المنشودة: ملكة الاستنباط من النص؛ لهذا لا محيص عن تجديد هذا العلم ورده لما كان عليه من لدن الشافعي، ومن قبله كالصحابة وغيرهم.
وإن أردت أن تعلم غياب الأدلة، فدونك أقرب كتاب في علم الأصول – خاصة المتأخرة - تناوله وابحث فيه عن الأدلة، وانظر ماذا ترى؟!
- مسائل مجردة.
- تعليلات عقلية.
- افتراضات ذهنية.
- حكاية السيد والعبد!
- أصول كلامية.
- نتف من الأدلة الشرعية!
وهم في ذلك بين مستقل ومستكثر، وناقد ومؤيد، وكتب الأصول المتأخرة في الجملة على قسمين:
1 - متون صناعية معقّدة.
2 - شروح وحواشي، وهي إما شروح تهتم بفك العبارات لا غير، أو شروح تحولت إلى معارك خلافية بين أئمة المذاهب ().
كل ذلك أدى إلى عدم الاهتمام بذكر الأدلة الشرعية على القواعد الأصولية، كما أدى إلى آثار أخرى سلبية في بناء القواعد على غير أصولها، كمن يذكر القاعدة بناء على أصل كلامي، أو بناء على قول السيد لعبده، وإذا حاول تطبيق ذات القاعدة على النص الشرعي لم يجد لذلك سبيلا؛ لفساد التقعيد من الأساس، بل قد يُطوِّع النص حتى يتوافق مع القاعدة وإن لم يدل عليها.
ولتوضيح ذلك تدبّر التقرير التالي:
"مسألة: إذا توجه الأمر إلى واحد لم يدخل غيره فيه بإطلاقه. قال المصنف – الخطابي -: وجه قولنا أنه لا خلاف بين أهل اللغة أن الإنسان إذا قال لعبده افعل كذا وكذا لم يدخل بقية عبيده في ذلك، فكذلك إذا أمر الله تعالى نبيه لم تدخل فيه الأمة" ().
فهل هذا التقرير صحيح؟ هل هذا الدليل يكفي لإثبات هذه القاعدة؟ ألم يكن ثمت فرق بين خطاب الله تبارك وتعالى، وخطاب السيد لعبده أو أمته؟ أليس الأصل في خطاب الله العموم؟ فأين ذلك في خطاب السيد لعبده؟! ثمّ وإن سلمنا جدلا بهذا الأصل؛ هل هذا القياس صحيح؟ وإن صح هل ينهض لتأصيل هذه القاعدة؟
يتحصّل مما سبق أن كتب الأصول قد اشتملت على أمور توجب التجديد منها:
- دخول المادة الفلسفية في علم الأصول.
- غياب الأدلة عن القواعد الأصولية.
- دخول ما لا ثمرة فيه في علم الأصول.
- شيوع التقليد المذموم.
قال بعض الباحثين – في معرض حديثه عن جمود المدونات الفقهية -: (فلم تعد هذه المدونة بحكم تقليدها وامتثالها بحاجة أصلاً إلى هذا النموذج الذي تتحدد وظيفته المنهجية المعرفية الأساسية بتقعيد عملية الاجتهاد. وهو ما يفسر – ما خلا استثناءات محدودة - جمود البحث الأصولي، وتحوله إلى نوعٍ من مختصرات معقدة ومستغلقة للمختصرات، إلى درجة تدفع الشيخ محمد الخضري الذي كان يدرس مادة أصول الفقه في كلية غوردون في السودان إلى وصف ألغازها بأنها (تكاد لا تكون عربية المبنى) وأن فهم (المراد) منها مثل (فتح المعميات).
حتى كأنها (ما ألفت لتفهم) ومن هنا "لا تكاد تفهم وحدها لذلك احتاجت إلى الشروح، واحتاج الشرح إلى حاشية، كحاشية ابن عابدين". ولا أدل على جمود التفكير الأصولي من أن تدريس علم الأصول في الأزهر، قد انحصر قروناً طويلة حتى أوائل القرن العشرين بكتاب (جمع الجوامع) بشرح المحلي الذي يصفه الشيخ محمد الخضري بأنه "عبارة عن جمع الأقاويل المختلفة بعبارة لا تفيد قارئاً ولا سامعاً، وهو مع ذلك خلو من الاستدلال على ما يقرره من القواعد". فلقد غدا علم الأصول بتعبير للشيخ محمد الخضري أيضاً "أثراً من الآثار") ().
فوجود هذه الأمور تبين ضرورة التجديد في علم الأصول، ولا سيما ما يتعلق بربط القواعد الأصولية بأدلتها الشرعية؛ لأن ذلك هو الأصل واللب، وممن نحا هذا المنحا من المتقدمين الإمام الشيرازي – رحمه الله - (ت:476هـ)، فقد كانت له جهود مباركة في تنقيح أصول الإمام الشافعي عن أصول المتكلمين، إضافة إلى ذكر الأدلة الشرعية على المسائل الأصولية، وهذا ظاهر وبيّن، ولا سيما في كتابه "التبصرة" الذي خصه بأصول الفقه المقارن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الحسن: (ومعروف شدة الشيخ أبي حامد الاسفراييني على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلقه عنه أبو بكر الزاذاقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه "اللمع" و"التبصرة" حتى لو وافق قول الأشعري وجها لأصحابنا ميزه. وقال: هو قول بعض أصحابنا، وبه قالت الأشعرية، ولم يعدّهم من أصحاب الشافعي، واستنكفوا منهم – أي: من الأشاعرة - ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلا عن أصول الدين.
قلت: - أي ابن تيمية - هذا المنقول عن الشيخ أبي حامد، وأمثاله من أئمة أصحاب الشافعي أصحاب الوجوه؛ معروف في كتبهم المصنفة في أصول الفقه وغيرها) ().
ولولا مخافة التطويل والخروج عن المقصود؛ لأتيت بشواهد تطبيقية من خلال "شرح اللمع" للشيرازي.
وممن تأثر بالشيرازي واقتفى أثره الإمام السمعاني (ت:489هـ)؛ وذلك في كتابه: "قواطع الأدلة".
قال ابن تيمية: (من بنى الكلام في العلم - الأصول والفروع - على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين، فقد أصاب طريق النبوة) ().
الثاني: بيان الدخيل على القواعد الأصولية ونبذه.
المسائل الخارجة عن علم الأصول وغايتهِ كثيرة، وعلاقة هذه المسائل بعلم الأصول تختلف من مسألة إلى أخرى، فمن هذه المسائل ما لها علاقة مباشرة بالقاعدة، وقد يستفاد منها في فهمها وتصورها، بل وتطبيقها، ومنها ما لا علاقة لها به، وهذا يمكن الاستغناء عنه.
مثال الأول: تقسيم الأسماء إلى حقيقة عرفية، ووضعية، وشرعية ()، ووجه ذلك: أن القواعد الأصولية قد تتضمن مصطلحات شرعية، وعرفية، ووضعية، كما أن النصوص قد تتضمن ذلك، والمتفقه بحاجة إلى قاعدة بيّنة في تعامله مع هذه الحقائق ().
ومثال الثاني: تقسيم الكلام إلى اسم، وفعل، وحرف ()، وهذا لا وجه له سوى الاستطراد.
يقول الغزالي (ت: 505هـ): (وذلك – أي علم الكلام - مجاوزة لحد هذا العلم – أي علم الأصول - وخلط له بالكلام وإنما أكثر فيه المتكلمون من الأصوليين لغلبة الكلام على طبائعهم، فحملهم حب صناعتهم على خلطه بهذه الصنعة، كما حمل حب اللغة والنحو بعض الأصوليين على مزج جملة من النحو بالأصول، فذكروا فيه من معاني الحروف، ومعاني الإعراب جملا هي من علم النحو خاصة) ().
قال الطوفي (ت: 716هـ): (واعلم أن البحث عن أن العموم من عوارض الألفاظ، أو المعاني هو من رياضات هذا العلم، لا من ضروراته حتى لو ترك، لم يُخِلّ بفائدة) ().
وما لو ترك في كتب الأصول لم يُخل بفائدة كثير جدا، فأصول الفقه فيه جزء كبير من العربية، وجزء كبير من أصول الدين كالحسن والقبح، وصدق النبوة وعصمة الأنبياء عليهم السلام، وجزء من النحو والتصريف وغير ذلك مما ليس له به صلة مباشرة ().
وكثرة المسائل الدخيلة في أصول الفقه تطبيقيًّا، أمر أوضح من أن يستدل له، وقد نص على ذلك كثير من الأصوليين، بل كتب بعض المعاصرين رسالة في مجلد لطيف بعنوان: "المباحث اللغوية وأثرها في أصول الفقه دراسة في كتاب شرح جمع الجوامع للمحلي" للباحث: نشأت علي محمود. فإذا كان هذا في شرح جمع الجوامع فقط، فما بالك بغيره من المصادر الأصولية الموسعة؟
وقد كُتب أيضًا في تمييز المسائل الكلامية عن المسائل الأصولية، ومن أشهر مَن ميّز هذه المسائل العروسي في كتابه: "المسائل المشتركة"، وممن بيّن وجمع المسائل الأصولية المبنيّة على المسائل الكلامية واللغوية الزركشي (ت:794هـ) في كتابه: "سلاسل الذهب" وهو تصنيف مبتكر لم يُسبق إلى مثله، ولم يُنسج على منواله.
الخلاصة: وجود مسائل ليست من أصول الفقه أمر لا جدل فيه، ودونك هذا المثال:
قال الرازي (ت:606هـ): (وأما الكلام، فهو الجملة المفيدة، وهي إما الجملة الاسمية، كقولنا زيد قائم، أو الفعلية، كقولنا قام زيد، وإما مركب من جملتين) ().
قال عبد المؤمن الحنبلي (ت:739هـ): (و"الكلام" هو المنتظم من الأصوات المسموعة المعتمدة على المقاطع وهي الحروف، وهو جمع كلمة، وهي اللفظ الموضوع لمعنى. وخص أهل العربية الكلام المفيد وهو الجمل المركبة من فعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر، وغير المفيد كلم) ().
وهذا الأمثلة جزء من عشرات الأمثلة، وكتب الأصول في ذلك تكاد تكون متطابقة، فالمثال الواحد يكفي في إثبات القضية؛ وذلك لغلبة النقل عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإسنوي (ت:772هـ): (واعلم أن المصنف –رحمه الله- أخذ كتابه من الحاصل للفاضل تاج الدين الأرموي، والحاصل أخذه مصنفه من المحصول للإمام فخر الدين، والمحصول استمداده من كتابين لا يكاد يخرج عنهما غالباً أحدهما المستصفى لحجة الإسلام الغزالي، والثاني المعتمد لأبي الحسين البصري، حتى رأيته ينقل منهما الصفحة أو قريباً منها بلفظها، وسببه –على ما قيل- أنه كان يحفظهما، فاعتمدت في شرحي لهذا الكتاب مراجعة هذه الأصول) ().
هذا النصّ يدلك على كثرة النقل لديهم، والعيب في ذلك ليس في مجرد النقل، وإنما في النسخ المتطابق من غير إضافة ولا تحرير، وهذا أثر كبير من آثار التقليد الذي بلينا به.
قال الشوكاني (ت:1250هـ): (- بعد ذكره لأهمية علم الأصول – وكانت مسائله المقررة، وقواعده المحررة تؤخذ مسلمةً عند كثير من الناظرين، كما تراه في مباحث الباحثين، وتصانيف المصنفين، فإن أحدهم إذا استشهد لما قاله بكلمة من كلام أهل الأصول أذعن لها المنازعون، وإن كانوا من الفحول، لاعتقادهم أن مسائل هذا الفن قواعد مؤسسةٌ على الحق الحقيق بالقبول، مربوطة بأدلةٍ علمية من المعقول والمنقول، تقصر عن القَدحِ في شيءٍ منها أيدي الفحول، وإن تبالغت في الطول) ().
بهذا نكون قد استوفينا بإيجاز التقرير الدال (نظريًّا وتطبيقيًّا) من خلال كتب الأصول على صدق هذا المفهوم الذي ذكرناه، كما قد بان لك من خلال النقول السابقة حاجة هذا العلم إلى التجديد والمراجعة في كثير من مواده، ولا سيما التي تضمنها هذا المعنى وهو: هو إبراز القواعد الأصولية للمستفيد، وتأصيلها بالأدلة الشرعية، وتصفيتها من كلّ ما علق بها مما ليس منها، وكل ما اتصل بها ولم يثمر فرعا.
الخلاصة: أن علم الأصول من أحوج العلوم إلى التجديد وتنقيته والنهوض به وتحرير مسائله، وأسباب ذلك لا تخفى على الممارسين له كما سيأتي. ولعل هذا ما جعل بعض الأيدي تتناوله بحق، أو تتطاول عليه بلا حق. والدراسات التي تناولت موضوع التجديد في الأصول، تختلف باختلاف أصحابها وتوجهاتهم ومقاصدهم، ورد دعوى التجديد بالكلية ليس سديداً، فقد يصدق الكذوب، ويجود البخيل، غير أنها قد ترشدك وتنبهك على مواطن الخلل أحيانا، فخذ منها ودع، والحكمة ضالة المؤمن، وعليه لا بد أن تعلم أن الرد الجملي بلا تفصيل لا يستقيم.
مواقف الناس من التجديد
تباينت مواقف العلماء والكُتَّاب في النظر إلى موضوع التجديد إلى طرفين ووسط:
الموقف الأول: مانعوا التجديد، وهم الذين يريدون أن يبقى كل قديم على قدمه وشعارهم المرفوع: ليس في الإمكان أبدع مما كان! يمثل هؤلاء بعض مقلدي المذاهب المتعصبين لها، والحرفيون الذين يقفون جامدين عند ظواهر النصوص ().
أقول لهؤلاء: إن تراثنا بأمس الحاجة إلى التحقيق والغربلة، لتكثيف الفهم والتعقل، وتحري الاختيار والانتخاب، ومن ادعى غير ذلك فقد جنى على التراث أولاً، وعلى المتقدمين ثانياً؛ بالإدعاء لهم ما لم يدعوه لأنفسهم، ولا لمن سبقهم، وتعدى على المتأخرين ثالثاً؛ بوأد عقولهم في مهدها، والتشكيك في قدراتهم ومقاصدهم.
كما أن ركام الخلافيات التي تفاقم أمرها في كتب علم الأصول يحتاج إلى عقل مجدد لاستخلاص الراجح من بينه.
وأؤكد في هذا السياق على عدم صحة اعتبار أن الماضي دائماً أفضل حالاً من الحاضر، والقادم أسوأ من الحاضر. فمجمل ما يتعلق به هؤلاء مردود من مقولات كَرَّست حالة الجمود والسكون والرهبة، والتقديس في التعامل مع التراث، وبالذات مع آراء واجتهادات العلماء السابقين، ورسَّخت حالة التقليد والتبعية، وأضعفت حالة الاجتهاد والتجديد ().
"وأما الجانب النفسي – عند هؤلاء - فإن هناك لوناً من الخشية في الإقدام على تجديد كل ماله علاقة بالدين، حتى أن كلمة التجديد نفسها إذا وردت في معرض الحديث عن مسألة فقهية تقابل بالامتعاض خوفاً من أن تكون ذريعة للتحلل من أوامر الدين وشعائره شيئاً فشيئاً.
والانتصار على هذا الجانب النفسي يحتاج إلى شجاعة وثقة بالنفس، وإيمان بأن الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً للناس كافة يحض على إعمال العقل، ومحاربة الجمود، والعمل الدءوب من أجل أن تسود كلمة الحق، وأن تكون لها صولة وقوة حتى لا تخنس أمام ضراوة الباطل وإعصار التقليد والجمود" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
الموقف الثاني: الغلاة في التجديد، وهم الذين يريدون أن ينسفوا كل قديم وإن كان هو أساس هوية المجتمع، وهؤلاء في الحقيقة مبددون لا مجددون، وهم يكتبون تارة باسم التجديد الأصولي، وتارة بتجديد الفكر الإسلامي ().
الموقف الثالث: المتوسطون في التجديد، وهم الذين يرفضون جمود الأوليين وجحود الآخرين.
وهنا لا بد أن نفرق بين ما يبديه الذين يدعون إلى التجديد الذي يظهر أنه امتداد للجهد الذي بذله علماء المسلمين منذ قيامهم بواجب الاجتهاد والإفتاء، وبناء صرح الفقه الإسلامي، وبين الذين يدعون إلى هدم الإسلام، وطمس معالمه، وقد بان لك فيما سبق أنهم متصفون بأسوأ من ذلك ().
وهؤلاء المتوسطون اختلفوا في الضوابط الشرعية للتجديد، كما اختلفوا في التعاطي معها، منهم من توسع حتى كاد يصل إلى الغلاة، ومنهم من ضيّق حتى كاد يغلق الباب.
"وجملة القول أن التجديد في علم الأصول ضرورة دينية، وأن الدعوة إلى هذا التجديد تنطلق من مبدأ صلاحية التشريع الدائم للتطبيق، وأن هذه الدعوة لا تعني خروجاً على كل ما كتبه السلف في هذا العلم، فمنه ما لا يقبل التطور، ومنه ما جاء عن نظر واجتهاد، ولا أحد يستطيع أن يدعي فرضية متابعة أي مجتهد في أمر أداه إليه اجتهاده فقط، فإن ذلك أقصى ما يقال فيه، إنه رأي، والرأي مشترك" ().
التجديد متزامن مع التأليف
وهنا أنبه القارئ على أن فكرة التجديد لعلم الأصول ليست وليدة الساعة، ولا مما أفرزته الثقافة الغربية فحسب، وإن كان لها أثر على بعض من يحمل لواءها.
فإن من الأصوليين من كان يشير إلى ما يمكن أن نطلق عليه: تجديد الأصول، وإن كان المصطلح قد تطور وتَعَصْرَنَ، إلا أن أصل فكرة التجديد متفق عليها. فالشاطبي قد جدد وابتكر وغيره كذلك.
انظر مثلاً هذا القول وهو لفخر الأئمة منصور بن إسحاق السجستاني (ت:290هـ) - إن صح تاريخ الوفاة - يقول بعد كلام: ( .. فرغبت في جمع جمل من الفصول تقع بها الهداية والكفاية لطلبة الأصول، وطرحت منها الحواشي والفضول .. ) ().
ويقول أبو الحسين البصري (ت:436هـ): (فأحببت أن أؤلف كتابا مرتبة أبوابه غير مكررة، وأعدل فيه عن ذكر ما لا يليق بأصول الفقه من دقيق الكلام. إذ كان ذلك من علم آخر، لا يجوز خلطه بهذا العلم .. ) ().
ويقول السمعاني (ت:489هـ) أيضا في هذا المعنى: ( .. ورأيت بعضهم - أي الأصحاب - قد أوغل، وحلل، وداخل. غير أنه حاد عن محجة الفقهاء في كثير من المسائل، وسلك طريق المتكلمين الذين هم أجانب عن الفقه ومعانيه، بل لا قبيل لهم فيه ولا دبير، ولا نقير ولا قطمير .. ) ().
فهذه النقول تدلك على التزامن بين التأليف والتجديد في هذا العلم، وإن كان متباينا مع التجديد المعاصر، لكنه يؤيد أصل الفكرة.
مقترحات التجديد الأصولي
مما أقترح تهذيبه وتفعيله في علم الأصول ما يلي:
أولاً: الرجوع التام إلى الأصول والمصادر التي تَكون منها هذا العلم، فتجديد علم الأصول لا يكون مثمرا إلا برجوعه لمصادره الأصلية، وانعتاقه مما خالطه من العلوم الأجنبية عنه، ومصادر أصول الفقه اثنان:
1 - الأدلة الشرعية بفهم السلف.
2 - اللغة العربية.
قال القرافي: (والحق أن مسائل أصول الفقه معلومة -كما قال التبريزي- بالاستقراء التام من اللغات .. ) ().
وما سوى ذلك من الفروع فهو مساعد لضبط الأصول لا ناتج لها.
ثانياً: تنقيح علم الأصول من فضول المسائل التي لا علاقة له بها ()، وذلك يكون بطريقين:
1 - بإفراد هذه المسائل عن العلم؛ مع ذكر السبب، وبيان أثرها على العلم ().
2 - بتصفية قواعد علم الأصول التي لها أثر ظاهر في الاستنباط مع أدلتها وأمثلتها ().
والفرق بين الأول والثاني: هو أن الأول إبراز المسائل الدخيلة في هذا العلم؛ ليعلمها المتلقي، والثاني تصفية وتنقيح المسائل الأصولية المثمرة عن غيرها؛ ليسهل الوصول إليها.
ثالثاً: تفعيل جانب التطبيق على جانب التنظير في الدراسات الأصولية، وهذا له عدة جوانب:
1 - ربط القواعد الأصولية بالأدلة، وذلك في محافل التدريس، والرسائل الجامعية ()، لبيان أصلها ومصدرها.
2 - الاهتمام بذكر الأمثلة الفقهية لكل قاعدة، لبيان ثمرتها وإنتاجها.
3 - الاهتمام بتطبيق القواعد الأصولية على النوازل الفقهية المعاصرة، وبيان فاعليتها.
رابعاً: التحديث والإضافة للتراث الأصولي، وذلك بأمور:
1 - صياغة التراث الأصولي وتحديثه بأسلوب عصري مدعوم بالأمثلة والترجيح، وتحرير المصطلحات ما أمكن خاصة في المناهج الدراسية الأصولية.
2 - إضافة ما لا بد منه كالمقاصد الشرعية، ولا سيما في المناهج.
3 - تقليل الاعتماد على المتون الصناعية ما أمكن، خاصة المنظومات؛ لما فيها من التعقيد وقلة الفائدة.
4 - الاهتمام بالموضوعات الأصولية التي كثر الكلام حولها كالمصالح والنسخ وغيرها.
خامسًا: التجديد من جهة الصياغة وطريقة التأليف، وهذا له طرق:
1 - مؤلَف يهتم بإعادة الصياغة لبعض القواعد الأصولية.
2 - مؤلَف يهتم بأخطاء الأصوليين في طريقة التأليف.
قال الشاطبي: (كل مسألة مرسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فروع فقهية، أو آداب شرعية، أو لا تكون عونا في ذلك فوضعها في أصول الفقه عارية. والذي يوضح ذلك أن هذا العلم لم يختص بإضافته إلى الفقه إلا لكونه مفيدا له، ومحققا للاجتهاد فيه، فإذا لم يفد ذلك؛ فليس بأصل له) ().
"الخلاصة أن علم أصول الفقه ينبغي أن تجاوز به في عصرنا مرحلة الاجترار والتكرار إلى مرحلة التجديد والابتكار، حتى يكون الاجتهاد - ولا سيما في القضايا العامة التي تواجهنا فيها مشكلات جمة - ناضجا متطورا، لا يقف عاجزا أمام ما تتمخض عنه الحياة كل يوم من نوازل بحجة أن السابقين لم يتكلموا فيها، أو أنه لا يوجد لها شبه فيما اشتملت عليه كتب الفقه من مسائل" ().
هذا وإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني والشيطان والله ورسوله منه براء، ورحم الله من أهدى إليَّ عيوبي، سبحانك اللهم أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 04:48]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم، والموضوع جدير بالتأمل والبحث والنظر، ليس في تجديد أصول الفقه فحسب، بل بعموم الدعاوى التي تدعو إلى إعادة النظر في الفنون والعلوم، وإنما استأثر الأصول بالكثير من الاهتمام لكون الاستنباط والنظر في الأدلة متوقف عليه، مما جعل الكثير يتعلق به وينخرط في سبيله.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 08:38]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا حاتم بحث دقيق ومهم لا سيما في هذا الوقت فجزيت خيراً
ـ[قارئ]ــــــــ[07 - Jun-2007, صباحاً 12:04]ـ
تجديد أصول الفقه قضية تستحق النقاش والبحث بجدية
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 11:45]ـ
البحث هنا بالحواشي:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8525
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 01:44]ـ
بورك فيك أخي أبو حاتم وسددك ربي وأعانك على هذا الجهد العلمي
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 12:57]ـ
جزاكم الله كل خير ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 08:14]ـ
بحث قيّم بارك الله فيك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 09:39]ـ
للفائدة
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:18]ـ
سوف تجد في هذا الكتاب شيئاً من التجديد الأصولي الرصين إن شاء الله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=61783(/)
هل يُعتبر الأعصار الذي ضرب بعض الدول نازلة ولذلك قنت الشيخ الشريم فجر اليوم الخميس
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 05:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الفضلاء ....
هل يعتبر الأعصار الذي ضرب بعض الدول الإسلامية يٌعتبر نازلة، ولذلك قنت الشيخ د سعود الشريم حفظه الله ورعاه فجر اليوم الخميس الحرم.
وجزاكم الله خير ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 06:42]ـ
لا شك أنه نازلة، ولكن هل يقنت في جميع النوازل؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 06:47]ـ
ولا شك أن الإعصار يشرع له القنوت في أصح قولي أهل العلم نسأل الله أن يلطف بالمسلمين(/)
هل يُمَكَّن الطلاب من المذاكرة في المسجد؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 06:44]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله على محمد عبد الله ورسوله وسلم تسليما، أما بعد:
فإنه في هذا الأيام يكثر حضور الطلاب للمساجد للمذاكرة فيها والبقاء لمدة طويلة في غير أوقات الصلوات.
فهل يمكنون من ذلك أو يمنعون؟
الظاهر: أنه لا يجوز للإمام والمؤذن تمكينهم من الجلوس في المسجد للمذاكرة في غير أوقات الصلوات، لما يلي:
· أن وزارة الشؤون الإسلامية تطالب الأئمة والمؤذنين بإغلاق المساجد بعد أوقات الصلوات.
· وتطالبهم بالترشيد في استعمال الكهرباء.
· والتصنيف الفقهي للوزارة بالنسبة لرعايتها للمسجد = الناظر على الوقف.
· والتصنيف الفقهي بالنسبة للإمام والمؤذن = وكيل عن الناظر على الوقف.
· وجلوسهم في المسجد الساعات الطوال مع استهلاكهم الكهرباء الكثيرة من المكيفات والإنارة لمصلحتهم الخاصة، (المذاكرة) = خارجة عن قصد الواقف.
· ولما في ذلك من مخالفة لأمر الناظر على الوقف.
· وما يترتب على ذلك من مبالغ مالية لم يؤذن في صرفها.
· ولما قد يحدثه جلوسهم من تقذير للمسجد من آثار طعامهم وشرابهم.
· وما في كتبهم من صور محرمة عند جمع من العلماء.
والله أعلم.
تنبيه: كلامي على مساجد مدينة الرياض وما كان النظام فيها مماثلا.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 07:20]ـ
هناك استثناءات أخي الكريم. .... حلقات العلم وحلق التحفييظ والمعتكفون ووو ....
وإذا كان الطلاب سيحافظون على نظافة المسجد ولايؤذون أحدا من الجيران، فلماذا التشديد والمنع؟.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 07:28]ـ
هناك استثناءات أخي الكريم. .... حلقات العلم وحلق التحفييظ والمعتكفون ووو ....
وإذا كان الطلاب سيحافظون على نظافة المسجد ولايؤذون أحدا من الجيران،
بارك الله فيك
هذه خارجة عن ما ذكرت؛ لأنها عبادات، وموافقة لقصد الواقف، ومسموح بها في النظام؛ بخلاف ما ذكر.
فلماذا التشديد والمنع؟.
ذكرتُ ما عندي من حجج فليتك ذكرتَ جوابا علميا عنها، قبل أن تسميه تشديدا.
وشكر الله لك مرورك وتعليقك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 07:42]ـ
أما إذا نص النظام على المنع،، فالأمر يختلف، فلا بد من الامتثال والطاعة.
لكن إذا كان الأمر للاجتهاد، فالمذاكرة هي نوع من طلب العلم
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 07:55]ـ
أخي عبد الرحمن -إن كان عندك اطلاع- سؤال عرضي خارج الموضوع:
هل تسمح وزارة الشؤون الإسلامية بتشغيل المكيفات بين المغرب والعشاء.
لأنني أرى بعض المساجد مفتوحة بين هاتين الصلاتين لمن أراد الجلوس لقراءة القرآن والرباط
جزاك الله خيراً
موضوعك جيد / جزاك الله خيراً على التنبيه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 09:14]ـ
هل تسمح وزارة الشؤون الإسلامية بتشغيل المكيفات بين المغرب والعشاء.
لأنني أرى بعض المساجد مفتوحة بين هاتين الصلاتين لمن أراد الجلوس لقراءة القرآن والرباط
لا تسمح بذلك.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 09:57]ـ
ولماذا إغلاق المساجد بين الفروض وخصوصاً كالوقت الذي بين المغرب والعشاء!!!!
ألا يكون هذا من الصد؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:01]ـ
أقدر رأيك ومنطلقاتك الشرعية وهي وجيهة جدا ولعلك أيضا تعلم من يفتي بذلك من أكابر أهل العلم
ولكن حال المذاكرين والدارسين في المسجد يجعل المسألة محتملة:
أن الذين يذاكرون يغلقون المسجد ولا يجعلونه مفتوحا وهذا طلب الوزارة
أنهم معروفون لإمام المسجد أو مؤذنه
أنهم غالبا من أبناء الحي وللوالدين مصلحة كبيرة في أن يكون أبناؤهم في مكان معروف وقريب من البيت
أن الواقع الذي أراه أن الأئمة يتركون المكيفات تعمل في الليل وفي النهار حين خلو المسجد وهذا لمصلحة راجحة أيضا وهي تهيئة المسجد للمصلين فالمكيفات مفتوحة بهم أو بدونهم
هذا ما يظهر لي وللفائدة فإن الشيخ ابن عثيمين أجاز المذاكرة في المسجد
وجزاك الله خيرا موضوع رائع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:07]ـ
ولماذا إغلاق المساجد بين الفروض وخصوصاً كالوقت الذي بين المغرب والعشاء!!!!
ألا يكون هذا من الصد؟
لا ليس من الصد بل من صيانة المسجد والمحافظة عليه.
ولعلك سمعت بالمساجد التي أحرقت، وفي مسجدنا سرقت الساعة الإلكترونية وجهاز قتل الحشرات ... ودائما يسرق من المساجد أجهزة التكييف والكتب وغيرها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:15]ـ
وهذا طلب الوزارة
شيخنا الفاضل أسعدني مرورك جدا
الجزم بان هذا مقصدهم فيه توقف؛ فإن لهم هدفا في ترشيد المصاريف.
أن الواقع الذي أراه أن الأئمة يتركون المكيفات تعمل في الليل وفي النهار حين خلو المسجد وهذا لمصلحة راجحة أيضا وهي تهيئة المسجد للمصلين فالمكيفات مفتوحة بهم أو بدونهم
لم أر هذا في ما حولي من المساجد وإن وجد؛ فالإشكال قائم عليهم بالمخالفة لأن هذا مما تمنع منه الوزراة، وأما التهيئة فإنها تفتح قبل الأذان بوقت كاف.
وللفائدة فإن الشيخ ابن عثيمين أجاز المذاكرة في المسجد
شكر الله لك هذا النقل، لكن ما بررات تجويز الشيخ؟
فإني أخشى أنه خفي عليه بعض النظام، وقد ذاكرت أحد العلماء في هذه المسألة وتبين لي خفاء كثير من النظام عليه مع أنه إمام مسجد، وقال: إنه لم يصله شيء من هذه التعاميم.
ثم هنا مسألة مهمة جدا في نظري ولها فروع كثيرة وهي:
إذا كان الإنسان مستأجرا أو كيلا أونحوه وألزم بنظام من قبل موكله أو ... هل يجوز له مخالفته بناء على رأي لأحد الفقهاء يُجَوِّز ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:16]ـ
بسم الله والحمد لله
الأخ عبدالرحمن مَنْ المفتي بهذه الفتوى؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:21]ـ
بسم الله والحمد لله
الأخ عبدالرحمن مَنْ المفتي بهذه الفتوى؟
أي فتوى؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:22]ـ
الشيخ عبدالرحمن
هل نص النظام على منع المذاكرة في المساجد.
ثم أليست المذاكرة نوعاً من مدارسة العلم؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:25]ـ
الشيخ عبدالرحمن
هل نص النظام على منع المذاكرة في المساجد.
ثم أليست المذاكرة نوعاً من مدارسة العلم؟!
نص النظام على وجوب إغلاقها، وعدم فتحها إلا لحلقات التحفيظ، والدورس العلمية، ويتولى الإمام والمؤذن غلقها بعد انتهائها.
والمذاكرة قد يكون بعضها من مذاكرة العلم، لكن كثيرا منها ليس كذلك، والمصلحة فيها خاصة، وبقاء الطلاب للمذكرة يستغرق ساعات كثيرة.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 10:48]ـ
بسم الله والحمد لله
الفتوى المذكورةَ في رأس الموضوع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 01:14]ـ
وفقك الله
ليس في رأس الموضوع فتيا، ولسنا هنا في مقام الإفتاء، وإنما هذا (مجلس شرعي) نتذاكر فيه العلم.
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 07:00]ـ
مع أني لست من أهل دياركم _أعزكم الله_ لكن أعلق للاستفادة من علمكم وتوجيهكم شيخنا السديس.
يفهم من كلامكم أنهم إن لم يستعملوا الكهرباء أو أذن لهم من الناظر ولم يقذروا المسجد ولم يدخلوا الصور المحرمة _مع أنها تابعة ويثبت تبعا ما لايثبت استقلالا_أن ذلك لابأس به.
لكن هل يقال بالمنع أيضا والحالة هذه في غير الكليات الشرعية لأنه من باب التكسب بالصنعة أو تعلم ما به يتكسب؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 11:12]ـ
لكن هل يقال بالمنع أيضا والحالة هذه في غير الكليات الشرعية لأنه من باب التكسب بالصنعة أو تعلم ما به يتكسب؟
نعم، هذا الظاهر خصوصا في العلوم الدنيوية التي ليس لها ارتباط وثيق بعلوم الدين.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 11:13]ـ
ليسمح لي شيخنا الفاضل بالتعليق
توجيه الوزارة بإغلاق المساجد بعد الصلوات لعلة المحافظة عليها فإن تمت المحافظة على المسجد مع الانتفاع به فلا أظن أن فيه إشكالا بدليل سماحها بفتح المساجد لحلقات التحفيظ والدروس العلمية وما أشبه ذلك ومذاكرة العلم داخلة في ذلك وكل علم نافع فهو مشروع وليس ذلك مقصورا على العلوم الشرعية ثم إن الأصل في المساجد أن تظل مفتوحة فهي بيوت الله وهذا ما كان موجودا في تاريخ أمتنا فكل انتفاع مشروع بالمسجد لا أظن أنه يخالف تعليمات الوزارة ويبقى هذا الأمر راجعا لرؤية إمام المسجد ونظرته لهؤلاء الطلبة ومدى محافظتهم عليه ولا دليل على المنع إلا أمر الوزارة بإغلاق المساجد بعد الصلوات وهذا لا حجة فيه إلا إن صدر قرار من الوزارة يمنع الأئمة من تمكين الطلبة من المذاكرة في المسجد والله أعلم
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 01:10]ـ
بسم الله والحمد لله
أخي عبدالرحمن بارك الله فيك ..
السؤال والجواب في رأس الموضوع لا يخلو من أربعة احتمالات:
1. إما أن تكون أنت السائل وأنت المجيب.
2. إما أن تكون أنت السائل وغيرك المجيب.
3. إما أن يكون غيرك السائل وأنت المجيب.
4. أو لا تكون أنت السائل ولا المجيب.
فأيها الاحتمال الصحيح ..
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 04:04]ـ
أخي الكريم هشام بن سعد ما بالك مصر على تكرار السؤال وقد قال لك الشيخ عبدالرحمن أنه لايفتي ولايجيب على استفتاء وإنما يتذاكر ويتباحث شأن السلف رحمهم الله في مذاكراتهم فحياة العلم مذاكرته.
