ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:02]ـ
وجزاكم ربي خير الجزاء
أما رواية ابن عبدالبر من طريق الجامع فأكيدة، ولكنها قليلة
وبعض الأحاديث مشتركة بين الجامع والعلل
وأشكركم على ما أفدتم به حول مكانة الجامع عند أبي عمر
وما هذه بأول فوائدكم
أما هاتيك الدعوى فقد زبرها أحد المتأخرين على الورقة الأولى من النسخة الخطية من الأجوبة زعم أن كتاب أبي عمر أجوبة على سؤالات المهلب
فلعلكم تفيدون أكثر بما عندكم حول هذا الأمر
والله يوفقكم وينفع بعلمكم
حقيقة هذا الذي كان مستقراً عندي
على أني لم أجد دليلاً صريحاً سوى ما كُتِبَ على المخطوط + ما ذكره القسطلاني
وبحثت حين كنت متوجهاً لتحقيق الكتاب عمن صرَّح بنسبة تلك الأسئلة إلى المهلب فلم أجد
سوى القسطلاني
مع أنَّ هذه الأجوبة ذكرها جمعٌ ممن ترجم لأبي عمر، ولم يشيروا إلى علاقة المهلب بها
فلعلكم تتفضلون بالإفادة بما في جعبتكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:08]ـ
أرجو أن توازنوا بين كلام أبي عمر هذا
وكلام أبي محمد الذي سأنقله
قال أبو محمد اليزيدي في رسالته الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة ص50: وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث وتثقيف سوادها في الذكر والمعرفة بأسانيدها وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود ..... والدارقطني والعقيلي والحاكم
لكن قد شكك المعلق على الرسالة الباهرة في صحة ذكر الترمذي وطرّق احتمال كونه مقحما من وهم الناسخ!
وبنى ذلك على خطإ وقع من الحافظ الذهبي أن الجامع لم يكن قد أُدخل إلى بلاد الأندلس
وهذا غلط بيّن
والدلائل على وجود الجامع بالأندلس في القرن الرابع لا تُدفع
والله أعلم
نفع الله بكم وزادكم من واسع فضله
لا يبدو لي اختلاف بين كلام أبي عمر وكلام أبي محمد
فالذي يظهر أنَّ أبا عمر يتكلم عن المصنفات، وأما أبو محمد فثناؤه على المصنفين
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:25]ـ
أثابكم الله وبارك فيكم
أصبتم فيما ذكرتم
لكن ألا يظهر لكم ما في سرد أسماء الأئمة من التوافق في الجملة
ولو صح أن أبا محمد نص على ذكر الترمذي لكان ذلك برهانا واضحا على معرفته به وبجامعه
خلافا لما اشتهر من عدم معرفته به وحكمه بجهالته!
لكن لا يعرف لأبي محمد رواية من طريق أبي عيسى إلا حديث واحد في المحلى 9/ 295 - 296
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:33]ـ
وقد روى ابن خير جامع أبي عيسى من طريق أبي عمر بن عبد البر إجازة عن يحيى بن محمد الجياني عن يوسف بن محمد الصيدلاني عن أبي ذر الترمذي عن أبي عيسى
رواه ابن خير ص121 عن أبي محمد بن عتاب عن أبي عمر بن عبد البر
ورواه ابن عطية في فهرسه ص70 من طريق الحافظ أبي علي الغساني عن أبي عمر
فهذا رجلان من أشهر تلاميذ أبي عمر رويا الجامع عنه
فهل وقفتم على غيرهما روى الجامع عن أبي عمر
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 03:43]ـ
وفقكم الله وسددكم
لاشك في وضوح هذا النص وإفادته اطلاع أبي محمد على جامع الترمذي
وأما دعوى الإقحام لمجرد نفي الحافظ الذهبي فغير كافية في نظري
وأشكركم على الإفادة بذكر ما رواه ابن حزم في المحلى من طريق الترمذي
وكذا إفادتكم بذكر تلميذي أبي عمر اللذين رويا عنه الجامع
وهذه الأخيرة لم أبحثها، ولم أقف على ما يفيد فيها ولو عَرَضاً
-قلتم بارك الله فيكم: (قال أبو محمد اليزيدي) اليزيدي نسبةٌ إلى من؟
-لا زلت راغباً الاطلاع على رأيكم في نسبة السؤلات للمهلب
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 04:25]ـ
-قلتم بارك الله فيكم: (قال أبو محمد اليزيدي) اليزيدي نسبةٌ إلى من؟
يبدو أنها نسبة لأحد أجداده -أول من أسلم منهم- واسمه (يزيد) وهو مولى ليزيد بن أبي سفيان
أو نسبة للثاني
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 04:28]ـ
أحسن الله إليكم.
وقد روى ابن خير جامع أبي عيسى من طريق أبي عمر بن عبد البر إجازة عن يحيى بن محمد الجياني عن يوسف بن محمد الصيدلاني عن أبي ذر الترمذي عن أبي عيسى
لعله: يوسف بن أحمد، فليُنظر.
ومن مواضع رواية ابن عبد البر من طريق جامع الترمذي في التمهيد: 6/ 58، 16/ 156، 21/ 121، 22/ 325.
وله في الاستذكار غير رواية من طريقه.
وانظر: تاريخ الإسلام، وفيات 381 - 400، ص209.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 04:42]ـ
-قلتم بارك الله فيكم: (قال أبو محمد اليزيدي) اليزيدي نسبةٌ إلى من؟
-لا زلت راغباً الاطلاع على رأيكم في نسبة السؤلات للمهلب
أثابكم الله ونفع بفوائدكم
أما اليزيدي فهو منسوب إلى جده الأكبر يزيد جدّ معدان بن سفيان
ومن الاتفاقات اللطيفة أن جدّه يزيدًا مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نائب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ويُعرف بـ (يزيد الخير)
فهو يزيدي نسبًا وولاءً
وأول أجداد أبي محمد دخولا إلى الأندلس خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد في صحبة ملك الأندلس ومجدّد الدولة الأموية بها عبد الرحمان بن معاوية المعروف بـ (الداخل)
ولا ريب أنْ لا صلة لأبي محمد بـ (النحلة اليزيدية) الكافرة من عَبَدة الشيطان
على أنهم لم يصلوا إلى عبادة الشيطان في عصر أبي محمد:)
أما نسبة السؤالات إلى المهلب فأنا في ريب كبير من ذلك
إذ يظهر من بعض المواضع من أجوبة أبي عمر أن السائل من الشُّداة المبتدئين غير الراسخين في العلم
أما المهلب فقد كان أرفع من ذلك وأكبر
قال أبو عمر ابن الحذاء: كان أَذْهَنَ من لقيتُه وأفصحهم وأفهمهم
وقال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم من أهل التفنن في العلوم والعناية الكاملة بها وله كتاب في شرح البخاري أخذه الناس عنه واستُقضي بالمرية اهـ
وممن نقل عن المهلب: ابن بطال في شرح الصحيح
توفي المهلب قديما سنة 436 وقيل: سنة 435
قبل وفاة أبي عمر بنحو 27 سنة
ومن يدري: لعل أبا عمر كتب الأجوبة بعد وفاة المهلب:)
ولعل المهلب لم يمرّ بسمعه ذكر لا لتلك السؤالات ولا لهاتيك الأجوبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 04:48]ـ
يبدو أنها نسبة لأحد أجداده -أول من أسلم منهم- واسمه (يزيد) وهو مولى ليزيد بن أبي سفيان
أو نسبة للثاني
أصبتم بارك الله فيكم
ولم أطلع على مشاركتكم إلا الآن وإلا لما تجشّمت التقدم بين أيديكم أكرمكم الله ورفع قدركم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 04:55]ـ
أحسن الله إليكم.
لعله: يوسف بن أحمد، فليُنظر.
ومن مواضع رواية ابن عبد البر من طريق جامع الترمذي في التمهيد: 6/ 58، 16/ 156، 21/ 121، 22/ 325.
وله في الاستذكار غير رواية من طريقه.
وانظر: تاريخ الإسلام، وفيات 381 - 400، ص209.
جزاكم الله خيرا
نعم هو ابن أحمد
وهو أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل المكي الصيدلاني
راوية كتاب الضعفاء لشيخه أبي جعفر العقيلي
ولابن الدخيل هذا كتاب في مناقب بعض شيوخ أهل الرأي
نقل عنه أبو عمر نصوصا نفيسة عزيزة في كتابه الانتقاء
ــــــــ
قد طرأ ما يشغلني
فلعلي أعود إليكم بعد العشاء الآخرة إن يسّر الله وأعان ووفّق
دمتم في حفظ الله ورعايته
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 05:43]ـ
توفي المهلب قديما سنة 436 وقيل: سنة 435
قبل وفاة أبي عمر بنحو 27 سنة
ومن يدري: لعل أبا عمر كتب الأجوبة بعد وفاة المهلب:)
ولعل المهلب لم يمرّ بسمعه ذكر لا لتلك السؤالات ولا لهاتيك الأجوبة
وفقكم الله وأصاب بكم الحق
لكن لا يخفى عليكم أنَّ أبا عمر عاش نحواً من خمسة وتسعين عاماً، وكان عمره حين وفاة المهلَّب
يزيد على الستين بسنوات
ويبقى النظر في الأسئلة، وإمكان صدورها عن مثل المهلَّب
-هل اطلعتم على طبعة عمرو عبدالمنعم؟ وهل هي أفضل أم طبعة عبدالخالق ماضي؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 06:22]ـ
لم أطلع على الأجوبة - للأسف -؛ لذا أسأل:
هل تمت المقارنة بين الأجوبة، وبين نصوص المهلب المتوفرة، وهي كثيرة في شرح ابن بطال؟
وما مستند القسطلاني في إثبات النسبة؟
وما مستند النافي غير أن السائل من طلبة العلم الشداة! ?
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 10:58]ـ
وفقكم الله وأصاب بكم الحق
لكن لا يخفى عليكم أنَّ أبا عمر عاش نحواً من خمسة وتسعين عاماً، وكان عمره حين وفاة المهلَّب
يزيد على الستين بسنوات
ويبقى النظر في الأسئلة، وإمكان صدورها عن مثل المهلَّب
-هل اطلعتم على طبعة عمرو عبدالمنعم؟ وهل هي أفضل أم طبعة عبدالخالق ماضي؟
بارك الله فيكم وأعانكم على تجلية الصواب
لم ينصبّ كلامي على سِنّ المهلب وتقدُّم وفاته
ويعلم الله أن ذلك لم يكن في بالي قبل كتابة تلك المشاركة
لكن لما رجعت إلى ترجمة المهلب وقع في خلدي ذاك الاحتمال فأبديته إطرافا وإحماضا
ولم يكن أساس الارتكاز
ولعلكم تنعمون النظر أكثر في أجوبة أبي عمر
فأكبر ظني أنكم تخلصون إلى لباب الصواب
وقد اطلعت على النشرتين كلتيهما حين تداولهما
وعليهما ملحوظات كثيرة
والذي أذكره الآن والعهد بعيد أن نشرة عمرو أكثر أغلاطا وأظهر في إحالة كثير من نصوص الأجوبة عن وجهها
لكن لُطْفًا: لا تطالبني ببيان هاتيك الأغلاط:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Apr-2007, صباحاً 05:40]ـ
شكر الله لكم هذه المحاورة المباركة
فمحاورة أمثالكم تزيد في العقل والمروءة
لعلي أعيد النظر في الأجوبة محاولاً الخروج بما يفيد في هذا
وإن كنت أتمنى أن تشيروا إلى تلك القرائن ليحصل التباحث حولها
كما أود ألا تحرموا أحبابكم ما وقفتم عليه من استدراكات على الطبعتين
ـ[ابن السائح]ــــــــ[21 - Apr-2007, صباحاً 08:25]ـ
أكرمكم الله وأعلى قدركم
بل أنا أتشرّف بمذاكرة أمثالكم
وأسأل الله أن يبارك في الأوقات
فلعلي أذكر بعض ما يفتح الله به
وفق الله الجميع وأبقاكم نفّاعين لإخوانكم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 07:26]ـ
قد تعرض فضلاء لبحث منزلة إجماعات ابن عبد البر وأول من علمته نقب النقب وغمز من قناتها المقري في قواعده
ثم تبعه فاضل فقال: وحذّر الشيوخ من إجماعِ ... عن ابن عبد البر ذي السماعِ
لكن المحققين لم يرتضوا هذا الإطلاق منهم الونشريسي صاحب المعيار والمكي بن عزوز وابن أبي مدين
وللباحث الفاضل عبد الله بن المبارك البوصي كتاب مفيد سماه إجماعات ابن عبد البر في العبادات
وتعرض لهذه المسألة صاحب كتاب أصول فقه ابن عبد البر
وأود أن أقف على بحوث أخرى تناولت هذه المسألة
والمرجو من الشيخ الفاضل الحمادي وغيره من إخواننا الباحثين أن يتفضلوا بالإفادة
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 01:19]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ ابن السائح
هذه مسألةٌ مهمة، وتحتاج إلى تحرير
وأعتقد أنَّ إطلاقَ القول بتساهل الإمام ابن عبدالبر في حكاية الإجماع قولٌ غير منصف
فالإجماعات عنده ليست على مرتبة واحدة
ولعلي أعود للبحث في هذه المسألة لاحقاً
ـ[ابن السائح]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 10:44]ـ
وفيكم بارك الله أخانا الشيخ الكريم أبا محمد
وفقكم الله وبارك في جهودكم
وإلى أن تتحفونا بفوائدكم
أسوق بين يدي ذلك قول الشيخ المكي بن عزوز رحمه الله في هيأة الناسك ص56:
لأن إجماع أهل المدينة على سنة القبض في الصلاة صحابةٍ وتابعين وتابعي التابعين إلا ابن المسيب كما مر فهو إجماع على قول أبي محمد الجويني والغزالي وابن جرير وأبي بكر الرازي: إن شذوذ الواحد والاثنين لا يُخلّ بالإجماع
واستظهر ابن الحاجب حجّيّته
وعلى ذلك ابن عبد البر في حكايته الإجماعات
ومن لا خبر عنده بهذا الوجه من المتأخرين قال: لا يعتبر إجماعات ابن عبد البر
وقد ردّ هذه المقالة الباردة صاحب المعيار وأبطلها لأن ابن عبد البر لا يعتبر مخالفة الشاذ
وهو من أطواد الأصول والفروع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 01:03]ـ
نفع الله بالشيخين الحمادي وابن السائح، فيعلم الله أنني قد انتفعتُ من هذه الجواهر المنثورة، جعلها الله في ميزان حسناتكم
مشايخنا الكرام، سائل متطفل على موائدكم. طبعة التمهيد للشيخ المغرواي، هل الشيخ لم يحذف شيئا من كلام ابن عبدالبر، لأن بعض إخواننا قال أنه لم يجد كلام ابن عبدالبر في ارجاء أبي حنيفة، وقد جمعني مجلساً بالشيخ المغرواي فنفى الشيخ ذلك وأنه لم يحذف شئيا، وقد بلغني أن هناك من طلاب الشيخ من ساعده في هذا الترتيب، فهل هناك شي محذوف فعلاً؟
وسؤال الثاني - إذا هبت رياحك فاغتنمها - ذكر محقق التمهيد لطبعة الفاروق أن طبعة الشيخ المغرواي فيها تحريفات وتصحفيات ولم يذكر أمثلة، وعرضتُ هذا القول على الشيخ المغرواي قدم فنفاه أيضا، كم أن هناك طبعة للإستذكار بتحقيق حسان عبدالمنان، ذكر أمثلة كثيرة على تحريفات (قلعجي) لكن ما هو القول في طعبة (حسان عبدالمنان)
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 04:46]ـ
وفيك بارك الله أخي أبا عبدالرحمن
تمنيت أن يجيب الشيخ ابن السائح فهو أبصر بهذا وغيره
أما طبعة الدكتور المغراوي فالذي أعلمه أنه لم يتصرف فيها إلا بالترتيب، ولكن المشكل أنَّ الباحثَ فيها
قد لايجد بغيته بسهولة، بل قد لا يجد بغيته إلا إذا أضاع وقتاً طويلاً
وقد تعاملت معها سنوات، وأذكر أنَّ بعض المسائل بحثت عنها بالساعات فلم أجدها في مظانها، ولم يكن عندي حينها
سوى نسخة الشيخ المغراوي
فهي في نظري نسخة غير جيدة من ناحيتين:
الأولى: أنه رتب الكتاب ترتيباً جديداً، ولم يلتزم ترتيب الموطأ، ولم يضع فهارس دقيقة تعين على الوصول للفائدة
خاصة تلك الفوائد التي يتنازعها أكثر من موضع
الثانية: أنَّ هذه الطبعة فيها أخطاء طباعية كثيرة، وهذا شيء لم تتفرد به هذه الطبعة، بل شاركها غيرها؛ خلا طبعة دار هجر
فهي أميز الطبعات، وهناك طبعة لا أحكم عليها لعدم تعاملي معها، وهي طبعة الشيخ عطية سالم رحمه الله
وأما طبعة الفاروق فهي أفضل من طبعة الشيخ المغراوي من حيث الترتيب، حيث التزموا ترتيبَ الموطأ
وأما الأخطاء الطباعية فهما متقاربتان
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 04:47]ـ
بقي الكلام على الاستذكار
وقد وقفت على طبعة قلعجي، وقرأت أكثرها، وفيها أخطاء طباعية كثيرة، وبعضها مخلٌ بالمعنى
كما أنَّ في هوامشها حشواً كثيراً وثقيلاً
وأما طبعة حسان عبدالمنان فسمعت عنها، ولم أرها
ـ[ملتقى أهل الأثر]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 04:34]ـ
حقيقة هذا الذي كان مستقراً عندي
على أني لم أجد دليلاً صريحاً سوى ما كُتِبَ على المخطوط + ما ذكره القسطلاني
وبحثت حين كنت متوجهاً لتحقيق الكتاب عمن صرَّح بنسبة تلك الأسئلة إلى المهلب فلم أجد
سوى القسطلاني
مع أنَّ هذه الأجوبة ذكرها جمعٌ ممن ترجم لأبي عمر، ولم يشيروا إلى علاقة المهلب بها
فلعلكم تتفضلون بالإفادة بما في جعبتكم
بارك الله في الأخ الفاضل الحمادي وجزاه خير الجزاء.
وجدتُ ما يؤيد أن هذا الكتاب كان ردًّا على أسئلة المهلب بن أبي صُفرة.
قال السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " (2/ 711 - ط. دار ابن حزم، بتحقيق / إبراهيم باجس عبد المجيد):
" ولابن عبد البر كتابٌ سمّاه: الأجوبة الموعبة على المسائل المستغربة من البخاري، سأله عنها: المهلب ين أبي صُفرة ".
والله الموفق.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 04:47]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل الحمادي وجزاه خير الجزاء.
وجدتُ ما يؤيد أن هذا الكتاب كان ردًّا على أسئلة المهلب بن أبي صُفرة.
قال السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " (2/ 711 - ط. دار ابن حزم، بتحقيق / إبراهيم باجس عبد المجيد):
" ولابن عبد البر كتابٌ سمّاه: الأجوبة الموعبة على المسائل المستغربة من البخاري، سأله عنها: المهلب ين أبي صُفرة ".والله الموفق.
بارك الله فيك أخي الحبيب وشكر لك هذه الفائدة النفيسة
ليس الجواهر عندي، وسأقتنيه بمشيئة الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 09:43]ـ
إذا مستند القسطلاني = السخاوي
ولا يبعد أن يكون مصدر السخاوي = ابن حجر
فنرقى درجة:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 12:31]ـ
بارك الله فيكم أخي أشرف
علوُّ الإسناد مطلب (ابتسامة)
ذِكرُ السخاوي لهذا الكتاب وتصريحه بالسائل له مكانةٌ في قلبي
فجزى الله خيراً أخانا ملتقى أهل الأثر
لكن لا نزال بحاجة إلى التفتيش عن مصادر أعلى تعيِّن صاحب تلك الأسئلة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 11:30]ـ
من فتاوى الشيخ مشهور حسن سلمان:
السؤال 417: ما الفرق بين كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" لابن عبد البر؟ وهل كتاب ابن رشد "بداية المجتهد" تلخيص للاستذكار؟
الجواب: ليس كتاب "بدايةالمجتهد" فيه ميزة لاتوجد في كتاب، وهي سبب اختلاف الفقهاء فيذكر فيه سبب ومنشأ الخلاف بين الفقهاء.
وأما كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" فكلاهما شرح لـ "موطأ" مالك. وهما كتابان مستقلان ليس بينهما صلة. والصنعة الحديثية في "التمهيد" غالبة. والصنعة الفقهية في "الاستذكار"غالبة ويوجد في "التمهيد" فقه، ويوجد في "الاستذكار" حديث وإسناد و"التمهيد" رتبه على شيوخ مالك, ورتب الشيوخ على الحروف رواية يحيى الليثي. وأما "الاستذكار" فشرحه على ترتيب "الموطأ" المطبوع برواية يحيى الليثي. فالتمهيد عسر فحتى تستخرج الحديث منه فلا بد أن تعرف اسم شيخ الامام مالك فيه , ثم ترجع إليه في الحروف على التمهيد أما الاستذكار فقد شرحه على الترتيب المطبوع من رواية يحيى بن يحيى الليثي. وكلاهما كتاب مستقل. وكتاب "التمهيد" أجل
وذكر الذهبي في ترجمة ابن عبد البر في "السير" لما ذكر "الموطأ" قال: له هيبة. وقال: من أجل شروحه "التمهيد"، وأورد مقولة العز بن عبد السلام: ما طابت نفسي بالفتوى حتى اقتنيت المغني والمحلى. فقال الذهبي على إثرهذه المقولة: قلت: من نظر في هذين الكتابين، "التمهيد" لابن عبد البر و"السنن الكبير" للبيهقي وأدمن النظر في هذه الكتب حتى يستحضر ما فيها فهو العالم حقاً. فهذه كتب مهمة. وعندي لولا ابن عبد البر لما ذهب ابن حزم وما جاء في إسناد مذاهب التابعين ومن بعدهم. فابن عبد البر هو صاحب الفضل وهو صاحب الإسناد , لأن عمر ابن حزم في العلم قصير، فوقعت له مصنفات بالإجازة لانه أمير. والذي تعب واجتهد ابن عبد البر. وكان في المضايق يقول ابن حزم: كتب الى ابن عبد البر , فيأتي بالأسانيد. فابن عبد البر اعتنى عناية رائعة بمذاهب الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأسند وتكلم على الرواة وتكلم على الأحاديث وفقهها.
وبطبع "التمهيد" فرح طلاب العلم ومحبي الكتب و"التمهيد" النقل منه أشهر عند العلماء المتأخرين. وإن كنت وجدت ابن القيم في "إعلام الموقعين" لما يقول: قال ابن عبد البر , فغالباً ينقل من "الاستذكار" لأنه أسهل والله أعلم.
==================
موقع "المنهاج": http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=%20275
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 10:39]ـ
قد تعرض فضلاء لبحث منزلة إجماعات ابن عبد البر وأول من علمته نقب النقب وغمز من قناتها المقري في قواعده
ثم تبعه فاضل فقال: وحذّر الشيوخ من إجماعِ ... عن ابن عبد البر ذي السماعِ
لكن المحققين لم يرتضوا هذا الإطلاق منهم الونشريسي صاحب المعيار والمكي بن عزوز وابن أبي مدين
وللباحث الفاضل عبد الله بن المبارك البوصي كتاب مفيد سماه إجماعات ابن عبد البر في العبادات
وتعرض لهذه المسألة صاحب كتاب أصول فقه ابن عبد البر
وأود أن أقف على بحوث أخرى تناولت هذه المسألة
والمرجو من الشيخ الفاضل الحمادي وغيره من إخواننا الباحثين أن يتفضلوا بالإفادة
انظر أخي العزيز ابن السائح:
"إجماعات ابن عبدالبر" للباحث سيد عثمان، ص465 - 468، وذُكر فيه:
أنَّ أول مَن وجَّه الطعن إلى إجماعات ابن عبدالبر، المقري (ت 758 هـ) في "القواعد".اهـ
إلا أنني وقفت على أقدم من هذا
فقد وجَّه ابن القطان الفاسي (ت 628 هـ) نقدا صريحا لإجماعات ابن عبدالبر، فراجع مشكورا مأجورا "أحكام النظر"، ص69، صحابة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 04:27]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ أشرف
هل يمكنكم نقل كلام ابن القطان رحمه الله؟
فقد بحثت عن الكتاب في مكتبتي فلم أجده
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 04:47]ـ
حبا وكرامة
قال ابن القطان الفاسي رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ومعلوم أن أبا عمر بن عبدالبر إذا حَكَى الإجماع فمَا يحكيه بنقلٍ متصلٍ إلى المتعيّن به، وإنما هو بتصفّحه، والتصفّح أكثر ما يحصل منه في هذا الباب: عدم العلم بالخلاف، لا العلم بعدم الخلاف، وما لا يُعلَم فيه الخلاف لا يُعَدّ إجماعًا، إنما الإجماع ما يُعلَم أنه لا خلاف فيه).اهـ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 07:10]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا، وأخص الحمادي وابن السائح.
أفدتمونا أفادكم الله.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 09:47]ـ
جزى الله كاتب الموضوع خيرا، ولا أملك إلا أن أقول ما شاء الله تبارك الله، غبطة ولا حسدا، للأخوين ابن السائح والحمادي، وقد توقفت في البداية عند ذكرالأخ الحمادي لتاريخ وقوفه على الفائدة وهو عام 1416هـ، ولكنه ربط ذلك بشيئ يخصه ربما يجدد به ذكرى أرجو ألا تكون من الأشجان، فوالله لقد أتحفانا اتحفات رائعة أسأل الله أن يبارك لهما ويزيدهما من فضله، وبمناسبة ذكر 1416هـ، فأذكر أن أحد شيوخي من المالكية في بلادنا كان يحدثنا عن ابن عبد البر، ونحن يومذاك لا نفقه كثيرا مما يقول، غير أن بعض كلامه رسخ في ذهني، وظللت استغربه جدا، وزاد استغرابي كثيرا بعد اقتنائي لكتاب التمهيد في أوئل سني قدومي للملكة العربية السعودية، ووقوفي على الاستذكار، وحاولت أن أستوعب معنى كلام الشيخ والذي فيما أذكر كان باتهام أبي عمر بالنزوع نحو الظاهر، وإن لم أولي ذلك الكلام العناية التامة، لأنني وبفضل الله لا أجعل لشيخ من شيوخي علي سلطانا في قبول توجه معين، إلا ما يؤيده العلم، والبحث، وبوقوفي على هذه الإبانات الشافيات تأكد لي أن شيخي قد أرسل ذلك القول وتبنى وجهة نظر غير علمية، وربما كان مقلدا لرأي سمعه من آخرين، وربما قصد أن يحول بيننا وبين أبي عمر، ويجعل بيننا وبينه حاجزا، فإنه قال ذلك القول ولم يكن لديه لا التمهيد ولا الاستذكار، وهكذا يفعل بعض الشيوخ، فإنه يجتهد في فرض رأيه، أو رأيٍ حمله بالتقليد وحمل الناس عليه، إنها سطوة العلم، أو قل التعلم، رحم الله أبا عمر ورحم الله كل من ترحم عليه وعلى علمائنا الأفاضل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 11:31]ـ
ولصاحب الإحماض والإلغاز والملح – أعني ابن السائح – نهدي هذه الترجمة لعلامة الظاهرية، وليفرح الظاهريون – سددهم الله تعالى -:
[هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد، ويزيد هذا فارسي الأصل من موالي بني أمية، ويذهب جملة من كبار المؤرخين إلى أن جده يزيد فارسي أسلم، وهو من موالي الأمويين، قال ابن خلكان في " وفيات الأعيان ": (وجده يزيد أول من أسلم من أجداده، وأصله من فارس، وجده خلف أول من دخل الأندلس من أجداده).
وقال الإمام ابن كثير في " البداية والنهاية ": ( .... يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي، أصل جده – يعني ابن حزم – من فارس).
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان ": (علي بن أحمد بن سعيد بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي ... ).
ويقول الحميدي عن ابن حزم في " جذوة المقتبس ": (أصله من الفرس، وجده الأقصى في الإسلام اسمه يزيد مولى ليزيد بن أبي سفيان).
وعلى هذا أكثر من تكلم عنه: كياقوت الحموي في " معجم الأدباء "، واليافعي في " مرآة الجنان "، والمقري التلمساني في " نفح الطيب "، وابن العماد الحنبلي في " شذرات الذهب "، وكأن هذا هو المشهور والمقرب لهذا التوارد.
وخالف في هذا بعض المؤرخين، ولا سيما من المغاربة: كابن سعيد صاحب المغرب، فإنه قال في " المغرب في حلى العرب ": (وكان متشيعا في بني أمية، منحرفا عن سواهم من قريش، وادعى أنه من الفرس، وهو خامل الأبوة من عجم لبلة).
ومثل هذا النص واضح التحامل، والمتعقل يدري أنه لن يتكثر بنسب في فارس وصل إلى العرب بالولاء، ليرتفع به عن أصل في عجم الأندلس!!، وكثير من المستشرقين يميلون إلى أنه من أصل الأندلس، وهذا أيضا يوجبه عندهم النزعة العرقية ليضاف إليهم، فإن هذا يقويه الأوربيون، وخاصة المستشرقة الأسبان أمثال المؤرخ الأسباني سانتشث.
لعله يتبع ...
والحمد لله رب العالمين].
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Nov-2007, مساء 12:00]ـ
والشيء بالشيء يذكر
أود أن أفتح باب المذاكرة في الصلة بين أبي عمر النمري وابن أبي عمر الفارسي
فقد كانا متصاحبين متآلفين
وقد استفاد ابن أبي عمر من أبي عمر فوائد عظيمة
وقد نوّه به
وروى عنه في بعض تصانيفه كالإحكام
لكن هل طرأ على أُلفتهما ما كدّرها بعض الكدر؟
وهل غمز أحدهما صاحبه (وما بدٌّ من ذكر المصدر)
وأيهما ظهر وفاؤه لصاحبه وتنويهه بشأنه وشأوه
ولا يقولن قائل: لقد خرجت عن الموضوع
لأن لما ذكرته هنا بعض صلة بالعنوان لا تخفى على النابه اللبيب الأريب
لغز طريف:
تقدم أن مسلما قد روى عن ابن أبي عمر: (
فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟
ما توجيهكم شيخنا و بقية المشايخ الكرام لما وافق فيه الامام ابن حزم بعض أصول الجهمية ... فبعض العارفين بحال ابن حزم يرجع سبب ذلك الى عدم معرفته بأقوال السلف و مقاصدهم و لكن معرفته القوية بالامام ابن عبد البر و اطلاعه على مؤلفاته و استفادته الفوائد الجمة منه كما قلتم يأبى هذا التوجيه .. فهل يكون هذا دليلا على صحة ما ذهب اليه الامام ابن عبد الهادي و الامام الذهبي من أنه نتاج هوى خفي لابن حزم و عشقه لعلوم الأوائل و ليس نتاج جهل بأقوال السلف؟ أم أن لكم توجيها آخر للمسألة؟
و لاأنسى أن أشكركم مع بقية الاخوة على هذا النقاش العالي الذي افتقدناه .. و أرجو من الله أن يكثر فالمستفيد الأكبر منه هم نحن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:32]ـ
حبا وكرامة
قال ابن القطان الفاسي رحمه الله:
(ومعلوم أن أبا عمر بن عبدالبر إذا حَكَى الإجماع فمَا يحكيه بنقلٍ متصلٍ إلى المتعيّن به، وإنما هو بتصفّحه، والتصفّح أكثر ما يحصل منه في هذا الباب: عدم العلم بالخلاف، لا العلم بعدم الخلاف، وما لا يُعلَم فيه الخلاف لا يُعَدّ إجماعًا، إنما الإجماع ما يُعلَم أنه لا خلاف فيه).اهـ
كلام ابن القطان رحمه الله لا يعدو كونه مجرد دعوى دون إثباتها خرط القتاد - في رأيي القاصر -
فهو - أعني ابن القطان - قد حكم على منهج عام لحكاية الإجماع عند ابن عبدالبر
ألا وهو: أن ابن عبدالبر في حكايته للإجماع ليس له إسناد متصل، وأنه يحكي الإجماع نتيجة التصفّح فقط
والذي يظهر أنه مراده بـ "التصفُّح" هنا .. أن ابن عبدالبر يجرد الكتب، فلا يجد خلافا = فيذكر الإجماع
فإن صحَّ أن هذا مراد ابن القطان
فكلامه غير صحيح
لأن من مصادر ابن عبدالبر كتب أئمة النقل الذين لهم عناية فائقة بنقل مسائل الإجماع، أمثال: ابن المنذر، وأبي جعفر الطحاوي، وابن جرير، ومحمد بن نصر، وهلم سحبا
وفي الحقيقة كلام ابن القطان لا يخلو من قصور واضح لائح
حيث أنه تعرض لصورة واحدة من صور نقل الإجماع، وهي قول القائل: لا أعلم خلافا في كذا
وجعل هذه الصورة هي المنهج العام في حكاية الإجماع عند ابن عبدالبر
والله أعلم وأحكم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 02:29]ـ
السلام عليكم يا إخوانى من الذى زعم أن الإمام ابن حزم لم يكن له معرفة بأقوال السلف، كيف هذا وقدضمن فى كتابه الضخم المحلى بالآثار أقوال لا حصر لها عن أئمة السلف وكان واعيا لها، كما ضمن أكثر من ذلك فى كتابه الإيصال الذى يقع فى بضعة وعشرين جزءا وهو للأسف مفقود، إن العلامة ابن حزم الظاهرى بشهادة علماء الأندلس حصل ما لم يحصله أحد قبله بالأندلس من علوم الشرع، صحيح أنه أقبل على علوم الأوائل لكنه كان فطنا لبيبا لم تحرفه عن علوم الشرع ومن ثم قدم للشرع أكثر بكثير مما قدمه للفلسفة والمنطق، وكان معارضا لشيخه الجرجانى فيما ذهب إليه من أقوال فاسدة بخصوص علوم الأوائل
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 01:21]ـ
(كلمة حق): بين أبي عمر النمري وأبي محمد الفارسي: عموم وخصوص؟!!
فالأول: أعلم بالحديث وفنونه وبرجاله من الثاني!!
أما أبو محمد: فهو أفقه أهل الأرض في زمانه إلا ما شاء الله!! لا يلحقه في ذلك: ابنُ عبد البر ولا أهلُ الأندلس قاطبة!!
وهو إمام مجتهد في الفقه والاعتقاد جميعا، ولا يشنِّع عليه في بعض ما اجتهد به: إلا كل مجازف!! وسامح الله الجميع ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 02:02]ـ
ولا يشنِّع عليه في بعض ما اجتهد به: إلا كل مجازف!! وسامح الله الجميع ...
أجمع أهل العلم على التشنيع عليه في بعض ما اجتهد به وعدوه من شذوذاته فقولك هو المجازفة بعينها
لأنه رمي لأهل العلم بالمجازفة
ولا يحملنك حبك لأبي محمد أن تطعن في غيره وتدافع عن أخطائه سامحك الله(/)
[شَرْحُ نُونِية ابن القيّم] لسماحة الشيخ الإمام ابن باز
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:13]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
[شَرْحُ نُونِية ابن القيّم]
لسماحة الشيخ الإمام ابن باز - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِِهِ -
الشّريط الأوّل:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60817&scholar_id=16&series_id=3347
الشّريط الثّاني:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60818&scholar_id=16&series_id=3347
الشّريط الثّالث:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60819&scholar_id=16&series_id=3347
الشّريط الرّابع:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60820&scholar_id=16&series_id=3347
الشّريط الخَامس
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60821&scholar_id=16&series_id=3347
وفقني وإياكم والمسلمين إلى ما يُحبه ويرضاه، وجعلنا مباركين أينما كنا.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد(/)
أغرب شيء أجده عند ابن حزم (رحمه الله)
ـ[نور الفجر]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 02:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم الموافقة والإحتجاج به عند الأصوليين يكاد يكون إجماعاً من أنه حجة.
إلا عند ابن حزم فهو يرى عدم حجيته ,,
فقوله تعالى " ولا تقل لهما أف " يستدل الأصوليون حتى الحنفية بأن ضرب الوالدين محرّم لمفهوم الموافقة الأولى من كلمة (أف) فلولم ينزل الله سبحانه وتعالى غير هذه الآية لحرُم ضرب الوالدين بمفهوم الموافقة.
بينما الإمام ابن حزم يقول: لولم ينزل الله غير هذه الآية (فلا تقل لهما أف) لما حرُم ضرب الوالدين لأن مفهوم الموافقة غير حجة، وإنما حرُم ضرب الوالدين بأدلةٍ أخرى.
أليس هذا من أغرب ما عنده (رحمه الله)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 04:10]ـ
هذا من الإغراق في إنكار القياس؛ ليطرد الباب له على سنن واحد، رحمه الله!
وقد اتفق أهل العلم سلفا وخلفا على أن قياس الأولى (أو مفهوم الموافقة) حجة في الشريعة، بل حجة في العقيدة، كما قال تعالى: {أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون} {قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذن قسمة ضيزى}
ومن نصوص السنة (فالله أحق أن تخشى منه من الناس) (فدين الله أحق أن يقضى) (أيحرم الله عليكم الربا ثم يقبله منكم؟!)
والنصوص في ذلك لا تحصى ولا تعد، ولذلك اتفق السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم على الاحتجاج بهذا النوع، وعن داود الظاهري في الاحتجاج به روايتان.
ولا يُعرف عن أحد إنكار الاحتجاج بهذا النوع إلا عن ابن حزم رحمه الله
ولكن من ناحية الغرابة، فليس هذا أغرب ما عند ابن حزم!! بل عنده ما هو أشد غرابة!!
مثل كلامه في الممكنات، وأنه لا يمتنع في قدرة الله أن يأمرنا الله عز وجل بالتثليث والكفر!!
ولا يمتنع في قدرة الله أن يخلق إلها آخر!
ولا يمتنع في قدرة الله عز وجل أن يكذب علينا!
ومثل إنكاره حجية الاستقراء!
ومثل قوله بأن صفات الله عز وجل (رحيم) (حكيم) وغيرها أسماء أعلام لا تفيد الرحمة والحكمة!
ـ[نور الفجر]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:11]ـ
أبا مالك العوضي
أشكرك على مرورك ومشاركتك ,,
وأما قولك: " وقد اتفق أهل العلم سلفا وخلفا على أن قياس الأولى (أو مفهوم الموافقة) حجة في الشريعة "
فهذا ليس على إطلاقه، بل عند مَن يرى أن دلالة مفهوم الموافقة قياسية (وهو مذهب الإمام الشافعي).
فكأنك حينما قلتَ: قياس الأولى (أو مفهوم الموافقة) أن مفهوم الموافقة كذلك (أي قياس الأولى)، وعند الجمهور أن دلالة مفهوم الموافقة لفظية،،، وهذا له أثر في الأحكام الشرعية كما لايخفى عليك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:21]ـ
مفهوم الموافقة أعم من قياس الأولى، فكل قياس أولى يدخل في مفهوم الموافقة، وليس كل مفهوم موافقة يكون قياسا أولويا.
وأنا قصدتُ الاتفاق على الاحتجاج بقياس الأولى، وقد نقل الاتفاق على ذلك شيخ الإسلام في غير موضع
ـ[نور الفجر]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:48]ـ
مفهوم الموافقة أعم من قياس الأولى، فكل قياس أولى يدخل في مفهوم الموافقة، وليس كل مفهوم موافقة يكون قياسا أولويا.
وأنا قصدتُ الاتفاق على الاحتجاج بقياس الأولى، وقد نقل الاتفاق على ذلك شيخ الإسلام في غير موضع
بارك الله فيك أخي أبا مالك، ونفع بك.(/)
صوتيات نادرة للعلامة عبد الرحمن الدوسري
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 08:00]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
صوتيات للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله
الأسراء والمعراج
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/001.rm
الأيمان بالقضاء والقدر
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/002.rm
الدين والعلم
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/003.rm
الشباب والتيارات المعاصرة 2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/004.rm
االشباب والتيارات المعاصرة 1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/005.rm
الماسونية
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/006.rm
النهى عن المنكر وحكم الحج
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/007.rm
الهجرة والعقيدة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/008.rm
تصحيح الايمان
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/009.rm
حديث الهجرة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/010.rm
حقيقة المعاداة والموالاة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/011.rm
خطبة الجمعة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/012.rm
دروس في التفسير
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/013.rm
دعائم المجتمع المسلم-2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/014.rm
دعائم المجتمع المسلم -1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/015.rm
طريق السعادة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/016.rm
عناصر القوة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/017.rm
قوة العقيدة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/018.rm
لصوص القلوب
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/019.rm
سلسلة وقفات في سورة ق1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/020.rm
سلسلة وقفات في سورة ق2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/021.rm
سلسلة وقفات في سورة ق 3
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/022.rm
المنافقون-1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/024.rm
المنافقون-2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/025.rm
ـ[علي أكرم]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 01:02]ـ
للتذكير
ـ[قائد القوات الساخرة]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 01:02]ـ
شكرا لك أخي علي
هل هناك روابط اخرى؟
ـ[علي أكرم]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 05:14]ـ
لا يوجد روابط أخرى هذه تعمل
ـ[مسلم موحد]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:19]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على هذا الكنز العظيم، أخي الكريم هل لك أن تتحفنا مشكورا مباركا بتفسير الشيخ للقرآن
ـ[أم الهزبر]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 12:09]ـ
جزاك الله خيرا الروابط لاتعمل
من يتحفنا بروابط تعمل مشكورا؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 12:33]ـ
الروابط عندي لاتعمل(/)
سؤالان مهمان بشأن الإصابة بالعين ,,, والضرر بالنفس ,,, أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:38]ـ
السؤال الأول:
الإصابة بالعين مقرّرة في الشريعة الإسلامية , لكن لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا،،
هل العين تُصيب حتى المتحصّن بآية الكرسي والأذكار،، فهي تحتلف عن الإصابة بالسحر حيث مَن يتحصّن لايصيبه السحر - بإذن الله - فتكون آية الكرسي سبب.
بينما في العين لاتكون آية الكرسي سبباً، وإنما السبب دعاء الله أن يجنّبَه الإصابة بالعين، والإبتعاد عن الشخص المعروف بإصابة العين.
هل هذا الكلام صحيح؟ وإن كان لا فلماذا؟
السؤال الثاني:
إذا كان الإنسان يأكل ووجد آخر ينظر إليه وهذا الآخر لايأكل وهو يشتهي ما عند هذا الإنسان الذي يأكل، فإذا لم يعطه شيئاً من الأكل فهل يتضرر الآكِل لتعلق نفس الناظر في الأكل.
هل هناك نصوص شرعية فيما سبق ذكره؟(/)
كيف نثري ثقافة من نعول ((موضوع يهم كل أسرة))
ـ[طالبة علم]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كانت التربية الإسلامية الصحيحة هي منبع الرقي .. وأساس الحضارة ..
فأوجه خطابي لكل أم .. وأب. وكل مربي ومربية ..
.. معا لتثيف أبنائنا .. و لنرتقي بأجيالنا ..
نريد جيلا واعيا .. جيلا مثقفاً .. جيلاً معتزاً بذاته .. وبدينه ..
فحال شبابنا اليوم ينبئ عن واقع مرير .. تبعيّة في لبسه وكلامه وثقافته .. قد مُسِخ تماماً من كلِّ شيءٍ
فتياتنا يعصرن قلوبنا أسىً، فحالهنّ مريرةٌ .. وحيائهنّ ضاع .. والله المستعان ..
أبدأُ هذا الموضوع مستعينةً بالباري جلّت قدرتُه .. بمحاور عدةً
من هو الطفل؟
يقصد بالطفل الإنسان منذ ولادته وحتى بلوغه، قال تعالى: [وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا] فالطفل هو من لم تظهر عليه علامات البلوغ. و مرحلة الطفولة هي المرحلة التي تسبق مرحلة المراهقة ..
وفي تحديد الوقت بظهور إحدى علامات البلوغ المعروفة لفتة مهمة .. فالطفل عند بلوغه يترتب عليه واجبات وتكاليف يهمل الأهل أهميتها ..
فلا يجوز التهاون بالصلاة للبالغ .. ولا يجوز التهاون بغطاء البنت البالغة .. وغيرها من الأمور المختصة بالمكلفين ..
أهمية مرحلة الطفولة
لمرحلة الطفولة أهمية بالغة وتعد هذه المرحلة من أهم المراحل في بناء شخصية الفرد ..
فحيثما وضع البناء بعناية ودقة نشأ جيلا متزناً وواعياً؛ وثابتاً مهما عصفت بهِ رياح التغريب و الإفساد ..
وحيثما وضع البناء مغشوشاً أو بإهمال كان البناءُ مائلا .. أو مترديا .. وقد يصل لحد السقوط والإنجِراف ..
و الاهتمام بهذه المرحلة رعاية وتربية وتعليما أمرا بالغ الأهمية، وذلك لما تتميز به هذه المرحلة من طولها بحيث يستطيع المربي أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، ولأنها مرحلة بناء الذات وتكوين الشخصية، وما يكتسبه الطفل من اعتقادات وسلوكيات يظل تأثيرها ووقعها عليه حتى تخطيه لهذه المرحلة ويصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح - صالحها وفاسدها- مستقبلاً ..
فالسنوات الثلاث الأولى من حياةِ كلِّ إنسانٍ تُعتبرُ ميلاداً آخر ..
واتّفق كثير مّن العلماءِ على أنّ السنوات الأولى هي مرحلةُ الصياغةِ الأساسيّةِ التي تشكّل شخصيةَ الطفلِ.
وتكمُنْ أهميّةُ هذهِ المرحلةِ وخطورتِها لكونِها مرحلةٌ تكوينيةٌ فيها توضعُ أُسسُ شخصيّة الفردِ، وفيها تَكتَسِبْ عاداته التفاعليّةِ في بيئتهِ الاجتماعيّة والطبيعيّة، وهي العادات التي تتصف في الغالب بالثبات والرسوخ ..
فالطفل وليدُ بيئتِه وما يتعرض له خلال هذه الفترة من أساسيات تلازمه حتى بعد بلوغه سنّ الرشد فكلُّ موقفٍ يمرُّ به الطفل يكون لهُ تأثير واقعي ومستقبلي ...
فكثير من الشباب الذين يعانون من انعدام الثقةِ بأنفسهم .. قد تعرضوا لمواقف محطِّمةٍ وهم صغار .. مما كان له أثر كبير في نموهم ..
وأدّى إعجاب شبابنا بالغرب _ للأسف بل حتى الكبار! _ هو اهتزاز الثقة بالنفس .. وعدم الاعتزاز بالذات .. وعدم الاعتزاز بالدين ..
حتى أصبحت العربية عاراً .. وأصبح التحدث بالأجنبية هو الفخر و التقدّم والتطّورُ و الرقيّ .. وياللأسف!
فحياة الإنسان سلسلة متصلة الحلقات يؤثر ماضيها بحاضرها، وحاضرها بمستقبلها. فالطفولة أرض خصبة للبناء و النماء، وتشكل بعض معالم شخصية الفرد المستقبلية،
رقي الأمم وتحضرها وتقدمها مرتبط بمدى اهتمامها وعنايتها بأطفالها، فكلما تقدم المجتمع في مضمار الحضارة زاد اهتمامه بأطفاله وزادت أوجه الرعاية التي يقدمها لأطفاله.
فكيف ننمي ثقافة أطفالنا .. وكيف ننشيء جيلاً فخوراً بدينه .. معتزّاً بذاته .. بارّاً بأهله ... مستشعراً لمسؤليته ..
يتبع
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 12:04]ـ
شكر الله لك
في انتظار استكمال الموضوع
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 03:07]ـ
واصلي بارك الله فيك
ـ[طالبة علم]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 12:27]ـ
وسائل ثقافة الطفل ..
الأسرة
فهي الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الإنسان بالرعاية والعناية منذ سنوات عمره الأولى. وقد حث الإسلام على تكوينها والاهتمام بها لأثرها البارز في بناء شخصية الإنسان وتحديد معالمها منذ الصغر،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأسرة إذا أنشأت الأجيال نشأة طيبة وربتهم على التربية الإسلامية الصحيحة انعكس ذلك عليهم، فينشأ جيل ينفع مجتمعه، وينفع الأمة بأسرها ..
فالتربية السليمة تساهم في بناء جيل مؤمن ومنضبط. فالأسرة صورة مصغرة للمجتمع، وهي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، فهي البيئة الأولى التي تحتضن الطفل وتقوم على رعايته،
وللأسرة دور كبير في التربية و التنشئة، كما أنها تقوم بدور فعال في بناء الاتجاهات و المشاعر لدى الأبناء، ودورها كبير في غرس القيم و المبادئ، وفي تعليم الأبناء أنماط السلوك ...
فكيف تودّ أن يكون أطفالك .. اغرس وستحصد ما غرست ..
وينعكس أثر مستوى الأسرة الديني و الأخلاقي و النفسي و العلمي في نفوس أطفالها، فالأطفال يتأثرون بثقافة الأسرة ومستواها ...
فنادرا ما يشذّ أحد الأبناءِ عن طريقة والديه .. فالبيت الصالح المتدين .. غالب أبناؤه متدينين .. وقد يكون انحراف في مرحلة من مراحل العمر ولكن سرعان مايرجع لفطرته النقيّة .. كما قال المثل .. عروق الطيب تطيب ..
والبيت الفاسد .. لا يخرج (غالباً) إلا جيلاً منحرفاً مهزوزاً .. لادين يعتز به .. ولا عربيّة ينتمي إِليها .. وقد يشذّ أحد الأفراد ويكون سوياً .. وهو أمر لا دخل لتربية فيه .. لأنه رباني .. فطري .. فالله بيده الهداية ..
دور الوالدين
التربية أمر هام .. وضرورة ملحّة .. ولكنها ليست بالسهولة ..
فهي تعتمدُ بالدرجة الأولى على مدى قناعة المربي داخل الأسرة من الآباء والأمهات بل حتى بعض الإخوة والأخوات
ثم يبدأ التخطيط لبلوغ هذا الهدف النبيل ..
على المربي إصلاح ذاته .. وإصلاح مابينه وبين الله تعالى
و يجب على الوالدين أمر الأبناء باعتناق العقيدة الصحيحة و تعريفهم بأهمية التوحيد، وعرضه عليهم بأسلوب مبسط يناسب عقولهم .. كأن يشيرُ الوالدين لآيات الله –كالشمس و القمر والمطر والشجر و الدواب – ويربطون الطفل من صغره بخالقه ..
إذا مرض طفلك .. لا تجعل الدواء هو السبب .. بل أقنعه بأنّ الله هو الشافي المعافي ..
وقد تكرم علينا بأن رزقنا هذا الدواء والذي هو سبب من أسباب الشفاء ..
وابدأ بعلاجه بالرقى .. و الطب النبوي
اجعلهم دائموا الشكر لنعم الله .. علمهم إحترام القران .. والصمت عند الآذان والترديد مع المؤذن ..
اجعلهم يصلوا جماعة .. و البنات يصلين مع أمّهنّ في البيت ..
طهر بيتك من آلات اللهو والغناء .. والصور المعلقة ..
ويتوجب على الوالدين أيضاً بعث روح المراقبة لله والخوف منه وذلك ببيان توحيد الأسماء والصفات. وتبيين آثار أسماء الله الحسنى على سلوكهم ..
بين له أنّ الله يراه .. وأنّه تعالى لا تخفى عليه خافيةً .. وأنّه يعلم السر والجهر ..
وأنّه تعالى قوي .. عظيم .. جبار .. قادر .. رحيم بالمؤمنين .. رحمن بالعالم أجمعْ ..
وأنّه غفور يفغر الذنب .. وأنّه يحبُّ التوابين ويحب المتطهرين ..
ويجب على الوالدين التحلي بمكارم الأخلاق والآداب العامة. ويظهر للوالِدَيْنِ في إطارِ الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ ..
عندّ التنزّهِ مثلاً .. ينبغي الحرص على نظافة المكان .. وليكن شعاركم (فلنجعل المكان أفضل ممّا كان) وهناك طرق عمليّة في ذلك .. فعند الخروج للنزهه لابد من جلب كيس نفايات .. ثمّ اجعلهم يقوموا بجمع نفاياتهم بالكيس .. ووضعها في أقربِ حاوية ..
انتبه من السماح لأبنائك من رمي علب العصير والحلوى والماء وغيرها من النفايات في الشارع .. وهذا كثيرا ما نلاحِظهُ عند الإشارات .. حيث يقوم الطفل بفتح نافِذة السيارة .. وإلقاء القمامة بصورة همجيّة ..
إذا رأيت شخبطات على جدار .. وهذه للأسف ظاهرة منتشرة جدا .. قم بالتحدث معهم ومحاورتهم بهذا الخطأ الشنيع .. وكيف ان من قام بهذا الفعل قد اعتدى على ممتلكات الآخرين وأنّ الله سيقتص من المفسِد في يوم القيامة ..
*************
إذاً توصلنا إلى أنّ انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ.وأنّ على الأسرة منح أطفالها الحنان و الحب و الرعاية ..
فمتى ما استطاعت تقوية علاقتها بأفرادها واحتوائهم، ومنحهم الاهتمام، فإنه ينعكس جلياً في تنشئتهم ثقافياً وسياسياً كما تخطط له وترنوا إليه، ويميل الأبناء إلى الإقتداء بآبائهم، ما لم يمروا بمؤثرات خارجية تؤثر في هذه العلاقات.
للحديث بقيّة
ـ[قارئ]ــــــــ[21 - Apr-2007, صباحاً 11:42]ـ
ما شاء الله
بانتظار بقية الحلقات(/)
التعامُلُ مع المبتدِعِ (تصحيحٌ لمُمَارساتِنا بالاحتكام إلى الكتاب والسنة وفهم السلف
ـ[عبدالله]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 09:14]ـ
التعامُلُ مع المبتدِعِ
بين رَدِّ بدعته ومُرَاعاةِ حُقوقِ إسلامِه
(تصحيحٌ لمُمَارساتِنا بالاحتكام إلى الكتاب والسنة وفهم السلف)
د. الشريف حاتم العوني 20/ 3/1428
08/ 04/2007
الحمد لله ذي الجلال، والصلاة والسلام على الرسول وأزواجه والآل.
أما بعد:
فأهل البدع وأصحاب الفسق طائفتان مخالفتان لأهل الحق.
وسوف أخص مقالي بإحدى الطائفتين, وهم المبتدعة, لغموض شأنها, ولقلّة التأصيل فيها.
ولا شك أن لأهل البدع تقسيماتٍ عديدة، تختلف باختلاف مناط التقسيم. لكنَّ أهمَّ تقسيماتهم: ما يتعلق بالحُكم عليهم إسلامًا وكفرًا، وإيمانًا وفسقًا؛ لأن هذا التقسيم هو الذي ستُبنَى عليه أحكامٌ كثيرةٌ فيما يتعلّق بحكم المبتدع في الدنيا، وحكمه في الآخرة أيضًا.
والحكم على المبتدع بالإسلام أو الكفر, وبالإيمان أو الفسق, مرجعه إلى أمرين: إلى النظرِ في البدعة نفسها، والنظرِ في حال المبتدع نفسه.
وبيان ذلك: أن البدعةَ إما أن تكون بدعةً كُفْريةً، أو غيرَ كُفريةٍ. والبدعة الكُفرية: إما أن تكون مناقضةً لصريح دلالة الشهادتين (1) , فهذه يُكَفَّرُ أصحابها على التعيين، ولا نعذرهم في أحكامنا عليهم بجهلٍ أو تأوّلٍ أو شُبْهةٍ. أو أن تكون البدعةُ الكُفريةُ غيرَ مناقضةٍ لصريح دلالة الشهادتين, لكنها تُعارِضُ أمرًا مقطوعًا به في الدين, وهذه يُمكنُ الإعذارُ فيها بالأعذار التي مرجعها إلى الجهل أوالخطأ، لكن إن أُقيمت الحجة على أصحابها (إقامةً صحيحة) فحينئذٍ يُمكن لأهل العلم تكفيرُهم (2).وإما أن تكون بدعتُهم بدعةً غيرَ كفريةٍ أصلاً, وهي التي لا تعارض أمرًا مقطوعًا به في الدين، فهذه لا يُكفَّرُ بها أحدٌ .. لا المتأوِّل ولا المعاند، لكنه قد يُفَسَّقُ إذا أُقيمت الحجة عليه، فتبيَّن إصراره وعنادُه.
فهذه ثلاثة أقسام للبدعة، مع بيان أحوال أصحابها إيمانًا وفسقًا وكفرًا.
وسأخصُّ هذا المقال بالمبتدع المسلم، وهو من كانت بدعته غيرَ كُفرية أصلاً، أو من كانت بدعتُه كفريةً، لكنها لا تناقِضُ دلالةَ الشهادتين، ولذلك يُعذر فيها بالجهل والخطأ، قبل إقامة الحجة الصحيحة عليه (3).
فهؤلاء: تستحق بِدَعُهم التشديدَ في ردّها، والحرصَ على استيفاءِ بيانِ بطلانها، بكل ما من شأنه أن يحقق مصلحة قَمْعِ هذا الرأي الذي يُحرّف حقائقَ الدين؛ إذْ في كُلِّ بدعةٍ تحريفٌ لحقائق الدين، بحسب غلظها أو خفّتها (4).فيجب أن تُرَدَّ تلك البدع، بكل قوّة ووضوح، دون مداراة أو مجاملة (ما أمكن ذلك)، وبالوسائل الشرعية الممكنة جميعها.
لكن هذا التشديدَ والغِلَظَ يخصّ البدعةَ نفسَها والرأي المبتدعَ عينَه، دون قائله وصاحبه، والذي هو غالبًا من المتأوّلين، الذين الأصل فيهم الإعذارُ بالجهل والشُّبَهِ الصارفةِ عن الحق. وتأوّلُ المبتدع (الذي يُعذَرُ معه عندنا في الظاهر) يستوجب أن يكون الأصلُ عدمَ التشديدِ عليه، بل ينبغي أن يكون إعذارُهُ واضحًا في تعاملنا معه، من جهة الرفق به وعدم تنفيره بالغلظة عن الحق وأهل الحق. ولا يصحُّ أن نُقَرِّرَ إعذارَه، ثمّ نُغْفِلُ تقريرَنا هذا في منهج تعاملِنا معه. بل لا ننسى أن المبتدع قد يكون مأجورًا في بدعته (لا عليها)، ومن جهتين: من جهة أنه اجتهدَ فأخطأ، ومن جهة أنه قد يكون دَاعِيْهِ إلى البدعة حُبَّ الله تعالى وحبَّ رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما قال شيخ الإسلام ابن تيميّة عمن يقيم بدعةَ المولد، وأنه يؤجر على محبّته للنبي (صلى الله عليه وسلم)، لا على بدعته (5).
بل الذي ينبغي علينا أن لا نَغْفُلَ عنه أبدًا تجاه المبتدع الذي لم يَكْفُرْ، أي الذي لم يخرج عن الإسلام، أنّ حقوقَ المسلم على المسلم (التي بيّنتها نصوصُ الوحيين) تشمله، وله فيها ما لغيره من جميع المسلمين، سواء أفسّقْناهُ ببدعته (6)، أو كان عدلًا عندنا. فللمبتدع على السُّنّي أن يُوَفِّيَهُ حقَّهُ الإسلاميَّ العامّ، الذي ألزمت النصوصُ به كلَّ مسلمٍ لكلِّ مسلمٍ لم يخرج عن الإسلام. ولا يجوز على السُّنّي أن يَنْتَقِصَ المبتدعَ حقًّا أوجبه اللهُ تعالى له بالآراء وحظوظ النفس أوبالمُعَاداةِ والمُباغضةِ غيرِ المنضبطة بالشرع (7)؛ إلا إذا كان للمبتدع إفسادٌ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فيُنْتَقَصُ من حقوقه بقدْرِ ما يدفع إفسادَهُ (8)، دون تجاوُزٍ ولا اعتداءٍ على هذا القَدْر!!
وهذا يعني أن عقوبة المبتدع حُكْمٌ مَصْلَحِيٌّ، ليس هو بالحكم الثابت في حقّ كل مبتدع. وإذا قلنا عن حُكمٍ ما: إنه مصلحي، فهذا يعني أنه لا يُشرَعُ العمل به إلا إذا علمنا أنه سيؤدّي إلى مصالحه، وإلا فلا يُشرَعُ العملُ به. ويعني أيضًا أنه لا يحق لكل أحد أن يقرِّر مشروعيته، ولكنّ تقريرَ ذلك محصورٌ في أهل العدل والتحرير من أهل العلم.
وخلاصة ذلك: أن عقوبةَ المبتدع خلافُ الأصل الذي نرجع إليه عند عدم العلم بحصولِ المصلحةِ المرجوّةِ من العقوبة، وهذا الأصلُ المرجوعُ إليه حينها هو: أنه مسلمٌ، له ما للمسلمين من الحقوق. كما نَخْلُصُ من ذلك أيضًا: بأن مشروعيةَ عقوبةِ المبتدع تختلفُ من شخصٍ إلى شخص، ومن حالٍ إلى حال، وأن هذه العقوبة أيضًا مَظِنّةُ اختلافٍ بين أهل العلم: فهذا يرى عقوبةَ مبتدعٍ معيّنٍ لتحقُّقِ المصلحة منها عنده، والآخر لا يرى عقوبته لعدم تحقُّقِ المصلحة منها عنده، فلا يسوغُ الإنكار على أحدهما قبل أن نُثبِتَ له خطأه.
وأما من ظن أن البدعة وحدها تستوجبُ عقوبةَ صاحبِها مطلقًا، فأباح لنفسه أن ينتقص من حقوق المسلم المبتدِعِ ما شاء من حقوقِهِ الثابتةِ له بالإسلام، فقد أخطأ خطأً بيِّنًا, وأوشك أن يستوجب عقوبةَ خالقِه على ظُلمه واعتدائه.
وسأضرب هنا مَثَلًا بأحد أظهر الحقوق التي يُظَنُّ أنها مُنْتَقَصَةٌ من الحقوق الإسلاميّة للمبتدع، ألا وهو تحريم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، لقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيان فَيُعْرِضُ هذا ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ صاحبَه بالسلام» (9).
فقد تعارضتِ الأقوالُ والمذاهبُ المنسوبةُ إلى السلف في هجر المبتدع، فلا يصحُّ بعد هذا التعارُضِ أن أنقلَها دون تحرير.
ومن أهمّ ما أُذكِّرُ به لتحرير مذاهب السلف في مسألة هجر المبتدع: ما سنثبته قريبا (إن شاء الله) من أن المسلمين من أهل البدع عند السلف مقبولو الشهادةِ والرواية، وهذا يدل على أنهم عدولٌ عندهم، فلا يصح أن أُقَرّر هذا الأصل عن السلف ثم أنقضُه بقولٍ أنسبُه إليهم، بأن أدّعي أن حكمَ التعامل مع المبتدع عندهم هو هجرُه مطلقًا؛ لأن هذا يُناقضُ ما دلَّ عليه موقفُ السلف الذي قرَّرَ أن من أهل البدع مَن يكون عدلا مؤمنًا عندهم، بدليل قبولهم شهادةَ أهلِ البدع وروايتِهم، ويعارضُ (قبل ذلك) حُكمَ السلف (وحُكمَنا) لأهل البدع بالإسلامِ، ويعارضُ أيضًا إعذارَهم بالتأوّل.
وقد تأتي عباراتٌ عن السلف في هذا الباب قد يظنها بعضُنا متناقضة، وقد يكون التناقُضُ في فهمنا لها، لا في تلك العبارات! فيعمد بعضُنا إلى انتقاء ما يريد، وترك ما لا يريد، لا لعدم اطلاعه على ما لا يرتضيه، ولا لكونه قد وجّهَ ما لا يرتضيه توجيها سائغا على ما وَفْقِ ما يرتضيه، ولكنه أغفله وتَعَامَى عنه لأنه لا يرتضيه فقط!!
ومن أمثلة ما جاء عن أئمة السنة الذين اختَلفَ النقلُ عنهم في شأن هجر المبتدع: ما جاء عن الإمامِ أحمد (عليه رحمة ُالله) (10).فلا يصحُّ أن أنتقي من أقواله ما أهوى دون ما لا أهوى، ولا أن أنسب إليه مذهبًا بناءً على قولٍ دون موازنته ببقية أقواله.
وممن حرّر مذهب الإمام أحمد في شأن هجر المبتدع: شيخُ الإسلام ابن تيمية، حيث ذهب هو أولاً إلى أن هجرَ المبتدعِ خاضعٌ حُكمُه للمصلحة (11)، بل قال (رحمه الله): «وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين: في قوّتهم وضعفهم، وقلّتهم وكثرتهم؛ فإن المقصودَ به زَجْرُ المهجورِ وتأديبُهُ, ورجوعُ العامة عن مِثْلِ حاله. فإن كانت المصلحة في ذلك راجحةً، بحيث يُفضي هجرُهُ إلى ضعف الشرّ وخِفْيتِه، كان مشروعًا. وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشرّ، والهاجرُ ضعيفٌ، بحيث يكون مفسدةُ ذلك راجحةً على مصلحته، لم يُشرع الهجر؛ بل يكون التأليفُ لبعض الناس أنفعَ من الهجر، والهجرُ لبعض الناس أنفعَ من التأليف ... (ثم استدلّ لذلك، إلى أن قال:) وجواب الأئمة كأحمدَ وغيرِه في هذا الباب مبنيٌّ على هذا الأصل. ولهذا كان يُفرِّقُ بين الأماكنِ التي كثُرت فيها البدع ,كما كَثُرَ القَدَرُ في البصرة, والتجهُّم (12) بخراسان، والتشيُّعُ بالكوفة، وبين ما ليس كذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
.. » (13).
وتحريرُ ابنِ تيمية لمذهبه هذا، و الذي نسبه إلى أئمة الإسلام قاطبةً، وإلى الإمام أحمد خاصةً، مرجِّحًا فيه أن مشروعيةَ هجرِ المبتدع ترجعُ إلى المصلحة = تحريرٌ يجعل هجرَ المبتدع كهجر السُّنّي سواءً بسواء؛ لأن هجرَ السُّني أيضًا قد يجوز أو يجبُ لمصلحة دينيةٍ؛ والأصل في هجرهما عدم الجواز؛ لعموم النصِّ الناهي عن هجر المسلم فوق ثلاث؛ إلا إذا دعت مصلحةٌ دينيةٌ ظاهرةٌ إليه.
ومثالٌ آخر للحقوق التي يُظَنُّ أنها مُنتَقَصةٌ من الحقِّ الإسلاميِّ العامِّ للمبتدع، بسبب الفهم القاصر لبعض عبارات السلف: ما يُمكنُ أن نفهمه من عبارةٍ للإمام مالكٍ (رحمه الله)، أنه قال عن القدرية: «لا يُصلَّى عليهم، ولا يُسلَّم على أهل القدر، ولا على أهل الأهواء جميعهم، ولا يُصلَّى خلفَهم، ولا تُقْبَلُ شهادتهم».ولكن انظر كيف فَهِمَ العلماءُ هذه العبارة، فقد فسَّرها الإمامُ المُحرِّرُ أبو عمر ابن عبد البرّ بما يراه حريًّا بمذهب الإمام مالك، فقال: «أما قوله: لا يُصَلَّى خلفهم، فإن الإمامة يُتخيَّرُ لها أهلُ الكمال في الدين من أهل التلاوة والفقه، هذا في الإمام الراتب (14).وأما قوله: لا يُصَلَّى عليهم، فإنه يريد لا يُصلِّي عليهم أئمةُ الدين وأهلُ العلم؛ لأن ذلك زجرٌ لهم وخزيٌ؛ لابتداعهم، رجاءَ أن ينتهوا عن مذهبهم، وكذلك تركُ ابتداءِ السلام عليهم. وأما أن تُتركَ الصلاةُ عليهم جُملةً إذا ماتوا, فلا، بل السنةُ المُجْتَمَعُ عليها أن يُصلَّى على كل من قال: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، مبتدعًا كان، أو مرتكبًا للكبائر (15). ولا أعلم أحدًا من فقهاء الأمصار أئمةِ الفتوى يقول في ذلك بقول مالك. وقد ذكرنا أقاويلَ العلماء في قبول شهاداتهم، في كتاب الشهادات، وأن مالكًا شذَّ عنهم في ذلك؛ إلا أحمد بن حنبل، قال: ما تُعجبني شهادة الجهمية ولا الرافضة ولا القدرية، قال إسحاق: وكذلك كل صاحب بدعة (16) ... » (17).
ويحق لابن عبد البر أن يتأوَّل عبارات الإمام مالكٍ، لا لكونه عالمًا بمذهبه فقط، ولا لكون ظاهر مقالته خطأً جليًّا يُنزّهُ الإمامُ عن مثله، ولا لكونه قولا شاذًّا عن مذاهب العلماء (حسب تعبير ابن عبد البر)، بل لكونه يعارضُ أقوالاً ومواقفَ أخرى للإمام مالك! من مثل قوله، وقد سُئل: «كيف رويتَ عن داود بن الحصين، وثور بن زيد، وغيرهم، وكانوا يُرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لأن يخرُّوا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا» (18).
فما ذكره الإمام مالك من ذلك التشديدِ على أهل البدع إنما هو تأديبٌ لهم، فلا يُشرَعُ إلا إذا ظن العلماءُ المحرّرون (لا كل أحد) أن ذلك التشديدَ سيُؤدّبهم ويردعهم، أو كان لهم إفسادٌ لا يُدفَعُ إلا بتلك العقوبات التي يُحدِّدُها العلماءُ وحدهم أيضًا. وهذا يعني أن تلك العقوبات ليست هي الأصل في التعامل مع أهل البدع، إلا إذا كانت مؤدّيةً لمصالحِها, وأنهم في ذلك كالمسلم العاصي تمامًا، فلا يُختَصُّ أهلُ البدع بتلك الأحكام! وإنما خصّهم مالكٌ وغيره من السلف بالذكر أحيانًا؛ لأن تأوُّلَ المبتدعِ وصلاحَه قد يُظَنُّ معه أن إيقاع ذلك التعزيرِ به غيرُ جائز مطلقًا.
وهذا هو صريحُ تقريرِ شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا، حيث قال: «والتعزير لمن ظهر منه تركُ الواجبات وفعل المحرّمات، كتارك الصلاة والتظاهُرِ بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع. وهذا حقيقة قول السلف والأئمة: إن الدُّعاة إلى البدع لا تُقبل شهادتهم، ولا يُصلَّى خلفهم، ولا يؤخذ عنهم العلم، ولا يُناكَحون. فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا؛ ولهذا فرّقوا بين الداعية وغير الداعية (19)؛ لأن الداعية أظهر المنكرات، فاستحقّ العقوبة، بخلاف الكاتم، فإنه ليس شرًّا من المنافقين الذين كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقبَلُ علانيتهم، ويكِلُ سرائرَهم إلى الله ... » (20)، ثم صرّحَ عَقِبَ هذا الكلام أن مناطَ ذلك راجعٌ إلى المصلحة المترتِّبة عليه، في كلامه المنقول آنفًا عن الهجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبسبب أمثال تلك العبارات التي تحتاج إلى تريّثٍ وعلمٍ لفهمها، وتحتاج آحادُها إلى عرضٍ على الكتاب والسنة، جاء الخطأ في تعاملنا مع المبتدع. وتَرسَّخَ هذا الخطأُ أيضًا بسبب الخلط بين أمرين: أمرِ خطورةِ البدعة على الدين, وأمرِ منهجِ التعامل مع صاحب البدعة، الذي نُقرِّرُ أن الأصلَ فيه التأوّلُ الذي يُعذَرُ صاحبُه ويُؤجَر؛ وما كان ينبغي أن نخلط بين هذين الأمرين!!
ولا شك أنّ الانفصالَ التّامَّ بين البدعةِ و المتلبِّسِ بها غيرُ مُمكنٍ وغيرُ صحيح؛ ولذلك إذا انضمّت إلى البدعة دعوةٌ إليها، ومعاداةٌ لأهل السنة المخالفين للبدعة = استحقّ هذا الداعي من التشديد عليه بقدر ما يدفع إفسادَه، مع اعتقادنا (وثبوت هذا الاعتقاد) أنه قد يكون معذورًا مأجورًا في واقع الحال؛ لتأوّله وللشُّبَهِ التي عنده. فدَفْعُ الإفسادِ شيءٌ، وحُكمُ صاحبِهِ من جهة الإعذار شيءٌ آخر.
وهذا التقرير (أعود فأقول): إنه يعني أن التشديدَ مع أهل البدع خلافُ الأصل فيهم (وهذا أوّلاً)، (وثانيًا): أنّ التشديدَ معهم ينبغي أن يكون بالقَدْرِ الذي نظنّ أنه سيُصلحه (21) أو يدفع إفسادَه، دون مجاوزة هذا الحدّ؛ لأنه ما زال مسلمًا. وإذا كان صاحبَ تَدَيُّنٍ وتعظيمٍ لحرمات الدين مع بدعته، فهذا يستحق من هذه الجهة ما يستحقُّهُ المؤمنون من الإكرام وحفظ الحقوق. (وثالثاً): أن الموازنة بين: صلاح المبتدع وعصيانه (من غير وجه البدعة)، وبدعتِه غلظةً وخِفّةً، ودرجة إعذاره (22)، وإن كان له إفسادٌ ببدعته (دعوةً أو قتالًا عليها) أو ليس له إفساد ببدعته = فالموازنة بين هذه الأمور الأربعة، مع ما يثبتُ للمبتدع غير المكفَّر (أي المسلم) من حق الإسلام العام، هي الوسيلة الدقيقة والعميقة والعادلة لمعرفة منهج التعامل مع صاحب البدعة المعيَّن. وهذا مما لا يستطيع تنزيلَه على الأعيان جميعُ الناس، بل لا يقدر على تحقيقه إلا العلماءُ الراسخون المحرِّرون.
وهذا شيخُ الإسلام ابن تيمية يقرِّرُ ذلك فيقول: «وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر. فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهلُ السنة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلةُ ومن وافقهم، فلم يجعلوا الناسَ: إلا مستحقًّا للثواب فقط، وإلا مستحقًّا للعقاب فقط ... » (23).
وبذلك يتضح أن تصوّرنا بأن منهج التعامل مع المبتدعة والبدع منهجٌ واحد خطأٌ كبير في التصوُّرِ، ويخالف ما كان عليه السلف:
فانظر تعظيمَهم لبعض من تلبّس ببدعة، إذا كان فيه من العلم والإيمان ما يغلب فسادَ بدعته: كقتادة بن دعامة القدري.
وانظر تفريقهم بين الداعية وغير الداعية، وبين المعاند والمتأوّل.
هل تظنّ أن السلف والأئمة كانوا يقدّمون كبار الفساق وناشري الفجور والفواحش والزنا والربا غير المتلبّسين ببدعة على أولئك الجلّة من العلماء الذين ضلّوا فابتدعوا، كقتادة القدري، وعبد الرزاق الشيعي، وعُبيد الله بن موسى العبسي الرافضي، وأبي معاوية الضرير رأس المرجئة وداعيتهم، والعزّ ابن عبد السلام الأشعري, وغيرهم ممن وُصفوا ببدعة، وربما وُصفوا بغلوٍّ فيها، أو دعوةٍ إليها، ومع ذلك .. لا تكاد ترى (بعدما وُصِفوا به من البدعة وحالِهم معها) في ترجماتهم إلا ما يدل على إجلال الأئمة لهم، وحفاوتهم بهم وبعلومهم، أو على حُكمهم عليهم بالعدالة والثقةِ، وأنهم من المعظِّمين لحُرُمات الدّين، مما جَوَّزَ للأئمة قَبولَ رواياتهم عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأوجبَ قَبول شهاداتهم في القضاء أيضًا؛ لأنهم رَأَوْا فيهم من مراقبة الله تعالى ومن إجلال مقام الوقوف أمامه سبحانه ما يحجزهم عن الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، و يمنعهم عن شهادة الزور.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله إن من يُقَدّمُ كبارَ الفُسّاق بوصفهم أنهم من طائفتنا: (أهل السنة)، لمجرّد أنهم لم يتلبّسوا ببدعة، مع عظيم إجرامِهم، على أولئك الجِلّةِ من أهل العلم والصلاح والجهاد، لمجرّد أنهم اجتهدوا فأخطؤوا وابتدعوا، بإخراجهم عن طائفتنا: (ليسوا من أهل السنة) = إنه لظالم لنفسه مبين!
وتالله إن تقسيمًا يقع جرّاءَه ذلك الظلمُ .. ليس من دين الله تعالى!!
فإمّا أنه تقسيمٌ كان يُطبَّق على حسب التعامل الشرعي المشروح آنفاً، وحينها يكون تقسيمًا اعتباريًّا، المقصودُ منه التأكيدُ على خطورة البدعة، وخطورة الاغترار بصلاح صاحبها في تسويق بدعته .. إلى هنا فقط، دونما يمارسه بعضُنا من التقديم المطلق للفاسق من أهل السنّة (!!) على المبتدع، ودون أن يؤدي ذلك الوصفُ إلى الإلغاء المطلق لحقوقٍ واجبةٍ لذلك المبتدع المسلم، ودون أن يُنسي تقريرُ ذلك التقسيمِ وطولُ استعماله أنه يجبُ أن تُراعَى فيه مصالحُه ومفاسدُه.
وإما أن تقول: إنه تقسيمٌ شرعيٌّ ثابت، يقتضي تقديمَ الفجرة الأشقياء ممن لم يتلبَّس ببدعة، على البررة الأتقياء ممن تلبّس ببدعة!! بحجّة أنّ السلف درجوا عليه، وبزعم أنه من الدين!!!
لكن هذا الإصرار على الباطل يقدح في السلف والدين، لظلمه وجوره!!!
ولا شك أن الصواب هو الاحتمال الأول، وهو أن هذا التقسيم مصلحيٌّ اعتباري، فيخضع تطبيقُه واستعماله لمصالحه ومفاسده، وإذا أُحسنَ استخدامُه فقط.
ولكي تعلم أن تقسيم الأمة إلى سُني وبِدعي تقسيمٌ اعتباريٌّ مصلحيّ، عليك أن تتأمّلَ الأوصافَ الشرعيةَ التي أَنزلتِ العِبَادَ منازلهم من الدين، وأن تنظر في المبتدع: أيُّ الأوصاف منها وَصْفُه؟ وفي أيِّ منازلها وضعتْهُ الشريعةُ؟
ولا يخفى أن الشريعة قد أنزلت المخاطَبين بالشرع على أربعة منازل فقط، ليس إلا هي، وهي منزلة: المسلم المؤمن, والمسلم الفاسق، والمنافق، والكافر المشرك. والوصفان الأولان يشملهما وصف الإسلام، والوصفان الأخيران يشملهما وصف الكفر. فالمكلَّفون كلُّهم: إما مسلمٌ (عدلاً كان، أو فاسقًا)، وإمّا كافرٌ (منافقًا كان أو معلنًا بكفره).هذه هي منازل الناس التي لا يخرجون عنها، والتي رتّبتِ الشريعةُ عليها أحكامًا.
وهنا أسألك:في أيِّ منزلة يقع المبتدعُ عندك؟ هل المبتدع عدلٌ مؤمنٌ؟ أم أنه مسلمٌ فاسق؟ أم أنه منافقٌ زنديقٌ؟ أم أنه كافرٌ خارجٌ من الملّة؟ فإنك (إن كنتَ من أهل العلم, أو نظرتَ في أحكامهم على المبتدعة) ستقول: إن المبتدع لا يصحُّ أن يُنزَّل مطلقًا في أحد تلك المنازل الشرعية، لأنه قد يكون مؤمنا عدلا (ولذلك قبلوا شهادته (24) وقبلوا روايته أيضًا (25)، وقد يكون فاسقا (إذا أتى ما يُفَسَّقُ به غيرُهُ من المعاصي سوى البدعة، أو إذا كانت بدعته مُفسِّقةً وأُقيمت الحُجّةُ عليه فأصرّ عليها)، وقد يكون منافقًا (إذا أبطن الكفر)، وقد يكون كافرًا (إذا ارتدّ عن الدين، كأن تكون بدعتُه كُفْريةً، وأُقيمت الحُجّةُ عليه، فأصرَّ على بدعته).فتبيّنَ بذلك أن المبتدعَ ليس مساويًا لواحدٍ من تلك الأوصاف الشرعية الأربعة، فخرج بذلك عنها جميعِها. بل تبيّنَ أن المبتدع من هذه الجهة كمن أظهر السنةَ وعدمَ التلبُّسِ بالبدعة, من جهة أنه قد يكون مؤمنًا، أومسلما فاسقًا، أومنافقًا، وقد يكفر. والسبب في ذلك أن المبتدع متأوّلٌ، والتأوُّلُ ما دام غيرَ مُضادٍّ للشهادتين فالأصلُ فيه الإعذارُ وعدمُ اللومِ والمؤاخذةِ عليه: ظاهرًا وباطنًا، وفي الدنيا والآخرة.
المهم أنه قد ظهر لك أن وَصْفَ (المبتدع) ليس منزلةً من المنازل الشرعية الأربعة، وأن الابتداعَ قد تُرافقه العدالةُ الدينية, وقد تتخلّفُ العدالةُ عن المبتدع المتأوّل لا من جهة البدعة التي تأوّلها، ولكنها تتخلّفُ عنه بمعاصٍ يقترفها أو نفاقٍ أو كُفرٍ، أو إذا ثبت عنادُه في بدعته وعدم تأوّله فيها. فلا يصح أن يُنزَّلَ المبتدعُ عندنا منزلةً بين المنزلتين (بين الإيمان والفسق)، ولا دون الفسق وفوق الكفر (ليكون منزلةً أخرى بين منزلتين) (26)؛ لعدم وجود منزلةٍ بين المنزلتين عند أهل السنة. فضلًا عن أن نُفَسِّقَهُ مطلقًا، أو نكفّره مطلقًا!! هذا كله مخالفٌ لحكم الشرع في المبتدع، مخالفٌ لمواقف أئمة الإسلام فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف نتوهّمُ بعد ذلك (أو نُوهِم): أن المبتدع شرٌّ في نفسه وعند ربه عزّ وجل ببدعته مطلقا من الفاسق الذي ينشر الخنا والفواحش لأنه لم يتلبّس ببدعة؟!! نعم .. لقد وقع هذا التوهُّم عندما قلنا عن المبتدع: إنه ليس من أهل السنة، فجعلناه بذلك خارجًا عن طائفتنا؟!! في حين أننا قلنا عن ذلك الفاجر: إنه من أهل السنة (فاسق سُنّي)، فأدخلناه في طائفتنا؟!! لا والله! لا يكون المؤمنُ التقيُّ (كقتادة والعزّ ابن عبد السلام) إلا من طائفة المؤمنين (والله حسيبهما) , ولا يكون الفاجرُ الشقيُّ إلا من طائفة الفجرة الفاسقين!!!
وانظر ماذا قال الخليفةُ الراشدُ علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عمن كفّروه هو وكلَّ المؤمنين في زمنه ممن لم يدخل في بدعتهم، وهم الخوارج الذين قد جاء فيهم من النصوص وفي التحذير من بدعتهم ما لم يجئ في غيرهم. فقد صحَّ عنه (رضي الله عنه) أنه سُئل عنهم: «أمشركون هم؟ قال: من الشرك فرّوا. قيل فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم؟ قال: قومٌ بغوا علينا، فقاتلناهم» (27).
فعلّق شيخُ الإسلام ابن تيميّة على جواب علي (رضي الله عنه) بقوله: «فقد صرّحَ عليٌّ (رضي الله عنه) بأنهم مؤمنون، ليسوا كفارا، ولامنافقين» (28).
وقال يعقوب بن يوسف المطوّعي (وهو أحد تلامذة أحمد الثقات الأثبات): «كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيًّا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقرّبه ويدنيه. فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: سبحان الله! رجلٌ أحب قومًا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) نقول له: لا تحبهم؟!! هو ثقة».
ولمّا أنكر خلف بن سالم على يحيى بن معين ذهابَه إلى هذا الراوي (عبدالرحمن بن صالح الأزدي)، قال له ابن معين: «اغْرُبْ، لا صلّى الله عليك! عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعت منها شيئًا». وقال عنه ابن معين مّرّةً أخرى: «ثقةٌ صدوقٌ شيعيٌّ، لأن يخرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يكذب في نصفِ حرفٍ» (29).
وقال أبو داود للإمام أحمد: «لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء، فنكتب إلى خراسان نقرئهم السلام؟ قال: سبحان الله! لمَ لا تقرئهم؟! قلتُ: نكلّمهم؟ قال: نعم، إلا أن يكون داعيًا، ويخاصم فيه» (30).
وقال ابن حبان في كتابه (الثقات) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي: «كان يُبغضُ الشيخين (ثم أسند) عن جرير بن يزيد بن هارون، قال: بعثني أبي إلى جعفر بن سليمان، فقلتُ له: بلغنا أنك تسبُّ أبا بكر وعمر، قال: أمّا السبّ فلا، ولكنّ البُغضَ ما شئتَ! قال: وإذا هو رافضيّ مثل الحمار (31). (ثم قال ابن حبان:) وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنه كان ينتحلُ الميلَ إلى أهل البيت، ولم يكن بداعيةٍ إلى مذهبه. وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلافٌ أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعةٌ ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره جائز (32).فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره، ولهذه العلة ما تركوا حديثَ جماعةٍ ممن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها، وإن كانوا ثقاتًا، واحتججنا بأقوامٍ ثقات انتحالُهم كانتحالهم سواء، غير أنهم لم يكونوا يدعون إلى ما ينتحلون. وانتحالُ العبد بينه وبين ربِّه، إن شاء عذّبه وإن شاء عفا عنه، وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقاتا» (33).
ووصف الإمام أبو داود أحدَ الرواة وهو عمرو بن ثابت بأنه كان رجُلَ سوء، وأنه كان يقول: «لما مات النبي –صلى الله عليه وسلم- كفر الناس إلا خمسة»، وجعل أبو داود يذمه، ثم قال: «المشؤوم ليس يشبه حديثُه أحاديثَ الشيعة [يعني أن أحاديثه مستقيمة]» (34).
الخلاصة:
1 - يجب أن نفرّق بين البدعة وصاحبها: فالبدعة نُشَدّد في بيان منافاتها للشريعة، ونبذل غاية الجهد في إبطالها، ولا تبرأ الذّممُ بغير ذلك. وأما المبتدع فَيُتعامل معه على أنه مسلم، ومادام مسلمًا فله الحق العامّ للمسلم على المسلم، ولا نخرج عن هذا الأصل إلا بقدر ما يدفع إفسادَه أو يستوجبه استصلاحُه، دون تجاوز هذا الحدّ، ومع حفظ باقي حقوقه. وقد قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: «فالرادُّ على أهل البدع مجاهدٌ، والمجاهدُ قد يكون عدلاً في سياسته، وقد لا يكون. وقد يكون فيه فُجُورٌ ... » (35)، فما كلّ ردٍّ على أهل البدع يُحْمَدُ صاحبُه؛ إلا أن يكون متقيِّدًا بقيود الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يصحُّ مع حُكمنا على المبتدع بأنه مسلم، بل أنه معذور في تأوّله (كما هو الأصل)، أن نَحْرِمَهُ من حقوقٍ جاءت النصوص بإثباتها له، هي حقوق المسلم على المسلم, ثم نُعارضها بفهمٍ سقيمٍ وانتقاءٍ ظالمٍ من أقوال السلف أو أفعالهم!!
2 - أن المبتدع قد يكون أقرب إلينا وأحب، بل قد يستحق من الإجلال والإكرام، ما لا يستحقّه السنّي الفاسق؛ فإن البدعة والفسق كليهما خلافُ المنهجِ النبويِّ وخلاف السنّة، فلا يصح أنْ أُقدّمَ الفاسق (بوصفه أنه سني) مطلقاً على صاحب البدعة بإخراجه عن دائرة أهل السنة (بوصفه أنه بدعي).
فالتقديم والتأخير بين صاحب البدعة والفاسق يجب أن يكون مبنيًّا على مقدار ما عند كل واحدٍ منهما من الخير والشرّ. ومن الخطأ المنتشر بيننا تصوُّرُ أن شرَّ المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق (36)!!
وإذا كانت البدعةُ تحرِّفُ حقائقَ الدين، فإن المعاصيَ والانغماسَ في الفسوق يؤدّي إلى الجهل بحقائق الدين، ليؤدّي ذلك إلى إعراضٍ عن حقائقه، إعراضٍ قد يصل إلى درجة الكفر، كما قال أحدُ الزهاد وكثيرٌ من العلماء: المعاصي بريدُ الكفر؛ فلا فرقَ كبيرًا (من هذه الجهة) بين المعاصي والبدع!! خاصة في زمننا، عندما أصبح نَشْرُ الفساد العملي أقوى وأظهر من نشر الفساد الاعتقادي، وبصورة أبشع من كل مراحل التاريخ السابقة، وعلى وجه مرتبطٍ بمَحْوِ حضارتنا الإسلامية، من خلال إحلال القِيَمِ الغربيّة محلَّها. أعود فأقول: لم يَعُدْ هناك وجهٌ لتقديم خطورة البدعة مطلقًا على المعاصي المُمَنْهَجَةِ المُهدَّفة في زماننا خاصّة, فلا يصحُّ أن يكونَ موقفُنا من أهل المعاصي (وهم معاندون مُسْتَخِفّون بالحرمات) أخفّ من موقفنا من صاحب البدعة، كما يستلزمه وَصْفُ الفاسق غير المتلبِّس ببدعة عندنا: أنه سُني، والمبتدع بأنه: ليس منا: ليس من أهل السنة (37)!
فإلى متى نغلو في إسقاط حقوق أصحابِ البدع المسلمين، ونَنْسَى أن إسلامَهم قد جمعنا بهم على دينٍ واحد (ماداموا مسلمين)، وأن اختلافَهم معنا لم يُخرجْهم عن أن يكونوا مِنّا، في الدنيا والآخرة، وأنهم مثلُنا في عدم حِرْمانهم من رحمة الله وفي أنهم غيرُ مخلّدين في النار، وأنهم بذلك يستحقّون من حقوق الأُلفة والأُخوّة في الدنيا بقدر ما اجتمعنا معهم فيه من أجلِّ وأعظمِ أمورِ الآخرة!!! فكيف إذا كنّا في مواجهة خَصْمٍ ليس منّا ولا منهم، خصمٍ لا يُريدُنا ولا يريدُهم، فيأكل هذا الخصمُ بعضَنا ببعض!!!
يا معشرَ أهل السنة: قولوا الحق، ورُدّوا على الباطل؛ لكن لا تَسْلُبُوا مسلمًا حقَّه الإسلاميَّ العام، ولا تقدّموا من يستهينُ بحرمات الله على من يعظّمها، ولو ضلّ فابتدع، ما دام معذورًا مأجورًا؛ أفنقدّم المأزور على المأجور "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" [القلم:35 - 36].
يا معشر أتباع السلف: ليس من منهج السلف تقديمُ ناشرٍ للخنا والزنا والربا؛ لأنه غير متلبِّسٍ ببدعة، على عالم فاضل عابد مجاهد؛ لأنه تلبّس ببدعة؛ لأنّ شرّ الثاني ليس مطلقاً أعظمُ من شرّ الأول، بل ربما لم يكن بينهما تقارب. وإلا فهل يستطيع أحدٌ أن يقدّم بعض من أقام بيوت الخنا والربا من كبار الفُسّاق في زماننا على العز ابن عبد السلام أو تقيِّ الدين السبكي أو الباقلاني أو الأشعري لمذهبهم العقدي؟!!!
إن كنّا لا نُحسن استخدامَ تقسيم الناس إلى سُنّي وبدعي، إلا على ذلك الوجه الظالم الجائر، الذي ليس من منهج السلف، فخيرٌ لنا أن لا نستخدمه. وقد بيّنتُ آنفًا أن استخدامه المصلحي مبنيٌّ على أمرين:
التشديد في التنفير من البدعة نفسها، وأن لا يُتَشَدَّد مع صاحبها إلا بقدر ما يدفع إفسادَه، مع حفظ ما لا يُهدَرُ من حقوقه، وأن لا يقودنا هذا التقسيمُ إلى تقديم صاحب الشرّ الأعظم (كمَرَدَةِ الفُسّاق) على صاحب الشر الأخف (كالعالم الصالح المبتدع)، وكما لم يُلْغِ فسقُ الفاسق حقَّهُ الإسلاميَّ العامّ إلغاءً مطلقاً، فكذلك لا يُلغي الابتداعُ حقَّ المبتدعِ المسلمِ في الحقِّ الإسلاميِّ العامِّ الإلغاءَ المطلقَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجو أن يقرأ المسلمون (علماءَ ودعاةً وعمومَ المسلمين) هذا النداء بعمق وتعقّل، وأن يعلموا أنه نداء محبّ شفيق، ومن عاش مع السنّة حتى جاوز الأربعين، لكنّنا نمرّ بمرحلةٍ خطيرة، تستوجب المحاسبة والنقد وتصحيح المسار، وتستلزم إقامة العدل، الذي لا قوام لأمّةٍ بدونه، وإن ظَلَمَنا المخالفون لنا، فإن الظلم لا يُدفع إلا بالعدل، كما لا يُدفع الباطلُ إلا بالحق (38)!! ولا يعني ذلك عدمَ دفْعِ الظُّلم ومُصاولتِهِ، لأن العدل هو: ردُّ المظالم، والانتصافُ للمظلوم والانتصارُ له، والأخذ على يد الظالم وردعُه، لكن دون تجاوز حدِّ العدل. وهذا حُكم السُّني والبِدعي، من ظَلَمَ منهما أو ظُلِمَ.
والله هو المستغاث، وإليه الملجأ في نصر هذه الأمّة.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك (صلى الله عليه وسلم) وعبادك الصالحين.
والله أعلم.
والحمد لله على ما لا أُحصيه من نعمته، والصلاة والسلام على محمد وأزواجه وذريته.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) فالناقضُ الذي لا إعذارَ معه أبدًا هو الناقضُ الصريحُ للدلالة اللغوية التي تُفهَمُ من الشهادتين , لا للوازمهما. ودلالة الشهادتين اللغوية الصريحة مما لا ينبغي الخلافُ فيه , فكذلك يجبُ أن يكونَ ناقضُها الصريحُ: مما لا ينبغي أن يُختَلَفَ فيه.
فناقضُ (لا إله إلا الله) الصريح , هو: إنكار وجود الخالق , أو جَعْلُ غيرِ الله إلهًا , أو ادعاءُ إلهٍ مع الله؛ لأن هذا هو المناقِضُ للدلالة اللغوية لها , فناقضُ دلالةِ الإثبات: هو نَفْيُ المُثْبَتِ , أو استبدالُ المُثْبَتِ بغيره , وأما ناقضُ دلالةِ النفي: فهو إثبات الشَّريك لله تعالى.
وناقضُ (أن محمدًا رسولُ الله) الصريح , هو: تكذيبه –صلى الله عليه وسلم- في شيء مما جاء به , أو اعتقاد أنه لا طاعة له , أو بُغضُه –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن مقتضى الإيمان بالرسالة هو: التصديقُ بجميع ما جاء به الرسولُ, واعتقادُ استحقاقه للطاعة المطلقة , ومحبتُه على ما هدانا الله به من الخيرات وأنقذنا من الشرور.
(2) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا: «وهكذا الأقوال التي يُكَفَّرُ قائلها , قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق , وقد تكون عنده ولم تثبت , أو لم يتمكَّن من فهمها , وقد يكون عرضت له شُبُهات يعذره الله بها. فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحقّ , وأخطأ , فإن الله يغفر له خطأَه كائنًا ما كان! سواء كان في المسائل النظرية , أو العملية. هذا الذي عليه أصحابُ النبي –صلى الله عليه وسلم- وجماهيرُ أئمة الإسلام. وما قَسَّموا المسائل إلى أصولٍ يُكفَّرُ بإنكارها , ومسائلَ فروعٍ لا يُكَفَّرُ بإنكارها ... » , مجموع الفتاوى (23/ 346).ونحوه فيها (19/ 206 - 227). فشيخ الإسلام هنا يُقرِّرُ أن المبتدعةَ أصحابَ المقالاتِ الكُفريةِ (فضلًا عمن هم أقرب إلى الحق) ليسو فقط ممن لا يستحقّون التكفير قبل أمورٍ ثلاثة: بلوغ الحجة , وفهمِها , وإزالةِ عوارض الشبهة عنهم , بل صَرَّحَ أنهم مؤمنون! مغفورٌ ذلك الخطأُ الكُفْريُّ منهم!! بسبب إعذارهم بالجهل والتأول والشُّبَه.
ومع تقرير ابن تيمية لذلك , فقد قرّر هو وغيره من علماء المسلمين تكفيرَ طوائف من المنتسبين للإسلام (كالقرامطة وغيرهم) , ممن ناقضوا صريحَ دلالةِ الشهادتين , من غير إعذارٍ ولا توقُّفٍ لمعرفة ما عندهم من الشُّبه والجهالات. (فانظر مجموع الفتاوى 28/ 553 وحاشية ابن عابدين 4/ 244).
فالنقل الأول عن شيخ الإسلام يدلُّ على وجود بدعٍ كفريةٍ وبدع غير كفرية , وهو ظاهر , لكني أذكره لمن لا يطمئنّ قلبه إلا بأمثاله. وأما التقرير الثاني المذكور بعده عن شيخ الإسلام وعن غيره من العلماء فيدل على وجود بدع لا يُعذر فيها أحدٌ بأيِّ عذر. وهذه هي الأقسام الثلاثة للبدعة التي ذكرتها في الأصل , قد قرّرها العلماء من قبل.
(3) فكل الذي أريده من القارئ أن يقصر نظره في هذا المقال على المبتدع الذي يوافقني في كونه مازال مسلمًا عندي وعنده , مع كونه مبتدعًا عندي وعنده أيضًا.
(4) وكونُ البدعة تحريفًا لحقائق الدين هو أخشى ما يُخشى منها، وهو وجهُ الخطر الأعظم والخوف الأشدِّ منها.
(5) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 123).
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) المبتدع لكونه متأوّلًا لا يُفسَّق بمجرّد البدعة , إلا إذا قام الدليل الصحيح بعدم إعذاره بالتأوّل , كأن تُقام عليه الحجّة , وتُزالَ عنه الشُّبْهةُ في بدعةٍ مُفسِّقَةٍ , فَيَثْبُتَ عندنا عِنادُه ثبوتًا ندينُ الله تعالى به.
ومن أطلق من أهل السنة القول بتفسيق مبتدع , وأردنا حملَ إطلاقه على موافقة الصواب: فإما أنه يخصُّ ذلك المبتدعَ المعيّن؛ لقيام موجِبِ تفسيقه عند العالم. أو أنه أراد بالفسق معناه اللغوي , وهو الخروج عن تعاليم الشريعة , بغضِّ النظر عن كونه آثمًا في بدعته أم معذورًا فيها , وبغضِّ النظر عن كونه معظّمًا للحُرُمات أو ليس معظِّمًا لها , مع أن الفاسق في الاصطلاح لا يُطلقُ على غير الآثم ولا على المعظِّمِ للحرمات , وإنما يُطلقُ على الآثم بفعله للمحظور لعدم إعذاره فيه , ولا يوصَفُ بكونه فاسقًا إلا أن يكون مستهينًا بالحُرُمات عند مَن وصفه بذلك.
وهذا كقول ابن القيّم الصريح فيه: «الفاسقُ باعتقاده: إذا كان متحفِّظًا في دينه، فإن شهادته مقبولة , وإن حكمنا بفسقه , كأهل البدع والأهواء الذين لا نُكَفِّرهم , كالرافضة , والخوارج , والمعتزلة , ونحوهم , هذا منصوصُ الأئمة ... » , الطُّرُق الحُكمية لابن القيم (1/ 461).فهنا أطلق ابنُ القيم الفسقَ على المتحفِّظ في الدين , وليس هذا هو الفاسقَ في الاصطلاح.
(7) وهذا كالذي كان قد نبّهَ عليه شيخُ الإسلام ابن تيمية , عندما تكلّم عن ضوابط هجر المبتدع , ومتى تُشرع , ثم قال بعد ذلك: «وإذا عُرِفَ هذا , فالهَجْرَةُ الشرعية: هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسولُه –صلى الله عليه وسلم-, فالطاعةُ لا بُدّ أن تكون خالصةً لله صوابًا. فمن هجر لهوًى في نفسه , أو هجر هجرًا غيرَ مأمورٍ به , كان خارجًا عن هذا. وما أكثر ما تفعلُ النفوسُ ما تهواه، ظانّةً أنها تفعله طاعةً لله!!».مجموع الفتاوى (28/ 207).
(8) ويدخل في (دفع إفساده): استصلاحُه هو وعودته إلى الحق.
(9) أخرجه البخاري (رقم6077, 6237) , ومسلم (رقم2560).
(10) انظر اختلاف النقول عن الإمام أحمد في ذلك في الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 229 - 236 , 237 - 239)
(11) كما نقل ذلك عنه ابنُ مفلح في الآداب الشرعية (1/ 233).
(12) في المصدر (والتنجيم) , والظاهر أنه تصحيف , صوابه ما أثبتّه , وانظر مجموع الفتاوى (20/ 301).
(13) مجموع الفتاوى (28/ 206 - 207).وانظر كلامًا نحوه في المسوّدة لآل تيمية (1/ 524 - 528).
(14) فهنا يحمل ابنُ عبد البرّ عبارةَ الإمامِ مالكٍ على أن اختيارَ الإمامِ الراتبِ للإمامة يجب أن يُحرَصَ فيه أن يكون على أحسن الأوصاف, لا أنّ الصلاةَ خلف أهل البدع لا تجوز؛ فإن القاعدة عند عامة أهل السنة في ذلك معلومة , وهي: أن كلَّ من صحّت صلاتُه لنفسه فقد صحّت لغيره؛ وحينئذٍ نقول: المسلمُ المبتدعُ لا يكون مسلمًا إلا أن تكون صلاتُه صحيحةً لنفسه. وانظر لذلك شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (2/ 569 - 570).
ولمّا كان قولُ الإمام مالكٍ لا يصحُّ في هذا الأصل إلا أن يكون هو قولَ المحقّقين من أهلِ السنة؛ لأنه من أكبر أئمة السنة , كان ذلك صارفًا صحيحًا (لا يُشَكُّ في صحّته) نَصْرِفُ به عبارته عن ظاهرها!! خاصةً مع صارفٍ آخر: وهو بقية أقواله التي تُعارضُ هذا القول , والذي سيأتي أحدها في أصل المقال بعد قليل.
وقد عقد الإمامُ البخاري بابًا في صحيحه (باب إمامة المفتون والمبتدع) , ثم بدأ بنقلٍ علّقه جازمًا عن الحسن البصري (وهو صحيح عنه , كما تراه في تغليق التعليق 2/ 292 - 293) , أنه قال: «صلِّ , وعليه بدعته» , ثم أسند إلى عُبيد الله بن عدي بن الخِيار: «أنه دخل على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وهو محصورٌ , فقال: إنك إمامُ عامةٍ , ونزل بك ما نرى , ويُصلِّي لنا إمامُ فتنةٍ , ونتحرّج؟ فقال: الصلاة أحسنُ ما يعمل الناسُ , فإذا أحسنَ الناسُ فأحسِنْ , وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم». (فتح الباري 2/ 188 رقم695).
(15) وهنا يُقرّر ابن عبد البرّ: أن بعض عقوبات المبتدع المعيّن إذا رأى العالمُ مشروعيّتها لما تحققه من المصالح , فإنها قد تُشرعُ وتجوزُ للعالم وحده , دون بقية المسلمين , فلا يجوز ذلك لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تقريرٌ صحيح في نفسه؛ لأنّ بعضَ العقوبات لا يجوز أن يمارسها المسلمون كلُّهم ضدَّ المبتدع: إما لكون ذلك محرّمًا في الشرع أصلاً , كالصلاة على المبتدع المسلم التي لا يجوز أن يتركها المسلمون كلهم (كما قال ابن عبد البر) , وإما لأن عوامَّ المسلمين لن يستطيع أغلبُهم الوقوفَ ببعضِ العقوبات عند حدِّها المشروع , وسيُبالغون فيها حتى تخرجَ عن حدّها الجائز إلى الحدّ المحرّم.
وهنا أذكّر العلماءَ بواجبهم تجاه العامة في شأن ما يرونه من عقوباتٍ يقرّرون مشروعيتها تجاه أحد المبتدعة: بأن يُراعوا عَجْزَ أغلب العوام عن تقديرها قدرَها , وعن فَهْمِ المقصود منها , وأنها قد لا تستوجب تكفيرًا , وربما أنها لا تستوجب تفسيقًا أيضًا!!
(16) عبارة الإمامين أحمد وإسحاق جاءت في سؤالات الكوسج لهما (رقم2913) , قال الكوسج: «قلت: كان ابن أبي ليلى يجيز شهادة صاحب الهوى , إذا كان فيهم عدلًا , لا يستحلّ شهادة الزور؟ قال [أي أحمد]: ما يُعجبني شهادة الجهمية والرافضة والقدرية والمُغْلِيَة.
قال إسحاق: كما قال , وكذلك كل صاحب بدعة يدعو إليها».
وقوله (المغلية): أي الغُلاة.
(17) الاستذكار لابن عبد البر (26/ 103 - 104).
(18) التهذيب لابن حجر (2/ 32).
(19) التفريق بين الداعية وغير الداعية يدلُّ على أن العقوبة ليست بسبب البدعة التي يشترك فيها الاثنان (الداعية وغير الداعية) , وإنما لمصلحة عدم نشر البدعة. وتعليق تلك العقوبات بالمصالح يجعلها منوطةً بها , فلا تكون مشروعةً إلا إذا كانت محقِّقةً لها , وأن تقديرها يختلف من حالٍ إلى حال.
(20) مجموع الفتاوى (28/ 205).
(21) القناعات والعقائد لا تتبدّل إلا بالإقناع العقلي والأدلة , وأما محاولة تغيير العقائد بمجرّد الترغيب أو الترهيب وحدهما فإنه لا يُجدي شيئًا. ولذلك فالأصل أن لا نلجأ إلى عقوبةٍ أو إغراءٍ لتغيير القناعات؛ بل غالبًا ما تكون نتائجُ ذلك عكسيةً. أما أن يُلجأ إلى الترغيب والترهيب مع الإثباتات العقلية والأدلة الصحيحة , فهذا هو المنهج الصحيح , كما مع المؤلفة قلوبهم. والترغيب والإحسان هو الأعظم أثرًا في الغالب والأنجع لمن أراد الإقناع , وما أبعد الإقناع عمن أرادها من خلال العقوبة!
ولذلك قُعِّدَ للجدل أن يكون بالأحسن من الأقوال "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [النحل:125] "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" [العنكبوت:46].ولا يُلجَأُ إلى العقوبة إلا في أضيق الحدود , كما لو ظهرتْ أدلةُ العنادِ والاستكبارِ من المخالِف ورأينا المصلحة في عقوبته , أو اتّضحتْ براهينُ إعراضِه عن سماعِ ما يجب عليه الإنصاتُ إليه.
(22) حيث إن درجة الإعذار تختلف بسبب جهاتٍ عِدّة: (1) من جهة ظهور أدلة الحق في نفسها أو خفاء أدلته (2) ومن جهة كثرة شُبَهِ الباطل وقوتها أو قِلّتها وضعفها (3) ومن جهة كون بلد المبتدع ومجتمعه على السنة أم على البدعة , فلا يكون من ابتدع في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في الإعذار كمن نشأ في زمننا في بلد لا تكاد تعرف فيه أحدًا من أهل السنة (4) ومن جهة قوة ذكاء المبتدع أو ضعف فهمه , فليس الذي تُلبِّسُ عليه أدنى شبهة؛ لغبائه (وإن كان ما زال في حيّز التكليف) , كمن لا تنطلي عليه الأُغلوطات؛ لفرط ذكائه.
وهذه الأعذار تُبَيِّنُ لك الخطأَ الكبيرَ الذي وقع فيه من كفَّرَ الملايين من أهل الشهادتين بأعيانهم!!! بشُبهة أن الحجة قد قامت عليهم جميعِهم!!! أما كان يكفيه العُذرُ الأخيرُ منها (وهو الرابع) , ليعلم مقدارَ ما أفرط فيه مقالُه , ولكي يُدرك عظيمَ تجاوزِه في التصوُّرِ للواقعِ المشاهَدِ!!! فكما أن الحُكم على كافرٍ بالإسلام بغير تثبّتٍ من دخوله فيه خطأٌ كبيرٌ , فأكبر منه: إخراجُ مسلمٍ إلى الكفر! وأكبر وأخطر: إخراجُ العددِ من المسلمين!! فكيف بملايين المسلمين!!!
ولا يجوز أن نُصَغِّر الخطأ إذا صدر من أحدنا , ونُعظِّمه إذا صدر من غيرنا!!
(23) مجموع الفتاوى (28/ 209).وجاء في المطبوع: «لا مستحقا» هكذا على النفي في الجملتين الأخيرتين , وهوخطأ ظاهر , صوابه بالاستثناء.
(24) وهذا ما قرّره الإمام الشافعي في كتابه الأم في باب (ما تجوز به شهادة أهل الأهواء). (7/ 509 - 511).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو مذهب عامة الفقهاء , وفي بيان ذلك يقول ابن عبد البر: «اتفق ابن أبي ليلى , وابن شُبرمة , وأبو حنيفة , والشافعي , وأصحابهما , والثوري , والحسن بن يحيى , وعثمان البتّي , وداود , والطبري , وسائرُ من تكلّم في الفقه؛ إلا مالكا وطائفة من أصحابه , على قبول شهادة أهل البدع: القدريةِ وغيرهم , إذا كانوا عدولا , ولا يستحلّون الزور , ولا يشهد بعضُهم على تصديق بعضٍ في خبره ويمينه , كما تصنع الخطّابية ... (ثم قال:) كلُّ مَن يُجيز شهادتَهم لا يرى استتابتَهم ولا عَرْضَهم على السيف» , الاستذكار لابن عبد البر (26/ 104).وانظر أيضًا اختلاف العلماء لمحمد بن نصر المروزي (286 - 287).
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم إلى أن موقف الإمام مالك والإمام أحمد في ردِّ شهادة أهل الأهواء ليس مبنيّا على التأثيم والتكذيب , وإنما هو من باب الزجر والتأديب لردعهم ولمنع بدعهم من الانتشار. انظر مجموع الفتاوى (13/ 125) , والطرق الحكمية لابن القيم (1/ 461 - 466). والذي يقطع بصحة هذا البيان: أن الإمامين مالكا وأحمدَ لم يتركا الروايةَ عن أهل البدع مطلقًا , ولو كانت البدعةُ عندهما مفسِّقةً لتركا الرواية عنهم؛ لإجماع الأئمة على ترك رواية الفاسق.
(25) وهذا هو الراجح , والذي اتفق عليه المحدثون من أئمة النقد (رُغم دعاوى الاختلاف المحكيّة عنهم): أن روايةَ من لم يُقدح فيه بغير البدعة مقبولةٌ , بشرطين: أن لا يكون ممن أُقيمت الحجةعليه فثبت عِنادُهُ , وأن لا يروي حديثا منكرا من مثله يؤيّد به بدعته , فيُرَدُّ حديثُه حينها للظِنّة. وقد بينتُ ذلك باختصار في شرحي المطبوع لموقظة الذهبي.
(26) وإن صحّ على تجوُّزٍ أن يُقالَ عن البدعة نفسها (لا عن المبتدع): «هي أصغر من الكُفر , وأكبر من الفسق» , كما في الكُلِّيّات للكَفَوِيّ (243).لكنها عبارةٌ تحتاج بيانًا , فلا يصح إطلاقُها هكذا!
(27) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم39097) , ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم591 ,592 ,593) , وغيرهما.
(28) منهاج السنة النبوية (5/ 244).
(29) تاريخ بغداد للخطيب: (10/ 261 - 263)، وتهذيب التهذيب: (6/ 197 - 198).
(30) مسائل أبي داود للإمام أحمد (276).
(31) ليس هذا الشتم من منهج النبي –صلى الله عليه وسلم- , وكيف يكون المسلم الثقة مثل الحمار!!!
(32) التفريق بين الداعية وغير الداعية يدل على أن مناط ترك الرواية ليس هو انعدام الثقة بنقل الداعية؛ لأن الداعية وغير الداعية مشتركان في البدعة التي هي الطعن , ولذلك ما زال الداعية عند ابن حبان ثقةً كما قال: «وإن كانوا ثقاتا».وإنما سببُ تركِ رواية الداعية هو الهجر والتأديب , ولكي لا تكون الرواية عنه سببا في الترويج لبدعته. وهذا ما صرّحَ به ابن حبان في مقدمة صحيحه , حيث ذكر مسألة الرواية عن أهل البدع , وضرب لهم مثلًا بالمرجئة والرافضة , وفرّق بين الداعية وغير الداعية , ثم قال: «فإن الداعي إلى مذهبه والذابَّ عنه حتى يصير إمامًا فيه , وإن كان ثقةً , ثم روينا عنه , جعلنا للاتباع لمذهبه طريقًا , وسوّغنا للمتعلِّمِ الاعتمادَ عليه وعلى قوله , فالاحتياطُ تركُ رواية الأئمة الدعاة منهم ... ».الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان لابن بَلَبَان (1/ 160).
(33) الثقات لابن حبان (6/ 140 - 141).
(34) سؤالات أبي عبيد الآجُرّي لأبي داود (رقم591).
(35) مجموع الفتاوى (4/ 13).
(36) وقد ذكر هذا الأمرَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة , حيث قال: «وجنسُ البدع (وإن كان شرًّا) لكنّ الفجورَ شرٌّ من وجه آخر؛ وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرّا من الوجه الذي هو حرام محض, لكن مقرونًا باعتقاده لتحريمه , وتلك حسنة ٌ في أصل الاعتقاد. وأما المبتدعُ فلا بُدّ أن تشتمل بدعته على حقّ وباطلٍ , ولكن يعتقد أن باطلَها حقٌّ أيضًا , ففيه من الحُسْنِ ما ليس في الفجور , ومن السيئ ما ليس في الفجور , وكذلك العكس». الاستقامة لابن تيمية (1/ 455)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبكلام ابن تيمية هذا (الذي يدل على صحته النظرُ الشرعيُّ في المسألة) ينبغي أن نفهم كلامه الآخر في الموازنة بين البدع وأهلها والمعاصي وأهلها, كقوله في مجموع الفتاوى (28/ 470) «ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلّظة شرٌّ من الذنوب التي يعتقدُ أصحابُها أنها ذنوب» , وكقوله فيه (20/ 103): «أن أهل البدع شرٌّ من أهل المعاصي الشهوانية , بالسنة والإجماع».فبكلام ابن تيمية الأول يتّضح أن الإطلاق هنا غيرُ مرادٍ عنده , وكيف يريد الإطلاق؟! وهو نفسُه يرى قبولَ شهادةِ أهل البدع , دون أهل الفسوق!! كما سبق عزو ذلك إليه. كما أن شيخ الإسلام نفسه يقرّر أن المبتدع هو والعاصي سواء في اجتماع موجبات الإكرام وضدّها فيه , وأنه لا يُطلَقُ القولُ فيه بموجبات الإكرام أو الإهانة , ولكن بحسب ما فيه من خيرٍ وشر , وسبق نقلُ كلامه في ذلك.
ولا ننسى المواقفَ العملية لشيخ الإسلام مع خصومه من أهل البدع , وفيهم الغُلاة في بدعتهم , من ثنائه الخاص على آحادهم (كتقي الدين السبكي) , والشفاعة فيهم (كما فعل مع البكري) ,والعفو عنهم بعد قُدرته عليهم , حتى كان يقول للسلطان الذي يستشيره في قتلهم (وهم رؤوس أهل البدع في زمنه) , بعدما مدحهم عنده وأثنى عليهم وشكرهم: «إن هؤلاء لو ذهبوا , لم تجد مثلهم في دولتك!!» , فكان يقول أحدُهم: «ما رأينا أتقى من ابن تيميّة! سعينا في دمه , فلما قدر علينا عفا عنا».فانظر العقود الدرية لابن عبد الهادي (187) , والجامع لسيرة شيخ الإسلام (260 - 261, 478 - 479, 606 - 607).
وهكذا لا ينبغي أن ننتقي من كلام العالم ما نريدُ أن نتقَوَّى به على رأينا , دون تحقيق رأيه فيه من عموم مواطنه. ولعلّي لو لم أذكر هذين النقلين عن ابن تيمية لظن بعضُهم أنهما يَرُدّان على تقريري لمذهبه فيه , ولذلك أحببت بيانَ أن فهمهما لا يصحُّ أن يكون بانتقائيّةِ وفَهْمِ أهلِ الجهالة!!
ومن هذا الباب كلامٌ في مواطن عديدة لابن تيمية (كالذي في مجموع الفتاوى 11/ 468 - 471) , يجب أن يُفهمَ بكامل سياقه , وبعرضه على أقواله الأخرى , والأهم من ذلك أن يُعرَضَ على الكتاب والسنة. ولولا حرصي على الاختصار لنقلتُ ما قد يشتبه (كالنقل المشار إليه) , لأبيِّنه. ولولا احتمال ادّعاء ذهاب نقلٍ عليَّ يؤثر في نتيجة هذا المقال , لأعرضتُ عن تلك الإشارة اكتفاءً بإنصاف الباحث عن الحق!! كما أنه (في هذا السياق نفسه) يجب أن نراعي احتمالَ تغيُّرِ اجتهاد الإمام , كما كان قد نقل الإمام الذهبي عن أبي الحسن الأشعري أنه أشْهَدَ على نفسه بأنه لا يُكفِّر أحدًا من أهل القبلة , ثم قال الذهبي: «قلتُ: وبنحو هذا أدين , وكذلك كان شيخُنا ابنُ تيمية في أواخر أيامه , يقول: أنا لا أكفِّرُ أحدا من الأمة , ويقول: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {لا يحافظُ على الوضوء إلا مؤمن} , فمن لازَمَ الصلوات بوضوء فهو مسلم» , سير أعلام النبلاء (15/ 88).
ولن يتأخّرَ المُزايِدُون غيرَهم على الحميّة السُّنِّيّة (بلا إنصاف) عن هذه الساحة , ولو بالكذب! فيروي أحدهم أن الإمامَ مالكًا قال: «لو أن رجلا ركب الكبائر كلها (!!!) , بعد أن لا يُشرك بالله, ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع (وذكر كلاما) دخل الجنّة».أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 325) , من رواية أحد أجلاد الكذابين , وهوالنضر بن سلمة شاذان المروزي (لسان الميزان: رقم 8140).
ومثله في البُعد عن العلم والإنصاف: ما رُوي عن الإمام أحمد (وحاشاه منه) أنه قال: «قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة , وقبور أهل البدعة من الزُّهاد حفرة. فُسّاق أهل السنة أولياء الله , وزُهّاد أهل البدعة أعداءُ الله».أسنده القاضي أبو الحسين ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/ 12).ومثل هذا الكلام لا يقوله عالم!! بل يتورّع عما دونه في الغُلُوِّ والمُجازفة عوامُّ المسلمين!!! ولو لم يكن في هذه العبارة إلا إغراءُ أهلِ السنة بارتكاب الكبائر لكفاها سوءًا!! وانظر سياق ابن القيم لهذه العبارة مساقَ الذمّ لها, وأنه لا يشفع لها طِيبُ مقصدها , ولايُحسِّنها أن مُنطلقَها (وهو بيانُ وجهِ تقديمِ البدعة على المعصية في الخطورة) منطلقٌ صحيح , وذلك في إعلام الموقّعين (3/ 329).
(37) ولا يكاد يُوجَدُ وَجْهٌ يُظنّ معه أن البدعة أعظم ضررًا من الفسق مطلقاً، إلا وفيه ما ينقض ذلك الإطلاق. وقد بيّنتُ ذلك في أصل المقال في أظهر وجهٍ يُظَنُّ معه هذا الظن , وهو: أن البدعة تحريفٌ لحقائق الدين، دون الفسق. فالمعاصي تؤدي إلى الإعراض عن حقائق الدين , وهذا الإعراض قد يصل إلى حدّ الكفر.
وقد يُقال أيضاً: إنّ البدعة يبقى ضررها حتى بعد موت أصحابها، بخلاف الفسق. أقول: لئن تنزّلتُ في قبول ذلك في تاريخنا الغابر، فماذا تقول في العصر الحاضر، حين أصبح للفسق مدارسُ ومناهجُ ومؤلفاتٌ وبرامج، تدوم وتعمُّ بشرورها، حتى بعد موت أصحابها؟!!
(38) جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 257): «فصل: في حظر حبس أهل البدع لبدعتهم: قال المرُّوذي: سألت أبا عبدالله [أحمد بن حنبل] عن قوم من أهل البدع يتعرّضون ويُكَفِّرون؟ قال: لا تتعرّضوا لهم. قلتُ: وأي شيء تكرهُ من أن يُحْبَسوا؟! قال: لهم والِداتٌ وأخوات. قلتُ: فإنهم قد حبسوا رجلا وظلموه , وقد سألوني أن أتكلّم في أمره حتى يخرج؟ قال: إن كان يُحبس منهم أحدٌ , فلا».فما أعدل أهل السنة وما أرحمهم!!! هذا كلام أحمد في الذين يتعرّضون لنا بالأذى والتكفير , أنه لا يُسعى في سَجْنهم لمجرّد بدعتهم؛ لما يُخشى من تجاوزِ الوُلاةِ في عقوبتهم قَدْرَها المشروع!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع سنته وهداه أما بعد,
قال عليه الصلاة والسلام: " أُذَكِّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي. أُذَكِّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي. أُذَكِّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " صحيح مسلم
فمحبة آل البيت الطيبين الموحدين الأشراف طاعة لنبينا صلى الله عليه وسلم وبالتالي فهي عبادة نتقرب بها إلى ربنا جل في علاه.
فإن كان للمسلم على أخيه المسلم حقوق فلآل البيت الأطهار حق زائد لاتصال نسبهم الشريف بخير البرية وسيد البشرية محمد بن عبد الله صلى عليه الله وسلم تسليماً كثيراً.
ومن هذه الحقوق النصيحة في الدين وخصوصاً والمخطئ من سلالة صاحب الدين المبلغ عن رب العالمين.
فقد كتب الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني عفا الله عنه وبالغ في الجواب عن الواجب تجاه المعاملة مع المبتدعين وقد جانبه الصواب والى الله المرجع والمآب.
والمشكلة أن الدكتور الشريف عفا الله عنه أتبع منهج " اعتقد ثم استدل " وهذا الذي ساقه إلى سيء القول ومن ذلك:
1 - تقرير الدكتور العجيب بأن البدعة يرد عليها وتبين للناس وينفر عنها أما المبتدع فلا يشدد عليه!!
2 - سوء فهمه لمسألة الهجر فوق الثلاث.
3 - إتهامه لغيره بأنهم يأخذون من كلام الائمة ما يوافق تصوراتهم وهو يفعل عين هذا الفعل المستنكر!!
4 - عدم تنقيحه مناط مسألة من هو المبتدع المقصود بالهجر والتنفير عن مجالسه وأقواله.
5 - استماتته عفا الله عنه في المساواة بين البدع والمعاصي وتلميحه بأن فتن الشهوات أخطر على الدين من فتن الشبهات وهذا خلاف ما أستقر عليه أهل السنة قديماً وحديثاً.
6 - إيهامه القارئ بأن قبول السلف رواية المبتدع دليل على عدم جواز هجره.
وهذا شروع في البيان وعلى الله التكلان:
قال الشيخ الدكتور الشريف عفا الله عنه:
هل تظنّ أن السلف والأئمة كانوا يقدّمون كبار الفساق وناشري الفجور والفواحش والزنا والربا غير المتلبّسين ببدعة على أولئك الجلّة من العلماء الذين ضلّوا فابتدعوا، كقتادة القدري، وعبد الرزاق الشيعي، وعُبيد الله بن موسى العبسي الرافضي، وأبي معاوية الضرير رأس المرجئة وداعيتهم، والعزّ ابن عبد السلام الأشعري, وغيرهم ممن وُصفوا ببدعة. أهـ
أقول:
لا أدري أهي غفلة من الدكتور الشريف أو تغافل عندما يزج بأسماء هولاء الأعلام وكأن الداعين من علماء الدعوة السلفية لهجر المبتدعة قديماً وحديثاً كانوا يدعون لهجر كل من تلبس ببدعة وهو من هو في ميدان من ميادين العلم!!
فهذه دعوى لا تطابق الواقع يا حضرة الشريف الدكتور , فلا بد لك إن كنت منصفاً في بحثك أن تحرر من هو المبتدع الذي قال فيه بعض السلف1: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
ومن هنا حصل الخلل في المقال ,
فذهب الشريف الدكتور يقول:
يا معشر أتباع السلف: ليس من منهج السلف تقديمُ ناشرٍ للخنا والزنا والربا؛ لأنه غير متلبِّسٍ ببدعة، على عالم فاضل عابد مجاهد؛ لأنه تلبّس ببدعة؛ لأنّ شرّ الثاني ليس مطلقاً أعظمُ من شرّ الأول، بل ربما لم يكن بينهما تقارب. وإلا فهل يستطيع أحدٌ أن يقدّم بعض من أقام بيوت الخنا والربا من كبار الفُسّاق في زماننا على العز ابن عبد السلام أو تقيِّ الدين السبكي أو الباقلاني أو الأشعري لمذهبهم العقدي؟!!!.أهـ
أقول:
معاذ الله إن كان يقول هذا عاقل فضلاً عن عالم من علماء الدعوة السلفية قديماً وحديثاً , فهذا سوء فهم من الدكتور الشريف أو تهويل ليس له رواج عند من يعرف حقيقة الأمر!!
ولتصحيح هذا الخطأ أقول بأن السلف وكلامهم المُذهّب في البدع وأهلها لا يقع على من خدم الدين وعاش لنشر سنة سيد المرسلين ثم وقع في هفوة بل هفوات مغمورات في بحور الحسنات والله حسيب الجميع , فهولاء يُرّد على بدعهم وتُبين أخطاءهم مع حفظ مكانتهم وما بذلوه في خدمة السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هناك من هو جدير بأن يقع عليه كلام السلف الصالحين في التحذير والتنفير من البدع وأهلها مطلقاً وهم كل جماعة أو مبتدع فارقوا السنة وأهلها ببدعتهم ووالوا وعادوا عليها من أمثال عمرو بن عبيد وغيلان وابن عربي والحلاج وابن الفجاءة وأتباعهم من المتقدمين ومن المتأخرين والخميني والكوثري وحسن البنا ومحمد علوي مالكي وسيد قطب ومحمد سرور ومحمد إلياس وأتباعهم ومن سار على فكرهم.
فلا بد من التفريق بين من إقام البدعة ودعى الناس إليها وضلل وكفر من خالفه فيها وبين من وقع في بدعة متأولاً وغير داعي لها أو منافحاً عنها وهذا هو العدل الذي عليه أهل السنة.
يقول الشريف الدكتور عفا الله عنه:
ومن الخطأ المنتشر بيننا تصوُّرُ أن شرَّ المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق. أهـ
ثم علق في الحاشية برقم 36 بما مضمونه أن لشيخ الإسلام في كتاب الإستقامة كلام أذا جمعناه مع كلامه المشهور عنه بأن شر المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق يتضح لنا بأن الإطلاق غير مراد!!؟
وعلل الشريف الدكتور بقوله: وكيف يريد الإطلاق؟! وهو نفسُه يرى قبولَ شهادةِ أهل البدع , دون أهل الفسوق!!
أقول والله المستعان:
قال شيخ الإسلام في الإستقامة 2: وكان السلف يحذرون من هذين النوعين من المبتدع في دينه والفاجر في دنياه كل من هذين النوعين وإن لم يكن كفرا محضا فهذا من الذنوب والسيئات التي تقع من أهل القبلة.
وجنس البدع وإن كان شرا لكن الفجور شر من وجه آخر وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقرونا بأعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلا بد ان تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد ان باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس في الفجور ومن السئ ما ليس في الفجور وكذلك بالعكس
فمن خلص من الشهوات المحرمة والشهوات المبتدعة وجبت له الجنة وهذه هي الثلاثة الكلام المنهى عنه والطعام المنهى عنه والنكاح المنهى عنه فإذا اقترن بهذه الكبائر استحلالها كان ذلك أمرا فكيف إذا جعلت طاعة وقربة وعقلا ودينا. أهـ المقصود
فهذا كلام ابن تيمية في الإستقامة الذي جعله الشريف الدكتور معارضاً لقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (28/ 470) «ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلّظة شرٌّ من الذنوب التي يعتقدُ أصحابُها أنها ذنوب» , وكقوله فيه (20/ 103): «أن أهل البدع شرٌّ من أهل المعاصي الشهوانية , بالسنة والإجماع».
فهل يا منصفين كلام شيخ الإسلام في الإستقامة يصلح معارضاً لما نقله شيخ الإسلام نفسه من الإتفاق بل والسنة والإجماع بأن أهل البدع شرَّ من أهل المعاصي!!؟
ولمساعدة المنصفين على الجواب أسوق الأدلة من السنة الشريفة على صحة الإجماع المنقول من شيخ الإسلام على أن البدع وأهلها شر من المعاصي وأهلها:
أخرج البخاري في صحيحه 3 عن عمرَ بن الخَطاب أن رجلاً كان على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يُلقبُ حِماراً وكان يُضحكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جَلدَهُ في الشراب، فأُتيَ به يوماً فأمرَ به فجُلدَ، فقال رجلٌ منَ القوم: اللهمَّ العَنْهُ، ما أكثرَ ما يؤتى به! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَلعَنوهُ، فو الله ما علمتُ إلا أنه يحبُّ الله ورسوله».
وروى مالك في موطأه 4 عن زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ،؛ أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ الله بِسَوْطٍ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ. فَقَالَ: «فَوْقَ ه?ذَا» فَأُتِيَ بِسَوطٍ جَدِيدٍ، لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ فَقَالَ: «دَونَ ه?ذَا» فَأتِيَ بِسَوطٍ قَدْ رُكِبَ بِهِ وَلاَنَ. فَأَمَرَ به رَسُولُ الله فَجُلِدَ. ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ. قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله. مَنْ أَصَابَ مِنْ ه?ذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئاً، فَلَيَسْتَتِرِ بِسِتْرِ الله. فَإنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَناَ صَفْحَتَهُ، نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله». ووصله الحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج البخاري في صحيحه5 عن أنسَ بن مالكٍ رضيَ الله عنه يقول: «جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بيوتِ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا كأَنهم تَقالُّوها، فقالوا: وأينَ نحنُ منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قد غَفر اللهُ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وماتأخَّر. قال أحدُهم: أما أنا فأنا أصلِّي الليلَ أبداً. وقال آخر: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطر. وقال آخر: أنا أعتزِلُ النساء فلا أتزوَّجُ أبداً. فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتُم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطر، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوجُ النساء، فمن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مني».متفق عليه
من ما تقدم تعرف يا عبد الله بأن النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه نهى أصحابه أن يلعنوا صاحبهم السكران وأرشد الزاني لما يدرأ عنه الحد بأن يستر نفسه أذا ابتلي بشيء من هذه المعاصي لعلمه عليه الصلاة والسلام بأن الشيطان لا يفتر بأن يوقع المسلم في الشهوة فالنفس مجبولة عليها إلا من كمل إيمانه وعافاه الله من هذه القاذورات فكان النبي عليه الصلاة والسلام نعم المعلم لصاحب المعصية ولمن أنكر عليه بأن لا يتعدى في إنكاره.
والعكس بالعكس فعندما يأتي بعض الرجال الصالحين فيتحروا عمل خير العابدين صلى الله عليه وسلم , فيرغبوا في الزيادة على السنة بإجتهاد منهم يروموا منه مرضاة ربهم , وفيهم المتبتل الصالح عثمان بن مظعون رضي الله عنه وأرضاه.
فينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وينسب فعلهم بأنه مفارقة للسنة وأنهم ليسوا منه عليه الصلاة والسلام إن رغبوا عن سنته.
فالفاسق يقال له أستتر بستر الله ويقال لمن يلعنه لا تلعنه , أما الرجل الصالح المتبتل الراغب في زيادة العمل فيقال له من رغب عن سنتي فليس مني!!
بهذا تفهم ما قاله البربهاري 6 رحمه الله:
إذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه.
رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال: [يا بني من أين خرجت قال
من عند عمرو بن عبيد قال يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء].
أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتي لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره. أهـ كلام البربهاري
يقول الشريف الدكتور عفا الله عنه:
إن المبتدع لا يصحُّ أن يُنزَّل مطلقًا في أحد تلك المنازل الشرعية، لأنه قد يكون مؤمنا عدلا ولذلك قبلوا شهادته وقبلوا روايته أيضًا، وقد يكون فاسقا. أهـ
أقول:
لم يكن قبول السلف شهادة و رواية أهل البدع قبولاً مطلقاً , ولا يجوز أن نسمي المبتدع بأنه عدل بشكل مطلق , فالتعديل لهم إنما فيما يروونه أو يشهادوا به وليس في كل شهادة أو كل رواية ومثال ذلك أن البخاري وهو البخاري 7روى للخارجي عمران بن حطان الذي مدح الهالك ابن ملجم قاتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه!!
فهولاء الخوارج قد جرحهم الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام فكيف يكونوا عدولاً من بعد هذا الجرح النبوي؟
يقول الحافظ ابن حجر 8 رحمه الله:
وينبغي ان يقيد قولنا بقبول رواية المبتدع إذا كان صدوقا ولم يكن داعية بشرط ان لا يكون الحديث الذي يحدث به مما يعضد بدعته ويشيدها فانا لا نأمن حينئذ عليه غلبة الهوى والله الموفق. أهـ
فلا يجوز للشريف الدكتور عفا الله عنه أن يطلق القول بعدالة المبتدع الذي تقبل روايته فالبدعة في ذاتها مسقطه للعدالة , ولا يعضد قوله رواية بعض الائمة عنهم , لأن من روى عنهم من الائمة ذو بصيرة بما يقبلونه وبما يردونه , بل هناك من الائمة من لا يقبل للمبتدعة رواية مثل الإمام مالك , وهناك من لا يرضى أن يحدثهم مطلقاً كزائدة بن قدامة فيما رواه عنه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي والسامع.9
وقال الدكتور الشريف عفا الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وسأضرب هنا مَثَلًا بأحد أظهر الحقوق التي يُظَنُّ أنها مُنْتَقَصَةٌ من الحقوق الإسلاميّة للمبتدع، ألا وهو تحريم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيان فَيُعْرِضُ هذا ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ صاحبَه بالسلام».أهـ
أقول:
جاء في الصحيحين بأن النبي عليه الصلاة والسلام جميع زوجاته شهراً كاملاً وكذلك هجر الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.
قال الحافظ في الفتح10: وفيه ترك السلام على من أذنب، وجواز هجره أكثر من ثلاث، وأما النهي عن الهجر فوق الثلاث فمحمول على من لم يكن هجرانه شرعيا. أهـ
وعن عبدِ الله بن مُغفَّلٍ أنه رأى رجلاً يَخذف فقال له: «لا تخذفْ، فإِنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ـ أو كان يَكرهُ الخَذف ـ وقال: إنهُ لا يُصادُ به صَيدٌ ولا يُنكأُ به عَدوٌّ، ولكنَّها قد تَكسِرُ السنَّ، وتفقأ العين. ثمَّ رآهُ بعد ذلك يخذِفُ فقال له: أُحدِّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخَذفِ ـ أو كرهَ الخَذف ـ وأنت تخذِف؟ لا أكلِّمك كذا وكذا».صحيح البخاري11
قال الحافظ ابن حجر 12: وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه، ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه. أهـ
قلت: ومن هذا الباب يكون هجر أهل البدع كما فعل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل رحمه الله.
وقال الدكتور الشريف عفا الله عنه:
وقد تأتي عباراتٌ عن السلف في هذا الباب قد يظنها بعضُنا متناقضة، وقد يكون التناقُضُ في فهمنا لها، لا في تلك العبارات! فيعمد بعضُنا إلى انتقاء ما يريد، وترك ما لا يريد، لا لعدم اطلاعه على ما لا يرتضيه، ولا لكونه قد وجّهَ ما لا يرتضيه توجيها سائغا على ما وَفْقِ ما يرتضيه، ولكنه أغفله وتَعَامَى عنه لأنه لا يرتضيه فقط!! أهـ
أقول: هذا عين ما فعلته يا دكتور وللأسف , فقد تغافلت عن الأقوال المأثورة المتواترة عن السلف والخلف في قبح البدع وسوء مآلها والتنفير عن مجالسة أهلها وإنها هدم للدين فلا يسوغ السكوت عمن يُحدثها ومثال ذلك ما فعلته تجاه أقوال الأئمة مالك واحمد وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتوجيهها توجيهاً مخل بمقصودهم رحمهم الله.
وسأورد لك أيها القارئ الفطِّن من فعل شيخ الإسلام ما يؤكد قوله رحمه الله في أن أهل البدع يجب أن يجاهدوا ويحذر منهم وينفر من مجالستهم وطرائقهم وذلك يكون بالسنان من قبل ولاة الأمر من الأمراء وباللسان وهذا هو واجب اهل العلم وهم الشق الثاني من معنى وأولي الأمر منكم.
جاء في مجموع الفتاوى 13 القصة العظيمة لشيخ الإسلام في مناظرته للبطائحية الرفاعية وهم فرقة مبتدعة فأنكر عليهم ابو العباس بدعتهم وحذر الناس منهم حتى وصل بهم الأمر للأمير فأشتكوا ابن تيمية عند الأمير فتمت المناظرة , وبعد أن أقتنع الأمير بكلام شيخ الإسلام في هولاء المبتدعة فسأل الأمير ابن تيمية في الواجب تجاه هولاء المبتدعة قائلاً: فبأي شيء تبطل هذه الأحوال.
فقلت – ابن تيمية القائل -: بهذه السياط الشرعية. فأعجب الأمير وضحك، وقال: أي والله! فقال شيخ الإسلام: بالسياط الشرعية، تبطل هذه الأحوال الشيطانية، كما قد جرى مثل ذلك لغير واحد، ومن لم يجب إلى الدين بالسياط الشرعية فبالسيوف المحمدية. وأمسكت سيف الأمير وقلت – لازال المتكلم ابن تيمية -: هذا نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلامه، وهذا السيف سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن خرج عن كتاب الله وسنة رسوله ضربناه بسيف الله، وأعاد الأمير هذا الكلام، وأخذ بعضهم يقول: فاليهود والنصارى يُقرُّون ولا نقر نحن؟ فقلت: اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع لا يقر على بدعته، فافحموا لذلك. أهـ
الشاهد هنا وهو استنكار هولاء المبتدعة من إقرار أهل الكتاب من أهل الذمة والمعاهدين على دينهم وعدم إقرار أهل السنة لهم على بدعتهم.
فقال ابوالعباس رحمه الله: اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع لا يقر على بدعته، فافحموا لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول شيخ الإسلام 14: وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. أهـ
فهذا النص منه رحمه الله حق وصدق فإن كان الكافر لا يكون شر محض فالمسلم من باب أولى , لكن يخطئ من يجعل هذا النص من شيخ الإسلام ناسخاً أو معارضاً لما تقرر من منهج السلف تجاه أهل البدع , بل أن ابن تيمية في أخر هذا الكلام ضرب مثلاً للسارق ولم يجعل المثل في صاحب بدعة فتنبه.
وأيضاً نقول أن المؤمن مأمور بالعدل والإنصاف مع من يقاتلهم من الكفار فكيف بمن لازال على دين الإسلام , فكما أن قتال الكفار لم يمنع إقامة العدل لهم , كذلك هجر المبتدع وذمه والتنفير عنه لا يمنع من استيفاء حقوقه من قِبَل المؤمن الهاجر ولا يهتدي إلى هذا الأصل إلا من كان صادقاً في القيام بهذا وهذا وسلفنا الصالح خير من قام بهذا وهذا.
يقول الدكتور الشريف عفا الله عنه:
أن التشديدَ مع أهل البدع خلافُ الأصل فيهم (وهذا أوّلاً)، (وثانيًا): أنّ التشديدَ معهم ينبغي أن يكون بالقَدْرِ الذي نظنّ أنه سيُصلحه أو يدفع إفسادَه، دون مجاوزة هذا الحدّ؛ لأنه ما زال مسلمًا. وإذا كان صاحبَ تَدَيُّنٍ وتعظيمٍ لحرمات الدين مع بدعته، فهذا يستحق من هذه الجهة ما يستحقُّهُ المؤمنون من الإكرام وحفظ الحقوق. أهـ
أقول:
لو قمنا برد هذا الكلام الى السنة المطهرة وفعل الصحابة المهديين والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين , لما وجدنا ما يشهد له أو يعضده بل هناك من السنن ما يخالف هذا التقرير الباطل من الدكتور الشريف عفا الله عنه ومن ذلك إنكار النبي عليه الصلاة والسلام على خيار الصحابة الرهبانية التي عزم على فعلها وشدد عليه الصلاة والسلام عليهم حتى قال من رغب عن سنتي فليس مني.
ومن ذلك فعل عمر مع صبيغ حتى روى ابن حجر 15 في ترجمه صبيغ أنه ضُرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرم على الناس مجالسته وفي رواية وكتب إلينا عمر لا تجالسوه قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا.
فالأصل في أهل البدع قوله عليه الصلاة والسلام: " من رغب عن سنتي فليس مني " فمن كان ذا قدرة من الأمراء بأن يفعل بهم مثل ما فعل عمر رضي الله عنه فهو واجب عليه وهذا في حال قوة أهل السنة وأما إن كان حال أهل السنة الضعف والقلة كما كان حال شيخ الإسلام في بعض فترات حياته فيجب جهادهم بالعلم والقلم ولا يسقط هذا بحال عن أهل العلم العاملين وذلك لقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة:159]
وأخيراً قول الدكتور الشريف:
وبذلك يتضح أن تصوّرنا بأن منهج التعامل مع المبتدعة والبدع منهجٌ واحد خطأٌ كبير في التصوُّرِ، ويخالف ما كان عليه السلف فانظر تعظيمَهم لبعض من تلبّس ببدعة، إذا كان فيه من العلم والإيمان ما يغلب فسادَ بدعته: كقتادة بن دعامة القدري وانظر تفريقهم بين الداعية وغير الداعية، وبين المعاند والمتأوّل. أهـ
أقول:
الأصل في منهج السلف تجاه أهل الأهواء والبدع معلوم منثور في كتب السنة , وأما المستثنى من ذلك فلا يجوز أن نجعله أصلاً وحكماً عاماً تجاه جميع أهل البدع.
فكل بدعة ضلالة ويجب ردها وإن كان صاحبها من يكون في العلم والعمل , مع حفظ مكانة أهل العلم والفضل الذابين عن السنة والداعين لها والمحكمين لها في جميع أقوالهم وأفعالهم.
والمشكلة اليوم 16هي أن بعض الفضلاء يشكل عليهم هذا المنهج السلفي الحق في التعامل مع أهل البدع والأهواء وذلك لكثرة البدع والأهواء اليوم فمن أراد أن يطبق هذا الحق يجد نفسه غريباً فيؤثر السلامة – في ظنه – وخصوصاً أن البدع اليوم يحدثها أناس من بني جلدتنا بل وبعضهم إخوان لنا وجيران فيستعصى على البعض أن يطبق منهج السلف في مثل هولاء من ذوي القربى وكأن الموالاة والمعادة قائمة على هذه القرابة وليست على الحق!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال ذلك الليبرالية لا شك أنها بدعة خصوصا أذا كان الداعي لها ممن يتلبس لباس الدين ومن يدعي لها هم بعض إخواننا في داخل هذه البلاد الموحدة ومع ذلك لا يجرؤ إلا القليل بالمنادة بتطبيق منهج السلف في هجرهم والتنفير عن دعوتهم المخالفة للكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
فدولتنا والحمد لله دولة سلفية قائمة على التوحيد والسنة بمنهج سلف الامة مع بعض التقصير والسنة فيها عزيزة مقارنة بما حولها من البلدان ولله الحمد والمنة فالواجب على دعاة السنة الصدع بالدعوة وتحذير الناس من كل ما يخالف السنة المطهرة سواء صغرت البدعة أو كبرت والله إنكم لمسئولون أمام الله يا من تنتسبون للسنة وتتهاون مع أهل البدعة اللهم أشهد.
وختاماً أقول سائلاً ربي العزيز الحميد بأن يغفر لنا وللدكتور خطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه , والله أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل غفر الله له ولوالديه
3 ربيع الثاني 1428 هـ
=============================
1 - شرح السنة للبربهاري ص129 ط دار الصميعي.
2 - الإستقامة ص321 - 322 ط دار الفضيلة
3 - صحيح البخاري – كتاب الحدود (6623)
4 - الموطأ – كتاب الحدود (1521)
5 - صحيح البخاري كتاب النكاح (4943) صحيح مسلم كتاب النكاح (3751)
6 - شرح السنة ص114 ط دار الصميعي
7 - صحيح البخاري كتاب اللباس – باب نقض الصور (5815)
8 - مقدمة لسان الميزان لابن حجر العسقلاني رحمه الله
9 - الجامع لأخلاق الراوي والسامع (1\ 333) ط مكتبة المعارف
10 - فتح الباري (8\ 156) ط دار السلام
11 - صحيح البخاري كتاب الذبائح والصيد – باب الخذف والبندقة (5353)
12 - فتح الباري (9\ 753) ط دار السلام
13 - مجموع الفتاوى (11\ 470)
14 - مجموع الفتاوى (28\ 209)
15 - أنظر ترجمة صبيغ بن عسل في الإصابة
16 - ويستغرب الناظر اليوم في الساحة الإسلامية مدى السقوط العجيب ممن كان في أقصى اليمين دفاعاً عن الدين بزعمه ومنكراً كل ما يخالفه بل وكان يصل به الأمر التشنيع على كل صغيرة وكبيرة في المجتمع متجاهلاً الحكمة في ذلك وهو اليوم مداهناً لأهل البدع بل مزكياً لهم داعياً للأخذ عنهم بل ويزاورهم في عقر دارهم والله المستعان!!
وهذا مصداق قول ابن سرين رحمه الله لما قيل له أرايت فلان قد عاد عن رأيه - المخالف للسنة - قال ابن سيرين: أنظر الى ماذا يتحول!؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 01:59]ـ
لا شك أن فيه بعض كلام الشيخ حاتم غلطا، وقد أحسن الأخ ابن عقيل في مجمل ما ذكر.
وإن كان المقال بحاجة إلى رد أوضح وتحرير لرأي السلف وطريقتهم، يسر الله من يتولى ذلك نصحا لدين الله ولعباده.
وفي مقال الشريف تهويل في المقارنة وعدم تحرير للمسألة ونفَس العاطفة فيه أقوى من نفس التحقيق.
وبالنسبة لرواية المبتدع فمن أحسن من تكلم عليه العلامة المعلمي في التنكيل 1/ 42 - 52.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم اللهُ خيرًا عن تعقيباتكم العلميّة؛
ووفّق اللهُ الشّيخ الكريم حاتمًا العونيّ لكل خير،
وعفا عن زلاته.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 11:57]ـ
ولا أنسى أخانا الكريم عبد الله:
حفظكم اللهُ تعالى وبارك فيكم.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:57]ـ
الحمد لله معز الإسلام بنصره
للعبد الفقير مع هذه المقالة وقفات
الوقفة الأولى في مسألة تفضيل الفاسق على المبتدع أو العكس
فنقول هل يقر الشريف معنا أن البدعة شر من المعصية؟
قطعاً نعم
فبناءً عليه يكون الأصل في المبتدع أنه شر من الفاسق
وعندما نقول أنه شر من الفاسق، لا يعني أننا نجزم أن الفاسق افضل عند الله، فهذا اختصاص إلهي إذ أننا لا نطلع على الأعمال القلبية
ولكن المقصود أن الفاسق أقل شراً من المبتدع
فلو كان لك جارٌ فاسق وآخر مبتدع، لكانت مجالستك للفاسق هي أخف الضررين
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الثانية مع قول الشريف ((وإذا كانت البدعةُ تحرِّفُ حقائقَ الدين، فإن المعاصيَ والانغماسَ في الفسوق يؤدّي إلى الجهل بحقائق الدين، ليؤدّي ذلك إلى إعراضٍ عن حقائقه، إعراضٍ قد يصل إلى درجة الكفر، كما قال أحدُ الزهاد وكثيرٌ من العلماء: المعاصي بريدُ الكفر؛ فلا فرقَ كبيرًا (من هذه الجهة) بين المعاصي والبدع!! خاصة في زمننا))
لا فرق كبير بين المعاصي والبدع؟!!!
يا للعجب
اين الشريف من قول النبي صلى الله عليه وسلم ((وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة))
ولنتبع مع الشريف أسلوبه في إلغاء القواعد بالشواذ عنها
ونقول هناك الكثير من الفساق يحافظون على الصلوات ويبتعدون عن الشركيات والبدع
ثم إن كثيراً من البدع هي الكفر بعينه وليست بريد الكفر
كمثل تجويز الإستغاثة بالأموات،وتعطيل الصفات، وإنكار الرؤية، ودعوى علم الأنبياء الغيب وغيرها _ وهذا لا يعني تكفير أصحابها فتنبه _
ولا ننكر أن كثيراً من الفساق يقعون في الشركيات والبدع ولكن ذلك هو نتاج علماء السوء من أهل البدع
الوقفة الثالثة مع قول الشريف ((فلا يصحُّ أن يكونَ موقفُنا من أهل المعاصي (وهم معاندون مُسْتَخِفّون بالحرمات))
هكذا يجعل جميع الفساق معاندين!!!!!!!! مستخفين بالحرمات وهذا أخذٌ بلازم الفعل
وماذا عن أهل البدع؟
الذين جاء ذمهم في النصوص عامةً، انظر على سبيل المثال حديث الإفتراق ((كلها في النار إلا واحدة))
((كلها في النار)) تأمل هذه
وتأمل حديث ((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك))
أليس هذا ذمٌ لأهل البدع عموماً، فلو كنا على منهج الشريف لجعلناهم جميعاً معاندين أو الأصل فيهم العناد، خصوصاً في عصورٍ كانت السيادة فيها لأهل السنة، ولجعلنا ذلك في علما أهل البدع قبل غيرهم لأن العلم مظنة تمييز بين الحق والباطل
ولكننا أهل إنصاف واعتدال
ثم ما هي أعظم نتيجة للجهل بالحقائق الدينية؟
الجواب: الشرك ولم يقل أحدٌ أن الفاسق الواقع في الشرك خير من المبتدع
ثم تأتي البدع فيكون فاسقاً بالمعاصي ومبتدعاً في نفس الوقت
وبناءً تكون مقارنة الشريف واقعة بين علماء أهل البدع وفساقهم
ولا علاقة لهذا بمحل النزاع
وللوقفات بقية
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:23]ـ
(لا شك أن فيه بعض كلام الشيخ حاتم غلطا، وقد أحسن الأخ ابن عقيل في مجمل ما ذكر.
وإن كان المقال بحاجة إلى رد أوضح وتحرير لرأي السلف وطريقتهم، يسر الله من يتولى ذلك نصحا لدين الله ولعباده.
وفي مقال الشريف تهويل في المقارنة وعدم تحرير للمسألة ونفَس العاطفة فيه أقوى من نفس التحقيق) .. لا مزيد.
وقد كنت من أول ما قرأت المقالة عزمت على التعقيب المفصل ودعوت الله أن يكفيني غيري حتى لا يسبق إلى البعض سوء ظن بأني مترصد للدكتور الشريف عفا الله عنه ووفقه لكل خير .. ثم رأيت تعقيباتكم ففرحت ..
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 11:01]ـ
الإخوان الأعزاء
عبدالرحمن السديس
سلمان أبو زيد
عبد الله الخليفي
أبو عمر الكناني
جزاكم الله خيراً على نصرة الحق
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 08:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذكره الشيخ الدكتور حاتم في مقاصد بحثه الرئيسة هو عين الصواب، وإن كان مشحوناً متوتراً؛ فانطبق عليه المثل الدارج: (طيَّر صيدته في عجاجته).
فهو لم يعدُ عن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فتأملوا كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
فالهجر والمقاطعة ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي وسيلة إن تحققت الغاية منها شُرعت، وإلا عدنا وجوباً إلى أصل حرمة المسلم في عرضه.
شكراً لكم وشكر آخر للشيخ الشريف.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:18]ـ
مع ما أكنه من احترام وتقدير لرأي الإخوة، وبقطع النظر عن كلام الشريف حاتم، إلا أنني منذ زمن وأنا أرى الخلل يتسع في التعامل مع المخالف، مبتدعاً أو كافراً أصلياً، ومعالجة الخلل ليس باستقبال هؤلاء بالأحضان وإقرارهم على حالهم بقدر ما نحن محتاجون إليه - كطلبة علم على وجه الخصوص - من استيعاب المخالف بدلاً من هجره، ذلك أن الهجر والقطيعة والمعاداة ليست الأصل في المعالجة، بل هي أمر تالٍ لمحاولات الإحسان والإرشاد والتعليم والحوار، كل ذلك بدافع الرحمة والإبانة، وليس المشرك الأصلي أولى بهذا من المبتدع.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:46]ـ
تشبيه:
الأصل في جسم الإنسان ألا يقطع منه جزء، حفاظا عليه وإكراما له. لكن إذا أصابته علة فتاكة في إحدى الجهات وجب بترها بأقل خسارة ممكنة!
ولا يصلح لهذا الأمر إلا الطبيب الجراح الماهر الحادق المتقن المتخصص، ولا يرضى عنه بديلا.
طلب:
يرجى من الاخوة الذين أشاروا إلى ضرورة التحرير والتوضيح أن يتحفونا بما في جعبتهم.
ختاما:
الواقع المعاش في هذه الأيام يشهد لقبح عواقب الهجر (التعسفي)، فقد أصبح كثير من أهل الخير يحجمون عن التقدم لنفع الناس خوفا على كرامتهم من الأذى، بسبب من تصدوا لتقويم الخلق ـ زعموا ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 02:18]ـ
يقول الأخوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذكره الشيخ الدكتور حاتم في مقاصد بحثه الرئيسة هو عين الصواب، وإن كان مشحوناً متوتراً؛ فانطبق عليه المثل الدارج: (طيَّر صيدته في عجاجته).
فهو لم يعدُ عن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فتأملوا كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
فالهجر والمقاطعة ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي وسيلة إن تحققت الغاية منها شُرعت، وإلا عدنا وجوباً إلى أصل حرمة المسلم في عرضه.
شكراً لكم وشكر آخر للشيخ الشريف.
مع ما أكنه من احترام وتقدير لرأي الإخوة، وبقطع النظر عن كلام الشريف حاتم، إلا أنني منذ زمن وأنا أرى الخلل يتسع في التعامل مع المخالف، مبتدعاً أو كافراً أصلياً، ومعالجة الخلل ليس باستقبال هؤلاء بالأحضان وإقرارهم على حالهم بقدر ما نحن محتاجون إليه - كطلبة علم على وجه الخصوص - من استيعاب المخالف بدلاً من هجره، ذلك أن الهجر والقطيعة والمعاداة ليست الأصل في المعالجة، بل هي أمر تالٍ لمحاولات الإحسان والإرشاد والتعليم والحوار، كل ذلك بدافع الرحمة والإبانة، وليس المشرك الأصلي أولى بهذا من المبتدع.
وحاصل كلامهما بأن الهجر ليس هو الأصل في التعامل مع المبتدعة حسب ما فهمته من ما تقدم
فالرجاء الإطلاع على هذا الرابط لعل فيه فائدة لهما
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2645
والله الموفق
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 10:51]ـ
جزاك الله خيرا. ولا أراك نقلتني إلا إلى مقال قد انتقى آثار القطع و الهجر مطلقاً، وهذا الانتقاء سهل وفائدته على أرض الواقع بحسب الحال والظرف، المقال نقل كلام بعض السلف - رحمهم الله - ومع ذلك يؤخذ من كلامهم ويرد عليهم. وسياق حديثي واضح وهو يقضي بأن هجر وقطع و معاداة المبتدع لا يكون إلا بعد الحوار والتبيان والإرشاد، فالأصل الأصيل في دعوة القرآن ورسالة الإسلام البداءة بالتعليم و التبيين والإصلاح وإقامة الحجة بالتي هي أحسن. ولو كان الأصل على الدوام الهجر و الانعزال فبأي اعتبار يصل البيان إلى قلوب أهل الشبه؟ فلم يأمر الله تعالى موسى باجتناب فرعون قبل أن يأمره بأن يقول له قولاً لينا، ومنهج ابن تيمية نموذجي في ذلك، فقد كان كثير اللقاء بهم محاوراً و مناظراً مع حسن خلق وأدب، ثم يكون الهجر بعد ذلك بحسب ضراوة ومعاندة الخصم، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُون)). فبدأ بالمحاجّة ثم جاء الهجر آخراً، ولو كان الأصل الهجر والمقاطعة لكان هو المطلوب بمجرد العلم بكون الآخر مخالفا.
=========================
حادثة شخصية: أعمل مع مبتدع في مقر عملي، شيعي جلد، ولكن هجره الآخرون بمجرد العلم بحاله. أما أنا فآثرت مجالسته رغبة في ردّه ولو عن بعض ما هو فيه، ولا يكاد يمر يوم إلا ويحصل النقاش حول الصحابة رضي الله عنهم، وعقيدة الاثنا عشرية، ومصادر الفريقين، ومسألة الإمامة، وجعلت صدري متسعاً للإجابة عن سؤالاته على الدوام، وكنت أثير أكثر القضايا خطراً وحساسية: لعن الصحابة، والقول بنقص القرآن، القول في عِرض عائشة رضي الله عنها، القول بكفر أهل السنة، التقية، وبالتدرج و الحوار ما زال يطلع الرجل كل يوم على خوار مذهبه، وينكشف له ضعف حجتهم، وضلالهم الذي لا يقف أمام قوة الأدلة الصريحة، والحمد لله، وشهدت ما قاله الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام فيما أخرجه الخلال بإسناده، قال: "ما رأيت أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة" [1].
==============================
[1] كتاب السنة، ص499.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 04:26]ـ
وللوقفات بقية
وهذه تتمة لبعض الوقفات التي كتبها أخونا الشيخ عبد الله جزاه الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الرابعة مع قول الشريف ((وانظر ماذا قال الخليفةُ الراشدُ علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عمن كفّروه هو وكلَّ المؤمنين في زمنه ممن لم يدخل في بدعتهم، وهم الخوارج الذين قد جاء فيهم من النصوص وفي التحذير من بدعتهم ما لم يجئ في غيرهم. فقد صحَّ عنه (رضي الله عنه) أنه سُئل عنهم: «أمشركون هم؟ قال: من الشرك فرّوا. قيل فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم؟ قال: قومٌ بغوا علينا، فقاتلناهم» (27).
فعلّق شيخُ الإسلام ابن تيميّة على جواب علي (رضي الله عنه) بقوله: «فقد صرّحَ عليٌّ (رضي الله عنه) بأنهم مؤمنون، ليسوا كفارا، ولامنافقين»))
قلت هناك فرق واضح بين توقير المبتدع وتفضيله على الفاسق والحكم عليه بعدم الكفر والإستدلال على ذلك
والفاسق أيضاً لا يكفر بل إن النبي صلى الله عليه وسلم حكم قال في حمارة أنه ((يحب الله ورسوله)) مع ما صدر منه
ثم ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج ((شر قتلى تحت أديم السماء))
تأمل ((شر قتلى))
مع أنهم لم يكفروا على مذهب الشريف وليسوا فساقاً ومع ذلك ((شر قتلى))
وقال ((هم كلاب النار))
أم أن هذا الحديث ليس متسقاً مع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في عدم تشبيه المسلمين الثقات بالحيوانات _ على زعم الشريف _
ولماذا يترك الشريف الأحاديث في ذم الخوارج ولا يذكرها بل يشير إليها إشارة فقط؟
أليس هذا من الإجتزاء؟
وليست هذه أول مرة يفعل فيها الشريف هذا الفعل ال ........
فقد فعل ذلك في كتابه المرسل الخفي عند كلامه على بن زيد بن جدعان وقد كان يسعى لتقوية حالة فأشار إلى أقوال مضعفيه مجرد إشارة ولم يتعرض لنقلها تفصيلياً وإما نقل ما استطاع الإجابة عليه
فإن فيها ما هو تضعيف لرواية علي بن زيد بن جدعان عن الحسن وهي التي سعى الشريف جاهداً لتقويتها وإثبات أن لها حكماً خاصاً
قال عبد الله بن أحمد سئل أبي سمع الحسن من سراقة فقال لا هذا علي بن زيد يعني يرويه كأنه لم يقنع به
ومنها ما هو جرحٌ شديد
كمثل قول أحمد ((ليس بشيء)) وكذلك قال نقل عن يحيى بن معين
ومنها ما هو جرحٌ مفسر
كمثل قول ابن خزيمة ((لا أحتج به لسوء حفظه))
وقول حماد بن زيد ثنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث وفي رواية كان يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذلك
وقول ابن حبان يهم ويخطئ فكثر ذلك منه فاستحق الترك وقال غيره أنكر ما روى ما حدث به حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه
ومنها في فيه تنصيصٌ على اختلاطه الذي نص عليه تلميذه شعبة وتابعه عليه ابن قانع
هذا كله في تهذيب التهذيب
الوقفة الخامسة مع قول الشريف ((ولا يصحُّ مع حُكمنا على المبتدع بأنه مسلم، بل أنه معذور في تأوّله (كما هو الأصل)))
هذه من كيسك فمن أين لك أن الأصل في المبتدع التأول والنصوص جاءت في ذمهم عموماً وعهدنا قريب بنصوص ذم الخوارج
وقد كان السلف يذمون المبتدعة الذين لم يدركوهم ولو كانوا يجعلون الأصل التأويل لما فعلوا
فقد قال ابن معين في خالد القسري رجل سوءٍ يقع في علي
الوقفة الخامسة مع نقله الشريف عن يعقوب بن يوسف المطوّعي (وهو أحد تلامذة أحمد الثقات الأثبات): «كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيًّا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقرّبه ويدنيه. فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: سبحان الله! رجلٌ أحب قومًا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) نقول له: لا تحبهم؟!! هو ثقة».
ولمّا أنكر خلف بن سالم على يحيى بن معين ذهابَه إلى هذا الراوي (عبدالرحمن بن صالح الأزدي)، قال له ابن معين: «اغْرُبْ، لا صلّى الله عليك! عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعت منها شيئًا». وقال عنه ابن معين مّرّةً أخرى: «ثقةٌ صدوقٌ شيعيٌّ، لأن يخرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يكذب في نصفِ حرفٍ»
والجواب أن الشريف قد ذكر أنه يجب علينا ألا نأخذ من كلام العالم ما نؤيد به رأينا فقط
وعملاً بما أرشد إليه ننقل عن أحمد نصاً آخراً في هذه المسألة _ وهو لم يعمل _
قال الخلال في ((السنة)) (659): أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: وجهنا رقعة إلى أبي عبدالله، ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول: إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً؟ قال أبو عبدالله: هذا قول سوء ردئ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس. وسنده صحيح
فما بالك بمن يطعن في الشيخين
وأما النص الذي نقله الشريف فأنا في شكٍ من صحته إذ أن في سنده محمد بن موسى الخلال الدولابي لم أقف على ترجمته فمن وقف عليها فليفدنا
ويمكن حملها على أن الإمام أحمد لم يرَ من الرجل رفضاً وإنما رأى منه تعظيم لبعض أهل البيت فقط
وإلا فالجواب المنطقي على كلامه هو أننا لا ننهاه عن حب أهل البيت وإنما ننهاه عن سبه للسلف
وفتوى الإمام أحمد فيمن يسب الشيخين معروفة
وأما عن المبتدع فهي ضرورة من أجل الحفاظ على السنة وقد انقرض ذاك الزمان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 04:28]ـ
ومن أحسن من أعطى الموضوع حقه من المعاصرين الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ في كتابه هجر المبتدع.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:57]ـ
وسياق حديثي واضح وهو يقضي بأن هجر وقطع و معاداة المبتدع لا يكون إلا بعد الحوار والتبيان والإرشاد، فالأصل الأصيل في دعوة القرآن ورسالة الإسلام البداءة بالتعليم و التبيين والإصلاح وإقامة الحجة بالتي هي أحسن.
يا أخي وفقك الله وكأنك تنسبنا الى القول بالهجر لكل من خالف السنة دون بيان أو حوار!!؟
وهذا تجني على إخوانك
فالكلام بارك الله فيك على مبتدع قد تقرر حاله وعرف خدنه ويدعو إلى بدعته ويوالي ويعادي عليها
وليس الكلام على عوام الناس
فالظن بك التفريق بين هذا وهذا
ومع هذا فعوام المبتدعة لا يحل مخالطتهم ومؤاكلتهم مطلقاً ولو كان لأجل الدعوة
فالواجب عليك دعوة هذا المبتدع العامي بدون أن تواده فيغتر بك عوام أهل السنة فيفعلوا مثلك وفيوالون هذا المبتدع العامي وهو مقيم على بدعته بل ربما كان باغضاً للسنة وأهلها!!؟
فأحذر يا عبد الله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 01:11]ـ
يا أخي وفقك الله وكأنك تنسبنا الى القول بالهجر لكل من خالف السنة دون بيان أو حوار!!؟
وهذا تجني على إخوانك
هذه قراءتك لنص كلامي.