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 04:11]ـ
بسم الله والحمد لله
أخي عبدالرحمن بارك الله فيك ..
السؤال والجواب في رأس الموضوع لا يخلو من أربعة احتمالات:
1. إما أن تكون أنت السائل وأنت المجيب.
2. إما أن تكون أنت السائل وغيرك المجيب.
3. إما أن يكون غيرك السائل وأنت المجيب.
4. أو لا تكون أنت السائل ولا المجيب.
فأيها الاحتمال الصحيح ..
الشيخ عبدالرحمن طرح هذا المسألة، وأجاب عنها بما ظهر له
وهو يعرض المسألة هنا على إخوانه للحوار العلمي حول ما توصل إليه
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 04:21]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاكم الله خيرا .. ولي غرض.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 04:47]ـ
بارك الله فيكم
الأخ هشام بن سعد:
إن كان عندك فائدة فتفضل، وواقع المسألة خارج عن قسمتك.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 05:01]ـ
بسم الله والحمد لله
والله لا أدري لم التملص من الإجابة ,, الله المستعان .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
أرجوا مراجعة الخاص يا شيخ عبدالرحمن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 06:32]ـ
جزاكم الله خيرا.
من فتاوى الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله تعالى:
حكم المذاكرة في المسجد بكتب فيها صور
س: يتجه بعض التلاميذ إلى استذكار دروسهم في المساجد مصطحبين كتبهم معهم فهل يصح أن يفعلوا ذلك وخاصة إنه يوجد في الكتب الدراسية صور بشرية وحيوانية فهل هذا فيه شيء؟
ج: لا بأس بالقراءة في المساجد ومذاكرة الدروس، لكن يجب أن تصان بيوت الله عن الأذى ورفع الأصوات وكذا دخول السفهاء والأطفال الذين لا يحترمون فرش المسجد ومصاحفه وحيطانه ونحو ذلك فإذا أُمن الأذى فلا محذور في المذاكرة فأما الدروس والصحف التي بها صور حيوان فلا يجوز إدخالها في المساجد احتراماً لبيوت الله من التصاوير التي تهرب منها الملائكة فعليهم أن لا يستصحبوا تلك الصور أو يطمسوا صورة الحيوان أو رأسه وما تزول به الحياة.
كتاب فتاوى إسلامية ... جمع وترتيب الشيخ /محمد المسند
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 06:46]ـ
أحياناً تكون مفسدة مذاكرة البعض في غير المسجد أكبر من مفسدة مذاكرتهم فيه، فما القول عندئذ؟ مثلاً: هناك شباب كثر يتفادون الصحبة السيئة والفارغة باللبث في المسجد: فهم يريدون الفكاك بدفع أعظم الضررين في نظرهم. ويبقى تقدير ذلك اجتهاداً.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 08:11]ـ
لم يذكر الشيخ عبدالرحمن مايفيد بمنع المذاكرة في المسجد، وماذكره من نظام الوزارة لايدل على منع المذاكرة.
وهاهي الفتاوى تنقل عن علماء الأمة بجواز المذاكرة.
والمنع الذي فهمه الشيخ هو من التشديد .. كما ذكرت في أول تعليق لي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 08:30]ـ
بسم الله والحمد لله
والله لا أدري لم التملص من الإجابة ,, الله المستعان .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ..
أخي الكريم لا تملص ولا شيء، والسؤال أنشأه أكثر من شخص، وشارك في الجواب المذكور غيري ممن ذاكرته من أهل العلم وطلبته.
وإن كان عندك تعليق في صلب الموضوع = فأفدنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 08:49]ـ
فإذا أُمن الأذى فلا محذور في المذاكرة فأما الدروس والصحف التي بها صور حيوان فلا يجوز إدخالها في المساجد احتراماً لبيوت الله من التصاوير التي تهرب منها الملائكة فعليهم أن لا يستصحبوا تلك الصور أو يطمسوا صورة الحيوان أو رأسه وما تزول به الحياة.
جزاكم الله خيرا
وجواب الشيخ ـ حفظه الله ـ ليس فيه تعرض لما ذكر من علل المنع، وهي منع الوزراة، وما يترتب على ذلك من تكاليف، وإنما هو على حكم المذاكرة والكتب التي تحمل الصور.
ومع ذلك فالشيخ قال بعدم الجواز للكتب التي فيها صور وهي غالب كتب الطلاب اليوم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 08:55]ـ
أحياناً تكون مفسدة مذاكرة البعض في غير المسجد أكبر من مفسدة مذاكرتهم فيه، فما القول عندئذ؟
هذا الايراد يمكن أن يوجه للوزارة، فإن رأت السماح على نظر الأئمة فذاك لها أما الإمام فهو وكيل أو عامل لا يحق له التصرف في غير ما أذن له فيه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 09:06]ـ
وهاهي الفتاوى تنقل عن علماء الأمة بجواز المذاكرة.
هذه مبالغة، ونقل فتوى الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وليس فيها ما يفيد اطلاع الشيخ على النظام و ... وأصل الشيخ معروف ومطرد في مثل هذا.
وأما فتوى الشيخ ابن جبرين فلا متمسك لك بها، وراجع ما ذكرته تعليقا عليها.
ثم لو قُدَّر أنها صريحة؛ فتأتي مسألة التي أوردتها سابقا وهي: إذا كان الإنسان مستأجرا أو كيلا أونحوه وألزم بنظام من قبل موكله أو ... هل يجوز له مخالفته بناء على رأي لأحد الفقهاء يُجَوِّز ذلك؟
هو من التشديد .. كما ذكرت في أول تعليق لي.
أخي بارك الله فيك
هذا التوصيف لا يخدم الموضوع ولا يرد على ما ذكر فيه، وأنا بحاجة إلى إيراد يرد ما ذكرت أو يؤيده.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 09:09]ـ
لم يذكر الشيخ عبدالرحمن مايفيد بمنع المذاكرة في المسجد، وماذكره من نظام الوزارة لايدل على منع المذاكرة ..
تعميم رقم 30/ 19/2 في 22/ 2/1428هـ
وبالنسبة للمساجد التي بها حلقات لتحفيظ القرآن الكريم أو تقام فيها ندوات او حلقات تعليمية أو محاضرات دينية أو بها مكتبات خيرية، وأذن لها بذلك من جهة الاختصاص، ويتطلب الأمر فتحها في غير أوقات الصلاة، فيكون فتحها وأغلاقها على مسؤلية الإمام والمؤذن وتحت إشرافهما، فآمل مراعاة ذلك بكل دقة والتأكيد على الإدارات التابعة لكم ... والتمشي بموجبه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 10:06]ـ
تعميم رقم 30/ 19/2 في 22/ 2/1428هـ
وبالنسبة للمساجد التي بها حلقات لتحفيظ القرآن الكريم أو تقام فيها ندوات او حلقات تعليمية أو محاضرات دينية أو بها مكتبات خيرية،.
هذا من التمثيل على مايسمح به من أنشطة، وإلا يمكن السؤال عن أمور اخرى كالاعتكاف وغيره
، وهناك من الأشياء مايعرف التغاضي عنها دون النص عليها، ألا ترى أنه يمنع في الحرم حمل الأطعمة عدا التمر والشاي والقهوة، ومع ذلك تحمل ويدخل بها ويتناولها الناس، أترى كل هؤلاء ينالهم الإثم، هناك مايتسامح فيه أخي الكريم،، والعلم عند الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 02:02]ـ
وهذه الأمور التي تَرى أنها للتمثيل؛ هي من صميم عمل الوزارة، وضمن نشاطاتها وتحت إشرافها = نص على أنه لا بد أن يكون قد أذن بها؛ فكيف بغيرها مما هو خارج عن تخصصا وليس من ضمن نشاطها بل هي أمور خاصة، والتعميم في نظري ظاهر.
ـ[الفارس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 03:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من المعروف أن كثيرا من الأنظمة والتعميمات يراد منها تدوين شئ مكتوب، ولو لم يعمل به، بل يتغاضى عن ذلك، وليكون مدخلا نظاميا على من خالف - إن أرادوا ذلك -، وللعلم فالوزير الشيخ صالح آل الشيخ، كان الطلاب يذاكرون في المسجد الذي بجوار بيته، وابنه من ضمنهم.
بارك الله فيكم
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 04:26]ـ
فإني أخشى أنه خفي عليه بعض النظام،
هذا وراد - شيخنا- ومحبك أيضا لم يعلم إلا منكم وفقكم الله عن هذا النظام
ولا زلت أقول إن منطلقاتكم شرعية
ولكن يبقى أن النظام مادام أنه لم ينص على هذا ويإمكاننا أن لا نكون ظاهريين مع القرارات مادام أنه لم ينص وقد ترك ثغرات ترد عليه فإني أعتقد أن قراءة النظام باستحضار الهدف منه وهو صيانة المساجد هو المطلوب
والمذاكرة لا تؤثر على المسجد مادام أن الإمام والمؤذن يراقبه
وأعتقد أن هذه الطريقة في قراءة الأنظمة هي المتعينة
وإن كنت معلما تتبع (وزارة التربية والتعليم) فأنت بحاجة ماسة جدا لهذه القراءة
وقد كان شيخنا ابن عثيمين يقرأ الأنظمة بهذه الطريقة كثيرا
وقد سألته مرة - من باب المثال والفائدة- عن مسألة تقف بين القراءة الحرفية للنظام وبين المقصد من النظام فأفتى بروح النظام كما يقولون
وكذلك الشيخ عبد العزيز بن باز كذلك له فتاوى في هذا
وسماحة المفتي كثيرا ما يفتي بمثل هذا
المقصود أنه مادام النظام لم ينص على هذه فالقراءة بالطريقة الأخرة مفضلة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 05:20]ـ
أحسنت شيخنا المفرئ فقد أوصلتَ ماأريدُ قوله بكلامك المحرر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:34]ـ
توجيه الوزارة بإغلاق المساجد بعد الصلوات لعلة المحافظة عليها فإن تمت المحافظة على المسجد مع الانتفاع به فلا أظن أن فيه إشكالا بدليل سماحها بفتح المساجد لحلقات التحفيظ والدروس العلمية وما أشبه ذلك ومذاكرة العلم داخلة في ذلك
.... ولا دليل على المنع إلا أمر الوزارة بإغلاق المساجد بعد الصلوات وهذا لا حجة فيه إلا إن صدر قرار من الوزارة يمنع الأئمة من تمكين الطلبة من المذاكرة في المسجد
عذارا على التأخر عن التعليق على مشاركتك، بارك الله فيك ونفع بك.
ولعل بعض الكلام المتعلق بما تفضلت به سبق مني في تعليقات أخرى.
أكرر شكري لك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:39]ـ
شيخنا الكريم المقرئ وفقكم الله
لاشك في صحة ما قعدتموه من أن المنظور إليه روحه لا لفظه فقط، وليس هذا مقصورا عليه، لكن الكلام في تطبيقه هنا، فأنت ترى نص التعميم وتشديده على ما هو من تخصص الوزراة وعملها وإشرافها لم تأذن فيه إلا إن كان رسميا، فكيف بما هو خارج عن اهتمامها ونشاطها.
مع مطالبته بالترشيد في الكهرباء ونحوها.
والله أعلم.
كما أن الإذن العام لا يحقق هدف الوزارة حتى في بقية الأمور من صيانته وحفظه إذا سم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من المعروف أن كثيرا من الأنظمة والتعميمات يراد منها تدوين شئ مكتوب، ولو لم يعمل به، بل يتغاضى عن ذلك، وليكون مدخلا نظاميا على من خالف - إن أرادوا ذلك -، وللعلم فالوزير الشيخ صالح آل الشيخ، كان الطلاب يذاكرون في المسجد الذي بجوار بيته، وابنه من ضمنهم.
بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا غير معروف لدي.
والتقصير في التطبيق والنتفيد أمر آخر.
أما كونه يكون مدخلا نظاميا لمن يخالف وهو غير مراد = فهذا عجيب.
أما كون الوزير يتركهم أو لا ينكر ... فتركه ـ إن صح ـ فهذا لا شأن لنا به هذا، وإنما الكلام في الخطاب الموجه للأئمة.
والمراد هنا بارك الله فيك التخريج الفقهي.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 12:30]ـ
شيخنا الكريم المقرئ وفقكم الله
لاشك في صحة ما قعدتموه من أن المنظور إليه روحه لا لفظه فقط، وليس هذا مقصورا عليه، لكن الكلام في تطبيقه هنا، فأنت ترى نص التعميم وتشديده على ما هو من تخصص الوزراة وعملها وإشرافها لم تأذن فيه إلا إن كان رسميا، فكيف بما هو خارج عن اهتمامها ونشاطها.
مع مطالبته بالترشيد في الكهرباء ونحوها.
والله أعلم.
كما أن الإذن العام لا يحقق هدف الوزارة حتى في بقية الأمور من صيانته وحفظه إذا سم
؟!
ـ[ابن المنير]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 02:07]ـ
من باب إعمال الفكر ...
(وحفظه إذا سُمِح)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 09:31]ـ
الإخوة الفضلاء، ما دام قانون الوزارة - على كل حال- سيبقى رداً مفحماً على كل مشاركة فلا فائدة في المواصلة. اقترح عدم طرح موضوع هو من الأصل شبه محسوم. خاصة المواضيع التي فيها قرار من ولي الأمر أو الجهات المسؤولة، وهذا الموضوع من جملتها ... الإخوةيرفعون جواباً واحداً من أول الموضوع إلى آخره، وهو "ولكن الوزارة قالت ... ولكن الوزارة امرت ... ولكن تعميم الوزارة ينص على ... "!! ومن المعلوم أن الجميع ابتداء لا يفكرون (إن شاء الله) في مخالفة التعاميم الصادرة، الفائدة ربما تحصل في مناقشة صلاحية قرار الوزارة من أصله، أما أن نناقش ما دون ذلك ثم نرفع قرار الوزارة في وجه كل مشاركة، وهو جواب معروف سلفاً، فهذا لا أراه إلا تحصيل حاصل، بل إن من مفاسد مثل هذه المواضيع أن بعض الإخوة المشاركين قد يتلمس في إجاباته - من حيث لا يشعر- وسائل للالتفاف حول تعاميم الجهات المسؤولة بحجة المناقشة ومشاركة الرأي. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 10:09]ـ
اقترح عدم طرح موضوع هو من الأصل شبه محسوم. .
هذا رأيك، وفائدة الموضوع وإن كان في نظرك محسوما أن يعرف الحكم من كان جاهلا له، كما ظهر هنا خفاء بعض المعلومات على بعض الفضلاء.
ثم ليس الأمر محسوما؛ فإنا نرجو أن نرى من الإخوة من يبين ما ينقضه، أو يبين أنه مخالف لمقصد الشارع أو أنه أمر بغير المعروف ... ، أو من ينقل لنا عنهم التسامح في مثل هذا.
الفائدة ربما تحصل في مناقشة صلاحية قرار الوزارة من أصله
.
ما الذي خلَّفك عن إيراد ما تراه في ذلك، وهذا لم يكن غائبا فقد بُيَّن وجه أمرهم وما يترتب عليه من مصالح، وما في وجود هؤلاء الطلاب من معارضة لها الخ
الإخوة يرفعون جواباً واحداً من أول الموضوع إلى آخره، وهو "ولكن الوزارة قالت ... ولكن الوزارة امرت ... ولكن تعميم الوزارة ينص على.
عفوا ليس الأمر كذلك، وإنما هذا لما جرى الخلاف في فهم التعميم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 12:00]ـ
فإنا نرجو أن نرى من الإخوة من يبين ما ينقضه، أو يبين أنه مخالف لمقصد الشارع أو أنه أمر بغير المعروف ... ، أو من ينقل لنا عنهم التسامح في مثل هذا.
وهذا مصداق كلامي:
بل إن من مفاسد مثل هذه المواضيع أن بعض الإخوة المشاركين قد يتلمس في إجاباته - من حيث لا يشعر- وسائل للالتفاف حول تعاميم الجهات المسؤولة بحجة المناقشة ومشاركة الرأي. والله أعلم.
ومع ذلك أخي عبدالرحمن لا أراك إلا منافحاً عن حيثيات التعميم من أول الموضوع إلى آخره، ولم أرك حاولت بنفسك أن تضع نفسك موضع من:
... يبين ما ينقضه، أو يبين أنه مخالف لمقصد الشارع أو أنه أمر بغير المعروف ... ، أو من ينقل لنا عنهم التسامح في مثل هذا.
محاصرة إجابات الآخرين بالاجتهاد في تقرير نفوذ التعميم لا يساعد على بيان ما ينقضه كما كنت ترجو. حبذا لو شاركتنا في البحث عن حلول شرعية للخروج من حرج التعميم وتبعات المخالفة، لا السعي في خلاف ذلك. ربما تكون من أدرانا بمواد التعميم فأنت عندها من أدرانا بكيفية البحث عما يزيل العنت.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 01:29]ـ
أخي الكريم
القصد موافقة قصد الشارع والعمل بما يبرأ الذمة هذا هو المراد الأول من كتابتي للموضوع.
أما منافحتي ... الخ
فإن هذا هو الذي وجدته بعد بذل الوسع والمناقشة وفرض كل الاحتمالات، وليس القصد هو الترسيخ أو التبرير = فهذا ليس من شأني، وليس هناك محاصرة كما تسميها وبإمكان المناقش أن يبدي ما لديه ويحاصر ما أقول؛ فالمجال مفتوح.
ومناقشتي لما يورده الإخوة من باب إثراء الموضوع لنصل جميعا إلى الحق.
ثم إني لست أراه حرجا ولا عنتا كما تفضلت.
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 02:31]ـ
أرجو من المشايخ /
أن يبينوا وجهة نظرهم دون أي شدة
لسنا مطالبين أبدا أن يتراجع الشيخ عبد الرحمن السديس
الهدف كما قال الشيخ إثراء الموضوع أما عن نفسي فيعلم الله جل جلاله أن تراجعه أو ثباته على رأيه عندي واحد كما أن رأيي عنده كذلك مادمنا في حيز النقاش وصفاء السريرة
أعنقد أننا لو اتفقنا من البداية لما تحرر النقاش بهذه الصفحات الجميلة
وهناك من الموضوعات الرائعة جاء بعدها عبارات المديح ثم مات الموضوع وقد يكون ما نضج
وهذا مشروط كما سبق بجمال الألفاظ وحلو الخطاب الذي يرغب المحاور بالمواصلة
أحيانا يسأل السائل وتجيبه ولكن رده بسبب ضعف نفسيتك يزهدك في المواصلة معه والله المستعان
نحن بشر لنا مشاعر والرسول صلى الله عليه وسلم دعا ربه وقال " اللهم إني بشر أغضب كما يغضبون وآسف كما يأسفون "الحديث
وهذا الكلام متأكد مع من تعودنا إفادته كالشيخ عبد الرحمن وغيره إذا كان كلما أراد المفيد أن يطرح موضوعا وهو في وجل من الانتقاد لن نستفيد
فلسنا في منتدى " ما يطلبه المستمعون "
أعتذر عن الإطالة و"الجملة لا محل لها من الإعراب " ولكن أرجو قبولها وحسن الظن بكاتبها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 02:50]ـ
أعوذ بالله من شر نفسي، ومن شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل، واصلوا موضوعكم بارك الله فيكم، واعتبروا مشاركتي تنويعاً وإثراءً من نوع مختلف:)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 03:38]ـ
أظن أن الحكم ـ لدى أخينا وحبيبنا الشيخ عبدالرحمن ـ سيكون بالجواز فيما لو كان في المسجد ـ أثناء دراسة الطلاب ومذاكرتهم في المسجد ـ أناس يتعبدون ويقرأون،أو يستمعون لدرس علم في أحد نواحيه.
فإننا نجد أناساً يمكثون الساعة بعد العصر أو أكثر،وآخرون يبقون ما بين العشائين،أو صادف أن يكون المسجد معموراً بدرس علمي في ذلك الوقت [بعد العصر،أو بعد المغرب،أو بعد العشاء].
وبعبارة مختصرة: المسجد مفتوح مفتوح،من أجل تلك الأعمال التي بنيت المساجد لأجلها،ولأجل غيرها من المقاصد الشرعية،لذا لا حرج في المذاكرة.
ـ[وجيب]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 05:28]ـ
اظن ان المشكلة كلها ناشئة عن عدم فهم الوزارة اصلا لرسالة المسجد
كان المسجد عند المسلمين الاوائل مكان العبادة ومدرسة لتلقي العلم واصلاحية للتربية على السلوك والاخلاق القويمة وثكنة عسكرية تنطلق منه الجيوش وترسم فيه الخطط ...
وللاسف صرنا اليوم نناقش هل يدرس طلاب المسلمين في المسجد ام يمنعوا؟!!
نحن في عصر الاغراءات والمفاسد المنتشرة في كل بيت وكل شارع وكل مكان،
فهل ادع اولادي يذاكرون في مكتبة عامة غير مامونة او عند صحابهم
ام ادعهم يذاكرون في بيت الله مع اهل الدين والصلاح من شباب الحي وابناؤه.
ثم اكثر المساجد عندنا في مصر واظن في اكثر العالم الاسلامي تبنى باموال المتبرعين واهل الخير وغالبا لا تنفق وزارة الاوقاف ولا الحكومة مليم واحد!
فالمسجد بني باموال المسلمين، ثم ياتي من يمنع ابناءهم من الدراسة فيه!!
عجيب ده!!
ما دامت الدراسة والمذاكرة في المسجد لا يتسبب عنها ايذاء للجامع فلا مانع منها بل هي مرغوبة ويجب حث الطلاب في كل حي على الدراسة في المساجد لصفاء الجو وبركة المكان ..
وقرارات الوزارة ليست قرانا ولا سنة ويجب مناصحة المسؤولين للتخلي عن هذه القرارات الهزيلة!
ملاحظة اخيرة:
بقيت ملاحظة ان ادخال الكتب غلى المسجد اذا كان فيه صور حقيقية بالكاميرا فليس بمشكلة لانها ليست محرمة.
اما المشكلة فهي بالصور المرسومة باليد وهي اظن قليلة في الكتب المدرسية .. والقليل نتسامح فيه.
ـ[بركه]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 05:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 05:53]ـ
بارك الله فيكم جميعا وبصرنا وإياكم بالحق، وأرشدنا للعمل به.
اظن ان المشكلة كلها ناشئة عن عدم فهم الوزارة اصلا لرسالة المسجد
لا تؤاخذني،
بل المشكلة نشأت من عدم فهمك للموضوع.
فضلا أعد قراءة الموضوع بتأمل ثم قراءة تعليقك مرة أخرى.
ـ[بركه]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 06:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 06:10]ـ
شيخنا الكريم المقرئ جزاكم الله خيرا، وصدقتم فيما قلتم، ومع أني مع الزمن أصبح عندي شيء من المناعة، لكن لا شك في وجود التأثير، وإن لم يكن على كاتب الموضوع؛ فعلى غيره ممن يخطر على باله أن يكتب.
أما رأيي في الموضوع فأمره يسير سواء تمسكت به أو تراجعت عنه فلست عبد الرحمن (ابن باز) ولا عبد الرحمن (ابن عثمين).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 06:34]ـ
وبعبارة مختصرة: المسجد مفتوح مفتوح،من أجل تلك الأعمال التي بنيت المساجد لأجلها،ولأجل غيرها من المقاصد الشرعية،لذا لا حرج في المذاكرة.
حبيبنا الفاضل الشيخ عمر
إذا كان الحال في هذه الصورة = فلا أخالفك، والشأن في ما خالفها.
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 06:38]ـ
ومع أني مع الزمن أصبح عندي شيء من المناعة،).
ما شاء الله تبارك الله ألحظ هذا من قديم زادكم الله من فضله ونواله
أما محبك فيضيق صدره بما يقولون وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء نسأل الله الكريم من فضله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 02:22]ـ
شرح الله صدري وصدرك وغفر ذنبي وذنبك.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 03:11]ـ
س/ هل يصح أن يجلس اثنين أو ثلاثة في مسجد ولا يكفي لتبريد المسجد أقل من عشرة أجهزة تكيف، ولا يكفي للإضاءة أقل 40 لمبة؟
س/ أليس الأولى -على الأقل- أن يجتمعوا في دار أحدهم -إن كان القصد الاجتماع- في غرفة يكفي لتبريدها جهاز واحد، ويكفي لإضاءتها لمبتين أو أربع؟
وبقي أمور أهم وإشكالات أحتفظ بها، وهي من واقع التجربة.
وبعد هذا فالذي يظهر أنه إذا كانت المجموعة كبيرة ومعهم طالب علم أو مشرف -كطلاب الحلقات- فهؤلاء يمكن التجوز معهم، لكن يفتح المسجد والكهرباء، ويعرض المسجد لخطر السرقة -كما ذكر الشيخ عبد الرحمن- من أجل اثنين أو ثلاثة، فهذا أمر يظهر لي أنه خطأ.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 01:17]ـ
الله المستعان!!
سقا الله أياماً كان المسجد فيها مفتوحاً 24 ساعة، نذاكر فيه من أول الضحى إلى آخر الليل.
والمسافر يدخل وينام!
سبحان مغيّر الأحوال!
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 01:29]ـ
بوركتم شيخنا الفاضل عبد الرحمن السديس
و بوركت سعة صدركم و تحملكم لشدة البعض في الطرح
و يا ليت الأخوة يطرحون ما عندهم بهدوء و روية
كما رأيت من ردود الشيخ و مناقشته للموضوع
عموما:
جزاكم الله خيرا جميعا و أحسن إليكم.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 07:33]ـ
في دول مثل ماليزيا والهند وبنغلاديش وباكستان وجنوب أفريقيا المساجد مفتوحة 24 ساعة ...
وأعمال الهداية الأربعة على مدار الساعة ....
هكذا كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
أطفئوا المكيفات .. أشعلوا أنوار الهداية ..... !!!!!!!
ثمامة بن اثال مثال حي لنبض المسجد ...
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:36]ـ
غفر الله لك يا شيخ , هذا من التنطع المذموم ..
" أين رسالة المسجد " هل أصبحت محصورة في أداء الفروض والنوافل!!؟
إلى الله المشتكى ...........
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 11:36]ـ
أحسن الله إليك شيخنا وإلى ماتقوم به
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 12:10]ـ
أولاً: أعانك الله شيخنا عبدالرحمن على بعض الردود.
ثانياً: كلامك على أغلب المساجد في المملكة العربية السعودية , وتوجد مساجد تفتح من قبل الفجر إلى العاشرة مساءً عندنا بمكة.
والحرم مفتوح (24) ساعة!
وكذلك المساجد الأهلية لا دخل لها بالموضوع!
بوركتم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 12:39]ـ
ولماذا إغلاق المساجد بين الفروض وخصوصاً كالوقت الذي بين المغرب والعشاء!!!!
ألا يكون هذا من الصد؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
للمصائب التي قد تحدث.
أقلها سرقة المكرفونات و العبث بها.
و من المصائب: ارتكاب الفواحش و و و ...
و لذلك حسب ما أذكر أن نظام إغلاق المساجد عندنا - في الكويت - كالتالي:
من الفجر حتى طلوع الشمس .. ثم يُغلق بعد ذلك.
من بعد الظهر إلى العصر = مغلق.
من العصر إلى العشاء (يظل مفتوحا).
من بعد العشاء يُغلق.
فالملاحَظُ أنه يظل مفتوحا في الأوقات التي يجلس الناس عادةً فيه لقراءة القرآن و نحو ذلك.(/)
هل يجوز الدعاء للكافر؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 09:58]ـ
شاب مسلم، أمه كافرة، وهو يدعوها إلى الإسلام ويدعو اللهَ أن يهديها للإسلام؛ فهل يجوز له إذا مرضت أن يدعو الله أن يشفيها؟
أرجو نقل كلام أهل العلم في مسألة الدعاء للكافر في أمور الدنيا ....
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 02:54]ـ
هل يمكن الاستدلال بالجواز بقوله تعالى: " وقالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل " - فدعا لهم فاستجاب الله دعاءه - " فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون "؟
أو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لقومه في أن يرفع عنهم الجدب الذي أصابهم لما دعا عليهم بسنين كسِنِيِّ يوسف؟
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 04:37]ـ
ما المانع أخي زكرياء من الدعاء للأم إن كانت كافرة؟
أنا أدعو الله أن يشفيها، من باب الإحسان الذي أمرنا الله به.
إلا إن يكون هناك دليل يمنع من ذلك.
وجزاك الله خيراً
(هذه مدارسة، وليس لديّ علم بالمسألة)
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 04:40]ـ
بارك الله فيكم
لا بأس أن يدعو الله أن يشفيها بقصد أن تموت على الإسلام ويخشى أن تموت على الكفر
ورسولنا صلى الله عليه وسلم لما جاءه ملك الجبال ليهلك الكفار قال لا لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله
فهو لم يطلب إهلاكهم لمصلحة شرعية
وكذلك هذا الرجل مع أمه أو زوجته أو غيرها إنما يدعو لها رحمة بها أن تموت على الشرك
وتعرف قصة الراقي لأمير الرهط على خلاف في كفره وهو المشهور فرقوه ليشفى من أجل مصلحة وهي الحصول على طعام وشراب ومال
فهي تعود على المصالح الشرعية
واقرأ هذا النص
المغني ج9/ص290
وروي عن ابن عمر أنه مر على رجل فسلم عليه فقيل إنه كافر فقال رد علي ما سلمت عليك فرد عليه فقال أكثر الله مالك وولدك ثم التفت إلى أصحابه فقال أكثر للجزية
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 05:55]ـ
جزاكما الله خير الجزاء، عندي سؤال آخر: فهل يجوز له أن يدعو الله أن يشفيها وهو غير مستحضر خوفه من أن تموت على الكفر، بل أدركته رحمة الولد لوالدته؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 06:16]ـ
جزاكما الله خير الجزاء، عندي سؤال آخر: فهل يجوز له أن يدعو الله أن يشفيها وهو غير مستحضر خوفه من أن تموت على الكفر، بل أدركته رحمة الولد لوالدته؟
هذا من الإحسان بارك الله فيكم لأنه أيضا لا ينوي استحباب بقائه على كفره فهو إما أن يستحضر انتقالها إلى الإسلام أو لا يستحضر شيئا
الإنصاف للمرداوي ج2/ص566
وفي تَعْزِيَةِ الْكَافِرِ بِمُسْلِمٍ أَحْسَنَ اللَّهُ عَزَاءَك وَغَفَرَ لِمَيِّتِك وفي تَعْزِيَتِهِ عن كَافِرٍ أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْك وَلَا نَقَصَ عَدَدُك أو أَكْثَرَ عَدَدَك فَيَدْعُو لِأَهْلِ الذِّمَّةِ بِمَا يَرْجِعُ إلَى طُولِ الْعُمُرِ وَكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ وَلَا يَدْعُو لِكَافِرٍ حَيٍّ بِالْأَجْرِ وَلَا لِكَافِرٍ مَيِّتٍ بِالْمَغْفِرَةِ وقال أبو حَفْصٍ الْعُكْبَرِيُّ وَيَقُولُ له أَيْضًا وَأَحْسَنَ عَزَاءَك وقال أبو عبد اللَّهِ بن بَطَّةَ يقول أَعْطَاك اللَّهُ على مُصِيبَتِك أَفْضَلَ ما أَعْطَى أَحَدًا من أَهْلِ دِينِك وقال في الْفَائِقِ قُلْت لَا يَنْبَغِي تَعْزِيَتُهُ عن كَافِرٍ وَلَا الدُّعَاءُ بِالْإِخْلَافِ عليه وَعَدَمِ تَنْقِيصِ عَدَدِهِ بَلْ الْمَشْرُوعُ الدُّعَاء بِعَدَمِ الْكَافِرِينَ وَإِبَادَتِهِمْ كما أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عن قَوْمِ نُوحٍ انْتَهَى
المجموع ج5/ص270
وفي تعزية الكافر كذا فهكذا قاله أصحابنا وحاصله الجمع بين الدعاء للميت والمعزى به والمشهور تقديم الدعاء للمعزى كما ذكره المصنف أعظم الله أجرك وأحسن عزاك وغفر لميتك وحكى السرخسي فيه ثلاثة أوجه أحدها هذا قال وهو قول أبي إسحاق المروزي قال لأنه المخاطب فبدىء به والثاني يقدم الدعاء للميت فيقول غفر الله لميتك وأعظم الله أجرك وأحسن عزاك لأن الميت أحوج إلى الدعاء والثالث يتخير فيقدم من شاء قال أصحابنا رحمهم الله وقوله في الكافر ولا نقص عددك لتكثر الجزية المأخوذة منهم ممن صرح بهذا الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب والمحاملي وأبو علي البندنيجي والسرخسي والبغوي
(يُتْبَعُ)
(/)
وصاحبا العدة والبيان والرافعي وآخرون وهو مشكل لأنه دعاء ببقاء الكافر ودوام كفره فالمختار تركه والله أعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 12:32]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد العامري]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 02:50]ـ
ذكر شيخ الإسلام في رسالته (قاعدةٌ جليلة في التوسل والوسيلة) ط. دار البيان، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط ص7، وهي في مجموع الفتاوى المجلد الأول ص31:
وَكَذَلِكَ يَنْفَعُ دُعَاؤُهُ لَهُمْ بِأَنْ لَا يُعَجَّلَ عَلَيْهِمْ الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا كَمَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ وَهُوَ يَقُولُ " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ". وَرُوِيَ أَنَّهُ دَعَا بِذَلِكَ أَنْ اغْفِرْ لَهُمْ فَلَا تُعَجِّلْ عَلَيْهِمْ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا؛ قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}. وَأَيْضًا فَقَدْ يَدْعُو لِبَعْضِ الْكُفَّارِ بِأَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ أَوْ يَرْزُقَهُ فَيَهْدِيَهُ أَوْ يَرْزُقَهُ كَمَا دَعَا لِأُمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ حَتَّى هَدَاهَا اللَّهُ وَكَمَا دَعَا لِدَوْسِ فَقَالَ {اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ} فَهَدَاهُمْ اللَّهُ وَكَمَا رَوَى أَبُو داود أَنَّهُ اسْتَسْقَى لِبَعْضِ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَسْتَسْقِيَ لَهُمْ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ إحْسَانًا مِنْهُ إلَيْهِمْ يَتَأَلَّفُ بِهِ قُلُوبَهُمْ كَمَا كَانَ يَتَأَلَّفُهُمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ.
ولكن الإشكال عندي _وكنت قد قيدته عندي على الهامش_ هل ذلك خاصٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أنه من قبيل الخاص وأمته متأسيةٌ به؟(/)
أين أجد كلام العلامة ابن باز حول تكفير الخوارج؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 08:03]ـ
أين أجد كلام العلامة ابن باز حول تكفيره للخوارج؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 08:12]ـ
وهل كفَّر الشيخ الخوراج؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 09:42]ـ
أهل العلم اختلفوا في الحكم عليهم بالكفر، والصواب فيهم التفصيل بحسب حالهم!، فمن استحل المحرمات، واستباح قتل المسلمين، وحكم بكفرهم جميعاً إلاّ من هم على شاكلته، فهذا لا شك في كفره.
أما من خرج، وشق عصا الطاعة، بتأويل سابغ، وشبهة عارضة فهؤلاء هم البغاة، ويشملهم مسمى الخروج لا حقيقة حكم الخوارج.
والله تعالى أعلم
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:04]ـ
نعم أذكر أني قرأت في شرحه للبخاري أن يقول أنهم كفار وإن لم أهم أيضا أنه في فتاوى نور على الدرب لعله يتيسر لي نقله
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:12]ـ
مجموع فتاوى ومقالات" الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ (13/ 161).
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:16]ـ
س: ترك الصلاة على أهل البدع ما حكمه؟
ج: إذا تركها أهل العلم من باب التنفير من عملهم فهو مناسب؛ إذا كانت بدعتهم لا توجب التكفير، أما إذا كانت بدعتهم مكفرة كبدعة الخوارج والمعتزلة والجهمية فلا يصلى عليهم. "مجموع فتاوى ومقالات" ـ الجزء الثالث عشر ـ صفحة (161).
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:54]ـ
كنت سمعت جماعة كثيرين من أهل العلم ومن طلبته ينقلون تكفير الخوارج عن العلامة ابن باز رحمه الله، وعندي مقطع صوتي فيه كلامه، لكن أحببت أن أعرف في أي موضع هو؟
http://saaid.net/Doat/Zugail/87.htm
إضغط هنا لتحميل الملف الصوتي: ( http://www.alathary.net/vb2/attachment.php?attachmentid=13 58)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:59]ـ
أنا أبحث فقط من مكان وجود كلام الشيخ سواء في الأشرطة مع دلالتي على الشريط وموضعه من الأنترنت أو في مجموع فتاويه بغض النظر عن الخلاف في المسألة، والكلام نقله الأخ آل عامر - حفظه الله - غير صريح في تكفيرهم ... وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 11:32]ـ
الشيخ رحمه الله في أكثر من موطن صرح بكفر الخوارج
وذلك لظاهر النصوص في ذلك ومنها (يمرقون من الدين .. )
ورأيه هذا مشهور معروف عند طلاب العلم
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 11:58]ـ
بسم الله والحمد لله
الإخوة الفضلاء .. هل كلام الشيخ رحمه الله ينصب فقط على الخوارج الأول، أو عليهم وعلى من بعدهم؟ لأن من بعدهم يخرج على ولي الأمر ولكنه لا يعتقد أصول الخوارج، ويدخل في الاسم العام للخوارج بخروجه على ولي الأمر.
جلّوا لنا المسألة بارك الله فيكم.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 12:08]ـ
يا أخي الكريم هو يتكلم عن من اعتقد عقيدة الخوارج المعروفة التي نقرأ عنها في كتب العقائد
ومنهم اليوم من وافقهم في اصولهم أو بعضها الإباضية
صرح الشيخ رحمه الله بمن وافقهم اليوم في اصول الخوارج الاوائل أنهم الإباضية
وذلك في شرح الواسطية
أما الأخ الذي يريد إخراج كلام الشيخ عن تكفير الخوارج فالشيخ كلامه لا أعلم من ينكره
وإذا هناك من ينكره
أبشر أخرجنا لك كل كلامه عن تكفير الخوارج نصا
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 12:20]ـ
الشيخ رحمه الله في أكثر من موطن صرح بكفر الخوارج
وذلك لظاهر النصوص في ذلك ومنها (يمرقون من الدين .. )
ورأيه هذا مشهور معروف عند طلاب العلم
وذلك في شرحه على البخاري، في أواخر المجلد الرابع تعليقاً على هذا الحديث.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 12:40]ـ
رحم الله الشيخ وإن كلامي هذا خارج قليلا عن رسم الموضوع لكن لعله من باب تميم الفائدة فيه:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالا للأمة وتكفيرا لها، ولم يكن فى الصحابة من يكفرهم لا علي بن أبى طالب ولا غيره بل حكموا فيهم بحكمهم فى المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار عنهم بذلك فى غير هذا الموضع. الإيمان 7/ 217 ضمن المجموع.
وفي 28/ 518:
فإن الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم، وإنما تنازعوا فى تكفيرهم على قولين مشهورين فى مذهب مالك وأحمد، وفى مذهب الشافعي أيضا نزاع فى كفرهم.
ولهذا كان فيهم وجهان في مذهب أحمد وغيره على الطريقة الأولى:
أحدهما: أنهم بغاة.
والثاني: أنهم كفار كالمرتدين يجوز قتلهم إبتداء، وقتل أسيرهم، وإتباع مدبرهم، ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد؛ فإن تاب، وإلا قتل، كما أن مذهبه فى مانعي الزكاة إذا قاتلوا الإمام عليها هل يكفرون مع الإقرار بوجوبها على روايتين.
وهذا كله مما يبين أن قتال الصديق لمانعي الزكاة وقتال على للخوارج = ليس مثل القتال يوم الجمل وصفين، فكلام علي وغيره فى الخوارج = يقتضى: أنهم ليسوا كفارا كالمرتدين عن أصل الإسلام، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره وليسوا مع ذلك حكمهم كحكم أهل الجمل وصفين؛ بل هم نوع ثالث، وهذا أصح الأقوال الثلاثة فيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 01:15]ـ
ب لأن من بعدهم يخرج على ولي الأمر ولكنه لا يعتقد أصول الخوارج، ويدخل في الاسم العام للخوارج بخروجه على ولي الأمر.
جلّوا لنا المسألة بارك الله فيكم.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أولا:أود ان اذكّر بالتحذير من منهج الفئة الضالة والذي حذر منه الشيخ رحمه الله وهذا يدل على بعد نظره رحمه الله في وقت تموج فيه الفتن وعندما تهدأ يدرك الإنسان ما حباه الله أئمتنا وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله من علم وبصيرة وحكمة وحنكة وبعد نظر وسعة أفق فرحمه الله
ما أحوجنا لنصائحه وتوجيهاته في ظل هذه الفتن وقانا الله وإياكم شرورها
ثانيا: الخوارج يرى الشيخ كفرهم رحمه الله لظواهر النصوص في ذلك وقد سئل في عدة مواطن قيدتها
ثالثا: يرى الشيخ رحمه الله من فعل فعل الخوارج سمي خارجيا
لكن لا يرى تسمية مجرد من خرج على الحاكم بأنه خارجي
بل فقط من كفّر المسلمين
رابعا: عندما يقول الشيخ رحمه الله هذا دين الخوارج او دين المعتزلة لا يعني تسمية
من فعل فعلهم على وجه الخصوص بأنه خارجي، إلا إذا اتصف بأفعالهم
وخاصة تكفير المسلمين بالمعاصي واستثنى التسمية لمجرد الخروج على الحاكم
خامسا: ذكر ابن باز فائدة لما سئل عن هل كان الخوارج في وقت علي لم يروا يعتقدوا تكفير الناس بل خرجوا عليهم، ابتسم الشيخ رحمه الله وقال وبعدين قتلوه كفّروه قتله ابن ملجم واحد منهم، ولما سئل عن تكفيرهم، قال رحمه الله: قال علي رضي الله عنه "هم من الكفر فروا " لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كفّرهم قال:يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون إليه
رحمه الله رحمة واسعة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 06:37]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيراً أخي عبدالله المحمد .. وهذا بحث مفيد أجزل الله للإخوة جميعاً كل خير.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 06:53]ـ
قال رحمه الله: قال علي رضي الله عنه "هم من الكفر فروا " لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كفّرهم قال:يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون إليه
رحمه الله رحمة واسعة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه
أيضا من شدة تمسكه رحمه الله بالدليل ذكر في غير ذلك الموطن
قال رحمه الله: (النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج: (لأن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد)
وعاد كفار)
فرحمه الله إذا ظهر له الدليل قال به ولم ينظر إلى سواه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لو تُقِل كلام الشيخ ابن باز في تكفيره لهم بنصِّه لكان أولى.
وأمَّا الأدلَّة التي استدلَّ بها من قال بتكفيرهم -لخروجهم فقط- لا لأجل القول بخلق القرآن وتكفير أصحاب المعاصي .. الخ =فهي محتملة، والجواب عنها قريب.
وجمهور أهل العِلْم على أنَّهم ليسوا كفَّارًا.
بل إنَّ أعرف النَّاس بهم -علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - -، والذي ابتلي بهم، وخبرهم وقاتلهم، وقتلهم، وقتلوه لم يكفِّرهم، بل قال عنهم (إخواننا بغوا علينا).
/// قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (5/ 240 - 249) في معرض كلامه على التعامل مع أهل البدع المغلَّظة وغيرهم وتكفيرهم، آثرت نقله بتمامه لنفاسة فائدته: "وهكذا الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم إن لم يقصد فيه بيان الحق وهدى الخلق ورحمتهم والإحسان إليهم لم يكن عمله صالحاً.
وإذا غلَّظ في ذم بدعة و معصية كان قصده بيان ما فيها من الفساد ليحذرها العباد كما في نصوص الوعيد وغيرها.
وقد يهجر الرجل عقوبة وتعزيزاً، والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله للرحمة والإحسان لا للتشفى والإنتقام، كما هجر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه الثلاثة الذي خلفوا لما جاء المتخلفون عن الغزاة يعتذرون ويحلفون وكانوا يكذبون وهؤلاء الثلاثة صدقوا وعوقبوا بالهجر ثم تاب الله عليهم ببركة الصدق.
وهذا مبني على مسألتين:
إحداهما: أن الذنب لا يوجب كفر صاحبه - كما تقوله الخوارج - بل ولا تخليده في النار ومنع الشفاعة فيه كما يقوله المعتزلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن المتأول الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية.
وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفر المخطئين فيها.
وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع الذين يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم، كالخوارج والمعتزلة والجهمية.
ووقع ذلك في كثير من أتباع الأئمة كبعض أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم.
وقد يسلكون في التكفير ذلك، فمنهم من يكفر أهل البدع مطلقاً، ثم يجعل كل من خرج عما هو عليه من أهل البدع، وهذا بعينه قول الخوارج والمعتزلة الجهمية.
وهذا القول أيضا يوجد في طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة، وليس هو قول الأئمة الأربعة ولا غيرهم، وليس فيهم من كفر كل مبتدع.
بل المنقولات الصريحة عنهم تناقض ذلك.
ولكن قد ينقل عن أحدهم أنه كفر من قال بعض الأقوال، ويكون مقصوده أن هذا القول كفر ليحذر.
ولا يلزم إذا كان القول كفرا أن يكفر كل من قاله، مع الجهل والتأويل.
فإن ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الآخرة في حقه، وذلك له شروط وموانع كما بسطناه في موضعه.
وإذا لم يكونوا في نفس الأمر كفارا لم يكونوا منافقين، فيكونون من المؤمنين فيستغفر لهم ويترحم عليهم، وإذا قال المؤمن: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان، وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوَّله، فخالف السنة، أو أذنب ذنبا، فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان، فيدخل في العموم.
وإن كان من الثنتين والسبعين فرقة، فإنه ما من فرقة إلا وفيها خلق كثير ليسوا كفارا، بل مؤمنين، فيهم ضلال وذنب يستحقون به الوعيد، كما يستحقه عصاة المؤمنين.
والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يخرجهم من الإسلام، بل جعلهم من أمته، ولم يقل إنهم يخلدون في النار.
فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته.
فإن كثيرا من المنتسبين إلى السنة فيهم بدعة، من جنس بدع الرافضة والخوارج.
وأصحاب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - عليُّ بن أبي طالب وغيره - لم يكفِّروا الخوارج الذين قاتلوهم، بل أوَّل ما خرجوا عليه، وتحيَّزوا بحروراء، وخرجوا عن الطاعة والجماعة قال لهم علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: إنَّ لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا، ولا حقكم من الفيء، ثم أرسل إليهم ابن عباس، فناظرهم فرجع نحو نصفهم، ثم قاتل الباقي وغلبهم.
ومع هذا لم يسب لهم ذرية، ولا غنم لهم مالاً، ولا سار فيهم سيرة الصحابة في المرتدين كمسيلمة الكذاب وأمثاله.
بل كانت سيرة علي والصحابة في الخوارج مخالفة لسيرة الصحابة في أهل الردة، ولم ينكر أحد على عليٍّ ذلك.
فعلم اتفاق الصحابة على أنهم لم يكونوا مرتدين عن دين الإسلام.
قال الإمام محمد بن نصر المروزي: وقد ولى علي رضي الله عنه قتال أهل البغي.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ما روى، وسماهم مؤمنين، وحكم فيهم بأحكام المؤمنين، وكذلك عمار بن ياسر.
وقال محمد بن نصر أيضا حدثنا إسحاق بن راهويه حدثنا يحيى ين آدم عن مفضل بن مهلهل عن الشيباني عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: كنت عند عليٍّ حين فرغ من قتال أهل النهروان، فقيل له: أمشركون هم؟
قال: من الشرك فرُّوا.
فقيل: فمنافقون؟
قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً.
قيل: فما هم؟!
قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم.
وقال محمد بن نصر أيضا حدثنا إسحاق حدثنا وكيع عن مسعر عن عامر بن سفيان عن أبي وائل قال: قال رجل من دُعي إلى البغلة الشهباء يوم قتل المشركون؟
فقال علي: من الشرك فرُّوا!
قال: المنافقون.
قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا.
قال: فما هم؟
قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم فنصرنا عليهم.
قال: حدثنا إسحاق حدثنا وكيع عن أبي خالدة عن حكيم بن جابر قال: قالوا لعلي حين قتل أهل النهروان: أمشركون هم؟
قال: من الشرك فروا.
قيل: فمنافقون؟
قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا.
قيل: فما هم؟
قال: قوم حاربونا فحاربناهم، وقاتلونا فقاتلناهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الحديث الأول وهذا الحديث = صريحان في أن علياً قال هذا القول في الخوارج الحرورية، أهل النهروان، الذين استفاضت الأحاديث الصحيحة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ذمهم، والأمر بقتالهم، وهم يكفِّرون عثمان وعلياً، ومن تولاهما، فمن لم يكن معهم كان عندهم كافرا، ودارهم دار كفر، فإنما دار الإسلام عندهم هي دارهم.
قال الأشعرى وغيره: " أجمعت الخوارج على تكفير علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ".
ومع هذا عليٌّ قاتلهم لما بدؤوه بالقتال، فقتلوا عبد الله بن خباب، وطلب علي منهم قاتله، فقالوا: كلُّنا قتله.
وأغاروا على ماشية الناس.
ولهذا قال فيهم: قوم قاتلونا فقاتلناهم وحاربونا فحاربناهم.
وقال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم.
وقد اتفق الصحابة والعلماء بعدهم على قتال هؤلاء، فإنهم بغاة على جميع المسلمين، سوى من وافقهم على مذهبهم، وهم يبدؤون المسلمين بالقتال، ولا يندفع شرهم إلا بالقتال، فكانوا أضر على المسلمين من قطاع الطريق.
فإن إولئك إنما مقصودهم المال، فلو أعطوه لم يقاتلوا، وإنما يتعرَّضون لبعض الناس، وهؤلاء يقاتلون الناس على الدين، حتى يرجعوا عما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة إلى ما ابتدعه هؤلاء بتأويلهم الباطل وفهمهم الفاسد للقرآن.
ومع هذا فقد صرَّح علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بأنهم مؤمنون، ليسوا كفارا ولا منافقين.
وهذا بخلاف ما كان يقوله بعض الناس كأبي إسحاق الإسفراييني ومن اتبعه، يقولون: لا نكفِّر إلاّض من يكفِّر).
فإنَّ الكفر ليس حقا لهم، بل هو حق لله، وليس للإنسان أن يكذب على من يكذب عليه، ولا يفعل الفاحشة بأهل من فعل الفاحشة بأهله، بل ولو استكرهه رجل على اللواطة لم يكن له أن يستكرهه على ذلك، ولو قتله بتجريع خمر، أو تلوط به لم يجز قتله بمثل ذلك؛ لأن هذا حرام لحق الله تعالى.
ولو سب النصارى نبينا لم يكن لنا أن نسبُّ المسيح.
والرافضة إذا كفروا أبا بكر وعمر فليس لنا أن نكفر عليا.
وحديث أبي وائل يوافق ذينك الحديثين، فالظاهر أنه كان يوم النهروان أيضا.
وقد روى عنه في أهل الجمل وصفين قول أحسن من هذا.
قال إسحاق بن راهويه: حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: سمع عليٌّ يوم الجمل أو يوم صفين رجلا يغلو في القول.
فقال: لا تقولوا إلا خيرا، إنما هم قوم زعموا، إنا بغينا عليهم، وزعمنا أنهم بغوا علينا فقاتلناهم.
فذكر لأبي جعفر أنه أخذ منهم السلاح فقال: ما كان أغناه عن ذلك.
وقال محمد بن نصر حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن خالد حدثنا محمد بن راشد عن مكحول: أنَّ أصحاب عليٍّ سألوه عمن قتل من أصحاب معاوية، ما هم؟
قال: هم مؤمنون.
وبه قال أحمد بن خالد حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون قال: مرَّ عليٌّ وهو متَّكىءٌ على الأشتر على قتلى صفين، فإذا حابس اليماني مقتول، فقال الأشتر: إنا لله وإنا اليه راجعون، هذا حابس اليماني معهم يا أمير المؤمنين، عليه علامة معاوية، أما والله لقد عهدته مؤمناً.
قال علي: والآن هو مؤمن.
قال: وكان حابس رجلا من أهل اليمن من أهل العبادة والاجتهاد.
قال محمد بن يحيى حدثنا محمد بن عبيد حدثنا مختار بن نافع عن أبي مطر قال: قال علي: متى ينبعث أشقاها؟
قيل: من أشقاها؟
قال: الذي يقتلني.
فضربه ابن ملجم بالسيف، فوقع برأس علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهمَّ المسلمون بقتله، فقال: لا تقتلوا الرجل، فإن برئت فالجروح قصاص، وإن مِتُّ فاقتلوه.
فقال: إنك ميت.
قال: وما يدريك قال كان سيفي مسموما.
وبه قال محمد بن عبيد حدثنا الحسن وهو ابن الحكم النخعي عن رباح بن الحارث قال: إنَّا لبواد وإن ركبتي لتكاد تمس ركبة عمار بن ياسر إذ أقبل رجل، فقال: كفر والله أهل الشام.
فقال عمار: لا تقل ذلك، فقبلتنا واحدة، ونبينا واحد، ولكنهم قوم مفتونون فحق علينا قتالهم حتى يرجعوا إلى الحق.
وبه قال ابن يحيى حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الحسن بن الحكم عن رباح بن الحرث عن عمار بن ياسر قال: ديننا واحد، وقبلتنا واحدة، ودعوتنا واحدة، ولكنهم قوم بغوا علينا فقاتلناهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن يحيى حدثنا يعلى حدثنا مسعر عن عبد الله بن رباح عن رباح بن الحارث قال: قال عمار بن ياسر: لا تقولوا كَفَرَ أهلُ الشام، قولوا: فسَقُوا، قولوا: ظلمُوا.
قال محمد بن نصر: وهذا يدل على أن الخبر الذي روي عن عمار ابن ياسر أنه قال لعثمان بن عفان: (هو كافر) خبر باطل، لا يصح؛ لأنه إذا أنكر كفر أصحاب معاوية وهم إنما كانوا يظهرون أنهم يقاتلون في دعم عثمان فهو لتكفير عثمان أشد إنكاراً.
قلت: والمروي في حديث عمار أنه لما قال ذلك أنكر عليه علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقال: أتكفر برب آمن به عثمان، وحدثه بما يبين بطلان ذلك القول، فيكون عمار إن كان قال ذلك متأولا، فقد رجع عنه حين بيَّن له علي رضي الله عنه أنه قول باطل.
ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج أنهم كانوا يصلُّون خلفهم، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلُّون خلف نجْدة الحروري.
وكانوا أيضا يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم، كما يخاطب المسلم المسلم، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل.
وحديثه في البخاري.
وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان.
وما زالت سيرة المسلمين على هذا.
ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه.
هذا مع أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقتالهم في الأحاديث الصحيحة، وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه، في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره.
أي: أنهم شر على المسلمين من غيرهم، فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم، وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك، لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة.
ومع هذا فالصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان لم يكفروهم، ولا جعلوهم مرتدين، ولا اعتدوا عليهم بقول ولا فعل، بل اتقوا الله فيهم، وساروا فيهم السيرة العادلة.
وهكذا سائر فرق أهل البدع والأهواء من الشيعة والمعتزلة وغيرهم، فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
مع أن حديث الثنتين والسبعين فرقة ليس في الصحيحين، وقد ضعَّفه ابن حزم وغيره لكن حسنه غيره أو صحَّحه كما صحَّحه الحاكم وغيره.
وقد رواه أهل السنن وروي من طرق.
وليس قوله: (ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة) بأعظم من قوله تعالى: (إنَّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)، وقوله: (من يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا)، وأمثال ذلك من النصوص الصريحة بدخول من فعل ذلك النار ... ".
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لو تُقِل كلام الشيخ ابن باز في تكفيره لهم بنصِّه لكان أولى.
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ عبد العزيز كما في شرح البخاري 3/ 134: والخوارج الصواب أنهم كفار "
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 03:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لو تُقِل كلام الشيخ ابن باز في تكفيره لهم بنصِّه لكان أولى.
.
السؤال كان عن ذلك وتم توجيه السائل
من قبل الإخوة والمشايخ عن رأي الشيخ في مجموع فتاوى ومقالات
وأيضا ما ذكره المشايخ في التعليقات على الصحيح
وهو المراد من الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 04:11]ـ
هل للشيخ عبد العزيز شرح مطبوع على البخاري؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 04:24]ـ
أخي الشيخ عدنان: نقلتم أن عليًا رضي الله عنه قال فيهم: (إخواننا بغوا علينا). والصواب أنه قال هذا في أهل الجمل، أما الخوارج فقال عنهم: (قوم بغوا علينا). وقد حقق الروايات: الشيخ عبدالمالك رمضاني في كتابه: " تخليص العباد .. " ص 342 - 344.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 07:38]ـ
هل للشيخ عبد العزيز شرح مطبوع على البخاري؟
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
(يُتْبَعُ)
(/)
صدر حديثاً كتاب (الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري) 4مجلدات
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2024
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 12:39]ـ
أعتذر للأخوة جميعًا عن تأخر ردِّي لقلَّة دخولي للشبكة، فجزاهم الله خيرًا على الإفادة والتفاعل.
/// ونعود للمسألة فيُقال: لسائل أن يقول: ما عِلَّة تكفيرهم؟ أقصد الخارجين على سلطان المسلمين بالقتال، دون اعتقاد المبتدعات، كخلق القرآن، وتكفير أهل المعاصي ...
لا شكَّ أنَّهم باغون معتدون، متنكبون عن أمر الشَّارع، وهدي الإسلام وسبيل المؤمنين، وسُنَّة رسول الله (ص) = لكن لمَ يكفرون؟
ألأجل استحلالهم دماء المسلمين بتأوِّلٍ؟ أم لعصيانهم ولي أمر المسلمين وخلع الطاعة عنه؟
/// والمسألة من المهم تحرير القول فيها، لابتلاء الناس بها في هذه الأزمان؛ إذ ينبني على تكفيرهم ترك الصَّلاة عليهم، والترحم عليهم -حال ترك الاختيار-، ودفنهم في مدافن المسلمين، ومعاملتهم كالمرتدين ... الخ.
وحمل مفهوم النُّصوص الواردة فيهم على بعض ما يظهر من معانيها يمكن فعل مثله على النصوص التي قد جاءت في سائر أهل المعاصي، من نفي الإيمان عنهم، أوالحكم بالنار لهم، أو ... مما بعض وجوه ظاهره الحكم بكفرهم.
أخي الشيخ عدنان: نقلتم أن عليًا رضي الله عنه قال فيهم: (إخواننا بغوا علينا). والصواب أنه قال هذا في أهل الجمل، أما الخوارج فقال عنهم: (قوم بغوا علينا). وقد حقق الروايات: الشيخ عبدالمالك رمضاني في كتابه: " تخليص العباد .. " ص 342 - 344.
الكتاب لا أعرفه ولا مضمونه، فشكر الله لكم هذه المشاركة وبارك لكم هذه الفائدة.
لكن المقصود أنَّ من تلكم النُّقول الأثريَّة عن أعرف الناس بهم أنَّ عليًّا نفى عنهم الكفر والنفاق حيث سُئِلَ عن ذلك، سواء سمَّاهم إخوانًا أوقومًا.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 06:19]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد,
عمدة الشيخ ابن باز رحمه الله في تكفير الخوارج هو قوله صلى الله عليه وسلم: " يَمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السَهْم منَ الرَّميَّةِ، ثم لا يعودون فيه حتى يعودَ السهم إلى فوقه ". صحيح البخاري برقم 7396
فلفظة " ثم لا يعودون فيه " وما ورد في معناها هي دليل الشيخ رحمه الله في تكفيرهم وهو قول وجيه والله أعلم بالصواب.
جاء في الفتح من قول الحافظ ابن حجر:
وفيه ” يتركون الإسلام وراء ظهورهم ” وجعل يديه وراء ظهره، وفي رواية أبي إسحاق مولى بني هاشم عن أبي سعيد في آخر الحديث ” لا يتعلقون من الدين بشيء كما لا يتعلق بذلك السهم ” أخرجه الطبري، وفي حديث أنس عن أبي سعيد عند أحمد وأبي داود والطبري ” لا يرجعون إلى الإسلام حتى يرتد السهم إلى فوقه ” وجاء عن ابن عباس عند الطبري وأوله في ابن ماجه بسياق أوضح من هذا ولفظه ” سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرمية عرضت للرجال فرموها فانمرق سهم أحدهم منها فخرج فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء، ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء، فقال: إن كنت أصبت فإن بالريش والفوق شيئا من الدم، فنظر فلم ير شيئا تعلق بالريش والفوق، قال: كذلك يخرجون من الإسلام ” وفي رواية بلال بن بقطر عن أبي بكرة ” يأتيهم الشيطان من قبل دينهم ” وللحميدي وابن أبي عمر في مسنديهما من طريق أبي بكر مولى الأنصار عن علي ” إن ناسا يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه أبدا”.
[كِتَاب اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِم - باب مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ وَأَنْ لَا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْه]
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 04:35]ـ
/// الخروج أوالمروق من الإسلام ليس لازمًا منه الكفر، فقد يخرجون من أحكامه وشرائعه وفقهه، ويبقى أصله معهم.
/// وهذا اللَّفظ وما في مثله لا يقلُّ عمَّا جاء به التَّعبير في معاصٍ أخرى، كقوله (ص): (ليس منَّا) من فعل كذا وكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// قال الشَّيخ المفيد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وفقه الله إجابة على دلالة المروق على الخروج من الإسلام بالكليَّة: "الصَّواب أنَّه لا يدل على ذلك؛ لأنَّ المروق من الدِّين كما يمرق السَّهم من الرَّميَّة قد يكون مروقًا مع بقاء الأصل، وقد يكون مروقًا كاملًا فهو محتمِل".
/// ولو ضُمَّ هذا الاحتمال في دلالات التَّكفير لهم مع عدم وجود العِلَّة في تكفيرهم قوي ما رجَّحه الشيخ ابن تيميَّة، وهو ما كان يراه أخبر النَّاس بهم عليٌّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
/// وهذا كلُّه فيمن كان حاله كحال من أخبر عنهم رسول الله (ص)، من قتالهم أهل الإسلام وودَعهم أهل الأوثان، لا من أتى بكفريات أخرى كخلق القرآن ونفي الرؤية ونفي الصِّفات ... الخ.
/// ونحو هذا قاله الشَّيخ المفيد صالح آل الشيخ فقال: "وأمَّا الخوارج الذين ظهروا بعد ذلك ولهم اعتقادات مختلفة فإن هؤلاء يعامل كل بحسب حاله".
/// وقال وفقه الله أيضًأ: "فإن الخوارج لا يحكم بكفرهم لأن عليا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سئل عنهم: أكفارٌ هم؟ فقال من الكفر فرُّوا.
وفي كفرهم روايتان عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والمنصور من الرِّوَايتين أنَّه لا يطلق القول بتكفير الخوارج؛ لأنَّ الذين قاتلوا عليًّا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وحصل منهم ما حصل مما هو معروف".
/// وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في الضياء الشَّارق: "والشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفر الخوارج، كما أن أكثر أهل العلم لا يكفرونهم.
وقد سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الخوارج: أكفار هم؟ فقال: من الكفر فروا، فقال: منافقون؟ فقال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً، وهؤلاء يذكرون الله كثيراً -أو كلاماً نحو هذا.
فقول العراقي: (ومع كفرهم لم يكفرهم الصحابة ولا التابعون)، جهل عريض، وتناقض بين، وعدم معرفة بمقادير الصحابة وأهل العلم، فإنهم لو كانوا عند الصحابة كفاراً كفراً يخرج من الملة لكفرهم الصحابة والتابعون، فلما قام المانع من تكفيرهم أمسكوا عنه، وهم أعلم الأمة، وأعرفهم بالله، وبدينه، وأخشاهم له، فهذا الكلام ونحوه إنما هو في أهل الأهواء والبدع، كالخوارج وأشباههم من أهل البدع التي لم تخرجهم بدعتهم من الإسلام ... ".
/// وقال الإمام النَّووي رحمه الله: "ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه العلماء أنَّ الخوارج لا يكفرون".
/// وقال الكمال بن الهمام الحنفي وغيره: "وذهب بعض أهل الحديث إلى أنهم مرتدون لهم حكم المرتدين لقوله صلى الله عليه وسلم {يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ...
قال ابن المنذر: "ولا أعلم أحدا وافق أهل الحديث على تكفيرهم".
وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء".
/// وفي نيل الأوطار: "وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام، وإنما فسقوا بتكفير المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد، وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك.
وقال الخطابي: أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام ... ".(/)
فوائد ولطائف ومختارات من «إعلام الموقعين» للعلامة ابن القيم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:21]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فإن للإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ مكانة وتحقيقا في علوم الشريعة قلَّ من يشركه فيها من العلماء، و كتابه الفذ «إعلام الموقعين عن رب العالمين» من أنفس كتبه وأجلها قدرا؛ بل هو من أجل كتب العلماء في بابه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد من الله عليّ بقراءته، وتقييد بعض الفوائد واللطائف ... فرأيت أن المستحسن نشرها لينتفع بها من لم يتيسر له قراءة الكتاب، وتكون حاديا لقراءته، و تذكرة لمن قرأه من قبل، والله أسأل أن ينفع بها من كتبها، ومن قرأها، وأن يرفع درجة المؤلف في عليين.
والطبعة التي أعزو لها هي التي حققها الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
1/ 5:
أَشْرَفُ الْعُلُومِ عَلَى الْإِطْلَاقِ عِلْم التَّوْحِيدِ، وَأَنْفَعُهَا علم أَحْكَامِ أَفْعَالِ الْعَبِيدِ.
1/ 6: [يتكلم عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ... ]
وَكَانَ دِينُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَجَلَّ فِي صُدُورِهِمْ، وَأَعْظَمَ فِي نُفُوسِهِمْ، مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهِ رَأْيًا أَوْ مَعْقُولًا أَوْ تَقْلِيدًا أَوْ قِيَاسًا، فَطَارَ لَهُمْ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ فِي الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، ثُمَّ سَارَ عَلَى آثَارِهِمْ الرَّعِيلُ الْأَوَّلُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ، وَدَرَجَ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ الْمُوَفَّقُونَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ، زَاهِدِينَ فِي التَّعَصُّبِ لِلرِّجَالِ، وَاقِفِينَ مَعَ الْحُجَّةِ وَالِاسْتِدْلَالِ، يَسِيرُونَ مَعَ الْحَقِّ أَيْنَ سَارَتْ رَكَائِبُهُ، وَيَسْتَقِلُّونَ مَعَ الصَّوَابِ حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ مَضَارِبُهُ، إذَا بَدَا لَهُمْ الدَّلِيلُ بِأُخْذَتِهِ طَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانًا، وَإِذَا دَعَاهُمْ الرَّسُولُ إلَى أَمْرٍ انْتَدَبُوا إلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُونَهُ عَمَّا قَالَ بُرْهَانًا، وَإِذَا دَعَاهُمْ الرَّسُولُ إلَى أَمْرٍ انْتَدَبُوا إلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُونَهُ عَمَّا قَالَ بُرْهَانًا، وَنُصُوصُهُ أَجَلُّ فِي صُدُورِهِمْ وَأَعْظَمُ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا قَوْلَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، أَوْ يُعَارِضُوهَا بِرَأْيٍ أَوْ قِيَاسٍ ثُمَّ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ، وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا وَكُلٌّ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، جَعَلُوا التَّعَصُّبَ لِلْمَذَاهِبِ دِيَانَتَهُمْ الَّتِي بِهَا يَدِينُونَ، وَرُءُوسَ أَمْوَالِهِمْ الَّتِي بِهَا يَتَّجِرُونَ، وَآخَرُونَ مِنْهُمْ قَنَعُوا بِمَحْضِ التَّقْلِيدِ وَقَالُوا: {إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}، وَالْفَرِيقَانِ بِمَعْزِلٍ عَمَّا يَنْبَغِي اتِّبَاعُهُ مِنْ الصَّوَابِ، وَلِسَانُ الْحَقِّ يَتْلُو عَلَيْهِمْ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}، قَالَ الشَّافِعِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَهُ: أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ اسْتَبَانَتْ لَهُ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى أَنَّ الْمُقَلِّدَ لَيْسَ مَعْدُودًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَأَنَّ الْعِلْمَ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ بِدَلِيلِهِ. وَهَذَا كَمَا قَالَ أَبُو عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ الْعِلْمَ هُوَ الْمَعْرِفَةُ الْحَاصِلَةُ عَنْ الدَّلِيلِ، وَأَمَّا بِدُونِ الدَّلِيلِ فَإِنَّمَا هُوَ تَقْلِيدٌ فَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَانِ الْإِجْمَاعَانِ إخْرَاجَ الْمُتَعَصِّبِ بِالْهَوَى وَالْمُقَلِّدِ الْأَعْمَى عَنْ زُمْرَةِ الْعُلَمَاءِ، وَسُقُوطَهُمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
بِاسْتِكْمَالِ مَنْ فَوْقَهُمَا الْفُرُوضَ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ {الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ}، وَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ وَرَثَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَجْهَدُ وَيَكْدَحُ فِي رَدِّ مَا جَاءَ بِهِ إلَى قَوْلِ مُقَلِّدِهِ وَمَتْبُوعِهِ، وَيُضَيِّعُ سَاعَاتِ عُمْرِهِ فِي التَّعَصُّبِ وَالْهَوَى وَلَا يَشْعُرُ بِتَضْيِيعِهِ تَاللَّهِ إنَّهَا فِتْنَةٌ عَمَّتْ فَأَعْمَتْ، وَرَمَتْ الْقُلُوبَ فَأَصْمَتْ، رَبَا عَلَيْهَا الصَّغِيرُ، وَهَرِمَ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَاُتُّخِذَ لِأَجْلِهَا الْقُرْآنُ مَهْجُورًا، وَكَانَ ذَلِكَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا، وَلَمَّا عَمَّتْ بِهَا الْبَلِيَّةُ، وَعَظُمَتْ بِسَبَبِهَا الرَّزِيَّةُ، بِحَيْثُ لَا يَعْرِفُ أَكْثَرُ النَّاسِ سِوَاهَا، وَلَا يُعِدُّونَ الْعِلْمَ إلَّا إيَّاهَا، فَطَالِبُ الْحَقِّ مِنْ مَظَانِّهِ لَدَيْهِمْ مَفْتُونٌ، وَمُؤْثِرُهُ عَلَى مَا سِوَاهُ عِنْدَهُمْ مَغْبُونٌ، نَصَبُوا لِمَنْ خَالَفَهُمْ فِي طَرِيقِهِمْ الْحَبَائِلَ، وَبَغَوْا لَهُ الْغَوَائِلَ، وَرَمَوْهُ عَنْ قَوْسِ الْجَهْلِ وَالْبَغْيِ وَالْعِنَادِ، وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ: إنَّا نَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ فَحَقِيقٌ بِمَنْ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ وَقِيمَةٌ، أَلَا يَلْتَفِتَ إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا يَرْضَى لَهَا بِمَا لَدَيْهِمْ، وَإِذَا رُفِعَ لَهُ عِلْمُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ شَمَّرَ إلَيْهِ وَلَمْ يَحْبِسْ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ، فَمَا هِيَ إلَّا سَاعَةٌ حَتَّى يُبَعْثَرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ، وَتَتَسَاوَى أَقْدَامُ الْخَلَائِقِ فِي الْقِيَامِ لِلَّهِ، وَيَنْظُرُ كُلُّ عَبْدٍ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، وَيَقَعُ التَّمْيِيزُ بَيْنَ الْمُحِقِّينَ وَالْمُبْطِلِينَ، وَيَعْلَمُ الْمُعْرِضُونَ عَنْ كِتَابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ.