فالكلام بارك الله فيك على مبتدع قد تقرر حاله وعرف خدنه ويدعو إلى بدعته ويوالي ويعادي عليها
وليس الكلام على عوام الناس
فالظن بك التفريق بين هذا وهذا
حتى من عرف حاله، لم َ نيئس من دعوته ومحاجته ونحن في موقع قوة لكوننا أهل الحق إن شاء الله؟ و "منهاج السنة" خير مثال.
ثم كيف تحصل الدعوة لا أقول بدون "مؤاكلة" - فهذه من كيسك - ولكن بدون احتكاك ومعاشرة ومواجهة. عن طريق "الشات" ربما!
ومع هذا فعوام المبتدعة لا يحل مخالطتهم ومؤاكلتهم مطلقاً ولو كان لأجل الدعوة
هذا الكلام فيه نظر، ولو فصلت في الأمر لخرجت من هذا الإطلاق الذي ما فتئت تصر عليه.
فالواجب عليك دعوة هذا المبتدع العامي بدون أن تواده فيغتر بك عوام أهل السنة فيفعلوا مثلك وفيوالون هذا المبتدع العامي وهو مقيم على بدعته بل ربما كان باغضاً للسنة وأهلها!!؟
أربأ بك أن تعتقد التلازم بين "الدعوة" و "الموادة"!، روى البخاري عن أبي الدرداء أنه قال (إنا لنكشر فى وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم)، ولا يخفى عليك أن التكشير هنا هو الابتسام أو الضحك، ومع ذلك لا يلزم من هذه المخالطة المودة القلبية، كما ترى.
فأحذر يا عبد الله.
على العين والرأس.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 02:07]ـ
هذه فائدة احتفظت بها، أيام اشتعال فتنة التبديع ـ ولله الحمد الفتنة قد خمدت وتحول هواة هذا الفن من الطويلبة إلى أضحوكة الناس ـ
هذا الكلام عبارة عن رد للشيخ الطيباوي على القوم، رأيت من الفائدة نشر قسم منها، تفضلوا وبالله التوفيق.
توطئة:
يحرص بعض الشيوخ الأفاضل على بيان منهج أهل السنة و الجماعة و توضيحه للمسلمين في عصر غلب عليه الابتداع و مخالفة منهج الأوائل من هذه الأمة، ولكن كلام هؤلاء المشائخ إن لم يقيد ويكرر بشكل مستمر يسيء فهمه بعض الأتباع، ومن قل نصيبه من الفطنة و البحث، فبينما نتوخى من تعريف الناس بهذا المنهج و محاولة تعميمه قطع الطريق أمام البدع و الفتن، و المفاسد التي تتصيد الأبرياء من أبناء هذه الأمة، نجد أنفسنا نتيجة سوء فهم هذا المنهج و سوء تطبيقه، نعين على انتشار البدعة و نسهل لها الطريق، و نفسح لها المجال لتنمو وتقوى وتخاطب الناس و توصل إليهم شبهاتها، ولا أحد يعارضها و يواجهها بالحجة و البيان، لأنه فهم من هذا المنهج المقاطعة و المنابذة و الهجر بإطلاق ودون تفصيل
فتجد هؤلاء الأتباع لا يميزون بين الرؤوس المطاعين من المبتدعة، و بين الأتباع العاديين من العوام و سائر المسلمين، فينزل حكم أهل السنة على رؤوس البدعة على غالبية المسلمين، لأن غالبيتهم إما أشعري أو صوفي أو طرقي أو تبليغي أو إخواني و غير ذلك، فتجده في الأخير قد هجر الأمة برمتها و أغلق على نفسه في هامش المجتمع لا يحاور أحدا ولو كان غلاما عمره 15 سنة، لأنه عنده مبتدع يجب هجره وعدم مخاطبته و مجالسته و غير ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
فيعامله كما عامل أهل السنة الجعد بن درهم، و الجهم بن صفوان،و الحلاج، و ابن عربي، و الغزالي و غيرهم، وفي هذا تجن على المسلمين وظلم لهم و إعانتهم على البقاء في البدعة
فإذا كان التابع للمبتدع يعتقد أن شيخه من كبار أهل السنة،و أننا نحن مجسمة و خوارج و متخلفون و مبتدعون وظاهرية و حرفية، و أدعياء وغير ذلك، ويرى الأمة كأنها أطبقت على ذلك، فالعلماء في البلدان الإسلامية، و الأئمة في المساجد كلهم مخالفون لأهل السنة، و يجد طائفته كبيرة و عريضة ومنتشرة في العالم، ولها كتبها ومجلتها وقنواتها التلفزيونية، و علماء في التفسير و الحديث و الفقه و أصوله و الاعتقاد،ولها جامعات و معاهد، و أمثاله كثر ماذا يضره إذا هجرناه و قاطعناه؟
لا شك أننا سنريحه منا،ومن انتقاداتنا، ومن تأنيب ضميره عندما نحسسه بأنه يخالف رسول الله صلى الله عليه و سلم، و يخالف أئمة السنة الذين يُشبِه عليه شيوخه بادعائهم إلى انفسهم
لاشك أن الاعتقاد بأن هجر مثل هذا يضره و يغيضه و يميته كدما شعور باطل عقلا وواقعا
وعليه وجب إفهام أتباع أهل السنة بحقيقة منهج أهل السنة، وبضوابطه و مقاصده حتى لا يصدق عليهم المثل عندنا: جاء يسعى فودر [أضاع] تسع، أو جاء ليكحل لها فأعماها
فهذه محاولة متواضعة مني تسلط الضوء على بعض المقاصد الشرعية في هذه المسألة، ففيها محاولة الإجابة عن عدة إشكالات منها:
1 ـ هل منهج المقاطعة و الهجر و عدم المجالسة و المخاطبة و المناكحة يطبق على أئمة المبتدعين و رؤوسهم و المطاعين فيهم وحدهم أم نطبقه كذلك على أتباعهم كل أتباعهم؟
2 ـ هل نهي السلف الصالح عن النظر في كتب المبتدعة في علم الكلام يتناول كذلك كتبهم في الفقه و أصوله و الحديث و علومه و غير ذلك من العلوم الشرعية خاصة إذا خلت من بدعهم؟
3 ـ هل هذا المنهج من باب سد الذرائع، ووسيلة لصد الضرر عن المسلمين، فهو معلق على الغاية منه و يزول بزوالها أم أنه أصل بحيث لا تنكح أخت المبتدع و بناته، ولا ينظر في كتبه ولا يجالس و لا يخاطب في جميع الأحوال و بدون استثناء؟
القواعد العلمية:
المسلم الحريص على إنزال الناس منازلهم، الحريص على تحقيق المصالح الشرعية دون مفسدة راجحة عليها، يعلم أن القواعد الشرعية في معاملة المبتدع والفاسق، سواء في الحدود أو العقوبات أو التعزيرات و ما إلى ذلك، يجب المحافظة على فعلها، فإنها إنما شرعت لتحفظ الشريعة، ولكنه يعلم في نفس الوقت أنه يجب كذلك المحافظة على قدرها و محلها و حالها، بحيث لا يتعدى شيء من شروطها ولا أحكامها،فإن دم المسلم وعرضه و شرفه و كرامته وحرمته عظيمة فيجب مراعاته بكل ما أمكن"
وقد فطر الله عقول عباده على استقباح وضع العقوبة و الانتقام في موضع الرحمة و الإحسان، فإذا وضع العقوبة موضع ذلك استنكرته فطرهم وعقولهم أشد الاستنكار و استهجنته أعظم الاستهجان، وكذلك وضع الإحسان و الإكرام موضع العقوبة و الإنتقام
فيجب التأني و الصبر في الدعوة إلى الله، و أن لا يعجل بالعقوبة و الدعاء على العصاة و المبتدعين، بل يصبر ولا يلجأ إلى العقوبة حتى يستنفذ كل الطرق الشرعية، و يصير قادرا على عقوبتهم وردعهم
فالبدء يكون بتعظيم شعائر الله،و تعليم شرائعه، و جهاد أعدائه بالحجة و البيان ببصيرة في الدين تقتضي وضع الرهبة في مكانها و الرغبة في مكانها، وهنا تكمن القوة على الدعوة إلى الله على بصيرة، فالداعي يدرك بالبصيرة الحق و مواطن التشابه و الاختلاف ووجوه الترجيح بين المصالح و المفاسد، و بالقوة يتمكن من تبليغ الحق و تنفيذه و الدعوة إليه بكل السبل المشروعة، والله تعالى لم يترك دينه هملا تتقاذفه الأهواء و الرغبات و النزوات، وتقرره الشبهات و الشهوات، بل قد نصب أعلام الحق في كل مكان وفي كل حين ترد إلى الدين التائه و الزائغ، وترد عنه الشواذ، قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ:"إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنها و ينطق بعلاماتها فاغتنموا حضور تلك المواطن و توكلوا على الله"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك لا يكفي أبدا إثبات القاعدة الشرعية و إطلاقها مجردة من كل قيد و شرط،فيعم المنكر بها لأنها وضعت في غير موضعها، ذكر الذهبي في " سير أعلام النبلاء" {88/ 15} وهو يتحدث عن التكفير ووجوب الاحتياط في إطلاقه على المسلم:" قلت: و بنحو هذا أدين و كذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الأمة، ويقول قال النبي صلى الله عليه و سلم:" لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن، فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم"
ولم أكن أظن ولا كان يدور في خلدي أنه يمكن دفع التكفير بهذا الحديث، الذي لم يكن يخرج عندي من فقه الطهارة،ولم أتوقع يوما أن يحتج به في الأسماء و الحكام
فإذا كانت السنة لا تقوى ـ كما هو مشاهد اليوم في غالب البلدان الإسلامية ـ على توصيل خطابها الدعوى إلا بجهد جهيد ولم تُركز قواعدها التأسيسية في كثير من المجتمعات، فالأحرى بنا أولا توطيد قواعد السنة و تثبيت دعائمها، و رد الشارد عنها بالدعوة و الحكمة و التأليف، ثم إذا قدرت على رده وهو راغم فعلت
وهذا سلوك منا لطريق استقراء المذاهب للنظر أيها أقرب إلى القصد و التوسط فنأخذ به، فإن النظر في مآلات الأفعال مقصود شرعا، فكل فعل واجب أو مباح آل إلى ما لم يقصد الشرع، أو آل إلى تعطيل أصل أهم منه فيجب الانكفاف عنه إلى حين يعلم تحقق المقصد الشرعي منه، وفي هذا يدخل كما قال علماء الأصول {الشاطبي في الموافقات}: قاعدة الذرائع [التي منها هجر المبتدع]، وقاعدة مراعاة الخلاف، وقاعدة الاستحسان، وقاعدة الحيل المشروعة، وقاعدة المعاريض، و قاعدة إقامة المصالح الشرعية و إن عرض في طريقها بعض المناكير
هذا ما سنحاول الإجابة عنه بجمع المتماثلات من نصوص الأئمة، فنذكر المطلق من نصوصهم ونقيده بالمقيد مع توجيهه بحيث لا يظهر التناقض من نقل النصين، و إن كان بعض الأفاضل قد ذكر طرفا كافيا من نصوص الأئمة و ذكر ما يقيدها و يخصصها، إلا أن عدم التصريح بمجال العمل بالمطلق ومجال العمل بالمقيد ولد إشكالا في فهم كلامهم
الاتفاق المعتبر يكون في الكليات:
و إن كان من الناس من يأبى إلا الخصومة و العداوة، و قد يظن صديقه عدوا و عدوه صديقا إذا فقد القدرة على التمييز، فحاله ترك العلم و أهله إلى رأيه وهواه،وهوى الجاهل السب و الشتم و الوقيعة في الناس،و إن سمى ذلك الجرح و التعديل،وكذلك هواه القطع في المشتبه و الغلو في الانتصار، فإن عارضه أحدهم فزع إلى أهل العلم يستمد منهم العون و لم يستعد للعلم قبل ذلك، و لجأ إلى أقوال أهل العلم ينتقي منها ما يعجبه، ولم يتعلم قبل ذلك كيف ينظر فيها، فيصير مثله مثل حاطب الليل يجمع ما وقعت يداه عليه،حتى إذا بان الصبح و بلجت أنواره و جد في حزمته مالا يباع و لا ينتفع به عند أهل العلم ولا في القبر، بل قد يجد حية رقطاء أو عقرب سوداء تلدغه أو تلدغ غيره
ونحن يهمنا موافقة إخواننا في المنهج و مناصرتهم على أهل الباطل قل باطلهم أو كثر، و شد أزرهم و معاونتهم،ولكن على الحق، و إن بدا هذا الحق لقصور أفها منا و فساد تصورنا أن فيه وهنا لمنهجنا أو تضعيفا لجماعتنا، فإن الحق كيف أدير حق، و لا يقود الحق إلى باطل بحال، قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه:" لا تشرك به شيئا وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق، فاقبل منه و إن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه و إن كان قريبا حبيبا" {شرح السنة للبغوي:199/ 1}
فيجب أن يعرف الإخوة الأفاضل ـ وفقهم الله لكل خير ـ أننا موافقون لهم في كليات المسألة و إن اختلفنا في بعض جزئياتها من حيث الإعمال في الزمان و المكان؛ و الموافقة في كليات قضية ما يعني الموافقة في أصولها، و بالأصول تضبط المناهج، فإن الناظر في المسائل الشرعية إما ناظر في قواعدها الأصلية أو في جزئياتها الفرعية
و ما أوصله الدليل في فروع المسألة هو الحكم في حق الناظر، و قد يلوح الخلاف إذا كان احدنا ناظرا في جزئي القضية، و كان الآخر ناظرا في كلياتها بالاستقراء و التعامل و الاستبصار0
وعليه، فالاختلاف في جزئي قضية مع الاتفاق على كلياتها يكون داخلا في باب التعارض و الترجيح لقيام الاحتمالات المرجوحة عند أحدهما و عدمها عند الآخر آو العكس0
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن وافقك على كليات قضية معينة فقد أعانك عليها أشد الإعانة، و بالتالي صار الاختلاف في تحقيق مناطها الأمر فيه سهل، فإن اتفقتما فذلك حسن، و إلا فلا حرج لاتفاقكما على كلياتها 0
فإن الخلاف إن كان لفظيا لم يكن ذلك منافيا لاتفاقنا من جهة المعنى، و إن كان النزاع معنويا فهو أيضا قسمان: أحدهما: اختلاف تنوع بأن يكون هؤلاء يثبتون شيئا لا ننفيه نحن، أو نحن ننفي شيئا لا يثبته هؤلاء الأفاضل، فهذا أيضا ليس باختلاف معلوم، إلا إذا كان كل منا يدفع ما يقوله الآخر من الحق، فإذا كان أحدنا يثبت حقا و الآخر ينفي باطلا،كان على كل منا أن يوافق الآخر0
فإن بعض الناس قد لا ينتبه إلى ما نريد إثباته في هذا المقال و انه لا ينفي ما قرره بعض الأفاضل و يظن المقالتين متناقضتين، ولا يدري أننا نقيد الإطلاقات ولا ننفيها، ونخصص العام ولا ننفيه 00
و الوقوف على جزئيات قضية الهجر دون النظر أولا في كلياتها،كما فعل الإمام احمد و ابن تيمية في رسالته" الهجر الشرعي
"، ومعرفة مناطها يقود دائما إلى إنزال النصوص على غير وقائعها، فيتخلف المقصد الشرعي و تفوت المصالح الشرعية 0
و قد ذكر شيخ الإسلام في " المنهاج" {65/ 1} قاعدة جامعة، يمكن من خلالها ضبط هذه المسألة بشكل فعال دون غلو أو تفريط، قال:" المقصود دعوة الخلق إلى طاعة الله بأقوم طريق فيستعمل الرغبة حيث تكون أصلح و الرهبة حيث تكون أصلح، ومن عرف هذا تبين له أن من رد الشهادة و الرواية مطلقا من أهل البدع المتأولين فقوله ضعيف، فإن السلف قد دخلوا بالتأويل في أنواع عظيمة، ومن جعل المظهرين للبدعة أئمة في العلم و الشهادة لا ينكر عليهم بهجر ولا ردع، فقوله ضعيف أيضا، وكذلك من صلى خلف المظهر للبدع و الفجور من غير إنكار عليه ولا استبدال به من هو خير منه مع القدرة على ذلك فقوله ضعيف، وهذا يستلزم إقرار المنكر الذي يبغضه الله ورسوله مع القدرة على إنكاره وهذا لا يجوز0"
فهذا هو المنهج السلفي الذي نريد تقريره وضع الرهبة في مكانها ووضع الرغبة في مكانها، ووقف ذلك على القدرة0
و إذا كان من الإنصاف أن نقول: إذا كان من الخطأ اعتبار جزئيات الشريعة دون كلياتها، فإن إهمال الجزئيات بالإعراض لا بالترجيح،كما يفعل من أزال من قاموسه لفظ البدعة أو صار يطلقه على من يخالفه، ولا يطلقه على غيره و إن كان مبتدعا هو كذلك خطأ فادح، ولكن الذي حرصت عليه في هذا المقال أن نجعل الحكم تابعا للدليل، و لا نجعل الدليل تابعا للحكم0
بمعنى لا نحكم على المبتدع أو الرجل أو الطائفة بحكم مطلق ثم نتطلب لذلك الدليل، فإن العالم متى نظر في دليل على مسألة احتاج إلى البحث عن أمور كثيرة، لا يستقيم إعمال الدليل دونها، و النظر في عمل السلف الصالح من حيث المقاصد معين و مبين لمجملها0
أقول هذا لأن الاعتماد على عمل السلف الصالح دون اعتبار الفوارق و المقاصد يؤدي حتما إلى التعارض والاختلاف في فهم كلامهم، ولذلك لا تجد فرقة من الفرق إلا و لها أدلة على مذهبها هي من جنس ظواهر الأدلة، و لذلك وجب على الناظر في الدليل الشرعي مراعاة مافهمه السلف الصالح و ما كانوا عليه في العمل بهذا الدليل، فتعرف لماذا ناظروا فلانا و امتنعوا عن مناظرة الآخر؟، و لماذا في الزمن المعين أو في ذاك المكان كانوا يدفعون بالتي هي أحسن وفي مكان آخر كانوا يعاقبون و يهجرون؟، لماذا في ظروف معينة رووا عن القدرية و الشيعة و المرجئة وفي ظروف أخرى امتنعوا؟ أو لماذا رووا عن القدرية و المرجئة و بعض المعتزلة و امتنع بعضهم عن الرواية عن أصحاب الرأي مع اتفاق جميعهم على أن الرأي دون القدر و الإرجاء؟، لماذا فرقوا بين الداعية و غير الداعية؟، لماذا فرقوا في المجالسة بين المخاصم وغير المخاصم و غير ذلك من فوارق؟
فهذا المنهج في التحري هو أحرى بالصواب و أقوم في العلم و العمل0
فلا يجب أن نخشى من الحق لأن بعض من لا نحب قد قال به، فإن الحق حق كله و الباطل باطل كله، ونحن ندعو إلى الحق كله وهو يدعو إلى بعضه، وهذا وجه الفرق بيننا و بين مخالفنا، نحن نأخذ بالسنة كلها سنة العقائد و سنة الأحكام وهو يأخذ ببعضها0
منهج أهل السنة في تقرير الأدلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
و المؤسف أن بعض إخواننا ممن حاورناهم وناقشناهم يحرس على مذهب أهل السنة و الجماعة في المسائل،ولا يحرص عليه في الدلائل، فيحاول أن يقرر مذهبهم بطريقة بدعية، ولا يتنبه إلى ذلك، أو يأخذ بقول بعضهم ويزعم أنه الإجماع و الاتفاق و غير ذلك0
ولا غرابة أن يثور هؤلاء علينا، ولا غرابة أن تنتهي الأمور إلى العراك و الشجار و قلة الأخلاق، فإن الساحة مملوءة برؤوس جهال يصدون الناس عن سبيل الله و يبغونها عوجا، يتكلمون بغيرعلم ولا إنصاف، يغمطون الناس حقهم، إذا خالفتهم قامت قائمتهم، فثاروا ولجلجوا و حد لجوا ثم انكمشوا
فليس معهم قيراط معرفة، ولا فلس من علم صحيح، ليس معهم من الحجج و الأدلة إلا أنهم جالسوا فلانا و سمعوا علانا يقول 000000
فمثلهم و مثلي كمثل رجل تأهب للعراك ليدفع عن أصحابه، فإذا بأصحابه يمسكونه بحجة كفه، وهو يتلقى الضربات ممن أراد الاعتداء عليهم، فكان معهم على منوال من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل 0
المهم أن نوضح لإخواننا منهج أهل السنة و الجماعة في تقرير الأدلة و ترتيبها إشارة منا إلى وجوب تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، و التي قد يظن بعضهم أن في الغلو فيها و التشدد صيانة للسنة و إخمادا للبدعة، وهي في الحقيقة مما يوهن السنة و يقوي البدعة، فحتى لا نصب الزيت على النار نقول:
قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله و اتقوا الله إن الله سميع عليم} "الحجرات"0
قال شيخ الإسلام في تفسير هذه الآية: أي لا تتخذوا موقفا قبل أن تعرفوا حكم الله و رسوله فيه، إذا اعتقدنا مقالة أو مذهبا ثم ذهبنا نبحث عما يؤيدها من أقوال أهل العلم، فننقل من كلامهم ما يوافق شعورنا و اعتقادنا القبلي، ونترك من كلامهم ما لا يتوافق معه، وهو في الموضوع نفسه، نكون قد تقدمنا بين يدي الله ورسوله و بالتالي وقعنا في عدة محظورات:
1 ـ التزوير ولو لم نقصده، إذ الأمانة العلمية تقتضي نقل الدليل الدال على المطلوب و الجواب على ما يخالفه، وهذا معنى قول بعض السلف: أهل السنة يكتبون مالهم و ما عليهم، و أهل الأهواء يكتبون مالهم ولا يكتبون ما عليهم، و إلا كان قولنا ناقصا غير تام، و الشعور بالعلم خلاف الشعور بالجهل، ومن لم يتم أدلته لا يشعر بالعلم، ولا بسكون قضيته في نفسه، لأن مبتغاه العلم و الاطمئنان إليه، فالشعور بالعلم يقتضي تكميل الأدلة و النقل، ومن وجد أقوالا تخالف أقواله وهي لأهل العلم الذين ينقل عنهم، ثم يغفل نقلها وهي مع تلك التي نقلها بجانبها، فيأخذ ما يوافق مذهبه و يترك الأخرى بجانبها، فهذا صاحب هوى ينتقي من كلام أهل العلم ما يوافق كلامه و يترك ما يخالفه، و إن كان بسبب آخر فهو غافل عن تمام الدليل0
2 ـ فإن وقع في مثل هذا بسبب اعتقاد الرجحان و لغفلة يذهل بسببها عن علمه فهو غافل، و إن تعمد ترك الجواب عن أدلة المخالف من أهل السنة الذين يعتمد عليهم فقد قل نصيبه من تقوى القلوب، فالحق عنده ما يعتقده لا ما قامت الأدلة عليه 0
3 ـ الذين يقلدونه في مذهبه من أصحابه و رفقائه إدا وجدوا عند غيره خاصة إن كان من خصومه و أعدائه النقل مستوفيا عن أهل العلم، وفيه مالم يذكره هو، فإما يقودهم ذلك إلى البغي و العدوان محبة له و تقليدا له، و إما ينفروا منه ومن طريقته و يقبلوا على طريق خصمه، ويكون هو السبب لأنه لم يحصنهم بالعلم وتركهم عرضة للشبهات تتخطفهم، ولو وفى النقل و أعطى الأدلة حقها من النظر و طرد أصوله لأغلق باب الشبهات عن العوام، فترك الرد القويم والاكتفاء بالتحذير قد لا ينفع أحيانا0
كتب بعض الأفاضل في هده المسألة و انتحى كل منهم ناحية موافقة لمنهجه و طريقته، ومنهم من أكثر من إيراد مقالات السلف و عبارات لهم حملها مالم تحتمل أو ميعها من جوهرها، وهنا يكمن الإشكال فإنه إدا نظر القاريء في كتبهم ظن أن دلك هو مذهب السلف الصالح و الحقيقة غيرذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
و كما قال شيخ الإسلام يعمد بعضهم إلى كلام الأئمة الذي أطلقوه على سؤال معين أو عن شخص معين، فيعممه ويحكم بأن مذهبهم الهجر مطلقا و عدم النظر في كتبهم مطلقا و غير ذلك قال:" وكثير من أجوبة الإمام احمد و غيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد علم المسؤول حاله أو خرج خطابا لمعين قد علم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه و سلم إنما يثبت حكما في نظيرها، فإن أقواما جعلوا ذلك عاما فاستعملوا من الهجر و الإنكار مالم يؤمروا به فلا يجب ولا يستحب وربما تركوا به واجبات آو مستحبات و فعلوا به محرمات"
المدخل:
ثبوت النص لا يعني ثبوت العمل به:
من المعلوم أن هجر المبتدع وعدم مجالسته وعدم النظر في كتبه وغير ذلك، هو من باب العقوبة لكف ضرره على المسلمين و على نفسه، وهذا مذهب أهل السنة و الجماعة قاطبة، وليس تقرير هذا المذهب و بيانه للناس هو المشكل، فيأخذ بعض الناس في نقل كل ما يقع تحت أيديهم من نقول عن السلف الصالح لتقريره، بل المشكلة في تنزيله على الوقائع تحقيقا لمصلحة تشريع هذا الحكم، فالنص بحد ذاته لا يستلزم نقله و إثبات صحته العمل به مباشرة بإطلاق، ودون اعتبار لحكمة هذا النص0
فالنص الصحيح قد تعارضه نصوص أخرى أقوى منه تقيده أو تحدد مجال العمل به مكانا وزمانا،
بالفرق بين دليل مشروعية الحكم و بين دليل وقوع الحكم، الأول نثبته من الكتاب و السنة بينما الثاني يكون بالعلم بسبب الحكم و شرطه وموانعه، فلإن قلنا: هجر المبتدع وعقوبته ثابت بالنص و الإجماع، يبقى إثبات تحقق علته و سببه وعدم فوات شرطه و انتفاء الموانع، وكما قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" لو فرضنا أن النبي صلى الله عليه و سلم نص على خلافة رجل ما بعد وفاته ثم لما أرادنا أن ننصب هذا الرجل تطبيقا لهذا النص عارضه آخرون من أهل الشوكة، وعرفنا أنه ستكون فتنة و قتال و سفك للدماء كان المطلوب منا شرعا تنصيب من تجتمع عليه الأمة ولو لم ينص عليه النبي صلى الله عليه و سلم، و ليس هذا تعطيلا لنص النبي صلى الله عليه و سلم، بل العمل بما هو أقوى و أوجب و اوكد من النصوص الأخرى، التي تستوجب حفظ دماء المسلمين و جمع كلمتهم0
قال ابن تيمية في " المنهاج" {553/ 1}:" و النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أمته بما سيكون و ما يقع بعده من التفرق، فإذا نص لأمته على إمامة شخص يعلم أنهم لا يولونه، بل يعدلون عنه و يولون غيره يحصل لهم بولايته مقاصد الولاية، و أنه إذا أفضت النوبة إلى المنصوص حصل من سفك دماء الأمة مالم يحصل قبل ذلك ولم يحصل من مقاصد الولاية ما حصل بغير المنصوص، كان الواجب العدول عن المنصوص"
و الواجب هنا هو الواجب الشرعي، فها هنا واجبان يتدافعان أحدهما أكبر من الآخر وهو واجب حفظ دماء الأمة و ووحدتها على واجب تولية المنصوص عليه.
فموجب الترجيح هنا هو الواقع و المتاح الممكن، و لذلك يقرر علماء الإسلام و فقهاؤه أن التكليف مرهون بالممكن من العلم و الممكن من القدرة.
فهجر المبتدع و مجالسته و علمه من باب العقوبة، و العقوبة تكون من القوي و ليس من المستضعف فالسنة تعاقب إذا كانت هي الحاكمة لا يحق لها إلا معاقبة المبتدع بالطريقة المتطابقة وبدعته، إما بهجر كلامه ومجالسته، و إما بضربه و حبسه، و إما بقتله إذا كانت بدعته كفرا غليظا، فالضرب كما فعل عمر مع صبيغ، و القتل كما فعل المسلمون مع الجعد بن درهم، وجهم بن صفوان، و غيلان القدري وغيرهم، وعليه فإن نقل النصوص عن السلف الصالح في الفترات التي كانت فيها السنة ظاهرة معلومة للمسلمين قوية، و الأمراء سنيون يأخذون بنصائح الأئمة و غير ذلك، و محاولة تطبيقها و السنة غير معروفة عند الناس، غير ظاهرة و أهلها مقموعين إنزال لهذه النصوص في غير محلها، و قتل للسنة و تضييق عليها، ففي حين هي بحاجة إلى الانتشار، و أن تعرف الناس بنفسها و تظهر نضيق عليها بعزلها عنهم0
ولكن قبل تفصيل هذه النصوص و المنقولات عن الأئمة وتوضيح وجه الخطأ في تطبيقها لابأس بذكر بعض المقاصد الشرعية العظيمة فإنها معينة على فهم الموضوع، فنقول:
الفرق بين الواجب المقدور عليه و الواجب غير المقدور عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ يجب على السلفيين التفريق بين الواجب المقدور عليه والواجب غير المقدور عليه، فلا شك أن هجر المبتدع و عقوبته واجب شرعي لا شك في ذلك، ولكن واجب تحصيل القوة، و الدعوة إلى الله، و تبليغ الناس الحجة، و نشر التوحيد و السنة أوكد من واجب عقوبة المبتدع، فإن تعارضا بسبب ضعف أهل السنة، وجب تقديم واجب الدعوة إلى الله و رسوله على وجوب العقوبة، فاعتبار حال القوة و حال الضعف أصل عند أهل السنة، فالإمام احمد لما قيل له:" من قال القرآن مخلوق؟ قال: الحق به كل بلية، قال إسحاق: فيظهر العداوة لهم أم يداريهم؟ قال: أهل خراسان لا يقوون بهم" نقله ابن تيمية عن الخلال في "كتاب السنة" 0
و ابن تيمية قعد أصلا مهما جدا دل عليه القرآن بصراحة، وواجب تقديمه على قول كل واحد من دون الله و رسوله، فقال:" فالصبر مأمور به مطلقا، و أما العفو و الصفح فإنه جعل له غاية وهو أن يأتي الله بأمره، فلما أتى بأمره بتمكين الرسول و نصره صار قادرا على إلزامهم بالمعروف و منعهم من المنكر، صار يجب عليه العمل باليد في ذلك ما كان عاجزا عنه، وهو مأمور بالصبر في ذلك كما كان مأمورا بالصبر أولا" استنادا إلى قوله تعالى: ٍ {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}
فالسنة إذا كانت ضعيفة في الزمان و المكان فعليها الصفح و الصبر، و إذا كانت قوية في الزمان و المكان فعليها العقوبة و الهجر و تغيير منكر البدعة باليد 0
فهل في مقدور أهل السنة اليوم الدعوة إلى منهجهم، و تعريفه للناس،و إظهاره لجمهور المسلمين مع منهج الهجر: المجالسة و المناظرة والاستفادة من بعض كتب المبتدعة في مجال الحديث و الفقه و أصول الفقه؟، أم أنهم بحاجة إليها ولو بعضهم أو في بعض البلدان، ولا يقوون على معاقبة المبتدعة لأنهم قلة مستضعفة خرج القضاء و الولايات و منصب الفتوى و إمامة المساجد من أيديهم؟، فغير ممكن أن يهجر بعض الناس مئات الآلاف في مدينتهم؟ 0
فمن الأصول الكلية كما قال شيخ الإسلام في " المجموع" {304/ 20}:" إن المعجوز عنه في الشرع ساقط الوجوب، و أن المضطر إليه بلا معصية غير محظور، فلم يوجب الله ما يعجز عنه العبد [كمعاقبة المبتدع]، ولم يحرم ما يضطر إليه العبد [كالتعلم منهم و النظر في بعض كتبهم] "0
و السنة اليوم غير ظاهرة في أغلب بلدان المسلمين، غير معروفة للمسلمين، و أهلها ضعاف مستضعفين ليس بأيديهم شيء لا المساجد و لا القنوات الإعلامية، و الجامعات الدينية، ولا مجالس الفتوى، و لا الحكام هم من أهل السنة، عاجزة حتى عن الاجتماع، فإذا قلنا: لا يناظر المبتدع إلا أمام الحاكم كما ورد عن بعض علماء السلف، أمكن هذا أمام معاوية وعبد الملك بن مروان و هارون الرشيد و المتوكل وغيرهم ممن كانوا يسمعون من أئمة السنة، و قد ناظر أئمة السنة الجهمية أمام المأمون ولم ينصفهم وكذلك أمام المعتصم، بل عذبهم و قتلهم و سجنهم لأنه كان جهميا، ولكن لما ناظروا أمام المتوكل وكان سنيا أظهر السنة و أخمد البدعة، فأمام المعتصم لم يكن الإمام احمد يقول كما نقل الأئمة عنه:"لا تولي فلانا القضاء لأنه جهمي وفيه ضرر على المسلمين"، لان المعتصم لم يكن ليسمع له، و لكن لما طلب منه المتوكل ذلك قام به و سجل قائمة الذين لا يجب توليتهم القضاء، فعندما كان ضعيفا ناظر و سجل و كتب ولم يعاقب لأنه كان ضعيفا، ولما قويت شوكته بمجيء المتوكل ترك مناظرتهم وشرع في معاقبتهم بالفتوى:بسجن بعضهم، وعدم تولية بعضهم و هجر آخرين كما صح عنه، قال شيخ الإسلام مبينا أصل التفريق بين معاملة السنة للبدعة حين تكون السنة قوية ومعاملتها لها حين تكون ضعيفة:" ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة و التنجيم بخراسان و التشيع بالكوفة و بين ما ليس كذلك، و يفرق بين الأئمة المطاعين و غيرهم و إذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه، ولذلك ذكر الخلال في " كتاب السنة" عن إسحاق انه سأل الإمام احمد:" من قال: القرآن مخلوق؟ قال: ألحق به كل بلية، قلت: فيظهر العداوة لهم أم يداريهم؟ قال: أهل خراسان لا يقوون بهم "
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الإمام أحمد يعتبر قوة السنة و ضعفها فيما يخص معاقبة المبتدعة بالهجر و إظهار العداوة، ومثل هذه النقول التي توضح مقاصد الشرع ومقاصد الأئمة هي التي يجب نقلها، فإنها تمثل الأصول، أما النقول المطلقة من القيود الشرعية فيجب ضبطها بمثل هذه النقول0
وكون الإمام احمد اعتبر هذا الأصل أمر ظاهر كما بيناه، قال شيخ الإسلام في " المجموع" {119/ 28}:" وهذا الجواب منه مع قوله في القدرية لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن أكثر أهل البصرة ومع ما كان يعاملهم به في المحنة من الدفع بالتي هي أحسن ومخاطبتهم بالحجج يفسر ما في كلامه و أفعاله من هجرهم و النهي عن مجالستهم و مكالمتهم"
وهذا الأصل يدل عليه العقل الفطري،فإن الإنسان في حال ضعفه وكونه مستضعفا كما كان الصحابة في مكة له تصرف،و في حال قوته له تصرف آخر،فإن العقوبة بالهجر و غير ذلك وهو ضعيف سيجلب له من المفاسد ما هو أعظم من مفسدة ترك الهجر،بل هذا الأصل بالإضافة إلى كون السنة دلت عليه، فقد دل عليه قبل ذلك القرآن، قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا و اصفحوا حتى يأتي الله بأمره} "البقرة"0
فالصبر مأمور به مطلقا و أما العفو و الصفح فإنه جعل له غاية وهو أن يأتي الله بأمره، فلما أتى بأمره بتمكين الرسول و نصره صار قادرا على إلزامهم بالمعروف و منعهم من المنكر، صار يجب عليه العمل باليد في ذلك ما كان عاجزا عنه وهو مأمور بالصبر في ذلك كما كان مأمورا بالصبر أولا"
فالقاعدة: انه إذا تعذر إقامة الواجبات من العلم، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعوة إلى الله إلا بترك هجر المبتدعة ووجوب مخاطبتهم و مجالستهم،وفي هذا مضرة دون مضرة ترك هذه الواجبات، كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرا من العكس0
فالمسلم يختلف حاله بحسب قدرته و عجزه، بحسب المصلحة و المفسدة، فإن كان مستضعفا الأمر ليس بيديه، أو أن الغالبية لا تطيعه و لا تأبه به فالواجب عليه الصفح والعفو، و إن كان قادرا كأن يكون في بلد السنة فيه معززة و قوية، و الأمر فيه بيد أهل السنة، صار يلزمه التغيير بحسب قدرته 0
فهذا أصل يجب التنبه إليه، وهو الذي ذكره ابن تيمية استنادا إلى القرآن، و إن كان السياق في الكفار إلا أن الآية ذكرتهم على أنهم يريدون تغيير الدين، وهو ما يسعى إليه المبتدع فالمناسبة قوية جدا0
كذلك ما ينقل عنه: من رفضه مقابلة داود الظاهري، و غلقه الباب في وجه بعض المبتدعة، و عدم رده السلام على بعضهم هو وغيره من السلف، على العاقل أن ينزل هذا الكلام منزلته ولا يتجن على الأئمة فإذا كان شيوخ السنة بهذه المثابة من القوة، ورهبة المبتدعة منهم وتوددهم في الدخول عليهم، ومجالستهم وحرصهم على مدارتهم وغير ذلك، فهذا يعني أن السنة قوية حاكمة، وفي مثل هذه الحال لا يجوز إلا ما فعله الأئمة، وهو هذه العقوبات، ولكن اليوم من من المبتدعة يتودد لشيوخ السنة، ويريد الدخول عليهم، ويطلب جاه أبنائهم و أصحابهم لمجالستهم حتى نستشهد بمثل هذه الأقوال و النقول؟
فهل علمتم مبتدعا كالبوطي و القرضاوي و الغزالي فعل مثل هذا مع الشيخ الألباني أو ابن باز أو غيرهم؟
النظر في كتب المبتدعة:
أما النظر في كتب المبتدعة، فإن الاحتجاج بالنقول عن السلف بإطلاق فيه نوع تقصير، فإن السلف فرقوا بين الداعية و غير الداعية، و هذا يعني عدم التشييخ، و عدم التشييخ من العقوبة، أما إذا كان أهل السنة بحاجة إلى علم المبتدع ولو كان داعية،فإن مصلحة تحصيل هذا العلم مقدمة على ضرر تشييخه لان تحصيل العلم واجب أصلي، و عدم تشييخه من باب العقوبات لا من باب الأصول، وقد يحصل هذا في البلدان التي يقل فيها علماء السنة في شتى التخصصات، ومعلوم أن غالب الجامعات في الدول الإسلامية القائمون عليها مبتدعة ومن كبار الدعاة، كالبوطي و القرضاوي و الطنطاوي و غيرهم وفي هذه الجامعات يدرس كثير من أهل السنة، فواجب تحصيل العلم مقدم على واجب هجر هؤلاء المبتدعة
و لتوضيح هذه القضية وهي كون المعجوز عنه ساقط الوجوب حتى تتوفر القدرة و الاستطاعة نقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
في مسألة التفريق بين الداعية و غير الداعية، و الحاجة إلى الداعية في بعض الأمكنة أو الأزمنة تأتي مسألة "مالا يتأتى له فعل الحسنة الراجحة {طلب العلم} إلى بسيئة دونها في العقاب {تشييخ المبتدع}، فهذه المسألة لها صورتان:
1 ـ إن مالا يتم الواجب أو المستحب إلا به فهو واجب أو مستحب، ثم إن كان مفسدته دون تلك المصلحة لم يكن محظورا،كأكل الميتة للمضطر، والتعلم من المبتدع للمضطر هو من هذا الباب، ونحو ذلك من الأمور المحظورة التي تبيحها الحاجات كلبس الحرير في البرد، ومجالسة المبتدع لنصحه وكشفه أمام أتباعه و غير ذلك، فما بالك بمجالسة أتباع المبتدعة،فإن الناس لما نظروا في نصوص أئمة السنة وهي تتكلم عن أمثال طلق بن حبيب، و عمر و بن عبيد، و الكرابيسي و غيرهم لم ينزلوها على البوطي و القرضاوي و الغزالي و غيرهم، ولكن انزلوها على البسطاء و العوام، فهجروا المسلمين كلهم لأنك لو نظرت إلى المجتمع المسلم في مصر أو الجزائر أو سوريا لوجدت الناس فيه من الأشاعرة و الطرقية،والصوفية، و الإخوانيين،و التبليغيين، وغير ذلك، فانتهى الأمر إلى هجر كل المسلمين، ومعلوم شرعا أن هؤلاء لا يصح تسميتهم أئمة الضلال أو دعاة البدعة و غير ذلك، فهذا مالم يفهمه الأتباع أنزلوه على الناس برمتهم، فوجدوا أنفسهم في عزلة تامة، لا يقدرون على تبليغ ولو كلمة من الحق، و قد بدؤا الناس بهذا العداء0 ولم يميزوا بين الرؤوس و الأتباع0
وجوب التمييز بين رؤوس البدعة و أتباعهم"
إن الخلل الموجود حاليا في عرض منهج أهل السنة و الجماعة في معاملة المبتدع يشكل خطورة كبيرة على الدين، فتفريق السلف بين المبتدع الداعية و غير الداعية لم يأت اعتباطا،بل أصول الشريعة يدل عليه، ولتوضيح هذه النقطة حتى لا يقع منا الظلم على عوام المسلمين نبحث هذه النقطة بشيء من التفصيل:
جاء في " كشف القناع" {420/ 6}:" إن تفسيق المقلد بالبدعة التي يكفر بها الداعية قول المجد، واختار الموفق عدم تكفير الداعية المجتهد في رسالته إلى صاحب التلخيص لقول أحمد للمعتصم:يا أمير المؤمنين"
فهذا القول و إن كان مرجوحا ضعيفا أقصد قول المجد ابن تيمية، ومع ذلك فيه توضيح شديد بوجوب التفريق بين الداعية و بين من يقلده في بدعته، فإذا كفر الداعية لم يلحق التكفير المقلد بل فسقه فقط، وهذا في بدعة غليظة فما بالك فيماهو دونها0؟
و معلوم أن غالب الأئمة يصحح إيمان المقلد إلا بعض الأشاعرة و المعتزلة ممن أوجب النظر على كل أحد، فإذا كان المقلد يجوز أن يكون مقلده مصيبا و يجوز أن يكون مخطئا، وهو لا يعلم أمصيب هو أم مخطىء، فكيف نحمله مالم يتوقف عليه علمه، أليس هذا ظلما له و تكليفه مالا يطاق0؟
ألا من يرحم عوام المسلمين ولا يكلفهم مالم يكلفهم به الله، قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في " السيل الجرار" {103/ 1}:" مسكين مسكين المقلد ماذا جرى عليه من هذه الآراء التي تشعبت طرائقها و خفيت دقائقها و حقائقها اللهم غفرا0"
فإذا لم يفهم المقلد نفس الحجة، فكيف يفهم أنها أرجح من غيرها؟
و الكلام في التقليد في شيئين في كونه حقا أو باطلا من جهة الدلالة وفي كونه مشروعا من جهة الحكم، فالتقليد و الإتباع الذي ذمه الله هو اتباع الهوى إما للعادة و النسب و إما للرآسة، وقد بين الله أن الواجب الإعراض عن هذا التقليد إلى اتباع ما انزل الله على رسله فإنهم حجة الله التي اعذر بها إلى خلقه0
ولكن هنا يجب التفريق بين المقلد من أهل العلم من المفتين و القضاة من أتباع الأئمة، و بين المقلد الصرف الذي هو العامي، فالمقلد الأول يغلب على ظنه إصابة إمامه المجتهد، كما يغلب على ظنه صدق المخبر،فهذا المقلد متى أصر على قول إمامه الذي ليس معه حجة وترك القول الذي وضحت حجته لمجرد عادة و اتباع هوى فهذا مذموم0
و لكن المقلد الصرف هو:" الذي لم يتأهل للنظر في قواعد إمامه و الترجيح بين الأقوال "إعانة الطالبين" {217/ 4} 0 وقد لا يعرف أسماء علماء مذهبه0
قال في "الإنصاف للمر داوي" {254/ 2}:" المعلن بالبدعة هو المظهر لها ضد الإسرار كالمتكلم بها و الداعي إليها و المناظر عليها، وهكذا فسره المصنف و الشارح و غيرهما، و قال القاضي: المعلن بالبدعة من يعتقدها بدليل و ضده من يعتقدها تقليدا، وقال: المقلد لا يكفر ولا يفسق0"
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هذا الحق الذي لا مرية فيه، ولعل قول ابن القيم الأتي فيصل النزاع ـ أزال الله عنه كل غم وهم كما أزاله عنا بعلمه ورحمته و إنصافه، قال في " الطرق الحكمية" {255/ 1}:"أحدها: الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته إذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى و حكمه حكم المستضعفين من الرجال و النساء، والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا0
القسم الثاني: المتمكن من السؤال و طلب الهداية و معرفة الحق ولكن يترك ذلك اشتغالا بدنياه ورياسته ولذته و معاشه و غير ذلك، فهذا مفرط مستحق للوعيد آثم بترك ما وجب عليه من تقوى الله بحسب استطاعته فهذا حكمه حكم أمثاله من تاركي بعض الواجبات فإن غلب ما فيه من البدعة و الهوى على ما فيه من السنة والهدى ردت شهادته و عن غلب ما فيه من السنة و الهدى قبلت شهادته0
القسم الثالث: أن يسأل و يطلب و يتبين له الهدى و يتركه تقليدا و تعصبا أو بغضا أو معاداة لأصحابه، فهذا أقل درجاته أن يكون فاسقا و تكفيره محل اجتهاد و تحصيل، فإن كان معلنا داعية ردت شهادته و فتاويه و أحكامه مع القدرة على ذلك، ولم تقبل له شهادة ولا فتوى ولا حكم إلا ثم الضرورة كحال غلبة هؤلاء و استيلائهم، وكون القضاة و المفتين و الشهود منهم ففي رد شهادتهم و أحكامهم إذ ذاك فساد كثير ولا يمكن ذلك فتقبل ضرورة0"
اعتبار الجهل في الحكم على المبتدع:
وهذا نقل آخر عن الإمام أحمد:" نقل ابن هانيء في الصلاة خلف من يقدم عليا على أبي بكر و عمر رضي الله عنهم،:" إن كان جاهلا لا علم له أرجوا أن لا يكون به بأس0"الإنصاف للمرداوي" {48/ 12} 0
فالحمد لله الذي نجانا من الظلم وهو خير المنزلين، اللهم أنزلنا على الحق واجعلنا ممن ينزل الناس عليه0
فلو تم ضبط الكلام و تحديده مع تسمية المبتدعة، و بيان هذه الأمور، وبيان مجال العمل بها، و التفريق بين السعودية و غيرها من البلدان، لأمكن الاستفادة من هذا المنهج بهجر رؤوس البدع، و عدم تعطيل الدعوة إلى الله، أما و الأمر لم يتم فإن السلفيين الذين هم على هذا المنهج أصبحوا يعانون حصارا شديدا من المبتدعة، وقد تركوا الدعوة رأسا، فليس منهم من يدعو إلى السنة إلا في النادر، و إذا دعا إليها فإن خطابه لا يتجاوز من يحسن الظن به، أما البقية الباقية من المسلمين فينفرون من أشرطة شيوخه و كتبهم كما ينفر هو وأصحابه من أشرطة وكتب شيوخهم0
و إن كان واجبا دعوة الأتباع و تعليمهم و تحصينهم، فإن واجب الدعوة إلى الله و رسوله هو بالدرجة الأولى دعوة غير السنيين و المبتدعين و المخالفين و الزائغين و التائهين، ولكل منهم منهج في المخاطبة واضح0
إن علينا أن ننظر إلى المبتدع كما كان النبي صلى الله عليه و سلم ينظر لمن أسلم، يقول:" الحمد لله الذي أنجاه من النار"0
ـ إن كثيرا من أهل السنة الغيورين على السنة يستشعر سوء الفعل {مجالسة المبتدع أو عيادته أو النظر في كتابه إن كان رأسا في بدعته}، و لا ينظر إلى الحاجة المعارضة له، و التي يحصل بها من ثواب الحسنة ما يربي على ذلك، بحيث يصير المحظور مندرجا في المحبوب أو يصير مباحا، إذا لم يعارضه إلا مجرد الحاجة، فالحسنات التي تحصل من دعوة أتباع المبتدعة إلى السنة لا يمكن قياسها مع مضرة مجالستهم ومخاطبتهم، كما أن من الأمور المباحة بل و المأمور بها إيجابا أو استحبابا ما يعارضها مفسدة راجحة تجعلها محرمة أو مرجوحة كالصيام للمريض، وكالطهارة بالماء لمن يخاف عليه الموت، فهجر السني الضعيف للمسلمين لأنهم يتبعون ويحسنون الظن ببعض رؤوس البدعة، وتركه العلم في الجامعات لان أساتذتها مبتدعة هو بهذه المنزلة،و إن كان حلالا واجبا [هجر المبتدعة] فإنه يضره و يفوت عليه ما هو اوكد من ذلك0
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام في " المنهاج" {527/ 4}:"ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله و رسوله بحسب الإمكان، كما قال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"، ويعلمون أن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بصلاح العباد في المعاش و المعاد، و انه أمر بالصلاح و نهى عن الفساد، فإذا كان الفعل فيه صلاح و فساد رجحوا الراجح منهما، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجحوا فعله، و إن كان فساده أكثر من صلاحه رجحوا تركه، فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه و سلم بتحصيل المصالح و تكميلها و تعطيل المفاسد و تقليلها0"
تطبيقات هذا الأصل:
"وعلى هذا الأصل ينبني جواز العدول أحيانا عن بعض سنة الخلفاء كما يجوز ترك بعض واجبات الشريعة و ارتكاب بعض محظوراتها للضرورة، وذلك فيما إدا وقع العجز عن بعض سنتهم أو وقعت الضرورة إلى بعض ما نهوا عنه، بأن تكون الواجبات المقصودة بالإمارة لا تقوم إلا بما مضرته أقل"
فهكذا مسألة ترك هجر المبتدع و العدول إلى التأليف في بعض الأزمنة و الأمكنة لا يخالف فيها إلا أهل البدع أو الجهل و الظلم من العوام المقلدين0
الصورة الثانية:
من لا يتأتى له فعل الحسنة الراجحة إلا بمفسدة مرجوحة:
"إذا كان يمكن فعل الحسنات بلا سيئة، لكن بمشقة لا تطيعه نفسه عليها أو بكراهة من طبعه بحيث لا تطيعه نفسه إلى فعل تلك الحسنات الكبار المأمور بها إيجابا أو استحبابا، إن لم يبذل لنفسه ما تحبه من بعض الأمور المنهى عنها، التي إثمها دون منفعة الحسنة، فهذا القسم واقع كثيرا في أهل الإمارة و السياسة و الجهاد و أهل العلم و القضاء و الكلام و العبادة و التصوف وفي العامة، مثل من لا تطيعه نفسه إلى القيام بمصالح الإمارة من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و إقامة الحدود وامن السبل و جهاد العدو، وقسمة المال ـ إلا بحظوظ منها عنها، من الاستئثار ببعض المال و الرياسة على الناس، والمحاباة في القسم، وغير ذلك من الشهوات، وكذلك في الجهاد لا تطيعه نفسه على الجهاد إلا بنوع من التهور، وفي العلم لا تطيعه نفسه على تحقيق علم الفقه، و أصول الدين إلا بنوع من المنهى عنه، من الرأي و الكلام، ولا تطيعه نفسه على تحقيق علم العبادة المشروعة و المعروفة المأمور بها إلا بنوع رهبانية {000} فالتحقيق أن الحسنات حسنات و السيئات سيئات، وهم خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا، و حكم الشريعة أنهم لا يؤذن لهم فيما فعلوه من السيئات و لا يؤمرون به، و لا يجعل حظ أنفسهم عذرا لهم في فعلهم، إذا لم تكن الشريعة عذرتهم، لكن يؤمرون بما فعلوه من الحسنات و يحضون على ذلك، ويرغبون فيه، و إن علم أنهم لا يفعلونه إلا بالسيئات المرجوحة، كما يؤمر الأمراء بالجهاد و إن علم أنهم لا يجاهدون إلا بنوع من الظلم الذي تقل مفسدته بالنسبة إلى مصلحة الجهاد0
ثم إذا علم أنهم إذا نهوا عن تلك السيئات تركوا الحسنات الراجحة الواجبة لم ينهوا عنها، لما في النهي عنها من مفسدة ترك الحسنات الواجبة، إلا أن يمكن الجمع بين الأمرين، فيفعل حينئذ تمام الواجب، كما كان عمر بن الخطاب يستعمل من فيه فجور لرجحان المصلحة في عمله، ثم يزيل فجوره بقوته و عدله0
و يكون ترك النهي عنها حينئذ مثل ترك الإنكار باليد إذا كان فيه مفسدة راجحة على مفسدة المنكر، فإذا كان النهي مستلزما في القضية المعينة لترك المعروف الراجح كان بمنزلة أن يكون مستلزما لفعل المنكر الراجح، كمن أسلم على ألا يصلي إلا صلتين كما هو مأثور عن بعض من أسلم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم أو أسلم بعض الملوك المسلطين وهو يشرب الخمر، أو يفعل بعض المحرمات ولو نهي عن ذلك ارتد عن الإسلام0
ففرق بين ترك العالم أو الأمير لنهي بعض الناس عن الشيء إذا كان في النهي مفسدة راجحة، وبين إذنه في فعله، وهذا يختلف باختلاف الأحوال، ففي حال أخرى يجب إظهار النهي، إما لبيان التحريم و اعتقاده و الخوف من فعله أو لرجاء الترك أو لإقامة الحجة بحسب الأحوال [فمذهب أهل السنة في هجر المبتدعين و التحذير منهم يجب إظهاره حتى يصير معلوما عند المسلمين ولا يعني ذلك تطبيقه بحذافيره و قد تخلفت الشروط و قامت موانع]، ولهذا تنوع حال النبي صلى الله عليه و سلم في أمره و نهيه و جهاده و عفوه، و إقامته الحدود و غلظته ورحمته" {المجموع19/ 35} بتصرف0
فهذه قاعدة شرعية كلية تعم العلماء و الأمراء، الأفعال و الأقوال تبين متى يسقط الواجب أو يصير فعله منهيا عنه، و كيف العمل عند تعارض الواجبات وغير ذلك 0
وهي تبين كيف نتعامل مع المبتدع في حال القوة و في حال الضعف، و كيف نرجح بين المصالح0
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 02:56]ـ
جزاك الله خيراً يا ابو هارون
فهذا بحث طيب إن شاء الله
فيه إثبات أن الأصل في هجر المبتدع أنه واجب
ويختلف التطبيق حسب حالات:
1 - حال المبتدع من حيث أنه داعية لبدعته أو مستتر بها.
2 - مراعاة الزمان والمكان.
3 - حال الهاجر من أهل السنة من حيث القوة والمنعة أو الضعف.
فمن خلال هذه الحالات يصح أن نقول بأنه تراعى المصالح والمفاسد في هجر المبتدع لما تقدم من الحالات الثلاث وربما غيرها , ولا يصح أن نقول بأن الهجر يقوم على المصالح والمفاسد بل هجر المبتدعة هو مصلحة محضة ولكن يختلف حسب الحالات المتقدمة.
وبهذا يعرف أخي عبد الله الشهري وكل من ينازع في هذا بأن الدعوة لا تتعارض مع الهجر الشرعي , والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 02:26]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .... وبذلك أيضاً نعلم عدم صحة "الإطلاق" بعدم المخالطة والمؤاكلة وغير ذلك، مادام أن الأمر يختلف باختلاف الظروف والأحوال و المخاطبين.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 02:30]ـ
بل هجر المبتدعة هو مصلحة محضة ولكن يختلف حسب الحالات المتقدمة.
أحياناً قد لا يكون مصلحة محضة، بل قرر العز بن عبدالسلام أن المصلحة المحضة عزيزة. ولو قلت تقل المصلحة أو تزيد بحسب الحالات والظروف لكان أقرب للصواب.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 05:44]ـ
قول شيخ الإسلام ((وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين: في قوّتهم وضعفهم، وقلّتهم وكثرتهم؛ فإن المقصودَ به زَجْرُ المهجورِ وتأديبُهُ, ورجوعُ العامة عن مِثْلِ حاله. فإن كانت المصلحة في ذلك راجحةً، بحيث يُفضي هجرُهُ إلى ضعف الشرّ وخِفْيتِه، كان مشروعًا. وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشرّ، والهاجرُ ضعيفٌ، بحيث يكون مفسدةُ ذلك راجحةً على مصلحته، لم يُشرع الهجر؛ بل يكون التأليفُ لبعض الناس أنفعَ من الهجر، والهجرُ لبعض الناس أنفعَ من التأليف ... ))
هذا النص يتكلم فيه شيخ الإسلام عن نوع من أنواع الهجر وهو الهجر التأديبي وهو الذي يقع من السني لزجر المبتدع
ولكن هناك نوع آخر من أنواع الهجر وهو الهجر الوقائي وهو هجر السني للمبتدع ابتعاداً منه عن الشبه إذا كان هذا المبتدع صاحب شبهة ولم يأمن السني على نفسه
وهذا النوع من الهجر هو المقصود بقول أبي قلابة ((لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة))
فيكون هذا النوع من الهجر متعلق بدرء المفاسد وهو متعلق بذات السني لا بذات المبتدع كما هو الحال في النوع الأول من الهجر
وأما الشريف فاقتصر على النوع الأول على عادته في الإجتزاء
وبنى على ذلك ما بنى
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 07:59]ـ
اعلم رحمك الله أن انعدام التأويل ليس هو السبب الوحيد للتثريب على المبتدع
فقد يكون متأولاً ومقصراً في طلب الحق فيكون ذلك سبباً في التثريب عليه
وهما كان الحال لا يمنع أن نتخذ اجراءات وقائية من أهل البدع
فهناك فرق بين اتخاذ اجراءات وقائية والحكم على المبتدع
وأهل التمييع يخلطون بين الأمرين للإرجاف على أهل الحق
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 08:10]ـ
وأهل التمييع يخلطون بين الأمرين للإرجاف على أهل الحق
بارك الله فيك ونفع بما كتبت
لكن ليس مناسباً حصر سبب هذا الخلط في الإرجاف على أهل الحق كما ذكرت
فلعل بعضهم لم يتبيَّن له فقه المسألة، فظنَّ ما ذهب إليه صواباً
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 11:46]ـ
لم أكن أحب التعليق على مقال الشيخ الشريف، لسبب ذكرته أعلاه.
لكن هناك عدد من النقاط لم يُتعرض لها، فآثرت التعليق حتى لا يتعلق بها من لا يحقق ويدقق:
1. يقول الشيخ وفقه الله: (أن المبتدع قد يكون أقرب إلينا وأحب، بل قد يستحق من الإجلال والإكرام، ما لا يستحقّه السنّي الفاسق؛ فإن البدعة والفسق كليهما خلافُ المنهجِ النبويِّ وخلاف السنّة، فلا يصح أنْ أُقدّمَ الفاسق (بوصفه أنه سني) مطلقاً على صاحب البدعة بإخراجه عن دائرة أهل السنة (بوصفه أنه بدعي).
فالتقديم والتأخير بين صاحب البدعة والفاسق يجب أن يكون مبنيًّا على مقدار ما عند كل واحدٍ منهما من الخير والشرّ. ومن الخطأ المنتشر بيننا تصوُّرُ أن شرَّ المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق (36)
أقول: ليس بصحيح!
السني مقدم مطلقاً على المبتدع، ولو كان شر الفاسق أعظم في ذاته من شر المبتدع.
لأن الشيخ وفقه الله لم يراع علة التقديم أصلاً والتأخير، فذلك ليس فقط لمقدار الخير والشر، بل لمقدار فتنة الناس بهم، فالفاسق أمره مكشوف، فتقريبه لا يفسد الدين إلا بنوع من الانحراف السلوكي.
أمّا تقريب المبتدع ولو كان جليلاً في نفسه وخيراً عند الله من ذلك الفاسق فإنه فتنة للعامة إذ يعتقدون ولايته ولا يميزون بين حقه وباطله، فيقبلون منه بعد ذلك دون شعور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قلت سابقاً إن سبب هجرة المبتدع ولو بدعة خفيفة ليس مجرد كونه عاصياً بل لأنه أصبح مصدراً غير موثوق للعلم الشرعي، إذا تساهلنا معه وقدمناه وخالطناه وافتتن به الآخرون فمن لك بعد ذلك بمن يقنعهم بخطأ ما هو عليه مادام عالماً فاضلاً كما يوصف، وغاية ما هنالك أن يعتذرون له بأنه مجتهد ومخالف فيما يسوغ له، وهذا ما نشاهده الآن في كثير من المتصدرين بغير حق ممن يجب شرعاً أن يُكفوا عن الوعظ والإفتاء ولكن أين السياسة الشرعية وأين من يسوسوهم بها، فإلى الله المشتكى.
2. يقول الشيخ وفقه الله: (وإذا كانت البدعةُ تحرِّفُ حقائقَ الدين، فإن المعاصيَ والانغماسَ في الفسوق يؤدّي إلى الجهل بحقائق الدين، ليؤدّي ذلك إلى إعراضٍ عن حقائقه، إعراضٍ قد يصل إلى درجة الكفر، كما قال أحدُ الزهاد وكثيرٌ من العلماء: المعاصي بريدُ الكفر؛ فلا فرقَ كبيرًا (من هذه الجهة) بين المعاصي والبدع!! خاصة في زمننا، عندما أصبح نَشْرُ الفساد العملي أقوى وأظهر من نشر الفساد الاعتقادي، وبصورة أبشع من كل مراحل التاريخ السابقة، وعلى وجه مرتبطٍ بمَحْوِ حضارتنا الإسلامية، من خلال إحلال القِيَمِ الغربيّة محلَّها. أعود فأقول: لم يَعُدْ هناك وجهٌ لتقديم خطورة البدعة مطلقًا على المعاصي المُمَنْهَجَةِ المُهدَّفة في زماننا خاصّة, فلا يصحُّ أن يكونَ موقفُنا من أهل المعاصي (وهم معاندون مُسْتَخِفّون بالحرمات) أخفّ من موقفنا من صاحب البدعة، كما يستلزمه وَصْفُ الفاسق غير المتلبِّس ببدعة عندنا: أنه سُني، والمبتدع بأنه: ليس منا: ليس من أهل السنة (37)
ثم قال في التعليق رقم (37) ولا يكاد يُوجَدُ وَجْهٌ يُظنّ معه أن البدعة أعظم ضررًا من الفسق مطلقاً، إلا وفيه ما ينقض ذلك الإطلاق. وقد بيّنتُ ذلك في أصل المقال في أظهر وجهٍ يُظَنُّ معه هذا الظن , وهو: أن البدعة تحريفٌ لحقائق الدين، دون الفسق. فالمعاصي تؤدي إلى الإعراض عن حقائق الدين , وهذا الإعراض قد يصل إلى حدّ الكفر.
وقد يُقال أيضاً: إنّ البدعة يبقى ضررها حتى بعد موت أصحابها، بخلاف الفسق. أقول: لئن تنزّلتُ في قبول ذلك في تاريخنا الغابر، فماذا تقول في العصر الحاضر، حين أصبح للفسق مدارسُ ومناهجُ ومؤلفاتٌ وبرامج، تدوم وتعمُّ بشرورها، حتى بعد موت أصحابها؟!!)
أقول: هذه الفقرة فيها قوة العبارة لكنّها غير مدققه، لأنّنا نتكلم عن أصحاب الكبائر الذين يمارسونها بفعلهم، ولا نتكلم عن المعاصي نفسها وما تؤدي إليه.
وقوله: (فماذا تقول في العصر الحاضر، حين أصبح للفسق مدارسُ ومناهجُ ومؤلفاتٌ وبرامج، تدوم وتعمُّ بشرورها، حتى بعد موت أصحابها) غفل فيه الشيخ عن أنها والحالة هذه لا تكون مجرد كبائر يفعلها فاسق، وإنما هي بوضعها هذا أقرب ما تكون إلى البدعة، وقد ذكر الشاطبي مسألة في الاعتصام في المعاصي إذا ظهرت وفشت وجرى العمل بها بين الناس على وجه لا يقع لها إنكار، هل يُعد هذا بدعة أم لا؟ (ص385 ط دار المعرفة) ثم تكلم بما حاصله إنّه تقع بدعة إذا اعتقد فيها المشروعية، وغالب من يشير إليهم الشيخ بقوله أصبح للفسق مدارس ومناهج ومؤلفات .. الخ هؤلاء إن كانوا من المسلمين فكثير منهم كما نعلم يتعاملون معها تعامل المباح المشروع وهم في هذا مضاهون لأهل البدع، لأنهم يحرفون الشريعة ويزيفون الحقائق، فحالهم هو حال أهل البدع لا أهل الكبائر من أهل السنة.
فليس فيما ذكره الشيخ - إذاً – معارضة لأصل أهل السنة بتقديم المتسنن على المبتدع،وللشاطبي كلام جميل بعد أن تكلم عن البدع هل فيها صغائر وكبائر فقال: (فليتأمل هذا الموضع أشد التأمل ويعط من الإنصاف حقه، ولا ينظر إلى خفة الأمر في البدعة بالنسبة إلى صورتها وإن دقت، بل ينظر إلى مصادمتها للشريعة ورميها لها بالنقص والاستدراك، وأنها لم تكمل بعد حتى يوضع فيها، بخلاف سائر المعاصي فإنها لا تعود على الشريعة بتنقيص ولا غص من جانبها، بل صاحب المعصية متنصل منها، مقر لله بمخالفتة لحكمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحاصل المعصية أنها مخالفة في فعل المكلف لما يعتقد صحته من الشريعة، والبدعة حاصلها مخالفة في اعتقاد كمال الشريعة، ولذلك قال مالك بن أنس: من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول: اليوم أكملت لكم دينكم إلى آخر الحكاية. وقد تقدمت.
ومثلها جوابه لمن أراد أن يحرم من المدينة وقال: أي فتنة فيها؟ إنما هي أميال أزيدها. فقال: وأي فتنة أعظم من أن تظن أنك فعلت فعلاً قصر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى آخر الحكاية)
3. علق الدكتور في أحد حواشي البحث على بعض مقولات أهل السنة التي فيها تفضيل السني الفاسق على المبتدع الزاهد، وهذه المقولات إذا دققنا فيها وجدناها ولو ضعفت سنداً صحيحة المعنى، فإن الشيخ غفل -كذلك - أنها في كتب أكثر أئمة السلف نقلوها محتجين بها فهم مقرون لمعناها ولو كانت بأسانيد فيها أجلد الكذابين، كما قال.
وقد ذكر عبارة الإمام أحمد المشهورة: (قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة , وقبور أهل البدعة من الزُّهاد حفرة. فُسّاق أهل السنة أولياء الله , وزُهّاد أهل البدعة أعداءُ الله)، ثم قال: (ومثل هذا الكلام لا يقوله عالم!! بل يتورّع عما دونه في الغُلُوِّ والمُجازفة عوامُّ المسلمين!!! ولو لم يكن في هذه العبارة إلا إغراءُ أهلِ السنة بارتكاب الكبائر لكفاها سوءًا!! وانظر سياق ابن القيم لهذه العبارة مساقَ الذمّ لها, وأنه لا يشفع لها طِيبُ مقصدها , ولايُحسِّنها أن مُنطلقَها (وهو بيانُ وجهِ تقديمِ البدعة على المعصية في الخطورة) منطلقٌ صحيح , وذلك في إعلام الموقّعين (3/ 329)
أقول: هذه العبارة ومثلها كثير لا يقصد أصحابها التدخل في تقييم مقادير الناس عند الله تعالى، وإنما قصدهم الكلام في الأمر من حيث البدعة والسنة.
إنّ السنة والتمسك بها صنو التوحيد.
والبدعة والإصرار عليها – ولو دقت – صنو الشّرك بالله.
وقد علمنا من الشّرع أن من حقق التوحيد ووافى الله لم يشرك به شيئاً أنه خير عند الله ممن وافاه بشرك ولو كان الأول أكثر أهل الأرض خطايا والثاني أكثر أهل الأرض عبادة.
وأهل السنة يجعلون السنة في مقام التوحيد .. والبدعة في مقام الشرك.
ولهذا يقولون مثل هذه المقولة التي هي مثلها مثل نصوص الوعد والوعيد لا يجوز تأويلها بما يخرجه عن مقصودها كما لا يجوز ردها والإعراض عنها بحجة أنّ الجهال يغترون بها ويركبون الكبائر اغتراراً بها، فهذه حجة ضعيفة لم أكن أحب للشيخ أن يلجأ إليها.
وأما استشهاده بكلام ابن القيم، فإني سأورد السياق الذي أورد ابن القيم العبارة فيه لنرى جميعاً أنّه ساقها مساق الحق الذي يُراد به الباطل، فالعبارة صحيحة عنده كسائر ما ذكره من عبارات لكنه إنما ينكر اتخاذها حيلة للوقوع في الباطل،
قال ابن القيم رحمه الله معدداً بعض الحيل التي يتوصل الشيطان بها إلى إفساد العبد: ( .. فإن أعجزتهم هذه الحيلة ومنّ الله على العبد بتحكيم السنة ومعرفتها والتمييز بينها وبين البدعة ألقوه في الكبائر وزينوا له فعلها بكل طريق وقالوا له أنت على السنة وفساق أهل السنة أولياء الله وعباد أهل البدعة أعداء الله وقبور فساق أهل السنة روضة من رياض الجنة وقبور عباد أهل البدع حفرة من حفر النار والتمسك بالسنة يكفر الكبائر كما ان مخالفة السنة تحبط الحسنات وأهل السنة إن قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم وأهل البدع إذا قامت بهم أعمالهم قعدت بهم عقائدهم وأهل السنة هم الذين أحسنوا الظن بربهم إذ وصفوه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ووصفوه بكل كمال وجلال ونزهوه عن كل نقص والله تعالى عند ظن عبده به وأهل البدع هم الذين يظنون بربهم ظن السوء إذ يعطلونه عن صفات كماله وينزهونه عنها وإذ عطلوه عنها لزم اتصافه بأضدادها ضرورة ولهذا قال الله تعالى في حق من أنكر صفة واحدة من صفاته وهي صفة العلم ببعض الجزئيات: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} وأخبرهم عن الظانين بالله ظن السوء أن عليهم دائرة
السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا فلم يتوعد بالعقاب أحدا أعظم ممن ظن به ظن السوء وأنت لاتظن به ظن السوء فمالك وللعقاب وأمثال هذا من الحق الذي يجعلونه وصلة لهم وحيلة إلى الاستهانة بالكبائر وأخذه الأمن لنفسه
وهذه حيلة لا ينجو منها إلا الراسخ في العلم العارف بأسماء الله وصفاته فإنه كلما كان بالله أعرف كان له أشد خشية وكلما كان به أجهل كان أشد غرورا به وأقل خشية، فإن أعجزتهم هذه الحيلة وعظم وقار الله في قلب العبد هونوا عليه الصغائر .. ) إلى آخره.
فتأمل قوله بعد أن ساق العبارة التي أنكرها الشيخ: (وأمثال هذا من الحق الذي يجعلونه وصلة لهم وحيلة إلى الاستهانة بالكبائر وأخذه الأمن لنفسه) لتعرف أنّ الشيخ قرأ من النص خلاف ما أراده ابن القيّم رحمه الله، وأنه رحمه الله لم يذم هذه العبارة، وإنّماساق الذمّ لمن اتخذها حجة للتحايل إلى الباطل لا أنها في نفسها باطل.
أما الشيخ فهو يخالفها ويتنكر لها بل يسب من قالها سباً مقذعاً - وهو بطبيعة الحال ينكر أن تصدر من الأئمة - والله يغفر لنا وله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 10:55]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحمادي
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 08:14]ـ
الأخ عبدالله الخليفي ليتك تعلق تعليقا علميا دون اتهام للشيخ بالإجتزاء, بل جعلت ذلك عادة له , فأين الدليل على إثبات ماذكرت؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 10:05]ـ
أخي عبدالرحمن اقرأ ردودي كاملة وستجد الأدلة _ وخصوصاً الرد الذي نقله الأخ عبدالرحمن السديس_
وأحسب أنك قرأت كلام الشريف ورأيت فيه اتهامه لمخالفيه بالإجتزاء
وإن كنت ترى ردودي غير علمية ففي ردود الأخوة الكفاية لطالب الحق
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 12:16]ـ
أخي الكريم لم أقصد نزع العلمية عن ردك وإنما قصدت أن ترد بدون هذه التهمة بارك الله فيك.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 10:06]ـ
وفيك بارك
أتذكر أخي المثل الذي فيه أن المسمار سئل لم تبقر الجدار فقال ((سل من يدقني))
تأمل لهجة الشريف في مقالته وكيف سفه من أحلام مخالفيه وسترى أن كلامي تخف وطأته إذا ما قورن بكلامه
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 12:42]ـ
الكلام في هذه المسائل يقودنا للكلام على الموقف الصحيح من كتب أهل البدع
لقد حذر أبو زرعة الرازي من قراءة كتب المحاسبي
وذكر ابن قدامة في اللمعة أن ترك قراءة كتب أهل البدع من أصول أهل السنة
ولا يخفى أن هناك كتب لأهل البدع لا يستغنى عنها
فكيف تضبط المسألة؟
تضبط بأن يقال كتب أهل البدع أنواع وقراؤها كذلك أنواع
النوع الأول ما لا يوجد فيه أي ادخالات بدعية كترقيم بعضهم لكتب السنة
فهذا يقرأه صغار الطلبة مع تعريفهم بحال المؤلف
النوع الثاني مافيه خيرٌ وشر وهذا يقرأه المتمكنين من العقيدة السلفية
وأما الصغار والعوام فلا
ونقرأه إذا كان عظيم الفائدة أما إذا كان غالبه انشائيات فالإشتغال بكتب أهل العلم النافعة أولى
ولو وجد في كتب أهل السنة ما يغني عنه فيا حبذا
النوع الثالث ما بني على باطل فهذا يقرأه من يريد الرد على القوم
هكذا تضبط المسائل ولا ترسل ارسالاً فيقال لكل من هب ودب ((خذ ما صفا ودع ما كدر))
ـ[عبدالله]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 03:01]ـ
هل د. الشريف حاتم العوني صحح رسالته؟(/)
المستفاد من تهذيب الألفاظ عند تلاوة القرآن
ـ[طالبُ علم]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 02:14]ـ
الحمد لله ولي الصالحين ,و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين, محمد بن عبد الله, الصادق المصطفى الأمين, و على آله و صحبه أجمعين و من اقثفى أثرهم و سلك سبيلهم إلى يوم البعث و الدين.
و بعد
إخوتي في الله تعالى, إن من أعظم و أجل الأمور التي يحبها الله جل و علا , و يحث عليها رسوله الكريم صلوات الله و سلامه عليه ,ألا و هي تلاوة و ترتيل القرآن الكريم على الوجه المطلوب و الصحيح الموافق للنطق السليم الذي دأب عليه قراء القرآن الكرام , و ذلك منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم و إلى يومنا هذا و السبب في ذلك كله هو معرفتهم الكاملة و التامة بثمرات تلاوة كتاب الله عز و جل حق تلاوته , قال عز من قائل: ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)).
قال الإمام بن الجزري رحمه الله في كتابه الماتع التمهيد في علم التجويد ما يلي:
اعلم أن المستفاد بذلك حصول التدبر لمعاني كتاب الله و التفكر في غوامضه , و التبحر في مقاصده , و تحقيق مراده - جل اسمه - من ذلك , فإنه تعالى قال: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب)). و ذلك أن الألفاظ إذا أجليت على الأسماع في أحسن معارضها , و أحلى جهات النطق بها , حسبما حث عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) كان تلقى القلوب , و إقبال النفوس عليها بمقتضى زيادتها في الحلاوة و الحسن على ما لم يبلغ ذلك المبلغ منها , فيحصل حينئذ الامتثال لأوامره , و الانتهاء من مناهيه , و الرغبة في وعده , و الرهبة من وعيده , و الطمع في ترغيبه , و الارتجاء بتخويفه , و التصديق بخبره , و الحذر من إهماله , و معرفة الحلال و الحرام , و تلك فائدة جسيمة , و نعمة لا يهمل ارتباطها إلا محروم , و لهذا المعنى شرع الإنصات إلى قراءة القرآن في الصلاة و غيرها , و ندب الإصغاء إلى الخطبة في يوم الجمعة , و سقطت القراءة عن المأموم ما عدا الفاتحة , و من أجل ذلك دأب الأئمة في السكوت على التمام من الكلام , أو ما يستحسن الوقف عليه , لما في ذلك من سرعة وصول المعاني إلى الأفهام , و اشتمالها عليها بغير مقارعة للفكر , و لا احتمال مشقة لا فائدة فيها غير ما ذكرناه و بالله التوفيق.
و بكل هذه الفوائد الغزيرة, و الدرر النيرة, يتم الحصول على الثمرة المرجوة من تلاوة كلام رب البرية سبحانه , هذا و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.(/)
هل الشريعة التزمت مراعاة البديل؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 10:04]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
اشتهر عند الناس: خاصتهم وعامته أن الشريعة راعت عند المنع إيجاد البديل، وقد دل على ذلك عدد من النصوص، حتى أصبح جمعٌ من الناس إن منع من شيء فيه خروج عن حدود الشرع، أول ما ينطق به ـ إن كان فيه بقايا خير ـ: لكن ما البديل؟!
وقد مرَّ بي ـ عرضا من غير تتبع ـ نصوص منع فيها النبي (ص) من أمور، ولم يراع فيها البديل.
ولا شك أن المسألة بحاجة لسبر وتحرير أكثر، ولعل في هذا الموضوع فتحا للباب.
وهذه النصوص:
في صحيح مسلم (18) عن أبي سعيد عن النبي (ص) « ... وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير .... فقلت: ففيم نشرب يا رسول الله؟
قال: في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها.
قالوا: يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم فقال نبي الله (ص): وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان»
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 10:08]ـ
وهذا آخر:
وفي صحيح البخاري (5336) ومسلم (1488) من حديث أم سلمة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله (ص) فقالت يا رسول الله: إن ابنتي توفي عنها زوجها، وقد اشتكت عينها أفتكحلها؟
فقال رسول الله (ص): «لا» ـ مرتين أو ثلاثا ـ كل ذلك يقول: «لا»، ثم قال: رسول الله (ص): «إنما هي أربعة أشهر وعشر، وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول».
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 10:11]ـ
وهذا مثال:
في صحيح البخاري (2236)، ومسلم (1581) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ:" إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟
فَقَالَ:" لا هُوَ حَرَامٌ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عِنْدَ ذَلِكَ:" قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ".
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 12:17]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد،
ولعل مما يؤيد ما تفضلت، قوله (ص): «إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز، إلا أعطاك الله خيرا منه».
وقوله: «خيرا منه»: يستفاد منه أن العطاء غير مقيَّد بجنس الشيء المتروك ...
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 01:03]ـ
السلام عليكم
لا شك ولا ريب بأن الحكم العدل سبحانه لما منع عباده عن بعض الشهوات جعل لهم البديل الذي يفوق هذه الممنوعات بوصف لا يدركه البشر قال تعالى {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
فهذا البديل العظيم قد حف بالأمر والنهي الذي سماهما الشارع بالمكاره في قوله عليه الصلاة والسلام: " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ. وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ "
فعندما تكون الجنة هي المأوى حاصل ذلك النجاة من النار , وهاتان النعمتان العظيمتان هما غاية كل مؤمن بالله ورسوله منقاد للأمر والنهي.
فهل بعد هذا البديل بديل!!!
وربما يعترض معترض بما أخرجه البخاري في صحيحه عن أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ بِلَالٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيْنَ هَذَا قَالَ بِلَالٌ كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ رَدِيٌّ فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ لِنُطْعِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " أَوَّهْ أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعْ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ ثُمَّ اشْتَرِهِ ".
ومن يحتج بهذا الحديث في طلب البديل عن المحرم قد كان له سلف سوء بحيث كان يستدل بهذا الحديث عن جواز التحايل على الشرع كما ذكر ذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وأبطلاه رحمهما الله.
فهذا الحديث ليس فيه إلا إرشاده صلى الله عليه وسلم إلى التوصل إلى المباحات التي كان يجهلها الصحابي الجليل بلال رضي الله عنه قبل بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لها كما ذكر ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 01:45]ـ
الشيخ عبد الرحمن/ أسعدك الله، موضوع جيد، وانتزاعات مفيدة
ــــــــــــــ
لا شك أن قاعدة (مراعاة البديل) من قواعد الشريعة الأغلبية،،، مذكورة في إعلام الموقعين ـ على ما أذكر ـ وغيره.
بشرط أن يلتزم المستفتي تقوى الله، كما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)
والمخارج الفقهية/ (البديل) من ورطات الحرام سائغة، وتطلبها مشروع، والسؤال عنها ليس بمذموم
ووجود الاستثناء ـ في بعض النصوص ـ لا يخل بالقاعدة، إذا نظرنا إليها باعتبارها أغلبية
على أن النصوص المشار إليها لا تنهض للقدح في عموم القاعدة
فلا يوجد فيها نص ينفي وجود البديل، غايتها أنه لم يُذكر فيها البديل ذكراً متصلاً بالمنع من الفعل،،،
وعدم ذكر المفتي للبديل يمكن أن يعود إلى أسباب:
منها: وضح البديل وظهوره، فلا حاجة لذكره
ومنها: تعنت السائل، وتكلفه
الخ
-------------
ويظهر لي أنكم لا تعترضون على أصل القاعدة، لكن الاعتراض على طردها في كل المواضع،،، رعاكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 04:23]ـ
بارك الله فيكم
لا شك أن قاعدة (مراعاة البديل) من قواعد الشريعة الأغلبية،،، مذكورة في إعلام الموقعين ـ على ما أذكر ـ وغيره.
الذي أذكر أن في إعلام الموقعين كلاما طويلا هو شبه تلخيص لكتاب شيخه (بيان الدليل على بطلان التحليل)، وذكر في آخره الطرق المباحة التي يعتاض بها عن الحيل المحرمة.
والمخارج الفقهية/ (البديل) من ورطات الحرام سائغة، وتطلبها مشروع، والسؤال عنها ليس بمذموم
الإشكال الواقع وهو سبب الكلام هنا: توسع الناس في الملاهي، والشهوات ثم مطالبة المفتي أو المنكر بتولي إخراج البديل وإلا فلا استجابة!
وهذا فيه خلل في جانب الطاعة والعبودية والتسليم.
مع أنه يوجد أمور لا بديل لها، أويكون البديل المقترح لا يناسب المنكَر عليه أو السائل.
على أن النصوص المشار إليها لا تنهض للقدح في عموم القاعدة
فلا يوجد فيها نص ينفي وجود البديل، غايتها أنه لم يُذكر فيها البديل ذكراً متصلاً بالمنع من الفعل،،،
صحيح، كما أن (النصوص) التي ذكرت في تقرير ما سمي (بالقاعدة) غايتها أنها مخارج صحيحة لـ (بعض) الأفعال، وتوجيه المكلف إلى فعل الأولى والأصح.
لا أن الشريعة التزمت أن تخرج للناس بدائل لشهواتهم وأغلاظهم.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 05:48]ـ
هذه المسألة جديرة ببحث مستقل، يؤصل ويفصل، فلعلك تشمر الساعد أبا عبد الله ... أعانك الله.
الذي أذكر أن في إعلام الموقعين كلاما طويلا هو شبه تلخيص لكتاب شيخه (بيان الدليل على بطلان التحليل)، وذكر في آخره الطرق المباحة التي يعتاض بها عن الحيل المحرمة.
في الإعلام ـ نسخة رقمية ـ: " من فقه المفتي ونصحه إذا سأله المستفتي عن شيء فمنعه منه وكانت حاجته تدعوه إليه , أن يدله على ما هو عوض له منه , فيسد عليه باب المحظور , ويفتح له باب المباح , وهذا لا يتأتى إلا من عالم ناصح مشفق قد تاجر الله وعامله بعلمه.
فمثاله في العلماء مثال الطبيب العالم الناصح في الأطباء يحمي العليل عما يضره , ويصف له ما ينفعه , فهذا شأن أطباء الأديان والأبدان , وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم , وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم}.
وهذا شأن خلق الرسل وورثتهم من بعدهم , ورأيت شيخنا قدس الله روحه يتحرى ذلك في فتاويه مهما أمكنه , ومن تأمل فتاويه وجد ذلك ظاهرا فيها , {وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يشتري صاعا من التمر الجيد بصاعين من الرديء , ثم دله على الطريق المباح , فقال بع الجميع بالدراهم , ثم اشتر بالدراهم جنيبا} فمنعه من الطريق المحرم , وأرشده إلى الطريق المباح.
ولما سأله عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث والفضل بن عباس أن يستعملهما في جباية الزكاة ; ليصيبا ما يتزوجان به منعهما من ذلك , وأمر محمية بن جزو - وكان على الخمس - أن يعطيهما ما ينكحان به , فمنعهما من الطريق المحرم , وفتح لهم الطريق المباح , وهذا اقتداء منه بربه تبارك وتعالى فإنه يسأله عبده الحاجة فيمنعه إياها , ويعطيه ما هو أصلح له وأنفع منها , وهذا غاية الكرم والحكمة. "اهـ
الإشكال الواقع وهو سبب الكلام هنا: توسع الناس في الملاهي، والشهوات ثم مطالبة المفتي أو المنكر بتولي إخراج البديل وإلا فلا استجابة!
وهذا فيه خلل في جانب الطاعة والعبودية والتسليم.
مع أنه يوجد أمور لا بديل لها، أويكون البديل المقترح لا يناسب المنكَر عليه أو السائل.
شرط القاعدة المأخوذ من مفهوم الموافقة المذكور في آية الطلاق وآيات أخر: (التقوى): من يتق/يجعل ....
وتعاطي الشهوات لا يخرج المكلف عن دائرة التقوى، ما لم يواقع الشهوة الممنوعة
فلو سئل المفتي/الداعي عن محرم؛ يحسن به الإرشاد إلى ما يقابله من المباح، زاهداً كان المستفتي، أو مستوراً، أو فاسقاً ...
أما الإصرار على المحرم حتى يتوفر البديل فلا شك أنه غلط، وليس بقادح في تقعيد ما نحن فيه، إذ هو خارج عن محل البحث.
ولست أخالف في وجود الخلل في الواقع، مما أشرتم إليه.
لكنني لا أرى تلازماً بين تقرير القاعدة، وبين الابتزاز الواقع من أهل الأهواء.
والناس لا بد لهم مما يصلح دينهم ودنياهم، من البدائل الصحيحة ... إذ لم يخلقوا ليتركوا، بل ليفعلوا كما قرره ابن تيمية.
سميناها مخارج، أو بدائل، أو فعل الأولى، أو نحو ذلك ... سيان، المهم أن النصوص واردة بذلك.
لا بل حتى أهل الأهواء الذين توسعوا في الشهوات (أرى) أنه (ينبغي) لنا عند مناصحتهم/ إفتائهم؛ أن نبحث لهم عن البديل المناسب لحالهم،،،
فغرض المفتي/المصلح: تقليل المفاسد، وتكثير المصالح، بالإرشاد إلى المسالك الصحيحة كلما وجدت.
ــــــــــــــ
والفقهاء يذكرون قواعد كثيرة يحتجون عليها بأقل من أدلة تقرير القاعدة المشار إليها،،،
رعاك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 07:41]ـ
جزاك الله خيرا
أنا لا أخالف في كثير مما ذكرت هنا ـ أحسن الله إليك ـ لكن:
ولا شك أن المسألة بحاجة لسبر وتحرير أكثر، ولعل في هذا الموضوع فتحا للباب.
والمذكور فيه مراعاة للبديل، وحث المفتي على إرشاد السائل وتوجيهه ... ،
وأنا لم أنفيه.
لكن كان السؤال في العنوان:
هل الشريعة (التزمت) مراعاة البديل؟
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 08:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ / عبدالرحمن السديس عسله الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة موضوع في غاية الأهمية، وغاية الفائدة نعم الكثير ان قلت لهم الغناء حرام قالوا: نعم حرام ولكن هناك البديل الأناشيد الاسلامية،
والناظر في حال الأناشيد الاسلامية التي قد أدخلت بها المؤثرات الصوتية التي تكون في بعض الأحيان أجمل من صوت الموسيقى نفسها، وتقول بأنه لا يجوز قال لك بديل شرعي، حتى أن أحدهم أخذ الترددات الصوتية الموجودة بالمؤثرات الصوتية وجدها تساوي ترددات الموسيقى، ويقولون لك هذا هو البديل الشرعي، ووسعوا على الأمة لا تضيقوا عليها.
ونحن أهل السنة والجماعة نقول كما قال حبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري في كتاب التوحيد {ليس منا من لم يتغن بالقرآن}.
لكن نجدهم يصرون على الأناشيد المحلاة بالمؤثرات الصوتية اسماً، الموسيقية سمعاً.
أسأل الله العلي القدير أن يرد المسلمين اليه ردا جميلا.
وجزكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 05:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر لي يا شيخ عبد الرحمن ـ رعاك الله ـ أنَّ هناك أحاديث جاءت بالبديل الشرعي لوجود أدلَّة على ذلك وبدائل أخرى يمكن من فعل منكراً أو خطئاً أن ينتقل إليها، ولكن هناك أحاديث كما ذكرت لا ذكر فيها لبدائل لانعدامها أو لأنَّ القضيَّة قد تكون تعبديَّة وما إلى ذلك ...
وعموماً فهذا بحث مختصر يسير لي بعنوان: (البديل الإسلامي بين الانضبطا والتسيب) يشرفني أن تطالعه ... والله يحفظك
البديل الإسلامي بين الانضباط والتسيب
بقلم: خباب بن مروان الحمد
حدَّثتني إحدى الصالحات أنَّ ثلاث فتيات في مدرستها اتفقن على أن يقمن الليل لمتابعة برنامج ستار أكاديمي، فهذا البرنامج خلب لبَّهنَّ، وسحر فكرهنَّ، ولأجل ذا فقد تواعدن على أن يقسِّمن الليل إلى ثلاثة أثلاث، كلُّ واحدة منهن تنظر في هذا البرنامج وتقوم بتسجيله، ثمَّ تتصل بزميلتها بعد أن تنتهي نوبتها في ملازمة التسجيل لهذا البرنامج، وتقوم الثانية بهذا الدور، وهكذا العمل مع الزميلة الثالثة إلى أن ينتهي البرنامج.
بهذا المنطق الغريب يتفاعل كثير من الشباب والفتيات المنتسبين للإسلام حين يريدون مشاهدة هذه البرامج الهابطة، والتي بثَّت أخيراً عبر الفضائيات، وجعلت لدى الشباب نوعاً من الهوس لإعجابهم بهذه البرامج المباشرة، وكأنَّها (مغناطيس) يجذبهم بقوَّة وقهر، وليس لهم إلاَّ تلبية رغبات النفس، وخطرات الروح.
أما آن للمصلحين أن يفيقوا من نومهم العميق، لإنقاذ شبابنا وفتياتنا من مأساة فكرية وشهوانية تعصف بهم ذات اليمين وذات الشمال، وقد جعلتهم يتهافتون على الشَّاشات كالفراش وهم لا يشعرون!
ودعونا أيها الفضلاء نراجع أنفسنا، ونقوِّم ذاتنا، فجزى الله علماءنا خيراً حين أفتوا بتحريم هذه البرامج، وبينوا بلا لبس أو غموض حكم مشاهدتها، والنظر إليها، فقد أثَّرت تلك الفتاوى في بعضهم وأقلعوا عن مشاهدتها ـ ولله الحمد والمنَّة ـ.
ولكن هل نكتفي بهذا، وما زال الكمُّ الهائل من شباب الأمَّة يشاهدون ويصفِّقون، ويحلمون في منامهم ويقظتهم في ذكريات البرنامج الشبابي! ألا يوجد لدينا حلولٌ وافرة، وأكفٌّ رفيقة ليِّنة تحتضن الشباب والفتيات في برامج إسلامية مشوقة، ومشاريع تربوية وترفيهية، وبدائل منضبطة بميزان الشريعة؟ أين أصحاب الحلول المنتجة، أين أهل الثراء والمال والغنى، أين أصحاب الأفكار الإبداعية، والمشاريع الابتكارية؟ أين هم من الذي يحاك لشباب هذه الأمَّة، ويخاط لهم وينسج في مواخير الفساد، وأندية الظلام، والكواليس الخفية لتعليمهم دروساً في العربدة والشهوات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ترى لو أنَّ جيشاً عرمرماً أحاط ببلدة من بلاد الإسلام، وأثخن فيها وأكثر من القتل والتعذيب لأبناء الإسلام، ثمَّ خرج علينا رجل يبيِّن خبث هذا العدو ومكره، محذراً المسلمين من استقباله أو احتضانه ... ثمَّ وقف إلى هذا الحد، واكتفى بهذا القدر؛ هل سيؤدِّي هذا إلى دحر العدو وإنقاذ النَّاس؟ أم أنَّ هناك لوازم ينبغي إضافتها على ذلك الحدث؟!
وبعد: فإنَّ المراقب لهذه الأوضاع، وتلك الأحداث، ينبغي عليه أن يعرف أنَّ من أسباب وجوده في هذه الأرض دعوة الناس لدين ربِّ العالمين، وتقريبه إلى قلوبهم، فليست الدعوة بالمحاضرات و الخطب وحدها، وليست بالدروس أو الفتاوى فحسب، بل لا بد من استخدام جميع الوسائل المشروعة والمتاحة؛ فالدعوة إلى الله مجالها رحب، وأساليبها المشروعة لا حدَّ لها ولا عد.
وحيث إنَّني شرعت في المقصود؛ فإنِّ من الأولويات الهامة للعمل في حقل الدعوة الإسلامية؛ الفهم الناضج لمقاصد الشريعة لدى طلبة العلم، والمشتغلين بالإصلاح الديني، ليخرجوا لنا بمحصِّلات مدروسة، ونتائج ملموسة في فقه البديل الإسلامي المواكب لروح هذا العصر ومتطلباته، وكيفية إنقاذ هذه الأمَّة المنكوبة من الأزمات التي تحلُّ بها سواء كانت تعليمية أو تربوية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو عسكرية، وغيرها من ألوان المشاكل، وأشكال المحن.
والعالِمُ الحق هو من وصفه الإمام أبو العباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بأنَّه: (الذي يعرف الحق، ويرحم الخلق) وأنَّه: (كلَّما اتسعت معرفته بالشريعة وروحها، كان أرحم بالعباد وأعظم الناس تيسيراً عليهم ورفقاً بهم).
وحين يتأمل المسلم الهدي الربَّاني في القرآن الكريم يجد أنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ ما حرَّم على عباده شيئاً إلاَّ وأبدلهم عوضاً عنه ما هو خير منه، حتَّى في مجال الألفاظ والعبارات فإنَّه تعالى قال: (يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) البقرة (104)، فقد نهاهم ـ تعالى ـ عن ذلك لأنَّ فيه شبهاً بيهود حين كانوا يقولون ذلك لنبينا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ويقصدون بذلك السخرية به ـ عليه الصلاة والسلام ـ فنهى الله صحابة رسوله أن يقولوا هذه الكلمة لنبينا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وأبدلهم بأن يقولوا له (انظرنا). كذلك من تدبّر سيرة المصطفى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يجد ذلك واضحاً في منهجيته في التربية والتعليم، فإنَّه كان إذا حرَّم شيئاً أتى بالبديل المشروع مقابل ذلك الأمر المُحَرَّم؛ لأنَّه يعلم أنَّ النفوس ضعيفة، ومجبولة على حبِّ العوض والبديل، وخذ أمثلة على ذلك:
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء بلال إلى النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بتمر برني، فقال له: النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: من أين هذا؟ قال بلال: كان عندنا تمر رديء، فبعت منه صاعين بصاع لنُطعم النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ فقال ـ عليه السلام ـ: أوَّه أوَّه! عين الربا، عين الربا، لاتفعل! ولكن إذا أردت أن تشتري فَبِعْ التمر ببيع آخر، ثمَّ اشتره) (أخرجه البخاري: 2201، ومسلم:1593).
أتأملت أيها المبارك كيف أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ حين حرَّم فعل بلال ـ رضي الله عنه ـ نقله نقلة بديلة ومشروعة قبالة ذلك الأمر المحرم، وهكذا العالم الرباني، والبصير بالواقع الذي حوله، ولهذا قال الإمام ابن القيِّم في ذلك: (من فقه المفتي ونصحه إذا سأله المستفتي عن شيء فمنعه منه، وكانت حاجته تدعوه إليه،أن يدلَّه على ما هو عوض له منه، فيسد عليه باب المحظور، ويفتح له باب المباح، وهذا لا يتأتى إلاَّ من عالم ناصح مشفق قد تاجر الله وعامله بعلمه، فمثاله في العلماء مثال الطبيب النَّاصح في الأطباء يحمي العليل عمَّا يضره، ويصف له ما ينفعه، فهذا شأن أطباء الأديان والأبدان، وفي الصحيح عن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أنّهَ قال: (ما بعث الله من نبي إلأَّ كان حقَّاً عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم) وهذا شأن خلق الرسل وورثتهم من بعدهم، ورأيت شيخنا ـ قدَّس الله روحه ـ يتحرَّى ذلك في فتاويه مهما أمكنه، ومن تأمَّل فتاويه وجد ذلك ظاهراً فيها)
(إعلام الموقعين:4/ 121ـ 122).
(يُتْبَعُ)
(/)
وسأنقل كلاماً للشيخ ابن تيمية في الموضوع ذاته الذي امتدح به ابن القيِّم شيخه ابن تيميَّة حيث قال ابن تيمية: (إذا أراد تعريف الطريق الَّتي يُنَالُ بها الحلال، والاحتيال للتخلص من المأثم بطريق مشروع يقصد به ما شرع له؛ فهذا هو الذي كانوا يفتون به ـ أي السَّلف الصالح ـ وهو من الدعاء إلى الخير، والدَّلالة عليه، كما قال ـ صلَّى الَّله عليه وسلَّم ـ (بع الجمع بالدراهم، ثمَّ ابتع بالدراهم جنيباً) وكما قال عبد الرحمن بن عوف لعمر الخطَّاب: (إنَّ أوراقنا تُزيَّفُ علينا، أفنزيد عليها ونأخذ ما هو أجود منها؟ قال: لا، ولكن ائت النقيع فاشتر بها سلعة، ثمَّ بعها بما شئت) بيان الدليل على بطلان التحليل / صـ133.
ومن الأمثلة على ذلك من هدي المصطفى ـ عليه الصَّلاة والسلام ـ أنَّه إذا منع شيئاً فتح لمن منعه باباً آخر من الأمر المشروع، والبديل المنضبط بمعيار الشَّريعة، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: (قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر، ويوم الفطر) أخرجه أحمد في المسند (3/ 103ـ178ـ235) وأبو داود (1134) والنَّسائي (3/ 179) بسندٍ صحيح. (واليومان اللذان يلعب فيهما أهل الجاهلية هما: يوم النيروز ويوم المهرجان. وللمزيد انظر/ عون المعبود (3/ 485) للعظيم آبادي.
أرأيت ـ أخي القارئ ـ إلى هديه ـ عليه الصلاة والسَّلام ـ في ذلك، حيث إنَّه لا يرضى بوقوع المنكر، ولا أن يُؤْلف، ولكنَّه ـ عليه الصلاة و السَّلام ـ يبيِّن خطر الشيء المحرَّم، ومن ثمَّ يبين البديل الشرعي عمَّا حرَّمه الله، ومن هنا فطن علماء الإسلام لتوضيح هذه القضيَّة في مدوناتهم، ورسائلهم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ طيَّب الله ثراه ـ فقد بيَّن بأنَّ المبتلى بالمنكر أو البدعة فإنَّه يتوجب على ناصحه أن يدعوه للإقلاع عن هذا الأمر المحرَّم ولو كان في ظاهره الخير، ومثَّل ابن تيمية لذلك بالبدعة فقال: (إذا كانت في البدعة من الخير فعوِّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان، إذ النفوس لا تترك شيئاً إلاَّ بشيء ... فالنفوس خلقت لتعمل لا لتترك، وإنَّما الترك مقصود لغيره) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 125)
ومن هذا المنطلق فإنَّ البحث المضني من العالم أو المربي أو المفكر لما يخدم به أمَّة الإسلام من برامج جذَّابة تكون بديلاً عمَّا هو متاح ويستطاع الوصول إليه بأسرع الوسائل وأدنى السبل؛ فإنَّ هذا النوع من البحث من الضرورة بمكان وخاصَّة في هذا العصر الراهن؛ فأمتنا تحتاج لبدائل كثيرة في عدَّة مضمارات، وتحتاج للبدائل المفيدة عن القنوات الفاسدة التي تنشر الغثَّ بلا سمين، وتلهي النَّاس عن دين ربِّ العالمين، و تجدُّ في إيقاعهم بفتن الشبهات أو الشهوات، وما البرامج الأخيرة التي نشرت من خلال القنوات الفضائحية، وغيرها إلاَّ شاهد قوي على أنَّ أهل العلمنة والكفر والفجور يريدون إلهاء الأمة وشبابها عن قضاياها الكبرى، وشؤونها المصيرية ـ وقد أعلن ذلك جهارة بعض المسؤولين عن بعض تلك القنوات ـ بل كانت بعض هذه البرامج العاهرة تعرض في الوقت الذي تضرب فيه بلاد الرافدين (العراق) بالصواريخ، وتقصف بالطائرات، وتجتاح بالدبَّابات والمجنزرات، وكذلك في فلسطين المباركة في أزمة الحصار المشدد على مدنها وقراها، وعمليات الاغتيال الصهيوني لقادة الجهاد والصمود، في الوقت الذي كان فيه كثير من شباب العالم الإسلامي قد أطلق بصره، وأرخى سمعه لما يعرض في هذه الفضائيات من مشاهد مخزية، يستحيا ـ والله ـ من ذكرها.
وإذا كنَّا قد علمنا مكمن الدَّاء، وموطن الخلل، فليت دعاة الإصلاح والتغيير يستشعرون المسؤولية الفردية والجماعية، والتأهل للإنقاذ وللمشاريع الإصلاحيَّة لهذا الشباب التائه، الذي قلَّ مَنْ أخذ بيده، وبيَّن له طريق النَّجاة، والحلول المثمرة، والبدائل النافعة والإيجابيَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
في الوقت نفسه فنحن لا نريد حلولاً مستوردة من الغرب الكافر، ولا بدائل غير شرعيَّة، أو فيها تنازلات عن سنَّة خير البرية؛ فمعاذ الله أن يُنصح بذلك، وقد قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ شيئاً من هذا القبيل ثمَّ أعقبه قائلاً: (لكن لا يجوز لأحدٍ أن يغيِّر شيئاً من الشريعة لأجل أحد) (اقتضاء الصراط المستقيم: 2/ 133)
بيد أنَّ من أراد أن يحمل نفسه على تجنُّب البدائل المباحة، والالتزام بالأوامر والنَّواهي الشرعية فله ذلك، وصاحب العزمات يأخذ بالأقوى، وقد يكون في جانبه أفضل، إلاَّ أنَّ عليه أن لا يقارن نفسه بغيره من الناس، و لا يفرض عزيمته على ضعفاء الدين، وقليلي الإيمان، ومن المعلوم أنَّه إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع.
ولن يستطيع الداعية مهما أوتي من فصاحة وإقناع أن يصنع ذلك المجتمع المثالي المتخيل في الذهن، وخاصَّة أننا نعيش في هذا العصر المنفتح، والذي تعجُّ فيه الفوضى الفكرية، والمتنوعات الثقافيَّة، وكلٌّ منها تضغط بطرف على العقول والأمزجة محاولة أن تقنعها بمثلها ومبادئها.
فمهمَّة الدعاة إذاً أن يأتوا البيت من بابه، ويضعوا الحقَّ في نصابه، ويرشدوا أبناء هذا الجيل مبيِّنين لهم مخطَّطات الغرب، ووسائل المجرمين بالإطاحة بهذا الجيل عن غاياته النَّبيلة وأهدافه السَّامية.
* أمور هامَّة للدعاة إلى الله:
وثمة نقاط أحبُّ أن أذكِّر بها نفسي ومن سلك طريق الدعوة، وكل قارئ لهذا المقال، يجدر التنبيه إليها، والتلويح بها:
1ـ يجدر بدعاة الإسلام وأهل التربية أن لا يخاطبوا الناس من برج عاجي، أو صومعة فكرية، بل عليهم أن ينزلوا إلى ميدان الناس، وواقع البشرية، ويتأملوه حقَّ التأمل، فما كان فيه من خير أثنوا عليه وأشادوا به، وما كان فيه من خطأ فلينبهوا الناس له، ويرسموا لهم طريق الصلاح، ويزنوا جميع الأمور بمعيار الشريعة، ويعطوهم البدائل المباحة بقدر الإمكان، وإيجاد الحلول والمخارج الشرعيَّة، لا الحيل الباطلة البدعيَّة.
فأمَّا التشديد على الناس في أمورهم فهذا لا يليق بدعاة الحق والرشاد، بل هو أمر يحسنه كلُّ أحد، وقد قال الإمام سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: (إنَّما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التَّشدد فيحسنه كلُّ أحد) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1/ 784) وقال الإمام أحمد بن حنبل: (من أفتى ليس ينبغي أن يحمل النَّاس على مذهبه ويشدِّد عليهم) الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 45) ولا يعني ذلك أن نكون مماثلين لدعاة العصرنة والمسايرة لهذا العصر، والتراجع تحت ضغط الواقع، والَّذين يتبنون تتبع رخص العلماء وزلاَّتهم ويبنون عليها أحكاماً يقنِّنونها للناس حتَّى يتعاملوا بها فإنَّ هذا غير هذا، ولا شكَّ أنَّ التفريط أخٌ للإفراط؛ فالمطلوب أن يكون الدَّاعية وسطياً في فتاويه وآرائه على وسطيَّة أهل السنَّة والجماعة ورحم الله من قال:
عليك بأوساط الأمور فإنَّها ... نجاةٌ ولا تركب ذلولاً ولا صعبا
ولهذا فإنَّ العالم الذي جمع بين العلم والتربية لن يغفل عن دراسة نفسيَّات النَّاس، وإعطاء كلَّ ذي حقٍ حقَّه من الحكم الملائم له، ورضي الله عن الإمام ابن تيمية حين علَّق على حديث رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ (كلُّ لهو يلهو به الرجل فهو باطل، إلاَّ رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته؛ فإنَّهنَّ من الحق) أخرجه ابن ماجه (2/ 940) والنَّسائي، انظره مع شرح السيوطي (6/ 185) بسند صحيح.
فقد علَّق ابن تيمية على هذا الحديث تعليقاً نفيساً مبيناً خلاف ما يعتقده البعض من قارئي هذا الحديث بأنَّ كلمة (الباطل) فيه يعني (المحرَّم) فقال: (والباطل من الأعمال هو ما ليس فيه منفعة، فهذا يرخص للنفس الَّتي لا تصبر على ما ينفع، الاستقامة (1/ 277، ولهذا أُثر عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال: إنِّي لأستجمُّ نفسي بالشَّيء من الباطل، لأستعين به على الحق) مجموع الفتاوى (28/ 368)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا نستنتج أنَّ معرفة الدَّاعية لنفسيات المدعوين وأهل المعصية ومراعاتها كلٌ بحسبه، تعتبر من أهمِّ المهمات ليتدرج معهم في إزالة ما لديهم من قصور ديني؛ فهو خبير بأنَّ الخروج عن المألوفات من أشق الأشياء على النفوس، ولذا فإنَّه يعطيهم من البدائل المباحة الَّتي تجعلهم يتناسون ما كانوا عليه، متدرجاً بهم بهذه الطريقة إلى مرحلة القناعة والطمأنينة بما هم فيه، ومن أقوى ما يحتجُّ به لذلك، ما قاله عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه يوماً منكراً عليه عدم إسراعه في إزالة كلِّ بقايا الانحراف والمظالم والتعفية على آثارها ورد الأمور إلى سنن الراشدين: مالك يا أبتِ! لا تنفذ الأمور؟ فو الله! ما أبالي لو أنَّ القدور غلت بي وبك في الحق!) وتأمل كيف كان جواب الأب الفقيه عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ: (لا تعجل يا بني! فإنَّ الله ذمَّ الخمر في القرآن مرتين وحرَّمها في الثالثة، وإنِّي أخاف أن أحمل النَّاس على الحقِّ جملة فيدعوه جملة، فيكون من ذا فتنة) الموافقات للشاطبي (2/ 94) ولهذا فإنَّ التدرج في الوصول إلى الحقِّ بهذه التربية سببٌ أكيد لقناعة المدعوين، وليأخذوا بهذه الأحكام بتمام الرضى والفهم العميق لمقاصد الشريعة الإسلامية. قال الإمام ابن القيِّم: (إنَّ حكمة هذا التدريجِ التربيةُ على قبول الأحكام، والإذعان لها، والانقياد لها شيئاً فشيئاً) بدائع الفوائد (3/ 184)
2ـ التشجيع للشباب المخلصين بإيجاد البدائل الشرعية، وإنتاج المشاريع والبرامج المعينة والجذَّابة لمن ابتلي بمتابعة الصور الهابطة، والأصوات المحرَّمة، وإنَّ من أهمِّ الأمور في ذلك بثُّ روح الإبداع والتفكير، والابتكار والطُّموح لصناعة البدائل وإيجادها والموافقة لروح الشَّريعة والاستفادة من المعطيات الجديدة، وتنمية الحس لأهمية الاطِّلاع والقراءة، وكسر جميع الحواجز الَّتي تحول دون الإتيان بالجديد، وبورك في الشباب الطَّامحين.
وما قتل البعض منَّا إلَّا الترديد لتلك المقولتين القائلتين: (ليس بالإمكان أحسن مما كان) و (ما ترك الأولون للآخرون شيئاً)، فإنَّ هاتين المقولتين أصبحتا حجر عثرة لكلِّ يائس أو كسول أو رجل ألف التقليد، مع الضَّحالة العلمية والعقم الفكري (وحين يكون هناك جدب ثقافي، وضحالة فكرية فإنَّ الإنسان لا يهتدي إلى كثير من البدائل الَّتي تتاح لأهل الثَّراء الفكري) من كتاب / خطوة نحو التفكير القويم ـ ثلاثون ملمحاً في أخطاء التفكير وعيوبه لعبد الكريم بكَّارصـ59.
3ـ عدم الدوران في فلك الذات، وإغلاق منافذ البصيرة في وجه أيِّ جديد بحجَّة أنَّ هذه العولمة المعاصرة أكثرها شرٌ وفساد، بل ينبغي أن ننظر إلى كلِّ جديد ونزنه بالشرع؛ فما وافقه فحيَّ هلا، وما خالفه فإن استطعنا أن نبيد مادَّة الحرام منه فعلنا، وإن لم نستطع فلنضرب به عرض الحائط ولا نبالي، ورحم الله من قال:
والشرع ميزان الأمور كلها ... وشاهد لأصلها وفرعها
ومن جميل كلام أبي حفص النيسابوري: (من لم يزن أفعاله وأقواله كلَّ وقت بالكتاب والسنَّة، ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال) الاستقامة لابن تيمية /96ـ99.
شاهد ذلك أنَّه قبل أن نحكم على أي شيء فعلينا أن نعرف حقيقته وماهيته، ثم يُطلق الحكم الشرعي المناسب له، والقاعدة الأصولية تقول: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره).
4ـ لا يعني أنَّه إذا نودي بإيجاد البديل المنضبط، أن يكون هذا ديدن الدعاة في كلِّ شيء، بل ينبغي أن ينادي الدعاة بأنَّه ليس كلُّ شيء حرِّم يستطاع أن يؤتى ببدائل تحل عنه، وأنَّ هذا البديل الذي استهلك العقل البشري في التفكير لإيجاده، ليس شرطاً أن يكون فيه كلُّ مظاهر اللذَّة والمتعة عن الشيء المحرَّم، إلاَّ أنَّه ينبغي أن تكون فيه مادَّة تصرف من تعلقت نفسه بالماضي، وتكون فيه روح شفَّافة جذَّابة ليتعلق بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن من المهم جدَّاً أن يواكب هذا التغيير لتلك النفس البشرية التي نشأت من قريب على طاعة الله بأن تربى هذه النفس على طاعة الله، وأن يكون ديدنها لأوامر الله ونواهيه بكلمة (سمعنا وأطعنا) وإذا كان البديل ليس على مستوى درجة الجاذبية لما ألفته النفس في الماضي، أو في أيام الجاهلية فلا يعني ذلك أن ترجع النفس لماضيها؛ لأنَّ ذلك من تبديل نعمة الله على العبد والتنكر لها. بل يكون على لسان المسلم الأثر المعروف: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه) وهذا التعويض كما ذكر علماء الشريعة إمَّا أن يكون في الحياة الدنيا، أو أن يكون ذلك في دار الآخرة وجنَّة الرضوان.
5ـ أن يتعدى الدعاة والمصلحون مرحلة المدافعة والتحذير، إلى مرحلة المواجهة والتبشير، ولقد كانت هذه وصيَّة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لبعض أصحابه فقال: (بشِّروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا) أخرجه البخاري في كتاب العلم (2001)، ومسلم في كتاب الجهاد (251) فالعقلية الإسلامية تحتاج في هذا الزمن الصعب أن تكون داعية خير وتبشير. أمَّا مجرد النقد اللاذع، والإبقاء على هذا المنهج فلن يوصل المسلمين إلى مرحلة سبَّاقة، بل يجعلهم ذلك يرجعون للوراء؛ لأنهم لم يعرفوا كيف يواجهون هذا العصر بتقنياته، وما هي اللغة المناسبة له؛ ولذا فإنَّ المثل القائل: بأنَّ إيقاد شمعة خير من سب الظلام؛ مثل رائع، يحتاجه دعاة هذا العصر، فإنَّ مجرد التشكي من أبناء هذا الزمان وهذا الدهر لن يفيد شيئاً، والغريب أنَّ كثيراً من الشباب الصالح قد صار ديدنه في بعض اللقاءات التحدث بمآسي هذا الجيل، على حدِّ قول الشاعر:
كلُّ من لاقيت يشكو دهره ... ليت شعري هذه الدنيا لمن؟!
لكنَّ القليل من يحاول أن ينقي الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه، ويبين الخلل والاهتراءات التي حلَّت في وسطه، محاولاً التغيير والإصلاح بالحكمة الحسنة والكلمة الطيبة، حتى يتم المقصود، وينال المراد.
إننا نحتاج حاجة ماسة لإعادة النظر في الطرق التربوية التي أَلِفَهَا بعض المربين أكثر من أربعة عقود من هذا الزمان، أو وسائل الدعوة التقليدية والتي كانت منذ عشرات السنين وبقي الكثير على نمطها.
نحتاج لوسائل البلاغ المبين التي نواجه بها أبناء الجيل المسلم، والاستفادة من المعطيات الحديثة التي تتناسب مع طبيعتنا الشرعية، ومُثُلِنا العقدية (حيث إننا من خلال الممارسة العملية نكتشف الهائل والمترامي، وما لا يمكن الوصول إليه، وبذلك الاكتشاف نقترب من معرفة ما هو متاح، كما أنَّنا نوفر على أنفسنا عناء (الحرث في البحر) حيث ألف الكثيرون منَّا تبديد الجهد والوقت والمال في محاولات الوصول إلى أشياء ليس إلى الحصول عليها أي سبيل) جزء من كلام الدكتور عبدالكريم بكَّار في كتابه (تشكيل عقلية إسلامية معاصرة) صـ78.
* تنبيهات وملاحظات في قضيَّة البديل:
وهي في الحقيقة أمور وقع فيها بعض الإخوة ـ هداني الله وإيَّاهم ـ في قضيَّة البديل، فالمراقب لبعض البدائل التي أتيح نشرها داخل الأوساط الإسلامية يجد أنَّها قد تجاوزت ـ وللأسف ـ الحدود الشرعية، وصار فيها من التنازلات عن الشريعة الشيء الذي ينذر بوقوع حالة كارثية ممن لهم توجهات إسلامية؛ لأنَّ كثيراً منهم ينتج إنتاجه الإعلامي أو الاقتصادي أو التربوي ولا يستشير إلَّا قليلي العلم، مع قلَّة استشارتهم لأهل العلم وفقهاء الشريعة الربانيين، في عرض مثل هذه المنتجات، وأخذ آرائهم تجاهها، ومن ذلك:
1ـ ما يسمى بـ: (فيديو كليب) فإنَّه يُعرض في بعضها من الأناشيد التي يصاحبها من تكسر وتميع، وحركات لا تمت إلى الرجولة بصلة، بل فيها من مشابهة بعض الفسقة من المغنين في حركات الرجل وضرباتها الخفيفة على الأرض، أو حركات اليد والتي تدغدغ مشاعر الرجال فضلاً عن الفتيات (المراهقات) ثمَّ يسمَّى هذا العمل إنتاجاً إعلامياً (إسلامياً).
فهل هذا من البديل الذي اشتُرِطَ أن يكون منضبطاً بميزان الشريعة، ومأموناً لجميع شرائح المجتمع؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ ما صار يصاحب بعض أشرطة الأناشيد الإسلامية من ضرب بالآلات الموسيقيَّة، وما يرافقها بما يسمَّى بجهاز (السامبر)، وأجهزة الكمبيوتر والتي سجِّل في بعضها بعض النغمات من الكمنجة، والبيانو، كلُّ ذلك بحجة أنَّ هذا من البديل [الإسلامي] وأنَّه إذا لم نضع مثل هذه الملحقات مع الأناشيد فإنَّ السامعين للأناشيد الإسلامية سيكون تعدادهم قليلاً!! وأنَّ أفضل وسيلة لجذبهم هي هذه الطريقة ولأجل الارتقاء بالفنِّ الإسلامي البديع!! والإجابة عن هذه الحجَّة الباطلة قد يطول ولكنَّنا نقول:
إنَّ من أراد أن يقدِّم للناس بديلاً مشروعاً فعليه بأن يتقي الله ـ سبحانه وتعالى ـ ويرضيه قبل إرضاء أيِّ طرف من الناس، وليتذكر المرء حديث رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط النَّاس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس) أخرجه ابن حبَّان بسند جيد ـ انظر: السلسلة الصحيحة (2311) والحقيقة أنَّ هؤلاء القوم المنتسبون للدعوة ويصاحبون في أعمالهم ما حرَّم الله بحجة اجتماع الناس عليهم وللمصلحة العقلية الموهومة فإنَّهم وكما قيل في المثل: يريد أن يطبَّ زكاماً فيحدث جذاماً، فلا هم للبديل نصروا، ولا للمعصية كسروا ـ نسأل الله لنا ولهم الهداية ـ.
3ـ لا شكَّ أنَّ العالم الإسلامي اليوم، يحتاج لمصارف إسلامية، وبنوك تتعامل مع الطبقات البشرية بالشريعة الإسلامية، ونحن نحمد الله ـ تعالى ـ أن صار لهذه البنوك وجود ولو كان بطيئاً في بعض الدول الإسلامية والتي تلبي رغبات التجَّار، وتعين المساكين وتقدِّم لهم البذل والمعونة، وتقرضهم القروض الخالية من الربا، وتتعامل مع من يريد تنمية ماله بالمعاملات المشروعة كالمضاربة والمشاركة والمساهمات التجارية.
بيد أنَّ هناك ـ وللأسف ـ بنوكاً أرادت أن تسوِّق بضاعتها بزيادة (الإسلامي) على كلمة (البنك) للتغرير بعوام المسلمين وعقول البسطاء والمساكين، ليتعاملوا معهم ويشتركوا في معاملاتهم المالية؛ وأكثرها ـ عياذاً بالله ـ من أبواب الحيل الباطلة، والتي يتمُّ معظم معاملاتها المصرفية بالتحايل على أبواب الشريعة، جاعلين زلاَّت العلماء المتقدمين، ورخص المعاصرين المتساهلين ديدنهم في الترويج للالتحاق بهم والتعامل معهم.
فيا سبحان الله! هل أصبحت البدائل المسماة إسلامية بهذا الشكل المرعب، وأصبح البعض الذي ليس له من الثقافة الإسلامية رصيد ولو يسيراً، يسوِّق لما يريد فعله ويضيف عليه كلمة (إسلامية) أو (إسلامي) أو على (الشريعة الإسلامية) على طرفة السمك المذبوح على الطريقة الإسلامية؟! وإذا كان البعض هكذا؛ فليحذروا من عقوبة تحلُّ بهم من الله ـ عزَّ وجل ـ ونقمة شديدة يوم القيامة إن لم يتوبوا ويتداركوا أمرهم.
4ـ ومن ذلك بعض فتاوى المنتسبين للعلم والدعوة بأنَّه يجوز للمرأة أن تشترك مع الرجل في التمثيل على شاشات الرائي (التلفاز) بحجة أن الرسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قال: (النساء شقائق الرجال)، وأنَّ المرأة نصف المجتمع ولها دورها فيه، فلا بأس عليها أن تشارك في التمثيل بشرط أن يكون (إسلامياً).
والحقيقة أنَّ هذا يفتح باباً كبيراً لأهل العلمنة والفسق في محاولة التدرج بمن أردن التمثيل من النساء المنتسبات للخير والدعوة في مهاوٍ توقعهن في الردى، هذا عدا أكثر من عشرة مخالفات شرعية في هذا الباب.
5ـ ومن ذلك ما يسمَّى بالأفلام المدبلجة، والتي أنتجتها بعض الشركات الإعلامية الكافرة، أو الشركات الفاسقة، فما كان من البعض إلاَّ أن حذف منها أصوات الأغاني والموسيقي، وظّنََّ أنَّ تسمية هذه الأفلام بأفلام إسلامية هو الهدف الرئيس، مع أنَّ بعض هذه الأشرطة فيها من التلوثات العقدية، والآراء الهدَّامة كبعض الألفاظ الشركية، والعادات المخالفة للقيم الإسلامية، كالشرب بالشمال، والنوم على البطن، وعدم تشميت العاطس، والسخرية بمن ابتلي بسمنة أو داءٍ في جسده، ومظاهر الاختلاط بين الرجال والنساء، وعرض بعض صور النساء كاشفات لشيء من شعورهن وإبراز بعض مفاتن جسدهن، ومع ذلك تبقى أشرطة إسلامية!! فأين المراقبة الإعلامية المتخصصة، وأين المراجعة والتدقيق الشرعي على مثل هذه الأشرطة المدبلجة؟ بل ظهرت بعض الأفلام الإسلامية تقوم فيها فتيات جميلات قد قارب
(يُتْبَعُ)
(/)
أكثرهنَّ البلوغ في سنِّ العاشرة والحادية عشرة، يقمن بالإنشاد الإسلامي، مع بعض حركات الرقص المرافقة لإيقاع الدف، ويكون بالطبع معهن بعض الأحداث الفتيان ينشدون جميعاً عند بحر، أو تلٍّ، وتقدِّم إحدى الفتيات وردة حمراء لأحد الأحداث الذكور وهي تبتسم ابتسامة ساحرة!! حدَّثني بذلك ـ والله ـ جمع من الشباب الذين كانوا على طريق الغواية ثمَّ منَّ الله عليهم بهدايته ـ سبحانه ـ فأقلعوا عمَّا حرَّم الله، وقالوا لي جميعاً اشترينا هذه الأشرطة من التسجيلات الإسلامية! ورأينا أناساً يشترونها! وكنَّا نتناوب على مشاهدة هذه الأفلام! لما فيها من الصور (الإسلامية)!!
بل قرأت لأحد هؤلاء المنتسبين للإسلام مقالاً كتبه في إحدى الجرائد يطالب فيه بديسكو إسلامي! وما أدري والله ماذا زوَّر أمثال هؤلاء في صدورهم بعد ذلك من البرامج (الاستسلامية للواقع). وصدق من قال في هذا الزمن:
زمان رأينا فيه كلَّ العجائب ... وأصبحت الأذناب فوق الذوائب
والآن ... أسائل أصحاب هذه البدائل الظالمة ... أسائلهم: بالله العظيم أذلك كلُّه من باب البديل الإسلامي المنضبط، عن أشرطة الفسق والمعصية؟ (إنَّ هذا لشيء عجاب)! لقد تعدى الأمر حدَّه، وخرج عن أصله، وبلغ السيل الزبى، والله المستعان .. فليتدارك أمثال هؤلاء القوم منهجهم، وليصلحوا أمرهم، وليتوبوا إلى ربهم، ويعودوا إلى بارئهم، ولا يكونوا سبباً لإفساد الشباب، وهم يظنون أنهم مصلحون.
* شيء من البدائل النافعة المأمونة في عصر العولمة:
لا ريب أنَّ عصرنا كما أنَّ فيه النقائص الشرعيَّة، فإنَّه وبالمقابل ثمَّة بدائل إيجابيَّة كان لها الدور الكبير والنافع بعد عون الله وتوفيق في توعية الأمَّة ورجالاتها، ومن ثمَّ الإقبال عليها وإعراض الكثير عمَّا سواها ومن ذلك:
1ـ ظهرت بفضل الله وبجهود بعض المخلصين من أبناء هذه الأمَّة بعض الإذاعات الإسلاميَّة، والمنتجة للبرامج الإسلاميَّة على مستوى رفيع، من ثبات على الأسس والأصول الإسلاميَّة، وتكامل في البرامج، وإبداع في الطرح والخطاب، جعل كثيراً من المستمعين لهذه الإذاعات لا تفارق بيوتهم أو سيَّاراتهم، معجبين بها، ومتشجعين في الاستماع لبرامجها.
2ـ المؤسسات الإسلاميَّة الراعية لكثير من طاقات الشباب الإبداعيَّة وتثميرها، و زرع روح المبادرة الذاتيَّة، والعمل لهذا الدين على بيِّنة وعلم.
3ـ إطلاق بعض الفضائيات الإسلاميَّة، والتي كان لها دور ـ بفضل الله ـ في تنمية روح الإسلام في قلوب المسلمين، وغرس مكامن العزَّة في قلوبهم، وإشعارهم بأنَّ المسلمين ليسوا أقلَّ من الكفَّار أو الفسقة في الإنتاج والإخراج الإعلامي.
إلاَّ أنَّه يجدر أن أنبِّه بأنَّه ليست كلُّ قناة منتسبة للإسلام، تكون كما ادَّعت، وللأسف فإنَّ بعض القنوات الإسلامية، فيها الكثير من المخالفات الشرعيَّة، والتنازلات العقديَّة، والتي ينبغي تداركها، ومن ذلك: تعظيم بعضهم لأهل الكفر والنفاق، ورخاوة تقرير معاني الولاء والبراء، والاختلاط بين الرجال والنساء، وعرض الموسيقى والأغاني في برامجها، واستضافة بعض متلوِّثي العقيدة، إلى غير ذلك ممَّا ينبغي لهؤلاء أن يتداركوه، لتبقى برامجهم ملتزمة بأسس الإسلام وثوابته.
4ـ تفكير كثير من الشباب المسلم الواعد بإقامة مشروعات إسلاميَّة تربويَّة وترفيهيَّة، ولا أنسى أنَّني في يوم من الأيام قد ذهبت أنا وأهلي إلى طلعة بريَّة، وحول هذه المنطقة يوجد فيها شباب مراهقون شعروا بملل في أوقاتهم، فراحوا يجوبون الشوارع يمنة ويسرة، ويضيِّعون أوقاتهم بالدوران في سيَّاراتهم، والبعض منهم كانوا قد جلسوا مع رفقائهمه وبدؤوا يضربون على العود والموسيقى!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد برهة من الزمن قصيرة رأيت شباباً في العشرين من عمرهم من الصالحين ـ هكذا أحسبهم ـ قد قدموا بثلاث سيَّارات وأتوا بجهاز الحاسب الآلي و جهاز (البروجيكتر)، ونظَّموا المجالس والمقاعد، ثم بدؤوا يهتفون عبر الميكرفونات وينادون الشباب: هيا يا شباب إلى المسابقات الجميلة! هيا إلى الإبداعات! هيَّا إلى المسابقات! وبدأ هؤلاء الشباب بالتقاطر والتحلُّق في المكان الذي تُقدَّمُ فيه برامج هؤلاء الإخوة الملتزمين، حتَّى أنَّه بعد ساعة أحصيت نحو ما يقارب 50 سيَّارة، وأكثر من مائة شاب، قد جلسوا وكأنَّ على رؤوسهم الطير، وهم يشاركون مبتهجين بهذه البرامج والمسابقات بشدَّة تفاعل، وابتسامات تعلو محيَّاهم.
وقبل أن ينتهي البرنامج أتى أحد هؤلاء الإخوة الصالحين بإلقاء موعظة بربع ساعة ألهب فيها القلوب، وحرَّك لها المشاعر، ثمَّ أنهي ذاك البرنامج بتوزيع الجوائز على الفائزين.
يحدِّثني أحد الإخوة المصلحين الذين يشاركون في برامج بهذا الشكل بأنَّه لا يخلو بأن يقوم ثلاث شباب إلى خمسة بإعلان التزامهم واستقامتهم على دين الله، ويبدؤوا بالمشاركة مع هؤلاء الشباب المصلحين في الدعوة إلى الله بالحكمة والأسلوب الحسن، كما قال الشاعر:
قد هدانا السبيل من سبقونا ... وعلينا هداية الآتينا
5ـ استغلال كثير من الشباب الصالحين والمهتمين بالجيل الناشئ وقت الإجازة الصيفيَّة بإقامة مراكز صيفيَّة تستوعب طاقات الشباب وإبداعاتهم، وكذا إقامة المخيمات الشبابيَّة والتي تعوِّد الشباب المسلم على روح المبادرة، وتشجعه على إبراز مواهبه وتفعيل طاقاته في المشروع.
6ـ إطلاق كثير من مواقع الإنترنت والإتيان بشتَّى البدائل النافعة والمفيدة لأبناء الصحوة الإسلاميَّة.
فهذه البدائل ـ والحقُّ يقال ـ قد نفع الله بها كثيراً من أبناء الصحوة، و بيَّنت أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة تستطيع إيجاد بدائل منضبطة غير منفلتة عن قيم الإسلام.
ولهذا أقول نعم للبديل، ولكنْ بالضوابط الشرعية، والالتزامات العقدية، وتحت استشارة أهل الشريعة، ولا للبديل المتسيب، والذي شطَّ عن الصواب، وانخرط في دوائر الانفلات، وأُقْحِمَ في الشبهات, فإنَّ هذا ليس له مكان في قلوب أهل الإيمان، ويبقى الحقُّ عليه دلائل الإشعاع الربَّاني، والباطل عليه دلائل التحايل العصياني. (فأمَّا الزَّبد فيذهب جفاءً،وأمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب اللَّه الأمثال) ومن الله الحول والطَّوْل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين.والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:36]ـ
الذي يظهر لي يا شيخ عبد الرحمن ـ رعاك الله ـ أنَّ هناك أحاديث جاءت بالبديل الشرعي لوجود أدلَّة على ذلك وبدائل أخرى يمكن من فعل منكراً أو خطئاً أن ينتقل إليها
بارك الله فيكم ونفع بكم
أخي الفاضل كنت قد قلت في صدر مشاركتي:
اشتهر عند الناس: خاصتهم وعامته أن الشريعة راعت عند المنع إيجاد البديل، وقد دل على ذلك عدد من النصوص
وكان محور البحث هو: هل التزمت الشريعة إيجاد البديل؟
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 07:16]ـ
فيما يبدو لي والله أعلم أنَّ الشريعة أتت بالبديل وأتت بالحكم الشرعي في تحريم أشياءٍ دون إيجاد بديل ـ والله أعلم ـ أمَّا الالتزام المطلق الكامل فيظهر لي والله أعلم عدم التزام الشريعة بمراعاة البديل ... والله الهادي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 10:32]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن، ومن العجائب أنني كنت أناقش أحد الإخوة في هذا الموضوع من يومين! واسمح لي أن أذكر بعض الملاحظات:
1 - لا شك أن الشيء المحرم إن وجد له بديل فهنا ندل الناس على البديل كما دل الله تبارك وتعالى على البيع بدلا من الربا، وكما دل الرسول صلى الله عليه وسلم بلالا رضي الله عنه على شراء التمر بالمال حتى لا يقع في ربا الفضل، فنحن إن قلنا للناس بحرمة البنوك فعلينا أن نضع لهم البديل الإسلامي الصحيح، وإلا فلو أن هناك رجلا يمتلك ملايين الجنيهات مثلا وقلنا له إن البنك الربوي حرام ولم نعطه بديلا صحيحا صار الأمر نوعا من الثقافة النظرية التي لا يمكن أن تخرج إلى حيز التطبيق العملي.
2 - علينا أن نفرق بين الورع وبين الفتوى، فقد يتورع الإنسان عن سماع الأناشيد أو عن مشاهدة التمثيل الهادف المراعي للضوابط لكن ليس له أن ينكر على غيره خاصة من كان غارقا في وحل المعاصي، إن رأيت مثلا أنا أن الدف محرم على الرجال في الأعراس والأعياد فلا بد أن أدرك أن المسألة في حيز الخلاف السائغ فلا أنكر على من أراد أن يقيم عرسا فيه دف، خاصة إن كان حديث عهد باستقامة وهكذا.
3 - هناك أمور ليس فيها بدائل أو فيها بدائل لكنها أقوال شاذة وخارج نطاق الخلاف السائغ، فهذه يجب نبذها والتسليم لأمر الله عز وجل.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 02:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرف أحد الزملاء في المغرب مسجل للدكتوراه منذ سنتين في موضوع: البديل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 01:28]ـ
حقيقةً، الموضوع مهم جدا لكل من رمى فهم الحِكم والأسرار اللطيفة في شريعتنا الغراء.
وأود أن أبدى ما أراه صحيحا في هذا الشأن، فأبدأ بالتنبيه على هذه الأمور:
* أولا: سؤال الشيخ عبد الرحمن هو عن الشريعة لا المفتي. وبين الأمرين فرق واضح وهو فرق له أثره في الجواب على السؤال المطروح: (هل الشريعة التزمت مراعاة البديل - أى عند النهي والتحريم -؟). فالجواب عموما - والعلم عند الله -: نعم! وأما إن كان السؤال هو (هل المفتى يلزمه إبداء البدائل للمستفتى؟) فله جواب آخر، ملخصه استحباب ذلك إذا اقتضته الأحوال.
* ثانيا: البدائل الشرعية هي البدائل الطيبة من الخيرات والمباحات. فلا يعقل مثلا أن ينهى الشارع عن شئء محرم ثم أبدله بشيء آخر محرم أو بجزء ذلك الشئء المحرم. بل إما أن يبدله بشيء حلال مشابه في الجنس لذلك المنهي، أو يبدله بما ليس من جنس المنهي. فالأول مثل التوجيه إلى اتخاذ البيع بدلا من الربا وهما من جنس واحد هو (المعاملة الربحية). والثاني مثل التوجيه إلى أكل الطيبات من الرزق بدلا من المحرمات العينبة أو الحكمية من الأطعمة والأشربة. وقد يقال إن هذا الثاني من جنس الأول، ولا مشاحات في الاصطلاح.
* ثالثا: إنما تكون البدائل لسد حاجات المكلف مما فيه المصالح والمنافع. وأما ما كان غرض المرء طوع الهوى وإشباع الشهوات، فليس هذا محل ورود البدائل. بل بديل طوع الهوى هو طاعة الرحمن، وبديل إشباع الشهوات هو تحقيق الخيرات. ومعلوم أن الرحمن جل جلاله أحق أن يطاع من الهوى والشيطان، وأن الخيرات والمصالح أحق أن تطلب من الشهوات والمفاسد. يوضحه:
* الأمر الرابع: أن أعظم الغايات وأسنى المقاصد من تشريع الشرائع هي أن يصبح المكلف عبدا لله طوعا كما كان عبدا له كرها، وأن يكون مسلما له اختيارا كما كان مسلما له اضطرارا. فمقصود التشريع هو حصول التقوى من العباد، لأن التقوى أساس الخير والصلاح؛ كما قال تعالى: (واتقوا الله لعلكم تفلحون)، وقال: (واتقوا الله لعلكم ترحمون). وقد قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، وقال: (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا). فعلى هذا، من كان طلبه البدائل من المناهي والمحرمات ليس لأجل تحصيل المصالح والخيرات مع بقاء التقوى والخروج من توعد غضب الله، فلا يحق لأمثاله أن يعطوا بدائل من جنس ما اشتكوه، لأنهم حينئذ قبل منح البدائل وبعده سواء (أي ليسوا على التقوى)، وقد قال تعالى: (واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور)، وقال: (واتقوا الله إن الله سريع الحساب). وعلى هذا ينبني:
* الأمر الخامس: وهو أن أمثال عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد أوقع الطلاق الثلاث في وقت واحد - وهو الطلاق البدعي - ثلاث طلقات، لأن أهلها ما كانوا يفعلون ذلك إلا استزاء بالشريعة وإهمالا لحدودها - والعياذ ثم العياذ بالله. فلما لم يكونوا على جادة الطاعة والتقوى، لم يجعل لهم مخرجا لأهواءهم وشهواتهم. فإنه عند ذلك ليس مخرجا حقيقيا صالحا، بل هو عون على تنفيذ الذنوب واستمرار المساوي. فهنا قد أبدل المفتى الرشيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - تلاعبهم للشريعة بالمعاقبة على النفس وحبسها عن الشهوات وصرفها إلى ما فيه التماس رضى الرحمن وتقوى الملك الديان.
* الأمر السادس: قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآىء ذى القربى وينهى عن الفحشآء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون). فكل ما أعطته الشريعة من البدائل للمناهي والمحرمات، فهو من العدل والإحسان والكرم. وكل ما نهى عنه الشارع ومنعه، فهو من الفحشاء والمنكر والبغي. فالشيء الذي هو في حد ذاته قبيح فاسد، لا يمكن أن يُجعل بديلا للمناهي مثله، لأن " الله لا يأمر بالفحشاء ". بل بديله ما كان خيرا وصلاحا، سواء أقيل أنه من جنس المنهي المبدل أو من جنس غيره. وهذا تأكيد لما سبق.
والله أعلى وأعلم؛
يتبع بإذن الله. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 02:04]ـ
وهاكم النظر والملاحظات مما استُدل به من الأحاديث:
في صحيح مسلم (18) عن أبي سعيد عن النبي (ص) « ... وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير .... فقلت: ففيم نشرب يا رسول الله؟
قال: في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها.
قالوا: يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم فقال نبي الله (ص): وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان»
المنهي هنا: الدباء والحنتم والمزفت والنقير؛
وبديله: أسقية الأدم.
وهذا واضح أن فيه مراعاة البديل. وإنما ينبه هؤلاء السائلين على أن المنهي منهي.
وفي صحيح البخاري (5336) ومسلم (1488) من حديث أم سلمة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت يا رسول الله: إن ابنتي توفي عنها زوجها، وقد اشتكت عينها أفتكحلها؟
فقال رسول الله: «لا» ـ مرتين أو ثلاثا ـ كل ذلك يقول: «لا»، ثم قال: رسول الله: «إنما هي أربعة أشهر وعشر، وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول».
المنهي هنا: التزيّن وترك الحداد على الزوج قبل أربعة أشهر وعشر؛
وبديله: جواز ذلك بعد انتهاء المدة والعدة.
لماذا؟ لأن ما كان قبل المدة المذكورة جزء من المنهي، والجزء ليس بديلا للكل الذي هو منهي.
في صحيح البخاري (2236)، ومسلم (1581) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ:" إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟
فَقَالَ:" لا هُوَ حَرَامٌ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ:" قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ".
المنهي هنا: اتخاذ شحوم الميتة لحوائجهم غير الأكل؛
البديل: اتخاذ ما كان حلالا مما يسد به نفس تلك الحوائج (ولا يلزم أن يصرح به الرسول (ص) لوضوحه).
لماذا؟ لأن تلك الشحوم في حد ذاته منهي محرم، كما قال (ص) بأن الله حرمها. ثم نبه على ما هو أبلغ من شكواهم، فقال: (قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ). فمقصود الشريعة تحريم تلك الشحوم عينا وثمنا. فتركه عينا لا يجعل الثمن حلالا، لأنه من جزء المنهي عنه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 03:49]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
المنهي هنا: الدباء والحنتم والمزفت والنقير؛
وبديله: أسقية الأدم.
وهذا واضح أن فيه مراعاة البديل. وإنما ينبه هؤلاء السائلين على أن المنهي منهي.
لكن هذا البديل لا يصلح لهم واعترضوا عليه يريدون غيره = فلم يجابوا لذلك.
وقولكم: المنهي منهي = هو المراد تقريره بالموضوع.
المنهي هنا: التزيّن وترك الحداد على الزوج قبل أربعة أشهر وعشر؛
وبديله: جواز ذلك بعد انتهاء المدة والعدة.
لماذا؟ لأن ما كان قبل المدة المذكورة جزء من المنهي، والجزء ليس بديلا للكل الذي هو منهي.
جوازه بعد المدة خارج عن حاجة السائل ويعرفه ولم يسأل عنه وحاجته في غيره الآن = فلا يصح كونه بديلا.
المنهي هنا: اتخاذ شحوم الميتة لحوائجهم غير الأكل؛
البديل: اتخاذ ما كان حلالا مما يسد به نفس تلك الحوائج (ولا يلزم أن يصرح به الرسول (ص) لوضوحه).
لماذا؟ لأن تلك الشحوم في حد ذاته منهي محرم، كما قال (ص) بأن الله حرمها. ثم نبه على ما هو أبلغ من شكواهم، فقال: (قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ). فمقصود الشريعة تحريم تلك الشحوم عينا وثمنا. فتركه عينا لا يجعل الثمن حلالا، لأنه من جزء المنهي عنه.
الصحيح أن معنى قوله (ص):"لا، هو حرام" أي: بيعها لا الانتفاع بها. كما قرره ابن القيم في الزاد 5/ 749، وذكر أن اختيار شيخه رحمهما الله.
ولم يرشدهم للبديل حين حرم عليهم بيعها، وشحوم المذكاة لها مصالح ومصارف أخرى وثمن أغلى.
والمقصود بمراعاة البديل فيما يطلبه الناس اليوم: هو ما يطلبه المنكَر عليه من المنكِر من جنس ما منع منه.
وإلا فالله عز وجل أكرم عباده ووسع عليهم، فقال: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} {خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
* * * * *
وربما يصلح هذا:
في البخاري عائشة رضي الله عنها: «أن امرأة من الأنصار زوَّجت ابنتها، فتمعط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها. فقال: لا، إنه قد لُعن الموصلات» وفي لفظ: «فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة». ورواه مسلم.
وفي صحيح مسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم، فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصله؟
فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 02:55]ـ
جزاكم الله خيرا.
المنهي منهي، فلا يعقل أن يكون بديلا لنفسه،
وجزء المنهي أيضا منهي، فلا يعقل أن يكون بديلا للكل المتضمن له. وهذا واضح.
أما غير المنهي، فصالح أن يكون بديلا - وإن لم يشر إليه الشارع إشارة صريحة لوضوحه أو لعدم تقوى المستفتي.
البدائل كانت موجودة، لكنهم لم يقبلوها، بل طلبوا جواز ما كان منهيا (أي طلبوا استحلال المبدل). وهذا خلاف الطاعة.
فطلب استحلال الدباء والحنتم والمزفت والنقير؛ وكذا طلب التزين قبل انتهاء المدة واستحلال الثمن الحاصل من البيع المحرم = كل هذا ليس (طلبا للبدائل) ولا يعقل أن يكون كذلك ... بل هو عصيان، أو طلب للرخصة. وهذا خارج محل البحث.
وتعيين البدائل لا يخضع لأهواء النفوس وما طلبته، وإنما يخضع لما علم الله تعالى من وجود المصالح والمنافع الحقيقية فيها أو عدمها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 04:54]ـ
وديننا دين هدم للباطل وبناء للحق .. ومن طلب البديل من جهته = وجده ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 05:27]ـ
ومن الامثلة على البدائل المباحة
فحرم علينا دعاء الاموت وامر بدعائه سبحانه وحرم بالكتاب الميتة والدم ولحم الخنزير وبالسنة سباع الوحش والطير وعوضنا من ذلك بهيمة الأنعام الثمانية الأزواج وسائر الوحش وصنوف الطير، وحرم علينا بالكتاب الميسر وبالسنة القمار، وعوضنا من ذلك اللهو بالرمي والسبق في خف اونصل اوحافروحرم علينا الربا وأحل البيع، وحرم السفاح وأحل النكاح، وحرم بالسنة الديباج والحرير، وعوضنا انواع الالبسة من القطن والكتان وغيرها وحرم بالكتاب الخمر وبالسنة المسكر، وعوضنا منهما صنوف الشراب من اللبن والعسل ونهى عن اعياد الكفار وابدلها باعياد الاسلام ونهى عن الاستقسام بالازلام وابدلنا صلاة الاستخارة
وأباحت لبس خاتم الفضة للرجال مقابل خاتم الذهب المحرم؛ ,ونهى عن مصاحبة الاشرار وامر بمصاحبة الاخيار
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 01:17]ـ
بارك الله فيكم.
/// فقد ظهر لي في مشاركة بعض الأفاضل شيء من الخلط بين معنى البديل التشريعي ومعنى الجزاء أو الأجر الذي أعده الله تعالى لمن ترك ما نهي عنه! فقوله عليه السلام "من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه" لا ينزل منزل السنة التشريعية، بمعنى أنه يلزم أن يكون كل محرم في الشرع له فيما يقابله أمر مشروع يسد مسده! إنما هذا ينزل منزل السنة الكونية التي جعلها الله تعالى تفضلا على العباد، فمن ترك ما نهاه الله عنه وجد من منّ الله وفضله خيرا مما ترك .. إما من رزق يساق إليه أو غير ذلك، فضلا عن المثوبة في الآخرة.
وعليه فهذا النص وما يجري مجراه لا تعلق له بمادة البحث، فليتنبه لهذا.
وقد نحتاج إلى التفريق بين معنيين:
- لزوم وجود البديل المشروع للشيء المحرم، الذي يقوم مقامه ويسد مسده.
- لزوم تنصيص الشارع على البديل المشروع للشيء المحرم.
فأما من جهة مطلق وجود البديل المشروع فليس بلازم فيما يظهر لي! فلا إشكال عقلا ولا نقلا في أن يخاطب المكلف بالمنع من شيء لا بديل له!
وأما من جهة التنصيص:
/// فمن الظاهر الجلي أن الشارع لم يلتزم في كل نهي نص عليه بأن يصف للناس البديل المشروع أو يدلهم عليه .. وذلك لأن الأصل في الأشياء الإباحة، فالأمر في المباحات واسع، واستيفاء الحاجة منها موكول إلى الناس لا يحتاج إلى إرشاد من الوحي المنزل، فهم على دراية طبيعية بما تنقضي به حوائجهم منها. ولن يعجز العاقل إذا فقد طريقا عن أن يختار طريقا غيره!
/// إذا كان الأمر المنهي عنه وسيلة باطلة لقصد مشروع يحتاج الناس إليه، فقد ينص الشارع على بديل مشروع يتحقق به المراد وقد لا ينص .. ومثال النص عليه ما في حديث بلال، فالحال أنه رضي الله عنه كان يريد أن يتخلص من تمر قديم وينتفع به في الحصول على تمر جديد بدلا منه .. وهذا قصد مشروع لا إشكال فيه، ولكن وسيلته التي سلكها بلال هي عين الربا، فدله النبي عليه السلام على ما يتحقق به المقصود من غير الوقوع في الربا .. ولو أنه تركه في ذلك دونما دلالة لتحير ولربما ظن أن القصد نفسه (وهو التخلص من تمر قديم والحصول على تمر جديد في مكانه) هو الممنوع وليس الوسيلة، فلزم البيان من النبي عليه السلام .. وهو ما تحقق بذكر البديل. وأما مثال ما لم يذكر فيه البديل مع كون الحاجة تمس إليه والمقام مقام لا يجوز فيه تأخير بيان البديل إن وجد = فالمرأة التي تمعط شعرها، فنهاها عن الوصل للتجمل لزوجها، ومعلوم أنها دون هذا الوصل فإنه لا تحقيق لقصد إصلاح صورة الرأس والشعر للتجمل في حقها، ومعلوم أن الحاجة إلى ذلك واقعة عندها، ومع هذا فإنه لم يدلها على البديل إذ ليس ثم بديل!! ولعلها ليس أمامها إلا أن تغطي شعرها بغطاء للرأس أو نحو ذلك إن كان زوجها ينفر من منظره .. وهذا من ابتلاء المكلفين بالتكليف! فهذا الأمر ليس من الضرورات ولكنه من الحاجات التي لا يهلك الإنسان إن لم يف بها ولم يجد لها بديلا.
/// وفي جميع الأحوال فالذي يظهر لي من جملة ما في الباب من نصوص وقواعد أن المفتي ليس مطالبا ببيان البديل كقاعدة مطردة في كل حالة، ولكنه يجمل به ذلك أحيانا إن رأى أن المصلحة فيه .. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 04:17]ـ
أما الذي عندي = فهو إنه لايوجد في الشريعة هدم لباطل إلا وفيها إقامة لما هو أحسن منه من الحق ..
أما التنصيص وإلزام المفتي = فبحث آخر ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 08:54]ـ
وأما مثال ما لم يذكر فيه البديل مع كون الحاجة تمس إليه والمقام مقام لا يجوز فيه تأخير بيان البديل إن وجد = فالمرأة التي تمعط شعرها، فنهاها عن الوصل للتجمل لزوجها، ومعلوم أنها دون هذا الوصل فإنه لا تحقيق لقصد إصلاح صورة الرأس والشعر للتجمل في حقها، ومعلوم أن الحاجة إلى ذلك واقعة عندها، ومع هذا فإنه لم يدلها على البديل إذ ليس ثم بديل!!
عدم العلم بالبديل ليس حجة على العلم بعدم البديل.
فلعل بديله:
أن تغطي شعرها بغطاء للرأس أو نحو ذلك إن كان زوجها ينفر من منظره.
وقد قيل:
لن يعجز العاقل إذا فقد طريقا عن أن يختار طريقا غيره!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 09:11]ـ
أما القول المحقق فالألفاظ الشرعية أولى بالرعاية من غيرها.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)}
لا يقال: إن هذه بدائل كونية ومخارج قدرية لا أحكام شرعية دينية تكليفية!
لأن الغرض الصحيح من طلب البديل: إيجاد حل تسد به الحاجة من غير إغضاب الرب تعالى، ووجود أي مخرج يفي بالغرض كاف. بل لا يتم سد الحاجات أصلا إلا بالأمر الكوني القدري - لا بمجرد التكليف والتشريع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 09:30]ـ
اشتهر عند الناس: خاصتهم وعامته أن الشريعة راعت عند المنع إيجاد البديل، وقد دل على ذلك عدد من النصوص، حتى أصبح جمعٌ من الناس إن منع من شيء فيه خروج عن حدود الشرع، أول ما ينطق به ـ إن كان فيه بقايا خير ـ: لكن ما البديل؟!
نقول له: البديل يا مسلم أن تلتزم بالحدود الشرعية. فليس هناك غير شيئين: (1) تعدى الحدود، و (2) الالتزام بالحدود. فبديل الأول هو الثاني، ولا يمكن غير ذلك أصلا. وقد جعل الله لكل شيء قدرا. بل نفس طلب بديل محرم هو تعد للحدود، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وظلم العبد لنفسه لا يصلح عقلا وشرعا أن يكون مخرجا يبدل به صلاحها .. بخلاف الالتزام بالحدود، فإنه لا يؤدي إلا إلى صلاح النفس وزكاتها، وسعة الحياة وجمالها، فليس في الدين من حرج.
ثم نقول له: ومع التزامك بالحدود الشرعية وتوكلك على الله، سيجعل لك الرحمن مخرجا مما أنت عليه من المشاكل، وسيرزقك من حيث لا تحتسب، وسيجعل لك من أمرك يسرا، وسيكفر عنك سيئاتك ويعظم لك أجرا. فهو حسبك وحسيبك. وهذا وعده فلا يخلف .. إن الله بالغ أمره.
أفتطلب لهذا بديلا؟ أفتستبدل الذي أدنى بالذي هو خيرا؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 10:24]ـ
عدم العلم بالبديل ليس حجة على العلم بعدم البديل.
أحسن الله إليك، أوافقك على هذا، وأنا إنما قلت أنه لا يلزم أن يكون هناك بديل في كل حالة، فقد تبحث أنت ولا توفق ويبحث غيرك ويوفق، وهذا ظاهر.
أما المثال الذي ذكرتُه على هذا من أن المرأة قد تضطر لستر شعرها المتمعط فإنه يرجح - في نظري - عدم وجود بديل لما نهاها الشرع عنه من وصل الشعر، فهي في جميع الأحوال لا تزال محتاجة لأن تجعل زوجها يتلذذ بشعرها كما يحب، ولا يمكنها ذلك، فلا يسعها حالئذ إلا ستره لمنع التأذي به، فتأمل!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 10:26]ـ
لا يقال: إن هذه بدائل كونية ومخارج قدرية لا أحكام شرعية دينية تكليفية!
بارك الله فيك، ليس في شيء مما سقتَه من الآيات أحكام تكليفية، فهي لا تقول للناس لا تفعلوا كذا ولكن افعلوا كذا بدلا منه، ولا تقرير فيها لمعنى أن الله كلما نهاهم عن شيء فهو يشرع لهم ولابد بديلا يحل محله ويقوم مقامه في كل حالة!! إنما هي تقرر لهم أن الله يبدلهم خيرا مما تركوا (تفضلا منه سبحانه من جهة التقدير والرزق، وليس بالضرورة من جهة التشريع)، وهذا المعنى ظاهر عند التأمل، والله أعلم!
ثم ها أنت تقول بنفسك:
ثم نقول له: ومع التزامك بالحدود الشرعية وتوكلك على الله، سيجعل لك الرحمن مخرجا مما أنت عليه من المشاكل، وسيرزقك من حيث لا تحتسب، وسيجعل لك من أمرك يسرا، وسيكفر عنك سيئاتك ويعظم لك أجرا. فهو حسبك وحسيبك. وهذا وعده فلا يخلف .. إن الله بالغ أمره. فهذا أيها الفاضل الحبيب هو عين ما أقصده، أن البديل ليس بالضرورة تشريعيا، أي أن يجد شيئا مباحا يوافق حاجته التي منعه منها التكليف الشرعي، وإنما سيجد - إن خضع والتزم - مصداق ما وعد الله به من خير ورزق ويسر من حيث لا يحتسب ..(/)
كلمة الخلق في ميزان العلماء (هام جدا)
ـ[طالبُ علم]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 04:15]ـ
الحمد لله الخلاق العليم و الصلاة و السلام على من أرسله الله تعالى بالهدى و الخير العميم و على آله و صحبه أصحاب الهدى و الصراط المستقيم و على من اقثفى أثرهم و سلك سبيلهم إلى يوم الزلزلة العظيم
و بعد
فقد شاع في هذه الأزمنة المتأخرة أخطاء جسيمة في كلام العرب الخواص فضلا عن العوام منهم و هذا نتيجة لبعدهم السحيق عن كلام العرب المتقدمين فهُم الذين كانوا مثالا يقتدى بهم في وجه اللسان العربي المبين و من بين هذه الأخطاء المرتكبة في هذه الأيام كثرة استعمال كلمة الخلق في غير محلها.
قال العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه القيم الرائع تقويم اللسانين أي القلم و اللسان.
الخلق:
كثر استعمال الخلق في هذا الزمان بمعنى الإنشاء و الإيجاد , يقال مثلا: يجب علينا أن نسعى لخلق نهضة ثقافية و هو استعمال فاسد , جاء من جهلة المترجمين لكلمة في اللغات الأوربية مشتركة , تستعمل في إنشاء الله تعالى المخلوقات و إيجادها على غير مثال سابق , و تستعمل في تلك اللغات أيضا في معنى الإنشاء المطلق.
أما في اللغة العربية فإن الخلق بمعنى الإيجاد و الإنشاء خاص بالله تعالى , و من أسمائه الخالق و الخلاق , قال تعالى في سورة النحل (17) ((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون)) و قال تعالى في السورة نفسها (19/ 20) ((و الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون , و الذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئا , و هم يخلقون)). و قال تعالى في سورة الرعد (16) ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء و هو الواحد القهار)).
أما في هذا الزمان الذي اختلت فيه الموازين و المقاييس و صار الناس فوضى في الإنشاء العربي , فلم يبق الخلق خاصا بالله تعالى , بل صار الناس كلهم خالقين و خلاقين.
قال في لسان العرب: خلق: الله تعالى , و تقدس الخالق و الخلاق: و في التنزيل: ((هو الله الخالق البارئ المصور)) و فيه ((بلى و هو الخلاق العليم)): و إنما قدم أول وهلة , لأنه من أسماء الله تعالى:
الأزهري: و من صفات الله تعالى الخالق و الخلاق , و لا تجوز هذه الصفة بالألف و اللام لغير الله , عز وجل , و هو الذي أوجد الأشياء جميعها , بعد أن لم تكن موجودة: و أصل الخلق التقدير , فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها , و بالاعتبار للإيجاد على وفق التقدير: خالق:
والخَلْقُ في كلام العرب: ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه: وكل شيء خلَقه الله فهو
مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه: أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين. قال أَبو بكر
بن الأَنباري: الخلق في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر
التقدير؛ وقال في قوله تعالى: فتبارك الله أَحسنُ الخالقين، معناه أَحسن المُقدِّرين؛ وكذلك
قوله تعالى: وتَخْلقُون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً.
وقوله تعالى: أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه؛ تقديره، ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً. ابن سيده: خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم يكن، والخَلْقُ يكون المصدر ويكون
المَخْلُوقَ؛ وقوله عز وجل: يخلُقكم في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث؛
أَي يخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر ويَنفُخ فيه
الرُّوح، فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وقد
قيل في الأَصلاب والرحم والبطن؛ وقوله تعالى: الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه؛ في قراءة من
قرأَ به؛ قال ثعلب: فيه ثلاثة أَوجه: فقال خَلْقاً منه، وقال خَلْقَ كلِّ شيء، وقال عَلَّم كُلَّ شيء خَلْقَه؛ وقوله عز وجل: فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله؛ قيل: معناه دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ
على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم، عليه السلام، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا، فمن
كفر فقد غيَّر خلق الله، وقيل: هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله، وقال
الحسن ومجاهد: فليغيرن خَلْقَ الله، أَي دِينَ الله؛ قال ابن عرفة: ذهب قوم إِلى أَن قولهما
(يُتْبَعُ)
(/)
حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له، لأَن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله، والدِّينُ
الحُكْم، أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين. وأَما قوله تعالى: لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله؛ قال قتادة:
لدِين الله، وقيل: معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة
الدين. وقوله تعالى: ولقد جئتمُونا فُرادَى كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم
كقدرتنا على خَلْقِكم.
و يطلق الخلق أيضا على التقدير قال في اللسان: و خلق الأديم يخلقه خلقا , قدره لما يريد قبل القطع , و قاسه ليقطع منه مزادة أو قربة أو خفا , قال زهير يمدح رجلا.
و لأنت تفري ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفري
يقول: أنت إذا قدرت أمرا قطعته و أمضيته , و غيرك يقدر مالا يقطعه , لأنه ليس بماضي العزم , و أنت مضاء على ما عزمت عليه. اه
أقول: و قد رأيت أهل البادية في الصحراء يدبغون جلد البعير و يقطعونه نعالا , فكلما احتاج أحدهم إلى نعلين يضع قدمه اليمنى على قطعة كبيرة من الجلد المذكور , فيأتي الشخص الذي يقطع النعلين و يخط خطا إلى جانب القدم دائرا بها و ذلك هو الخلق , ثم يقطع النعل على ذلك التخطيط , و ذلك القطع هو الفري , ثم يفعل ذلك بالقدم الأخرى , فتجيء النعلان على قدر القدمين بلا زيد و لا نقص: فقول الشاعر
و لأنت تفري ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفري
يريد أن ممدوحه متى عزم على شيء نفذ عزمه , و غيره يعزم و يقدر , ثم لا ينفذ شيئا , لأنه خائر العزيمة , ضعيف الإرادة.
و المعنى الثالث للخلق هو الكذب: قال تعالى في سورة العنكبوت ((إنما تعبدون من دون الله أوثانا و تخلقون إفكا)) أي تكذبون كذبا. و قال الشاعر:
لي حيلة فيمن ينم (()) و ليس في الكذب حيلة
من كان يخلق ما يقو (()) ل فحيلتي فيه قليلة
(تقويم اللسانين ص 14/ 16) بتصرف
و بهذا فقد علم إن شاء الله تعالى أن كلمة الخلق يستعملها كثيرا من الناس في غير موضعها الذي ارتضته لها العرب العرباء و نص عليه أهل العلم الأكفاء و هي خاصة بالله رب العالمين , و ذلك عند قصد الإيجاد و الإنشاء
قال عز من قائل
((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون))
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[ظاعنة]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 12:52]ـ
ماذا لو استعمل الفعل من الكلمة لغير الخالق سبحانه، كما فى الآية: " أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير "، هل يأثم القائل؟
وإذا أسقط الفعل (خلق) على الإنسان فيما لو صنع آلة مثلا، أو كتب مقالا، وهو يعتقد بأنه لم يخلقه من عدم، هل يأثم أيضا؟
أحسن الله إليكم ..
ـ[طالبُ علم]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 04:39]ـ
ماذا لو استعمل الفعل من الكلمة لغير الخالق سبحانه، كما فى الآية: " أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير "، هل يأثم القائل؟
وإذا أسقط الفعل (خلق) على الإنسان فيما لو صنع آلة مثلا، أو كتب مقالا، وهو يعتقد بأنه لم يخلقه من عدم، هل يأثم أيضا؟
أحسن الله إليكم ..
بارك الله فيك أختي الظاعنة و زادك الله حرصا و توفيقا أما بالنسبة للسؤالان المذكوران فجوابهما كالتالي
أولا: إن نسبة فعل (الخلق) إلى المسيح عليه السلام يراد بها التقدير و هذا جائز في كلام العرب كما تقدم لأن الخلق في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر
التقدير كما ذكره أَبو بكر بن الأَنباري و أيده عليه صاحب لسان العرب
فالمسيح عليه السلام خلق تصويرا و قدره لما يريد قبل النفخ فيه و هذا خاص به وحده لأنه نبي من أنبياء الله تعالى و مؤذون له من الله جل و علا و قد وضح هذه المسألة جليا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح في الجزء الثالث ص 251
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قال: (أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله فأخبره أنه يخلق من الطين كهيئة الطير طيرا بإذن الله وكذلك الملك يخلق النطفة في الرحم بإذن الله ولا يجوز أن يريد به أن حياة الله خلقتني وتعلمني فإن الصفة لا تخلق ولا تعلم إنما يخلق ويعلم الرب الموصوف الذي خلق الإنسان من علق الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ولكن هو سبحانه يخلق بواسطة الملائكة فإن الملائكة رسل الله في الخلق فجاز أن يضاف الفعل إلى الوسائط تارة وإلى الرب أخرى وهذا موجود في الكتب الإلهية في غير موضع كما في القرآن الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها وفي موضع آخر حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون وفي موضع ثالث قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون
و قال موضحا و في نفس الكتاب الجزء الرابع الصفحة 46 ما يلي:
(وقال المسيح عن نفسه إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله فلم يذكر إلا خلق شيء معين خاص بإذن الله فكيف يكون هذا الخالق هو ذاك الوجه الثاني أنه خلق من الطين كهيئة الطير والمراد به تصويره بصورة الطير وهذا الخلق يقدر عليه عامة الناس فإنه يمكن أحدهم أن يصور من الطين كهيئة الطير وغير الطير من الحيوانات ولكن هذا التصوير محرم بخلاف تصوير المسيح فإن الله أذن له فيه والمعجزة أنه ينفخ فيه الروح فيصير طيرا بإذن الله عز وجل ليس المعجزة مجرد خلقه من الطين فإن هذا مشترك وقد لعن النبي المصورين وقال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون الوجه الثالث أن الله أخبر المسيح أنه إنما فعل التصوير والنفخ بإذنه تعالى وأخبر المسيح عليه السلام أنه فعله بإذن الله وأخبر الله أن هذا من نعمه التي أنعم بها على المسيح عليه السلام
و قد وقفت على كلام و نقل ماتع للحافظ بن حجر في الفتح عند إيراده لنسبة فعل الخلق للمصورين و هذا نصه كما في الجزء الثالث عشر الصفحة 535
قال ما يلي: (قال بن بطال قوله في حديث عائشة وغيره يقال لهم احيوا ما خلقتم انما نسب خلقها إليهم تقريعا لهم بمضاهاتهم الله تعالى في خلقه فبكتهم بأن قال إذا شابهتم بما صورتم مخلوقات الله تعالى فأحيوها كما احيا هو من خلق وقال الكرماني أسند الخلق إليهم صريحا وهو خلاف الترجمة لكن المراد كسبهم فاطلق لفظ الخلق عليهم استهزاء أو ضمن خلقتم معنى صورتم تشبيها بالخلق أو أطلق بناء على زعمهم فيه قلت والذي يظهر ان مناسبة ذكر حديث المصورين لترجمة هذا الباب من جهة ان من زعم انه يخلق فعل نفسه لو صحت دعواه لما وقع الإنكار على هؤلاء المصورين فلما كان أمرهم بنفخ الروح فيما صوروه أمر تعجيز ونسبة الخلق إليهم انما هي على سبيل التهكم والاستهزاء دل على فساد قول من نسب خلق فعله اليه استقلالا والعلم عند الله تعالى)
قلت و بهذا يعلم إن شاء الله تعالى أن نسبة فعل الخلق لبعض المخلوقين إما أن تكون بالإضافة و الواسطة كالأنبياء و الملائكة و هذه خاصة و إما قصد التقدير و هذه عامة لكل المخلوقين و من أكبر الأدلة على ذلك أن الشارع الحكيم نسب للمصورين فعل الخلق قصد التقدير فقال لهم كما صح عند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قال عليه الصلاة و السلام: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم))
و نفاه عنهم في حديث آخر عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال (دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة، فرأى فيها تصاوير فقال لي: ابتغ لي ماء، فأتيته صلى الله عليه وسلم بماء في دلو، فجعل يبل به الثوب ثم يضرب به الصور ويقول: قاتل الله أقواما يصورون ما لا يخلقون) صححه الألباني في صحيح الجامع 4292
أما جوابا عن السؤال الثاني فأقول و باختصار إن قُصد به تقديره للآلة و الكتابة فلا شيء في ذلك كما سمي فعل من يقطع و يخط قدر الخف بالخلق و هذا موجود و مستعمل في كلام العرب أما إن قصد الإيجاد و الإنشاء على مثال لم يسبق إليه فهذا خاص بالله وحده جل و علا و يا حبذا لو ترك هذا قصد ترك الإلتباس و الله تعالى أعلم و هو أعز و أحكم.