1/ 9:
وَطَاعَتُـ[الفقهاء]ـهُمْ أَفْرَضَ عَلَيْهِـ[الناس]ــمْ مِنْ طَاعَةِ الْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ بِنَصِّ الْكِتَابِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَالضَّحَّاكُ وَمُجَاهِدٌ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: أُولُو الْأَمْرِ هُمْ الْعُلَمَاءُ، وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَالسُّدِّيُّ وَمُقَاتِلٌ: هُمْ الْأُمَرَاءُ، وَهُوَ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ أَحْمَدَ [طَاعَةُ الْأُمَرَاءِ تَابِعَةٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ].
وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْأُمَرَاءَ إنَّمَا يُطَاعُونَ إذَا أَمَرُوا بِمُقْتَضَى الْعِلْمِ؛ فَطَاعَتُهُمْ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ؛ فَإِنَّ الطَّاعَةَ إنَّمَا تَكُونُ فِي الْمَعْرُوفِ وَمَا أَوْجَبَهُ الْعِلْمُ، فَكَمَا أَنَّ طَاعَةَ الْعُلَمَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الرَّسُولِ فَطَاعَةُ الْأُمَرَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ، وَلَمَّا كَانَ قِيَامُ الْإِسْلَامِ بِطَائِفَتَيْ الْعُلَمَاءِ وَالْأُمَرَاءِ، وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَهُمْ تَبَعًا، كَانَ صَلَاحُ الْعَالَمِ بِصَلَاحِ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ، وَفَسَادُهُ بِفَسَادِهِمَا، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: صِنْفَانِ مِنْ النَّاسِ إذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ، قِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْمُلُوكُ، وَالْعُلَمَاءُ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْت الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ *وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ *وَخَيْرٌ لِنَفْسِك عِصْيَانُهَا
وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينَ إلَّا الْمُلُوكُ * وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:22]ـ
1/ 10: [صفة المفتي]
لَمْ تَصْلُحْ مَرْتَبَةُ التَّبْلِيغِ بِالرِّوَايَةِ وَالْفُتْيَا إلَّا لِمَنْ اتَّصَفَ بِالْعِلْمِ وَالصِّدْقِ؛ فَيَكُونُ عَالِمًا بِمَا يُبَلِّغُ صَادِقًا فِيهِ، وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ حَسَنَ الطَّرِيقَةِ، مَرَضِيَّ السِّيرَةِ، عَدْلًا فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، مُتَشَابِهَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ فِي مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ وَأَحْوَالِهِ؛ وَإِذَا كَانَ مَنْصِبُ التَّوْقِيعِ عَنْ الْمُلُوكِ بِالْمَحِلِّ الَّذِي لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُ، وَلَا يُجْهَلُ قَدْرُهُ، وَهُوَ مِنْ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ السَّنِيَّاتِ، فَكَيْف بِمَنْصِبِ التَّوْقِيعِ عَنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ؟!
فَحَقِيقٌ بِمَنْ أُقِيمَ فِي هَذَا الْمَنْصِبِ أَنْ يَعُدَّ لَهُ عِدَّتَهُ، وَأَنْ يَتَأَهَّبَ لَهُ أُهْبَتَهُ، وَأَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ الْمَقَامِ الَّذِي أُقِيمَ فِيهِ، وَلَا يَكُونُ فِي صَدْرِهِ حَرَجٌ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَالصَّدْعِ بِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُهُ وَهَادِيهِ، وَكَيْف هُوَ الْمَنْصِبُ الَّذِي تَوَلَّاهُ بِنَفْسِهِ رَبُّ الْأَرْبَابِ فَقَالَ تَعَالَى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} وَكَفَى بِمَا تَوَلَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ شَرَفًا وَجَلَالَةً؛ إذْ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}، وَلِيَعْلَمَ الْمُفْتِي عَمَّنْ يَنُوبُ فِي فَتْوَاهُ، وَلِيُوقِنَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ غَدًا وَمَوْقُوفٌ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ.
1/ 12:
وَاَلَّذِينَ حُفِظَتْ عَنْهُمْ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةٌ وَنَيِّفٌ وَثَلَاثُونَ نَفْسًا، مَا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، وَكَانَ الْمُكْثِرُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ حَزْمٍ: وَيُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ مِنْ فَتْوَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِفْرٌ ضَخْمٌ قَالَ: وَقَدْ جَمَعَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ فُتْيَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي عِشْرِينَ كِتَابًا.
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ الْمَذْكُورُ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ فِي الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ.
1/ 23:
[الفقهاء السبعة] نَظَمَهُمْ الْقَائِلُ فَقَالَ:
إذَا قِيلَ مَنْ فِي الْعِلْمِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ * رِوَايَتُهُمْ لَيْسَتْ عَنْ الْعِلْمِ خَارِجَهْ
فَقُلْ هُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ عُرْوَةُ قَاسِمٌ * سَعِيدٌ أَبُو بَكْرٍ سُلَيْمَانُ خَارِجَهْ
1/ 28:
[الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ] شَدِيدَ الْكَرَاهَةِ لِتَصْنِيفِ الْكُتُبِ، وَكَانَ يُحِبُّ تَجْرِيدَ الْحَدِيثِ، وَيَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ كَلامَهُ، وَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ جِدًّا، فَعَلِمَ اللَّهُ حُسْنَ نِيَّتِهِ وَقَصْدِهِ فَكُتِبَ مِنْ كَلامِهِ وَفَتْوَاهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاثِينَ سِفْرًا، وَمَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْنَا بِأَكْثَرِهَا فَلَمْ يَفُتْنَا مِنْهَا إلا الْقَلِيلُ، وَجَمَعَ الْخلالُ نُصُوصَهُ فِي الْجَامِعِ الْكَبِيرِ فَبَلَغَ نَحْوَ عِشْرِينَ سِفْرًا أَوْ أَكْثَرَ.
1/ 29:
[أُصُولُ فَتَاوَى أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ «مختصر»]
1 - النُّصُوصُ ...
2 - مَا أَفْتَى بِهِ الصَّحَابَةُ ...
3 - إذَا اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ تَخَيَّرَ مِنْ أَقْوَالِهِمْ مَا كَانَ أَقْرَبَهَا إلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْ أَقْوَالِهِمْ، فَإِنْ لَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ مُوَافَقَةُ أَحَدِ الْأَقْوَالِ حَكَى الْخِلَافَ فِيهَا وَلَمْ يَجْزِمْ بِقَوْلٍ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الْأَخْذُ بِالْمُرْسَلِ وَالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَابِ شَيْءٌ يَدْفَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالضَّعِيفِ عِنْدَهُ الْبَاطِلَ وَلَا الْمُنْكَرَ وَلَا مَا فِي رِوَايَتِهِ مُتَّهَمٌ بِحَيْثُ لَا يَسُوغُ الذَّهَابُ إلَيْهِ فَالْعَمَلُ بِهِ؛ بَلْ الْحَدِيثُ الضَّعِيفُ عِنْدَهُ قَسِيمُ الصَّحِيحِ وَقِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ الْحَسَنِ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَسِّمُ الْحَدِيثَ إلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ، بَلْ إلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ، وَلِلضَّعِيفِ عِنْدَهُ مَرَاتِبُ ...
5 - فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الْمَسْأَلَةِ نَصٌّ وَلَا قَوْلُ الصَّحَابَةِ أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَا أَثَرٌ مُرْسَلٌ أَوْ ضَعِيفٌ عَدَلَ إلَى الْأَصْلِ الْخَامِسِ - وَهُوَ الْقِيَاسُ - فَاسْتَعْمَلَهُ لِلضَّرُورَةِ، وَقَدْ قَالَ فِي كِتَابِ الْخَلَّالِ، سَأَلْت الشَّافِعِيَّ عَنْ الْقِيَاسِ، فَقَالَ: إنَّمَا يُصَارُ إلَيْهِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، أَوْ مَا هَذَا مَعْنَاهُ فَهَذِهِ الْأُصُولُ الْخَمْسَةُ مِنْ أُصُولِ فَتَاوِيهِ، وَعَلَيْهَا مَدَارُهَا ...
1/ 30:
وَلَمْ يَكُـ[الإمام أحمد]ـنْ يُقَدِّمُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَمَلًا وَلَا رَأْيًا وَلَا قِيَاسًا وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ وَلَا عَدَمَ عِلْمِهِ بِالْمُخَالِفِ الَّذِي يُسَمِّيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إجْمَاعًا وَيُقَدِّمُونَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَقَدْ كَذَّبَ أَحْمَدُ مَنْ ادَّعَى هَذَا الْإِجْمَاعَ، وَلَمْ يَسِغْ تَقْدِيمَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، وَكَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا نَصَّ فِي رِسَالَتِهِ الْجَدِيدَةِ عَلَى أَنَّ مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ بِخِلَافٍ لَا يُقَال لَهُ إجْمَاعٌ، وَلَفْظُهُ: مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ خِلَافٌ فَلَيْسَ إجْمَاعًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: مَا يَدَّعِي فِيهِ الرَّجُلُ الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَذِبٌ، مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، مَا يُدْرِيهِ، وَلَمْ يَنْتَهِ إلَيْهِ؟ فَلْيَقُلْ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، هَذِهِ دَعْوَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ، هَذَا لَفْظُهُ وَنُصُوصُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلُّ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا تَوَهُّمَ إجْمَاعٍ مَضْمُونُهُ عَدَمُ الْعِلْمِ بِالْمُخَالِفِ، وَلَوْ سَاغَ لَتَعَطَّلَتْ النُّصُوصُ، وَسَاغَ لِكُلِّ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي حُكْمِ مَسْأَلَةٍ أَنْ يُقَدِّمَ جَهْلُهُ بِالْمُخَالِفِ عَلَى النُّصُوصِ؛ فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَنْكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالشَّافِعِيُّ مِنْ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ، لَا مَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ اسْتِبْعَادٌ لِوُجُودِهِ.
1/ 32:
قَالَ [الإمام أحمد] لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: إيَّاكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي مَسْأَلَةٍ لَيْسَ لَك فِيهَا إمَامٌ.
1/ 33:
وَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي مَسَائِلِهِ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ أَحْمَدَ سُئِلَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا فِيهِ الِاخْتِلَافُ فِي الْعِلْمِ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْت مِثْلَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الْفَتْوَى أَحْسَنَ فُتْيَا مِنْهُ، كَانَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: لَا أَدْرِي.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي مَسَائِلِهِ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْغَرْبِ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَقُولُ لَا أَدْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَاءَك أَنِّي لَا أَدْرِي.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنْت أَسْمَعُ أَبِي كَثِيرًا يُسْأَلُ عَنْ الْمَسَائِلِ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي وَيَقِفُ إذَا كَانَتْ مَسْأَلَةٌ فِيهَا اخْتِلَافٌ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُولُ: سَلْ غَيْرِي، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: مَنْ نَسْأَلُ؟ قَالَ: سَلُوا الْعُلَمَاءَ، وَلَا يَكَادُ يُسَمِّي رَجُلًا بِعَيْنِهِ.
1/ 34:
وَقَالَ سَحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ: أَجْسَرُ النَّاسِ عَلَى الْفُتْيَا أَقَلُّهُمْ عِلْمًا، يَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ الْبَابُ الْوَاحِدُ مِنْ الْعِلْمِ يَظُنُّ أَنَّ الْحَقَّ كُلَّهُ فِيهِ.
قُلْت: الْجُرْأَةُ عَلَى الْفُتْيَا تَكُونُ مِنْ قِلَّةِ الْعِلْمِ وَمِنْ غَزَارَتِهِ وَسِعَتِهِ، فَإِذَا قَلَّ عِلْمُهُ أَفْتَى عَنْ كُلِّ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِذَا اتَّسَعَ عِلْمُهُ اتَّسَعَتْ فُتْيَاهُ، وَلِهَذَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ أَوْسَعِ الصَّحَابَةِ فُتْيَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 08:58]ـ
1/ 35:
مُرَادُ عَامَّةِ السَّلَفِ بِالنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ: رَفْعُ الْحُكْمِ بِجُمْلَتِهِ تَارَةً وَهُوَ اصْطِلَاحُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَرَفْعُ دَلَالَةِ الْعَامِّ وَالْمُطْلَقِ وَالظَّاهِرِ وَغَيْرِهَا تَارَةً، إمَّا بِتَخْصِيصٍ أَوْ تَقْيِيدٍ أَوْ حَمْلِ مُطْلَقٍ عَلَى مُقَيَّدٍ وَتَفْسِيرِهِ وَتَبْيِينِهِ حَتَّى إنَّهُمْ يُسَمُّونَ الِاسْتِثْنَاءَ وَالشَّرْطَ وَالصِّفَةَ نَسْخًا لِتَضَمُّنِ ذَلِكَ رَفْعَ دَلَالَةِ الظَّاهِرِ وَبَيَانَ الْمُرَادِ، فَالنَّسْخُ عِنْدَهُمْ وَفِي لِسَانِهِمْ هُوَ بَيَانُ الْمُرَادِ بِغَيْرِ ذَلِكَ اللَّفْظِ، بَلْ بِأَمْرٍ خَارِجٍ عَنْهُ، وَمَنْ تَأَمَّلَ كَلَامَهُمْ رَأَى مِنْ ذَلِكَ فِيهِ مَا لَا يُحْصَى، وَزَالَ عَنْهُ بِهِ إشْكَالَاتٌ أَوْجَبَهَا حَمْلُ كَلَامِهِمْ عَلَى الِاصْطِلَاحِ الْحَادِثِ الْمُتَأَخِّرِ.
1/ 36:
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي كِتَابِ " جَامِعِ فَضْلِ الْعِلْمِ ": حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْمِصِّيصِيُّ ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ وَاقِدٍ ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ حُسَيْنٍ إمَامُنَا قَالَ: رَأَيْت أَبَا حَنِيفَةَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْت: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِك يَا أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، فَقُلْت لَهُ: بِالْعِلْمِ؟ فَقَالَ: مَا أَضَرَّ الْفُتْيَا عَلَى أَهْلِهَا، فَقُلْت: فَبِمَ؟ قَالَ: بِقَوْلِ النَّاسِ فِيَّ مَا لَمْ يَعْلَمْ اللَّهُ أَنَّهُ مِنِّي.
1/ 36: [أيهما أشد خطرا المفتي أو القاضي]
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْحَدَّادُ: الْقَاضِي أَيْسَرُ مَأْثَمًا وَأَقْرَبُ إلَى السَّلَامَةِ مِنْ الْفَقِيهِ - يُرِيدُ الْمُفْتِي؛ لِأَنَّ الْفَقِيهَ مِنْ شَأْنِهِ إصْدَارُ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ سَاعَتِهِ بِمَا حَصَرَهُ مِنْ الْقَوْلِ، وَالْقَاضِي شَأْنُهُ الْأَنَاةُ وَالتَّثَبُّتُ وَمَنْ تَأَنَّى وَتَثَبَّتَ تَهَيَّأَ لَهُ مِنْ الصَّوَابِ مَا لَا يَتَهَيَّأُ لِصَاحِبِ الْبَدِيهَةِ، انْتَهَى.
وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمُفْتِي أَقْرَبُ إلَى السَّلَامَةِ مِنْ الْقَاضِي؛ لِأَنَّهُ لَا يُلْزِمُ بِفَتْوَاهُ، وَإِنَّمَا يُخْبِرُ بِهَا مِنْ اسْتَفْتَاهُ، فَإِنْ شَاءَ قَبِلَ قَوْلَهُ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ، وَأَمَّا الْقَاضِي فَإِنَّهُ يُلْزِمُ بِقَوْلِهِ، فَيَشْتَرِك هُوَ وَالْمُفْتِي فِي الْإِخْبَارِ عَنْ الْحُكْمِ، وَيَتَمَيَّزُ الْقَاضِي بِالْإِلْزَامِ وَالْقَضَاءِ؛ فَهُوَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ خَطَرُهُ أَشَدُّ. وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْقَاضِي مِنْ الْوَعِيدِ وَالتَّخْوِيفِ مَا لَمْ يَأْتِ نَظِيرُهُ فِي الْمُفْتِي، [ذكر بعض النصوص ... ] فَكُلُّ خَطَرٍ عَلَى الْمُفْتِي فَهُوَ عَلَى الْقَاضِي، وَعَلَيْهِ مِنْ زِيَادَةِ الْخَطَرِ مَا يَخْتَصُّ بِهِ، وَلَكِنْ خَطَرُ الْمُفْتِي أَعْظَمُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى؛ فَإِنَّ فَتْوَاهُ شَرِيعَةٌ عَامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِالْمُسْتَفْتِي وَغَيْرِهِ، وَأَمَّا الْحَاكِمُ فَحُكْمُهُ جُزْئِيٌّ خَاصٌّ لَا يَتَعَدَّى إلَى غَيْرِ الْمَحْكُومِ عَلَيْهِ وَلَهُ؛ فَالْمُفْتِي يُفْتِي حُكْمًا عَامًّا كُلِّيًّا أَنَّ مَنْ فَعَلَ كَذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ كَذَا، وَمَنْ قَالَ كَذَا لَزِمَهُ كَذَا، وَالْقَاضِي يَقْضِي قَضَاءً مُعَيَّنًا عَلَى شَخْصٍ مُعَيَّنٍ، فَقَضَاؤُهُ خَاصٌّ مُلْزِمٌ، وَفَتْوَى الْعَالِمِ عَامَّةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ، فَكِلَاهُمَا أَجْرُهُ عَظِيمٌ، وَخَطَرُهُ كَبِيرٌ.
1/ 39:
[استخدام الأئمة لفظ الكراهة بمعنى التحريم]
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ وَلَا مَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِنَا، وَلَا أَدْرَكْت أَحَدًا أَقْتَدِي بِهِ يَقُولُ فِي شَيْءٍ: هَذَا حَلَالٌ، وَهَذَا حَرَامٌ، وَمَا كَانُوا يَجْتَرِئُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ: نَكْرَهُ كَذَا، وَنَرَى هَذَا حَسَنًا؛ فَيَنْبَغِي هَذَا، وَلَا نَرَى هَذَا، وَرَوَاهُ عَنْهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَزَادَ: وَلَا يَقُولُونَ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ، أَمَا سَمِعْت قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ؟} الْحَلَالُ: مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
قُلْت: وَقَدْ غَلِطَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ عَلَى أَئِمَّتِهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ، حَيْثُ تَوَرَّعَ الْأَئِمَّةُ عَنْ إطْلَاقِ لَفْظِ التَّحْرِيمِ، وَأَطْلَقُوا لَفْظَ الْكَرَاهَةِ، فَنَفَى الْمُتَأَخِّرُونَ التَّحْرِيمَ عَمَّا أَطْلَقَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ الْكَرَاهَةَ، ثُمَّ سَهُلَ عَلَيْهِمْ لَفْظُ الْكَرَاهَةِ وَخَفَّتْ مُؤْنَتُهُ عَلَيْهِمْ فَحَمَلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى التَّنْزِيهِ، وَتَجَاوَزَ بِهِ آخَرُونَ إلَى كَرَاهَةِ تَرْكِ الْأَوْلَى، وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا فِي تَصَرُّفَاتِهِمْ؛ فَحَصَلَ بِسَبَبِهِ غَلَطٌ عَظِيمٌ عَلَى الشَّرِيعَةِ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ ...
[ثم ذكر أمثلة كثيرة من استخدام الأئمة لفظ الكراهة ونحوه على المحرم]
1/ 55:
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَصْبَحَ أَهْلُ الرَّأْيِ أَعْدَاءَ السُّنَنِ، أَعْيَتْهُمْ أَنْ يَعُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَرْوُوهَا، فَاسْتَبَقُوهَا بِالرَّأْيِ. [ ... وذكر نحوه من طرق أخرى وألفاظ أخرى]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 08:58]ـ
1/ 65:
وَعَنْ عُمَرَ «أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلًا فَقَالَ: مَا صَنَعْت؟ قَالَ: قَضَى عَلِيٌّ وَزَيْدٌ بِكَذَا، قَالَ: لَوْ كُنْت أَنَا لَقَضَيْت بِكَذَا، قَالَ: فَمَا مَنَعَك وَالْأَمْرُ إلَيْك؟ قَالَ: لَوْ كُنْت أَرُدُّك إلَى كِتَابِ اللَّهِ أَوْ إلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَفَعَلْت، وَلَكِنِّي أَرُدُّك إلَى رَأْيٍ، وَالرَّأْيُ مُشْتَرَكٌ».
فَلَمْ يَنْقُضْ مَا قَالَ عَلِيٌّ وَزَيْدٌ.
1/ 66:
الْعَرَبُ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَصَادِرِ فِعْلِ الرُّؤْيَةِ بِحَسَبِ مَحَالِّهَا فَتَقُولُ: رَأَى كَذَا فِي النَّوْمِ رُؤْيَا، وَرَآهُ فِي الْيَقِظَةِ رُؤْيَةً، وَرَأَى كَذَا - لِمَا يُعْلَمُ بِالْقَلْبِ وَلَا يُرَى بِالْعَيْنِ - رَأْيًا، وَلَكِنَّهُمْ خَصُّوهُ بِمَا يَرَاهُ الْقَلْبُ بَعْدَ فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ وَطَلَبٍ لِمَعْرِفَةِ وَجْهِ الصَّوَابِ مِمَّا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ؛ فَلَا يُقَالُ لِمَنْ رَأَى بِقَلْبِهِ أَمْرًا غَائِبًا عَنْهُ مِمَّا يَحُسُّ بِهِ أَنَّهُ رَأْيُهُ، وَلَا يُقَالُ أَيْضًا لِلْأَمْرِ الْمَعْقُولِ الَّذِي لَا تَخْتَلِفُ فِيهِ الْعُقُولُ وَلَا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ إنَّهُ رَأْيٌ، وَإِنْ احْتَاجَ إلَى فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ كَدَقَائِقِ الْحِسَابِ وَنَحْوِهَا.
1/ 74:
وَقَالَ أَبَانُ بْنُ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «دَعُوا السُّنَّةَ تَمْضِي، لَا تَعْرِضُوا لَهَا بِالرَّأْيِ».
1/ 79:
وَلِبَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ:
الْعِلْمُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ * قَالَ الصَّحَابَةُ لَيْسَ خُلْفٌ فِيهِ
مَا الْعِلْمُ نَصْبُكَ لِلْخِلَافِ سَفَاهَةً * بَيْنَ النُّصُوصِ وَبَيْنَ رَأْيِ سَفِيهِ
كَلًّا وَلَا نَصْبُ الْخِلَافِ جَهَالَةً * بَيْنَ الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فَقِيهِ
كَلا وَلَا رَدُّ النُّصُوصِ تَعَمُّدًا * حَذَرًا مِنْ التَّجْسِيمِ وَالتَّشْبِيهِ
حَاشَا النُّصُوصَ مِنْ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ * مِنْ فِرْقَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّمْوِيهِ
1/ 84:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ وَقَدْ تَعَدَّدَتْ مِنْهُمْ رُؤْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ: {أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ} فَاعْتَبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَاطُؤَ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِينَ، فَالْأُمَّةُ مَعْصُومَةٌ فِيمَا تَوَاطَأَتْ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَتِهَا وَرُؤْيَاهَا.
1/ 86:
[من كتاب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنهما]
... فَمَنْ خَلَصَتْ نِيَّتُهُ فِي الْحَقِّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ =كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ تَزَّيَّنَ بِمَا لَيْسَ فِي نَفْسِهِ = شَانَهُ اللَّهُ ...
1/ 87:
وَلَا يَتَمَكَّنُ الْمُفْتِي وَلَا الْحَاكِمُ مِنْ الْفَتْوَى وَالْحُكْمِ بِالْحَقِّ إلَّا بِنَوْعَيْنِ مِنْ الْفَهْمِ:
أَحَدُهُمَا: فَهْمُ الْوَاقِعِ وَالْفِقْهِ فِيهِ وَاسْتِنْبَاطُ عِلْمِ حَقِيقَةِ مَا وَقَعَ بِالْقَرَائِنِ وَالْأَمَارَاتِ وَالْعَلَامَاتِ حَتَّى يُحِيطَ بِهِ عِلْمًا.
وَالنَّوْعُ الثَّانِي: فَهْمُ الْوَاجِبِ فِي الْوَاقِعِ، وَهُوَ فَهْمُ حُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ قَوْلِهِ فِي هَذَا الْوَاقِعِ، ثُمَّ يُطَبِّقُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ؛ فَمَنْ بَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي ذَلِكَ لَمْ يَعْدَمْ أَجْرَيْنِ أَوْ أَجْرًا؛ فَالْعَالِمُ مَنْ يَتَوَصَّلُ بِمَعْرِفَةِ الْوَاقِعِ وَالتَّفَقُّهِ فِيهِ إلَى مَعْرِفَةِ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، كَمَا تَوَصَّلَ شَاهِدُ يُوسُفَ بِشَقِّ الْقَمِيصِ مِنْ دُبُرٍ إلَى مَعْرِفَةِ بَرَاءَتِهِ وَصِدْقِهِ ...
وَمَنْ تَأَمَّلَ الشَّرِيعَةَ وَقَضَايَا الصَّحَابَةِ وَجَدَهَا طَافِحَةً بِهَذَا، وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ هَذَا أَضَاعَ عَلَى النَّاسِ حُقُوقَهُمْ، وَنَسَبَهُ إلَى الشَّرِيعَةِ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ.
1/ 90:
وَلا حَجْرَ فِي الِاصْطِلَاحِ مَا لَمْ يَتَضَمَّنْ حَمْلَ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ فَيَقَعُ بِذَلِكَ الْغَلَطُ فِي فَهْمِ النُّصُوصِ وَحَمْلِهَا عَلَى غَيْرِ مُرَادِ الْمُتَكَلِّمِ مِنْهَا وَقَدْ حَصَلَ بِذَلِكَ لِلْمُتَأَخِّرِينَ أَغْلَاطٌ شَدِيدَةٌ فِي فَهْمِ النُّصُوصِ ...
1/ 93:
طُرُق الْحُكْمِ أَعَمُّ مِنْ طُرُقِ حِفْظِ الْحُقُوقِ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 04:16]ـ
1/ 95:
وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ بِإِشْهَادِ امْرَأَتَيْنِ لِتَوْكِيدِ الْحِفْظِ؛ لِأَنَّ عَقْلَ الْمَرْأَتَيْنِ وَحِفْظَهُمَا يَقُومُ مَقَامَ عَقْلِ رَجُلٍ وَحِفْظِهِ، وَلِهَذَا جُعِلَتْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ الرَّجُلِ فِي الْمِيرَاثِ وَالدِّيَةِ وَالْعَقِيقَةِ وَالْعِتْقِ.
قلت: وذكر هذا في بدائع الفوائد 3/ 673، وزاد المعاد1/ 160، وتحفة المودود ص68، والطرق الحكمية ص219.
1/ 99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَة عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا.
1/ 105: ... أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يَقُولُ فِي مَجْلِسِهِ كُلَّ يَوْمٍ قَلَّمَا يُخْطِئُهُ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ: اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ، إنَّ وَرَاءَكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ، حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالْأَسْوَدُ وَالْأَحْمَرُ، فَيُوشِكُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَقُولَ: قَرَأْت الْقُرْآنَ فَمَا أَظُنُّ أَنْ يَتْبَعُونِي حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتَدَعَ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِيَّاكُمْ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ بِكَلِمَةِ الضَّلَالَةِ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ، فَتَلَقَّوْا الْحَقَّ عَنْ مَنْ جَاءَ بِهِ، فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا، قَالُوا: وَكَيْف زَيْغَةُ الْحَكِيمِ؟ قَالَ: هِيَ الْكَلِمَةُ تَرُوعُكُمْ وَتُنْكِرُونَهَا وَتَقُولُونَ مَا هَذَا، فَاحْذَرُوا زَيْغَتَهُ، وَلَا يَصُدُّنَّكُمْ عَنْهُ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَفِيءَ وَأَنْ يُرَاجِعَ الْحَقَّ، وَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
1/ 106: وَسُئِلَ [الإمام أحمد] عَنْ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْكَى فِي الْعَدُوِّ مَعَ شُرْبِهِ الْخَمْرَ وَالْآخَرُ أَدْيَنُ؟ فَقَالَ: يُغْزِي مَعَ الْأَنْكَى فِي الْعَدُوِّ؛ لِأَنَّهُ أَنْفَعُ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَبِهَذَا مَضَتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَانَ يُوَلِّي الْأَنْفَعَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، كَمَا وَلَّى خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مِنْ حِينِ أَسْلَمَ عَلَى حُرُوبِهِ لِنِكَايَتِهِ فِي الْعَدُوِّ، وَقَدَّمَهُ عَلَى بَعْضِ السَّابِقِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَهَؤُلَاءِ مِمَّنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ، وَهُمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدِ وَقَاتَلُوا؛ وَخَالِدٌ وَكَانَ مِمَّنْ أَنْفَقَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ، فَإِنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ، ثُمَّ إنَّهُ فَعَلَ مَعَ بَنِي جَذِيمَةَ مَا تَبَرَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: {اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْك مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ} وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَعْزِلْهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ مِنْ أَسْبَقِ السَّابِقِينَ وَقَالَ لَهُ {يَا أَبَا ذَرٍّ إنِّي أَرَاك ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَك مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ} وَأَمَّرَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَقْصِدُ أَخْوَالَهُ بَنِي عُذْرَةَ فَعَلِمَ أَنَّهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُطِيعُونَهُ مَا لَا يُطِيعُونَ غَيْرَهُ لِلْقَرَابَةِ؛ وَأَيْضًا فَلِحُسْنِ سِيَاسَةِ عَمْرٍو وَخِبْرَتِهِ وَذَكَائِهِ وَدَهَائِهِ فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَدْهَى الْعَرَبِ؛ وَدُهَاةُ الْعَرَبِ أَرْبَعَةٌ هُوَ أَحَدُهُمْ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ بِأَبِي عُبَيْدَةَ وَقَالَ: {تَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا} فَلَمَّا تَنَازَعَا فِيمَنْ يُصَلِّي سَلَّمَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعَمْرٍو؛ فَكَانَ يُصَلِّي بِالطَّائِفَتَيْنِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ؛ وَأَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مَكَانَ أَبِيهِ لِأَنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ - أَحْرِصُ عَلَى طَلَبِ ثَأْرِ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَدَّمَ أَبَاهُ زَيْدًا فِي الْوِلَايَةِ عَلَى جَعْفَرٍ بْن عَمِّهِ مَعَ أَنَّهُ مَوْلَى، وَلَكِنَّهُ مِنْ أَسْبَقِ النَّاسِ إسْلَامًا قَبْلَ جَعْفَرٍ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَى طَعْنِ النَّاسِ فِي إمَارَةِ أُسَامَةَ وَزَيْدٍ وَقَالَ: {إنْ تَطْعَنُوا فِي إمَارَةِ أُسَامَةَ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَيْمُ اللَّهِ إنْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ} وَأَمَّرَ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَإِخْوَتَهُ لِأَنَّهُمْ مِنْ كُبَرَاءِ قُرَيْشٍ وِسَادَاتِهِمْ وَمِنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ وَلَمْ يَتَوَلَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَدْيَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوْلِيَةُ الْأَنْفَعِ لِلْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَالْحُكْمُ بِمَا يُظْهِرُ الْحَقَّ وَيُوَضِّحُهُ إذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَقْوَى مِنْهُ يُعَارِضُهُ، فَسِيرَتُهُ تَوْلِيَةُ الْأَنْفَعِ وَالْحُكْمُ بِالْأَظْهَرِ.
1/ 90 - 107: فصل طويل في البينات والشهادات وما يتعلق بها قال في آخره:
وَلَا يُسْتَطَلْ هَذَا الْفَصْلُ فَإِنَّهُ مِنْ أَنْفَعْ فُصُولِ الْكِتَابِ.
1/ 109:
وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ الْمُقْتَتِلَتَيْنِ أَوَّلًا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَحِينَئِذٍ أَمَرَ بِقِتَالِ الْبَاغِيَةِ لَا بِالصُّلْحِ فَإِنَّهَا ظَالِمَةٌ، فَفِي الْإِصْلَاحِ مَعَ ظُلْمِهَا هَضْمٌ لِحَقِّ الطَّائِفَةِ الْمَظْلُومَةِ، وَكَثِيرٌ مِنْ الظَّلَمَةِ الْمُصْلِحِينَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْقَادِرِ الظَّالِمِ وَالْخَصْمِ الضَّعِيفِ الْمَظْلُومِ بِمَا يُرْضِي بِهِ الْقَادِرَ صَاحِبَ الْجَاهِ، وَيَكُونُ لَهُ فِيهِ الْحَظُّ، وَيَكُونُ الْإِغْمَاضُ وَالْحَيْفُ فِيهِ عَلَى الضَّعِيفِ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَصْلَحَ، وَلَا يُمَكِّنُ الْمَظْلُومَ مِنْ أَخْذِ حَقِّهِ، وَهَذَا ظُلْمٌ، بَلْ يُمَكِّنُ الْمَظْلُومَ مِنْ اسْتِيفَاءِ حَقِّهِ، ثُمَّ يَطْلُبُ إلَيْهِ بِرِضَاهُ أَنْ يَتْرُكَ بَعْضَ حَقِّهِ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ لِصَاحِبِ الْجَاهِ، وَلَا يَشْتَبِهُ بِالْإِكْرَاهِ لِلْآخَرِ بِالْمُحَابَاةِ وَنَحْوِهَا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 04:16]ـ
1/ 111 - 118:
بحث في شهادة القريب لقريبه هل تقبل؟
رجّح أنها لا تقبل مع التهمة، وتقبل بدونها.
1/ 116:
مسائل حول حديث «أنت ومالك لأبيك».
1/ 119:
وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي الْكَذِبِ فِي غَيْرِ الشَّهَادَةِ: هَلْ هُوَ مِنْ الصَّغَائِرِ أَوْ مِنْ الْكَبَائِرِ؟
عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ حَكَاهُمَا أَبُو الْحُسَيْنِ فِي تَمَامِهِ.
وَاحْتَجَّ مَنْ جَعَلَهُ مِنْ الْكَبَائِرِ: بِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ صِفَاتِ شَرِّ الْبَرِّيَّةِ، وَهُمْ الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَلَمْ يَصِفْ بِهِ إلَّا كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا، وَجَعَلَهُ عَلَمَ أَهْلِ النَّارِ وَشِعَارَهُمْ وَجَعَلَ الصِّدْقَ عَلَمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشِعَارَهُمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرِّ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَصْدُقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَكْذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مَرْفُوعًا: {آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ}.
وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَهُ الْكَذْبَةَ فَمَا تَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً}.
وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: ثنا مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ثنا أَيُّوبُ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: {مَا كَانَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْكَذِبِ، وَمَا جَرَّبَ عَلَى أَحَدٍ كَذِبًا فَرَجَعَ إلَيْهِ مَا كَانَ حَتَّى يَعْرِفَ مِنْهُ تَوْبَةً} حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيق ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْطَلَ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ كَذَبَهَا} وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَقَدْ احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ.
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْت أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " إيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبُ الْإِيمَانَ " يُرْوَى مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا؛ وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " الْمُسْلِمُ يُطْبَعُ عَلَى كُلِّ طَبِيعَةٍ غَيْرَ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ "، وَيُرْوَى مَرْفُوعًا أَيْضًا.
وَفِي الْمُسْنَدِ وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ قَائِمًا قَالَ: عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرْكَ بِاَللَّهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ}.
وَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ وَفُشُوُّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعُ الْأَرْحَامِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَكِتْمَانُ شَهَادَةِ الْحَقِّ}.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ: ثنا أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، فَتَقَدَّمَ إلَيْهِ رَجُلَانِ، فَادَّعَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ مَالًا، فَجَحَدَهُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ الْبَيِّنَةَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَشَهِدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: لَا وَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ مَا شَهِدَ عَلَيَّ بِحَقٍّ، وَمَا عَلِمْتُهُ إلَّا رَجُلًا صَالِحًا، غَيْرَ هَذِهِ الزَّلَّةِ فَإِنَّهُ فَعَلَ هَذَا لِحِقْدٍ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيَّ، وَكَانَ مُحَارِبٌ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ: يَا ذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
الرَّجُلِ سَمِعْت ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ تَشِيبُ فِيهِ الْوَلَدَانِ، وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ مَا فِي بُطُونِهَا، وَتَضْرِبُ الطَّيْرُ بِأَذْنَابِهَا وَتَضَعُ مَا فِي بُطُونِهَا مِنْ شِدَّةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَا ذَنْبَ عَلَيْهَا وَإِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لَا يُقَارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ فَإِنْ كُنْت شَهِدْت بِحَقٍّ فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَقِمْ عَلَى شَهَادَتِك، وَإِنْ كُنْت شَهِدْت بِبَاطِلٍ فَاتَّقِ اللَّهَ وَغَطَّ رَأْسَك وَاخْرُجْ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: كُنْت فِي مَجْلِسِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ وَهُوَ فِي قَضَائِهِ، حَتَّى تَقَدَّمَ إلَيْهِ رَجُلَانِ، فَادَّعَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ حَقًّا، فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ: أَلَك بَيِّنَةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، اُدْعُ فُلَانًا، فَقَالَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ: إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَاَللَّهِ إنْ شَهِدَ عَلَيَّ لَيَشْهَدَنَّ بِزُورٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَنِي عَنْهُ لَأُزَكِّيَنَّهُ؛ فَلَمَّا جَاءَ الشَّاهِدُ قَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ الطَّيْرَ لِتَضْرِبَ بِمَنَاقِيرِهَا، وَتَقْذِفَ مَا فِي حَوَاصِلِهَا، وَتُحَرِّكَ أَذْنَابَهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لَا تُقَارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: بِمَ تَشْهَدُ؟ قَالَ: كُنْت أُشْهِدْت عَلَى شَهَادَةٍ وَقَدْ نَسِيتُهَا، أَرْجِعُ فَأَتَذَكَّرُهَا، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَشْهَدْ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ فَقَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارَ ثنا زَافِرٌ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: كُنْت عِنْدَ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، فَاخْتَصَمَ إلَيْهِ رَجُلَانِ، فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا شَاهِدٌ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِزُورٍ، وَلَئِنْ سُئِلَتْ عَنْهُ لَيُزَكَّيَنَّ، وَكَانَ مُحَارِبٌ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ اللَّهَ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزُولُ قَدَمَا شَاهِدِ الزُّورِ مِنْ مَكَانِهِمَا حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ. وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ إلَى مُحَارِبٍ.
فَصْلٌ:
وَأَقْوَى الْأَسْبَابِ فِي رَدِّ الشَّهَادَةِ وَالْفُتْيَا وَالرِّوَايَةِ: الْكَذِبُ؛ لِأَنَّهُ فَسَادٌ فِي نَفْسِ آلَةِ الشَّهَادَةِ وَالْفُتْيَا وَالرِّوَايَةِ، فَهُوَ بِمَثَابَةِ شَهَادَةِ الْأَعْمَى عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ، وَشَهَادَةِ الْأَصَمِّ الَّذِي لَا يَسْمَعُ عَلَى إقْرَارِ الْمُقِرِّ؛ فَإِنَّ اللِّسَانَ الْكَذُوبَ بِمَنْزِلَةِ الْعُضْوِ الَّذِي قَدْ تَعَطَّلَ نَفْعُهُ، بَلْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، فَشَرُّ مَا فِي الْمَرْءِ لِسَانٌ كَذُوبٌ؛ وَلِهَذَا يَجْعَلُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ شِعَارَ الْكَاذِبِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِعَارَ الْكَاذِبِ عَلَى رَسُولِهِ سَوَادَ وُجُوهِهِمْ، وَالْكَذِبُ لَهُ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ فِي سَوَادِ الْوَجْهِ، وَيَكْسُوهُ بُرْقُعًا مِنْ الْمَقْتِ يَرَاهُ كُلُّ صَادِقٍ؛ فَسِيَّمَا الْكَاذِبُ فِي وَجْهِهِ يُنَادَى عَلَيْهِ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ، وَالصَّادِقُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ مَهَابَةً وَجَلَالَةً، فَمَنْ رَآهُ هَابَهُ وَأَحَبَّهُ، وَالْكَاذِبُ يَرْزُقُهُ إهَانَةً وَمَقْتًا، فَمَنْ رَآهُ مَقَتَهُ وَاحْتَقَرَهُ، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ.
1/ 130:
وَقَدْ اشْتَمَلَ الْقُرْآنُ عَلَى بِضْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ مَثَلًا تَتَضَمَّنُ تَشْبِيهَ الشَّيْءِ بِنَظِيرِهِ وَالتَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمَا فِي الْحُكْمِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إلَّا الْعَالِمُونَ} فَالْقِيَاسُ فِي ضَرْبِ الْأَمْثَالِ مِنْ خَاصَّةِ الْعَقْلِ، وَقَدْ رَكَّزَ اللَّهُ فِطَرَ النَّاسِ وَعُقُولَهُمْ عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ
وَإِنْكَارِ التَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، وَالْفَرْقِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفَيْنِ وَإِنْكَارِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا.
[ثم سرد الأمثال وشرحها شرحا نفيسا]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 04:17]ـ
1/ 136:
وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَمَعَ بَيْنَ الِاسْتِمْتَاعِ بِالْخَلَاقِ وَبَيْنَ الْخَوْضِ بِالْبَاطِلِ؛ لِأَنَّ فَسَادَ الدِّينِ إمَّا أَنْ يَقَعَ بِالِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالتَّكَلُّمِ بِهِ وَهُوَ الْخَوْضُ، أَوْ يَقَعُ فِي الْعَمَلِ بِخِلَافِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ وَهُوَ الِاسْتِمْتَاعُ بِالْخَلَاقِ، فَالْأَوَّلُ الْبِدَعُ، وَالثَّانِي اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَهَذَانِ هُمَا أَصْلُ كُلِّ شَرٍّ وَفِتْنَةٍ وَبَلَاءٍ، وَبِهِمَا كُذِّبَتْ الرُّسُلُ، وَعُصِيَ الرَّبُّ، وَدُخِلَتْ النَّارُ، وَحَلَّتْ الْعُقُوبَاتُ، فَالْأَوَّلُ مِنْ جِهَةِ الشُّبُهَاتِ، وَالثَّانِي مِنْ جِهَةِ الشَّهَوَاتِ، وَلِهَذَا كَانَ السَّلَفُ يَقُولُونَ: احْذَرُوا مِنْ النَّاسِ صِنْفَيْنِ: صَاحِبُ هَوًى فِتْنَتُهُ هَوَاهُ، وَصَاحِبُ دُنْيَا أَعْجَبَتْهُ دُنْيَاهُ.وَكَانُوا يَقُولُونَ: احْذَرُوا فِتْنَةَ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ؛ فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ، فَهَذَا يُشْبِهُ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ وَيَعْمَلُونَ بِخِلَافِهِ، وَهَذَا يُشْبِهُ الضَّالِّينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
1/ 144:
وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} فَرَدَّ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ رَدًّا يَتَضَمَّنُ الدَّلِيلَ الْقَاطِعَ عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَى إعَادَتِهِمْ خَلْقًا جَدِيدًا فَقَالَ: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فَلَمَّا اسْتَبْعَدُوا أَنْ يُعِيدَهُمْ اللَّهُ خَلْقًا جَدِيدًا بَعْدَ أَنْ صَارُوا عِظَامًا وَرُفَاتًا قِيلَ لَهُمْ: كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ، سَوَاءٌ كَانَ الْمَوْتَ أَوْ السَّمَاءَ أَوْ الْأَرْضَ أَوْ أَيَّ خَلْقٍ اسْتَعْظَمْتُمُوهُ وَكَبُرَ فِي صُدُورِكُمْ، وَمَضْمُونُ الدَّلِيلِ أَنَّكُمْ مَرْبُوبُونَ مَخْلُوقُونَ مَقْهُورُونَ عَلَى مَا يَشَاءُ خَالِقُكُمْ، وَأَنْتُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى تَغْيِيرِ أَحْوَالِكُمْ مِنْ خِلْقَةٍ إلَى خِلْقَةٍ لَا تَقْبَلُ الِاضْمِحْلَالَ كَالْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَوْ كُنْتُمْ عَلَى هَذِهِ الْخِلْقَةِ مِنْ الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ لَنَفَذَتْ أَحْكَامِي وَقُدْرَتِي وَمَشِيئَتِي، وَلَمْ تَسْبِقُونِي وَلَمْ تَفُوتُونِي، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ لِمَنْ هُوَ فِي قَبْضَتِهِ: اصْعَدْ إلَى السَّمَاءِ فَإِنِّي لَاحِقُك؛ أَيْ لَوْ صَعِدْت إلَى السَّمَاءِ لَحِقْتُك، وَعَلَى هَذَا فَمَعْنَى الْآيَةِ لَوْ كُنْتُمْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ أَعْظَمَ خَلْقًا مِنْ ذَلِكَ لَمَا أَعْجَزْتُمُونِي وَلَمَا فُتُّمُونِي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقِيلَ: الْمَعْنَى كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ، أَيْ صَوِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَقَدِّرُوهَا خَلْقًا لَا يَضْمَحِلُّ وَلَا يَنْحَلُ، فَإِنَّا سَنُمِيتُكُمْ ثُمَّ نُحْيِيكُمْ وَنُعِيدُكُمْ خَلْقًا جَدِيدًا، وَبَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ فَرْقٌ لَطِيفٌ، فَإِنَّ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ يَقْتَضِي أَنَّكُمْ لَوْ قَدَرْتُمْ عَلَى نَقْلِ خِلْقَتِكُمْ مِنْ حَالَةٍ إلَى حَالَةٍ هِيَ أَشَدَّ مِنْهَا وَأَقْوَى لَنَفَذَتْ مَشِيئَتُنَا وَقُدْرَتُنَا فِيكُمْ وَلَمْ تُعْجِزُونَا، فَكَيْفَ وَأَنْتُمْ عَاجِزُونَ عَنْ ذَلِكَ؟ وَالْمَعْنَى الثَّانِي يَقْتَضِي أَنَّكُمْ صَوِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَنْزِلُوهَا هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ، ثُمَّ اُنْظُرُوا أَتَفُوتُونَا وَتُعْجِزُونَا أَمْ قُدْرَتُنَا وَمَشِيئَتُنَا مُحِيطَةٌ بِكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ؟ وَهَذَا مِنْ أَبْلَغِ الْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَةِ الَّتِي لَا تَعْرِضُ فِيهَا شُبْهَةٌ أَلْبَتَّةَ، بَلْ لَا تَجِدُ الْعُقُولُ السَّلِيمَةُ عَنْ الْإِذْعَانِ وَالِانْقِيَادِ لَهَا بُدًّا، فَلَمَّا عَلِمَ الْقَوْمُ صِحَّةَ هَذَا الْبُرْهَانِ وَأَنَّهُ ضَرُورِيٌّ انْتَقَلُوا إلَى الْمُطَالَبَةِ بِمَنْ يُعِيدُهُمْ فَقَالُوا: مَنْ يُعِيدُنَا؟ وَهَذَا سَوَاءٌ كَانَ سُؤَالًا مِنْهُمْ عَنْ تَعْيِينِ الْمُعِيدِ أَوْ إنْكَارًا مِنْهُمْ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَقْبَحِ التَّعَنُّتِ وَأَبْيَنِهِ، وَلِهَذَا كَانَ جَوَابُهُ: {قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وَلَمَّا عَلِمَ الْقَوْمُ أَنَّ هَذَا جَوَابٌ قَاطِعٌ انْتَقَلُوا إلَى بَابٍ آخَرَ مِنْ التَّعَنُّتِ؛ وَهُوَ السُّؤَالُ عَنْ وَقْتِ هَذِهِ الْإِعَادَةِ، فَأَنْغَضُوا إلَيْهِ رُءُوسَهُمْ وَقَالُوا: مَتَى هُوَ؟ فَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} فَلْيَتَأَمَّلْ اللَّبِيبُ لُطْفَ مَوْقِعِ هَذَا الدَّلِيلِ، وَاسْتِلْزَامَهُ لِمَدْلُولِهِ اسْتِلْزَامًا لَا مَحِيدَ عَنْهُ، وَمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ السُّؤَالَاتِ وَالْجَوَابِ عَنْهَا أَبْلَغَ جَوَابٍ وَأَصَحَّهُ وَأَوْضَحَهُ، فَلِلَّهِ مَا يَفُوتُ الْمُعْرِضِينَ عَنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ الْمُتَعَوَّضِينَ عَنْهُ بِزُبَالَةِ الْأَذْهَانِ وَنُخَالَةِ الْأَفْكَارِ.
1/ 145:
{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} ... وَلَا خِلَافَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالصُّلْبِ صُلْبُ الرَّجُلِ، وَاخْتُلِفَ فِي التَّرَائِبِ فَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهَا تَرَائِبُهُ أَيْضًا، وَهِيَ عِظَامُ الصَّدْرِ مَا بَيْنَ التَّرْقُوَةِ إلَى الثَّنْدُوَةِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ تَرَائِبُ الْمَرْأَةِ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} وَلَمْ يَقُلْ يَخْرُجُ مِنْ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَاءُ الرَّجُلِ خَارِجًا مِنْ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ كَمَا قَالَ فِي اللَّبَنِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ} وَأَيْضًا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَالنُّطْفَةُ هِيَ مَاءُ الرَّجُلِ، كَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالنُّطْفَةُ الْمَاءُ الصَّافِي قَلَّ أَوْ كَثُرَ، وَالنُّطْفَةُ مَاءُ الرَّجُلِ، وَالْجَمْعُ نُطَفٌ؛ وَأَيْضًا فَإِنَّ الَّذِي يُوصَفُ بِالدَّفْقِ وَالنَّضْحِ إنَّمَا هُوَ مَاءُ الرَّجُلِ، وَلَا يُقَالُ نَضَحَتْ الْمَرْأَةُ الْمَاءَ وَلَا دَفَقَتْهُ، وَاَلَّذِي أَوْجَبَ لِأَصْحَابِ الْقَوْلِ الْآخَرِ ذَلِكَ أَنَّهُمْ رَأَوْا أَهْلَ اللُّغَةِ قَالُوا: التَّرَائِبُ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ الصَّدْرِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: أَهْلُ اللُّغَةِ مُجْمِعُونَ عَلَى ذَلِكَ وَأَنْشَدُوا لِامْرِئِ الْقَيْسِ: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ وَهَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى اخْتِصَاصِ التَّرَائِبِ بِالْمَرْأَةِ، بَلْ يُطْلَقُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّرَائِبُ عِظَامُ الصَّدْرِ مَا بَيْنَ التَّرْقُوَةِ إلَى الثَّنْدُوَةِ.
1/ 161:
فَصْلٌ:
وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
هَذَانِ مَثَلَانِ مُتَضَمِّنَانِ قِيَاسَيْنِ مِنْ قِيَاسِ الْعَكْسِ، وَهُوَ نَفْيُ الْحُكْمِ لِنَفْيِ عِلَّتِهِ وَمُوجِبِهِ، فَإِنْ الْقِيَاسَ نَوْعَانِ:
قِيَاسُ طَرْدٍ يَقْتَضِي إثْبَاتَ الْحُكْمِ فِي الْفَرْعِ لِثُبُوتِ عِلَّةِ الْأَصْلِ فِيهِ.
وَقِيَاسُ عَكْسٍ يَقْتَضِي نَفْيِ الْحُكْمِ عَنْ الْفَرْعِ لِنَفْيِ عِلَّةِ الْحُكْمِ فِيهِ؛ فَالْمَثَلُ الْأَوَّلُ مَا ضَرَبَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِنَفْسِهِ وَلِلْأَوْثَانِ، فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمَالِكُ لِكُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُ كَيْف يَشَاءُ عَلَى عَبِيدِهِ سِرًّا وَجَهْرًا وَلَيْلًا وَنَهَارًا يَمِينُهُ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةُ سَحَّاءَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالْأَوْثَانُ مَمْلُوكَةٌ عَاجِزَةٌ لَا تَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَكَيْف يَجْعَلُونَهَا شُرَكَاءَ لِي وَيَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِي مَعَ هَذَا التَّفَاوُتِ الْعَظِيمِ وَالْفَرْقِ الْمُبِينِ؟
هَذَا قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ فِي الْخَيْرِ الَّذِي عِنْدَهُ ثُمَّ رَزَقَهُ مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ سِرًّا وَجَهْرًا، وَالْكَافِرُ بِمَنْزِلَةِ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ عَاجِزٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ لِأَنَّهُ لَا خَيْرَ عِنْدَهُ، فَهَلْ يَسْتَوِي الرَّجُلَانِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ الْعُقَلَاءِ؟
وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَشْبَهَ بِالْمُرَادِ، فَإِنَّهُ أَظْهَرُ فِي بُطْلَانِ الشِّرْكِ، وَأَوْضَحُ عِنْدَ الْمُخَاطَبِ، وَأَعْظَمُ فِي إقَامَةِ الْحُجَّةِ، وَأَقْرَبُ نَسَبًا بِقَوْلِهِ: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنْ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ثُمَّ قَالَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} وَمِنْ لَوَازِمِ هَذَا الْمِثْلِ وَأَحْكَامِهِ أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ الْمُوَحِّدُ كَمِنْ رَزَقَهُ مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا، وَالْكَافِرُ الْمُشْرِكُ كَالْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَهَذَا مِمَّا نَبَّهَ عَلَيْهِ الْمِثْلُ وَأَرْشِدْ إلَيْهِ، فَذَكَره ابْنُ عَبَّاسٍ مُنَبِّهًا عَلَى إرَادَتِهِ لَا أَنَّ الْآيَةَ اخْتَصَّتْ بِهِ، فَتَأَمَّلْهُ فَإِنَّك تَجِدْهُ كَثِيرًا فِي كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ مِنْ السَّلَفِ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ، فَيُظَنُّ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ مَعْنَى الْآيَةِ الَّتِي لَا مَعْنَى لَهَا غَيْرُهُ فَيَحْكِيه قَوْلُهُ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:12]ـ
1/ 189:
ثم في هذه الأمثال [في سورة التحريم] من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة؛ فإنها سيقت في ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والتحذير من تظاهرهن عليه، وأنهن إن لم يطعن الله ورسوله ويردن الدار الآخرة لم ينفعهن اتصالهن برسول الله صلى الله عليه وسلم كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتصالهما بهما، ولهذا إنما ضرب في هذه السورة مثل اتصال النكاح دون القرابة.
قال يحيى بن سلام: ضرب الله المثل الأول يحذر عائشة وحفصة، ثم ضرب لهما المثل الثاني يحرضهما على التمسك بالطاعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ضرب المثل للمؤمنين بمريم أيضا اعتبار آخر وهو أنها لم يضرها عند الله شيئا قذف أعداء الله اليهود لها، ونسبتهم إياها وابنها إلى ما برأهما الله عنه، مع كونها الصديقة الكبرى المصطفاة على نساء العالمين؛ فلا يضر الرجل الصالح قدح الفجار والفساق فيه.
وفي هذا تسلية لعائشة أم المؤمنين إن كانت السورة نزلت بعد قصة الإفك، وتوطين نفسها على ما قال فيها الكاذبون إن كانت قبلها، كما في ذكر التمثيل بامرأة نوح ولوط تحذير لها ولحفصة مما اعتمدتاه في حق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتضمنت هذه الأمثال التحذير لهن والتخويف، والتحريض لهن على الطاعة والتوحيد، والتسلية وتوطين النفس لمن أوذي منهن وكذب عليه، وأسرار التنزيل فوق هذا وأجل منه، ولا سيما أسرار الأمثال التي لا يعقلها إلا العالمون.
1/ 191 - 195:
تأويل الرؤى ومناسبات ذلك ... «ذكر أمور كثيرة»
1/ 195:
فالرؤيا أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب به من المثل على نظيره، ويعبر منه إلى شبهه، ولهذا سمي تأويلها تعبيرا، وهو تفعيل من العبور، كما أن الاتعاظ يسمى اعتبارا وعبرة لعبور المتعظ من النظير إلى نظيره، ولولا أن حكم الشيء حكم مثله وحكم النظير حكم نظيره لبطل هذا التعبير والاعتبار، ولما وجد إليه سبيل، وقد أخبر الله - سبحانه - أنه ضرب الأمثال لعباده في غير موضع من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقلها، والتفكير فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها.
1/ 197:
وقد جاء التعليل في الكتاب العزيز بالباء تارة، وباللام تارة، وبأن تارة، وبمجموعهما تارة، وبكي تارة، ومن أجل تارة، وترتيب الجزاء على الشرط تارة، وبالفاء المؤذنة بالسببية تارة، وترتيب الحكم على الوصف المقتضي له تارة، وبلما تارة، وبأن المشددة تارة، وبلعل تارة، وبالمفعول له تارة. [ثم ذكر الأمثلة]
1/ 206:
[ذكر عن ابن عبد البر بعض المسائل التي قال فيها السلف بالقياس ثم ذكر أن نفاة القياس قد دفعوا بعضها واستدلوا عليه بالعمومات ... ثم قال:]
هؤلاء إن أمكنهم ذلك في بعض المسائل فلا يمكنهم ذلك في كثير من المواضع وهم مضطرون فيها ولا بد من القياس أو القول بما لم يقله به غيرهم ممن تقدمهم.
1/ 207:
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تأكلوا في آنية الذهب والفضة، ولا تشربوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة}، وقوله: {الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم}، وهذا التحريم لا يختص بالأكل والشرب، بل يعم سائر وجوه الانتفاع، فلا يحل له أن يغتسل بها، ولا يتوضأ بها، ولا يدهن فيها، ولا يكتحل منها، وهذا أمر لا يشك فيه عالم.
1/ 219 - 220:
والعلم بمراد المتكلم يعرف تارة من عموم لفظه، وتارة من عموم علته، والحوالة على الأول أوضح لأرباب الألفاظ، وعلى الثاني أوضح لأرباب المعاني والفهم والتدبر، وقد يعرض لكل من الفريقين ما يخل بمعرفة مراد المتكلم، فيعرض لأرباب الألفاظ التقصير بها عن عمومها، وهضمها تارة وتحميلها فوق ما أريد بها تارة، ويعرض لأرباب المعاني فيها نظير ما يعرض لأرباب الألفاظ فهذه أربع آفات هي منشأ غلط الفريقين. [ثم ذكر أمثلة]
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 04:34]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 10:00]ـ
بارك الله فيك وشكر لك وسددك
1/ 223:
وقد روى الإمام أحمد عن خمسة من الصحابة عثمان وابن عباس وعبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت وجابر أنهم كانوا يخمرون وجوههم محرمون؛ فإذا كان هذا في حق الرجل وقد أمر بكشف رأسه فالمرأة بطريق الأولى والأحرى.
1/ 226:
وتأمل قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}، كيف تجد تحته بألطف دلالة وأدقها وأحسنها: أنه من اجتنب الشرك جميعه =كفرت عنه كبائره، وأن نسبة الكبائر إلى الشرك كنسبة الصغائر إلى الكبائر، فإذا وقعت الصغائر مكفرة باجتناب الكبائر؛ فالكبائر تقع مكفرة باجتناب الشرك، وتجد الحديث الصحيح كأنه مشتق من هذا المعنى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه - تبارك وتعالى -: {ابن آدم إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة}، وقوله: {إن الله حرم النار على من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه}، بل محو التوحيد الذي هو توحيد الكبائر أعظم من محو اجتناب الكبائر للصغائر.
1/ 227 - 330:
سرد طويل لأقوال وحجج نفاة القياس.
1/ 230 - 239:
سرد لأحاديث كثيرة ضرب فيها أمثال متنوعة.
1/ 270:
سرد طويل لتناقض قياس القياسيين.
1/ 297:
حكى غير واحد إجماع الصحابة على أن الحالف بالطلاق لا يلزمه الطلاق إذا حنث.
1/ 309:
طرفة على أصحاب الرأي في مسالة بئر وقعت فيه نجاسة:
وقلتم: لو وقع في البئر نجاسة تنجس ماؤها وطينها، فإن نزح منها دلو فترشرش على حيطانها تنجست حيطانها، وكلما نزح منها شيء نبع مكانه شيء فصادف ماء نجسا وطينا نجسا، فإذا وجب نزح أربعين دلوا مثلا فنزح تسعة وثلاثون كان المنزوح والباقي كله نجسا، والحيطان التي أصابها الماء والطين الذي في قرار البئر، حتى إذا نزح الدلو الأربعون قشقش النجاسة كلها، فطهر الطين والماء وحيطان البئر وطهر نفسه! فما رئي أكرم من هذا الدلو ولا أعقل ولا أخير. وانظر: 2/ 318.
1/ 310:
وقلتم: لو تزوجها على أن يرعى غنمها مدة صح، وليس جهالة حملانها إلى الحج بأعظم من جهالة أوقات الرعي ومكانه، على أن هذه المسألة بعيدة من أصول أحمد ونصوصه ولا تعرف منصوصة عنه؛ بل نصوصه على خلافها، قال في رواية منها، فيمن تزوج على عبد من عبيده جاز، وإن كانوا عشرة عبيد يعطي من أوسطهم، فإن تشاحا أقرع بينهما، قلت: وتستقيم القرعة في هذا؟ قال: نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 01:05]ـ
جزاكم الله خيرا أخي عبد الرحمن وبارك فيك(/)
{الخذلان: خساسة خلق، ودناءة نفس}
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 10:36]ـ
{الخذلان: خساسة خلق، ودناءة نفس}
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6981
بقلم / أحمد بوادي
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد:
فالخذلان خساسة خلق، ودناءة نفس، لا يستشرفها إلا أصحاب الهمم الوضيعة، والطباع الدنية
لم يعرفوا للمروءة سجية، ولا للعلا سبيل إلا بالمجون والخنا
خدشوا الحياء، وغمسوا العفة بالمأثم.
الواحد منهم إما أن يكون امرأ محقورا، أو فردا مهجورا.
ذمهم القرآن، وعابهم النبي العدنان، ولفظهم أصحاب المروءة والهمم العالية
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران
: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47) سورة التوبة
وقال:
"ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن يُنْتَقصُ فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته".
وتعريف الخذلان قال عنه أئمة الإسلام:
ترك الإغاثة والنصرة.
كما جاء في النهاية لابن الأثير
وقال ابن منظور في لسان العرب:
خذل: الخاذِلُ: ضد الناصر.
خَذَله وخَذَل عنه يَخْذُله خَذْلاً وخِذْلاناً: تَرَكَ نُصْرته وعَوْنه.
والتَّخْذيل: حَمْلُ الرجل على خِذْلان صاحبه وتَثْبِيطُه عن نصْرته.
وفي مختار الصحاح: [خذل] خ ذ ل: خَذَلَهُ يخذله بالضم خِذْلاَناً بكسر الخاء ترك عونه ونصرته
قال الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن
كتاب الخاء
خذل
: {وكان الشيطان للإنسان خذولا} أي: كثير الخذلان، والخذلان: ترك من يظن به أن ينصر نصرته.
وسئل محمد بن كعب ما علامة الخذلان؟ فأجاب: ان يستقبح المرء ما كان عنده حسنا ويستحسن ما كان عنده قبيحاً. انتهى
ووجدت أن صفة الخذلان اجتمعت عند ستة أصناف واحدة للشيطان وخمسة عند بعض الناس جميعهم أحقر وأذم الخلق عند الله.
أولها الشيطان
: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} (29) سورة الفرقان
فالمتخاذل قد شارك الشيطان في صفة ذميمة فبيحه يبغضها الله، ولا يحب صاحبها
ثانيها الكافر:
: {لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً} (22) سورة الإسراء فالمشرك والكافر إنسان مخذول بما جناه على نفسه بخذلانها في طاعة الله، فاحذر أن تشابهه في خلقه
ثالثها المنافق:
: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47) سورة التوبة فالمنافق متخاذل لأنه لا يزيد إلا من ضعف الأمة
رابعها: اليهود
بكثرة نقضانهم للعهود وخذلانهم للأنبياء والرسل
: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (24) سورة المائدة
خامسها: الشيعة الروافض
فلم يعرف التاريخ لهم إلا الخذلان وعدم الأمان
فلا عجب أن يكون جدهم ابن سلول اليهودي
فقد كانوا السبب في مقتل الحسين رضي الله عنه بعد خذلانهم له، وسلموا بغداد للتار، وناصروا أوروبا الصليبية ضد الدولة العثمانية أيام كانت دولتهم الصفوية، وزادوا من درجة خساستهم فناصروا الأمريكان ضد أهل السنة في العراق
سادسها: المرجئة
فوظيفتهم اختلاق الأعذار لأسيادهم والعمل على طاعتهم ولوي أعناق النصوص خدمة لمصالحهم، وخذلانا لأهل الإيمان، وكثيرا ما سمعنا منهم عند الإنكار عليهم قالوا: أن مصلحتنا معهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكما ترى أخي المسلم فإن المتخاذل عن نصرة دينه وإخوانه قد جمع كل وجه قبيح وخلق خسيس فهم أصحاب مطامع دنيوية ضحوا بدينهم وعروبتهم وأخلاقهم في سبيل مرضاة أهوائهم وشهوات انفسهم
ومصير المتخاذل دائما الخسران والعقاب من رب العالمين فهو دائما يحمل المرارة والأسى والذل الذي لحق بالأمة.
فالمتخاذل: جبان ومتقاعس
المتخاذل: ذليل ومتصاغر في أعين الناس
المتخاذل: مريض القلب
المتخاذل: لا تجده إلا مع النطيحة والمتردية
المتخاذل: لا يبالي في عرضه أو دينه
المتخاذل: أناني طموحاته شخصية
المتخاذل: مكبل بأصفاد الهزيمة
المتخاذل: صانع للأحلام الشيطانية
المتخاذل: منحرف عقليا وعقديا
المتخاذل: عديم الثقة خسيس الطبع
المتخاذل: منكر لنعم الله
المتخاذل: خليل الشيطان
فليس للمتخاذل حظ أو نصيب عند أصحاب الأخلاق الرفيعة، لأنهم لم يقبلوا لأنفسهم إلا المروءة والهمم العالية، ولو ضحوا بأنفسهم
بيعة الرضوان تجسد صورة رائعة وحقيقة صادقة في التضحية تبعث على الإجلال لأصحابها والتعظيم لهم فاشتروا الآخرة وباعوا الدنيا وكان قائدهم نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو أعلى الناس وأشرفهم مرتبة ومروءة
عندما أشيع أن عثمان رضي الله عنه قد قتل.
" ذو المروءة يكرم وإن كان معدما، كالأسد يهاب وإن كان رابضا، ومن لا مروءة له، يهان وإن كان موسرا، كالكلب يهان وإن طوق وحلي بالذهب "
والتخلي عن الخذلان والتحلي بصفات المروءة لا تكون إلا عن نفس عظمت الآخرة وصغر حب الدنيا فيها.
قال ابن عائشة القرشي:
" لولا أن المروءة متصعب محلها، لما ترك اللئام للكرام منها بيتة ليلة "
مواقف المروءة وذم التخاذل صورها لا تنتهي وهي لا تحتاج إلى تدليل
فاحذر أن تخذل دينك وأمتك وإخوانك وتناصر أعداء دينك، وتتكلم في أعراض المجاهدين، وتناصر المتآمرين
فتخسر خسرانا مبينا.
إذا كانت النفوس كبارا ......... تعبت في مرادها الأجسام
ورحم الله المتنبى فقد قتل من أجل بيت شعر.
http://bawady.maktoobblog.com/?post=359356&postView=1
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 04:53]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
كتاب الخاء
خذل
: {وكان الشيطان للإنسان خذولا} أي: كثير الخذلان، والخذلان: ترك من يظن به أن ينصر نصرته.
post=359356&postView=1[/url]
في العبارة بعض القلق ولم أتبينه الآن
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 01:28]ـ
جزاك الله خيرا أخي المقريء
وأحسن الله إليكم
http://bawady.maktoobblog.com/?post=359356(/)
(فائدة): وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 01:48]ـ
((قد فَتحَ الله عليَّ في هذه المرّة (لمّا حُبسَ في آخر عُمره) من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء - كان كثير من العلماء يتمنّونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن)).
ابن تيميّة
نقلا عن
العقود الدريّة.
وهناك فوائد ذات صلة مباشرة ...
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:21]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 01:47]ـ
أرجو توضيح هذا الكلام، و بيان معانيه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 03:53]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9184&highlight=%CA%D6%ED%ED%DA
بدءا من المشاركة رقم: 9، وما بعدها.(/)
سؤال مُوجّه لطلبة العلم: هل السؤال عن الكُنية بحضرة الناس: (عيب)؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 10:13]ـ
سؤال مُوجّه لطلبة العلم:
هل السؤال عن الكُنية بحضرة الناس: (عيب)؟
خاصة إذا كان قصد السائل: إكرام المسؤول؟
وهل توجَد كُنى عزيزة (= نادرة)، بحيث إذا ذُكِرت، قيل: صاحبها: فلان؟
وإن وُجِدَت كُنَى عزيزة، فهل نعتبرها الأصل أم الاستثناء؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 10:19]ـ
لا يظهر أن فيه شيئا.
أما الكنى النادرة فنعم موجودة كأبي السنابل.
وأبي هريرة في زمانه.
وأبي تراب. ونحوها.
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 11:02]ـ
أُكنيه حين أناديه لأكرمه .... ولا ألقبه والسوءة اللقب
ـ[ابن المنير]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 10:59]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
درر من أقوال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 11:23]ـ
هذه الدرر منقولة من كتاب المجموع في ترجمة المحدث الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
قال الشيخ رحمه الله:
1 - المتابعة أن يتعدد التابعي وتابع التابعي، وأما الشاهد: أن يتعدد الصحابي، والله أعلم.
2 - صلاة التسابيح باطلة سندا ومتنا، وقد تكلف بعض الناس في بيان صحة حديثها، فما كان ينبغي له.
3 - الحكم على الحديث بأنه ضعيف لا يتلفظ به إلا إمام قد عاش حياته في النظر في علم الحديث، والناس اليوم لا يفقهون هذه المسألة فيضعفون الحديث بمجرد النظر في إسناد واحد، وهذا خطأ، والله تعالى أعلم.
[الحكم على الحديث بأنه ضعيف لا يتلفظ به إلا إمام قد عاش حياته في النظر في علم الحديث.
4 - الرافضة هم منافقوا هذه الأمة.
5 - النووي رجع عما قاله في شرحه لصحيح مسلم عن أفضلية الروضة على الصف الأول، وذلك في " المجموع " بإجماع الصحابة بعد موت النبي النبي صلى الله عليه وسلم.
6 - زيادات عبد الله بن الإمام أحمد على المسند لا تخلو من الضعف غالبا.
7 - كتاب " الصفات " للبيهقي - رحمه الله - لا يقرأه إلا العلماء الكبار، لأنه كتاب أدلة. وأيضا البيهقي - رحمه الله - تلميذ ابن فورك، وهو معتزلي، فأخذ عنه البيهقي بعض الأمور لم ينتبه لها.