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 03:02]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ابن عقيل الحنبلي
ـ[آفاق]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 02:22]ـ
بين الفينة والأخرى يطالعنا بعض مفكرينا الإسلاميين المحسوبين على التيار السلفي ببعض الأطروحات التي تحاول أن تطيح ببعض القناعات, وتكلف المطالعين لها وقتا وجهدا كي يدركون ما يريده الكاتب المحترم.
ثم قد تجد القبول, وقد لا تجد, وعلى إثر هذا الطرح غير المحسوب تنشأ المطاحنات الفكرية على صفحات الشبكة العنكبوتية بين أصحاب المنهج الواحد. فما لهؤلا ء القوم؟. وإذا كانت النوايا حسنة, والمقاصد سليمة فلم هذه الأفكار تُلقى على عواهنها قبل أن يتدارسها الكاتب الكريم مع إخوانه من أهل العلم والفكر؛ فإن صلحت جاء بها فألفتْ آذاناً صاغيةً, و عقولاً واعيةً, وأقطعُ أنها ستؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لأنها كلمة طيبة.
وإن كانت الفكرة لم تختمر, ولم تجد من إخوانك العلماء والمفكرين إشادة ومدحا, فخيرٌ أن لا ترى النور, ولا مسوغ لقول البعض: الأفكار لا بد أن تجد من يبعثها, ولو بعد حين, ثم يُمثّلَ بعلم شيخ الإسلام ابن تيمية, وأنه انتشر بعد موته!!. وهذا كما يقول الأصوليون: قياس مع الفارق, والقياس مع الفارق غير معتبر.
وهذه الظاهرة التي تزعج الغيورين على وحدة الجهود, تحتاج إلى توصيف, يكشف عن مراميها, ويجلّي أمرها, حتى نجد تفسيرا لهذا الطرح الفكري غير المنضبط بسمات المنهج, ومعالم الطريق الحق.
ولعلي أتنبأ في هذا المقال بأمر واحد فقط, وأتمنى من غيري المساهمةَ في البقية الأخرى. وهذا الأمر: هو المعايشة والمخالطة لغير أهل المنهج الحق, والأفكار تسري في النفوس, وتتشربها الأفئدة كقطعة الاسفنج إذا سقطت في ماء كدر. ولا غرابة حين تظهر هذه الأفكار من بعد على شكل مقالات تحمل الغلط, وتثير اللغط.
جاء في سياق حديث القرآن عن المنافقين؛ قوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) {الآية (47) من سورة التوبة}.
في هذه الآية: أربعة معاني تصور خطر أعداء المنهج الحق, ثلاثة في خصوم هذا المنهج, والرابعة في أتباع المنهج.
الأولى: (مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا): والخبال: الفساد، وتفكّك الشيء الملتحم الملتئم، فأُطلق هنا على اضطراب الجيش واختلال نظامه.
الثانية: (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ): الايضاع سير الابل يُقال: أوضعتِ الناقةُ تضع إذا أسرعت وأوضعتها أنا إذا حملتها على الإسراع، والخلال جمع خلل وهو الفرجة استعمل ظرفاً بمعنى بين ومفعول الإيضاع مقدر أي النمائم بقرينة السياق، وفي الكلام استعارة مكنية حيث شبهت النمائم بالركائب في جريانها وانتقالها وأثبت لها الأيضاع على سبيل التخييل، والمعنى ولَسعوا بينكم بالنميمة وإفساد ذات البين.
الثالثة: (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ): بغيته كذا: طلبته له، وأبغيته كذا: أعنته على طلبه. والمعنى: يطلبون لكم الفتنة في ذات بينكم بما يصنعونه من التحريش والإفساد؛ وقيل الفتنة هنا الشرك. الرابعة: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ): أي مطيعون لهم ومستحسنون لحديثهم وكلامهم يستنصحونهم وإن كانوا لا يعلمون حالهم فيؤدي هذا إلى وقوع شر بين المؤمنين وفساد كبير.
وقال مجاهد وزيد بن أسلم وابن جرير: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} أي عيون يسمعون لهم الأخبار وينقلونها إليهم، وهذا لا يبقى له اختصاص لخروجهم معهم بل هذا عام في جميع الأحوال والمعنى الأول أظهر في المناسبة بالسياق وإليه ذهب قتادة وغيره من المفسرين.
قال ابن القيم- رحمه الله-:" ... فإذا كان جيل القرآن كان بينهم منافقون, وفيهم سماعون لهم, فما الظن بمن بعدهم, فلا يزال المنافقون في الأرض, ولا يزال في المؤمنين سماعون لهم؛ لجهلهم بحقيقة أمرهم وعدم معرفتهم بغور كلامهم .. ".
ولعل بعض مفكرينا السلفيين قد أصاخ سمعه للغط هؤلاء حول شريعة الله تعالى, فأورثه ذلك شذوذا في طرحه،وقد جاء في ترجمة أبي الوفاء علي ابن عقيل الحنبلي, قوله:" وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء. وكان ذلك يحرمني علمًا نافعًا!! ".
قال الإمام والعالم الرباني ابن رجب- رحمه الله- كما في الذيل على طبقات الحنابلة معلقا على زعم ابن عقيل السابق:" والأذية التي ذكرها من أصحابه له، وطلبهم منه هجران جماعة من العلماء، نذكر بعض شرحها. وذلك: أن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخَي المعتزلة. وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوعُ انحرافٍ عن السنة، وتأوّلٌ لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله".
وقال ابن رجب — رحمه الله-:" وكان يخونه قلة بضاعته في الحديث. فلو كان متضلعًا من الحديث والآثار، ومتوسعًا في علومهما لكملتْ له أدوات الاجتهاد. وكان اجتماعه بأبي بكر الخطيب، ومن كان في وقته من أئمة الحفاظ، كأبي نصر بن ماكولا، والحميدي، وغيرهم أولى وأنفع له من الاجتماع بابن الوليد وابن التبان. وتركه لمجالسة مثل هؤلاء هو الذي حرمه علمًا نافعًا في الحقيقة. ولكن الكمال لله".
وهذه حقيقة مهمة وهي: أنه بقدر الإقبال على أصحاب الأهواء ومعايشتهم, والإعراض عن العلماء الربانيين, يبتعد المرء مهما كان ذكاؤه — كابن عقيل- عن فقه الكتاب والسنة, ويحرم التوفيق والتسديد. والله تعالى أعلم.
بقلم سعد مقبل العنزي
شبكة القلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 06:10]ـ
شكر الله لك، وبارك الله فيك
نسأل الله أن يهدينا بهداه ويحفظنا من الزلل.
ـ[آفاق]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 05:50]ـ
والشكر موصول لكم أستاذ عبد الرحمن وفقكم الله(/)
حوار مع شيخ الإسلام ابن تيمية (إعانة المحتاج من كتاب المنهاج)
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 06:50]ـ
بعض ما جاء في كتاب منهاج السنّة النبوية.
لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد:
فإن الله عز وجل قد تكفل بحفظ دين الإسلام وحمايته، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقد هيأ تعالى لحفظ دينه أسباباً، كان من أهمها:
توفيقه جل وعلا علماء الأمة الربانيين للقيام بالدفاع عن الإسلام والذب عنه وبيان البدع وأخطارها، وكان من الموفقين لذلك شيخ الإسلام أحمد بن تيمية – رحمه الله – حيث قام بهذا الأمر العظيم خير قيام، وجاهد وأبلى بلاء حسناً، وكان من ثمرات جهاده ما صنفه وألفه من كتب كثيرة كتب الله لها القبول، وسارع في نشرها كل محب للسنة وأهلها، وكل مريد للخير والحق
، وكل مدافع عن الإسلام وأهله،ولقد كان كتاب شيخ الإسلام (منهاج السنة النبوية) من أهم مؤلفاته – رحمه الله – وكان لها نصيب كبير من اهتمام العلماء قراءة واختصاراً.
لذا أحببت أن أشارك في تقريبه وتعميم فائدته، فقمت بوضع بعض الأسئلة عليه، ونقلت الأجوبة عليها نصاً من كلام شيخ الإسلام وبدون زيادة أو تصرف في العبارة، وكلام شيخ الإسلام عن هؤلاء القوم يدلّ على سعة اطّلاعه على مذهبهم وأقوالهم ورواياتهم، ولقد أتى – رحمه الله – على بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السقف من فوقهم، فأصولهم منهارة، وأسسهم مدمرة، فلا يستطيعون لحُججه رداً، ولا لأقواله نقداً، فأدلة وبراهين نقلية وعقلية، ومناقشة هادئة على أسسٍ سليمةٍ مبنية، فأفحموا وولوا الأدبار، كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة، فرحم الله شيخ الإسلام وأجزل مثوبته ورفع درجته. وأتركك الآن لتنتقل إلى الصفحات التالية، لتقرأ وتنظر وتتأمل، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ونصر دينه، وأعلى كلمته، وجعلنا من الذين يحبهم ويحبونه .. آمين.
إعانة المحتاج من كتاب المنهاج
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ولهذا أمرنا الله أن نقول في صلاتنا:} اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فالضال الذي لم يعرف الحق كالنصارى، والمغضوب عليه الغاوي الذي يعرف الحق ويعمل بخلافه كاليهود. والصراط المستقيم يتضمن معرفة الحق والعمل به، كما في الدعاء المأثور: اللهم أرني الحق حقاً ووفقني لاتباعه، وأرني الباطل باطلاً ووفقني لاجتنابه، ولا تجعله مشتبهاً علي فاتبع الهوى. ص 19 جـ (1).
س1 - ما قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة؟
ج1 - هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين. ص 20 جـ (1)
س2 - هل هم متعاونون مع اليهود؟
ج2 - معاونتهم لليهود أمرٌ شهير. ص 21جـ (1).
س3 - يدعي البعض أنّ قلوبهم طيبة، ما قولكم؟
ج3 - من أعظم خُبث القلوب أن يكون في قلب العبد غلٌ لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين. ص 22 ج (1)
س4 - متى أطلق عليهم لقب الرافضة، ولماذا، ومن أطلقه؟
ج4 - من زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني. فسُمّوا رافضة لرفضهم إياه، وسُمّي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه. ص 35 جـ (1).
س5 - ممن يتبرأ الرافضة؟
ج5 - يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلاّ نفراً قليلاً نحو بضعة عشر. ص 39 (1).
س6 - لماذا يكثر فيهم الكذب والجهل؟
ج6 - لما كان أصل مذهبهم مستند إلى جهل، كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً. ص 57 جـ (1).
س7 - بماذا امتاز الروافض؟
ج7 - اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد، على أنّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. ص 59 جـ (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
س8 - هل صحيح أنهم يقدسون الكذب والخداع وماذا يسمونه؟
ج8 - يقولون: ديننا التّقيّة!! وهو: أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق. ص 68 جـ (1).
س9 - ما هو موقف الرافضة من ولاة أمور المسلمين؟
ج9 - هم أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور، وأبعد الناس عن طاعتهم إلاّ كرها. ص 111 جـ (1).
س10 - كيف تنظرون إلى أعمالهم؟
ج10 - أيُ سعي أضلُ من سعي من يتعب التعب الطويل، ويُكثر القال والقيل، ويفارق جماعة المسلمين، ويلعن السابقين والتابعين، ويعاون الكفار والمنافقين، ويحتال بأنواع الحيل، ويسلك ما أمكنه من السّبل، ويعتضد بشهود الزور، ويدلّي أتّباعه بحبل الغرور. ص 121 جـ (1).
س11 - إلى أي حدٍ بلغ الغلو عندهم فيمن زعموا أنهم أئمة لهم؟
ج11 - اتخذوهم أرباباً من دون الله. ص 474 جـ (1).
س12 - هل الروافض من عبّاد القبور؟
ج12 - صنف شيخهم ابن النعمان كتاباً سمّاه مناسك المشاهد، جعل قبور المخلوقين تُحجُ كما تحج الكعبة. ص 476 جـ (1).
س13 - هل من أصولهم الكذب والنفاق؟
ج13 - أخبر الله تعالى عن المنافقين أنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم والرافضة تجعل ذلك من أصول دينها وتسميه التّقيّة، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا ذلك عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي. وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقاً وتحقيقاً للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية. ص 46 ج (2)
س14 - في أي أصناف الناس يوجد الرافضة؟
ج14 - أكثر ما تجد الرافضة: إمّا في الزنادقة المنافقين الملحدين، وإمّا في جهال ليس لهم علم بالمنقولات ولا بالمعقولات. ص 81 ج (2).
س15 - هل عند الرافضة زهد وجهاد إسلامي صحيح؟
ج15 - حُبّهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين – رضي الله عنه – فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قدم بنفسه، غدروا به وباعوا الآخرة بالدنيا، وأسلموه إلى عدوه، وقاتلوا مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم، وقد ذاق منهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – من الكاسات المرّة ما لا يعلمه إلاّ الله، حتّى دعا عليهم فقال: اللهم إني سئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني. ص 90 - 91 جـ (2).
س16 - هل هم من الضالين؟
ج16 - هل يوجد أضلّ من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويوالون الكفار والمنافقين. ص 374 جـ (3).
س17 - ما موقفهم من المنكرات؟
ج17 - هم غالباً لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل ديارهم أكثر البلاد منكراً من الظلم والفواحش وغير ذلك. ص 376 جـ (3).
س18 - ما موقفهم من الكفار؟
ج18 - هم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم. ص 378 جـ (3).
س19 - ماذا أدخلوا في دين الله؟
ج19 - أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما لم يكذبه غيرهم، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم، وحّرفوا القرآن تحريفاً لم يحرفه غيرهم. ص 404 جـ (3).
س20 - دعوى الرافضة متابعتهم لإجماع أهل البيت ما مدى صحتها؟
ج20 - لا ريب أنهم متفقون على مخالفة إجماع العترة النبوية، مع مخالفة إجماع الصحابة، فإنه لم يكن في العترة النبوية – بنو هاشم – على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم – من يقول بإمامة الاثني عشر، ولا بعصمة أحد بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا بكفر الخلفاء الثلاثة، بل ولا من يطعن في إمامتهم، بل ولا من ينكر الصفات، ولا من يكذب بالقدر. ص 406 - 407 جـ (3).
س21 - نرغب في ذكركم لبعض الصفات الخاصة بطائفتهم؟
ج21 - الكذب فيهم،والتكذيب بالحق، وفرط الجهل، والتصديق بالمحالات وقلة العقل، والغلو في اتّباع الأهواء، والتعلق بالمجهولات، لا يوجد مثله في طائفة أخرى. ص 435 جـ (3).
س22 - لماذا يطعنون في الصحابة؟
ج22 - الرافضة يطعنون في الصحابة ونقلِهِم، وباطنُ أمرهم: الطعن في الرسالة. ص 463 جـ (3).
س23 - من الذي يوجّه الشيعة؟
ج 23 - الشيعة ليس لهم أئمة يباشرونهم بالخطاب، إلاّ شيوخهم الذين يأكلون أموالهم بالباطل، ويصدونهم عن سبيل الله. ص 488 جـ (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
س24 - بماذا يأمُرُ شيوخُ الرافضة أتباعهم؟
ج24 - يأمرونهم بالإشراك بالله، وعبادة غير الله، ويصدونهم عن سبيل الله فيخرجون عن حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنّ حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده، فلا يُدعى إلا هو، ولا يُخشى إلا هو، ولا يُتّقى إلا هو، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلاّ له، لا لأحدٍ من الخلق، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أرباباً، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم. ص490 جـ (3).
س25 - ما حالهم مع الشهادة؟
ج25 - الرافضة إن شهدوا: شهدوا بما لا يعلمون، أو شهدوا بالزور الذي يعلمون أنه كذب، فهم كما قال الشافعي – رحمه الله –: ما رأيت قوماً أشهد بالزور من الرافضة. ص 502 جـ (3).
س26 - أصول الرافضة هل وضعها أهل البيت؟
ج26 - هم مخالفون لعلي – رضي الله عنه – وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم التي فارقوا فيها أهل السنة والجماعة. ص 16 جـ (4)
س27 - ما قولكم فيما تنسبه الرافضة إلى جعفر الصادق؟
ج27 - كُذِب على جعفر الصادق أكثر مما كُذب على من قبله، فالآفة وقعت من الكذّابين عليه،لا منه، ولهذا نُسب إليه أنواع من الأكاذيب. ص 54 ج (4).
س28 - ما رأيكم في انتساب الرافضة لآل البيت؟
ج28 - من المصائب التي ابتلي بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم. ص 60 جـ (4).
س29 - بِمَ يحتجُ الرافضة لإثبات دينهم ومذهبهم؟
ج29 - الرافضةُ غالبُ حججهم أشعارٌ تليق بجهلهم وظلمهم، وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يُثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار، إلاّ من ليس معدوداً من أولي الأبصار. ص 66 جـ (4).
س30 - للشعر دور في خدمة الإسلام فهل أثبتم شيئا منه؟
ج30 -
إذا ما شئت أن ترضى لنفسك مذهباً
تنال به الزلفى وتنجوا من النارِ
فدن بكتاب الله والسنن التي
أتت عن رسول الله من نقل أخيار
ودع عنك دين الرفض والبدع التي
يقودك داعيها إلى النار والعار
وسر خلف أصحاب الرسول فإنهم
نجوم هدى في ضوئها يهتدي السار
وعج عن طريق الرفض فهو مؤسس
على الكفر تأسيساً على جُرُفٍ هار
هما خطتا: إما هدىً وسعادة
وإما شقاءً مع ضلالة كفار
فأي فريقينا أحق بأمنه
وأهدى سبيلاً عندما يحكم البار
أمن سبّ أصحاب الرسول وخالف ال
كتاب ولم يعبأ بثابت أخبار
أم المقتدي بالوحي يسلك منهج ال
صحابة مع حب القرابة الأطهار
ص 128 جـ (4).
س31 - مذهب الرافضة ماذا جمع؟
ج31 - جمع عظائم البدع المنكرة:فإنّهم جهمية قدرية رافضة. ص 131 جـ (4).
س32 - مذهب الرافضة هل يشتمل على المتناقضات؟
ج32 - الرافضة من جهلهم وكذبهم يتناقضون تناقضاً كثيراً بيّناً، إذ هم في قول مختلف، يؤفكُ عنه من أفك. ص 285 جـ (4)
س33 - هل الرافضة مُحبّون لعلي – رضي الله عنه – حقاً وصدقاً؟
ج33 - هم من أعظم الناس بغضاً لعلي – رضي الله عنه –. ص 296 جـ (4).
س34 - ما موقفهم من أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –؟
ج34 - هم يرمون عائشة – رضي الله عنها – بالعظائم، ثم منهم من يرميها بالفاحشة التي برأها الله منها وأنزل القرآن في ذلك. ص 344 جـ (4).
س35 - هل يعتبر صنيعهم هذا أذىً للنبي – صلى الله عليه وسلم –؟
ج35 - من المعلوم أنّه من أعظم أنواع الأذى للإنسان أن يكذب على امرأته رجل ويقول: إنّها بغي. ص 345 - 346 جـ (4).
س36 - من الذي ابتدع مذهب الرافضة؟
ج36 - الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقاً ملحداً عدواً لدين الإسلام وأهله. ص 362 جـ (4).
س37 - بماذا يصفون علياً – رضي الله عنه –؟
ج37 - الرافضة يتناقضون: فإنّهم يصفون علياً بأنه كان هو الناصر لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي لولاه لما قام دينه، ثم يصفونه بالعجز والذل المنافي لذلك. ص 485 جـ (4).
س38 - الرافضة يجعلون الصحابة شراً من إبليس، فما جوابكم؟
ج38 - من جعل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شراً من إبليس فما أبقى غاية في الافتراء على الله ورسوله والمؤمنين، والعدوان على خير القرون في مثل هذا المقام، والله ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. ص 516 جـ (4).
س39 - هل تصفون لنا شيوخهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج39 - إن كان أحدهم يعلم أنّ ما يقوله باطل، ويظهره، ويقول: إنّه حق من عند الله، فهو من جنس علماء اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم
وويل لهم مما يكسبون، وإن كان يعتقد أنّه حقّ، دلّ ذلك على نهاية جهله وضلاله. ص 162 جـ (5).
س40 - ما قولكم في أبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد الصادق؟
ج40 - لا ريب أنّ هؤلاء من سادات المسلمين، وأئمة الدين، ولأقوالهم من الحرمة والقدر ما يستحقّه أمثالهم، لكنّ كثيراً مّمّا يُنقل عنهم كذب. ص 163 جـ (5).
س41 - كيف ينظر أهل السنة إلى علي – رضي الله عنه –؟
ج41 - أهل السنة يحبّونه ويتولّونه، ويشهدون بأنّه من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين. ص 18 جـ (6).
س42 - الرافضة ماذا يسمون الفاروق – رضي الله عنه –؟
ج42 - الرافضة تسميه: فرعون هذه الأمة. ص 164 جـ (6).
س43 - ما هو موقف علي من أبي بكر وعمر – رضي الله عنهم –؟
ج43 - علي – رضي الله عنه – قد تواتر عنه من محبتهما وموالاتهما وتعظيمهما وتقديمهما على سائر الأمة، ما يُعلم حاله في ذلك، ولم يُعرف عنه قط كلمة سوءٍ في حقهما، ولا أنه كان أحق بالأمر منهما، وهذا معروف عند من عرف الأخبار الثابتة المتواترة عند الخاصة والعامة، والمنقولة بأخبار الثّقات. ص 178 جـ (6)
س44 - هل الرافضة من الزائغين؟
ج44 - الرافضة من شرار الزائغين الذين يبتغون الفتنة الذين ذمّهم الله ورسوله. ص 268 جـ (6).
س45 - كلام الرافضة المشتمل على رواياتهم وأقوالهم هل هو متناقض؟
ج45 - الرافضة تتكلم بالكلام المتناقض الذي ينقُضُ بعضه بعضا. ص 290 جـ (6).
س46 - من أين ظهرت الفتنة في الإسلام؟
ج46 - أمّا الفتنة فإنّما ظهرت في الإسلام من الشيعة، فإنهم أساس كل فتنة وشرّ، وهم قطب رحى الفتن. ص 364 جـ (6)
س47 - لمن يوجهون سيوفهم؟
ج47 - أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلّت في الإسلام إنما كانت من جهتهم. ص 370 جـ (6).
س48 - ماذا تقولون لكل مخدوع بالرافضة؟
ج48 - دع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشرّ وإيقاع الفساد بين الأمة. ص 372 جـ (6).
س49 - رسالة توجّهونها للذين يمكّنون الرافضة، ماذا بداخلها؟
ج49 - الرافضة إذا تمكّنوا لا يتّقون. ص 375 جـ (6).
س50 - الرافضة ينافقون أهل السنة ويخادعونهم فكيف ذلك؟
ج50 - الرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يُظهر أحدهم دينه، حتى أنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في مدحهم وهجاء الرافضة ما يتوددون به إلى أهل السنة. ص 423 جـ (6).
س51 - هل من توضيح أكثر؟
ج51 - الرافضي لا يعاشر أحداً إلا استعمل معه النفاق، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد، يحمله على الكذب والخيانة وغش الناس وإرادة السوء بهم فهو لا يألوهم خبالاً ولا يترك شراً يقدر عليه إلاّ فعله بهم. ص 425 جـ (6).
س52 - هل تكثر فيهم صفات المنافقين؟
ج52 - الله وصف المنافقين في غير موضع: بالكذب والغدر والخيانة، وهذه الخصال لا توجد في طائفة أكثر منها في الرافضة. ص 427 جـ (6).
س53 - هل مذهب الرافضة معادٍ للإسلام؟
ج53 - أصل الرفض كان من وضع قوم زنادقة منافقين، مقصودهم الطّعن في القرآن والرسول ودين الإسلام. ص 9 جـ (7).
س54 - إلى ماذا ينتهي بأصحابه؟
ج54 - الرفض أعظم باب ودهليز إلى الكفر والإلحاد. ص 10 جـ (7).
س55 - من أين كان اشتقاقه وخروجه؟
ج55 - الرفض مشتق من الشرك والإلحاد والنفاق. ص 27 جـ (7).
س56 - ما هو الهدف من ابتداع هذا المذهب؟
ج56 - الذي ابتدع الرفض كان مقصوده إفساد دين الإسلام، ونقض عراه وقلعه بعروشه .. وهذا معروف عن ابن سبأ وأتباعه، وهو الذي ابتدع النّص في علي، وابتدع أنه معصوم. ص 219 - 220 جـ (7)
س57 - هل لأهل البيت علاقة بمذهب الرافضة؟
ج57 - أهلُ البيت لم يتّفقوا – ولله الحمد – على شيء من خصائص مذهب الرافضة، بل هم المبرّؤون المنزّهون عن التدنّس بشيء منه. ص 395 جـ (7).
س58 - ما هو النقل الثابت عن أهل البيت تجاه الخلفاء الراشدين؟
ج58 - النقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن – رضي الله عنهم – وغيرهما: أنهم كانوا يتولّون أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – وكانوا يفضلونهما على علي – رضي الله عنه – والنقول عنهم ثابتة متواترة. ص 396 جـ (7).
س59 - الرافضة تزعُم أنها تُبجل أهل البيت، هل هذا صحيح؟
ج59 - الرافضة من أعظم الناس قدحاً وطعناً في أهل البيت. ص 408 جـ (7).
س60 - ما هو مُنتهى أمرُ الرافضة؟
ج60 - منتهى أمرهم: تكفير علي وأهل بيته بعد أن كفّروا الصحابة والجمهور. ص 409 جـ (7).
س61 - ما الذي تسعى إليه الرافضة؟
ج61 - الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده. ص 415 جـ (7).
س62 - هل لمذهب الرافضة علاقة بالإسلام؟
ج62 - من له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أنّ مذهب الرافضة مناقض له. ص 497 جـ (.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
منقول من منتدى صوت للأخ (سعد بن معاذ)
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=15729
المرجع
* منهاج السنّة النبوية.
* لأبي العباس شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية – رحمه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كلمة حق]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 08:36]ـ
فوائد عظيمة جزاك الله خيرا
انا لا املك مفاتيح اللغة العربية واستعمال اللوحة من النت ياخذ وقتا فارجو ان تعذروني
ـ[المقرئ]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 08:46]ـ
جميل .. جميل جدا شكر الله لك أخي العوضي وللكاتب سعد
أظن هذا نوع من مواكبة العصر الحديث في طرائق الاختصار
أعجبني جدا(/)
هل يصح أن نطلق على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (ابو الزهراء)؟
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 11:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل صحيح أن هذا من قول الشيعة؟
أرجوا الإفادة، وجزاكم الله خير ....
ـ[الفارس]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصلا هل يثبت - عند أهل السنة - لقب (الزهراء)؟
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 08:36]ـ
أرجوا الإجابة إخواني في الله لمن عنده علم بالمسألة.
ـ[نور المصري]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 10:52]ـ
ذكر الصالحي في كتاب سبل الهدي والرشاد أن سبب تسمية فاطمة رضي الله عنها بالزهراء هو ما أشيع عن أنها لم تحض ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها الصلاة ولذلك سميت الزهراء، ونسب ذلك لصاحب الفتاوى الظهيرية من الحنفية والمحب الطبري الشافعي، وقال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب للمناوي عن مناقب السيدة فاطمة رضي الله عنها: " .. الثالثة أنها كانت لا تحيض أبدا .. كما في الفتاوى الظهيرية الحنفية، قالت المولدات: طهرت من نفاسها بعد ساعة لئلا تفوتها صلاة ولذلك سميت الزهراء!! ومن جزم بذلك من أصحاب الشافعية: المحب الطبري وأورد فيه حديثين: أنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة، لا تحيض ولا يرى لها دم في طمث، ولا في ولادة .. لكن الحديثان المذكوران رواهما الحاكم وابن عساكر عن أم سليم زوج أبي طلحة؛ وهما موضوعان كما جزم به ابن الجوزي، وأقره على ذلك جمع منهم: الجلال السيوطي مع شدة عليه".
وجاء في كتاب الموضوعات لابن الجوزي: "الحديث السابع في أنها (فاطمة رضي الله عنها) كانت لا تحيض: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو محمد عبد الله بن على بن عياض القاضى، وأبو نصر على بن أحمد الوراق قالا أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني حدثنا حاتم بن حميد بن يونس أبو بكر الشعيرى حدثنا أبو عمارة أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسى حدثنا القاسم بن مطيب حدثنا منصور بن صدقة عن أبى معبد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة لان الله تعالى فطمها ومحيها محبيها من النار "؛ قال الخطيب: في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد وليس بثابت".
وبذلك يتضح أنه لم يصح هذه الأحاديث الواردة في سبب تسمية السيدة فاطمة رضي الله عنها بالزهراء، خاصة وأنه لا وجه لتميزها بذلك عن بقية بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عند الرافضة الذين يضعون فاطمة رضي الله عنها في محل خاص ويغلون فيها غلوًا شديدًا، وبهذا فإن لقب الزهراء هو من الألقاب الشيعية الرافضية والتي جاءت من الغلو والمبالغة في السيدة فاطمة رضي الله عنها.
هذه نقطة، أما النقطة الثانية وهي وصف النبي صلى الله عليه وسلم بلقب "أبي الزهراء" فلعل هذا من أفعال الرافضة، خاصة وأنه ورد في صحيح البخاري رحمه الله أن كنية النبي صلى الله عليه وسلم هي "أبو القاسم" ولا أعلم أن أحدًا من أهل السنة كناه بأبي الزهراء أو كناه بكنية أخرى.
تبقي نقطة وهي أن الشيعة الرافضة درجت على نفى وجود بنات أخريات لرسول الله صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها وزعموا أن بقية بناتها هن بنات خديجة، من ذلك شيخهم جعفر العاملي، عليه من الله ما يستحق، الذي ألف في ذلك كتابًا أسماه "بنات النبي أم ربائبه" وهذا الزعم إنما هو محاولة لتبرير غلوهم في فاطمة رضي الله عنها دون بقية ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهذا فإن لقب "أبي الزهراء" قد يكون من فعل الرافضة في غلوهم وتبريرهم لباطلهم.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 04:11]ـ
أخي نور المصري جزاك الله خير ونفع الله بك ...
ومن عنده فائده حول الموضوع فليتحفنا بها ...
ـ[محمد سالم الخضر]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: من باب الفائدة التي استفدتها شخصياً وأحب تعميمها على إخواني أنّ مقولة أنّ العرب لا تُكني بأسماء البنات لا تصح. فقد اكتنى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبنائهم وبناتهم، وممن اكتنوا ببناتهم تميم بن أوس الداري الذي كان يكنى أبا رقية، ومنهم أسعد بن زرارة الذي كان يكنى أبا أمامة، وصدي بن عجلان الباهلي وغيرهم.
هذا من ناحية جواز التكني بالإنثى.
ثانياً: كُنية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عُرفت بنص ولا يُعدل عنها باستنباط، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا شك هو أبو الزهراء وأبو رقية وأبو أم كلثوم وأبو زينب ومن قبلهم أبو ابراهيم وأبو عبد الله وهكذا، فلا وجه لهذا الاختصاص.
ثالثاً: لا أدافع عن الرافضة فحالهم معلوم وضلالهم مما لا شك فيه، ولكن فاطمة رضي الله عنها لها خصوصية ليست لأخواتها رضي الله عنهن منها: أنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة كما في ورد في الصحيحين، وأنهن أفضل وأحب بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي التي ابتُليت رضي الله عنها بفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلعل الاختصاص لها ببعض الأمور جاء من هذه الناحية لا من حيث إنكار بعض المعاصرين من الرافضة لبنوة باقي أخواتها.
رابعاً: التسمية بالزهراء جاءت أيضاً عند المتأخرين من علماء أهل السنة مثل ابن حجر العسقلاني وابن الأثير وغيرهما، ولعلها من موروثات الرافضة التي انتشرت وبحكم البيئة انتقلت لعلماء أهل السنة دون نقد لها لسبب رئيسي هو أنها لا تحمل في معناها ما يستحق النقد.
فالزهراء - وأنا أخالف أخي الكريم نور المصري حفظه الله فيما ذكره - كما ذكر العلماء وقاله الشيخ بكر أبو زيد في (معجم المناهي اللفظية): (الزهراء: المرأة المشرقة الوجه، البيضاء المستنيرة، ومنه جاء الحديث في سورة البقرة وآل عمران: ((الزهراوان)) أي: المنيرتان. ولم أقف على تاريخ لهذا اللقب لدى أهل السنة، فالله أعلم.)
أقول: ولم يذكر الشيخ حفظه الله ما يُوجب النهي عن استخدام هذا اللفظ في حق فاطمة رضي الله عنها سوى عدم الوقوف على تاريخ هذا اللقب، وليس هذا بموجب التوقف فيه والحذر منه، خصوصاً وأنه قد أطلقه علماء كبار كابن حجر وغيره دون تحرّج منه.
خامساً: أما مسألة أنها رضي الله عنها لا تحيض، فهي بلا شك من الأباطيل، وانقطاع الحيض عن المرأة وهي في سن الشباب نقص وليس بفضل، ولهذا صار معروفاً لدى العلماء أنّ المغالين ينسبون إلى من يحبونهم أباطيلاً بقصد رفعهم وقد أغناهم الله تعالى عن ذلك، فصاروا ينسبون إليهم المثالب والنقص.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 11:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ولكن فاطمة رضي الله عنها لها خصوصية ليست لأخواتها رضي الله عنهن منها: أنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة كما في ورد في الصحيحين،.
بارك الله فيك ولكن:
أما أنها سيدة نساء العالمين فإن ذلك لمريم ابنة عمران كما ثبت ذلك في كتاب الله.
أما أنها سيدة نساء أهل الجنة:
فقد ثبت ذلك في البخاري بالشك نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين
أما في مسلم فقد ثبت بالشك نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة - وهو ما يؤيد عدم رجحان رواية نساء أهل الجنة التي رويت في البخاري، بالإضافة إلى أنه إذا ثبت أن مريم فضلها الله على نساء العالمين فهي أيضاً سيدة نساء أهل الجنة 000 ولا يقال أنها مفضلة على نساء عالمي زمانها فقط فهو خروج بالنص عن ظاهره وسياقه وتأويل بلا قرينة 00والله أعلم
وليفدنا من له علم.
ـ[محمد سالم الخضر]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 05:07]ـ
بارك الله فيك ولكن:
أما أنها سيدة نساء العالمين فإن ذلك لمريم ابنة عمران كما ثبت ذلك في كتاب الله.
أما أنها سيدة نساء أهل الجنة:
فقد ثبت ذلك في البخاري بالشك نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين
أما في مسلم فقد ثبت بالشك نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة - وهو ما يؤيد عدم رجحان رواية نساء أهل الجنة التي رويت في البخاري، بالإضافة إلى أنه إذا ثبت أن مريم فضلها الله على نساء العالمين فهي أيضاً سيدة نساء أهل الجنة 000 ولا يقال أنها مفضلة على نساء عالمي زمانها فقط فهو خروج بالنص عن ظاهره وسياقه وتأويل بلا قرينة 00والله أعلم
وليفدنا من له علم.
وفيك بارك
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن ثبوت كون فاطمة رضي الله عنها سيدة نساء أهل الجنة جزماً مع عدم منافاة أن تكون مريم عليها السلام هي سيدة نساء أهل الجنة أيضاً هو ما ورد عند الحاكم في المستدرك (3/ 185) بإسناد صحيح عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أبشرك؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة بنت خويلد وآسية.
وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن حذيفة بن اليمان قال: سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا، قال: فنالت مني وسبّتني، قال: فقلت لها: دعيني، فإني آتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأُصلي معه المغرب، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصليت معه المغرب، فصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم] إلى [العشاء، ثم انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب، فاتبعته فسمع صوتي، فقال: (من هذا؟) فقلت: حذيفة، قال: (ما لك) فحدّثته بالأمر، فقال: (غفر الله لك ولأمك) ثم قال: (أما رأيت العارض الذي عرض لي قُبيل؟) قال: قلت: بلى، قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يُسلّم عليّ، ويُبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). (رواه أحمد في المسند 38/ 353 بإسناد صحيح).
والشاهد هنا أنّ لفاطمة رضي الله عنها هنا خصوصية ليست لأخواتها رضي الله عنهن
أما من ناحية ما ذكرته أخي الكريم من أنّ اللفظ في الصحيحين (سيدة نساء المؤمنين) أو (سيدة نساء أهل الجنة) فجزاك الله خيراً على التنبيه، والخطأ مني وذلك لضعف الذاكرة فوهمت أنّ اللفظ في الصحيحين (سيدة نساء العالمين).
على أنّ حديث المسند يصلح أن يكون شاهداً هنا
فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد وآسية امرأة فرعون.
في إشارة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيرية هؤلاء الأربع على باقي نساء العالمين(/)
القرضاوي: الجهاد فرض عين على الأمة الإسلامية
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 11:33]ـ
قال الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الجهاد فرض عين على الأمة، كل في حدود دائرته وفي حدود استطاعته، خاصة الجهاد لتحرير فلسطين، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنفسه وماله وكلامه وبكل ما يقدر عليه.
أضاف القرضاوي في محاضرة بعنوان "حقوق الإنسان في الإسلام" ألقاها مساء الإثنين في الدوحة بدعوة من اللجنة القطرية لحقوق الإنسان: إن تفجير "قنبلة النفس" ضد المحتل من أعظم درجات الشهادة في سبيل الله.
وعن حقوق الإنسان أكد الشيخ القرضاوي أنه لا يوجد دين كالإسلام عُني بالإنسان؛ حيث كرمه الله وجعله في الأرض خليفة، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض.
ولفت إلى أن البعض لديهم فهم خاطئ بأن مصطلح حقوق الإنسان لم يُذكر في الإسلام لا في القرآن ولا في السنة، وهذا غير صحيح، فالمصطلح لم يُذكر بنفسه، لكن مضمونه ومعناه مذكوران في القرآن والسنة.
وأكد أن حقوق الإنسان في الإسلام تقتضيها الفطرة والعقل والمصلحة، وهي ليست حبرا على ورق، وإنما تم تطبيقها واقعيا في أزهى العصور الإسلامية .. في زمن الرسول والخلفاء الراشدين.
وأشار إلى تعدد الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان، فهي تبدأ بحق الحياة منذ أن كان الإنسان جنينا، وحق المساواة بين البشر.
وأكد على حقوق المرأة في الإسلام، فذكر أن الإسلام والقرآن اهتما بالمرأة؛ لأنها نصف المجتمع في الكم، وأكثر من النصف من ناحية التأثير، مشددا على أن "آفة قضية المرأة أنها ضاعت بين الإفراط والتفريط".
http://www.islamicnews.net/********/...ItemSellected=
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 04:29]ـ
قال الشيخ يوسف القرضاوي: إن الجهاد فرض عين على الأمة، islamicnews.net/********/...ItemSellected=[/url]
ما معنى هذا الكلام؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 03:59]ـ
معنى هذا الكلام أن القرضاوي أول الآثمين بسبب تخلفه عن هذا الجهاد العيني المزعوم ولا سيما بأن الصهاينة الأنجاس يسرحون ويمرحون بجواره في دولة قطر وفي قناة الجزيرة!!
اللهم عليك بمن ضل على علم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 10:01]ـ
بل مقصد الشيخ يا إخوة أن جنس الجهاد فرض عين وهذا حق.
فمن لم يستطع أن يجاهد بنفسه جاهد بماله، ومن لم يستطع بماله جاهد بلسانه ........... إلخ فأحسنوا الظن بارك الله فيكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 10:02]ـ
معنى هذا الكلام أن القرضاوي أول الآثمين بسبب تخلفه عن هذا الجهاد العيني المزعوم ولا سيما بأن الصهاينة الأنجاس يسرحون ويمرحون بجواره في دولة قطر وفي قناة الجزيرة!!
اللهم عليك بمن ضل على علم
يا أخي الرجل قد بلغ الثمانين من عمره، فلا يقبل أن تتحدث عنه بهذه اللهجة، ثم الشيخ يقصد جنس الجهاد وليس الجهاد بالنفس فقط، وأيضا أليس للجهاد ضوابط؟؟؟
بارك الله فيكم.(/)
ماحكم قول المؤلف: ((إهداء إلى روح فلان؟!!))
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 09:51]ـ
((إهداء إلى روح فلان))
نجد هذه العبارة .. يكتبها بعض المؤلفين في أول كتبهم ..
فمارأيكم؟ وهل لها علاقة بالتصوف؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 04:34]ـ
وجهة نظر ومشاركة:
إهداء الكتب سمة معروفة عند بعض المؤلفين القدامى والمعاصرين
وأما إهداؤها إلى الأموات فيحتمل أن يكون المؤلف يهدي ثواب تأليفه وانتفاع الناس من هذا الكتاب إلى الميت
ومثلكم لا يخفاه الخلاف في إهداء الثواب إلى الميت
ولكن هل المؤلفون يعتقدون هذا الاعتقاد؟
أعتقد أن بعضهم لا يعتقد هذا وإنما باعثه هو = اعتراف بالجميل فقط وإظهار تقدير واحترام دون أن ينوي أن أجره له
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 10:54]ـ
أعتقد أن بعضهم لا يعتقد هذا وإنما باعثه هو = اعتراف بالجميل فقط وإظهار تقدير واحترام دون أن ينوي أن أجره له
هل يسوغ شيخنا مثل هذا؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 11:05]ـ
هل يسوغ شيخنا مثل هذا؟
أخشى أنها عادة غربية وافدة وقد نهينا عن التشبه بهم أخزاهم الله وأذلهم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 11:28]ـ
شكر الله لك ... وبارك فيك ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 12:15]ـ
انتقدت هذه العبارة على أحد الأصدقاء عندما أطلعني على تجارب طباعة كتاب له
فقال: بلاش وهابية!!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 01:19]ـ
فقال: بلاش وهابية!!
أخي: يمكن أنك قلت له: بلاش صوفية (ابتسامة).
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 11:39]ـ
السَّلَامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ الله
بارك الله في الإخوان الفضلاء، وهذا قد توقفت عليه من قبل (كلمة الإهداء) التي في بداية (بعض كتب الخلف)، وبحثت كثيراً في كتب المتقدمين وفي المخطوطات وغير ذلك لعدة شهور ... ولم أجد لها أثراً قط.
وفي محاولة تعليلية لهذا ... وجدتي أمام إختيارات سيئة ... لا أريد أن أذهب لاحداها، ولكني فقط التمست بعض العذر لطلبة العلم حديثي العهد بالكتابة.
* ملحوظة:
ما وقع مثل هذا من أحد من العلماء قط ... سوى بعض المتأخرين من طلبة العلم عملاً بأن هذا يقربه من شيخه أو امتناناً أو اجلالاً له ... وإن أمعن النظر وتريث ... لما فعلها.
والله المستعان
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 05:22]ـ
اليست مثل قوله فلان قدس الله روحه؟
ـ[أبو حُنيف الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 05:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليست مثل قوله فلان قدس الله روحه؟
كلا؛ هذا دعاء، وذاك إهداء, وبالله التوفيق.
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 04:05]ـ
^
وجهة نظر ومشاركة:
إهداء الكتب سمة معروفة عند بعض المؤلفين القدامى والمعاصرين
وأما إهداؤها إلى الأموات فيحتمل أن يكون المؤلف يهدي ثواب تأليفه وانتفاع الناس من هذا الكتاب إلى الميت
ومثلكم لا يخفاه الخلاف في إهداء الثواب إلى الميت
ولكن هل المؤلفون يعتقدون هذا الاعتقاد؟
أعتقد أن بعضهم لا يعتقد هذا وإنما باعثه هو = اعتراف بالجميل فقط وإظهار تقدير واحترام دون أن ينوي أن أجره له
والله ياشيخ أني لم أفهم محصل رأيك وفقك الله؟
فلا أريد أن أفتح حوارا مع فضيلتك احتراما لك ...
.
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 10:05]ـ
فلا أريد أن أفتح حوارا مع فضيلتك احتراما لك ...
.
[/ CENTER]
أشكرك على حسن أدبك وجميل معشرك وليس في الحوار مع من هو في خلقك أي أذى ومضايقة بل حوار أمثالك تطوير للذوق والخلق بإذن الله
ومحصلة رأيي أن هذا ينقسم إلى قسمين:
إن كان للأحياء فهو سبيل معروف ولا بأس به فهو كالهدية تماما
وإن كان للأموات فإن كان يقصد إهداء أجر الكتاب إلى الميت فتعود المسألة إلى مسألة إهداء القرب إلى الأموات هل تصل إليهم أم لا والصواب أنها تصل
وإن كان لا يقصد إهداء الأجر وإنما تقليد للغرب فالتشبه بهم مذموم وإن كان لا يصل في هذه الحال إلى التحريم
أرجو أن يكون واضحا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 10:33]ـ
عوداً حميداً شيخنا المقرئ
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 10:51]ـ
ومحصلة رأيي أن هذا ينقسم إلى قسمين:
إن كان للأحياء فهو سبيل معروف ولا بأس به فهو كالهدية تماما
وإن كان للأموات فإن كان يقصد إهداء أجر الكتاب إلى الميت فتعود المسألة إلى مسألة إهداء القرب إلى الأموات هل تصل إليهم أم لا والصواب أنها تصل
وإن كان لا يقصد إهداء الأجر وإنما تقليد للغرب فالتشبه بهم مذموم وإن كان لا يصل في هذه الحال إلى التحريم
أرجو أن يكون واضحا
شيخنا الفاضل الهدية كما تعلمون تمليك بلا عوض، ومن شرطها الملك التام، فلا تصح هدية ولا هبة ممكن لا يملك.
وأظن الشيخ عزالدين بن عبد السلام منع من إهداء الثواب للميت وعلله بأنه لا يملكه.
وفقنا الله وإياكم وسدد خطانا وخطاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 11:01]ـ
شيخنا الفاضل الهدية كما تعلمون تمليك بلا عوض، ومن شرطها الملك التام، فلا تصح هدية ولا هبة ممكن لا يملك.
وأظن الشيخ عزالدين بن عبد السلام منع من إهذاء الثواب للميت وعلله بأنه لا يملكه.
وفقنا الله وإياكم وسدد خطانا وخطاكم.
بارك الله فيكم
ما أوردتم من الإيراد هو من أدلة من منع إهداء القرب للميت
ولكن هذا مدفوع بصريح السنة في وصولها
وقولكم ومن شرطها الملك التام هذا هو محل النزاع فالجمهور يقولون إن الملك واقع بوصول الثواب إليه فالتمليك ليس لعين المبذول وإنما لنفعه وهو حاصل وجزاكم الله خيرا
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 11:30]ـ
عوداً حميداً شيخنا المقرئ
أهلا بك ومرحبا شيخنا عبد الله
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:50]ـ
بارك الله فيكم
ما أوردتم من الإيراد هو من أدلة من منع إهداء القرب للميت
ولكن هذا مدفوع بصريح السنة في وصولها
وقولكم ومن شرطها الملك التام هذا هو محل النزاع فالجمهور يقولون إن الملك واقع بوصول الثواب إليه فالتمليك ليس لعين المبذول وإنما لنفعه وهو حاصل وجزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا.
ولكني لم استدل بمحل النزاع، وإنما أردت تقرير عام أولا ثم سحبه على محل النزاع.
والعام الذي أردت تقريره هو أن الهدية أو الهبة إنما هي تمليك لا بعوض.
وأيضا إهداء المنافع ونحوها لا بد فيها من التمليك، فالمنفعة تابعة للأصل فمن لا يملك الأصل كيف يملك المنفعة على سبيل التأبيد - وبهذا القيد خرجت الإجارة لأنها لفترة محدودة وليس هذا مقصد من أهدى الثواب، وإنما غرضه التأبيد فافترقا - فلا يصح الإهداء من الفضولي، وهو موقوف على إذن المالك.
إذا اتفقنا على هذا الأصل فدخول محل النزاع في عمومها ضروري؛ إذ هو أحد صورها.
وأما ما تفضلتم به من قولكم: (الجمهور يقولون إن الملك واقع بوصول الثواب إليه فالتمليك ليس لعين المبذول وإنما لنفعه وهو حاصل) فهذا استدلال بمحل النزاع ويلزم منه الدور إذ حصوله يستلزم الملك والملك يستلزم الحصول.
وأيضا لما فيه من قياس ما ورد على ما لم يرد، وهذا أيضا استدلال بمحل النزاع فأين الأدلة على وصول ثواب القراءة للموتى أو الأحياء، وهل نقلت عن السلف ...
بارك الله فيكم ... ومعذرة إن كان هذا الجواب مقتضبا فقد كتبته ارتجالا على عجل ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 01:23]ـ
بارك الله فيكم
يصح الاعتراض بمثل هذا إذا كنت تلتزم بأن كل عمل من الحي لا يصل ثوابه إلى الميت أبدا فهل أفهم منك وفقك الله أنك تميل إلى هذا لأنني سأستفهم منك مرة أخرى إن كانت إجابتك بالإثبات بقولي: كيف توجه الأحاديث
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيكم
يصح الاعتراض بمثل هذا إذا كنت تلتزم بأن كل عمل من الحي لا يصل ثوابه إلى الميت أبدا فهل أفهم منك وفقك الله أنك تميل إلى هذا لأنني سأستفهم منك مرة أخرى إن كانت إجابتك بالإثبات بقولي: كيف توجه الأحاديث
جزاكم الله خيرا.
أنا أتمسك بالعمومات العامة في المسالة كقوله (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، واخصها بما ورد فيه الدليل كالدعاء والصدقة والحج والصوم. وأما ما لم يرد فاتمسك بالعموم.
ومقصودي ان هذه الأدلة الخاصة قد دل الدليل الخاص على جواز تصرف الفضولي فيها، وحجة من ألحق بها غيرها القياس.
ومستندي في عدم صحة هذا القياس:
1 - قاعدة عامة جليلة نص عليها الشاطبي في الموافقات - ونصها على الراجح عندي -:
(لا يجوز إثبات نوع من العبادات لدخوله تحت الدليل العام فقط، بل لا بد من دليل خاص).
2 - وأيضا استضيء في فهم الكتاب والسنة بفهم وعمل السلف الصالح.
وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:22]ـ
جزاكم الله خيرا.
أنا أتمسك بالعمومات العامة في المسالة كقوله (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، واخصها بما ورد فيه الدليل كالدعاء والصدقة والحج والصوم. وأما ما لم يرد فاتمسك بالعموم.
.
وفقكم الله
ما ذهبتم إليه مسلك قوي ومعروف
ولكن لا زال السؤال قائما وصورته:
في الحالات التي استثنيتها = يسألك السائل فيقول ماذا تسمي هذه الحالة ستقول: إهداء الثواب إلى الميت أو إعطاء الثواب للميت أو أتقرب بهذا العمل لله وأجعل ثوابه للميت وهكذا
فالمضمون واحد وعليه فلاعتراض الذي أوردته من أن شرط الهدية التمليك يخرم عليك استثناءك أيضا
وإنما كان الاعتراض المتوافق مع ترجيحك هو أن تقول إن هذه المسألة خلاف الأصل ولا نستثني إلا ما دل الدليل على جوازه
أرجو أن أكون وضحت ما أريد بشكل ظاهر
وبارك الله فيكم
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:32]ـ
وإنما كان الاعتراض المتوافق مع ترجيحك هو أن تقول إن هذه المسألة خلاف الأصل ولا نستثني إلا ما دل الدليل على جوازه
واظن أن هذا هو محصل جوابي، فلو راجعت جوابي السابق مشكورا، وعلى كل حال أرانا قد اتفقنا، وقد سعدت بمناقشتك بارك الله فيكم، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
محبكم أبو المنذر المنياوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 02:48]ـ
^
محصلة رأيي أن هذا ينقسم إلى قسمين:
إن كان للأحياء فهو سبيل معروف ولا بأس به فهو كالهدية تماما
وإن كان للأموات فإن كان يقصد إهداء أجر الكتاب إلى الميت فتعود المسألة إلى مسألة إهداء القرب إلى الأموات هل تصل إليهم أم لا والصواب أنها تصل
وإن كان لا يقصد إهداء الأجر وإنما تقليد للغرب فالتشبه بهم مذموم وإن كان لا يصل في هذه الحال إلى التحريم
أرجو أن يكون واضحا
الشيخ المقرئ قد أكون بالغتُ في الانتظار
في هذه الحالة ماهو الضابط عندما قلت
وإن كان لا يقصد إهداء الأجر وإنما تقليد للغرب
عندنا حكم للمسأله هنا فهل حكمها هنا أن ننظر الى نية المعين
فعلى هذا لا يوجد حكم للمسألة الا "بإذا كان"
هل هذا سائغ
والله ياشيخ أني لا أقصد الشغب بهذا السؤال
وعندي سؤال آخر متعلق بتحقيق مناط حكمكم على هذه المسألة
جزاك الله خيرا
.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 12:38]ـ
للرفع
ـ[السعيد وعزوز]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:07]ـ
حدثني بعض أصحابنا ممن سمع كلام الشيخ أبي إسحاق الحويني في هذه المسألة قال: قال الشيخ هذا من النفاق العصري!! يقصد مسألة إهداء الكتب والله أعلم وأحكم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 03:03]ـ
لا أعرف إن كان أحد من الكتاب المسلمين سبق المويلحي (ت 1930م) في إهدائه كتابه "حديث عيسى بن هشام" إلى الأحياء والأموات في نفس الوقت. أما الأحياء، فالإهداء إليهم كثير مشهور ومن أمثلته "الصاحبي" لابن فارس. وأما الأموات فلا أدري .. والمطلوب استقراء الكتب والنظر فيها.
قال في مطلع كتابه:" ألف المؤلفون والكتاب أن يبدأوا كتبهم عند نشرها باهدائها إلى بعض ذوي الشأن والفضل. والضعيف العاجز يهدي هذا الكتاب إلى كل من يقرؤه من أديب يجد فيه طرفاً من الأدب، وحكيم يرى فيه لمحة من الحكمة، وعالم يبصر فيه شذرة من العلم، ولغوي يصادف فيه أثراً من الفصاحة، وشاعر يشعر فيه بمثل طيف الخيال من لطف الخيال.
وأهديه إلى أرواح المرحومين: الأديب الوالد، والحكيم جمال الدين، والعالم محمد عبده، واللغوي الشنقيطي، والشاعر البارودي"
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 11:28]ـ
..................
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 01:28]ـ
يقول أبو عمر القصيمي في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9230
بسم الله الرحمن الرحيم
رأيت عند الرشد كتاباً جديداً بعنوان (أحكام الأعمى في الفقه الإسلامي) للدكتور محمد بن عمر الشماع، وقدم له الدكتور عائض القرني والدكتور حسن الغزالي وراجعه وعلق عليه الشيخ سليمان العلوان وفقهم الله.
وفي أول الكتاب عنون المؤلف بكلمة (إهداء) ولكنه لم يكتب تحتها شيئاً وعلق بالحاشية قال: كنت قد كتبت هنا إهداء ثم حذفته وعلق الشيخ سليمان بن ناصر العلوان بقوله: " الإهداء ليس من هدي الأئمة السابقين ولا من طريقة الصحابة المقتدين، وأول من أحدثه الغربيون وتبعهم طائفة من جهال المسلمين، فالأولى بمثلك حذفه اتباعاً لمن سلف " انتهى.
هذه الفائدة أحببت المشاركة بها، ونسعد بتعليقاتكم إتماماً للموضوع والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[الدكتور ملاك]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
العبارة ليس فيها شيء، وليست من الأمور التي يدخل فيها التشبه، وإن كان المقصود من الاهداء الثواب للميت فقد سبق أعلاه إشارة لذلك، وإن كان لحي فما من مانع، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.(/)
جمع ابن القيم رحمه الله أدلة العذر بالجهل ثم قال: ولا تجد هذه النظائر مجموعة في موضع
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 04:54]ـ
0
ذكر ابن القيم رحمه الله كلاما بديعا في العذر بالجهل وحشد الأدلة عليه، ففي بدائع الفوائد، ذكر كلام أبي القاسم السهيلي في قول النبي صلى الله عليه وسلم للبراء بن معرور قد كنت على قبلة لو صبرت عليها. يعني لما صلى إلى الكعبة قبل الأمر بالتوجه إليها، ولم يآمره بالإعادة، لأنه كان متأولاً.
ثم قال رحمه الله: قلت: ونظير هذا أنه لم يأمر من أكل في نهار رمضان والإعادة لما ربط الخيطين في رجليه وأكل حتى تبيناً له لأجل التأويل.
ونظيره أنه لم يأمر أبا ذر بإعادة ما ترك من الصلاة مع الجنابة إذ لم يعرف شرع التيمم للجنب. فقال: يا رسول الله إني تصيبني الجنابة فأمكث الشهر والشهرين. لا أصلي يعني في البادية. فقال: أين أنت عن التيمم.
ونظيره أيضاً، أنه لم يأمر المسيء في صلاته بإعادة ما تقدم له من الصلوات التي لم تكن صحيحة وإنما بالإعادة في الوقت، لأنه لم يؤد فرض وقته مع بقائه بخلاف ما تقدم له.
ونظيره أيضاً أنه لم يأمر المتمعك في التراب كما تتمعك الدابة لأجل التيمم بالإعادة مع أنه لم يصب فرض التيمم.
ونظيره أيضاً، أنه لم يأمر معاوية بن الحكم السلمي بإعادة الصلاة. وقد تكلم فيها بكلام أجنبي ليس من مصلحتها.
ونظيره أيضاً أنه لم يضمن أسامة قتيله بعد إسلامه بقصاص ولا دية ولا كفارة.
ولا تجد هذه النظائر مجموعة في موضع. فالتأويل والاجتهاد في إصابة الحق منع في هذه المواضع من الإعادة والتضمين.
وقاعدة هذا الباب أن الأحكام. إنما تثبت في حق العبد بعد بلوغه هو وبلوغها إليه. فكما لا يترتب في حقه قبل بلوغه هو، فكذلك لا يترتب في حقه قبل بلوغها إليه، وهذا مجمع عليه في الحدود أنها لا تقام إلا على من بلغه تحريم أسبابها، وما ذكرناه من النظائر يدل على ثبوت ذلك في العبادات والحدود.
ويدل عليه أيضاً في المعاملات قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)، فأمرهم تعالى أن يتركوا ما بقي من الربا وهو ما لم يقبض، ولم يأمرهم برد المقبوض، لأنهم قبضوه قبل التحريم فأقرهم عليه. بل أهل قبا صلوا إلى القبلة المنسوخة بعد بطلانها ولم يعيدوا ما صلوا. بل استداروا في صلاتهم وأتموها، لأن الحكم لم يثبت في حقهم إلا بعد بلوغه إليهم .. الخ.
رحمه الله، هذا الرجل آية من آيات الله، حدثني شيخنا الإمام العلامة عبد الله بن قعود رحمه الله [العالم الذي نسيه قومه]، أن حسين العراقي وهو من طلاب الشيخ ابن باز إمام الدنيا وزينة الدهر في الدلم، كان يقرأ عليه في إحدى كتب الشيخ محمد رشيد رضا، فقرأ الشيخ حسين قوله: (وأما ابن تيمية وابن القيم فليسا من العلماء)، وسكت يريد أن ينظر إلى ردة فعل شيخنا ابن باز رحمهم الله، فقال الشيخ ماذا يقول هداه الله أعد، يقول فأعاد (وأما ابن تيمية وابن القيم فليسا من العلماء)، وسكت فتغير الشيخ من هذه الكلمة، وقال أعد فلما أعاد وأتم العبارة وإذا بها نور وهدى، (وأما ابن تيمية وابن القيم فليسا من العلماء ولكنهما آيتان من آيات الله) فسر الشيخ وابتهجت أساريره. انتهت القصة، وأقول إي وربي إنهما لآيتان من آيات الله، وكل أصحاب هذه القصة قد ماتوا والله المستعان العراقي وابن باز ورشيد رضا وابن قعود اللهم اغفر لهم وارحمهم ولم يتبق منهم إلا كاتبها أسأل الله أن يميته على خير .. آمين
0
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 01:33]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد الله ووفقك لما يحب ويرضى
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ولكنك آلمتني بكلمتك (نسيه قومه) من ينسى العالم الرباني رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
قل ما تجد كتابا للفتاوى إلا وله نصيب
كم والله من مشكلة، أو معضلة تمر علي فأفزع اليه بعد الله وأجده أبا حنونا وعالما حليما
جمعني الله وإياك به في دار كرامته
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:25]ـ
أثابك الله على هذه الفائدة الجليلة، ورحم الله شيخنا ابن قعود ورضي عنه.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:32]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المغيرة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:01]ـ
جزاك الله خيرا" الأخ ابو عبد الله على النقل الطيب >>> ولكن هل يكون العذر بالجهل فى الشرك الأكبر كدعأ غير الله او أستغاثة غير الله أو اى عبادة لله صرفت لغيره؟(/)
ما الدليل على تحريم مسك المصحف إلا بطهارة؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 05:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الدليل على تحريم مسك المصحف وقرائته إلا بطهارة؟
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 07:05]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أخي الفاضل لعلك ترجع إلى هذا الرابط:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1835
حيث يوجد به بحث عنوانه "حكم الطهارة لمس القرآن الكريم" للشيخ عمر بن محمد السبيل رحمه الله.
ـ[أبو هياء]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
شيخ الإسلام رحمه الله يستدل بقوله تعالى: لايمسه إلا المطهرون بوجوب الطهارة في مس المصحف.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 12:46]ـ
قرائته مسألة ......... ومسه مسألة أخرى
ايها تريد؟(/)
ماذا تعرف عن أغوات الحرمين؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 08:30]ـ
فقدتُ الكثير من الأغوات في الحرم المكي، فقد كان عددهم كثيرا ملحوظا، إلا أنهم بدأو بالتناقص، فتأملتُ في حالهم، وسببِ وجودهم في الحرمين، وما تاريخهم.
فبحثت، فوجدت مقالا مختصرا عنهم ...... فرأيت إفادتكم به.
--
بسم الله الرحمن الرحيم
الأغوات
أصل كلمة اغا
لفظ اغا أعجمية مستعملة في اللغات التركية والكردية والفارسية فعند الأكراد تطلق على شيوخهم وكبارهم وتطلق عند الأتراك على الرئيس والسيد وتطلق في الفارسية على رئيس الأسرة.
وصارت كلمة اغا أيام الدولة العثمانية تطلق على الشيخ او السيد وصاحب الارض ورئيس خدمة البيت وكان كثير من خدمة الحكومة في الوظائف العسكرية يلقبون بكلمة اغا وكانت تطلق أيضا على الخصيان الخادمين في القصر ... وفي مكة والمدينة لفظة خاصة بخدمة الحرمين الشريفين ...
تاريخ الأغوات
يعود تاريخ الأغوات الى عهد معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه فهو اول من وضع خداما للكعبة المشرفة من العبيد.
وأول من اتخذ الخصيان لخدمة الكعبة هو يزيد من معاوية ويرى رفعت باشا ان اول من رتب الأغوات في المسجد الحرام هو ابو جعفر المنصور.
اما اغوات الحرم النبوي الشريف فيعود تاريخهم الى زمن الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب فهو أول من عين خصيانا لخدمة المسجد النبوي الشريف.
لباس الأغوات
ظل الأغوات على مر العصور يتميزون بزي معين فقد وصفهم ابن بطوطه في رحلته قائلا ان الأغوات" على هيئات حسان وصور نظاف وملابس ظراف وكبيرهم يعرف بشيخ الحرم وهو في هيئة الأمراء الكبار ".
وفي أيام الدولة العثمانية كان الأغوات يلبسون عباءات استانبوليه وأثوابا واسعة مطرزة مشدودا عليها حزام ويحملون في أيديهم عصيا طويلة ويضعون على رؤسهم غطاء ويقال ان السلطان سليمان القانوني هو الذي رتبهم على هذا الوضع في القرن السادس الميلادي اما لباسهم اليوم فيتكون من رداء يسمى الرجبة ورداء يوضع على الكتف يسمى الحزام وغطاء يوضع على الرأس يسمى القاووق.
وفي القديم كانوا يشددون في الزي فالاغا في القديم لا يلبس ثوبا وزرار رقبته مفتوحة ومن فعل ذلك يعاقب بالضرب وكانوا يلبسون الساعة او الخاتم و لا يمسكون الشمسية اما لباسهم اليوم لا يزيد على ما وصفنا أنفا.
ويتميز الأغوات على بعضهم البعض بشارات وعلامات حسب رتبهم وتظهر هذه العلامات في الزي الذي يرتدونه فالخبزية يضعون على رؤوسهم شاشا مصنوعا من القصب يسمى فرخ يشمك يلفون به الطربوش (القاووق) والذي يرتدونه هذا الزي هم كبار الأغوات من درجة خبزي فما فوق.
كما يمكن التمييز بين درجات الأغوات ومراتبهم بواسطة استعمال الشال (حزام من صوف) على كيفيات معينة فمن كان منهم في درجة الخبزية فما فوقها فانه يضع الشال على الكتف ومن كان دون درجة الخبزية فانه يربط الشال في وسطه.
وتحت الرداء (الرجبة او الفرجية) يلبسون الثوب والكوت او السديرية والسروال الطويل وهذا الزي الذي يظهر فيه الأغوات هو زي العمل وبعد انتهاء العمل وعودتهم الى بيوتهم فأنهم يلبسون الملابس المعتادة.
وللاغوات مراتب أعلاها رتبة شيخ الأغوات وهو ناظر أوقافهم و المسؤول عن سير أعمالهم ..
الالتحاق بسلك الأغوات
يشترط في الذي يريد الالتحاق بسلك الأغوات ان يكون مخصيا وان يقبل تطبيق نظام الأغوات عليه وان يرابط في الحرم مدة سبع سنوات متواصلة بناء على جدول المناوبة للاغوات وان يؤدي واجبه على أكمل وجه وان يطيع أوامر رؤسائه وان يتمتع بصحة جيدة ..
وفي السابق كان البحث عن الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة يتم عن طريق الأغوات الذين يسافرون من اجل هذه المهمة فإذا وجدوا من تتوفر فيهم الشروط فإنهم يخبرون به شيخ الأغوات فيكتب بشأنه الى المقام السامي فيأمر وزير الحج والأوقاف بتعيينه ومنحه الجنسية السعودية ويتم إحضار الاغا عن طريق السفارة السعودية وبعد قدومه يجري عليه الكشف الطبي ويعرف بالنظام الذي يحكم الأغوات ثم يرفع ملفه الى وزارة الحج والأوقاف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما في الوقت الحاضر فلا يقبل استقدام اغوات جدد بناء على أوامر سامية وأخر اغا تعين بهذا المنصب كان سنة 1399هـ وعدد الأغوات في الوقت الحاضر أربعة عشر أغا في الحرم المكي واثنا عشر اغا في الحرم المدني الشريف ...
الأغوات في ظل العهد السعودي
لقد حظي الأغوات في العهد السعودي برعاية كريمة وتقدير كير لما يقومون به من خدمة جليلة في الحرمين الشريفين.
وقد بدا اهتمام الدولة بالاغوات مع بداية العهد السعودي حيث في سنة 1346هـ صدر مرسوم ملكي من صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله نصه " فبخصوص اغوات الحرم المكي فهم بأمورهم الخاصة على ما كانوا عليه ولا يحق لأحد ان يعترض عليهم او يتدخل في شئونهم ".
وبعد وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله ايد الملك سعود تقرير والده بتقرير ملكي برقم 35 وتاريخ 4/ 3/1374هـ وهذا نصه " أننا نقر اغوات الحرم المكي ان يبقوا على الترتيب والعادة التى يسيرون عليها في أمورهم الخاصة وألا يتعرض لهم في هذه الامور او يتدخل في هذه الشئون أحد ".
ويذكر الأغوات ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله يرسل إليهم كل عام مكرمة ملكية ومشالح تصلهم عن طريق الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
فالدولة تصرف لهم مرتبات كافية إضافة الى عوائد الأوقاف التى توزع عليهم بالتساوي وأوقافهم منتشرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف والاحساء ولهم أوقاف في العراق والمغرب واليمن وهي تدر عليهم مداخيل كبيرة تجعلهم في رغد من العيش ....
وظائف الأغوات
في السابق كان الأغوات يقومون باثنين وأربعين وظيفة في الحرمين الشريفين منها غسل المطاف وتنظيف الحرمين من فضلات الحمام وإنارة القناديل وغير ذلك من الأعمال اما في الوقت الحاضر فقد انحصر عملهم في أربع وظائف هي:
1. المشاركة في استقبال الملك و الوفد المرافق له.
2. خدمة ضيوف الدولة من رؤساء ووزراء وغيرهم من المرافقين والتابعين
حيث يفرشون لهم السجاد ويقدمون لهم ماء زمزم.
3. فصل النساء عن الرجال أثناء الطواف ومنع النساء من الطواف بعد الأذان.
وفي المسجد النبوي الشريف يقوم الأغوات بتنظيف الحجرة النبوية وفتحا للضيوف عند الحاجة واستقبال ضيوف ف الدولة عند باب السلام ومرافقتهم وملازمتهم الى ان يغادروا المسجد النبوي الشريف ..
المرجع: الحرمان الشريفان التوسعة والخدمات من إصدار الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي – الطبعة الأولى 1419هـ
http://www.makkawi.com/agoat.htm
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:38]ـ
ماذا تعرف عن الأغوات؟
لم يتبق منهم في المدينة المنورة سوى عشرة فقط، أصغرهم سنا في الستين من العمر ..
هم «الأغوات» الذين تلحظهم يتجولون ليلاً ونهاراً في ارجاء المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف.
وقد سخروا انفسهم لخدمتهما ..
ويظل الأغوات «لغزاً» يتطلع الكثيرون لسبر أغواره ..
أكتسب الأغوات من المسجد النبوي وأجوائه الروحانيةوقارا وحكمة في هدوء لافت .. فهم لا يتكلمون كثيراً تأدباً.
على «دكة الأغوات» التي تقع في جانب من الحرم تراهم يجلسون جلوساً «متأهباً» مرتدين عمائم بيضاء، وشالات ملونة، وأحزمة تلتف حول خصورهم واضعين انفسهم رهن الإشارة إذا ما احتاج الأمر الى تقديم خدماتهم داخل المسجد النبوي و المكي.
تاريخ الأغوات:
يقال إن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أول من استخدمهم لخدمة الكعبة الشريفة، فيما ذهبت بعض الآراء الى أن ابنه يزيد هو أول من أستخدمهم ..
وأرجعت روايات أخرى تاريخهم إلى أبي جعفر المنصور - الخليفة العباسي-.
وتشير روايات أخرى الى أن ظاهرة «الأغوات» عرفت لدى عدد من القبائل الحبشية التي كانت تخصي أبناءها وتقدمهم هدية للحرمين الشريفين لخدمتهما.
وأصبح البحث عن الأغوات يتم عن طريق العاملين في الحرمين الشريفين، فعندما يسافرون
إلى الحبشة يكلفون بالبحث عن أناس تنطبق عليهم مواصفات «الأغا» ..
وعند حصولهم على «مخصي» يخبرون به شيخ الأغوات ليقوم بعد ذلك بالرفع عنه حتى يتم إعتماده رسمياً للعمل في أي من الحرمين الشريفين في مجالات التنظيف، والترتيب، وتفريق النساء عن الرجال، وفي الحرم النبوي يقومون بتصريف النساء عند اغلاقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
شيخ الأغوات:
رغم توافق مواصفات «الأغوات» إلا ان أعمالهم تختلف من شخص لآخر:
1 - فلهم رئيس يسمى (بشيخ الأغوات).
2 - ويأتي بعده (نقيب الأغوات) وهو الذي يخلف شيخ الأغوات بعد موته.
3 - ثم يأتي بعد ذلك (أمين الأغوات).
4 - ويليه مباشرة (مشدي الأغوات).
5 - ومن ثم (الخبزي).
6 - ومن بعده يأتي (نصف خبزي).
7 - ثم (شيخ بطال).
8 - بعد ذلك يأتي (ولد عمل).
9 - ليأتي أخيراً (المتفرقة)، وهو آخر مرتبة لسلم الأغوات.
والخمسة الأوائل يسمون (خبزية) وهم المشرفون الذين يتولون الإشراف على توزيع عمل الأغوات.
وأقدم الأغوات يعين شيخاً عليهم وهو المسؤول عن أوقاتهم، وسير عملهم في الحرم.
وبعد موت الشيخ يصبح النقيب شيخاً والأمين نقيباً.
وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر الشيخ والناظر.
وأما الوكيل الشرعي فلا ينوب عنه وإنما يساعد الشيخ والناظر.
و (مشدي الأغوات) هو الأغا المشرف على أوقافهم إلى جانب الوكيل.
و (الأمين) يأتي من بعد (الخبزي).
و (الخبزية) يضعون على رؤوسهم (شوشة) وهي عبارة عن شاش معمول من القصب يوضع على الرأس.
وبذلك يكون الأغا الذي لا يضع الشوشة على رأسه من صغار الأغوات.
أما (نصف الخبزي) فلا يضع شوشة على رأسه.
وإذا مات الذي قبله يُرقى الأغا الى (خبزي) ويضع الشوشة على رأسه.
وأما (شيخ بطال) فيصبح نصف خبزي إذا رُقي الذي قبله ويوزع العمل بين هؤلاء، ويخبر الشيخ بالذي لا ينفذ أمره ليتولى معاقبته ..
وأما (ولد العمل) فهو الذي ينام في الحرم طوال اليوم وبعد إنقضاء سبع سنوات على هذا الحال يُرقى الى (شيخ بطال) .. ليتولى «المتفرقة» مكانه ويصبح «ولد عمل» ..
و (المتفرقة) قبل الآغا الذي دخل من أولاد العمل بسنتين حيث ينظم الجديد للمتفرقة.
فالمتفرقة هم أصلاً أولاد العمل ويسمونهم المتفرقة.
وعن تسميتهم بهذه التسمية يُقال ان هذه الكلمة (فارسية)، وتطلق على الشيخ أو السيد أو الرجل الكبير أو رئيس الخدم.
ولعل هذه الكلمة أطلقت عليهم لجميع هذه الأسباب كونهم خداماً وشيوخاً كباراً، وفي المدينة المنورة عرفوا بهذا المسمى وقد نقلوها عن الأتراك.
وتعني هذه الكلمة في المدينة بالخصيان الذين يقومون بخدمة الحرم النبوي الشريف، حتى أصبحت هذه الكلمة خاصة بهم، وبرغم قلتهم الا أنهم معروفون في المدينة المنورة، ومنهم متزوجون بأكثر من زوجة، وقد تقلص عددهم لأن القائمين على الحرم اعتبروا أن هذا الإجراء قد توقف لكي لا يشجعوا الناس على إخصاء ابنائهم فهي عادة تعارض حقوق الانسان.
وبسبب اغلاق المسجد النبوي ليلاً اصبحت لهم حارة تعرف باسمهم وهي التي يقطنون
فيها بعد اغلاق المسجد.
وعرف الأغوات بأعمال الخير، ومنهم من عرف بالعلم والتفقه في الدين.
وكان من بين (أغوات) المدينة المنورة من اشتهر بعمل الخيرات، ومساعدة المحتاجين من الناس
فمنهم من بنى المساجد، والأربطة، والمدارس في المدينة ويبقى مسجد (الآغا) في حي قباء خير شاهد على ذلك ولا يزال المسجد موجوداً.
كما أوقف رباط على الفقراء لايزال يحمل اسم الأغوات.
ويعرفون بغناهم المادي لكنهم لا يورثون ولا يحق لهم هبة أموالهم أو التصرف بها، وبموتهم تنتقل ممتلكاتهم الى الأوقاف.
ولانسل لهم، ولا أولاد، وتنقطع سلالتهم بموتهم ورحيلهم عن الدنيا، والسبب أن أهاليهم قدموهم هدية للحرمين بعد خصيهم.
هل يحق لهم الزواج؟
يحق للآغا الزواج، ولكن زواجه ليس للمتعة ولكن من أجل أن يجد امرأة ترعاه إذا مرض أو كبر في السن وترعى شؤون حياته.
وغالبيتهم يتزوجون من الخارج ويحضرها معه للمملكة، ويرعاها مع أولادها، ويقوم بتربيتهم.
وفي وقتنا الحاضر اقتصرت أعمالهم على تبخير الروضة، ومرافقة كبار الزوار.
ويمكن للزائر أن يراهم فهم يجلسون إلى الآن بالقرب من دكة الأغوات ـ على يمين الداخل من باب جبريل ـ
هذه المعلومات أعتقد أنا غريبة على كثيرين من أبناء المدينة المنورة ومكة فما بالكم بغيرهم أحببت أن أنقلها لكم.
المقال منقول من (منتديات طلاب الجامعة الإسلامية).
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 03:41]ـ
الأخ الكريم / المسيطر - وفقه الله
جزاك الله كل خير على هذه الفائدة
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 04:31]ـ
فوائد جميلة يا شيخ سامي وفقك الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 08:49]ـ
الإخوين الفاضلين /
آل عامر
أباعبدالله بن عبدالله
حزاكما الله خير لجزاء، وأجزله، وأوفاه.
-----
قال الشيخ المبارك / خالد الشايع وفقه الله تعالى تعليقا على الموضوع:
(فقد جلست قبل خمسة أعوام تقريبا مع أحدهم في الستين من عمره وسألته عن أحوالهم فمما أثبته الآن:
*أن الذين قاموا بخصيه هم النصارى في بلدهم أثناء إعتداءاتهم على المسلمين هناك.
*أن ماشتهر عنهم من الغنى المفرط وأن لديهم أوقافا تصب عليهم، فأنكره وقال حالتنا بسيطة جدا.
*أنهم ينقصون ولا يزيدون.
هذا كلامه هو وأحسبه مكان الصدق، فالله أعلم) أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 10:19]ـ
الأخ الحبيب المسيطر -نفع الله بك وجملك بالإيمان كما جَمُل هذا المنتدى بكم
أما بالنسبة لغناهم فالصحيح أن لدى البعض منهم ثروة كبيرة
ـ[رادم عبدالله]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 02:43]ـ
موضوع مفيد وشائق، بارك الله فيك .. كنت أبحث عن مصطلح لهم بـ"قوقل" ووجدت لك هذه الإضافة الجيّدة.
شكراً لك .. حتى وإن كان الموضوع قديماً.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 03:39]ـ
جزاك الله خيرًا على نقلك وإفادتك، وأراهم دومًا يبخرون منبر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، ويهيئونه للخطيب.(/)
أسباب الاختلاف
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:45]ـ
أسباب الاختلاف
فطر الله تَعَالَى الناس عَلَى أن يختلفوا في مواهبهم وقدراتهم وتنوع قابلياتهم في الدقة والضبط والإتقان والحرص عَلَى الشيء، كَمَا أن الناس يختلفون في أحوالهم الأخرى قَالَ تَعَالَى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات) (1)، وهذه المواهب والمنح من الله يعطي من شاء ما شاء. والناس كذلك يختلفون في حرصهم واجتهادهم لِذَلِكَ عَدَّ الإمام الشَّافِعِيّ (2) الحرص من لوازم العلم فَقَالَ:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عَنْ تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان (3)
فالحرص إذن من أساسيات العلم، وإن قَلَّ حفظ الرَّاوِي أو كلّت ذاكرته، فإن بوسعه الحِفاظ على مروياته بالمذاكرة والمتابعة والتعاهد لمحفوظه ومراجعة أصوله، حفظاً للسنة النبوية من الخطأ فِيْهَا – بزيادة أَوْ نقص أو تغيير –.
ومع هَذَا كله فإننا لَمْ نعدم في تاريخنا الحديثي بعض الرُّوَاة الَّذِيْنَ لَمْ يبالوا بمروياتهم، وَلَمْ يولوها الاهتمام الكافي، سواء أهمل الرَّاوِي نفسه تعاهد محفوظاته أَوْ مراجعته كتابه، أو تدخل عنصر بالعبث بمروياته (4)، أو غَيْر ذَلِكَ مِمَّا تكون نتيجته وقوع الوهم في حَدِيْث ذَلِكَ الرَّاوِي، ويؤول بالنهاية إلى حدوث الاختلاف مع روايات غيره، عَلَى أن الخطأ والوهم لَمْ يسلم مِنْهُ كبار الحفاظ مع شدة حرصهم وتوقيهم، لذا قَالَ ابن
معين (5): ((لست أعجب ممن يحدّث فيخطئ، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب)) (6). غَيْر أنّ الأحاديث الَّتِيْ حصل فِيْهَا الوهم تعد قليلة مغمورة في بحر ما رووه عَلَى الصواب.
وبإمكاننا أن نفصل أسباب الاختلاف بما يأتي:
أولاً. الوهم والخطأ:الخطأ والوهم أمران حاصلان وواقعان في أحاديث الثقات فضلاً عَنْ وقوعه في أحاديث الضعفاء، ونحن وإن نذكر في حد الصَّحِيْح كون راويه تام الضبط إلا أن ذَلِكَ أمر نسبيٌّ (7)، وإلا فكيف اشترطنا في الصَّحِيْح (8) أن لا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً مع كون راويه ثقة فيتخرج عَلَى هَذَا أن الوهم والخطأ يدخل في أحاديث الثقات؛ لأن كلاً من الشذوذ والعلة داخل بمعنى الوهم والخطأ. ثُمَّ إن الوهم والخطأ من الأسباب الرئيسة للاختلاف بَيْنَ الأحاديث. وبالسبر والنظر إلى كتب السنة النبوية نجد عدداً كبيراً من الرُّوَاة الثقات قَدْ أخطؤوا في بعض ما رووا، وَهُوَ أمر متفاوت بَيْنَ الرُّوَاة حسب مروياتهم قلة وكثرة وربما كَانَ حظ من أكثر من الرِّوَايَة أكبر خطأً من المقلين؛ لذا نجد غلطات عُدَّتْ عَلَى الأئمة العلماء الحفاظ لكنها لَمْ تؤثر عليهم في سعة ما رووه (9)، قَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل (10): ((ومن يعرى من الخطأ والتصحيف)) (11). وَقَالَ الإمام مُسْلِم بن الحجاج: ((فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا – وإن كَانَ من أحفظ الناس وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل – إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله)) (12).
وَقَالَ الإمام الترمذي (13): ((لَمْ يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)) (14)، ثُمَّ ساق الترمذي عدداً وافراً من الروايات تدلل عَلَى تفاوت أهل العلم بالحفظ وتفاضلهم بالضبط وقلة الخطأ، ثُمَّ قَالَ: ((والكلام في هَذَا والرواية عَنْ أهل العلم تكثر، وإنما بيّنا شيئاً مِنْهُ عَلَى الاختصار ليُستدل بِهِ عَلَى منازل أهل العلم وتفاضل بعضهم عَلَى بعض في الحفظ والإتقان، ومن تُكلمَ فِيْهِ من أهل العلم لأي شيء تُكلمَ
فِيْهِ)) (15).
ولما كَانَ الخطأ في الرِّوَايَة أمرٌ بدهيٌّ، وأنه لا يسلم إنسان مِنْهُ نجد الأكابر قَدْ وهمّوا الأكابر، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قَدْ وهّمت عدداً من الصَّحَابَة في عدد من الأحاديث، وَقَدْ جمع ذَلِكَ الزركشي (16) في جزءٍ (17)، لذا قَالَ الإمام عَبْد الله بن المبارك (18): ((ومن يسلم من الوهم، وَقَدْ وهّمت عائشة جَمَاعَة من الصَّحَابَة في رواياتهم للحديث)) (19).
وفيما نقلنا عَنْ الأئمة الأعلام كفاية ودليل عَلَى أن دخول الخطأ والوهم أمرٌ نسبيٌّ ممكن في أحاديث الرُّوَاة ثقاتً كانوا أو غَيْر ذَلِكَ، فالخطأ والوهم والنسيان سجية البشر، وَقَدْ قَالَ الشاعر:
نَسِيتُ وَعْدَكَ والنِّسْيَانُ مُغْتَفَرٌ فَاغْفِرْ فَأوَّلُ نَاسٍ أوَّلُ النَّاسِ (20)
ثانياً. ظروف طارئة (21):قَدْ يطرأ عَلَى الرَّاوِي حين تحمله (22) الْحَدِيْث أَوْ أدائه (23) ظروف تدخل الوهم في حديثه أو أحاديثه. وهذه الظروف ليست عامة بَلْ هِيَ خاصة تطرأ عَلَى بعض الرُّوَاة في بعض الأحيان دون بعضٍ، تبعاً لاختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ؛ إِذْ قَدْ يطرأ الخلل في كَيْفِيَّة تلقّي الأحاديث كَمَا حصل لهشيم بن بشير (24)؛ إِذْ إنَّهُ دخل عَلَى الزهري فأخذ عَنْهُ عشرين حديثاً، فلقيه صاحبٌ لَهُ وَهُوَ راجع، فسأله رؤيتها، وَكَانَ ثمة ريح شديدة، فذهبت بالأوراق من يد الرجل، فصار هشيم يحدّث بِمَا علق مِنْهَا بذهنه، وَلَمْ يَكُنْ أتقن حفظها، فوهم في أشياء مِنْهَا،ضعف حديثه بسببها (25) خاصة في الزهري (26). فهذا أمر طارئ عَلَى هشيم وَهُوَ ثقةٌ من الثقات الكبار النبلاء أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة (27) لكنه ضُعِّفَ خاصةً في الزهري لهذا الطارئ الَّذِيْ طرأ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ الحافظ ابن حجر (28): ((أما روايته عَنْ الزهري فليس في الصحيحين مِنْهَا شيءٌ)) (29).
وكذلك يختلف حال ضبط الرَّاوِي باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سمعه من بعض شيوخه، أو بسبب حدوث ضياعٍ في بعضِ ما كتبه عَنْ بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت الناس في هَذَا الشيخ خاصة.
ومما يذكر في الظروف الطارئة ما حصل لمؤمل بن إسماعيل (30) إِذْ كَانَ قَدْ دفن كتبه، ثُمَّ حدث من حفظه فدخل الوهم والاختلاف في حديثه (31).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:54]ـ
ثالثاً. الاختلاط:الاختلاط لغة: يقال خلطت الشيء بغيره خَلْطاً فاختلط، وخالطهُ مخالطةً وخِلاطاً، واختلط فلانٌ، أي: فسد عقلُهُ، والتخليط في الأمر: الإفساد فِيْهِ والمختلط من الاختلاط، واختلط عقله إذا تغير، فهو مختلط، واختلط عقله: فسد (32).
أما في اصطلاح المحدثين: فَقَدْ قَالَ السخاوي (33): ((وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال، إما بخرف، أو ضرر، أو مرض، أو عرضٍ من موت ابن وسرقة مالٍ كالمسعودي (34)، أو ذهاب كتب كابن لهيعة (35)، أَو احتراقها كابن الملقن (36))) (37).
إذن الاختلاط: آفة عقلية تورث فساداً في الإدراك، وتصيب الإنسان في آخر عمره، أو تعرض لَهُ بسبب حادث لفقد عزيز أو ضياع مالٍ؛ ومن تصبه هَذِهِ الآفة لكبر سِنّهِ يقال فِيْهِ: اختلط بأخرة، ويقال: بآخره (38).
فالاختلاط قَدْ يطرأ عَلَى كثير من رواة الْحَدِيْث النبوي مِمَّا يؤثر عَلَى روايته أحياناً فيدخل في رِوَايَته الوهم والخطأ مِمَّا يؤدي ذَلِكَ بالمحصلة النهائية إلى وجود الاختلاف بَيْنَ الروايات. ثُمَّ من كَانَ مختلطاً فدخل الوهم في حديثه لا تضر روايتُه رِوَايَةَ الثقات الأثبات؛ إِذْ إنّ الرِّوَايَة الصَّحِيْحَة لا تُعلُّ بالرواية الضعيفة، فرواية المختلط ضعيفة لا تقاوم رِوَايَة الثقات، ولا تصلح للحجية إلا إذا توبع المختلط في روايته أَوْ كَانَتْ روايته مِمَّا حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط. وعلماؤنا الأجلاء أحرقوا أعمارهم شموعاً تضيء لنا الطريق من أجل بَيَان كُلّ ما يدخل الْحَدِيْث من خطأ ووهم واختلاف، إِذْ إنّ مَعْرِفَة المختلطين لَيْسَ بالأمر السهل بَلْ هُوَ أمرٌ شاقٌ عَلَى الْمُحَدِّثِيْنَ للغاية، بَلْ كَانَ الْمُحَدِّثُوْنَ أحياناً يعيدون سَمَاع الأحاديث نفسها الَّتِيْ سمعوها من ذَلِكَ الشَّيْخ من أجل أن يعرفوا ويحددوا الاختلاط من عدمه، ويحددوا وقت الاختلاط؛ لِذَلِكَ قَالَ حماد بن زيد (39): ((شعبة كَانَ لا يرضى أن يَسْمَع الْحَدِيْث مرة يعاود صاحبه مراراً)) (40). ومما يذكر في هَذِهِ الباب ما قَالَهُ حماد ابن زيد: قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن عبيد الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الزعيزعة (41) -كاتب مروان (42) - أن مروان أرسل إلى أبي هُرَيْرَة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب، حَتَّى إذا كَانَ رأس الحول، دعا بِهِ فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله من ذَلِكَ الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدّم ولا أخّر (43).
وروى الحافظ أبو خيثمة زهير (44) بن حرب في " كتاب العلم " (45) قَالَ: حَدَّثَنَا جرير (46)، عَنْ عمارة بن القعقاع (47)، قَالَ: قَالَ لي إبراهيم (48): حَدِّثنِي عَنْ أبي زرعة (49) فإني سألته عَنْ حَدِيْث، ثُمَّ سألته عَنْهُ بَعْدَ سنتين فما أخرم (50) مِنْهُ حرفاً)).
وهذا نوع من أنواع الكشف عَنْ الخلل المتوقع طرؤه عَلَى المحدّث عِنْدَ تقدم السَّمَاع لَهُ، وكانت ثمة طرق أخرى للمحدّثين يستطيعون من خلالها الكشف عَنْ حال المحدّث، وهل طرأ لَهُ اختلاط في ما يرويه أَوْ بعض ما يرويه أم أنه حافظ ومتقن لما يروي ويحدّث؟
ومن طرق الْمُحَدِّثِيْنَ في مَعْرِفَة اختلاط الرُّوَاة: أن الناقد مِنْهُمْ كَانَ يدخل عَلَى الرَّاوِي ليختبره فيقلب عَلَيْهِ الأسانيد والمتون، ويلقنه ما ليس من روايته، فإن لَمْ ينتبه الشيخ لما يراد بِهِ فإنه يعد مختلطاً ويعزف الناس عَنْ الرِّوَايَة عَنْهُ، ومما يذكر في هَذِهِ البابة ما أسند إلى يحيى بن سعيد قَالَ: ((قدمت الكوفة وبها ابن عجلان (51) وبها ممن يطلب الْحَدِيْث: مليح بن وكيع (52) وحفص بن غياث (53) وعبد الله بن إدريس (54) ويوسف بن خالد السمتي (55)، فقلنا: نأتي ابن عجلان، فَقَالَ يوسف بن خالد: نقلب عَلَى هَذَا الشيخ حديثه، ننظر تفهُّمه، قَالَ: فقلبوا فجعلوا ما كَانَ عَنْ سعيد عَنْ أبيه، وما كَانَ عَنْ أبيه عَنْ سعيد، ثُمَّ جئنا إِلَيْهِ، لَكِنْ ابن إدريس تورّع وجلس بالبابِ وَقَالَ: لا استحلُّ وجلست مَعَهُ. ودخل حفص، ويوسف بن خالد، ومليح فسألوه فمرّ فِيْهَا، فلما كَانَ عِنْدَ آخر الكتاب انتبه الشيخ فَقَالَ: أعد العرض (56)، فعرض عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ: ما سألتموني عَنْ أبي فَقَدْ حَدَّثَنِي سعيد بِهِ، وما سألتموني عَنْ سعيد فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أبي، ثُمَّ أقبل عَلَى يوسف بن خالد فَقَالَ: إن كُنْتَ أردت شيني وعيبِي فسلبك الله الإسلام، وأقبل عَلَى حفص فَقَالَ: ابتلاك الله في دينك ودنياك، وأقبل عَلَى مليح فَقَالَ: لا نفع الله بعلمك. قَالَ يحيى: فمات مليح وَلَمْ ينتفع بِهِ، وابتلي حفص في بدنه بالفالج (57) وبالقضاء في دينه، وَلَمْ يمت يوسف حَتَّى اتُّهمَ بالزندقة (58).
وعلى الرغم من اختلاف العلماء في جواز ذَلِكَ وعدمه (59)، إلاّ أنهم استطاعوا أن يحددوا في كثير من الأحيان الفترة الزمنية الَّتِيْ دخل فِيْهَا الاختلاط عَلَى هَذَا الرَّاوِي، كَمَا حددوا اختلاط إسحاق بن راهويه (60) بخمسة أشهر، فَقَالَ أبو داود (61): ((تغيّر قَبْلَ أن يموت بخمسة أشهر، وسمعتُ مِنْهُ في تِلْكَ الأيام فرميت)) (62). وكذلك حددوا وقت اختلاط جرير بن حازم (63)، قَالَ أبو حاتم (64): ((تغيّر قَبْلَ موته بسنة)) (65). وحددوا وقت اختلاط سعيد بن أبي سعيد المقبري (66)، قَالَ ابن سعد (67): ((ثقة، إلا أنه اختلط قَبْلَ موته بأربع سنين)) (68).
وعلى الرغم من احتياطات الْمُحَدِّثِيْنَ وإمعانهم في تحديد وقت الاختلاط، فإنهم لَمْ يتمكنوا من تحديد الساعات الأولى لبدء الاختلاط، فالاختلاط – كَمَا سبق – آفة عقلية تبدأ بسيطة ثُمَّ تكبر شَيْئاً فشيئاً، ويتعاظم أمرها بالتدريج، وفي هَذِهِ الفترة الواقعة بَيْنَ بداية الاختلاط وظهوره وتفشيه، يَكُوْن المختلط قَدْ رَوَى أحاديث تناقلها الرُّوَاة عَنْهُ، من غَيْر أن يعرفوا اختلاطه حين أخذهم عَنْهُ، ولربما كَانَ هَذَا الأمر سبباً في دخول الاختلاف والاضطراب في بعض أحاديث الثقات.
غَيْر أن علماء الْحَدِيْث – رحمهم الله – لَمْ يتركوا قضية الاختلاط والمختلطين عَلَى عواهنها، بَلْ إنهم نقبوا وفتشوا أحوال الرُّوَاة جيداً، وقسموا الرُّوَاة عَنْ المختلطين عَلَى أربعة أقسام:
الأول: الَّذِيْنَ رووا عَنْ المختلط قَبْلَ اختلاطه.
الثاني: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ بَعْدَ اختلاطه.
الثالث: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده، وَلَمْ يميزوا هَذَا من هَذَا.
الرابع: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ اختلاطه وبعده وميزوا هَذَا من هَذَا.
ووضعوا حكماً لكل قسم من هَذِهِ الأقسام: فمن رَوَى عَنْ المختلط قَبْلَ الاختلاط قبلت روايته عَنْهُ، ومن رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده، وميز ما سَمِعَ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وَلَمْ يُقبل ما سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط، ومن لَمْ يميز حديثه أو سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط لَمْ تقبل روايته (69).
ولعل الحافظ العراقي كَانَ أشمل في بيان الحكم من غيره، إِذْ قَالَ: ((ثُمَّ الحكم فيمن اختلط أنه لا يقبل من حديثه ما حدّث بِهِ في حال الاختلاط، وكذا ما أبهم أمره وأشكل، فَلَمْ ندرِ أحدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط أو بعده؟ وما حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وإنما يتميز ذَلِكَ باعتبار الرُّوَاة عَنْهُمْ، فمنهم من سَمِعَ مِنْهُمْ قَبْلَ الاختلاط فَقَطْ، ومنهم من سَمِعَ بعده فَقَطْ، ومنهم من سَمِعَ في الحالين، وَلَمْ يتميز)) (70).
وَقَدْ قسّم الْمُحَدِّثُوْنَ المختلطين من حَيْثُ تأثير الاختلاط في قبول مروياتهم عَلَى ثلاثة أقسام قَالَ العلائي (71): ((أما الرُّوَاة الَّذِيْنَ حصل لَهُمْ الاختلاط في آخر عمرهم فهم عَلَى ثلاثة أقسام:
أحدها: من لَمْ يوجب ذَلِكَ لَهُ ضعفاً أصلاً، وَلَمْ يحط من مرتبته؛ إما لقصر مدة الاختلاط وقلَّتِهِ كسفيان بن عيينة (72)، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وهما من أئمة الإسلام المتفق عليهم؛ وإما لأنه لَمْ يروِ شيئاً حال اختلاطه، فسلم حديثه من الوهم كجرير بن حازم، وعفان بن مُسْلِم (73)، ونحوهما.
ثانيها: من كَانَ مُتَكلَّماً فِيْهِ قَبْلَ الاختلاط، فَلَمْ يحصل من الاختلاط إلا زيادة في ضعفه؛ كابن لهيعة (74)، ومحمد بن جابر السُّحيمي (75)، ونحوهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثها: من كَانَ محتجاً بِهِ، ثُمَّ اختلط، أو عُمِّر في آخر عمره، فحصل الاضطراب فِيْمَا رَوَى بَعْدَ ذَلِكَ، فيتوقف الاحتجاج بِهِ عَلَى التمييز بَيْنَ ما حدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط عما رَوَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ)) (76).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:56]ـ
رابعاً. ذهاب البصر:من المعروف في بَدَائِهِ علم الْحَدِيْث أنّ الضبط شرط أساسي في صحة الْحَدِيْث النبوي الشريف (77)، والضبط: هُوَ إتقان ما يرويه الرَّاوِي بأن يَكُوْن متيقظاً لما يروي غَيْر مغفل، حافظاً لروايته إن رَوَى من حفظه، ضابطاً لكتابه إن رَوَى من الكتاب، عالماً بمعنى ما يرويه، وبما يحيل المعنى عَنْ المراد إن روى بالمعنى (78)، حَتَّى يثق المطّلع عَلَى روايته والمتتبع لأحواله بأنه أدى الأمانة كَمَا تحملها، لَمْ يغير مِنْهَا شَيْئاً، وهذا مناط التفاضل بَيْنَ الرُّوَاة الثقات، فإذا كَانَ الرَّاوِي عدلاً ضابطاً سمي ثقةً (79). ويعرف ضبطه بموافقة الثقات الضابطين المتقنين إذا اعتبر حديثه بحديثهم، ولا تضر مخالفته النادرة لَهُمْ، فإن كثرت مخالفته لَهُمْ، وندرت الموافقة، اختل ضبطه وَلَمْ يحتج بحديثه (80).
والضبط نوعان: ظاهر وباطن.
فالظاهر من حَيْثُ اللغة. والباطن: ضبط معناه من حَيْثُ تعلق الحكم الشرعي بِهِ، وَهُوَ الفقه. ومطلق الضبط الَّذِيْ هُوَ شرط الرَّاوِي، هُوَ الضبط ظاهراً عِنْدَ الأكثر؛ لأنه يجوز نقل الْحَدِيْث بالمعنى عِنْدَ الكثير (81) من العلماء (82).
فمما تقدم نستخلص أن الضبط قسمان: ضبط صدر، وضبط كتاب. وضابط الكتاب يحتاج أن يقرأ كتابه من أجل الرِّوَايَة والمقابلة، وضابط الصدر يحتاج إلى أن يعاود حفظه وكتابه من أجل ضبط مروياته، وربما يمكن أن يحصل هَذَا لبعض الرُّوَاة بمفردهم، وقسم مِنْهُمْ يستعين بمن يثق بِهِ ليعاونه عَلَى ذَلِكَ. إذن فالبصر مهم في ذَلِكَ وله دور كبير في المحافظة على الحفظ؛ لذا فإنّ زوال البصر وذهابه قَدْ يؤدي بالمحصلة النهائية إلى دخول الوهم في بعض روايات الْمُحَدِّثِيْنَ مِمَّا يؤدي إلى حصول اختلاف بَيْنَ الروايات.
ومن الَّذِيْنَ ذهب بصرهم: عَبْد الرزاق بن همام الصنعاني (83) صاحب المصنف قَالَ الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((عمي في آخر عمره فتغير)) (84). وكذا علي بن مسهر (85) قَالَ العجلي (86): ((صاحب سنة ثقة في الْحَدِيْث صالح الكتاب كثير الرِّوَايَة عَنْ الكوفيين)) (86)، وَقَالَ أبو عَبْد الله أحمد بن حَنْبَل لما سئل عَنْهُ: ((لا أدري كيف أقول كَانَ قَدْ ذهب بصره فكان يحدّثهم من حفظه)) (87).
خامساً. ذهاب الكتب:قَدْ علمنا مِمَّا سبق أن ضبط الكتاب (88) هُوَ أحد قسمي الضبط، والعمدة في هَذَا القسم عَلَى كتاب الرَّاوِي، وتطرق الخلل إلى كتابه أمر مضر بالثقة في مرويات ذَلِكَ الرَّاوِي، وَقَدْ يصل الأمر إلى أن يدع الرَّاوِي روايته جملة بسبب فقد كتابه.
إلاّ أن بعض الرُّوَاة قَدْ يعلق في أذهانهم شيء من تِلْكَ المرويات الَّتِيْ دونوها في كتبهم المفقودة، فيحدّثون بِهَا، ولما كَانَ معتمدهم أصلاً في الرِّوَايَة عَلَى كتبهم لا عَلَى حفظهم فإن وجود الخطأ والوهم في تِلْكَ الروايات وارد.
ومن رواة الأحاديث الَّذِيْنَ ذهبت كتبهم مع اعتمادهم عَلَى تِلْكَ الكتب في حفظهم: عَبْد الله بن لهيعة، أبو عَبْد الرحمان الحضرمي، الفقيه قاضي مصر، كَانَ متقناً لكتابه، قَالَ الإمام أحمد: ((ابن لهيعة أجود قِرَاءة لكتبه من ابن وهب (89))) (90).
وَقَدْ كَانَ جل اعتماده في روايته عَلَى كتبه، فلما احترقت ضُعِّف في الرِّوَايَة لكثرة ما وجد من الوهم والخطأ في روايته بَعْدَ ذهاب كتبه. قَالَ إسحاق بن عيسى الطباع (91): ((احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين)) (92). وَقَالَ البخاري (93) عَنْ يحيى بن بكير (94): ((احترق منْزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومئة)) (95).
وربما يَكُوْن لغياب الكتب نَفْسُ أثرِ فَقْدِ الكتب ويكون مدعاة للوهم والخلاف، فإذا حدّث الرَّاوِي – الَّذِيْ يعتمد في الأداء عَلَى كتابه – في حالة غياب كتبه عَنْهُ، وقع الوهم والخطأ في حديثه، وتحديثه في غَيْر بلده – أَيْضاً – مظنة (96) لوقوع ذَلِكَ كَمَا حصل لمعمر بن راشد (97) قَالَ ابن رجب (98): ((حديثه بالبصرة فِيْهِ اضطراب كثير، وحديثه باليمن جيد)) (99)، وَقَالَ الإمام أحمد في رِوَايَة الأثرم (100): ((حَدِيْث عَبْد الرزاق عَنْ معمر أحب إليّ من حَدِيْث هؤلاء البصريين، كَانَ يتعاهد كتبه وينظر، يعني باليمن، وَكَانَ يحدّثهم بخطأٍ بالبصرة)) (101). وَقَالَ يعقوب بن شيبة (102): ((سَمَاع أهل البصرة من معمر، حين قدم عليهم فِيْهِ اضطراب؛ لأن كتبه لَمْ تَكُنْ مَعَهُ)) (103).
ومن هَؤُلاَءِ أَيْضاً: إسماعيل بن عياش (104) قَالَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة (105):
((سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ يَقُوْل: إسماعيل بن عياش ثقة فِيْمَا رَوَى عَنْ الشاميين، وأما روايته عَنْ أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عَنْهُمْ)) (106).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:57]ـ
سادساً. عدم الضبط:سبق الكلام أن الضبط من شروط صحة الْحَدِيْث الأساسية؛ ولكن بعض الرُّوَاة
-وإن كانوا ضابطين – إلا أنهم في بعض الأحايين يخف ضبطهم لبعض الأحاديث خاصة، وَهُوَ أمرٌ اعتيادي يحصل لبني الإنسان؛ لأن الضبط كَمَا سبق أمرٌ نسبيٌّ. وهذا الباب الَّذِيْ يمكن من خلاله دخول الوهم في بَعْض أحاديث الثقات يعدُّ سبباً من أسباب اختلاف الروايات متناً وإسناداً مِمَّا يؤدي بالمحصلة النهائية إِلَى حصول بَعْض الاختلافات في بَعْض الأحاديث. وهذا الأمر نراه جلياً في أحاديث الثقات الَّتِيْ أخطؤوا فِيْهَا. وما يأتي في كَثِيْر من الأمثلة اللاحقة دليل لما أصّلناه في أن الضبط أمرٌ نسبيٌّ ينفك عَنْ بعض الثقات أحياناً في بعض الأحاديث.
وَكَانَ هناك رواة، لَهُمْ كتب صحيحة متقنة وفي حفظهم شيء وهؤلاء كانوا أحياناً إِذا حدثوا من حفظهم غلطوا وإذا حدثوا من كتابهم أصابوا، وهذا أمر أولاه العلماء عناية؛ لأن فِيْهِ مزيد ضبط في رِوَايَة هَذَا الرَّاوِي خاصة، ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ شريك القاضي وَهُوَ شريك بن عَبْد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثُمَّ الكوفة، أبو عَبْد الله: صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة (107).
قَالَ فِيْهِ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار الموصلي (108): ((شريك كتبه صحاح فمن سَمِعَ مِنْهُ من كتبه فهو صَحِيْح، قَالَ: وَلَمْ يَسْمَع من شريك من كتابه إلا إسحاق الأزرق (109))) (110). وَقَالَ فِيْهِ يعقوب بن شيبة: ((كتبه صحاح)) (111). وفي رِوَايَة الْخَطِيْب البغدادي (112) عَنْ يعقوب في شريك: ((ثقة صدوق، صَحِيْح الكتاب، رديء الحفظ مضطربه)) (113).
ومن الأمور الَّتِيْ يدخل الاختلاف بسببها لعدم الضبط، هُوَ عدم الضبط في بلد معين، وَهُوَ أن يَكُوْن الرَّاوِي ضابطاً إلا أنه في سماعه لحديث أهل بلدٍ معين لا يَكُوْن ضابطاً لحديثهم لعدم تأهبه لِذَلِكَ؛ لأن الضبط كَمَا يَكُوْن في الأداء يَكُوْن في التحمل فإن لَمْ يتحمل جيداً –لاختلال في السَّمَاع، أو عدم جودةٍ في تقييد الكتاب– لَمْ يؤد جيداً، ومثل هَذَا قَدْ حصل لعدد من الرُّوَاة، فتجد أحاديثهم جياداً في روايتهم عَنْ أهل بلد معين، وتجدها دون ذَلِكَ عِنْدَ أهل بلد آخر لخلل طرأ في السَّمَاع والتحمل.
ومن أولئك الرُّوَاة الَّذِيْنَ تضعّف روايتهم في بلد دون آخر إسماعيل بن عياش، وَهُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العَنْسيُّ - بالنون - أبو عتبة الحمصي: صدوق في روايته عَنْ أهل بلده مُخَلِّط في غيرهم (114). قَالَ يعقوب بن سفيان (115): ((تكلَّم قومٌ في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدلٌ، أعلم الناس بحديث الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يُغرِبُ عَنْ ثقات المدنيين والمكيين)) (116). وَقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة: سُئِلَ يحيى بن معين عَنْ إسماعيل بن عياش، فَقَالَ: ((ليس بِهِ بأس في أهل الشام. والعراقيون يكرهون حديثه)) (117). وَقَالَ مضر بن مُحَمَّد الأسدي (118)، عَنْ يَحْيَى: ((إذا حدَّث عَنْ الشاميين وذكر الخبر، فحديثه مستقيم، وإذا حدّث عَنْ الحجازيين والعراقيين، خلّط ما شئت)) (120). وَقَالَ أبو داود: سألت أحمدَ عَنْ إسماعيلَ بنِ عياش فَقَالَ: ((ما حدّث عَنْ مشايخهم. قلت: الشاميين؟ قَالَ: نعم. فأما ما حدث عَنْ غيرهم، فعنده مناكير)) (121). وَقَالَ أبو طَالِب أحمد بن حميد (122): سَمِعْتُ أحمد بن حَنْبَل يَقُوْل: ((إسماعيل بن عيّاش ما رَوَى عَن الشاميين صَحِيْح، وما رَوَى عَنْ أهل الحجاز فليس بصحيح)) (123).
سابعاً. التدليس (124):هُوَ أحد الأسباب الرئيسة الَّتِيْ تدخل الاختلاف في المتون والأسانيد؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون ولما كَانَ الأمر عَلَى هَذِهِ الشاكلة، فلابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس:
فالتدليس لغة: من الدَّلَسِ – بالتحريك – وَهُوَ اختلاط الظلام، والتدليس: إخفاء العيب وكتمانه (125).
أما في الاصطلاح، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:59]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: تدليس الإسناد: وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة (126).
والمراد من الصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل: حَدَّثَنَا، وأخبرنا (127) وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع (128).
الثاني: تدليس الشيوخ:وَهُوَ أن يأتي باسم شيخه أَوْ كنيته عَلَى خلاف المشهور بِهِ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف عَلَى حاله (129). وهذا النوع حكمه أخف من السابق، وفي هَذَا النوع تضييع للمروي عَنْهُ وللمروي وتوعير لطريق مَعْرِفَة حالهما. ثُمَّ إن الحال في كراهيته يختلف بحسب الغرض الحامل عَلَيْهِ، إِذْ إن من يدلس هَذَا التدليس قَدْ يحمله كون شيخه الَّذِيْ غيّر سمته غَيْر ثقة، أو أصغر من الرَّاوِي عَنْهُ، أو متأخر الوفاة قَدْ شاركه في السَّمَاع مِنْهُ جَمَاعَة دونه، أو كونه كثير الرِّوَايَة عَنْهُ فلا يحب تكرار شخص عَلَى صورة واحدة (130).
الثالث: تدليس التسوية (131):وَهُوَ أن يروي عَنْ شيخه، ثُمَّ يسقط ضعيفاً بَيْنَ ثقتين قَدْ سَمِعَ أحدهما من الآخر أو لقيه، ويرويه بصيغة محتملة بَيْنَ الثقتين (132). وممن اشتهر بهذا النوع: الوليد بن مُسْلِم (133)، وبقية بن الوليد (134). وهذا النوع من التدليس يشترط فِيْهِ التحديث والإخبار من المدلس إلى آخره (135).
الرابع: تدليس العطف:وَهُوَ مثل أن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا فُلاَن وفلان، وَهُوَ لَمْ يَسْمَع من الثاني (136) الخامس: تدليس السكوت:
وَهُوَ كأن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ، ثُمَّ يسكت برهة، ثُمَّ يقول: هشام بن عروة (137) أو الأعمش (138) موهماً أنه سَمِعَ منهما، وليس كذلك (139).
السادس: تدليس القطع:وَهُوَ أن يحذف الصيغة ويقتصر عَلَى قوله مثلاً: الزهري عَنْ أنس (140).
السابع: تدليس صيغ الأداء:وَهُوَ ما يقع من الْمُحَدِّثِيْنَ من التعبير بالتحديث أَوْ الإخبار عَنْ الإجازة موهماً للسماع، وَلَمْ يَكُنْ تحمله لِذَلِكَ المروي عَنْ طريق السَّمَاع (141).
وهذه الأنواع السبعة ليست كلها مشتهرة إنما المشتهر مِنْهَا والشائع الأول والثاني وعند الإطلاق يراد الأول. وهذا القسم هُوَ الَّذِيْ لَهُ دورٌ في الاختلافات الحديثية متوناً وأسانيد، إِذْ قَدْ يكشف خلال البحث بَعْدَ التنقير والتفتيش عَنْ سقوط رجل من الإسناد وربما كَانَ هَذَا الساقط ضعيفاً أَوْ في حفظه شيءٌ، أو لَمْ يضبط حديثه هَذَا.
ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ ما رَوَاهُ ابن حبان (142) من طريق ابن جريج (143)، عَنْ
نافع (144)، عَنْ ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَبُلْ قائماً)) (145).
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنَّ ابن جريج مدلسٌ (146) وَقَدْ عنعن هنا وَلَمْ يصرح بسماعه من نافع، وَهُوَ قَدْ سَمِعَ من نافع أحاديث كثيرة، فهُوَ معروف بالرواية عَنْهُ، وروايته عَنْهُ في الكتب الستة (147). ولكن النقاد ببصيرتهم الناقدة ونظرهم الثاقب كشفوا أنَّ في هَذَا السند واسطة بَيْنَ ابن جريج ونافع، وأن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع مباشرة، بَلْ سمعه من عَبْد الكريم بن أبي المخارق الضعيف (148)، وَقَدْ صرّح ابن جريج في بعض طرق الْحَدِيْث بهذا الساقط، فبان تدليسه؛ فَقَدْ رَوَى عَبْد الرزاق (149)، ومِنْ طريقه ابن ماجه (150)، وأبو عوانة (151)، وابن عدي (152)، وتمام الرازي (153)، والحاكم (154)، والبيهقي (155)، عَنْ ابن جريج، عَنْ عَبْد الكريم بن أبي المخارق، عَنْ نافع، بِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بدائه علم الْحَدِيْث أن حَدِيْث الثقة ليس كله صحيحاً (156)، كَمَا أنّ حَدِيْث الضعيف ليس كله ضعيفاً (157)، ومعرفة كلا النوعين من أحاديث الفريقين ليس بالأمر اليسير إنما يطلع عَلَى ذَلِكَ الأئمة النقاد الغواصون في أعماق ما يكمن في الروايات من صحة أو خطأ، لذا فتّش العلماء في حَدِيْث ابن أبي المخارق هل توبع عَلَيْهِ، أم أخطأ فِيْهِ؟ وخالف الثقات الأثبات أم انفرد؟ فنجدهُمْ قَدْ صرّحوا بخطأ ابن أبي المخارق لمخالفته الثقات الأثبات في ذَلِكَ، قَالَ البوصيري (158) في مصباح الزجاجة – بَعْدَ أن ضعّف حَدِيْث ابن أبي المخارق -: ((عارضه خبر عبيد الله بن عمر العمري (159) الثقة المأمون المجمع عَلَى ثقته، ولا يُغتر بتصحيح ابن حِبّان هَذَا الخبر من طريق هشام بن يوسف (160)، عَنْ ابن جريج عَنْ نافع، عَنْ ابن عمر. فإنه قَالَ بعده: أخاف أن يَكُوْن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع، وَقَدْ صحّ ظنُّه، فإنّ ابن جريج إمّا سمعه من ابن أبي المخارق كَمَا ثبت في رِوَايَة ابن ماجه هَذِهِ والحاكم في المستدرك واعتذر عَنْ تخريجه أنه إنّما أخرجه في المتابعات)) (161).
وَقَالَ الترمذي: ((إنما رفع هَذَا الْحَدِيْث عَبْد الكريم بن أبي المخارق، وَهُوَ ضعيف عِنْدَ أهل الْحَدِيْث، ضعّفه أيوب السختياني (162) وتكلم فِيْهِ. وروى عبيد الله، عَنْ نافع عَنْ ابن عمر قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه: ما بلتُ قائِماً منذُ أسلَمْتُ. وهذا أصح من حَدِيْث عَبْد الكريم)) (163).
أقول: رِوَايَة عبيد الله الموقوفة أخرجها ابن أبي شيبة (164)، والبزار (165) في مسنده (166) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ نافع، عَنْ ابن عمر، عَنْ عمر موقوفاً، وَهُوَ الصواب.
ومما يدل عَلَى عدم صحة حَدِيْث ابن أبي المخارق أن الحافظ ابن حجر قَالَ: ((وَلَمْ يثبت عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عَنْه شيء)) (167).
بَعْدَ هَذَا العرض السريع بان لنا واتضح أن التدليس سبب من أسباب الاختلاف لدى الْمُحَدِّثِيْنَ؛ إِذْ إنه قَدْ يسفر عَنْ سقوط رجلٍ من الإسناد فيخالف الرَّاوِي غيره من الرُّوَاة.
ثامناً. الانشغال عَنْ الْحَدِيْث:الْحَدِيْث النبوي الشريف أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي، لذا كَانَ علم الْحَدِيْث رِوَايَة ودراية من أشرف العلوم وأجلها، بَلْ هُوَ أجلها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بالقرآن الكريم الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم، فالحديث هُوَ المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، بعضه يستقل بالتشريع، وكثيرٌ مِنْهُ شارح لكتاب الله تَعَالَى مبينٌ لما جاء فِيْهِ. قَالَ تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (168) من هَذَا أدرك المسلمون أهمية الْحَدِيْث النبوي الشريف فعانوا ما عانوا من أجل حفظ الْحَدِيْث النبوي الشريف، فتخلوا عَنْ كُلّ شيء أمام هَذَا الهدف العزيز الغالي، وَهُوَ حَدِيْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تَعَالَى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (169). وللحرص الشديد عَلَى حفظ السنة، اهتمَّ المسلمون بمذاكرة الْحَدِيْث ومدارسته من أجل حفظه وضبطه وإتقانه، فكان الْمُحَدِّثُوْنَ يكتبون بالنهار ويعارضون (170) بالليل ويحفظون بالنهار ويتذاكرون بالليل. وهكذا شأن الْمُحَدِّثِيْنَ، ومن لَمْ يَكُنْ كذلك فلا يسمى من أهل الْحَدِيْث، وأسند الإمام مُسْلِم في مقدمة صحيحه (171) عَنْ أبي الزناد (172) قَالَ: ((أدركت بالمدينة مئة، كلهم مأمونون ما يؤخذ عَنْهُمْ الْحَدِيْث يقال: ليس من أهله)) (173).
وَقَالَ مالك بن أنس (174): ((أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عَنْهُمْ، ويقدم ابن شهاب وَهُوَ دونهم في السن فتزدحم الناس عَلَيْهِ)) (175).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أمور جعلت عدداً من جهابذة الْمُحَدِّثِيْنَ لا يأخذون عَنْ عدد كبير من الرُّوَاة هي أن هؤلاء الرُّوَاة كانوا يتشاغلون عَنْ الْحَدِيْث. والتشاغل عَنْ الْحَدِيْث مدعاة لعدم ضبط الْحَدِيْث وعدم إتقانه وربما كَانَ مآل ذَلِكَ إلى دخول بعض الوهم والعلل والاختلافات؛ لأن المذاكرة والمراجعة يعينان عَلَى ضبط الْحَدِيْث وإتقانه. والانشغال في بعض الأمور ربما يحول دون المذاكرة والمراجعة مِمَّا يؤدي إلى عدم ضبط الروايات. ومن تِلْكَ الأمور:
أ. ولاية القضاء:إنّ ولاية القضاء من الأمور الدينية المهمة، والمجتمع الإسلامي بحاجة لازمة إلى هَذَا المنصب قَالَ تَعَالَى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) (176). ولمكانة هَذِهِ الوظيفة في الإسلام وأهميتها البالغة فالأمر يستدعي من القاضي توفيراً واسعاً لمزيدٍ من الوقت، وتهيئة جوٍّ ملائم للقضاء؛ لأن القضاء مسؤولية دينية ودنيوية، وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ وُلِّيَ القَضَاءَ، أو جُعِلَ قاضِياً بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيرِ سِكِّين)) (177). إذن فهذه المسؤولية تستدعي تفرغاً وتفكُّراً ومراجعة، والحديث النبوي يحتاج كَذَلِكَ إِلَى تفرُّغٍ نِسبِيٍّ للمراجعة والمذاكرة من أجل الحِفَاظ عَلَى الضبط. وَقَدْ وجدنا حِيْنَ استقرأنا حال كَثِيْر من الرُّوَاة الَّذِيْنَ ولوا القضاء أنهم قَدْ خفّ ضبطهم لانشغالهم بهذا المنصب الوظيفي، ومن أولئك: شريك بن عَبْد الله النخعي الْقَاضِي، حدّد ابن حِبّان تَخليطه بَعْدَ عام خمسين ومئة حِيْنَ تولى قضاء الكُوفَةِ (178). وكذلك مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن أبي ليلى (179) قَالَ أبو حاتم الرازي: ((شغل بالقضاء فساء حفظه)) (180).
ب. الاشتغال بالفقه:الفقه الإسلامي يمثل الشريعة الإسلامية الغراء وذلك لما احتواه من الأصول العظيمة الَّتِيْ تصلح لكل زمان ومكان، والفقه الإسلامي واسع في أصوله وفروعه. ومن يشتغل بهذا العلم العظيم يحتاج إلى خلفيات بعدة علوم. وهذا يستدعي وقتاً واسعاً وتفرغاً كبيراً، ومن كَانَ الفقه أكبر همه ربما قصَّر في ضبط بعض أحاديثه؛ لأن ذَلِكَ ربما شغله عَنْ مراجعة حديثه. وكثير من الَّذِيْنَ يشتغلون بعلم من العلوم ويستفرغون العمر في تخصصهم يَكُوْن ذَلِكَ مدعاة للتقصير بالعلوم الأخرى.
وَقَدْ وجدنا بعض جهابذة الْحَدِيْث تَكَلَّمَ في بعض الرُّوَاة لِقَصْرِ تهممهم (181) عَلَى الفقه، ومن أولئك حماد بن أبي سليمان (182) من كبار الفقهاء وشيخ أبي حَنِيْفَة النعمان (183) قَالَ عَنْهُ أبو إسحاق الشيباني (184): ((ما رأيت أحداً أفقه من حماد)) (185). ومع هَذَا فَقَدْ نقل عَبْد الرحمان بن أبي حاتم (186) عَنْ أمير المؤمنين في الْحَدِيْث شعبة بن الحجاج قوله: ((كَانَ حماد – يعني: ابن أبي سليمان – لا يحفظ)). ثُمَّ عقّب ابن أَبِي حاتم عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ:
((يعني: إن الغالب عَلَيْهِ الفقه وإنه لَمْ يرزق حفظ الآثار)) (187). وَقَالَ أبو حاتم: ((هُوَ صدوق ولا يحتج بحديثه، هُوَ مستقيم في الفقه، وإذا جاء الآثار شوّش)) (188)
ومن هنا وضع علماء الجرح والتعديل قواعد في أنّ الفقهاء غَيْر الْمُحَدِّثِيْنَ يغلب عليهم الفقه دون حفظ المتون، قَالَ ابن رجب الحنبلي: ((الفقهاء المعتنون بالرأي حَتَّى يغلب عليهم الاشتغال بِهِ، لا يكادون يحفظون الْحَدِيْث كَمَا ينبغي، ولا يقيمون أسانيده ولا متونه، ويخطئون في حفظ الأسانيد كثيراً، ويروون المتون بالمعنى، ويخالفون الحفاظ في ألفاظه)) (189). وابن رجب مسبوق بهذا التنظير فَقَدْ قَالَ ابن حِبّان: ((الفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء الْمُحَدِّثِيْنَ، فإذا رفع محدث خبراً، وَكَانَ الغالب عَلَيْهِ الفقه، لَمْ أقبل رفعه إلا من كتابه؛ لأنه لا يعلم المسند من المرسل، ولا الموقوف من المنقطع، وإنما همته إحكام الْمَتْن فَقَطْ)) (190).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج. الاشتغال بالعبادة:سبق لنا أن ذكرنا مراراً أن الْحَدِيْث النبوي يحتاج إلى متابعة ومذاكرةٍ وتكرارٍ من أجل حفظ الروايات وصونها من الخطأ والزيادة والنقص، وأن ترك ذَلِكَ يؤول في نهاية المطاف إلى عدم ضبط الأحاديث ودخول الوهم والاختلاف فِيْهَا فِيْمَا بعد. ومن الأمور الَّتِيْ حَدَتْ ببعض الْمُحَدِّثِيْنَ للتقصير في ضبط مروياتهم انشغال بعضهم بالعبادة وصرف غالب أوقاتهم بِذَلِكَ دون متابعة ضبط رواياتهم. وَقَدْ أصل ابن رجب في ذَلِكَ قاعدة فَقَالَ: ((الصالحون غَيْر العلماء يغلب عَلَى حديثهم الوهم والغلط)) (191).
والحافظ ابن رجب إنما أخذ ذَلِكَ من أقوال أئمة هَذَا الشأن العارفين بعلله الغواصين في معانيه وأسراره قَالَ نجم العلماء (192) مالك بن أنس: ((أدركت بهذا البلد – يعني الْمَدِيْنَة – مشيخة لَهُمْ فضلٌ وصلاحٌ وعبادة يحدِّثون، ما سَمِعْتُ من واحد مِنْهُمْ حديثاً قطُّ، فقيل لَهُ: وَلِمَ يا أبا عَبْد الله؟ قَالَ: لَمْ يكونوا يعرفون ما يحدِّثون)) (193). وَقَالَ أَيْضاً: ((لا يؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ ممن سوى ذَلِكَ، لا يؤخذ من سفيه مُعلن بالسَفه وإن كَانَ أروى الناس، ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس، إذا جرب ذَلِكَ عَلَيْهِ، وإن كَانَ لا يُتَّهَمُ أن يكذب عَلَى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم، ولا من صاحب هوىً يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخٍ لَهُ فضلٌ وعبادة إذا كَانَ لا يعرف ما يحدّث بِهِ)) (194).
وَقَالَ ابن منده (195): ((إذا رأيت في حَدِيْث (فُلاَن الزاهد) فاغسل يدك مِنْهُ)) (196).
وممن كانت حاله عَلَى ما قدمنا: أبان بن أبي عياش: فيروز البصري، أبو إسماعيل العبدي، قَالَ فِيْهِ الإمام المبجل أحمد بن حَنْبَل: ((متروك)) (197).
قَالَ ابن رجب الحنبلي: ((ذكر الترمذي من أهل العبادة المتروكين رجلين: أحدهما أبان بن أبي عياش)) (198).
وقَالَ الإمام الترمذي: ((رَوَى عَنْ أبان بن أبي عياش غَيْر واحد من الأئمة (199)، وإن كَانَ فِيْهِ من الضعف والغفلة ما وصفه أبو عوانة (200) وغيره (201) فلا يغتر برواية الثقات عَنْ الناس؛ لأنه يروي عَنْ ابن سيرين أنه قَالَ: إن الرجل ليحدِّثني، فما أتهمه، ولكن أتهم من فوقه.
وَقَدْ رَوَى غَيْر واحد (202) عَنْ إبراهيم النخعي عَنْ علقمة عَنْ عَبْد الله بن مسعود: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنتُ في وتره قَبْلَ الركوع. وروى أبان بن أبي عياش، إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عَبْد الله بن مسعود: ((إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنت في وتره قَبْلَ الركوع)). هكذا رَوَى سفيان الثوري عَنْ أبان بن أبي عياش (203)، وروى بعضهم (204) عَنْ أبان بن أبي عياش بهذا الإسناد نحو هَذَا، وزاد فِيْهِ: قَالَ عَبْد الله بن مسعود:
((أخبرتني أمي أنها باتت عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرأت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قنت في وتره قَبْلَ الركوع)).
وأبان بن أبي عياش وإن كَانَ قَدْ وصف بالعبادة والاجتهاد، فهذا حاله في الْحَدِيْث والقوم كانوا أصحاب حفظ، فرب رجل وإن كَانَ صالحاً لا يقيم الشهادة ولا يحفظها …)) (205).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 03:00]ـ
.............................. ...........
(1) سورة فاطر: 32.
(2) هُوَ مُحَمَّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي، فقيه العصر، صاحب المذهب، لَهُ: " الأم " و " اختلاف الْحَدِيْث " وغيرهما، ولد بغزة سنة (150 ه*) عَلَى الأصح، وتوفي بمصر سنة (204 ه*). مرآة الجنان 2/ 11 و 12، ووفيات الأعيان 4/ 163 و165.
(3) ديوان الشَّافِعِيّ: 164.
(4) كَمَا حصل لسفيان بن وكيع. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 173 (3334).
(5) يحيى بن معين بن عون الغطفاني، مولاهم، أبو زكريا البغدادي، ثقة حافظ مشهور إمام الجرح
والتعديل، لَهُ: " التاريخ " و " السؤالات " وغيرهما، ولد سنة (158 ه*) وتوفي سنة (233 ه*).
تهذيب الكمال 8/ 89 و 95 (7521)، وميزان الاعتدال 4/ 410، والتقريب (7651).
(6) تاريخ ابن معين (رِوَايَة الدوري) 3/ 13 (52).
(7) انظر: مقدمة شرح علل الترمذي، لابن رجب: 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
(8) هُوَ الَّذِيْ يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عَنْ العدل الضابط إلى منتهاه ولا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً. مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث طبعة نور الدين: 10، وفي طبعتنا:79.
(9) وهكذا فإنا نجد أن الإمام علي بن المديني قَدْ خرّج علل حَدِيْث سفيان بن عيينة في ثلاثة عشر جزءاً. مع أن سفيان بن عيينة من أساطين هَذَا الفن وجهابذته وفحوله؛ لَكِنْ هَذَا الكم الكبير لَمْ يؤثر عَلَيْهِ لسعة ما رَوَى فهو كحبة القمح من البيدر. وانظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث، للحاكم: 71.
(10) هُوَ أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثُمَّ البغدادي، أبو عَبْد الله، أحد الأعلام، صاحب المذهب، لَهُ: " المسند " و " الزهد " و " العلل " وغيرها، ولد سنة (164 ه*)، وتوفي سنة (241 ه*).
حلية الأولياء 9/ 161 و 162، وطبقات الحنابلة 1/ 10، والعبر 1/ 435.
(11) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث، لابن الصَّلاَحِ:: 252 طبعة نور الدين، و 448 طبعتنا.
(12) التمييز: 124.
(13) هُوَ مُحَمَّد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك التِّرْمِذِيّ، أبو عيسى الضرير الحافظ، صاحب " الجامع " وغيره من المصنفات، وَهُوَ تلميذ البخاري، وشاركه في بعض شيوخه، توفي سنة (279 ه*). تهذيب الكمال 6/ 468 و 469 (6122)، ومرآة الجنان 2/ 144، والتقريب (6206).
(14) علل الترمذي الصغير 6/ 240 آخر الجامع.
(15) علل الترمذي الصغير 6/ 244 آخر الجامع.
(16) هُوَ مُحَمَّد بن بهادر بن عَبْد الله الزركشي، أبو عَبْد الله الشَّافِعِيّ، بدر الدين: عالم بالفقه والأصول، مشارك في الْحَدِيْث والعربية، من مصنفاته " البحر المحيط " و " البرهان في علوم القرآن "، ولد سنة (745 ه*)، وتوفي سنة (794 ه*).
الدرر الكامنة 3/ 397، وشذرات الذهب 6/ 335، والأعلام 6/ 60.
(17) أسماه: الإجابة لما استدركته عائشة عَلَى الصَّحَابَة، طبع مراراً بتحقيق سعيد الأفغاني.
(18) هُوَ عَبْد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، مولاهم، أبو عَبْد الرحمان المروزي، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، ولد سنة (118 ه*)، وتوفي سنة (181 ه*).
تهذيب الكمال 4/ 258 (3508)، ومرآة الجنان 1/ 294، والتقريب (3570).
(19) شرح علل الترمذي 1/ 436.
(20) قائله: أبو الفتح البُستي. انظر: الغيث المسجم في شرح لامية العجم، للصفدي 2/ 208، وانظر: نكت الزركشي 3/ 565، وفتح المغيث 2/ 148،وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث، لابن الصَّلاَحِ: 294.
(21) أعني بالظروف الطارئة ما يحصل عَنْ غَيْر اعتياد وتماثل، ولا يَكُوْن سنة خلقية تقع لعدد كبير من الناس.
(22) التحمل: هُوَ أخذ الْحَدِيْث عَنْ الشيخ بطريق من طرق التحمل. الاقتراح: 238.
(23) الأداء: هُوَ تبليغ الْحَدِيْث وأدائه لِمَنْ يسمعه. أصول الْحَدِيْث: 227.
(24) هُوَ هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، ولد سنة (104 ه*)، وتوفي سنة (183 ه*).
الْمَعْرِفَة والتاريخ 1/ 47، والجرح والتعديل 9/ 115، والتقريب (7312).
(25) هَذِهِ القصة ساقها الْخَطِيْب في تاريخ بغداد 14/ 87، والذهبي في الميزان 4/ 308، ونقلها السيوطي في تدريب الرَّاوِي 1/ 129.
(26) لذا قَالَ الذهبي في " الميزان " 4/ 306: ((هُوَ ليّن في الزهري)).
(27) تهذيب الكمال 7/ 418.
(28) هُوَ أحمد بن علي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكناني العسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ، علم الأعلام، حافظ العصر، لَهُ: " فتح الباري " و" تهذيب التهذيب " و " تقريبه " وغيرها، ولد سنة (773 ه*)، وتوفي سنة (852 ه*). طبقات الحفاظ: 552 (1190)، ونظم العقيان: 45 و 51، وشذرات الذهب 7/ 270.
(29) هدي الساري: 449.
(30) هُوَ مؤمل بن إسماعيل، أبو عَبْد الرحمان البصري، مولى آل عمر بن الخطاب ?، حافظ عالم يخطئ، قَالَ عَنْهُ أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ، توفي سنة (206 ه*).
التاريخ الكبير 8/ 49، وميزان الاعتدال 4/ 228، وسير أعلام النبلاء 10/ 110 و 111.
(31) تهذيب الكمال 7/ 284، والكاشف 2/ 309، وسيأتي الْحَدِيْث تفصيلاً عن أحد أوهامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(32) انظر: الصحاح 3/ 1124،وأساس البلاغة:172،واللسان 7/ 295، وتاج العروس 19/ 267 (خلط).
(33) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن مُحمد السخاوي، المحدث المؤرخ، حضر إملاء الحافظ ابن حجر، أصله من " سخا " من قرى مصر، ولد سنة (831 ه*)، وتوفي سنة (902 ه*).
نظم العقيان: 152، وشذرات الذهب 8/ 15، والأعلام 6/ 194.
(34) هُوَ عَبْد الرحمان بن عَبْد الله بن عتبة بن عَبْد الله بن مسعود المسعودي الهذلي، أحد الأئمة الكبار: سيء الحفظ، توفي سنة (160ه*). التاريخ الكبير5/ 314، وتاريخ بغداد 10/ 218، وميزان الاعتدال 2/ 574.
(35) هُوَ عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عَبْد الرحمن المصري، القاضي: صدوق، خلط بَعْدَ احتراق كتبه. توفي سنة (174 ه*). طبقات ابن سعد 7/ 516 و 517، والضعفاء الكبير، للعقيلي 2/ 293، والتقريب (3563).
(36) هُوَ عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي، ثُمَّ المصري، ولد سنة (723 ه*)، كَانَ أكثر أهل زمانه تصنيفاً، من مصنفاته " طبقات الْمُحَدِّثِيْنَ " و " البدر المنير " وغيرهما، توفي سنة (804 ه*). طبقات الحفاظ: 542 (1173)، وشذرات الذهب 7/ 44و45، والأعلام 5/ 57.
(37) فتح المغيث 3/ 277.
(38) يقال: ((تغير بآخرهِ)) بمد الهمزة وكسر الخاء والراء، بعدها هاء. و ((تغيّر بآخِرَة)) بمد الهمزة أَيْضاً وكسر الخاء وفتح الراء، بعدها تاء مربوطة. و ((تغير بأخرة)) بفتح الهمزة والخاء والراء، بعدها تاء مربوطة. أي: اختل ضبطه وحفظه في آخر عمره وآخر أمره. إفادة من تعليق الشيخ عَبْد الفتاح أبو غدة – رحمه الله – عَلَى كتاب قواعد في علوم الْحَدِيْث: 249. وانظر: لسان العرب 4/ 14، وتاج العروس 10/ 36، والتعليق عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 494.
(39) هُوَ حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري: ثقة ثبت فقيه، مولى آل جرير بن حازم، ولد سنة (98 ه*) وتوفي سنة (179 ه*).
تهذيب الكمال 2/ 274 (1465)، وسير أعلام النبلاء 7/ 456، والتقريب (1498).
(40) الجرح والتعديل 1/ 168.
(41) هُوَ سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم، وكاتبه وكاتب ابنه عَبْد الملك بن مروان، وَكَانَ عَلَى الرسائل لعبد الملك وولاه الحرس. تاريخ دمشق 20/ 88. وورد في تاريخ البخاري 9/ 33 (289)، والجرح والتعديل 9/ 375 (1734) أبو الزعزعة.
(42) هُوَ مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، ولد بَعْدَ الهجرة بسنتين وَقِيْلَ بأربع، وَلَمْ يصح لَهُ سَمَاع عَنْ النَّبِيّصلى الله عليه وسلم، توفي سنة (65 ه*).
تهذيب الكمال 7/ 71 (6462)، والبداية والنهاية 8/ 206، والتقريب (6567).
(43) أخرج هَذِهِ القصة الْحَاكِم في المستدرك 3/ 510، وابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 89، والذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 598.
(44) هُوَ أبو بكر، أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب النسائي الأصل، كَانَ ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس، راوية للأدب، من مصنفاته كتاب " التاريخ " الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، توفي سنة (279 ه*). انظر: تاريخ بغداد 4/ 162، ومعجم الأدباء 3/ 35 - 36، وسير أعلام النبلاء 11/ 493.
(45) العلم: 16 (56)، ونقله عَنْهُ الترمذي في علله الصغير 6/ 240 آخر الجامع.
(46) هُوَ جرير بن عَبْد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، نزيل الري: ثقة صَحِيْح الكِتَاب، توفي سنة (188 ه*). تهذيب الكمال 1/ 447 و 450 (901)، وسير أعلام النبلاء 9/ 9، والتقريب (916).
(47) هُوَ عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي: ثقة.
سير أعلام النبلاء 6/ 140، وتهذيب الكمال 5/ 329 (4785)، والتقريب (4859).
(48) هُوَ الإمام الحافظ إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمران الكوفي: ثقة، توفي (196 ه*).
طبقات ابن سعد 6/ 270 وسير أعلام النبلاء 4/ 520، والتقريب (270).
(49) هُوَ أَبُو زرعة بن عمرو بن جرير بن عَبْد الله البجلي الكوفي قِيْلَ اسمه كنيته، وَقِيْلَ: اسمه هرم، وَقِيْلَ: عَمْرو: ثقة.
طبقات ابن سعد 6/ 297، وسير أعلام النبلاء 5/ 8، والتقريب (8103).
(يُتْبَعُ)
(/)
(50) أي: ما نقص وما غير، قَالَ في الصحاح 5/ 1910: ((ما خرمت مِنْهُ شَيْئاً، أي: ما نقصت وما قطعت))، وفي المعجم الوسيط 1/ 230: ((ويقال: ما خرم من الْحَدِيْث حرفاً: ما نقص، وفي حَدِيْث سعد: ما خرمت من صلاة رَسُوْل الله شَيْئاً)). وانظر: النهاية 2/ 27.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 03:01]ـ
(51) هُوَ مُحَمَّد بن عجلان، أبو عَبْد الله القرشي: صدوق إلا أنه اختلطت عَلَيْهِ أحاديث أبي هُرَيْرَة، توفي سنة (148 ه*).
طبقات خليفة: 270، والتاريخ الكبير 1/ 196، والجرح والتعديل 8/ 49، والتقريب (6136).
(52) هُوَ مليح بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي أخو وكيع بن الجراح. التاريخ الكبير 8/ 10، والثقات 9/ 194 ..
(53) هُوَ حفص بن غياث بن طلق، أبو عمر النخعي: ثقة مأمون، توفي سنة (194 ه*). التاريخ ليحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/ 121، وطبقات ابن سعد 6/ 389، والجرح والتعديل 3/ 185.
(54) هُوَ أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن إدريس الأودي: ثقة فقيه عابد، توفي سنة (192 ه*). تاريخ يحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/ 295، وطبقات ابن سعد 6/ 389، والتاريخ الكبير 5/ 47.
(55) هُوَ يوسف بن خالد السمتي، أبو خالد البصري، مولى صخر بن سهل، قَالَ النسائي: بصري متروك الْحَدِيْث، وكذّبه ابن معين، توفي سنة (189 ه*).
الكامل 8/ 490، وتهذيب الكمال 8/ 190 (7729)، والتقريب (7862).
(56) العرض: هُوَ القراءة عَلَى المحدث. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: طبعة نور الدين: 122، و294 طبعتنا.
(57) قَالَ في المعجم الوسيط 2/ 699: ((شلل يصيب أحد شقي الجسم طولاً))، وانظر: اللسان 2/ 155، وتاج العروس 6/ 159 (فلج).
(58) أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل: 398 - 399 (408).
(59) قَالَ المعلمي في التنكيل 1/ 236: ((والتلقين: هُوَ أن يوقع الشيخ في الكذب ولا يبين، فإن كَانَ إنما فعل ذَلِكَ امتحاناً للشيخ وبيّن ذَلِكَ في المجلس لَمْ يضره))
وسيأتي الْحَدِيْث عَنْ هَذَا في الفصل مبحث القلب، الصفحة.
(60) إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد الحنظلي، المروزي، أَبُو يعقوب المعروف بابن راهويه، الإِمَام الحَافِظ الكبير، محدث خراسان سكن نيسابور، قرين أحمد بن حنبل، ولد سنة (161 ه*)، وَقِيْلَ: (166 ه*)، ومات سنة (238 ه*)، لَهُ " المسند ". انظر: حلية الأولياء 9/ 234، وسير أعلام النبلاء 11/ 358، وطبقات الفقهاء: 108.
(61) هُوَ سليمان بن الأشعث بن شداد الأزدي السجستاني صاحب السنن، وَقَالَ إبراهيم الحربي: ألين لأبي داود الْحَدِيْث كَمَا ألين لداود الحديد، ولد سنة (202 ه*)، وتوفي سنة (275 ه*).
وفيات الأعيان 2/ 404، وسير أعلام النبلاء 13/ 203، والعبر 2/ 60.
(62) تاريخ بغداد 6/ 355. وانظر: تهذيب الكمال 6/ 353، وميزان الاعتدال 1/ 183، والمختلطين: 9 (6)، والاغتباط: 3 (8)، والكواكب النيرات: 89 (4).
(63) هُوَ جرير بن حازم بن زيد الأزدي، أبو النضر البصري: ثقة لَكِنْ في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إِذَا حدّث من حفظه. الجرح والتعديل 2/ 504، وسير أعلام النبلاء 7/ 98، والتقريب (911).
(64) هُوَ الإمام البارع مُحَمَّد بن إدريس، أبو حاتم الرازي الحنظلي صاحب العلل ولد سنة (195 ه*)، وتوفي سنة (277 ه*).
تاريخ بغداد 2/ 73، وسير أعلام النبلاء 13/ 247، والعبر 2/ 64.
(65) الجرح والتعديل 2/ 505 الترجمة (2079)، وانظر: المختلطين: 16 (8)، والاغتباط: 46 (17)، والكواكب النيرات: 111 (11).
(66) الإِمَام المحدّث الثقة: أبو سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان الليثي، مولاهم، المدني المقبري، كَانَ يسكن بمقبرة البقيع ونسب إِلَيْهَا. توفي سنة (225 ه*) وَقِيْلَ سنة (223 ه*) وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ وَكَانَ من أبناء التسعين.
انظر: تهذيب الكمال 3/ 166، وسير أعلام النبلاء 5/ 216، وميزان الاعتدال 2/ 139.
(يُتْبَعُ)
(/)
(67) مُحَمَّد بن سعد بن منيع، الحَافِظ، أبو عَبْد الله وَقِيْلَ: أبو سعد، البصري، كاتب الواقدي، سكن بغداد وظهرت فضائله، وَكَانَ كَثِيْر الْحَدِيْث والرواية كَثِيْر الكتب صنف كتاباً كبيراً في طبقات الصَّحَابَة والتابعين والخالفين إِلَى وقته، توفي سنة (230 ه*).
تاريخ بغداد 5/ 321، وتهذيب الكمال 6/ 320 (5828)، وتاريخ الاسلام: 355 وفيات (230 ه*).
(68) الطبقات الكبرى (القسم المتمم): 147. وانظر: سير أعلام النبلاء 5/ 217، والمختلطين: 39 (17)، والاغتباط: 61 (44).
(69) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 354، وفي طبعتنا: 494، والإرشاد، للنووي 2/ 788، والتقريب، لَهُ: 198، وطبعتنا: 275، والمنهل الروي: 137، واختصار علوم الْحَدِيْث: 244، والشذا الفياح 2/ 744، والمقنع 2/ 663، والعواصم 3/ 101 - 103، وفتح المغيث 3/ 277، وفتح الباقي 3/ 264 الطبعة العلمية و 2/ 323 طبعتنا، وتدريب الراوي 2/ 372، وتوضيح الأفكار 2/ 502.
(70) شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 3/ 264، وفي طبعتنا 2/ 329.
(71) هُوَ خليل بن كيكلدي بن عَبْد الله العلائي الدمشقي، محدث فاضل، ولد في دمشق سنة (694 ه*)، وتوفي في القدس سنة (761 ه*)، من مصنفاته " جامع التحصيل " و " نظم الفرائد " وغيرهما. شذرات الذهب 6/ 190، والأعلام 2/ 321 - 322.
(72) ينظر في هَذَا مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 497، مع التعليق عَلَيْهِ.
(73) هُوَ أبو عثمان، عفان بن مُسْلِم بن عَبْد الله الصفار البصري سكن بغداد: ثقة، توفي سنة (219 ه*)، وَقِيْلَ: (220 ه*). الثقات 8/ 522، وتهذيب الكمال 5/ 187 (4553)، وتهذيب التهذيب 7/ 230.
(74) هُوَ أَبُو عَبْد الرحمان المصري، عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الفقيه، قاضي مصر: صدوق، احترقت كتبه فحدّث من حفظه فأخطأ، توفي سنة (174 ه*). تهذيب الكمال 4/ 252 (3501)، والعبر 1/ 264، والتقريب (3563).
(75) هُوَ مُحَمَّد بن جابر بن سيار السحيمي الحنفي، أَبُو عَبْد الله اليمامي، أصله كوفيٌّ، وَكَانَ أعمى، قَالَ عَنْهُ البخاري: ليس بالقوي، يتكلمون فِيْهِ، رَوَى مناكير، توفي سنة بضع وسبعين ومئة.
تهذيب الكمال 6/ 259 - 260 (5699)، وسير أعلام النبلاء 8/ 238، والتقريب (5777).
(76) كتاب المختلطين: 3.
(77) انظر: شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 1/ 12، وفي طبعتنا 1/ 103، وفتح المغيث 1/ 68.
(78) انظر: تدريب الرَّاوِي 1/ 301.
(79) فتح المغيث 1/ 28، وتدريب الرَّاوِي 1/ 63، وتوجيه النظر 1/ 181.
(80) هامش جامع الأصول 1/ 72.
(81) انظر: في حكم رِوَايَة الْحَدِيْث بالمعنى: الإلماع: 178، والتقريب: 134وطبعتنا: 183، وشرح التبصرة الطبعة العلمية: 2/ 168، وفي طبعتنا 1/ 506 - 507، وفتح المغيث 2/ 258، وتدريب الرَّاوِي 2/ 112.
(82) جامع الأصول 1/ 72 - 73.
(83) هُوَ عَبْد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني أبو بكر الحميري، مولاهم صاحب المصنف: ثقة، حافظ، عمي في آخر عمره فتغير، توفي سنة (211 ه*).
طبقات ابن سعد 5/ 548، والتاريخ الكبير 6/ 130، والتقريب (4064).
(84) التقريب (4064).
(85) هُوَ أبو الحسن علي بن مسهر القرشي الكوفي، قاضي الموصل: ثقة لَهُ غرائب بَعْدَ أن أضر، مات سنة (189 ه*).
طبقات ابن سعد 6/ 388، وتهذيب الكمال 5/ 301 و 302 (4726)، والتقريب (4800).
(86) هُوَ أحمد بن عَبْد الله بن صالح بن مُسْلِم، العجلي الكوفي، ولد بالكوفة سنة (182 ه*)، ونزل مدينة طرابلس المغرب، قَالَ يحيى: ثقة ابن ثقة. من تصانيفه: " مَعْرِفَة الثقات " وغيرها، توفي سنة (261 ه*). سير أعلام النبلاء 12/ 505، وتذكرة الحفاظ 2/ 560، والبداية والنهاية 11/ 28 ..
(87) تهذيب التهذيب 7/ 384.
(88) المصدر السابق.
(89) هُوَ اعتماد الرَّاوِي عَلَى كتابه حال تأدية الْحَدِيْث.
(90) عَبْد الله بن وهب بن مُسْلِم القرشي، الفهري أبو مُحَمَّد المصري، الإمام الحَافِظ ولد سنة (125 ه*) ومات سنة (196 ه*) أو (197 ه*)، لَهُ مصنفات كثيرة مِنْهَا: " الجامع " و " المغازي ".
انظر: طبقات خليفة: 297، وتهذيب الكمال 4/ 317، وسير أعلام النبلاء 9/ 223.
(91) تهذيب الكمال 4/ 254.
(يُتْبَعُ)
(/)
(92) إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو يعقوب المعروف بابن الطباع، ولد سنة (140 ه*)، وتوفي سنة (214 ه*) وَقِيْلَ: (215 ه*)، لَهُ " التاريخ " وغيره. انظر: تاريخ بغداد 6/ 332، وتهذيب الكمال 1/ 195 - 196 (368)، وتاريخ الإسلام وفيات (215 ه*): 65 - 66.
(93) تهذيب الكمال 4/ 253.
(94) الإِمَام حبر الإسلام إمام الْمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم البُخَارِيّ مولى الجحفيين، ولد سنة (194ه*)، صاحب"الجامع الصَّحِيْح" و"التاريخ" و"الأدب المفرد" و"الضعفاء"، توفي سنة (256ه*) انظر: تاريخ بغداد 2/ 4، وسير أعلام النبلاء 12/ 390، وشذرات الذهب 2/ 134 - 135.
(95) الإِمَام الحَافِظ الثقة أبو زكريا يَحْيَى بن عَبْد الله بن بكير القرشي المخزومي، مولاهم، المصري، ولد سنة (154 ه*) وَقِيْلَ بَعْدَ الثلاثين، وتوفي سُنَّةُ (231ه*).
انظر: تهذيب الكمال 8/ 56 (7453)،وسير أعلام النبلاء 10/ 162 - 164، وتذكرة الحفاظ 2/ 420.
(96) تهذيب الكمال 4/ 254. ويرى بعض العلماء أن كتبه لَمْ تحترق، انظر تفصيل هَذَا في المصدر السابق.
(97) مَظِنَّة – بكسر الظاء عَلَى وزن مَفْعِلَة – الشيء الموضع الَّذِيْ يظن كونه فِيْهِ وَهِيَ معدنه، من الظن بمعنى: العلم، قَالَ ابن الأثير: ((وَكَانَ القياس فتح الظاء، وإنما كسرت لأجل الهاء)). انظر: الصحاح 6/ 2160، والنهاية 3/ 164، ولسان العرب 13/ 273 (ظنن)، وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 105.
(98) هُوَ معمر بن راشد، أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي، مولاهم البصري: ثقة ثبت فاضل أحد الأعلام الثقات، توفي سنة (153ه*). طبقات ابن سعد 5/ 546، تاريخ البخاري 7/ 378، والتقريب (6809).
(99) هُوَ عَبْد الرحمان بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي، ثُمَّ الدمشقي، ولد سنة (736 ه*)، من حفاظ الْحَدِيْث، من مصنفاته " فضائل الشام" و " شرح جامع الترمذي "، توفي سنة (795 ه*). الدرر الكامنة 2/ 321، والمنهج الأحمد 3/ 263، والأعلام 3/ 295.
(100) شرح علل الترمذي 2/ 767.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 03:03]ـ
(101) هُوَ الإمام أبو بكر، أحمد بن مُحَمَّد بن هانئ الإسكافي الأثرم، أحد الأعلام، ومصنف " السنن "، توفي بَعْدَ سنة (271 ه*).
الجرح والتعديل 2/ 72،، وسير أعلام النبلاء 12/ 623، والمنهج الأحمد 1/ 131.
(102) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(103) هُوَ يعقوب بن شيبة بن الصلت، أبو يوسف السدودسي: ثقة حافظ، صنف " المسند الكبير "، ولد في حدود سنة (180 ه*)، وتوفي سنة (262 ه*).
تاريخ بغداد 14/ 281، وتذكرة الحفاظ 2/ 577، والنجوم الزاهرة 3/ 47.
(104) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(105) هُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي، أبو عتبة الحمصي: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، مات سنة (181 ه*).
تهذيب الكمال 1/ 247 (465)، والكاشف 1/ 248 - 249 (400)، والتقريب (473).
(106) هُوَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، أبو جعفر العبسي الكوفي، كَانَ كثير الْحَدِيْث واسع الرِّوَايَة، توفي سنة (297 ه*). تاريخ بغداد 3/ 42، والأنساب 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 2/ 661.
(107) تهذيب الكمال 1/ 250، وانظر: الكواكب النيرات: 98.
(108) التقريب (2787).
(109) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار، أبو جعفر الموصلي، محدث الموصل، ولد بَعْدَ الستين ومئة: ثقة صاحب حَدِيْث، توفي سنة اثنتين وأربعين ومئتين. سير أعلام النبلاء 11/ 469 – 470.
(110) هُوَ أبو مُحَمَّد إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي الواسطي المخزومي المعروف بالأزرق: ثقة، ولد سنة (117 ه*)، وتوفي سنة (195 ه*).
تهذيب الكمال 1/ 203 (389)، وسير أعلام النبلاء 9/ 171، والتقريب (396).
(111) شرح علل الترمذي 2/ 759.
(112) شرح علل الترمذي 2/ 759.
(113) أبو بكر أحمد بن عَلِيّ بن ثابت البغدادي، (الحَافِظ الناقد)، ولد سنة (392 ه*)، رحل إِلَى البصرة ونيسابور وأصبهان ومكة ودمشق والكوفة والري وصنف قريباً من مئة مصنف مِنْهَا: " تاريخ بغداد " و " الجامع لأخلاق الرَّاوِي "، توفي سنة (463 ه*).
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 270، ومرآة الجنان 3/ 67، والبداية والنهاية 12/ 91.
(114) تاريخ بغداد 9/ 284.
(115) التقريب (473).
(116) هُوَ أبو يوسف، يعقوب بن سُفْيَان بن جوان الفارسي، الفسوي، من أهل مدينة فسا، ويقال لَهُ: يعقوب بن أبي معاوية: ثقة حافظ، ولد في حدود سنة (190 ه*)، وتوفي سنة (277 ه*).
الثقات 9/ 287، وسير أعلام النبلاء 13/ 180، والتقريب (7817).
(117) الْمَعْرِفَة والتاريخ 2/ 423، ونقله المزي في تهذيب الكمال 1/ 249.
(118) تهذيب الكمال 1/ 250.
(119) هُوَ مضر بن مُحَمَّد بن خالد بن الوليد بن مضر، أبو مُحَمَّد الأسدي، القاضي ولي قضاء واسط، توفي سنة (277 ه*). طبقات الحنابلة 1/ 339.
(120) تهذيب الكمال 1/ 250.
(121) سؤالات أبي داود للإمام أحمد: 264 (300)، وتهذيب الكمال 1/ 250.
(122) هُوَ أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني، المتخصص بصحبة الإمام أحمد، توفي سنة (244 ه*).
تاريخ بغداد 4/ 122، وطبقات الحنابلة 1/ 40، والمنهج الأحمد 1/ 100.
(123) الكامل، لابن عدي 1/ 472.
(124) انظر في التدليس:
مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 103، والمدخل إلى الإكليل: 39، والكفاية (508 ت، 355 ه*)، والتمهيد 1/ 15، وجامع الأصول 1/ 167، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين، 156 طبعتنا، والإرشاد 1/ 205، والتقريب: 63، وطبعتنا: 109، والاقتراح: 209، والمنهل الروي: 72، والخلاصة: 74، والموقظة: 47، وجامع التحصيل: 97، والتذكرة: 16، ومحاسن الاصطلاح: 165، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 179 الطبعة العلمية، و1/ 224 طبعتنا، والتقييد والإيضاح: 95، ونزهة النظر: 113، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/ 614، ومقدمة طبقات المدلسين: 13، والمختصر: 132، وفتح المغيث 1/ 196، وألفية السيوطي: 33، وتوضيح الأفكار 1/ 346، وظفر الأماني: 373، وقواعد التحديث: 132.
(125) الصحاح 3/ 930، ولسان العرب 6/ 86، وتاج العروس 16/ 84 مادة (دلس).
(126) انظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 103، وجامع الأصول: 167، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين و 157 طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 205، وجامع التحصيل: 97، وشرح ألفية العراقي: 33 للسيوطي، وتوضيح الأفكار 1/ 347، وظفر الأماني: 374.
(127) ثُمَّ شاع تخصيص " أخبرنا " في العصور المتأخرة بالإجازة. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين، و 159 طبعتنا.
(128) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 67 طبعة نور الدين و 159 طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 210، والتقريب: 65، والمقنع 1/ 157، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 184 الطبعة العلمية، و1/ 232 طبعتنا، والعواصم والقواصم 3/ 60، وطبقات المدلسين: 16.
(129) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين و 158 طبعتنا، وانظر في هَذَا النَّوْع من التدليس: الكفاية: (520 ت، 365 ه*)، وجامع الأصول 1/ 170، والإرشاد 1/ 207، والتقريب: 63 - 64، والاقتراح: 211–212، والمنهل الروي: 73، وجامع التحصيل: 100، واختصار علوم الْحَدِيْث: 55، والمقنع 1/ 155، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 187 الطبعة العلمية و 1/ 240 طبعتنا، وشرح ألفية العراقي للسيوطي: 37، وتوضيح الأفكار 1/ 350، وظفر الأماني: 380.
(130) الإرشاد، للنووي 1/ 212.
(131) وَقَدْ سماه القدماء تجويداً. فتح المغيث 1/ 199،وتدريب الرَّاوِي 1/ 226،وشرح ألفية السيوطي: 36. وسماه صاحب ظفر الأماني: 377 بـ: " التحسين ".
(132) الكفاية (519 ت، 364 ه*)، والإرشاد، للنووي 1/ 206، والمقنع 1/ 163، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 190 الطبعة العلمية و 1/ 242 طبعتنا، وتعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 213، وشرح ألفية السيوطي: 36، وظفر الأماني: 377.
(133) الوليد بن مُسْلِم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي: ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، مولى بني أمية، ولد سنة (119 ه*)، وتوفي سنة (195 ه*).
انظر: طبقات ابن سعد 7/ 470 - 471، وسير أعلام النبلاء 9/ 211 - 220، والتقريب (7456).
(يُتْبَعُ)
(/)
(134) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي الحمصي، أبو يحمد: صدوق كثير التدليس عَنْ الضعفاء، ولد سنة (110 ه*)، وتوفي سنة (197 ه*).
انظر: الجرح والتعديل 2/ 434 - 435، وسير أعلام النبلاء 8/ 518 و 519، والتقريب (734).
وانظر الكلام عَنْ تدليس هذين الراويين: الموقظة: 46.
(135) النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 1/ 293.
(136) تعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 202، وألفية السيوطي: 33، وتدريب الرَّاوِي 1/ 226، وظفر الأماني: 379، والباعث الحثيث: 55 - 56.
(137) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، يكنى أبا المنذر: ثقة فقيه ربما دلس، توفي سنة (146 ه*). انظر: طبقات خليفة: 267، وتهذيب الكمال 7/ 409 - 411 (7180)، والتقريب (7302).
(138) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو مُحَمَّد الكوفي الأعمش: ثقة حافظ لكنه يدلس، قَالَ الذهبي: ما نقموا عَلَيْهِ إلا التدليس، ولد سنة (61 ه*)، وتوفي سنة (147 ه*) أَوْ (148 ه*).
انظر: تهذيب الكمال 3/ 300 - 303 (2555)، وميزان الاعتدال 2/ 224، والتقريب (2615).
(139) الباعث الحثيث: 55 - 56.
(140) تعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 201 - 202، وظفر الأماني 379.
(141) الباعث الحثيث: 55 - 56.
(142) مُحَمَّد بن حبان بن أحمد البستي، أَبُو حاتم التميمي بن حبان، ولد سنة بضع وسبعين ومئتين وله مصنفات شهيرة مِنْهَا: " الثقات " و " الصَّحِيْح "، توفي سنة (354 ه*).
انظر: الأنساب 1/ 363، وسير أعلام النبلاء 16/ 92 - 104، وشذرات الذهب 3/ 16.
(143) عَبْد الملك بن عَبْد العزيز بن جريج، أبو خالد القرشي الأموي المكي صاحب التصانيف: ثقة فقيه فاضل وَكَانَ يدلس ويرسل، توفي سنة (150 ه*) أو بعدها.
انظر: تاريخ بغداد 10/ 400، وسير أعلام النبلاء 6/ 325، والتقريب (4193).
(144) هُوَ أَبُو عَبْد الله نافع المدني، مولى ابن عمر القرشي العدوي، ثقة ثبت فقيه، توفي سنة (117 ه*). انظر: تهذيب الكمال 7/ 313، وسير أعلام النبلاء 5/ 95، والتقريب (7086).
(145) صَحِيْح ابن حبان (1420)، وطبعة الرسالة (1423).
(146) طبقات المدلسين: 41، ونقل فِيْهِ عَنْ الدَّارَقُطْنِيّ: ((شر التدليس تدليس ابن جريج؛ فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فِيْمَا سمعه من مجروح)).
(147) تهذيب الكمال 4/ 560.
(148) قَالَ عَبْد الله بن أحمد بن حَنْبَل: سألت أبي عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية، فَقَالَ: بصريٌّ نزل مكة، وَكَانَ معلماً، وَهُوَ ابن أبي المخارق، وَكَانَ ابن عيينة يستضعفه قلت لَهُ: ضعيف؟، قَالَ: نعم، وَقَالَ عباس الدوري، عَنْ يحيى بن معين: حَدَّثَنَا هشام بن يوسف، عَنْ معمر، قَالَ: قَالَ أيوب: لا تأخذوا عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية، فإنه ليس بثقة. انظر: تهذيب الكمال 4/ 543.
(149) مصنفه (15924).
(150) هُوَ مُحَمَّد بن يزيد الرَّبعي، مولاهم أبو عَبْد الله القزويني الحافظ، من مصنفاته: " السنن " و "التاريخ" و " التفسير "، ولد سنة (209 ه*)، وتوفي سنة (273 ه*) وَقِيْلَ سنة (275 ه*).
تهذيب الكمال 6/ 568 (6302)، وسير أعلام النبلاء 13/ 277، وشذرات الذهب 2/ 164.
والحديث في سننه (308).
(151) في مسنده 4/ 25.
(152) هُوَ عَبْد الله بن عدي بن عَبْد الله الجرجاني، أبو أحمد الحافظ، صاحب كتاب " الكامل في الضعفاء "، ولد سنة (277 ه*)، وتوفي سنة (365 ه*).
سير أعلام النبلاء 16/ 154، وتاريخ الإسلام: 339 - 341 وفيات (365ه*)، والرسالة المستطرفة: 145.
والحديث في: الكامل 7/ 40.
(153) هُوَ الإِمَام تمام بن مُحَمَّد بن عَبْد الله البجلي، أبو القاسم الرازي، صاحب كتاب " الفوائد "، ولد سنة (330 ه*)، وتوفي سنة (414 ه*). انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 289 - 292، وتذكرة الحفاظ 2/ 1056 و 1058، وشذرات الذهب 3/ 200.
والحديث في: الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام 1/ 203 (148).
(154) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد النيسابوري أبو عَبْد الله، ولد سنة (321 ه*)، وله تصانيف مِنْهَا: " المستدرك عَلَى الصحيحين " و " مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث "، توفي سنة (405 ه*).
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر: تاريخ بغداد 5/ 473، وسير أعلام النبلاء 17/ 162 - 177، وشذرات الذهب 3/ 176.