8 - الأحناف غضاب على أبي هريرة رضي الله عنه لأن أكثر ما رواه يرد عليهم ولله الحمد.
9 - قول علماء الحديث عن الراوي " ليس بذاك " أي: ضعيف.
10 - أجمع أهل الحديث قاطبة على أن الحديث إذا ذكرت إسناده فلا يلزمك بيان حاله.
11 - الأحناف المحدثون منهم ليسوا كالعوام، والعوام هم متعصبة الاحناف وإن كانوا علماء، فالزيلعي مثلا حنفي محدث يرد على الأحناف، والله أعلم. [قلت (يعني ابن الشيخ): قوله " وإن كانوا علماء " يعني المتعصبة من الأحناف وإن كانوا علماء فهم عوام بسبب تعصبهم]
12 - جمعت طرق حديث " أنتم في زمن من عمل معشار ... " فخرجت بأنه إما صحيح أو حسن.
13 - إن كل من عمل عملا لم يثبت فيه نص فهو بدعة.
14 - الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد يطاعة الرحمن، وينقص بطاعة الشيطان، فمن أنقص نوناً من هذه فليس بمؤمن.
15 - جماعة التبليغ فيها خير وشر، وهم مبتدعة ماتريدية في العقيدة، أحناف متعصبون.
16 - المرأة العارية اليوم لا تُكَفََّرُ، ولكن تُعَلّم.
17 - الكتب التي ألفت عن رجال الكوفة وعلماءها لا يوجد منها شيء مخطوط أو مطبوع.
18 - من وقع في بدعة قيل له: عملك هذا عمل المبتدعة، وإذا أصر قيل له: أنت مبتدع.
19 - قول " ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله "قالها الإمام مالك لمن سأله " كيف حصلت هذا العلم؟ " فقال: بقولي " ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وهذا الدعاء فيه شبه إجماع من أهل العلم أنّ من افتتح به الدرس يفتح الله عليه.
20 - الشرك الأصغر قل من لا يقع فيه، ولهذا علمنا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم دعاء ندعو به، وهو " اللهم أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأعوذ بك من الشرك الذي لا أعلم " أو نحوه، وهو لا بد من حفظه.
21 - أقسام الناس كلهم محصورة في قولع تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "، فالحكمة تستخدم مع العلماء والحكام، والموعظة الحسنة مع العوام، والمجادلة بالتي هي أحسن مع الكفار.
22 - علم الحديث ليس بسهل، أو ما هو بسهل.
23 - الصلاة أما الإمام اضطرارا لا بأس بها.
24 - حديث " نضر الله امرأ ... " ضعفه غير واحد، وهو لا يحتج به على إثبات الأحكام، فسوى الحديث الصحيح لا تثبت به الأحكام الشرعية.
25 - تحويل القبلة حجة قوية جدا في قبول خبر الواحد.
يتبع ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 03:21]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99151&highlight=%ED%CA%DA%CF%CF+%C7% E1%CA%C7%C8%DA%ED+%E6%CA%C7%C8 %DA
للفائدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبدالله ابن سالم]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 08:26]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 02:07]ـ
جزيت خيرا على هذا النقل الطيب ,,
وهل أنت تكتب في اهل الحديث بهذا الاسم!!
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 07:28]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99151&highlight=%ED%CA%DA%CF%CF+%C7% E1%CA%C7%C8%DA%ED+%E6%CA%C7%C8 %DA
للفائدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي الكريم لست ناقلا عنك عفا الله عنك ولست من المترددين على ملتقاكم
والموضوع عندي غير ناقص نقلته بتمامه وحذفت شيئا يسبرا والمحذوف مما يمس شيخكم في
ملتقاكم والله المستعان
وأنا قد لخصت كتاب المجموع في مئتي فائدة ولم أقتصر على الفوائد الحديثية
ولله الحمد والمنه وسأذكر المصدر في نهاية المقالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد
ورحم الله الشيخ حماد
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 05:05]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد
أخي الفاضل عبدالله بن سالم وجزاك وبارك فيك ونفع الله بك(/)
التعاون مع اهل البدع.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 11:49]ـ
جاء في زاد المعاد عند ذكر الفوائد الفقهية من صلح الحديبية:
أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة إذا طلبوا أمرا يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى أجيبوا إليه وأعطوه وأعينوا عليه وإن منعوا غيره فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مرض له أجيب إلى ذلك كائنا من كان ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه وهذا من أدق المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق وقال عمر ما قال حتى عمل له أعمالا بعده والصديق تلقاه بالرضى والتسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجاب عمر عما سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يدل على أن الصديق رضي الله عنه ه أفضل الصحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بدينه وأقومهم بمحابه وأشدهم موافقة له ولذلك لم يسأل عمر عما عرض له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه خاصة دون سائر أصحابه.
ـ[مأرب]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 09:34]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 02:18]ـ
جاء في زاد المعاد عند ذكر الفوائد الفقهية من صلح الحديبية:
أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة إذا طلبوا أمرا يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى أجيبوا إليه وأعطوه وأعينوا عليه وإن منعوا غيره فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مرض له أجيب إلى ذلك كائنا من كان ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه وهذا من أدق المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق وقال عمر ما قال حتى عمل له أعمالا بعده والصديق تلقاه بالرضى والتسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجاب عمر عما سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يدل على أن الصديق رضي الله عنه ه أفضل الصحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بدينه وأقومهم بمحابه وأشدهم موافقة له ولذلك لم يسأل عمر عما عرض له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه خاصة دون سائر أصحابه.
شكر الله لك هذه الإفادة أخي الحبيب رشيد، ورحم الإمام ابن القيِّم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 05:58]ـ
جاء في زاد المعاد عند ذكر الفوائد الفقهية من صلح الحديبية:
أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة إذا طلبوا أمرا يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى أجيبوا إليه وأعطوه وأعينوا عليه وإن منعوا غيره فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى لا على كفرهم وبغيهم ويمنعون مما سوى ذلك فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مرض له أجيب إلى ذلك كائنا من كان ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه وهذا من أدق المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق وقال عمر ما قال حتى عمل له أعمالا بعده والصديق تلقاه بالرضى والتسليم حتى كان قلبه فيه على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجاب عمر عما سأل عنه من ذلك بعين جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يدل على أن الصديق رضي الله عنه ه أفضل الصحابة وأكملهم وأعرفهم بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بدينه وأقومهم بمحابه وأشدهم موافقة له ولذلك لم يسأل عمر عما عرض له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه خاصة دون سائر أصحابه.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب،، وأتمنى أن لا يفهم منه الارتماء في أحضان أهل البدع والذود عنهم وتبرير أخطائهم وتقديمهم بين يدي أهل اإسلام على أنهم دعاة حق وهدى بدليل هذا الكلام!!
لكن إذا طلبوا منا أن نساعدهم على تعظيم حرمات الله من دون ترتب مفسدة وطعن في إخواننا الذين معنا على نفس العقيدة! وخذلان لهم فحياهلا بتعظيم شعائر الله لا بالتعاون مع أهل البدع ..
سبحان الله كأنه لا يوجد الأن طاعة إلا بالتعاون مع أهل البدع وإذابة دين الله للتعاون .. رأفةً بالسنة يا أهلها!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 09:11]ـ
بوركت ,, ابا عائشة
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 10:54]ـ
الإخوة الفضلاء، والمشايخ النبلاء:
مأرب
الحمَادي
أبو الحسن الأثري
إبن رجب
حفظكم ربي
الكلام كما قلت أخي الفاضل أبا الحسن.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:40]ـ
واياك
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب،، وأتمنى أن لا يفهم منه الارتماء في أحضان أهل البدع والذود عنهم وتبرير أخطائهم وتقديمهم بين يدي أهل اإسلام على أنهم دعاة حق وهدى بدليل هذا الكلام!!
لكن إذا طلبوا منا أن نساعدهم على تعظيم حرمات الله من دون ترتب مفسدة وطعن في إخواننا الذين معنا على نفس العقيدة! وخذلان لهم فحياهلا بتعظيم شعائر الله لا بالتعاون مع أهل البدع ..
سبحان الله كأنه لا يوجد الأن طاعة إلا بالتعاون مع أهل البدع وإذابة دين الله للتعاون .. رأفةً بالسنة يا أهلها!
بارك الله فيك
كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله واضح، والفهم الذي أشرتَ إليه بعيد، وقد يتبناه بعضهم؛ لكن ليس
في كلام ابن القيِّم ما يؤيِّده
ويقابل ذلك من يرفض التعاون مع مخالفيه لأنهم أهلُ بدع في نظره، فما القول إذا ثبت أنَّ منهم من ليس كذلك، وأنَّ اتهامهم بالبدعة محض افتراء، وتصنيف مبنيٌّ على الظن الكاذب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 01:43]ـ
جزاكم الله خيرا.
ومن الأمثلة المعاصرة على ما قرر ابن القيم رحمه الله ما جاء في فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله: (قاء مع صحيفة الراية السودانية)
س2: لقد قامت في السودان جبهة إسلامية بين مختلف الاتجاهات الحركية والصوفية والسلفية وقامت بعمل سياسي ومجابهة واسعة مع الشيوعية والتغريبيين عموما. هل يمكن أن نعرف رأيكم في مثل هذا العمل الذي يضم تيارات مثل هذه؟.
: ج2لا ريب أن التعاون بين المسلمين في محاربة المذاهب الهدامة والدعوات المضللة والنشاط التنصيري والشيوعي والإباحي من أهم الواجبات ومن أعظم الجهاد في سبيل الله، لقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وقوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
وقال عز وجل: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليهود في خيبر وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام وأن يخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، وقال له صلى الله عليه وسلم: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وفي صحيح مسلم عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من دل على خير فله مثل أجر فاعله وفي صحيحه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
وروى الإمام أحمد والنسائي وصححه الحاكم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فنسأل الله أن يوفق الجبهة لما فيه نصر الحق وظهوره على ما سواه وقمع الباطل وخذلان الدعاة إليه. ونصيحتي للجبهة أن تنقي صفوفها من كل ما يخالف شرع الله المطهر وأن تتناصح وتتواصى بالاستقامة على شرع الله والثبات عليه، ورد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول كما قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ الآية. وقال عز وجل: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ يبين سبحانه في هذه السورة العظيمة أن أسباب الربح والسعادة والسلامة من الخسران هي هذه الأمور الأربعة المذكورة في هذه السورة وهي: الإيمان الصادق بالله ورسوله، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
فنسأل الله أن يمنح أعضاء الجبهة التخلق بهذه الأخلاق والاستقامة عليها حتى يفوزوا بالنصر المبين والربح العظيم والعاقبة الحميد" اهـ
مجموع الفتاوى (4/ 161)(/)
عشر وقفات بين يدي الإجازة
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 01:16]ـ
عشر وقفات بين يدي الإجازة
تأتي الإجازة كل عام بعد انقضاء العام الدراسي ونهاية أوقات الاختبارات. والمنتسبون للتعليم من مدرسين وطلاب يتطلعون لهذه الإجازة ويرقبون مجيئها بكل تلهف، لأنهم يرون أنهم بحاجة إلى ما يزيل عنهم عناء التعب والإرهاق طوال العام الدراسي، ثم خاتمة ذلك أيام الاختبارات. ولهذا تجد الناس يرتبون أمورهم لقضاء هذه الإجازة، وقد اتخذوا أنماطاً متعددة من السلوك وتحقيق الرغبات والسعي فيما يُقضى فيه هذا الفراغ، وصارت هذه الترتيبات تتنوع ويزداد تنوعها شيئاً فشيئاَ من عام لآخر.
ولا ريب أن الفراغ نعمة من الله تعالى على عباده، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) [1].
والفراغ لا يبقى فراغاً أبداً،بل لابد له أن يُملأ بخير أو بشر، ومن لم يُشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، وقد تنقلب نعمة الفراغ نقمة على صاحبها إذا لم يحسن الاستفادة من فراغه، ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع معه شباب يتميز بقوة الغريزة، وجِدَةٌ: وهي القدرة المالية التي تمكن الإنسان من تحصيل ما يشتهي.
ومن هنا اهتم المربون والخطباء - ولا سيما في زماننا هذا - في موضوع إجازة العام الدراسي، وراحوا يصفون للناس أفضل السبل وأنفع الطرق لقضاء هذه الإجازة، حتى تتم الاستفادة منها، وقد رأيت أن أساهم في ذلك بالوقفات التالية:
الوقفة الأولى: مع قيمة الوقت:
إن الوقت - وهو الزمن الذي يعيشه الإنسان - نعمة عظيمة ومنحة كبرى. ذكرها الله تعالى في مواضع من كتابه، ممتناً بها على عباده، ليستفيدوا منها، قال تعالى: ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)) (الفرقان:62).
أي: جعل الليل يخلف النهار، والنهار يخلف الليل، توقيتاً لعبادة عباده له، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار، ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل [2].
وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً: ((اغتنم خمساً قبل خمس – ومنها- فراغك قبل شغلك)) [3].
إن هذه النصوص تدل بوضوح على عظم هذه النعمة – نعمة الزمن وهو الليل والنهار، ساعات العمر ولحظاته التي يعيشها الإنسان مدة حياته.ولكن هذه النعمة لا يدرك قدرها ويستفيد منها إلا الموفقون من عباد الله الصالحين، الذين يعرفون قيمة العمر وثمن الحياة، فالمستفيد من نعمة الزمن هم القلة من خلق الله. وأكثر الناس مغبونون، تراهم يقتلون الأوقات، وينفقونها فيما لا نفع فيه، أو ما فيه ضرر في العاجل أو الآجل.
والمراد بالفراغ: خلو الإنسان من المشاغل والمعوقات الدنيوية المانعة من الاشتغال بالأمور الأخروية، فذلك نعمة جُلّى ولا يدخل في ذلك السعي في طلب الرزق ما دام ذلك لا يعطل عن القيام بحق الله عز وجل.
والأصل في الغبن أن يكون في البيع والشراء والتجارة. وفي هذا الحديث – كما يقول العلامة المناوي – شَبَّهَ المكلف بالتاجر، والصحة والفراغ برأس المال؛ لكونهما من أسباب الأرباح؛ ومقدمات النجاح. فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح؛ ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله [4]
وقال ابن بطال: (معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغاً حتى يكون مكفياً صحيح البدن، فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فمن فرط في ذلك فهو المغبون) [5].
إن شكر نعمة الزمن أن يستفيد الإنسان من عمره، ويحذر من إضاعته في المجالس الخاوية، مجالس القيل والقال ومجالس اللهو والطرب، ويحذر أن يكون أمره فرطاً لا في أمر دينه، ولا في أمر دنياه، فتنقضي أيامه ولياليه في سهو وغفلة، وتنقلب نعمة الفراغ نقمة يشقى بها صاحبها رجلاً كان أو امرأة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى كل مسلم أن يكسب الوقت، ويستفيد من العمل الصالح، والعمل القاصر والمتعدي، ويحرص على طلب العلم الذي توفرت سبله، وتهيأت وسائله بفضل الله تعالى وعليه أن يحذر مما وقع فيه كثير من الشباب من إضاعة أوقاتهم في مجالس الأرصفة الليلية، أو ميادين الكرة أو المستراحات، فالوقت هو الحياة فمن عرف حق الوقت فقد أدرك قيمة الحياة.
الوقفة الثانية: الإحساس بقيمة الوقت:
لا يمكن للإنسان أن يعرف قيمة الوقت وأن يستفيد منه إلا إذا أحس بقيمته وعرف قدر أنفاسه في هذه الحياة، وأدرك أهمية الاستفادة منه. وحافظ عليه كما يحافظ على ماله أو أشد، واستشعار قيمة الوقت يجعل الإنسان يبتكر أشياء للاستفادة من الوقت قد لا يهتدي إليها غيره، ولن يستفيد من هذه الإجازة من لم يعرف قيمة الوقت وأهمية الزمن أولاً، ولن يستفيد من الإجازة من لم ينظم وقته ثانياً.
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص ما يكونون على أوقاتهم، لأنهم أعرف الناس بقيمتها. ولذا كانوا يحرصون على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمن وإن قصرت دون أن يتزودوا منها بعلم نافع أو عمل صالح.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي).
وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً؛ إن كان في ساعة صلاة، وجدناه مصلياً؛ وإن لم تكن ساعة صلاة، وجدناه إما متوضئاً أو عائداً مريضاً، أو مشيعاً لجنازة، أو قاعداً في المسجد؛ قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل [6].
وعن سعيد الحريري قال: كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم، وإصلاح معايشهم، وآخر النهار: لعبادة ربهم، وصلاتهم [7].
وعن الأوزاعي قال: ليس ساعة من ساعات الدنيا، إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة، يوماً فيوماً، وساعة فساعة؛ ولا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة، ويوم مع يوم، وليلة مع ليلة [8].
الوقفة الثالثة: مع سفر رَبِّ الأسرة:
يكثر السفر في الإجازة، منه ما هو داخل المملكة ومنه ما هو خارجها، وقد يكون سفر الأسرة مع وليها، وقد يسافر هو بدونها. فهذه أنماط أربعة أتحدث عن كل واحد منها بما يناسبه من التفصيل.
أما سفر رب الأسرة وحده فهذا لا أراه في غالب الأحوال، ولا سيما إذا طالت المدة؛ لما يترتب على ترك الأسرة - ولاسيما في مثل أيام الإجازة - من المفاسد والمساوئ الكثيرة، لأن الغالب على كثير من الأسر أنه إذا غاب راعيها تعودت على الانفلات والتسيب والضياع، ولاسيما إذا تهيأت الأسباب وغاب الرقيب، فتراهم يمارسون من التصرفات السيئة، مالا يفعلونه لو كان والدهم – مثلاً – حاضراً، والنفس إذا اعتادت الانفلات صعب فطامها. ومن الملاحظ أن الأب إذا غاب عن أسرته يوماً أو يومين رأى اختلافاً، فكيف بمن يغيب أشهراً، وفي مثل هذه الأيام التي يرغب الناس فيها بمفارقة ما اعتادوه وألفوه؟
الوقفة الرابعة: مع سفر الأسرة:
وتكثر الرحلات وسفر الأسر في الإجازة داخل المملكة إما للعبادة، وذلك بزيارة المسجدين - الحرام والنبوي – وأداء مناسك العمرة، أو للنزهة والاستطلاع والتفكر في مخلوقات الله تعالى، أو لكليهما معاً، وهذا شيء مباح، وقد يكون مستحباً إذا كان لأحد المسجدين، فإن حصل في سفره هذا زيارة أقاربه وصلة أرحامه فهذا نور على نور، وعمل مشكور، وسعي مبرور، ومثل هذا قد استفاد من وقته، وأدى ما عليه، (ومثل هذه الرحلات، حق مشروع للأسرة المعاصرة، يزيل عنها وعثاء الحياة ومشكلات المدنية، ويسمح لها بقدر مناسب من الانطلاق بعيداً عن أعين الآخرين [9].
لكن ينبغي ملاحظة الأمور التالية:
أولاً: أن السفر ولو كان لأداء واجب أو ركن من أركان الإسلام فهو على حسب القدرة، فكيف بالسفر للنزهة وما في بابها؟ وأقصد بذلك أنه لا ينبغي للإنسان أن يستقرض لأجل أن يشتري سيارة ليسافر عليها، أو يستقرض لأجل أن يمتع نفسه ومن معه ويبدد المال هنا وهناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العاقل لا يقترض إلا عند الحاجة، ومتى أمكنه أن يصبر فلا يقترض، لأن الإنسان إذا عَوَّد نفسه الاقتراض سهل عليه، وصار يقترض لأمور لا داعي لها، كما عليه بعض الناس، وقد جاء في نصوص الشريعة تعظيم أمر الدَّيْن وعِظَمُ حقوق العباد، وهذا إذا كان يرجو وفاءً من مُرتَّبٍ أو أجرة عقار ونحوهما، أما إذا كان لا يرجو وفاءً فإن اقل أحوال الاقتراض الكراهة، إن لم يصل إلى درجة التحريم، ويجب عليه في هذه الحال أن يبين للمقترض حاله، ليكون على بصيرة.
ثانياً: اعلم أن للنية أثراً في ثواب السفر أو عقابه، شأنه في ذلك شأن غيره من الأعمال، فعليك أخي الكريم إحسان القصد، واحذر أن تقارف محرماً، أو تشاهد منكراً، أو تضيع واجباً، ولا تنس أنك مستجاب الدعوة، كما صح بذلك الخبر عن نبيك صلى الله عليه وسلم [10]
وما تدري فلعل أيام حياتك تنتهي قبل عودتك من السفر، فتحصل على إحدى الحسنيين إن مُت مت سعيداً، وإن بقيت عشت حميداً.
ثالثاً: أن يتأدب بآداب السفر، فيحرص على دعاء السفر، وما يقوله إذا نزل منزلاً، وإذا علا وإذا هبط، ويجنب النزول على الطريق، وإذا كانوا جماعة أمَّرُوا عليهم واحداً منهم، إلى غير ذلك من السنن التي أخل بها كثير من الناس اليوم، إما جهلاً بها، أو زهداً فيها.
رابعاً: إذا ذهب الإنسان بأسرته إلى المنتزهات في الأماكن الباردة أو غيرها فعليه أن يحوط أسرته بسياج من الرعاية والصيانة، وأن يحذر الجلوس في طرق الناس أو أماكن تجمعهم، ويختار المواقع البعيدة، عنهم فيرتاح هو وأسرته، ويسلمون من أذى الناس، ويسلم الناس منهم.
خامساً: أن يحافظ هو وأسرته على الصلاة في أوقاتها، ولاسيما صلاة الفجر، ويصليها هو وأولاده مع الجماعة في المسجد إذا نزلوا في مسكن يسمعون فيه النداء.
سادساً: تذكر رعاك الله أن السفر فرصة ثمينة للاستفادة، من خلال البرامج العلمية والعملية، التي يمكن أن يرتبها ربُّ الأسرة، مثل: تلاوة القرآن، والتأمل في الأحاديث النبوية، وقراءة الكتب النافعة، أو المسابقات الهادفة، ويحدد لذلك جزءًا من الوقت يكون معلوماً، وبهذا يكون المسافر جمع في سفره بين المتعة والترويح عن النفس بما يشاهد، وبين الأنشطة العلمية والتربوية بمثل ما ذكر أو غيره.
الوقفة الخامسة: مع السفر خارج البلاد:
اعتاد بعض الناس على السفر في الإجازة خارج البلاد، لظنهم أنهم لا يجدون ما يحقق رغبتهم، أو لأنهم يريدون الحصول على شهوات وملذات لا تتحقق لهم هنا، إن كثيراً ممن يسافرون خارج البلاد لقضاء الإجازة لا يلتزمون آداب الإسلام، ولا يتورعون عن مجالس الرذيلة، فينغمس أحدهم في أوحال الضلالة، ويتربى في أوكار السفالة، ولا يسلم السفر خارج البلاد من الظواهر السيئة، مثل: شرب الخمر، وتهريب المخدرات، وممارسة الجنس، وغير ذلك ولاسيما في السفر إلى بلاد معينة اشتهرت بتوفير أماكن رخيصة للدعارة وتيسير سبل الفساد، ويزداد الأمر قبحاً إذا صحب معه نساءه وأولاده ليأخذوا حظهم من الشقاء والفساد، وأقبح من هذا كله اتساع عدد الطاعنين في السن الذين يسعون إلى ما يسعى إليه الشباب من مقارفة الفساد والتمرغ في أوحال الرذيلة، وهذا ما دفع أحد الشباب لأن يقول " إن التصابي الذي يمارسه أكثر من مُسِنّ أثناء فترة الاصطياف أمر مُشين حقاً .. إنهم القدوة .. لذا قبل أن تعاقبوا الشباب، فعليكم وضع الفئة المسنة في الصورة تماماً، فهم أولى بالنصح والإرشاد [11].
وفي بلادنا من الخير ما يلبي رغبات الناس، فهناك زيارة المسجد الحرام وأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي.
وهناك الأماكن الباردة في أوقات الصيف والمناظر الخلابة مع ما فيها من الأمن والطمأنينة وقلة الإنفاق فما بال هؤلاء يزهدون في ذلك كله، وينهزمون أمام شهواتهم وينخدعون بالدعايات المضللة، والشعارات البراقة؟!
إن السفر لبلاد الكفر لمجرد السياحة ممنوع شرعاً كما يستفاد من النصوص؛ لأن الله تعالى أوجب على الإنسان العمل بالتوحيد، وفرض عليه عداوة المشركين، فما كان ذريعة وسببًا إلى إسقاط ذلك فإنه لا يجوز [12]. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنا برئ ممن يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما)) [13].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى: "لا تراءى نارهما"، أي: لا ترى نار المسلم نار المشرك، ولا نار المشرك نار المسلم، وهذا كناية عن القرب. والعرب تستعمل مثل هذا الأسلوب تقول: داري تنظر إلى داره، وداره تنظر إلى داري، إذا أرادوا شدة القرب.
فمن سافر لمجرد السياحة فهو على خطر عظيم، من وجوه:
أولاً: أنه خالف النصوص الدالة على وجوب الهجرة وتحريم السفر، ومنها حديث سمرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله)) [14]
ثانيًَا: فقد الغيرة؛ فإن الإنسان – وإن كان عنده غيرة – إذا أقام في بلد تكثر فيه المعاصي؛ فإن غيرته تضعف أو تموت بالكلية، ويصبح مجاريًا لهم فيما هم عليه.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن مشاركة الكفار في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين. هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحًا محضًا لو تجرد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجبات كفرهم فإنه يكون شعبة من شعب الكفر، فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالهم ومعاصيهم فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له [15].
ثالثاً: أن هذه الأسفار لا تسلم غالبًا من الإسراف في النفقات المالية، وهذا فيه إنعاش لاقتصادهم وتقوية لهم، وتشجيعاً لهم على مواصلة الفساد، وتهيئة سبلها للسياح.
رابعاً: شعور الإنسان الذي يقيم معهم بأنه كفرد منهم، له ما لهم، وعليه ما عليهم، أضف إلى هذا أن أهله من النساء والأطفال – إن كانوا معه – يتأثرون بأخلاق أهل تلك البلاد؛ لأن المرأة والطفل والشاب أسرع تأثرًا وأكثر إعجابًا بما عليه الآخرون.
الوقفة السادسة: مع الزواج في الإجازة:
تكثر مناسبات الزواج في الإجازة، وهو وقت مناسب لها، حيث يتفرغ الناس للحضور، ويتفرغ الزوجان لقضاء أيام العرس في هناء ومتعة، ولكي يكون الزواج موفقاً، وتحصل الألفة بين الزوجين، وتحسن عاقبتهما فإن على الزوجين صاحب الشأن في هذا الأمر أن يتقوا الله فيه، وأن تكون أحكام شرعه وآداب دينه حاكمة على كل ما يأتون ويذرون، أن يكتفوا بما أحلَّ عما حرم الله،
ولعلي في هذه العجالة أن أنبه إلى الأمور الآتية: -
* الحذر من الإسراف في وليمة العرس بتكثير الأطعمة وتكثير المدعوين والواجب أن يكون الطعام بقدر الحاضرين وإن فضل منه بقية أُعطي من يستفيد منه، كما يجب الحذر مما حرم الله تعالى من اللهو والطرب وتهيئة سبل الفساد للناس
* اختصار وقت حفلة الزواج قدر الإمكان، حذراً من السهر، ولا يتم ذلك إلا بتقليل المدعوين، و اختصار الوليمة قدر الإمكان، وتحديد وقت الحضور ووقت تقديم الطعام.
* الحذر من إسراف النساء في ملابس الزينة، وذلك بشراء الملابس ذات القيمة الغالية، والتي قد لا تلبس إلا مرة واحدة، والإسلام يمنع الإسراف في كل شيء. ومنه الإسراف في مطالب الحياة. والجري وراء شهوات الدنيا ولذّاتها. . مما يسبب فساد الأمم، وخراب الديار.
ولا جدال في أن ظاهرة الإسراف في الزينة موجودة. . إسراف في الملابس، إسراف في الحلي. . إسراف في أدوات التجميل. . إسراف في متابعة المستحدثات المستجدات، والإسلام ينهى عن ذلك كله. . فهو ينهى عن الإسراف في الأكل، والشرب، وينهى عن الإسراف في الإنفاق.
قال تعالى: ((وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (الأعراف: 31).
ويذكر تعالى من صفات عباد الرحمن: ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)) (الفرقان: 67).
وقال النبي (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة [16].
قال الحافظ ابن حجر: (الإسراف: مجاوزة الحد في كل فعل أو قول وهو في الإنفاق أشهر) [17].
(يُتْبَعُ)
(/)
* الحذر من مخالفة قواعد الإسلام وأحكامه في باب زينة المرأة عموماً و ملابسها خصوصاً، فإن كثيراً من النساء اليوم قد تركن تعاليم الإسلام في باب الزينة وتنكبن الصراط المستقيم، حتى صار لباسهن وزينتهن لا يمت إلى الإسلام بصلة، إن المرأة اليوم تجيد التقليد والمحاكاة، سريعة التأثر بتلك الدعايات الخبيثة والشعارات البراقة التي تنادي بالتشجيع على متابعة المبتكرات المستحدثة (الموضة) وهي التي في حقيقتها نَبْذٌ لآداب الإسلام الداعية إلى الحشمة والحياء، وتَشْجيعٌ على العري، واللباس المثير، لباس الكاسيات العاريات ..
* فعلى المرأة المسلمة التي ترجو ثواب الله وتخشى عقابه أن تتقي الله في نفسها وفي مال الله الذي آتاها، فلا تنفقه في سبيل تحاسب عليه، ولا تضع على بدنها ما حرم الله من الزينة واللباس.
قال سعيد بن جبير: ((من إضاعة المال أن يرزقك الله حلالاً، فتنفقه في معصية الله) [18]
الوقفة السابعة: مع ظاهرة السهر:
من الظواهر السيئة التي ظهرت في مجتمعنا وهي دخيلة علينا وغريبة عنا ظاهرة السهر، إما إلى ساعة متأخرة من الليل أو سهر الليل كله، تلك الظاهرة التي ما تركت بيتاً إلا دخلته إلا من عصم الله، وقليل ما هم.
لقد عم السهر جميع فئات المجتمع، شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، صالحين وطالحين، والسهر في الإجازة يختلف عن السهر في بقية العام كَمَّاً وكيفاً، فهو في الغالب سهر طويل، وقد يمتد إلى الفجر، وهو إما سهر على آلات اللهو والطرب، أو في مسلسلات هابطة، أو جولات في زبالات القنوات الفضائية، وإما في المستراحات في مجالس خاوية واجتماعات آثمة، أو في حضور مناسبات الأعراس واجتماعات الأسر والقرابة.
والسهر له أسباب عديدة، كلها لم تكن موجودة من قبل، ومن أهمها:
* كثرة النوم في النهار، فإن من ينام نهاراً سيسهر ليلاً.
* وجود ما يعين على السهر من آلات اللهو والطرب والقنوات الفضائية.
* وجود المستراحات.
* تنظيم الاجتماعات العائلية، والمناسبات الاجتماعية الأخرى في أوقات الليل، سواء في المنازل أو في المستراحات، ومثل هذا التجمعات الشبابية في المقاهي أو المستراحات أو على الأرصفة، أو على تلال الرمال.
* تغيير نظام الغذاء، ومنه وجبة العشاء التي تتأخر ليلاً.
* نشاط البيع والشراء ليلاً، وأكثر لا يشتري حوائجه ومطالب بيته إلا في الليل.
* ضعف القوامة على البيوت والتربية الإسلامية.
ويمكن تلخيص ما تقدم بأن مشكلة السهر ظهرت مع إلغاء خصائص كل من الليل والنهار لدى كثير من شرائح المجتمع، وعدم التمييز بين وظائفهما، ومن ثم خَلْطُ أعمالِ كُلِّ منهما بالآخر.
وللسهر آثار سيئة منها:
* آثار دينية: من تفويت صلاة الفجر، أو صلاة النهار عموماً، والحرمان من قيام الليل والإدلاج بشر، حيث يُتِمُّ ليله في لعب ولهو ثم ينام على هذه الحال.
* آثار صحية: من سوء التغذية، وحرمان البدن حظه من النوم المناسب له، وهو نوم الليل لا نوم النهار، وقد أجمع الأطباء على مضرة السهر وجوب إعطاء البدن حظه من النوم ليلاً، وأن نوم النهار لا يعوض عن نوم الليل، والنوم أول النهار مضر بالصحة، مؤثر على الجسم، فهو يرخي البدن، ويسبب الكسل، ويفسد الفضلات التي ينبغي تحليلها بالمشي والحركة، كما يسبب الصداع والخمول، وتراكم الشحوم على البدن، ويكون صاحبها عرضة للكثير من الأمراض، وإنك لترى علامات الكسل وانقباض النفس وسوء المعاملة عند كثير من هؤلاء الذين يسهرون ليلهم وينامون سحابة نهارهم.
* آثار نفسية: وهي القلق والاضطراب، وعدم الراحة في النهار، فالساهر خبيث النفس، كسلان.
* آثار اجتماعية: وهي الإساءة إلى الزوجة حينما يسهر زوجها خارج بيته إلى ساعة متأخرة من الليل، واختلال نظام الأسرة، وضياع أمور القوامة، والتقصير في الوظائف اليومية، ولاسيما فيما يتعلق بالآخرين، حيث تجد الموظف السهران، فاسد المزاج، سيئ المعاملة، مقصراً في أداء عمله قد لا يأتي إلا متأخراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
* آثار اقتصادية: وذلك أن المجتمع يفقد نسبة كبيرة من أبنائه حين يسهرون ليلهم، وينامون بياض النهار، إن (من الغفلة والحرمان وسبيل فناء الأمم أن يألف شبابٌ أصحاءُ النومَ حتى الضحى أو ما بعد الضحى حتى تطلع عليهم الشمس وتتوسط في كبد السماء وهم يغطون في نوم عميق، قد بال الشيطان في آذانهم، إذا قام أحدهم فهو ثقيل الخطى، خبيث النفس، هزيل القوى، كسلان، على حين تطلع الشمس على قوم آخرين من غير أهل الإسلام وهم منهمكون في وسائل معاشهم وتدبير شؤونهم، تأبى سنن الله إلا أن يعطي كل امرئ حسب استعداده وعمله وجده) [19].
إن ظاهرة السهر مشكلة معقدة، تحتاج إلى علاج حاسم، تتظافر فيه جهود الدولة مع الآباء والمربين، ويبدو أن القضاء على السهر أمر متعذر بادئ ذي بدءٍ، لكن تخفيفه أمر ممكن.
وكلامي هذا موجه إلى الأسر المسلمة والمخاطب وليها، فأنا أرى ما يلي:
* دراسة موضوع السهر ومعرفة أسبابه والتأمل في أضراره ومخالفته لتعاليم الدين، وتوجيهات الوحي، وقواعد الحس.
* المبادرة بوجبة العشاء بعد صلاة العشاء مباشرة؛ لئلا يكون هناك مجال للسهر أو تأخر الأولاد خارج المنزل.
* حث الأولاد على الحضور إلى المنزل بعد صلاة العشاء، وبيان ما في ذلك من الفوائد وما في ضده من السلبيات.
* محاسبة من يتخلف من الأولاد عن حضور وجبة العشاء ومحاسبة من يتخلف عن المجيء إلى المنزل ليلاً.
* اختصار حفلات الزواج وإلغاء حضور العوائل من النساء والأطفال والمبادرة بتقديم وجبة الطعام.
* الاعتذار عن حضور ولائم الزواج ومنع الأهل والأولاد من الحضور إلا في حالات لابد منها؛ لأن لحفلات الزواج في أيامنا هذه مفاسد متعددة، ولاسيما على النساء.
* تزويج الأولاد البالغين له أثر كبير- في الغالب - على بقاء الولد في المنزل وتقليله أو تخليه عن السهر خارجه.
* على الأب وراعي الأسرة أن يكون دقيق الملاحظة يعالج أموره بحكمة، بعيداً عن بطش اليد وسلاطة اللسان؛ لأن هذا له نتائج سيئة، وعواقب وخيمة، والتركيز على الأولاد الصغار من الأهمية بمكان.
الوقفة الثامنة: مع الدورات العلمية والمراكز الصيفية:
تكثر الدورات العلمية في إجازة العام الدراسي، وهذه الدورات فرصة ثمينة لطلب العلم والاستفادة من الوقت، ولهذا يقبل الطلابُ عليها إقبالاً طيباً، يدل على الرغبة في التحصيل والحرص على الاستفادة من الوقت، وتُبذل جهود وأوقات وأموال من جهة المسئولين والقائمين على تنظيم هذه الدورات، نسأل الله تعالى لهم الإعانة والتوفيق والمثوبة.
ومن المظاهر الطيبة في الإجازة انتشار المراكز الصيفية، التي يقوم عليها عدد من المدرسين والمربين ممن بذلوا جهداً ووقتاً لحفظ الناشئة وحمايتهم من الضياع، وفي هذه المراكز يحصل خير كثير من حفظ الوقت، وتنمية المواهب، وتعليم الناشئة وتربيتهم، جزى الله القائمين على هذه المراكز خير الجزاء وأعانهم على ما فيه نفع الآخرين، وإنني أنصح الشباب وأولياء أمور الناشئة باستغلال فرص التعليم والتربية في هذه الإجازة، والحرص على الاستفادة منها، والدعاء للقائمين عليها.
الوقفة التاسعة: مع العمل البدني:
لقد حث الإسلام على العمل، واعتبره من أفضل الطرق لكسب الرزق، وتأمين المعيشة، قال تعالى: ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)) (الجمعة: 10).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده)) [20].
والتكسب هو طريق المرسلين الذين أمرنا الله بالاقتداء بهم، وقد كان زكريا عليه السلام نجاراً [21]، وكان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده [22].
والنبي صلى الله عليه وسلم رعى الغنم على قراريط لأهل مكة [23] واتجر بمال خديجة رضي الله عنها [24]
والشباب إذا لم يمكنه استغلال الإجازة بالاستفادة العلمية، فعليه أن يستفيد منها بالعمل البدني الذي يميل إليه، كأن يكون مع أبيه في متجره أو مصنعه أو مزرعته أو أية مهنة مباحة يمارسها، يستفيد منها مادياً، ويسلم بها من خمول الذهن، وفساد التفكير، واضطراب المنهج، كما يسلم من سهر الليل ونوم النهار.
الوقفة العاشرة: مع الحدائق وأماكن الترفيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
يكثر في الإجازة تردد العوائل على الحدائق العامة وأماكن الترفيه بقصد إزالة التعب والانبساط وإدخال السرور على النفس، ولا سيما الأسر التي تسكن في أماكن صغيرة. ومن الملاحظ أن هذا النوع من الترويح والاستجمام يكتنفه مفاسد متعددة منها: -
* ما يحصل في هذه الأماكن من الاختلاط، عندما يتسلل عدد من الشباب إلى هذه الأماكن أو يأتون مع أهليهم لمقاصد سيئة، ثم ما يحصل من جولان لبعض الفتيات المراهقات في الحدائق وتعرضهم لتحرشات الشباب ذوي النفوس المريضة، والنظرات الجائعة المتلصصة، وينتج عن هذا أمور يندى لها جبين المسلم الغيور ويتقطع قلبه عليها حسرات ..
* تساهل النساء بالحجاب، وإبداء مواضع الزينة، ورفع الأصوات، والخضوع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، ومثل هذا يؤدي إلى ضعف الحياء عند المرأة أو فقدانه لا سيما إذا اعتادت مثل هذه الأماكن.
* إضاعة الأوقات والسهر إلى ساعة متأخرة من الليل أو إلى الفجر ثم النوم طوال النهار، وإضاعة الصلوات، وترك الجمع والجماعات.
* ترك الأسرة في الحديقة أو مكان الترفيه وحدهم بلا رقيب، بحيث يذهب بهم أحد الأولاد أو السائق ثم يرجع إليهم وقت رجوعهم، وهذا خلل في التصرف وفيه فساد عريض ..
ومن رعى غنماً في أرض مَسْبَعَةٍ ونام عنها تولى رعيها الأسد
* بذل المال في أمور محرمة شرعاً، وقد لا تكون محرمة لذاتها، وإنما بكونها وسيلة إلى محرم أو ما يقارنها من محرم.
فيا أيها الشباب ويا أيها الآباء والأولياء اتقوا الله في أنفسكم، وفيمن تحت أيديكم، واحفظوا أوقاتكم، واستفيدوا من أعماركم، فالوقت من أنفس من ما يملك الإنسان، وهو سريع الانقضاء، وما مضى منه لا يعود، وهاهي الإجازة قد بدأت وعن قريب تنتهي، وفيها يربح قوم ويخسر آخرون ..
الشيخ / عبد الله بن صالح الفوزان
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه البخاري (6412).
[2] تفسير ابن كثير (6/ 130).
[3] رواه الحاكم (4/ 306) وابن أبي الدنيا في قصر الأمل موصولاً عن ابن عباس مرفوعا ً، وصححه الحاكم والذهبي على شرط الشيخين. ورواه الخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص 100) مرسلاً عن عمرو بن ميمون. وهو مرسل حسن. انظر تعليق الألباني على الاقتضاء.وانظر: فتح الباري (11/ 235).
[4] فيض القدير (6/ 375).
[5] فتح الباري (11/ 230) وانظر: شرح صحيح البخاري " لان بطال (10/ 146).
[6] حلية الأولياء (3/ 28).
[7] حلية الأولياء (6/ 200).
[8] حلية الأولياء (6/ 142).
[9] الترويح التربوي ص (155) إعداد: خالد العودة.
[10] رواه أبو داود (1536)، والترمذي (1905)، وابن ماجه (3862)، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن).
[11] مجلة اليمامة العدد (657) نقلاً عن كتاب " الترويح التربوي " لخالد العودة ص (130).
[12] انظر: " الجامع الفريد ": (ص 382)، و "مجموعة رسائل الشيخ حمد بن عتيق": (ص 49) حيث قسم المقيمين في دار الحرب إلى ثلاثة أقسام.
[13] أخرجه أبو داود: (7/ 303 – عون)، والترمذي: (4/ 132) من حيث جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – لكنه أعلَّ بالإرسال. قال الترمذي: (وسمعت محمدًا – يعني: البخاري – يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل). والحديث صححه الألباني في "الإرواء": (5/ 30)، وذكر طرقه وشواهده.
[14] أخرجه أبو داود: (7/ 477 – عون) وإسناده ضعيف، لكن له طرق وشواهد يتقوى بها انظر: السلسلة الصحيحة ": (رقم 369)، و (5 - 434)
[15] اقتضاء الصراط المستقيم ": (1/ 82).
[16] أخرجه النسائي (5/ 79)، وابن ماجة (2/ 1192)، وأحمد (2/ 181) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وأخرجه البخاري (10/ 252) تعليقاً، وقال الألباني في تعليقه على المشكاة (2/ 1252): إسناده حسن. وانظر: كتاب "الشكر " لابن أبي الدنيا، تحقيق: بدر البدر ص22.
[17] فتح الباري (10/ 253).
[18] حلية الأولياء (4/ 281)
[19] توجيهات وذكرى ص (136) للشيخ صالح بن حميد.
[20] البخاري (2072).
[21] أخرجه مسلم (2379).
[22] أخرجه البخاري (2073).
[23] أخرجه البخاري (2262)
[24] انظر: صحيح السيرة النبوية للطرهوني (1/ 164، 321)(/)
مقترحات وطرق القراءة الجماعية
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 04:49]ـ
مقترحات وطرق القراءة الجماعية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فمما يزين اجتماعات طلبة العلم: جلسات القراءة الجماعية والمذاكرة، وقد جلست عدةَ جلسات لهذا الغرض، فأحببت طرحها على إخواني ومشايخي لإفادتهم والاستفادة منهم،
ولعلي أشير إلى أمورٍ مهمةٍ – في نظري – قد يكون لها الأثر الكبير في نجاح هذه الجلسات:
1 – حبذا وجود (قائد) لهذه الجلسات يكون حازماً محترماً من الجميع ليضبط الجلسة.
2 – الجدية من أهم مقومات هذه الجلسات؛ فانعدامها يعني فشل الجلسة!
3 – مراعاة أهداف الاجتماع، ففرق بين جلسة الهدف الأول فيها هو القراءة والبحث ... وبين جلسة المقصود منها اللقاء والاجتماع ..
4 – هذه المقترحات تختلف بين جلسة وأخرى، وقد تنفع للبعض ولا تنفع للباقين، وقد تنفع في كتاب دون آخر .. وهكذا.
الطريقة الأولى:
يحدد في كل جلسة مقدار ما يقرأ فردياً، بحيث يأتي الكل للجلسة القادمة وقد قرأ المقرر، ثم يتم النقاش حول الصفحات المقروءة.
وإذا احتيج إلى بحث مسألة ونحوها، فيكلف أحد الحاضرين بذلك على أن يأتي به في الجلسة القادمة.
الطريقة الثانية:
أن تكون القراءة في نفس الجلسة، ويكون مع كل فرد نسخة تختلف عن الآخر بحيث تصحح النسخ، ويقارن بينها، ويناقش المشكل من الكتاب ... وهذه غالباً لمن هم أعلى من المبتدئين في الطلب.
الطريقة الثالثة:
أن يحدد متن من المتون العلمية لقراءته أو حفظه، ويتخذ أحد شروحه أصلاً يقرؤه كل مَنْ في الجلسة، ويكلف كل واحد بشرحٍ آخر بالإضافة إلى الشرح الأصلي لينقل الفوائد واللطائف الزائدة على الشرح الأصلي، وفي الجلسة يقرأ المتن، وكل إنسان يذكر الفوائد الزائدة على ما في الشرح الأصلي، فيخرج الجميع وكأنه قرأ شروح الكتاب.
وهذه طريقة نافعةٌ جداً للمبتدئين، بل ومن فوقهم، وقد جربتها مع بعض الإخوان فانتفعنا بها كثيراً.
ولعل هذه الطريقة تحتاج إلى توضيحٍ بالمثال: كتاب التوحيد، عليه شروحٌ كثيرة، فيحدد الشرح الأصلي، وليكن: فتح المجيد، لكون الشرح على الكتاب كاملاً، وهو مختصر لشرح عظيم من شروح الكتاب،
ثم تقسم بقية الشروح على أفراد الجلسة: فأحدهم يأخذ: القول المفيد، والآخر: تيسير العزيز الحميد، وآخر: حاشية ابن قاسم ... وهكذا.
فيقرأ الجميع الأبواب المقررة من فتح المجيد + الكتاب الذي كُلِّفَ به، كالقول المفيد – مثلاً –، فينقل ما زاده الشارح من الفوائد المتعلقة بالباب، ولا بأس – أحياناً – بذكر بعض الفوائد التي ذكرها الشارح والتي لا تتعلق بالتوحيد.
وهكذا يخرج الجميع بأهم فوائد شروح الكتاب.
وهناك طرقٌ أخرى، وبعض المقترحات والآراء ... لعلي أنشط فيما بعد في ذكرها، فقد كتبتُ ما بين يديك في بداية الإجازة الصيفية الماضية على أنْ أكمل الموضوع، ولم أفعل حتى الآن! ونحن الآن على مقربةٍ من الإجازة الصيفية القادمة، وعموماً: ما لا يدرك كله لا يترك جله. والله المستعان.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 05:43]ـ
اقتراحات طيبة .. بورك فيك.
فاتك أن توصي المجتمعين بمناصحة من يُظهر " التعالم " .. ويُلمح منه حب البروز والظهور، في بداية الجلسات ليُحسم الأمر. لأنني وجدتُ أن أمثال هذا يُفسد الجلسات العلمية التي يتبادل فيها طلبة العلم الفوائد بأسلوب راقي. فسرعان ما تنفض بسبب تضايق أهل الاستفادة من المريض بالداء الذي ذكرت. وفقكم الله ..
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 07:46]ـ
اقتراحات طيبة .. بورك فيك.
فاتك أن توصي المجتمعين بمناصحة من يُظهر " التعالم " .. ويُلمح منه حب البروز والظهور، في بداية الجلسات ليُحسم الأمر. لأنني وجدتُ أن أمثال هذا يُفسد الجلسات العلمية التي يتبادل فيها طلبة العلم الفوائد بأسلوب راقي. فسرعان ما تنفض بسبب تضايق أهل الاستفادة من المريض بالداء الذي ذكرت. وفقكم الله ..
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه،
والموضوع بدأته أنا، ويَكْمُلُ ويَشْرُفُ بتعقيباتكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 04:41]ـ
الأصل أن تكون هذه الاجتماعات بين من هم على دراية تامة ببعضهم ومعارفهم وأخلاقهم ومستواهم وتحصيلهم، وهنا لن تكون مشكلة المتعالم الذي ذكر الشيخ أبو مصعب ذات شأن إن وجدت.
ولذا ينبغي لتمام الاستفادة أن يكون طلبة العلم متقاربون في المستوى، والفن الذي سيتدارسونه.
ومن الأشياء المهمة في مثل هذه الاجتماعات ترك الاستطراد في نقاش ما يعرض من المسائل غير الهامة؛ لأنها ستؤثر على غيرها.
كما يحسن أن لا يختلف اثنان منهم في فرع ـ مثلا ـ فيطول نقاشهم ويذهب الوقت على البقية مما ليس من كبير اهتمامهم.
وقد جربت مع بعض الأحبة الطريقة الأولى والثانية ووجدت أن الطريقة الثانية أكثر متعة ونفعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 11:06]ـ
الأصل أن تكون هذه الاجتماعات بين من هم على دراية تامة ببعضهم ومعارفهم وأخلاقهم ومستواهم وتحصيلهم، وهنا لن تكون مشكلة المتعالم الذي ذكر الشيخ أبو مصعب ذات شأن إن وجدت.
ولذا ينبغي لتمام الاستفادة أن يكون طلبة العلم متقاربون في المستوى، والفن الذي سيتدارسونه.
ومن الأشياء المهمة في مثل هذه الاجتماعات ترك الاستطراد في نقاش ما يعرض من المسائل غير الهامة؛ لأنها ستؤثر على غيرها.
كما يحسن أن لا يختلف اثنان منهم في فرع ـ مثلا ـ فيطول نقاشهم ويذهب الوقت على البقية مما ليس من كبير اهتمامهم.
وقد جربت مع بعض الأحبة الطريقة الأولى والثانية ووجدت أن الطريقة الثانية أكثر متعة ونفعا.
أحسنت ياشيخ عبدالرحمن ,,
لكن من جديد؟(/)
صفات الزوجة الصالحة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:43]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد/
فإن الزوج الصالحة التي ينبغي أن يحرص عليها الشاب المسلم لها صفات حري بكل مسلم يريد الزواج أن يعرفها، وفي هذه السطوروالكليمات سأتكلم عن هذه الصفات وسأقدم بين يديها الكلام عن حكم النكاح في ضوء نصوص الشريعة الإسلامية أقول والله المستعان وعليه التكلان:
أما حكم النكاح فقد اختلف الناس فيه - أي العلماء- فمنهم من قال إنه مستحب، ومنهم من قال بالوجوب، ومنهم من قال بالإباحة، والقول بأنه مستحب هو قول جمهور العلماء واستدلوا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة في فضل النكاح؛
فمن كتاب الله عز وجل قوله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فالنكاح من سنن المرسلين ونحن قد أمرنا بالتأسي والاقتداء بالأنبياء والمرسلين كما قال تعالى (فبهداهم اقتده)؛وقوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون):الروم/21 فجعل الله عز وجل من آياته التزاوج والتناكح؛ وجعل سبحانه في النكاح السكن والمودة والرحمة؛ وقال تعالى (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)؛النور/32
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة النبي- صلى الله عليه وسلم- فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي- صلى الله عليه وسلم- قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟! قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله، إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر،وأصلي وأرقد،وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
ومن السنة أيضا ما أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما بإسناد صحيح من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لاتلد أفأتزوجها؟ قال:لا، ثم أتاه الثانية فنهاه،ثم أتاه الثالثة،
فقال: (تزوجوا الودود الولود،فإني مكاثر بكم الأمم).
ومن أقوال الصحابة- رضى الله عنهم- ماجاء في صحيح البخاري من طريق سعيد بن جبير- رحمه الله – قال: قال لي ابن عباس (رضي الله عنهما) هل تزوجت؟
قلت:لا. قال: فتزوج،فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء.
ومنها ما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال:
لو لم يبق من الدهر إلا ليلة لأحببت أن يكون لي في تلك الليلة امرأة. وهناك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة في أفضلية النكاح، استدل بها هذا الفريق، وذهب الظاهرية وهو رواية عن أحمد اختارها طائفة من أصحابه كأبي بكرعبد العزيز وأبي حفص البرمكي وابن أبي موسى من أصحاب الإمام أحمد أن النكاح لمن له شهوة وعنده قدرة مالية على ذلك فإنه واجب في حقه،
واستدلوا بما ثبت في الصحيحين من طريق علقمة قال:
كنت مع عبد الله –أي ابن مسعود- فلقيه عثمان بمنى فقال: يا أبا عبد الرحمن: إن لي إليك حاجة، فخليا, فقال عثمان: هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرا تذكرك ما كنت تعهد؟ فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة إلي هذا أشار إلي فقال: يا علقمة،فانتهيت إليه وهو يقول أما لئن قلت ذلك، لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج،ومن لم يستطع فعليه بالصوم،فإنه له وجاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد أو وجه الدلالة من الحديث قوله -فليتزوج- اللام فيها للأمر والأصل في الأمر الوجوب، إلا أن يوجد صارف يصرفه عند الوجوب إلى الاستحباب وإلا فالأصل الوجوب وقالوا أيضاً ترك النكاح مع القدرة عليه ومع وجود الشهوة فيه تشبه بالنصارى الذين يعزفون عن النكاح رهبانية، والتشبه بغير المسلمين محرم، وقد أخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن عائشة-رضي الله عنها- قالت: دخلت امرأة عثمان بن مظعون -واسمها: خولة بنت حكيم –على عائشة (رضي الله عنها) وهي باذة الهيئة فسألتها:ما شأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل، ويصوم النهار، فدخل النبي- صلى الله عليه وسلم-فذكرت ذلك له عائشة رضي الله عنها، فلقيه النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال:"يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا أمالك في أسوة؟ فوالله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا".
والصحيح هو هذا القول فمن استطاع الباءة،أي القدرة المادية والبدنية، فالنكاح في حقه واجب وأما من قال: بأنه مباح فقوله مردود بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة مما ذكرت وغيرها على أفضلية النكاح. فالأصل في النكاح أنه واجب لكن قد تعتريه الأحكام التكليفية الأخرى فقد يكون النكاح حراما، وقد يكون مكروها وقد يكون مباحاً:
قد يكون حراما،ًمثاله /من كان في دار الحرب، فلو أننا مثلا نقاتل الكفارونحن الآن في بلاد الكفار،فإن النكاح يحرم لأنه يخشى من استرقاق الولد، فلربما استولى الكفار على المسلمين وسبوا ذريتهم واسترقوا أولادهم، وما لا يتم دفع الحرام إلا به فهو واجب.
وقد يكون النكاح مكروها لإنسان فقير ليس له شهوة، لأن فيه إرهاقا لنفسه: الإنفاق على زوجة ولاشهوة عنده فلا حاجة للزواج، وقد يكون النكاح مباحا: لمن كان عنده الشهوة ولامال له، أوعنده مال ولاشهوة له، فالأول يحتاج للاقتراض والاقتراض مباح في حقه، والثاني /مباح في حقه لما يحصل من خدمتها،وبما يقدم لها من مال لسد حاجتها. هذا ما يتعلق بحكم النكاح.
وأما صفات الزوج الصالحة وقلت هنا الزوج:-لأن الزوج يطلق على الرجل ويطلق على المرأة ولفظة (الزوج) أفصح من (الزوجة).
قبل أن نتكلم في هذه الصفات نبين كيف أن الإسلام حث على الزوج الصالحة ففي صحيح مسلم والنسائي وابن ماجة وغيره من حديث عبد الله بن عمرو قال -عليه الصلاة والسلام-: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) قال السندي أبو الحسن الحنفي- رحمه الله -في حاشيته على سنن ابن ماجة والنسائي:- (قوله متاع:أي محل للاستمتاع لا مطلوبةً بالذات، فتؤخذ على قدر الحاجة) وأخرج ابن حبان- رحمه الله تعالى- من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة،والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيئ، وأربع من الشقاوة المرأة السوء، والمسكن الضيق،والجار السوء، والمركب السوء).
أما صفات المرأة الصالحة:-
فرأسها ومقدمها أن تكون المرأة دينة ذات تقوى تخاف الله رب العالمين وذات خلق حسن.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-
:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) والدين يشمل هنا العقيدة والخلق, وقوله عليه الصلاة والسلام: (تربت يداك) قال الحافظ في الفتح: (أي لصقتا بالتراب وهي كناية عن الفقر، وهو خبر بمعنى الدعاء لايراد به حقيقته)، وهذا معروف من كلام العرب يطلقون الدعاء ولايريدون حقيقته مثاله أيضا قوله عليه السلام: (عقرى حلقى) حينما حاضت إحدى نسائه في الحج., ومثاله قولهم (قاتله الله ما أشجعه) وهكذا.
ومن صفات المرأة الصالحة ما جاء عند النسائي في (السنن الكبرى) من حديث ابن عباس رضي الله عنه (نساؤكم من أهل الجنة:الودود، الولود، العؤود على زوجها, التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول:لا أذوق غمضا حتى ترضى).
في هذا الحديث ثلاث صفات: ودود، ولود, عؤود؛ الودود: المتحببة إلى زوجها. والولود: الكثيرة الولادة. العؤود فسرها ما بعدها: التى إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها،ثم تقول:لا أذوق غمضا أي نوما حتى ترضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن صفات المرأة الصالحة أن تكون مطيعة لزوجها لا تخالفه إذا أمر. قال تعالى (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله).أخرج ابن جرير بسند صحيح عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال (قانتات) يعني مطيعات لله ولأزواجهن, ويزيد الآية بياناً قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت)؛ وسئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:أي النساء خير؟ قال (الذي تسره إذا نظر،وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله) رواه أحمد والنسائي عن أبي هريرة- رضي الله عنه-.
وفي المصنف (ابن أبي شيبة) بسند صحيح قال عبد الله بن عمرو- رضى الله عنهما-: (ألا أخبركم بالثلاث الفواقر، .... إمام جائر إن أحسنت لم يشكر ,وإن أسأت لم يغفر ,وجار سوء إن رأى حسنة غطاها ,وإن رأى سيئة أفشاها، وامرأة السوء إن شهدتها غاضبتك، وإن غبت عنها خانتك).
ومن صفات الزوج الصالحة التي لابأس أن يحرص عليها الرجل إضافة إلى الدين: الجميلة الحسيبة. كما في الحديث السابق: (تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) فإن كانت ذات دين فيستحب أن تكون جميلة لأن هذه الصفة الظاهرية لها أثر عجيب في دوام العشرة وبقاء الألفة وتحصين الفرج وغض البصر،وبعض الناس يظنون أن الشرع لا يقيم لذلك اعتباراً وهذا غير صحيح،
فهذا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه حينما خطب امرأة من الأنصار قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل نظرت إليها؟ قال لا، قال عليه الصلاة والسلام: اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)،وفي حديث قال عليه الصلاة والسلام (إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل).
وكذلك أن تكون حسيبة أي طيبة الأصل شريفة، لأن كرم أصلها وكريم أصلها وشمائله سيظهر في ذريته وأبنائه؛ وعند ابن ماجة بسند حسن من حديث عائشة- رضي الله عنها - مرفوعا (تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم).
ومن الصفات المحببة في المرأة أن تكون بكرا،
وقد جاء في الصحيحين من حديث جابر- رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سأله ماذا تزوجت؟، قال: ثيبا يا رسول الله (والثيب:هي المرأة التي سبق لها زواج) فقال له الرسول: (هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك)، فالبكر التي لم يسبق لها زواج، قلبها بكر، فإنها تتفتح طاقاتها النفسية والعاطفية والجسدية على لقائها الأول مع الرجل سواء كان لقاء شرعيا أم سفاحاً،وشتان بين ما يخلفه لقاء النكاح و لقاء السفاح،فلقاء النكاح يورث الحب والألفة والتراحم، ولقاء السفاح يورث البغضاء والندم والشعور بالذنب والألم.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلحنا ونساءنا، وأن يجعل لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عين لنا وأن يجعلنا للمتقين
إماما، نسأل الله تعالى أن يوفقنا للزوج الصالح إنه ولي
ذلك والقادر عليه سبحانه.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:42]ـ
أليست العؤود أيضا:هي التي تعود على زوجها بالنفع.
سمعت هذا في أحد دروس الشيخ أبو إسحاق الحويني
ـ[القاضي ابن نصر]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:46]ـ
روى ابن ماجه في سننه عن عتبة بن عويم قال: قال رسول الله صلى ا لله عليه وسلم: "عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير" وحسنه الألباني.
أعذب أفواهاً: أي أطيب، وأحلى ريقاً، أو هو كناية عن قلة البذاءة والسلاطة لبقاء حيائهن بعدم مخالطة الرجال، ومعنى: وأرضى باليسير يعني: من الإرفاق بالمال والجماع، لأنهن لم يجربنه قبل ذلك.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:49]ـ
الزوجة الصالحة: كلمة طيبة،
" إليه يصعد الكلِم الطيِّب "،
يبقى: العمل الصالح فإنه قال:
" و العمل الصالح يرفعه " ....
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:59]ـ
لقد قرأت أن هذا الحديث الودود الولود العؤود لايصح بمتابعاته وشواهده(/)
الشعر والشعراء
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم كتابه الشعر وقوله وحفظه
وحفظه اذا كان الشخص مجبر عليه فى دراسته وان يكون منه شعر صريح
لقوله تعالى {" هل أنبئكم على من تنزل الشياطين /// تنزل على كل أفاك اثيم /// يلقون السمع واكثرهم كاذبون /// والشعراء يتبعهم الغاوون /// ألم تر انهم فى كل واد يهيمون /// وانهم يقولون مالا يفعلون}
مع انه كان على عهد الرسول (ص) حسان بن ثابت شاعر المسلمين
وجزاكم الله خيرا
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم كتابه الشعر وقوله وحفظه
وحفظه اذا كان الشخص مجبر عليه فى دراسته وان يكون منه شعر صريح
لقوله تعالى {" هل أنبئكم على من تنزل الشياطين /// تنزل على كل أفاك اثيم /// يلقون السمع واكثرهم كاذبون /// والشعراء يتبعهم الغاوون /// ألم تر انهم فى كل واد يهيمون /// وانهم يقولون مالا يفعلون}
مع انه كان على عهد الرسول (ص) حسان بن ثابت شاعر المسلمين
وجزاكم الله خيرا
تنبهي إلى أن تتمة الآيات:"إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا"
فهذه أربع صفات أستثني صاحبها من الحكم السابق، والله أعلم.
وجزيتِ خيرا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 12:55]ـ
خلاصةُ كلام أهل العلم في الشعر أنه كلام؛ حسنه حسن وقبيحه قبيح، وعلى ذلك فما كان يدعو إلى إثارة الغرائز وتحريك الشهوات وإثارة النعرات والعصبيات فمحرم، وما تناول وصف الطبيعة والشجر فمباح، أي أن الشعر تعتريه الأحكام الخمسة: الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام.
ويجب إذا كان العدو يستطيل في أعراض المسلمين، ويطعن في دين الله، ولا يكسر شوكته إلا الرد عليه بشعر مماثل وجب الرد عليه بما يكسر شوكته، ويردُّ مكره.
ولابن عباس رضي الله عنه إجابات على أسئلة لنافع ابن الأزرق في التفسير أيد أقواله فيها بشعر الجاهليين، للدلالة على صحة المعنى عند العرب، وقد ذكرها السيوطي رحمه الله في الإتقان، واستشهاد العلماء بشعر العرب لشرح اللغة وتفسيرها معروف، وهم يستخدمون ذلك في تفسير القرآن وفهم السنة وشرح الشرائع، ولو كان في ذلك حرج عند العلماء لما فعلوه ولنبهوا عليه.
ولكثير من علماء المسلمين شعر متداول: الشافعي، وغيره.
وعندما بلغ البخاري وفاة عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي شيخه أنشد يقول:
إن تبق تُفجعُ بالأحبة كلهم ... وذهابُ نفسِك لا أبا لك أفجعُ
ولابن حجر ديوان شعر مطبوع وكذا الشوكان والصنعاني وغيرهم.
لكن كره العلماء أن يغلب الشعر على الإنسان، حتى يشغله عما هو أولى وأنفع، لذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بابًا: ((باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن))
وروى تحته حديثين: الأول: حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا حنظلة عن سالم عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا)).
والثاني: حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا)).
والخلاصة أن تفصيل الكلام في الشعر يطول ويحتاج إلى بحث مستقل، فلعلي أعود في وقت لاحق، لذكر من تناول ذلك بالتفصيل من أهل العلم، ومن كان له بحث خاص في الموضوع من الإخوة الفضلاء رواد هذا المجلس المبارك فليتحفنا به.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Jun-2007, صباحاً 02:43]ـ
إن المتأمل فيما ورد من أحاديث في الشعر يجدها تمدحه أو تذمه حسب قربه أو بعده من تعاليم الدين الحنيف وأهدافه، فمن الأول:
* عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه يفاخر أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث ...
رواه الترمذي وأبو داود بسند صحيح
* عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال:" رفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" هل معك من شعر أمية شيء؟ " قلت: نعم.قال:"هيه"، فأنشدته بيتا، فقال:" هيه" ثم أنشدته بيتا، فقال:"هيه" حتى أنشدته مائة بيت.
رواه مسلم في الصحيح
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أصق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكاد أمية بن الصلت أن يسلم"
رواه الشيخان
ومن الثاني الحديث الذي ذكره الإخوة والذي رواه مسلم:"لأن يمتليء جوف قلب رجل قيحا خير له من أن يمتليء شعرا"
وهذا والله أعلم في غلبة الشعر على قلب الإنسان حتى يشغله عن دينه وعن إقامة الفرائض وذكر الله وتلاوة القرآن ...(/)
إمتاع ذوي القرب بفهم حديث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 07:41]ـ
إمتاع ذوي القُرُب
بِفَهْمِ حَديثِ
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)
لفضيلة الشيخ
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسلام على نبينا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا هو المكتوب الثالث في سلسلة الذَّب عن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، و هو يتعلَّق بردِّ شبهةٍ تُثار عَلَى فَهْمِ بَعْضِ أَحَاديث رَسُولِ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
والَّذي دفعني إِلَى الكتَابَةِ فِي هَذا الْمَوضُوعِ، مَا رأيتهُ مِنْ تَشْغيبٍ لِبَعْضِ النَّاسِ حَولَ هَذهِ الأحَاديث؛ ولهم في ذلك مآربُ مُخْتَلفة؛ فَمِنْهُم الْمُضَلِّلُ الدَّاعي إلى ضَلاَلِهِ لِيَسْتَحِلَّ بِذَلِكَ السَّيْف! وَمِنْهُم مَنْ هُو بُوقٌ لأُولِئَكَ، وَمِنْهُم مَن اشْتَبَهَ عَلَيْهِ الْحَقّ بِالبَاطِلِ فَصَار يُرَدِّدُ البَاطلَ مِنْ غَير تَمْييزٍ وَ لاَ فُرْقَان! وَ مِنْ أهْلِ الْحَقِّ مَنْ ضَعُفَ أمَامَ هَذا التَّشْغيبَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ جَوابَاً؛ إمَّا لِقِلَّة حِيْلَتِهِ أَوْ لِضَعْفِ تَحْصيلهِ أو لِغْفَلةٍ أصابتهُ أو نحو ذلك.
وَالمتأملُ في السَّاحةِ اليومَ يَجدُ أنَّ مِنْ أَشَدِّ الفِتَنِ فِي هَذا العَصْرِ فِتْنَة الْخَوارج المارقين؛ فَقَد ذَرَّ قَرنهم وَكَثُرتْ أَبْواقُهم وَ ازْدَادَ شَرُّهم؛ فَبَثُّوا شُبَههم عَلَى النَّاسِ، وَ لبَّسوا عَلَيْهم دِيْنَهم، فقَلَبُوا الحقَّ بَاطلاً، والبَاطِل حَقَّاً، وتَمَسَّكُوا بِالْمُتَشابه وَ تَركُوا الْمُحْكَمَ؛ فَضَلُّوا و أَضَلُّوا!! ثُمَّ الويل والثُّبور لِمَنْ خَالفَ؛ فَالسَّيف مَوعِدُهُ!!.
وَ لئنْ كَان الأمر كَذلك، فَلا تعجبْ لِلضَّعف الَّذي تراهُ يَسري في جَسدِ الأمة، والَّذي تسَبَّب - عكساً- في تَقْويةِ أَهْلِ البِدَعِ وَمِنْهُمُ الْخَوارج؛ فَإنَّ لِذَلِكَ عدَّة أَسْباب، مِنْ أَهَمِّهَا:
قلَّة العلم السُّنِّي السَّلفي وظهور الجهل؛ فإنَّ قلَّة العلم وذهاب حملته نذير شرٍّ على الأمة، فقد أخرج البخاري في (صحيحه) (كتاب العلم/ باب رفع العلم وظهور الجهل) (1/رقم 80/ 187 - فتح) ومسلم في (صحيحه) (كتاب العلم/ باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان) (4/رقم 2671 (8) /2056) كلاهما من طريق عبدالوارث ثنا أبو التياح عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أشراط السَّاعة أن يُرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا).
و أخرج الشيخان أيضاً في صحيحهما من حديث شعبة عن قتادة عن أنسٍ قال: لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكم أحدٌ بعدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ مِنْ أشراطِ السَّاعةِ أنْ يَقلَّ العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةً القيم الواحدُ). هذا لفظ البخاري (1/رقم 81/ 187 - فتح (وهو عند مسلم (4/ رقم 2671 (9) / 2056) وفيه (أن يرفع العلم) بدل (أن يقل).
والشَّاهدُ مِنْ حديث أنس قوله صلى الله عليه وآله وسلم (إنَّ مِنْ أشراط السَّاعة: أنْ يُرْفَع العِلم و يظهر الجهل) فذكر أنَّ ذَلِكَ مِنْ أوائلِ عَلاماتها!! فيرفع العلم ويظهر نقيضه وهو الجهلُ، وقد بيَّن صلَّى الله عليه و آله وسلَّم كيفية رفع العلم في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه المتَّفق عليه حيث قالَ: (إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يَقْبِضُ العِلَمَ بِقَبضِ العُلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ النَّاس رُؤساً جُهَّالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا) لفظ البخاري.
قال العلاَّمة القرطبي في (المفهم) (6/ 705):" فهذا نصٌّ في أنَّ رفع العلم لا يكون بمحوه من الصَّدور بل بموت العلماء وبقاء الجهَّال الذين يتعاطون مناصب العلماء في الفتيا والتعليم، يفتون بالجهل، ويُعلِّمونه، فينتشر الجهل ويظهر".
وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (1/ 179) شارحاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أنس (أن يرفع العلم) قال:" المراد برفعه موت حملته".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِنَ المسَلَّم به أنَّه إذا رُفع العلمُ رُفعَ العمل به! إذْ كَيْفَ تَعْمَلُ النَّاس بالعِلْمِ الصَّحيح وقد رُفِعَ أهْلُه، وظَهَر الجهل وأهله؟! لذا قَال العلاَّمة القرطبي:" فإنَّه إذا ذهبَ العلمُ بموت العلماء، خلفهم الجهَّال، فأفتوا بالجهل، فعُملَ به، فذهب العلمُ والعمل".