والحديث في: المستدرك 1/ 158.
(155) هُوَ أحمد بن الحسين بن علي الخراساني، أَبُو بكر، ولد سنة (384 ه*)، وله عدة تصانيف مِنْهَا: " السنن الكبرى " و " شعب الإيمان "، توفي سنة (458 ه*).
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 163 - 170، والعبر 3/ 242، وشذرات الذهب 3/ 304 - 305.
والحديث في السنن الكبرى 1/ 102.
(156) لذا نجد في حَدِيْث الثقات الشذوذ والعلة، وكثير من مباحث هَذِهِ الرسالة شاهدة عَلَى ذَلِكَ.
(157) لذا نجد كثيراً من الأحاديث يتابعون عَلَيْهَا من طريق الثقات.
(158) هُوَ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الشَّافِعِيّ، لَهُ كتاب " زوائد ابن ماجه عَلَى الكتب الخمسة " وغيره، ولد سنة (762 ه*)، سكن القاهرة ولازم العراقي عَلَى كبر فسمع مِنْهُ الكثير، ولازم ابن حجر فكتب عَنْهُ " لسان الميزان " وغيره، توفي سنة (840 ه*).
طبقات الحفاظ: 551، وشذرات الذهب 7/ 233، والأعلام 1/ 104.
(159) هُوَ عبيد الله بن عمر بن حفص القرشي العدوي العمري، أبو عثمان المدني ينتهي نسبه إِلَى عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، توفي سنة بضع وأربعين ومئة.
انظر: الثقات 7/ 149، وتهذيب الكمال 5/ 54 ترجمة (4257)، والتقريب (4324).
(160) هُوَ هشام بن يوسف الصنعاني، أبو عَبْد الرحمان الأبناوي، قاضي صنعاء: ثقة، توفي سنة (197 ه*).
انظر: التاريخ الكبير 8/ 194، وتهذيب الكمال 7/ 417 ترجمة (7187)، والتقريب (7309).
(161) مصباح الزجاجة 1/ 45 ووقع تصحيف في هَذَا النص من المطبوع.
(162) هُوَ الإمام أيوب السختياني، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنَزي: ثقة ثبت حجة، ولد سنة (68 ه*) وتوفي سنة (131 ه*). طبقات ابن سعد 7/ 246، والأنساب 3/ 255، وسير أعلام النبلاء 6/ 15.
(163) الجامع الكبير للترمذي 1/ 61 - 62 عقيب (12).
(164) هُوَ عَبْد الله بن مُحَمَّد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي: ثقة حافظ صاحب التصانيف مِنْهَا: " المصنف " و " المسند "، توفي سنة (235 ه*). انظر: تهذيب الكمال 4/ 264 - 266 (3514)، وسير أعلام النبلاء 11/ 122 - 127، والتقريب (3575). والرواية في مصنفه (1324).
(165) هُوَ الإِمَام الحَافِظ أحمد بن عمرو بن عَبْد الخالق، البصري البزار، قَالَ الدارقطني: ثقة، يخطئ ويتكل عَلَى حفظه، ولد سنة نيف عشرة ومئتين، لَهُ مصنفات منها: "المسند"، توفي سنة (292 ه*).
تاريخ بغداد 4/ 334 - 335، سير أعلام النبلاء 13/ 554 - 557، وشذرات الذهب 2/ 209.
(166) وَهُوَ المسمى بـ: البحر الزخار (149)، والحديث أيضاً في كشف الأستار (244).
(167) فتح الباري 1/ 330.
(168) النحل: 44.
(169) الأحزاب: 6.
(170) المعارضة: هِيَ مقابلة الطالب كتابه بكتاب شيخه الَّذِيْ يروي عَنْهُ، سماعاً أَوْ إجازةً، أو بأصل شيخه المقابل بِهِ أصل شيخه. وَقَدْ سأل عروة ابنه هشاماً فَقَالَ: عرضت كتابك؟ قَالَ: لا. قَالَ: لَمْ تكتب. انظر: الكفاية (350 ت، 237 ه*)، وجامع بَيَان العِلْم 1/ 77، والإلماع: 160،ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث 122 طبعة نور الدين و254 طبعتنا، وشرح التبصرة 2/ 133 طبعة دار الكتب العلمية، وطبعتنا 1/ 478، وفتح المغيث 2/ 164.
(171) الصَّحِيْح 1/ 11 طبعة إستانبول، و1/ 15 طبعة مُحَمَّد فؤاد.
(172) هُوَ عَبْد الله بن ذكوان القرشي، أبو عَبْد الرحمان المدني، المعروف بأبي الزناد: ثقة فقيه، توفي سنة (130 ه*) وَقِيْلَ: (131 ه*).
انظر: الثقات 7/ 6، وتهذيب الكمال 4/ 125 (3241)، والتقريب (3302).
(173) وكذلك أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل: 407 (425)، والخطيب في الكفاية (159 ه*، 247 ت) جميعهم من طريق الأصمعي، عَنْ ابن أبي الزناد، عَنْ أبيه، بِهِ.
(174) هُوَ مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، أبو عَبْد الله المدني، نجم السنن وإمام دار الهجرة صاحب الموطأ والمذهب المعروف، توفي سنة (179 ه*).
انظر: حلية الأولياء 6/ 316، وتهذيب الكمال 7/ 6 (6320)، والتقريب (6425).
(175) الكفاية (159 ه*، 248 ت).
(176) البقرة: 179.
(يُتْبَعُ)
(/)
(177) أخرجه ابن أبي شيبة (22977)، وأحمد 2/ 230 و 365، وأبو داود (3571)، وابن ماجه (2308)، والترمذي (1325)، والنسائي في الكبرى (5925)، والطبراني في الأوسط (2699) و (3669)، وفي الصغير (491)، وابن عدي في الكامل 1/ 361، والدارقطني 4/ 204، والحاكم 4/ 91، والبيهقي 10/ 96 من حَدِيْث أبي هُرَيْرَة. قَالَ الترمذي: ((حسن غريب)).
(178) ثقات ابن حبان 6/ 444، وانظر التعليق عَلَى الكاشف 1/ 485.
(179) هُوَ أبو عَبْد الرحمان مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَان بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الْقَاضِي، ولد سُنَّة نيف وسبعين، وتوفي سنة (148 ه*): صدوق سيء الحفظ جداً.
وفيات الأعيان 4/ 179 - 181، وسير أعلام النبلاء 6/ 310 و 315، والتقريب (6081).
(180) الجرح والتعديل 7/ 323 الترجمة (1739).
(181) التهمم: الطلب، يقال: ذهبت اتهممه، أي: أطلبه، وتهمّم الشيء: طلبه، أَوْ الاهتمام والعناية، يقال: اهتم الرجل بالأمر: عني بالقيام بِهِ. انظر: لسان العرب 12/ 622، والمعجم الوسيط: 995، وحاشية محاسن الاصطلاح: 578.
(182) هُوَ الإمام حماد بن أبي سليمان، فقيه العراق، أبو إسماعيل بن مُسْلِم الكوفي مولى الأشعريين: صدوق لَهُ أوهام، توفي سنة (120 ه*).
انظر: طبقات ابن سعد 6/ 332، والتاريخ الكبير 3/ 18، وسير أعلام النبلاء 5/ 231.
(183) هُوَ الإمام فقيه الملة، عالم العراق، النعمان بن ثابت التيمي الكوفي مولى بني تيم الله بن ثعلبة، قَالَ يحيى ابن معين: كَانَ أبو حَنِيْفَة ثقة في الْحَدِيْث، ولد سنة (80 ه*)، وتوفي سنة (150 ه*).
تاريخ بغداد 13/ 323، وتهذيب الكمال 7/ 339 (7034)، وسير أعلام النبلاء 6/ 390.
(184) هُوَ سليمان بن أبي سليمان، فيروز، ويقال خاقان، أبو إسحاق، مولى بني شيبان، قَالَ أبو حاتم: هُوَ شيخ ضعيف، واختلف في سنة وفاته فقيل: (129 ه*) وَقِيْلَ: (138 ه*) وَقِيْلَ: (139 ه*).
الجرح والتعديل 4/ 122، وتذكرة الحفاظ 1/ 153، وشذرات الذهب 1/ 207.
(185) الجرح والتعديل 3/ 149 الترجمة (642).
(186) هُوَ العلامة الحافظ عَبْد الرحمان بن أبي حاتم، أبو مُحَمَّد، لَهُ مصنفات مِنْهَا: " المسند " و " العلل "، ولد سنة (240 ه*)، وتوفي سنة (327 ه*).
تذكرة الحفاظ 3/ 829، وميزان الاعتدال 2/ 587، وسير أعلام النبلاء 13/ 263،وشذرات الذهب 2/ 308.
(187) الجرح والتعديل 3/ 147.
(188) الجرح والتعديل 3/ 147 - 148.
(189) شرح علل الترمذي 2/ 833 - 834.
(190) الإحسان 1/ 64.
(191) شرح علل الترمذي 2/ 833.
(192) أطلق عَلَيْهِ ذَلِكَ الإمام الشَّافِعِيّ قَالَ المزي في تهذيب الكمال 7/ 13: ((وَقَالَ يونس بن عَبْد الأعلى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيّ يقول: إذا جاء الأثر فمالك النجم)).
(193) العلل للإمام أحمد رِوَايَة المروذي: 186 (328).
(194) المحدث الفاصل: 403 (418).
(195) هُوَ الحافظ الجوال أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسحاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن منده، واسم منده: إبراهيم بن الوليد، قَالَ الباطرقاني: حَدَّثَنَا ابن منده إمام الأئمة في الْحَدِيْث، ولد سنة (311 ه*)، وَقِيْلَ سنة:
(310)، وتوفي سنة (395 ه*).
سير أعلام النبلاء 17/ 28، وميزان الاعتدال 3/ 479، وتذكرة الحفاظ 3/ 1031.
(196) شرح علل الترمذي 2/ 833.
(197) الكاشف 1/ 207 (110)، وانظر: التقريب (142).
(198) شرح علل الترمذي 1/ 390.
(199) ساق المزي في تهذيب الكمال 1/ 95 من رَوَى عَنْهُ فبلغ بِهِمْ ثلاثة وثلاثين راوياً.
(200) هُوَ الوضاح بن عَبْد الله اليشكري، أبو عوانة، الواسطي البزار مولى يزيد بن عطاء محدّث البصرة: ثقة ثبت، صاحب " المسند "، توفي سنة (176 ه*). التاريخ الكبير 8/ 181، وسير أعلام النبلاء 8/ 217 و 221، والتقريب (7407).
وحكايته نقلها المزي في تهذيب الكمال 1/ 96 ونصها: ((لما مات الحسن، اشتهيت كلامه فجمعته من أصحاب الحسن، فأتيت أبان بن أبي عياش، فقرأه عليّ عَنْ الحسن، فما أستحِلُّ أن أرويَ عَنْهُ شَيْئاً)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 03:05]ـ
201) انظر: تهذيب الكمال 1/ 95 - 96.
(202) مِنْهُمْ: حماد بن زيد عِنْدَ ابن أبي شيبة (6911).
(203) عِنْدَ ابن أبي شيبة في المصنف (6913)، والدارقطني 2/ 32.
(204) مِنْهُمْ: يزيد بن هارون عِنْدَ ابن أبي شيبة (6912)، والدارقطني 2/ 32.
(205) العلل آخر الجامع 6/ 235
زيادة:
د- ومما يؤدي إلى الانشغال عن الحديث. الإنشغال بقراءة القرآن الكريم وإقراءه، قال الذهبي في السير 11/ 543 في ترجمة حفص بن عمر الدوري: ((وقول الدارقطني: ضعيف، يريد في ضبط الآثار. أما في القراءات، فثبت إمام. وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع، والكسائي وحفص؛ فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أنَّ طائفةً من الحفاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة. وكذا شأن كل من برَّز في فنٍّ، ولم يعتنِ بما عداه. والله أعلم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء يا فضيلة الشيخ
لكن اسمح لي يا سيدي فالعنوان مشكل لو قيدتموه بـ (أسباب الاختلاف في رواية الحديث)
لزال الإشكال , فأنا دخلت على أساس أنه في الاختلاف عامة
لكم كل الشكر
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 06:34]ـ
نفع الله بكم يا شيخ ماهر الفحل، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 08:48]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[أبومروة]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 05:18]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا(/)
تعقيب على تعقيب بين الشيخ القاري والشيخ السقَّاف في مسألة التبرك بالآثار النبوية
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 08:30]ـ
تعقيب على تعقيب
بين الشيخ القاري والشيخ السقَّاف
في مسألة التبرك بالآثار النبوية المكانية
للشيخ عبدالله بن صالح العجيري -وفقه الله تعالى -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اطَّلعت على مقالة لفضيلة الشيخ عبدالعزيز القاري - حفظه الله - يتعقب فيها ما كتبه الشيخ (علوي بن عبدالقادر السقَّاف)، بخصوص ما أثاره الأول من القول بجواز التبرك بالآثار النبوية المكانية، وذلك في كتابه "الآثار النبوية بالمدينة المنورة .. وجوب المحافظة عليها، وجواز التبرك بها".
ولقد أحسن الشيخ السقَّاف في ردِّه غاية الإحسان، وكفى من بعده تبعة الرد أو البيان، وبيَّن بالأدلة الشرعية الصحيحة عدم جواز ذلك التبرك، وبدعيته، وأنه على خلاف الهَدْي الأول؛ فعاد الشيخ القاري - حفظه الله - في مقاله هذا للانتصار لرأيه بالجواز، في محاولة لإقامة ما يراه من الأدلة، والرد على بعض الإشكالات التي أثيرت عنها، وجمهور ما ذكره الشيخ في تعقيبه هذا إنما هو تكرارٌ لنفس الشبهات التي ساقها في كتابه الأصل، إضافةً إلى لون تراجع أو توضيح بخصوص هذه المسألة، مع إعراضٍ عن بعض ما أورده الشيخ السقَّاف من أدلة وإشكالات، ونسبة بعض القضايا إليه، وهو منها بريء.
فأحببت تقييد بعض الكلمات بخصوص تعقيب الشيخ هذا، تنبيهاً للقارئ على جملة من القضايا التي أرى أن الشيخ كان - ولا زال - مجانباً للصواب فيها، مُذكِّراً ببعض ما سبق إلى ذكره الشيخ السقَّاف في تعقبه على الشيخ القاري، وذلك لظني أن جملةً عريضةً من القرَّاء - وللأسف - قد يتأثر بكلام المتأخر في المناقشات العلمية، لمجرد كونه آخر المتكلمين، دون أن ينظر في أدلة الفريقَيْن، ويرى أيَّ القولين أقرب إلى الحق والدليل، ولأني أحسب أن البعض قد لا يقرأ مقال الشيخ السقَّاف - حفظه الله - إلا عبر مقال الشيخ عبدالعزيز، وبعيونه، ووفق فهمه، الذي سيظهر أن الشيخ - غفر الله له - لم يكن مصيباً في فهم كثير من كلام الشيخ السقَّاف؛ فلم يحسن الجواب عليه. أسأل الله أن يغفر لنا وله ولعموم المسلمين.
وأهم القضايا التي سيتم معالجتها -إن شاء الله- في هذه المقالة، التي أرى أن الشيخ لم يكن موفقاً في معالجتها:
- توضيحٌ لحقيقة التبرك بالآثار النبوية المكانية، بين ما ذكره الشيخ القاري في تعقيبه، وما أورده في الكتاب.
- عودة الشيخ إلى الاستدلال بنصوص خارجة عن محل البحث.
- حقيقة موقف الإمام مالك من التبرك بالآثار النبوية المكانية.
- اتهام الشيخ القاري للشيخ السقَّاف بإنكار التبرك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مطلقاً.
- اتهام الشيخ للشيخ السقَّاف بتوقيت البركة النبوية، وأن للتبرك بآثاره مدة صلاحية لا تصلح بعدها تلك الآثار للتبرك.
- إصرار الشيخ على نسبة القول بجواز التبرك بالآثار النبوية المكانية للشيخ عبدالعزيز بن باز، وبراءة الشيخ ابن باز من ذلك.
- موقف جمهور الصحابة من تتبع ابن عمر لآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وما نسبه الشيخ إليهم.
- حقيقة الفرق بين مذهب ابن عمر في تتبع الآثار النبوية، وما يريد الشيخ تقريره في هذه المسألة، وأن الشيخ لا سلف له من الصحابة فيما يذهب إليه.
وغيرها من المسائل التي ستراها بإذن الله - جلَّ وعلا - في هذه المقالة. أسأل الله لي وللشيخ التوفيق والسداد.
ولستُ بحاجة هنا للتأكيد على تقديري للشيخ عبدالعزيز، ومحبتي له، ومعرفتي لفضله وعلمه -حفظه الله - فإن هذه كلها محفوظة له، ولكنها لا تمنع المُحِبَّ أن يراجع، وأن ينقد، وأن ينصح، شريطة أن يكون بعلم وحِلْم، وإني لأرجو أن يكون فيما سيأتي علماً نافعاً، وحلماً يكسر حدَّة القلم، فإلى بعض الملاحظات والاستدراكات على مقال الشيخ عبدالعزيز القاري "الآثار النبوية .. تعقيبٌ على تعقيب"، والمنشور في موقع (الإسلام اليوم)، بتاريخ 13/ 2/1428هـ:
1 - بيَّن الشيخ في أول تعقيبه مقصوده بالتبرك بالآثار المكانية؛ فقال: "والمقصود بالتبرك بالأماكن النبوية هو: قَصْدُها للصلاة فيها والدعاء، أو المكث بها"، وقال: "ولكن مقصودنا - أنا وغيري - بالتبرك بالأماكن النبوية هو: قصدها للصلاة فيها والدعاء، أو المكث بها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التنبيه من الشيخ لم يرد له ذكر في كتابه على هذا النحو، وأحسب أنه يعد لوناً من التراجع، أو التوضيح لما في كتابه من إطلاقات لكلمة التبرك، دون تقييد لها بما ذُكر هنا، بدءاً بعنوان الكتاب "الآثار النبوية بالمدينة المنورة .. وجوب المحافظة عليها، وجواز التبرك بها"، مروراً بكلمات الشيخ وإطلاقاته في أثناء الكتاب، وكان الأوْلى بالشيخ أن ينصَّ صراحةً على هذا الضابط للتبرك بالآثار النبوية المكانية في الكتاب؛ دفعاً للَّبس؛ إذ لفظة التبرك -كما لا يخفى- لفظةٌ مجملةٌ، يدخل تحتها أنواعٌ وأجناسٌ من الأفعال التي يُتطلب بها بركة الشيء؛ كاللمس، والتمسُّح، وغيرها.
وتقييد الشيخ هنا للتبرك وفق المعنى المذكور، وقصره على هذه الأنواع الثلاث – الصلاة، والدعاء، والمكث - دون غيرها، مما يخفف من حجم الخلاف - بحمد الله - لكنه لا يلغيه بالكلية؛ إذ القول بالتبرُّك بالأماكن التي لبث بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لمدة قصيرة - على المعنى المذكور - مما يُنازع فيه الشيخ، ولا يُسلَّم له - كما سيتضح - بل هو قولٌ لم يقل به أحدٌ من الرعيل الأوَّل.
2 - عاد الشيخ للتدليل على قوله بمشروعية التبرك بنفس الأدلة التي استدل بها في كتابه الأصل، فأورد في تعقيبه أحاديث عتبان، وسلمة، وجابر، وغيرها، مستدلاً بها على جواز التبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية، وعذراً إن أعدت بعضاً مما ذكر في مناقشة هذه الأدلة؛ فإن الشيخ أعاد ذكر أدلته، دون أن يورد وجهاً جديداً يحسن التعلُّق به في تقوية ما ذهب إليه! وجمهور ما ذكره الشيخ من أدلة في كتابه ومقاله هو في الحقيقة خارجٌ عن بحث مسألتنا، وعن محل النزاع؛ وبيان ذلك:
أن الشيخ عبدالعزيز – حفظه الله - يقول بمشروعية التبرك بكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك بالصلاة، أو الدعاء، أو المكث، سواءٌ صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك المكان أو لم يصلِّ، وسواءٌ قصدها النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة أو لم يقصد، لكن ما أورده من أدلة لا تصحِّح له هذه الدعوى.
فهو حين يستدل، يستدل بأحاديث في قصد ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصده من الأماكن للصلاة، وذلك كتحري سلمة - رضي الله عنه - الصلاة في المكان الذي (يتحرَّاه)! النبي - صلى الله عليه وسلم – للصلاة. وفرقٌ كبيرٌ بين ما يريد الشيخ تقريره من هذا الحديث، وما يدل عليه ظاهر الحديث، وفرقٌ كبيرٌ بين أن يقصد العبد ما قصده النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأماكن لأداء عبادة من العبادات، وقصد العبد لمكان لم يقصده النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما وقعت العبادة منه فيه اتفاقاً، فلسنا ننازع الشيخ في مشروعية تحري ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحراه من الأماكن أو الأوقات أو الأحوال للصلاة أو الدعاء، إنما المنازعة في تحري ما لم يتحراه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقصده على وجه الخصوص من الأماكن؛ بل وقعت منه الصلاة - مثلاً - على وجه الاتفاق في مكان من الأماكن، دون أن يكون لذات المكان خصوصية.
وحديث سلمة السابق وإن أورده الشيخ - حفظه الله - كما هو في "الصحيحين" في بداية المقال، بإثبات (تحري) النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة في ذلك المكان، لكنَّ هذا التحري الوارد سقط من نص الأثر في آخر المقال؛ فجاء هكذا: "فسلمة - رضي الله عنه - تحرّى المكان الذي كان يصلي فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - من روضته الشريفة".
وشتَّان بين أن يُتحرى ما كان يتحراه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما هو نص الأثر، وبين أن يتحرى ما صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم.
والشيخ يرى أن ما وقع من سلمة وغيره إنما كان على سبيل التبرُّك بالبقعة التي مكث فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس على سبيل التأسِّي والاقتداء، وأنَّ حَمْل هذا النص على هذَيْن لا يصح. يقول - حفظه الله -: "وأما القول بأنه من باب الاقتداء بالنبي والتأسِّي به - صلى الله عليه وسلم - فهذا لا يصحُّ هنا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُقال إنه كان يتبرَّك بنفسه! إنما يصح هذا القول إذا كان المقصود الفعل، وهو الصلاة .. ولكن في هذه النصوص التي أوردناها الكلام كله يدور عن المكان، وليس عن الصلاة، فسلمة - رضي الله عنه - تحرّى المكان الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
كان يصلي فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - من روضته الشريفة، ولم يتحرَّ فعله، الذي هو الصلاة، حتى يسوِّغ لك أن تقول: إن مقصوده الاقتداء والتأسِّي". اهـ.
وهذا الكلام غير صحيح؛ بل كان سلمة - رضي الله عنه - يتحرَّى فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصلاة في المكان الذي تحرَّاه، فكيف يقال بعد ذلك: "ولم يتحرَّ فعله، الذي هو الصلاة"؟!
وعليه: فما وقع من الصحابة - من هذا الجنس - وقع تأسِّياً به في صورة الفعل، وفي القصد والمكان، وليس للتبرُّك كما زعم الشيخ، والذي لا ذكر له مطلقاً في هذه النصوص جميعاً، فكيف يُترك ما نُصَّ عليه في الحديث إلى ما لم يُنصّ عليه.
وإني لا زلت أعجب من تمسك الشيخ بحديث سلمة هذا، مع كونه خارج محل النزاع ودائرة البحث!!
ولتأكيد ذلك أقول: الشيخ - حفظه الله - يستدل بالحديث على مشروعية الصلاة والدعاء والمكث في كل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لمدة قصيرة، ولازم ذلك أن سلمة - رضي الله عنه - كان يتتبع مجالس النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتحرَّاها بصلاته ودعائه، لكن حقيقة الأمر: أنه ما كان يتحرَّاها - لا هو ولا غيره - بفعل شيء من ذلك، إنما كان يقتصر على ما تحرَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقصده من الأماكن، وهذا بيِّنٌ بحمد الله.
أما حديث عتبان - الذي فيه: " ... وددتُ يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي؛ فأتخذه مصلّى. قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سأفعل إن شاء الله)) ... الحديث - فلا يخرج عمَّا تقدَّم من قصد ما قصده النبي - صلى الله عليه وسلم.
وذلك أن عتبان أحبَّ أن يتخذ في بيته مصلّى، فطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي فيه، فوافقه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى في مكان مخصوص؛ نزولاً عند رغبة عتبان - رضي الله عنه - فأين في الحديث مشروعية الصلاة بكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لمدة قصيرة؟! وأين في الحديث ما يدلُّ على جواز التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم – المكانية؟!! ولو كان الأمر على ما يريده الشيخ؛ لم يلزم أن يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت عتبان؛ بل كان يكفي أن يلبث - ولو لمدة قصيرة - في مكان من البيت، ليُتخذ هذا المكان مصلّى؟!
وأُذكِّر هنا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في هذا الحديث - وإن لم يَرُقْ للشيخ - فإن كلامه - رحمه الله - كلامٌ سديد، لا غبار عليه.
يقول - عليه رحمة الله -: "فإنه قصد أن يبني مسجداً، وأحبَّ أن يكون أوَّل من يصلِّي فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأن يبنيه في الموضع الذي صلَّى فيه، فالمقصود كان بناء المسجد، وأراد أن يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - في المكان الذي يبنيه؛ فكانت الصلاة مقصودةً لأجل المسجد، لم يكن بناء المسجد مقصوداً لأجل كونه صلى فيه اتفاقاً، وهذا المكان مكان قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة فيه ليكون مسجداً؛ فصار قصد الصلاة فيه متابعةً له، بخلاف ما اتفق أنه صلى فيه بغير قصد". [مجموع الفتاوى: 17/ 467].
أما استدراك الشيخ القاري على الشيخ السقَّاف تنبيهه على ما أورده (الحافظ ابن حجر) من احتمالات في فهم حديث عتبان، وقوله بضعفها، فبعضها ضعيفٌ صراحةً، لكنَّ الشيخ السقَّاف ما أراد بذكرها إلا التنبيه على الخلاف في فهم الحديث، وأن الكاتب - غفر الله له - اقتصر على جزء من كلام الحافظ، وأعرض عن جزء، وأن دلالة الحديث على جواز التبرُّك ليست قطعية كما ادَّعى الشيخ في كتابه، وكرره في مقاله هذا؛ بل لا دلالة في الحديث على ما يريده الشيخ من تجويز هذا التبرُّك، فضلاً عن كون تلك الدلالة المزعومة دلالة قطعية.
وأما قول الشيخ عبدالعزيز: "وأبعد من ذلك قول أخي الشيخ السقَّاف: كل ما في الأمر أن عتبان كلَّ بصره، وفعل فعلاً كان يُرى عليه فيه غضاضة - وهو صلاته في بيته - فأراد إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - له على فعله. وأقول لأخي إن هذا جيل البلاغة والبيان، أما كان يمكنه أن يقول: يا رسول الله، هل تجد لي رخصةً أن أصلي في بيتي؟ فيقول له الرسول: لا أجد لك رخصة، أو: افعل ولا حرج. فأين منطوق الحديث ودلالته الظاهرة من هذه التأويلات البعيدة المتكلَّفة". اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويريد الشيخ هنا الاعتراض على ما ذكره الشيخ السقَّاف من حمل الحديث على المعنى المذكور، وبيان أنه أبعد من القول بأن عتبان أراد من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُعْلِمَه باتجاه القبلة على وجه القطع، ولا شك أن ما ذكره الشيخ السقَّاف هنا ليس بأبعد ولا أضعف من هذا القول؛ بل ذاك القول هو الأضعف الأبعد، ومن تأمَّل في سياق نصِّ الحديث كاملاً، رأى أن هذا المعنى الذي أبداه الشيخ السقَّاف ممكنٌ محتملٌ، وليس كما يصوِّره الشيخ - غفر الله له - وإليك النصّ تامّاً - بين يديك - لتتأمل فيه:
"عن عتبان بن مالك - وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدراً من الأنصار -: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، قد أنكرتُ بصري، وأنا أصلِّي لقومي، فإذا كانت الأمطار، سال الوادي الذي بيني وبينهم، فلم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلَّى. قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سأفعل إن شاء الله)). قال عتبان: فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذنتُ له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: ((أين تحب أن أصلِّي من بيتك؟)). قال: فأشرتُ إلى ناحية من البيت؛ فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبَّر، فقمنا فصففنا، فصلى ركعتين، ثم سلَّم ... " الحديث؛ رواه (البخاري: 425).
وبكل حال؛ فليس في النص دليلٌ على ما يريده الشيخ من تجويز التبرُّك بكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سبق.
وأما ما ذكره الشيخ بخصوص الواقدي، وما رواه عن الصحابة وأهل المدينة من قصدهم لمسجد عتبان للصلاة، فالواقدي - كما يعلم الشيخ - متروكٌ كذَّاب، ولا يصلح لمسألتنا هذه التعلُّق بروايته - مع كونه حافظاً لجملة واسعة من التواريخ، وكونه وعاءً من أوعيته - إذ مسألتنا من مسائل الدين والشريعة، التي لا يصلح أن يُستدل فيها إلا بالأخبار الصحيحة الثابتة، وهذا ما لا ينبغي أن يُختلف عليه، وليت الشيخ إذ أراد الاستدلال برواية الواقدي المتروك أن يبين - ولو أطال - الموقف العلمي الصحيح من رواية الواقدي وأمثاله؛ حتى نتبين وجه الحُجَّة، وإني لأعجب من وصف الشيخ لرواية الواقدي (بالثبوت)، وهو المتروك في علم الرواية!!
ثم نقولُ: فهب أن الصحابة كانوا يصلُّون في ذلكم المسجد؛ بل ويقصدونه للصلاة، فما الضير في ذلك، وقد قصده النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة فيه نزولاً عند رغبة عتبان، وليكون ذلك المكان مصلَّى؟!
أما حديث جابر: فلو سُلِّم بصحة ما جاء من قصد جابر للدعاء في مسجد الفتح فيما بين الأذانين، على ما في رواية "الأدب المفرد"؛ فليس ذلك من قبيل التبرُّك بذلكم المكان، وإنما هي المتابعة والتحرِّي لِمَا قصده النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد تحرَّى الدعاء في هذا المسجد - في وقت مخصوص - ثلاثة أيام متتالية، فاستجيب له في آخرها! فليس فيه دليلٌ على ما يريده الشيخ من جواز التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية - كما لا يخفى - بل غاية الأمر متابعةٌ فعلها جابر للنبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه، في مكان وزمان مخصوص.
فما سبق دالٌّ على أن دعوى الشيخ بجواز التبرُّك بكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أوسع من دلالة ما أورده من نصوص، فالشيخ يقول بمشروعية التبرُّك – الصلاة، والدعاء، والمكث - بكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لمدة قصيرة، وما أورده دالٌّ على مشروعية قصد ما قصده النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة أو الدعاء من الأماكن، دون ما وقع منه - صلى الله عليه وسلم - اتفاقاً، وليت شعري؛ لِمَ اقتصر هؤلاء الصحابة على فعل ما فعلوا في أماكن مخصوصة، مادام كل موطن لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - صالحاً لذلك؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - يتضح بهذا: أن ما أورده الشيخ عقب أثر سلمة السابق من كلام الإمامين الكبيرَيْن مالك وأحمد لا مورد له في تقرير مسألتنا، فغاية المنقول عن مالك موافقٌ للمنقول عن سلمة، وهو ما لا نُنازع فيه، وليس في كلامه - رحمه الله - جواز التبرُّك بكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لمدة قصيرة.
يقول الشيخ عبدالعزيز: "ومن هذا الحديث - أي حديث سلمة - أخذ مالك -إمام دار الهجرة، رحمه الله - استحباب أن يصلِّي النوافلَ في هذا المكان؛ كما في (البيان والتحصيل لابن رشد: 17/ 133): " .. روى ابن وهب، عن مالك، أنه سُئل عن مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل له: أيُّ المواضع أحبُّ إليكَ الصلاة فيه؟ قال: أمَّا النافلة؛ فموضع مصلاَّه، وأما المكتوبة؛ فأوَّل الصفوف". فالأمر لا يعدو تحرِّياً لما تحرَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأماكن، كتحرِّيه للصلاة في مسجد قُبَاء، وخلف مقام إبراهيم عقب الطواف .. وهكذا، وليس هذا محلُّ النزاع - كما تقدَّم.
وإني أُذكِّر - وليعذر القارئ - بما نقله الشيخ السقَّاف من كلام الإمام مالك بخصوص هذه المسألة، الذي أعرض الشيخ عنه، ولم يعلِّق عليه!
قال ابن وضَّاح القرطبي في (البدع والنهي عنها: ص108): "وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي - صلى الله عليه وسلم – ما عدا قُباءً وأُحُداً – يعني: شهداء أحد".
وقال ابن بطَّال في (شرح البخاري: 3/ 159): "روى أشهب، عن مالك، أنه سئل عن الصلاة في المواضع التي صلى فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما يعجبني ذلك؛ إلا مسجد قباء".
وأزيد هنا ما ذكره الحافظ ابن عبدالبر، عن الإمام مالك، مما له صلة بمسألتنا. يقول - عليه رحمة الله -: "وقد كره مالك وغيره من أهل العلم طلب موضع الشجرة التي بُويع تحتها بيعة الرضوان، وذلك - والله أعلم - مخالفة لما سلكه اليهود والنصارى في مثل ذلك" (الاستذكار: 2/ 360).
فلِمَ الإعراض عن هذه الأقوال الصريحة لمالك - عليه رحمة الله - والتعلق بقول خارج عن محل بحثنا؟!
أمَّا الإمام أحمد: فمن الغريب أن ينقل الشيخ هنا خبر التبرُّك بشعر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأن ثمَّة منازعة في مشروعية ذلك، أو أن الشيخ السقَّاف لا يقول به، وهو ما حاول الشيخ أن يُلِّمح إليه في مقاله، وهو ظلمٌ يُنسب للشيخ السقَّاف، وخطأٌ يُحمل عليه، كما سيأتي.
4 - من الغريب محاولة الشيخ عبدالعزيز إظهار الشيخ السقَّاف في مظهر المنكر للتبرُّك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مطلقاً، ومن المعلوم لكل من قرأ مقال الشيخ السقَّاف: أنه قائلٌ بمشروعية التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المنفصلة منه؛ كشَعْره، ورِيقِه، وعَرَقه ... وغيرها، أو ما لامسه؛ كقصعته، وثيابه ... وغير ذلك، لكنه يقول باندراس هذا التبرُّك المشروع؛ لاندراس هذه الآثار، وفرقٌ كبيرٌ بين مَنْ ينكر أصل مشروعية هذا اللون من التبرُّك، وبين مَنْ يقول: هو مشروعٌ، لكنه لا يمكن في هذه الأعصار؛ لانعدام ما يُتبرَّك به.
ثم إن كلام الشيخ عبدالعزيز في تصوير موقف الشيخ من هذه القضية لا يخلو من إيهام - أرجو أن لا يكون مقصوداً - قال الشيخ عبدالعزيز: "فإن الأخ الفاضل (علوي بن عبدالقادر السقَّاف) لا يعترف بمشروعية التبرُّك مطلقًا؛ لا بالآثار التي هي جزءٌ من جسده الشريف؛ كشعره، أو لامست جسده الشريف - صلى الله عليه وسلم - كثيابه وقصعته؛ لأنها اندرست، فاندرس معها التبرُّك بها، ولا بالآثار النبوية المكانية؛ لأن التبرك بها مرفوضٌ عنده؛ مع وجودها وتوافرها؛ إذن فلا تبرك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بأيِّ حال؛ فهو منفيٌّ عنده جملةً وتفصيلاً"!!
وإني لأتساءل: هل يقول الشيخ القاري بمشروعية التبرُّك بهذه الأمور جميعاً ليُنكر على الشيخ السقَّاف هذا الإنكار، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمَّا ما أثاره الشيخ في نهاية المقال، بقوله: "وإنني أتعجب من هذه العقدة في نفوس البعض من إثبات البركة النبوية، والتلهُّف إلى نفيها بالكليَّة؛ لأنها أصبحت مرتبطة في أذهانهم بالشرك والبدعة"، فليس من العدل ولا الإنصاف في محاكمة الخصوم، وإنها لتهمةٌ كبيرةٌ عريضةٌ، أُعظِم أن تخرج من مثل الشيخ، أو تصدر عنه، وإني لأحرج على الشيخ أن يقولها أو ينطق بها غاية التحريج، ووالله لو كان في الأدلة الشرعية ما يصحِّح دعوى الشيخ؛ لأخذنا به، ونشرناه، وأذعناه، ولوضعناه فوق رؤوسنا؛ لكننا نظرنا في خطابات الشارع وأحوال الصحابة، فلم نر فيها ما يدل - أدنى دلالة - على ما يريده الشيخ؛ فليست المسألة مسألة عقدة في إثبات البركة النبوية – وحاشا - فهي والله لثابتة له - صلى الله عليه وسلم - لكنه الدوران مع الأدلة الشرعية حيث دارت، فما أثبتته الشريعة من ألوان التبرُّك أثبتناه، وما لم تثبته تركناه.
5 - من الغريب كذلك محاولة الشيخ - غفر الله له - أن ينسب للشيخ السقَّاف قولاً غريباً، وهو أن آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بركةٌ مؤقتةٌ، ووقتاً لا تصلح بعده للتبرك!!
يقول الشيخ عبدالعزيز: "فالبركة النبوية إذن – عند أخي السقَّاف - لها وقت معين، تنتهي صلاحيتها بانتهائه، من غير أن يحدد وقت هذه الصلاحية؛ بل يطلق كلامًا مبهمًا: "سنوات معدودات" ... ولا شك أن مئتي سنة فأكثر تعتبر خارجة على هذا التوقيت؛ حيث كان الإمام أحمد (المتوفَّى سنة 241 هـ) يتبرك بتلك الشعرة النبوية – وفي رواية أنها ثلاث شعرات، (انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 11/ 337) - وكذلك لمَّا تبرّك بقصعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن مئتي سنة ليست مدة قليلة، ولا "سنوات معدودة". والتحديد الزمني يحكَّم بلا دليل، والصواب أنه لا توقيت للتبرُّك بأشياء النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بأجزاء جسده الشريف – كشعره - مادامت باقية، وغلب على الظن نسبتها إليه - صلى الله عليه وسلم - وهذا هو ما يُفهم من صنيع الإمام أحمد - رحمه الله".
وهذا الكلام فيه ما فيه من التعدي والتجاوز في نسبة قول لا يقول به الشيخ قطعاً؛ بل الشيخ يقول بمشروعية التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - على الوجه المتقدِّم، ما دامت الآثار موجودة، أمَّا إذا عُدِمَت؛ فكيف يمكن أن يقع التبرُّك؟
أما ما يحاول الشيخ – غفر الله له - نسبته للشيخ السقَّاف؛ من أن لآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - مدةً مخصوصةً يُتبرَّك بها، وأنه متى ما انتهى ذلكم الوقت؛ انتهت صلاحية الأثر للتبرُّك، مع بقاء عينها، فنسبةٌ باطلة، وإلزامٌ للشيخ بما لا يلزمه، وقد نقل الشيخ كلام الشيخ السقَّاف في هذه المسألة، وليس فيه ما يدلُّ على هذا الكلام.
يقول الشيخ السقَّاف: "أما آثاره، سواءٌ كانت جزءًا منه ثم انفصلت عنه، أو خارجةً عنه لكنها لامست جسده الطاهر؛ فهذه هي التي كان الصحابة يتبرَّكون بها دون توسع، وربما استمر الأمر على ذلك سنوات معدودات ممن أتى بعدهم، ثم انقرضت الآثار، وانقرض تبعًا لذلك هذا التبرُّك". وهو صريحٌ في أن سبب انقراض هذا التبرك هو انقراض الأثر، لا انتهاء مدة صلاحية الأثر للتبرُّك، وهو ما أوهمه الشيخ عبدالعزيز - غفر الله له – نعم؛ لو عبَّر الشيخ السقَّاف بغير قوله "سنوات معدودات" لكان أحسن؛ دفعاً للإيهام، أما الكلام بمجموعه؛ فبيِّنٌ صريحٌ، لا إشكال فيه.
6 - من العجيب كذلك إصرار الشيخ - غفر الله له - على نسبة القول بجواز التبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وذلك في قوله ردّاً على الشيخ السقَّاف: "وسكتّ عن إقرار الشيخ (عبدالعزيز بن باز) لدلالة حديث عتبان على التبرُّك بالآثار المكانية، وذلك يوحي بأنني حمَّلتُ كلام الشيخ ابن باز - رحمه الله - ما لا يحتمل، حين نقلتُ عبارته الواضحة من (هامش فتح الباري) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: "وحتى الشيخ ابن باز؛ أيَّد ولم ينكر دلالة حديث عتبان على مشروعية التبرُّك بالأماكن النبوية". ونسبة هذا القول للشيخ ابن باز باطلة بيقين، وقد نقل الشيخ السقَّاف كلاماً صريحاً للشيخ عبدالعزيز بن باز في إنكار مشروعية ما ينادي به الشيخ القاري، فأعرض الشيخ - غفر الله له - عن نقله، مع وضوحه وصراحته، واطِّلاعه عليه، يقول الشيخ ابن باز - رحمه الله -: "والحق أن عمر - رضي الله عنه - أراد بالنهي عن تتبع آثار الأنبياء، سدّ الذريعة إلى الشرك، وهو أعلم بهذا الشأن من ابنه - رضي الله عنهما - وقد أخذ الجمهور بما رآه عمر، وليس في قصة عتبان ما يخالف ذلك؛ لأنه في حديث عتبان قد قصد أن يتأسَّى به - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، بخلاف آثاره في الطرق ونحوها؛ فإن التأسِّي به فيها وتتبعها لذلك غير مشروع، كما دل عليه فعل عمر، وربما أفضى ذلك بمن فعله إلى الغلوِّ والشرك؛ كما فعل أهل الكتاب،، والله أعلم". (هامش فتح الباري: 1/ 569).
فلو قُدر أن الشيخ ذهل عن هذا الكلام مع وجوده في إحدى صفحات "الفتح"، التي نقل منها الشيخ كلاماً للحافظ ابن حجر، وكان تعليق الشيخ ابن باز استدراكاً على نفس كلام الحافظ المنقول؛ أقولُ: لو قُدِّر ذلك، فما بال الشيخ - غفر الله له - يعرض عنه بعد اطِّلاعه عليه في كلام الشيخ السقَّاف!!
بل للشيخ ابن باز جملة من الفتاوى الدالة على عدم مشروعية تتبع الآثار النبوية، فضلاً عن التبرُّك بها؛ فمن ذلك قوله - مثلاً - في حكم قصد المساجد السبعة بالمدينة ومسجد القبلتين: "أما المساجد السبعة، ومسجد القبلتين، وغيرها من المواضع التي يذكر بعض المؤلفين في المناسك زيارتها؛ فلا أصل لذلك، ولا دليل عليه، والمشروع للمؤمن - دائماً - هو الاتباع دون الابتداع" (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة: 6/ 321).
ويقول كذلك في فتوى أخرى: "وأما ما نُقل عن ابن عمر - رضي الله عنهما - من تتبع آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - واستلامه المنبر؛ فهذا اجتهادٌ منه - رضي الله عنه - لم يوافقه عليه أبوه، ولا غيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم أعلم منه بهذا الأمر، وعلمهم موافقٌ لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة. وقد قطع عمر - رضي الله عنه - الشجرة التي بويع تحتها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديبية، لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها، ويصلُّون عندها؛ خوفاً من الفتنة بها، وسدّاً للذريعة" (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة: 9/ 109).
ويقول كذلك: "لا يجوز للمسلم تتبع آثار الأنبياء؛ ليصلي فيها، أو ليبني عليها مساجد؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، ولهذا كان عمر - رضي الله عنه - ينهى الناس عن ذلك، ويقول: "إنما هلك من كان قبلكم، بتتبعهم آثار أنبيائهم"، وقطع - رضي الله عنه - الشجرة التي في الحديبية، التي بويع النبي - صلى الله عليه وسلم - تحتها؛ لما رأى بعض الناس يذهبون إليها ويصلون تحتها؛ حسماً لوسائل الشرك، وتحذيراً للأمة من البدع، وكان - رضي الله عنه - حكيماً في أعماله وسيرته، حريصاً على سدِّ ذرائع الشرك، وحسم أسبابه؛ فجزاه الله عن أمة محمد خيراً. ولهذا لم يبن الصحابة - رضي الله عنهم - على آثاره - صلى الله عليه وسلم - في طريق مكة وتبوك وغيرهما مساجد؛ لعلمهم بأن ذلك يخالف شريعته، ويسبب الوقوع في الشرك الأكبر، ولأنه من البدع التي حذر الرسول منها - عليه الصلاة والسلام - بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ))؛ متفقٌ عليه من حديث عائشة - رضي الله عنها. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو ردٌّ)؛ رواه مسلم في "صحيحه". وكان - عليه الصلاة والسلام - يقول في خطبة الجمعة: ((أما بعدُ، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))؛ خرجه مسلم في "صحيحه"، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله". (مجموع فتاوى ومقالات: 17/ 421).
فهذا كلام الشيخ ابن باز، فهل يصحُّ بعد ذلك أن يُنسب القول بجواز التبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية إليه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - نقل الشيخ كلاماً لإسحاق بن راهويه في معرِض كلامه عن عدم الفرق بين التبرُّك بالمكان، وبين التبرُّك بما اتصل من المكان بجسد النبي - صلى الله عليه وسلم - كالتراب ونحوه، وذلك في معرِض ردِّه على الشيخ السقَّاف، في بيان الفرق، وأنه بتقدير جواز التبرُّك في الثاني، لوجود عَيْن لامست جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يجوز التبرُّك بالمكان بعد انعدام تلك العَيْن، فأتى الشيخ بكلام إسحاق؛ لبيان عدم تفريق السلف بين المسألتين؛ فقال: "وعبارة إسحاق بن راهويه - شيخ الإمام أحمد - تدل على أن السلف لا يفرقون بين هذين القسمين. يقول: "ومما لم يزل من شأن من حج؛ المرور بالمدينة، والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتبرُّك برؤية روضته، ومنبره، وقبره، ومجلسه، وملامس يديه، ومواطئ قدميه".
فيقال أولاً: ليس إسحاق بن راهويه بشيخ للإمام أحمد، وإنما هو من أقرانه، وأحمد أسنُّ منه، ولا ضير أن روى أحمد عن إسحاق؛ فإن روايته عنه لا تصيره تلميذاً له؛ بل هي من قبيل رواية الأقران، ولعل الشيخ أراد أن يُضفي على كلام إسحاق نوع جلالة بذكر هذه المشيخة، ويستميل قلوب القراء بهذا الأسلوب.
ويقال ثانيا: ليس في كلام إسحاق ما يُتعلَّق به في شأن مسألتنا؛ إذ غاية ما في كلام إسحاق أن الحجاج بعد فراغهم من حجهم، يقصدون المدينة للصلاة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولتكتحل عيونهم بمرأى مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتبركوا (برؤية) روضته، (ورؤية) منبره، (ورؤية) قبره، (ورؤية) مجلسه، (ورؤية) ملامس يديه، (ورؤية) مواطئ قدميه. وإني لأعتذر للقارئ عن تكرار كلمة (رؤية)؛ لأنها مقصودةٌ في العطف في كلام إسحاق، كما هو بين واضحٌ، وإلا فهل يُتصوَّر في إسحاق أن يبيح التبرُّك بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم!!
ولقد كنتُ في غنى عن هذا التعليق؛ لولا أن الشيخ عبدالعزيز - غفر الله له - قد علَّق على كلمة إسحاق فقال: "فالروضة الشريفة يُتبرَّك برؤيتها، والمكث بها، والصلاة فيها من باب أوْلى، ومنبره - صلى الله عليه وسلم - يُتبرَّك بالتمسُّح به - كما كان يفعل الصحابة - ومنبره اندرس، ولم يبق منه شيءٌ، لكن بقيت البقعة؛ فيُتبرَّك بالمكث بها - إن أمكن. وأما قبره، وجدار الحجرة النبوية التي بها قبره وقبرا صاحبيه؛ فلا يوصل إلى شيء من ذلك ليتبرَّك به؛ لأنه أُحيط بالجدران الثلاثة. وأما مجلسه – أي: الأماكن التي كان يجلس بها؛ كأسطوانة الوفود، وأسطوانة السرير - فيُتبرَّك بالجلوس فيها والدعاء والصلاة".
وليت شعري؛ لو أمكن للشيخ أن يصل لقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أفيجيز التبرُّك ساعتئذٍ؟! ظاهر عبارته: نعم، وهو باطلٌ بيقين، وقد كان قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يوصَل إليه زمن الصحابة؛ فهل عُرف عن واحد منهم التبرُّك به، بأي لون من ألوان التبرُّك؟! وحاشا إسحاق - رحمه الله - أن يقول بجواز التبرُّك بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبارته كما تقدَّم لا تدلُّ عليه.
8 - من الغريب جدّاً ظن الشيخ أن مخالفيه في هذه المسألة يَعتقدون أن هذا اللون من التبرُّك - الذي يعتقده الشيخ - لونٌ من ألوان الشرك؛ فيقول: "هنا قاعدة مهمة: عدم المخالفة يدل على الموافقة في هذه المسائل؛ لأن مسألة التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية لو كانت مرتبطة بالشرك؛ لما سكت الصحابة، وكذلك التابعون؛ فإنهم لا يسكتون على منكر؛ فكيف يسكتون على شرك؟! ".
وكنتُ أربأ بالشيخ أن يتهم مخالفيه بمثل هذه التهمة، دونما مستند أو دليل، ثم يبني عليها مثل هذا الكلام؛ ليجعله دليلاً على المطلوب، والمخالفة في هذه المسألة لا تصل بصاحبها حدَّ الشرك - كما لا يخفى- فما بناه الشيخ على وصف الشرك - والحالة هذه - غير وارد. ثم نقول: ليس في أفعال الصحابة والتابعين تبرُّك بالبقعة - كما تقدَّم - بل غاية ما ثبت موافقة بعضهم لقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - لبقعة معينة، وما وقع من بعضهم من قصد ما وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم – اتفاقاً، فليس من قبيل التبرُّك كما يظنه الشيخ، وهذا ما سيتضح في نهاية المقال - إن شاء الله - ثم إنكار ما يريده الشيخ موجودٌ من فعل عمر؛ فلما الإعراض عنه، والتكلُّف في تأويله؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - أعاد الشيخ في ردِّه هذا الكلام على أثر عمر، والمروي عن المعرور بن سُوَيْد، في محاولة لتضعيف دلالة الحديث على عدم مشروعية تَقَصُّد ما نزله النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنازل اتفاقاً. يقول المعرور بن سُوَيْد: "وافيتُ الموسم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما انصرف إلى المدينة وانصرفت معه، صلى لنا صلاة الغداة، فقرأ فيها: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل} [الفيل: 1] و: {لإِيلافِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1]، ثم رأى أناساً يذهبون مذهباً، فقال: أين يذهب هؤلاء؟ قالوا: يأتون مسجداً ها هنا صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنما أُهلك من كان قبلكم بأشباه هذه، يتبعون آثار أنبيائهم، فاتخذوها كنائس وبِيَعاً، ومَنْ أدركته الصلاة في شيء من هذه المساجد التي صلى فيها رسول الله؛ فليصلِّ فيها، ولا يتعمدنَّها".
ولا شك أن هذا الأثر في غاية القوة في الدلالة على عدم مشروعية تتبُّع المواضع التي صلى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - اتفاقاً، وتَقَصُّد الصلاة فيها، ومع ذلك فالشيخ مُصِرٌّ أنه لا دلالة لهذا الأثر؛ فيقول: "وأما حديث عمر الذي رواه المعرور بن سُوَيْد؛ فأجاب عنه الحافظ ابن حجر، وملخص الأجوبة: أنها واقعة عَيْن، ولها أسبابٌ كانت حاضرة في تلك الواقعة، وإلا فكيف تفسر سكوت الفاروق عن ابنه طوال الوقت؟ أيحابي عمر ابنه عبد الله؟! ".
والشيخ يشير إلى ما ذكره في كتابه من أجوبة الحافظ ابن حجر على أَثَر عمر هذا، وأن إنكار عمر إنما كان لأحد أمرين:
أ- إمَّا أنه أنكر على قوم يزورون هذه الأماكن ولا يصلون.
ب- أو خشية أن يُعتقد وجوب ذلك.
وكلا الوجهين لا يخلو من تكلُّف بيِّن؛ فالأول: على خلاف نص الحديث؛ بل وعلى خلاف ما يراه الشيخ، فهو لا يرى غضاضة من تَقَصُّد هذه الأماكن للزيارة والمكث المجرَّد.
أما الثاني: فكسابقه، على خلاف ظاهر الأثر، ولقد كان يكفي عمر أن يبيِّن ذلك بكلامٍ عربيٍّ مبين، دون الحاجة لأن ينكر عليهم إنكاره هذا، ويقول لهم ما قال.
يؤكد هذا ما أورده الشيخ من أثر عمر - رضي الله عنه - في قطع شجرة الرضوان، وذلك في سياق نقله من كلام الحافظ ابن حجر، وفيه: "ثم وجدتُ عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع: أن عمر بلغه أن قوماً يأتون الشجرة، فيصلون عندها؛ فتوعدهم، ثم أمر بقطعها، فقُطعتْ".
قال الشيخ معلِّقاً: "لقد ذكر أخي الفاضل خبر قطع الفاروق عمر - رضي الله عنه - الشجرة، وهو مرسلٌ؛ لأن نافعاً لم يلقَ عمر؛ قال الإمام أحمد: "نافع عن عمر منقطعٌ" (انظر: "التهذيب" لابن حجر: 10/ 414). لكن هذا الخبر مشهور، وإن كان مرسلاً فهو مقبول".
أليس هذا الفعل من عمر كفعله السابق في حديث المعرور، في إنكار قصد هذه المواقع للصلاة، سواءً بسواء، وهو ما لا يراه الشيخ - غفر الله له؟!
أما قوله فيمن كان يصلي عندها: إنهم إمَّا صحابة وإمَّا تابعون، وأن طارق بن عبدالرحمن مر بمَن كان يصلي عندها، ولا ينكر عليهم. فلا أدري ما وجهه، وما الحُجَّة فيه، وكيف يُترك إنكار عمر الصريح لفعل مجاهيل لا تُعرف أعيانهم، وهل من الإنصاف الإعراض عن الأمر المحكم المعلوم إلى أمر مجهول، وليس ينفع الشيخ قيام الاحتمال بكون بعض أولئك من الصحابة؛ إذ الاحتمال قائم بكونهم ليسوا منهم، ولو قدر أن بعضهم من الصحابة؛ فمن علم - وهو عمر - حُجَّةً على مَنْ لم يعلم، وليس فعلهم هذا بأبلغ مما كان يفعله ابن عمر، ولم يوافقه عليه جماهير الصحابة، كما سيتضح - إن شاء الله.
10 - أما ما ذكره الشيخ - غفر الله له - من أن عدم مخالفة الصحابة لابن عمر - على حدِّ زعمه - دالٌّ على الموافقة، وقوله: "فعدم نقل المخالفة أو الإنكار يدلُّ على الموافقة؛ بخلاف العكس، وهو ما حاولتَ الاستدلال به، فجزمتَ بأن أبا بكر وعمر وبقية الصحابة كانوا يخالفون ابن عمر، ولا يرون التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية، ودون أن تثبتَ ذلك خرط القتاد؛ لكنك تستدل بأنه لم يُنقل عنهم، وعدم النقل هنا ليس دليلاً".
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيخ يعتقد أن عدم النقل هنا لا يفيد نقل العدم، وأنه من الممكن المحتمل أن أبا بكر وعمر وبقية الصحابة كانوا يصنعون صنيع ابن عمر، وهذا في الحقيقة أمر عجيب! ولو فتح هذا الباب لانفتحت علينا أبواب البدع؛ فكلما قلنا هذا لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمكن أن يُدعى ما ادَّعاه الشيخ هنا، من أن عدم النقل ليس نقلاً للعدم، ومعلومٌ أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها؛ بل هي فيما أمكن أن لا ينقل لقلته وندرته، وعدم توافر الهمم على نقله، أما مسألتنا هذه؛ فلو كان من ذلك شيئ لنُقل، ولا أعلم أحداً من أهل العلم ادَّعى أن هذا ليس خاصّاً بابن عمر، وأن الصحابة كانوا مثله في شدَّة تحري أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما نُقل عنه، ولم يُنقل عنهم، مع اشتراك الكل في هذا التحرِّي، كيف وأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تقول: "ما كان أحدٌ يتَّبع آثار - صلى الله عليه وسلم - في منازله كما كان يتبعه ابن عمر"؟ فما كان أحد يصنع كصنيعه، ولا يتحرى تحريه، بل أنكر عمر - وإن أبى الشيخ – على مَنْ صنع صنيع ابنه، وليت شعري؛ أيهما أقرب للمعقول والإمكان: عدم نقل إنكار عمر على ابنه لو وقع، أو عدم نقل موافقة عمر وغيره لابنه؟!!
وهذا كله لو سُلِّم أن ما جرى من ابن عمر كان على وجه التبرُّك، والصواب أن ذلك لم يكن منه - رضي الله عنه - ولا من غيره على وجه التبرُّك بالبقعة على النحو الذي يريده الشيخ – غفر الله له- وهذا يتضح بالنقطة التالية.
11 - أختم مقالتي هذه بهذه النقطة - بعدما تقدم - للتأكيد على مسألة غاية في الأهمية؛ وهي أن ثمة فرقاً حقيقياً بين مَنْ يستدل الشيخ بأفعالهم من السلف، وما يذهب إليه - حفظه الله - في هذه المسألة، فالشيخ يرى أن الاعتبار في التبرُّك بالآثار النبوية المكانية هو سريان البركة فيها، ولذا فهو يرى مشروعية الصلاة والدعاء والمكث بها لبركة المكان، ولا فرق لديه بين أن يكون المكان مما أَحْدَثَ فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبادة أو لم يُحْدِث، وبين أن يكون قاصداً للمكان لإحداث العبادة أو غير قاصد، فكل مكان لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لمدة قصيرة؛ فيُشرع أن يُتبرَّك به -أي بالصلاة والدعاء والمكث.
ولا يختلف الحكم بين مكان صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو دعا أو جلس، فمجرد مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المكان هذه الخصوصية؛ ولذا يقول الشيخ مبيناً حقيقة الأماكن النبوية: "أي: الأماكن التي وطئتها قدماه الشريفتان، صلى فيها، أو مكث بها ولو لمدة قصيرة"، ويقول مبيناً سريان بركة النبي - صلى الله عليه وسلم - لكل ما مسَّه - صلى الله عليه وسلم - ووطئته قدماه: "فالنبي - صلى الله عليه وسلم - جسده الشريف كله بركة، وما انفصل من جسده فهو مباركٌ؛ كشَعْره، وعَرَقه، ودمه، وما باشر جسده الشريف تسري إليه البركة؛ كجبَّته، وقصعته، والتراب الذي وطئه، وما لامسته يداه؛ كرمَّانة المنبر. وتسري بركته - صلى الله عليه وسلم - إلى المكان أيضاً؛ مثل مصلاه، وبيته، وحجرته، والمواضع التي صلى فيها، أو التي مكث بها؛ قال ابن حجر: "ولو لمدة قصيرة". وقد بينّا ذلك. وأوضح مثال لهذا المدينة النبوية كلها، بوركت بوجوده فيها - صلى الله عليه وسلم – بذاته، وبجسده الشريف؛ فالتراب والجدار الذي باشره يُتبرَّك به - إذا وجد - ويُتبرَّك بقصد المكان للمكث فيه أو الصلاة فيه .. كما نقلنا عن السلف؛ فلا معنى لنفي البركة عن المكان".
فهذا هو المعنى الذي لأجله يرى الشيخ جواز التبرك بالآثار النبوية المكانية، ولست أدري لما اقتصر الشيخ على ثلاثة أنواع من التبرُّك دون غيرها، إن كان الأمر كما ذكر، ولما لا يبيح التمسُّح بالمكان الذي لبث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسَّه، ما دام مباركاً، وما الفرق حقيقةً - إن كان الأمر كما يدعي- بين رمَّانة منبره والأرض التي جلس عليها، ما دامت البركة سارية فيها؟! ثم ما الدليل على دعوى الشيخ هذه: أن بركته تسري لكل مكان لبث فيه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا تأملنا في أحوال من يستدل الشيخ بأفعالهم من سلفنا الصالح – كابن عمر وغيره - فسنلحظ أنهم كانوا يفعلون ما يفعلون، لا طلباً لبركة المحل والمكان؛ وإنما تحرِّياً لأفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - رجاء أن يأتوا بها على وجه الموافقة التامة، في هيئتها وصفتها، ومكانها وزمانها، إن قدروا عليه.
فتأمل صنيع سلمة، وتحرِّيه الصلاة حيث كان يتحرَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلِّي، وكذا جابر؛ كان يدعو في المكان الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو، فلا سلمة بالذي اقتصر على الدعاء أو مجرد المكث في ذلك المكان، ولا جابر بالذي حرص على الصلاة أو مجرد المكث في المكان الآخر!
وهذا المعنى أوضح ما يكون في سيرة ابن عمر، الذي كان لشدة تحرِّيه يَتَقَصَّد أن يصلي حيث صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتقدَّم في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وقف فيها، ويقول برأس راحلته بمكة، يثنيها ويقول: "لعل خُفّاً يقع على خُفٍّ"! بل ويبول في المكان الذي بال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قيل فيه - رضي الله عنه - وعن شدة تتبعه لآثار النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو رأيت ابن عمر يتَّبع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقلت مجنون"! فهل كان هذا الاتباع منه تبرُّكاً بالبقعة، أم هي المتابعة والموافقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في فعله بالمكان الذي فعل؟
فلم يكن ابن عمر ولا غيره يفعل هذه الثلاث (الصلاة والدعاء والمكث) في كل مكان نزله النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كان لا يفعل فيها إلا ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وفرقٌ عظيمٌ بين ما يقول به الشيخ، وما وقع من بعض الصحابة، من تتبع آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا بيٍّنٌ بحمد الله، وإلا فهل كان ابن عمر يفعل واحداً من هذه الثلاث في المكان الذي نزله النبي - صلى الله عليه وسلم – ليبول؟! وهل بوله حيث بال النبي - صلى الله عليه وسلم - دالٌّ على تبرُّكه بهذه البقعة؟! بل هذا الصنيع منه مخالفٌ لمطلوب الشيخ؛ إذ حظّ المكان المبارك أن يُحترم ويُكرم، ويُجنَّب مثل هذا الصنيع.
وعليه: فلو أن الشيخ قد قال بجواز موافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أفعاله، بأدائها حيث فعل - ولو اتفاقاً - من غير تحرٍّ للمكان؛ لكان له سلفٌ من السلف الصالح، كابن عمر وغيره، مع قولنا بأن هذا الاجتهاد منه - رضي الله عنه - اجتهادٌ مرجوحٌ، وهو على خلاف رأي أبيه - رضي الله عنه - ورأي جماهير الصحابة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - عليه رحمة الله -: "وكذلك ابن عمر؛ كان يتحرَّى أن يسير مواضع سير النبي - صلى الله عليه وسلم -وينزل مواضع منزله، ويتوضَّأ في السَّفر حيث رآه يتوضَّأ، ويصبَّ فضلَ مائه على شجرةٍ صبَّ عليها، ونحو ذلك مما استحبَّه طائفةٌ من العلماء، ورأوه مستحبّاً، ولم يستحبّ ذلك جمهور العلماء، كما لم يستحبّه ولم يفعله أكابر الصحابة؛ كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل ... وغيرهم، لم يفعلوا مثل ما فعل ابن عمر، ولو رأوه مستحبّاً لفعلوه، كما كانوا يتحرُّون متابعته والاقتداء به.
وذلك لأن المتابعة: أن يفعل مثل ما فعل، على الوجه الذي فعل، فإذا فعل فعلاً على وجه العبادة؛ شُرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص مكان أو زمان بالعبادة؛ خصصناه بذلك، كما كان يقصد أن يطوف حول الكعبة، وأن يلتمس الحجر الأسود، وأن يصلي خلف المقام، وكان يتحرَّى الصلاة عند أسطوانة مسجد المدينة، وقصد الصعود على الصفا والمروة والدعاء والذكر هناك، وكذلك عرفة ومزدلفة وغيرهما.
وأما ما فعله بحكم الاتفاق - ولم يقصده - مثل أن ينزل بمكان ويصلي فيه؛ لكونه نزله، لا قصداً لتخصيصه بالصلاة والنزول فيه. فإذا قصدنا تخصيص ذلك المكان بالصلاة فيه أو النزول؛ لم نكن متَّبعين؛ بل هذا من البدع التي كان ينهى عنها عمر بن الخطاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ثبت بالإسناد الصحيح من حديث شعبة، عن سليمان التَّيمي، عن المعرور بن سُوَيْد، قال: "كان عمر بن الخطاب في سفرٍ، فصلى الغداة، ثم أتى على مكان، فجعل الناس يأتونه فيقولون: صلَّى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر: إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتَّبعوا آثار أنبيائهم، فاتخذوها كنائس وبِيَعاً؛ فمن عرضت له الصلاة فليصلِّ، وإلا فليمضِ".
فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه؛ بل صلى فيه لأنه موضع نزوله، رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعةً؛ بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها، ونهى المسلمين عن التشبُّه بهم في ذلك. ففاعل ذلك متشبِّهٌ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الصورة، ومتشبِّهٌ باليهود والنصارى في القَصْد، الذي هو عمل القلب. هذا هو الأصل؛ فإن المتابعة في النية أبلغ من المتابعة في صورة العمل" (قاعدة جليلة، في التوسل والوسيلة: 201).
وهذا كلام متين، من إمام محقِّق؛ فاستمسك به.
أما قول الشيخ بجواز التبرك بكل ما نزله النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأمكنة فقولٌ غريب، لا دليل عليه، وليس بثابت في أفعال الصحابة كما قد تبيَّن، وعليه؛ فإن قول الشيخ - حفظه الله - في صنيع ابن عمر: "وذكرتُ الحديثَ الصحيح في البخاري، عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - وعن سالم ابنه، ونافع مولاه، تتبُّعهم للأماكن النبوية؛ ولا شك أن تتبُّعهم للتبرُّك، وإلا لم يكن له كبير معنى" غير صحيح كما قد تبيَّن.
والتبرُّك عند الشيخ بهذه الأماكن على ثلاثة أنواع كما سبق: الصلاة، والدعاء، والمكث.
وإني لأتساءل ما فائدة المكث المجرَّد فيما نزله النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأماكن لصلاة وغيرها؟! وأي خير يستفيده الإنسان من مثل هذا؟! هل يرجو الأجر بمجرد هذا الجلوس، أو الشفاء، أو الخير، أو ماذا؟! وهل جرى مثل هذا من أحد من الصحابة؛ فتَقَصَّد أن يجلس في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - أو مصلاه، أو غير ذلك من منازله، جلوساً مجرَّداً؛ رجاء بركة البقعة؟!
هذا ما لا أعلم ثبوته عن واحد منهم - رضي الله عنهم - وبهذا يتبين بطلان ما قاله الشيخ – حفظه الله - في تقرير هذه المسألة: "بل أقولُ أكثر من ذلك: إن التبرُّك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - المكانية لا خلاف فيه طوال القرون الثلاثة المفضَّلة، وطوال القرون بعد ذلك، ولا أعلم أحدًا خالف في ذلك؛ إلا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله".
والخلاصة:
أن ما كان يجري من ابن عمر وأمثاله إنما هو المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الهيئة الظاهرة، فيفعل مثل ما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في المكان الذي فعل، وهذا على خلاف رأي الشيخ الذي يعلِّل ذلك بالتبرُّك - كما سبق - وعلى كلٍّ؛ فجماهير الصحابة وساداتهم على خلاف صنيع ابن عمر؛ بل إن عمر - رضي الله عنه - قد أنكر على من فعل مثل صنيع ابنه كما تقدم مراراً.
هذا ما تيسر ذكره من ملاحظات عن تعقيب الشيخ عبدالعزيز القاري - غفر الله له - على أخيه الشيخ علوي السقَّاف، وإني لأدعو الشيخ أن يتأمل في المسألة، ويراجعها، وينظر؛ لعل شيئاً فاته، ولعل فيما ذَكر ما يستحق أن يستدرك.
أسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يهدينا، ويغفر لنا، ويرحمنا، اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
مصدر التّعقيب:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=596
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Apr-2007, صباحاً 06:08]ـ
شكر الله للشيخ عبدالله ما بذل من جهد
وجزيتم خيراً أخي سلمان
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 09:47]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم , وهناك رد قوي على د. عبد العزيز للشيخ ربيع - حفظه الله - تجده على هذا الرابط ( http://rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=204&gid=)
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:01]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل سلمان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:19]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
المشايخ الفضلاء: الحمادي - أبا جنيد صالح - آل عامر (حفظكم اللّه):
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم اللّهُ خيرًا
وأحسن إليكم.
ـ[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 09:06]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا سليمان على نقلك هذا الموضوع
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 06:30]ـ
اين اجد رد السقاف على قارئ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:57]ـ
جَزاكُمَا اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فِيْكُما.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:58]ـ
الرد على من زعم جواز التبرك بالآثار النبوية المكانية
بقلم: علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
aasaggaf@dorar.net
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
وبعد:
فقد أرسل لي أحد الفضلاء - جزاه الله خيراً - نسخة من كتاب للشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ بعنوان ((الآثار النبوية في المدينة المنورة وجوب المحافظة عليها وجواز التبرك بها)) مكتوب عليه: (وقف لله تعالى 1427هـ)، فشدني عنوانه وبخاصة قوله (وجواز التبرك بها)، فقرأته على عجل، وشدني أكثر تفسيره للآثار النبوية: بالآثار النبوية المكانية، فعدت له ثانية بعد أيام لأسجل هذه الملاحظات والوقفات مع الكتاب، ولو فسح الله في الوقت والعمر فسأفرد لهذا الموضوع كتاباً مستقلاً.
يقع الكتاب في خمسٍ وسبعين صفحة من الحجم المتوسط بدأه الشيخ بتقسيم الآثار إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول:
آثار تاريخية كأنواع المباني والأواني والنقود القديمة وهذا جعله الشيخ من اهتمام دارسي التاريخ والحضارة.
الصنف الثاني:
آثار خرافية كالقبور والأضرحة. وهذا استنكره المؤلف ودعا لمحاربته - جزاه اللهُ خيراً -
الصنف الثالث:
آثار إسلامية نبوية وهذه يرى وجوب المحافظة عليها وجواز التبرك بها كما هو صريح عنوان الكتاب.
وذكر للمحافظة على هذا الصنف أربع فوائد: الاعتبار بها، والتبرك بها، وأنها تساعد على دراسة السيرة النبوية، وأنها زينة للمدينة.
وهذه الورقات تناقش المؤلف في دعواه جواز التبرك بهذا الصنف من الآثار - وليس معنى هذا أني أوافقه فيما عدا ذلك - فدعوى الشيخ إذن: وجوب المحافظة على هذه الآثار من أجل التبرك بها.
هذا، وقد استدل المؤلف - عفا الله عنه - على دعواه تلك بأدلة، لا تنهض للدلالة على تلك الدعوى بحال، ولذا أرى لزاماً بيان سرِّ الخلط الذي وقع بسببه الشيخ ومن سبقه، ذلكم هو عدم التفريق بين التبرك والتعبد، أو قل بين التبرك من جهة، وبين الاقتداء والذي منه شدة الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى، وكذا عدم التفريق بين آثار النبي صلى الله عليه وسلم التي هي جزءٌ منه كنخامته، وشعره، أو ما لامس جسده الشريف الطاهر كماء وضوئه، وملابسه، ورمانة منبره التي كان يمسك بها أثناء الخطبة، عدم التفريق بين هذه الآثار وبين الأماكن التي جلس عليها أو صلى فيها، أو مرَّ بها.
أمَّا آثاره صلى الله عليه وسلم سواءً كانت جزءاً منه ثم انفصلت عنه، أو خارجةً عنه لكنها لامست جسده الطاهر، فهذه هي التي كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بها دون توسع، وربما استمر الأمر على ذلك سنوات معدودات ممن أتى بعدهم، ثم انقرضت الآثار وانقرض تبعًا لذلك هذا التبرك، أما تلك الأماكن التي جلس عليها أو صلى فيها ثم بمرور الزمن اندرس منها ما لامس جسده الشريف وبقيت البقعة المكانية كما هي، فهذه هي التي وقع فيها الخلط عند المؤلف كما هو الحال عند غيره، ولذا عدَّها بعضُ الخلف مما يُتبرك به.
والتبرك معناه: طلب البركة، وهي زيادة الخير، ويكون بالأعمال كالصلاة والصيام والصدقة وكل أمر شرعه الله ففيه بركة الأجر والثواب، ويكون بالذوات وآثارها، وقد تقدم أن ما كان بذات النبي صلى الله عليه وسلم وما لامسها أنه جائز، والشيخ في كتابه هذا إنما يعني التبرك بالذوات سواءً لامست جسده أم لا، ولذا ذكر جواز التبرك بالمكان في الصفحات: (25،24،23،16)، وجواز التبرك بالمواضع والآثار ذكره صفحة (17)، والتبرك بالمسح على رمانة المنبر ذكره صفحة: (13 و 25)، ومما يدل على أنَّ الشيخ - عفا الله عنه - يخلط بين هذين المعنيين ما قاله عن قول عتبان رضي الله عنه لما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته: ((فأتخذه
(يُتْبَعُ)
(/)
مصلى)) - وسيأتي الكلام عنه -، قال عنه تارة (ص15): ((ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه)) وقال (ص23): ((أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم عتبان على التبرك بالمكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم)) فهو تارة يجعل التبرك بالصلاة وتارة يجعله بالمكان.
وقد استدل الشيخ على صحة دعواه بستة أدلة:
الأول:
حديث عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وطلبه من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى ففعل عليه الصلاة والسلام، والحديث في الصحيحين.
الثاني:
حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وأنه كان يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عندها. والحديث في الصحيحين.
الثالث:
تحري الصحابة رضي الله عنهم الصلاة عند أسطوانة عائشة رضي الله عنها. وهو حديث منكر سيأتي الكلام عنه.
الرابع:
حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، وأنه كان يأتي مسجد الفتح ويدعو عنده، وسيأتي الكلام عنه.
الخامس:
ما ورد من تتبع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما للأماكن النبوية تبركاً بها.
السادس:
ما نُقل عن بعض أئمة السلف، كمالك وأحمد والبخاري.
وقبل الإجابة على هذه الأدلة أو الشبهات، لابد من التأكيد على أنَّ جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى الذي ذكره المؤلف، ليس مما قال به أحدٌ من سلف الأمة، بل ولا قال به أحدٌ من الأئمة الكبار عند سبر أقوالهم ومدلولاتها، وليس هو من باب ما يسوغ فيه الاجتهاد، ولذا فإن الرد على هذه الشبهات لا يتعلق بتصحيح حديث اختلف المحدثون فيه، ولا بتوثيق رجل اختلف علماء الجرح والتعديل في شأنه، ولا هو بمأخذ في دلالة لفظة، حمالة أوجه، وإنما هو في تصور الدلالة وانطباقها على الواقع، الأمر الذي غاب عن الشيخ - غفر الله له -، وأنا على يقين تام بأنه لو تأملها، لرجع عن قوله، كيف لا؟! وهو المعروف بدفاعه عن السنة، وذوده عن حياضها في مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
والرد على ما ذكره واستدل به الشيخ سيكون إن شاء الله على وجهين: مجمل، ومفصل:
فأما المجمل، فيقال:
لو كان الأمر كما قال الشيخ - عفا الله عنه - (ص14) ((التبرك بما يسمى (الآثار النبوية المكانية) أي الأماكن التي وُجد فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو صلى فيها أو سكن بها أو مكث بها ولو لبرهة)) أ. هـ، لو كان المشروع من التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم يبلغ هذا الحد، لكان حجم المنقول من ذلكم التبرك من أفعال الصحابة أكثر من أن يحصر وبما يغني الشيخ عن عناء تتبع الوارد في هذا الباب، ذلك أن عدد ما نَزَله النبي صلى الله عليه وسلم من الأماكن يفوق العد والحصر، وما وطئته قدماه الشريفتان يتجاوز التعداد، ومع ذلك فلم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم تبركوا بالمكان الذي نزله، أو أنهم تتبَّعوا مواطئ أقدامه صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد وفاته، كتبركهم بآثاره صلى الله عليه وسلم كشعره ووضوئه ونخامته، دع عنك أن يتتابعوا عليه، فلما تركوه وهم من هم حرصاً على الخير وحباً للنبي صلى الله عليه وسلم كان فيه أبلغ دليل على عدم مشروعية مثل هذا الصنيع بل وبدعيته وخروجه عن الهدي الأول. فدعوى التبرك بما مكث به ولو لبرهة: دعوة للتبرك بغار حراء، وشعاب مكة، وجبال مكة والمدينة وسهولهما، وما لا حصر له من الأماكن.
أمَّا الجواب المفصل فيقال:
= أمَّا حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه فقد أورده بتمامه (ص14) ثم قال: ((والدلالة من هذا الحديث واضحة في قول عتبان رضي الله عنه "فأتخذه مصلى" وفي إقرار النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه، قال الحافظ ابن حجر: وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو وطئها، قال ويستفاد منه أن من دعي من الصالحين ليتبرك به أنه يجيب إذا أمن الفتنة. وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز على هذه الفقرة بقوله: هذا فيه نظر، والصواب أن مثل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جعل الله فيه من البركة وغيره لا يُقاس عليه لما بينهما من الفرق العظيم .... ثم قال المؤلف: يفهم من كلامه هذا - أي ابن باز - الإقرار بدلالة حديث عتبان على مشروعية التبرك بالمكان الذي صلى فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
النبي صلى الله عليه وسلم وهو المقصود)) اهـ.
فأنت ترى هنا أن الدعوى أكبر من الدليل، فالدعوى هي وجوب المحافظة على آثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية من أجل التبرك بها حيث إنَّ من فوائد المحافظة عليها - كما ذكر في الفائدة الثانية - التبرك بها، فالشيخ - عفا الله عنه - يوجب المحافظة على هذه الآثار حتى نتمكن من التبرك بها، وأين في حديث عتبان، أو من كلام ابن حجر، أو حتى من كلام ابن باز المحافظة على هذه الآثار؟!، غاية ما في الحديث أن عتبان رضي الله عنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته كي يتخذه مصلى هذا أوّلاً. ثم بعد ذلك نأتي لمناقشة ما إذا كان ذلك للتبرك أم لا؟ فالحديث يحتمل احتمالات عدة ذكرها العلماء:
منها: ما نقله المؤلف عن ابن حجر.
ومنها: مالم ينقله المؤلف من قول ابن حجر في الصفحة نفسها: ((ويحتمل أن يكون عتبان إنما طلب بذلك الوقوف على جهة القبلة بالقطع)) (هامش فتح الباري) (1/ 522) وقد كان رضي الله عنه ضريراً.
والاحتمال الثالث: ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (17/ 468) حيث قال: ((فإنه قصد أن يبني مسجداً وأحب أن يكون أول من يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأن يبنيه في الموضع الذي صلى فيه، فالمقصود كان بناء المسجد)) وقال في (اقتضاء الصراط المستقيم) (2/ 754): ((ففي هذا الحديث دلالة على أن من قصد أن يبني مسجده في موضع صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بأس به، وكذلك قصد الصلاة في موضع صلاته، لكن هذا أصلُ قصدِه بناء مسجد فأحب أن يكون موضعاً يصلي له فيه النبي صلى الله عليه وسلم ليكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي رسم المسجد)) أ. هـ.
فأهل بيت عتبان رضي الله عنه لم يُنقل عنهم أنهم فعلوا ذلك، ولا أحدٌ من الصحابة تبعه في ذلك وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ما طلبه عتبان مع أنَّ فيهم من هو أفضل وأحرص على الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم منه كأبي بكر وعمر وغيرهما، بل لم يُنقل عنهم حرصهم على التنفُّل في محرابه صلى الله عليه وسلم. ثم إن هذا ينسحب أيضاً على النساء، فنساؤه في بيوته صلى الله عليه وسلم لم يُنقل عنهن أنهن كنَّ يفعلن ذلك، أم أنَّ التبرك خاص بالرجال دون النساء؟!. كلُّ ما في الأمر أن عِتبان كلَّ بصرُه، وفعل فعلاً كان يرى عليه فيه غضاضة، وهو صلاته في بيته، فأراد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم له على فعله، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم إكرامه ومواساته، وهو الرؤوف الرحيم بصحابته وبالمؤمنين صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر المؤلف (ص23) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذهب مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه إلى بيت عتبان رضي الله عنه وفي (ص14) قال: ((وليس مع المانعين سوى حديث موقوف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه)) أ. هـ يعني حديث المعرور بن سويد والذي فيه إنكار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على من قصد الصلاة في مكان صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم - وسيأتي - فهذا فقه عمر رضي الله عنه، وهو الذي ذهب مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت عتبان بن مالك رضي الله عنه كما ذكر المؤلف، فمن أولى بالاتباع؟!
وأياً كان الأمر فلا يُعرف أن الصحابة رضي الله عنهم أو من أتى بعدهم، حافظوا على مصلى عتبان رضي الله عنه ليتبركوا به، إلا ما رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 550) عن الواقدي أنه قال: (فذلك البيت - يعني بيت عتبان - يصلي فيه الناس بالمدينة إلى اليوم) والواقدي متروك كذاب.
= أمَّا الدليل الثاني وهو أثر سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فقد قال المؤلف - عفا الله عنه - (ص17): ((وثبت عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه كان يتحرى المكان الذي كان يصلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المنبر والقبلة: ففي الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان.
وفي رواية في الصحيح أيضاً قال يزيد كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف فقلت له: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها)) أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين في أثر سلمة رضي الله عنه التبرك بالأسطوانة أو بالمصلى خلفها، غاية ما فيه تحريه الصلاة عندها اقتداء بتحري النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من جنس الصلاة خلف مقام إبراهيم أو في مسجد قباء مع أن الصلاة عندهما أوكد من الصلاة عند الأسطوانة لما ثبت من فعله وقوله وترتيب الأجر على ذلك، ومع ذلك لم يقل أحدٌ من السلف أن الصلاة خلف المقام أو في مسجد قباء، كانت للتبرك بالمكان بل هو اقتداءٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم طلباً للأجر لا لبركة المكان، ثم لو كان ذلك للتبرك فأين سلمة وسائر الصحابة رضي الله عنهم من محرابه صلى الله عليه وسلم، وهذا ما سبق الحديث عنه من أنَّ الشيخ يخلط بين التبرك والتعبد والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك علق شيخ الإسلام ابن تيمية كما في (مجموع الفتاوى) (17/ 467) على حديث سلمة رضي الله عنه بقوله: ((وقد كان سلمة بن الأكوع يتحرى الصلاة عند الأسطوانة قال لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها فلما رآه يقصد تلك البقعة لأجل الصلاة كان ذلك القصد للصلاة متابعة)) أ. هـ فهي متابعةٌ قصداً للأجر وليست تبركاً بالمكان، ويتأكد هذا التخريج بأنَّ سلمة رضي الله عنه وغيره من الصحابة كذلك، ما كانوا يتحرون كلَّ بقعةٍ صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانوا يتحرون ما كان يتحراه صلى الله عليه وسلم، ومذهب الشيخ أن كل مكان مكث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لبرهة فهو محلٌ للتبرك وهو على خلاف مذهب سلمة المستدل بفعله، ثم أين في الأثر إشارة إلى التبرك المزعوم؟! غاية ما فيه تحريه الصلاة حيث تحرَّاها النبي صلى الله عليه وسلم، ولو سلمنا جدلاً أن التحري كان للتبرك فهو تبركٌ بما لامس جسده الشريف في ذلك الوقت، وليس تبركاً بالبقعة ذاتها، فلو أراد أحدٌ اليوم أن يصلي خلف الأسطوانة تأسياً فله ذلك، أما تبركاً فلا، أيتبرك بالفرش الأعجمية أم بأنواع الرخام المصنوع في الشرق أو الغرب؟! فليس ثمة ما مسَّ جسده الطاهر صلوات الله وسلامه عليه.
ومن الغرائب أن الشيخَ يعدُّ هذا الأثر من قسم المرفوع حتى يعارض به أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيقول (ص27): ((فهذا أثر موقوف على عمر رضي الله عنه فكيف يناهض حديثين مرفوعين مقطوعاً بهما رواهما البخاري ومسلم، وهما: حديث عتبان، وحديث سلمة بن الأكوع المتفق عليه)) ولا أدري ما وجه كون حديث سلمة رضي الله عنه مرفوعاً وهو من فعله واجتهاده بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؟!
= أمَّا ثالث أدلته وهو تحري الصحابة الصلاة عند أسطوانة عائشة رضي الله عنها فقد أورد فيه حديثاً منكراً، ولو صح فليس فيه دليل على التبرك، فقد قال - عفا الله عنه - (ص21): ((وأسطوانة عائشة كانت تسمى أسطوانة المهاجرين حيث كانوا يجتمعون عندها، وكان الصحابة يتحرون الصلاة عندها، ذكر ذلك الحافظ في الفتح، ... ثم قال: روى الطبراني في الأوسط عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في المسجد لبقعة قِبَل هذه الأسطوانة، لو يعلم الناس ما صلُّوا فيها إلا أن تُطَيَّر لهم فيها قرعة ... الخ الحديث)).أ. هـ
والحديث رواه الطبراني في (الأوسط) (1/ 475) من طريق عتيق بن يعقوب قال حدثنا عبدالله ومحمد ابنا المنذر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، ومحمد بن المنذر هو الزبيري يروي عن هشام أحاديث موضوعة ومنكرة، وعبدالله أخوه لا تُعرف له ترجمة. انظر: (السلسلة الضعيفة) للألباني (2390)
والحديث - لو صح - ليس فيه دليل أنهم كانوا يتحرُّون الصلاة عند الأسطوانة تبركاً بل اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل كان الصحابة رضي الله عنهم يبتدرون السواري وهي الأسطوانات - وقد كانت من خشب - للصلاة عندها وجعلها سترة لهم، وهذا معروف مشهور.
ثم إن الغريب من الشيخ أنه لم يكتفِ بأسطوانة عائشة المزعومة بل زاد عليها وقال (ص20): ((ومن الأماكن النبوية في الروضة الشريفة الأسطوانات الأخرى، وهي: أسطوانة السرير، وأسطوانة الحرس، وأسطوانة الوفود، وأسطوانة التوبة، وأسطوانة التهجد)) ولا أدري أيريد من الناس الذهاب إلى هذه الأسطوانات ليلتمسوا البركة عندها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
مع العلم أن أياً من هذه الأسطوانات لم يرد فيها حديث خلا أسطوانة التوبة - والتي تيب عندها على أبي لبابة رضي الله عنه - فقد ورد فيها حديث إسناده ضعيف، انظر: صحيح ابن خزيمة (رقم2236) وضعيف ابن ماجه (رقم350).
= أمَّا دليله الرابع، فهو حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما فقد قال الشيخ (ص23): ((وثبت عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه كان يأتي مسجد الفتح الذي على الجبل، يتحرى الساعة التي دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الأحزاب ويتحرى المكان أيضاً ويقول: ولم ينزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء إلا عرفت الإجابة)) وقال في موضع آخر (ص59): بعد أن ذكر الحديث ((يقصد رضي الله عنه أنه يتوخى الزمان والمكان أي يدعو في تلك الساعة في ذلك المكان الذي دعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح، بدليل رواية البخاري في الأدب المفرد ولفظه: .. - ثم ذكر اللفظ المتقدم آنفاً -)) أ. هـ
وحديث جابر هذا رواه الإمام أحمد في (المسند) (22/ 425 بتحقيق الأرنؤوط) والبزار في مسنده ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (19/ 200) من طريق أبي عامر العَقَدي عن كثير بن زيد بلفظ: ((إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة))، وفي إحدى روايات البزار أنه: ((يدعو في تلك الساعة في مسجد قباء)) ذكرها المؤلف نفسه (ص59)، ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 73) وابن الغطريف في جزئه (ص107) ومن طريقه عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص49) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد عن كثير بن زيد بلفظ: ((إلا توخيت تلك الساعة من ذلك اليوم فدعوت فعرفت الإجابة)) ورواه البخاري في الأدب المفرد (2/ 167 مع الشرح) من طريق سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد بلفظ: ((إلا توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيه))، وأصح هذه الروايات إسناداً رواية أحمد فأبو عامر أوثق من عبيدالله ومن سفيان لذلك قال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 142): رواه أحمد والبزار وغيرهما وإسناد أحمد جيد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 12): رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات، وكثير بن زيد نفسُه فيه كلام انظر: (السنن والأحكام) (4/ 300) للضياء المقدسي و (اقتضاء الصراط المستقيم) (2/ 816) لابن تيمية، والحديث ضعف إسناده الأرنؤوط في تخريجه للمسند من أجل كثير بن زيد، وحسَّنه الألباني في (صحيح الأدب المفرد) (1/ 256) و (صحيح الترغيب والترهيب) (2/ 24) باللفظين معاً، وأنكر ابن تيمية أن يكون جابر رضي الله عنه كان يتحرى المكان فقال في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 816) ((ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان)).
= أمَّا تتبع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما للأماكن النبوية فقال المصنف (ص17): ((وقد بوب البخاري في صحيحه فقال: "باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم " وذكر فيه أحاديث فيها تتبع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لهذه المواضع والتبرك بها، ومثله سالم ابنه كان يتحرى هذه المواضع، ويُفهم من تبويب البخاري وذكره لهذه المواضع أنه يرى مشروعية التبرك بذلك)) وفي (ص23) قال: ((ولذلك لم ينقل أن عمر أنكر على ابنه عبدالله شدة تتبعه للأماكن النبوية وتبركه بها، بل لم يرد عن أي أحدٍ من الصحابة أنه أنكر عليه ذلك، فهم وإن لم يُنقل عنهم أنهم كانوا يفعلون ذلك مثله لكن عدم إنكارهم يدل على مشروعية فعله رضي الله عنه)) أ. هـ
والعجب لا ينقضي من صنيع المؤلف هذا! فقد زعم أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يفعل ذلك تبركاً وليس فيما أورده ما يشير إلى ذلك، ثم زعم أن البخاري من تبويبه هذا يُفهم منه أنه يرى مشروعية التبرك، فبنى خطأً على خطأ، والبخاري بريء من ذلك، ثم زعم أن عمر رضي الله عنه لم ينكر على ابنه وسيأتي أنه أنكر على ما هو أشد من ذلك، فماذا يريد الشيخ من كل ذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهاكم نص الحديث كما أورده البخاري، ولنفتش سوياً عما زعمه المؤلف من تبرك ابن عمر رضي الله عنهما بهذه الأماكن، قال البخاري: ((حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا فضيل بن سليمان قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة. وحدثني نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة وسألت سالماً فلا أعلمه إلا وافق نافعاً في الأمكنة كلها إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء)) أ. هـ، فأين في الحديث أن ابن عمر كان يتبرك بهذه الأماكن حتى يرتب عليها المؤلف كلامه السابق؟! وكذا تبويب البخاري: ((باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم)) أين فيه مشروعية التبرك بهذه المساجد والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم؟! وهذا يؤكد ما ذكرته من أنَّ مبنى خطأ المؤلف هو الخلط بين ما كان يفعله الصحابة اقتداءً واتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم وما كانوا يفعلونه تبركاً.
أما زعمه أن عمر رضي الله عنه لم ينكر على ابنه عبدالله فجوابه: أنه أنكر على جمع من الصحابة فعلوا فعل ابن عمر رضي الله عنهم، فعن المعرور بن سويد الأسدي قال: ((وافيت الموسم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما انصرف إلى المدينة، وانصرفت معه، صلى لنا صلاة الغداة، فقرأ فيها: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} و {لإيلاف قريش}، ثم رأى أناساً يذهبون مذهباً، فقال: أين يذهبون هؤلاء؟ قالوا: يأتون مسجداً ها هنا صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما أهلك من كان قبلكم بأشباه هذه يتبعون آثار أنبيائهم، فاتخذوها كنائس وبيعاً، ومن أدركته الصلاة في شيء من هذه المساجد التي صلى فيها رسول الله، فليصل فيها، ولا يتعمدنَْها)). رواه الطحاوي في (مشكل الآثار) (12/ 544) واللفظ له، وابن أبي شيبة في (المصنف) (2/ 376) وهذا الأثر صحح إسناده ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (1/ 281) والألباني في (تخريج فضائل الشام) (ص49) وقال في (الثمر المستطاب) (1/ 472): وهذا إسناد صحيح على شرط الستة. والحديث صريح في إنكار عمر رضي الله عنه على من فعل ذلك وهذا الإنكار كان أمام جمعٍ من الصحابة، ولا أدري كيف خفي هذا على الشيخ؟ بل لم يخف عليه، فقد سبقت الإشارة إلى أنه قال (ص14): ((وليس مع المانعين سوى حديث موقوف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه)) فهو - غفر الله له - يعرف حديث عمر الذي أنكر فيه على من فَعَلَ فِعْلَ ابنه عبدالله ثم يقول ولم يُنقل عن عمر أنه أنكر على ابنه! ومن نظر في سيرة عمر رضي الله عنه يجدها مُطَّرِدَةً في إنكار مثل هذا الصنيع حتى أنه أمر بقطع الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها لما بلغه أنَّ ناساً يأتونها ويصلون عندها. كما في مصنف ابن أبي شيبة (2/ 375) وقال ابن حجر في الفتح: ((ثم وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر رضي الله عنه بلغه أن قوماً يأتون شجرة فيصلون عندها فتوعدهم ثم أمر بقطعها فقطعت)) أما على رأي الشيخ فإنه تجب المحافظة على الشجرة، ويجوز التبرك عندها كذلك!
قال ابن تيمية كما في (اقتضاء الصراط المستقيم) (2/ 756): ((كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار يذهبون من المدينة إلى مكة حجاجاً وعماراً و مسافرين ولم ينقل عن أحدٍ منهم أنه تحرى الصلاة في مصليات النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن هذا لو كان عندهم مستحباً لكانوا إليه أسبق، فإنهم أعلم بسنته وأتبع لها من غيرهم))، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز ’ الذي عدَّه المؤلف ممن يجيزون التبرك بالمكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق نقله عنه: ((والحق أن عمر رضي الله عنه أراد بالنهي عن تتبع آثار الأنبياء، سد الذريعة إلى الشرك، وهو أعلم بهذا الشأن من ابنه رضي الله عنهما، وقد أخذ الجمهور بما رآه عمر، وليس في قصة عتبان ما يخالف ذلك، لأنه في حديث عتبان قد قصد أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم في ذلك، بخلاف آثاره في الطرق ونحوها فإن التأسي به فيها وتتبعها لذلك غير مشروع، كما دل عليه فعل عمر، وربما أفضى ذلك بمن فعله إلى الغلو
(يُتْبَعُ)
(/)
والشرك كما فعل أهل الكتاب والله أعلم)) (هامش فتح الباري) (1/ 569).
ثم إنَّ عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما كان من شدة تتبعه للنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يقضي حاجته حيث قضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك عنه في مسند الإمام أحمد (10/ 294 رقم 6151 بتحقيق الأرنؤوط) و صحيح البخاري (2/ 519 رقم 1668)، فهل كان ذلك منه تبركاً؟!
= أمَّا استشهاده بأقوالٍ لأئمة السلف كمالك وأحمد والبخاري فقد قال - عفا الله عنه - (ص25): ((ومشروعية التبرك بالأماكن النبوية هو مذهب البخاري كما ذكرنا - يعني تبويبه في كتاب الصلاة، باب: المساجد التي على طريق المدينة وسبق الرد عليه - ومذهب البغوي، والنووي، وابن حجر، بل هو مذهب الإمام أحمد ’ وقد استدل الإمام على ذلك بأن الصحابة كانوا يتبركون برمانة المنبر، يتبركون بالموضع الذي مسته يد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مذهب مالك، فقد روى أبو نعيم في الحلية أن هارون الرشيد أراد أن ينقض منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتخذه من جوهر وذهب وفضة فقال له مالك: لا أرى أن تُحرم الناس من أثر النبي صلى الله عليه وسلم، وسبق كلامه في استحباب صلاة النافلة في مكان مصلاه صلى الله عليه وسلم من مسجده)) أ. هـ. يعني بذلك ما ذكره (ص20) أن مالكاً سئل أي المواضع أحب إليك الصلاة فيه؟ قال: أما النافلة فموضع مصلاه، وأما المكتوبة فأول الصفوف.
والذي يهمنا هنا هو النقل عن الأئمة الثلاثة مالك وأحمد والبخاري، وبغض النظر عن صحة أسانيد هذه الأقوال فأين هي مما يدعو إليه المؤلف من المحافظة على آثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية للتبرك بها؟! فكلام الإمام أحمد عن رمانة منبره صلى الله عليه وسلم وكلام الإمام مالك عن نقض المنبر هو عمَّا مسته يد النبي صلى الله عليه وسلم لا عن آثاره المكانية، فأين هو المنبر اليوم وأين رمانته؟!
أمَّا ما نقله عن الإمام مالك وأنه يرى أفضلية صلاة النافلة في موضع مصلاه فهذا على سبيل الاقتداء لا التبرك، وقد قال ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص108): ((وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم ماعدا قباءً وأحداً –يعني شهداء أحد)) وقال ابن بطال في شرح البخاري (3/ 159) ((روى أشهب عن مالك أنه سئل عن الصلاة في المواضع التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يعجبني ذلك إلا مسجد قباء))، أما الإمام أحمد فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 754): ((وأما أحمد فرخَّص منها فيما جاء به الأثر من ذلك إلا إذا اتخذت عيداً، مثل أن تنتاب لذلك، ويجتمع عندها في وقت معلوم)) يعني حتى ما جاء فيه الأثر كمسجد قباء يشدد فيه أحمد إذا اتخذ عيداً، فماذا بعد ذلك؟!
ومن عجائب الشيخ في هذا الكتاب أنه يدعو إلى التبرك الآن بشرب ماء الآبار التي سقط فيها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً، قال - عفا الله عنه - (ص13): ((ومنه - أي التبرك - قصدُ الآبار النبوية التي نُقل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها أو صبَّ وضوءه فيها، أو سقط شيء من متعلقاته فيها، كبئر أرِيس التي سقط فيها خاتمه بقصد التبرك بالشرب منها، فهذا أمر مشروع لأنه متفرع من مسألة التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم، لا فرق في الحكم بينه وبين وضوئه صلى الله عليه وسلم الذي كان الصحابة يتسابقون إلى التبرك به)) أ. هـ، وهذا لا أعرف أحداً سبق الشيخ إليه، وقوله: ((لا فرق في الحكم بينه وبين وضوئه))، غير صحيح فالصحابة رضي الله عنهم فَرَّقوا بينهما فكانوا يتبركون بوضوئه ولم يُنقل عنهم أنهم كانوا يشربون من ماء بئر أرِيس تبركاً بعد سقوط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم فيه من يد عثمان رضي الله عنه كما في الصحيحين.
والخلاصة:
أنَّ التبركَ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم الحسيَّة كبطنه وشعره ونخامته وكذا ما لامس جسده الطاهر الشريف كوضوئه وملابسه؛ صحيحٌ، قد فعله الصحابة ومِن بعدهم بعض التابعين ثم عفا الفعل كما عفا الأثر، وما قَصَدَه النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة أو الدعاء عنده من الأماكن كمسجد قباء ومقام إبراهيم فقصده للصلاة أو الدعاء اقتداءً به، سنةٌ مستحبة، أمَّا التبرك بها فبدعةٌ منكرة، وأمَّا ما لم يقصده من الأماكن فالصحيح عدم قصد الصلاة عنده إلا إذا وافق ذلك وقت صلاة، أمَّا وجوب المحافظة على الآثار النبوية المكانية لغرض التبرك عندها فلم يقل به أحدٌ من العلماء لا من السلف ولا من الخلف، وفتحه فتح باب شرٍ وفتنة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 04:00]ـ
المصدر:
http://dorar.net/art/25
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 12:07]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وجزى الله الشيخ علوي خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 12:45]ـ
حفظ الله الشيخ علوي، وبارك فيه وفي علمه وأجزل له المثوبة.
وجزاك خيرًا على هذا النقل الطيب، نفع الله بك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 04:13]ـ
بارك الله في الشيخ حفظه الله ... رد تستفيد منه الأدب قبل ما فيه من عيون العلم ..(/)
فتاة فلسطينية تسأل .. فهل من مجيب؟.
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 11:08]ـ
السلام عليكم أيها الأحبة
أعرض عليكم رسالة وصلتني من إحدى الأخوات (فلسطينية) في منتدى، وسألتني عن أمر لا أستطيع أن أفتيها فيه وهذا نص رسالتها:
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا فتاة ابلغ من العمر 21 سنة موظفة في شركة للرسم الهندسي واعمل في اليوم ما لا يقل عن 12 ساعة
براتب زهيد اسكن في دمشق في مخيم اليرموك
مع العلم ان ترك الوظيفة امر صعب جدا ولا سيما ان متطلبات الحياة عندنا تحتم علينا العمل وصعوبة العيش حالت
بيني وبين ترك الوظيفة
مؤخرا اتصل مدير الانتاج في قناة سبيس تون طالبا مدير شركتنا وقمت بالرد عليه فاعجبه صوتي فعرض علي
العمل عندهم في القناة براتب 400 دولار اي اربعة اضعاف راتبي واخذوا رقم جوالي
بعد ان لمسوا التردد قالوا 500 دولار فاحببت ان اسال واستشير قبل ان اتخذ اي قرار
علما انهم اتصلوا مساءا وقالوا بانهم رفعوا المرتب الى 700 دولار!!
احسست بان في هذا الامر استغلال!!
الوظيفة هذه فقط بالصوت دون اظهار الوجه وانما في مجال الاعلانات وعرض برامج القناة
افتوني بارك الله فيكم)) ا هـ.
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 05:47]ـ
يا اخوان هل من مجيب؟ ..
الأمر لا يحتمل التأخير.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 08:23]ـ
لا يجوز العمل في هذه القنوات التي تعمر عقول أطفالنا بالخراب لأنه من التعاون على الأثم, ثم هي كمرأة مسلمة مأمورة بأن لا تخضع بالقول, وحين تعمل في وظيفة تعتمد على استعمال صوتها الذي أعجب به ذلك الرجل فهذا يضع علامات استفهام وتحذير
أسأل الله أن يجعل لها مخرجا وفرجا ولجميع إخواننا في المخيمات وفي كل مكان, وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 08:38]ـ
كيف علمت بأن المتصل أُعجب بصوتها وهل قال لها ذلك بنفسه وهل صوتها جذاب يُطمع الذي في قلبه مرض وهل ستختلط برجال أجانب أو تخلو بهم كل هذا الأسئلة يجب أن تضاف إلى سؤالها ليتمكن من يفتيها بما يفتيها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:05]ـ
لعلك ترشدها لسؤال أحد العلماء مباشرة فإن المنتديات للمذاكرة وليست للفتيا العاجلة.
وهذه أرقام وعناوين كثير من العلماء http://saaid.net/Warathah/1/hatif.htm
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 09:49]ـ
مناط التحريم حال تلك القناة وما تنشره من الفساد في عقول أطفالنا, وأما قضية الإعجاب فلم أرتب عليه الحكم لأن تفاصيل الواقع ليست قطعية ولا مكتملة, ولذلك لم أعول عليها بل أشرت لها وأنها تستدعي الحذر والاستفهام ..
ولا شك أن اتصالها مباشرة بعالم خير لها لأنه سيستفصل عن الواقع لينزل عليه الحكم, ولكن طبيعة القناة واضحة في نظري, ولذلك قلت بما قلت به لا سيما مع ما ظهر من السؤال من استعجال السائل فخشيت أن يقع في الفتنة إن لم يجد من يجيبه وقد لا يجد من يفتيه بأمانة وعلم, لا سيما ما غلب على كثير من المفتين من كونهم علماء أمة لا علماء ملة! (طبعا لا أقصد من في القائمة)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 01:13]ـ
أحسن الله إليك أبا فاطمة
أرى أنك قد أحسنت في المشاركة الأولى، وكلامك على الجادة تماما، لكن لما أورد الأخ بعض الإشكالات ... والسائل مستعجل = أرشدته لما هو أولى ولاشك أن في الاستفاصل خير.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[22 - May-2007, صباحاً 09:45]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبد الرحمن السديس جزاك الله خيرا شيخنا أبا فاطمة لعل الأخت قد اتصلت فعلا فنرى السائل لم تعد يستفصل
والحري بالذكر أنني لم أقصد أنني سأفتيها بل حسن ظني ببعض الإخوان المشاركين وتوسمي الخير فيهم أولا وكون المفتي على هذه الصفحات إذا كان عضوا في الملتقى فلن يحيد عن الجادة قدر استطاعته لأنه سيتعرض لنبال المنتقدين وواقع الحال من أن السائل يُفْتَى عادة في مثل هذا الموقع إن لم يكن فيه.
والأمر الثاني أنني لم أُزكِّ القناة باستفصالي إنما انتقدت طبيعة السؤال والقناة كما ذكرتم لا أخالفكم في ما قلتموه وأردت أيضا أن تُنصح الأخت لا السائل عنها بل التي سألته عن عدم جواز التحدث إلى الرجل لا سيما وقد علمت بإعجابه بها. والله يرعاكم(/)
فتوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - في جمع الكتب
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 02:18]ـ
السؤال: أنا رجل ولله الحمد لدي العديد من الكتب النافعة والمفيدة والمراجع لكنني لا أقرؤها بل أختار منها البعض , هل يلحقني إثم في جمع هذه الكتب عندي في البيت مع العلم أن بعض الناس يأخذون من عندي الكتب يستفيدون منها ثم يرجعونها؟
الجواب: ليس على المسلم حرج في جمع الكتب المفيدة وحفظها لديه في مكتبة لمراجعتها والاستفادة منها , ولتقديمها لمن يزوره من أهل العلم ليستفيدوا منها , ولا حرج عليه إذا لم يراجع الكثير منها , أما إعارتها إلى الثقات الذين يستفيدون منها فذلك مشروع وقربى لله سبحانه لما فيه من إعانة على تحصيل العلم ولأن ذلك داخل في قوله سبحانه [وتعاونوا على البر والتقوى] سورة المائدة 2
, وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم [والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه].
كتاب فتاوى علماء البلد الحرام , ص 491.
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 02:03]ـ
جزاك الله خيرا و رحم الله ابن باز
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 06:00]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي
ـ[القرعاني]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:49]ـ
جزاك الله خيراورحم الله الإمام ابن باز
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 03:49]ـ
وإياكما حفظكما الله ...
ـ[مغترب]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 04:16]ـ
رحم الله الإمام ابن باز
لكن بعض الناس أصبحوا يقتنون الكتب من باب "التشخيص". و هذا ذكرني بأحد الأقارب، لديه مكتبة فيها آلالاف الكتب، و مع هذا لا يقرأ إطلاقا. و رحم الله العلامة محمد عالي الشنقيطي، حيث كان يمتنع عن وضع الكتاب في مكتبته حتى يتم قراءته، و يقول: "الكتاب الذي لم يقرأ ليس محرما للكتب"
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 08:45]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (مغترب) على ما ذكرته عن الشيخ محمد عالي الشنقيطي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:43]ـ
بارك الله فيكم ابا الخطاب.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 02:00]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، ورحم الله تلك الأنفاس التي ورثت لنا العلم.
ـ[نسيبة]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ورحم الله ابن باز ... قد اضاءت لى هذه الفتوى فكرة توزيع كتب اسلامية كثيرة عندى كنت مقصرة فى قراءتها
لتعم الفائدة ... الحمد لله رب العالمين
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 01:34]ـ
بل قد سمعت منه هذه الفتوى فيما أظن في شريطه رحلتي مع الكتاب.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 11:12]ـ
يرفع للفائدة
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 08:49]ـ
رحم الله العلامة محمد عالي الشنقيطي، حيث كان يمتنع عن وضع الكتاب في مكتبته حتى يتم قراءته، و يقول: "الكتاب الذي لم يقرأ ليس محرما للكتب"
أضحكتني مقالته رغم حزني ..
ماأشد غيرته!!
رحمه الله ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:27]ـ
الجواب: ليس على المسلم حرج في جمع الكتب المفيدة وحفظها لديه في مكتبة لمراجعتها والاستفادة منها
الحمد لله ..
و رحم الله العلامة محمد عالي الشنقيطي، حيث كان يمتنع عن وضع الكتاب في مكتبته حتى يتم قراءته، و يقول: "الكتاب الذي لم يقرأ ليس محرما للكتب"
رحمه الله تعالى ..
فقد صدق و أصاب، أسكنه الله جنان الفردوس ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:23]ـ
رحم الله الإمام ابن باز
لكن بعض الناس أصبحوا يقتنون الكتب من باب "التشخيص". و هذا ذكرني بأحد الأقارب، لديه مكتبة فيها آلالاف الكتب، و مع هذا لا يقرأ إطلاقا. و رحم الله العلامة محمد عالي الشنقيطي، حيث كان يمتنع عن وضع الكتاب في مكتبته حتى يتم قراءته، و يقول: "الكتاب الذي لم يقرأ ليس محرما للكتب"
أضحكتني،غفر الله لك وللشيخ
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
صدقوا والله ..
شفانا الله من هذا الداء ..
وعند الشيخ أجزاءٌ كبارٌ ... مجلدة، ولكن ما قراها ..(/)
سند الإمام السيوطي - رحمه الله - في النحو والفقه
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 02:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السيوطي سنده في علم النحو في ترجمة شيخه تقي الدين أحمد بن محمد الشُّمُنِّي من كتاب (المنجم في المعجم) , وهو كتاب في تراجم شيوخه , ترجم للشمنّي ثم ذكر سلسلة النحو , كما سماها إلى أبي الأسود الدؤلي مستنبط هذا العلم , وقد ذكرت في الحاشية الاسم الكامل لكل عَلَمٍ ومصدر ترجمته من (بغية الوعاة في طبقات اللغوين والنحاة) للسيوطي , ليرجع إليه من أراد الاستزادة.
قال السيوطي (أخذت النحو بحثاً وتحقيقاً عن الشيخ تقي الدين الشمني (1) , وهو اخذه عن الشمس الشَّطَّنوفي (2) , وهو أخذه جماعة منهم محب الدين محمد بن الشيخ جمال الدين بن هشام (3) , وهو أخذه عن الإمام أبي حيان (4) , وهو أخذ عن أبي الحسن بن الضَّائع (5) , وأبي الحسن الاُبَّذي (6) , وأخذا عن أبي علي الشَّلّوبِين (7) , وأخذ الشلوبين عن أبي الحسن نَجَبة بن يحيى الرُّعيني (8) , وأبي إسحاق بن ملكون (9) , وأخذا عن أبي القاسم عبدالرحمن بن محمد بن الرمَّاك (10) , ح , وأخذ الشَّلوبين أيضاً عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالله بن يحيى الفهري (11) , وقرأه ابن الرماك وأبوبكر علي أبي الحسن علي بن عبدالرحمن بن الأخضر (12) , وأخذ ابن الرماك أيضاً عن أبي عبدالله بن أبي العافية (13) , وأبي الحسين بن الطراوة (14) , وقرأ ثلاثتهم على أبي الحجاج يوسف سليمان الأعلم (15) , وقرأ الأعلم على أبي القاسم إبراهيم بن محمد الإفليليّ (16) , وقرأ الإفليلي على محمد بن عاصم العاصمي (17) , وقرأ العاصمي على أبي عبدالله محمد بن يحيى بن عبدالسلام الرياحي (18) , والرياحي على أبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس (19) , والنحاس على أبي إسحاق الزَّجَّاج (20) , والزجاج على المبرد (21) , والمبرد على أبي عمر الجَرْمي (22) , وأبي عثمان المازني (23) , وقرأ على أبي الحسن الأخفش (24) , وقرأ الأخفش على سيبويه (25) , وأخذ سيبويه عن الخليل (26) , والخليل عن أبي عمرو بن العلاء (27) , وأبو عمرو عن نصر بن عاصم الليثي (28) , ونصر عن أبي الأسود الدؤلي (29) مستنبط هذا العلم). ص220 - 224
وإسناده في الفقه كما يلي:
ذكر السيوطي في مشيخته (المنجم في المعجم) (30) , سلسلة الفقه مختصرة في ترجمة شيخه شيخ الإسلام علم الدين أبي التقى صالح بن عمر الكناني البُلْقيني (-868) الذي تفرّد بعلو سلسلة الفقه , فإنّه كان آخر مَن بينه وبين الشافعي أربعة عشر نفساً.
قال السيوطي (أخذتُ الفقه عن شيخنا المذكور , وهو تفقه على والده شيخ الإسلام سراج الدين , وهو تفقه على الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عدلان , وهو تفقه على الوجيه عبدالوهاب بن حسين البهنسي , وهو تفقه على البهاء أبي الحسن علي بن هبة الله بن الجميَّزي , وهو تفقه من طريق العراقيين على قاضي القضاة شرف الدين أبي سعد عبدالله بن أبي عصرون , ومن طريق الخراسانيين على الشهاب الطوسي , وتفقه ابن أبي عصرون على القاضي أبي الحسن الفارقي , وهو تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي , والشيخ أبي نصر عبدالسيد بن الضبّاع , وهما تفقها على القاضي أبي الطيب الطبري , وهو تفقه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني , وهو تفقه على أبي القاسم الدَّازكي , وهو تفقه على أبي إسحاق المروزي , وهو تفقه على أبي العباس ابن سريج.
وتفقه الشهاب الطوسي على الإمام محمد بن يحيى النيسابوري , وهو تفقه على حجة الإسلام أبي حامد الغزالي , وهو تفقه على إمام الحرمين , وهو تفقه على والده الشيخ أبي محمد الجويني , وهو تفقه على أبي بكر القفال شيخ طريقة المراوزة , وهو تفقه على أبي زيد محمد بن أحمد المروزي , وهو تفقه على أبي إسحاق المروزي , وهو تفقه على ابن سريج , وهو تفقه على أبي القاسم الأنماطي , وهو تفقه على المزني , وهو تفقه على الإمام الشافعي رضي الله عنهم أجميعن) ص172 - 174
كتاب الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي , إياد خالد الطباع , أعلام المسلمين 64
وإلى اللقاء مع شيء آخر عن الإمام السيوطي - رحمه الله -.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــ
1) تقي الدين الشمني: أحمد بن محمد بن محمد (801 - 872) بغية الوعاة 1/ 375
(يُتْبَعُ)
(/)
2) الشمس الشطنوفي: محمد بن إبراهيم بن عبدالله (بعد 750 - 832) بغية الوعاة 1/ 10
3) محب الدين بن جمال بن هشام: محمد بن عبدالله بن يوسف (750 - 799) بغية الوعاة 1/ 148
4) أبو حيان: محمد بن يوسف الأندلسي الغرناطي (654 - 745) بغية الوعاة 2/ 204
5) أبو الحسن بن الضائع: علي بن محمد بن علي (نحو 640 - 680) بغية الوعاة 2/ 204
6) أبو الحسن الأبذي: علي بن محمد بن محمد (- 680) بغية الوعاة 2/ 199
7) أبو علي الشلوبين: عمر بن محمد بن عمر (562 - 645) و " الشلوبين " معناه بلغة الأندلس: الأبيض الأشقر , بغية الوعاة 2/ 224
8) نجبة بن يحيى الرعيني: (520 أو قبلها – 591) بغية الوعاة 2/ 312
9) أبو إسحاق بن ملكون: إبراهيم بن محمد بن منذر الإشبيلي (- 584) بغية الوعاة 1/ 431
10) عبدالرحمن بن محمد بن الرمالك (- 541) بغية الوعاة 2/ 86
11) محمد بن عبدالله بن يحيى الفهري , لعلّه الذي ذكره في " بغية الوعاة " 1/ 218 باسم " محمد بن عبداله بن الجد الفهري البلّي (- 515) راجع صلة الصلة ص 544 أو الصلة.
12) توفي سنة (514) بغية الوعاة 2/ 174
13) أبو عبدالله بن أبي العافية: محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي الكُتٌندِي (556 - 583) بغية الوعاة 1/ 154
14) أبو الحسين بن الطراوة: سليمان بن محمد بن عبدالله السَّبائي (-528) بغية الوعاة 1/ 602
15) أبو الحجاج يوسُف بن سليمان بن عيسى , المعروف بالأعلم الشَّنتمرِيّ (410 - 476) بغية الوعاة 2/ 356
16) أبوالقاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا (352 - 441) بغية الوعاة 1/ 426
17) محمد بن عاصم النحوي العاصمي ال، دلسي , أبو عبدالله (-382) بغية الوعاة 1/ 123
18) أبو عبدالله محمد بن يحيى بن عبدالسلام الرَّياحي مذا في " المنجم " وفي " البغية " الرياحي (-353) , بغية الوعاة 1/ 362
19) أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن النحاس (-338) بغية الوعاة1/ 362
20) أبوإسحاق الزجاج: إبراهيم بن السريّ بن سهل (241 - 311) بغية الوعاة 1/ 413
21) المبرّد: محمد بن يزيد بن عبدالأكبر , أبو العباس (210 - 285) بغية الوعاة 1/ 269
22) أبو عمر الجرمي: صالح بن إسحاق (-225) بغية الوعاة 2/ 8
23) أبو عثمان المازني: بكر بن محمد بن بقيّة (-249) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 1/ 463
24) أبو الحسن الأخفش: سعيد بن مسعد (-210) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 1/ 590
25) سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر (-180) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 2/ 229
26) الخليل بن أحمد الفراهيدي
27) أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني , اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولاً , رجح السيوطي " زيّان " , (-154) , بغية الوعاة 2/ 231
28) نصر بن عاصم الليثي (-89) , بغية الوعاة 2/ 313
29) أبو الأسود الدؤلي البصري: ظالم بن عمرو بن ظالم , وقيل: ابن سفيان ابن عمر بن حِلس , بغية الوعاة 2/ 22
30) ص 123(/)
ينكت فى الأرض
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
اما بعد ..
وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس رواه أحمد. صحيح
فعندما كنت اشارك في موضوع اخينا الشيخ حاتم الفرائضي رحمه ربي , وكان موضوعه عن حديث خروج الروح من الجسد وعنوان موضوعه (قريبا قريبا ... !)
فلفت نظري في فعل الرسول عليه الصلاة السلام وهو ينكت الارض بالعود ...
وبعد الاستعانة بالله تعالى ومن ثم البحث والتقصي نقدم لكم البحث البسط وارجو ان لا يبخل علي احد منكم إذا كان عنده أي ملاحظة او إضافة
ينكت فى الأرض
ما معنى النكت؟
هوالتأثيرٍ اليسيرٍ في الشىء كالنُّكتة ونحوِها، ونكت في الأرض بقَضِيبِهِ ينكُت، إذا أثَّر فيها، وكلُّ نُقطةٍ نُكْتَة. ومما يقاس على هذا قولهم: نكَتُّه، إذا ألقيتَه على رأسه، فانتكَتَ، ولعل ذلك من أثرٍ يؤثّره في الأرض.
مقايس اللغة
وفي الحديث: بينا هو يَنْكُت إِذا انْتَبه؛ أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نفسَه، وأَصلُه من النَّكْتِ بالحَصى. ونَكَت الأَرضَ بالقضيب: وهو أَن يؤَثر فيها بطرفه، فِعْلَ المُفَكِّر المهموم. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: دَخَلْتُ
المسجد فإذا الناسُ يَنْكُتُون بالحصى أَي يضربون به الأَرضَ.
الجوهري: يقال طَعَنه فنكَتَه أَي أَلْقاه على رأْسه فانْتَكَتَ هو. ومَرَّ الفرسُ يَنْكُت، وهو أَن يَنْبُوَ عن الأَرض. وفي حديث أَبي هريرة: ثم لأَنْكُتَن بك الأَرض أَي أَطْرَحكَ على رأْسك. وفي حديث ابن مسعود: أَنه ذَرَقَ على رأْسه عُصْفور فنَكَتَه بيده أَي رماه عن رأْسه إِلى الأَرض. ويقال للعَظْم المَطْبوخ فيه المُخُّ، فيُضْرَبُ بطَرَفه رغيفٌ أَو شيءٌ ليَخْرُجَ مُخُّه: قد نُكِت، فهو مَنْكُوت. وكُلُّ نقْط في شيء خالف لَوْنَه: نَكْت. ونَكَتَ في العلم، بموافقة فلان، أَو مُخالفة فلان: أَشار؛ ومنه قول بعض العلماء في قول أَبي الحسن الأَخفش: قد نَكَت فيه، بخلاف الخليل.
لسان العرب
النَّكْتُ: أنْ تَضْرِبَ في الأرضِ بقَضيبٍ فَيُؤَثَّرَ فيها، وأنْ يَنْبُوَ الفَرَسُ. والناكِتُ: أن يَنْحرِفَ مِرْفَقُ البعير حتى يَقَعَ على الجَنْبِ فَيَخْرِقَه. والنُّكْتَةُ، بالضم النُّقْطةُ، ج: نكاتٌ، كَبِرامٍ، وشِبْه الوَسَخِ في المِرْآةِ. والنَّكَّاتُ: الطَّعَّانُ في الناسِ، ونَكَتَه: ألْقاهُ على رأسِه فانْتَكَتَ. ورُطَبَةٌ مُنَكِّتةٌ، كمُحَدِّثَةٍ: بَدَا فيها الإرْطابُ.
قاموس المحيط
إذن النكت هو إحداث تأثير يسير بالأرض دلالة على التفكير والإنشغال بأمر ما سواء بالأصبع أو بالعصا فهو ناشئ عن فكر
فى أى الأوقات كان النبى صلى الله عليه وسلم ينكت فى الأرض؟
عند الموعظة
عند ذكر أمور الأخرة
ــ حدَّثنا آدمُ حدَّثنا شُعبَةُ عن الأعمشِ قالَ: سَمِعتُ سعدَ بن عُبيدَةَ يُحدِّثُ عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ عن علي رضي الله عنه قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جنازَةٍ، فأخذ شيئاً فجعل ينكُتُ به الأَرَض، فقال: ما منكمْ مِن أَحَدٍ إلا وقد كُتب مَقعدُه من النَّار، ومقعدُهُ من الجَنة ....
صحيح البخاري
عن علي رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالس وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه فقال: ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار.
مسند الإمام أحمد
النكت فى الماء والطين
(باب من نكت العود في الماء والطين)
النكت بالنون والمثناة الضرب المؤثر.
عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَإِذَا عُمَرُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ وَكَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ فَقَالَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ أَوْ تَكُونُ فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
فتح الباري شرح صحيح البخاري
وعند الدعوة للتدبر وضرب المثال كان يخط خطوطا
" وهناك فرقا بين النكت والخط "
فالنكت فعل المهموم المفكر ولكن الخط قد يكون مقصودا، فقد يكون لبيان أمر وتوضيحه أى للتعليم والتفهيم فيما يتعلق بأمر الأخرة والموعظة ..
عن عبدِ اللّه رضيَ اللّه عنه قال: خَطَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خَطاً مُرَبعاً، وخط خَطاً في الوسَطِ خارجاً منه، وخط خُططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسَط من جانبهِ الذي في الوسط وقال: هذا الإِنسان؛ وهذا أجَلهُ محيطٌ به ـ أو قد أحاط به ـ وهذا الذي هو خارجٌ أمَله، وهذه الخُططُ الصغارُ الأعراض، فإن أخْطأهُ هذا نهشَهُ هذا، وإن أخطأهُ هذا نهشَهُ هذا».
صحيح البخاري
ــ حدَّثنا مُسلمٌ حدَّثَنا همامٌ عن إسحاقَ بن عبدِ اللّهِ بن أبي طلحةَ عن أنسِ بن مالك قال: خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خُطوطاً فقال: هذا الأمل وهذا أجَله، فبينما هو كذلك إذ جاءَهُ الخط الأقرب».
صحيح البخاري
عن أنسِ بن مالك قال: خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خُطوطاً فقال: هذا الأمل وهذا أجَله، فبينما هو كذلك إذ جاءَهُ الخط الأقرب».
صحيح البخاري
(وعن عبد الله بن مسعود قال: «خط لنا) أي لأجلنا تعليماً وتفهيماً وتقريباً لأن التمثيل يجعل المقصود من المعنى كالمحسوس من المشاهد في المبنى (رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً) أي مستوياً مستقيماً (ثم قال: هذا سبيل الله) أي هذا الرأي القويم والصراط المستقيم؛ وهما الإعتقاد الحق والعمل الصالح. وهذا الخط لما كان مثالاً سماه سبيل الله كذا قاله ابن الملك، والأظهر أن المشار إليه بهذا هو الخط المستوي والتقدير
مرقاة المفاتيح
ــ (عن عبد الله) أي ابن مسعود (قال: خط النبي خطاً مربعاً) الظاهر أنه كان بيده المباركة على الأرض. قال الطيبي [رحمه الله]: المراد بالخط الرسم والشكل (وخط) أي خطاً كما في نسخة مصححة. والمعنى: وخط. (خطاً) آخر (في الوسط) أي وسط التربيع (خارجاً منه) أي حال كون الخط خارجاً من أحد طرفي المربع (وخط خططاً) بضم الخاء المعجمة والطاء الأولى للأكثر، وجوز فتح الطاء، أي خطوطاً. (صغاراً) جمع صغيرة (إلى هذا) أي متوجهة ومائلة ومنتهية إلى هذا الخط. (الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط) أي من جانبيه اللذين في الوسط. فالمراد بالمفرد الجنس. (فقال: هذا [الإِنسان]) أي الخط الوسط كذا قاله شارح. والظاهر أن المراد بهذا مركز الدائرة المربعة وإن كان ليس له صورة مستقلة في الخط الظاهري، أو المراد بهذا مجموع التصوير المعلوم خطاً المفهوم ذهناً. فإن الإِنسان مع ما فيه من الأمل العوارض المنتهية إلى الأجل المشار إليه بهذا، فالتقدير أن الخط المصور مجموعة هو الإِنسان. (وهذا) أي الخط المربع (أجله) أي مدة أجله ومدة عمره (محيط به) أي من كل جوانبه بحيث لا يمكنه الخروج والفرار منه (وهذا الذي هو خارج) أي من المربع (أمله) أي مرجوه ومأموله الذي يظن أنه يدركه قبل حلول أجله، وهذا خطأ منه لأن أمله طويل لا يفرغ منه، وأجله أقرب إليه منه. (وهذه الخطط) أي الخطوط (الصغار الأعراض) أي الآفات والعاهات والبليات من المرض والجوع والعطش وغيرها مما يعرض للإنسان، وهو جمع عرض بالتحريك. (فإن أخطأه هذا) أي أحد الاعراض (نهسه) بسين مهملة وقيل بمعجمة، أي أصابه وعضه. (هذا) أي عرض آخر. وعبر عن الإِصابة بالنهش وهو لدغ ذات السم، مبالغة في المضرة. (وإن أخطأه هذا) أي عرض آخر (نهسه هذا) أي عرض آخر وهلم جراً إلى انقضاءالأجل وعدم انتهاء الأمل
مرقاة المفاتيح
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألت عنه فقال لي ادن يا وابصة فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال لي يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه قلت يا رسول الله أخبرني قال جئت تسأل عن البر والإثم قلت نعم فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك والبر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك
رواه أحمد بإسناد حسن
حدَّثنا الأَوْزاعي، قال: بعثَ عبد الله بنُ علِيَ إليَّ، فاشتَدَّ ذلك علَيَّ، وقدِمتُ، فدخلتُ، والناس سِماطانِ،
فقال: ما تقولُ في مخرَجِنا وما نحنُ فيه؟
قلتُ: أصلحَ الله الأميرَ قد كان بيني وبينَ داود بن عليَ مودَّة قال: لَتُخْبِرَنِّي.
فتفكرتُ، ثم قلتُ: لأَصْدُقَنَّه، واستَبسلتُ للموتِ، ثُم رويتُ لهُ عن يحيى بن سعيد حديثَ «الأعمال»، وبيده قضيبٌ ينكُتُ به، ثم قال: يا عبد الرَّحم?ن: ما تقولُ في قتلِ أهل هذا البيتِ؟
قلتُ: حدَّثني محمد بن مروان، عن مَطَرِّف بن الشِّخِّير، عن عائشة، عن النبي قالَ: «لا يَحِلُّ قَتْلُ المُسْلِمِ إِلاَّ في ثَلاَثٍ ... » وساقَ الحديثَ
سير أعلام النبلاء
يتبع ان شاء الله ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:22]ـ
هل النكت فى الأرض يعد عبثا؟
كانت عادة العرب أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام والمحافل والخطبة، وهي مأخوذة من أصل كريم ومعدن شريف ولا ينكرها إلاَّ جاهل، وقد جمع الله لموسى ــــ عليه السلام ــــ في عصاه من البراهين العظام ما آمن به السحرة المعاندون له
واتخذها سليمان بن داود ــــ عليهما السلام ــــ لخطبته وموعظته وطول صلاته
وكان ابن مسعود صاحب عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخطب بالقضيب، وكفى بذلك شرفاً للعصا , وعلى ذلك كانت الخلفاء والخطباء،
وذكر أن الشعوبية تنكر على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني، وهم طائفة تبغض العرب وتذكر مثالبها وتفضل عليها العجم، وفي استعمال الشارع المخصرة الحجة البالغة على من أنكرها.
عمدة القاري
قال ابن بطال: من عادة العرب إمساك العصا والاعتماد عليها عند الكلام وغيره وقد عاب ذلك عليهم بعض من يتعصب للعجم،
وفي استعمال النبي صلى الله عليه وسلم له الحجة البالغة، وكأن المراد بالعود هنا المخصرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوكأ عليها وليس مصرحا به في هذا الحديث،
قلت: وفقه الترجمة أن ذلك لا يعد من العبث المذموم لأن ذلك إنما يقع من العاقل عند التفكر في الشيء ثم لا يستعمله فيما لا يضر تأثيره فيه، بخلاف من يتفكر وفي يده سكين فيستعملها في خشبة تكون في البناء الذي فيها ... ، فسادا، فذاك هو العبث المذموم.
فتح البارى كتاب الأدب العبث اليسير بالشيء حال التفكر لا عيب فيه.
قال أبو حاتم السجستاني كان أبو عبيدة يكرمني على أنني من خوارج سجستان
وقال الثوري دخلت المسجد على أبي عبيدة وهو ينكت الأرض جالسا وحده فقال لي من القائل
أقول لها وقد جشأت وجاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي
فقلت له قطري بن الفجاءة فقال فض الله فاك هلا قلت هو لأمير المؤمنين أبي نعامة ثم قال لي اجلس واكتم علي ما سمعت مني قال فما ذكرته حتى مات
قلت أنا وهذه الحكاية فيها نظر لأن البيت من جملة أبيات لعمرو ابن الإطنابة الخزرجي الأنصاري والإطنابة أمه واسم أبيه زيد مناة لا يكاد يخالف فيه أحد من أهل الأدب فإنها أبيات مشهورة للشاعر المذكور
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج5/ص241
يتبع ان شاء الله
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 12:27]ـ
بأى شئ كان ينكت النبى صلى الله عليه وسلم؟
وأنه صلى الله عليه وسلم جعل ينكت بها في الأرض، وهي عصا يمسكها الكبير يتكئ عليها، وكان قضيبه صلى الله عليه وسلم من شوحط، وكانت عند الخلفاء بعده حتى كسرها جهجاه الغفاري في زمن عثمان ومن ذلك الشعر، ولعله أراد أن يكتب فيه حديث أنس الماضي في الطهارة في قول ابن سيرين ” عندنا شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم صار إلينا من قبل أنس ” وأما قوله ” وآنيته ” بعد ذكر القدح فمن عطف العام على الخاص، ولم يذكر في الباب من الآنية سوى القدح، وفيه كفاية لأنه يدل على ما عداه
فتح الباري شرح صحيح البخاري
مخصرة بكسر الميم ما أخذه الإنسان بيده واختصره من عصا لطيفة وعكازة ونحوها فنكس بتخفيف الكاف وتشديدها أي خفض رأسه وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم ينكت بفتح أوله وضم الكاف وآخره مثناة فوق أي يخط بها خطا يسيرا مرة بعد مرة وهذا فعل المهموم المفكر
الديباج على صحيح مسلم
فجعل ينكت: بفتح الياء وضم الكاف واخره تاء مثناة فوق أي يخط بالمخصرة خطاً يسيراً مرة بعد مرة، وهذا فعل المفكر المهموم (ما من نفس منفوسة): أي مولودة وهو بدل من قوله ما منكم من أحد (أو من الجنة): أو للتنويع (إلا قد كتبت شقية أو سعيدة): بدل من قوله إلا قد كتب الله مكانها الخ، والضمير في كتبت للنفس
عون المعبود شرح سنن أبي داوود
(وفي يده عود ينكت) بضم الكاف (به في الأرض) أي يؤثر بطرف العود الأرض، فعل المتفكر المهموم ذكره الطيبي مرقاة المفاتيح
وقوله: ينكت بفتح الياء وضم الكاف وآخره تاء مثناة فوق أي يخط بها خطاً يسيراً مرة بعد مرة وهذا فعل المفكر المهموم،
شرح النووى لمسلم
قوله (ومعه عود ينكت به في الأرض) في رواية شعبة ” وبيده عود فجعل ينكت به في الأرض ” وفي رواية منصور ” ومعه مخصرة ” بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الصاد المهملة هي عصا أو قضيب يمسكه الرئيس ليتوكأ عليه ويدفع به عنه ويشير به لما يريد، وسميت بذلك لأنها تحمل تحت الخصر غالبا للاتكاء عليها، وفي اللغة اختصر الرجل إذا أمسك المخصرة.
قوله: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفي رواية: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله (وهو ينكت في الأرض) وفي رواية للبخاري: ومعه عود ينكت به في الأرض.
قال الحافظ: وفي رواية منصور ومعه مخصرة بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الصاد المهملة هي عصا أو قضيب يمسكه الرئيس ليتوكأ عليه ويدفع به عنه ويشير به لما يريد، وسميت بذلك لأنها تحمل تحت الخصر غالباً للاتكاء عليها انتهى. قال في المجمع: فجعل ينكت بقضيب أي يضرب الأرض بطرفه وهو أن يؤثر فيها بطرفه فعل المفكر المهموم
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي
يتبع ان شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 12:57]ـ
بارك الله فيك أخي هشام
عدلت (البارهين) إلى (البراهين)
واصل، وصلك الله بعفوه وعافيته
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:30]ـ
بارك الله فيك
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 05:47]ـ
ظاعنة ...
أسأل الله لكـ العزَّ الذي
كان من أشرفِ آمالي وسولي
الحمادي
أسأل الله لكم عملاً زاكياً
وثواباً جزيلاً ورحمة واسعة
الناس ينكتون عند حدوث أمر عظيم
عن عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللّهِ نِسَاءَهُ قَالَ:
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى وَيَقُولُونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللّهِ نِسَاءَهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِالْحِجَابِ.
فَقَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ: لأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ. فَقُلْتُ: يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ! أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللّهِ؟ فَقَالَتْ: مَا لِي وَمَا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ. قَالَ:
فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ. فَقُلْتُ لَهَا: يَا حَفْصَةُ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللّهِ؟ .... الحديث
صحيح مسلم
قوله: (عن سماك أبي زميل) هو بضم الزاي وفتح الميم. قوله: «فإذا الناس ينكتون بالحصى» هو بتاء مثناة بعد الكاف أي يضربون الأرض كفعل المهموم المفكر.
شرح النووي على صحيح مسلم
ما رواه من حديث البراء بن عازب، قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ..
عمدة القاري
قد يلجأ البعض للنكت فى الشئ تنفيثا عن شماتتهم وإظهارا مافي القلب من حقد
(3662) ــ حدّثني محمدُ بن الحسين بنِ إبراهيمَ قال: حدَّثني حسينُ بن محمدٍ حدَّثنا جَريرٌ عن محمدٍ عن أنس بن مالكٍ رضيَ الله عنه: «أُتِيَ عُبِيْدُ اللَّهِ بن زياد برأسِ الحسينِ بن عليٍّ فجُعلَ في طَستٍ فجَعَلَ يَنكتُ وقال في حُسنِه شيئاً،
فقال أنسٌ: كان أشبهَهم برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوباً بالوسْمة».
صحيح البخاري
يتبع ان شاء الله تعالى
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 10:17]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم، وجزاك خير الجزاء
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 11:14]ـ
موضوع غريب لطيف ـ أحسن الله إليك،وجزاك خير الجزاء ـ
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 12:50]ـ
آل عامر
لك شكري وثنائي
وجزاك الله عني
إبراهيم المديهش
وجزاكـ الله عني خير ما
جُوزيَ المنعِمُ بالشكران والحمد
وفي حالة الغضبة
قال سمعت أحمد بن الغمر يقول سمعت عبدالله بن أبي السائب يقول
قلت لأبي عمرو الأوزاعي يا أبا عمر رضي الله عنك أخبرني عن تفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان المتمسك فيه بدينه كالقابض على الجمر ح متى هو قال الأوزاعي ان لم يكن زماننا هذا فلا أدري متى هو
قال أبو سعيد فقلت لأبي عبدالله احمد بن الغمر يا أبا عبدالله أخبرني عن قول الأوزاعي زماننا هذا وما بعده أشد منه كما جاءت به الآثار فلما جاءت المحنة التى نزلت به لما نزل عبدالله بن على حماة بعث الى الأوزاعي فأشخص اليه قال فنزل على ثور بن يزيد الحمصي
قال الأوزاعي فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صلاة العشاء الآخرة الى أن طلع الفجر والأوزاعي ساكت ما أجابه بحرف فلما انفجر الفجر قام فتوضأ لصلاة الصبح ثم صلى وركب فأتى حماة فدخل الآذن فأذن للأوزاعي
قال فدخلت على عبدالله وهو على سريره وفي يده خيزرانة ينكت بها الارض وحوله المسودة بالسيوف المصلتة والعمد الحديد والسيف والنطع بين يديه فسلمت فنكت في الارض ثم رفع رأسه الي ثم قال
يا أوزاعي أتعد مقامنا هذا أو مسيرنا رباطا فقلت جاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها او دنيا يصيبها فهجرته الى ما هاجر اليه ح
قال فنكت بالخيزرانة نكتا هو أشد من النكت الأول وجعل من حوله يعضون على أيديهم ثم رفع رأسه فقال يا أوزاعي ما تقول في دماء بني أمية قلت جاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحل دم امرىء مسلم الا بإحدى ثلاث الزنا بعد إحصان والمرتد عن الاسلام والنفس بالنفس ح فنكت بالخيزرانة نكتا هو أشد من ذلك وأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال يا أوزاعي ما تقول في أموال بني أمية فقلت إن كانت لهم حرام فهي عليك حرام وإن كانت لهم حلالا فما أحلها الله لك الابحقها قال فنكت بالخيزرانة نكتا هو أشد من ذلك وأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال يا أوزاعي هممت ان أوليك القضاء فقلت أصلح الله الأمير وقد كان انقطاعي الى سلفك ومن مضى من أهل بيتك وكانوا بحقي عارفين فإن رأى الأمير أن يستتم ما ابتدأه آباؤه فليفعل قال كأنك تريد الاذن فقلت ان ورائي لحرما بهم حاجة الى قيامي بهم وستري لهم قال فذاك بالك قال فخرجت فركبت دابتي وانصرفت قال فلم أعلم حين وصلت الى بيروت الا وعثمان على البريد قال قلت بدا للرجل في فقال ان الأمير غفل عن جائزتك وقد بعث لك بمائتي دينار
تاريخ مدينة دمشق ج35/ص210
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 09:30]ـ
في حالة الندم حالة والحزن
وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيِّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا [كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَدْخُلَ الْبَيْتَ وَأُصَلِّيَ فِيهِ, فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: صَلِّي فِي الْحِجْرِ إذَا أَرَدْتِ دُخُولَ الْبَيْتِ فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنْ الْبَيْتِ, وَإِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا حِينَ بَنَوْا الْكَعْبَةَ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ الْبَيْتِ]
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهُ فِي خِلافَتِهِ وَبَنَاهُ عَلَى مَا أَحَبَّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَنْ يَكُونَ, فَلَمَّا قُتِلَ أَعَادَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى مَا كَانَ يُحِبُّهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: لَسْنَا مِنْ تَخْلِيطِ أَبِي خُبَيْبٍ فِي شَيْءٍ فَهَدَمَهَا وَبَنَاهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ. فَلَمَّا فَرَغَ جَاءَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَعْرُوفُ بِالْقُبَاعِ, وَهُوَ أَخُو عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الشَّاعِرُ وَمَعَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَحَدَّثَاهُ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ فَنَدِمَ, وَجَعَلَ يَنْكُتُ الأَرْضَ بِمُحْضَرَةٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: وَدِدْت أَنِّي تَرَكْت أَبَا خُبَيْبٍ
كتاب البداية علي بن الحسين المسعودي
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 04:34]ـ
عند التامل والتدبر
دخل الأصبهاني على المأمون أمير المؤمنين فقال يا أيوب صف لي أصبهان وأوجز فقال يا أمير المؤمنين هواؤها طيب وماؤها عذب وحشيشها الزعفران وجبالها العسل غير أنها لا تخلو من خلال أربع جور سلطان وغلاء السعر وقلة المطر وفقد مياه فأطرق المأمون ساعة وبيده قضيب ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال يا أيوب لعل قراءها منافقون ثناءها شربة خمور وتجارها مربون وفي أطرافها لا يصلون
ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان
طبقات المحدثين بأصبهان ج1/ص155
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 11:18]ـ
جميل ... أحسنت اخي الكريم
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 04:30]ـ
جميل ... أحسنت اخي الكريم
بارك الله فيك اخي العزيزي
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 02:53]ـ
عند التأمل والتدبر
فكتب إلى عمر بن حفص يخبره بما بلغه فجمع
عمر بن حفص قرابته فقرأ عليهم كتاب المنصور يخبرهم أنه إن أقر بالقصة لم ينظره المنصور أن يعزله وإن صار إليه قتله وإن امتنع حاربه
فقال له رجل من أهل بيته ألق الذنب علي واكتب إليه بخبري وخذني الساعة فقيدني واحبسني فإنه سيكتب احمله إلي فاحملني إليه فلم يكن ليقدم علي لموضعك في السند وحال أهل بيتك بالبصرة
قال إني أخاف عليك خلاف ما تظن
قال إن قتلت أنا فنفسي فداؤك فإني سخي بها فداء لنفسك فإن حييت فمن الله
فأمر به فقيد وحبس وكتب إلى المنصور يخبره بذلك فكتب إليه المنصور يأمره بحمله إليه فلما صار إليه قدمه فضرب عنقه
ثم مكث يروي من يولي السند فأقبل يقول فلان فلان ثم يعرض عنه فبينا هو يوما يسير ومعه هشام بن عمرو التغلبي والمنصور ينظر إليه في موكبه إذ انصرف إلى منزله فلما ألقى ثوبه دخل الربيع فآذنه بهشام فقال أولم يكن معي آنفا
قال ذكر أن له حاجة عرضت مهمة فدعا بكرسي فقعد عليه ثم أذن له فلما مثل بين يديه
قال يا أمير المؤمنين إني انصرفت إلى منزلي من الموكب فلقيتني أختي فلانة بنت عمرو فرأيت من جمالها وعقلها ودينها ما رضيتها لأمير المؤمنين فجئت لأعرضها عليه
فأطرق المنصور وجعل ينكت الأرض بخيزرانة في يده وقال اخرج يأتك أمري
فلما ولى قال يا ربيع لولا بيت قاله جرير في بني تغلب لتزوجت أخته وهو قوله
لا تَطلُبَنَّ خُؤُولةً في تَغلبٍ
فالزَّنْجُ أَكْرَمُ مِنْهمُ أَخْوَالاَ
فأخاف أن تلد لي ولدا فيعير بهذا البيت ولكن اخرج إليه فقل له يقول لك أمير المؤمنين لو كانت لك لله حاجة إلي لم أعدل عنها غير التزويج ولو كانت لي حاجة إلى التزويج لقبلت ما أتيتني به فجزاك الله عما عمدت له خيرا وقد عوضتك من ذلك ولاية السند
تاريخ الطبري ج4/ص499
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 09:48]ـ
وذكر عن جعفر بن ربيعة العامريّ عن الحجاج بن قتيبة بن مسلم قال:
دخلت على المنصور أيام حرب محمد وإبراهيم وقد جاءه فتق البصرة والأهواز وفارس وواسط والمدائن والسواد وهو ينكت الأرض بمخصرته ويتمثّل:
ونصبت نفسي للرّماح دريّة
إن الرئيس لمثل ذاك فعول
قال: فقلت: يا أمير المؤمنين أدام إعزازك ونصرك على عدوّك! أنت كما قال الأعشى:
وإن حربهم أوقدت بينهم
فحرّت لهم بعد إبرادها
وجدت صبوراً على حرّها
وكر الحروب وتردادها
تاريخ الطبري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم تميم]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 12:26]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 05:57]ـ
أم تميم
وجزاكِ
ابن منصور بن دبيس بن علي ابن مزيد ابو الاغر الاسدي
كان ابوه يحفظ الذمام فلما ولي المسترشد مضى اليه الأمير ابو الحسن ظنا انه على طريقة أبيه فأسلمه ..
وجرت له وقائع مع المسترشد بالله وكان ينهب القرى ويزعج البلاد وقد سبق ذكر افعاله فلما قتل المسترشد عزم دبيس على الهرب ووجد له ملطفة قد بعثها الى زنكي يقول له لا تجيء واحفظ نفسك فبعث اليه السلطان غلاما أرمنيا من سلاحيته فوقف على رأسه وهو ينكت الارض باصبعه فما احس به حتى ضربه ضربة ابان بها رأسه
وقيل بل قتل بين يدي السلطان وكان بين قتل المسترشد وقتله ثمانية وعشرون يوما
المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
ـ[الحافظة]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 06:52]ـ
موضوع قيم
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 07:14]ـ
الحافظة
وفيكِ بارك وحفظكِ المولى
أخبرنا علي بن محمد، أنا الحسين، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن واقد، قال: ثنا ضمرة، قال: ثنا عثمان بن عطاء قال:
كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل منزله سلم، وإذا بلغ وسط الدار كبر، وكبرت امرأته فإذا بلغ البيت كبر وكبرت امرأته
قال: فيدخل فينزع رداءه وحذاءه وتأتيه بطعام فيأكل
فجاء ذات ليلة فكبر فلم تجبه
ثم أتى البيت فكبر وسلم وكبر فلم تجبه وإذا البيت ليس فيه سراج، وإذا هي جالسة بيدها عود في الأرض تنكت به
فقال لها: ما لك؟
قالت: الناس بخير وأنت أبو مسلم لو أنك أتيت معاوية فيأمر لنا بخادم ويعطيك شيئا نعيش به
فقال: «اللهم من أفسد علي أهلي فأعم بصره، قال: وكانت أتتها امرأة فقالت: أنت امرأة أبي مسلم فلو كلمت زوجك يكلم معاوية ليخدمكم ويعطيكم
قال: فبينا هذه المرأة في منزلها والسراج يزهر إذ أنكرت بصرها فقالت: سراجكم طفئ؟
قالوا: لا
قالت: إنا لله ذهب بصري، فأقبلت كما هي إلى أبي مسلم فلم تزل تناشده الله، وتطلب إليه
قال: فدعا الله فرد عليها بصرها ورجعت امرأته إلى حالها التي كانت عليها
شرح أصول الإعتقاد أهل السنة والجماعة
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 09:27]ـ
قال ابن عبد الهادي-رحمه الله تعالى-:
وجدت بخط شيخنا ابن قندس، أن أبا جعفر الهروي قال:
كنت مع حاتم الأصم، وقد أراد الحج، فلما وصل بغداد قال لي: يا أبا جعفر: أحب أن ألقى أحمد بن حنبل.
فسألنا عن منزله، ومضينا إليه، فطرقت على أحمد الباب، فلما خرج، قلت: يا أبا عبد الله، أخوك حاتم.
قال: فسلم عليه، ورحب به، وقال له بعد بشاشته: فيم التخلص من الناس يا حاتم؟!
قال: يا أحمد في ثلاث خصال!.
قال: وما هنَّ؟!
قال: بأن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئا، وتقضي حقوقهم، ولا تستقضي أحدا منهم حقا لك، وتحمَل مكروههم، ولا تُكرهَ أحدا منهم على شيء.
قال: فأطرق أحمد، فنكت بأصبعه الأرض، ثم رفع رأسه إليه، ثم قال:
يا حاتم: إنها لشديدة، إنها لشديدة!.
فقال حاتم: وليتك تسلم!، وليتك تسلم!، وليتك تسلم!.
انتهى من (مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان) لابن عبد الهادي.
قلت (علي): وهذا الأثر في (السير) للذهبي-كما أشار المحقق- ولكن بشيء من الاختصار، وفيه أيضا أن الذي خرج إلى الآخر هو الإمام أحمد.
لقد اقتبست هذا الموضوع من موضوع اخي علي الفضلي رحمه الله
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 08:00]ـ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: "الرّحمن على العرش استوى" كَيْفَ اسْتَوَى؟
فَمَا وَجَدَ مَالِكٌ مِنْ شَيْءٍ مَا وَجَدَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، فَنَظَرَ إِلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي يَدِهِ، حَتَّى عَلاهُ الرُّحَضَاءُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَرَمَى بِالْعُودِ، وَقَالَ: الْكَيْفُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَالاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، وَأَظُنُّكَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ. وَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ.
قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ مَرَّةً فِي رِوَايَةِ هَذَا: وَقَالَ لِلسَّائِلِ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ ضَالا.
سير أعلام النبلاء
ـ[عبد السلام أيت باخة]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم، فموضوع النكت في الأرض على يسره له فوائد عظيمة أرى أن تزيد بحثك رونقا بتسطيرها، فمنها من وجهة نظري:
ـ أن النكت أسلوب للتفكر والتدبر، أشبه بحمل القلم على القرطاس وتسطير رؤوس الأقلام
ـ ومنها أنه من عوامل ضبط النفس والجوارح عن الانفعالات الطائشة، كما يتضح جليا من فعل مالك رحمه الله في أثر الاستواء.
ـ ومنها أنه أسلوب رائع من أساليب التعليم والتربية من خلال تجسيد الرسوم والخطوط تقريبا للمعارف
ـ ومنها كونه طريقة من طرق ضبط حركات الجسم عند الكلام، فكما هو معروف عند علماء التربية وفن الخطاب أن اللغة وحدها لا تؤدي وظيفة الإبلاغ، وإنما ينبغي التضلع في استعمال الأيدي وتقاسيم الوجه موازاة مع طريقتي النبر والتنغيم الصوتيتين.
وفقك الله وبارك في جهدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 10:00]ـ
عبد السلام أيت باخة
وفيك بارك
لعل أحد يقوم بتكملته وتهذيبه كما أشرت , رحمك الله
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(تمييز): القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل، أبو دلف العجلى أمير الكرج.
كان شاعرا، أديبا، و سمحا جوادا، و بطلا شجاعا. اهـ.
و قال المزى:
قال يموت بن المزرع:
حدثنا محمد بن حميد اليشكرى قال: كنت واقفا بباب أبى دلف العجلى فى الكرج
قد اتخذنا ظهور دوابنا مساطب نطالب بالإذن لنا عليه فى ناس من الشعراء و المسترفدين، إذ خرج خادم له فسلم علينا ثم قال: الأمير يقرأ عليكم السلام، و يقول:
إنه لا شىء لكم عندنا، فانصرفوا
فورد علينا جواب لا يخير معه جوابا، فإنا لكذلك إذ خرج غلام آخر، فقال: ادخلوا.
فدخلنا فألفيناه جالسا على كرسى ينكت بخيزرانة بيده الأرض، فسلمنا فرد السلام
و أشار إلينا، فجلسنا، فقال:
والله ما أجبتكم بالجواب الأول على لسان الخادم إلا من وراء ضائقة قد علمها الله، و بعد أن خرج الخادم بالجواب إليكم ذكرت بيتا و هو قول الشاعر:
و قد نبئت أن عليك دينا
فزد فى رقم دينك و اقضى دينى
والله لأزيدن فى رقم دينى و لأقضين ديونكم، و قال: يا غلام أحضرنى تجار الكرج
فحضروا، فعاملهم على مال أرضانا به عن آخرنا
.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 02:18]ـ
وفاء النساء
ومن حُسن وفائهن أيضاً ما رواه الهيثم بن عَديّ، فإنه كان في بني عامر بن صعصعة امرأةٌ توفي عنها زوجها، ولها ابنا عمّ، فصارا إلى بعض شيوخهم، فقالا له:
فلانة جاريةٌ شابةٌ،والقالة إلى مثلها سريعةٌ، فوجّه إليها فلتحضرْ، واعرِض عليها أيّنا أهوى إليها،حتى يتزوجها.
فوجه الشيخ إليها، فأتته، فعرض عليها مقالتهما.
فأطرقت مليّاً تنكُتُ الأرض، حتى حفرت فيها حفيرةً، وملأتها من دموعها. وكان زوجها دُفن بمقبرةٍ تدعى بحَوضى، فالتفتت إلى ابني عمها، وأنشأت تقول:
فإن تسألاني عن هواي، فإنه
رهينٌ بحوضى، أيها الفتيانِ
وإني لأستحييه، والموت دوننا،
كماكنتُ أستحييه حين يراني
أهابك إجلالاً، وإن كنتُ في الثرى
لوجهك يوماً إنيسؤْكَ مكاني
وقامت فانصرفت. (1)
فقال: قد رأيتما وسمعتما. فانصرفا، وقد يئسا، ثم لقياها يوماً في المقابر وعليها مُصبَّغاتٌ وحلىً وحُللٌ، فقال أحدهما لصاحبه:
ماترى في أي زيّ خرجت، والله ما أراها إلا متعرّضةً للرجال، هلمّ فلننظر ما تصنع.
فقربا منها، فأتت القبر فالتزمته، ثم أنشأت تقول:
يا صاحب القبر يا من كان يؤنسي
وكان يُحسن في الدنيا مؤاتاتي
أزور قبرك في حَلْيٍ وفي حُلَلٍ،
كأنني لست منأهل المصيبات
أتيتُ ما كنتَ من قُربي تحب، وما
قد كان يلهيك في ألوان لذّاتي
ومن يراني يرى عَبرى مفجَّعةً،
طويلة الحُزن في زُوّار أموات
ثم شهقت فماتت. (2)
(1) وفاءالنساء الى يومنا هذا , تجده
(2) الموشى - الأدبالعربي(/)
يوم الأربعاء فيه وقت يُسْتَجَابُ فِيه الدعاء
ـ[عبدالله]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع هداه،،، أما بعد:
وقت من أوقات الدعاء يُسْتَجَابُ فِيه، غفل عنه البعض، لا بل جهله، وفي هذه العُجلة القي الضوء عليه آلا وهو: يوم الأربعاء بين الصلاتين ما بين الظهر والعصر.
" عن جابر يعني ابن عبد الله _ رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستُجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه)).
قال جابر: فلم ينزل بي أمر مهمٌّ غليظ إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة))
رواه أحمد والبزار وغيرهما وإسناد أحمد جيد. و حسنه الشيخ الألباني _ رحمه الله_ في: ((صحيح الترغيب)): (2/ 143) رقم: (118)
" عن جابر بن عبد الله قال:
((دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد؛ مسجد الفتح، يومَ الاثنين ويومَ الثلاثاء ويومَ الأربعاء، فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء))
قال جابر: ولم ينزل بي أمر مهمٌّ غائظ إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة؛ فدعوتُ الله فيه بين الصلاتين يومَ الأربعاء في تلك الساعة، إِلاّ عرفْتُ الإِجابة.
[حسنه الشيخ الألباني _ رحمه الله_ في: ((صحيح الأدب المفرد (246/ 1) رقم: (704)
" الشرح:
من كتاب: ((شرح صحيح الأدب المفرد)) لفضيلة الشيخ حسين العوايشة _ حفظه الله_ ونفعنا الله بعلمه (2/ 380 - 381)
((دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد؛ مسجدِ الفتح يومَ الاثنين ويومَ الثلاثاء ويومَ الأربعاء): مسجد الفتح: هو المرتفع على قطعة من جبل سلع في المغرب، يصعد إليه بدرجتين شمالية وشرقية، وهو المراد بمسجد الفتح عند الإِطلاق، ويقال له أيضاً مسجد الأحزاب، والمسجد الأعلى. ((فضل)) (2/ 174).
(فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء): قال شيخنا (أي: الألباني) _ حفظه الله_ مجيباً سؤالي عن ذلك:
((لولا أَنَّ الصحابي _ رضي الله عنه _ أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً _ والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة _ لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له؛ في ذلك الوقت من ذلك اليوم.
لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له.
إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية)).
(قال جابر: ولم ينزل بي أمر مهمٌّ غائظ): غائظ اسم فاعل من غاظ، أي: شديد.
(إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة): قال في ((النهاية): ((توخيت الشيء: أتوخَّاه توخِّياً؛ إِذا قصدْت تلك وتعمَّدت فِعْله وتحريْت فيه)).
(فدعوتُ الله فيه بين الصلاتين يومَ الأربعاء في تلك الساعة إِلاّ عرفْتُ الإِجابة): أي: الظهر والعصر كما في بعض الروايات. ((فضل)) (2/ 173)، والله أعلم بصحّتها.
وفيه الإِلحاح في الدعاء وعدم الملالة منه وعدم استعجال الإجابة. اهـ
قلت (أبو أُمامَةَ السلفي):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط) (1/ 433):
((وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر _رضي الله عنه _ أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان))
وقال البيهقي في ((شعب الإيمان: (2/ 46) ((قال ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء))
وكما تعلم ايها الحبيب: فالدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم.
ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لايستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
وهو سلاح قوي يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال صلى لله عليه وسلم: ((إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء)) [(رواه الترمذي: (5/ 552) رقم: (3538) و حسنه الشيخ الألباني _ رحمه الله_ في: ((صحيح الترغيب)): (2/ 272) رقم: (1634)]
والدعاء سبب لتفريغ الهموم وزوال الغموم، وانشراح الصدور، وتيسير الأمور، وفيه يناجي العبدُ ربه، ويعترف بعجزه وضعفه، وحاجته إلى خالقه ومولاه، وهو سبب لدفع غضب الله تعالى لقول النبي صلى لله عليه وسلم: ((من لم يسأل الله يغضب عليه)) (صحيح الترمذي: (5/ 456) رقم: (3373) حسنه الشيخ الألباني _ رحمه الله
اللهم لا تعذب لساناً يخبر عنك، ولا يداً تكتب حديث رسولك صلى الله عليه وسلم، ولا قدماً تمشي لخدمتك، ولا عيناً تنظر في علوم تدل عليك.
م ن ق و ل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 02:21]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله
القول بالاستحباب هنا فرعٌ عن تقوية الحديث
والأظهر عدم ثبوته
ـ[عبدالله]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 02:24]ـ
ما هو سبب عدم ثبوت هذا الحديث ?
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 02:50]ـ
ما هو سبب عدم ثبوت هذا الحديث ?
لأنَّ إسناده ضعيف
فمداره على كثير بن زيد الأسلمي، وليس بالقوي
وشيخه في الإسناد (عبدالله بن عبدالرحمن بن كعب) لم يوثق
بل ذكره الحسيني في الإكمال وقال: (فيه نظر)
ووقع في ترجمته شيءٌ من الخلط بينه وبين آخر
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 05:58]ـ
جزى الله الجميع كل خير
.
وإذا أذن لي الأخ الفاضل / الحمادي - إستعمله الله في طاعته
.
أخي عبدالله لعلك تعود إلى كلام شيخ الأسلام رحمه الله فقد غمز هذا الحديث بكثير بن زيد. قال: ((وفي إسناد هذا الحديث كثير بن زيد، وفيه كلام يوثقه ابن معين تارة، ويضعفه تارة وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر _رضي الله عنه _ أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان))
وقوله كما نقل تشعر بتضعيفه لهذا الحديث
وللأخ أبي جابر عبدالله الأنصاري كتاب بعنوان المساجد السبعة تاريخا وحكما قدم له الشيخ العلامة صالح الفوزان
وقد خرج هذا الحديث في قرابة الثلاثين صفحة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 10:40]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
أين طبع هذا الكتاب؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:18]ـ
وفيك بارك ونفع أخي الحبيب
مكتبة الغرباء الأثرية
المدينة النبوية
8243044
ـ[عبدالله]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:21]ـ
المساجد السبعة: تاريخاً وأحكاماً
هذا عنوان كتاب عن المساجد السبعة في المدينة المنورة أو مساجد الفتح أو الأحزاب عند المؤرخين، وإنما سُميت بمساجد الفتح لقوله صلى الله عليه وسلم: «أبشروا بفتح الله ونصره» على ما روى البيهقي في دلائل النبوة (3/ 403) لما جاءه خبر نقض بني قريظة للعهد في غزوة الأحزاب، وهي المساجد الواقعة غربي جبل سلع، وأضيف إليها الآن جامع كبير سُمي جامع الأحزاب لم يُفتتح بعد.
ومؤلف الكتاب هو أبوجابر عبدالله بن محمد الأنصاري، ولم يسبق لي أن اطلعت على عناية له بتاريخ المدينة، وإن كان كتابه هذا يدل على عدم دراية بتاريخها بل بعلم التاريخ وعلم الآثار، ومع ذلك فإنني سأقتصر على ما في هذا الكتاب من تدليس علمي وبخاصة في تطبيق منهج المحدثين على علم التاريخ وعلم الآثار.
الكتاب حديث الصدور في هذا العام 1427هـ/ 2006م ولا توجد عليه معلومات عن إيداعه في مكتبة الملك فهد الوطنية، ويقع في (127) صفحة، وأول ما استوقفني ما بذله المؤلف من جهد في محاولته تضعيف حديث جابر بن عبدالله الوارد في مسند أحمد (3/ 332) وغيره وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم «دعا في مسجد الفتح ثلاثاً يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعُرف البشر في وجهه» فبالرغم من أن الهيثمي قال في مجمع الزوائد (4/ 12) «رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات» فقد راح يتعقب ذلك ليخرج بإضعافه، وله ذلك مادام محدِّثاً، ولكن المغالطة في إعراضه عن تخريج الشيخ ناصرالدين الألباني حين أحاله إلى هامش الكتاب، ولم يدرجه في المتن؛ لأنه لا في الكتاب مبالغة وتدليس علمي
لبعد المؤلف عن علم التاريخ يوافق ما يريد الوصول إليه في تضعيف الحديث، حيث قال في الهامش ص/11 «وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد ص/262 ورقم 542 ثم ص/12 علق على عبارة «هذا الإسناد جوّده الحافظ عبدالعظيم المنذري في الترغيب والترهيب» فقال في الهامش «وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب أيضاً 2/ 49/1185» ومادام أنه اطلع على ما قاله الألباني فلماذا لم يناقشه كما ناقش أقوال الآخرين، ولماذا أحاله إلى الهامش مع المعرفة بالباع الطويل للشيخ الألباني في علم الحديث، فهل من الموضوعية مناقشة ما يوافق الرأي فقط؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ص/15 بدا أنه يميل إلى آراء الإمام ابن تيمية، لكنه هنا لم يعجبه حين لم يؤيد رأيه، فقد أشار إلى أن شيخ الإسلام غمز حديث جابر في اقتفاء الصراط المستقيم ص/429 ثم أورد قول الشيخ «وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا المكان كما نقل عن جابر، ولم ينقل عن جابر أنه تحرى الدعاء في المكان بل تحرى الزمان»، فعلق المؤلف بقوله: «وقوله كما نقل ولم ينقل، من صيغ التمريض تشعرنا بتضعيفه لهذا الحديث، وعدم ارتياحه لما نقل عن جابر» فهل ابن تيمية الذي ملأ رفوف المكتبة قاصر في التعبير عن رأيه .. ؟
وفي ص/35 علق على إيراد ابن زَبالة للحديث في أخبار المدينة «بأنه لم يطلع على الأسانيد لفقدان كتاب ابن زبالة من عالم المطبوعات بل والمخطوطات» وختم بأن أهل الحديث كذبوا ابن زبالة، وهذا حق في علم الحديث باطل في علم التاريخ، فابن زبالة ثقة عند المؤرخين كذاب عند المحدثين، ومثله ابن الكلبي كذاب عند المحدثين ثقة عند النسابين، والعالم في أي علم يؤخذ منه في تخصصه ولا يعيبه إن أخطأ في غيره، لكن ذلك لا يقدح في عدالته في علمه، ثم إن كتاب ابن زبالة طبع ما وجد منه في مركز بحوث ودراسات المدينة (1424هـ) في رسالة علمية نفيسة للباحث صلاح سلامة، وفيها تناول تساهل ابن زبالة في رواية أحاديث الفضائل وغيرها مما لا يتعلق بالعقائد والأحكام مثله مثل غيره من المؤرخين وأهل الحديث.