وقد أخرج الدارمي في (سننه) (رقم 247/ 95) بسند صحيح عن هلال بن خباب قال: سألت سعيد بن جبير، قلت: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.
و لا تعارض بين روايتي حديث أنس (أن يرفع) و (أن يقل)، فإنَّ أهل العلم قد وفَّقوا بينهما، قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (1/ 179):" فيحتمل أن يكون المراد بقلتهِ أولُّ العلامة، وبرفعه آخرها، أو أُطلقت القلَّة و أُريد بها العدم، كما يطلق العدم ويراد به القلَّة، وهذا أليق لاتحاد المخرج".
ومن النُّكات العلمية المهمَّة الَّتي لفتَ إليها الحافظ ابن حجر - رحمه الله- في حديث أنسٍ من رواية شعبة عن قتادة، قوله:" وكأنَّ هذه الأمور الخمسة خُصَّت بالذِّكر لكونها مشعرةٌ باختلال الأمور التي يحصل بحفظها صلاح المعاش والمعاد، وهي الدينُ؛ لأنَّ رفع العلم يخلُّ به، والعقل؛ لأنَّ شرب الخمر يخلُّ به، والنسب؛ لأنَّ الزنا يخلُّ به، والنفس والمال؛ لأنَّ كثرة الفتن تخلُّ بهما".
قال العلاَّمة الشاطبي- رحمه الله- في (الاعتصام) (2/ 11 - 12) مبيِّناً طرق الراسخين في العلم حتى نسلكها، ومحذِّراً من طرق أهل الزيغ كي نتجنبها، و ذكر أدلة في المقام منها حديث ابن مسعود - رضي الله عنه-: (خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً .. ) الحديث، ثم قال:" ففي الحديث أنها خطوط متعددة غير محصورة بعددٍ، فلم يكن لنا سبيل حصر عددها من جهة النقل، و لا لنا أيضاً سبيل إلى حصرها من جهة العقل أو الاستقراء. أما العقل؛ فإنه لا يقضى بعدد دون آخر؛ لأنَّه غير راجع إلى أمر محصور، ألا ترى أن الزيغ راجعٌ إلى الجهالات! ووجوه الجهل لا تنحصرُ ... وأما الاستقراء؛ فغير نافع أيضاً في هذا المطلب؛ لأنَّا لما نظرنا في طرق البدع من حين نبغت وجدناها تزداد على الأيام، و لا يأتي زمانٌ إلا وغريبةٌ من غرائب الاستنباط تحدث، إلى زماننا هذا، وإذا كان كذلك، فيمكن أن يحدث بعد زماننا استدلالاتٌ أُخر لا عهد لنا بها فيما تقدَّم، لا سيما عند كثرة الجهل، وقلَّة العلم، وبُعد النَّاظرين فيه عن درجة الاجتهاد".
فها أنت ترى أنَّه - رحمه الله- أرجعَ الأمر في كَثْرة البدعِ إِلَى قِلَّةِ العِلْمِ وَكَثْرة الجهل، وصدَقَ رَحمه الله، فما زلنا نرى استدلالات لا عهد لهم ولا لأهل العلم قبلهم بها! كما هو حال الخوارج ومَن لفَّ لفهم من أفراخهم وإن تسموا بأسماء برَّاقة خدَّاعة، فالحقيقة واحدة!
و من جميل ما نقله العلاَّمة الشاطبي - رحمه الله- عن بعض أهل العلم قوله عقب ذِكْرِهِ حَديثَ عبدالله بن عمرو المتِّقدمِ ذِكْرُهُ في (رفعِ العِلم) قال:" قال بعض العلماء: تدبَّروا هذا الحديث؛ فإنَّه يدلُّ على أنَّه لا يؤتى الناس قطُّ من قبل علمائهم، وإنما يؤتون من قبل أنَّه إذا مات علماؤهم أفتى مَن ليس بعالمٍ، فيؤتى الناس من قبله، وقد صُرِّف هذا المعنى تصريفاً، فقيل: ما خان أمينٌ قطُّ، ولكنه ائتمن غير أمين فخان، فقال: ونحنُ نقولُ: ما ابتدعَ عالِمٌ قطُّ، ولكنَّه استُفتي مَنْ ليس بعالمٍ، فضلَّ وأضلَّ" (الاعتصام) (3/ 129 - ط مشهور).
ومما تقدم يبتين أنَّه بتحصيل العلم السُّني الصَّافي ونشره بين الناس والصَّدع به، تنحسرُ- بإذن البدع- وتنكسر شوكة أهلها؛ فما علا سيفُ السُّنَّة والعلم رؤوس أهل البدع إلا و قطعها!! والتأريخ خير شاهدٍ، فانظر إن شئت إلى مناظرة ابن عباس - رضي الله عنهما- للخوارج الحرورية حيث أتاهم في معسكرهم وناظرهم وحده!! وليس معه إلا سيف العلم، وتوفيق الله سابق له، فعلا تلك الرؤوس وقطع شبهها ودحض باطلها حتى رجع من القوم نحواً من الثلث). (المستدرك) (2/ 150) وهي صحيحة.
يتبع ..
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:03]ـ
وهذا الإمام أحمد بن حنبل قد سجن وجلد وعذب على أن يقول مقولة الكفر فأبى رضي الله عنه، وجابه ذلك كله بسيف العلم والسُّنَّة، فأنحسر الباطل وأهله بمنَّة الله وكرمه، ثم بثباته رضي الله عنه على الحقِّ.
وهكذا الحال فيمن نظر إلى أحوال المصلحين المجدِّدين لهذه الأمة أمر دينها حتى في هذه الأزمان المتأخرة، فقد جمعوا بين سلاح التوكل على الله و الاستعانة به، وسلاح العلم الصَّحيح، فأظهرهم الله وخلَّد ذكرهم ونصر بهم دينه.
ولعل في هذا القدر كفاية في بيانٍ سبب من أعظم أسباب ظهور البدع، وإن كانت هناك أسبابٌ أخرى لعلي أتعرض لها في مقام آخر.
وعودٌ على بدء؛ فأقول: إنَّ من الأحاديث التي شغَّبَ بَها أهل الأهواء وفسَّروها على أهوائهم، الأحاديث الآمرة بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فجاءوا بما يدلُّ على انحراف فهمهم و جهلهم الفاضح! حيث عدُّوا ذلك من المكفِّرات التي يُبررون بها أعمالهم الإجرامية في هتك الحقوق والممتلكات والاعتداء على المعصومين! بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك ففهموا من (الأمر بإخراجهم) أَسْرهم بَل وَقتلهم!!
و لازلت أذكر ظهور أحد رؤوس الفتنة وقد خرج في شريط كمبيوتر مُسجل أراني إياه بعض طلبتي، وهو يَصْرُخُ وَ يُهدِّدُ بأنه سَيُحَاربُ المنافقين! وسَيُطَبِّقُ - زَعَم- وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخراج المشركين من جزيرة العرب!! و قد جعل خلفه لوحة كبيرة كُتب عليها حديث (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)!!.
وعلى أية حالٍ فإنني رغبت في كشف الأمر وتجليته ذبَّاً عن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودفاعاً عَنْ هَذا العِلْم الشَّريف مِنْ تَلويثِ هَؤلاء الجهلاء الدُّخلاء!.
و الطريقة التي اتبعتها في هذه الكتابة المختصرة هي:
أ/ أذكر بعض الأحاديث الواردة في الباب، وهي تكفي في الدلالة على المراد.
ب/ أُتبع ذلك بنقولات عن بعض أهل العلم في هذا المقام، تظهر جلياً الحقَّ للمنصف الراغب في معرفته، وسمتيه (إمتاع ذوي القُرُب بِفَهْمِ حَديثِ أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، وما توفيقي إلا بالله.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 01:28]ـ
إنَّ من الأحاديث التي شغَّبَ بَها أهل الأهواء وفسَّروها على أهوائهم، الأحاديث الآمرة بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فجاءوا بما يدلُّ على انحراف فهمهم و جهلهم الفاضح! حيث عدُّوا ذلك من المكفِّرات التي يُبررون بها أعمالهم الإجرامية في هتك الحقوق والممتلكات والاعتداء على المعصومين! بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك ففهموا من (الأمر بإخراجهم)
أَسْرهم بَل وَقتلهم
!!
و لازلت أذكر ظهور أحد رؤوس الفتنة وقد خرج في شريط كمبيوتر مُسجل أراني إياه بعض طلبتي، وهو يَصْرُخُ وَ يُهدِّدُ بأنه سَيُحَاربُ المنافقين! وسَيُطَبِّقُ - زَعَم- وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخراج المشركين من جزيرة العرب!! و قد جعل خلفه لوحة كبيرة كُتب عليها حديث (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)!!.
وعلى أية حالٍ فإنني رغبت في كشف الأمر وتجليته ذبَّاً عن
سنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودفاعاً عَنْ هَذا العِلْم الشَّريف مِنْ تَلويثِ هَؤلاء الجهلاء الدُّخلاء!.
و الطريقة التي اتبعتها في هذه الكتابة المختصرة هي:
أ/أذكر بعض الأحاديث الواردة في الباب، وهي تكفي في الدلالة على المراد.
ب/أُتبع ذلك بنقولات عن بعض أهل العلم في هذا المقام، تظهر جلياً الحقَّ للمنصف الراغب في معرفته، وسمتيه (إمتاع ذوي القُرُب بِفَهْمِ حَديثِ أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، وما توفيقي إلا بالله.
فأقول مستعيناً بالله:
الحديث الأول: عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أوصاهم قبل موته بثلاثٍ، قال: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم) وسكت عن الثالثة، أو قال نسيتها.
أخرجه البخاري في (كتاب الجهاد/ باب جوائز الوفد و باب
هو يستشفع إلى أهل الذمة؟ ومعاملتهم) و (كتاب الجزية والموادعة/ باب إخراج اليهود من جزيرة العرب) و (كتاب المغازي/ باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته) (6/ رقم 3053/ 170 - فتح) و (6/ رقم 3168/ 270 - فتح) و (8/ رقم 4431/ 132 - فتح) ومسلم في (كتاب الوصية/ باب ترك الوصية لمن ليس لَه شيءٌ يوصي فيه) (3/رقم 20 (1637) /1257) و أبو داود في (كتاب الخراج والإمارة والفيء) (3/رقم 423/ 3029) كلهم من طريق سليمان الأحول عن سعيد بن جبير به.
جاء عند أبي داود عقبه:" قال سليمان: لا أدري أذكر سعيد الثالثة فنسيتها أو سكت عنها".
فائدة: قال العلاَّمة الإمام الألباني - رحمه الله- عقب حديث ابن عباس:" فيه دلالة على جواز إطلاق لفظة (المشرك) على أهل الكتاب؛ فإنهم هم المعنيون بهذا الحديث، كما يدل عليه الحديث السابق، ومثله الحديث الآتي" (الصحيحة) (رقم 1133).
الحديث الثاني: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً).
أخرجه مسلم (كتاب الجهاد والسير/ باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب) (3/ رقم 63 (1767) / 1388). و أبو داود في (كتاب الخراج و الإمارة والفيء) (3/رقم 3030/ 424) و الترمذي في (الجامع) (كتاب السير/ باب إخراج العرب اليهود من جزيرة العرب) (4/رقم 1607/ 156) من طرقٍ عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: أخبر عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .. فذكره.
الحديث سكت عنه أبو داود، وقال الترمذي:" حسنٌ صحيحٌ".
و أخرجه أبو داود في (الكتاب والباب السابقين) (3/رقم 3031/ 425) والترمذي كذلك (4/رقم 1606/ 156) والنسائي في (الكبرى) (كتاب السير/ إجلاء أهل الكتاب) (8/ رقم 8633/ 58) من طريق سفيان- وهو الثوري- عن أبي الزبير عن جابر به.
ولم يذكر أبو داود لفظه وإنما قال:" بمعناهُ، والأول أتم
".
وأما لفظ الترمذي ففيه:" لئن عشتُ إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب"، وأمَّا لفظ النسائي فهو بمثل لفظ ابن جريج الأول، وفيه لفظة (حتى لا يبقى) بدل (حتى لا أدع) والمعنى واحدٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الثالث: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ يهود بني النضير و قريظة حاربوا رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم؛ فأجلى رسول الله بني النضير، وأقرَّ بني قريظة ومنَّ عليهم، حتى حاربت قريظة بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نساءهم و أولادهم و أموالهم بين المسلمين، إلا أنَّ بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنهم و أسلموا، وأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم؛ بني قينقاع - وهم قوم عبدالله بن سلام-، ويهود بني حارثة، وكل يهوديٍّ كان بالمدينة.
(
أخرجه مسلم في (كتاب الجهاد والسير/ باب إجلاء اليهود من الحجاز) (3/ رقم 62 (1766) / 1387).
الحديث الرابع: عن أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه قال: آخرُ ما تكلَّم به النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، و أهل نجران من جزيرة العرب، و اعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
أخرجه الإمام أحمد في (المسند) (3/ رقم 1691/ 221) والبخاري في (التاريخ الكبير) (4/ 57) و الدارمي في (السنن) (2/ 233) و أبو يعلى الموصلي في (المسند) (2/رقم 872/ 177) والبيهقي في (الكبرى) (9/ 208) من طرقٍ عن يحيى بن سعيد عن إبراهيم ابن ميمون ثنا سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه به.
وإسناده صحيحٌ، وصححه الإمام ابن عبدالبر في (التمهيد) (1/ 169) و العلامة الألباني في (الصحيحة) رقم (1132).
التعليق: دلَّت هَذهِ الأَحَادِيْثُ - وما جَاءَ فِي مَعْنَاها- فِي ظَاهِرِهَا على وجُوب إِخْراجِ اليَهُودِ وَ النَّصَارى أو المشْرِكِيْنَ مِنْ جَزِيْرَةِ العَرَبِ؛ لَكَنْ تَبْقَى عِدَّة أُمُورٍ لاَ بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهَا كَيْ يَنْجَلي مَعْنَى هَذهِ الأَحَاديث، مِنْ ذَلك:
مَا الْمُرادُ بِجَزيْرَةِ العَرَبِ؟ هَلْ هِيَ كُلُّ مَا يُطْلَقُ عَليهِ مُسَمَّى جَزِيرة العَربِ؟ أَمْ هُو عَامٌ مَخْصُوصٌ؟.
هَلْ سَلِمَتْ هَذهِ الأَحَادِيْث مِنْ مُعَارضٍ لَهَا مِنْ أَحَادِيْثِ رَسُولِ الله صَلَّىَ الله عَليْهِ وَسَلَّمَ؟.
هَل الإِذْنُ بِدُخُولِهم هُو لِكُلِّ أَحَدٍ أَمْ هُو مُخْتَصٌّ بِالإِمَامِ أَوْ نَائِبِهِ؟ وَ عَلَيْهِ فَهل يُخْرِجُهم كل أحدٍ أَمْ هو للوالي؟.
هَل هُناكَ مَعْنَىً آخَر لِلإخْرَاجِ سِوَى الإِبْعَادِ وعدمِ الاسْتِيْطَان!؟ أَيْ هَلْ مِنْ مَعَانِي الإِخْرَاجِ الْمُرَادِ فِي هذهِ الأَحَاديث هُو قَتْلهم وَ ذَبْحهم؟
!
لِمَاذَا أَجْلَى عُمُر رَضِي الله عنْهُ يَهُودَ خَيْبَر؟
وَ هَل الْمَنْع الوَاردِ فِي الأَحَادِيْثِ يَشْمَلُ مُرُورَهُم عَلَيْهَا أَيْضَاً أَمْ لاَ يَشْمَلُهُ؟.
هَلْ يَدْخُل فِي الْمَنْعِ البَحْر أيضَاً أَمْ هَذَا خَاصٌّ بِالبرِّ؟.
مَا العَمَلُ فِيْمَا إِذَا كَانُوا تُجَّارَاً يَمُرُّونَ بِتِجَارَاتِهم عَلَى الْحِجَازِ؟.
كُلُّ هذا وغيره مما قد يرد حول هذه الأحاديث تجدُ إجابته فيما أنقله لك عن بعض أهل العلم، في هذا المقام ..
يتبع ..(/)
أسباب النصر والتمكين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:15]ـ
/ إن المتأمل في واقع المسلمين اليوم، والمتأمل في الأحداث الجارية والوقائع الساخنة، ليدرك تمام الإدراك صدق نبوة النبي- صلى الله عليه وسلم – حينما يرى الأمم الكافرة تتداعى على على أمة الإسلام كما يتداعى الجياع إلى قصعتهم، فيقع ذلك الإخبار الغيبي الذي أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي خرّجه أبو داود – رحمه الله تعالى – عن ثوبان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟! قال: " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال:" حب الدنيا وكراهية الموت "].قال:"بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل" أكثر من مليار مسلم، ولكنهم غثاء كغثاء السيل، وغثاء السيل هذه الكلمة مبناها قليل لكنها جمعت معان كثيرة – ولا غرابة في ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتِيَ جوامع الكلم، صلي الله علية وسلم
ومن معانيها: أن الغثاء الذي يحمله السيل يسير معه محمولا مع تياره، وهكذا أمة الإسلام تجري مع تيار أمم الكفر حتى لو نعق "بهيئة الأمم" غراب، أو طن في "مجلس الفتن" ذباب، لخروا على ذلك صما وعميانا، وجعلوه كتابا محكما وتبيانا، وسموه " الشرعية الدولية"!!
ومن معانيها أيضا: أن السيل يحمل زبدا رابيا لا ينفع الناس، وكذلك أمة الإسلام لم تعد تُؤدي دورها الذي به تبوأت مقدمة الأمم، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن معانيها: أن الزبد سيذهب جفاء، ولذلك سيبدل الله تعالى من تولى، ويُمكن للطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي تنفع الناس في الأرض.
ومن معانيها: أن الغثاء الذي يحمله السيل خليط من قاذورات الأرض، وفتات الأشياء، وكذلك أفكار كثير من المسلمين تقميش من زبالة الفلسفات، وحثالة الحقارات ولا أقول الحضارات، وقلامة المدنيات، وظلمة العلمنة والإلحاديات.
ومن معانيها: أن الغثاء الذي يحمله السيل لا خير فيه من زبد ووسخ وقش ومزابل فهو يجرف ما لا خير فيه، وهكذا المسلمون – إلا من رحم ربي – لا خير فيهم كحال هذا الغثاء والله المستعان.
ومن معانيها: أن الغثاء الذي يحمله السيل لا يدري مصيره الذي يجري إليه، فهو كمن حفر قبره بظفره، وهكذا أمة الإسلام لا تدري ما يخطط لها أعداؤها، ومع ذلك، فهي تتبع كل ناعق،وتميل مع كل ريح إلا من رحم الله، وقليل ما هم.
أيها الإخوة: ما هو سبب تداعي هذه الأمم الكافرة على هذه الأمم؟!
قال تعالى: {{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوعن كثير}}، وقال تعالى: {{أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم}}؛
قال الحافظ أبو الفدا ابن كثير- رحمه الله تعالى – في تفسيره على قوله تعالى: {{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}} قال: [[أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم، {{ويعفو عن كثير}} أي من السيئات، فلا يجازيكم عليها بل يعفوعنها، {{ولو يؤاخذ اللهُ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}} ... ]] إلى آخر كلامه – رحمه الله تعالى – أخرج أبو داود – رحمه الله تعالى – في سننه عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم]. " إذا تبايعتم بالعينة " العينة نوع من أنواع الربا، قال تعالى: {{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}} حرب؟! نعم حرب، إن الربا أمره عظيم، هذا جزاء الربا، ما بالكم إذا ضم إليه انتشار الزنا والتبرج، وما بالكم إذا ضم إليه تعطيل الحكم بالكتاب والسنة والاستعاضة عنها بالدساتيرالغربية، والأحكام الوضعية؟! عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون
(يُتْبَعُ)
(/)
فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يُعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم] رواه البيهقي وهذا لفظه ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة وقال صحيح على شرط مسلم وصححه الألباني – رحمه الله تعالى – ما بالكم إذا ضم إليه كفران النعمة؟!، نعم كفران النعمة أمره عظيم عند الله عز وجل، قال تعالى: {{وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}}، ما بالكم لو ضممتم لكل هذا ما ينقض أصل الدين من أساسه وهو الشرك بالله العظيم؟! نعم فالشرك يضرب بأطنابه الآن في كثير من بلاد الإسلام.
قال " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد "، وهذه كلها كناية عن الركون إلى الدنيا، وترك الاشتغال بالآخرة.
أيها المسلمون: هل معنى هذا أن دين الإسلام سيفنى ولا إسلام، ولا توحيد، وأنه قد انتهى كل شيء!، وأن الدولة للأمة الكافرة إلى الأبد؟!
لا والله، إن هذا الدين هو دين الله تعالى وهو دين الحق وسينصره الله، وسيظهر على الدين كله أحب من أحب، وكره من كره، وستكون الدولة له بإذن الله تعالى، ولا يمكن أن ينتهي ويندثر أبدا، لأن النصوص قد استفاضت بظهور هذا الدين شاء من شاء وأبى من أبى، بعز عزيز أو بُذل ذليل، قال تعالى: {{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}} "الهدى ودين الحق"، قال العلماء: الهدى: هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع؛ ودين الحق: هي الأعمال الصالحة الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة؛
وجاء في مسند الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – بسند صحيح عن تميم الداري – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ليَبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهارُ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذُل ذليل، عزا يُعِز الله به الإسلام، وذُلا ً يُذِل به الكفر]، وفي المسند أيضا عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدَمٍ في نحوٍ من أربعين رجلا، فقال:
[إنكم مفتوح عليكم، منصورون ومصيبون، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله، ولْيأْمر بالمعروف، ولْينْهَ عن المنكر، ولْيصلْ رَحِمَه .. ].
وفي الحديث المتواتر في الصحيحين وغيرهما قال عليه الصلاة والسلام: [لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك].
وعند النسائي من حديث سلمة بن نُفَيل الكِندِي – رضي الله عنه – قال: "كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رجل يا رسول الله: أذال الناس الخيل َ، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد، وقد وَضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: كَذَبوا، الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويُزيغُ الله لهم قلوبَ أقوام، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .. ] ".
وفي المسند عن أُبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[بَشِّر هذه الأمة بالسناء والرفعة، والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب].
أيها الإخوة: إذاً ما هو الحل؟ و ما هي أسباب النصر والتمكين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الحل يسير جدا على من يسره الله عليه، الحل: هو الرجوع لهذا الدين، كما مر معنا في الحديث السابق: [إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم] إن هذا الحل النبوي إنما اقتبسه النبي صلى الله عليه وسلم من آية عظيمة في كتاب الله بل آيات تكاد تكون منسوخة من قلوب الناس، قال تعالى: {{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}}، وقال تعالى: {{ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}}،
وما أجمل تلك العبارة والكلمة الرائعة التي قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام،، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله].
أيها الإخوة: إن أسباب النصر والتمكين والاستخلاف والأمن والأمان قد ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في آية واحدة، قال تعالى: {{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخْلِفَنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليُمكِّنَنَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليُبدِّلنَّهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا}}،
أيها المؤمنون: الله عز وجل في هذه الآية قال " وعد الله .. " وإن وعد الله لا يتخلف أبدا، بل من اعتقد أن وعد الله تعالى يتخلف فهو كافر مكذب للقرآن العظيم، فما الذي تخلّف في هذه الآية من شروط التمكين والاستخلاف؟!
كل عاقل سيقول حتما الذي تخلف هو الإيمان الصحيح والعمل الصالح، " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات .. "
إذا السؤال الذي يفرض نفسه - كما يُقال- هو: كيف نحقق هذين الشرطين؟!
إن تحقيق هذين الشرطين إنما يكون بالدعوة إلى الله عزوجل تصفيةً وتربيةً، قال تعالى: {{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}}، وقال تعالى: {{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}}. وقال تعالى: {{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}}؛
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى- في كتابه الماتع " جلاء الأفهام ": [وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو]، وقال: [وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه].
إذا الدعوة إلى الله عز وجل تصفية وتربيةً هي سبيل إقامة الدولة المسلمة؛ تصفية وتربية، تصفية لهذا الدين من كل ما عَلَقَ به من أوضار الشرك والبدع والخرافات، وتربية على هذا الدين المصفى أخلاقا وتعاملا وسلوكا تأسيا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة الصحابة رضي الله عنهم.
فإن قال قائل: إلى متى هذه الدعوة؟!
قلت: ما أجمل ما كان يردده المحدث الألباني- رحمه الله تعالى – كان إذا سئل هذا السؤال ردد بيتين قالهما امرؤ القيس في ديوانه يقول فيهما:
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونَهُ
وأيقن أنا لاحقانِ بقيصرا
فقلت له لا تبكِ عينك إنما
نحاول ملكا أو نموتَ فنعذرا
وخيرٌ من هذه الأبيات لهذا الشاعر الجاهلي قوله تعالى:
{{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}} أي الموت باتفاق المفسرين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين يارب العالمين، وارفع راية الموحدين، ونكس راية الكافرين.
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه علي الأثري.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:28]ـ
نفع الله بك وبما كتبت
وجزاك خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - Jun-2007, صباحاً 04:42]ـ
نفع الله بك وبما كتبت
وجزاك خيرا
وإياك أخي الكريم.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 02:09]ـ
أثابك الله أخي علي وبارك فيكم وبعلمكم.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 03:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أخي الفاضل علياً ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 05:09]ـ
الأخوين الفاضلين أبا العباس، ومهندا المعتبي جزاكما الله خيرا.(/)
ضع ما تعرف عن: الشيخ أحمد شاكر. الشيخ محمود شاكر. الشيخ بكر بو زيد.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Jun-2007, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نرجو من لإخوة الافاضل حفظهم الله ورعاهم , أن يضعوا كل مايعرفونه عن كل من:
الشيخ أحمد شاكر.
الشيخ محمود شاكر.
الشيخ بكر بو زيد.
ودمتم سالمين
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 12:08]ـ
ترجمة هامة للعلامة محمود شاكر
لقد رحل "أبو فِهْر" غريباً!
لعمرك ما الرزية فقد مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ
ولكنَّ الرَّزية فَقدُ قَرْمٍ يموت بموته بشرٌ كثيرُ
في يوم الخميس الثالث من ربيع الآخر 1418 هـ الموافق السابع من شهر (آب) 1997 وافت المنية الشيخ العلامة/ محمود محمد شاكر- أبا فهر - عَلَمَ العربية في هذا الزمان، ورجل اللغة التي وهب نفسه للدفاع عنها وردِّ الإعتبار لها، والوقوف أمام خصومها وخصوم هذه الأمة ...
لقد غاب الشيخ/ محمود شاكر دون دمعة وفاء، رحل كأنه طيف جاء ثم ذهب، لم يشعر به إلا القليل ممّن يعرفون للرجال مقاماتهم وحقوقهم، ولو كان الشيخ واحداً من أولئك الذين هجروا أمتهم، ورطنوا بالرموز، ولاكت ألسنتهم الأسماء العجمية وسلك في مسالك الأحزاب العلمانية الكافرة لرأيت لموته رنينا وجلبة، ولتسامعت به النساء في خدورهنّ، ولكن الشيخ مضى غريبا كما تعيش محبوبته (اللغة العربية) غريبة كذلك بين أهلها.
وفاءً لهذا الإمام الفحل، وقياما بحق الرجل العظيم/ محمود محمد شاكر فإننا نتقرب إلى الله -تعالى- بتعريف الشاب المسلم به، فكيف يجوز لطلاّب الهدى ورجال هذه المرحلة أن يجهلوا من استشهدوا بكلامه النفيس في تكفير الحاكمين بالياسق العصري؟ ...
إن الشيخ/ محمود شاكر أحمد عبد القادر هو الذي كتب حكم الله في هذه القوانين الكافرة .. كما في أثر تفسير الطبري رقم (12036) وكما نقله عنه الشيخ / أحمد شاكر (شقيقه) في عمله لعمدة التفسير 4/ 156 وما بعدها.
وإيماناً منا أن نهضة الأمة وقيامها من كبوتها لن تكون بإزالة طواغيت الحكم وكشفهم فقط مع أنهم أعظم المجرمين جرماً، إنما بإدراك طلاب الهدى أن معركتنا مع خصوم هذه الأمة على جميع الصُّعُد وفي كل الميادين، وأن ميدان اللغة والثقافة والأدب هو من أعظم هذه الميادين.
ألا فليعلم الشباب المسلم من طلاب الهدى والحق أن حصر أبواب الخير والحق في جانب واحد يصفه الشباب المسلم المقاتل هو ظلم لمفهوم الطائفة المنصورة، وظلم لديننا، وظلم للرجال الأوفياء لهذا الدين وهذه الأمة، ولذلك يجب علينا أن نعي طبيعة هذه المعركة وعمق جوانبها وشمول أدواتها، إذ المقصود منها قبل كل شيء هو هذا الإنسان، الإنسان المسلم الذي أُريدَ له أن يتنكّر لدينه وتاريخه ورجاله وثقافته، ولذلك فلنعلم كذلك أنه ما من رجل مسلم أو امرأة مسلمة في هذا العالم غلا ويقف على ثغرة من ثغور الإسلام المتسع الأطراف وفي كل الميادين، وحيث كان هذا المرء وفيّاً صادقاً مخلصاً متقناً لهذه الوقفة فإنّه يستحق منّا المحبة والولاء والأخوة، وهو منّا ونحن منه، بل يشرفنا أن نكون منه وأن نتعلم منه وأن يكون إماماً لنا.
إننا نعتقد وبيقين وصدق أن الشيخ/ محمود شاكر كان إماماً في الحق وصخرة لا تلين أمام أعداء الأمة والدين.
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جنانه، وليس لنا إلا الصبر، وإن كان ثمّة دمعة تذرف من عيوننا فهي - والله- على أنفسنا أنّنا سنموت وحاجتنا في الصدر لم تقض باللقاء به والجلوس بين يديه وهي حاجة كانت تملأ الجوانح وتعمل في الصّدر، لكنّها سدود الباطل وحواجز الرِّدة التي تعيق هذه الحاجات وتحبسها دون تقريع لها.
ثم هي دمعة أخرى أن لا تعرف الأمة حقَّ الرِّجال وتجهل مقاماتهم، وهي التي تتسمع أخبار حصب جهنَّم، وتملأ أعينها وآذانها صور أهل الشر وأئمة الضلال.
رحم الله أبا فهر وألحقه بالصالحين، آمين آمين.
--------------------------------------------------------------------------------
معركة تحت راية القرآن
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت معركة اللغة العربية ضدَّ أعداء الأمة والدين أوسع وأرحب وأعنف من كل المعارك التي خاضها أئمة الدين ورجال الأمة على الجبهات الأخرى، بل إن أئمة اللغة كانوا الأسبق والأكثر إحساسا بتيّار الزندقة القادم من غيرهم من المشايخ وأهل الفقه، وقد أرادها هؤلاء الرجال معركة تحت راية القرآن، غير منبتّة عنه، ولعلَّ الشباب المسلم اليوم بحاجة إلى معرفة هذه المعركة ودراسة تاريخها ومعرفة رجالها من أئمة الهدى، وخصومهم من الزنادقة، لأن هذه المعركة مازالت قائمة وتستعر يوما بعد يوم، وأغلبنا في غفلة ولا يعرف شيئاً عن أدواتها وحقيقتها وتطورِّها والنتائج التي تُفضي إليها، وميدان الأدب هو من أهم الميادين "جميعاً وأخطرها، وإن لم يكن كذلك عند كثير من النّاس ومصدر خطورته هو أنه أقدر الأدوات على تطوير الرّأي العام وعلى صوغ الجيل وتشكيله فيما يراد له من صور، وذلك لتغلغله في حياة الناس، وتسلله إلى أعماق نفوسهم عن طريق الصحافة والمسرح والسينما والإذاعات الأثيرية ثمَّ عن طريق الكتب المدرسية وما يناسبها من كتب الأطفال والشباب، والمعركة ذات شقّين: أحدهما يتصل بأساليب الأدب وموضوعاته والآخر يتصل بلغته.
الرافعي يقود المعركة ...
كان من أوائل الرجال الهداة في هذه المعركة هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأستاذ الكبير مصطفى صادق الراّفعي عليه من الله أوفى الرّحمات وأسبغها.
لقد كان الرافعي كاتب الإسلام الأول في هذا العصر وفي هذه المعركة ومع أنه كان واحداً من كثيرين في هذه المعركة، ولكن الرافعي هو العلم المتميز بقوة العاطفة الهادرة وبأسلوبه الناري وقمعه الرادع وصلصلته المرنة التي لا تستمدّ رنينها من قوة الألفاظ وحدها، فالألفاظ في متناول الكاتبين جميعا، ولكنها تستمد قوتها مما وراء الألفاظ من روح غلاّبة قاهرة، هي روح البطل الجبار الذي يثق من قوته الحربيّة، ومهارته الفنية في حلبات الصّيال.
البداية:
تفتحت المعركة من كوَّةٍ فتحها رجل مستعرب أعمى الله بصيرته فخرق في الأمر خرقاً، هو الدكتور "طه حسين" حينما أراد أن يطبق مبدأ "الشك الدّيكارتي" الذي زعمه على القرآن فأعلن في مبحث الشعر الجاهلي أن ورود قصة إبراهيم - عليه السلام- في القرآن ليست كافية للدّلالة على وجود رجل حقيقي اسمه "إبراهيم"، وكان باب هذا الأمر الخطير مدخله عند هذا الرجل التشكيك بالشعر الجاهلي، وأنّ هذا الشعر إنّما هو صنيعة العصور الإسلامية، ولكنهم نحلوه للجاهلين .. وبالرغم من أن ارتباط مسألة نفي الحقائق التاريخية - التي وردت في القرآن- بالدين واضحة المعالم، إلا أن نفس صحة نسبة الشعر الجاهلي لما قبل الإسلام قد تبدو ضعيفة الصلة بالمسائل الدينية ولكنها في الحقيقة من أوثق الصلات بالقرآن الكريم، ذلك لأن الشعر الجاهلي يمثل حقيقة قوة أهله في البيان والبلاغة، والقرآن الكريم تحدّى العرب في أعظم قواها وملكاتهم وهي ملكة البيان والبلاغة، فإذا تمَّ نفي الدليل على هذه القوة والملكة سقط معنى التحدي الوارد في القرآن الكريم.
طه حسين في هذا الكتاب الذي أصدره سنة 1926 م صرح باعتماده على مبدأ "الشك الديكارتي" في مبحثه في أصول الشعر الجاهلي، وقال فيه: إنه للوصول إلى الحقيقة لا بد أن (يتجرد الباحث من حل شيء كان يعلمه من قبل وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذِّهن ممّا قيل فيه خلوّا تاماً)، وصرّح بأنه يجب علينا (حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكل مشخصاتنا، وأن ننسى ديننا وكلّ ما يتصل به، وأن ننسى ما يضاد هذه القومية وما يضاد هذا الدين، يجب أن لا نتقيد بشيء، ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح، ذلك أنّا إذا لم ننسى قوميتنا وديننا وما يتصل بها فسنضطر إلى المحاباة وإرضاء العواطف وسنغل عقولنا بما يلائم هذه القومية وهذا الدين، وهل فعل القدماء غير هذا؟ وهل أفسد علم القدماء شيء غير هذا؟) وفي نفيه لحقيقة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام- يقول: (للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الإسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي).
إلا أن الشيء الذي كتمه ولم يعترف به أنَّ مسألة التشكيك بالشعر الجاهلي قد سرقها من المستشرق "مرجليوث".
(يُتْبَعُ)
(/)