وأكثر ما في الكتاب فيه مبالغة وتدليس علمي لبعد المؤلف فيما يبدو عن علم التاريخ، ولكن مما يستوقف الفصل العاشر عن حكم الصلاة في المساجد السبعة (ص/115) حيث قال: «لا تجوز الصلاة في أحد المساجد السبعة إلا فيما يقال له مسجد بني حرام؛ لأن هذا هو المسجد الوحيد الذي أحاط به العمران واحتاج أهل ذلك الحي إلى الصلاة فيه» وهذا حكم غريب والأغرب منه دليله؛ لأن المساجد كلها أحاط بها العمران ثم ماذا عن حكم الصلاة في المسجد الجديد الذي يعمر الآن هل سيأخذ الحكم نفسه؟.
المساجد السبعة تحت أي اسم هي مساجد أثرية وإذا كان الحكم مبنياً على التسمية كما ورد ص/57؛ فإن معظم مساجد المسلمين في المدينة وغيرها ذات أسماء حادثة، وهذا حَمَلَ من الآراء ما فيه مبالغة كتشبيهها بمسجد الضرار ص/91 وغيره من مبالغات وتدليس وعبارات جانحة كقوله ص/16 «فلا تغتر بقولهما ولا بمن تبعهم على هذا التوثيق» وكقوله ص/19 «ولكن الجزم بذلك دونه خرط القتاد» والرأي محترم إذا سلك المسلك العلمي لا مسلك الهوى أو التدليس العلمي أو مصانعة الآخرين.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061120/Con2006112064232.htm
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:54]ـ
وفيك بارك ونفع أخي الحبيب
مكتبة الغرباء الأثرية
المدينة النبوية
8243044
وفقك الله أخي محمد
ولعلي أجتهد في الحصول على الكتاب بمشيئة الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 06:00]ـ
ما نقلتَه أخي الحبيب عبدالله تعليق عابر على الكتاب
ولابد من الاطلاع على الكتاب أولاً للنظر في صحة هذا الحكم الذي أطلقه هذا الكاتب،
وهل في الكتاب تدليس علمي أو لا؟
لكن يبقى الكلام متوجهاً لحديث جابر، وهو لا يثبت بمقتضى النقد الحديثي
وتصحيح الشيخ الألباني رحمه الله غير ملزم
ـ[عبدالله]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 02:14]ـ
وتصحيح الشيخ الألباني رحمه الله غير ملزم
لا أفهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 03:06]ـ
أخي عبدالله -وفقه الله ورعاه وجعل السعادة حليفة له في الدنيا والآخرة
أولا: أقول رعاك الله: إعتمادك على رد الدكتور الردادي ومثلك يعلم بأنه ليس من أهل
هذا التخصص خطأ، ثم ليس القصد أخي الفاضل جمع أكبر عدد من الردود
ثاني:كان بودي أنك قمت بعرض قول الدكتور الردادي قبل نقله
وهذا لايعني أني أصحح أو أضعف الحديث مع أن القلب يميل إلى من صحح الحديث
لا أفهم
أخي قصد الأخ الحبيب والشيخ الكريم الحمادي وفقه الله
أن ليس كل ما قال عنه الشيخ صحيح فهو صحيح ولعلك تعلم -بارك الله فيك - الأحاديث
التي تراجع الشيخ رحمه الله عن صحتها أو العكس فالشيخ ليس معصوم في تصحيحه وتضعيفه
رحمه الله رحمة واسعة ونسأله أن يخلف علينا خيرا
ـ[عبدالله]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 06:44]ـ
عجيب أمرك نقلته من باب هل عندكم تنبيهات حول مقاله
عجيب قولك "إعتمادك على رد الدكتور الردادي " وهذا باطل قطعا!!!!!!!
كنت أحب أن الحمادي أو غيره يعلق على المقال لأستفيد لا حول ولا قوة إلا بالله ما هذا الأسلوب ?
كيف الناس يسيء الظان بإخوانهم!!!!!!!
وقد فهم مقصودي الحمادي والحمدلله
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 07:16]ـ
هون عليك أخي عبدالله
فلم يرد الشيخ آل عامر اتهامك بشيء، إنما هي نصيحة عابرة وفقك الله
فلعله خشي اعتمادك على مقال الردادي
يقول الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ
كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)
بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 07:17]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب يبدو أنك حساس أكثر من اللازم
أنا لا أدري أي أسلوب تقصد نحن في مذاكرة وقد توجت كلامي بالدعاء والثناء
ولم أر في كلامي أي تجريح لك
إنما كان قصدي أن أبين أن الرجل ليس من أهل التخصص
وألكلام الذي نقلته فيه تجريح وتشنيع على المؤلف فأنت نقلت كلاما يقدح
في المؤلف من شخص ليس من أهل العلم ولا تنسى أن الذي قدم للكتاب
الشيخ العلامة /صالح الفوزان
على العموم أعتذر عما فهمته أنت
أسأل الله أن يغفر لي ولك
ـ[عبدالله]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 08:07]ـ
أنا لا أدري أي أسلوب تقصد نحن في مذاكرة وقد توجت كلامي بالدعاء والثناء
ولم أر في كلامي أي تجريح لك
وألكلام الذي نقلته فيه تجريح وتشنيع على المؤلف فأنت نقلت كلاما يقدح
في المؤلف من شخص ليس من أهل العلم ولا تنسى أن الذي قدم للكتاب
الشيخ العلامة /صالح الفوزان
على العموم أعتذر عما فهمته أنت
أسأل الله أن يغفر لي ولك
قولك "إعتمادك على رد الدكتور الردادي ومثلك يعلم بأنه ليس من أهل
هذا التخصص خطأ، ثم ليس القصد أخي الفاضل جمع أكبر عدد من الردود "
من قال لك أني إعتمدت على رد الدكتور أليس هذا من السوء الظن
من قال لك أنه ليس أهل هذا التخصص
وهل تقديم العالم لكتاب ما يجعله معصوم
آل عامر لمذا لا ترد على مقاله بالأدلة وعلى حال نشرت هذا الموضوع لأستفيد من تعليقات الإخوة ولكن!!!!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 07:25]ـ
لكن يبقى الكلام متوجهاً لحديث جابر، وهو لا يثبت بمقتضى النقد الحديثي
وتصحيح الشيخ الألباني رحمه الله غير ملزم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الشيخ د. ربيع بن هادي - وفّقه اللّه تعالى - ضعّف حديث جابر - رضي الله عنه - فقال في كتابه (براءةُ الصَّحابة الأخيار من التبرُّك بالأماكن والآثَار):
«اعتماد القارئ على حديث جابر - رضي الله عنه - وفيه علل في إسناده ومتنه:
قال القارئ (ص23):
" وثبت عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه كان يأتي مسجد الفتح الذي على الجبل يتحرى الساعة التي دعا فيها النبي r على الأحزاب ويتحرى المكان – أيضاً – ويقول: " ولم ينزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء إلا عرفت الإجابة ".
- أقول:
كيف يثبت هذا الحديث وفيه عدة علل:
الأولى: في إسناده كثير بن زيد الأسلمي، قال أبو زرعة: "صدوق فيه لين". وقال النسائي: " ضعيف ".
وروى ابن الدورقي عن يحيى: "ليس بذاك، ومرة قال: صالح".
وروى ابن أبي مريم عن يحي: "ثقة".
وقال ابن المديني: "صالح وليس بقوي ".
وقال ابن عدي: " ولم أر بحديث كثير بأساً ". انظر: الميزان (3/ 404) وتهذيب الكمال (24/ 115).
وقال الذهبي في الكاشف: " قال أبو زرعة: صدوق فيه لين".
وقال الحافظ ابن حجر: " صدوق يخطيء ".
الثانية: في إسناده عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال ابن أبي حاتم: "عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك روى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل سمعت أبي يقول ذلك".
وقال أيضاً: "عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري: روى عن عمه معقل، روى عنه عبد الله بن قدامة الجمحي سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: روى أيضاً عن جابر بن عبد الله". الجرح والتعديل (5/ 95).
وقال البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير: " عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه روى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل وعاصم بن عبيد الله ".
وترجم له ابن حبان وقال: " يروي عن أبيه وعاصم بن عبيد الله ". الثقات (7/ 3).
فهذا حال عبد الله بن عبد الرحمن هذا عند البخاري وأبي حاتم وابنه وعند ابن حبان.
وقال البخاري: " عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مالك الأنصاري سمع معقلا روى عنه عبد الملك بن قدامة "، وهذا رجل آخر عند البخاري.
وظاهر من ترجمة هؤلاء الأئمة لهذا الرجل: أنه مجهول الحال (مستور).
وإسنادٌ هذا حاله يقال في متنه: ضعيف، ولا يقال فيه: ثبت!!
والعلة الثالثة: الاختلاف عليه في الإسناد؛ فتارة يرويه كثير بن زيد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وتارة يرويه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر. انظر الطبقات لابن سعد (2/ 73).
وكذلك يرويه عبد الملك بن عمرو عن كثير بن زيد عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بنحوه. التمهيد (19/ 201).
والعلة الرابعة: اضطرابه في المتن؛ فهو مرة يقول: إن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في مسجد الفتح، وتارة يقول: في مسجد قباء، وثالثة يقول: في مسجد الأحزاب، وراجع كتاب المساجد السبعة لأبي جابر عبد الله بن محمد الأنصاري (ص:11 - 15).
فقد ذكر كثيراً من مصادر هذا الحديث وأوجه الاختلاف على كثير بن زيد في الإسناد والمتن، وقد راجعت بعض مصادره للاطمئنان.
وإذ قد تبين للقارئ الكريم ضعف هذا الحديث إسناداً ومتناً وما فيه من علل، فهل يجوز لأحد الاحتجاج به في قضية فرعية، فضلاً عن أن تكون عقدية (التبرك) طالما حذر من مثلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحذر منها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بموافقة من حضره من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وطالما حذر منها العلماء الناصحون؟! ... ».اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:04]ـ
هذا موضوع قديم آثرت الخروج منه لأني لا أحب النقاش الحاد فيما لا كبير فائدة منه
ثم في هذه الأيام المباركة إلتقيت بالأخ أبي جابر صاحب كتاب المساجد السبعة أثناء زيارتي لأحد المشايخ
وذكرت له رد الردادي عليه، فقال لي:أن لديه رد على مقالة الردادي
قلت إن أحببت أن أنشرها لك في موقع الكرام الطيبين -الألوكة- فعلت، فسر بذلك.
وسوف أفعل إن شاء الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 09:48]ـ
هذا موضوع قديم آثرت الخروج منه لأني لا أحب النقاش الحاد فيما لا كبير فائدة منه
ثم في هذه الأيام المباركة إلتقيت بالأخ أبي جابر صاحب كتاب المساجد السبعة أثناء زيارتي لأحد المشايخ
وذكرت له رد الردادي عليه، فقال لي:أن لديه رد على مقالة الردادي
قلت إن أحببت أن أنشرها لك في موقع الكرام الطيبين -الألوكة- فعلت، فسر بذلك.
وسوف أفعل إن شاء الله
بارك الله فيكم إخواني الكرام، ومزيد تقدير لأخي الحبيب آل عامر، ونحن بانتظار رد أخينا الفاضل.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 10:32]ـ
أشكر آل عامر على هدوئه وعلى اهتمامه بأعضاء المنتدى المبارك وحرصه على افادتهم
... جاري انتظار المقالة ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 02:50]ـ
أخي الكريم علي:
أخي الكريم عبدالعزيز:
جزاكم الله خيراً على كريم لفظكم ونبيل طبعكم.
أسأل الله أن يجمعني بكم وبقية إخواني في جنة عرضها السموات والأرض نتذكر فيها مثل هذه المناقشات الطيبة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 02:52]ـ
من المدلس فينا يا دكتور عائض؟!!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه وبعد:
فقد اطلعت على مقال للدكتور عائض الردادي نشر في صحيفة عكاظ يوم الإثنين تاريخ 29/شوال/1427هـ وعدد 14695 وعنونَ لمقاله بـ «المساجد السبعة تاريخاً وأحكاماً» وأفاد مشكوراً!! بأنه عنوان كتابي الذي ألفته أنا بهذا العنوان.
بييد أن كتابي المذكور لم يَرُق له، ولم يعجبه لأن فيه من التدليس العلمي على حدِّ تعبيره الشيء الكثير!!!
وكنت أود أن أعذر الدكتور عن الخلط بين التدليس والتلبيس، لولا أن عبارة التدليس تكررت في مقاله عدة مرَّاتٍ، فعلمت حينها أن لا تصحيف فيها، وأنَّ الدكتور لا يعرف الفرق بين التدليس والتلبيس، إذ كل ما ذكره عني ليس من التدليس في شيء، وإنما هو من باب التلبيس ليت شعري لو كنت ملبِّساً!!
وعلى كل حال يعود بي المجال للاعتذار للدكتور في التخليط بين التلبيس والتدليس بأنه ليس من أهل الحديث، ولذلك تجده لا يعرف معاني التدليس، وقديماً قالوا: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!
وأقول معتذراً للسلف في مقالتهم هذه: إن ذلك كان في أزمانهم، بيد أن كثيراً من كُتَّابِ زماننا حتى إذا تكلم في فنه أتى بالعجائب!
ومن تلك العجائب والغرائب ما سأطلعك عليه مما وقع فيه الدكتور عائض في علم التاريخ، وعلم الآثار من عجائب وغرائب إن جاز لنا تسمية باب من العلم بذلك!!
ولهذا عُنيتُ في مقالي هذا ببيان:
1 - ما وقع فيه الدكتور من تلبيسات وتدليسات على القراء في مقاله: "المساجد السبعة تاريخاً وأحكاماً".
2 - ومن خلطٍ بين التدليس والتلبيس.
3 - بيان ما وقع فيه الدكتور من خلط بين المرويات الحديثية والتاريخية.
وإلى المقال لأثبت لك فيه كل هذه الأحوال:
أولاً: قوله: «إنما سميت بمساجد الفتح لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا بفتح الله ونصره))، على ما روى البيهقي في دلائل النبوة (3/ 403) لما جاء خبر نقض بني قريظة للعهد» ا. هـ.
وقد قلت في كتابي: إن هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبينت ذلك في كتابي ص (61) روايةً، وفي ص (62 - 63) بينت درايةً أن مسجد الفتح فضلاً عن باقي المساجد لا يصحُّ تسميته بمسجد الفتح، لأن البشارة التي في نصِّ الحديث على فرض صحتها لم تقع في داخل المسجد، وذكرت من كلام السمهودي ما يؤيد ما ذهبت إليه، حيث قال: «فلعل ذلك كان في موضع هذا المسجد فَسُمِّيَ بذلك لوقوع البشارة بالفتح فيه»، فلا أدري لماذا تجاوز الدكتور كل هذه العقبات، ولم يناقش تلك المقالات؟ فهل هذا من الموضوعية التي تنادي بها يا دكتور؛ أن تتغاضى عن مناقشة ما يخالف الرأي فقط؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} وكان الواجب عليك تجاه هاتين الآيتين، وما لُمْتَني عليه في مقالك من عدم مناقشتي لبعض الأمور أن تكون قدوة لغيرك، وتناقش كُلَّ هذه الأقوال التي ذكرتها، أو على الأقل تشير من باب الأمانة العلمية إلى أن هذه التسمية عليها ما عليها، لا سيما وأنَّ أهل التاريخ نازع بعضهم بعضاً في تسمية مسجد الفتح بذلك، فضلاً عن غيره، أم أن لك الحق في الاقتصار على ما تشاء، والإسهاب فيما تشاء؟!!
لا يا أخ يا عائض! أربأ بك عن هذه الازدواجية، وعن التدليس على القراء بإخفاء بعض الحقائق، وإيهام الناس بغيرها، كما وأربأ بك عن التلبيس على الناس بأن البشارة بالفتح وقعت في داخل المسجد، ولا أدري على ما تقدم مَنِ الملبس والمدلس فينا يا دكتور عائض؟!!
هنا أترك الواقع ليحكم بيني وبينك كما قال الشاعر:
وما حسنٌ أنْ يَمدحَ المرءُ نفسه ولكن أخلاقاً تُذمُّ وتُحْمَدُ
ثانياً: قولك: «وأول ما استوقفني ما بذل المؤلف من جهد في محاولته تضعيف حديث جابر-إلى أن قلتَ- فقد راح يتعقب ذلك ليخرج بإضعافه .. »
وأقول: مَنْ شَقَّ لك عن قلبي يا دكتور عائض بأني بذلت ما بذلت من جهد لأخلص بضعف الحديث؟! ثكلتني أمي إنْ عَمَدتُ ذلك، وحَلَّت عَلَيَّ عقوبة المتعمد
وغفر الله لك يا دكتور على سوء الظن. نعم أسأل الله أن يغفر لنا جميعاً، وأن يجعلنا على الحق متفقين، وعلى سرره متقابلين!
وكنت آمل من فهمك أن يصل بك إلى براءتي من المحاولة في تضعيف الحديث، لأنه لو صحَّ لكان حجة لي على عدم الدعاء عند مسجد الفتح، وإنما على تحري الزمان الذي دعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند مسجد الفتح، كما قد كان هذا الحديث حجة لبعض العلماء المتقدمين على تحري الزمان لا المكان، ونقله شيخ الإسلام عنهم، فأينك منهم؟
وأينك -أيضاً- لم تعتنق ما ذهب إليه شيخ الإسلام بصريح العبارة، وبعيداً عن الإشارة يا من أبديت عليَّ غضباً، وتباكيت أسفاً على التحرز من بعض كلام شيخ الإسلام، وليسمح لي الدكتور هنا أنْ أقول له قياساً على قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((نحن أحق بأخينا موسى منهم)): نحن يا شيخ عايض أحق بشيخ الإسلام منكم!! لأنه عندنا إمام، لا. بل وشيخ للإسلام، ولهذا ترانا وقد اعتبرنا كلامه في عدم مشروعية تتبع آثار المدينة وغيرها، وأما أنتم فأحدكم يتأول كلامه، ولا يكاد يسيغه!
ثالثاً: قولك: «ولكن المغالطة في إعراضه عن تخريج الشيخ ناصر الدين الألباني حين أحاله في هامش الكتاب، ولم يدرجه في المتن لأنه لا يوافق ما يريد الوصول إليه في تضعيف الحديث حيث قال في الهامش ص (11) وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد .. ثم ص (12) علَّق على عبارة "هذا الإسناد جوَّده الحافظ عبدالعظيم المنذري في الترغيب والترهيب" فقال في الهامش: "وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب أيضاً" وما دام أنه اطلع على ما قاله الألباني فلماذا لم يناقشه كما ناقش أقوال الآخرين في علم الحديث، ولماذا أحاله على الهامش مع المعرفة بالباع الطويل للشيخ الألباني في علم الحديث، فهل من الموضوعية مناقشة ما يوافق الرأي فقط؟!».
وأقول: لي مع هذه المغالطات وقفات منها:
الأولى: قولك: «ولكن المغالطة في إعراضه عن تخريج الشيخ .. » فأقول للشيخ عائض: لو أن غيرك قال هذا لهان الخطب واعتذرنا له بالجهل! وأما أنت يا شيخ لا أجد لك عذراً وأنت دكتور، ولا تحسن التفريق بين التخريج والحكم على الحديث، إذ الحكم على الحديث لا يمكن وأن يطلق عليه تخريج للحديث، فالتخريج كلمة عامة تشمل أولاً: إخراج الحديث من مصادره ومن ثم عزوه إليها، ومن ثم إخراج كلام العلماء عليه، ومن ثم الحكم عليه صحةً وضعفاً، وما إلى ذلك من معاني التخريج ومفردات هذه الكلمة لا سيما الحكم على الحديث لا يسمى بمفرده تخريجاً، وعليه لا تخريج للشيخ على هذا الحديث، ولو كان للشيخ رحمه الله تخريجاً لما لزمني ذكره لا في المتن ولا في الحواشي والحمد لله أنك لست مدرساً لمادة الحديث، إذاً لوجدناك وقد أضفت على تدريب الراوي، وذيلت على النكت، وتعقبت على النخبة بأنها لا تنفع لكونها خالية من باع الشيخ الطويل في الحديث، ولكونها خالية من ذكر تدليس
(يُتْبَعُ)
(/)
الحواشي الذي رميتني به وهو يصلح أن يكون في باب صدر حديثاً!!
الثانية: ثم ماذا تريد مني أن أناقش الشيخ في هذا الحديث وليس للشيخ الألباني عليه كلام عريض، حتى أناقشه فيه، لو كان ثمة مجال للمناقشة وأنا لم أدَعِ التعقب على الشيخ حتى في المتن، أولست أنا القائل ص (16) في كتابي المساجد السبعة عن الهيثمي والسمهودي: «فلا تغتر بقولهما، ولا بمن تبعهم على هذا التوثيق أو حسَّن أو جوَّدَ هذا الإسناد» ومعلوم أن الشيخ الألباني قد حسَّنَ هذا الإسناد وقد ذكرت تحسينه في ص (11، 12) فهذا النقاش يشمل الاعتراض على الشيخ وغيره، وهو في صلب المتن كما ترى –رحمك الله! -.
وعليه بطل قولك أني لم أدرج كلام الشيخ في المتنِ لأنه لا يوافق ما أريد الوصول إليه من تضعيف الحديث. على أن كلامك باطل، فإن ذكري لكلام الشيخ في الحاشية ليس لأنه لا يوافق ما أريد الوصول إليه من تضعيف الحديث، وإنما هذا من فَنِّ التحقيق الذي يجهله الكثير أو يغفلون عنه، فإذا خرَّج أحدهم حديثاً فيقول أثناء العزو للمصادر-مثلاً-: «أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وحَسَّنَهُ الألباني في تعليقه عليه»، وذلك في صلب المتن، ثم يعود للعزو مرة أخرى، وهذا غير جيد، لأن فيه تشويشاً على القارئ، والأولى في طرائق تخريج الحديث الحديثة أن يلتزم العزو إلى المصادر، ومن كان يرْجَى النظر في أقواله من محققيها جيء به في الحاشية عند ذِكْرِ كلِّ كتابٍ منها، وهذا هو الذي وقع مني حيث ذكرت حكم الشيخ الألباني بعد ذكر تخريجه من الأدب المفرد، وكذلك عند ذكر حكم المنذري في الترغيب والترهيب، فأي عيبٍ عَلَيَّ في ذلك؟! ائتوني بمحدث يلومني عليه، ولست أبالي بلوم غير أهل الحديث!
ولو أنا تركنا الدكتور يُدَرِّسُ مادة «تحقيق النصوص ونشرها» لخرج علينا بمصطلح غريب، وهو أن كل من ذكر قولاً لعالمٍ في حاشيةٍ ما فذلك يدل على أنه لا يوافق ما يريد الوصول إليه!
ولو أجرينا هذه القاعدة على الشيخ في كتابه الذي حققه في التاريخ!! لعاد القهقرى عما قال في هذا المقال، ليت شعري من ينصفني منك أيها الدكتور؟!!
رابعاً: قولك: «وفي ص (15) بدا أنه يميل إلى آراء الإمام ابن تيمية لكنه هنا لم يعجبه حين لم يؤيد رأيه فقد أشار إلى أن شيخ الإسلام غمز حديث جابر في اقتضاء الصراط المستقيم ثم أورد قول الشيخ .. » وأقول للدكتور: أين أوردت أنا كلام الشيخ؛ في المتن أم في الحاشية؟! لماذا لم تبين للقراء أين أوردت كلام شيخ الإسلام؟! فإن كان في المتن فهو يدل في نظرك الثاقب! على أني معجب به، لأنه يوافق ما أريد الوصول إليه من تضعيف الحديث وإن كان في الحاشية فهو لا يوافق ما أريده من الوصول إلى تضعيف الحديث في فهمك العطن.
كان الواجب عليك يا دكتور عائض، أن تبين للقراء أني أوردت كلام شيخ الإسلام في المتن، وهذا يبطل عليك قولك عني تجاه ما نقلته من كلام شيخ الإسلام، وأنه لم يعجبني لأني أوردته في المتن، ففعلي يخالف قاعدتك، ويدل على أني معجب بكلام شيخ الإسلام ومرتاح له.
فواهاً على العلم إذا كانت هذه معاييره، وإذا خفَّتْ موازينه!
خامساً: قولك عنِّي: «وختم الحديث بأن أهل الحديث كذَّبوا ابن زبالة وهذا حقٌّ في علم الحديث، باطل في علم التاريخ، فابن زبالة ثقة عند المؤرخين، كذَّابٌ عند المحدثين .. ».
وأقول: لم يبين لنا كيف كان ابن زبالة ثقة عند المؤرخين؟! ثم لو كان كذلك فالأمر لا يعنينا هُنا، لأن الكلام على ابن زبالة في كتابي هو على روايات حديثية، لا على مرويات تاريخية، ويبدو أن الدكتور لا يفرق بين الأمرين، ويخلط بين الضدين!
انتبه أيها الفاضل من أن تجادل فإنك أنت القائل في بادئ كلامك عَنِّي: «علَّق على إيراد ابن زبالة (للحديث)»، وأقول لك هنا: نعم على الحديث، لا على مرويات تاريخية.
فقولك: «والعالم يؤخذ منه في تخصصه» في هذا الموضع تمويه وتلبيس، كيف والكلام عنه لا في التاريخ بل في الحديث، ثم إن صاحبك ابن زبالة كان كذاباً حتى في التاريخ يا دكتور.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجنيد عنه: «روى عن مالك عن هشام بن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله ?: ((فُتِحتِ المدينة بالقرآن، وفتحت سائر البلاد بالسيف)) قال يحيى: هذا كذبٌ، ليس بشيء، أصحاب مالك يروونه من كلام مالك». فهاك مروياته التاريخية يقلبها إلى أحاديث نبوية، ومن كان هذا حاله كان عرضة للوعيد في قوله ?: ((ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار))، لا أن يكون ثقة في علم التاريخ والآثار!!
ولئن كان ابن زبالة -أخي الدكتور عائض- ثقة عند المؤرخين لكونهم لم يتفطنوا لتلاعبه بالمرويات التاريخية وقلبها إلى أحاديث نبوية، وتفطن لذلك المحدِّثون فإن ذلك يعود بثقته إلى الضعف لدى المؤرخين لو علموا ذلك عنه، ومن علم حجة على من لم يعلم، وخذها قاعدة: الذي يكذب في حديث النبي ? لن يتورع من الكذب على غيره!!
سادساً: قولك: «ثم إن كتاب ابن زبالة طبع منه ما وجد في مركز بحوث ودراسات المدينة عام1424هـ في رسالة علمية نفيسة للباحث صلاح سلامة ... » وأقول للدكتور عائض: هذه الرسالة التي أشرت إليها لا تحوي بين دفتيها كتاب ابن زبالة، لا. ولكن هي جمع وتوثيق ودراسة لمرويات ابن زبالة من المصادر والمراجع، نعم هي كذلك، ارجع فانظر إليها لترجع عما قلت في مقالك، قال الشاعر:
أعد نظراً يا عبدَ قيسٍ لَعَلَّمَا أضاءت لك النارُ الحمار المقيداً
سابعاً: قولك: «وفيها تناول الباحث -أي تلك الرسالة- تساهل ابن زبالة في رواية أحاديث الفضائل وغيرها مما لا يتعلق بالعقائد والأحكام مثله مثل غيره من المؤرخين وأهل الحديث» وأقول لك: عذراً يا دكتور! لن أرجع إلى تلك الرسالة لأنظر فيها ومن ثَمَّ أعتنق ما قاله الباحث في تلك الرسالة إن صح ما نقلته عنه، ويكفيني!! ما طفحت به كتب الرجال ومنها تهذيب الكمال من اتهام ابن زبالة بالوضع والكذب في الحديث. ومن كان هذا حاله لا يكون أبداً كمن كان يتساهل في مرويات الفضائل وغيرها، ارجع واسأل يا دكتور أهل التخصص لتعرف الفرق بين الحالين.
ثامناً: أشار الدكتور عائض إلى أنِّي تفردت بالحكم بعدم جواز الصلاة في المساجد السبعة إلا فيما يقال له مسجد بني حرام منها لأنه هو المسجد الوحيد الذي أحاط به العمران، واحتاج أهل ذلك الحي إلى الصَّلاة فيه، فعلَّق -قائلاً ومغالطاً-: وهذا حكم غريب، والأغرب منه دليله لأن المساجد كُلَّها أحاط بها العمران .. » إلخ.
وأقول: كلُّنا أبناء المدينة يا دكتور عائض، فلا داعي للمغالطة، فأنت تعرف أنَّ أهل السَّيح في الخط النازل أقرب مسجد إليهم مسجد النعمان، وفي الخط الطالع أقرب مسجد إليهم هو مسجد بني حرام، وكلاهما أقرب للفريقين من المساجد الستة الباقية، هذا من جهة الغرب، ومن جهة الشرق من جهة حي جمل الليل المساجد هناك أكثر من مسجد، وهي أقرب إليهم من المساجد الستة، ومن جهة الشمال الشرقي فأرض الكردي حيث مسجد الفاضل والهداية وغيرهما، ومن حيث الشمال الغربي فأهله معزولون عن المساجد، ورأيت أهله يصلون في مسجد أبي سرداح، وفي المسجد الذي قبال وزارة الإعلام، وهما أقرب إليهم من المساجد الستة الباقية بلا نزاع.
وأما من جهة الجنوب فجبل سلع، وأما عن الصلاة في المسجد الجديد الذي سألتني عنه لتغري بيني وبين وزارة الشؤون الإسلامية وتوقع بيننا العداوة والبغضاء فالجواب عنه: أن الصَّلاة فيه من باب أخف الضررين، ولعله أنشئ ليأكل تلك المساجد كُلَّها! بدلاً من أن يذهب الناس أشتاتاً للصلاة في تلك المساجد كُلِّهَا.
وقد ذكرت في كتابي الكلام عن هذا الجامع ص (172) وقلت: وأوصي فيها-أي خاتمة البحث- بثلاثة أمور: الأول: أن تهدم هذه المساجد كلها لأنها مساجد ضرارٍ عدا مسجد بني حرام منها. الثاني: أن لا يبنى في مكانها جامع، لأن مساجد الضرار تهدم ولا يبنى في مكانها مسجد، اللهم إلا إذا كان من باب أخف الضررين .. » رأيت أخي عائض كيف أني لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد، وأني لم أخنك بالغيب، وأني لم أصانع الآخرين!! كما رميتني بذلك، وبالهوى، وبالتدليس، وأنت لم تقرأ الكتاب فيما يظهر، أو لم تقرأه على مكث، ولهذا أراك في مقالك تتساءل عن أمور، والجواب عنها في داخل الكتاب، فكنت كمن قال فيه الشاعر:
كأنك لم تنبأ ولم تكُ شاهداً ...... بلائي وكَرَّاتِي الصنيع ببيطراً
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يغفر لي ولك، وأن يَنْزِعَ ما في صدورنا من غِلٍّ، وإسهاماً مني بذلك أقول لك: أنت فيما رميتني به في حِلٍّ.(/)
ما هو الدليل على حكومة الصلح في القصاص؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 10:07]ـ
بارك الله فيكم
مسألة للمذاكرة
قرر ابن القيم رحمه الله في الإعلام أنه إذا تعذرت المماثلة والمساواة في القصاص لجُىء إلى الأقرب فالأقرب والأمثل فالأمثل
لكن الذي أعلمه عن الجمهور أنهم يقولون باللجوء إلى التعزير أو حكومة صلح (التعويض أو الأرش)
فما هو وجه قولهم ودليله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 11:24]ـ
هذا في زمانهم لخشيتهم من سراية القصاص وغيرها. أما اليوم فقد تغيرت الأحوال ويوجد من الأدوات والإمكانات ما يغلب على الظن امتناع الحيف معه. وقد ذكر هذه المسألة صاحب كتاب "أثر التقنية الحديثة في الخلاف الفقهي" الدكتور هشام آل الشيخ، وفيه اختيار لكلام ابن حزم بناءً على أن غلبة ظن عدم الحيف في القصاص تجيزه وهذا متحقق جداً بتقنية اليوم.(/)
الغرة والتحجيل.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:15]ـ
مسألة للبحث:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه (( .... فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)) على القول بأن هذا مدرج ((موقوف)) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ألا يمكن أن نقول أن هذا رأي لأبي هريرة رضي الله عنه إنتشر ولم يوجد له مخالف فهو إجماع وحجة عند جماهير العلماء منهم ابن تيمية رحمه الله
ومع هذا لم ياخذ به شيخ الإسلام وقال: (( ..
وَمِثْلُ هَذَا لَا تَثْبُتُ بِهِ شَرِيعَةٌ كَسَائِرِ مَا يُنْقَلُ عَنْ آحَادِ الصَّحَابَةِ فِي جِنْسِ الْعِبَادَاتِ أَوْ الْإِبَاحَاتِ أَوْ الْإِيجَابَاتِ أَوْ التَّحْرِيمَاتِ إذَا لَمْ يُوَافِقْهُ غَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلَيْهِ - وَكَانَ مَا يَثْبُتُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالِفُهُ لَا يُوَافِقُهُ - لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ سُنَّةً يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ اتِّبَاعُهَا بَلْ غَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِمَّا يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ وَمِمَّا تَنَازَعَتْ فِيهِ الْأُمَّةُ فَيَجِبُ رَدُّهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ. وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ: مِثْلَ (( ..
وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلَى الْعَضُدَيْنِ فِي الْوُضُوءِ وَيَقُولُ: مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عُنُقَهُ وَيَقُولُ هُوَ مَوْضِعُ الْغُلِّ. فَإِنَّ هَذَا وَإِنْ اسْتَحَبَّهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ اتِّبَاعًا لَهُمَا فَقَدْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ وَقَالُوا: سَائِرُ الصَّحَابَةِ لَمْ يَكُونُوا يَتَوَضَّئُونَ هَكَذَا. وَالْوُضُوءُ الثَّابِتُ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ لَيْسَ فِيهِ أَخْذُ مَاءٍ جَدِيدٍ لِلْأُذُنَيْنِ وَلَا غَسْلُ مَا زَادَ عَلَى الْمَرْفِقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ وَلَا مَسْحُ الْعُنُقِ وَلَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ. بَلْ هَذَا مِنْ كَلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ جَاءَ مُدْرَجًا فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّكُمْ تَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ} وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ حَتَّى يَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ وَالسَّاقِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ وَظَنَّ مَنْ ظَنَّ أَنَّ غَسْلَ الْعَضُدِ مِنْ إطَالَةِ الْغُرَّةِ وَهَذَا لَا مَعْنَى لَهُ فَإِنَّ الْغُرَّةَ فِي الْوَجْهِ لَا فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ وَإِنَّمَا فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ الْحَجْلَةُ. وَالْغُرَّةُ لَا يُمْكِنُ إطَالَتُهَا فَإِنَّ الْوَجْهَ يُغْسَلُ كُلُّهُ لَا يُغْسَلُ الرَّأْسُ وَلَا غُرَّةَ فِي الرَّأْسِ وَالْحَجْلَةُ لَا يُسْتَحَبُّ إطَالَتُهَا وَإِطَالَتُهَا مُثْلَةٌ
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيك أخي رشيد ونفع بك
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قال المحققون من العلماء: أن هذه الزياده من أبي هريرة وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
واستدلوا لذلك:أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ لا يطيل غرته، ولاتحجيله إمتثالاً لقول الله تعالى
(إلى المرافق والكعبين) فقد حدد الله مكان الغسل، ثم قالوا: إن إطالة الغرة لايمكن؛ لإن الغرة بياض
الوجه ولا يمكن إطالة الوجه فيه وإلى هذا أشار ابن القيم في النونية
وأبوهريرة قال ذا من كيسه ...
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 11:10]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 12:13]ـ
من قال إنه انتشر ولم يوجد له مخالف؟!!
بل لا يعرف له موافق مطلقا من الصحابة!
ولو كان الصحابة وافقوه على هذا الفهم لكان فهما صحيحا لا يسوغ الخروج عنه أصلا؛ لأن الصحابة هم أفهم الناس للنصوص الشرعية!
ـ[ظاعنة]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 12:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ناقشت طالب علم فى إطالة الغرة كما قال أبو هريرة، وسألته: ألا يدفع هذا إلى الوسواس؟
النساء بالذات يعانين كثيرا من الوسواس، وإذ لم يثبت هذا عن النبى فالحمد لله.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 02:11]ـ
بارك الله فيكم.
قد تبين الآن الراجح في المسألة وهو عدم السنية، وهذا بحث كتبته ولم أكمله، فمارأيكم فيه (قوموني).
وقد اختلف العلماء في استحباب إطالة الغرة والتحجيل على قولين:
القول الأول:
كراهة إطالة الغرة والتحجيل.
وهو مذهب المالكية، ورواية عن أحمد رحمه الله، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره.
القول الثاني:
إستحباب إطالة الغرة والتحجيل.
وهو مذهب الحنفية، والشافعية، والحنابلة.
أدلة القول الأول:
1) أن هذا الفعل لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا كثر استعماله في الصحابة،و التابعين.
2) أن هذا من الغلو في الدين.
أدلة القول الثاني:
1) ماورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل).
2) ماورد عن ابي حازم قال: كنت خلف أبي هريرة رضي الله عنه وهو يتوضأ للصلاة فكان يمر يده حتى تبلغ إبطيه، فقلت:ياأباهريرة ماهذا الوضوء؟ فقال:يابني فروخ! أنتم ههنا؟ لوعلمت أنكم ههنا ماتوضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء)
3) ماورد عن نعيم قال: رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم غسل اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته، وتحجيله).
4) أن هذا ثابت من فعل ابن عمر رضي الله عنهما.
المناقشة:
ستكون المناقشة إن شاء الله تعالى في أمور ثلاثة:
1) مناقشة كون هذه الجملة ( .. فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2) مناقشة كون هذه الجملة موقوفة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
3) مناقشة مانقل عن ابن عمر رضي الله عنه.
4) مناقشة الأدلة الأخرى.
أولا: مناقشة رفع هذه الجملة إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
إختلف العلماء في رفع و إدراج هذه الجملة:
فمنهم من رأى أن هذه الجملة مر فوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لظاهر الأحاديث الدالة على رفعها.
ومن الحفاظ من حكم بإدراج هذه الجملة عن أبي هريرة رضي الله عنه لأمرين:
1) أن الإطالة لم ثتبث عن النبي صلى الله عليه وسلم، و لاعن صحابته رضوان الله عليهم؛إذ لو كانت مرفوعة لعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه عليها صحابته ولكن لم يثبث عنهم فدلَ على أن هذه الجملة مدرجة لامرفوعة.
) إن الذين رووا هذه الجملة لم يرفعوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم،و إنما جاء رفعها من
رواية نعيم عن أبي هريرة ة رضي الله عنه.
قال الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى: ((ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا
الحديث من الصحابة وهم عشر ة، ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه،والله
أعلم)).
ورواية نعيم هذه قد وردت عند الإمام أحمد في المسند أنه قال _ أي نعيم ـ لا أدري قوله من استطاع منكم .. الخ، من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة رضي الله عنه)).
وبعد هذه المناقشة الذي يظهر _ و الله أعلم أن هذه الجملة موقوفة عن أبي هريرة رضي الله عنه أما رواية نعيم رحمه الله تعالى المرفوعة فقد علمنا أنه شاك فيها،وإذا كان هكذا فالأسلم البقاء على اليقين وهو عدم الرفع الذي هو موافق للأصل في الحكم الشرعي وهو عدم تطويل الغرة والتحجيل؛ إذ الغرة والتحجيل حكم زائد على ا لأصل وهو إسباغ الوضوء.
فعلى هذا ننتقل إلى المناقشة الثانية وهي كون هذه الجملة موقوفة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 12:01]ـ
ثانيا: مناقشة كون هذه الجملة موقوفة عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا ثبت أن الرواية موقوفة عن أبي هريرة رضي الله عنه،فقد اختلف العلماء في الأخذ بها على قولين:
القول الأول:
عدم العمل بها لأن هذا مما انفرد به أبو هريرة رضي الله عنه عن سائر الصحابة، لذا لم يثبث عنهم العمل بها، (ومثل هذا لاتثبث به شريعة كسائر ماينقل عن آحاد الصحابة في جنس العبادات أو الإيجابات أو التحريمات إذ لم يوافقه غيره من الصحابة عليه _ وكان ما يثبث عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه لا يوافقه _ لم يكن فعله سنة يجب على المسلمين اتباعها، بل غايته أن ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد، ومما تنازعت الأمة فيجب رده إلى الله وإلى الرسول ... )
القول ا لثاني:
إذا ثبت أن هذه الجملة موقوفة فإن العمل بها حجة؛ لأن تفسير الراوي إذا لم يخالف الظاهر يجب قبوله.
والذي يظهر عدم العمل بها؛ لأن هذا لم يثبث فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يوافقه أحد من الصحابة فكيف يكون حجة وسنة.
فعلى هذا ننتقل إلى المناقشة الثالثة وهي هل ثبتت موافقة ابن عمر رضي الله عنه لأبي هريرة رضي الله عنه.
ثالثا: مناقشة كون هذا العمل ثابث عن ابن عمر رضي الله عنه:
احتج المجوزون بفعل ابن عمر رضي الله عنه الذي سبق تخريجه.
ونوقش هذا الأثر فتبين أنه ضعيف.
ثالثا:مناقشة أدلة أخرى:
1) أوّل المالكية الحديث على معنى دوام الطهارة والتجديد لها فإنهم حملوا الإطالة على الدوام، والغرة على الوضوء.
و اعترض عليهم بأن الراوي أدرى بما روى، وكيف وقد صّرح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2) احتجوا بما رواه أ حمد في المسند أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فأراه ثلاثا ثلاثا. قال: ((هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم))، فحملوا الحديث على الزيادة في غسل الأعضاء لا على إطالة الغرة والتحجيل.
واعترض عليهم بأن الحديث محمول على الزيادة في عدد المرات.
الترجيح:
الذي يبدوـ والله أعلم ـ رجحان القول بكراهية إطالة الغرة والتحجيل لما يلي:
1) قوة أدلة هذا القول،وضعف أدلة مقابله عند المناقشة.
2) موافقة هذا القول لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفعل الصحابة.
3) موافقة هذا الحكم للأصل في العبادات ـ أعني التوقيف ـ حتى يرد الدليل الصحيح الصريح على ثبوتها.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 03:37]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 05:44]ـ
جزاكم الله خيرا
زادنا الله وإياك علما وفهما
ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 11:58]ـ
جزاك الله خيرا ابا عائشة.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 11:38]ـ
اختلف العلماء في مجاوزة حد المفروض من الوجه واليدين والرجلين للوضوء.
فذهب الجمهور إلى استحباب ذلك عملاً بذا الحديث، على خلاف بينهم في قدر الحد المستحب.
وذهب مالك ورواية عن أحمد إلى عدم الاستحباب واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ السعدي وأيدوا رأيهم بما يلي:
1 - مجاوزة محل الفرض على أنها عبادة دعوى تحتاج إلى دليل.
والحديث الذي معنا رجحوا أنها مدرجة من كلام أبي هريرة.
2 - لو سلمنا بالزيادة لا قتضى أن نجاوز الوجه وشعر الرأس وهو لا يسمى غرة.
3 - لم يُنقل عن أحد من الصحابة أنه فهم هذا الفهم إلا أبي هريرة رضي الله عنه.
...
وأما قوله:"فمن استطاع منكم أن يطيل غرته ... " فهذه مدرجة بيّن ذلك غير واحد من الحفاظ وفي مسند أحمد:"فَقَالَ نُعَيْمٌ لَا أَدْرِي قَوْلُهُ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ".
انتهى ملخصاً من تيسير العلام شرح عمدة الأحكام
ـ[ابن رجب]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 11:43]ـ
جزاكم الله خيرا ايها المقنع
نقل موفق
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 10:22]ـ
بارك الله فيكم
عندي بعض الأسئلة في هذا الموضوع:
1 / من أول من حكم بأن هذه اللفظة مدرجة؟
2 / بما أن الأصل أنها مرفوعة وليست مدرجة وقد احتج بها مرفوعة البخاري ومسلم فهل دليل الإدراج قوي؟
3 / بالنسبة لرواية المسند وفيها الشك ففي الإسناد فليح بن سليمان فهل جاءت من طريق آخر؟
وجزاكم الله خيراً.(/)
أثر اللقاء المبارك الذي تم بين الشيخ الشنقيطي والأمير خالد السديري رحمهم الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 11:42]ـ
كنت أقرأ في ترجمة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله - صاحب أضواء البيان - بخط تلميذه البار الشيخ / محمد عطيه سالم رحمه الله.
فلفت نظري بداية اللقاء الذي تم بين الشيخ / الشنقيطي رحمه الله والأمير خالد السديري رحمه الله، وكيف أراد الله تعالى بالأمير السديري خيرا حينما يسر له اللقاء بالشيخ الشنقيطي وتبنيه له، وحرصه على إيصال أمره لولاة الأمر، ومن ثم إعطاءه الجنسية له ولمن أراد من أسرته وأقاربه.
فإليكم ماقال الشيخ / محمد عطية سالم:
خروجه من بلاده رحمه الله:
كان خروجه من بلاده لأداء فريضة الحج وعلى نية العودة وكان سفره براً كتب فيه رحلة ضمنها مباحث جليلة كان آخرها مبحث القضايا الموجهة في المنطق مع علماء أم درمان بالمعهد العلمي بالسودان.
وبعد وصوله إلى هذه البلاد تجددت نية بقائه، ولعل من الخير وبيان الواقع ذكر سبب بقائه:
لقد كان في بلاده كغيره يسمع الدعاية ضد هذه البلاد باسم الوهابية إلا أن بعض الصدف قد تغير من وجهات النظر (وإذا أراد الله أمرا هيأ له الأسباب)، ومن عجيب الصدف أن ينزل رحمه الله في بعض منازل الحج بجوار خيمة الأمير خالد السديري دون أن يعرف أحدهما الآخر، وكان الأمير خالد يبحث مع جلسائه بيتاً في الأدب وهو ذواقة أديب، وامتد الحديث إلى أن سألوا الشيخ لعله يشاركهم فوجدوا بحراً لا ساحل له.
ومن تلك الجلسة وذاك المنزل تعدلت الفكرة بل كانت تلك الخيمة بداية منطلق لفكرة جديدة وأوصاه الأمير إن هو قدم المدينة أن يلتقي بالشيخين:
- الشيخ عبد الله الزاحم رحمه الله.
- والشيخ عبد العزيز بن صالح حفظه الله.
وفي المدينة التقى بهما رحمه الله، وكان صريحاً معهما فيما يسمع عن البلاد وكانا حكيمين فيما يعرضان عليه ما عليه أهل هذه البلاد من مذهب في الفقه ومنهج في العقيدة.
وكان أكثرهما مباحثة معه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح، وأخيراً قدّم للشيخ كتاب المغني كأصل للمذهب وبعض كتب شيخ الإسلام كمنهج للعقيدة فقرأها الشيخ وتعددت اللقاءات وطالت الجلسات فوجد الشيخ مذهباً معلوماً لإمام جليل من أئمة أهل السنة وسلف الأمة أحمد بن حنبل رحمه الله، كما وجد منهجاً سليماً لعقيدة السلف تعتمد الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة فذهب زيف الدعايات الباطلة وظهر معدن الحقيقة الصحيحة وتوطدت العلاقة بين الطرفين، وتجددت رغبة متبادلة في بقائه لإفادة المسلمين، ورغب رحمه الله في هذا الجوار الكريم وكان يقول: " ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم " ز
وتم ذلك بأمر من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وكان الشيخان أقرب الناس إليه ودرس الشيخ عبد العزيز بن صالح الصرف والبيان عليه. رحم الله الموتى وحفظ الله الأحياء.
---
ملحوظة /
ولا ينكر فضل غير الأمير السديري على الشيخ / الشنقيطي رحمهم الله، ولكن السديري هو أساس الأمر .... ومن ثم تتابع أصحاب الخير بعده. .
والمقصد:
الدعاء له ولغيره من أصحاب الفضل الذين حرصوا على العلماء، وأظهروهم، وأوصلوا أمرهم إلى ولاة الأمر ليكونوا خير معين لهم - بعد الله - في نشر العلم والخير بين الناس.
فرحمهم الله جميعا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 01:04]ـ
قرأت قديماً كتاباً للشيخ رحمه الله، لعل فيه سجل مجالسه مع العلماء، وقد ذكر فيه لقاءه بالأمير
فهل من مذكِّر باسم الكتاب؟!
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 12:06]ـ
قال الشيخ / صالح المغامسي وفقه الله تعالى:
إن لقاء الشيخ رحمه الله كان مع الأميرين / خالد وعبدالرحمن السديري في خيمتهما في منى ..... وقد أوصلا - بعد اللقاء - أمر الشيخ إلى الملك عبدالعزيز رحمه الله فأكرمه، وأعطى الجنسية له، ولأولاده، ولمن يريد من قرابته وطلابه.
فرحمهم الله جميعا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 02:57]ـ
كنت أقرأ في ترجمة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله - صاحب أضواء البيان - بخط تلميذه البار الشيخ / محمد عطيه سالم رحمه الله.
نبهني الأخ الكريم / أبوأيوب
إلى تصحيح الاسم ... حيث ذكرت:
الشيخ / محمد عطية سالم .... والصحيح: الشيخ / عطية محمد سالم .... رحمه الله تعالى.
وهو سبق قلم.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 04:55]ـ
رحم الله الجميع برحمته الواسعة(/)
الاذكار بعد الصلاة .. ارجو الافادة قبل الطباعة
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 08:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدى الاخوة في طبع اذكار بعد السلام من الصلاة بحجم 2 متر الارتفاع والعرض 80 سم تقريبا وتكون واقفة على ارجل , وسهلة تنقلها وطيها
هل احد من الاخوة عنده اي اقتراح في تصحيح او تاخير بعض الاذكار وتقديم البعض
ارجو الافادة
الأذكار بعد السلام من الصلاة
أخي الكريم: هذه بعض ألأذكار تقال دبر كل صلاة، التي ثبتت
عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فحافظ عليها تنل الخير في الدنيا والآخرة
1 - أستغفر الله " ثلاثا ". "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
2 - "لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. اللَّهُمَّ لا مانِعَ لما أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطيَ لما مَنَعْتَ، ولا ينْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ". متفقٌ عليهِ (مرة بعد كل صلاة)
3 - "لا إلَه إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ. لا حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه، لا إله إلاَّ اللَّه، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لهُ النعمةُ، ولَهُ الفضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسنُ، لا إله إلاَّ اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولوْ كَرِه الكَافرُون". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
4 - "سبحان الله والحمد لله والله أكبر "، (ثَلاثاً وثَلاثين مرة بعد كل صلاة)
"لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
5 - "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ والْبُخلِ وَأَعوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيا، وأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبر". البخاري (مرة بعد كل صلاة)
6 - "اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وَحُسنِ عِبادتِكَ". أبو داود (مرة بعد كل صلاة)
7 - "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.بعد كل صلاة مرة واحدة، وبعد صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات". أبو داود وأحمد
8 - ويقرأ آية الكرسي عَقِبَ كلِ صلاةٍ. الكبرى للنسائي (مرة واحدة)
9 - "لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ يحي ويميت وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ". (عشر مرات بعد الصبح والمغرب فقط) مسلم
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 01:46]ـ
أخي هشام -وفقك الله
للأخ الحبيب والشيخ الكريم الحمادي كلام جيد على هذا الرابط لعلك تطلع عليه
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1375&highlight=%C7%E1%C3%D0%DF%C7%D 1
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 05:07]ـ
الاخ الفاضل آل عامر .. حفظه ربي ووقاه حر السموم
إذا يكون بعد التصحيح هكذا
فهل هناك ملاحظة اخرى؟
الأذكار بعد السلام من الصلاة
أخي الكريم: هذه بعض ألأذكار تقال دبر كل صلاة، التي ثبتت
عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فحافظ عليها تنل الخير في الدنيا والآخرة
1 - أستغفر الله " ثلاثا ". "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
2 - "لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. اللَّهُمَّ لا مانِعَ لما أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطيَ لما مَنَعْتَ، ولا ينْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ". متفقٌ عليهِ (مرة بعد كل صلاة)
3 - "لا إلَه إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ. لا حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه، لا إله إلاَّ اللَّه، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لهُ النعمةُ، ولَهُ الفضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسنُ، لا إله إلاَّ اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولوْ كَرِه الكَافرُون". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
4 - "سبحان الله والحمد لله والله أكبر "، (ثَلاثاً وثَلاثين مرة بعد كل صلاة)
"لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
5 - "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ والْبُخلِ وَأَعوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيا، وأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبر". البخاري (مرة بعد كل صلاة)
6 - "اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وَحُسنِ عِبادتِكَ". أبو داود (مرة بعد كل صلاة)
7 - "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.، ". أبو داود وأحمد (مرة بعد كل صلاة)
8 - ويقرأ آية الكرسي عَقِبَ كلِ صلاةٍ. الكبرى للنسائي (مرة بعد كل صلاة)
9 - "لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ يحي ويميت وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ". (عشر مرات بعد الصبح والمغرب فقط) مسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 07:41]ـ
فقد نبهني الاخ الفاضل العزيز حمد حفظه ربي من كل مكروه عن الدعاء رقم (9) فهو ليس في مسلم وإنما موجد في الترمذي وأحمد (حسب ماذكر في حصن المسلم) للشيخ القحطاني رحمه الله
فهل هناك ملاحظة اخرى؟
الأذكار بعد السلام من الصلاة
أخي الكريم: هذه بعض ألأذكار تقال دبر كل صلاة، التي ثبتت
عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فحافظ عليها تنل الخير في الدنيا والآخرة
1 - أستغفر الله " ثلاثا ". "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
2 - "لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. اللَّهُمَّ لا مانِعَ لما أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطيَ لما مَنَعْتَ، ولا ينْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ". متفقٌ عليهِ (مرة بعد كل صلاة)
3 - "لا إلَه إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ. لا حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه، لا إله إلاَّ اللَّه، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لهُ النعمةُ، ولَهُ الفضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسنُ، لا إله إلاَّ اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولوْ كَرِه الكَافرُون". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
4 - "سبحان الله والحمد لله والله أكبر "، (ثَلاثاً وثَلاثين مرة بعد كل صلاة)
"لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ". مسلم (مرة بعد كل صلاة)
5 - "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ والْبُخلِ وَأَعوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيا، وأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبر". البخاري (مرة بعد كل صلاة)
6 - "اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وَحُسنِ عِبادتِكَ". أبو داود (مرة بعد كل صلاة)
7 - "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.، ". أبو داود وأحمد (مرة بعد كل صلاة)
8 - ويقرأ آية الكرسي عَقِبَ كلِ صلاةٍ. الكبرى للنسائي (مرة بعد كل صلاة)
9 - "لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ يحي ويميت وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ". (عشر مرات بعد الصبح والمغرب فقط) الترمذي وأحمد
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 03:15]ـ
شكراً لك أخي هشام ولعل هذا الموضوع يفيدك نقلته من أحد المنتديات:
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة الجميع يعلم فضل الذكر وما ورد في الكتاب والسنة من ذلك، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار مقيدة بأدبار الصلوات المفروضة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها وحث عليها وقد انتشرت الأوراق والكتيبات التي جمعت هذه الأذكار وما هو الصحيح منها، وبما أن هذا الأمر يخص أهل الحديث قبل غيرهم فأحببت أن أشارك بجمع الأذكار التي صحت عند عالم من علماء الحديث في هذا العصر وهو الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله، وهذه الأذكار أخذتها من أشرطة الشيخ التي سجلت دروسه، ولم يتم مراجعتها من قبل الشيخ؛ وإنما هو اجتهاد مني فنقلتها من الشريط ورتبتها لكي يتم حفظها بسهولة لمن لم يحفظها، والأمر بذلك واسع ولله الحمد ولكن كل ماكان الإنسان يتقيد بالأصح الوارد كان أفضل وبما أن الشيخ له مكانته بعلم الحديث فأحببت أن يستفيد الجميع من تصحيحاته والله أعلم.
هذه الأذكار أخذتها من شريط شرح آداب المشي إلى الصلاة الشريط السادس، وهي من إلقاء الشيخ عبدالله السعد شارحاً كتاب الإمام محمد بن عبدالوهاب، وهذه هي الأذكار، وفيها فوائد ذكرها الشيخ قد لا يعرفها البعض وبالله التوفيق.
1 / إذا سلم يقول {استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام} كما في حديث ثوبان رواه مسلم.
2 / يقول {لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد} كما في حديث المغيرة في الصحيحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 / يقول {لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} كما في حديث ابن الزبير في صحيح مسلم.
4 / يقول {اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك} كما في حديث البراء في صحيح مسلم.
5 / يقول {اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت} كما في حديث علي رضي الله عنه في صحيح مسلم.
6 / ثم يسبح ويحمد ويكبر وهذا ثبت فيه أربع صفات وهي:
الأولى: أن تقول {سبحان الله عشر مرات، الحمدلله عشر مرات، الله أكبر عشر مرات} كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة وغيره (تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا)
الصفة الثانية: أن تقول {سبحان الله خمساً وعشرين، الحمدلله خمساً وعشرين، الله أكبر خمساً وعشرين، لا إله إلا الله خمساً وعشرين} فيكون المجموع مائة وهذا جاء في حديث ابن عمر وحديث زيد بن ثابت رواهما النسائي وهذه الصفة ثابتة.
الصفة الثالثة: أن تقول {سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، الحمدلله ثلاثاً وثلاثين، الله أكبر أربعاً وثلاثين} فهذه مائة وهذه الصفة جاءت في الصحيح.
الصفة الرابعة: أن تقول {سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، الحمدلله ثلاثاً وثلاثين، الله أكبر ثلاثاً وثلاثين، وتمام المائة تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير} وهذه في الصحيح أيضاً ـ وهي التي ورد فيها غفران الخطايا وإن كانت مثل زبد البحر ـ.
قال الشيخ عبدالله السعد:
فهذه أربعة أنواع جاءت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، والحكمة في تنوع هذه الأذكار مثل الحكمة في تنوع العبادات كالاستفتاحات وأنواع التشهدات وما شابه ذلك، فالحكمة من ذلك أن الإنسان عندما يعتاد على شيء معين قد يغفل عن تدبر هذا الشيء وتفهم معانيه واستحضار النية فيه لأنه اعتاد عليه، ولكن عندما يتغير هذا الشيء فإنه يدعوه إلى أن ينتبه وبالتالي يخشع ويتدبر في فعله لهذه العبادة، وكذلك فيما يتعلق بالتسبيح فأحياناً الإنسان قد يكون مستعجلاً فإنه يقتصر على عشر تسبيحات وعشر تحميدات وتكبيرات بدلاً من أن يأتي بمائة ويكون بذلك قد أتى بالسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يكن مستعجلاً فإنه يأتي بالنوع الآخر وهكذا.
7 / يقرأ {آية الكرسي} كما في حديث أبي أمامة واسناده لا بأس به.
8 / يقرأ {المعوذات وهي سورة الفلق وسورة الناس} كما في حديث عقبة بن عامر، وأما سورة الاخلاص فالحديث ضعيف بذلك، ولذلك يقتصر على المعوذات.
وأما الترتيب بهذه الأشياء فالواضح هو تقديم الاستغفار والتهليل، وإن قدم المعوذات وآية الكرسي على التسبيح والتحميد والتكبير فالأمر واسع ولله الحمد.
هذا باختصار وتنسيق كلام الشيخ عبدالله السعد حفظه الله فيما يتعلق بأذكار دبر الصلاة في شرحه لآداب المشي إلى الصلاة وقد نقلت هذا الكلام ورتبته من الشريط مباشرة، وفيه فوائد قد لا يعرفها الكثير أسأل الله أن ينفع بشيخنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا، ومن عنده إشكال أو إضافة فجزاه الله خيراً وأما الاشكال فسنحاول إن شاء الله التوضيح ما استطعنا وبالله التوفيق.
http://forum.ma3ali.net/showthread.php?t=290405
يا ليت التعليق على بعض هذه الأذكار من المشايخ مثل (اللهم قني عذابك) وكذلك (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت .. ) وفقكم الله
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:48]ـ
احسن الله إليك يالقصيمي
وبارك الله فيك ..
الاخوة الافاضل ايهما اصح.؟
ولا ينْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ"
او
ولا ينْفَعُ ذا الجَدِ مِنْكَ الجدُّ"
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:58]ـ
احسن الله إليك يالقصيمي
وبارك الله فيك ..
الاخوة الافاضل ايهما اصح.؟
ولا ينْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ"
او
ولا ينْفَعُ ذا الجَدِ مِنْكَ الجدُّ"
لعلك تريد أخي هشام فتح الجيم وكسرها (الجَدّ) و (الجِدّ)
والصحيح الذي عليه أكثر أهل العلم فتح الجيم
ذكر هذا القاضي عياض والنووي وابن بطال وأبو العباس القرطبي وابن حجر وغيرهم
وحكي الكسر عن بعضهم، وأنكره الطبري وغيره
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 05:09]ـ
الاخ العزيز الحمادي
أحسن الله إليك وزادك ربي من فضله
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 05:50]ـ
وإليك أحسن الله أخي الحبيب
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 08:21]ـ
بالنسبة لحديث آية الكرسي تكلم فيه طويلا، وأرشدك إلى هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3401&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED) وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%C9+% C7%E1%DF%D1%D3%ED)
وقد قرأت أن الشيخ سعد الحميد ضعف الحديث
والله أعلم(/)
رسالة الإمام الليث بن سعد إلى الإمام مالك بن أنس
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد قرأت رسالة الإمام الليث بن سعد -رحمه الله- إلى الإمام مالك بن أنس –رحمه الله-
فرأيت فيها من الفوائد العظيمة والمعاني الجسيمة الشيء الكثير
ماجعلني أحرص على كتابتها ونشرها بينكم أيها الفضلاء الأخيار
نفعني الله وإياكم بكل خير
وإليكم نص الرسالة:
قال ابن الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين:
وقال الحافظ أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي في كتاب (التاريخ والمعرفة) له وهو كتاب جليل غزير العلم جم الفوائد: حدثني يحيى بن عبدالله بن بكير المخزومي
قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس:
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد ـ عافانا الله وإياك، وأحسن لنا العاقبة في الدنيا والآخرة - قد بلغني كتابك تذكر فيه من صلاح حالكم الذي يسرني، فأدام الله ذلك لكم وأتمه بالعون على شكره والزيادة من إحسانه.
وذكرت نظرك في الكتب التي بعثت بها إليك وإقامتك إياها وختمك عليها بخاتمك، وقد أتتنا فجزاك الله عما قدمت منها خيراً، فإنها كتب انتهت إلينا عنك فأحببت أن أبلغ حقيقتها بنظرك فيها.
وذكرت أنه قد أنشطك ما كتبت إليك فيه من تقويم ما أتاني عنك إلى ابتدائي بالنصيحة، ورجوت أن يكون لها عندي موضعٌ، وأنه لم يمنعك من ذلك فيما خلا إلا أن يكون رأيك فينا جميلاً إلا لأني لم أُذاكِرك مثل هذا.
وأنه بلغك أني أفتي بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندكم، وأني يَحِقُّ علي الخوف على نفسي لاعتماد من قبلي على ما أفتيتم به، وأن الناس تبع لأهل المدينة إليها كانت الهجرة وبها نزل القرآن.
وقد أصبت بالذي كتبت به من ذلك إن شاء الله تعالى،ووقع مني بالموقع الذي تحب، وما أعد أحداً قد ينسب إليه العلم أكره لشواذ الفُتيا ولا أشد تفضيلاً لعلماء أهل المدينة الذين مضوا، ولا آخذ لفتياهم فيما اتفقوا عليه مني، والحمد لله رب العالمين لا شريك له
يتبع
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 09:15]ـ
وأما ما ذكرت من مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، ونزول القرآن بها عليه بين ظهري
أصحابه، وما علمهم الله منه وأن الناس صاروا تبعاً لهم فيه فكم ذكرت.
وأما ما ذكرت من قول الله تعالى: {والسبقون الأولون من المهجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسن
رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنتٍ تجرى تحتها الأنهر خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} التوبه
فإن كثيراً من أولئك السابقين الأولين خرجوا إلى الجهاد في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله فجندوا الأجناد، واجتمع
إليهم الناس فأظهروا بين ظهرانيهم كتاب الله وسنة نبيه ولم يكتموهم شيئاً علموه.
وكان في كل جند منهم طائفة يعلمون لله كتاب الله وسنة نبيه ويجتهدون برأيهم فيما لم يفسره لهم القرآن
والسنة، ويقومهم عليه أبوبكر وعمر وعثمان الذين اختارهم المسلمون لأنفسهم.
ولم يكن أولئك الثلاثة مضيعين لأجناد المسلمين ولا غافلين عنهم، بل كانوا يكتبون لأجنادهم في الأمر اليسير
لإقامة الدين والحذر من الاختلاف بكتاب الله وسنة نبيه، فلم يتركوا أمراً فسره القرآن أو عمل به
النبي صلى الله عليه وسلم أو ائتمروا فيه بعده إلا أعلموهموه.
فإذا جاء أمر عمل فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر والشام والعراق على عهد أبي بكر
وعمر وعثمان، ولم يزالوا عليه حتى قبضوا لم يأمروهم بغيره، فلا نراه يجوز لأجناد المسلمين أن يحدثوا اليوم
أمراً لم يعمل به سلفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم.
مع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختلفوا بعده في الفتيا في أشياء كثيرة، ولولا أني قد عرفت أن قد علمتها لكتبت بها إليك، ثم اختلف التابعون في أشياء بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيد بن المسيب ونظراؤه أشد الاختلاف.
ثم اختلف الذين كانوا بعدهم فحضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسهم يومئذ ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن.
فكان من خلاف ربيعة لبعض ما قد مضى ما قد عرفت وحضرت، وسمعت قولك فيه وقول ذوي الرأي من
أهل المدينة: يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر،وكثير بن فرقد وغير كثير ممن هو أسن منه، حتى اضطرك
ما كرهت من ذلك إلى فراق مجلسه.
وذاكرتك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما نعيب على ربيعة من ذلك، فكنتما من الموافقين فيما
أنكرت،تكرهان منه ما أكرهه، ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة خير كثير، وعقل أصيل، ولسان بليغ، وفضل
مستبين، وطريقة حسنة في الإسلام، ومودة صادقة لإخوانه عامة ولنا خاصة رحمة الله عليه وغفر له وجزاه
بأحسن من عمله.
يتبع
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 10:19]ـ
وكان يكون من ابن شهاب اختلاف كثير إذا لقيناه، وإذا كاتبه بعضنا فربما كتب إليه
في الشيء الواحد -على فضل رأيه وعلمه - بثلاثة أنواع ينقض بعضها بعضاً، ولا يشعر
بالذي مضى من رأيه في ذلك، فهذا الذي يدعوني إلى ترك ما أنكرت تركي إياه.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 10:33]ـ
لا يجوز الجمع بين الصلاتين في مطر
وقد عرفت مما عبت إنكاري إياه: أن يجمع أحد من أجناد المسلمين بين الصلاتين ليلة المطر،ومطر
الشام أكثر من مطر المدينة بما لا يعلمه إلا الله لم يجمع منهم إمام قط في ليلة مطر، وفيهم أبو عبيدة
بن الجراح،وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وقد بلغنا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل) وقال: (يأتي
معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة) وشرحبيل بن حسنة،وأبو الدرداء، وبلال بن رباح.
وكان أبو ذر بمصر والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص،وبحمص سبعون من أهل بدر، وبأجناد
المسلمين كلها، وبالعراق ابن مسعود،وحذيفة بن اليمان،وعمران بن حصين، ونزلها أمير المؤمنين
على بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة سنين وكان معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم يجمعوا بين المغرب والعشاء قط.
القضاء بشهادة شاهد ويمين صاحب الحق
ومن ذلك القضاء بشهادة شاهد ويمين صاحب الحق،وقد عرفت أنه لم يزل يقضى بالمدينة به،ولم
يقض به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشام وبحمص ولا بمصر ولا بالعراق، ولم
يكتب به إليهم الخلفاء الراشدون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ثم ولي عمر بن عبدالعزيز وكان
كما علمت في إحياء السنن (وقطع البدع) والجد في إقامة الدين، والإصابة في الرأي والعلم بما
مضى من أمر الناس ـ فكتب إليه رُزيق بن الحكيم: إنك كنت تقضي بالمدينة بشهادة الشاهد
الواحد ويمين صاحب الحق، فكتب إليه عمر بن عبدالعزيز: إنا كنا نقضي بذلك بالمدينة فوجدنا
أهل الشام على غير ذلك، فلا نقضي إلا بشهادة رجلين عدلين أو رجل وامرأتين.
ولم يجمع بين العشاء والمغرب قط ليلة المطر والسماء يسكب عليه في منزله الذي كان فيه بخناصر ساكناً.
مؤخر الصداق
ومن ذلك أن أهل المدينة يقضون في صدقات النساء أنه متى شاءت أن تتكلم في مؤخر صداقها
تكلمت فدفع إليها، وقد وافق أهل العراق أهل المدينة على ذلك وأهل الشام وأهل مصر، ولم
يقض أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من بعدهم لامرأة بصداقها المؤخر إلا
أن يفرق بينهما موت أو طلاق فتقوم على حقها.
يتبع
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 01:24]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
هذه الرسالة من أشهر المراسلات العلمية
وتحتاج منا إلى وقفات تربوية وعلمية كثيرة
فلنتأمل مخاطبة الليث لمالك وإجلاله له، ولغيره من أهل العلم، واحترامه لرأيه، ومعرفة الليث بمذاهب الفقهاء في عصره وقبله
فرحمهم الله ورفع درجاتهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 11:20]ـ
صدقت أخي الحبيب، وقد كنت لخصت بعض تلك الفوائد ولكن تراجعت
عن كتابتها خوفا من الأطاله، ولأنها لاتخفى على من قرأ الرسالة
فرحمهما الله وجمعنا بهم في دار كرامته
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 12:00]ـ
رسالة الإمام مالك، إلى الليث بن سعد –رحمهما الله تعالى-، رواها عباس الدوري في «التاريخ» لابن معين (2/ 378 - 379)، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (50/ 357 - 358) قال يحيى: حدثناعبد الله بن صالح.
ورواها يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (1/ 391 - 393)، وعنه ابن القيم في «إعلام الموقعين»، من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي.
وقال القاضي في «ترتيب المدارك»: وهي رسالة صحيحة مروية.
...
رسالة الإمام الليث، إلى مالك بن أنس –رحمهما الله تعالى-، رواها الدوري في «التاريخ» لابن معين (2/ 372 - 378)، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (64/ 249) قال يحيى: حدثنا عبد الله بن صالح. ورواها يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (1/ 387 - 390)، من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير.
والذي حمل رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس، هو: إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر، قال: «وأنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس، وأخذت جوابها».
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 12:01]ـ
وتوجد فروق، وزيادات ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 12:29]ـ
القول في الإيلاء
ومن ذلك قولهم في الإيلاء: إنه لا يكون عليه طلاق حتى يوقف وإن مرت الأربعة الأشهر، وقد حدثني
(يُتْبَعُ)
(/)
نافع عن عبدالله بن عمر وهو الذي كان يروي عنه التوقيف بعد الأشهر ـ أنه كان يقول في الإيلاء الذي
ذكر الله في كتابه: لا يحل للمولي إذا بلغ الأجل إلا أن يفيء كما أمر الله أو يعزم الطلاق، وأنتم تقولون: إن
لبث بعد الأربعة الأشهر التي سمى الله في كتابه ولم يوقف لم يكن عليه طلاق، وقد بلغنا عن عثمان بن
عفان،وزيد بن ثابت، وقبيصة بن ذؤيب، وأبا سلمة بن عبدالرحمن بن عوف أنهم قالوا في الإيلاء: إذا
مضت الأربعة الأشهر فهي تطليقةٌ بائنة، وقال سعيد بن المسيب وأبوبكر بن عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام،وابن شهاب: إذا مضت الأربعة أشهر فهي تطليقة وله الرجعة في العدة.
.
حكم المرأة التي تملك ثم تختار زوجها
ومن ذلك أن زيد بن ثابت كان يقول: إذا ملك الرجل امرأته أمرها فاختارت زوجها فهي تطليقة، وإن
طلقت نفسها ثلاثاً فهي تطليقة، وقضى بذلك عبدالملك بن مروان،وكان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقوله.
وقد كاد الناس يجتمعون على أنها إن اختارت زوجها لم يكن فيه طلاق، وإن اختارت نفسها واحدةً أو اثنتين
كانت له عليها رجعة، وإن طلقت نفسها ثلاثاً بانت منه،ولم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فيدخل بها ثم يموت
أو يطلقها،إلا أن يرد عليها في مجلسه فيقول: إنما ملكتك واحدة، فيستحلف ويخلى بينه وبين امرأته.
.
الحر يشتري أمته والحرة تتزوج عبدها
ومن ذلك أن عبد الله بن مسعود كان يقول: أيما رجل تزوج أمةً ثم اشتراها زوجها فاشتراؤها إياها
ثلاث تطليقات، وكان ربيعة يقول ذلك وإن تزوجت المرأة الحرة عبداً فاشترته فمثل ذلك.
.
ما أخذه الليث على مالك
وقد بلغنا عنكم شيئاً من الفتيا مستكرهاً، وقد كنت كتبت إليك في بعضها فلم تجنبي في كتابي،فتخوفت
أن تكون استثقلت ذلك، فتركت الكتاب إليك في شيء مما أنكرت وفيما أوردت فيه على رأيك.
.
تقديم الصلاة قبل الخطبة في الاستسقاء
وذلك أنه بلغني أنك أمرت زُفر بن عاصم الهلالي ـ حين أراد أن يستقي أن يقدم الصلاة قبل
الخطبة، فأعظمت ذلك؛لأن الخطبة والاستسقاء كهيئة يوم الجمعة إلا أن الإمام إذا دنا فراغه
من الخطبة (حول وجهه إلى القبلة) فدعا وحول رداءه ثم نزل فصلى، وقد استسقى عمر بن عبد العزيز،
وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وغيرهما فكلهم يقدم الخطبة والدعاء قبل الصلاة. فاستهتر الناس
كلهم فعل زُفر بن عاصم من ذلك واستنكروه.
.
لا تجب الزكاة على الخليطين حتى يملك كل منهما النصاب
ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول في الخليطين في المال: إنه لا تجب عليهما الصدقة، حتى يكون
لكل واحدٍ منهما ما تجب فيه الصدقة، وفي كتاب عمر بن الخطاب أنه يجب عليهما الصدقة
ويرادان بالسوية، وقد كان ذلك يعمل به في ولاية عمر بن عبد العزيز قبلكم وغيره، والذي
حدثنا به يحيى بن سعيد ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه، فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره.
يتبع إن شاء الله
ـ[ظاعنة]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:02]ـ
يختلفون فلا تختلف قلوبهم ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 12:52]ـ
من أحكام المفلس
ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول: إذا أفلس الرجل وقد باعه رجل سلعة،فتقاضى طائفة من ثمنها أو أنفق المشتري طائفة منها أنه يأخذ ما وجد من متاعه، وكان الناس على أن البائع إذا تقاضى من ثمنها شيئاً أو أنفق المشتري منها فليست بعينها.
ماذا أعطى النبي صلى الله عليه وسلم من أسهم للزبير
ومن ذلك أنك تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط الزبير بن العوام إلا لفرس واحد والناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة أسهم بفرسين ومنعه الفرس الثالث، والأمة كلهم على هذا الحديث: أهل الشام، وأهل مصر، وأهل العراق،وأهل إفريقية،لا يتخلف فيه اثنان، فلم يكن ينبغي لك ـ وإن كنت سمعته من رجل مرضي ـ أن تخالف الأمة أجمعين.
وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذا.
إجلال الليث لمالك وختام رسالته
وأنا أحب توفيق الله إياك وطول بقائك؛ لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة، وما أخاف من الضيعة إذا ذهب مثلك مع استئناسي بمكانك، وإن نأت الدار. فهذه منزلتك عندي، ورأيي فيك فاستيقنه، ولا تترك الكتاب إلى بخبرك، وحالك وحال ولدك وأهلك،وحاجة إن كانت لك أو لأحد يوصل بك، فإني أسر بذلك، كتبت إليك ونحن صالحون معافون والحمد لله، نسأل أن يرزقنا وإياكم شكر ما أولانا وتمام ما أنعم به علينا، والسلام عليك ورحمة الله.
ـ[طلال]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:31]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ابن عامر ..
والتربية والإفادة من مراسلات العلماء خصوصاً من تقدّم من أهل الحديث خير معين على سلامة المسلك.
والدلالة فيها على العلم والعدل أظهر وأقطع من دلالة كثيرٍ من الكتب المتأخرة على ذلك.
وهناك كتابٌ لطيف لتلميذ الإمام أحمد وهو المروذي جمع فيها نماذج من المراسلات وأخبار أخرى (أخبار الشيوخ وأخلاقهم) وقد حققه الشيخ الفاضل عامر صبري وطبعته دار البشائر.
وهذه العبارة:
وكان يكون من ابن شهاب اختلاف كثير إذا لقيناه، وإذا كاتبه بعضنا فربما كتب إليه
في الشيء الواحد -على فضل رأيه وعلمه - بثلاثة أنواع ينقض بعضها بعضاً، ولا يشعر
بالذي مضى من رأيه في ذلك، فهذا الذي يدعوني إلى ترك ما أنكرت تركي إياه.
لم أتصور كيف تكون .. فهل من أمثلة عليها؟ فالعبارة ظاهرها قد يكون معيباً في حق الامام ابن شهاب الزهري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حرملة]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:50]ـ
أين نجد كتاب التاريخ والمعرفة للامام الفسوي رضي الله عنا وعنه وعنكم في هذا الشهر الكريم?(/)
الرقية الشرعية هل أصبحت دجل وخرافات
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 07:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أصبحت الرقية الشرعية فعلاً دجل وضحك على الناس وإستغلال جهلهم
هذا ما أصبحت أشاهده ومن عدم تقبلي لهذا الأمر
أننا نشاهد مناظر مقززة فعلاً تدل على الجهل المطبق وكأننا في عصر جاهلي
لم نعد نعرف فيه الصح من الغلط
هل يعقل أن نشاهد الراقي يجمع من 50 ومافوق في ساحة وحده ويبدأ يقرأ عليهم
فمنهم الطفل ومنهم من يعاني من إكتئاب ومنهم من به مس فترى بعضهم يقع صريعاً
والطفل يبكي لا يعلم ما هذا المنظر والذي يشعر بالأكتئاب يصاب بأمراض نفسية
لماذا يجمع من هب ودب ويضعهم في ساحة واحدة كأنهم نعيج
كله من أجل المال الرأس الواحد بـ200 ريال للجلسة الواحدة
هل هذه فعلاً الرقية الشرعية الصحيحة اللتي دلنا عليها نبينا صلى الله عليه وسلم
أنا لا أجمع بأن كل الرقاء هكذا ولكن الأغلبية منهم أصبحت عندهم الرقية تجارة حتى أن
الجلسة الواحدة أصبحت أغلى من جلسة واحدة في مستشفى
ألا ترون بأن الرقية الشرعية عندما يحولها صاحبها إلى تجارة ورزق هل تكون ذات نفع
عندما أسمع أو أرى أن شخص سوف يذهب لراقي فأني أشعر بأنه جاهل ويستغل من قبل
الراقي.
لماذا لا نتعلم اًيات الرقية ونقرأها على أنفسنا أو يقرأها علينا أهلينا وندعوا ونبتهل إلى الله
بأن يشافي مرضانا.
بدل أن تتعلق قلوب الناس بالرقاة حتى أنهم بدون ذهابهم إلى الراقي فلن يتم الشفاء.
فهل فعلاً أصبحت الرقية الشرعية عند بعض المشائخ دجل وخرافات؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 07:53]ـ
العنوان فيه نظر: ولو جعلته:
هل استغلت الرقية الشرعية من بعضهم للدجل والابتزاز؟
لأنه قد يطابق المضمون أما هذا العنوان فلا.
فالرقية الشرعية على اسمها شرعية.
وفي الحديث " أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله".
ونقد ممارسات وأغلاط بعض الرقاة أمر آخر.
والناس المرضى يتعلقون بأي شيء ومنهم من لا يحسن، ومنهم من هو ضعيف، والرقية من الراقي كالسيف بيد المحارب هكذا قيل، وهي سبب من الأسباب.
وقد نفع الله بأمم من الرقاة وشفي على أيدهم أمم لا يحصيهم إلا الله، كما أن الرقية استغلها بعض ضعفاء النفوس للكذب على الناس ونهب أموالهم ... وتمييز الصادق من الكاذب والمحسن من المسيء لا يخفى إلا على ضعيف البصيرة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك أخي خلف الكواليس
كما قلت -للأسف - أصبحت مهنة لدى كثير من ضعاف النفوس، والمريض
كما قال الشيخ عبدالرحمن حفظه الله يتعلق بأي شيء
تخبرني قريبة لي اليوم عن أحدهم تقول: يجمع المرضى في فناء كبير ثم يقرأ
عبر مكبر الصوت وقبل دخول ذلك الفناء يدفع المريض (50) ريال كاش
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 11:55]ـ
ولا يمكن أن تناقش الراقي!!؟
لأن تجرِبته أقوى ـ عنده ـ من الأدلة مع بيانها من كلام أهل العلم ........
لذلك تجد عنده العجب الشديد،والإعتداد بالنفس،مع أنه ((عامي)) أو في حكمه ....
ومع ذلك أرى أن الجلوس معه يفيد طالب العلم درساً في فضل العلم، ومقدار التواضع(/)
وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده رسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا}، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
إن وحدة الوجود هي الغاية القصوى في التوحيد عند خواص الصوفية أو كما يعبر عنهم بخاصة الخاصة، وهذه العقيدة هي المرتبة الرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية، فما هي هذه العقيدة؟ هي أن ترى الوجود واحد، أي الله عين كل شيء – عياذا بالله – وفي الحقيقة ليس كل الصوفية يعتقدون هذه العقيدة بل هي عقيدة الخواص كما قال الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين في باب التوحيد، فغالب من يدافع عن هذه العقيدة من الصوفية الذين اطلعت على كلامهم خلطوا بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية، فالمرتبة الثالثة هي كما قال العزالي في إحياء علوم الدين قال: ((والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار))، فهذه المرتبة يفرق بين وجودين فهو يلحظ سر قدر الله فيها سبحانه وتعالى وهذا تفريق بين الذاتين أو الوجودين، أما المرتبة الرابعة فقد قال عنها الغزالي: ((والرابعة: أن لا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق))، فهو في هذه المرتبة لا يشهد إلا واحدا حتى نفسه لا يشاهدها، أي الكل واحد، ومن خلال ما تقدم يظهر لك جليا الفرق بين المرتبتين فالثالثة تفرق بين والرابعة لا ترى إلا واحدا.
وبعد ما عرفت الفرق بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد نحب أن ننبه عليها وهي أن هناك خلط يخلطه المنافحون عن وحدة الوجود بين مصطلحات الصوفية وبين علم الكلام، فينزل معنى الوجود عند أهل الكلام على معنى الوجود عند خواص الصوفية، وهناك فرق في معنى الوجودين وإن اتفق الاسم أي اسم الوجود.
والآن نذكر أقوال خواص الصوفية في وحدة الوجود بمعنى أن الوجود واحد، قال القاشاني وهو يتكلم عن مصطلح وحدة الوجود: ((يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة، فإن أكثرهم يعتقد أن الوجود عرض الذي ظنوا عرضيته هو ما به تحقق حقيقة كل موجود وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه.
وأيضاً: لما كان للذات الموصوفة بالوحدة اعتباران:
أحدهما: اعتبار واحديتها، وإحاطتها، وشمولها للأسماء والحقائق وهي الحضرة التي تمسى مرتبة الجمع والوجود كما عرفت.
وثانيهما: اعتبار أنها هي عين تلك الحقائق التي اشتملت عليها وأحاطت بها لا غيرها، وكان الوجود أصل تلك الحقائق، وأظهرها حكما للمدارك، فكان الوجود عين الذات بهذا)) [لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام ص 465].
(يُتْبَعُ)
(/)
قد بين القاشاني في تعريفه السابق أن معنى الوجود عند الصوفية يختلف عن أهل النظر والفلاسفة حيث قال: ((وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة))، فالوجود عند أهل النظر ينقسم إلى وجودين وجود الله تعالى ((الواجب أو واجب الوجود))، ووجود المخلوقات ((الممكن أو الموجودات))، فما هو الوجود عند الصوفية الجواب كما قاله القاشاني قال: ((يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن))، فالوجود عند الصوفية لا ينقسم إلى قسمين كما هو الحال عند أهل النظر بل هو واحد كم قال الغزالي.
ويبين القاشاني سبب اختلاف الصوفية مع أهل النظر وهو أن أهل النظر يعتقدون أن الوجود عرض أي زائل وهو يعني هنا وجود المخلوقات، أما الصوفية فالوجود عندهم هو ((ما به تحقق حقيقة كل موجود))، وحقيقة كل موجود عندهم هو الله عز وحل حيث قال: ((وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه)) فهذه نظرة خواص الصوفية للوجود بشكل عام.
والوجود أو الذات كما يسمى أيضا لها اعتباران عند الصوفية فالاعتبار الأول هو أن تجمع الأسماء والحقائق أي تجمع الاسم ((أي موجود)) وحقيقته ((أي الله)) وهذا يسمى عندهم بالجمع أي الحق بلا خلق، وهذا الاعتبار يخص الوجود جيمعه أو كله، وليس تعين أو موجود واحد.
والاعتبار الثاني أن الحقائق أو الموجودات أو التعينات هي عين الله عز وجل أو عين الذات أو عين الوجود، فالله والذات والوجود أسماء لمسمى واحد فحتى في حال الفرق يكون كل موجود أي تعين؛ عين الله، فلذلك قال القاشاني في نهاية هذا الاعتبار: ((فكان الوجود عين الذات بهذا)).
ونذكر الآن أقوال الصوفي الصريحة في هذا المعنى قال ابن عربي: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192]، فالعارف عند ابن عربي من يرى الله عين كل شيء وصرح هنا ابن عربي حتى لا يفهم من عبارته ((الحق في كل شيء)) المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد أو الفناء فصرح أن الحق ((عين كل شيء)) حتى لا يلتبس على القارئ المعنى الذي يريده ابن عربي.
ولم يكن هذا النص الوحيد الذي يصرح فيه ابن بوحدة الوجود فقد قال في تفسيره لآية: {فإينما تولوا فثم وجه الله} قال: ابن عربي: (({فأينما تولوا} أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن {فثمة وجه الله} أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده {إن الله واسع عليم} جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات {عليم} بكل العلوم والمعلومات ... )) [ص 43/ 1].
فابن عربي هنا يقول: أي وجه تتوجهون لها فهي ذات الله تعالى لأنه عين كل شيء، وحتى يوضح أن هذه المرتبة تسبقها مرتبة أخرى وهي المرتبة الثالث وحدة الشهود فقال: ((أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده)) ففي هذه المرتبة لا يشهد واحد بل يشهد الصورة التي احتجب الله بها وإن كان في الظاهر هو يشهد صورا إلا أن هذه الصور هي حجاب الحق يراها الفاني صورا لأنه لم يرتق إلى المرتبة الرابعة فإذا زاد فناءه وارتقى للمرتبة الربعة علم أن الوجود واحد وأن الله تعالى عبارة عن جميع الجهات والموجودات لذلك قال: (({إن الله واسع عليم} جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات)).
ولقد صرح ابن عربي بهذه العقيدة في شعره فقال:
ظننت ظنوناً بأنك أنتَ ** وما أن تكون ولا قطٌ كنتَ
فإن أنت أنت فإنك ربٌ ** وثاني اثنين دع ما ظننتَ
فلا فرق بين وجوديكما ** فما بان عنك و لا عنه بنتَ
فإن قلت جهلاً بأنك غيرٌ ** خشنت وإن زال جهلك لنتَ
فوصلك هجر وهجرك ** وصل وبعدك قربٌ بهذا حسنتَ
دع العقل وافهم بنور انكشا ** لئلا يفوتك ما عنه صنتَ
ولا تشرك مع الله شيئاً ** لئلا تهون وبالشرك هنتَ
[الرسالة الوجودية ص 42]
وقال أيضاً:
عرفت الرب بالرب ** بلا شك ولا ريب
فذاتي ذاته حقاً ** بلا نقص ولا عيب
ولا غيران بينهما ** فنفسي مظهر الغيب
ومن عرفته نفسي ** فلا مرجٍ ولا شوب
وصلت وصول محبوبٍ ** بلا بعدٍ ولا قرب
ونلت عطاء ذي قدم ** بلا من ولا سبب
ولا فنيت له نفسي ** ولا تبقى لذوي ذوب
ولكن قد تعرت منك ** عن عبد وعن رب [الرسالة الوجودية ص 44]
وقال أيضاً:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين ** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى ** سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87]
فهذه مقدمة مختصر لنظرية وحدة الوجود كما يعتقدها أرباب التصوف ومقدميهم ذكرناها مدخلا لموضوعنا الأصلي وهو مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابقة لوحدة الوجود حيث الشيخ تناول هذا الموضوع في كتابه ((أبو العباس المرسي)) فخلط بين وحدة الشهود ووحدة الوجود أو بين المرتبة الثالثة والمرتبة الرابعة إما عن تأثره بعلم الكلام أو إخفاء حقيقة وحدة الوجود ((عقيدة الخواص)) عند الناس وتلميعها، وهذا ما سيتضح من خلال المبحث التالي بالتعليق على كلامه، وقبل التعليق نسرد كلامه بحروفه حتى تتضح الصورة للقارئ الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:27]ـ
قال الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه ((أبو العباس المرسي)) ما نصه: ((نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع. وذلك أننا بصدد (وحدة الوجود) ولسنا بصدد وحدة الموجود. والموجود متعدد: سماء وأرضا. جبالا وبحارا. لونا ورائحة وطعما. متفاوت ثقلا وخفة ... الخ
ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود. وقد تتساءل: من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس. من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه: إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة، وفي الأزمنة الحديثة، يقولون بوحدة الموجود. بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد.
قال بذلك هيراقليط في العهد اليوناني: والله عند نهار وليل صيف وشتاء، وفرة وقلة، جامد وسائل – أنه على حد تعبيره – كالنار المعطرة تسمى بإسم العطر الذي يفوح منها تقدس سبحانه وتنزه عما يقول
والله سبحانه وتعالى في رأي (شلي) في العصور الحديثة. هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل باسم. وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل. وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي في ظلمات الليل، وهو هذه الوردة اليافعة تنفتح وكأنها ابتسامات شفاه جميلة. إنه الجمال إينما وجد، ولكنه أيضا – سبحانه وتعالى – القبح أينما كان. وكما يكون طفلا فيه نضرة، وفيه وسامة. يكون جثة ميت، ويكون دودة تتغذى من جسد ميت. ويكون قبرا يضم بين جدرانه هذه الجثة، وهذا الدود. أستغفرك ربي أوتوب اليك.
ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان.
ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما. ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم. والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون.
وشيء آخر في غاية الأهمية، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود. ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية. ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه. وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى.
وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود. وأنه ما به يكون وجود الموجود. ولما قال الصوفية بالوجود الواحد. شرح خصومهم فكرتهم في ضوء رأي الأشعري، دون أن يراعوا مذهبهم ولا رأيهم. ففسروا قولهم بالوجود الواحد على أنه قول بالموجود الواحد.
وهذا التفسير على هذه الطريقة يسحب الثقة في آراء هؤلاء الخصوم وأمر ثالث يجب ألا نعيره أدنى التفات لأنه أتفه – في منطق البحث – من أن نعيره التفاتا، هو هذه الكلمات التي تناثرت هنا وهناك مخترعة ملفقة مزيفة، ضالة في معناها، تافهة في قيمتها الفلسفية غريبة على الجو الإسلامي تنادي بصورتها ومعناها: أنها اخترعت تضليلا وافتياتا
انها هذه الكلمات التي يعزونها الى الحلاج رضوان الله عليه، أو الى غيره .. لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه .. لقد اخترعوها اختراعا ثم وضعوها أساسا تدور عليه أحكامهم بالكفر والإضلال. ويكفي أن يتشبث بها انسان فيكون في منطق البحث غير أهل الثقة.
الوجود الواحد: وهل في الوجود الواحد من شك؟
إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن، وليس لكائن غيره سبحانه. الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق. وهو البارئ المصور.
" هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بعض معاني التصوير قوله تعالى: " ولقد خلقنا الإنسان من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة، فخقلنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما. ثم أنشأناه خلقا آخر. فتبارك الله أحسن الخالقين ".
وصلة الله بالإنسان إذن: هي أنه سبحانه يمنحه الوجود الذي يريده له في كل لحظة من اللحظات المتتابعة. فشكل حياته في كل بصورة أمده سبحانه وتعالى بها.
وصله الله بكل كائن: انما هي على هذا النمط: انه سبحانه مثلا: " يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا ان أمسكمهنا تماسكا وتناسقا. وأنه يمسك فيها الكيف والكم، واذا ما سحب إمداده عنهما تلاشتا كما وكفيا.
إن الله سبحانه وتعالى محيط بالكون، مهمين عليه، قيوم السموات والأرض قائم على كل نفس بما كسبت، وقائم على كل ذرة من كل خلية وقائم على كل ما هو أصغر من ذلك وما هو أكبر، بحيث لا يعزب عن هيمنته وعن قيوميته مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
هذه القيومية أخذ القرآن والسنة يتحدثان عنها في استفاضة مستفيضة ليهزا الإنسان هزة عنيفة، فلا يخلو على الأرض، ولا يتبع هواه، وانما يرتفع ببصره، ويستشرف بكاينه الى الملأ الأعلى مستخلصا نفسه من عبودية المادة ليوحد الله سبحانه وتعالى في عبودية خالصة، وفي إخلاص لا يشوبه شرك من هوى أو شرك من سيطرة المادة أو الغرائز
ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد: أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون:
" أفرأيتم ما تمنون؟. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون؟! "
" أفرأيتم ما تحرثون؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟! "
" أفرأيتم النار التي تورون؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون؟
وعلى العكس من ذلك: لو شاء الله لما خلق هذا الفرد، ولجعل الزرع حطاما.
ولما أنزل الماء من المزن، ولما أنشأ شجرة النار. انه سبحانه بيده الأمر سلبا وإيجابا، وبيده أمر الخلق إيجاد وإعداما.
أرأيت الى هذه الرمية التي ترميها. إنك ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..
أرأيت الى الانتصار في الجهاد؟
إن هذا الانتصار من عند الله، أما القتلى:
" فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم "
ورزق الإنسان هذا وطعامه:
" فلينظر الإنسان إلى طعامه، أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا، وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم .. "
هذه الهيمنة وهذه القيومية يمر بها قوم فلا يعيرونها التفاتا، انهم يمرون بها مرور الحيوانات بما تدرك ولا تعقل، ان الله سبحانه وتعالى لا يحتل من شعورهم درجة أيا كانت، وهمهم كل همهم مصبحين ممسين، إنما هو ملء البطن، أو كنز الذهب والفضة، أو النزاع على جاه، أو العمل لتثبيت سلطان. انهم يمرون بآيات الله فلا يشهدونها، وتحيط بهم آثاره، فلا ينظرون اليها، وتغمرهم نعماؤه وآلاؤه، فلا يوجههم ذلك الى الحمد لا الى الشكر. إن الله سبحانه وتعالى لا يحتل في قلوبهم ولا في تفكيرهم ولا في بيئتهم، قليلا ولا كسرا. والطرف الآخر المقابل لهذا هو هؤلاء الذي انغمسوا حقا في محيط الإلهية. سبحوا في بحارها، واستشقوا نسائمها الندية، وغمهم لألاؤها وضياؤها؛ لقد بدأوا بحمد الله وشكره على نعماه وآلائه التي تحيط بهم من جميع أقطارهم، فزادهم نعما وآلاء.
" لئن شكرتم لأزيدنكم "
لقد اتقوا الله حق تقاته فعلمهم الله.
لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم. وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد: قولا وعقيدة، وذوقا وتحقيقا، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم.
وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم، وبدأوا يحطمون الشرك. يحطمون أصنامه وأوهامه. ومن النفس والهوى والشيطان، ومن الغرائز الحيوانية، والغرائز الإنسانية. وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح، وانهار الشرك الخفي. وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن (لا إله إلا الله) وأنه: " إينما تلوا فثم وجه الله ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد. وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم. انه بغمر كيانهم، فلا يرون غيره سبحانه، لا يرون غير قيوم السموات والأرض، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها، ولا يرون غيره مالكا للملك. " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء ".
لقد أصبحوا ربانيين، وأصبح الله في بصرهم وسمعهم وجوارحهم وفي قلوبهم من قبل ذلك ومن بعده. يشغله كله فلا يدع فيه مكانا للأغيار
وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله. والسادر في ضلاله .. الى الله تعالى. أخذوا في محاولة جاهدة مستمرة – لا نتزاع الإنسان من الإخلاد الى المادة ليتطلع الى السماء. لقد حالوا أن يوجهوا نظر الناي الى الله تعالى. في الزهرة تتفتح، وفي الزرع يسقى متجها إلى السماء وفي الشمس تشرق، وفي القمر يتألف وفي مواقع النجوم ومداراتها.
وفي كل هذا لإبداع الساري في الكون اخذوا يشرحون معنى تلك الآيات الكريمة: " تبارك الذي بيده الملك، وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور، الذي خلث سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، فارجع البصر هل ترى من فطور؟ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير!! ".
وكانت تعبيراتهم متذوقين، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود. انه يمد القائم بالقيام، ويمد الماشيء بالمشي، والمتحرك بالحركة. انه – على حد تعبير أهل السنة والأشاعرة الذي يقطع، وليست السكين هي التي تقطع. وهو الذي يحرق وليست النار هي التي تحرق، وهو الذي حينما يريد، يقول للنار: كوني بردا وسلاما، فتكون بردا وسلاما.
ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد. فقالوا في ذلك: وزعم الناي أنهم أسرفوا واشتطوا، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة، والاستغراق القاهر، والجلال الشامل؛ والتي لا تعني وحدة متحدة، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق، أو العابد والمعبود، والآية هي: " هو الأول والآخر، والظاهر والباطن ".
وهذه الآيات القرآنية التي ذكرناها، هدفها أن تدفعنا دفعا إلى الشعور بقيومية الله سبحانه وتعالى مهيمنة؛ وهيمنته مسيطرة؛ والى الشعور بتوجيهه سبحانه وتعالى للإنسان أن يفر الى الله في كل أمر من أموره، وأن يسمو بنفسه حتى يتحقق بأن:
(لا إله إلا الله) وما فعل الصوفية أكثر من ذلك. انهم مهتدون بهدي القرآن والسنة. يريدون للإنسان أن يكون ربانيا. فإذا ما استمر الكثير من الناس يخلدون الى الأرض، وينظرون دائما إلى أسفل، فليس ذلك ذنب الصوفية، فقد أدوا واجبهم نحو التوجيه إلى الله، خير أداء.
أما إذا لم يكتف بعض الأفراد بالإخلاد إلى الأرض، وبالنظر إلى أسفل. وإنما أخذوا يهاجمون من يدعوهم للتطلع إلى السماء ويوجههم إلى الله تعالى، فهؤلاء إنما يحاربون الله ورسوله، وجزاؤهم معروف)). [ص 132 - 140].
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:28]ـ
التعقيب على مقال الشيخ عبد الحليم محمود
قال الشيخ: ((نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع. وذلك أننا بصدد (وحدة الوجود) ولسنا بصدد وحدة الموجود. والموجود متعدد: سماء وأرضا. جبالا وبحارا. لونا ورائحة وطعما. متفاوت ثقلا وخفة ... الخ)).
قلت: نلاحظ هنا منذ بداية كلام الشيخ أنه فرق بين الوجود والموجود فهو في هذه الحالة يثبت وجودين أو ذاتين، حيث قال: ((وذلك أننا بصدد (وحدة الوجود) ولسنا بصدد وحدة الموجود)) وهذا يخالف ما عليه أهل الوحدة كما مر؛ فأهل الوحدة عند الوجود واحد وليس وجودين قال القاشاني: ((يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن))، أما الشيخ هنا فقد قسم إلى وجود، موجود فلذلك قال الشيخ: ((والموجود متعدد: سماء وأرضا. جبالا وبحارا. لونا ورائحة وطعما. متفاوت ثقلا وخفة)) وهذا الذي يعبر عنه القاشاني بـ ((الممكن))، وعلى هذا الأساس الخاطئ بنا الشيخ عبد الحليم مفهوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدة الوجود.
قال الشيخ: ((ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود.)).
قلت: بل صرح ابن عربي والحلاج بذلك فضلا عن غيرهما، فإذا كان الشيخ عبد الحليم محمود لا يعلم بذلك؛ فعدم علمه ليس حجة على من علم كما هو معروف عند أهل العلم فمن أقوال ابن عربي قوله: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192]، وقوله:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين ** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى ** سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87].
فهذا تصريح من ابن عربي بوحدة الموجود كما يسميها الشيخ عبد الحليم وتجد هذا المعنى ظاهرا في قول ابن عربي:
فلا فرق بين وجوديكما ** فما بان عنك و لا عنه بنتَ
أما عن الحلاج فقد صرح هو أيضا بهذه العقيدة في كتبه فقال في كتاب الطواسين: ((فالحقيقة، والحقيقة حقيقة، دع الخليقة لتكون أنت هو، أو هو أنت من حيث الحقيقة)). [طاسين الصفاء ص 172]. فيسرح هنا الحلاج أن الحقيقة لا خليقة حيث بل أنت هو أو هو أنت وإن كان هذا كلام غير محقق على طريقتهم لأنه فصل بين الضميرين.
وقال أيضا:
رأيت ربي بعين قلبي ** فقلت من أنت؟ قال أنت
فليس للأين منك أين ** وليس أينٌ بحيث أنت
أنت الذي حزت كل أين ** بنحو " لا أين " فأين أنت
وليس للوهم منك وهم ** فيعلم الأين أين أنت
[طاسين النقطة ص 180].
وهذه مناجاة للحلاج يصرح بها أنه عين ربه، وهل بعد هذه النقول من كتبهم نقول أنهم لم يقولوا بوحدة الموجود؟؟!!
قال الشيخ عبد الحليم محمود: ((وقد تتساءل: من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس. من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه: إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة، وفي الأزمنة الحديثة، يقولون بوحدة الموجود. بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد))
قلت: هذه ليست فكرة خاطئة بل هذا ما صرح أساطين التصوف كما مر، وما نقلناه من نقول على سبيل المثال لا الحصر ولو شئنا الحصر طال بنا المقام، وقد مر في المقدمة كلام القاشاني وهو أجد أئمة التصوف في تعريفه لوحدة الوجود عند الصوفية حيث أنه يختلف عن مفهوم الوجود عند أهل النظر والفلاسفة حيث قال: ((يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ... الخ))، فهذا تصريح من القاشاني أن الوجود لا ينقسم إلى واجب ((الله)) وممكن ((المخلوق))، فالذي قاله الشيخ في الكلام المذكور آنفا ليس دقيقا وأن الذي رمى به قدماء الفلاسفة ما هو يقول به أساطين التصوف. وأضف إلى ذلك أن أحد أئمة المتصوف هو عبد الكريم الجيلي قد أثنى على أرسطو وسماه بالعارف حيث قال في كتابه الإنسان الكامل: ((ولقد اجتمعت بأفلاطون الذي يعدونه أهل الظاهر كافرا فرأيته وقد ملأ العالم الغيبي نورا وبهجة، ورأيت له مكانة لم أرها إلا لآحاد الأولياء فقلت له: من أنت؟ قال: قطب الزمان وواحد الأوان)) [ص 185].
قال الشيخ عبد الحليم محمود بعد أن سرد أقوال بعض الفلاسفة: ((ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان)).
قلت: لا فرق عند الصوفية بين المعنيين كما بينا وأكبر أنصار هذه الفكرة هم من ذكره الشيخ فضلا عن غيرهم من كبار المتصوفة.
قال الشيخ عبد الحليم محمود: ((ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما)).
قلت: قد مر كلام القاشاني وبين أن مفهوم الوجود عند الفلاسفة وأهل النظر يختلف عن مفهوم الوجود عند الصوفية، فالفلاسفة وأهل النظر يقسمون الوجود إلى واجب وممكن، أما الصوفية فلا يقسمون هذا التقسيم الذي يقسمه الشيخ عبد الحليم، فهو في هذه الناحية وافق أهل النظر والفلاسفة وخالف المتصوف القدامى فمن هنا يظهر لك الخطأ أو الأساس الذي بنا عليه الشيخ مفهومه لوحدة الوجود، هو لا يشك يخالف ما قرر أئمة الصوفية ومنظريهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ عبد الحليم: ((ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم. والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون)).
قلت: وهذا من التهويل العاطفي الذي يستخدمه المتصوف في الدفاع أو ترقيع ما يقرر أئمتهم، فهذا كتبهم بين أيدينا، وما كان العلماء الذين حكموا ببطلان وحدة الوجود بكذابين ولا مفترين، وهم نقلة الدين، فيكف يظن بهم أن يكذبون على المتصوف ويتهمونهم بما ليس فيهم، نعم قد يكون هناك من لم يفهم مراد أئمة الصوفية، وليس هذا بمبرر لاتهام علماء الأمة بهذه التهمة الشنيعة بأنهم يكذبون على الصوفية، وقد نقلنا كلام أئمة الصوفية معزوا إلى الجزء والصفحة، وهذه الكتب مطبوعة متداولة بين الناس، لم نأتي بمخطوط في خبايا الزوايا، وهل بعد الحق إلا الضلال؟!
قال الشيخ عبد الحليم: ((وشيء آخر في غاية الأهمية، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود. ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية. ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه. وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى)).
قلت: وهنا يقحم الشيخ عبد الحليم كلام أبي الحسن الأشعري حتى يدافع عن وحدة الوجود وقد مر أن مصطلح أو ومعنى الوجود يختلف من الصوفية إلى غيرهم فاقحام كلام أبي الحسن هنا ليس له وجه إلا التشويش على القارئ حتى لا يحصل عنده التصور الكامل، ثم ما الذي يختلف فيه مع أبي الحسن فكلام ينطبع على الموجودات المخلوقات فوجود المخلوق ((الموجود)) هو عين المخلوق ((الموجود)) نفسه فهل وجوده يختلف عنه؟؟!!
نعم جاء اعتراض الشيخ على كلام أبي الحسن الأشعري لأنه انزل مصطلح الوجود الصوفي على مصطلح الوجود عند أبي الحسن فلذلك رفض الشيخ عبد الحليم محمود كلام أبي الحسن الأشعري فالوجود عند الصوفية هو الله وهو عين كل شيء – والعياذ بالله – وهذا لا يستقيم مع كلام أبي الحسن الأشعري لأنه جعل الوجود الذي هو عين كل شيء؛ عين موجود واحد أي كل فرد من الأفراد موجود = الوجود، وهذا يخالف فكرة وحدة الوجود أي الله عين كل شيء وليس عين دون عين – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فإذا تبين لك هذا المعنى عرفت لماذا أنكر الشيخ عبد الحليم محمود على كلام أبي الحسن!! ويتضح هذا المعنى الذي قلناه من كلام الشيخ عبد الحليم محمود التالي حيث قال: ((وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود. وأنه ما به يكون وجود الموجود)).
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:29]ـ
قال الشيخ عبد الحليم محمود: ((ولما قال الصوفية بالوجود الواحد. شرح خصومهم فكرتهم في ضوء رأي الأشعري، دون أن يراعوا مذهبهم ولا رأيهم. ففسروا قولهم بالوجود الواحد على أنه قول بالموجود الواحد)).
قلت: الصوفية أولا لا يفرقون بين مصطلح الوجود والموجود، هذا واضح جدا من أقوالهم وعباراتهم الشهيرة مثل قولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ((سيد الوجود)) فيلزم الشيخ عبد الحليم محمود على ضوء تقسيمه السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الله – العياذ بالله – بل هو عبده ورسوله وهذه أشرف النسب للنبي صلى الله عليه وسلم، قال أحمد التيجاني قال: ((ما يصل شيء في الوجود من العلم مطلقا إلا من صهريج علي رضي الله عنه لأنه باب مدينة علمه صلى الله عليه وسلم، لا من الخلفاء الأربعة ولا الصحابة بأجمعهم)) [جواهر المعاني ص 113/ 1]، فهذا أحمد التجاني أطلق كلمة الوجود لم يقل وجود وموجود وهو من هو عند المتصوفة، وقال ابن عطاء قال: ((أي أن الكائنات لا تثبت لها رتبة الوجود المطلق لأن الوجود الحق إنما هو لله، وله الأحذية (كذا بالاصل والظاهر انها الاحدية)، وأما العالم فالوجود له من عدمه، ومن كان كذلك فالعدم وصفه في نفسه)) [طبقات الشعراني ص 308]، وهذا ابن عطاء لم يفرق بين المصطلحين فأئمة التصوف المتقدمين لا يفرقون بين المصطلحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيا لقد صرح الصوفي بأن الله عز وجل عين كل شيء كما تقدم، فأي تصريح يريده الشيخ عبد الحليم محمود أكبر من هذا التصريح؟!
وقال الشيخ عبد الحليم محمود: ((وهذا التفسير على هذه الطريقة يسحب الثقة في آراء هؤلاء الخصوم)).
قلت: وهنا الشيخ يريد الطعن بعدالة علماء الإسلام الذي يسميهم الصوفية بعلماء الظاهر دفاعا منهم لأساطين التصوف، وقد بينا أن مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود يخالف مفهوم المنظرين لعقيدة الوحدة الوجود، فطعنه هذا ليس له مبرر إلا التعصب لمشايخ التصوف، ويا ليه كان على حق!!
وقال الشيخ عبد الحليم محمود: ((وأمر ثالث يجب ألا نعيره أدنى التفات لأنه أتفه – في منطق البحث – من أن نعيره التفاتا، هو هذه الكلمات التي تناثرت هنا وهناك مخترعة ملفقة مزيفة، ضالة في معناها، تافهة في قيمتها الفلسفية غريبة على الجو الإسلامي تنادي بصورتها ومعناها: أنها اخترعت تضليلا وافتياتا)).
قلت: وهذا الكلام يحتوي على حق وباطل، فالحق منهم أنه عبارات المتصوف بوحدة الوجود ضال في معناها وغريبة على الجو الإسلامي، وبالباطل منها أنه مخترعة ملفق على أئمة الصوفية، ولا أعلم عن أي منطلق علمي يتكلم الشيخ وهذه الكلمات مبثوثة في كتب أئمة الصوفية أنفسهم مثل الحلاج وابن عربي فضلا عن محبيهم ومتبعيهم مثل الشعراني والنبهاني والنابلسي وغيرهم، وللأسف الشيخ هنا تخلى عن أصول أهل العلم واتبع الأسلوب العاطفي في دفاعه عن أئمته القائلين بوحدة الوجود.
قال الشيخ عبد الحليم محمود: ((انها هذه الكلمات التي يعزونها الى الحلاج رضوان الله عليه، أو الى غيره .. لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه .. لقد اخترعوها اختراعا ثم وضعوها أساسا تدور عليه أحكامهم بالكفر والإضلال. ويكفي أن يتشبث بها انسان فيكون في منطق البحث غير أهل الثقة)).
قلت: ولا زال الشيخ هنا بعيدا عن المنهج العلمي والتكلم من منطلق العاطفة فلاحظ قوله ((التي يعزونها إلى الحلاج ... أو غيره لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه))، فهو نفى حتى عن غيره لم يكتبها في كتاب أو يخطها بقلم فهذا الحكم عند الشيخ لكل عبارة تنسب إلى أئمة القائلين بوحدة الوجود سواء كان الحلاج أو غيره فأي منهج هذا الذي يتبعه الشيخ في دفاعه غير العاطفة؟! فهو كمن قدم العذر أو دليل البراءة قبل أن يعرف من هو المتهم ويكفي بهذا تعصبا.
ومن ناحية أخرى يقول الشيخ هذا الكلام وديوان الحلاج وكتاب أخبار الحلاج، وكتاب الطواسين مطبوع بمصر ومتداول فكيف قول هذا؟! مع ذلك نقول قد يكون شيخ الأزهر السابق لم يطلع على كتب الحلاج – وهو الصوفي الكبير العارف بالله – فعدم علمه ليس حجة على من علم وقد قدمنا في هذا البحث كلام الحلاج من كتبه التي ألفها هو الحلاج بنفسه، أما غير الحلاج فحدث ولا حرج فقد ملأت كتبهم المكتبات وهذه الأمر لا يخفى على أصغار طلب العلم فضلا عن شيخ الأزهر!!
قال الشيخ عبد الحليم: ((الوجود الواحد: وهل في الوجود الواحد من شك؟
إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن، وليس لكائن غيره سبحانه. الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق. وهو البارئ المصور.
" هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "
ومن بعض معاني التصوير قوله تعالى: " ولقد خلقنا الإنسان من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة، فخقلنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما. ثم أنشأناه خلقا آخر. فتبارك الله أحسن الخالقين ")).
قلت: وهنا يتناقض الشيخ عبد الحليم محمود حيث ((وهل في الوجود الواحد من شك؟))، بعد بقليل جدا يقول: ((وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن))، فأثبت وجودين وجود لله عز وحل ووجود للأكوان، وهذا مما يدل على اضطراب الشيخ محمود في فهم وحدة الوجود والمحاولة بأسلمة هذه العقيدة ولكن سرعان ما تتلاشى هذه المحالة بمجرد ذلك القرآن الكريم فهذه الآية الكريمة التي ذكرها هدمت نظرية وحدة الوجود من أساسها حيث بين الله عز وجل أن خالق الإنسان، فكيف يكون عين ما خلقه هو؟! والحمد لله ما أوضح العقيدة الإسلامية وأصفاها، وعندما يحاول المتصفة أسلمة عقائدهم تجدهم يستدلون بأحاديث وآيات تهدم ما يعتقدونه، لله الحمد والمنة.
قال الشيخ: ((وصلة الله بالإنسان إذن: هي أنه سبحانه يمنحه الوجود الذي يريده له في كل لحظة من اللحظات المتتابعة. فشكل حياته في كل بصورة أمده سبحانه وتعالى بها)).
قلت: وهذا فصل وإثبات وجودين؛ وجود الله عز وجل، ووجود آخر يمنحه الله ويمده، فهذا ينافي القول بالوجود الواحد بمعنى أن الله عين كل شيء – والعياذ بالله -، فيكون الشيخ هدم النظرية هو يدافع عنها!! ولله الحمد والمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:30]ـ
قال الشيخ: ((ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد: أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون:
" أفرأيتم ما تمنون؟. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون؟! " " أفرأيتم ما تحرثون؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟! " " أفرأيتم النار التي تورون؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون؟ وعلى العكس من ذلك: لو شاء الله لما خلق هذا الفرد، ولجعل الزرع حطاما ... الخ)).
قلت: هذا المقام الذي يتكلم عنه الشيخ عبد الحليم هو المرتبة الثالث من مراتب التوحيد عند الصوفية، وهي أن يشهد الله عز وجل في كل شيء أو أنه لا يرى فاعلا إلا الله تعالى كما هو مبثوث في كتب الصوفية.
ونلاحظ هنا كيف أن الشيخ عبد الحليم خلط بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد المذكورين في المقدمة، ولا أعلم هل الشيخ عبد الحليم لم يبلغ المرتبة الرابعة فجهلها أم أنه يتعمد الخلط ليبري أئمة الصوفية من القول بوحدة الوجود بمعنى ((الله عين كل شيء)) مستغلا عدم معرفة غالب الناس بمراتب التوحيد عند الصوفية؟؟
وبمناسبة ذكر هذه الأدلة، فأهل وحدة الوجود يستدلون بهذه الآيات على عقيدة في وحدة الوجود، ويدعون أنها تشير إلى عقيدة وحدة الواجد، وهذا تجده مبثوثا في كتبهم التي تناولت تأصيل هذه العقيدة.
قال الشيخ: ((لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم. وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد: قولا وعقيدة، وذوقا وتحقيقا، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم))
قلت: ويشير المؤلف هنا إلى أن للصوفية عقيدة باطنية لا يطلعون الناس عليه، وفي الحقيقة قد صرح بعضهم بهذه العقيدة وبعضهم يعتبر التصريح بهذه العقيدة كفر قال الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين: ((فإن قلت: كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحد وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة: فكيف يكون الكثير واحداً؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات. وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: إن إفشاء سر الربوبية كفر)). [ص 353/ 4].
فهذا الذي ذكره الغزالي من المعاني التي يقولها كبار الصوفية وبعضهم يعتبر إفشاءها كفر كما حكى الغزالي، فذلك قال الشيخ عبد الحليم محمود: ((معاني لا يتطلع إليها غيرهم))، وهذه المعاني إذا اعتقدها العامي ويعنون بالعامي علماء الظاهر يكون ملحد، فلذلك قال ابن عربي: ((ومن وحد فقد ألحد))، وجاء تفسيرها في كتاب جواهر المعاني قال علي حرازم عن خاتم الأولياء أحمد التجاني: ((وسألته رضي الله عنه – يعني أحمد التجاني – عن معنى قول الشيخ الأكبر: من وحد فقد ألحد، فأجاب رضي الله عنه بقوله معنى الالحاد هو الخروج عن الجادة المستقيمة فإن العارف إذا وحد بتوحيد العامة فقد ألحد، والعامي إذا وحد بتوحيد العارف فقد ألحد يعني كفر)) [جواهر المعاني ص 211/ 2].
قال الشيخ: ((وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم، وبدأوا يحطمون الشرك. يحطمون أصنامه وأوهامه. ومن النفس والهوى والشيطان، ومن الغرائز الحيوانية، والغرائز الإنسانية. وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح، وانهار الشرك الخفي. وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن (لا إله إلا الله) وأنه: " إينما تولوا فثم وجه الله "))
نلاحظ من كلام الشيخ السابق أن للصوفية معنى خاص للشرك انفردوا به، وهو القول بالوجودين وقد فسر ابن عربي ماذا يقصدون من تفسير الآية التي استدل بها الشيخ فقال: (({فأينما تولوا} أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن {فثمة وجه الله} أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده {إن الله واسع عليم} جميع الوجود شامل لجميع الجهات
(يُتْبَعُ)
(/)
والموجودات {عليم} بكل العلوم والمعلومات ... )) [ص 43/ 1].
ونستشعر من كلام الشيخ عبد الحليم محمود السابق أنه يريد كتم هذه العقيدة فيلمح دون التصريح، وكفى بها قدحا أن لا يصرح بها معتقديه، فلا خير بدين يكتمه أهله وهم في عز التمكين.
قال الشيخ: ((وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد. وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم. انه بغمر كيانهم، فلا يرون غيره سبحانه، لا يرون غير قيوم السموات والأرض، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها، ولا يرون غيره مالكا للملك. " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء "))
قلت: ويعدون الشيخ هنا إلى المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد لينزلها على المعنى الرابع الذي هو محل الخلاف والمتهم به الصوفية، فالشيخ كتب مقالته هذه ليدافع عن الصوفية، فنجده يترك محل الخلاف ويتكلم في موضوع آخر، فلم يتهم الصوفية بأنهم يشهدون الله عز وجل في كل شي، بل لأنهم يقولون: ((الله عين كل شيء))، فهذا الخلط أما متعمد للتلبيس على الناس أم أن الشيخ لا يعرف الفرق بين المرتبتين!!
قال الشيخ: ((وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله))
قلت: وهذه النظر المتصوف إلى مخالفيهم بأنهم قطيع، وهذا يدل على حقيقة أخلاق المتصوف فقائل هذا القول ليس أحد عوام الصوفية بل هو الإمام الأكبر وشيخ الأزهر، والله المستعان.
قال الشيخ: ((وكانت تعبيراتهم متذوقين، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود))
قلت: قد مر معنى وحدة الوجود عند كبار الصوفية، وهو غير المعنى الذي يحكيه الشيخ.
قال الشيخ: ((ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد. فقالوا في ذلك: وزعم الناس أنهم أسرفوا واشتطوا، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة، والاستغراق القاهر، والجلال الشامل؛ والتي لا تعني وحدة متحدة، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق، أو العابد والمعبود، والآية هي: " هو الأول والآخر، والظاهر والباطن "))
قلت: وقد فسرها ابن عربي بأن الله عين كل شيء بناء على المفهوم الصوفية فقال: ((وبالفيض المقدس تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها. وذلك الطلب مستند أولاً إلى الاسم الأول والباطن ثم بهما إلى الاسم الآخر والظاهر، لأن الأولية والباطنية ثابتة الوجود العلمي. والآخرية والظاهرية ثابتة الوجود العيني. وقد نبه سبحانه وتعالى أنه عين كل شيء بقوله: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن}.
فكونه عين كل شيء فبظهوره في ملابس أسمائه وصفاته في عالمي علمه وعينه وكونه غيرها، فباحتفائه في ذاته، واستعلائه بصفاته عن مشابهة خلقه. وتنزهه عن الحصر والتعيين، وإيجاده للأشياء، واختفائه فيها مع إظهاره إياها)) [المعرفة ص 91].
فهذه الآية التي ذكرها الشيخ يستدل بها أهل الوحدة على أن الله تعالى عين كل شيء، والعياذ بالله!!
وفي نهاية هذا التعليق نعم جيدا أن المعنى الذي يقصد الشيخ عير المعنى الذي قاله أئمة الصوفية، ولا أخاله يخفى قول كبار الصوفية على مثل الإمام الأكبر، ولكن شناعة هذا قول تجعل متأخري الصوفية من أمثال الشيخ عبد الحليم يهربون منه ويأولونه، ولا يقولون الواقع، ولا خير في دينه يكتمه أهله وهم في هذا التمكين.
واعتذر للقاري الكريم إن آذيته بمثل هذا الكلام، ولكن هذه حقيقة عقيدة وحدة الوجود التي يحاول إخفاها متأخري الصوفية.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجهم وسلم.
============
أبو عثمان
المصدر ( http://www.almjhool.net/vb/showthread.php?t=35)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:36]ـ
بارك الله فيك أخي أباعثمان على هذه المقالات العلمية الموثقة.
ولدي عبارة تصدق عليك: (لا يُذكر أبوعثمان في الشبكة إلا ويُذكر الصوفية)!
فأنت قد تفردت في هذا من خلال الشبكة في مواقع عديدة، وانتفع بمقالاتك العلمية كثيرون - ولله الحمد -.
وأتمنى أن تجمعها في كتاب بعنوان (نظرات شرعية .. في شخصيات صوفية).
وفقك الله ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبا عثمان كلي إعجاب بك وبكتاباتك إلا هاهنا فا سمح لي أن أخالفك!
أولا:أنا أرى رأي عبدالحليم محمود في تفسيره لوحدة الوجود والفرق أنه يراها حق وأنا أراها باطل!
ثانيا:وحدة الوجود التي يراها عبدالحليم محمود واستدلالاته عليها لم ترد عليها وإنما إجتهدت في نفيها وكأنك لا تخالفه فيها وأنما فقط تنفي أن يكون هذا معنى وحدة الوجود! وهذا اقرار للباطل!
ثالثا: لعل في الفاظي خشونة فلا تلتفت اليها واعذرني إن قصر بي الاسلوب!
وفقك الله وسدد خطاك وجعل مجهوداتك هذه في موازين حسناتك
أنتظر ردك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 01:52]ـ
الاخ الكريم أخوكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا اعتذر أخي الكريم عن التأخير في الرد فما انتبه له إلا لما نبهتني بارك الله فيك
وثانيا الرد التعليق.
جيب أخي الكريم أنهم حقيقة واحدة هي أن لمعنى وحدة الوجود معنى واحد فقط، وليس لها أكثر من معنى كما هو معروف عند الصوفية وغيرهم من المهتمين، وخلاصة معنى وحدة الوجود هي أن
الخالق عين المخلوق لا فرق، ما ثم إلا الله.
هذا المعنى الذي صرح به أساطين الصوفي حاول الدكتور عبد الحليم محمود أن يحرفه عن معناه حيث يأسلمه، فالدكتور فرق بين الخالق وبين المخلوق بينما وحدة الوجود لا تفرق.
ولم يكتف الدكتور محمود بذلك بل نسب هذا المعنى الى أئمة الصوفية فبينا في هذا المقال خطأ هذا القول.
قال الدكتور: ((ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود ... الخ))
بينما الحلاج وابن عربي هما أكثر من صرح بها فقد راجع النقول في المقال.
فالحاصل أخي الكريم أن الدكتور حاول أن ينفي عقيدة وحدة الوجود الكفرية عن الصوفية ويصبغها بصبغة اسلامية فأضافة لها معنى آخر غير الذي يقول به المتصوفة.
((ثانيا:وحدة الوجود التي يراها عبدالحليم محمود واستدلالاته عليها لم ترد عليها وإنما إجتهدت في نفيها وكأنك لا تخالفه فيها وأنما فقط تنفي أن يكون هذا معنى وحدة الوجود! وهذا اقرار للباطل!))
نعم بارك الله فيك ليس الهدف من المقال مناقشة الدكتور عبد الحليم في فهمه لوحدة الوجود؛ قد نخلتف وقد نتفق معه في فهمه، ولكن الهدف هو تبيين خطأ الدكتور في شرحه لمعنى وجود الوجود في الفكر الصوفي سيما في فكر ابن عربي والحلاج.
فالذي تفضل به الدكتور مخالف تماما لما يقول به المتصوفة غير أنه وافقهم بطريقة قرمطية ثعلبية لو أني ذكرتها لقلتم عني أني لا أحسن الظن بالمسلمين ومشايخهم فانظر إلى قول الدكتور عبد الحليم في نهاية المقال: ((ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد. فقالوا في ذلك: وزعم الناي أنهم أسرفوا واشتطوا، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة، والاستغراق القاهر، والجلال الشامل؛ والتي لا تعني وحدة متحدة، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق، أو العابد والمعبود، والآية هي: " هو الأول والآخر، والظاهر والباطن "))
بينما هو كان يفرق بين الخالق والمخلوق في البداية فرجع في النهاية فاقره بوحدة الوجود بطريقة ثعلبية قرمطية فنفى الاتحاد، وفلم ينفي التعددية لأن الاتحاد عندهم يثبت ذاتيين الخالق والمخلوق بينما وحدة الوجود تثبت ذات واحدة.
فصرح بنفي الاتحاد وقرمط بالتصريح بوحدة الوجود فاكتفى بذكر الآية وهذه الاية يفسرها الصوفية على أن الخالق عين المخلوق كما قال شيخهم الأكبر ابن عربي قال: ((وقد نبه سبحانه وتعالى أنه عين كل شيء بقوله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} .. الخ)) [كتاب المعرفة ص 91]
كما ترى أخي الحبيب المسألة تحتاج شرح أكبر يعتبرها البعض للاسف سوء ظن بالمسلمين.
وخذها من أبي عثمان أيما صوفي تجده يستدل بهذه الآية فهو يستدل بها على وحدة الوجود فهي من أقوى أدلتهم وأبوح لك بسر هو أني اكتب رسالة في الرد على أصحاب وحدة الوجود بذكر أقوالهم وأدلتهم والرد عليها وذكر أقوال أهل العلم في هذه العقيدة وترجمة لأشهر القائلين بها وحكم العلماء فيهم.
وحقيقة ما كنت أظن أن أحدا ينتبه على سكوتي وعدم مناقشتي لرأي الدكتور عبد الحليم بوحدة الوجود، ولكن الحمد لله إنك فعلت حتى أتكلم (ابتسامة).
((ثالثا: لعل في الفاظي خشونة فلا تلتفت اليها واعذرني إن قصر بي الاسلوب!))
لا ابدا لا خشونة ولا شيء نسعد بالنقد البناء بارك الله فيك.
============
أبو عثمان
ـ[أخوكم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:02]ـ
أولا اعتذر أخي الكريم عن التأخير
لا نقبل العذر لأننا نحبك في الله! فكم طال الإنتظار شوقا إلى شريف علمكم!
أن لمعنى وحدة الوجود معنى واحد فقط
(يُتْبَعُ)
(/)
قد لا يكون لوحدة الوجود معنى واحدا ولكن المعنى الذي ذكره عبدالحليم محمود أكثر خطرا لأنه أقل قبحا وتسهل الإستجابة له وأنا أعلم من ينتسب لمذهب السلف ويعتنق هذه العقيدة الباطلة!
وخلاصة معنى وحدة الوجود هي أن
الخالق عين المخلوق لا فرق، ما ثم إلا الله.
هذه كلمة يقولها كل من يؤمن بالوحدة سواء ما ذكرته من معنى أو ما ذكر عبدالحليم محمود!
فالحاصل أخي الكريم أن الدكتور حاول أن ينفي عقيدة وحدة الوجود الكفرية عن الصوفية ويصبغها بصبغة اسلامية فأضاف لها معنى آخر غير الذي يقول به المتصوفة.
إن ما أثبته لا يصبغهابصبغة اسلامية فكل نصوص الكتاب والسنة المحكمة لاتدل على ما أراد وإنما ما أورده من الأدلة مجرد شبهات لا تثبت عند التمحيص والتحقيق!
ثم هو قد يكون استخدم مصطلحا لم يسبق عليه وهو قوله [وحدة الموجود]! فهل توافقني حسب ما تعلم أن لم يسبق على هذا المصطلح؟
فالدكتور فرق بين الخالق وبين المخلوق بينما وحدة الوجود لا تفرق.
قد يكون هذا المعنى عند بعضهم والمعنى الذي أردت أنت عند الآخرين!
مع أني أميل لتصديقه بأنه هو المعنى العام عند جمهورهم إن لم يكن عند جميعهم!
أنا أرى أن المعنى الأقل قبحا أكثر خطرا.
نعم بارك الله فيك ليس الهدف من المقال مناقشة الدكتور عبد الحليم في فهمه لوحدة الوجود؛ قد نخلتف وقد نتفق معه في فهمه، ولكن الهدف هو تبيين خطأ الدكتور في شرحه لمعنى وجود الوجود في الفكر الصوفي سيما في فكر ابن عربي والحلاج.
نعم أعرف ذلك , ولكن السكوت عن فكرته وتفسيره من الممكن أن يفهم منه أنك لا تعترض على هذه الفكرة!
قد نخلتف وقد نتفق معه في فهمه.
هذه منك تسؤني جدا وتحزنني!
بينما الحلاج وابن عربي هما أكثر من صرح بها فقد راجع النقول في المقال.
قولهم (أن الخالق هو عين المخلوق) أجد في نفسي أنني من الممكن أن أقبل تأويل الدكتور في أنهم يريدون المعنى الذي قرره الدكتور ثم أجتهد في نفي المعنى الأول والثاني!
لو أني ذكرتها لقلتم عني أني لا أحسن الظن بالمسلمين ومشايخهم.
من يقول عنك ذلك هو من يوافق الدكتور في تفسيره أو على الأقل لا يعترض عليه!
وخذها من أبي عثمان أيما صوفي تجده يستدل بهذه الآية فهو يستدل بها على وحدة الوجود فهي من أقوى أدلتهم!
أنا سمعت من يستدل بها من من ينتسب إلى السلفية ويريد بها وحدة الوجود لذي ذكر الدكتور ولا أشك أبدا أن هذا مرادهم!
وأبوح لك بسر هو أني اكتب رسالة في الرد على أصحاب وحدة الوجود بذكر أقوالهم وأدلتهم والرد عليها وذكر أقوال أهل العلم في هذه العقيدة وترجمة لأشهر القائلين بها وحكم العلماء فيهم.
إذا لم تفند آراء القائلين بوحدة الوجود كما يراها الدكتور فإنني أجزم بأن كثيرا من الصوفية سيكونون سعداء بتأليفك!
ولذلك أطلب منك الآن أن تركز على نقد تفسير الدكتور لأني أرى لها أتباعا عندنا من طلبة العلم اللذين تخرجوا من جامعاتنا ودرسو على أيدي مشائخنا! وأشعر أن هناك فجوات في مناهجنا يدخل منها هؤلاء القوم بسهولة ولم يفطن لها ولعلنا في نقاشنا هذا نتطرق لها في الوقت المناسب!
وحقيقة ما كنت أظن أن أحدا ينتبه على سكوتي وعدم مناقشتي لرأي الدكتور عبد الحليم بوحدة الوجود، ولكن الحمد لله إنك فعلت حتى أتكلم!
هذا يجعلني أتأكد أن طلبة العلم عندنا رغم ما حباهم الله من الفطنة لم يفطنوا لما ينتشر بيننا بهدؤ ونسمع بين الحين والأخر عبارات تدل على الإعجاب بأقوال المتصوفة والإشارة إلى أن الناس لا يدركون مراد القوم وأن الأمور عندنا دائما تعطى أكبر من حجمها و و و و .....
لا ابدا لا خشونة ولا شيء نسعد بالنقد البناء بارك الله فيك.
هذا فقط من لطفك!
ـ[أخوكم]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 10:30]ـ
أريد تعليقك على التالي:
قال في [البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه]:
صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار حمانا الله وإياكم
الظاهر الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال:
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال.
انتظر تعليقك
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الحبيب " أخوكم "
((لا نقبل العذر لأننا نحبك في الله! فكم طال الإنتظار شوقا إلى شريف علمكم!))
أحبك الله الذي أحببتنا فيه.
((قد لا يكون لوحدة الوجود معنى واحدا ولكن المعنى الذي ذكره عبدالحليم محمود أكثر خطرا لأنه أقل قبحا وتسهل الإستجابة له وأنا أعلم من ينتسب لمذهب السلف ويعتنق هذه العقيدة الباطلة!))
نعم هذا صحيح، لو أن أحدا قال لك أنا اعتقد ان الخالق والمخلوق عين واحدة لنفرت منه، ولكن عندما يعطيك مقدمات فلسفية ويدخلك متاهات ليوصلك لنفس النتيجة دون أن يصرح لك ويجعلها عقيدة قرمطية باطنية تفهم بالاشارة دون التصريح.
لا شك أن هذا أشد خطرا من المصرح، فلذلك الدكتور عبد الحليم محمود وأمثاله أشد خطورة.
((هذه كلمة يقولها كل من يؤمن بالوحدة سواء ما ذكرته من معنى أو ما ذكر عبدالحليم محمود!))
ولكن بعضهم يصرح وبعضهم يلمح ويقرمط، وبعضهم يكتم ولا يصرح إلا لخاصة الخاصة.
((إن ما أثبته لا يصبغهابصبغة اسلامية فكل نصوص الكتاب والسنة المحكمة لاتدل على ما أراد وإنما ما أورده من الأدلة مجرد شبهات لا تثبت عند التمحيص والتحقيق!))
نعم بارك الله فيك الذي تفضلت به صحيح ماية في ماية أصحاب وحدة الوجود ليس عنده ربع دليل على وحدة الوجود فلذلك أدلتهم كلها إشارية بمعنى أنه يستدلون بالمعنى الباطن الذي يفترونه وليس ظاهرة الآيات والأحاديث.
((هو قد يكون استخدم مصطلحا لم يسبق عليه وهو قوله [وحدة الموجود]! فهل توافقني حسب ما تعلم أن لم يسبق على هذا المصطلح؟))
نعم على حد علمي أول من أطلق هذا المصطلح هو الدكتور عبد الحليم محمود، ولا شك أن هذا المصطلح للتلبيس أولا هذا المصطلح ليس من مصطلحات الصوفية فلم يذكر في كتب مصطلحات الصوفية على حد علمي.
وهذه عادة الصوفية إذا أرادوا التلبيس يستخدمون إصطلاحات جديدة مثل هذا المصطلح أو إصطلاحات المتكلمين مثل واجب الوجود والممكن ... الخ.
والرد عليهم سهل جدا نقولهم لهم اصطلحوا كما شئتم فاصطلاحكم هذا ينتهي إلى أيش؟؟
إلى فرق أم جمع، إن قالوا فرق، قلنا لهم إذن أنتم لا تقولون بوحدة الوجود، وإن قالوا جمع قلنا لهم: ما زاد اصطلاحكم إلا اسما جديدا لوحدة الوجود، مثل الحقيقة المحمدية لها أكثر من اصطلاح مثل العقل الكلي، العقل الاول، النور الأزلي، النور الأول ... الخ.
هل اتضح الصورة.
((قد يكون هذا المعنى عند بعضهم والمعنى الذي أردت أنت عند الآخرين!))
نعم بحسب التفاوت في الطبعة لا يخفى عليك ان الصوفية يقسمون الناس إلى ثلاثة طبقات، عوام وخاصة وخاصة الخاصة، فالعوام هم المسلمون جميعا ومبتدي الصوفية، أما الخاصة فهم الذي لا يشهدون فعلا إلا لله عز وجل، ويسمونها وحدة الشهود والتي هي تقول بالجبر وأنه لا فاعل إلا الله، والمرتبة الثالثة التي تقول بوحدة الوجود وأنه ما ثم إلا الله عز وجل.
الدكتور عبد الحليم محمود ايش عمل حتى تعلم خطورة مقاله رغم قصرها؟؟
((الوجود الواحد: وهل في الوجود الواحد من شك؟
إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن، وليس لكائن غيره سبحانه. الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق. وهو البارئ المصور.
" هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "
.... إلى أن قال: لا يعزب عن هيمنته وعن قيوميته مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء))
كل هذا هو يفرق بين الخالق والمخلوق - كما فهمت من كلامه- فهو يتكلم بلسان العامة بأن الله تعالى هو الخالق خالق كل شيء، كي تتدرج بك إلى وحدة الوجود أي بمثابة المخدر قبل العملية، ثم ينتقلبك إلى المرحلة الثانية تبدأ من قوله:
((هذه القيومية أخذ القرآن والسنة يتحدثان عنها في استفاضة مستفيضة ليهزا الإنسان هزة عنيفة ... إلى أن قال: إن هذا الانتصار من عند الله، أما القتلى: " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم "))
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا المقطع كان يذكر عقيدة الخاصة بأنه لا فاعل إلا الله عز وجل وأنهم مثل الريشة في مهب الريح.
ويكون في هذه المرحلة هيأك لقبول وحدة الوجود، بدأ معك بأن الله خالق كل شيء ثم الله هو الفاعل ثم ينتقل للقول بوحدة الوجود وهذا يبدأ من قوله: ((لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم. وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد: قولا وعقيدة، وذوقا وتحقيقا، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم))
أيش يعني؟ يعني أن الصوفي لما وصل إلى المرتبة الثانية مرتبة الشهود زاد في تصوفه فوصل لمعنى لا يقول به أحد غير الصوفية، فما هو هذا المعنى؟!!
هذا هو المعنى: ((وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن (لا إله إلا الله) وأنه: " إينما تلوا فثم وجه الله ")) وهذا شرح ابن عربي لهذه الآية كي يتضح مرادهم قال قال في تفسيره: (({فأينما تولوا} أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن {فثمة وجه الله} أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده {إن الله واسع عليم} جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات {عليم} بكل العلوم والمعلومات ... )) [ص 43/ 1].
فلذلك ختم الدكتور عبد الحليم بقوله: ((والتي لا تعني وحدة متحدة، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق، أو العابد والمعبود، والآية هي: " هو الأول والآخر، والظاهر والباطن "))
فالحاصل أن الدكتور عبد الحليم محمود خاطب الجميع في مقاله هذا حاول أن يفهم الصوفي المتبحر أن الصوفي يقولون بوحدة الوجود (الخالق عين المخلوق) كما حاول أن يفهم الانسان العادي الذي لا يعرف عن التصوف شيئا بأن الصوفي لا يقولون بوحودة الوجود (الخالق عين المخلوق)، وإنما هذا هو افتراء من خصومهم وكل هذا بطريقة ثعلبية على عادة أئمة الصوفية، والله المستعان.
((نعم أعرف ذلك , ولكن السكوت عن فكرته وتفسيره من الممكن أن يفهم منه أنك لا تعترض على هذه الفكرة!))
ربما وإن كان يفهم من كلام الدكتور أنه يخالف أئمة الصوفية القائلين بوحدة الوجود.
((هذه منك تسؤني جدا وتحزنني!))
لا تخزنك ولا شيء نتفق معه بأن خالق كل شيء، ونتفق معه بأنه لا يقع شيء إلا بمشيئة الله عز وجل إن كان يقول بها ولا نتفق معه بأن الله عين كل شيء ونبرأ إلى الله من هذا القول ومن يتولى من يقول بهذا القول.
((قولهم (أن الخالق هو عين المخلوق) أجد في نفسي أنني من الممكن أن أقبل تأويل الدكتور في أنهم يريدون المعنى الذي قرره الدكتور ثم أجتهد في نفي المعنى الأول والثاني!))
بارك الله فيك هو لم يأول أي عبارة إنما ذكر عقائد الصوفية الثلاثة محشوة بكلام مقبول كمن يدس السم بالعسل، ولكن هناك تصريحات لأئمة الصوفية تهدم الطريقة الثعلبية التي فعها الدكتور عبد الحليم.
الدكتور عبد الحليم كتب هذا المقال في كتيبه أبو العباس المرسي، وهو كتاب ألفه لعامة الناس وغالبه كلام انشائي لا يعزو لنصوص، ولكنه طريقة هذه المقال، ونحن في حاجة للنظر في كتب المعاصرين والرد عليهم فهو يكتبون بلغة عصرنا فلا بد من الرد عليهم بلغة هذا العصر.
((أنا سمعت من يستدل بها من من ينتسب إلى السلفية ويريد بها وحدة الوجود لذي ذكر الدكتور ولا أشك أبدا أن هذا مرادهم!))
للاسف كلام الصوفي يبهر الجهلة عندما يقرأ العامي او الجاهل كلامهم المنمق المزخرف بالزهد والورع وترك المخلوقين ينخدع به، أما من عرف حقيقتهم ما يرمون إليه لا تخدعه هذه الترهات.
((إذا لم تفند آراء القائلين بوحدة الوجود كما يراها الدكتور فإنني أجزم بأن كثيرا من الصوفية سيكونون سعداء بتأليفك!))
إن شاء الله سوف يكون قاصمة الظهر لهم وسوف نركز كثيرا على النصوص الصريحة فقد جمعت أكثر من 400 نص بين صريح وخفي وبين شعر ونثر، فتصور هذا الكم الهائل من هذه النصوص.
((هذا يجعلني أتأكد أن طلبة العلم عندنا رغم ما حباهم الله من الفطنة لم يفطنوا لما ينتشر بيننا بهدؤ ونسمع بين الحين والأخر عبارات تدل على الإعجاب بأقوال المتصوفة والإشارة إلى أن الناس لا يدركون مراد القوم وأن الأمور عندنا دائما تعطى أكبر من حجمها و و و و))
للاسف أخي الحبيب طلبة العلم السلفية يهملون جانب الرد على الصوفية منشغول في الرد على الرافضة والحزبية وكأنهم لا يدرون أن أكبر خطر يهدد المجتمع المسلم هو التصوف فانتشار التصوف يعني انتشار هذه الامور (وحدة الوجود، وحدة الاديان، السحر، الوثنية، البدع)
ولكن لا تخف لن يضع الله تعالى دينه
وأخيرا هذا موضوع ناقشته به أحد المتصوفة في مسألة وحدة الوجود وهذا الرجل ليس من نكراتهم بل جاء لمنتدى الصوفية كي يناقشني مخصوص
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=3600
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبيد السلمي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 07:44]ـ
أريد تعليقك على التالي:
قال في [البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه]:
صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار حمانا الله وإياكم
الظاهر الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال:
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال.
انتظر تعليقك
انتظر تعليقك
ـ[أخوكم]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 11:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا عثمان قد أوردت بما لا يدع مجالا للشك بوجود من يقول بأن الله هو عين الأشياء والصوفية اللذين نحاورهم الآن يقولون بقول عبدالحليم محمود والذي أراه أن تقول لهم التالي:
1 - لا يشك أبو عثمان بأن مشائخكم يريدون أن الخالق هو عين المخلوق على الحقيقة!
2 - أنتم يا من تقولون بالوحدة التي يراها عبدالحليم محمود سأناقشكم بوحدتكم هذه ومن ثم يكون الرد بالتفصيل على أدلتهم!
ـ[أخوكم]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 11:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=3600
واستفدت منه الكثير أعظم الله أجرك
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 10:29]ـ
أريد تعليقك على التالي:
قال في [البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه]:
صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار حمانا الله وإياكم
الظاهر الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال:
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال.
انتظر تعليقك
اذكر مرة لما كنت انقاش أحد الصوفية في وحدة الوجود استشهد بقول أحمد الرفاعي هذا على أنه ينفي وحدة الوجود، فقال لي الصوفي الرفاعي: هذا الكتاب يعني البرهان المؤيد ألفه للمبتدئين، وظاهر كلام أحمد الرفاعي أنه لا قول بوحدة الوجود والله تعالى أعلم
ـ[أخوكم]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:31]ـ
اذكر مرة لما كنت انقاش أحد الصوفية في وحدة الوجود استشهد بقول أحمد الرفاعي هذا على أنه ينفي وحدة الوجود، فقال لي الصوفي الرفاعي: هذا الكتاب يعني البرهان المؤيد ألفه للمبتدئين، وظاهر كلام أحمد الرفاعي أنه لا قول بوحدة الوجود والله تعالى أعلم
وماذا عن موقفه من الحلاج؟
ثم أنا أرى والله أعلم أنه رفض لمصطلح وحدة الوجود لما يوهمه من أن الله عين الأشياء , مع أن كلامه كله ينسجم مع الفكرة على رأي عبدالحليم محمود!
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:26]ـ
وماذا عن موقفه من الحلاج؟
ثم أنا أرى والله أعلم أنه رفض لمصطلح وحدة الوجود لما يوهمه من أن الله عين الأشياء , مع أن كلامه كله ينسجم مع الفكرة على رأي عبدالحليم محمود!
كيف هذا؟؟
لعلك توضح، والذي تقوله ليس بعيدا عن الصواب إن حملنا كلامه على الدعوة للقرمطة والباطنية.
وليس هو فقط بل حتى الجنيد لو شئت اخرجنا له قرمطات، وللاسف الكثير لن يفهم كلامه ومغزاه.
والان نريد معرفة وجهت نظرك ليس للاختبار بل للاستفادة يعني مثل ما تأخذ لابد أن تعطي
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:48]ـ
كيف هذا؟؟
لعلك توضح، والذي تقوله ليس بعيدا عن الصواب إن حملنا كلامه على الدعوة للقرمطة والباطنية.
وليس هو فقط بل حتى الجنيد لو شئت اخرجنا له قرمطات، وللاسف الكثير لن يفهم كلامه ومغزاه.
والان نريد معرفة وجهت نظرك ليس للاختبار بل للاستفادة يعني مثل ما تأخذ لابد أن تعطي
أنا أحمله على ظاهره مستدلا به على:
1 - من يدعي أن المحجوبين لايفهمون كلام الحلاج وأمثاله فنقول لهم هذا من جنس الحلاج!
2 - أن القوم ليسوا على جادة واحدة خاصة في هذا الجانب العقدي (وحدة الوجود)!(/)
الفوائد الذهبية من شرح الواسطية. لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 03:18]ـ
فائدة 1 - الاستفهام إذا جاء بعده جملة يراد إثباتها صار الاستفهام للتوبيخ، أو للحث، أو نحو ذلك.
فائدة 2 - كلمة (إنّ)، المتقرر عند علماء الأصول وعند علماء اللغة العربية، وعند علماء التفسير، أنها إذا جاءت بعد الأمر، والنهي، والخبر، فإنها تفيد التعليل –تعليل ما سبق -، والتعليل قد يكون لكل الجملة، وقد يكون لبعضها.
فائدة 3 - صفة المحبة إثباتها لا يعني إثبات جميع مراتبها، وإنما فقط ما جاء إثباته في النصوص، سواء من جهة محبة الله للعبد، أو من جهة محبة العبد لله جل وعلا.
فائدة 4 - حذف ما يتعلق بالفعل يفيد العموم. مثال / (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).
فائدة 5 - الفعل المضارع ينحل إلى مصدر، وزمان (الزمان الحاضر).
فائدة 6 - المقسط من أسماء الله، وليس من أسماء الله العادل.
فائدة 7 - ما قاله العلماء من أن باب الأفعال أوسع من باب الصفات، يعنون به: أن ليس كل فعل أضيف إلى الله جل وعلا يكون فيه إثبات الصفة على الإطلاق، بل قد يطلق الفعل ويراد به إثبات الصفة على وجه التقييد، مثال الأول: الإتيان، قال تعالى (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله .. )، ومثال الثاني: (يخادعون الله وهو خادعهم).
الفائدة 8 - الأشياء التي تضاف إلى الله عزوجل على قسمين:
1 - إضافة أعيان. 2 - إضافة صفات.
-إضافة أعيان. مثل (ناقة الله وسقياها)، (رب السموات والأرض)، (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا).
- إضافة صفات، وتنقسم إلى قسمين:
1 - إضافة صفات مستحقَّة لله جل وعلا، وهذه يأتي بعدها لام الاستحقاق. مثل (الحمد لله، سبحان الله)، فالتسبيح ليس من صفات الله، ولكن التسبيح مستحق لله عز وجل، ومثل (قل إن صلاتي ونسكي ... لله) مستحقة أو مملوكة.
2 - إضافة صفات يتصف الله بها مثل (ويبقى وجه ربك).، (سبحان ربك رب العزة)، (يد الله فوق أيديهم)، ( ... حتى يسمع كلام الله).
فائدة 9 - الكريم / هو الذي فاق الأشياء أو فاق جنسه في صفات الكمال.
فائدة 10 - من القواعد العربية: أن المثنى إذا أضيف إلى ضمير تثنية أو جمع، جُمع على الأفصح، كما قال جلا وعلا (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). فجُمعت اليد هنا مع أن المقطوع اثنان، لأنها أضيفت إلى ضمير المثنى.
فائدة 11 - القسم بصفات المكر، والغضب، وما شابهها، لا يجوز، لأنها لا تثبت مطلقة، وإنما مقيدة.
فائدة 12 - الكافر المعين يجوز لعنه، والأولى تركه، وأما المؤمن الفاسق فلا يجوز لعنه عينا.
فائدة 13 - العفو: عدم المؤاخذة بالفعل، وإنما يكون ذلك لمن يماك المؤاخذة.
فائدة 14 - النفي يكون كمالا إذا كان المراد بالنفي إثبات كمال الضد.
فائدة 15 - المعتزلة يثبتون ثلاث صفات: العلم والحياة والقدرة.
فائدة 16 - دخول حرف الجر (مِنْ) على النكرة في سياق النفي، ينقل العموم من الظهور إلى التنصيص على العموم.
فائدة 17 - المعاني الكلية تختلف معانيها بالإضافة.
والتخصيص إلى من فعل الفعل، أو من اتصف بالوصف.
فائدة 18 - العرش أصله في اللغة راجع إلى مادة الارتفاع.
فائدة 19 – أهل السنة عندهم الكتاب والقرآن واحد، والعطف في قوله تعالى: (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ)، هذا العطف لتغاير الصفات، لا الذوات، أما الكلابية، ومن نحا نحوهم يقولون: الكتاب شيء، والقرآن شيء آخر!.
فائدة 20 – الصفة الذاتية فُسرت بتفسيرين:
1 - هي الصفة التي لم تنفك عن الموصوف أزلا، ولم تنفك عنه أبدا.
2 - هي التي لا يزال الله جل وعلا متصفا بها، لا تنفك عنه (دون ذكر الأزل والأبد).
فائدة 21 - الله عزوجل له علو الذات، وعلو القهر، وعلو القدر.
وعلو القهر أي: إنه سبحانه عالٍ على خلقه بقهره.
وهو عالٍ على خلقه بقدره، فقدره جل وعلا أعظم وأجل.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[06 - Jun-2007, صباحاً 10:26]ـ
زدنا زادك الله علما.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 07:33]ـ
زدنا زادك الله علما.
وإياكم، بارك الله فيكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 10:25]ـ
بارك الله فيكم ونفع بما تفضلتم بذكره.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:30]ـ
بارك الله فيكم ونفع بما تفضلتم بذكره.
وبكم بارك يا شيخ عبد الرحمن.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 01:18]ـ
الشيخ الكريم / علي الفضلي
بارك الله فيك، ونفعنا بما كتبت.
وأسأل الله أن يحفظ الشيخ صالح آل الشيخ، ويوفقه لما فيه رضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 01:27]ـ
بارك الله فيك على هذة الفوائد القيمة.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:11]ـ
أحسن الله إليك، فقد والله انتفعنا مما كتب، نسأل الله أن يعطيك من الأجر الجزيل والجزيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:16]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وزادنا وإياكم والشيخ من واسع فضله
لو وضعت مثال للفوائد فمثلاً
القاعدة الأولى تتضح بالمثال وكذا الثانية
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:18]ـ
أحسن الله إليك، فقد والله انتفعنا مما كتبت، نسأل الله أن يعطيك من الأجر الجزيل والجزيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:27]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه الفوائد القيمة، حفظك الله وحفظ الشيخ صالح آل شيخ.
أخي الكريم ما رأيك لو تضيف إلى فوائدك بعض الفوائد الأخرى، فزيادة الخير خيرين.
هذا طبعا في حالة ما توفر لديك جهد ومتسع من الوقت.
مثلا:
فائدة 16 - دخول حرف الجر (مِنْ) على النكرة في سياق النفي، ينقل العموم من الظهور إلى التنصيص على العموم.
لو تضرب لنا مثلا مما ورد في درس الشيخ عند ذكره لهذه الفائدة، كجملة ظهرت فيها (من) نكرة في سياق النفي، فبالمثال يتضح المقال.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 08:34]ـ
الشيخ الفاضل سامي المسيطير: جزاكم الله خيرا، وكثّر الله فوائدكم ونفع بها.
الأخ الحبيب أبا العباس الأثري: بارك الله فيكم.
الأخ الفاضل أبا الفهد: جزاكم الله خيرا.
الأخ المكرم أبا هارون: بارك الله فيكم، وإن شاء الله تعالى ألحق به ما تفضلت.(/)
هذا المد ليس له أصل «غلط يقع فيه أكثر المؤذنين»!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:11]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فإن الأذان من العبادات العظيمة التي دلت النصوص على أهميته، وبيان فضله، وفضل من قام به.
وهذه العبادة العظيمة يكثر أن يقوم بها من ليس من أهل العلم؛ فيكثر تقليدهم لمن سبقهم من المؤذنين من غير تمييز لما في أدائهم من أغلاط.
وقد ذكر أهل العلم شيئا من الأغلاط التي سمعوها من المؤذنين، ونبهوا على ذلك في كتبهم.
وهناك أغلاط يشبه أن تكون حادثة لم تكن في السابق، كالمدود الطويلة المبالغ فيها في غير مواطن المد؛ كما هو ظاهر في أذان مؤذني المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وهي عند غيرهم بكثرة، وإن لم تصل إلى ما وصلت إليه عندهم، و في هذه السنين كثر تقليد المؤذنين لهم، واستعذب طريقتهم كثير من الناس!
ومن أبين الأغلاط عندهم أنهم يمدون مدودا اخترعوها لا أصلها = حتى صار يستغرب أذان من لم يؤذن مثلهم!
ومن ذلك مد كلمة «الله» حتى تكون هكذا: الاـ ااااااااا ـه، وبعضهم يزيد على ذلك.
وكذا كلمة «الصلاة» حتى تكون هكذا: الصلاااااااااا ة، وبعضهم يزيد على ذلك.
وكلمة «الله» لو كتبت حسب نطقها، لكتبت هكذا: اللاه، وعليه فهذا الكلمة فيها مد في حالة الوقف عليها فقط، وهو ما يسمى عند علماء التجويد بالمد العارض للسكون، وهذا يكون فقط في لفظ الشهادتين، وكلمة التوحيد في آخر الأذان.
أما في التكبيرات فلا يجوز المد و لا يصح؛ لأنه لا يوجد سبب للمد؛ فهو لا يقف عليها بل يقف على كلمة «أكبر».
وأما كلمة «الصلاة» فإن لها في الأذان موضعين في قول: «حي على الصلاة» فهنا يجوز مدها؛ لأنه سيقف عليها، ويكون المد له سبب، وهو: وجود السكون العارض لأجل الوقف بعد الألف المدية.
لكن لا يجوز مدها في قول: «الصلاةُ خير من النوم» لأن التاء مضمومة حيث لم يقف عليها، فالمد هنا لا سبب له.
تنبيه:
هناك أغلاط أخرى مشهورة قد نبه عليها العلماء لكن الذي أحببت التنبيه عليه هنا هو هذا، وقد تأتي مناسبة أخرى لبيان غيرها.
تنبيه آخر:
ينبغي للمؤذن تعلم أحكام التجويد، فهو من أهم ما يضبط النطق، و يعين على الصواب.
فائدة:
وجدت هذا النقل في فتاوي الشيخ ابن بإبراهيم رحمه الله 2/ 125:
التمديد الزائد عن المطلوب في الأَذان ما ينبغي، فإِن أَحال المعنى فإِنه يبطل الأَذان، حروف المد إِذا أُعطيت أَكثر من اللازم فلا ينبغي. حتى الحركات إِذا مدت إِن أَحالت المعنى لم يصح وإِلا كره. بعض المؤذنين يمد الواو من النوم. حرف المد هو الواو فتعطى حقها من المد ولا تمد كثيرًا. أَما النون فلا مد فيها. وكان يوجد في مكة تلحين كثير، وهذا سببه جهل وعوائد، وكونه لا يختار من هو أَفضل، وكأَنه في الآخر أَخف. (تقرير)
وفي نفس الصفحة:
من محمد بن إبراهيم إِلى حضرة المكرم رئيس مؤذني المسجد الحرام بمكة المكرمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
يجب أن تبلغوا جميع مؤذني المسجد الحرام أَن يؤذنوا أَذانًا سمحًا سهلا، ويجتنبوا المط والتمديد، إِن هذا التمديد والمط الذي يستعملونه الآن في الأَذان مخل بشرعيته، فعليهم اجتناب ذلك والتمشي بما يوافق الشرع، وأَن يكون أَذانهم مثل المؤذن الذي يؤذن في زمزم حالا، وعليكم إِخبارهم بذلك ومراقبتهم عن الإِخلال به. والسلام عليكم.
وفي مواهب الجليل شرح مختصر خليل 1/ 438:
(فَوَائِدُ الْأُولَى) فِي بَيَانِ أُمُورٍ يَغْلَطُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ مِنْهَا:
مَدُّ الْبَاءِ مِنْ " أَكْبَرُ " فَيَصِيرُ جَمْعَ كَبَرٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَهُوَ الطَّبْلُ فَيَخْرُجُ إلَى مَعْنَى الْكُفْرِ.
وَمِنْهَا: الْمَدُّ فِي أَوَّلِ " أَشْهَدُ " فَيَخْرُجُ إلَى حَيِّزِ الِاسْتِفْهَامِ وَالْمُرَادُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا إنْشَائِيًّا، وَكَذَلِكَ يَصْنَعُونَ فِي أَوَّلِ الْجَلَالَةِ.
وَمِنْهَا الْوَقْفُ عَلَى " لا إلَهَ " وَهُوَ كُفْرٌ وَتَعْطِيلٌ، قَالَ الْقَرَافِيُّ وَقَدْ شَاهَدْتُ مُؤَذِّنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّة يَمُدُّ إلَى أَنْ يَفْرُغَ نَفَسُهُ هُنَاكَ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ " إلَّا اللَّهُ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمِنْهَا: أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يُدْغِمُ تَنْوِينَ مُحَمَّدًا فِي الرَّاءِ بَعْدَهَا، وَهُوَ لَحْنٌ خَفِيٌّ عِنْدَ الْقُرَّاءِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ بَعْضَهُمْ لا يَنْطِقُ بِالْهَاءِ مِنْ الصَّلاةِ فِي قَوْلِهِ: " حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ " وَلا بِالْحَاءِ مِنْ " حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ " فَيَخْرُجُ إلَى الدُّعَاءِ إلَى " صَلا النَّارِ " فِي الْأَوَّلِ وَإِلَى " الْفَلا " فِي الثَّانِي وَالْفَلا: جَمْعُ فَلاةٍ، وَهِيَ الْمَفَازَةُ نَبَّهَ عَلَى هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْقَرَافِيُّ وَالْمُصَنِّفُ فِي التَّوْضِيحِ وَابْنُ فَرْحُونٍ.
وَزَادَ الشَّيْخُ زَرُّوق فِي شَرْحِ الرِّسَالَةِ: مَدَّ هَمْزَةِ " أَكْبَرُ "
وَتَسْكِينَهَا
وَفَتْحَ النُّونِ مِنْ " أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ "
وَالْمَدَّ عَلَى هَاءِ " إلَهَ " وَتَسْكِينَهَا أَوْ تَنْوِينَهَا، وَهُوَ أَفْحَشُ
وَالْإِتْيَانَ بِهَاءٍ زَائِدَةٍ بَعْدَ الْهَاءِ مِنْ " إلَهَ "
وَضَمَّ " مُحَمَّدًا "
وَمَدَّ " حَيَّ " أَوْ تَخْفِيفَهَا
وَإِبْدَالَ هَمْزَةِ " أَكْبَرُ " وَاوًا، وَقَدْ اسْتَخَفُّوهُ فِي الإِحْرَامِ فَيَكُونُ هُنَاكَ أَحْرَى انْتَهَى مُخْتَصِرًا.
(قُلْتُ) وَيَبْقَى شَيْءٌ لَمْ أَرَ مَنْ نَبَّهَ عَلَيْهِ، وَهُوَ:
إشْبَاعُ مَدِّ أَلْفِ الْجَلالَةِ الَّتِي بَيْنَ اللامِ وَالْهَاءِ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ سَبَبٌ لَفْظِيٌّ يَقْتَضِي إشْبَاعَ مَدِّهَا فِي الْوَصْلِ أَمَّا إذَا وَقَفَ عَلَيْهَا كَمَا فِي آخِرِ الأَذَانِ، وَالإِقَامَةِ، فَالْمَدُّ حِينَئِذٍ جَائِزٌ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، نَعَمْ ذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي النَّشْرِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ: أَنَّ الْعَرَبَ تَمُدُّ عِنْدَ الدُّعَاءِ وَالاسْتِغَاثَةِ، وَعِنْدَ الْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ الشَّيْءِ، وَيَمُدُّونَ مَا لا أَصْلَ لَهُ بِهَذِهِ الْعِلَّةِ انْتَهَى.
ثُمَّ رَأَيْت فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ مَا نَصُّهُ: " وَقَصْرُ الأَلْفِ الثَّانِي مِنْ اسْمِ اللَّهِ غَيْرُ جَائِزٍ إلا فِي الشِّعْرِ، وَالإِسْرَافُ فِي مَدِّهِ مَكْرُوهٌ لِخُرُوجِهِ عَنْ حَدِّ الْمَدِّ. انْتَهَى.
والذي أشار إليه من كلام ابن الجزري في النشر عند ذكره سبب المد: اللفظي والمعنوي، قال 1/ 344:
وأما السبب المعنوي:
فهو قصد المبالغة في النفي وهو سبب قوي مقصود عند العرب وإن كان أضعف من السبب اللفظي عند القراء، ومنه مد التعظيم في نحو (لا إله إلا الله، لا إله إلا هو، لا إله إلا أنت) وهو قد ورد عن أصحاب القصر في المنفصل لهذا المعنى.
ونص على ذلك أبو معشر الطبري وأبو القاسم الهذلي وابن مهران والجاجاني وغيرهم. وقرأت به من طريقهم وأختاره، ويقال له أيضاً: مد المبالغة.
قال ابن مهران في كتاب المدات له: إنما سمي مد المبالغة؛ لأنه طلب للمبالغة في نفي إلهية سوى الله سبحانه قال: وهذا معروف عند العرب؛ لأنها تمد عند الدعاء وعند الاستغاثة وعند المبالغة في نفي شيء، ويمدون ما لا أصل له بهذه العلة.
قال: والذي له أصل أولى وأحرى.
قلت: يشير إلى كونه اجتمع سببان وهما: المبالغة، ووجود الهمزة ـ كما سيأتي ـ والذي قال في ذلك: جيد ظاهر. اهـ
هذا الكلام يدل على أن المد عند العرب له سببان:
لفظي ـ وقواعده معروفة ـ.
ومعنوي، وقد نص على ما سمع منهم في ذلك، وبين أنه خلاف الأصل.
ولذا تجد العلماء في باب الأذان في أكثر المذاهب بينوا أخطاء وألحان المؤذنين وجعلوها قسمين:
مخل بالمعنى، وغير مخل، وذكروا أمثلة لذلك نحو ما نقل هنا عن مواهب الجليل ...
والشاهد أنهم نصوا على كونه لحنا، وأنه غلط مكروه.
وهذه فائدة أخرى
فتاوى اللجنة الدائمة 6/ 62
ما حكم التطويل في الأذان؟
ج: التطويل في الأذان لا نعلم له أصلا، بل السنة أن يؤذن الأذان الشرعي بحيث يكون معتدلا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 12:58]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
واقترح عليك شيخنا الفاضل لو تكتب في مطوية لتعم الفائدة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 11:45]ـ
شكر الله لك، ولا أظن أنها تستحق الطباعة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 02:23]ـ
الشيخ الحبيب عبدالرحمن،
هل فهمت عن ابن الجزري، أنه يقول بأن مد التعظيم ليس له أصل (أو أنه خلاف الأصل)؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 03:53]ـ
قلّبت الأمر، فبدا لي أنكم تريدون -فيما يظهر- أن مد التعظيم أوالمبالغة لأصحاب القصر في المنفصل له أصل، وأن علة مده (وهي التعظيم، أوالمبالغة في نفي الألوهية عن سوى الله تعالى) جعلت البعض يمدّ ما ليس له أصل، كمن يمد (الاـ ااااااااا ـه) تعظيما.
وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المفيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 01:51]ـ
بارك الله فيكم
مد التعظيم مخالف للأصل مرده السماع والرواية لأنه لا سبب له.
أما ما يمده المؤذنون فإنه غلط جرهم له التفنن في الإلقاء ثم قلد بعضهم بعضا بعضا من غير معرفة بقواعد المدود.
ـ[عاشق الجنان]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 02:06]ـ
بارك الله فيما كتبته ..
وجعله في ميزان أعمالك ..
تقبل تحياتي ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:38]ـ
بارك الله فيكم
مد التعظيم مخالف للأصل (1) مرده السماع والرواية لأنه لا سبب له (2).
أما ما يمده المؤذنون فإنه غلط جرهم له التفنن في الإلقاء ثم قلد بعضهم بعضا بعضا من غير معرفة بقواعد المدود.
بارك الله فيكم.
(1) الأولَى أن يُقال:
خلاف الأَوْلَى
أو
خلاف الوجه المقدَّم في الأداء.
أفاده شيخي في القراءة، والله أعلم.
(2) مد التعظيم، له أصل مروي، وله سبب معروف:
والذي أشار إليه من كلام ابن الجزري في النشر عند ذكره سبب المد: اللفظي والمعنوي، قال 1/ 344:
وأما السبب المعنوي:
فهو قصد المبالغة في النفي وهو سبب قوي مقصود عند العرب وإن كان أضعف من السبب اللفظي عند القراء، ومنه مد التعظيم في نحو (لا إله إلا الله، لا إله إلا هو، لا إله إلا أنت) وهو قد ورد عن أصحاب القصر في المنفصل لهذا المعنى.
ونص على ذلك أبو معشر الطبري وأبو القاسم الهذلي وابن مهران والجاجاني وغيرهم. وقرأت به من طريقهم وأختاره، ويقال له أيضاً: مد المبالغة.
قال ابن مهران في كتاب المدات له: إنما سمي مد المبالغة؛ لأنه طلب للمبالغة في نفي إلهية سوى الله سبحانه قال: وهذا معروف عند العرب؛ لأنها تمد عند الدعاء وعند الاستغاثة وعند المبالغة في نفي شيء، ويمدون ما لا أصل له بهذه العلة.
قال: والذي له أصل أولى وأحرى.
قلت: يشير إلى كونه اجتمع سببان وهما: المبالغة، ووجود الهمزة ـ كما سيأتي ـ والذي قال في ذلك: جيد ظاهر. اهـ.
والخلاصة:
أن مد التعظيم أوالمبالغة لأصحاب القصر في المنفصل له أصل، وأن علة مده (وهي التعظيم، أوالمبالغة في نفي الألوهية عن سوى الله تعالى) جعلت البعض يمدّ ما ليس له أصل، كمن يمد (الاـ ااااااااا ـه) تعظيما.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:50]ـ
ومن الأخطاء قول بعض المؤذنين:
حي على الفلا - بدل من قول - حي على الصلاة
والفلا في لغة العرب هي الصحراء , وكأنها دعوة إلى الصحراء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 11:44]ـ
مد التعظيم، له أصل مروي، وله سبب معروف
قد ذكرتُ أن مرجعه السماع، أي أنه غير قياسي، ومرادي بقولي: لا سبب له: أي لفظي وهذا ظاهر من السياق، وما ذكر في الموضوع.
شكر الله لك وبارك فيك.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 01:19]ـ
الأخ الفاضل .. عبد الرحمن السديس
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
ـ[حسام السمنودي]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ بكر أبوزيد في أول كتاب معجم المناهي اللفظية
آشهد:1
قال الزركشي – رحمه الله تعالى -: ((ليتحرز من أغلاط يستعملها المؤذنون:
أحدهما: مد الهمزة من أشهد فيخرج من الخبر إلى الاستفهام.
ثانيها: مد الباء من أكبر فينقلب المعنى إلى جمع كبر وهو الطبل.
ثالثها: الوقف على إله ويبتدئ: إلا الله. فربما يؤدي إلى الكفر.
رابعها: إدغام الدال من محمد في الراء من الرسول، وهو لحن خفي عند القراء.
خامسها: أن [لا] ينطق بالهاء من الصلاة فيصير دعاءً إلى النار. ذكر هذه الخمسة صاحب التذكرة.
سادسها: أن يفتح الراء في أكبر الأُولى أو يفتحها ويسكن الثانية.
سابعها: مد الألف من اسم الله ومن الصلاة والفلاح، فإن مده مدّاً زائداً على ما تكلمت به العرب لحن. قال أبو الفتح عبدالواحد بن الحسين المغربي: الزيادة في حرف المد واللين على مقدارها لكنة وخطأ.
ثامنها: قلب الألف هاءً من الله .... )) انتهى.
آلله:
انظر اللفظ قبله.
1 - آشهد: إعلام الساجد: ص / 367 - 368. المغني لابن قدامه 2/ 90. وانظر في هذا الحرف: الله أكبر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 09:55]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 01:53]ـ
قد نظم الدكتور عبد الهادي حميتو أرجوزة في أحكام الآذان والإقامة في 1200 بيت، بين فيها أخطاء المؤذنين والوجوه الثابتة، ولم تجد بعد طريقها إلى النشر، فعسى ذلك يكون قريبا.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 09:52]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء؛ ولكن لي سؤال!
ما (الدليل) على اعتبار أحكام التجويد التي يُقرأ بها القرآن -وخصوصًا حكم المد- في الأذان؟!
مع العلم: أني لا أقصد المد الذي يغير معاني الكلمات؛ وإنما أقصد المد الذي ليس له سبب -بحسب قواعد التجويد-؛ كالمد في كلمة الله التي في أول عبارة في الأذان مثلاً (اللـ ااااا ـه أكبر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 10:28]ـ
جزاك الله خيراً - أبا رقية .....
فالأذان لا صلة له بأحكام التجويد التي اختص القرآن فقط بأن يقرأ بها.
وانظروا إخواني إلى ما اعتبره الزركشي من اخطاء المؤذنين فلن تجدوا فيه شيئاً مما تقولون، ولكنه ينصب على زيادة حرف او تبديل حرف أو تبديل حركة أما مجرد المدود الزائدة في مواضع المد الطبيعي، فلست أدري ما المانع منها.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 06:07]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
واقترح عليك شيخنا الفاضل لو تكتب في مطوية لتعم الفائدة
وأنا أؤيد كلامك بقوة
ـ[أبو السها]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 02:59]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الإخوة،
ومعا إلى درس تطبيقي-ولا يصح التعبير- ف http://www.kashkool.org/vb/t1670.html ي الأذان - وليس -الآذان- مع أسد السنة الشيخ الألباني -رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه-(/)
حكم إدخال التربية البدنية في مدارس تعليم البنات
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 02:38]ـ
فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير وفقه الله لكل خير.
تناولت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أن هناك اقتراحاً يهدف إلى دراسة إدخال
التربية البدنية في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات؟
أرجو التفصيل في هذه المسألة وتحريرها ليتجلى للكثير الحكم.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه،،، والله يحفظكم ويرعاكم
.
الجواب:
أما بعد، فإن المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع
لخطوات الشيطان الذي نهينا عنه بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً
طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (البقرة:168)،
وقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (البقرة:208)،
وقوله: (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (الأنعام:142)،
وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (النور: من الآية21)،
وقد بيّن الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو وأمرنا أن نتخذه عدواً،والشيطان
حريص على إضلال بني آدم، كما أقسم بعزة الله جل وعلا قائلاً كما ذكره الله
عنه فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ: من الآية82)، وإذا رأيناما فعله الشيطان
بالنسبة لهذه الرياضة المزعومة، من إيقاع العداوة والبغضاء، والصد عن ذكر
الله مما لا يخفى على أحد، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة، لما تجاوزوا أمر
الله عز وجل واتبعوا خطوات الشيطان، فالخطوة الأولى أن تلعب الرياضة مع
الحشمة وفي محيط النساء، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً، إلى أن وصل
الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم عاقل غيورفضلاً عن متدين، وإذا كان الذكور
مطالبين بالإعداد والاستعداد، فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت وتربية الأجيال
على التدين والخلق والفضائل والآداب الإسلامية، فالذي لا أشك فيه أن ممارسة
الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام؛ نظراً لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على
ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلاً عن إقرارها،
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=13365&Itemid=35
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 03:25]ـ
لله دره ما أورعه حفظه الله وثبته وأكثر من أمثاله.
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 07:53]ـ
لله دره ما أورعه حفظه الله وثبته وأكثر من أمثاله.
آمين ولنا ولك نسأل الله االثبات
ـ[ظاعنة]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 07:33]ـ
ثيت علميا أن ممارسة الرياضة العنيفة للمرأة ضارة بصحتها، وأفضل الرياضات لها المشى،
حتى الجري يضر بنيتها، ولا أدرى لم كل هذا الحرص على إدخال هذه المادة فى حين أننا نشتكى من ضعف فى كثير من المواد،
ونطالب بإضافة مواد هامة يحتاجها الجنسين .. على حين أننا لو طالبنا بإدخال مادة الاقتصاد بفروعه الثلاثة: (الطبخ والنسيج والأعمال الفنية) للأولاد لما رأوا ذلك شيئا مستساغاً ..
والله المستعان ..
ـ[الفارس]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم ..
ومع بالغ الأسف فإنَّ هذه التربية (!!) الرياضية، قد أدخلت في بعض المدارس مع علم وزارة التربية (!) والتعليم بذلك، والله المستعان.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم ..
ومع بالغ الأسف فإنَّ هذه التربية (!!) الرياضية، قد أدخلت في بعض المدارس مع علم وزارة التربية (!) والتعليم بذلك، والله المستعان.
وهذه شرارة لنار نسأل الله أن يطفئها قبل أن تأخذ الصالح والطالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 02:23]ـ
استأت وتضجرت وأنا أقرأ مقالة للشيخ الحبيب: سعد البريك وفقه الله
يطالب فيها بإدخال مادة التربية البدنية في مدارس البنات تحت نظرنا ومطالبنا واقتراحاتنا قبل أن تفرض علينا دون شروط أو ضوابط
وأنا أخالف الشيخ تماما في هذا الكلام وأرجو أن يراجع رأيه أيضا كما أني مطالب بمراجعة رأيي
وأقول لشيخنا الحبيب: نتفق جميعا أن هناك مؤامرة في البلد على الخير وأهله ولاسيما من جهة المرأة، وأعظم وسيلة لرد الشر هو رصد الباب مادام أن الأمر لا زال باليد
وأنت محاسب عما يحصل بسببك لا بما يحصل بسبب غيرك
فأنت مطالب أن ترد الشر لا أن تسهله وتميعه وتقلل من خطره
مادام أن الأمر ليس فيه فائدة " شرعية " فلَِم يتول أهل الخير المطالبة
لا أعتقد أن الحجة التي تقول " نتولى التقنيين نحن قبل أن يتولاه غيرنا "
يا للعجب!!
من يقول إن أهل الخير سيتولون التقنين؟
من يقول إن أهل الخير سيتولون المتابعة؟
من يقول إن صاحب القرار سيلتزم بالتقنين كله؟
من ومن ومن ... أسئلة كثيرة جدا
التفريط والتساهل حصل في داخل المدارس مع أن النظام يمنع والجهات تشدد والمجتمع يرفض
فكيف إذا كان الأمر مدعوما من أهل الخير فسيقال لنا " يداك أوكتا وفوك نفخ"
مطالبة الشيخ سعد وفقه الله " تقبل في نظري " لو أن الأمر السامي نزل وصدر
أما والأمة بعافية وإنما هي أبوقة غربية وأصوات مجهولة
فلنكن على قوتنا
ولينصرن الله من ينصره، إن الله مع الذين اتقوا، إن الله يدافع عن الذين آمنوا، لا تحزن إن الله معنا، لا يضركم كيدهم شيئا،
وهل نقارن خطر الدمج الذي أعلن سابقا بخطر دخول الرياضة على البنات
لا أعتقد أن منصفا يقارن
ومع هذا لما وقف أهل الخير والغيرة مع ولي الأمر بالمناصحة والتذكير = خبا صيته، وأخمد شرره بمنه وكرمه
إن لعبت الفتاة فإنها ستطالب بأنديتها ثم ستطالب بالمباريات الرسمية ثم الأولمبية وقبلها الخليجية ووو ..
إن الأمة والله أحيانا لا تبتلى إلا بسبب أنفسنا قال الله " أنى هذا قل هو من عند أنفسكم "
أرجو أن يقيض الله من يناصح الشيخ ويراجعه -مع يقيني بحسن قصده وشدة غيرته - وليته يراجع نفسه في مقال قادم
فلا يؤتى الإسلام من قبلك يا شيخ سعد
وما تدري ولا أدري وبين أعيننا قول الله " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " ونحن بالله وإليه وهو المستعان وعليه التكلان وهو حسنا ونعم الوكيل
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 08:20]ـ
أخي المقريء -وفقك الله لك خير
أين قرأت ذلك؟
والله إنها لطامة كبرى وباب شر فتح لطالما حاول دعاة التبرج والسفور
فتحه عن طريق أهل الخير بضوابط زعموا ...
ـ[النصل الذهبي]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 09:59]ـ
كلام الشيخ سعد واقعي.
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 10:17]ـ
[ quote= آل عامر;17428] أخي المقريء -وفقك الله لك خير
أين قرأت ذلك؟
السؤال
uote]
قرأته في موقعه
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 09:14]ـ
الشيخ آل عامر ـ جُزيت خيراً على نقل هذه الفتوى ـ
وجزى الله الشيخ خير الجزاء
العجب أن قوماً ينتسبون للخير ـ وهم منه بلا شك ـ اجتهدوا ـ وليسوا بأهل ـ فذكروا أمام الملأ:جواز إدخال الرياضة في مدارس البنات
ولو فُرض أنه جائز: أيُفتى به في هذا الزمان،
1) الذي قامت فيه قائمة المتفرنجين دعاة التبرج والسفور!؟
2) وكثر فيه تبرج النساء لدرجة تفوق الوصف!؟
سبحان الله! أين الفقه؟
أين المصلحة؟
ما مقدار المفسدة؟ ..............
وصدق الله العظيم: ((والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً * يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفاً))
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 01:17]ـ
وجزاك أخي الفاضل
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:14]ـ
أفهمُ - والمتهم الأول والأخير فهمي -:
أن الشيخ / سعد البريك وفقه الله قد نما إلى علمه أن إدخال التربية البدنية إلى البنات قد أزف تطبيقه (وأسأل الله أن لا يكون ذلك كذلك) فرأى - حسب اجتهاده - أن يبادر إلى أن يكون زمام تطبيقه ووضع شروطه وضوابطه حسب مايضعه الثقات من أهل العلم والفضل.
لذلك قال ما قال.
ولا أظن الشيخ / سعد البريك - وقد عُرف بمواقفه المشهودة في إنكار المنكرات والوقوف أمام أهل النفاق والعلمنة - لا أظن مقالته تلك تخرج ابتداءً بل خرجت تخيفا لأمر رأى أنه قد يصبح حتميا.
وما كتبتُه التماسا للعذر مع اختلافي التام مع رأي الشيخ / سعد وفقه الله تعالى.
وأرى مايراه الإخوة من الحرص والمنافحة والمدافعة والمناصحة في عدم تطبيق هذا القرار لما فيه من الضرر الظاهر والفساد اللازم عند تنفيذه.
---
لفتة /
إن كان المقصد تخفيف الأوزان والحفاظ على صحة الفتيات!!:
فانظر إلى أولادنا - وعندهم من البرامج الرياضية ما عندهم - لترى تلك الأوزان العجيبة التي تشفق على الأرض التي تحملهم لثقلهم ..... فما رأينا لتلك الحصص الرياضية تأثيرا .... بل يستغل بعض الطلاب حصة الرياضة للإستمتاع بتناول ما لذ وطاب مما امتلأت به حقائبهم.
الشاهد أن المقصد ظاهر وواضح ..... وقد ينطلي على البعض (وإن يقولوا تسمع لقولهم).
أسأل الله أن يلطف بنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:54]ـ
نعوذ بالله من الفتن
مما يؤيد كلام الشيخ عبد الكريم وفقه الله
ما حدث في بعض البلاد الإسلامية وما بلغت في هذا الشأن حتى لعب رياضة السباحة مع الجنسين!
ـ[الفارس]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
نسأل الله العظيم أن يقينا شر هذه الفتنة.
ولا أشك أن الشيخ سعد أهلٌ للاجتهاد، ونحن وإياه بين الأجر والأجرين.
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 04:51]ـ
وقد عُرف بمواقفه المشهودة في إنكار المنكرات والوقوف أمام أهل النفاق والعلمنة -
أجل ..
الشيخ سعد البريك أفضل مني وله مقامات عالية جدا في الوقوف في وجه أهل الفساد
وواجب من يحبه أن يتواصوا في نصيحته والحرص على دينه وقائده قائل " فقوموني "
وأما ماذكرت أن عنده خبر بأن القرار "قد أزف وقرب "
فإن كان هذا سبب الكلام = فقد أخطأ أيضا وفقه الله
فالكون بيد الله وفي ملكه فمادام لم يظهر لنا إرادة كونية فنحن مطالبون بالعمل على تحصيل الإرادة الشرعية
وهل إرادتهم وليدة الساعة؟
لهم سنون ودهور وهم يعملون على هذا وغيره
ولئن تكلمنا بهذه الثقافة وهذا التفكير = فقد خسرنا خسرانا عظيما
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 05:47]ـ
هذه قضية كبيرة وأول من يُطالب بالوقوف على حيثيات هذا القرار - إن صح - واتخاذ الموقف المناسب: هيئة كبار العلماء.
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 07:22]ـ
هذه قضية كبيرة وأول من يُطالب بالوقوف على حيثيات هذا القرار - إن صح - واتخاذ الموقف المناسب: هيئة كبار العلماء.
صدقت أخي العزيز
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 08:12]ـ
أجل ..
الشيخ سعد البريك أفضل مني وله مقامات عالية جدا في الوقوف في وجه أهل الفساد
وواجب من يحبه أن يتواصوا في نصيحته والحرص على دينه وقائده قائل " فقوموني "
وأما ماذكرت أن عنده خبر بأن القرار "قد أزف وقرب "
فإن كان هذا سبب الكلام = فقد أخطأ أيضا وفقه الله
فالكون بيد الله وفي ملكه فمادام لم يظهر لنا إرادة كونية فنحن مطالبون بالعمل على تحصيل الإرادة الشرعية
وهل إرادتهم وليدة الساعة؟
لهم سنون ودهور وهم يعملون على هذا وغيره
ولئن تكلمنا بهذه الثقافة وهذا التفكير = فقد خسرنا خسرانا عظيما
الشيخ الكريم ابن الكرام / المقرئ
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
أتفق معك بما تفضلت به.
وواجب جميعا النصح والتبليغ.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 04:48]ـ
والله إن هذا الامر بؤرة فساد لايختلف عليها العقلاء
ولكن لانملك الاان نقول (حسبنا الله ونعم الوكيل) (وكفى بالله حسيبا)
نسأل الله أن يهلك مخططات بني علمان أذناب الغرب
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 01:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد معرفة ما المقصود بالضبط من تدريس التربية البدنية في مدارس البنات في المملكة
وكيف سيؤدي إلى مشاكل؟
أنا لا أعترض على كلام من ينادي بالتحريم ... بل لا أفهم حقيقة المطلوب تحريمه ولذلك سألت ..
أما الأخ الذي يقول أن الجري يضر المرأة فهذا قد يتعارض مع حديث مسابقة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة .. ((هذه بتلك ... )) ويرجى تباحث هذا.
أكرر ... أنا لا أدعو إلى إدخال ما يسمى بالتربية البدنية في مدارسكم ولكن أجهل حقيقتها عندكم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 03:08]ـ
اخي ابا محمد المصري بارك الله فيه , إن كنت تريد معرفة حقيقة إدخال التربية البدنية عندنا فنظر إلى بدايتها عندنا وإلى نهايتها عندكم.
يا اخوان أعتقد ان الردود بهذه الطريقة ليست كافية علميا , يجب علينا معرفة حجج من يريد ادخالها - من أهل الفساد - ثم ردها بالعلم الشرعي والعلم التجريببي فإن كل أمر مخالف للدين يكون ايضا مضر بالبشر.(/)
هل الطواف بالقبر بقصد التقرب إلى الله شرك؟
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 03:26]ـ
هذه اول مشاركة لي في هذا المجلس القيم نفع الله به، والشكر موصول لكل القائمين عليه.
سُئل الشيخ العلامة عبدالله الغنيمان حفظه الله:
س/ نحن نعلم أن الطواف من أنواع العبادة و أن من طاف بقبر او وثن فهو مشرك السؤال هنا ما الحكم وما الجواب على من يقول أن من طاف حول قبر بقصد التقرب لصاحب القبر يكون مشركاً وأما من طاف حول القبر بقصد التقرب إلى الله فهذا ليس مشرك و إنما فقط يقال عنه أنه عاصي؟!.
فأجاب:
هذا القول غير صحيح لأن الطواف عبادة لا يجوز ان تكون إلا لله جل وعلا ولا يجوز ان تكون إلا على الكعبة فقط و إذا طاف إنسان على قبر او حجر او شجرة فمعنى ذلك أنه جعل العبادة في غير محلها والإنسان العاقل لا يقع منه ذلك إلا بقصد و إرادة، فكونه يطوف عليه لا بد , لا ينفك عن المقاصد أما كوننا نصرف النظر عن الفعل و نقول إن كانت نيته كذا و كذا فهذا غير صحيح هذا قول المرجئة وقولهم من ابطل الباطل فالفعل مبنيٌ على النية والمقاصد و لايمكن يقع إلا بمقصد ونية والمقصود ان كل عبادة عُلمت بشرع لا يجوز ان تكون للمخلوق اصلاً فإذا جعلت للمخلوق فقد وقع الانسان في الشرك، فالطواف على القبر شرك ظاهراً وباطناً و لانبحث عن نيته، نقول كان نيته كذا فهو كذا وإلا فسدت الامور كلها فمثلاً الذي مثلاً يسجد للصنم يقال وش مقصودك أنت سجدت لله أم للصنم وما أشبه ذلك من الأمور اللتي لا تستقيم معها.
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أ, هـ.
سُئل الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله:
س/ ما حكم الطواف على القبور؟ وهل التفصيل فيها صحيح؟
فأجاب:
الذي يغلب في حالِ الذين يطوفون على القبور أنهم يفعلون ذلك تعبد لصاحب ذلك القبر.
أما من يقول أن هناك من يفعله تحية، يقال أن الإستثناء لا يغير من الحكم شيء، حينما نقول: وجد بعض الناس أنه يفعل هذا تحية لا يريد تعظيم لهذا الرجل، يقال هذا يوجد لا كنه قليل لا يغير من الأصل و مثل هذي الإستثناءات لا تُجعل قسيماً في مسائل العلم.
نظير هذا إذا قلنا بهذا الأصل هذا يفسد علينا كثير من مسائل الدين فالطواف عند البيت الحرام تحية البيت كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم " الطواف تحية البيت " وجاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
وهناك من بعض الجهلة من المسلمين وهم ندرة جداً من يطوف تعظيماً لهذا الحجر، ألا يوجد من الجهلة؟! من يأتي من شرق آسيا وعباد القبور ونحو ذلك من يأتي و يطوف يريد تعبدً لهذا الحجر، هل يجوز أو يسوغ ان نقول ان الطواف عند الكعبة ينقسم إلى قسمين شرك و طاعة لا يجوز هذا.
لهذا يقال ان الأصل في الطواف أنه عبادة، الطواف الأصل فيه أنه يفعلونه عبادة إلا إذا علم من حال قوماً عند ضريح أو قبر أنهم لا يفعلون ذلك عبادة عُرف من عادتهم، فيقال ان الأصل فيهم الإبتداع و ليس الشرك، فهم قد حيوا بتحية ليست على وجهها ويعلمون أن هذا الفعل لا يكون إلا عبادة لله عز وجل فإن بقوا على ذلك قد وقعوا وارتكبوا الشرك والعياذ بالله.
التفصيل جاء في كلام بعضهم، انه يكون تحية ويكون غير ذلك قد جاء في كلام ابن السعدي رحمه الله تعالى وتبعه على ذلك جماعة.أ, هـ
مفرغة من تسجيل صوتي.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 03:52]ـ
الأخ / نايف الحميدي- وفقه الله
أهلا وسهلا ومرحبا
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 04:08]ـ
أهلا ومرحبا ونسأل الله أن يجعلك مباركا أينما كنت وينفع بك.
ـ[الفارس]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 05:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بارك الله فيك، ومرحبا بك بين إخوانك.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 07:12]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع الله بكم.
والله اسأل ان اكون عند حسن ظن المشائخ والاخوه في هذا المجلس المتميز.
غفر الله لكم.
ـ[كارم محمود]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 10:37]ـ
غفر الله لك يا حميدي .. لا تهمز المشايخ!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 12:27]ـ
غفر الله لك يا حميدي .. لا تهمز المشايخ!!
أحسنت
فهمز المشايخ غيرُ جائز لغةً ولا شرعاً (ابتسامة)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 11:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(ابتسامة)
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك فيك
يدخل فى هذا الموضوع الصلام فى الاماكن التى بها قبور وما يفعل بها من شركيات ولكن البعض لا يأبه لذلك فما الحل اذا
كمن يصلى بالحسين بالقاهرة او بالسيده نفيسه وهكذا من أل البيت ما العمل
وهل الصلاه فى هذا المسجد جائزة ام هى لا تجوز ومحرمه ولا يجوز الصلاه هناك اصلا
" لعن الله بنى اسرائيل اتخذو من قبور انبيائهم مساجد "
فهل الصلاة فى تلك المساجد تندرج فى هذا الحديث
افادكم والله وثبت خطاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك فيك
يدخل فى هذا الموضوع الصلام فى الاماكن التى بها قبور وما يفعل بها من شركيات ولكن البعض لا يأبه لذلك فما الحل اذا
كمن يصلى بالحسين بالقاهرة او بالسيده نفيسه وهكذا من أل البيت ما العمل
وهل الصلاه فى هذا المسجد جائزة ام هى لا تجوز ومحرمه ولا يجوز الصلاه هناك اصلا
" لعن الله بنى اسرائيل اتخذو من قبور انبيائهم مساجد "
فهل الصلاة فى تلك المساجد تندرج فى هذا الحديث
افادكم والله وثبت خطاكم
لا يجوز الصلاة في مسجد فيه قبر , وبالنسبة لكلام الشيخ عبدالعزيز الطريفي فما شاء الله هو ما ادين الله به واليك شاهد من كلام ابن تيمية حيث يقول:وكذلك تكذيب الرسول بالقلب وبغضه وحسده والاستكبار عن متابعته أعظم إثماً من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل والزنا والشرب والسرقة وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدّر أنّه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفراً اه. الفتاوى
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 08:54]ـ
الأخ الغندر:
لو تكرمت أعطني موضع كلام شيخ الاسلام الذي نقلته في تعقيبك, جزاك الله خيرا(/)
مهارة إلحاق المسائل بنظائرها (مثال من فقه مالك).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 10:55]ـ
قال في المدونة: (131/ 1) في غسل بول الجارية والغلام: وقال مالك في الجارية والغلام بولهما سواء إذا أصاب بولهما ثوب رجل أو امرأة غسلا ذلك وإن لم يأكلا الطعام , قال: وأما الأم فأحب إلي أن يكون لها ثوب سوى ثوبها الذي ترضع فيه إذ كانت تقدر على ذلك , وإن لم تكن تقدر على ذلك فلتصل في ثوبها ولتدار البول عنها جهدها ولتغسل ما أصاب من البول ثوبها جهدها.
وفي "الموطأ": حدثني يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته.
بالنظر إلى فتوى مالك رحمه الله ومقارنتها بما أخرجه في الموطأ، نجد فقهاً مستخرجاً بالقياس، ومع ذلك لم يصرح الإمام بالأصل المقاس عليه، والوارد في الحديث أعلاه. ولقائل لن يقول: كيف عرفت أن مالكاً قصد ذلك؟ فأقول: لم اعرف ولا أجزم، وإنما أذكر مثالاً على صورة من صور الاستدلال عند من بلغ مرتبة المجتهدين، إذ أن معاني الأدلة حاضرة في ذهن المجتهد كل وقت، فيسهل عليه الجمع بين المتماثلات وإلحاق المسائل بنظائرها، وهذا من أصعب الأشياء على المبتدئ بل العالم الكادح في وسط الطريق. كما أنه يدل على فقه هذا الإمام، وعنايته باعتبار أقرب الأدلة حكماً للقضية المعينة، وإنما أقول هذا الكلام لأنه قد خرج بعض المتعصبين لمذهب إمام من الأئمة رحمه الله ويقولون "أقواله" أسعدها حظاً بالدليل، وأقوال غيره مطرحة بعيدة، وفي الغالب لا أصل لها من دليل، من قريب أو بعيد. وهذا الكلام غالبا ما يصدر من الطلبة الصغار، المتعجلين، البعيدين - بعد الثريا عن الثرى - عن مراتب العلماء المجتهدين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 01:40]ـ
أحسنت يا أخي الكريم
ولقد ابتلينا بأقوام أكبر ما عندهم أن يقولوا (لا دليل عليه)، والحقيقة أن عقله لم يستطع فهم الدليل!
ولا يدري الواحد من هؤلاء أن إطلاق هذه الكلمة من أسهل ما يكون، ولو كان كلام أهل العلم يرد بمثل هذه العبارة لسهل على كل إنسان أن يرد جميع أقوال أهل العلم!
وينظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90671
ـ[حرملة]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 10:05]ـ
بارك الله فيك.
لقد كان علماؤنا القدامى أعرف الناس بمواطن الاستدلال و كانت كلماتهم قليلة ومختصرة جدا مع أن المتأخرين فججوا العبارات و أسهبوا كثيرا ولاموا القدامى و إذا لم يفهموا أقوالهم قالوا (لا دليل عليه) ورحم الله شيخ الإسلام أبي العباس حيث نافح عن الأئمة ورفع عنهم الملامة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 11:54]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الأمام مالك
ولكن أليس الصحيح أنه ينضح على بول الغلام ويغسل من بول الجارية إذا لم يأكلا الطعام
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:10]ـ
جزاك الله خيرا، الأقرب ما ذكرت ولكن موضع الشاهد غير كما لا يخفى عليكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 12:24]ـ
بارك الله فيكم
الترجيح بالنظائر والفروق طريقة مهجورة عند أغلب أهل العصر
ومثله الترجيح بمقاصد الأبواب
وفي المنثور للزركشي في باب التراجيح: أن كثرة النظائر وصف في الدليل ومن قبيل الترجيح بالتأكيد لا بالتأسيس
وقال السيوطي رحمه الله في كتابه الأشباه والنظائر _ وهو كتاب لا يستغني عنه فقيه _
" اعْلَمْ أَنَّ فَنّ الْأَشْبَاه وَالنَّظَائِر فَنّ عَظِيم، بِهِ يُطَّلَع عَلَى حَقَائِق الْفِقْه وَمَدَارِكه، وَمَآخِذه وَأَسْرَاره، وَيُتَمَهَّر فِي فَهْمه وَاسْتِحْضَاره، وَيُقْتَدَر عَلَى الْإِلْحَاق وَالتَّخْرِيج، وَمَعْرِفَة أَحْكَام الْمَسَائِل الَّتِي لَيْسَتْ بِمَسْطُورَةٍ، وَالْحَوَادِث وَالْوَقَائِع الَّتِي لَا تَنْقَضِي عَلَى مَمَرّ الزَّمَان، وَلِهَذَا قَالَ بَعْض أَصْحَابنَا: الْفِقْه مَعْرِفَة النَّظَائِر " ا. هـ
والمراد ببعض الأصحاب قطب الدين السنباطي كما في المنثور للزركشي
ويكثر في كلام الأئمة احتجاجهم على المخالف بتناقضه وعدم إلحاقه النظير بالنظير وهذا موجود بكثرة في كتب الفقه
منها: (قال الشافعي) كما في مختصر المزني: وقلت لمن قال لا أجيز الشاهد وإن كان بصيرا حين علم حتى يعاين المشهود عليه يوم يؤديها عليه فأنت تجيز شهادة البصير على ميت وعلى غائب في حال وهذا نظير ما أنكرت ا. هـ
وهذا في الرد على من أبطل شهادة البصير إذا تحمل شهادة ثم عمي
وأمثلته كثيرة ويكثر في كلامهم ردا على المخالف أو تضعيفا لقول من الأقوال " ليس له نظير في الأصول" " "وقياس النظائر كذا" ونحو هذا
بل بعضهم يرجح قائلا " قياس النظائر في آخر الباب كذا" فيرجح بنظائر الباب لا بنظائر الشريعة ككل
وقد يقوّون اختيارهم لوجود نظائر له
قال الشافعي في اختلاف الحديث:
"فأختار أن يفطر الرجل يوم الشك في هلال رمضان إلا أن يكون يوما كان يصومه فأختار صيامه وأسأل الله التوفيق ولهذا نظير في الصلاة سنذكره في موضعه إن شاء الله وهو النهي عن الصلاة في ساعات من النهار " ا. هـ
وكرره في الأم (175/ 1)
وغيره كثير رحم الله علمائنا ورزقنا اتباعهم في الفهم والعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 09:48]ـ
نقولات موفقه كعادتكم، جزاكم الله خيرا.
ولازلت أرغب في التوسع في هذا الموضوع بتتبع بعض كتب المذهب (أحمد) لأني وجدت مسائل يحكم عليها بقيض ما حُكِم به على نظائرها، وفائدة هذا فيما أحسب أن تتبع النظائر و إلحاق بعضها ببعض سوف يساعد كثيراً في الترجيح والاختيار بين روايات أحمد رحمه الله - والتي تبلغ في بعض المسائل أكثر من خمس روايات - وإهمال ما لا ينسجم مع النظائر المشهورة التي لا تخالف نصاً. .
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 04:35]ـ
مثال آخر، وتتبع الأمثلة يكثر طبعاً، ولكن هذا مختوم بختم شيخ الإسلام
قال ابن تيمية بعد كلامه عن تجويز العرايا أن تباع بخرصها لأجل الحاجة: " ... ومالك جوز الخرص في نظير ذلك للحاجة، وهذا عين الفقه الصحيح".
صحة أصول مذهب أهل المدينة، ص 57(/)
لطيفة: لماذا يكره بعض طلبة العلم أن يقال له "يا شيخ! "
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 11:10]ـ
مسألة: مالسبب في كراهة بعضهم إذا قيل له: ياشيخ، على التوقير والإجلال وهو لا يكون شيخا؟ وآخر يتمنى أن يقال له ذلك، وهو شاب طرير؟ بل أنت تجد ذلك في شيخ على الحقيقة يكره ذلك، إلا أن هذا علته ظاهرة، ولكن الشأن في شاب يُشَيّخ تعظيما فيكره، وشاب لا يُشيّخ فيتكلف. وفقد الشباب موجع، ووجه الشيب مفظع؟
فأجاب أبو علي مسكويه: ((إنما يختلف الناس في ذلك باختلاف نظرهم لأنفسهم، وبحسب ملاحظتهم أغراض مخاطبيهم. وذلك انه ربما أحب الإنسان أن يظهر فضيلته في ابتداء زمانه، واستقبال عمره فإذا قيل له: يا شيخ ظن انه قد سلب تلك الفضيلة والحق بمن حصل تلك الفضيلة في الزمان الطويل، والتجربة الكثيرة.
وربما كره ذلك أيضا لأرب له في الشباب وميل إلى اللعب والهوى اللذين يستقبحان من الشيخ، فإذا قيل له: يا شيخ رأى هذا اللقب كالمانع له والزاجر، وأن مخاطبه ينتظر منه ما ينتظره من المشايخ، ولا يعذره على ركوب ما يهمُّ به ويعزم عليه.
وربما نظر الإنسان إلى مرتبة حصلت له من الوقار الذي لا يحصل إلا من المشايخ، وهو في سن الشباب، فيُسر بالإكرام وسرعة بلوغه مبلغ المحنكين، واهل الدربة.
فبحسب احتلاف النظر تختلف وجوه الرضا بهذا الوصف، والسخط له)) أ. هـ.
(الهوامل والشوامل، ص 241)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 11:44]ـ
جزاك الله خيرا ..
وأظن أن الكثير إنما يكره ذلك تواضعا منه، وتقليلا من شأن نفسه ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 03:24]ـ
نعم، بارك الله فيك، أصلح الله سرائرنا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 06:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[كارم محمود]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 12:04]ـ
.. انما الشيخ من يدب دبيبا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 03:24]ـ
حياكم الله
يقول الأستاذ عباس السيسي في رسالته اللطيفة «الذوق سلوك الروح» ص69 - 70:
((إسقاط الكلفة والتلكلّف:
بعض الإخوة يعتبرون أن الأخوّة في الله تعالى تبيح لهم أنْ يُسقِطوا في تعاملهم مع إخوانهم الكبار ما يُسَمَّى بـ «الكلفة» فـ «البساط أحمدي»، فمثلا حيث يُدعَى أحد الدعاة من العلماء الفضلاء من علماء الأزهر الشريف، أو أساتذة الجامعات ليُلقِي محاضرة، فأنت تسمع الأخ الذي يُقدِّمه على المنصّة وهو يقول: أقَدِّم لكم (الأخ فلان) دون أن يسبق ذلك أو يشفعه بالألقاب العلمية التي حصل عليها، والتي بوّأته هذا المقام، وهو حيث يقَدِّمه بها = لا ينسبها إليه من باب المجاملة، فهي حق من حقوقه، فضلا عن أنه حين يذكرها، فإنها تعطي لجمهور المستمعين فكرة عن المحاضِر ودرجاته العلمية.
وقد أُمِرنا أن نُكرِم العلم والعلماء، وأن نُنزِل الناس منازلهم.
والعجيب أنّ غيرنا في مثل هذه المواقف، يُضفون على خطبائهم ومحاضرِيهم بعض الصفات والألقاب التي لا يستحقونها ليجذبوا بها المستمع .. أما نحن فنجرّدهم من حقوقهم إمعانا في التجرّد والبُعد عن حبّ الظهور، بينما يجب أن نُعطي كل ذي حق حقه، ونُكرِم الدعوة والداعية)).
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[21 - May-2007, صباحاً 06:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ عبد الله الشهري
والشيء بالشيء يذكر
في المثل: (اثنان أبرد من يخ شيخ يتصابا وصبي يتمشيخ) ويخ دود يعيش في الثلج على ما قيل في تفسيره
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد قرأت في ترجمة الإمام الأصولي الفقيه أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له ياشيخُ فكان أحب الألقاب إلى نفسه أن يقال له ياشيخ ولذلك صار يسمى بالشيخ عند الشافعية ويشار بهذه إللفظة إليه عند الإطلاق
وعلينا أن نميز المصطلحات
فالشيخ في اللغة من تجاوز الأربعين أو الخمسين _نسيان مني_
والشيخ في الاصلطلاح من بلغ الفضل ولو كان صبيا. والظاهر أن كلام أبي علي مسكويه رحمه الله في الشيخ اللغوي لا الاصطلاحي. والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - May-2007, صباحاً 12:52]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ عبد الله الشهري
جزاك الله خيرا، أفعلتها وجعلتني "شيخ":).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 05:34]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه هديّة أخرى لشيخنا الحبيب الشيخ عبدالله الشهري، وفقه الله:)
يقول فضيلة الشيخ محمد رشاد خليل في «المنهج الإسلامي لدراسة التاريخ وتفسيره» ص59 - 60، نشر دار المنار، ط1 1404:
((وبدأنا البحث على هَدي شيوخنا، وما أَحَبّ هذه الكلمة إلى نفسي، ولكَم أتمنَّى أن أستعيض عنها بلقب: «الدكتور»، الذي أحمِله على كُره، والذي يجسّد تبعيّتنا للغَرب الصليبيّ، كان الشيخ يُطلَق في الجاهليّة على رئيس القبيلة، ولم يكن الشيخ عند العرب هو المتقدِّم في السِّن فقط، وإنما هو المتقدُّم بالعلم والتجربة والمروءة، وما كانت العرب - التي تُتَّهَم اليوم من جُهَّال المثقّفين من أبنائها بتاريخها بالجهل والتخلُّف والبدائيّة، - والله حسبي وحسبها - تسوّد عليها إلا مَن استكمَل شروطًا في عقله وتجربته ومروءته، فالسيّد عند العرب لا يسود بالوراثة والمال، وإنما يسود بالمناقب والخصال، يقول حسّان بن ثابت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
وإنّا لقومٌ ما نسوّدُ غادِرًا * ولا ناكِلاً عندَ الحمالةِ زُمَّلاً
ولا مانعًا للمالِ فيما ينوبُهُ * ولا عاجزًا في الحربِ جِبْسا مُغفَّلاً
ويقول:
نسوّدُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ * مروءتهُ فينا، وإنْ كانَ معدَما
فلما جاء الإسلام أصبح الشيخ هو المتقدِّم في الدِّين والعِلم، وظلّ هذا اللّقب مستعمَلًا في الأزهر جامعة الإسلام العريقة إلى وقت قريب، حتى ابتُلِيَ بلوثة التقليد، فاستعار اللقب الكَنسيّ من الجامعات العلمانيّة، وأصبح الشيخ الأزهريّ يُسمَّى اليوم - ويا للفضيحة - بـ: الدكتور، والدكتور الذي يعتزّ به الكثيرون اليوم، ويتباهَون به لقب مأخوذ من التسميات الكنسيّة، وهو - وياللمفارقة الساخرة - يؤكّد على مدى اعتزاز الغربيّين مع إلحادهم وخروج علمائهم على الكنيسة بتراثهم الكنسيّ، حتى الطيالس الجامعية التي نتبختر بها في المناسبات الجامعيات هي نفسها الطيالس التي ترتديها القسس في الكنائس ... !!)).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 11:35]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ مشايخنا الشيخ أشرف:)
ـ[فقيه الحكمة]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:40]ـ
من باب الطرفة الحاملة للعبرة أورد هذه القصة:
سمعت الشيخ عطية محمد سالم أسأل الله أن يغفرله ويرحمه يحدث عن شيخه الشيخ العالم الإمام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان) أسأل الله أن يغفرله ويرحمه قال:كنت في حديثي مع الشيخ أكثر من مخاطبته بياشيخ ففي ذات مرة قال لي يابني كلمة شيخ في هذا الزمن لم يعد لها الهيبة والمكانة التي كانت لها في الأزمان الماضية!! , قال الشيخ عطية: هذا الحوار كان يدور بيني وبين الشيخ ونحن نسير على أقدامنا متجهين إلى سوق الخضار لشراء بعض حاجاتنا فلما دخلنا السوق، إذا بكلب يجري ويقترب من بعض من كان في السوق فإذا بالرجل يبعد الكلب بشئ كان في يده ويقول للكلب (بعد ياشيخ بعد ياشيخ) باللهجة العامية , فنظر إلي الشيخ وتبسم وقال: أرأيت الشيخ!! انتهت القصة رويتها بالمعنى لبعد السماع. فمنزلة كلمة شيخ بمنزلة من يحملها , والألقاب لا تملأ الفارغ , وكم نحن بحاجة للترويج للفضلاء.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:12]ـ
جزاك الله خيرا. قصة ظريفة رحم الله الجميع.
ـ[نسا]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 02:05]ـ
ذكرتني بطالب علم أوبالاصح شيخ كانت تكلمه وحده فقالت له ياشيخ قال لها قولي لي أبو فلان فتقول لي استغربت منه وظنت فيه شي ماهوه طيب فحاولة ابين لها انه نيته طيبه وانما يحب التواضع
والمثال الثاني وحده اتصلت على مفسر احلام قالت معي ابو فلان فنهرها وقال معك الدكتور فلان
الناس تختلف ولكن من اعطاه الله العلم فلا يحرم نفسه من هذا الاسم بحجة التواضع
ـ[الخنساء]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 04:00]ـ
للأسف بعض طلبة العلم يحب أن يناديه الناس ب (شيخ) مع أنه قليل العلم ويبدأ بنشر أرقامه وأكثر المتصلين هن النساء ويتمادى ويضحك وكم من الأخوات الفاضلات أخبرنني بانخداعهن في بعض أولئك الذين تحملوا لقب شيخ وهم ليسوا أهلا لذلك ..
لكن الله وحده أعلم بالسرائر ..
أسأل الله أن يصلح سرائرنا ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 10:04]ـ
بارك الله فيكم شيخنا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:03]ـ
فى مصر كل من يلتحى يقولوا له يا شيخ فبعض طلبة العلم كان ينهى من يقولها له واذا سؤل قال (كل ما تكرر تقرر فاذا تكرر على مسامعى يا شيخ تقرر فى عقلى الباطن انى شيخ فاندفاعى نحو تغيير نفسى يقل نسبة ما بشكل لا ارادى ومن وجهة أخرى انه كلما تكرر على مسامع الناس ان هذا الطالب شيخ يتقرر فى اذهانهم ان هكذا الشيخ الاصطلاحى (الم تر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف أمضى من العصا) فهو يفعل بذلك ما يعتقد انه سبيل لتغغير فكر الناس عن الشيخ ليعود لقب الشيخ على اهله المستحقين له والا فانهم مثلا يقولون للشيخ مصطفى العدوى يا شيخ كالاف الملتحين الذى يقال لهم يا شيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 02:00]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ عبد الله الشهري
والشيء بالشيء يذكر
في المثل: (اثنان أبرد من يخ شيخ يتصابا وصبي يتمشيخ) ويخ دود يعيش في الثلج على ما قيل في تفسيره
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد قرأت في ترجمة الإمام الأصولي الفقيه أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له ياشيخُ فكان أحب الألقاب إلى نفسه أن يقال له ياشيخ ولذلك صار يسمى بالشيخ عند الشافعية ويشار بهذه إللفظة إليه عند الإطلاق
وعلينا أن نميز المصطلحات
فالشيخ في اللغة من تجاوز الأربعين أو الخمسين _نسيان مني_
والشيخ في الاصلطلاح من بلغ الفضل ولو كان صبيا. والظاهر أن كلام أبي علي مسكويه رحمه الله في الشيخ اللغوي لا الاصطلاحي. والله أعلم.
و لكن ألم يشتهر الشيرازي بلقب الأستاذ عند الشافعية؟؟
و لاأنسى شكر الشيخ الشهري على الفائدة العزيزة
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 02:49]ـ
و لكن ألم يشتهر الشيرازي بلقب الأستاذ عند الشافعية؟؟
الذي اشتهر بلقب الأستاذ عند الشافعية كَنِيُّه أبو إسحاق الإسفراييني إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:33]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاكم الله تعالى خيرا،
صحيحٌ: ماذا علينا لو نادى أحدنا من هو أكبر منه بكنيته؟ ألا يوافق ذلك السنة؟ أوليس ذلك أفضل من النداء بالألقاب، والتي يخشى معها أن ندخل في حيز التنابز بالألقاب؟ خاصة إذا كان اللقب أعجميا كلقب الدكتور،
وأما لقب (الشيخ) فالمذهب المختار عندنا أن لو كان في الشيخوخة شرفٌ لنالها المسيح ابن مريم عليه السلام، ولكن الله تعالى قال، في محكم التنزيل:
(ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصلحين) (ءال عمران 46) (للأسف فإن هذا الخط لا يسمح بالرسم العثماني التام، وقد وفقني الله تعالى إلى تطوير خط يسمح بذلك، أسأل الله تعالى إتمامه)
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم - (راجع باب بيان درجات رواة الآثار من كتاب تقدمة المعرفة)
{فقد أخبر أن الناقله للآثار والمقبولين على منازل
وإن أهل المنزلة الأعلى الثقات وان أهل المنزلة الثانية أهل الصدق والامانه
ووجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى
وإذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه
وإذا قيل له انه صدوق أو محله الصدق أولا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية
وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثه يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية وإذا
قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار}
فلو تنادينا بكنانا لكان أحسن، والله تعالى أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:45]ـ
عُرض على شيخنا العلاّمة محمد بن محمد المختار الشنقيطي في الحرم سؤال صدّره السائل بقوله: (سماحة الشيخ) فاحمرّ وجهه وفاضت عيناه ووعظ فأبكى وقال: والله لو حاسبني الله على كلمة (شيخ) فقط , لما شككت أني من الهالكين.!!!
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 09:24]ـ
ليس المهم في الألقاب، وإنما المدار على القلوب.
أسأل الله تعالى أن يصلح سرائرنا وعلانيتنا.
ومن المهم في هذا الباب ألا يعين أحدنا الشيطان على آحاد طلبة العلم، فيكفيهم عناء مجاهدة أنفسهم بالشهرة، حتى نضيف إليهم عناء التفخيم والتبجيل الذي يمقته كل عاقل.
والعدل في كل الأمور هو الغاية، فلا وكس ولا شطط.
ـ[بن سعيد الجزائري]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 02:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... يا شيخ وتأكيدا لما قد شكك فيه قبلا من قض مسألة السن الذي يحصل به الوصفية بالشيخوخة وقضيضها فإني أذكر أن ابن منظور الإفريقي بنى الخلاف في السن المميز للشيخ عن غيره بالخمسين إلى آخر العمر أو احدى وخمسين إلى الثمانين وقرر قبلا أنه لغة من استبانت فيه السن وعدد جموعه فأوصلها إلى التسع فليراجع من مضانه من اللسان مادة شيخ والله أعلا وأعلم
ـ[ربيع مدني]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 05:33]ـ
شكر الله لكم.
واعتقد أن مما يزهد بعض " المشايخ " في قبول المنادات بهذا اللقب ما يرون من استهلاكه وابتذاله، والله المستعان.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 10:26]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الطريف ...
و أذكر أن للشيخ تقي الدين الهلالي قصة طريفة في هذا الصدد ذكرها الشيخ حماد الأنصاري ـ رحمهما الله ـ، إن تذكرتُ مضانها نقلتها لكم ...
فائدة: قال الشاعر:
زعمتني شيخاً و لست بشيخ * إنما الشيخ من يدب دبيبا ...
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 08:38]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب على هذه اللطيفة أواكم الله وبياكم وسدد خطانا وخطاكم و جعل الجنة مأواكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 03:32]ـ
و " رب مستخفٍ ليرى "؟!!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 07:51]ـ
جزاكم الله خيرا، وكتاب الهوامل فيه تأملات نفسية تستحق الإطلاع.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 07:55]ـ
و " رب مستخفٍ ليرى "؟!!
و "رب متربصٍ بغيره ... قد أرهقته الظنون":)
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 10:33]ـ
و "رب متربصٍ بغيره ... قد أرهقته الظنون":)
هذا و الله يا سيدي من أثر تربصه بنفسه هو .... و " المؤمن مرآة أخيه "!!؟؟:):)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 10:53]ـ
هذا و الله يا سيدي من أثر تربصه بنفسه هو .... و " المؤمن مرآة أخيه "!!؟؟:):)
فائدة:
قال ابن القيم في "الفوائد"، مصنفاً أنواع الأفكار، النافع منها والضار: (( ... ومنها الفكر في جزئيات أحوال الناس وما جراياتهم ومداخلهم ومخارجهم وتوابع ذلك من فكر النفوس المبطلة الفارغة من الله ورسوله والدار الآخرة)).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 10:56]ـ
هذا و الله يا سيدي من أثر تربصه بنفسه هو .... و " المؤمن مرآة أخيه "!!؟؟:):)
... بشرط أن تكون هذه المرآة نقية مصقولة .. لئلا تعطي صورة مشوهة للحقيقة:)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقل الأخ أشرف محمد عن عباس السيسي الأول لم يكن موفقا بالمرة، ونقله الثاني ينقض ما نقله أولا!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقل الأخ أشرف محمد عن عباس السيسي الأول لم يكن موفقا بالمرة، ونقله الثاني ينقض ما نقله أولا!
لماذا أخي الكريم، لم يكن موفقاً بالمرة، كيف؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:39]ـ
المطلوب اعادة النظر في ضابط الشيخ والداعية والعالم حتى يعلم كل واحد مكانه ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 07:56]ـ
فائدة:
قال ابن القيم في "الفوائد"، مصنفاً أنواع الأفكار، النافع منها والضار: (( ... ومنها الفكر في جزئيات أحوال الناس وما جراياتهم ومداخلهم ومخارجهم وتوابع ذلك من فكر النفوس المبطلة الفارغة من الله ورسوله والدار الآخرة)).
يا أيها اللطيف صاحب المسألة اللطيفة:
الإمام لا يريد المعنى الذي خطر ببالكم .. !
نعم فهو يعني الإنسان الفارغ أولا ... ثم الذي الذي يدفعه فراغه إلى تتبع الناس بأعيانهم من غير فائدة شرعية ...
أما من يحترق لأحوال الأمة و أحوال نياتها الظاهرة في تصرفاتها من غير تعيين الأشخاص و لا تتبعهم باسمائهم و أسماء جماعاتهم ... فلا ... لا يا أخي ليس معنيا بكلام الإمام ... بل حتى لو عين فرقة منهم و أشخاصاً بأعيانهم لشدة وطأتهم على الأمة و وحدتها بما يشكل نشازاً على أهل الإصلاح الذين لا يفسدون ... فالإمام لا يعنيه .. !
نعم! ... فصحيح أنني عامي العقيدة عجائزيها ... بس بعجبك بالتحقيق .. ! مو هيك سيدي؟؟:):)!!
... بشرط أن تكون هذه المرآة نقية مصقولة .. لئلا تعطي صورة مشوهة للحقيقة:)
نعم نعم يا أستاذ ... و لكن المصقولية هنا هي باعتبار ضعفه أصلاً ... أي كلما زاد ضعفه زاد معنى المرآتية ... أي كلما تلوّثت نفسه .. و كان صادقاً في تنظيفه إياها .. هداه المولى تبارك و تعالى إلى العلاج الناجع له و لإخوته الضائعين مثله!!؟؟
مو هيك يا سيدي ... و لا لا؟؟
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم وبعد:
فهذه أول مشاركة لي أعرضها ـ على استحياء ـ على الإخوان الكرماء والشيوخ الأجلاء، فإن وافقت لديهم من القبول محلا،فبضاعتهم ردت إليهم،وإما لا فالكسير يجبر في ناديهم.
قال الإمام أبو حامد الغزالي:كنت يوما عند شيخي ـ أبي المعالي الجويني ـ فقال لي يا فقيه! فوجدت في نفسي أن لم يقل لي ـ يا إمام ـ وعلم ذلك مني،فلما هممت بالإنصراف دعاني فأطلعني على غرفة مملوءة كتبا،ثم قال لي:ما قيل لي "يا شيخ "حتى قرأت هذه الكتب كلها!!
قال:فتصاغرت إلي نفسي.
(ولفظة "شيخ" أدنى من لفظة "فقيه")
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 03:59]ـ
والمثال الثاني وحده اتصلت على مفسر احلام قالت معي ابو فلان فنهرها وقال معك الدكتور فلان
/// أحسنتِ التَّنبيه .. فصرنا بحاجةٍ إلى موضوع آخر بعنوان معاكسٍ لهذا الموضوع وهو: لطيفةٌ أخرى: لماذا يكره بعض طلبة العلم إن لم يُقَل له "يا شيخ؟ "!
/// ولأنَّ الحديث ذو شجون فقد قال سَلْمٌ الخاسر:
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً /// /// /// وَفازَ بِاللّذَّةِ الجَسورُ
لَولا مُنى العاشِقينَ ماتوا /// /// /// غَمّاً وَبَعضُ المُنى غُرورُ
/// وللبيت الأول -عند التجرُّد- عندي معنيان متعاكسان متباينان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 11:25]ـ
(من تواضع لله رفعه)
صور من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم:
1 - سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: "كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ". رواه البخاري.
2 - "كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته". رواه الترمذي.
3 - "كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه". رواه الترمذي.
4 - "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك".
5 - «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.
6 - "كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ". رواه أبو يعلى.
7 - "كان يتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم". رواه أبو داود.
8 - "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواه الطبراني.
9 - "كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم". رواه النسائي.
10 - "كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت". رواه الحاكم.
11 - "إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ". رواه البخاري.
12 - «يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أي موضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياً عبداً». رواه أبو يعلى.
13 - عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا". رواه مسلم.
14 - «لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ». رواهُ البخاري.
-"منقول بتصرف"
-صورة من صور تواضع ائمة اهل السنة:
تقريظ الكتاب
للعلاّمة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
حفظه الله تعالى
إلى الأخ الفاضل عبدالمالك بن أحمد رمضاني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
أمابعد؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله لنا ولك التوفيق فيما نقول ونذر.
وجواباً على خطابكم المؤرخ في: 15/ 10/1415هـ، أقول:
أولاً: أنا شاكرٌ لك حسن ثنائك عليَّ بما لا أستحقه، متذكِّراً وداعياً بقول الصدِّيق الأكبر ?: " اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون "، ومذكِّراً لك بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنْ كان أحدكم مادِحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسِبُ فلاناً كذا وكذا ـ إن كان يُرى أنه كذلك ـ ولا أزكي على الله أحداً)) رواه مسلم (1).
ثانياً: لقد رغبتَ في أن تعلم رأيي في كتابك: ((السياسة بين فراسة المجتهدين وتكيس المراهقين)) (2) قبل أن تطبعه.
ورغم ضيق وقتي، وضعف نشاطي الصحي، وكثرة أعمالي العلمية، فقد وجدتُ نفسي مشدوداً لقراءته، وكلما قرأتُ فيه بحثًا مُعَلِّلاً نفسي أن أكتفي به، كلما ازددتُ مُضيًّا في القراءة حتى أتيت عليه كلِّه، فوجدتُه بحقٍّ فريداً في بابه؛ فيه حقائق عن بعض الدعاة ومناهجهم المخالفة لما كان عليه السلف الصالح، واستفدت أنا شخصيًّا فوائد جمَّةً حول ثورة الجزائر وبعض الرؤوس المتسببين لها، والمؤيِّدين لها بعواطفهم الجامحة، والمبالغين في تقويمها ممن لا يهتمون بقاعدة التصفية والتربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد سررتُ جدًّا من إشادتك بها، ودندنتك حولها كثيراً، في الوقت الذي لم ينتبه لدورها الهامّ أكثر الدعاة في تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة حكم الله في الأرض، بل إنها الأساس في ذلك، فجزاك الله خيراً.
وأخيرا: ونظراً لتلهّفكم الشديد للجديد من مؤلفاتي، فإني أبشِّركم بأنَّ تحت الطبع منها:
1ـ المجلد الثالث من ((مختصر صحيح البخاري)).
2ـ المجلد الخامس من ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)).
3ـ المجلد السادس من ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)).
4ـ ((صحيح موارد الظمآن)).
5ـ ((ضعيف موارد الظمآن)).
6ـ ((الرد على ابن حزم ومقلِّديه في إباحة المعازف)).
7ـ المجلد الثاني من ((صحيح الترغيب والترهيب))
وختاماً أسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة سنة نبيّه، وأن يصرف عنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب
محمد ناصر الدين الألباني
عمان/ صباح الثلاثاء 25/ 11/1415هـ.
.............................. .............................. .............................. .............................. ....................
(1) قال الشيخ ـ حفظه الله ـ هذا مع أنَّني ما زِدْتُ على وَصْفه ببعض ما يجب على أمثالي تجاه أهل العلم! وكذلك فعل الشيخ عبد المحسن العبّاد؛ فقد كره لي تصديرَ اسمه
بـ (العلاّمة الشيخ) على رأس تقريظه الذي تجده هنا في ص (12) تواضعاً منه!
أكتب هذا تذكيراً لطلبة العلم بمثل هذا الخلق، لِيُجَنِّبوا أنفسهم النفخ الفارغ! فقد قيل: إنّ محدِّثاً قرأ على العلاّمة إبراهيم بن سعيد الحبّال فقال:" ورضي اللهُ عن الشيخ
الحافظ .. "، فقال: " قُلْ: رضي اللهُ عنك؛ إنّما الحافظ الدارقطني وعبد الغني! "، انظر
((السير)) (18/ 498).
وفيه أيضاً (19/ 107) في ترجمة ابن خَيْرُون ـ الذي كان يُشَبَّه بابن معين ـ أنهم كتبوا له مرَّةً: (الحافظ)، فغضب وضرب عليه، وقال: " قرأنا حتى يُكتَب لي الحافظ؟! ".
(2) كان عنوان كتابي ما أثبته الشيخ أعلاه، ثم شاء الله أن يتغير مع بعض التصحيحات والزيادات.
-من كتاب (مدارك النظر).
-صور من انحرافات الصوفية في هذا الباب:
قال الشيخ محمد لوح في كتابه القيم_تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي-"نقلا من موقع صيد الفوائد بتصرف":
الخامسة: أن قارئ تراث الفكر الصوفي المدون في مختلف العصور إذا أمعن النظر في تصور الصوفية (للولي) و (القطب) و (الشيخ الصوفي) يخرج بنتيجة تؤكد أن هؤلاء لم يتركوا شيئا مما يستحقه المولى عز وجل من الصفات وأنواع العبادات إلا ووصفوا بها أولئك (المقدسين) وتوجهوا بتلك العبادات إليهم، وتؤكد أن فرقة الصوفية من أجهل الطوائف بحقوق الله على خلقه. وهذا البحث شاهد من شواهد هذه الحقيقة.
الثامنة: تأكد لنا من خلال هذا البحث أن من أعد نفسه لاعتقاد كل ما ينشر في الفكر الصوفي فسوف يجد نفسه محاطاً بعدد لا يحصى من الأرباب والآلهة كل يدعو إلى نفسه بأساليب مختلفة ومناهج ملتوية، وفي ذلك من أسباب الحيرة والدهشة والشقاوة ما لا يزول إلا بالعودة الصادقة الجادة إلى الاعتصام بالكتاب السنة عقيدة وعملاً وسوكاً.
الموقع: http://www.saaid.net/feraq/sufyah/73.htm
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 01:10]ـ
صور من تواضع الشيخ ابن باز رحمه الله:
قال الله تعالى: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)) [الفرقان:63].
وقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا عِزاً، ومن تواضع لله رفعه)) [مسلم].
وقال الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر ... على طبقات الماء وهو رفيعُ
ولا تكن كالدخان يرفع نفسه ... الى طبقات الجو وهو وضيع
كان الشيخ رحمه الله آية من آيات الله في التواضع، فتحسب أنك إذا جلست بجواره أو تكلمت معه كأنك أمام شخص من أمثالك، وما ذاك إلا لسمّو أخلاقه وعدم ترفّعه على جليسه، بل إنك تعجب إذا قام سماحته يسأل من في المجلس من المشايخ أو طلبة العلم عن بعض الإشكالات التي قد تردُ عليه من السائلين، وهكذا العلماء الربَّانيون.
* ومن تواضعه: أن فقير المسلمين يجد عنده من الرَّحابة والتقدير ما لا يحظى به عند غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ابنه أحمد: إن الشيخ يغضب علينا إذا رفع اليه بعض الفقراء شكوى بأنهم يُمنعون من الأكل ولو كانت الشكوى غير صحيحة أو مبالغا فيها، فقد كان رحمه الله متعاطفا مع الفقراء، حريصا على عدم جرح مشاعرهم.
* وذات مرة أساء الأدب معه بعض الوافدين الذين يؤويهم الشيخ ويقيمون تحت رعايته وكفالته، فجاء مرّةً ورفع صوته يخاصم في مجلس الشيخ ويقول: لماذا ما أنهيتم إجراءات إقامتي؟! فقال الكاتب: يا شيخ، هذا طبعه دائما ودرُه ضيّق وجادلاته كثيرة. فقال الشيخ: هؤلاء مساكين وأغراب فارحموهم وارفقوا بهم وتحمّلوهم، ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)) [مسلم].
* ومن تواضع الشيخ رحمه الله: أن السائق تأخر عليه أو تعطلت السيارة الخاصة به، فطلب من الشيخ صلاح أن يأتي بسيارته فاعترض الشيخ صلاح بأنّ سيارته لا تواجه ولا تليق بمقام الشيخ، فداعبه الشيخ قائلا: سيارتك ما تمشي؟!
*ومن تواضع رحمه الله: عدم انتصاره لنفسه، فقد ذكروا لسماحة الشيخ أن أحد الناس عنده أخطاء ومخالفات، فبدأ الشيخ يملي كتابا لتوبيخه، وفي أثناء الكتابة قال أحد الحضور: يا شيخ، إنه يتكلم فيك وينال منك، فأمر الشيخ الكاتب بالتوقف وتركِ الخطاب خشية الانتصار للنفس.
*ومرة سأله شخص عن أخذ ما تحت اللحية ووضع السائل يده تحت لحية الشيخ، فأبعد أحدُ المرافقين للشيخ يدَ السائل، فقال الشيخ للمرافقين: هل وضعها على رقبتك؟! ثم أخذ الشيخ يد السائل ووضعها على رقبته مرة أخرى.
*ومن تواضع الشيخ رحمه الله: أن الشيخ أعطى مسكينا شيكاً بألفي ريال، لكن المسكين زاد في الشيك صفراً فأصبح المبلغ عشرين ألف ريال، وصار العدد الرقمي في الشيك يخالف العدد الكتاب، فأُعيد الشيك فرجع ذلك المسكين بالشيك الى مكتب الشيخ، فأخبروا الشيخ بذلك وأنه زوَّر الشيك، فلما علم الشيخ بذلك قال: مسكين، لعله محتاج اكتبوا له شيكا بعشرين ألف ريال وذلك لأنّ حاجتَه في عشرين ألف ريال.
والحمد لله رب العالمين
من كتاب: ((الإمام ابن باز دروس ومواقف وعبر / تأليف: عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان ص 83].
-منقول من موقع سحاب.
صور أخرى من تواضع الشيخ رحمه الله:
يروي الدكتور محمد بن سعد الشويعر مستشار الشيخ عبد العزيز بن باز جوانب مهمة في حياة التقليد سواء تلك المتعلقة بشخصيته كعالم ومفتي أو تلك المتعلقة بعلاقاته مع سائليه وزواره وطالبي الحاجة، ويقول الدكتور الشويعر: بأن الفقيد لم يكن من ذوي العلم الذين يباهون بعلمهم، ولم يكن صاحب منصب يستأثر بمنصبه، لكن العلم يزهو بمثله، والمنصب يسعد بأمثاله، حيث كان في جميع أعماله ينظر ببصيرة العالم الورع، فيراعي مصلحة الدين وتعاليمه قبل كل شيء. ويهتم بالضعيف حيث يوصلي من حوله دائماً بقوله: ارفقواب الناس وساعدوهم في قضاء حوائجهم، الله يرحم ضعفنا وضعفهم ... إنما تنصرون بضعفائكم. كما أن الشيخ الراحل يأمر بالسعي في مصالحهم وتتبع حوائجهم حتى تنتهي بتأكيد ويقول: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ويضيف الشويعر: أن فقدان الشيخ فقدان لأمور كثيرة تعلمناها منه وآداب رفيعة أخذناها عنه تطبعاً وحسن توجيه، فهو مع علمه الجم مدرسة بأخلاقه، ومدرسة بحماسته للدعوة إلى دين الله، ومدرسة بحب الخير وا لمساعد للقاصي والداني في كل شؤونهم بدون تمييز، ومدرسة بالتواضع النادر مثله في هذا الزمان، يبين هذا عندما تأتي وفود منا لخارج يريدون السلام عليه، وبعد السلام يسألني بعضهم: أين الشيخ ومتى يأتي حتى نسلم عليه ونشرح له قضايانا؟ " ويفاجأون عندما أجيبهم بانه هذا الجالس الذي سلمتم عليه وبمجلسه المليء فئات من البشر من آفاق الدنيا بدون تفريق، ولقد بكى أمامي أكثر من شخصية إسلامية كبيرة بعد إخبراهم ليقولوا: تعودنا حتى من علماء بلادنا التعاظم والمواعيد المسبقة، إن هذا لا نظير له إلا في ما نقرأ في الكتب عن علماء السلف.
ويشير الدكتور الشويعر إلى أن الشيخ عبد العزيز بن باز عرف منذ توليه القضاء عام 1357 هـ في الدلم بالخرج وحتى مساء الليلة التي توفي فيها بأنه لم يحتجب عن الناس ولم يقعده المرض عن ذلك بل سعى إلى مصالح الناس إجابة وإفتاء ومساعد وتشفعاً، كما قد عرف بذلك الخلق لم يتزحرح عنه ولم يتبدل ساعة من نهار: مواعيد جلوسه ثابتة ومجلسه مفتوح في المكتب ولامنزل، ومائدته محدودة وهواته لا تسكت ليلاً ونهاراً بالإجابات والتفاعل مع الناس في قضاياهم، وتبسيط الأمور أمامهم، لأنه يطبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا" وسجاياه الحميدة العديدة مستمرة ودائمة، فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عندما يختلفون في أمر وتكثر أمامهم الآراء يلجأون بالهاتف من أي أرض لسماحة الشيخ عبد العزيز فيرضون بما يوجههم إليه، والجاليات الإسلامية في أنحاء المعمورة – رغم أنه لم يغادر المملكة طوال عمره – لا يحل قضاياهم ولا يريح قلوبهم في أي أمر يريدون ولا يبذل الجاه لبناء مساجدهم ومراكزهم أ, يمدهم بالكتب إلا الشيخ عبد العزيز بن باز.
ويضيف مستشار الشيخ الراحل: من واقع معايشتي معه فهو لا يصدر في أموره عن رأي شخصي ولا من عاطفة ذاتية ولكنها حمية الإسلام التوثق من الدلي لالشرعي، آية وحديثا ... ثم استخارة الله سبحانه بعد ركعتين يدعو الله فيهما فإن ارتاح قلبه اطمأن وعمل بعد التوكل على الله.
ويتناول الدكتور الشويعر جانباً آخر من خصال الشيخ الفقيد والمتعلق بعلاقته بالمحتاجين حيث يقول بأن الشيخ عبد العزيز أب رحيم وعطوف على اليتامى والمساكين وعلى الأرامل والفقراء وعلى المحتاجين ومن لا تصل كلمتهم إلى المسؤولين فيوصلها بشفاعة ودعوات للمشفوع تجعل قلبه يرق ويده تسخو.
"الرياض، الشرق الأوسط"
منقول من موقع الشيخ رحمه الله:
http://www.binbaz.org.sa/mat/21266
وللمزيد ادخل هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5028
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 02:43]ـ
/// أخانا الكريم .. يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .. فالإطالة في ذكر صور المتواضعين من المعاصرين لا مناسبة لها ههنا فيما يظهر لي!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 04:32]ـ
أما من يحترق لأحوال الأمة و أحوال نياتها الظاهرة في تصرفاتها من غير تعيين الأشخاص و لا تتبعهم باسمائهم و أسماء جماعاتهم ... فلا ... لا يا أخي ليس معنيا بكلام الإمام ... بل حتى لو عين فرقة منهم و أشخاصاً بأعيانهم لشدة وطأتهم على الأمة و وحدتها بما يشكل نشازاً على أهل الإصلاح الذين لا يفسدون ... فالإمام لا يعنيه .. !
نعم! ... فصحيح أنني عامي العقيدة عجائزيها ... بس بعجبك بالتحقيق .. ! مو هيك سيدي؟؟:):)!!
أسأل الله أن يهديك لتتعلم ما لا عذر لمثلك في الجهل به.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 04:53]ـ
عندنا في مصر، يقولها العامة هكذا "عم الشيخ" .. وهي تلصق بكل من تدلت على وجهه لحية، - أو لبس لباس الأزاهرة - حتى انك لتخشى أن عامتهم وجهالهم لو رأوا كاهنا يهوديا أو قسا نصرانيا ملتحيا في غير لباس الكنيسة، لربما ساعروا اليه بقولهم عم الشيخ ولربما استفتوه في مسائل دينهم كذلك، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ومما يلاحظ على كثير من عامة المصريين - هداهم الله - اطلاقهم كلمة "يا مولانا" أحيانا عند ارادة توهين رأي المحاور واشعاره بأنه يتكلم كلام من لا يعي ما يقول ولا يدري ما حوله!!
وكذا فمما يلاحظ على عامة المصريين كثرة قولهم "لا يا شيخ؟!! " بنبرة صوت مرتفعة، عندما يسمعون أمرا يستعجبون منه أو يتصورونه مبالغا فيه أو غير معقول!! فسبحان الله!
كأنما كان هناك من سعى سعيا خبيثا في ذلك البلد في سبيل ربط ذلك اللقب بالذات في أذهان العامة بالأمور اللامعقولة أو الخرافية وما يسمى عرفا "بالدروشة"!! ولا يبعد أن تكون وراء هذا الأمر أصابع النصارى، - وأعانتهم على ذلك دونما قصد، خرافية الفكر الصوفي في مصر بالذات، وانصدام المتشوفين للغرب في مطلع القرن الماضي بالفرق بين العقليتين! -
فالمتتبع لكثير من المناهي والمناكير اللفظية الشائعة على ألسنة عوام أهل مصر لا يكاد يشك طرفة عين في أن مصدرها نصراني عابث أو هازئ!! فحسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:34]ـ
نعم نعم يا أستاذ ... و لكن المصقولية هنا هي باعتبار ضعفه أصلاً ... أي كلما زاد ضعفه زاد معنى المرآتية ... أي كلما تلوّثت نفسه .. و كان صادقاً في تنظيفه إياها .. هداه المولى تبارك و تعالى إلى العلاج الناجع له و لإخوته الضائعين مثله!!؟؟
مو هيك يا سيدي ... و لا لا؟؟
لك يا سيدي ما جاوبتني ... هيك و لا مو هيك؟!؟
شايفك بتطرح مواضيع إلها علاقة بفقه الأخفى؟ و من فترة طرحت حضرتك موضوع عقد النية على تدارس أحوال النية!؟
وين العقد يا حبيب!؟!؟(/)
العبد طالب ومطلوب
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 11:49]ـ
قال تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) [الأعراف: 56]، فيه تنبيه ظاهر على أن فعل هذا المأمور به هو الإحسان المطلوب منكم، مطلوبكم أنتم من الله هو رحمته، ورحمته قريب من المحسنين الذين فعلوا ما أمروا به من دعائه خوفاً وطمعاً، فقرب مطلوبكم منكم وهو الرحمة بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحسان الذي هو في الحقيقة إحسان إلى أنفسكم، فإن الله هو الغني الحميد وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وقوله: إن رحمة الله قريب من المحسنين [الأعراف: 56]، له دلالة بمنطوقه ودلالة بإيمائه وتعليله ودلالة بمفهومه، فدلالته بمنطوقة على قرب الرحمة من أهل الإحسان، ودلالته بتعليله وإيمائه على أن هذا القرب مستحق بالإحسان، فهو السبب في قرب الرحمة منهم، ودلالته بمفهومه عنى بعد الرحمة منهم، ودلالته بمفهومه على بعد الرحمة من غير المحسنين، فهذه ثلاث دلالات لهذه الجملة. وإنما اختص أهل الإحسان بقرب الرحمة منهم، لأنها إحسان من الله أرحم الراحمين، وإحسانه تعالى إنما يكون لأهل الإحسان لأن الجزاء من جنس العمل، فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته. وأما من لم يكن من أهل الإحسان فإنه لما بعد عن الإحسان بعدت عنه الرحمة بعداً ببعد وقرباً بقرب فمن تقرب بالإحسان تقرب الله إليه برحمته، ومن تباعد عن الإحسان تباعد الله عنه برحمته، والله سبحانه يحب المحسنين ويبغض من ليس من المحسنين. ومن أحبه الله فرحمته أقرب شيء منه، ومن أبغضه فرحمته أبعد شيء منه. والإحسان ههنا هو فعل المأمور به سواء كان إحساناً إلى الناس أو إلى نفسه. فأعظم الإحسان الإيمان والتوحيد والإنابة إلى الله والإقبال عليه والتوكل عليه. وأن يعبد الله كأنه يراه إجلالاً ومهابة وحياء ومحبة وخشية، فهذا هو مقام الإحسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقد سأله جبريل عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، وإذا كان هذا هو الإحسان فرحمة الله قريب من صاحبه، فإن الله إنما يرحم أهل توحيده المؤمنين به وإنما كتب رحمته للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون والذين يتبعون رسوله فهؤلاء هم أهل الرحمة. كما أنهم هم المحسنون، وكما أحسنوا جوزوا بالإحسان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. يعني هل جزاء من أحسن عبادة ربه إلا أن يحسن ربه إليه. قال ابن عباس هل جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة. وقد ذكر ابن أبي شيبة وغيره من حديث الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ثم قال: هل تدرون ما قال ربكم، قالوا: الله ورسوله أعلم قال: يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.
انتهى كلام ابن القيم في بدائع الفوائد.(/)
الضبط الصحيح لكتاب أسد الغابة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:25]ـ
كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة) من الكتب المشكلة في ضبطها، وقد اختلف بعض الإخوة في ضبط كلمة (أسد) فبعضهم يضبطها بالإفراد (أَسَد) على أنه وصف للكتاب، وبعضهم يضبطها بالجمع (أُسْد) على أنه وصف للصحابة، وقد كنتُ أميل إلى الأول؛ لأن عادة أهل العلم أنهم يسمون الكتاب بشيء من صفات الكتاب لا صفات مضمون الكتاب.
ثم نظرت في مقدمة المؤلف فلم أجده أشار إلى شيء يبين ما أراد من هذين المعنيين!
ثم وقفتُ على ما يدل على أن الضبط بالجمع صحيح، قال الحافظ العراقي في ألفية السيرة:
ولم أجد مَنْ جَمَعَ الصحابة .......... ذَكَرَها ولا بـ (أُسْدِ الغابة)
ثم وقفتُ على قصيدة أخرى يقول الشاعر فيها:
ولقد أبدى ابن عبد الـ ............. ـبر في المعنى عجابه
ألف استيعابه واتـ ............. ـخذ الحق ركابه
وبما رد من التأ ............. ويل لم يشحن كتابه
يا له سِفْرٌ تسامى ............. أن يسامى أو يشابه
(أَسَدُ الغابةِ) منه ............. مُستمدٌّ والإصابةْ
فيبدو أن كلا الضبطين صواب، والله أعلم.
ويحتمل أن يكون ضبط البيت الأخير (أُسُدُ الغابة)، ولكني أستبعده.
وكثيرا ما كان نظم أعلامنا العلماء قائدا ومرشدا لبيان الضبط الصحيح في كثير من الكلام المشكل، فرحم الله علماءنا وجزاهم عنا خير الجزاء.
ويبدو أن التشبيه بـ (أُسْد الغابة) كان معروفا عند الأدباء مما سوغ استعماله في تسمية الكتاب على خلاف المتوقع، كما قال بشار بن برد:
جند كأُسْدِ الغابة الصعاب .............. صبحتَه والشمسُ في الجلبابِ
وقال أبو العلاء المعري:
يقال أنْ سوف يأتي بعدنا عُصُر .............. يرضى فتضبط أُسْدَ الغابة الخطمُ
وقال بشر بن الأجدع:
إني أعيذك بالرحمن من نفر .............. حمر السبال كأُسْدِ الغابة السود
وقال الشاعر:
انظر إلينا تجدنا ما بنا دهش .............. وكيف يطرق أُسْدَ الغابة الدهشُ
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 06:50]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم/أبامالك العوضي- وفقه الله لكل خير
جزاك الله خيرا،ونفع الله بك
هكذا أنت محبا لنفع إخوانك
زادك الله فقها وعلما
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 12:25]ـ
نفع الله بكم أبا مالك
كان شيخنا الشيخ محمود الميرة يميل إلى الإفراد في اسم الكتاب
وعلل بما ذكرتم
ـ[أبو عثمان العباسي]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 06:14]ـ
هل يصح التوجيه أن اسم الكتاب بالافراد لأن الغابة لا يكون فيها إلا أسد واحد ملك لا آساد؟ (من بعض شيوخنا)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
هذه أول مشاركة لي في هذا الموقع المبارك، بارك الله فيه وفي كل القائمين عليه وفي كل أعضائه؛ وقد رأيت أن تكون فرعاً على موضوع من مواضيع أخي الحبيب الشيخ أبي مالك حفظه الله ونفع بعلمه.
فأقول: يظهر لي أن الكتب تسمى إما بمعناها العام، وإما باسم يدل أو يشير إلى صفتها، وإما باسم جمع لآحاد مضمونها، فأمثلة الثالث: (المحمدون من الشعراء)، (المدلسون)، (الثقات)، (الصحابة)، (الغرائب)، (الأعلام)، (المتروكون)، (الضعفاء)، (المجروحون)، (الموضوعات)، (الفتاوي)، (أحكام القرآن) ... إلخ.
وأمثلة الأول: (تفسير القرآن العظيم)، (التمييز)، (شرح صيح البخاري)، (السيرة النبوية)، (تفسير آيات العقيدة)، (أصول الفقه)، (النحو)، (أصول النحو)، (إعراب القرآن الكريم) ... إلخ.
وبين هذين النوعين نوع من التقارب والتداخل، بل أرى أنه ليس من البعيد أن يدعى فيهما التطابق والاتحاد؛ وكأن الفرق بينهما أن أحدهما يُعتبر فيه جملة مضمونه ومحتواه، والآخر يُعتبر فيه آحاد أو تفاصيل ما اشتَمل عليه، والمآل واحد.
وأما النوع المتبقي وهو الثاني فأمثلته دائرة حول مدح الكتاب وبيان حاله وصفته، كوصفه بالكمال والتمام أو السعة والجمع أو التحقيق والتدقيق أو التنقيح والتحرير أو التهذيب أو التحبير أو التقريب أو التيسير أو الإيجاز والاختصار أو التلخيص أو الاستدراك أو الوضوح أو كثرة النفع، ونحو ذلك مما يناسب الكتب أو يناسب العلم ويليق أن يوصف به.
وأما أن يوصف الكتاب بالشجاعة أو القوة ونحوهما فهذا ما أراه بعيداً كل البعد اللهم إلا إذا كان الكتاب مؤلفاً للرد والخصومة فحينئذ يوصف بأنه سيل جرار أو صارم بتار أو تنكيل أو صارم مسلول أو صارم منكٍ أو شهاب ثاقب أو شهب هاوية ونحو ذلك مما تعرفونه من أسماء كتب الردود.
وبناء على ما تقدم أقول: لا أرى وجهاً في اختيار الإفراد في لفظة (أسد) في تسمية كتاب ابن عبدالبر هذا، بل لا أرى وجهاً للتردد بين اللفظتين، فكلمة (أسد) مضمومة الهمزة بلا ريب، والمراد الصحابة المذكورون في الكتاب فما منهم إلا من هو كالأَسد في شجاعته وإقدامه، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، ومعلوم أن الكتاب ليس من كتب الردود، بل هو من كتب التراجم والمناقب والسير.
هذا ما بدا لي، ونحن بانتظار تعليق المحقق الفاضل أبي مالك نفعنا الله بعلمه، ولعل هذه المداخلة تستخرج شيئاً من ذلك العلم، وأختم بـ (ابتسامة محبة وتقدير).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 08:33]ـ
حياكم الله شيخنا الفاضل
وجزاكم الله خيرا على تواضعكم
والتقرير الذي قررتموه جيد جدا، وأزيد عليه أنه حتى لو كان المراد وصف الكتاب فما المانع أن يكون الوصف بالجمع؟
فكثيرا ما يسمي علماؤنا كتبهم بصيغة الجمع ويكون المراد وصف الكتاب أيضا، مثل (الشهب والحراب) (الصواعق المرسلة) (السبل السوية) (سبل السلام) (النكت والعيون) (الجماهر في معرفة الجواهر) (أضواء البيان) (الحبائك في أخبار الملائك) (أعلام السنة) (أعلام الموقعين) (الجواهر والدرر) (ظلال الجنة) (بدائع الصنائع) (الفواكه الدواني) (مطالب أولي النهى) (فواتح الرحموت) (عيون الأثر) (عيون الأخبار) (سبل الهدى) (الدرر الكامنة) (الكواكب السائرة) (ثمرات الأوراق) إلى غير ذلك مما لا يحصى.
ولكن الذي أميل إليه - سواء كان الصواب بالإفراد أو بالجمع - أن المراد وصف الكتاب لا وصف الصحابة؛ لأن حرف الجر (في) يبعد إرادة وصف الصحابة بذلك؛ لأنه يصير التقدير: (الصحابة الشجعان في معرفة الصحابة)، فحرف الجر (في) يفيد أن الوصف الأول للكتاب وما بعد (في) هو موضوع الكتاب، وهذا هو المعروف باطراد في صنيع أهل العلم في تسمية كتبهم، وخاصة في هذا الباب، فمثلا (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) المراد به وصف كتابه بالاستيعاب وليس وصف الصحابة، وكذلك (الإصابة في معرفة الصحابة) المراد وصف الكتاب بالإصابة وليس الصحابة.
وأما الاعتراض على ذلك بأنه لم يعهد وصف الكتاب بالشجاعة، فهو مبني على أن المراد من (أسد الغابة) الشجاعة، وهو غير مسلم، بل المراد أن هذا الكتاب هو بمثابة الملك للكتب المصنفة في هذا الباب، كما أن الأسد (أو الأسود) هو ملك باقي أنواع الحيوان.
والعرب تصف الكريم مثلا بالبحر، ومع ذلك لم يفهم أحد أن المراد من (البحر المحيط) وصف الكتاب بالكرم.
وبعض الإخوة في ملتقى أهل الحديث كتب موضوعا بعنوان (القطرات السخية على البيقونية) ومن الواضح أنه يقصد وصف كلامه هو وليس وصف البيقونية.
ثم إن تخصيص عنوان الكتاب لوصف الصحابة بالشجاعة فيه بعد من جهة المعنى؛ لأن موضوع الكتاب في تراجم الصحابة وليس في بيان شجاعتهم، فالشجاعة ليست أخص صفات الصحابة، بل لو رتبنا فضائلهم ومحاسنهم فلن تكون الشجاعة في المراتب العشرة الأولى مثلا، فلو كان هذا المعنى مقصودا لوصفوا بمناقب أهم من ذلك وأفضل، ولو تصفحنا أبواب وكتب المناقب للصحابة فلن نجد فيها ذكرا للشجاعة إلا في أقل القليل.
ثم إن كثيرا من الصحابة لا يعرف إلا اسمه، وبعضهم لم يرو عنه إلا واحد، وبعضهم مختلف في صحبته، وبعضهم لم يشارك مطلقا في الغزو، فإذا نظرنا فيمن ثبتت شجاعته نقلا من الصحابة فلن نجدهم يمثلون 1% من مجموع الصحابة، فكيف يخصص عنوان الكتاب بوصف لم يثبت لعشر عشرهم؟!
وهناك فائدة مهمة جدا في هذا الباب، وهو أن بعض المؤرخين (أظن ابن كثير في البداية والنهاية) ذكر أن اسم الكتاب هو (الغابة في معرفة الصحابة)، وهذا واضح جدا في المراد منه، وبه ينحل الإشكال.
هذا ما حضرني الآن، والمسألة من ملح العلم، وقد اعترض بعض الإخوة على إطالة الكلام في هذه المسألة، وله وجه من الصواب، ولكن المراد من البحث ليس هذه المسألة بعينها، وإنما التمرس والتدرب على كيفية البحث، وشكر الله لشيخنا الفاضل محمد خلف سلامة.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 10:05]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ونفع بك
إذا رأيت اسمك في موضوع ينشرح قلبي
إذ الصيد في جوف الفرى
وفي بيته يؤتى الحكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 11:48]ـ
أحسنت يا أبا مالك، وسلمت يمينك، وزادك الله بصيرة وهدى.
عندي إيرادات يسيرة أجزم بأنها لا تقوى على مقاومة ما تفضلتَ به.
من ذلك أننا فد نحتاج إلى تحرير اسم هذا الكتاب، ألا يحتمل أن يكون ابن الأثير قد سمى كتابه (أسد الغابة) فقط، ثم زاد غيره من ناسخي الكتاب ورواته ما يبين معنى الاسم، فكثير من الكتب حصل في حق تسمياتها تساهل وتصرف من العلماء والنساخ، أعني في فضلة الاسم لا في عمدته، فيحصل زيادة ونقص وتغيير (الباء) إلى (من) أو إلى (في) وغير ذلك.
وعلى كل حال فإن كان ابن الأثير قد نص على تسمية كتابه (أعني الكاملة) في خطبته أو في غيرها فلا معنى حينئذ لمثل إيرادي هذا؛ والكتاب ليس قريباً مني الآن فلعل في الأخوة من يتهيأ له النظر فيه بحثاً عن التسمية.
وأما لو ثبت أن ابن الأثير سمى كتابه (أسد الغابة) مقتصراً على هاتين الكلمتين فقط فالأرجح حينئذ - عندي في الأقل - أن المراد هو الجمع.
وثم مسألة أخرى وهي أنه لا يلزم أن يختار ابن الأثير في تسمية كتابه أبرز خصائص الصحابة، وإنما له أن يختار ما يعجبه من صفاتهم، وربما رأى مؤلف كتابٍ أن يذكر في تسمية كتابه صفةً غيرُها أظهر منها، ولكنها إنما اختار ذكرها لأجل إبرازها، أو لأجل مناسبتها لحاجات أهل عصره، مثلاً.
وأخيراً ألست معي في أنه يُستبعد أن يقال في نعت كتاب نحوُ هذه العبارة التالية:
(هذا الكتاب بين الكتب كالأسد بين سائر سكان الغابة)؟!
هذه - أعزك الله - إيرادات أعلم أنها ضعيفة أو واهية، ولكني ذكرتها لعلك تُجهز عليها فيصفو لنا اختيارك، فلا تشحَّ علينا بأخٍ لتعليقك السابق.
وفقك الله إلى كل خير وحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 01:58]ـ
أحسنت يا أبا مالك، وسلمت يمينك، وزادك الله بصيرة وهدى.
عندي إيرادات يسيرة أجزم بأنها لا تقوى على مقاومة ما تفضلتَ به.
من ذلك أننا فد نحتاج إلى تحرير اسم هذا الكتاب، ألا يحتمل أن يكون ابن الأثير قد سمى كتابه (أسد الغابة) فقط، ثم زاد غيره من ناسخي الكتاب ورواته ما يبين معنى الاسم، فكثير من الكتب حصل في حق تسمياتها تساهل وتصرف من العلماء والنساخ، أعني في فضلة الاسم لا في عمدته، فيحصل زيادة ونقص وتغيير (الباء) إلى (من) أو إلى (في) وغير ذلك.
وعلى كل حال فإن كان ابن الأثير قد نص على تسمية كتابه (أعني الكاملة) في خطبته أو في غيرها فلا معنى حينئذ لمثل إيرادي هذا؛ والكتاب ليس قريباً مني الآن فلعل في الأخوة من يتهيأ له النظر فيه بحثاً عن التسمية.
وأما لو ثبت أن ابن الأثير سمى كتابه (أسد الغابة) مقتصراً على هاتين الكلمتين فقط فالأرجح حينئذ - عندي في الأقل - أن المراد هو الجمع.
وثم مسألة أخرى وهي أنه لا يلزم أن يختار ابن الأثير في تسمية كتابه أبرز خصائص الصحابة، وإنما له أن يختار ما يعجبه من صفاتهم، وربما رأى مؤلف كتابٍ أن يذكر في تسمية كتابه صفةً غيرُها أظهر منها، ولكنها إنما اختار ذكرها لأجل إبرازها، أو لأجل مناسبتها لحاجات أهل عصره، مثلاً.
وأخيراً ألست معي في أنه يُستبعد أن يقال في نعت كتاب نحوُ هذه العبارة التالية:
(هذا الكتاب بين الكتب كالأسد بين سائر سكان الغابة)؟!
هذه - أعزك الله - إيرادات أعلم أنها ضعيفة أو واهية، ولكني ذكرتها لعلك تُجهز عليها فيصفو لنا اختيارك، فلا تشحَّ علينا بأخٍ لتعليقك السابق.
وفقك الله إلى كل خير وحق.
حياك الله يا شيخ محمد، ونفعنا بعلمك، وزادك الله علماً وعملاً.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 02:23]ـ
حياك الله شيخنا الفاضل وأكرمك الله ونفعنا الله بعلمك وعلم سائر الفضلاء في هذا المنتدى المبارك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 03:16]ـ
جزى الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الله المزروع على مروره
وجزى الله خيرا شيخنا الفاضل محمد خلف سلامة على مشاركاته النافعة
وقد تلخص لنا الآن من رؤوس المسائل التي ينبغي بحثها ثلاثة:
1= تحرير اسم الكتاب هل هو (أسد الغابة) فقط، أو (الغابة في معرفة الصحابة) كما ذكر ابن كثير، أو (أسد الغابة في معرفة الصحابة) كما هو المشهور؟
2= تحرير ضبط كلمة (أسد) هل هي للمفرد أو للجمع؟
3= تحرير مراد المصنف من هذه الكلمة، هل هو يريد بها وصف كتابه أو وصف الصحابة؟
وهي مسائل متشابكة ولكل منها تعلق بالباقي كما لا يخفى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 03:33]ـ
ثم راجعت البداية والنهاية (في الشاملة) فوجدت ابن كثير نص على أن اسم الكتاب (الغابة في أسماء الصحابة) في سبعة مواضع، وبعضها (في معرفة الصحابة) وفي موضع واحد (أسد الغابة في أسماء الصحابة)، وفي مواضع أخرى وضعت بين حاصرين هكذا [] إشارة لاختلاف النسخ في ذلك، أو أن ذلك من زيادة المحقق.
والظاهر لمن تأمل أن زيادة (أسد) من خطأ النساخ في كلام ابن كثير، لا سيما وقد عرفنا أن بعضهم قد زاد في التراجم كما أشرتُ إلى ذلك في ملتقى أهل الحديث، والموضع الوحيد المذكور فيه (أسد) هو في ترجمة ابن الأثير أي في مظنة زيادة النساخ.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:40]ـ
بارك الله فيكم أبا مالك،،،
ـ أرى ـ أيها المحب ـ أن الصواب: أُسْد الغابة، بالجمع.
ـ الشائع في كلام العرب التعبير عن الجمع بـ: أُسْد الغابة.
ـ أما عند الإفراد فيقولون: ليوث الغاب، الوغى ....
أما التعبير بـ" أسَد الغابة" فهذا "يكاد" يكون شاذاً، ووجوده لدى المتأخرين والمحدَثين لا يستلزم فصاحته.
هذه الدعاوي انطباعات من خلال قراءاتي القديمة في كتب اللغة والأدب، وليس عندي دليل قاطع، إلا المزاج الذي يتكون من خلال الجرد العام، ولك أن تعارض المزاج بالمزاج، أو أن تقول بفساد الأمزجة، بيد أن المرجع سنن العرب في كلامها، من خلال دواوين أشعارها.
رعاكم الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 10:23]ـ
بارك الله فيك شيخنا
قرأت مشاركتكم الكريمة قبل أن أرى الاسم، ثم قلت: هذا الكلام لا يخفى عليَّ قائله (ابتسامة)
(تذييل): هل يعد هذا - أعني معرفتي بالقائل قبل أن أراه - دلالة على أن مزاجي سليم؟ (ابتسامة)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 10:30]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أبو مالك العوضي، وأحسن الله إليك.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 12:20]ـ
هل يعد هذا - أعني معرفتي بالقائل قبل أن أراه - دلالة على أن مزاجي سليم؟
ما شاء الله، سلامة مزاج تزكيه ألمعيةٌ فذة، أبقاك الله مفيداً بهذه السوانح، إنها الكهانة المباحة أبا مالك ...
فكأنه رآك إذ أنشد:
الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 07:51]ـ
جزى الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الله المزروع على مروره
وجزى الله خيرا شيخنا الفاضل محمد خلف سلامة على مشاركاته النافعة
وقد تلخص لنا الآن من رؤوس المسائل التي ينبغي بحثها ثلاثة:
1= تحرير اسم الكتاب هل هو (أسد الغابة) فقط، أو (الغابة في معرفة الصحابة) كما ذكر ابن كثير، أو (أسد الغابة في معرفة الصحابة) كما هو المشهور؟
/// بارك الله فيك، لو تمَّت مقارنة ما في كتاب ابن كثيرٍ مع بقيَّة من ذكر الكتاب، فقد يكون ما ذكره ابن كثير في البداية باسم (الغابة) خطأ من النُّسَّاخ أواختصارًا من ابن كثيرٍ لاسم الكتاب؛ إذ في عشرات المواضع من الإصابة لابن حجر ذكر اسم الكتاب متضايفًا: (أسد الغابة).
وقد تجده بهذا الاسم أيضًا في مراجع أخرى مع توسيع البحث.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 07:57]ـ
كونها خطأ من النساخ بعيد جدا من وجهة نظري؛ لأنها تكررت في مواضع كثيرة
وكونها اختصارا من ابن كثير بعيد أيضا في نظري؛ فإنه لم يُعهد عنه هذا النوع من الاختصار، وكتابه أصلا مطول جدا، فلا داعي للاختصار، وكذلك فإن هذا ليس اختصارا بالمعنى الشائع، ولكنه إخلال باسم الكتاب يتنزه عن تعمده أمثال ابن كثير.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 08:03]ـ
/// على كلٍّ ما ذكرته محتمل عندي، غير كونها خطأً من النُّسَّاخ ما دام وقعت كذلك في مواطن كثيرةٍ.
/// وقد ذكر جماعةٌ كثيرةٌ من المؤرِّخين اسم الكتاب متضايفًا، دون ما تفرَّد بذكره ابن كثيرٍ في البداية، ومن طرق الوقوف على اسم الكتاب الصَّحيح مراجعة من تكلَّم عن المؤلِّف أوكتابه من المؤرِّخين وغيرهم.
فلعلَّك توسِّع البحث في هذا لتقف على اليقين.
/// ومن القرائن على ذلك أنَّ ابن حجر في مقدِّمة كتابه الإصابة ذكر اسم الكتاب متضايفًا، والمصنِّف في الباب أدقُّ من غيره فيه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 08:17]ـ
/// ثمَّ رجعت إلى البداية والنِّهاية طبعة التركي (17/ 210): في ترجمة ابن الأثير فإذا ابن كثيرٍ رحمه الله قد ذكر الكتاب عند ذكر مؤلَّفاته باسم (الغابة في أسماء الصَّحابة).
/// فبدا لي احتمال .. فلعلَّ نسخة ابن كثيرٍ للكتاب كان اسمها هكذا.
والله أعلم.
/// وكلُّ ما ذكر في الباب مجرَّد احتمالات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:04]ـ
في هذا الموضع في طبعة أخرى للبداية والنهاية (أسد الغابة)، وهو خطأ، كما أشرت إليه في المشاركة (12)
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 07:13]ـ
سؤال: هل الغابة يكون فيها أكثر من أَسَد؟
لأني سمعت أن الأسود لا تعيش على شكل مجموعات ... !!
فإذا كان ذلك صحيحا .. فلعل هذا ما يقوي القول أن اسم الكتاب بالإفراد وبالتالي هو وصف للكتاب وليس للصحابة ...
ناهيك عن عادة المؤلفين في ذلك العصر في مدح مؤلفاتهم .... والله أعلم
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 07:27]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم،
و عن عنوان الكتاب:
رجح بعض مشايخنا المغاربة "أَسَد" بالإفراد ... على خلاف ماهو شائع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 03:50]ـ
مشاركات نافعة. . . فجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 08:25]ـ
أمثال هذه التحريات الماتعة عند طلبة العلم وأهله .. من اللذائذ التي يحفل بها ميدان العلم ..
فشكر الله لك أيها الشيخ المفضال أبا مالك
غير أني لا أجد قوله"في معرفة الصحابة" .. صارفة عن إرادة الجمع عند المؤلف
لأن المراد بها التفسير .. والتقدير: أُسْدُ الغابة .. الذي هو مصنفٌ في معرفة الصحابة
وأما الإفراد وصفا للكتاب فبعيد .. لأن معناه ليس بذاك القوي .. إذ المعنى: هذا الكتاب أسَدٌ .. !
ربما لو كان مكتوبا للرد على بعض الضباع البشرية لما يقولونه من بدع .. لكان له وجه .. كأنه يقول ساعتئذ: كتابي أسدٌ على هذه الدوابٌ مفترسٌ له وقاصمٌ لظهرها
أما الاعتماد على النظم .. فأيضا لا يرقى للترجيح .. لأن الناظم كما تعلمون يتصرّف كثيرا فيما هو أصعب من التصرف في اسم الكتاب لمراعاة الوزن ..
والله أعلم
ملاحظة: لم أقرأ تعقيبات الإخوة الفضلاء ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 07:32]ـ
شكر الله لك يا أخي
وكنت أتمنى أن تقرأ التعقيبات أولا.(/)
اتقوا الله في نقل كلام أهل العلم!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:51]ـ
يا إخواني اتقوا الله في النقل عن أهل العلم
قديما قالوا: لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها؛ فإنهم يفسدون ويظنون أنهم يصلحون.
وقديما قال الأعمش: يهلك الناس رجلان: نصف عالم ونصف طبيب
وقديما قال الشاعر (مع التحفظ):
قال حمار الحكيم توما ........... لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط ........... وصاحبي جاهل مركب
وقد كان الناس قديما تواجههم مشكلات في طلب العلم:
= منها صعوبة شراء الكتب، ثم صارت الألوف المؤلف من الكتب حاليا متاحة على الشبكة مجانا، ومعظم الإخوة لديهم الموسوعة الشاملة التي تحتوي على نحو ألفي كتاب
= ومنها صعوبة الوصول إلى المشايخ والسفر أشهرا في سبيل ذلك، ثم صار حضور الدروس واستماعها اليوم وأنت في بيتك من أسهل الأمور
= ومنها فقدان العالم والمفتي عند الحاجة إلى الفتوى، ثم صار هذا الأمر يسيرا جدا في عصرنا؛ عن طريق الهاتف أو مواقع الفتوى، أو هذا الموقع المبارك
ولكن المشكلة الآن - ومع تيسر هذا الأمر، وسهولة سلوك مسالك الطلب – أن الكاتب صار يكتب ولا علم له بحقيقة ما يكتب، والباحث صار يسطر ولا وقوف له على أصول ما يسطر، والجامع صار يجمع، ولا يدري أنه في الحقيقة يقمش ولا يفتش!
كثير من الباحثين فضلا عن طلبة العلم ينقلون من أهل العلم كلاما وينزلونه غير منازله؛ مع أنهم لم يريدوا بهذا الكلام ما أراده هذا الباحث أو ذاك.
بل صار النقل أحيانا من جنس الاحتجاج بـ {ألم نشرح لك صدرك} على وجوب الزكاة!!، أو من نوع الاستشهاد بـ {في بيوت أذن الله أن ترفع} على رفع المجرور!
إن الواجب على من ينقل كلاما عن واحد من أهل العلم أن يعرف أنه قد فهم حقا ما ينقله عن هذا العالم، ويعرف أنه قد وضعه موضعه وأنه أراد به هذا المراد أو ذاك.
ولا يصح أن تُقتطع الجملُ والعبارات من سياقها، ولا أن توضع في غير موضعها، ولا أن يستشهد بها على ما لا يريده القائل.
ومعرفة مراد القائل من القول أهم من الوقوف عند ظاهر هذا القول وخاصة في لغة العرب؛ لأن لسان العرب من أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها حملا للوجوه التي يعرف الراجح منها من المرجوح بناء على القرائن التي كثيرا ما تكون أقوى من التصريح.
وإن إغفال مراعاة القرائن الحالية والمقالية يوقع كثيرا من الباحثين في الزلل إما تعمدا منهم وتقميشا في سبيل جمع أكبر قدر ممكن لتأييد مرادهم، وإما جهلا منهم بمواقع الكلام وفهمه وتدبره.
وإن الأمثلة على ما قدمتُ ذكره لمما يضحك الثكلى، ويوقظ النومى!
- فيأتي مثلا بعضهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ويقتطع من كلامه جملة يستشهد بها على صحة مذهب الصوفية في قولهم (حدثني قلبي عن ربي)!
- ويأتي ثانٍ وينقل عن ابن تيمية إجازته لحلق اللحية لمصلحة الدعوة!
- ويأتي ثالث ويذكر أن ابن تيمية لا يعتد بالإجماع!
- ويأتي رابع ويقرر أن ابن تيمية تفلسف ولم يستطع الخروج!
- .... إلخ إلخيا إخواني الكرام، كتب ابن تيمية موجودة وكثيرة جدا بحمد الله، ومذهبه وأقواله معروفة مشهورة، ومنهجه ومشربه واضح بالتتبع والاستقراء.
فيا من قررت هذه الأمور الفاضحة هل اطلعت على كتب شيخ الإسلام ونظرت فيها ودققت حتى تعرف أمحق أنت أم مبطل؟ وحتى تعرف أصحيح فهمك أم سقيم؟
والله العظيم أمور مضحكة جدا تصدُر ممن تكاد تجزم أنه لم يقرأ سوى هذا السطر الذي نقله عن هذا العالم!
- ابن حزم يؤيد القياس ويذهب إليه!
- أحمد بن حنبل عنده شوب بدعة في الاعتقاد!
- الشافعي كان ضعيفا في الأصول!
- ابن عثيمين ظاهري المذهب!
..... إلخ إلخاتقوا الله يا إخواني، ثم اتقوا الله، ثم اتقوا الله!
لا يصح اقتطاع جملة لأحد العلماء من سياقها وتنزيلها على غير موضعها، ثم استخلاص فهم بناء على ظاهرها إذا كان يخالف ما قرره هذا العالم في كتبه، بل يخالف ما هو معروف مشهور عنه عند أهل العلم.
وقديما قال علماؤنا: إن الجمع بين أقوال أهل العلم وحملها على التوافق أولى من ضرب بعضها ببعض وحملها على التناقض والتعارض.
اللهم إني أسألك علما نافعا وفهما صائبا وعملا متقبلا!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 10:01]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ابو مالك العوضي وسدد خطاك فقد أجدت وأفدت وكفيت ووفيت ونصحت وأبلغت فلا حرمك الله الأجر فكلامك في الصميم والحق أحق أن يتبع فلا أقول سوى بارك الله فيك.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 03:04]ـ
جزاك الله خيرا أبا مالك والحقيقة أنني قارئ نهم لما تكتبه سواء في علوم العربية أو العلوم الشرعية نفع الله بك.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 08:10]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 06:20]ـ
أثابك الله يا أبا مالك ونفع بك كلام جميل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القانونى]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 06:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو مالك هون عليك أخى.
فتش عن الرويبضة وحدثاء الأسنان، ولا أقول إلا صدق رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فى خبره عن هاتين الطائفتين.
لقد اسمعت من لوتنادى حياً ولكن لا حياة لمن تنادى
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 07:50]ـ
بارك الله فيك أخانا الفاضل وجزاك الله خيراً فيما خطت يداك.
يأتي أحدهم فينقل من قول العالم ما يوافق ما اعتقده سالفاً ويطوع له قول العالم دون نظر وتتبع لبقية كلامه وتفصيلاته وأكثر الفتن والمشكلات من ذلك وقلما تجد الباحث الحر المنصف الذي يجمع أقوال العالم وييتتبعها ويلخصها بأمانة ودقة ثم يخلص إلى تحرير قوله.
ونقطة أخرى أن كثيراً من طلبة العلم عنده مرض التعالم والرضا عن النفس والمدح الخفي للذات مع تنقصه للعلماء الذين لم يوافقوه في مشربه وآرائه مع غياب هؤلاء العلماء عن المنتديات وأمنه منهم أن يردوا عليه فينتفخ ويزبد ويرغي ويأكل لحومهم وينتهك أعراضهم دون إنصاف ودون مراعاة لمن له سبق أو من وقع في خطأ بسيط منهم ودون مراعاة لأدب الخلاف مطلقاً والعجب فيمن يطبل لهذا الصنف ويرفعه فوق قدره ويزيد والله من أمراضه والمنتديات مليئة بهذه الأصناف وأشد منها فالهم عافنا واعف عنا واهد إخواننا للخير والصواب وسددهم.
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 03:23]ـ
بارك الله فيكم، وأثابكم على ما كتبتم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 07:19]ـ
من هذه البابة أمور قد اشتهرت حتى عند بعض أهل العلم:
- منها ما يُنسب إلى الإمام أحمد من إنكار الإجماع!
- ومنها ما ينسب إلى الإمام الترمذي من تأويل الصفات!
- ومنها ما ينسب إلى الإمام الطبري من أنه المؤسس الحقيقي لمذهب الأشاعرة!
- ومنها ما ينسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بالمجاز!
وغير ذلك من الأمور التي يعلم خلافها عند من له اطلاع على أقوال هؤلاء.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 09:49]ـ
بارك الله فيك
ألا يدخل في هذه البابة بعض دعاوى الإجماع
_ فقد ادعى بعضهم إجماع الصحابة على حرمة الزيادة على احدى عشرة ركعة في صلاة التراويح مع أن الإجماع حكي على خلافه
_ وادعى بعضهم إجماع الصحابة على جواز الأكل بعد النداء في رمضان مع أن الإجماع حكي على خلافه أيضا
_وادعى بعضهم إجماع الصحابة على حرمة إخراج القيمة في زكاة الفطر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:14]ـ
وفقك الله يا أخي الفاضل
لعلك تضع هذه اللفتات في الموضوع الذي افتتحه شيخنا عبد الرحمن السديس في المسائل التي حكي فيها الإجماع من الطرفين:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3994
وقد كنتُ كتبت مقالا عن أهمية معرفة التاريخ لطالب الفقه خصوصا، وأن إغفال الوعي بالجوانب التاريخية قد يؤدي بطالب العلم إلى أقوال يعلم يقينا بطلانُها، مثل زعم بعضهم أن عدم نقل التلفظ بالنية عن الصحابة لا يدل على أنهم لم يفعلوها!
إن الطلاع على عوائد الأمم وأحوالها وتواريخ الناس وأحداثها يمكن الباحث عموما وطالب الفقه خصوصا من الوعي بما يجوز أن يكون وما لا يجوز، وبما يمكن أن يقع وما لا يمكن أن يقع، وهذا الجانب من أهم الجوانب التي تميز فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ إذ كان يطلق القول في كثير من بحوثه بأن هذا الأمر لم ينقل عن أحد من السلف، وعمدته معرفة ما يمكن وما لا يمكن؛ لأنه من المحال على البشر أن يحيطوا بجميع المنقول.
فنحن نعلم يقينا أن ناطحات السحاب لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أن هذا لم ينقل ولم ينقل خلافه، ولكن علمنا بعوائد البشر وبتطور الحياة على البسيطة أعطانا يقينا لا يشوبه شك في صدق هذا الأمر.
ونحن نعلم يقينا أنه لم يوجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من كان في طول آدم عليه السلام؛ لأن العادات المطردة في مثل هذا أن ينقل ويشتهر ويهتم الناس بنقله.
ولذلك فأنا أتعجب أحيانا من بعض المعاصرين الذين يسمعون بعض الأخبار التي لا يمكن أن تصدق فيصدقونها ويقولون: ما يدريك لعله صواب؟!
أخبرني بعضهم أن عدد الكتب التي تترجم إلى اللغة اليونانية فقط يساوي خمسة أضعاف جميع الكتب التي تترجم وتؤلف باللغة العربية!!
وأقول: إن من لم يعرف أن هذا محال بمجرد سماعه فهو محتاج أن يراجع معلوماته التاريخية المتعلقة بعوائد الأمم.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 03:52]ـ
للفائدة .... وللمناسبة!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 06:54]ـ
من عجائب ما يراه المرء في هذه الأيام أن يأتي بعض الباحثين فيرى قولا منسوبا إلى بعض العلماء، فيهجم بغير ترو ولا إمعان نظر، ويطلق القول بأن نسبة هذا القول إلى هذا العالم أوضح في البطلان من كون الواحد يساوي الاثنين!!
مع أن نسبة هذا القول تجدها مذكورة في عشرات الكتب، ومنقولة عن عشرات العلماء!!
ولو فرضنا حتى أن كلامه صحيح في بطلان نسبة هذا القول إلى هذا العالم، فأين احترام أهل العلم؟ وأين تقدير جهودهم؟ وأين الأدب معهم؟ وأين التماس الأعذار لهم؟ وأين؟ وأين؟!!!
مع الأسف أقول: إن هذه القرائن تدل على أن هذا الباحث لم يحصل العلم على وجهه، وأنه متشبع بما لم يعط، داخل فيما لا يحسن.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يهدينا إلى سواء الصراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 11:06]ـ
كيف لم أشترك في هذا الموضوع من زمان؟!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 05:00]ـ
فيا من قررت هذه الأمور الفاضحة هل اطلعت على كتب شيخ الإسلام ونظرت فيها ودققت حتى تعرف أمحق أنت أم مبطل؟ وحتى تعرف أصحيح فهمك أم سقيم؟
واسمعوا من الدقيقة 30 فى شريط للشيخ المقدم يقرأ فيه من كلام الشيخ بكر أبو زيد عن جنايات الناس حول كتب بن تيمية وهكذا الى الان يجنون على الاكابر كبن باز وأقرانه فينقلون لنا كلاما عن الجماعات والاشخاص دون الضوابط الواجب اتباعها كما ستسمع فى هذه الدقائق
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=1425
ـ[مع الحق]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ابو مالك العوضي وسدد خطاك فقد أجدت وأفدت وكفيت ووفيت ونصحت وأبلغت فلا حرمك الله الأجر فكلامك في الصميم والحق أحق أن يتبع فلا أقول سوى بارك الله فيك.
*****************
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:55]ـ
ومنها ما ينسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بالمجاز!
هذه معقولة إلى حد ما يا شيخ
لأنه ورد كتبه المتأخرة التعبير بالمجاز .. بصيغة الإثبات
مثل اقتضاء الصراط أو درء التعارض
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 01:06]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
شيخ الإسلام عالم فحل، وطريقته في الكلام أن ينتقل من دليل إلى دليل حتى يدع القارئ ولا مناص له من الاقتناع، فلذلك يورد الكلام في أحيان كثيرة على سبيل التنزل، لا سيما إن كان القول مشهورا.
وهذه طريقة الشافعي أيضا في المناظرات، وطريقة عبد العزيز الكناني في الحيدة، وغيرهم كثير.
وقد قرأت درء التعارض كاملا بحمد الله، وكذلك بيان التلبيس، واتضحت لي طريقته في المناظرات.
والمقصود أنه يورد الجواب مرة قبل التسليم بالمجاز، ومرة تنزلا بالتسليم، حتى لا يدع للمخالف مجالا.
ولكن لا يصح مطلقا أن يستنبط باحث من مثل هذا الكلام لشيخ الإسلام أنه يثبت المجاز؛ لأن كلامه صريح واضح في هذا الباب لا يحتمل الاختلاف في الفهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 10:55]ـ
ولذلك قلت" إلى حد ما"
فثمة شبهة في كونه عدل عن رأيه ..
وجزاك الله خيرا وبارك فيك ..
سؤالي: هل مرت عليك أشياء في الدرء لم تفهمها؟
أرجو الجواب بالتفصيل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:05]ـ
هناك أشياء غامضة في الدرء.
وقد رجحت أن الكتاب غير مكتمل، ويبدو أن فيه سقطا؛ لأن أصله في ست مجلدات، ومن المعلوم أن هذا لو حقق لصار في نحو عشرين مجلدا، وكذلك فهناك بعض الأشياء التي ذكرها الرازي في أساس التقديس، لم يذكرها شيخ الإسلام.
وأكثر الأشياء التي لم أفهمها في الدرء ما يبدو أنه تكرار؛ لأن شيخ الإسلام يرد على كلام الرازي أحيانا بأربعين وجها، ولا يبدو لي فرق بين بعض الأوجه، وكأنها مكررة بأسلوب آخر فقط، هذا بخلاف ما تكرر في أماكن متباعدة وهو كثير.
وأما القول بالمجاز فخلاص يا سيدي ولا تزعل، يقول بالمجاز، أنخسر بعضنا من أجل المجاز؟ (ابتسامة).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:28]ـ
شكرا لجوابك الكريم ..
والآن اطمأننت أن لي ظهيرا بعد الله ..
سأستفيد منه في فهم ما يعن علي (ابتسامات)
لأني قررت الشروع في قراءته .. بإذن الله عز وجل
وبالمناسبة لا أقول بأنه يقول بالمجاز .. إن كنت فهمت ذلك
والله يرعاك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
قبل أن تشرع فيه ينبغي ن تقرأ مختصرا في المنطق ومختصرا في الكلام حتى لا يشكل عليك شيء إن شاء الله.
- شرح السلم للناظم مثلا، وغاية المرام للآمدي مثلا.
وأنصحك كذلك أن تقرأ كتاب (مفاتيح العلوم) للخوارزمي.
ويستحسن أن تفتتح موضوعا جديدا تعرض فيه ما يعن لك من هذا الكتاب، لتعم الفائدة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:38]ـ
أكرمك الله كما أكرمتني بهذه النصيحة الطيبة ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:48]ـ
مقال نفيس
جزاكم الله خيرا
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 03:24]ـ
رحمك الله، لقد أفزعتنا في عنوان موضوعك، وبالتأكيد لعظم هذا الأمر ..
أحيانا يحصل ذلك من طلبة العلم بدون قصد؛ لعدم فهمهم للعبارة التي قالها الشيخ، فيتغير المعنى المُراد ..
وبلا شك هناك من يتعمد ذلك، نسأل الله العافية ..
جزاك الله خيرا أخي المحترم ..(/)
قول (السلام على النبي ... ) في التشهد، هل هو مذهب ابن مسعود فقط؟
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 12:53]ـ
اشتهر عند الفقهاء أن قول (السلام على النبي ورحمة الله وبركاته) في التشهد مذهب ابن مسعود، وخالفه عمر بن الخطاب.
لكن وجدت رواية للبخاري، قال فيها ابن مسعود (وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام. أي على النبي صلى الله عليه وسلم).
فلما يقول (قلنا) بالجمع أشعر أن هذا الأمر كان متقررا عند الصحابة.
وأيضا قد حدثني يوما أحد الإخوة أنه قرأ فتوى للشيخ حاتم العوني يذكر أثرا عن عطاء -أظنه ابن أبي رباح- أنه قال -ما معناه- أن الصحابة كانوا يقولون في التشهد (السلام على النبي).
فأريد تحرير المسألة
وجزاكم الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 07:55]ـ
حياك الله أخي أسامة وبارك فيك
وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
أن عائشة كانت تعلمهم التشهد في الصلاة ((السلام على النبي)).
رواه السراج في مسنده، والمخلص في فوائده بسندين صحيحين
(3/ 885)
وكما ذكرت فقد صح عن عطاء
قال عبدالرزاق: أخبرنا ابن جريج: أخبرني عطاء: أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حيّ: السلام عليك أيها النبي، فلما مات قالوا: السلام على النبي. وهذا إسناد صحيح
.
ولكن للشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلام جيد على حديث ابن مسعود رضي الله عنه
حيث قال:
وأمّا ما وَرَدَ في " صحيح البخاري " عن عبد الله بن مسعود أنهم كانوا يقولون بعد
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: " السَّلامُ على النَّبيِّ ورحمة الله وبركاته " فهذا
مِن اجتهاداتِه – رضي الله عنه - التي خالَفه فيها مَنْ هو أعلمُ منه؛ عُمرُ بن الخطَّاب
، فإنه خَطَبَ النَّاسَ على مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في التشهُّد ِ:
" السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله " كما رواه مالك في " الموطأ " بسَنَدٍ من أصحِّ الأسانيد، وقاله عُمرُ بمحضر الصَّحابة وأقرُّوه على ذلك.
ثم إن الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ علَّمه أمَّته، حتى إنه كان يُعَلِّم ابنَ مسعود، وكَفُّه
بين كفَّيه من أجل أن يستحضر هذا اللَّفظَ، وكان يُعلِّمُهم إيَّاه كما يُعلِّمُهم السُّورة من
القرآن، وهو يعلَم أنه سيموت؛ لأن الله قال له: (إنك ميت وإنهم ميتون) الزمر / 30،
ولم يقلْ: بعد موتي قولوا: السَّلامُ على النَّبيِّ، بل عَلَّمَهم التشهُّدَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ
من القرآن بلفظها، ولذلك لا يُعَوَّلُ على اجتهاد ابن مسعود، بل يُقال: " السَّلامُ
عليك أيُّها النبيُّ ".
" الشرح الممتع " (3/ 150، 151).
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 12:57]ـ
يصلح في هذا الموضع الأخذ بالقاعدة " من حفظ حجة على من لم يحفظ "
وكأن ابن مسعود رضي الله عنه عنده زيادة علم في المسألة
ولا ننسى الهيبة التي كانت للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم
والمسألة من باب أختلاف التنوع , والله أعلم
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 02:25]ـ
أخي آل عامر
جزاك الله خيرا على هذين النقلين المفيدين
أخي ابن عقيل
قولك (والمسألة من باب اختلاف التنوع) هذا الذي كنت أريد أن أعرفه
فجزاك الله خيرا(/)
في مسألة التصوير - هل هذا مذهب الجمهور حقا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 07:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن قدامة في المغني وغيره أنه إذا قطع من الصورة ما لا تتم الحياة به فلا بأس بالصورة، وذكر الشيخ محمد بن إبراهيم أن هذا مذهب الجمهور، وبذلك وقعت الفتوى في موقع الإسلام سؤال وجواب والإسلام اليوم وغيرها.
والسؤال: إذا كان هذا الكلام صحيحا، فما سبب الضجة والاختلاف في مسألة التصوير، لأنه بناء على هذا الكلام يكون معظم الموجود من الصور جائزا، ولا يكون هناك إشكال في صور البطاقة وجواز السفر ونحوها، وليست مسألة جواز للضرورة كما هو شائع.
أرجو التوجيه من المشايخ الكرام!
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 07:56]ـ
مسألة لطيفة
في انتظار تعقيبات الإخوان
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 08:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أين هذا الموضع بالضبط لابن قدامة في المغني
وما الجواب عن الحديث - وإن كنت لا أذكر تخريجه الآن هل هو صحيح مرفوع أم صحيح موقوف عن ابن عباس - " الصورة الرأس فإن قطعت الرأس فلا صورة "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 08:37]ـ
في كتاب الوليمة، وهذا نص كلامه:
(( .......... وَإِنْ قَطَعَ مِنْهُ مَا لَا يُبْقِي الْحَيَوَانَ بَعْدَ ذَهَابِهِ، كَصَدْرِهِ أَوْ بَطْنِهِ، أَوْ جُعِلَ لَهُ رَأْسٌ مُنْفَصِلٌ عَنْ بَدَنِهِ، لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ النَّهْيِ، لِأَنَّ الصُّورَةَ لَا تَبْقَيْ بَعْدَ ذَهَابِهِ، فَهُوَ كَقَطْعِ الرَّأْسِ.
وَإِنْ كَانَ الذَّاهِبُ يُبْقِي الْحَيَوَانَ بَعْدَهُ، كَالْعَيْنِ وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ، فَهُوَ صُورَةٌ دَاخِلَةٌ تَحْتَ النَّهْيِ.
وَكَذَلِكَ إذَا كَانَ فِي ابْتِدَاءِ التَّصْوِيرِ صُورَةُ بَدَنٍ بِلَا رَأْسٍ، أَوْ رَأْسٍ بِلَا بَدَنٍ، أَوْ جُعِلَ لَهُ رَأْسٌ وَسَائِرُ بَدَنِهِ صُورَةُ غَيْرِ حَيَوَانٍ، لَمْ يَدْخُلْ فِي النَّهْي؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِصُورَةِ حَيَوَانٍ)).
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 08:43]ـ
" الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس، فلا صورة ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 554:
(عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للإسماعيلي في " معجمه " و بيض له المناوي،
فلم يتكلم على إسناده بشيء و قد وقفت على سنده على ظهر الورقة الأولى من الجزء
الحادي عشر من " الضعفاء " للعقيلي بخط بعض المحدثين، أخرجه من طريق عدي بن
الفضل و ابن علية جميعا عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: فذكره مرفوعا، و من طريق عبد الوهاب عن أيوب موقوفا عليه
. قلت: و ابن علية و اسمه إسماعيل أحفظ من عبد الوهاب و هو ابن عبد المجيد
الثقفي، فروايته المرفوعة أرجح، لاسيما و معه المقرون به عدي بن الفضل على
ضعفه، فإذا كان السند إليهما صحيحا، فالسند صحيح، و لم يسقه الكاتب المشار
إليه. و لكن يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: " أتاني
جبريل ... " الحديث، و فيه: " فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير
كهيئة الشجرة ... "، فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة أي التمثال المجسم يجعله
كلا صورة.
قلت: و هذا في المجسم كما قلنا و أما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة
على القماش، فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد بل لابد من
الإطاحة بالرأس. و بذلك تتغير معالم الصورة و تصير كما قال عليه الصلاة
و السلام: " كهيئة الشجرة ". فاحفظ هذا و لا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه
و من أخذها أصلا من المتأخرين. راجع " آداب الزفاف " (ص 103 - 104 - الطبعة
الثالثة ").
قال المناوي رحمه الله في شرحه:
(الصورة الرأس) أي الصورة المحرمة ما كانت ذات رأس (فإذا قطع الرأس فلا صورة) فتصوير الحيوان حرام لكن إذا قطعت رأسه انتفى التحريم لأنها بدون الرأس لا تسمى صورة.
(الإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس) ورواه عنه أيضا الديلمي لكن بيض لسنده.
فيض القدير 4/ 318
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 09:53]ـ
نفع الله بكم
ليس الاشكال في الرأس فقط كما هو الشائع عندنا إذا قطع الرأس وفصل فلا بأس بالصورة
لكن الإشكال فيما عدا الرأس مما لا تبقي بفصله الحياة كالصدر والبطن والعنق ونحو هذا فإذا جاز نحو هذا من الصور فما سبب الضجة والاختلاف في مسألة التصوير، لأنه بناء على هذا الكلام يكون معظم الموجود من الصور جائزا، ولا يكون هناك إشكال في صور البطاقة وجواز السفر ونحوها، وليست مسألة جواز للضرورة كما هو شائع.
فإذا كان هذا مذهب الجمهور كان الخلاف سائغا لعلّ هذا مقصد صاحب الموضوع
أما من حيث الترجيح فينبني على:أن هذا النوع من الصور هل يصدق عليه اسم الصورة شرعا أوعرفا أولغة أم لا؟؟
إن صدق دخل هذا النوع في النصوص وإلا فلا والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:28]ـ
أنا لا أتكلم عن الترجيح، وإنما أتكلم عن مذهب الجمهور
لأن المسألة خلافية كما هو معروف
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 01:18]ـ
الأخ ابو مالك وفقه الباري لمرضاته
أولاً: لا بد من الرجوع لمصدر قول الشيخ ابن ابراهيم بأن هذا مذهب الجمهور , حيث أن المصادر التي نقلت عنها لا تعد مصادر موثقة لمن رام العلم النافع.
ثانياً: الواجب أن يكون البحث حول دليل الجمهور إن صحة النسبة لهم , أو على الأقل دليل فقيه عصره ابن قدامة رحمه الله فيما ذهب إليه.
وفقكم الله
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 01:18]ـ
فائدة:
جاء في فتاوى الفقيه العلامة ابن عثيمين -قدّس الله روحه-: ((341) سئل فضيلة الشيخ -[رحمه] الله -: عن التصوير باليد؟.
فأجاب [رحمه] الله بقوله: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، التصوير باليد حرام بل هو من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصورين واللعن لا يكون إلا على كبيرة من كبائر الذنوب وسواء رسم الصورة يختبر إبداعه أو رسمها للتوضيح للطلاب أو لغير ذلك فإنه حرام، لكن لو رسم أجزاء من البدن كاليد وحدها أو الرأس وحده فهذا لا بأس به.)
وفي شرحه -رحمه الرحمن- على كتاب التوحيد قال: (فائدتان:
الأولى: (كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ) يقتضي أن المراد التصوير تصوير الجسم كاملا، وعلى هذا، فلو صور الرأس وحده بلا جسم أو الجسم وحده بلا رأس، فالظاهر الجواز، ويؤيده ما سبق في الحديث: (مر براس التمثال فليقطع)، ولم يقل: فليكسر، لكن تصوير الرأس وحده عندي فيه تردد، أما بقية الجسم بلا رأس، فهو كالشجرة لا تردد فيه عندي.)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 01:22]ـ
وفي فتاوى الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رضي الله عنه-: (لكن إذا كانت الصورة غير كاملة من أَصلها كتصوير الوجه والرأس والصدر ونحو ذلك وأُزيل من الصورة ما لا تبقى معه الحياة فمقتضى كلام كثير من الفقهاء اجازته، لا سيما إذا دعت الحاجة إلى هذا النوع وهو التصوير البعضي.) انتهى من الشاملة2
ـ[ظاعنة]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 12:25]ـ
لكنى أعرف أن الشيخ محمد بن عثيمين يجيز التصوير بالكاميرا الفوتوغرافية، وسمعته غير مرة يذكر ذلك
ورأيته فى شريط فيديو فى محاضرة ألقاها على الكشافة وقد سئل عن التصوير بالكاميرا فأخبر بأنه جائز ما لم تدخل تغييرات تحسينية على الصورة، وقد علل ذلك رحمه الله بأن المصور بهذه الطريقة لا يزيد على أن يثبت شكل الإنسان، ومثله إذا نظر إلى المرآة كما يقول، وليس فى هذا مضاهاة لخلق الله ..
أما التصوير باليد سواء برسم أو بنحت فلا أعلم عن حكمه ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 12:31]ـ
لكنى أعرف أن الشيخ محمد بن عثيمين يجيز التصوير بالكاميرا الفوتوغرافية، وسمعته غير مرة يذكر ذلك
ما أعرفه أن الشيخ يجيز الكاميرا الفوتوغرافية الفورية، لا مطلق الكاميرا الفوتوغرافية.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 12:33]ـ
صح، وأنا سمعته، كما في اللقاء المفتوح (لقاء مع شباب الجوالة)
ـ[اعصار الامارات]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 09:36]ـ
ما أعرفه أن الشيخ يجيز الكاميرا الفوتوغرافية الفورية، لا مطلق الكاميرا الفوتوغرافية.
وشو المقصود!، يعني كاميرا الفيديو؟
او الكاميرا التي تظهر الصور في نفس الوقت؟
اما الفيديو: فلا اظن هناك عاقل يحرم التصوير به
واما الكاميرا التي تظهر الصور في نفس الوقت: فهي هي، فجميع الكاميرات تظهر لنا صوراً بنفس الطريقة، سواءاً فورية او غيرها.
ولكن الشيخ بن عثيمين رحمه الله لفقهه عرف ان مقصود النبي صلى الله عليه وسلم وهو الانشاء، فما يدخل في الانشاء هذا: التماثيل، والرسومات، واما الكاميرا فلا دخل للمصور فيها، فكيف يخلق ما لم ينشأه؟
ولهذا فأن قول الشيخ بن عثيمين رضي الله عنه هو عين الصواب، لان صور الكاميرا هي عكس كالمرآة، وليست تصويراً
والله اعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 09:58]ـ
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
للشيخ محمد الحسن ولد اللدو الشنقيطي تفصيل قيم ... خلاصته أن لفظ التصوير في زمن النبي صلى الله عليه و سلم ليس هو نفسه ما يسمى التصوير في زماننا ... فينبغي حينئذ مراعاة كون التصوير لم تعرفه العرب و ان تسميته بالتصوير انما من باب اتفاق الالفاظ ... وضرب مثالا على ذلك بلفظ القهوة .... فالقهوة في زماننا هي غير القهوة عند العرب ....
فالقهوة في لغتهم هي من اسماء الخمر .... ولا عبرة باتفاق الالفاظ ها هنا لتحريم هذا المشروب الجديد الذي لم تعهده العرب ..
وهاهي ذي الفتوى
الكلام على الصور الفوتوغرافية وأدلة جوازها
ورد في كتاب تفسير آيات الأحكام ترجيح جواز الصور الفوتوغرافية وقد سمعت أنكم تجيزونها فما هو الدليل على ذلك؟
أن الصور الفوتوغرافية ليست موجودة في العهد النبوي ولا في عهد أئمة الاجتهاد، وإنما عرفت في العصور المتأخرة، ولذلك فالنصوص الشرعية الواردة في التصوير لا تتناولها بدلالة الألفاظ قطعا، لأن اللفظ النبوي في التصوير إنما يتناول ما كان موجودا إذ ذاك، فالتصوير الذي حرمه رسول الله r وحذر منه هو ما كان موجودا في زمانه وهو النحت من الحجر أو من الطين أو من الخشب أو الرسم باليد فهذا هو التصوير، وهي كذلك لا يمكن أن تقاس على الصور المحرمة، هي لا تدخل في دلالة اللفظ قطعا، ومن فسر الألفاظ الواردة في التصوير بها فهو بمثابة من فسر نصوص القرآن بغير معانيها، كالذي يقول في قول الله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم} أن السيارة مثلا كابرس أو لاند روفر أو نحو هذا، فهذا فسر القرآن بغير معناه، هو السؤال عن رأيي أنا، فلذلك تفسير هذه النصوص بغير دلالاتها اللغوية مناف للمقصد الشرعي وهو من القول على الله بغير علم، ولذلك فالدلالات اللغوية لو أخذ بها بتطورها وما تؤول إليه لكان قول النبي r: « إن قوما في آخر الزمان يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها» منافيا لهذا، لأنه لو كان تغير دلالات الألفاظ مغيرا للحكم لكان تغيير هؤلاء لاسم الخمر فيسمونها المشروب الروحي مثلا لكان هذا مبيحا له، لأنه قال: يسمونها بغير اسمها، ولهذا فإن من القواعد المسلمة أن تسمية الشيء بغير اسمه لا تغير حكمه، فتسمية حبس الظل تصويرا أمر ناشئ عن اصطلاحنا نحن، ولهذا لو شئنا لسميناه باسم آخر بعض الناس يسميه بالصنف، وبعضهم يسميه بالتمثيل، ولهم فيه أسماء وعبارات مختلفة، ولذلك فتسميته تصويرا لا تقتضي حرمته، وهذه القاعدة هي التي نظمها شيخي محمد علي بن عبد الودود رحمه الله في قوله:
تسمية العين بغير اسمها
لا تقتضي منعا ولا تقتضي
بل حكمها من قبل في أمسها
فائدة مهمة ينبغي
لا تنقل الأعيان عن حكمها
إثبات حق ليس في قسمها
كحكمها من بعد في يومها
إيقاف من يفتي على فهمها
وكذلك لا يمكن أن تقاس هذه الصور الفوتوغرافية على الصور الحقيقية التي وردت فيها النصوص لأن العلة مختلفة، فالعلة التي حرم النبي r التصوير من أجلها بينها بأنها مضاهاة خلق الله ومحاكاته، ولذلك يعذب المصور يوم القيامة من صور ذا روح عذب حتى ينفخ فيه الروح وما هو بنافخ، ولذلك قال: المضاهون خلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة، فلهذا بين علة التحريم، وهذه العلة لا تتحقق في الصور الفوتوغرافية، ولهذا لا يمكن أن يمتدح إنسان بأنه أحسن تصويرا من غيره، لكن يمتدح بأنه أتقن أدرى باستعمال الآلة مثلا أو أدق في ضبطها وهذا ليس هو عين التصوير، ومن أجل هذا فالصور الفوتوغرافية إذا كان المصور مما يحل النظر إليه يجوز عملها، ودليل ذلك أن الأصل في الأشياء كلها الإباحة وأن الحبس حبس الظل هو بمثابة النظر في المرآة، وقد ثبت أن النبي r كان ينظر في المرآة.
http://www.dedew.net/index.php?A__=5&type=4&h=1&linkid=1355
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:35]ـ
وشو المقصود!، يعني كاميرا الفيديو؟
او الكاميرا التي تظهر الصور في نفس الوقت؟
اما الفيديو: فلا اظن هناك عاقل يحرم التصوير به
ليتك كلفت نفسك البحث عمّن حرم (كاميرا الفيديو) من أعلام الأمة في هذا الزمن قبل كتابة كلمتيك هاتين.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:06]ـ
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
للشيخ محمد الحسن ولد اللدو الشنقيطي تفصيل قيم ... خلاصته أن لفظ التصوير في زمن النبي صلى الله عليه و سلم ليس هو نفسه ما يسمى التصوير في زماننا ... فينبغي حينئذ مراعاة كون التصوير لم تعرفه العرب و ان تسميته بالتصوير انما من باب اتفاق الالفاظ ... وضرب مثالا على ذلك بلفظ القهوة .... فالقهوة في زماننا هي غير القهوة عند العرب ....
فالقهوة في لغتهم هي من اسماء الخمر .... ولا عبرة باتفاق الالفاظ ها هنا لتحريم هذا المشروب الجديد الذي لم تعهده العرب ..
وهاهي ذي الفتوى
الكلام على الصور الفوتوغرافية وأدلة جوازها
ورد في كتاب تفسير آيات الأحكام ترجيح جواز الصور الفوتوغرافية وقد سمعت أنكم تجيزونها فما هو الدليل على ذلك؟
أن الصور الفوتوغرافية ليست موجودة في العهد النبوي ولا في عهد أئمة الاجتهاد، وإنما عرفت في العصور المتأخرة، ولذلك فالنصوص الشرعية الواردة في التصوير لا تتناولها بدلالة الألفاظ قطعا، لأن اللفظ النبوي في التصوير إنما يتناول ما كان موجودا إذ ذاك، فالتصوير الذي حرمه رسول الله r وحذر منه هو ما كان موجودا في زمانه وهو النحت من الحجر أو من الطين أو من الخشب أو الرسم باليد فهذا هو التصوير، وهي كذلك لا يمكن أن تقاس على الصور المحرمة، هي لا تدخل في دلالة اللفظ قطعا، ومن فسر الألفاظ الواردة في التصوير بها فهو بمثابة من فسر نصوص القرآن بغير معانيها، كالذي يقول في قول الله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم} أن السيارة مثلا كابرس أو لاند روفر أو نحو هذا، فهذا فسر القرآن بغير معناه، هو السؤال عن رأيي أنا، فلذلك تفسير هذه النصوص بغير دلالاتها اللغوية مناف للمقصد الشرعي وهو من القول على الله بغير علم، ولذلك فالدلالات اللغوية لو أخذ بها بتطورها وما تؤول إليه لكان قول النبي r: « إن قوما في آخر الزمان يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها» منافيا لهذا، لأنه لو كان تغير دلالات الألفاظ مغيرا للحكم لكان تغيير هؤلاء لاسم الخمر فيسمونها المشروب الروحي مثلا لكان هذا مبيحا له، لأنه قال: يسمونها بغير اسمها، ولهذا فإن من القواعد المسلمة أن تسمية الشيء بغير اسمه لا تغير حكمه، فتسمية حبس الظل تصويرا أمر ناشئ عن اصطلاحنا نحن، ولهذا لو شئنا لسميناه باسم آخر بعض الناس يسميه بالصنف، وبعضهم يسميه بالتمثيل، ولهم فيه أسماء وعبارات مختلفة، ولذلك فتسميته تصويرا لا تقتضي حرمته، وهذه القاعدة هي التي نظمها شيخي محمد علي بن عبد الودود رحمه الله في قوله:
تسمية العين بغير اسمها
لا تقتضي منعا ولا تقتضي
بل حكمها من قبل في أمسها
فائدة مهمة ينبغي
لا تنقل الأعيان عن حكمها
إثبات حق ليس في قسمها
كحكمها من بعد في يومها
إيقاف من يفتي على فهمها
كلام مهم جداً
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:09]ـ
وهناك أمر هام جداً يترتب على ما سبق ..
شخصيات الكرتون مصنوعة بواسطة البشر وفيها مضاهاة لخلق الله ... سواء رسمت باليد أو بوسيلة أخرى كبرامج الحاسوب
ولذلك لا شك لدي الآن في تحريمها
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:23]ـ
فإن من القواعد المسلمة أن تسمية الشيء بغير اسمه لا تغير حكمه، فتسمية حبس الظل تصويرا أمر ناشئ عن اصطلاحنا نحن
كلام الشيخ حفظه الله عن الحقيقة العرفية ولم يتطرق إلى اللغوية والشرعية فلو سلمنا بكلامه هنا حول الحقيقة العرفية
فإن الصور الفوتغرافية يصدق عليها اسم الصورة لغة وشرعا
ولا ينبغي هنا إهمال النظر في مقصد الشارع من تحريم الصور وهي كثيرة مذكورة في محلها
والعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 01:40]ـ
كون الفوتوغرافية يصدق عليها اسم الصورة لغة وشرعا هو بعينه موطن النزاع، ولم يأت أحد الفريقين بدليل عليه.
وكونه صورة شرعا مبني على كونه صورة لغة، لأن الذي يختار تحريمه إنما يختاره بناء على أنه داخل في عموم النهي.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:08]ـ
لعلكم تطلعون على رسالة الشيخ وليد السعيدان
فقد قرر صدق اسم الصورة عليها لغة وعرفا وشرعا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:30]ـ
هل تقصد هذه الرسالة؟
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=590
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 04:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن قدامة في المغني وغيره
فَصْلٌ: وَيُسْتَحَبُّ زِيَارَةُ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِمَا رَوَى الدَّارَقُطْنِيّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ حَجَّ، فَزَارَ قَبْرِي بَعْدَ وَفَاتِي، فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي} .... وَيُرْوَى عَنْ الْعُتْبِيِّ، قَالَ: كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْت اللَّهَ يَقُولُ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}.
وَقَدْ جِئْتُك مُسْتَغْفِرًا لِذَنْبِي، مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أَعْظُمُهُ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرِ أَنْتَ سَاكِنُهُ فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ ثُمَّ انْصَرَفَ الْأَعْرَابِيُّ، فَحَمَلَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْت، فَرَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: يَا عُتْبِيُّ، الْحَقْ الْأَعْرَابِيَّ، فَبَشِّرْهُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُ.
والسؤال: إذا كان هذا الكلام صحيحا، فما سبب الضجة والاختلاف
كيف يقال هذا يا أبا مالك وهل الجمهور يعد شيء أمام قول النبي (ص) .. وقد كان الإمام أحمد لا يأبه لقول بعضهم أجمعوا على كذا في مقابلة الحديث فكيف نقول الجمهور .. وكما قال الناظم:
وليس كل خلاف جاء معتبراً ........... إلا خلاف له حظ من النظر
وخلاصة الكلام في حكم التصوير يعرف من ثلاثة نصوص:
الأول: في صحيح مسلم عن سعيد بن أبي الحسن قال " جاء رجل إلى ابن عباس فقال إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها فقال له ادن مني فدنا منه ثم قال ادن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه قال أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم و قال إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس ".
فهذا عموم لا مخصص له في المصور وعموم آخر لا مخصص له في الصورة ويدخل في ذلك الصور الفوتوغرافية والفديو.
الثاني: مارواه البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِسَادَةً فِيهَا تَمَاثِيلُ كَأَنَّهَا نُمْرُقَةٌ فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الْبَابَيْنِ وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ فَقُلْتُ مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا بَالُ هَذِهِ الْوِسَادَةِ قَالَتْ وِسَادَةٌ جَعَلْتُهَا لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا قَالَ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَأَنَّ مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ "
والشاهد قوله " أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ " وهو عند مسلم أيضا
لكن أوردت الرواية السابقة لأن فيها معنى لا يتنبه له كل أحد!
فكلمة "صورة" نكرة جاءت في سياق النفي فتفيد العموم فكل صورة تمنع دخول الملائكة سواء كانت من الصور الفوتوغرافية أوالفديو أو غير ذلك.
الثالث:" الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس، فلا صورة ".
وهو عند أبي شيبة والبيهقي في الكبرى وقد صححه الإمام الألباني في الصحيحة برقم (1921).
ومعنى الحديث أن الصورة المحرمة هي الرأس فإذا رأيت شكل الرأس في الصورة الفوتوغرافية أو الفديو أو غير ذلك فاعلم أن هذا هو التصوير الذي حرمه الله ... وبالمناسبة فقد رأيت على الصفحة الأولى لهذا المنتدى صورة رأس إنسان فليتنبه لهذا.
بقي أن يجاب عن شبهة يتعلق بها بعضهم في تحليل التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفديو وهي انعكاس الصورة على الأسطح الصقيلة مثل المرآة وغيرها.
وقد علم القوم أنه لا أحد يحرم ذلك مع وجود من يحرم التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفديو فدل ذلك على أن هذا قياس باطل.
ثم نقول الكاميرا وإن قلنا أنها تعكس الضوء فهي تنتج صورة يمكن حفظها وتعليقها ويمكن أن يشاهدها القريب والبعيد وغير ذلك فهل المرآة تنتج مثل ذلك فدل ذلك على أن هذا قياس باطل.
وبالمناسبة فإن فتوى شيخنا ابن عثيمين في التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفديو على التحقيق هي في بيان أن عمليه التصوير عكس للضوء ولا يفهم من فتواه جواز الصورة الناتجه لأنه يفتي بعدم جواز حفظها أو تعليقها ..
بقي أن يقال إن حرمة التصوير جاءت لغيره لا لذاته فيستثنى منه ما كان للحاجة وهي منزلة دون الضرورة لأدلة لعلي أذكرها لاحقاً .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 04:23]ـ
يا أخي الكريم، كونك ترجح قولا على قول لا يعني أن تجعل المخالف لا عبرة بقوله.
وأما فتوى ابن عثيمين بعدم جواز الحفظ أو التعليق، فلا علاقة لها بموضوعنا، وفتواه معروفة مشهورة بجواز التصوير الفوتوغرافي، وأنه ليس هو التصوير المحرم في النصوص.
وأما نقلك عن الإمام أحمد أنه كان لا يعبأ بنقل الإجماع، فكلام غير صحيح، يعرف ذلك كل من له عناية بمذهبه رحمه الله.
وإنما تمسك بعض المعاصرين ممن لم يخبروا مذهبه بقوله (من ادعى الإجماع فقد كذب)، فهذه المقولة في مقابلها عشرات المنقولات من مذهب أحمد احتج فيها رحمه الله بالإجماع، واحتج أيضا بعدم نقل الخلاف، واحتج أيضا بالإجماع المستقر بعد خلاف، واحتج أيضا بالإجماع المخالف لظاهر بعض النصوص، فلا يصح إطلاق أقوال مبنية على استنباط من نص للإمام بغير معرفة بباقي نصوصه.
وموضوع التصوير قد نوقش كثيرا، وأفرد بالتصنيف، والنقاش فيه يطول، وليس هو موضوعنا هنا أصلا، فلا ينبغي الخروج عن الموضوع.
إنما موضوعنا تحقيق قول الجمهور وأنه لا فرق عندهم بين قطع الرأس وقطع غير الرأس.
فالنقاش هنا كما ترى ليس في مخالفة النصوص، وإنما في فهم النصوص.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 04:56]ـ
جوابك الأخير من المغالطة وأنت الذي خرجت عن الموضوع وأخذت تناقش في مسألة الإجماع عند الإمام أحمد وإنما أنا نقلت كلام ابن القيم وهو أعلم مني ومنك بكلام الإمام أحمد ... ولا يفهم من كلامي أنني لا أقر بالإجماع فقد رددت في مؤلف على من حمل قول الإمام أحمد والإمام الشافعي على غير وجهه الصحيح .. وأما قولك:
إنما موضوعنا تحقيق قول الجمهور وأنه لا فرق عندهم بين قطع الرأس وقطع غير الرأس.
فجوابه عند أبي مالك الأول:
والسؤال: إذا كان هذا الكلام صحيحا، فما سبب الضجة والاختلاف في مسألة التصوير، لأنه بناء على هذا الكلام يكون معظم الموجود من الصور جائزا، ولا يكون هناك إشكال في صور البطاقة وجواز السفر ونحوها، وليست مسألة جواز للضرورة كما هو شائع.
أرجو التوجيه من المشايخ الكرام!
وأنا نقلت لك كلام ابن قدامة رحمه الله في شد الرحال لقبر النبي (ص) لأننا لا نستبعد أن يأتينا أحد فيقول قال ابن القيم في المغني .. ثم يقول كما قلت أنت:
إذا كان هذا الكلام صحيحا، فما سبب الضجة والاختلاف
لكنك أعرضت عن هذا ..
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 05:36]ـ
استغرب والله إخواني ممن يشنع على أخيه فيما يذهب إليه في مسائل أختلف فيها كبار العلماء وكأن المخالف أتى ببدعاً من القول ..
الله المستعان.
حفظك الله أخي أبامالك وجميع الإخوان ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 08:40]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
المطلوب تحقيق مناط التحريم، بناء على النص الذي تفضلت بنقله (الصورة الرأس) وغيره.
فإن كثيرا من أهل العلم، من القدماء والمحدثين، ومنهم الشيخ (محمد بن إبراهيم) والشيخ (ابن عثيمين) وكذلك (محمد صالح المنجد) وغيره من المعاصرين.
أقول: إن هؤلاء فهموا من هذا النص أن المراد ما لا تبقى الحياة به، وهذا ينطبق على الرأس وينطبق على الصدر أيضا، فيكون مقتضى هذا الكلام أن الرأس بلا صورة كالصورة بلا رأس.
وهذه مسألة أخرى فرعية عن مسألة تحريم التصوير أصلا، فإن الكلام هنا مبني على القول بأن التصوير محرم، ولكن المطلوب نقاشه (ما الممنوع بالضبط من الصورة؟) يعني مثلا: لو طمس بعض الرأس دون بعض هل يكفي؟ كما لو طمست العينان أو الأنف أو نحو ذلك؟
ولعلك توضح مرادك بالنقل الذي ذكرته عن ابن قدامة، فلم أفهمه.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 01:50]ـ
الحمد لله
لو كانت الصورة الفوتوغرافية هي الصورة المقصودة في الحديث لكان النظر الى المرآة يفضي الى كون الملائكة لا تدخل هذا البيت وكذلك الزجاج فإن شكل الانسان يتصور فيه وكذلك الاواني المعدنية والاحواض المائية ....
و كما قال الشيخ ولد الددو الشنقيطي ... اذا كان التحريم لأجل الاسماء فتحريم القهوة كذلك يلزم لأن القهوة هي الخمر عند العرب ...
فالقول بأن هذه الصور هي عين الصور التي حرمها الشرع فيه نظر ... والله اعلم.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:02]ـ
للقراءة والمتابعة
ـ[هالة]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:34]ـ
الإخوة الأفاضل
إذن كيف تسمى الصور الفوتوغرافية في اللغة العربية القحّة؟!
مثلا لو فرض و أنّه قد أكتشفت الصور الفوتوغرافية في زمن العرب القدامى فما الألفاظ العربية التي كان سيستخدمها العربي القح للتعبير عن الصورة الفوتوغرافية لقومه العرب؟! يعني ألن يجد في العربية مصطلحات للتعبير عن هذا الشيء الحادث؟! و هل سيبقى أبكما مع قومه عاجزا عن وصف هذا الشيء باللغة العربية؟!
و هل من يقول بأنّ إطلاق لفظ الصورة على الصورة الفوتوغرافية ليس في كلام العرب القدماى يعتبر هذا الإطلاق دخيل على العربية؟
نرجو من العرب الأقحاح الإجابة على هذا السؤال؟
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 06:43]ـ
http://o9o9.net/2/uploads1/60ff95b33b.gif
ـ[المتعلم]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 08:52]ـ
لو كانت الصورة الفوتوغرافية هي الصورة المقصودة في الحديث لكان النظر الى المرآة يفضي الى كون الملائكة لا تدخل هذا البيت وكذلك الزجاج فإن شكل الانسان يتصور فيه وكذلك الاواني المعدنية والاحواض المائية ...
أكرمك الله أخي الكريم
لكن النظر في المرأة والماء ... لا يسمى تصويرا، وقد كان موجودا في زمان النبي (ص) ولم ينه عنه ولم يلعن فاعله ...
أما تصوير الكاميرا؛ فهو تصويرٌ لغةً وعرفا وشرعا، وتلك لا تسمى تصويرا لا لغة ولا شرعا ولا عرفا، فكيف تقاس أو تلحق بها؟
نعم لا يقر المخالف بأنه تصويرٌ شرعا لكن كلهم يقرون بأنه تصوير عرفا، وغالبهم يقر بأنه تصوير لغة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:16]ـ
أكرمك الله أخي الكريم
لكن النظر في المرأة والماء ... لا يسمى تصويرا، وقد كان موجودا في زمان النبي (ص) ولم ينه ولم يلعن فاعله ...
أما تصوير الكاميرا؛ فهو تصويرٌ لغةً وعرفا وشرعا، وتلك لا تسمى تصويرا لا لغة ولا شرعا ولا عرفا، فكيف تقاس أو تلحق بها؟
نعم لا يقر المخالف بأنه تصويرٌ شرعا لكن كلهم يقرون بأنه تصوير عرفا، وغالبهم يقر بأنه تصوير لغة.
الحمد لله
اخي الفاضل
لا يسمى تصويرا ولكن الصورة هي التي تظهر في المرآة و الماء .... فهل تدخل الملائكة بيتا انت واقف فيه امام المرآة وصورتك في المرآة ... مذهبك يلزم منه القول بانها لا تدخل ... لأن اللفظ
عام
هذا كما قلت لك كلفظ القهوة ... والله اعلم ...
بارك الله فيك
ـ[المتعلم]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:27]ـ
لا يسمى تصويرا ولكن الصورة هي التي تظهر في المرآة و الماء .... فهل تدخل الملائكة بيتا انت واقف فيه امام المرآة وصورتك في المرآة ... مذهبك يلزم منه القول بانها لا تدخل ... لأن اللفظ
عام
هذا كما قلت لك كلفظ القهوة ... والله اعلم ...
إذا كان لا يسمى تصويرا فلا يتناوله النهي، كما أن السنة وفعل الصحابة دل على عدم دخوله فيه وهذا كاف.
فكيف يلزمني ما تقول؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 11:49]ـ
أعتذر إلى الإخوة الكرام، فبعد مشاركتي هذه سأحذف جميع المشاركات التي لا تتعلق بالموضوع.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 07:26]ـ
شكرا لك أخي الكريم العوضي على هذا الموضوع الشيق
وأود أن أقول ياليتنا نتدارس لغة الحوار قبل أن نتحاور
إذا المشكلة أننا لا نفهم أحيانا الموضوع المطروح للنقاش
ومما يزيد الطين بلة أن لا نحسن أسلوب الحوار والتواضع ولين الجانب وربما قدمنا سؤ الظن على إحسانه
والله المستعان
ـ[أبومنصور]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 12:35]ـ
بارك الله فيكم .. الحقيقة نقاش مفيد وممتع مع رجاء ان يستحضر الاخوة الكرام اداب الحوار وغلق ابواب الشيطان
وفقكم الله
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 10:41]ـ
أخواني المسألة فيها تفصيل، شقٌ من جانب الصورة، وشقٌ آخر وهو: المصور
وبما أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فالصورة على العموم إذا انتفت علة التحريم عنها أصبحت مباحة، وطبعًا لا نقل هنا علة التحريم هي المضاهاة؛ لأن المضاهاة خاصة بالمصوِّر لا بالصورة، وإلا فالصورة لا تضاهي بنفسها، والمصوِّر هو الذي يضاهي بها خلق الله.
إذن ما هي علة تحريم الصورة؟
هي: "التعظيم"، والدليل على ذلك أن الصورة إذا أُهينت فلا شيئ فيها، والدليل الحديث الصحيح الذي أورده النسائي من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «ادْخُلْ». فَقَالَ كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِى بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَإِمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُءُوسُهَا أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطًا يُوطَأُ فَإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلاَئِكَةِ لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ"
فكما ترون انتفاء العلة، ذهبت بالتحريم
وهناك أمر آخر يشغلني في هذه المسألة وهو: ما هو أصلًا الدليل على تحريم الصورة. فهل عدم دخول الملائكة مكان يقتضي التحريم؟!!
وهل هذا الأمر خاص بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ لنزول الوحي عليه أم هو عام؟ والظاهر أنه عام والله أعلم، ولكن لم أقف على دليل يُحرم الصورة لا التصوير فيجب التفريق.
أما كلام ابن قدامة في المغني ليس عليه دليلٌ صريح، بل هو اجتهاد وفهم للنصوص، والدليل الصريح جاء بقطع الرأس، كما ذكروا الإخوة في الأعلى، وكما ذكرت أنا في الحديث السابق. بل فيه مخالفة للحديث؛ لأن العلة في الرأس لا بقية الجسم كما هو واضح وظاهر من نصوص الأحاديث، وقطع الجسم وبقاء الرأس يخالف ظاهر الأحاديث!
أما العلة في تحريم التصوير كمصوِّر _لا الصورة_ هو المضاهاة التي من عمل الإنسان (كالنحت، والرسم، وغيره ... كما جاء من ظاهر الأحاديث، ومن هنا يخرج النظر في المرآة أو المياه أو الزجاج؛ لأنه ليس من عمل الإنسان أولًا، وثانيًا ليس فيه مضاهاة، وإنما هو كالظل أو الخيال وما شابه ...
وأيضًا _والله أعلم_ سدًا لذريعة الشرك ... فالينتبه لذلك!!
أما كلام الشيخ الددو عن تسمية الشيء بغير اسمها، فإنَّ الصورة الفوتوغرافية تسمى صورة عرفًا وشرعًا ولغة واصطلاحًا!!
والخلاصة _والله أعلم_ أنه يجب التفريق بين الحكم على الصورة، والمصوِّر
هل يوجد دليل صريح على تحريم الصورة لا التصوير، وهل عدم دخول الملائكة مكان يقتضي التحريم؟
كلام الددو على الاسم والمسمى فيه نظر _وسامحوني على هذه اللفظة_
كلام ابن قدامة ومحمد ابن ابراهيم وما فهم منه من قطع الجسم وبقاء الرأس مخالف لظاهر النص
كلام الشيخ ابن عثيمين_رحمه الله_ في التفريق بين التصوير الفوري، والتصوير الذي يتدخل الأنسان فيه من تحميض وغيره في غاية الدقة، وهو يتكلم عن التصوير لا الصورة.
هذا فهمي والله أعلم، وقد أكون مخطئًا.
وجزاكم الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:41]ـ
جزاك الله خيرا على اجتهادك يا أخي الكريم.
ولكن ألا ترى أنك تطلق بعض الإطلاقات بغير أن تذكر عليها دليلا على الإطلاق؟
أما كلام الشيخ الددو عن تسمية الشيء بغير اسمها، فإنَّ الصورة الفوتوغرافية تسمى صورة عرفًا وشرعًا ولغة واصطلاحًا!!
لا يقال: (كذا يسمى كذا شرعا) إلا إذا كان الشارع قد نص على هذا.
ولا يقال: (كذا يسمى كذا لغة) إلا إذا كان أهل اللغة قد نقلوا هذا.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 02:26]ـ
أما الدليل على ما لونته بالأحمر هو القياس أخي الكريم!
وتدبر قولي في نهاية المشاركة "هذا فهمي والله أعلم، وقد أكون مخطئًا"
وأراك تقول: "بعض الإطلاقات"، فهذه واحدة، فهل هناك إطلاقات أخرى من وجهة نظرك (:
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 02:34]ـ
قولنا: (بعض الإطلاقات) قد يطلق على إطلاق واحد؛ لأنه بعض ( .......... ابتسامة)
والقياس لا ينفع في هذا المقام؛ لأنه قياس مختلف فيه، فكأنك تحتج بعين المسألة المتنازع عليها، فهي مصادرة على المطلوب.
هذا لو سلمنا جدلا أن القياس في اللغة جائز، مع أن جمهور العلماء على خلافه، وإجماع اللغويين على اطراحه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية طيبة للجميع؛ وبعد ..
قبل كل شيء لن أناقش هنا موضوع حكم التصوير على الوجه العام إطلاقا لا من بعيد ولا من قريب، بل مشاركتي على جزئية الفاضل النجيب (أبا مالك العوضي) أيده الله وجميع المشاركين والقارئين.
فأقول وبالله التوفيق:
أما الحديث فرفعه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يصح، كما جعله من قول أبي هريرة رضي الله عنه لا يصح أيضا، بل هو على الصواب من قول ابن عباس رضي الله عنه من رواية عكرمة عنه. وهو أثر صحيح.
· وقد قال الشيخ التويجري بعد نقله كلام الإمام الخطابي رحمهما الله جميعا: (والصحيح أن المحذور في الصورة الرأس وحده، نص عليه أحمد، لاشتماله على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء).
· قال الإمام ابن قدامة في أصل المسألة: (فإن قطع رأس الصورة ذهبت الكراهة، قال ابن عباس: [الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فليس بصورة] وحكي ذلك عن عكرمة.
وقد روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فقال: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل،
وكان في البيت ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فَمُر برأس التمثال الذي على الباب فيقطع فيصير كهيئة الشجر، ومُر بالستر فلتقطع منه وسادتان منبوذتان توطآن، ومُر بالكلب فليخرج" ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم).
· قال شيخ الإسلام في (شرح العمدة ج4/ص396):
فأما تمثيل غير الصورة فلا بأس به قال أحمد وقد سئل عن الثوب الذي عليه تماثيل: لا بأس بذلك. لأن النهي إنما جاء في الصورة.
و كذلك الحيوان إذا قطع رأسه أو طمس لم يبق من الصور المنهي عنها، قيل لأحمد في الرجل يكتري البيت فيه تصاوير: يحكه؟ قال: نعم. قيل له: وإن دخل حماما ورأى صورة حك الرأس؟ قال: نعم. وقال: إذا كان تمثالا منصوبا يقطع رأسه.
وسئل عن الوصي يشتري للصبية إذا طلبت منه لعبة؛ فقال: إذا كانت صورة لم يشترها. فقيل له: إذا كانت يدا ورجلا؟ فقال: يحك منه؛ كل شيء له راس فهو صورة. قيل له: فعائشة تقول: كنت العب بالبنات، قال: نعم.
وقال أيضا: الصورة الرأس.
وقال بعض أصحابنا: إذا قطع رأس الصورة أو لم يكن لها رأس جاز لبس ما فيه ذلك مع الكراهة، وقد أومأ أحمد إلى ذلك؛ فإنه سئل عن الستر يكون عليه صورة؟ قال: لا، وما لم يكن له رأس فهو أهون، وإن كان له رأس فلا. وذلك لأن سائر الأعضاء أبعاض الحيوان؛ ففي إبقائها إبقاء لبعض الصورة، لكن لما كان الحيوان لا تبقى فيه حياة بدون الرأس كان بمنزلة الشجر فزال عنه التحريم وبقيت فيه الكراهة.
ووجه الأول: حديث أبي هريرة المتقدم؛ فإن جبريل أمر النبي صلى الله عليه وسلم براس التمثال الذي في البيت أن يقطع ويصير كهيئة الشجرة، فعلم أن الكراهة تزول بذلك. وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فليس بصورة. رواه الخلال وأبو حفص.
وقد صح عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها كانت تلعب البنات وتصنع لها لعبا تسميها خيل سليمان؛ وإنما ذلك لأنه لم يكن لها رؤوس، ولأن ما ليس له راس لا يكون فيه حياة ولا روح ولا نفس وإنما هو بمنزلة الشجر ونحوها، والنهي إنما كان عن تصوير ذوات الأرواح كما تقدم، ولهذا لم يكره أصحابنا تمثيل ما لا روح له كالأرتج والنارتج والشجر ونحوها كما نص عليه أحمد، فانه لم يكره إلا الصورة لأن النهي إنما جاء فيها خاصة.
فالعبرة أخي الحبيب (أبا مالك) بما قرره العلماء الراسخين الناقدين، لا ما استنتجه وفهمه الآخرين. [واللبيب بالإشارة يفهم].
والله تعالى أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلام الهروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 03:38]ـ
تصوير التعريف: 1 - التصوير لغة: صنع الصورة. وصورة الشيء هي هيئته الخاصة التي يتميز بها عن غيره. وفي أسمائه تعالى: المصور، ومعناه: الذي صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورته الخاصة وهيئته المفردة، على اختلافها وكثرتها. وورد في حديث ابن عمر تسمية الوجه صورة، قال رضي الله عنه: {نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب الصورة، أو نهى عن الوسم في الوجه} أي: أن يضرب الوجه أو يوسم الحيوان في وجهه. والتصوير أيضا: ذكر صورة الشيء، أي: صفته، يقال: صورت لفلان الأمر، أي: وصفته له. والتصوير أيضا: صنع الصورة التي هي تمثال الشيء، أي: ما يماثل الشيء ويحكي هيئته التي هو عليها، سواء أكانت الصورة مجسمة أو غير مجسمة، أو كما يعبر بعض الفقهاء: ذات ظل أو غير ذات ظل. والمراد بالصورة المجسمة أو ذات الظل ما كانت ذات ثلاثة أبعاد، أي لها حجم، بحيث تكون أعضاؤها نافرة يمكن أن تتميز باللمس، بالإضافة إلى تميزها بالنظر. وأما غير المجسمة، أو التي ليس لها ظل، فهي المسطحة، أو ذات البعدين، وتتميز أعضاؤها بالنظر فقط، دون اللمس؛ لأنها ليست نافرة، كالصور التي على الورق، أو القماش، أو السطوح الملساء. والتصوير والصورة في اصطلاح الفقهاء يجري على ما جرى عليه في اللغة. وقد تسمى الصورة تصويرة، وجمعها تصاوير، وقد ورد من ذلك في السنة حديث عائشة رضي الله عنها في شأن الستر قوله صلى الله عليه وسلم: {أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي}. أنواع الصور: 2 - إن الصورة - بالإضافة إلى ما ذكرناه من الصور الثابتة - قد تكون صورة مؤقتة كصورة الشيء في المرآة، وصورته في الماء والسطوح اللامعة، فإنها تدوم ما دام الشيء مقابلا للسطح، فإن انتقل الشيء عن المقابلة انتهت صورته. ومن الصور غير الدائمة: ظل الشيء إذا قابل أحد مصادر الضوء. ومنه ما كانوا يستعملونه في بعض العصور الإسلامية، ويسمونه: صور الخيال، أو صور خيال الظل. فإنهم كانوا يقطعون من الورق صورا للأشخاص، ثم يمسكونها بعصي صغيرة، ويحركونها أمام السراج، فتنطبع ظلالها على شاشة بيضاء يقف خلفها المتفرجون، فيرون ما هو في الحقيقة صورة الصورة. ومن الصور غير الدائمة: الصور التليفزيونية، فإنها تدوم ما دام الشريط متحركا فإذا وقف انتهت الصورة. 3 - ثم إن الصورة قد تكون لشيء حي عاقل ذي روح، كصورة الإنسان. أو غير عاقل، كصورة الطائر أو الأسد. أو لحي غير الحيوان كصور الأشجار والزهور والأعشاب. أو للجمادات كصور الشمس والقمر والنجوم والجبال، أو صور المصنوعات الإنسانية كصورة منزل أو سيارة أو منارة أو سفينة. (الألفاظ ذات الصلة): أ - التماثيل: 4 - التماثيل جمع تمثال " بكسر التاء " وتمثال الشيء: صورته في شيء آخر. وهو من المماثلة، وهي المساواة بين الشيئين. والتمثيل: التصوير. يقال: مثل له الشيء إذا صوره له كأنه ينظر إليه، ومثلت له كذا: إذا صورت له مثاله بكتابة أو غيرها، وفي الحديث: {أشد الناس عذابا ممثل من الممثلين} أي مصور. وظل كل شيء تمثاله. فالفرق بين التمثال وبين الصورة: أن صورة الشيء قد يراد بها الشيء نفسه، وقد يراد به غيره مما يحكي هيئة الأصل، أما التمثال فهو الصورة التي تحكي الشيء وتماثله، ولا يقال لصورة الشيء في نفسه: إنها تمثاله. 5 - ومما يبين أن التمثال أيضا في اللغة يستعمل لصور الجمادات ما ورد في صحيح البخاري أن المسيح الدجال يأتي ومعه تمثال الجنة والنار. أما في عرف الفقهاء، فإنه باستقراء كلامهم تبين أن أكثرهم لا يفرقون في الاستعمال بين لفظي (الصورة) (والتمثال)، إلا أن بعضهم خص التمثال بصورة ما كان ذا روح، أي صورة الإنسان أو الحيوان، سواء أكان مجسما أو مسطحا، دون صورة شمس أو قمر أو بيت، وأما الصورة فهي أعم من ذلك. نقله ابن عابدين عن المغرب. وهذا البحث جار على الاصطلاح الأغلب عند الفقهاء، وهو أن الصورة التي تحكي الشيء، والتمثال بمعنى واحد. ب - الرسم: 6 - الرسم في اللغة: أثر الشيء. وقيل: بقية الأثر. وأثر الشيء قد يشاكله في الهيئة. ومن هنا سموا " الروسم "، وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
الخشبة التي فيها نقوش يختم بها الأشياء المراد بقاؤها مخفاة، لئلا تستعمل. وقال ابن سيده: " الروسم الطابع ". ومنه " المرسوم " لأنه يختم بخاتم. والرسم في الاستعمال المعاصر بمعنى: الصورة المسطحة، أو التصوير المسطح، إذا كان معمولا باليد. ولا تسمى الصورة الفوتوغرافية رسما. بل يقال: رسمت دارا، أو إنسانا، أو شجرة. ج - التزويق، والنقش، والوشي، والرقم: 7 - هذه الكلمات الأربع تكاد تكون بمعنى واحد، وهو تجميل الشيء المسطح أو غير المسطح بإضافة أشكال تجميلية إليه، سواء أكانت أشكالا هندسية أو نمنمات أو صورا أو غير ذلك. قال صاحب اللسان: ثوب منمنم أي: موقوم موشى، وقال: النقش: النمنمة. فكل منها يكون بالصور أو بغيرها. د - النحت: 8 - النحت: الأخذ من كتلة صلبة كالحجر أو الخشب بأداة حادة كالإزميل أو السكين، حتى يكون ما يبقى منها على الشكل المطلوب، فإن كان ما بقي يمثل شيئا آخر فهو تمثال أو صورة، وإلا فلا ترتيب هذا البحث: 9 - يحتوي هذا البحث على ما يلي: أولا: ما يتعلق من الأحكام بالصورة الإنسانية. ثانيا: أحكام التصوير، أي: صناعة الصور. ثالثا: أحكام اقتناء الصور، أي: اتخاذها واستعمالها. رابعا: أحكام الصور من حيث التعامل والتعرف فيها. القسم الأول: ما يتعلق من الأحكام بالصورة الإنسانية: 10 - ينبغي للإنسان أن يعتني بتجميل صورته الظاهرة، بالإضافة إلى اعتنائه بتكميل صورته الباطنة، ويقوم بحق الله تعالى بشكره على أنه جمل صورته. والعناية بالصورة الباطنة تكون بالإيمان والتطهر من الذنوب والشكر لله، والتجمل بالأخلاق الحميدة. والعناية بالصورة الظاهرة تكون بالتطهر بالوضوء والاغتسال والتنظف وإزالة التفث، والتزين بالزينة المشروعة من العناية بالشعر والملابس الحسنة وغير ذلك، (ر: زينة). 11 - ولا يحل للإنسان أن يشوه جسمه بإتلاف عضو من أعضائه، أو إخراجه عن وضعه الذي خلقه الله عليه. كما لا يحل له أن يفعل ذلك بغيره، إلا حيث أذن الله تعالى بذلك وقد {نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النهبى والمثلة}. (ر: مثلة). كما لا يحل له أن يقصد تشويه نفسه بلبس ما ينفر الناس منه ويخرجه عن المعتاد (ر: ألبسة). ومن ذلك أن النبي {نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة} أي: في إحدى قدميه دون الأخرى. وشرع للمسلم أن يتطيب ويتعطر. وللمرأة زينتها الخاصة. وراجع مباحث (اكتحال. اختضاب. حلي، إلخ). 12 - أما الزينة الباطنة، فقد قال ابن القيم: الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته، كما في الحديث: {إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم}. وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال، فتكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتسبت روحه من تلك الصفات. فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبه، وهذا أمر مشهود بالعيان. فإنك ترى الرجل الصالح ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة، وإن كان غير جميل، ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل، فإنها تنور الوجه. قال: وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض، وهي من زيادة الخلق التي قال الله فيها: {يزيد في الخلق ما يشاء} قال المفسرون: هو الصوت الحسن والصورة الحسنة. والقلوب مطبوعة على محبته، كما هي مفطورة على استحسانه. قال: وكل من الجمال الظاهر والجمال الباطن نعمة من الله تعالى توجب على العبد شكرا بالتقوى والصيانة، وبهما يزداد جمالا على جماله. وإن استعمل جماله في معاصي الله قلب الله محاسنه شينا وقبحا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى جمال الباطن بجمال الظاهر، {قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت امرؤ حسن الله خلقك، فحسن خلقك}. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجمل الخلق وأحسنهم وجها. وقد سئل البراء بن عازب: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ فقال: لا، بل مثل القمر. وكان صلى الله عليه وسلم يستحب أن يكون الرسول الذي يرسل إليه حسن الوجه حسن الاسم، فكان يقول: {إذا أبردتم إلي بريدا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم} وقد أمتع الله عباده المؤمنين في دار كرامته بحسن الصور، كما في الحديث {أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على أثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشية. صورهم على صورة القمر ليلة البدر}.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 04:56]ـ
قولنا: (بعض الإطلاقات) قد يطلق على إطلاق واحد؛ لأنه بعض ( .......... ابتسامة)
والقياس لا ينفع في هذا المقام؛ لأنه قياس مختلف فيه، فكأنك تحتج بعين المسألة المتنازع عليها، فهي مصادرة على المطلوب.
هذا لو سلمنا جدلا أن القياس في اللغة جائز، مع أن جمهور العلماء على خلافه، وإجماع اللغويين على اطراحه.
معذرة! قصدت القياس الشرعي: الذي هو أحد مصادر التلقي.
أما اللغوي فابالإدراج، ادراج الشيء المستحدث تحت المسمى الأصلي، كالسيارة تحت مسمى الدابة، والمصباح تحت مسمى القنديل وما شابه، والصورة الفوتوغرافية تحت مسمى التصاوير.
ولكن هل أفهم من كلامك أن الصورة الفوتوغرافية لا يصح أن تسمى صورة لغة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 07:23]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لا يخفى عليك أن العلماء عندما يختلفون فإن كلا منهم يستدل بأدلة على ما يقول، ويكون له وجه من النظر، ولولا ذلك لسقط الخلاف.
وعندما يختلف اثنان من أهل العلم فيأتي واحد منهم في موقف المناظرة فيقول: (كذا يسمى كذا لغة) فلا بد أن يكون استناده إلى نصوص واضحة في إثبات ذلك، ولا يصلح القياس هاهنا؛ لأنه دعوى مجردة مقابلة بنقيضها، فبم ترد على من يقول لك: (لا لا يسمى كذا في اللغة)؟ لا تستطيع أن ترد عليه إطلاقا.
وأما القياس الشرعي فهو أيضا غير سائغ الاستعمال في هذا الموطن؛ لأننا نتكلم عن مسميات شرعية وليس عن أحكام شرعية.
وسأوضح لك كلامي تطبيقا على ما هنا:
عندما تقول: (الصورة الفوتوغرافية تسمى صورة شرعا)، فأنت تعني أن الصورة الفوتوغرافية حكمها مماثل لحكم الصورة في الشرع، ولا تعني أن الشارع قد أطلق على الصورة الفوتوغرافية اسم الصورة في كلامه.
هذه هي المقدمة الأولى، ثم أنت تستدل بهذه المقدمة على أن الصورة الفوتوغرافية حرام؛ لأن الصورة حرام!!!
وبهذا يظهر الخلل في الكلام؛ لأن المقدمة هي بعينها النتيجة، فهي مصادرة على المطلوب!
والصواب في مثل هذا المجال أن تقول: الصورة الفوتوغرافية تسمى صورة شرعا، أي أن الشارع قد سماها صورة في النص الفلاني والنص الفلاني مثلا، ثم تستنبط من هذا الإطلاق من الشارع أن حكم الصورة منسحب عليها.
أرجو أن أكون وضحت لك مرادي، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 07:27]ـ
ولكن هل أفهم من كلامك أن الصورة الفوتوغرافية لا يصح أن تسمى صورة لغة؟!
هذا لا يفهم من كلامي، وإنما المقصود أن نفرق بين القول الذي يحتاج إلى دليل، وبين القول الذي هو في نفسه دليل.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 10:18]ـ
أخواني المسألة فيها تفصيل، شقٌ من جانب الصورة، وشقٌ آخر وهو: المصور
وبما أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فالصورة على العموم إذا انتفت علة التحريم عنها أصبحت مباحة، وطبعًا لا نقل هنا علة التحريم هي المضاهاة؛ لأن المضاهاة خاصة بالمصوِّر لا بالصورة، وإلا فالصورة لا تضاهي بنفسها، والمصوِّر هو الذي يضاهي بها خلق الله.
إذن ما هي علة تحريم الصورة؟
هي: "التعظيم"، والدليل على ذلك أن الصورة إذا أُهينت فلا شيئ فيها، والدليل الحديث الصحيح الذي أورده النسائي من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «ادْخُلْ». فَقَالَ كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِى بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَإِمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُءُوسُهَا أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطًا يُوطَأُ فَإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلاَئِكَةِ لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ"
فكما ترون انتفاء العلة، ذهبت بالتحريم
وهناك أمر آخر يشغلني في هذه المسألة وهو: ما هو أصلًا الدليل على تحريم الصورة. فهل عدم دخول الملائكة مكان يقتضي التحريم؟!!
وهل هذا الأمر خاص بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ لنزول الوحي عليه أم هو عام؟ والظاهر أنه عام والله أعلم، ولكن لم أقف على دليل يُحرم الصورة لا التصوير فيجب التفريق.
بارك الله تعالى فيك.
الحديث الشريف الذي نقلته تفسره رواية أخرى:
أَتَانِي جِبْريلُ عليهِ السَّلَامُ فقَالَ: إنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الليلَةَ، فلمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عليكَ البيتَ الَّذِي أَنتَ فِيه؛ إلاَّ أَنَّهُ كَانَ فِي البيتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وكَانَ فِي البيتِ قِرَامُ سِتْر فِيهِ تمَاثِيلٌ، فَمُرْ بِرَأسِ التَّمثَالِ يُقْطَعُ فيَصِيرُ كهيئةِ الشَّجَرَةِ ومُرْ بالسَّتْرِ يُقْطَعُ (وفي روايةٍ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سترًا فِي الْحَائطِ فِيهِ تماثيلُ, فاقْطَعُوا رُؤوسَهَا، فاجْعَلُوهَا بَساطًا أو وَسَائِدَ فأَوْطِئوهُ؛ فإنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فيهِ تماثيلُ)، فيُجْعَلُ مِنْهُ وسادَتَانِ تُوطآنِ، ومُرْ بالكَلْبِ فيُخْرَجَ. ففعلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا الكَلْبُ جَرْوٌ كَانَ للحسنِ والحُسينِ عليهما السَّلامُ تحتَ نَضَدٍ لَهما. قَالَ: ومازالَ يوصِيني بالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَو رَأَيْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
الشاهد: [فاقْطَعُوا رُؤوسَهَا، فاجْعَلُوهَا بَساطًا أو وَسَائِدَ فأَوْطِئوهُ]
علق الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قائلاً على هذا الحديث:
[الثالث: أن التحريم يشمل الصورة التي توطأ أيضًا إذا تركت على حالها و لم تغيَّر بالقطع, وهو الذي مال إليه الحافظ في "الفتح".] اهـ.
وهنا وقفة تأمل:
لماذا تلون وجه النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى النمرقة وفيها التصاوير، فمعلوم أن النمرقة ليست للتعظيم، حيث قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: [اشْتَرَيْتُهَا لَكَ تَقْعُدُ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدُهَا] اهـ.
فيكون ما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله تعالى من أن أن التحريم يشمل الصورة التي توطأ أيضًا إذا تركت على حالها و لم تغيَّر بالقطع هو أقوى الأقوال عندي والله تعالى أعلم.
وتكون هذه الرواية هي المفسرة للحديث الشريف الذي ذكرته وفقك الله تعالى لكل خير.
---------
أما الدليل على تحريم الصورة والله تعالى أعلم:
[نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت ونهى أن يصنع ذلك]. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح (نقلاً عن الشيخ حمود التويجري).
يوجد نهى من النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت.
ويوجد أمر من النبي صلى الله عليه وسلم بطمس الصور.
عدم دخول النبي صلى الله عليه وسلم البيت الذي فيه تصاوير.
تلون وجهه صلى الله عليه وسلم لرؤيته لهذه الصور.
وهناك علة ثالثة لتحريم التصوير، وهي التشبه بالنصارى والمشركين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 10:41]ـ
بعض أقوال العلامة الشيخ: محمد بن إبراهيم في التصوير النصفي:
التصوير النصفي: بعض العلماءِ يبيح ذلك اعتبارًا بكونه غير انسان، ويقول القطع يكفي في تغيير الصورة، وأَنه غير صورة.
ولكن الذي يظهر المنع منه، وذلك أَنه فرق بين ابتداء الشيء والقصد إليه، وبين ما يقطع بعد وجوده. ففي الثاني معاكسة لذلك. فأما القصد إلى تصوير بعض صورة فكأنه لما عجز معنى أَو حسًا – فظن أَنه يجوز النصف أَو تَرَكَهُ لأَجل أَن لا يملأَ الورق – قصد إلى هذا. وجاءَ في الحديث ((النهي عن ضرب الصورة)) وهي الوجه، لأَنه هو عنوان الإنسان. فإذا صور الرأْس والوجه أَو الرقبة والرأْس: فالبقية مغطى بالثياب لا يدري ما هو، وبعضهم تركه لأجل أَن لا يملأَ الورق. (تقرير 76هـ)
وفي جواب آخر قال:
التصوير النصفي لا اشكال عندي في أَنه محرم، وان كان ذهب نزر قليل إلى القول بعدم التحريم، وربما يكون أَخف من الكامل لأَجل هذا القول، وأَما أَنا فلا إشكال عندي فيه، لأَن الوجه هو المقصود. (تقرير 76هـ).
(105 - جواز التصوير البعضي للحاجة)
من محمد بن إبراهيم إلى الاستاذ مدير مدرسة سدوس الابتدائية المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد وصل إلينا كتابك الذي تستفتي به عن حكم التصوير، وهل هناك فرق بين الصورة المجسدة وغيرها من الصور الشمسية والفوتغرافية، أَو بين ما تبرز فيه صورة الإنسان كاملة وبين تصوير الوجه والصدر وما حولهما.
والجواب: الحمد لله. لا يخفى أَن التصوير من أَعمال الجاهلية المذمومة التي ورد الشرع بمخالفتها، وتواترت الأَحاديث الصحيحة الصريحة بالنهي عنه ولعن فاعله وتوعده بالعذاب في جهنم كما في حديث ابن عباس مرفوعًا ((كُلُّ مُصَوّر في النَّارِ يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَة صَوَّرَهَا نَفْسٌ تُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ)) رواه مسلم.
وهذا يعم تصوير كل مخلوق من ذوات الأَرواح من آدميين وغيرهم، ولا فرق أَن تكون الصورة مجسدة أَو غير مجسدة، وسواءٌ أُخذت بالآلة أَو بالأَصباغ والنقوش أَو غيرها، لعموم الأَحاديث.
ومن زعم أَن الصورة الشمسية لا تدخل في عموم النهي وأَن النهي مختص بالصورة المجسمة وبما له ظل فزعمه باطل، لأَن الأَحاديث عامة في هذا، ولم تفرق بين صورة وصورة. وقد صرح العلماءُ بأن النهي عام للصور الشمسية وغيرها كالامام النووي والحافظ ابن حجر وغيرهما. وحديث عائشة في قصة القرام صريح، ووجه الدلالة منه أَن الصورة التي تكون في القرام ليست مجسدة وإنما هي نقوش في الثوب، ومع هذا فقد عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من مضاهات خلق الله.
لكن إذا كانت الصورة غير كاملة من أَصلها كتصوير الوجه والرأس والصدر ونحو ذلك وأُزيل من الصورة ما لا تبقى معه الحياة فمقتضى كلام كثير من الفقهاء اجازته، لا سيما إذا دعت الحاجة إلى هذا النوع وهو التصوير البعضي. وعلى كلٍّ فإن على العبد تقوى الله ما استطاع، واجتناب ما نهى الله ورسوله عنه (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ). والسلام.
مفتي البلاد السعودية
(ص-ف-2419 - 1 في 5 - 9 - 1385هـ)
(106 - ولضرورة الأخذ من الضمان الاجتماعي بشروط)
من محمد بن إبراهيم إلى جناب الأَخ المكرم عبدالرحمن بن مدراء الشاطري بن درويش سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد وصل إلينا كتابك الذي تذكر فيه حالتك عند مراجعة مصلحة الضمان الاجتماعي وانهم طلبوا عليك عكس وأنت محتاج لهم وذو عائلة ومدين وتسأَل هل يجوز العكس.
والجواب: إذا كان العكس بنصف الصورة فأقل وكان التصوير للضرورة وكنت كارهًا لذلك لولا ما ذكر فالمسألة تكون في حقك أَخف من غيرك، والفقهاءُ صرحوا بأنه إذا أُزيل من الصورة ما لا تبقى معه الحياة فلا بأْس. ولعل هذا بمثابة تصوير النصف فأَقل، ونظرًا لما ذكرته عن حالتك أَرجو أَن لا بأْس بذلك. والسلام.
مفتي البلاد السعودية
(ص-ف-1558 - 1 في 12 - 6 - 84هـ).
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ - جمع محمد بن عبد الرحمن بن قاسم من على شبكة الإنترنت]
----------------------------
فالذي يظهر والله تعالى أعلم، أن تحقيق الشيخ في المسألة خلاف ما نقله عن الفقهاء الذين يقولون بإباحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قال الشيخ عن التصوير النصفي: [التصوير النصفي لا اشكال عندي في أَنه محرم].
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 11:21]ـ
الأدلة التي ذكرها الشيخ حمود التويجرى في تحريم تصوير الوجه أو الرأس من الأحاديث الشريفة وأقوال الصحابة وكلام أهل اللغة.
إطلاق اسم الصورة على الوجه أو الرأس وحده في كلام النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث الأول:
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضرب الصورة) يعني الوجه. رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وقال البخاري في صحيحه (باب الوسم والعلم في الصورة): حدثنا عبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كره أن تُعْلم الصورة، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب). تابعه قتيبة قال: حدثنا العنقزي عن حنظلة وقال: «تضرب الصورة».
قوله: أن تُعْلم الصورة أي يجعل في الوجه علامة من كي أو وسم. قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): والمراد بالصورة الوجه. قال: وقد أخرج الإسماعيلي الحديث من طريق وكيع عن حنظلة بلفظ: (أن تضرب وجوه البهائم)، ومن وجه آخر عنه (أن تضرب الصورة). يعني الوجه. وأخرجه أيضًا من طريق محمد بن بكر البرساني وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة قال: سمعت سالما يسأل عن العلم في الصورة فقال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يكره أن تعلم الصورة وبلغنا (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تضرب الصورة). يعني بالصورة الوجه. انتهى.
-------------------------
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورهمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».
رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
والمراد بالصور في هذا الحديث الوجوه خاصة لما في الصحيحين عن أبي حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ لا يَدْرِي أَبُو حَازِمٍ أَيُّهُمَا قَالَ مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ». وروى الإمام أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – فذكر الحديث وفيه -: «فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفًا لا يحاسبون» الحديث.
وروى الإمام أحمد أيضاً عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعطيتُ سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر».
ففي هذه الأحاديث بيان المراد بالصور في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأنها الوجوه خاصة.
-------------------------
الحديث الثالث:
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُورَةُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».
الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهذا لفظ أحمد.
وفي هذا الحديث، والذي قبله، تشبيه صورة الزمرة الأولى من أهل الجنة بصورة القمر. ومن المعلوم أن القمر ليس فيه إلاّ صورة الوجه وحده فدل هذا على أن الوجه وحده يسمى صورة فيحرم تصويره سواء كان مفردًا بالتصوير أو كان معه جسم أو بعض جسم.
-------------------------
الحديث الرابع:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يصف يوسف حين رآه في السماء الثالثة ليلة الإسراء قال: «رأيت رجلاً صورته كصورة القمر ليلة البدر، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هو أخوك يوسف».
رواه الحاكم في مستدركه، وفيه إطلاق اسم الصورة على الوجه لأنه هو الذي يشبه صورة القمر.
-------------------------
الحديث الخامس:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَوْ أَلا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ.
رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأهل السنن، وهذا لفظ البخاري. والمراد بالصورة في هذا الحديث الوجه لما في رواية لمسلم: «أن يجعل الله وجهه وجه حمار». ففي هذه الرواية بيان المراد بالصورة في الرواية الأولى.
-------------------------
الحديث السادس:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ».
رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والدارقطني. وهذا لفظ النسائي.
-------------------------
الحديث السابع:
: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ». الحديث بطوله وفيه: «حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ فِي النَّارِ يَقُولُونَ رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ فَيُقَالُ لَهُمْ أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ».
الحديث متفق عليه وهذا لفظ مسلم.
وقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه وفي روايتهما قال: «فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ لا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ. ورواه النسائي دون قوله: «لا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ».
والمراد بالصورة في هذا الحديث الوجوه والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ مِنْ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.
ويدل على ذلك أيضًا ما جاء في حديث الشفاعة الطويل، ففيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ». الحديث رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ورواه النسائي وابن ماجه مختصرًا.
وما ذكر في هذا الحديث من تحريم أثر السجود على النار معناه تحريم دارات الوجوه من العصاة المؤمنين على النار، كما تقدم التصريح به في حديث جابر، رضي الله عنه.
وَدَارَات الوجوه هي الصور المحرمة على النار كما تقدم ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. -------------------------
وفي هذه الأحاديث دليل على أن تصوير الوجوه داخل في عموم النهي عن صناعة الصور واتخاذها لإطلاق اسم الصورة على الوجه في حديث ابن عمر وما ذكر بعده من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
إطلاق اسم الصورة على الوجه في كلام الصحابة، رضي الله عنهم
فقد رواه الإمام أحمد من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أنه كان يكره العلم في الصورة. وقال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه». إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد رواه البخاري في صحيحه والإسماعيلي بنحوه وتقدم ذكره قريبًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الإمام أحمد ومسلم والبخاري في الأدب المفرد من حديث هلال بن يساف، قال: كنا نبيع البز في دار سويد بن مقرن، فخرجت جارية فقالت لرجل شيئًا، فلطمها ذلك الرجل، فقال له سويد بن مقرن: ألطمت وجهها؟ لقد رأيتني سابع سبعة وما لنا إلا خادم، فلطمها بعضنا، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها. هذا لفظ البخاري. وفي رواية لمسلم أن سويد بن مقرن قال للذي لطم وجه الخادم: عجز عليك إلا حر وجهها.
ورواه أبو داود بمثله. ورواه الإمام أحمد بنحوه. وفي رواية لمسلم عن سويد بن مقرن أن جارية له لطمها إنسان فقال له سويد: أما علمت أن الصورة محرمة. ورواه البخاري في الأدب المفرد بنحوه والمراد بالصورة الوجه ويدل على ذلك قوله في الرواية الأولى: عجز عليك إلا حُرّ وجهها. وأشار سويد بن مقرن رضي الله عنه بقوله: أما عملت أن الصورة محرمة. إلى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه». رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
إطلاق اسم الصورة على الوجه في كلام أهل اللغة:
فقال ابن الأثير في «النهاية»، وتبعه ابن منظور في «لسان العرب»: وفي حديث ابن مقرن أما علمت أن الصورة محرمة: أراد بالصورة الوجه وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه، ومنه الحديث: كره أن تعلم الصورة أي يجعل في الوجه كي أو سمة. وقال مرتضى الحسيني في «تاج العروس»: والصورة الوجه. ثم ذكر ما ذكره ابن الأثير وابن منظور.
وأما إطلاق اسم الصورة على الوجه في عرف الناس فهو من المعلوم عند الخاصة والعامة فكل عاقل من الكبار والصغار إذا رأى صور وجوه الذين يعرفهم قال: هذه صورة فلان وهذه صورة فلان لا يشك في ذلك.
ومما ذكرته من الأحاديث الصحيحة في إطلاق اسم الصورة على الوجه وحده، وما قاله ابن عمر وسويد بن مقرن رضي الله عنهما، في ذلك وما قاله أهل اللغة في ذلك وما هو شائع في العرف عند الناس من إطلاق اسم الصورة على الوجه وحده يعلم أن تصوير الوجه حرام وكبيرة من الكبائر وسواء كان مفردًا بالتصوير أو كان معه جسم أو بعض جسم، وكذلك اتخاذ ما فيه صورة الوجه إلا فيما يداس ويمتهن كالبساط والوسادة ونحوهما.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 10:09]ـ
جزاكما الله خيرًا
لقد استفدت كثيرًا.
ولي عودة _ إن شاء الله_
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 10:50]ـ
جاء ذكر شيخنا ابن عثيمين رحمه الله هنا بخصوص التصوير
فيحسب الكثير بناء على فتوى الشيخ ان الشيخ متساهل في التصوير
فاقول ان شيخنا رحمه ربي لم يكن له صوره في بطاقه الاحوال وقال لنا عافانا الله منها مع ان الشيخ يفتي بجوازها
شيخنا لا يجلس في مكان علقت فيه الصور ويشدد في هذا مع ان هذه الصور الشيخ يقول يجوزها
بل مره خرج من محاضره لم يلقها بسبب صور معلقه وكانت في مدينه عسكريه
ودخل مره ضيفا عند احد الا عيان بجده وكان هناك صوره كبيره معلقه فامر الشيخ بتغطيتها اذ يصعب ازالتها
ومزق مره امام الجيمع في حلقه الدرس صوره شيخه السعدي لما اتيت له في الدرس وكانت في احدى الصحف وقال هذه بلية العلماء
رحم الله شيخنا واسكنه فيسيح جناته
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 11:06]ـ
لا يخفى عليك أن العلماء عندما يختلفون فإن كلا منهم يستدل بأدلة على ما يقول، ويكون له وجه من النظر، ولولا ذلك لسقط الخلاف.
وعندما يختلف اثنان من أهل العلم فيأتي واحد منهم في موقف المناظرة فيقول: (كذا يسمى كذا لغة) فلا بد أن يكون استناده إلى نصوص واضحة في إثبات ذلك،
كلامٌ صحيحٌ جميلٌ
ولا يصلح القياس هاهنا؛ لأنه دعوى مجردة مقابلة بنقيضها، فبم ترد على من يقول لك: (لا لا يسمى كذا في اللغة)؟ لا تستطيع أن ترد عليه إطلاقا.
لا، لماذا؟ فنرجع لكلام العرب وعلماء اللغة ونعرف ما مقصودهم بكذا؟، وما أصل كلمة كذا عندهم؟، وعلى ماذا تنطبق؟ وما حدها؟ فإذا انطبق الوصف على الموصوف فبها ونعمت، وإذا لم ينطبق فسدت الدعوى، وإذا كان الأمر (مُستحدث) وله أصل، وينطبق عليه الوصف_إلا في النذر اليسير بسبب التطور_ ضممناه إلى نظيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسأضرب لك مثلًا يوضح قصدي: صورة الإنسان قديمًا كانت ترسم باليد، ومع مرور الزمن والتطور في العلم اخترعت كاميرا التصوير واصبحت الصورة بهذا الشكل، ولكن هي هي بل أشد في الدقة والشبه وغير ذلك ..
مثلها مثل الكتاب المطبوع كان قديمًا يكتب باليد ومع التطور اخترعت المطابع واصبح يطبع بالصورة المعروفة اليوم، وهو هو به أحرف وكلمات وحبر وورق.
فعلى قولك فلا نستطيع أن نقول عليه هذا اسمه كتاب (لغة)؟!
؛ لأنه قد يقع خلاف في ذلك، فيقول رجل:الكتاب في اللغة بمعنى المكتوب، والكتاب الذي نقرأ فيه الآن ليس بمكتوب، وإنما هو مطبوع، إذن لا نستطيع أن نطلق على هذا.
فهل هذا أصلًا يُعد خلافًا؟!
وعلى مثله فقس على الصورة.
عندما تقول: (الصورة الفوتوغرافية تسمى صورة شرعا)، فأنت تعني أن الصورة الفوتوغرافية حكمها مماثل لحكم الصورة في الشرع، ولا تعني أن الشارع قد أطلق على الصورة الفوتوغرافية اسم الصورة في كلامه.
ولا يستطيع أحد في الدنيا أن يعني ذلك؛ لأن الصورة بهذا الشكل لم تكن موجودة، فمثلها مثل الكتاب!
والصواب في مثل هذا المجال أن تقول: الصورة الفوتوغرافية تسمى صورة شرعا، أي أن الشارع قد سماها صورة في النص الفلاني والنص الفلاني مثلا، ثم تستنبط من هذا الإطلاق من الشارع أن حكم الصورة منسحب عليها.
فماذا نفعل عندما يكن الأمر مُستحدث؟!، فأنا إذا ركبت سيارة أو طائرة، وقلت دعاء ركوب الدابة، فسمعني صاحبي وقال لماذا تقول هذا الدعاء؟ فسأقول له؛ لأن الشارع سمى كل ما يُركب وتحمل عليه، أو كل ما يدب في الأرض فهو دابة، وهذه السيار تُركب وأحمل عليها إذن هي دابة، فكذلك في الصورة فإن الشارع سمى كل ما يرسم ويصور وبه روح ورأس وكذا .. صورة، وهذه تحمل نفس التفاصيل إذن هي صورة ولها حكم الصورة.
هذا لا يفهم من كلامي، وإنما المقصود أن نفرق بين القول الذي يحتاج إلى دليل، وبين القول الذي هو في نفسه دليل.
أرجو التوضيح، فأين القول الذي في نفسه دليل؟
وجزاكم الله خيرًا أخي الحبيب.(/)
أطرف استدلال رأيته في حياتي!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:35]ـ
من أجمل الكتب التي قرأتها كتاب (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان)
للعلامة ابن الوزير اليماني المتوفى سنة 840 هـ
وقد ناقش في الكتاب مسألة معرفة الراسخين في العلم بتأويل القرآن، وقول من قال: إنه لا يوجد شيء في القرآن لا يُعرف تأويله، واستدل على نقض هذا القول بأكثر من عشرين دليلا.
ولكن أطرف هذه الأدلة هو الدليل السادس عشر، بل هو أطرف دليل رأيته في حياتي؛ حيث قال:
((الدليل السادس عشر: وهو ما يبطل دعواهم لذلك بحجة واضحة يعبر عنها بحروف مقطعة من جنس ما فهموه عن الله تعالى، فإن فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، وإن لم يفهموا وضح الحق، فنقول في احتجاجنا عليهم: {الم، وكهيعص}))
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 11:06]ـ
وفقكم الله
طريف ... طريف ولكن الرد عليه يسير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 11:33]ـ
كيف يا شيخنا الفاضل؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 11:57]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
((الدليل السادس عشر: وهو ما يبطل دعواهم لذلك بحجة واضحة يعبر عنها بحروف مقطعة من جنس ما فهموه عن الله تعالى، فإن فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، وإن لم يفهموا وضح الحق، فنقول في احتجاجنا عليهم: {الم، وكهيعص}))
نقول فهمنا من لغة العرب أن الحروف المجردة ليست لها معنى بذاتها ولكن يكون لها فائدة إذا صدرت ممن يفهم الكلام ويحسن الخطاب
فعرفنا أن الحروف فائدتها بيان أن القرآن الذي تحداكم الله به مكون من هذه الحروف التي تعرفونها بدليل أنها مامن حرف مقطع إلا وبعده إشارة إلى القرآن
فقولكم " فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، "
إنما هو خطأ في تصوركم لقولنا فنحن لم نقل لها معنى وإنما نقول لها فائدة ولها دلالة وإلا فهي بذاتها وتركيبها لا تدل على معنى مخصوص
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 12:11]ـ
يا شيخنا الفاضل، أنا تلميذكم بارك الله فيكم
ولكن ابن الوزير لا يرد على هذا القول، وإنما يرد على من يقول إن هذه الحروف لها معنى معين في نفسها مشابه لما تريده العرب من كلامها المعتاد. كنحو تأويل الباطنية الذين يقولون إن هذه الحروف معناها النفس الناطقة والكائن والمكون ونحو هذه الترهات.
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 12:20]ـ
أحسنتم وفقكم الله
فهمت العكس والعتب على النظر
لأني قرأت قوله " وقول من قال: إنه لا يوجد شيء في القرآن لا يُعرف تأويله، واستدل على نقض هذا القول بأكثر من عشرين دليلا. "
واقتصرت عليه فالسموحة منكم
وأعتذر عن سوء الفهم
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:36]ـ
وأقول ما قاله الشيخ أبو مالك إنه أجمل استدلال سمعته بحياتي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 02:55]ـ
.............................. .............................. .............................. .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 02:56]ـ
من أجمل الكتب التي قرأتها كتاب (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان)
للعلامة ابن الوزير اليماني المتوفى سنة 840 هـ
وقد ناقش في الكتاب مسألة معرفة الراسخين في العلم بتأويل القرآن، وقول من قال: إنه لا يوجد شيء في القرآن لا يُعرف تأويله، واستدل على نقض هذا القول بأكثر من عشرين دليلا.
ولكن أطرف هذه الأدلة هو الدليل السادس عشر، بل هو أطرف دليل رأيته في حياتي؛ حيث قال:
((الدليل السادس عشر: وهو ما يبطل دعواهم لذلك بحجة واضحة يعبر عنها بحروف مقطعة من جنس ما فهموه عن الله تعالى، فإن فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، وإن لم يفهموا وضح الحق، فنقول في احتجاجنا عليهم: {الم، وكهيعص}))
استدلال رائع!
لكن للخصم أن يجيب عليه قائلا: أنا أفهمها!
وهو أن قولك (الم وكهيعص) تأويله:
أنا لست مسلِّمًا، وكل الهوى يكفيها عناد صحتها.
أي أن كل دعوى مجردة عن الدليل القاطع - وهي ليست ضرورية - يكفي في ردها مجرد المنع والإنكار ابتداء.
لذا أرى تعديل هذه العبارة من ابن الوزير رحمه الله:
فإن فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، وإن لم يفهموا وضح الحق
لتصير هكذا:
فإن لم يفهموها، وضح الحق. وإن وجدوا فيها فهما، فاحتمال الخطإ لا زال قائما.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 07:45]ـ
استدلال لطيف نعم .. وله نظائره في مباحث أخرى .. كالإلزامات المعروفة في كتب العقيدة .. ولاسيما كتب ابن تيمية وابن القيم
ولكن مع هذا .. فرده على من ينفي وجود كلام في كتاب الله تعالى لا تأويل له .. فيه نظر
إذ هذه الحروف .. لا معنى لها في ذاتها ..
كألف .. لام .. ميم .. إلخ
ولم يكن من شأن العرب أن يتكلموا هكذا ..
فخرجت عن موضع النزاع
ولهذا .. من جميل ما قاله العلامة العثيمين: ليس لها معنى .. ولكن لها مغزى ..
ومما يدل على أن الاستدلال بالحروف المقطعة على تقرير ما يريده ابن الوزير رحمه الله .. غير دقيق
أن جماعة من السلف تكلّموا في ذكر تأويلات لها ..
ولو كانت مما يُجهل تأويله بالكلية .. لما أقدم هؤلاء كابن عباس وغيره على الإدلاء بدلوهم في مراميها
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 02:31]ـ
لعل من الإلزامات اللطيفة -والمفحمة- للخصم ما سمعته من الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير، فقد ذكر أن هناك من أنكر أن يُكذَب على النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له فإنه روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيُكذَب عليَّ"،
وعليه فلا مناص له.
(وللفائدة: الحديث غير صحيح).
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 01:59]ـ
لعل من الإلزامات اللطيفة -والمفحمة- للخصم ما سمعته من الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير، فقد ذكر أن هناك من أنكر أن يُكذَب على النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له فإنه روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيُكذَب عليَّ"،
وعليه فلا مناص له.
(وللفائدة: الحديث غير صحيح).
من أنكروا أن يُكذَب على النبي عليه الصلاة والسلام فذلك في حياته، وأما الحديث فمعناه صحيح حتى لو كان تخريجه غير صحيح وذلك بعد ممات الرسول عليه الصلاة والسلام .. فما أكثر الذين كذبوا عليه عمدا ورووا أحدايث مكذوبة ..
----------------------
إذ هذه الحروف .. لا معنى لها في ذاتها ..
ولهذا .. من جميل ما قاله العلامة العثيمين: ليس لها معنى .. ولكن لها مغزى ..
صحيح أن الحروف لا معنى لها في ذاتها، لكن ذكر بعضها في القرآن مجتمعة لها معنى الله أعلم به، لذلك نقول:
لها مغزى .. ولها معنى الله أعلم به ...
والله أعلم ........ وبارك الله فيكم،،،
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 02:52]ـ
لعلنا نحتاج الى بيان ما نريده ابتداءا ان أطلقنا استخدام كلمة تأويل في هذا المقام ..
فان أردنا بالتأويل تحقق تأويل ما أنبأ به القرءان في الواقع، فلا يصح أن يقال: "إنه لا يوجد شيء في القرآن لا يُعرف تأويله" .. فكل أخبار الغيب المتعلقة باليوم الآخر وما بعده - مثلا - لا نعرف تأويلها، وانما سنراه بأعيننا يوم القيامة ..
وان أردنا بالتأويل التفسير والتوضيح لمراد الله تعالى من كلامه، ففي هذا تفصيل ضروري: وهو أن الله ما أنزل في هذا الكتاب من شيء لا فائدة منه ولا انتفاع للناس به، وحاشاه سبحانه وتعالى .. فالمراد من نصوص القرءان متحقق من تلاوتها ومن العمل بها .. ولهذا فانك لن ترى آية من آيات القرءان الا وكان للسلف فيها قول أو أقوال، فيما يفهم منها وما يؤخذ منها من فوائد وكذا .. حتى الحروف المتقطعة اختلفوا فيها على أقوال كما هو معروف، فالذي يقول أنها لا "تأويل" لها يفهمه الناس وينتفعون به، فكأنما يتهم السلف بتطلب ما لا يطلب من كتاب الله وما ليس لهم بحق! ولكن يقال أن على القول بأن الله قد استأثر بعلمها، أن هذه الحروف ليس الانتفاع منها على نحو ما يكون من غيرها من نصوص القرءان! فليس لها معنً لغوي نفهمه ونطالب بالعمل بموجبه، كما هو حال سائر نصوص القرءان، وانما تأويلها غيبي لا نعلمه ولا يلزمنا أن نعلمه، وانما يلزمنا أن نتعبد بها وبتلاوتها على حالها .. والله أعلم بالمراد منها .. فالشاهد أنه حتى على هذا القول = فان هذا هو تأويلها!
وقولهم أنها خارجة عن محل النزاع ليس بوجيه، لأن محل النزاع هو وجود نصوص بين دفتي القرءان لا طريق الى معرفة تأويلها أو فائدة تنزيلها على الناس البتة!
ولهذا فمن أهل العلم من قال في قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)) [آل عمران: 7]
بأن الصواب لزوم الوقف بعد قوله تعالى ((الا الله))، على أن ما بعدها مبتدأ لجملة منفصلة، وهذا على اعتبار أن المراد من التأويل هنا هو الوقوع والتحقق لما أنبأ به القرءان .. فهذا لا يعلمه الا الله ولا ريب .. وقال بعضهم أنه لا يلزم الوقف، وقوله تعالى ((والراسخون)) معطوف على لفظ الجلالة السابق عليه فهو فاعل للفعل ((لا يعلم))، فهم يعلمون التأويل على اعتبار أن المراد به هو مقصد الرب جل وعلا من كلامه في كتابه، اذ قد علمهم ربهم كيف يردون المتشابه منه الى المحكم، فيتحقق لهم الفهم الصحيح لمراد الرب جل وعلا من كلامه، وينبني عليه النفع الذي هو الغاية التي من أجلها أنزل القرءان ..
والله أعلم.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 08:25]ـ
استدلالٌ من الاستدلالات الطريفة التي قرأتها منذ سنين, استدلالُ طائفة من متفيقهة الرافضة على جواز إتيان النساء في المحل المكروه. استدل بقوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 165 - 166] فقال -قبح الله قوله- نحو: أي وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم من مثل ذلك!! ولا أنكر أني ضحكت لما قرأت ذلك الاستدلال وقلتُ نحو: "الله أكبر! تمخض الجبل فولد فأراً! " (ابتسامة)(/)
تغطية المرآه!!
ـ[كارم محمود]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ....
هل هناك دليل على سنية تغطية المرآه عند غروب الشمس؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 02:12]ـ
السلام عليكم ....
هل هناك دليل على سنية تغطية المرآه عند غروب الشمس؟
جزاكم الله خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من قال بأنَّ هذا سنة؟
ـ[كارم محمود]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 12:24]ـ
قرأت هذا في سيرة لبعض الصالحين المعاصرين. وقال انه كان يفعل ذلك لانها سنة نبوية. والكتاب بعيد عني الان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 04:16]ـ
لا أعلم عن هذه السنة شيئاً
ولعلك تراجع المصدر الذي قرأت فيه هذا الكلام(/)
فتوى العلامة المحدث الألباني في خروج وتنقل المرأة للدعوة إلى الله عزوجل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 02:49]ـ
س: يقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء، فيزرنهن في بيوتهن، ويعقدن دروسا لهن، فهل هذا يخالف ما أمرهن الله به من القرار في البيوت، وهل يصح تسميتهن بالداعيات؟
الجواب:
[اعتقد أن هذا العمل من مشاكل العصر الحاضر، ومن ذلك أننا أصبحنا اليوم، نقول: إن هناك دعاة وداعيات!، وهذه طبعا – بلا شك – من محدثات الأمور، فلا ينبغي أن يكون هناك نساء يتسمين بالداعيات، لا بأس بل هذا واجب أن يكون هناك نساء متعلمات العلم الشرعي بحيث أنهن يُقصدن من النساء بالسؤال، لأن كثيرا من النساء يتحرجن أن يتوجهن بأسئلتهن الخاصة بهن إلى أفاضل العلماء،
فإذا وُجد في النساء علماء حقا، وعلى الشرط الذي سبق بيانه آنفا أي العلم بالكتاب والسنة، فينبغي على النساء أن يأتينهن، وليس هو العكس، لأننا نعتقد بحق قول من قال من أهل العلم: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.
وقد وصل الأمر ببعض النساء هنا، وربما في البلاد الأخرى، أنها تصعد المنبر في المسجد لتلقي الدروس على النساء!، وقد يكون هناك في باحة المسجد رجال فاتتهم الصلاة مع الجماعة فيدخلون ليصلوا، هذا بلا شك أنا لا أتورع أن أقول: إن هذا من البدع، فالأمر كما ذكرت في سؤالك، إن واجب المرأة أن تقر في بيتها، فإذا كانت مميزة على غيرها بالعلم بشرع الله عز وجل، فذلك لا يؤهلها أن تنطلق هكذا كالرجال، وتساويهم في الخروج كأنما ربنا ما قال في كتابه الكريم: {وقرن في بيوتكن}، فالأصل في المرأة ألا تخرج إلا لحاجة لا يمكن أن تحققها إلا بالخروج، وهنا يظهر الأمر بين المرأة العالمة، فلا يجوز لها أن تخرج تنطلق، كما يقولون كداعية، وبين المرأة التي تريد أن تتعلم العلم، فهي تخرج لأنها يجوز لها أن تخرج إلى المسجد، كما هو معلوم، وكما كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام، مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال لهن [وبيوتهن خير لهن]، ومع ذلك فقد أقرهن عليه الصلاة والسلام في خروجهن إلى المساجد، حتى في صلاة العشاء، وجاء النهي صريحا،: [لا يمنعن أحدكم زوجته أن تخرج لصلاة العشاء]، وكانت المرأة تنصرف من صلاة الفجر، - كما جاء في حديث مسلم – [وهن متلفعات بمروطهن]، فإقرار الرسول عليه السلام لخروج النساء لأداء الصلوات الخمس في المساجد، مع بيان أن صلاتهن في بيوتهن خير لهن، ما ذلك إلا لأنهن كن يخرجن لطلب العلم، فإذا كان هناك امرأة، فتجلس في بيتها، ولا مانع من أن تحضر النساء إليها، كل على حسب ظرفها وطاقتها، أما هي فلا تخرج خروج الرجال، لأن هذا من التشبه بالرجال]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – من سلسلة الهدى والنور، شريط (189).
وهو كلام يكتب بماء الذهب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:13]ـ
جزى الله الأخ/ علي كل خير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98466
أعلم وفقكم الله علمك بهذا الرابط ولكن إفادة لبقية الإخوان
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
جزاك الله خيراً أخي علي على هذه الفتوى المباركة, فإني مررت على جميع مواضيعك ومشاركاتك فوجدته نافعه أثابك الله عليها.
فإننا والله نعاني من هذه الظاهرة في دول الخليج وغيرها,
ونسأل الله أن يصلح نساء المسلمين.
ـ[أبو محمد المقدسي]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:21]ـ
الآن أصبح يقال لأولئك الداعيات (فضيلة الشيخة) ولو كان هذا الاسم موافقا للمسمى لهان الأمر ولكنه أصبح يطلق الآن على كل من خرجت من بيتها بزعم الدعوة إلى الله فتصور أنت يقال لك طالب علم و زوجتك فضيلة الشيخة لكن مثل هذا لا يستغرب في زمان العجائب فشكرا لك ياشيخ علي على هذه الفائدة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 05:57]ـ
الأخوين أبا العباس الأثري، وأبا محمد المقدسي جزاكما الله خيرا على مروركما.
ـ[علي سليم]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:10]ـ
رحم الله شامة الشام و جزيت خيرا يا كاتبنا علي الفضلي ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:42]ـ
رحم الله شامة الشام و جزيت خيرا يا كاتبنا علي الفضلي ...
آمين، وإياكم أخي المفضال علي بن سليم.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 09:50]ـ
جزاك الله خيراً ياأيها السلفي الأثري (علي الفضلي) على هذه الفتاوى المباركة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 12:56]ـ
جزاك الله خيراً ياأيها السلفي الأثري (علي الفضلي) على هذه الفتاوى المباركة.
وإياكم،حفظكم الله تبارك وتعالى أيها الأثري.
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 01:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ونفع الله بك أخي علي الفضلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 02:20]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ونفع الله بك أخي علي الفضلي
آمين وإياكم أخي الحبيب: سعد الحسيني.
ـ[عربي]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 10:49]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 01:25]ـ
جزاك الله خيرا
وإياكم أخي عربي.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 03:33]ـ
هكذا تكون الفتاوى من الأثبات مضيئة ضوء النهار ومنيرة كمصابيح الدجى، رحمك الله يا ألباني ورفع درجاتك في الجنة وبلغك بدعوتك وجهادك ما تستحقه من الدرجات العلى في الجنة .. آمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 08:19]ـ
هكذا تكون الفتاوى من الأثبات مضيئة ضوء النهار ومنيرة كمصابيح الدجى، رحمك الله يا ألباني ورفع درجاتك في الجنة وبلغك بدعوتك وجهادك ما تستحقه من الدرجات العلى في الجنة .. آمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
آمين.
بارك الله فيكم.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 01:01]ـ
بوركتم(/)
تحذير الشيخ حمود بن عقلاء من تكفير مرتكبي المعاصي من المسلمين
ـ[عاشق الحور]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحذير الشيخ من تكفير مرتكبي المعاصي من المسلمين
--------------------------------------------------------------------------------
فضيلة الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
بعض الشباب في بلادنا يعتقد كفر المتبرجات وغيرهن من المجاهرين بالمعاصي، وحجته في ذلك أن المتبرجة أو غيرها من المجاهرين تخرج من بيتها سافرة مطمئنة النفس بمعصيتها حتى صارت عندها هذه المعصية كالعادة، ويذهب هؤلاء الشباب إلى أن هذا الفعل استحلال عملي للذنب وكفر مخرج من الملة.
فما هو ضابط الاستحلال العملي؟ وبماذا تنصح هؤلاء الشباب، علما بأننا نصحناهم وقلنا لهم بأن الخوارج تكفر بالذنب وأنتم كفّرتم الناس باسم الاستحلال العملي دون وقوع الاستحلال وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن التبرج والسفور وانحلال الأخلاق من المعاصي التي حذر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من الوقوع فيها، و قد بين لهم سبحانه أنها من عمل أهل الجاهلية كما في قوله تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
وأما استحلال المحرمات فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن من استحل أمرا معلوما بالضرورة تحريمه من الدين فقد كفر وارتد عن الإسلام.
وأما التكفير على فعل الكبيرة فإنه من منهج الخوارج الذين حذر علماء الأمة من السلوك في طريقهم أو انتهاج منهجهم، وما ظهر مثل هذا التوجه في صفوف بعض الشباب إلا لكونهم يرون هذا الفساد قائما على أشده تدعمه القنوات الفضائية والصحف والمجلات الفاسدة والفتاوى المميعة للدين، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما أولئك المتبرجات فما فعلنه ليس من الكفر في شيء حتى يثبت بالدليل أنهن استحللن ذلك الفعل، أما مجرد فعلهن فلا يدل على أنه استحلال، بل قد يمارسن هذا الفعل وهن يعتقدن أنه من المحرمات بل من الكبائر، ولضعف إيمانهن ولعدم وجود الرادع ولسكوت العالِم تقية ومداهنة غيره خوفا كثر الجهل وعمت البلوى وظهرت مثل هذه الأفعال.
ونصيحتي لهؤلاء الشباب وفقهم الله أن يلتحموا بعلماء أهل السنة حتى يبينوا لهم السبيل الواقي من الوقوع في مثل هذه البدع المنكرة.
وعليهم أن يتجنبوا من يحمل فكرا منحرفا أو توجها يسيء للإسلام، وعليهم أن يتمعنوا في كتب سلف الأمة وأئمة الدعوة فإن فيها بعد كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سلامة المنهج وحسن التوجه.
نسأل الله بمنه وكرمه أن يعز الدين وأهله وأن يذل الكفر وأهله إنه وحده القادر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
رحمه الله
10/ 5 / 1422 هـ(/)
نصيحة لكل من طالع في كتاب "الكشاف" للزمخشري
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - May-2007, صباحاً 07:39]ـ
لا يشك باحث في أهمية كتاب الكشاف لمحمود بن عمر الزمخشري على المستوى اللغوي عمومًا والبلاغي على وجه الخصوص، وقد ضمن الزمخشري كتابه الكشاف آراءه الاعتزالية، ونظرًا لمكانة الكتاب وأهميته اهتم به العلماء فقام الحافظان جمال الدين الزيلعي والحافظ ابن حجر العسقلاني بتخريج أحاديثه، بينما تصدى أحمد بن محمد بن منصور المعروف بابن المُنيِّر (620هـ - 683هـ) (بضم الميم وفتح النون بعدها ياء مشددة مكسورة) لبيان المسائل الاعتزالية في الكتاب وسمى كتابه ((الانتصاف على الكشاف)) أو ((الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال)) لكن ابن المُنيِّر كان أشعريًا لذلك فقد نقد اعتزاليات الزمخشري بناء على مذهبه الأشعري وهذا أيضًا من الخطورة بمكان، لكن سخر الله من أهل السنة من يقوم بدراسة هذه المسائل الاعتزالية في كتاب الكشاف على طريقة أهل السنة والجماعة وهو الأستاذ صالح بن غرم الله الغامدي عميد كلية المعلمين في الباحة سابقًا وذلك في بحث تقدم به لنيل درجة الماجستير في العقيدة من قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة من كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض بتاريخ 11/ 2/1417هـ، وقد طبع الكتاب بدار الأندلس للنشر والتوزيع – حائل، تحت عنوان ((المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري في ضوء ما ورد في كتاب الانتصاف لابن المنير عرض ونقد))، لذلك أنصح لكل من طالع في كتاب الكشاف أن يقرأ هذا البحث.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 12:03]ـ
أخي علي عبدالباقي جزاك الله خيراً
وبارك الله فيك
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:17]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشيخ الفاضل / علي أحمد عبد الباقي - حفظه الله -:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكر الله لكم ورفع قدركم.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 09:29]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 09:36]ـ
الأفاضل:
نايف الحميدي.
آل عامر.
الشيخ سلمان أبو زيد.
زين العابدين الأثري.
جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم، أسعدني مروركم حقًا.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 10:18]ـ
إن التفاسيرَ في الدنيا بلا عددٍ
وليسَ فيها، لعمري، مثل كشّافي
إنْ كنتَ تبغي الهدى؛ فالزم قراءتهُ
فالجهلُ كالداء، والكشافُ كالشافي
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 04:40]ـ
أنا أملك كتاب الكشاف وأستخدمه في بعض البحث
وهل علي أن أتلفه أم ماذا؟؟؟
علما بأن النسخة التي أمتلكها هي من (دار الفكر) وفيها من الزيادة في حروف بعض آيات القران الكريم
وهل لي أن استفيد منها لغويا؟؟
ـ[أبو بلال اللغوي]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 02:30]ـ
إخواني أنا أقوم ببحث ينبني على تفسير الكشاف وسجلت الماجستير فيه وهو بعنوان أثر المذهب العقدي في التحليل اللغوي وأحتاج منكم مثل هذا الكتاب الذي به دراسة لاعتزاليات الزمخشري
ـ[أبو عمرين]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 11:19]ـ
أخي لامية العرب، لا يا أخي لا تتلف الكتاب، ففيه فائدة، من النواحي اللغوية بشكل عام، وهو كتاب مهم \لدى أهل اللغة، ولكن عليك أن تعرف المواطن الاعتزاليات لأنه يفسر بعض
ـ[أبو عمرين]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 11:20]ـ
.... لأنه يفسر بعض الآيات انطلاقاً من مذهبه، وفقك الله إلى كل خير.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 06:44]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا العمرين ونفع الله بك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 09:47]ـ
بارك الله فيكم شيخنا
ـ[غريب39]ــــــــ[11 - Oct-2007, مساء 02:35]ـ
. . .
من يتحفنا بالكتاب (رسالة الماجيستير) مصورا. . . شكر الله لكم.
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 12:16]ـ
المسائل الإعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشرى في ضوء ما ورد في كتاب الإنتصاف لابن المنير
صالح بن غرم الله الغامدي
دار الأندلس للنشر والتوزيع
2 جزء (تم دمجهما للمحافظة على التسلسل)
الطبعة الأولى
1418 هـ - 1998 م
الحجم: 15 ميجا
http://www.archive.org/download/bansbans/mitk.pdf
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 12:29]ـ
شيخنا الفاضل (الجليس الصالح)، أسأل الله أن يبارك في عمرك، جزاك الله خيرًا.
ـ[حسن الاهدل]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 10:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (ابتسامة) شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 12:12]ـ
شكر الله لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 04:30]ـ
المسائل الإعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشرى في ضوء ما ورد في كتاب الإنتصاف لابن المنير
صالح بن غرم الله الغامدي
دار الأندلس للنشر والتوزيع
2 جزء (تم دمجهما للمحافظة على التسلسل)
الطبعة الأولى
1418 هـ - 1998 م
الحجم: 15 ميجا
http://www.archive.org/download/bansbans/mitk.pdf
بيض الله وجهك ياأخانا الجليس الصالح
0
0
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:26]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم
شكر خاص أيضا للجليس الصالح
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 05:52]ـ
إن التفاسيرَ في الدنيا بلا عددٍ
وليسَ فيها، لعمري، مثل كشّافي
إنْ كنتَ تبغي الهدى؛ فالزم قراءتهُ
فالجهلُ كالداء، والكشافُ كالشافي
لعلك قصدت أن الشافي هو الله وحده لا شافي إلا هو.
وأما الهدى، فمحلها القرآن وتفاسير أهل السنة له.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 08:24]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا نضالا، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:41]ـ
وإياكم مشرفنا الحبيب
ـ[يحي خالد]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا الله لكم اجمعين ...
ونخص الجليس الصالح
شكر الله لك استاذنا الفاضل
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 04:09]ـ
السلام عليكم جزاك الله خيرا أنا من أحوج الناس إلى مقالتك هذه لأن رسالتي حالياً لها علاقة قوية جدا بهذا فجزيت خير الجزاء
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 12:17]ـ
يقول أحد تلامذة الشهاب الآلوسي:
إن كان محمود جار الله قد جمعت ... له معاني بتفسير وتبيان
فإن محمودنا الحبر الشهاب له ... روح المعاني وكان الفخر للثاني
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:37]ـ
المسائل الإعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشرى في ضوء ما ورد في كتاب الإنتصاف لابن المنير
صالح بن غرم الله الغامدي
دار الأندلس للنشر والتوزيع
2 جزء (تم دمجهما للمحافظة على التسلسل)
الطبعة الأولى
1418 هـ - 1998 م
الحجم: 15 ميجا
http://www.archive.org/download/bansbans/mitk.pdf
بارك الله فيكم أخواني/ الشيخ علي والأخ الجليس الصالح، وجزى الله الشيخ صالح الغامدي خيرا عظيما على رسالته القيمة.
ـ[وليد محروز]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 04:07]ـ
جزاكم الله كل خير أيها الأخوة الأحباب
وبارك الله فيكم وزادكم من علمه وفضله(/)
الكلب .. اعزكم الله أو أكرمك الله
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.. اما بعد
نجد كثير من الناس وطلاب العلم يستخدمون كلمة ((اعزكم الله)) أو ((أكرمكم الله)) في المواضع المذمومة او عندما يتحدثون عن الاماكن النجسة او ذكر الكلب او الخنزير وما الى ذلك
ولكن عندما نرجع الى الاحاديث الصحيحة واقوال السلف فاننا نجدهم قد استخدموا هذه الكلمات في حيز الممدوح والنصر والبركة
لذا ننقل لكم بعض من هذه الفوائد لعل الله ينفعنا بتعليقاتكم الكريمة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً مَهَنة يَمْهنونك ويخدمونك من ولدك، كرامة أكرمكم الله بها.
تفسير الطبري
إذا جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس قام فقال: أيها الناس، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم، أكرمكم الله به وأعزكم به فانصروه وعزروه واسمعوا له وأطيعوا ...
تفسير ابن كثير
يا معشر الأوس والخزرج: قد أكرمكم الله بدينه فإن أخذتم السمع والطاعة والموازرة بالشكر فأطيعوا الله ورسوله ثم جلس ...
الطبقات الكبرى (ابن سعد)
وقال: يا شُرْطةَ الله، لقد أكرمكم الله بهذا المسير، ولكم بهذا الوَجه عَشْرُ حِجَجٍ وعَشْرُ عُمَر ...
سير أعلام النبلاء
كان عند عمر بن عبد العزيز سرير النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وقدح وجفنة ووسادة حشوها ليف وقطيفة ورداء، فكان إذا دخل عليه النفر من قريش قال: هذا ميراث من أكرمكم الله به، ونصركم به وأعزكم به، وفعل وفعل ...
حلية الأولياء
ونص الكتاب الذي هذه مدرجته وهو بخط الكاتب: أكرمكم الله يا فقيه أبا زيد ووالى رعايتكم. إنا قد ثبت عندنا وصح لدينا ما انطويتم عليه من المحبة في مقامنا والانقطاع .....
تاريخ ابن خلدون
قال شَمِرٌ: قال الفَرّاء: سمعتُ أعرابيّاً يقول: بالفَضْل ذو فَضَّلكم الله، والكَرامة ذاتُ أكرمكم الله بها
تهذيب اللغة
وعن ابن عبّاس قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلّم شيئاً، فخطب، فقال للأنصار: «أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلاَّءَ اعَزَّكُمُ الله بِي؟ أَلَمْ تَكُونُوا ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ الله بِي؟
مجمع الزوائد
نحن وأنتم في الجاهلية لم يكن لنا ولا لكم دين فكنا نعدكم معشر العرب بمنزلة الكلاب فإذا أعزكم الله بالدين وبعث رسوله منكم لم نطعكم ..
شرح السير الكبير
قال [وأمر عليّ] بالرحيل ـ يعني بعد فراغه من قتال الحرورية ـ وقال لأصحابه قد أعزكم الله وأذهب ما كنتم تخافون، فامضوا من وجهكم هذا إلى الشام ...
تاريخ دمشق
أي للحرب التي (3/ 223) أعزكم الله بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم ..
سيرة ابن هشام
قال مجاهد: {لما يحييكم} يعني للحق, وقال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة.
وقال السدي: هو الاسلام أحياهم بعد موتهم بالكفر.
وقال ابن اسحاق: عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير: واللفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل, وقوّاكم بعد الضعف ..
الفوائد لابن القيم
فنحن – ولله الحمد – متبعون لا مبتدعون، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وتعلمون – أعزكم الله – أن المطاع في كثير من البلدان، لو يتبين بالعمل بهاتين المسألتين، أنها تكبر عند العامة، الذين درجوا هم وآباؤهم على ضد ذلك، وأنتم تعلمون – أعزكم الله – أن في ولاية أحمد بن سعيد، وصل إليكم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله، وأشرفتم على ما عندنا، بعدما أحضروا كتب الحنابلة، التي عندنا عمدة، وكالتحفة، والنهاية عند الشافعية، فلما طلب منا الشريف غالب – أعزه الله ونصره – امتثلنا أمره، وأجبنا طلبه، وهو إرسال رجل من أهل العقل والعلم، ليبحث مع علماء بيت الله الحرام، حتى
الدرر السنية في الاجوبة النجدية - الجزء الاول
كتاب العقائد
الذي أشاع الأعداءإني ادعي الاجتهاد ولا أتبع الأئمة فإن بان لكم أن هدم البنا على القبور والأمر بترك دعوة الصالحين لما أظهرناه وتعلمون أعزكم الله أن المطاع في كثير من البلدان لو تبين بالعمل بهاتين المسئلتين أنها تكبر على العامة الذين درجوهم وإياهم على ضد ذلك فإن كان كان الأمر كذلك فهذه كتب الحنابلة عندكم بمكة شرفها الله مثل (الإقناع) (وغاية المنتهى) (والإنصاف) اللاتي عليه اعتماد المتأخرين وهو عند الحنابلة (كالتحفة) (والنهاية) عند الشافعية
السائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب
يتبع ان شاء الله تعالى
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 04:26]ـ
نرجع الى الاصل ومعلم وسيد العرب والعجم عليه الصلاة والسلام عندما كان يتحدث مع اصحابه الكرام ويذكر الاماكن النجسة والحيوانات مثل الكلب وغيره , ولنا اسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم .. على سبيل المثل
طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرار أولاهن بتراب
يقطع صلاة الرجل وقال عن سليمان قال أبو ذر يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه قيد آخرة الرحل الحمار والكلب الأسود والمرأة فقلت ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر من الأبيض فقال يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان
اعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب
إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا
اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل
إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه
تبعث النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجه صاحبها.
الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 08:06]ـ
قال الله تعالى: " ألم تر إلى الذين آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث .... " الأعراف
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 02:51]ـ
زكرياء توناني .. أحسن الله إليك على الاضافة
ووقاك ربي حر السموم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
قبل أن يدلي كل منها بما عنده حول هذه المسألة فلنحدد المسألة ولنسبر غورها ونقسم حالتها
فما المسألة التي نتحاور حولها
(1) # هل المسألة # مشروعية الدعاء بأكرمكم الله وأعزكم الله ... ؟؟ في عامة الأوقات
أظن ليس هذا محل خلاف
(2) # هل المسألة # مشروعية الدعاء بأكرمكم الله وأعزكم الله ((على وجه خاص بالمداومة عليها)) ((واعتقاد أنها ذكر يقال)) بعد ذكر قضاء الحاجة والكنُف والبول والغائط ... الخ
فهذه أيضا لا أظن أن إخوتنا السلفيين يختلفون حولها لأنه – في حدود علمي - لم يرد شيء بذلك. وبالتالي يكون تخصيصها بدعة
(3) # هل المسألة # في جواز الدعاء بهذا الدعاء بعد ذكر النجاسات والكنُف (جمع كنيف وهو مكان قضاء الحاجة) [[بشكل مستمر]]
واعتقاد أن هذا من باب الدعاء المطلق مع ((عدم الاعتقاد)) أنه ذكر مشروع بختص بهذه الحال وهذا ما لا أظن أن فضيلة الشيخ يقول به لأن تخصيص هذه الحال بهذا الدعاء من المحدثات حتى لو لم يقل إن ذلك من الأدعية المأثورة
(4) # هل المسألة # في جواز الدعاء بهذا الدعاء أعني بعبارة أعزكم الله وأكرمكم الله في حالات قليلة أو أحيانا أو نادرا مع الاعتقاد بأن هذا من باب الدعاء المطلق ومع ((عدم الاعتقاد)) أنه ذكر مشروع بختص بهذه الحال ,فهذا قد يكون محل اجتهاد بعض أهل العلم وقد يوجد من أهل العلم من يجيزه وقد نجد من العلماء من يكرهه أو يحرمه سيما مع ما شاع عند الناس من اقتران هذا الدعاء بالأماكن النجسة وقضاء الحاجة ومنع هذا له وجه قوي
بل ينبغي على طالب العلم أن ينبه الناس إلى أن هذا الدعاء غير مشروع بعد ذكر النجاسة والأمر الآخر أن من لم يقتنع بهذا القول وأراد أن يدعو بدعاء (بغير تخصيص نادرا)) فليكن الدعاء بأدعية الاستعاذة بالخبث والخبائث وشياطين ذكورها وإناثها فعزة الله ونصره الله وكرامة الله أليق بالأمور العظيمة وكل كرامة وعزة بلا شك من الله لكن ذكر نصر الله وكرمه وفضله وعزته أليق عند ذكر القوة والنصر على الأعداء والصبر واليقين والجهاد وليس عند ذكر البول والغائط
والله أعلم
وكتبه
الفقير إلى الله
حاتم بن عبد الرحمن الفرائضي
16 رجب 1427
من هجرة نبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 10:30]ـ
(لكن)
اقول .. ننتقل الى اقوال العلماء الجهابذة ولنستمع اليهم ..
ولو قال يا حمار، أو يا ثور، أو يا خنزير لم يعزر في شيء من ذلك؛ لأن من عادة العرب إطلاق هذه الألفاظ بمعنى البلادة أو الحرص ولا يريدون به الشتيمة.
المبسوط
وأما الكلب، فمن قال من مشايخنا إنه نجس العين، فهو والخنزير سواء.
تحفة الفقهاء
قال مالك: ولا ينبغي للمسلم أن يمنع عبده النصراني أن يشرب الخمر أو يأكل الخنزير أو يبيعها أو يبتاعها أو يأتي الكنيسة لأن ذلك من دينهم.
المدونه الكبرى
وَصِفَةُ الاِسْتِنْجَاءِ أَنْ يَبْدَأَ بَعْدَ غَسْلِ يَدِهِ فَيَغْسِلَ مَخْرَجَ الْبَوْلِ، ثُمَّ يَمْسَحَ مَا في الْمَخْرَجِ مِنَ الأَذَى بِمَدَرٍ أَوْ غَيْرِهِ أَوْ بِيَدِهِ،
رسالة أبي زيد القرواني
ويكره البول في موضع تسقط فيه الثمرة لئلا تتنجس به،
الكافي
الوجه الثامن والأربعون: أنه نهى عن البراز في قارعة الطريق والظل والمَوارِدِ؛ لأنه ذريعة لاستجلاب اللعن
أعلام الموقعين
نلاحظ لا احد منهم يذكرة كلمة اعزكم الله او اكرمكم الله - ولا نقول ببدعية من يقولها
ثانيا انقل كلام اخينا معاذ بن يوسف الشّمّريّ .. بارك الله فيه
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أمّا بعد:
فأنا - علم الله - من أبعد النّاس عن التّكلّف؛ لا سيّما في مثل هذه العبارات المذكورة.
و لطالما أنهى أصحابي عنها في مثل هذه المواضع.
فإن قال قائلٌ:
ما الدّليل؟
قلنا له:
ألست تفعلها تأدّبًا - زعمت -؟!.
أفأنت آدب من النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم -، و السّلف الصّالح الّذين لم يكونوا يتكلّفون هذا التّكلّف؟!!!.
أم تراه ينقصهم هذا الأدب المزعوم؟!!!!!!!.
ثمّ إنّ لشيخنا الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - كلامًا قريبًا ممّا قلت؛ فهاكه:
السؤال: بارك الله فيكم يقول المستمع إذا ذكر بعض الناس الحمام أو الحمار أو الكلب أو نحو ذلك قال أعزكم الله أو أكرمكم الله فما حكم ذلك؟
الجواب
الشيخ: ذلك لا بأس به لأنه من العادات المألوفة التي تنم عن تأدب من المتكلم ولكن لوتركها لكان أحسن فيما أرى وذلك لأن السلف الصالح يذكرون مثل هذه الأشياء ولا يقولون للمخاطب أعزك الله وأكرمك الله ولكن الشيء الذي ينتقد أن بعض الناس إذا تحدث عن المرأة قال أكرمك الله وما أشبه ذلك فإن هذا ينهى عنه لأن المرأة من بني آدم والله عز وجل يقول (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) فإذا كان بنو آدم مكرمين عند الله عز وجل فكيف يقول المتكلم لمن خاطبه أكرمك الله إذا ذكر المرأة هذا شيء يُنكر ولا ينبغي للإنسان أن يتفوه به.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8129.shtml
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفارس]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا من العادات، ولا يُلتزم بها دائما كما هو واقع، والعبارات فيه تختلف من بيئة إلى أخرى، وإن مشيتَ على هذا الأصل فإنَّ كثيرا من تعاملات الناس تدور في فلك هذه العبارات، فرفقًا يا أحبتنا.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا من العادات، ولا يُلتزم بها دائما كما هو واقع، والعبارات فيه تختلف من بيئة إلى أخرى، وإن مشيتَ على هذا الأصل فإنَّ كثيرا من تعاملات الناس تدور في فلك هذه العبارات، فرفقًا يا أحبتنا.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله يالفارس ووقاك ربي حر السموم
طرح الموضع ليس من باب الازام وانما للتعلم ما هو الاصل وما هو الدخيل عليه , وقولك حق انه من العادات
وطالب العلم اذا عرف الصحيح ترك السقيم وذلك تقربا لله تعالى في اتباع خير سلف(/)
حكم الاستخارة بدون صلاة؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 10:25]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
السؤال: (م م الباحة) تقول في هذا السؤال لفضيلة الشيخ صالح: صلاة الاستخارة تُصلَّى ركعتان ونقول الدعاء المأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكنَّ البعض يا شيخ يستخير من دون صلاة ما توجيهكم؟
جواب شيخنا العلامة صالح الفوزان - سلّمه الله -:لا بأس بذلك لأن الصلاة سنة، إذا تركها فلا حرج عليها فلو أقتصر على الدعاء فلا بأس، لكنه يكون أقل، أما إذا جمع بين الصلاة والدعاء، فهذا أكمل وأعمل بالسنة.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/01185-20.ra
ـ[ظاعنة]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 10:56]ـ
جميل ..
بارك الله فيك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 11:24]ـ
فائدة
زادك الله من فضله
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 12:02]ـ
وفقك الله أخي سلمان
وهذا رأي شيخنا الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله
ووجدت الإمام النووي وغيره من الفقهاء يقيِّدون ذلك بتعذُّر تقديم الصلاة على الدعاء، كما لو أرادت الحائض أن تستخير
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 09:13]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 10:19]ـ
جزيتم بالخير معاشر الإخوان.
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 10:25]ـ
قال النووي -رحمه الله - ((قال العلماء: تستحب الإستخارة بالصلاة والدعاء المذكور، وتكون الصلاة
ركعتين من النافلة، والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وبتحية المسجد، وغيرها من النوافل.
ولو تعذرة عليه الصلاة استخار بالدعاء.
الأذكار للنووي ص 110 - 111
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:05]ـ
معلومة جميلة بارك الله فيك.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 08:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 04:46]ـ
هذه المسألة من المسائل التي لم أجد فيها كلاماً لأئمة الحنابلة ومصادرهم المشهورة، والثلاثة على جوازها فالاستخارة مركبة من أمرين مسنونين: الدعاء بذكر مأثور، والصلاة قبل الدعاء على صفة مشروعة، فمن اقتصر على سنة وترك الأخرى فلعله لاشيء عليه، والشأن في هذا كالشأن في الاستسقاء فتارة يكون بالصلاة والدعاء وهو الأكمل، وتارة يكون بالدعاء، والأكمل في الاستخارة ما وردت به السنة من جمع بين الركعتين والدعاء، ويكون الدعاء عقب الصلاة وبعض أهل العلم ذهب إلى أن الأحسن أن يكون دبرها قبل السلام، ومع قولهم بهذا سوغوا أن يكون الدعاء عقبها.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 01:13]ـ
جزيتم خيرا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 01:30]ـ
لعل في ما ذكر نظر فالاستخارة مكونة من أمرين لأبد من وجودهما لكي يطلق على هذا الشخص أنه مستخير أما الأقتصار على أحدهما يرجاء له خيرا أما أنه يكون بذلك مستخير يحتاج هذا إلى دليل وأما مسألة الاستسقاء فهذا جاء في السنة صحة هذا وهذا أما الاستخارة فلم يرد اللا هذه الصفة وهي الصلاة والدعاء.
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 02:48]ـ
وحديث الامر بالصلاة عند الاستخارة كيف يوجه .. !؟
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 02:53]ـ
عفوا لا أجد لركعتى الإستخارة حديث و إنما أجد الدعاء فقط
هلا دلنى أحدكم؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 05:13]ـ
عفوا لا أجد لركعتى الإستخارة حديث و إنما أجد الدعاء فقط
هلا دلنى أحدكم؟
لعلك لم تبحث في البخاري (فليركع ركعتين من غير الفريضة .. ).
ـ[دامو]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 12:23]ـ
سمعت من أخ أنه هناك قول من أهل العلم أنه تجوز الاستخارة بركعه كالوتر مثلا؟ و لا أعلم دليلا لهذا القول بارل الله فيكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 12:31]ـ
الأولى بالصواب والله أعلم أن يقيد ذلك بتعذر الصلاة لأن مشروعية الاستخارة وردت بمجموع الأمرين
وكلاهما سنة ,فالصحيح إذن كما قال النووي رحمه الله تعالى أن الاستخارة لا تتحقق إلا بصلاة ودعاء دبرها
فإن تعذرت الصلاة صحت بغيرها والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 12:34]ـ
كيف تستخير الحائض؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 12:36]ـ
يعني أنها تقتصر على ذكر الدعاء دون الصلاة(/)
سؤال بسيط عن الفرائض
ـ[الأسطورة]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 07:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.............................. .........
أخواني أنا مبتدى في طلب علم الفرائض
وحقيقة قرأت باب التعصيب ولكني لم أفهمه .. وتعريفه غير مفهوم
فياليت أحد طلبة العلم يوضح لي معنى (التعصيب) توضيح سهل وبسيط
وشكرا:)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 08:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لعلك تستفيد من عرض الشيخ عامر بن بهجت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70846
ـ[الأسطورة]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 12:16]ـ
الله يجزاك الجنة أخوي محمد
والله اني استفدت منه فائدة عظيمة
شكرا جزيلا:)
ـ[ابن الحلاج]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 02:34]ـ
باب التعصيب
التعصيب: مصدر عصَّب يعصب تعصيباً، وهو مشتق من العصب، بمعنى: الشد والتقوية، أو الإحاطة؛ وعصبة الرجل بنوه وقرابته من الذكور من جهة أبيه، سموا بذلك لإحاطتهم به، أو لشد بعضهم أزر بعض. والعاصب اصطلاحا من يرث بلا تقدير، والتعصيب هو النوع الثاني من نوعي الإرث.
والعَصَبة ينقسون إلى ثلاثة أقسام: عصبة بالنفس، وعصبة بالغير، وعصبة مع الغير.
فالعصبة بالنفس أربعة عشر: الابن وابن الابن – وإن نزل - والأب والجد من قبل الأب - وإن علا - والأخ الشقيق، والأخ لأب وأبناؤهما – وإن نزلا - والعم الشقيق والعم لأب – وإن عليا وأبناؤهما – وإن نزلا - والمعتق والمعتقة.
وأحكام العصبة بالنفس ثلاثة:
الأول: أن من انفرد منهم حاز جميع المال.
الثانى: أنه يأخذ ما أبقت الفروض.
الثالث: أنه يسقط إذا استغرقت الفروض، إلا ثلاثة: الابن والأب والجد.
وجهات العصبة بالنفس ست: بنوّة، ثم أبوة، ثم جدودة وأخوة، ثم بنو أخوة، ثم عمومة وبنوهم، ثم ولاء ()، فتقدم كل جهة على الجهة التي بعدها، ثم بعد الاستواء في الجهة يعتبر التقديم بالقرب – أي قرب الدرجة - ثم بعد استوائهم في القرب، يعتبر التقديم بالقوة،
كما قال الجعبري – رحمه الله تعالى -
فبالجهة التقديم ثم بقربه وبعدهما التقديم بالقوة اجعلا
وعصبة المعتق وأحكامهم وجهاتهم كعصبة الميت.
وهنا ثلاث قواعد مهمة ذكرها الفرضيون – رحمهم الله -:
الأولى: لا ميراث لعصبة عصبات المعتق، إلا أن يكونوا عصبة للمعتق.
الثانية: لا ميراث لمعتق عصبات المعتق إلا من أعتق أباه أو جده.
الثالث: لا يرث النساء بالولاء إلا من أعتقن أو أعتقه من أعتقن ().
القسم الثاني من العصبة: العصبة بالغير، وهم أربعة أصناف:
البنت فأكثر مع الابن فأكثر، وبنت الابن فأكثر مع ابن الابن فأكثر الذي في درجتها - سواء كان أخاها أو ابن عمها – أو مع ابن الابن الذي أنزل منها - إن احتاجت إليه - والأخت الشقيقة فأكثر مع الأخ الشقيق فأكثر، والأخت لأب فأكثر مع الأخ لأب فأكثر.
القسم الثالث من العصبة: العصبة مع الغير: وهما صنفان:
الأخت الشقيقة فأكثر، والأخت لأب فأكثر مع البنت فأكثر، أو بنت الابن فأكثر.
وهنا مسألتان مهمتان:
المسألة الأولى: إذا هلك هالك عن أبي معتق وعن معتق أب، فالمال لأبي المعتق؛ لأن الميت عتيق ابنه. وأما معتق الأب فليس له ولاء عليه؛ لأن من شرط ثبوت الولاء على فرع العتيق أن لا يمسه رق لأحد - كما تقدم -.
المسألة الثانية: إذا اشترى ابن وأخته أباهما فعتق عليهما، ثم ملك الأب قنا فأعتقه، ثم مات الأب، فورثاه بالنسب، ثم مات العتيق وليس له عصبة من النسب ولا أصحاب فرض من المال يستغرقون المال، فميراثه للابن دون أخته؛ لكونه ابن معتق، لا لكونه معتق معتق؛ لأن جهة بنوة المعتق مقدمة على جهة الولاء.
ويروى أن مالكاً - رحمه الله تعالى - قال: سألت عنها سبعين قاضياً من قضاة العراق فأخطأوا فيها؛ ولهذا تسمى: (مسألة القضاة). والله - تعالى - أعلم.
فوائد:
الأولى: إذا اجتمع في شخص جهتا تعصيب فأكثر، ورث بالجهة المقدمة.
مثال ذلك: ابن هو معتق، فيرث بكونه ابناً، لا بكونه معتقاً. وكذا ابن هو ابن ابن عم وابن معتق، فيرث بكونه ابناً، لا بكونه ابن ابن عم، ولا بكونه ابن معتق؛ لأن جهة البنوة مقدمة على غيرها.
الثانية: إذا اجتمع في شخص جهة فرض وجهة تعصيب ورث بهما، وذلك كزوج هو ابن عم وأخ لأم هو ابن عم.
الثالثة: إذا اجتمع في شخص جهتا فرض ورث بهما إن لم تحجب إحداهما الأخرى، فإن حجبت إحداهما الأخرى ورث بالحاجبة دون المحجوبة.
مثال ذلك جدة هي أم أم أم، وأم أم أب، فترث ثلثي السدس بالجهتين.
ويتصور هذا أيضاً في نكاح المجوس وفي الوطء بشبهة.
مثال ذلك: ما لو تزوج مجوسي أمه فأتت ببنت، وكذا لو وطئ رجل أمه بشبهة فأتت ببنت، فالبنت في المثالين قد اجتمعا فيها جهتا فرض، إحداهما: كونهما بنتاً للواطئ، والأخرى: كونها أخته من أمه، فترث الواطئ بكونها بنتاً، لا بكونها أختاً من أم؛ لأن البنت تحجب أولاد الأم.(/)
تاريخ الحنابلة في الجزيرة العربية؟
ـ[الحارث]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال العلامة ابن خلدون رحمه الله:
" .. فأما أحمد بن حنبل فمقلدوه قليلون, لبعد مذهبه عن الاجتهاد, وأصالته في معاضدة الرواية للأخبار بعضها ببعض.
واكثرهم بالشام والعراق من بغداد ونواحيها, وهم أكثر الناس حفظا للسنة ورواية الحديث"
(عن أبجد العلوم لصديق حسن خان 2/ 410)
سؤالي عن انتشار المذهب الحنبلي في الجزيرة العربية:
متى دخل المذهب إليها, ومن هو أول العلماء فيها, وهل دخل الجزيرة من الشام أم من العراق؟
يلاحظ أننا في وقتنا المعاصر لا نكاد نجد حنبليا من الشام أو العراق أو مصر إلا الذين تأثروا بالدعوة السلفية في الجزيرة العربية,
فما سبب أفول نجم الحنابلة الذي كان ساطعا في بغداد ودمشق والقدس؟
فلم يبق لهم – حسب معرفتي القاصرة- في هذه البلاد إلا المعالم, فالمذاهب المنتشرة في هذه البلاد إنما هي مذهبان الشافعي والحنفي!
ـ[نجوم الإسلام]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 01:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الحارث هل انت حبيبنا الحارث من دار الاسلام؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 08:32]ـ
راجع هذا الرابط ففيه معلومات مفيدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=231921&postcount=5
ـ[الحارث]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 02:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الحارث هل انت حبيبنا الحارث من دار الاسلام؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعرف قصدك أحبك الله
ـ[الحارث]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 02:12]ـ
راجع هذا الرابط ففيه معلومات مفيدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=231921&postcount=5
جزاك الله خيرا أخي الفاضل المقدادي
لقد جاء في إحالتك على هذا الرابط معلومات ثرية ومفيدة تتعلق بالموضوع, فجزيت خيرا على نقلك هذا
ولعلي ألخص بعض فوائدك أثابك الله تعالى
مسيرة علماء نجد في تلقي العلوم الشرعية
من إعداد الباحث الاستاذ منصور بن عبدالعزيز الرشيد وهي جزء من مشروع علمي كبير له جاوزت سنوات العمل فيه ربع قرن
ملخص البحث
وفيه يعرض الباحث لمسيرة علماء نجد في طلب العلم, والرحلة إلى الشام في سبيل تحصيله على أيدي علماء عصرهم من الحنابلة, وبدا واضحا من هذا البحث أن دمشق الشام كانت وجهة علماء نجد في تلقي العلوم, والمدرسة العمرية- المنسوبة إلى مقادسة الصالحية- فيها كانت قبلة الحنابلة آنذاك.
ولهذا؛ فقد آثر الباحث أن يبتدئ بذكر هذه المدرسة, وبذكر أربعة علماء دمشقيين كانوا شيوخ الحنابلة في وقتهم, فكانوا مقصد النجديين في رحلتهم لطلب العلم وتحصيله ونقله إلى الجزيرة العربية. وهؤلاء العلماء هم:
1. القاضي علاء الدين المر داوي (820 - 885هـ)
2. المحدث يوسف بن عبد الهادي (841 - 909هـ)
3. أبو العباس أحمد بن عساكر العسكري (842 - 912هـ) شيخ متقدمي علماء نجد
4. الشيخ موسى الحجاوي (895 - 968هـ)
وهؤلاء الأربعة من الشام, وقدم إليهم من مصر:
5. العلامة ابن النجار الفتوحي (898 - 972هـ)
رحمهم الله تعالى أجمعين
وقد تحدث الباحث عن صلة كل من هؤلاء العلماء بعلماء نجد, وكيف تتلمذوا عليهم, وماذا قرؤوا عليهم.
وقد ذكر في البحث ما توصل إليه من أسماء العلماء النجديين الذين ارتحلوا في طلب العلم إلى دمشق, وكان للكتب الموقوفة والمخطوطات المنتسخة أثر مهم في توثيق هذه المعلومات.
و أسماء العلماء النجديين الذين ارتحلوا إلى حنابلة الشام لطلب العلم في هذا البحث:
1) الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوه بن زيد التميمي المتوفى سنة 948هـ, تتلمذ على المرداوي، ويوسف بن عبدالهادي، وأحمد بن عبدالله بن عساكر (العسكري)، وأخذ عنه الحجاوي.
2) ابنه شهاب الدين بن الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد الناصري التميمي.
3) الشيخ محمد بن حميدان (أو أبي حميدان) النجدي الشهير بأبي جده الاشيقري، ويظهر ان محمد بن ابي حميدان توفي في دمشق حيث أنجب عددا من الأبناء. وقد أخذ عن المرداوي.
4) ولده الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد ,وفاته في النصف الأول من القرن العاشر الهجري وهو والد الشيخين محمد وأحمد. أخذ عن موسى الحجاوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5) ولده الشيخ أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان, أخذ عن موسى الحجاوي.
6) أخوه محمد بن إبراهيم، أخذ عن موسى الحجاوي.
7) الشيخ شمس الدين محمد بن ابراهيم بن محمد بن ابي عبدالله المشهور بأبي جده, (لعلهما أبناء عم)
8) ولده أبوالنورين عثمان بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان, أخذ عن موسى الحجاوي.
9) أحمد النجدي , أخذ عن ابن عبدالهادي.
10) فضل بن عيسى النجدي المتوفى سنة 882 هـ, أخذ عن ابن عبدالهادي.
11) قاسم النجدي, أخذ عن ابن عبدالهادي.
12) رحمه النجدي, أخذ عن ابن عبدالهادي.
13) عبدالله بن رحمة، أخذ عن أحمد بن عبدالله بن عساكر (العسكري).
14) الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف الوهيبي التميمي, قاضي اشيقر المتوفى1012ه. أخذ عن موسى الحجاوي.
15) الشيخ زامل بن سلطان بن زامل الخطيب اليزيدي الحنفي ثم المقرني بلداً قاضي مقرن, أخذ عن موسى الحجاوي, وعن الفتوحي.
16) الشيخ حسن بن علي بن عبدالله بن بسام بن منيف بن عساكر بن بسام الوهيبي التميمي, أخذ عن موسى الحجاوي.
17) الشيخ صفي الدين سليمان الاشيقري ثم الدمشقي, أخذ عن موسى الحجاوي.
كما تضمن البحث عددا آخر من أسماء علماء نجد إلا أنه لم يتبين ما إذا ارتحلوا إلى الشام و أخذوا عن علمائه أم لا, ومنهم من انتسخ كتب هؤلاء العلماء بيده في وقت معاصر له.
ويلاحظ كما تقدم أن الباحث انطلق من مدرسة ابن عمر المقدسية عاصمة الحنابلة العلمية في دمشق الشام, واقفا عند سيرة خمسة من علمائها فيما يتعلق بصلتهم بعلماء نجد الذين عادوا إلى بلادهم محملين بما استزادوه من العلوم, مشيرا إلى ما خلفوه من كتب أوقفوها على الحنابلة في المدرسة العمرية.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تحنبل علماء نجد أو أن صلتهم بعلماء الشام الحنابلة كان متأخرا (في القرن التاسع) , ولكن فيه إشارة إلى الصلة الوثقى بينهم, وخاصة في هذه الفترة وما بعدها, حيث كثر التواصل, ويبدو – والله أعلم – أن المذهب الحنبلي كان شائعا في الديار النجدية, وإلا فلماذا يقصدون مدارس العلم الحنبلية دون غيرها, مع كثرة المدارس الحنفية والشافعية في الشام.
ولعلّ تواصي العلماء النجديين والشاميين كان له دور في استقطاب طلبة العلم من نجد إلى المدارس الحنبلية.
هذا ماأزعمه في ضوء البحث الذي قام به الأستاذ منصور بن عبدالعزيز الرشيد جزاه الله خيرا, ولعلّ توسيع دائرة البحث يكشف الكثير.
ـ[شهاب التميمي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 01:44]ـ
جزاكم الله كل خير.
ونتطلع للمزيد من الإسهامات في توضيح هذه النقطه.(/)
الأصل أن يكون الظاهر دليلاً على الباطن، إلاّ إذا قدح في كمال دلالته مانع.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 02:31]ـ
ولهذا صور:
منها: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وقت حياته كانت علاقته بكل شخص تتعدد، فإضافة لكونه نبيّاً فهو أيضاً زوج وأب وحاكم وجار وأخ.
وعليه فإن ما يصدر ممن حوله وهو حي من أقوال تدل على الكفر الباطن قد لا يدل على الكفر بسبب قيام شبهة، وهو أن المتكلم لعله يخاطب فيه صلّى الله عليه وسلّم الجانب البشري المحض وينسى أو يغفل عن حقيقة أنه نبيّ معصوم.
فمن ذلك عدم قتل من لمزه في الصدقات.
وزوجاته رضي الله عنهنّ قد سألنه العدل عندما أرسلن إليه فاطمة؟
وكذلك الرجل الّذي قال له: أن كان ابن عمّك؟ في قصة اختصامه مع سعد في شراج الحرة.
فهذه الغفلة مانع من عدّه ما صدر منهم دليل على كفر الباطن.
أمّا من جاء بعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلا يُقبل هذا المانع في حقه لأن موت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أسقط وأبطل كل رابطة بينه وبين أحد ممن بعده إلا رابطة النبوّة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 04:14]ـ
وكذلك الرجل الّذي قال له: أن كان ابن عمّك؟ في قصة اختصامه مع سعد في شراج الحرة.
.
الصواب: عمتك - الزبير.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 05:23]ـ
جزاك الله خيراً على التصويب شيخ عبدالرحمن ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيكم
ولهذا صور:
فمن ذلك عدم قتل من لمزه في الصدقات.
لعله تركه كغيره لئلا يتحدث الناس أنه (ص) يقتل أصحابه.
فائدة:
قال الإمام ابن تيمية 11/ 412:
رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: {أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا: بَلَى قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ وَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَثْبُتْ إلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي رَقَدْت فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَقَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْت دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْت وَتَقَنَّعْت إزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْت عَلَى إثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ. فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْت وَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْت فَهَرْوَلَ وَهَرْوَلْت وَأَحْضَرَ وَأَحْضَرْت فَسَبَقْته فَدَخَلْت فَلَيْسَ إلَّا أَنْ اضْطَجَعْت فَقَالَ: مَا لَك يَا عَائِشَةُ حشيا رَابِيَةً؟ قَالَتْ: لَا شَيْءَ.
قَالَ: لِتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. قَالَتْ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْته. قَالَ: فَأَنْتَ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي؟ قُلْت: نَعَمْ فَلَهَزَنِي فِي صَدْرِي لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي. ثُمَّ قَالَ: أَظْنَنْت أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ قَالَتْ: قُلْت مَهْمَا يَكْتُمْ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَتَانِي حِينَ رَأَيْت فَنَادَانِي - فَأَخْفَاهُ مِنْك فَأَجَبْته وَأَخْفَيْته مِنْك وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْك وَقَدْ وَضَعْت ثِيَابَك وَظَنَنْت أَنَّك رَقَدْت وَكَرِهْت أَنْ أُوقِظَك وَخَشِيت أَنْ تَسْتَوْحِشِي - فَقَالَ: إنَّ رَبَّك يَأْمُرُك أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قُلْت: كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِين وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ}. فَهَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلْ يَعْلَمُ اللَّهُ كُلَّ مَا يَكْتُمُ النَّاسُ؟
فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَكْتُمُهُ النَّاسُ كَافِرَةً وَإِنْ كَانَ الْإِقْرَارُ [بِذَلِكَ] بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ وَإِنْكَارِ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَإِنْكَارِ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ هَذَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ اللَّوْمَ عَلَى الذَّنْبِ، وَلِهَذَا لَهَزَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَتَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ وَهَذَا الْأَصْلُ مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كُفْرٌ وَلَكِنَّ تَكْفِيرَ قَائِلِهِ لَا يُحْكَمُ بِهِ حَتَّى يَكُونَ قَدْ بَلَغَهُ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ تَارِكُهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 10:40]ـ
اذا كان الأصل هو أن الظاهر يدل على الباطن فمن زالت عنه أعمال الايمان الظاهرة وهي عمل الجوارح فقد زال عنه ايمان الباطن فيكون غير مؤمن
هل رجعت عن رأيك في عدم التلازم؟ وعدم تكفير من ترك كل أعمال الجوارح؟
أرجو ذلك
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 10:54]ـ
ما ذكرته أخي عبدالرحمن وارد، وهو صحيح في ذاته، لكن هل تركه للجميع لهذا السبب فقط؟
لأنّا لو قلنا هذا فهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم عطّل حكماً شرعياً لهذه العلة، أعني حكم الردة.
لكن هناك صور أخرى لا تقبل مثل هذا التعليل، وقد تأملت فتوصلت إلى ما ذكرته أعلاه.
فمثلاً قول فاطمة له (إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة) ..
فهن يسألن ما يرين أنه ليس موجود، وهذا يُفهم منه اتهامه من قبل أزواجه بالحيف والظلم، ولاشك أنّ أحدنا لو قال هذا عنه صلى الله عليه وسلم الآن لكان كافراً، أما أزواجه فمنطلقهنّ الجانب البشري.
وكذلك اللامز .. وكذلك الأنصاري الذي خاصم الزبير ..
وفي ظني أنّ هذا أولى ..
وهذا يبطل دعوى بعض المتفلسفين من الإسلاميين اليوم الذين ينكرون على السلفيين موقفهم من الرافضة بسبب سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبغضهم، ويحتجون بأن الصحابة نفسهم كان بعضهم يبغض بعض ويقاتل بعضهم بعضاً، فلماذا نتشدد في موقفنا من الرافضة إذا كان لهم موقف من هذا الصحابي أو ذاك؟
فهذه حجة مريضة، لنفس العلة التي ذكرتها أعره، فبغض الصحابي وسبه وقتاله لصحابي آخر يحتمل التأويل لأنه عايشوا بعضهم فالعلائق بينهم قد تجر مثل هذه النزاعات.
أما من بعدهم فلا علاقة لهم بهم إلا أنهم أصحاب نبيّهم وحبيبهم ونقلة شريعتهم ودينهم، فاي تأويل أو عذر يمكن أن يُقبل معه سب الرافضة أو حتى مجرد عذرهم.
ثانياً بخصوص كلام شيخ الإسلام في شرح كلام عائشة على أنه سؤال وما بنى عليه.
أخي في رأيي أنّ هذا غير صحيح، فلا يمكن أن تكون عائشة الفقيهة العالمة لا تعلم شمول علم الله وهي تقرأ في كل مكان (إن الله بكل شيء عليم) وهي التي نزلت سورة المجادلة وهو في بيتها، وهذه الحادثة التي استدل بها الشيخ فيما يظهر في آخر حياته صلى الله عليه وسلم.
والذي يترجح عندي أنها قالت ذلك على سبيل التقرير لا السؤال، بل قال النووي إنها هي التي قالت نعم، بمعنى أنها قالت ذلك وأكدته بقولها: نعم، وقال النووي إن الرواية هكذا في الأصول أي أنه قولها.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله فيكم .... هذه قاعدة فقهية عامة، أعني أنها مشتركة بين المذاهب الفقهية، وأتسع فيها الشافعي، وعكسه مالك ـ رحمهما الله ـ.
وهي نافعة للقاضي والمفتي وغيرهما ...
فالمرأة إذا ادعت على زوجها عيباً بعد مضي مدة طويلة لم يقبل قولها، لأن سكوتها هذا الدهر الطويل قرينة على عدم صدقها، أو على رضاها بذلك ...
والمتبايعان إذا تعاقداً عقداً صحيحاً في الظاهر: كان ذلك جائزاً، ما لم يظهر منهما قصد التحايل على مواقعة محرم ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:24]ـ
ثانياً بخصوص كلام شيخ الإسلام في شرح كلام عائشة على أنه سؤال وما بنى عليه.
بارك الله فيك، لو قلنا: إنه من كلامها:
أرجو أن تتأمل معي في السياق الذي في صحيح مسلم:
ثم قال: أظننتِ أن يحيف الله عليك ورسوله؟
قالت: ـ مهما يكتم الناس يعلمه الله ـ نعم.
= نعم ظننت أن يحيف الله علي ورسوله!
وهذا باطل.
وقد جاء في المسند (25897) والنسائي (3936) و (3964) والدعاء (1246) للطبراني: ... قالت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله عز وجل؟ قال: نعم. قال: فإن جبريل عليه السلام
لكن عند عبد الرزاق والنسائي في موضع وابن حبان
أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟
قالت: فقلت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال: فإن جبريل ...
وعلى كل فكان مرادي ذكر تقرير شيخ الإسلام ولو لم يسلم المثال.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 04:57]ـ
أخي عبدالرحمن أنا وعيت عنك أنك أوردته للتمثيل وهو مثال جيد وفي بابه لأنه يهمنا تقرير شيخ الإسلام للقاعدة.
وإنما أردت اغتنامها فرصة لطرح الإشكال على هذا التوجيه.
وفي رأيي أن نجعل قول عائشة تقريراً لشمول علم الله، حتى لو قلنا إن قول: (نعم) هو من كلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فهو إقرار منه للكلام، وإذا كان من قول عائشة فكذلك يعود لجملتها هي، لا لقوله: (أظننت أن يحيف الله عليك)
بارك فيك ربي ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 01:11]ـ
أذكر ابن تيمية جعل هذا دليلا - أعني حديث عائشة - أن منكر علم الله بالجزئيات جهلا من المنكر لا يكفر، والله أعلم(/)
ما حكم استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 11:27]ـ
ما حكم استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب؟
أجاز الشوكاني والشبخ ابن عيثمين رحمهما الله تعالى الجواز لأن الأصل البراءة الأصلية فيقتصر المنع على ما ورد بالدليل وهذا كلام وجيه جدا لكن يشكل على هذا الاستدلال آخر الحديث ": فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم وهذه العبارة تنبيه على معنى التحريم فيعم كل استعمال كما قال الجمهور إذ منعوا من جواز استعمال آنية الذهب والفضة مطلقا حتى أن ابن حزم وافقهم في ذلك وإن كان طريقة استدلال ابن حزم فيها نظر ومخالفة لطريقة استدلال الجمهور
المهم ما الراجح في المسئلة هل يجوز استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب؟ وما معنى التنبيه على العلة إذن " فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة "؟؟؟
وهل يجوز استعمال الذهب مطلقا في غير الآنية مثل المكحلة , الموبيل , القلم أم لا؟؟ ولماذا؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 10:00]ـ
للتذكير بهذه المسألة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 10:17]ـ
ما قاله الجمهور ان شاء الله هو الصواب للعلة التي ذكرت في الحديث
إنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة) متفق عليه.
فالحديث دليل على النهي عن الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة، وهذا النهي للتحريم، والعلة في ذلك التشبه بالكفار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا كان العلماء يجعلون اتخاذ الحرير وأواني الذهب والفضة تشبهاً بالكفار)» «.
قال الشيخ عبد الله الفوزان:
فالجمهور من أهل العلم على تحريم جميع وجوه الاستعمال،، قال القرطبي: (الحديث دليل على تحريم استعمال أواني الذهب والفضة في الأكل والشرب، ويلحق بهما ما في معناهما مثل: التطيب والتكحل وما شابه ذلك، وبتحريم ذلك قال جمهور العلماء سلفاً وخلفاً .. )» «قالوا: لعموم الحديث، وشمول المعنى الذي حرم بسببه، وإنما فُرِّقَ بين الرجال والنساء في التحلي لما يقصد منهن من غرض الزينة للأزواج والتجمل لهم.
قالوا: وخُصَّ في الحديث ذكر الأكل والشرب لأن هذا هو الأغلب استعمالاً، وما علق به الحكم لكونه أغلب فإنه لا يقتضي تخصيصه به، وإذا نُهي الإنسان عن الأكل والشرب – وهما أكثر حاجة – فما دونهما من وجوه الاستعمال من باب أولى.
ويرى آخرون» «منهم الصنعاني» «والشوكاني» «أن التحريم خاص في الأكل والشرب، وأما استعمال الأواني في غير الأكل والشرب كالتطيب والتكحل والوضوء والغسل ونحوها فهو جائز، وهؤلاء أخذوا بظاهر الحديث، وقالوا: لأن النبي صلى اله عليه وسلم نهى عن شيء مخصوص وهو الأكل والشرب فيها، فدل على أن ما عداهما جائز، ولو أراد عموم الاستعمال لنهى عنه، ولم يخصَّ ذلك بالأكل والشرب، قالوا: لأن الأكل والشرب فيهما هو مظهر الفخر والخيلاء في الغالب.
كما استدلوا بما ورد عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهِب قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء، فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخْضبة، فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حُمْراً)، فهذا استعمال لآنية الفضة في غير الأكل والشرب، وأم سلمه هي راوية الحديث، كما سيأتي إن شاء الله.
قال الشوكاني: [وقياس سائر الاستعمالات على الأكل والشرب قياس مع الفارق، فإن علة النهي عن الأكل والشرب، هي التشبه بأهل الجنة حيث يطاف عليهم بآنية من فضة، وذاك مناط معتبر للشارع، كما ثبت عنه (لما رأى رجلاً متختماً بخاتم من ذهب، فقال: مالي أرى عليك حلية أهل الجنة أخرجه الثلاثة من حديث بريدة …].
وهذا القول وإن كان فيه وجاهة، لكن الورع والاحتياط اجتناب أواني الذهب والفضة بجميع وجوه الاستعمال، سواء كان للأكل أو للشرب أو للوضوء أو للغسل أو للادهان أو للتطيب أو غير ذلك، أخذاً بعموم المعنى والعلة كما تقدم، ورجح هذا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله – وقال: (إن هذا هو الصواب).
وحديث أم سلمة واقعة عين يطرقها الاحتمال
، فمن ذلك أنه يحتمل أن الإناء كان مموهاً بفضة لا أنه كله فضة،
ومنها أنه إناء صغير جعل فيه شعرات، ومثل ذلك لا يكون كبيراً،
ومنها أن الرواة اختلفوا في لفظه، هل هو، بالقاف (من قَصَّة) أو بالفاء (من فضة) وإن كان الحافظ قال:إن الصحيح عند المحققين أنه بالفاء،
والمقصود أن أحاديث النهي أقوى من ذلك،
فالأخذ بها أحوط وأبرأ للذمة، والله ولي التوفيق
منقول بتصرف يسير(/)
سؤالان عن شيخ الإسلام ابن تيمية , وسؤال عن خلافة علي , أرجو المساعدة في الجواب
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 06:47]ـ
س1: إين ذكر شيخ الإسلام هذه العبارة (إنه ليس بمسلم بالإجماع حتى ينطق بها) والمقصود النطق بأشهد أن لا إله إلا الله , وكلام شيخ الإسلام منقول من كتاب القول المفيد 1/ 133 دار ابن الجوزي
س2: فقد ذكر شيخنا أن هناك من يطعن في شيخ الإسلام بأن كلامه متناقض في هذه المسألة فمرة يذكر أنه تحت المشيئة ومرة يذكر أنه كارتكاب الكبيرة
س3: هل كان هناك وباء زمن خلافة علي رضي الله عنه , مع ذكر المصدر بارك الله فيكم لأني بحثت ولم أجد
والله الموفق
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 07:51]ـ
أخي العوضي لم أفهم قولك هذا:
س2: فقد ذكر شيخنا أن هناك من يطعن في شيخ الإسلام بأن كلامه متناقض في هذه المسألة فمرة يذكر أنه تحت المشيئة ومرة يذكر أنه كارتكاب الكبيرة
والله الموفق
أي مسألة، هل هي النطق بالشهادة؟
ثم إن الاحتمالين اللذين كرتهما واحد: فكونه كمرتكب الكبيرة هو نفسه كونه تحت المشيئة.(/)
مجموعة فتاوى من مجلة الدعوة الاسلامية أجاب عليها شيخنا العلامة صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مجموعة فتاوى من مجلة الدعوة الاسلامية أجاب عليها صاحب الفضيلة شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه اللهُ ورعاه -
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء سلمه الله
نسأل الله لكم العون والتوفيق والسداد
واذ نشكر الله لكم على ماتقدمونه على صفحات مجلة الدعوة من اجابة على العديد من التساؤلات والفتاوى .. آمل التفضل بالقاء الضوء على الاسئلة التالية:
1 - هناك بعض البنوك توجهت توجها إسلاميا في معاملاتها البنكية كيف ترون هذا التوجه؟
2 - هناك بعض طلبة العلم من شجع هذه البنوك ودعمها في هذا التوجه وشارك
... المزيد ..... :
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=41(/)
ميت الأحياء
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:31]ـ
ميت الأحياء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الجليل القائل {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} والصلاة والسلام على الرحمة المهداة الموصوف بقول الحق جل جلاله {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}
وبعد,
جاء عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه صاحب السر أنه سُئل: ما ميت الأحياء؟ قال: من لم يعرف المعروف بقلبه وينكر المنكر بقلبه.
وكما قال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت ****** إنما الميت ميت الأحياء
قال الحسن البصري رحمه الله: صدق والله إنه يكون حي الجسد ميت القلب.
يقول ابن القيم واصفاً القلب الميت:
القلب الميت الذى لا حياة به، فهو إن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه. فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه. فالهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه. فهو بالفكر فى تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور. ينادى عليه إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد، فلا يستجيب للناصح، ويتبع كل شيطان مريد. الدنيا تسخطه وترضيه. والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه. أهـ
فبما تقدم يا عبد الله تعلم عِظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو حياة القلوب بل هو من أعظم اسباب خيرية هذه الأمة المحمدية , فمتى تغافلت عنه الأمة فقدت العز والتمكين وسيطر عليها الذل والمهانة , والواقع يشهد بهذا ما خلا طائفةً منصورةً وهي القائمة بأمر الله من دعوةٍ لتوحيد الله و أمرٍ بالمعروف و نهيٍ عن المنكر وإقامة شعائر الدين في أنفسهم وفيمن حولهم بما يستطعيون.
فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان».
يقول ابن تيمية رحمه الله معلقا ً:
وذلك يكون تارة بالقلب؛ وتارة باللسان؛ وتارة باليد. فأما القلب فيجب بكل حال؛ إذ لا ضرر في فعله، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وذلك أدنى ـ أو ـ أضعف الايمان»، وقال: «ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».أهـ
ونقل القرطبي في تفسيره عن ابن عطية قوله: والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه وأمن الضرر على نفسه وعلى المسلمين؛ فإن خاف فينكر بقلبه ويهجر ذا المنكر ولا يخالطه. وقال حذاق أهل العلم: وليس من شرط الناهي أن يكون سليما عن معصية بل ينهى العصاة بعضهم بعضا. أهـ
بهذا نعرف أن إنكار المنكر متعين على كل فرد مسلم بالغ عاقل - مستقيم أو مقصر - بالإجماع ولا يسقط عن أحد بحال لأن أقله الإنكار بالقلب وصفة هذا الإنكار مفارقة مكان المنكر , ومن لم يفعل فهو الميت الحي كما قال صاحب السر , وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها أو أنكرها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ". قال الألباني حديث حسن.
ويفسر هذا المعنى الشوكاني رحمه الله في فتح القدير بقوله:
إن من أخل بواجب النهي عن المنكر فقد عصى الله سبحانه وتعدى حدوده. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القواعد الإسلامية وأجل الفرائض الشرعية، ولهذا كان تاركه شريكاً لفاعل المعصية ومستحقاً لغضب الله وانتقامه كما وقع لأهل السبت، فإن الله سبحانه مسخ من لم يشاركهم في الفعل ولكن ترك الإنكار عليهم، كما مسخ المعتدين فصاروا جميعاً قردة وخنازير "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أهـ
ولتعلم يا عبد الله أن للشيطان نصيب في تزهيد المسلمين في الإعتناء بإنكار المنكرات , وذلك بتخويفهم تارة ً أو بالتلبيس عليهم تارةً أخرى بدعوى عدم التدخل في شئوون الآخرين وتارةً بإعتقاد البعض بما هو أوجب عليهم من هذا الأمر إما لجهلهم أو لهوى في أنفسهم مثل تجميع الناس حولهم وهذا أخطرها وأكثرها انتشاراً والله المستعان.
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أكثر من يتعبد لله عز وجل بترك ما أوجب عليه، فيتخلى وينقطع عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مع قدرته عليه، وبزعم أنه متقرب إلى الله تعالى بذلك، مجتمع على ربه، تارك ما لا يعنيه، فهذا من أمقت الخلق إلى الله تعالى، وأبغضهم له، مع ظنه أنه قائم بحقائق الإيمان وشرائع الإسلام وأنه من خواص أوليائه وحزبه. أهـ
ويقول رحمه الله واصفاً بعض المثبطات عن هذا الأمر: ومن مكايده - ابليس - إنه يزين لهم ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى قالب التودد إلى الناس، وحسن الخلق معهم، متعللاً بقوله تعالى {عَلَيْكُمْ أنْفُسَكُمْ}. أهـ
وقد قام الصديق رضي الله عنه مرة خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) تضعونها في غير موضعها , وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ". حديث صحيح أخرجه أهل السنن.
وعن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «والذي نفسي بيده, لتأمرن بالمعروف, ولتنهون عن المنكر, أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده, ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم» خرجه الترمذي
وهناك شياطين الأنس الذين يثبطون عباد الله عن هذا الأمر ولو عُلم السبب بطل العجب, فكل صاحب معصية لا يحب أن ينفرد بفعل تلك المعصية , لذلك يزينونها لغيرهم ويحثونهم عليها حتى يجدوا من يشاركهم في جنس المعصية لا في عينها "كالزاني الذي يود أن غيره يزني؛ والسارق الذي يود أن غيره يسرق أيضاً؛ لكن في غير العين التي زنى بها أو سرقها" والله المستعان.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وذلك أن كثيراً من أهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه؛ ويبغضون من لا يوافقهم، وهذا ظاهر في الديانات الفاسدة من موالاة كل قوم لموافقيهم؛ ومعاداتهم لمخالفيهم وكذلك في أمور الدنيا والشهوات. أهـ
وقد سخط الله على قوم تركوا التناهي عن المنكرات فيما بينهم , وهم اليهود أنجس خلق الله وهم الملعونون المغضوب عليهم في كتاب الله العزيز , فيجب علينا أن نحذر من مشابهة قوم ذمهم الله في قرآن يتلى الى يوم الدين قال تعالى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.
يقول العلامة ابن سعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}:
كانوا يفعلون المنكر، ولا ينهى بعضهم بعضا. فيشترك بذلك المباشر وغيره، الذي سكت عن النهي عن المنكر، مع قدرته على ذلك. وذلك يدل على تهاونهم بأمر الله، وأن معصيته خفيفة عليهم. فلو كان لديهم تعظيم لربهم، لغاروا لمحارمه، ولغضبوا لغضبه. وإنما كان السكوت عن المنكر ـ مع القدرة ـ موجبا للعقوبة، لما فيه من المفاسد العظيمة.
منها: أن مجرد السكوت، هو فعل للمعصية، وإن لم يباشرها الساكت. فإنه ـ كما يجب اجتناب المعصية ـ فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية.
ومنها: ما تقدم، أنه يدل على التهاون بالمعاصي، وقلة الاكتراث بها.
ومنها: أن ذلك يجرىء العصاة والفسقة، على الإكثار من المعاصي، إذا لم يردعوا عنها، فيزداد الشر، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية، ويكون لهم الشوكة والظهور. ثم بعد ذلك، يضعف أهل الخير، عن مقاومة أهل الشر، حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أولا.
ومنها: أنه ـ بترك الإنكار للمنكر ـ يندرس العلم، ويكثر الجهل. فإن المعصية ـ مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص، وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها ـ يظن أنها ليست بمعصية، وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة. وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرم الله، حلالا؟ وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقا؟
ومنها: أن بالسكوت على معصية العاصين، ربما تزينت المعصية في صدور الناس، واقتدى بعضهم ببعض. فالإنسان، مولع بالاقتداء بأحزابه، وبني جنسه.أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفائدة من إنكار المنكرات أمر متعدي يا عبد الله , فهناك من يقتدي بك ويشتد عزمه على الإنكار وهناك من يرتدع وتكون سبباً في ارتداعه , فالواجب على كل واحد وخصوصاً من كان ظاهره الإستقامة على الدين , إذا رأى المنكر أن ينكره بما يستطيع من مراتب الإنكار الثلاثة وأقلها مفارقة مكان المنكر ولا يقر أصحاب المنكر بالجلوس معهم , فيعتقدون بإباحة ذلك المنكر أو بعدم تحريمه وذلك لإقراره بجلوسه معهم , ولكن إن أنكر عليهم علموا بأنهم متلبسون بمنكر فيرجىء لهم التوبة وتبرأ ذمة من أنكر.
قال البخاري رحمه الله في صحيحه [باب هَلْ يَرْجِعُ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا فِي الدَّعْوَة]:
يقول ابن حجر رحمه الله في الفتح: جاء عن سالم بن عبد الله بن عمر قال ” أعرست في عهد أبي، فآذن أبي الناس، فكان أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فيمن آذنا وقد ستروا بيتي ببجاد أخضر، فأقبل أبو أيوب فاطلع فرآه فقال: يا عبد الله أتسترون الجدر فقال أبي واستحيا: غلبنا عليه النساء يا أبا أيوب، فقال: من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك، والله لا أطعم لكم طعاما، فرجع ".
وقد وقع نحو ذلك لابن عمر رضي الله عنهما فيما بعد فأنكره وأزال ذلك المنكر ولم يغادر المكان لزوال المنكر. أهـ
ومن فضائل هذا الأمر أن فيه تكفير للسيئات لمن قام به كما جاء في الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فِتنةُ الرجُلِ في أهلهِ وَمالهِ وولدِهِ وجارهِ تُكَفِّرُها الصلاةُ والصومُ والصدَقةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ".متفق عليه
ومن فضائله انتشار الخير وانحسار الفساد بين الناهين عن المنكر الآمرين بالمعروف , وكذلك من فضائله حياة قلوبهم وذلك بزيادة الإيمان فيها فتستطيع التمييز بين الحق والباطل والضار والنافع والخير والشر , فمن أراد أن يقوى إيمانه فلا يترك إنكار المنكرات وهذا مستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام: " فليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان ". صحيح مسلم
وختاماً نعوذ بالله من أن تمنعنا هيبة الناس من إنكار المنكرات ونعوذ بالله من أن تحيى إجسادنا وتموت قلوبنا , فنسألك اللهم قلباً سليماً يعرف المعروف وينكر المنكر ولساناً صادقاً لا يخشى فيك لومة لائم وثباتاً على الأمر وعزيمة على الرشد ولذة النظر الى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
وأصلي وأسلم على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
======================
جمعه اخوكم
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
لمن أراد الحاشية تحميل الموضوع من هنا
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=23ZspNa97
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:44]ـ
شكر الله لك ونفع بما قلت
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 04:41]ـ
جزاك الله عني خيراً يا أخي
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 05:23]ـ
شكرا الله لك ... وبارك فيك ...
وجعلنا ممن أحيا قلوبهم على طاعته
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 06:12]ـ
الأخ ابن عقيل زادك الله من فضله وإحسانه
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 12:55]ـ
شكرا الله لك ... وبارك فيك ...
وجعلنا ممن أحيا قلوبهم على طاعته
جزاك الله عني خيراً
الأخ ابن عقيل زادك الله من فضله وإحسانه
ولك بالمثل وجزاك الله عني خيراً(/)
هل إبراهيم كليم الرحمن؟!
ـ[الخالدي]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 03:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء و إخواني الطلبة، هل يصح أن نطلق على ابراهيم عليه السلام بأنه كليم الله و مالدليل على ذلك و ليتكم تذكرون طرفاً من كلام السلف أو من كلام علمائنا الثقات جزاك الله خير ذكر لي هذا الأمر أحد طلبة العلم فاستنكرته بداخلي ريثما أتحقق و لم يستدل بشيء صريح أو أنه جهل الأدلة الظاهرة التي اعتمد عليها من ذهب إلى هذا فأتمنى منكم الإيضاح؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 10:56]ـ
الوارد في الكتاب والسنة أن إبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله.
وشاركهم نبينا صلى الله عليهم وسلم.
ـ[الخالدي]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 01:00]ـ
الأخ كان يستدل بالآيات الواردة في سورة البقرة قال تعالى: (و إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي) .. الآيات. و جزاك الله عنا خيرا ً شيخي عبدالرحمن، و لعل الأخ يمر من هنا فيقرأ و إن كان له سلف يذكره ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 03:21]ـ
ذكر لي هذا الأمر أحد طلبة العلم فاستنكرته بداخلي ريثما أتحقق؟
بارك الله فيك أخي وأحسنت صنعا
وليتنا جميعا نتريث قبل أن ننكر مالا علم لنا به وإنما تنكره أنفسنا
أو طباعنا أو عقولنا ....
وأما ما ذكرت فالوارد أن أبراهيم خليل الله وموسى كليم الله
وتعلم رعاك الله حينما طلب من أبراهيم عليه السلام الشفاعة قال إذهبوا إلى موسى
كليم الله
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:
"ولا شك أن محمداً صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم من الأولين والآخرين؛ ولهذا اختصه الله بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين؛ والذي تستمر شريعته إلى قيام الساعة، وأتباعه أكثر من أتباع الأنبياء كلهم، وبعده في الشرف والفضل إبراهيم الخليل، ثم موسى بن عمران كليم الرحمن عليه السلام"
ويقول شارح العقيدة الطحاوية:
وكما أن منزلة الخلة الثابتة لإبراهيم -صلوات الله عليه- قد شاركه فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما تقدم، كذلك منزلة التكليم الثابتة لموسى -صلوات الله عليه- قد شاركه فيها نبينا صلى الله عليه وسلم، كما ثبت ذلك في حديث الإسراء.
لذا ليتك تسأل الأخ من سبقه لهذا القول، أما إن كان بنى هذا القول على فهمه
فهذه طامة كبرى
ـ[الخالدي]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 04:26]ـ
جزاك ربي خيرا ً أعتقد أن النقول موفقة و سديدة لعل الرؤية تتضح لزميلي و لا أظنه يغيب عن المجلس هذا كثيراً ... جزاكم الله خيراً و غفر الله لي و لكم و له و للمسلمين ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 04:49]ـ
وجزاك ربي ونفع بك(/)
أعراسنا بين المشروع والممنوع
ـ[وميض النور]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأفاضل
انا الآن بصدد عمل بحث بعنوان "اعراسنا بين المشروع والممنوع"
وسيتم نشره في الشبكة قريبا بإذنه تعالى
ونظرا لسعة علمكم واطلاعكم
فأود منكم ذكر
اسباب انتشار المخالفات في الاعراس "بأنواعها" واثر ذلك وعلاجه
وجدت الكثير
لكن أطمح منكم المزيد
لعل الله أن ينفع به
بارك الله فيكم وفي علمكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 05:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع مهم وطرح متميز جعلها الله باب خير وبركة
هذا وإنني من منظور الواقع الأليم أستطيع أن أعدد بعض الاسباب التي احدثت سرعة انتشار المخالفات في الاعراس والمناسبات
1 - تهاون اولياء الامور من ضبط النساء وضعف جانب القوامة الملحوظ المتمثل في (اللباس-الشعر-العباءة-المأكل-الغناء-مجاراة الغرب في كل صغيرة وكبيرة .... )
2 - التنافس المؤلم على لذات الدنيا والتهافت على زخرفتها
3 - تهاون بعض العلماء -هداهم الله-في الفتوى
4 - كثرة المفتين والتهاون في أمر الفتوى وفتح بابها على مصراعيه
اما الاثر فهو
1 - بعد الناس عن التمسك بأوامر الله وعدم الحرص على ترك نواهيه
2 - قلة الوازع الديني ترتب عليه عدم الخوف من الله
علاج ذلك
1 - الرجوع الى منهج الحق وتطبيق أوامر الله تعالى
2 - حث الصالحين على النصيحة باسلوب حسن ... حتى لاتغرق السفينه
3 - على أولياء الامور الاهتمام بالاسرة ومراقبتها
وللحديث بقية حفظك الله ورعاك
ـ[وميض النور]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 03:11]ـ
اما الاثر فهو
1 - بعد الناس عن التمسك بأوامر الله وعدم الحرص على ترك نواهيه
2 - قلة الوازع الديني ترتب عليه عدم الخوف من الله
أخي الكريم
ألا توافقني
ان ما ذكرته يعد من الأسباب وليس الأثر
أفدتني كثيرا
وبانتظار عودتك
جزيت الجنان
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 02:08]ـ
جوزيت خيرا
نعم لقد تداخلت الاسباب مع الاثار
ومشكور على هذا التنبيه
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 07:39]ـ
موضوع مهم، أعانك الله وسددك
هناك بعض الرسائل والمطويات حول الأعراس أو بعض منكراته ومشكلاته
ولكني لا أستحضر الآن شيئاً منها
وأظن أنَّ جملةً منها عند (مدار الوطن) و (دار القاسم)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 08:24]ـ
هل هذا الموضوع لاستثراء الحوار للفائدة المرجوه بين اعضاء المنتدى ام هو بحث تحتاجه فنبحث معك ونفيدك ونزيدك؟؟
ارجو افادتنا
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 08:39]ـ
الذي يبدو من كلام الأخ الكريم أنه يرغب في إثراء الموضوع بالحوار
ولكني أشرت إلى بعض ما كُتِبَ في ذلك من رسائل ليكون مصدراً آخر يفيد منه قبل نشر بحثه
ـ[وميض النور]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 03:52]ـ
هل هذا الموضوع لاستثراء الحوار للفائدة المرجوه بين اعضاء المنتدى ام هو بحث تحتاجه فنبحث معك ونفيدك ونزيدك؟؟
ارجو افادتنا
الموضوع وضع للحوار والنقاش
وإن كان هناك مجال للإفادة فبها ونعم
الذي يبدو من كلام الأخ الكريم أنه يرغب في إثراء الموضوع بالحوار
ولكني أشرت إلى بعض ما كُتِبَ في ذلك من رسائل ليكون مصدراً آخر يفيد منه قبل نشر بحثه
موضوع مهم، أعانك الله وسددك
هناك بعض الرسائل والمطويات حول الأعراس أو بعض منكراته ومشكلاته
ولكني لا أستحضر الآن شيئاً منها
وأظن أنَّ جملةً منها عند (مدار الوطن) و (دار القاسم)
هذا صحيح
جزاكم الله خيرا
بانتظاركم وفقكم الله
ـ[الفارس]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك.
من الأسباب:
1 - انتشار الفضائيات التي تروج للممنوع من هذه الأمور.
2 - ضعف تحصين بناتنا، وتعميق الشعور بعزة المسلم في مجتمعه.
3 - عدم وجود القدوة الصالحة المشاهدة أو ضعفها.
4 - ضعف ربط النساء بما كن عليه نساء السلف من الستر والحشمة في أعراسهم.
5 - صدور بعض الفتاوي الغريبة والاجتهادات الضعيفة في قضايا الأعراس وهذا مما يدمي القلب والله!
6 - حضور المستقيمات والمحافظات الأعراس المشتملة على أمورٍ محرمة، فتضعف في قلوبهن حينئذ بشاعة هذه الأعمال، وقديما قيل: كثرة الأمساس تُذهب الإحساس.
7 - وهو مرتبط بما قبله: الإنكار الضعيف أو عدم الإنكار لمثل هذه الأعمال من الحاضرات، تحت حجج واهية، وانتظار هذه وتللك أن تقوم بواجب الإنكار حتى ينتهي الحفل!
8 - عدم الإنكار بصورة صحيحة أو بطريقة غير حكيمة، تجعل الأمر يزداد سوءًا على سوء، وينفِّر القائمين على الأعراس من الناصحين والناصحات.
هذا ما تيسر إيراده على عجل، والموضوع خطير جدا، ويشمل الأعراس وغيرها، في ظلَّ كثرة الحفلات في مجتمعاتنا، والله المستعان.
ـ[وميض النور]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 02:23]ـ
6 - حضور المستقيمات والمحافظات الأعراس المشتملة على أمورٍ محرمة، فتضعف في قلوبهن حينئذ بشاعة هذه الأعمال، وقديما قيل: كثرة الأمساس تُذهب الإحساس
الأخوات المستقيمات انقسمن قسمين:
منهن ما ذكرت والقسم الآخر من اعتزلت المجتمع فلا تذهب الى المناسبات البته
وهذا مما يدمي القلب حقيقة
فأصحاب الحق يفسحون الطريق لأصحاب الباطل
- صدور بعض الفتاوي الغريبة والاجتهادات الضعيفة في قضايا الأعراس وهذا مما يدمي القلب والله!
هل لك بتزويدي ببعض هذه الفتاوى إن لم يكن في ذلك حرج
للتنبيه عليها
- عدم الإنكار بصورة صحيحة أو بطريقة غير حكيمة، تجعل الأمر يزداد سوءًا على سوء، وينفِّر القائمين على الأعراس من الناصحين والناصحات.
برأيي ان الشخص إذا أراد الانكار فلا بد أن يكون قوله مدعما بالأدله
ويكون بأسلوب راقي
وليس بالسب أو التنقيص
جزاك الله خيرا أخي الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفارس]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بخصوص الفتاوي فلا أرى ذكرها ثم التنبيه عليها في المجتمعات المذكورة، مالم تشتهر الفتوى، بل يبين لهم الحكم الصحيح مدعما بالأدلة الصحيحة الصريحة وبفتاوي كبار العلماء ومن يثق الناس بقولهم.
وإن شئت ضربت لك مثالا حتى يتبين لك مقصدي؛ بمسألة عورة المرأة أمام المرأة، وكثرة الكلام في ذلك، واستدلال بعض النسوة في تكشفها بهذا.
وفقك الله.
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قلت لابد ان يكون النصح باسلوي راقى وليس بالسب ولكن ماذا تفعل ممن يجادلون بالباطل ولا يستمعون الا الى شياطينهم فتقول لهم هذا لا يجوز قال الله ....... ثم قال الرسول ......... فيقولون الشيخ فلان قال كذا ..... والشيخ علان قال كذا ....... ولا يعبئون بما قال الله والرسول بل يعبئون بما قاله بعض المشايخ اذا " جاز التعبير بالمشايخ " لانهم يضلون الكثير بهذه الفتوى وخصوصا ذوى النفوس الضعيفه الذين ايضا لا توجد عندهم ارضيه عقائديه ثابته.
فهنا لا يتقبلون النصح بالكف عن المخالفات بل ويدعونك لترك ما انت عليه من ثبات بحجه التشدد ويقولون ان " الدين يسر وليس عسر " وهم لا يفهمون معناها بل يأخذون ظاهرها بان اليسر عندهم هكذا اهدار حق الله ولا حول ولا قوة الا بالله
فهنا شئ طبيعى ان تنعزل عن تلك المناسبات خشيه الفتنه او لانك لا تريد ان تحضر شيئا به مخالفات - اذا ماكنش اصلا كله بدعه او محرم- التزاما منك باوامر الله.
ولى سؤال هنا ماذا اذا كان عدم حضورك مثل هذه المناسبات ستؤدى الى قطيعه رحم فايهما اقل ضررا ارتكاب معاصى ام قطيعه الرحم خصوصا مع من يفهمون الدين خطأ " زى ماهو ماجاش فى فرحى مش هروح فرحه وزى ماهو ماجاش فى عيد ميلادى مش هحضرله مناسبه " ويبدأ باشكال وينتهى بقطيعه رحم ما الحل؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! مشكله صعبه (ابتسامة)
ـ[وميض النور]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 06:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بخصوص الفتاوي فلا أرى ذكرها ثم التنبيه عليها في المجتمعات المذكورة، مالم تشتهر الفتوى، بل يبين لهم الحكم الصحيح مدعما بالأدلة الصحيحة الصريحة وبفتاوي كبار العلماء ومن يثق الناس بقولهم.
وإن شئت ضربت لك مثالا حتى يتبين لك مقصدي؛ بمسألة عورة المرأة أمام المرأة، وكثرة الكلام في ذلك، واستدلال بعض النسوة في تكشفها بهذا.
وفقك الله.
وعيك السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
بالتأكيد لن أضعها كفتاوى
لكن يكون هناك نوعا ما تركيز عند التحدث المسأله
فعندما أتحدث عن العري مثلا
أوضح أن من الأمور انتشار أن عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبه
وأوضح الأمر وأبينه بالأدله وفتاوى العلماء الكبار
أو سأتكلم بتوسع في الأمر
لكن ما أخشاه أن تكون هناك فتاوى ضعيفه انتشرت
ولا أعلم عنها
وبالتالي لا أنبه على هذا الأمر
إن كان بوسعكم الإشارة اليها لتعم الفائدة ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[وميض النور]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 06:49]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كما قلت لابد ان يكون النصح باسلوي راقى وليس بالسب ولكن ماذا تفعل ممن يجادلون بالباطل ولا يستمعون الا الى شياطينهم فتقول لهم هذا لا يجوز قال الله ....... ثم قال الرسول ......... فيقولون الشيخ فلان قال كذا ..... والشيخ علان قال كذا ....... ولا يعبئون بما قال الله والرسول بل يعبئون بما قاله بعض المشايخ
أخيتي الأمر يحتاج الى صبر ووتحمل
حتى وان اتاك الأذى فكوني خير مثال
فمهما يكن حتى وان لم تقتنع
او كابرت واظهرت انكارها للامر
فإن كلماتك ستضل ترن في اذنها
أذكر في احدى الاسواق كنت انتظر الطلب
واذا بي اسمع احدى الاخوات تذكر أختها وتقول
تتذكرين وش تقول الاستاذه وأخذت تتحدث عن القبر والسؤال والملكين
حقيقة كان اسلوبها رائعا
التفت لأرى من تتكلم
وفجعت
فمن كانت تتكلم فتاة في الثامنة عشر من عمرها
خالعة للحجاب
وبكامل زينتها
أثر الكلام وصل
ولا زال يرن في أذنها
فأخذت تناقش صويحباتها
فلا تحقري من المعروف شيئا
وسيكون الامر على أقل تقدير إبراء للذمة
وأنا عند مناقشة الاخوات ويستلون كما قلتي
اواجههم واسئلهم من المشرع
هل هو الله ورسوله أم الشيخ الفلاني
وبالدليل والحجة
يقتنع من لا يقتنع
بوركتِ
ـ[الفارس]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من الفتاوى والأقوال الضعيفة المنتشرة:
-حد العورة.
-مسألة التشبه.
-النمص وما يتبعه.
-الأغاني.
-الرقص.
هذا ما يحضرني، والله أعلم.
ـ[وميض النور]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 08:37]ـ
جزاك الله خيرا
لقد غاب الرقص عن بالي كثيرا
بوركت
ـ[لامية العرب]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 06:40]ـ
من الفتاوى والأقوال الضعيفة المنتشرة:
-حد العورة.
-مسألة التشبه.
-النمص وما يتبعه.
-الأغاني.
-الرقص.
كذلك لاننسى تشقير الحاجبين الذي لايفرق فيه بين النامصة والمشقرة <<هذا من ناحية الشكل أما من ناحية الحكم الشرعي فالله أعلم
ضرب الدفوف في اي مناسبة بلا ضوابط<<البعض من اهل العلم أجازها والبعض حذر منها
هذا والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وميض النور]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 09:47]ـ
كذلك لاننسى تشقير الحاجبين الذي لايفرق فيه بين النامصة والمشقرة <<هذا من ناحية الشكل أما من ناحية الحكم الشرعي فالله أعلم
ضرب الدفوف في اي مناسبة بلا ضوابط<<البعض من اهل العلم أجازها والبعض حذر منها
هذا والله المستعان
من ناحية الحكم الشرعي للتشقير فقد صدرت فتوى اللجنة بالتحريم
المسائل مهمة وليست بالقصيرة
أعانني الله
إن كان هناك أي مسائل مهمة الرجاء تنبيهي
لأحاول التسديد والمقاربة
بارك الله فيك أخي الكريم
وجزاكم الله خيرا
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 12:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعنى ان اذكر ايضا شيئا من المخالفات وهى الزغاريط ولكن هل هى محرمه تماما ام فيها اباحه فى بعض المواضع
وايضا من المخالفات تبرج الحاضرين من النساء وخصوصا ان التبرج لا يكون فى مكان الزفاف ولا يغسل بعد انتهاءه
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 07:25]ـ
موضوع فعلا مهم .. بارك الله فيك أختي ونفع بك.
نعم .. نجد في الأعراس هذه الأيام كثيراً من المظاهر المخالفة لتعاليم الإسلام، وأغلب هذه المظاهر مستوحاة من تقاليد غريبة تولدت في مجتمعات الغرب الخالية من المبادئ والأخلاق.
وهذه المخالفات الشرعية تبدأ من الخطبة فنسبة لا بأس بها من الخُطاب لا يمكّنون من حقهم في الرؤية الشرعية وآخرين يترك لهم الحبل على الغارب فيتم تجاوز الحدود الشرعية لعلاقتهم بمخطوباتهم .. ثم مخالفات في عقد النكاح وتجهيزاته، ثم مخالفات فيما يسمى بشهر العسل، أما في حفلات الزواج فحدثي ولا حرج، فمن لبس الملابس العارية إلى تقديم الموائد بإتيكيت غربي تجد الإصرار على تتبع الأساليب الغربية وإعتمادها مقاييس للتحضر!
ومن المهم كذلك الا نغفل المخالفات الشرعية والتي تفشت بين فتياتنا عند استعدادهن للزواج في السنوات القليلة الماضية. فعلى سبيل المثال الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج يذهبن لصالونات التجميل ويسلمن أجسادهن بلا تحفظ لعمل حمامات السونا أو تغيير لون البشرة لكسب لون (التان)، وكل ذلك كما هو معلوم يتطلب كشف العورات .. ومن ذلك أيضا حلق الحاجبين ووشمهما لمدة زمنية ووشم الشفايف وتلوينها بلون ثابت ووشم بعض من أجزاء الجسم مع ما ورد في الوشم من أحاديث صريحه تحرم الوشم وتلعن فاعله .. ومما يدل على غفلة الواشمات تسمية الوشم بإسم أجنبي (تاتو) .. وكأن تغيير الإسم يجعل حكم الإسلام فيه لاغياً!
ولو تبصرنا في هذه المخالفات الشرعية الموجودة في الأعراس، لوجدنا أن لها أثاراً سلبية عديدة منها عزوف الشباب عن الزواج وتفشي ظاهرة العنوسة، وارتفاع نسب الطلاق، و قطيعة الرحم وغيرها.
أختي الكريمة وميض النور .. هل اطلعت على هذه الرسالة؟
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2049
كذلك على موقع المنبر -ركن الخطب- ستجدين مواضيع عدّة متعلقة بموضوعك.
وفقك الله وأعانك
ـ[وميض النور]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعنى ان اذكر ايضا شيئا من المخالفات وهى الزغاريط ولكن هل هى محرمه تماما ام فيها اباحه فى بعض المواضع
وايضا من المخالفات تبرج الحاضرين من النساء وخصوصا ان التبرج لا يكون فى مكان الزفاف ولا يغسل بعد انتهاءه
كيف تكتب هل هي زغاريط أم زغاريد؟؟
حقيقة لا أعلم
إن كان هناك من يعلم فليجيبنا
وبخصوص التبرج سأحاول دراسته دراسة مفصله
والله ولي التوفيق
جزاك الله كل خير
ـ[وميض النور]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 08:56]ـ
موضوع فعلا مهم .. بارك الله فيك أختي ونفع بك.
نعم .. نجد في الأعراس هذه الأيام كثيراً من المظاهر المخالفة لتعاليم الإسلام، وأغلب هذه المظاهر مستوحاة من تقاليد غريبة تولدت في مجتمعات الغرب الخالية من المبادئ والأخلاق.
وهذه المخالفات الشرعية تبدأ من الخطبة فنسبة لا بأس بها من الخُطاب لا يمكّنون من حقهم في الرؤية الشرعية وآخرين يترك لهم الحبل على الغارب فيتم تجاوز الحدود الشرعية لعلاقتهم بمخطوباتهم .. ثم مخالفات في عقد النكاح وتجهيزاته، ثم مخالفات فيما يسمى بشهر العسل، أما في حفلات الزواج فحدثي ولا حرج، فمن لبس الملابس العارية إلى تقديم الموائد بإتيكيت غربي تجد الإصرار على تتبع الأساليب الغربية وإعتمادها مقاييس للتحضر!
ومن المهم كذلك الا نغفل المخالفات الشرعية والتي تفشت بين فتياتنا عند استعدادهن للزواج في السنوات القليلة الماضية. فعلى سبيل المثال الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج يذهبن لصالونات التجميل ويسلمن أجسادهن بلا تحفظ لعمل حمامات السونا أو تغيير لون البشرة لكسب لون (التان)، وكل ذلك كما هو معلوم يتطلب كشف العورات .. ومن ذلك أيضا حلق الحاجبين ووشمهما لمدة زمنية ووشم الشفايف وتلوينها بلون ثابت ووشم بعض من أجزاء الجسم مع ما ورد في الوشم من أحاديث صريحه تحرم الوشم وتلعن فاعله .. ومما يدل على غفلة الواشمات تسمية الوشم بإسم أجنبي (تاتو) .. وكأن تغيير الإسم يجعل حكم الإسلام فيه لاغياً!
ولو تبصرنا في هذه المخالفات الشرعية الموجودة في الأعراس، لوجدنا أن لها أثاراً سلبية عديدة منها عزوف الشباب عن الزواج وتفشي ظاهرة العنوسة، وارتفاع نسب الطلاق، و قطيعة الرحم وغيرها.
أختي الكريمة وميض النور .. هل اطلعت على هذه الرسالة؟
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2049
كذلك على موقع المنبر -ركن الخطب- ستجدين مواضيع عدّة متعلقة بموضوعك.
وفقك الله وأعانك
سمعت بالتاتو كثيرا
لكن لم يخطر على بالي أنه الوشم
والرسالة اطلعت عليها
وخطب المنبر رائعة بحق وقد أخذت أكثرها
بارك بك المولى وسدد خطاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 09:43]ـ
ماذا عن زفة العروس وفستانها الابيض واطفاء الانوار واشعال الشموع والمبالغة في شراء باقات الزهور المتناثرة في كل زوايا المكان ,ووضع دفتر كبير توقع فيه الحاضرات كلمات تعبر عن اعجابهن ودعائهن لهذه العروس
وهل الحل عدم حضور هذه الزواجات ... ماذا لو كانت هذه المناسبة لقريب يخشى من القطيعة .... والله إنه محير
وانا اعرف أناس يحضرون مثل هذه المناسبات ويستمرون في النصيحة دون القدرة على التغيير فما الحكم ... افيدونااااا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 10:01]ـ
هل من سبيل إلى دراسة تفصيلية تجمع بين الأصالة والمعاصَرة، حول قضايا (مخالفات النساء) يراعى فيها: دراسة (المخالفة) من ناحية التدرّج الزمني، والتطوّر التاريخيّ، وتتبّع الأشكال والصور الحادثة لها؟
وموضوعكم (سهل ممتنع).
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 01:42]ـ
كيف تكتب هل هي زغاريط أم زغاريد؟؟
حقيقة لا أعلم
إن كان هناك من يعلم فليجيبنا
وبخصوص التبرج سأحاول دراسته دراسة مفصله
والله ولي التوفيق
جزاك الله كل خير
لقد بحثت عن اصلها فى المعجم الوسيط وقد تبين لى خطأى وهى " زغاريد " وليست " زغاريط "
ويرجع السبب لنطقنا لها على هذا الحال
ولكن " الاصل زغاريد " وهى من فعل" زغرد "
و " زغردت المرأه " بمعنى " رددت صوتها بلسانها فى فمها عند العرس "(/)
خروج الناس من المدينة للبحث عن وظائف أفضل ورواتب أجزل (حديث وموقف)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 11:59]ـ
لفت نظري اليوم شح فرص العمل برواتب مجزية داخل المدينة المنورة، لقلة الشركات والقطاعات الحكومية الحيوية وقلة المشاريع التنموية الكبيرة مقارنة بمدنٍ أخرى. حصل موقف استرعى انتباهي، وهو أن احد الإخوة مرض أبوه في المدينة، فانتقل الابن إلى ينبع لقربها من المدينة ولكنه لم يقطن المدينة لأن وظيفة ينبع أكثر راتباً، وأحد الإخوة أقنعه إخوانه وأقاربه بالرياض بالانتقال من المدينة إلى الرياض لوجود فرص وظيفية أفضل، وهلم جراً. هذه المواقف تزيد المرء إيماناً بنبوته (ص) عندما يقرأ هذا الحديث:
((يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلُمّ إلى الرخاء، هلُمّ إلى الرخاء [1]، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)) الحديث
(الصحيحة: 274)
=============================
[1] ولا شك أن الرخاء في غير المدينة كان قد تكرر في حقب متتالية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وخرج خلق كثير لأجل ذلك، واليوم الرخاء على أشدّه خارج المدينة، والمعنى الذي في الحديث يكاد يكون اليوم أكثر تجلياً.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 10:22]ـ
صدقت والله، وقد عاينت هذا بنفسي. وقد خبرت أناسًا ذهبوا ثم عادوا. وأناسًا خرجوا وتمنوا العودة على ما كان من ضيق الحال.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 11:29]ـ
كنت في المدينة قبل اسابيع وكنت راكب في السيارة مع شاب من اهل المدينة وكان يشتكي من رحيل اهلها عنها بحثاُ عن لقمة العيش ودخول العجم إليها وكان يتكلم بحرقة ومن ما اثر في كلمة قالها عندما كان يتكلم عن الماضي وقال: عندما كانت طيبه هي طيبه ... !!
ـ[مذنب مستغفر]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 11:35]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله
ومن منّا لا يحب العيش في المدينة، فالبركة فيها بركتين وفضائل العيش فيها لا تعد
نسأل الله أن يوفقنا لسكناها ومجاورة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 11:44]ـ
ما من مؤمن إلا ويتمنى العيش فيها.
ومن سَكنَها بعدُ فسيدرك ما يلمَّ بها من الضيق والقلة، مقارنةً بالسعة والرخاء في المدن الأخرى.
والحمد لله على عظيم نعمه كما يحب ويرضى.(/)
الصدقة المتعثرة!!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 02:13]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فحينما يقلب المسلم سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة صلوات ربي وسلامه عليه.
ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن، والتكامل في أحواله كلها، واستعماله لكل وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف.
ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئاً، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب، عبر بوابة العين، فلا تسل عن أثرها في سلب العقول، وذهاب الأحزان، وتصفية النفوس، وكسر الحواجز مع بني الإنسان!
تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين: إنها الابتسامة!
الابتسامة التي أثبتها القرآن الكريم عن نبي من أنبيائه، وهو سليمان –عليه السلام- حينما قالت النملة ما قالت!
إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه، ويتبسم في مقام إن كتم الإنسان فيه غيظه فهو ممدوح فكيف به إذا تبسم؟! وإن وقع من بعضهم خطأ يستحق التأديب، بل ويبتسم -صلى الله عليه وسلم- حتى في مقام القضاء!
فهذا جرير-رضي الله عنه- يقول ـ كما في الصحيحين ـ: ما حَجَبني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منذُ أسملتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي.
ويأتي إليه الأعرابي بكل جفاء وغلظة، ويجذبه جذبة أثرت في صفحة عنقه، ويقول: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِى مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِى عِنْدَكَ! فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
ومع شدة عتابه -صلى الله عليه وسلم- للذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لم تغب هذه الابتسامة عنه وهو يسمع منهم، يقول كعب -رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين وحلفهم الكاذب ـ: فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ». فَجِئْتُ أَمْشِى حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
ويسمع أصحابه يتحدثون في أمور الجاهلية ـ وهم في المسجد ـ فيمر بهم ويبتسم!
بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا -صلى الله عليه وسلم- يقول أنس ـ كما في الصحيحين ـ: بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّى لَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِى صُفُوفِ الصَّلاَةِ. ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ!
ولهذا لم يكن عجيباً أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه من الناس!
لقد شقّ النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقه إلى القلوب بالابتسامة، فأذاب جليدها، وبث الأمل فيها، وأزال الوحشة منها، بل سنّ لأمته وشرع لها هذا الخلق الجميل، وجعله من ميادين التنافس في الخير، فقال: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) رواه الترمذي وصححه ابن حبان.
ومع وضوح هذا الهدي النبوي ونصاعته، إلا أنك ترى بعض الناس يجلب إلى نفسه وإلى أهل بيته ومن حوله الشقاء بحبس هذه الابتسامة في فمه ونفسه.
إنك تشعر أن بعض الناس ـ من شدة عبوسه وتقطيبه ـ وكأنه يظن أن أسنانه عورةٌ من قلة ما يتبسم!
فأين هؤلاء عن هذا الهدي النبوي العظيم!
نعم .. قد تمر بالإنسان ساعات يحزن فيها، أو يكون مشغول البال، أو تمر به ظروف خاصة تجعله مهتماً، لكن أن تكون الغالب على حياة الإنسان التكشير، والانقباض، وحبس هذه الصدقة العظيمة، فهذا ـ والله ـ من الشقاء المعجّل لصاحبه ـ عياذاً بالله ـ.
إن بعض الناس حينما يتحدث عن الابتسامة يربط ذلك ببعض الآثار النفسية الجيدة على المبتسم، وهذا حسن، وهو قدر يشترك فيه بنو آدم، إلا أن المسلم يحدوه في ذلك أمرٌ آخر، وهو التأسي به -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به، وستأتيه الآثار النفسية والصحية التي تذكر في هذا المجال.
لقد أدرك العقلاء من الكفار والمسلمين أهمية هذه الابتسامة، وعظيم أثرها في الحياة!
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ديل كارنيجي ـ في كتابه المشهور (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس):
"إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي.
ويقول: لقد طلبت من تلاميذي أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد.
فجاءه أحد التلاميذ من التجار، وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة، ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة! فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي، فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقاً وأيسر منالاً، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة ... إلى أن قال:
تذكر أن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بخير كثير، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة، ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر. وليس أحد فقير لا يملكها، ولا أحد غني مستغن عنها) انتهى كلامه.
كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف، والتعبد لله به: في ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا، وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن نخسر شيئاً! بل إننا سنخسر خيراً كثيراً ـ دينياً ودنيوياً ـ حينما نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء بضغوط الحياة.
إن التجارب تثبت الأثر الحسن والفعّال لهذه الابتسامة حينما تسبق تصحيح الخطأ، وإنكار المنكر.
جاء في ترجمة الموفق ابن قدامة رحمه الله ـ صاحب كتاب "المغني" ـ أنه كان لا يناظر أحداً إلا وهو يتبسم، حتى قال بعض الناس: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه.
وبعد: فإن العابس لا يؤذي إلا نفسه، وهو ـ بعبوسه ـ يحرمها من الاستمتاع بهذه الحياة، بينما ترى صاحب الابتسامة دائماً في ربح وفرح.
رابط المقال ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=2 4&catid=202&artid=9194)
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 06:15]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم
وصدق من قال:
الابتسامة تحدث في ومضة و يبقى ذكرها دهرا، و هي المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، و هي التي تكبت الغضب و تسري عن القلب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 01:41]ـ
ما شاء الله، مقال نفيس.
جزاكم الله خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 04:55]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ عمر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 05:53]ـ
وإياكم ..
أسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ..
ومن كان في شك من ذلك فليجرب في تطبيق هذا المعنى على (عمال البلدية)!!.
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 06:03]ـ
لا فض فوك ولله أنت وأبوك
نعم أخي عمر هؤلاء العمال الإبتسامة لهم صدقة،ودعوة،وتخفيف معانة ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 06:54]ـ
حفظك الله ايها الفاضل عمر على هذا المقال الرائع وعلى تواضعك الجم
حقا ......... فان الابتسامة هي الكلمة الوحيدة التي لاتحتاج الى ترجمة وهي كمثل النور الذي يخترق القلب فيزيل عنه بعض منغصات الحياة،كيف وهي منبع من معين السنة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم ....
ـ[الخالدي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 09:39]ـ
جزاك الله خير شيخي، تعجبني طريقة تفكيرك ..(/)
آداب التبسم والضحكـ
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 10:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
اما بعد ..
أولا نذكر مراتب الضحك ومعنى كل منها، فقد ذكر الثعالبى مراتب الضحك فى كتابه فقه اللغة فقال:
1 - التَبَسُّمُ أَوَّلُ مَرَاتِبِ الضَحِكِ التبسم:
بسم: قال الليث: بَسَمَ يَبْسِم بَسماً: إذا فتح شَفَتَيْه كالمُكاشِر. ورجل بَسَّام وامرأةٌ بَسّامة. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان جُلُّ ضَحِكه التبسُّم، يقال: بَسَمَ وابتَسم وتبسَّم بمعنًى واحد. هذه أبواب الثلاثي المعتل من حرف السين
تهذيب اللغة
والتبسم ما لا صوت فيه ولو بدت به الأسنان
تحفة الحبيب على شرح الخطيب
2 - الإهْلاسُ، وهو إخْفَاؤُهُ، عَنِ الأمَوِيّ و الإِهْلاس: ضحك فيه فتور. و أَهْلَس في الضحك: أَخفاه؛ قال: تَضْحَكُ منِّي ضَحِكاً إِهْلاساً أَراد: ذا إِهْلاس، وإِن شئتَ جعلته بدلاً من ضحك؛
لسان العرب
3 - الافْتِرَارُ، وهو ظهور السن من الضحك،
مفردات ألفاظ القرآن الكريم
وافْتَر الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً. وافْتَر فلان ضاحكاً أَي أَبدى أَسنانه. وافْتَر عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم
ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام أَي يَكْشِرُ إِذا تبسَّم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛ شبَّه بياض أَسنانه به، وافْتَرَّ يَفْتَر، افتعل، من فَرَرْتُ أَفُر.
ويقال: فُر فلاناً عمّا في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عمّا في نفسه.
وافْتَر البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلال في الضحك والبرق، واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهر الذي يَفْتَر عنه، وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمن النبت. وافْتَر الشيءَ: استنشقه؛
لسان العرب
4 - الانْكِلالُ وهو التبسُّم
لسان العرب
5 - الكَتْكَتَة، وهو تقارب الخَطْو في سرعة، مَرَّ يَتَكَتْكَت، إذا فعل ذلك.
جمهرة اللغة
والكَتْكَتَة: صَوْتُ الحُبَارَى.
ورجل كَتْكات: كثير الكلام، يُسْرِعُ الكلامَ ويُتْبِعُ بعضَه بعضاً.
لسان العرب
عَنْ أبي عُبَيْدٍ ثُمَ الكَتْكَتَةُ أَشَدُّ مِنْهُمَا (الإفترار و الإنكلال)
والكَتْكَتَةُ في الضِّحِكِ: دونَ القَهْقَهَةِ،
وقال ثَعْلبٌ: وهو مثل الخَنِينِ، وعن الأَحمر: كَتْكَتَ فُلانٌ بالضَّحِك كَتْكَتَةً، وهو مثلُ الخَنِينِ. وفي الأَساس: كَتْكَتَ في ضَحِكِه: أَغْرَبَ.
تاج العروس
5 - القَهْقَهَةُ (قَهْقَهَ) الرَّجُلُ قَهْقَهَةً: (رَجَّعَ في ضَحِكِهِ) ومَدَّ؛ (أَو اشْتَدَّ ضَحِكُهُ كقَهَّ فيهما. أَو قَهَّ قالَ في ضَحِكِهِ قَهْ، فإذا كَرَّرَهُ قيلَ قَهْقَهَ).
قالَ اللّيْثُ: قَهْ يُحْكَى به ضَرْبٌ من الضَّحِكِ، ثم يُكَرَّرُ بتَصْريفِ الحِكَايَةِ فيُقالُ: قَهْقَهَ. قالَ الجوْهرِيُّ: وقد جاءَ في الشِّعْرِ مُخَفَّفاً، قالَ الراجزُ يَذْكُرُ نِساءً:
نَشَأْنَ في ظِلِّ النَّعيمِ الأَرْفَهِ
فهُنَّ في تَهاتُفٍ وفي قَهِ
قُلْتُ: وشاهِدُ التَّثْقِيلِ قَوْلُ الراجزِ:
ظَلِلْنَ في هَزْرَقةٍ وقَهِّ
يَهْزَأْنَ مِنْ كلِّ عَبَامٍ فَهِّ
(و) يقالُ: (هو في رَهٍّ وفي قَهٍّ).
والذي في الأساس في زَهٍّ، بالزّاي .. ابن سيده: (قَهْقَهَ) رجَّع في ضَحِكه، وقيل: هو اشتدادُ الضَّحِك، قال: و (قَهْ قَه) حكايةُ الضَّحِك.
الجوهري: (القَهْقَهَةُ) في الضحك معروفةٌ، وهو أَن يقول (قَهْ قَهْ). يقال: (قَهَّ) و (قَهْقَهَ) بمعنىً، وإِذا خَفَّفَ قيل (قَهَّ الضاحِكُ)
تاج العروس
أن القهقهة هي ما يكون مسموعاً لجيرانه، والضحك هو ما سمعه هو دون جيرانه،
تحفة الحبيب على شرح الخطيب
القهْقَهَة: حكاية استغراب الضحك.
جمهرة اللغة، المزهر في علوم اللغة وأنواعها
6 - القرقرة.ويروى «كقَرِّ الزُّجاجة» بالزاي: أي كصوتها إذا صبَّ فيها الماء.
النهاية في غريب الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شمر: القَرْقَرَة: قرقرةُ البطنِ، والقرقرةُ نحوُ القهقهةِ، والقرقرةُ: قرقرةُ الفحلِ: إذا هَدَرَ، والقرقرةُ: قرقرةُ الحمامِ إذا هدر، وهو القَرْقَريرُ.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: القواريرُ شجرٌ يشبهُ الدُّلْبَ تُعْمَلُ منه الرِّحالُ والموائد.
قال: والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ كسرُ طَيِّ الثوب.
تهذيب اللغة
القَرْقَرَة، وهو أحسنُ الهدير وأصفاه. وقَرْقَرَ الحادي، إذا طرّب في حِدائه. قال الراجز:
أبْكَمَ لا يكلِّم المطيّا --- وكان حَدّاءً قُراقِريّا
جمهرة اللغة
القَرْقَرَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الأنِيَةِ إذا اسْتُخْرِجَ مِنها الشَّرَابُ
فقه اللغة للثعالبي
كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها، وفي رواية: فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَر: ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه.
وقَر الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيرا. فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَة، ويروى: كقَزِّ الزجاجة، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء
لسان العرب
والقَرْقَرَة بالقاف: حكاية الضحك إذا اسْتَغْرَب الرجلُ فيه.
المزهر في علوم اللغة وأنواعها
7 - الكِرْكِرَة رَحَى زَوْرِ البَعِيرِ وَيُعَبَّرُ بها عن الجماعةِ المُجْتَمِعَةِ، و الكَرْكَرَة تصْرِيفُ الرِّيحِ السَّحَابَ، وذلك مُكَرّرٌ مِنْ كَرَّ.
غريب القرآن
8 - الاسْتِغْرَابُ وأغرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه إذا أكثرا منه ونهي عن الاستغراب في الضّحك وهو أقصاه.
أساس البلاغة
قال الحَرْبِيُّ: أَظُنُّه الذي جاوَزَ القَدْرَ في الخبْث، كأَنه من الاسْتِغْراب في الضَّحِك، ويجوز أَن يكون بمعنى المُتَناهي في الحِدَّةِ، من الغَرْب: وهي الحِدَّةُ؛ قال الشاعر:
فما يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً
ولا يَنْسُبُونَ القولَ إِلا تَخَافِيَا
شمر: أَغْرَب الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتى تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه.
لسان العرب
9 - الطَّخْطخَةُ، وهي أنْ يَقُولَ: طِيخِ طِيخِ و الطَّخْطَخَة: استواء الشيء وتَسويته كنحو السحاب يكون فيه جُوَبٌ ثم يَتَطَخطخ أَي ينضم بعضه إِلى بعض. وتطخطخ السحابُ إِذا كانت فيه جُوَب ثم انضم واستوى؛
لسان العرب
والطَّخْطَخَةُ: (حِكَايَةُ قَوْلِ الضَّاحِك: طِيخْ طِيخْ)، وهو أَقبحُ القَهقَهَةِ.
تاج العروس
10 - الإِهْزَاقُ ثُمَّ الإِهْزَاقُ والزَّهْزَقَةُ، وَهِيَ أَنْ يَذْهَبَ الضَّحِكُ بِهِ كلَّ مَذْهَبٍ، عَنْ أبي زَيْدٍ وابْنِ الأعْرابيِّ وغَيْرِهِمَا
11 - الزَّهْزَقَةُ، وَهِيَ أَنْ يَذْهَبَ الضَّحِكُ بِهِ كلَّ مَذْهَبٍ، عَنْ أبي زَيْدٍ وابْنِ الأعْرابيِّ وغَيْرِهِمَا.
فقه اللغة للثعالبي
زَهْزَقَ في ضحكه زَهْزَقَةً ودَهْدَق دَهْدَقَةً. وقال غيرُهم: الهَزَق: النَّشاطُ، وقد هَزِق يهزَقُ هَزَقاً؛ قال رؤبة: وشَبّح ظَهْرَ الأرضِ رقَّاصُ الهَزَقْ
تهذيب اللغة
زهزق الزَّهْزَقَة شدَّةُ الضحِك الزَّهْزَقَة كالقَهْقَهة
لسان العرب
الزَّهْزَقَةُ: شِدَّةُ الضَّحك، وتَرْقيصُ الأُمِّ الصَّبِيَّ. و الزَّهْزاقُ: اسمُ ذلك الفِعْلِ.
قاموس المحيط
والزّهْزَقَةُ في سُوءِ الضَّحِكِ كالقَهْقَهَةِ.
العين
يتبع ان شاء الله تعالى
ـ[ظاعنة]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 01:22]ـ
جميل ..
بارك الله فيك
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 06:27]ـ
وفيك بارك ووقاك ربي حر السموم
ذكر سبحانه فى كتابه الضحك و بين أن كل شئ من عنده وهو الذى يسبب أسبابه فإليه المئاب فقال: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} النجم43
ووصف رسوله سليمان بالضحك عند إعجابه بالنملة فقال تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل19
ووصف به زوج إبراهيم عليه السلام تعجبا من المفاجأة {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} هود71
(يُتْبَعُ)
(/)
ومبينا حسن العاقبة للمؤمنين بصبرهم وحسن توكلهم فى الدنيا وضحكهم من الكافرين فى الأخرة: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} المطففين34
وذكر ضحك الكافرين المذموم:
ووصف موقفهم من كتابه وأياته فقال {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} النجم60
ووصف موقفهم من الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: {فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ} الزخرف47
ووصف موقفهم من المؤمنين فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ} المطففين29
وقال: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} المؤمنون110
وذكره فى حقهم فى سياق التهديد والوعيد فقال: {فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} التوبة82
أى مراتب الضحك مستحبه وتكون زينا لصاحبها؟
أفضل مراتب الضحك ما ذكره الله واصفا به رسله قال حاكيا عن سليمان عليه السلام {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل19
(اقول) فيكون معنى قوله "فتبسم صاحكا " أى المرتبة التى ضحك بها هى التبسم
وقد قيل: إن تبسم سليمان سرور بهذه الكلمة منها؛ ولذلك أكد التبسم بقوله: «ضَاحِكاً» إذ قد يكون التبسم من غير ضحك ولا رضا، ألا تراهم يقولون تبسم تبسم الغضبان وتبسم تبسم المستهزئين. وتبسم الضحك إنما هو عن سرور، ولا يُسرّ نبيّ بأمر دنيا؛ وإنما سُرّ بما كان من أمر الآخرة والدّين.
تفسير القرطبي
قال أهل اللغة: التبسم أول مبادىء الضحك. والضحك: انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة، وإلا فالضحك. وإن كان بلا صوت فهو التبسم.
وهذا باعتبار ما علمته من ضحكه، وإلا فقد جاء في أحاديث «ضحك حتى بدت نواجذه» (متفق عليه) رواه البخاري في الأدب من «صحيحه»، ورواه مسلم في الفضائل (اللهوات) بفتح أوليه (جمع لهاة) بفتحهما أيضاً (وهي اللحمة التي في أقصى الفم) زاد في «المصباح» قوله المشرفة على الحلق، وتجمع أيضاً على لها كحصاة وحصى.
دليل الفالحين
يجوز للرجل أن يضحك الرجل تسرية عنه وتخفيفا عنه صادقا غير كاذب
وحدّثنا زُهيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَـ?قَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ، فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوساً بِبَابِهِ، لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ.
قَالَ: فَأُذِنَ لأَبِي بَكْرٍ فَدَخَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، فَوَجَدَ النَّبِيَّ جَالِساً، حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ، وَاجِماً سَاكِتاً.
قَالَ: فَقَالَ: لأَقُولَنَّ شَيْئاً أُضْحِكُ النَّبِيَّ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ! لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِ
وَقَالَ: «هُنَّ حَوْلِي كَمَا تَرَى، يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا، فَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنْقَهَا. كِلاَهُمَا يَقُولُ: تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللّهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ.
فَقُلْنَ: وَاللّهِ! لاَ نَسْأَلُ رَسُولَ اللّهِ شَيْئاً أَبَداً لَيْسَ عِنْدَهُ، ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْراً أَوْ تِسْعاً وَعِشْرِينَ، ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ} ـ حَتَّى بَلَغَ {لِلْمُحْسَنَاتِ مِنْكُنْ أَجْراً عَظِيماً} قَالَ: فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ.
فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكِ أَمْراً أُحِبُّ أَنْ لاَ تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكِ»
قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ! فَتَلاَ عَلَيْهَا الآيَةَ.
قَالَتْ: أَفِيكَ، يَا رَسُولَ اللّهِ! أَسْتَشِيرُ أَبَوَيَّ؟
صحيح مسلم
حدّثنا يحيى بن بكير حدَّثني الليثُ قال حدَّثني خالدُ بن يزيدَ عن سعيد بن أبي هلال عن زيدِ بن أسلمَ عن أبيهِ عن عمرَ بن الخَطاب أن رجلاً كان على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يُلقبُ حِماراً
وكان يُضحكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جَلدَهُ في الشراب، فأُتيَ به يوماً فأمرَ به فجُلدَ، فقال رجلٌ منَ القوم: اللهمَّ العَنْهُ، ما أكثرَ ما يؤتى به!
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَلعَنوهُ، فو الله ما علمتُ إلا أنه يحبُّ الله ورسوله».
صحيح البخاري
وفى رواية «لا تَلْعَنُوهُ فإنَّهُ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ». أخرجه عاصم والضياء وأبو يعلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 04:20]ـ
كيف كان يضحك النبى صلى الله عليه وسلم؟
سببه: عنه أن رجلاً كان يلقب حماراً وكان يهدي إلى النبيّ العكة من السمن والعكة من العسل فإذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى النبيّ، فقال: يا رسول الله أعطه ثمن كذا، فما يزيد النبيّ أن يبتسم ويأمر به فيعطى، فجيء به يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر، فقال رجل: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به رسول الله، فقال رسول الله: «لا تَلْعَنُوهُ»، فذكره.
البيان والتعريف
قال ابن ماكولا: حمار رجل من الصحابة، واسمه: عبد الله، روى ذلك زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن ابن أبي عبد الله المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا محمد بن نمير، أخبرنا أبي، أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أن رجلاً كان يلقب حماراً، وكان يهدي النبي العُكَّة من السمن، والعكة من العسل، فإذا جاء صاحبها يتقاضاه، جاء به إلى النبي فقال: يا رسول الله، أعط هذا ثمن متاعه، فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أن يبتسم، ويأمر به فيعطى؛ فجيء به يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد شرب الخمر، فقال رجل: اللهم العنه؛ ما أكثر ما يؤتى به رسول الله، فقال رسول الله: «لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله».
أسد الغابة في معرفة الصحابة
النبى صلى الله عليه وسلم يحث على التبسم بالفعل والقول
حدَّثنا إسحاق الواسِطيُّ حدَّثَنا خالدٌ عن بَيانٍ عن قيسٍ قال: سمعته يقول: قال جريرُ بن عبدِ الله رضيَ الله عنه: «ما حجَبَني رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منذُ أسلمت، ولا رآني إلاّ ضَحِك».
صحيح البخاري
(1961) ــ حَدَّثنا عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيمِ العَنْبَرِيُّ، حدثنا النَّضْرُ بنُ محمدٍ الجُرَشِيُّ اليَمامِيُّ، حدثنا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، حدثنا أَبُو زُمَيْلٍ عن مالِكِ ابنِ مَرْثَدِ عن أَبيِه عن أَبِي ذَرّ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله: «تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ"
سنن الترمذي
النبى محمد صلى الله عليه وسلم جل ضحكه تبسم
حدثنا يحيى بنُ سليمانَ قال: حدَّثني ابن وهبٍ أخبرَنا عمرٌو أن أبا النَّضر حدَّثَهُ عن سليمانَ بن يَسارٍ عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: «ما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قطُّ ضاحكاً حتى أرى منه لَهواتهِ، إنما كان يتبسَّم».
صحيح البخاري
4710) ــ حدَّثَنا أحمدُ حدَّثنا ابن وَهبٍ أخبرنا عَمروٌ أن أبا النَّضِر حدَّثهُ عن سليمان بن يَسار عن عائشةَ رضي الله عنها زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى أرَى منهُ لهواتِهِ، إنما كان يَتبسَّم».
قالت: وكان إذا رأى غيماً او ريحاً عُرف في وجهه، قالت: يا رسول الله إن الناسَ إذا رأوا الغيمَ فرِحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأَراك إذا رأيته عُرف في وَجهكَ الكراهية؟
فقال: يا عائشة ما يُؤْمِنِّي أن يكون فيه عذاب؟ عُذِّب قَومٌ بالرِّيح، وقد رأى قومٌ العذابَ، فقالوا: {هذا عارضٌ ممْطرُنا} (الأحقاف: 24).
صحيح البخاري
(5950) ــ حدثنا يحيى بنُ سليمانَ قال: حدَّثني ابن وهبٍ أخبرَنا عمرٌو أن أبا النَّضر حدَّثَهُ عن سليمانَ بن يَسارٍ عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: «ما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قطُّ ضاحكاً حتى أرى منه لَهواتهِ، إنما كان يتبسَّم».
صحيح البخاري
لايدع الإبتسامة ولا حتى فى مرض موته
ــ حدّثنا يحيى? بنُ بُكيرٍ حدَّثَنا ليثُ بن سعدٍ عن عُقَيلٍ عنِ ابنِ شِهابٍ قال: أخبرَني أنسٌ قال: «بينما المسلمونَ في صلاةِ الفجرِ لم يَفْجأْهم إِلاّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كشفَ سِترَ حُجرةِ عائشةَ فنظرَ إِليهم وهم صُفوفٌ، فتبَسَّمَ يَضحَكُ، ونَكصَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه على عَقِبَيهِ ليَصِلَ له الصف، فظنَّ أَنَّهُ يُريدُ الخروجَ، وهمَّ المسلمون أن يَفتَتِنوا في صلاتِهم، فأَشارَ إِليهم أَتِمُّوا صَلاَتكم، فأَرخى السِّترَ، وَتُوُفِّيَ من آخرِ ذ?لكَ اليومِ».
صحيح البخاري
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 10:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا عن ضحك النبى صلى الله عليه وسلم حتى تبدو نواجذه؟؟؟؟
جاء فى صفة ضحك النبى صلى الله عليه وسلم تعبيرات مختلفة منها التبسم،والضحك، والضحك حتى تبدو نواجذه،وأحيانا يبتسم تبسم المغضب
ــ حدَّثنا آدَمُ حدَّثنا شَيبانُ عن مَنصورٍ عن إبراهيمَ عن عُبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال:
«جاء حَبْرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمدُ، إنّا نَجِدُ أنَّ الَّلهَ يجعلُ السماوات عَلَى إصْبعٍ، والأرضين على إصبع، والشجرَ على إصبعٍ، والماءَ والثرَى على إصبعٍ، وسائرَ الخلائِقِ على إصبعٍ، فيقول: أنا الملِك.
فضَحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجِذُهُ تصديقاً لقول الحَبر، ثمَّ قَرَأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَروا الله حقَّ قدرِهِ، والأرضُ جميعاً قبضَتُهُ يومَ القيامة، والسماواتُ مَطوِيّاتٌ بيمينه، سبحانَهُ وتعالى عما يَشرِكون} (الزمر: 67)»
صحيح البخاري رقم الجزء: 9 رقم الصفحة:)
ــ حدّثنا موسى? حدَّثنا إبراهيمُ أخبرَنا ابن شهابٍ عن حُمَيد بن عبد الرحمن أنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه قال: «أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: هَلكتُ، وقعتُ على أهلي في رمضان.
قال: أعتِقْ رقبةً،
قال: ليس لي.
قال: فصُم شهرين مُتتابعَين.
قال: لا أستطيع.
قال: فأطِعم ستين مِسكيناً،
قال: لا أجدُ. فأُتيَ بعَرَقٍ فيه تمر ـ قال إبراهيم: العَرَق المِكتَل ـ فقال: أين السائلُ؟
تَصدَّقْ بها.
قال: على أفقَرَ مني؟ والله ما بين لابتيها أهلُ بيتٍ أفقرُ منا.
فضحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بَدَت نواجِذُه، قال: فأنتم إذاً».
صحيح البخاري
) ــ حدَّثنا يحيى بن بُكير حدَّثنا الليثُ عن خالدٍ عن سعيد بن أبي هلال عن زَيد بن أسلمَ عن عطاء بن يسارٍ عن أبي سعيد الخُدري قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تكون الأرض يومَ القيامةِ خبزةً واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يَكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة.
فأتى رجل منَ اليهود فقال: باركَ الرحمن عليكَ يا أبا القاسم ألا أخبرك بنُزُل أهل الجنة يوم القيامة؟
قال: بلى.
قال: تكون الأرض خبزةً واحدةً كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم فنظرَ النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ثمَّ ضحكَ حتى بَدَت نواجذه، ثم قال: أَلا أخبرك بإدامهم؟
قال: إدامهم بالام ونُون.
قالوا: وما هذا؟
قال: ثورٌ ونُون، يأكلُ من زائدةِ كبِدهما سبعونَ ألفاً».
صحيح البخاري
ــ حدَّثنا عثمانُ بن أبي شَيبة حدثنا جريرٌ عن منصورٍ عن إبراهيمَ عن عَبيدةَ عن عبدِاللَّهِ رضي اللَّه عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلمُ آخرَ أهل النارِ خُروجاً منها، وآخر أهلِ الجنةِ دخولاً، رجل يَخرُجُ من النار حَبْواً،
فيقولُ اللَّه: اذهَبْ فادخلِ الجنة، فيأتيها فيُخيّل إليه أنها مَلأى، فيرجعُ فيقول: يا ربِّ وجدتها مَلأَى،
فيقول: اذهب فادخل الجنةَ، فيأتيها فيخيَّلُ إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربِّ وجدتها مَلأى
فيقولُ: اذهب فادخل الجنةَ، فإِنَّ لكَ مثلَ الدنيا وعشرةً أمثالها ـ أو إنَّ لك مثلَ عشرة أمثال الدنيا ـ
فيقول تسخَر مني، أو تَضحكُ مني وأنتَ الملك، فلقد رأَيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ضحكَ حتى بَدَت نَواجِذُه. وكان يقال: ذلك أدنى أهلِ الجنةِ منزِلةً».
صحيح البخاري
(4928) ــ حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ أخبرنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ أنبأنا يَحْيَى بنُ أَيُّوبَ قالَ حدَّثني عُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ إبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُ عنْ أبِي سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
«قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السَّتْرِ عنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ،
فقَالَ مَا ه?ذَا يَا عَائِشَةُ؟
قالَتْ بَنَاتِي،
وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسَا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ،
فقَالَ مَا ه?ذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟
قَالَتْ فَرَسٌ،
قَالَ وَمَا ه?ذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟
قُلْتُ جَنَاحَانِ،
قَالَ فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟
قَالَتْ أمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ،
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَتْ: فَضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ».
سنن أبي داوود
النَّواجذ، أَقصى الأَضراس، وهي أَربعة في أَقصى الأَسنان بعدالأَرْحاءِ، وتسمى ضرس الحلُم لأَنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل؛
وقيل: النواجذ التي تلي الأَنْيابَ، وقيل: هي الأَضراس كلها نواجِذ.
ويقال: ضحك حتى بدت نواجذه إِذا استغرق فيه.
لسان العرب
مالمقصود بالناجذ؟ وماهى مرتبة الضحك التى تظهر فيهاالنواجذ؟
نجذ: (النَّوَاجِذُ: أَقْصَى الأَضْرَاسِ، وهي أَرْبَعَةٌ) في أَقْصَى الأَسنانِ بعد الأَرْحاءِ، وتُسَمَّى ضِرْس الحِلْمِ، لأَنه يَنبُت بعد البُلُوغ وكَمَال العَقْلِ، وعلى هذا اقتصرَ ابنُ الأَثير في النّهايَة. وقال صاحب الناموس: وعليه الفرَّاءُ (أَو (هي) الأَنْيَابُ)، وبه فسّر الحديث «ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه» لأَنه صلَّى الله عليه وسلَّم كان جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّمَ، قال ابنُ الأَثير: وإِن أُريد بها الأَواخِر، وهو الأَكثر الأَشْهرُ فالوَجْه فيه أَن يريد مُبَالَغة مِثْلِه في ضَحِكِه من غَيْرِ أَن يُرَاد ظُهُروُ نَوَاجِذِه في الضَّحكِ، قال: وهو أَقْيَسُ القولَيْن، لاشْتِهَار النواجِذِ بأَواخِرِ الأَسنانِ، ومنه حديث العِرْبَاضِ «عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» أَي تَمَسَّكوا بها كما يَتمَسَّكُ العَاضُّ بِجَمِيعِ أَضْرَاسِه، (أَو الّتي تَلِي الأَنْيَابَ، أَو هي الأَضراسُ كُلُّها، جَمْعُ نَاجِذٍ)، يقال: ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه، إِذا استغرقَ فيه، قال الجوهَريُّ:
تاج العروس
قوله: (ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً) أي لا يزيد على التبسم. قال أهل اللغة التبسم مبادي الضحك والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة وإلا فهو الضحك وإن كان بلا صوت فهو التبسم وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك وهي الثنايا والأنياب وما يليها وتسمى النواجذ، وهذا الحصر إضافي أي بالنسبة للغالب لما تقرر أنه صلى الله عليه وسلم ضحك أحياناً حتى بدت نواجذه إلا أن يحمل على المبالغة
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي
قال السيوطي: قوله: «فضحك حتى بدت نواجذه» بالذال المعجمة جمع ناجذ وهي الأضراس قال في النهاية: والمراد الأول لأنه ما كان يبلغ منه الضحك حتى يبدو آخر أضراسه كيف وقد جاء في صفة ضحكه التبسم وإن أريد بها الأواخر فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان
شرح السيوطي على السنن الصغرى
«وضحك» أي فرحاً وسروراً بتوفيق الله تعالى عليه للصواب ولذلك قرره على ذلك أو تعجباً مما كان عليه الحال حتى بدت نواجذه بالذال المعجمة جمع ناجذ وهي الأضراس قال في النهاية: والمراد الأول لأنه كان يبلغ به الضحك إلى أن تبدو آخر أضراسه كيف وقد جاء في صفة ضحكه التبسم وإن أراد به الأواخر فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان.
شرح السندي على السنن الصغرى
(وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: ما رأيت رسول اللّه مستجمعاً) أي مبالغاً في الضحك لم يترك منه شيئاً (ضاحكاً) قال الحافظ ابن حجر منصوب على التمييز وإن كان مشتقاً مثل: للّه دره فارساً، أي ما رأيته مستجمعاً من جهة الضحك بحيث يضحك ضحكاً تاماً مقبلاً بكليته على الضحك (حتى ترى) بالبناء للمجهول (منه لهواته إنما كان يتبسّم).
دليل الفالحين
فضحك حتى بدت نواجذه ” والنواجذ جمع ناجذة بالنون والجيم والمعجمة هي الأضراس، ولا تكاد تظهر إلا عند المبالغة في الضحك، ولا منافاة بينه وبين حديث عائشة " ما رأيته صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى أرى منه لهواته ” لأن المثبت مقدم على النافي قاله ابن بطال، وأقوى منه أن الذي نفته غير الذي أثبته أبو هريرة، ويحتمل أن يريد بالنواجذ الأنياب مجازا أو تسامحا وبالأنياب مرة فقد تقدم في الصيام في هذا الحديث بلفظ ” حتى بدت أنيابه ” والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان في معظم أحواله لا يزيد على التبسم، وربما زاد على ذلك فضحك، والمكروه من ذلك إنما هو الإكثار منه أو الإفراط
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه لأنه يذهب الوقار،
قال ابن بطال: والذي ينبغي أن يقتدى به من فعله ما واظب عليه من ذلك، فقد روى البخاري في ” الأدب المفرد ” وابن ماجه من وجهين عن أبي هريرة رفعه ” لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.
فتح الباري شرح صحيح البخاري
بابُ التَّبَسُّمِ والضَّحكِ
أي: هذا باب في بيان إباحة التبسم والضحك، التبسم ظهور الأسنان عند التعجب بلا صوت، وإن كان مع الصوت فهو إما بحيث يسمع جيرانه أم لا، فإن كان فهو القهقهة وإلاَّ فهو الضحك.
وقال أصحابنا: الضحك أن يسمع هو نفسه فقط، والقهقهة أن يسمع غيره، والتبسم لا يسمع هو ولا غيره، فالضحك يفسد الصلاة لا الوضوء، والقهقهة تفسد الصلاة والوضوء جميعاً، والتبسم لا يفسدهما.
ويقال: التبسم في اللغة مبادىء الضحك، والضحك انبساط الوجه التي تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوت بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة وإلاَّ فالضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم، وتسمى الأسنان في مقدم الفم: الضواحك.
وقالَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلامُ: أسَرَّ إلَيَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَضَحِكْتُ هذا التعليق طرف من حديث لعائشة عن فاطمة رضي الله عنها، قد مضى في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها حين أشرف على الموت: إنك أول من يتبعني من أهلي.
الموضع الرابع: في أن النبي ما كان يضحك إلا تبسماً، وهنا ضحك حتى بدت نواجذه، وهو قهقهة.
قال الكرماني: كان التبسم هو الغالب، وهذا كان نادراً، أو: المراد بالنواجذ الأضراس مطلقاً.
عمدة القاري
كان سيد ضحكه التبسم وروي البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: ما رأيته صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً أي مقبلاً على الضحك بكليته إنما كان يتبسم، والذي يدل عليه مجموع الأحاديث ان تبسمه عليه الصلاة والسلام أكثر من ضحكه وربما ضحك حتى بدت نواجذه.
وكونه ضحك كذلك مذكور في حديث آخر أهل النار خروجاً منها وأهل الجنة دخولاً الجنة. وقد أخرجه البخاري. ومسلم. والترمذي. وكذا في حديث أخرجه البخاري في المواقع أهله في رمضان، وليس في حديث عائشة السابق أكثر من نفيها رؤيتها إياه صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً وهو لا ينافي وقوع الضحك منه في بعض الأوقات حيث لم تره. تفسير الألوسى
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 04:56]ـ
تبسمه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته
قوله: (كان لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم) فيه استحباب الذكر بعد الصبح وملازمة مجلسها ما لم يكن عذر،
قال القاضي: هذه سنة كان السلف وأهل العلم يفعلونها ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس، وفيه جواز الحديث بأخبار الجاهلية وغيرها من الأمم وجواز الضحك، والأفضل الاقتصار على التبسم كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في عامة أوقاته، قالوا: ويكره إكثار الضحك وهو في أهل المراتب والعلم أقبح والله أعلم. شرح النووي على صحيح مسلم
الضحك هل يصاحبه شئ؟ كالتمايل أو سقوط الرأس؟
نرى أن ضحك النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن مستجمعا ولم يكن يصاحبه أمرا أخر مثل التمايل أو سقوط الرأس على الحجر أو ضرب الكف بالكف وإن بعض هذه الأمور قد صدرت من بعض الصحابة أمامه ولم ينكر عليهم ومن عظيم الفائدة أن هذه الصورة للضحك وقعت للصحابة تعبيرا عن فرط سعادتهم برضا الله ورسوله ولم تكن لأمر الأخرة
عن المقداد رضى الله عنه "فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ رَوِيَ، وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى? أُلْقِيتُ إِلَى الأَرْضِ.
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ «إِحْدَى? سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ»
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا. وَفَعَلْتُ كَذَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ «مَا هَـ?ذِهِ إِلاَّ رَحْمَةٌ مِنَ اللّهِ. أَفَلاَ كُنْتَ آذَنْتَنِي، فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا»
قَالَ فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ، مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ.
صحيح مسلم
15327 ـ وعن عائشة قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلّم طيب نفس
قلت: يا رسول الله، ادع الله لي،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: «اللهمّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا اخَّرَ، ومَا أَسَرَّتْ ومَا أَعْلَنَتْ».
فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟»
فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك؟!
فقال: «والله إنَّها لَدَعْوَتِي ُلامَّتِي في كُلِّ صَلاةٍ».
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة.
مجمع الزوائد وصححه الألبانى
دوافع الضحك
النبى صلى الله عليه وسلم كان يضحك لأمر من أمور الدنيا أولأمور الأخرة
التعجب من الأمر
قوله {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل19
أي تعجباً من قول النملة بفصاحتها واهتدائها إلى تدبير مصالح بني نوعها، وسروراً بما آتاه الله من سمعه كلامها، وفهمه بمعناه وبشهرة حاله وحال جنوده في باب التقوى والشفقة فيما بين أنواع المخلوقات. تفسير مراح لبيد
تعجبا من موقف النسوة
3224) ــ حدّثنا عليُّ بنُ عبدِ الله حدَّثنا يَعقوبُ بن إِبراهيمَ حدَّثنا أبي عن صالحٍ عن ابنِ شهاب قال: أخبرني عبدُ الحميدِ بن عبدِ الرحم?نِ بن زيدٍ أنَّ محمدَ بن سعدِ بنِ أبي وقّاصٍ اخبرَهُ أنَّ أباهُ سعدَ بنَ أبي وقاص قال: «استأذنَ عمرُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعندَهُ نساءٌ من قُريشٍ يُكلِّمنَهُ ويَستكثرنَهُ عاليةً أصواتهنَّ، فلما استأذنَ عمرُ قمنَ يبتَدرْنَ الحجابَ، فأذنَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يضحكُ،
فقال عمرُ: أضحَكَ اللهُ سِنَّكَ يا رسولَ الله،
قال: عَجِبتُ من هؤُلاء اللائي كنَّ عِندي، فلما سمِعنَ صوتكَ ابتدَرنَ الحجابَ.
قال عمرُ: فأنتَ يا رسولَ اللهِ كنتَ أحقَّ أن يَهبْنَ، ثم قال: أي عدوّاتِ أنفُسِهنَّ، أتهبننَي ولا تَهبنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنَ: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيدهِ، ما لِقَيكَ الشيطانُ قطُّ سالكاً فجّاً إِلاّ سَلكَ فجّاً غيرَ فجك». صحيح البخاري
ــ حدّثنا أبو عاصمٍ عن عمرَ بن سعيد بن أبي حُسينٍ عن ابن أبي مُليكةَ عن عُقبةَ بن الحارثِ قال: «صلَّى أبو بكرٍ رضيَ الله عنه العصر ثمَّ خرَجَ يمشي، فرأى الحسَن يلعبُ معَ الصبيانِ، فحمَلهُ على عاتقهِ وقال: بأبي شبيهُ بالنبيّ، لا شبيهُ بعليّ، وعليٌّ يضحكُ».
صحيح البخاري
سروراوتصديقا لأمر شرعى:
4693) ــ حدَّثنا آدَمُ حدَّثنا شَيبانُ عن مَنصورٍ عن إبراهيمَ عن عُبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال: «جاء حَبْرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا محمدُ، إنّا نَجِدُ أنَّ الَّلهَ يجعلُ السماوات عَلَى إصْبعٍ، والأرضين على إصبع، والشجرَ على إصبعٍ، والماءَ والثرَى على إصبعٍ، وسائرَ الخلائِقِ على إصبعٍ، فيقول: أنا الملِك.
فضَحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجِذُهُ تصديقاً لقول الحَبر، ثمَّ قَرَأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَروا الله حقَّ قدرِهِ، والأرضُ جميعاً قبضَتُهُ يومَ القيامة، والسماواتُ مَطوِيّاتٌ بيمينه، سبحانَهُ وتعالى عما يَشرِكون} (الزمر: 67)»
صحيح البخاري
الضحك من أمر السائل وتباين حاله 5946)
حدّثنا موسى? حدَّثنا إبراهيمُ أخبرَنا ابن شهابٍ عن حُمَيد بن عبد الرحمن أنَّ أبا هريرةَ رضي الله عنه قال: «أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: هَلكتُ، وقعتُ على أهلي في رمضان.
قال: أعتِقْ رقبةً،
قال: ليس لي.
قال: فصُم شهرين مُتتابعَين.
قال: لا أستطيع.
قال: فأطِعم ستين مِسكيناً،
قال: لا أجدُ.
فأُتيَ بعَرَقٍ فيه تمر ـ
قال إبراهيم: العَرَق المِكتَل ـ
فقال: أين السائلُ؟
تَصدَّقْ بها.
قال: على أفقَرَ مني؟ والله ما بين لابتيها أهلُ بيتٍ أفقرُ منا.
فضحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بَدَت نواجِذُه، قال: فأنتم إذاً».
صحيح البخاري
الضحك فرحا بنزل أهل الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
) ــ حدَّثنا يحيى بن بُكير حدَّثنا الليثُ عن خالدٍ عن سعيد بن أبي هلال عن زَيد بن أسلمَ عن عطاء بن يسارٍ عن أبي سعيد الخُدري
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تكون الأرض يومَ القيامةِ خبزةً واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يَكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة.
فأتى رجل منَ اليهود فقال: باركَ الرحمن عليكَ يا أبا القاسم ألا أخبرك بنُزُل أهل الجنة يوم القيامة؟
قال: بلى.
قال: تكون الأرض خبزةً واحدةً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فنظرَ النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ثمَّ ضحكَ حتى بَدَت نواجذه، ثم قال: أَلا أخبرك بإدامهم؟
قال: إدامهم بالام ونُون.
قالوا: وما هذا؟
قال: ثورٌ ونُون، يأكلُ من زائدةِ كبِدهما سبعونَ ألفاً»
صحيح البخاري
الضحك فرحا برحمة الله
6424) ــ حدَّثنا عثمانُ بن أبي شَيبة حدثنا جريرٌ عن منصورٍ عن إبراهيمَ عن عَبيدةَ عن عبدِاللَّهِ رضي اللَّه عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلمُ آخرَ أهل النارِ خُروجاً منها، وآخر أهلِ الجنةِ دخولاً، رجل يَخرُجُ من النار حَبْواً، فيقولُ اللَّه: اذهَبْ فادخلِ الجنة، فيأتيها فيُخيّل إليه أنها مَلأى، فيرجعُ فيقول: يا ربِّ وجدتها مَلأَى، فيقول: اذهب فادخل الجنةَ، فيأتيها فيخيَّلُ إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربِّ وجدتها مَلأى فيقولُ: اذهب فادخل الجنةَ، فإِنَّ لكَ مثلَ الدنيا وعشرةً أمثالها ـ أو إنَّ لك مثلَ عشرة أمثال الدنيا ـ فيقول تسخَر مني، أو تَضحكُ مني وأنتَ الملك، فلقد رأَيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ضحكَ حتى بَدَت نَواجِذُه. وكان يقال: ذلك أدنى أهلِ الجنةِ منزِلةً».
صحيح البخاري
فرحا بفضل الله
ــ حدّثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ. حَدَّثَنَا عَليُّ بْنُ مُسْهِرٍ. أَخْبَرَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (وَاللَّفْظُ لَهُ) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، إِذْ أَغْفَى? إِغْفَاءَةً. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً. فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ». فَقَرَأَ: {بِسْمِ الله الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرْ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» فَقُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ. فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ. فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ». زَادَ ابْنُ حُجْرٍ فِي حَدِيثِهِ: بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ. وَقَالَ: «مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ».
صحيح مسلم
417) ــ حدثنا عبد الله حدَّثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه «أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثاً وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك فقال لأصحابه:
ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت ياأمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء قريباً من هذه البقعة فتوضأ كما توضأت ثم ضحك فقال: «ألا تسألوني ما أضحكني»؟ فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله فقال: «إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإذا طهر قدميه كان كذلك». مسند الإمام أحمد وصححه الألبانى
فرحا بإجتماع أمته على أبى بكر
(يُتْبَعُ)
(/)
671) ــ حدّثنا أبو اليَمانِ قال أخبرَنا شُعيبٌ عنِ الزُّهريِّ قال: أخبرَني أنسُ بن مالكٍ الأنْصاريُّ وكانَ تَبِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وخدمَهُ وصحِبَه ـ أنَّ أبا بكرٍ كان يُصلِّي لهم في وَجَعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي تُوُفِّيَ فيه، حتى إذا كان يومُ الاثنين وَهم صُفوفٌ في الصلاةِ، فكشفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سِترَ الحُجرةِ يَنظُرُ إِلينا وهو قائمٌ كأَنَّ وَجهَهُ ورقةُ مُصحفٍ، ثمَّ تبسَّمَ يَضْحكُ، فهمَمْنا أن نفتَتِنَ منَ الفرحِ برُؤْيةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنكَصَ أَبو بكرٍ على عَقِبَيهِ ليصِلَ الصفَّ، وظن أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خارجٌ إِلى الصلاةِ، فأشار إِلينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ أَتِمُّوا صلاتَكم، وأَرخى? السِّترَ، فتُوُفِّيَ من يَومهِ». صحيح البخاري
ضحك فرحا ببرأة عائشة
حديث الإفك " ثم تَحوَّلتُ على فِراشي وأنا أرجو أن يُبَرِّئَني اللهُ. ولكنْ واللهِ ما ظَننتُ أنْ يُنزِلَ في شأني وَحياً، ولأَنا أَحقرُ في نَفسي مِن أَن يُتكلَم بالقرآنِ في أمري، ولكنِّي كنتُ أرجو أن يَرَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّومِ رؤيا تُبَرِّئُني، فواللهِ ما رامَ مَجلِسَه ولا خرجَ أحدٌ مِن أهلِ البيتِ حتى أُنزِلَ عليه الوحيُ، فأخذَهُ ما يأخذُهُ مِن البُرَحاءِ، حتى إِنه ليَتحدُّر مِنه مثلُ الجُمان من العَرَق في يومٍ شاتٍ. فلمَّا سُرِّيَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهوَ يضحكُ فكانَ أوَّلَ كلمةٍ تكلَّمَ بها أنْ قالَ لي: يا عائشةُ احمَدِي اللهَ، فقد برَّأَكِ اللهُ. قالت لي أُمي: قومي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: لا واللهِ لا أقومُ إليه، ولا أَحمدُ إلا اللهَ. فأنزَلَ اللهُ تعالى: {إنَّ الذينَ جاؤوا بالإِفكِ عُصْبَةٌ مِنكُم} (النور: 11): صحيح البخاري
ضحك من جرأة المرأة
) ــ حدّثنا أبو اليَمانِ أخبرَنا شُعيبٌ عن الزهري أخبرني عروةُ بن الزُّبيرِ أن عائشة رضيَ الله عنها ـ زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم ـ قالت: «جاءتِ امرأةُ رفاعةَ القرَظي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسةٌ وعندَهُ أبو بكر
فقالت: يارسول الله، إني كنت تحتَ رفاعة فطلقني فبَتَّ طلاقي، فتزوجتُ بعدَه عبدَ الرحمنِ بن الزُّبَير، وإنه والله ما معَهُ يارسولَ الله إلا مثلُ الهُدْبَة ـ وأخذَت هُدبةً من جِلبابها ـ فسمعَ خالد بن سعيد قولها وهوَ بالباب لم يُؤذَنْ له ـ
قالت: فقال خالدٌ: ياأبا بكر: ألا تنهى هذهِ عما تجهَرُ به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلا والله ما يزيدُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على التَّبسم.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلكِ تُريدينَ أن تَرجعي إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عُسيلتَكِ وتذوقي عُسيلتَه. فصار سُنَّة بعده».
صحيح البخاري
قوله: (إن النبي صلى الله عليه وسلم تبسم) قال العلماء: إن التبسم للتعجب من جهرها وتصريحها بهذا الذي تستحيي النساء منه في العادة أو لرغبتها في زوجها الأول وكراهة الثاني والله أعلم.
شرح النووي على صحيح مسلم
ــ حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَـ?رُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خَنْجَراً. فَكَانَ مَعَهَا. فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ هَـ?ذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خَنْجَرٌ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِ: «مَا هَـ?ذَا الْخِنْجَرُ؟» قَالَتِ: اتَّخَذْتُهُ. إنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ يَضْحَكُ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إنَّ اللّهَ قَدْ كَفَى? وَأَحْسَنَ».
صحيح مسلم
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 07:56]ـ
يبتسم تعبيرا عن فهم مافى قلب من امامه
قول أبى هريرة (ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي)
(يُتْبَعُ)
(/)
استدل أبو هريرة بتبسمه صلى الله عليه وسلم على أنه عرف ما به، لأن التبسم تارة يكون لما يعجب وتارة يكون لإيناس من تبسم إليه ولم تكن تلك الحال معجبة فقوى الحمل على الثاني.
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ضحك لفهمه لحال الصغار
5968) ــ حدّثني أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ، زَيْدُ بْنُ يَزِيدَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ إِسْحَـ?قُ: قَالَ أَنَسٌ،:
كَانَ رَسُولُ اللّهِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقاً. فَأَرْسَلَنِي يَوْماً لِحَاجَةٍ.
فَقُلْتُ: وَاللّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللّهِ. فَخَرَجْتُ حَتَّى? أَمُرَّ عَلَى? صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ. فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي.
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقَالَ: «يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللّهِ. صحيح مسلم
الضحك فرحا بهزيمة المشرك
) ــ حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «ارْمِ. فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» قَالَ: فَنَزَعْتُ لَهُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ فَسَقَطَ. فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ. فَضَحِكَ. رَسُولُ اللّهِ. حَتَّى? نَظَرْتُ إِلَى? نَوَاجِذِهِ.
صحيح مسلم
فرحا بثبات أمته وحرصهم على الجهاد:
(2739) ــ حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ قال: حدَّثني اللَّيثُ حدَّثَنا يحيى عن محمدِ بنِ يحيى بن حَبّان عن أنسِ بنِ مالكٍ عن خالَتهِ أمِّ حَرامٍ بنتِ مِلحانَ قالَت: «نامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً قَريباً مِنّي، ثمَّ استَيقَظَ يَتَبَسَّمُ،
فقلتُ: ما أضْحَكَكَ؟
قال: «أُناس من أمَّتي عُرِضوا عليَّ يركَبونَ هذا البحرَ الأخضرَ كالملوكِ على الأسِرَّة».
قالت: فادْعُ اللهَ أن يجعَلني منهم، فدَعا لها.
ثمَّ نامَ الثانية، فَفعلَ مثلَها،
فقالت: مثلَ قَوِلها، فأجابها مِثلَها،
فقالت: ادعُ الله أن يجعلني منهم،
فقال: «أنتِ منَ الأوَّلين».
فخرَجتْ معَ زَوجها عُبادةَ بنِ الصامتِ غازِياً أولَ ما رَكِبَ المسلمون البحرَ معَ مُعاويةَ، فلما انصرَفوا من غزوَهمْ قافِلينَ فنزلوا الشأمَ، فقُرِّبتْ إليها دابةٌ لتركَبها فصَرعَتْها فماتت».
صحيح البخاري
فَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلاً مِنْ تَبُوكَ، حَضَرَنِي بَثِّي.
فَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ: بِمَ أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَداً؟
وَأَسْتَعِينُ عَلَى? ذ?لِكَ كُلَّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي.
فَلَمَّا قِيلَ لِي: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدْ أَظَلَّ قَادِماً، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، حَتَّى? عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ مِنْهُ بِشَيْءٍ أَبَداً.
فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ.
وَصَبَّحَ رَسُولُ اللّهِ قَادِماً. وَكَانَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ.
فَلَمَّا فَعَلَ ذ?لِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ. فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ. وَيَحْلِفُونَ لَهُ.
وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً.
فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللّهِ عَلاَنِيَتَهُمْ. وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ. وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى? اللّهِ. حَتَّى? جِئْتُ. فَلَمَّا سَلَّمْتُ، تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ»
فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى? جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ لِي: «مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟»
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنِّي، وَاللّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ. وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً. وَل?كِنِّي، واللّهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ، لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى? بِهِ عَنِّي، لَيُوشِكَنَّ اللّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ. وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللّهِ. وَاللّهِ
صحيح مسلم
يضحك حلما وتواضعا
ــ حدّثنا إسماعيلُ بن عبدِ الله قال: حدَّثني مالك عن إسحاقَ بن عبدِ الله بن أبي طلحةَ عن أنس بن مالك قال: «كنتُ أمشي معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نجراني غليظُ الحاشية، فأدْرَكهُ أعرابيٌّ فجبذَهُ بردائه جَبذةً شديدةً، حتى نظرْتُ إلى صَفحةِ عاتق رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قد أثرَت بها حاشية البردِ من شِدَّةِ جَبذته، ثم قال: يامحمدُ، مُر لي من مالِ الله الذي عندَك، فالْتَفتَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم ضَحك، ثم أمرَ له بعَطاء».
صحيح البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:30]ـ
- نهى عن الضحك من وقوع البلاء
(6513) ــ حدّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَ إِسْحَـ?قُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. جَمِيعاً عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى? عَائِشَةَ، وَهِيَ بِمِنًى. وَهُمْ يَضْحَكُونَ.
فَقَالَتْ: مَا يُضْحِكُكُمْ؟
قَالُوا: فُلاَنٌ خَرَّ عَلَى? طُنُبِ فُسْطَاطٍ، فَكَادَتْ عُنُقُهُ أَوْ عَيْنُهُ أَنْ تَذْهَبَ.
فَقَالَتْ: لاَ تَضْحَكُوا. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ».
صحيح مسلم
نهى عن الضحك من الضرطة
) ــ حدَّثنا موسى بن إسماعيلَ حدَّثنا «وُهَيبٌ حدثنا هشامٌ عن أبيه أنه أخبَرَه عبدُ الله بن زَمْعَةَ أنه سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَخطبُ وذكر الناقةَ والذي عَقر،
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم {إذِ انْبَعَثَ أشقاها} انبعثَ لها رجلٌ عزيزٌ عارِم مَنيع في رَهطِهِ مثلُ أبي زَمعة. وذكرَ النساءَ فقال: يَعمِدُ أحدُكم يَجلدُ امرأتَه جَلدَ العبد، فلعله يضاجِعها من آخر يومِهِ. ثم وَعظهم في ضحكِهم من الضرطة وقال: لمَ يضحك أحدُكم مما يَفعل»؟
وقال أبو معاويةَ حدثَنا هشامٌ عن أبيه عن عبدِ الله بن زَمعة «قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مثلُ أبي زَمعةَ عمِّ الزُّبَير بن العَوام».
صحيح البخاري
"وفيه النهي عن الضحك من الضرطة يسمعها من غيره، بل ينبغي أن يتغافل عنها ويستمر على حديثه واشتغاله بما كان فيه من غير التفات ولا غيره ويظهر أنه لم يسمع وفيه حسن الأدب والمعاشرة. "
شرح النووي على صحيح مسلم
ضحك الصحابة:
ضحك فرحا بتوفيق بعضهم
ــ حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ. إِذْ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: تُفْتِي أَنْ تَصْدُرَ الْحَائِضُ قَبْلَ أَنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ؟
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِمَّا لاَ. فَسَلْ فُلاَنَةَ الأَنْصَارِيَّةَ. هَلْ أَمَرَهَا بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِ؟
قَالَ: فَرَجِعَ زَيَدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَضْحَكُ. وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَاكَ إِلاَّ قَدْ صَدَقْتَ.
صحيح مسلم
ضحك فرحا وحياء
ــ حدّثنا محمدُ بنُ المُثنّى حدَّثَنا يحيى عن هِشامٍ قال: أخبرَني أبي عن عائشةَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ح. وحدّثنا عبدُ الله بنُ مَسْلمَةَ عن مالكٍ عن هِشامٍ عن أبيهِ عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: «إِنْ كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيُقبِّلُ بعضَ أزواجهِ وهو صائم، ثم ضَحِكتْ».
صحيح البخاري
ــ حدثنا عبد الله حدَّثني أبي ثنا يزيد أنبأنا شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال: «رأيت علياً رضي الله عنه أتى بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}، ثم حمد الله ثلاثاً وكبّر ثلاثاً، ثم قال: سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي، ثم ضحك
فقلت: ممّ ضحكت يا أمير المؤمنين؟
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ثم ضحك،
فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟
قال: يعجب الرب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري».
مسند الإمام أحمد وصححه الألبانى
الضحك فرحا بدعوة الرسول له
فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ رَوِيَ، وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى? أُلْقِيتُ إِلَى الأَرْضِ. قَالَ:
فَقَالَ النَّبِيُّ «إِحْدَى? سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ»
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا. وَفَعَلْتُ كَذَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ «مَا هَـ?ذِهِ إِلاَّ رَحْمَةٌ مِنَ اللّهِ. أَفَلاَ كُنْتَ آذَنْتَنِي، فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا»
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ، مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ.
صحيح مسلم
(فلما علمت أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم إحدى سوآتك يا مقداد) معناه أنه كان عنده حزن شديد خوفاً من أن يدعو عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم لكونه أذهب نصيب النبيّ صلى الله عليه وسلم وتعرض لأذاه، فلما علم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد روى وأجيبت دعوته فرح وضحك حتى سقط إلى الأرض من كثرة ضحكه لذهاب ما كان به من الحزن وانقلابه سروراً بشرب النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته لمن أطعمه وسقاه، وجريان ذلك على يد المقداد وظهور هذه المعجزة ولتعجبه من قبح فعله أولاً وحسنه آخراً، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: إحدى سوآتك يا مقداد أي إنك فعلت سوءة من الفعلات ما هي فأخبره خبره فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما هذه إلا رحمة من الله تعالى» أي إحداث هذا اللبن في غير وقته وخلاف عادته وإن كان الجميع من فضل الله تعالى.
شرح النووي على صحيح مسلم
استحباب قلة الضحك
خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه يضحكون ويتحدثون فقال والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ثم انصرف وأبكى القوم وأوحى الله عز وجل إليه يا محمد لم تقنط عبادي فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبشروا وسددوا وقاربوا
قال الألباني: صحيح سند الحديث: 254 حدثنا موسى قال حدثنا الربيع بن مسلم قال حدثنا محمد بن زياد عن أبى هريرة
ــ حدّثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعاً، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ. وَكُنْ قَنِعاً، تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ. وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبَ لِنَفْسِكَ، تَكُنْ مُؤْمِناً. وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ، تَكُنْ مُسْلِماً. وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ». سنن ابن ماجه، و صححه الألبانى فى صحيح الجامع
ــ حدّثنا عبد الله حدَّثني أبي حدثنا سليمان بن داود حدثنا شريك عن سماك قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: نعم فكان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر، وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم.
مسند الإمام أحمد حسنه الألبانى
عن أبي هريرة. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب."
تخريج السيوطي: (هـ) تحقيق الألباني: (صحيح)
اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب. تخريج السيوطي: (حم ت هب) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني: (حسن)
لتبسم والضحك بمراتبه المحمودة لا ينافى الخوف من الله ولا الخشوع ولا التقوى ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
يقول الإمام القرطبى فى تفسيره "والله لقد رأيت مشايخ في عمري ما بان لهم سِنّ من التبسّم فضلاً عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم. وقال أبو الفرج ?بن الجوزي رحمه الله: ولقد حدّثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال: الرقص حماقة بين الكتفين لا تزول إلا باللعب. وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في «الكهف» وغيرها إن شاء الله تعالى.
تفسير القرطبي
قلت (هشام) خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم " الصحابة يقولون رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتسم ويضحك وهم يقولون مشايخ لم يظهر لهم طول العمر سنا من التبسم فضلا عن الضحك وقد حكى سبحانه عن سليمان عليه السلام "فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى? أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ?لَّتِى? أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى? وَ?لِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَـ?لِحًا تَرْضَـ?ـ?هُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ?لصَّـ?لِحِينَ}
هل يختلف ضحك النساء عن الرجال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هنف الهاء والنون والفاء كلمةٌ واحدة، هي المُهَانَفَة: الضَّحِك فوق التبسُّم؛ قالوا: ولا يقال للرَّجُل تَهَانَفَ، فهو نعتٌ في ضحك النّساء خاصَّةً، حكاه الخليل، ويقال: بل التَّهَانُف: ضَحِك المستهزِئ
مقايس اللغة
عن ضحك سارة عليها السلام: {فَضَحِكَتْ} من الضحك المعروف والمراد به حقيقته عند الكثير، وكان ذلك عند بعضهم سروراً بزوال الخوف عن إبراهيم عليه السلام، والنساء لا يملكن أنفسهم كالرجال إذا غلب عليهن الفرح، وقيل: كان سروراً بهلاك أهل الفساد، وقيل: بمجموع الأمرين، وقال ابن الأنباري: إن ضحكها كان سروراً بصدق ظنها لأنها كانت تقول لإبراهيم: اضمم إليك لوطاً فإني أرى العذاب سينزل بقومه وكان لوط ابن أخيه.
وقيل: ابن خالته وقيل: كان أخا سارة وقد مر آنفاً أنها بنت عم إبراهيم عليه السلام، وعن ابن عباس أنها ضحكت من شدة خوف إبراهيم وهو في أهله وغلمانه، والذين جاؤوه ثلاثة وهي تعهده يغلب الأربعين، وقيل: المائة، وقال قتادة: كان ذلك من غفلة قوم لوط وقرب العذاب منهم، وقال السدى: ضحكت من إمساك الأضياف عن الأكل وقالت: عجبا لأضيافنا نخدمهم بأنفسنا وهم لا يأكلون طعامنا، وقال وهب بن منبه: وروي أيضاً عن ابن عباس أنها ضحكت من البشارة بإسحق، وفي الكلام على ذلك تقديم وتأخير، وقيل: من المعجز الذي تقدم نقله عن جبريل عليه السلام، ولعل الأظهر ما ذكرناه أولاً عن البعض، وذهب بعضهم إلى أن المراد بالضحك التبسم ويستعمل في السرور المجرد نحو مسفرة ضاحكة، ومنه قولهم: روضة تضحك، وأخرج عبد بن حميد. وأبو الشيخ. وغيرهما عن ابن عباس أن بمعنى حاضت، وروي ذلك عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. ومجاهد. وعكرمة، وقولهم: ضحكت الأرنب بهذا المعنى أيضاً، وأنكر أبو عبيدة. وأبو عبيد. والفراء مجيء ضحك بمعنى حاض، وأثبت ذلك جمهور اللغويين، وأنشدوا له قوله:
تفسير الألوسي
وعن عامر بن يَساف، قال: قال لي الشَّعْبيُّ: امضِ بنا نفرَّ من أصحاب الحديث، فخرجنا، قال: فَمرَّ بنا شيخ، فقال له الشَّعْبيّ: ما صنعتُك؟ قال: رَفَّاء، قال: عندنا دَنٌّ مكسور ترفُوهُ لنا؟
قال: إن هيَّأتَ لي سُلوكاً مِن رَمل، رفَوْتُه. فضحِكَ الشعْبيُّ حَتَّى استلقى.
سير أعلام النبلاء
قال ابنُ الجوزي: حدثني محمد بن شاتيلَ المقرىء، حدثني أبو سَعْد بن أبي عِمامة
قال: كنتُ ليلة جالساً في بيتي، وقد نامَ الناسُ، فَدُقَّ البابُ، فإذا بفرَّاشٍ وخادمٍ ومعه شمعة، فقال: باسم الله، فأُدْخِلْتُ على المستظهر، وعليه أثرُ غَمَ، فأخذتُ في الحكايات والمواعِظِ وتصغيرِ الدنيا، وهو لا يتغيَّر، وأخذتُ في حكايات الكِرام وغير ذلك،
فقلتُ: هذا لا يَنَامُ، ولا يَدعُني أنامُ، فقلت: يا أميرَ المؤمنين، لي مسألةٌ، قال: قُلْ،
قلتُ: ولا تكتُمني؟
قال: لا،
قلتُ: بالله حَلَّ عليك نقدةٌ للبائع، أو انكَسَرَ زُورقُكَ، أو وقعوا على قافِلَةٍ لك، وضاق وقتُكَ؟
عندي طَبَق خلافٍ أنا أقرِضه لك، وتبقى بارزياً في الدُّروب وما يُخلي الله مِن رِزق، فهذا همٌّ عظيم، وقد مرستني الليلة.
فَضَحِكَ حتى استلقى، وقال: قُمْ، فعلَ الله بكَ وصنع، فقمتُ، وتبعني الخادم بدنانيرَ وتختِ ثياب.
سير أعلام النبلاء
توفّي للمنصور ابنةُ عمَ فحضر جنازتها وجلس لدفنها وهو متألّم لفقدها كئيب عليها. فأقبل أبو دُلامة وجلس قريباً منه. فقال له المنصور: ويحك، ما أعددتَ لهذا المكان؟ وأشار إلى القبر. فقال: ابنة عمّ أمير المؤمنين. فضحك المنصور حتى استلقى ثم قال له: ويحك فضحتَنا بين الناس.
الوافي بالوفيات
قال أبو نعيم: رأيت سفيانَ ضحك حتّى استلقى واحتاج بمكّة حتى استفّ الرمل ثلاثة أيّام.
الوافي بالوفيات
انتهينا .. والحمد لله رب العالمين
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 11:40]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / هشام، وبارك فيك، وأضحك الله سنَّكَ.
قال الإمامُ الذهبي - رحمه الله تعالى - في ترجمة (يحيى بن حمَّاد) من " السير ":
" وقال محمدُ بنُ النُّعْمان بنِ عبدِ السَّلامِ: لم أرَ أعبَدَ من يحيى بنِ حمَّاد، وأظُنُّه لم يضحك.
قلتُ: الضحك اليسير، والتبسُّمُ أفضل، وعدمُ ذلك من مشايخِ العلم على قسمين:
أحدهما: يكون فاضلًا لمن تركه أدبًا وخوفًا من الله، وحُزنًا على نفسه المسكينة.
والثاني: مذمومٌ لمن فعله حمقًا وكِبْرًا وتصنُّعًا، كما أنَّ مَنْ أكثر الضحك استُخِفَّ به، ولا رَيْبَ أنَّ الضحك في الشباب أخفُّ منه وأعذرُ منه في الشيوخ.
وأما التبسُّمُ وطلاقةُ الوجهِ، فأرفعُ من ذلك كلِّهِ. قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلَّمَ -: " تبسُّمُك في وجهِ أخيكَ صدقة ".
وقال جريرٌ - رضي الله عنه -: مارآني رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا تبسَّم، فهذا خُلُق الإسلام.
فأعلى المقامات: مَنْ كان بكَّاءً بالليل، بسَّامًا بالنهار. وقال - عليه السَّلام -: " لن تسَعُوا النَّاسَ بأموالكم، فليسَعْهُم منكم بسطُ الوجهِ ".
بقيَ هنا شيءٌ؛ ينبغي لمن كان ضحوكًا بسَّامًا أن يقصُر من ذلك، ويلوم نفسه حتى لا تمُجَّه الأنفسُ، وينبغي لمن كان عبوسًا منقبضًا أن يتبسَّمَ، ويُحسِّنَ خُلُقَه، ويمقُت نفسه على رداءةِ خُلُقِه، وكل انحرافٍ عن الاعتدال فمذمومٌ، ولابدَّ للنفسِ من مجاهدةٍ وتأديبٍ ". اهـ كلامه - رحمه الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 01:47]ـ
عزيزي رمضان .. وجزاك
وشكر الله لك وزادك من فضله
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 08:42]ـ
قال: وحَدَّثَنَي مُحَمَّد بن أبان، عن يَزِيد بن حَاتِم قال: كنت على باب المنصور أنا ويَزِيد بن أسيد إذْ فتح باب القصر، فخرج إلينا خادم للمنصور فنظر إلينا ثمّ انصرف عادياً، فأخرج رأسه من الستر، وقال:
لشتّان ما بين اليَزِيدين في الندى
يَزِيد سليم والأغر ابن حَاتِم
فلا يحسب التمتام أني هجوتهو
لكنني فضّلت أهل المكارم
ثمّ انصرف ثم عاد فأنشد ذلك ثلاث مرّات، فقال يَزِيد بن أُسيد وتمتم: نعم، نعم، على رغم أنفك وأنف من أرسلك
فرجع الخادم فأبلغها المنصور، فَبَلَغَنا أنه ضحك حتّى استلقى
تاريخ دمشق
.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الضحك - كما هو معلوم - دافع فطري في الإنسان، و قد من الله تعالى به على عباده ونسبه إلى نفسه فقال: {و أنه هو أضحك و أبكى} و هومن السمات التي تميز الإنسان عن سائر الحيوان، و قد عرف المناطقة القدامى الإنسان بأنه حيوان ضاحك مثل ما عرفوه بأنه حيوان ناطق، وما تتطلبه الفكاهة و الضحك من قدرات ليست في متناول أي كائن حي غير الإنسان كما تؤكد أحدث الدراسات العلمية في الموضوع، دون أن نتحدث عن عالم الملائكة و الجن و طبيعة ضحكهم كقوله صلى الله عليه و سلم لجبريل عليه السلام فيما رواه الإمام أحمد في المسند:"مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ " قال: " ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار"
بل إن الكائنات الحية الأخرى من حيوان أو طير أو نبات لترتسم على أساريرها أة أعضائها ما يفيد فرحها و استبشارها كما قال الشاعر:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا * * * من الحسن حتى كاد أن يتكلما
و من أجل و أعظم ما جاء في الضحك عدة أحاديث نبوية صحيحة، ورد فيها أن الله عز وجل يضحك ضحكا يليق بجلاله و عظيم شأنه {ليس كمثله شئ وهو السميع البصير}
والحديث ذو شجون و في الكتاب والسنة نماذج كثيرة في موضوع الضك و آدابه يمكن أن نورد جملة منها في مناسبة أخرى إن شاء الله
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 04:05]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذا الموضوع
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:17]ـ
أبو رقية الذهبي
محمد عزالدين المعيار
وجزاكم , ووقاكم ربي حس رالسموم
منقول من الاخ رمضان أبو مالك .. شكر الله له
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / هشام، وبارك فيك، وأضحك الله سنَّكَ.
قال الإمامُ الذهبي - رحمه الله تعالى - في ترجمة (يحيى بن حمَّاد) من " السير ":
" وقال محمدُ بنُ النُّعْمان بنِ عبدِ السَّلامِ: لم أرَ أعبَدَ من يحيى بنِ حمَّاد، وأظُنُّه لم يضحك.
قلتُ: الضحك اليسير، والتبسُّمُ أفضل، وعدمُ ذلك من مشايخِ العلم على قسمين:
أحدهما: يكون فاضلًا لمن تركه أدبًا وخوفًا من الله، وحُزنًا على نفسه المسكينة.
والثاني: مذمومٌ لمن فعله حمقًا وكِبْرًا وتصنُّعًا، كما أنَّ مَنْ أكثر الضحك استُخِفَّ به، ولا رَيْبَ أنَّ الضحك في الشباب أخفُّ منه وأعذرُ منه في الشيوخ.
وأما التبسُّمُ وطلاقةُ الوجهِ، فأرفعُ من ذلك كلِّهِ. قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلَّمَ -: " تبسُّمُك في وجهِ أخيكَ صدقة ".
وقال جريرٌ - رضي الله عنه -: مارآني رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا تبسَّم، فهذا خُلُق الإسلام.
فأعلى المقامات: مَنْ كان بكَّاءً بالليل، بسَّامًا بالنهار. وقال - عليه السَّلام -: " لن تسَعُوا النَّاسَ بأموالكم، فليسَعْهُم منكم بسطُ الوجهِ ".
بقيَ هنا شيءٌ؛ ينبغي لمن كان ضحوكًا بسَّامًا أن يقصُر من ذلك، ويلوم نفسه حتى لا تمُجَّه الأنفسُ، وينبغي لمن كان عبوسًا منقبضًا أن يتبسَّمَ، ويُحسِّنَ خُلُقَه، ويمقُت نفسه على رداءةِ خُلُقِه، وكل انحرافٍ عن الاعتدال فمذمومٌ، ولابدَّ للنفسِ من مجاهدةٍ وتأديبٍ ". اهـ كلامه - رحمه الله -.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[09 - Jan-2010, صباحاً 09:39]ـ
سألني أحد الاخوة , وإذا فتح شفتيه كالمكاشير (يقصد مكشر عن انيابه)
فبحثت عن المكاشير وما يخص موضوعي , فوجدت هذه الفائدة
الفصل العاشر (في العُبوُس)
إِذَا زَوَى مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَهُوَ قَاطِبٌ وَعَابسٌ
فإذا كَشَرَ عَن أنْيَابِهِ مَعَ العُبُوسِ فَهُوَ كَالِحٌ
فإذا زَادَ عُبُوسُهُ، فَهًوَ باسِرٌ ومُكْفَهِرَّ
فإذا كَانَ عُبوُسُهُ مِنَ الهَمِّ فَهُوَ سَاهِمٌ
فإذا كان عُبُوسُهُ مِنَ الغَيْظِ وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ مُنْتَفِخاً، فَهُوَ مُبْرْطِمٌ، عَنِ اللَّيْثِ عَنِ الأصْمَعِيّ.
فقه اللغة للثعالبي
وسمِعْتُ أعرابيّاً يقول لجمل رَغُوَ قد كَشَّر عن أنيابه: «قَبَحَ الله كلَحَته». يعني فَمَه وأنيابَه.
تهذيب اللغة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شيشناق الأمازيغي]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 04:13]ـ
إذا هل الضحك = الفرح.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 02:08]ـ
الضحك في المسجد
قال الإمام النووي رحمه الله من الشافعية: يجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات وإن حصل فيه ضحك ونحوه ما دام مباحاً، لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، قال: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم.
رواه مسلم. المجموع شرح المهذب (1)
(1) فتاوى الشبكة الإسلامية [11/ 8299]
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 06:54]ـ
(وأنه هو أضحك وأبكى)(/)
[فائدة]: «سَأَلتُ سُفيَانَ: أَعِيرُ كِتَابِي لِأَحَدٍ؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 12:23]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
قال أبو القاسم البغوي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عُبَيدُ بنُ يَعِيش حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الوَهَّابِ السُكَّرِي قال:
سَأَلتُ سُفيَانَ: أَعِيرُ كِتَابِي لِأَحَدٍ؟
قَالَ: لا.
((الجعديات = مسند علي بن الجعد))
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 12:25]ـ
الإسناد صحيح إلى الثّوري.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 12:49]ـ
أبو القاسم البغوي هو عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه؛
قال الذّهبي في (السير): الحافظ الإمام الحجة المعمّر، مسند العصر.اهـ (224 - 317 هـ)
محمّد بن علي: قلت: أرجح أنه أبو العباس العطار وهو ثقة كما قال النّسائي،الحاكم وابن حجر (توفي 268هـ).
عبيد بن يعيش هو المحاملي من رجال ((التّهذيب)) قال عنه ابن حجر: ثقة اهـ
روى له مسلم في ((الصّحيح)) (توفي 228هـ).
محمَّد بن عبد الوهَّابِ السُكَّرِي من رجال ((التّهذيب)) وثقه أحمد وأبو حاتم والذّهبي وابن حجر. وروايته عن سفيان الثوري في ((السّنن)) (توفي 212هـ).
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 05:12]ـ
وفقك الله أخي الحبيب على هذه الفائدة
ولكن هل مراده بالكتاب= المرادف لما نملكه نحن من نُسَخ؟
أم المراد كتابه المختص به الذي يدون فيه علمه ومروياته؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 06:39]ـ
زادكم الله فوائداً، ما الفائدة المترتبة على عدم الإعارة: صون الكتاب عن العبث مثلاً، الاحتياط، فأمر الكتاب مهم عند السلف لأمور تتعلق بالضبط، إذ عليه الاعتماد في ذلك، خاصة وأنه يروي عن سفيان، قال ابن المديني: أمرني سيدي ألا أحدث إلا من كتاب، على جلالته في الحفظ. ولعل هناك توجيهات أخر لجواب سفيان. ربما مشكلة في كتاب مرويات الراوي عنه، أو مشكلة في تدوين الراوي أثناء السماع وما إلى ذلك، ولعل البحث يكشف بعض ذلك أو غيره.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 07:21]ـ
زادكم الله فوائداً، ما الفائدة المترتبة على عدم الإعارة: صون الكتاب عن العبث مثلاً، الاحتياط، فأمر الكتاب مهم عند السلف لأمور تتعلق بالضبط، إذ عليه الاعتماد في ذلك، خاصة وأنه يروي عن سفيان، قال ابن المديني: أمرني سيدي ألا أحدث إلا من كتاب، على جلالته في الحفظ. ولعل هناك توجيهات أخر لجواب سفيان. ربما مشكلة في كتاب مرويات الراوي عنه، أو مشكلة في تدوين الراوي أثناء السماع وما إلى ذلك، ولعل البحث يكشف بعض ذلك أو غيره.
هذا صحيح
والكتاب في كلام سفيان يختلف عن الكتب التي بين أيدينا
ولذا أنبه إلى أنه لا يصح تزيل قول الإمام سفيان على ما نملكه من الكتب المطبوعة
بل إعارة ما بأيدينا من مطبوعات-لمن يستحقُّها ويقدِّرها- يدخل في بذل العلم،
والإحسان إلى الناس (وأحْسِنُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ المحسِنِيْن)
والشكر الجزيل للأخ سلمان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 04:17]ـ
أحسنت يا شيخنا الفاضل
وهذا ما يظهر حقا من قول سفيان
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 04:30]ـ
أما مُطلق الإعارة فهي من مكارم الأخلاق وبذل العلم، مع التصوّن في ضبط أمر الإعادة وسد باب الإهمال بأخذ العهد أو التقييد أو معاقبة من لا يُرجع بالمنع والحرمان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 08:23]ـ
المشايخ الكرام:
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 08:35]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشيخين الفضيلين: عبد الله الحمادي ـ عبد الله الشّهري - حفظهما الله تعالى -:
شكر الله لكما تعقيباتكما.
أخانا الحبيب الشيخ الحمادي: توجيهكم لقول سفيان الثوري صحيح؛ وأرى أن الكتاب المطبوع يدخل ضمن قول الثوري الذي علقتَ عليه بكثير من الفوائد وأنت بحاجة إليه والله أعلم، وكذا يدخل فيه الرسالات النادرة التي لم تطبع بعد أو طبعت في فترة ثم انقطعت نسخها.
ولكن تستطيع تصويرها أو إهدائها إلى من يطلبها أو وضعها في الشبكة الإنترنت وهذا أنفع، ولكن لا شك أن إعارة الكتب من أفضل الإعارات لما فيها من النفع للمستعير وللمعير أيضًا كما قال الشَّيْخ ابن عثيمين بل أنا أرى الأولى هو إهداؤهها، خاصة أن الكثير ممن يستعيرون الكتب هم من عامة الناس أو المبتدئين فإهداء الكتاب إليهم له أثار عظيم في دعوتهم إلى المنهج الصحيح.
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم للصواب والسداد، والله الموفق.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 08:48]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[طَالِبُ العِلْمِ واستعارة الكُتُبِ]
إعارة الكتاب لمحتاجه والمستفيد منه تعدّ نوعًا من سُبل نشر العلم،بل إن الكتاب المعار أشبه بالسهم،فكما أن السهم يجري أجره على صانعه المحتسب في صنعته الرامي به الممد به، فكذلك الكتاب يجري أجره على كاتبه ومعيره ومستعيره، وطابعه وناشره كذلك، إذا أرادوا بذلك مرضاة الله تعالى.
قال محمّد بن مزاحم: «أوّل بركة العلم: إعارة الكتب» [أدب الإملاء والاستملاء،صـ175]
لكن إعارة الكتب ليست مطلقة على عواهنها، بل لها ضوابط، منها:
1 ـ أن يكون الكتاب المعار نافعًا غير ضار، إلا إذا كان المستعير ممن يعرف ضرر الكتاب، وإنّما استعاره لتبيين ضرره أو للرد عليه.
2 ـ أن يكون مالك الكتاب غير محتاج له وقت الإعارة.
3 ـ أن يكون المستعير أهلا للإعارة، كمعرفته بقيمة الكتاب، وشعوره بأداء الأمانة إلى مالكها، أما إن كان مريد الاستعارة جاهلاً بقيمة الكتب، و إنّما أراد لقطع الوقت، أو لبعض أصحابه ممن كان على شاكلته، أو لأهل بيته ممن لا يعرف قدر الكتاب كصغير أو جاهل،فالأولى عدم الإعارة، وإن بليت بمثل هذا النوع ـ ولا مفر لك ـ فأوصه وبالغ في وصيته بحفظ الكتاب وإرجاعه في أقرب وقت.
4 ـ إذا كان للكتاب نسختان، وكان المستعير ممن يجهل قيمة الكتاب، فأعطه النسخة الرديئة.
5 ـ إذا كان لك بعض الكتابات على غلاف الكتاب الداخلي وخشيت تأخر الكتاب، فحاول كتابة رؤوس أقلام تلك التعليقات في أوراق تحفظه عندك؛ ليكون سهلاً العثور عليها عند الحاجة لها.
6 ـ إن رأيت من المستعير إهمالاً للكتاب أو تأخراً في إرجاعه، فالحذر من إعارته مرة أخرى، و لا تُلدغ من جحرٍ مرتين.
7 ـ مما يعين على معرفة الكتب المستعارة من مكتبتك: أن تجعل لك دفترًا خاصًا بالاستعارة،يكتب فيه اسم المستعير،والكتاب المستعار،وتاريخ الاستعارة،ولزيادة التوثيق: لو يُكتب هاتف المستعير؛للاتصال به في حالة تأخر إرجاع الكتاب.
8 ـ على المستعير أن يحرص على حفظ الكتاب مدة بقائه عنده، و أن يبادر برده إذا قضى حاجته منه، و عليه أن يحذر من الكتابة على صفحاته إلاّ بإذن من صاحبه.
إذا استعرتَ كتابي و انتفعتَ به * * * فاحذر وقيت شرّاً أن تغيرهُ
واردده لي سالماً إني شُغِفتُ به * * * لولا مخافة كتم العلم لم تَرَهُ
((لطيفة)):
كان بعض أهل العلم لا يعيير كتابًا إلا بِرَهْنٍ على الكتاب المعار قال السّكن: «طلبت من إبراهيم بن ميمون الصائغ كتابًا، فقال: هات رهنًا، فدفعت إليه مصحفًا رهنًا». [أدب الإملاء والاستملاء،صـ178]
وأنشد علي بن أبي بكر الطّرازي:
يا مستعير كتابي * * * لا تكثرنَّ عتابي
إلاّ برهنٍ وثيق * * * من فضةٍ أو ثيابِ
وأنشد أبو حفص عمر بن عثمان الجنزي:
إذا ما أعرتَ كتابًا فخذْ * * * على ذاك رهنًا وخلّ الحياء
فإنّك لم تَتهِم مستعيرًا * * * ولكنْ لتَذكُرَ منه الأداء
وبعد هذا أنقل كلامًا عن الاستعارة ذكره شيخي الكريم (عبد الله بن جار الله) - أسكنه الله فردوسه الأعلى -:
ذكر رحمه الله تعالى في كتابه «الثمار اليانعة» مقالاً جاء فيه:
(قرأت في إحدى المجلات عن أشخاص كوّنوا لهم مكتبات من كتب الناس! فكانوا يستعيرونها ثم لا يرجعونها،وانتشرت سرقة الكتب هذه تحت ستار الاستعارة، حتى اشتهر بها أناس من المعروفين بالمكانة الاجتماعية،وإن كان هذا طريقًا غير شرعي ولصوصية،فقد ذمّه السَّلف ووضعوا آدابًا لاستعارة الكتب،من خالفها يمتنعون من إعارته مرة أخرى.
فمن آداب الاستعارة:
توقير الكتاب والاهتمام بنظافته،وحدث هذا مع أبي حامد أحمد بن طاهر الإسفرايئني الفقيه،حين استعار منه رجل كتابًا،فرآه يومًا وقد أخذ عليه عنبًا،ثم إنّ الرّجل سأله بعد ذلك أن يعيره كتابًا،فقال: تأتيني إلى المنزل،فأتاه فأخرج الكتاب إليه في طبق وناوله إياه! فاستنكر الرّجل ذلك،وقال: ما هذا؟ فقال أبو حامد: هذا الكتاب الذي طلبتَه،وهذا طبق تضع عليه ما تأكله!
فعلم بذلك ما كان من ذنبه.
ومن آداب الاستعارة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألاّ يُرجِع الكتاب متغيِّرًا متكسّرًا مهملاً،فإن فعلت ذلك عوقبت بمنعك من الاستعارة،كما فعل بعض أهل العلم حين استعار منه رجل كتابًا، فردّه إليه بعد حين متكسرًا متغيرًا،عليه آثار البزور [جمع: بِرْز، وهو: حبٌّ يلقي في الأرض للإنبات.المعجم الوسيط 1/ 54] وغيره، فسأله أن يعيره غيره، فقال له: ما أحسنت ضيافة الأول فنضيفك الثاني؟
أما فقد الكتاب المستعار، فهذه كبيرة من كبائر الاستعارة،لا يحق لمن فعلها أن يُعار بعد ذلك،حتى إن أحدهم بيّن ندمه على تضييع كتاب قد استعاره، فقال: إنّه أعاره رجل من وجوه بني هاشم بالبصرة دفترًا،فضاع، فتفجّع لذلك، فاعتذرت إليه وقلت:
يا مالكًا ما تازال راحته * * * تعطي المعالي وتبسط النِّعما
هبْ لمقرٍّ بالذنب معترفٍ * * * بواسع العفو منك ما اجترما
أعرتَهُ دفترًا تضنّ به * * * فخانه (1) الدهر فيك فاصطلما
إعظامك العلم إذ فجعتَ به * * * يزيد عندي خطيئتي عِظَما
وجعل الشاعر الآخر رد الكتاب المستعار شرطًا في الإعارة فقال:
أيها المستعير مني كتابًا * * * إن رددتَ الكتاب كان صوبًا
أنت والله إن رددتَ كتابًا * * * كنتَ أُعطِيتَه أخذتَ كتابًا (2)
أمّا الامتناع التام عن الإعارة فغير محمود،قال أبو عبد الله محمّد بن عثمان العكبري: أنشدني شيخي ابن الباقلاني المقرئ الواسطي:
كتبي لأهل العلم مبذولة * * * أيديهم مثل يدي فيها
متى أرادوها بلا مِنّة * * * عاريةً فليستعيروها
حاشاي أَنْ أكتمها عنهموا * * * بخلاً كما غيريَ يُخفيها
أعارنا أشياخُنا كُتْبَهُم * * * وسنةُ الأشياخ نحييها
وقد روى هذه الأبيات ابن السمعاني عن ابن الباقلاني وقال: أنشدني خميس الجوزي لنفسه [الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 436.]
...... إلخ
((معالم في طريق طلب العلم)) لفضيلة الشّيخ عبد العزيز بن محمَّد السّدحان ـ حفظهُ اللهُ تعالى ـ (صـ185)
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) هذه العبارة فيها نظر، ولعلها تدخل في سبّ الدّهر.والله تعالى أعلم.
(2) الثمار اليانعة صـ372 ـ 373
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 01:02]ـ
ألا يا مستعير الكتب دعني ** فإن إعارتي للكتب عار
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 05:24]ـ
بارك الله فيك أخي سلمان
لا شك في دخول الكتاب الذي عليه تعليقات وحواشٍ في كلام الإمام الثوري
ومن الطريف أني كنت يوماً في إحدى مكتبات الكتب المستعملة، فرأيت كتاباً
من كتب الفقه المعروفة، مطبوع في مجلد واحد، فأخذته وتصفحته، فإذا عليه تعليقات نفيسة
ويبدو أن صاحبه كان يتابع حضور الدروس عند أحد أهل العلم، ولا أدري ما سبب
وصول الكتاب إلى هذه المكتبة!
أباعه هو؟ أم سرق منه؟
أسأل الله أن يوفقه، ويثبتنا وإياه على طاعته ورضاه
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 10:49]ـ
بل من أهل العلم من يدخل منع إعارة الكتب في قول الله تعالى: " ... ويمنعون الماعون ".
ـ[عبدالله]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 07:34]ـ
فإذا عليه تعليقات نفيسة
ويبدو أن صاحبه كان يتابع حضور الدروس عند أحد أهل العلم، ولا أدري ما سبب
وصول الكتاب إلى هذه المكتبة!
أباعه هو؟ أم سرق منه؟
أسأل الله أن يوفقه، ويثبتنا وإياه على طاعته ورضاه
عندي سؤال / هل يجوز شراء هذا الكتاب في تلك الحال؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 01:48]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وباركَ فيكم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 03:10]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشيخين الفضيلين: عبد الله الحمادي ـ عبد الله الشّهري - حفظهما الله تعالى -:
الغالي سلمان، لقد ذبحتني بغير سكين وأنزلتني منزلة هي في البعد عما استحق كالنجم الغابر، هذه واحدة، والأخرى: لا تقرن بين شيخ وتلميذه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 03:19]ـ
رفع اللَّهُ قدركم ـ أيُّهَا الفاضل ـ.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 03:28]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الفوائد.
جاء في العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (678) " قال أبي: قال أبو قطن ـ وكان ثبتاً ـ ما أعرت كتابي أحداً قط ". وفي (3320) " سألته عن حفص بن سليمان فقال: قال شعبة كان حفص يستعير كتب الناس ".
وفي تهذيب الكمال: " و قال يحيى بن سعيد، عن شعبة: أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، و كان يأخذ كتب الناس فينسخها "
سؤال: هل هذا الجرح من شعبة لحفص بسبب استعارته للكتب؟ أم بسبب أنه لا يعيدها؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 07:09]ـ
أخي الفاضل: سلمان أبو زيد: بارك الله فيك و زادك من فضله ...
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد النافعة، من حديقتكم اليانعة ...
و للتذكير فلمعالي الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ إشارات نفيسة في محاظرته النافعة ’’ طالب العلم و الكتب ‘‘ ...
و للأستاذ محمد خير رمضان يوسف ـ وفقه الله ـ رسالة مفيدة في هذا الباب ...
أما صاحبك ـ غفر الله له ـ فمن أعسر الناس في إعارة الكتب، و الحمد لله أن في الإهداء مجالاً واسعاً للدعوة و بذل العلم ...
وفقني الله و إياك لما فيه الخير و السداد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 07:42]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الفوائد.
جاء في العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (678) " قال أبي: قال أبو قطن ـ وكان ثبتاً ـ ما أعرت كتابي أحداً قط ". وفي (3320) " سألته عن حفص بن سليمان فقال: قال شعبة كان حفص يستعير كتب الناس ".
وفي تهذيب الكمال: " و قال يحيى بن سعيد، عن شعبة: أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، و كان يأخذ كتب الناس فينسخها "
سؤال: هل هذا الجرح من شعبة لحفص بسبب استعارته للكتب؟ أم بسبب أنه لا يعيدها؟
في العبارة محذوف تقديره: "ويرويها"
قال ابن حبان في "المجروحين" في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي القارئ:
(وكان يأخذ كتب الناس فينسخها، ويرويها من غير سماع).اهـ.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 09:11]ـ
بارك الله فيك شيخنا أشرف على التوضيح.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 01:29]ـ
في العبارة محذوف تقديره: "ويرويها"
قال ابن حبان في "المجروحين" في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي القارئ:
(وكان يأخذ كتب الناس فينسخها، ويرويها من غير سماع).اهـ.
/// أحسنتم .. بارك الله فيكم
/// وفي تهذيب الكمال: "عن يحيى بن سعيد عن شعبة: أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها".
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 08:49]ـ
الأخ المكرّم / أبا عُمَرَ القصيميّ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 08:59]ـ
الأسْتَاذ الفاضل / فريد المراديّ:
أجزل اللَّه لكم المثوبة والأجر.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 09:05]ـ
الأستاذ الكريم / أشرف بن مُحمَّد:
أحسن اللَّهُ إليكُم،وباركَ فيكُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 09:11]ـ
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم،وتعليقكم يا شيخ عدنان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيكم ,,,
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 11:58]ـ
جزاكم الله خيراً ـ شيخ سلمان ـ على تواضعكم و حسن خلقكم ...
فائدة: قال الشيخ أحمد بن أحمد الغبريني (ت 714 هـ) في كتابه ’’ عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية ‘‘ (ص 34) في سياق ترجمته لشيخه الفقيه محمد بن الحسن التميمي القلعي (ت 673 هـ):
((و كان فيه فضل و سخاء و مروءة و انتخاء، و كانت يده و يد الطلبة في كتبه سواء لا مزية له عليهم فيها، و كان في ذلك على نحو قول الأول:
كتبي لأهل العلم مبذولة * * * يدي مثل أيديهم فيها
أعارنا أشياخنا كتبهم * * * وسنة الأشياخ نمضيها)) اهـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 01:44]ـ
الأستاذ الفاضل / فريد المرادي ـ المحترم ـ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا على هذه الفوائد القيّمة،
ورفع قدركُم،وبيّض وجهكم.
أشكر لكم حسن ظنكم بي،
وأسألُ اللَّه لي ولكم العون والتّسديد.
تنبيه: لستُ بشيخٍ.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بنُ عَبدِ القَادِرِ أبُو زيدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 10:06]ـ
أخي المفضال / سلمان أبو زيد ـ حفظه الله و رعاه ـ: صاحبك ليس بأستاذ و لا شيء (و لا أقول هذا تواضعاً، لأني ـ و لله الحمد ـ لا أعرف التصنع كما لا أعرف التشبع) ...
قولكم (الأخ) أحب إلي و أبرد على قلبي، قال تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة)) ...
جزاكم الله خيراً على تواضعكم، و زادكم علماً و رفعةً ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 09:50]ـ
زادكم اللَّه فضلًا ونبلًا ـ أيُّهَا الفاضل ـ.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 07:24]ـ
000(/)
فوائد غض البصر
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون "
فهذا خطاب عام من الله لعباده بغض البصر وهو ان يكف النظر عن الشئ الذى لا يحل له او يصرفه الى جهة اخرى وليس مقصورا فقط على الرجال بل وعلى النساء ايضا:
" وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن " (النور)
وقد عدد العلماء فوائد غض البصر واذكر ما يلى:.
1 - انه امتثال لامر الله، وما سعد انسان فى الدنيا والاخرة الا بالامتثال لاوامر الله.
2 - يقوى القلب ويفرحه كما ان اطلاق البصر يضعفه ويحزنه.
3 - يمنح القلب نورا يظهر فى العين والجوارح - ولهذا ذكر الله ايه النور (الله نور السموات والارض مثل نوره .................. ) عقب الامر بغض البصر.
4 - يورث القلب انسا بالله، فان اطلاق البصر يفرق القلب ويشتته.
5 - يورث القلب ثباتا وشجاعه فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجه - وفى الاثر - (ان الذى يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله).
6 - يخلص القلب من اسر الشهوة كما قيل " طليق برأى العين وهو اسير "
يخلص من سكرة الشهوة فان عشاق النظر كما قال تعالى " لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون " (الحجر)
7 - يفرج القلب للتفكر فى مصالحه فان النظر يصرفه عن ذكر ربه قال تعالى " ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا " (الكهف).
8 - ينسد على الشيطان مدخله الى القلب فانه يدخل مع النظره وينفذ الى القلب.
9 - اطلاق النظر يجعل القلب يتلذذ بالمحرم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا على لا تتبع النظره فان لك الاولى وليس لك الاخرة " (الترمذى)
وفى الحديث " زنا العين النظر " (البخارى والترمذى)
وقال تعالى " وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون " (النور)
فالعين نعمه انعم الله بها علينا فعلينا الا نستخدمها فيما حرمه الله تعالى لألا تزول هذه النعمه
اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 08:47]ـ
جزاكِ الله خيراً، ونفع بكِ.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 09:07]ـ
شكر الله لك
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 10:23]ـ
أحسن الله إليكِ أختي الكريمة(/)
أريد نصائح عن بحثي " أضرار الذنوب والمعاصي، يا رعاكم الله
ـ[القرشي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 02:33]ـ
السلام عليكم
أنا ومجموعة من طلبة العلم كلفنا بكتابة بحوث عن موضوع " أضرار الذنوب والمعاصي ".
وقد سلمنا شيخنا عدداً من الكتب كمراجع للبحث، وهي:
1 - من آثار الذنوب والمعاصي للشيخ عبد الملك القاسم، دار القاسم.
2 - وتحسبونه هيناً 62 عقوبة للذنوب والمعاصي لابن القيم الجوزية.دار القاسم.
3 - المعاصي وآثارها على الفرد والمجتمع، جمعية إحياء التؤاث، الكويت.
4 - آثار الذنوب والمعاصي للدكتور عائض القرني، دار الوراق.
راجياً من الأخوة إفادتي حول الموضوع بروابط أو نصائح.
والسلام عليكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 04:11]ـ
أعانكم الله ووفقكم
من البحوث المفيدة في هذا (الكبائر والصغائر، أنواعها وأحكامها) وفيه الكلام على آثار الذنوب والمعاصي
وأصله رسالة جامعية، للباحث: حامد بن محمد المصلح
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:05]ـ
وفقك الله الى كل خير
1 - عصاة المؤمنين ... لشيخ الاسلام ابن تيمية
2 - التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار .. للحافظ ابي الفرج بن رجب الحنبلي البغدادي
3 - اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ..... لابن القيم الجوزية
نفع الله بك وبعلمك
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:23]ـ
هذا الرابط ابحث فيه عن (الذنوب والمعاصي) وبإذن الله ستجد ما تبحث عنه
http://www.islamport.com
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:32]ـ
يوجد كتيب هو من أجملها واسمه (شؤم المعصية) للشيخ عبد العزيز السرحان.
ـ[القرشي]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 10:22]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 03:41]ـ
كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) لابن القيم الجوزية
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 04:38]ـ
تجد هنا مشاركة مهمة للأخت الخنساء
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1681
ـ[علي أكرم]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 05:22]ـ
الأسباب التي تعين العبد في الإبتعاد عن المعاصي
وهي عشرة أسباب كما ذكرها الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
الأول
علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها وأن الله إنما حرمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدنايا والرذائل.
الثانية
الحياء من الله سبحانه , فإن العبد متى علم بنظره إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى منه ومسمع ـ وكان حيياً ـ استحى من ربه أن يتعرض لمساخطه.
الثالثة
مراعاة نصحه عليك وإحسانه إليك فإن الذنوب تزيل النعم ولا بد كما قال الشاعر:
إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن المعاصي تزيل النعم
الرابع
خوف الله وخشية عقابه , وهذا إنما يثبت بتصديق العبد في وعد الله ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله r .
الخامس
محبة الله وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه فإن المحب لم يحب مطيع.
السادس
شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها أن تختار الأسباب التي تحيطها وتضع قدرها , وتخفض منزلتها وتحقرها وتسوي بينها وبين السفلة.
السابع
قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها.
الثامن
قصر الأمل , وعلمه بسرعة انتقاله وأنه كراكب قال في ظل شجرة ثم سار وتركها
فليس للعبد أنفع من قصر الأمل , ولا أضر من التسويف وطول الأمل.
التاسع
مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس , فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات.
العاشر
وهو الجامع لهذه الأسباب كلها ثبات شجرة الإيمان في القلب , فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر.
المصدر كتاب: طريق الهجرتين وباب السعادتين
من أضرار المعاصي
ذكر ابن القيم رحمه الله أن أضرار المعاصي كثيرة
وآثارها قبيحة مذمومة مضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ومنها:
· حرمان الرزق ففي المسند (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
· حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور.
· وحشة يجدها العاصي في قلبه لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلاً.
· الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير منهم.
· ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم.
· أن المعاصي توهن القلب والبدن.
· أن المعاصي تسبب حرمان الطاعة.
· أن المعاصي تكون سبباً في تعسير أموره.
· أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته.
· أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعض حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها.
· وهو من أخوفها على العبد أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوي إرادة على المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية.
· أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة.
· أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
· أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك.
· أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم.
· أن المعصية تورث الذل فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى.
· أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نوراً والمعصية تطفئ نور العقل.
· أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين.
· حرمان دعوة الرسول r ودعوة الملائكة فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.
· ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه.
· أنها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة.
· أنها تزيل النعم وتحل النقم.
· أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه.
المصدر كتاب: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي(/)
حُرْمَةُ المُسْلمِ. . .
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 03:40]ـ
حُرْمَةُ المُسْلمِ. . .
كثيرٌ من الناسِ اليومَ –ومنذ أكثرَ مِن ألف يوم! - لا يَزِنون كلامَهم –مكتوباً كان أم ملفوظاً- بميزان الشرع، ولا بقواعد الأُخوَّة. . .
فتراهم يقعون في ألوانٍ من البَهْتِ، والغِيبةِ، والنميمةِ، والافتراءِ، والظُّنونِ الكاذبةِ!
وأكثر ما يُرى هذا –ويُحَسُّ- في مواقع الإنترنت -هنا وهناك- وما أكْثَرَها-!!
ولو أنَّ أولئك-هداهم الله- نظروا -فقط- إلى مثلِ قولِ نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسه»: لأدركوا سُوءَ ما قالوا، وأيقنوا بباطلِ ما فَعَلُوا. .
وصَنْعَةُ الكذب الْبَهيم، ومِهنةُ الظنِّ الأثيم: يُتْقِنها كُلُّ أحدٍ -مهما كان، وكيفما كان-، ولكنْ لا ينجرُّ وراءَها، ولا يلبسُ حِذاءَها إلا مَن رقَّ دينُه، ووهى يقينُه. .
فماذا أنتَ مُواجِهٌ -أو قائلٌ- لهذا المفتري الظّان، وذاك المتقوِّل الشَّكَّاك!؟!
هل تُقابِلُ سَفَهَهُ بِسَفَهٍ مثلهِ؟!
هل تواجِهُ كذبَه بكذبٍ معاكسٍ؟!
هل تناقِضُ قالتَه -الضِّدَّ بالضِّدِّ-؟!
لا يسلُكُ هذه المسالكَ، ولا يسيرُ هذه الدروبُ مَن يعلمُ -بيقين- أنَّ له ربَّاً عظِيماً، مِن جليلِ أسمائهِ، وعظيم صفاته؛ أنَّه –سبحانه-: {السميع البصير}. .
. . . يسمعُ افتراءَ المفترين!!
. . . ويُبصر تواطُؤَ الكاذبين!!
فأين أولاءِ من ربِّهم؟!
{ألا يظنُّ أولئك أنهم مبعوثون ليومٍ عظيم}؟!!
ولئن كان ذلك (اليوم العظِيم) –وهو آتٍ آتٍ- يوماً مشهوداً يقتصُّ اللهُ -تعالى- فيه للشاة الجَلْحاءِ من الشاةِ القرناءِ -كما صحَّ الخبرُ عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ أفلا يقتصُّ اللهُ –عزَّ وجلَّ- للأبرياءِ من الكَذَبَة؟!!
وللأَنْقياءِ من الشُّكَّاك؟!!
وللأَتقياء من الفُجَّار؟!!
مهما خطَّطَ الظالمون. . .
ومهما رَسَمَ المُفْترون. . .
ومهما تَواطَأَ المُضِلُّون. . .
ومهما افترى الكاذبون. . .
ومهما رَوَّجَ المُرَوِّجون:
فهل ترى -أيها الموفّق للصواب- أنَّ ذلك غائبٌ -أو يغيبُ- عن ربِّ الأرباب؟!
هل يظنُّ (أولئك) أن نهايةَ المطاف هي –فقط- هذه الدنيا الدنيَّة؟!
أليس هناك:
موت. . .
وقبر. . .
وبعث. . .
وحِسَاب. . .
وجزاء. . .
ثم:
جنَّة. . .
أو:
نار. . .
{ما يلفظُ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد}. .
إنَّ حُرْمةَ المسلمِ عند ربِّه -تعالى- عظِيمةٌ؛ في نفسه، ومالهِ، وعِرْضهِ، ودمهِ. . .
فأين المُنْتَهِكُهَا مِن ربِّ العالمين { .. وهو سريع الحساب}؟!
وأين النَّاقِضُها مِن ربِّ العالمين { .. وهو شديد العقاب}؟!
ويْكَأنَّ أُولاءِ النَّاكثين هُم –أعْيَنُهُمْ- مَن قِيلَ فيهم:
ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذاهبِ ..... فالناس بين مُخاتِلٍ ومُوارِبِ
يُبْدُون بينَهُمُ المودّةَ والصَّفا ....... وقلوبُهُم محشوَّةٌ بعقارِبِ!!
. . . واللهُ الناصر
الأحد
18 ربيع الثاني 1428هـ
6/ 5 /2007م
[منقول مِن شبكة الأصالة]
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 04:56]ـ
حُرْمَةُ المُسْلمِ. . .
؛ أفلا يقتصُّ اللهُ –عزَّ وجلَّ- للأبرياءِ من الكَذَبَة؟!!
وللأَنْقياءِ من الشُّكَّاك؟!!
وللأَتقياء من الفُجَّار؟!!
مهما خطَّطَ الظالمون. . .
ومهما رَسَمَ المُفْترون. . .
ومهما تَواطَأَ المُضِلُّون. . .
ومهما افترى الكاذبون. . .
ومهما رَوَّجَ المُرَوِّجون:
فهل ترى -أيها الموفّق للصواب- أنَّ ذلك غائبٌ -أو يغيبُ- عن ربِّ الأرباب؟!
!! [/ CENTER]
الأحد
18 ربيع الثاني 1428هـ
6/ 5 /2007م
[]
لاوربي لايغيب عن علام الغيوب
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 09:32]ـ
حرمة المسلم على المسلم كتاب ( http://http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=2302)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 09:35]ـ
وهنا كتاب أليكتروني ( http://http://www.aldorr.com/vb/showthread.php?t=13834)
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 09:54]ـ
شكر الله للأخ أبي عبدالله تذكيره
لعلك يا شيخ ماهر تتأكد من الرابطين
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 04:45]ـ
حرمة دماء المسلمين
http://www.saaid.net/ahdath/77.htm
للعبد الفقير
ـ[ظاعنة]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 02:20]ـ
أصلح الله الأحوال ..
ـ[عربي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:01]ـ
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 08:51]ـ
موضوع يستحق الرفع، للتذكير ..(/)
إحذر أيه المعلم
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 06:47]ـ
السائل: فضيلة الشيخ هناك بعض المدرسين يشرح للطلاب صفة الحج والعمرة، ولكن يقول لا يستوعبون استيعابا جيدا، هل يجوز أن نجعل مجسم للكعبة والمشاعر حتى يطبقونها تطبيقا عمليا؟
أجاب العلامة ابن عثيمين رحمه الله بالآتي:
لا بأس بشرط أن يحرم هو أيضا ويلبس ملابس الإحرام (المدرس) وإذا طاف بهذا المجسم يطبع بالطواف ويرمل بالثلاثة الأشواط الأولى ويجعل حوله مقام يقول هذا ة مقام إبراهيم، أيش الكلام هذا!!!
هذا لا ينبغي إطلاقا، يستطيع أنه يرسم في السبورة مربع صورة الكعبة ويقول تطوف عليها ..
أما أن يجعل مجسم، في ظني أنه سيجعل العبادات مجرد طقوس وحركات فقط، ما لها تأثير بالقلب.
أفهمت، فهمت من كلامي الساخر به، فهمت أنه يجوز وإلا ما يجوز، ما يجوز الحمد لله ..
انتهى.
من شريط اللقاء الأسبوعي رقم 176.(/)
قال طالب لزميله: لم يزد الشيخ على ما في الشرح!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:39]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه حكاية قرأتها في ترجمة العالم الحنبلي محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الأحسائي (1) في كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة في 3/ 928: هذا نصها:
وكان شخص من أقاربه يقرأ عليه [مع] (2) رفقة له في " قواعد الإعراب " فلما خرج قال لبعض الطلبة: لم يزدنا الشيخ على ما في الشرح!
فنُقِلتْ (3) هذه الكلمة إلى الشيخ، فلما كان من الغد، وحضر الطلبة، قال الشيخ لذلك الشخص: اقرأ الدرس الماضي، فقرأه، وشرع الشيخ في التقرير في أبلغ عبارة، وأوسع نقل إلى الضحوة، ثم قال لذلك التلميذ: ما فَهِمْتَ مِن هذا؟
فقال: لم أفهم شيئا منه.
فقال: لهذا لم أزدك على ما في الشرح. (4) اهـ.
هذه المسألة "التدرج في التعليم"، وإعطاء الطلاب ما يدركون، وترك التعمق فيما لا يفهمونه، وتقسيمهم طبقات، منهج معروف في ذاك الزمان وقبله وبعده، أما الآن فقل أو انعدم من يفعله.
وهذا يُحدث خللا كبيرا في التلقي، فالطالب المبتدئ الذي يحضر درسا، ثم يجد الشيخ يتوسع بكل ما آتاه الله من قدرة سيخرج كما خرج هذا = لم يفهم شيئا.
كما أن الطالب الفَطِن المتقدم في الطلب إذا حضر درسا للشيخ لم يزد فيه الشيخ شيئا على معلومه = سيفتر، أو يقف عن الحضور؛ لأنه لم يجد أهم ما جاء من أجله.
قال الإمام أبو بكر المروذي: بلغني أن ابن السماك جلس للناس يوما، وكانت له جارية في غرفة تسمع كلامه، فقال لها حين دخل عليها: كيف رأيت؟
قالت: ما أحسنه لولا أنك تكثر من ترداده، فقال: أردده ليفهمه من لم يفهمه.
قالت: إلى أن يفهمه من لم يفهمه قد ملّه من فهمه.
أخبار الشيوخ ص191.
ومن جميل ما يذكر في التدرج:
أن طالبا جاء عند العلامة المعلمي، ومعه كتاب في الأصول، وطلب منه أن يشرح له بعض العبارات، وكان يظهر على هذا الطالب علامات التسرع، وبيد الشيخ رحمه الله سلسلة، فقال للطالب: انظر لهذه السلسلة التي بيدي، صانعها مكث في صنعها مدة أخذ يركب حلقة حلقة، وهكذا العلم مسألة مسألة. اهـ
ص69 من مقدمة كتاب "عمارة القبور" للشيخ ماجد الزيادي.
والتعليم فن يحتاج إلى إتقان وبعد نظر.
فكم رأيتم مَن بدأ بكتاب مختصر في أحد الفنون كالعمدة في الفقه، مثلا للمبتدئين فطول العبارة، وتوسع في ذكر الفروع، والخلاف، والكلام على علل الأدلة .. الخ = فصار الكتاب أوسع من المغني، والمجموع، وهو درس للمبتدئين!
ومَن شرح النخبة فزاد في بعض مباحثه على فتح المغيث.
والضحية مَن خرج، ولم يفهم، بل ربما ترك طلب العلم مطلقا.
فهلا انتبه لذلك المشايخ وطلبة العلم؟
والعجيب أنك دائما تسمع الوصية للطلبة بالتدرج، ثم يقل أن تجد من يطبق.
ومن صور الفوضى في ذلك أن يَترك الشيخ للطالب اختيار الكتاب الذي يريده، فيجهز الطالب على كتاب كبير ليس منه بسبيل، أو علم هو فيه دخيل.
وعكسها أن ينظر الشيخ مصلحته دون الطالب، فيأمر الطالب أن يقرأ عليه في كتاب يريده ويترك ما ينفع التلميذ المسكين، وهذا غش مناف للنصحية.
هذه خواطر كانت تجول في الذهن من زمن مررت بهذه القصة، فكانت مناسبة لها.
والله أعلم.
وينظر المدخل للعلامة ابن بدارن الحنبلي ص485 ففيه كلام جميل مطول عن التدرج.
-------------------
(1) هذا الرجل كان من المتعصبين ضد دعوة الدعوة السلفية في نجد.
(2) في المطبوع: من، وأظن الصواب ما أثبت.
(3) هذه نميمة قبيحة، وكان الأولى بهذا الناقل أن لا يسمي من نقل بل يذكر الكلام على الإبهام.
(4) يبدو أن هذا الشيخ حريص على هذا الذي ذكرت ففي ترجمته أنه قال عند موته لتلميذه: في صدري أربعة عشر علما لم أسأل عن مسألة منها قبلك. 3/ 928.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:09]ـ
ما أحسن ما ذكرتَ ..
أفادك الله.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:29]ـ
صدقت والله , وبعض الطلاب يخلط فيما يدرس فتجده يدرس كتاب التوحيد لإبن عبد الوهاب عند شيخ ويدرس الواسطية - في نفس الوقت - عند شيخ آخر , وإذا سألته عن ذلك , يقول إنها تدعم بعضها!
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 06:25]ـ
ما شاء الله هذه درة منك ياشيخ عبد الرحمن وفقك الله
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 04:00]ـ
ما زلنا معك في فوائد مذ عرفناك، أحسن الله إليك ونفع بك.
ـ[الخالدي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 09:31]ـ
جزاك الله خير شيخي الفاضل نعاني من هذا والله .. أخي زين العابدين ما المانع من هذا رعاك الله؟ و خلق هذا التعارض ما وجهه!
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 10:04]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 03:02]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء الكرام شكر الله لكم تعليقاتكم وبارك فيكم.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 04:26]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن .. فائدة جليلة ..
ـ[سيد العصري]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 07:46]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ونفع بكم, وجعل مثواكم الجنة
ـ[أبو عمرو الصيدلانى]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 04:28]ـ
بارك الله فيكم
فائدة طيبة فعلا!(/)
النابغة محمد بن أبي مدين بين شهادة العارفين وتجاهل المقيَّدين بفتنة الشهادات -
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:48]ـ
النابغة محمد بن أبي مدين بين شهادة العارفين وتجاهل المقيَّدين بفتنة الشهادات - وشيء من خبر المحنة بالشهادات الغرّارة!
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد، فهذه ترجمة مختصرة جدا للعلامة النابغة المحرّر المتبصّر، محمد بن أبي مدين بن أحمد بن سليمان الشنقيطي رحمه الله، كتبتها تعريفا ببعض مآثره، وإشادة بشيء من مفاخره، وإذا بارك الله في الوقت سأعود بإذن الله على هذه الصُّبابة بالشرح والبسط، والله الموفق.
اسمه ونسبه وحليته:
العالم الجليل، والمحدّث النبيل، والعلامة النابغة اللغوي المحرّر المتبصّر، محمد بن أبي مدين بن أحمد بن سليمان الشنقيطي.
مولده ونشأته وطلبه للعلوم وذكر بعض شيوخه:
ولد بنواحي مدينة بوتيلمت سنة 1322، وتربّى في حِجر جدّه لأمه الشيخ الأثري سيدي باب الذي تولى تعليمه وتدريسه، وأشرف على تكوينه العلمي والأدبي، حتى تفقه في الدين، وأخذ عنه أدب النفس وأدب الدرس، وكان يُلزمه بالمطالعة الدائمة الدائبة للكتب الضخمة وبسؤاله عن كل مشكل يعرض له، ومما قرأه: الصحيحان، وجامع البيان في تأويل آي القرآن وتاريخ الملوك والأمم كلاهما لابن جرير، ويُقال: إنه كاد أن يحفظ هذه الكتب عن ظهر قلب.
ونظرة في كتابه الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة: تشرف بك على طول باعه، وسعة اطلاعه،
وحسن تأتّيه، ولطف تهدّيه.
ودرس فنون اللغة والشعر على والده أبي مدين (ت1364 عن 73 سنة) – وكان عالما أديبا شاعرا -، وقد نقل في كتابه الصوارم 282 - 283 أبياتا نفيسة لأبيه في تقريظ كتاب إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين.
ودرس ابن أبي مدين النحو أيضا على العلامة اللغوي يحظيه بن عبد الودود حتى ظهرت نجابته، ووضح ذكاؤه وتميّزه.
ثم رجع ينهل من المكتبة النفيسة التي خلّفها جدّه العالم الجليل، وعكف عليها مطالعا كارِعا، مصنّفا مؤلّفا، بجدّ واجتهاد، وهَجْر للسُّهاد.
تعليمه وتدريسه:
ثم اشتغل بالإشغال والتدريس، وانتصب للإفادة، واجتمع عليه طلبة العلم واحتفلوا واحتشدوا من أنحاء بلاد شنقيط، ينهلون من معينه ويَرِدون، ويعلّون ويعبّون، حتى تخرّج به صفوة من أنجاب الطلاّب.
وقد عُيِّن مدرّسا في السلك النظامي في حدود سنة 1360، ولما افتتح خالُه عبد الله بن باب المعهد الإسلامي سنة 1379، انتُخِب للتدريس فيه من بين نخبة من أعيان علماء شنقيط، وأُسنِد إليه تدريس الحديث النبوي، وظلّ يُفيد طلبة العلم بهذا المعهد إلى أن نزل به الحمام.
تواليفه وتصانيفه:
له تواليف منها:
1 - الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة، وهو مطبوع متداول.
2 – شنّ الغارات، على أهل وحدة الوجود وأهل معيّة الذات.
3 - ترجمة جدّه سيدي باب ابن الشيخ سيدي وعقيدته.
4 – تحريم الاشتغال بالفلسفة والمنطق!!
5 – شرح التذكرة والتبصرة للحافظ العراقي.
6 – شرح المقصور والممدود لابن مالك.
7 – كتاب المنيحة.
8 – ديوان شعره.
رحلاته وجولاته:
كان – رحمه الله – رحّالا في الأقطار، جوّالا في الأمصار، كثير الأسفار، مُولعا بجمع وجلب نفائس الأسفار، وقد حجّ بيت الله الحرام ثمان مرات، وكان ينتهز فُرص تنقّلاته للدعوة إلى الله تعالى، وكان داعية إلى التوحيد، رادّا على المبتدعة، مُفيدا في الحديث وفنونه.
وكان كثير الزيارة للمغرب الأقصى، محاضرا مفيدا، مشاركا في الملتقيات العلمية، التي يحتشد ويحتفل فيها العلماء وطلبة العلم، وقد بثّ في كثير منهم حبّ السلف والتعلّق بنهجهم الرشيد السديد.
وقد ابتعثته حكومة بلده سفيرا في مهامّ دينية وثقافية وسياسية، التقى كثيرا من العلماء والزعماء، مما أكسبه صِيتا طيبا في البلاد التي زارها، وأفاد صداقة جملة من العلماء والقادة.
ثناء أهل العلم عليه:
قال العلامة النابغة تقي الدين الهلالي:
هو العلامة السلفي المحدث الأصولي المفسر الأديب الشاعر المتفنن.
وهذا الرجل نادرة زمانه يحتاج إليه أساتذة الأزهر وأساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكل جامعة عربية، لا أقول الطلبة، بل الأساتذة!
ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان: عموم الجهل والتقليد فيهم، وسَيْرِهم على صراط معوجّ؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المُزَيَّفة التي يحصل عليها كثير من الدوابّ! فيتسنّمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، فوالله الذي لا إله إلا هو لو ظفر بهذا الرجل أساتذةُ الجامعات في أوروبّه؛ لاستفادوا من علمه، وبذلوا النفس والنفيس في خدمته، ولكن كما قلنا: من ضلالات العرب أنهم يتركون العين ويطلبون الأثر!
باعتمادهم على الشهادات، فهم كما قال الشاعر:
ولو لبس الحمار ثياب خزّ ... لقال الناس يا لك من حمار
فكذلك الجاهل إذا أخذ الشهادة من الجامعة يقول الناس: يالك من عالم! وإذا لم تكن له شهادة يقول أشباه الناس: يالك من جاهل!
هذا كلام النابغة الرحال الجوال السائح في أرض الله النابغة الهلالي، المدرّس في كثير من أشهر معاهد وجامعات العالَم، في الهند، وألمانيه، والمدينة، والمغرب، وليس من كلام أخدان الزوايا، وأحلاس التكايا!
يُتبع بتوفيق الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:04]ـ
رحمه الله وأعلى منزلته
وشكر الله لكم إحياء خبر هذا العالم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 06:45]ـ
رحم الله هذا النابغة وجعل مثوانا و مثواه الجنان برحمة ارحم الراحمين
وبارك الله فيما قدمت يابن السائح وجعله في موازين حسناتك
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 10:44]ـ
بارك الله في الأخوين الكريمين أبي محمد الحمادي وصاحب لامية العرب وجزاهما خيرا
ورحم الله الشيخ النابغة محمد بن أبي مدين وسائر علماء المسلمين
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 11:00]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا العزيز ابن السائح
يُتبع بتوفيق الله.
متابع -إن شاء الله إلى التمام-
وأعجبني جدا أسلوبكم الشيق في السرد ....
ـ[أبو جبير]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:19]ـ
جزاكم الله خيرا على الترجمة القيمة النادرة
ونحن معكم متابعون إن شاء الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:20]ـ
نفع الله بك
شوقتنا للتمام
ـ[ابن السائح]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 12:20]ـ
جزى الله الجميع خيرا ووفقهم وبارك فيهم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 12:23]ـ
وقال الشيخ تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله في موضع آخر:
العلامة المحقق فخر بلاد شنقيط، بل فخر بلاد المغرب في هذا الزمان: محمد بن أبي مدين اهـ.
وقال الشيخ المختار بن حامد الشنقيطي وفقه الله:
وقد سافرت معه للمشاركة في ندوة الحسن الثاني بالمغرب، وألقى محاضرات ودروسا إسلامية على نهج السلف، وناظر العلماء ودعا إلى التمسك بالكتاب والسنة واتباع ما كان عليه السلف، وانتقد التصوف ورد على أهله اهـ.
قال ابن السائح: ولا يخفى مدى انتشار التصوف في بلاد المغرب، وكون أكثر مشايخ المغرب من المغترين بالمتصوفة، لكن الشيخ اجترأ عليهم، وأوضح لهم سبيل الحق، ولم تأخذه في الله لومة لائم، رحمه الله.
وقال تلميذه النجيب محمود بن أحمد وفقه الله: الشيخ محمد بن أبي مدين، رحمه الله، عالم محدّث، ولُغوي شهير، وقد درست عليه مصطلح الحديث، وهو من أبرز الدعاة السلفيين في عصره، ومن أقواهم ردودا على المبتدعة الضُّلاّل، وهو سبط الشيخ سيدي باب وخِرِّيج مدرسته، وقد نهج نهجه في اتباع السنة، كما أنه تأثر بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وبكتب ابن قيم الجوزية ----- وكان له نشاط بارز في الدعوة السلفية في عدد من الأقطار الإسلامية اهـ
.
وقال صديقه الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله: إنه عالم سلفي العقيدة، رد على المبتدعة وبيّن أخطاءهم، وكانت في مكتبتي قصيدة جيدة له تناول فيها الرد على الأشاعرة اهـ.
وقال الشيخ السلفي الصنديد بُدّاه بن البوصيري حفظه الله ووفقه: إنه العالم المحدّث السُّني السَّني اهـ.
يُتبع بتوفيق الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 12:46]ـ
جزاكم الله خيرا
لا أدري ما هي خطتكم في توثيق كل حرف إلى مصدره؟
وهل: (ولا يخفى مدى انتشار التصوف ... لومة لائم، رحمه الله)
من قولكم، أم أنه من كلام الشنقيطي؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:03]ـ
أثابك الله وجزاك خيرا
ما أشرت إليه مما ورد في الترجمة: ولا يخفى مدى انتشار التصوف
من كلامي
وقد فصلته عن الفقرة السابقة
وقد جعلت الفصل بين الفقرات علامة على انتهاء النقل
وأما سائر الثناء على النابغة فمن كلام من تقدم
وقد حررت المشاركة بالفصل بين النقول
ـ[حذيفة بن فاروق]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 04:24]ـ
الفاضل ابن السائح ...
أمتعتنا بهذه الرحلة الجميلة، والسياحة النفيسة.
ولقد شوقتنا للتمام!
وزاد من ذلك أسلوبك الماتع المُشَوِّق!
فلله درك
ورحم الله الشيخ العلامة النابغة محمد بن أبي مدين رحمة واسعة، وجمعنا به في الجنة مع الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -
ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:33]ـ
أخي أبا عبد الله
مرحبا بك وأهلا وسهلا
نوّرتَ وشرّفتَ
ولم يبق من الترجمة الوجيزة إلا صُبابة هي بُلغة للقاصد ولُمعة للمستوفز
وسأتمّ ما غبر بعد حين بتوفيق الله
وسأنبّه على خطإ من عدّ نابغتنا من أهل القرن الثامن أو القرن الثاني عشر!!
والحمد لله أنني لم أر بعدُ من استدركه على الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة:)
ولا على سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر!!
ولم أر من ترجم النابغة في ما كُتِب من استدراكات وذيول على أعلام الزركلي
مع أنه توفي في العام الذي مات فيه الزركلي
وليس هو فقط الذي فات مصنفي هاتيك الذيول
بل قد فاتهم ترجمة أعلام كثيرين
لعلي أفردهم في مقالات أعدّ فيها مآثرهم وأرقم مفاخرهم إن وفق الله وبارك في وقتي ونسأ في عمري
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جِنانه وأثابهم برضوانه
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 11:14]ـ
أحسنت أحسن الله إليك، وفي انتظار مزيدك وبقية فوائدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 01:29]ـ
جزاك الله خيرا
هل لك ان تضع لنا شيئا من كتبه وخاصة التي دافع فيها عن السنة ورد على اهل البدع
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 02:39]ـ
جزى الله الأخوين الكريمين أبا حماد والباحث المستفيد خير الجزاء وأحسن إليهما
لا أملك كتابا من كتب النابغة
إنما تصفّحت كتابه الصوارم والأسنة في مكتبة من المكتبات العامة:)
وهنا تُسكب العبرات وتتوالى الحسرات على علوم هذا العالم النابغة الذي ضيّعه قومه بل ضيّعته أمّته
مع أن كتبه نفيسة ونشرها يجلب أجرا عظيما ونفعا جسيما وأموالا طائلة تملأ الجيوب وتسرّ القلوب:)
وهذه فرصة للتنافس والتسابق إلى نشرها:)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 03:10]ـ
وفاته:
بعد عمر مبارك قضاه الشيخ في التعليم والتصنيف والإفادة نزلت به المنية سنة 1396
رحمه الله وأعلى درجته وأخلف علينا أمثاله من العلماء الداعين إلى الله على بصيرة
تنبيه:
أشار الباحث الفاضل عبد الله بن مبارك البوصي في كتابه إجماعات ابن عبد البر في العبادات 1/ 103 إلى كلام للشيخ ابن أبي مدين نقله عن صاحب كتاب أصول فقه ابن عبد البر 1/ 391
ثم أراد التعريف بابن أبي مدين لكنه قال: لم يظهر لي من هو ابن أبي مدين، ويُعرف اثنان بهذا الاسم
ثم أحال على أعلام الزركلي ومعجم المؤلفين
وهذا خطأ
فإن أحد الذيْن أشار إليهما هو محمد بن أبي مدين بن الحسين اليوسي المكناسي قاضيها
وهو مترجم في إتحاف أعلام الناس
توفي سنة 1120 قبل أن يُولد نابغتنا بنحو مِئَتَيْ سنة!!
وهو يُستفاد مع صاحبنا في باب (المتفق والمفترق)!!
وأما الآخر فهو عبد الله بن شعيب أبي مدين
مات سنة 709
قبل أن يُولد النابغة بأكثر من ست مئة سنة!!
وهو مترجم في الاستقصا للناصري
وهذا الخطأ من جملة الآثار المتولّدة من عدم شهرة صاحبنا النابغة
رحمه الله وأكرم مأواه
ـ[الفارس]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك، وفي قلمك الذي سطر لنا هذه السيرة العطرة، واصل وفقك الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 05:14]ـ
شكر الله لكم هذه النفائس
ورحم العلامة محمد بن أبي مدين
وفاته:
أشار الباحث الفاضل عبد الله بن مبارك البوصي في كتابه إجماعات ابن عبد البر في العبادات 1/ 103 إلى كلام للشيخ ابن أبي مدين نقله عن صاحب كتاب أصول فقه ابن عبد البر 1/ 391
(أصولُ الفقه عند ابن عبد البر، جمعاً وتوثيقاً ودِراسةً)
للدكتور العربي بن محمد مفتوح/ رسالة ماجستير مقدمة في كلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض
عام1414هـ
وقد أحال في الموضع الذي ذكره الشيخ ابن السائح على كتاب (الصوارم والأسنة ص68)
أكرر شكري ودعائي لأخي الكريم ابن السائح على ما أفادنا به
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيك
أمتعتنا بطرحك المفيد
لكن ما هو ضبط "مدين"؟؟
هل هو بالتصغير أم ..... ؟؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك، وفي قلمك الذي سطر لنا هذه السيرة العطرة، واصل وفقك الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله وبارك فيك وجزاك خيرا ونفع بك
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:28]ـ
أكرر شكري ودعائي لأخي الكريم ابن السائح على ما أفادنا به
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بفوائدك
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيك
أمتعتنا بطرحك المفيد
لكن ما هو ضبط "مدين"؟؟
هل هو بالتصغير أم ..... ؟؟
وفيك بارك الله وأمتع بفوائدك
هو مَدْيَنُ
بلا تصغير
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 01:42]ـ
جزاك الله خيرا
وأعلى منزلتك أخي ابن السائح
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 02:19]ـ
بارك الله فيك أخي القرني وجزاك خيرا وأعلى مقامك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 05:40]ـ
جزاك الله خيراً أخي ابن السائح
ولي استفساران أثارتهما مقالتك الشائقة هذه:
أولهما: هل يوجد في المكتبة الإسلامية كتاب لطبقات النابغين والعباقرة من العلماء؟
وإن كان غير موجود فهل يعدّ ذلك نقصاً في المكتبة الإسلامية؟
أم أن هؤلاء أكثر من أن يفردوا بكتاب؟
وثانيهما: هل يوجد كتاب في ترجمة المغمورين من الفضلاء الأكابر والعلماء الأئمة؟ فيحصل به إعلام الأمة بمن لم يشتهر من الأئمة؟ وما أكثرهم!
وفقكم الله أخي الفاضل إلى كل خير.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 05:50]ـ
جزاك الله خيرا. لنكن جادين وحازمين في مسألة الاجتهاد في نشر علم هذا العالم أو إعادة طبع ما أُهمل من تصانيفه. كيف نبدأ ومتى؟ هيا بنا على بركة الله.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 08:06]ـ
جزاك الله خيراً أخي ابن السائح
ولي استفساران أثارتهما مقالتك الشائقة هذه:
أولهما: هل يوجد في المكتبة الإسلامية كتاب لطبقات النابغين والعباقرة من العلماء؟
وإن كان غير موجود فهل يعدّ ذلك نقصاً في المكتبة الإسلامية؟
أم أن هؤلاء أكثر من أن يفردوا بكتاب؟
وثانيهما: هل يوجد كتاب في ترجمة المغمورين من الفضلاء الأكابر والعلماء الأئمة؟ فيحصل به إعلام الأمة بمن لم يشتهر من الأئمة؟ وما أكثرهم!
وفقكم الله أخي الفاضل إلى كل خير.
مرحبا بأخينا الشيخ الفاضل الكريم أبي شعيب في المجلس العلمي
جزاك الله خيرا ووفقك وبارك في جهودك وأنعم بك عينا
أما عن سؤاليْك: هل يوجد في المكتبة الإسلامية كتاب في طبقات النابغين والعباقرة من العلماء؟ أو كتاب في ترجمة المغمورين من الفضلاء الأكابر والعلماء الأئمة؟
فلا أعلم كتابا مفردا موعِبا في ذينك النوعين
لكن من رام ذلك فلن يؤوده ذلك إن استعان بالله وسلك خطة رشيدة سديدة
وأدعوك إلى القيام بذلك وسأعينك بما في مُكْنتي وطاقتي
أعانك الله وسدد خُطاك
وإن أردتم أن نفرد موضوعا لذكر أساميهم فحيّهلا وحبذا وحبا وكرامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 08:21]ـ
جزاك الله خيرا. لنكن جادين وحازمين في مسألة الاجتهاد في نشر علم هذا العالم أو إعادة طبع ما أُهمل من تصانيفه. كيف نبدأ ومتى؟ هيا بنا على بركة الله.
بارك الله فيك وجزاك خيرا أخي الأديب الأريب الشهري
نعم تفضلوا وتوكلوا على الله واستعينوا به لنشر علم نابغتنا
والأمر سهل على من سهله الله عليه
وتكون البداية بتصوير كتابه الصوارم والأسنة في الذب عن السنة
وهو مطبوع في المغرب وبيروت
ثم نسعى لتحصيل كتابه شن الغارات على أهل وحدة الوجود وأهل معية الذات
وهكذا حتى نأتي على تراثه العزيز
والله الموفق من استعان به وتوكل عليه
فالفزعة يا إخواننا لنشر تراث النابغة
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 12:03]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن الله إليك.
وإن أردتم أن نفرد موضوعا لذكر أساميهم فحيّهلا وحبذا وحبا وكرامة
نعم، نريد، وكيف لا والمقترِح ---؟!
ولكن أود لو ذُكر تحت كل اسم شهادة واحدة تكون أبرز وأهم ما قيل من شهادات لذلك العالم بالنبوغ، فمثلاً يذكر تحت ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - وإن كان نبوغه متواتراً - كلمة ابن دقيق العيد فيه، فالأصل في هذا الباب أنه كلما كانت الكلمة أعلى وقائلها أجل فهي أغلى وأحلى، ولكن قد يُخرَج عن هذا الأصل أحياناً، وذلك مثل أن يذكر تحت ترجمة الذهبي كلمة تلميذه غير البار: التاج السبكي، فالحق ما شهد به المخالفون.
ثم إنه لا بد من وضع بعض الضوابط الأولية أو الشروط المجملة المبيِّنة - إجمالاً - لمن يصح إدخاله في هذا الموضوع المقترح، ولعلك - أخي الفاضل - تتفضل بكتابتها.
هذا اقتراح وأمرنا شورى بيننا، والله الموفق.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 02:44]ـ
أثابكم الله وبارك فيكم
لكن عندنا الآن عملان كبيران
وأرى من الخير البداية بذكر المغمورين من الفضلاء الأكابر والعلماء
وبعد أن نقطع شوطا في ذلك بتوفيق الله وتيسيره ترتفع الهمة لذكر النبغاء من العلماء
فماذا ترون؟
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 03:22]ـ
أثابكم الله وبارك فيكم
لكن عندنا الآن عملان كبيران
وأرى من الخير البداية بذكر المغمورين من الفضلاء الأكابر والعلماء
وبعد أن نقطع شوطا في ذلك بتوفيق الله وتيسيره ترتفع الهمة لذكر النبغاء من العلماء
فماذا ترون؟
أما أنا فأرى ما ترى، ولكننا بحاجة إلى ضبط من يوصف بأنه مغمور، فرب عالم شهير في بلد وهو خامل الذكر في غيره، ورب عالم معروف عند طائفة من أهل العلم وهو مجهول عند غيرها، فإذن ستختلف الاجتهادات في هذا الموضوع، ولكن الأمر هنا هين لأننا في مقام مذاكرة، وسيكون موضوعاً نافعاً بإذن الله.
بارك الله في وقتكم وأعمالكم.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 03:55]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم وفي جهودكم
والحق ما ذكرتم
لكننا سنبدأ ونسدد ونقارب
وهذا مثال على حافظ مغمور مع الإشارة إلى سبب عدم انتشار علمه
سفيان بن زياد البصري
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 230 - 231: سمعت أبي يعظم شأنه ويقول: كان أحد الحفاظ تقدم موته
وأوضح كلامه أبو حاتم البُستي حين قال في الثقات 8/ 288: من الحفاظ كتب عن حماد بن زيد وأهلِ البصرة (عاجله) الموت فلم يُنتفع به مات قبل المئتين بدهر وكان صديقا لقتيبة بن سعيد
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 04:58]ـ
جزاكم الله خيراً؛ وهذا رابط لمغمور آخر يستحق الشهرة.
التنويه بأبي جعفر النحات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32177)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 05:08]ـ
جزاك الله خيرا
ومنهم الحافظ الفقيه محمد بن يحيى الهمذاني رحمه الله صاحب كتاب الصحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=554198&postcount=32
ـ[ابن السائح]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 05:12]ـ
ومنهم الشيخ صالح العراقي رحمه الله ورفع منزلته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=574942&postcount=2
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 09:31]ـ
جزاكم الله خيرا،
ورحم الله علماء السنة، وأجزل لهم المثوبة،
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 09:15]ـ
ومنهم العلامة النتيفي، انظر موضوع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39447
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 09:29]ـ
ومن هؤلاء العلامة نعيم النعيمي رحمه الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=219115&postcount=9
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:38]ـ
ولعلّ منهم: العلامة أبو محفوظ الكريم بن محمد أمير حسن بن محمد معصومي
فقد سئل الطريفي حفظه الله
السؤال الثالث عشر: من هو الشيخ الذي تأثرت به كثيراً؟
الجواب: العلامة النقاد أبو محفوظ الكريم بن محمد أمير حسن بن محمد معصومي، أحد علماء الهند، بل لا أعلم من يقاربه في تلك البلاد، وهو عالم زاهد مغمور، ختم الله لي وله برضاه.
ولا أعلم عنه شيئا غير هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 04:03]ـ
ولعلّ منهم: العلامة أبو محفوظ الكريم بن محمد أمير حسن بن محمد معصوم
فقد سئل الطريفي حفظه الله
ولا أعلم عنه شيئا غير هذا
لا شك أنه نابغة بل صاعقة من كبار الأذكياء
وقد كتب ترجمة لنفسه تراها في مقدمة بحوثه وتنبيهاته 1/ 63 - 70 - من مطبوعات دار الغرب الإسلامي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 04:14]ـ
لا شك أنه نابغة بل صاعقة من كبار الأذكياء
وقد كتب ترجمة لنفسه تراها في مقدمة بحوثه وتنبيهاته 1/ 63 - 70 - من مطبوعات دار الغرب الإسلامي
هلا أتحفتنا بشيء منها أستاذنا الفاضل، مع نبذة عن (بحوثه وتنبيهاته)
وجزاكم الله خيرا وعذرا على الإثقال
ـ[ابن السائح]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 04:50]ـ
هلا أتحفتنا بشيء منها أستاذنا الفاضل، مع نبذة عن (بحوثه وتنبيهاته)
أستاذي الكريم أبا مالك
بحوث الشيخ وتنبيهاته قد ملأتْ سِفريْن كبيرين
لكن
عند جهينة:) الخبر اليقين
فإما أن تسعى لتحصيل الكتاب
وأنا على يقين أنك إن شرعت في النهل منه لن تضعه إلا لصلاة مفروضة أو نوم غالب
وإما أن تتصل بالأستاذ أجمل الإصلاحي
وهو منك على طرف الثمام وذراع الحبل هنالك:)
وإن كان قد رحل إلى الهند فاقرأ ما دبجتْه يراعته في مقدمة البحوث والتنبيهات 1/ 13 - 53 فإن ما سطره فائق رائق شائق:)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 11:45]ـ
ومنهم علي بن محمد الترابي المروزي
قال ابن بشكوال في الصلة:
أخبرنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله قال: أنا أبو القاسم حاتم بن محمد - ونقلته من خطه - قال: أملي علينا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني - رضى الله عنه - قال:
لما وصلت إلى مدينة مرو من مدائن خراسان سمعت الجامع الصحيح على محمد بن عمر بن (شبويه) المروزي فسمعنا عن شيخ بها يروي الحديث فأتيناه لنروي عنه أيضاً وكان اسمه علي بن محمد الترابي يعرف به --- وكان الرجل إماما في الحديث
ـ[ابن السائح]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 11:54]ـ
ومنهم الحافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي صاحب التاريخ
وهو من شيوخ حمزة السهمي الذين نقل بعض أجوبتهم عن سؤالاته
وهو وإن كان مترجما في غير كتاب
لكنه غير مشهور بين الطلبة
وقل من يعرف كتابه تاريخ الكوفة
وهو من الكتب التي فات الأستاذ أكرم العمري أن يذكرها في موارد الخطيب
ـ[ابن السائح]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 12:10]ـ
ومن شيوخ حمزة السهمي الجرجاني الذين أفاد منهم وذكر أجوبتهم عن سؤالاته:
أبو محمد الحسن بن علي بن عمرو البصري المعروف بابن غلام الزهري
وحاله في عدم الشهرة قريب من ابن حماد الكوفي
وقد بث الذهبي شكواه من قلة ما وصله من أخباره وأحواله
ـ[ابن السائح]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 02:13]ـ
ومنهم أبو جعفر المصادري
وقد كتب النابغة أبو محفوظ الكريم المعصومي مقالا نفيسا ذكر فيه نُتفا من حياته وآثاره وتلاميذه ومن إليهم
وهو مطبوع ضمن بحوثه وتنبيهاته 1/ 95 - 121
وقد قال في طالعة مقاله: أبو جعفر المصادري -فيما يبدو- من أفذاذ الرجال في تاريخ الثقافة الإسلامية العربية بَيْد أنه لا يزال مغمورا أو مطمورا للغاية كلما نحاول التعريف والتعرّف به نكاد لا نجاوز تَيْنك اللفظتين - أعني الكنية والنسبة السالفتين
وقد استمر يُعرف بهما فقط منذ نبوغه في حقل العلوم والآداب حتى بعد مرور زهاء ألف عام على جيله
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 02:40]ـ
جزاك الله خيراً، ونرجو أن تواصل.
وهذا رابط تحته ما يصلح إن شاء الله لموضوعنا هذا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36120
والمقصود (أبو الفضل محمد بن عسكر المعروف بابن اللحية).
فمن هذا العالم؟!
ـ[طلال]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 12:22]ـ
نفع الله بكم اجمعين
واحسن اليكم^^
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:21]ـ
لا أملك كتابا من كتب النابغة
إنما تصفّحت كتابه الصوارم والأسنة في مكتبة من المكتبات العامة:)
الله أكبر
أول الغيث قَطْرٌ ثم ينهمر
دونكم كتاب الصوارم والأسنة فأمتعوا عقولكم بدراسته
ftp://ia341214.us.archive.org/2/items/books_328/sawarim_ibnabimedyan.pdf
وجزى الله أخانا الكريم الطيب الذي أتحفنا بالكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.atourath.com/montada/showthread.php?t=2446
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 10:27]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن عمر]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل ابن السائح جزاك الله خيرا
سمعت عن النابغة في شريط العلوم الشرعية للشيخ العلامة الددو
فقلت علي ان اعرف من هو هذا الشيخ الذي اثني عليه العلامة الددو حفظه الله كل هذا الثناء
وبحثت في google
وجدت رابطكم هذا وفرحت به فرحا كثيرا
واسئل الله ان يجزيك خيري الدنيا والاخرة علي نشرك سير هؤلاء العلماء
وان شاء الله سيكون لك الأجر ونعم الامر الذي فعلته
واتمني ان ينشر شرحه علي ألفية العراقي فقد اثني عليه الشيخ العلامة الددو قال عن شرحه ان افضل شروح ألفية وهي مصورة في مجلدين
قال حفظه الله " ويثبت كلام المؤلفين من كتبهم ينقله باللفظ، فلذلك يعتبر شرحه من أحسن شروح الألفية وأوسعها، "
وانقل لكم كلام الشيخ العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله
"
بالنسبة لمحمد بن أبي مدين ـ رحمة الله عليه ـ هو محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني، يرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق من جهة أبيه، ومن جهة أمه فأمه فاطمة ابنة الشيخ باب بن الشيخ سيديا مجدد العلم في قطر شنقيط، وقد اعتني به من صغره فتربى تربية من نوع خاص، ودرس كثيرا من العلوم ومهر فيها وبالأخص في علم العلل والرجال ومتون الحديث وكان ذا حافظة قوية، واشتهر بذلك من بين أقرانه، وبحدته وشدته في المناظرة حتى كان الناس يلقبونه بابن تيمية وانتشر هذا اللقب عنه، وهو من علماء أهل الحديث بمعنى السلفيين في البلاد، في بلاد شنقيط، وقد توفي ـ رحمه الله ـ عن اثنتين وثمانين سنة، عام 1397هـ تقريبا، وقد درس مختلف العلوم على كثير من الجلة العلماء الكبار، ومنهم شيخي محمد عال ولد عبد الودود، وجده هو الشيخ باب بن الشيخ سيديا، وأبوه أبو مدين الغوث بن الشيخ أحمدو، وعدد من العلماء، ترك كثيرا من المؤلفات لم يطبع منها إلا كتب يسيرة منها: كتاب الصوارم والأسنة في الذب عن حوزة السنة، وطبعته فيها بعض الأخطاء، لكنه مفيد جدا، وكذلك كتاب آخر في أحكام الرضاع وما ينشر الحرمة منه وما لا ينشرها وهو ـ رحمه الله ـ كان يميل إلى الاجتهاد المطلق، لم يكن مقلدا لمذهب من المذاهب على حال أهل الحديث، ولذلك كثيرا ما يخالف بعض علماء قطره ويقع بينهم ردود وكتابات في هذا الشأن، ومن أهم مؤلفاته شرحه على ألفية العراقي في المصطلح، فقد جمع فيه كل ما وصلت إليه يده من كلام أهل المصطلح، ويثبت كلام المؤلفين من كتبهم ينقله باللفظ، فلذلك يعتبر شرحه من أحسن شروح الألفية وأوسعها، وهو غير مطبوع لكنه مصور في مجلدين، وله كتب أخرى مثل أرجوزة له في التقيد بالسنة وعدم التقليد، وأرجوزة كذلك طويلة في أخلاق العلماء وطلاب العلم، له مؤلفات كثيرة، ويرثيه الشيخ محمد سالم ـ حفظه الله ـ عند موته بقصيدة يقول فيها:
*إن وجدي بخاتم الحفاظ **ضاق عنه مجامع الألفاظ*
*لست أنسى مواقف الجد منه ** حين يدعو الإسلام أهل الحفاظ*
*ينصر الحق في حشود عظام ** كخطيب مفوه في عكاظ*
*يؤثر اللين ما استقام له اللين فإن حال مال للإغلاظ*
*ذو وفاء وذو إباء وذو **علم وذو فطنة وذو استيقاظ*
*وسخاء بالمال والعلم والجاه ** وصفح عن زلة الإحفاظ *
*وشطاط إذا يقوم خطيبا ** يتحدى طوامح الألحاظ*
*ووقار وحكمة واحتقار لغرور المستكبر الجواظ*
*نال من باب جده وأبي** مدين حظا أناف فوق الأحاظي*
*ومن الخال جد أبناءه الغر الميامين سر الاستحفاظ*
*شحذوا منه في مكافحة البدعة عضبا على الرقاب الغلاظ *
إلى آخر القصيدة، ومراثيه كثيرة، وقد مات من غير مرض، ومن غير ضعف أيضا، بل كان في قوته وشدته، ما أعرف محفوظاته بالضبط لكنني أذكره وأنا صغير يحدث في المجالس الطويلة، يجلس ويحدث من حفظه بالمتون والأسانيد مثلا ساعات متوالية دون تلكأ ودون تغيير، وقد اشتغل بالحديث واشتهر به حتى قال فيه الشيخ محمد سالم في أبيات يقول فيها، في ذكر آبائه وأجداده:
*ففاقوا في القديم معاصريهم **وفقت رجال عصرك في الحديث*"
(المصدر سلسلة العلوم الشرعية الشريط الخامس)
http://www.dedew.net/index.php?k=2&A__=2&type=3&linkid=99
ومن اساتذة النابغة محمد عال ولد عبد الودود، جد الشيخ العلامة محمد الحسن الددو
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 06:39]ـ
الله أكبر
أول الغيث قَطْرٌ ثم ينهمر
دونكم كتاب الصوارم والأسنة فأمتعوا عقولكم بدراسته
ftp://ia341214.us.archive.org/2/items/books_328/sawarim_ibnabimedyan.pdf
وجزى الله أخانا الكريم الطيب الذي أتحفنا بالكتاب
http://www.atourath.com/montada/showthread.php?t=2446
الفزعة أخي السائح
الرابط لا يعمل!! ماذا أفعل!
أثابك الله على هذه الدرر و هذا الأسلوب الشيق جدا
و نحن في إنتظار المزيد .. و في إنتظار رابط ما من الإخوة أصحاب الأيادي البيضاء (إبتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 09:16]ـ
وفقك الله ... ورفع ذكركم كما أحييتم ذكر هذا العلم.
بلغني - والله أعلم - أن كتاب " المنيحة " طبعه بعض أهل سورية ... وقد كان الشيخ ابن أبي مدين ترك الكتاب عنده أثناء رحلته للحج ... فلعل بعض أهل الشام يوثق لنا هذا الخبر.
ـ[الباجي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 01:20]ـ
وهنا تجدون بعض شرحه على ألفية العراقي في المصطلح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123118
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 05:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الرابط لا يعمل.
ـ[الباجي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 03:20]ـ
الحمد لله.
أين الفاضل ابن السائح وفقه الله ... يبدو أنه سائح بين الطرائف والتلائد ... فلعله يأتينا بكل خير عما قريب ... وكما يقول شيخنا المنوني رحمه الله رحمة واسعة: البحث مرزاق.
ثم قدر الله أن أقف على ترجمة مختصرة للشيخ محمد بن أبي مدين رحمه الله بأخر الجزء الأول من كتاب " تراجم الأعلام الموريتانيين " من عمل الأستاذين: إبراهيم بن إسماعيل بن الشيخ سيدي ... وسيدي أحمد بن أحمد سالم ... المطبوع بأنواكشوط 1997م ... والذي شدني لهذا الترجمة أنها تزينت بتعليقات لابن الشيخ محمد بن أبي مدين أحمد ... كتبها الشيخ محمد سالم ولد عبد الودود (عدود) .. تقدمة لكتاب ابن أبي مدين في شرح ألفية الحافظ العراقي رحمه الله ... فرأيت أن أنقل بعون الله بعض مهماتها إثراءا لما خطته أنامل شيخنا ابن السائح نفع الله به ... واسهامًا في احياء ذكرى العلامة ابن أبي مدين رحمه الله رحمة واسعة ...
ـ[الباجي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 03:50]ـ
بسم الله.
عند الحديث عن مكان ميلاده قال ابنه أحمد معلقًا: (كان ميلاده في شهر نوفمبر 1903 ضحوة عند اعْوَيْنَاتْ إشِنْكَاطْ في نصف الطريق بين أبي تلميت والمذرذرة).
وتاريخها قال: (لعل الصواب 1321 هـ) تعليقا على سنة 1330 التي ذكرها المترجم.
وعند ذكر رحلاته وتطوافه البلاد قال: (حج محمد تسع مرات، وزار الشرق الأوسط سنة 1965م).
وعند ذكر مؤلفاته في التاريخ والسير قال: (له تراجم لأشخاص آخرين، مثل: الإمام ناصر الدين، ومحمد بن عبد الله والديين [كذا] بن محمد أحمد).
وعند الحديث عن شعره قال: (له ديوان شعري يربو على 1390 بيتا).
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 04:04]ـ
رابط كتاب الصوارم والأسنة لا يعمل أرجو اصلاحه
ـ[الباجي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 09:07]ـ
الحمد لله.
ومما ذكره مترجمه محمد سالم ولد عبد الودود من تآليفه غير ما ذكره شيخنا ابن السائح:
1 - تفسير سورة الفاتحة.
2 - نظم في اختلاف العلماء في رؤية النساء رب العزة في جنة عدن.
3 - نظم في تبيين حكمة تقديم السمع على الأبصار في الآي والأخبار.
4 - تحرير المسألة في الاختلاف في البسملة.
5 - نظم في الاجتهاد والتقليد ... مطبوع.
6 - مناسك الحج.
7 - نظم في بعض [كذا] الحكمين بين الزوجين.
8 - نظم في خصوص [كذا] الشعر من خصال الفطرة.
9 - الدرر الملفوظ في أجوبة الشيخ محفوظ.
10 - الأمالي في أجوبة أسئلة محمد اليدالي.
11 - نظم في اختلاف العلماء في فتح مكة هل وقع صلحا أو عنوة.
12 - نظم في الشهداء.
ونص في الترجمة أن اسم كتاب الشيخ ابن أبي مدين في شرح المقصور والممدود: تسهيل الورود إلى تحفة المودود في المقصور والممدود لابن مالك.
واسم كتابه في المنيحة: الطرفة المليحة في أخبار المنيحة.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك شيخنا الكريم، ونفع بك
أمتعتنا بهذه الترجمة الماتعة للعالم السلفي محمد بن أبي مدين رحمه الله رحمة واسعة وقدس روحه.
ولكنك نسيت لطيفة خفيفة-ابتسامة-، وما طالبتهم برفع كتابه المطبوع، الموسوم ب:"الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة"
فلعلك تكون سابقا لهذه التجارة النقية، وتصور الكتاب وترفعه في الألوكة التقية -ابتسامة-
ولك من أرق تحية
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 07:56]ـ
ولعلّ منهم: العلامة أبو محفوظ الكريم بن محمد أمير حسن بن محمد معصومي
فقد سئل الطريفي حفظه الله
السؤال الثالث عشر: من هو الشيخ الذي تأثرت به كثيراً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: العلامة النقاد أبو محفوظ الكريم بن محمد أمير حسن بن محمد معصومي، أحد علماء الهند، بل لا أعلم من يقاربه في تلك البلاد، وهو عالم زاهد مغمور، ختم الله لي وله برضاه.
ولا أعلم عنه شيئا غير هذا
وقد توفي هذا الشيخ النابغة البارحة، فرحمه الله رحمة واسعة ,,,
ـ[التنبكتي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 06:18]ـ
النابغة محمد بن أبي مدين بين شهادة العارفين وتجاهل المقيَّدين بفتنة الشهادات - وشيء من خبر المحنة بالشهادات الغرّارة!
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد، فهذه ترجمة مختصرة جدا للعلامة النابغة المحرّر المتبصّر، محمد بن أبي مدين بن أحمد بن سليمان الشنقيطي رحمه الله، كتبتها تعريفا ببعض مآثره، وإشادة بشيء من مفاخره، وإذا بارك الله في الوقت سأعود بإذن الله على هذه الصُّبابة بالشرح والبسط، والله الموفق.
اسمه ونسبه وحليته:
العالم الجليل، والمحدّث النبيل، والعلامة النابغة اللغوي المحرّر المتبصّر، محمد بن أبي مدين بن أحمد بن سليمان الشنقيطي.
مولده ونشأته وطلبه للعلوم وذكر بعض شيوخه:
ولد بنواحي مدينة بوتيلمت سنة 1322، وتربّى في حِجر جدّه لأمه الشيخ الأثري سيدي باب الذي تولى تعليمه وتدريسه، وأشرف على تكوينه العلمي والأدبي، حتى تفقه في الدين، وأخذ عنه أدب النفس وأدب الدرس، وكان يُلزمه بالمطالعة الدائمة الدائبة للكتب الضخمة وبسؤاله عن كل مشكل يعرض له، ومما قرأه: الصحيحان، وجامع البيان في تأويل آي القرآن وتاريخ الملوك والأمم كلاهما لابن جرير، ويُقال: إنه كاد أن يحفظ هذه الكتب عن ظهر قلب.
ونظرة في كتابه الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة: تشرف بك على طول باعه، وسعة اطلاعه،
وحسن تأتّيه، ولطف تهدّيه.
ودرس فنون اللغة والشعر على والده أبي مدين (ت1364 عن 73 سنة) – وكان عالما أديبا شاعرا -، وقد نقل في كتابه الصوارم 282 - 283 أبياتا نفيسة لأبيه في تقريظ كتاب إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين.
ودرس ابن أبي مدين النحو أيضا على العلامة اللغوي يحظيه بن عبد الودود حتى ظهرت نجابته، ووضح ذكاؤه وتميّزه.
ثم رجع ينهل من المكتبة النفيسة التي خلّفها جدّه العالم الجليل، وعكف عليها مطالعا كارِعا، مصنّفا مؤلّفا، بجدّ واجتهاد، وهَجْر للسُّهاد.
تعليمه وتدريسه:
ثم اشتغل بالإشغال والتدريس، وانتصب للإفادة، واجتمع عليه طلبة العلم واحتفلوا واحتشدوا من أنحاء بلاد شنقيط، ينهلون من معينه ويَرِدون، ويعلّون ويعبّون، حتى تخرّج به صفوة من أنجاب الطلاّب.
وقد عُيِّن مدرّسا في السلك النظامي في حدود سنة 1360، ولما افتتح خالُه عبد الله بن باب المعهد الإسلامي سنة 1379، انتُخِب للتدريس فيه من بين نخبة من أعيان علماء شنقيط، وأُسنِد إليه تدريس الحديث النبوي، وظلّ يُفيد طلبة العلم بهذا المعهد إلى أن نزل به الحمام.
تواليفه وتصانيفه:
له تواليف منها:
1 - الصوارم والأسنّة في الذب عن السنة، وهو مطبوع متداول.
2 – شنّ الغارات، على أهل وحدة الوجود وأهل معيّة الذات.
3 - ترجمة جدّه سيدي باب ابن الشيخ سيدي وعقيدته.
4 – تحريم الاشتغال بالفلسفة والمنطق!!
5 – شرح التذكرة والتبصرة للحافظ العراقي.
6 – شرح المقصور والممدود لابن مالك.
7 – كتاب المنيحة.
8 – ديوان شعره.
رحلاته وجولاته:
كان – رحمه الله – رحّالا في الأقطار، جوّالا في الأمصار، كثير الأسفار، مُولعا بجمع وجلب نفائس الأسفار، وقد حجّ بيت الله الحرام ثمان مرات، وكان ينتهز فُرص تنقّلاته للدعوة إلى الله تعالى، وكان داعية إلى التوحيد، رادّا على المبتدعة، مُفيدا في الحديث وفنونه.
وكان كثير الزيارة للمغرب الأقصى، محاضرا مفيدا، مشاركا في الملتقيات العلمية، التي يحتشد ويحتفل فيها العلماء وطلبة العلم، وقد بثّ في كثير منهم حبّ السلف والتعلّق بنهجهم الرشيد السديد.
وقد ابتعثته حكومة بلده سفيرا في مهامّ دينية وثقافية وسياسية، التقى كثيرا من العلماء والزعماء، مما أكسبه صِيتا طيبا في البلاد التي زارها، وأفاد صداقة جملة من العلماء والقادة.
ثناء أهل العلم عليه:
قال العلامة النابغة تقي الدين الهلالي:
هو العلامة السلفي المحدث الأصولي المفسر الأديب الشاعر المتفنن.
وهذا الرجل نادرة زمانه يحتاج إليه أساتذة الأزهر وأساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكل جامعة عربية، لا أقول الطلبة، بل الأساتذة!
ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان: عموم الجهل والتقليد فيهم، وسَيْرِهم على صراط معوجّ؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المُزَيَّفة التي يحصل عليها كثير من الدوابّ! فيتسنّمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، فوالله الذي لا إله إلا هو لو ظفر بهذا الرجل أساتذةُ الجامعات في أوروبّه؛ لاستفادوا من علمه، وبذلوا النفس والنفيس في خدمته، ولكن كما قلنا: من ضلالات العرب أنهم يتركون العين ويطلبون الأثر!
باعتمادهم على الشهادات، فهم كما قال الشاعر:
ولو لبس الحمار ثياب خزّ ... لقال الناس يا لك من حمار
فكذلك الجاهل إذا أخذ الشهادة من الجامعة يقول الناس: يالك من عالم! وإذا لم تكن له شهادة يقول أشباه الناس: يالك من جاهل!
هذا كلام النابغة الرحال الجوال السائح في أرض الله النابغة الهلالي، المدرّس في كثير من أشهر معاهد وجامعات العالَم، في الهند، وألمانيه، والمدينة، والمغرب، وليس من كلام أخدان الزوايا، وأحلاس التكايا!
يُتبع بتوفيق الله.
بارك الله فيك
وحبذا تكرمك بالعزو إلى موضع هذا الثناء العطر من الإمام / تقي الدين الهلالي
على الشيخ المصلح/ محمد أبي مدين
لكي تكتمل الفائدة و يحصل التوثيق , ونحن نتنظر إتحافكم لنابها على رضف
وبوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تمام الهلالي]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 02:19]ـ
لو تكرمتم بإعادة رفع كتب العلامة محمد بن أبي مدين رحمه الله فإن الروابط لا تعمل ... مشكورين.(/)
(خاطرة): (الثناء الإيجابي، والآخر السلبي).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 10:56]ـ
(خاطرة): (الثناء الإيجابي، والآخر السلبي).
البعض منّا -عن غير قصد-، يريد الثناء على أخيه، فيصدر منه بعض العبارات ذات الوقع السيّء على النفس، منها مثلا:
(لا شلت يمينك)
فهذا دعاء سلبي
=
لا أعمى الله بصرك
لا بتر الله ساقك
لا قصف الله عمرك
لا تهشمت عظامك:)
أين الدعاء الإيجابي؟!
أضحك الله سنّك
أطال الله عمرك
مدّ الله لنا في عمر مولانا الأمير:)
يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في تقريب التدمرية:
(ألا ترى أنك لو مدحت ملكًا، فقلت له: أنت كريم، شجاع، محنَّك، قويّ الحُكم، قاهر لأعدائ ... إلى غير ذلك من صفات المدح، لكان هذا من أعظم الثناء عليه، وكان فيه من زيادة مدحه، وإظهار محاسنه ما يجعله محبوبًا محترمًا؛ لأنَّك فصّلت في الإثبات.
ولو قلت: أنت ملك لا يساميك أحدٌ ملوك الدنيا في عصرك؛ لكان ذلك مدحًا بالغًا؛ لأنك أجملت في النفي.
ولو قلت: أنت ملك غير بخيل، ولا جبان، ولا فقير، ولا بقّال، ولا كنّاس، ولا بيطار، ولا حجّام ...
وما أشبه ذلك من التفصيل في نفي العيوب التي لا تليق به؛ لعُدّ ذلك استهزاءً به وتنقّصًا لحقّه).اهـ
ومن هذا الباب القول الشائع –وهو في نظري معيب-:
( ... والعذر عند الكرام مقبول)
طب هب أنه لم يقبل عذرك، أيخرج من دائرة الكرماء؟!
وممكن تعديل هذه العبارة الشائعة، بهذه الصيغة -مثلا-:
( ... ورجائي قبول عذري بين يديكم)
أوما شابه ...
كانت هذه خاطرة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 11:51]ـ
لا شلت يمينك (ابتسامة)
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:43]ـ
جزاك الله خيرا أخي أشرف
وبارك الله فيك شيخنا عبدالرحمن والله لقد ضحكت حتى ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 12:47]ـ
:)
جزيتما خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 02:52]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
كلامك صحيح بارك الله فيك، ولكنه لا يجري - والله تعالى أعلم - على بعض العبارات التي جرت مجرى المثل في الدعاء، واستعملها العرب في كلامها، مثل (لا فض فوك) (لا شلت يمينك) وكذلك بعض الأدعية التي ظاهرها الذم وهي مدح! مثل (قاتله الله ما أشعره)، (تربت يداك)، (ولي أمه مسعر حرب)
والله تعالى أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:42]ـ
الأخ الكريم / أشرف بن محمد
بارك الله فيك، ورحم الله والديك، وجزاك خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
الثناء الإيجابي والسلبي مطلوب خاصة في هذا الزمن الذي جمدت فيه الأخلاق، وضاقت فيه النفوس .....
ويسعد طالب العلم في مثل هذه المنتديات، وتلك المجالس العلمية ليثني على إخوانه، ويشكرهم، ويدعو لهم .... كِفاء مايقدمونه له من علم وأدب وخلق ....
وهم أحق الناس بالثناء بعد والديه وأهله.
أسأل الله أن يصلح الحال.
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:41]ـ
رفع الله قدرك أخي الكريم
أطال الله عمرك
مدّ الله لنا في عمر مولانا الأمير:)
لو قُيدت بالطاعة لكان حسناً، أما هكذا لا ينبغي فطول العمر قد يكون شر ووزر على صاحبه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 11:55]ـ
أخي الكريم،
ثمة فرق بين التقرير والحكاية ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 11:59]ـ
المشايخ الكرام، جزاكم الله خيرا
ـ[خالد العامري]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:49]ـ
بوركتم يا شيخ أشرف.(/)
ما هي كنية الشوكاني؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 01:00]ـ
السلام عليكم
ترجم الشوكاني لنفسه في البدر ولم يذكر كنيته
وكذا نظرت في بعض كتب التراجم كالأعلام وغيره فكلهم لم يذكر كنيته
وكان للشوكاني ابنيه عليّ وأحمد ولا أدري هل له غيرهما أم لا؟؟
وعليّ أكبر من أحمد
فمن وقف على كنيته منصوصا عليها في أحد المصادر؟؟؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:23]ـ
الذي أعلمه أن الشوكاني لم يعرف بكنية ولم نسمع من أحد من مشايخنا حتى الذين روو عنه بواسطتين تكنيته لكن ولده الكبير علي ولقب علي جمال الدين لأن أهل اليمن في تلك الفترة يلقبون كل من اسمه علي بجمال الدين وكل محمد بعز الدين وهم اليوم يلقبون عليا بالجمالي ومحمد بالعزي ولكن لم نعلم أحدا لقب الشوكاني بعز الدين مع أن اسمه محمد.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 03:41]ـ
جزاك الله خيرا
لعلّ في كتب صديق حسن رحمه الله ذكر لكنية الشوكاني رحمه الله
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 12:18]ـ
جزاك الله خيرا
لعلّ في كتب صديق حسن رحمه الله ذكر لكنية الشوكاني رحمه الله
لم تقابلني أي كنية له في كتب الإمام العلامة صديق حسن خان رحمه الله.
ولم أستقصى الأمر فلعل أحد عنده المزيد.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:48]ـ
مر علي في تفسيره رحمه الله قوله: قال أبو علي ... يعني نفسه.
لعله في سورة المائدة.
لعل من لديه إحدى المكتبات الإلكترونية يبحث بواسطتها.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 11:09]ـ
شكر الله لك
يحتمل أنه أبو علي الفارسي
والأقرب في كنية الشوكاني أنه أبو علي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=789128
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 10:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الحبيب أبو المقداد كتب: (مر علي في تفسيره رحمه الله قوله: قال أبو علي ... يعني نفسه).
أقول: أحضر هذا الموضع، وسأثبت لك (إن شاء الله) أنه لا يعني نفسه ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 10:33]ـ
الأخ الحبيب أمجد كتب: (والأقرب في كنية الشوكاني أنه أبو علي).
أقول: لم أتبيّن وجه القرب ودليله، وعندي نسختان من "الرسالة المستطرفة" وفيهما: ( .. للقاضي أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشّوكاني ثم الصّنعاني اليمني المتوفَّى بهجرة سنة خمسين أو خمس وخمسين ومئتين وألف).
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:27]ـ
رأيتُ أمس في مكتبة قريبة ملحقاً بإحدى طبعات نَيْلِهِ فاتني أن أعرف طابعها ومحققها.
في هذا الملحق ترجمتان للشوكاني ذكر محقق تيك الطبعة أنهما لم تنشرا قبله. وثانية الترجمتين منتزعة من (نفحات العنبر) لتلميذ الشوكاني: إبراهيم بن عبد الله الحوثي، جاء فيها:
القاضي العلامة أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد الشوكاني.
ولو استطعتُ سأعود بإذن الله إليها لأعرف الطابع والمحقق.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:37]ـ
سبحان الله، بعد هذا الذي نقلتُ آنفاً بحثتُ في الـ google عن: "نفحات العنبر للحوثي" فوجدت هذا ( http://lib.hadith.ac.ir/Default.aspx?page=showarticle&articleid=3357) :) .
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 11:20]ـ
وهذه صورة للترجمة من نفحات العنبر
وأمهلوني بإذن الله أقل من أسبوع ولعلي أقدم لكم ما يرضيكم، حيث مصادري اليمينة مختبئة بين الكتب لعلي أقوم بفرزها واستخراجها خلال هذا الوقت الذي حددت.
وبالنسبة لمن قال أن الكتاني ذكره بكنية (أبي عبد الله) فلم أر ذلك في فهرسته على أني قد نخلتها نخلا، إلا ما ذهلت عنه؛ فلم أجد هذه الكنية. فالله أعلم
ـ[ابو بردة]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 11:35]ـ
الغريب في اسمه رحمه الله
مُحُمّد بضم الميم والحاء وليس بفتح الحاء على الجادة كما مر عليّ
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 11:42]ـ
قرأت في بعض كتب التراجم ترجمة الشوكاني ولكني لا أذكر الكتاب،وبالجملة هو يكنى بأبي علي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 01:22]ـ
قد أفرد ترجمته تلميذه الأديب محمد بن حسن الشجني الذماري (ت/1286هـ) بمؤلف سماه: (درة التقصار في جيد عالم الأقاليم والأمصار) قصره على ذكر مشايخه، وتلامذته، وسيرته، وما انطوت عليه شمائله، وما قاله من شعر، وما قيل فيه، جاء في مجلد ضخم.
مخطوط بالمكتبة الغربية لصنعاء، وتوجد نسخة في مكتبة أميري في استانبول برقم (2525)، وأخرى بمكتبة محمد بن علي الأكوع بتعز.
* وهذه بعض مصادِرُ ترجمتِهِ:
1ـ البدر الطالع (2/ 214)، للشوكاني.
2ـ أبجد العلوم (3/ 201)، لصدِّيق حسن خان.
3ـ التاج المكلل (ص 305)، لصدِّيق حسن خان.
4ـ هداية العارفين (6/ 365)، للبغدادي.
5ـ إيضاح المكنون (1/ 11، 15، 20، 58)، للبغدادي.
6ـ الرسالة المستطرفة (ص 114)، للكتاني.
7ـ فهرس الفهارس (2/ 1082)، للكتاني.
8ـ معجم المؤلفين (11/ 53)، لعمر رضا كحَّالة.
9ـ المجدِّدون في الإسلام (ص 472)، لعبدالمتعال الصعيدي.
10ـ نيل الوطر (4/ 447)، لزبارة.
11ـ طبقات فقهاء اليمن (ص 22)، للبجلي.
12ـ الأعلام (6/ 298)، للزركلي.
13ـ درر الحور العين (11/ 53)، للجَحّاف الصنعاني.
14ـ سيرة الهادي (ص 91)، للذِّماري.
15ـ الديباج الخسرواني (ص 257)، لحسن بن أحمد عاكش.
16ـ التبريز في تراجم العلماء ذوي التمييز (ص 35)، للجُندار.
17ـ الإمام الشوكاني ومنهجه في أصول الفقه للدكتور شعبان محمد إسماعيل.
18ـ معالم تجديد المنهج الفقهي (أنموذج الشوكاني) لحليمة بو كروشة.
19ـ الإمام الشوكاني مُفَسِّرًا للدكتور محمد حسن بن أحمد الغماري.
20ـ الشوكاني حياته وفكره للدكتور عبدالغني قاسم غالب الشرجبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 02:24]ـ
«العقد الثمين»
«في اثبات وصاية امير المؤمنين»
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
تقديم وتحقيق عدنان السيد علي الحسيني
في كتاب العقد الثمين، تحقيق السيد علي الحسيني أتى بكنية الشوكاني: أبوعبدالله، والأهم في نظري من معرفة الكنية هو الإطلاع على هذا الكتاب (أو الرسالة) الذي يعتبره الشيعة وثيقة ضد السنة، ومحاولة استكشاف ما فيه، فربما يكشف جانبا من حياة الإمام السلفي الشوكاني رحمه الله، وقد يكون في هذه الرسالة المحققة بتر وتدليس وافتراء على الإمام الشوكاني رحمه الله كعادة الشيعة مع كتب أهل السنة وأقوالهم.
-------------------------
5 - ثم عمدت الى كتابة ترجمة للمصنف صدرت بها الرسالة،
وقد راعيت فيها الشمولية لمختلف جوانب حياته الى
جانب الايجاز بما يتناسب وصغر حجم هذه الرسالة.
ويجد القارئ ترجمة اخرى في آخر الرسالة وقبل الملحق
بعنوان: (نبذة يسيرة من ترجمة المؤلف)، وهي بقلم محمد
زبارة الحسني الصنعاني صاحب كتاب نيل الوطر، ابقيتها كما
هي، لكونها بقلم احد مؤرخي اليمن، ومن ابناء بلدة
الشوكاني (صنعاء). وقد اشرت اليها في الفقرة (1) ايضا، ولهذا
اقتضى التنويه لئلا يلتبس الامر ويظن التكرار.
ترجمة المصنف الشوكاني
محمد بن علي بن محمد بن عبداللّه، ابو عبداللّه الشوكاني
الخولاني الصنعاني،
http://www.islamicfeqh.com/books/SAMIN/samin001.htm
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:18]ـ
أحبتي الكرام بارك الله بكم جميعا وسدد خطاكم ونفع بكم آمين.
كنت فيما مضى لا أعلم حقيقة منذ متى، قد علّقت أن الإمام الشوكاني رحمه الله كان يلقب بلقبين، هما:
(أبو علي) و (أبو عبد الله)
وقد إلتُمس لبيان ذلك مسلكين:
أولهما: أن تكنيه بـ (أبي عبد الله) كان قبل أن يعقب، ويرزقه الله بالذرية، فلما أعقب إستقر الأمر بعد التسمية على (أبي علي).
ثانيهما: أن تكنيه بـ (أبي عبد الله) كان في أول الأمر لما أن ولد له (عبد الله) فمات سقطا، أو صغيرا، ثم لما رزقه الله بـ (علي) تكنى به.
هذا ما كنت قد علقته منذ زمن بعيد، ويعلم الله أن الزمان بعد لأن أتذكر شيئا من ذلك.
على أن التكني بـ (أبي علي) اعتمده المصنفون القدماء، بعكس التكني بـ (أبي عبد الله) فاعتمدها المتأخرون.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 08:55]ـ
أخي الكريم (مسلم بن عبدالله)، تحية طيبة، وبعد:
قلتَ: ((نفحات العنبر) لتلميذ الشوكاني: إبراهيم بن عبد الله الحوثي)
"لتلميذ الشوكاني"
لعلك تتفضل بذكر مصدرك في ذلك، مع الشكر والدعاء لك بالتوفيق.
ـ[أبوشاد]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 09:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخوان: لقد وجدت ذكر كنيته في رسالة ماجستير عند ترجمة الباحث للشوكاني، حيث قال في ص27:
((هو القاضي العلامة أبو علي، بدر الدين، محمد بن على بن محمد بن عبد الله بن الحسن الشوكاني ثم الصنعاني كما ترجم لنفسه، وانتهى بنسبه إلى (الدعام) أحد زعماء اليمن في عهد الإمام الهادي إلى الحق، وأشار إلى أن الهادي ذكره في إحدى خطبه من أنصاره الذين أعانوا على قدومه إلى اليمن، ثم ينقل عن الكتب التي تتبعت نسب الدعام إلى أن رفعه إلى آدم عليه السلام، وذلك عند ترجمته لوالده.))
والرسالة هي: المسائل التي انفرد بها الإمام الشوكاني في الحدود والجنايات للباحث: إبراهيم عبد الرحمن العراقي، وقد قدمها إلى جامعة أمدرمان الاسلامية في السودان في سنة 2004م. وقد وثق الباحث كلامه في الرسالة، لم أر ضرورة ذكر مصادره هنا.
وبارك الله في الجميع.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 04:08]ـ
الأخ الكريم/ أبوشاد، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الداعي إلى ذكر المصدر موجود .. وهو أن الباحث المذكور في كلامك: زعم أنّ الشوكاني ترجم لنفسه مُثبتا كنيته في ترجمته .. وهذا غير صحيح .. ولو صحّ لمَا طال الكلام ..
ـ[أبو عبدالله اليماني]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 01:20]ـ
الغريب في اسمه رحمه الله
مُحُمّد بضم الميم والحاء وليس بفتح الحاء على الجادة كما مر عليّ
إن كان كما قلت فهو صحيح، لإن بعض العائلات في اليمن تسمي مُحُمد على عكس المعروف ..
جزاك الله خيراً على هذه المعلومة الفريدة والتي لم أعرفها من قبل حول الشوكاني رحمه الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 03:57]ـ
الأخ الكريم/ مسلم بن عبدالله، تحية طيبة، وبعد:
أرجو أن تذكر مصدرك .. ؛ وإلا فظاهر الأمر أنك قد أخطأتَ ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 04:34]ـ
تتصل رواية علماء ضمد في المخلاف السليماني لكتب الإمام الشوكاني بابنه علي بن محمد الشوكاني و أجلُّ من يروي عنه منهم عالم ضمد في زمانه ومؤرخ بلده وأوانه: الحسن بن أحمد المعروف بعاكش الضمدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 12:13]ـ
الغريب في اسمه رحمه الله
مُحُمّد بضم الميم والحاء وليس بفتح الحاء على الجادة كما مر عليّ
أشكرك أخي أولا.
ثم هلا تفضلت بذكر المصادر التي وجدت فيها هذا الضبط.
لأن ما أفهمه: أن ضم الحاء مرده للهجة، فأصحاب المرتفعات الغربية وخصوصا أصحاب صنعاء وما جاورها- أي التي ولد ونشأ فيها الإمام- تنطق الاسم الشريف كما ذكرت.
أما من ينطقه اسما لا لهجة بضم الحاء، ولكنه يضيف إليه همزة وصل في أوله هكذا: امْحُمَّدْ. فهم أصحاب تهامة كأبناء محافظة الحديدة وما جاورها، ولا غرابة أن تجد في البيت الواحد ولدين اسم الأول مُحَمد، والثاني امْحُمد، مع التنبيه أنهم لا ينطقون الأول بضم الميم بل فتحه هكذا: مَحَمَّدْ.
يستثنى من ذلك طبعا من تحدث بالفصحى.
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 12:18]ـ
وهذه صورة للترجمة من نفحات العنبر
رعاك الله أخي الكريم.
وليتك تتفضل مشكورا بصورة أوضح وأكمل، نظرا لصعوبة القراءة في الصورة المرفقة، ولو أرفقتها كاملة بحيث لا يشك مطلعها أنها من المصدر المذكور.
وجزاك الله خيرا.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 12:03]ـ
.
ثم هلا تفضلت بذكر المصادر التي وجدت فيها هذا الضبط.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=935597
المشاركة رقم 281=282
ـ[الحافظ ابن قطلوبغا]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 02:45]ـ
الأخ الحبيب أمجد كتب: (والأقرب في كنية الشوكاني أنه أبو علي).
أقول: لم أتبيّن وجه القرب ودليله، وعندي نسختان من "الرسالة المستطرفة" وفيهما: ( .. للقاضي أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشّوكاني ثم الصّنعاني اليمني المتوفَّى بهجرة سنة خمسين أو خمس وخمسين ومئتين وألف).
بارك الله فيك
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 02:57]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=935597
المشاركة رقم 281=282
جزاك الله خيرا يا ابا بردة.
وقد طالعت الرابط، وما ورد فيه يؤكد ماقلته سابقا في مشاركتي.
والأخ الذي سمع نطق الاسم مباشرة من الشيوخ، فيه تأكيد كبير لقولي، لأن الشيوخ الذي سمع منهم من كبار الزيدية المعتدلين المعاصرين، وهم من أبناء المرتفعات الغربية كصنعاء وما جاورها، وتلك لهجتهم في نطق الاسم.
ولو سمعه مثلا من أحد شيوخ تهامة، فسيسمعه بفتح الميم والحاء معا هكذا (مَحَمَّدْ).
إلا أن وقف البعض على تأكيدٍ وتنبيه من العلماء موثق المصدر على أن الاسم بخلاف ماذكرت، فسننظر في ذلك ان شاء الله.
ووفق الله الجميع لكل خير.(/)
ملاك قادر على عد كل شئ الا شئ واحد ........... ؟؟؟؟؟
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 03:27]ـ
ورد في الأثر والمعنى صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليلة المعراج عندما
وصلت إلى السماء رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف اصبع وكان يعد بأصابعه
فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله، فقال إنه ملك
موكل على ... عدد قطرات المطر النازلة إلى الأرض
فسألت الملك: هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق الله الأرض؟
فأجاب الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق نبياًَ إني لأعلم عدد
قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة
وكما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فتعجبت من ذكائه وذاكرته في الحساب
فقال الملك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من
الأيدي والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد
فقلت له وما ذاك الامر؟
قال الملك: إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك
... فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك
فأكثروا من الصلاة على النبي الأكرم والرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
... اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم لا اله
الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 06:04]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة
هل ذكرت مصدر هذا الأثر
وفي ظني أنه لايثبت
ـ[الواضح2]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 10:59]ـ
رقم الفتوى: 62461
عنوان الفتوى: رتبة حديث "رأيت ملكاً له ألف .. "
تاريخ الفتوى: 16 ربيع الثاني 1426
السؤال
هل الرواية هذه صحيحة يا شيخ أفتونا جزاكم الله عنا خيرا
ملك قادر على عد كل شيء إلا شيء واحد
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليلة المعراج عندما وصلت إلى السماء رأيت ملكاً له ألف يد وفي كل يد ألف إصبع وكان يعد بأصابعه، فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله، فقال إنه ملك موكل على عدد قطرات المطر النازلة إلى الأرض .. فسألت الملك: هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق الله الأرض؟
فأجاب الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق نبياًَ إني لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة وكما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر.
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فتعجبت من ذكائه وذاكرته في الحساب ..
فقال الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من الأيدي
والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد.
فقلت له: وما ذاك الأمر؟
قال الملك: إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك.
فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك ....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الكلام لم نجده إلا في بعض المنتديات، وبعضها يشكك في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ويحتج به على بطلانها، ومن أمارات الوضع الظاهر فيه ركاكة الألفاظ.
علما بأن بعض كلماته من اللغة الحديثة التي لم تكن معروفة الاستعمال في هذه المعاني في القديم، ومنها الذاكرة والوظيفة والمحفل.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
منقول للفائدة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 12:10]ـ
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه(/)
فائدة عظيمة من فتح الباري لابن رجب
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 12:28]ـ
ذكر الحافظ ابن رجب عند شرحه لحديث ((أنا أعلمكم بالله))
الفوائد التالية:
* فنسبة التقصير إليه في العمل لاتكاله على المغفرة خطأ فاحش , لأنه يقتضي أن هديه ليس هو أكمل الهدي وأفضله , وهذا خطأ عظيم , ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ((خير الهدي هدي محمد))
ويقتضي أيضا هذا الخطأ: أن الاقتداء بهديه في العمل ليس هو الأفضل بل الأفضل الزيادة على هديه في ذلك , وهذا خطأ عظيم جدا , فإن الله تعالى قد أمر بمتابعته وحث عليها , قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)).
فلهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول يغضب من ذلك غضبا شديدا, لما في هذا الظن من القدح في هديه ومتابعته والاقتداء به.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 08:39]ـ
جزاك الله خير يا أخي الكريم ابن رجب، ورحم الله الحافظ ابن رجب، فيا ليت أهل البدع يسمعون ويعون ويفهمون ما كتب، ليعلموا أنما هم في ضلال .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 02:20]ـ
أحسنت أخي ابن رجب
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ونحن في إنتظار المزيد زادك الله منفضله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:19]ـ
وأياكم(/)